808

ديوان نجم الدين بن سوار الدمشقي · 2019-10-23 · − ٧ − .(١)ﻖﺸﻣد اﻮﻨﻃﻮﺘﺳاو ﻦﻣ اﺬﻫ ﺎﻨﻟ ىﺪﺒﺘﻳّ ﲈﻛ

  • Upload
    others

  • View
    48

  • Download
    5

Embed Size (px)

Citation preview

  • − ٥ −

    D C B A

    سليمَّ التُّالة وأتمَّ الصُوأفضل د وعىل آله وصحبهَّعىل حمم

    أمجعني

    جنم الدين بن سواربن إرسائيل بن اخلرض بن إرسائيل بن احلسن بن عيل ار َوِهو حممد بن س

    .بن حممد بن احلسني, نجم الدين, أبو املعايل الشيباين الدمشقيا بعد أن أورد ٥/٧٠٨ »املقفى الكبري«كتابه به املقريزي يفَأما ما انفرد

    اخلرض بن إرسائيل بن حممد بن عيل بن احلسن بن احلسني بن عيل, : اسمه . ابن أيب املحاسن, من بني مطر,ثم من بني معن بن زائدة:فهو

    كذا تكاد جتمع املصادر عىل اسمه, مع اختالف بسيط, ففي نسخة »فوات الوفيات«, و٣/٤٠٥ »ذيل مرآة الزمان«, و)ج(, و)ب(ديوانه

    .بن احلسن بن عيل بن احلسني: ...٣/٣٨٣ ...حممد بن إرسائيل): أ(أما يف نسخة ديوانه

    حممد بن اخلرض املعروف بابن : ١٤٢ »وفيات األعيان«ويف تايل كتاب .إرسائيل

  • − ٦ −

    .حممد بن اخلرض بن سوار بن إرسائيل: ٣٠/٣٩١» هناية األرب«ويف بن ا): ... سور(, وتاج العروس ١٦/١٥٦ »مسالك األبصار«ويف

    .اخلرض بن إرسائيل بن حممد بن احلسن بن احلسني أو ٍا من وقع يف تصحيفّ من ترجم له, أمّهذا هو االختالف بني كل

    ِّحتريف فلم أعرج عليه, وأجدين أرد ومل : »األعالم« الزركيل يف كتابه َ قولُدّن سامهم القاموس والتاج يف ّأجد نصا عىل ضبط اسم أبيه, ولكن يظهر مم

    َأن الغالب عىل الشاميني ضبط سوار بكرس السني وختفيف ) سور(مادة ِ »تاريخ اإلسالم«, و)ب( من نسخة ٍّرغم ضبط كلعىل الواو ككتاب,

    ٧/٦٢٦ »شذرات الذهب«, و١٥/٤٧٠ »البداية والنهاية«, و١٥/٣٤٧َّسوار بفتح السني وتشديد الواو: لمق َطْبَض َ.

    ومن بني مطر , يرجع يف نسبه إىل شيبان أرومة,سوار عريب صليبةفابن ّاملقفى «كام قال املقريزي يف وأصله من العراق .)١(ثم من بني معن بن زائدة

    .٥/٧٠٨ »الكبريه قدموا الشام مع خالد بن الوليد ريض اهللا عنه, َ أهلَّوذكر ابن سوار أن

    ْونسب معن بن زائدة بن عبد اهللا بن زائدة بن مطر بن رشيك بن الصلب بن قيس )١( ُّ

    ّبن رشاحيل بن مهام بن مرة بن ذهل بن شيبانا بن ربيعة بن نزار بن معد بن ... ّ, ووفيات ٢/٢١٩, واللباب ٢/٢٢٣لكلبي انظر مجهرة النسب البن ا. عدنان

    .٥/٢٤٤األعيان

  • − ٧ −

    .)١(واستوطنوا دمشقّ كام يتبدى لنا هذا من ,من العلم والسياسةوكانوا عىل درجة عالية

    سنة والدة نجم الدين, فهناك إمجاع من مصادر ترمجته عىل أنه : أوهلا,أشياءضحى يوم االثنني ثاين عرش ربيع األول سنة ثالث وست يف دمشق ولد وينفرد اليونيني ) م١٢٠٦يف السابع عرش من شهر ترشين األول سنة (مئة

    يف الساعة : فيقول, ساعة والدتهَدِّ ليحد٣/٤٠٥ يف ذيل مرآة الزمانهذا التحديد ليكون لو كان ابن سوار من وما كان .الرابعة من هنار االثنني

    متوسطة احلال أرسته أرسة عادية, بل هذا التحديد ما كان لو كانت .اجتامعيا وثقافيا وسياسيا

    رسور «ساقه التيفايش يف ً خربا ل عىل ما ذهبنا إليه لوجدناِّولو رحنا ندلقال أبو الفوارس سوار : عن أيب شاعرنا سوار فقال٢٢٧ صفحة »النفس

    ُكنت عند السلطان صالح الدين يوسف بن أيوب, : بن إرسائيل الدمشقياُفحرض إليه رسول أمري املدينة النبوية, عىل صاحبها أفضل الصالة والسالم, ُِ

    َ وهدايا, فلام جلس أخرج )٢(ومعه قود ٍمن كمه مروحة سعف بيضاّ َِ ء, عليها َِّسطران من نساجة السع َّ ُالرشيف خيدم السلطان, وقال : ِف األمحر, وقالِ

    َخذ هذه فام رأيت أنت وال أبوك وال جدك مثلها ُّ َ َ ُفاستشاط صالح الدين . ْ

    .٣/٤٠٥ذيل مرآة الزمان )١( .كذا يف النص )٢(

  • − ٨ −

    ّال تعجل بالغضب قبل تأملها: ًغضبا, فقال الرسول وكان صالح الدين . ًْملكا حليام, فإذا :عليها مكتوبً

    ُأنــــا مــــن نخلــــة جتــــاور قــــرب ّســاد مــن فيــه ســائر النــاس طــرا اٍ َ َِ َّ ْ َ ـــى ـــرب حت ِشـــملتني ســـعادة الق َرصت يف راحة ابـن أيـوب ُ اَرْقـُأُ

    لها ّ, فقبِوإذا هي من خوص النخل الذي يف مسجد رسول اهللا .صالح الدين ووضعها عىل وجهه

    َّفاألب جليس السلطان, ومن خاص ال غرابة إن وجدنا هذا ته, فُاالهتامم والتدقيق الذي نجده عند األرس ذات املنزلة الرفيعة احلريصة عىل

    .تدوين والدة أبنائها

    :طلب العلمُمل يعرف ابن سوار تذبذبا فكريا, وال قلقا روحيا, فاملرء يموت عىل ما ًً

    َُعاش عليه, ولد صوفيا ومات صوفي . صوفياَِّال مل يكن إا وما بينهامِ :مشايخ ابن سوار» ّاملقفى الكبري«سريته العلمية ما قاله املقريزي يف من أول ما يطالعنا

    ْأيب اليمن زيد بن احلسن سمع احلديث من − أي نجم الدين −أنه ٥/٧٠٩ ُ

  • − ٩ −

    ْالكندي خ شي,ّوهو أديب من الكتاب الشعراء والعلامء) ٦١٣−٥٢٠ (ُِْوأبو اليمن زيد كان خمتصا بفرخ . زي, نزيل دمشقاملؤرخ سبط بن اجلو

    ّشاه ابن أخي صالح الدين وبولده امللك األجمد, وكان امللك املعظم عيسى ًيقرأ عليه دائام كتاب سيبويه متنا ورشحا, و ً » احلامسة«و» اإليضاح«ً

    .»رشح ديوان املتنبي«له تصانيف منها . وغريهامن شعرونثر, ورصف ونحو, لعربية وال أحسب إال أنه قد هنل علوم ا

    .)١( سنوات بعدُومل يكن له من العمر عرشونقد الشيخ شهاب الدين أيب حفص عمر بن حممد ثم لبس اخلرقة من

    العارف الصويف الفقيه ) ه٦٣٢−٥٣٩ (ُّالقريش التيمي السهرورديُّتعد الواعظ, شيخ شيوخ بغداد, له مجلة تآليف ّالشافعي املفرس من أركان ُ

    الذي سمعه نجم الدين منه كام قال » عوارف املعارف«كتب القوم, أمهها . بل أجلسه ثالث خلوات; بالفكرِ, ومل يكتف»لسان امليزان«ابن حجر يف

    شيخي : ُّوكان نجم الدين يفتخر بتتلمذه عىل يد السهروردي, فكان يقول .ُّشهاب الدين السهروردي

    ُبن منصور البرسي الشيخ أبا احلسن عيل بن احلسن ثم صحب من ,شيخ الفقراء احلريرية, وهو من حوران) ه٦٤٥−٥٤٨ (احلريري

    , عرص الدول »تاريخ األدب العريب«قال األستاذ الدكتور شوقي ضيف يف كتابه )١(

    .٦٣٨ُّونظن ظنا أنه لزم ابن عريب املتوىف بدمشق سنة : ٦/٧٦٧واإلمارات

  • − ١٠ −

    ُعشرية يقال هلا بنو الزمان بقرية برس, نشأ بدمشق, وصحب الشيخ أبا عيل , قال احلافظ املحارمبالزندقة وانتهاك خادم الشيخ رسالن, جاهر املغربل

    ه عىل اإلسالم, تظهر ِّ وأرضٍكان من أفتن يشء: سيف الدين بن املجد عنه, وكان مستخفا بأمر ...منه الزندقة واالستهزاء بأوامر الرشع ونواهيه

    .الصالة وانتهاك احلرماتوكان ابن الصالح, وابن عبد السالم, وابن احلاجب قد أفتوا بقتل . احلريري ملا اشتهر عنه من اإلباحة وقذف األنبياء والفسق وترك الصالة

    .)١(ًيدعو عليه يف أثناء كل صالة باجلامع جهراوكان ابن الصالح ٍوكان له جمالس سامع ورقص وموسيقا ٍ .الدفوف والشباباتُترضب فيها ُ

    :١٥/٣٤٧ »تارخيه«, ولكن كام قال الذهبي يف عليهاًكان نجم الدين مواظبا »الوايف بالوفيات«وقال الصفدي يف . كان ال حيسن الرقص, وال له فيه طبع

    ُه عن الرضب, ويلتفت إىل في يكن له طبع يف الرقص, خيرج ومل: ٣/١٤٤اهللا يعلم من هو الذي : فيقولون له! خرجتم عن الرضب: املغاين ويقول

    .كان يغنى بالليايل بشعرهو. خرج سنة ثامين عرشة وست مئة, وعمره َّ احلريري الدين علياُصحب نجم

    ًآنئذ مل يتجاوز اخلامسة عرشة, وبقي مصاحبا لش ُ ًيخه مالزما جلامعته, حتى ٍَ عاما ملتزما الطريقةنيثالثَفأمىض . للهجرة٦٤٥وفاة احلريري سنة ً ً

    .٣/٦فوات الوفيات )١(

  • − ١١ −

    ً; مستجيبا لطلب نفسه, ملبيا هوى قلبه التي فيها ما فيهاَةّاحلريري ّ ًُ. ُوكان يقول عنه, إذا ذكره َكأنه يرتفع أن يقول. ُصاحبنا: َ َّ شيخنا, فإذا : ّ

    ُ وإنام الشيخ ,ُّي شهاب الدين السهرورديشيخ: قيل له يف ذلك, يقول ًّصحبته بعد ذلك مدة زمانية إىل حني وفاته ً َّ هذا سمع منه, وما هو يف معناه . ُُ

    . رمحهم اهللا أمجعني–غري مرة يف آخر عمره ) من ديوانه) ١(القصيدة رقم (قد مدحه بقصيدة من غرر قصائده و

    ِّوظل عىل حبه وهواه حتى وفاة شيخه ًأيضا يه فقال ف.ّ القصيدة ذات الرقم َ .من ديوانه) ٣(

    :طالبه ومن أخذ العلم عنه

    −ٌ مل يكن له اتصال مع خليفة أو أمري −َمثل ابن سوار ًقلام نجد شاعرا ,ُلتعم مغارب األرض, وتذكر يف الكتباملرشق مكان بلده شهرته تجتاوز

    ّامع, فإن أول من ذكره يف ناهيك عن األلسنة يف جمالس العلم, ودوائر السًخروا وسعا َّ املرشق الذين ما ادِ عن أهلُعرضُ وأ− كتبه كان أهل املغرب

    ابن ُهَ فقد ذكر− ر مجلة طويلة من أشعارهْكِوذيف سريته لذكره واإلطناب , »املقتطف من أزاهر الطرف«يف كتابه ) ه٦٨٥−٦١٠(سعيد األندليس

  • − ١٢ −

    املقصد الرشيف واملنزع «تابه يف ك) ه٧٢٢−٦٥٠(وعبد احلق الباديس ًراه ذكرا عاطرا, مدحا وثناءَكَذ» ُ بصلحاء الريففاللطيف يف التعري ً ًً.

    وقد . وزت منزلته اآلفاق, وطارت إىل املكان األرفع الساميالقد جتشأن ً كان كفيال بأن يرفع ٍ ملجرد وجوده يف حمرضهبلغ من الرفعة والشهرة أن

    .بأنه عايل املنزلة رفيع الشأوفيه من حرض ذكر ُهذا املجلس, ويْ عيل بن موسى العنيس عن٢/٢٦٩» نفح الطيب«صاحب نقل نه قال َأَ

    مجال الدين أيب احلسني وًارجتاال بمحرض زكي الدين بن أيب األصبع, ًشعرا .اجلزار املرصي الشاعر, ونجم الدين بن إرسائيل الدمشقي بظاهر القاهرة

    ْأبا احلسن الششرتي ذكر ٢/١٨٥» نفح الطيب«وملا ذكر املقري يف كتابه ُّ .ه٦٥٠واجتمع بالنجم بن إرسائيل الدمشقي سنة : من الرفعة التي ناهلا

    أما املشايخ الذين أخذوا العلم عنه, فلم تذكر لنا املصادر التي ترمجت له ّ, واملشهور العلم النبيل, فمن غري املعقول أال عنهم القليلَّ أقلَّإال يأخذ عنه َ

    فقط, ومن مصادر – كل منهم جبل علم وبحر فهم –َّالعلم إال أربعة رجال هي ,ّمل نجد إال ثالثة مصادر حتدثت عمن أخذ العلم عنهّاجلمة ترمجته

    , ٧/١٩٠البن حجر » لسان امليزان«, و١٥/٣٥٢للذهبي » تاريخ اإلسالم« :ولنذكر هؤالء حسب ترتيب وفياهتم. للزبيدي» تاج العروس«و

    عبد املؤمن بن خلف الدمياطي, رشف الدين :ِّو حممد الدمياطي أب−١ّحافظ للحديث, من أكابر الشافعية, ولد بدمياط, وتويف ) ه٧٠٥−٦١٣(

  • − ١٣ −

    ًكان مليح اهليئة, حسن اخللق بساما, فصيحا : فجأة يف القاهرة, قال الذهبي ً ًَّلغويا مقرئا, جيد العبارة كبري النفس, صحيح الكتب, مفيدا جدا ً يف ً

    ضمنه أسامء » معجم«من كتبه . ما رأيت أحفظ منه: وقال املزي. املذاكرة .شيوخه وهم نحو ألف وثالث مئة

    موسى بن حممد بن أيب احلسني أمحد اليونيني البعلبكي, قطب −٢مؤرخ أصله من بعلبك, ولد وتويف ) ه٧٢٦−٦٤٠(الدين, أبو الفتح

    ًبدمشق, كان فاضال مليح املحارضة, معظام جل » ذيل مرآة الزمان« له ,ًيالً .وغريه كثري

    ّ القاسم بن حممد بن يوسف بن أيب يداس الربزايل اإلشبييل ثم −٣ أصله من ,خّث مؤرّدُحم) ه٧٣٩−٦٦٥ (الدمشقي, أبو حممد, علم الدين

    ً ومولده بدمشق, كان فاضال يف علمه وأخالقه, حلو املحارضة, ,إشبيليةً احلديث بدمشق, ووقف كتبه وعقارا ّتوىل مشيخه النورية ومشيخة دار

    »املطول «:»التاريخ«: له مؤلفات كثرية, منها,ً تويف حمرما,ًجيدا عىل الصدقات . ومن أجازوه,جعله يف أسامء من سمع من العلامء» املخترص«و

    .هو أول من سمعت منه من األدباء: )١(قال الربزايل :كربذ» لسان امليزان«وانفرد ابن حجر يف كتابه −٤

    بالسامع ] أي شعر نجم الدين[ّ وحدث عنه من شعره :حممد بن اخلباز

    .٧/١٩٠لسان امليزان )١(

  • − ١٤ −

    . وغريه)١(ُشيخ شيوخنا حممد بن اخلبازْابن مسدي −٥ ومل يزد ). سور(ّ تفرد بذكره الزبيدي يف تاج العروس :ُ

    ْابن مسدي: وعنه: عن قوله ُ.

    :رواية جنم الدينًوت له أخبارا, رًجد كتبا , بل ن فحسبًوابن سوار مل يكن شاعرا

    :مروياتهّودبجت صفحاهتا بذكر »الوايف بالوفيات«, و٢١/١٨٩ للذهبي »سري أعالم النبالء« جاء يف −١

    :١٥/٤٦٩للصفدي ُأخربين املنتجب بن دفرتخوان, قال: قال نجم الدين بن إرسائيل ُ َ َ :

    الح ّأرسلني صالح الدين إىل سنان زعيم اإلسامعيلية حني وثبوا عىل ص

    كان ,ّالشيخ املفنن) ه٧٥٠−٦٩٨( شمس الدين اخلباز ,هو حممد بن عمر بن حممد )١(. ًجيد املناظرة, فكه املحارضة, يستحرض كثريا من املعقول, ويورد مجلة من املنقول

    ولد بدمشق, وقرأ عىل علامء عرصه . ّوبحوثه متقنة حمررة, ونقوله باألصول مزهرةكان والده . دمشق وحلب, وناظر وباحث, وأذن له خطيب جربين يف اإلفتاءيف

    . تويف بدمشق. ًخبازا, فسمت مهته وعلت عزمته إىل أن دخل يف عداد الفضالء .٤/١١٤, الدرر الكامنة ٥/٣٤أعيان العرص وأعوان النرص

  • − ١٥ −

    ّالدين يف املرة الثالثة بدمشق, ومعي القطب النيسابوري, وأرسل معنا ِختويفا وهتديدا, فلم جيبه, بل كتب يف الطرة عىل كتاب صالح الدين, وقال ّ ْ ً ً

    .هذا جوابكم: لناُجاء الغراب إىل البازي هيدده ُ ِّ...

    ِإن صاحبكم حيكم عىل ظواهر جند: ّثم قال لنا. األبيات الثالثة ُ ِه, وأنا َّ .ُأحكم عىل بواطن جندي, ودليله ما تشاهد اآلن

    ضمن ترمجة حممد ٥/٢٩٣ »الوايف بالوفيات« وقال الصفدي يف −٢ :بن يونس مجال الدين الساوجي شيخ الطائفة القرندليةا

    ) القرندلية(َّوذكر نجم الدين بن إرسائيل الشاعر أن هذه الطائفة .ظهرت بدمشق سنة ستة عرشة وست مئة

    ًهذان اخلربان مها ما استطعت العثور عليه, وال أخاله راويا هلام فقط, فمنهام ُنستشعر أن له باعا يف الرواية التارخيية, لكنها أمهلت لصالح أدبه وشعره ً.

    :رحالت جنم الدينُّدمشقي املولد والوفاة, دمشقي اهلوى −كام علمنا −ن نجم الدين ِإ

    ستطيع االبتعاد عن دمشق حتى يعود إليها, مل يبعد والرباط, ما كان يًلعا عىل آثار اهللا, ّطُلقد سار يف البالد م. ف طول السفرّالنجعة, ومل يتكل

  • − ١٦ −

    َمتعرفا عجائب ً ً خلقه, ناظرا معترباّ ً. ُّتكاد جتمع املصادر عىل سفره وسياحته, لكنها تضن علينا بذكر أماكن ّ

    بحث عن أخباره يف هذا لوجدنا أن ولو رحنا ن. سفره, أو أحداث رحالتهَسوى حلجاز, وما ىلإخرى ُاألمرص, و ىلإحدامها إله سفرتني, ذلك ال ِ

    .َآخرنرى أية إشارة إىل مكان وقدم إىل القاهرة, : ٥/٧٠٩» ّاملقفى الكبري« قال املقريزي يف −١

    – أعادها اهللا–هذه الرحلة زار فلسطني يف أثناء . )١(ومدح األمراء والكرباء .كام سيأيتَّوملا حج نجم : ١٠/١٦٩» املنهل الصايف« قال ابن تغري بردي يف −٢ ّ

    َّسنذكرها مفصلةوذكر قصته مع ابن اخليمي التي ... ًالدين رأى ورقة ملقاة ُ. ٍسفرته بقصد مدح األمراء والكرباء?ولكن هل

    ّجترد نجم الدين, : ٣/١٤٣» الوايف بالوفيات« قال الصفدي يف −٣إىل البالد عىل قدم الفقراء, وقىض األوقات الطيبة, وجاء إىل صفد وسافر

    .مع ابن الفصيح املغني, وكان رحيانة املشاهد, وديباجة السامعات ما جاء ,يؤيد ما ذهبت إليه أن سفره كان هللا, عىل طريقة القوم يف السياحة

    مدح الرؤساء والقضاة : ٣/٣٨٣ البن شاكر الكتبي »فوات الوفيات«يف

    , ٣/٤٠٥ذيل مرآة الزمان : مدح األمراء والكرباء وغريهم يف: جاءت عبارة )١( .١٥/٣٤٧, وتاريخ اإلسالم للذهبي ١/٤٢٧املقتفى للربزايل

  • − ١٧ −

    .ّوجترد وسافر إىل البالد عىل قدم الفقر, وقىض األوقات الطيبة.غريهموّثم جترد, وسافر عىل : ٧/١٩٠ »لسان امليزان«وما قاله ابن حجر يف

    .قدم الفقر, فكان رحيانة السامعات وديباجة املجامع . هللاَّها إالُّأما رحلته إىل احلجاز حاجا فال نظن .عىل طريقة القوم) ُاملنشد(ي ورحلته إىل صفد كانت مع املغن

    :أسرة جنم الدين

    نتلمس أية رفعة ومنزلة ) بيه مع السلطان صالح الدينأخرب (تقدم ّمما .كانت له

    ونستطيع أن نستكمل صورته االجتامعية من خرب ساقه الذهبي يف َ ذاكرا زوج١٥/٦١٤ »تاريخ اإلسالم« ابن سوار فاطمة بنت إبراهيم ً

    :ً قائالالزعبي وكانت مليحة ,املرأة الشاطرة احلريرية, زوجة نجم الدين بن إرسائيل

    , وهلا أخبار, توفيت يف )١(َتتعانى الرجولية, وحتلق رؤوس الفقراء, وتشتلق

    . ٍشبه خمالة للفقراء والسؤال: َّالشالق: جاء يف متن اللغة. كذا يف تاريخ اإلسالم )١( .وكأهنا كانت تصنعها

  • − ١٨ −

    .ه٦٨٨ربيع األول سنة , ضمن وفيات ١٥/٥٣٣» البداية والنهاية«ابن كثري يف كتابه وذكرها

    ًمقدما ) ه٦٨٨(سنة دليل علو وما فعله , يف هذه السنةّويفُ من توفاهتا عىلُِّّوممن تويف فيها من األعيان الشيخة فاطمة بنت : ٍشأو, ونفاسة سلوك, قال ٌُهلا سلطنة وإقدام وترمجة كانت من بيت الفقر, . الشيخ إبراهيم الزعبي ٌ

    وحرض جنازهتا خلق كثري, ودفنت عند . ٌوكالم يف طريقة احلريرية وغريهم .نالشيخ رسال

    بنته يف حياته فرثاها ازوجة صاحلة, وأب مرموق, وقد ابتاله اهللا بفقد ).٤٥٩ و٤٥٨(دتني يقصيف

    :أقوال الفقهاء والنقاد واملؤرخني يف شعره

    انه من شِّجودته وعلو منزلته لوال ما عىل عن شعره حتدث ُّأمجع كل من ما قيل فيه مل , وسأرسد جمفلسفي بعيد عن منهج السلف ٍفكر صويف

    :األقدم فاألقدمًمقدما املقتطف من «يف كتابه ه ٦٨٥ذكره ابن سعيد األندليس املتوىف سنة -

    . ضمن أعيان احلسباء واألدباء والشعراء١٠٠ صفحة »أزاهر الطرف

  • − ١٩ −

    يف ه ٧٢٢احلق بن إسامعيل الباديس الذي كان حيا سنة عبد قال - » بصلحاء الريفاملقصد الرشيف واملنزع اللطيف يف التعريف«ًوالنجم هذا أوحد زمانه شعرا وأدبا, وظرفا وتصوفا: ٣٥صفحة ال ً ً ً ُ.

    :)٣٥٣( ورقمها يف الديوان )مفائحه يف الود(وقال عن قصيدته الدالية .وهي قصيدة بارعة يف معناها, فيها إشارات صوفية

    له ديوان : ١٤٢ صفحة »تايل كتاب وفيات األعيان«يف : ُّقال الصقاعي - . جيدشعر

    ًكان أديبا فاضال, قادرا : ٣/٤٠٥ »ذيل مرآة الزمان«قال اليونيني يف - ً ً. ًكثرا منه, تقع له فيه األبيات اجليدة واملعاين النادرةُعىل نظم الشعر م

    وأشعاره كثرية, منها ما حذا فيه حذو . مدح األمراء والكرباء وغريهم ., ومنها غري ذلك)١(الشيخ رشف الدين عمر بن الفارض رمحه اهللا تعاىل

    هذه القطع ال كان نجم الدين, ناظم: ٣/٤٣٢ »ذيلال«ًوقال أيضا يف -ُشك يف جودة شعره ومعرفته باألدب; لكنه أطلق لسانه يف هذه َ َ َّ ِ َّ

    بام ينبو )] ١(الواردة يف الديوان برقم ... ِّحي الديار[القصيدة النونية ُعنه السمع, ورده الرشع ُ ُ, وال حيتمل ال)٢(َّ ُوالعجب أن مدحه بام. تأويلَ َ َُّ

    ٍال ينبغي يف حق برش, ثم قال ِّ: ْأن قــويل ُمـصداق ًحمتجبــا َرصت قــد َ يف عزتـــا وكفـــاين ذاك عنوانـــا ُ

    ).٢٥٥(و) ٢١٦(و) ٢١٣(و) ١٨٨(و) ٧٤: (انظر القصائد رقم )١(ُويرده الرش: كذا يف املطبوع, ولعله )٢( ُّ .عَُ

  • − ٢٠ −

    ُصاحب ] ُقد سجنه [– رمحه اهللا تعاىل –ٌّوكان الشيخ عيل املمدوح ًدمشق يف ذلك الوقت بحصن عزتا قريب وادي بردى وبقي حمبوسا به َ

    َّ, فجعل الدليل عىل صحة ما ذكره من الصفات العظيمة َمدة سنني َ َُاملنسوبة إليه حبسه, وهذا يف غاية التناقض والقبح, والعجب منه كونه َُخفي عنه ذلك, وأنه استشهاد ساقط ال مناسبة له وال يف غري هذه ٌ ٌ

    ٌ تنقد عليه فيها, غري أهنا حمتملةُهُ ألفاظ,القصيدة ُ ّ ُ ُ هلا تأويل حيمل ,ُ .عليهٌُ... الشيخ العارف املحقق: ٣٠/٣٩١ »هناية األرب«قال النويري يف -

    ًكان دينا صاحلا كريام, متواضعا فاضال, أديبا ناظام, وله ديوان شعر, ً ًً ً ًِّ ً .وشعره كثري املعاين

    الشيخ : ١/٤٢٧ »املقتفي عىل كتاب الروضتني«قال الربزايل يف كتاب -ًكان أديبا فاضال... األديب الفاضل ً, قادرا عىل النظم, مكثرا منه, ً ً

    .وأشعاره كثرية, ومدح األمراء والكرباءالفقري املشهور الشاعر : ١٥/٣٤٧ »تاريخ اإلسالم«قال الذهبي يف -

    .صاحب الديوان املعروف.. األديب البارعًكان قادرا عىل النظم الرائق, مكثرا منه, مدح األمراء والكرباء, ً

    .ارض وابن العريب يف نظمه مسلك ابن الفكوسل... األديب: ١٦/١٥٦ »مسالك األبصار«قال ابن فضل اهللا العمري يف -

    َكان له أدب غض متيل به األغصان والقدود, وختلع عليه النفوس ٌُ ٌّ

  • − ٢١ −

    ّوالربود, أشغل قلب الشجي واخليل, فهذا غنى وهذا نا ِّ ِّ َ ُ, وأسمع أذن حَ .َّالسايل واملغرم; فهذا كتم وهذا باح

    ...الشاعر املشهور: ٢١/٢٠٥ »عيون التواريخ« يف )١(كر الكتبيقال ابن شا -ًكان أديبا فاضال ً قادرا عىل النظم, مكثرا منه, تقع له فيه األبيات اجليدة ,ً ً

    .واملعاين النادرة, مدح األمراء والكرباء وغريهموأشعاره كثرية منها ما حذا فيه حذو الشيخ ابن الفارض رمحه اهللا

    . ذلك األسلوبتعاىل, ومنها غريًكان قادرا : ٣/١٤٣ »الوايف بالوفيات«قال صالح الدين الصفدي يف -

    .مدح األمراء والكبار. ًعىل النظم مكثرا منه .أنشدين األديب العارف: ٢١/٣٤٤ ًأيضا» الوايف بالوفيات«وقال يف

    كان روح . األديب البارع: ٤/١٨٨ »مرآة اجلنان«قال اليافعي يف -ً املجامع, فقريا طريفا نظيفا لطيفا مليح النظم, رائق املشاهد, ورحيانة ً ً ً

    .املعاينًكان أديبا فاضال يف صناعة: ١٥/٤٧٠ »البداية والنهاية«قال ابن كثري يف - ً

    .ًالشعر, بارعا يف النظمًكان أديبا فاضال قادرا عىل النظم : ٧/١٣١ »تارخيه«قال ابن الفرات يف - ً ً

    يدة واملعاين النادرة, مدح األمراء األبيات اجلهًمكثرا منه, تقع ل

    .٣/٣٨٣ »فوات الوفيات«قال بعض هذا يف كتابه )١(

  • − ٢٢ −

    ّن, وشعره كله جيد, ومنه ما اواألكابر وغريهم, وديوان شعره جملد ُّ .حذا فيه حذو الشيخ رشف الدين بن الفارض

    كان له اقتدار عىل : ٥/٧٠٩ »ّاملقفى الكبري«قال املقريزي يف كتاب - .النظم اجليد مع اإلكثار منه

    الشيخ األديب : ١٠/٧٨ » الصايفاملنهل«قال ابن تغري بردي يف - ...الشاعر

    ... تعانى األدب: ٧/١٩٠ »لسان امليزان«قال ابن حجر العسقالين يف -َوسلك يف النظم طريق ابن الفارض, وزاد عليه يف اللطف واالنسجام,

    ّوحذا حذوه يف االحتاد, لكنه يرصح, وابن الفارض يلوح ّ. نظم : َ قول أيب شامة١/٢٢ »عقد اجلامن«بدر الدين العيني يف ونقل -

    .صاحبنا الفاضل الزاهد نجم الدينًكان أديبا فاضال يف صناعة : ٢/٢١٠ ًأيضا» عقد اجلامن«وقال يف - ً

    .ًالشعر, بارعا يف النظم الفائق الرائق. األديب البارع الفقري: ٧/٦٢٦ »شذرات الذهب«قال ابن العامد يف -

    ًيفا نظيفا, مليح النظم, ًكان فقريا ظر. روح املشاهد ورحيانة املجامع ًُرائق املعاين, لوال ما شانه باالحتاد ترصحيا مرة وتلوحيا أخرى ً ًً.

    : ١/١٨٦ »ديوان اإلسالم«قال شمس الدين حممد ابن الغزي يف - .الشيخ اإلمام الناظم الناثر

  • − ٢٣ −

    .العارف باهللا: ٢/٢١٠ »سلك الدرر«وقال عنه حممد خليل املرادي يف -ِبيانه, وسمو كالمه, إنه الشاعر املبني, ومل يكتف اتفق اجلميع عىل علو -

    وكان يل عادة أن أنظم : ً بل حكى عن نفسه قائال;ًبقوله الشعر سجية .)١(ّالقصيدة وأنقحها فيام بعد

    ًجاءت الشاعرية سجية وعطاء, هبة وملكة, وسام هبا صناعة واتقانا, - ً َ َ ًَتنقيحا وبيانا ّ مفتحة األبواب إن مدرسة زهري بن أيب سلمى مازالت. ً

    ّكثرية الرواد, وظني أن نجم الدين بن سوار كان أحد أعالمها ّ.

    :قصته مع ابن اخليمي نجم َّ أنَفقَّات: ٣/٤١٤ »فوات الوفيات«قال ابن شاكر الكتبي يف

    فيها القصيدة التي البن اخليمي )٢(َّالدين بن إرسائيل حج, فرأى ورقة ملقاة

    .٢/٤٣٨فوات الوفيات )١(ُواشتهرت قصته مع ابن : ٧/١٩٢» لسان امليزان«قال ابن حجر العسقالين يف )٢( ُّ

    ّاخليمي يف القصيدة الغرامية التي نظمها ابن اخليمي, وضاعت منه مسودهتا, فظفر ْ َّهبا ابن إرسائيل, فبيضها واد .عاها, فتشاجرا, إىل أن حتاكام عند ابن الفارضََّ

    = قصة فقد ٤/١٧٣, فريوي يف كتابه »معاهد التنصيص«أما صاحب

  • − ٢٤ −

    :ّة فادعاها, وهيالبائية املشهور ّإليك آل التقيص وانتهى الطلب ًيــا مطلبــا لــيس يل يف غــريه أربَّإن ابن إرسائيل وابن اخليمي : »تارخيه«قال قطب الدين اليونيني يف

    ينبغي لكل واحد منكام أن : اجتمعا إىل رشف الدين بن الفارض, فقال : فنظم ابن اخليمي.ًينظم أبياتا عىل هذا الوزن والرويــب ــى غي ــاء احلم ــوم بجرع ُهللا ق ــوا ٌ ــوا عتب ــا أن جن ــوا عــيل ومل َجن َ َ ََ َّ َّ

    :ونظم ابن إرسائيلُمل يقض يف حبكم بعض الذي جيب ِّ َصب متى ما جرت ذكـراكم جيـب ُ َ ٌّ

    :ّفلام وقف عليها ابن الفارض قال البن إرسائيلُلقد حكيت ولكن فاتك الشنب َّ َ

    واستجاد بعض احلارضين أبيات ابن .)١(وحكم بالقصيدة البن اخليميِّمن ينظم مثل هذا ما احلامل له عىل اد: إرسائيل, وقال عاء ما ليس له? ُ

    وانفصل ;)٢( ال رسقة حاجةٍ عادةُهذه رسقة: فابتدر ابن اخليمي وقال . وسافر ابن إرسائيل لوقته من الديار املرصيةاملجلس,

    ّوكان ملا فرغ منها كتبها يف ورقة, وأومأ بيده ليضعها يف جيبه, فسقطت, : القصيدة =

    ّفمر ابن إرسائيل عىل أثره, فرآها, فأخذها, وقرأها فأعجبته, وادعاها لنفسه َّ. فنظر ابن الفارض إىل ابن إرسائيل نظر : ٤/١٧٤جاء يف معاهد التنصيص )١(

    .ازدراء, وقد كاد يرمي قصيدته بالعراء .امّالتي رسق فيها بيتي القايض األرجاين دون أية إشارة لتضمينه) ٢٨٩(انظر قصيدته )٢(

  • − ٢٥ −

    ُوبعد هذا احلكم, أقر نجم الدين م ضل ابن اخليمي وبراعة ًعرتفا بفّأخربين الشيخ اإلمام : ١/١٩٢ »الغيث املسجم« قال الصفدي يف ;تصويره

    قلت للشيخ : األديب الكامل القايض شهاب الدين أبو الثناء حممود قالّألي يشء قرص قولك: نجم الدين بن إرسائيل ٍ ِّ:

    ُيا در دمعي لوال الظلم والشنب ًلكدت تـشبه برقـا مـن ثغـورهم َّ ُ َ ّ :عن قول شهاب الدين بن اخليميِيــا بارقــا بأعــايل الــرقمتني بــدا ْ ََّ ُلقد حكيت ولكن فاتك الشنب? ً َّ

    َألنه شاعر جيد, تناول املعنى بكرا, فأجاد: فقال ًّ ً فيه, ومل يدع فضلةّ .لغريه

    ّدون أن يتشفى من ابن من ُّومل يكن ابن اخليمي ليدع هذه املناسبة متر َسوار, وجيرح ًعقيدة وخلقا, فقال معرضا ُهّ ِّ ً َ ً:

    َّحلــو الــد ٍ غـنجُ مـنهمٍنصفي من لطيفُ مْنَم ِ ْ ُالل إلرسائيــل ينتــسبُ َـــه َّموحـــد فـــريى كـــل الوجـــود ل ٍ ــه النــسب ّ ُملكــا ويبطــل مــا يــأيت ب ُُ ًْ ُــوا ــي بم ــام ال يف ــول ظل ــدل الق ًمب ِّعيد الرجال ومنه الذنب والغـضب ُّ

    ُ فيه بـزور الوعـد, والكـذبُْنيَوامل )١(نــسبتهُيف لثغــة الــراء منــه صــدق ِْ حـــدثِهِ عجائبـــْنَعـــَف )٢(ُنتهي يف املليح املنطق العجبَما ي ٌ وال حـــرجّ

    .كان ابن إرسائيل يلثغ بالراء: ١٥/٣٤٧قال الذهبي يف تاريخ اإلسالم )١( .٤/١٧٣, معاهد التنصيص ٧/١٩٢انظر لسان امليزان )٢(

  • − ٢٦ −

    َهو تحاكم فشف أمره, ُكوانتحلها, ف, ًكذا الرواية استجاد قصيدة ٍُ إىل قاض شاعرخصمهَو ٍ ِفطلب إىل , ِ َإنشاء كل خصم َ حكم ثم قصيدة, ِ

    ّى من رد نسب القصيدة إىل صانعها, إهنا حكم ً مرمُ أبعدُحاكمة فامل.خلصمهلقد حكم قايض قضاة . ًبياناوًأسلوبا ولغة وًعىل شاعرية نجم الدين خياال

    يف ْفقَّا من شهد املجلس فلم يتّ أم,ُهذه املسألة ابن الفارض البن اخليميها حتى ّ ورد من وقتٍومازالت القضية بني أخذ. كم مع ابن الفارضُاحل

    األدب يف العرص «عرصنا احلايل, قال الدكتور حممد زغلول سالم يف كتابه ًال له شاعريةِّفضُ م, شأن ابن سوار عىل ابن اخليميَّوًدا علِّمؤك» اململوكي ً َكان ينقح شعر: فقال,ًوصنعة . بخالف ابن اخليميُهّ

    َوراح الدكتور سالم يستقيص سبب تفضيل ابن الفارض ابن اخليمي ًبا أوال عىل قصيدة نجم الدينِّعقُ م١/٢٤٤ فقال يف كتابه ,عىل ابن سوار ً:

    ــأرغم ً يل من أهواه جهـرا بموعـديىفو ــذَف ــَّ ع ــه وح َّسديُايل عليِمنتهيا إىل تفضيل ابن ُوخيتلف اجتاه: فقال. ًنا األسبابِّبيُ م, سوارً ابن ُ

    ُسوار يف وجده هنا وعشقه عن ابن اخليمي, فابن ْ مي كابن الفارض من اخليَ من صور العشق املعروفة, ٍون عنه يف رموزِّ العشق اإلهلي, يعربِأصحاب

    ٍية للتعبري عام يرمون إليه من معانِّفات احلسِّويستعينون بالص صوفية تدور ّ سوار ُا ابنَّأم. ِ والتوق للوصول إىل نوره واالئتناس بجنابه,حول حمبة اهللا

    ُورا للوجود األزيل, أو للخالق نفسه, فهو يتودد املادية صِفريى يف األشكال ّ ً

  • − ٢٧ −

    اخليمي من ُ الفارض وابنُإىل تلك املظاهر نفسها, وال يرمز هبا كام يفعل ابنّأتباع مذهب الوجد كام سم ْ وحدة الوجود ُ سوار أقرب إىل اجتاه ُوابن. يناهمَ

    . بآراء ابن عريب واحلريريووحدة الشهود متأثرَنسوغ أن ُومن هنا نستطيع ِّ َ ابن الفارض نحو ابن اخليمي َ انعطافُ

    ّ ابن سوار يف الشعر وتفوقه فنيا عىل ابن ِوحكمه له بالقصيدة مع اقتدار : بقوله– فيام نرى – ابن الفارض يرمي َّاخليمي; ولكن

    ولكن فاتك الشنبَحكيتلقد من معاين الصوفية عىلَأنه قد أجاد صنعة الشعر; ولكنه مل يبلغ املراد

    .رأي ابن الفارض وأصحابه

    :تصوف جنم الدين بن سوار كثري من كبار املتصوفة ُلن أخوض يف عقيدة ابن سوار, فهو مثل

    ِاختلف الناس فيه شيعا وأنصارا, فمنهم من قال عن أحد ً ً األكرب, هم الشيخ َ اختلف الشخصيات اإلشكالية,يالشيخ األكفر, كذا ه: وآخرون قالوا عنه

    وه, َّوه حتى أهلُّ أحبٌ قوم,يها الناس كام اختلفوا عىل عيسى عليه السالمف .وه حتى لو استطاعوا لصلبوهَلَوآخرون ق

  • − ٢٨ −

    ًى سلوكا عىل يدي عيل بن احلسني ّ وقد تربُهُ به كارهُوكيف ال يقدح سلوكه إىل سجن ّأدى به الذي ,احلريري صاحب املخارق واالنحرافات

    ً ونشأ فكرا عىل هنج شهاب الدين – تقدم القول فيه كام–سنني عزتا ْالسهروردي, ونسج شعره عىل قدم ابن الفارض َ أما ابن عريب الذي . ُّْ

    ًاجتمع معه زمانا ومكانا فقد قال الدكتور شوقي ضيف يف تاريخ األدب «ً. ٦٣٨ ظنا أنه لزم ابن عريب املتوىف بدمشق سنة ُّونظن: ٧/٧٦٧» العريب

    الدكتور ضيف باليقني َّمن ديوان نجم الدين ظن) د(نسخة وقد قطعت من ديوان نجم الدين ٍ يف نسخةُوجدت: منهاٍعندما جاء يف آخر صفحة

    نجم الدين بن إرسائيل كان َّإن: الناظم رمحه اهللاِ الناسخ يف ترمجةُهذا يقول .من تالمذة الشيخ األكرب حميي الدين العريب ريض اهللا عنهام

    ابن حجر وا قاله الذهبي, وابن كثري, وابن شاكر الكتبي موسأرسد عضها إعادة ألمهية هذا املوضوع, بوغريهم من علامء األمة, ولو كان يف

    ٌّالذي ال خالف عليه أنه صويفو عتقده, ُ قلمه لفكره, وعاش حياته ملَ, نذرًّفا سلوكا وفكرا, وحياة ومنهجا?ِّتصوُولكن هل كان م ً ً ً ً بقيت يف ُهُ أخرى, جذور وتفيئهًةَّ مرُانت تعدله الرياح, كٌفّإنه متصو .همم من نسائّل من عرفاهنم, وتتنفستربة القوم, تنه

    األدب يف العرص «ّلقد ذب الدكتور حممد زغلول سالم يف كتابه هتمة االحتاد يدة الشيخ نجم الدين, ونأى به عن عن عق١/٢٤٧» اململوكي

  • − ٢٩ −

    علها وحدة للشهود, واستشهد عىل ما واحللول, أما وحدة الوجود فقد ج :ذهب إليه بقول نجم الدين

    ّفلـــام جتـــىل يل ِوســامرين بــالرمز يف كــل مــشهد شـــاهدِّعـــىل كـــلَّ ِّ َّ ــامع مقيــد ًوصار سـامعي مطلقـا منـه بـدؤه ــثيل مــن س ــا مل ِوحاش ّ ُ ٍ

    ٌ مــشهود لقلبــي شــاهدِّففــي كــل ِ مــسموع لــه حلــن معبــدِّويف كــل ٍ ُ ٍ باألقدم ًبتدئا ُ قاله علامء األمة, ومؤرخو اإلسالم موسأستعرض ما

    :فاألقدم .وأشعاره كثرية منها ما حذا فيها حذو الشيخ رشف الدين بن الفارض -ْلبس اخلرقة من شهاب الدين أيب حفص عمر بن حممد السهروردي - ُّ

    ذيل مرآة الزمان : اليونيني[. رمحة اهللا عليه, وأجلسه يف ثالث خلوات٣/٤٠٦[.

    بام ينبو عنه )١ ذات الرقم(ق نجم الدين لسانه يف قصيدته النونية أطل - .ّالسمع, ورده الرشع, وال حيتمل التأويل

    : مبالغته يف مدح الشيخ عيل احلريري يقول عنه إذا ذكرهمع كان -شيخي : فإذا قيل له يف ذلك يقول. شيخنا: أن يقولُعَّ كأنه يرتف,صاحبنا

    ْشهاب الدين السهروردي, وإ ًنام الشيخ صحبته بعد ذلك مدة زمانية إىل ُّ ّ ُ َُّ .]٣/٤٣٢ذيل مرآة الزمان : اليونيني[. حني وفاته

    َّأقام جمردا يف الفقر مد - .]١٤٢تايل كتاب وفيات األعيان : الصقاعي[ طويلة ًةً

  • − ٣٠ −

    ًكان دينا صاحلا كريام متواضعا فاضال - ً ًّ ً .]٣٠/٣٩١هناية األرب : النويري[. ًّبن الفارض وابن العريب, وجترد وسافر عىل قدم سلك يف نظمه مسلك ا -

    .الفقرِوال ريب يف كثرة الترصيح باالحتاد يف شعر هذا املرء عىل مقتىض ظاهر - ْ

    عنى ْ من نظمه فال ريب يف كفره, وإنُ عنى بقوله ما يظهرْالكالم, فإنَبه غري ما يفهم منه وتكلف له أنواع َ التأويالت البعيدة فقد أساءُّ

    َبوبية ما ال جيوز إطالقه, وجتهرم عىل اهللا ُّ يف جانب الرَوأطلقاألدب, ْ َ َ َا من عرفَّام هو عىل سبيل الفرض; أمَّتعاىل إذ جعل هذا ديدنه, وهذا إن

    ُمذهب القوم, وحقيقة ما يعتقدونه فال يرتاب ِ يف خروجهم من امللة, أو َ َِّفنسأل اهللا العظيم أن يثبت قلوبنا عىل دينه. هو منهم , واملعصوم من ِّ

    .]١٥/٣٤٧تاريخ اإلسالم : الذهبي[. عصم اهللا, وال حول وال قوة إال باهللاس هبا من ب الطريقة عيل احلريري رمحه اهللا, لِ بالقدوة, صاحبٌله صحبة -

    ِّمن رس له َديباجته, ورشب من زجاجته, فالح عليه نور إيامنه, وفاح ُحقائقه ما تقل األرواح يف ِّحقائبه ما عجز عن كتامنه, وفاء عليه من ظل ُّ ِ

    ُّوتقدمت له صحبة بالسهروردي, وأجلسه يف ثالث خلوات, . أثامنه ّ .]١٦/١٥٦مسالك األبصار : ابن فضل اهللا العمري[. وآنسه يف اجللوات

    ًسألت عنه الشيخ اإلمام شهاب الدين أبا الثناء حممودا وطبقته يف -ّكان شعره يف األول جيدا, فلام: النظم, فقال ً سلك طريق ابن الفارض, ّ

  • − ٣١ −

    الوايف : الصفدي[. ولعمري هو كام قال. وقال يف املظاهر انتحس نظمه .]٣/١٤٣بالوفيات

    :ًعقبا عىل هذين البيتنيُ م٣/١٤٥ »الوايف بالوفيات«وقال الصفدي يف -ُفطــريف لــه شــاك وقلبــي شــاكر خال منه طريف وامتال منه خاطري ٍ

    ُنني أنصفت مل تشكأولو َ ُّ ــادا وذرات الوجــود مظــاهر ُمقلتيَ ُبع ّ ً .م مملوء من هذه املقاصدو, وأكثر شعره املشؤدهذا قول باالحتا

    ُوبعض الفقهاء ينكر عليه, ويقول يف بعض . نجم الدين بن سوار الفقري - ُمرآة اجلنان : اليافعي[. نظمه الترصيح, ويف بعضه التلويح باإلحلاد

    ٤/١٨٨[. ٍيشري به إىل نوعلكن يف كالمه ونظمه ما - من احللول واالحتاد عىل طريقة ُ

    واهللا أعلم بحاله وحقيقة . وشيخه احلريريابن عريب وابن الفارض, .]١٥/٤٧٠البداية والنهاية : ابن كثري[. أمره

    ّوحذا حذو ابن الفارض يف االحتاد, لكنه يرصح وابن الفارض يلوح - ّ ّ . .]٧/١٩٠لسان امليزان : ابن حجر[

    ًظريفا نظيفا مليح النظم رائق املعاين لوال ما شانه باالحتاد ًكان فقريا - ًًترصحيا مرة وتلوحيا أخرى .]٧/٦٢٦شذرات الذهب : ابن العامد[. ًً

    .]٢/٢١٠سلك الدرر : املرادي[. العارف باهللا -هم باالحتاد واحللول, أم مل يرد هذا, لكن ّتكذا قالوا, ولكن هل هو م

  • − ٣٢ −

    ٌ مدلول غري ما يعرفه الناس, وتعريف للكالم عنده كام عند ابن عريب .للمصطلحات غري ما ائتلفوا عليه واجتمعوا

    ًحرض نجم الدين بن سوار مرة وقتا, وفيه نجم الدين بن احلكيم ً ََّّاحلموي, فغنى هلم القوال بقول ابن سوار ّ:

    ُوما أنت غري الكون بل أنـت عينـه ُ َ َِ ــق ُ ــن هــو ذائ ــذا الــرس م َّويفهــم هَكفرت كفرت: حلكيمفقال ابن ا : ّ وتشوش الوقت, وقال ابن إرسائيل;َ

    .]١٥/٣٤٧تاريخ اإلسالم [. ُما كفرت, ولكن أنت ما تفهم هذه األشياء وهو ?ّفهل عدم الفهم ملا يرمي إليه نجم الدين بن سوار قوهلم ما قالوا

    ُّبريء مما قالوه فيه, ويبقى رس الكلامت ملن هو ذائق عارف ملعاين كلامت ٌ .وم ومدلوالهتاالق

    ُلقد كان متصوفا فكرا, أما سلوكا فقد أ ً ّ ً من األفعال ال ٌخذ عليه مجلةًًمسوغا ّ وجد هلا املتأخرون ْ سلوك القوم وأخالقهم, وإنُتناسب ًوخمرجا, ّ

    فمن ذلك ما جاء يف . ما أفسده احلالَصلحُبارد لن يٌوتسويغ ٍّولكنه تعن :٤/٣٧٩ »فوات الوفيات«

    يف نجم الدين بن إرسائيل, وكان النجم قد ين الذهبي بدر الدوقالُهوى مليحا يلقب باجلويرح ُ ًّ:

    ــــوم طــــائر ٌقلبــــك الي َ ِعنـــك أم يف اجلـــوانح َُكيــف يرجــى خ ُالصــهُ ِوهــو يف كــف جــارح ُ ِّ

  • − ٣٣ −

    :ثم بلغه أنه تركه, فكتب إليهَخلصت طائر قلبك العاين تـرى َ َ ُمــن جــارح يغــدو بــه ويــروح ّ ٍ

    ــــــه روح َ خالصـه إن كنـت قـدُّولقد يرس ــــــه وفي ــــــصته من ُخل ُ َ ّ ... ًبس أخرض, وفتى محامي, ولقد جاء يف ديوانه أنه قال يف الو

    .)١(...و, والصفدي يف )٦٧٧وفيات سنة (»ذيل مرآة الزمان«ذكر اليونيني يف و

    قال قايض القضاة نجم الدين بن العديم رمحه : ٢/٤٠١ »الغيث املسجم«ٍادى اآلخرة سنة تسع وستني ُليلة اخلميس تاسع مجيت يف النوم رأ: اهللا تعاىل

    َقاصد الدخولكأين وست مئة ٍإىل بلدة صغرية, فقيل يل ٌ َإن نجم الدين حممد : ٍُكاتبا عند واليها, فعملت قد صار بن إرسائيل ا ً:يف النوم ارجتاالً

    ــدي منــك حــاال بعــد حــال )٢(ِّإىل كـــــم ذا تغـــــررك الليـــــايل ِوتب ً ُ ــــ ُورا شــــيخفط ــــرً ــــة وفق ٍ زاوي ـــاب وال ٍ ـــب يف ب ـــورا كات ِوط ٌ ً)٣(

    . وأنا أحفظهاُثم استيقظت: وقاليشري إىل − وأنه ال جيوز االستدالل باألحالم −فهذا احللم عىل ما به ولو كان غري ذلك ملا قاله ابن العديم, ولو قاهلا ,ٍنوع من سلوك ابن سوار

    ).٧٩٨(انظر مناسبات القصائد صفحة )١( .ّإىل كم ذا تغربك الليايل: يف الغيث املسجم )٢(ًوطورا كاتبا: يف الغيث املسجم )٣( ً.

  • − ٣٤ −

    َّومل يك ذلك يف ابن سوار ألجيب ورد . عليهُ ; لنا ابن سوار بلبوس التصوف والنسكَّفمن خالل سريته وحياته مل يتبد

    : من أمههاٌ إليه دالالتُ ذهبتَامـِ ومذهب, ولٍ فكرُّيفام هو صوَّوإن .تتلمذه عىل يد احلريري, وصحبته له مدة ثالثني سنة - .قصته مع ابن اخليمي -, مليح البس أخرض, اجلويرح, مليح محامي(جملة من الغلامن به ُلُّتغز -

    .قطعة شعرية) ٣٣(هنا بلغت إحتى ) ٍّمغنهجاؤه شمس الدين بن عز الدين بن عبد السالم, ونبزه له بالبطرخل -

    ّخمالفا قوله جل وعال) ٧٦٩(الرقم قطعة ذات ال( ً :{Ô Õ Ö×z .]١١: احلجرات[

    والسالطني ) ٨٤١(والقضاة ) ٤٢٨(ورثاؤهم ) ٤١٨( امللوك ُمدح -)٧٣٦.(

    فلم ّالعباد الزهاد رجال التصوفَاألسباب وغريها جعلته خارجوهذه ّيرد اسمه يف أي كتاب من كتب طبقات رجال التصوف, أو كتب أحواهلم

    ٍ يشء من شعره مل ُ وذكرُهُ, وترمجت)خال كتاب املقصد الرشيف(ومقاماهتم تاريخ «ًمرورا بـ» ذيل مرآة الزمان«ّيرد إال يف كتب التاريخ بداية من

    .وغريها» البداية والنهاية«و» الوايف بالوفيات«و» إلسالماويف ّللص» مرآة اجلنان«ًا مرشبا البن سوار ُهبالتي أقرحتى هذه الكتب,

  • − ٣٥ −

    نكر عليه, ويقول يف ُ الفقهاء يُوبعض: ا ذكره بقولهّاعر املؤرخ اليافعي ملَّالشّه, ومل يرد عنْمل يدافع. نظمه الترصيح, ويف بعضه التلويح باإلحلادِبعض

    ٍهذه املقولة; بل مل يذكر يف سياق ترمجته له أي بيت من شعره َّ.

    :وفاة جنم الدين بن سوارّكانت والدته والدة كبري قوم, أرخت بالساعة ٍ ٍدون أي اختالف من ِ

    .ذكرهتابني مجيع املصادر التي ٍوكذلك كانت وفاته, وفاة نبيل كبري, شاعر م ى ّ تبدلق عليم, وقدفٍ

    . أشعاره واستحساهنا يف جنازته ومكان دفنهُموقعتويف رمحه اهللا ليلة األحد رابع عرش ربيع اآلخر سنة سبع وسبعني

    هبذا التحديد ذكرت مصادر ترمجته ) م١٢٧٨ أيلول ٤املوافق (وست مئة .)١(وقت وفاته

    شيعه قايض القضاة شمس الدين بن خلكان واألعيان والفقراء وقد .)٢(واخللق

    , البداية ١٥/٣٥٢, تاريخ اإلسالم ١/٤٢٧, املقتفى ٣٠/٣٩١: هناية األرب )١(

    .٥/٧٠٩, املقفى الكبري ١٥/٤٧٠: والنهاية .٣/١٤٤: , الوايف بالوفيات١٥/٣٥٢: تاريخ اإلسالم )٢(

  • − ٣٦ −

    ّفهذا احلرص عىل ذكر ساعة وفاته ال تتأتى إال لرجل ذي رتبة اجتامعية .ً ومأل جوانحهم نشوة وفخرا بأشعاره,وأدبية, لرجل قد شغل الناس بأخباره

    ها األعيان والفقراء واخللق, فإين أراها قد فيأما جنازته التي اشرتك مشق من خمتلف ثم أعيان د,ٌمتها كوكبة من رجال السياسة والفقهَّتقد

    التجار وأرباب املصالح ثم الفقراء من املتصوفة والزهاد, حتى :الفئات .ًلتمسا الربكةُ يطلب له الرمحة, مٌّعامة الناس, كل

    بجوار ٍ مرت٣٠٠بنحو ّه توج بمكان دفنه, فرشقي باب توما ُّوهذا كلُ خيمتهخالد بن الوليد ريض اهللا عنهنصب هنر عقربا كان قد تح ُ قبيل فَ

    ً, وهبذا املكان أيضا بني أول مسجد يف دمشق وسمي تيمنا باسم دمشق ّ ّ ُ ًبن ّ, ولقدسية هذا املكان وبركته اختذه الشيخ رسالن خالد بن الوليد

    َ, ودفن شيخه ومعلمه ًمقاما) ٥٦٠ أو ٥٥٠تويف سنة (يعقوب اجلعربي ُا خادم الشيخ رسالن, ثم دفن بجوارمهفيه فن ُ, ثم د فيهأبا عامر املؤدب

    الشيخ رسالن : فقبة مسجد الشيخ رسالن تضم,أبو املجدرسالن الشيخ ويف هذا القرب دفن .من جهة الشاملأبا املجد و,من جهة اجلنوبوأبا عامر

    َ عبد العزيز السندي خادم الرضيح أيضا, وفوقُ بنُفوق أيب املجد إبراهيم ه ً الشيخ أمحد احلارون كام دفن يف هذا القرب,نا نجم الدين بن سوارُصاحب

    .)١(م١٩٦١املتوىف سنة

    مشيدات , و٦٧انظر غاية البيان يف ترمجة الشيخ أرسالن البن طولون صفحة )١( .تأليف قتيبة الشهايب, ٢٧٥ صفحةدمشق ذوات األرضحة وعنارصها اجلاملية

  • − ٣٧ −

    ابن سوار يف هذه ُنْفَ ود,فهي بقعة مباركة أثرية عىل قلوب الدمشقيني عىل مكانته العلمية والفكرية واالجتامعية ٌالبقعة دليل

    :ديوان ابن سوار ُّيَّ كل شعره, فأُّ ديوان ابن سوار ال يضمَّنَأقد يكون من فضلة القول

    ولكن ما ضاع أو أمهل من شعر ! َشاعر قد حوى ديوانه مجيع شعره?ًشاعرنا نجم الدين كثري, وفات جامعي ديوانه أيضا الكثري, ولذلك آيات

    :ّبينات أمههازيادة قصائد ونقص قصائد يف خمطوطات ديوانه, فهناك اختالف يف −١

    ترد يف النسخمل) أ(ً زيادة أو نقصانا, فهذه قصائد جاءت هبا نسخة هاعدد .)د(وال يف ) أ(نسخة يف ومل ترد ) ج(, أو أتت هبا نسخة األخرى

    عليها ْتَّ نص,ا ديوانه الذي بني أيديناهي حيتوهناك قصائد طويلة ال −٢ ).انظر املستدرك الثاين قصيدته التائية( التي ذكرت له ترمجة ُاملراجع

    ة مثل كتاب ّزيادة أبيات أتت يف املراجع التي ذكرت له قصائد تام −٣ه نقص دليلو ,البن كثري» البداية والنهاية«للذهبي, أو » تاريخ اإلسالم«

    قصيدة من ال) ١٩, ١٥, ٦(واألبيات ) ٥(قصيدة من ال) ٩١, ٥٧(البيتنيّ, بل يأيت خرب حيدد عدد أبيات القصيدة)٨( باثنني ) ٤( ذات الرقم ُ

  • − ٣٨ −

    .فقطً بيتا )٥٤(, ونجد عددها يف الديوان )٦٢(ًبيتا وستني .بعض أشعارهإضافة إىل اختالف الروايات يف املصادر التي ذكرت −٤

    ّ, فإنا قد اعتمدنا يف ِمجعه ُ طريقةِهِيف ضياع كثري من شعرأسهم وقد عىل أربع نسخ خطية, ال تتفق نسخة مع أخرى يف ترتيب القصائد, إخراجه . يف هذااًمجع ديوانه سببُمنهج فقد كان

    ُوما قلته ّ فلم يصل إلينا من أخباره إال ,أخبارهبق عىل ينطعن شعرهُّلو توسع أحد أدبائنا َّأنه ّ بعض من ترجم له, وظني ُالقليل, جادت به أقالم

    .ًترمجته وذكر أخباره لرتق فتقا أفاد به القارئ والدارسيف َخرى تبني نقصُوآية أ − ; ُما قاله مرتمجوه يه الديوان الذي بني أيدينا ّ

    : عن موضوعات شعره٣/٤٠٥» ذيل مرآة الزمان«ني يف قال اليونيفقد َأكد , و)١(ومدح األمراء والكرباء وغريهم َّ »املقتفى«احلافظ الربزايل يف َ

    املديح ما لو تصفحنا ديوانه ما وجدنا من هذا ولكننا .َ األمرهذا ١/٤٢٧ٍح لوقائع بيض, فهو مدله باب خيتص به أن يفرد ُّيستحق كام ذكر عند فتح ,َ

    ) ٤٢٩ (سيد األنام مدح فقد ستحقوا ذلك ا أو لرجال ,)٤١٨(قيسارية أهل هو رثى من و) ٣٧٧(واخلليفة الرابع عيل بن أيب طالب ريض اهللا عنه

    ).٤٢٨( صالح الدين يوسف: لرثاء, مثلل

    مدح الرؤساء : ٣/٣٨٣» وفياتفوات ال«أصبحت العبارة عند ابن شاكر يف )١( .والقضاة وغريهم

  • − ٣٩ −

    نتيجة ال بفعل فاعل? ُ نزعْوَضاع أم فقد أأ! املديح يف ديوانه?فأين : ٢١/٢٠٩» عيون التواريخ«القصائد يف إحدى هذه وجدنا وقد . واحدةً ويطلب منه بيتا يف ,قايض القضاة شمس الدين بن خلكانفيها يمدح إن ما بني : فهل نقول.أخواتهلا َّنأيف ديوانه, وكالقصيدة ومل ترد ,مدرسة

    − كام قال عنه معارصوه وأصدقاؤه −أيدينا هو خمتارات من شعره? فالرجل ًكان أديبا فاضال قاد ًرا عىل النظم مكثرا منه ً .]٣/٤٠٥ذيل مرآة الزمان [ً

    .وأشعاره كثرية: ١/٤٢٧» املقتفى«وقال الربزايل يف ما َّ كلا إليهُضيفُ منه, كان يً نسخةَبَتَ كً فهو بداية,ديوانه ىلإولنعد

    وله : ٤٢٦, ٤١٠−٣/٤٠٧» ذيل مرآة الزمان«قال اليونيني يف . لهَّاستجد .رغم لثغة لسانهعىل لقي قصائده ُكان ي و.مما نقلته من خطه

    النبوية التي ُهَسمعت منه قصيدت: ١/٤٢٧» املقتفى«قال الربزايل يف :أوهلا

    ُغنهـــا باســـم مـــن إليـــه رساهـــا ــَت ّ ُ عــن حثهــا وجــذب براهــاَنْغ ِّ .اجلمعأمام ) ُ وبراها,اهاُرس( :ُهَ لفظَلَّولك أن تتخي

    املتوىف (ُّ, فهذا فضل اهللا الصقاعي ًكان الديوان بني أيدي الناس مبكراَ قول ١٤٢صفحة ال» تايل كتاب وفيات األعيان«يف يقول ) ٧٢٦سنة

    .وله ديوان شعر جيد: عىل الديوانٍعِلَّطُمحممد بن سوار : ١٥/٣٤٧» تاريخ اإلسالم«وقال الذهبي يف −

  • − ٤٠ −

    .صاحب الديوان املعروف: فقال٧/١٣١ات يف تارخيه ُحجم ديوانه ابن الفرعىل َمَّ من تكلُلَّوأو

    .ناوديوان شعره جملدُثم يغيب عنا ذكر تويف سنة(النبهاين يوسف بن إسامعيل ديوانه حتى عهد ّ

    ,وقال نجم الدين: ٤/٢٧٨ قال يف املجموعة النبهانية ِ, إذ)م١٩٣٢−١٣٥٠ُ لعلها ك,ِّ من ديوانه قديمة اخلطٍوقد نقلتها من نسخة .)١(تبت يف عرصهّ

    :فهي ِهواعتمدناها يف إخراج ديوانه, أما النسخ التي بني أيدينا هذه قصة) ١٩٣( تقع يف ):٤٣٧( نسخة مكتبة األسكوريال ذات الرقم −١

    ًسطرا, وكتابتها مزج ما بني اخلط املرشقي ) ١٧( منها ٍ صفحةِّورقة, يف كل للهجرة,) ٧٠٧(تامة, كتبت سنة شبه الشكل, قليلة اخلطأ, ُواملغريب, قليلة

    أي بعد ثالثني سنة من وفاة نجم الدين بن سوار, كتبها أبو بكر بن فضل العبد الفقري ِتبُمن ك: وهذه النسخة كام جاء يف صفحة الغالف. بن قاسما هبا من مكتبة ّومل يذكر اسمه, وكأين. ىل رمحة امللك الكبري السلطان املجاهدِإ

    تويف (ن السلطان املنصور املغرب موالي زيدان بن أمحد أيب املعايل بسلطانوقد اغتصبها قراصنة اإلسبان جتاه السواحل ) م١٦٢٧−١٠٣٧سنة

    الصادر عن ٩٠ذكر الدكتور وفيق سليطني يف كتابه الشعر والتصوف الصفحة )١(

    أنه اطلع عن ديوان ): ١٢(الكتاب ) جريدة البعث(اهليئة العامة السورية للكتاب خمطوطة رسالة . ابن سوار حتقيق حممود إبراهيم مصطفى, دراسة حلياته وشعره

    .م, ومل أستطع االطالع عليها١٩٧٧دكتوراه بجامعة األزهر

  • − ٤١ −

    .ًاملغربية عندما أراد نقلها بحراّ, ورقمت )أ(رف احلً هذه النسخة أصال, ورمزت إليها بُوقد اختذت

    وقد بلغ عدد قصائدها ودوبيتاهتا ًقصائدها وجعلتها عمدة ومقياسا,التي وردت يف ِ, وأرشت إىل القصائد والدوبيتات )١(نصا) ٧٢٤(ومواليها

    .)٧٠٥(يف فهرس املقاطع الصفحة − ًقصا زيادة أو ن− النسخ األخرىً فصال للقصائد تنتهي بالقصيدة ; فصلنيْعلتُوهذه النسخة قد ج

    حتى −َّ ضمنها املواليا − ً وفصال آخر للدوبيتات,)١٧١(الورقة ) ٥٠٥( ,حسب قوافيها, وإنام جاءت كام اتفقبب األبيات َّرتُومل ت. هناية املخطوطة

    .مبتدئة بأهم قصائده ,ورقة) ١٤٢( وتقع يف ):٧٠٠٠(نسخة مكتبة الظاهرية ذات الرقم −٢ْسطرا, كتبت) ١٧( صفحة ِّيف كل ,ُ واضح, قد ضبط بالشكلٍ نسخِّ بخطً

    اسم ة النهاية, فلم نعلم تاريخ نسخها, والتقليلة التصحيف, لكنها مدشو ما كانت عليه من ِعيدت عىل غريُها, فأُوكأين هبا قد تناثرت أوراق. ناسخها

    , )٦٩(ُتتمتها يف الورقة ) ٦٢(ورقة يف ال) ٣١٢(الرتتيب, فالقصيدة

    , ١٣٧: وقد انفردت هذه النسخة بالقصائد والدوبيتات واملواليا ذوات األرقام )١(٣٧٥, ٣٧٤, ٣٧٠, ٣٦٢, ٣٣٥−٣٣٢, ٣٢٠, ٣٠٧−٣٠٢, ٢٣٨, ٢٠٥ ,٤٩٨−٤٧٦, ٤٧٤−٤٧٢, ٤٧٠−٤٥٨, ٤٥٦−٤٥٣, ٤١٠, ٤٠٩, ٣٨٣ ,٥٩٣−٥٩١, ٥٨٨, ٥٨٧, ٥٨٣, ٥٨٢, ٥٤٣, ٥٢٤−٥١٤, ٥٠٦−٥٠٠ ,٧٢٤−٧١٦, ٧٠٥−٦٧٩, ٦٧٧−٦٥٣, ٦٥١−٦١٧, ٦١٥−٥٩٥.

  • − ٤٢ −

    , )٨١(األخرية يف الورقة العرشة مل يأت منها إال األبيات ) ٣(والقصيدة ًاألخرية أيضا يف ثة الثالمل يأت منها إال األبيات ) ٤١١(كذلك القصيدة و

    . داخلهامن ٍ صفحاتُ, فالنسخة مدشوتة النهاية, فيها نقص)٨٣(الورقة ًحسب قوافيها, بل جاءت كيفام اتفق أيضا, مبتدئة ب فيها ُ األبياتِتأتومل

    .بأهم قصائده إليها ُ وقد رمزت,نسخة جيدة, قديمةفيها وهذه النسخة عىل ما

    ).ب(بحرف ) ٣٤٠( وتقع يف ):٦٥٧٣(ية ذات الرقم نسخة مكتبة الظاهر−٣

    ًسطرا, وقد رمزت ) ١٧( منها ٍ صفحةِّ يف كل–ورقة ) ١٧٠( أي –صفحة احلميد املدين القابوين سنة ِ عبدِسخت عىل يدُ, ن)ج(إليها بحرف

    , فهي معها يف )ب( لنسخة الظاهرية السابقة ٌخا نسَّ, وكأهن)١٣٥٠(وهي قليلة , )ب( مل تأت هبا النسخة َ بقصائدُسقطها ونقصها, لكنها تنفرد

    ًالضبط, كثرية التصحيف, غالبا ما يرسم الناسخ الكلامت كام تبدو له دون بأهم قصائد نجم ً بدايةْ أتت;ًها كام اتفق أيضافيوترتيب القصائد . حتقق

    مل و) ٣٠٧( وقد أوردت هذه النسخة القصيدة .الدين, ثم األمثل فاألمثل .يوانبقية نسخ الدترد يف ورقة, يف ) ٨٣( وتقع يف ):٤٩( نسخة مكتبة الظاهرية ذات الرقم −٤ُسطرا, وقد ط) ١٤ (ٍ صفحةِّكل ً ناسخها عمدا, ومل يبق من تاريخ ُ اسمَمسً

  • − ٤٣ −

    , وقد رمزت إليها ) هجرية١٣١٢( يف شهر رمضان املبارك سنة :َّنسخها إال .)د(بحرف

    حسب بات جاء وهذه النسخة قد خالفت ما سواها, فرتتيب األبيًقوافيها, مرتبة ترتيبا ألفبائيا ً.

    ُ بل هي نسخة;ستطيع أن أسمي هذه النسخة نسخة ديوانَوال أ من هنا َ فقد اختار الناسخ قصائد, من شعر نجم الدين بن سوارٍخمتارات

    ً; بل اختار من هذه القصائد أبياتا, وهذه باختيارهاِوهناك, ومل يكتفأن ناسخها قد بن النسخ السابقة مشكل, متتاز الضبط والُالنسخة عديمة

    قراءته ّدقة علمه, وِ عىل رسوخُّ من املالحظات تدلًوضع عىل هامشها مجلةقد ف للديوان عندما راح خيتار, ٍمن نسخة َ أكثرَوكأين به قد امتلك. للديوان

    ... ٍ يف نسخة من ديوان نجم الدين هذاُووجدت: قال يف هناية الديوانقصيدة الا, ودليله تفرده بإيراد نيديأ غري التي بني ٌيديه نسخكان بني و .مل تأت هبا النسخ السابقةِإذ ) ٧٣٣(

    نسخة منتخبات : ومن نسخ الديوان التي مل أستطع احلصول عليها−٥إمام السالكني «من شعر ابن سوار أشار إليها األستاذ عزة حرصية يف كتابه

    لدى الدكتور مجيل سلطان ) ١١(صفحة ال» وشيخ املجاهدين الشيخ أرسالنإنه يف القريب : وقال عن صدورها– أحد رجال الرتبية والتعليم بدمشق –

    ).آلنحتى ام ومل يصدر الديوان ١٩٦٥طبع كتاب حرصية سنة . (العاجل

  • − ٤٤ −

    :عملي يف الديوان واحدة ًإن قصة ديوانه مرتبطة بقصة عميل, فالديوان يكاد يكون نسخة

    ناقصة وسكوريال, وما عداها إنام هو نسخأروقة مكتبة األ تقبع يف ,فريدةمدشوتة, قد اختلطت أوراقها, وأتت الرطوبة عىل جانب منها, وأعمل

    َ فيها, واإلنسان إمهالالزمان يده .ا هلُهُلذا جعلت نسخة األوسكوريال عمدة الديوان, وقد رقمت قصائدها

    رقم من أرقام النسخة كلمًوقطعها, وصنعت جدوال بأرقامها, وجعلت أماً ذاكرا رقم الصفحة أو الورقة, فمثال القصيدة ,ما يقابله يف النسخ الثانية) أ( ً

    ب, ويف /٨٣يف الورقة ) ب(, وهي يف نسخة )٤) (أ(رقمها يف نسخة ) ٤(رقم . ب/٣٠يف الورقة ) د(, ويف نسخة ٣٣٤, و١٧٠يف الصفحتني ) ج(نسخة

    .فوات الوفيات, والوايف بالوفيات: وهذه القصيدة ذكرها مصدران مها كام صنعت ,ُّبعضها ببعض, وأثبت الفارق بينهامضاهيت القصائد

    ).أ(ًستدركا للقصائد التي مل ترد يف النسخة األم ُمضاهيت القصائد الواردة يف مجيع النسخ, بام ورد يف الكتب املطبوعة, و

    ُ الفوارق أيضا, وأضفتُّوقد أثبت زيادة يف قصائد األبيات التي جاءت ًًستدركا ثانيا ذكرت فيه القصائد ُ مُاملراجع املطبوعة عىل الديوان, كام صنعت ً

    .واألبيات التي جاءت يف تلك املراجع, ومل تذكرها نسخنا اخلطيةحاولت ضبط األبيات, ورشح غريبها, وتعريف الرجال املذكورين

  • − ٤٥ −

    .فيها واألماكن واملخمسات واملوشحات,واليا واملُفهرست القصائد والقطع والدوبيتات

    .مع جدول ملناسبات بعض القصائداألستاذ الدكتور أبا عبد العزيز ال يفوتني أن أشكر هناية عميل يف و

    وأخي عبد اإلله نبهانواألستاذ الدكتور أبا مصعب حممد شفيق البيطارأبا واألستاذ الفنان ماهر كباشاألستاذ و إبراهيم صالح أبا سميحاألستاذُأبا عبادة األستاذ و. عىل مالحظاهتم القيمة وتوجيهاهتمأمحد املفتيحممود

    َنضد الذي عامر البخاري . كل االمتنانم فله,الكتابََّأرجو من اهللا أن أكون قد وفقت يف إخراج هذا الديوان, كام أرجوه

    ًأورحم اهللا امر. الغفران عن الزلل واخلطأ اللذين اعتورا عميل وهو كثريًى إيل عيويب, والتمس عذرا ألخيهأهد َّ.

    ١/١٤٣٠دمشق م١/٢٠٠٩

    حممد أديب اجلادر

  • − ٤٦ −

  • )أ(الصحة األوىل من النسخة

  • )أ(الصفحة األخرية من النسخة

  • )ب(الصفحة األوىل من النسخة

  • )ب(الصفحة األخرية من النسخة

  • )ج(الصفحة األوىل من النسخة

  • )ج(الصفحة األخرية من النسخة

  • )د(الصفحة األوىل من النسخة

  • )د(األخرية من النسخة الصفحة

  • − ٥٦ −

  • − ٥٧ −

    ديوان مام العامل الفاضلِالشيخ اإل

    الزاهد الورع األديب حممد بن سوار، أبي املعايل،جنم الدين

    رسائيل بن احلسنِإرسائيل بن اخلرض بن ِإابن

    ّابن عيل بن احلسن الشيباين اخلرقةّ املولد احلريريّالدمشقي

    قدس اهللا رسه العزيز وأعاد علينا وعىل املسلمني

    لدنيا واآلخرةبركاته يف امن آمني

    )١(رب العاملني يا

    هذا ديوان الشيخ ): د(ويف . ديوان حممد بن إرسائيل الدمشقي الشيباين رمحة اهللا عليه): أ(يف )١(

    .ه اهللاإلمام العارف املتقن املحقق أيب املعايل نجم الدين حممد بن إرسائيل الشيباين رمح

  • − ٥٨ −

  • − ٥٩ −

    )١(ِّ وأعن وسهلِّ يرسِّرب− ١ −

    ِّنجم الدين أبو املعايل ُقِّالعامل العارف املتقن املحق ُمامِقال الشيخ اإل حممد )٢(ُه َ شيخُ يمدح,)٣( عفا اهللا عنهّاحلريري ّمشقيِّ الدّيباينَّرسائيل الشِإسوار بن بن ا

    َهام, ونور رضحيَ روح اهللاَُسّ, قد)٥(ريريَ احل أبا احلسن علياَالشيخ, )٤(هَوقدوت هامّ

    .وبه توفيقي: بعد البسملة) ب( يف )١( .ِاإلمام األديب نجم الدين أبو املعايل): ب(و) ج( يف )٢(ّحممد بن إرسائيل الشيباين الدمشقي رمحه اهللا): ب( يف )٣( ّ ِ. )وقدرته): (ب( ليس يف )٤(

    ّعيل بن احلسن بن منصور احلريري احلوراين, مولده بقرية برس, قدم دم: هو)٥( شق َّصبيا, وريب يتيام, تعلم النسج وبرع فيه, تزهد, وصحب أبا عيل املغربل خادم الشيخ َّ ً َُ ًّرسالن, وأنشأ زاوية بدمشق, وأقبل عليه الناس, وقف عليه دين فحبس مدة, وقد نسبه ِأهل الظاهر إىل عظائم األمور, ورموه بعدة قبائح, وأنكروا عليه, وتكلموا فيه حتى

    عزتا قرب وادي بردى من فوق عني الفيجة, ملدة سنتني, ثم أطلق, ) صنح(حبس بقلعة = للهجرة ٦٤٥ِفخرج إىل برس, فأقام طريقته بالدف والشبابة والرقص, حتى وفاته سنة

  • − ٦٠ −

    :)١(]من البسيط[ـــدىَقَســـ−١ ـــاء حَيارِّال ـــاَ عـــىل علي ـــوران ـــزستهُم ـــد ت َم الرع ِ َّ ـــاَ وهتًكاباْسُ )٢(تانـــداَوكيـــف−٢ ً أمحـــد فيهـــا للـــسحاب ي ُِ َّ ــا عــم أهــل األرض َ ِومزهن َ َّ ُ )٣(حــساناِإُْـــُي ٌدار −٣ ـــافون مرمح ـــا الع ـــي هب َالق ُالقــــي هبــــا اجلــــانون غفرانــــاُكــــام ي)٤(ًةًَ القلوب هلـا شـوقايهتو−٤ ُليهـــا زرافـــات ووِإْطـــارتْدرتَ فلـو قـُ ٍ حـــداناُــد تقــىض واملَحيــث امل−٥ َواعي ُ َحتــىص وعــُواهــب الُ َالرضــا مل تُنيُ نــساناِإِص ْعــَِّورد الفـــَومـــ−٦ َل مـــْضُ ـــِ ِرشوع ل ـــن د)٥(ِواردهٌ ـــق م ُمل يل ـــََ ـــادا صـــِهِون ِ وحرمانــ−٧ ــراح جت ْوال ُ ُ ــَّ ــا س ــىل رشاهب َىل ع َّ ــِمل يمــس)٦(ًراَحُ ُّ مــن رشهبــا الن ــُ ماناْدَدمان ن

    , ٢/٤٠١ً عاما, أثنى عليه املناوي يف كتابه الكواكب الدرية ٩٧بغري مرض, وقد بلغ =

    انظر سري . أن له املكانة العلية بني األكابر والرعيةِونسبه إىل الصالح ومكارم األخالق, و .٣/٤٠٥, ذيل مرآة الزمان ٢٣/٢٢٤أعالم النبالء

    .عيل احلريري): أ(ويف . يمدح الشيخ أبا احلسن احلريري): ب(يف ساقطة, وما ) ٨٠−١٤(األبيات ) ب(ويف ). ج(, وال يف )د( القصيدة برمتها ليست يف )١(

    , الذي ٤٣٢-٣/٤٢٦فهو مستدرك من ذيل مرآة الزمان لليونيني كان منها بني معقوفني .نقلته من خطه: قال عن القصيدة

    .صوت الرعد: واهلزيم. مستهدم الرعد): أ(ويف . ّحيا الديار: ٣/٤٢٦يف ذيل مرآة الزمان )٢(ّورهيا عم... وكيف أمجل): أ( يف )٣( ّ. .ًدارا يالقي): أ( يف )٤( .ومورد الوصل: ذيل مرآة الزمانويف. ًمرشوعا): أ( يف )٥(ًرشاهبا سحرا(كلمة ): أ( يف )٦( .مطموسة) ّ

  • − ٦١ −

    ــدح غ−٨ ــائر امل ـــّروط ــنن ال ــد عــىل ف ِي ــــا)١(ٌ ــــجانا وأحلان ــــورد أش ــــعلياء ي ًـ ُ ِ)٢(ـــ−٩ ـــرى الن ّوللق ـــِ َار بالع ـــُ ُـلياء م ــشوَيٌرضمـةِ ــوِإع ــائىل ض ــاء غرثان ــن ج ها م

    َشى املــوت ســطوتهَ غــريان خيــُّوكــــل−١٠ ِّوف ثــوب الــذلُويلــبس اخلــُ ُّ َ )٣( ألوانــاُــس)٤(اُهبِضارَ مـــــنبـــــوَ ال تُاتّفيْرشَواملـــــ−١١ ــات وخُّوال ــل راي ِمر حتم ٍ ُ )٥(صــاناْرُـــــَّذا حـــــلِإ ٌدار−١٢ ـــــٍّنَ ذو ف ــــ)٦(هاِساحتِ ب ــــَ غىألف ــــاأفنىص وُ ال حتــــَبِرائ انَ تـــضمن تـــ)٧(ًديـــرا بجانبهـــــاى ألفـــــٌهـــــا عائـــــذَّ حلِْنإ−١٣ َ ًشبيحاَّ )٨(نانـــاَ وحتْـــسوا−١٤ ـــد لب ـــاد ق ـــه العب ـــت هبيكل َحف ُ ّ ُ ِ ِ ْ ُحتــت املــسوح مــن األحــزان قمــصانَّ ِ ِ ُ اَُفعابــــد قــــد أســــال القهــــر مهجتــــه−١٥ َْ ٌُ ُ ِدمعـــا وأصـــاله خـــوف النـــار نريانـــاَ ِ ّ ُ ُ ً َْوعابـــد ير−١٦ َ ُجتـــي أن ســـوف يمنحـــهٌ ُ ََ ْ َ ْ ــــدانا)٩(َ ــــورا وول ــــه ح ــــدين ب ــــام ي ِع ً ُّ َ

    .مطموسة) وطائر املدح(كلمة ): أ( يف )١(ًعىل فنن يردد الصوت أسجاعا): ب( يف )٢( ٍ. .ويلبس الدهر أثواب: ٣/٤٢٧ يف ذيل مرآة الزمان )٣( .للرشايات ال تنبو لسارهيا): ب(و) ج( يف )٤( .القاموس. ُّالرمح اللطيف): بالكرس(ِ اخلرص )٥(ويف . ضن ساحتها: ًبياض أيضا , ثم) ج(ويف . بياض يف األصل بقدر كلمتني): ب( يف )٦(

    ٍّذو من بساحتها: ذيل مرآة الزمان َ. .بجانبها دين: بياض بقدر كلمتني, ثم) ب(و) ج( يف )٧( .ًتسبيحا): أ(ُّمد الداعي يديه للدعاء, ويف : التشبيح)٨( .ًوعابد يرجتي حيث اجلزاء غدا: ٣/٤٢٧ يف ذيل مرآة الزمان )٩(

  • − ٦٢ −

    َفــذاك يف قــبض خــوف ال انبــساط لــه−١٧ ٍ ْ َ ِ ُحـــــــه اآلمـــــــال أحيانـــــــاِّروُوذا تَ ُ ُِأو حلهـــا ســـالك القـــى بـــساحتها−١٨ ٌ َّ ـــسأمن وجـــدانا)١(َ َركائـــب العـــزم ال ي َْ َْ ِــن−١٩ َحيمل ْ ِ ْ ــدَ ِكــل بعي ـــَّ ــذل ال ــد ب َ والنــــــومَرارَــــــقِّاهلــم ق للعليـــــاء أثامنــــــاُّكالــسيف يقطــع مــن تلقــاه−٢٠ ْ ُ َْ َ َ ُ شــفرته)٢(ِّ ُ ِوالــنجمَ ــاّ ُ هيــدي لــدى الظلــامء ركبان َِ ّــــد−٢١ ــــارف م ــــا ع ْأو حله ُ ٌ ّ ــــةَ ٍل بمعرف ُرأى معارفــــــه جهــــــال ونكرانــــــاٍ ً َ ُ َ َُما ارعـوى أهـدى نـسيم ربـا ذاِإ حتى−٢٢ َ ِذاك اجلنــــابَْ ً لــــه عرفــــَ ْ ْ وعرفانــــااَ ِ)٣(ُوقابلتـــــه معـــــاين الكـــــون ت−٢٣ ُْ ُفـــــهِطْلَ ـــرسها فحـــُ َب ًى وجـــدا ووجـــداناَوِّ ْ َ)٤(َّأو حل−٢٤ ـــَ ـــهَه ـــان مربع ـــق فاحل ُا عاش ُ َ ْ َ ُ ـــبانا)٥(ٌ ـــيبا وش ـــا ش ـــدامى هب ـــى الن ّيلق ً َُ ِ َّ ٌْفواحـــد يف ريـــاض األنـــس منبـــسط−٢٥ ُ ِ ُ ِ ًجيــــــر بالتيــــــه أذيــــــاال وأردانــــــاٌ ِ ّ ُّ َــا−٢٦ ــيم والب ــة ال يرجــو النع َدي اخلالع َّ َ ـــشِ ـــاه ـَخي ـــيم وال تلق ُى اجلح َ َ ْحمَ ـــاِ زانـــــه−٢٧ ـــــه قهوت ـــــد أرعـــــشت كفي ُوفاق ُْ ٌَ ِّ ْ َ َ ـــــاْ ْودهلــــــته وهـــــدت منـــــه أركان َّ َْ ُ َّ)٦(ـــحته−٢٨ ـــزا وص ـــشه عج ُوصـــريت بط َّ ُ ََ ً َ ْ ًقام ووجدانـــــه حمـــــوا وفقـــــداناُســـــَّ ُْ َ َ ً

    .ألقى بجانبها: ٣/٤٢٧ يف ذيل مرآة الزمان )١( .واملثبت من الذيل. ما تلقاه): أ( يف )٢( .له عرف وعرفانا): د(ويف . ّنسيم ريا ذاك احلباب: يف املطبوع من ذيل مرآة الزمان)٣( .ً بمعنى منه ناطقةوقابلته: يف ذيل مرآة الزمان)٤( .واخلان مرتعه: ٣/٤٢٧ يف ذيل مرآة الزمان )٥( .َّكفيه مقلت�