1

جزء فيه فتيا يف

الشبابة والرقص والسماع ذم

وحنو ذلك

أجاب فيها الشيخ اإلمام العامل العامل

حممد وشيخ اإلسالم موفق الدين أب

عبد اهلل بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي

تأليف

عمرو عبد المنعم سليم

حتقيق ودراسة

2

لدار الضياء للنشر والتوزيع

زيعتو –نشر –طباعة

عضو احتاد ناشرين –ع .م.ج

(873)رقم

3

ٱ ٻ ٻ ٻ

إن احلمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل تعاىل

من رشور أنفسنا وسيئات أعاملنا، من هيده اهلل فال مضل له

وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال ، ومن يضلل فال هادي له

.عبده ورسولهوأشهد أن حممًدا ، رشيك له

ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ﴿

[.201: آل عمران] ﴾ڦ

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ﴿

ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ

[ .12: النساء] ﴾ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ

ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھے ﴿

ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ

[.02، 00: األحزاب] ﴾ۈ ٴۇ

وبع: أمابعد

4

ت مسألة السامع ال سي ام ما خيتصُّ بالغناء احتل د فق

وبالرقص والتواجد مع اإلنشاد الديني ، وما ُيصاحبه من

الرضب بالقضبان ، أو بالدفوف ، ونحوها مكاًنا كبرًيا من

نطوى عىل حدوثها من بدعٍة فتاوى العلامء يف القديم ، ملا ا

ا مبارًشا ، فصن ف فيها األئمة ما بني حُمدثة متسُّ الدين مسًّ

ٍلةٍ ، أو كتٍب مفردةٍ أجزاء ، أو فتاوى خمترصة تبنين حكم مطو

.ذلك يف الرشع احلنيف

ا عىل سؤاٍل وهذا اجلزء أحد ما ُصننف يف هذا الباب ، ردًّ

لرقص مع التواجد ، فأجاب الدف والغناء وايف حكم الشبابة و

بجواٍب حمكم ، بني فيه أقوال أهل العلم الكبار يف هذه املسألة

ين من جهة ، ر مما فيها من االبتداع واإلحداث يف الدن وحذ

قة مما ال يسع مقارف ذلك من والوقوع يف املعايص املتحقن

.النجاة منها من جهٍة أخرى

ٍت من رأس القلم ، وقد عل قت عىل هذا اجلزء بتعليقا

ابتعدت فيها عن االختصار املخلن ، وبي نت هبا فوائد اجلزء يف

. غري تطويٍل ممل

5

فأسأل اهلل العظيم ؛ أن جيعل يف هذا اجلهد املتواضع

قه ، ونارشه .اخلري العميم ، عىل قارئه ، وحمقن

وأن ُيثقل به امليزان ، يوم ال ينفع ماٌل وال بنون ، إال من

.تى اهلل بقلٍب سليم أ

واحلمد هلل رب العاملني

أبو عبد الرمحن : وكتب

عمرو عبد املنعم سليم

6

هذا اجلزء

اعتمدت يف حتقيق هذا اجلزء املبارك عىل خمطوطة

ة –حمفوظة بجامعة الرياض .اململكة العربية السعودي

:وبيانات حفظها هناك ؛ كالتَّايل

.فتيا يف ذم الشبابة والرقص والسامع : عنوان املخطوطة

.سليامن بن عبدالرمحن الصنيع: اسم الناسخ

.محد أ، عبداهلل بن ةابن قدام: املؤلف

.هـ2630: تاريخ النسخ

سليامن بن عبد الرمحن بن حممد بن عيل بن : اسم الناسخ

.عبد اهلل بن محد الصنيع

.طها نسخ حسننسخة جيدة حديثة، خ: الوصف

485: الرقم العام

سم 12×62س 15ق 5: الوصف املادي

549: 2، هدية العارفني 292: 5االعالم : املراجع

7

صور املخطوط

8

9

11

ترمجة املوفق املقدسي

نبذة خمتصرة)*(

امسه ونسبه :

عبداهلل بن أمحد بن حممد بن قدامة بن ، هو أبو حممد

عييل . مقدام بن نرص املقديس اجلام

مولده ونشأته:

عيل من عمل نابلس يف فلسطني ولد ـ رمحه اهلل ـ بجام

. هـ ، وقدم دمشق مع أهله 452سنة

وصفه:

: قال الضياء ـ رمحه اهلل ـ

« معجم البلدان لياقوت » ، ( 8/310)لسبط ابن اجلوزي « مرآة الزمان » *()

ذيل طبقات » ، ( 11/234)للذهبي « سري أعالم النبالء » ، (1/226)احلموي

( 3/143)بن تغري بردي ال« النجوم الزاهرة » ، (1/266)البن رجب « احلنابلة

للعليمي « رالدر» ، (1/24 )«املقصد األرشد » ، ( 4/88 )«شذرات الذهب »

: برقم )« علامء احلنابلة » ، (2262: برقم )« تسهيل السابلة » ، ( 2/653)

2166.)

11

كان تام » كأن ، دعجأ ، مرشق الوجه، أبيض ة ،قل اخلخ

، طويل اللحية ، سع اجلبنياو ، النور خيرج من وجهه حلسنه

لطيف اليدين ، صغري الرأس ،مقرون احلاجبني، قائم األنف

.«ه ا بحواسن عً ت مُم ، نحيف اجلسم ، والقدمني

طلبه للعلم :

حفظ القرآن دون سن البلوغ وحفظ خمترص اخلرقي ،

مشايخ دمشق ، ثم سافر إىل وكتَب اخلط املليح ، وقرأ عىل

بغداد هو وابن خالته احلافظ عبدالغني املقديس ـ رمحه اهلل ـ

سنة إحدى وستني ، وأقاما هبا أربع سنوات يدرس عىل

. شيوخها

شيوخه :

:له عدٌد كبرٌي من الشيوخ يتجاوزون الثالثني ، منهم

.أمحد بن حممد بن قدامة والده بدمشق

.ن عبداهلل اجليىلالشيخ عبدالقادر ب

.ابن اجلوزي ببغداد رمحن لاإلمام أبو الفرج عبدا

.ن بن مطر ابن املَننّي ببغداد الشيخ أبو الفتح نرص بن فتيا

.شيخ أبو املكارم بن هالل بدمشق ال

12

.بداهلل بن أمحد الطويس باملوصل الشيخ أبو الفضل ع

.ة ـ حرسها اهلل ـ اخ بمك الشيخ املبارك بن الطب

.خدجية بنت أمحد بن احلسن النهروانية ببغداد

نبذه عن حياته :

ر يف ملا رجع اإلمام املوفق من بغداد إىل دمشق تصد

جامع دمشق مدة طويلة ، وبعد موت أخيه أيب عمر صار هو

وخيطب يوم اجلمعة إذا ، الذي يؤم املصلني باجلامع املظفري

فيه فيصىلن ،دمشق حرض ، وهو إمام حمراب احلنابلة بجامع

.املوفق إذا كان يف البلد

ل بني العشاءين كان يتنف »: قال ابن كثري ـ رمحه اهلل ـ

منزله بدرب إىل ف العشاء انرصبالقرب من حمرابه ، فإذا صىل

ين ، يأكلون معه ه الفقراء من تيّس بالرصيف ، وأخذ مع الّدوَلعخ

.من طعامه وكان منزله األصيل بقاسيون

ا إال وهو يبتسم ، حتى قال بعض كان ال يناظر أحدً و

. هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه : الناس

أنه ناظر ابن فضالن الشافعي ـ الذي كان : وقيل

. « به املثل يف املناظرة ـ فقطعهرضب يُ

http://www.saaid.net/Doat/alharfi/06.htm#[3]

13

ال يكاد يراه أحدٌ ، كان حسن األخالق »: وقال الضياء

: سمعت البهاء يقول ، وحيكي احلكايات ويمزح ، إال مبتساًم

نا وينبسط ، وكان ال ينافس أهل الدنيا ، وال كان الشيخ يامزُح

، كثر حاجة من غريه ، وكان يؤثر يكاد يشكو ، وربام كان أ

عدو م للكان يتقد : وسمعت البهاء يصفه بالشجاعة ، وقال

وجاءه مرة امللك العزيز ، رح يف كفه وكان يرامي العدو وُج

فصادفه يصيل فجلس بالقرب منه إىل أن ، ابن العادل يزوره

.«ز يف صالته فرغ من صالته ثم اجتمع به ، ومل جيون

كان صحيح »: بن اجلوزي ـ رمحه اهلل ـ اقال السبط و

لتشبيهات أن من رشط ا: هة ، وقال ا للمشبن االعتقاد مبغًض

. «!! هه لنا ؟يرى اليشء ثم يشبهه ، من رأى اهلل تعاىل حتى يشبن

مل يكن يرى اخلوض مع »: وقال ابن رجب ـ رمحه اهلل ـ

وكان كثري املتابعة للمنقول يف باب ، مني يف دقائق الكالم املتكلن

. « ..األصول وغريه ، وال يرى إطالق مامل يؤثر من العبارات

شاهدت من الشيخ أيب »: بن اجلوزي ابط قال السو

عمر وأخيه املوفق ونسيبه العامد ما نرويه عن الصحابة

ثم عدت ، واألولياء األفراد فأنساين حاهلم أهيل وأوطاين

. «إليهم عىل نية اإلقامة عسى أن أكون معهم يف دار املقامة

14

يديه الكثري من أهل العلم منهم ه عىلتفق : طالبه:

.بن أمحد الواسطي افظ أبو إسحاق إبراهيم بن عيل احل

.بن العامد اديس أمحد بن إبراهيم بن عبدالواحد املق

. بن أمحد النجارأمحد بن سالمة

ن احلافظ أبو العباس أمحد بن عيسى بن عبداهلل اب حفيده

.قدامة

.إسامعيل بن عبدالرمحن بن عمرواملرداوي ابن الفراء

.بن صديق املراغي خليل بن أيب بكر

قديس احلافظ حممد بن عبدالواحد بن أمحد السعدي امل

.ضياء الدين

.بن شبل بن طرخانعبداحلافظ بن بدران

. «املقنع »امة شارح عبدالرمحن بن حممد بن أمحد ابن قد

.ابن الدبيثي الشافعي يىيد بن حياحلافظ حممد بن سع

ار احلافظ حممد بن حممود بن احلسن ابن ا .لن ج

.رمحهم اهلل تعاىل أمجعني

مؤلفاته :

:منها ، له مؤلفات كثرية ذكرها ابن رجب وغريه

15

، وهو « املغني »، « الكايف »، « املقنع »، « العمدة »

يف « االستبصار »، ةأكرب كتبه ومن كتب اإلسالم املعدود

ذم »، « أويلذم الت »، « التوابني »، « االعتقاد »، األنساب

فضائل »، « ر وجنة املناظرظروضة النا »، « الوسواس

يف حتريم مسألة »، « ملعة االعتقاد »، « القدر »، « ةالصحاب

. « مناسك احلج »، «النظر يف علم الكالم

أوالده :

د ، وحييى ، وصفي ة ، .فاطمة وعيسى ، وحمم

ى ،ب إال عيسعقن يُ ومل، ومات أوالده الثالثة يف حياته

ج من ف ولدين صاحلني وماتا وانقطع عقبه ، وكان قد تزو خل

ي ة وماتت ، ه مريم بنت أيب بكر املقديسمبنت ع ثم تزوج عزن

. نيى بجاريتقبله ، وتّس

وفاته :

تويف ـ رمحه اهلل ـ يوم السبت يف يوم عيد الفطر عام

ف اجلامع لخيف جبل قاسيون فن من الغدهـ ودُ 310

.ري ف ظامل

16

جزء فيه فتيا فى

ذم الشبابة والرقص والسماع

وحنو ذلك

مام العالم العاملأجاب فيها الشيخ اإل محمد وشيخ اإلسالم موفق الدين أب

عبد اهلل بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي

رضي اهلل عنه آمين

دهمن ممتلكات كاتبه لنفسه ولمن شاء اهلل من بع سليمان بن عبد الرحمن بن محمد بن

علي بن عبد اهلل بن حمد الصنيع هـ3131المولود بمكة المكرمة سنة

17

18

ٱ ٻ ٻ ٻ . حممد وآله وسلم ىواحلمد هلل وصلي اهلل عل

-أحسن اهلل توفيقهم -ما تقول السادة الفقهاء

أنَّه حتىويتواجد ، فيمن يستمع الدف والشبابة والغناء

ه حيب اهللأم ال ؟ مع اعتقاده أنَّ ، هل حيل ذلك ، يرقص

!؟سامعه وتواجده ورقصه ىف اهلل وأنَّ

ويف أي هل هو مطلق ؟ الرضب بالدف حيل حال

سامع الشعر باألحلان وهل حيل ؟ خمصوصة أو يف حال

؟يف األماكن الرشيفة مثل املساجد وغريها

.اهلل رمحكم فتونا مأجورين أ

قال الشيخ اإلمام العامل األوحد شيخ اإلسالم

حممد بن موفق الدين أبو حممد عبد اهلل بن أمحد بن

:عنه قدامة املقديس ريض اهلل

19

نصُّ اجلواب)*(

: اجلواب وباهلل التوفيق

عىل والدائمُ ، املروءة ساقطُ فاعل هذا خمطٌئ إن

غري مقبول ، لرشع الشهادة يف ا هذا الفعل مردودُ

. القول

قبل روايته حلديث رسول اهلل ال تُ هُ ومقتيض هذا أن

،و ال أخباره ، وال شهادته برؤية هالل رمضان

. (2)الدينية

فإنه يمكن أن ؛ ا اعتقاد حمبة اهلل عز وجلوأم

وجيوز أن ، ا له يف غري هذاا هلل سبحانه مطيعً يكون حمبًّ

.عنوان من وضع املحقق)*(

ا السامع فقد ذهب ( 2) إىلليس ملجرد السامع ، وإن ام ألجل الرقص ، فأم

ثني خاري ، ومل ُيردُّ إبراهيم بن سعد شيخ الب : منهم ،الرخصة فيه مجاعة من املحدن

حديثهم ألجل ذلك ، وال شهادهتم ، وإن ام إذا كان مع ذلك الرقص ألجل التواجد

أو لغريه فحينئذ فنعم ، ألن يف ذلك خرمان للمروءة ، وسقوٌط للعدالة ، فالرقص

من شيم النساء ، وال يتعاطاه إال هن أو منعدم الرجولة كاملخنثني أو منعدم املروءة

.ول ، وال ُيقبل عليه عاقل ، وال يفعله ذو دينمن الفح

21

صاحلة يف غري هذا سبحانه وأعامٌل يكون له معاملة اهلل

.(2)املقام

،ورسوله اهلل تعاىل هُ ذم ، ولعٌب ا هذا فمعصيةٌ وأم

وال ، عن فعله اوهنو، وه بدعة وكرهه أهل العلم وسمُّ

.وال ُيطاع بارتكاب مناهيه ، اهلل بمعاصيه ب إىلُيتقر

اهلل سبحانه معصيته كان ومن جعل وسيلته إىل

.واإلبعاد حظه الطرد

ذلك ألن الرجل قد جيتمع فيه خرٌي ورشٌّ ، وطاعٌة ومعصيٌة ، فال مانع أن ( 2)

يكون األمر كذلك ، وقد زنى من الصحابة مالك بن ماعز ، والغامدي ة ، ورسقت

ان هلم من احلبن هلل ذكروا يف املنافقني ، بل كاملخزومي ة يف عهده عليه السالم ، ومل يُ

روا يف الدنيا .ولرسوله ، ما دفعهم إىل األقرار بام فعلوه حتى ُيقام عليهم احلد ويتطه

عىل عهد أن رجالً : عمر بن اخلطاب : من حديث ( 3/1589)وعند البخاري

وكان ، ضحك رسول اهلل وكان يُ ، ا سمه عبد اهلل وكان يلقب محارً كان ا النبي

:فقال رجل من القوم، لد ا فأمر به فجُ فأيت به يومً ، قد جلده يف الرشاب النبي

ال تلعنوه فواهلل ما علمت إنه حيب »: فقال النبي ، اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به

.«اهلل ورسوله

﴿: كم التنزيل وقد قال تعاىل ذكره يف حم

﴾

[.201:التوبة ]

http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=2

21

كان كمن سعي ىف ؛ ا ومن اختذ اللهو واللعب دينً

اهلل سبحانه طلب الوصول إىلمن و ، األرض بالفساد

من ته فهو بعيدٌ وسن من غري طريق رسول اهلل

.املراد الوصول إىل

سمعت أبا : قال ، أبو بكر األثرم ىوقد رو

دث حم التغبرير : يقول – يعني أمحد بن حنبل -اهلل عبد(1).

، سألت أبا عبد اهلل عن التغبري : وقال أبو احلارث

.(1) بدعة هو :فقال ، عليه القلوب ه ترقُّ ن إ : وقلُت

.(6)عن استامعه ىغريه أنه كرهه وهن ىورو

سمعت : وقال احلسن بن عبد العزيز اجلروي

ا تركت بالعراق شيئ :يقول ، الشافعي حممد بن إدريس

ون الناس به يصد ، الزنادقةأحدثته ؛ التغبري : قال لهير

.(4)عن القرآن

(.90:ص) «األمر باملعروف والنهي عن املنكر»اخلالل يف ( 2)

(.98:ص) «األمر باملعروف والنهي عن املنكر»اخلالل يف ( 1)

منهم ميمون بن مهران ، وحممد بن حرب ، ويوسف بن موسى ،ويعقوب ( 6)

.اق ، وكلهم عند اخلالل اهلاشمي ، وأبو داود السجستاين ، وإسامعيل بن إسح

(.99:ص)« األمر باملعروف والنهي عن املنكر»اخلالل يف ( 5)

.يونس بن عبد األعىل عن الشافعي به أيًضا: وهو عنده من طريق

22

ىومت، إال فاسق غّب ما ير : وقال يزيد بن هارون

. (1)!؟كان التغبري

أن يررضب صاحب ىأر : وقال عبد اهلل بن داود

. التغبري

كام -وقد كرهه األئمة ، هلذا السامع اسمٌ : والتغبرير

ت من الدفوف ومل ينضم إليه هذه املكروها -ىتر

!!؟ا ت إليه واختذوه دينً فكيف به إذا انضم ، والشبابات

: بقوله شبههم بالذين عاهبم اهلل تعاىلأفام

﴿ ﴾

.[ 64 : األنفال ]

.(2)التصفيق : والتصدية ، التصفري : كاءاملر : قيل

: وقال اهلل سبحانه لنبيه

﴿

﴾ [ 00األنعام ].

(.99:ص)« األمر باملعروف والنهي عن املنكر»اخلالل يف ( 2)

، -عنهام ريض اهلل - وهو مروى عن مجاعة منهم ابن عب اس ، وابن عمر ( 1)

. ريوسعيد بن جب، وأيب سلمة بن عبد الرمحن بن عوف ، وجماهد

23

ام إن اهلل سبحانه وتعاىل الطريق إىل أن : ومن املعلوم

اهلل فإن ، بواسطة رسوله ُتعلم من جهة اهلل تعاىل

، وأمر باتباعه ، اا ونذيرً ا وبشريً ا ومبينًرضيه هاديً تعاىل

وجعل ، ومعصيته بمعصيته ، وقرن طاعته بطاعته

:فقال سبحانه ؛ عيل حمبته اتباعه دليالً

﴿ ﴾ [80:النساء].

﴿: وقال سبحانه

﴾ [63 :األحزاب.]

﴿: وقال سبحانه

﴾ [62:آل عمران].

ا عيل أمته كان شفيقً و من املعلوم أن رسول اهلل

دي ا هتفام ترك طريقً ، هبمرحياًم ، هداهم عىل احريًص

م عليها بفعله و دهل ، الصواب إال رشعها ألمته إىل

عىل صوكان أصحابه عليهم السالم من احلر ، وقوله

بحيث مل ، رضوان اهلل اخلري والطاعة واملسارعة إىل

. من خصال اخلري إال سابقوا إليها يرتكوا خصلةً

24

ه من صحابته أن وال عن أحدٍ قل عن النبي فام نُ

يف سامعٍ و ال سهر ليلةً ، ة يقة الردي سلك هذه الطر

من رقص فله من : و ال قال ، اهلل سبحانه ب به إىليتقر

، نبت اإليامن ىف القلبالغناء يُ : و ال قال ، األجر كذا

أو جعل ، نهاإليها وحس ىصغأف ، وال استمع الشبابة

.مكن مكابرته ال يُ وهذا أمرٌ ، ايف استامعها وفعلها أجرً

إيل اهلل ربةً م أن ال يكون قُ زَ ل أَ ؛ هذا إذا صحَّ و

ووجب أن يكون ، إليه موصالً او ال طريقً ، سبحانه

ير ده ؛ خري اهلدي»: قال النبي ألن ؛ األمور من رشن

حممَّ «األمور حمدثاهتا وشَّ ، د

.وهذا منها ، (1)

: وقال عليه السالم

.(2)« اللةض وكل بدعة ، بدعة ل حمدثة كر »

.بام ذكرناه ي األئمة هذا بدعةٌ وقد سم

، ومسلم ( 602و 6/629)، وأمحد ( 80)« املسند» بارك يف املأخرجه ابن ( 2)

.من حديث جابر ( 54)، وابن ماجة ( 6/288)، والنسائي ( 1/491)

، ورد عنه من طرق من حديث العرباض بن سارية حديث صحيح( 1)

ر والتذكري والذكر»ي نتها وذكرهتا يف تعليقي عىل كتاب ب البن أيب عاصم «املذكن

(.53:ص)

25

فن من الدُ ، ا تفصيل هذه املسموعاتفأم

هذه فإن ؛ منهام منفردة وسامع كل واحدٍ ، والشبابة

، واشتهر بفعلها ، فمن جعلها دأبه ، مجيعها من اللعب

أو قصد من ، يف موضعها أو قصدها ، أو استامعها

و ال ُيعدُّ ، قبل شهادته وال تُ ، املروءة فهو ساقط ؛ أجلها

.و كذلك الرقاص، من أهل العدالة

فإنه قد روي فيه احلديث ؛ الشبابة: ها وأغلظر

: قال ، عن نافع ، ىالذي يرويه سليامن بن موس

فسمع صوت زامر ، كنت مع ابن عمر يف طريٍق

، صبعيه ىف أذنيهأدخل أو ، فعدل عن الطريق ، يرعي

؟ هل تسمع ؟ هل تسمع ! يا نافع : قال م ثُ

:ثم قال ، فمىض ، نعم : قلت

.فعلهكذا رأيت رسول اهلل

عن عوف بن حممد : «جامعه»رواه اخلالل يف

عن سعيد بن عبد ، عن مروان الطاطري، املرصي

. ىعن سليامن بن موس، العزيز

26

عن ، عن عثامن بن صالح األنطاكي : اورواه أيض

عن ، عن املطعم بن املقدام ، عن أبيه ، د بن خالدحممو

.(2)نافع

، وابن حبان ( 5915)، وأبو داود ( 1/8)هذا احلديث أخرجه أمحد ( 2)

عن سعيد بن : من طرق ( 38) «ذم املالهي»، وابن أيب الدنيا يف ( 1026:موارد)

.د املصننفعبد العزيز التنوخي بالسند املذكور عن

ويف السند سليامن بن موسى ، وفيه كالم يسري ال ينزل بحديثه عن درجة احلسن

ده .وقد توبع عىل روايته بام خيرجه عن حينز عدم احتامل تفرُّ

( 5913)ميمون بن مهران ، عن نافع به ، عند أيب داود : فقد تابعه عليه

.جاله ثقاتوهذا إسناد صحيح ر(.20/111)والبيهقي يف الكربى

.به..حدثنا نافع : من رواية مطعم بن املقدام ، قال : ثالث وهناك طريق

، ( 22:الروض الداين ) «الصغري»، والطرباين يف ( 5914)أخرجه أبو داود

.حممود بن خالد ، حدثنا أيب ، حدثنا مطعٌم به: والبيهقي من طريق

، والد حممود بن خالد ، فهو ورجاله ثقات إال خالد ؛ وهو ابن يزيد السلمي

:مستور مل يوثقه معترب ، وقد أعل أبو داود هذا الطريق ، فقال

. « أردخل بني مطعم ونافع سليامن بن موسى»قد ورد ترصيح الرواة بالسامع يف السند ، مما يدفع هذه العل ة ، إال أن : قلت

.يكون خالد السلمي قد وهم يف تسميع مطعم من نافع

، وإن وصفه أبو داود بالنكارة ، فالظاهر أن ذلك احلديث صحيح ثابت و

متعلنٌق باملتن عنده من جهة أن ال ينهى ابن عمر نافع عن السامع ، بل ال يزال يسأله

ك به من أجاز املعازف ، من ! هل ال يزال يسمع مزمار الراوي أم ال ؟ وهو ما متس

لتحريم ، ومما يدلُّ عىل ذلك فعل ابن عمر جهة أن الرتك النبوي ال يقتيض ا

.، ومل ُينكر عىل نافع سامعه ، وال أمره بسدن أذنيه اقتداًء بالنبي

27

يرويه » : فقال ، وسئل أمحد عن هذا احلديث

.«عن ابن عمر ، عن نافع ، ىسليامن بن موس

أذنيه يف حتريمه لسدن من النبي وهذا مبالغةٌ

، و مل يكتف بأحدمها عن اآلخر ، وعدوله عن الطريق

من العلامء ال بلغنا عن أحدٍ و، وألهنا من املزامري

فإنه ؛ بل هو أغلظ ، الرخصة يف املزمار فهي كالطنبور

.(2)ورد فيها ما مل يرد فيه

بسند ( 01)املزمار ، ما أخرجه ابن أيب الدنيا باب مما ورد عن السلف يف ( 2)

ذين أين ال: إذا كان يوم القيامة ؛ نادى مناد : عن حممد بن املنكدر ، قال صحيح

هون أنفسهم عن اللهو ، ومزامري الشيطان ، أسكنوهم رياض املسك ، ثم نز كانوا ير

أسمعوهم محدي وثنائي ، وأعلموهم أن ال خوف عليهم ، وال : يقول للمالئكة

.هم حيزنون

ال الذى حكاه ابن عمر أن استدالل املصننف بفعل النبي : ويف احلقيقة

فمجرد الفعل ال يقتيض الوجوب، وجمرد الرتك ال يقتيض يقتىض ما ذكره املؤلنف ،

، إال أن ترد قرينة تدلُّ عىل ذلك ، ويف حديث ابن عمر أو التحريم الكراهة

. قرينٌة تدلُّ عىل خالف ذلك وهي تلك التي ذكرناها يف التعليق السابق

رتك ، وهذا مندوٌب وأثر ابن املنكدر ال ُيفيد املنع بحال ، بل غايته احلثُّ عىل ال

. يرستفادر من أدلَّة أخرى قد واملنع، -ال جمال للنقاش فيه –رشًعا

28

. امء فيهلفقد اختلف الع ؛ وأما الغناء

وخالفهم كثريٌ ، صون فيه رخن املدينة يُ وكان أهُل

.من أهل العلم وعابوا قوهلم

: قال عبد اهلل بن مسعود

يف القلب نبت النفاقر ير الغناء(1).

صلَّ مل ير ؛ من مات وعنده مغنية : وقال مكحول

.(2)عليه

وضعيفة عن ابن مسعود -يف موضع واحد – قد ورد من طرق منقطعة( 2)

جة يف بتحقيقي ، ( 50-65-62و60)البن أيب الدنيا «ذم املالهي»، وهي خمر

ة بمجمو ع هذه الطرق ألن االنقطاع يف موضٍع واحٍد ، فلرياجع ، وال يصحن التقوي

.فال يؤمن أن يكون مدار األثر عىل راٍو ال ُيرتىض حاله

.كام بي ن اه يف املصدر السابق –كذلك -وقد روى مرفوًعا وال يصحُّ

من ( 88:ص)« األمر باملعروف والنهي عن املنكر»اخلالل يف أخرجه ( 1)

سمعت : نا مروان بن معاوية ، حدثنا أبو يزيد ، قال أيب نعيم احللبي ، حدث: طريق

.فذكره ... مكحوالً

أبو نعيم احللبي هو عبيد بن هشام ، صدوق إال أن ه تغري بأخرة ، وكان : قلت

ث هبا ، وأبو يزيد مل أتبي نه ، ن أحاديث عن مالك وغريه ليس هلا أصل ، فحد ُيلق

ية املجاهيل ، واألثر فيه مبالغة يف احلكم ، ولعل ه أحد شيوخ مروان بن معاو

ومستمع الغناء ليس بكافر حتى ُترتك الصالة عليه ، إال إن كان ذلك عىل وجه

الزجر كام كان يفعل السلف من ترك الصالة عىل بعض أهل األهواء زجًرا عن

.البدع واألهواء ، هذا إن صح األثر عن مكحول

29

أخذ بقول أهل املدينة رجال لو أنَّ : وقال معمر

،تيان النساء ىف أدبارهنإو - يعني الغناء - يف السامع

وبقول أهل ، وبقول أهل مكة ىف املتعة والرصف

باد اهللع كان شَّ ؛ سكر الكوفة يف املر (1).

ص فيه أهل وسئل مالك بن أنس عن ما يرتخ

.(2)ام يفعله عندنا الفساقإنَّ : املدينة من الغناء فقال

.(6)إبراهيم بن املنذر احلزامي وكذلك قال

، وهو عند معمر (88:ص)« روف والنهي عن املنكراألمر باملع»اخلالل يف ( 2)

.«اجلامع »يف

نا أبو العباس حممد بن يعقوب : «علوم احلديث » أخرج أبو عبد اهلل احلاكم يف و

:نا العباس بن الوليد البريويت ، نا أبو عبد اهلل برش بن بكر ، سمعت األوزاعي يقول

، ومن قول أهل العراق مخس ، من من قول أهل احلجاز مخس –أو ُيرتك –جُيتنب

، واملتعة ، وإتيان النساء يف أدبارهن ، والرصف استامع املالهي: أقوال أهل احلجاز

رشب النبيذ ، وتأخري : واجلمع بني الصالتني بغري عذر ، ومن أقوال أهل العراق

الفرار العرص حتى يكون ظل اليشء أربعة أمثاله ، وال مجعة إال يف سبعة أمصار ، و

.وسنده صحيح. من الزحف ، واألكل بعد الفجر يف رمضان

.بسند صحيح (83:ص)« األمر باملعروف والنهي عن املنكر»اخلالل يف ( 1)

بسند (80-83:ص)« األمر باملعروف والنهي عن املنكر»اخلالل يف ( 6)

يفعل هذا معاذ اهلل ، ما : أنتم ترتخصون يف الغناء ؟ فقال : عنه أنه قيل له صحيح

اق .عندنا إال الفسَّ

31

شأن أهل ن ليس مخ فهو مكروهٌ ؛ حالٍ كلن وعىل

املساجد مل فال جيوز فإن ؛ ه يف املساجدفأما فعلر ، ينالدن

فكيف هبذا ، منه ى هو أدنبن هلذا وجيب صوهنا عام تُ

!!؟ت النفاقبخ ن اق ومُ س الذي هو شعار الفُ (2)

وهذا من أصحن الصحيح ، ومن أبلغ البليغ ، بل ال بد عىل ويلن األمر من ( 2)

التعزير ملن يتناوله أو يفعله يف املساجد عىل وجه اخلصوص ، ألن للمساجد

حرماهتا ، وليست هي مواضع لنرش البدع واملحدثات ، أو لفعل املعايص أو

اذ باهلل تعاىل ، وقد ورد النهي يف السن ة عام هو أقل من ذلك بكثري املوبقات والعي

ة ، مع أن األصل يف هذه األمور اإلباحة ، إال أنه كالبيع والرشاء ، أو إنشاد الضال

.هُنَي عنها يف املساجد ، ألن املساجد مل ُتبن هلذا بل ُبنيت لذكر اهلل وللصالة

من سمع رجال ينشد ضالة يف » :رسول اهللقال :قال فعن أيب هريرة

.«ها اهلل عليك، فإن املساجد مل تبن هلذاال ردَّ : املسجد ، فليقل

.(030)، وابن ماجة(509)، وأبو داود(2/690)أخرجه مسلم

من دعا إىل : نشد يف املسجد، فقال رجالً أن : وعن بريدة بن احلصيب

.«نيت لهنيت املساجد ملا بر دت ، إنام بر ال وج» :اجلمل األمحر، فقال النبي

، وابن (205)«اليوم والليلة» ، والنسائي يف ( 2/698)أخرجه مسلم

.( 034)ماجة

« بن هلذاإن املساجد مل تر » :قوله»: (1/989،988)«املفهم »يف قال القرطبي

قد يدل عىل أن األصل أال يعمل يف املسجد غري الصالة واألذكار وقراءة القرآن، و

كره بعض أصحابنا تعليم الصبيان يف املساجد ورأى أنه من باب البيع، وهذا إن

منع إذا كان الصبيان ال يتحرزون عن القذركان بأجره ، وإن كان بغري أجره فيُ .«والوسخ مما قد يؤدي إىل عدم نظافة املساجد

31

وقد أمر ، هذه اخلصال فهو أسهُل : ف وأما الد

وجاءت الرخصة فيه يف غري ، كاحيف النن به النبي

.(2)ا النكاح أيًض

ة أحاديث (2) :ويدلُّ عىل ذلك عد

قلت ملحمد : يى بن أيب سليم، قالعن أيب بلج حي: حديث حممد بن حاطب

، قال: بن حاطب ا بئسام صنعت، قال : إين قد تزوجت امرأتني مل ُيرضب عيل بدف

.الرضب بالدف: يعني.« إن فصل ما بني احلالل واحلرام الصوت»: رسول اهلل

، والنسائي (2088)، والرتمذي (5/149، و6/528)أخرجه أمحد

«الكربى»، والبيهقي يف (1/285)واحلاكم ،(2893)، وابن ماجة (3/210)

.بسند حسن( 0/189)

بي ع بنت معوذ يدخل حني ُبني عيل ، ملسو هيلع هللا ىلصجاء النبي : قالت : حديث الر

فجلس عىل فرايش كمجلسك مني، فجعلت جويريات يرضبن بالدف، ويندبن من

:الوفينا نبيٌّ يعلم ما يف غد، فق: قتل آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن

. « دعي هذه وقويل بالذي كنت تقولني »

، وابن ( 5911)، وأبو داود ( 6/605)، والبخاري ( 3/649)أخرجه أمحد

.خالد بن ذكوان، عن الربيع به : من طريق( 2890)ماجة

:حديث جابر بن عبد اهلل

.« أهديتم اجلارية إىل بيتها ؟»: لعائشة قال رسول اهلل : قال

غنيهم ؛ يقول»: لنعم ، قا: قالت :فهالَّ بعثتم معهم من ير

أتيناكم أتيناكم فحيونا نحياكم

. « فإن األنصار قوم فيهم غزل

، والبيهقي (1/183: حتفة) « الكربى»، والنسائي يف ( 6/692)أخرجه أمحد

= . بسند حسن األجلح ، عن أيب الزبري ، عن جابر به: من طريق ( 0/189)

32

به ارب ضأن يكون ال يل حتريمه إال وال يتبني

ملا فيه من تشبه الرجال ، فيحرم ، ه بالنساءرجاًل يتشب

ويرضب به عند امليت فيكون ذلك إظهار ، (2)بالنساء

.(1)واملحاربة له ، السخط بقضاء اهلل

أهنا زف ت امرأة إىل رجل من األنصار ، : حديث أم املؤمنني عائشة=

.« ما كان معكم هلو، فإن األنصار يعجبهم اللهو! يا عائشة» :فقال النبي

إرسائيل، عن : طريق من( 0/188)، والبيهقي (6/600)أخرجه البخاري

.هشام بن عروة، عن أبيه ، عن عائشة به

دخل عيل أبو بكر وعندي جاريتان من :قالت عن أم املؤمنني عائشةو

وليستا بمغنيتني ، : جواري األنصار تغنيان بام تقاولت به األنصار يوم ُبعاث، قالت

يوم عيد، فقال ؟ وذلك يف أبمزمور الشيطان يف بيت رسول اهلل :فقال أبو بكر

ا، وهذا عيدنا! يا أبا بكر» :رسول اهلل .«إن لكل قوم عيد

(.1/300)، ومسلم (2/200)البخاري

دخلت : عن عامر بن سعد البجيل ، قال: حديث قرظة بن كعب وأيب مسعود

عىل قرظة بن كعب وأيب مسعود، وذكر ثالًثا، وجواري يرضبن بالدف وُيغنني،

:، قالوا وأنتم أصحاب حممد ُتقرون عىل هذا : فقلت

ص لنا يف العرسات والنياحة عند املصيبة خ .إنه قد رر

.إنه رخص يف الغناء يف العرس، والبكاء عىل امليت من غري نياحة: ويف رواية

.بسند صحيح( 0/189)، والبيهقي (1/285)خرجه احلاكم أ

:، قال -( 5/282)البخاري عند - ديث ابن عب اس حل( 2)

.املخنثني من الرجال ، واملرتجالت من النساء لعن رسول اهلل

فعن عبد اهلل بن ، ألن ه حينئذ يكون من باب الندب املنهي عنه رشًعا ( 1)

اجليوب ، ليس منا من رضب اخلدود، أو شقَّ » :قال رسول اهلل: قال مسعود

(.1/353)مسلم . « أو دعا بدعوى اجلاهلية

33

.ا بحالٍ فلست أراه حرامً ؛ خال من ذلك ا إن فأم

وقد كان أصحاب عبد اهلل بن مسعود خيرقون

ذكر ذلك أمحد عنهم ومل و، دون فيها الدفوف ويشدن

ألن السنة وردت بالرخصة فيه وهي ،(2) يذهب إليه

.بعأحق ما اتُّ

صاحب رسول اهلل -عياض بن غنم ىفقد رو

كانوا !؟ما أراكم تقلسون : فقال ، باألنبار اشهد عيدً -

. (2)يفعلونه يقلسون يف زمان رسول اهلل

.رضب الدف؛ التقليس : قال يزيد بن هارون

من بني ارٍ وَ بجَ النبي مر : وقال أنس بن مالك

: يقلن ن وهُ هلن ف يرضبن بدُ النجار وهن

جار نحن جوار من بني النَّ من جار وحبذا حممد

(.06:ص) « مر باملعروف والنهي عن املنكراأل»اخلالل يف ( 2)

ملغرية ، عن عامر ، عن رشيك ، عن ا: من طريق ( 2601)ابن ماجة ( 1)

ورشيك يسء احلفظ ، وقد اختلف فيه عىل عامر الشعبي ، فرواه أبو .عياض به

ما كان يشء عىل عهد رسول اهلل: إسحاق السبيعي ، عنه ، عن قيس بن سعد ، قال قلَّس له يوم الفطرإالَّ و .قد رأيته ، إالَّ يشء واحد ، فإنَّ رسول اهلل كان ير

.، وهذا هو األصح ، وهو معلول بعنعنة السبيعي( 2606)أخرجه ابن ماجة

34

(2).« حبكم أر ّن أيعلم اهلل » : فقال

ن إ نذرت إينن : قالت للنبي وروي أن امرأةً

:قال ، رأسك بالدفن أرضب عىل أن ، مك اهللسل

.أو كام جاء. (2)« فال وإالَّ ،فعيل اف نذرت إن كنت »

يعتقده عٍب ص فيه لالخن رُ ه وإن أن ؛ ويف اجلملة

وجيعل استامعه واستامع ، اا من جيعله دينً فأم ، اا وهلوً لعبً

فال يكاد يوصله ، اهلل سبحانه إىل اوطريقً الغناء قربةً

.سخط اهلل ومقته إىل ذلك إال

مات أو إيل ذلك النظر إيل النساء املحر ام انضم ورب

وخيالف ربه يف ، ويفتن قلبه ، يسلبه دينه مجيٌل غالمٌ

﴿ : قوله سبحانه ﴾.

.[60النور ]

من حديث أنس بن بسند صحيح( 2899)أخرجه هبذا اللفظ الرتمذي ( 2)

.مالك

–أنس من حديث ( 1408)، ومسلم ( 5884و6405)وهو عند البخاري

رأى صبياًنا ونساًء مقبلني من عرٍس ، فقام نبيُّ اهلل النبي أن : بلفظ –أيًضا أنتم من أحب الناس إيلَّ ! أنتم من أحب الناس إيلَّ ، اللهمَّ ! اللهم »: ممثاًل ، فقال

.« يعني األنصار

(.1132و2309) «السلسلة الصحيحة»انظر ( 1)

35

:املخالفة لقولهيف حه عيل تسمُّ كان ذلك دليالً

﴿ ﴾ [ 60النور ].

ومن ابتيل بمخالفة أول ، هلم ىومل يكن ذلك أزك

﴿:العمل بآخرها ية فليبادر إىلاآل

﴾ [ 62النور .]

ما أنا بأخوف عىل : وقد قال بعض التابعني

، أكثر من الغالم األمرد ار ض ع اسك من سب النَّ الشاب

. (1)يقعد إليه

قال ير سيكون يف هذه األمة قوم : وقال أبو سهل

،ينظرونصنف : عيل ثالثة أصناف ؛ هلم اللوطيون

. (2)ذلك العمل يعملون وصنف ، يصافحون وصنف

ال جتالسوا أوالد : ه قال وعن احلسن بن ذكوان أن

وهم أشد فتنة ، كصور النساء هلم صور فإنَّ ، األغنياء

.(3)ىمن العذار

. بسند ضعيفبتحقيقي ( 268)« ذم املالهي »يف أخرجه ابن أيب الدنيا( 2)

. بسند ضعيف( 250)« ذم املالهي »أخرجه ابن أيب الدنيا يف ( 1)

ا بسند ضعيف( 255)« ذم املالهي »أخرجه ابن أيب الدنيا يف ( 6) . جدًّ

(.5/648) « الشعب»البيهقي يف : ومن طريقه

36

ما أو يثق إىل ، بنفسه أن يغرت و ال ينبغي ألحدٍ

من فإن ، هوقوة إيامن ، يظن يف نفسه من صالبة دينه

ما منعه الرشع من ونظر إىل ، خالف حدود اهلل تعاىل

. نفسه ل إىلكن ووُ ، زعت منه العصمةنُ ، النظر

وقد علم ما ابتيل به ، بذلك وكيف يغرت عاقٌل

من ونبيٌّ ، وهو أعبد البرش، داود نبي اهلل عليه السالم

يه املالئكة وختتلف إل ، السامء يأتيه خربُ ، أنبياء اهلل تعاىل

ومع ذلك وقع فيام وقع فيه من الذنب بسبب ، بالوحي

اهلل سبعني اد بني إرسائيل عبدَ ب وبعض عُ ، نظرة نظرها

وبرصيص العابد ، تتن هباففا ، امرأةٍ نظر إىل م ثُ ، اعامً

يقول لعيل عليه والنبي ، كان هالكه بسبب النظر

، ام لك األوىلفإنَّ ، ال تتبع النظرة النظرة »: السالم

.(1)« وليست لك اآلخرة

رشح »، والطحاوي يف ( 1000)، والرتمذي ( 1259)أخرجه أبو داود ( 2)

رشيك بن عبد اهلل ، عن أيب ربيعة اإليادي ، عن : من طريق ( 6/24) «معاين اآلثار

.« .. ال تتبع النظرة النظرة! يا عيل »: ابن بريدة ، عن بريدة ، مرفوًعا ، بلفظ

جلهالة حال اإليادي ، وفيه عل ة أخرى ، وله طريق آخر ، وسنده ضعيف

(.251)البن اجلوزي «أحكام النساء »ألحاديث ذكرهتام يف خترجيي

37

ين ه من الدن وحملُّ ، ة وهو من سادات هذه األم

.وبحقه وحدوده وحرماته والعلم واملعرفة باهلل تعاىل

انظر أين ، ا املغرور اجلاهل بنفسه فمن أنت أهيُّ

. أنت من هؤالء املذكورين

:أسامة بن زيد قال ىوقد رو

عىل بعدي أرض نزلت فتنة ما»:قال رسول اهلل

.(1)«الرجال من النساء

من مسموم النظرة سهم أنَّ » :وجاء يف األثر

.(2)« سهام إبليس

.(3)«العينان يزنيان وزنامها النظر»: وقال النبي

ما تركت بعدي فتنة أرض » : بلفظ ( 1050) ومسلم ( 5808) البخاري ( 2)

.« عىل الرجال من النساء

إسحاق بن عبد الواحد : من طريق (625-5/626)أخرجه احلاكم ( 1)

ثار ، عن القريش ، حدثنا هشيم ، عن عبد الرمحن بن إسحاق ، عن حمارب بن د

.صلة بن زفر ، عن حذيفة بن اليامن مرفوًعا بأطول من اللفظ املذكور

جاه »: قال احلاكم .«صحيح اإلسناد ومل خُيرن

به الذهبي بقوله فوه »: فتعق . « إسحاٌق واه ، وعبد الرمحن هو الواسطي ، ضع

، من (8/36) «املجمع»وله شاهد من حديث ابن مسعود عند الطرباين كام يف

.رواية عبد الرمحن بن إسحاق ، مما يدلُّ عىل أن ه قد اضطرب فيه

(.5/1050)مسلم ( 6)

38

. (1)الغناء رقية الزنا : وقال الفضيل بن عياض

فقد ؛ فإذا اجتمعت رقية الزنا وداعيته ورائده

.سبابه ألت مخ ك استُ

:وقد روي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال

ره بلغني عن الثقات من محلة العلم أن حضونَّ إ

نبت النفاق يف ير ، واللهج هبا ، واستامع األغاّن ، املعازف

املاءر العشب نبتر القلب كام ير (2).

ولعمري لتوقي ذلك برتك حضور تلك املواطن

، النفاق يف قلبه الثبوت عىلمن ، هنأيّس عيل ذي الذن

مما ينتفع ءيش وهو حني يفارقها ال يعتقد بام أذناه عىل

.به

ى ،دواملصاحبة ألئمة اهلُ ، االنجاة غدً فمن أحب

فليعمل ، فعليه بكتاب اهلل ى ،والسالمة من طرق الرد

فلينظر ما ، وصحابته وليتبع رسول اهلل ، بام فيه

. بسند ضعيف -بتحقيقي –( 40) « ذم املالهي»أخرجه ابن أيب الدنيا يف ( 2)

بأطول من بسند ضعيف( 42) « ذم املالهي»أخرجه ابن أيب الدنيا يف ( 1)

.اللفظ املذكور

39

وليجعل عبادته ، وال فعلٍ وه بقولٍ دُ ع فال يَ ، كانوا عليه

ومهته يف ، وسلوكه يف طريقتهم ، تهم واجتهاده عيل سن

.اللحاق هبم

منا اهلل طريقهم هو الرصاط املستقيم الذي عل فإن

ة صالتنا موقوفة عىلوجعل صح ، سبحانه سؤاله

: لنااًم علن فقال سبحانه مُ ، الدعاء له

﴿

﴾آمني.

[.0- 3الفاحتة ]

فقد ، الرصاط املستقيم عىل النبي أن فمن شك

ومن علم ، وخرج من مجلة املسلمني ، ينمرق من الد

ا وباإلسالم دينً اباهلل ربًّ وريض، ق به وصد ، ذلك

تباع نبيه اقد أمر ب اهلل تعاىل وعلم أن ، انبيًّ دٍ وبمحم

:بقوله سبحانه

﴿ ﴾ [248األعراف ].

.يات وغري ذلك من اآل

41

ة اخللفاء تي وسنَّ عليكم بسنَّ »:وقول النبي

اكم يَّ إو ، وا عليها بالنواجذض عر ، الراشدين من بعدي

فإنَّ ، وحمدثات األمور بدعة لَّ وكر ، بدعة كل حمدثة

.« ضاللة

، خري اهلدي هدي حممد »: وقوله عليه السالم

.(1)«وش األمور حمدثاهتا

وينرصف ، وشامالً افام باله يلتفت عن طريقه يمينً

اهلل سبحانه من ويطلب الوصول إىل، عنها حاالً فحاالً

منها ىراه جيد أهدأتُ ، ويبتغي رضاه فيام عداها ، سواها

!!؟دلياًل من رسول اهلل ابع خريً ويت ، سبيالً

سبيل سبيل اهلل سبحانه إال ىلن جيد سو كال

.نسخط الرمح إىل ولن يصل من غريها إال ، الشيطان

: قال اهلل تعاىل

﴿

﴾

[.246األنعام ]

م خت( 2) .رجيهاموقد تقد

41

:فقال ، ا مستقياًم خطًّ خط هأن: عن النبي وروي

: فقال، اه خطوطً ئمن ورا وخط ، « هذا سبيل اهلل »

منها شيطان سبيل عيل كل ، هذه سبل الشيطان»

. (1)«من أجاهبم إليها قذفوه يف النار ، يدعو إليه

.أو كام جاء اخلرب

، سبيل اهلل هي سبل الشيطانى ما سو خرب أن أف

عليها وسبيل اهلل التي مىض ، ارذف يف الن قُ ؛ سلكها من

بعهم فيها لون وات وأولياؤه والسابقون األو رسول اهلل

.الدين التابعون بإحسان إيل يوم

﴿

﴾

.[ 200التوبة ]

لكها َس َس فمن ركها بَ تَ ن ومَ ، د عخ

.دعخ

ها ما عند «الرشيعة»روي من طرق مجعتها يف تعليقي عىل كتاب ( 2) ، أصحُّ

.األعمش ، عن أيب وائل ، عن ابن مسعود مرفوًعا به : من طريق ( 2395)البزار

.، وله شاهد من حديث جابر بن عبد اهلل ، والنواس بن سمعان وسنده صحيح

42

وسنته وأخالقه وسريته وما رسول اهلل وطريُق

، بني أهل العلم مشهورٌ ؛ كان عليه يف عبادته وأحواله

.باعه وسلوك منهجهتن اقتداء به واال ملن أحب ظاهرٌ

ن ومَ ، ملن أراد اهلل هدايته وسالمته واضٌح واحلقُّ

ا فلن جتد له وليًّ ؛ ضللومن يُ ، فهو املهتدي ، هيد اهلل

. امرشدً

وجعلنا ، اكم عيل رصاطه املستقيمي إتنا اهلل وثب

﴿ : اكم ممني إو

﴾ [ 11، 12التوبة ].

، عظيم املخلوق ألمرٍ ! ا اآلدمي املسكنيفيا أهيُّ

إذا أنت ، النعيم اُت قت من أجله اجلحيم وجن لخ الذي ُخ

حمارم اهلل ونظرت إىل ، املالهي بسمعك أصغيت إىل

،بطنك دخلتها إىلأو ، وأكلت الشبهات بفيك، ببرصك

وأذهبت أوقاتك ، ورضيت لنفسك برقصك ونقصك

عت عمرك وضي ، العزيزة يف هذه األحوال اخلسيسة

،كسب هذه اخلصال الذميمةالذي ليست له قيمة يف

43

، عنه عباده ى اهللبام هن ، وشغلت بدنك املخلوق للعبادة

وعملت أعامل الفاسقني ، النيوجلست يف جمالس البط

ونزل ، فسوف تعلم إذا انكشف الغطاء ، واجلاهلني

منازل ىبك من الندم يوم تر ماذا حيلُّ ، القضاء

فني ملخل وأنت مع ا ، وأجور العاملني، السابقني

ت قد زل ، طلني الغافلنيب يف مجلة املُ معدودٌ ، طنيفرن املُ

فيومئذ ، بك الندم واشتد ، ونزل بك األمل ، بك القدم

قال من وال يُ ، ىسمع من شكوال يُ ، ىرحم من بكال يُ

.من رحم وال ينجو من عذاب اهلل إال ، ندم

نَ اكم من َس ي إاهلل و يقظناأ واستعملنا ، الغفلة ةخ

.نا له برمحتهقَ لَ اكم بام َخ ي إو

اهلل عىل وصىل ، واحلمد هلل وحده، تيا ت الفُ مت

.ا كثريً تسلياًم موآله وصحبه وسلن ، سيدنا حممد

44

بن قدامة بقلم امام املوفق تيا لإلفُ نقل هذه ال قد تم

بن سليامن بن عبد الرمحن بن حممد : اهلل تعاىل الفقري إىل

ثنني املبارك يف يوم اال ، عيل بن عبد اهلل بن محد الصنيع

2630املوافق الثامن والعرشين من شهر شوال سنة

ة سخة خطي وذلك عن نُ ، ستني وثالثامئة وألف هجرية

سيدنا حممد اهلل عىل وصىل ، خةحديثة اخلط غري مؤر

.وآله وصحبه وسلم

إن فصح ، صله املنقول عنهأ مقابلة ذلك عىل وتم

. شاء اهلل

45

الفهرس

3..................................................مقدمة

6.............................................. هذا اجلزء

7...........................................صور املخطوط

01............... ..................ترمجة املوفق املقدسي

06......................................... النص احملقق

01......................................... السؤال والفتيا

01............................................نص اجلواب

54..............................................الفهرس

جزء في فتيا في ذم الشبابة والرقص والسماع ونحو ذلكالفهرس