8625 2019 15 1440 10 24 ضمْي اـمـكُ - Al-Watan · $8625( ددعلا م2019 ليربأا...

Preview:

Citation preview

$ال�شنة )24( - االثنني 10 من �شعبان 1440هـ املوافق 15 اأبريل 2019م العدد )8625(18

اتجاهات ثقافية

بين حرفين

اإلحـسـاس !غ

كـمـا يمض

وح والعينني اأن تقف اأنت، اأنت، عند باب احلياة واأنت ال كم يرهق الر

تلوي على �شيء، وال تفكر يف �شيء، ال �شيء اأكرث من حنينك اإىل زمن

امل�شاركة واالندماج، االندماج باأحر االأنفا�س يف حياة النا�س..

واإذا االإن�شانية، ثوب ي�شقط بالغياب املميت اإح�شا�شك ر�شيف عند

بجثتك تقف عارية، عارية هي من مل�شات الرحمة والدفء تلك التي

تعيد االعتبار ل�شقف اآدميتك املنهار..

- اأنت الذي تطحنك رحى الن�شيان ما جدوى اأن تكون �شقيق االإن�شان؟!

م اأظافر االأمل لتقوى على - اأنت الذي ياأكلك هجر االأمل كيف لك اأن تقل

التعاي�س معه على االأقل؟!

ن �شتمر تعويذة باأي الن�شيان، رحلة يف احلرمان من الهارب اأنت -

قدميك لتقفا جمددا عند باب االإن�شان؟!

والالعودة الالرحمة ياط ب�س جلدا بالإعدام عليك املحكوم اأنت اأنت، -

اإىل املدخل اأن ت�شتعيد مفاتيح والالبقاء والالجناة والالحياة، هل لك

احلياة؟!

حقك تن�شف اأن معناه والتقبل التعاطف مــن �شيئا تلتم�س اأن

اع قطار املوت ن الطبيعي يف احلياة، كما ي�شاء لك موالك، وال ي�شاء �ش

على امتداد �شكة احلياة..

املوت جحيم من الــهــارب هــذا يا احلــيــاة، كتة و�ش احلياة كة �ش بني

بجعبة واإذا يتوقف، بزمنك فــاإذا �شاعتك، عقارب تتجمد ل، املوؤج

�شربك تنفد، واإذا بدخان الليل، ليلك، ينت�شر ويتمدد ويزحف..

لة ل�ستئناف موعدها مع وحدها �سفرية خيوط القدر تتاأهب م�سرت�س

والرتجي النتظار حبل ووحده اأنت، اأنت، �سقوطك ال�سقوط، رحلة

يلتف حول عنقك ليلدغك لدغة ثعبان خرب احلفر التي ت�شتدرج اإليها

قدميك..

الذي ذا ومــن رو�شيا، حميطات على جمــددا م�شرعة اليوم نوافذنا

Bogdanov بيل�سكي بوغدانوف �ساحبنا غري انتظارنا يف �سنجده

افة يف مرمى الر�شم والت�شكيل.. Belski �شاحب االأ�شابع الهد فيها الر�سم حياة رير بوغدانوف بيل�سكي، هذا، ا�ستهر بلوحاته التي �س

�سغرية متت�ص وح�سة الواقع وده�سة النهايات.. ومن هنا تاأتي اأهمية

اة امل�شم اإنها لوحته لها مبا وقفنا عنده من فقرات، دنا مه التي لوحته

..»At the door of the school ة »عند باب املدر�ش

�شوت ويتقل�س احلــرمــان فعل يتج�شد الغنب م�شاهد اأعــمــق يف

عن للتعبري كمدخل التثاوؤب يف ع�سالته رغبة وتنكم�ص الإن�سان

ته الق�سوة اأبعد ب�سنوات رير حقه يف التمدد على �سرير احلياة الذي �س

مع عناقا بالتجاوب للروح ياأذن الذي ذاك الناعم امللم�ص عن �سوئية

طائر الفرح الالمرئي..

بطل »At the door of the school ــة ــدر�ــش امل بــاب »عند لوحة بطل

لأن ملاذا؟ عقلك، لك ر و ي�س قد مما واأكرب اأعمق ماأ�ساته لكن �سغري،

اأنه �شحيح الفنان، بيل�شكي بوغدانوف عن يخرج ال اللوحة بطل

��ارة بالطمئنان يف دروب و�سوارع مرالأ بطل �سغري، لكن خطواته غري

بني الإن�سان مل تكن يوما �سغرية..

تلك دروب �سيقة، بل هي اأ�سيق من قمي�ص احللم يف و�سع اليد على

التمزق رحلة يف املنفي قلبك قلبك، اإال مفتاحه يكون لن رغبة قفل

اقة للتلظي.. والت�سظي، قلبك الراق�ص رق�سة الحت�سار يف عيون ذور

بوغدانوف د يج�س الذي ال�سغري ال�سورة بطل متوقع اإىل نظرنا اإذا

بالنظر الهام�س يف مكانه ياأخذ الراغب هو باأنه �شنجد بيل�شكي،

ه م لن�س اأو املدر�سة، كونه على نختلف ل الذي الرغبة مو�سوع اإىل

باخت�سار ف�ساء التدري�ص..

ب اأن نلقيها على م�ساحة ف�ساء التدري�ص الأبعد من ر نظرة اأخرى ن

يد حتلم بالقب�ص على احللم، فاإذا باأ�سابع املعنى اخلفي ت�سري اإىل

حقيقة واحدة ال نختلف فيها اأنا واأنت يا �شديقي: اإنها مواقع الفراغ..

ومن ثمة؟!

اأن هذا يوحي بب�شاطة بات�شاع امل�شاحة الفا�شلة بني د ومن ثمة جن

الذات واملطلب، بني الفاعل والرغبة يف الفعل يف ظل العجز الناطق

به ل�شان القدرة..

�سيئا يقول الو�سع هذا اإن للطفل. اجل�سدي الو�سع عند الآن لنقف

التجربة يف لالنخراط الطفل جهة من الكلي ال�ستعداد هو واح��دا

به واالعـــراف بالدخول االإذن هو ينق�شه ما كل وكــاأن التعلمية،

كطالب يف الف�شول..

االأ�شنان له ق ف ت�ش �شتاء مو�شم من هــارب اإنــه تقول الطفل مالب�س

والعني �ساحبه، يف�سح الفقر اأق��ب��ح��ه! ما الفقر لكن ا�سطكاكا،

واد ليل الفقراء.. ع ليال ب�س الب�سرية ل تقوى على اأن تخيط وترق

اتفق( بي املهرئة )مبا فيها احلذاء ال�شتوي امل�شنوع كما مالب�س ال�ش

نا اإح�سا�س ي تقو املقابل يف لكنها بالغربة، اإح�سا�سه من ت�ساعف

بال�شفقة عليه..

قة، حد اأن تك�سف �سيئا من اجل�سد وتعريه، كما اأن هذه املالب�ص املمزر

روحيا، له القبول ميزان يف الر�سا بعني الطفل نزن اأن اإىل تدفعنا

�شفاء يكفينا ذلــك، على ي�شجع ما املوؤ�شرات من ثمة واأن ال�شيما

ب�شرته ونقاء �شعره..

اإنها الداخلية، الطهارة على يحيل ما والنقاء( )ال�شفاء معا وفيهما

الناظرين من حتت الآخرين الروح يف عيون ن تثم التي الطهارة تلك

هد احلكمة.. جمهر التاأمل الرامي اإىل تقطري �س

فماذا عن الع�شا:

�س بها ال�شبي طريقه؟! - هل يتح�ش

- هل هي احلائط الذي ي�سكل ال�سند الذي تتخذه دعامة القدمان؟!

القدمان اإليها ترتكن التي الوقفة ت تثب التي الثالثة القدم هي اأم -

اأن الأ�سليتان هما الالعبتان فوق اأر�ص رطبة )بفعل الثلوج( اإىل درجة

نفكر يف اأنهما تكادان تنزلقان فيها انزالق االأحالم؟!

عة؟! فماذا عن القب

ل يف ما يخ�س »الزوادتني« املحمولتني؟! ج وما ع�شانا ن�ش

عة تعادل قطعة االأك�ش�شوار التي ال ي�شتغني عنها ال �شك يف اأن القب

رجال الأم الراقية يف حالة اخلروج. غري اأننا اإذا ربطنا الأمر مبا يحمله

الطفل على ظهره وعلى كتفه، �سنفهم اأن الأمر يكاد يتعلق بارحتال..

اإنها رحلة متاعب ال تتوقف، رحلة ي�شتاأنفها الطفل مع بداية كل يوم

واه مادامت ق بني االإن�شان و�ش جديد، رحلة بوؤ�س ي�شعب فيها اأن نفر

ل تعد بحل ملع�سلة الإن�سان اجلاحد به املكان..

درجة من يزيد حريري مبلم�س واملــوحــي ــب ــرت وامل الكثيف عر ال�ش

اأننا لو كما معه نتعاطف فاإننا ذلك من اأكرث بل بالطفل، تعلقنا

با وعنف احلياة.. نعي�س معه عنفوان ال�ش

اأما الداللة. حوله تــدور الذي املحور ل ك ي�ش الذي ال�شخ�س عن هذا

طوليا البارز اجل��زء فيه نح�سر فاإننا كمكان، ال�ساخ�ص الف�ساء

من وجانبا وخارجها احلجرة داخل بني الفا�شلة والعتبة الباب من

وامل�شباح التالميذ وطــاوالت الدرا�شة حجرة يف قات واملل�ش ال�شبورة

املتدل من اأعلى �شقف احلجرة..

من تنهل باأنها �شنجد فاح�شة، نظرة ثات املوؤث هذه اإىل نظرنا اإذا

معني الواقعية دون زيادات اأومتويه.. واالأكيد اأن هيئة الطفل نف�شه

القروية توحي بامل�شارب املدر�شة اإىل قلب الريف الهارب من قلب هذا

الواقعية نف�شها..

ان�شغال �شائر التالميذ بدرو�شهم، اإىل درجة اأنهم مل ينتبهوا اإىل الطفل

الواقف عند الباب، اإمنا يوحي هذا االن�شغال مب�شتوى التهمي�س الذي

الطفل احلامل بااللتحاق ب�شفوفهم، لكنه احلرمان اإنه الطفل، بلغه

يقول كلمته الأوىل والأخرية..

انتقاه مــا معظم يف والــربتــقــال البني عليها يغلب الــتــي االألــــوان

بتف�شيل تر�شم الت�شكيلية لوحته لتاأثيث بيل�شكي بوغدانوف

ر املنجز الت�سكيلي، ملاذا؟! لأن بوغدانوف الإطار النو�ستاجلي الذي يوؤط

�س خ ي�ش الأنه نظرا الذاكرة، ن مكو على بامتياز ي�شتغل بيل�شكي

�شخ�شية قريبة منه اإىل درجة احللول والتوحد.. اإنه هو نف�شه..

الطابع القروي الذي توحي به لوحة بوغدانوف بيل�شكي )هذه( ال�شك

ج حقيقة العامل ي يف اأنه ير�شد بدقة جانبا من التاريخ القامت الذي �ش

ه كون ببوغدانوف مرد اإمنا اللوحة منها، وهذا مت انت�شال طفل الذي

بيل�سكي طفال غري �سرعي..

غري طفل مكان نفو�سنا ع ن�س اأن جمددا ب ��ر ن اأن اإل علينا ما هنا،

متاما اإنــه والالحياة، والــالوجــود بالغربة ه اإح�شا�ش ق لــنــتــذو �شرعي

ع التي تراأف بالكالب.. اإح�سا�ص كلب، اإح�سا�ص كلب يف غري املوا�س

يهان ك كلبا، واأين؟! يف املكان الذي اأن تت�شور نف�ش ب يا �شديقي جر

فيه االإن�شان اإهانة كلب..

ن يف اأن تقول يل: عن اأي كلب اأحتدث اإليك يا �سديقي، وثمة �ساأخم

من الكالب ما يحظى بحنان ال يحلم به االإن�شان نف�شه؟!

�صر اإح�سا�ص اإن�سان منبوذ، اإن�سان ب هذه املرة اأن حت ر لكن ليتك ت

زهد فيه االآخرون، فاإذا بهم ال ياأبهون له، ال يرون وال ي�شمعون..

هل هذا ما تقوله اللوحة؟!

ى، ه اإليك، فما اأق�ش ر نعم يا �شديقي، اإنه �شيء اأقرب اإىل هذا الذي اأ�ش

عمر يف ومتى؟! رعيته، ال�ش بحكم حمروما املــرء يكون اأن ى اأق�ش ما

الطفولة..

ل يعو التي الثالثة )قدمه وع�شاه الدرا�شة، غرفة خارج الطفل قدما

عليها( داخل احلجرة.. ما معنى هذا؟!

ذكاء هو بل بيل�شكي، بوغدانوف الفنان جهة من بليغ اإيحاء اإنــه

ر لنا الرغبة اجلاحمة التي و اإيجابي يحاول من خالله �ساحبنا اأن ي�س

احلد خط م تتقد رغبة هي اإمنا االإن�شان، ظل ت�شابق باأن تكتفي ال

الذي ينبغي اأال تتجاوزه القدمان..

اإنر كون بوغدانوف بيل�سكي طفال غري �سرعي يف جمال مكاين قروي

معناه اأنه مبعد )ومطرود مل ال( عن حياة اأقرانه من اأطفال القرية، وهذا

ما حدده بوغدانوف بيل�سكي بو�سوح حينما ر�سم تركيز مالمح وجوه

االأطفال على دفاترهم املب�شوطة على الطاوالت..

يف معه ي�سركنا اأن جاهدا يحاول بيل�سكي بوغدانوف ف��اإن بهذا،

ت�س ي مما ذلــك اإىل ومــا واالإقــ�ــشــاء والتهمي�س باحلزن اإح�شا�شه

ح�سور الطفل )بطل ال�سورة( الذي ل يختلف عن اإح�سا�ص بوغدانوف

بيل�شكي نف�شه وهو يف عمر الطفل املر�شوم..

اإنه م�شهد يعك�س اإىل اأي مدى كان بوغدانوف بيل�شكي الطفل يتوق

توقا حارا اإىل الندماج يف حياة غريه من الأطفال ال�سرعيني الذين مل

هم الطبيعي يف التمدر�ص وغري ذلك من حقوق.. يغب عنهم حق

منطلق ــن م ــن ــري االآخ م�شاحة ــز حــي يف الــدخــول اإىل احلــنــني ــذا ه

امل�شاركة والتجاوب جعل بوغدانوف بيل�شكي ال ين�شى ال�شفعة التي

اها على وجه روحه الربيئة ما اأن اكت�سف باأنه طفل غري �سرعي.. تلقر

فما معنى اأن تكون طفال غري �سرعي؟!

- معناه حرمانك الكلي من كل ما ينخرط فيه الآخرون..

�صر باأنك م�سجون.. - معناه اأن حت

- معناه اأن يلقى بك خارج مدار زمن االآخرين..

- معناه اأنه يلزمك الكثري من املحاربة يف معارك ل تعدك بانت�سار من

م �سكل اأجل ا�سرتداد بع�ص احلقوق الطبيعية التي تعيد ن�سبيا ر�س

تلج باب احلياة العرتاف بك، ويف مقدمة هذه احلقوق التي تعلك

ك يف ولوج املدر�شة التي تقا�س بجودة تعليمها البلدان املتقدمة.. حق

من تقرتب التي املو�سوعات عند ال��وق��وف على احلر�ص ه��ذا ولعل

بوغدانوف وخطوط األ��وان تنزف ا�س ما هو الواقعية اليومية احلياة

بيل�سكي، فهو مل ين�سغل اإل مبا يوؤكد �سرورة النتباه اإىل هوؤلء الذين

قوا معنا �شيئا من كعكة احلياة.. تكرث عليهم اأن يتذو ن�ش

احلياة!

اأن واأنا( على )اأنت رب اأنها الكعكة التي جن ق يا �شديقي د احلياة.. �ش

نقتطع �شيئا منها بالقوة..

وحب بحرارة يقبل بيل�شكي بوغدانوف جعل ما اأكــرث طبعا وهــذا

غ ليتفر الهواية نافذة اإليه من ل ل ت�ش الذي الر�شم درا�شة )وبقوة( على

حرب يف االإن�شان هزائم دا وجم�ش را�شدا حياته من ى تبق ما يف له

الزمن..

نا ك خذه م�ش اإن الر�شم هو البديل الذي ارتاأى بوغدانوف بيل�شكي اأن يت

ر اأن حرمانك الآالم احلرمان العاطفي.. فال اأحد، ال اأحد يف و�شعه اأن يقد

من دفء العاطفة بحر اأكرث ظلمة من الليل..

ل مقدمة حلرمان من احلق الأكرب الذي ل ميكن كر احلرمان العاطفي �س

علم، وليكن من ثمة احلق الذي ال�شكوت عنه بحال، اإنه احلق يف الت

ر.. ل، احلق الذي يعت�ش يوؤخذ بالقوة، احلق الذي ينت�ش

�سورة يف امل�ستقيمة، الطفل وقفة بها تنطق كما اجل�سد و�سعية

ن متابعته الأجواء الدرا�شة بعيدا عنه، توحي مبا ال يقبل ي بح�ش ت�ش

احلجرة على د د وال���رتر الإقبال كثري وم��ازال كان الطفل ب��اأن اجل��دال

الدرا�شية..

ري دهم باهتمام متابعني ل�س - لكن ماذا عن موقف الآخرين الذين ن

ة التدري�س؟! خط

د منهم املواكبني ملا يحدث مع الطفل املحروم اأو املعفى اإعفاء - هل ن

ق�شريا من حق ال يت�شامح فيه االآخرون؟!

قون النظر اإليه اأم اأنهم ل يكلفون عيونهم ال�سغرية عناء رت - هل هم ي�س

اختال�ص نظرة واحدة تذكر اإىل بطل ماأ�ساة كبرية؟!

االأمل لقارات العابر الطفل وجود بال�شدفة الحظ من هوؤالء من هل -

من لواحد ال�سرعي غري الب��ن لكونه نظرا وعجزه بفقره اإح�سا�سا

النا�س القرويني الذين ال حول لهم وال قوة؟!

عن والعجز الفقر عتبة بني بط الر اإىل ال�شبيل كيف هنا، ومن -

لكنه عبورها اإىل �سغرينا يطمح التي املدر�سة عتبة وبني الفعل

تنق�شه االأذرع التي تدفعه دفعا اإىل االأمام؟!

لل�سغري ال�سوء م��ن �سيء بك�سف الآذن���ة الأذرع ه��ذه مقدمة يف اإن

ب ياأتي االعراف، فال غرابة اأن يكون االعراف بوجود الطفل اأعز املغي

ما يطلب يف ظل عدم االعراف بوجوده رغم وجوده..

ملاذا؟! بيل�سكي، بوغدانوف الكبري الأوىل بالدرجة خدم ما هذا ولعل

بوغدانوف جعل ما هو احلرمان خلط املعادل بالفقد ه اإح�سا�س لأن

درا�سة الر�سم درا�سة على ح��دود ه ��د حت ل غف ب�س يقبل بيل�سكي

له الإعادة كتابة التاريخ.. اأكاديية توؤه

�ساحبنا انخراط ولول ه، نف�س يعيد بيل�سكي بوغدانوف تاريخ اإنه

الفنون كلية يف وكــذلــك بــرو�ــشــيــا، الــر�ــشــم اأكــاديــيــة يف الــفــنــان

علة ال�سوء ملا قب�ص بوغدانوف بيل�سكي على �س والهند�سة املعمارية،

احلالفة بالنجاح يف اختبار قدرة االأنامل الذهبية على الت�شكيل من

باب كتابة ال�سرية الذاتية بالفر�ساة والألوان..

وحدها الفر�ساة )مب�ساعدة الألوان( حتكي لك عن الوحدة، عن ق�سوة

العزلة، عن نار اإح�سا�سك بانطوائك على ذاتك ب�سبب رف�ص الآخرين

لك الأ�شباب خارجة عن اإرادتك..

فقري طفل حالة عن ق متفو ب�سكل ت ع��ربر وق�سا�سات مهلهلة اأث��واب

باق البطولة على امتداد اللوحة، لكن مهال، فخلف هذا الفقر يفوز يف �ش

كانت ثمة ذات واعية ومدركة كل االإدراك اأن الدرا�شة ت�شتحق التقدير

عته ي قب واالحرام، وهذا ما ك�شف عنه الطفل بطل ال�شورة وهو ينح

ر ذوقا يف احرتامنا كل من اأرقى اأ�سكال التعبري عن التح�س جانبا ك�س

احلجرة تالميذ ده يج�ش الــذي ذاك )املتعلم( العامل لالإن�شان املطلق

رة ر�سما.. الدرا�سية امل�سور

الرو�شيني تربية يف الربوطوكولية التحية هذه كانت هل لكن -

م اإىل اأ ويتقدر )باعتبارهم اأهل ذوق( ت�سمح للطفل اأو تيز له اأن يتجرر

احلجرة الدرا�شية؟!

ب من اإف�ساد املناخ الدرا�سي؟! قر - هل هو اخلوف املرت

- هل هو الرتدد يف مد اخلطوة؟!

- هل هو الأمل الدفني نظرا لكون الطفل امل�سكني طفال غري �سرعي؟!

- هل هو تفادي موقف احلرج الذي قد يزج الطفل املقهور بنف�شه فيه

االعراف يف حقل الذين يح�شدون �شنابل القرويني اأقرانه من اأمام

احلياة اليومية؟!

احلظ طالب الطفل يكنهما اللذين واالإجــالل االحــرام عن ث لنتحد

ولتكن اللذة، ال�سارب لك موعدا مع ذاك العلم يف ن�سيب من رغيف

يف وم�شاحيق التجميل الواعدة تلك هي اللذة البعيدة عن اأقنعة الز

بالقبح اأكرث مما ينبغي..

طفل بوغدانوف بيل�شكي اأ�شطورة حزن منفي يف اأقا�شي جبال الروح

التواء امللتوي الزمن اإنه دكا.. اأهاليها يدكر اأن الزمن م اأق�س التي تلك

فيها تتمرغ ال�شاخن، لكنك باملوت فوق �شفيح احلياة اأفعى تتوعدك

�سيا ول ت�سعد ب�سربة مميتة..

واأي قزح، قو�س األــوان نلتم�س باأن نحلم نحلم، االأ�شقياء هــوؤالء مع

ي نفو�شنا اأن تبقى ممددة يف �شمائهم تلك ن األوان؟! اإنها االألوان التي من

ة.. املعلرقة على عمود القلب امل�سروخ اأو على اأعمدة العيون اجلافر

الأيادي اإنها نة.. اخل�س ال�سمت اأيادي ال�سجن حديث ثنا د حت هكذا

وى العابثة بقدر الآخر، ومن يكون هذا الآخر غري ذاك الذي ل ذنب له �س

ر يف عبور عتبة احلياة يف اللحظة الفا�شلة بني املوت واحلياة.. اأنه فك

ق يا �شديقي اأنها حلظات الالمباالة تلك التي ت�شكر العيون واالآذان، د �ش

فاإذا بالقلب والعقل ل يريان ول ي�سمعان، واإذا مبطرقة ال�سمت اجلاثم

بع ال�شمع.. تهز عر�س تطلعك اإىل االنت�شار لذاتك الذائبة ذوبان اأ�ش

مطرقة ال�شمت هي االأخرى يرتفع لها �شوت يف ذروة حركة ال�شكون،

هي ت�سنعه اأن يفرت�ص ما بك ت�سنع اأن عن تتوانى لن اإنها بل ل

واخلنوع، اخل�سوع لغة يجيد تابع اأنه ذنبه كل م�سمار مب�سمار،

فكيف له من ثمة اأن يكفر بدين الآلة ال�ساربة طرقا؟!

طفلنا ال�سغري يحلق بعيدا عن منبت قدميه عند عتبة املدر�سة يف

اأمل يف وكله ي من الت باأجنحة يحلق هو لوحة بوغدانوف بيل�شكي،

له من قلب بحر جهنم.. وما جهنم غري ذاك اجلهل الذي فر�سة تنت�س

لم حلديده وناره.. ت�ش يناأى الفنان باإح�شا�شه عن اأن ي�ش

الأخ��ر���ص اآث���ر �ساعرنا وم���ن هنا وامل��ع��رف��ة ح��ري��ة، اجل��ه��ل ع��ب��ودي��ة،

ليتعلرم، العبودية جن �س ق�سبان من ر يتحرر اأن بيل�سكي بوغدانوف

غري �سيء ل بل حياة، املعرفة لأن وى �س ل�سيء ل يعرف، اأن يتعلم

املعرفة يعد بحياة مثالية..

ر ط ها ون�ش ف اعرف تعرف.. هذه هي العربة التي يطيب لنا اأن ن�شت�ش

حتتها هنا، ملاذا؟! بب�ساطة لأن زميلنا يف مدر�سة الإح�سا�ص بوغدانوف

م اأن يعرف، ولأنه خا�ص تربة الإبحار يف املعرفة فقد بيل�سكي تعلر

عة لنعرفه بدورنا.. ج اأ لنا الظروف امل�ش هي

الكلمات، تخونك اأن املوؤكد يا �شديقي عند باب مدر�شة احلياة، من

اأن هم اأنت منها ما يداوي حرارة اإح�سا�سهم هم الذين كل هم فال تد

يبحثوا عن م�شافة فجوة للتحرر..

ى احلرمان تلك ر من قيد اجلهل، التحرر من ال�سعور بحمر اإنه التحر

التي تتاحهم حتت مظلة العجز، بل اأكرث من ذلك لنقل اإنه التحرر

ب النق�ص الذي يكرب فيهم ويتمدد مع ت�سابك خيوط الرغبة من مركر

والالقدرة..

دهم يطحنون، هوؤلء ما كان لهم لول �سيء من الإرادة والتحدي اإل اأن ت

غون �س غ الإح�سا�ص، اإح�سا�سهم بالغنب، مي �س غون هم كما مي �س مي

راخا حتت غ الروح، روحهم املتعبة، روحهم املذبوحة �س �س هم كما مت

اأنياب الوجع..

ما اأوجعها!

ال�سماوات غري يف مالذاتها عن بعيدا املحلقة ال��روح طيور اأوجعها ما

االآيلة الإمطار!

بقلم : د.سعاد دريركاتبة مغربية

Recommended