مرآة الكاتب| مقالات النقاد وآراؤهم في أعمال أحمد سراج

ahmed serag

للحصول على أعمال الكاتب هدية|

[email protected]

May 21, 201

ؤهم يف أعمال أمحد سراجامقاالت النقاد وآر

مقاالت النقاد وآراؤهم |مرآة الكاتب

[email protected] 2 |للحصول عىل أعامل الكاتب هدية

3 ........................................................................... "للميدان احلكم" ديوان

5 ........................... اجلزار فكري حممد – "للميدان احلكم" ديوان يف والوعي الشعرية

12 ............................................ الثورية الشهادة وشعرية "للميدان احلكم" ديوان

52 .................................. العيسوي عبدالنارص – الشـعر طريق عن.. الثـورة شـرعية

55 ...................... الصناديقي منال – رساج أمحد عند احلضور وفلسفة القصيدة رسحةم

55 ........................................................................... "القرى تلك" رواية

55 ............................. إسامعيل السيد حممد – السابقة لألشكال ينتمي ال خمتلف بناء

12 ....................................... البطران محدي - الريفي الواقع كابوسية : القري تلك

15 .................................... منري عمرو – واألسطورة الطني رائحة... «القرى تلك«

18 ................................... البوهي خالد – احلزينة الذات سيمفونية.. «القرى تلك»

85 .......................... صالح هويدا – "القرى تلك" رواية يف للمرصيني املنيس التاريخ

85 ................... عزب عيل حممد – " القرى تلك " رواية ىف الرتميز ومجاليات التجريب

201 ........................ احلداد أسامة – وجودها عن القرى تبحث واملقاومة؛ القدرية بني

208 ..................................................................... "احلصار زمن" مرسحية

222 ....................................... منري عمرو – احلياة إىل األندلس يعيد احلصار زمن

225 ............................................................................ "القرار" مرسحية

221 .................... اجلزار فكري حممد – وهنا اآلن أمس الشعب، مأساة.. السلطة ملهاة

238 ............................................................. "املرصية السنة فصول" مرسحية

212 ........................................... احلكاية توثيق إىل احللم ترميز من الثورة دراما









محمد فكري – الشعرية والوعي في ديوان "الحكم للميدان"

الجزار

(1)حممد فكري اجلزار أ.د.

ثورة "أطهر ثوار التاريخ "إىلى ": إهداءينه.شهداء يناير وأحيائها: لكنانته صنعكم اهلل عىل عى

هذا ديوان مشكل يف لغته.. مشكل يف بنيته.. مشكل يف إنتاجيته.. هـو ديـوان مشـكل يف

طبيعة شعريته التي ال تنكفئ عىل نصها، ويف الوقت نفسه ال يستلبها خارجها، وإنـام تصـطنع، يف

ـا مـن الـوعي املنزلة بني املنزلتني هاتني، آليات شديدةى النوعية تؤسس خلصوصـية الـن . وانطقى

، "موجهات الواقـع"و "موجبىات الن "جيمع الديوان بني –وليس الشعري فحسب –يف كليته

ليس عرب العمات اللغوية، وإنام مـن خـل عـدد مـن التقنيـات التـي ترفـع املرجعيـات الواقعيـة

للعمــة، إن وجــدت، مــن مســتوى اللغــة إىل مســتوى التقنيــات النصــية التــي تعمــل عــىل إرجــاء

التـي وحـدها قـادرة عـىل تفعيـل املرجعيـات الواقعيـة للعمـة وتأويـل "القراءة"تها بانتظار إنتاجي

التقنيات النصية عىل ضوئها.

إن كلية الوعي التي أرشنا إليها هلي رشط جوهري للجمع بني كل مـن موجبـات الـن

اقـع التـي لتلـك، التي تدفعه إىل أن يكتفي بذاتـه، أو أن يبـدو مكتفي ـا بذاتـه، وبـني موجهـات الو

ا مـن عماتـه ووصـوال إىل نصـيته. بحسب موضوع فاعليات اإلبداع، مداخهتا عىل الـن بـدء

وذلك اجلمع بني ما للن وما للواقع، ليس باألمر اهلني، فكل واحد من االثنني ينـزع بااـاال ال

ن الـواقعي، بـل يكـون يلتقي مع اآلخر، ومن هنا أمهية الوعي الكيل الذي ال يتميز فيه اجلـام مـ

اجلام وكأنه تأويل نوعي للواقع، ويكون الواقع وكأنه ن بانتظار هذا التأويل.

وحني يعمل اإلبداع عىل إنجاز هذا التأويل، ال بد أنه يبدع نصا له سامته اخلاصـة جـدا،

، ويف الوقـت وأهم هذال السامت اعتامد تقنيات نوعية يف األداء ال حتجب الـواقعي حلسـاب اجلـام

نفسه ال تتورط يف املبارشة الفجة عىل حسابه.

:"احلكم للميدان"وأهم تقنيات ديوان

تكثيف دور العتبات النصية.

التوسل ببعض تقنيات األجناس األخرى.

كلية اآلداب جامعة المنوفية. (1)



عتبات الن

جــريار "عنــد ،PARATEXTUALITY "النصــية املوازيــة"لثــل عتبــات الــن ، أو:

التي احتفى هبـا شـاعرنا احتفـاء خاصـا ومحلهـا الكثـري مـن ر يـة [ أوىل هذال التقنيات2]"جينيت

الديوان، باعتبارها فاحتة التلقي بامتياز.

تلـك النصـية املوازيـة إىل نـوعني، األول: خـارجي خـاا بالنـارش، "جينيـت"وقد قسـم

مـا [ غري أننا ال نفرق بـني االثنـني، وال نـرى فائـدة مـن ذلـك، 1واآلخر: داخيل خاا باملؤلف]

، فمرتبطـة بنـوع ىلى دمنا ننظـر إىل تلـك النصـية باالعتبـار السـابق، أعنـي التلقـي. أمـا القسـمة األوب

ويقع الغـ ومظهـرال الشـكيل (.أي لغوية)العمات، أعني نصية موازية أيقونية، وأخرى رمزية

يـة، واحلـوا يف األوىل، أما األخرى فيقع فيها: العنوان الرئييس، واإلهداءات، والعنـاوين الداخل

اجلانبية والسفلية، واهلوامش، والتعليقات، والتاريخ..

عتبة الغ :

بلــون قريــب مــن طمــي الــبد أيــال الفيضــان: البنــي املكــب بحمــرة خفيفــة، كــان لــون

الغ ، وبقدر من توزيع الضوء والظل تتلون صورة فوتوغرافية للثوار يف ميدان التحريـر بلـون

الغــ ، هــؤالء الــذين يشــغلون أســفل العتبــة الغــ ، وكـــأن النــاس نــابتون مــن الطمي/لــون

ل أو ينهار. ويف املركز من كـل هـذا ومقدمتـه يـأن للنحـات الطمي، أما خلفية هؤالء فثمة ما يدى

احلرية، ويتكون النصب مـن أربعـة عكـ عموعـة تـروي جزء من نصب [3]"جواد سليم"العراقي

نها النارش لغفه املجموعتني: السابعة والثامنة..قصة الثورة اختار م

عدد جيرار جينيت أنواع المتعاليات النصية في: العنوان، والعنوان الفرعي، والعنوان -1

الداخلي، والديباجات، والتذييالت، والتنبيهات، والتصدير، والحواشي الجانبية، والحواشي

السفلية، والهوامش المذيلة للعمل، والعبارة التوجيهية، والزخرفة، والرسوم، ونوع الغالف..

العدد: –مجلة فكر ونقد –ت: المختار حسني –جيرار جينيت –ره. راجع: أطراس إلى آخ

11 - http://www.aljabriabed.net

الدار العربية –عبد الحق بلعابد –راجع: عتبات، جيرار جينيت من النص إلى المناص -2

وما 44ص: – 8002 – 1ط: –بيروت/الجزائر -ناشرون(/منشورات االختالف )للعلوم

بعدها

، من يعراق( نحات 1211 - 1281)الموصلي رعبدا لقادهو جواد محمد سليم علي -3

عائلتهواشتهرت عراقيين، ألبوين أنقرة ولد في .الحديث العراق أشهر النحاتين في تاريخ

وقد .كلهم فنانين تشكيليين ،ونزيهة سعاد ونزار :الحاج سليم وأخوتهفقد كان والده ،بالرسم

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82



http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B1%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B1%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D9%85

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D9%85

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%87%D8%A9_%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%87%D8%A9_%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85



الفكـر اخلـق الـذي تصـور السـجني السـياا صـاحب السـابعةأما هاتان املجموعتان، ف

املتجـرب يمكنـه أن يضـع اجلسـد بـني يطلق أفكارال مـن خلـف القضـبان، ليعـرب عـن أن الطـاغوت

أو أن تكتـب األقـل مـا تـؤمن بـه. األغل لكنه عاجز أن يمنع األفكار أن تطمح لنيل احلرية،

لثل اجلندي الباسل وهو يقفز بعضت قوية حتطـم قضـبان السـجون ويسـحق الثامنةواملجموعة

النـور عاليـا . وقـد الك، فيفتح الطريق أمال احلرية املتمثلة بشـكل امـرأة حتمـل مشـعل بقدمه قوة

ني تلصـقااا بـاألرو وأنـا أريـدها أن سئل جواد سليم ملاذا مل جيعـل هلـا قـدمني فقـال: إن القـدم

[2]حتلق عاليا

توجـد أيقونـة ": "آرت فـان سـويفت"يقول ، ICON .. يف أوجز وأدل تعريف لأليقونة

. واختيار أيقونـة مـن سـياقها [1]"يف الن عندما نتحقق من وجود شبه بني عمة نصية ومرجعها

منحوتة نصب احلرية( ووضعها يف سياق أيقوين جديد يعني أننا إزاء وجـه شـبه )األيقوين اخلال

جديد. إن كل اختيار هو فاعلية وعي، تتأول العقة بني ما تـم اختيـارال مـن سـياق مـا ووضـعه

عاما الجائزة الفضية في 11نال وهو بعمر و .بغداد أكمل دراسته االبتدائية والثانوية في

وأرسل في بعثة إلى فرنسا حيث درس .1231سنة بغداد النحت في أول معرض للفنون في

عام لندن إلىو ،1240-1232عام روما ثم إلى ،م1232-1232عام باريس النحت في

كانون 83حتى وفاته في بغداد في معهد الفنون الجميلة رأس قسم النحت في .1241-1242

إضافة إلى لغته والتركية والفرنسية واإليطالية اللغة اإلنكليزية . أجاد1211الثاني

محمد غني والفنان ،شاكر حسن آل سعيد فن الحديث مع الفنانلل بغداد أسس جماعةو.العربية

الفني المتواصل عمله وضع عبر .أحد مؤسسي جمعية التشكيليين العراقيينوهو .حكمت

السجين السياسي المجهول( بالجائزة )فاز نصبه، وأسس مدرسة عراقية في الفن الحديث

األمم وتحتفظ .الشرق األوسط وكان المشترك الوحيد من الثانية في مسابقة نحت عالمية،

رفعت شارك مع المعماري 1292في . ولنموذج مصغر من البرونز لهذا النصب المتحدة

ببغداد ساحة التحرير القائم في الحرية نصب في تحقيق محمد غني حكمت والنحات الجادرجي

ولجسامة المهمة ومشقة تنفيذ هذا العمل ،الشرق األوسط وهو من أهم النصب الفنية في

كانون الثاني يناير عام 83شديدة أودت بحياته في ففد تعرض إلى نوبة قلبية الهائل،

.األعظمية في مقبرة الخيزران ودفن في ،هـ1320 شعبان 1الموافق ،م1211

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D28AC%D28228D28A%8D28AF_%D28B38D28248

D282A%D2829

1 - http://www.nu9ba.net/vb/showthread.php?t=%933&page=1 بتصرف

ضمن كتاب: العالماتية –التأويل والعالماتية –آرت فان زويست –التأويل والعالماتية -2

بيروت/الدار –المركز الثقافي العربي –إعداد وترجمة: د.منذر عياشي –وعلم النص

49ص: – 8004 – 1ط: –البيضاء

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF




http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9



http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9



http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A7%D9%83%D8%B1_%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A2%D9%84_%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A7%D9%83%D8%B1_%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A2%D9%84_%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%BA%D9%86%D9%8A_%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%AA



http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9



http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%81%D8%B9%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%AC%D9%8A





http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B5%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B5%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1





http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D9%86

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D9%86

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A%D8%A9

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A%D8%A9



يف سـياق آخـر، ويف احلالـة السـابقة فـتن التأويـل يـتم عـىل عقـة املشـاهبة بـني مـرجعني: املرجـع

عراقية واملرجع اجلديد/الثورة املرصية.. وتبدو ثثيـة احلريـة: السـجني واجلنـدي األصيل/الثورة ال

اجلـيش والشـعب يـد " (:1022ينـاير 15)والوطن معربة لاما عـن شـعار ثـورة الشـباب املرصـية

وجه شبه آخر بني األيقونة نفسها ومرجعها املرصي. وال يقف األمر عند هذا احلد، بـل "واحدة

عمـل عــىل تأكيـد هــذا الشـبه، ونكتفــي يف هـذا املقــال أن نشـري إىل التــدال بــني إن ديـوان الشــعر ي

، وأخرى بـني هـذال "من وجع الفتى"السجني السياا وبني املجموعة الثانية يف الديوان وعتبتها:

."حالة حترير"القفزة العمقة وبني املجموعة األوىل وعتبتها:

هنـا "شاعر اختار هلا املقطـع الثـاين مـن قصـيدة أيقونة( لل)أما الغ اخللفي فثمة صورة

بينام اخللفية باللون نفسه الذي للغ األمامي،وأبنية توشك عـىل "هلا شغف بالعجائب()القاهرة

االايـار ويف أسـفل الغـ اجلامهـري نفسـها وبالتقنيـة نفسـها، ولكـن بظهـور شـبه واضـح للعلـم

وغيــاب الصــورة، الشــاعر يف الغــ األمــامياملرصــي. وإذا مــا وضــعنا باعتبارنــا هــور اســم

والعكس يف اخللفي: حضور الصورة وغياب االسم، أمكننا قراءة العقة بني اسم الشـاعر وحتتـه

مبارشة عنوان الديوان، وبني صورة اجلامهري يف أسفل اللوحة وبينهام األيقونة، وكأن اسم الشـاعر

مـة جامعـة لكـل اجلامهـري أسـفل اللوحـة. ويف ليس اسام شخصيا، بل هـو ع –يف سياقه هذا –

االااال نفسه يمكن قراءة جدل وضـو صـورة الشـاعر وغيـاب ممـح اجلامهـري، وبيـنهام املقطـع

ا بـني غيـاب ممـح "هنا القاهرة"الشعري الذي يستدعي عتبته/عنوانه: ا جامع التي تصبح وجه

يف –صورة شخصية، أو ليست هي اجلامهري وحضور صورة الشاعر، وكأاا ليست هي األخرى

ا.. –القراءة كذلك مطلق

العناوين –عتبة العنوان

مل يضع لواحدة من "حالة حترير"عىل عموعتني، األوىل: "احلكم للميدان"يتوزع ديوان

ــا، واألخــرى: وأحــدثها إىل 2885تعــود أقــدل قصــائدها إىل "مــن وجــع الفتــى"قصــائدها تارا

. كأن الشاعر يطابق بني أولية الوجود املكاين للمجموعة األوىل وراهنية التحديـد الزمنـي، 1005

ومن ثم عراها من التاريخ. والتقابل بني املؤرخ وغري املـؤرخ، أو الـراهن والسـابق يفتـتح تقـاب

ـا "مـن وجـع الفتـى"و "حالة حترير"آخر عىل مستوى العتبتني/العنوانني: ، وهـذال التقـابت مجيع

وهــو عنــوان إحــدى قصــائد "احلكــم للميــدان"تقــع حتــت داللــة العتبــة األعىل/عنــوان الــديوان:



املجموعة األوىل، بام يعني، من جهة، أن للديوان مداخلته النوعية عىل و يفـة العتبـة. ومـن جهـة

قـد أشـار إىل املعقـول "جينيـت"أخرى يؤكد عىل أولية املجموعة األوىل عىل األخرى. وإذا كـان

ل ، فمن الغريـب أنـه قـد أمهـ"عنوان الن "مما جعله عتبات نصية، وكان من بينها وغري املعقول

عقة العناوين بعضها الـبعض، والر يـة الفكريـة أو اإلبداعيـة خلـف ترتيبهـا، لـيس فقـ ، وإنـام

وطبيعة التفاعت بني العتبة ونصها، إذ تركها حرة وكأن ال إمكان للكشف عـن آلياهتـا، أو أاـا

.. [2]تند عن الضب املنهجي

م يضـع عنوانه/عتبتـه، إذا كان املبدع يبدأ مـن الـن ؛ يضـع لـه حواشـيه إن وجـدت، ثـ

ا عكسيا من أوىل عتبات الديوان ويأن النارش فيضع عتبات أخرى، والتحليل املنهجي يأخذ اااه

أو الن دخوال إىل أصغر عتبة داخله، أعني احلاشية، أكانت جانبية أو سفلية. أما االاـاال األول

لقراءة الناقدة أن تكتشف أسـس فمؤسس عىل تلق ذوقي، إنب للمؤلف أو النارش، وليس بتمكان ا

هذا التلقي الذوقي إال باالااال العكيسـ مـن الغـ إىل وحـدات الـن الصـغرى، وهـي رحلـة

كفيلة بأن يتحول ذلك التلقي إىل معرفة نقدية من خل نسق العقات التفاعلية التي تقـول بـني

الن وعتباته..

الدار العربية –عبد الحق بلعابد –راجع: عتبات، جيرار جينيت من النص إلى المناص - 1

وما بعدها 39ص: - 8002 – 1ط: –بيروت –للعلوم ناشرون



عتبات الديوان:

احلكم للميدانإىل ثورة ناورن اديود إىل : داءاإله

ر ات هور ةوح شهدائ هر. إىل عبوالوو رموو الموورل م. إىل تيوودان

الح ن والمز والك اتة( 1)جمموعة

حالة حترير

(2جمموعة)

من وجع الفتى

إهداء: إىل )عن شوارع احلصار -

محاصر(

تسقط... من قروناآلن -

بة السندبادتغري -

نغني -

عن صعود األبطال إلى منصة )الدعوة عامة -

املسرح(

عن سقوط الباستيل املصري()أشالء هامان -

بني أنبل النبالء وأحط األوغاد )اجلملموقعة -

تولد الروح(

هنا ال يعيد التاريخ نفسه()يناير العظيم -

لها شغف بالعجائب()هنا القاهرة -

عودوا إلى الميدان()احلكم للميدان -

ألن صوتي مل يزل صوتي( )امليدان تحرير -

يا أيها الصياد، كيف تفر؟!()طردية -

عتبة التاريخ

ال تاريخ/عتبة



ــة، ــات السياســية والفقهي ــن اخلطاب ــدد م ــل إىل ع ــديوان حتي ــة الرئيســية/عنوان ال إن العتب

الذي روجت له مجاعـات اإلسـل السـياا يف مرصـ منـذ أربعينيـات "احلاكمية"أخطرها مفهول

ــم يتــداعى إىل هــذال اإلحالــة اخلطــاب التــاراي للخــوارج، وصــوال إىل الواقعــة القــرن املــام، ث

املصاحف عىل أسنة الرمـا ، بعـد أن كـادت "معاوية بن أيب سفيان"ني رفع أصحاب التاراية ح

اهلزيمة تلحق هبم، طالبني التحاكم إىل القرآن الكـريم، وكـان رأي اإلمـال عـيل أن القـول نتـالون

ـا مـن جـيش اإلمـال جـازت عليـه عىل موقفهم العسكري، وأن احلكم مليـدان القتـال، إال أن فريق

استمرار القتال، وكان ما كان مما ذكرته كتب التاريخ. وتـأن العتبـة الثانية/اإلهـداء احليلة ورفض

( 1022ينـاير 15): ينـايرالزمـانلتتحمل بالدالالت السـابقة عـابرة التـاريخ إىل اللحظـة الراهنـة:

ال سواال. "احلكم للميدان": ميدان التحرير)القاهرة( ليكون: واملكان

ــاراي عــىل اآلين، ليتطــابق موقــف أصــحاب احلــق يف الــزمنني ويتطــابق ثمــة إســقاط للت

املبطلون يف الزمنني، فليس بني احلق والباطل أمور مشـتبهات، ومـن هنـا كـان اإلجيـاز القـاطع يف

يقتيض داللـة االخـت بـني مـوقفني، "التحاكم"و "احلكم". ومفهول "احلكم للميدان"العنوان:

جعـل الـديوان يتـوزع عـىل عمـوعتني، عموعـة متقدمـة وداللة الرصاع بـني معسـكرين، وهـو مـا

تارايا وطباعيا عن األخرى املتأخرة تارايا وطباعيا كذلك.

، يف ضـوء الداللـة السـابقة، تصـبح املجموعـة "حالة حترير"بـ "من وجع الفتى"وبمقابلة

حتريـر لـذات الفتـى مـن املتأخرة علة لألوىل وسبب ا لوجودها وخلفيـة شـعرية هلـا، وكـأن التحريـر

مجيع أوجاعها، وليس مما تيرس للشعر الـن عليـه. ويـنعكس الرصـاع الـذي محلتـه العتبـات بـني

ا وراهن ا عـىل السـواء، عـىل التقنيـة األسـاس التـي قامـت عليهـا املجموعـة ذينك املعسكرين، سابق

وحـدة الـديوان قائمـة عـىل األوىل، والتقنية الغنائية التي قامـت عليهـا املجموعـة التاليـة، وتصـبح

ا. اجلدل ما بني الدرامي والغنائي، وهو ما سنراال الحق

ــة ثانوية/حاشــية ــا عتب ــة منه ــد أحلــق بكــل عتب ــا وق ــات املجموعــة األوىل مجيع ــدو عتب تب

تفسريية، بينام خلت املجموعـة األخـرى مـن ذلـك اللهـم غـري إهـدائني أحـدمها عـال، وربـام كـان

خر خاا، بمعنى أاام عتبتـان ثانويتـان غـري فـاعلتني دالليـا، أو خمفـض خاصا ولكنه عهل، واآل

21و "عتبـة" 21فعلهام الدال إىل الدرجـة الصـفر. ولكـون عتبـات املجموعـة األوىل مضـاعفة:



، داللـة إطاريـة، نظـرا للعقـات املزدوجـة للمجموعـة نصـيا وواقعيـا، وهـو مــا "حاشـية جانبيـة"

بات واحلوا بني الشاعرية والواقعية.نحظه من توزع العت

"حالة حترير"عتبة املجموعة:

هذال عتبة بسي اهرها اللغوي؛ فمعجميا هـي كلمتـان إحـدامها شـديدة التعمـيم تنطبـق

، عىل كل ء وأي ء: حالة، وتضا إليها كل كلمـة وأي كلمـة. أمـا األخـرى فـأكثر امـتء

تقتيض وضعية نقيضة هلا يستمد منها املصدر قوتـه الدالليـة. –باإلضافة لداللتها كمفردة –فهي

ـــردة الشـــديدة التعمـــيم: ـــة تضـــايف، ةصـــ املف ـــنهام عق ـــان وبي ـــان نكرت وقاعـــديا، فاملفردت

، ثم يتبقى للنحو الـزعم بوجـود حمـذو يـتم تقـديرال، "حترير"املضا ( بام يضا إليها: )"حالة"

"النحويـــة"وتتميـــز مـــن POETICS "الشـــعرية"إزاء مجلـــة مفيـــدة. هنـــا ةتلـــف لنصـــبح

GRAMMATICAL ـــني الشـــعرية فـــاألوىل نقـــيض لألخـــرى إىل حـــد أن كـــوهني يطـــابق ب

ــة ــي UNGRAMMATICAL والنحوي ــرة اإلســناد الت ــة عــن دائ ، بتوســيع مفهــول النحوي

بـني "الـ مءمـة" نحويـة( إىل الـ)، ففي رأينـا، ال تعـود الشـعرية[2]فيها "جون كوهني"حرصال

املستويني النحوي واملعجمي بل إىل أكثر من هـذا، أعنـي إىل تعليـق اإلنتاجيـة الدالليـة للعمـات

ا عن النظال النحوي، أوجدت هذال العمات يف تركيـب كامـل اللغوية عىل نظال آخر خمتلف لام

ات اللغويــة لتنحرصــ مــن ثــم يف أنظمــة ال تنحرصــ يف العمــ "العمــات الشــعرية"أل ال. إذ إن

اللغة، وإنام بمقدورها أن تستقطب إىل العمة/العمات اللغوية عمات مـن أنظمـة غـري لغويـة

لتعويض نقصها نحويا.

ومـن –والعتبة السابقة تتمتع بنق نحوي اهر، يؤوله النحويون بتقدير حمذو ، بينام

، إذ "البيـاو الطبـاعي"العمـة الوحيـدة املتـوفرة لـه: يستقطب هذا النق – "الشعرية"منظور

شعريتها ودالالهتا من مستواها اخلطي، وعماهتا غري اللغوية، وكل ما نـي "إن القصيدة تأخذ

بالن ، فالقصيدة صمت وصوت، سواد وس البيـاو، وللرسـم املرافـق هلـا داللتـه، وللتشـكيل

..[1]"اخلطي الذي جاءت فيه أهدافه

الهيئة العامة لقصور –أحمد درويش ت: د. –جون كوهين –راجع: بناء لغة الشعر -1

وما بعدها 111ص: – 19/10/1220 –القاهرة –الثقافة

–د.خرفي محمد الصالح –التلقي البصري للشعر، نماذج شعرية جزائرية معاصرة -2

كلية اآلداب –جامعة محمد خيضر –الملتقى الدولي الخامس: السيمياء والنص األدبي



يعني تلقي البيـاو الطبـاعي املحـي هبـا باعتبـارال "حالة حترير"قي البرصي للعتبة: والتل

عمة برصية تقول بدور عىل قدر كبري من األمهية يف تعويض النق النحـوي يف العتبـة، فجـدل

ــني احلضــور ــوع آخــر.. جــدال فلســفيا ب ــاعي يطــابق جــدال مــن ن ــاو الطب األســود/العتبة والبي

ـا لـدال حضـورال برصـيا أو "دال"لوجود والعدل، ليصبح والغياب.. بني ا التحريـر اللغـوي مطابق

خطيا/دال الوجود، بينام يطابق دال البياو/الغياب/العـدل، وهكـذا تتولـد داللـة التنكـري التـي مل

تفلح اإلضافة يف تعريفها إال قاعديا فحسب، إاا حالـة اسـتثنائية بامتيـاز يف وسـ حلظـة عبوديـة

وتكون هـذال العتبـة حلظة سائدة وقاعدية.. –يف أقل تقدير –وكأن الشاعر يؤبدها، أو أاا يبدو

بداللتها كلحظة استثنائية فاعلة يف العتبات التي تعنواا..

-عتبات املجموعة األوىل: حالة حترير:

احلاشية اجلانبية العتبة

امة -2 ة عى وى ال إىلى ) الدعب ن صعود األبطى منىصة عى

ى ( املىرسب

نب سقوط الباستيل املرصي( أشء هامان -1 )عى

ل -3 ة اجلىمى وقعى وأح مى)بني أنبل النبء

األوغاد تولد الرو (

نىاير العىظيم -1 ه( يى )هنىا ال يعيد التاريخ نفسى

ة -5 اهرى ( هنىا القى ائبب ف بالعجى غى ىا شى )هلى

ان -1 يدى م للمى ( احلكب انب )عودوا إىلى املبىيدى

برير -5 ان حتى ن( املىيدى وب لب صى )ألن صون مل يزى

دية -1 يف تفر؟!( طىرب ىا الصياد، كى ا أىي )يى

اطري -8 ن األسى مى ( زى اءب دى هى أىيبت الش رى )وى

ات اخلىالية -20 ان الساحى ة()إىلى فرسى لصوا الثورى

كى السميك -22 سول الديكتىاتور البسب بلوفىرى )إىلى رى

ص: – 8002 نوفمبر %1- 19 –الجزائر( )بسكرة –قسم األدب العربي –للغويات وا

491 ،498



لوع( املخب

ائح األخرية مللوك لىكى اخليىار -21 )النصى

اد( الرمى

اد -23 )اصمدوا( املىاء واجلىرى

)يف مديح من يستحق املديح( نشيد األحرار -21



ا فشـعر، وإن ال يفرتو يف العتبة/العنوان أن حتمل ممح ما تعنونه أو بعضها، إن شعر

ا فرسد، وإنام هي حمض مدخل قد نمل هذا امللمح أو ذاك، أو ال نمل أي وسـم أجنـاا رسد

وسـام ا. وعىل الرغم من هـذا، فثمـة مـا جيعـل مـن العنـوان، رئيسـيا كـان أو فرعيـا، حـام مطلق

، ونظرا ملركزيـة الـوعي، يف كليتـه كـام سـبق القـول، يف إنتـاج "ال نحويته"تمثل يف شعريا بالقوة ي

الديوان، فقد أحلق الشاعر كل عتبـة بحاشـية إضـافية، وراوحـت الشـعرية بـني العتبـة وحاشـيتها،

ا لصفة األخرى والعكس، وقد تتعادل االثنتان يف الصفة، شـعرية أو لتصبح الواحدة منهام ةفيض

رسدية..

إىل رسول الديكتاتور املخلوع. –رسدية احلاشية: البس بلوفرك السميك –رية العتبة شع

هلا شغف بالعجائب. –شعرية احلاشية: هنا القاهرة –رسدية العتبة

يأيا الصياد كيف تفر؟. –شعرية احلاشية: طردية –شعرية العتبة

عودوا إىل امليدان. –رسدية احلاشية: احلكم للميدان –رسدية العتبة

ـا نـدد ـا أو تعليق أما عىل املستوى الدال فقد كانت و يفـة احلاشـية اجلانبيـة هـي و يفتهـا رشح

اااال احلراك الدال لدوال العتبة..

الن أو شعرية الوعي

"حالة حترير"املجموعة األوىل:

"الرسد –الدراما "جدل

ن صعود " امة، عى ة عى وى ى الدعب ال إىلى منىصة املىرسب ."األبطى

إىل –هلـاتني األوليتـني أمهيــتهام –تنقسـم عتبـة/عنوان الـن األول يف املجموعــة األوىل

وتسـتخدل عـادة يف أوسـاطنا الشـعبية يف "الـدعوة عامـة" (:مجـاهريي)قسمني، قسم تداو شـعبي

ـا لع ـا دراميـا وفق خشـبة "و "األبطـال"متـني تضـمنهام: األفرا . والقسم اآلخـر شـار هلـا رشح

كـام هـو معتـاد العـرو الـدرامي، "دخـول"ولـيس "صـعود"، لكن اإلشكال يف املصدر "املرس

. هذا اإلشكال يغلق أفـق اإلنتاجيـة الدالليـة للعمتـني ويؤجلهـا حلسـاب "عن"ويف حر اجلر:

فـتح ذلـك األفـق، وحتـى يف "حالـة حتريـر"الن . وال تفلح العتبـة اجلامعـة يف هـذال املجموعـة:

ميـدان التحريـر(، ومـن ثـم يتعمـق )تتعطل قدرهتا عىل اإلحالة إىل الواقـع اخلـارجي "حترير"كلمة



ا يفعـل مـن ى احتيـاج كـل العمـات يف العتبتـني إىل الـن سـياق تأجيل اإلنتاجية الدالليـة ويقـوى

و يفتها السيميائية..

ــة أساســية: ــة األوىل إىل كلم ــ العتب ــن "احلضــور"يرتكــز ن ا م ــدد ــا ع ا إليه ــم مســند ث

عـىل "دمـع..( لكـن الفـت أن شـبه اجلملـة: –سـخر –ضـحك –رد –مهس –مال )األفعال

تصاحب عقة اإلسناد لتعدية الفعل/املسـند، غـري أن هـذال التعديـة تـتم بااـاال الفاعـل "احلضور

–حـر جـر( )–حلضـور ا –فعـل( )نفسه. نستطيع اريد نسق ضاب لن العتبة كله يتمثل يف:

الفضـلة [. –الفاعـل –احلضور. وهـذا النسـق يلتـزل القاعـدة العربيـة يف بنـاء اجلملـة: ] الفعـل

سيميائيتها، أمـا التزامهـا وهـو مـا يعنينـا، فتنـه يمـنح –كام هو اخلروج عليها –واللتزال القاعدة

ة العربيـة مجعيـا، وكـان اخلـروج داللة مؤكدة عىل مجعيته، فدائام مـا كـان التـزال القاعـد "احلضور"

مـوقعني "احلضـور"عليها فرديا. وهبذا املنظور اجلمعي لداللـة الكلمـة يمكننـا فهـم كيـف يشـغل

نحويني خمتلفني: فاع مرة ومفعوال أخرى، وكمها لفعـل واحـد؟ إن تبـاين األفعـال ال يصـيب

ام النحويـة( دون لييـز لشـاغليها، الدالليـة كـ)مجعية احلضور بأي سـوء، وإنـام هـو تـداول للمواقـع

ـا ا، وأسمى من أفعاهلم املؤقتة التي تبـدو مجيع فثمة ما يرتفع هبم/احلضور أعىل من محمهم أفراد

ا هــو فعــل االنتظــار مكتفــني يف لضــيتهم زمــن هــذا الفعــل بكــوام واحــد ا"فعــ اآلن "حضــور

وهنا..

يقول الشاعر:

خرى احلضور من احلضور: سى

املجيء؟ فىلم

دىمعى احلضور:

وري أىجيء.. دى

ن حلام هزينك لى

أىن السامءى ستىستجيب

دوري احلضور

مـرة، وهـو تكـرار الفـت وعـىل قـدر كبـري مـن األمهيـة، إذ 11 "احلضور"تكررت كلمة

-املخـرج –املمثـل –يناط به عدد من الو ائف التي حترك املشهد عرب أطرا أخـرى: املؤلـف



ورال، واجلمهــور ثابــت يف مجعيتــه صــامد يف حضــورال. حتــى إذا مــا بلغــت حركــة األطــرا الكــ

األخرى منتهاها بالنسبة للحضور امتلك فعله املتعدي إىل سواال:

بىتى احلضور مع احلضور ثى

عىل املنصة يرال:

قىد عادى نىص

قىد عادى نجمي

عود إىل إشكاليات العتبة:

عن: -

العتبــة األوىل، أن تقنيــة الرســد هــي الســائدة وليســت التقنيــة يبــدو مــن نــ

الدرامية، ومن ثم فحر اجلر هذا يشري إىل حمذو ليس له أن يظهر يف العتبة ولو

تقــديريا، فوحــدال الــن الــذي يقــول بتقــديرال: أقــوال الــراوي ]عــن..[. فهــل انحــل

املرسـحية والعمـة اإلشكال؟.. ال أعتقد، بل حل مكانه إشكال آخر بني العمـات

. صـحيح أن للـراوي موقعـه يف النظريـة الدراميـة، ولكنـه "الـراوي"الرسدية بامتياز:

ا رضورة وو يفة عنه يف النظرية الرسدية [2]خمتلف لام

ا الفـرق احلاسـم بـني املـوقعني، –بحكم كونه كاتب ا مرسـحيا –إن شاعرنا يعي جيد

أن الشــعرية هلــا طرائقهــا املتجــاوزة –ذلك كـ –وبـني النظــريتني كــذلك. لكنــه يعــي

لألجناس واملو فة لتقنيات خمتلف األجناس كذلك.

ا دراميـا، "الراوي املحايد"وإذا كان الن قد اختار تقنية الذي يرصـد حـدث

ا تصـنع عماتــه فضـاء دراميــا يتضـامن ســيميائيا مـع عمــات عتبتـه، فهــذا أو حـدث

رسدية: الراوي، والعمات الدراميـة ذات القـوة االصـطحية، التداخل بني التقنية ال

مكتبة –راجع في وضعيات الراوي في النظرية السردية: معجم مصطلحات نقد الرواية -1

وما 29ص: –د.لطيف زيتوني –8008 - 1ط: –بيروت –لبنان ناشرون / مكتبة النهار

بعدها



أبطـال.. يشـري إىل –عـرو –مرسـ –من قبيل: خشبة سواء يف العتبة أو الن ،

أن حياديــة الــراوي مزعومــة، فــالراوي منرصــ عــن احلــده وعرضــه وخشــبة هــذا

ـــا، بحكـــم رسدال، إىل اجلمهـــور، وكأنـــه يبىئـــر عليـــه ال واحـــدة. هـــذ [،2]العـــرو منتمي

وإن –واألخرى، يف ل هذا التبئري، ال يظل الراوي حمايدا، بـل يبـدو وكأنـه علـيم

نىب ؤي بام سيحده يف النهاية. –بشكل تى

صعود: -

يف العرو املرسحي يدخل املمثلـون، كـل املمثلـني أبطـاال وغـري أبطـال. ومـا

املمثلـني، وبالتـا منصة( عرو فتن اجلمهور يقع أدنى منهـا ومـن)دامت ثمة خشبة

ـا، ولكنـه سـيكون للجمهـور. –إن حـده –ففعل الصعود لن يكون للمثلني مطلق

فعتبة الن حتمل النبوءة نفسها التي نملها الـراوي املحايـد اهريـا/العليم باطنيـا،

النبوءة التي تستعلن يف ااية الن : صعود اجلمهور عىل خشبة املرسـ لينتقلـوا مـن

ليصبحوا األبطال احلقيقيني للن األصيل، وليبـدأ العـرو اجلديـد.. "رحضو"عرد

العرو احلقيقي.

ا، وقد خ من أهم عمات الشـعر التـي ال يبدو الن األول، عتبة ونسيج

ـا عـن الـوزن، يمنع حضورها كون الن تفعيليا أو نثريا، فالقافية تقنية منفصلة لام

أعني القافية –كتب علمهام إال دليل عىل ذلك. وهي وليس اجلمع بينهام يف عناوين

ا يف حالـة احلضـور، أو مـن جـنس – أقوى العمات الشكلية عىل كون الن شـعر

من هذال العمة، "حالة حترير"آخر يف حالة الغياب. وخلو الن األول يف عموعة

ليس نفي ا النتامئها إىل جنس الشعر فثمة نصوا أخـرى حت ـ القافيـة فيهـا وبقـوة،

المالحظ أو مصطلح لساني انتقل إلى النظرية السردية ليعبر عن "وجهة نظر"التبئير -1

التبئير األدنى أو الصفر. رؤيته، سواء كان شخصية أو الراوي، ولذا فهو أنواع ثالثة:

. شخوص الرواية الداخلي الثابت والمتعدد وفيها توصف الوقائع كما تظهر ألحد التبئيرو

تسرد الوقائع كما تظهر للسارد الخارجي.التبئير الخارجي وفيه و



ـــيض لدرجـــة الشـــعرية ـــه ةف ـــاملفهول )س( يف ســـبيل شـــعريةنســـبة إىل اجلـــن)ولكن ب

االصطحي( لزج بني األجناس املتنوعة، وكأن الشعر حتول، يف هذا الن ، ليصبح

ا للنصوا التالية. فضاء أكثر منه نصا.. فضاء للتفاعل األجناا لهيد

ولكن، يف كل ما مر من عمات، أي مرس وأي ن وأي حضور...؟ إىل

يناير وإن ميدان التحريـر أشـهر مـن أن تكـون اإلجابـة 15آخر األسئلة املمكنة، إن

غري ممكنة عىل أحد. ولكن األمانة مع الن تفـرو علينـا أال نسـق التـاراي عـىل

اجلام هبذا التعسف، فام تزال إحالة العمات يف األسئلة السابقة إحالة ضعيفة، وإن

ا أجربت عليه حتى ا ذاتيا فيها، بل ضعف حني، وبالرغم من هذا القصد مل يكن ضعف

ممكن.. اإلبداعي، فاستجء بعض هذال املمح املؤجلة

إن الواقــع، أي واقــع، يقــول عــىل أســاس رصاع لــه ســمت درامــي، غــري أن

السلطة تنظم بنيات هـذا الرصـاع حلسـاب تـوازن القـوى الـذي يسـمح باسـتمرارها،

ىل الـ منطـق البنيـوي وحني اتل هـذا التـوازن ويفـرو الرصـاع منطقـه الثـوري عـ

مــن للســلطة، حينئــذ يتقــدل األســاس الــدرامي مشــهد الواقــع ويــدير عقاتــه بــدي

ا للشعرية، تتجىل خماطر العقة املبـارشة السلطة. وعندما يكون هذا التحول موضوع

بالواقع، ويصبح عىل املبدع أن يمـدها بتقنيـة أداء أو أكثـر قـادرة عـىل تنظـيم عقـة

أمحـد "قع دون السقوط يف املبارشة. وقد وفقى الشاعر والكاتب املرسـحي الن بالوا

يف اختيار عدد من تقنيات جنيس: الرسد والدراما لشعريته، فاتكأ عىل درامـا "رساج

ينــاير(، ليســتخل عموعــة 15ثــورة )املشــهد املرصــي يف ميــدان التحريــر بالقــاهرة

ر، ويضع قصيدته/نصه الشـعري اجلمهو –العرو –عنارص من فن املرس : الن

الـذي يصـلب عينيـه عـىل اجلمهـور ولـيس عـىل الـن "الراوي""يف موضع صوت

املعروو.

الرسد –جدل الشعر



"أشء هامان.. عن سقوط الباستيل املرصي"

رسي "يتحــول عــن رسديتــه إىل الدراميــة عــرب مونولــوج "الــراوي"يبــدو أن

يف خشبة ا)، وكأنه عىل املنصة"وخطري ا متوسـ ا مل يعد موجود لعرو( يؤثث مشهد

ذلك بكل إمكانات الشعر من وزن وقافية ومجـل قصـرية وجنـاس والزمـة وصـور..

إىل آخرال:

طريب -2 خى رسي وى

رسي وخطري

لعون ا مى بوء ا خمى فتىحى صندوق أن تى

ا مىذعور روح رسى ذئب ا عى أن حتى

رسي وخطري

جبى أفخا خ أىن حتى

البصاصنيى العساسنيى القوادينى

أىفراخى النور

/ / الزيفى / اجلوعى أىن يلدى احلكم الفرد الرعبى

احللم املقهور

أن ينصتى شعب لألخرس

ويقبلى رجلى األبرا

يف شغف وحبور

تبدو مداخلة عتبة هذا الـن عـىل نصـها مداخلـة بنيويـة بامتيـاز، سـواء عـىل

مستوى الرتكيب أو مستوى الداللة. أما تركيبيا، فالعتبـة تشـغل موقـع اخلـرب للمبتـدأ



، وموقعه يف الن [2]والفعل املضارع املنصوب هبا واملؤوالن باملصدر "أن"املتمثل يف

. "رسي وخطري"مبتدأ مؤخر للخرب املقدل:

تتـوازى هــذال العقــة اإلســنادية بــني العتبــة والــن مــع عقــة أخــرى تبــدو

وكأاا نصـية، حيـث تـدخل العتبـة إىل الـن بكامـل بنيتهـا فتحولـه إىل مقـاطع هـي

بينهـا مسـتندة إىل فاحتتها، بينام تلعب املقاطع دور املشاهد اجلزئيـة التـي امـع العتبـة

فضاء دال يؤطر تنوع تلك املقاطع. إال أن املفارقة يف أن العتبة حمض تعليـق، وأمـا

، فتاـا قائمـة يف املسـتقبل، "أن تفعـل كـذا.. ف فعـل كـذا.."اجلملة املؤولة باملصدر:

ــة ــا أن تنجــز دالل ــة وال نصــها وال تضــافرمها مع ــان ال العتب ــيس بتمك ــم فل ــن ث وم

ا إنجاز من نوع مغاير: إنجاز سيكولوجي موضـوعه: كلية/نصي ة راهنة، إنام هي مجيع

ــوج ــرب املنول ــك ع ــيأن، وذل ــا س ــد مل ــه: التمهي ــوج، وو يفت ــامل، وأســلوبه: املونول الع

ا وجهة نظر من الدرامي/املناجاة، إذ يدل الشاعر الفرق بني العاطفة والبصرية مقدم

إن بشـاعة مـا .[1]"أسـامة فرحـات"يقولـه منظور خمتلف وفريـد عـام هـو سـائد، فـيام

–مما كان رسيا وخطريا تضع الراوي –اجلمهور سابقا –يمكن أن يشاهدال األبطال

ــا ــيم باطني ــي إىل حقيقــة –هــذا العل حتــت وطــأة رعــب مــن نــوع آخــر: حتــول الظن

"أنـت"عن لغته ال إراديا متوسـ بضـمري اآلخـر: "أناال"واهلاجس إىل واقع، فيبعد

ــيخر يصــاحبهحمــا . إن (.[2]غرفــة جهــنم)[3]"الغرفــة املحرمــة"داخــل وال االســتئناس ب

"أن: حرف نصب ومصدري واستقبال، تنصب الفعل المضارع، وتعين وقوعه في زمن -1

االستقبال.. وتؤول هي والفعل بمصدر يكون محله من اإلعراب حسب مقتضى الكالم": المعجم

دار األمل –يل الزعبي د.علي توفيق الحمد ود.يوسف جم –الوافي في أدوات النحو العربي

9%ص: – 1223 – 8ط: –إربد –

-القاهرة –الهيئة المصرية العامة –أسامة فرحات –المونولوج بين الدراما والشعر -8

بتصرف 111، 119ص: –( 122%)

الغرفة المائة في أسطورة ذي اللحية الزرقاء الذي أمر زوجته أال تفتحها ولها الحرية في -3

الغرف، إال أن الزوجة انتهزت فرصة غيابه وفتحت الغرفة، فوجدت جثث ثالثين امرأة.. بقية

إلى آخر األسطورة.



االستخدال الشعري لضمري املخاطب يف التعبري عن النفس قديم قدل الشعر اجلاهيل،

فتذا ال وعي الراوي يستدعي موروثه وارتب ارتباطا جذريا بالوقو عىل األطل،

ستمدا من جهارة إيقاعاهتم صبته يف املقطع وتراثه مسندا سيكولوجيته إىل أسفه م

-:"طللية"التا من الن :

احبىة الطىلىلب ا صى ك يى ن ال نىبكي أيامى نىحب

طيع والتذبيح ريى التقب نىا غى أيب ا رى مى

لب بو األمى وحمى

ن ك نىحب نىحن؟! لى

زنىا ر هى تى إنامى وى

كرب نا دىمع مل يعى مى غب ى رى اسى فىجرى رى أعب

عيد احللمب

ا عتهى مب دى روس وى رد أل العى غب تزى مثلامى سى

ر فىمب ىل الفى جه عى يف الوى

ا هى ادىتب نىفسى تب دىولة شى ارى خى

كاخلفافيش بالنهش والدلب

هيد ا شى امكى يى تى أقدى حتى

إلىيكى سنىهفو

تمب هبىا ال اى

-وقد ضم الـ أنا إىل الـ أنت وصـار صـوتا مجعيـا: نحـن –يبدو أن الراوي

امتلـك توازنـه، وثبـت وعيـه، وبـدأت عقــة بصـريته بعاطفتـه أكثـر لاسـكا، فــانتظم

غرفة جهنم: حجرة فعلية كانت موجودة في جهاز مباحث أمن الدولة اللعين، وتضم كل -1

المعلومات عن المسئولين بدءا من الرئيس وحتى أصغر فرد في حاشية أصغر مسئول أو رجل

مال. وعالقة الشبه قوية بين هذه الغرفة والغرفة األسطورية. أع



إيقاعه إىل حد ما، وأرشقت قوافيـه خلـل سـطورال الشـعرية، متحـوال بـانتامء الواقـف

–الدولــة "عــىل األطــل عاطفيــا إىل طللــه، إىل موقــف نقــيض ال يــتم بطلــل هــذال

، ال بأشء هامااا، وال باسم قرص رعبه:الباستيل املرصي، وإنام منتمي ا إىل "الفاحشة

بعض ذاته الذي استشهد ها هنا..

يؤكــد عــىل -هبــذا التحــول التــاراي للوقــو عــىل األطــل –إن الشــاعر

رى: سقوط، ماحي ـا أيـة إسـقاطات لعمـات أخـ –عمات بعينها من العتبة: أشء

التـي "الزنزانـة"الباستيل املرصي، ومن ثىم يـدلف إىل تفاصـيل التفاصـيل: –هامان

العربيـة "جب"الشعبي( لكلمة )يكتشف التشابه الصون بينها وبني الترصيف العامي

، فيبدأ باألوىل وينتهي باألخرى حيث ال فرق بني امليت واملعتقـل اللهـم "جبانة"إىل

إال يف راحة األول.

ا باملىوتاعرتى

مرت يف مرت يا زنزانة

يا لإليامن

ذلك لىكني حي رب كى القى

ما أدراك؟

قا ما أدراين؟ حى

فلىعيل إذ هم القلب

بول - -يف حلظة طيش خمى

أن يذكرى سلطاين

ن رشيان أبلغى رشيان عى

صياين ن من عى بت أىوردى فانسحى

نىصحى الكبد املوتور بخلع فوري



أوصى ببيان:

إن اخلارجى مىدسوس

من قبل الشيطان

ينا أىن أجندتىه قىد ثىبتى لىدى

ل عدواين مى عى

وتقدلى أربعة األطرا

ووقع وفد األمعاء

ا إنساين نشور مى

تىوفاين أمر نوراين فى

مرت يف مرت يا جبانة

يا لإليامن

سل بالشعري لكي تبلغ أقصاها داللة، وإنام نحـن لسنا إزاء سخرية مريرة تتو

، إنـام الشـعري هـو "ذي اللحيـة الزرقـاء"إزاء وقائع يومية يف الغرفة املائة من قرصـ

هـذا التامهـي الـذي –ومشاهد تلـك الغرفـة "الراوي"هذا التامهي الذي نده بني

للضـحية، بـل فعىل قاعدته يمنح الـراوي صـوته –رأيناال يف الغ اخللفي للديوان

يتداخل الصوتان بشكل يضيع الفروق بني االثنني، وعـرب ضـياع الفـروق هـذا يثبـت

الن نفسه كهوية للصوتني:

مرت يف مرت يا زنزانة

يا لإليامن


ما أدراك؟




فلىعيل...

نصــوا املجموعــة أمــا تقنيــة التنــاا النــوعي مــع الــرتاه فلهــا الســيادة يف

املتبقية، واجـتامع التنـاا إىل املونولـوج الـدرامي، يؤسـس لنـوع مـن التـداعي املـنظم

يداعي التاريخ أحداثه عـرب عقـة تشـبيهية باطنـة "الشهيد"وليس احلر. فعىل قاعدة

بــني التــاراي والــواقعي، اإلمــال والثــائر حيــث ال فــرق، وبــني مــوقعتي اجلمــل:

ا اإلمال عيل بن أيب طالب( واحلديثة يف ميدان التحرير، وكأنه مجل أيال موالن)القديمة

، ومعسـكرال هـو معسـكرال وأصـحاب احلـق هـم أصـحاب احلـق، واحد يعـرب التـاريخى

ويعطي الوعي مربراته لتلك املقاربة التشبيهية:

الكل يف كفر احلقيقة واحد:

ا من باعى شرب

ا من باعى غاز

لاممن باعى ح

وت من باعى صى

إن الشــاعر يؤســس وجــه الشــبه وال يرتكــه الســتنباط املتلقــي، وهــذا الفعــل

اإلبداعي ينفي منطق املقاربة التي يعمل عليها التشبيه بغيا، ليحل التطابق، بالرغم

، حمل املقاربة.."املشبه به"و "املشبه"من الفروق الزمنية بني

ــة ســنتي ينتقــل الشــاعر إىل مظــاهرات الط ــاحلق 2851و 2811لب املطالبــة ب

، حيث ناكم ونكم عىل الن 1022 إىل حلظته التاراية –بعد –واحلرب، ليصل

كبار( هؤالء متوس بلغة املرس :)خماطبا أحد "أمحد رساج"السابق وممثليه، يقول

ال تىعتذر

ن دىوركى املرسول يف جحر الثعالب عى

ن صمتكى املوزون عى



ن رسكى املفضو عى

ى؛ ا وانتهى قىد كانى دىور

ا كى مقنع فىرأيتى نىفسى

ورأت بىصائرنا القناع

تذرب عب ال تى

ى؛ ا وانتىهى انى دىور قىدب كى

يف حماولة للتفا عىل ن الثوار، يـدخل أحـد األفـراد الثـانويني ملجموعـة

وعــي األبطــال يف الــن القــديم، فيتوســل بــه الــراوي الســتجء [Cast]املمثلــني

الصــاعدين بــن جديــد لامــا منصــة املرســ ، وبعــد رسد وصــفي لتلــك الشخصــية

، وفـيام يشـبه الطـرد، ولـيس "اإلقناع"و "القناع"ودورها، يلتق الفروق الدقيقة بني

داللـــة الســـلطة.. ويف اجلملــــة "ال تعتـــذر"عـــرد الـــرفض، ففـــي فعـــل النهـــي:

اخلربية( املؤكدة داللة الطرد، لينهي دراما الرصاع بني الن اجلديد والن )التقريرية

القديم.. دراما الصعود/االستيء عىل منصة العرو.. دراما التداعي املنظم للتـاريخ

عرب املشاهد الوصفية.. ينهي كل ذلك بام يؤكد عىل الصـفة الدراميـة يف عتبـة الـن

قة تدال بني عمة احلرية يف هذال العتبـة وعمـة لتقول ع "نشيد األحرار"األخري:

البطولة يف احلاشية اجلانبية لعتبة الن األول من هذال املجموعة.. عقة تـدال تبلـغ

ومن كل بطل حرا، وال فرق.. من القوة السيميائية ما جيعل من كل حر بط

م خماطب ا بطلـه يرتدد هذا الوعي يف ن آخر ينتقل من املمثل يف الن القدي

اد()لىكى اخليىار "يف قصيدة ح األخرية مللوك الرمىائ :"النصى

ري -عىل احلقيقة - ولىكى اخليار اجلىوهى

لىيسى لىك

غري اهلروب فىلىك



ى ربى اآلنى انتهى أىن هتى

ة مل يىعد ء يقال؛ دىور البطولى

بىحت يىداك، بك من ذى ال تى

مــع الشـاعر كــل ممــثيل الن /العهـد البائــد معطيــا هلــم ويف صـوت محــاا جي

الضامئر األكثـر مءمـة الختفـائهم مـن منصـة املرسـ ( واضـعا صـوته )ضامئر الغياب

ا، يقول الشاعر: اجلمعي بصيغة املتكلم إزاءهم مجيع

عت رى عيت ومن زى أنا من رى

نىعت أىنا البد ومن صى

أىنا العباد أنا أنا

اجلرذان إين دائم يا أيا

ة يعى مثيل احلقيقة والك

جولة واألنوثة مثيل الر

لوا من أىرو أبنائي فلرتحى

عنيى الطاهرين الكرال الطائ

ولتىخرجوا من جنتي

تب يداي الكربىى التي خلقى

مركزيتـه يف فهـم وتأويـل مـا قبلهـا، فهـي تنـاا "ولتخرجـوا مـن جنتـي"إن لتعبري

ففي آخر سورة الفجر يقول تعاىل: باجلملة وليس املفردة( مع القرآن الكريم،)رصيح

ئنــة " س املبطبمى ــا الـنفب ـا أىيتهى ضــية {15}يى اضـيىة مرب بــك رى جعـي إىلى رى ــادبخيل يف {11}ارب فى

نتي {18}عبىادي ادبخيل جى عن هـذال الـنفس ، أما شاعرنا فمخاطبوال خمتلفون {"30}وى

املطمئنة، بل هم نقائض هلا، ومـن ثىـم جيـري الشـاعر عـىل اخلطـاب القـرآين عموعـة

التحويت الزمة ليئم بني ن اآليات واخت املخاطبني، وكـأن هـذال اآليـات



وتعبري الشاعر هو اليها، عرب "تشومسكي"بنية عميقة( بمفهول )مكون دال أساا

ولتخرجـوا مـن "بنية سـطحية: Transformation Rules(1) قوانني التحويت

–وبالسـمت املقـدس الـذي يلـف صـوت املـتكلم، يكـون الترصـيح املتكـرر ."جنتي

بضـمري األنـا مسـندا –التكرار وسيلة من وسائل إعء الكلمة عن داللتهـا املبـارشة

ا مراحل األطوار احلضارية عىل الرتتيب: من –من رعيت "إليه أفعال كل أنا راصد

يســند إليهــا املكــان "أنــا"، وحتــى ال تلتــبس علينــا هــذال الـــ "مــن صــنعت –زرعــت

فنرى الشـعب كـل الشـعب متجلي ـا مـن ضـمري املـتكلم "العباد –البد "واإلنسان:

من األفعال السابقة.. ليلتبس الواحد بالكل الثائر والكل الثائر الفرد، والوطن متبديا

بالواحد، واخلطاب الديني يمد الشعري باملقدس، سواء عىل حمور االختيار إفراديا أو

حمور التوزيع تركيبيا.

الشعر اخلال

نشيد األحرار

أول ذكر للنشـيد كـان يف الـدراما اإلغريقيـة عـىل لسـان أرسـطو الـذي جعلـه

ا من وسائل تزيني الدراما أمـا يف الثقافـة العربيـة، فالنشـيد (.التـزيني األسـلويب)واحد

أغنية محاسية تؤديا عموعة املغنني ويمتاز حلنه بالقوة ولغته بالوضو الدال .

ة تبهر ون يىشهد واخلىليقى الكى

ر الظ لم ننىى للشباب ويقهى

والدماصاغوا القيامةى باإلرادة

فاآلنى بعث واجلحيم يسعر

نوال مغلل: ا جى ذل الطغاة ومى

د.ميشال –راجع المخطط الموجود في: األلسنية التوليدية التحويلية وقواعد اللغة العربية -1

%1ص: – 1221 – 8ط: –بيروت –المؤسسة الجامعية –زكريا



ر هى ريب وعهر جيى تل وةى قى

م حرلى اجلىنى نةى الفردىوس كى يا جى

أبناء أرضك والعدا تىتىخطر

ال بد هلذا الصعود التاراي عىل منصة العرو من قصيدة/نشـيد يلعـب دور

ة دالالهتا عىل طبيعة الن اجلديد. وبالرغم من كـون ذلـك الصـعود العمة املفتوح

تارايا، أي له زمانه ومكانه وفـاعلوال املحـددون، فـتن الشـاعر يرفعـه إىل مرتبـة فع

اخلليقة –الكون "الكونية من خل بعض العمات الصغرى: املفردات، من قبيل:

ا ال بـد "لعدىا -أبناء –جحيم –جنة –البعث –القيامة – . ولكي يكتمل نشـيد

ىثـلى يف حلنه/وزنـه القـوي اإليقـاع، وعـدد مـن التحسـينات له من نفس كسـيكي، لى

. هـذا فضـ عـن "تتخطـر –حـرل "و ،"جنـان –جنـة "، و"تقهـر –تبهر "البديعية:

طبيعة األصوات التي يغلب عليها اجلهر بام يتناسب مع الوزن واملوضوع.

"من وجع الفتى"الثانية: املجموعة

ال تنفصل عتبات املجموعة الثانيـة عـن العتبـة/الغ ، وال عـن عتبـة/عنوان املجموعـة

األوىل، كام سنرى:

التاريخ احلاشية اجلانبية العنوان

احلكم للميدان

الغ ( من وجع الفتى1) ( حالة حترير2)

- - -

- - -

- - -

- - -

- - -

- - -

- - -

- - -

- - -



عن شوارع احلصار

اآلن تسق من قرون

تغريبة السندباد

نغني

مع السندباد

وصية

إىل حمارص

- - - -

- - - -

- - - -

إىل حممد فكري اجلزار

- - - -

2885

1003

1005

- - -

- - -

- - -



ا، وكذلك حواشيها اجلانبية، والتحليل يعتمـد أول يبدو أن التأريخ لقصائد هذال املجموعة ليس مقصود

ما يعتمد عىل قصدية املبدع، وبخاصة يف العتبات. لكن مـا يمكـن أن نسـتنتجه مـن التـواريخ احلـارضة، وكـذلك

ا يفرس لنا الغنائية اخلالصـة التـي تطبـع وهذا م 1022يناير 15الغائبة، أن قصائد املجموعة كلها تقع زمنيا قبل

التي حتتاج إىل ترو يف قراءهتا. "من وجع الفتى"القصائد الست مؤيدة بعتبتها:

، ثمة تناقض بني املفـردتني األخـريني، فـالوجع نقـيض للفتـوة، "منب "بغض النظر عن املفردة الو يفية:

م عىل القراءة أن تبحث عن املستوى األعىل الذي ينحل فيـه والتناقض داخل الرتكيب النحوي الواحد مسألة حتت

ـا ملسـتوى أعـىل بمقـدورال أن نـل هـذا ـا افتتاح هذا التناقض، وإن حلساب إحدى املفردتني، أو عـىل حسـاهبام مع

لـيس الفتـى بمعنـى الشـاب "قولـه: "القتيبـي"يف معنـى الكلمـة عـن "ابـن منظـور"التناقض أو يستثمرال. يـورد

ه، إنام الكامل اجلزل من الرجال، يدلك عىل ذلك قول الشاعر: واحلدى

ال كل ملمة. . ليس الفتى بمنىعم الشبان .إن الفتى محى

قال ابن هرمة:

رك الك ى الفتى وردا ال. قوع .قد يدب رب يبب قميصه مى لىق وجى [2]". خى

ا، فيه عـزل ومضـاء، وهـذال صـفات "ويؤكد د.عمر الدسوقي هذا املعنى فقال: الفتى ال بد أن يكون قويا شجاع

تيبـت، إذا ةلـق بـأخق الشـباب مـن القـوة اجلسـمية واحـتامل املشـاق فى أمـا [1]"الشباب. ويقـول الشـيخ املسـن: تى

جـعى فـن ": "ابـن منظـور"فيقـول "الوجع" ـع: اسـم جـامع لكـل مـرو مـؤمل، واجلمـع أوجـاع، وقـد وى جى .. الوى

عى جى كى الوى : تىشى جعى وى تى ، وى نى عى يف العدو: أثبخى [3]"واإلجياع: اإليل، وأوجى

إن الوجع اسم جامع لكـل مـرو مـؤمل، فهـذال الداللـة العامـة يمكـن "ابن منظور"ونتوقف إزاء قول

وتصـبح فتـوة استثامرها لتتجاوز املرو اجلسدي، وتلتحق، وفـق منظـور الـديوان السـياا، إىل أمـراو الـوطن،

له عبء هذال األمراو/الوجع. وتتضامن املجموعة السابعة من نصـب احلريـة يف الغـ مـع هـذا الفتى يف حتم

املعنـى، حيـث قضـبان السـجن، والســجني السـياا، وفكـرال القـادر عـىل اقتحــال البـاب، والتحـرر مـن الســجن،

والتواصل مع الوطن..

عة التي تتواصل دالليا مع عتبة املجموعـة األوىل: حالـة حتريـر، من عتبة الغ إىل عتبة عنوان املجمو

إىل عتبات القصائد الست التي تكاد تكون رسائل خاصة، كام توحي احلاشيتني اجلانبيتني، أو رسائل عامة كام يف

–دار المعارف –وآخرون تحقيق: عبد اهلل علي الكبير –ابن منظور –لسان العرب -1

%334ص: –المجلد الخامس –د.ت –القاهرة

ص: –1292 – 3ط: –القاهرة –نهضة مصر –د.عمر الدسوقي –الفتوة عند العرب - 2

11

8%%4ص: –الجزء السادس –مرجع سابق –لسان العرب -3



الغناء ×

اخليول -السيو

خنق النشيد

صلب الشهيد

سخل األماين

زراعة املراثي

مـا لــ "وجـع"عـىل قرصـها، وكـل غـري خـال مـن "نغنـي"، أو وصـف ملحفـزات هـذا وذاك: "وصية"العتبة:

. وطبيعي أن يكون املحفز هو مرتكز شعرية املجموعة، ومن ثم نضعها موضعها ونبتدئ منها:"الفتى"

نغني

يد نقونى النشى ملن اى

ددى يف النفس رى إذا ما تى

داال بىعض صى

نغني

ملن يىصلبونى الشهيد

عىل كل باب

ملن يسحلونى األماين

رير بقلب غى

ملن يزرعون املراثي

كل دىربعىل

نغني

وليسى الغناء خيوال

وليسى الغناء سيوفا

ن إذا ما تناءى البىكاء لنغى ا فى [2] إذ

ا ال يتعدى إىل مفعوله، فيعديه بحر اجلـر الزم لــ(، وألن لـزول )يستثمر الشاعر كون فعل الغناء فع

ه، فهـو ال يتوصـل بحـر اجلـر مبـارشة إىل املفعـول هذا الفعل قانون لغوي، وال يمكن إسقاط تقنية شعرية علي

من( الذي نتاج إىل مجلة لكي يمتلئ دالليـا، وقـد أرى أن الشـاعر )باسمه وإنام عرب اسم و يفي: اسم املوصول

ـيد "وما يمتد إليه من مفاعيل نقيضـة للغنـاء: "نغني"أراد أن يفصل بني الفعل اجلام : نقـونى النشى ـن اى مـن –مى

اث –من يسحلون األماين –بون الشهيد يىصل عونى املرى ، وال يكتفي بمجرد التناقض، وإنام ينهيه بام نله، "يمن يزرى

وإن يف صيغة تركيبية تئم ما سبق، ولنتأمل الشكل التا :

هكذا أرادها الشاعر بصريا: تتوسط الصفحة. -1



تنــاقض بــني طبيعــة الرتكيــب الــذي يفــرو االنســجال النحــوي عــىل حمتوياتــه التــي ثمــة

تتناقض بدييا، ففعـل السـلطة الوحنـ نقـيض بـديي للفعـل اجلـام : الغنـاء. هـذا التنـاقض بـني

، إال أاـا حت ـ نكـرة "السـيو واخليـول"النحوي والدال البـديل: الثـورة، أو كـام عـرب الـن

ا مع تـيلف املتناقضـني، ومـن ثـم ترتفـع الثـورة إىل فضـاء الـن باعتبارهـا أمنيـة ومنفية، انسجام

تسكن الفراغ الطباعي وتؤطر الوجود البرصـي للـن أو لنقـل حتـارصال، ويصـبح التنـاقض أكثـر

كلية، أعني بني الفراغ الطباعي والوجود البرصي للـن ، ومنـه تتولـد هـذال الغلـة الشـفيفة مـن

الـن ونلتقيهـا يف القافيـة سـواء الرصـنة أو املؤولـة هبـا، أعنـي تكـرار احلزن التي تغلـف إيقـاع

الصيغة الرصفية يف ااية بعض األسطر الشعرية.

ينسـلخ "إىل حمـارص"املهداة إىل مـواطن هـذال الشـوارع: "عن شوارع احلصار"يف قصيدة

يف غنائ ـا مـن غنـائهم املـدان داخـ يتـه اخلاصـة مكتفي ـا ضمري املتكلم من مجاعـة املتكلمـني خارج

:"أمحد رساج"يقول بخطاب هذا املحارص

نتىحب كى فىوقى امللح تى ودع جراحى

ب رى واكى لتىنسى أىننا عى واطرى هى

ة؟ نىينا سوى أىنات عاجزى ماذا جى

أىعجازى نىخل هيى األفعال واخلطىب

ع اخلىصيب نىابر الدمب ا حلوقنىا بمى فى ا جى ذى د احلىبيب هى سى ع يف جى الصدباء تدى اب بىاب البب ة األنبخى ايى رى وى

ى اف وى ال قى دي يف الزحى حب بيت وى أى ه وى نبفث قيحى ل يى ىاو الذ ا منب خمى ر هب أىن دى كى

يبل.... لىري وى ل غبىارال هب ىلى زى بر عى نىا هى مجى بىاحى ة تىدك صى سنببىكى ا أىنىاوى "ذى

ثمة حوار مجا بني شكل هذا الن وخطابه، حيث تتجاور فيه ثثة أشكال إيقاعية،

والسطر الشعري الذي يشغل سطرين طباعيني تفعييل "البسي "فالبداية منتظمة خليليا من بحر

اعلنب ": "الكامل"خال يعتمد تفعيلة بحر ا ل"متىفى ا منهك نفىس قارئه، ، ويمتد هذا السطر امتداد

فالقافية بداية تفعيلة جديدة "احلبيب "و "اخلصيب ": "الباء"دون أن تقيدال القافية الداخلية:

وليست ااية هلا؛ لذا فالسطر الشعري ينتهي بصوت مل يوجد من قبل، ف يمكن اعتبارال قافية،

ى "إنام هو يؤخذ باعتبار املقطع الذي يرد فيه: ابق ببيت شعري يوشك . وينتهي النموذج الس"ف

أن ينتظم خليليا لكن الشاعر يزيد تفاعيله الست تفعيلة سابعة..



العربية( فتذا كانـت )واملدهش أن الشاعر يتوسل بالوزن العريب الرتاثي يف هجاء الذات اجلمعية

كذلك، ومن خل "الشعر"العروبة هي اخلطب والفعل العاجز فلننس أننا عرب، وكأنه يضع

ال تثمـر( هـي األفعـال )لوزين الرتاثي وإيقاعـه العـا يف التشـبيه البليـغ: أعجـاز نخـلالشكل ا

ا بني واخلطب.. وباالنتقال إىل شكل السطر الشعري ليصف احلالة اجلمعية مست نفسه منها، مميز

وأبيت وحدي "الوعي الفعيل جلامعته والوعي املمكن لنصه، ومن ثم ينجز هذال املفارقة الدالة:

.. إن هذال الكلمة األخرية إشكالية، فمعناها املعجمي غري معناها التداو ، إذ إن القفول "افقو

هو العودة، والعرب تطلقها تفا ال عىل الرحلة، فأي املعنيني أراد الن ، الرحلة أل العودة؟.. إن

يل فتن التفعيلة الشكل التفعييل ينتهي إشكاليا يف مقابل وضو الشكل اخللييل، أما الشكل اخللي

ا لقراءة كل ما سبق: الزائدة لثل مرتكز

يبل.... لىري وى ل غبىارال هب ىلى زى بر عى ا أىنىا مجى ذى نىا هى بىاحى ة تىدك صى سنببىكى وى

الغريب أن الشاعر أرص عىل تشطري البيت، وأخذ جزء التفعيلة األوىل من الشطر الثاين

بالرغم من هذا التشـطري يـنظم بيتـه عـىل أسـاس تركيبـي ولـيس ليضعها يف ااية األول. وكأنه

إيقاعيا. إن التشكيل العروم للبيت جيب أن يكون كام ييل:

. ليل، وسنبكة تدك صباحنا.مجر عىل زهري، و ل غبارال..

لقد اكتمل البيت خليليا، ولكنه مل يكتمل، من وجهة نظر الشاعر، دالليا فاجلملة املتبقية

. إن الشاعر جيادل، شكليا، عن حقـه يف اخلـروج عـىل النسـق.. "هذا أنا"كل ما سبق: اساس

النظال.. قانونية قمعه، وال يرى ثمة داع يلزمه بأن يفصل ذاته عـن واقعهـا. لكـن األهـم عـىل

، وهـو مـا يتجـاوب مـع الرتكيـب "أنـا"مـع الــ "نحن"مستوى الوعي هو تساوق ضمري الـ

قل النواق النحوية، كام يبني هذا املخط : النحوي املعقد، أو لن

مجر عىل زهري

و ل غبارال ليل

وسنبكة تدك صباحنا

أنا هذا



إن اإلشكال النحوي هو يف اخلل بني الضامئر، وهو خل يمكن ااوزال يف املشـار إليـه،

ولكنه يشكل أكثر يف إسناد ضمري املتكلم إىل اسم اإلشارة بكل ما أشار إليه وما فيه من ضـامئر،

وال يفيدنا تقدير املحذو بنء، هذا نحويا.

ا فكلـام تراجـع النحـو تقـدمت الشـعرية، وكـأن ثمـة ارتبـاط أما شعريا فاألمر خمتلف لام

رشطي بني تراجع ذاك وتقدل هذال والعكس. إن الشاعر من خـل اجلمـل الـثه الـق صـورة

رمزيـة مركبــة هلويتــه التــي حتــرتق ويتحــول رمادهـا إىل ليــل ال أمــل لــه يف صــبا ، وإذ فــرغ مــن

ارة الـذي ال يفعـل أكثـر مـن الصورة عادل بينها وبـني حضـورال الفعـيل يف العـامل عـرب اسـم اإلشـ

الرب بني اهلوية الرمزية واحلضور الفعيل، ولو بانتهاك قانونية العروو العددية.. بنـاء عـىل هـذا،

ا ال تبدو ] قواف [ أاا رحلة، وال هي عودة، ولكن الشاعر اتار منهـا مجاعيتهـا فحسـب مؤكـد

د/الكل أو لنقـل الفرد/اجلميـع بفضـل .. إنه الواحـ"وأبيت وحدي"عىل هذا االختيار بام سبقها:

.. إن الشكل الطباعي، صناعة الشاعر وخطاب الصفحة الشعرية، فرو علينا هذال [2]وعيه املمكن

القراءة، وإال فتن لمتداد اخلطي للدوال قانونه الشـعري الـذي نـاول تقـدير الشـاذ بالقاعـدي

وضيا يليه:والكتايب بالشفاهي والبرصي بالسمعي. فالبيت املزيد عر

املىىا حال النشيد " طى لى به وى يب ق شىائ رى ذبه حى ل تعى فب

طاملىىا حال النشيج ط لى ملىا، وى نىى أى ثى انب ا فى نىشيج

ا قى لى نىى أى ثى انب ا فى "نىشيد

صـورة جديـدة بام قبلها تركيبيـا، ولغويـا بـام بعـدها، أمـا شـعريا، فهـذال "هذا أنا"طباعيا تلتحق اجلملة

ا قرائيا إذ ال فرق، صورة تتغلغل دواخل هذا الفتى وامـع لـه ا نحوبا أو افرتاض يتكرر فيها ضمري املتكلم تقدير

"الفتـى"بني النقيضني: الطفولة والشيب، تناقض التحوالت من النشيد إىل النشيج ومن النشيج إىل النشيد، بيـنام

الغناء املرفوع ابتهاال إىل رفيقة احللم اجلمعي:غائب بني احلالني ال يملك إال هذا

الوعي القاام هاو: وعاي ناي , اي ، مان املمكان أن عاي هناك نوعان من الوعي: الوعي الفعلي والوعي املمكن، أما األول فهو: -1

فكل جمموعة اجتماعياة اااول فها الوا ا . ميلك لنفسه حلوال يف مواجهتها والعمل على جتاوزها مشاكله اليت عيشها ، لكنه ال

، دون أن كاون ااا تصاوس مساتق لي االجتماعية والسياسية واال تصاد ة والفكر ة والد نية والرتبو ةوتفسريه انطال ا من ظروفها

وعي التغيري والتطو ر، و ص ح الوعي املمكنأما الوعي الفعلي فهو: ا ال رتاح بد ل إجيابي ومثالي ,ياتها املعيشية.وإ د ولوجي

إن هااا الاوعي املمكان ارت حل باا,لول . وتصوسا فلسفيا وإ د ولوجيا للط قاة االجتماعياة كلية العمل األدبي املنسج سؤ ة للعامل أي

.اجلاس ة اليت تطرحها الط قة لتنفي مشكالتها، وتصل إىل دسجة من التوازن يف العال ات م غريها من الط قات أو اجملموعات



تب " وى ا حى مى لك اجلرا وىين؛ ت زى يقةى حلمنىا، ال حتى

ف يىا رى فى

هر.... ..... مى لينىا واطلبي منىا املزيدى يهي عىبة ت ليل حمى دى

نىنتىظر "سى

مـل، مكانـه يف رحلـة االغـرتاب: إىل مرتبـة األ "مظفـر النـواب"وللحلم بالعاصفة التي رفعها من قبـل

: "تغريبة السندباد"

ا تىدك " هى عب دى

اع تى الن خى ا حى نى صدورى

بيض به ا لى لهى عى لى

ا يف بدي م وب يى حتى وى

نبمو تى نبمو وى رة تى ذى

تي الى زى يءى غى ي اى كى

ام تىحيكى حلبمي كى فى

نىعود من وى

ار ن البحى بىطب

ا رهى بمهب

شونى األخري مب ا لشى ربب "قى

ا من ويف الثنايا مجلة حتيل "شمشون"فـ "الغزالة"فـ "العاصفة"موغ يف الرمز بدء

": [2]إىل أسطورة االنتظار اإلغريقية لبنيلوب زوجة أوديسيوس ، كـل ذلـك "حتيـك ثـويب كـام

يف نسيج واحد ويتناا مع فعل االنتظار السابق، ويؤسس للحلم الوحيد: القضاء عىل يتواشج

ا باجلبـار)املتجرب اجلديد إن هـذال التغريبـة (.يف املخيلة الشعبية ال يرد اسم شمشون إال موصـوف

مرة أخرى لكن املوقف خمتلف، واملعنى "السندباد"تتجاوب مع قصيدة أخرى تظهر فيها مفردة

األسطوسة عان بنيلاوا املارأة الشاهرية وعمق ا,ب. واكيإغر قية تعترب إحدى سوام هومريوس ، وت ني شدة و وة أسطوسة -1

وباداا هو نفس ا,ب وتزوجا وعاشاا معاا ومجيلة عصرها اليت أح ت أود سيوس أحد مشاهري ادة اإلغر ق وملك إ كاثا ح ا عميقا

املقااتلون واألسارى مان وبعاد أن هادأت ا,ارا ، عااد واإلخالص واملودة. وذات وم ذهب زوجهاا إىل ا,ارا. حياة مآلها با,ب

وطال غيابه، وتقدم اا الكثريون اودون ا,را جلز رته وتر ت اجلميلة بنيلوا سجوع زوجها ، فل رج وطال بها االنت اس

بنفساها لااكرى سفضته مجيعا ، وسفضت أن تفكر يف األمر إال بعد أن تنتهي من تطر ز ثاوا تشاغله ربها والزواج منها ، لكنها

على االنتهاء منه تفك ما طرزته لتعيده حتاى تطاول الغامب. ومرت السنوات الطوال وهي تطرز هاا الثوا ، وكلما أوشكتح ي ها

.املستحيل واقق حلمها وسج زوجها مدة االنت اس والرفض ، حتى مت



ا له. أما عنوان القصيدة فهو املبارش ي إىل "وحاشيتها اجلانبيـة: "مع السندباد"قتيض آخر نقيض

، وموضوعها إدانة الواقع، ويبدو الن مهـتام باحلاشـية اجلانبيـة أكثـر مـن "حممد فكري اجلزار

عتبتها، وأسلوب اخلطاب الذي يدرج خله وصف الواقع، وال اتلف الوصف يف ء عام سبق

ا الرهت انه إىل وعي الشاعر بواقعه، إال أن تو يف الوصف وتنسيج عقته باخلطاب وبعض نظر

ا ملوافقة املتكلم هلذا السندباد املختلف عن األول( عىل )مفاطع الن ، يبني رسا معنى اقتضاء مغاير

الرحلة، فهو يدين هذا الراحل، ففي تعليق عىل ذلك الوصف يتساءل الشاعر:

دركى ح صنىنا؟)أو ليسى صى

ربكى بيننا؟( أو ليسى قى

وال إجابة إال إدانة يفرضها ما يسكن فضاء السؤالني من سؤالني آخرين:

قكيف ترحل؟() أو ليس صدركى حصننىا؟ -

فتىل أين ترحل؟() أو ليس قربكى بيننىا؟ -

يف بد الصامدون يف بشاعة الواقع غري اهلاربني منه، واملغرتبون يف ذواهتم غري املتغربون

الناس، وتغريبة السندباد الباحث عن العاصفة غري هذا األخري الفار من وجه القهر. إن الشاعر

يقدل نمطني للرد عىل الواقع وينحاز خفية لألول ويرتك للن أن يقدل مربرات اآلخر..

كل ما سبق يرسم خلفية غنائية للمشاهد الدرامية لتحقق الثورة/العاصفة يف املجموعة

وموت جربوت شمشون، وصعود الفتى /الفتيان/األبطال عىل منصة املرس يرالون ن وىلاأل

وحاشيتها اجلانبية ما بني مقدمة املشهد "هنا القاهرة"حريتهم وحرية وطنهم، ولأل عتبة قصيدة

هلا "بية: الدرامي/املجموعة األوىل وبني اخللفية الغنائية/املجموعة الثانية، فعىل قاعدة احلاشية اجلان

تأويل للتحول الكبري من شعرية الغنائية املفرطة إىل شعرية الدرامية الواقعية، "شغف بالعجائب

نسيج الن ل.تكون الزمة تتكرر يف ااية املقطعني األخريين.. يقول أمحد رساج: ومن ثم تدخل

(2)

ة وادىة الصامدى ق طرب تىلبحى هيد وى شى

ا بق رومى تسب ريق وى حى

ةب ادرى القى ةى وى ريدى ىا أىنب تىكونى الفى هلى

ة اهرى هنىا القى



ةب دينىتنىا الصابرى مى

ةب دينىتنىا الساحرى مى

للصيغ الرصفية فعلها عىل حمور االختيار، وحني يكون اسم العلم مركزا موضوعاتيا تصبح لـه

"القاهرة"ستجء مركزيته. ومركزية اهليمنة عىل حمور االختيار وتصبح الصيغة الرصفية أداته يف ا

الصـابرة القادرة "العتبة( عىل السواء يرتدد صداها يف: )الثورة( والن )بالنسبة للموضوع

، وفيام يبدو أن للرتتيب داللته فاملقطع الثاين خاا بالصرب:"الساحرة

(1)

؛ ائبب ف بالعجى غى ىا شى هلى

ا وراءى خريفب ا خريف ام ثثون عى

ون ينمو وينمووفرع

يف كل دار

ىلى كل شربب عى

ويف كل بث

ىلى كل نىربب عى

كأن البدى سواال خواء

عوال يقول احلكيم: دى

اد ان احلىصى يىأن أىوى سى

ا يف القلوب هى نىاجلى أيت مى رى

عوال دى

قبت فضم الغل بوى

اد بوقبت سى ر الفى نىحب وى

ىا إن هلى ائبوى ا بالعجى شغف

يفتتح املقطع الثاين باحلاشية اجلانبية التي تشري، بشكلها التقريري، أن ثمة ما سيحده،

غري ما هو قائم، لكنها عرد إشارة واملستقبل يبعدال هذا التقابل بني الثثني خريفا وال ء ينمو

أن إلشـارة البدايـة مـن وا غري هذا الفرعون الذي يتفرعن يف البيوت وذرات اهلـواء، غـري



الذي يلتجئ إىل حكمته من جهة والطبيعي من جهة أخرى، فتتوسل حكمته "احلكيم"نملها:

، تنطوي "يف القلوب"ويتحول مكبوهتا إىل مكان: "مناجل"باستعارة لنبوءة الثورة التي تتجسد

، فلكل ء ميقاته "لضم الغ"عليها، أو ةبؤها الضامئر. ثم يسند هذال النبوءة إىل الطبيعي:

حتى الثورات. وتتءل النبوءة مع استعادة احلاشية اجلانبية ولكن مؤكدة هذال املرة.. إاا الصفة

الثانية: الصابرة.

ويأن املقطع الثالث خاصا بالصفة الثالثة: الساحرة، يقول أمحد رساج

(3)

قول العجوز تى

ي هي مجى جب جع وى ريب سى

جع ريب ويسى ري طى عب شى

هي جب فأدفن وى

ى تبه القرى يئ الذي أىرسلى حنيى جيى وى

قتبه الشوارع لى يئ الذي أىطب حنيى جيى وى

ا العروس الصبية اهى أىرى

ائب ف بالعجى غى ىا شى هلى

يشري هذا املقطع إىل شيوع نبوءة احلكيم، يف القرى يف الشوارع، وحلول ميقاهتا، فيذهب

ذهب لنحر الفساد، وتتعلق أمنية املتكلم/السارد بعودة هؤالء الذين ذهبوا، بانتظار حتـول من ي

العجوز ذات الثثني خريفا/القاهرة عروسا صبية، مرددا يف إيامن صويف: هلا شغف بالعجائب،

درة عىل فشائعة يف املقطعني ق "القادرة"الساحرة.. أما الصفة الثالثة: "إاا املفردة/الصفة الثالثة:

الصرب وقدرة عىل السحر.

إن هذا الن البسي الرائع يف بساطته واحد من التقنيات الشعرية التي تتغلب فيه قصد

الن عىل قصد الشاعر وحمفزات إبداعه. فقصد الشاعر يتمثل نصيا يف العمات الواقعية، وهي

ة التي أفلتت من أرس الواقعي ، أما قصد الن فهذال اجلمل"هنا القاهرة"مجلة/عمة واحدة:

لتحقق شعريتها كاملة: هلا شغف بالعجائب، ومن ثـم تتحـول الفاعليـة عـىل حمـور االختيـار يف

املقطعني األخريين من الشاعر إىل هذال اجلملة ةتار ما يئمها ولتد عىل حمور التوزيع كام تريد،



احلراك الدال لسواها بالرغم من وال تكتفي بذلك بل تفرو نفسها الزمة ال بد منها لتضب

كونه اختياراهتا وتوزيعاهتا..

أخريا، فبديي أال تفي مقدمة ديوان بموجبات قراءته كلها، وبديي أال يزعم كاتب املقدمة هذا

ا حني يراو الديوان بني موضوعه الواقعي ونوعه الشعري، فهذال املراوحة يف الزعم، خصوص

اربته نقديا، مثلام هي من أعقد جوانب إبداعه.من أعقد جوانب مق زعمي

أ.د. حممد فكري اجلزار



ديوان "الحكم للميدان" وشعرية الشهادة الثورية

سامي سليامن أمحد أ.د.(

1) ليبيا()علة جسور. ومؤلر اجلبل الغريب –

(2)

تبدو العقة بني الشعر والثورة معقدة لتداخل العوامل املؤثرة يف تشكيلها وبلورهتا، من ناحية،

وحلالة احلراك املوار الذي يتسم به فعل الثورة من ناحية أخرى. ويبدو لنا أن نمطا من أبرز أنامط

أفعال عىل اعيةإبد شهادة من -متعددة وحاالت أحيان يف –تلك العقة يتجىل فيام يقدمه الشعر

وحلظات منحنيات من به لر وبام وتقلبات، وأحداه وقائع من الثورة تتضمنه بام والثوار الثورة

فل به من متناقضات هتدئ من إيقاعها أحيانا، وبام حتفل به من مقومات أو حت وبام وتدافع، رصاع

عنارص اعل وترية أحداثها ترسع أحيانا عىل نحو غري متوقع؛ إذ تنبئ واهر األحداه بعكسه أو

نقيضه.

وتكتسب الشهادة الشعرية عىل الثورة هويتها من انطوائها عىل عدد من املقومات التي لنحها

عىل الصمود يف وجه املتغريات املتكثرة التي تلحق بحركة الثورة وبر ى املتابعني هلا قدرهتا

والراصدين لوقائعها. ومن هذال املقومات: كون صاحبها شاعرا معارصا لوقائع الثورة مما يمنحه

ىل القدرة عىل اإلملال بقدر كبري من تفاصيلها واستشعار بل مشاركة اجلامهري وقع تأثري األحداه ع

داللة ذا -ضدها أل معها أكان سواء –نفوسها؛ وذلك ما جيعل من موقف الشاعر من الثورة

املتلقني إىل لتوصيله أداة شعرال من جيعل الثورة أحداه من موقفا له أن الشاعر وإدراك . مجعية

لقصيدة ا حتملها التي واإلمكانات للشعر االجتامعي الدور حدودى الشاعر وتصور له، املعارصين

حني يسعى الشاعر إىل جعلها واحدة من وسائله املتعددة للتعبري عن انخراطه يف حلظات الثورة

بكل ما فيها من منحنيات ومد وجزر، وبكل ما حتمله من طمو لتحقيق آمال الفئات التي

أشعلت الثورة أو انخرطت فيها.

بمرص يلحظ املتابع 1022ن من يناير وبالعودة إىل التاريخ القريب لوقائع ثورة اخلامس والعكي

ملجرياهتا أن هناك عددا كبريا من الشعراء الذين أسهموا يف أحداثها منذ بداياهتا األول يف اخلامس

، بل إن بعض الشعراء كانت هلم قبل الثورة بسنوات وعىل 1022والعكين من يناير من عال

نظال حكم مبارك؛ عىل نحو ما يبدو يف قصائد مدى األعوال السابقة عليها إبداعات ينتقدون فيها

جامعة القاهرة. –كلية اآلداب –ستاذ النقد الحديث أ( 1)



(، وهي مخس قصائد تضمنت نقدا 1001)"عاش النشيد"الشاعر حسن طلب التي ضمها ديوانه

(.2)مبارشا لعدد من سلوكيات الرئيس السابق وهتكام من االنتخابات الرئاسية التي كان جيريا

الثورة كاشفة عن صورة من صور وتبدو مشاركة عموعة من الشعراء املرصيني يف أحداه

اإليامن بأن الشاعر ال يتوقف دورال الثوري عىل اإلبداع الفني الذي نرك اجلامهري بام فيه من

كلامت تدفع إىل تغيري الواقع؛ وذلك بام يكشفه من سلبيات مؤثرة فيه، أو ترسم صورة املستقبل

ىل هذا العمل الفني سلوكا عمليا املرجو بوصفها صورة بديلة للواقع القائم، بل إنه جيمع إ

يسهمون يف صياغة شعارات تتجاوب فيه الكلمة مع الفعل السيام أن عديدين من الشعراء كانوا

كام كانوا يقدمون الثورة املرصية يف ميدان التحرير بالقاهرة وغريال من امليادين بمحافظات مرص،

التحرير حيث يتبارون يف تقديم أشعارهم إبداعاهتم الشعرية يف احللقات التي كانت تنعقد بميدان

املحرضة للجامهري عىل مواصلة الفعل الثوري حتى يسق النظال السائد واملهيمن عىل مقدرات

(.1)األمور يف مرص

قصائد تتفاعل وقد تنوعت استجابات الشعراء املرصيني للثورة؛ فمنهم من قدل قصيدة أو عدة

اكتملت تلك الوقائع، عىل نحو ما يبدو يف مسالك كل من مع وقائع الثورة الكربى حتى بعد

أمحد عبد املعطي حجازي وفاروق شوشة وفاروق جويدة وغريهم ممن نكوا قصائدهم يف

الدوريات. ومن الشعراء من مل يكتفوا بقصيدة أو قصائد بل كتبوا دواوين، ومن هؤالء حسن

إنجيل الثورة "(، و1022)"آية امليدان"طلب الذي قدل ثه عموعات شعرية هي

. وحلمي "سورة الشهداء"و "إصحا الثورة"( الذي يتضمن عموعتي 1021)"وقرآاا

(، وحممد سليامن الذي 1022)"ارفع رأسك عالية"( الذي كتب ديوان 1021- 5228)سامل

يد عىل كتف "(، ومفر كريم صاحب ديوان 1021)"كالرسل أتوا"أصدر ديوان

(، وحسن فتح الباب 1022)"احلكم للميدان"د رساج الذي قدل ديوان (، وأمح1022)"امليدان

( وغريهم من الشعراء.1021)"وجوال يف امليدان"الذي قدل ديوان

و يف إطار تلك القصائد والدواوين ثمة عموعة منها قدمها شعراء مرصيون سامهوا يف وقائع

يف توجهها العال عىل تقديم نم من الثورة املرصية يمكننا حني نتأملها أن نكتشف أاا تنهض

الشهادة الشعرية عىل أحداه الثورة ووقائعها وحتوالهتا، من منظور فرد منخرط يف بلورة تلك

الوقائع واألحداه أو منفعل بام حتفل به من متناقضات وحتوالت كربى، يف ذات الوقت الذي



اكب حلظات خماو الثورة يطمح فيه إىل إكامل إسهامه يف الفعل الثوري بتبداع شعري يو

وحتوالهتا.

للشاعر أمحد رساج ألنه فيام نعلم أوائل "احلكم للميدان"وتتوقف هذال الدراسة عند ديوان

الدواوين التي صدرت بعد نجا الثورة بفرتة قصرية مما جيعله مادة خصبة الستجء مفهول

الشهادة الشعرية عىل الثورة، وإضاءة املقومات التي ينهض عليها، واستكشا اإلمكانات اجلاملية

تي يتضمنها. ال

(1)

حيث "من وجع الفتى"و "حالة حترير"عىل الرغم من أن هذا الديوان ينقسم إىل قسمني مها:

تبدو قصائد القسم األول نااة عن التفاعل مع أحداه الثورة واملشاركة فيها، عىل حني تعود

عود إىل النصف قصائد القسم الثاين إىل سنوات عديدة فيام قبل أحداه الثورة حتى أن بعضها ي

عىل الرغم من هذا فتن القسم الثاين يشكل ثلث -الثاين من عقد التسعينيات يف القرن العكين

ويبدو االرتباط بني الديوان وأحداه الثورة املرصية من العنوان الذي (.3)الديوان من الناحية الكمية

املتلقي نحو احتامالت عتبة من العتبات األوىل التي توجه -يف كل عمل أو ن شعري –يمثل

بأعيااا يف فهم الدالالت التي تنطوي عليها القصائد املفردة أو القصائد يف عموعها؛ فعنوان

أساسية داللة يصنع أنه عن يكشف صدورال حلظة ل يف يتأمل حني "للميدان احلكم"الديوان

ميدان التحرير هو فحواها أن قصائدال كاشفة عن كون -عة من الدالالت املحتملة عمو من –

ام؛ احلكىم الذي يصدر حكام يف قضية الثورة؛ وألن امليدان بدون مىن فيه من البك لن يكون حكى

فاحلكم إذن سيكون للبك الذين احتشدوا يف امليدان ثائرين وداعني إىل رضورة قلب األوضاع

تتأكد هذال الداللة حني التي صنعها النظال السابق. و -جتامعيا وسياسيا واقتصاديا ا –املختلة

يتأمل القارئ بعض عناوين قصائد القسم األول فيلحظ أاا تستعيد ميدان التحرير أو ما يرتب به

هنا "، وثالثة عنوااا "امليدان حترير"، وأخرى عنوااا "احلكم للميدان"فثمة قصيدة عنوااا

– بوصفه التحرير بميدان ترتب التي املكانية اإلحاالت أنامط من نم عن يكشف مما "القاهرة

اخلامس يف بدايتها من الثورة أيال طوال املرصيني ميني امع مكان -واحليان الواقعي مستواال يف

ر وتكر. 1022 فرباير من عك احلادي يف السابق الرئيس تنحي وحتى 1022 يناير من والعكين

األوىل يف النصوا عمة عىل كون تلك اإلحاالت املكانية يف العناوين بوصفها من العتبات



املشاهد واللقطات التي تصنعها تلك القصائد عنارص جزئية يف الشهادة الشعرية التي يصوغها

الشاعر. وذلك ما تدعمه عمة أخرى نااة عن عتبة العنوان يف قصائد أخرى؛ حيث تنحو

ا عناوين عىل نحو ما يبدو يف العنونة إىل اةاذ بعض وقائع الثورة أو بعض املواقف املرتبطة منه

؛ إذ يشري أوهلام إىل واقعة من أبرز "البس بلوفرك السميك"و "موقعة اجلمل"اآلتيني: العنوانني

وقائع الثورة التي وقعت بامليدان يف الثاين من فرباير حني حرك النظال السابق عموعات من

-مبارشة غري بطريقة –عنارصال لتعتدي عىل املتظاهرين واملعتصمني بامليدان، عىل حني يشري ثانيهام

وسائل يف كثريا هر الذي شفيق أمحد وهو السابق، النظال عهد يف للوزراء رئيس آخر إىل

."البلوفر" يرتدي وهو للثورة، األوىل األيال أثناء اإلعل،

إن نم العنونة الذي اىل سواء يف عنوان الديوان أو يف عناوين عدد من قصائدال دال كاشف

يئة املتلقي للشهادة الشعرية التي يقدمها الشاعر عىل أحداه عن أن عتبة العنوان تؤدي دورا يف هت

الثورة ووقائعها؛ فتواتر ذلك النم عىل غ الديوان ويف بدايات عدد من قصائدال يثري لدى

املتلقي إمكانية أن يكون الديوان شهادة شعرية عىل الثورة، السيام أن القراءة األوىل لقصائدال تربز

.تلك اإلمكانية بقوة

(3)

حني نراجع تاريخ األدب العريب نلحظ أن الشهادة قد غلبت يف األنواع النثرية املختلفة من السري

والرتاجم والسري الذاتية بصفة خاصة، عىل حني تبدت الشهادة تيمة يف قصائد كثرية كتلك

ائلهم أو باملعارك القصائد التي سجل فيها الشعراء وقائع حقيقية شاركوا فيها أو تغنوا فيها بأيال قب

التي شاركوا فيها، أو باألحداه التي عاينوها أو بالشخصيات التي التقوا هبا. ولعل ارتباط

الشهادة باألنواع النثرية هو الذي يفرس كواا نوعا رسديا. وحني نتأمل الشهادة الشعرية التي

اهرية تبدأ بالرسد الذي يف قسمه األول نلحظ أن بنية القسم الظ "احلكم للميدان"يقدمها ديوان

،وهي "نشيد األحرار"تشكله القصيدة األوىل عىل حني أن اايته لثلها قصيدة غنائية، عنوااا

بالفعل نشيد؛ وهلذال فهي قصيدة عمودية عىل الرغم من أن الشاعر قد وضعها يف شكل قصيدة

وهي رسدية (5)"الدعوة عامة"أما أوىل قصائد هذا القسم فهي التي حتمل عنوان (.1)التفعيلة

تستدعي عموعة من العنارص التي يتألف منها التواصل املرسحي حيث العرو واملمثلون



واجلمهور، ويف هذال القصيدة/الرسدية يدور احلوار بني اجلمهور الذي يعرب عن سأمه لتكرار كل

ألج املسار ى كل يول/ نفس املمثل واملؤلف )شف عنه صوت أحد احلارضينما نده يوميا مما يك

دون أن يكرته أحد برصاخه..لتقدل القصيدة "نريد نصا متقنا"واجلمهور(، وإذ يرصخ احلضور

ما بني ركل الشيخ يف/ أذن امللقن: ال تقلل مشهدي أبدا؛/ )جوانب موجزة مما نده وراء الستار

عام / ما بني جهر الغر يف جيش / حمي : جاء إرثي زاحفا؛/ فأنا املمثل مازلت نجام مف

ويكشف ذلك املشهد املوجز أن هؤالء املمثلني ال يبالون بام يطلبه اجلمهور وال (.والنصوا

يستجيبون لألنات الدالة عىل ملله وسأمه ورغبته يف التغيري، مما يفرس ثورة ذلك اجلمهور واندفاعه

ة املرس ليقدل هو بنفسه العرو الذي يواال عىل النحو الذي اسدال القصيدة رسديا يف إىل خشي

هاج احلضور/ صعد )صيغة يغلب عليها الفعل املام مما يرد عىل لسان الراوي الضمني:

احلضور/ دفع املمثل عنوة / وتبخرى الولد الدميم/ ملىكى احلضور/ فتسابق الكورال يرسق ودال/

ضور مع احلضور/ عىل املنصة يرال:/ قد عاد نص/ قد عاد نجمي/ وليبدأ العرو ثبتى احل

وين ذلك التحول باالنتقال من صوت الراوي الفردي الذي اةذ صورتني: صورة (.اجلديد

الراوي الضمني ثم صورة املمثل الفرد إىل صوت مجاعي يمثل صوت اجلمهور/اجلامعة التي تصنع

له عىل النحو الذي تريدال. وبقدر ما يمثل هذا التحول إعنا مبكرا يف العرو املرسحي وتشك

مسار الديوان عن حضور الصوت اجلمعي مبكرا فتنه جيعل من الرسد عمة دالة عىل أن ما

سيأن بعد القصيدة األوىل هو رسد لألحداه والوقائع التي يواها اجلمهور الذي احتل خشبة

طريقته اخلاصة به. وذلك ما يكشف عن أن الصوت الضمني الذي املرس ليصنع مرسحيته هو وب

سيقدل القصائد/املشاهد التالية هو صوت مجعي، وهلذا يبدو ذلك الصوت اجلمعي أكثر حضورا

يف قصائد القسم األول عنه يف قصائد القسم الثاين مما يمنح الشهادة الشعرية التي يقدمها الديوان

جلمعية؛ إذ ال تقترص عىل الذات الشاعرة املفردة بل لتد لتشمل داال من الدوال عىل هويتها ا

اجلامعة أو اجلامعات التي اضت بأعباء الثورة.

(1)

تقول الشهادة يف جوهرها الصايف عىل رسد تكشف فيه الذات الساردة عن ر اها ملجموعة من

عام يميز ك منها من األفعال واألحداه والشخصيات عرب تصويرها عددا من املواقف الكاشفة



بالشعر وسيلة مجالية وتشكيلية، "شعر الثورة"منظورها هي. ولكن تلك الشهادة تتوسل يف

وذلك ما يكشف عن إمكان محظة ايل ثه حلظات زمنية أساسية لثل املسارات الرئيسة التي

الذي تسعى إىل يتجىل فيها فعل الثورة بوصفه فع مجاعيا تصنعه مجاعة منخرطة يف تاراها

صياغته عىل نحو جديد نقق آماهلا ويتجاوز هبا العثرات التي كانت تكبل حركتها. ومن هنا

نلحظ أن مسارات املام واحلارض واملستقبل هلا حضورها الفعال واملتواتر يف الشهادة الشعرية،

ولكل منها الياته اجلاملية وداللته الوجودية.

شهادة الديوان عرب عموعة من األوصا واإلحاالت التي يصطنعها يف "املام"يتجىل مسار

الشاعر يف عديد من القصائد عىل هيئة استحضار شعري أو نثري أو رسدي لعدد من الوقائع

املنسوبة إىل الرئيس السابق. وتبدو تلك الشهادة الفردية ناطقة بأصوات الذوات اجلمعية التي تقول

ن هنا يمكن قراءة هذال األوصا /االهتامات التي يتوجه هبا الشاعر إىل بفعل الثورة أو تتبناال، وم

، عىل أاا ناطقة بلسان مجاعات الثوار "لك اخليار"الرئيس السابق، وذلك كام يف قصيدته

أنتى الذي )/الثائرين عىل الرغم من صياغتها بالصوت الفردي الذي يدين الرئيس السابق بالقول:

نا/ من باع سيفا للعدى؟/ من سلمتى قلبي للظل/ زرع تى يف حرا طيورى الغدر تنهش عرضى

صار حصنا للئال/ من جاب يف طول البد وعرضها يكد األطهار/ من ل يزرع أرضنا/

(.1)رسطانه املجلوب من بلد السل!/ من ل يزرع شعبىنا/إرهابه املستل من خو الكل!(

والسنوات الثثني يف عديد من املواضع التي ترد فيها "الثثني"ويتصل هبذا املسار تكرار

إشارات إىل الرئيس السابق.

بكل ما توحيه تلك املفردة من إناء بنك الدمار "تنني"ويوصف الرئيس السابق بأنه

والرعب..ويف ذلك ما جيعل من تصوير املام تربيرا ل ورة الثورة.

(5)

زي يف املقومات الزمنية للشهادة ألاا تلك اللحظات التي لثل حلظات احلارض العنرصى املرك

حفلت بكم كبري من الوقائع واألحداه التي اسد فعل الثورة يف قوهتا وعنفوااا، كام اسد أيضا

أفعال القوى املعادية للثورة يف سعيها إىل مقاومة التغيري اجلذري الذي تأسس له الثورة بوصفها

ة إىل نفي واقع امل وإنشاء واقع آخر بديل حتقق فيها تلك القوى فعل القوى الناهضة الطاحم



أحمها وآماهلا. ولعل التعامل مع حلظة احلارض جيعل للشهادة الشعرية بعدا توثيقيا غري مبارش،

وذلك عرب نسج بعض الوقائع التي حدثت أثناء الثورة وتناوهلا، أو احلديث عمن ،أو إىل من،

ا بام جيعل من هذا احلديث/ التصوير استحضارا هلا ولثي هلا عرب حتويلها شاركوا فيها أو صنعوه

من ماو قريب وحي إىل حارض نمل معنى حضورال من بعدين؛ أوهلام قربه من حلظة اإلبداع

التي خربها الشاعر واملعارصون له، وثانيهام كونه يؤسس لوعي أو إدراك جديد يبدأ من حلظة

عري ويمتلك إمكانات االمتداد يف التلقيات التالية له مادال املتلقي قادرا تلقي القارئ للن الش

عىل لث ل اجلدة التي يصنعها املقول/اخلطاب الشعري. وذلك ما يتجىل يف عديد من املواضع

إىل "وعنوااا الفرعي هو "فرسان الساحات اخلالية"بالديوان عىل نحو ما يبدو، لثي، يف قصيدة

حني يتوجه إىل الرئيس السابق مستثريا يف ذهن املتلقي احلارض أو اآلين بعضى (5)"لصوا الثورة

قل ما )الوقائع التي قال هبا الرئيس السابق يف خطبه أثناء الثورة حماوال إقناع الثائرين بالتوقف:

لكن بربك تشاء متى تشاء ملن تشاء/ وانسب لصوتك أنه اهلادي /املحرر واملحدد للنجاء/..../

وحتمل األسطر (1)ال ةن /شعبا كغرس األرو /بكرا ال تقل: إما النجاة عىل يدي أو اهلك(

بعض اإلحاالت إىل بعض األقوال التي وردت عىل لسان الرئيس السابق قي خطبه...ومن ثم

/ ملرصنا فرعواا املنسوج/ يف رحم ال سامء/ يعلق صوت الشاعر قائ: رحل الطغاة ولن يكونى

دار الزمان ولن يعودى/ لسدة العرش الطواغيت انتهى /عرص املذابح والقرابني انتهى/ عرص

ومن الفت هنا أن زمن األفعال له دورال يف الكشف عن ر ية الشاعر (.8)العبادة والسيادة والرياء(

لتعليق عىل رحل، دار، انتهى مرتان( يف ا)حلارضال ومستقبله؛ فتكرار الفعل املام أربع مرات

أحداه يفرتو أاا حتده أو يكتمل حدوثها اآلن يمنح إناء بالثقة يف اكتامل األحداه التي

لن يكون، )تشري إليها تلك األفعال املاضية، عىل حني أن تكرار صيغة املضارع املسبوق بلن مرتان

احلاكم من – الر ية هذال وفق –لن يعود( لنح إناء مقاب بالثقة يف املستقبل الذي سيخلو

. "يعود ولن دار الزمان" أن السيام الفرعون

يتجىل التعامل الشعري مع وقائع احلارض يف تقنية تقول عىل استثامر بعض الوقائع املرتبطة بواحدة

من الشخصيات التي أسهمت يف األحداه، واستعادة العديد منها وإعادة صياغته من منظور

يف كيفية امع بني االستعادة التي حتفظ جزئيات الوقائع من ناحية، الذات الفردية أو اجلمعية

واةاذها وسيلة لتقديم الر ية الفردية/اجلمعية من ناحية ثانية. وذلك ما يعني إحداه نوع ما من



التوازن بني اإلحالة إىل وقائع قريبة احلدوه زمنيا وتسجيل الر ية الفردية/اجلمعية مما يكسب

ة بعدا من أبعاد خصوصيتها اجلاملية والداللية؛ إذ اعل من الن الشعري وسيلة الشهادة الشعري

لتحقيق ما جيمع بني التوثيق والتأريخ الشعري للوقائع والية موقف الذات اجلام . وهذا ما حتقق

التي "البس بلوفرك السميك"، ومنها قصيدة "احلكم للميدان"يف عديد من قصائد ديوان

لشاعر عموعة من الوقائع والسلوكيات التي عر هبا أمحد شفيق الذي توىل رئاسة يستعيد فيها ا

إىل "الوزارة لفرتة قصرية جدا يف ااية عهد الرئيس السابق؛ فتذ حتمل القصيدة عنوانا فرعيا هو

فتن الصوت الفردي يتوجه إليه باخلطاب يف صيغة األمر الذي ارج "رسول الديكتاتور املخلوع

ن داللته عىل الطلب من أعىل إىل أدنى يف الدرجة أو املنزلة إىل كونه داال عىل ماو نعرفه هنا ع

مجيعا من متابعتنا لألحداه، مما جيعل من صيغة األمر هنا صيغة هتد إىل استعادة املواقف

كام جرت يف املام القريب...يقول الصوت الفردي الذي يتبنى أحل اجلامعة "الفعلية"

البسب بلوفرك السميك/ اصنع بشاشة باسم حمبوب /احفظ مقدمة الدخول/ )ا وقيمهاوأفكاره

وارسم عىل وجه القناع/ هدوءى شيخ صابر وحنو/ أنعش حضورك باإلشارة/ والعبارة والدعابة

يا أيا املبعوه من قرص )..ويقول يف اخلتال(.20)واهلجول/ بالغ كثريا يف الوعود/ بطن قلي بالوعيد(

رئيس /خلع الرئيس/ فاخلع قناعك واصطحب/ عهد اخلداع/ واحفظ بلوفرك السميك/ ال

فشتا كم آت/ والربد يف املنفى صقيع/ وخريفكم دان/ واجلوع يف املنفى عجيب/ البس بلوفرك

(.22)السميك(

ثر يتحقق معنى الشهادة حني تتكرر بعض اللوازل أو الصيغ أو املفردات التي حتقق بعدا أو أك

من أبعاد الشهادة بوصفها ر ية ومعاينة ومتابعة لألحداه، وهذا ما يبدو نتاجا الستخدال صيغة

دال عىل معاينة برصية للرائي تتيح له إمكان "رأى". فالفعل "احلقيقة"ومفردة "رأى"الفعل

"زمن األساطري"طبع شهادته بطابع توثيقي، وعىل هذا يمكن محظة داللة تكرارال يف قصيدة

ورأيت الشهداء(، ويكرر الفعل )التي يمنحها الشاعر عنوانا فرعيا مرتبطا بالر ية وهو

ورأيت الفتيان نرتقون فينتفضون ألوفا/ ورأيت أمريتنا احللوة حلوة/ تنجو من يد )رأيت

(.21)السجان/تلهو بمسو التنني وابناال/وتطيب بالبسامت/جرا ى عجا سنني(

حلظتي املام واحلارض بوصفهام مسارين تتجىل فيهام عدد من أبعاد إن مراوحة الديوان بني

التي تكتسب يف عقتها هباتني "احلقيقة"الشهادة الشعرية قد أفىض إىل حضور ملحوظ للفظة



من حيث إنه وقع "حقيقة"بكل ما فيه من سلبيات "املام"اللحظتني أدوارا دالة؛ فتذا كان

ددة، فتن تغيريال اجلذري إنشاء حلقيقة أخرى مرجوة؛ أي أن نسخ ما بالفعل وثبت بالشواهد املتع

قبل الثورة بفعل الثوار والثائرين جيعل من فعلهم إنشاء لفعل جديد هو يف ذاته واقع جديد ينسخ

ما كان قائام لينشئ بدال منه حقيقة جديدة. ففعل الثورة جيعل الصوت اجلمعي ينشد يف قصيدة

يف كفر احلقيقة واحد:من باع شربا/ من باع غازا/ من باع حلام/ من باع )الكل "زمن األساطري"

مرادفا للهروب وذلك حني ينشد الصوت "احلقيقة"ويف سياق آخر تصبح تلك ،(23)صوتا(

سنوات ماحي ا يدر الشعب )"اخليار لك"اجلمعي نفسه يف وجه الرئيس السابق يف ااية قصيدة

(.21)(اهلروب غري لك ليس/-احلقيقة عىل – اجلوهري اخليار فلك/ الرحيل سوى نريد ال:ذلك

يف جذر لغوي واحد هو الذي يفرس جعل الراوي الضمني "احلقيقة"و "احلق"إن اشرتاك

عودي إىل امليدان/احلق فيه )/الشاعر بينهام يف دعوته اجلامهري للعودة إىل امليدان هاتفا:

واحد/وكمها مر شهي حارق حاذق/وكمها تركى الكلى عىل كاحلقيقة/كمها يسعى ألمر

(.25)املنابر واهلواتف/وكمها ترك اخلوار(

وإذ تبك واهر الواقع بالتغري بفعل القوى الثورية فتن صوت الشاعر الضمني الذي ييمن عىل

ليه يف ثقة وأمل غامرين، قصائد الديوان ينحو إىل تناول حلظات املستقبل بوصفها حلام يتطلع إ

التي (21)"امليدان حترير"وذلك ما يبدو يف عديد من املواضع بالديوان، ومنها يف مقاطع من قصيدة

مما "الر يا"و "احللم"يتف فيها الصوت املفرد راسام صورة للمستقبل يعتمد فيها عىل عنرص

وألن )يوسف عليه السل؛إذ يتفجيعله يستعري عموعة من املفردات والرتاكيب املرتبطة بقصة

حلمي مل يزل حلمي/ ر ياي افرة يف املدى:السجن للسجان/ واملوت للطغيان/ واجلدب

فتحا اهرا/إين أرى:سيفي معي ،وغناي :نرصا قادما/ إين أرى:للسلطان/ إين أرى

ل دستور/وخطوي ملحمة/إين أرى:الشمس تسجد والقمر/إين أرى:يا أخون:هذي يدي/فلنرد

، وعرب توا عموعة املفردات (25)اجلب السحيق بفأسنا،وبسيفنا،وبصوتنا/ودعا نا:ميداننا حترير(

والرتاكيب التي تشخ قصة يوسف التي كانت وقائعها حتقيقا لر ى متعددة تكتسب ر يا

املستقبل يف عامل الشهادة الشعرية داللة اليقني.



اهلوامش

.1001عاش النشيد، املحروسة للنك والتوزيع، القاهرة، ( انظر: حسن طلب: ديوان 2)

( يستند الكاتب يف هذا إىل عموعة من املشاهدات التي خربها أثناء مشاركته يف املظاهرات 1)

بميدان التحرير ضمن امعات أساتذة اجلامعات واحتاد الكتاب خل األسبوع األخري من

األحداه التي انتهت بتنحي الرئيس السابق.

،حيث يمتد القسم األول 1022( انظر: أمحد رساج: احلكم للميدان، إيزيس لإلبداع والثقافة، 3)

.51إىل ا 55، عىل حني يمتد القسم الثاين بني ا 51إىل ا 5من ا

.51-51 ا –( انظر: احلكم للميدان، ا 1)

.8-5 ا –(انظر القصيدة يف الديوان،ا 5)

.15-11الديوان ا (1)

.11-35 ا –ا احلكم للميدان، (5)

.31- 35 -الديوان: ا (1)

.31احلكم للميدان، ا (8)

واإلحاالت املرتبطة اإلشارات توثيق يف أننا إىل ونشري. 11-13 ا –الديوان، ا (20)

بوقائع الثورة نعتمد عىل املرجع اآلن: عبد احلميد بسيوين: ثورة مرص، الزمن، اجلغرافيا،

.1021املواقف، الطبعة األوىل، اهليئة العامة لقصور الثقافة،

.15الديوان، ا (22)

.31احلكم للميدان، ا (21)

.11الديوان، ا (23)

.11 احلكم للميدان، ا (21)

. 18الديوان، ا (25)

.31-30 ا –احلكم للميدان، ا انظر: (21)

.31-32 ا –ا الديوان: (25)



عبدالناصر العيسوي – شـرعية الثـورة.. عن طريق الشـعر "احلـكم للميـدان"أحـمد سـراج.. يف ديوان

عبدالنارص العيسويد. (

1) اإلذاعة والتلفزيون –

ميادين التحرير وخرجت واضح من عنوان الديوان أنه ينتمي ألدب ثورة يناير التي انطلقت من

فيها مجوع الشعب لثقول كلمتها احلاكمة، وترسم لنفسها بنفسها أحمها. وإذا كان هذا هو

ا، له ثه مرسحيات حتى اآلن: زمن الديوان األول للشاعر أمحد رساج، فتنه كاتب مرسحي أيض

وبني أيدينا الطبعة الثانية لديوانه (.1021)(، فصول السنة املرصية1008)(، القرار1005)احلصار

. وقد أتى الديوان مذي 1022(، وكانت طبعته األوىل قد صدرت عال 1021)"احلكم للميدان"

بدراسة مطولة للناقد الدكتور حممد فكري اجلزار.

ويضم أربع عكة "حالة حترير"جاء الديوان يف قسمني، كأاام ديوانان منفصن، األول بعنوان

ع الفتى"دة، والثاين بعنوان قصي جى ويضم ست قصائد سابقة، يرجع تاريخ إحداها إىل عال "منب وى

1003.

، وضع الشاعر مجلة حتت العنوان، "احلكم للميدان"يف القصيدة التي اةذ الديوان عنوااا

عودي إىل)عودوا إىل امليدان(، وهي قصيدة مقطعية من ستة مقاطع تبدأ مجيعها بقوله:)هي

ويقول يف املقطع الثاين: (.امليدان

/ وأقول: ال " / أو قاتل مأجورب / أو خائن مدسوسب قالوا بأنك باكيىهب/ قالوا بأين طائش خمدوعب

ك للحياالب/ قو / أنت احلبيبة والشهيدة واحلياالب/ وأنا الرضيع عىل يديك/ يريد ماءى ب تبكي عيلى

التي لنىفبسك ال س / مرصب عى األجراسب / إنا هنا كيب نقرى اها ال سواك:/ إنا هنا كيب نشنقى الطغيانب وى

/ مرص التي يف سالف ى باحلنني الصادق األلوانب قى يف خاطر األحل تنمو وردة / بالرو تسب

/ عودي إىل امليد ا هلا وكأنه ما كانب ."ان...األزمان تنجو حرة / فكأاا مل حتتفرب قرب

اعر وأكاديميش( 1)



عودي( لنعر عىل من )ياء املخاطبة( يف قوله)وإن كانت أذهاننا تظل متعلقة طوي بالضمري

عودي إىل امليدان( يف ااية الن املقتبس هنا، وهو ما )وهي مرص( بعد عناء، حني يقول:)يعود

منذ -ر التعر رشط الدراما( فبد أن نع)بأن -وهو كاتب مرسحي -جيعلنا نذكر الشاعر

مىنب هذال املخاطبة وملاذا ااطبها هي بالتحديد، حتى نتحمس هلا أو نتعاطف معها. -البداية

ا، حيث الدل وجاء املقطع السادس/ األخري، من أقوى مقاطع القصيدة، حيث جاء حادا قاطع

ه املجد والبد الذي ال يطفئ نارال احلوار، وحيث النهاية التي تكرر فيها امليدان، الذي له احلكم ول

من العودة إليه، وينتهي املقطع والقصيدة بنهاية مرسحية تتخذ التكرار وسيلتها حلشد لرتكيز

امليدان(، حيث يقول:)االنتباال حول

هي حاذق/ " / احلق فيه كاحلقيقهب/ فكمها يسعىى ألمر واحد/ وكمها مر شى عودي إىل امليدانب

كى الك / وكمها ترى / للدل نار ليس يلهبها احلوارب ك اخلوارب / وكمها ترى لى عىل املنابر واهلواتفب

/ إنا هنا/ يف رصخة / فلرتحلوا فلرتحلوا/ إنا هنا/ يف ثورة امليدانب ب ليس يلهيه احلوارب للثأر إرب

/ امل / احلكم للميدانب مة يف مهسة يف دمعة يف غنوة/ وسنشنق الطغيانب / املجد يف بىسب جد للميدانب

/ عودوا إىل امليدانب / عودوا إىل امليدانب ."للميدانب

ووضع الشاعر حتت "امليدان حترير"ويف الديوان قصيدة مقطعية، من مخسة مقاطع، بعنوان

ألن صون مل يزل صون(، يقول يف املقطع األول:)العنوان قوله:

لب صون/ وألن صون مل " ب املعز وألن صون مل يزى ي طاهرتان منب ذهى / ويدى يكن صوتىكب

/ وأنا الدماء الراويهب/ ي عامرتان من كنـز احلقيقهب/ فأنا سيو يف حصون من أمىلب وسيفه/ ويدى

."وأنا اجلرا الشافيهب/ وأنا األغاين واألماين الطاهرالب/ ميداننا حتريرب

وألن قلبي مل يزل "، "وألن صون مل يزل صون"وىل بقوله: وبدأ الشاعر املقاطع األربعة األ

. أما املقطع اخلامس فقد "وألن حلمي مل يزل حلبمي"، "وألن حلبمي مل يزل حلمي"، "قلبي



ا"أتى عىل نحو خمتلف، حيث قال: حي مل يزل نزف ا لغويا "وألن جرب ، فكأن الشاعر أوجدى واقع

وىل، وكرس هلذا الواقع، من خل تكرار بداية املقطع الثالث لتكون يف أوائل املقاطع األربعة األ

ا منه للخروج عىل الواقع ا، لهيد هي بداية املقطع الرابع، ثم انحر عن هذا الواقع قاصد

املألو ، متكئ ا عىل تقنية بغية قديمة، اعله يتوقف عند هذا االنحرا ، هي اجلناس

مك)البديعي سب سب -رى إىل نفس اهلد األول، مهام -فيام بعد -لقبك(، ليتوصل -قلبك)مك(،وى

ميداننا التحرير(، حيث يقول يف املقطع اخلامس:)اختلف الواقع، وهو

لب " / وألن قلبىكى مل يزى كب مى سب كى مل يزلب وى مى سب مي دمي/ وألن رى لب نـزف ا/ فدى وألن جرحي مل يزى

/ أبنا نا األبناء/ ثو بىكب ارنا الثوار/ شهدا نا الشهداء/ فرساننا الفرسان/ ميداننا امليدان/ ميداننا لقى

."التحرير

(.إىل لصوا الثورة)وضع الشاعر قوله: "فرسان الساحة اخلالية"وحتت عنوان قصيدته املقطعية

األول وهي من أطول نصوا الديوان، وجاءت يف ثامنية مقاطع. يوجه الشاعر اخلطاب يف املقطع

ا قوله ي أو اهلك(، حيث )أنا أو الفوىض(، أو بتعبري الشاعر)للطاغية، مناقض إما النجاة عىل يدى

يقول:

زعب " قلب ما تشاء متى تشاء ملن تشاءب/ وانسبب لصوتكى أنه اهلادي املحرر واملحدد للنجاءب/ وى

ب آالءى الذكاءب/ لكنب ا، ال تقل:/ عليهم يف الفضاء الرحب ر و بكب س األرب رب عب ا كغى نب شى بربكى ال ةى

لى الطغاة ولن يكونى ملرصنا فرعواا املنسوج/ يف رحم السامءب/ حى / رى ي أو اهلكب إما النجاة عىل يىدى

ارى الزمان ولن يعودى لسدة العرش الطواغيت انتهى/ عرص املذابح والقرابني انتهى/ ع رص العبادة دى

ب لنىفبسكى ساحة / فاخرتى / يف زمن اجلامهري األساطريبد والسيادة والرياءب/ ما عادى عرش للمليك الفرب

رك أنه/ صنىعى النجاةى كى الرشيدالب/ الشعب يدب كى السديدالب/ وادفنب دفاترى أخرى/ وامحلب نصائحى

اءب / فعىلى هتر باهلرىرال دب ."بصى



وتستمر القصيدة يف بعدها اجلد مع ما يرتدد بشأن الثورة والثوار، من أجل إ هار احلقيقة،

ا يف حني يغدر بأبناء الوطن، إىل أن وتظل يف هذا اجلدل املحتدل مع رأس النظال الذي يقول كم

يقطع الشاعر هذا اجلدل ويرص يف املقطع األخري بقوله:

ر احلق" / من باع صوتب الكل يف كفب ا/ من باعى حلبام نب باعى غاز ا/ مى نب باعى شربب ."يقة واحد:/ مى

ا أن ا فقد نذر الشاعر شعرال من أجل رشعية امليدان، الذي جيب االحتكال إليه، وخصوص وأخري

ا حتقيق آماله وأحمه، وسق ا إىل حتررال، ومقرر ا من مجوع الشعب كان نتشد فيه، متطلع طت كثري

(.احلكم للميدان)فيه دماء غالية من أجل ذلك، فكان البد للشاعر من اإلرصار عىل أن يكون



منال – مسرحة القصيدة وفلسفة الحضور عند أحمد سراج

الصناديقي

قيمنال الصنادي(

1) أخبار األدب –

يدان)يفاجئنا أمحد رساج يف ديوانه الصادر عن دار األدهم للنك -، الطبعة الثانية (احلكم للمى

بر ية مغايرة تفص لنا ما نعانيه يف الواقع وكيف تطورت األحداه من - 1021والتوزيع عال

شكل درامي أشبه بمرسحة القصيدة يناير ثم انتكاسة ما بعد الثورة يف 15 لم بني أدي إ ثورة

تتخللها فلسفة ذات حس شعري رابطا حياتنا عيل أرو الواقع بتاريخ السابقني عيل عدة

:مستويات فنية

حالة حترير( واألخري حتمل )األول: يف انقسال ديوانه إ عموعتني إحدامها حتمل عنوان

(.من وجع الفتي)عنوان

رير وهو امليدان الشهري والذي قامت فيه ثورتنا العظيمة ثورة الحظ معي عنوانه األول وكأن التح

.حتول إ حالة ورمز للدراسة والتأمل 1022يناير 15

أما عنوانه الثاين فيشعرنا بأن الفتي وربام يكون الشاعر أو أي إنسان يف مرص تنطبق عليه صفات

من وجع قد أدي إ حالة التحرير الفتي أو ربام رمز به للوطن نفسه ليشعرنا بمرارة ما يعانيه

.األو

. من وجع .حالة حترير)الحظوا معي هذا االنقسال الذي إذا مجعى وتكامل بني العنوانني لكان

(الفتي

حني نطالع الديوان نجد أن عموعة القصائد األو تعرب عن حالة تنازلية للثورة املرصية :والثاين

نشيد األحرار( تطر بداية )ته األخرية يف تلك املجموعةأي أن قصيد 1022التي قامت يف عال

ثم تتصاعد األحداه الدرامية للنزول الفعيل للميدان عرب 1022يناير 15النزول إ امليدان يول

قصائدال إ أن تصل إ ذروة نجا الثورة وهو تفعيل دور املرصيني مجيعا برمز احلضور عيل مجيع

الرتتيب الواقعي عوة عامة( وهي القصيدة التي بدأ هبا ديوانه ليصبحالد) املستويات يف قصيدته

بلوفرك البس اخليار لك واجلراد املاء نشيد األحرار)لقصائد املجموعة األو لديوانه عكسيا كالتا :

يناير القاهرة هنا للميدان احلكم حترير امليدان طردية زمن األساطري اخلالية الساحات السميك

شاعرة وباحثة. (1)

http://www.dar.akhbarelyom.com/issuse/detailze.asp?mag=a&field=news&id=6731




حيث تبدأ للقصيدة مرسحة أراال ما وهو( عامة الدعوة هامان أشء اجلمل موقعة العظيم

الشعب( فتنجح )حداه الثورة بتفعيل دور كل أفراد املجتمع املرصيأ ااية األحداه من ذروهتا

تنازليا حتي تصل إ بداية احلده ثم تعطي أسبابه وتدور يف فلك .الثورة . ثم تأخذ شك

نقطة البدء وكأن الثورة مل تقم بام تها من ارتداد األوضاع ملا قبلها فلسفي لتعود إ

يدان)فيصبح (.احلكم للمى

احلقوق يعيد والذي دائام الفاعل وألن امليدان ال نكم فقد اعتربال شاعرنا هو الرمز للقضاء العادل

ام عادال بني احلاكم واملحكول ألصحاهبا كى ...وينرص اإلنسان املرصي عيل كل املستويات ويصبح حى

ديح من يىستىحق املديح( ويقصد الثوار الذين )نشيد األحرار( التي يصفها بأاا)يف قصيدته يف مى

ني الذين ضحوا بحياهتم من اجل نجا الثورة نجدال يفىعل دور التاريخ وكاتبه مع الثوار املرصي

املؤثر يف شتي املجاالت عيل شكل ملتألق الفاع ودورها أعادوا شباب مرص وعزهتا وكرامتها

:نشيد مجعي يغنيه كل الثوار فيقول

ا يا كاتبى التاريخ أىقبل مرسع

ال مرص التي بىدأ الزمانى مىدارى

طىوال،... يىتعثر فيها يراقب خى

بابه تب عادىت فكانى شى وتألقى

ةى تىنك ق تىدعو والعىدالى للحى

يا كاتبى التاريخ كيفى رأيتنىا؟

؛ فاحلقيقةى تىنظر أبعدب ذهولىكى

زائمها بت عى أىرأيتى قىب أمة هى

ي تىثور وتزأر بكل مىد

جاءال حتي إذا مجعى النداء رى

ا يىعرب يش 11 ا :15ا وتواترى الفرسان جى

اصمدوا( بالعنوان وكأنه يستح قوة اإلنسان املرصي )املاء واجلراد( التي أرفق كلمة)ويف قصيدة

الثائر بالصمود يف مواجهة احلاكم الذي يعترب أن البد له وألهله وألتباعه وأن الشعب الشئ بل

وصفه لطغيان احلاكم بوصفه باألخ داللة عيل اجلراد يف الشاعر وزاد إنه صاحب النعم عليه



ثم يؤكد أمهية هذا الصمود ؛لذي نصد كل شئ فيصبح لونه أخ من كثرة اخلري الذي التقمها

:الفاعل بقوله

يا أيا الث وار،

لكم البداية والنهايىة فاصمدوا

امللعون يمر هذا األخ ى سى

مموا من نىسل اجلراد فىصى

ا ني وال ناط ربكم فلك من صى

ا صيا قاهر طوفان ا عى ومن دل الشهداء

ا ة فىتاهى مى لحى وامعوا من كل مى

ا سواكم ال يري لىكم البد ومى

فلتىصمدوا

13ا :11ا ولتىصمدوا، ولتىصمدوا

إن تكرارال للصمود والتصميم يستح قوة الثوار ونضهم عيل أمهيتهم يف نجا الثورة ودورهم

.اعل يف ذلك يف مواجهة احلاكم الظاملالف

فيها رسد والتي النصائح األخرية مللوك الرماد -لىكى اخليار( والتي وصفها بأاا )أما يف قصيدة

واستبداد وقهر مؤكدا عيل أمهية رحيله يف شكل لم من شعبه يف فعله ما بني رابطا احلاكم تاريخ

ياهم بأام ملوك الرماد وكأام سيحرتقون كالرماد من بعد ما نصيحة له ولكل حاكم امل ناعتا إ

أنعمى عليهم من ملك وعظمة أو أام من يشعلون شعوهبم بظلمهم حتي يصبحوا كالرماد ليس له

..قوة وال فائدة

إن الشاعر يف تلك القصيدة يستح ذنوب احلاكم يف مواجهة معه وكأنه يريه فعله يف مرآة

..ور عازية بليغة املحتوياحلديث يف شكل ص

أنت الذي سلمتى قلبي للظل

عتى يف حرا طيورى رى زى

نا؛ در تنهش عرضى 55ا الغى



موجها إياال إ أن احلل الوحيد يف اهلروب اخلروج الرحيل حتي ال يواجه شعبا ثائرا لفظه نتيجة

ناجزا لشفاء مرص باألنني مما فعله وعشريته هبا ألفعاله الظاملة املستبدة التي جعلت الشهداء دواء

..وبشعبها

ا عبي يريدكى خارج شى

سه املكبوت / من بىحرال/ من مهى من برال

فاخرج كأنكى مل تىكن

درها وكأنك الداء اخلبيث بصى

ا املوصو ل الشهيد دىوا هى ودى

51ا يف باب األنني

كفرعون موا يف مواجهة عصا موا التي حتولت إ ثعبان بقدرة اهلل ولكنه ل يف عنادال وكربال

عز وجل والتي اعتربها الشاعر كثورة الشعب التي تقيض عيل كل أسلحة احلاكم برمز العصا التي

ولكن الثورة هذال املرة أكلت قسوة احلاكم وأتباعه وكمهم ؛قضت أكلت ثعابني عص السحرة

..بل وحتي رصاصهم

نيد ما زلتى يا فرعون يف الصلىف العى

كم صاصى م وكمىكم ورى كى صاال تأكل سحرى 55ا وعى

..حتي الفتات كان هلا دور حارض يف لفظ احلاكم يف تلك القصيدة يف شكل فني عا املغزي

...الفتات... الفتات... الفتات

الفتات تىدك قلعتىكى احلىصينىة،

ة،الفتات بريى تزيل صورتىكى الكى

جيبة، الفتات تزيح نظرتىكى العى

الفتات ليت بسمتىكى اللعينىة،

51ا تىدنو من القرص املنيف، زئريها:

وكأن الفتات قوة خارقة وأسد صاحب صوت هادر يرج القلوب وهذا يدل عيل ضعف احلاكم

.حني يثور الظامل ومن حوله وقوة شعب مرص العظيم

سول الديكتاتور املخلوع ليتحده فيها )وتأن قصيدة كى السميك( والتي وجهها إ رى البسب بلوفرى



عن تفعيل املخادعة يف هيئة رسول للحاكم جييد لثيل دور احلري عيل الشعب فيكشفه ذاك

.الشعب العظيم ويعر خبايا نفسه اخلبيثة

كى باإلشارة أنعشب حضورى

عابة واهلجولوال عبارة والد

ا يف الوعود بالغ كثري

بىطن قلي بالوعيد

أبق البءى مع الوالء

اترك مجالى الذئب تفري

نعى البكاء نا ولتصطنع مى مى 18ا حلى

لعبة احلضور وقد استخدل شاعرنا هنا مواءمة فنية بني خديعة احلاكم وحاشيته ولعبة الشطرنج

والتي حتتاج لذكاء من نوع خاا وتعتمد عيل خداع اآلخر للفوز ونرمز هلا باجليوش الذهني

املحاربة وكأن احلاكم وحاشيته احتدوا ليكونوا جيشا معاديا لشعب مرص مستخدما رئيس وزرائه

..ليخدع الشعب املرصي كام يموال العب بالوزير يف لعبة الشطرنج ليخدع خصمه

ا وانت ي؛قىد كانى دىور هى

ا بالوزير مموه رى امللك املحارصى إذ غامى

لتطيحى خيل بالبيادق إذ حتس

حي ا؛ فىضى النرصى مقرتب ا وبراق

أوال بالفيل أىردى ى قلعة

ا اوتى واضع وهنا لى

إياك يف هر اخلصول

ي؛ ا وانتهى قىد كانى دىور

ا كى دافع اسى فهنا لى

إياكى يف قلب اهلجول

الشاال ماتى فىمن ستحمي

ال تىعرتى



أخدعتى أل كىشفتبكى

ة - نىقلة -يا سم السياسى

50ا فيها البيادق حرة تلهو

كام قدل رموزا ضمنية بتحدثه عن البلوفر الذي يلبسه رسول احلاكم والذي يوحي بأنه واحد من

دامه يف أوقات عصيبة يف املنفي الذي أبناء الشعب يف حني أن الشاعر يوجهه لحتفاظ به الستخ

سيحيله إليه الشعب ويشتد فيه الربد يف داللة عيل ما سيلقاال من مصري سيعاين فيه مما عاناال

البس( عدة مرات يف قصيدته وهي لفظة هلا معنيان ). ثم يستخدل لفظ.الشعب من وحدة وعذاب

ني عامي يدل عيل االصطدال بنء أحدمها يدل عيل ما يرتديه اإلنسان ليسرت جسدال واألخري مع

بقوة وهي تورية تفيد بأنه سيعود عليه خداعه بالسوء وكأنه يقول له سريتد إليك مكرك علينا

..بأشد منه ألنه ال نيق املكر السيئ إال بصاحبه

كى واصطىحب ناعى فاخلع ق

هدى اخلداع عى

كى السميك واحفظ بلوفىرى

فشتا كم آت

قيعوالربد يف املنفى ي صى

ريفكم دان وخى

جيب واجلوع يف املنفي عى

كى السميك البسب بلوفرى

كى السميك البسب بلوفرى

البس

52ا :50ا البس

ة -فرسان الساحات اخلالية( والتي وجهها )ويف قصيدته ينصح احلاكم بعدل إ ى لصوا الثورى

..األرو بكرا داللة عيل طهارته ونقاءالاستحضار ذكائه خلديعة الشعب الذي اعتربال كغرس

ن لىكن بربكى ال ةى

غرس األرو عب ا كى شى



ا 11ا بكر

ثم يستعني مرة أخري بالتاريخ بتشبيه احلاكم الظامل بفرعون الذي يعترب نفسه كام يصورال شاعرنا

وال يعاد عليهم منسوجا يف رحم السامء يف صورة ساخرة من حكال اعتربوا أنفسهم ال اطئون

كلم وكأام آهلة عيل األرو ومنبها عيل أمهية االتعاظ من التاريخ الذي يوضح أن الرحيل ااية

..كل حاكم امل

لى الطغاة ولن يىكونى حى رى

ملرصنا فرعواا املنسوج

حم السامء 12ا يف رى

امهري األساطري يف حني يستخدل ثم يفىعل دور الشعب وال ينيس لغته املرسحية حني يصفه باجل

..النقيض يف إلغاء دور امللك الفرد

رش للمليك الفىرد ما عادى عى

اطري من اجلامهري األسى 12ا يف زى

:وهاهو يستح املرصي الثائر يف صورة من أهبي الصور يف ديوانه حني يقول

رر ة تكى 15ا للثائر املرصي رائحى

رصي كالورد الذي يستنسخ نفسه كناية عن هباء الثوار ومجاهلم وعظمتهم وانتشارهم وكأن الثائر امل

.يف مرص عيل مر العصور

:ويكمل صورال بني حضور سلبي ملن يؤذون الثوار

هم هم وركوعى هم وفرارى 15ا غازى

:وحضور إجيايب للثوار

بندائه

وأنينه

ودمائه

وصمودال

15ا تقص روائح زيفكم



من األساطري( التي يفرسها بمقولته)ويستح األسطورة يف قصيدته وكأنه (ورأيت الشهداء)زى

الى :)يستح شهداء الثورة يف تلك القصيدة بالتواجد برغم غياهبم باملوت موحيا بقوله عز وجل وى

ات ا وى بيل اهلل أىمب بىن الذينى قتلوا يف سى بسى يىا بىلب حتى هبمب عنبدى ء أىحب قونى رى زى ( 218)اآلية آل عمران سورة( يرب

..امليدان يف الشعب فئات كل يستح كام -

ورأينا

:يف امليدان

55ا األبناءى الفقراءى األمراءى املكى األجراءى صفوف ا

الثوار متحدثا بالرمز عن تاريخ مرص يف حقبة حكم املخلوع وكأن مرص أمرية مسجنونة نررها

بالبسامت رامزا للثوار باألحرار مرص الذين إذا احرتقوا زادوا ألوفا ثائرة مطببني جرا أمريهتم

ومدرعاهتم وأسلحتهم بالسعةى ومسرتس بالصورة -بالغين وحلاشيته بالتنني الظامل وللحاكم

..الشعرية وبالرموز التي توحي بقوة اإليامن حتي النرص

التننيورأينا

بارى ثثني جى

راقى مىيني حى

اطني راعى رسى زى

ينفث نريان ا ومىعني

ورأيت الفتيانى نرتقونى فينتفضون ألوفا

ورأيت أمريتىنا احللوةى حلوة

تىنجو من يىد السجان

تىلهو بمسوخ التنني وأبناال

امت وتطبب بالبسى

جرا ى عجا سنني

ورأيت السعةى تسق

ك األحرار ى يف رشى

ة ورأيت الغينى تىقفز صارخى



من قنبلىة الغاز إذ نلقاها

ي خات اجلىرحى ى تتبعها رصى

ة الثكيلى يف اجلب املختول تىسجنها أىفئدى

ورأيت التنني

ا مىدحور مأسور

ربوتى ثىثني يىبكي جى

ورأيت الشهداء

لسيف املسحوربا

والوعد املنثور

والقلب املنصور

ورأيت الشهداء

51ا :55ا ورأيت الشهداء

إن تكرار لفظة رأيت هنا تؤكد املعني وصدق احلديث الذي انتهي بالنرص املبني عيل سالبي الوطن

.من شعبه

-ملفارقة يف التضاد بقوله طردية( التي يعطيها عنوانا فرعيا يؤكد ا)ثم يوصف للنقيدين يف قصيدته

املتلقي معني عكس اسم القصيدة تارة ومع االسم لدي يطر حيث يا أيا الصياد، كيف تفر؟!

أخري فالشئ الطردي هو الذي يسري متوازيا مع اآلخر ولكن واضح أنه كان يقصد هبا أن

الفريسة هي التي تطارد الصياد فعدة الصياد كل آآلت القتل ولكن الفريسة كانت للك سحا

احلق بينام فقد الصياد أهم مقومات القوة أال أقوي من الصياد أال وهو القلب اجلرئ الذي يمتأل ب

وهو احلق مما جعل العقة الطردية بني قوة إيامن الثوار املمثلني للفريسة وفرار القائمني عيل

..السلطة املرموز هلم بالصياد ، وهذا يظهر جليا يف فلسفة املفارقة يف هذال الصورة الشعرية

طىونا لى الصياد يىرقب خى وتزلزى

دروعه حتيل التجرب من وراء إذا مى

ع الفرار خيالنا من وجى :واخ ى

53ا



الحظ معي ثه نقاط يف البداية ومثيهتا يف النهاية وهذا الرمز من عمات الرتقيم يدل عيل

ول أن هناك كما كثريا ممتدا مل يقل وهذا يوحي بأن األحداه ممتدة ومؤثرة وفيها الكثري من الق

.والفعل بل واألمور املحسوسة وغري املنظورة إال ألصحاب البصرية النافذة

ثم تأن الصورة الشعرية يف تصوير الصياد ببناء يتزلزل وهو يرقب خطو الثوار وكأن الثوار

.خطوهم زلزال والتعبري كناية عن قوة الثوار وضعف السلطة التي تواجههم

انسانا يمل بالرغم من أنه متحصنا بالدروع فألقي ثم يواصل وصفه الشعري فجعل التجرب

رصاصه الذي ليس رصاصا عاديا بل هو رصاا خو وخذالن عندئذ كان للقنابل موقفا فاع

ككل األشياء لدي شاعرنا مما جعلها ترفض التفجر وتلتقي برصاا اخلو واخلزالن مما دعا

وار الفريسة أرضا خصبة ة فرحا من وجع بالصياد أن يفر من فريسته عندئذ أصبح خيال الث

والصورة الشعرية هنا ممتدة وعالية الرمز وتوحي بمدي خزالن وهزيمة املعادين ..فرار الصياد

.للشعب املرصي

ثم يستمر يف دالالت احلضور لديه باستدعاء الظاملني يف احلارض والذي يكنيهم بصفات خمتلفة من

ألشخاا صفات أو( فرعون هامان قارون)واجلور يف التاريخضمنها شخصيات تدل عيل الظلم

الدولة تدل عيل الظلم وقلة قيمة الظامل يف عتمعه يف احلارض يف أجهزة أو

(:املدجن املروج املصفح زوار قتل الفجر)

الصياد ال تىرتىد؟

فح واملروج واملدجن؟ أىينى املصى

أىينى املرافع واملخادع واملخاتل؟

زوار قتل الفجر أىين؟

الطبال أىين؟

اهلوال أىين؟

اهلوان أىين؟

قارون أين؟

هامان أين؟

51ا فرعون أين؟



امليدان حترير( )ثم يتمسك بكل احلسيات التي تشكله ليصبح قويا باحلضور الفاعل يف قصيدته

:فيقول

ل صون ... وألن صون مل يزى

وألن صون مل يكن صوتىك

يفه ب املعز وسى تان من ذىهى ي طاهرى ويىدى

نز احلقيقة تان من كى ي عامرى ويىدى

15ا فأىنا سيو يف حصون من أىمىل

------

وألن قلبي مل يزل قلبي

وي هلا 15ا ودمايى مهر للتي خلقى الفؤاد هى

---------

ل حلمي؛ وألن حلمي مل يىزى

ي:ر يايى افرة 11ا ترفر يف املدى

------------

ل حلمي؛ وألن حلمي مل يىزى

راياتنا راية

18ا أحمنا غاية

------------

ل نىزفا وألن جرحي مل يىزى

فىدمي دىمي

ل وسمىك وألن رسمك مل يىزى

بىك ل لىقى وألن قلبىكى مل يىزى

الشهداء، أبنا نا األبناء، ثوارنا الثوار، شهدا نا

18ا فرساننا الفرسان، ميداننا امليدان، ميداننا التحرير

يدان( وهي القصيدة الرئيسية التي نمل عنوااا الديوان )ثم يتكامل احلضور يف قصيدته احلكم للمى

..بتواجد احلقول واجلوامع والكنائس وكل الكل

كل احلقول هنا



نائس... هنا كل اجلوامع والكى

38ا كل الكل هنا

..ويستمر يف تفعيل حضور مرص لتصبح وردة ناجية من القرب الذي حفر هلا يوما

:قو لنفسك ال سواها ال سواك

إنا هنا كي نشنقى الطغيان

إنا هنا كي نقرعى األجراس

مرص التي يف خاطر

ة األحل تنمو وردى

ي بالرو تسقى

الصادق األلوانباحلنني

مرص التي يف سالف

األزمان تنجو حرة

تىفر فكأاا مل حتى

ا هلا وكأنه ما كان 10ا قىرب

ثم اتتم قصيدته بتفعيل أمهية رحيل الطغاة ووجودال كثائر يف كل األشياء املعنوية التي حترك

.النفس البكية وتفعل وجودها لتعود إ امليدان إلنجا الثورة

لوا فىلرتحى

حلوا فىلرتى

إنا هنا

ة امليدان يف ثىورى

إنا هنا

ة خة/ يف بىسمى /يف رصى

ة/ يف غنوة ة/يف دىمعى سى يف مهى

وسنشنق الطغيان

احلكم للميدان



املجد للميدان

املجد للميدان

عودوا إ امليدان

13ا عودوا إ امليدان

يف تفعيله لكل الكائنات واملخلوقات واملشاعر واألحاسيس واإلنسان ثم يستمر عيل نفس املنوال

ذاته باحلضور إجيابيا كمؤيد للثورة أو بتنتكاسة اخلاذلني ملرص وشعبها واملنهزمني والفارين من جال

غضبهم وثورهتم املجيدة يف باقي قصائدال فالقاهرة حارضة ألاا أساس الثورة واملدينة التي هبا

ة( ولكن فلسفة احلضور السلبي يكون هلا )ير الذي فجر الثورة يف قصيدةميدان التحر هنا القاهرى

..ااية بأوان كعجب من عجائب بدنا كام يقول شاعرنا

ف بالعجائب؛ ا شغى هلى

ا وراءى خريف ا خريف ثثون عام

وفرعون ينمو وينمو

ففي كل دار

عيل كل شرب

ويف كل بث

نىربعيل كل

كأن البدى سواال خواء

يقول احلكيم: دىعوال

سيأن أوان احلىصاد دىعوال

ناجلىها يف القلوب رأيت مى

دىعوال

فضم الغل بوقت

35ا :31ا ونىحر الفىساد بوقت

ىلى أحدها عال )وتاريخ مرص كله حارض يف قصيدة ناير العىظيم( والتي انقسمت إ ثه مقاطع محى يى

لتدلل عيل أن كل انتكاسة حدثت ملرص هلا 1022واألخري عال لثورة 2851والثاين عال 2811



..ااية ونرص

هادن عداها واسرتى

يف قىرصكى العا البعيد

قد ماتى شعب أنت حاكمه الرشيد

او وإحباط ما بنيى إغراق وإمرى

سارى القطار يىدوس أعناقى

دوس البد، ميض القطار يى

أىحلى العباد يكرس القضبان

جى القطار رى خى

جى القطار رى خى

قى ى القطار سى

قى ى النظال 32ا :30ا سى

موقعة اجلمل( رسد ما حده يف ذلك اليول الذي هاجم فيه أتباع النظال )ثم يواصل يف قصيدته

قب خطىاب خادع من املخلوع للشعب املرصي واست شهد الكثري من الشباب مما السابق الثوار عى

مرصوقد رب رساج بني تلك األحداه وما حده ميادين كل يف الثورة فأيد أثار الشعب املرصي

لسيدنا عيل بن اخلطاب يف حربه مع معاوية بن أيب سفيان حني رفع أتباع معاوية مصاحفهم عيل

جهه وطالبوال بالكف هـ فأنخدع أصحاب عيل كرل اهلل و 35أسنة رماحهم يف معركة صفني عال

عن قتال معاوية وأصحابه وقد حذرهم بأاا خدعة منه مع عمرو بن العاا وابن أيب معي

ولكن عكين ألف مقاتل من جيشه وعيل رأسهم اخلوارج محلوا سيوفهم عيل عواتقهم وصمموا

ثبيت عيل وقف القتال واإلحتكال إ التحكيم الذي خدع فيه ابن العاا أيب موا األشعري لت

.معاوية وخلع عيل / وبنفس اخلديعة قتلى الثوار

رفىعوا املصاحفى واألناجيل

فتحوا املطابقى والزنازين

معى اخلطباء نتىطبون :واى

عد يا أمري



هذا كل اهلل يف السفر اجلىليل

قى التحكيم يارى ورأيت يف وجه الصبا بى

...!

يئ ا مل يكن :لىكن شى

أن اخلوارجى مل يىكونوا بينىنا، أن مل يىعد

ة الشهيد احلىي مى لحى غري القصاا وغري مى

ها :تتلو نارى

ال بد من نىرص وإن طالى املقال

م الظل ال بد من فجر وإن عى

11ا ال بد من مجل لينترصى اإلمال

ن الدولة التي عذبى وقتل فيها الكثري وتطورت األوضاع بني ليلة وضحاها فتم مهامجة مقرات أم

رسي )أشء هامان( التي قسمها إ ثثة مقاطع)من األبرياء والتي وصفها شاعرنا يف قصيدته

وخطري طللية اعرتا باملوت( واستطاع أن يصف فيها بشكل فني موجع كل ما شاهدال يف مقر

اليب غري اآلدمية حتي حللوا بل وأذيبوا أمن الدولة من آثار وبقايا لبك عذبوا بشتي األس

فاستح شاعرنا البكاء من قسوة ما شاهد وشدة تأثرال به وصعوبة وصفه ووصف القائمني هبذا

:الفعل املشني فيقول

ابك أشءى مىن

لن تدري مىن؟

أو ملن؟

مطبقات عامرها واربعب عندى أقباء

وائحى ها حللوا أو أذيبوا وامنىحب رى

- طفل كأرسار - حبكى املحفوظى

م ما بنيى هم وغى

رتي ما لن نكىي سى

دق؟ مىن يصى

فابك



وابك

وابك

ك نىحن ال نىبكي أيامى

يا صاحبةى الطلل

ما رأينىا غريى التقطيع والتذبيح

و األمىل وحمى

!نىحن؟ لىك نىحن

تر هزنا إنام وى

نا غمى ي رى رى 25ا :21ا دىمع فجى

كل قطعة يف ومستح ا بصاحبه منها أرحم القرب التي الزنازين ثم يواصل وصفه لتلك القبور

جسدال لتشاركه آالمه وأوجاعه وكأن كل قطعة حتولت إ كائن حي فاعل له دور يقول به حتي

الوصول إ حلظة املوت الرامحة هلذا اإلنسان املعذب والصورة توحي بشدة العذاب والتنكيل

...الذي ال يطاق والذي كان يتعرو له اإلنسان املرصي يف املعتقت حتي املوت

يف مرت يا زنزانةمرت

يا لإليامن


ما أدراك؟


فلىعيل إذ هم القلب

بول - -يف حلظة طيش خمى

أن يذكرى سلطاين

ن رشيان أبلغى رشيان عى

بت أىوردىن من عىصياين فانسحى

نىصحى الكبد املوتور بخلع فوري

:أوصى ببيان



اخلارجى مىدسوس إن

من قبل الشيطان

ينا أىن أجندتىه قىد ثىبتى لىدى

ل عدواين مى عى

وتقدلى أربعة األطرا

ووقع وفد األمعاء

ا إنساين نشور مى

فىتىوفاين أمر نوراين

مرت يف مرت يا جبانة

28ا :21ا يا لإليامن

الدعوة عامة( بتفعيل دور احلضور الرامز للشعب املرصي )يف قصيدة ثم كانت ااية النظال السابق

-عن صعود األبطال إ منىصة املرسى -أي ان كان دورال يف احلياة والتي رمز هلا شاعرنا بقوله

لتكتمل الثورة املرصية ويبدأ عهد جديد وقد تكررت لفظة احلضور ثه وعكين مرة لتدلل عيل

فرد يف الشعب املرصي للعودة بمرص كبلد فاعل يف العامل بأرسال والقضاء عيل كل أمهية رأي كل

... والتي تظهر جلية يف مقطعه األخري بالقصيدة. امل حتي ولو كان احلاكم نفسه

زالى احلضور

رصخى احلضور: نريد نىصا متقن ا

ه أىحد؛ ..مل يكرتى

كل الشيخ يف ما بني رى

ا؛ أذن امللقن:ال ..تقللب مىشهدي أبد

ما زلت نجام مفعىام

يش هر الغر يف جى ما بني جى

ي : جاءى إرثي زاحف ا؛ حم

فأنا املمثل والن صوا

هاجى احلضور



عدى احلضور صى

نوة دفعى املمثل عى

وتبخرى الولد الدميم

ملكى احلضور

فىتىسابقى الكورال يىرسق ودال

تى احلضور مع احلضور ثىبى

:عيل املنصة يرال

قىد عادى نىص

قىد عادى نجمي

22ا :20ا وليىبدأ العرو اجلديد

عن شوارع احلصار:)ثم تأن عموعة قصائدال الثانية التي اسامها من وجع الفتي وتضمنت قصائد

الثورة وهي لهيد لتلك وصية( قبل السندباد مع نغني السندباد تغريبة ونقر من. .تسق اآلن

الثورة نفسيا ومعنويا وروحيا حني أنتهكى اإلنسان حتي انقسم عيل نفسه فأصبح موجودا وغري

. وألن شاعرنا وضع ما مهد للثورة داخل نفس .حارضا غائبا أو حارضا غري فاعل |موجود

عي ما يقول فهذا معناال أن االنسان املرصي عقب القصائد التي حتكي الثورة وألننا أمال شاعر ي

وما - 1003وحتي عال 2885عال منذ بتأراها هذال املجموعة من القصائد حتكي ما قبل الثورة

أي أن األحداه السابقة للثورة أعادت نفسها مرة - الديوان داخل الطبيعي برتتيبها - الثورة بعد

سها يف وجع مضاعف وهذا أخري بعد الثورة فحده االنقسال للنفس البكية لتدور حول نف

وكأنه - قبل من قلت كام يفعل دور امليدان الذي جعله أمحد رساج فاع بوضع احلكم يف يديه

.القام الذي يعيد بالعدل احلق ألصحابه

ة تىدك (:عن شوارع احلصار)يقول رساج يف قصيدته هري و ل غبارال لىيل...وسنبىكى مجر عيل زى

نا ه باحى 85ا ذا أىناصى

هكذا يصف شاعرنا ما آل إليه اإلنسان املرصي زهرال الدال عيل نضارة الشباب نتويه مجر ،

والظل وهو ما يظهر من اإلنسان نتيجة النعكاس الضوء عيل جسدال أصبح غبارال لي أي دقائقه

ة أصبحت تدك الصبا أي حتطمه وحني تصبح لقمتنا سببا يف حتطيم مظلمة ، حتي السنبىكى



الصبا فهو الوجع ذاته الذي يعرب عنه شاعرنا يف صورته الشعرية السابقة والتي تصبح حال

. والصورة الشعرية املركبة .املرصيني الذين انكفوا عيل لقمة عيشهم حتي ضاعت منهم حريتهم

ان قبل الثورة التي أااها بقوله هذا أنا داللة ناجزة عيل املعاناة الشديدة التي كان يعيشها اإلنس

.واألنا الشاعرة قد تعرب عن الشاعر أو جيله أو وطنه

عن غبار اخليل إبعادال تريد التي مرص ثم عرب عن اغرتابه داخل وطنه وإنكارال ملوقف عروسه

الرامز للمواجهة واحلروب مما جيعله يأكل فحش الكل وهي صورة تدل عيل االنكسار واملعاناة

مبكا الغزير بالغيم شبهها التي سحها ها له واستنكارال لدموعهااملسكوت عنها ، ورفض حضن

يزل يشب عيل صخور الليل يف صورة شعرية تؤكد عيل املعاناة واألمل وال ينكرس ال بفارس إياها

لـ للوطن من معاناته بقوله القصيدة نفس يف عنه عرب ما وهو واألمل يف القائد املخى

ن غبار اخلىيل أىقتات اخلىنا ال تبعديني عى

ن ك عى ما عادى حضنك يىبتغيني، صوين دموعى

يني .ثيايبى وارمحى

فكفي روس فىكى ...ال غيمى أغزر من عيونك يا عى

ا يشب عيل صخور الليل فارسناى العىص، د 81ا فغى

ت من التاريخ وحكاياال وصورال املختلفة رموزا لواقع نعيشه يف تلك القصائد التي اةذ :والثالث

إنسان يبغي العيش يف :ومل يتعظ منه احلاكم فأدي لشعور شعبه باالغرتاب فاصبح الواحد اثنني

ويف ذات الوقت يريد البعد عنه للبحث عن نفسه يف مكان آخر |وطن عشقه ويريد له أن ينصفه

يرتك وصيته وهو يف عنفوان شبابه متمث املثل الشعبي فهو كالسندباد تارة وأخري يموت و

كام أن إهداءال يف بداية ديوانه الذي وجهه إ ثورة يناير ؛مايقعد ع املداود إال رش البقر()القائل

التحرير والعزة والكرامة يؤكد ميدان وإ املجيدة ورو شهدائها وعبق كرامتها الذي غمر العامل

.سلفا يف قراءة الديوان املعاين التي طرحناها

تأن صور رساج الشعرية املعربة عن هذا االنقسال الذان املوحش مكثفة وفاعلة كام :وأخريا

فصلناها يف متن القراءة وهذا يضيف للديوان بعدا إنسانيا جيعلنا نقف أمال شاعر يمتلك أدواته

عيل وجعه ويوصفه كالطبيب من الفنية بحنكة عوة عيل كونه شاعرا ترمومرتا لوطنه يقف

مريضه وهذا نسب للشاعر بالرغم من كونه الديوان األول له عقب ثه مرسحيات وهذا



جيعلني أستبك خريا له يف كتبه الشعرية القادمة حيث سيتمكن أكثر من أدواته ور اال الفلسفية

املستوي اإلبداعي والفني التي تظهر بوضو يف ديوانه متمنية له املزيد من الر ي الفاعلة عيل

.للقصيدة







محمد السيد إسماعيل – بناء مختلف ال ينتمي لألشكال السابقة

حممد السيد إسامعيل د.(

1) مرسحنا –

ا ملوقع -تتنوع أبنية الرواية ا الفت ا؛ وال شك يف أن هذا املوقع -الراوي من األحداه طبق تنوع

ا خارجي ا عليام راوي ا أو ينعكس عىل درجة املعرفة التي يتمتع هبا الراوي الذي قد يكون راوي

ا يف األحداه تتساوى معرفته مع معرفة الشخصيات ا متعدد األصوات أو داخلي ا مشارك راوي

. ر يتها لألحداهأو احيث تقدل كل شخصية حكايته

( بناء 21. 1سام للنك والتوزيع )للكاتب أمحد رساج "تلك القرى"واحلقيقة أن بناء رواية

يف –وربام يرجع هذا ؛خمتلف متميز ألننا ال نستطيع نسبته إىل شكل من األشكال السابقة

وكاتب مرس وال شك وروائيب يتمتع بأكثر من موهبة، فهو شاعر الكات أن إىل – تصوري

يف أن هذال القدرات قد أثرت عىل هذال البنية الروائية املتميزة التي امع بني وضعية الراوي

اخلارجي العليم والبنية متعددة األصوات، ولكي جيمع الكاتب بني هذين النمطني دون إرباك

عيب ا عن سؤال "ةعن ألوا الكتاب"للقارئ حرا عىل تصميم البناء بشكل حمكم فبدأ بام سامال

متى؟ كتمهيد عال لألحداه ثم قسم الرواية إىل أربعة أقسال كبرية حتمل هذال العناوين

بادئا كل من سفر العودة، من وجع التغريبة، من أيال اهلروب واخلروج، يف طريق العودة( )الدالة:

. رسد حكاياهتاقسم منها بعنوان فرعي مقدل عىل لسان الراوي اخلارجي ثم تبدأ الشخصيات يف

بام يعنى أن الزمن ال يقل "ىمت"بــ تبدأ وتنتهي فهيالتوقف أمال العناوين الفرعية ويمني

الطوعي أو أمهية عن املكان الذي يوحي به عنوان الرواية؛ إنه زمن املتاهة والتهجري اجلربي

الذي الداخيل؛ األمر ؛ زمن الغزو اخلارجي والقمعيالعريب اإلسمأو واالقتتال العريب العريب

ا ال تستقر فيه الشخصيات، وال اد فيه جعل املكان هنا يف مرص وهناك يف العراق مكان ا طارد

أمااا ويصبح السفر قطعة من العذاب كام تصبح الرحلة مقصورة داخل حميطها العربى بني

يام مىض رحلة بعد أن كانت ف ؛أماكن متشاهبة يف فقرها وقمعها وإهدارها آلدمية اإلنسان

. بام يرتتب عىل ذلك من إثراء للذات وانفتا عىل آفاق حضارية خمتلفة الغريباكتشا لآلخر

ا، ال فرق بني مرصي وعراقي يف وكام تشاهبت األماكن هنا وهناك تشاهبت الشخصيات أيض

اياهتا اإلحساس بالقهر واملحارصة واملطاردة، من هنا تتناوب ثامين شخصيات الرسدى لتقديم حك

كاديمي وشاعرأ( 1)

http://www.slideshare.net/a1serag/ss-42869770




املفارقة وهذال الشخصيات أو التي ةتلف يف تفاصيلها وتتفق يف دالالهتا العامة عىل سبيل التامثل

من أب )مرصيون(، سلسبيل، عبري)عراقيتان(، عامر)، هندي، شهدأسامةعبدال، سعيد، ):هي

كام تفاوتت مرات التناوب عىل الرسد بني شخصية وأخرى، سلسبيل، وأل عراقية: عبدال مرصي:

ثه مرات(، وعبدال وسعيد وشهد )أسامةأربع مرات(، ثم )وكان أكثرها هندي وسلسبيل

هذا التوصيف العال لبناء الرواية يدل عىل التصميم الواعي (.مرة واحدة)وعبري)مرتان(، وعامر

رغبة يف تقديم زوايا ر ى متعددة تتامثل يف أمهيتها الذي ال يرتك شيئ ا لفعل املصادفة كام يعكس

-وحموريتها ف يمكن حكاية أو وشهد أسامةتقديم حكاية عبدال وسلسبيل عىل حكاية -مث

عبري العراقية مع وعي . تقاطع وعي دأو هندي مع زوجته الدميمة وعقاته النسائية املتعددة؛

ا وعي املرصي مدرس التاريخ، فكمها ي أسامة قف ضد االستبداد وتزييف التاريخ: وأخري

إىل املوت كام حده مع عامر -غالب ا -احلائر بني شجاعة املواجهة التي تؤدي "عامر"

اخلفاجي أحد أبطال السرية اهللية واملواجهة بأطرا اليد كام يقال التي يمثلها لوز وعشتار

وعي د/عبري التي تبحث يف كيفية احلفاظ عىل تناقض؛ أو وما قد يرتتب عليها من ادد للحياة

ا حلضارة ينبغي بوصفها وطنه استمرارها ووعي هندي الذي يسعى لبيع آثار اآلثار بوصفها رمز

، وال يمكن تقديم حكاية من تلك احلكايات عىل أخرى وبالتا ال أداة للرتبح والثراء املا

تدور يف فلكها شخصيات ثانوية نستطيع وصف إحدى الشخصيات بأاا شخصية رئيسية

تقف فيها "أفقية"مساعدة كام هو احلال يف البناء التقليدي للرواية؛ بام يعنى أننا أمال بنية

. تقول عىل الرتاتب "رأسية"الشخصيات بحكاياهتا املتعددة عىل قدل املساواة، ال بنية

السارد اخلارجي يلخصه ما وهذا املنفى، ويف الوطن يف طارد مكان – ذكرت كام –املكان

( ففرا 13ا)"ضاقت علينا يف الوطن، فكيف تتسع يف املنفى ؟! ":بسؤاله االستنكاري

لكن عبدال يقرت : الرافد كام لو كان ؛اجلبل اجلديدأو يف العاصمة ؛"القرية"العمل كلها خارج

د به الكاتب قد اةذ هذا القرار من قبل؛ والرافد هو العراق وهو رمز قريب الداللة يقص

"الدولة الزرقاء "وإلرسائيل اسم "سهر "اإلشارة الواضحة عىل نحو ما اختار ملرص اسم

وال شك يف أن هذال احليلة الفنية تعنى أننا ،"حزب الوعد الكبري"وحلزب البعث الكبري اسم

ا أمال رو اية خيالية لسنا أمال رواية تسجيلية تتعامل مع األماكن بأسامئها احلقيقة، ولسنا أيض

بعيدة عن الواقع،



عنارصال؛ من وتعدل إليه وتضيف الواقع من تأخذ – آخر ء أي قبل –فالرواية باعتبارها فن ا

عىل تقول بل اخلطي التطور تعتمد ال التي الزمنية البنية يف والتأخري التقديم تقنية يفرس ما وهذا

استدعاء السرية اهللية وأسطورة خل من والبعيد القريب.. واملام احلارض بني التداخل

ا هو اختيار دال للتشابه الواضح بني النزو لوز، واحلقيقة أن اختيار السرية اهللية حتديد

ا من -اهل شبه اجلامعي من أرو العرب بسبب جدهبا والنزو املرصي شبه اجلامعي ـ أيض

د عىل الظرو اجلامعة بني الرحلتني اهللية القرى املرصية بسبب ما هبا من فقر؛ ونتيجة التمر

واملرصية، وهى نتيجة مركزية داخل الرواية ادها عسدة يف شخصية د/عبري التي قاومت سلطة

عن ألوا احلكاية( يظهر ذلك )امللك املستبد وسلطة املحتل، ويف الفصل التمهيدي املعنون بــ

مع غريال من البك وحماولة قهرهم والسيطرة التدرج من رصاع اإلنسان مع الطبيعة إىل رصاعه

فلام فشا اجلوع والقح بني الفحني، وزاد العمد وشيوخ اخلفر واألعيان، ال يصيبهم "عليهم:

، وبكوا اباهم النهر الذي كان يغسلهم من جوع، عر الفحون عدوهم احلقيقي مرو وال

ا والرفض واملقاومة باطن امهومهم ومذليهم، فأرضعت نسا هم الذرية اخلنوع واملذل . ة اهر

وعنرتة ب اآلباء إىل املوالد وعالس الذكر والسري واملحم، وتألأل اهل ولكل آن أوان، وه

ـــــ( ومن الواضح أن أسلوب املقطع 21صــ)ورأى اجلميع أن ذلك حسن. والظاهر والزير

ع أسلوب العهد اجلديد عىل السابق يتناا مع إحدى قصائد أمل دنقل التي تتناا بدورها م

أن األهم من ذلك هو ما يقدمه هذا املقطع من حلظة اكتشا الفحني لعدوهم احلقيقي وهو:

العمد وشيوخ اخلفر واألعيان يف تركيبة امع بني السلطة السياسية واالجتامعية وما يزمهام من

رصيون حلني املواجهة الرصنة فلكل أدوات قمعية، ثم اعتامد املواجهة باحليلة التي اشتهر هبا امل

آن أوان وهنا تدخل سري البطوالت بوصفها طاقة روحية تؤكد االحتشاد وصوال إىل اللحظة

ا بال ورة فهناك انتكاسات وحمو للهوية الفاصلة، لكن تاريخ التطور البكي ليس صاعد

وابناء األبناء وانفصاهلم عن واستكانة للواقع وقلب املعايري فبمجرد تقادل الزمن وتكاثر األبناء

( ولنحظ أن كل هذال 21ا)أمهاهتم بدأ املسخ والتحول، فصاحلوا العدو وحاربوا اإلخوة

االشارات الدالة تأن يف الفصل التمهيدي للرواية عىل لسان الراوي اخلارجي، مما يدفعنا إىل

ا بالبدييات ولييزا بني األعدا ء واإلخوة وتأكيدا لقيمة املقاومة، تأويل الرواية باعتبارها تذكري

رئيسكم " (:عبدال)ومن هنا تكثر التلميحات السياسية عىل لسان زوجة اجلنرال يف حديثها مع



سوى مال نكمكأنتم هكذا ... "، "قبل هكه كان يريد أن يصل املاء إىل األعداء

تعدد ( أن تباين وعي الشخصيات باحلده الواحد ال يعكس فحسب 13ا)"الطواغيت

وجهات النظر بل يعكس حسا باملفارقة فعندما تتحده زوجة اجلنرال عن الثورة يعلق عبدال

وهل سأقول أنا وهندي هبذال الثورة؟ هندي يا اار أسود لقد كان جدال ي ب من الباشا )بقوله:

"11صــ" "احلذاء سيتسخ يا باشا ويقبل احلذاء ويمسحه بخدال .. باحلذاء فيرصخ احذر يا باشا

عبري . املفارقة هنا هي مفارقة موقف تتوازى مع املفارقة اللفظية التي نجدها مث يف قول دو

وقد يتداخل هذان املستويان يف قوهلا "211صــ" "إننا متقدمون يف تعذيب انفسنا فق "

كام أن مصائر الشخصيات توحي بأننا أمال "215صـ" "بنو جلدن وحررين االحتل اعتقلني"

هضة ذهابا وإياب ا حيث تراوحت هذال املصائر بني الغياب كام يف حالة عبدال، والقتل كام رحلة ع

وشهد بعد انفصاهلام مما جيعل الرحلة عموما أقرب أسامةيف حالة هندي، وأمل الفقد كام يف حالة

. إىل املتاهة التي مل ينج منها أحد

؛وشهد أسامةاصة يف أسلوب وأخريا فنحن أمال رواية متميزة استفادت من الشعر، وبخ

واملرس يف شكل البناء حيث بدت الشخصيات أشبه بالشخصيات الدرامية التي تقدل نفسها

ما كل إن.. األحداه عىل – القديم الكورس بديل –بصورة مبارشة ثم يأن تعليق الراوي

وهذا يف يالوع ولرد البناء إحكال: أساسيتني سمتني بني مجعت قد الرواية أن يؤكد سبق

. من عمات ليزها وخصوصيتها الواضحة تصوري



حمدي البطران - كابوسية الواقع الريفي : تلك القري

محدي البطران(

1) أخبار األدب –

تناقضاته، مادة خصبة للكتاب والشعراء، وقد ظهرت أعمال روائية عديدة تناولت الريف يعترب الريف املصري بكل

، هي رائدة األعمال األدبية اليت تناولت الريف املصري، ثم 9191املصري، كانت زينب للدكتور حممد حسني هيكل

، ثم 9111ليحيي حقي ،وقنديل ام هاشم9191توالت األعمال، ومنها يوميات نائب يف األرياف لتوفيق احلكيم

، ويوميات ضابط يف األرياف حلمدي البطران 9199التاريخ السري لنعمان عبد احلافظ لكاتبها حممد مستجاب

. ، وغريها من األعمال اجلميلة اليت كتبت عن ريفنا املصري9119

كثريا يتغريقيقي ملصر، ومل ويرجع تنوع األعمال األدبية اليت تناولت الريف، وكثرتها إىل أن الريف، هو الوجه احل

إىل جانب تنوع اجلوانب اجلمالية واحلياتية للريف، . عن حالته البدائية، اليت كان عليها من العصور املوغلة يف القدم

وفضال عن هذا فإن الريفي له فلسفته اخلاصة يف احلياة، وهي اليت رمبا تناوهلا البعض، ولكنها مع ذلك فلسفة

املكر واحليل واملعاناة مع الظلم والتكيف مع األوضاع، وتقبله للقهر ومقاومته الطبيعية لعوامل الظلم غامضة، فيها من

. والفناء بالنكتة واملرح والفنون والسري الشعبية

إىل منطقة [4191الصادرة عن دار مسا للنشر، القاهرة، ]" القرى"تلك يف البداية يقودنا عنوان رواية أمحد سراج،

. نا كثريا عن احملتوى العام للرواية، فالعنوان مأخوذ من اإلشارة إىل القرى اليت اهلكتها السماء يف القرآن الكريمتبعد

وسائل العقاب لتلك القرى يف الرتاث الديين، تنوعتوقد . اهلها وجتربهم، وضالهلم وكفرهم باهلل أيضا طغيانبسبب

حرقها، ية فالقرينزل على ي، وتارة فيضانا أهلك قرية، وبركانا القرية صيباليت تزل زالما بني األعاصري والرياح، وال

. كلها أمور تدخل يف نطاق العقوبة اجلماعية بسبب الفساد والظلم حربا خارجيةأخرى ا داخلية، وتارة وتارة حرب

من خالل سرده اهلادئ املنتظم، ولغته السهلة، وحنن نقرأ روايته، ن يستولي على تفكرينا،ألقد استطاع الكاتب

املقتبس من لبالغ الداللة، ومن خالل العنوان االيت تبتعد متاما عن العقد اللفظية، اليت نراها لدى بعض الكتاب،

نتوهم انه سيقودنا إىل منطقة أسطورية، ولكنه يقودنا يف واقعية شديدة إىل جوانب أخرى يف النصوص القرآنية،

الذين جرحوا جرحا عميقا ونعيش مع أبطاله قلب الصفحات،نفيجعلنا ، وكأننا نتجول معه وهو حيكي لنا، الريف،

يف البالد اليت أو يف خصائصهم اإلنسانية، ونرى ونسمع انينهم القادم من مناطق بالغة العمق، سواء يف نفوسهم،

، والعليق، والبطيخ، واحلنظل، يف بنيان روائي بالغ عاشوا، وعاملتهم كنباتاتها اخلاصة، فخرج منها الورد، والشوك

تنا قدرته علي التحليق بنا، يف أجواء الريف املصري وأدخلنا معه، يف ضجيج املعارك اليت تنشا دهشالدقة واإلحكام، أ

اليت تهز بني القرويني بالعصي الغليظة، واالنفجارات اليت حتدثها القنابل يف بالد الرافد، إىل االنفجارات القوية

. يستدعي االنتباه أيضا، والكتابة عماالقراءة وإعادة القراءة عمل فين جدير ب. البنايات وتبرت الطراف بفعل اإلرهابيني

. الرواية تتحدث حبيادية عن أولئك املطحونني من املصريني، الذين عرفتهم مصر يف سنواتها األولي، منذ فجر التاريخ

اليت نالتها أطول فرتة تهميش يف التاريخ، وقد خلقت عندها، طول فرتة التهميش، نوعا الطبقة أو وأعين الفالحني،

.روائي وناقد( 1)




ما يعرف يف العلوم احلديثة بالذكاء الفطري، وهو ما نسميه يف األرياف، مبكر أو من الدفاع الذاتي وحب البقاء،

. الفالحني

اليت تبحث عن حتقيق ذواتها سراج لبعض الشخصيات املصرية املطحونة أمحدض ايبدو هذا، من خالل استعر

. خبليط من الطرق املشروع وأخري غري مشروعة

قسام، أتنقسم الرواية إىل مخسة ؛ لنا الكاتب هالذي قدم م،يخصيات الرواية نتوقف عند التقسشن بستعرض أقبل

أبطال كما تنبئ العناوين عن قسوة وطول معاناة كل قسم، ىكل قسم له عنوان يوحي بداللة معينة علي حمتو

عناوين األقسام مستوحاة من طول فرتة اآلالم، وقسوتها، وهي بالرتتيب، عن ألواح الكتابة، من سفر العودة، الرواية،

اختارها الكاتب بعناية شديدة لتعينه، وتعيننا عبده وقديف طريق و من أيام اهلروب واخلروج،و من وجع التغريبة،

. نقرأه النص الذيعلي فهم طبيعة أيضا

يف البداية يقودنا املؤلف إىل البدايات األولي ويقول:

وكان السيل خيرتق اليابسة، يرونه . وكان النهر سيلا عرما والظلمة حالكة. " في البدء كان النهر واليابسة نائمة

يبتلع كل ما يقابله يف قوة ويتمدد يف بطش، فإذا انتبهوا، وجدوه حيطم ما بنوه؛ فيسرعون إىل ذرياتهم؛ ثعبانا ضخما

حيتضنون من تبقى منهم، ويعدون طالبني الغوث، حتى إذا أحكم اخلناق حوهلم ال جيدون سوى التخلص منه

ا وهكذا، يطاردهم النهر فيطاردون العيش ولقمته، فإن وقفوا غرقوا، وإذا وقف بقوارب صغرية إىل قرية ثانية أبعد قليل

". ورأوا أن ذلك حسن. ابتلعت اليابسة ما تبقى من مائه، ونادت عليهم

صريني التغلب يف تلك البداية يود الكاتب أن يبني لنا اخلطر احلقيقي الذي كان يهدد القرية املصرية، وحماوالت امل

علي هذا النهر القوي العارم، وفيضانه الذي يتسبب كل عام يف إغراق بالدهم، ليصل بنا يف نهاية القصة إىل ان تلك

وبفضله تالشي اخلطر، وبدأ هذا النوع من األخطار يصبح ذكرى، غري . احملاوالت، كانت من خالل بناء السد العالي

املستمر علي القليل من اخلريات اليت تنبتها أرضها، واليت تتسبب يف هذا أخطار أخرى تهدد القرية، هي الصراع

. النزاع القاتل

عبده، سعيد، أسامة، هندي، شهد، :..وهم ،املصريني والعراقيني يتنازع السرد يف الرواية عدد من الشخصيات من

. عراقيتان، وهما سلسبيل، عبريثم مصريون، وهم

أم من عبده، ، ومن أب مصري عامر،كما توجد شخصيتان، عبارة عن إنتاج خمتلط بني املصري والعراقي، وهما

. عراقية

تناوب السرد جعل للرواية تتوه يف الغموض، فالقارئ يؤهل نفسه لسارد واحد، حيكي له كل شيء، ولكن تعدد

قارئ الواعي إىل إعادة القراءة مرة أخرى، ليعيد مستويات الشخصيات الساردة، يربك القارئ العادي، ويضطر ال

وإن كان الكاتب جيلب أزمنة . اكتشاف ما تريد أن تقول تلك الشخصيات، ليتكون له الوعي القادر علي االستيعاب

. أخرى للرواية، من خالل اسرتجاع الذاكرة لنعود إىل أزمنة أخرى سابقة لزمن احلكي

مشريا إىل حياتنا اليت أصبح لونها أزرق، وعلم إسرائيل الذي يتخلله اللون األزرق، يلوح الكاتب لنا باللون األزرق،

وملفات التحقيقات، يف مصر والعراق، اليت هلا نفس اللون، ذات الغالف األزرق، وسيارات الرتحيالت والشرطة



اليت يراها بعض -عربي يف تزييف الوعي ال -وينوه الكاتب، بطريق خفي إىل دور معاهدة كامب ديفيد . الزرقاء

. ، بالرغم من اإلحباط واهلزائم والتشتت الذي يعاني منه العربهماهلاجس األعظم لدي والعرباملثقفني من املصريني

يقدم لنا الكاتب روايته خالل أمكنة عديدة، وزمن واحد، ميكن حتديده يف مطلع التسعينيات، حيث بدأت العراق

وهو الزمن . لعراقيني، كما كانت مصر أيضا، ومنذ بداية السبعينيات طاردة ألبنائهاتتحول إىل كابوس رهيب طارد ل

. الذي بدأ فيه االنهيار احلقيقي ملا يعرف باألمة العربية، وبدأت تتمزق بالفعل

ألبنائها، املكان يف روايتنا يتوزع بني قري مصرية وعراقية، وإن كان الرتكيز على القرية املصرية، وهي هنا طاردة

وتنجح أخريا يف إعادتهم أشالء ممزقة، جبروح ال . وحتاول بكل ما أوتيت من قيم وتقاليد، أن تعيدهم إىل حضنها

. تندمل

. تنفتح الرواية أمامنا عن مشهد لعربة الرتحيالت اليت تقود أبطال القصة من بالد الرافد خالل عودتهم إىل قريتهم

. وتبدأ األحداث علي لسان الرواة. عيديظهر يف املشهد الراوي وهندي وس

خالل الظلم والقهر والغيظ، من ىوالشجن، ونعيش معها يف أجواء كابوسية، فنر تغرق الرواية يف موجات من احلزن

نفجارات، ومع ذلك فهي ال ختلو من حملات رومانسية حتيالية والنصب واالالضرب والقتل والسرقة واألالعيب اال

أعطيت اخلطاب . علي لسان شهد: " حبييب أسامة، وافقت أمي، ومل يعارض أبي، أنتظرك"طفيفة مثل ما جاء

ألخته وجلست أنتظره " ويف موضع آخر علي لسانها أيضا: " جاء اخلميس متمهلا، استيقظت فجرا؛ ألكتب خطابا

. ي"له: "زوجي احلبيب، متى ستصري هذه الكلمة احللم حقيقة؟ اآلن دورك، ينتظرك أبي وأم

ىل الدور الثاني، أطرق الباب ثم أدفعه، كأنين ما زلت أؤمن بأنك ما زلت إلسان أسامة " أسرع ىوما جاء أيضا عل

" لكن أين هي؟ أين؟.. يف.. يف قليب.. هنا، عطرك مل يزل هنا، يف أنفي

يت تغلغلت يف وعي املصريني، تتكئ الرواية علي واحدة من حكايتنا الشعبية، وهي السرية اهلاللية، وهي احلكاية ال

. بطريقة بالغة التعقيد، فهي كانت ولفرتات طويلة، تسليتهم الوحيدة، قبل اخرتاع الراديو والتليفزيون

وتتكئ، يف ومضات قليلة، بصفة خاصة، علي شخصية دياب غامن، وهو شخصية حمرية يف السرية اهلاللية، حيث

ل تلك امللحمة اجلميلة، وهو قتل الزناتي خليفة، ملك تونس، الذي مينع تعده السرية وجتهزه، ألمر واحد فقط، خال

إال دياب الزناتيأنبأتهم األسطورة وعلوم الغيب أنه لن يقتل . العرب القادمني من الشرق من اقتحام بوابتها الرئيسية

الذي له السلطنة علي بن غامن، ألجل تفننت امللحمة يف تدليله، فوعدته بالزواج من اجلاز اخت السلطان حسن،

العرب امسا فقط، ألجل هذا تضخمه شخصية دياب ليتحول إىل انتهازي نفعي، يطلب ما يريد، وال ترتدد امللحمة يف

. إجابته إىل طلبه

البطل من السرية اهلاللية إىل الرواية، جعلنا نعتقد أن الرواية تريد أن تتنبأ بقاتل أو استرياد شخصية دياب القاتل

. بطل آخر، تتمناه القرية، ليقتل الزعيم، لتنفتح أمامها أبواب الرخاء املوعود، كما يف السرية اهلالليةأو آخر،

وهي عراقية، عندما تبدو هناك مالحظة، رمبا مل تلفت األنظار، وهي كلمة خرجت من عبري، احدي الشخصيات،

ن كل ذلك حدث، اعتقلين بنو جلدتي قالت: " مل أصدق أنين خرجت، أنين سأرى الشمس، أنين سأرى، لك

وحررني االحتالل، ظللت يف مصحة إعادة التأهيل حتى استطعت أن أقف على قدمي، طلبت الطبيب املعاجل،



وسألته بلغته أن يسمح لي باخلروج، أبدى دهشته من إتقاني لغتهم، ومل يوافق على خروجي إال حني أوضحت له

.. " عالج، أعطاني بطاقته وعنوانه هناك: أموت يف الرافد، وال يعاجلين االحتاللأنين سأسافر إىل بالده ألستكمل ال

فهي تقرر أن الذي اعتقلها هم العراقيون، ومن حررها هو االحتالل األمريكي، وهي تتقن لغة االحتالل، ومع ذلك،

ن تذهب لبالده لتعاجل هناك، وتضلل الطبيب ليكتب هلا اخلروج، بأنها تريد أ. فهي تريد أن خترج لتموت يف بالدها

حماولة الظهور مبظهر الوطنية، الذي أو هنا نوع من التشتت الذهين،. ولوال أن اخربته بذلك ملا كتب هلا اخلروج

عيننا علي حقوق اإلنسان الغربية، ومع ذلك ال نريد اخلالص علي . ابتلينا به مجيعا، وليس أبطال الرواية وحدهم

!. أيديهم

وأقول مع أمحد سراج يف رائعته:ي للرواية، بهذا اجلزء منها، الذي يعرب وحبق عن مضمونها، ختتم قراءتأو

عامر خفاجي؟ أو ظللنا صامتني بعد أن أنهى جدي احلكاية، وزادت األسئلة عندي: هل عبده أفضل" -

ذا تظل هل تدفع القرى شرف أبنائها وأعمارهم ضريبة للسكوت عن الظلم وللوقوف مع الظامل؟ وهل هل

يف عهدها األليم؟! –تعيش عهدها األليم؟!وحتى متى تبقى تلك القرى –تلك القرى -القرى



عمرو منير – ألسطورةرائحة الطين وا... «تلك القرى«

عمرو منري(

1) احلياة –

أحيانا تكون الرواية وثيقة ال شك يف صحتها، وأحيانا تكون .. بعض األدب يكتب التاريخ

ممتعا يف كتاب تاريخ كفا البسطاء، وال ء يرفع عن النفس اليأس والقنوط واألحزان فص

ترتيب الواقع، ويبعث ما فيه من قوة سوى ضوء قطعة من الفن الصادق األصيل، الذي ناول

ى »كذلك فعلت معي رواية املرصي أمحد رساج . وأمل قرى -دار سام للنك، القاهرة -« تلبكى الب

قرأت الرواية فتذا . التي ق علينا من أنبائها حكايات ارى يف الداخل ويف الرو ويف الذاكرة

هي فصل ممتع يف تاريخ كفا املرصيني املطحونني هبا أكثر من مادة خال، وأكرب من أدب مبارش ف

بالظلم والفقر، التواقني إىل العدل واحلرية وإىل مستقبل يصنعون فيه أحل أطفاهلم وشباهبم

يف حجرته حتى يظن أن عليه البدء من « عبدال»اترب العائدون مصائرهم فيظل . ومصائرهم

شيش، بينام ناول سعيد حتقيق أحمه بمن يشبهونه يف غرزة ح «هندي»جديد، فيام يلتقي

؛ زوجة «سلسبيل»؛ ففي األوىل «سهر»و «الرافد»ينتقل الن بني . املكوعة؛ عمل وزواج

وأبنا مها الثثة الذين يقتل منهم اثنان يف انفجار حافلة أثناء رحلة مدرسية، وهناك «عبدال»

جار املفاعل النووي، وتعتقل بعد ذلك ؛ أستاذة التاريخ اجلامعية التي يقتل زوجها يف انف«عبري»

ويف . «سلسبيل»بشهور وال يطلق رساحها إال بعد االحتل، ف اد مذا سوى بيت تلميذهتا

؛ بنت أحد أثرياء قريته، لكنه جيرب عىل «شهد»الذي يعاين األمرين ليتزوج بـ أسامة؛ «سهر»

شيئا فشيئا تتكشف املأساة، . ائلتهتطليقها ألنه تزوج غريها بحثا عن اإلنجاب حتت ضغ ع

فأولئك األبطال وغريهم يدفعون ثمن الصمت والتكيف والتعايش وعدل املقاومة، وعندما

أو يتحرك أحدهم للمقاومة يدفع الثمن غاليا سجنا كان ى »قسم رساج . قت قرى إىل « تلبكى الب

،«من وجع التغريبة» و ،«سفر العودةمن » و ،«عن ألوا الكتابة»مخسة أبواب محلت عناوين:

، وجاء كل فصل عدا األول عىل نوعني «يف طريق عبدال» و ،«أيال اهلروب واخلروج من» و

رئيسيني، األول مقاطع يرويا راو عليم جيتاحنا بالتفاصيل، التفاصيل التي تصنع احلياة احللوة

ول، النهر، والعادات والتقاليد وهو ال ينسى أحدا : الوجوال، األسامء، احلق .وتصنع التاريخ

واألساطري، كانوا هناك من حلم ودل وعصب، وكان الزمان جيري منبسطا ب غفلة، والثاين

كاديمي وباحث في التراث الشعبي.أ( 1)

http://www.alhayat.com/Articles/3914995/-%D8%AA%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%89------%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9



فصول معنونة باسم شخ من أشخاا الرواية، وحتكى األحداه عىل لسانه ولساام تفاعلوا

ووفقا . ذي يشبههممع بعضهم ومع الطبيعة ومع التاريخ وصنعوا حياهتم، وأبدعوا املكان ال

حني يتحكم قانون املكان بمسرية الزمن، ال تنتظر جديدا ، »للناقد حممد فكري اجلزار، فتنه

وبالتا ستكون مهمة رسدال معلقة فق بشهادات سكان املكان عن التناسخ األبدي ملصائر

« احلكي»يلة تكون الوس. هذال املصائر املتشاهبة وإن اختلف بعض التفاصيل. الذاهبني واآلتني

بتقاليدال الشفهية املطبوعة بخصائ كل عتمع، ومن تقاليدنا أن نسمي احلكاية بشخصيتها،

تقدل هذال التفاصيل « تلك القرى»ورواية . وهكذا تتقدل القرى يف الرواية من خل أبنائها

أو ألبديلتصل إىل تلك املصائر تاركة كل ء مفتوحا عىل احتاملني، إما كرس دائرة التناسخ ا

يستبطن الن باحلواده الكربى فيام هو يعرو تفاصيل حياتية بسيطة لفحني . «استمرارال

وأجراء وعامل تراحيل؛ فتجد حروب اخلليج والفيضان والسد والعمد واارة اآلثار كلها تظهر

ري أما عن األساط. من خل الندوب التي ترتكها عىل وجه أولئك البسطاء من النيل إىل الفرات

فتجد أسطورة لوز ومقتله يف مواجهة أسطورة اخلفاجي عامر؛ بطل اهللية املقتول غدرا ، وال

الذي قتل غدرا يف معركته ضد « عبدال البدوي»يعدل الن أن يقدل أسطورته اخلالصة عن

العمدة وخفرال، فيام يبني بجء أن كل شخصية حتمل وجعها اخلاا وقدرها اخلاا

وهنا استطاع الكاتب أمحد رساج أن يمسك عىل امتداد أسطورته برو رسد . ةوأسطورهتا اخلاص

من زخر املوروه الشعبي الذي يكشف أن تارانا يعج عربية أصيلة، أشاعت جوا مجي

بشخصيات ال تاراية، ومع هذا ال يعدل املرء ر ية املعارصين من الكتاب وهم يعيدون إنتاج

هي اجلزء البطو الصور غري التاراية هل ذال الشخصيات وتقديمها للجمهور كام لو أاا، فع

واستناد أمحد رساج إىل األسطورة يربرال أاا تشري إىل وقائع بكية صيغت . من التاريخ املتىحقق

عىل نحو مميز لتشري إىل الرصاع البكي بني اإلنسان والطبيعة، واإلنسان واآلخر واإلنسان

اإلجابات اإلبداعية عن سؤال طرحته الطبيعة، طبيعة الذات املنغلقة املتناقضة هي أو وذاته،

وطبيعة الطبيعة املجهولة، كام أن علامء التحليل النفيس نظروا إىل األسطورة عىل نحو مغاير،

فاعتربوها بمثابة البقايا املشوهة لتخيت ورغبات أمم سابقة، وأاا أحل البكية احلديثة التي

فلام أن فشا اجلوع والقح بني »ت قرونا طويلة، لذا فهي حلم مجاعي للناس يف كل مكان امتد

د وشيوخ اخلفر واألعيان، ال يصيبهم مرو وال جوع؛ عرى الفحون الفحني، وزاد العمى



عدوهم احلقيقي، وبكوا أباهم النهر الذي كان يغسلهم من مهومهم ومذليهم، فأرضعت نسا هم

وهب اآلباء إىل املوالد -ولكل آن أوان –ريةى اخلنوع واملذلة اهرا والرفض واملقاومة باطنا الذ

لكى . وعالس الذكر والسري واملحم، وتألأل اهل وعنرتة والظاهر والزير أى اجلىميع أن ذى رى وى

ن سى . «حى

يضيع منه كل ء ويعود إىل الذي يرتك قريته ويسافر فيتزوج وينجب ويمتلك، «عبدال»أما

الذي أسامةقريته بام عليه من جلباب متسخ متهرئ، ويظل طول الن عىل ذكرى أيال عدال، و

جياهد من أجل الزواج بمحبوبته ثم تطلق منه لعدل اإلنجاب، يظل حماوال البحث عن حل عىل

ومؤثرا ، من األمهات الن فيام يبدو العنرص النسائي يف الرواية الفتا . رغم زواجه مرة ثانية

، وصوال «عبري»، والدكتورة «سلسبيل»، مرورا بـ «من ألوا الكتابة»يرضعن أبناءهن املقاومة يف

يستطيع القارئ أن جيد يف هذال الرواية متعة . التي تنتظر وتضحي من أجل حبها «شهد»إىل

ال عينيه، وهذا هو املستحيل فنية، ومتعة وطنية حيث يرى مرص التي نلم هبا جيلنا تولد أم

املوجع الذي يسعى وراءال أمحد رساج بكل صرب واقتدار لسكه بحلم جيلنا وبالطريق، قد بدأ

يؤن ثامرال عرب مستويات ثثة: املعارص، والواقعي، واألسطوري، ويتحرك ليس بني النقيضني

ا عصب التاريخ، املوصولة بالذاكرة ألا« تلك القرى»فق ، ولكن بني كل األلوان عرب

انى النهر »وموصولة باإلرادة ألاا عصب التغيري، وموصولة باألمل ألنه مبدأ الوجود كىيف البىدء

ة مىائ ة نى ة. واليىابسى الكى ة حى الظ لمى رما وى عى ي انى النهر سى ونىه ... وكان السيل ارتق اليابسة. وكى يرى

يقابله يف قوة ويتمدد يف بطش، فتذا انتبهوا، وجدوال نطم ما بنوال؛ ثعبانا ضخام يبتلع كل ما

، حتى إذا أحكمى اخلناقى نب تبقى منهم، ويىعدونى طالبني الغوهى اهتم؛ نتضنون مى فيرسعون إىل ذريى

ا، يطار وهكذى لي دهم حوهلم ال جيدونى سوى التخل منه بقواربى صغرية إىل قرية ثانية أبعدى قى

قىف ابتلعت اليابسة ما تبقى من مائه، رقوا، وإذا وى قفوا غى النهرى فيطاردونى العيش ولقمته، فىتن وى

ليهم نادتب عى سن... وى لكى حى . ورأوا أن ذى





خالد البوهي – يمفونية الذات الحزينةس.. «تلك القرى»

خالد البوهيد. (

1) النهار الكويتية –

عندما تقرأ رواية جيدة فأنت تعيش حيوات أخرى يف عواملها، وربام ترى نفسك أو غريك فيها،

وربام ترى عاملك فيها، وربام ترى الوجود نفسه يتمثلها. وهذا بالضب ما نده للقارئ عندما

يعيش عوامل رواية الكاتب أمحد رساج تلك القرى التي تتمثل عواملنا ووجودنا اخلاا والعال

ا. مع

(2)

بتلخي تاريخ القهر السياا -مستلهام طريقة الكتاب املقدس -يبدأ الكاتب روايته

بشكل عال، والكاتب -يف صورة املرصيني -واالجتامعي للمرصيني بشكل خاا، ولإلنسانية

كام نحظ جييد لعبة األقنعة، ويو فها تو يفا رمزيا دالليا جيدا، عىل طريقة معزوفات

زية احلزينة. املوسيقيني اجلنائ

واسم الرواية يوحي بأحزان الكاتب الدفينة التي تستح صيغة تراثية توحي بمصري يطل علينا

بترهاصاته، والكاتب ال يملك ازاء كل ذلك سوى أن يعز موسيقاال اجلنائزية التي تودع قراال

املحتول، ولكنه الظاملة، والتي نبها رغم لمها، والكاتب يف ذلك مل يكن سلبيا مستسلام لقدرال

كان ي ب آالت ايقاعه وس موسيقاال، فربام يستيقظ الراقدون، وربام تنتبه القرى!!

وربام تكون هذال من املرات القليت التي يقول فيها فنان هبجاء القرية، التي لثل دائام بكارة

لوجه الوطن احلياة وأمل الوجود، بخ املدينة التي يتخذها الكتاب كثريا رمزا دالليا

كام صنع عمر حاذق يف ال أحب هذال املدينة(، وهذا اهلجاء للقرية يشري اىل مرارة )السلبي

الكاتب احلزينة التي جيدها يف حلقه، فنعى القرية ولعنها معا، وهذا النعي وتلك اللعنة لتد ب

شك للمدينة.

(1)

ية التي كانت تسيطر عىل الن ، والكاتب نب قريته ب شك فنعاها، وهذا يفرس دفقاته الشعر

ويفرس أحاسيسه الرومانسية التي كانت تنطلق وس بخور الكلامت احلاملة، وأصبح

بيب وشاعر.ط( 1)

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=510375&date=22122014



الرومانيس( معربا عن األنا ومعربا عن القرية، فصارت عقات اآلخر تعبريا صادقا عن )اآلخر

اتب. عقة األنا بالقرية، لتنطلق دفقات الرومانسية التي تشكلت يف ال وعي الك

وهو حزين دائام، ال يكف عن البكاء، ولذا فقد حتولت حيوات أبطال قريته كلهم اىل

الطيبني واألرشار معا، االجيابيني والسلبيني معا(، واةذت رومانسيته جانبها احلزين يف )ميا

ااية املطا ، وربام يكون يف هذا ايذان منه بأن القول قد حق عىل هذال القرى، فطالت امليا

خيارها ورشارها معا!!

أسامة وشهد، عبدال وأرسته، سلسبيل )ولنا أن نتأمل هذال املواقف الشاعرية املأساوية جيدا

وأرسهتا، أبناء عبدال وسلسبيل، الدكتورة عبري(، حتى عامر الطفل الذي يمثل األمل املرجو هو

ني!! يف حقيقة األمر يعيش يف مأساة افتقاد والدال وفقد أخويه وضياعه بني وطن

ثم لنا أن نتأمل هذال املقاطع الشاعرية اجلميلة، التي تبث فينا حلظات شعرية حقيقية دون افتعال

أو اقحال وتقعر:

هب الضيف الذي كنت أنتظر، وأخشى، الليل، أرسع اىل الدور الثاين، أطرق الباب ثم أدفعه،

. يف قلبي.. يف.. لكن أين كأنني ما زلت أ من بأنك ما زلت هنا، عطرك مل يزل هنا، يف أنفي.

هي؟ أين؟.

(3)

رفض الكاتب كل صور القهر السياا، ووصم فاعليه بانعدال الك احلسى، فجعل زوجة

هندي(، وجعلها هتادى صديقاهتا )جنرال بد الرافد لارس الرذيلة مع أح شخصية ىف الرواية

الرذيلة كذلك مع زوجة سيد هندي( يامرس)األخريات من زوجات اجلنراالت اآلخرين، وجعل

هندي(، الذى بلغ )القرية، وهكذا فأهل السلطة فاقدو الك الذى تلوه من أح شخصية

ذروة انحطاطه عندما قال باغتصاب زوجة ابنه.

واذا كان الكاتب قد قرر فقدان احلكال وأصحاب النفوذ لكفهم، فانه يحق القرية بلعناته،

كار البغاء التى يتورط فيها كثري من أهل القرية، وأهل القرية فشعب الرافد تتمركز فيه أو

أنفسهم يفقد كثري منهم رشفه، مثل هندي وتاجر املخدرات وحبيبة سعيد، ليطل الك علينا

ناعيا فقدانه، وتصبح القرية كام ذكر عىل لسان أسامة البلد املحري كل شىء حمري فيه وكله يؤدى

إىل ال شىء.



دافقا لعناته عىل ما نعانيه من قهر سياا: وينطلق احلوار

ومن هم أهلنا وناسنا؟ الذين عاشوا عبيدا معظم أعامرهم، أبناء العزب خدل وللية لسادة

القرية، اننا متفوقون ىف تعذيب أنفسنا فق ، اجلنراالت ال يموتون يا أبى ألام نصدون

النياشني.

واملفارقة هنا تكمن ىف أمرين:

يرسل الكاتب هجومه الذع عىل الديكتاتوريات بلسان زوجة اجلنرال التى تلوه عندما - 2

رشفه مع أح شخصية كام ذكرنا، وهى داللة عىل أننا ال نريد أن نفهم حتى ما فهمنه فاقدات

الك أنتم هكذا ال نكمكم سوى الطواغيت، ألنكم ال تريدون أن تفهموا، ومن يفهم منكم

ال يفعل... ومل تقم ثورة حقيقية منذ سبعة آال سنة. ال يتكلم، ومن يتكلم

عندما يصبح االحتل أرحم وأقل وطأة!!، ىف اشارة اىل أن األنظمة الديكتاتورية هي نوع - 1

من أنواع االحتل املغلف بالوطنية، فالدكتورة عبري تسجن وتعذب وتقتلع أ افرها وتصادر

من السجن وتسرتد حريتها وممتلكاهتا ىف ل احتل ممتلكاهتا ىف ل احتل وطني، لتخرج

أجنبي، ولذا فهي تقول ىف حرسة اعتقلني بنو جلدن وحررين االحتل، والكاتب رغم كل

ذلك ال ينظر أو يقعد ألفضلية التدخل اخلارجي، ولذا يقول عىل لسان الدكتورة أموت ىف

ملأساوية عندما تصري هويتنا املتمثلة ىف دراسة الرافد وال يعاجلني االحتل، وتبلغ ذروة املفارقة ا

التاريخ ىف ل االحتل األجنبي أكثر صدقا من دراسته ىف ل االحتل الوطنى.

(1)

والكاتب يتمسك هبويته وعروبته، ينسج روايته ىف ل تاريخ بديي نتم الككة بني أوطاننا

قرب املسافة بني مرص والعراق لدرجة التى تعانى من تاريخ ارى واحد، ونستشعر ىف روايته

ولوال الرمز الدو ما لكن من هذا االطق رافد )أن السائق ينظم رحلة أسبوعية بينهام

وسهر(، وهو يصب لعناته عىل كامب ديفيد، ويؤكد وحدة الدل العربى بزواج عبدال من

سلسبيل، وبمجيء عامر ملرص ىف الوقت الذى يرحل فيه أبوال للعراق.

رسائيل عند الكاتب هي الدولة الزرقاء، وملفات املعتقلني ىف مرص زرقاء، فكان هذا اللون وا

قناعا رامزا مزدوجا إلرسائيل وجلهاتنا األمنية -الذى يتناسب لاما مع سنيننا الزرقاء -األزرق



الح معا، بام له من دالالت واشارات لرفض التهويد والصهينة والتعاون األمني بام يصب ىف مص

دولة الكيان الزرقاء.

وهذال الوحدة العربية التى تؤكدها رابطة الدل يصورها عبدال ألسامة عندما ألقى حجرا صغريا

ىف النهر ثم أشار اىل الدوائر املتداخلة: هل هناك دائرة أفضل من األخرى.

بري يتم ويؤكد هذال الرابطة بوحدة تعرو نخبنا اىل القتل والتنكيل، فصديق زوج الدكتورة ع

اشارة اىل استهدا )اشارة اىل العامل املرصي الدكتور املشد(، وزوج الدكتورة يتم تصفيته)تصفيته

(.علامء العراق واىل رضب املفاعل النووي العراقي

(5)

والرواية تتخذ منهجا ملحميا يتشح باألسطورة التى ينسجها ىف بنائه الدرامي، باستدعاء شخصية

وباستدعاء قصة التمسا الشعبية التى نكيها الصوفية، ثم بنسجه قصا عامر خفاجي الشعبية،

أسطوريا ملحميا اتتم به الرواية.

تداخل األزمنة، تداخل األحداه، )والكاتب يستخدل ىف ذلك تقنيات رسدية خمتلفة

الفش باك(، عرو احلده بكامريات خمتلفة، الرسد احلر(، وباستخدال لغة حوارية )االسرتجاع

صيحة عىل طريقة اللغة الثالثة، وكان موفقا جدا ىف ذلك فالفصحى تتناسب لاما مع الطريقة ف

امللحمية.

وشخصياته السلبية كثرية، وهى تتعرو النتكاسات متكررة، ليس الغرو منها اةاذ موقف

قرية/ وطن(، )أخقي ببيان اخفاقاهتم وااياهتم املحتومة، ولكنها توضح مأساة ثنائية

-الدكتورة عبري -عبدال -أسامة )صياته السوية تتعرو هي األخرى إلخفاقات شديدةوشخ

سلسبيل... (، ليقول لنا رسالته هل تدفع القرى رش أبنائها وأعامرهم رضيبة للسكوت عن

الظلم والوقو مع الظامل؟ وهل هلذا تظل القرى تلك القرى تعيش عهدها األليم؟، هي رضيبة

لصالح والطالح!!ندفعها مجيعا... ا

(1)

والرواية تعالج عددا من القضايا السياسية واالجتامعية بطريقة تبتعد لاما عن الوعظ واخلطابة،

اقطاعية/ برجوازية(، قانواا نافظ عىل )فالكاتب قال بتقديم ر يته عن نظرية احلكم االستغلية

كل احلكال(، وهم ال )احلكالمصالح طبقات بعينها، ويطر تسا ال عىل ألسننا عن جدوى



الربوليتاريا( الذين كانوا ىف سعادة رغم خماطر الطبيعة )ينفكون عن استغهلم لطبقة املهمشني

املتمثلة ىف النهر!!

(5)

وما احلل؟؟ احللول ثثة تتناسب مع واقع أطرا املجتمع الثثة:

ال، وما كرهته كرهناال. واقع املنبطحني نحن هنا عىل دين العمد، ما أحبته أحببنا -2

واقع اليائسني أما يكفينا من اللعنة ما نالنا. -1

واقع املقاومني هذا قدرنا أن نأن ىف هذال اللحظة احلرجة الدقيقة من عمر أمتنا. -3

وأخريا فـعىل العامل أن يدفع ثمن براءته املزعومة، وعىل املجرل أن جيني ثمن جرائمه االجبارية،

آلخرين املزعومة، وصمتهم املحرو.وخراج براءات ا





هويدا صالح – "التاريخ المنسي للمصريين في رواية "تلك القرى

هويدا صالحد. (

1) املقال -

االشتغال عىل التاريخ، وتو يفه يف الرسد الروائي ربام انطقا من مقولة أن التاريخ الرسمي

من يكتب تاريخ الشعوب؟ من يكتب تاريخ املهمشني؟ إنه الروائي، املنترصون لكنيكتبه

تلك "فالرواية هي التاريخ احلقيقي للشعوب، ربام هبذا الوعي كتب أمحد رساج روايته األوىل

كتب أمحد رساج الشعر واملرس ااه إىل والتوزيع وبعدالتي صدرت عن دار سام للنك "القرى

يصدر . ا أسطوريا ممتعا ليكتب من خله تاريخ كفا املرصينيكتابة الرواية، وقدل لنا جو

الكاتب للرواية بمفتتح يشري بشكل واضح إىل الداللة الكلية التي تسعى الرواية إلنتاجها، داللة

عىل العامل أن يدفع ثمن براءته املزعومة، مفتتح: "الكشف عام يقهر هؤالء املهمشني الصامتني:

من جرائمه اإلجبارية، وخراج براءات اآلخرين املزعومة وصمتهم وعىل املجرل أن جيبي ث

ثم يتبع املفتح فصل قصري اتلف يف بنيته الرسدية عن باقي الرواية، لكنه كاشف "املحرو

داللة "عن ألوا الكتابة"نمل الفصل . عه من رسد وقائع تاريخ تلك القرىبودال عىل ما سيت

افتها للكتابة ويشري إىل وعي الكاتب بالتناا مع الداللة وإض "األلوا "سيمولوجية لكلمة

يتناول الفصل املفتتح رسد أخبار هجول الفيضان عىل القرى املرصية، . امليثولوجية للكلمتني

يف البدء كان النهر " "وهروب الفحني منه، ومرورا بسيطرة العمد/ السلطة واربهم:

يرونه ثعبانا .. وكان السيل ارتق اليابسة. الظلمة حالكةواليابسة نائمة، وكان النهر سي عرما و

فيرسعون فتذا انتبهوا، وجدوال نطم ما بنوال؛ ضخام يبتلع كل ما يقابله يف قوة ويتمدد يف بطش،

ثم ينهي املقطع بجملة يتقصد . "نتضنون من تبقى منهم، ويعدون طالبني الغوه إىل ذرياهتم؛

( ومتبوعة بثثة نق متجاورة؛ ... ما سيتلو "يمولوجية أخرى الكاتب فيها أن نوهلا لداللة س

،ما سيتلو سيكون بمثابة ترسيد احلكايةأو لتوحي للقارئ أن األفق مفتو ، وأن ما سيأن

فالزمان املتداخل ما بني ،وتفصيلها، جاع من الزمان واملكان حمورين هامني نمن احلكاية

واقعي يكشف عن رغبة الكاتب أن يشحن نصه بدالالت الزمان األسطوري والتاراي وال

متعددة ومستويات يف التلقي مرتاكمة طبقة فوق أخرى، فالكاتب كأنه يريد أن يكتب قصة

تتنوع لغة الرواية ما بني اللغة التي . اخللق منذ التكوين، وليس قصة بسطاء تلك القرى فق

أكاديمية وروائية.( 1)



ادية، ليحكي نتفا وشذرات من التاريخ تقرتب من لغة الكتب املقدسة، واللغة الرسدية الع

"الرافد "ن يكونان الفضاء املكاين لألحداه، اثمة مكان. املرصي حماوال أسطرة الزمان واملكان

وتنتقل الشخوا بينهام، فمعاناة عبدال وسلسبيل وعبري أستاذة التاريخ اجلامعية التي "سهر "و

ذلك بشهور وال يطلق رساحها إال بعد يقتل زوجها يف انفجار املفاعل النووي، وتعتقل بعد

الذي يعاين األمرين ليتزوج بـ شهد؛ بنت أسامةال ةتلف عن حياة "الرافد "يف االحتل،

أحد أثرياء قريته، لكنه جيرب عىل تطليقها ألنه تزوج غريها بحثا عن اإلنجاب حتت ضغ

اع الشعوب مع السلطة احلاكمة رص. كلهم يعانون، ويكافحون من أجل البقاء "سهر"عائلته، يف

لن حتل األزمة إال حني يثور ،هي البنية الذهنية التي حتكم الرسد، وال حل هلا إال بتثوير مجاعي

الشعب، ويقاول السلطة الباطشة، لكن تتكشف املأساة، فأولئك األبطال وغريهم يدفعون ثمن

. قاومة يدفع الثمنم للمالصمت والتكيف والتعايش وعدل املقاومة، وعندما يتحرك أحده

من " ، و"من سفر العودة" و ،"عن ألوا الكتابة" :أمحد رساج الرواية إىل مخسة فصولقسم

، يو ف الكاتب األساطري "يف طريق عبدال"و "من أيال اهلروب واخلروج"و "وجع التغريبة

قتول غدرا، كام سطورة لوز ومقتله يف مواجهة أسطورة اخلفاجي عامر بطل اهللية املأمثل

.يؤسطر لنا شخصية عبدال البدوي الذي قتل غدرا يف معركته ضد العمدة وخفرال



محمد – " تلك القرى " رواية فى التجريب وجماليات الترميز

علي عزب

حممد عيل عزبد. (

1) مرسحنا -

(2)

ل1021للنك الصادرة عن دار سام "تلك القرى "قسم الشاعر والروائى أمحد رساج روايته

، وهو فصل قصري "من ألوا الكتابة "مخسة فصول روائية الفصل األول منها بعنوان إىل

يقدمها راوى عليم يرتدى عباءة املؤرخ 5إىل صفر مكون من ثامنية مقاطع قصرية مرقومة من

النهر واألرو االيامء واالناء والتجريد يرسد باجياز تاريخ العقة بني إىل بطريقة رمزية ليل

واالنسان، ونشأة القرى وبناء السد الذى نجز أمامه مياال الفيضان، و هور طبقة حاكمة مستغله

فأرضعت )22ا من العمد ومشايخ البلد تتحكم ىف أهل القرى الذين قال عنهم الراوى

إىل وهب األباءنسا هم الذررية اخلنوع واملذلة اهرا والرفض واملقاومة باطنا ـ ولكل آن أوان ـ

املوالد وعالس الذكر والسري واملحم، وتألأل اهلىل وعنرتة والزير / ورأى اجلميع أن ذلك

من سفر "(، وىف الفصل الثانى سيتلو.. )هيحسن ( وينهى الراوى هذا الفصل بكلمة واحدة

فيعطى للشخصيات تقديم ممح لعامل حمدد،إىل ينتقل الرواى من العمومية والتجريد "العودة

أسامء وندد الوقائع واألمكنة، حيث يبدأ الرواية بواقعة عودة عموعة من القرويني ىف عربة

بدهم، بعد ألقت القبض عليهم قوات االحتل ىف دولة الرافد الشقيقة التى إىل ترحيت

ذا املقطع الرسدى للعمل هبا، وبعد ه "عبدال، وسعيد، وهندى، وفرحات "سافر اليها القرويون

ينسحب الراوى وحتل حمله الشخصيات ىف مقاطع رسدية "متى "املعنون بأداة االستفهال

من وجع "معنونة غالبا بأسامء الشخصيات، ويظل الراوى العليم خمتفيا طوال الفصل الثالث

الفصل وتتناوب الشخصيات ىف رسد األحداه، ثم يظهر الراوى العليم ىف بداية "التغريبة

ستة أجزاء قصرية إىل مقسم "األن "ىف مقطع عنوانه "من أيال اهلروب واخلروج "الرابع

ىف طريق عبدة "مرقومة تلقى اضاءات ثم تتناوب الشخصيات ىف الرسد، وىف الفصل اخلامس

تتكرر نفس طريقة هور واختفاء الراوى، وبذلك يكون منظور الرسد الذى ندد هيئة "

شاعر وناقد.( 1)



املهمني عىل الرواية هو املنظور املتعدد فاملساحة التى يشغلها الراوى العليم ة الراوىوطبيع

اخلارج حكائى أقل من املساحة التى حتتلها كل شخصية تقول بالرسد عىل حدة، وان كان

الراوى ىف الفصل األول مؤرخا وىف الفصل الثانى يقول بتقديم العامل الروائى فان هورال ىف

فصلني الرابع واخلامس جاء ليؤكد عىل أنه كان يتابع ويتجسس عىل تلك الشخصيات مل بداية ال

صدروها، فلم يكن مطلق املعرفة كان فق يراقب يف يقدل مايدور ىف ر وسها أو يطلع عىل ما

ويقدل وجهة نظر املؤلف / الروائى ويرى ويستمع ويعلق من اخلارج عىل حده ما باجياز

ف عن تعليق األشخاا عىل أفعاهلا وأقواهلا أو أفعال وأقوال اآلخرين حيث بطريقة دالة ةتل

) كلام دخل الدار، دخل عىل أبيه الذى مل يغادر رسيرال، يقبل يديه 212ا "عبدال "يقول عن

جوارال صامتني، يبدو عىل أبيه أنه يريد قول ء، لكنه ال يتكلم، كلام هم عبدال إىل وجيلس

كان عليه أن يأخذ طريقه وحدال (، واذا .جته وأبنائه أكل الصمت حماولتهبمصارحته بمسألة زو

"كان املنظور املتعدد يسمح للشخصيات أن تعرب عن نفسها فان هناك سمة بنائية مميزة لرواية

فاذا وصيغة الرسد وهى حضور احلوار بني الشخصيات بشكل الفت بتيقاعتتعلق "تلك القرى

يعمن عىل تبطئة رسعة الرسد من حيث كونه سريورة زمنية لألحداه، كان الوصف واحلوار

حركة ورسعة التحوالت إىل فان املساحات التى يشغلها احلوار تعرب عن ايقاع نفسى يشري

تعيشها الشخصيات ىف أزمنة وأمكنة قال الشاعر والروائى أمحد رساج برتميزها الدرامية التى

ر " فدولة هى ترمز للعراق أثناء االحتل األمريكى، والرتميز "الرافد " ودولة ترمز ملرص "سى

إىل هنا خصيصة شعرية تعمل عىل توسيع أفق االناء فاذا كان ما حده ىف العامل الروائى يشري

املرصيني للبحث عن عمل ىف العراق قبل سفر عموعة من القروينيإىل داللة رئيسية تشري

دولة شقيقة إىل سفر عموعة من القروينيإىل ريكى، فانه يمكن أن يشريوأثناء االحتل األم

، ويحظ أيضا اختزال الوصف وعدل اعطاء األجنبيللبحث عن عمل أثناء وقبل الغزو

الشخصيات سامت جسامنية شكلية مميزة، وقد ساهم ذلك ىف عملية ترميز ونمذجة الشخصيات

املميزة الذى والوجدانيةرموز ونامذج دالة عىل ذوات انسانية هلا محمها النفسية إىل وحتويلها

. اسدها أقواهلا وأفعاهلا

(1)



يلعب التاريخ / املوروه دورا مهام ىف رسم وتشكيل املمح الوجدانية والنفسية للشخصيات

ا التاريخ / املوروهوفقا للطبيعة الوجدانية والثقافية لكل شخصية عىل حدة وما يمثل هل

نموذج القروى احلامل الذى سافر للرافد بحثا عن الرزق وعندما رأى "عبدال "فشخصية

وكانت ثمرة هذا الزواج "سلسبيل "صاحب العمل أنه رج أمينا، زوجه من ابنته الوحيدة

هللية / كان عبدال باستمرار نكى هلم أحداه السرية ا ثثة أوالد هم عامر، ومهال، وعبري

ومل ارت عبدال لنفسه شخصية من املوروه الذى كان يسمعه من أبيه وهو صغري، الثقايفتاراه

شخصيات أبطال السرية تعرب عنه، ولكنه اختار أن يكون الراوى احلامل لذلك املوروه نافظ

ملم أشء األمة عليه وينقله ألبنائه / األجيال القادمة التى ربام ارج منها بط نق احلق ويل

ولدى باسميلتسمية ولديه "عبدال "التى دفعت هياملتكذمة، وان كانت الظرو السياسية

أن يكون شبيها "عامر "، فانه اختار البنه "عامر، ومهال "ملك الرافد / رئيس العراق

"مع حربهىف "أبى زيد اهلىل "أمري الكوفة الذى وقف بجوار " جيعامر اخلفا "بالبطل

عامر "فرس تشبيهه البنه باألمري قد "عبدال "صديق " أسامة "، وان كان "خليفة الزنان

"عبدال "زوجة "سلسبيل "الوحيد ىف السرية اهللية فان العراقي/ الرافديألنه " جياخلفا

" جيمر اخلفاعا "بالنهاية الرتاجيدية الكربى للبطل ال عجابةأكدت عىل فعل ذلك نتيجة

دراسة "سلسبيل "خليفة، وعندما كانت الزنانالذى ل صامدا آلخر حلظة ىف مواجهة

الذى تزوج من البابلينياله اخلصب عند "لوز "أسطورة "عامر "التاريخ حتكى البنها

عامل املوتى وبسبب حبهام إىل ثور برى بعد الزواج فحزنت عليه عشتار وذهبت عشتار وقتله

لوز هذا مسامل أما عامر أمي) 215يقول ا "عامر"لبعضهام عادت احلياة لتموز، كان

فشجاع للغاية، ما معنى أن ثور ملك فيحبسه حتت األرو (، ورغم اعجابه بالبطل جياخلفا

بنائه نصف ) ماما هل كان لوز أفضل ألنه يعود أل215فانه كان يسأل أمه ا جيعامر اخلفا

نفس السؤال "عامر "عال، أل عامر الذى حارب حتى مات ولن يراال أبنا ال ؟! (، وسأل

ليلقى بحثا "عبري"سهر / مرص مع والدته والدكتورة إىل نفس السؤال عندما ذهب "أسامة "

صديق والدال ا "أسامة "عن آثار الرافد قبل أن يعر أن "عبري "ألفته الدكتورة

عامر " ـ ألديك اجابة / رد أسامة :ىف هلفة قال عامر أل لوز ؟! جيأفضل اخلفا أيام)281

وجداينملمح نفسى إىل (، فكان هذا السؤال الذى يبدو عفويا يشري "طبعا ألنه عىل اسمك



كان يعكس احساس جيبعامر اخلفا "عبدال "عجاب فت "سلسبيل "و "عبدال " شخصيتي ىف

وال يراهم ثانية وعند حدوه ذلك البد أن يكون يمكن أن يفارق أبنائهالدائم بأنه "عبدال "

تعكس "لوز "عن "سلسبيل "، وحكاية جيهذا الفراق ااية تراجيدية كربى كنهاية اخلفا

حلمها بعودة زوجها الذى غاب وال يعرفون له مكانا وعند عيئها لسهر / مرص حلضور املؤلر

منسق املؤلر صديق لزوجها وتبدأ رحلة "أسامة "كتشف أن ت "دكتورة عبري"و "عامر"مع

الذى رأى النهاية مل حتسم بعد وقرر أن يعود للرافد / العراق للبحث "عبدال "البحث عن

. بدالإىل عن زوجته وأبناءال بعد ألقت قوات االحتل القبض عليه ورحلته

وتزوجها ومل "شهد "الذى أحب الرومانيسفكانت رمزا للمثقف "أسامة "أما شخصية

ينجب منها فأجربته عىل أن يطلقها ويتزوج من غريها، ومل جيد احلب مع زوجته اجلديدة و ل

فقد كان هناك ملمحا الرومانيسحبه لشهد عالقا بقلبه ووجدانه، واىل جانب هذا امللمح

"أسامة "ه فقد كان اجتامعيا بارزا ىف شخصية أسامة أثر بشكل كبري ىف سريورة األحدا

مدرس التاريخ املثقف الذى انتقل للعمل ىف العاصمة دائام يساعد أصدقائه العائدين من الرافد

بتدريس التاريخ عرد مهنة، بل كان "أسامة "ومل تكن عقة "سعيد، وعبدال "وخاصة

حه وتنقيحه واحلفاظ التاريخ بالنسبة له ماو يؤثر ىف تشكيل احلارض واملستقبل والبد من تصحي

يرى أن التاريخ الذى يدرسه للطلبة ناقصا ألنه خمترص وخمتزل، والتاريخ "أسامة "عليه، فكان

وأوىل األمر، وقد كان عقة املوجود ىف الكتب ناق ألنه كتب بام يتوافق مع رغبة امللوك

س الفقراء املستمر لثل أحل اليقظة وهاج "سعيد "التاريخ / املوروه بالنسبة لشخصية

فقد كان دائم البحث عن تلك الكنوز "فرحات "بالعثور عىل كنز أثرى ىف باطن األرو، أما

الذى اشرتى دارا يقال بأن هبا كنزا أثريا، " هندي "وابها وقد ذلك سببا ىف تدبريال لقتل

يعجبه هذا ومل يكن يعرتو عىل ذلك بل كان "دياب بن غانم"يسمونه " هندي"وكان أقران

يشبه دياب ىف بطوالته بل كان يشبهه ويتفوق عليه ىف أنانيته " هندي "االسم، ومل يكن

بتشباعمشغوال ما كانوطمعه ومل يكن مشغوال بتصحيح تاريخ حياته ونظرة الناس له بقدر

صاحب العزبة عقة غري رشعية، اإلقطاعينزواته من املراهقة، فقد أقامت معه زوجة السيد

"ولكى حتافظ عىل تلك اختارت له فتاة دميمة ليتزوجها وقد تسببت هذال العقة التى أفشى

هناك نفس العقة مع " هندي "رسها ألقرانه ىف هربه بالسفر لدولة الرافد، وكرر " هندي



زوجته التى اشرتت إىل زوجة جنرال من جنراالت االحتل كان يرسق منه النقود ويرسلها

من الرافد ل ىف غيه فاغتصب " هندي "وبعد عودة فرنا وأراو زراعية كتبتها باسمها،

وكانت اايته عىل يد صديقيه سمري وربيع زوجة ابنه وبنى وكرا للداعرات عىل أطرا القرية،

بة أخرى بالصلب عىل شجرة وقطع لسانه ووضعه ىف علبة وقطع عضوال الذكرى ووضعه ىف عل

فرحات "وفقا لطلب وفتحه األثريىف الكشف عن الكنز سيستخدمهاواعطائهام للساحر الذى

" .

"أسامة "الرومانسية التى طلبت من زوجها "شهد "وأبرز شخصيات نساء القرية شخصيتي

أن يرتوج من أخرى لكى ينجب وتزوجت هي من آخر وأنجبت ولكنها مل تنس أسامه،

يمها اال مجع املال، الدميمة املتسلطة التى تعر نزوات زوجها وال " يهند "جة وشخصية زو

أما شخصيات النساء ىف الرافد فكانت أكثر حضورا وتأثريا من شخصيات الرجال اهلامشية أو

املتخصصة ىف التاريخ "عبري"الغائبة بفعل احلرب مع االحتل األجنبي، فكانت الدكتورة

ىف اجلامعة نموذجا للمرأة الرافدية / العراقية التى وقفت ىف وجه نظال "سبيل سل "وأستاذة

للحفاظ عىل آثار امللك املستبد وىف وجه املحتل األجنبي بعد غزو بدها، كانت تسعى دائام

وشاركتها حياهتا وحلمها "عبري "تلميذهتا إىل وتراه وطنها، وبعد خروجها من املعتقل ذهبت

."زوجها بالعثور عىل

(3)

التجريد واالناء والبداية إىل البداية األوىل ليل "تلك القرى "مثلام كان هناك بدايتان لرواية

ومكان حمدد، فان للرواية اايتني الثانى ة عاملا حمدد به أحداه مركزية وشخصيات وزمان

الذى جاء " هندي "أيضا النهاية األوىل جاءت مفتوحة فلم تتحدد مصائر الشخصيات باستثناء

اللذين ينتميان وان كان بشكل أقل نسبيا للنموذج "ربيع "و "سمري "مقتله عىل يد صاحبيه

عبدال"بعد أن أاى جدال حكاية "عامر "وانتهت الرواية بسؤال . " هندي"تعرب عنه التى

الذى حتدى العمدة / السلطة وكانت اايته عىل يد قريبته العجوز القعيدة التى تعيش " البدوي

فزحفت عىل األرو وعفرت وجهه بالرتاب الناعم "عبدال "حتت ىف رعاية ومل يعجبها ما فعل

عامر "تلوال غدرا، وكان سؤال لتؤدبه فدخل عينيه و ل يفركهام فاجتمع عليه رجال العمدة وق



؟ هل تدفع جيهل عبدال أفضل أل عامر اخلفا)131ا "أسامة "و "عبري "جلدال وأمه و "

القرى رش أبنائها وأعامرهم رضيبة للسكوت عن الظلم والوقو مع الظامل ؟ وهل هلذا تظل

عهدها األليم تلك القرى ىف القرى ـ تلك القرى ـ تعيش عهدها األليم ؟! وحتى متى تبقى ـ

لتصبح املفاضلة بني "عامر " ىف سؤال "لوز "مكان "عبدال البدوى " "( وهكذا احتل ؟!

بطلني كان لكل منهام ااية مأسوية كربى تتعلق بالغدر واخليانة، وكان أهل القرية وقريبة عبدال

جه السلطة نقطة ضعف البطل الذى خرج من بني البسطاء ليوا "كعب أخيل "القعيدة هم

الغاشمة فخذلوال ووقفوا ليشاهدوا اايته، وحتمل هذال النهاية املفتوحة / السؤال ىف طياهتا انكارا

املخل وتؤكد عىل دور الشعوب ىف انجاز ما تصبو اليه، لكن متى تنتبه لفكرة البطل الفرد

األفضل، يظهر باملستقبل احلامل "عامر "هلذا الدور ؟!، وبعد هذال النهاية التى جاءت عىل لسان

صوت املؤلف وليس صوت الراوى معلنا عن ااية الرواية وأن العهد األليم ال ينتهى حيث

انتهت الرواية ومل ينته العهد األليم (، وبعد هذا السؤال يقدل لنا قصيدة مكونة )135يقول ا

:سطرا شعريا يقول ىف اايتها 25من

أبنا ها

أشبا شمع ذابل

ماال حدائق السلطانب تروى د

كم ألف عال

سبع ألو ب .. يا ترى

جاء صوت املؤلف هنا لريب بني الواقع الروائى املتخيل والواقع الذى يعيشه املؤلف / الذات

االنسانية التى تعيش ىف زمان ومكان حمدد، واذا ربطنا بني هذال النهاية والبداية الرمزية، سنجد

لثل تاراا للواقع الروائى املتخيل والواقع الذى يعيشه املؤلف ىف نفس أن البداية الرمزية

سبع ألو "سبعة وبني رقم إىل 2الوقت، وسنجد عقة بني فقرات البداية التى املرقومة من

حتديد ل، وال يعنى ذلك الرب وتاريخ نشأة مرص ـ كام هو متداإىل الذى جاء ىف النهاية ليشري "

و هور صوت السبع سموات أو السبع أراو ،إىل عنى واحد فرقم سبعة قد يشريالداللة ىف م

إىل املؤلف نفى تلك الشبهة ـ حتديد الداللة ىف معنى واحد ـ وجاء بعد انتهاء الرواية ليشري

إىل داللة ةصه هو كذات حقيقية مؤلف وشاعر انسان يعيش ىف واقع معني، واختار أن يشري



الشعر كنوع من التجاور والتداخل بني الفنون األدبية، وليؤكد عىل حضور تلك الداللة عرب

الذات الثانية وعنرص من عنارص بنية الرسد، وبذلك املختلف عن صوت الراوي الذانوته ص

سمح للشخصيات واألماكن واألحداه التى قال برتميزها ىف الرواية بأن تتعدد اناءاهتا

ينطلق من التاريخ املجرد روائيقارئ، وبذلك يكون القارئ أمال ن ودالالهتا وفقا ملا يراال ال

سانية أخرى ىف هم الواقع الذى يعيشه املؤلف كذات حقيقية تتامس مع ذوات انإىل الرمزإىل

مشرتك حمدد.



أسامة الحداد – قرى عن وجودهاتبحث ال بين القدرية والمقاومة؛

أسامة حداد (

1) الثقافة اجلديدة –

حيث العوامل التى تتسع "تلك القرى "ىف بنية معامرية خاصة يقدل أمحد رساج روايته األوىل

أساطريال وإعادة و انغق داخل املجتمع القروى بتشكالياته؛؛ وخربني انفتا عىل اآل تنقبض؛و

حيث املراوغهنا الرسد ... اغرتاب اإلنسان ىف سعيه للخا؛ وهزائمو اكتشا لبطوالت؛

كأاا عادت و الشخصيات تبدوو -ىف اللحظة ذاهتا -هشا؛ لكنه شديد التامسك و يبدو بسيطا؛

طريق ... مهجور كطريق عبدالو كحقل؛ حيهنا املكان ... هى ىف طريقها للموت؛ وللحياة

.. احلرية الضائعة

احلكاية ليعيد ؛ وفهو هنا يفكك الن ؛ هذال ليست احلقيقةو صوات؛الرواية تبدو كرواية أ

املتغريات و يرصد أزمة املجتمعات العربية؛و منفصلة ىف آن؛و تشكيلها داخل أطر متداخلة؛

يعيد ؛ وبعد الغزو األمريكى الرافد ()من خل العائدين من العراق السياسيةو االجتامعية؛

؛ سطوته التاراانيةو يواجه وحشية األخر؛؛ وشة بتلقائيةيأساطري مع؛ واكتشا حيوات عديدة

واالستكانة وفق داللة الطوفان؛ صمت الثورة؛ ن الطوفان ىف ألوا الكتابة يعنىاآلنية فسكوو

فهل صمتت تلك القرى حقا؟

من وجع "و "سفر العودة " ثم "ألوا الكتابة "تتكون الرواية من مخسة أجزاء بداية من

عن "جاء للجزء األول و "ىف طريق عبدال "أخريا و "اخلروج و من أيال اهلروب " ؛"التغريبة

عقتها و رسد من خهلا تاريخ القرى؛ تشكيت مجالية؛ وىف لغة شعرية "ألوا الكتابة

؛ العرباينىف تناا مع األدب ؛ وأو باألحرى يعيشه أهلها القهر الذى تعيشه؛و القمع بالنهر؛

إعادة و ليتامس مع امليثولوجيا من حيث البنية؛ "العهد القديم "فر التكوين قصة اخللق ىف سو

فتذا تفاعله مع النصوا السابقة؛و ليكشف عن هوية الن اخلفية؛ تصوير بداية الوجود؛

البسيطة كيف وجد البك عىل و اإلنسان؛و كانت قصة اخللق ىف سفر التكوين تعنى بخلق العامل؛

؛اآلينفهنا ن أخر يقدل ر ية تقدمية ىف جوهرها تعنى ببداية الوجود بخالقهم؛ وعقتهم

كلعنة أبدية عىل مدون بألوا الكتابة؛ قدريما هو و كتشا ما هو معاش؛الاحلفر ىف التاريخ و

ثم ينتقل من أو هكذا تبدو مستسلمة جلديا؛ هذال القرى الساكنة ىف مواجهة القهر املتواره؛

شاعر وناقد.( 1)




ما رصد و الرسد اهلش غالبا الذى يتم من خله بناء العامل؛و الشاعرية؛ إىل الواقعية؛و التجريد؛

قبل الولوج إليها علينا أن نتوقف أمال عتبات و ذلك ىف األجزاء األربعة التالية؛و كائن؛ هو

يشبه البيت ال املفتا و كمفتا للقراءة؛ "تلك القرى "بداية من العنوان الرئيس ... الن

-أى ن -الباب أيضا لكنه رضورة لدخول البيت بطريق مكوع فقراءة الن ال و غالبا؛

فالقارئ الساذج خرافة هو اآلخر، ؛يوجد كاتب ساذجال كام و إشكالية إذ أن لقراءة آليات؛

جعلنا ملهلكهم و تلك القرى أهلكناهم ملا لموا؛و "إىل املقدس "تلك القرى "نيلنا العنوان و

هنا نتوقف أمال اسم اإلشارة للبعيد تلك حيث البعد هنا ليس مكانيا و هف(سورة الك)"موعدا

أى استضا ؛ "قرى "اشتقت من الفعل و القرىو الكراهية؛و إنام لإلناء بالرفض؛و أو زمنيا

البلدات الصغرية عىل و تطلق عىل املدن الكبرية؛و صارت عازا يقصد به املحل الثابت املعمور؛و

حيث القرية فيه بلدة صغرية هذا عىل خ االستعامل الدارج؛و رية؛هى مجع ق؛ والسواء

القرآن )غالبا ما ارتبطت القرية ىف املقدسو تشكل وحدة من التجمع البكى ىف أصغر أشكاهلا؛

أهل القرية ألنفسهم؛ ىف الرواية يرتب الظلم هنا بظلمو بالظلم؛و الكريم ( بالعذاب؛

تصنع أبطاال و تشكل ىف جوهرها سلطة ثقافية؛ اهلروب إىل سريو بل ؛استكانتهم ملا ندهو

... احلاملني بعامل أفضلو عىل حياة املهمشني؛ يتسلطون بدورهم؛

ليقع ىف أذهاننا فورا تاريخ طويل سواء من ألوا الكتابة()أول أجزاء الرواية حتت اسم يأنو

أخذ برأس و و ألقى األلوا )ارسائيل قصته مع بنىو ألوا النبي موسىو اللو املحفوظ(؛)ديني

متون األهرال؛و كذا ألوا الكتابة املسامرية ىف حضارات أهل الرافدين؛و أخيه جيرها إليه (

غريها من كتاباهتم ىف و مدونات التوابيت عند املرصيني القدماءو كتاب اخلروج إىل النهار؛و

دورها داخل و ت العناوين الداخلية؛يمكن بالطبع إمهال دالالال و أعمدة املعابد؛و الربديات؛

الوقو و "ىف طريق عبدال "أو "سفر العودة "الن كعتبات للولوج إىل املحتوى سواء من

عند العتبات العديدة التى تقودنا داخل بنية معامرية حمكمة سيخرج بنا غالبا بعيدا عام يد إليه

عن النظريات املعدة سلفا التى يلجأ إىل تطبيق بعيدا و ما تسعى إليه القراءة من حتليلو الن ؛

..معرفياو تقييمه مجالياو رساديبها الكثري من النقاد بعيدا عن الن الذين يتصدون ملطالعته؛

بل ؛؛ أو نبت ب جذورتنشأ من فراغ الفالكتابة و بالتأكيد كان للتناا دورال داخل الرواية؛

هويته و يؤكد عىل استقليته؛و يثرى الن ؛ هو ماو آنية؛؛ وتتفاعل مع كتابات ونصوا سابقة



فقد كانت ؛املقدسو لن أعود إىل ذكر التناا مع امليثولوجياو ؛"سيلفينيا "اخلفية كام تقول

استعادة و التأكيد عىل إمكانية حتقيق املعجزة بانتصار الضعفاء؛و للسرية اهللية سطوعها؛

لعامر و يتساوى أى ن آخر معها؛ اليف ىف مرص؛ للسرية اهللية مكانتها داخل الرو حقوقهم؛

لثل السري الشعبية داخل القرى و الذى يعلو عىل أبطال السرية مجيعهم؛ البطو دورال جياخلفا

كانت إلعادة ر ية السرية و طبيعتهاو جزءا من مكونات الشخصيةو ىف مرص مساحة حيوية

تشكيل صورة القرية عىل ضفا النيل و ئيالروااالشتباك معها دورال ىف إلثراء الن و اهللية

تقفز أخرى و كأاا تنتظر أحدهم إلنقاذها لتذهب سلطةو بسري األبطالكيف حتفل ، وىف الدلتا

حيث يعود أبطال الرواية يمكن أن نغفل عن التناا مع قصة أهل الكهف؛ال و إىل الواجهة

نجد ذلك و بام هو كائن؛بعد سنوات طوال ىف رحلة عذاب طويلة ليصطدموا "الرافد "من

حتى الوصول إىل قمة احلده باغتصابه لزوجة ؛ وزوجتهو بأبنه "هندي "واضحا ىف عقة

التى "شمس "النفيس التى يعانيها تدفعه الغتصاب اجلميلة و ؛اجلسديإن حالة االغرتاب ؛بناال

إذا كان أهل الكهف قد تسللوا إىل الكهف هربا من و يشعر بأبوته؛ال لكنه ؛ىف منزلة ابنته هي

"عبدال "فأبطال الرواية ؛عقائديبطش وقهر نااني عن خ و ؛الروماين اإلمرباطوربطش

القهر ليصدمهم قهر أخر وكأام فريسة أبدية لقمعو هربوا من الفقر "هندي "و "سعيد "و

يقهرهم و تقتفى ألوا الكتابة خطواهتم؛و عنة؛أينام حلوا تتبعهم الل سلطوية تتجدد مهام فعلوا؛و

املستبدون ىف حالة ادد و أقنعتهم املتعددة فالطغاة؛و قهر العمد بصورهم؛و وجع التغريبة؛

"أو العراق التى اسامها "سهر "هلا اسم الراويمستمر سواء ىف مرص التى وضع

ت من القرن املاىض حيث عاش من خل أكرب هجرة عرفها املرصيون منذ السبعينياو "الرافد

املرصي السنوات مل يغرل العرب آو يرحل عنه؛ال الشعب عىل ضفا النهر مرتبطا باملكان

مل و ما ناله من عذاب عرب التاريخو الثبات ىف األرو مهام حلقه من قهر؛؛ وبالرتحال بل بالبناء

من األلعاب التى جلأ يكن رصد املتغريات االجتامعية التى أعقبت هذا اخلروج سوى واحدة

للتأكيد عىل قهر متواصل اىل ىف سكون الطوفان أى طوفان حتى لو كان ىف ميدان الراويإليها

يمكن إغفال تعدد ال بالطبع يرى ما ال يراال الكثريونو كأنه يستك ما نده؛و التحرير؛

يأنى الصوت فتعدد مستو يعبأ بالتنظريات؛ال وهو هنا لكرس احادية الصوت؛ مستوى اللغة؛

وما صاحبها من من خل االنتقال بني اللغة الشاعرية ىف ألوا الكتابة بسياقاهتا اخلاصة؛



النفسية التى صاحبت شخصيات الرواية؛و الرصاعات االنسانية؛و بني أحداه الرواية؛؛ واريد

من "باختني "ليؤكد ما ذهب إليه اخت صوت الشخصيات للكشف عن مكنوناهتا النفسيةو

بام يمكن معه القول بمرسحة ىف بناء الرواية؛ تعدد مستوى اللغة؛ فض عن استخدامه للحوار

تكون و هو ما يتناسب مع طبيعة لقرى ىف ريف مرص حيث الزمن يكاد أن يتوقف؛و الرواية؛

ثرثرة ف أرسار اجلميع يعر كل و ما يصاحبها من حكى؛و للمصاطب هيمنتها عىل احلياة؛

برغم استخدال و داخل وطنهم؛ األبديىف اغرتاهبم يامرسون احلوار تسليتهم الوحيدةو ؛ء

مستوى بسي من الفصحى؛ يستعمل ىف اللهجة الدارجة فقد كانت لكل شخصية صوهتا

مها أكثر الشخصيات إجيابية داخل الن برغم ما ؛ وهنديزوجة و املميز خاصة أسامةو اخلاا؛

:الداخيلنجد صوت أسامة ىف مونولوجه يزمهام من اغرتاب ف

15ال تنتهى او غربتيتبدأ

فأين أنت ؟ ما الذى ،أجوع من أجلك ،أأحيا عىل أمل أل عىل وهم ،) أكان وعدا أل مماطلةو

81أل ما ال أرى (ا ،يا شهد ؟ ما أرى كل حلظة صدرييمزق

جع دوما بقبض الريح (سرت ،الكل باطل):و ىف ااية الفصل يكرر رصخة اجلامعة ىف سفرال

الرغبة ىف التغيري بالكواره التى حتملها فوقها و الشخصية الصادمة رمز الثورة "عبري "و كذا

أخت جلجامش آلااجسدها إاا تبدو كشخصية أسطورية خرجت من األلوا املسامرية

كيف نمتلك هذا التقدل :يراودينمل أستطع اإلجابة عن سؤال ل ،حني دخلت املعتقل):تقول

إننا متقدمون ىف :حني اكتشف االحتل مكانى، وجدت اإلجابة، وال نستطيع حسم أى معركةو

211 تعذيب أنفسنا فق ( ا

تتشكل عواملها بني أمل و من قهر إىل قهر بديل ينتقل أبطال الروايةو هكذا من عذاب إىل أخر

حتى لو أضا بعض خل الن ب افتعالوجع التغريبة إنه يكشف عام يريد داو البقاء

نجد ذلك ىف مفتح القسم الثالث و أحدى ألعابه فهيالعبارات التى يظنها القارئ كاشفة للن

من الرواية

:بعدها يعود إىل بداية احلكايةو 13ضاقت علينا ىف الوطن فكيف تتسع ىف املنفى ( ا)

العاصمة أل ،إىل أين تريد الذهاب: وبدالقاهلا أحدهم ثم نظر إىل ع. كتبت الغربة علينا إذن

. الرافد :ىف ثبات رد عبدال ،اجلبل اجلديد



حكايات تتوالد داخل احلكاية و امع متناقضات عديدةو بالتأكيد إننا أمال رواية حتفل بالكثري

الكربى يعيد فيها ر ية القرية املرصية دون أن نفل باملقوالت السائدة حول هيمنة املدينة عىل

ردة فعل إىل أخر هذال املقوالت كرواية هيأن الروايات الكبرية عن الريف و كتابة الرسديةال

رساج فأمحد – تاييه أيف – جان " مثل كبار رشا ذلك ‘مثلام ذهب مدينة الروايةو املدينة

يبدأ باألسطورة .. اة الصلبة للمجتمع ىف مرصالنو باعتبارها وجودهاو القرية عوامل اكتشا يعيد

يضع غالبا املوروثات الشعبية ىف الواجهة باعتبارها و اإلنساينىف حماولة لفهم حقيقة الوجود

كامنة داخل الذاكرة اجلمعية ىف الوقت الذى يرصد فيه و ر ي خيالية متوارثة من األس

ىل العراق خل السياسية التى صاحبت هجرة امليني من القرى املرصية إو التغريات االجتامعية

املرصيالتى تشكل تغريا ىف وعى الف و الثامنينات من القرن املاىضو السبعينيات عقدي

داخل املستقر بطبيعته عرب آال السنني حول ار النيل ليصبح هذا االستقرار مكونا أساسيا

وايات جديدةننتظر منه رو ىف النهاية أننا أمال رواية تبك بسارد قادل يملك الكثريو شخصيته







عمرو منير – حصار يعيد األندلس إلى الحياةزمن ال

عني للدراسات –عمرو منري

يضع نفسه رهن أغل احلقيقة التاراية يف إطارها ياتار التاريخ عاال لعمله الفن املبدع حني

العال ، ولكنه يف حل من القيود التي يفرضها املؤرخ عىل نفسه فاملبدع يرى يف احلقيقة التاراية

شيئا أشبه باهليكل العظمى فيكسوها بخياله حلام ، وينفخ فيها من روحه اإلبداعية ، فتذا احلده

جاءنا عرب العصور ، ليس عىل صورته التاراية الدقيقة ، ولكن يف التاراي قد استوى كائنا حيا

اإلطار العال للحقيقة التاراية ويف الصورة الفنية التي أبدعها الفنان وإذا بالتاريخ ، بشخوصه

يعرب وهويف كتابات أمحد رساج يوأحداثه ، قد صار يعايشنا يف حارضنا وهو ما يستشعرال املتلق

بفنه فجعل املام واحلارض يتداخن تداخ يصعب حتديد جرسا بنى حني احلارض هذا عن

فقد أوضح يف أكثر من حوار أن ؛مداال كأنه يتتبع يف ذلك خطى جلجامش وهو يبني أوروك

التاريخ وتكون مرسحياته عىل النم -مكوعه املرسحي يقول عىل ثثة أسس؛ األول

قد أنجز من واقع ثه مرسحيات مرسحيتني الكسيكي، ثثة فصول، بالعربية الفصحى، و

ا، بالعربية الفصحى، -مها القرار وزمن احلصار. والثاين ا واحد التخيل، وتكون مرسحياته مشهد

الشارع، وتكون -وتقول يف عامل افرتام بالكامل، ومنها مرسحية القلعة والعصفور. والثالث

ا، وتكتب بالعامية املرصية، .وقد أنجز منها مرسحية فصول السنة املرصيةمرسحياته فص واحد

ا: أن هذا من ناحية الشكل ولغة الن ومادة النصوا، أما سبب التناول فيكاد يكون واحد

يظل الدل النقي حيا، وأن يربز للقارئ أين املقاول، وأين اخلائن، فيام ترتب النصوا بعدة

نرص أو مقاومة، وأن احلكال اخلونة هم قواعد أخقية منها: أنه حيثام كان شعب حر؛ فهناك

.سبب نكبات الشعوب وليس العكس

وعن التاريخ يتضح من قراءة مرسحيتي زمن احلصار والقرار أن رساج، يقول بتحديد حلظة

قراءة متمهلة لعدد من املصادر بعد كتابته بداية وجيعلها – بقليل الربكان ماقبل حلظة –موارة

التاراية التي تتناول احلده؛ ففي زمن احلصار كان اختيار األيال األخرية حلكم غرناطة، ويف

القرار كان اختيار ما بعد وقعة حرة واقم وحتى مرج راه ، وهي الفرتة احلرجة التي تم فيها

اجليوش املعادية لألمويني، فيام كانت القضاء عىل مقاومة املدينة املنورة، ثم القضاء عىل أكرب

.حلظة انفجار الربكان هي رفض معاوية الثاين توريث احلكم

http://www.dar-ein.com/articles/855/%D8%B2%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A8%D9%82%D9%84/



يعتمد رساج يف كتابته هذا النوع عىل استثامر احلده التاراي من خل التفكيك وإعادة

يأن الرتكيب بمهارة ، وحماولة اإلجابة عن كل ما يفيد التطور الدرامي فيه، ففي مرسحية القرار

البحث عن دافع قرار كل شخصية داخل الن من خل إبداع خي درامي لكل شخصية؛ بام

يؤدي يف النهاية إىل تكوين كرة ثلج مشتعلة كبرية تدفع الن بكامله إىل اايته الدرامية: ساحة

.حرب مليئة باجلثث واخليبات

لتغوا يف التاريخ ، هيباتيا ارد عن 1023 عال حديثا الصادرة ”احلصار زمن“فيام تأن روايته

العريب لتخرج لنا واحدة من أكثر صفحاته شجن ا، الصفحة التي شهدت السقوط األخري وإطفاء

آخر مشاعل الوجود العريب يف أوروبا، حني تعرو املشاهد األخرية لغرناطة، آخر املدن

.األندلسية التي شهدت أننا كنا هناك ذات يول

ا ومداخل ثه، انطوت مجيعها يف كنف ثثة فصول، يكشف فمن خل مخسة عك مشه د

الن خبايا الرصاع األخري، وكيف حتالف اخلنوع مع األطامع يف مواجهة البسالة واحلمية التي

بدت غريبة يف هذا العرص، فنرى عبد اهلل األمحر، آخر ملوك غرناطة، ومعه كبري وزرائه يوسف

لك حاكم غرناطة وكذلك شيخ اارها، يزينون له االستسل بن كامشة، وأبو القاسم بن عبد امل

ا عن نفسه، منذ أن حالف عدوال لينزع احلكم من عمه عىل أن يسلم املدينة. الذي مل يكن بعيد

ذاك اخلنوع الذي وقر يف النفس ولكن منها مل تستطع أمه احلرة عائشة احلرة أن هتزمه، وال أن

العريب الذي ال يستسلم لعدوال ويفضل املوت عىل االنسحاب حتيي يف نفس ابنها امللك مروءة

نب قال إنك أكلت؟ :أو االنكسار أمامه . ليس من عار يف .. قاول(.يزداد صوهتا قوة)ثم مى

... هزيمة جولة ليس معناها خسارة معركة، سقوطك من عىل جوادك بداية حلياة أخرى.اهلزيمة

.ية طريق الصمود والنرصقنديل ييضء ملن خلفك بزيت دمائك الزك

ويف نفسفسطاط هذال األل نجد موسى بن أيب الغسان قائد فرسان غرناطة، ذلك املتسلل من

زمن الفاحتني األول، عقبة بن نافع وطارق بن زياد وعبد الرمحن الداخل، وسميه موسى بن

اومة حتى نصري، يعمل يف عزل وبسالة، ينفخ الرو يف نفوس جندال، ويرص عىل الصمود واملق

لم معكم هبذا.ليىكنب :آخر رمق أسى . آخر .. مل يعد لدينا سوى أنه مل يبقى لنا غري هذال األرو.. سى

. لنىمتب عىل جيادنا شاهرين .. آخر سقف يظللنا.. سوى هذال السامء.أرو صلبة نقف عليها



. .. ال.اتيح التسليمسيوفنا رافعني أعمنا أرش ألف ألف مرة من أن نعيش وأيدينا ملوثة بمف

ا .لن نحمل هذا العار أبد

لكن تيمر العدو الذي أدرك أن هذا الفارس لن يزل إال من الداخل الذي كان مستسلام مهيأ

الضفة يف العرب لتضيع املدينة، وتنزوي آخر أنوار« احلصار»للخيانة، هذا التيمر أحكم حوله

كفى، مل يعد لدينا وقت هلذا :القاسم معاهدة التسليم أبو اخلائن فريفع املتوس للبحر األخرى

ا .يرفع الورقة يف وجوال اجلميع( هبذال الورقة التي سيوقعها موالنا امللك)اهلراء . سنضمن سم

كام .سل الشجعان ... سل الفرسان النبء.. سل الكفاء.عادال شام

ون عليك يا موسى (يتدخل بصوت هادئ):فيام يدفع اخلائن يوسف بعدل جدوى املقاومة . .هى

. ينتهي مدى البرص .. نحن ال نحارب قشتالة وحدها.. مددهم ال ينقطع.جيوشهم تفوق جيشنا

نب .وال تنتهي خيول أعدائنا نب نحن اآلن؟ بقايا أمة؟ حفنة من الكهول واألرامل ... ثم مى مى

ا بالكلامت الرباقة ا جرار . .احلق ... الكرامة.. األرو.عرب الك . ال.والعجزة؟ نحارب جيش

. ما تلك يف موازين القوى؟.. كلامت.. كلامت يا موسى.العدل

علينا أن ندافع عن أرضنا وال !وما عقتنا هبذا؟ :ويضيع الصوت الصارخ يف الربية باملقاومة

بلبنا أطرا . قى .. لقد خرسنا حقا حني وضعنا أيدينا يف أيدي العدو.ننتظر ما قدل اآلخرون

. وبصقنا عىل وجهه الغائب .. عانقناال خلبسة.. أكلنا من فتات طعامه جلسنا عىل بسطه.مبسه

!. من كنا نخدع؟! وملاذا؟.أمال شعبنا

يلتقون بالفارس بعدها يأن املشهد األخري، ومن خل صبية، قد يكونون هم جند الغد،

ا من يريد، ويقدر، عىل محل املغدور، ليشريوا لنا إىل موضع الضوء، عسى أن ارج من بيننا يوم

التجربة التاراية التي مصباحه إلدراك بعض ما فات واحلفاظ عىل البعض الذي بقي. بيد أن

احلضارة مع الراهنة اربتها ، العربية لألمة الزمة يو فها رساج وينادي هبا الن تلك التجربة

نموذج السلف الصالح وحدال ، فهذا النموذج إنام كان كافيا املعارصة ، ال يكفي فيها استلهال

للجر قناع زمن احلصار .لنا يول كان التاريخ هو تارانا ، يول كان العامل كله يقع يف عقر دارنا

القدس إىل بغداد ، إنه قناع ملا جيري اآلن من لزق وتشتت ، ورغم ذلك من املمتد العريب

.!!.ياةفالن يعيد األندلس إىل احل







محمد فكري – وهنا اآلن أمس الشعب، مأساة.. السلطة ملهاة

الجزار دراميا األمويون

1)

2)

3)

4)

1)

2)



3)

4)

5)

الدرامي التأسيس: الخيمة: أوال



1)

2)

3)

الدرامي التصعيد: والمسجد والبيوت القصور: ثانيا

















1-1-







الدرامي الحل: وساحتها الحرب خيمة: ثالثا



القرص

املذبحة

دور

قاعات

مسجد

رالقرص

املذبحة



1)

2)

3)



1)

2)

3)









خاتمة:











دراما الثورة

من ترميز الحلم إلى توثيق الحكاية

اجلزارحممد فكري أ.د.

(2)

......

ا، فقبل الثورة تأن مرسحيتا أمحد رساج يف سياق واحد متصل، وقد أحسن إذ نكمها مع

( قدل 1022)، وبعد الثورة"القلعة والعصفور"( كتب رساج ن 1020يناير )بعال كامل

، ومن الواضح من عنواين النصني، أن أحدمها رمزي، بينام "فصول السنة املرصية"ن

هذا التفاوت بني (.املرصية)فصول السنة( خمصصا بمرص:)اآلخر إىل الطبيعي:يشري

بعدها(، وما )"ب. ه"قبل الثورة( و):"ق. ه"الرمزي والطبيعي يفرس التفاوت الزمني

جيب ألي منهام من ر ية للواقع خمتلفة عن اآلخر ةالف والبد بني الر ى الفنية التي

تقف خلف بناء كل منهام.

ا فعله التأوييل. فباعتبارال واحدة من عتبات النصني، تلتحق صفة املرصية ولنك الن صني مع

بالن السابق عىل الثورة، لتصبغ مفردتيه هبام وةفض بالتا من رمزيتهام وتشحنهام

بالقدرة إىل اإلحالة إىل السياق اخلارجي. وكأن املؤلف قد شعر هبذال القدرة اإلحالية

اية: ": "إضاءة"ا لألمال بقوله يف عتبة أخرى بعنوان لعنوانه فدفعها داللي كى تىملى احلب كي تىكب

اصيل، التفى اه وى دى ا األحب ذى كى لف، وى يىال املبؤى ي خى حب تب منب وى يسى ة لى اردى اكن الوى األمى وىء امى يع األسب

مجى

ايىةى قق –اللهم إال النهى تىحى ىنى أىنب تى أىلى يؤسس "كي تكتمل احلكاية"ذا التعليل . وه"وى

لإلحالة الواقعية للرتميز الدرامي املغرق الذي قامت عليه املرسحية، وبالتا يرتجح الن

"القلعة"بني الرمزي والواقعي، يساعدال يف ذلك تضافر االثنني يف مفردن العنوان:

. "العصفور"و

–إذا نظرنا إىل موصوفها –صفة ، فهي"فصول السنة"هذا الرتجح ينتهي لاما بصفة

ا، إذ إن فصول السنة ال ةتلف باخت تبدو زيادة لفظية ال تضيف معنى جديد

كي "ف نجد إال التعليل غري املقنع "املوصو "األماكن، األمر الذي يدفع إىل تأويل



، وهو "احلكاية املرصية"، وكأننا إزاء عنوان آخر مسكوت عنه لسبب ما: "تكتمل احلكاية

ا كام مع ، فكمها حكاية حترر وإن كان األخري "القلعة والعصفور"ما يتطابق تطابق

أخذ منحى رمزيا، ال لنء إال ألن احلكاية ما تزال يف دائرة الرجاء، وما إن دخل الرجاء

دائرة التحقق حتى انكشف الرمز عن مرموزال والت احلكاية يف اكتامهلا فصوال أربعة يف

رسحية األخرى.امل

إن األديب، يف ممارسته اإلبداعية، يمثل رأس الرمح يف وعي مجاعته، ولكن يف حلظة

استثنائية يتجاوز وعي املامرسة عند مجاعته كل وعي فردي وإن كان وعي أديبها، إاا

، واألديب احلق الذي "الثورة"حلظة استثنائية بكل املقاييس وليس هلا اسم آخر غري

ته بام حققته فيصبح نصه توثيقا فنيا لفعلها وممارستها. والنصان يتوزعان عىل يعرت جلامع

هذين الوعيني، أما الن الرمزي فيمثل وعي األديب، يف حلظة سابقة عىل الثورة أراد

املؤلف إعطاء ما يعتمل يف سيكولوجية مجاعته شكله ور يته وخطابه من خل نصه،

يف حلظتها االستثنائية، أراد املؤلف أن يلتق منها والن الواقعي يمثل وعي اجلامعة

اجلوهري الذي يتكرر يف تنوع اهراهتا املتكثرة، ويكون إنجازال اإلبداعي أنه لكن من

القبض عىل ذلك اجلوهري.

ا لتحقيق هذال –إذن – "القلعة والعصفور"مرسحية تتنبأ بالثورة، ولكنها سلكت مسلك

، واملؤلف يعي املسافة بني "فصول السنة املرصية"يف مرسحية الثورة أقل مما حققه الواقع

نبوءة الثورة وإعجازية حتققها، يعي هذال املسافة وعي ا جعل املرسحية الثانية أقرب ما تكون

إىل الدراما التسجيلية لوال أن شخوصها وأحداثها غري متعينة واقعيا، وإن كانت ممثلة لكل

ق.. إاا تقيم عىل مسافة من األوىل، فالواقع سيد الن ، وال تعيناهتام لثي شديد الصد

ا عىل جسد وجود إال للشعب ممث يف بعض الشخصيات، وال توجد مملكة إال آثار

الشعب وسيكولوجيته.

ممثلة ململكة الوهم "القلعة"وإذا كان عنوان املرسحية األوىل قد اعتمد عىل مفردن

ا( للعنوان )تاق، فاملرسحية الثانية تأخذ عنوانا فرعياممثلة حللم االنع "العصفور"و شارح

ا: ، وعىل الرغم من اخت "النبوءة"و "اجلسد"الرئييس مكونا من مفردن أيض



املرسحيتني اخت ى احللم والتحقق، فثمة تدال بني املفردات األربع، بجامع القيد يف كل

دال والداللة كل يف نصه، وكل من من القلعة واجلسد، وإن كانتا متاميزن االستخ

ا –العصفور والنبوءة بجامع احلرية مع التأكيد عىل لايزمها كل يف نصه.. بام –أيض

يؤسس ملربع سيميائي عىل قدر كبري من األمهية يف قراءتنا:



يعرب املربع السيميائي للعتبة الثانوية ملرسحية فصول السنة املرصية، والعتبة الرئيسية

، عن كامل اجلدلية التي تقول عليها بنيتي املرسحيتني اللتني "القلعة والعصفور"ملرسحية

ال –ال قيد "، وشبه التناقض: "ال قيد –قيد "تنضبطان وفق التقابلني الثنائيني: التناقض:

. هذا املركز الذي تستعلن "الثورة"، وتتقاطع مجيع األطرا يف مركز التقائهام "قانعتا

عىل صياغته باعتبارال "القلعة والعصفور"الياته يف شبه التناقض الذي عملت مرسحية

فصول السنة املرصية( فكان للواقع فعله )"اجلسد والنبوءة"احللم املمكن، أما يف مرسحية

."االنعتاق –القيد "ة عىل حمور التناقض احلاد ومن ثم استعلنت الثور

(1)

شبه التناقض:

، ناول املؤلف تعرية مملكة الوهم وتفكيك بنيته، ويف "القلعة والعصفور"يف مرسحية

السبيل للتحول املمكن من الوهم إىل احلقيقة الذي يبتغيه الن ، ال جيد املؤلف للثورة

، ولكن من خل حامل "ورة من داخل القرصالث"األكثر أمن ا، غري ما يطلق عليه

.. "رجل احلقيقة"له، أو لنطلق عليه "جولدمان"بتعريف "الوعي املمكن"

من طفل لكشف "كريستيان أندرسون"وكام كان البد لقصة امللك العاري للدانامركي

يطلق عليه املؤلف )من شخ ما "القف والعصفور"احلقيقة، كان البد ملرسحية

( لريى اجلميع أن اململكة عارية وأن نفاق رجاهلا واحتياهلم هو ما جيعلها عىل ما "الرجل"

انعتاق القيد

ال قيد ال انعتاق



حتى "احلل –اللغز "هي عليه. ففي حوارية طويلة يستبدل املؤلف باخلي الدرامي تقنية

ال يمكن ألحد التعر عىل قصة املرسحية إال من خل متابعة احلوار، فكل شخوا

ا، بينام ال تستعلن مرسحيا إال منفردة حتى إذا املرسحية وراءها قصة تشتبك ببعضها بعض

تشابكت اخليوط والت العقات كان ذلك إيذانا بتفكيك أحبولة الشيطان الساكنة حتت

الغريب هو "الرجل"يكون "أندرسون" اهر السلطة ومظاهرها.. وبدال من طفل

الطقيس للحرب املقبلة يمسك اإلضاءة الكاشفة لتلك األحبولة، ففي أثناء االستعداد

اجلنود بشخ غريب يأتون به إىل علس احلرب املجتمع بأمرال مع امللك الذي ال يملك

خمالفة ذلك األمر، ويبدأ الرجل الغريب/رجل احلقيقة يف كشف مام كل شخصيات

السلطة، ليعيش كل منهم ماضيه ويقف كل منهم أمال خطاياال.

أو انقب داخل القرص، فاملرسحية تعتمد عىل بنية وألن الن عن ثورة افرتاضية،

شيخ "التحول االنقيب يف مواقف اجلميع، اللهم إال الغريب الذي ال ينتمي إىل اململكة

الذي ن يف البداية ويغيب يف "امللك"أو بائع األوهال، ويمكن أن نضيف له "التجار

عىل حتقق فكرته/ر يته. والتحول النهاية ب أدنى أثر عىل نمو الن وال أدنى أثر

االنقيب يف املرسحية يأن عرب تكرار اللغة الطقسية الجتامع علس احلرب مرتني، املرة

األوىل يف البداية، واألخرى قرب النهاية وبينهام. وهذا تكرار الفت بالتزال اللغة نفسها يف

كان (.س باململكة/الدولةوكأن املؤلف يشري إىل هدل الوهم/النظال دون املسا)املرتني

، وكان اآلخر الكتشا الطريق عرب اجلميع، "رجل احلقيقة"األول لتعرية الوهم عرب

اجلميع بام فيهم الشعب.

هي دعوتان ملجلس احلرب إذن، وتأخذان الصيغة اللغوية نفسها والطقوس نفسها، اجلميع

الوهم والكشف عن حقيقة يؤدون أدوارهم الطقسية بيلية غريبة، األوىل خاصة بتعرية

هؤالء الرجال املزيفني واملزيفني، سواء امللك أو مألال حيث يواجه اجلميع ماضيه

الشخص، واألخرى خمصصة لفعل نقيض لكل ما سبق، ودخول الشعب إىل بنية اململكة،

رة وبداية احللم بعرص احلقيقة الذي تلخصه النهاية.. وكام تتوزع املرسحيتان عىل دعوة مكر

احلكاية( )ملجلس احلرب أو عىل عليس حرب باألحرى، تتوزع النهاية عىل ذكر املام



من خشبة املرس دون أن ينتبه له أحد، ويتوجه "امللك"وصناعة املستقبل، حيث ارج

للحكاية، والسؤال سؤاالن: "قضاة"احلارضون إىل اجلمهور الذي عينوال

عىل املام()من يستحق العقاب؟

ليتجه إىل املستقبل()يستحق التاج؟من

ا كان أل قلام ، وليحمل كل منكم سحه احلقيقي، الرجل: ألقوا أسلحة احلرب .فأس

والثأر؟ :كبري الوزراء

ارج املـلـك دون أن ينظر إليه أحد( ثم يكون احلكم )سنحكي حكايتنا كاملة :الرجل

ا ا ال ثأر إ ل وترتكز بقعة )وأن تبنوا قلعتكميواجه اجلمهور( ننتظر منكم احلكم )قصاص

ثم تركز بقعة عىل كل متحده(، ضوئية عىل الرجل

، متساحمون، ودعاء ، طيبون، صمت( بك كادحون)كان يا ما كان، ويكون يا ما يكون

وهم يبتسمون ، يقتسمون الكرسة

لتجار يشري بيديه فيظهر شيخ ا)حتى هب الشيطان، نكمهم واحد منهم :كبري الوزراء

خلفه يف قف االهتال(

ا، ال يا سادة :الرجل وع ، يعزل ويو ، يصنع حاشية، هه ويور ير ، الواحد صار ملك جيى

الناس... ال يم، يىموت الناس... ال يم

وصدقها اجلميع، كذب الشيطان كذبة :القائد

منهم إرثهواحلاشية ليحصد كل ، الشعب لكي ينسى مهه، واملـلـك ليرتسخ حكمه :الفتاة

لكن الشيطان كان خبيث ا :احلاجب

ا ملعون ا :الرجل ال بد من أن يكون الشيطان خبيث ا مذموم

دقة طبول )امع مملكة األحل كل األموال لتشرتي األسلحة األطعمة اجلياد :القائد

املعركة(

دقة طبول املعركة()مبس السادة الفخمة :كبري الوزراء

دقة طبول املعركة()أحىل مائة فتاة :الفتاة

دقات متسارعة معها يتكلم الرجل()احلاجب: يف اللحظة املوعودة



يعوي الشيطان عواء الذئب، تلتهم الغين األرو، من هنا مائة جارية وألف :الرجل

ف وألف صانع وألف ألف عبد، ومن مملكة األوهال املثل ومن مملكة األغنال

تتوقف الدقات املتسارعة()املثل

اختلف الشيطان واحلاشية :حلاجبا

قتل املـلـك وكبري اجلند، قطع لسان كبري الوزراء :الرجل

عاد الشيطان ليبذر بذرته امللعونة :الطـفـل

ولكل مملكة شيطان :كبري الوزراء

صمت( لكن البذرة امللعونة ارتطمت بزوجة )وملوك ووزراء وحكامء وعرافونى :الرجل

املكان، ويتحده اجلميع( يظلم)بائع لر أر...

ا دون مقابل لي ، غضب الكطي، رفض البائع، ذات يول أرادت زوجة رشطي لر

فتب ابنة البائع ليلة عرسها لتصري حمظية يف قرص املـلـكوتؤخذ مع اجلواري يف فتح ، خط

القلعة

بقعة ضوئية عىل بعض الشيوخ()وأبوها :صوت

عض شباب اململكة وهم نملون أسلحتهم(بقعة ضوئية عىل ب)؟وأخوها :صوت

ترتكز بقعة ضوئية عىل الرجل()والزوج :صوت

أنا احلبيب الذي خطفت حبيبته :الرجل

أنا املوتور الذي قتل أبوال :قائد اجلند

يضاء املرس ، ويتقدل الرجل من اجلمهور()أنا الذليل الذي قطع لسان أبيه :كبري الوزراء

ليست هذال حكاية قبل النول :الرجل

إاا حكاية نعيشها كل يول :الفتاة

لكننا أردنا أن تكون النهاية خمتلفة :قائد اجلند

الرجل: حتى يكون هناك أمل

ولقد جعلناكم القضاة :كبري الوزراء

ففكروا :الفتاة



يتقدل الطـفـل نحو التاج ويواجه به اجلمهور()؟من يستحق العقاب :اجلميع

ستار؟ من يستحق التاج؟ من يستحق التاج؟ من يستحق التاج :الطـفـل

هكذا يف النهاية تنكشف مجيع األدوار، ونكتشف أن املؤلف مل تعنه أي من الشخصيات،

سواء امللك ومألال أو الشعب، فكل هؤالء وأفعاهلم ب قيمة ذاتية، إام أنامط لشخصيات

بالعصفور الذهبي، تركه املؤلف يستدعي وأنامط ألفعال. حتى التعلق الرمزي البن امللك

ا من أن تستو عىل نصه فتقلب معادلة –الرمز "داللته دون أن يشتغل عليها، حتسس

التي حافظ عليها بجدارة مثرية لنتباال. وبكلمة إن املؤلف حرك نصه حتت سلطة "الواقع

هام بولغ يف صيانته الفكرة وجعل كل ما سواها تابع هلا، فكانت هذال النبوءة كل وهم م

طقسيا البد أن ينكشف، إذ إن ما يمر ال ينتهي، واملام ال يعني العدل، وأسوار الوهم

أوهى من أن تصمد للحقيقة ولو بدا أن الزمن قد ااوزها.

(3)

التناقض:

يف هذال املرسحية ذات الفصل الواحد، يؤكد لنا املؤلف أن بعض اللحظات االجتامعية هي

ا بذاهتا دراما، وأن عبقرية الكاتب يف استطاعته التقاط اجلوهري منها وإعادة صياغته خمفض

ا عىل أبعادها السيكولوجية ومنتقي ا اللحظات الفارقة من وقائعها. عدد شخوصها ومركز

–الشتاء –شاهد املرسحية األربعة فصوال لسنة مرصية متميزة: اخلريف وهكذا جاءت م

ربيع الورد. –الصيف

تدور املرسحية عرب أربعة شخوا يمثلون أرسة مرصية من الطبقة املتوسطة طالب بنهائي

املدرسة املخطوبة املدرس ويكتب "أمل"وأخته "فارس"كلية اهلندسة وناش سياا:

من داخل منزل األرسة، وثثة نشطاء سياسيني آخرين مجيعهم وأب وأل. "الشعر:

"سيف وعادل"وشابان من شباب امليدان: "هند وهادية وسامر"طب جامعيون:

، ثم شخصيات متعددة منهم الثوار واألطباء "كامل الليثي"وضاب أمن دولة شاب:

وإمال امليدان ورجال أمن..



، "فارس"لرتاجيدي للن يف موقف القبض عىل من خل املشهد األول يبدأ اخل ا

لنكون أمال الطرفني الدراميني: الشباب والنظال، وإن خمتزال يف: فارس والضاب ، هذا

االختزال الذي يأخذ حجمه احلقيقي يف املشهد الثالث، حيث ينفتح املنزل الذي ابتدأ به

تأليف ما بني اإلبداعي املشهد األول عىل ميدان التحرير، لتظهر عبقرية الن يف ال

والتوثيقي، عىل مستوى احلده ومستوى اللغة ووصوال إىل اللحظة احلاسمة يف املشهد

الرابع الذي يسجل حلظة انتصار الشباب بتنحي الطاغية وةليه عن طغيانه ليكون زواج

تتوجيا للمرحلة، وكأن عرد املتغري السياا نافذة أمل "أمل"و "خالد"املدرس الشاعر

اقتصادي تسمح بتحقيق هذا االرتباط. وبني املشهد األول واملشهد الرابع ثمة مشهدان

عىل الشارع حيث زمء فارس "فارس"عىل قدر كبري من األمهية، ففيهام تنفتح أرسة

، ليتم حتول موقف األب بفضل قوة الرابطة الثورية بني "دار القضاء العا "عىل سمل

يع الكائح العمرية يف الفعل الثوري، ويف الفصل الثالث يتسع فارس وزمئه، وتندرج مج

.. "ميدان التحرير"املكان أكثر حيث مركز احلده اإلعجازي/الثورة:

هذا التدرج يف اتساع املكان يوازيه تدرج يف حجم احلده من مطاردة جنود األمن

مة إلال زواج املركزي ملظاهرة إىل تنحي الفرعون عن عرشه، يوازيه اخلروج من أز

الذي مل يستطع أخو خطيبته أن ينجزال إال وهو عىل أبواب الشهادة، وكأن شهادته "خالد"

جواز العبور من األزمة االقتصادية. وكأن املؤلف يذهب إىل أن لكن الثورة من إسقاط

عن –أص –الفرعون قد مكنها من إسقاط الكثري من املفاهيم التي كانت مسئولة

عون، من السلبية عرب رذيلة الرضا، إىل األزمات االجتامعية التي تؤسسها وجود الفر

األزمات االقتصادية، فض عن احللول الفردية عرب االنتهازية واالستغل..

لقد استطاع الن أن يوثق إبداعيا حلظة فارقة يف تاريخ مرص احلديث، ليس فق

لغنائي بالدرامي، سواء عرب خمتارات لوقائعها بل للغتها كذلك. كام لكن من تضفري ا

، ليصل اللحظة "الشيخ إمال"أو اختياراته من أغاين "احلكم للميدان"املؤلف من ديوانه

بامضيها الذي شكل الوجدان الثوري عرب سنوات طوال من النضال. كام يسجل للن

هد، قدرته يف التحكم بالزمن الدرامي وضب رسعته أو إطقها بحسب حمتوى كل مش



هذا فض عن تأثيثه الرائع للمكان عرب املشاهد األربعة، هذال املشاهد التي ال حتيل إىل

الطبيعي بقدر إحالتها رمزيا إىل فصول خاصة بمرص خصوصية مطلقة، بدءا من خريف

.. إاا "ربيع الورد"واقعها إىل شتاء احلده فصيف الصمود فربيع االنتصار والتفتح:

مع املكان حدثا فحدثا من ضيق الداخل إىل اتساع اخلارج وصوال إىل فصول إنسانية تعرب

فضاء احلرية يف امليدان.

(1)

عبقرية اللغتني

اللغة أداة وليست هدف ا، سواء يف خطاباتنا االجتامعية أو اخلطابات الشعرية، فثمة ناتج

مطروحة لنتقاء. نتوسل إليه هبذال اللغة، أكان داللة أل مجاليات. كون اللغة كذلك جيعلها

متناسبا مع املستوى "القلعة والعصفور"وإذا كان غياب اللغة العامية لاما عن مرسحية

الرمزي الذي اختارال املؤلف لتمرير وعيه بالدرامية التي تعتمل يف سيكولوجية مجاعته

يعمل عىل لغتني يضفرمها برباعة شديدة، فلغة "اجلسد والنبوءة"االجتامعية، فتنه يف

املرسحية هي اللغة االجتامعية املتداولة بني الناس التي ال تكاد ةتل يف الن مصحوبة

بكل ما يصاحبها من إيامءات وكنايات ورموز، ويف املقابل اتار املؤلف إحدى شخصياته

ا، وال يصرب عىل املشهد األول ليكتمل دون أن ينتقل لو يفة املدرس وموهبة الشاعر مع

إىل فصحى إحدى شخصياهتا: بعامية املرسحية

خالد: هو فيه مفروو يف البلد دي..؟

فارس: الزل يبقى فيه يا شاعر وال إنت نسيت اليل انت كاتبه، تصدق النهاردال كنا بنقرا

حتة من قصيدتك، واصحايب مش مصدقني إنك خطيب أختي

بلهفة( أي حتة يا فارس؟ )أمل:

ذا أنني اجلر يف عينيك مىظ لمة، فارس: هى

مداد ناز ، ال، ال مفر

أمل: يا ضيعتي



وس ى املتاريس التي

ا. طت عىل سا الفؤاد حصواى حى

لىه، رل جى خالد: هزي بكى

ة قربانى أفئدة؛ اعى مدي بجمر رضى

يكن صرب جليل قادر،

يتساق الفعل اجلىليل

وت ين؛ تلك اجلرا وما حى زى فيقةى حلمنا، ال حتى الثثة: فىيا رى

..... لينا واطلبي منا املزيدى يهي عىبة ت ليل حمى هر.... دى مى

نىنتىظر. سى

فارس: هو دال الكل يا عم خالد.

ي هذا التضفري بني العامية االجتامعية والفصحى الشعرية بجامع الثورة الق حالة وع

الثثة ينشدون( وهو ما يستثمرال املؤلف لريفع العامية إىل مستواها اجلام )مجاهريية

. إنه اتساع من نوع آخر يمكن تسميته بام "إمال"املوازي للفصحى ممث يف أغاين الشيخ

التي تؤكد عىل مجعية "اهلجنة اللغوية "تعدد أصوات الرواية، أعني "باختني"سمى به

معية الثورية التي تقى فيها اجلميع وذابت فيها الطبقات موحدة خلف الن ، هذال اجل

جثامني الشهداء وعلم بدها:

فارس: فاضل حاجة

يصل عادل ومعه اإلمال()بلهفة( إيه يا حبة عيني)األل:

اإلمال: ا مر يا بطل

ا هبا يد أبيه ويعطها لإلمال( دا أبو العروسة.)فارس: يد خالد( وباليرسى )يمد يمناال ممسك

يبدأ اإلمال يف إلال مراسم )يفك إحدى الضامدات( ودا منديل العروس)ودا العريس

الزواج، يلتف حوهلم الناس، بينام يبتسم فارس، تتعاىل الزغاريد، إ ل وترتكز بقعة

ضوئية عىل وجهي خالد وأمل ومها يبتسامن ابتسامة خفيفة، تبدأ اإلضاءة من أقىص

من خمتلف األعامر، نركون أعمهم يف سعادة، تتحرك اإلضاءة املرس عىل متظاهرين



حتى تصل إىل خالد يف بدلة العرس وقد أمسك بيد أمل يف ثوهبا األبيض وإىل جوارمها

األب واألل، وأمال اجلميع عموعات حتمل جثامني الشهداء وقد التفت يف علم مرص...(

، وإنام هو صوت معلول قوله "الدخ"ويف النهاية، حت الفصحى، ليس عرب الشاعر:

عهول صاحبه، ندد األنا ويميزال من اآلخر ويفتح بوابة األمل عىل الغد من املكان

: "ميدان التحرير"اجلامع لألبناء الثوار الشهداء الفرسان:

تان من ي طاهرى ل صون/ وألن صون مل يكن صوتىك/ويىدى صوت: وألن صون مل يزى

ب املعز نز احلقيقة / فأىنا سيو يف حصون من أىمىل/ ذىهى تان من كى ي عامرى يفه/ ويىدى وسى

ة/ ميداننا حترير. وأىنا الدماء الراوية / وأىنا اجلرا الشافية / وأنا األىغاين واألماين الطاهرى

ك/ وأل ل وسمى زى زفا/ فىدمي دىمي/ وألن رسمك مل يى ل نى ل وألن جرحي مل يىزى ن قلبىكى مل يىزى

بىك/أبنا نا األبناء، ثوارنا الثوار، شهدا نا الشهداء، فرساننا الفرسان، ميداننا امليدان، قى لى

ميداننا التحرير.

(5)

النهايات املفتوحة

قد "القلعة والعصفور"املرسحيتان نصان مفتوحان عىل املحتمل، وإذا كانت األوىل

وهي تنتهي بجثامني الشهداء ملفوفة –هلا، فهذال األخرى انفتحت عىل األخرى كتحقق

مل حتدد ااية الن ، بل فتحته عىل كل –بعلم البد ومصحوبة بصوت الشعر

االحتامالت، األمر الذي جيعل النصني مع ا صاحلني لقراءة واقع الثورة املرصية وانفتاحها

الذي يؤكد عىل صدقية وعي عىل كل االحتامالت.. إاا صدقية وعي األديب، واملدهش

استعادة القلعة وإخراج الشعب مرة –اآلن –األديب، أن ما ت إسقاط الفرعون ناول

أخرى، واختطا الفتاة مرة أخرى، وإعادة التاج بنفس الكوط القديمة، واألدهى برعاية

ا –، فام نده يف واقعنا املرصي اآلن هو "شيخ التجار" ف يف ما وصفه املؤل –حتديد

اجلسد "قبل االنقب. وما تزال شخصيات مرسحية "القلعة والعصفور"مرسحية

يف ميدان التحرير يرددون شعرها وأغانيها مطالبني بتحرير العصفور.. "والنبوءة



Art & Photos

مرآة الكاتب| مقالات النقاد وآراؤهم في أعمال أحمد سراج