الخزنوي معشوق الشهيد الشيخ وثيقة

بسم هللا الرحمن الرحيم .الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

:وبعد فقد قال تعالىيا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وقولوا قوال سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع هللا

.ورسوله فقد فاز فوزا عظيما الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال كثيرا ونساء يا أيها

.واتقوا هللا الذي تساءلون به واألرحام إن هللا كان عليكم رقيبا يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا أتقاكم إن

.ليم خبيرهللا ع .ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه: وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم

.ال فضل لعربي على أعجمي وال ألبيض على أسود إال بالتقوى : وقال أيضا

مقدمة

ليست هذه الورقة نتيجة بحث أكاديمي وإنما نتاج معايشة يومية للعمل اإلسالمي على الساحة خالل عقدين من الزمان، وإن كان اإلنسان ال يستغني عن الكتب والدراسات والبحوث يستقي منها ويتعرف

.من خاللها على الكثير، فهذا العمل أصبح من االتساع وال أزعم أني أحيط في هذه الورقة بكل جوانب العمل اإلسالمي

واالنتشار ما يحتاج معه إلى كتب ومقاالت وبحوث ودراسات أرجو أن يوفق المركز في القريب إلى .إصدار بعضها

وعلى كل حال فسأبذل جهدي ألتناول المركز تأسيسا ونظاما داخليا مع أهم النقاط في المبادئ والوسائل ج الدعوي للمركز مع بيان نظرتنا في المركز إلى بعض جوانب واألهداف والخطوط العريضة في المنه

العمل اإلسالمي من دون الدخول في تفاصيل ال تسعها هذه الورقة التي ال أنفي أنها ستكون متأثرة الساحة المحلية بموقعي كداعية إسالمي سوري ينتمي إلى الشعب الكردي فيه وينشط من أجله في

.واإلسالمية والعالمية************

البيان التأسيسي "(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن: )انطالقا من قوله تعالى -كان له من دعا إلى هدى: ) ورغبة في تحصيل األجر الذي قال عنه الرسول صلى هللا عليه وسلم -

(.ا من األجر مثل أجور من تبعه ال ينقص ذلك من أجورهم شيئوانطالقــا مـــن الفريضة الشرعية العظمى في الدعـــوة إلى الخير، واألمر بالمعروف والنهي عن -

.المنكر، التي هي القطب األعظم للدين، وهي وظيفة األنبياء والمرسلينهي وإيمانا بضرورة تجديد الخطاب اإلسالمي في جميع مجاالته، وباألخص العقدي منه والفكري والفق -

.والدعوي والسياسي واالقتصادي واالجتماعي مما علق به من الشبهات واالنحرافات وقناعة باألهمية القصوى لتنقية الفكـــر اإلسالمي المعاصر -

.والبدع ومشاركة في بناء مجتمع إسالمي صالح يرفرف عليه العدل والمساواة والحرية ، ويستتب فيه األمن -

. ة واألخوة واإليثار، وليس مجتمع الشح واألثرة واألنانية واالستغاللواألمان، مجتمع المحب

وتفكيكا لأللغام الدينية المصطنعة التي وضعت في طريق نهضة األمة جهال من واضعيها أو تحقيقا -لمصالحهم الخاصة وذلك قناعة منا بأن تفكيك هذه األلغام سيسمح لألمة بتحمل مسؤولياتها في بناء

.وتلبية كافة احتياجات أبنائها الروحية والمعنوية بل الحياتية والمادية والمعيشية مستقبلها وحرصا علــــى حشـــد طاقات العاملين لإلسالم، وتنظيم صفوفهم، واالرتقاء بفكرهم، وتعميق فهمهم -

ونضـــال شعوبها لإلسالم، بما يخــــدم مســيرة الدعوة والحركة اإلسالمية، وتطلعات األمة اإلسالمية، .المشروع من أجل التحرر والتخلص من الطواغيت البشرية الدينية أو الدنيوية

فقد أحدث وأسس الدكتور محمد معشوق الخزنوي مع بعض الباحثين اإلسالميين المتنورين لكل هذا -كمركز في مدينة القامشلي بشمال شرق سوريا مركزا للدراسات اإلسالمية ميالدية 0222عام

إسالمي علمي اجتماعي غير حكومي وذلك بموجب نظام داخلي مؤلف من عدة مواد في ثمانية أبواب :على التفصيل اآلتي

**************

الباب األول (الوسائل - األهداف - المبادئ - التعريف - المقر – االسم )

مركز الدراسات اإلسالمية )كز هو اتفق المؤسسون على أن يكون اسم المر: االسم (: 1)مـــادة .ويكتسب هذا االسم شخصيته االعتبارية بإتمام إجراءات اإلشهار (بالقامشلي

.المقر الرئيس للمركز هو مدينة القامشلي، ويجوز أن يتخذ المركز مقرا آخر بشكل مؤقت(: 0)مـــادة مي علمي اجتماعي غير حكومي هو مركز إسال( مركز الدراسات اإلسالمية:)التعريف (: 3)مـــادة

أسس ليكون مركزا دعويا مستقال ال يتدخل في الشؤون السياسية وال يتعامل مع الناس على أساس الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق أو اللغة أو االنتماء الحزبي أو السياسي، وعلى هذا فهو مشروع يهدف

د ليتمكن األحفاد من اقتباس الجذوة من شعلة األجداد دون إلى تنوير المجتمع وإيقاظه من غفالت التقليالرماد، ونشر الوعي الديني من خالل إحياء المنهج النبوي في العقائد والعبادات والسلوك، وإبعاد

المسلم عن البدع والتراكمات التي حجبت حقيقة اإلسالم عن الناس، مع التأكيد على منهج الوسطية .واإلفراط والتفريط م السمحة بعيدا عن الغلولرسالة اإلسال واالعتدال

والمركز مخصص للدراسات اإلسالمية العقدية والفكرية والعلمية واالجتماعية، وليس منظمة جهادية، وال هو مؤسسة عسكرية، لذلك فإن المركز ال يمارس عمله إال بالوسائل واألساليب العقدية والفكرية

.لوسائل السلميةوالعلمية الحوارية ، أي فقط بافهو إذا يهدف بالدرجة األولى إلى إحياء سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وإزالة ما علق بها من

البدع واالنحراف ليس في الشكل والمظهر فحسب وإنما قبل ذلك في منهجه اإلنساني الحكيم في الدعوة الوقوف عند النقاط التي تجمع وال تفرق والحوار وقبول اآلخر والتركيز على المشترك بين عباد هللا و

صفة المواطنة حتى مع االختالف العرقي والديني والثقافي كما ركز وتيسر وال تعسر، والتركيز علىعليها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في مجتمع اإلسالم مجسدا ذلك في وثيقة المدينة التي وقعها مع

وكذلك نشر الوعي بمقاصد . واليهود والمشركين على السواءسكان المدينة عموما المسلمين منهم الشريعة، واإلسهام في تيار التجديد واالنفتاح، رغبة في التعريف باإلسالم بحقيقته وجوهره، والبحث

.في معالجة آثار التطرف والتشدد الذي شوه صورة اإلسالم في كثير من بلدان العالم :ركز من المبادئ التاليةينطلق الم: المبادئ(: 4)مـــادة

في ( الشورى الملزمـــة ) يلتزم المركز بالديمقراطية كخيار استراتيجي متجسدة في الصورة اإلسالمية الهيكلية اإلدارية والخطط واألهداف بحيث تكون بياناته وقراراته مبنية على أوسع مشاركة وأعمق

قة للحاضرين في األحوال العادية، وهي كلها وتتخذ القرارات باألغلبية المطل. تشاور من أعضائها .ملزمة

الكرامة اإلنسانية ثابتة لكل بني آدم بتكريم هللا لهم ، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو

النسب أو اللون أو التابعية ، ومن هنا وجب التعارف والتعاون والتكافل بين جميع الجماعات البشرية والعدل والمساواة ألن حقوق اإلنسان مكفولة لكل فرد ولكل جماعة كما أقرتها تعاونا يقوم على الحق

.الشريعة اإلسالمية واللوائح الدولية لحقوق اإلنسان العرب والكرد يشكالن معا وحدة أخوية متكاملة ضمن النسيج السوري ويتحمالن معا واجب الدفاع

لتاريخ ولهما نفس الحقوق في المواطنة التي عن وحدة التراب السوري وحضارته وإنجازاته عبر ا .ينبغي أن تتغلب على أية صفة أخرى

قوا :)والمرأة مساوية للرجل في اإلنسانية والكرامة لقوله تعالى. النساء شقائق الرجال اس ات ها الن يا أيكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوج الذي رب قوا هللا ها وبث منهما رجاال كثيرا ونساء وات

كان عليكم رقيبا النساء شقائق : )، ولقوله عليه وعلى آله الصالة والسالم(تساءلون به واألرحام إن هللامتمتعة بكافة المزايا والصالحيات، ال ، وهي مساوية للرجل في كافة الحقوق وااللتزامات،(الرجال

أي ) فرق بينها وبين الرجال إال ما جاء نص صحيح ثابت من الكتاب والسنة قطعي الداللة بخالف ذلك وذلك فقط في حدود ما أمر به ( بتمييز أحد الجنسين عن اآلخر لعلل محددة تتغير فيتغير الحكم بتغيرها

فللمرأة . خياالت مريضة شاطحة، أو إسقاطات نفسية متشنجة النص الشرعي من غير أقيسة فاسدة، أوكافة الحقوق السياسية في ظل االلتزام بقيم اإلسالم وآدابه ، كالرجل سواء بسواء، ولها الحق في

والصناعة ممارسة دورها في خدمة المجتمع ، ولها حق التعلم وممارسة الزراعة والتجارة والسياسةلتي ال تناقض طبيعتها الفيزيولوجية، ولها الحق في تنمية أموالها بنفسها وكافة المهن المشروعة ا

.وبالطريقة التي تشاء دون وصاية من أحد عليها :يعمل المركز على تحقيق األهداف التالية: األهــــداف(: 5)مـــادة

.بما جاء فيهماالنصيحة لكتاب هللا وسنة رسوله بصيانتهما، ورعاية حفظهما وتعهد علومهما، والعمل .النهوض بدور المسجد الريادي في التربية والرعاية وبناء األجيال

.التعريف بالحضارة اإلسالمية عبر وسائل اإلعالم المختلفة .اإلسهام في تفعيل األطراف التي تجمع بين نشاطات تيارات التجديد في العالم اإلسالمي

أبواب اإلصالح والتطوير حتى يتكون في األمة جيل كامل اإلسهام في إحياء االجتهاد اإلسالمي، وفتحمن الفقهاء المجتهدين، والمفكرين المبدعين المتميزين، وذلك وفق قاعدة احترام التعدد، وحرية االختيار

.من الفقه اإلسالمي، ونبذ التقليد األعمى والتعصب واإلقصاء واإللغاء والتكفيرالثقافي من خالل دعم حرية الفكر واإلبداع ، ونبذ ممارسة رفض االستنساخ الفكري والعلمي و

الذين ( العامة ) اإلرهاب الفكري سواء من قبل المراجع الدينية أو اللوبي الشعبي وما يسمى بـ .يتحكمون من خالل الجاه أو المال في كثير من القرارات والفتاوى الشرعية

نح طلبة العلم والدعاة والمفكرين الحصانة العلمية بذل كل الجهود وتسخير ما أمكن من الطاقات لمالالزمة والتي منحها الشرع لهم وسلبها اآلخرون منهم ليتمكنوا من وضع إبداعاتهم واجتهادا تهم بين

يدي األمة بكل جرأة و صراحة وصدق مع هللا ومع عباد هللا دون أن يتعرضوا ألية ضغوط ومضايقات خطاب الخاصة ) جية في خطابهم الديني أو ما يسمى في عرفهم بـ وصوال إلى التخلص من االزدوا

( .وخطاب العامة إفهام المسلمين أن منح الحصانة للعلماء والمراجع الدينية ال يعني إضفاء القداسة عليهم بحيث تأخذ

األمة أقوالهم وخياراتهم وفتاويهم على عالتها دون بحث وتمحيص كثوابت شرعية ال يسع األمة فليس في اإلسالم رجال يحكمون باسم هللا تعالى وال باسم رسوله صلى هللا عليه وسلم روج عليهاالخ

ولو كان هؤالء الرجال أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي هللا عنهم، وليس في األمة أحد إال .ويؤخذ من قوله ويترك إال صاحب الرسالة صلى هللا عليه وسلم

كأسباب النزول عقل والنص عن طريق منح النص ظروفه المكانية والزمانيةفك االشتباك بين الوأسباب الورود، وإحياء وسائل العلماء المجتهدين في التعامل مع النص من خالل تخصيص العام

وتقييد المطلق وتأويل الظاهر والتوقف في النص وغيرها من الوسائل التي تجعل النص نورا يقتدي به

.س غال يحول دون ضياء العقل ونورهالمهتدون وليفتح منجم الفقه اإلسالمي بكافة مذاهبه وتياراته التي تمثل أصدق تدوين للعقل اإلسالمي في فترة النهوض الحضاري ، والدعوة لالقتباس منه واالستنارة به وفق احتياجات األمة، وتنشيط الحركة

العالم اإلسالمي من خالل إقامة المحاضرات والندوات الفكرية والثقافية بطرح أهم القضايا التي تهم والمؤتمرات العامة والخاصة التي يشارك فيها علماء مختصون يدلون بدلوهم في الموضوعات الحيوية

التي تهم المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، مع استخالص العبر والعظات من دروس الماضي اد بحوث ميدانية، كما يدعم بحوثا يعدها باحثون مستقلون، وتجاربه، وإلى جانب ذلك يهتم المركز بإعد

.وطالب وطالبات الدراسات العليا في المجاالت اإلنسانية: إحياء مقاصد اإلسالم الكبرى ومنحها دورا حقيقيا في التشريع، والتي تزيد على عشرة عناوين

ة والمساواة والشورى وحسن كالتوحيد والعدل والخير والحب والجمال والعفاف والطهارة والحري .الخلق

تحقيق الخلق القرآني في المسلم والتأكيد على الضوابط الخلقية الستعمال المعرفة فقد قال رسول هللا .إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق: صلى هللا عليه وسلم

المية من تحصين المجتمع من كل أشكال االنحرافات الفكرية واألخالقية للحفاظ على هويته اإلس الطمس أو التشويه، وذلك في المقام األول بالتثقيف باإلسالم تثقيفا مركزا ألعضاء المركز ولغيرهم من

النخب، وبالتثقيف الجماهيري الشامل لعامة الناس، بالحوار والجدال بالتي هي أحسن، وباإلرشاد .القوة المسلحة والتوجيه، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وليس بالقمع أو اإلرهاب أو

تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته، وليشعر بمسئوليته في خدمة بالده والدفاع وتزويد ه بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضوا عامال . عنها

القتصادية واالجتماعية، وإعداده لإلسهام في في المجتمع وتنمية إحساسه بمشكالت المجتمع الثقافية وا .حلها فتح الحوار اإلسالمي بأطيافه الجديدة من سنة وشيعة، وظاهرية ومؤولة، وصوفية وسلفية، وأصولية

.وعلمانية، واتجاه إسالمي واتجاه قومي يد الجهود االهتمام بشكل خاص بإطالق الحوار اإلسالمي العلماني، وفق قاعدة تعزيز المشترك وتوح

في المقاصد الوطنية واإلنسانية المشتركة، مع التأكيد على أن النموذج األتاتوركي للعلمانية والذي تمثل في معاداة الدولة للدين هو نموذج مشوه للعلمانية التي ال تعني في حقيقته أكثر من فصل الدين عن

.الدولة وليس فصل الدين عن المجتمعوال }ومن أجل إنجاز أمة تلتزم طريق { ال إكراه في الدين}من أجل بناء أمة تجلية التسامح اإلسالمي

.{تقولوا لمن ألقى إليكم السالم لست مؤمنا التأكيد على األخوة اإلنسانية ، والبحث عن المشترك بين الناس في مختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية

الخلق كلهم عيال هللا وأحب }: لقاعدة الذهبيةواالجتماعية وخاصة أبناء الوطن الواحد على أساس ا، مما ينعكس إيجابيا على عالقة المسلمين بغيرهم سواء في البالد اإلسالمية {الخلق إلى هللا أنفعهم لعياله

أو بالد المهجر ويدفعهم إلى االنسجام واالندماج مع غيرهم واالنخراط في مجتمعاتهم وتحمل ر مع الغرب واالنفتاح عليه ومد جسور التواصل الفكري والثقافي لردم مسؤولياتهم اتجاهه ودعم الحوا .الهوة ما بين الغرب والمسلمين

المساهمة في الحوار والتقارب اإلسالمي المسيحي، على أساس كونهما الديانتين األكثر أتباعا في ارب لمواجهة أخطار األرض وانطالقا من كون سوريا مركزا النطالق الديانتين، واستثمار هذا التق

.العولمة السالبةتصحيح الفهم الديني عن الديمقراطية التي حاول أصحاب األنظمة الديكتاتورية والمتطفلون عليهم من

إفهام المسلمين أن الديمقراطية ( من يغمسون خبزهم في زيتهم ) رجال الدين أو من نسميهم بالعامية بـ تشويه هذا المصطلح التي تعني حكم الشعب للشعب هي بديل عن حكم هللا للخلق وهذا تعمد واضح في

الذي توصلت الشعوب الحية المكافحة إليه بعد صراع طويل مع الطواغيت والديكتاتوريات، بينما القول إن حكم الشعب للشعب هو بديل عن حكم الديكتاتور للشعب وليس بديال عن حكم هللا : الحق هو أن نقول

هللا رب الخلق فإن الشعب أقدر من الديكتاتور للخلق ألن المسألة دائرة بينهما فقط دون هللا تعالى، أما على تنفيذ حكمه وإرادته سبحانه وتعالى وهم أدرى من الديكتاتور بتفاصيل أحكام شريعته ولذلك قال

( .أينما وجدت مصلحة العباد فثم شرع هللا : ) ابن القيم رحمه هللا تعالىون مجتمعا يسوده السالم االجتماعي ويقوم على دعم المجتمع المدني ذي المؤسسات الفعالة المستقلة ليك

.اإليمان والترابط واالحترام المتبادل والعدالة والمساواة والحب والوئامنشر روح التكافل االجتماعي بغية توفير أقصى ما يمكن للمجتمع أن يساهم به أو فيه من خدمات علمية

المستفيدين من المركز والوقوف معهم في وتربوية واجتماعية وصحية وأحيانا ترفيهية لسد حاجات .شدائدهم

:يعمل المركز على تحقيق أهدافه عبر األساليب والوسائل المشروعة، ومنها: الوســــائل(: 6)مـــادة إقامة مراكز األبحاث، وإصدار الكتب والنشرات والصحف التثقيفية واإلعالمية والندوات وورشات

.لمناظرات وعقد المؤتمرات الحوارية التي تقارب بين وجهات النظرالعمل المتنوعة والمحاضرات واالعمل من خالل وسائل اإلعالم المحلية والعالمية من صحافة وتلفزيون وإذاعة، باإلضافة إلى ما قد

.يمتلكه المركز من وسائل ذاتية كموقعه اإللكتروني والنشرات والكتب الهادفةالمجتمعية والحقوقية، محلية كانت أو دولية، لرفع المظالم عن تحريك وتحريض المؤسسات والجمعيات

المظلومين، وإحقاق الحقوق للمضطهدين، وكذلك العمل معها ومن خاللها ما لم يوجد مانع شرعي أو .قانوني

.المساهمة في تأسيس الجمعيات الخيرية ودعم الموجود منها ماديا ومعنويا .ة المشابهة في العالم اإلسالمي والتنسيق فيما بينها إجراء االتصال بالمراكز البحثي

************** الباب الثاني

(العضوية) :العضــويــة(: 7)مـــادة

من الباحثين في الدراسات ( عضوا عامال )يقبــــل المركز في صفوفه من يتقدم بطلب االنضمام إليه -1م بالنسبة للديانات األخرى، وكذلك المعنيين بالشأن اإلسالمية وطلبة العلوم الشرعية ومن على شاكلته

وأهدافـــه المتبنين لبرامجه المستعدين لاللتزام االجتماعي من الرجال والنساء المؤمنين بمبادئ المركز :بالنظم واللوائـــح اإلدارية التي يصدرها وممن توفر فيه الشروط التالية

.عشر من عمره ذا مواقف إيجابية تدعم مسيرة المركز أن يكون سوري الجنسية قد أتم الثامنة -أأن يتصف باألخـــالق والسيرة الحميدة وغير محكوم عليه بإدانة في جريمة مخلة بالشرف أو -ب

.األمانة .أن يقبـــل االلتزام بأهــداف وغايات المركز -ج .هيئة في لوائحه الداخليةأن يكون قد سدد الحد األدنى لرسم االشتراك السنوي الذي يحدده ال -د عضو شرف هو العضو الذي تمنحه الجمعية عضويتها نظير ما قدمه لها من خدمات جليلة مادية ( 0)

ومناقشة ما أو معنوية ساعدت المركز على تحقيق أهدافها، وله حق حضور اجتماعات المجلس العام .لمجلس التنفيذييطرح فيها دون أن يكون له حق التصويت، أو الترشيح لعضوية ا

:في المركز بأحد األسباب التالية( بنوعيها)تنتهي عضوية الفرد (3) الوفـــــــاة

االستقالـة اإلقالة أو الفصل

************

الباب الثالث (الهيكل التنظيمي)

:يتشكل الهيكل التنظيمي للمركز من(: 8)مـــادة الهيئة العامة -(1) التنفيذي المكتب -(3)

:الهيئة العامة: أوال المركز وهي عموما السلطة العليا في وهو اجتماع يضم جميع األعضاء المؤسسين والعاملين في -

.المركزتجتمع الهيئة العامة للمركز اعتياديا مرة كل سنة واستثنائيا بناء على طلب المدير العام أو بكتاب يوقع -

.عليه ثلث األعضاء العاملينالمدير العام ونائبه من بين أعضائه لمدة أربع للهيئة المكتب التنفيذي بما فيهم( المؤتمر العام)ينتخب -

هيئة عامة مؤقتة إلى حين التمكن ( المؤسسون)سنوات وذلك بالكيفية التي يحددها المؤتمر العام ويشكل .من عقد المؤتمر العام األول

.بأغلبية الثلثين( الهيئة العامة )اسي إال من قبل ال يجوز تعديل هذا النظام األس -تضع الهيئة العامة الئحتها الداخلية لنظام جلساتها، وإصدار قراراتها، وكيفية إدارة أعمالها، وتشكيل -

.لجانها .ولها مراقبة ومتابعة األعمال التنفيذية وتقييمها - .مدير العام أو ثلث أعضائهاولها مناقشة وإقرار أية أمور أخرى يعرضها عليها ال - .ولها رفع التوصيات المختلفة إلى المدير العام -

تختار الهيئة مدققا للحسابات على أال يكون عضوا في المركز - وهو يهتم بتسيير الشؤون اإلدارية واألعمال التنفيذية، إلى جانب وضع الخطط : المكتب التنفيذي :ثانيا

ة المحددة لمسار المركز، وتلمس وسائل تنفيذها، مع السعي إلى تطوير األداء العامة والبرامج الرئيسي .واالرتقاء به

:كالتالي يتشكل المكتب التنفيذي -(1) .ونوابه المدير العــــام -أ

.أمين الصندوق ومحاسبه -ب .أمين السر –ج :مديرو بقية األقسام واإلدارات التي تتوزع على الشكل التالي -د :إدارات المركز وهي وهي تشكل الهيكل العام للمركز كمجلس اإلدارة والمدير العام ومن : إدارة الشئون اإلدارية والمالية - 1

.يعينه في مهامهتقوم هذه اإلدارة بإجراء البحوث والدراسات النظرية والميدانية، : إدارة البحوث والدراسات - 0

قضايا اإلسالم دينا وحضارة وعن اإلسالم والمسلمين في وتشجيع الباحثين على إعداد بحوث عن العصر الحديث، بالتزام الموضوعية، واعتماد الحقائق التي تعين على فهم اإلسالم وما يتصل به من

:علوم ومعارف فهما صحيحا، ولتحقيق هذا الهدف تقوم اإلدارة بعدد من المهام أهمها للعالم اإلسالمي وخاصة في منطقة نشاط المركز بصفة وضع تقارير عن األوضاع المعاصرة -

وإجراء بحوث ميدانية عن قضايا اإلسالم والمسلمين، لكشف أوضاعهم وظروفهم، ووضع ، دورية .الحلول المناسبة لمشكالتهم

تلقي البحوث والدراسات التي تعرض على المركز، والنظر فيها، وتقييمها ثم توجيهها إلى محكمين -ء مناسبتها، والتفاوض مع أصحابها عند إقرار نشرها، ووضع الخطوط الالزمة لطباعتها في حال ء ء.ونشرها

دعم الباحثين المتخصصين في الجامعات بتقديم منح لهم تساعدهم على إجراء بحوث تدخل في - . أهداف المركز، وإتمامها على نحو يحقق الغاية منها

ي القطر وخارجه على توجيه بعض طالب الدراسات العليا لدراسة المشكالت االتفاق مع الجامعات ف - والقضايا التي تخص المسلمين في هذا العصر، والتي يحددها المركز، ويقوم باإلسهام في تحمل

.التكاليف الخاصة بالعمل الميداني، والحصول على المعلومات التي تخدم أغراض البحثحثين والمراكز البحثية في مناطق العالم المختلفة، ثم وضع أسس وقواعد إقامة عالقة وثيقة مع البا -

محددة يقوم المركز من خالل إدارة البحوث والدراسات باستضافة الباحثين والراغبين في إنجاز بحوثهم .في القطر في المجاالت التي تدخل في مناطق اهتمامات المركز

.ي تعرض على المركزالمشاركة في إبداء الرأي في القضايا الت- .تمثيل المركز في الندوات العلمية والمؤتمرات ذات االختصاص في داخل القطر وخارجه - تمثل المعلومات أساس البحوث العلمية الرصينة التي تسهم في تقدم : إدارة المكتبات والمعلومات - 3

كل صوب وحدب على اختالف المجتمعات وتطورها، وفي هذا العصر الذي تتدفق فيه المعلومات منوأوعيتها وأشكالها ومراجعها، أصبح من الضروري تحديد قنوات المعلومات وأوعيتها، ، مصادرها

وتصنيفها وترتيبها بشكل يساعد على االستفادة منها وتوظيفها ومن هذا المنطلق تقوم هذه اإلدارة بتوفير وفي سبيل ،الباحثين من داخل المركز و خارجه أوعية المعلومات وتنظيمها وحفظها وإتاحتها الستخدام

:تحقيق هذه الغاية، تضطلع هذه اإلدارة بالمسؤوليات اآلتيةاختيار أوعية المعلومات المناسبة لتوجهات المركز والمحققة ألهدافه، وتنظيمها وفقا ألحدث النظم -

.وطبعهاوسائل االتصال المختلفة سواء أكان إتاحة المعلومات للمستفيدين من داخل المركز، أو عن طريق -

هؤالء المستفيدون من داخل مدينة القامشلي أم من باقي مناطق الجمهورية العربية السورية أو من .خارجها

.العناية بتنمية مجموعات المركز بشكل مستمر وتغذيتها بأحدث المعلومات -مستمرة، وإتاحة المجال للباحثين إنشاء قواعد المعلومات المتخصصة وتنظيمها وتحديثها بصفة -

.لإلطالع عليها واالستفادة منهااإلشراف على قسم المخطوطات والنوادر وتسهيل االستفادة منها للباحثين، والهيئات العلمية في -

.داخل القطر وخارجه عن طريق التصوير الميكرو فيلميعمل المركز، وذلك بأخذها من أوعية اإلسهام في إعداد مستخلصات عن قضايا ومسائل تدخل ضمن -

ء. المعلومات المحفوظة في المكتبة. اإلشراف على الحاسب اآللي، والعمل على تطوير الخدمة اآللية، بما يؤدي إلى سرعة اإلنجاز ودقته-

:وتتوزع مهام هذه اإلدارة على األقسام اآلتيةقسم تنظيم المعلومات، وتشمل الفهرسة والتكشيف والحاسب اآللي وقواعد البيانات و التخزين اآللي -

.والمخطوطات و الوسائل .التصوير، وخدمة تأمين المراجع قسم خدمات المستفيدين، وتشتمل على خدمة المعلومات، وخدمات - لشؤون التراثية والثقافية للحضارة اإلسالمية ممثلة وتهتم هذه اإلدارة بكل ا: إدارة التراث والثقافة - 4

بذاكرة وتراث األمتين العربية والكردية كنموذجين حيين لذاك الموروث الحضاري ولكونهما في مجال .عمل المركز

كلما دعت الضرورة وتتخذ يجتمع المكتب التنفيذي مرة واحدة كل أسبوعين على األقل، أو -(0) ند التعادل يرجح الطرف الذي معه المدير العامقراراته باألغلبية وع

:يختص المكتب التنفيذي بالمهام التالية -(3) .أ ـ إدارة المركز واتخاذ القرارات الالزمة لتحقيق ذلك .ب ـ تنفيذ قرارات الهيئة العامة

.ج ـ قبول األعضاء الجدد .والميزانية السنوية تقديم تقارير نصف سنوية للهيئة العامة د ـ إعداد الموازنة العامة

.هـ ـ إعداد الخطط والبرامج التنظيمية .و ـ إقرار الصرف على األنشطة المختلفة .ز ـ إعداد اللوائح والتعليمات الداخلية والتعديالت المقترحة على النظام األساسي .ارات المركز وإقرار برامجها وميزانياتهاح ـ تشكيل إد

************ الباب الرابع

(الشؤون المالية) ماليــــة المركز(: 1)مـــادة

:تتكون مالية المركز من الموارد التالية -أوال .اشتراكات األعضاء العاملين اإللزامية -أ

.األفراد والجماعات والوصايا والوقف من التبرعات والهبات التطوعية -ب .ريــع استثمار أموال المركز إن وجدت -ج

يقــوم المكتـب التنفيذي للمركز بإعداد األنظمة المالية للمركز وتقوم الهيئة العامة بمناقشتها -ثانيا .وإقراراها

.يرأس المحاسب في المكتب التنفيذي لجنة مالية تشرف على األمور المالية للمركز -ثالثا .وموارده للتدقيـــق وفـــقا لقواعد المحاسبة المرعيــة تخضــع حسابات المركز -ابعا ر

وعن أي المدير العام ومديرو األقسام مسئولون كل في حدود اختصاصه عن أموال المركز -خامسا .تصرف فيها يكون مخالفا للوائح الداخلية للمركز، أو لقرارات الهيئة العامة

وال . األموال النقدية للمركز باسمه الذي سجل به لدى واحد أو أكثر من المصارف تودع -سادساالمدير العام وأمين الصندوق أو من ( الشيك)يسحب أي مبلغ من المصرف إال إذا وقع على الصك

.ينوب عنهما بقرار من الهيئة العامة من استثمارات وتبرعات وهبات ملكا تعتبر أموال المركز العينية منها أو النقدية بما فيها -سابعا

لـلمركز بشخصيته المعنوية، وصفته القانونية االعتبارية ، وليس لعضو المركز ، أو من سقطت عضويته ، ألي سبب من األسباب أو لورثتهم حق فيها

********* الباب الخامس

(أحكام خاصة) :حــل المركز(: 1)مـــادة

أو دمجـــــه مــــع مركز آخر بقــــرار من ثلثــــي أعضـــاء المؤتمر العام يتم حل المركز طوعيا -أوال .للمركز

يجب على القائمين على إدارة المركز المبادرة بتسليم المصفي ، الذي يتم تعيينه من الهيئة العامة -ثانيالمصرف المودع لديه ويمتنع عليهم وعلى ا، ، جميع المستندات والسجالت الخاصة بالمركز فور طلبها

أموال المركز والمدينين لها التصرف في أي شأن من شئون المركز أو حقوقه إال بأمر كتابي من .المصفي

بعد إتمام التصفية يقوم المصفي بتوزيع األموال الباقية على الجهات التي نص عليها قرار -ثالثا .التصفية الصادر من الهيئة العامة

********* ادسالباب الس

مشاريع المركز

:يعمل المركز من خالل .دار إحياء السنة للطباعة والنشر

.المكتبة العلمية التي تقدم المراجع للمطالعة أو لإلعارة .معهد األسد لتحفيظ القرآن الكريم والسنة الشريفة وعلومهما

ة ومعهد مجمع البر اإلسالمي، وهو يشتمل إلى جانب المسجد على مشفى وروضة ومدرسة شرعيالمجمع قيد البناء وتصلى الجمعة في )لتعليم الحاسوب واللغات وقاعات لمختلف النشاطات االجتماعية

(.جزء منهجمعية رفع المستوى الصحي واالجتماعي والتي يهتم المركز من خاللها بالجانب الصحي واالجتماعي

بدأت نشاطها بتقديم أول دفعة من األدوية للمواطنين ومن أبرز لجانها العاملة حاليا اللجنة الصحية وقدلجمعية القديس منصور الخيرية وهي جمعية مسيحية تعمل في الجزيرة وذلك ككبادرة إنسانية وعربون

صداقة وإخاء وكذلك تعمل لجنة إفطار الصائم وتوزيع صدقات الفطر واألضاحي باإلضافة إلى لجنة ( (معاهد والجامعات داخل سوريا وخارجهاالكفاالت التي ترعى بعض طلبة العلم في ال

.******** الباب السابع

االنتماء والهويةال ينتمي المركز إلى أية جماعة أو حزب عربي أو كردي معترف به أو محظور، :من الناحية السياسية

الشعب والمركز إذا كان يهتم بالقضايا السياسية واإلنسانية للمجتمع الذي يعيش فيه وفي مقدمتها قضيةالكردي ومعاناته والحيف الذي لحق به فإنما هو جزء من االستجابة لنداء الواجب اإلنساني وقبل ذلك

.الديني وهو في النهاية جزء من مصداقيته في رسالته الدينية وترسيخ خطابه اإلسالمي ي إلى أية جماعة أو فهو مركز إسالمي كما هو ظاهر من عنوانه ولكنه ال ينتم :أما من الناحية الدينية

فالتيار اإلسالمي في سوريا تماما مثل أي بلد إسالمي آخر يضم تيارا محافظا مذهب أو طريقة دينيةوتيارا إصالحيا بمعنى أن هناك محافظين يتحلقون حول رجال الدين ويدورون في فلكهم ويرونهم

كما أن هناك ، خ له فشيخه الشيطان الناطقين الرسميين باسم هللا والنبي والدين وتحت مظلة من ال شيإصالحيين يرون اإلنسان قادرا على عبادة هللا وإدراك شريعته والمساهمة في بناء الوطن من دون أن ينتظم تقليديا في حلقة من حلقات المشايخ أو ينضم إلي تنظيم من التنظيمات الدينية التي هي في الغالب

لدين،تخدم المصالح الضيقة للنخبة من رجال اهذا وبالرغم من أن مؤسس المركز يحظى بنفوذ كبير بين الوسط المثقف في المنطقة إال أن عالقته

تخرج من معهم ليست هي عالقة مريد وشيخ بل عالقة أخ بأخ بينهما احترام متبادل ألنه وإن كان قدلوها ومرها لكنه بعد المدارس التقليدية والمحافظة ودرس في المدارس الشرعية الضيقة األفق وذاق ح

تخرجه واختالطه بالناس واحتكاكه بمشاكلهم وهمومهم علم أن التيار التقليدي بما فيهم ذاك الذي تنتمي عائلته إليه والذي يطلب منه أن يكون أحد رموزه والدعاة إليه هو تيار ضيق األفق وغير قادر على

من خالل إظهار اإلسالم بالمظهر الالئق به وبيان إنتاج ما يبني الحياة ويبرئ الذمة اتجاه هللا وعبادهولذلك بدأ في حياته العملية والدعوية ، مسايرته لروح العصر وصالحية أحكامه لكل زمان ومكان

والفكرية يميل إلى التيار اإلصالحي التجديدي العصري الذي يستطيع أن يقدم اإلسالم بثوبه الناصع ومصالحهم وكذلك بعيدا عن األحكام المسبقة الصنع من قبل فقهاء الجميل بعيدا عن تأثيرات األفراد

عاشوا قبل عشرة قرون بحيث نتعاطى مع المستجدات والنصوص الشرعية بروح عصرية ووفق .متطلبات المقاصد الشرعية

**********

الباب الثامن المنهج الدعوي للمركز

عوة، وتتميز طروحاته في بعض األحيان يعتبر مؤسس المركز نفسه صاحب رسالة ومنهج في الد .بالجرأة في اإلصالح والتغيير طالما كلفته الكثير من التضحيات

ولعلني أشير في هذه العجالة إلى أهم هذه النقاط التي ترسم منهج المركز والتي تعتبر من قبل رجال الدين التقليديين سلبيات في منهجه :تكفير والتفسيق وهي هذهال تستحق االستنكار والحرب وأحيانا

.التجديد الديني - 1 .تفعيل دور اإلسالم في خدمة اإلنسانية - 0 .ترسيخ مفهوم التعددية - 3 .الحوار اإلنساني تشجيع - 4 .الوالء للوطن - 5

********** التجديد الديني

حملها إلى جانب الكثيرين وهو من أهم الواجبات التي حملنا النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم شرف يبعث هللا لهذه األمة على }من شرفاء األمة مستلهمين الهمة والشرعية من قوله صلى هللا عليه وسلم

يحمل هذا العلم من كل }وبين مهمة المجددين في الدين بقوله { رأس كل مائة من يجدد لها أمر دينها {وتأويل الجاهلين ينخلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطل

:هذا وللتجديد شعب متعددة من أهمها :التجديد في العقيدة: أوال

وذلك من خالل العودة إلى الكتاب والسنة وتخليص العقائد السائدة في كثير من المجتمعات اإلسالمية هم والطواف من البدع والشركيات وعبادة األشخاص وتقديسهم واالستغاثة بعظامهم واالستمداد من رفات

بقبورهم والنذر لهم السجود لهم وتقبيل أعتابهم والحلف بهم وتعظيم صورهم والخوف منهم أكثر من هللا أو محبتهم أكثر من هللا وكذلك التحرر من الخرافة والشعوذة التي من خاللها يغسل كثير من رجال

ثرة بالفكر الصوفي الذي يعامل الدين أدمغة الناس ويستولون على إرادتهم وخاصة تلك البيئات المتأ .المريدين على أنهم عبيد للشيخ أو كما يقولون كالميت بين يدي الغاسل

الذي أصدره المركز خير معين للتعرف على ( ومضات في ظالل التوحيد)ولعل العودة إلى كتاب د الوارد في رسالة المركز التجديدية في مجال العقيدة والتي في مجملها تدعو إلى التوقف عند حدو

.الكتاب والسنة وكما فهمه الصحابة من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :التجديد في الفقه: ثانيا

ال يخفى على أحد أن لنا نصا شرعيا مقدسا ثابتا هو الكتاب والسنة الصحيحة في متنها وسندها، وهذا كن الذي جرى أن فقهاء المسلمين قد وضعوا النص هو شريعة هللا التي تعبدنا بها وطالبنا باالنقياد لها ول

تحت هذا النص شرحا ثم جاء من وضع تحت الشرح حاشية ثم جاء من جعل على الحاشية هامشا ثم وكان من الممكن أن تكون هذه الشروح والحواشي .... جاء من وضع على الهامش تعليقا وهكذا

مي لو بقي ضمن حدودها كجهد بشري والهوامش والتعليقات عامل خير ومصدر غنى للفقه اإلساليخطئ ويصيب بذل صاحبه جهده للوصول إلى الحق أو األقرب إلى الحق وهو صاحب أجر إن أخطأ

.أو أجرين إن أصابولكن الذي حصل أن هذه الشروح وأخواتها قد اكتسبت القداسة بجر الجوار كما يقول النحات

أعناق المسلمين ولم يعد بإمكان أحد أن تسول له نفسه أو وأصبحت اجتهادات الفقهاء قيودا وأغالال في .تحدثه بحق مناقشتها فضاع الفقه وضاعت األمة معه

ومن هنا تأتي مهمة المستنيرين من أبناء األمة في تحمل الرسالة التي حملها األنبياء والمخلصون وكسر واختيار األصلح لألمة واأليسر على حاجز الخوف وإفهام الناس أن من حقهم مناقشة كل اآلراء الفقهية

فأجدادنا اختاروا من األحكام ما يتناسب مع زمانهم وعلينا أن نختار منها .أبنائها ويحقق مصالح األمة .ما يتناسب مع زماننا فاألحكام تتغير بتغير األزمنة واألمكنة واألشخاص واألحوال

:ية يعتمد على بعض النقاط من أهمهاهذا ويمكن أن أشير إلى أن المركز في جهوده التجديدمقاومة التقليد األعمى الذي يجعل من المجتمع مجرد قطيع تائه ال يدري إلى أين يوجهه الرعاة –آ

.الذين يحرصون على استنساخ األمة كصورة طبق األصل عنهم أو عن الصورة التي يريدونهاوذلك ألننا ملزمون بتطبيق : لداللةالتفريق بين النصوص قطعية الداللة والنصوص ظنية ا –ب

في حركتنا النصوص القطعية دون تلك الظنية في داللتها أو في ورودها حيث نملك هامشا من الحرية .الفقهية و خياراتنا االجتهادية بمقدار ما يدخل في داللة النص أو وروده من ظن أو شك

خالل التأكيد على أن النصوص غير وذلك من: التفريق بين النصوص المعللة وغير المعللة –ج المعللة هي نصوص تعبدنا هللا بأحكامها وال نملك حيالها إال أن نقول سمعنا وأطعنا بخالف النصوص

في أي مسألة يتراءى المعللة فهي تحتاج إلى إعمال فكر وعقل للتأكد من وجود العلة أو انتفائها ما إذا كان الحكم ينطبق على موضوع البحث أم ال، للمجتهد أنها تدخل في مجال توجه النص لمعرفة

.الحكم منوط بعلته وجودا وعدما: وذلك ألن القاعدة األصولية تقول % 02وذلك ألن الثابت في ديننا ال يتجاوز الـ: الثوابت والمتغيرات من أحكام الدين التفريق بين -د

من % 82بادات وأمهات األخالق، أما الـمن األحكام وهو يدخل في الغالب ضمن منظومة العقائد والعاألحكام فهي من المتغيرات وهي غالب األحكام التي تتعلق بمصالح العباد من معامالت واقتصاد

.وسياسة وغير ذلكفالتوقيفي من األحكام هو ما وردت النصوص مطالبة األمة : التفريق بين التوقيفي وبين التوافق –هـ

أما التوافقي من األحكام فهي ما لم ترد ، به لتقول سمعا وطاعة هلل ولرسوله به وهذا نظل نطالب األمة بل وردت النصوص بها على سبيل حكاية حال ( إفعل وال تفعل)بها النصوص على سبيل المطالبة بـ

توافقية وهذه ال تعتبر أحكاما شرعية واجبة االنقياد لكونها وردت توافقا وهي تشكل معظم األحكام وتعاملنا الخاطئ مع هذه األحكام التوافقية هو الذي كبل المسلمين ومنعهم من تطوير حياتهم، ة الشرعي

دون التفريق ألنه فرض عليهم صياغة حياتهم تماما وفق ما روي عن قالب الحياة قبل أربعة عشر قرنا .بين ما هو دين وما هو عادة أو تقليد

شكل الرجل والمرأة وطريقة تعاملهما مع المجتمع وكذلك ومن هذا القبيل أغلب األحكام التي تصيغ المعامالت وطرق الحكم والقضاء وغيرها من األحكام االجتماعية واالقتصادية والسياسية التي نقلتها

وأصبحت فيما بعد لقصور فهمنا الروايات لنا كأسلوب وطريقة في الحياة في عهد السلف من أجدادناالتوافقي من التوقيفي أحكاما شرعية ونصوصا مقدسة لم يستطع المسلمون أن وعدم قدرتنا على تمييز

يتحرروا منها حتى في عباداتهم كقولهم بضرورة كون الجمعة أربعين رجال أو في بلدة دون القرية أو واحدة كما كانت غير متعددة أو ضرورة أن يحضرها السلطان أو الوالي وإال فهي باطلة وأمثال ذلك

.األساس أحكاما توافقية و ليس هذا محل تفصيلهامما في حيث لجأ كثير من المفتين إلى التشدد في الفتوى وكلما : بناء الفتوى على األيسر ال على األحوط -هـ

دار الحكم بين رأيين اختار المفتي أشدهما احتياطا وخروجا من الخالف على حد زعمه ناسيا أن هذا ففي حق الفتوى والغير ،ليس في حق الغير فضال عن حق األمة صحيح وفضيلة في حق النفس و

رسول هللا واألمة يجب اختيار األيسر على األمة واألقرب إلى تحقيق مصالح العباد فقد كان من هديولذلك قعد فقهائنا هذه القاعدة أنه ما كان يخير بين أمرين إال اختار أيسرهما، صلى هللا عليه وسلم

(.أينما وجدت مصلحة العباد فثمة شرع هللا: )الجميلة الحكيمة لفقههمحيث يقف الفقهاء في الغالب موقفا سلبيا : تصحيح القراءة المغلوطة لكثير من القضايا المعاصرة - و

لفتوى غال في أعناق من كل جديد ويقرؤونه قراءة سريعة تأتي أحيانا مغلوطة أو قاصرة فتشكل ا :المسلمين بدال من أن تكون حال لمشاكلهم ومستجدات أمورهم واألمثلة على ذلك كثيرة أذكر منها

حيث قرأنا ه على أنه صناعة غربية أحدثت لسرقة أموالنا وابتزازنا إضافة إلى أنه يتحدى : التأمين - 1غامرة والجهالة والغرر والربا إلى آخر األلفاظ القدر ويتضمن في طياته القمار والميسر والمراهنة والم

.والمفردات التي نحسن ترديدها ولو في غير موقعها

وكانت هذه التهم التي نتجت من قراءة مغلوطة كافية إلصدار فتوى بمنع التأمين وتحريمه وبالتالي قتصادي واألخالقي حرمان المسلمين من خيراته وميزاته التي نالها الغرب على األقل في الجانب اال

والنفسي حيث بدأت أموالهم تزداد وتتحرك بأمان ودون خوف من جوع أو إفالس أو حاجة إلى الناس الذي أطعمهم من جوع }وهذا ما حرمنا المسلمين منه مع أنهم أولى من غيرهم بميزات قوله تعالى

االقتصادية والنفسية، أما من هذا من الناحية{ وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا}وقوله { وآمنهم من خوفالناحية األخالقية والعالقات اإلنسانية فحدث وال حرج حيث بدأ اإلنسان الغربي يتحمل مسؤولية

تصرفاته بكل جرأة ولذلك ليس غريبا إذا صدمت سيارتك في بلد غربي دون علمك أن تجد ورقة يا أسفه على ما جرى واستعداده ملصقة على سيارتك كتب عليها اسم من صدم سيارتك وعنوانه مبد

شيئا فلم ال ينفعك بشيء ال إلصالح سيارتك في الوقت الذي تشاء وذلك ألنه لن يدفع من جيبه الخاصيضره حيث تكفلت شركات التأمين بكل ذلك، بينما نجد الصورة المشرقة هذه تكاد تكون معدومة عندنا

.ألن الحاجة قد تدفع صاحبها إلى االنحراف حيث قرأه فقهائنا أيضا على أنه قمار وميسر ورهان وجهالة وغدر إلى غير ذلك من : ليانصيبا - 0

المصطلحات الجاهزة سلفا والتي نبدع في صنعها وإلصاقها بكل جديد دون دراسة والتي تكفي لتحريمه .ومنع المسلمين المساكين من التعامل معه واالستفادة من خيراته بالضربة القاضية

القراءة الصحيحة والتي يعرفها كل االقتصاديين هي أن اليانصيب نوع من الضريبة االختيارية بينما تقتطعها الدولة من بعض مواطنيها باختيارهم لتدعم بذلك خزينتها مع وعد منها لهؤالء المواطنين أنها

ة التطوعية وستقدم أي الدولة ستفضلهم على غيرهم من المواطنين الذين لم يساهموا في هذه السلة الماليولما كان تكريم الجميع دفعة ،لهم مكافآت على عملهم الوطني هذا لتشجعهم وتشجع غيرهم مستقبال

واحدة يفوت على الصندوق غرضه كان من الضروري تكريم بعضهم بالقرعة على أن يكرم غيرهم .والقرعة مبدأ شرعي أقره اإلسالم في كثير من المسائل ،في فرصة أخرى

تدخل في ميزانية الدولة لدعم العائد / يانصيب معرض دمشق الدولي/ وبالمناسبة فإن معظم عائداتالوطني األمر الذي ينعكس إيجابيا على كل مواطن ثم يخرج من هذه الميزانية مبلغ محدود يوزع كهدايا

.لمشجعي هذه الضريبة االختياريةكبيرة بال دليل شرعي، ويعني كذلك حرمان الطبقة وإن تحريمها يعني حرمان الخزينة من عائدات

الملتزمة بتوجيهات المرجعيات الفقهية من شرف المساهمة االختيارية في ميزانية بلدانهم، بل و يعني حرمان هؤالء الملتزمين المساكين الذين يرون الفقهاء ناطقين رسميين باسم هللا من هدايا وعطاءات هذه

.م من فرصة لتحسين مستوى معيشتهمالمؤسسة وبالتالي حرمانهوإذا علمت أن هذه المؤسسة تسخر جانبا من طاقات المجتمع لتحسين المستوى المعيشي لما ال يقل عن

عشرين أسرة كل أسبوع فستدرك حجم المأساة في حرمان األسر واألفراد الملتزمين بفتوانا المرتجلة .كثر من خمسين سنة من عمر هذه المؤسسةمن هذه الفرصة التي استفاد منها غيرهم خالل أ

حيث سوى فقهاءنا بين المصارف الوطنية التي أنشئت لخدمة المواطن ورفع : المصارف والربا – 3مستواه المعيشي وتوزيع الثروة وصناعة مزيد من فرص العمل في البلد وبين المعامالت التي تجري

.أكل أموال الناس بالباطل بين الفقراء وبعض الجشعين الذين ال هم لهم إالإن العالم يتحرك حول نظم اقتصادية مختلفة في حين أننا لم نوفق إلى اليوم في حل مشكلة التوصيف

دون أن يتجرأ أحدنا فيسأل نفسه أو أحد المرجعيات التقليدية متى سيصبح العدل ! الشرعي للمصارف الفتاوى الجاهزة التي أصدرها أشخاص لم هو معيار الحكم على األنشطة االقتصادية؟ بدل أن تكون

وإلى متى نمنع الفقراء الملتزمين بفتاوينا من التعاطي يدخلوا المصارف في حياتهم أصال هي المعيار؟مع المصارف الوطنية التي أنشئت أصال لخدمته؟ ومتى يدرك فقهائنا أننا بمنعنا للفقراء من التعامل مع

كلة بل ألقينا بهم بين براثن ذئاب التجارة وحيتان السوق الذين يستغلون المصارف الوطنية لم نحل المش .فيلتهمون األخضر واليابس بال رقيب حاجات الفقراء وأحيانا باسم الدين والحالل والبيوع الشرعية

المصارف والربا بين )راجع المذكرة التي أصدرها المركز بهذا الشأن تحت عنوان : مالحظة

(يمة والحديثةالمدرستين القد****************

نتائج التجديد في الفقه :أرى أن التجديد في الفقه سيؤثر إيجابيا في شتى مجاالت الحياة وخاصة في المجاالت اآلتية

:في الحياة االجتماعية وخاصة ما يتعلق منه بالمرأةموروث، وهكذا فإن إن كثيرا من دعاة التحرر يطرحون تحرر المرأة على أساس التمرد على كل

الحديث عن تنكيس القائم وإقامة المنكوس هو الخيار الذي يتبناه كثيرون في إطار الحديث عن تحرر !!المرأة

إننا نستقبل القرن الجديد في حال محيرة فدعوة تحرير المرأة ال زالت تحظى باهتمام الفت ولكن من ة النهضة والتنوير التي تبناها العلماء المتنورون دون أن تتحدد معالمها بشكل جلي، وبالمقارنة مع حرك

في القرن الماضي فإن حركة التحرر قد تراجعت نسبيا، على األقل في إطار التوجيه الديني الذي كان !في الواقع طرفا إيجابيا في حركة تحرر المرأة ولكنه تراجع اآلن إلى خيار سلبي في هذه المسألة

ن يتحدث كثيرون عن تحرر المرأة خيارا فكريا حقيقيا في رحاب األزهر كان من المألوف حين ذاك أالشريف وأن يتسابق لتدبيج الخطب في الدعوة إلى تحرر المرأة رجال مختلفون في المحاريب ولكن الصيغة التي نواجهها اليوم بمرارة أن التيار الديني لم يعد يرى أن تحرر المرأة مطلب إسالمي، بل

ة السائدة أن المرأة ال تعاني من أي مشكلة وأنها إن حققت التزامها بأشكال الحشمة التي صارت الصيغيأمر بها النص الفقهي فهي في غاية من التحرر والعافية ال تحتاج معها لمزيد إن لم نقل إن المزيد هو

.غزو فكري خبيث يراد به اجتثاث المرأة وإغواؤهاة تورط بعض دعاة التحرر في طرح مسألة الزي على أنها المعلم لقد أسهم في غربة حركة تحرر المرأ

األول للتحرر وهكذا تم ربط المسائل بالزي عن عمد، وتم تصنيف بنات المجتمع إلى تقدميات !متحررات أو رجعيات متخلفات على أساس من الزي وحده

وأن التماس التحرر من كيدمع أن أبسط ما يدركه أي عاقل هو أن الزي محايد وهو ليس معيارا بكل تأ !!خالله موقف ال يخلو من مغالطة وتمحل

إننا عندما نتحدث عن المرأة المتحررة فإن أجلى صورة لها إنما هي في الواقع صورة نساء السلف الصالح في عصر الحضارة اإلسالمية يوم شاركت المرأة إلى جوار النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم

ى التي كانت فيها أول قلب اطمأن باإليمان في شخص خديجة رضي هللا عنها إلى أن من اللحظة األولصارت المجاهدة والطبيبة والمعلمة والشاعرة واألديبة والمحدثة والراوية، وكل ذلك بحضرة النبي

.صلى هللا عليه وسلم وتشجيعه وإطرائه الكريم المرأة أن ال يراها الرجال وال ترى الرجال؟ فإلى أين يتجه خيار الجمود حينما يقرر أن خير أحوال

إننا لألسف نعمد إلى خيارات األولين فننتقي منها األسوأ واألشد واألبعد عن ظروف الزمان والمكان الذي نعيش فيه، ونطفئ عن عمد خيارات أخرى فيها حلول حقيقية لمشاكلنا وهمومنا على أساس أنها لم

دوين، أو لم تتحمس لها القيادة السياسية ولم تتحول إلى بند في تحظ برضى الجماعة في مراحل التميثاق الحكومة في حينه، والفقه اإلسالمي ليس في الواقع محض شرح للنص المقدس دائما، إنه أيضا

ديوان للعقل اإلسالمي واجتهاداته في فترة الصعود الحضاري كما في فترة أفوله، وهو أيضا في بعض .ظروف معينة للقيادة السياسية مسائله إفرازات

الكمال في : ولو عدنا إلى التاريخ في إحصاء ذي داللة سنجد أن الحافظ المزي صنف كتابا شهيرا أسماهأسماء الرجال،عمد فيه إلى التعريف بأهم أعالم األمة في مجال علم الرواية الذي كان آنئذ أبا للعلوم

تهذيب : دب إلى جانب المعارف الدينية، ثم اختصره بعدئذ إلىجميعا تندرج تحته علوم التاريخ واألتهذيب : الكمال في أسماء الرجال، ثم رأى الحافظ ابن حجر العسقالني أن الكتاب كبير فاختصره في

وعندما تطالع تقريب التهذيب،: التهذيب في اثني عشر مجلدا، وبعد فترة اختصره مرة رابعة وأسماه 804ذي هو سجل لعلماء اإلسالم في عصر المجد اإلسالمي تقف على أسماء تقريب التهذيب هذا ال

امرأة من نساء السلف الصالح حتى مطلع القرن الثالث الهجري، وهذا الرقم من كتاب واحد بعد االختصار للمرة الرابعة، وكلهن ترجمت حياتهن ودرسن وصنفن على أنهن أعالم في اإلسالم، وذكر

تالمذتها من الرجال والنساء في صورة جد واضحة لمشاركة المرأة في الحياة أمام كل واحدة منهن !!العلمية على أوسع نطاق

وفي دراسة إحصائية للكتب التسعة التي هي أوثق كتب الرواية في اإلسالم فإن الرواية عن هؤالء ة هذه األرقام النسوة تعكس مدى مشاركتهن وحضورهن في الحركة العلمية واالجتماعية، ويمكنك قراء

:لبعض منهن .رجال 030امرأة و 67فيهم من طالب العلم 022أخذ عنها : عائشة بنت أبي بكر

.رجال 78امرأة و 03فيهم من طالب العلم 121أخذ عنها: أم سلمة بنت أبي أمية .نساء 3فيهم من طالب العلم 02أخذ عنها : حفصة بنت عمر

.من طالب العلم فيهم امرأتان 01أخذ عنها : أسماء بنت أبي بكر .كلهم رجال من طالب العلم 00أخذ عنها : هجيمة الوصابية

من طالب العلم فيهم امرأتان 13أخذ عنها : أسماء بنت عميسوهذه أمثلة واضحة لكل من أراد أن يدرك مدى حضور المرأة في العمل الحضاري ومدى تجاوز

لى مشاركة المرأة في الحياة العلمية باسم الموروث الثقافي، وتحت السلف لما نفرضه اليوم من القيود ع !!عنوان فساد الزمان وتهتك الذمم

!!وهل يقنعك بعدئذ القول بأن كل هؤالء الرجال كانوا يأخذون العلم من أولئك النسوة من وراء حجابوجها فتنة وصوتها أستطيع الجزم هنا بأن حال االنحطاط التي طرأت على المرأة بعدئذ وجعلت خر

ليست أبدا حال المرأة التي أطلقها اإلسالم من عقال الجاهلية األولى ! عورة وإقبالها مظهر شيطان وحماها من الوأد الجسماني،

وبدون أدنى تكلف فإن من العسير جدا أن تستخرج ترجمة لنصف هذا العدد من نساء اشتهرن بالنبوغ !!تدوين الذي دون فيه كتاب الكمال في أسماء الرجالفي القرون العشرة التالية لعصر ال

فما الذي كسبناه من هذا التشدد؟ وإلى أين يقودنا هذه التطرف؟ وماذا حضرنا ألنفسنا من جواب حين نقف بين يدي هللا؟ وإلى متى نتمادى في وضع الحجة بين يدي السفهاء الذين يقولون إن الفقه اإلسالمي

عما يجري؟؟ هو المسئولأسئلة نطرحها على الحرس القديم الذين جعلوا من أنفسهم رقباء على رعاية القديم ومناهضة كل حديث،

.{إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}: الذين يقولون :أثر التجديد الفقهي في المصارف والربا وعموم االقتصاد

صارف العامة ال يعتبر ربا حراما، ال من خالل حيث نقرر في مدرسة التجديد أن االستثمار في المالمدرسة القديمة التي قررها فقهاء المذاهب المعتبرة وفي مقدمتهم فقهاء الشافعية الذين ال تفتح أي

ألن هذه ( وال ربا في الفلوس وإن راجت رواج النقدين)مرجع من مراجعهم إال وترى هذه العبارة في النصوص التي بينت المواد الربوية وال هي مما تشترك معها العمالت الورقية ليست مما ورددت

في العلة ألن العلة عمدهم هي جوهرية الثمن أي كون العملة أو الثمن من هذا الجوهر وال يخفى أن وهي كذلك الورق أو النحاس أوغيرهما من المواد ليست ذهبا وال فضة، هذا بالنسبة للمدرسة القديمة

درسة الحديثة التي تعتمد على المقاصد الشرعية وترى أن علة الربا هي استغالل من خالل نظرة المالغني للفقير من خالل نقطة ضعفه وهي حاجته إلى المال األمر الذي يمكن أن ينطبق على سائر المعامالت التي يستغل الغني فيها الفقير دون ما تقوم به مؤسسات أنشئت خصيصا لخدمة الفقير

كلون من التعاقد بالوكالة الجائزة شرعا أو المضاربة الجائزة هي األخرى شرعا أيضا، وتتعامل معه مسبقا وقد فاتهم أن تحديد الربح مسبقا في العقود ولعل ما يقلق الحرس القديم هو تحديد الربح

مصلحة االستثمارية ال يحتم اعتبارها ربا حراما لعدم وجود نص في ذلك، بل قد يكون تحديد الربح حقيقية معتبرة إذا قلت األمانة وشاع التفريط بين الناس وخربت ذممهم ورأى ولي األمر حماية طرف

وفي أسوأ االحتماالت ال يغدو األمر في حالة الربح المحدد أكثر من أن يكون عقد االستثمار . من طرف .يرتب للعامل أجرة المثل متضمنا شرطا فاسدا يوأدي في أسوأ الحاالت إلى فساد العقد و( المضاربة) (راجع بحث المضاربة في كتب الفقه وخاصة الشافعية منهم)

وهذه النظرة التجديدية تعتبر إنجازا علميا في هذه المسألة، يدفع عن الناس الرهق ويقطع الطريق أمام ة الدينية عند التي كانت تستغل بشكل كبير العاطف( أمينو وكالس نموذجا )مشاريع االستثمار في الظالم

الناس، وتمضي إلى إقناعهم باستثمار أموالهم في مشاريع غير حقيقية، وما يستتبع ذلك من اللف والدوران ، وتلزم المتعاملين بسلسلة من التصرفات المتتالية التي ينتج عنها أكبر الضرر في المعامالت

شرعية التي تتطلب الوضوح والصراحة التعاقدية ، وابتكار األساليب التي تتنافى مع طبيعة العقود ال .والوفاء

إن قرارات بعض المجامع الفقهية لم تكن صائبة في نقل اإلجماع على تحريم التعامل مع المصارف العامة بإطالق وإلحاق ذلك بالربا الحرام ، بل كانت في الواقع تعكس رأيا واحدا مما يمكن أن يختاره

.وقد أكد المجمع الفقهي في األزهر الحقا هذا الذي نقوله الملحة، فقهاء األمة في المسائلإن الربا حرام في سائر شرائع الدنيا ومن العسير أن نتصور فقها اقتصاديا شريفا في العالم يدافع عن

الربا، أو يتستر على الجوانب االستغاللية التي ينطوي عليها عقد الربا، وهو ما يمكن رؤية آثاره يرة اليوم في الربا العالمي الذي تمارسه الدول الكبرى مع الدول الفقيرة حيث تلجئها إلى السلبية الخط

قبول شروط جد ظالمة من أجل منحها قروض التنمية تماما كما يفعله أي تاجر جشع مع أي محتاج، ة وهو ما تستنكره الضمائر الحرة من مختلف األديان وتشهد على ذلك المظاهرات الصاخبة في محارب

وفي أي مكان يجتمع فيه صندوق النقد ( سياتل وجنوة وجنيف)الربا العالمي التي رأيناها مرارا في .الدولي لرسم سياسات القروض على فقراء العالم

لقد كانت هناك أصوات قليلة تتبنى جواز االستثمار في المصارف العامة بدافع انتفاء علة الربا وكنا ، ومرارا تتالت االتهامات بأن هذه الفتاوى تصدر خدمة للربا العالمي، نتلقى أشد الرهق من أجل ذلك

وأن المطلوب إنما هو إقصاء أي دور للمصارف الوطنية مع التوصية أحيانا بإنشاء مصارف إسالمية، مع أن أيا من هذه المصارف ال يكون واقعيا إذا هو رفض التعامل مع المال نفسه على أنه وعاء

موي ينهض إلى جانب األوعية األخرى من الجهد والخبرة والتنظيم، األمر الذي يجعلنا استثماري تننبدو متناقضين عندما نقر االستثمار في العقار والمنقول وسائر الخبرات الكسبية ثم نحجم عن منح

.المال نفسه هذه الصفةليس في الواقع إلغاء لتحريم إن قرار مجمع الفقه اإلسالمي في األزهر الشريف الذي أكد هذه النظرة

الربا الذي قررته الشريعة ولكنه وضع لألمور في نصابها الصحيح ، وفهم للدين بمقاصده، وهو دعوة إلدراك حقيقة أن الربا الحرام إنما هو ركام المظالم و المآثم التي تفرضها عالقة إذعان مبنية على

ي سبيل الخالص من لحظة ضعف ال يلبث اضطرار الطرف األضعف لقبول شروط الطرف األقوى ف .أن يكتشف أنه تورط فيما هو أشد منها رهقا وأكثر ظلما

ال يفتني أن أنوه أننا في مدرسة التجديد كما في المجمع الفقهي في األزهر ال نعترض على القاعدة يح كما يروج له كل قرض جر نفعا فهو ربا، وإن لم تكن حديثا مرفوعا إلى النبي بسند صح: الفقهية

البعض، وذلك ألن أبسط شرائط القرض أن يسعى المقترض إلى المقرض اضطرارا عن حاجة، وهو رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها : المعنى الذي أكده الحديث الشريف

السائل يسأل وعنده ما بال القرض أفضل من الصدقة قال ألن : والقرض بثمانية عشر فقلت لجبريلوالمستقرض ال يستقرض إال من حاجة، أخرجه ابن ماجة عن أنس بن مالك، ومثله كذلك ما أخرجه

ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إال كان كصدقتها مرة، فكان حديث ابن : من حديث ابن مسعود ع المصارف ال ينطلق أبدا ماجه في تفسير القرض أولى التفاسير بالقبول وال شك هنا أن أي تعامل م

بهذه الدوافع اإلحسانية، بل هو ليس بقرض أصال ألن العقود بمعانيها ال بمبانيها وإن تسمية الناس لها كل ما في األمر أنه محض استثمار ليس ، باسم القرض ال يجعلها قرضا النتفاء شروط القرض منها

ت االقتصادية التي لم تكن سببا في ورود فيه مستغل وال مستغل، وهو نمط طارئ على المعامالنصوص تحريم الربا، وهي نصوص جاءت في المقام األول للتحذير من استغالل الفقير حال اضطراره

ين وهو ما يتضح لك تماما من خالل قراءة اآليات األخيرة من سورة البقرة من 081إلى 061للدبالصدقة والترهيب من الربا، وتختتم اآليات ببيان حيث تتجه اآليات إلى غاية واحدة وهي الترغيب

يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا } : قرآني صريح ، والظاهر هنا أن {فأذنوا بحرب من هللا ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ال تظلمون وال تظلمون

في وجوب التعامل مع الفقير بدون أي زيادة ألن العوض على هللا ، ثم عقبت األمر القرآني واضحاآليات بعدئذ بدعوة المقرض الغني إلى التريث بالمستقرض إذا لم يجد سدادا، وإن كان ذو عسرة فنظرة

}:إلى ميسرة، ثم رغبت المقرض بعدئذ بإسقاط الدين كله أو بعضه عن الفقير، وذلك في اآلية الكريمة ، وواضح أن السؤال هنا ال يتوجه مستقيما أبدا مع تصور {وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون

اإلنظار والتصدق على مؤسسة مصرفية ذات أهداف ربحية، هي في األعم األغلب الطرف األقوى في ثمار من غير العالقة االستثمارية، وهي لم تطلب قرضا من الناس وإنما سعى إليها الراغبون في االست

إذعان أو اضطرار، بل إن اآليات تدعو إلى الرحمة واإلحسان والصدقة والمعروف في التعامل مع .المقترض الذي ال شك أنه الطرف األضعف

واالنطالق بالفقه اإلسالمي إلى الخيارات إن تحرير الفقه اإلسالمي من عقدة الجمود عند خيار مناألمة هي الهدف الذي يتغياه الفقهاء، ووضع سائر اجتهادات األولين آفاق مقاصدية، تكون فيها مصلحة

في إطار الزمان والمكان الذي اجتهدوا فيه، والتأكيد على أن النص المقدس نفسه ال يمكن أن يفهم بدون .أو الدوران مع علله أسباب نزوله وأسباب وروده

بب النزول في القرآن وسبب الورود في السنة قرروا منذ فجر الفقه اإلسالمي أثر علم س إن الفقهاءعلى فهم الحكم الشرعي واستحالة إدراك ذلك دون دراسة الواقع االجتماعي واالقتصادي الذي تنـزلت فيه اآليات، وهو المنهج الذي يجعلنا نقول أكثر من أي وقت آخر إن اإلسالم صالح لكل زمان ومكان،

القدرة على االجتهاد انطالقا من مرونة الشريعة وقدرتها على وذلك إنما يتحقق عندما يكون للفقهاء .مسايرة الحياة بما يحقق مصالح األمة

:أثر التجديد الفقهي في السياسةحيث تحاول الحركات اإلسالمية التي تنشط في أجزاء من العالم اإلسالمي أن تسوق نفسها لعامة

التالي فهم أولى من غيرهم بقيادة المجتمعات مصورين المسلمين على أنهم ورثة الخالفة اإلسالمية وبللعامة أن الخالفة ونظامها إنما هي صيغة سماوية اختارها هللا لعباده وتعبدهم بها، وهنا يأتي دور مدارس التجديد التي تضع النقاط على الحروف بكل جرأة حيث تعتبر تجربة الخالفة من أولها إلى

وليت عليكم ولست بخيركم فإن عدلت } و بكر رضي هللا عنه بقوله آخرها جهدا بشريا عبر عنه أب .{ فأعينوني وإن اعوججت فقوموني أطيعوني ما أطعت هللا فإذا عصيته فال طاعة لي عليكم

بمعنى أننا في اإلسالم نمتلك منظومة أخالقية من العدل والمساواة والشورى وإصالح شؤون الرعية لكن هذا ال يعني أن نصل إلى حد اإلدعاء بأن لنا في اإلسالم نظاما والدفاع عن بيضة المسلمين، و

سياسيا متكامال تجسد في سياسة النبي صلى هللا عليه وسلم وخلفائه في قيادة مجتمعاتهم كما يحلو لبعض اإلسالميين أن يدعيه، ومن يتأمل سيرتهم يعلم أنهم في حياتهم السياسية كما في سائر شؤون حياتهم

نطلقون من بشريتهم ويبذلون جهدهم للوصول إلى األقرب إلى تحقيق مصلحة العباد، ولذلك كانوا ياختلفت تجربة النبي صلى هللا عليه وسلم عن تجربة خلفائه في كثير من الجوانب وكذلك تجربة كل

:خليفة عن تجربة اآلخر، فعلى سبيل المثال أبو بكر من قبل مجلس شكل سريعا من أعيان المدينة لم يعين النبي صلى هللا عليه وسلم خليفته واختير

.لسد الفراغ السياسي وهذه طريقة في اختيار الحاكم .أما أبو بكر فقد عين عمر بن الخطاب خليفة من بعده وهذه طريقة ثانية

في حين شكل عمر مجلسا من ستة أشخاص أوكل إليهم مهمة اختيار الخليفة من بينهم خالل ثالثة أيام

.وفاته وهذه طريقة ثالثةمن أما عثمان فقد قتل في فتنة داخلية وحصل بعد مقتله فراغ سياسي دعا األمة إلى الخروج إلى منزل علي

.ومبايعته وهذه طريقة رابعةوأوصى علي بالخالفة لولده الحسن وهي أول حالة في اإلسالم يتم فيها توريث الحكم من األب إلى

.االبن وهذه طريقة خامسةوالحسن بن علي الذي يعتبر خامس الخلفاء الراشدين وآخرهم تنازل عن الحكم لمعاوية بموجب صفقة

.تمت بينهما نصت على تداول السلطة بين العائلتين الهاشمية واألموية وهذه طريقة سادسةخرى أي من هذه الطرق الستة هي إسالمية واأل{ اإلسالم السياسي }فليقل لنا أصحاب الطرح المذكور

.غير إسالمية أظن أن من الواجب أن نعترف أننا لسنا أباطرة نحكم باسم الرب ولكننا من جملة خلق هللا وهكذا كان سلفنا رضوان هللا تعالى عليهم ويعترينا ما يعتري غيرنا ومن حقنا أن نختار لدنيانا ما يصلح لنا وفق

الحمراء في منظومتنا األخالقية اإلسالمية التي زماننا أو مكاننا أو أحوالنا شريطة عدم تجاوز الخطوط .اختارها هللا لنا

وهذا يوصلنا إلى أننا في تيار التجديد لسنا متحمسين إلنشاء حزب إسالمي يقود الحراك السياسي في البلد بل نقف في وجه أي نشاط من هذا القبيل باسم الدين ألن لدينا شعورا بأن طرح اإلسالم كمنافس

صلحة أحد ألن الجميع في هذا البلد يحترمون اإلسالم وينتمون إلى الحضارة اإلسالمية بما ليس من مفيهم أولئك المختلفون عنا إيديولوجيا ولدينا شعور بأن الوطن يتسع للجميع وأن اإلسالم أقدس من أن

:يتخذ وسيلة للمنافسة على دنيا الناس كما قال اإلمام الشافعي {ير لي من أن أتكسب بالدين ألن أتكسب بالرقص خ}

وأكثر من هذا فإن لدينا شعورا بأننا إذا اجتهدنا وتحركنا وقلنا للناس إن هذا جهدنا وثمار طاقاتنا ، البشرية فإن ذلك يكون أقرب إلى رضي هللا وأريح لضمائرنا من أن نقول لهم إن هذا هو حكم هللا

:سلم الذي كان يقول لقادة فتحه وهذا ما علمنا إياه رسول هللا صلى هللا عليه وفإن هم أنزلوك على حكم هللا فال ترضى فإنك ال تدري أتصيب حكم هللا أم ال ولكن أنزلهم على }

{حكمك وبذلك منعنا النبي المعلم صلى هللا عليه وسلم من أن نستغل الدين ونجعله درعا لمصالحنا ووسيلة

.لتحقيق مآربنارج من العيش مع أي نظام علماني ديمقراطي يؤمن بفصل الدين عن الدولة وبشكل أوضح إننا ال نتح

:إن لم نكن ندعوا نحن إليه وذلك ألمرين اثنينأصبحت خالل ألف وأربعمائة عام جزءا من الدولة -نحن أهل السنة –إن مؤسساتنا الدينية ومرجعياتنا

ذا كان ت هناك بقية من هذه المؤسسات فهي وتأثرت بها بل مرضت بمرضها وماتت بموتها واآلن إوالحق يقال أسيرة هذه الحكومات الدكتاتورية التي تسوقها بسياط المخابرات وتنتزع منها الفتاوى على لما مر أو رغبة ألن هذه الحكومات هي التي تعين قادة كيفها وتسيرها حسب مصالحها إما رهبة

وإن فصل . إليها في شرعيتها وكذلك في دعمها وتمويلها هذه المؤسسات أصال وهذه المؤسسات تحتاج .هذه المؤسسات عن الدولة يعني تحريرها واستقاللها وتفرغها لمهامها الدعوية والتربوية

إن اإلسالم دين هللا وهو أسمى من أن يكون مطية لطاغية أو شماعة لجرائمه كما حصل خالل التاريخ ع الحكام أمام مسؤلياتهم وننأى بالدين عن تصرفاتهم لتتمكن الشعوب وإننا اليوم بحاجة ماسة إلى أن نض

.من محاسبتهم ومحاكمتهم فقد ولى عهد األباطرة الذين كانوا يخدعون شعوبهم بأنهم يحكمون باسم هللا :ترسيخ مفهوم التعددية أثر التجديد الفقهي في

ولكن الظن ، حيث تروج في الخطاب اإلعالمي اليوم كلمات كثيرة ترسم مالمح المنجز الديمقراطيالسائد اليوم أنها كلمات غريبة عن الثقافة العربية لدرجة أن نحت مصطلح عربي لهذه المفاهيم يبدو

.أمرا غير ميسور لكثير من الباحثين في حقل السياسة

وإعذار ، وحق التعبير، وحرية الرأي وحرية الكلمة، ية وحق االختالفوالتعدد، الرأي والرأي اآلخروتبدو آثارها الزما من األداء الغربي لفهم ، تبدو في عرف الناس منجزا غربيا كلمات، المخالف

على أساس أن هذه المصطلحات إنجاز غربي دفع اإلنسان قدرا غير قليل من ، الديمقراطيات والحرياتوبذل كثيرا حتى رسا عند هذا الشاطئ الذي يتيح قدرا أكبر من ، اريخية من أجل إقرارهاالتضحيات الت

.الحرية في إطار الفكرونسعى في مدرسة التجديد إلى إثبات أن المنجز الديمقراطي اليوم مؤسس عبر تاريخ الثقافة اإلسالمية

.العربي اللغوي بل إن كثيرا من مصطلحاته ورموزه كانت محل استعمال في األداءوربما كانت أبلغ كلمة في التعبير عنه هي ، إن مبدأ إعذار المخالف منطق قرآني ونبوي في آن واحد

للمجتهد إن أصاب }: تلك القاعدة النبوية الذهبية التي قررها الرسول الكريم صلى هللا عليه وسلم بقوله .{أجر وإن أخطأ أجر واحد

وضاقت بها صدور كثير ، لقاعدة الحضارية الذهبية تعرضت لالغتيال تاريخيا إن هذه ا: وهنا أود القولمن أصحاب القرار الديني الرسمي، ومضى هؤالء في عكس حركة التاريخ حتى انتهوا إلى قواعد

تتناقض تماما مع هذا التوجه النبوي الحكيم، وتكرس للرؤية الفكرية األحادية المستبدة في غالب أجرئكم على ، من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ: ررت قواعد مختلفة مثل األحيان، حتى ق

عليكم باألمر العتيق فقد ، قف على ما وقف عليه األولون فإنهم عن علم وقفوا، الفتيا أجرئكم على النار !!.العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذلك وسواس الشياطين، ، كفيتم

ونظائرها كلمات حق غير أن الحق أيضا هو أن هذه الكلمات أريد بها باطل وال شك أن هذه الصيغألنها حالت دون تقدم الفكر وأحبطت المحاوالت الرامية إلى تقديم إجابات جديدة للمسائل التي لم يعد

.يقنع فيها الخطاب القديم صوص عليه إنما هو لمن وقد مضى االستبداد إلى ما هو أسوأ من ذلك حين قرر أن أجر المخطئ المن

الذي هو خيار كل طرف من وجهة )أقر بخطئه أما من اختار رأيا ثم لم يرجع فيه إلى خيار األمة ، وتتوالى عليه من بعد االتهامات المختلفة، فإنه يصبح حينئذ جاهال مغرورا أو عميال مأجورا ( نظره

، والتجريم والتخوين حتى يعودوا عن آرائهم وبذلك فإن سائر المخالفين هنا يزجون في دائرة التأثيم!! فإذا هم عادوا عن آرائهم ولزموا خيار المتغلب فقد صاروا أهال لينالوا ثواب المخطئ التائب وأجره

وهو يطفئ بضراوة ضياء اإلشارة النبوية الحكيمة إلى ، وهو عنت ال يتصور أشد منه وال أقسى .فضيلة االجتهاد ولو كان خطأ

ورسمت األحكام القاسية الرهيبة ، مضى الموقف السياسي من االجتهاد إلى مزيد من القمع والقهروقد وقد شهد تاريخ ، وتضمنت هذه األحكام السجن والصلب والسحل والقتل ، تحت اسم مكافحة الزندقة

اإلمام اإلسالم عناء كبيرا ألهم رجال التاريخ اإلسالمي كأحمد بن حنبل وابن تيمية وابن رشد والبخاري وآخرين كانوا يضطهدون ألسباب مختلفة وربما متناقضة في كثير من األحيان تحت اسم

.الحفاظ على الدين وحماية الثوابت وال أشك أبدا أن األيام التي حوكم فيها هؤالء في ظل كهنوت صارم تقوده سياسة مستبدة كانت أياما

ك اليوم أنها كانت جرائم ينبغي التبرؤ منها أكثر مما هي وأرجو أن ندر، سوداء في تاريخ اإلسالم .ضرورات شرعية قضائية لم يكن ثمة بد منها

فإنه يمكنك أن تقف مباشرة أمام موقفه في ومن خالل متابعة سنة النبي الكريم صلى هللا عليه وسلمعة الذي أقر فيه النبي الكريم وهنا فإنني أكتفي باإلشارة إلى حديث األحرف السب، إعذار اآلخر المخالف

فقد قال ، على الرغم من دقة المسألة وحساسيتها ، صلى هللا عليه وسلم اختالفهم في قراءة القرآن الكريمسمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول هللا صلى : عمر بن الخطاب رضي هللا عنه

يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول هللا صلى هللا فإذا هو ، فاستمعت لقراءته ، هللا عليه وسلممن أقرأك هذه السورة : فلببته بردائه فقلت، فتصبرت حتى سلم، فكدت أساوره في الصالة، عليه وسلم

فإن رسول هللا صلى هللا ، كذبت: فقلت ، أقرأنيها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم: قال؟ التي سمعتك تقرأ

، فانطلقت به أقوده إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، رأنيها على غير ما قرأت عليه وسلم قد أقفقال رسول هللا صلى هللا عليه ، إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها: فقلت: ه وسلمفقال رسول هللا صلى هللا علي، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ. اقرأ يا هشام، أرسله : وسلم

: فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، فقرأت القراءة التي أقرأني . اقرأ يا عمر: ثم قال. كذلك أنزلت .كذلك أنزلت

وهكذا فإنه بعد أن استمع إلى المتنازعين في القراءة أقر كال منهما في خياره ثم قال قوال حكيما ذا : إلى أن قال . قرآن على سبعة أحرف كلها شاف واف إن هللا أنزل هذا ال} :مغزى وحدوي فريد

.{اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا إن منطق اإلعذار هنا يتناول مسألة في غاية الدقة واألهمية إنها مسألة النص القرآني الذي هو جوهر

.وحدة األمة ومستقبلهاختلفون ولكن يحترم بعضهم رأي بعض ويقول الشافعية الرأي عندنا كذا لقد ظل الفقهاء عبر التاريخ يوهكذا عند ، وتقول الحنفية الرأي عندنا كذا وعند السادة المالكية بخالفه ، وعند السادة الحنفية بخالفه

ويؤصل لثقافة السعة ، يرسم ثقافة التواصل والتكامل ، السادة الحنبلية والمالكية في إعذار محترمما أحب أن أصحاب رسول هللا : لرحمة وهو ما عبر عنه اإلمام العادل عمر بن عبد العزيز بقوله وا

.لو لم يختلفوا لم تكن توسعة، صلى هللا عليه وسلم لم يختلفوا وبالتأكيد فإن ثقافة اإلعذار هذه هي التي أطلقت زند العقل ووفرت ظروف االجتهاد حتى مألت هذا

ونكتشف فيه كثيرا مما نحتاجه ونأمله في إطار الفقه ، ير الذي ننعم به اليوم المنجم الفقهي الغز .اإلسالمي وحلوله ومعالجاته

تدعوك مباشرة إلى إحياء ثقافة اإلعذار واحترام الرأي ، إن جولة في منجم الفقه اإلسالمي الزاخروال تقولوا : مع يفقه مراد قوله تعالىوهو ما يمهد لقيام ثقافة إسالمية حقيقية إلطالق مجت، والرأي اآلخر

.لمن ألقى إليكم السالم لست مؤمنا وهو ما تراه في سائر الكتب األمهات في عصر المجد اإلسالمي ، إن حشد األقوال في المسألة الواحدة

ال يراد منه بالضرورة الصيرورة إلى رأي واحد منها بوصفه أنه الحق المبطل لما سواه بل إن ، في المقام األول االطالع على أداء الفقهاء الكرام والتخير من آرائهم بما يناسب الزمان والمكان الهدف

وتكوين ، و التأكيد على مرونة الشريعة ومسايرتها لألحداث ووعيها بالظروف والزمان والمكان ، اآلراء أن تتبوأ وهو المجتمع الذي أتاح عبر التاريخ اإلسالمي لكل هذه ، مجتمع التسامح واالحترام

مكانها في جنة الفقه اإلسالمي وتنال شرف الرواية واإلسهام الفقهي في حلول المسائل على الرغم مما وهو طبيعة الحياة العلمية التي ال يتم اإلبداع فيها إال بعد أن يتاح للعقل أن ، تحمله من اختالف ظاهر

. يار مفارقا لما تعتقده العامةيقول ما يعتقده هدى وصوابا ونورا مهما كان هذا الخ رب قوم في اختالف حول ذي حسن يدق

يتجلى في اختالف وهو في الواقع حق وفي الشأن السياسي فإن األمة اليوم على سبيل المثال ال تزال تتنازع في شأن أحقية خالفة الرسول

وربما أصبح موقفك السياسي من ، مة إزاء هذه المسألة إلى شيعة وسنة صلى هللا عليه وسلم وتنقسم األمع أن قراءة سريعة ، اختيار الرجل هنا هو الذي يقرر موقعك من اإليمان من وجهة نظر كل طائفة

للمشهد التاريخي يؤكد لك أن عددا غير قليل من الصحابة كانوا غير موافقين على رأي الجمهور ببيعة ومن أبرز هؤالء العباس بن عبد المطلب ، ع ذلك فإن األمة ظلت تنظر إليهم باحترام شديد وم، أبي بكر

وأسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد وسعد ، الذي كان يرى الخالفة في بني هاشم ومع أن ، بن عبادة وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو وخلف كل واحد من هؤالء عدد من الصحابة

عظم هؤالء دخلوا في البيعة فيما بعد ولكن بعضهم ظل مصرا على رأيه الرافض ومات على ذلك كما مهو الشأن في السيدة فاطمة رضي هللا عنها التي ظلت تصرح برأيها في رفض البيعة ألبي بكر رضي

، موقفها وماتت بعد ستة أشهر دون أن تغير، وتتحدث بجرأة عن موقفها السياسي المخالف ، هللا عنه

وكان اجتهادها في مسألة الخالفة وكذلك في مسألة مواريث األنبياء عكس اختيار الموقف الرسمي وظلت السنة والشيعة في أرجاء األرض ، للخالفة ولكنها ظلت تحظى بأكبر قدر من االحترام في األمة

من أجل فاطمة قد كرم ،من أجل فاطمة أكرم بفاطمة، ليت الملوك لها من جدكم نسب ، تغني للزهراء .النسب

ولم يكن يكتم ، اختار موقفا بالغ الصرامة حيال خالفة أبي بكر وعمر، والصحابي الكريم سعد بن عبادة ورسالته وكلماته دونت في ذاكرة ، وكان أشراف الناس في المدينة يستمعون إليه، رأيه في كل ميدان

زارا كريما في قرية ومع ذلك كله فقد ظل ضريح سعد بن عبادة في دمشق م، الرواية وتناقلها الناس على الرغم من موقفه الشديد في رفض بيعة ، يذكره الناس ببالغ االحترام ، المليحة بغوطة دمشق

.الشيخين وقراره ترك المدينة إلى الشام غضبا وسخطا من خالفة قريشع موقفه في من العجيب أن تمتلك األمة القدرة على احترام المخالف قبل أربعة عشر قرنا وإعذاره م

!!ثم تجبن عن احترام من تبعه فيما ما ذهب إليه، الرفض المباشر

:التجديد في التصوف : ثالثا التصوف هو مصطلح مستحدث يطلق على المنهج اإلسالمي في التربية والسلوك وهو في األصل

لمنتشرة في سائر مطلب إسالمي ضروري كالعيادات النفسية والمصحات العقلية والمراكز التربوية اولكنه ولكون تعليماته في الغالب جهدا بشريا وتجربة . أنحاء العالم بمختلف ثقافاته الشرقية والغربية

شخصية لرجال التصوف الذين إن كانوا في بعض األحيان يلتزمون بالضوابط الشرعية للعالج والتربية بتلك الضوابط األمر الذي أدى إلى انحراف والتزكية إال أنهم في كثير من األحايين ما كانوا يلتزمون

التصوف عن مساره وبدل أن يكون عامال إيجابيا في مسيرة الدعوة خصوصا وحياة المسلمين عموما أصبح يشكل عبئا على الدعوة ومصدر تواكل وانهزامية في حياة المسلمين بل أصبح بيئة مناسبة لنمو

جهلة الذين يرثون زعامة المدارس الصوفية من آبائهم الشركيات والبدع التي تأتي من هيمنة الحتى ادعى البعض منهم أنه إله أو حل فيه اإلله أو كلمه اإلله أو أنه ارتفعت ، وأجدادهم دون تأهل لذلك

عنه التكاليف أو أنه القطب الذي يدير الكون وإليه يعود مهمة الحل والربط وهو غياث المستغيثين إلى غير وهو نور السماوات واألرضين أو أن محبته مقدمة على محبة هللا والمتصرف على اإلطالق

.التي ال يقبل بها إال المخدرون من أتباعهم ذلك من الخرافات والهرطقات والشطحاتولهذا وحتى ال نخسر منهجنا في التربية والسلوك فإن علينا أن نقوم بتصفيته وننفي عنه تحريف الغالين

ين وتأويل الجاهلين ونجدد هذا العلم برفده بدماء ملتزمة بالكتاب والسنة يدفعون عنه كل وانتحال المبطلدخيلة على التصوف شرك وبدعة ويفهمون الناس أن الجوانب الباطنية في العقيدة والفقه والسلوك هي

.ذوة ال الرماد وناتجة من التقليد األعمى للرجال الذين علينا أن نغربل تراثهم وآرائهم ونأخذ منها الج :التجديد في الخطاب الدعوي : رابعا

تبدو اليوم إرادة تغيير خطاب اإلنسان تجاه أخيه اإلنسان على رأس سلم األولويات ، وعادة ما يتحدث عن ذلك السياسي في موقعه واألكاديمي في جامعته واإلعالمي في منبره والشيخ في محرابه، وثمة قدر

.اوب من خالله الكل لتأكيد هذه الحقيقةمشترك مما يجب أن يتج ولكن ما هو التجديد المطلوب دعويا وإسالميا لمخاطبة اآلخر عموما والغرب خاصة؟

إن كثيرا منا يتصور أن المطلوب هو ترجمة ما نتحدث به إلى اللغة اإلنكليزية، وطباعته في إحدى دور ا كنت أستمع إلى هذه األمنية من أصحابي وهم ومرار أو تقديمه في محطة فضائية، النشر الغربية

يرغبون بالفعل في رسم صورة مشرقة عن اإلسالم على أساس أن الغرب ال ينقصه إال هذا البالغ ، وأنه إن سمعه فسيتحول من غده إلى اإلسالم ، وسيصبح نصيرا متحمسا لقضايانا ويعيد الحق اإلسالمي

!!!إلى نصابه

القصور في الخطاب الديني ال يقتصر على ترجمته وطريقة إيصاله لآلخرين، في الحقيقة إن معالجة فهذا هدف يتحقق بسهولة كل يوم ولكن هل يصل إلى اآلخر ما يجب أن يعرفه عنا؟

عندما وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر تحولت أمريكا حقيقة إلى قاعة مطالعة عن اإلسالم ، نفوس أصدقائي ، وتوالى متحدثون كثير على اإلشادة بالمعنى اإليجابي وكان هذا الخبر يثير البهجة في

وأمريكا على أساس أن للحدث ، وأصبحنا نرسم األحالم الوردية لمستقبل العالقات بين اإلسالماألمريكان سيقرؤون ثقافتنا بعمق وسيتحولون إلى أصدقاء ودودين بعد قراءة الكتب الموجودة في

في الغرب، في حين أنني كنت أشعر باألسى والحزن لما يمكن أن يفاجئهم في تلك المراكز اإلسالمية .المراكز

وأما أن قراءة الكتب التي كانت موجودة أما أن أمريكا أصبحت أكثر اهتماما باإلسالم فهذا صحيح ن لتلك المرحلة على رفوف المراكز اإلسالمية فلم يكن شيئا مفيدا إال فيما ندر، ذلك أننا لم نكن جاهزي

أبدا، وكان من الخير لتلك الكتب أن تبقى على رفوف المكتبات في المراكز اإلسالمية بدال من أن تنتقل إلى بيوت األمريكيين، ألنها في الواقع تتضمن التغذية الواضحة لمشاريع ثقافة الكراهية تجاه اآلخر

وبناء على ، لم اإلسالمي كل حسب مذهبه الذي تنظر إليه تلك الكتب المستوردة من شتى بقاع العاالقسمة التقليدية للعالم على أساس أنه ينقسم إلى دار إسالم ودار حرب، وأن الصراع بين الفريقين قدر حتمي ، وأن هؤالء محض كفرة مالحدة وأن حقهم في الدنيا أن يقاتلوا بالسيف وحقهم في اآلخرة أن

!!يكتووا بنار جهنم !!صدام الحضارات: المسماة ( الملعونة)موضوعي للفكرة إنها المكافئ ال

إن من مراجعة الحسابات ونقد الذات أن نعترف أن لدينا اآلن على سبيل المثال نحو مائة وعشر محطات تلفزيونية عربية منها أكثر من مائة ناطقة بالعربية وهناك نحو عشر محطات تبث باإلنكليزية

و كليا، ولكن هذه البرامج اإلنكليزية ال تعدو أن تكون برامج مترجمة، أو لغات عالمية أخرى جزئيا أبحيث نمنح المستمع األمريكي فرصة أن يفهم ما نتخاطب به عادة وهذا األداء في الواقع ال يغني في

.كثير أو قليلشد تأثيرا بينما نجد أن النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم في خطابه مع العرب كان يتخير األسلوب األ

في نفوس خصومه، وكان يدرك أن ما يوجع قريشا قد ال يوجع قريظة، وما يؤثر في خزاعة قد ال يكون ذا أثر في قينقاع، وهذا من وجهة نظري السبب الرئيس في اختالف خياراته التي كان يقدمها

الجزية أو اإلسالم أو : لآلخرين، وهي الخيارات التي حصرها البعض لألسف في خيارات ثالثالطافحة بالمحبة والعطاء كانت تشتمل على أكثر السيف، مع أن حياة النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم

من عشر خيارات أخرى، كان يتخيرها للموقف كما يتخير الصيدلي الدواء الناجع لآلفة التي تعرض .لمريضه

ووضع الندى في موضع السيف بالعلى مضر كوضع السيف في موضع الندى

كان شعر حسان بن ثابت أشد الشعر على قريش في الجاهلية وأهونه في اإلسالم، وكان شعر ابن رواحه أهونه عليهم في الجاهلية وأشده في اإلسالم ، ذلك أن حسان كان يهجوهم بأنسابهم وهو أعلم بها

لية في حين أن ابن رواحة كان يهجوهم بالشرك باهلل وعبادة األصنام فكان هجاؤهم بها يؤلمهم في الجاهوهو أمر لم يكن يؤذيهم في شيء فقد كانوا يعبدون األصنام ويباهون بذلك فلم يكن ليسوءهم أن يالموا

على عبادتها، ومن هنا صار شعر حسان بعد أن أسلموا أهون الشعر عليهم ألن اإلسالم قطع باب ب واألحساب، فلم يكن ليسوءهم أن يذكروا بضياع النسب ألن اإلسالم هدم ذلك كله، أما التباهي باألنسا

بأنهم كانوا يكفرون باهلل ويشركون به فكان أشده عليهم بعد اإلسالم ألنهم صاروا هجاء ابن رواحة لهم .يخجلون من كفرهم باهلل وعبادتهم الوثن الذي كانوا عليه

عليه وسلم يرسم لحسان بن ثابت سياسته اإلعالمية في الحرب النفسية وحين كان النبي الكريم صلى هللا

ضد عدوه كان يعلم جيدا أين يمكنه أن يؤثر فيهم، فقد كان يرسله إلى أبي بكر أعلم قريش بأنساب !! العرب يدله على مثالبهم ونواقصهم، ويقول له يا حسان هاجهم ومعك روح القدس، واحذرني فيهم

ول أبشر يا رسول هللا وهللا ألسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، فكان يهجوهم وكان حسان يق .بأنسابهم بما ال يمس الرسول الكريم بسوء

في حديثي هذا لست معنيا باجترار أساليب الماضي بقدر ما أنا معني باإلشارة إلى ضرورة استخدام كيره قد تكون أهم وسائل التعاطي معه والتوجه وأن فهم عقل اآلخر وطريقة تف، آليات الزمان والمكان

.إليهال تحدثوا الناس بما ال : إنها سياسة حكيمة رسمها الرسول الكريم صلى هللا عليه وسلم للناس بقوله

ب هللا ورسوله؟؟ يفقهون أتحبون أن يكذ********

دور اإلسالم في خدمة اإلنسانيةمجرد طقوس وشعائر متناسيا أن اإلسالم في األساس هو الكثير من المسلمين أصبح يرى اإلسالم

رسالة إنسانية تهدف طقوسه وشعائره إلى تنمية وإحياء روحه اإلنسانية تماما مثلما تهدف إلى تصحيح بل على المسلم أن يعلم أننا في مدرسة التجديد ، عالقته بربه الذي عليه أن يعبده وحده ال شريك له

فنا أن حقوق هللا على المؤمن مبنية على المسامحة ولكن حقوق العباد مبنية على نرى كما كان يراه أسالولذلك ورد في الحديث هالك المرأة التي عذبت الهرة ونجاة المومسة الزانية التي سقت ، المشاححة

الكلب في الصحراء ونفي اإليمان عمن ال يأمم جاره بوائقه وعمن بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه .و يعلم وعمن ال يكرم ضيفه وهكذا وه

األمر الذي يدعونا إلى استنفار الطاقات العلمية اإلسالمية لالهتمام بالشأن اإلنساني واالجتماعي والتأكيد على دور المسلم في حماية البيئة والحيوان واإلنسان ودراسة الحركات اإلسالمية الشكلية

اة الدينية إلى طقوس فارغة مكررة مستجرة دون مالحظة العنيفة التي تنسى هذا الجانب وتحول الحي .نتائج ذلك على الحياة العملية والعالقات االجتماعية واإلنسانية

********** حقوق اإلنسان في اإلسالم

لقد أناط التشريع اإلسالمي تحقيق المصالح العامة بالدولة، وسلطاتها، ومؤسساتها، ممثلة في جهاز .على اختالف مراتبهم وتنوع اختصاصاتهم، وكفاءاتهم، إقامة، وتنمية، وحفظا الحكومة وموظفيها

ومباني تشريعية " مفاهيم دستورية"غير أن هناك مصالح ضرورية، أو مقاصد عامة أساسية، تعتبر تتفرع عنها أحكام تفصيلية، نصا أو داللة، تنزل بتلك المفاهيم الكلية من أفقها التجريدي إلى مواقع

وجود عمال، وهي راجعة إلى مصالح األمة، أفرادا وجماعات، بحيث تغطي كافة حاجاتهم ومطالبهم الالدين، والنفس، والمال، والعقل والنسل، ونوجزها فيما : وهذه المقاصد العامة األساسية هي. األساسية

:يلي :المحافظة على الدين -1

ويتبع المحافظة على الدين المحافظة ، ض لها بالطعن ويتم ذلك بأن تحمى الحقائق الدينية ممن يتعر .على حرية التدين، وحماية الشعائر الدينية، وأال يتطاول أهل دين على دين آخر باألذى

وكما منع اإلسالم االعتداء على الذين ال يدينون به من رعايا الدول اإلسالمية فإنه يمنع أيضا أولئك .اإلسالمي للذين يقيمون في دولة غير إسالميةالذين يعتدون على حرية التدين

والمقصود بحفظ الدين بالنسبة لنا كمسلمين هو المحافظة على الدين اإلسالمي على أصوله المستقرة، ألنه قوام مثل المسلمين العليا، وفضائلهم الخلقية التي يمتازون بها إنسانيا وحضاريا، ويستهدفها سعيهم

وتحقيقا ألصالتهم في " فطرة التدين"تلبية لحاجة روحية فطرية في اإلنسان، وهي في حياتهم الدنيا، وجودهم المعنوي داخليا وعلى الصعيد الدولي، كأمة ذات خصائص ومقومات، فالدين والمثل العليا، من

وقد جهد اإلسالم في تشريعه أن يحقق الوجود . مستلزمات الوجود اإلنساني أو مقوماته على األصح

المعنوي للفرد، واألمة، والدولة على السواء، إذ هو المقصود من الوجود المادي، وقوام الوجود .المعنوي للفرد واألمة يتمثل في العزة والكرامة اإلنسانية والحرية اإلنسانية

:المحافظة على الحق في الحياة وعصمة النفس -0نه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أ: قال تعالى

وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين واألنف باألنف واألذن : وقال تعالى( قتل الناس جميعا باألذن والسن بالسن والجروح قصاص، فمن تصدق به فهو كفارة له، ومن لم يحكم بما أنزل هللا فأولئك

(.هم الظالمونيا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد واألنثى : وقال تعالى

(باألنثى (وال تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وال تقتلوا النفس التي حرم هللا إال بالحق: وقال تعالى ( تقتلوا النفس التي حرم هللا إال بالحقوال تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيال، وال: وقال تعالى (والذين ال يدعون مع هللا إلها آخر وال يقتلون النفس التي حرم هللا إال بالحق وال يزنون : وقال تعالى

ويتبع المحافظة على النفس بشكل أو بآخر المحافظة على الكرامة، وعلى الحرية وغيرها من مقومات الذين :قال تعالى. الشخصية اإلنسانية، وذلك أداء ألمانة التكليف، وعمارة الدنيا واإلصالح في األرض

وهذا ( عن المنكر إن مكناهم في األرض، أقاموا الصالة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهواتجنيد لألمة كلها للقيام بمهمة اإلصالح في األرض بجميع وجوهه ماديا ومعنويا، وهو أساس الحضارة

.اإلنسانية :المحافظة على المال -3

إن قريشا : وعن عائشة رضي هللا عنها (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا: قال تعالىومن ، ة المخزومية التي سرقت، فقالوا من يكلم فيها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أهمتهم المرأ

فكلم أسامة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، يجترئ عليه إال أسامة حب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ضل من كان يا أيها الناس، إنما: أتشفع في حد من حدود هللا؟ ثم قام فخطب فقال: الذي رد عليه بقوله

قبلكم، إنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم هللا لو أن فاطمة .بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها

:المحافظة على العقل -4 (.إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه : قال تعالى

لمين جوهر فطرتهم الباطنية، وأساس إنسانيتهم ومناط التكليف والمسؤولية، وسبب التقدم فعقول المس .اإلنساني والحضاري، ثقافة وعلما، وإبداعا، وتدبيرا سياسيا بوجه خاص

ويكون حفظ العقول بتحصينها من كل ما يشل طاقاتها الفكرية المتجددة، وغير المحدودة، وذلك بتحريم والمخدر من جهة، ومنع التضليل الفكري بالنسبة للمستويات العقلية المحدودة بما تحمل ومنع المسكر

.من تيارات فكرية مضللة من جهة أخرىولعل من االعتداء على العقول وضع الحجر عليها ومنعها من قراءة الحياة واإلطالع على تجارب

.حاجزا بين استفادة المسلمين من ثمارها اآلخرين والتقاط الحكمة من كل مكان دون أن تكون هويتها :المحافظة على النسل -5

والنسل مطلب تقتضيه الفطرة اإلنسانية السليمة من األبوة واألمومة، ولذلك حرم اإلسالم الزنى، وعمل على منع إشاعة الفاحشة، وأن هذا النوع من الحماية يكون على رعايا الدولة اإلسالمية من مسلمين

.لمينوغير مسوإذا عدنا إلى اآليات القرآنية التي استشهدنا بها تحت عنوان المحافظة على الحق في الحياة على النحو

المذكور أعاله نجد أن كثيرا منها يقرن النهي عن قتل النفس بالنهي عن الزنى، ذلك أن بين الزنى وقتل ل قتل نفس واحدة، وإذا كانت جريمة النفس جهة جامعة، ألن في الزنى قتال للنسل، وفي جريمة القت

فلم ، القتل اعتداء على شخص واحد، فجريمة الزنى اعتداء على أنفس كثيرة كانت تريد حياة كريمة

.تنل هذه الحياة أو نالتها ذليلة مهينهء هذه هي خالصة المقاصد العامة األساسية التي أناط التشريع اإلسالمي تحقيقها بالدولة اإلسالمية، سوا

.على النطاق الداخلي أم على النطاق الدولي :واجباتنا اتجاه الشعوب األخرى

لقداعتبر اإلسالم الناس جميعا أمة واحدة، تجمعها اإلنسانية ، وإذا كانت اإلنسانية واحدة، واختالفها من أساس من اختالف رغبات الناس بحكم الغرائز، واالستجابة لها، فإن اإلسالم ينظم العالقات على

فال : وحدتها الجامعة، ال من مظاهرها المفرقة، وعلى هذا األساس، قامت النظم الدولية في اإلسالم تفرقة بالعنصرية ال باللون وال بالعرق، وال بالغنى والفقر، وال بالعلم والجهل، بل على أساس الحكم

ة، وال تصلح لقيام عالقة إنسانية العادل بين الناس على سواء، وكل تفرقة بينهم بغير الحق تكون باطلصالحة للبقاء، وإنما يصلح للبقاء ما يكون نابعا من الوحدة اإلنسانية ، فهي أساس العالقات بين األفراد

يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل :والجماعات في اإلسالم ، قال تعالى . لتعارفوا

ني الكريم هو أساس العالقات اإلنسانية كما نظمها القرآن وبينتها السنة، وقام عليها عمل هذا النص القرآوهذا . النبي صلى هللا عليه وسلم وصحابته رضي هللا عنهم من بعده في الحرب والسلم على السواء

في الحكم، النص يقيم العالقة على التعاون، وينفي أن يكون اختالف العرق أو اللون داال على التباينفهم إن اختلفوا فإن األصل واحد، والحقوق والواجبات توجب التعاون والتالقي عندها، وال يتحقق هذا

:التعاون إال بتحقيق ما بينه اإلسالم من مبادئ نسلط عليها بعض الضوء فيما يلي :مبدأ التعاون اإلنساني -أوال

وتعاونوا :إلنسانية كما قرره القرآن، قال هللا تعالىالتعاون في اإلسالم مبدأ عام في كل الجماعات ا (على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان

داخل وإن التعاون قوام األسرة وقوام األمة، وقد جاءت النصوص الدينية اإلسالمية بتعميم التعاون في .اإلقليم الواحد وفي نطاق اإلنسانية

عليه وسلم أن هللا يمد بالقوة كل من يعاون أخاه اإلنسان في أي إقليم وفي أي ويعلن النبي صلى هللا .هللا في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه :موطن، فيقول عليه السالم

:مبدأ الكرامة -ثانياالذي دعا خلق هللا سبحانه وتعالى اإلنسان ومعه الكرامة، بأصل الفطرة، وال يمكن أن يتحقق التعارف

ولقد أمر هللا بتكريم . إليه القرآن الكريم إال إذا كان كال المتعارفين كريما غير مهين، وعزيزا غير ذليلقال . أصل الخلق والتكوين، ولذلك أمر هللا المالئكة أن يسجدوا آلدم أبي الخليقة اإلنسانية اإلنسان في

:تعالىولقد كرمنا ) وقال (وا إال إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين وإذ قلنا للمالئكة اسجدوا وآلدم فسجد)

. (بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيال .وإن هذه الكرامة يستحقها اإلنسان ألنه إنسان بقطع النظر عن أي اعتبار آخر

:مبدأ التسامح -ثالثاسواء أكانت بين اآلحاد أم كانت بين ا اإلسالم إلى التسامح غير الذليل، فهو يبني العالقات اإلنسانيةدع

ادفع بالتي هي ) :الجماعات، على التسامح من غير استسالم للشر أو تمكين لألشرار، قال تعالىوالصفح الجميل أبرز ما (فأفصح الصفح جميل ) (أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم

.يكون عند هزيمة األعداء، فما كانت الحرب للثأر واالنتقام بل إلعالء كلمة الحق ودفع عدوان الباطل :مبدأ الفضيلة -رابعا

التمسك بالفضيلة من أساس العالقات اإلنسانية في اإلسالم ، سواء أكانت بين اآلحاد أم كانت بين لعالقة في حال الحرب أم في حال السلم، ألن قانون األخالق قانون عام الجماعات، وسواء أكانت ا

والفضيلة حق لكل إنسان يستحقها بمقتضى إنسانيته، وقد تقرر ذلك في المبادئ اإلسالمية التي تطبق

.على جميع أهل األرضحال فع النفوس فيوأشد ما كان يدعو إليه القرآن في األمر بالفضيلة هو ما يقترن بالجهاد خشية أن تند

فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما ) :احتدام القتال إلى ما يخالف ذلك المبدأ العام، قال عز وجل (اعتدى عليكم واتقوا هللا واعلموا أن هللا مع المتقين

ل المؤمن بينه وإذا كان هذا النص القرآني قد اقر رد االعتداء بمثله، إال أنه أمر بالتقوى، وهي أن يجعوبعبارة عامة ال يصح . فإذا انتهك العدو حرمات الفضيلة فإن المؤمن ال ينتهك. وبين غضب هللا وقاية

.للمسلم أن يجاري األعداء في مآثمهم، وما يرتكبونه في الحروب ضد الفضيلة اإلنسانية العامة :مبدأ العدالة -خامسا

قامت كل عالقة إنسانية في اإلسالم على العدالة فهي الميزان المستقيم الذي يحدد العالقات بين الناس في حال السلم، وحال الحرب على السواء ففي السلم يكون حسن الجوار قائما على العدل، وفي الحرب

وال ) :هللا تعالى يكون الباعث عليها هو العدل، والعدالة حق لألعداء كما هي حق لألولياء، قالواعتبر النبي صلى هللا عليه وسلم من (يجرمنكم شنآن قوم على أال تعدلوا، إعدلوا هو أقرب للتقوى

من مشى مع الظالم فقد خرج من ) :يعاون الظالم على ظلمه خارجا من اإلسالم ، فقد قال عليه السالم (.اإلسالم :مبدأ المعاملة بالمثل -: سادسا

فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) :وهذا المبدأ شعبة من شعب العدالة، قال تعالى)

.عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به :وقال عليه السالم وهذا المبدأ ينطبق على الدول كما ينطبق على اآلحاد، وقد يقول قائل، إن المعاملة بالمثل تعارض

والعفو، والجواب هو أن العفو حيث ال يمس العدالة، وال يغمط حقوق الناس، أو يرضى بالذل التسامح .والعدوان

.وموضوع العفو يكون بعد أن يتمكن صاحب الحق من حقه، فيعفو أو يأخذ وإن العدالة ال تنافي الرحمة، بل إنها تالزمها، فحيث كانت العدالة كانت الرحمة، وهذا يفسر لنا قوله

و الملحمة وهي القتال، ال تكون في اإلسالم إال "أنا نبي المرحمة، وأنا نبي الملحمة" :عليه السالم .ببواعث من العدالة والرحمة بالناس

:مبدأ المودة -سابعا يعتبر اإلسالم الناس جميعا أمة واحدة، ومن هنا فإن األخوة اإلنسانية ثابتة يجب وصلها، وال يصح

قد أمر هللا تعالى بأن توصل القلوب بالمودة، وإن اإلسالم ال ينهي عن بر كل من ال يعتدي قطعها، وال ينهاكم هللا عن الذين لم يقاتلوكم في :قال هللا تعالى. فالبر ثابت للمسلم وغير المسلم. على المسلمين

(قسطين الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن هللا يحب الموإن المودة الموصلة ال يقطعها الحرب، وال االختالف ففي أثناء الحرب تنقطع العالقات بين المسلمين

والمحاربين بالفعل وحكامهم ، أما رعايا األعداء الذين ال يشتركون في القتال فإن مودتهم ال تنقطع، .لحرب، وعند الهدنةوكان النبي عليه السالم ال يقطع البر حتى عند االختالف، وفي ا

:مبدأ الوفاء بالعهد -ثامنا يعتبر الوفاء بالعهود أساس التالقي بين اآلحاد والجماعات على بصيرة وهداية وتعاون وثقة متبادلة،

ويجب تحقق الثقة بين الجماعات كالثقة بين اآلحاد على سواء، ولذلك شدد . وال تعارف إال مع الثقةء بالعهد، وعده من أسباب القوة ألنه من أسباب الثقة وقوة التعارف، قال هللا اإلسالم في وجوب الوفا

وأوفوا بعهد هللا إذا عاهدتم، وال تنقضوا األيمان بعد توكيدها، وقد جعلتم هللا عليكم كفيال، إن ) :تعالىم دخال بينكم أن هللا يعلم ما تفعلون وال تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانك

يا أيها ) (تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم هللا به، وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ) (فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم ) (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئوال ) (الذين آمنوا أوفوا بالعقود

والموفون بعهدهم إذا ) (الذين يوفون بعهد هللا وال ينقضون الميثاق ) (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم (عاهدوا

وقد حث النبي صلى هللا عليه وسلم على الوفاء بالعهود عامة، وعلى الوفاء بالعهود التي يعقدها رؤساء ، وال دين لمن ال ال إيمان لمن ال أمانة له :تنظيم العالقات الدولية خاصة، قال عليه السالم األمم في .عهد له

وقد كان بينه وبين المشركين عهد، فوفى به، فذكر له بعض المسلمين أنهم على نية الغدر به، فقال عليه وكان ينهى عن الغدر بمقدار حثه على الوفاء، وكان يعتبر ( وفوا لهم، ونستعين باهلل عليهم ) :السالم

لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته ) :ة والسالم أعظم الغدر غدر الحكام، يقول عليه الصال (، أال وال غادر أعظم من أمير عامة

وإذا كانت المعاهدات ال تستمد قوتها من نصوصها، بل من عزيمة عاقديها على الوفاء، فإن اإلسالم .سباب الضعفحث على الوفاء، واعتبر الوفاء بالعهد والميثاق قوة، والنكث فيه أخذا في أ

قد وثق أصول القانون الدولي العام اإلسالمي أحكم توثيق، وبناها على الوجدان وهكذا يكون اإلسالمالديني للدولة اإلسالمية حيث ال يكون الوفاء لألقوياء، فقط، بل يكون هذا الوفاء لألقوياء والضعفاء على

.السواءإلى هذا المستوى من القداسة، وقد كان لقاعدة " العهد"ن وال نعلم دينا وال تشريعا، قد رفع من شأ

أثرها في العمل على استقرار السلم واألمن الدوليين، " حرمة المعاهدات وقدسيتها في السلم والحرب"من جهة، وعلى تأصيل روح الثقة فيمن يتعامل سياسيا مع الدولة اإلسالمية، على الصعيد الدولي من

.اإلسالم الخارجية العادلة بحق من أهم خصائص سياسةجهة أخرى، مما يعتبر : مبدأ احترام العرف الصحيح في نطاق العالقة بين الشعوب -: تاسعا ف والعرف مصدر تبعي من مصادر . عادة جمهور قوم في قول أو عمل :بأنه " العرف " يعر

ل الفقهية، ال يحصى عددها، وال ينقضي األحكام يترتب عليه أحكام متشعبة من شتى األبواب والفصوتجددها، ألن األحكام التي تخضعها الشريعة اإلسالمية للعرف تتبدل بتبدله، فهي في تجدد مستمر، وهذا

.مباني الشريعة وفقهها من أعظم عوامل القابلية للخلود في كام العملية بين الناس فيويعد العرف في نظر الشريعة اإلسالمية مستندا عظيم الشأن لكثير من األح

توليد األحكام وتحديدها، وتعديلها وتجديدها، شتى شعب الفقه وأبوابه، وله سلطان واسع المدى في .وإطالقها وتقييدها، فهو وليد الحاجات المتجددة المتطورة

وفي وفي اعتبار العرف تسهيل كبير يغني عن كثير من النصوص التفصيلية في األحكام التشريعية عقود المعامالت، اعتمادا على ما هو معروف ومألوف في شتى الوقائع المحتملة، والعرف ال تغني عنه

نصوص التشريع والتقنين، ألنها ال يمكن أن تستوعب جميع التفصيالت واالحتماالت، كما أن الكثير .من أحكامها اآلمرة نفسها مبني على العرف، ويتبدل الحكم فيه بتبدل العرف

العرف لكي يجب توافرها في واالعتبار الشرعي للعرف مشروط بشرائط ليس هنا محل تفصيلها .يعترف له بهذا السلطان

عالقاتهم مع الدول غير اإلسالمية، مما يمكن القول معه إن وقد راعى الفقهاء المسلمون العرف فيهم في هذا الباب ما ذكره ابن قدامة الحنبلي مراعاة العرف من قواعد القانون الدولي اإلسالمي فمن أقوال

بغير أمان ألنه ال يؤمن أن يدخل أحدهم جاسوسا وليس ألهل الحرب دخول دار اإلسالم :المغني فيأو متلصصا، فيضر المسلمين، فإن دخل بغير أمان سئل، فإن قال جئت رسوال فالقول قوله، فإن كان

وبمثل . وحقن دمه ألن العادة جارية بدخول تجارهم إلينا وتجارنا إليهم معه متاع يبيعه قبل قوله أيضا ويمكن أن يقاس على ما ذكره الفقهاء في رعاية العرف الصحيح الجاري ، هذا قال الشافعية والمالكية

:بين الدول كل عرف آخر بينهم، وقد قعدوا قواعد مهمة في مجال العرف ووجوب رعايته، مثلوال ينكر تغير . / والعادة محكمة. / والثابت بالعرف كالثابت بالنص/ كالمشروط شرطا المعروف عرفا

.األحكام بتغيير األزمان أي األحكام المبنية على العرف

كتابات الفقيه المشهور نطاق العالقات الدولية، كما نالحظ ذلك في ويمكن االستناد إلى هذه القواعد فيوإن هناك مجاال . وفي شرحه لإلمام السرخسي " السير الكبير" في كتابهمحمد بن الحسن الشيباني

واسعا لألخذ بقواعد القانون الدولي العام الحاضر القائمة على أساس العرف والمعاهدات، وهذان مصدران واسعان جدا يستقي القانون الدولي العام قواعده وأحكامه منهما، وإن الشريعة اإلسالمية تجيز

بالعرف الصحيح في العالقات الدولية، كما تجيز عقد المعاهدات مع الدول األخرى، بشرط أال األخذ .تخالف الشريعة وتلزم بالوفاء بمضمونها

الحوار اإلنسانيالذي ال يثق ببضاعته ال يصارح اآلخر وال يرغب في المناخات المفتوحة التي تتم فيها المنافسة بين

ولذلك فنحن في مدرسة التجديد ، األمور لصالح األجود واألصلح للناس الجيد واألجود حيث تستقر سواء كان الدافع ، فتحنا باب الحوار على مصراعيه بين سائر األفكار واالتجاهات ولو في أدق القضايا

ال يهم فاألمران سيان، هوإيماننا بأن ما نحن عليه هو األصلح أم كان هو البحث عن األصلح أين كان ولذلك ينشط مركزنا مع دعاة التجديد في كل ، كمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها والح

:المحاور المتاحة والتي منها :حوار الحضارات وحث المسلمين على تجاوز فكرة الصدام والصراع – 1لرايخ الثاني إن األمم التي جمعها بسمارك مؤسس ألمانيا آخر القرن التاسع عشر لتنضوي تحت راية ا

، لم تكن لتسلم إرادتها إلى أوهام غائبة ال تعود عليها بأمجاد أكثر من أمجادها األولى، وهو إحساس دفع بالمشاعر الجرمانية إلى التفجر، حتى دفعت الرايخ الثالث إلى مشاعر نازية متعالية قادها هتلر

لحرب في األرض حتى أشعل العالم ، ولكن ألمانيا فوق الجميع ، وأطلق صليبه المعقوف نار ا: بعبارته ألمانيا دفعت ثمنا باهظا عندما قرأت جانبا واحدا من الصورة ، فالمشهد الذي تراه أنت في تاريخك

يقرؤه كل شعب في تاريخه، فاألرض كروية وكل نقطة فيها تصلح أن تكون مركزا للعالم ، والمشاعر مركز األرض، يحس بها االسكوتلندي، والميكرونيزي التي تحدوك وأنت في دمشق لتحس أنك في

حتى يمكن القول إن المشاعر النازية قد تكون رصيدا متناثرا بين البشر، ولكن ال يتيسر والموزامبيقي .لها دائما من يحولها من محض مشاعر إلى مشروع سياسي

مية تحمل شعورا نازيا بامتياز ويمكنني القول إن كثيرا من حركات اإلحياء في البالد العربية واإلسالولكنها تعجز عن وضعه موضع التنفيذ ، فتقصر أدواتها عن إحيائه وبعثه ، ولكن يمكنك أن تقرأه

بوضوح فيما يحمله أبناء هذه التيارات من مشاعر عفوية من احتكار الحقيقة ، وثقة عمياء بالسيادة !!.ل العامة إلى مستوى اللعنةالتامة على المستقبل، رغم ارتكاس الواقع كما تقو

وهي حاجة اإلنسان لإلنسان ، وحاجة الغرب المادي للروح إننا نؤكد وبإصرار على فكرة ملحةاإلسالمية ، وحاجة الشرق اإلسالمي لإلنجازات الحضارية الغربية، وهي باختصار مقصود اآلية

م شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناك}: الكريمة .وهو ما ينبغي أن ينصت إليه الجميع باهتمام واحترام { أتقاكم

لقد طرح الغرب مشروع صدام الحضارات، ونادى به متنبئون أشرار من صمويل هانتغتون إلى جيري ضنا ذلك منذ البداية ودعونا فالويل إلى بات روبنسون إلى فوكوياما، ولكننا هنا في الشرق اإلسالمي رف

بوضوح إلى حوار الحضارات ويسجل للرئيس اإليراني خاتمي هذا اإلنجاز ، فقد أطلقه من فكرة تتداولها مراكز الثقافة إلى مطلب للكتلة اإلسالمية في األمم المتحدة وذلك بوصفه رئيسا آنذاك لمنظمة

استجابة إلى عام حوار الحضارات 0221 المؤتمر اإلسالمي ، وتم تحقيق نجاح هام حين سمي عام .مطلب الرئيس اإليراني والمجموعة اإلسالمية

ولذلك فإننا نستنكر المفهوم المعاصر لإلرهاب والذي يراد به الممارسات الخاطئة أيا كان مصدرها وشكلها، والمتمثلة في التعدي على الحياة اإلنسانية بصورة باغية متجاوزة ألحكام هللا، تروع اآلمنين

الممارسات ونرى ونشجب هذه. وتعتدي على المدنيين المسالمين، وتجهز على الجرحى وتقتل األسرى

أن وسائل مقاومة الظلم وإقرار العدل ال بد أن تكون مشروعة فالخطأ ال يعالج بالخطأ، وندعو األمة والمحافظة على الحقوق، ونعي أن التطرف تسبب عبر التاريخ لألخذ بأسباب المنعة والقوة لبناء الذات

.كبرى في تدمير بنى شامخة في مدنيات وحضاراتيمكن إلنسان وال. طرف بكل أشكاله غريب عن اإلسالم الذي يقوم على االعتدال والتسامح هذا وإن الت

إن هدي هذا اإلسالم العظيم يدعونا إلى االنخراط والمشاركة في . أنار هللا قلبه أن يكون مغاليا متطرفالتعقل ومحبي المجتمع اإلنساني المعاصر واإلسهام في رقيه وتقدمه، متعاونين مع كل قوى الخير وا

.العدل عند الشعوب كافةواألمل معقود على علماء أمتنا أن ينيروا بحقيقة اإلسالم وقيمه العظيمة عقول أجيالنا الشابة، بحيث

تجنبهم مخاطر االنزالق في مسالك الجهل والفساد واالنغالق والتبعية، وتنير دروبهم بالسماحة هاوي التطرف والتشنج المدمرة للروح والجسد، كما نتطلع واالعتدال والوسطية والخير، وتبعدهم عن م

إلى نهوض علمائنا إلى اإلسهام في تفعيل مسيرتنا وتحقيق أولوياتنا بأن يكونوا القدوة والمثل في الدين والخلق والسلوك والخطاب الراشد المستنير، ويبثون بين أفراد األمة وفي أرجاء العالم الخير والسالم

العلم وبصيرة الحكمة ورشد السياسة في األمور كلها،يجمعون وال يفرقون، ويؤلفون والمحبة، بدقة .القلوب وال ينفرونها، ويستشرفون آفاق التلبية لمتطلبات القرن الحادي والعشرين والتصدي لتحدياته

قد أن قراءتنا األخرى لفكرة الحضارة ، حيث نعت ولذلك فإننا في تيار التجديد ال نخف حتى في الغربالحضارة إنجاز إنساني ويشترك فيها مفكرون من سائر األعراق من الشعوب ، فال توجد حضارة تبدأ

.من الصفر ، بل إنها تؤسس على ما أنجزه السابقون وطوره الالحقون أثناء الطواف بمشافي دول غربية كثيرة على سبيل المثال إننا نجد هنا بصمات ابن سينا : لقد قلنا لهم

اقير الرازي ومباضع ابن زهر تماما كما كنا نجد في مشافينا أيام المجد اإلسالمي يد أبقراط وكما وعقتجد في بناء المسجد األموي هندسة إقليدس ومعادالت فيثاغورس، وحين نتعاطى اليوم مع الموبايل

وإرهاصاته والحاسوب فمن غير الممكن تجاوز دور ابن الهيثم في تصحيح وصفه للمناظر والمرئيات المبكرة في اكتشاف سرعة الضوء وهو أهم إنجاز على اإلطالق في عالم االتصاالت، وال يمكن إدراك

الوعي الديمقراطي الذي ينعم به العالم المتقدم من غير تذكر دور حمورابي وجوستنيان وعمر ابن .عمر بن عبد العزيز الخطاب أو

نهض ويتألق إال عندما ندرك لغة التكامل والتواصل ، وفق إن الحضارة إذن إنجاز إنساني ال يمكن أن ي .{نتقبل عنهم أحسن ماعملوا ونتجاوز عن سيئاتهم } :القاعدة القرآنية الذهبية

مثلي ومثل : في إطار رساالت األنبياء وهو المعنى الذي عبر عنه الرسول الكريم صلى هللا عليه وسلمها وأكملها إال موضع لبنة فكان الناس إذا مروا بها يقولون ما النبيين قبلي كمثل رجل بنى دارا فأحسن

.أحسن هذه الدار لوال موضع هذه اللبنة فكنت أنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيينهذه الحضارة الغربية التي تجعل من الكوكب األرضي قرية صغيرة ال يمكن قراءتها بدءا من إعالن

حتى من الثورة الفرنسية وال من عصر النهضة وال من شارلمان ماسترخت وال من اتفاقية فرساي وال !!وال حتى من مدونة جوستنيان

ومطالعة أفالطون ومناجاة أخناتون؟؟ كيف يمكن أن ننسى روح القانون التي حررها حمورابيعينه ربما كان أعظم إنجازات الحضارات إنما هي تلك اإلنجازات التي ال يمكنك أن تنسبه إلى فرد ب

وال حتى إلى أمة بعينها ، ومن بين أعظم خمس اختراعات عرفتها البشرية ال يمكن ألحد أن يستثني اكتشاف الكتابة واكتشاف النار وكالهما مقيد باسم مجهول ال يحصره وطن وال قارة ، ولكنه شريك

.كامل في اإلنجاز الحضاري لإلنسان ، أيا كان شكل هذا اإلنجاز ولونه حظة الحاسمة في الصعود اإلنساني ، اللحظة التي تبدأ فيها األمة ببناء مستقبلها في عالم لم يعد إنها الل

يجدي فيه شيئا التقوقع على الذات واختيار العزلة ، وندرك فيه أن المقاصد الخيرة للبشرية إنما هي أن التمييز بين تراث مشترك بين الشرفاء جميعا في األرض ، وأن المشترك أكثر مما نعتقد ، و

:الحضارات ال يخضع لمنطق الجغرافيا ، وال حتى للميثولوجيا وإنما يخضع للمنطق القرآني الخالد

وإنما { }وكل نفس بما كسبت رهينة{ }فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} {تجزون ما كنتم تعملون

:الحوار اإلسالمي المسيحي – 0ي مدرسة التجديد نحاول قراءة مسالة الحوار الديني من زاوية أخرى ، زاوية ال تتجه إلى إننا ف

المختلف بقدر ما تتجه إلى المشترك ، ونبحث عن نقاط اللقاء أكثر مما نبحث عن مكامن الفراق ، وهو ى تصبح لون قد نكون نسيناه في غمرة ما ننجر إليه عادة من اكتشاف مواطن االختالف والشقاق ، حت

لغة الحوار المعتاد هي لغة البحث عن مزالق اآلخر وأوجه االختالف معه ، وهو ما يرغب بارونات ( .الحقيقي)اإلعالم إظهاره دوما على أنه النموذج األكثر نجاحا في الحوار

ي لقد كنا في مدارسنا التقليدية نطرح الحوار عادة على أساس الكشف عن مكامن الفراق المتصورة فوهو ( الديماغوجي)أبرز أشكال الحوار ( الديداتي السواغارتي)العالقات االجتماعية ، وهنا يبدو النمط

الحوار الذي يرمي إلى إهانة الخصم وإذالله تلبية لمطالب الجمهور الهائج المتحفز أصال لسحق اآلخر بغرض تحقيق استعالء أيديولوجي مهما عاد ذلك برهق على المتحاورين وال وهو ربما . مستمعين جميعا

.الشيء نفسه الذي يدعونا إليه قناة الحياة التيشيرية ومن على شاكلتها لكننا اليوم نطرح صيغة أخرى للحوار، صيغة تؤسس على المشترك وتدعو إلى تعزيزه والبناء عليه

،ولكن إلى أي مدى يبدو هذا الخيار منطقيا من وجهة النظر اإلسالمية ؟وواضح أن تكرار هذا التعبير سبع عشرة مرة{ مصدقا لما بين يديه } : الكريم ترد صيغة في القرآن

يتصل مباشرة بالمقصد القرآني الهادف إلى تعزيز المشترك ، ومع أن هذه الصيغة واضحة في التعبير ة ، حتى عن ذلك ولكن من المؤكد أن أثرها ظل يتخافت تاريخيا في حمى اإلرادات السياسية المتناقض

ناسخا لما بين يديه ، أو ناسفا لما بين يديه ، أو مبطال لما بين : غلب على الخطاب التقليدي صيغة يديه، أو ملغيا لما بين يديه ، إلى آخر ما هنالك من صيغ أنانية ال تتفق ومقاصد القرآن كما أوضحته

مثلي ومثل النبيين من قبلي كمثل :ه وسلم السنة النبوية في التعبير النبوي البليغ بقوله صلى هللا عليما أحسن هذه الدار : رجل بنى دارا فأكملها وأجملها إال موضع لبنة ، فكان الناس إذا مروا بها يقولون

وهو موقف تواضع رائع ، يجعلك تؤمن !! لوال موضع هذه اللبنة فكنت أنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبييندرك أن اإلسالم يعترف بثقافة اآلخر ويؤمن بتكامل المعرفة ، إنه لم يقل أنا بتكامل سعي األنبياء ، وت

!!.البناء كله وإنما قال أنا لبنة في هذا البناء من البداية رأى النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم أن يتوجه بقبلته إلى قبلة أهل الكتاب نظرا للمشترك

ر الذي أثار قومه في مكة من الوثنيين ولكنه استمر على ذلك الذي يبدو بشكل ظاهر بين الديانتين، األمأكثر من نصف عمر الرسالة ولوال أن أهل الكتاب فهموا ذلك خطأ ، حين تحدثوا عن قصور في رسالة

النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم وحاجة الرسالة إلى ظهير من مناسكهم لبقي األمر في إطار الوحدة ثم تمت النعمة على النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم بتحول القبلة إلى الكعبة الفكرية والتشريعية ،

.المشرفة في مكة مؤهل أن يكون حاضرا في كل خطاب تحاوري ويمكنك إن منطق تعزيز المشترك الذي نطرحه

على التماس إرهاصاته في منهج الرسول الكريم صلى هللا عليه وسلم الذي كان يطرح تعزيز المشترك قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أال نعبد } : أساس من الوعي بخصوصيات اآلخر

وقل آمنت بما } :، وكذلك قوله{إال هللا وال نشرك به شيئا وال يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون هللا ال حجة بيننا ، مالنا ولكم أعمالكم لنا أع، هللا ربنا وربكم ، وأمرت ألعدل بينكم أنزل هللا من كتاب

قل يا أيها الكافرون ال أعبد ما تعبدون وال أنتم } : وكذلك قوله . { هللا يجمع بيننا وإليه المصير، وبينكم {عابدون ما أعبد وال أنا عابد ما عبدتم وال أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين

يحتان األعظم من المسلمين ذهبا ضحية خالفات سياسية ألنهما الشر: الحوار السني الشيعي – 3وقد وسعت الدولتان العثمانية والصفوية ، وانعكس ذلك فيما بعد على خيارات الطائفتين العقدية والفقهية

، الشرخ بينهما لمصالح سياسية قذرة للدولتين وحاجتهما إلى إيديولوجيتين متناقضتين تعتمدان عليهما

أحوج ما يكونون إلى الحوار ليعاضدوا بعضهم فيما اتفقوا عليه ويعذروا بعضهم فيما اليوم وهم جميعا .اختلفوا فيه

وهما شريحتان من أهل السنة مختلفتان تمام االختالف ألن كل واحد : الحوار السلفي الصوفي – 4حيح العقيدة ينسى منهما ال يقرأ اآلخر إال من زاويته ففي حين يركز السلفيون على الكتاب والسنة وتص

الكثير منهم التربية والسلوك الذي يعنى به الصوفية وكذلك ففي حين تفرغ الصوفية للتربية والسلوك تجد أكثرهم يتعاطى الشركيات والبدع ويقف الفريقان على طرفي نقيض دون أن يحاول أحدهم أن

وال إلى صوفية تشرك تلغي وتنطح بحاجة إلى سلفية بينما الحياة أثبتت أننا لسنا، يستفيد من اآلخر .وتشطح ولكننا بحاجة إلى أن ننصح وال نفضح

:الحوار الشرقي الغربي – 5سبتمبر / على ضوء الصراع المحتدم الذي انفلت من عقاله في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول

ضى األحكام الخاطئة وفي إطار التحليل والنقاش سقطت الكثير من األقالم في فو. في نيويورك 0221رفض العالقة مع الحضارة الغربية "القائمة على الخلط المقترن حكما بالتشويه، حين راحت تدعو إلى

دون تمييز بين مكوناتها، واعتبارها معادال لالستعمار الغربي، واعتبار قيمها وأفكارها شعارات زائفة هذه األحكام الخاطئة هو الخلط بين مفاهيم ، ومرد "لحكم العالم، ومعاول هدم لخصوصية مجتمعاتنا

الحضارة اإلنسانية والدور الكبير ألوروبا خاصة والغرب عامة في تطورها وكل هذا مبني على تراث حضاري تعددي في عالم الحضارة اإلغريقية، الفارسية، الهندية، الصينية، اإلسالمية، وكلها تفاعلت

مكنة في سياق العملية الحضارية التاريخية التعددية وأخذت عن بعضها بالحدود والمربعات الموصوال إلى الحضارة اإلنسانية الواحدة في يومنا هذا، وفي قلبها ( الفكرية، الثقافية، العلمية، الدينية)

وعليه . الثقافات المتنوعة والمتعددة في المجرى العريض لحضارة إنسانية واحدة في العصور الحديثة .م الخلط بين هذا وبين مفهوم العولمة المفروضة بالقوة على الشعوب المستضعفةيجب التنبه إلى عد

وتذهب بعض هذه األقالم إلى ما هو أبعد من ذلك حين تنصب االختالف الديني حاجزا جديدا بوجه :وهذا غير صحيح لعدة أسباب أهمها. التفاعل مع الحضارة الغربية

إن كان صحيحا أنه يجب عدم إسقاط البعد اإلسالمي عن الهوية يفوت على هذه األقالم بأنه و: أوال ، إال أنه يجب النظر إلى (المسيحي)الفكرية والثقافية لشعوبنا الشرقية ، وهي صفة اختالف مع الغرب

هذا االختالف في إطار التنوع اإلنساني الذي ال يلغي حقيقة علمانية الفكر والثقافة واألدب والتكنولوجيا وإضافة إلى ما سبق هناك حقيقة جوهرية وغاية في األهمية . اإلنسانية عموما بكل مكوناتها والحضارة

تمنع الغلو في تضخيم االختالف الديني وهي أن الثقافة المسيحية تشكل جزء عضويا وفاعال في الثقافة افتقدت له الكثير اإلسالمية وهذا ما مثل على الدوام عنصر قوة وإغناء للثقافة والحضارة اإلسالميتين

وبالتالي فإن المسيحية الشرقية يمكن لها أن تشكل ، من الثقافات و الحضارات األخرى ومنها األوروبية أحد جسور التواصل والتفاعل مع الحضارة الغربية، وعلى الجميع أن ينظر إلى الوقائع التاريخية قديما

إذا فالمسيحية ولدت في " المسيحية األولى مهد"وحتى يومنا هذا ففلسطين وبالد الشام ومصر كانت بالد المشرق العربي، ومنها انتشرت في العالم إلى بلدان أوروبا وأمريكا وكل العالم الغربي، وبناء عليه

–قد لعبت المسيحية العربية على مر العصور دور التواصل بين المسيحية واإلسالم بنجاح من خالل وال ) م وبين المسلمين العرب ، ويذكر هنا أن الجماعات الصهيونية القاسم المشترك بينه -العربية

انتبهت باكرا لهذه الحقيقة ولذلك حاولت أن تعيد إعادة تعريف الثقافة الغربية ( أقصد اليهود بالعموم ولم تأل جهدا في محاولة زرع هذا المفهوم ( مسيحية –ثقافة يهودية : )األوروبية واألمريكية ليصبح

.أمريكي لوأد إمكانية قيام عالقة تفاعلية سليمة بين المسلمين والغرب –د في العقل األورو الجديإن محاوالت فرض المفهوم الشاذ للعولمة بشكلها المتوحش وبأحكامها الشمولية تمثل خطرا كبيرا على

.القيم اإلسالمية والمسيحية على حد سواء، ألنها بالنهاية عولمة غير أخالقية عترافا بالحقيقة فإن الممانعة الرئيسية التي تقف اليوم في وجه مفهوم العولمة المتوحشة تنطلق من وا

المجتمعات األوروبية التي أدركت باكرا ما يمثله هذا المفهوم من مخاطر على الحرية والتنوع اإلنساني

ولمة بوليسية ومراقبة كلية شكل ع"لـ : ومستقبل البشرية ألنه كما يقول جان بوديار وجاك ديريدا يؤسسوثمنها القضاء على الثقافات المتفردة الراسخة الجذور عبر التسليع لكل شيء بما يذهب " وترهيب أمني

لذلك لم يكن غريبا أن نشاهد المظاهرات التي شارك بها عشرات الماليين ، في النهاية إنسانية اإلنسان . لهذا المفهوم في المدن األوروبية وحتى األمريكية رفضا

، (أوروبا المسيحية)أوروبا التي تدين غالبية شعوبها بالديانة المسيحية ال يمكن قصر تعريفها بـ : ثانيا ألن مجموع القيم االجتماعية واألنظمة والقوانين الوضعية في الدول األوروبية والتي تحكم العالقات

الدولة حيال المجتمع أفرادا ومؤسسات، هي نتاج بين الفرد والمجتمع حقوقا وواجبات، وتحدد مسؤولية صراع وحراك اجتماعي طويل احتل فيه الصراع بين الكنيسة والدولة فصوال عديدة ، انتهت بتحرير الشعوب األوروبية من سطوة الفكر الديني الذي تمثله الكنيسة ، وصوال إلى حرية العقل والمعرفة بال

. مر الذي أدى إلى والدة الدولة األوربية العلمانيةمحرمات فكرية موروثة دينية، األعلى اختالف أشكال التعبير لذلك فإن العلمانية صفة تميز أغلب القوانين الوضعية األوروبية والغربية

.عنها وتفاوت مستوياتها ال يجوز النظر إلى الثقافة الغربية كمنتج غربي مسيحي صرف مقطوع الجذور عن الثقافات: ثالثا

األخرى، بل يجب النظر إليها بمحتواها اإلنساني العميق، وبما هي اليوم ذروة الثقافة اإلنسانية المستندة ليس إلى ما سبقها من ثقافات فقط بل إلى ما يزامنها أيضا، فلقد صبت في نهرها كنتيجة لعملية المثاقفة

سباب عدة يتحدث عنها إدوارد سعيد عصارة ثقافات العالم ومنتج مثقفيها بما شكلته من عامل جذب ألالثقافة الغربية الحديثة هي في جزء كبير منها نتاج المنفيين : "في كتابه تأمالت المنفى فيقول

والمهاجرين والالجئين، والفكر األكاديمي والنظري لـم يصل في الواليات المتحدة األمريكية إلى ما هـو ...".وا إليها عليـه اليـوم إال بفضل أولئـك الذين لجأ

إن إضفاء بعد ديني على الصراع مع المفهوم المتوحش للعولمة شديد الخطر وبالغ الضرر ألنه : رابعا، يفسح بالمجال أمام األيدي اآلثمة التي تسعى إلى الصداع والصراع لتفعل فعلها، وتعيد زرع خرافاتها

إلى حقيقة التعاليم المسيحية، وتلقى سياساتهم ال يمت بصلة" اإلنجيليين الجدد"إن الدور الذي يلعبه غالة وعلينا ، وممارستهم وادعاءاتهم استنكارا ورفضا واسعا من غالبية الكنائس المسيحية العالمية والوطنية

هو إشعال الصراع بين اإلسالم " اإلنجيليين الجدد"أن ال نغفل بأن أحد األهداف الرئيسية لغالة ، "صراع الحضارات و صراع األديان"ئفة وشعارات عنصرية متصهينة والمسيحية تحت ادعاءات زا

وبالتالي فإن مقابلة هذه االدعاءات والسياسات في مثل هذه الحالة بشعارات مشابهة عدا عن كونه شديد التفاعل الضرر فهو ال أخالقي ألنه ينفخ في نار اختالق الصراع بدل العمل على إطفائه من خالل

.والحوارديانة، عقدت لها قمة أديان مع دخول األلفية الجديدة، علينا وغيرنا في ( 83)مم المتحدة تعترف بـ إن األ

ستة ( 6)العالم فتح آفاق الرؤيا لهذه الخارطة الدينية الواسعة في عالم البشرية، فالعالم يعد أكثر من من حوار أين موقع هؤالءمليارات من البشر، أكثر من نصفهم ال يدينون بالمسيحية وال باإلسالم، ف

…! الثقافات واألديان؟علينا أن ننظر حولنا بأفق عالمي منفتح، ال أن نحشر أنفسنا بأفق محدود ينتج عنه صراعات كثيرة

.مفتعلة وبال حدودمن كل ما سبق نخلص إلى القول أن العالقة بين اإلسالم والمسيحية كانت على الدوام ويجب أن تبقى

تحاورال عالقة انقطاع وتنافر، وذلك خدمة لشعوبنا وشعوب اإلنسانية جمعاء، وبهذا فقط عالقة تالقي و، فتعاليم اإلسالم في جوهرها دعوة لتحكيم العقل (إسالميين ومسيحيين)نستطيع أن نحاصر الغالة

.والحوار والعيش المشترك وكذا تعاليم المسيحية :الحوار اإلسالمي العلماني - 6

ب اآلن إدراك أن ثمة مدارس فكرية نشأت في المجتمع اإلسالمي، و اصطبغت بالطابع إن من المطلوالعلماني ، وهي تيارات تمارس دورا حيويا في المجتمع اإلسالمي ، والمطلوب توفير آلية حقيقية لفتح

ز حوار جاد معها ، على أساس أنها نسيج من المجتمع اإلسالمي وليس كيانا طارئا عليه ، وتمييالتيارات العلمانية التي طورت نفسها وتمسكت بإيمانها من تلك التيارات التي وقفت موقفا عدائيا من

.اإلسالم علينا أن نتجاوز التفكير الذي كان سائدا في الستينات والسبعينات من القرن الماضي والذي كان يصبغ

موية ، حين كانت كلمة علماني ترادف كلمة عالقات التيارات السياسية في العالم اإلسالمي بالحدود الدكافر، وفي المقابل كان العلمانيون يستخدمون تعبير الظالميين والرجعيين على أولئك الذين يريدون أن

.يبعثوا الفقه اإلسالمي في الحياة كمعلم هدى ونور وبر وخيرسريعة للمشهد الثقافي إن العلمانية تعاني من توصيف حاسم لخيارها األيديولوجي ، ولكن قراءة

والسياسي في العالم اإلسالمي يجعلك تدرك إلى أي مدى يمكن أن يكون التقارب واقعيا مع تيارات ثمة أحزاب كبرى في العالم ، كثيرة ال يمكن التعبير عنها بأنها سنة وال شيعة ، أو أنها سلفية أو صوفية

يدة الشوق والتوق إلى السمو الروحي ، والهدى اإلسالمي تنهج نهجا علمانيا في الحياة ولكنها شدالرباني الذي جاء به اإلسالم ، فحزب نهضة العلماء في أندنوسيا يزيد أعضاؤه عن ثالثين مليون مسلم ، وحزب عوامي في باكستان ، والرفاه أ والعدالة والتنمية في تركيا ، واألمة في السودان ، واإلخوان

جميعها أحزاب ذات ميول علمانية بدرجات متفاوتة هذه، مجهم الجديد المسلمون في سوريا حسب برنا، وهي موجودة ونشيطة في العالم اإلسالمي وتقدم خدمات غير قليلة لألمة اإلسالمية ، ولكننا لم نخط

.حتى اآلن باتجاه فتح حوار حقيقي وبناء معهار الخالق ، والتشكيك بالنبوات ال ومن الضروري هنا أن نسجل هذا التحفظ الضروري فمن يختار إنكا

!يمكن أن يكون مسلما ، سواء كان أصله سنيا أو شيعيا أو علمانيا أو كان من أبناء األنبياءولكن هل يسوغ القول بأن العلمانيين اليوم في العالم اإلسالمي يحملون هذه الرؤية الكافرة عن ثوابت

الشريعة ؟ة في العالم اإلسالمي اختارت أن تتجاوز الفقه اإلسالمي وتكتب تشريعات إن كثيرا من التيارات العلماني

السامية ، وإنما بسبب عدم ورسالته وضعية ، ليس بسبب سوء رأيها في الرسول صلى هللا عليه وسلموأعتقد أننا لو قمنا بفتح منجم الفقه ، المعرفة بغنى الفقه اإلسالمي ، وقدرته على مسايرة األحداث

مي على مصراعيه ، وأضأنا جوانبه المختلفة التي تراكم عليها الجمود ، لوجد المخلصون من اإلسال .كافة االتجاهات حاجتهم وغايتهم داخل الفقه اإلسالمي ولم يتورطوا في استدباره والتنكر له

سالمي إن األمة اإلسالمية في فترة صعودها الحضاري قامت باحتواء تيارات كثيرة نشأت في الفكر اإل، ولدينا تصانيف هامة في تفسير القرآن كتبها أعالم محترمون كالزمخشري ومجاهد والرازي

الجصاص وابن رشد والفخر الرازي وأبو العالء المعري وابن أبي الحديد مع أنهم لم يكونوا يخفون مة ما يوفر لهم ميولهم االعتزالية والقدرية والتأويلية ، ولكنهم كانوا يجدون في الوعي الحضاري لأل

منابر الفكر والقلم ، ولم يكن العالم اإلسالمي يشعر بالغضاضة من رواية علم هؤالء واالنتفاع بهم ، ولعل الموقف الوحيد المظلم كان يوم سيطر التعصب على القرار السياسي سواء كان سنيا أو شيعيا أو

سيطروا على قرار الخلفاء العباسيين اعتزاليا ، وأوضح األمثلة على ذلك ما صنعه المعتزلة يومفعرضوا رقاب الناس على السيف ليقولوا بخلق القرآن ، وسالت دماء طاهرة زكية رفضت العنف والقهر واإلكراه ودافعت عن حرية االختيار إلى أن قضى هللا أمرا كان مفعوال وقمعت تلك الفتنة

.المشئومةليس على أساس أنه حوار بين لمانية في العالم اإلسالمي ،الحوار مع االتجاهات الع إننا نسعى إلى

إسالم وكفر كما جرى في الماضي بل على أساس أنهما رؤيتان متجاورتان لفهم مقاصد اإلسالم في إطار سلوكي وتشريعي ، وإن علينا أن نقدم األدلة الواضحة على غنى الفقه اإلسالمي وغزارة مناجمه

هذا الشطر من األمة، والمحافظة على الرصيد الروحي الذي تختزنه الفطرة ، إلحياء جذوة اإليمان في ونجتهد في رسم العالقات بين أبناء األمة الواحدة على أساس تعزيز المشترك ، واإلعذار في المختلف ،

للمجتهد إن أصاب أجران وإن } : وفق القاعدة الذهبية التي وضعها النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم

.{أخطأ أجر واحد إني أعتقد أن المؤيدات الشرعية لهذا االتجاه موفورة وصريحة أال نقرأ في التنزيل العزيز قوله سبحانه

قل اللهم فاطر السماوات واألرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه } : .{ال تقولوا لمن ألقى إليكم السالم لست مؤمنا و} ، وكذلك قوله{يختلفون

.{اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا }: قوله وفي هدي النبيأن يرغم الناس على قراءة وفي موقف الفت لدالالت الوحدة والجماعة لم يشأ صلى هللا عليه وسلم

أذن للناس أن يقرؤوه بالحروف التي اعتادوها واللهجات التي واحدة حتى في نص القرآن الكريم وإنما .{إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف فاقرؤوا منه ما استطعتم } : عرفوها وقال

في العالم إن فتح حوار فقهي علماني جاد ضرورة تمليها القراءة الصحيحة للمشهد الثقافي والسياسيخطوة ضرورية من الفريقين بحيث تتوضح مسألة االعتراف باآلخر واإليمان اإلسالمي ، وهو يتطلب

.بدوره في البناء ، وحقه في االختالف إن كل اآلفاق ال تستعصي على الحوار وال على : وإني أقول بصراحة و بمرارة في نفس الوقت

والوحدة إنما هو التعصب فقط األفق الوحيد الذي يستعصي على الحوار، مهما كانت اتجاهاتها الوحدة) :وقال ( إعجاب كل ذي رأي برأيه: )بقوله الذي عبر عنه الرسول الكريم صلى هللا عليه وسلم

.سواء كان ذلك التعصب في إطار سني أو شيعي أو قومي أو علماني ( دعوها فإنها منتنة ومنبر ومحراب قبل عشرين سنة بالتأكيد لم يكن بإمكانك أن تسمع مثل هذه الصيحة من صاحب عمامة

، ولكننا اليوم نطرحه ألن الزمن يمر سريعا وليس لنا خيار إال أن نتحرك سريعا وجميعا من أجل لم .شعث األمة وزج كل طاقاتها في الخندق الواحد

الوالء للوطنيد أبتر ولذلك إن أي تجديد في الخطاب الديني ال ينعكس على الوطن والبلد والشعب بكل أطيافه هو تجد

:كان من أهم انعكاسات رسالة التجديد على هذا المستوى هيوعلى ( شام شريف ) إحياء دور سوريا الريادي للعالم عبر التاريخ على المستوى اإلسالمي كـ – 1

وتفعيل هذا الدور من خالل الخطاب اإلسالمي لينعكس ذلك ( سوريا المقدسة ) المستوى المسيحي كـ .ى مكانة سوريا بين الشعوب وكذلك على اقتصادها واستقرارها إيجابيا عل

ترسيخ صفة المواطنة في أذهان أبناء البلد الواحد ومكافحة العرقية والطائفية والمذهبية وغيرها – 0من النظريات الشوفينية التي سادت في النصف الثاني من القرن الماضي وشتت شمل الشعب الواحد

ف من المواطنين األبرياء الذين ال يقلون وفاء وإخالصا ووطنية من غيرهم إن ودفع ضريبة ذلك اآلالوكذلك السعي إلى رفع سوية الوعي لدى كل شرائح المجتمع الرسمية أو الشعبية ، لم يكونوا أكثر منهم

العتبار المواطنة واإلخالص للوطن وحبه هو المعيار الوحيد للتفاضل بين أبناء البلد الواحد على األرض كما أن ميزان التفاضل بينهم هو التقوى في السماء ليعيش أبناء البلد الواحد من عرب وكرد

.وأقليات أخرى يحل ( مواطن سوري ) إن إعادة االعتبار لمفهوم المواطنة و جعل االنتماء األساسي و الوحيد هو

سورية بوصفه وطنا نهائيا لهم ما مشكلة األقليات الدينية و األقليات القومية ويشد ارتباطهم بوطنهمبل دامت حقوقهم وخصوصيتهم الثقافية مصانة في وطنهم الذي ال يسعى إلى تذويبهم في غيرهم

.يعتبرهم مواطنين متساوي الحقوق و الواجبات مع باقي مواطنيهم السوريينهاض األمة وتطورها العاطفة الدينية والوازع الديني لدى المواطنين في استن االستفادة من – 3

.اإلعمار ومسابقتها لألمم األخرى في اإلبداع وإعادة النظر في التشريع السوري وخاصة فيما يتعلق باالقتصاد والمعامالت واألحوال الشخصية – 4

بحيث يكون أقرب إلى روح اإلسالم من قربه إلى فهم الفقهاء كما خطط له سابقا حين كانت المذهبية فقهاء حاكما على روح ومقاصد الشريعة وخاصة فيما يتعلق بالمرأة والقيود التي تقيد سائدة وفهم ال

.حركتها باسم الشرع

إن التشريع السوري في مجال األحوال الشخصية يحتاج لمراجعة حقيقية، فقد مر على اكتمال تدوينه الح العادلة للناس ، وهنا قرابة خمسين عاما ويمكن القول اآلن إن كثيرا من بنوده لم يعد يلبي المص

.................. :يمكن أن تتأسس المراجعة على أمرين اثنين إن هذا التشريع على الرغم من أنه نتاج جهد صادق لرجال اختصاص ولكنه ليس بالضرورة : أوال

خرى إنه في الواقع مجرد خيار واحد في الفقه اإلسالمي إلى جانب خيارات محترمة أ! كلمة هللا ...................................

إن حماس المرأة أو المدافعين عنها إلجراء تعديالت في النص التشريعي ال يجوز أن يكون عبثيا : ثانيا بحيث نطالب بتنكيس القائم وإقامة المنكوس ، بل ينبغي أن يتجه إلى المسائل الملحة وفق ترتيب

.أولويات دقيق ومنطقي يقين بأن الفقه اإلسالمي غني إلى الحد الذي يمكن فيه تخير الحلول ألشد المسائل تعقيدا ، وإني على

اختيار الرجل قطعة من :ولكن المسألة في حسن االختيار ، والحرية المتاحة لالختيار، وقديما قالوا .عقله

عصية هلل ورسوله وال يضر التأكيد على طاعة هللا ورسوله من خالل طاعة ولي األمر فيما ليس بم – 5

واعتبار هذه الطاعة من ثوابت العقيدة اإلسالمية حرصا على وحدة األمة وأمنها ووحدة بمصلحة األمة وإفهام المسلم أن من حقه النصح ألولي األمر ومن حقه االعتراض عليهم بالدليل بل من حقه ، صفها

ئل القانونية والديمقراطية وكذلك منافستهم في نقدهم ومناقشتهم ومحاكمتهم وبعد ذلك إسقاطهم بالوساولكن ليس من حقه العبث بأمن البلد وسالمته ، االنتخابات والحلول محلهم إذا حاز على ثقة المواطنين

ومن شذ شذ إلى النار وفي وتبليغه أن يد هللا مع الجماعة وعليها، احتجاجا على رأي ال يراه صائبا ولكن شريطة أن ال تتحول هذه الطاعة التي ذكرناها إلى آلة ، من الغنم القاصية النار وإنما يأكل الذئب

بيد الحاكم يتصرف من خاللها بشؤون األمة من غير رقيب بحيث يصير الحاكم ذئبا يختار من الشياه .ما يشاء

.وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين مـ5/1/0225القامشلي

مدير المركز

الدكتور محمد معشوق الخزنوي