77
صة ق ب ح ة ي س و ج م ن م ح ر ل دا ب ع ف ي ن م ة ي ت ع ل ا لا ب ل ط( ا م ك ب م، مة ح ر ل ا ولا د ري( ا ا ذ( م. ا ك ف عط م ت كن ن ي ب س ح م وا ج< ن م ا ف م ك ي ا صدف ا ي( . ا ن لي و س مت ل ل ب س لً ولا س مت ولا،ً ا ب كن س م ما ك لا ر ب ت ع( اً صا ل او ع ط ا ف ع م . و ق ي ر ط\ لك ذ ان ف ي ل ي لت كd ش م . و لة كd ش م، ذون مات ل ك، رة بj ت ك ان م ل( لا ا ر ص ت ع ي ي لت ف، س لت ا هد دا دي ج ة ي س لت ا ي اة ب حل ل ي لت ا هاd ش عي( ا، ن ك ل ر م( لا ا، ي ف اتy حظ ل، ة ي ت ع م ع ل ب يً جدا لا ع ي ط ت س( ا ز له ما ت ح( ا ذام وما ر م( لا ا ا كد ه، ن( ا ف مات ل لك ا ي ف ض ع ي، ان ب ح( لا ا لة ب س و ب س ل. ي اذ ف ي لا ور ص ت( . اَ كدا( ا ب م\ لك ذ، ل م ت ح ي و ن( ا ون ك يd ب ي حد ل ا، اصة ج م، عك مً ما ل( اً دا دي ج، اة ف ل ي( ا ن م م ك ي و ي ع ة ي من ل ا رة خ سا ل ا، لا م ه ي، وا ل و ق ي( ا ء يd ش، ع م و لك\ ذ ب ح ي ن( ا م كل ت( ا. ون ل و ق ي لام؟ ج( ا ؟ ة ق راه م ؟ رمان خ ن ك م ي ان و ل و ق ي ي( ا ء يd ش . ما سة ح( ا، ً ا ب ح ا . اذً ا ب ق ي ق ح رتّ ك< د يd س ع ي ر( ا، ن ر خ( ا، دوي ي ي ف ي ش( را كار ق( ا لا ر حص ض ع ي ها. و ل ان ب ح( لا ا ي حت ا ت ح ي ة ي ع ر كاء ب ل ل. ات ذ رة م، ت د ج( ا روي( ا صة ق ل ا ل ب ق. ق ي صد ل ن( ا ي ه ت< ي( ا سامة ت ب م. ا س ت ب ا ن ي ب اق فd شلا ا ما ل . و ة ري خ س ل وا ب ل ف لة د ب ك( ا ب ي ي ن( ا(( رق خ( ا ي ت ي ا ج( ا)) ها حت( ا هدوء ي ج ر ل ر م مد، و ه و ب ط ت ط ت ي عل دي ي: - رص خ ا ي عل ن( ا لاd حدت˙ ن ي ن ع\ لك ذ، رة م ري خ( ا اصة ج ع م ري ب غ.

ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

Embed Size (px)

DESCRIPTION

‫العتبــــة‬ ‫بكروش‬ ‫رجال‬ ، ‫العري‬ ‫الى‬ ‫أقرب‬ ‫نساء‬ . ‫البحيرة‬ ‫شاطىء‬ ‫على‬ ‫الفندق‬ ‫ثم‬ ‫بيوتًا‬ ‫يبنون‬ ‫فكانوا‬ ‫الطفال‬ ‫أما‬ ، ‫محروقة‬ ‫وظهور‬ ‫مرتاحة‬ ‫صغيرة‬ ‫تعب‬ ‫دون‬ ، ‫يهدمونها‬ ، ‫اللحظات‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫لكن‬ ، ‫السنديان‬ ‫كغابة‬ ‫قائمة‬ ‫سوداء‬ ‫أخرى‬ ‫لحظات‬ .‫تشعان‬ ‫عيناها‬ ‫كانت‬ ،‫مضيئة‬ ‫قطرات‬ ‫تشع‬ ‫كانت‬ ‫الضيقة‬ ‫الفجوات‬ ‫ومن‬

Citation preview

Page 1: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

مجوسية حب قصةمنيف عبدالرحمن

العتبــــة فامنحوا محسنين كنتم عطفكم. أذا أريد وال الرحمة، منكم أطلب ال

لست للمتسولين. أنا صدقاتكم أعتبر ال كما مسكينا، وال متسوال او لصا كبيرة، كلمات دون ، مشكلة. ومشكلتي لي فان ذلك طريق. ومع قاطع

لكن ، أعيشها التي للحياة بالنسبة جديدا هذا ليس ، قلبي يعتصر األلم ان يبلغ معينة، لحظات في ، األمر هكذا األمر ومادام أحتمالهز أستطيع ال حدا

متأكدا. أتصور النقاذي. لست وسيلة األحيان، بعض في ـ الكلمات فأن ، معكم، خاصة ، الحديث يكون أن ويحتمل ، ذلك ألما من أتلقاه ، جديدا

أن يجب ذلك ومع ، شيء أي قولوا ، يهم ال ، الساخرة الميتة عيونكم.أتكلم

، أحسه . ما شيء أي تقولو ان يمكن حرمان؟ مراهقة؟ أحالم؟ تقولون حصر ال أفكار رأسي في تدوي ، أحزن ، أرتعش تذكرت حقيقيا. اذا حبا

.للبكاء رغبة تجتاحني األحيان لها. وبعض أنتهي أن لصديق. قبل القصة أروي أخذت ، مرة ذات

بتأكيد له قلت والسخرية. ولما االشفاق بين ابتسم. ابتسامة:يدي على يطبطب وهو ، مدمر لزج بهدوء أحبها(( أجابني أخرق))أني

.غيري مع خاصة أخرى مرة ، ذلك عن تتحدث ال أن على احرص- :الغضب تملكني وقد صرخت

0أحبها ولكني- بنفسي . شعرت تخترقني الباردة نظراته وظلت عاريا .ذليال بهذا له ألبوح عنه أبحث الذي األنسان أتصوره كنت فقد األمر، أول دهشت ألنسحاق با حتى الساخرة، أبتسامته ثم هدوءه، أرى ماكدت لكن العذاب، رآني . عندما . صمت طعينا االبتسام يحاول . أخذ استدرك مهزوما.أنتهى قد شيئ كل لكن مختلفة، بطريقة

:جديدة كلمات فمه من انزلقت وباردة حكيمة وبطريقة األوهام من يتخلص من والعاقل كثيرة، حوادث االنسان على تمر-

!بسرعة:أخرى مرة الغضب عاودني وقد صرخت

، وجودنا من واقعية أكثر أنه الحقيقة، وهما. انه ليس به أحس ما ولكن- .األثنين نحن

أمتليء بنفسي شعرت وفجأة :أضيف وأنا تحديا0سأراها أني تأكد-

صوتي خرج. مفاجىء عطب لهاثي وأصاب :أقول وأنا مسكينا العمر من األخيرة األيام نعيش وقد- !معا

وقعها. اعتكر ألرى اليه تطلعت ، الكلمات هذه قلت لما بصعوبة تنفست عيني في رأى وكأنه وجهه بريقا .النتحاب ورغبة والشك الخوف من ملونا

Page 2: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

:تترافقان والشفقة السخرية وابتسامة قال لست فأنت بهذا تفكر كنت اذا- في تعيش ان وتحب بل فقط، حالما

!األوهام.جديد من ذكرها أعاود ال لكي آخر موضوع في يتكلم وبدأ*** اعتباره يمكن هل ؟ قصة ماحدث اعتبار يمكن هل أريد ال ساخرا؟ قدرا

حين علي تسطير التي فالمشاعر العمياء، الكلمات غياهب في الضياع كثيرة طيفها فيها يمر التي واألوقات المجنون الى أقرب تجعلني أتذكرها.بغيرها أفكر أن أستطيع ال لدرجة الذليلة. وال العاطفة هذه أحتقر فأنا ، الرحمة أطلب ال لكم، قلت ومثلما

لن ، الرخوة شفاهكم من انزلق اذا ، الرأي فهذا ، رأيكم آخذ أن أريد.صديقي رأي من بقلبي رأفة أكثر األحوال، أحسن في ، يكون

بكم ضني دام وما ، هكذا األمر ومادام : تسألون قد ، كبيرة لدرجة سيئامنكم؟ أريد وما حصل؟ الذي هذا عليكم أقص اذن لماذا:أقول أفوهكم وأسد الطريق، عليكم أقطع لكي

لألنسان جعلت القلب، الرحيمة ، الكاثوليكية الكنيسة أن ، للخالص طريقا.االعتراف بتلقي المقدسين األباء كلفت عندما

، الطبيب غرفة في الخافت بالضوء ، المعاصر النفس علم ان كما أوجد المريض، عليه يستلقي الذي الوثير والمقعد ، العذاب الذابة طريقا

اال تتلقون نفسيون أطباء أو الكنيسة آباء أنتم هل ، وأنتم ، للشفاء تمهيداعتراف؟

حتى حصل ما سأقول. حصل ما أقول أن . أريد يهمني ال أخرى مرة قرأتم لو حتى ، القراءة عن كفوا شئتم وأذا أقرأوا، شئتم أذا ولو.... وانتم،

!نفسي عن أعرفها التي الكثيرة للصفات جديدة صفة أية تضيفوا فلنالجبـــــل

0 الصيف الصيف.. أواخر في ذلك حدث في . كنت غزيرة أمطار وهطلت ، بسرعة السماء نلبدت هوجاء ريح بعد الصغير الهم بذلك ، بغموض أفكر، البحيرة. كنت ضفاف على الوقت ذلك.قلبي يغزو بدأ الذي ركضت يشتد المطر رأيت لما لكن بالنشوة، شعرت األولى الزخات بعد

الشرفة تحت أقف كدت وما ، أركص وأنا الفندق. تبللت شرفة الى ألصل وأخرج ، من المطر بلذة شعرت حتى ، ورأسي رقبتي أمسح ال منديال

كل لتدغدغ مباشرة رأسي من تنزلق اللذيذة الناعمة برودته جديد. كانت والبرودة المطر قطرات . تركت العظام في تستقر ثم جسدي، في خلية

غامضة لحظة )كانت ما لحظة في ذلك. لكن الى بجاجة . كنت تتسرب ان أحسست( وغريبة يثير منظري وان ، تراني الزجاج وراء من عيونا

في تطفو كانت صورتها ان الي )ويخيل ألعتذر ، ألرى . التفت السخرية.تلتقي بعيوننا ذاكرتي( واذا

.اليوم نفس خالل عيوننا تلتقي الثانية المرة الجو . كان الظهر قبل األولى المرة كانت حارا . نزالء ثقيال

بكروش رجال ، العري الى أقرب . نساء البحيرة شاطىء على الفندق

Page 3: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

يبنون فكانوا األطفال أما ، محروقة وظهور مرتاحة صغيرة ثم بيوتاتعب دون ، يهدمونها

أصبح يدي بين ضجرا. الكتاب أمتلىء الوقت ذلك في كنت ان بعد عدوا ولم القراءة، أستطع لم0 معنى بال سوداء غيوم الى حروفه تحولت والتي ، البحيرة مياه ببرودة شعرت ان بعد خاصة شيئا، أفعل أن أستطع

عوالم حولي الناس . كان دقائق بضع من أكثر احتمالها على أقو لم.والوجوه األجساج على أمر وانا ، الصورة كانت هكذا او منغلقة،

ومضطجعة قريبة . كانت عيوننا التفت لحظة، أية أعرف ال ، لحظة في ماكادت لكن ، الرمل على صغيرة بعصا تعبث األمر. كانت أول بطنها على

ونظرت بسرعة أنقلبت ، أرتعشت حتى ، ظهرها على تزحف نظراتي0نظراتنا التقت اللحظه تلك وفي ، مباشرة نحوي االنسان في أن تصدقوا أن يجب غامضا شيئا انه ، لكم أقوله ما اذ ، وحيرا

0والوحيدة المطلقة الحقيقة. الحقيقة ، موجعة باثارة مرتخية والسفلى رقيقة . شفاه بالحزن تترجاجان عينان

فبدا ، الشمس لوحته فقد الوجه أما غامضا والفجيعة باللذة ومجبوال سولت لماذا أدري العاري. وال جسدها أر . لم توقفت الوجه وملعونا. عند

جسدها. وفي الى النظر حق أملك ال أني أقنعتني قاسية مشاعر علي الجسد ذلك الى امتدت لو نظرتي بأن أقوى شعور بي أستبد أخرى لحظة تلبس كانت أنها أتذكر. تلوثه أن يمكن أتذكر وال ، أصفر مايها أكثر شيئا

.ذلك من النظرة دامت ونظرة شقية طفلة وعابثة. نظرة حنونة نظرتها . كانت دهرا

عينيها في . رأيت أو ، والرعونة الخصب من عالما . له نهاية ال عالما . أن أصرخ أت . وددت غيرها أرى أعد الفرح. لم من أقفز فرحت. كدت

، المتأخر الوقت هذا حتى ، ثقوا ؟ رأسي عبرت أخرى أفكار . أية أرقص . جسدي في تتدفق الحياة برغبة بالجنون. شعرت أعرف! شعرت ال

والناس الوجوديون أختلقها أكذوبة الضجر ان اللحظة تلك في تأكدت الفرح(( كان هذا عن أتنازل أن يمكن ال: )) نفسي في المترفون. قلت

رآها هل ؟ النظرة طالت كطوفان. هل داخلي في . يتفجر يزلزني الفرح.أعرف ال أني ثقوا غيرنا؟ نوع أي من تساؤال تحمل وال عجولة نظرته . كانت حواليه نظر وقف عندما

وسحب بسأم، الرمل حبات بطنه عن . نفض كرسيا القماش من صغيرا:ميته بطريقة لها قال وقوفه طال ولما ، عليه يرتكي كان

بالنهوض؟ تفكرين أال- سارا. يتكلما . لم ووقفت ، بتسليم هزته ثم ، موافقة برأسها أمالتت

(ذلك حصل لم أدري )ال لحظة في لكن ، ببطء ينقبض بقلبي . شعرت نظرتها أغرقتني. تماما الي تنظر . كانت التفتت

.مبتعدة تسير رأيتها لما الناس . كان الناس رأيت جديد ومن ، حولي تلفت الزحام في اختفيا لما

ومالمسة مرتخية . ذقون مغمضة عيون: االغالق محكمة معدنية علب مثل.وصمت متهدلة، شفاه ثم ، للصدور

Page 4: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

، الفندق باتجاه السفح يتسلقان وهما ، أشباح مثل ، بعيدين أصبحا لما.واأللم بالوحدة أحسست

جلست الطعام صالة في تلك الى دفعتني التي هي العمياء )الصدفة قريبا لزوجها ان الزاوية( ظننت الرحلة هذه في تتابعني الخلف من عيونا

هو أما تماما، مقابلي تجلس واالضطراب. كانت الخوف الخطرة.تملكني ناحيتين في الغيران الولدان وجلس ، نحوي وظهره ، بمواجهتها جلس فقد

.متقابلتين.اليها أنظر أن على أجرؤ لم الغداء فترة وطوال ، الشرفة تحت أقف وأنا ، الثانية النظرة وهاهي . كلب مثل مبلوال مجنونا افطن ولم ، كثيرا أفكر وجعلتني ، دمائي خضت التي البحيرة بنظرة!للمطر اشجار من شجرة . كانت اليها أنظر أن ، الشرفة في أقف وأنا ، تجرأت

المدى فكان تجاهها . أما زوجها وبين بيني حاجزا تشكل الصالون رحبا )الطبيعة توقف دون اللذة هذه من أنهش أن على ساعدني مما ، منتعشا

(منظورة غير قوى االنسان في يفجر كنز.أقولها أن على الأجرؤ كثيرة أفكار لي وتراءت ، أكتشفها أن أريد كنت شيئا األنسان في ان لكم قلت ماحصل فهمه. وهذا الى سبيل ال ، غامضا

.بالضبط لها ان تأكدت ما بشكل ليس عالمها . وان خاصا عالما عالم عن بعيدا ، الوجه مرتاح يبدو . كان تماما عنه ومختلف بل ، فحسب زوجها ومليئا

يجعلك الحزن من مقدار وفيها ، متعبة ، قلقة تبدو كانت. والرضا بالصحة الصغر. الى أقرب وجسدها ، ناعمة ، رقيقة مالمحها . كانت وتحبه به تقتنع

الى تفيض بأنوثته تشعر النساء من نوعا هناك لكن ، قصيرة تكن لم.والشفافية النحول الى أقرب جسد من ، بقوة الخارج

المعتم ، الزجاج عبر الى أقرب صغير بنداء . تكلمت عيناها تكلمت ، قليال واالفكار الكلمات . كانت الرعب علي استولى . وفجأة نائحة همسة اليها تدفعنا خطرة رحلة أية أنت؟ : من البروق مثل رأسي في تتقاطع الملقى المتعب : وأنا مرفأ عن يفتش عينيك في الساكن البياض ؟ الرياح

أريد المرفأ؟ هذا أكون وهل العالم عن البعيد الركن هذا في صغيرة يدا . أحس تسندني ودافئة .ويفني بسرعة يتدمر داخلي في شيئا

خفقة يحصد بيننا : الزجاج مبلول ديك مثل أنتفض وأنا صوت دون صرخت.الحلم لذة ليذيب المطر يأتي ثم ، ويدحرجها نار كتلة يعجنها ثم القلب رأسي هززن . بلذة . شعرت المطر من عجولة قطرات تساقطت ، قليال مقدسة . أنت . اتركيني لي اغفري: بعيني لها . قلت بالحزن قلبي امتأل

. اضطربت الشجرة مشاكس ولد يد . هزت منك اقترب ان اليمكن لدرجة رآني نفسي: لو في . قلت صغيرة للحظة . التفت زوجها وجه رأيت لما

. لوضع عيني القتلع هكذا اليها أتطلع ، الثياب تحت ، ظهري في فأرا الخضراء للنبته . قلت الخنازير أودية في ، ألركض ، ألسير بقوة ودفعني

سدا ارتفعي ، األوقات كل في المباركة الشجرة : أيتها لتستقر عادت التي مرواح مثل تنفرد الخضراء النبتة . كانت قتلي يريدون الذين وبين بيني

،وفي عالية كجبال عمالقة تبدو لحظات . وفي اليد راحة بمساحة صغير

Page 5: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

، اللحظات كل في لكن ، السنديان كغابة قائمة سوداء أخرى لحظات.تشعان عيناها كانت مضيئة، قطرات تشع كانت الضيقة الفجوات ومن

شعرت. الملون الفرح . كان المطر الثقيلة الغيوم من ماينزل يعد لم . وفي بعيد مكان من تأتي األناشيد وكأنها حولي المتداخلة باألصوات

.أم يد وكأنه بالكون شعرت أخرى لحظات عينيها في لتستقرا تعودان تكاد ما .. لكن تسافران عيني أترك وظللت

نظراتها . كانت جديد من أولد أني أحس حتى عالما برعونة يركض طفال والحزن الفرح نحو .معا

والكبت الخيبة سأقتل. والحقد الكراهية : سأقتل أخرق بتحد لنفسي قلت في أدفنها فسوف حولي ما كل من تسرقني التي البلهاء التأمالت . أما

احترق ، اآلن أحترق : أنا بتصميم قلت أخرى لحظة . وفي مزبلة اقرب في عربيدة تساؤالت . ومرت قبل من بمثله أحس أكن لم شيء بلهفة

يحس؟ أن دون يعيش أن لالنسان يمكن كيف أعيش؟ كنت رأسي: أين واالغنيات الفرح من كله المقدار هذا القلب في توللد أن مرأة ال يمكن هل

المجوسية؟ أعد ولم ، مذهلة بسرعة رأسي في تنفجر واألفكار الدماء كانت قادرا فيما كنت: بتسليم لنفسي . قلت فكرة أية أو كلمة أية تجاة الوقوف على

. فأضحك ، اللهفة يسمونه الذي الشيء هذا عن مايقولونه أقرأ مضى يهدأ؟ وال يتوقف ال بندول الى يتحول أن لالنسان يمكن هل أتساءل كنت

: نفسي أجبت ينتظرها؟ ان المرأة؟ يتلهف ان ؟ معنى دون يتحرك أن.الغامض الشيء ذلك في اآلن أقع انني

. لقد النهاية حتى أفواهها تفتح بغال مثل . اضحكوا تضحكوا أن يمكن ، آه!سقطت الحماقة. سحبت : بداية . قلت زورق مثل صدري في يتموج بقلبي شعرت

وجدت لكن ، البعيدة واألشجار الغيوم في واطلقتهما جديد من عيني سمعت لحظة بعد ،ثم أضطرب نفسي .وينوح يتمزق داخلي في شيئا

تحركت لكن شيء، فعل بضرورة شعرت وقد قليال في انتابني آخر شعورا في مدفون أني قاتلة. أحسست برودة اصابتني : فجأة اللحظة نفس

. الحركة أستطيع وال الزجاج وراء مسمر واني ، جليدية كثبان أعماق ترتميان وهما عينيها أخطىء. لكن أكذب. أن أن أردت أبله وباستسالم

أكثر . تجعالنني تجرحانني كانتا علي في تسير وهي خطاها بوقع احساسا أكتشفت ادري ان دون لكن بعيدا، عيني. أرميهما أسحب دمي. كنت

الخضراء النبتة أوراق بين ، الصغيرة الفجوات في أتسلل بدأت وقد نفسي رعب أشد ما ، . آه عينيها الى وأنظر ، وأنظر . وأنظر، هناك أرتمي ،

الغــريـــب : أيها بهمس لي تقول . كانت فتنتها أشد أراها. ما التي العيون العينين هاتين لي تقول . كانت عيني في مأواك ، له مــأوى ال الذي

العمر، من لك تبقى ما تقضي األرجوحة هذه وفي ، أرجوحة لك سأجعل.تندم ولن

تصورت لماذا أهرب؟ لم لماذا. أبكي أن أريد الطويلة السنين اآلن..بعد . عمري طوال بها أحلم كنت ؟ المرات آالف رأيتها وأني ، أرها لم أني

Page 6: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

قريبا، شيء كل لي بدا ، بالعذوبة مليئة لحظة . وفي مستحيلة أراها وكنت ، ناعما 0البقاء وقررت ، جارحا

. لما أدري ال ؟ قصير ؟ طويل وقت مضى . هل المطر أنقطع ما وقت في ، دموعها تعصر ماتزال الخضراء الجبال كانت البعيد الى نظراتي جرجرت . وكانت السفوح نحو صبياني بعناد تتفلت صغيرة جداول الى وتحولها تراخت قد ، قوية طيور أجنحة مثل نفسها فردت ان بعد الخضراء األوراق . الملون الزجاج كقطع يلمع الحصى كان ، والحصى. المطر بعد وتهدلت

بيننا مازال الزجاج وأرتد شاهقا اغتسلتا حمامتان أبديا. وعيناها قاسيا.ما فرح وراء تركضان لكنهما ، باألسى

سوف ، المشؤومة األيام حزن : يا صوت ودون بحقد لنفسي قلت والمعصوب ، الصغير الحيوان . أما اليوم بعد أحزن لن ، كذبابة أصرعك.أقتله فسوف ، الجبن يسمونه والذي ، العينين

فعل كل على أندم . كنت العروق داخل ، دمي في يفرك الصغير الحيوان . أطير طير الى فجأة . أتحول أفعله لم فعل كل على أندم كنت. بعيدا

ينغل كان ، الجنون من يقيني كان ما بمقدار . والزجاج وأرجع بعيدا. أطير ومرة ، نولد واحدة بسخرية: مرة نفسي في . قلت آخر بجنون صدري في

.عينيها في أولد ، اآلن أولد ، . وأنا نموت واحدة توقده ، دمي تفترش الصغيرة الضحكات . أحس تضحكان عيناها وتظل

تكون أت يمكن هل ؟ : ماهذا أتساءل تعب . ودون تطفئة. بالعذابكتاب؟ في ذلك قرأت وهل اللهفة؟

أصدق وال أنفجر ثم ، وأهبط . وأصعد تخترقني العينان . تظل شيئا0وأتالشى

في كلمة أية عنها تعبر ال التي الرائحة بتلك الجو وأمتأل المطر توقف لما الفندق حول ارادة. درت دون أمشي نفسي وجدت ثم ، انتفضت ، الكون

المتجمعة األخيرة القطرات كانت الكبيرة الصنوبر شجرة عند . توقفت حبات ألتلقى وجهي . رفعت حادة بنعومة تنسكب االبرية أوراقها على

.أبكي وكدت ، المطر سمعت ما وقت في وقررت ، فجأة . انتبهت بسرعة حولي ينمو لغطا

بغموض ,شيئا البعيد الركن الى أندفعت تردد ودون ، الواسعة الفندق صالة الى انزلقت

المائدة على يجلسان أثنان ، بيننا موائد أربع أو ثالث . كانت وجلست يحجب أحدهما . كان لها المحاذية قسما أذا ، رأسها أما جسدها، من كبيرا

أعلى الى رفعته الثلج كجبل يظهر فكان ، قليال : ساطعا .متوردا ؟ اآلن بمواجهتي وأصبحت جلستها غيرت ؟ دخلت لما تتابعني كانت هل

ألمس أن في بالرغبة شعرت ذلك وبعد ، أصم دبيب اجتاحني مرت شيئا.والحزن التالشي من حالة علي سيطرت النهاية وفي يداها، عليه

. لم ومتروكة فارغة بأقداح ، بالدخان قديمة موسيقى أصوات أختلطت أعد أفعل أن قادرا أمامي الجرسون وضعه الذي الكونياك كأس أما ، شيئا

.هكذا أظل ال ان آلية ورغبة بالهة نتيجة فكان ، ان ، ال. أتألم كنت . اضحكوا البكاء رغبة ربما ، صدري في يموج آخر شيئا

Page 7: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

.يهمني ال .. كان حولهما يلعبان فكانا الصغيران أما ، جانبها الى يجلس زوجها كان

الزوج يرتمي : لماذا نفسي في . قلت وسأم بتثاقل حواليه ينظر ، صامتايتمطى؟ أال كلمة؟ لها يقول أال ؟ هكذا

، اشتمها السعادة، على يقوى ال الذي الرجل أضفت: أيها مجنون وبحقد تبقى ان عينيها.. اما في تطلع ، يدها أمسك اليغافره فهذا ، كالجثة مصلوبا

. أحد الباب . عند بعصبية القاعة أغادر نفسي . وجدت أحتمل لم لماذا أعرف ال

من تنزف التي البالهة خجال. تصورت . امتألت برجل اصطدمت الدوار عيونها وتصورت ، أحد يحتملها أن من أكثر وجهي . تشدني حريرية خيوطا الضحكة تلك تضحك كانت ، ألعتذر وجهي رفعت . لما نظراتها من هربت

.المغفرة تشبه التي الصغيرة.ربما مراهقة؟ . تقولون اضحكوا

. كنت المائة في . كنت الثالثين في كنت وكنت ، كبيرا لي وكانت ، صغيرا.عالقات

. تخاصمنا نفترق ال وميرا أنا سنين ثالث منذ بعدد رضينا ولكن ، كثيرا . وميرا أكثر لي غفرت لكنها ، الكثير لميرا . غفرت تخاصمنا التي المرات

جسمها . أما الكستناء بلون عينان لها ، طويلة ، شقراء عنها أحدثكم التي فكان شتمها وربما ، حسدني معي تسير رأها انسان أي ان لدرجة ساحرا

. كانت بشيء تعبأ لم ميرا لكن ، سره في عالما أحبها وكنت ، غريبا تتحدث تكن ولم ، والشعر الرياضة تحب . كانت لغرابتها . وقد ذلك عن اال قبل سأموت أني وتنبأت ، هكذا نفسي أهمل ألني كثيرة مرات المتني

علي خشيت ، مرة ذات مرضت ولما ، األربعين فوق تبكي وظلت كثيرا وتبين شفيت لما لكن وشيكا، أصبح موتي ان الشك داخلني حتى ، رأسي

، تسلم لم ، الناس معظم يصيب عارض مجرد منه اشكو ماكنت ان الى مشيرة ، القاسية الكلمات توجيه عن تتوقف وال ، تلومني وظلت

بالغدد "مصاب اني وأكدت الرقبة عضالت بروز والى عيني في الصفرة أر فلم ، للراحة الجبل الى السفر قررت عندما ذلك" أما يدرك ال والطبيب

عينيها في او ضجرا القرار لهذا فرحت انها قلت اذا أخطيء وال ، احتجاجا أية ، الرياضة مارست اذا خاصة ، صحتي على مفيد تأثير له "سيكون الذي

وكنت ، رياضة بكل السرطان يسبب الذي ، الخانق المدينة جو عن بعيدا"تأكيد

لي حضرت ، بذلك ميرا تكتف لم ))المفيدة األغذية من أنواعا لي تشتري أن أصرت القطار محطة الى طريقنا والضرورية((. وفي

وقد ، هكذا كبير : قلبي اليها تشير : وهي قالت ، كبيرة خضراء بطيخة تعبت ال ، الباص الى بنقلها ثم ، آلخر قطار من البطيخة هذه بنقل كثيرا

وانفلقت يدي بين من انزلقت اللعينة البطيخة ان لكم قلت اذا تستغربوا الفندق باب عند لي وسببت تماما ورأيت ، احراجا ضحكا عيون في مكتوما

. حولي كانوا الذين كنت ، هكذا لي عنت الجبل الى السفر . وفكرة المرض من لتوي خارجا

العالج" واستغربت من أنها ، ضرورية "النقاهة ان أصرت فقد ميرا أما .بذلك علي يشر لم الطبيب أن كثيرا

Page 8: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

. باوال مع عالقة على الوقت نفس في . كنت وحدها ميرا أعرف أكن لم الموسيقى تكره ، صريحة ، بسيطة: آخر نوع من امرأة وباوال

(.الفلسفة تدرس )باوال الفلسفة الحزينةوتكره بالروج الملوثة السجائر أعقاب من بوضوح ذلك ويظهر ، بشراهة تدخن

السكر لدرجة الشرب تهوى باوال . كانت والحمام الغرفة أنحاء جميع في وكنا ، البكاء ثم نقضي دائما .والحزن والجمال الروعة شديد وقتا

والتي ، الصلبة واألثداء الكبير الصدر ذات باوال ، باوال وقبل ميرا وقبل عرفت وبعدهما ، المرأتين هاتين . قبل اللذيذة رائحتها انسى ان اليمكن

احد ان . ولو آخر أنسان الى تحولت الملعون الصيف ذلك في . لكن نساء الذي السحري العالم ، الزجاج وراء من ، وأرقب الشرفة تحت أقف رآني ان لو ، فجأة علي تدفق الى وتحولت عضالتي تهدلت وقد ، رآني أحدا ان لقال ، بندول .علي يسيطر ما نوع من جنونا

ان أردتم واذا. كذلك أكن لم أني تقولوا ان . أتحداكم نعم ؟ مراهق تقولوا بين أتنقل أكن كثيرا. لم اخطئون فسوف الحرمان عن آخر شيئا ، الزاهي بثقله ، الفخذ أمسك محروما. كنت أكن لم لكن ، كفراشة النساء

يداي , وكانت والظفر االمتالك بنشوة روحي لتمتللىء وأعزه يدي بين فوق تحومان اليدين أترك وهناك ، ، الصدر الى ، أفعى مثل ، تتسلالن داخلي في وأصرخ االرداف الى تهطبطان أتركهما ، الظهر وراء ، النهدين: الحية فحيح يشبه بصوت

.التخمة حتى تشبع أن يجب ، أشبع ، العنكبوت خيوط تشبه لحية له ، أعور حكيم بينكم وجدت اذا ولكن

أنه ، الطفولة أيام الى بأصولها تعود هذه مثل حالة يقول: أن فسوف صغيرا، كنت لما أمي ماتت . نعم األم عطف من الحرمان ، الحرمان

كبيرة بكلمات الناس ليغرق كضفدعة فمه يفتح الذي الحكيم هذا ولكن ، الجنسية والعالقة االنسان جوهر يكون أساسي شيء الى يفتقر وغامضة

.الحب الى يفتقر الدنيا في أهيم . أن السادسة عمري يتجاوز ولم أمي أفقد . ان الحنان

كان لو حتى ، ماض شيء كل على وأعيش متى، والى لماذا الأعرف.أحالم مجرد معينة حاالت وفي ، أعمى زمن مجرد

أشياء الى ينتهي بحيث ، حالتي دراسة في يسرف ان تحليل ألي يمكن الكلمات في مأوى يجد ال فيه نفسي وجدت ان األكيد األمر لكن ، كثيرة

اآلن رؤوسكم في تموج التي والبلهاء القاتمة يا "وأنت لرادميال أذهب ان قررت قد الفندق قاعة من أخرج وأنا كنت

قولي لماذا؟ أليفان؟ شفتيك تعطين اللحظة تلك في كنت لماذا رادميال". ألستريح كلمة قولي ، السماء بحق

ان لو بنظركم اآلن لكنت حصل آخر شيئا انسانا اسمعوا لكن ، سويا: ماحدث

أو األيدي نستعمل أن ودون كلمات دون ، تخاصمنا السابقة الليلة في وايفان . تخاصمت الجارحة األدوات الرقصات عدد يوازي المرات من عددا

على وكان ، الرقص قاعة وسط في نجلس ، نساء وثالث رجال أربعة . كنا

Page 9: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

يدفع أن ، يتحمل أن منا واحد رادميال اختارتني لماذا أعرف . ال ما ثمنا فالس سمعنا . وعندما اتفقنا الرقص انتهاء . قبل لمراقصتها كثيرة مرات

كنت فقد التالي الصباح . أما الفراش في نلهث كنا فينا لدرجة حزينا أما ، الحياة وأصل الطبيعي بالناموس أفكر كنت الظهر . وعند منفرة

، ومهينة بائسة كانت انها فأعترف رادميال بها أجبت التي الكلمات. بسرعة مني تنتقم أن وقررت ، الغداء بعد بعصبية رادميال وغادرتني

ان منذ عيني في الشهوة بانت . وقد طويل وقت منذ رادميال أعرف كنت:وقالت كفرس رأسها . هزت الفندق قاعة في التقينا

التي الضحكة " لكن نوع أي من متاعب أريد وال طريقي، من ابتعد" أمسكت ، أحتملها لم لدرجة مسعورة كانت ، الكلمات هذه وراء انفجرت

المشبع اللحم وألختبر ألتمتع ذلك أفعل . تركتني وضغطت ، الزند عند يدها وفي هنا طويل، وقت لدينا : " مازال وقالت بدالل يدي قرصت . ثم الهني

".المدينة..بالراحة شعرت رادميال تركتني لما

، البحيرة ضفاف على ، الناعم الرمل على ارتمت لما ، التالي اليوم وفي أنظر وأنا تنتابني كانت التي الرغبات . أما والحزن الالجدوى حالة أصابتني

.ومتداخلة غامضة فكانت البحيرة أعماق الى تلك واجهت .التبدد الشديد والغموض الالجدوى من الحالة تلك وفي

وأصبحت ، تتدمر ثم تتفتت حياتي وبدأت ، النظرة .ملعونا . ألنقذتني نفسها أعطتني ، المطر بعد ، الغروب ذلك في ، رادميال ان لو

على تطبق وهي ايفان وشفاه. بسرعة . هربت تنتظر لم رادميال لكن أركض جعلتني ، للمطعم الخلفي الباب قرب ، الصنوبر شجرة تحت عنقها

. البحيرة نحو ال المتأخرة الصغيرة السيول وكانت ـ معتكرة المطر بعد البحيرة كانت فقد ، رخيصة كتعزية ، أمسكته الذي الزورق . أما بكسل اليها تتدفق تزال

قرب ، الحجارة أحد على جلست . وعندما يهرب كأنه ، يدي بين انزلق الثياب كأنه يغطيني بالحزن جديد من شعرت ، الشمال ناحية ، القنظرة

الثقيلة،والتمعت ان يمكن ال ، المتورد الجحيم فوهات مثل عيناها . كانت عيناها ذاكرتي في

يد على يرتكز الذي ارب : " أيها اسمعه أكاد ال بصوت لنفسي تنسى. قلت في يسير شيء كل تركت لماذا ، التعساء البشر الى وينظر ، واحدة ... لكنه أن تصورته... وأردته الرب... أخرى الخطرة؟" وتصورت الدرب

..لم وتريدون ، المرتخية الشفاه الى الذاكرة من اآلن تندلق كلمات أية ، وأنتم

وجهي؟ في تقذفوها أن . فاذا الليالي أغلب في والمطعم الرقص صالة سجناء الفندق نزالء نحن الرحب المدى في خضراء ككرة وتدحرج ، المتربة مغارته من القمر خرج ذرات في ينتشر الدفء وكان ، ذلك حصل اذا ، السماء يسمونه الذي

، الصديد بلون أصفر سعار والنساء الرجال عروق يصيب ، وينعشها الهواء الكبيرة الحديقة في الضيقة الطرقات الى يخرجون النزالء أغلب وكان

بقسوة أيديهم يشبكون كانوا وهناك ، الوادي أطراف تصل والتي ، للفندق في قذفوا ، الدماء تحركت حتى ، الكالب بشهوة بعضهم ويقبلون ،

Page 10: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

.الفراش الى مذعورة قطط مثل ركضوا أو سراويلهم يتوارون الليل وفي ، األشجار تحت ، الصاالت في ، كثيرون الفندق سجناء

ملوثة بحيرات بصور المزهوة الغرف في أو الزوايا في القمر ضوء في.األلم معنى يعرفون وال ، يضحكون ونساء رجال وحولها األلوان

الذي الصغير الحيوان ذلك لدمرت التالي اليوم في المطر يسقط لم لو أحصل ان نعم أخرى، مرة رادميال على حصلت . لكنت فجأة رأسه رفع

يمكن أحضانها . وفي أيفان من أنتزعها ان ، ما وبطريقة أخرى مرة عليها فال عيني أغمض أن . يمكن دمائي الى المتسرب الشهيق هذا أنسى ان

الغامض الشيء هذا ، والحزن واللهفة بالنداء المخضبتين العينين تلك أرى مثل ، رادميال أحضان . في الحب كان ربما والذي ، اسمه أعرف ال الذي أستيقظ أن . وقبل أنسى ان يمكن ، مرة أول حزينا ، األمر ينتهي ، ونادما

تمنيتها التي النسيان شهوة . لكن رأسي من وتتالشى العيون تنطفىء هاربة ، ..: واسعة ذاكرة مثل أصبحت .األلم يغادرها ودائما

ال حنين يتملكني المطر سقط اذا ، السنين مرور . وبعد اآلن نعم ، واآلن. تنتهي ان وتوشك ، محاصرة ، صغيرة بالدنيا . أحس أبكي ألن يوصف كان ، فقط الصيف مطر يكن لم وهناك مطرا كثيفا من ينبش متواصال

تريد ال الملعونة األحزان أن تعرفون . وأنتم والذكريات األحوان الذاكرة وفي ، تنتظر أنها ، أكفانها من نفسها تنتزع لكي المهرجين من جوقة.لتفجر تترصد كأنها ، مزدرية شامخة تقف لحظة صالة في األمر أول أخرى. جمعهم مرة السجناء جمع اللعين الصيف مطر

على وجباههم وقفوا ، الصغار ضج المقهى وفي ، المقهى في ثم ، الطعام لحظة بانتظار األبواب عند وقفوا ، المطر الى بحقد يتطلعون الزجاج

جلدية محافظ من أستخرجوا فقد الرجال . أما ما مكان الى الهروب(األحيان أغلب )سوداء

فترة وبين ، بملل الحروف الى ينظرون وبدأوا ، أيام عليها مضت جرائد أن . وقبل الورق يلعبون يتعبون وعندما ، المطر الى ينظرون وأخرى تشاغلن فقد النساء أما ، أكبر بسرعة البيرة كؤوس تدور النهار ينتصف

ثم ، الثياب وتبديل الغرف الى الذهاب ، األطفال : مالحقة كثيرة بأمور!شيء لكل النشيطة والمراقبة بصمت الجلوس

. ومعبودتي وضعت لماذا أدري وال ، رمادية وكنزة ضيق أسود : بنطال هناك كانت !كتفيها على شاال ، الصالة نظراتها وجانت ، الطاولة على مصورة مجلة معبودتي ألقت أن يمكن آخر شيء أي ؟ أحلم ؟ أتوهم ؟ عني تفتش كانت .. هل تفتش

تقولوا؟ يتساقط المطر كان أطويه أن أستطيع ال كتاب يدي مشبعا. وبين عزيرا فيه أقرأ ان أستطيع ،وال متكورة تجلس هناك واحدا. رادميال؟كانت سطرا . كعاشقين يتهامسان . كان األلتصاق لدرجة تقاربا وقد ، أيفان جانب الى لهما سببت االفطار أثناء عليهما ألقيتها التحية وحتى ، نحوي ينظرا لم

. خاص بشكل أيفان ازعاجا، كانت الثالث اللعب رقع لكن ، الضجر ألغتال الشطرنج ألعب ان فكرت

. كقط حولهم يدور وهو ، الرجال يصرع الفم الواسع التى وكان ، محجوزة

Page 11: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

جلست عندما أما الخوف. جلست علي استوال فقد ، الالعبين ارقب قريبا الفتى ذلك بضحكة القاعة امتألت التي المرات بعد وهزمت ، مستسلما

المسنين اولئك من ينتهي عندما ، كقط يدور والذي ، الفم الواسع.الواثقين

نهايتها في الفم الواسع الفتى حاول ، ماكرة لعبة بعد ، أستدير وأنا وفجأة ضحكته وجلجت ، أنتصر ، األخيرة النقلة في ، لكنه ، بالهزيمة يتظاهر ان

. مذهلة لدرجة قريبة . كانت رأيتها ، جلستي ألغير أستدير وأنا ، الواثقة أم : " يا األلم من أتلوى وأنا أعماقي في صرخت أختنق اني شعرت ، الخصبة األرض قريبة اراك أن أحتمل ال ، اذهبي ، الحجر يشعل يالهبا

.الرعب من نفسي سحبت حزين أستحق". وبخوف ال هكذا

مجنون بعناق عينيها. شعرت الى أتطلع ألن وقررت ، بجموح تنفست الناعم الدفء بذلك شعرت لحظة بعد ثم ويوقفه يدفعه ، دمي في يزدحم

خضراء كخيمة . كانت تمألني رائحتها . شممت عيني . أغمضت يغطيني في ، حولي المدى ان أحسست ، جاءت متى أتذكر بدأت ولما ، فوقي يزداد بدأ ، معينة لحظة ثم ، كلها األرض غطى حتى وبياضا، اتساعا

ليصبح يتساقط الدفء الى أقرب بشيء أحسست حادا كاأللم ومسيطرا.اللحظة تلك في جاءت انها وتأكدت

كرسي حركت لما . سحبت قدمي قدمها مست لها، ألفسح ، ألعتذر قليال استدارت ثم ، شاحبة صغيرة ابتسامة وجهها وعبرت الي نظرت. قدمي

.ومشت بعبقرية . الفرح من ، الضياء من هالة . كانت العين كجفن قريبة أراها أراها، اآلن

أن وليت ، وأختنق الكلي بالخرس أصاب . ليتني الكلمات بؤس أشد ما ذلك يهزمني لم الحزن أن . لو أخرى أيام بضعة لي وفية ظلت رادميال بنظركم اآلن معي. كنت رادميال لظلت ، الصباح وايفان ، لكن ، ظافرا حاصرها، حتى ، حزني من تخرج يراها كاد ما أذ يتعب، وال يكل ال ، ثعلب

رأيت رادميال هربت معا. عندما هربا ثم ، لتقتلني بسرعة له واستسلمت.الهلع أصابني ثم أقاوم، ان أستطع لم ، تمتصني ساحقة هوة بعيني

األرض جعلت فقد ، علي ارتمت التي الحزينة الصغيرة األبتسامة تلك أما ، . وأنا ومذعورة متشجنة . كانت األبتسامة تلك عذاب أشد ما آه ، تغور

أجبن هو من ظهرها على تحمل لم األرض ألن ، شيء أي أفكاري سموا اللحظة تلك في . كنت مني الظهر مقوس أرنبا من أخاف كنت. وملعونا

تجلدوني ان يجب ، الناس أيها . وأنتم الريح صوت من األشجار، ظالل أبصقوا أبدا، الرحمة أستحق ال وأنا ، معي رحماء تكونوا . ال الجلدات مئات آه شجاعة، أبنسامة ، أخرى قدم مسة لوان ، قلتها كلمة أن لو ، علي

اذا ، السنين مرور وبعد ، واآلن ، أطيق مما أكثر تعذبت لقد ، اتركوني.أتعذب ، المطر يسقط لم اذا ، المطر سقط

وجهه . كان بذعر تلفتت ، أرتجفت ، كتفها على نقر وشعيرات ، جافا او رغبة تحمل تكن لم وجنتيه، يغطي الينتهي داخلي نزيف اثر من ، حمراء.مختصرة أوامر ثم ، ورضى واثقة، . صالبة ما شيء عن تعبر عالمة أرشح . كنت أخضر كون قطة. احتواني بهدوء جانبه الى مشت . جبنا

Page 12: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

ان خوف العيون في ينظر ان يقوى وال محاصر مذعور حيوان الى نحولت ، المسموعة غير ، األصوات اما ، التنفس أحاول وأنا ألهث . كنت يصعق

هائل دوي لها ويصبح ، صدري بجدار ترتطم فكانت ، داخلي ماجت التي عليها أرد ان استعطت لو : "آه غابت ان بعد لنفسي . قلت موجع

"واحدة بابتسامة تبعد وهي شيئا. أما أر لم ، الالعبين بمتابعة أتظاهر كنت ، تصوروا

، الوسط في تسير كانت أتابعها اليها، أنظر بدأت ، مذهلة جرأة فتملكني وهي ، الصغيرة قدمها كانت ، اليسار ناحية والولدان ، اليمين ناحية زوجها ، دمي في تزحف خطوتها كانت ، خطوة كل في قلبي على تدوس تنتقل

الكي الرب : "أيها العذاب من والحزن. صرخت بالنقمة . شعرت تركض اريد القدرة في ، قدم نقلة كل أختنق". ومع ال لكي الهواء من قليال

وعيني. رقبتي يجز القدم ضغط كأن تنفر دمائي أحس ، الفارعة الساحة لكما أنسى : لم مبحوح بصوت . وأخاطبهما ايفان وأتذكر ، رادميال وأتذكر

.األساءة هذه لي لغفرت صدري في يركض الذي العذاب مدى لمست رادميال أن لو

: تتركني وهي بتعال لي قالت . لكنها حزني.المجاورة القرية قبور على وأقرأ ، أخرى مرة التوراة معك احمل-

أحبه ال. يارادميال الحزن أكره" ظهر على رجال تتصورين . وهل أبدا التي الكلمات هذه لها اقول كدت حزينا"؟ يكون ان يحب كلها األرض . ظللت أفعل لم لكني ، رأسي عبرت .صامتا:قالت ثم صامتا، رأتني لما راسها وهزت الي رادميال نظرت

الدراسة الى نعود وبعدها ، البحيرة جانب الى ، الجبل في أيام عشرة- تنسى؟ أن تريد ال لماذا ، . وأنت ننسى ان والعمل. يجب

لها أقل لم شيء. أضحكوا اي تقولوا ان تستطيعون ال ابدا. وأنتم شيئا مثل أشتم فسوف قهقماتكم علت . واذا ارى ان دون ولكن ، بسخرية

. القلوب الى تفتقرون من يا ، الخنازير أيها: لكم اقول سوف ن ابليس صدوركم فوق المنتشرى الدمامل تشفى لكي أمهاتكم عليكم بالت يامن

، العنق أربطة يا ، : أنتم أكثر أقول سوف فقط، هذا أقول لن ، ووجوهكم تعرف ال رحيما. الرحمة أكون يوم. لن ذات األربطة بهذه أشنقكم سوف

الصدور ؟ المجوفة الصدور ارحم؟ ان تريدون قلبي. ومن الى طريقها.كوحش أتصرف سوف ، تخافوا ال أنتم؟ بالقيح، المليئة رغبة او ثور قدرة لي كانت تنته. لو لم الليلة تلك ان لو آه ، يارادميال وأنت تلك الذيل. كانت مقطوعة قطة مثل جانبي الى تلبدين اآلن لكنت ، كلب . وكنت الحزن فاجعة ، قصيرة الليلة ثورا هرما . بسرعة تعبت. مهزوما

تركتني ـ تحتملني . ولم والندم الحزن أصابني الصباح . وفي ارتميت اصبعي أضع اراها، أعود وال قدسيتي يبتلع الباب أرى وأنا ، واآلن ، رادميال

. ذهبت ، موجودة تعد شيئا. لم أرى ان أريد أكن . لم واضغط عيني في تختار لكي المرآة أمام تقف هل اآلن؟ مالبسها تخلع هل ذهبت؟ أين

كيف واحدة؟ لحظة عنها نظره يحول ان يقوى هل وهو ؟ جديدة مالبس يمرغ أن دون ، عطرها تحت يزحف ان دون تمر ثانية يترك ان يستطيع

قدميها؟ عند وجهه ، االعترافات تلقي المقدسين اآلباء أوكلت يامن -"أستغفرالله"، أيها وأنت

Page 13: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

تفعل ان بك أولى كان شيئا ال الذين هوالء تأمر أفضل. ان آخر.. شيئا بالصمت تأمرهم أن ، الخطيئة عن ، القداديس أثناء حتى لحظة، يكفون

تقول أن ، أكثر قدرتك تتجلى لكي خشوع لحظات تقف وأن ، المطلق للشعيرات تقول أن القلب". أو غذاء الحزن من : " شيء لرادميال

الموجعة ، الفراشة هذه : " أترك الراضي الصلب الوجه على المنتشرة تعطني لم ، الرب أيها الفرح". لكنك بموسيقى الحياة تلون أتركها ، القلب

يكون أن لقلبي تقبل لم شجاعا. لماذا قلبا فقط؟ واحدة مرة باسالهكذا؟ حزينة تبدو لماذا ؟ تفكر ؟ تبكي غرفتها في كانت هل

األبد؟" الى قلبي في المتوجة القدسية أيتها الحزن : "لماذا بيأس لها قلت0

سودا كآبة وتمطت ، حزينة هكذا رأيتها لما تخنقني الكآبة بلفحة شعرت!هكذا يحزن ان يمكن االنسان ان تصورت لما قلبي في ألن ، وقت أي أدري )ال ما، وقت في روية( دون رأسي عبرت كثيرة امورا

. وحيدين كنا ، . تصورا الصالة في وحيدين . كنا وحدها الصالة الى جاءت ذات قرأتها كلمات ذاكرتي الى . انقذفت أرتجف . بدأت بالخوف شعرت

وهما عيناها لي قالت ، بشموخ حزينة . كانت اليها . نظرت قبر على يوم آسرة بطريقة . قالته عيناها ذلك قالت نعم تريد؟ : ماذا علي تنسكان الكرسي الى . أستندت تكومت. قبل من أكثر الخوف أصابني ومدمرة

. داخلي في تموجت البلهاء الحركة من آخر كرسي . سقط أتمزق ال لكي تلملمها أن حاولت التي ابتسامتها لكن ، الدم يخض دوي لسقوطه كان شيء كل جعلت ، رأسها بثني .متفجرا

. أخذت جلست مكانا رأسها . هزت بارتباك اليها . نظرت وجلست بعيدا ألضمها ما بطريقة أجمعها أن أريد . كنت تغني أو شيء على تصمم وكأنها

، حقيبتها من سجارة . أخرجت وتفكر الجاج عبر تنظر . كانت عيني في . جمرة الى يدي في تحولت الشمس أن لو ، . آه بتلذذ التبغ رائحة شمت

أريد . كنت واحترقت السجارة لها ألوقدت واحدة مرة حصل ذلك ان لو. أفنى ان الذليلة والقداحة السجارة تشعل تركتها لماذا ؟ اقترب لم . لماذا اذوب أن

أن قبل مرة من أكثر الي تطلعت ؟ حمامة حثة كأنها جيبي في تنام تجد ال انها لي . بدا تشعلها كنت. أعمى كنت ، كبريتا أيها . وأنتم جبانا

تحاسبون هل ، المقدسون اآلباء رجال رغبة قلبة في يحمل وال ، جبانا ان يجب ؟ يستطيع وال حزينة امرأة سيجارة يشعل ان ويريد ، شريرة تقولوا تهز ان تستطيع ال ذاكرتكم في ارتمت التي االعترافات . ان شيئا.الرب عرش في شعرة

. معنى دون شيء كل لي بدا ، تحاصرني بنظراتها اليها. أحسست انظر أن استطع . لم نهضت فجأة

أنطر ال . أصبحت عضالتي تصلبت يائسة برعونة . لكن تالحقني الى اال أرى أعد لم لحظة .. وفي أمام .شيئا فيه أفعل لم ، أدري أن دون اليه ذهبت الذي ، المرحاض وفي ، شيئا

.وخرجت ، بازدراء القداحة قذفت اني سوى

Page 14: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

وبدا وكثافته قسوته فقد المرة هذه لكنه ، الصيف مطر كان مزدهرا عابثا.الرذاذ الى وأقرب ابتعدت أجد مرة . ألول وبكيت شجرة الى . استندت الفندق عن كثيرا . قلبي . أبشعها الكلمات أقسى . قولوا أبكي طويلة سنوات بعد نفسي وأنتم لماذا؟ يعرف وال ، يدري أن دون يبكي كطفل قلبي . كان بكى الذي

الذي قلبي من تسخرون ، المزهوون ، الوقورون ، المسنون ، الكبار ،.يوم ذات منكم انتقم سوف ، يهمني ال ؟ بكى ثالثة للغاية( مر غريب شيء ذلك ان ، وقت أي أدري ) ال ما وقت وفي

يضع وكان ، ألحدهم . قلت فالحين :فمه في غليونا وأريد ، جيد . تبغ تبغ لدي- نبيذا .التبغ بدل جيدا. لهم بدا ما هذا أو ، لذيذة الكالم في طريقتي كانت-

:منهم واحد لي بحب. قال الي . نظروا ضحكوا. التبغ نريد وال ، النبيذ من كبيرة زجاجة وخذ معنا امش- أريد ال أو التبغ- .شيئا

ومشينا بصمت رؤوسهم هزوا قبل . لكن صامتين الوقت أغلب . كنا معا نظر. سبب دون عالية، بضحكة منهم واحد انفجر ، القرية نصل أن

ضحك الذي . قال الضحك شاركاه ثم ، باستغراب اليه اآلخران وهو أوال:قبل من اكثر الضحك من يغرق

مرة رأيت- . كان السوق قرب أسود رجال طلب ، ينبغي مما أكثر حزينا أعطيه أن الي . رجا رفضت ، حذائه مقابل نبيدا من أهم شيء مقابل نبيذا.بكثير ذلك

: الرجلين أحد سأله وبلهفةمنه؟ أخذت ماذا- :قال- في لكن ، امرأة اجل من باالنتحار يفكر كان ، أفكاره أخذت الليل في-

وضحكنا وغنينا شربنا ان بعد الليل ، نفسه ويشتم يبكي الرجل بدا ، كثيرا! منا يهرب أن سوى بشيء يفكر لم الصباح وفي

. بأستغراب الي . نظروا الرجال وتوقف ، توقفت القصة سمعت عندما: قلت

أريد ال- !شيئا: لهم .قلت يسمعوها لم أضنهم كلمات قلت ابتعدت ولما

" الحب معنى تعرفون وال ، قلوبهم ماتت رجال انتم" خطوات تزال ال بيننا والمسافة قال ، الثالثة الرجال احد ورائي ركض: كثيرة

.والحب النبيذ ، ماتريد كل عندنا ، يابني تعال- . بدا وجهه في نظرت ، وصل حتى توقفت : . قلت حزينا

أريد ال ، أمزح كنت- !شيئا ان تأكدت. يراني ال لكن ، الي ينظر ظل ، المر أول يفهم لم- في هما

تناولها. اليه قدمتها ثم ، وأولعتها ، سيجارة . استخرجت يعذبه قلبه: للرحيل استعد وأنا . قلت رأسه وهز بصمت

.أنت تعود أن واألفضل ، أعود أن األفضل- .وأسف صغيرة بتحية يديه ورفع ، بأسى رأسه هز

Page 15: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

واسمعوا تعالوا ، المقدسون اآلباء : ايها الفندق الى اتجه وأنا لنفسي قلت لم اآلن . وحتى الحزانى بالرجال مليئة األرض. حزين رجل اعترافات

ال فأنتم ، لحظة كل يموتون الذين اما ، المخطئين اعترافات سوى تسمعوا ال ، األخرى باليد ويعبث يد على يسند السماء، في الذي حتى ، تعرفونهم

هذا خلق فلماذا يعرف كان واذا ، الحزانى منها يعاني التي اآلاللم يعرف".الله الحزن! "أستغفر من كله المقدار

وصلت وصلت لما . الرجال أر . لم الخلف الى نظرت الفندق من قريبا أعماق من نفسها تسحب كأنها ، متعبة باهته تبدو القرية أضواء كانت!الكراهية مغارة أجد لم السهرة . في نمت التاسعة حتى الصالة في مكانا . كان بصعوبة اال

، اتوا قد الغرباء تزال أال مبكرة؟ ذهبت هل ؟ أتت أرها. هل فلم هي أما هو وهو.. أين ؟ جائعة فراشها الى آوت قد تكون أن يحتمل وهل ؟ حزينة

؟

. شربت وأيفان رادميال وكانت ، الغرباء كان لفتاة وقلت. الليلة تلك كثيرا:الرقص طلب في النساء دور حان عندما تراقصني ان ارادت

أن لو لكن ، أرقص . قد بالحزن يطفح قلبي- كان آخر راقصا عني بدال.هانئة ليلة لقضيت المأثور القول بهذا نطقت الذي أنا أكن . لم تجب ولم ياحتقار إلي نظرت

!نادرة بشجاعة رأسي مألت الكونياك فكؤوس ، تظهر فلم هي أما. األوالد ورأيت تظهر. رأيته لم التالي اليوم صباح طوال عبث فيهما يربض اللذان القنديالن وعيناها، أنتحرت؟ هل تنام؟ كانت . هل : أيتها بنزق لنفسي قلت هما؟ أين ونفيه، وجوده وجبروته، قوته ، االله

. أعبدك . سوف فيها أعيش التي الحياة ظلمة في انفجرت التي العيون.كلهم األرض مجوس من أكثر مجوسي انا

الذين الصغار العشاق قصص تذكرت متشائمة، أفكار في أغرق وأنا أشجار على بحبال أنفسهم علقوا الذين السم، شربوا الذين ، انتحروا ال ، . أنا بأسى عنهم تحكي ، عنهم تحكي القديمة الكتب. وماتوا ، الزيتون

كبيرا؟ أصبحت . هل الجسارة بهذه التفكير على أجرؤ انتحر. ال ان أريد المسنون؟ الكبار انتهى كيف ؟ والكبار مراهقا، أزال وال لكم وقلت

الفم حول بهناءة تربض الغصون ، رؤوسهم في تتوغل البيضاء الشعرات في هذا قرأت هل انتحروا؟ هل ، أحبوا ولكنهم كبارا، كانوا ، والعينين

لكم أقوله . ما تستجوبوني ان حقكم من ليس توهمته؟ سمعته؟ كتاب؟! تصدقوا أن وعليكم ، حق ماذا ، موجعة بنعومة قلبي يلعق والذي علي، الزاحف الدبيب ، زانا

احتملها ال لدرجة خطيرة انها ، الحب كلمة لنترك ؟ الحب اللهفة؟ أسميه؟ على تحولت وربما ، استعمالها في اخطىء قد ، القسوة شديدة انها ،

أقرب أحسه ما . ان هكذا طليقة اتركها ان يجدر ال انشودة الى لساني. البكاء رغبة الى

!الحنان الرجل هذا يحتاجه ما لكم : قلت اآلن يصرخ األعور حكيمكم في يبول حتى ، ترعبه بجسارة أصرخ ، الحكيم هذا وجه في أصرخ وأنا

الشوق ، الوحدة ، الصيف مطر ، الجبل هذا في المنسي ثيابه: االنسان

Page 16: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

حبة بمقدار ولكن ، أكذب ، عليكم أكذب ال ، ال ، المرأة ، النسان الجارج ليد ، رحيم لعناق اشتاق الجبلي المنفى ذلك في . كنت الصغيرة الدواء

أتالشي حتى فيهماا أذوب عينين أريد . كنت يدي على تقبض دافئة صغيرة. هي وكانت ،

بمطر المغسولة الصنوبر اشجار أوراق مثل نظيفة أفكاري ان لكم قلت لو هذه تتحول ان أفكر . لم بالمضاجعة أفكر أكن لم . لكن لكذبت ، الصيف . أن أقبلها . ان يديها ألمس أن أريد كنت ، راداميال إلى يدي بين المرأة

رأسي أقطعوار ذلك من أكثر فكرت .اذا وأغفو حضنها على رأسي أضع تقولوا أن تستطيعون ماذا ، التزمت الشديدو أيها وأنتم ، للكالب واعهطوه

هي أين ولكن ؟ الخطيئة رأسي؟ في تحركت التي الصغيرة األفكار عن ال إليها تستندون التي المسيح . ووصية أشتهيها ال اللحظة حتى الخطيئة؟

أمرأة اشته . لم البساطة هذه بكل رأسي لتنتزع مقصلة تجعلوها أن يمكن!أموت ثم واحدة لحظة الجنة تلك في أغفوا أن أردته ما كل ، غيري

غليظتان . شفتان ايفان كتف على المساء عتمة في متطاير . شعر رادميال بعد فيما رأيتهما كما مثيرتين شفتاها تكن لم أقبلها كنت . عندما شهيتان

وايام تنظرنا يارادميال!" المدينة مني ستهربين " أين ايفان، تقبل وهي ."أرفعي أخرى مرة شفتيها اكتشف سوف المدينة وفي. الطويلة الشتاء".الشفتين أرى ان أريد ، تتحركي . ال إلي . أنظري رادميال يا رأسك

اريدك ال القطة بالراحة، لشعرت بعيدة كنت . لو هنا ، يارادميال ابدا اآلن . تبتعد الخرمشة عن لحظة تكف ال ثيابك بين تنام التي الماكرة البحيرة شاطىء . على اراها ان لي يسمح الذي المقدار إلى لكن ، وايفان

. تعطيني وجلست مثيرة بسرعة وجهها أبعدت وجهي رأت اذا حتى ، تدور التبغ قرب الكبيرة الصنوبرة ونحت ، النظر عن تكف ال ولكن ، ظهرها تختار مني". ستفلت قطتك أن تصدق ال ، "ايفان أرى لكي بذاته مقعدا لكن ، والبحيرة للجبل للشهوة ، إليفان ، ما لشيء شكرا ما لشيء شكرا.مني رادميال انتزع الذي هو

معينة أوقات في ، معينة أماكن في بالوحدة االنسان وحيدا. أحساس بقيت كبيرة وحجارة ، ناحية كل من بالمياه محاصر انه . يحس بالغرق أحساس ،

كثيف بالغرق احساس األعماق وفي ، أسفل الى تجره ، تشده رجلية في شديد بالغرق الشعور أصبح المطر سقط . فإذا بالوحدة مليء عام ،

. واليأس الطغيان الشرفة ذات ، الشرفة في . جلست الثالث اليوم في السماء صحت

والروعة بالدفء مليئة . الشمس نهايتي شهادة كتبت التي الملعونة مرة تولد واألشجار والثقل، الصالبة شديدة سمكة مثل ساكنة والبحيرة

.طفولة . أكثر خضرة : اكثر تولد ، أخرى في والسيجارة ، األيسر بكتفها الباب . دفعت تتقدم وهي تضحك كانت عنها تأخروا وقد إليهم تنظر كانت. كبيرة قش قبعة رأسها وعلى ، يدها

. تعتذر وكأنها شفتيها، عن الضحكة . تراجعت أجفلت رأتني . لما خطوة ناحية وراءها كانوا وقد ، فيها، تسير كانت التي الجهة من بسرعة انتقلت بقلق تبحث ماتزال وهي كله صدرها أعطتني ، األخرى الجهة إلى ، اليمين

Page 17: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

.التوازن نقطة عن؟ الدرجة هذه الى الروعة شديد يكون ان لإلنسان يمكن هل

مثلها؟ يكون ان ، أنسان أي ، آخر انسان يستطيع وهل في . يقولون وارتجفت عيونهم ضاقت.. دفاترهم فتحوا المقدسون اآلباء

الطير ، االنسان هذا يقع : اآلن والشهوة بالحقد المليئة المظلمة أعماقهم اشتهاء عن نهت والتي ، المسيح السيد وصية كانت . واذا الفخ من يقترب ، الكبرى الخطيئة وصية عليه نطبق اآلن فنحن عليه، تطبق لم الغير زوجة

في تموج الخطايا من كم يقول . ان يعترف ان المميتة. يجب الخطيئة ، الشريرة األفكار ألخنق عيني في وضعته الذي اصبعي ولكن ، صدره بصوت ألقول العيون، هذه . سأخترق أعينهم في سأمده نفسه األصبع. الساكن بالماء ملىء سحيق واد في الحجارة سقوط يشبه

؟ وسوداء صفراء فراشة باغتيال يفكر ان إلنسان يمكن هل يريدون ، يفعلون قد المقدسون اآلباء ؟ وحزينة الجمال قاسية فراشة

ذلك في أفكر . لم الصغيرة الله مخلوقات باغتيال الفارغة اوقاتهم ملء تكن . لم فراشة المرأة هذه تكن . لم واحدة لحظة طيرا . انشودة ملوننا

تكن لم ، موجة تكن لم ، والنقاء الطهارة صاخبة زيزفون شجرة من غصنا ، اآلباء أيها وأنتم ، بكثير ذلك من أكثر . كانت األطراف مسننة صغيرة

. : ابله تقولوا ان في الحق كل لكم ، اآلخرون أيها وانتم ، عني اذاكم كفوا أقرب اآلن ماتسمعونه ، جافة بئر مثل صغير الحرمان ، تكفي ال المراهقة

. البالهة إلى اقل قليال، أكثر ، الثالثين في المليء العالي الجبل . في يهم ال ، قليال

, ولكن النساء من وغيرها الشهية المرأة ورادميال ، والتفتح بالخضرة ليس لي بالنسبة وراءها تسير مجموعة اآلن تطوقها التي المرأة هذه إال

، وصمته الملون بقميصه والزوج ، حاشية مثل .النابية صحته وأخيرا ارتب لم ، اختر لم ةأصبح فجأة وقع. أدري ان دون األمر . وقع شيئا شالال

. والحصار الحمى من ان توهمته؟ أو ذلك رأيت هل ؟ صغيرة بتحية رأسها أحنت هل وقع ما شيئا

امتلكت . لو فيه أغوص ان أريد ، الكرسي فوق أتكوم نفسي . وجدت كعبد . لوقفت لهربت الجسارة المقدس الملكوت لهذا الطريق فاسحا

.. اعذروني الخوف من جسدي عضالت . ارتخت قدمين على يسير الذي فوق مفاجئة كطلقة به أدري. أحسست دون سال لعابي أن لكم قلت اذا

. خجلت رأت التي . وحدها ذقني يدي . رفعت البكاء لدرجة ، كثيرا الى أتحول لو اللحظة تلك في وددت ، اللعاب أمسح أن أريد بسرعة

أصبح وأتالشى. لو ألهرب ، ريح خفقة عمودا أحس . كنت أخرس حجريا.االنسحاق إلى ثور بعنفوان كانت ، بالبؤس المختنقين والنساء الرجال دودة ، الدم في الناغلة الدودة

تنام الدودة هذه ريح إلى تتحول ، تنفجر فجأة ثم ، تتالشى ، تموت ، دهورا.الداخل من الصدر جدران تصفع قوية

النوم أنام. يصبح ان علي يستحيل عندها مغروسة مخلب ألف له حيوانا الرقبة فوق رابضة ، لحمي في الحلم انتهى اذا حتى ويضغط ، تماما

Page 18: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

.اللهفة يسمونها التي الحالة تلك إلى بالذعر.. وعدت شعور ساد ، الثقيل كنت. دمي في نغلت ، السوداء ، نفسها الدودة ذلك في بالبؤس مختنقا ميرا( تخب كما النقاهة )أو ، الرحة التمس جيئت حيث ، الجبلي الفندق فوق . جثمت أنام ان استطع لم ، العيون تلك رأيت ان بعد ، وفجأة حاولت ،ولما فوالذ من مخالب ولها ، حادة أسنانها ، كبيرة حيوانات صدري

.اللهفة في اسقط نفسي وجدت منها أهرب ان لحظة وفي. سأموت أنني ما لحظة في طويال. ظننت أبقى أن أستطع لم

لزج لعاب إلى أتحول نفسي عال. وتصورت بصوت البكاء من خفت أخرى ، األبيض الكرسي على يجثو الذي . ان واغرق طرف علىى رجليه مادا من وقلب حزينتان عينان لها ، امرأة مجردد يكون ان يمكن ال ، السور أمامي اراه ما . ان الزمرد االنتقال لحظة ، طير به يحلم ال حنين من كنزا

األقصى أحس ما لشد آه ، العميق البحيرة وماء واألشجار الريح إلى جماال.بالعذاب

رائحة منها تفوح بأوراق مشغولين . كانوا اليها ينظرون يكونوا لم ، تصورا . ذاكرة كل في تتراجع التي اللئيمة الكلمة بتلك يفكرون كانوا ، التفاهة الكلمات اتركوا ضجر، متسول مثل اخترعها من ذاكرة في لتقف

كموجات صدرها في تخفق التي العذبة أنفاسها إلى وانصتوا المتقاطعة الرب كان . لقد بشر بها يحلم لم عينين إلى . انظروا الياقوت من صغيرة ولكن ، العينين هاتين األصم الطين من صنع عندما االنصعاق لدرجة مفتونا

ويجعلهما العينين ما( هاتين لحظة )في يغمض ان يريد نفسه الرب هذا في يخلف ما . ولشد وقسوة عبث من ذلك في ما . لشد اخرى مرة ترابا

النفس ، شيء كل اتركوا ، األوراق اتركوا ، العويل درجة الى يصل ألما التي ، المشرئبة الناعمة النار هذه حول ، العرش هذا حول بوجل وطوفوا

0الرب.-"أستغفرالله" أراد لو حتى ، تنطفىء ال . تجب لم لكن ، مرة من أكثر . سألوها المتقاكعة الكلمات يحلون كانوا

.وضحكت إلي نظرت ، الليلة تلك في ، ايفان بدل كنت . لو الخطيئة هذه لك أغفر لن رادميال،"

الريح بها تعبث ، الصوف من كومة شعرك لجعلت ، اضالعك لكسرت طبيب إلى يتحول ببيدك يمسك وهو ايفان . لكن النافذة من المتسللة

هذه امتلكتك لو ، النابيتين الشفتين ياذات رادميال ، العدوى من يخاف داخلي من تنبع التي العذاب أنهار لجعلت الليلة رصاصا يذيبك مصهورا

أدمر ان شعور علي يطغى مميت" كان "أزرق بخار ‘لى ويحولك .ما شيئا تذهب الصباح هذا في . رادميال أتصور مما أبعد رادميال . تجاوزت بعيدا شراع مثل تلوح ويدها تصعد سوف قليل وبعد الكبيرة الصنوبر شجرة

الناحية إلى انحدرا وربما ، هناك إلى ايفان . سبقها التل أعلى إلى مقطوع يبتعد ان يريد ايفان. الثانية برغبتي . يحس الضجرة نظراتي . يحس كثيرا أعد لم ، ايفان يا الساخنة. "ابتعد الريح وكأنها ، رادميال تالحق وهي تتموج".اليك أنظر أن على أقوى الرحلة هذه اتابع أن ! أريد االنسان يفكر كيف أحد لي يقول أن يجب

ثم ، الدم في وتتطى تكبر ! كيف _ الرغبة الفكرة تنبثق . كيف المظلمة. عويل إلى تتحول كيف

ثم ، فأدميها شفتي أعض . رأتني بغموض شيء كل حصل لي بالنسبة

Page 19: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

اللعاب عليه سال الذي المكان نفس في ، بعصبية ذقني افرك رأتني اطفأت لما ثم ، تلومني كأنها إلي القذارة( نظرت لهذه )المعذرة( بعيني ذلك )رأيت رأسها أمالت برعونة السيجارة التمعت أم كأنها ، قليال

.قاسية نظرة عينها في والرجل المرأة الى زوجها التفت الكلمات بعض عليهم استعصت لما

:وقال ، القرور إلى أقرب بفخر التفت ، معهما يجلسان كانا اللذين!تحلها التي هي ليليان-

أن تحاول األوراق على . اكبت مرغمة منه اقتربت ، وجهه بطرف نظرإليها. هربت ، المجنونة المدمرة اللحظة تلك . وفي بؤسها تفك

.اسمها اذن عرفت . كثيرة مرات رددته لسمها، أردد بدأت ، الصنوبر شجرة باتجاه أصعد وأنا

بدأت . ثم عال بصوت . رددته ودمي أذني في تنساب حروفه تركت . من الريح صوت من يصعد . كان حولي األصوات في اسمها اكتشف

سمعت) الصغيرة الطيور صوت جنديا إلى أقرب يردده( سمعته صغيرا أن . يمكن يهم ال أحلم؟ ليليان. أتوهم؟ ليليان، . كان الجدول عند الوضوح

بصوت يقولها أن من الوقورون الناس يخجل التي الكبيرة الكلمات تقولوا كنتم ان اجيبوا ؟ عني تعرفون . ماذا أغضب لن ، لكم . اسمح عال رجاال

لها يجد التي . الكلمات اياها المبتذلة الكلمات تقولون شجعانا. سوف يستخرجونها ، والسكارى المتعبون يرددها التي غير مرادفات حكماؤكم

جثة اليعادل مايقولونه ان اعرف ، الوزن الثقيلة كتبهم من ومشقة بوقار!ميت فيل

. كنت بالحصى رمتني التي هي رادميال ، حور شجرة تحت غافيا من قريبا أكن . لم النبع . صورتها أستعيد أن أحاول ، مغلقتين عيناي كانت ، نائما اشد اراها كنت رادميال ، بالماء تكون ما أشبه ، الحور شجرة من وضوحا أكثر تكن لم الثالثة الحصاة ترمي وهي بعيدة كانت التي ليليان من وضوحا !الوقت ذلك في كثيرا بجانبي ايفان جلس يريد . كان مباشرة إلي ينظر ان يريد يكن . لم تماما

اكثر جلسته . غير رادميال عيني في صورتي انعكاس خالل من يراني أن . رمال مرة من يرجم كأنه ، الجدول في الحجارة من عددا وعندما ، احدا

أشعل ثم أصابعه، بين فركها ، بعصبية أخذها سيجارة له قدمت من عودا التي الحرب في ايفان يا وسائلك كل فقط." أهذه لسيجارته الثقاب

اليها انظر ، رادميال إلى انظر ؟ تخوضها انها ، بالذت عينيها ،وفي جيدا تتعدى ال وانت ، الرجال كل تشتهي ، واحدا واحدا أن إلى أقرب عصبيا

!".الغيرة من نفسك تقتل أخوض لن . ما ايفان أراد لو حتى ، أحارب ال أن قررت الذي انا ، حربا

ايفان يا عذابا. " اذهب اشد ، منها اقسى ، الحروب كل من أكبر فيه أفكر أتمثلها ان أريد ، عال بصوت ليليان اسم أردد ان أريد ، وحدي . اتركني

، اآلن عذابك لك ، ايفان. شيء كل من روعة األشد فتونها لحظات في ألست ، وأنا ، وقت كل وفي مثل تكون ان تريد هل ايفان؟ يا انسانا

اتركني ؟ التحدي ورغبة بالعتاب المشوبة النظرة تلك إلي فتنظر اآلخرين في عرفتك هل معا؟ نمنا هل ، يارادميال " وانت شيء أي منك أريد ال.

تخطئين األوقات؟ من وقت فالمدينة الرغبات . اما ذلك تصورت اذا كثيرا

Page 20: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

!".شيء لكل يتسع كبير تابوت الغداء إلى رجعت المفارش يجمعون والخدم فارغة الصالة . كانت متأخرا

أزعج ال ولي ، بضيق إلي نظروا. :قلت ، أحدا أريد- . الشرفة في أجلس وسوف فقط، الكونياك من قدحا

يجذب ماهر راقص إلى يتحول الذي ، الصغير الشاب لي . قال ارتاحوا: الصودا كوب جانبه وإلى أمامي القدح يضع وهو ، ليلة كل األنظار

!الضائع الغداء عن كتعزية السابعة!دوابتسم في الليلة هذه العشاء- . شباب وأجملها الثياب أحسن لبسن : النساء شيء كل تغير المساء وفي

ثم الجو ألفوا حتى البداية في جماعات وظلوا الفندق إلى جاؤوا القرية أعمارهم من أصغر وظهروا داكنة بدالت لبسوا . ارجال الناس بين ضاعوا

.االعياء عليهما بدا وقد ، متأخرة ساعة في إال يظهروا لم وايفان . رادميال يفيضان كانا اثنان حزنا رفضت. ترقص . لم وأنا ليليان شاحبا، رماديا بدا فقد زوجها . أما رفضها في قاسية بدت ، الرقص عروض جميع سعيدا

إلى يذهب ، يبتعد . كان الطويلة الشقراء تلك يراقص وهو مرة كل في يده وأرى ، وجهه على تطفو صغيرة ضحكة أرى . وهناك الحلبة أقصى

عليه يبد لم. خصرها على يضغط وهو رطب ملقط إلى تتحول اليسرى بدا ، مكانه في كل وجلس ، تعب . عندما لحظة الندم ، قلقا كان ، وصامتا

القديسة إلى ينظر ولم ، الوقت أغلب الراقصين يراقب تخطئون مكان وحدها السماء أن ظننتم اذا المقدسون اآلباء أيها كثيرا ، الفرح من اكثر انه أزعم . ال ما شيء يوجد األرض هذه , على السعادة

البحث متاهة في ضاع منه أكثر اراد اذا ، الفرح هو االنسان يحتاجه وما!له وجود ال شء وجود عن . حقيقي بفرح شعرت ، الصالة في خاللها ظللنا التي الثالث الساعات في

لالنسان يحدث ال فرح إال ارتفاع بين تعلن ، مضيئة نوافذ عيناها. نادرا وسقوطه الجفن احتضانا يعتبر ان يمكن لما بكرا اتحادا كل بين أزليا ، الحصار عنها تفك ان ما لقوة ابتهال أصابعها بين . السيجارة األشياء انعقد فقد ، يتغير لم الذي النبيذ قدح . أما للحياة وخصب حقيقي اشتهاء

. أثنين بين الفة يسمى أن يمكن لما ووحيد حقيقي كتاريخ ذاكرتي في ، متحضر بتوسل قرب عن اليها أتطلع كنت ـ القدح ذلك أصبح لو تمنيت السر أيها لها: " يدك أقول أن أريد كنت. التائبين المحكومين برجاء

، الحرير كخيط عنقي على تلتف القدح على تلتف وهي يدك ، المقدس إلى الذاهبين ألوالدهن األمهات عناق مثل القدح حافة تعانف وهي شفتك بداية هي شيء كل فوق الرمال بنعومة تنزلق التي وأنفاسك ، بعيدة حرب الخارقة األشياء تحولت اذا القلب بؤس أشد ما ، لي بالنسبة الحياة ونهاية

سمكة أشواك مثل الحلق في تقف ميته كلمات إلى والحساسية النعومة".عتيقة

كم عيوننا؟ التقت مرة . كم واحترق أشتهي . كنت تقولون ما يهمني ال في أسقط ان ، الظلمة في أركض أن . فكرت اعرف ال ؟ أفترقت مرة

. الدنيا هذه في فرح رجل كأكثر وأموت البحيرة . أغني ان أريد . كنت النبع بجانب او الصنوبر شجرة تحت أنام أن فكرت

!للبكاء يوصف ال بحنين أحس . كنت بالتراب وجهي أهفر أن حصلت مما أكثر في أرغب أكن لم. تشاؤون ما قولوا احتمل؟ شيء أي

Page 21: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

. رجعت ثم ، وهاجرت وفرحت وندمت عينيها في نفسي . دفنت عليه قلبها . كان المخمل كقطة وقلبها دافئتين عيناها كانت ، رضيا ، عاتبا

تشرب معا. لم لنشرب الكأس ارفع وأنا ، مرة من اكثر . ضحكت منتعشا إال أحس كنت ولكن ، العادة في أشرب مما أكثر شربت فقد أنا أما ، قليال

نفسي مشعا .مهتاجا فتيات وثالث شابين مع الشقراء وغادرت ، الموسيقى هدأت عندها

زوجها بدا ، الصالة اخريات اذا حتى ، المتوتر الصمت إلى وأقرب عصبيا يدق ، مفاجىء وبشكل وبقسوة ، حواليه التفت ، بضجر الصالة في نظرت

.وغادرا ، السهرة انتهاء إلى اشارة ، الطالولة على ذلك أفعل كدت بأقدامها، داستها التي األماكن نفس في أدوس لو تمنيت

إلي . انضما اللحظة تلك ظهرا وايفان رادميال . لكن للنهوض أتهياء وانا ، الشقية هذه أما ، المتعب وحده ايفان وارتدادا. كان تعاسة لي وسببا وايفان ، الساعد عند بيدي . أمسكت تتعب وال الركض تمل ال قطة فإنها: وقالت ، وارتخاء بفتور يتابع

! تأت لم انك لو- دائما؟ استفزازي يروقك هل ؟ مناكدتي إلى لماذاتعودين رادميال،-

:قالت. تختبرني كأنها ، ساعدي على تضغط وهي ، بطفولة ضحكت يقضوا لكي هنا إلى يأتون الناس- وقتا من معك حملت وأنت ، ممتعا

المدينة ان لهم يروق ال أناس على توزعها لكي وجئت أضافية احزانا يروا أو ، يحزنوا !حزينين بشرا

أكن لم الساعة تلك في رادميال. كنت اليه تشير الذي المقدار إلى حزينا بدت فرحي عن التعبير في طريقتي لكن ، والنشوة الفرح من أبتهج

ايفان إلى قليلة!دنظرت بكلمات تطفئها ان رادميال كادت حتى ، ساذجة بدا ، بإشفاق هرما ايفان يكون صغيرة بمؤمرات بخبث فكرت ز مرهقا . انهم العصافير موسيقى جديد من سمعت أفكر وانا ، لكن ، ضحيتها

وهي لي بدت مرة أول عزفوها . عندما الليلة تلك الثانية للمرة يعزفونها يمتلىء صاخب جدول مثل الموسيقى تتابع الثانية المرة في ـ . اآلن فرحا

كان عندما جذعها ، يتمايل وهو رأسها ، البراقة حركاتها أستعيد أن أحاول ،.كانت هكذا ، النبيذ كأس تحتضن اإلثنتين وبيدها الطاولة يتقدم ايفان لي صب . اندلق القدح فسقط ، يدي حركت أشعر أن ودون ، قدحا كقطة تتراجع وهي بعصبية ضحكت ثم ، شهقت ، رادميال ثوب على النبيذ

يكن . لم مذعورة ، اهتمام دون كتفيها . هزت البته شيء عمل ممكنا أمد . كدت النبيذ بشفافية الساقان . كان ساقاها بان كثيرا، الثوب ورفعت

. وتعذبه ايفان تفترس الغيرة أحس وأنا طويال . نظرت يدي في قروية كانت لو حتى ، كنيسة راعي ألي ، قصير اسقف ألي يحق هنا

علي ويطبق خوف دون يفتحه ان ، المقدس كتابه يفتح أن منعزل، مكان كنت ، كلها الوصايا ملوثا الدعوة كانت. ايفان أحارب أن وأردت وشبقا

في االشتهاء إلى أقرب بلذة شعرت وقد صاخبة، مباحة رادميال عيون في.هكذا ، ساقيها إلى أنظر تراني وهي فرحة بدت ، السفلى شفتها انهدال

العشاق، أنخاب يشربون الموسيقيون بدأ ، العصافير موسيقى انتهت لما . كانت ليعزفوا الطاوالت بين جولتهم وبدأوا ـ اآلالت أوتار شدوا ثم

:بخشونة اعزية ان أريد ، إليفان . قلت أنسحب ألن فرصتي

Page 22: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

!"حبيبي يا لك ، ليلة "كل لحن يعزفوا ان يجب- على تشد وهي ي قالت ، وشبقها المرأة رقة ثيابها في ، متوحشة رادميال

: ساعدي اللحن هذا نسمع دعنا ، معنا الليل تقضي ان يجب- ليلة كل وأنا ـ معا

! إليفان بدبيبها شعرت ، جلدي تحت تنزلق نظراتها كانت صاخبا تنظر ولم ، عنيفا وبدا االحتجاج داللة جلسته غير عندما إال إيفان إلى .شاحبا: وغمزته إليه نظرت يقترب الغجري الموسيقار كان لما

. وضعت رادميال إلى ينظر وهو ابتسم له وقلت يده في تقودا :هامسا".أوراقها األشجار تغير مثلما األصدقاء " أغير لحن لنا اعزف-

. وركضت هر مثل نفسشي سرقت ، الموسيقى يبدأ أن وقبل أن لي وبدا ، رادميال إلى التفت ـ اللحن من ايفان تأكد لما ، الباب عند

معها حديثه كنت اللحظة تلك في لكن ، قاسيا أسمع فلم ، بعيدا ، شيئا تحية تكن ولم ، التهديد إلى أقرب ، ترفعها وهي ، رادميال يد لي وبدت!وداع

. ليليان طيف فيها اقرأ الفندق نوافذ إلى . نظرت الشرفة إلى ذهبت مسلوب بتأكيد نفسي وأجبت ؟ تنام غرفة أية : في أخرق بإصرار تساءلت األخيرة ال ، السابعة إنها . ال عشرة : الثانية أقول وأنا تراجعت ثم : الرابعة

!تأكيد بكل األخيرة نعم ، الثالث الطابق في ـ تنام . ليليان نائمة ليليان. الظلمة في تنظر : ليليان أتصورها أن حاولت

ينامان انهما ال ، األيمن السرير في وجهها على تتركه أن يمكن ال ، ال ، معا. أفكر أن أستطع . ولم منها بقترب كبير أب الظالم غامضا، شيء كل فيجعل ، الحواس على يضغط الظالمحزنها ، تعبها عنها يمسح الرؤوس إلى راحته يمد ، الحزانى على يعطف

.اثنين من أكثر تعني ال التي الصغيرة األسرار ، األسرار ويحفظ أكن . لم ونهاياتهم الصغار بالعشاق أفكر ان على أجسر لم لكن ، صغيرا مثل ، األرض على تتمدد التي الموحشة القسوة هذه أفهم ان أستطع لم

شيء كل تجعل باهت ظل .خاطئا ربما أمامها؟ طيفي مر هل بي؟ تفكر . هل الظلمة في عينيها تفتح ليليان نكون ان فكرت ، يضاجعها ان يريد كأنه ، الشقراء يراقص وتصورته معا

بدا لماذا وإال حزينا ليليان؟ من أريد ماذا ، وأنا رحلت؟ عندما هكذا مغدورا.النساء؟ باقي مثل ليليان هل معا؟ وباوال ورادميال بليليان أفكر هل

. أفكر وأنا فيها أتيه التي المظلمة الرحلة تلك يؤلمني ما أشد لكم قلت لتصبح حتى تكبر . كيف الفكرة تولد كيف أعرف ان أريد ولعا ال مهووسا

منها؟ أريد شيء أي . ولكن أريد التي وحدها . ليليان ينتهي وال يتوقف أكثر أكون فسوف جبيني على يدها وضعت يدها. لو تكفيني من فرحا

كان حيوان مثل أزغرد . سوف انتصارها ساعة كلها البشرية محبوسا انحنت لو ، ويفلت سجنه أسوار يحطم أن استطاع ثم ، السنين آلالف بدموع الدنيا واغرقت لبكيت وجهي على يسيل ان لشعرها وتركت فوقي

ولم ، اللحظة تلك في أموت أن لتمنيت صدري جبهتها مست ..لو الغبطة ألريد أكن .آخر شيئا

Page 23: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

تفهمون فهل ، الحديدية السكك خطوط تشبه البشر حياة ان لكم قلت لو ، مشترك شيء بيننا ليس المشتركة، اللغة نفتقد البداية منذ عنيته؟ ما

الرحلة بدأت ، يهمني ! ال تفهموا ان في الرغبة حتى تجاهي لديكم ليس وسأنتهي ، وحيدا ، السوداء الجلدية المحافظ ، العنق . اربطة وحيدا

هل ، والمجاملة العطرية الروائح ثم ، باتقان المرسومة االبتسامات تفتقدون هذا يكفيني ، شيء أي منكم أريد ال ، وانا ؟ السادة أيها شيئا

مثل عينيها أرى وأنا ، الليلة تلك دمائي في عربد الذي الزاهي الفرح ابتسامتها وأرى ، وردتين . كلها األرض أطراف يعانق بحرا

أردت هل ؟ الليلة تلك بعد ندمت هل منها؟ أكثر شيئا كنت . األشجار خافته إلي تصل الموسيقى. البحيرة شاطىء على وحيدا

لتحرك خفيفة ريح تحمله الذي الوجد هذا في واشتبكت الظلمة في غابت في ينطفىء أراه ضوء آخر ثم ، والغناء الطبيعة مع االتحاد شهوة الدم في

!أمامي،وانهض الفندق واجهة تحدثت ، كثيرة مرات ليليان اسم رددت ، الشرفة من أقترب ان تعمدت

ألرى ، أدخل أن دون الصالة إلى ونظرت ، معي تسير انها لو كما معها. ورادميال ايفان

فلما األمر، أول صوته سمعت ، يتحرك الباص رأيت انهض وانا الصباح في.الرئيسي الشارع ليدخل الفندق حول ينعطف كان ، النافذة من نظرت . لم تأت لم المساء وفي ، شربت ، ثور مثل . أكلت أرها لم اليوم طوال

جولة في النزالء لبعض الفندق رتبه الذي البرنامج أن . وبدا أحد يظهر لم لكن ، بالندم . شعرت سرقها قد األماكن بعض لزيارة شعورا أقرب هادئا

يخلق اليوم هذا في بعدها . ان الراحة إلى بحاجة . كنت االستسالم إلى ألن ، الطريق حجارة أضرب ألن تدفعني حيوانية شجاعة النفس في

وهي ميرا وصية تنفيذ صبيانية ببالهة أحاول ألن ، الصنوبر شجرة أتسلق ! العريض القفز رياضة خاصة ، الرياضه على تحثني

الفندق عامل لكن ، متى أعرف ال ، أخرى مرة سافرت التالي اليوم في:قال ، الرحلة هذه عن أسأل وانا محايدة بصالبة أجابني

الخامسة في ياسيدي موعدها كان- !صباحا أفعل ان أردت ، حزنت أصبح شيء كل لكن ، شيئا ماضيا

(.قبل من لكم ذلك ذكرت ، الماضي أحب وانا) موافقتهما آلخذ إيفان إلى أتطلع وانا لرادميال قلت :معا

قد االرستقراطية الجولة مادامت األقدام على جولة في ذهبنا لو ماذا- صغيرة؟ مجموعة هنا وأصبحنا بدأت

بعقله ايفان . أما مهتاجة سريعة موافقتها . كانت الفرح من رادميال قفزت ، يجيب أن قبل . فكر التحفظ عليه بان فقد ، والخوف بالغيرة المملوء

. قالت األكل وجود عدم بحجة يتذرع ان حاول ، رادميال هيجان وازاء:عليه لتضغط أخيرة كوسيلة تقبله وهي رادميال

أمس رأيت ، غدلءنا المطعم من احضر سوف- يأخذون النزالء من عددا.البحيرة الى غداءهم

رأسه ايفان هز . أصرت التل قمة تجاوزنا قد كنا ساعة . بعد موافقا تعودت حيث تجلس ان رادميال الفندق شرفة على يطل المقعد ، دائما

Page 24: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

ان ، نفسي أجدد ان أريد كنت ، داكنة خضرة في سابحة ، بعيدة والبحيرة أبدو !بالحزن له عالقة ال انسانا

األخيرة الليلـة صالة أقصى في ، الخشبية المنصة على وقف حين أحد إليه ينتبه لم

إليه وتطلعت األكل، عن الجميع فتوقف ، مرتين بيديه . صفق الطعام . فرك واسعة ابتسامة له شمعي كتمثال األبيض بشعره بدا. حيث العيون

، يديه ردد ما لفرط تعوده بهدوء قال ثم ، تأثيره يحدث أن للصمت تاركا:والكلمات االبتسامة هذه مثل

هنا. قضيتموها التي الفترة تتذكروا ان وأرجو ، بكم أرحب االدارة باسم- .فيأتوا ألصدقائكم تذكروا ان أرجو كما ، أخرى مرة وتعودوا ان عليها يعز إذ الفندق : وإدارة إقامتكم أيام آخر : اليوم سادتي ، سيداتي لتكون ، الليلة الكبيرة،لهذه مفاجأتها عن تعلن ، السرعة بهذه ترحلوا أية أو األقنعة تشتروا أن ويمكنكم ، تنكرية حفلة نقيم سوف ، ذكرى أقوى. المقصف من تحتاجونها أشياء!السفر موعد السادسة في تنتهي وقد ، العاشرة في الحفلة وتبدأ

.العاشرة في اللقاء وإلى شكرا وهل معرفتها؟ من سأتمكن وهل ؟ الليلة هذه ليليان ترتدي قناع أي

تأت؟ ولم جئت وإذا معها؟ أرقص يتركني سيهرب الذي البائس فرحي يناسب قناع أي زأنا أن أريد الصباح؟ في غدا

وال ، فزع شاحب ووجه شاكيتان : عيناان غزال قناع وجهي على أضع كما تعالي "ليليان نعامة؟ وجه استعملت لو ماذا . ولكن ذلك غير شيء من سياج فإنها األقنعة أما ، فيهما أغرق ان أريد ، عينيك ألرى أنت

. إذا شعرك ألثم سوف. ليليان يا أنت ما غير أراك ان أطيق . ال األشواك يحرقني سوف كتفي على الشعر انسدل يدك أمسكت اذا أما ، تماما . ال وأذوب أتفتت سوف ، لحظة بعد تجديني فلن ، يدي الناعمة الرطبة تحزني سأكون ، العين تراه ال رقيق غبار إلى تحولت إذا ، تالشيت إذا ابدا وإلى ، اللحظة تلك في حولك أرفرف ألني ، االختناق درجة حتى سعيدا

".األبد أجعلك أن . أريد بسخرية ضاحك رجل قناع وجهي يناسب ما أفضل إن"

زمان من ساعة ولو تفرحين لو وحتى ، أراك لن. ليليان يا نفترق . غدا لبست إذا تضحكي أن . أتعدينني الدرجة هذه إلى قريبة تكوني فلن رأيتك تظهر ال ساخر رجل وجه . اضحكي تضحكي أن يجب الضاحكة؟ أسنانه إال الضحكة . ستكون المرة هذه أجلي من في طرقاتي يضيء مصباحا

لها. قاع ال بئر مثل أعماقي في الرابض الحزين السواد تضيء ، الظلمة لي قولي وبعدها ، مسروقة فرح لحظات منك أريده ما كل ، ليليان يا شيئا

فلن ، شيء أي المقدسون اآلباء قال اذا ، انتهيت اذا ، العالم انتهى اذا".أندم في وأسقط أضيع ال لكي ؟ أتجنبها لكي ستلبس قناع أي رادميال أسأل هل

هذه عني تبتعدي ان منك أريده الذي الشيء ، " رادميال ؟ الجنون بحيرة

Page 25: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

كيف ستعرفين أنت لكن ، هذا أعرف ، أقترب يتركني لن . إيفان الليلة تقوى ال هشة رخوة تتركيها ثم األعصاب من اللذة تمتصين كيف ، تفعلين

. رادميال يا الليلة هذه إرحميني: عال بصوت لك . أقول المشي على أطلبه ما سمي ، رجاء ، ذال أريده ما هذا ، الصفة تهم ال ، عونا

!".وستفعلين القرية ونساء النساء . عشرات الوحيدة المرأة تكون لن رادميال ولكن

أظل لماذا ، ليليان ستلبس قناع أي بدقة أعرف ان الليلة. يجب هنا سيكن مخدوعا حائرا ليليان؟ غير امرأة النهاية في اكتشفت لو وماذا ؟ ومعذبا التي الصدقة ويعطيني موالي يتكرم هل ، صدقة يطلب رجل أنا ؟ وزوجها ؟ هذه مثل صدقة على يوافق األرض وجه على رجل أي زوجته؟ أطلبها؟

يبدو ولكنه هرب ، يراقصها لم أقنعه أن دون ، الليلة تلك.. كريما بعيدا أن يجب ، واحدة كلمة له أقول لن. غادرت حتى الشقراء يراقص وظل

، الفندق صالة في أجلس يشتريان وهما ، وأرقبه المقصف من قريبا ، ،متشابهه مطوية إنها ، سرها تعطي ال اللعينة األقنعة هذه . ولكن األقنعة ال ، بغموضها ، ببذاءتها ، الساخرة بابتسامتها الوجوه فوق تتمطى وعندما االنسان يعرف أستنتج ان أستطيع هل األقنعة عن وسألت ذهبت ! لو شيئا ان يتوارى ان ، يختفي ان يريد الليلة هذه مثل في االنسان ؟ ما شيئا

يمل ، البلهاء وابتسامته وجهه يمل واحد كل. االنسانية صفاته ينسى النحس لطيور ، ضاحكة لقرود األقنعة أغلب ، والرصانة الهادئة النظرة

بالعذاب ، بالبؤس تفكروا ألم األقنعة هذه مثل صنعتم الذين وأنتم والحمير قناع امرأة؟ ألروع قناع أجمل تصنعوا لم لماذا ؟ االبتسامات وراء الكائن

الليلة هذه ليليان ستلبسه الذي القناع ان تدركون ! أال والعنفوان الخصب سيكون أحد ال ، تعرفون ال أنتم ؟ وقت كل أتذكره حياتي لقبر شاهدا قولوا ، أحسه الذي األلم مقدار تعرفوا لن تقرأون من يا وأنتم ، يعرف

من بأكثر أعرفها ، تتصورون مما بذاءة أكثر كلمات أعرف ، إياها كلماتكم!اآلن شيء أي قول من فائدة ال لكن ، لغة إليها . نظرت الحديث أثناء منظرهما لي بدا هكذا أو ، بحدة يتناقشان كانا

. إغريقي إله مثل وأراقصها بقوة أنتزعها لكي بتفاصيلها ألم ان أريد طويال ، متداخلة دوائر شكل على معدنية صفراء حلقات وفيه أسود حذاؤها كان : أخضر الربيع بلون فكان فستانها أما األسود بين صغيرة بعروق ، هادئا

: لست نفسي في قلت ؟ أتذكره أن يمكن آخر شيء . وأي والبنفسجي كانت لو وحتى ، قلبها خفقة أعرف ، رائحتها أعرف ، إليها أنظر ألن بحاجة. تعب دون أكتشفها سوف البشر، آالف بين ضائعة

: صغيرة مؤامرة على أشجعها لرادميال قلتيارادميال؟ الليلة وجهك على تضعين قناع أي-

بلهجة تابعت تجيب أن وقبل ، أحست كأنها ، تبتسم وهي إلي نظرت: ساخرة

قرد قناع وضعت ولو حتى أعرفك سوف- : يتحدى وكأنه ، باردة بطريقة ايفان قال

شمبانيا زجاجة لك أفتح فسوف رادميال عرفت إذا- خسرت؟ وإذا-

الباردة بطريقته . قال يخسر لكي رادميال أحرض وأنا بتحد سألته

Page 26: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

:المتحدية منك أريد ال- !الليل طوال يراقصها الذي الوحيد أنا ، شيئا

: بالظفر شعرت وقد قلت ! شك دون رادميال أعرف فسوف الفراش غادرت إذا-

الصالة. جلست إلى ذهبت . يساري إلى المقصف . كان الحائط من قريبا مر. أحد اهتمام أثير ان دون شيء كل أرى ان أستطيع كنت مكاني ومن

الذي القناع حول تناقشه تزال أال تأخرت؟ . لماذا تأت ولم كثيرون أمامي قررا هل ؟ ستختاره ؟ الحفلة هذه في يشتركا أال تأخرا؟ لماذا وإال

ال أحد، يراها ال العيون ابتسامة . كانت ابتسمت عيوننا والتقت أطلت حين يراها ، ابتسمت حين شفتاها تنفرج فيها. لم احترق من ، أدمنها من إال الوله بخفقات اشتعلت فقط تضيء لم ، لحظة في أضاءت الدينا لكن

إلى تنظر . كانت لي موازية أصبحت لما حتى عيناها تتركني . لم واللذة لكن ، أمام ، داخلي في يهتز دمي أحسست . لما إلي ينظر كان فيها شيئا

واللذة بالخوف يعربد ، يخفق من أكثر يتمنى ان لالنسان يمكن . هل معاالنظرة؟ هذه

يتنكر . إنه علبة واشترى السيجار بائع عند زوجها توقف . الليلة هذه كثيرا وهي عال بصوت يخاطبها وقال سيجارا، ، طفولي بمرح ، العلبة من أخرج. األزياء لوحة أمام تقف

شيئا؟ لك أشتري هل ، ليليان- يضع يضع . كان وبصق السيجار رأس . قضم إجابتها ينتظر ان قبل وتابع

!يخرجان وهما كتفها على يده ووضع ، يشعله أن دون فمه في السيجار

ما ، لحمها . يتلمس راحته تحت اآلن الكتف رمانة ، كتفها فوق الثقيلة يده!سعادته أشد يحتملها ال هذه مثل سعادة إن اللجوج االفتنان هذا من يموت إنسان! أال

األرض قوة ان ليت آه المتحركة؟ الرمال أرض مثل يديه تحت يضج الذي ، يشنق أن يريد من أول .. أنا المشانق تنصب الضروري بالمقدار حكيمة

لقلت ، لحمها ، دماءها مست يدي راحة ان لو ، كتفها على يدي وضعت لو كرسيك إرفع ، قدمي عند يقف من يا : ))أنت الرعد دوي يشبه بصوت

!((.بسرعة شيء كل ولينته ، المشؤوم وساعة العشاء بين ما امتدت التي الثالث الساعات خالل فعلت شيء أي

له وأعترف جاد كاثوليكي قس أمام الوقوف أردت أني لو ثقوا ؟ الحفلة عيني في سينظر كان ، واحدة جملة أقول أن استطعت لما ، بصدق

كانت ، السقف إلى شيئا. نظرت أفعل ويرتعش! لم المذهولتين الفارغتين أنتبه ولم ، ارتميت عندما والنصف السابعة الساعة بسبع العاشرة قبل إال!دقائق

. مخنوق بدوي تعربد والبشر اآلالت أصوات كانت ، القاعة إلى نزلت لما .. آه . والبشر يغني لمعانها وكأن تزهو . النحاسية متألقة عارية الطبول

. سيول الضاحكة القرود ! أقنعة يتشوهوا ان أجل من البشر يتعذب كم أجد بائسة! لم حصينة جبالية لتجعلها حتى ، تمألها القاعة تقتحم القرود

أشتريت. الظهر بعد طوال به حلمت الذي الغزال قناع قناعا : رجل هازئا أصفر األعلى ، عرضي بشكل الوسط من مقسوم ووجه ، شارب بنصف

Page 27: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

، األصفر اللون وسط وفي ، الفج الباذنجان بلون واألسفل العين من قريبا للقناع أضفت اذا تستغربوا وال ، الحمر الهنود يضعها التي تلك مثل خدوش

الخيوط من مجموعة وربطت األسفل القسم ثقبت: عندي من أشياء ألوانها جعلت وقد ، غليظة طويلة خيوط مسترسلة، لحية شكل على

ال السمجة؟ اللعبة بهذه إلي أوحى مالذي ؟ ذلك فعلت . لم متداخلة!أعرف

إليها . نظرت بتحد الوجوه إلى . نظرت مهزوم فارس مثل أتهادى كنت ظني تخيب لم . رادميال أكتشفها ألن أريد . كنت قرب عن عرفتها ، أبدا

عنقها كان ، األولى اللحظات خالل وإيفان ، عني تفتش وربما ، مشرئبا ربما ، منه تفلت أن يريدها يكن . لم قس إلى تحول وقد جانبها إلى

نفسي: في قلت استدار لما. فيه أحدق رآني لما بسرعة . استدار عرفني. الليلة هذه رادميال يدي بين أسقط لن ، الجنة نحو المسافة نصف قطعت طويال. وقفت بحثت ؟ تلبس ماذا تكون؟ أن يمكن أين وليليان من قريبا

له ليس متسول شكل على قناعه كان ، زوجها األمر أول لي بدا رجل لم لكن ، معبودتي أكتشف ان أريد حوله نظرت ، الكبير فمه في أسنان

"ياليليان؟ أنت . "أين هناك تكن في إبرة عن يفتش مان لو مما أكثر بالبؤس يشعر ان للالنسان يمكن ال

بدأت الموسيقى إلى أنتبه ولم ، بحثت ، السقف الى . نظرت القش!تدوي

إلى الجميع يتحول التالية . الخطوة الكلي االلتصاق لدرجة الناس اختلط أن يلبث ال مصهور رصاص ، التداخل من حالة. أطراف لها ليس كتلة

، للموسيقى األرعن التوقف هذا سوى يقسمها ال ، واحدة سبيكة يصبح.السابق من أكثر االلتصاق إلى الكتلة تعود ثم للحظة لكن

. . تقدمت . تراجعت كثيرة مرات . دفعوني أتجول وأنا قدمي على داسوا قناع وجهه على وضع الذي العمالق هذا تجنب حاولت لما ألسقط كدت!طفل بثوب . كانت عليها يدلني من إلى بحاجة أكن , لم أموت كدت دخلت حين

بروق مثل يلمعان مكشوفان ساعداها. قدميها حتى يغطي طويل أسود . ثلجية بعاصفة يكون ما أشبه كتفها على يتساقط وهو شعرها ، متوهجة

. إله من أكثر أعرفه ، المرات آالف زوجها من أكثر فأعرفه ، الوجه أما سن سوى فمها في ليس ، كبيرة إلمرأة . القناع عيناها هو وجهها كان

، عناء دون تسير ان متوسطة لريشة يمكن حتى كثيرة التجاعيد ، واحدة. الجبين بداية تشكل شعر وخصالت

وقفا . كنت الباب عند طويال مسمرا . األمر أول . جفلت وانظر ، بعيدا. وتمنعها تطوقها امتدت يده ان لوال ، ترجع أن وكادت ، خائفة بدت

أصبحت حتى وتسللت . ترقص بدأت اللحظة تلك في ولكن ، منها قريبا . اندفعت عنه تبحث الذي كنت ربما تبحث ، القاعة تجوبان عيناها كانت

في كبيرة خطوة تسللت ، اللحظة تلك في حولي تدور كانت امرأة أراقص قلت اقتربت لما ، ليليان باتجاه مادفعتها لفرط تقع كادت ، الثانية النقلة

.هنا إني ، لحيتي بخيوط ، بعيني ، بأصبعي ارتعش جسمها ان لي . بدا التقينا والرهبة بالخطر المليئة اللحظة تلك في

. أصرخ كدت ، كتفي ظهرها المس حتى خطوة . تراجعت عرفتني حين

Page 28: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

تتصلب عظامي جعلت تشدني القصيرة والمرأة لكن ، أذوب كدت. وتتماسك بأنفاس اآلن تنظر ، بشماسيها وحتى وقسسها يأساقفتها ، الكنيسة ، المدنسة رحلتي تتابع متقطعة استريحوا ، مهال كل لكم سأقول تماما

تجدوا لم إذا تغضبوا وال ، شيء . النهاية في شيئا كانت الموسيقى ان ، المعروسة العظام ألم يشبه موجع بحنين أتذكر.التقينا تعزف

يا ، التراب تحرق ياصواعق ، الهائجة السماء أيتها ، الملبدة السماء أيتها ، جسدي في خلية كل واغرقي واحرقي تحركي ، العمياء الفيضانات أيتها!شيء أي ، بشيء يبالي يعد لم الليلة تلك فرح بعد الجسد هذا ألن

في سرى الذي الصاعق التيار من أخلصها ان أريد بسرعة يدي سحبت كنداء رقيقتين كانتا ويداها ، الذهول لدرجة قريبة كانت لمنها ، كله جسدي

!وأغرقتني علي انزلقت فقد العيون . أما أشد رعب أي ؟ االحتظار ساعة انسان على تسيطر ان يمكن حيرة أية اللهفة أيتها ، أصرخ كدت ، أهرب كدت البطيء؟ الكلي الموت لحظة منالحب؟ أنت هل

لم ، حلم ، مراهقة ، ( حرمان ذلك حقكم من ، )ابتسموا شيء أي قولوا ان يجب ، األساقفة أيها وأنتم ، الجلجلة طريق سلكت مادمت يهمني يعد

تتسامحوا . ان ثانية كل المرات آالف يحترق مجوسي مسيح ألني ، كثيرا كان المخلص موت موتا أزال وما ، المرات آالف مت فقد أنا أما ، واحدا ، عني أذاكم كفوا ، أموت .وإال خوفه لحظات يسترجع أن يستطيع . من التذكر عن أكف ان بي يجدر

يسترجعها ان يستطيع من ؟ األخرى المشاعر وآالف ولذته وبسالته ان يستطيع ومن األمواس؟ من واألحد الصخر من األقوى بشموخها أستطيع ال !أنا اليد راحة من المنزلقة بنعومتها ، المائية بليونتها يسترجعها .. حاولت . حاولوا أعرف ال ؟ تستطيعون أأنتم ، أستطع لم لكن كثيرا

.معتوه رجل إلى تحولت الفرحة البائسة الليلة تلك في؟ عشر عن تزد لم قلناها التي الكلمات عدد أن تصدقون هل

دون يرددان وهما طفلين إلى يتحوالن بشريين كائنين ان تتصورن وهلمعتوهة؟ كلمات تعب أستعيد ان أردت إذا . واآلن المرات آالف اسمها رددت الليلة تلك في

هيا أقول؟ ماذا الفاجعة اللحظة تلك عن تعبر ان يمكن التي الكلمات وقولوا ، ديوك مثل انتفضوا وتشبه متخاذلة ذليلة )اللغة شيئا من عنقودا

بلهاء ، بائسة شفتي على تترنح وهي الكلمات ( كانت المجرود العنب. الصدئة األصوات أو ، المهانين لغة وتشبه

إلى حرف كل أحول . كنت فقط اسمها : "ليليان" ألردد أقول أكن لم أقول )أنا شاعر يلفظه لم ، بحار به يحلم لم ، طير مثله يحمل لم نشيد

بآالف تسيل دامية أشعة مخي في اسمها حروف اآلن( كانت دافئة كلماتالمستحيل األمل عربات على المشحونة المدمرة الخياالت

.أطير اني شعرت فقد ، ياليليان أحبك لها قلت عندما أما لها قلت وقد. المع أزرق فسيح مكان في أسبح ، غيمة إلى أتحول

:األنبياء بقداسة

Page 29: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

. ياليليان اللحظة هذه أموت ان أريد- خدها قربت هل ؟ بتصرع يدي على شدت هل تسقط؟ دموعها رأيت هل؟ رقبتي من لغة في ، العمياء الصدفة وحل في الغارق ، القلب المهتوك االنسان أيها

تعرف ال أنت ، الطيران على القدرة فقدت التي الجنادب !البتة شيئا بل ، أسف دون الوردة هذه اتركوا ، مجهول قبر على حزينة وردة اتركوا

المجوسي مقبرة في دفنت. الليلة تلك في قلبي شيعت فقد ، بشجاعة لم لكن ، ينتهي ان يأبى ، يحترق ، اللحظة هذه حتى ، يزال وما ، قلبي.البتة أملكه أعد

أنساك لن ليليان . اخطىء ابدا دعيني لكن ، الكلمات هذه أقول وأنا كثيرا أقول شيئا قلبي في اشتعلت التي : النار مجوسيا . تنطفىء لن ، يوما*** للفندق الرئيسي المدخل عند تقف باص سيارات ثالث كانت السادسة في

رتبت ، شيء كل ترتب التي الضالة المبهمة القوة هذه أو ، نفسه القدر. .الخطأ استمرار ايضا

نظرت. الروعة شديدة حزينة شاحبة . كانت األولى السيارة ليليان ركبت اليد وتلويحة ، شيء كل على احتجاجها تعلن . كانت كافر بوله إلي

نداء كانت السيارة ابتعدت عندما الشباك من امتدت التي الصغيرة حزينا يموت ان قرر لطائر .سريعا

المدينه

[B ]اعتذار عينيها في المحطه. كان رصيف على وميرا حمراء زهور باقه ومن العين رفة من بذلك . احسست سفري اثناء , ارتكبتها ما خطيئه عن

. تصورت مما دفئا اقل كانت واحتضنتني يدي بين الزهور . وضعت هروبها عن يديها من بها , وامسكت الزهور اليها النظر , اعدت بهدوء ابعدتها

دون السفلى شفتها . ارتجفت . ابتسمت هكذا اليها , ونظرت الكتفين . تحركت للدفاع طريق عن تنفتش حواليها تطلعت, ارادة من لتفلت قليال: بهجومها بدأت وقد . قالت ونظراتي يدي

تغيرت- مريض؟ انت , هل كثيرا.ياميرا متعب-

هكذا تكتسحني نظراتها بدأت لماذا , واال بيأس الكلمه هذه قلت انني يبدو ؟ خطيئتها من اكبر خطيئه عيني في رأت وكأنها: وسألتني معنى دون رأسها هزت

مريضا؟ , الست مريض انك , يبدو التعب دليل ليس وجهك في الشحوب- شعور ضمن بالعمل يقمعن اللواتي المسنات الممرضات وبأسلوب

: أسألها وانا ابتسمت جبيني على راحتها واالمهات, وضعت الواجبسفري؟ اثناء فلعت ماذا- , يوم كل العمل الى أذهب . كنت نفسها الحياة ؟ افعل ان يمكن ماذا-

, قرأت مرتين السينما الى ذهبت .كثيرا

Page 30: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

: مستسلمه بنبره قالت ثم لحظات انتظرت. والثانيه لك , واحده قصيدتين نظمت-

: قلت عبارتها تكمل ان وقبل!له وواحده- من؟- اعني؟ ماذا تعرفين له, انت-

: عينيها ارى ان , التريدني بعيدة وجهه الى تنظر وهي قالت!تحاصرني ان , تحاول انت فعلت ماذا اعرف ان , قبل اسألك ان قبل- , فما التصرف في عليها تعتمدين التي العداله اعرف , فأنا التغضبي-

.له الثانية تكون ان , فالعدل لي قصيدة نظمت دمت!بنفسك , وسترى االثنين لك اقرأ سوف- ؟ شي اي , عن والثانيه- . البحر عن- اخطىء لم . فأنا كذلك االمر مادام- .للبحر واالخرى للجبل , واحدة ابدا- !السخرية تحب دائما افتقدتك- الطريق، طوال حملتها التي اللعينة البطيخة ياميرا. أما كثيرا

لي وسببت تماما، الفندق باب عند تحطمت فقد حرجا .كبيرا - !النساء مع طبعا تعبت ان لعد ، الفندق باب عند تحطمت . تصوري ياميرا نفسي مع-

!تنتحر ان فضلت المشوار نهاية من اقتربت بنقلها.. عندما اغراء أقل ، أعلى من عليها يسقط والضوء ، ميرا . بدت غرفتي الى ذهبنا

ننام ان فكرة ان حتى ، الفكرة هذه ان لو وتمنيت ، منفرة لي بدت معا. ما بطريقة تتالشلى

، الصدر في الموضوع بالسرير ، اللعينة الغرفة هذه ولكن الجدار من قريبا اللعبة شهدت التي الثالث بالصور ، المعة بخضرة المنسب بالضوء ،

شهدتني الغرفة هذه ، الخطرة ، ميرا رأس أقف ، الماضي في كثيرا قريبا وانكبت ، الطاولة على تضعها التي المجلة أقرأ ان أحاول ، الضوء من

تهرب ، ترفض وميرا ، صدرها ، ظهرها تجوس ، تزحف يدي كانت عليها ، باستسالم شفتيها . فتعطيني رقبتها على أهوي ثم ، باثارة بجسمها تعبق ، واحدة كلمة تقول ان ودون ، السرير إلى صغيرة كحمامة وأحملها ، صغيرة بصرخات ، بالزفرات ، باللهاث تعبق ثم ما، برائحة الغرفة وأخيرا اللذة لتلك جسر آخر المتعبة وأيدينا ، السرير من ناحية في كل ، نرتمي!الهاربة

الطويلة بالمدفأة ، الجسر تشبه التي باستطالتها ، شريرة الغرفة هذه اآلخر الجانب في ، الطويل بالباب ، مدثرة امرأة كأنها للسرير المقابلة

طويلة قماشة عليها وضعت وقد السجادة وحتى ، الحمام إلى يوصل إلي لتوحي فجأة تقفز المستطيالت هذه كل ، والسرير الباب مابين توصل. بالمضاجعة ، امرأة بجسد البحر قصيدة ميرا لي قرأت قصيدة كانت ، نفسها عن تدافع لكي أوال وأنا لها . قلت الخارجي الوصف الى ماتكون وأقرب حارة ليست عادية

:ذراعها من أسحبها!عار وأنا أقرأها ان أريد ، قصيدتي

Page 31: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

:تقول وهي الباب . فتحت تتبعها التي المثيرة الطريقة . نفس مني هربت.هربت ، واحدة خطوة تحركت اذا-

أزرار أفك وبدأت ، السرير حافة على جلست اللعبة لتكمل ، تراجعت . المدروسة حركاتي تتابع بالجدار والتصقت بهدوء الباب . أغلقت قميصي

:الحديث باقي تعرف وهي قالت نفعل ال ان تعدني ألم- تعود؟ ان بعد شيئا تفعل ان تريد وهل- اآلن؟ شيئا

اذن؟ مالبسك تنزع لماذا!تضايقني المالبس ان ثم ، ياميرا بالحرارة أشعر- شيئا؟ تفعل بأال شرف كلمة لي تقول هل- .كلمة تعطيني ان : أريد شرف!د-ال كلمات دون ، المرة هذه اختبريني- !بنفسك تأكدي ، كلمات دون تعالي- عقالء؟ أناس مثل الطاولة على نجلس ال ولماذا- !!انتظار أطيق أعد لم ، تعالي ، ميرا- .تعرفني وأنت ، أهرب-

فس والرغبة ، بسرعتي . فوجئت وأغلقته الباب إلى ركضت قط وبخفة:بخبث . قالت عليها تسيطر تزال ال تثيرني ان كنت متعبا، كنت قليل قبل- !مريضا

:تقول وهي ، الحكمة إلى أقرب ، هادئة فبدت ، صوتها نبرة وغيرت!وبعده ، الفراش قبل هكذا، الرجال كل- تعرفين- ! غضبت له الثانية القصيدة لك قلت وعندما ، الرجال عالم جيدا

. الطريقة؟ بنفس يعاملك هل الطاولة نحو قوية بخطوات . تقدمت بدت هكذا أو ، المرة هذه غضبت

بوجهها ، اثارة أكثر . بدت تقاوم أن صممت وقد ، الكرسي على وجلست قلتها التي الكلمات وان ، ستمانع انها . تصورت القاسية ونظراتها الصلب:لها وقلت الكرسي في . تمددت جرحتها

بطريقة عليها سأرد ، فيها اثارة أية لكن ، اآلن القصيدة تقرئي ان أوافق- !عملية الطاولة على كانت بمجلة . أمسكت قلته لما تهتم أن دون تدخم أخذت

دون ، الطاولة على بهدوء .وضعتها بها وقذفتها ، السرير قرب ، الصغيرة لم لكن ، أنهض انني ألشعرها الفراش على هيئتها. تحركت تتبدل ان

:نافد بصبر صرخت ، تتحرك!أنام فسوف تأت لم اذا ، ميرا-

بذلك تتركني. أحسست ان فكرة رأسها في وبرقت اهتمام، دون ابتسمت التخاذ تستعد وكأنها ، بسرعة تتغير وجهها مالمح . كانت مالمحها تغير من

مثلما نحوي وتقبل ، يدها حقيبة تلتقط ، نفسها تجمع رأيتها قرار. وفجأة تفعل ان قبل وقالت السريعة القبلة تلك وقبلتني فوقي انحنت ، دائما

: تتركني!للزهور ماء تضع ان تنس ال-

مايزال وجدته . لما الباب نحو بتصميم خطت باردة بلهجة قالت ، مقفال

Page 32: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

:محايدة!المفتاح أعطني-

وخرجت الباب فتحت . ولما القفل في . ادارته كلمة دون المفتاح أعطيتها: تغلقه ان قبل قالت ،

بي اتصل- الثانية!دكنت قبل ، غدا غاضبا ميرا خطوات سمعت لما عصبيا . ندمت . ندمت ابتعدت لما ثم ، الدرج على . وراءها أنزل . كدت كثيرا باألحرى او ، مشاعري أختفت لكن ، وأنادي الشرفة باب أفتح كدت

.أفعل ان يجب ماذا أعرف أعد . لم اضطربت اليوم . في يليه الذي اليوم في أتصل ولم ، التالي اليوم في أتصل لم

. غاضبة باردة التلفون من الثاني الطرف على . كانت اتصلت الثالث مع موعد على ألنها ، اليوم ذلك نلتقي ان تستطيع ال أنها واعتذرت!صديقتها

ميرا ليست! درسا. ليكن تعلمني ان . تريد تنتقم ان اذن! تريد ميرا بدأت واذا ، النساء اآلف المدينة في ، الكبيرة المدينة هذه في الوحيدة المرأة

كنت فألني ، الماضية الفترة خالل معها ارتبطت ان أعرف . كنت ضجرا . رأيتهما العمل نفس في بزميل عالقة لها ان حاولت ، مرة من أكثر معا

: األمر أول نفسي في قلت ، نوع أي من متاعب تثير ال بطريقة أسلك.معها عالقتي انهي ان قبل أذلها ان يجب ولكن ، أحتمل ال ، ألتركها

التي الدرجة إلى يثيرني األمر يعد . لم مشاعري همدت ، متأخر وقت في وأبرر ميرا عن أدافع لنفسي . قلت معركة معها أفتعل أو ، ميرا أحارب

عنها وتمنع الكثير لنفسك تبرر لماذا ؟ باوال تعرف أال ، : وأنت تصرفاتها شهواني فم لها ، شقراء امرأة ؟ لك بالنسبة ميرا تكون وماذا شيء؟ كل

روابط دون ، كبيرة كلمات دون ، بعض إلى بحاجة انتما ، مثير وجسم ، كاثولكية !تكون ان يجب هكذا ، ارتضيت هكذا ، نتائج دون وأخيرا

، صاخبة باوال . كانت باوال إلى ذهبت ، التلفون سماعة ميرا اغلقت ان بعد رأتني . لما الكلية نادي الى دخلت لما كرسي فوق ساقيها تضع ، تدخن

كانوا الذين بنظرات تهتم ان دون ، لذيذة برعونة نحوي . ركضت صرخت. معها

في اللقاء على اتفقنا النادي أغادر أن وقبل ، بعيدة زاوية في جلسنا! الخامسة

التعقيدات تحب ال ، عملية امرأة باوال وفي تشرب، ، تدخن ، تضحك ، ابدا . وأتصور معينة أوقات أريدها . كنت الرأس من اللذة تنزع امرأة الفراش

: تدندن أخرى أمراة فتبدو ، انتهينا اذا أما عنها، تغني - ال امرأة أية ان مشاعر بأدنى تحس ان دون ، عارية الحمام إلى تتجه وهي ، بذيئة بأغنيات من أتملى ان لي تاركة ، مفتوح الحمام وباب تغتسل ، الخجل أو الخوف اي يكن ،لم ساقيها بين ، ابطيها تحت تمسح وهي ، تستدير وهي ، جسدها

ثوبها يجف ريثما ، ثيابي احد تلبس ، تقفز ، بطفولة . تبتسم يحرجها شيء الخصبة وبحركاتها ، الدفء تطلب ، بلذة الفراش الى وترجع ، الداخلي . أستدير تهيجني الالمعة اذا حتى ، تحتي تنزلق ، فوقي ترتمي ، منها هاربا أو ، نمنا ، والكونياك بالسجائر المختلطة الرائحة بتلك الغرفة عبقت

وأفكر ، وحدها تنام باالحرى(.لماذا؟ أعرف ال ، والحزن التفكير كثير انا)

Page 33: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

مطمئنة منتظمة أنفاسها. نائمة وهي باوال وجه الى النظر أحب كنت بنعومة وتختفي تظهر رقبتها عروق هانىء مستسلم . وجهها الوقت أغلب . فإذا ينتهي ال أبدي زمن كأنه قوي شامخ العالي . صدرها لذيذة

كأني ، ساعدي عضت أو ، خدي على ضربتني ، نظراتي على استيقضت. هكذا ، اليها أنظر وأنا أخونها

. لي بالنسبة باوال هكذاكانت . وفي ليلة كل نلتقي أيام أربعة ، وأنا باوال ، ظللنا ، ميرا غضبت ان بعد

إلى يدي رفع على أقوى ال متعب مهترىء حيوان الى تحولت األربعة األيام معها رأسي. نمت لباوال قلت نزقة لحظة في لكن ، وأكلت . شربت كثيرا

: استفزها . لسنا باوال يا حقراء نحن- في توضع حيوانات إلى نتحول ان . يجب طالبا

!االناث أستقبل وأنا الذكور تستقبلين أنت ، النسل لتحسين زرائبأذهب؟ ان تريدني هل ؟ مللتني وهل- باقي مثل طبيعية حياة الى نعود ان يجب لكن ، ياباوال هذا أقصد ال-

!الناسنفعل؟ ان يجب وماذا- فلما ، كلماتي وقع ألرى مرتين!دوانتظرت ، اسبوع كل مرة نلتقي ان-

: قلت ، اهتمام دون شفتيها تقلب رأيتها ، للدراسة وقتي كل تخصيص تقتضي الدراسية واجباتي ان تعرفين أنت-

:قالت شرسة المناسب!دوبعصبية الوقت في انتهي لكي!الدراسة من أمنعك التي وأنا- !أوقاتنا ننظم ان يجب لكن ، باوال يا ذلك أقصد لم-

عدة . التقينا ذلك بعد غرفتي تر . لم باوال فيها تزورني مرة آخر تلك كانت التي الكتب تهز كانت األحيان وأغلب ، مقهى في ، النادي في لكن ، مرات تلك نذهب أن منها طلبت اذا ، متحدية ساخرة بلهجة لي وتقول ، تحملها الليلة :معا

تسمح ال دراستك ان ثم ، وقتي أضيع ان أستطيع وال ، طالبة أنا ، انتبه- !والسهر بالنساء تفكر ان لك تلقي معلمة مثل تتابع كانت ، ذلك عند تتوقف تكن لم : درسا - وتنجب تتزوج ثم ، دراستك وتنتهي ، تكبر غدا فيجب ، اآلن أما ، اطفاال

والنساء الدراسة تخسر فسوف فعلت اذا. النساء مع وقتك تضيع ال ان!واألطفال

باوال أعرف كنت لو حتى ، غليها أضغط ولم كلماتها من أغضب فلم ، جيدا أقرب كبرياء من به يتصف وما ، النساء من النوع . فهذا تتغير فلن ، فعلت

اليمكن ، والتهور العناد إلى . ذلك يفعل ان إال ، أقبلها وأنا وحتى ، وأخرى فترة بين عامة أماكن في نلتقي بأن اكتفيت

تكن لم ، الداخلي القسم الى أوصلها عندما ، عودتنا أثناء ، زاوية في بطريقة يدها على تشد وهي ليدي ، لكلماتي ، صدري لضغط تستجيب

انها ، باستعادتها أفكر ان لي تترك ال ولكن ، تفتنني ضحكتها كانت ، معينة: تقول . كانت انتهى الذي الماضي ، الماضي

هذه عن للمتعة!د- وماذا طويل وقت لدينا وبعدها ، اآلن دراستك من انته-

Page 34: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

؟ باوال يا الفترة يكفيك أال ، لمسات ، سريعة : قبلة الصغار العشاق يفعله بما نكتفي اآلن-

ذلك؟؟ باوال يا العذاب عن وماذا- !ذلك يحب غيري ، العذاب أحب ال أنا- نفعل ان يمكننا وهل- العذاب؟ من نتخلص لكي ، باوال يا شيئا!دراستك من تنتهي ان بعد ، لك قلت-

كبيرة طفلة الى . تحولت وجهي في . صمدت باوال أقتحم ان أستطع ولم أبرد . تركتني حواسي لتهب ، لتثيرني تتصرف تعد لم أنها لدرجة ، كبيرة

تثير ، بائسة صداقة إلى أقرب عالقتنا أصبحت وقت جاء حتى ، تدريجيا النفس في فترة انقضت ان بعد ، لميرا . قلت اليعود ماض على حزنا

خاللها أرها . لم اسبوعين أشرب وكنت لها قلت ، قصيرة لفترة إال كأسا: قلت ، سنة كل القرية في امها تصنعه ان تعودت النبيذ من؟ هكذا تتغيرين خاللها أراك ال أيام عشرة ، أيام عشرة- حصل ماذا ، والنهار الليل في ، نفسي اسأل ، واآلن ، تغيرت الذي أنت- نفسي سألت ؟ . أنا جواب إلى أصل ان استطع لم اآلن وحتى ، كثيرا

مستغربة !تريدني تهد ولم ، تبالي تعد لم . وكأنك كثيرا مخطئة أنت ، ميرا- كنت ربما ، كثيرا يحصل لم ناحيتي . ومن متعبا

!شيءشيء؟ في تغير هل ؟ شيء مني حصل وهل- ان. ميرا يا قبل مثل نعد لم أنت وربما تغير قد االثنين . نحن فينا شيئا

تغيرت التي ! كثيرا. أتغير لم أني بصراحة لك وأقول نفسي أعرف أنا ، تشاء ما قل- !قولي ، في تغير وماذا- !قبل مثل تعد لم عالقتنا ان تالحظ ولكنك ، أعرف ال-

األمهات كل مثل امها . كانت األخيرة كلماتها تقول وهي امها دخلت مطمئن تمت( وجه لم ليتها ، سنوات ست عمري كان لما أمي ) ماتت شيء كل يكون أن في ورغبة ، واثقة بطيئة حركات ، الرضى إلى أقرب وادعا .ورقيقا

ووجها غاضبة ميرا كلمات رأت لما الى اتجهت ثم ، بحيرة وقفت ، محتقنا التي للكلمات ما شرعية تمتلك لعلها ، الغطاء تسوي ان تحاول السرير. تقولها

ترتيب تعيد وهي األم ضربات سوى يقطعه يكن ولم ، الصمت ساد بطريقة وسألت ، بإشفاق ابتسمت جديد من الينا نظرت ولما ، الوسائد

: لذيذة لك احضر هل ؟ النبيذ أعجبك هل- !آخر كأسا. معي آلخذها زجاجة ، زجاجة أريد- آخر؟ بكأس اآلن رأيك ما ، كبيرة بواحدة لك احتفظت- .فال وحدي . أما ميرا شربت أو ، معي شربت إذا-

دون تتحركان اللتين العصبيتين يديها الى وعيناها ، اليائس التوتر وبنفس:بحدة ميرا . قالت معنى

. أشرب ان أستطيع ال أريد ال-

Page 35: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

يخففن لكي شيء كل يتحملن ان يردن اللواتي األمهات بوداعة امها قالت. اآلخرين عن

بينكما؟ ماذا لي قل ولكن ، معك شأشرب- . ميرا إلى وأشرت رأسي . هززت أقول ماذا اعرف ال ، ببالهة ضحكت

: سألتها ، عينيها ترفع ولم يديها حركة تتغير لم ، صمتها على ميرا ظلتبينكما؟ حصل ماذا ، ياميرا أنت قولي- !شيء ال ، ماما شيء ال-

مرات . في ينهار كله . عالمي ينهار عالمي ان تأكدت اللحظة تلك وفي يسبب ان يمكن شيء بدر اذا ميرا كانت سابقة تنهض . كانت تتحمل كدرا

. أما تتكدر او تبرد أن يمكن ال عالقتنا ان ألمها تؤكد لكي ، تعانقني إلي عديمة ميرا. . يتمزق ينتهي شيء كل ام نالحظ الثالثة فنحن اآلن

تريد ما لي تقول ان تستطيع ال . ألنها عصبية اللحظات . وبعض االكتراث تفعل ان تستطيع وال ، ما نهاية ترقب ، حائرة وامها ، واحدة دفعة .. شيئا!اللحظة نفس في أريد وال أريد ، متعب ضائع وأنا يشبه بالنهاية االحساس إن ، مسيرته تغير ، الدم تصفع ، داخلية ريحا

يمكن . ال االنسان يحسه ما بمقدار االحساس . هكذا بقوة تدفعه ثم توقفه يفعل ان : بيننا تجلس وامها ، لميرا قلت ، لمنعه شيئا!عالقتنا . وتعرف غريبة ليست امك ، ميرا يا نعترف ان يجب-

. شيء على أو شيء من تخاف ال كأنها بتحد إلي نظرت . اما أخرس بترقب إلي ونظرت مرتجفة بيد كأسها حملت فقد األم أما

الجو على أضفت فقد كلماتي توترا اضافيا هذه اخترت لماذا .. وإال؟ الحادة البداية هذه ؟ الكبيرة الكلمات

: وقلت نظري مستوى الى رفعته ، كأسي حملت!ماضية أيام صحة في-

قبلت. ينتهي بيننا شيء كل ان أحسست وقد ، مهتاجة ميرا نهضت ، يتقلص وجهها . رأيت إلي نظرت ، بالطفلة شبيه بازدراء شفتيها

، عنه تعبر ان ارادت ما رأيت انني تأكدت ولما ، تنتفخ رقبتها وعضالت! كلمة دون الغرفة تركت أترك أن وقبل غامض بحزن كأسينا . شربنا صامتين كنا ، األم مع ظللت: األم لي قالت ، البيت

في تتكلما ان على أجبرتكما ألنني آسفة وأنا ، شيء كل يفسد الغضب- :اعتذار فيها حنونة بلهجة وأضافت ، غاضب جو

تعال ، تتغير ال ان يجب ، وتندم تبكي سوف تهدأ عندما وميرا ، دائما. قبل من أكثر أصدقاء تكونا بأن األمر وينتهي

تعد لم عالقتنا ان . صحيح ما بشكل اصدقاء . ظللنا بيننا شيء كل ينته لم الناس تحمل التي ، الهشة الخشبية الجسور هذه ظلت لكن ، كانت كما

وذهبت ، كثيرة مرات غرفتي الى جاءت ، وآخر وقت بين ، لبعض بعضهم . شربنا كثيرة مرات بيتهم الى ونمنا ، النبيذ كؤوس من يحصى ال عددا معا

نفعل كنا مثلما األشياء عن نتحدث ان في رغبة أقل أصبحت ميرا لكن ، تدعو . بدأت وحيدين نكون ال ان على حريصة وأصبحت بل ، قبل من

الى نذهب ان بيتها،بدل الى نذهب ان تقترح وبدأت ، اثنتين او صديقة أما ، عناء دون تفهم ان يمكن ، معينة بأفكار تصرح وأخذت ، غرفتي

Page 36: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

تكرر فقد ، الزواج احتمال عن ثم ، التعب عن حديثها هذه خالل كثيرا عندما عالقتها تخف . لم عال بصوت ميالن عن حديثها وأصبح ، الفترة.أمها أمام ذكرته

متحدية بطريقة بعينها وغمزت النهاية حتى رفعته الذي الكأس شربت مرة: قالت انتهت ولما ،

ميالن؟ تعرف ال أنت- ***

أنتهت؟ هل ... ليليان وليليان غير شيء كل وأصبح ، عكرتها ، دمائي خضت ، دمرتني التي هي ليليان قطة أبامإللى أربعة بعد تحولت ، المستجيبة الوادعة . باوال ممكن

تراني تعد ولم ، المشرئبة األنثى تعد . لم متوحشة بنظرها . كنت رجال طفال وعجوزا ابله . طفال وعجوزا من أكثر أستحق أعد ولم متالشيا

! الشفقة تتخذ أن تستطيع .. فلم ميرا أما قرارا . موجودة تبق ولم . بقيت سريعا

بشكل تفكر بدأت ولكن ، نتقابل ، . نلتقي الوقت نفس في موجودة وغير الحديث عن . وانقطعت المستقبل مشاريع عن تتحدث تعد . لم مختلف

.. أرسمها ان يجب التي واللوحات يطبع أن يجب الشعر.. كيف ديوان عن!عال بصوت معي تفكر ميرا تعد لم

***!ورادميال مرات . التقينا أخرى امرأة الى المدينة . في رادميال رأيتها امرأة ألعجب

كان ايفان لكن ، كثيرة موجودا كان متأخر وقت . وفي دائما على حريصا أصبح ان بعد ، يكون ال أن بحزن إلي ينظر ايفان الغرور. كان لدرجة واثقا

، الفترة تلك لها بالنسبة فانتهت هي . أما الكاذبة وطموحاتي أفكاري راثيا . الملهوف بالشبق ، وخموره برقصه ، ونجومه بخضرته ، تالشى الجبل.

اآلن عجيب( وهي شيء ذلك ان )تصورا الماضي من شيء كل أصبح الرجال مع تتكلم ال ، متزنة ، أنيقة امرأة التحية وترد ، ايفان عن إال

!منها باألقتراب يفكر أن ألحد تترك وال ، وحيدة كانت ان بتحفظ:المزدحم الباص في متجاورين نقف ونحن ، مرة ذات لها قلت

، ابتدأت الجبل في عالقتنا ان أتصور كنت ، يارداميال بسرعة نسيت لقد- حصل؟ ماذا ، الوحيد ملجأنا المدينة ان أتصور وكنت ، تنتهي ولن

!بسرعة ذلك ننسى ان يجب- ابفان؟ أجل من- .عالمي أصبح ايفان ايفان، تحترم أن فيجب أصدقاء نبقى ان أردت اذا- لك؟ بالنسبة أصبحت .. ماذا وانا- ..صديق-

: بسرعة واستدركت وإليفان لي صديق- !معا - وحدنا؟ نلتقي أال!مستحيل هذا ان تعرف أنت- الدرجة؟ ألهذه-

Page 37: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

نفس إلى ذهبنا وربما ، نتزوج سوف القادم الصيف وفي ، بالتأكيد- !المكان

لكنت قاسية تكوني لم لو ، يارادميال قاسية أنت- .آخر شيئا صدرها على وضغطت ، وجهها احمر وقد فابتعدت ، الباص انعطاف نستغال!لمسها إلى اعاود ال لكي مسافة بيننا تبقى أن على وحرصت

االنسان؟ هو شيء أي تراجعت ، ثقته . أمام ايفان غرور أمام غروري تحطم الوقت في ى، كثيرا في ! وأين؟ بالزواج يفكر ، واآلن ، هادئة متزنة بخطوات هو تقدم الذي لي يترك لكي منه، يهرب كان الذي المكان نفس كلمة وأقول مجاال

!لرادميال: مرة آلخر أحاول . قلت نزلنا ، الباص توقف أن بعد العمر معه تقضين سوف وايفان ، وحيدة أريدك أراك؟ متى ، رادميال-

!كله بهذه وتلتذ تستنكر كأنها ، شفتيها على ترتسم عصبية ضحكة رأيت

يدها تجب. مدت ولم ، ايفان مع ستقضيه الذي بالعمر وتحلم ، الكلمات:وقالت بتحفظ لي!اآلن ينتظرني ايفان-

وابتسم. خجلت الينا . نظر ينتظر المحطة آخر في . كان هناك ايفان كان بضع أقول أن ، ما بشكل أعتذر أن أريد نحوه . تقدمت رأيته لما كثيرا

النبرة وبنفس ، التحدي إلى أقرب بطريقة يبادرني وجدته لكني ، كلمات:قال ، العجيبة الليلة في ـ مرة أول تحداني عندما استعملها التي

أي وعلى ، أخرى مرة تراهن ان أحببت اذا الرهان، خسرت بالتأكيد- .مستعد فأنا ، شيء

، بغرور بيننا وقفت فقد رادميال . أما بحرارة يحييني وهو يدي على وضغط!والمستحيلة المشتهاة األنثى بكبرياء شاعرة

حصل؟ شيء أي :. وقالوا نفسه المسيح يسوع بثقة لتكلموا ، المقدسون اآلباء تكلم لو

، الضالالت ، اآلخرين نساء ، الخطيئة بحر في تعوم نفسه ، الخطيئة . الناصري يسوع له يشفع أن يمكن وال ، خاطىء فيه شيء كل ، التهتك

ننقذ أن منا تريدون كيف نتقبل أن منا تريدون كيف ؟ فاجرة نفساجهنم؟ في حتى تتطهر ان يمكن وال ، روحه اتسخت رجل اعترافات

ما تقولوا ان يمكن الحق. وأنتم هذا يملكون . انهم شيء أي اآلباء ليقل فإنهم يغفرون الذين . أما الخطيئة في مثلي تسبحون انكم رغم ، تشاؤون ان أعتقد وال ، السماء في مباركون يكون ان يريد منكم احدا . مباركا

. تعترفون ال وأنتم ، ما لجهة ما بشكل ، أعترف أنني بيننا الفرق أقول ألن لعنة انتابتني ، مرة ذات تماديت ، الكنيسة إلى ذهبت ، شيئا كان ، ذلك ( إلى مرة ألول ذلك )أقول دافعي لكن ، أعترف أن حاولت

خبيثا . بالخطيئة مليئا إلى أذهب ان قررت ، والنهار الليل في ، بطيفها تالحقني وليليان مرة ذات

. الكنيسة . كبيرة شمعة اشتريت. وملعونة مضطربة ذهبت لما عواطفي كانت

Page 38: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

تلك إلى اتجهت ثم ، المذبح عند وضعتها ، هر بخطوات وتقدمت أشعلتها بيننا. الحاجز أعترف. كان ان قررت حيث ، الواطئة الصغيرة الغرفة لي بدا ، بوضوح أراه أن ودون ، المكان تمالء الثقيلة بأنفاسه شعرت بدينا . الفقراء بيادر في الحاقدين نار اشتعال مثل صدره في الخطيئة تشتعل

:له قلت!ويتوب يكفر ان ويريد الخطيئة تعذبه ، خاطىء رجل أبانا. أنا يا لي اغفر- ..كلها خطاياك لك سيغفر ، االله ابن ، المخلص يسوع-

: صغيرة ضحكة أكتم وأنا قلت!يغفرها لن المخلص يسوع أن لدرجة كثيرة خطاياي- : قاسية بلهجة علي رد! شيء كل سيغفر . يسوع ولدي يا اعترف- حبها عن أكف ان على أقوى وال ، أحبها أزال وما ، متزوجة امرأة أحببت-

أفعل؟ فماذا ، واحدة لحظة فأصبح صوته اضطرب وقد قال :مضحكا

تحبها؟ وأنت متى منذ- .ولدت ان منذ- هي؟ أمتزوجة- !أبانا يا .. نعم نعم-

:قال عصبية وبلهجة عن ينهى وهو المخلص يسوع ماقاله تسمع ألم ؟ ولدي يا لماذا ولكن-

الغير؟ نساء اشتهاء.ملوث شيء بأي أفكر ولم ، أبانا يا اشتهها لم ولكن- والحب؟- أبقى أن وأريد ، بطهارة أحب- .طاهرابالحب؟ بالك فما ، خطيئة الغير نساء إلى النظر . ان ياولدي يمكن ال- معنى يفهم المسيح ويسوع ، المقدس األب أيها ، أستطيع ال ولكني-

.االنسان عذابالخطيئة؟ يترك ان يريد ال لرجل يفعل ان المخلص يسوع يستطيع وماذا- المقدس؟ األب أيها ، المرأة هذه أحب ان في خطيئة وأية- ، متزوجة مرأة با ، اخرى بامرأة تفكر ان ومجرد ، الخطيئة هي الخطيئة-

تنقذ ان أجل من تستطيع ما كل تفعل ان ويجب ، الخطيئة في وقعت فقد. روحك:ألثيره الكلمات نهاية أمد وأنا عليه رددت

؟ القداسة العظيم األب أيها أفعل، ان لي وماذا- .المرأة هذه حب عن كف-

: قلت ، االحترام من الخالية الباردة النبرة وبنفسأفعل؟ لم واذا- تبقى سوف- الرب من خطيئتك جزاء تنال وسوف ، الخطيئة في غارقا

.ضميرك ومن.المقدس األب أيها أخطىء لم ولكني- !خطيئتك تدرك ال وقد ، ولدي يا مخطىء أنت- .حبها عن أكف ان أريد وال ، اخطىء لم اني لك أقول-

Page 39: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

من أفعله ما عندي وليس المميتة، الخطيئة في وقعت روحك فإن اذن- .أجلك

ليفعل عليه أضغط ان أريد صرخت :شيئا تفعل ان يجب- !تفعل أن يجب بالتأكيد ، المقدس األب أيها شيئا.المرأة هذه حب عن .. كف يفعل ان يجب الذي أنت- !حبي تبارك لكي وجئت ، أستطيع ال ولكني- . يخلصك وسوف المسيح ليسوع قلبك أعط- حبي؟ أتبارك- .روحك بنقذ- بالحب؟- . المرأة هذه تترك بأن- . المقدس األب أيها أريد ال ولكني-

.روحك ينقذ لن ويسوع ، وجهك في مغلقة السماء أبواب اذن= !المسيح يسوع أريد وال السماء أريد ال- . هكذا يتكلم ان بمثلك يليق وال ، ولدي يا تجدف أنت- تمنح ان تستطيع وماذا ؟ المقدس األب أيها الحب عن تعرف ماذا وأنت-

يتعذبوا؟ ال لكي البشر.بالخطايا مليء وقلبك ، ولدي يا غاضب أنت- لست- . الحب لي تبارك ان أجل من جئت ولكني ، غاضبا. الخطيئة أبارك ال- اذن؟ تبارك شيء أي- لكي ، المسيح يسوع يعانق وهو االنسان وروح ، التقية الروح أبارك-

.الخطايا من وتتخلص روحه تتطهر.المرأة هذه حب في الخطيئة أعرف لم أنا لك قلت- .تتوب ان ويجب مخطىء أنت- لست- !أتوب ولن مخطئا تجد سوف ، العذاب في وتغرق روحك تتعذب ان وبعد ، ياولدي اذهب-

.أحد ينقذك ولن ، مقفلة السماء أبواب

كفرت او المرأة لهذه حبي تبارك ان .. إما المقدس األب أيها أسمع- .المسيح ويسوع بالكنيسة

وخاطىء؟ كافر أنت- المخلص يسوع من أكثر أنا- كل . أصلب يوم كل أموت ، األب أيها عذابا

الكنيسة تفعله ان يمكن وماذا أفعل؟ ماذا لي . قل أتألم ، . أتعذب ساعةأجلي؟ من.بها يفاخرون ميزة الخطيئة في يرون من تستقبل ال فالكنيسة ، اذهب- تعرفون ال اآلباء أيها انتم ، لكم أغفر لن لكن ، األب أيها سأذهب-

وتغرقون ، بطونكم سوى تعرفون ال ، المسيح يسوع تعرفون ال ، القداسة. رؤوسكم حتى الخطايا في كنت لو ، ذلك أفعل يوم يأتي سوف ، ألغرقتهم ، اآلباء كل لصلبت مسيحا

!تأكيد بكل سأفعله كنت التعرف روحي ان أعرف . كنت المقدس لألب ماقلته كل في ساخرا

Page 40: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

الخطيئة تعرف ال اآلن ) وحتى الخطيئة مع عالقات لي تكون ان أما( أبدا هذه ارتضين وحدهن . النساء بذلك عالقة للكنيسة فليس ، النساء

والنساء الرجال بين تتدخل ان للكنيسة وليس ، .. وارتضيتها العالقات!بعض مع وينامون بعضهم يحبون الذين

الطفل تحمل ماتزال العذراء . كانت خرجت لما المذبح إلى تطلعت تتموج ، البارد الهواء في تتلوى فكانت الشموع . أنا ببؤس وتنظر الصغير

والعجائز المسنون الرجال وكان المقدسين، اآلباء وصور البخور رائحة مع! الموجدين الوحيدين األحياء ، الصغيرات الفتيات وبعض ،

*** وتجاه النساء تجاه هكذا أتصرف جعهالني اللذان هما والمدينة ليليان

. الكنيسة:جديدة بطريقة أتصرف بدأت المدينة الى رجعت ان بعد

بالغفران المليئة العيون . ليالن لي بالنسبة حقيقة من أكثر ليليان أصبحت.والندم والعذاب والبهجة

: تنتهي ال التي األغنية تبدأ ، األولى الصباح ساعات منذليليان؟ أين ، ليليان: رأسه ويهز يستمع ايفان وكان ، مرة ذات رادميال سألت

الجبل؟ في معنا كانت ، طفالن ولها جميلة امرأة أتذكرين ، رادميال- طفالن؟ ولها جميلة- !طفالن ولها جميلة- واألطفال؟ الجمال وغير- وليست عريضة ليست جبهة ، يوناني ، صغير أنف ، خضراوان عينان-

النساء تشبه ال ولكن ، قصيرة تكن لم ، النعومة إلى أقرب ، ضيقة! المتورمة اوالسيقان األذرع الطويالت

تشتم أن أتريد- المتقاطعة الكلمات مسابقة في تشترك ان تريد أم أحدا؟.لك أصفها كيف أعرف ال ولكن ، رادميال يا أسخر ال- ملبسها؟ تتذكر هل ومالبسها ؟ تجلس أين العام؟ شكلها كان كيف- !منها أجمل عيني تر لم لك قلت- !الجمال خارقة امرأة معنا تكن لم- .كلها األرضية الكرة وجه على منها أجمل ليس ، الروعة خارقة-

: بسخرية ايفان قالالجمال؟ الخارقة المرأة هذه قصة وما- .بها وأعجبت رأيتها قد تكون وأن بد ال ايفان يا وأنت- .منها أجمل أرى أن أريد وال ، غيرها أر لم ، رادميال تكفيني-

:قالت ، عابثة تكن لم كلماتي أن أحست وقد ، تسألني رادميال عادت تصفها ان حاولت ولو ، الجبل في معنا كن اللواتي النساء أغلب أتذكر-

أتذكرها فسوف لي حتما على يجلسون الغالب في كانوا ، الطول إلى أقرب ، سمين زوجها-

، الثالثة الطاولة أتتذكرينها؟ ، الشرفة من قريباالسماء؟ بحق قل تلبس ماذا- تلبس طبيعي- تلبس مرة ورأيتها ، النساء باقي مثل ثيابا !أصفر مايوها

Page 41: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

الحقائب؟ األحذية؟ ؟ الفساتين ألوان تتذكر أال- أتذكر وال نفسها، المرأة أتذكر- .آخر شيئاأعرفها؟ ان تريدني وكيف- !ينساها أن أحد وال ، الروعة شديدة ألنها- :مغرية بطريقة تسأله إليفان رادميال التفتت- المرأة؟ هذه تتذكر هل ؟ حبيبي يا رأيتها وهل- لو ولكن أيام؟ عشرة طوال غيرك أر وأنا أتذكر . كيف أحالم ، هلوسة-

لرأيتها عنها يتحدث التي الدرجة إلى جميلة كانت !حتما:يغيرها لم التي بالطريقة ايفان سألني وفجأة

المرأة؟ هذه عن وماذا- !عنها أبحث- منها؟ تريد وماذا- .. استهوتني ببساطة لكن ، أخطىء فقد ، الخطيرة الكلمة استعملت إذا- !حياتها؟ تدمر ان اآلن وتريد ، إذن أحببتها- تعترف وال ، العواطف تحتقر . أنت السخرية اترك السماء .. بحق إيفان-

، أنت عواطفك كانت لو أما ، غيرك إنسان عواطف كانت اذا خاصة ، بها تدعني .. ال األمر.. يزعجك عن حديث أي ، سخرية فأية ، برادميال جنونك!شيء كل أقول

تقول؟ أن تريد وماذا- !رادميال وسألت أخطأت ، شيء .. ال شيء ال- ؟ بينكما شيء وأي ؟ معها تحدثت هل اسمها؟ عرفت وهل-

التي الشهور فترة طوال منها ألمسهما لم وحنان بعواطف رادميال سألتني.اآلن وحتى الجبل في كنا مذ انقضت

:الموضوع عن الحديث انهي لكي قلت شيء ال ، ذاكرتكما أمتحن أن اردت الحقيقة في- ، بحث وال حب ال. ابدا

.. االنسان يتذكر ان يمكن حد أي إلى أختبر ان أردت األمر، مافي كل!األثر تفس الذاكرة في يترك ان يمكن نفسه الشيء وهل

بكرسيه أمال عندما ، صديق مع انشغل فقد إيفان أما. رادميال تصدق لم.معه يتحدث وأخذ الوراء إلى

!أحد مع ليليان عن أتحدث لم الوقت ذلك ومنذ أفكر كنت ، الوقت ذلك بعد ، الوقت ذلك قبل ، عنها بليليان. بحثت كثيرا

نسبح ونحن معا، نسير ونحن بها حلمت في نتيه ونحن حلمت ثم ، معا وحلمت ، الجبل وعلى ، البحيرة أننا ايضا وتحت ، مظلمة أماكن في معا ، الصغيرة واألسماك النبيذ يقدم دافىء قبو في أننا . وحلمت المطر ، تبكي مرة ورأيتها ، وتضحك كتفي على رأسها تضع ليليان وكانت

واحدة ليلة تمر أن أحتمل ال وأصبحت ، تتهرس عظامي وأحس وتعانقني. أراها أن دون!إنسان بها يفكر ان يمكن سخرية آخر فكان الكنيسة إلى الذهاب أما مئات ويموت ، يوم كل األطفال مئات يولد حيث ، الكبيرة المدينة في

، يركضون ، الكثيرون الناس ، الكبيرة المدينة في ، يوم كل الناس ، بحزن يتكلمون ، والبارات والمطاعم المقاهي في يجلسون ، يضحكون

Page 42: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

ويتزوجون يحبون ، يحلمون ، يفكرون ، األماكن جميع إلى يذهبون ، بفرح. الكبيرة المدينة في كثيرة والجنون االنتحار .. وحاالت

في دامت علي. وما يسيطر شبح وليليان المدينة قدمي وطأت أن منذ باطمئنان عينيها إلى ينظر ان ، انسان يلمسها أن عن ماتكون أبعد الجبل

، والمهانين المخطئين تغطي وسحابة ، شيء لكل ستر الكبيرة ،فالمدينة لمسة في ، قبلة او قدح في أنفسهم ينسوا ألن ضجرها يدفعهم ان ويمكن

. اللعينة المدينة في ماحاولته وهذا ، فيه فكرت ما وهذا ، يد الحمراء الزهور . كانت المحطة رصيف على قدمي أضع وأنا آمالي كبرت حلمي في عذبة الغرفة في أنفاسها . وكانت بشرى أول ميرا تحملها التي

وبيني ميرا بين وقعت التي الصامتة البائسة المعارك أما. الجديد ثم ، أوال . لم سجينة حيوانات مثل دمائي في تتمطى أسبابها كانت فقد ، باوال مع

أحزن مسافر مثل كانت وتعود تذهب وهي وميرا ، باوال ذهبت عندما كثيرا يتوقف ال .التائهة المحطة هذه في طويال

؟ ليليان تكون ان يمكن أين إذا بحثي.. وهنا، يطول . لن اراها ان بد ال ، الوجوه في أبحلق ان علي

تدافع ، سكانها تحمي الكبيرة المدن ان ، بالخوف نشعر فلن ، التقينا االنسان يكون حيث ، الجبل في . أما فذة بطريقة عنهم معزوال، او وحيدا

، البائس الصمت بهذا خوفه يغلف ان سوى شيئا، يفعل ان يستطيع فال عيني في بالنداء المليئة ، الزوج عيني في التائبة االسيانة والنظرات

!الزوجة ، معين مقهى في بالجلوس نفسي ألزم . لم المقاهي في أجلس بدأت

المقهى في تجلس لم . وإذا تأتي ان بد وال ، مقهاها التالي فالمقهى فاألفضل ، مختلفين وقتين في جئنا لو . وحتى السنما إلى تذهب فسوف

تكون لعلها والداخلين، الخارجين أرقب لكي ، الزمن من فترة أبقى ان . لست أتصوره ما هذا ، األفالم تحب ليليان ، بينهم ذهبت وإذا ، مخطئا تنظر أال ؟ حديقة في األطفال مع تتنزه أال غيرها، إلى وذهبت سينما إلى؟ الشوارع في التماثيل الى

النساء تستهويني تعد المدينة. لم في الجديدة رحلتي بدأت ما بمقدار إال خالله من أقترب ان أريد كنت الشبه ليليان. وهذا منهن الواحدة تشبه

أترك أن دون طريقي واصلت تأكدت إذا حتى الوجوه إلى أتطلع ، لليليان! برغبتي يشي ما ورائي

. لكن المرات آالف ليليان فوقع مرت ، اآلن عليه أمر الذي الشارع هذا وعي( وهذا دون كثيرا..لكن اإلله اسم أردد ) أصبحت اإلله أيها متى

وضع الذي التمثال قد ليليان تكون ان بد ال الكبيرة الساحة في مجددا يصدق هل دار؟ أي ، السينما ودور ؟ اإلله أيها ذلك كان متى رأته.. لكن

التي األماكن وكل ، والمقاهي ، والحدائق ؟ إليها تأت لم ليليان ان أحد إذن. أنتت! تأتها لم ليليان ان واحدة لحظة أصدق ال البشر، آلالف تتسع

. هل جاءت متى أعرف أن أريد ؟ اإلله أيها متى لكن ، . جلست توقفتزوجها؟ مع صديقة؟ مع وحيدة؟ كانت

العاشر؟ ؟ خطها هو خط أي وليليان وجدت؟ لم ، والترامات والباصات

Page 43: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

؟ يدلني من ؟ التاسع والعشرون؟ السابع ، الزجاج تخترق التي نظراتها ، العطرة أنفاسها أحس كنت الجبل في

!إليها أصل أن بها أستطيع طريقة أكتشف ان فأريد هنا أما ، مشيتها عيني تحت تمر نفسها الجريدة ان . وأعرف يوم كل الجردية أتصفح كنت

. رأيت ليليان كل تقرأها كانت . وإذا زوجها مع الجريدة نفس من أعدادا والطالق الفن أخبار العالم؟ أخبار ؟ السياسة ؟ تقرأ . فماذا يوم

ليليان؟ إلى أصل أن أستطيع لطريقة يرشدني من ؟ واالنتحارات نفس . نقرأ التلفزيون نشاهد المدينة، نفس في ، تصورا ، والتلفزيون

، الجريدة ان بد فال الرئيسية الشوارع أما ، الفليم نفس مانشاهد وكثيرا نفس أفعل وأنا ، يومين كل فمرة ، يوم كل يكن لم اذا ، ليليان فيها تمر

.نمر لكننا ، أكثر ، منها أقل ، الشيء وشيئا لي تصبح المدينة بدأت فشيئا الخيمة أما ، األحالن . تبددت عدوا

فأصبحت ، الناس تظل لكي فوقها تقيمها المدينة ان تصورت التي الكبيرة عراء التي السنما . دور فارغة وقت كل في المزدحمة . الشوراع شاحبا

صاالت من أكثر تعد لم ، الواحد اليوم في مرات وتودعهم البشر تستقبل وأي ، والتلفزيون والجرائد . والمقاهي واألشباح الرياح فيها تتالعب باردة! معناه فقد المدينة في آخر شيء

رحيم كائن إلى تتحول ان للمدينة يمكن أال األبد؟ إلى ليليان انتهت هلمقهى؟ إلى ، حديقة إلى ، شارع إلى ليليان وتدفع واحدة مرة تكون إذا حتى الحب . تخلقين تقتلينهم ثم البشر تلدين أنت المدينة أيتها وأصبح وكبر ، المدينة أيتها ، . أنت رحمة دون تمزقينه تخنقينه، جحيما

، بحضارتك االنسان تشبع إذا حتى ، الكتب تطبعين ، الموسيقى تعزفين سخرت! الشاشة على يرى مثلما أو الكتب تقول مثلما يفعل أن وأراد

التي األمور بعض وراءك تردد ان تشتهي التي المخلوقات بهذه هزأت! علمتها

.. بعد تتم لم

من لكم إهداء الكتاب هذا

Page 44: ب مجوسية[1]..عبد الرحمن منيف رواية

المطابع حديث منتدىالساخر موقع

www.alsakher.com