9
س التحريردارة رئي رئيس مجلس ا كريم فخريسة ية تصدر عن مؤس ثقافية شهر جريدةونة والفنلثقافم واع المدى ل16 صفحة15 د الرابع البع12 10 زمان ومكان5 لثامنة السنة ا)87( د العد2017- لثانيتشرين ا- 12 نثويات ا��� واع���ي������ان ف���ن ال���م���ص���ور ال���ص���ح���ف���ي���دم���ا ي����ك����ون ع���ن إيقاع مختلفGeorge Rodger

فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

  • Upload
    others

  • View
    6

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

رئيس مجلس الادارة رئيس التحرير فخري كريم

جريدة ثقافية شهرية تصدر عن مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون

16صفحة

15

12البعد الرابع 10 زمان ومكان 5

العدد)87( السنة الثامنة12 -تشرين الثاني -2017

انثويات

ع���ن���دم���ا ي����ك����ون ال����م����ص����ور ال���ص���ح���ف���ي ف���ن���ان���ا واع���ي���ا

إيقاع مختلف

Geo

rge

Rod

ger

Page 2: فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

23العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017

w w w . t a t t o o p a p e r . c o m i n f o @ t a t t o o p a p e r . c o m

الذاك��رة بالنس��بة للكاتب البريطاني م��ن أصل ياباني )كازو إيش��يغور( أصحب��ت تقني��ة كتاب��ة على حد وصف��ه إذ جعل من الذاكرة عدس��ة كب��رة يرى من خلالها الذوات الإنس��انية وإنعكاس��ات تجربة ماضي الش��خصيات التي ترحل في تلافيف أيامها مستعيدة لحظ��ات مفعم��ة بالعاطفة والمش��اعر الملتبس��ة إذ ذاك يتبين زيف الش��عور الواهم بالراحة لدى هؤلاء المندمجين في دوامة الواجبات الروتينية،وهذا الجانب هوم��ا نوهت إليه لجنة جائ��زة نوبل في عالم مؤلف )فن��ان من الع��الم الطليق( عندما أعلنت إس��م إبن ناغازاكي فائزا بنوبل للآداب لس��نة 2017.وتأتي رواية )بقايا الي��وم(* التي فازت بجائ��زة البوكر البريطانية 1989 لتكش��ف خصوصيات صنعة الرواية في أعمال صاح��ب )العملاق المطم��ور( إذ تقاب��ل رحلة رئيس خدم )س��تيفنس( الذي مارس والده المهنة نفسها إلى مدب��رة القصر مس كنتون بعدم��ا يتلقى من الأخرة رسائل تعبر عن حنينها لأيام إشتغلت بجوار ستيفنس عودة في تش��عبات الذاكرة والتوق��ف عند ما يعتبره رئيس خدم لحظة فارقة في حياته المهنية كمايروم من خلال هذا السرد المنساب إبانة عن إخلاصه لمخدومه )ل��ورد دارلنجت��ون( فالأخر يبدو م��ما يحكيه رئيس الخ��دم صاحب النف��وذ بحكم موقعه،كان عس��كريا مش��اركا في الحرب العالمية الأولى وإتصفت شخصيته بالنبل والكرم، ل��ذا يحاول تخفيف الشروط المجحفة التي فرضت على ألمانيا وفقا لبنود إتفاقية )فرس��اي( ولاتتوق��ف محاولاته لتحقيق مايراه صحيحا للتعامل مع واقع مابعد الحرب غر أن ذلك يثر حوله زوبعة م��ن الش��بهات في الصحافة، وعلى إثر ه��ذا الهجوم والإتهامات تتأزم صحته ويموت.وبذلك لايكون السرد مجرد بوحا ذاتيا بل يشمل أبعادا سياسية وإجتماعية وماش��اع من التقاليد في وسط الطبقة الأرستقراطية، وت��برز طبائ��ع التكوي��ن الياب��اني في أس��لوب )كازو إيش��غورو( لمايعرضه من الإهت��مام بوصف الطبيعة

بطريقة شيقةي��سرد الراوي من خ��لال ضمر المتكلم ماعاش��ه بين جدران القصر )دار لنجتون هول(”كان من المزايا التي أتاحها لي عملي إني رأيت أفضل مافي إنجلترا بين هذه الجدران وعلى مر السنوات"وعندما ينتقل هذا المكان إلى عهدة السيد الأمريكي )فراداي( لايتغر موقع سيد الخدم ويظل ملتصقا بفضاء المكان،منصهرا شخصيته في المهنة بحيث لاوجود لكينونة هذا الش��خص خارج الإط��ار المهن��ي،ولاشيء يش��غله غر ترتي��ب القصر وتوفر الخدمات لأس��ياده وترشيح مستخدمين جدد ل)فراداي(،لذل��ك عندما يقترح عليه الس��يد الأمركي القي��ام برحل��ة في إنجيلترا،فلم يأخذ س��تيفنس الأمر إلا وفق��ا لمنطق مهني،إذ أراد ج��س نبض رغبة مس كنتون حول رغبتها للعمل ضمن طاقم القصر،إذ ذاك يتمكن م��ع وجود مس كنتون وض��ع خطة متكاملة ل)دارلنجت��ون هول(،إذن لايوج��د دافع آخر لإعادة النظر في إقتراح )فراداي( غر محاولة إستعادة مدبرة القصر،يلاحظ من مدخل الرواية أن ش��خصية رئيس الخدم يحس��ب كل أموره بالدقة بما فيه إنتقاء الزي والبذلة التي يرتديها في السفر،مع التأكد من مدخراته أكثر من ذلك يعتمد على كتب )مس س��يمونز( التي تضم مواصف��ات لمناطق معينة في إنجيل��ترا،إذ يذكر سيد الخدم مراجعته لتلك الأجزاء التي تتناول طبيعة ومباهج)ديفون(،)كورنوول( التي س��افرت إليها مس

كنتون،وهذه الإشارة تكش��ف ماهو كامن في أعماق شخصية ستيفنس من مشاعر وإعجاب بزميلة الشغل ولاتتب��ين حقيقة ذلك الأم��ر إلا في الفصل الأخر.كما ذكرن��ا أع��لاه بأن رحل��ة س��تيفينس إلى كورنول تأتي بموازاة إس��تعادة تفاصيل ذكرياته من مقتل أخيه في أفريقيا إلى إنضمام والده إلى القصر ومن ثم مش��هد رحيل��ه كذل��ك يتوقف عن��د تاريخ مغ��ادرة مدبرة القصر بعد زواجها وهكذا تتوالى المش��اهد والأحداث في أعطاف الرواية.تس��تغرق الرحلة س��تة أيام بينما مايغطي��ه العمل يبدأ من عشرينات القرن الماضي إلى

منتصف الخمسينات.على الرغم من تفادي الكاتب من إنسياق وراء وصف مشاهد الحرب وما يستتبعه من الخسائر في مختلف المس��تويات الحياتية،غر أن ذلك لايعني عدم متابعة ندوب مابعد الحرب كما تستشف نوعا من التعاطف والتضامن م��ع آراء اللورد )دارلنجتون( الذي لايروق له ما يعيش فيه الألمانيين من أوضاع مزرية،إذ يوظف نف��وذه لإنعقاد مؤتمر في س��نة 1922يجمع مندوبين من أمريكا وفرنسا وأمريكا،هنا يدور نقاش ساخن بين اللورد و)مس��تر لويس( فالأخر يتهم الأول بالسذاجة مقتنعا بأن مضيفه ليس إلا رجلا كلاسكيا لطيفا،غاية

المؤلف من إيراد هذه المشاهد الحوارية عرض وجود الإختلافات بين طبائ��ع الأوروبيين والأمريكيين،وهذا مايلمح إليه أيضا في س��ياق الحديث عن س��لوكيات الموظف��ين الذين لايكف��ون عن المزاح مع أس��يادهم في أمري��كا ومايح��رص علي��ه الأنكليز م��ن الحرفية والصرامة،ومايلف��ت النظرفي حياة الل��ورد هو وصم ش��خصيته بالخيانة والت��ورط في التعامل مع النازيين كما تنسب إليه محاولات لإقناع ملك بريطانيا لزيارة ألمانيا،ويحمل ستيفنس صحيفة لايذكر إسمها مسؤولية تغذي��ة هذه الش��ائعات،مايتوصل إلي��ه المتلقي من خلال متابعة مايحكيه س��يد الخدم عن سيده أن إبن صديق اللورد مس��تر كاردينال الذي ينشر مقالات في الصح��ف هو من يزخ��م هذه الحمل��ة، وبهذا يفهم أن إيش��غورو يؤث��ر الإيح��اء وإشراك المتلقي في بناء الفرضيات،وتأويل العبارات والجمل السردية،تتسلسل ذكريات ستيفنس،وتتقاطع في فضاء السرد الأزمنة إذ تتوارد أسماء شخصيات جديدة،ولعل ما يمر على سيد الخدم في قرية موسكو مي من أجمل مقاطع الرواية إذ يخف حضور س��تيفنس كونه راويا ويصبح عنصرا م��ن مش��هد فكاهي حيث يس��أله أه��ل القرية عن ونس��تون جرجل، وانتوني إيدن،وينحو الحوار منحى فلس��فيا حول الفرق ب��ين الكرامة وجنتل��مان،إلى أن يدرك الطبيب ريتشارد كارلسلي بأن ضيفهم قد أرغم على تقمص ش��خصية غر شخصيته الحقيقية،ويلعب

دورا لايناسبه.وفق صاحب )الذي لاعزاء له( في بناء المش��هد الأخر فهو شأنه ش��أن الكبار الروائيين قد أرجأ عرض فكرة الرواي��ة إلى اللحظات التي تجم��ع بين )مس كنتون( وس��تيفنس،يذكر أن هذه المقاطع لاتنفصل أيضا عن التقنية الإس��ترجاعية،إذ يس��تذكر سمينس بعد مرور يومين على لقائه بمدبرة القصر السابقة، ما دار بينهما من الحديث بينما هو يترقب في مدينة وايموث حلول المساء على اللس��ان الساحلي،تنفتح ثغرة لمعرفة نمط حياة كنتون إذ ستصبح جدة مؤمنة بأن الحب يعتمد على التعود،لم يتنبه سيد الخدم لشخص جالس بجانبه إلا بعد م��ي الوقت يتنظره الرج��ل العجوز بدوره مش��اهد المس��اء مؤك��دا أن نهاية الي��وم هي وقت رائع،هنا يحمل المس��اء دلالة رمزية مؤشر إلى مرحلة الكهول��ة من العمر.مايج��در بالذكر في هذا المقام أن رواية )بقايا اليوم( تغض بشخصيات وأحداث محملة

برؤى وأفكار عميقة.

يبدو أن تحفة فنية من القرن الثامن عشر، فقدت قبل أكثر من 100 عام، ما تزال معلقة في بيت ما في لوس أنجلس منذ خمس��ينيات القرن الماضي. ولوحة”أس��بانولاEspañola”)بنت أس��بانية( هذه واحدة من مجموعة لامع��ة تتألف م��ن 16 لوحة لميغيل كابري��را )1715 ���� 1768(، الفنان العظيم في عصره في المكسيك. ويعتقد بأن اللوحات نقلت من البلاد قبل س��نتين من موت الفنان، غر أن محيط ”أسبانولا” هذه ظل غر معروف لوقت طويل. والظاهر أن هذه الجوهرة المنفردة مخبأة في مشهد بسيط

�� بالرغم من أن موقع المخبأ المنزلي يبقى سرا باعثا على الانزعاج. وق��د ظلت آليون��ا كات��زو، أمينة الفن الأم��ركي اللاتين��ي بمتحف لوس أنجلس للفن، متحرة بش��أن هذه المس��ألة الغامضة على مدى الس��نتين م رس��الة غريبة مثرة للفضول. وقد كتبت الرس��الة الماضيتين بعد تس��لبصوت”أسبانولا":” عليكم أن تعرفوا بأني في حالة جيدة وأعيش على بعد أق��ل من ميلين من LACMA. وأنا ما أزال في نفس العائلة لمدة 60 عاما

كما أعتقد، ولو أنني لا أعرف كيف حصلوا علي."!

موزائيكموزائيك

لام

ع ال

لاد

ع/

مةج

تر

لم تك��ن )أنف��اسي الاخرة( وهي الس��رة الحياتي��ة والمهنية التي كتبها لويس بونويل، تش��به فلسفته بالحياة.. ذلك إنه يعد أحد الاوائل الذي��ن نظروا للسريالية بمنحاهم الانقلابي الجذري في مس��اءلة القيم السائدة والأش��كال التقليدية في

علاقة الفن بالحياة والمجتمع.فس��رة بونويل هي سرد تقليدي لكنها غنية مفعمة بالرؤى والاسئلة الوجودية.. فمن يقرأها يشعر بسريالية هذا المخرج والكات��ب من خ��لال كل مفاص��ل حياته في كش��ف أدواته السردية الخطرة التي حملت معاول هدم مختلف أش��كال

السلطة القهرية السياسية والاقتصادية والأيديولوجية.فصاح��ب الكل��ب الاندلسي عاش حي��اة ميس��ورة، فبدعم م��ادي م��ن والدته تمك��ن بونويل م��ن تحقي��ق فيلم كلب أندل��سي بالتعاون مع س��لفادور دالي. حيث الرغبة في صدم البورجوازي��ة وانتقاد الفن الطليع��ي في آن واحد، والرفض. لنزعات الطليعيين الشكلانية وولعهم ب”الخدع”السينمائية

على حساب المضمون.في أنف��اسي الاخرة ي��روي بونويل حكاية أم��ه التي أخذت تفقد ذاكرتها شيئا فشيئا في آخر سني عمرها قائلا.. كلما آتي لزيارته��ا.. كنت أعطيها إحدى المج��لات فتتصفحها باهتمام من الصفحة الأولى حتى الأخ��رة وبعد أن تعيدها إلي كنت أعطيه��ا إياها من جدي��د على أنها مجلة أخ��رى فتبادر إلى تصفحه��ا بالاهتمام نفس��ه، ليسرد حكاي��ات تتعلق بفقدان ذاكرته ونش��م رائحتها خلال صفحات كتاب��ه ليتضح بعدها أنها ليس��ت إلا فيلما سريالي��ا اختلطت فيه أح��لام اليقظة

بفانتازيا الصورة السينمائية.الس��ينما بالنسبة له ش��كل قصصي غر معتاد”لا يمكنني أن أنسى إطلاقا مقدار ما أثر في وفي جميع الموجودين في الصالة أول مقطع بصري ش��اهدته على الشاشة كان عبارة عن وجه يتح��رك في اتجاهنا وهو يكبر ش��يئا فش��يئا كما ل��و أنه يود ابتلاعن��ا كان من المس��تحيل أن نتخي��ل أن آلة التصوير هي

التي كانت تقترب من الوجه."و الس��ينما لم تكن س��وى وسيلة للتس��لية ولم يكن أحد منا يعتق��د كما يقول بونويل أنها قادرة على أن تكون أداة تعبر جدي��دة وبدرجة أقل كان اعتقادن��ا بأنها يمكن أن تكون فنا أم��ا ما كنا نعتبره كذلك فهو فقط الش��عر والأدب والرس��م ولم يكن يخطر لي على الإطلاق أنني س��أكون سينمائيا في يوم

من الأيام.بعد كلب اندلسي كان العصر الذهبي”بالنسبة لي وبشكل خ��اص, فيلما عن حب مجنون عن قوة دفع لا تقاوم تعمل في كل الظروف على دفع الواحد باتجاه الآخر الرجل والمرأة الل��ذان لا يمكن له��ما أن يلتقيا على الإط��لاق(. في )العصر الذهبي( صور ومش��اهد غر مألوفة, حيث نرى الأس��قف والزراف��ة مقذوف��ين م��ن الناف��ذة, وعربة تقتح��م صالون الحاك��م, وعظاما وهياكل بشرية قرب الش��اطئ, والش��اعر ج��اك بريفر وهو يعبر الش��ارع, وبقرة ت��برك فوق السرير, بع��ين مفتوحة. ربم��ا كانت هي العين التي ق��ال عنها دالي: )إن العين الواسعة للبقرة يمكن أن تعكس في بياضها الناصع ص��ورة مصغرة لمنظر طبيعي(, كما قال: )إن الس��ينما يمكن أن تعرض حبة الس��كر على الشاش��ة كما لو كانت أكبر من

منظر أبنية عملاقة(.يع��ترف بونويل في مذكراته الش��يقة بأن��ه لا يحب العميان والطرش��ان ووسائل الإعلام والحس��د وأولاء الذين يطلقون الحقائق أينما حلوا وأولاء الاستعراضيين، لكنه يحب الحيوانات

والأدب الروسي والهوس والأقزام وسمك السردين.ثم يعترف في السطور الأخرة من أنفاسه”مع اقتراب أنفاسي الأخ��رة.. يبق��ى شيء واحد آس��ف له هو ع��دم معرفة ما سيجري.. وأعترف أخرا.. على الرغم من كل كراهيتي للإعلام إلا أنني أتمنى أن أك��ون قادرا على النهوض من بين الأموات مرة كل عشر سنين لأذهب إلى أحد الأكشاك فأشتري مجموعة

من الصحف ولا شيء آخر وأعود إلى المقبرة.”

استدراك

علاء المفرجي

جريدة ثقافية شهرية تصدر عن مؤسسة المدىللاعلام والثقافة والفنون

رئيس مجلس الادارة رئيس التحريرفخري كريم

[email protected] :المراسلاتبغداد-شارع ابونؤاس- محلة -1.2 زقاق -13 بناية 141

الاخراج الفني خالد خضير

المدير العام غادة العاملي

مدير التحرير علاء المفرجي

كه يلان محمد

يعد كت��اب )مائة ع��ام من الس��ينما اليابانية( لدونال��د ريت��ي Donald Richie، الص��ادر حديثا ب� 317 صفح��ة، مرجعا مهما لأي طالب من ط��لاب الثقافة الياباني��ة. ويتفحص ريتي هن��ا الفيلم الياباني ضمن الس��ياقات الأوس��ع لتاريخه الفني، مناقشا الكيفية التي يقارب بها الفن الياباني علاق��ة الجمهور �� المؤدي كتقديم مؤس��لب stylized، لا كمج��رد تصوير للواقع. ويبدأ القرن الذي اختاره ريتي بأصول السينما الياباني��ة والأع��مال المبك��رة قب��ل الدخول في الحرب العالمية الثاني��ة وفترة”النقد والخطوات الصارمة". ويناقش بعد ذلك س��نوات الاحتلال وبروز التلفزيون قبل الدخول في العصر الراهن م��ع تكوين جماهر مش��اهدين جديدة للفيلم الياباني. وينتهي الكتاب بدليل س��ينمائي مختار ي��زود الق��ارئ بمختصرات قصرة ع��ن عدد من العناوين اليابانية المتاحة على نطاق واسع. كما يعد الكتاب مفيدا للدارسين، إذ أنه يشتمل على قائم��ة مؤلفات واس��عة، وملاحظات لكل فصل، وسرد للمصطلحات المهمة التي تغطي صفا من

الفنون اليابانية فيما وراء الفيلم السينمائي.

مائة عام من السينما اليابانية

رسالة من تحفة فنية مفقودة!

محطات ثقافية

جرت في الباحة الرئيس��ة لمقر اليونس��كو في باريس مراسيم رسمية لتسليم نسخة مماثل��ة للثور المجنح الذي دمرته عصاب��ات داعش في مدينة نمرود الى وزير الثقافة والس��ياحة والاث��ار فرياد روان��دزي بحضور ارين��ا بوكوفا المدير العام لليونس��كو وعبدالعزي��ز التويجري المدير العام للمنظمة الاس��لامية للتربي��ه والثقافة والعلوم والس��فر العراقي في باريس الدكتور اسماعيل شفيق والسفر خليل الموسوي ممثل الخارجي��ة العراقي��ة ومندوب العراق لدى اليونس��كو الدكتور محم��ود الملا خلف وعدد كبر من مندوبي الدول لدى المنظمة الدولية بالإضافة إلى متخصصين في الأثار والتراث العالمي وفي مقدمتهم فرانسش��كو روتيلي وزير الثقافة ونائب رئيس الوزراء الس��ابق الايطالي ورئيس منظمة Incontra di Civitla التي بادرت الى اعادة بناء الثور المجنح العراقي بمس��اعدة طوعية من شركة إيطالية متخصصة في ترميم الاثار العراقي��ة وقد ألق��ى كل من بوكوفا والمندوب الايطالي في اليونس��كو وفرانشس��كو

روتيلي ووزير الثقافة فرياد رواندزي كلمات بهذه المناسبة.وعبر وزير الثقافة والس��ياحة والاثار فرياد رواندزي في كلمته التي القاها بالمناسبة عن ش��كره وعرفانه لإيطاليا على هذه المبادرة ومن مقر اليونس��كو مشيدا ومذكرا بال��دور الايطالي لدعم العراق في مجال الاث��ار والتراث وإعادة بناء المتحف الوطني إضاف��ة الى تدري��ب الشرطة العراقية من قبل الكارابين��ري الايطالية لكيفية حماية

الاثار العراقية.من جانبها أشادت بوكوفا بهذة المبادرة الإيطالية وأثنت على دور إيطاليا في مساعدة العراق من اجل اعادة إعمار وتاهيل الاثار العراقية المدمرة من قبل داعش. واشارت الى المبادرة الثنائية التي أطلقها العراق واليونس��كو تحت عنوان )مبادرة الاستجابة السريعة لإنقاذ وحماية الاثار العراقية في مناطق النزاع( وهي المبادرة التي تس��عى اليونس��كو والعراق الى اشراك المجتمع الدولي من اجل إنقاذ الاثار العراقية وإعادة بنائه��ا وإعادة ما سرق��ت منها من قبل داعش اثناء احتلاله��ا لعدد من المحافظات

العراقية.فيما أكدت مندوبة إيطاليا لدى اليونس��كو من ان إيطاليا س��وف تستمر في تعاونها م��ع العراق ومس��اعدته في مجال التراث والاثار، اما الس��يد روتي��لي رئيس منظمة اينكونترو دي چيفلتا أشار الى عظمة الحضارة العراقية ومسؤولية المجتمع الدولي في

مساعدة العراق في محنته مع الوضع الأثري في البلاد.وهنأ الحضور الوزير العراقي بهذه المناس��بة، ويذك��ر ان الثور المجنح يبقى يعرض في المدخل الرئيسي لليونسكو لمدة شهر ثم ينقل الى العراق لوضعه في احد المتاحف

العراقية من قبل هيئة الاثار العراقية.

كازو إيشيغور الحائز على نوبل مرجعية الذاكرة في رواية )بقايا اليوم(

العراق يتسلم نسخة مماثلة للثور المجنح من إيطاليا

Page 3: فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

45العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017

w w w . t a t t o o p a p e r . c o m i n f o @ t a t t o o p a p e r . c o m

فس��نوات ما بعد الحرب العجاف، وفق��ا لدايهاوس، جعلت النس��اء يتش��وقن لرجال س��احرين كالأمراء ينتزعونهن بعيدا عن أوساط الكادحين، في أحلامهن، في الأقل. وفي الخمس��ينيات، كان��ت عناوين دار نشر Mills & Boon تبرز الأطباء والممرضين �� لأن رجال الط��ب كان لديهم كل شيء: المظهر، والمركز، والأيدي

المعالجة. لكن ماذا بشأن نوع آخر مختلف من الخفقات؟ لقد كان هن��اك على الدوام نس��اء معينات تطر عقولهن وراء القراصن��ة، وقط��اع الطرق، والمقاتل��ين الفظين،

وحتى مصاصي الدماء.فنج��د هيثكلي��ف الفظي��ع )بط��ل رواي��ة أيمي��لي برونتي”مرتفعات وذرنغ”( يلخص في ش��خصه البطل المضاد الذي يعامل النس��اء بصورة س��يئة. وهذا هو إغ��راء الجان��ب المعتم ���� مجرد خط��وة قصرة من الفنتازي��ا المفرط��ة الخاص��ة بالأخذ بالق��وة. وحين وصف��ت الكاتبة الانكليزية دافني دو مورييه )1907 �� 1989( رجلا بكونه”تهديدا”، فإنها كانت تعني أنه

كان جنسيا على نحو مقلق. وعندم��ا لخصت لي��دي كارولين لامب ش��خص لورد

بأنه”مجنون، س��يئ الخلي��ع باي��رون وتش��كل معرفته خطرا”، فإنها كانت تعني الإغ��راء الدائم للفتى الس��يئ كث��رات نس��اء تس��تطيع لا ال��ذي

مقاومته. وقد بيع م��ن ثلاثية رواي��ة )50 ظلا من

الرم��ادي( الفظيع��ة ما مق��داره حمولات ترولي، وكانت، بكل صراحتها الصادمة، تبزل

تماما في فنتازيا أخرى أكثر فظاعة. وفي النهاية، بالطبع، يع��اد الاعتبار للبطل الغني،”الس��يئ”، ع��ن طريق ح��ب فتاة طيب��ة ���� م��رة أخ��رى. وبع��د كل شيء، فق��د واجه��ت أليزاب��ث بيني��ت )بطل��ة

رواية”الكبرياء والهوى”( غطرسة الس��يد دارسي ���� ووقع��ت

في ح��ب ممتلكاته على ط��ول. ولتذهب إلى الجحيم القمص��ان المبتلة �� لقد كانت جين أوس��ن تعرف إن

القوة والمال هما أكثر المغريات ترجيحا.وبالرغم م��ن أن اهتمام كارول دايه��اوس هنا مركز على تبيان كيف أن رومانس��يات النساء وفنتازياتهن الجنس��ية تتغر مع الوقت، فإن هذه المواقف تبقى،

كما يبدو لي، لطيفة على حد سواء في الكثر منها.ت فقد د عت��ا ا

بعض

النس��اء أن يبعثن خص��لات من ش��عرهن إلى لورد باي��رون؛ واعت��اد الممثل ديرك بوغ��ارد الاحتفاظ ببنطلونه مغلق الفتحة ليبقى آمنا من تلمس��ات أي��دي بعض النس��اء في الع��روض الأولى لأفلامه؛

وهناك فتيات )ونساء أكبر سنا( يرمين بملابسهن الداخلية نحو نجوم البوب على المسرح.

وهكذا فإن الش��هوة التي لا يكبح جماحها ليست امتيازا ذكوريا

فقط!

إنه لكتاب رائع جدير بالمناقشة إضافة للاستمتاع به. وإذ تكتب دايهاوس، قائلة”وحين كان القرن العشرون يقترب من نهايته، كانت النس��اء ي��ردن من رجالهم المثاليين ما هو أكثر من الس��لامة، والرزق، وبطاقات التأمين؛ كن يردن المس��اواة، والمش��اركة، والتواصل”، أجدني أود القول سريعا للمؤلفة،”حسن، البعض من

ذلك، كارول!”فماذا عن أولئك السيدات اللواتي كن يتجمهرن لرؤية ع��روض فرقة تش��يبينديلز Chippendales )لتعري الذكور أمام الأناث(، وه��ن يتنازعن على مجوهرات تيجان الرج��ال كما يفعل الكثر م��ن طيور الفرائس

الزاعقة؟وتختت��م المؤلف��ة كتابه��ا بفك��رة تتس��م بالأمل في قولها:”وربم��ا أمكنن��ا التطل��ع قدما الآن نحو مس��تقبل يرى فيه الرجال والنساء بعضهم بعضا كأش��ياء أقل جنس��ية )أي كذكور وكأناث(... ويكافحون، بدلا من ذلك، للانتساب بعضهم إلى بعض كأفراد”. هكذا! أما في العالم الواقعي، فالنساء ينتشين والموديلات الس��ينما بنج��وم الذكورية كث��را.. تماما كما كن

يفعلن على الدوام.فالمنقب��ون عن الذهب يريدون المال، والجماعات السياسية تشغلها الخليع��ات والفتي��ات الس��لطة، والن��وادي الحان��ات إلى يذه��ن

”لاعب كرة قدم. كي”يصيدنبينما يقنع بعضن��ا بالبقاء في البيت م��ع الأزواج الذين يمكن أن لا يكونوا أغني��اء، أو فعال��ين، أو لامعين �� وإنما يعرفون كي��ف ينش��ئون رفوف كتب

جميلة بمهارة عظيمة.

the Daily Mail / عن

انثوياتقضايا

ترجمة / عادل العامل

يوسف محسن

يعد س��ؤال الجس��د أحد الإش��كاليات الكبرى في الثقافة الحديثة، حيث يتطلب حفر انثربولوجيا الطبقات السفلى من تاريخ المجتمعات، وذلك إن هذا الس��ؤال مقصي من الس��وق الرمزي بعد عملي��ات الخفض الت��ي تعرض لها في مخيال الثقافة العربية بش��كل ع��ام والثقافة العراقية

الحديثة بشكل خاص. من��ذ التكوين الأول للثقافة العراقية لم يتم طرح س��ؤال الجس��د وتحولاته في النصوص الأبداعية؟ وهل اس��تطاع المثقفون العراقيون تحليل النصوص الش��عرية والروائية الت��ي حمل��ت داخ��ل تمثلاتها عمليات مس��خ الجس��د العراق��ي؟ وكي��ف يمكنن��ا أن نش��كل حق��لا اركيولوجيا لتاريخ الانتهاكات؟ أو نعيد بناء الوقائع الثقافية لتقديم الحساب الختامي للجس��د الانطولوجي العراقي؟ أم اننا ندخل في دورة س��ديمية جديدة من التوحش أجس��اد بلا

هوية. أجساد بلا روؤس إنه سؤال سلطة الثقافة.

موضوع هامشيويعد الجس��د الاجتماع��ي منجما للدلالات والش��فرات والعلام��ات ذات البع��د الثق��افي، فض��لا ع��ن ذلك فان طبيعة الجس��د كونه كيانا أولي��ا متعدد الوظائف يخترق مجموعة من المباحث والعل��وم من الطب وعلم الأديان مرورا بالفلس��فة والعل��وم الانس��انية والآداب وهذا ما يجعل قراءته أو كتابة تاريخه عملية ملتبس��ة، حيث كان ظهور ثيمة )الجسد( بوصفه جزءا من السلوك الإيماني في أبع��اده الدينية واليومية أو البح��ث في الثنائية التراتبية، هذا التهميش المزدوج مارسته الثقافة العربية الكلاسيكية )للجسد( وحولته الى خطاب أو موضوع هامي وعرضي، وقد استطاع الاس��لام كمنظومة لاهوتية )تقنين الجسد( أي الجسد في مجمل حركاته اليومية والعملية والوظيفية.س��واء كان الجس��د اليومي الديني الذي يمارس مجموعة من الش��عائرية العبادية مصحوبا بخطايا مس��كوكة لهذا الغرض يتحول فيها الجسد الى صور نمطية تستجيب بشكل منظم لإيقاع المقدس الذي يتبلور في جزئياته الدنيوية،أو الجسد اليومي الاجتماعي والخاضع لقيم الصلاة والصيام والبس��ملة. حيث يتحول الجس��د الاجتماع��ي الى مختبر دائم لممارسة قدسية العلاقات ويتم تأطر الحياة اليومية

بالطقوسية.

الجسد والانكسار الأنسانيأما الجس��د كمفهوم ثقافي بالمعنى الانثربولوجي فهو يقع في نقط��ة تقاطع قصوى بين حمولات��ه الرمزية والفاعلية السياس��ية للس��لطة حيث إن المجتمعات التي تسودها ايديولوجية كليانية تقوم أساس��ا على انش��قاق الجس��د الاجتماع��ي الى روح/ جس��د ذات/ موض��وع م��ا يؤدي بالكائ��ن الب��شري الى العيش ضم��ن دائ��رة مزدوجة أو العج��ز الكلي عن بلوغ ذاته الانس��انية وه��ذا ما حصل للجس��د الانطولوجي العراقي. حي��ث إن غياب/ حضور الجس��د في الثقاف��ة العراقية المؤسس��اتية يعود أصلا الى ضغط الحقل الس��ياسي. فهو كمعطى مادي يتجس��د في المتخيل الايديولوجي وتم اس��تعارة هذا الجس��د المادي

غر المتع��ين تاريخيا والذي لا يحم��ل هوية ذاتية داخل نظام الثقافة العراقية مندمجا في شبكة من الرموز والقيم كموض��وع. عبر عملي��ات التهميش والإزاح��ة الى منطقة غامضة وش��طره الى ثنائيات معرفي��ة داخل ايديولوجية الثقاف��ة العراقية وتحويله الى س��لعة صنمية تجرده من وظائف الحقيقة. لصناعة سلس��لة طويلة من الاجس��اد والمودي��لات ووضعها في منطقة الانته��اكات الدائمة. وقد تمظهرت هذه التش��ويهات داخل الحقل الثقافي العراقي بوصف��ه حق��لا للقمع والتدج��ين اليوم��ي والخروج من الحقل الطبيعي. رغم إننا هنا لا نحلل الجسد الايروتيكي وإنما الجسد الاجتماعي حيث تركت النكبات والانهيارات والحروب والتي حفل به��ا تاريخ العراق بصماتها الكبرى على هذا الجس��د فمنذ عمليات الإبادة والجوع والسحل والمقاب��ر الجماعية وتقطيع الأطراف وبتر الأذن كرس��ت

صورة تركيبية للانكسار الإنساني.

اسم نكرة . فقد تم توصيف الجسد داخل التعيينات الأولية للثقافة العراقي��ة بوصفه )اس��م نك��رة(، إن ه��ذه التعيينات لم تكن تمثلات فردية وإنما تش��كلت كرؤي��ا جماعية داخل النظام الثقافي المؤسس��اتي فهو محض عنصر اس��تهلاكي في الحروب الدائمة الداخ��ل/ الخارج وقابل للقطع والبتر أو مسخه كجثة بلا هوية س��واء كان في المقابر او الطرقات. هنا نس��تطيع أن نستكش��ف العلاقة الكامن��ة بين دلالة الجسد والنظام الثقافي حيث إن تاريخ الجسد الاجتماعي العراق��ي هو تاريخ جنائزي وب��ؤرة للتصدعات ومخزون خ��رافي افتراضي للترمي��زات التاريخية القابلة للاس��تعارة والغواية. فمن خلال ارش��يفة تاريخية الجس��د نكتشف حجم الانته��اكات التي تعرض لها داخل حقل الس��لطة/ حقل الثقافة. حيث بقيت التأسيسات الفكرية والنصوص في مجال الشعرية العراقية والمتون الروائية تمسرح الجسد ضم��ن تخطيطات ايديولوجي��ة عدواني��ة وتعيد تنظيم وجوده المادي في سياس��ية صناعة الشهوة أو العنف عبر

مجموعة من المصفوفات الثقافية. 1- الفصل بين الجسد/ الروح. رجولة/ أنوثة كموضوعات

انطولوجية. 2- انحلال حس��ب تاريخية الطبق��ات الاجتماعية حيث تق��وم الثقافة العراقي��ة البيطرياركي��ة في عملية اخضاع

الجسد الفردي عبر هيمنة الجسد الاجتماعي. 3- اخت��زال الجس��د الى مح��ض علاق��ات غرائزية وفق الاش��تراطات التاريخية وموضعة الجسد كموضوع وليس

ذاتا. بهذا المعنى لا ينفصل خطاب الجس��د في الثقافة العراقية عن النس��ق الس��ياسي الس��لطوي حيث يتحول الجس��د الى ش��ارح أولي لفوضى الس��لطة الثقافية. تلك هي أعم التخطيط��ات الابس��تمية للثقافة العراقية حول الجس��د حيث ان هذا التش��كيل يحمل في احشائه كل الانتهاكات الممكن��ة وداخل ه��ذا الش��بكة الكبرى م��ن التنويعات الثقافية تم تسويق الجسد العراقي في فضاء سياسي معتم

وترويضه وإشهاره دعائيا.

الجسد/ النكرة في التعريفات الاولية للثقافة العراقية

خفق��ات القل��وب.. تاري��خ النس��اء والرغبة

لا ش��ك في أن الأوه��ام المتعلقة برموز الجنس الذكوري قديمة قدم البش��رية. وأن��ا أراه��ن هن��ا، تق��ول بي��ل موني في مقاله��ا ه��ذا، عل��ى أن رج��ال الكه��وف كان��وا يجتذب��ون إليهم نظ��رات طويلة م��ن فتيات الكهوف ف��ي مرورهم بهن هنا وهناك. وربما كانت المؤرخة كارول دايه��اوس، مؤلف��ة )خفق��ات القلوب �� تاريخ النس��اء والرغبة(، ستقول في هذا الإط��ار إن جاذبي��ة رج��ل الكه��ف كانت تتوق��ف عل��ى مهارته كصي��اد: هات لي

لحما، حبيبي، وسأراك في الفراش!

Page 4: فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

67العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017

w w w . t a t t o o p a p e r . c o m i n f o @ t a t t o o p a p e r . c o m

)تج��رني هذه الأف��كار الى باب مكتبك. أدخ��ل ونتبادل بضعة كلمات تقليدية ولكنها حميمية ثم أعطيك نسخة م��ن هذه المجموعة. أعتقد أني ع��لى صواب يا لوغونس حين أقول أنك لم تمقتني بل أمتعك أن تجد بعض كتاباتي م��ما ينال رض��اك. لم يحدث شيء من ه��ذا قط ولكنك هذه المرة تقلب الصفحات وتقرأ س��طرا من هنا وسطرا م��ن هناك بيء من الرضا لأن��ك تجد صوتك أنت فيها، لأنك وعلى الأرجح لاتهتم بالوزن قدر اهتمامك بموسيقى

الكلمات. بهذا يذوب حلم��ي ويتلاشى كما تختل��ط المياه بالمياه. المكتبة الهائلة التي تحوطني في ش��ارع مكسيكو وليس في روديغريه پينا وأنت ي��ا لوغونس أنهيت حياتك عام 1938. قادني الغرور والنوس��تالجيا الى فبركة هذا المشهد المس��تحيل. فليكن إذن. أقول لنفسي، لأني سأموت قريبا أيضا، س��يختلط زمنك بزمني والتراتب الزمني س��يضيع في مج��رة الرموز هذه وبطريقة ما س��يكون من المقبول الق��ول بأني أخذت بالفعل نس��خة من ه��ذه المجموعة

إليك ,انك استلمتها مني.(

نمور حلمعندما كنت طفلا عبدث النمور مخلصا. لا ليس��ت نمور نه��ر پاران��ا الصفر ولا نم��ور غابات الأم��ازون بل النمر الآس��يوي ذو الخطوط وال��ذي لا يمكن اصطياده إلا من قبل رجال مس��لحين من على دروع محمولة على ظهور الفيل��ة. كنت أقف طويلا أمام أح��د أقفاصها في حديقة الحيوانات وكنت أثمن الموسوعات الهائلة وكتب التاريخ الطبيع��ي بقدر روعة صور النم��ور فيها. ما زال بإمكاني اس��تحضار ناب��ض بالحياة لتلك الصور؛ أنا الذي أش��قى باس��تذكار ملامح وجه بشري أو ابتس��امة ام��رأة. ولت طفولتي وخبا ش��غفي بالنمور ولكنها ما زالت تتقافز في

أحلامي. في اللاوعي، ذلك��م البعد الفوض��وي، يتواصل حضورها بالطريق��ة التالية: يعك��رني هذا الحل��م أو ذاك فأدرك فجأة أني أحلم. الحلم ممارس��ة لإرادتي. وبما أن إرادتي لا تحد، أقرر أن أحتلم نمرا. بعجز بين لا يتمكن حلمي من اخت��لاق الكائن المبتغى. يظهر نم��ر بطريقة ما، لكنه نمر ركيك كما دمية محش��وة، ناقص الشكل أو صغر الحجم

أو وجيز الحضور، أو على شكل كلب أو ربما عصفور.

وردة صفراءلم يمت جامباتيس��تا مارينو في ذلك الأصيل ولا في الذي تلاه، هو الذي أطلق عليه الناطقون باس��م الشهرة )إذا اس��تعرنا تعبرا محببا إليه(: هومروس المعاصر أو دانتي

الجديد.

الحدث الصامت غر القاب��ل للتبديل والذي يجري الآن كان آخ��ر شيء يح��دث في حياته. متوج��ا بالمجد وطول الحي��اة كان الرجل يحتضر على سرير إس��باني فخم ذي سة. من السهل تخيل الشرفة الهائلة على بعد أعمدة مقو

خطوات منه قبالة الشمس المائلة إلى الغروب، تحته��ا منحوت��ات مرمري��ة ر تتكر غار وحديقة وأشجار

أروقته��ا في رقعة مس��تطيلة. امرأة ما وضعت وردة صفراء

في مزهري��ة. تمت��م لنفس��ه الرجل لا بس��طرين عنهما من��اص

واللذين بديا له – اللحظة تلك في

والحق يق��ال- مملين قليلا:

بنفسج الحديقة وزينة المروجأمحاح الربيع الصفر وعين نيسان

في تل��ك اللحظة تجلت الرؤيا. رأى مارينو الوردة وكما لا ب��د أن يكون آدم قد رآها في الفردوس لأول مرة، فأحس بأنه��ا موجودة لي��س في الكلام ولك��ن في زمنها اللانهائي وأدرك أننا نعبر ونومئ إلى الأش��ياء لكننا لا نمنحها قدرة التعب��ر وأن تلك المجل��دات الضخمة الت��ي تلقي بظل

في زاوي��ة غرفته لم تكن مراي��ا العالم كما ذهبي توهم غ��روره بل هي أش��ياء أخرى

تمت إضافتها الى العالم. جاء هذا الكشف لمارينو مساء موته وكما

جاء على الأرجح لهومروس ودانتي.

حكاية سرفانتس ودون

كيخوتهبرم بوطنه إس��بانيا، يبح��ث جندي عجوز من جيش الملك عن س��لوى في جغرافيات أرس��طو الشاسعة وفي أودي��ة القمر حيث يرق��د الزمن الذي ته��دره الأحلام وكذلك في التمثال الذهبي لمحمد الذي سرقه مونتالبان

.بس��خرية مهذبة من نفس��ه ابتكر رجلا خرفا أربكته قراءة قصص الخيال فجال قدما للبحث عن ملاحم الفرس��ان وفتنة الس��حر في أماكن

عادية بأسماء من قبيل التبوسو ومنوتيل.

مهزوم��ا بالواقع وبوطنه إس��بانيا، مات دون كيخوته في قريت��ه الأم ح��والي 161٤ ولم يعش بع��ده سرفانتس إلا لفترة وجيزة. كانت القصة بالنس��بة للحالم وللمحلوم به قص��ة اصطدام عالمين متنافرين؛ عالم الفروس��ية الخيالي والع��الم الع��ادي اليومي للقرن الس��ابع ع��شر. لم يكن لأحده��ما أن يتخيل انهيار ذلك التناف��ر العظيم ولا أن يتخيل أن لامانش��ا ومونتيل والهيئات الطرية للفرس��ان ما كان��ت لتعود أكثر واقعي��ة من مغامرات الس��ندباد وجغرافيات أرس��طو. ذل��ك لأن الخراف��ة مبتدأ الأدب

ونهايته أيضا.

الفردوس - الحادي والثلاثين ١٠٨-

يخبرن��ا ديودوروس الصقلي بقصة إل��ه قطعت أوصاله وبعثرت. من منا لم يش��عر وهو يتجول عند الغس��ق أو يس��تذكر يوما من الماضي بأن ش��يئا ما ذا أهمية قصوى

ضاع منه الى الأبد؟لقد فقد البشر وجها، وجها لا يستعاد. في لحظة ما تمنى الجمي��ع لو أنه الحاج الذي انصاغ خياله في الس��ماوات العلى تحت علامة الوردة، لو أنه هو الذي يشاهد”خرقة ڤرونيكا” فيهمس محبا )يا عيسى المسيح يا إلهي، الإله

الحق، هذا ما كان عليه وجهك إذن!(. ثمة تمثال على الطريق وشاهدة تقول هذا هو البورتريت الأصلي حقا لوجه يس��وع جيان الق��دسي. لو كنا نعرف بالفع��ل ما كانت عليه ملامح الوجه الحقيقي لأمس��كنا بزم��ام الحكاية ولعرفنا إن كان وجه ابن النجار هو وجه

ابن الله أيضا. رآه بولس كضياء س��اطع أطاح ب��ه أرضا ورآه يوحنا كما شمس تسطع بكل قوتها ورأته القديسة تريزا الأفيلاوية مرارا مغس��ولا بنور الطمأنينة لكنه��ا مع ذلك لم تتمكن

من التعرف الى لون عينيه. لقد ضاعت هذه الملامح منا الى الأبد وكما تضيع أشكال الكاليدوس��كوب المتغ��رة أبدا، أو يضيع رقم س��حري مك��ون من الأرقام العادية نفس��ها ف��راه ولا نعرف أننا رأيناه. ربما كان وجه يهودي يعبر رصيف المحطة شبيها بوجه يس��وع، والي��دان اللتان تعدان النقود في ش��باك التذاكر ربما كانتا طبق اليدين التي س��مرها الجنود يوما

على الصليب. ربما لاح��ت ملامح الوجه المصلوب في كل المراي��ا. ربم��ا م��ات الوج��ه وتب��دد من أجل أن يك��ون الله في

كل البشر.من ذا ي��دري. ربما ن��راه الليلة في متاهات النوم ولا نذكر شيئا منه في

الصباح.

نصوصنصوص

ت���رج���م���ة: ح���س���ن ن��اص��ر

ريسان الخزعلي

هي حكاية عني وعنهم..وع��ن القصة والرواية..ه��ي شيء فين��ا وفيهم..وفي..إننا ح��ين نقول كل شيء عن��ا وعنهم وعني..نقول ذلك بحرقة”كلبنه محروك”س��واء كن��ا في س��اعة ي��أس أو ضجر أو

دمار..أو كنا على وشك الموت..أقصد في ساعةإحتضار..نحن الكتاب والقصاصين في وقت إحتضارنا نختلف عمن يحتضر م��ن الناس الآخرين..ونحن نحت��ضر.. نراق��ب عن كثب في عي��ون من يترقبوا موتنا ومن يودعونا.. وكن��ت أجول في خواطرهم وأفكاره��م وخلاياه��م ومس��اماتهم..والحقيقة أني كنت أحتضر منذ أس��بوع..هذا الإس��بوع كان طويلا عليهم وشاقا وعصيا..كنت أرقد على الأرض أداروني بأتج��اه القبلة وصوت الشعش��اعي وهو يقرأ آيات م��ن الذكر الحكيم.. تلعلع تلك الآيات الكهربائي��ة الهواء..والمروح��ة أذني..وم��بردة في كان��ت ت��ضرب على وجه��ي لكنها لم تمن��ع عيني عن ق��راءة وجوههم وعيونهم المحدقة بي..عيون تائهة.. وعيون مخادعة..ومراوغة..وعيون عفيفة محتالة..ولئيمة..لق��د س��أموا م��ن الانتظار..كان الوقت صيفا..وكانوا يرومون الذهاب الى فراشهم..أنا كتبت الكثر من القصص والروايات عن الحياة

والموت والبهجة والنش��وة والمع��ارك والخراب في الع��راق ولم تتمرد أي ش��خصية على قلمي ومنذ س��بعة أيام أراهم يتمردون علي.. أولادي..وبناتي كله��م.. الذي��ن كن��ت أحملهم على ظه��ري مثل حمار وأدور بهم على المستش��فيات وألف وأدور بهم في الردهات متوسلا بهذا وذاك..مثل متسول ,اليوم السابع لأحتضاري , كانت المبردة والمروحة الكهربائي��ة تدور, ت��ضرب بهوائها على رأسي على جمجمتي..الناحلة ,كان يوم جمعة الرابعة عصرا وكان تلفزي��ون بغداد انذاك يع��رض فليما لعنترة وعبل��ة وكنت قد ش��اهدته لأكثر م��ن مرة وهو يح��اول أن يجمع الن��وق البي��ض ليقدمها مهرا لعبلة..أحببت هذا الفيلم بل وعش��قته وتمنيت أن يط��ول الل��ه في إحتضاري حت��ى نهايته كوكا وسراج منر..لكن مايعرض��ه التلفاز غر ماتعرضه

عيونهم من طمع وتقولات “دموت..عاد شطولته”

كتب��ت الكثر لكنني وأنا احتضر لم أكتب عن هذا المنظ��ر المهول..عن أولاد وزوجة وأحفاد يدفعون بي الى الموت.. بدوا لي شخصيات هزيلة..لاتستحق أن أتع��ب نفسي في التفك��ر بهم مثل حمار..مرة

واحدة فلتت مني شخصية هي شخصية سوريل في رواية التعيس الذي رأى نفس��ه صارت عاهرة لكني لم استطع ايقافها رغم محبتي لها..لكن الآن عادت تفلت مني ش��خصيات حقيقية وواقعية..ووو.. يتمن��ون لي مغ��ادرة الحي��اة.. الجمع��ة الخامس��ة عصرا..عن��تر الش��اعر..وأنا الكات��ب..والقاص..الف��ارق بينن��ا مئات من الس��نين..عبلة احبته حد الموت وش��وقية أحمد الش��كرة.. كأنما تريد م��وتي هي والآخرين..اس��عدني منظر النوق البيض التي أتى بها عنتر.. والعش��رة كانت تزغرد له في حين كانت عش��رة من العيون قد س��ئمت من الانتظار..هم يريدون الانصراف الى أعمالهم..

ومشاغلهم وفراشهم لم أكتب قصة أو رواية مثل هذه..تلك هي قصة احتض��اري..كأن شركة وهمية محلية اس��تأجرتهم أسرتي للقيام بالمأتم والجنازة والتش��ييع المهيب..انته��ى الفيل��م بزواج عن��تر وعبلة في الخامس��ة والنصف..فيلم متقن..وحب جميل..يقابله موت كئيب موكب جنائزي رس��مي كأن��ه موت لقائد عس��كري..ومن ورائ��ه جنود مرتزقة..يش��يعوعه

بفخر.

)1( هي اللهفة والغليل.

،.....كنا نسمي الطريق ..،

الى حدائق النهر المجرةوكنا نسمع النجوم تحشرج في الوريد ..،وتحت / نصب جواد / نلتقط الصور.

وحين يضيق بنا النهار نراه في راحة اليد.لم نكن صغارا..،

غر أن المسرات أجمل من نقطة في القميصأقرب من عشبة..،

ينقرها الطر قرب المسناةألمع من ندبة التحقيق في الجسد الفي

وما..كنا..مع..

الذاهبين..الى الوليمة.

)2( في حانات أبي نؤاس..،

ورثنا التأريخ من أولهوكان الشجار مثل الشجر :

لا يستقيم إلا على ثابت من جذوروإن سر الليل يخترق القميص ملوحا للنهار.

،...كم عرفنا الوصية..،

وما كنا للوصاية منصتين..؟!)3(

حتى الحب..،كانت رسائله موقعة بالأغاني

منقطة بغر الدموع.وإن امرأة ..،

تدس / الجريدة تحت الوسادة ..،وتطبع قبلة..،

من / شميم عرار / المشيمة ..،على جبين النائم الجميل ..،

عصية على حضور وليمة الأحلام.* * *

فما بعد تلك الأيام من أيام....

وم��ا بع��د تل��ك الأيام من أيام..!

لم يكن بقايا أضواء عيون الأموات

لم يكن ضحايا ألقيت فيه منذ الخليقة

لم يكن أشلاء تبحث عن أرواحها

رته نواة السماء إنه اللهيب الذي فج

بوجه غيوم الأرض.

إنه عمالقة خرجت من البحرات

حاملة على أكتافها قاذفات الينابيع.

ى بأبنائه الثلاثة من أجل إنه ابن من ضح

أن يرعى النور، فكان هو النور نفسه

ثم وقع في بئر قعرها النجوم.

إنه ابن من لا لهاث إلا له.

نيران الجليدعلي تاج الدين

كانت لي..حكاية..الكلمة

كل الحكايات..هي متعة نحكيها..لمن نحبهم

الإهداءالى عاتكة الش��كرجي..والى من يحبون

المتعة..في القراءة ويغرقون فيها

.. بورخي��س قصائد نثر

القصائد التالية مترجمة عن كتاب بورخيس )الهاسيدور( والتي يترجمها بعضهم الصانع بينما المعروف أن

الكلمة أكثر تعقيدا من الاختصار إلى هذه الكلمة. طاب لي سابقا أن أترجمها الى الصناجة وتبريري في ذلك

أنه يقصد هوميروس وما زلت عند هذا الرأي ولو كانت لنا حرية أكبر لوجدنا أن كلمة )الأسطة( العامية كانت الأقرب الى العنوان الأصل. وكتاب الهاسيدور لعله من بواكير قصيدة النثر في الاسبانية يهديه بورخيس الى

شخصية أدبية قادت حركة التجديد في الأدب الإسباني. أهدى بورخيس كتابه الى ليوبولدو لوغونس وتخيل لو أنه التقى لوغونوس ليسلمه نسخة من هذا الكتاب كما

يقول في المقدمة التي كتبها عام١٩٦٠:

Page 5: فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

TABLEAU

فنان تشكيلي عراقي ينتمي الى جيل

التسعينيات..

يقيم في بيروت..

أقام عددا من المعارض

التشكيلية الشخصية في

بغداد والعواصم العربية

والعالميةرياض نعمة

Page 6: فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

1011العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017

w w w . t a t t o o p a p e r . c o m i n f o @ t a t t o o p a p e r . c o mزمان ومكانزمان ومكان

ج��اس��م ع��اص��ي

انتهى الرجال من التغس��يل، وما زال��ت قطرات الماء تسقط على الأرض، وتترشح من جسده الصامت اللين. فرشوا الكفن على بقعة فرشوها بالسجاد، ثم وضعوه عليها نائما بهدوء، فما كان مني إلا دنوت من رأس��ه، وقبلت جبينه، وش��ممت آخر رائحة من جس��د الأب الكري��م.. ما زلت أتذكر كل هذه التفاصيل، ولم تمحها الغرب��ة من ذاكرتي، وأن��ا أرى الرجال يلفونه بالقماش الأبيض الذي ط��رز بخطوط كتبت بماء الزعفران. هذا الكف��ن احتفظ به أبي باعتزاز، كاعتزازه بصداقة الرجل الذي يأتيه من مدينة الس��لام، محم��ل بالكتب. وقد أهداه هذا الكفن أكرام��ا له. برزت معالمه براقة تميل إلى الاصف��رار لخط كتب بعناية فائق��ة. أحكموا ربط الخ��صر والقدمين، ث��م حملوه إلى ف��راش من عيدان القصب، وضع��وه عليه، ومدوا العيدان على جس��ده من كل الجوان��ب، بحيث بدا الجس��د ملفوفا بقماط القص��ب، ثم رفعوا الحبال المكون��ة من أعواد البردي، شدوا وثاق كسوة القصب على الجسد بأحكام.. عندها تذك��رت عبارته القائلة، م��ن الأرض والماء أتينا، وإليها نعود يا ولدي. حينها نظر كل منا إلى الآخر نظرة تضمر معاني كثرة، لم نبح بها لبعضنا.... يوم مش��هود عشته في س��الف الزمان، متذكرا كل تفاصيل تلك الأيام أثناء

مرورنا بالق��رى المبعثرة الضائعة ع��لى أكتاف الأرض. كن��ت أراقب كل ما حولي، وم��ا عثرت في كل ما رأيته إلا ب��وادر المح��و والاضمحلال والم��وت الغليظ الطبع والخراب الذي حل أينما وط��أة قدماي أرضا جديدة. كنت أبحث عن سبيل يوصلني إلى قريتي، وهي قرية أم رمان��ة، ودلي��لي حسي الذي أس��تعين به في س��ري وحل��ولي الآن على أرضي الت��ي فارقتها مرغما كل هذه الس��نين الطويلة. اجتزنا كما أتذك��ر كل تلك المباهج المطفأة، والتي عرفت بهجتها وأعراسها في يوم غدا من الم��اضي الغائر في القدم. لا يعرف ع��رس الماء، إلا من احتضنته الأرض وضفاف الهور. كان الس��حر يأخذ بي إلى خي��ال مفرط، أجوب من خلال��ه نحو آماد بعيدة، علمتني إياها الكتب، التي أشرت لي أزلية هذه الأرض ومس��طحات المي��اه. فرح��ت أتمرغ في ف��وح تاريخها المكلل بالبهجة والأمل. وما أن اس��تقر بي الحال، حتى اتجهت حيث طلبت من الس��ائق أن يوصلني. تركني في هذه البقعة، فقد لمحت على وجهه إمارات السؤال والدهش��ة في ما أنا ع��ازم عليه. ولم يس��ألني عن أي شيء، فقط استلم الأجرة وغادر المكان. بقيت لوحدي أبح��ث عن دليل يوصلن��ي إلى ق��بر أبي. لا دليل هنا. لا م��اء على الأرض. الأرض فقط غمر جاف، وس��طوح

مش��ققة، فكيف ضاع أثر الآبس��و وتيامات كما اتحدا أول م��رة فخلق��ا لنا الأرض والس��ماء والمي��اه لنمرح فيها..؟ أين منا كل هذه النواميس التي لا أطلب منها س��وى أن تكون دليلي على قبر أبي. قلبي يحدثني عن المكان، غر أن دليل المياه، وضفاف الهور منعدمة، بل ضاعت إلى الأبد، فكيف أصدق قلبي، ولا آخذ بحكمة المياه؟! وهل أبدأ بحف��ر الأرض بطولها وعرضها حتى أع��ثر على عظام أبي، ربما توزعت في مس��افات الأرض. تكررت زي��اراتي للمكان، وازداد البح��ث، ولكن دون ج��دوى... كي��ف لا يكون ق��بره في ه��ذه الأرض، وأنا الذي دفنته بهاتين اليدين، ما أن حللنا على اليابس��ة، حت��ى أفقدنا غياب القمر الدليل في عرض الهور، وراح الرجل يجدف.. ويجدف، غر أننا كنا كما لو أننا نراوح في بقعتن��ا. كيف حدث هذا..؟ كنت أتس��أل، والحرة تلبسني، والشك بدأ يأخذ مني مأخذا. ماذا سيحل بنا والمس��افة تطول دون نهاية ندركها. وهذا الذي أمامنا عالم واسع. عالم الهور المنفتح والممتد إلى كل الجهات. فقد قر قراري ومن معي أننا تهنا كما يتيه الباحث عن الوصول إلى كوت حفيظ.. ضعنا في فيافي المياه. أخذت الش��كوك تأخذ بكل عقلي، حتى ش��ممت رائحة غر مألوف��ة، من بين فوح مياه الهور وحرارته المنبعثة من

بين أعواد البردي. بدأ الحر يزداد، والرائحة تفغم أنفي. عزي��ت الأمر إلى الطيور والأس��ماك النافق��ة. ولكني باستمرار التيه، ش��ممت الرائحة تنبعث من بين أعود القص��ب التي لف بها جس��د أبي. تيقنت من هذا ولم أخبر الش��خص الذي يواصل الج��دف... ما زلت أتذكر كل ه��ذه التفاصيل، كما لو أنه��ا حدثت البارحة. وما زلت أس��تعيد لحظة انبلاج الفجر، إذ ظهرت اليابسة قاب قوس��ين أو أدنى منا. سارع الرجال لربط الزوارق بع��د أن ثبتوا العصي التي تمس��ك بالحبال والقوارب، والآخ��رون حمل��وا الجس��د، على ه��دوء. أدركت من انكماش قس��مات وجوهه��م أن الرائح��ة تنبعث من جس��د أبي فعلا، ل��ذا تأكدت من موقف��ي العاجز عن تلبي��ة رغبت��ه. وتلك من خس��ائر حي��اتي، التي بدأت بالس��ر نحو ما لا ترغب النفس. طلبت وضع الجس��د على الأرض، فلم يسأل أحد عن السبب، فقط انصاعوا

لما أمرت. عندها قلت : �� الآن يتعذر الذهاب به إلى وادي السلام.

وكأنهم جميعا يسألون... إذا أين يكون دفنه.. قلت : �� سندفنه هنا على شفة مياه الهور.. من الأرض

أتى وإليها يعود نؤمن��ه في أحض��ان الأرض، فه��ي لا تبخ��ل

عن حفظه. وما زلت أتذكر، كيف سارع الرجال بحفر القبر، الذي أبحث عنه الآن. فمنذ فترة ليست بالقصرة، وأنا أعود

لنفس المكان الذي كن��ت متأكدا من أني دفنت تحت ثراه جث��مان أبي مضطرا. فكيف لا أعثر عليه الآن بعد عودتي التي لا أرى لها وجها سوى وجه أبي الذي كنت أطالع��ه يوميا مس��تلهما من وجوده داخ��ل مكتبته، منكبا على مطالعة الكت��ب. يومها وجدته مدمنا على ق��راءة كتاب نهج البلاغة، س��اهرا على قراءته، ناس��يا الزمن الذي يس��تغرق في مطالعته. مما دفعني لاقتناء نس��خة من الكت��اب، وهو يراني أجل��س في زاوية من المكتب��ة، عارفا ما أن��ا مزمع على قراءت��ه. مطمئنا إلى عودي المع��رفي الذي بدأ ينمو غ��ر بعيد عن وجوده في اقتن��اء الكتب. م��ما دفعه لإرش��ادي للكتب التي يتوج��ب قراءتها، فوجدت فيها ضالت��ي. كان غارقا في القراءة، وقد اغرقني في بحرها، خالقا في ذاتي حساسية خاصة. ويوم من الأيام كنت منغمسا في ملكوتها الذي يش��به طيفا وافر الرغوة والسعة والكثافة، بينما ناسيا وج��وده في ما يقرأ، وفجأة وأن��ا أسرق النظر إليه، ولا أدري لماذا، ش��اهدت دمعت��ين انحدرتا من عينيه على خدي��ه، وح��ين لمح مش��اهدته له، غل��ق الكتاب على عجالة وارتباك، فس��قطتا مث��ل فقاعتين صافيتين على غلاف الكتاب. لمحني وأنا أسترق النظر إليه، مما دفعه لمداراة حرجه، بأن أخذ بطرف من يش��ماغه، ماس��حا وجه الكتاب. وهو يع��رف أني مدرك ما قرأه في متون الكتاب. ويعرف أني بدأت أشعر بما كان يجري على أبو الحسن وهو يقلب مس��ار الزمن حوله , فمحنتي من

محنة أبي في القراءة والإحساس بما تدلي به. وقد أسفر عن ذلك في وقت آخر حيث قال ليختبرني :

�� هل استفدت من قراءة نهج البلاغة؟قل��ت بع��د أن عرف��ت مرم��اه:

�� بلى استفدت، ولكن ليس كما كنت أنت. �� الفائدة يا بني تتجسد بالإحساس لا في ما هو

بين يديك من ورق فقط. �� وهذا ما أدركته؟

�� كيف يا بني؟ ���� لأني أدرك ل��م س��قطت الدمعتان من عينيك

ذلك اليوم!! �� وكيف عرفت؟

�� عرفت لأنك علمتني الاصغاء لما أقرا، وكأن نداء ينبعث من الكتاب.

�� عن ماذا يتوجب الانتباه؟ �� عن كل ما من شأنه تنمية الحس.

�� وماذا عرفت؟ �� كما عرفت أنت بمحنة أبا الحسن.

عنده��ا طأطأ رأس��ه، مع��برا لا عن رغبت��ه في عكس ذلك، ب��أن قبلني على رأسي.، وإنما بدت إمارات الرضا ظاهرة على كل قسمات وجهه.فأين اليوم مما اندثر في الماضي، وكي��ف أكون لو أن أبي معي الآن. وكم تمنيت أن يكون هذا عبر اللقاء مع القبر وما احتفظ به التراب م��ن جس��ده، لأواريه أرض الس��لام ك��ما كان يتمنى. وها أني غدوت عاج��زا عن تلبية الرغبتين. أنا تائه بين المدينة البائس��ة التي أعود إليها في المس��اء، وأغادرها منذ الصباح الباكر، حتى لمح��ت أحدهم يراقبني من بعيد. ولما وجدني هكذا في تيه من أمري، راح يراقبني أكثر ويقصر المسافة بيني وبينه، وربما تبعني إلى نفس المكان. وهذا أكيد، فقد كنت أش��عر أني لست وحدي في المكان، حتى اقترب والقى علي السلام. فرددت على تحيت��ه، ولكن بحرج وضيق. انفتحت قس��مات وجهه

مقتربا أكثر، قال: ���� لا تس��تغرب.. كنت أراقب��ك منذ أن حللت في

المدينة الصغرة. كان مهذب الحديث، وذو ثقة كبرة بنفس��ه، فلم يتح لي فرصة ابداء الاس��تغراب من مراقبتي، ولأي سبب.

سألت : �� وما الذي جذبك لمراقبتي؟!

�� معرفتي بك، بالرغم من كبر سنك. �� كيف كان هذا؟

�� أنا أحد تلاميذك في مدرس��ة أم رمانة. �� أنت من التلاميذ الذين درستهم؟ متى؟

�� قبل أن تغادر إلى الأبد القرية. �� وأيضا تعرف بمغادرتي؟!!

���� وأع��رف لم غادرت، ولأي س��بب. وهو الذي دفعني للتعلق بشخصيتك.

لقد أثارتني طباعك فاقتديت بها.م��أ كلام��ه ذاتي بالأمل. وتيقن��ت أني لم أته بين فيافي الجفاف وتشقق الأرض، وموت أعواد البردي والقصب، الت��ي انت��شرت أمامنا مث��ل أكوام ق��ش أو بوه جاف

سألته : �� وأين الجروف والشواطئ؟

���� قل أي��ن المياه والغمر.. لق��د ابتلعت جميعا، وشردوا أهلها بين

القصب��ات والنواح��ي والق��رى البعيدة كذلك المدن التي لا نعرف عنها شيئا..!

�� وأنت مثلي عشت الغربة؟ �� بل أقل منك غربة، لأني بين أبناء جنسي.

�� أمر عجيب الذي مر علينا؟ر مما مررت به أنت يا أس��تاذ، أنا ���� لكن ليس أم

أعرف عمن تبحث عنه منذ وصولك الناحية.

�� تعرف؟ وماذا تعرف يا بني؟! �� تبحث عن قبر العم الوالد!!

داهمتن��ي الحشرجة قبل الدهش��ة، ولم أس��يطر على

نفسي فرحت في نش��يج، ش��اركني بمثله. دام هذا زمنا شعرت من خلاله بحمل ثقيل رفع عن جسدي وضيق

أزيح عن قلبي، فانتبه إذ دارى الموقف قائلا : �� هل تسمح لي بمرافقتك إلى الناحية؟

فوافق��ت. وما أن وصلنا حتى أدى مراس��يم الضيافة، تقبلت ذل��ك بكل ارتياح، لأنه صادر من تلميذ نجيب لأس��تاذه. بعد ذل��ك طلب مصاحبت��ه إلى بيته لشرب الش��اي والتمتع بالحديث، فزاد اعتزازي بأنه مؤسس لبيت وزوجة وأبن��اء بالتأكيد، ويطلب الحوار وتبادل المعرف��ة. كنت مندفع��ا إلى مرافقت��ه، ولا أدري بدقة الأسباب التي دفعتني، فهي مجموعة في دافع واحد، بل كل ما أدركه، أني وضعت تحت طائلة الاعتزاز والفخر، بما أنتجته ذاتي في التعليم. وحين وصلنا واس��تقر الحال بن��ا، طلب من��ي مرافقته إلى زاوية م��ن البيت، حتى اقترب من باب غرفة مغلقة، عالج قفلها، ودفع الباب، وطلب الدخول، فأنصعت. ولش��د ما استغربت.. ماذا أرى! إنه��ا غرفة أبي الس��يد. درت بنظري بين أرجائها، الرف��وف والكتب على أماكنه��ا، مقعد والدي كما هو، المقعد الذي يجلس عليه، والوسادة التي يطرح عليها ظهره. كل شيء لم يتغر. لاحظ دهش��تي فداراها قائلا

: �� لا تستغرب، كل ما تراه فعلته بدوافع كبرة

سكنتني. ���� كي��ف لا أندهش وأنت وضعت كل شيء في

مكانه! كيف حصل هذا؟! �� قل حصل. وهذا يكفي دون مبررات.

�� لا أقصد، ولكن بهذه الدقة؟! ���� كي أحاف��ظ على هيبة غرف��ة المكتبة، هيبة

مكان السيد. �� ومتى حصل هذا؟

�� لقد دخلت بعد أن طالت الأيدي على المياه وجففتها، وتاه كل

شيء فحمل��ت المكتب��ة م��ع حاجيات بيتي، معتزا بما فيها من معين

للعل��م والمعرف��ة. ولم أترك أي فرصة للدخول والنهل من علوم كتبها

كنت أتذكر السيد وأتذكرك كثرا.س��ارعت لتقبيل��ه، وأخذه ب��ين س��اعدي، لأضمه إلى صدري، كما ل��و أنه ولدي البار. تذك��رت والدي وهو يراقبني، تذكرت دمعتيه اللتان انحدرتا على خديه، ثم سارع لغلق غلاف الكتاب، بحيث سقطتا على الغلاف، وكيف مس��حهما. وتذكرت كيف داريت حرجي في ما رأي��ت، إذ خرج��ت إلى الخلاء، مقتربا من ش��فة مياه الهور. جلست على الأرض متأملا كل شيء، وما يحيط بنا وينتظرنا من أزمنة غامضة. أحسس��ت بقربه مني، جالسا جنبي، مراقبا صفحات المياه وهي تمتد إلى آماد بعي��دة، ومن على قرب بدت أع��واد البردي والقصب تتمايل مع انتش��ار طيور المياه وهي تتزاحم بتلقائية واضحة. وما زلت أتذكر س��ؤاله الذي وجهه امتحانا لي ع��ما حصلت عليه من كتاب نهج البلاغة، الذي اقتدى

به كثرا في حياته. سأل: �� ها بني، بماذا تفكر؟ �� الأمور كثرة يا أبتي.

�� لكن من يكون أهمها كما ترى؟ �� اعذرني يا أبتي، لا أستطيع التفريق بينها.

�� سؤالي.. ماذا عن الزمن الآتي بنظرك؟يومها قلت له بكل ثقة وإصرار وبصرة :

���� لا شيء يب��شر بالخ��ر.. لا شيء ك��ما أرى ي��ا أبتي.

لحظتها، قام من جلسته، وكأن ثقلا استقر على كاهله. التفت نحوي قائلا دون أن يعنيني بنظره :

�� لقد بلغت سن الفطام، فلا خوف عليك.ثم أردف وهو يهم بالدخول إلى البيت :

�� رحماك يا أبا الحسن.فانغمس��ت عبارته في ذاتي، متأملا كل ما عش��ناه، وما

سوف يحصل في قادم الأيام. آب 2016

ع�������ودة الأب لا أرمي مما أبذله من جهود سوى العودة إلى حيث يكون الأب، حتى لو كان جدثا، أستطيع أن ألم عظامه، قاصدا بها مقبرة وادي السلام. فالحلم الذي تبلور في ذهنه حتى تحول إلى وصية ورغبة سرني بهما ؛ رغبة في أن تكون مقبرة وادي السلام المستقر الأخير لحلمه الأرضي كما كان يقول. لقد ألزمني شروطا غير قابلة للرد. فها أني أعود بعد عقود من الزمن لكي أكون أمام مسؤولية جديدة، أخفقت في تلبيتها آنذاك. فما زلت استحضر اليوم الذي تحقق حلمه ونبوءته بالموت، وقد تجمع القوم على ضفة مياه الهور. وهم يطرحوه على سرير الجريد، يتعاقب الشباب قبل الكهول على حمل جرادل الماء نحو مكان التغسيل قرب ضفة مياه الهور. وأنا أحدق بما يجري أمامي، مصدقا موت أبي، لكثرة ما كان يردده أمامي... الموت حق علينا يا ولدي. كنت أقف في كل الأوقات مع اعتقاده ؛ بأننا ضيوف في هذه الدنيا، والمرء من أحسن شروط الضيافة... واصل القوم عملهم الذي يتزاحم على أدائه الجميع، كسبا للأجر من جراء المساهمة في تغسيل جسد السيد الذي عرفه الجميع بمثابة عقل القرية، ومؤشرها في علوم الدين والدنيا. فليس بينهم من لم يقتن كتابا من مكتبته، التي يتزاحم طلاب القرية ممن يدرسون في جامعات المدينة، ومدارسها الثانوية، يأتوه حاملين أسماء وعناوين الكتب، حيث يسألون السيد عنها، فينهض من مكانه ليستلها من رفوف مكتبته ويسلمها لذوي الحاجة.

Page 7: فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

1213العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017

w w w . t a t t o o p a p e r . c o m i n f o @ t a t t o o p a p e r . c o mالبعد الرابعالبعد الرابع

نعيم عبد مهلهل

في صورة نشرته��ا صحيفة اللومتيه وتبدو فيها س��اغان وهي تش��عل لدينوف س��كارتها، فيما جدتي مش��تهاية بس��بب كهولتها نس��ت لف التن الحار ال��ذي تعودت عليه فصارت تمضغ بدله الق��ات اليمني وتهدي ديغول والرئيس عبد الرحمن عارف مواويل الش��جن العاشوري الأس��ود، فيما الروائية والممثلة تنس��جمان بشهية غرام الرصي��ف وتلك الموس��يقى العالي��ة الأداء التي تأتي من

خلال همس القبلات بين الممثلة وكاتبة الرواية.التفكر بس��حر الصورة وحده يصلح ليكون فصلا روائيا مبتكرا عن تلك الأماني الروحية التي كانت تس��كن جيل الس��تينيات والس��بعينيات وهو يحاول ان يطور مدارك الأحلام الفقهية والبوذية والسريالية والعاطفية ليتوصل الى اللحظة الثملة التي يس��تطيع فيها إنتاج نص روحي يتغلب فيه على الثقوب التي كانت تنتشر على معاطف

آبائنا وشيلات أمهاتنا.القراءة الس��يكولوجية للدخان الذي يأتينا من س��يكارة كاتري��ن دينوف ه��و ذاته دخان مواقد ش��تاءات بيوتنا الطيني��ة ونح��ن نحلم معه��ا أن نهزم ال��برد بخاطرة أو

بنشوة منتصف الليل مع أغنية لنجاة الصغرة.أم��ا فرانس��واز س��اغان الممتع��ة في أداء الرغبة وجعل المغام��رة هي حبكة الغرام في نصه��ا الممتع صباح الخر أيها الحزن،أو تلك المحسوس��ات التي يتدفق فيها شعاع الش��مس في الماء الب��ارد أنما هي قراءة لتنش��ئة هاجس رغبتنا لنعيش لحظة الهروب الى الأماكن الأبعد بقطارات

رغباتنا المراهقة وعادتها السرية.الآن بع��د مرور اكثر من أربعين عام��ا على هذه اللقطة الفتوغرافية )الأس��طورة( يس��كننا الحنين الى شاش��ات الس��ينما في الأس��ود والأبيض، يس��كننا عطر بس��اطيل الجيش وهي )تطر اليافوخ(، يسكننا ليل ربايا شمال الله وجنوب نعوش الشهداء،يسكننا فهم الايدلوجيا لقراءاتنا للكتب الحمراء التي يكتبها ماركس بخط يديه، وللدفاتر

الخضراء التي يؤلف فيها نزار قباني قصائده.يس��كننا وجه عب��د الكري��م وعبد الس��لام والس��ياب )وعركجين��ة( الجواه��ري ورقص��ة زوربا وبائ��ع الجرك وصوت اليهودية الطيبة س��ليمة مراد باشا وهي تطربنا بلح��ن ع��ود اليهودي صال��ح الكويتي أغنيته��ا الأممية

)قلبك صخر جلمود..ما حن عليه(والآن نح��ن وأحلامن��ا نتدفأ في أخت��ام المخاتر ولصوص

النف��ط، وأولئ��ك الذين شربوا الدين عص��ر برتقال وبه اصبحوا اكثر ثراء من صاحب شركة الايفون...

محن��ة نهرب منها بأن نطبع ش��هيتنا ع��لى تلك الصورة القديمة للروائية س��اغان والممثلة كاترين دينوف والتي تتأملها جدتي بش��وق غريب كمن يتأمل الموناليزا وهي

تخلع ثوبها الشفاف أمام دافني.ب��ين الص��ورة وب��ين وج��ه أبي وحائط مطبخن��ا، تهيج البه��ارات وجه أمي وعطاس��ها بس��بب الكركم الهندي

وأغنيات راج كابور.ب��ين وجه أخي المتوفي في حرب حوادث الس��يارات وبين أفارقة م��ن أثيوبيا يحاولون خ��داع الفرنسي آرثر رامبو

ليكونوا معه في الليل ندماء وسماسرة وحشاشين.بين الدبابات وهي تغزو باسمنا الجران والخلان والبلد النعس��ان تحكي ه��ذه الصورة جزءا بعي��دا من سريالية حياتن��ا، وتمنحنا القدرة على الذهاب الى أبعد من س��ور الصين،ن��ؤدي تحية الش��وق الى تلك الرغب��ات الطفولية المكبوتة يوم ترفع هند رس��تم ثوبها ف��وق الركبة وتهز الف مصطبة خشبية في كل سينمات العراق تمارس عادة

الود وقبلة الخد واللوح الى ما حرمه وحلله الله.ق��راءة الزمن في صورة بين روائي��ة وممثلة هي قراءة لما

جرى ويجري وسيجري. المهم إن هري كيس��نجر هو الشاهد الوحيد لعطر تلك الصورة يوم كان وسيطا روحيا بين نيكسون وهوشي منه بين جونس��ون وبرجنيف.بين عشائر آل بو نخوة وعشائر آل بو ش��فه يوم تنازعوا من اجل )الهايشة نرجس( التي عبرت من حقل نوماس الى حقل الترباس فأشعلت حروب قابيل وهابيل وصنعت لآدم حزنا آخر من حرائقه حرب حزي��ران وحرب برزان وح��رب عبدان وح��رب صفوان

وحرب بنغازي وسيناء والربيع العربي في بلاد القروان.كل هذا في شرح الصورة ممكن..

والممك��ن أيضا أن نذهب الى أبعد م��ما نتمناه ونتخيله ونحب اس��تعادته، تلك الإنش��اءات المرتجفة في الحليب الأبيض للبقرة الس��وداء. نش��وة عصا المعلم وموسيقى الخ��وف واللذة في قصص محمد عطية الأبرشي ومجلات

سوبرمان والوطواط وإغراءات ممثلات مجلة الشبكة.ع��الم غ��ادر ولن يع��ود وما ظل��ت منه س��وى سريالية هذه الص��ورة التي نكتبها برغبة البوح في ش��هية النظر الى التماثي��ل في الس��احات العام��ة، لهذا تل��ك الومضة

الفوتوغرافية تصلح أيضا لتكون تمثالا يحكي قصة الدهر مع فقرائه. النعوش مع شهدائها،والثورات من مشعليها الذي��ن لا يجنون ثمارها في أغلب الأحوال ومن يجني هو الرم��ز المخادع الذي ق��رر أن يحلق ش��اربيه قبل إذاعة

البيان الأول.ه��ذه الص��ورة ه��ي أيض��ا تصلح لتك��ون نصب��ا روحا لأيامنا،ونضيفها الى خيال القامات المنتصبة في س��احات مدن العالم او نضيفها الى ذكريات التماثيل التي هدموها

واقتلعوه��ا وتل��ك التي ينحته��ا النحات��ون الآن لوجوه جديدة تس��تخدم ذات المس��احيق التي كان يستخدمها

أسلافهم.تحويل الصورة الى تمثال هو جزء من ايرويتيكا استعادة الل��ذة داخل الزمن، والتعبر عنه على ش��كل حكاية هو ج��زء من تدوي��ر اللحظ��ة التاريخية وافتراضه��ا بما كنا

ونتمنى ان تكون.هي تش��عل الس��يجارة لدين��وف. ونحن نش��عل قلوبنا

لمحادثات الماس��نجر، نعش��ق الخيال الاف��تراضي بعد أن ذهبت عن��ا خيالات تل��ك الأفلام الروحي��ة التي كانت تجع��ل لوجودنا معنى حت��ى عندما كنا نن��ام وبطوننا

خالية حتى من خبز الشعر.هذا التحول، الصورة والممثلة والروائية وجدتي مشتهاية هو توسيع لهاجس الابتكار في جعل الرواية ليست مجرد حكاية متس��عة التفاصيل والأحداث والأمكنة والمشاعر والغراميات، بل هي تلك اللحظة المفترضة التي يجب أن تشعرنا بأن انفسنا تعيش ذات اللهفة الموسيقية الرائعة المش��اعر ونحن نرى هند رستم تومئ لنا بإغراء صدرها الأبيض وتقول تعالوا :النار هنا في الصدر وليس في موقع الفحم التي تس��خن عليه أمهاتنا الطبيخ الماصخ والخبز الأسمر وتش��وي عليه الطماطم التي هبط سعرها كثرا لان مزارع قضاء الزبر بدأت تزرعه باس��تخدام الأغطية

البلاستيكية.هكذا ن��رى المش��هد ونتعامل مع��ه ونروي��ه كقصة او كحكاية شهرزادية، وسأكون أنا شاهد عيان لتلك اللحظة الموس��يقية الت��ي تمي ع��لى أفخاذنا ونط��ر معها مثل

فراشات في حديقة صينية.الصورة والتمثال...

الله والفقراء...لينين وهتافات العمال...

هتلر والنازيون القساة....داعش التي تصنع الخواتيم بذبح الناس من العنق.

ص��ورة الع��الم عبر التمث��ال وعبر الصورة وع��بر الخيال. شيء من أس��طرة الميثولوجيا في طفولية تلك الرغبة يوم تعلمت )أنا( فن كتابة القصة وتخيلت موظفة في متحف وهي تمارس الغرام مع التماثيل الس��ومرية،ولم تنل من جلجام��ش م��ا تخيلت هي إن��ه عليه، ويب��دو أن الملك السومري فقد الكثر من عنفوان طاقته الذكورية بسبب

المي الطويل في رحلته الأسطورية الى تفاحة الحياة.تخيل��ت الأم��ر أن جلجام��ش الآن لي��س س��وى تمثال ينتص��ب بين الروائية والممثلة، وان عضوه الذكري بطول الس��يجارة، وحين يصبح خاملا ولايشتعل حتما ستعوضه أحداهن بالس��يجارة، وه��و ما فعلت��ه كاترين دينوف.تحاش��ت التمثال وعضوه وتوجهت بش��فتيها ونش��وة التدخ��ين الى س��اغان وقالت له��ا بلهجة المع��دان حين يطلبون من احدهم بإش��عال له الس��يجارة : )ورثيلي(، وهن��ا التوريث لي��س الحصول ع��لى إرث ومال بل هو إشعال السيجارة من قبل الآخر وهي مزروعة بين شفتي

من يريد أن يدخنها.رؤي��ا الص��ورة في تحويلها الى تمثال وموضوعة تش��تغل عليه��ا ح��واس الكتابة ل��دى مؤلف من أه��ل أور، كان يتقدم أطفال ش��ارعه في الجلوس ع��لى الأريكة الطويلة في قاع��ة الس��ينما ويبحث في وجوه الممث��لات عن التي تقبل به عريسا لما بعد منتصف الليل حين تهدأ موسيقى ش��خر الأب، تمثل الهاجس الخف��ي في كل ما كنا نتمناه

ونسعى للحصول عليه.

ولكنه��ا أحلام، وم��ع الأحلام نديم ش��هية أثبات جدوى الحياة ونتخذ من مقولة لينين :ينبغي لنا أن نحلم طريقا ومس��لكا لأثبات أننا سنصبح في يوما ما نجوما مثل تلك النجومية التي تتمتع به صوفيا لورين وعبد الحليم وألن ديلون وداخل حس��ن، وفي أوائل السبعينيات أتى حسين س��عيدة وجلوب الع��ماري ليتوارثوا في الكاس��يت أنين الناس ويش��علوها قهرا وقهر كما فعلها سلمان المنكوب

وكما كانت تفعلها أم كلثوم وأديت بياف.الصورة تمثال....

رواية هي التي اكتبها. حديث العمر والوسائد والتماثيل والص��ور. تتخيلها رؤية لمقال، ولكنه��ا في الحقيقة رؤية لحكاية تكتب في تداخلات عميقة من إرهاصات روحك وذكريات��ك وقراءات��ك لما ح��دث ويحدث وس��يحدث، وبسبب أغراء الصورة وتخيل إن جدتك مشتهاية تبحث بين ش��فاه المرأتين ش��هية التبغ،تس��كنك غلايين أساطر عجائ��ز اور ومخموري الدخان من أعمامنا الهنود الحمر م��ن فصيلة الأبات��ي أولئك ال��ذي علبته��م أمريكا في مس��تعمرات من الصفيح وراحت تبن��ي ولاياتها الواحد والخمس��ين وتعلن حروبها من برل هاربر ومرورا بحفر

الباطن واحتلال بغداد.الرابع معهما تمثال، وما اكثر التماثيل في حياتنا.

تذكرت كاتبة مبتدئة ظهرت مرة في قناة لليو توب تقول فيها: اش��تهي لأمرر ش��فتي على فم تمث��ال ماركس كلما م��ررت بمقبرته الإنكليزية. متع��ة الغرام مع ماركس هي متعة جعل الغرام هو اش��تراكية كل هذا العالم فلا تشعر

أي امرأة في هذا العالم انها عانس.يا الهي وقت التقاط الصورة هذه بين الروائية الفرنسية

والممثلة دينوف كأن الاثنين عوانس.اذن هن يحتجن الى ش��فتي ماركس ليشعرن أنهن ليس فقط ماهرات بصناعة أنوث��ة وايروتيكيا الأداء التمثيلي وكتاب��ة الرواية بل انهم يس��تطعن جعل التماثيل نافذة لايروتيكي��ا الفعل وهو ينتصب م��ن فوهات مدافع ال 130 ملم تلك التي كان يوجهها تمثال صدام الواقف على ضفاف شط العرب من جهة العشار وهو يرمي بها مدن عبدان والمحمرة وقد تصل الى قرى الأهواز عندما تنتشر

كتائبها قريبا من منفذ الشلامجة الحدودي.أتذكر من أساطر الخوف من الحروب وفي مكان لا يبعد عن الش��لامجة ع��شرات الكيلومترات حي��ث واحد من اقسى واكثر جبهات الحرب رعبا وأكثرها وضوحا لمديات القناصين ومدافع الهاون وتس��مى بحرة الأسماك،كنت هناك أعي��ش الذعر الروح��ي لذلك الخ��وف ان يكون الهوتي��ل الذي أتمنى الس��فر فيه الى باري��س أو روما أو دلم��ون ليس س��وى هذا النعش الخش��بي ال��ذي يلفوه بعلم.كنت وقتها أعلق في ملجئي صورا لممثلات السينما كتعوي��ذة اطرد فيها دقة الإصابة التي يحس��نها القناص ورام��ي قاذفة الأر بي جي 7، ومن بين هذه الصور صورة للساحرة كاترين دينوف، وذات يوم دخل الى ملجئي آمر السرية فانتبه الى الص��ور، وربما وحدها كاترين بنظرتها المتوحش��ة الفاتنة م��ن جعلت الضاب��ط لا يفكر بأنزال العقوبة علي كوننا في حرب وليس في قاعة سينما. وأظن ان عينيه��ا من دفعته في الأي��ام القادمة الى الأقدام على فع��ل مجنون لم يقدم عليه أي جندي في أي حرب عندما اقنع عش��يقته ب��ان تتنكر بملابس جن��دي وتأتي معه الى

الحجابات القديمة وتبقى مع��ه في ملجئه دون أن يعلم بها أحد.

ذات يوم أت��ت مفرزة اس��تخبارات وداهمت ملجا آمر السري��ة وكان برتبة نقيب والقوا القبض على عش��يقته وكان��ت ممددة على السرير نصف عاري��ة، أما هو فقد اقت��ادوه الى مق��ر الفرقة وتم��ت محاكمت��ه وطرده من الجيش مع السجن لعامين، ولا أعرف ماذا جرى لعشيقته، ووقتها ذعرت أن يداهموا كل الملاجئ ويكتشفوا الصور فأس��اق مخفورا الى الس��جن،وبعد حين عرفنا ان مراسل الآم��ر وهو الجن��دي الذي يقوم بخدمت��ه هو من وشى على آمره،ولكني كنت دائما أنظر الى النظرات الس��احرة لعيون دين��وف في الصورة وأهمس له��ا :حتما انت من

وشيت عليه.بعد مرور س��نوات، انتهت الح��رب وذات ليلة أتت إلي أطياف تلك الحكاية ودونت الاشتياق اليها في نص يضع دينوف والمدينة التي اغتربت هنا في ش��هية واحدة قبل أن اطل��ق عليها لق��ب الآلهة الفرنس��ية القبيحة، وقتها كانت كاتري��ن وحدها في الصورة ولم أكن بعد قد عثرت لها على تلك الصورة السريالية وهي تنتظر من فرانسواز ساغان إشعال س��يجارتها )الديموريه( وهي ذات الماركة الت��ي كان الحان��وت العس��كري يبيعها ع��لى الجنود في جبهة بحرة الأسماك، وبعيدا عن الضابط الذي طرد من الجيش بس��بب رغباته الجنسية. اس��تعيد تواريخ أحلام

السينما في حياتي. في مدينة الناصرية كانت توجد أربعة دور عرض للسينما. الأندلس الصيفي والشتوي والبطحاء الشتوي والصيفي.

والي��وم البنايات الأربع فقدن س��حر شاش��ات العرض، فهدمت البطحاء الصيفي والش��توي والأندلس الشتوي تحولت الى مخازن وورش نجارة والصيفي أصبحت كراجا

للسيارات..وعودة للزمن الذهبي لقاعات العرض الس��ينمائي، كانت تلك الأمكنة واحة خصبة لسياحة الخيال وكتابة القصص والخواطر ورسائل الحب، ومن يريد أن يمتلئ بالشوق الى أنثى يتمناها ويتخيلها يذهب ليش��اهد فيلما رومانسيا هندي��ا أو يتمتع بش��هوة عينيه مع جس��د الفاتنة هند

رستم او برجيت باردو أو راكيل وولش.كانت الدهش��ة تصبغنا بأشياء كثرة، ومع الأفلام الملونة نمت فينا هواجس جدي��دة لها طعم آخر حملته الموجة الجدي��دة لوج��وه الممثلات، وربما الس��ينما الفرنس��ية أخذت منا الكثر من سحر المتسمر أمام شاشات السينما وقراءة خارطة تفاصيل الجمال في لذة الزبدة الفرنس��ية الت��ي كانت ممل��وءة بصحن وملتصقة ع��لى خد ممثلة

ساحرة اسمها كاترين دينوف.كان��ت هذا الوصف هو من كان يضع��ه صديق لنا هام حبا فيها، وكان يق��ول :اجمل الطيور تلك التي تحلق في سماء عيون كاترين دينوف. وكانت سينما الأندلس هي من تخصصت في الأغلب بعرض الأفلام الفرنسية.والعرض المس��ائي يبدأ دائما في الس��اعة الرابعة بعد الظهر، فكان صديقنا في اليوم الذي تعرض فيه س��ينما الأندلس فيلما لدينوف يتس��مر أمام باب الس��ينما من الساعة الثانية بعد الظهر في أوقات تصل فيها درجة الحرارة في الصيف الى خمس��ين درجة. وفي الش��تاء كان البرد يهز بدنه لكنه

كان يشعر أن انتظار الفاتنة الفرنسية يدفئه.

العوم في روايات س��اغان وأجفان كاترين

الممثل��ة الفرنس��ية كاتري��ن دينوف والروائية الفرنس��ية فرانس��واز س��اغان، ثنائي��ة الجمال الجرمان��ي الملقب بالآلهة الباريس��ية والروائية التي تجعل الكلمات ثياب أنثى تش��م البحر

والسكائر والرغبة في الطيران.س��اغان ودينوف والثالثة جدتي والدة أمي الدوقة )مش��تهاية ضمد حاشوش الحسيناوي( يمثلان هاجس المثلث الأس��طوري في محاولاتنا لأنش��اء القصائد ومواويل الشطرية ونواح المحم��داوي الذي تغس��له في صباح ماطر ش��هية العطر على أجفان عارضات الكرس��تيان

ديور..الجمع بين فرانس��واز س��اغان وكاترين دينوف وحبوتي )مشتهاية( هو جمع التأريخ الروحي لأحلام المعدان عندما يتمنون موسيقى إغريقية تحرك مشاحيفهم وهم يتوجهون الى

قلاع بابل لدحر الاسكندر عبر الفرات أو السين أو دمعة العين..

Page 8: فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

1415العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017العدد)87( السنة الثامنة - 12 -تشرين الثاني -2017

w w w . t a t t o o p a p e r . c o m i n f o @ t a t t o o p a p e r . c o mالكاميرا عينالبعد الرابع

وس��������ام ع��ل��ي

فاضل عباس هاديعن كتاب )السيدة لايكا تنتظرك في البيت(

"اننا ننظ��ر الى الناس المحطمين والمختلفين على إنه��م أقل منا ,ماذا لو كان��وا أكثر؟”, ترد هذه العب��ارة في س��يناريو كتبه أم. نايت ش��يامالان وه��و مخرج ومنت��ج وكاتب أم��ركي من أصل هندي ال��ذي بدأ نجاحه الفني بفيلم الحاس��ة السادسة الذي ترشح لست جوائز أوسكار , إذن هي فكرة انتاج البطل المنقذ أو السوبرمان على حد تعبر نيتش��ه ,فكرة التطور الدارويني التي من المفترض له��ا أن تعالج هذا الأمر ولكن”اذا كان المجتمع س��يئا وكان من المستحيل الحفاظ ع��لى أخلاقي��ات س��ليمة واعيق��ت كل جهود الم��رء ,ولم يعد هناك ما يمكن فعله ,فليس��قط المجتم��ع وليج��ر تدمره ولتصب��ح كل الجرائم

مباحة.”ايزايا برلين”جذور الرومانتيكية”فكيف إذن يتطور الإنسان فسيولوجيا ,ليصبح منق��ذا؟ رغم الطابع النفسي ال��ذي تمتاز أفلام الاخر”انقس��ام بفيلم��ه ان��ه إلا ش��يامالان Split”ح��اول انتاج بطل تطور جس��ديا بفعل مرض��ه النف��سي وه��و اضط��راب الش��خصية الانفص��الي وه��و مرض يع��رف س��ابقا بتعدد الش��خصيات ,حيث خرج الممثل الاس��كتلندي جيمس مكافوي James McAvoy بدور كيفن ال��ذي يحمل ثلاث وعشرين ش��خصية لم يظهر منها المخرج س��وى أربع شخصيات بينما البقية

ذكرت كأسماء فقط بدون توضيح لسلوكياتها.ب��اري.س مصم��م الأزي��اء والفن��ان والدقيق والواعي والمضطرب ,دينيس الش��خصية الأكثر نظاف��ة ودق��ة وعنف��ا والأكثر غموض��ا من بين كل الش��خصيات ,وباترش��يا المرأة التي تحاول الس��يطرة على انفع��الات ديني��س ,وهيدونيغ الطفل ال��ذي يفضح خطط باقي الش��خصيات وال��ذي يح��ذر من قرب وص��ول الوحش وهي الش��خصية التي تطورت اليها باقي الشخصيات ,ش��خصية الوحش الت��ي ظلمها المخ��رج بهذا الأس��م اذ هي ظهور كامل للبطل الس��وبرمان فهي”مخل��وق يق��ص الأث��ر ,ال��ذي يمثل أعلى مراح��ل التط��ور الب��شري ,ويؤم��ن إن وق��ت البشري��ة العادي قد ولى”ولك��ن المخرج ربطها بشخصية غلاس بفيلمه السابق”غر قابل للكسر Unbreakable”بظه��ور الممثل بروس ويليس في نهاي��ة الفيلم وهو نفس الممث��ل الذي أدى ش��خصية البطل بنفس الفيلم السابق ,فغلاس الشخصية الأضعف ,الشخصية المصابة بهشاشة العظ��ام وهو المرض الذي أدى ب��ه الى الجنون

والتخطيط لأعمال ارهابية.ال��صراع في فيلم انقس��ام يمثل��ه كيفن”جيمس ماكفوي”منف��ردا بواس��طة ش��خصياته الثلاث والعشري��ن ,أما الباقون فه��م وضعوا لأفصاح

عن مزاجي��ة البطل بدون أي اس��تقلالية ,رغم اختطافه لثلاث فتيات لكن وجودهن من عدمه لا يؤث��ر على مس��ار الأحداث رغ��م أن دينيس يق��ول انهن”مج��رد طع��ام مقدس”,بدليل انه عندما ضربت”باتريشا”بكرسي خشبي لم تتأثر جس��مانيا كما يجب أن يفعل اي جس��د انثوي اضافة الى أنه الشخصية الاقوى لكيفن”الوحش/الس��وبرمان”اكتملت في محطة القطارات بعد أن وض��ع ديني��س باق��ة ورد على عتب��ة باب القط��ار فهل ه��ذه العلام��ة رث��اء أم احتفال ببداية جديدة؟ بالتالي كانت جميع الشخصيات

الاخرى منفصلة عن تطور الأحداث. الممث��ل جيمس ماكف��وي انقذ تخب��ط المخرج بوصفه كاتب السيناريو أيضا أكثر من مرة بأداء أكثر من رائع ,ففي الدقيقة الثامنة والخمس��ين تحول بلقطة واحدة من ش��خصية لأخرى وكرر الأمر في اضطرابه الأخر اذ اعطى مساحة لظهور جميع ش��خصياته بلقطة مس��تمرة وبالطبع لا يمكن أن ننسى رقص شخصية”هيدونيغ”المرعب

على موسيقاه المفضلة.ص ه��و فيلم صنف على انه فيلم”رعب”نفسي ام��ركي ,انتج س��نة 2017 للمخ��رج أم. نايت ش��يامالان وم��ن بطولة جيمس ماكف��وي وانيا

تايلور.

وروبرت كابا هو القائل »إذا كانت صورتك ليست جيدة بالدرجة المطلوبة، فإن سبب ذلك، على الأرجح، هو انك

لم تقترب من الموضوع بالقدر الكافي .«إلا أن اقتراب��ه من الموضوع، أدى بالتالي، إلى استش��هاده وهو في قمة حيويته ونشاطه. وإذا كان روبرت كابا هو مثال المصور الصحفي الذي نذر نفس��ه للحقيقة ومات م��ن اجله��ا، فهناك مئ��ات المصوري��ن الصحفيين الذين

يحذون حذوه.ومن هؤلاء، جورج رودجر الذي أصدرت له دار »نيش��ن «Opus Magnum» للن��شر كتابا بعن��وان » Nishen

خمسون سنة من التصوير الصحفي.و »ماكن��وم اوبس « كلم��ة لاتينية تعن��ي »الرائعة، أو التحف��ة الأدبية أو الفنية «. واختيار العنوان هذا لكتاب يتضمن ص��ورا مخت��ارة التقطها رودجر خلال خمس��ة عق��ود، لم يتم اعتباط��ا. لأن أعمال ه��ذا المصور المبدع هي روائع فنية حقا، بمعنى انها تس��جل لحقيقة معينة وتسجيلها بش��كل رائع يقترب من وينافس لوحات كبار

الفنانين العالميين. فمن هو هذا المصور؟ول��د جورج رودجر في مدينة »هال « البريطانية في العام 1908 ، وفي الس��ابعة عشرة من العمر التحق بالأسطول التج��اري فوجد نفس��ه في مدينة كالكت��ا الهندية، وبعد س��نتين من هذا التاريخ، دار الشاب رودجر حول العالم مرتين. وفي العام 1929 وجد نفسه في أمريكا التي كانت في تلك الس��نوات تمر بفترة الانحسار الاقتصادي، فاضطر

إلى التعيش من مختلف الحرف اليدوية البسيطة.

وفي الع��ام 1936 عاد جورج رودج��ر إلى بريطانيا ومعه بع��ض الصور التي التقطها بآل��ة تصوير »كوداك الجيب « البسيطة ولش��د ما كانت دهشته عندما وافقت هيئة

الإذاعة البريطانية على تعيينه مصورا عندها.إلا أن الوظيف��ة المذكورة كانت مح��دودة، وتقتصر على التق��اط صور الش��خصيات الب��ارزة التي ت��زور أل »بي. بي.سي «. وماه��ي إلا س��نتين حتى ش��عر رودجر بنداء الحرية يهت��ف عميقا في فؤاده، فترك الوظيفة المحدودة وليس افضل من وكالة التصوير الصحفية »النجم الأسود « الأمريكية لتحقق له تطلعاته. إن حياة رودجر لحافلة

بالأحداث، فقد ارتبط اسمه، من خلال الصورة، بعلامات بارزة وكبرة في تاريخ الإنسانية المعاصر. ويكفى أن نذكر بأنه كان م��ن المصورين القلائل الذي��ن كانوا مع قوات

التحالف أثناءتحرير بلجيكا، وكان في الزورق نفسه الذي نقل تشرشل ومونتجمري عبر نهر الراين. وكان موجودا في مدينة لونبرج

الألمانية أثن��اء توقيع ألمانيا الهتلرية وثيقة الاستس��لام. وكان أيضا أول مصور يدخل معسكرات الاعتقال النازية. س��هل العمل في الوكالة الصحفية المذكورة، الس��فر على رودج��ر، فتنقل بين البلدان والقارات، وأخذت تحقيقاته الصحفية المصورة تظهر في مجلات عالمية مشهورة، وعلى رأس��ها مجلة »لاي��ف « و »بكجر بوس��ت « و »ويكلي الستوريتيد « وفي أفريقيا صور رودجر الكامرون وتشاد اللتين كانتا مجهولتين بالنس��بة لأوربي��ين ثم انتقل إلى الس��ودان، وفي ارتريا ش��هد اندح��ار الإيطاليين على يد قوات الجيش البريط��اني، وتابع تقدم الجيش المذكور في

الصحراء الغربية.في الع��ام 19٤2 وجد رودجر نفس��ه في اليابان، ثم صور احتلال اليابانيين لبورما وافلح في الهرب، من غضبهم، إلى

الهند بأن مشى على قدميه سلسلة جبال ناجا.وظل يجوب الآفاق، ولا يس��تقر ب��ه المقام في بلد ما، في رحلة إلى بلد آخر. ولم يس��تقر فعليا في بيت إلا في العام 1959 ، وكان البيت الأول الذي يملكه ويعيش فيه حياة عائلي��ة وزوجية طبيعي��ة، وذلك في مقاطع��ة »كنت «

البريطانية.

المهم��ل ظل المركز، فمتى ما كان هناك مركزا ومتس��يدا كان هن��اك مهملا، ومتى ما تس��يد ه��ذا المهمل تحول الى مركز لينتج مهمل كعملية عكس��ية، ونحن إذ نسلط الض��وء على المهمل ليس ليكون مركزا بل ليحظى بقليل م��ن الاهتمام، لأنه أقرب الى الجندي الجهول في خدمته

للمركز. ولا نقص��د بالمهم��ل اليء غر المه��م، أو غر ذي بال، بل كل ما يقدم خدمة خفية لا ترقى الى تس��ليط الضوء علي��ه ثقافيا، أو يبرز على ان��ه حاجة ثقافية تدخل عالم الكتابة كجزء من يوميات حياة الإنسان المتحضر والمدني ال��ذي ينتجها عن وعي أو بدون��ه. والمهمل ليس بصغر أو ك��بر حجمه، بل بقيمته وأهميته وحاجته، وقليلا منا نحن بني البشر نستغني عن أشيائنا المهملة، لأن الكثر منا يترك لها فس��حة خلفية في حديقته، أو غرفة صغرة

)البيوتنة( عند السطح، أو تحت السلم.إلا أن ه��ذا المهم��ل أو المخفي أو البعي��د عن الأنظار، ب��دأ يتقدم نحو أش��يائنا اليومية والمهم��ة ومنها )مانع الرطوبة( عندما بدأت البضاع��ة الغربية تدخل العراق بع��د ع��ام 2003، وبالخص��وص تلك التي يتم ش��حنها لف��ترات طويلة، وربما تخزن في المخ��ازن لفترات أطول، وربما لظروف البلد المصدر إليها وما يحتويه من نس��بة عالية من الرطوبة، فآثرت الدول المصدرة أن تضع كيسا أبيض صغرا على ش��كل حبيبات تشبه البلورات يدعى مانع الرطوبة والذي هو عبارة عن )كبريتات الصوديوم( اللامائي��ة. وبعض الأحيان يضع��ون معها حبات العلكة

المستطيلة البيضاء.والرطوبة في أبسط تعاريفها هي حالة جسم يحتوي على مقدار ما من الماء، وهي ليست حكرا على جسد الإنسان

التي تصيبه بالقرف، بل تتعدى الى الأجسام التي يس��تخدمها ويعي��ش بها ومعه��ا، وقد

تؤدي الى تعفنه، ولذلك تم استحداث مانع الرطوبة ليكون مصاحبا لأجهزة الحساسة لحمايتها من الصدأ والتآكل،

لكن الش��ائع لمانع الرطوبة ان يكون في الحقائب الجلدية لجهاز الحاس��وب، لمنع

تس��لل الرطوبة الى داخل الجه��از فتنعدم صلاحيت��ه. ويختلف مان��ع الرطوبة الموجود

قرب الأجهزة حس��ب نوع الشركة المصنعة لها، ولكنها بالعموم تكون على ش��كل حبيبات تشبه

البل��ورات، تعمل على امتص��اص الرطوبة ليتحول لونها من الأبيض الى الأزرق وبذلك تكون قد فقدت

صلاحيتها.ومان��ع الرطوب��ة أقرب في اس��تعماله الى النفتالين وهي كرات صغرة توضع داخل الملابس والسجاد

من أجل منع تس��لل العثة إليها عندما يوضع النفتال��ين في دولاب مغلق تصل أبخرته إلى

مستويات س��امة لكل من الأفراد البالغة والرقات للحشرات المضرة بالمنسوجات. تشمل للنفتالين الأخرى والاستعمالات

وضع��ه في فراغ��ات الغ��رف العلوية لمنع دخ��ول الح��شرات. ولكن لأس��ف ان الكثر من

مجتمعات العالم الثال��ث لا تعرف قيمة مانع الرطوبة، ب��ل وبعضهم بمجرد أن يراه إم��ا يرميه، أو يهمله. بينما الكثر منهم يشترون النفتالين عند نهاية الشتاء من أجل وضعها في الملابس والس��جاجيد التي توضع في الدواليب

والمخازن.

)desiccant( مانع الرطوبة

وجه سوبرمان المريض

د. علاء مشذوب

عندم��ا يك��ون المص��ور الصحفي فنانا واعيا

لقد ش��اع في الس��نوات الأخي��رة تعبير »فوتوجرنالس��ت « أي المص��ور الصحفي ال��ذي يحمل آل��ة التصوير مع��ه. في أحيان كثي��رة يكتب الصحفي المقال وي��زوده بالصور التي التقطها بنفسه، وفي أحيان كثيرة يكتفي بالتقاط الصور ويرسلها إلى الوكالة الصحفي��ة أو الجريدة التي يعمل لها.وهذا النمط من الصحفيين يج��ازف بحياته كل يوم ويعرض نفس��ه لمختلف المخاطر، وخاص��ة في مناطق العالم الملتهبة سياس��يا. ولا نبال��غ إذا قلنا أنهم »ش��هداء الحقيقة « وق��د مات الكثيرون منه��م في فيتن��ام والهند الصيني��ة وفي أمري��كا اللاتينية، وأشهرهم، بدون جدال، المصور القدير روبيرت كابا الذي فقد

حياته بانفجار لغم في الهند الصينية.

روبيرت كابا

جورج رودجر

إحدى المدن الاوربية لحظة اعلان انتهاء الحرب العالمية الثانية.......... تصوير: روبيرت كابا

Page 9: فلتخم عاقيإ - Tatoopaper3 2 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا 2017- يناثلا نيرشت- 12 - ةنماثلا ةنسلا )87(ددعلا

اصدارات