20
ﺁﻓــــــــﺎق أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ25 ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻼﺴﺘﻌﻼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻣﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺗﺴﻮﻳﺔ) 1 ( . ﻣﻬﺪﻱ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ: ﺒﻌﺩ ﻤﺭﻭﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻨﺼﻑ ﻗﺭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺩﻭل ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ؛ ﻤﺎ ﺯﺍل ﺒﻤﻘﺩﻭﺭ ﺃﻱ ﺩﻭﻟـﺔ ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺨﺘﻠﻕ ﻨﺯﺍﻋﺎ ﺤﺩﻭﺩﻴﺎ ﻤﻊ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺠﺎﺭﺍﺘﻬﺎ، ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺃﺴﺱ ﺍﻗﺘـﺼﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻭ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﹰ ﺇﻟـﻲ ﺭﻓـﺽ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﺔ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺍﻻﺼﻁﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ؛ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺴﻤﺕ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﻓـﻲ ﺇﻁـﺎﺭ ﻤﺴﺎﻭﻤﺎﺕ ﺘﺴﻭﻴﺎﺕ ﺃﻭﺭﻭﺒﻴﺔ، ﻭﻓﻕ ﺼﻴﻐﺔ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺒﺭﻟﻴﻥ ﻋﺎﻡ1884 - 1885 ﻡ، ﺍﻟﺘـﻲ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻅﻴﻡ ﺍﻷﺜﺭ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻜﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﺭﺓ. ﻭﻗﺩ ﺴﻌﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺏ ﺍﻷﺤﻭﺍل- ﺇﻟﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟـﺔ ﻋـﻼﺝ ﺍﻟﻤـﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺜـﺔ ﻋـﺒﺭ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﺍﻟـﺴﻠﻤﻴﺔ ﺒـﺸﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ؛ ﻓﻲ ﻅل ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﺴﺎﻋﻲ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺜـﺔ ﻋـﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻗﺩ ﺃﺨﻔﻘﺕ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ. ﻭﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻘﻘـﺕ ﻓﻴﻬـﺎ ﹰ ﻟﻸﻤﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﺭﻀﺎ) ﺍﻨﻔﺼﺎل ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ، ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻷﺭﻴﺘﺭﻱ- ﺍﻟﻴﻤـﻨﻲ، ﻭﺍﻹﺭﻴـﺘﺭﻱ- ﺍﻹﺜﻴﻭﺒﻲ، ﻭﺍﻟﻨﻴﺠﻴﺭﻱ- ﺍﻟﻜـﺎﻤﻴﺭﻭﻨﻲ(..... ، ﺘﻁﻠـﺏ ﺍﻷﻤـﺭ ﻤـﺴﺎﻨﺩﺓ ﻭﺩﻋـﻡ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻹﻀﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﻭﺤﻘﻴﻘـﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﺭﻓﺕ ﺒﺎﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻨـﺩ ﺍﻻﺴـﺘﻘﻼل ﻭﺃﻋﻠﻨـﺕ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻬﺎ ﻟﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺎﺒﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ. ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺃﻁﺭﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺃﻭ ﻤـﺴﺎﻋﺩﺓ ﻁﺭﻑ ﺜﺎﻟﺙ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺨﺫ ﺼﻭﺭﺍ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﺃﺒﺭﺯﻫﺎ ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺫﻴﻭﻋﺎ، ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﺒﺄﺸﻜﺎﻟﻬﺎ) ﻓﺭﺩﻴﺔ، ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ( ، ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺃﺩﺍﺘﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ ﻫﻤـﺎ: ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ. ﻭﻗﺩ ﺘﻔﺎﻭﺘﺕ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺃﻗﺩﺍﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻔﺸل ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴﺔ؛ ﺒﻔﻌل ﻋﻭﺍﻤل ﺭﺌﻴﺴﺔ ﺤﻜﻤﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ. ﻭﺘﺴﻌﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ- ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ- ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻭﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩﻴﺔ، ﻭﻤﺒﺭﺭﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ. ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﺒﺼﻔﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻭﺴـﺎﻁﺔ ﻓـﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋـﺎﺕ ﻭﺘﺴﻭﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺼﻭﺭ ﻭﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺨﺫﺘﻬﺎ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﹰ ﺇﻟﻰ ﺭﺼﺩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﺼﺩﺩ؛ ﻭﺼﻭﻻ) ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ( ﻓـﻲ ﺘـﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴﺔ.

¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

  • Upload
    others

  • View
    1

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 25

دور الوساطة )1(يف تسوية منازعات احلدود األفريقية

حممد عاشور مهدي .د

جامعة القاهرة �أستاذ العلوم السياسية :مقدمة

بعد مرور أكثر من نصف قرن على استقالل دول القارة؛ ما زال بمقدور أي دولـة أفريقية أن تختلق نزاعا حدوديا مع أي من جاراتها، انطالقا من أسس اقتـصادية أو

أو استناداً إلـي رفـض الطبيعـة ، اجتماعية، أو لمجرد ادعاءات تاريخية أو سياسية االصطناعية للحدود السياسية الموروثة في القارة؛ التي رسمت باألساس فـي إطـار

م، التـي 1885-م 1884مساومات تسويات أوروبية، وفق صيغة مؤتمر برلين عام .كان لها عظيم األثر في تشكيل الكيانات السياسية بالقارة

إلي محاولـة عـالج المـشكالت -في غالب األحوال –وقد سعت الدول األفريقية الناجمة عن طبيعة الحدود الموروثـة عـبر األدوات السياسـية الـسلمية بـشقيها الدبلوماسي والقانوني؛ في ظل حقيقة أن كافة مساعي تغيير الحدود الموروثـة عـن

وحتى في الحاالت التي حققـت فيهـا .االستعمار بالقوة قد أخفقت في تحقيق أهدافها -اليمـني، واإلريـتري -انفصال جنوب السودان، النزاع األريتري ( فرضاً لألمر الواقع

، تطلـب األمـر مـساندة ودعـم األدوات .....) الكـاميروني -اإلثيوبي، والنيجيري الدبلوماسية والقانونية إلضفاء المشروعية على تلك التغييرات التي تتعارض وحقيقـة أن الدول األفريقية في مجملها قد اعترفت بالحدود القائمة عنـد االسـتقالل وأعلنـت

.احترامها لها، على الرغم من كافة المساوئ التي شابت تلك الحدودويقصد باألدوات الدبلوماسية المفاوضات المباشرة بين أطرف النزاع أو مـساعدة طرف ثالث، وهي المساعدة التي تأخذ صورا مختلفة؛ أبرزها وأكثرها ذيوعا، الوساطة

: ، أما األدوات القانونية فيقصد بها أداتين أساسيتين همـا ) فردية، جماعية ( بأشكالها وقد تفاوتت فعالية تلك األدوات وأقدارها من النجاح والفشل في إدارة . التحكيم والقضاء

.المنازعات األفريقية؛ بفعل عوامل رئيسة حكمت تلك الفعاليةوتسعى الدراسة إلى بيان دوافع الدول األفريقية إلى اللجوء إلى الطرق السياسـية

في إدارة وتسوية منازعاتها الحدودية، ومبرراتها في هـذا -بصفة عامة -السلمية مع التركيز بصفة أساسية، على دور الوسـاطة فـي إدارة تلـك المنازعـات . الشأن

وتسويتها، والصور واألشكال التي اتخذتها وكذلك األدوار التي لعبتها الوساطة في هذا فـي تـسوية ) الوساطة( الصدد؛ وصوالً إلى رصد العوامل الحاكمة لفاعلية تلك األداة

.الصراعات الحدودية على الساحة األفريقية

Page 2: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 26

أهداف ومربرات إدارة : أوال املنازعات وتسويتها سلمياً

علـى ) أي منازعـة ( تنطوي المنازعة

) أو أكـثر ( موقفين متمـايزين لطـرفين متعارضين، يسعى كل طرف منهما إلـى فرض رأيه، وتحقيق أهدافه على حـساب

مستخدما في ذلك ما يتوافر . الطرف اآلخر له من عناصر قوة، وضاغطاً على ما لدى

ومـبرراً ذلـك . الخصم من عوامل ضعف تاريخيـة، سياسـية، ( باعتبارات كثيرة

، .....)ثقافيــة، اقتــصادية واجتماعيــة، تختلف مضامينها باختالف طبيعة األدوات

.المستخدمة في إدارة النزاعوفي مجال منازعات الحدود في أفريقيا يمكن القول إنهـا تـدور بيـن هدفيـن

الحفاظ : أساسيين يمثالن قطبي متصل هما على الحدود كما هي؛ ويجـسده موقـف الدول الراغبة في الحفاظ علـي الوضـع القــائم المــوروث عــن الحقبــة

هدف تغيير الحـدود : والثاني. االستعماريةوربما أيـضا ( القائمة، وتنادي به الدول

الساعية إلي تغيير الحـدود أو ) الجماعاتوبين هذين الهدفين العامين توجد . تعديلها

.أهداف جزئية تفصيلية عديدةوإذا كان تباين أهداف أطراف الـنزاع يعبر عن مواطن الخـالف بيـن طرفـي النزاع، فإنه في إطار مـساعي التـسوية السلمية غالباً ما يـبرر الطرفـان تلـك

التـي -المساعي بمجموعة من المبررات تعبر عـن -على خالف جوهر المنازعة

القواسم المشتركة بين الطرفين وما يجمع بينهمـا مـن مـصالح وروابـط شــتى

وفيما .....).اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، ( .يلي بيان ما تم إجماله

ــدود )1( ــات الح ــداف إدارة منازع أه وتسويتها سلمياً

يمكن القول إن الدول في سعيها إلـي إدارة منازعاتها الحدودية وتسويتها سلميا إنما تستهدف تحقيق واحد أو أكـثر مـن

) :2(األهداف التاليةوذلـك : تحديد موقع الخط الحـدودي -أ

بالتوصل إلي الموقع الصحيح للحدود بين األطـراف المتنازعـة، بعبـارة أخرى فإنه في هذه الحالـة يكـون البحث والمفاضـلة بيـن طرحيـن مختلفين وكاملين للحدود، ويقتـصر

غالبـا –دور أداة التسوية السلمية علي تبيان الموقع الصحيح -قانونية

للخط الحدودي، من واقـع األدلـة واألسانيد والحجج، المقدمـة مـن

).3(أطراف النزاعتعيين المواقع الواجـب أن تكـون -ب

وتتشابه تلك الحالة مـع : الحدود بها السابقة في أنها ال تهدف إلي إقامـة حدود جديدة، وإنما مجـرد تبيـان صحيح الحدود من واقـع الوثائـق

ولكنها علي خالف . والبيانات المقدمة –الحالة السابقة، ليس هدفها اختيار

أحـد المواقـع -أو االتفاق علـي المطروحة كحد بين أطراف الـنزاع،

أو ( وإنما كشف غموض بعض النقاط الحدوديـة بيـن هـذه ) كل النقـاط وهو الغموض الـذي قـد . األطراف

يكون ناجما عن سوء التخطيـط أو .التعيين

Page 3: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 27

يعتـبر ذلـك أحـد : تعديل الحـدود -جاألهداف التي يمكن اللجوء لـألدوات المختلفة للتسوية الـسلمية بغـرض

إذ ما تحقق الشرط الجوهري . تحقيقهوهو رضاء أطراف الصراع بـذلك، وقد تهدف إدارة منازعات الحدود في هذه الحالة إلي ضبط الحـدود بيـن األطراف المتنازعة علي أساس مـا ينبغي أن يكون انطالقا من معاييـر تأخذ في اعتبارها الظواهر الطبيعية، والعوامــل البــشرية واالقتــصادية

المرتبطة بالحدود بيـن ...والسياسية .الدول المتنازعة

: تعييــن أو إنــشاء حــدود جديــدة -دويفترض ذلك عدم وجود خط حدودي مسبق بين أطراف النزاع؛ وبالتالـي يلجأ أطراف الـنزاع إلـي الطـرق السلمية المختلفـة بغـرض تعييـن

، ولعل المثـال ) 4( وإقامة ذلك الخط الواضح في هـذا الـشأن الحـدود السياسية بيـن دولـتي الـسودان وجنوب السودان بعد انفصال األخيرة

حيث لم تكن ثمة . م2011في يوليو .حدود سياسية من قبل بين الجانبين

مبررات إدارة المنازعات وتـسويتها ) 2( سلمياً

يمكن التمييز في هذا الصدد بين نوعين من المبررات التي استخدمت في تفـسير لجوء الدول األفريقيـة إلـي التـسوية السلمية لمنازعات الحدود وهما المبررات

.القانونية والمبررات الفكرية السياسية المبررات القانونية -أ

تتمثل تلك المبررات في مجموعـة

المبادئ والقواعد القانونية الـتي نـصت عليها المواثيق الدولية كمنظمـة األمـم

، واإلقليمية كمنظمة )2/3المادة ( المتحدة مـن 19المـادة ( الوحـدة األفريقيـة

، وما ورد بالقانون التأسيسي )5)(الميثاق ط، من القانون 4المادة ( لالتحاد األفريقي

، وكذلك المعاهدات الجماعيـة ) التأسيسي؛ التي تواترت علي النـص ) 6( والثنائية

وتحظر اللجوء إلي اسـتخدام القـوة أو التهديد باستخدامها في إدارة العالقات بين وحدات المجتمع الدولي، والحض علـي التسوية السلمية لما يثور من منازعـات ومن بينها المنازعات الحدوديـة؛ األمـر الذي أصبح يمثل حجر زاوية فـي بنـاء

.النظام القانوني الدوليويبرز االتفاق المبرم بين دولتي ليبيـا

، والموقع 1989 أغسطس 21وتشاد في بوضـوح تلـك المـبررات –بالجزائر

ويجملها معا، حيـث ورد فـي ديباجـة أن الجماهيرية العربية الليبيـة " االتفاق

الشعبية المشتركة العظمى وجمهوريـة تشاد انطالقا من قرارات منظمة الوحـدة

، بـشأن 1988 لـسنة 6اإلفريقية رقم ومـن . النزاع اإلقليمي بين تشاد وليبيـا

ــدة ــم المتح ــية لألم ــادئ األساس المبالتـسوية الـسلمية للمنازعـات : وتحديداً

الدولية، المساواة في السيادة لكل الدول، عدم استخدام أو التهديد باستخدام القـوة في العالقات بين الدول، احترام الـسيادة

الوطنية والسالمة اإلقليمية لكـل دولـة، عدم التدخل في الشئون الداخلية، قررتـا

)7(حـل نزاعها اإلقليمي سلمياًوقد نصت المادة األولـي مـن ذلـك

Page 4: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 28

االتفاق المذكور علي الـتزام الجانبيـن بتسوية النزاع اإلقليمي بكافـة الوسـائل

في غضون عام ) الدبلوماسية"( السياسية واحد تقريبا ما لم يتفق رئيسا الدولتيـن

ونصت المادة الثانية مـن . علي غير ذلك ذات االتفاق علي تعهد الطرفين أنه فـي حالة عدم التوصل إلي تـسوية سياسـية

للنزاع اإلقليمي، يتم عـرض ) دبلوماسية( النزاع علي محكمة العدل الدولية واتخـاذ

).8(التدابير الالزمة للتسوية القضائيةوهكذا تضافر مبدأ حظر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العالقات بيـن الدول، ومبدأ التسوية السلمية للمنازعات؛ ليشكال معا أحد المبررات الرئيسة للجوء الدول األفريقية إلي األدوات السلمية فـي

. إدارة منازعاتها الحدودية وتسويتها المبررات الفكرية السياسية -ب

يقصد بتلـك المـبررات مجموعـة األفكار والمبـادئ الـتي جمعـت بيـن الجماعات األفريقية في نضالها من أجـل

فكـرة : التحرر واالستقالل ومن أهمهـا الوحدة األفريقية التي شهدت تطورا كبيرا

، وهو التطـور ) 9( خالل القرن العشرين الــذي أســفر عــن مــضامين فكريــة

: ومشروعات وآمال وحدوية من أهمهـا التأكيد علي تضامن الشعوب السوداء في كل مكان، ووحدة الشعوب الملونة والتي تستمد أسسها مـن التـاريخ المـشترك

).10(للنضال ضد الظلم واالستعماروعلي الرغم من التراجعات الواقعيـة آلمال وطموحات تحقيق الوحدة السياسية بين الدول األفريقية ظلت فكـرة الوحـدة دائما أحد الركائز األساسية في الخطـاب

الرسمي، وغـير الرسـمي؛ للحكومـات والدول األفريقية ؛ األمر الذي جعل مـن الصعوبة بمكان علي أي من قادة الـدول والحكومات األفريقية أن يعبر صراحة عن عدائه أو رفـضه لفكـرة الوحـدة، وإن تفاوتت درجة حماس وتأييد كل منهم لتلك

).11(الفكرة وعلى الصعيد ذاته، فإن التقارب بيـن نظم الحكم يعتبر عامالً مؤثرا في تفـضيل أطراف النزاع اللجوء إلي أدوات التسوية السلمية ؛ وهو أمر يجد له تطبيقاً ذا طابع خاص في الواقـع األفريقـي؛ حيـث إن تقــارب النخــب األفريقيــة والعالقــات الشخصية الطيبة بينهـا علـى جانبـي الحدود، أو تبعية كال الطرفين لقطب دولي

، تـؤدي إلـي ضـبط ) مستعمر سـابق ( النزاعات بين هذه األطراف وحرصها علي اللجوء إلي األدوات السلمية إلدارة تلـك

ولعل من أبـرز ).12( النزاعات وتسويتها األمثلة في هذا المقـام دول المجموعـة

كذلك عالقـات .الفرنسية في غرب أفريقيا مصر والسودان فـي عهـد الرئيـسين

وكــذلك عالقــات .الــسادات والنمــيري في عهـد الرئيـسين " داهومي" و" النيجر"

هامانيديوري رئيس األولـى والرئيـس ومن األمثلة أيضا الدالـة ".هيوبرت ماجا "

علي ذلك بمفهوم المخالفة العالقات بيـن غانا وساحل العاج فـي عهـد الرئيـس الغاني نكروما، وهوفييه بوانييه رئيـس ساحل العاج، حيث أدى سوء العالقات بين

رات حدوديـة بيـن ـالزعيمين إلى توت ).13(البلدين

وبعد التعرف علي كل مـن المـبررات

Page 5: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 29

القانونية والمبررات الفكريـة السياسـية للجوء إلي األدوات السلمية في تـسوية

فإنه يجدر القـول، إن هـذه . المنازعات -رغم مثاليتهـا ووجاهتهـا –المبررات

كانت في كثير من األحيان مجـرد سـتار لمعطيات الواقع االقتصادي واالجتماعـي والسياسي للـدول األفريقيـة بأبعادهـا

). داخليـة، إقليميـة، دوليـة ( المختلفة فاللجوء إلى خيار التسوية السلمية فـي كثير من الحاالت كان نتاج اإلخفاق فـي تسوية الصراع قسرا، أو الخـشية مـن التكلفة الباهظـة للخــيارات القـسرية

).14(البديلة صور الوساطة يف : ثانيا

إدارة وتسوية منازعات احلدودالوساطة هـي إحـدى صـور إدارة وتسوية النزاعات عن طريق طرف ثالث، والتي من بينها التوفيـق والتحقيـق و المساعي الحميدة، وتعتبر الوساطة أهـم وأبرز تلك الصور وأكثرها شيوعا علـي

) .15(الساحة األفريقيةويشير مفهوم الوساطة إلي قيام جهـة دولية معينة بمحاولة التقريب بين أطراف النزاع ليس عن طريق جمعهم علي مائدة المفاوضات فقط كما هـو الـشأن فـي المساعي الحميدة،وإنما بطرح مقترحـات توفيقية محايدة يكون من شأنها المساهمة في التوصل إلي حل وسط مقبـول مـن األطراف المتنازعة؛ عبر تقليص فجـوة عدم الثقة ومخاطر االتصال المباشر مـن خالل ضامن وكفيل خـارجي، وبالتالـي يصبح الوسيط هو معامل الثقة والضمان

).16(لكال الطرفين

وتأخذ الوساطة في التطبيـق العملـي " صورتين أساسـيتين همـا الوسـاطة :

وقــد " الوســاطة الجماعيــة "و" الفرديـة مورست الوساطة بنوعيها فيمـا يتـصل بالمنازعــات األفريقيــة بــصفة عامــة

.ومنازعات الحدود بصفة خاصة : الوساطة الفردية -أ

يقصد بالوساطة الفردية قيـام دولـة -في الغالـب -واحدة ممثلة في حاكمها

بالتوسط بين األطراف المتنازعة وطـرح وتتفـق . مقترحات لحل وتسوية الـنزاع

الدراسات علي أن المنازعات األفريقية لم تفتقر إلي الوساطة أو الوسـطاء؛ حيـث تسابق قادة ورؤساء الدول األفريقية فـي القيام بالوساطة لتسوية النزاعات التـي نشبت بين جيرانهم أو أصـدقائهم مـن الدول األفريقية األخرى؛ األمر الذي أدى في بعض األحيان إلي تـضارب الجهـود وتعارض وتزاحم المقترحات المطروحـة

).17(لتسوية النزاعوتجدر اإلشارة، إلي أن الوساطة فـي أفريقيا مسألة شخصية، يتوالها رؤسـاء الدول األفريقية مع نظرائهم فـي الـدول

وغالبا ال يـسمح أن تتـم علـي . المعنيةمسـتويات أقـــل مـن الرؤســـاء

).18(والقادة وهناك أمثلة عديدة علـي الوسـاطة

الفردية في القارة بشأن نزاعات الحـدود من ذلك؛ أن اللحظات التي تـم التوصـل فيها التفاق بين الجزائر والمغرب بـشأن النزاع الحدودي بينهمـا كانـت نتــاج وســاطة إما طــرف ثالث أو منظمة

وذلك بصرف النظر عن تجدد ). 19( دولية

Page 6: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 30

النزاع في مراحل تاليـة لكـل اتفـاق، فالحرب التي دارت بين الجـانبين عـام

تم وقفها عبر مساعي كـل مـن 1963ــت ــك الوق ــي ذل ــا ف ــاكم أثيوبي ح

ورئيـس دولـة " اإلمبراطورهيالسالسي" ؛ " موديبوكيتـا " مالي في ذلك الوقت أيضاً

كما أن اتفاقية الحدود التي وقعـت بيـن 1972عـام ) الجزائر-المغرب( البلدين

جاءت تتويجا لجهود ووساطة الرئيـس التونسي السابق الحبيب بورقيبه ومنظمة

أما االتفـاق . 1968الوحدة األفريقية عام علي مسألة الصحراء الغربية بين الجانب الجزائري والمغربي فقد جاء نتاج وساطة سعودية ممثلة في الملك فهد بـن عبـد العزيز والقمة الثالثية التي عقدت سـنة

بين ملك المغرب ورئيس الجزائر 1987 ).20(إضــافة إلي العاهــل السعودي

ومن األمثلة كذلك النزاع الحدودي بين فولتـا العليـا ( دولتي مالي وبوركينافاسو

والذي شهد وساطة العديد مـن ) حينذاكالدول الناطقة بالفرنسية ال سيما توجـو

1974عـام " اياديمـا " برئاسة الرئيس إضافة إلـي وسـاطة منظمـة الوحـدة

وقد نجحت جهـود 1975األفريقية عام إلي اتفاق الطرفين " الوساطة في التوصل

المتنازعين علي وقـف إطـالق النـار ، ونظرا لعدم التوصل إلي تسوية " 1975

نهائية للنزاع تجددت جهـود الوسـاطة حيث قامت كال من ليبيا والجزائر 1985

بالوساطة، إال أن جهودهما قد أخفقت في التقريب بين الطرفين، وأعقب ذلك جهود وساطة أخرى من جانب كال من الـسنغال وســاحل العــاج فــي إطــار الجماعــة

االقتصادية لدول غرب أفريقيـا الناطقـة بالفرنسية، وهي الوساطة التي نجحت في الوصول بالطرفين إلـي االتفـاق علـي عرض نزاعهما بشأن الحدود علي محكمة

).21(العدل الدوليةوعلي صعيد ثالث مورست الوسـاطة في القرن األفريقي طوال أمـد الـصراع الممتد بين الـدول الرئيـسية بالمنطقـة

وهو الصراع ) كينيا -إثيوبيا –الصومال ( الذي تشابكت فيه النزاعـات الحدوديـة والطموحات القومية والشخـصية لـدول وزعماء المنطقة مع اعتبـارات محليـة

–أي الصراع –وإقليمية ودولية وأسفر في النهاية عن تقويض أسس دولتين من

-الصومال( الدول الثالث المذكورة وهما في مطلع التسعينيات من القـرن ) إثيوبيا

فقد تدخل الـرئيس الـسوداني . العشرينفـي الحـرب " إبـراهيم عبـود " األسبق

الحدودية بين الصومال وإثيوبيا في الفترة بهدف وقف إطالق النار 1963-1964

بين الجانبين، هو ما حاوله أيضاً الرئيس في الحـرب " جوليوس نيريري " التنزاني

الوحيدة التي دارت بين الصومال وكينيـا ، وهي المحاولة التي فـشلت 1965عام

في التوصل إلي تسوية مقبولة من طرفي وقد تلي ذلك قيام الرئيس الزامبي . النزاع

بالتوسط من جديـد " كينث كاوندا " األسبق في النزاع الصومالي اإلثيوبي في الفـترة

وهي الوساطة التي 1968- 1967من أسفرت عن إجراء محادثات مباشرة بيـن أطراف النزاع للخروج من حالة الجمود

إال أنه علي الرغم من . التي شابت النزاع ذلك، ومع تمسك كل طرف بموقفه وصلت

Page 7: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 31

المحادثات إلي طريق مسدود وتلى ذلـك " أوجادين" غزو الصومال واحتاللها إلقليم

المـــأهول بالـــصوماليين والتابـــع لتدخل عملية إدارة النزاعات نمط . إلثيوبيا

آخر من أنماط إدارة المنازعات وتسويتها وهو النمط القسري، على أنه مما تجـدر اإلشارة إليه أن جهود الوساطة قد تجددت بعد الجمـود الـذي أحدثتـه الحـروب الحدودية بين إثيوبيا والصومال فقامـت دولة جيبوتي بمبـادرة للوسـاطة بيـن الجانبين اإلثيوبي والصومالي واستطاعت التقريب بين وجهتي نظرهما إال أن أمـد ذاك النجاح لم يكن طويال، فسرعان مـا تداعت النظم الحاكمة فـي كـــل مـن

، وما أعقب ذلك ) 22( إثيوبيا والصـومال وانـشغال ) الـصومال ( من تفتت إحداهما

األخرى بإصالح أوضاعها الداخلية علـي نحو أخمد النزاع الحدودي بين الجانبيـن

.إلي حينومن ناحية رابعة شهد النزاع التنزاني

وساطة ليبيـة بهـدف 1979األوغندي احتواء الحرب الحدودية التي نشبت بيـن الجانبين، وهي الوسـاطة الـتي كانـت موضع حذر وترقب من جانب تنزانيا في ظل العالقة الخاصة التي كانت تربط ليبيا بالنظام الحاكم في أوغندا بزعامة عيـدي

).23(أمينوالمثال الخامس للوساطة الفردية في المنازعات الحدودية هو وساطة كل مـن

في النزاع الحدودي بيـن " ومصر" توجو" الكــاميرون ونيجيريــا بــشأن الحــدود المشتركة بينهما والنـاجم عـن خـالف أضيق نطاقا يتعلق بتبعية إحدى الجـزر

الواقعة في المياه اإلقليميـة المـشتركة فقـد " باكاسـي " للدولتين وهي جزيـرة

ممثلة في رئيـسها " توجو" سارعت دولة بعرض وساطتها وقـام األخيـر " اياديما"

بزيارة سريعة في محاولة لتقريب وجهات النظر وأسفرت المساعي التوجولية فـي النهاية عن عقد لقاء قمة بيـن الرئيـس

والرئيس النيجـيري " بولبيا" الكاميروني وذلك علي هامش مؤتمر " ساني أبا تشي "

يونيـو 13القمة األفريقي فـي تـونس ، ومن ناحيتها، تابعـت مـصر 1994

تطورات الموقف بين نيجيريا والكاميرون حول نزاع الحدود حيث تزامن النزاع مع بدء رئاسة مصر لمنظمة الوحدة األفريقية وقد سعت مـصر إلـي الوسـاطة بيـن الجانبين من خالل اللقاءات الثنائية علـي

كما تم 1994 في تونس 30هامش القمة الترتيب لعقد لقاء قمة ثالثيـة يحـضرها طرفا النزاع إضافة إلي الرئيس المصري، وهو االجتماع الذي لم يقدر له الحـدوث

).24(لعدم حضـور رئيس الكاميرون ):المؤسسية(الوساطة الجماعية -ب

الوساطة الجماعية هي تلك التي تقـوم بها أكثر من دولة وفي غالب األحيان يتم هذا النوع من الوساطة في إطار منظمـة دولية، وتعتبر منظمة الوحدة األفريقيـة هي الهيئة المؤسسية الجماعية الرئيسية المختصة بإدارة المنازعـات األفريقيـة وتسويتها بموجب المواثيـق الرسـمية، وذلك علي الرغم من أنه كثيراً ما تعاونها في ذلك جهود المنظمات الفرعية األضيق نطاقا كالجماعة االقتصادية لدول غـرب ــصاراً ــة اختـ ــا المعروفـ أفريقيـ

Page 8: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 32

علـي سـبيل - Ecowas" األيكواس"ـ بفالمنظمة األخيرة وأمثالها مـن –المثال

المنظمات الفرعية األخرى وإن لم تكـن تهدف باألساس إلي تسوية المنازعات إال أنها تتيح آلية يمكن من خاللهـا أو فـي إطارها التقاء األطراف المتنازعـة علـي هامش أعمال المنظمة والتفـاهم بـشأن

).25(تسوية الصراعوتتم الوساطة الجماعيـة فـي إطـار منظمة الوحدة األفريقية واالتحاد األفريقي

األول هو وسـاطة اللجـان :بأحد شكلين واألجهزة المختصة بالتعامل مع النزاعات والمنصوص عليها في ميثاق المنظمـة، والشكل الثاني هو الوساطة عن طريـق لجان خاصة يتم إنشاؤها خصيـصا عنـد

.نشوب النزاعوالمثال الواضح علي النوع األول هـو لجنة الوساطة والتحكيم والتي نص ميثاق

علــي 19المنظمــة بمقتــضي المــادة فبالرغم من الفلسفة المثالية التي . إنشائها

–كانت خلف إنشاء هذه اللجنة، إال أنها لم تحقـق أي نجـاح فـي -أي اللجنة

استمالة الدول األفريقيـة وحثهـا علـي فلم يعرض . عرض منازعاتها علي اللجنة

أي نزاع من أي نوع علي تلك اللجنة منذ أي بعد ست – 1970قيامها الفعلي عام

وحتـى –سنوات مـن قـرار إنـشائها منتــصف التســــعينيات مــن القــرن

ويرجع البعض ذلك بصفة ). 26( العشرينأساسية إلي تعـارض وظيفـة اللجنـة المذكورة مع السمة التي تبلورت سـريعا علي الساحة األفريقيـة والمتمثلـة فـي اختصاص رؤساء الدول األفريقية وقادتها

بمسائل الوساطة وتسوية النزاعات، وهي السمة التي عبرت عن نفسها في صـورة اللجان الخاصة الـتي تنـشئها منظمـة الوحدة األفريقية للوساطة في النزاعـات عند نشوبها وذلك مـن خـالل مؤتمـر رؤساء الدول والحكومات األفريقية وهي اللجان التي روعيـت فيهـا االعتبـارات والعوامل اللغوية واإلقليميـة الفرعيـة،

، ) الثقافة والخبرة والتجربـة التاريخيـة ( إضافة إلي مراعاة مصالح المجموعـات والتكتالت األمر الذي جعل تلـك اللجـان أكثر قبوال وفعالية علي صعيد المنازعات

).27(األفريقية عامةوقد مارست اللجان الخاصة للوسـاطة ــات ــق بالنزاع ــا يتعل ــساعيها فيم م

حيث تدخلت عدة لجان خاصـة . الحدوديةللوساطة في النزاع الصومالي اإلثيوبـي منذ تفجـره فـي الـستينيات، وطـوال

، وكذلك قامت ) 28( السبعينيات وما بعدها المنظمة بجهود الوسـاطة فـي الـنزاع الجزائري المغربي في الستينيات، وأيضاً تدخلت المساعي الحميدة وجهود الوساطة من جانب منظمة الوحدة األفريقيـة فـي النزاعات المختلفة التي نشبت بين غانـا من ناحية وكل من النيجر وفولتا العليـا من ناحية أخرى ، حيث نجحـت لجنـة الوساطة المشكلة فـي إطـار منظمـة

م في الحصول 1965الوحدة األفريقية عام علي وعد من دولة غانا بعدم التدخل فـي شئون الدول المجاورة لها وقبول التسوية

وعلي صعيد آخر . السلمية للمنازعات معها شهدت الحرب األهليـة التـشادية ومـا صاحبها من نزاعات حدودية إقليمية بين

Page 9: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 33

تشاد وليبيا بعض جهود الوساطة مـن قبل منظمة الوحدة األفريقية منذ منتصف السبعينيات وحتى مطلع التسعينيات مـن

).29(القرن العشرينومن ناحية أخرى، تضطلع المنظمـات الدولية واإلقليمية بدور آخر فـي إطـار إدارة المنازعات لتسويتها سلميا، يتمثـل في توفير اإلطار أو الغطاء لقيام اتصاالت مباشرة أو غير مباشرة بيـن األطـراف المتنازعة من خالل االجتماعات الدوريـة

والتي قد يتم خاللها تناول . لتلك المنظمات النزاعات المطروحة وتشكيل اللجان التي تتولى الوساطة فضال عن طرح األسـس والمبادئ التي يتم حـل الـنزاع علـي

.أساسها العوامل احلاكمة والفعالية: ثالثا

تشير خبرة إدارة المنازعات وتسويتها بين الـدول األفريقيـة بـصفة عامـة والمنازعات الحدودية بصفة خاصة إلـي أن الوساطة قد وجـدت لهـا تطبيقـات عديدة؛ إال أن اعتبارات كثيرة تحكمت في الرغبة في اللجوء إليهـا، وفـي درجـة فعاليتها في إدارة المنازعـات الحدوديـة

عوامل تتعلق : األفريقية يمكن إجمالها في بمحل النزاع وأمـده، وعوامـل تتعلـق بأطراف النزاع وعالقاتهم، وأخيراً عوامل تتعلق بطبيعة وسـمات الطـرف الثالـث

.ودوره) الوسيط(العوامل المتعلقـة بمحـل الـنزاع ) 1(

:الحدودي وأمده إن أحد أهم العوامل الحاكمة في اختيار أدوات تسوية النزاع هو مدى حيوية محل النزاع بالنسبة للدول المتنازعـة، حيـث

تشير أغلب الدراسات إلي أنه كلما زادت درجة حيوية وأهمية اإلقليم محل الـنزاع بالنسبة ألطرافه كلمـا تراجعـت قـدرة الوساطة علي التوصل إلي حل حاسـم له

، ويرتبط بذلك الطبيعة االستعراضية ) 30( لبعض النزاعات الحدودية فـي أفريقيـا وأبعادها الوظيفية، والمتمثلة في استخدام هذه النزاعات لتحقيق أغراض ومـصالح

تحقيـق تماسـك وطنـي ( أخرى وطنية ، )طموحات زعامـة ( ، أو شخصية ) داخلي

تخلـص مـن ( أو منـاورات انتخابيـة، ، علي نحو ما تشهد خبرة كـل ) معارضين

من الصومال، المغرب، ليبيـا، نيجيريـا والتي تضمنت كل منها بدرجـة مختلفـة ومتفاوتة ادعاءات ومطالب فـي إقليـم وأراضي دول مجاورة، وهي االدعـاءات والمطالب التي قلصت من فعالية جهـود الوساطة وإمكانيات التوصل إلي تـسوية ألي من هذه النزاعات، خاصة فـي ظـل حقيقة أنه كثيراً ما يربط القادة والزعماء األفارقة بين أشخاصهم وبين النزاعـات علي نحو يجعلهم أحادي النظرة، ويعـوق قدرتهم علي االقتناع بالحلول الثنائيـة أو

).31(الجماعية المطروحةمن ناحية ثالثة يشير البعض إلي أنـه كلما طال أمد استخدام القـوة فـي إدارة النزاع كلما تقلصت فرص إدارته وتسويته عبر األدوات السلمية عامة والدبلوماسية

فسواء كان النزاع نتـاج عوامـل . خاصةموضوعية أو خالفات شخصية بين قـادة الدول المتنازعة، أو نتاج خالف ناجم عن مشاعر جماهيرية؛ فإنه إذا ما طال أمـده سرعان ما يسفر عن تراكمات عاطفيـة

Page 10: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 34

وثقافية، وسياسية عدائية، تعقد من مهمة المفاوضين والطرف الثالـث فـي إدارة

وهو ما يؤكـد أن ثمـة . وتسوية النزاع عالقة عكسية بين درجة مركزية وكثافـة النزاع وطول أمده من ناحية وبين فعالية

).32(األدوات السلميةالعوامل المتعلقة بـأطراف الـنزاع ) 2(

:وعالقاتهميقصد بالعوامـل المتعلقـة بـأطراف النزاع، طبيعة العالقات القائمة بين طرفي النزاع، وشبكة عالقات كل طرف إقليميـا ودوليا، وكذلك مدى الـشرعية الداخليـة

فالنزاعـات الحدوديـة . التي يتمتع بهـا األفريقية ارتبطت في معظم األحيان بسياق هيكلي أكبر للنزاع ممثال فـي مـشكالت داخلية يعاني منها هذا الطرف أو ذاك من أطراف النزاع، أو اختـالف التوجهـات السياسية لألطراف المتنازعة، أو تعارض في شبكة العالقات الخارجيـة اإلقليميـة والدولية؛ علي نحو مـا تكـشفه خـبرة النزاعات الحدودية واإلقليمية في القـرن

حتى أنه يصعب . األفريقي، وغرب أفريقيا القول بوجود منازعات ثنائية على الساحة األفريقية ؛ نظرا ألنها سرعان ما تـضم

.أطرافا داخل القارة وخارجهاويستنتج البعض من تلك السمة سالفة

الذكر إمكانية تفعيل دور الوساطة، خاصة من جانب تلك القوى الخارجية ذات النفوذ على أطراف النزاع،إال أن ذلك الرأي وإن صح في جانب منه إال أنه ال يصح علـي إطالقه، ذلك أن حصر الخالف بين أطرافه

مـن الناحيـة –داخل القـارة يـسهل إمكانية التوصل إلـي تـسوية، -النظرية

بعكس الحال في حـال اتـساعه ليـشمل أطرافا إقليمية ودولية أخرى، األمر الذي يؤدي إلي خروج النزاع الثنائي األفريقي إلي إطار أكبر وربما أعقد مـن الخـالف األصلي؛ بحيث يصبح األخير مجرد أداة لنزاع أكبر بين قوى إقليمية أو دولية أو هما معا؛ وهو األمر الذي يجسده بجـالء

األثيوبي فـي -كل من النزاع الصومالي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي

، والذي شهد تدخالت إقليمية مـن ) 33( جانب كل من مصر وليبيا واليمن، وأخرى دوليـة كالواليـات المتحـدة األمريكيــة

وكوبا وكذلك -حينئذ-واالتحاد السوفيتي الليبـي -الحال في حالة النزاع التشادي –فرنـسا –في ظل تدخل كل من مـصر

الواليات المتحدة؛ وارتباط تلك النزاعـات بصراعات الحرب الباردة وما بعدها بيـن المعسكرين الشرقي والغربي ووكالئهمـا بالمنطقة؛ األمر الذي عقّد في جانب منـه دور الوساطة وزاد من أعبـاء الوسـيط لحاجته ليس فقط للتوفيق بين األطـراف األصلية للنزاع، بل ومحاولـة الحـصول علي موافقة أو علي األقل حيـاد القـوى األخرى الفاعلة علي صعيد النزاع، والتي غالبا ما يكـون تـدخلها مـن منطلـق مصلحتها الخاصة بصرف النظـر عـن مصــالح األطــراف األصـلية فـي

).34(النزاعويرتبط بما سبق، عامل آخـر تؤكـد الدراسات علي أهميته في تحديد فعاليـة األدوات السلمية بصفة عامة، ويتمثل ذلك العامل في التوزيع النسبي للقـوة بيـن أطراف النزاع ؛ حيـث تـشير الخـبرة

Page 11: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 35

–األفريقية إلي أن إدراك توازن القـوة هو الشرط –وليس التوازن الفعلي وحده

الالزم توافره لنجاح الوساطة أو غيرهـا من األدوات السلمية، حيث تشير خـبرة المنازعات التي أسفرت عـن اسـتخدام أدوات قسرية إلي أن شعور أحد أطـراف النزاع باختالل توازن القوة لصالحه يؤدي إلي محاولة ذلك الطرف استخدام األدوات

فالخبرة ).35(القسرية بغرض حسم النزاع التاريخية تشير إلي أن لجوء الـصومال

م جـاء 1977إلي األدوات القسرية عام في جانـب منـه نتـاج إدراك النظـام الصومالي للصعوبات الداخلية واإلقليميـة للنظام اإلثيوبي بعد االنقالب الذي أطـاح

م 1974باإلمبراطور هيالسالسي عـام وهو ما يمكن قوله كـذلك بـشأن إقـدام المغرب علي محاولـة االسـتيالء علـي المنطقة الحدودية المتنازع عليهـا مـع

م إدراكا منها النشغال 1963الجزائر عام الحكومة الجزائرية بترتيبـات مـا بعـد

م 1962االستقالل عـن فرنـسا عـام والضعف النسبي للجزائر مقارنة بالمغرب في ذلك الحين، وبالمثـل فيمـا يتـصل بالصراعات الحدودية اإلريترية مع اليمن حول جزر حنيش، ومع إثيوبيا حول إقليم بادمي، حيث يرى البعض أن أحد عوامل لجوء إريتريا إلى الخيار القسري بداية في إدارة النزاع، هو االعتقاد بـأن مـيزان القــوى النســــــبي فــي المنطقــة

ويؤكد ذلـك أن اللحظـات ). 36( لصالحهاالتي أمكن فيها التوصـل إلـي اتفاقـات إلنهاء أو وقف القتـال بيـن األطـراف المذكورة آنفا هي اللحظات التي أدركـت

فيها األطراف المتصارعة خطأ حـساباتها وشعور كل منها بعدم قدرتها علي حـسم النزاع عبر األدوات القـسرية وبالتالـي حاجتها إلي تدخل طرف ثالث إلخراجهـا من مأزق عدم القدرة علي الحسم، ويمثل إدراك المــأزق بــدوره أحــد الــشروط األساسية لنجاح دور الطرف الثالث كأداة

).37(إلدارة المنازعات وتسويتها سلمياوعلى ذات الـصعيد تـشير بعـض

إلـي أن –كما سلف الذكر –الدراسات التقارب األيديولوجي وتماثل أنظمة الحكم يمثل عامالً حاكما في اللجوء إلى التسوية

كمـا سـبق –إال أنه . السلمية للمنازعات تؤكد الخبرة األفريقيـة أن –البيان أيضاً

هذا العامل لم يكن عنصرا فـاعال علـي صعيد الساحة األفريقيـة وإنمـا لعبـت توازنات القوى اإلقليميـة واالرتباطـات الخارجية الدور األكثر فعالية فـي هـذا المقام، ولعل في طبيعة العالقة بين الدول الخاضعة للنفوذ الفرنسي في غرب القارة، وندرة الصراعات المسلحة بينها ما يشير

).38(إلى صحة ذلك العوامل المرتبطة بـالطرف الثالـث ) 3(

): 39(ودوره ) الوسيط(على الرغم من مزايا الوسـاطة التـي تتمثل في تجاوزهـا مـرارات أطـراف الصراع المتبادلة، وسعيها إلقامة جسور ثقة بين الطرفين المتنازعين، عالوة على دورها الحيوي في ضمان تنفيذ مـا يتـم

، فإن أحد أهـم عناصـر .. االتفاق عليه ضعفها على نحو ما سيرد البيـان هـو افتقار الوسيط في كثـير مـن األحيـان لمفاتيح التسوية التي يمتلكها المفاوض أو

Page 12: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 36

المحكم والقاضي، فالوسيط ال يمتلك حـق الـذي -تقديم تنازالت أو قبول عروض

يملكه كل مفاوض عن طرف من أطـراف النزاع، كما إنـه ال يملـك الـصالحيات بإصدار قرار ملزم على نحو مـا يملـك القاضي والمحكم حال اللجوء إلى الوسائل

.القضائية في تسوية النزاعولما كانت عملية تدخل الطرف الثالـث

في جوهرها عمليـة تطوعيـة ) الوسيط( باألساس فإن ذلك بالضرورة يتطلب توافر متطلبات أساسية في هذا الطرف، ولعـل أبرز تلك المتطلبات هي توفر عنصر الثقة فيه من جانب أطراف النزاع، فالوسـيط

إن لـم –علي سـبيل المثـال يـصعب قيامه بدوره إذا فقد عنصر الثقة -يستحل

من جانب أحد أو كل أطراف النزاع ولعل ذلك ما يفسر جزئيا فـشل تنزانيـا فـي

الكينـي -وساطتها في النزاع الصومالي أي تنزانيا – في ظل خالفاتها 1965عام

مع كينيا وبالتالي فقدانها عنصر الثقـة – ) 40(من جانب الطرف الكيني

لقبول دور الطرف الثالـث ووسـاطته فإنه يتعين أن يتمتع بالحياد والموضوعية من وجهة نظر أطراف النزاع، وفي هـذا الصدد يمكن اإلشارة إلي توجس ورفـض

كل –كل من المملكة المغربية والصومال وسـاطة منظمـة الوحـدة –علي حدة

األفريقية ومـساعيها لحـل النزاعـات الحدودية واإلقليمية لكل من الدولتين في ظل شعور هاتين الـدولتين بعـدم حيـاد المنظمة في ظل موقفها المبدئي من قضية الحدود المورثة عند االستقالل من ناحية، وكذلك لموقفها من جمهورية الـصحراء

الديمقراطيــة، وقبولهــا كعضـــو فــي ).41(المنظمة

والواقع أن شرطي الثقة والموضوعية ليسا قاصرين فقـط علـي دور الطـرف الثالث أو الوسيط ؛ حيث تشير الدراسات

مـن –إلي أن انتفاء هذين العنـصرين بـصدد –وجهة نظرة الدول األفريقيـة

محكمة العدل الدولية أدى إلي إحجام هذه الدول عن عرض منازعاتها عليها لفترة، وذلك بسبب الحكم الصادر مـن محكمـة العدل الدولية بشأن إقليم جنـوب غـرب

، وهو ما يمكن قولـه 1966أفريقيا عام كذلك بشأن لجنـة الوسـاطة والتوفيـق والتحكيم التابعة لمنظمة الوحدة األفريقية التي لم تستطع أن تكـسب ثقـة الـدول األفريقية لعرض منازعاتها علـي تلـك اللجنة في ظل حقيقة تشكلها من قـضاة ومــوظفين وإدارييــن مقارنــة بلجــان الوساطة الخاصة التي تتشكل غالبا مـن

).42(رؤساء سابقين أو حاليينمن ناحية أخري يشترط لنجاح الطرف الثالث في تأدية دوره امتالكـه مـصادر تأثير علي أطراف النزاع سواء تمثلت تلك المصادر في ثروات مادية أو تأثير دينـي ــات أو ــوي، أو مــصادر للمعلوم ومعنالبيانات، وفي هذا اإلطار يمكن اإلشـارة إلي أن أهمية توافر الثروة المادية كسمة للوسيط تتزايد في الحاالت التي يتطلـب تدخل الطرف الثالث تحمله بعض األعباء المادية الستمالة هذا الطرف أو ذاك لقبول تسوية الـنزاع أو لـضمان قيـام أحـد األطراف بتنفيذ التزاماته الناجمـة عـن

).43(االتفاق

Page 13: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 37

ويذكر أن نجاح الملك السعودي فهد بن عبد العزيز في الوساطة بيـن الجزائـر

والتوصل إلي اتفاق 1987والمغرب عام بشأن قضية الصحراء الغربية آنذاك، يعود في جانب منه إلي أن الـسعودية كانـت بمثابة الممول للمملكة المغربية والممول المحتمل للجزائر في هذه الحقبة؛ ولذا فإن العوامل المادية قد لعبت دورها في نجاح

).44(الوساطة السعودية في هذا النزاعوأخيرا يمكن اإلشارة، إلي أن نجـاح الطرف الثالث إنما يعتمد في أحد جوانبـه أيضاً علي درجة درايته بأبعـاد الـنزاع وكذلك بمواقف األطراف المتنازعة مـن جوانبه المختلفة، عالوة علـي خبرتـه وحنكته في إدارة مثل تلـك المنازعـات وقدرته علي التنسيق مـع غـيره مـن الوسطاء اآلخرين واتخاذ موقف موحـد

فتمـادي مؤتمـرات قمـة ). 45( وحاسمرؤساء الدول والحكومات األفريقية فـي الحرص علي الموائمـة بيـن مواقـف األطراف، والحرص على عـدم مـضايقة رؤساء دول آخرين، حال في كثـير مـن األحيان دون اتخاذ مواقف حاسمة بـشأن

ولعل ما يدلل علـي . المنازعات األفريقية ذلك، أن اجتماع رؤساء دول وحكومـات

قـد تجنـب 1989الدول األفريقية عام مناقشة الـنزاع الحـاد بيـن الـسنغال

كما . وموريتانيا والذي نشب في ذلك العام أن االجتماعات السابقة عليـه بآلياتهـا وأدواتها المختلفة عجزت عـن التعامـل بفاعلية مع نزاعات كـل مـن تـشاد و

وفي المقابل، فإن تنازع . الصحراء الغربية وجهات النظر داخـل منظمـة الوحـدة

األفريقية ومحاولـة البعـض اسـتغالل المنظمة كغطاء قانوني لتنفيذ أغراضـه، أدى في كثير من األحيان إلي فشل جهود المنظمة في إدارة المنازعات وتـسويتها فضالً عن امتناع األطراف عن التعـاون

على نحو ما تشير خـبرة تعـارض . معهاممارسات الدول األفريقية األعضاء فـي منظمة الوحدة األفريقية مع جهود لجنـة الحكماء التي أسندت إليها المنظمة مهمة تسوية مشكلة الصحراء الغربية، األمـر الذي أفقد المنظمة حيادها من وجهة نظر المملكة المغربية وأضـعف مـن قـدرة المنظمة على القيام بدور الوسيط في تلك

).46(المشكلةوقد أدى افتقار الوساطة في كثير مـن حاالت نزاعات الحدود لمتطلبات وشروط الفعالية إلي بروز ظاهرة مميزة لمـسار تلك األدوات وآثارها تمثلت في أن نجـاح تلك األدوات في التوصل إلى إبرام اتفاقات بشأن إدارة نزاع حدودي ما وتسويته لـم يكن يصاحبه في معظم األحيـان نجـاح مماثل في تنفيذ ما يتفق عليه من بنـود وشروط، األمر الذي يفسر تجدد العديـد من النزاعات الحدودية بعد االتفاق علـي إطار لتسويتها، مثال ذلك تجـدد الـنزاع

ــوام ــي أع ــري المغرب ، 1963الجزائ – وكــذلك الــنزاع الكــاميروني 1972

رغم توقيع اتفاق عـام 1993النيجري بين البلدين بهدف تسوية الـنزاع 1975

، " باكاسـي " و" ارشـييونج " حول منطقـتي اإلريتري حول بادمـي -والنزاع اإلثيوبي

.في التسعينيات من القرن العشرينوعالوة على ما سبق، فإنه ممـا قلـل

Page 14: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 38

فعالية الوساطة أو األدوات الدبلوماسـية بصفة عامة علي صعيد الساحة األفريقية كــثرة وتعــدد الوســاطات والمبــادرات الدبلوماسية؛ علي نحو أدي فـي بعـض األحيان إلي تضاربها من ناحيـة وإلـي تمادي أطراف النزاع في التشدد والتمسك بمواقفهم انتظارا لطـرح أفـضل عبـر وساطات أخرى، ولعله مما تجدر اإلشارة إليه هنا أن لجنـة الوسـاطة والتوفيـق والتحكيم التي قامت فـي كنـف منظمـة الوحدة األفريقية، برغم كافة ما وجه إليها من انتقادات ورغم إخفاقها واقعيـا فـي القيام بدورها، كانت بمثابة محاولة للتغلب علي ذلك العيب الجوهـري للوسـاطات

).47(والمتمثل في ضعف التنسيق بينها

خــامتة في ضوء ما سلف ذكره يمكن القول إن الوساطة بشقيها وإن كانت قد مورسـت بدرجة ملحوظة علي صـعيد المنازعـات الحدودية علي الساحة األفريقيـة إال أن نصيبها من النجاح ظل محدودا، في ضوء افتقار دول القارة للعديد مـن الـشروط ــاح ــة لنج ــة الالزم ــل الحاكم والعوامالمفاوضات والوساطة، ولذا فإنه من بين األدوار الثالثة المفترضة لعملية الوساطة؛ والمتمثلة في االتـصال والوصـل بيـن أطراف النزاع، وصياغة وطـرح بنـود للتفاهم حولها، واالشتراك المباشـر فـي تحمل أعباء النزاعات، نجـد أن الـدول األفريقية في قيامها بالوساطة اقتـصرت علي الدورين األول والثـاني فقـط دون

.الدور الثالث

فالدول األفريقيـة وإن نجحـت عبـر الوساطة في التوصل إلي عقـد اتفاقـات بشأن تسوية النزاع، إال أنها كانـت أقـل نجاحا في القدرة علي الحفاظ علي تلـك االتفاقات وتنفيذها، بعبارة أخـرى فـإن

إن –في معظم الحاالت –فعالية الوساطة لم يكن فيها جميعا، انحصرت في تقديـم إطار إلدارة النزاعات الحدودية اسـتطاع حفظ النزاع عند مـستويات منخفـضة، لكنها لم تستطع الوصـول إلـي تـسوية

.نهائية لهذه النزاعاتوهو أمر يجد تفسيره في عجز قدرات

معظــم الــدول األفريقيــة عــن تحمــل مسئوليات وتبعات ذلك الدور بما يعنيـه من تقديم إغراءات ماديـة لألطـراف أو تعويضات للطرف المتضرر مـن بنـود التسوية المقترحة بهدف التوصـل إلـي

.التسويةحاصل ما تقدم أن األدوات الدبلوماسية ممثلة فـي مـساعدة الطـرف الثالـث

لم تكـن فاعلـة فـي إدارة ) الوساطة( وتسوية المنازعـات األفريقيـة عامـة والمنازعات الحدودية بصفة خاصة فـي ظل السمات والخصائص الممـيزة لهـذه المنازعات، ولعل ذلك ما دفع إلي المطالبة بإنشاء آلية جديدة داخل المنظمـة تعمـل علي منع وإدارة وتسوية المنازعات فـي أفريقيا ومطالبة آخرون بإنشاء مجلـس حكماء من الرؤساء السابقين لدول القارة قادر علي العمل كوسطاء وصناع سـالم والتنسيق بين منظمة الوحـدة األفريقيـة ومنظمة األمم المتحدة، وهى المقترحـات التي وجدت لها صدى في إطـار أجهـزة

Page 15: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 39

االتحاد األفريقي، لكنها لم تجد فتيالً فـي فاعلية الوساطات األفريقية في ظل عوامل الضعف الهيكلية التي ما زالـت تـسيطر

-بصفة عامة –على وضع القارة ودولها والـتي يتطلـب . في المنظومة الدوليـة

عالجها إعادة النظر كليـة فـي الحـدود

القائمة وإحياء مشروعات التكامل القارية التي يمكن من خاللها التغلب على اآلثـار السلبية والنزاعات الناجمـة عـن تلـك

وهو أمر يتطلب قدراً أكـبر مـن . الحدوداإلرادة السياسية والتضحية من كل مـن

.قادة وشعوب القارة

Page 16: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 40

قائمة املراجع مؤتمر قضايا : قدم هذا البحث في كتاب -1

الحدود الذي نظمته إدارة سالح الحدود 2012بالمملكة العربية السعودية عام

.بمناسبة مرور مائة عام على نشأة السالحأورد الدكتور أحمد أبو الوفا، األهداف -2

المذكورة في المتن في إطار معالجته ألهداف أدوات التسوية القضائية، إال أنها تنسحب أيضاً على أدوات التسوية السلمية بصفة

:عامة، انظر Ahmed Abou El Wafa ( 1987) , Arbi-tration of International Land Bound-ary Disputes ( Second part ) , Revue Egyptiene de droit International ( Cairo : Egyptian Society of interna-tional Law , vol., 43 ), pp 146 : 153

3- Ibid., pp.149 - 151 تجدر اإلشارة إلى إنه ما ال يعتبر دافعا إلى -4

اللجوء إلي أداة ما من أدوات التسوية السلمية، قد يعتبر كافيا للجوء إلي أداة

وقد ذهبت محكمة العدل الدولية في .أخرى"أحد أحكامها إلى أنه ال يجوز المطالبة :

قانونا بتعديل الحدود استنادا إلي أن منطقة الحدود اكتسبت أهمية لم تكن معهودة، أو

، وكما "كان مشكوكا بها عند إنشاء الحدود هو معلوم فإن اكتساب تلك األهمية قد يكون دافعا إلي استخدام أدوات أخرى سلمية أو

Idem.غير سلمية لتحقيق ذلك التعديللم يخل التراث األفريقي السابق على قيام -5

منظمة الوحدة األفريقية من التأكيد على أهمية االمتناع عن استخدام القوة في إدارة العالقات بين الدول األفريقية حيث نص أول قرار صادر عن مؤتمر الدول األفريقية

عاصمة غانا " اكرا " المستقلة الذى عقد في على 1958 أبريل 22 – 15في الفترة من

ضرورة االمتناع عن أعمال العدوان أو التهديد بالعدوان أو استعمال القوة ضد السيادة اإلقليمية الكاملة أو االستقالل

، انظر .السياسي ألي دولة، ترجمة أحمد محمد )1966(كولين ليجوم

دليل سياسي : سليمان، الجامعة األفريقية الدار المصرية للتأليف و : موجز، القاهرة

، ص 9الترجمة سلسلة دراسات أفريقية رقم .306 ص 220 : 219ص

علي نحو ما نصت عليه المادة السابعة من -6اتفاقية التعاون والمالحة المبرمة بين دول حوض نهر النيجر والتي وقعت في عاصمة

حيث أكدت .1967/10/26في) نيامي(النيجر

هذه االتفاقية علي أن أي نزاع ينشب بين الدول المعنية بصدد تفسير أو تطبيق االتفاق يتم حله من خالل لجان حكومية مشتركة محددة في االتفاق، وفي حالة فشل هذا اإلجراء يتم اللجوء إلي التحكيم، بخاصة عن طريق لجنة الوساطة والتوفيق والتحكيم التابعة لمنظمة الوحدة األفريقية، أو التسوية القضائية عن طريق محكمة العدل الدولية

:أنظرEvan Luard,op.cit.,pp22:28. – Tiyan-janaMaluwa 1989 , “ the peaceful set-tlement of Disputes among African states , 1963 – 1983 : Some conceptual issues and practical trends “ in inter-national and comparative law quar-terly ( VOL.38 April ) , p 300

7-International court of justice(1994 ) , report of judgment , advisory opinion and orders case concerning the territo-rial dispute (Libyan Arab Jamahiriya/Chad ).judgment of 3February, p 9

8- Idem. حول جذور حركة الوحدة األفريقية و تطورها -9

: انظر ، 47: 9كولين ليجوم،مرجع سابق، ص ص

االتجاهات " ، ) 1975( حورية مجاهد . د، مجلة " االيديولوجية للوحدة األفريقية

معهد البحوث : الدراسات األفريقية القاهرة و الدراسات األفريقية، جامعة القاهرة، عدد

، المأمون بابا األمين 124: 87،ص ص 4: ، قضايا افريقية القاهرة )1993(كيتا

88:86مطبعة التقدم، الجزء االول، ص صتنازعت الحكومات األفريقية بعد االستقالل -10

وجهتا نظر مختلفتين بشأن فكرة الوحدة األفريقية والطريقة الصحيحة المؤدية إلى الوحدة، حيث ذهب فريق من الحكومات إلى ضرورة البناء من أسفل إلى أعلى بمعنى ترسيخ الروابط الثقافية و االجتماعية و االقتصادية عبر التطور التدريجي قبل الحديث عن اتحاد سياسي، و في المقابل

عبر خطابها الرسمي على أن " غانا " أكدتالدول األفريقية بمقدورها تكوين اتحاد

و هو " اتحاد الدول األفريقية " حقيقي باسم أحد المبادئ " غانا "االتحاد الذى جعلته

األساسية لدستورها حيث نصت فيه على استعدادها للتنازل عن سيادتها إذا كان ذلك

انظر .ضرورياً إلقامة دولة متحدة افريقيةTimothy M.Shaw , regional co- opera-tion …., op.cit., pp10 : 11

، ترجمة أحمد فؤاد بلبع، 1966جاك ووديس

Page 17: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 41

الدار : أفريقيا على طريق المستقبل، القاهرة القومية للطباعة و النشر، سلسلة من الشرق

158: ، اكتوبر، ص 188و الغرب، عدد : 170ص ص و انظر كذلك كولين 171

: 58ليجوم، مرجع سابق،،ص ص 59 ، .76 : 71ص ص

و لمزيد حول .53المرجع السابق، ص -11مواقف الدول األفريقية من فكرة الوحدة عند

: انظر : اإلعداد لقيام منظمة قارية ، منظمة الوحدة ) 1964( بطرس غالى

مكتبة االنجلو : األفريقية القاهرة : 72المصرية،،ص ص المأمون بابا .78

جاك .96األمين كيتا، مرجع سابق، ص .155ووديس، مرجع سابق، ص

12- Alex Mintz and NehemiaGeva, 1993 ,

“ why Don’t Democracies Fight each other ? , in Journal of Conflict Reso-lution (vol 37, No.3, September ), pp 484 : 490 pp 500 : 501. Gregory A.Raymond (1994), “ De-mocracies , Disputes , and third – international ,” in Journal of Con-flictResolution ( vol ,38 No.1 March), pp 26 : 30. Arie M.Kacawicz (1994), “ the prob-lem of peaceful territorial change , “ in international studies Quarterly(vol 38, No 1,) , pp :228:229,235 : 236

.................راجع حول تلك الحاالت -1314- Jeffrey Herbs (1990), “ war and the

State in Africa “ International Se-curity (vol.14 No 4, Spring ) , p 134 I.William Zartman(1967) , “ African as a Subordinate state System in international Relation , “ in interna-tional Organization ( Vol.xx1 No.1 Winter ) , p 560.

تناولت العديد من أدبيات القانون الدولي و -15العلوم السياسية دور الوساطة في تسوية المنازعات بصفة عامة و التفرقة بينه و بين ما يتداخل معه من مفاهيم انظر في

، ...أحمد الرشيدى، منازعات الحدود .د:ذلكعمر .د.229 - 228مرجع سابق، ص

: 112باخشب، مرجع سابق، ص ص 113.

Naomi Schwiesow , “ mediation “ in EvanLuard , op.cit., pp 141 : 166 James A.Wall , Jr.)1987(, “ Media-tion : An Analysis , Review , and pro-posed Research “ , in Journal of con-

flict Resolution ( vol.25 No.1 , March ) , pp 157 : 180. Naomi Schwiesow , op.cit., pp 141 : 166 - James A.Wall , jr.and Ann Lynn )1993(, “ Mediation A current Re-view , “ in Journal of conflict Resolu-tion, Vol.,.37 NO.1 , March , pp 160 :194. I.William Zartman(1995 ) , “ inter- African Negotiation “ , in John W.Harbeson and Donald Rothchild ( ed.,) Africa in World politics post-cold war challenges ( Oxford : west-view press, Second Edition ,) , p 238

16-Ibid., p.237, James A.Wall , jr.and Ann Lynn, op.cit., 160-165.

17-William Zartman , inter- African Negotiation., op.cit., pp 237- 238

محمد الحسينى .د: انظر فى هذا الشأن -18: 536مصليحى، مرجع سابق، ص ص

543. SaadiaTouval , the Boundary politics …, op.cit., p 256 : 262 I.William Zartman , international Relation in West Africa “.,op.cit., pp 88 : 89. TiyanjanaMaluwa ,op.cit.,p 309

كان النزاع الحدودي الذي شاب العالقة بين -19المغرب والجزائر بالتوتر محل مفاوضات مباشرة بين الجانبين منذ مطلع الستينيات ، حيث أجرى الملك الحسن الثاني مفاوضات مباشرة مع ممثلي حكومة الجزائر المؤقتة ،

1962إال أنه مع استقالل الجزائر عام تنصلت األخيرة من جانبها من تلك االتفاقات بشأن تسوية النزاع بدعوى أن هذه االتفاقيات غير ملزمة ونشبت الحرب بين

، وبعد عدة وساطات 1963الجانبين عام تم عقد لقاء بين الملك الحسن الثاني والرئيس الجزائري أحمد بن بيال في أبريل

وجددت حكومة الجزائر تعهداتها 1965السابقة، إال أنه مع اإلطاحة بحكومة أحمد بن بيال عاد النزاع ليطفو علي السطح من

كان 1965جديد خاصة وإن اتفاق أبريل من األسباب المعلنة لإلطاحة بالحكومة السابقة في الجزائر ومرة أخرى تم الترتيب لقمة ثنائية بين كل من الملك الحسن ملك المغرب والرئيس هوراي بومدين الحاكم الجديد للجزائر ، وقد تم عبر هذه القمة التي عقدت في مطلع السبعينيات التوصل إلي اتفاقية مشتركة بشأن الحدود سنة

Page 18: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 42

إال أن تفجر الخالفات بين البلدين 1971 بشأن الصحراء الغربية أطاح 1972عام

بكافة فرص إجراء مفاوضات ثنائية جادة وأدى موت الرئيس هواري بومدين .وفاعلة

إلي فشل محاوالت إعادة المفاوضات بين الجانبين، وتأجلت القمة الثنائية التي كان

1978مقررا لها االنعقاد في نهاية عام وقد توقع الملك الحسن .إلي أجل غير مسمى

مرونة أكثر من جانب الحاكم الجديد للجزائر إال أن ذلك ) الرئيس الشاذلي بن جديد (

التوقع لم يصادف نجاحا في الواقع؛ حيث الشاذلي بن "أدت رغبة الرئيس الجزائري

في توطيد مركزه داخليا إلي اتجاهه " جديدنحو التشدد بشأن قضايا السياسة الخارجية ال سيما فيما يتعلق بذلك النزاع

وقد تتطلب األمر خمس سنوات .الحدوديمن جمود الموقف قبل إجراء قمة ثنائية بين ملك المغرب ورئيس الجزائر عام

ورغم اآلمال والتوقعات التي أحاطت .1983هذه القمة وعلقت عليها وعلي ما أسفرت عنه من اتفاقات إال أنه سرعان ما تبدي فشل المفاوضات بصورة سريعة وتبادل الطرفان االتهامات بالخيانة وفي مايو

عقدت قمة أخرى بمساندة ودعم 1987الملك فهد بن عبد العزيز ملك السعودية واتبع ذلك عقد لقاء قمة أخر في عام

، وتلته أخرى في مراكش في فبراير 1988 في إطار االحتفال بافتتاح االتحاد 1989

بالدخول في مفاوضات . المغار بي العربي :مباشرة بشأن الحدود المشتركة أنظر

I.William Zartman(1995),“inter- Af-rican Negotiation“op.cit.,pp235: 236. 20- I.William Zartman , “ inter Afri-can Negotiation “.,op.cit.p 238 , Henry W.Dengenhardt.,op.cit.pp 145: 146.TiyanajanaMaluwa, op. cit., p 309.

21- Gino J.Naldi (1987 ) , “ The case con-cerning the Frontier Dispute ( Burk-ina Faso/Republic of Mali): Utipos-sidetisin an African perspective“,in international and comparative Law,vol.,36.No.4,October,pp893: 894. Ewan W.Ander4son , An Atlas of world political Flashpoints, ( Lon-don : Printer Reference,1993) , p 155. Boutros Ghali , op.cit., p 71

: لمزيد من التفاصيل حول ذلك النزاع انظر -22، الخالف الصومالي 1970)السياسة الدولية

األثيوبي الكينى ملف وثائقي، السياسة

السيد .240، يناير، ص 19الدولية، عدد -233ذ، ص .س.محمد السيد عمر، م

محمد .جالل يحي، د .و انظر ايضاً د .236 .660 : 659ذ، ص ص .س.نصر مهنا، م

حورية مجاهد، مشكلة الحدود بين . د 42ذ، ص ص . س.الصومال و اثيوبيا، م

ذ، .س.محمد الحسينىمصليحى، م .، د .46: .560 : 543ص ص

I.William Zartman , inter – African Negotiation.., op.cit., p 239. SaadiaTouval , the Boundary poli-tics , op.cit., pp 240 : 245. Boutros BoutrosGhali, op.cit., pp 53 : 61.

23- TiyanjanaMaluwa, op.cit.p 309 انظر فى تاريخ النزاع و جهود الوساطة -24

:فيه A j a m u O l a w o l a O w o l a b i , o p . cit.42:44H.W.D and Alan J.Day , op.Ajamu Olay cit, pp 97 : 99.

أحمد على سالم . محمد عاشور، د . د -25، المنظمات الدولية في 2006محرران

معهد البحوث والدراسات : أفريقيا، القاهرة األفريقية،

26- I.William Zartman , inter – African Negotiation.., op.cit, p 240

نصت المادة الثانية عشر من ميثاق منظمة -الوحدة األفريقية على إنشاء لجنة الوساطة و التوفيق و التحكيم كما قررت المادة نفسها أن تشكيل اللجنة و تحديد شروط الخدمة فيها يتم بمقتضى بروتوكول يوافق عليه رؤساء الدول و الحكومات و يعتبر جزءاً ال يتجزأ من

و قد تم إعداد هذا البروتوكول في عام .الميثاق و تمت الموافقة عليه فى إطار مجلس 1964

رؤساء الدول و الحكومات االفريقية و المنعقد .في القاهرة في نفس العام

: انظر في نشأة اللجنة و هياكلها األولى -محمد الحسينى مصيلحي، مرجع سابق، ص .د

، و حول مشروعات تطوير 340 : 309ص : اللجنة انظر

، األمن الجماعي )1994(محمود أبو العينين -األفريقي المستويان القاري واإلقليمي الفرعي،

معهد البحوث و الدراسات : جامعة القاهرة األفريقية، سلسلة بحوث في الدراسات

.25 – 24، ص ص 36األفريقية، عدد TiyajanaMaluwa,op.cit,pp304: 307. I.William Zartman , inter – African Negotiation …,op.cit,p 240.

27- Idem. انظر في ذلك، ملف السياسة الدولية، -28

Page 19: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

الهيئة العامة لالستعالمات 43

.219مرجع سابق،ص 29-I.William Zartman , inter- African

Negotiation …, op.cit.p 241 و لمزيد من التفاصيل حول دور منظمة الوحدة

: األفريقية بشأن الحدود SaadiaTouval ,” The Organization of African Unity and African Borders , “ in international organization ( vol., xx1, No 1 1967 ) pp 102 : 127. B.David Meyers, “ international con-flict management by the organization of African Unity “ international or-ganization ( vol., 38.No 3, Summer 1974 ), pp 345 : 373 Victor Nadvi , “Chad : Nation build-ing , Security and OAU peacekeep-ing , “ in Stephen Wright and Janice N.Brownfoot (ed., ) Africa in World politics : changing perspectives ( Lon-don : Macmillan press LTD, 1987 ) , PP 147 : 149. San G.Amoo, “ Role of the OAU : past, present , and future “ in David R.Smack ( ed.,) Making War and Waging Peace : Foreign intervention in Africa ( Washington, D.C: United States institute of peace press , 1993 ) , pp 239 : 247.

: لمزيد من التفاصيل بهذا الشأن انظر -30ذ، ص ص .س.السيد محمد السيد عمر، م

422 : 425 Jacob Bercovich and Jeffrey Langley (1993), “ The Nature of the Dispute and The Effectiveness of Interna-tional Mediation “ ,Journal of con-flict Resolution, Vol.,.37 No , 4, De-cember, pp 688 : 6589. Arie M.Kacowicz , op.cit., p 229 Jacob Bercovich (1985), “ The Third Parties in Conflict Management : The Structure and Conditions of Effective Mediation in International Relations “, International Journal , VOLXL.No.4, Autumn, pp 747 : 757

31- I.William Zartman , inter African negotiation.“ op.cit., p 235, Jacob Bercovich , “ the nature of Dispute …”, p 689

32- Idem. حورية مجاهد، .حول تفاصيل ذلك انظر د -33

، ...مشكلة الحدود بين الصومال و اثيوبيا .57 : 47ذ،ص ص .س.م

حول دور كل من ليبيا و فرنسا و الواليات -34

المتحدة األمريكية و غيرها على صعيد : األزمة التشادية انظر

Herb Boyed (1983 – 1984), “ Chad : A Civiel War Without End ?.Journal of African Studies ( vol.19 No 4, win-ter) pp 120 : 126 Herbert K.Tillema and John R.Van Wingen (1982 ) , “Law and Power Military Interven-tion “, International Studies Quar-terly ( vol.26 , No 2, June) , pp 220 : 250, Harvey Starr and Benjamin A.Most , op.cit., p 465.

35-David Garnham ( 1976) , “ Power Parity Lethal And International Vio-lence , 1969 – 1973 “ , Journal of Conflict Resolution ( Vol.20 , No.3, September ) , pp 379 : 391.

محمد عاشور مهدي، النزاع اإلريتري .د -36 ..........................اإلثيوبي

37-(I.William Zartman , inter – African negotiation , op.cit., p 237,Gregory A.Raymond, op.cit., pp 26 : 30

38-Guy Martin(1985) , “ The Historical Economic and Political Basic of France’s African Policy “ , The Jour-nal of Modern African Studis ( vol.23 No.2, ) , pp 199 : 208 .

حول الشروط النظرية لنجاح الطرف الثالث -39 : بصفة عامة في أداء دوره انظر

Richard Wendell Fogg , “ Dealing with conflict : A repertoire of crea-tive , peaceful Approaches , “ Journal of conflict resulotion ( vol.No.2, June 1985 ) , pp 26 : 27. Jacob Bircovitch , “ third parties in conflict.., “ ,op.cit., p 749.Janes A.Wall , Jr.and Ann Lynn , op.cit., pp 163.181.

40-I.William Zartman , “ Inter – African negotiation…….” , op.cit., p 239

4 حول مسألة االعتراف بالجمهورية -1الصحراوية و قبولها كعضو في المنظمة و

محمود أبو .األثار الناجمة عنه انظر د ذ، .س.م..."حق تقرير المصير " العينين، .418 : 412ص ص

42- TiynanjanaMaluwa, “ op.cit., p 314 محمود أبو العينين، األمن .د: و انظر ايضاً

21ذ، ص .س.الجماعي األفريقي، م43-Richard Wendell Fogg, op.cit, p.26 ,

Jacob Bercovitch , “ the third par-ties.., “ op.cit., pp 749 : 750, I Wil-liam Zartman , “ inter African Nego-tiation “ , op.cit., p 237

Page 20: ¹ربي النت38/3.pdf · 2016-08-03 · ﺔﻴﻘﻳﺮﻓأ قﺎــــــــﻓﺁ 27 ﺕﺎﻤﻼﻌﺘﺴﻼﻟ ﺔﻤﺎﻌﻟﺍ ﺔﺌﻴﻬﻟﺍ ﺩـﺤﺃ ﻙـﻟﺫ

أفريقية آفــــــــاق

2013 –العدد الثامن والثالثون -المجلد الحادى عشر 44

44- Ibid., p 238. 45- Jacob Bercovitch , “ the third par-

ties..” , op.cit., p 750.Sam G.Amoo, op.cit., p 247

م 1967-م 1964في الفترة من عام -46تولت لجنة مشكلة في إطار منظمة الوحدة األفريقية بحث أسباب حرب الصحراء بين

م تم 1978وفي عام . أسبانيا والمغرب تشكيل لجنة أخرى عرفت بلجنة الحكماء للنظر في النزاع الدائر حول اإلقليم والذي كانت الجزائر والمغرب إضافة إلي جبهة

وأسفرت الجهود . البوليساريو أطرافاً فيه والمقترحات التي طرحتها اللجنة المعنية بالنزاع في محاولتها التقريب بين مواقف

م عن موافقة المملكة 1981األطراف عام المغربية علي إجراء استفتاء في اإلقليم موضع النزاع، ونجحت لجنة الحكماء عبر مفاوضات شاقة في صياغة الخطوط العريضة لالستفتاء، إال أنه بالرغم من تلك الجهود، فإنه مع اعتراف منظمة الوحدة اإلفريقية بجمهورية الصحراء الغربية الديمقراطية وقبولها كعضو بالمنظمة عام

م، باءت جهود لجنة الحكماء بالفشل 1982مع نهاية االجتماع الثالث واألخير للجنة

11المذكورة، والذي عقد في نيروبي في

:م، راجع1982فبراير Evan Luard , (Conclusion) , in Evan Luard, op.cit., pp 223 : 225 ,I William Zartman , “ inter – African Negotia-tion..“ , op.cit.pp 240: 241 .

47-I.William Zartman , “inter – African Negotiation..,” op.cit, p 241 Timothy M.Shaw(1975), “Regional Co- operation and Conflict in Africa” International Journal Canadian In-stitute of International Affairs , Vol., 30, NO.4 , PP 683 : 684.

تجدر اإلشارة إلى أن تلك السمة ليست قاصرة على منظمة الوحدة األفريقية وحدها؛ حيث تشير الدراسات إلى أن الدول تميل بشان هذه المنازعات إلى تجميد المشكلة بدالً من حلها و هو ما يتسق مع ما سبق ذكره عن حرص الدول على التحكم في مسار التسوية حتى و لو أدى ذلك الحرص إلى

: انظر .عدم تسويتهاKaiyanHomiKaikobao(1983), “ Some Observations on the Doctrine of Con-tinuity and Finality of Boundary “ , British Year Book of International Law Oxford : Clarendon Press , 1984 ) , pp 137 : 138.