330

Click here to load reader

شرح التحرير

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: شرح التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم

قال سيدنا وموالنا قاضي قضاة األنام شيخ مشايخ اإلسالم ملك العلماء األعالم سيبويه زمانه فريد عصره وأوانه زين الملة والدين لسان المتكلمين حجة

المناظرين محي سنة سيد المرسلين أبو يحيى زكريا األنصاري الشافعي رحمه اللهتعالى ونفعنا والمسلمين ببركته.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي فقه في دينه من اصطفاه من األنام وهدى من ارتضاه لفهم ما شرعه من األحكام، أحمده على جميع نعمائه وأشكره على تزايد ءاالئه. وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له الملك العالم. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد األنام وبعد: فهذا شرح على مختصري

المسمى بتحرير تنقيح اللباب في الفقه على مذهب اإلمام المجتهد الشافعي رضي تحفةالله تعالى عنه يحل ألفاظه ويبين مراد ويحقق مسائله ويحرر دالئله وسميته "

" والله الكريم أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريمالطالب بشرح تنقيح اللباب ( أي أؤلف واالسم مشتق من)بسم الله الرحمن الرحيم وسببا للفوز بجنات النعيم

السمو وهو العلو والله علم للذات الواجب الوجود والرحمن الرحيم صفتان ( هو لغة الثناء باللسان على الجميلالحمدمشبعتان بنيتا للمبالغة من رحم )

( علينالله المتفضلاالختياري على جهة التبجيل وال يكون حقيقة إال ) ( ولغيره وابتدأت بالبسملة ثمالمرشد لتحرير تنقيح اللباب( لها ))الوهاب بنعمه

بالحمدلة جمعا بين االبتداءين االبتداء الحقيقي واالبتداء اإلضافي واقتداء بالكتاب كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهوالعزيز وعمال بخبر: "

" وفي رواية: أقطع " رواه أبو داود وغيره وحسنه ابن الصالح وغيره، وقد بسطت الكالمبالحمد لله"

في غير هذا الكتاب على الحمد والمدح والشكر والنسبة بينهما )والصالة( وهي من ( بمعنىوالسالمالله رحمة ومن المالئكة استغفار ومن اآلدميين تضرع ودعاء )

( وهو مؤمنووعلى ءاله( أي الخلق )أشرف األنام( سيدنا محمد نبينا )علىالتسليم ) ( هو عند سيبويه اسم جمع لصاحب بمعنىوصحبهبني هاشم وبني المطلب )

(السادة الكرامالصحابي وهو من اجتمع مؤمنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ) ( يؤتى بها لالنتقال من أسلوب إلى ءاخر وأصلها أما بعدوبعدصفتان لمن ذكر )

بدليل لزوم الفاء في حيزها غالبا لتضمن أما معنى الشرط واألصل مهما يكن من ( المؤلف الحاضرفهذاشئ بعد البسملة والحمدلة والصالة والسالم على من ذكر )

( هو لغةفي الفقه( من االختصار وهو تقليل اللفظ وتكثير المعنى )مختصرذهنا ) الفهم واصطالحا العلم باألحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية

الشافعي رضي الله( المجتهد أبي عبد الله محمد بن إدريس )على مذهب اإلمام) ( أي على ما ذهب إليه من األحكام في المسائل مجازا عن مكان الذهابعنه

المسمى بتنقيح( رحمه الله تعالى )اختصرت فيه مختصر اإلمام أبي زرعة العراقي) ( جمع فائدة وهي كل مصلحة تترتب علىوضممت إليه فوائد( أي تنقيته )اللباب

Page 2: شرح التحرير

فعل فهي من حيث إنها نتيجة له تسمى فائدة ومن حيث إنها طرف له تسمى غاية ومن حيث إنها مطلوبة للفاعل بإقدامه على الفعل تسمى غرضا ومن حيث إنها

( جمع لب وهو العقليسر بها ذوو األلبابباعثة له بذلك تسمى على غائية ) ( أي غنىوحذفت منه الخالف وما عنه بد( أي بالمعتمد )وأبدلت غير المعتمد به)

وسميته "تحرير التنقيح"( للفقه )لتيسيره على الطالب( أي طلبا )رومابغيره ) أن ينتفع به طالب( أي متعرضا له بالسؤال بمبالغته )متضرعا إلى الله تعالى

( في المسائل.الترجيحكتاب الطهارة

هو لغة: الضم والجمع، يقال: تكتبت بنو فالن إذا اجتمعوا، ويقال: كتبت كتبا وكتابة وكتابا، واصطالحا: اسم لجملة مختصة من العلم مشتملة على أبواب وفصول

ومسائل غالبا. والطهارة لغة: النظافة والخلوص من األدناس، وشرعا: رفع حدث وإزالة نجس أو ما في معناهما وعلى صورتهما كالتيمم واألغسال المسنونة وتجديد

( في حدث وخبث وغيرهماماءالوضوء )المطهر( من مائع وجامد وغيرهما أربعة ) ( في جلد نجسودابغ( في تيمم وغسالت نحو كلب )وترابكتجديد الوضوء )

( في خمر ألدلة تأتي، وذكر التخلل من زيادتي، وفي معناه انقالبوتخللبالموت ) دم الظبية مسكا، وال ينافي ذلك حصر الجمهور المطهر في الماء ألن ذلك مفروض

في رفع الحدث وإزالة الخبث بشرطهما الستفادة جواز الصلوات ونحوها وما هنا فيما هو أعم من ذلك. وأما الحجر في االستنجاء فليس مطهرا بل هو مخفف

( وإن رشح من بخار الماء المغلي أو قيدفالماء المطهر ما يسمى ماء بال قيد) لموافقة الواقع كماء البحر أو تغير يسيرا بالطاهر اآلتي وكذا كثيرا بطاهر مجاور

كعود أو خليط ال غنى للماء عنه كطحلب أو بتراب وملح ماء طرحا فيه على القول بأن المتغير بشئ من األربعة مطلق، وأما على القول بأنه غير مطلق مع جواز

الطهر به تسهيال على العباد فهو مستثنى من غير المطلق، وقد أوضحت ذلك في شرح األصل بخالف الخل ونحوه وما يذكره إال مقيدا كماء الورد وما تغير كثيرا

وأنزلنا من السماء ماء} بالطاهر اآلتي فال يطهر شيئا لقوله تعالى ممتنا بالماء )سورة {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} ( وقوله:48)سورة الفرقان/{ طهورا

( واألمر للوجوب والماء ينصرف إلى المطلق لتبادره إلى الفهم فلو طهر43النساء/ ( أي وغير الماءوغيرهغيره من المائعات لفات االمتنان ولما وجب التيمم لفقده )

(ما استعمل( ثالثة )وهو( فقط )طاهرالمطهر من مطلق الماء شيئان ألنه إما ) ( هو أولى منولم يتنجس( من رفع حدث أو إزالة خبث )قليال في فرضحالة كونه )

( هو من زيادتيكثيرا بطاهر خليط( تغيرا )تغير( ما )أوقوله إذا لم يتغير بالنجاسة ) استخرج من( ما )أو( وليس ترابا وملح ماء طرحا فيه كزعفران )للماء عنه غنى)

وهو( منجس يقينا )ما اتصل به نجس( شيئان )نجس وهو( إما )و( كماء ورد )طاهر ( أي بالنجس المتصل به ولو قلتين فأكثر بخالف ما إذاتغير به( ما )دون القلتين أو

بلغهما ولم يتغير بنجس أصال وال بطاهر خليط للماء عنه غنى وليس ترابا وملح ماء ( بكسر الراءوالقلتان خمسمائة رطلطرحا فيه تغيرا كثيرا فإنه مطهر كما علم )

Page 3: شرح التحرير

إذا بلغ الماء قلتين( فال ينجس باتصال نجس لخبر: "بغدادي تقريباأفصح من فتحها ) "فإنه ال ينجس" رواه ابن حبان وغيره وصححوه، وفي رواية: "لم يحمل خبثا

وهو المراد بقوله: إذا بلغ الماء قلتين بقالل" أي يدفع النجس وال يقبله وفي رواية: "لم يحمل خبثا"

" والواحدة منها قدرها الشافعي أخذا من ابن جريج الرائي لها بقربتينهجر ونصف من قرب الحجاز، وواحدتها ال تزيد غالبا على مائة رطل بغدادي، وهجر بفتح الهاء والجيم: قرية بقرب المدينة النبوية، وإنما كانت الخمسمائة تقريبا ألن رد القلة

إلى القرب وحمل الشئ على النصف، والقربة على مائة رطل تقريب ال تحديد فيغتفر في الخمسمائة رطل نقص رطلين على األشهر في "الروضة"، وقيل: نقص

ثالثة، وقيل نقص قدر ال يظهر بنقصه تفاوت في التغيير بقدر معين من األشياءالمغيرة، وبه جزم الرافعي وصححه النووي في تحقيقه.

"فرع": غير الماء من المائعات ينجس بمالقاة النجس وإن بلغ قالال، وفارق الماء بأنه ال يشق حفظه من النجس وإن كثر بخالف كثير الماء، وقد ذكرت في شرح

لم يستعمل في( أي تراب )والتراب المطهر مااألصل فوائد من أرادها فليراجعه ) ( أي6)سورة المائدة/ {فتيمموا صعيدا طيبا} ( لقوله تعالى:فرض ولم يختلط بشئ

( أيوهو ما( فقط )إما طاهر( أي وغير المطهر من التراب )وغيرهترابا طاهرا ) ( كدقيق، نعم لو اختلط بمائع كخلاختلط بطاهر( ما )استعمل في فرض أوتراب )

( قل التراباختلط به نجس( أي تراب )نجس وهو ما( إما )وثم جف فهو مطهر ) ( أي فضالت الجلد وعفونته بحيث لو نقعينزع الفضالت( أي شئ )والدابغ ماأو كثر )

وشب، وشب بالمثلثةفي الماء بعد اندباغه لم يعد إليه النتن والفساد كقرظ ( كذرق طير، فيحمل قولهم: "النجس ال يطهر"نجسا( كان الدابغ )ولووالموحدة )

على أنه ال يرفع وال يزيل فال ينافي أنه يحيل، إذ الدبغ إحالة ال إزالة، فيحصل إذا دبغ اإلهاب فقدبالنجس المحصل لمقصوده. واألصل فيما ذكر خبر مسلم : "

". وخبر أبي داود وغيره بإسناد حسن أنه صلى الله عليه وسلم قال في شاةطهر "، وقيسيطهرها الماء والقرظ" قالوا: إنها ميتة، فقال: "لو أخذتم إهابهاميمونة: "

( مصاحبة )عين( وقعتانقالب الخمر خال بال( المطهر )والتخللبه ما في معناه ) فيها وإن نقلت من شمس إلى ظل أو عكسه لمفهوم خبر مسلم سئل رسول

( أيلم يقع فيها"، هذا إن )الالله صلى الله عليه وسلم: أتتخذ الخمر خال؟ قال: " ( فإن صحب تخللها عين وإن لم تؤثر فيه أو وقع فيها عينعين نجسةفي الخمر )

نجسة وإن نزعت قبل التخلل لم يكن مطهرا. وقد بسطت الكالم على ذلك في وضوء وغسل( الحاصلة بالمطهرات األربعة أربع )والطهارات"شرح المنهج" وغيره )

( بالمعنى الشامل لإلحالة، وقد شرعت في بيانها بهذا الترتيبوتيمم وإزالة نجسفقلت.

باب الوضوء

هو بضم الواو: الفعل، وهو استعمال الماء في أعضاء مخصوصة مفتتحا بنية، وهوالمراد هنا، وبفتحها ما يتوضأ به، وقيل بفتحها فيهما.

Page 4: شرح التحرير

ها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصالة} واألصل فيه قبل اإلجماع ءاية )سورة {يا أي " وموجبه الحدث مع القيامال يقبل الله صالة بغير طهور( وخبر مسلم : "6المائدة/

إذا} ( آلية:فرض على المحدث( أي الوضوء قسمان: )هوإلى الصالة أو نحوها ) ( ولوصالة( كل )بعد( أي تجديده )وسنة لتجديدأي محدثين ) {قمتم إلى الصالة

لوال أن أشق علىمكمال بالتيمم لنحو جراحة لخبر اإلمام أحمد بإسناد حسن: " " فإنعند كل صالة بوضوء ومع كل وضوء بسواك" أي أمر إيجاب "أمتي ألمرتهم

( فيتوضأ قبله وضوءا كامال وقيلوغسل واجبلم تؤد باألول صالة كره التجديد ) يؤخر غسل قدميه، وذلك لخبر الصحيحين عن عائشة رضي الله تعالى عنها: "أنه

صلى الله عليه وسلم توضأ في غسله من الجنابة وضوءه للصالة" زاد البخاري في رواية: "غير غسل رجليه ثم غسلهما بعد الغسل" قال في المجموع: قال

أصحابنا وسواء قدم الوضوء كله أو بعضه أو أخره أو فعله في أثناء الغسل فهو وعند إرادةمحصل لسنة الغسل لكن األفضل تقديمه فالخالف إنما هو في األفضل )

( لالتباع في األولين ولألمر به في)المحدث نوما( إرادةالجنب أكال أو نوما أو وطأ أو( لورود وعند غضباآلخرين، رواه الشيخين في األخير، ومسلم في البقية )

( وكل كالم قبيح، والغرض منه تكفير الخطايا كما ثبت فيغيبة( من )واألمر به ) من غسل ميتا فليغتسل ومن حمله( ومن حمله لخبر: "مس ميت( من )واالخبار ) ( من زيادتيولغيرها" رواه الترمذي وحسنه، وقيس بالحمل المس )فليتوضأ

كقراءة قرءان أو حديث وروايته ودرس علم ودخول مسجد وأذان وإقامة وخطبة لغير جمعة وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة سائر القبور، وذكرت في

( كأن ينوي رفع)النية ( أي أركانه ستةوفروضهشرح األصل زيادة على ذلك ) إنماالحدث أو التطهر عنه أو الطهارة للصالة أو استباحتها لخبر الصحيحين : "

"، ويجب قرنها بأول غسل جزء من الوجه،األعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ويسن قرنها بأول السنن المتقدمة على غسل الوجه ليثاب عليها فإن عزبت قبل غسل الوجه لم يصح نعم إن انغسل مع المضمضة أو االستنشاق جزء من الوجه

بنية الوجه صح وكذا بغير نيته على الصحيح وعلى هذا يجب إعادة الجزء مع الوجه، ( لآلية السابقة وهو ما بين منابت شعر رأسهوغسل الوجهذكره في الروضة )

وتحت منتهى لحييه طوال وما بين أذنيه عرضا ويجب غسل شعره إال باطن كثيف ( غسلوالخارج عنه وباطن كثيف لحية الرجل وعارضيه وإن لم يخرجا عنه )

( بكسر الميم وفتح الفاء أفصح منمع المرفقين( من الكفين والذراعين )اليدين) العكس لآلية ولالتباع، رواه مسلم . ويجب غسل ما عليهما من شعر وغيره، فإن قطع بعض محل الفرض وجب غسل ما بقي، أو من المرفق، فرأس عظم العضد

( من بشر أو شعر في حدهومسح بعض الرأسأو فوقه ندب غسل باقي عضده ) بأن ال يخرج عنه بالمد لآلية، وفي رواية مسلم أنه صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى عمامته فدل ذلك على االكتفاء بمسح البعض ألنه المفهوم

وغسل الرجلين معمن المسح عند اإلطالق ولم يقل أحد بوجوب خصوص الناصية ) ( من كل رجل، وهما العظمان الناتئان من الجانبين عند مفصل الساقالكعبين

والقدم وذلك لما مر في غسل اليدين، والمراد بأن ذلك فرض إذا لم يمسح على ( في أفعاله كما ذكر لخبروالترتيبالخفين أو أن الغسل أصل والمسح بدل )

Page 5: شرح التحرير

النسائي بعموم اللفظ ال بخصوص السبب، فلو تركه ولو سهوا لم يصح له إال ما ( خروجا من خالف من أوجبه بأن يغسلالوالء( فرضا كان أو سنة )وسننهرتب )

العضو الثاني قبل أن يجف األول مع اعتدال الهواء والزمان والمزاج وإذا ثلث فالعبرة باألخيرة ويقدر الممسوح مغسوال، وإنما لم يجب الوالء لظاهر اآلية ولما

صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه توضأ في السوق إال رجليه ثم دعي لجنازة فدخل المسجد ثم مسح على خفيه بعدما جف وضوؤه وصلى، وأما خبر أبي داود :

"أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجال يصلي وفي ظهر قدميه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمر أن يعيد الوضوء

(والتسمية( وسلس )لعارض كضيق وقت( الوالء )وقد يجبوالصالة" فضعيف ) عند غسل الكفين لألمر بها ولإلتباع في األخبار الصحيحة، والصارف لألمر هنا وفي

البقية عن الوجوب ما رواه الترمذي وحسنه أنه صلى الله عليه وسلم قال ال"، وليس فيما أمر الله شئ من ذلك وأما خبر : "توضأ كما أمرك اللهلألعرابي: "

" فضعيف أو محمول على الكامل وأقلها: بسم الله،وضوء لمن لم يسم الله عليه وأكملها: بسم الله الرحمن الرحيم فإن تركها أوله ولو عمدا سنت في أثنائه فيقول:

( هو أوضح من قوله: اليدين وذلك لالتباعوغسل الكفينبسم الله أوله وءاخره ) فإن شك في طهرهما كره غمسهما فيرواه الشيخان سواء تيقن طهرهما أم ال )

إذا استيقظ( لغسلهما وهذا من زيادتي وذلك لخبر مسلم : "ماء قليل قبل تثليث أحدكم من نومه فال يغمس يده في اإلناء حتى يغسلها ثالثا فإنه ال يدري أين باتت

" أشار بما علل به إلى احتمال نجاسة اليد في النوم كأن يقع على محليده االستنجاء بالحجر ألنهم كانوا يستنجون به فيحصل لهم التردد، وألحق بالتردد بالنوم

التردد بغيره وال تزول الكراهة إال بغسلهما ثالثا للخبر السابق وخرج بالقليل الكثير فال يكره

( لالتباع رواه الشيخان وأما خبر :والمضمضة واالستنشاقغمسهما فيه ) " فضعيف ولو صح حمل على الندب. وأقلهما إيصال الماءتمضمضوا واستنشقوا"

إلى الفم واألنف وال يشترط إدارته ومجه من الفم ونثره من األنف وال جذبه ( لألمر بها في خبر الدوالبي بأنوالمبالغة فيهما لمفطربالنفس إلى الخيشوم )

يبلغ الماء في المضمضة أقصى الحنك ووجهي األسنان واللثاث ويسن إمرار األصبع عليهما ومج الماء، وفي االستنشاق أن يصعد الماء بالنفس إلى الخيشوم، وخرج

وجمعهما بثالثبالمفطر الصائم ولو متنفال فال تسن له المبالغة فيهما بل تكره ) ( يتمضمض ثم يسنشق من كل منهما لالتباع رواه الشيخان . وهذا أفضل منغرف

الجمع بينهما بغرفة يتمضمض منها ثالثا ثم يستنشق منها ثالثا أو يتمضمض منها ثم يستنشق مرة ثم كذلك ثانية وثالثة وأفضل من الفصل بينهما بست غرف يتمضمض بثالث ثم يستنشق بثالث أو بغرفتين يتمضمض باألولى ثالثا ثم يستنشق باألخرة ثالثا

وإن كانت السنة تتأدى ما منكم من أحد يتمضمض ثم يستنشق( لخبر مسلم : "واالستنثاربالجميع )

( " ويحصل ذلك بأن يخرج بعدفيستنثر إال خرت خطايا وجهه )وخياشيمه ومسح كلاالستنشاق ما في أنفه من ماء وأذى ويسن ذلك بأصبعه اليسرى )

( لالتباع رواه الشيخان ، والسنة في كيفية مسحه أن يضع يديه على مقدمهالرأس

Page 6: شرح التحرير

ويلصق مسبحته باألخرى وإبهاميه على صدغيه ثم يذهب بهما إلى قفاه ثم يردهما إلى المبدإ إن كان له شعر ينقلب وإال فليقتصر على الذهاب فإن لم يرد نزع ما (وعلى رأسه من عمامة أو غيرها مسح ما يجب من الرأس وتمم على ما عليه )

( ال ببلل الرأس لالتباع رواه البيهقياألذنين ظاهرا وباطنا بماء جديدمسح ) ( ثم يديرهمافي صماخيه( بكسر الموحدة )وإدخال مسبحتيهوالحاكم وصححاه )

على المعاطف ويمر إبهاميه على ظهورهما ثم يلصق كفيه وهما مبلولتان باألذنين تخليل شعر كثيف من لحيةاستظهارا، وذكرت في شرح األصل زيادة على ذلك )

( لالتباع في اللحية، رواهوخارج عن الوجه( وإن لم يخرجا عن الوجه )وعارض الترمذي وصححه. ويقاس بها غيرها بأن يدخل أصابعه من أسفل اللحية مثال بعد

تفريقها وذكر العارض ( منالرجلين( أصابع )أصابع اليدين بالتشبيك و( تخليل )ووالخارج من زيادتي )

( مبتدئا بخنصر رجله اليمنى خاتما بخنصر اليسرى.بخنصر يده اليسرىأسلفهما ) " رواهأسبغ الوضوء وخلل بين األصابعواألصل في ذلك خبر لقيط بن صبرة "

( لخبروالتثنية والتثليثالترمذي وغيره وصححوه، وقولي بالتشبيك من زيادتي ) مسلم : أنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثالثا ثالثا، وروى البخاري : أنه توضأ مرة مرة، وتوضأ مرتين مرتين، واألفضل التثليث في الغسل والمسح والتخليل والدلك

( في أعضاء الوضوء وكذا في كل ما هو من باب التكريموالتيامنوالذكر والتسمية ) كغسل ولبس ثوب ونعل وخف وسراويل ودخول مسجد، واليسار لضد ذلك

كامتخاط واستنجاء وخروج من مسجد ألنه صلى الله عليه وسلم "كان يحب التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله" رواه الشيخان ، وروى أبو داود بإسناد صحيح عن عائشة قالت كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره

إال في الكفين أول الوضوءوطعامه وكانت اليسرى لخالئه وما كان من أذى ) ( فيطهران معا ألنه أهون، أما نحووالخدين واألذنين وجانبي الرأس لغير نحو أقطع

األقطع كمن خلق بيد واحدة فيسن له التيامن مطلقا وحيث يسن التيامن يكرهالتياسر، وذكر جانبي الرأس ونحوه من زيادتي

( في وضوئه ألنها أشرف الجهات فإن اشتبهت عليه فالقياس ندبوالتوجه للقبلة) ووضع اإلناء الواسع عن( من الماء )رشاش( فيه )والجلوس بمحل ال ينالهالتحري )

( ليسهل أخلعن يساره( كاإلبريق )الضيق( وضع )و( ليسهل االغتراف منه )يمينه ( في الصب عليه ألنها ترفه ال يليق بالمتعبدوترك االستعانةالماء منه في يمينه )

فهي خالف األولى أما االستعانة في غسل األعضاء فمكروهة وفي إحضار الماء ال بأس بها وال يقال إنها خالف األولى لثبوتها عنه صلى الله عليه وسلم في مواطن

( فال بأس باالستعانة مطلقا بل قد تجب ولو بأجرة المثل الفاضلةإال لعذركثيرة ) عن قضاء دينه وعن كفاية ممونه يومه وليلته وسائر ما يبقى له في الحج فإن لم

يجد صلى وأعاد، وتعبيري بالعذر أعم من تعبيره بالضرورة، وإذا استعان بمن يصب ( ألنه أعون وأمكن وأحسن في األدبعن يساره( ندبا )فيقف المعينعليه )

وفي)والبداءة في غسل الوجه بأعاله( لالتباع وألنه أشرف ألنه محل السجود ) ( ال بالمرفق والكعب وإن صب عليه غيره وتعبيري فياليدين والرجلين باألصابع

Page 7: شرح التحرير

( وتقدم بيانوفي الرأس بمقدمهاليدين باألصابع أولى من تعبيره فيهما بالكفين ) ( تركو( للماء ألن النفض كالتبري من العبادة )وترك النفضكيفية مسحه )

( من زيادتي فإن كان ثم حاجةبال حاجة( من بلل الماء ألنه أثر عبادة )لتنشيف)اكبرد والتصاق نجس فال

أشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له( أي الوضوء )وأن يقول ءاخرهيسن تركه ) وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين

( لخبرسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت أستغفرك وأتوب إليك من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد أن ال إله إال الله" إلى قوله:مسلم : "

" وزاد الترمذي عليهورسوله": فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " وروى الحاكم الباقي وصححه وهو من زيادتي، وكذاالمتطهرينما بعده إلى "

( أي غير المذكورات كإتيانه بالذكر المذكور متوجه القبلة كما فيوغيرهاقولي ) حالة الوضوء وكالسواك والنية من أول سنن الوضوء كما مر والجمع فيها بين

القلب واللسان والدلك وإطالة الغرة والتحجيل وغسل النزعتين مع الوجه وموضعالتحذيف والصدغ.

( في الماء ولو بشط نهر لخبر أبي داود بإسناد صحيح عنومكروهاته اإلسراف) أنهعبد الله بن مغفل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "

والزيادة على " )سيكون في هذه األمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء الثالث والنقص عنها( لخبر أبي داود وغيره وهو صحيح: أنه صلى الله عليه وسلم

"،هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلمتوضأ ثالثا ثالثا ثم قال: " وذكر كراهة النقص من زيادتي، وكراهته من حيث االقتصار على الغسلة الثانية فال

( من زيادتي كاالستياك للصائم بعد الزوالوغيرهاينافي كونها سنة في ذاتها ) والوضوء للجنب في ماء راكد ولو كثيرا بال عذر كالغسل ال غسل الرأس فال يكره

ألنه األصل إذ به تحصل النظافة بخالف غسل الخف يكره ألنه يعيبه بال فائدة (واإلسالم( عند المتوضئ فال يصح الوضوء بمستعمل )وشرطه كون الماء مطلقا)

( فال يصح وضوء غيروالتمييزفال يصح من كافر ألنه عبادة وليس هو من أهلها ) ( من نحو حيض ومس ذكر حالوعدم المنافيالمميز كطفل ومجنون لذلك )

الوضوء ألنه إذا طرأ على الوضوء أبطله فال يصح مع وجوده، فتعبيري بذلك أعم من ( بين الماء والمغسول أوالحائل( عدم )واقتصاره على عدم الحيض والنفاس )

ودخول الوقت في وضوء دائمالممسوح كشمع وعين حبر وحناء بخالف أثرهما ) ( كمستحاضة فلو توضأ قبل دخوله لم يصح ألنه طهارة ضرورة وال ضرورةالحدث

( من زيادتي كمعرفة كيفية الوضوء كنظيره في الصالة، ودواموغيرهاقبل الوقت )النية فلو قطعها في أثناء الوضوء احتاج في بقية األعضاء إلى نية جديدة.

باب األحداث

هي جمع حدث والمراد به عند اإلطالق كما هنا األصغر غالبا وهو لغة: الشئ الحادث، وشرعا: يطلق على أمر اعتباري يقوم باألعضاء يمنع من صحة الصالة

Page 8: شرح التحرير

حيث ال مرخص وعلى األسباب التي ينتهي بها الطهر وعلى المنع المترتب على ذلك، والمراد هنا الثاني، وتعبير األصل بأسباب الحدث يقتضي تفسير الحدث بغير

( الموجب للغسل أيخروج غير منيه( أربعة )هيالثاني إال أن تجعل اإلضافة بيانية ) المتوضئ الحي الواضح عينا كان أو ريحا طاهرا أو نجسا جافا أو رطبا معتادا كبول

ثقب تحت معدة( من )أو( دبرا كان أو قبال )من فرجأو نادرا كدم انفصل أوال ) ( ولقيام43)سورة النساء/ {أو جاء أحد منكم من الغائط} ( آلية:والفرج منسد

الثقب المذكور مقام المنسد، والغائط المكان المطمئن من األرض تقضى فيه الحاجة سمي باسمه الخارج للمجاورة، وخرج بالثقب المذكور خروج شئ من ثقب فوق المعدة أو فيها أو محاذيها ولو مع انسداد الفرج أو تحتها مع انفتاحه فال نقض

به ألنه في األخيرة ال ضرورة إلى مخرجه وفيما عداها بالقيء أشبه إذ ما تحيله الطبيعة تلقيه إلى أسفل وهذا في االنسداد العارض أما الخلقي فينقض معه الخارج

من الثقب مطلقا، )والمنسد( حينئذ كعضو زائد من الخنثى ال وضوء بمسه والغسل بإيالجه وال باإليالج فيه قاله الماوردي ، والمعدة مستقر الطعام

من المكان المنخسف تحت الصدر إلى السرة والمراد بها هنا السرة. أما منيه الموجب للغسل فال نقض به كأن أمنى بمجرد نظره ألنه أوجب أعظم األمرين

بخصوصه فال يوجب أدونهما بعمومه، ودخل في غير منيه المذكور مني غيره ومنيه غير الموجب للغسل بأن استدخله ثم خرج فينقضان فتعبيري بمنيه وإن احتيج

لتقييده بما مر أولى من تعبيره بالمني، وتعبيري بفرج أولى من تعبيره بأحد السبيلين إذ لإلنسان ثالثة سبل اثنان للقبل وواحد للدبر وألنه قد يكون له أكثر من

( بجنون أو إغماء أو نوم أووغلبة على عقلذلك كما لو خلق له ذكران عامالن ) " وغير النومالعينان وكاء السه فمن نام فليتوضأغيرها لخبر أبي داود وغيره: "

مما ذكر أبلغ منه في الذهول الذي هو مظنة لخروج شئ من الدبر كما أشعر بها الخبر إذ السه الدبر ووكاؤه حفاظه عن أن يخرج منه شئ ال يشعر به، والعينان كناية عن اليقظة، وخرج بالغلبة على العقل أي التمييز النعاس وحديث النفس

وأوائل نشوة السكر فال نقض بها، ومن عالمات النعاس سماع كالم الحاضرين وإن ( أي ألييه من مقره من أرض أوبنوم ممكن مقعده( الغلبة عليه )اللم يفهمه )

غيرها ولو محتبيا أي ضاما ظهره وساقيه بعمامة أو غيرها فال نقض لخبر مسلم عن أنس رضي الله عنه: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون وال يتوضئون"، حمل على نوم الممكن جمعا بين األخبار وألنه حينئذ أمن من خروج شئ من دبره، وال عبرة باحتمال خروج ريح من قبله لندرته، وال تمكين لمن

( ولو صغيراومس فرج ءادمي أو محل قطعهنام على قفاه ملصقا مقعده بمقره ) أو ميتا من نفسه أو غيره عمدا أو سهوا قبال كان الفرج أو دبرا سليما أو أشل

" رواهمن مس فرجه فليتوضأ( ولو شالء لخبر: "ببطن كفمتصال أو منفصال ) الترمذي وصححه، ومس فرج غيره أفحش من مس فرجه لهتكه حرمة غيره وألنه

أشهى له، ومحل القطع وهو من زيادتي في معنى الفرج ألنه أصله وخرج باآلدمي مس فرج البهيمة فال نقض به إذ ال حرمة لها في وجوب ستره وتحريم النظر إليه وال تعبد عليها، وببطن الكف غيره كرؤوس األصابع وما بينها واختص الحكم ببطنها

وهو الراحة مع بطون األصابع ألن التلذذ إنما يكون به ولخبر ابن حبان في

Page 9: شرح التحرير

"إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه وليس بينهما ستر وال حجاب فليتوضأصحيحه: " إذ اإلفضاء باليد لغة فيتقيد به إطالق المس في بقية األخبار، والمراد بفرج المرأة الناقض ملتقى شفريها على المنفذ وبالدبر ملتقى منفذه، وببطن الكف ما يستتر

(وتالقي بشرتي ذكر وأنثىعند وضع إحدى الراحتين على األخرى مع تحامل يسير ) ولو خصيا وممسوحا عمدا كان التالقي أو سهوا بشهوة أو دونها بعضو سليم أو أشل

( أي لمستم كما قرئ به ال جامعتم43)سورة النساء/ {أو المستم النساء} آلية: ألنه خالف الظاهر، واللمس الجس باليد وبغيرها أو الجس باليد وألحق غيرها بها

وعليه الشافعي، والمعنى في النقض به أنه مظنة التلذذ المثير للشهوة وسواء في ذلك الالمس والملموس كما أفهمه التعبير بالتالقي الشتراكهما في لذة اللمس

كالمشتركين في لذة الجماع، والبشرة ظاهر الجلد وفي معناه اللحم كلحم األسنانوخرج بها الحائل ولو رقيقا والشعر والسن

والظفر إذ ال يلتذ بلمسه وبذكر وأنثى الذكران واألنثيان والخنثيان والخنثى والذكر أو ( أي مع كبرهما بأن بلغا حدبكبراألنثى والعضو المبان النتفاء مظنة الشهوة )

الشهوة وإن انتفت لهرم أو نحوه اكتفاء بمظنتها بخالف التالقي مع الصغر الذي ال ( تالقي بشرتيالشهوة معه فال ينقض النتفاء مظنتها، وذكر كبر الذكر من زيادتي )

( له بنسب أو رضاع أو مصاهرة فال نقض بذلك.محرمذكر وأنثى )باب الغسل

هو بفتح الغين أفصح وأشهر من ضمها مصدر غسل وبمعنى االغتسال وبكسرها اسم لما يغتسل به من سدر ونحوه وبالضم اسم للماء الذي يغتسل به وهو

بالمعنيين األولين لغة سيالن الماء على الشئ وشرعا سيالنه على جميع البدن بنيةكما سيأتي:

( أوال من طريقه المعتاد أو من تحتبخروج منيه( وتحصل )جنابة( ستة )موجبه) صلب الرجل وترائب المرأة والمعتاد منسد لخبر الصحيحين في ذلك، وخرج بمنيه

أو دخولمني غيره وبأوال منيه الخارج ثانيا بأن استدخله ثم خرج فال غسل بهما ) ( قبال أو دبرا ولو من ميت أو بهيمة، وتعبيري بمافرجا( من فاقدها )حشفة أو قدرها

ذكر أولى

من قوله إنزال مني أو التقاء الختانين )وموت( لمسلم غير شهيد لما سيأتي في ( أي222)سورة البقرة/ {فاعتزلوا النساء في المحيض} ( آلية:وحيضالجنائز ) ( من إلقاء علقة أو مضغة ولو بالونحو والدة( ألنه دم حيض مجتمع )ونفاسالحيض )

بلل ألن الولد ونحوه مني منعقد، ويعتبر في الموجب من هذه الثالثة وخروج المني ( عليه تنزيهاونجاسة بدن أو بعضه واشتبهاالنقطاع والقيام إلى الصالة أو نحوها )

عنها ولتصح صالته وتبعت في ذكر هذا األصل ولم يذكره األكثر ألنه ليس موجبا ( أي ركنهوفرضهللغسل بل إلزالة النجاسة حتى لو كشط جلده حصل الفرض )

( لما مر في الوضوء كأن ينوي رفع الجنابة أو الحيض أو النفاس أوالنيةشيئان ) غسل الميت أو غسل الواجب لكنها ال تجب في الغسل من الموت والنجاسة ألن

Page 10: شرح التحرير

( حتى ما تحتالبدنالقصد منه النظافة وهي ال تتوقف على نية )وتعميم( ظاهر ) ( ويتسامح بباطن العقد التي علىبالماءالقلفة من األقلف والشعر ولو كثيفا )

الشعرات ويجب نقض الضفائر إن لم يصل الماء إلى باطنها إال بالنقض.

(والوضوء( كمخاط ونجس )وغسل األذى( أوله كما في الوضوء )وسننه: التسمية) وتقدم بيانه مع دليله في بابه، قال الرافعي وال يحتاج إلى إفراد هذا الوضوء بنية

بناء على اندراجه في الغسل، قال في "الروضة": قلت المختار أنه إن تجردت جنابته عن الحدث نوى بوضوئه سنة الغسل وإن اجتمعا نوى به رفع الحدث األصغر

( وهو أفضل كما في الوضوء فيغسل ويدلك رأسه ثالثا بعد تخليلهوالتثنية والتثليث) ( للشعر واألصابع بالماء قبلوالتخليلفي كل مرة ثم شقه األيمن ثم األيسر ثالثا )

إفاضته

(ويمن( لما مر في الوضوء )والبداءة بالشق األليكون أبعد عن اإلسراف في الماء ) (والدلك( لألخبار الصحيحة وألنه أبعد عن اإلسراف في الماء )بأعلى بدنهالبداءة )

وتوجهلما تصل إليه يده من بدنه خروجا من خالف من أوجبه وألنه أنقى للبدن ) ( في الخلوةوالستر( كما في الوضوء )رشاش( فيه )للقبلة وكونه بمحل ال يناله

محافظة على ستر العورة، أما بحضرة الناس أي الذين يحرم عليهم نظر عورة وجعل اإلناء الواسعالمغتسل ولم يغضوا أبصارهم عن النظر إليها فيجب الستر )

( لما مر في الوضوء، وإذاعن يمينه والضيق عن يساره وترك االستعانة إال لعذر ( بخالف ما مر في الوضوءفيكون المعين عن يمينهاستعان بمن يصب عليه )

( أي ءاخر الغسلءاخره( المتقدمتان مع ما معهما في الوضوء )والشهادتان) ( من زيادتي كالمضمضة واالستنشاق بل يكره تركهما وترك الوضوء كماوغيرها)

ذكره في المجموع مع زيادة ذكرتها في شرح األصل.

( وتقدم بيانها في بابه، وتعبيري بذلك أعم منومكروهاته مكروهات الوضوء)اقتصاره على اإلسراف والزيادة.

( وتقدم بيانها في بابه وتعبيري بما ذكر أعم مما عبر بهوشروطه شروط الوضوء) ( بنسك من حج أو عمرة كدخوللنحو إحرام( كنفساء )لكن يصح غسل نحو حائض)

مكة ألن المقصود منه دفع الرائحة الكريهة

(غسل كتابية ومجنونة من نحو حيض( يصح )ولالجتماع، ونحو الثانية من زيادتي ) كنفاس )لتحل لمسلم( من زوج أو سيد أي لوطئه وإن انتفى اإلسالم والتمييز

للضرورة، وقد تكلمت على وجوب النية مع زيادة في شرح األصل وغيره.

ال يقبل الله صالة)ويحرم بالجنابة صالة( ولو نفال لإلجماع ولخبر الصحيحين : " إال" إذ مقتضاه حرمتها بالحدث األصغر فباألكبر أولى )أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ

( دون النفل لحرمة الوقت ويقضي إذا قدر علىلفاقد الطهورين فيصلي الفرض

Page 11: شرح التحرير

أحدهما وإنما يقضي بالتيمم في محل يسقط به الفرض وإال فال قضاء إذ ال فائدة ( ولو بعض ءايةوقراءة قرءان( لتالوة وشكر ألنه في معنى الصالة )وسجودفيه )

لخبر الترمذي وقال حسن صحيح عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فيقرأ القرءان ولم يكن يحجبه وربما قال يحجزه عن القراءة

( أي القراءة فإن لم يقصدها لم تحرم ألنه إنما يسمىبقصدهاشئ ليس الجنابة، ) قرءانا بالقصد ومحله إذا كان مما يوجد نظمه في غير القرءان كقوله عند

(، وإال فيحرم مطلقا، نعم156)سورة البقرة/ {إنا لله وإنا إليه راجعون} المصيبة: يجوز لفاقد الطهورين قراءة الفاتحة في الصالة بل تجب كما صححه النووي

( أي القرءان بمس وحمل ما هو فيه منومسه وحمله)

ال يمسه إال} مصحف وغيره مما كتب هو فيه للدراسة قال تعالى: ( هو خبر بمعنى النهي والحمل أبلغ من المس،79)سورة الواقعة/ {المطهرين

( فيحل حمله معه تبعا له ألنهفي متاع( إذا كان )إالوالمطهر بمعنى المتطهر ) المقصود فلو قصده ولو مع المتاع حرم ويحرم مس خريطة وصندوق فيهما

مصحف ومس جلده تبعا له، وتعبيري بمتاع أولى من تعبيره بأمتعة، وخرج بمسه وحمله كتابته الخالية عنهما وقلب ورقة بعود والنظر فيه ومس وحمل التوراة

واإلنجيل وما نسخت تالوته فيحل )وخطبة جمعة( ألنها في معنى الصالة وخرج الطواف بالبيت( ولو نفال لخبر: "وطوافبزيادة جمعة خطبة غيرها فال تحرم )

"بمنزلة الصالة إال أن الله تعالى قد أحل فيه المنطق، فمن نطق فال ينطق إال بخير ( قالولبث مسلم بمسجد ال عبورهرواه الحاكم وصححه على شرط مسلم )

وأنتم سكارى حتى} ( أي موضعها43)سورة النساء/ {ال تقربوا الصالة} تعالى: نعم يجوز لبثه فيه {تعلموا ما تقولون وال جنبا إال عابري سبيل حتى تغتسلوا

لضرورة كأن نام فيه فاحتلم وتعذر خروجه لخوف من عسس ونحوه لكن يلزمه التيمم، وخرج بالمسجد الرباط ونحوه وهو ظاهر وبالمسلم الكافر فال يمنع من ذلك

لعدم اعتقاده حرمته وذكرت في شرح األصل فوائد.

( أي واألغسال المسنونة غسل جمعة واستسقاء وكسوف لحاضريها) إذا جاء أحدكملمريدي حضورها الجتماع الناس لها وفي الصحيحين خبر: "

" أي أراد مجيئها "فليغتسل" وصرفه عن الوجوب خبر الترمذي وحسنه:الجمعة " وقوله: "فبها" أيمن توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل"

فبالسنة أخذ "ونعمت" الخصلة والغسل معها أفضل، وغسل الجمعة ءاكد األغسال المسنونة، وخرج بحاضريها وهو من زيادتي في األخيرتين من لم يرد حضورها فال

يسن له الغسل بخالف غسل العيد ال يختص بحاضريها كما يأتي ألنه يراد للزينة وكلهم من أهلها وغسل الثالثة المذكورة لقطع الرائحة الكريهة عن الجماعة

إلسالم كافر( الغسل )وفاختص بحاضريها )و( غسل )عيد( لكل واحد لما مر ءانفا ) ( ألنه صلى الله عليه وسلم أمر به قيس بن عاصم لما أسلم،خال عن حدث أكبر

رواه الترمذي وحسنه وابن حبان وصححه وحملوه على الندب ألنه قد أسلم خلق كثير ولم يؤمروا بالغسل وألن اإلسالم ترك معصية فلم يجب معه غسل كالتوبة من

Page 12: شرح التحرير

سائر المعاصي أما إذا لم يخل عن ذلك كأن أجنب ولو في الكفر فيجب عليه الغسل وإن اغتسل في الكفر، وقولي: خال إلخ أعم من قوله لم يجنب في الكفر

" رواهمن غسل ميتا فليغتسل( ولو مسلما لخبر: "من غسل ميت( الغسل )و) الترمذي وحسنه وابن حبان وصححه، وصرفه عن الوجوب خبر الحاكم

حجامة( من )وشرط البخاري: "ليس عليكم في غسل ميتكم غسل إذا غسلتموه" ) ( لخبر البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص: "كنا نغتسل منودخول حمام

خمس: من الحجامة والحمام ونتف اإلبط ومن الجنابة ويوم الجمعة" )واستحداد( ( بعد اإلفاقة لإلتباع رواه الشيخان، وفي معنى اإلغماءوإغماءأي حلق العانة )

الجنون ويسن الغسل للصبي إذا بلغ بالسن )وإلحرام( بحج أو عمرة أو بهما أو ( ولو بال إحرام قياسا علىودخول حرممطلقا لإلتباع رواه الترمذي وحسنه )

( ولو بال إحرام ألنه صلى الله عليه وسلم فعله في عاممكة( دخول )ودخول مكة ) حجة الوداع بذي طوى وهو محرم كما في الصحيحين ، وفي عام الفتح وهو حالل

كما في األم، نعم من اغتسل إلحرامه من موضع قريب منها كالتنعيم لم يغتسل ووقوفلدخولها ألن المراد من هذا الغسل النظافة وهي حاصلة بالغسل السابق )

والمبيت بها( بالمشعر الحرام غداة النحر )بمزدلفة( وقوف )و( بعد الزوال )بعرفة ( أي للوقوف بها الجتماع الناس للثالثة كالجمعة فإن اغتسلإن لم يغتسل لعرفة

( وهي أياموثالثة أيام منىللوقوف بعرفة كفى عن الغسل للمبيت بمزدلفة ) التشريق أي لرمي الجمار في كل يوم منها لما مر وال يسن لرمي جمرة العقبة لقربه من غسل الوقوف بمزدلفة ولهذا ال يسن لكل جمرة ويستوي في الغسل

لإلحرام وللبقية بعده الطاهر ( من زيادتي كالغسلوغيرها( إزالة للرائحة الكريهة )وتغير بدنوالحائض والنفساء )

( غسلاللحضور كل مجمع من الناس ولالعتكاف ولدخول المدينة المشرفة ) ( أو وداع وإن جزم األصل بسنيته في األول والنووي في منسكه الكبيرطواف ركن)

بسنيته فيهما.باب التيمم

(267)سورة البقرة/ {وال تيمموا الخبيث منه تنفقون} هو لغة: القصد ومنه وشرعا: مسح الوجه واليدين بتراب طهور بنية، واألصل فيه قبل اإلجماع

جعلت( وخبر مسلم : "43)سورة النساء/ {وإن كنتم مرضى أو على سفر} ءاية: ( التيمميختص" وغيره من األخبار اآلتية )لنا األرض كلها مسجدا وتربتها طهورا

( فال يصح بغيره كجص وكحل ونورة لما مر، والصعيد فيبتراب ولو برمل له غبار) اآلية مفسر بالتراب الطاهر وهو يفهم اعتبار الغبار، قال الشافعي: الصعيد ال يقع إال

على تراب له غبار، أي غالبا فيكفي التيمم برمل له غبار إذا لم يلصق بالعضو وبين( أي بين التيمم )ويجمع بينهبخالف ما ال غبار له أو له غبار لكنه يلصق بالعضو )

( لطهره من وضوء أو غسل والمراد بالماء الصالحإذا لم يكفه ماؤه( بالماء )طهره للغسل فما يصلح للمسح فقط كثلج أو برد ال يقدر على إذابته ال يجب استعمال في

Page 13: شرح التحرير

الرأس على المذهب كما أوضحته في شرح

كان بعضوه علة( إذا )أواألصل، ويعتبر فيما ذكر تأخيره التيمم عن استعمال الماء ) ( على نفسه أو عضوه أو منفعته وال يعتبر في هذايخاف معها من استعمال الماء

تأخير التيمم في الغسل وال في الوضوء بالنسبة لعضو العلة، وتعبيري بالطهر ( أحد وعشرونأسباب( أي التيمم )ولهوبالعلة أعم من تعبيره بالوضوء والجرح )

وهي في الحقيقة أسباب للعجز عن استعمال الماء والعجز عن ذلك هو سبب التيم ( حضرا كان أوتسعة منها تعاد فيها الصالة: فقد الماء بمحل يغلب فيه وجوده)

( فيهما لوجود الماءوإضالله في رحله( أي الماء )ونسيانهسفرا لغلبة وجوده فيه ) معه ونسبته في إهماله حتى نسيه أو أضله إلى تقصير بخالف ما لو أدرج في رحله

( من جبيرةووضع الساترماء ولم يشعر به أو أضل رحله الذي فيه الماء في رحال ) ( بخالف وضعه علىعلى غير طهرأو لصوق فهو أعم من قوله ووضع الجبيرة )

طهر كما في الخف بجامع وجوب المسح بالماء على كل منهما )وكونه( أي الساتر (وكون التيمم)بأعضاء التيمم( وإن وضعه على طهر لنقص البدل والمبدل جميعا )

( وإنوشدة برد( أي وقتها وإن ظن دخوله لفوات الشرط )قبل الوقتللصالة ) خيف من االستعمال فيها تلف نفس أو غيرها لندرة فقد ما يسخن به الماء

وتنجس( كإباق ألن عدم وجوب اإلعادة رخصة فال تناط بالمعصية )وعصيان بسفر) ( كدم كثير وإن عجز عن إزالته لفقد الماء أو لخوف ضرر ألنهبدن بغير معفو عنه

نادر ال يدوم بخالف ما يعفى عنه كدم قليل نعم إن كان على محل

ال تعاد فيها( منها )واثنا عشرالتيمم وجبت اإلعادة لعدم وصول التراب إلى المحل ) ( أي الماء ولووالحاجة إليه( ولو بحضر )الصالة فقد الماء بمحل ال يغلب فيه وجوده

( أي مؤنة من عليه مؤنته سواء كانأو بيعه للمؤنة( أي الماء )لشربهفي المآل ) المحتاج إلى ذلك المالك أم أحد رفقته ولو حيوانا محترما، وتعبيري هنا وفيما يأتي بالمؤنة أعم من تعبيره بالنفقة وظاهر أن احتياجه لبيه لدينه كاحتياجه لبيعه للمؤنة

( أو لدينهاحتاجه للمؤنة( قدر عليه لكنه )وأن ال يجده إال بثمن وقد عجز عنه أو) ( في ذلك المكان في تلك الحالة ولو بماال يباع إال بأكثر من ثمنه( وجد الماء )أو)

يتغابن بمثله عادة ألن للماء بدال متيسرا فال يؤدي ذلك إلى اإلخالل بمقصود الشارع ( أي بينه وبينأو حال بينهمامن اإلتيان بالطهر بخالف نظيره في تصرف الوكيل )

أو( من دلو وحبل وغيرهما )أو لم يجد ما يستقي به( من سبع أو غيره )عدوالماء ) ( أي طول مدتهبطء برء( خاف منه )أو( لنفسه أو غيرها )خاف من استعماله تلفا

( والشين: األثر المستكره منأو زيادة مرض أو حصول شين فاحش بعضو ظاهر) تغير لون ونحول واستحشاف وثغرة تبقى ولحمة تزيد، والظاهر ما يبدو عند المهنة

غالبا كالوجه واليدين وخرج بالفاحش اليسير كقليل سواد وبالظاهر الفاحش في الباطن فال أثر لخوف ذلك. ويعتمد في الخوف قول عدل في الرواية، وقيل يشترط

اثنان، وكزيادة المرض حدوثه المفهوم باألولى.

Page 14: شرح التحرير

فتيمموا صعيدا} ( ولو من وجه أو يد لقوله تعالى:نقل التراب( خمسة )وفروضه) ( أي اقصدوه بأن تنقلوه فلو سفته ريح عليه فردده ونوى6)سورة المائدة/ {طيبا

أو وقف بمهب ريح ناويا بوقوفه التيمم فلما أصابه التراب مسحه بيده لم يكف النتفاء النقل المحقق للقصد فيهما، وعبرت بالنقل ال بالقصد وإن عبر به األصل لقول "المحرر" و"المنهاج" إن النقل ركن والقصد شرط مع أن القصد كما قال

( كأن ينوي استباحة الصالة أووالنيةالرافعي داخل في النقل الواجب قرن النية به ) مس المصحف أو سجدة تالوة ال رفع الحدث ألن التيمم ال يرفعه وال فرض التيمم ألن التيمم طهارة ضرورة ال يصلح أن يكون مقصود ولذلك ال يسن تجديده بخالف الوضوء فإن أراد صالة فرض فال بد من نية استباحة فرض الصالة وكما يجب قرن

( مسحومسح الوجه والنية بالنقل يجب استدامتها إلى مسح شئ من الوجه )( بينهما كما في الوضوء.والترتيب( بالتراب آلية التيمم )اليدين مع المرفقين)

ونفض اليدين أو نفخهما( أوله ولو جنبا أو حائضا كما في الوضوء )وسننه: التسمية) ( من الغبار إن كثر لالتباع رواه الشيخان ولئال تتشوه الخلقة، وقولي:بعد الضرب

والتوجه( بأ يمسح يده اليمنى قبل اليسرى )والتيامن"أو نفخهما" من زيادتي ) للقبلة، وابتداء مسح الوجه من

( من زيادتي كالمواالة بين مسحوغيرها( كما في الوضوء )أعاله واليدين من األصابع الوجه واليدين وتفريق أصابعه في كل ضربة وتخليلها إن فرق في الضربتين أو في

الثانية فقط وإال وجب.

( لكل عضو لمخالفة األخبار الدالة علىومكروهه: تكثير التراب وتكرير المسح)عدم ذلك.

( كما رواه كذلكضربة للوجه وضربة لليدين مع المرفقين( خمسة عشر )وشروطه) الحاكم وهو موقوف على ابن عمر وال بد من الضربتين وإن أمكن التيمم بضربة

( بأن يكون طاهرا غيروكون التراب طهورابخرقة أو نحوها والمراد بالضرب النقل ) مستعمل، والمستعمل منه ما بقي بعضوه أو تناثر منه، ولو رفع إحدى يديه عن

األخرى قبل استيعابها ثم أراد أن يعيدها لالستيعاب جاز في األصح ألن المستعمل هو الباقي بالممسوحة، أما الباقي بالماسحة ففي حكم التراب الذي يضرب عليه

غير مخلوط بنحو( كونه )واليد مرتين فال يكون مستعمال بالنسبة للممسوحة ) وطلب( من المخالطات وإن قل لمنعه وصول التراب لكثافته إلى العضو )زعفران

( وال43)سورة النساء/ {فلم تجدوا ماء فتيمموا} ( ولو بمأذونه لقوله تعالى:الماء يقال لم يجد إال بعد الطلب، وألن التيمم طهارة ضرورة وال ضرورة مع إمكانها

( فال يجب فيه طلب ألن تيممه لمرضه ال لفقد الماء،إال في تيمم مريضبالماء ) (ووفي معناه الخائف من برد ونحوه )

( أي فقد الماء حسا أو شرعا كحيلولة سبع فال يجب فيهمتيقن الفقدفي تيمم ) طلب إذ ال فائدة فيه وإن توهمه طلبه مما توهمه فيه من رحله ورفقته ويستوعبهم

Page 15: شرح التحرير

بالطلب إال أن يضيق وقت الصالة ثم نظر حواليه إن كان بمستو من األرض وإال تردد إن لم يخف على نفس، أو عضو، أو مال وإن قل، أو اختصاص، أو انقطاع عن

رفقة، أو خروج وقت إلى حد يلحقه فيه غوث رفقته مع تشاغلهم بأشغالهم وتفاوضهم في أقوالهم، فإن لم يجد تيمم فلو علم ماء يصله المسافر لحاجته

كاحتطاب وهو فوق حد الغوث السابق وجب قصده إال إن خاف على ما مر غير ( من علة أوووجود العذراختصاص ومال يجب بذله في تحصيل الماء ثمنا أو أجرة )

إال في كتابية تيممت من نحو حيض لتحل( لما مر في الوضوء )واإلسالمفقد ماء ) نحو( في )إال( لما مر في الوضوء )والتمييز( من زوج أو سيد للضرورة )لمسلم

( للضرورة، ونحو منلتحل لمسلم( أي من نحو حيض )مجنونة يممت من ذلك ( مما ال تختص سنية الغسل لهوعدم نحو حيض إال في تيمم لنحو إحرامزيادتي )

( بين التراب والممسوح لما مر في الوضوءوعدم حائلبالطاهر كما بينته في بابه ) ( ولو عن غير أعضاء التيمم من فرج وغيره بخالفهوتقدم إزالة النجاسة عن بدنه)

في الوضوء ألن الوضوء لرفع الحدث وهو يحصل مع عدم تقدم ذلك والتيمم إلباحة عنالصالة التابع لها غيرها وال إباحة مع ذلك فأشبه التيمم قبل الوقت، وقولي: "

" أعم من اقتصاره على محل االستنجاءبدنه

( ولو باالجتهادبدخول الوقت( والعلم )والعلم بالقبلة ووالعضو الذي يريد مسحه ) ( أي في الوقت فيهما، وهذه األربعة منوطلب الماء ونقل التراب فيهفيهما )

زيادتي وقد تفهم األخيرة مما مر أوائل الباب.

(وبرؤية ماء( هذا من زيادتي )وردة( وقد مر بيانه في بابه )ويبطل التيمم بحدث) ( كأن رأى سرابا أو جماعةوتوهمهأي بالعلم بوجوده وإن ضاق الوقت عن الوضوء )

جوز أن معهم ماء بال حائل فيهما يحول عن استعماله من سبع وعطش أو نحوهما ألنه لم يشرع في المقصود فأشبه ما لو رءاه في أثناء التيمم فإن كان ثم حائل

( بال حائلوقدرة على ثمنهوعلمه قبل الرؤية والتوهم أو معهما لم يبطل تيممه ) بال( مبيحة للتيمم )وزوال علةبأن ال يحتاج إليه لمؤونة أو لدين ويمكنه الشراء )

" قيد في المسائل األربع األخيرة وهوبال حائل( يحول عن استعماله، فقولي: "حائل من زيادتي في الثالثة األخيرة، وخرج بزوال العلة توهم زوالها فلو توهم برء جرحه

فرءاه لم يبرأ لم يبطل تيممه إذ ال يجب طلب البرء والبحث عنه بتوهمه بخالف ( فال يبطل التيمم بشئ منها في غير الثانيةإال في صالة في األربع األخيرةالماء )

حيث كانت الصالة تسقط به وفيها مطلقا لتلبسه بالمقصود كما لو وجد المكفر الرقبة بعد شروعه في الصوم نعم يندب قطع الصالة في غير الثانية ليستأنفها بوضوء في األصح، فإن ضاق الوقت حرم قطعها قطعا. أما إذا كانت الصالة ال

وبإقامة أو نيتها وهوتسقط به فيبطل تيممه بذلك فتبطل الصالة وال وجد إلتمامها ) ( فيبطل تغليبا لحكم اإلقامة أو نيتهافي صالة مقصورة بعد غير التوهم

المقتضية كل منهما اإلتمام فأشبه ما لو نوى اإلتمام بجامع أنه أحدث بكل منهما ما

Page 16: شرح التحرير

" إلخ من زيادتي،أو نيتهالم يستبحه ألن اإلتمام كافتتاح صالة أخرى، وقولي: " ( بمعناه األولفي أنه ال يرفع الحدث( زيادة على ما مر )الوضوء( التيمم )ويخالف)

أنه ال يجب إيصال التراب فيه إلى منابت الشعر( في )والسابق في باب األحداث ) ( وإن كان التيممأنه ال يجمع به( في )و( لعسر ذلك بخالف الماء كما مر )وإن خف

( كصالتين أو طوافين ألنه طهارة ضرورة بخالف الوضوء ويجمع بهفرضانصبيا ) فرضا وما شاء من النوافل ألنها ال تنحصر فخفف فيها ومثلها تمكين المرأة حليلها

(أنه ال يصلى به فرض عيني إذا تيمم لغيره( في )ووصالة الجنازة وتعينها عارض ) بأن تيمم لنافلة أو للصالة مطلقا أو لصالة جنازة، والتقييد بالعيني من زيادتي

" أعم من قوله لنافلة، لكن لو تيممت المرأة لتمكين حليلها لملغيرهوقولي: " تستبح به غيره.

(النجاسة وإزالتها( بيان )باب)

( لغة: ما يستقذر، وشرعا بالحد: مستقذر يمنع صحة الصالة حيث ال مرخص،هي) ( لألمر بصب الماء عليه في خبر الصحيحين في قصة األعرابي الذيبولوبالعد: )

( بمعجمة لألمر بغسل الذكر منه في خبرهما في قصةومذيبال في المسجد ) علي رضي الله تعالى عنه، وهو ماء أبيض رقيق يخرج غالبا عند ثوران الشهوة بال

( بمهملة كالبول، وهو ماء أبيض كدر ثخين يخرج إما عقبه حيثووديشهوة قوية ) ( من غائط أو غيره ولو لمسكوروثاستمسكت الطبيعة أو عند حمل شئ ثقيل )

وخنزير" اآلتي )طهور إناء أحدكم( ولو معلما لخبر : "وكلبكالبول ) ( ألنه أسوأ حاال (وفرع كلمن الكلب إذ ال يحل اقتناؤه بحال وألنه يندب قتله من غير ضرر فيه )

( أي مني كل منها تبعا ألصله بخالفومنيهامنهما مع غيره تبعا لهما وتغليبا للنجس ) كانت تحك المنيمني غيرها لذلك، ولخبر الشيخين عن عائشة رضي الله عنها: "

( أي جرحوماء قرح" )من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي فيه ( ريحه ألنهتغير)

( وهو ماء رقيقوصديددم مستحيل فإن لم يتغير فطاهر كالعرق خالفا للرافعي ) ومسكر( وهي مافي المرارة كالقيء )ومرةيخالطه دم كالدم وفي معناه القيح )

( من خمر وغيره تغليظا وزجرا عنه كالكلب وخرج بالمائع الحشيشة والبنجمائع ونحوهما من الجامدات المسكرة فإنها مع تحريمها طاهرة وال ترد الخمرة المنعقدة

( كقيء ولو بال تغير كالروث،وما يخرج من معدةوالحشيشة المذابة نظرا ألصلهما ) نعم إن كان الخارج حبا متصلبا فمتنجس ال نجس. أما الخارج من الصدر أو الحلق

وهي النخامة ويقال النخاعة والنازل من الدماغ وهو البلغم فطاهران كالمخاط ( كلبن األتان ألنه مستحيل في الباطن كالدم أما لبن ماولبن ما ال يؤكل غير ءادمي)

{لبنا خالصا سائغا للشاربين} يؤكل ولبن اآلدمي فطاهران. أما األول فلقوله تعالى: )سورة {ولقد كرمنا بني ءادم} (. وأما الثاني فلقوله تعالى:66)سورة النحل/

( وال يليق بتكريمه أن يكون منشؤه نجسا وال فرق فيه بين األنثى70اإلسراء/ ( لحرمة تناولها من غيروميتة غير ءادمي وسمك وجرادوالذكر والحي والميت )

مت عليكم الميتة والدم} ضرر قال تعالى: (، أما ميتة اآلدمي3)سورة المائدة/ {حر

Page 17: شرح التحرير

)سورة {ولقد كرمنا بني ءادم} وتالييه فطاهرة لحل تناول األخيرين ولقوله تعالى: ( في األول، وقضية تكريمهم أن ال يحكم بنجاستهم بالموت وسواء70اإلسراء/

(28)سورة التوبة/ {إنما المشركون نجس} المسلمون والكفار. وأما قوله تعالى: (ودمفالمراد به نجاسة االعتقاد أو اجتنابهم كالنجس ال نجاسة األبدان )

لما مر من تحريمه ) ( فطاهران لما صح عن ابن عمر رضي اللهإال كبدا وطحاال " وهوأحلت لنا ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحالعنهما موقوفا: "

كما قال البيهقي وغيره في حكم الرفوع، وما زيد على المذكورات من نحو الجرة (ولو من خف( أي النجاسة )وإزالتهاوماء المتنفط ودخان النجاسة هو في معناها )

( من طعمبحيث تزول صفاتها( في غير بعض ما يأتي كبول صبي )بغسلواجبة ) ( فال تجب إزالته بل يطهر محلهمن لون أو ريح( زواله )إال ما عسرولون وريح )

بخالف ما لو اجتمعا لقوة داللتهما على بقاء عين النجاسة وما لو بقي الطعم لذلك ( ألنه صلى الله عليه وسلمولو تنجس مائع تعذر تطهيرهولسهولة إزالته غالبا )

إن كان جامدا فألقوها وما حولها وإنسئل عن الفأرة تموت في السمن، فقال: " " فلو أمكن تطهيره لم يقل فيه ذلكفأريقوه" ، وفي رواية "كان مائعا فال تقربوه

لما فيه من إضاعة المال )وال يحل االنتفاع به( أي بالمائع المتنجس كسائر ( متنجس أوبدهن( كسفن )إال في استصباح أو طلي نحو دوابالنجاسات الرطبة )

نجس من غير كلب فيجوز مع الكراهة ألنه صلى الله عليه وسلم

انتفعوا" أو قال "استصبحوا بهسئل عن الفأرة تقع في السمن الذائب، فقال: " " رواه الطحاوي ووثق روايته، ويستثنى المساجد ويجوز سقي الدواب الماءبه

( بالهمزة وبكسروالزئبق" من زيادتي )نحوالمتنجس وتخمير الطين ونحوه به، و: " الزاي مع فتح الباء وكسرها )كالمائع( في أنه إذا تنجس تعذر تطهيره )إن تفتت(

نجس بالموت( ولو من غير مأكول )وجلدألنه كالدهن فإن لم يتفتت أمكن تطهيره ) ( كذرق طير لخبر مسلمولو نجسا( بما ينزع فضوله )باندباغه( ظاهرا وباطنا )يطهر

" وخرج بالجلد الشعر ونحوه لعدم تأثرهمافقد طهر" أي الجلد "إذا دبغ اإلهاب: " ( فيجب غسلهمتنجساباالندباغ بما ذكر تشميسه وتمليحه )ويبقى( بعد اندباغه )

بالماء لتنجسه بالدابغ النجس أو المتنجس، وتعبيري باالندباغ أولى من تعبيره بالدبغإذ ال يشترط الفعل.

أو( على األصل )بغسل بالماء( ملوث خارج من الفرج )ويجب االستنجاء من نجس) ( كجلد اندبغ ألنه صلى الله عليه وسلمبمسح ثالثا بجامد طاهر قالع غير محترم

وليستنججوزه حيث فعله كما رواه البخاري وأمر به بقوله فيما رواه الشافعي : " "، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن االستنجاء بأقل منبثالثة أحجار

ثالثة أحجار، وقيس بالحجر غيره مما في معناه، وخرج بالجامد المائع غير الماء وبالطاهر النجس والمتنجس كبعر وطاهر

Page 18: شرح التحرير

متنجس وبالقالع غيره كالقصب األملس وبغير محترم المحترم كالمطعوم فال يجزئ ( فيصفحة( الخارج )ما لم يجاوزاالستنجاء بشئ منها ويعصى به في المحترم ) ( في البول وهي ما فوقوحشفةالغائط وهي ما ينضم من األليين عند القيام )

الختان وإن انتشر الخارج فوق العادة ألنه يتعذر ضبطه فنيط الحكم بالصفحة والحشفة وال بد أن ينتقل الخارج عن محله وأن ال يجف وأن ال يطرأ عليه أجنبي

وأن ال ينقطع وإن لم يجاوز ذلك فإن تقطع تعين الماء في المتقطع وأجزأ الجامد ( للتغذي في الحولينويكفي فيما تنجس ببول صبي لم يطعم غير لبنفي غيره )

( بأن يغمر بالماء بال سيالن بخالف بول الصبية والخنثى ال بد فيه من الغسلنضح) على األصح، ويحصل بالسيالن مع الغمر، واألصل في ذلك خبر الصحيحين وخبر ابن خزيمة والحاكم بذلك، وفرق بينهما بأن االئتالف بحمل الصبي أكثر فخفف

في بوله وبأنه أرق من بول غيره فال يلصق بالمحل لصوق بول غيره وال يمنع االكتفاء بالنضح تحنيك الصبي بتمر ونحوه وال تناوله السفوف ونحوه لإلصالح وظاهر أنه ال بد مع النضح من إزالة الصفات على ما مر، وشمل كالمهم لبن اآلدمي وغيره وهو متجه كما في "المهمات" وظاهر أنه ال فرق بين النجس وغيره وهو ظاهر وقد

( كخمرفي أرض تنجست بنحو بول( يكفي )وذكرت هنا فوائد في شرح األصل ) ( وإن كانت األرض صلبة أوصب ماء يعمها ولو مرة)

لم يقلع ترابها لخبر الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم أمر في بول األعرابي في المسجد بصب ذنوب من ماء ولم يأمر بقلع التراب، وظاهر أن األرض إذا لم

تتشرب ما تنجست به ال بد من إزالة عينه قبل صب الماء عليها كما لو كان في إناء ويجب فيفإن تنجست بجامد بأن كان رطبا فال بد من رفعه وغسل المحل بالماء )

( لخبر مسلم :من نحو كلب غسله سبعا إحداهن بتراب طهور( بشئ )جامد تنجس " وفيطهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أوالهن بالتراب"

" بأن يصحب السابعة كما في رواية أبي داودوعفروه الثامنة بالترابرواية له: " " في محل التراب فاكتفى بوجودهأوالهن"السابعة بالتراب" وهي معارضة لرواية "

في واحدة من السبع كما في رواية الدارقطني "إحداهن بالبطحاء" على أن الظاهر أنه ال تعارض بين الروايتين بل محمولتان على الشك من الراوي كما دل

" وبالجملة ال نقيد بهما روايةأوالهن" أو قال: "أخراهنعليه رواية الترمذي " " لضعف داللتهما بالتعارض أو بالشك وقيس بالكلب الخنزير والفرعإحداهن"

وبولوغه غيره كبوله وعرقه وال يكفي ذر التراب على المحل من غير أن يتبعه بماء وال مزجه بغير ماء وال مزج غير تراب طهور كأشنان وتراب نجس أو مستعمل، والواجب من التراب ما يكدر الماء ويصل بواسطته إلى جميع المحل، ويستثنى

األرض الترابية فال تحتاج إلى تتريب إذ ال معنى لتتريب التراب،

ولو لم تزل عين النجاسة إال بست غسالت مثال حسبت واحدة، والتقييد بالجامد

Page 19: شرح التحرير

( أي من الماء الذي غسل به ماويغسل ما ترشرش منهوالطهور من زيادتي ) ( ويجب التتريب إن كان لمبعدد ما بقي من الغسالتتنجس بشئ من نحو كلب )

يترب بناء على األصح أن لكل مرة حكم المحل بعد الغسل بها ألنها بهض البلل الباقي على المحل وخرج بما بقي من الغسالت المترشرش من السابعة ففال يجب

( مما ال نفس له سائلةويعفى عن دم نحو براغيثغسله بناء على األصح السابق ) كالقمل والبق وإن كثر لمشقة االحتراز عنه كدم البثرات أما دم الدماميل والقروح ومحل الفصد والحجامة فصحح في "التحقيق" وغيره أنه كدم األجنبي فيعفى عن

والماءقليله فقد، وقضية كالم: "المنهاج" و"الروضة" أنه يعفى عن كثيره أيضا ) ( بأن بلغهما وال تغير بهإنما يطهر بكثرته( بأن لم يبلغ قلتين إذا تنجس )القليل

( بقيد زدته بقوليبزوال تغيره( إذا تنجس بتغيره كما مر إنما يطهر )والكثير) ( زيد عليه أو نقص منه وكان الباقي كثيرا بخالف زواله ظاهرا بجامدبنفسه أو بماء)

كجص وتراب للشك في أن التغير زال أو استتر.باب مسح الخفين

( بالحجر ونحوهاالستنجاء( الفرج في )ست مسح( الواقعة في الطهر )المسحات) (على ساتر الجرح( المسح بالماء )و( بالتراب )التيمم( مسح الوجه واليدين في )و)

من جبيرة أو لصوق فهذا أعم من تعبيره ( بالماء في الوضوء فيالخفين( مسح )األذنين و( مسح )ومسح الرأس وبالجبيرة )

الثالثة، واألصل في األخير مع ما يأتي خبر الصحيحين عن جرير البجلي قال رأيت ( أي المسح عليهماوهورسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين )

( عن الرجلين كمسح الرأس يرفعه عن الرأس وألنه يجوز أن يجمع بهيرفع الحدث) ( المسح على الخفينوإنما يجوزفرائض، ولو لم يرفعه المتنع ذلك كما في التيمم )

سفر قصر ثالثة( بقيد زدته بقولي )لمسافر( بدال عن غسل الرجلين )في الوضوء) ( من مقيم، وعليه اقتصر األصل، ومسافر سفر غير قصر )يوماأيام بلياليهن ولغيره

أنه صلى الله عليه وسلم أرخصوليلة( لخبر ابني خزيمة وحبان في صحيحهما: " للمسافر ثالثة أيام ولياليهن وللمقيم يوما وليلة إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح

"، وألحق بالمقيم المسافر سفر غير قصر، والمراد بلياليهن ثالث ليال متصلةعليهما بهن سواء أسبق اليوم األول ليلته أم ال، ولو أحدث في أثناء الليل أو النهار اعتبر

قدر الماضي منه من الليلة الرابعة أو اليوم الرابع، وخرج بزيادتي في الوضوء إزالة وابتداءالنجاسة والغسل ولو مندوبا فال مسح فيهما ألنهما ال يتكرران تكرر الوضوء )

( للخف ألن وقت المسحبعد لبس( بقيد زدته بقولي )حدث( ءاخر )مدة المسح من دائم( لكن )ويدخل بذلك فاعتبرت مدته منه ويستبيح فيها ما شاء من الصلوات )

(يمسحان لما يحل( كمرض وجرح إنما )ومتيمم ال لفقد ماء( كمستحاضة )الحدث ( الذي لبسا عليه الخف وذلك فرض ونوافل أولو بقي طهرهمالهما من الصلوات )

نوافل فقط، فلو كان حدثهما بعد فعلهما الفرض لم يمسحا إال للنوافل إذ مسحهما مرتب على طهرهما وهو ال يفيد أكثر من ذلك، فلو أراد كل منهما أن يفعل فرضا

Page 20: شرح التحرير

ءاخر وجب نزع الخف والطهر الكامل ألنه محدث بالنسبة إلى ما زاد على فرض ونوافل فكأنه لبس على حدث حقيقة فإن طهره ال يرفع الحدث فإن زال عذره فال

مسح، أما المتيمم لفقد الماء فال يمسح شيئا إذا وجد الماء ألن طهره لضرورة ( سفر قصرحضرا ثم سافر( البس الخفين ولو أحدهما )فإن مسحفيزول بزوالها )

( تغليبا للحضر ألصالتهلم يتمم مدة سفر( أي مسح سفرا ثم أقام )أو عكس) فيقتصر في األول على مدة الحضر وكذا في الثاني إن أقام قبل مدته وإال وجب

النزع، فتعبيري بذلك أعم من قوله أتم مسح مقيم، وعلم من اعتبار المسح أنه العبرة بالحدث حضرا وإن تلبس بالمدة وال بمضي وقت الصالة حضرا.

(.مسمى مسح بظاهر أعلى الخف المحاذي للقدم( أي المسح )وفرضه) ( واألولى في كيفيته أن يضع يده اليسرى تحت العقبوسننه مسح الخف خطوطا)

واليمنى على ظهر األصابع من تحت مفرجا بين أصابع يديه. ( وقولي وفرضه إلخ من زيادتي.ومكروهه تكراره وغسل الخف) ( منلبس خف على كمال طهره( أي جواز المسح سبعة أشياء أحدها )وشروطه)

الحدثين لخبر )ابني( خزيمة وحبان السابق فلو لبسه قبل غسل رجليه وغسلهما فيه لم يجز المسح إال أن ينزعهما من محل القدم ثم يدخلهما فيه ولو أدخل أحدهما

بعد غسلها ثم غسل األخرى وأدخلها لم يجز المسح إال أن ينزع األولى كذلك ثم ( أي الماء بلال لفقده( وإن تمحض )كون طهره بماء أو تيمم( ثانيها )ويدخلها )

لمرض أو نحوه بخالف المتيمم لفقد الماء ال يمسح كما مر بل إذا وجد الماء لزمه ( فال يكفيكونه طاهرا( ثالثها وهو من زيادتي )والوضوء وغسل الرجلين لما مر )

نجس وال متنجس إذ ال تصح الصالة فيه التي هي المقصود األصلي من المسح وما عداها من مس مصحف ونحوه كالتابع لها نعم لو كان بالخف نجاسة معفو عنها

(ساترا للقدم( رابعها كونه )ومسح منه ما ال نجاسة عليه، ذكره في "المجموع" ) بكعبيه من أسفله وجوانبه فلو تخرق الخف ضر ولو تخرقت البطانة أو الظهارة أو

(يمكن تردد فيه( خامسها كونه )وهما بال تحاذ والباقي صفيق لم يضر وإال ضر ) لمسافر لحاجته عند الحط والترحال وغيرهما مما جرت به العادة ولو كان البسه مقعدا بخالف ما لم يكن كذلك لثقله أو تحديد رأسه أو ضعفه أو إفراط سعته أو

ضيقه أو نحوهما إذ ال حاجة لمثل ذلك وال فائدة في إدامته نعم إن كان الضيق يتسع ( كمغصوب ومسروق فإنهمحرما( كان الخف )ولوبالمشي فيه عن قرب كفى )

(أن يمنع الماء( سادسها وهو من زيادتي )ويكفي كالتيمم بتراب مغصوب أو نحوه ) أي نفوذه من غير محل الخرز

إلى الرجل لو صب عليه فما ال يمنع ال يجزي ألنه خالف الغالب من الخفاف ( للمسحأن ال يكون تحته خف صالح( سابعها )والمنصرف إليها نصوص المسح )

عليه فإن كان لم يكف مسح األعلى ألن الرخصة وردت في الخف لعموم الحاجة إليه واألعلى ليس كذلك نعم إن وصل بلل مسحه إلى األسفل بأن وصل إليه من

محل الخرز كفى إن لم يقصد بالمسح األعلى وحده كما يكفي مسح األسفل وخرج ( أي غسلالغسل( مسح الخف )ويفارقبالصالح غيره فهو كاللفافة ال يضر )

( لضعفه بخالف غسلهمافي انتقاضه بجنابةالرجلين في الوضوء، زيادة على ما مر )

Page 21: شرح التحرير

( خالفا لما في األصل من عدمفيهما( أي نزع الخف )النزع( بها )وإن وجبفيه ) وجوبه في الغسل لخبر الترمذي وصححه عن صفوان: "أمرنا رسول الله صلى

الله عليه وسلم إذا كنا مسافرين أو سفرا أن ال ننزع خفافنا ثالثة أيام ولياليهن إال من جنابة لكن من غائط وبول ونوم" واألمر فيه لإلباحة لمجيئه في النسائي

( من القدم أوشئ مما ستر( أي ظهور )ببدو( في انتفاضه )وبلفظ: "أرخص لنا" ) ( أي بالخف بخالف غسل الرجلين وتعبيري بشئ ممابهالخرق الذي تحت الخف )

( أي عدم وجوبفي عدم االستيعاب( يفارقه أيضا )وستر أعم من تعبيره بالقدم ) استيعاب المسح للخف إذ لم يرد فيه استيعاب وألنه قد يتلفه بل يندب مسحه

( من زيادتيغيرها( في )وخطوطا كما مر بخالف الغسل فإنه يجب استيعابه )  كفساد الخف وانقضاء مدةباب الحيض وما يذكر معه

وهو لغة: السيالن يقال حاض الوادي إذا سال، وشرعا: دم جبلة يخرج من أقصى ويسئلونك عن} رحم المرأة في أوقات مخصوصة، واألصل فيه ءاية:

هذا شئ كتبه الله( أي الحيض وخبر الصحيحين : "222)سورة البقرة/ {المحيض ( فلو رأت الدم قبل تمامتقريبا( قمرية )أقل سنه تسع سنين" )على بنات ءادم

( أييوم وليلة( زمنا )وأقلهالتسع بما ال يسع حيضا وطهرا فهو حيض وإال فال ) (خمسة عشر يوما بلياليها( زمنا )وأكثرهقدرهما متصال وهو أربع وعشرون ساعة )

وإن لم تتصل وغالبه ستة أو سبعة كل ذلك باالستقراء من اإلمام الشافعي رضي ( فإنه خمسة عشر يوما بلياليها متصال ألنحيضتين( زمني )كأقل طهر بينالله عنه )

الشهر ال يخلو غالبا عن حيض وطهر وإذا كان أكثر الحيض خمسة عشر يوما لزم أن يكون أقل الطهر كذلك وخرج بزيادتي: "بين حيضتين" الطهر بين حيض ونفاس

( أي الطهر باإلجماعوال حد ألكثرهفإنه يجوز أن يكون أقل من ذلك تقدم أو تأخر ) اثنان وستون( من الحيض )وسن اليأسوغالبه بقية الشهر بعد غالب الحيض. )

(.سنة ما حرم( وهو من زيادتي وسيأتي بيانه )وحرم بالحيض كالنفاس)

( لخبر الصحيحين : "أليس إذا حاضت المرأة لموصوم( من صالة وغيرها )بجنابة ( بالدم كسائر النجاسات الملوثةخافت تلويثه( إن )وعبور مسجدتصل ولم تصم" )

(ما بين سرة وركبة( مباشرة )وتمتع بـصيانة للمسجد، فإن أمنته كان لها العبور ) ( وألنه صلى222)سورة البقة/{فاعتزلوا النساء في المحيض} بوطء وغيره آلية

" رواه الترمذيما وراء اإلزارالله عليه وسلم سئل عما يحل من الحائض فقال: " اصنعوا كل شئ إالوحسنه وقيل يحرم الوطء فقط واختاره النووي لخبر مسلم : "

( لمخالفته قولهوطالق" بجعله مخصصا لمفهوم خبر الترمذي السابق )النكاح ( أي في الوقت1)سورة الطالق/ {إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} تعالى:

الذي يشرعن فيه في العدة وبقية الحيض ال تحسب من العدة والمعنى فيه تضررها أنت طالق في( قوله )إال فيبطول مدة التربص، وسيأتي بسط ذلك في بابه )

( وهي منغير مدخول بها( المطلقة في ذلك )حيضتك أو تكون( جزء من )ءاخر

Page 22: شرح التحرير

في إيالء بطلبها( طلقها )طلقها بعوض منها أو( حائال لكن )أو حامال منه أوزيادتي ) ( وقع بينها وبين زوجها فال يحرم الطالق في شئ منالحكم في شقاق( طلقها )أو

الصور الست الستعقابه الشروع في العدة في األولى والثالثة ولعدم العدة في الثانية ولبذلها المال المشعر بالحاجة إلى الطالق في الرابعة ولحاجتها الشديدة إليه

في

األخيرتين وخرج بالعوض منها ما لو طلقها بسؤالها بال عوض أو بعوض من غيرهافيحرم كما شمله المستثنى منه.

( باإلجماعبلوغ( أي بالحيض )به( هو أولى من قوله ويتعلق )ومما يتعلق) ( هي أولى من قوله وتركوعدة، واستبراء، وسقوط( لما مر في بابه )واغتسال) ( باإلجماعوعدم لزوم قضاء فرض صالة( لما سيأتي في محالها )طواف وداع)

بخالف فرض الصوم يلزمها قضاؤه لخبر الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: "كنا نؤمر بقضاء الصوم وال نؤمر بقضاء الصالة" وألن الحيض يكثر فلو أوجبنا

قضاءها لشق، وتعبيري بما ذكر أولى من تعبيره بسقوط الفرض ألنه يوهم الوجوب وقبول قولهاوليس كذلك وكما ال يلزمها القضاء ال يجوز لها على ما قاله البيضاوي )

وال يحل لهن أن يكتمن} ( أي في الحيض بيمينها ألنها مؤتمنة عليه قال تعالى:فيه وعدم قطع والء في صوم( )228)سورة البقرة/ {ما خلق الله في أرحامهن

( إذا لم تخل مدتهما عن الحيض غالبا بخالف ما إذا كانت تخلو عنه ألنهاواعتكاف ( عدم قطعوبسبيل من أن تشرع فيهما عقب طهرها فتأتي بهما زمن طهرها )

(ومن خرج دمها عن االستقامة( وعنة ألنها ال تخلو عن الحيض غالبا. )مدة إيالء) ( أي أول ما ابتدأها الدممبتدأة( أربعة أقسام )فمستحاضة وهيالتي لدم الحيض )

(ومعتادة) من( وهي )وكل منهما مميوة وغير مميزة فالمميزةبأن سبق لها حيض وطهر )

حيض إن لم( مع بقاء تخلله )قويا وضعيفا ترد للتمييز، فالقوي( من دمها )ترى وال نقص( خمسة عشر يوما بلياليها )وال عبر أكثره( يوم وليلة )ينقص عن أقله

والضعيف:( خمسة عشر يوما )عن أقل الطهر( المتصل بعضه ببعض )الضعيف ( لخبر أبي داود في ذلك وألنه خارج يوجب الغسل فجاز أن يرجع إلىاستحاضة

صفته عند اإلشكال كالمني وسواء أتقدم القوي على الضعيف أم تأخر أم توسط، كأن رأت خمسة أسود ثم أطبق األحمر إلى ءاخر الشهر، أو خمسة عشر أحمر ثم مثلها أسود، أو خمسة عشر أحمر ثم خمسة أسود ثم باقي الشهر أحمر، بخالف ما

لو رأت يوما أسود ويوما أحمر وهكذا إلى ءاخر الشهر لعدم اتصال خمسة عشر من الضعيف فهي فاقدة شرط الرد للتمييز وسيأتي حكمها، ويشترط أيضا في الرد

للتمميز دون العادة أن ال يتخلل بينهما أقل طهر وإال عمل بهما كما أوضحته في ( أي غير المميزة بأن رأت الدم بنوع أو أكثر لكنوغيرها"شرح المنهاج" وغيره )

( يوم وليلةترد ألقل الحيضفقدت شرطا من شروط الرد إلى التمييز السابقة ) ( عارفة بوقت ابتداء الدم ألنه المتيقن وما زاد مشكوك فيه لكنهاإن كانت مبتدأة)

Page 23: شرح التحرير

في الدور األول تصبر حتى يعبر الدم الخمسة عشر فتغتسل وتقضي ما زاد على اليوم والليلة وفي الدور الثاني تغتسل بمجرد مضي يوم وليلة ألنها قد ثبت لها عادة

وطهرها بقية الشهر أما إذا لم تعرف وقت ابتداء الدم فهي كالمتحيرة وستأتي ( قدرا ووقتا إن كانت حافظةلعادتها( ترد )فـ( بأن كانت غير المميزة معتادة )وإال)

لذلك لكنها في الدور األول تصبر حتى يعبر الدم الخمسة عشر إن نقصت عنها عادتها فتغتسل وتقضي ما زاد على عادتها، وفي الدور الثاني تغتسل بمجرد مضي عادتها وتثبت العادة بمرة ومحل ذلك إذا اتفقت عادتها أو اختلفت واتسقت فإن لم

فإنتتسق ردت لمتلو االستحاضة أو نسيت اتساقها اغتسلت ءاخر كل نوبة ) ( الحتمال كل زمن يمراحتاطت( أي عادتها قدرا ووقتا وتسمى متحيرة )نسيتها

( فرضها ونفلها المفتقرين إلى نيةفتكون في العبادةعليها للحيض والطهر ) ( هو أعم من قوله وفي الوطءوفي التمتع( الحتمال الطهر فتأتي بها )كطاهرة) ( الحتمال الحيض أما القراءة فيومس المصحف والقراءة خارج الصالة كحائض)

(وتغتسل لكل فرضالصالة فجائزة وإن زادت على الواجب ألن حدثها غير محقق ) ( لدم الحيض فإن علمت وقت انقطاعه كعندعند احتمال االنقطاعبعد دخول وقته )

الغروب لزمها الغسل كل يوم عند الغروب وتصلي به المغرب وتتوضأ لباقي الصلوات الحتمال االنقطاع عند الغروب دون ما سواه وال تجب المبادرة إلى الصالة عقب الغسل بخالف المستحاضة ألنا إنما أوجبنا المبادرة ثم تقليال للحدث والغسل

إنما تؤمر به الحتمال االنقطاع وال يمكن تكرره بين الغسل والصالة نعم إن أخرت ال لمصلحة الصالة لزمها تجديد الوضوء وذات التقطع ال يلزمها الغسل زمن النقاء

( وهو الدم الخارج بعد فراغ الرحم من الحمل وقبل مضي أقلوأقل النفاس) ( باالستقراء.وغالبه أربعون يوما( يوما )مجة وأكثره ستونالطهر )

كتاب الصالة

( أي ادع103)سورة التوبة/ {وصل عليهم} هي لغة: الدعاء بخير قال الله تعالى: لهم، وشرعا: أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم، واألصل فيها قبل

)سورة {إن الصالة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} اإلجماع ءايات كقوله تعالى: فرض الله على أمتي( أي محتمة مؤقتة وأخبار كخبر الصحيحين : "103النساء/

ليلة اإلسراء خمسين صالة فلم أزل أراجعه وأسأله التخفيف حتى جعلها خمسا في ( وهو مهم يقصد حصوله وجوبافرض عين( أحدها )وهي أربعة أنواع" )كل يوم وليلة

صالة( نوعا )أحد عشر( أي فرض العين من الصالة )وهوبالنظر بالذات إلى فاعله ) ( صالةخوف و( صالة )جمعة و( صالة )جمع و( صالة )سفر و( صالة )حضر و

مريض( صالة )و( لخلل )إعادته( صالة )قضاء فرض و( صالة )و( أي الخوف )شدته)( وسيأتي بيانها في محالها.معذور( صالة )غريق و( صالة )و

( وهو مهم يقصد حصوله وجوبا من غير نظر بالذات إلىفرض كفاية( ثانيها )و)

Page 24: شرح التحرير

(جماعة( صالة )صالة جنازة و( أي فرض الكفاية من الصالة نوعان: )وهوفاعله ) ( من غيرها كثيرووسيأتيان في محلهما )

( على جماعة لخبر أبي داود : "يجزئورد سالم( وسيأتي في محله )كتجهيز ميت) عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم"

( للكفار ببالدهم بعد الهجرة وكان قبلها حراما ثم بعدها أذن لنا في قتالهموجهاد) إن ابتدؤونا به ثم أبثيح لنا ابتداؤهم به في غير األشهر الحرم ثم أمرنا به مطلقا

(، ودليل كونه على36)سورة التوبة/ {وقاتلوا المشركين كافة} بنحو قوله تعالى: ( إلى95)سورة النساء/ {ال يستوي القاعدون من المؤمنين} الكفاية قوله تعالى:

 {وكال وعد الله الحسنى} قوله ففاضل بين المجاهدين والقاعدين ووعد كال ( شرعي وما يتعلق به وتعلم قرءانوطلب علمالحسنى، والعاصي ال يوعد بها )

وقيام بحجج علمية وأمر بمعروف ونهي عن منكر. (و( أصغر أو أكبر لغير الحاج بمنى أو له منفردا )سنة وهي صالة عيد( ثالثها )و)

(رواتب( صالة )و( عند الحاجة )استسقاء( صالة )و( لشمس أو قمر )كسوفصالة ) (توبة و( صالة )ضحى و( صالة )و( بفتح الواو وكسرها )وتر( صالة )وللفرائض )

( صالةتسبيح و( صالة )تحية مسجد و( صالة )تراويح و( صالة )قيام ليل وصالة ) ( صالةو( هو أعم من قوله راتبة )قضاء مؤقتة( صالة )زوال و( صالة )استخارة و) (نفل مطلق( صالة )بعد أذان و( صالة )سنة وضوء و( صالة )رجوع من صفر و)

( لخبر ابن حبان في صحيحه: "الصالةوال حصر لهوهو ما ال يتقيد بوقت وال سبب ) ( وسيأتي بيانها فيوسجود تالوة، وشكر وسهوخير موضوع فاستكثر أو أقل" )

( من زيادتي كصالة الحاجة وركعتيوغيرهامحالها وفي عدها من الصالة تسمح ) الطواف والصالة عند القتل والخروج من المنزل ودخوله )وءاكدها صالة عيد( لتأكد

طلبها وللخالف في أنها فرض كفاية )فكسوف شمس فقمر( لخوف فوتهما باالنجالء كالمؤقت بالزمان وقدم الكسوف على الخسوف لتقدم الشمس على

القمر في القرءان واألخبار وألن االنتفاع بها أكثر منه به وخص الكسوف بالشمس والخسوف بالقمر بناء على ما اشتهر من االختصاص وعلى قول الجوهري أنه

( لتأكدها بسن الجماعةفاستسقاءاألجود وإن كان األصح عند الجمهور أنهما بمعنى ) ركعتا الفجر( لخبر مسلم "فركعتا فجر( خروجا من خالف من أوجبه )فوترفيها )

( لتأكدها بمواظبة النبي صلى الله عليهفسائر الرواتب" )خير من الدنيا وما فيها فما( لتأقتها بالزمان )فالضحىوسلم عليها )فالتراويح( لمشروعية الجماعة فيها )

( هذا ما في "الروضة" وأصلها وظاهرهتعلق بفعل كركعتي طواف وإحرام وتحية أن هذه الثالثة مستوية وأن ركعتي سنة الوضوء في رتبة ما تعلق بفعل لكن

أخرهما في "المجموع" عنه وقال في "المهمات" "المتجه تقديم ركعتي الطواف للخالف في وجوبهما عندنا ثم ركعتي التحية ألن سببهما وقع ثم ركعتي اإلحرام

الحتمال أن ال يقع

Page 25: شرح التحرير

سببهما" انتهى. وفي معنى ما تعلق بفعل ما تعلق بسبب غير فعل فيما يظهر ( لخبر مسلم "أفضل الصالة بعد الفريضةفصالة ليلكصالة زوال وصالة غفلة )

( وأكثر هذه المذكورات ترتيب اآلكدية فيها منفسائر النفل المطلقصالة الليل" )زيادتي.

(حاقب( هو أولى من قوله وهي صالة ))كصالة ( وهي كثيرةمكروهة( رابعها )و) ( بالزايحازق( صالة )و( بالنون أي بالبول )حاقن( صالة )وبالموحدة أي بالغائط )

( بالفاءحافز( صالة )عطشان و( صالة )جائع و( صالة )ووالقاف أي بضيق الخف ) والزاي أي بالريح والصالة بحضرة طعام تتوق نفسه إليه وعند غلبة النوم وفي كل حال يذهب الخشوع، واألصل في ذلك خبر مسلم "ال صالة بحضرة طعام وال هو

والجماعة( ولو عن الصف )وصالة منفرديدافعه األخبثان" أي البول والغائط )( للنهي عنها في خبر البخاري وفي معنى قيام الجماعة توقع قيامها.قائمة

( أيفي أوقات النه( متقدم أو مقارن في غير حرم مكة )وتحرم الصالة بال سبب) ( أي أوقاتوهي( حينئذ عمال باألصل في النهي عنها اآلتي )وال تنعقدعن صالة فيها )

( إالاستواء حتى تزول( عند )عند طلوع الشمس حتى ترتفع كرمح والنهي عنها ) يوم الجمعة ولو لغير

( للنهي عن الصالة فيها في خبر مسلماصفرار حتى تغرب( عند )وحاضرها ) وليس فيه ذكر الرمح وهو تقريب )وبعد صالتي صبح وعصر( لمن صالها حتى تطلع الشمس وحتى تغرب للنهي عن الصالة فيهما في خبر الصحيحين وهذه األوقات

الخمسة تتعلق الثالثة األولى منها بالزمان واألخيران بالفعل مع أن األول والثالث قد ( لخطبة الجمعة هو أولى من قوله وفيوبعد جلوس خطيبيتعلقان بالفعل أيضا )

حال الخطبة وإنما حرمت الصالة حينئذ إلعراض الحاضر عن اإلمام بالكلية ولظاهر قول الزهري: خروج اإلمام يقطع الصالة، بل نقل الماوردي وغيره اإلجماع على

( فال يحرمان بل يسنان لألمر بهما في خبر الصحيحين .إال ركعتي تحيةذلك )باب أحكام الصالة

( وهي ما تتوقف عليها صحةشروطهامن شرائط وفرائض وسنن ومكروهات، ) ( وإن صلى في خلوة لقولهستر العورة بطاهر لقادر عليهالصالة وليست منها )

(31)سورة األعراف/ {خذوا زينتكم عند كل مسجد} تعالى:

قال ابن عباس أراد بها الثياب في الصالة، ولإلجماع على األمر بالستر فيها، واألمر ( أي غير القادروغيرهبالشئ نهي عن ضده والنهي في الصالة يقتضي الفساد )

( ألنه عذر عام أوبال إعادة( بإتمام ركوعه وسجوده )عاريا( وجوبا )يصليعلى ذلك ) نادر إذا وقع دام كما لو عجز عن القيام فقعد، وعورة الرجل ما بين سرته وركبته

( بالصدروتوجهوكذا األمة في األصح، وعورة الحرة ما سوى الوجه والكفين ) ( أي الكعبة لصالة القادر عليه فال تصح صالته بدونه إجماعا بخالف العاجزللقبلة)

عنه كمريض ال يجد من يوجهه للقبلة ومربوط على خشبة فيصلي بحاله ويعيد، فول وجهك شطر المسجد} واألصل في اشتراط ذلك قبل اإلجماع قوله تعالى:

Page 26: شرح التحرير

( أي نحوه والتوجه ال يجب في غير الصالة فيتعين144)سورة البقرة/ {الحرام فيها، وخبر مسلم : "إذا قمت إلى الصالة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة وكبر"

( ولو قصيرا فال يشترط فيه التوجه بل يصلي إلى صوب مقصدهإال في نفل سفر) لإلتباع في الراكب، رواه الشيخان ، وقيس به الماشي، ويشترط في السفر أن ال

يكون معصية، وأن يقصد به محال معينا فيمتنع ذلك على العاصي بسفره والهائم، ثم إن كان المسافر راكبا وأمكنه التوجه في جميع صالته وإتمام ركوعه وسجوده لزمه

ذلك وإال فاألصح أنه إن سهل عليه التوجه وجب في التحرم فقط وإال فال، ويكفيه أن يومئ بركوعه وسجوده أخفض وإن كان ماشيا ألزمه تمام ركوعه وسجوده

والتوجه فيهما وفي إحرامه وجلوسه بين السجدتين وال يمشي إال في قيامه واعتداله وتشهده وسالمه، وخرج بالنفل الفرض

اشتباه( إال في )و( ولو فرضا لما سيأتي في بابه )شدة خوف( إال في صالة )و) ( بحالهيصلي( فإذا تحير المجتهد لغيم أو غيره أو لم يجد العاجز من يقلده )قبلة

ا فمنووقت( ألنه عذر نادر )ويعيدلحرمة الوقت ) ( أي معرفة دخوله يقينا أو ظن ( أكبر أو أصغروطهارة حدثصلى بدونها لم تصح صالته وإن وقعت في الوقت )

( الماء والترابإال فاقد الطهورينفلو صلى بدونها ولو ناسيا لم تصح صالته ) ( إذا وجد أحدهما وإنما يعيدويعيد( بحاله وجوبا الفرض لحرمة الوقت )فيصلي)

( للصالةوطهارة بدن وملبوس ومكانبالتراب بمحل يسقط فيه فرضه بالتيمم ) ( فال تصح الصالة معه ولو ناسيا أو جاهال كما في نظيره من طهارةعن نجس)

( لنفسه أو عضوه أوتلفا( من استعماله )فإن لم يجد ما يغسله به أو خافالحدث ) ( وجوبا لندرة ذلكوأعاد( بحاله لحرمة الوقت )صلى( أي الماء )أو نسيهمنفعته )

ويعفى عن نحووتعبيري بالملبوس أعم من تعبيره بالثوب لشموله الخف ونحوه ) ( كدم البثرات وإن كثر لعموم البلوى به نعم إن حمل ما أصابه من نحودم براغيث

ثوب في كمه أو غيره أو فرشه وصلى عليه لم يعف عنه إن كثر، ونحو من زيادتي ( في حق نفسه وإن عرق فتلوث به غير محله لعسر االحترازأثر استنجاء( عن )و)

عنه، بخالف حمل غيره له في الصالة ونحوها وهذا ما صححه في "الروضة" كأصلها و"المجموع" وقال فيه في باب االستنجاء: "إذا استنجى باألحجار وعرق محله

وسال العرق منه فإن جاوزه وجب غسل ما سال إليه وإال فوجهان أصحهما عدم ( من زيادتي كاإلسالم وترك األفعالوغيرهاالوجوب" وذكر نحوه في "التحقيق" )

وترك الكالم وترك األكل ومعرفة كيفية الصالة بأن يعرف فرضيتها ويميز فرائضها من سننها إال في حق العامي إذا لم يقصد النفل بما

هو فرض.

( لوجوبهانية( بجعل الطمأنينات واحدا. أحدها )خمسة عشر( أي أركانها )وفروضها) ( لالتباع مع خبر: "صلوا كماتكبيرة تحرم( ثانيها )وفي بعض الصالة كالتكبير وغيره )

رأيتموني أصلي" رواهما البخاري فيقول الله أكبر وال تضر زيادة ال تمنع االسم كالله أكبر والله الجليل أكبر، وال يكفي الله كبير وال أكبر الله وال الله أعظم ونحوها

Page 27: شرح التحرير

( أي بتكبيرة التحريم ألنها أول واجبات الصالة وذلكبها( أي النية )قرنها( ثالثها )و) بأن يقرنها المصلي بأول التكبيرة ويستصحبها إلى ءاخرها كما في "الروضة"

وأصلها واختار في "المجموع" وغيره ما اختاره اإلمام الغزالي أنه تكفي المقارنة العرفية عند العوام بحيث يعد مستحضرا للصالة وصوبه السبكي، واألكثرون لم

(ويعدوا المقارنة ركنا بل جعلوها كالجزء من النية كنظيره في الوضوء ونحوه ) ( لقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بنفي فرض( عليه )قيام لقادررابعها )

حصين وكانت به بواسير: "صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب" رواه البخاري زاد النسائي "فإن لم تستطع فمستلقيا ال يكلف الله نفسا

ا أو شرعا كاحتياجه في مداواته من وجع العين إال وسعها" وخرج بالقادر العاجز حس إلى االستلقاء فال يجب عليه القيام، وبالفرض النفل فللقادر على القيام فعله قاعدا

قراءة( خامسها )وأو مضطجعا فإن استلقى مع إمكان االضطجاع لم يصح ) ( لخبرالفاتحة

الصحيحين : "ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" أي في كل ركعة كما يدل له رواية في صحيح ابن حبان ويجب ترتيبها ومواالتها فإن تخلل ذكر قطع المواالة

فإن تعلق بالصالة كتأمينه لقراءة إمامه وفتحه عليه فال في األصح ويقطع السكوت الطويل بال عذر وكذا يسير قصد به قطع القراءة في األصح وتسقط الفاتحة أو

قدرها من بقية( إن عجز عنها المصلي لزمه قراءة )ثمبعضها عن المسبوق ) ( ولو مفرقا خالفا للرافعي في قوله إنه ال يكفي المفرق إال إذا عجز عنالقرءان

( ويجب كونهمن ذكر أو دعاءالمتوالي )ثم( إن عجز عن ذلك لزمه قراءة قدرها ) سبعة أنواع كما قاله البغوي في الذكر ومثله الدعاء ويعتبر تعلقه باآلخرة، وتعبيري

( أيوقف بقدرها( إن عجز عن ذلك )ثمبذلك أولى من قول األصل سبح بقدرها ) الفاتحة ألن الميسور ال يسقط بالمعسور وال يترجم عنها بخالف التكبير لتفويت

( لألمر بهركوع( سادسها )واإلعجاز فيها دونه فإن كان أخرس حرك لسانه وجوبا ) في الكتاب وخبر الصحيحين وأقله للقائم أن ينحني قدر بلوغ راحتيه ركبتيه وأكمله

(وتسوية ظهره وعنقه ونصب ساقيه وأخذ ركبتيه بيديه وتفريق أصابعه للقبلة ) ( لألمر به في الكتابسجود( ثامنها )و( في الخبر السابق )اعتدال لألمر بهسابعها )

( أطرافاليدين والركبتين و( وضع )و( مكشوفة )بوضع الجبهةوالخبر السابق ) (القدمين)

ولو مستورة لخبر الصحيحين : "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم الجبهة واليدين والركبتين وأطراف القدمين" ويكفي وضع جزء من كل واحد منها واالعتبار في

اليدين بباطن الكف سواء األصابع والراحة وفي الرجل ببطون األصابع ويسن كشف اليدين والرجلين ويكره كشف الركبتين فلو قطع الكف أو القدم لم يجب وضع

(و( لألمر به في خبر الصحيحين )جلوس بين السجدتين( تاسعها )وطرف الباقي ) ( أي في الركوع والثالثة بعدهفيها( بحيث ينفصل رفعه عن هويه )طمأنينةعاشرها )

( لماتشهد أخيرلألمر بها في الخبر المذكور مع خبر ابن حبان )و( حادي عشرها )

Page 28: شرح التحرير

روى البيهقي بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: كنا نقول قبل أن يفرض عليها التشهد: السالم على الله السالم على فالن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ال

تقولوا السالم على الله فإن الله هو السالم ولكن قولوا التحيات لله..." إلخ والمراد فرضه في الجلوس األخير ال في األول لخبر الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم

قام من ركعتين من الظهر ناسيا ولم يجلس فلما قضى صالته كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل السالم ثم سلم إذ عدم تداركه يدل على عدم فرضيته، وتجب

صالة على النبي( ثاني عشرها )والمواالة بين كلمات التشهد دون الترتيب بينها ) ( لألمر بها في خبر الصحيحين ، وقوله بعده أولى منصلى الله عليه وسلم بعده

( ثالث عشرهاوقوله فيه ) "مفتاح الصالة الوضوء وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم( لخبر "تسليمة أولى)

رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، أما التسليمة الثانية فسنة كما سيأتي ( رابعوفيقول السالم عليكم ويكفي عليكم السالم ال سالم عليكم لعدم وروده )

( خامسو( وذكره في األخيرين منها من زيادتي )جلوس للثالثة األخيرةعشرها ) ( للفروض المذكورة المشتمل عدها على قرن النية بالتكبيرة وإيقاعترتيبعشرها )

التحرم والقراءة في القيام والتشهد والصالة على النبي صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتمونيوالسالم في الجلوس، ودليل هذا والذي قبله االتباع مع خبر "

" فلو تركه عمدا كأن سجد قبل ركوعه بطلت صالته أو سهوا فما بعدأصلي المتروك لغو فإن تذكر سجد قبل بلوغ مثله فعله وإال تمت به ركعته وتدارك الباقي،

ويجب أن ال يقصد بالركن غيره فلو هوى لتالوة فجعله ركوعا أو رفع من الركوعفزعا لم يكف ألنه صرفه إلى غير الواجب.

( ندبا لمابسجود السهو( سهوا أوعمدا )أبعاض يجبر تركها( أحدهما )وسننها نوعان) ( ألنه صلى اللهتشهد أول( ثمانية )وهيسيأتي ال وجوبا ألنه لم ينب عن واجب )

عليه وسلم تركه ناسيا وسجد قبل أن يسلم كما مر وقيس بالنسيان العمد بجامع الخلل بل خلل العمد أكثر فكان للجبر أحوج والمراد بالتشهد األول اللفظ الواجب

( ألنه مقصود له فكان مثلهوجلوس لهفي األخير فال سجود لترك ما هو سنة فيه ) ( ألنه ذكر يجب اإلتيان به فيوصالة على النبي صلى الله عليه وسلم بعده)

الجلوس األخير فيسجد لتركه في

على( صالة )واألول كالتشهد، وتعبيري ببعد هنا وفيما يأتي أولى من تعبيره بفي ) ( كالصالة على النبي صلى الله عليه وسلم في األول بأناألخير( التشهد )ءاله بعد

( في الصبحوقنوتيتيقن ترك إمامه لها بعد أن يسلم إمامه وقبل أن يسلم هو ) ووتر النصف األخير من رمضان بخالف قنوت النازلة ألن قنوتها سنة في الصالة ال

وصالة على النبي صلى الله عليه وسلم( أي للقنوت )وقيام لهسنة منها أي بعضها ) ( فيهما قياسا لألربعة على ما قبلها، واألخير منعلى ءاله بعد القنوت( صالة )و

زيادتي، وترك بعض القنوت كترك كله ومثله ترك بعض التشهد األول وظاهر أن القعود للصالة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد األول وللصالة على اآلل بعد األخير كالقعود لألول وأن القيام لهما بعد القنوت كالقيام له وسميت المذكورة

أبعاضا ألنها لما تأكدت بحيث جبرت بالسجود أشبهت األركان التي هي أبعاض

Page 29: شرح التحرير

وأجزاء حقيقة. ( أي كفيهرفع يديه( هو أولة من قوله وهي أربعون )هيآت منها( النوع الثاني )و) ( لإلتباع رواه الشيخان . ومعنىوركوع ورفع منه( بالصالة )حذو منكبيه في تحرم)

حذو منكبيه أن تحاذي أطراف أصابعه أعلى أذنيه وإبهاماه شحمتي أذنيه وراحتاه منكبيه، واألصح رفعه مع ابتداء التكبير والتسميع فلو لم يمكنه الرفع إال بزيادة على

المشروع أو نقص أتى بالممكن فإن قدر عليهما دون المشروع أتى بالزيادة ألنه أتى بالمأمور به وبزيادة هو مغلوب عليها فإن لم يمكنه رفع إحدى يديه رفع األخرى

( أي األصابعوتفريجها( لشرفها )نحو القبلة( من اليدين )وإمالة أطراف األصابع) ( بأن يقبض كوعها وبعض رسغها وساعدهايمين على شمال( يد )ووضعحالة الرفع )

( وفوق سرته لإلتباع رواه ابنوجعلهما تحت صدرهبكف اليمين بعد الرفع للتحرم ) ( بعد تحرمه بفرض أو نفل نحو: وجهت وجهي للذي فطروافتتاحخزيمة )

السماوات واألرض إلى قوله من المسلمين لإلتباع، رواه مسلم إال لفظ مسلما فابن حبان ، ويسن لمنفرد وإمام قوم محصورين رضوا بالتطويل أن يزيدا على

ذلك ما ذكرته في شرح األصل وغيره، فلو ترك االفتتاح عمدا أو سهوا حتى شرع فإذا قرأت} ( للقراءة في كل ركعة آلية:وتعوذفي التعوذ لم يعد إليه لفوات محله )

( بقراءة الفاتحةوجهر وإسرار( أي أردت قراءته )98)سورة النحل/ {القرءان ( المعروف لإلتباع، رواه الشيخان، والجهر في الصبحفي محلهماوالسورة )

والجمعة والعيد وخسوف القمر واالستسقاء وأولتي العشاءين والتراويح ووتر رمضان وركعتي الطواف ليال أو وقت صبح واإلسرار في غير ذلك إال نوافل الليل المطلقة فيتوسط فيها بين الجهر واإلسرار إن لم يوشوش على نائم أو مصل أو

نحوه، والعبرة في قضاء الفريضة بوقته وقيل بوقت األداء، وجهر المرأة دون جهر ( عقب قراءةوتأمينالرجل ومحل جهرها إذا لم تكن بحضرة أجانب ومثلها الخنثى )

الفاتحة لألمر به في

الصحيحين ، ويؤمن المأموم في الجهرية مع تأمين إمامه فإن لم يتفق له ذلك أمن (جهرية( صالة )في( لإلمام والمنفرد وللمأموم لقراءة إمامه )وجهر بهعقب تأمينه )

( إال في الثالثة والرابعة فيوقراءة سورة بعد الفاتحةلألخبار الصحيحة في ذلك ) األظهر لإلتباع، رواه الشيخان في الظهر والعصر وقيس بهما غيرهما، ويسن

تطويل قراءة األولى عن الثانية، ويحصل أصل السنة بقراءة شئ من القرءان لكن السورة أحب وإن كانت أقصر كما يؤخذ من كالم الرافعي، ويسن للصبح طوال المفصل وللظهر قريب منها وللعصر والعشاء أوساطه وللمغرب قصاره ولصبح

هل} ( وفي الثانية2-1)سورة السجدة/ {الم* تنزيل} الجمعة في األولى ( وأول المفصل الحجرات كما صححه النووي في دقائقه،1)سورة اإلنسان/ {أتى

وال سورة للمأموم في الجهرية بل يستمع لقراءة إمامه فإن لم يسمعها لبعد أو ووضع( من غير ركوع )وتكبير في كل خفض ورفعغيره قرأ السورة في األصح ) ( أيوتسبيح فيه( وتفرقة أصابعه للقبلة حالة الوضع )راحتيه على ركبتيه في الركوع

وأن يقول في رفعه منه سمع اللهفي الركوع بأن يقول: سبحان ربي العظيم ثالثا ) ( ملء السموات وملءوفي اعتداله ربنا لك الحمد( أي تقبله منه )لمن حمده

Page 30: شرح التحرير

األرض وملء ما شئت من شئ بعد لإلتباع في ذلك كله، رواه مسلم وغيره، والتثليث أدنى الكمال ويزيد المنفرد

في الركوع: اللهم لك ركعت وبك ءامنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وشعري وبشري وما استقلت به قدمي لله رب العالمين،

وفي االعتدال أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ال مانع لما أعطيت وال معطي لما منعت وال ينفع ذا الجد منك الجد، وألحق بالمنفرد إمام قوم

محصورين رضوا بالتطويل، ويجهر اإلمام بالتسميع ويسر بما بعده ويسر المأموم ( أي كفيهوأن يضع في سجوده ركبتيه ثم يديهوالمنفرد بالجميع والمبلغ كاإلمام )

( أي في سجوده بأنوتسبيح فيه( لالتباع، رواه الترمذي وحسنه )ثم جبهته وأنفه) يقول: سبحان ربي األعلى ثالثا لالتباع، رواه بال تثليث مسلم وبه أبو داود ،

والتثليث أدنى الكمال، ويزيد المنفرد: اللهم لك سجدت وبك ءامنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين،

( أي كفيه في سجودهووضع يديهوألحق به إمام قوم محصورين رضوا بالتطويل ) ( أي مباعدة الرجلنحو القبلة ومجافاة( منشورة فيه )حذو منكبيه وضم أصابعه) ( وبطنه عن فخذيه في ركوعه وسجوده، وخرج بالرجل المرأةعضديه عن جنبيه)

والخنثى فال يجافيان بل يضمان بعضهما إلى بعض ألنه أستر لها ( لالتباع في غيرأصابع رجليه نحو القبلة( رجال أو غيره )وتوجيه المصليوأحوط له )

مجافاة البطن في الركوع، رواه البخاري في ضم األصابع ونشرها، وأبو داود في البقية، ويقاس بذلك مجافاة البطن في الركوع ويسن تفرقة ركبتيه وكذا قدميه

( بأن يقول: رب اغفر لي وارحمني واجبرنيودعاء في جلوسه بين سجدتيهبشبر ) وارفعني وارزقني واهدني وعافني، روى بعضه أبو داود وباقيه ابن ماجه

جلوس تشهد أول بأن يجلس( في )و( أي في جلوسه بين سجدتيه )وافتراش فيه) ( وفي األخير يتورك كما سيأتي لالتباع في ذلك،يسراه وينصب يمناه( كعب )على

رواه في األول الترمذي وصححه وفي األخيرين البخاري ، والحكمة في ذلك أن المصلي مستوفز في غير األخير للحركة غالبا بخالفه في األخير، والحركة عن

( لالتباع،بعد سجدة ثانية يقوم عنها( ومحله )وجلوس استراحةاالفتراش أهون ) رواه البخاري ، وخرج بذلك سجدة التالوة والسجدة الثانية في ركعة ال يقوم عنها

بل عن تشهد بعدها فال يسن بعدهما جلوس استراحة، نعم إن أراد ترك التشهد ( في جلوس االستراحة لالتباع، رواهمفترشااألول سن له جلوسها )

الترمذي وقال حسن صحيح، وألنه جلوس يعقبه حركة كجلوس التشد األول، وهذا الجلوس ليس من الركعة الثانية بل مستقل فاصل بين الركعتين على الصحيح

( من جلوسهعند قيامه( أي كفيه )واعتماد على األرض بيديهكجلوس التشهد األول ) أو سجوده لالتباع في األول، رواه البخاري ، وألنه أبلغ في الخشوع والتواضع

( لالتباع، رواه الشيخانورفع يديه عند قيامه من تشهد أولوأعون للمصلي ) ( وينصب رجله اليمنىأخير بأن يلصق وركه األيسر باألرض( تشهد )وتورك في)

Page 31: شرح التحرير

(فيفترش( بأن لم يرده وال عدمه )إال أن يريد سجود سهو، أو يطلقلإلتباع كما مر ) ( أي كفيه فيووضع يديهالحتياجه إلى السجود بعد وقولي "أو يطلق" من زيادتي )

إال( في تشهده )وقبض أصابع يده اليمنى( يعني طرفي ركبتيه )على فخذيهتشهده ) ( بال تحريك وينشرإال الله( قوله: )فيشير بها عند( وهي التي تلي اإلبهام )المسبحة

أصابع اليسرى مضمومة لالتباع في غير الضم، رواه مسلم إال عدم التحريك فأبو داود ، ولتتوجه األصابع إلى القبلة في الضم فلو حرك المسبحة كان مكروها وينوي

( لالتباع، رواه أبو داود بإسناد صحيح،منحنيةباإلشارة اإلخالص بالتوحيد )

( لالتباع، رواه أبو داودوأن ال يجاوز بصره إشارتهولتكون متوجهة إلى القبلة ) ( أي عذاب القبر وغيره فهو أعم من قوله منوتعوذ من العذاببإسناد صحيح ) ( لخبر مسلم : "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله منبعد تشهد أخيرعذاب القبر )

أربع فيقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال" ويسن الدعاء بغير ذلك، وقد بينت بعض

( لالتباع، رواه مسلم ، واستثنى منوتسليمة ثانيةالمأثور منه في شرح األصل ) ذلك مسائل ذكرتها في الشرح المذكور ولو اقتصر اإلمام على تسليمة سن

للمأموم تسليمتان ألنه خرج عن المتابعة باألولى بخالف التشهد األول ولو تركهاإلمام لزم المأموم تركه لوجوب المتابعة قبل السالم ) وتحويل وجهه يمينا وشماال

( في األولى يمينا وفي الثانية شماال ملتفتا في األولى حتى يرى خدهفي تسليمتيه األيمن وفي الثانية األيسر لالتباع في ذلك كله، رواه ابن حبان في صحيحه، وينوي السالم على من عن يمينه وشماله ومحاذيه من مالئكة ومؤمني إنس وجن ويسن أن يدرج السالم وال يمده وأن يسلم المأموم بعد سالم اإلمام ولو قارنه جاز كيفية

األركان إال تكبيرة اإلحرام. ( أي المتصلة به ألنها الال أصبعه( عرضا )ولو بخرقة( بخشن يزيل القلح )واستياك)

تسمى سواكا، واختار في "المجموع" تبعا للروياني وغيره أنها تكفي إذا كانت خشنة وهو ظاهر كالم األصل، وسن االستياك

( أي إلى الصالة ولو لفاقد الطهورين لخبر الصحيحين : "لوالعند قيامه إليهايكون ) إال بعد الزوالأن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل صالة" أي أمر إيجاب )

(ويسن( فرضا أو نفال فال يسن له االستياك بل يكره له كما سيأتي في بابه )للصائم (تغير فم( أي الجوع والسكوت )و( عند )األزم( عند )أيضا عند النوم، واالستياك )

(وفيهلالتابع، رواه الشيخان في النوم، وقيس بالنوم غيره مما يحصل بع تغير، ) كتطهير الفم( أكثر من ثالثة عشر وإن اقتصر عليها األصل )فوائدأي االستياك )

( وهي ما حول األسنانوشد اللثة( وهي ريح الفم )وتبييض األسنان وتطييب النكهة وتصفية الخلق، والفصاحة، والفطنة، وقطع الرطوبة، وإحداد البصر، وإبطاء)

( وإرهاب العدة وهضم الطعامالشيب، وتسوية الظهر، ومضاعفة األجر، ورضا الرب وتغذية الجائع وإرغام الشيطان وتذكر الشهادة عند الموت، ويسن أن يبدأ بجانب

فمه األيمن وأن يمر السواك على سقف حلقه برفق وعلى كراسي أضراسه وينويبه السنة، وذكرت هنا في شرح األصل فوائد تتعلق باالستياك وغيره.

Page 32: شرح التحرير

(جعل يديه في كميه عند تحرمه وسجوده( أي الصالة )ومكروهاتها)

( بوجهه بال حاجة لخبر البخاري عن عائشةوالتفاتوركوعه لمنافاة التواضع ) رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن االلتفات في

( بالوإشارة مفهمةالصالة فقال: "هو اختالس يختلسه الشيطان من صالة العبد"، ) ( لمخالفة ذلك سنة النبيوجهر بمحل إسرار وعكسه، وجهر خلف اإلمامحاجة )

( بأن يجعل يده على خاصرته للنهي عنه في خبرواختصارصلى الله عليه وسلم ) ( للصالة لمنافاته الخشوعوإسراعالصحيحين في الرجل وقيس به غيره )

( وإال فال كراهةضررا( المصلي )إن خاف( ألنه فعل اليهود، هذا )وتغميض بصره) ( فيهمابطنه بفخذيه( إلصاق )و( في ركوعه وسجوده )وإلصاق عضديه بجنبيه)

لمخالفتهما سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهما في حق الرجل خاصة لما مر في (وإقعاء الكلبالسنن، وإطالقي إلصاق بطنه بفخذيه أولى من تقييده له بالسجود )

بأن يجلس على وركيه ناصبا ركبتيه للنهي عنه رواه الحاكم وصححه ورواه البيهقي بأسانيد وضعفها، ثم قال: واإلقعاء نوعان أحدهما هذا وهو منهي عنه

والثاني وصح فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يضع أطراف أصابع رجليه ونقرةوركبتيه على األرض وألييه على عقبيه وهو سنة في الجلوس بين السجدتين )

( في سجوده للنهي عنه في خبر مسلموافتراش السبع( لمنافاته الخشوع )الغرابفي حق الرجل وقيس به غيره

___________________

( من زيادتي كالمبالغة في خفضكإيطان البعير وغيرها( الواحد )وإيطان المكان) الرأس في الركوع وإطالة التشهد األول واالضطباع وتشبيك األصابع وغير ذلك كما

صرحت به في شرح األصل.

باب ما يفسد الصالة

( وإن لم يفهماوكالم بشر عمدا بحرفين( النتفاء الشرط )وهو حدث ولو بال قصد) ( كق من الوقاية، وع من الوعي، لخبر مسلم : "إن هذه الصالة الأو حرف مفهم)

يصلح فيها شئ من كالم الناس" والكالم يقع على المفهم وغيره، وتخصيصه بالمفهم اصطالح للنحاة نعم يعذر في تلفظه بالنذر، وفي إجابة النبي صلى الله

عليه وسلم في عصره إذا دعاه، وفي يسير كالم سبق لسانه إليه، أو نسي الصالة، أو جهل تحريمه فيها وقرب عهده باإلسالم، أو نشأ بعيدا عن العلماء، وفي تنحنح

ونحوه لغلبة إن قال، ولتعذر ركن قولي وإن كثر، وخرج بكالم البشر كالم الله تعالى (ومفطروالذكر والدعاء لما مر في الباب السابق، وبزيادتي عمدا الكالم سهوا )

ولو( من غير جنس الصالة في غير صالة شدة الخوف )وفعل كثيرللصائم لتالعبه ) ( لذلك مع أنه ال مشقة في االحتراز عنه بخالف القليل ال يفسد لخبرسهوا

الصحيحين : أنه صلى الله عليه وسلم صلى وهو حامل أمامة فكان إذا

Page 33: شرح التحرير

سجد وضعها وإذا قام حملها، نعم قليل األكل ونحوه عمدا مع العلم بتحريمه يفسد الصالة كما علم من المفطر، وكثير الفعل إذا كان لشدة جرب أو خفيفا كتحريك

أو( عمدا لما مر )وفعل ركن( من أركانها )وقهقهةأصابعه في سبحة ال يفصسد ) (ونية خروج منها( فيهما وذكر طول الزمن من زيادتي )طول زمن مع شك في النية

( أي قطعهاوتعليقه( أي في قطعها )وعزم على قطعها وتردد فيهفي غير محلها ) ( أي نفل أو فرضفرض إلى غيره( نية )وصرف( لمنافاة كل منها الصالة )بشئ)

ءاخر لذلك، نعم إن كان منفردا وأدرك جماعة سن له صرف فرضه إلى نفل ليدرك ( مع القدرة على سترها وإن صلى في خلوة النتفاء الشرطوكشف عورةفضيلتها )

( كسبع )إال إن كشفها نحو ريح) ( فال يفسد الصالة النتفاء تقصيره فيفسترها حاال ( لمنافاتها العبادةوردة( لما مر )حيث يشترط( للقبلة )وترك توجههذا العارض )

إال إن نحاها( في بدنه أو ثوبه أو مكانه لما مر )به( ال يعفى عنها )واتصال نجاسة) ( أيوبدو( كأن كانت يابسة فنفضها أو رطبة بثوبه فألقاها فال يفسد الصالة )حاال

( من الرجل أو الخرق، وقولي: " واتصال نجاسة" إلى هناما يستر بالخفظهور ) وتكرير ركن( أي الخف لبطالن بعض طهارته )وخروج وقت مسحهأعم مما ذكره )

( لتالعبه، نعم القعود القصير كأن جلس عن قيام ثم سجد ال يفسد ألنهفعلي عمدا ( أي تقديموتقديمهمعهود في الصالة )

( ألن ذلك يحل بصورة الصالة وخرج بالفعلي فيعلى غيرهالركن الفعلي عمدا ) الصورتين القولي كالفاتحة والتشهد، وبالعمد فيهما السهو فال يفسدان. وتقييدي

( لما مر بخالفعمدا( ولو قوليا )وترك ركنالثانية بالفعلي والعمد من زيادتي ) ولو مع الجهل( لكفر أو غيره )واقتداء بمن ال يقتدى بهتركه سهوا لعذره فيتداركه )

( كما يعلم مما يأتي في باب اإلمام، فقول األصل مع العلمبحاله في بعض الصور ( وهذاصحيح( منه )بأن اقتدى به بعد تحرمبحاله هو بالنظر إلى جميع الصور وذلك )

التفسير زدته دفعا لما قيل إن ذلك مانع من انعقاد الصالة والكالم فيما يفسدها بعد أمة( المصلي )ثوبا بعيدا منه وهو عار أو كان( في الصالة )ووجودهانعقادها )

( النتفاء الشرط مع القدرة على تحصيلهورأسها مكشوف( في الصالة )وعتقت( من زيادتي كتطويل ركن قصير عمدا وأكل بإكراه وفعلة فاحشة.وغيرها)

باب األذان

)سورة الحج/ {وأذن في الناس بالحج} بالمعجمة وهو لغة: اإلعالم قال الله تعالى: (، وشرعا: قول مخصوص يعلم به وقت الصالة المكتوبة، واألصل فيه قوله27

(، وقوله صلى الله9)سورة الجمعة/ {يا أيها الذين ءامنوا إذا نودي للصالة} تعالى: فليؤذن لكمعليه وسلم في خبر الصحيحين : "

Page 34: شرح التحرير

" وهو سنة كفاية وله شروط ومكروهات ومبطالت وسنن وسيأتي بيانهاأحدكم ( كما ثبت في خبر مسلم، اللمكتوبة ولو فائتة( في صالة )يسن مع اإلقامةوإنما )

لنافلة ومنذورة وصالة جنازة، ويسن األذان أيضا في أذن المولود وإذا تغولت الغيالن أي سحرة الجن والشياطين، ومعنى تغولت: تلونت في صور، والمراد دفع

لنفل يصلى جماعة( ندبا )وينادىشرها باألذان فإن الشيطان إذا سمع األذان أدبر ) ( وتراويح وهذا أعم من قوله وينادي في العيدين والخسوفينمسنونة كعيد وكسوف

( لوروده في الصحيحين في كشوف الشمس، وقيسالصالة جامعةواالستسقاء ) به الباقي والجزءان منصوبان األول باإلغراء والثاني بالحالية، ويجوز رفعهما باالبتداء

( منوما عدا ذلكوالخبر، ورفع أحدهما ونصب اآلخر كما بينته في شرح األصل ) ( بشئ لعدمال ينادى لهمنذورة وصالة جنازة ونفل ال يسن جماعة أو يصلى فرادى )

وروده فيه.

( فيإسالم( أي األذان واإلقامة وذكر شروط اإلقامة من زيادتي )وشروطهما) ( فال يصحان من كافر وغير مميز من صبي ومجنونوتمييزالمؤذن والمقيم )

( بقيد زدته بقولي )لغير نساء( فالوذكورةوسكران ألنهما عبادة وليسوا من أهلها ) يصحان من امرأة وخنثى للرجال والخناثي. أما النساء فال يشترط لهن ذكورة بل

تسن اإلقامة لهن بأن تقيم واحدة منهن، ويسن للخنثى أن يقيم لنفسه، وفي أذان المرأة للنساء خالف واألصح أنه غير مندوب ألنه يخاف من رفع الصوت به الفتنة،

فلو أذنت بال رفع

صوت لم يكره وكان ذكر الله تعالى أو برفعه فوق ما يسمع النساء كره بل حرم ( أي وقت األذانووقتعلى الصحيح إن كان ثم أجنبي ومثلها في ذلك الخنثى )

( فيصح قبل وقته من نصفإال أذان صبحواإلقامة ألنهما لإلعالم به فال يصحان قبله ) الليل لخبر الصحيحين : "إن بالال يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن

(وغيرهاأم مكتوم" بخالف اإلقامة فإنها الفتتاح الصالة فال تقدم على دخول وقتها )من زيادتي كترتيب وجهر لجماعة وعدم بناء غير.

( أي األذان واإلقامة وذكر مكروهات اإلقامة غير كراهتها للمحدثومكروهاتهما) ( لخبر الترمذي : "ال تؤذن إال وأنتوقوعهما من محدثوالجنب من زيادتي )

( منها لمحدث لغلظ الجنابةلجنب أشد( الكراهة )ومتوضئ" وقيس باألذان اإلقامة ) ( أي الكراهة في أذانهما أشد منها لقربهاأغلظ منها( منهما )في اإلقامة( هي )و)

( لغيروالكالم( أي التمديد )بهما والتمطيط( أي التطريب )والتغنيمن الصالة ) ( علىلقادر( فيهما )والقعودمصلحة فيهما، فلو عطس حمد الله في نفسه وبنى )

القيام، نعم إن كان مسافرا ال يكره الركوب ويكره التثويب في غير الصبح وأن( من زيادتي كوقوعهما من فاسق وصبي.وغيرهايقال فيهما حي على خير العمل )

(ردة وسكر وإغماء( والتصريح بمبطل اإلقامة من زيادتي )ويبطلهما)

Page 35: شرح التحرير

( الفصل بحيث ال يعدإن طال( بسكوت أو كالم )وقطعهماوجنون كما فهم باألولى ) ( ألن ما أتى به الوترك كلمة منهماالباقي مع األول أذانا وال إقامة بخالف اليسير )

يعد أذانا وال إقامة فإن عاد عن قرب وأتى بها وأعاد ما بعدها صح.

في( ال صدر )وتحويل وجه( للقبلة ألنها أشرف الجهات )وسن لهما توجه)( مرة في الثانية )يمينا و( مرتين مرة في األولى )الحيعلتين ( لثبوته في خبرشماال

الصحيحين في األذان، وقيس به اإلقامة، وذكر التوجه والتحويل فيهما من زيادتي، وألذان وضعويسن لهما أيضا أن يكون كل من المؤذن والمقيم عدال حسن الصوت )

( أي باطنهما ألنه أجمع لصوتهفي أذنيه( هو أولى من قوله وضع أصبعيه )مسبحتيه ( أي تأن لألمر به في خبر الحاكموترتيلويعرف به األذان من ال يسمعه )

( بأن يأتي بالشهادتين مرتين بخفض صوته قيل قولهما برفعه لوروده فيوترجيع) ( لوروده في خبر أبي داودصبح( أذان )في( من ثاب إذا رجع )وتثويبخبر مسلم )

وغيره بإسناد جيد بأن يقول بعد حيعلته: الصالة خير من النوم مرتين، وهذا من ( للمؤذن بحيث ال يلحقه ضرر لألمر به في خبرقدر إمكان( به )ورفع صوتزيادتي )

البخاري وألنه أبلغ في

اإلعالم، نعم إن أذن لنفسه وصلى في مسجد أو نحوه جماعة وانصرفوا ال يسن رفعه لئال يتوهم السامعون دخول وقت صالة أخرى، وخرج باألذان اإلقامة فال يسن

( أيوهولها شئ من ذلك ألنها للحاضرين، وذكرت في شرح األصل سننا أخرى ) ( بالترجيع ألنه صلى الله عليه وسلم علمه أبا محذورةتسع عشرة كلمةاألذان )

( كلمة لثبوته فيواإلقامة إحدى عشرةكذلك رواه الشافعي وصححه ابن حبان ) (وال يؤذن لغير األولى( أي لكل منها وإن توالت )لفوائت( ندبا )ويقامالصحيحين )

( وكذا لو توالت فائتة وحاضرة دخل وقتها قبل شروعه في األذان.إن توالتمنها )باب مواقيت الصالة

وقت الظهر مناألصل فيها األخبار الصحيحة وقد ذكرت بعضها في شرح األصل ) إلى مصير ظل الشئ( أي وقت زوال الشمس فيما يظهر لنا ال في الواقع )الزوال

( أي الظل الموجود عنده وهذا وقت الجواز ولها أوقات أخر:مثله غير ظل االستواء وقت فضيلة أوله بأن يشتغل أوله بأسباب الصالة كأذان وستر عورة، وال يضر شغل خفيف كأكل لقم وكالم يسير، ووقت اختيار وهو من ءاخر وقت الفضيلة إلى ءاخر الوقت، ووقت عذر وقت العصر لمن يجمع، ووقت ضرورة وسيأتي، ووقت حرمة

( جوازا بكراهة فيفوقت العصرءاخر وقتها إذا لم يسعها )

( ولها أيضا أوقاتإلى الغروبالجملة من مصير ظل الشئ مثله غير ظل االستواء ) أخر: وقت فضيلة، ووقت اختيار، ووقت جواز بال كراهة، ووقت عذر، ووقت

ضرورة، ووقت حرمة، فوقت الفضيلة من أول الوقت إلى مضير ظل الشئ مثله

Page 36: شرح التحرير

(إلى مصير الظل مثلين( من ءاخر وقت الفضيلة )االختيار( وقت )وونصف مثله ) غير ظل االستواء، ووقت الجواز بال كراهة إلى اصفرار الشمس، ووقت الجواز

بكراهة إلى غروب الشمس، ووقت العذر وقت الظهر لمن يجمع، ووقت الضرورة فوقت المغرب من الغروب إلى مغيبيعلم مما يأتي، ووقت الحرمة يعلم مما مر )

( لخبر مسلم : "وقت المغرب ما لم يغب الشفق" وخبره : "ليس فيالشفق النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصالة حتى يجيء وقت الصالة

األخرى" ظاهره يقتضي امتداد وقت كل صالة إلى دخول وقت األخرى أي غير الصبح لما سيأتي في وقتها وهذا وقت الجواز لها، ولها أوقات أخر: وقت فضيلة،

ووقت اختيار أول الوقت، ووقت عذر وقت العشاء لمن يجمع، ووقت ضرورة يعلم ( جوازا من مغيب الشفقالعشاء( وقت )فـمما يأتي، ووقت حرمة يعلم مما مر )

)إلى الفجر الصادق( وهو المنتشر ضوؤه معترضا باألفق لخبر: "ليس في النوم تفريط" وخرج بالصادق الكاذب وهو يطلع مستطيال نحو السماء كذنب السرحان

وهو الذئب ثم يغيب وتعقبه ظلمة ثم يطلع الفجر الصادق مستطيرا أي منتشرا كما مر ولها أوقات أخر: وقت فضيلة، ووقت اختيار، ووقت

(االختيار( وقت )وعذر، ووقت ضرورة، ووقت حرمة، فوقت الفضيلة أول الوقت ) ( ووقت العذر وقت المغرب لمن يجمع،إلى ثلث الليلمن ءاخر وقت الفضيلة )

(الصبح( وقت )فـووقت الضرورة يعلم مما يأتي، ووقت الحرمة يعلم مما مر ) جواز بكراهة في الجملة )من الفجر( الصادق )إلى طلوع الشمس( لخبر مسلم : "وقت صالة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس" ولها أوقات أخر: وقت فضيلة، ووقت اختيار، ووقت جواز بال كراهة، ووقت ضرورة، ووقت حرمة، فوقت

( أيإلى اإلسفار( من ءاخر وقت الفضيلة )االختيار( وقت )والفضيلة أول الوقت ) اإلضاءة، ووقت الجواز بال كراهة إلى الحمرة التي قبل طلوع الشمس، ووقت

ولو أسلم كافر أو طهرتالحرمة يعلم مما مر، ووقت الضرورة يعلم من قولي ) ( أوأو أفاق مجنون( بالمعنى الشامل له وللصبية )حائض أو نفساء أو بلغ صبي

( تلكلزمته( فأكثر )وقد بقي من وقت الصالة ما يسع قدر تكبيرةمغمى عليه ) الصالة ألنه أدرك جزءا منه فكان كإدراك الجماعة، وكما يلزم المسافر اإلتمام

التيباقتدائه بمقيم في جزء من الصالة وخرج بالتكبيرة دونها )وكذا( تلزمه الصالة ) ( فيلزمه الظهر مع العصر بإدراك تكبيرة ءاخر العصر،قبلها إن كانت تجمع معها

والمغرب مع العشاء بإدراك تكبيرة ءاخر العشاء، ألن وقت الثانية وقت لألولى في جواز الجمع فكذا في الوجوب، وال تجب واحدة من الصبح والعصر والعشاء بإدراك

جزء مما بعدها النتفاء جواز الجمع بينهما ويشترط في لزوم ما ذكر امتداد السالمة من الموانع زمن إمكان الطهارة والصالة،

فلو بلغ ثم جن ومضى في السالمة دون ذلك فال لزوم، نعم لو أدرك تكبيرة ءاخر العصر مثال وخال من الموانع ما يسعها وطهرها فعاد المانع بعد أن أدرك من وقتالمغرب ما يسعها تعين صرفه إلى المغرب وما فضل ال يكفي للعصر فال تلزمه.

باب اإلمامة في الصالة

Page 37: شرح التحرير

( ولووهو الكافر( بحال )من ال تصح إمامته( أحدها )ثمانية أنواع( فيها )األئمة) ( من مجنون ومغمى عليه وصبي غير مميز وسكران لعدموغير المميززنديقا )

والمأموماالعتداد بصالتهم، فقولي "وغير المميز" أعم من قوله والمجنون ) ومن لحنه( المعبر عنه في األصل باألرت واأللثغ )والمشكوك في مأموميته واألمي

( لتقصير المؤتم بهم ولنقص اإلماميحيل المعنى في الفاتحة إن أمكنهما التعلم وهذا أولى وأفيد مما ذكره فيهما، وإنما لم تصح إمامة المأموم ألنه تابع ومن شأن

اإلمام االستقالل فال يجتمعان، وأما المشكوك في مأموميته فلعدم العلم باستقالله، وأما األمي الذي ال يمكنه التعلم فسيأتي، وأما من لحنه ال يحيل المعنى كرفع هاء

الحمد لله فتصح إمامته مع الكراهة أو يحيله في غير الفاتحة أو فيها ولم يمكنه ( حدثامن ال تصح إمامته مع العلم بحاله وهو المتحدث( ثانيها )والتعلم فسيأتيان )

غير معفو( خفية )ومن عليه نجاسةأصغر أو أكبر )

( أي فيعنها ومن لحنه يحيل المعنى وكان عالما بالصواب، وتعمد اللحن مطلقا أو سبق لسانه إليه ولم يعد القراءة على الصواب في الفاتحة أوالفاتحة وغيرها )

( أي في غيرفي غيرها( اللحن )وعلم التحريم وتعمد( ولم يتعلم )أمكنه التعلم الفاتحة لتقصير المؤتم بهم بخالفها مع الجهل بحاله لكن صحة إمامة األولين من

هذا النوع تقييد يعلم مما يأتي في الخامس، وخرج بالخفية النجاسة الظاهرة فتمنع الصحة مطلقا، إن كانت غير معفو عنها وبما بعدها المعفو عنها فال تمنع الصحة

مطلقا، أما الالحن في غير الفاتحة إذا لم يمكنه التعلم أو كان جاهال أو ناسيا فتصح من( ثالثها )وإمامته مطلقا مع الكراهة، وقولي ومن لحنه إلى ءاخره من زيادتي )

( فتصح إمامته لألنثى ال للرجل لنقصه عنه والال تصح إمامته إال لدونه وهو الخنثى من ال تصح إمامته إال لمثله وهو( رابعها )ولخنثى لجواز كونه رجال واإلمام أنثى )

إن لم يمكنه( وهو من يخل بحرف من الفاتحة بقيد زدته بقولي )األنثى واألمي ( فتصح إمامة األنثى لمثلها ال لرجل وخنثى لنقصها عنهما وتصح إمامة األميالتعلم

لمثله ال لقارئ ألنه ليس أهال للتحمل، وأفردت الخنثى عن هذين بخالف ما صنعه ( بالمثناة وهو من يدغمكأرتاألصل ألن ما صنعه ال يصح فيه لما عرف واألمي )

ومن لحنه يحيل( بالمثلثة وهو من يبدل حرفا بآخر )واأللثغفي غير محل اإلدغام ) ( كأن يضم تاء أنعمت أو يكسرهافي الفاتحة( بقيدين زدتهما بقولي )المعنى

( فتصح إمامة كل منهم لمثله الستوائهما في النقصان ال لغيرهوعجز عن التعلم) من ال تصح إمامته في صالة وتصح في أخرى: وهو( خامسها )والختالفهما فيه )

والصبي، والمحدث، ومن عليه نجاسة( وهو من زيادتي )المسافر، والعبد، والمبعض ال تصح إمامتهم في الجمعة إن تم( إنه )فـ( وهما من زيادتي )خفية وجهل حالهما

( النتفاء صفة الكمال المعتبرة في صحتها وتصح في غيرها وفيها إن تمالعدد بهم وهو الفاسق، والمبتدع إن( مع جوازها )من تكره إمامته( سادسها )والعدد بدونهم )

( وهو من زيادتي كالفأفاء وهو من يكرر الفاء، والوأواءلم يكفر ببدعته وغيرهما وهو من يكرر الواو، ومن تغلب على اإلمامة وال يستحقها، أما من يكفر ببدعته

كالمجسم صريحا ومنكر العلم بالجزئيات فال يصح أن يكون إماما بحال كما علم مما مر وتعبيري بالفاسق والمبتدع أولى من تعبيره بالمعلن بالفسق أو البدعة إذ

Page 38: شرح التحرير

( وإن عدهمن إمامته خالف األولى وهو ولد الزنا( سابعها )واإلعالن ليس بشرط ) (والعبد( وهما من زيادتي )وولد المالعنة ومن ال يعرف له أباألصل في المكروه )

(سواء( في اإلمامة )واألعمى والبصير( ولو زادت حريته )والمبعضولو مكاتبا ) ( ثامنهاولتعارض المعنيين وهما أن البصير أحفظ عن النجاسة واألعمى أخشع )

من تختار إمامته وهو من) ( من األمور السابقة، ثم إذا اجتمع ممن له أهلية اإلمامة جماعةسلم مما ذكر

( في الصالة على غيره ألنه صلى الله عليه وسلم قدم أبا بكراألفقه( منهم )فيقدم) للصالة وغيره أحفظ منه، وألن االحتياج إلى الفقه في الصالة أكثر لكثرة الوقائع

فيها، وأما خبر مسلم اآلتي ونحوه فهو في المستوين في غير القراءة كالفقه ألن ( بعدفـأهل العصر األول كانوا يتفقهون مع القراءة فال يوجد قارئ إال وهو فقيه )

( بعدفـ( وهو من زيادتي )األورع( بعد األقرأ )فـ( أي األكثر قراءة )األقرأاألفقه ) (فـ( إلى المدينة الشريفة أو إلى دار السالم من دار الحرب )األقدم هجرةاألورع )

( لخبر مسلم : "يؤم القوم أقرؤهم لكتاباألسن في اإلسالمبعد االقدم هجرة ) الله فإن كانوا سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة

فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا" وفي رواية: "إسالما" ووجه تقديم األورع ( بعد األسنفـعلى األقدم هجرة من الخبر أن الغالب على األعلم بالسنة الورع )

( بأن كان منتسبا إلى قريش أو غيرهم ممن قام به ما يعتبر فياألشرف نسبا) الكفاءة فيقدم الهاشمي أو المطلبي من قريش على غيره وسائر قريش على

(فاألحسن ذكرا فاأللطف ثوبا فاألحسن صوتا فـسائر العرب والعرب على العجم ) ( وذكرتوجها( األحسن )فـ( بفتح الخاء وهذه األربعة من زيادتي )خلقااألحسن )

في شرح األصل زيادة على ذلك.(صالة السفر( كيفية )باب)

إال في شيئين أحدهما جواز( فيما لها من فرض وسنة وغيرهما )هي كصالة الحضر) (في رباعية( )101)سورة النساء/ {وإذا ضربتم في األرض} ( إجماعا وآليةالقصر

( ال فائتة حضر لترتبها في ذمته أربعا وخرج بما ذكر الصبحولو فائتة سفرمكتوبة ) (ركعتين( رباعية السفر المكتوبة )فيصليوالمغرب والمنذورة فال قصر فيها )

( عشرة )بشروطلالتباع، رواه السيخان وإنما يجوز القصر ) ( أيكون السفر طويال أربعة برد ولو مع كفر أو صبا فلو أسلم أو بلغ في أثنائه قصر، والبريد أربعة فراسخ كل فرسخ ثالثة أميال كل ميل أربعة ءاالف خطوة كل خطوة ثالثة أقدام وذلك لما علقه البخاري بصيغة الجزم وأسنده البيهقي بسند صحيح: "كان ابن عمر وابن

عباس )رضي الله عنهم( يقصران ويفطران في أربعة برد، ومثله إنما يفعل ( واجبا كان أو غيره فالمباحابتوقيف فيمتنع القصر فيما دون ذلك، ويشترط كونه )

قصر للعاصي به كآبق وناشزة ألن السفر سبب الترخص بالقصر وغيره فال يناط بالمعصية، قال الشيخ أبو محمد الجويني: وال يترخص من سافر لمجرد رؤية البالد ألنها ليست بغرض صحيح أما العاصي في سفره كمن شرب خمرا في سفر مباح

فله

Page 39: شرح التحرير

( ألنه خالف األصل بخالف اإلتمام ال يحتاجونية القصرالترخص ألن سفره مباح ) ( مثال إن لم يكنومجاوزة البلد( كأصل النية )أول الصالةإلى نية وتكون نية القصر )

( إن كان له سور كذلك فتكفي مجاوزته وإنسوره( مجاوزة )أوله سور مختص به ) ( أي في الصالةوعدم نية إقامة وإتمام فيهاكان وراءه عمارة ألنها ال تعد من البلد )

(وألن نية ذلك تنافي القصر، وفي معنى الثانية عدم التردد في أنه يقصر أو يتم ) ( مقيم أو مسافر فلو ائتم به ولو لحظة أو في جمعة أو صبحائتمام بمتمعدم )

لزمه اإلتمام لقول ابن عباس في المؤتم بمقيم أنه السنة والمتم كالمقيم سواء أو بمشكوكأتوافقت الصالتان أن ال وفي معناه عدم االئتمام بمشكوك في سفره )

( فيلزم المؤتم به اإلتمام وإن بان أنه ساهبعد قيامه لثالثة في أنه نوى القصر أو ال (وعلم بجواز القصر( فال قصر لهائم )وقصد محل معلومكما لو شك في نية نفسه )

( هو أولى من قوله لو علمهولو ظنهفال قصر لجاهل به، وهذان من زيادتي ) ( ألنهإن قصر( جواز بقيد زدته بقولي )قصر( القصر فنواه )مسافرا وشك في نيته)

الظاهر من حال المسافر فإن أتم إمامه أو لم يتبين حاله لزمه اإلتمام ولو شك في نية اإلمام القصر فقال إن قصر قصرت وإال أتممت لم يضر التعليق فله القصر إن

مغرب( بين )بين ظهر وعصر و( لغير متحيرة )ثانيهما جواز الجمعقصر اإلمام ) (لسفر طويل( ال بين صبح وغيرها وال بين عصر ومغرب وإنما يجوز الجمع )وعشاء

( كما في القصر بجامع الرخصةمباحبقيد زدته بقولي )

( في وقت الثانية فإن كان سائرا في وقتوتأخيرا( في وقت األولى )تقديما) األولى فتأخيرها أفضل وإال فعكسه وذلك لالتباع، رواه الشيخان في الظهر

( ففي الصحيحينولمطر تقديماوالعصر، وأبو داود وغيره في المغرب والعشاء ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالمدينة سبعا جمعا وثمانيا جمعا الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وفي رواية مسلم : "من غير خوف

وال سفر" قال اإلمام مالك أرى ذلك بعذر المطر أما الجمع له تأخيرا فال يجوز ألن المطر قد ينقطع قبل أن يجمع، وتختص رخصته بمن يصلي جماعة بمكان بعيد

يتأذى بالمطر في طريقه والثلج والبرد كمطر إن ذابا والجمعة كالظهر في جمع ( بينالترتيب، والوالء( سفرا ومطرا )ويشترط لجمع التقديمالتقديم سفرا ومطرا )

الصالتين ألن ذلك هو المأثور، وال يبطل الوالء باإلقامة للصالة الثانية وال بالطلب ( ولو مع التحللونية الجمع في األولىالخفيف للتيمم وهذان الشرطان من زيادتي )

إلى( في الجمع له )وبقاء السفرمنها ليتميز التقديم المشروع عن التقديم سهوا ) ( ليقارن العذر الجمع فلو أقام في األولى أو بينهما امتنع الجمع وإنعقد الثانية

وعند( لذلك )أول كل منهما( في الجمع له )ووجود المطرسافر عقب اإلقامة ) ( ليتحقق اتصالهاسالم األولى

(وبأول الثانية حال العذر وال يضر انقطاعه في أثنائهما، وهذا الشرط من زيادتي ) لجمع التأخير كون التأخير بنية الجمع قبل خروج وقت األولى بقدر ركعةيشترط )

( إذ بإدراكها منه تكون الصالة أداء فلو أخر بال نية حتى خرج وقت األولى أوفأكثر

Page 40: شرح التحرير

لم يبق منه ما تكون الصالة فيه أداء عصى وصارت قضاء ووقع في المجموع ما ( فلو أقام فيها وقعت األولىوبقاء السفر إلى ءاخر الثانيةيخالف ذلك فاحذره )

قضاء ألنها تابعة للثانية في األداء للعذر وقد زال قبل تمامها، وذكرت في شرحاألصل فوائد أخر.باب صالة الجمعة

إذا نودي} بضم الميم وسكونها وفتحها وحكي كسرها، واألصل في وجوبها ءاية: ( أي فيه، وأخبار كخبر مسلم : "لقد9)سورة الجمعة/ {للصالة من يوم الجمعة

هممت أن ءامر رجال يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة في بيوتهم" ومعلوم أنها ركعتان وهي كغيرها في األركان والشروط وغيرهما وتختص

(اإلقامة في أبنية( ستة أمور أحدها )يشترط لصحتهاباشتراط أمور ذكرتها بقولي: ) ولو من خشب أو قصب ألن الجمعة لم تقم في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين إال كذلك سواء المساجد وغيرها بخالف الصحراء وإن كان بها

خيام ولو انهدمت األبنية وأقام بها أهلها على العمارة لزمتهم الجمعة فيها ألنها وطنهم وسواء كانوا في مظال أم ال، وتعبيري بأبنية أوضح من تعبيره

( لالتباعمسلما مكلفا حرا ذكرا( ولو باإلمام )إقامتها بأربعين( ثانيها )وبخطة أبنية ) ( بمحلمتوطنارواه البيهقي وغيره مع خبر : "صلوا كما رأيتموني أصلي" )

( ألنه صلى الله عليه وسلم لم يجمعإال لحاجة( شتاء وال صيفا )ال يظعنالجمعة ) بحجة الوداع مع عزمه على اإلقامة أياما لعدم التوطن وكان يوم عرفة فيها يوم

جمعة وصلى بها الظهر والعصر تقديما، رواه مسلم، فال تصح بكافر وال بغير مكلف ( ثالث الشروطووال بمن فيه رق وال بغير ذكر لنقصهم وال بغير متوطن لما مر )

فلو خرج الوقت وهم فيها( لإلتباع، رواه الشيخان )في وقت الظهروقوع الجمعة ) ( فيالجماعة( رابعها )و( كما لو فات شرط القصر وجب اإلتمام )أتموها ظهرا

أن ال( خامسها )والركعة األولى ألنه المأثور فلو صالها أربعون فرادى لم تصح ) بمحلها إال إن عسر اجتماع الناس( أخرى )جمعة( فيه )وال يقارنها( بالتحرم )يسبقها ( وهذا الشرطان من زيادتي، والثالثة األولى جعلها األصل شروطا لوجوببمكان

( على الصالةتقدم خطبتين( سادسها )والجمعة ال لصحتها، والمنقول ما مر ) ( الجمعة ولو صبيا زاد على األربعينممن تصح خلفهلإلتباع، رواه الشيخان )

فيبخالف من ال تصح خلفه كمجنون وصبي من األربعين وكافر ويعتبر وقوعهما )

( من الحدث والخبث مستتر قائم فيهما عندوهو متطهر( ألنه المأثور )الوقت ( هو أولى من قوله بحضوربسماعالقدرة كما يلوح به قولي بعد ويجلس بينهما )

( تعالى فيهما لإلتباع، رواهويجلس بينهما ويحمد الله( الجمعة )من تنعقد بهم) (ويعظهم( فيهما ألنه المأثور )ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلممسلم )

بالوصية بالتقوى ونحوها لالتباع، )رواه مسلم ، وال يتعين لفظ الوصية بخالف الحمد )سورة {ثم نظر}( ال كـويقرأ ءاية مفهمة( التباع السلف والخلف )فيهماوالصالة )

( ال بعينها إلطالق األدلة لكن يسنفي إحداهما( لإلتباع، رواه الشيخان )21المدثر/

Page 41: شرح التحرير

ويدعو للمؤمنينكونها في األولى لتكون القراءة فيها في مقابلة الدعاء في الثانية ) ( ألنه المأثور، قال اإلمام: وأرى أنفي الثانية( وذكرهن من زيادتي )والمؤمنات

يكون الدعاء متعلقا بأمور اآلخرة غير مقتصر على أوطار الدنيا وأنه ال بأس بتخصيصه بالسامعين كقوله رحمكم الله، وأما الدعاء للسلطان بخصوصه فالمختار

كما في "المجموع" أنه ال بأس به إذا لم يكن فيه مجازفة في وصفه ونحوها، وذكرت في شرح األصل فوائد أخرى ويعتبر في الخطبة مع ما مر مواالتها وكونها

عربية وجميع ما اعتبر فيها شروط لها إال الحمد والصالة على النبي صلى الله عليه وتلزم الجمعةوسلم والوعظ وقراءة ءاية والدعاء للمؤمنين والمؤمنات فأركان لها )

( يرخص في تركحر ذكر ال عذر له( بمحل الجمعة )كل مسلم مكلف متوطن الجماعة مما

( كماوتنعقد بهيتصور هنا وهذا يغني عن اشتراط كونه صحيحا وإن ذكره األصل ) وتنعقد( مطلقا )فال تلزم المعذورعلم مما مر، وإنما أعيد لضرورة التقسيم اآلتي )

( كمن أقام أربعة أيام فأكثر وهو بنيةوالمقيم غير المتوطن( في غير المسافر )به بمحل يسمع منه النداء وال يبلغ أهله أربعين فتلزمه وال تنعقد( المتوطن )أوالسفر )

( المميزوالصبي( ولو مبعضا فهو أعم من تعبيره بالعبد )ومن به رق( وتصح منه )به ( والمقيم بمحل ال يسمع منه النداء وال يبلغ أهله أربعين أو كانواواألنثى والمسافر)

( والمرتد تلزمه وال تنعقد بهوالخنثى ال تلزمهم وال تنعقد بهم وتصح منهمأهل خيام ) وال تصح منه، والمجنون والمغمى عليه والسكران والصبي غير المميز والكافر

األصلي ال تلزمهم وال تنعقد بهم وال تصح منهم وإن لزم السكراء القضاء وبذلك علم أن الناس في الجمعة ستة أقسام واألصل فيما ذكر مع ما مر خبر : "الجمعة حق

واجب على كل مسلم في جماعة إال أربعة عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض" والمراد بعدم لزومها للكافر األصلي عدم لزوم مطالبته بها في الدنيا لكن تلزمه

كغيرها من الواجبات لزوم عقاب عليها في اآلخرة كما تقرر في األصول لتمكنه من فعلها باإلسالم. "فرع" يحرم على من تلزمه الجمعة السفر ولو لطاعة بعد فجر يومها إال أن تمكنه الجمعة في طريقه أو مقصده أو يتضرر بتخلفه عن الرفقة.

باب كيفية صالة الخوف

(102)سورة النساء/ {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصالة} األصل فيها ءاية: واإلتباع كما سيأتي، وهي ستة عشر نوعا جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم واختار الشافعيب منها صالة ذات الرقاع وصالة بطن نخل وصالة عسفان وذكر

إن كانمعها رابعا جاء به القرءان وهو صالة شدة الخوف، وبيان األربعة أن يقال ) وكثر( يمنع رؤيته )وال ساتر( بقيدين زدتهما بقولي )العدو في جهة القبلة

(جعلهم اإلمام صفين وصلى بهم( بحيث تسجد طائفة وتحرس أخرى )المسلمون سجد من حرس( من السجود )فيسجد بصف ويحرس صف، فإذا قامواجميعا ) الثانية وحرس( الركعة )وسجدوا معه في( ثم ركع واعتدل بالجميع )ولحقوه

( للتشهد في الركعة األولى والثاني بعد تقدمه وتأخر األولى فياآلخرون، فإذا جلس

Page 42: شرح التحرير

الثانية وهذه صالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان كما رواه مسلم ، وصادق بذلك بال تقدم وتأخر وبسجود الثاني معه في األولى واألول في الثانية ولو

بتقدم وتأخر، وهذه من زيادتي ونص عليها في "األم" ويجوز غير ذلك كما بينته في وثم( فيها )أو( أي غير جهة القبلة )في غيرها( العدو )وإن كانشرح األصل )

فرقتين تقف إحداهما في( اإلمام )فرقهم( يمنع رؤيته وهذا الثاني من زيادتي )ساتر ( للثانيةثم عند قيامه( حيث ال يبلغها السهام )وجه العدو ويصلي باألخرى ركعة

( واإلماموتقف في وجهه( صالتها ثم تذهب إلى العدو )وتتم( األخرى بالنية )تفارقه) فيصلي( الفرقة التي كانت في وجه العدو )وتجيء تلكقائم منتظر لها في قيامه )

( ولو لم تفارقهويسلم بها( في تشهده )وتلحقه( صالتها )ثانية ثم تتم( ركعة )بها األولى بل ذهبت إلى العدو ساكتة وجاءت األخرى فصلت معه الثانية فلما سلم ذهبت إلى العدو وجاءت األولى مكان الصالة وأتمت وذهبت إلى العدة وجاءت

األخرى وأتمت صح لرواية ابن عمر واألولى رواية سهل واختارها الشافعي لسالمتها من كثرة المخالفة وألنها أحوط ألمر الحرب وهذه الصالة بكيفيتيها المذكورتين صالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع، رواها الشيخان . وله أن

يصلي مرتين كل مرة بفرقة فتكون الثانية له نافلة وهذه صالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ببطن نخل، رواها الشيخان أيضا وتلك بكيفيتيها أفضل من هذه ألنها أعدل بين الطائفتين ولسالمتها عما في هذه من اقتداء المفترض بالمتنفل المختلف

(ركعتين( من الفرقتين )فإن صلى رباعية صلى بكلفيه هذا كله إذا صلى ثنائية ) وتشهد بهما وانتظر الثانية في جلوس التشهد أو قيام الثالثة وهو أفضل ألنه محل

التطويل بخالف جلوس التشهد األول ولو فرقهم أربع فرق وصلى بكل فرقة ركعة صحت

( ويجوز عكسهبفرقة ركعتين وبالثانية ركعة( يصلي )مغربا فـ( صلى )أوصالتهم ) ( أي في القيام لها وهو أفضل منالثالثة( الركعة )الثانية في( الفرقة )وينتظر)

( وإن لمفإن اشتد الخوفانتظارها في التشهد األول هذا كله إذا لم يشتد الخوف ) يلتحم القتال فلم يأمنوا العدو لو ولوا عنه أو انقسموا فرقتين فقولي إن اشتد

الخوف موف بالغرض بال إيهام غير المراد الموقع فيه قول األصل كغيره فإن اشتد الخوف أو التحم القتال )ضلوا كيف أمكن ركبانا ومشاة وعدوا وإيماء( واألخير من

( قال ابن عمر239)سورة البقرة/ {فإن خفتم فرجاال أو ركبانا} زيادتي قال تعالى: مستقبلي القبلة وغير مستقبليها واحتمل ذلك للضرورة، ومحله إذا كان بسبب

القتال فلو انحرف عن القبلة لجماح الدابة وطال الزمان بطلت صالته ويجوز اقتداء وهو( المصلي )فإن أمنبعضهم ببعض مع اختالف الجهة كالمصلين حول الكعبة )

( على صالته وإن كثر عمله في نزوله، نعم لو استدبروبنى( وجوبا )راكب نزل وإنالقبلة في نزوله بطلت صالته وال يضر انحرافه يمينا وال شماال لكن يكره )

( صالته ألن الركوبركب واستأنف( إلى الركوب )ولم يضطر( وهو راجل )خاف أكثر عمال من النزول، وخرج بزيادتي: "ولم يضطر" ما لو اضطر إلى الركوب

( على معصوم من نفس وعضووكالخوف في القتال الخوفوركب فإنه يبني )

Page 43: شرح التحرير

( كحية وحرق وغرق وغريم له يطلبه ليقتصمن نحو سبعومنفعة ومال ولو لغيره ) منه وهو يرجو العفو لو تغيب وال يجد معدال عن ذلك فيأتي فيه ما مر ثم وال إعادة

في الجميع وتجري صالة شدة الخوف في العيد والكسوف ال االستسقاء ألنه ال يخاف فوته بخالفهما وقياسه أن ذلك يجري في كل

نفل يخاف فوته كالرواتب، وتعبيري بنحو سبع أعم من قوله سبع أو حية أو حرق أوغرق.

باب القضاء

وهو فعل العبادة كلها أو إال دون ركعة بعد وقت األداء استدراكا لما سبق لفعله ما فاته( الشخص )يقضي( وهي فعل العبادة في وقت أدائها ثانيا. )واإلعادةمقتض )

متى( وجوبا في الفرض وندبا في النفل كما ذكره األصل في بابه )من مؤقت ( ال جمعة لخبر الصحيحين :تذكره وقدر على فعله، وإن كانت الجمعة تقضى ظهرا

"من نام عن صالة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها" والمبادرة إلى قضاء النفل سنة (إال إن خاف فوت حاضرة فيبدأ بهاوكذا إلى الفرض إن فاته بعذر وإال وجبت )

وجوبا وتعبيري كاألصل بخوف فوتها صادق نفيه بما إذا أمكنه أن يدرك ركعة من الحاضرة فيقضي قبلها الفائتة أيضا كما شمله المستثنى منه ويحمل إطالق ا\تحريم إخراج بعض الصالة عن وقتها على غير ذلك ولو تذكر فائتة بعد شروعه في حاضرة أتمها ضاق الوقت أو اتسع ولو شرع في فائتة معتقدا سعة الوقت فبان ضيقه وجب

( وهو )في رفقة عراة أو ازدحموا على بئر أولم يجد غير ثوب( إن )أوقطعها ) فالمقام( للصالة )

( فيكأداء الحاضرة( واألخيرتان من زيادتي )حتى تنتهي النوبة إليه( ما فاته )يقضي ( وإال صلى عارياإن لم يخف فوتهاأنه ال يؤديها فيما ذكر حتى تنتهي النوبة إليه )

قدر فاقد الطهورين على القضاء( إن )أوومتيمما وقاعدا رعاية لحرمة الوقت ) (بطهر ال يسقط به فرضه كالتيمم لفقد الماء بمحل يغلب فيه وجوده فال يقضي به

ما فاته إذ ال فائدة في القضاء فإن وجد الماء أو وجد التراب بمحل ال يغلب فيه وجود الماء قضى، أما غير المؤقت كاالستسقاء فال يقضي كما ذكره األصل ءاخر

( ولو فيومن صلىباب التطوع وقد بسطت الكالم عليه ثم في شرح األصل ) سن به( ولو منفردا )من يصليها( في الوقت )صالة صحيحة ثم أدركجماعة )

( لألمر بها في خبر أبي داود وغيره وصححه الترمذي.إعادتها معه(صالة المعذور( كيفية وحكم )باب)

( ما صالهوال يعيد( للضرورة )يصلي المريض كيف أمكنه ولو موميااآلتي بيانه ) لعموم عذره وال ينقص ثوابه عن ثوابه لو صلى متما لألركان ألنه معذور ولخبر

البخاري : "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما" والمعتبر في المريض المشقة الظاهرة أو

Page 44: شرح التحرير

(موميين( بمحل نجس )الغريق والمحبوس( يصلي )وخوف زيادة مرض أو نحوه ) ( ما صلياه بإيماء لندرة ذلك وفي معناهما المصلوب ونحوهويعيدانلما مر )

(في الوقت أداء وكذا إن وقع منها( الواقعة أوال )والصالةكمشدود وثاقه باألرض ) ( وإال فقضاء لخبر الصحيحين : "من أدرك من الصالة ركعة فقد أدركركعةفيه )

الصالة" أي مؤداة ومفهومه أن من لم يدرك ركعة من الصالة ال تكون الصالة مؤداة والفرق أن الركعة تشتمل على معظم أفعال الصالة إذ معظم الباقي كالتكرير لها

فجعل ما بعد الوقت تابعا لها بخالف ما دونها.باب صالة العيدين

فصل لربك} هي سنة كما مر لمواظبته صلى الله عليه وسلم عليها ولقوله تعالى: هي( قيل المراد بالصالة صالة األضحى وبالنحر األضحية )2)سورة الكوثر/ {وانحر

( هو أولى من قوله: "في أحد عضر شيئا"إال في أشياء( فيما لها )ركعتان كالجمعة ككون وقتهاألن المستثنى ال ينحصر فيها كما بينته بما فيه في شرح األصل وذلك )

( على األصل في أنه إذا خرج وقت صالة دخل وقت أخرىمن الطلوع إلى الزوال األفضل تأخيرها إلى أن( لكن )و)

( لإلتباع وإن كان فعلهاوكجواز فعلها في الصحراء( لإلتباع )ترتفع الشمس كرمح في المسجد أفضل لشرفه إال أن يضيق فيكره فيه للتشويش بالزحام بخالف

في الركعة األولى قبل( جهرا )أن يكبر( كـ)والجمعة ال تفعل إال في أبنية كما مر ) ( لإلتباع، رواهسبعا وفي الثانية خمسا( واالستعاذة وبعد دعاء االفتتاح )القراءة

( ممايفصل بين كل تكبيرتينالترمذي وحسنه، ويسن رفع يديه مع كل تكبيرة ) ( وهي الباقياتبقوله سبحان الله والحمد لله وال إله إال الله والله أكبرذكر )

الصالحات في ثول ابن عباس وجماعة، وقيل يفصل بغير ذلك كما بينه األصل، والترجيح من زيادتي )وكونها ال أذان لها وال إقامة( فيها لخبر مسلم عن جابر

شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم العيدين غير مرة وال مرتين بغير أذان وال الثانية( في ابتداء )في ابتداء الخطبة األولى تسعا و( جهرا )أن يكبر( كـ)وإقامة )

( والء فيهما ألن ذلك هو المأثور، وليست التكبيرات المذكورة من الخطبةسبعا ( حكموذكروإنما هي مقدمة لها نقله في "الروضة" عن الشافعي واألصحاب )

( أيوتقديم الصالة عليها( ألنه الالئق بالحال )صدقة الفطر واألضحى في الخطبة) الخطبة لإلتباع، رواه الشافعي وغيره، فلو قدم الخطبة لم يعتد بها كالسنة الراتبة

بعد الفريضة إذا قدمت عليها بخالف الجمعة ال تصح

إال بتقديم الخطبة عليها كما مر، وفرقوا بأن خطبتها شرط لصحتها وشأن الشرط وتشارك صالة األضحىأن يقدم وبأن الجمعة فريضة فأخرت ليدركها المتأخرون )

( هوليلتي العيد( شمس )من غروب( المرسل جهرا وهو )صالة الفطر في التكبير ( أي التحرم بصالة العيد ألن الكالم مباح إليهإلى صالتهأعم من قوله رؤية الهالل )

والتكبير أولى ما يشتغل به ألنه ذكر الله تعالى وشعار اليوم وتكبير ليلة الفطر ءاكد

Page 45: شرح التحرير

ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على} من تكبير ليلة األضحى للنص عليه بقوله تعالى: ( بخالف تكبير ليلة األضحى فإنه ثبت بالقياس185)سورة البقرة/ {ما هداكم

( على الصالة والخطبة لإلتباع، رواهوتخالفها في تأخير صدقتها وهي األضحية) الشيخان بخالف صدقة الفطر يندب تأخيرها وذلك ليتسع وقت التضحية بعد

( وقتمن( المقيد جهرا وهو لغير الحاج )لتكبير( في )اوالصالة ووقت الفطر قبلها ) ( لإلتباع، رواه الحاكمعرفة إلى وقت عصر ءاخر أيام التشريق( يوم )صالة صبح)

وصحح إسناده، أما للحاج يمنى فمن ظهر يوم النحر إلى صبح ءاخر أيام التشريق خلفوقيل غير الحاج كالحاج وصححه في "المنهاج" كأصله، وهذا التكبير يكون )

( كانتالنوافل ولو( خلف )و( ولو صالة جنازة وإن استثناها األصل )الفرائض ( ألن التكبير شعار الوقت بخالف عيدمقضيةالنوافل والفرائض )

( فال تكبير خلفهما.إال سجدتي تالوة وشكرالفطر ال تكبير فيه خلف شئ من ذلك )باب صالة االستسقاء

هي سنة عند الحاجة كما مر، واألصل فيها قبل اإلجماع اإلتباع، رواه الشيخان ، واالستسقاء: طلب السقيا، وهو ثالثة أنواع: أدناها: مجرد الدعاء، وأوسطها: الدعاء

خلف الصلوات وفي خطبة الجمعة ونحو ذلك، وأفضلها: االستسقاء بركعتين إال في المناداة( فيما لها )هي ركعتان كالعيدينوخطبتين وهو ما ذكرته بقولي )

( بأن يأمر اإلمام من ينادي للناس باالجتماع لها في وقت معين وبالتوبةقبلها صوم( في )ووإخراج البهائم ومن هذا يؤخذ أن وقتها ال يختص بوقت صالة العيد )

( فيو( أل له أثرا في رياضة النفس وإجابة الدعاء )قبله( من األيام )يومها وثالثة ( أي في الصالة بأن يلبس قبل خروجه لها ثياب بذلة وهي التيترك الزينة فيها)

تلبس حال الشغل لإلتباع، رواه الترمذي وصححه وينزعها بعد فراغه من الخطبة ( بخالفهما فيإال في صحتهما قبل الصالة( فيما لهما )مع خطبتين كخطبتي العيد)

( فيهما بدلإكثار االستغفار( في )وصالة العيد ال يصحان كما مر وهذا من زيادتي ) إكثار التكبير في خطبتي

العيد، ويدعو في الخطبة األولى: اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا غدقا مجلال سحا طبقا دائما، اللهم اسقنا الغيث وال تجعلنا من القانطين، اللهم إنا نستغفرك

( في )قراءةوإنك كنت غفارا فأرسل السما علينا مدرارا أي كثير الدر ) استغفروا ربكم إنه كان}( فيهما بأن يقول:{استغفروا ربكم إنه كان غفارا} ءاية

(، وعلم من تقييد11-10)سورة نوح/ {غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا االستغفار بالخطبتين أنه يأتي بتكبير الصالة وبالذكر بين كل تكبيرتين كما في صالة

( فقولي فيهما قيد فياإلسرار ببعض الدعاء فيهما( في )والعيد وهو كذلك ) ( بعد صدر الخطبةللقبلة( أي بالدعاء )التوجه به( في )والمذكورات قبله كما تقرر )

( فيوالثانية بنحو ثلثها ويبالغ فيه حينئذ فإذا أسر دعا الناس سرا وإذا جهر أمنوا ) ( عند توجهه للقبلة فيجعل يمينه يساره وعكسه لإلتباع، رواه البخاريتحويل الرداء)

( فيرفع ظهر اليدين إلى السماء( في )ووينكسه فيجعل أعاله أسفله وعكسه )

Page 46: شرح التحرير

الدعاء لإلتباع، رواه مسلم ، وحكمته أن القصد رفع البالء بخالف القاصد حصول ( أي فيإبدال التكبير باالستغفار فيهما( في )وشئ يجعل بطن يديه إلى السماء )

الخطبتين فيقول: "أستغفر الله العظيم الذي ال إله إال هو الحي القيوم وأتوب إليه" بدل كل تكبيرة، ويسن االستسقاء بأهل الخير كما استسقى عمر بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول: "اللهم إنا كنا إذا قحطنا توسلنا بنبينا فتسقينا وإنا

نتوسل بعم نبينا فاسقنا فيسقون".باب صالة الكسوفين

كسوفي الشمس والقمر، ويقال فيهما خسوفان وفي األول كسوف وفي الصاني خسوف وهو األشهر عند الفقهاء وحكي عكسه، وصالتهما سنة كما مر، واألصل

فيهما قبل اإلجماع خبر الصحيحين : "إن الشمس والقمر ءايتان من ءايات الله ال ينكسفان لموت أحد وال لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم"

في أنه ال( فيما لها إال )العيد( صالة وخطبتي )هي ركعتان بعدهما خطبتان كـ) (أنه يسن في كل ركعة: قيامان، وقراءتان، وركوعان طوال( في )تكبيرات فيهما و

وكذا يسن تطويل السجود نحو الركوع الذي قبله وقد ثبت ذلك في الصحيحين ويكفي في القراءة قراءة الفاتحة واألكمل أن يقرأ بعدها في القيام البقرة وفي

الثاني ءال عمران وفي الثالث النساء وفي الرابع المائدة وهذا تقريب، فلهذا قال قوم يقرأ في األول البقرة وفي الثاني كمائتي ءاية منها وفي الثالث كمائة

وخمسين وفي الرابع كمائة وكالهما منصوص عليه، ويسبح قدر مائة ءاية من البقرة وثمانين وسبعين وخمسين في الركوعات ولمن قصد فعلها ركعتين كسنة الظهر أن يصليها كذلك كما رواه أبو داود وغيره من فعله صلى الله عليه وسلم ويكون تاركا

لألفضل وإذا أتى باألفضل فال يجوز زيادة ركوع ثالث لتمادي الكسوف وال نقص ركوع

( على الخروج منفي الخطبة( يحثهم بها )قراءة ءاية توبة( في )ولالنجالء ) المعاصي وفعل الخير والصدقة ويحذرهم الغفلة واالغترار ويأمرهم بإكثار الدعاء

( صالةاإلسرار في( في )وواالستغفار والذكر لإلتباع كما في األخبار الصحيحة ) ( فيو( لالتباع، رواه الترمذي بإسناد صحيح وألنها صالة نهار )كسوف الشمس) ( لالتباع، رواه الشيخان ، وألنها صالة ليل بخالفخسوف القمر( صالة )الجهر في)

صالة العيد ال تكون القراءة فيها إال جهرية، وتفوت صالة كسوف الشمس باالنجالء وبغروبها كاسفة، وصالة خسوف القمر باالنجالء وبطلوع الشمس ال بغروبه خاسفا

وال بطلوع الفجر.باب صالة النفل

وهو ما رجح الشرع فعله على تركه وجوز تركه ويعبر عنه أيضا بالتطوع والسنة ( معراتب( أي من النفل )منهوالمندوب والمستحب والمرغب فيه والحسن. )

Page 47: شرح التحرير

مؤكد عشر ركعات: ركعتا الفجر وركعتان قبل الظهر أو الجمعة وركعتانالفرائض ) وركعتان( لإلتباع، رواه الشيخان )بعدها

( في الركعةيقرأ فيهما وفي ركعتي الفجر سورتي اإلخالص( لذلك )بعد المغرب قل هو الله} ( وفي الثانية:1)سورة الكافرون/ {قل يا أيها الكافرون} األولى:

( لالتباع، رواه مسلم ، وروى أيضا أنه صلى الله عليه1)سورة اإلخالص/ {أحدا بالله وما أنزل إلينا} وسلم قرأ في األولى من ركعتي الفجر: اآلية {قولوا ءامن

(64)سورة ءال عمران/ {قل يا أهل الكتاب تعالوا} التي في البقرة وفي الثانية وركعتاناآلية، ويسن أن يفصل بينهما وبين صالة الصبح باضطجاع أو كالم أو نحوه )

غير مؤكذ ثنتا( مع الفرائض أيضا )ومنه راتب( لإلتباع، رواه الشيخان )بعد العشاء عشرة ركعة: ركعتان قبل الظهر أو الجمعة وركعتان بعدها زائدات على ما مر وأربع

( لألخبار الصحيحة في ذلك،قبل العصر وركعتان قبل المغرب وركعتان قبل العشاء (و( ووقته بعد فعل العشاء ولو بجمع وتقديم )ومنه الوتروهذا القسم من زيادتي )

( لقولهيحصل بركعة، أو ثالث، أو خمس، أو سبع، أو تسع، أو إحدى عشرةالوتر ) صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثالث

فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل" رواه أبو داود بإسناد صحيح، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أوتروا بخمس أو سبع أو تسع أو

إحدى عشرة" رواه البيهقي ووثق رجاله والحاكم وصحيحه على شرط الشيخين ( بالأو بتشهدين في األخيرتين( في األخيرة )ولمن زاد على ركعة الوصل بتشهد)

تسليم بينهما، وال يجوز فيه أكثر من تشهدين وال فعل أولهما قبل األخيرتين ألنه ( بأن يتشهد فيالفصل( له )وخالف المنقول من فعله صلى الله عليه وسلم )

وهو أفصلاألخيرة ويسلم فيها وبعد كل ركعتين قبلها ) ( من الوصل ألنه أكثر عمال وعليه اقتصر األصل، وذكر األفضلية من زيادتي )ويقنت( ندبا بالقنوت المشهور

في( أي في الوتر )فيهوهو: "اللهم اهدني فيمن هديت" إلى ءاخره أو بنحوه ) ( كوباءالمكتوبة لنازلة( الصالة )النصف الثاني من رمضان وفي الصبح أبدا وفي

( في المسائل الثالثاألخيرة( اعتداله من الركعة )بعدوقحط وجراد وخوف ) لإلتباع، رواه في األولى الدارقطني وغيره، ويسن أن يقول بعد القنوت المذكور وكثير قيده بالقنوت في رمضان: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك إلى ءاخره، وهو

قنوت عمر رضي الله تعالى عنه، والجمع بينهما إنما هو لمنفرد وإلمام قومحن بالعشي} ( لقوله تعالى:ومنه صالة الضحىمحصورين رضوا بالتطويل ) يسب

( قال ابن عباس رضي الله عنهما: صالة اإلشراق صالة18)سورة ص/ {واإلشراق وأقلهاالضحى، ولألخبار الصحيحة فيها. ووقتها من ارتفاع الشمس إلى الزوال )

ركعتان وأفضلها ثمان وأكثرها ثنتا

( هذا ما في "الروضة" وأصلها، وصحح في "التحقيق" ما جزم به األصل أنعشرة أكثرها ثمان ونقله في "المجموع" عن األكثرين قال فيهما وأدنى الكمال أربع

(ومنه صالة التوبةوأفضل منه ست ودليل ذلك ذكرته مع فوائد في شرح األصل )

Page 48: شرح التحرير

لخبر: "ليس عبد يذنب ذنبا فيقوم فيتوضأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله إال غفر (ومنه صالة التراويح عشرون ركعةله" رواه أبو داود وغيره وحسنه الترمذي )

بعشر تسليمات في كل ليلة من رمضان بين صالة العشاء وطلوع الفجر، واألصل فيها اإلتباع، رواه الشيخان ، مع مواظبة الصحابة عليها كما بينت ذلك مع فوائد في

وأن يوتر بعدها في( لحث الشارع عليها )ويسن كونها بجماعةشرح األصل ) ( لخبر مسلم : "منالجماعة إال إن وثق باستيقاظه ءاخر الليل فالتأخير أفضل

خاف أن ال يقوم ءاخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم ءاخره فليوتر ءاخر الليل فإن صالة ءاخر الليل مشهودة" وذلك أفضل، هذا ما في المجموع، والذي في "الروضة" كأصلها إن كان ال تهجد له ينبغي أن يوتر بعد راتبة العشاء وإال فاألفضل

تأخيره، وخرج ببعدها الوتر في غير مضان فال تشرع الجماعة فيه كسنة الظهر ونحوها

(فـ( وقسمه أثالثا )فإن اقتصر على بعضه( لحث الشارع عليه )ومنه قيام الليل) ( أي ثلثه األوسط أو أنصافا أو غيرها فآخره وأفضل من ذلك سدسهجوفهاألفضل )

الرابع والخامس قال في "المجموع": "وهذا مراد الشافعي وغيره بقولهم: الثلث ( لألخباروال حد لعدد ركعاتهاألوسط أفضل" ودليل ذلك مذكور في شرح األصل )

الدالة لذلك كقوله صلى الله عليه وسلم ألبي ذر: "الصالة خير موضوع استكثر أو أقل" رواه ابن حبان والحاكم في صحيحهما، وقيل حدها ثنتا عشرة، والترجيح

بركعتين فأكثر( لداخله إن أراد الجلوس فيه )ومنه تحية المسجدمن زيادتي ) ( حتى وقت الكراهة إذا لم يقصدقبل جلوسه في أي وقت دخله( واحدة )بتسليمة

بدخوله حينئذ التحية لخبر الصحيحين : "إذا دخل أحدكم المسجد فال يجلس حتى ( المسجدبتكرر دخوله( التحية )وتتكرريصلي ركعتين" وقولي: "فأكثر" من زيادتي )

( المفهومإذا وجد المكتوبة تقام( التحية )وتكره( لتجدد السبب )ولو على قرب) منه باألولى ما ذكره األصل وهو ما إذا وجد اإلمام فيها وذلك لخبر مسلم : "إذا

أقيمت الصالة فال صالة إال المكتوبة" وألنها تحصل بها كما تحصل بكل نفل وإن لم تنو التحية مع ذلك ألن

المقصود وجود صالة قبل الجلوس وقد وجدت بما ذكر، قال في "المهمات": وما قالوه في المكتوبة يظهر اختصاصه بما إذا لم يكن الداخل قد صلى فإن صلى

دخل المسجد الحرامجماعة لم تكره التحية أو فرادى فالمتجه الكراهة )أو( إذا ) ( ألن تحية البيت الطواف فال يشتغل بتحيةقبل الطواف( أي التحية )ففعلها

للخطيب( التحية )وال تسن( وهذه من زيادتي )خاف فوت الصالةالمسجد )أو( إذا ) لو فعلها فاته أول( دخل في ءاخرها بحيث )للخطبة وال لمن( من مكانه )إذا خرج

( فتسقط التحية بذلك وتسقط أيضا بجلوسه عمدا وكذا سهوا أوالجمعة مع اإلمام بعد( منها )ومنه صالة التسبيح أربع ركعات يقول في كلجهال مع طول الفصل )

(القراءة سبحان الله والحمد لله وال إله إال الله والله أكبر خمس عشرة مرة ويقول في كل من الركوع والرفع منه والسجدتين والجلوس بينهما وجلستيأيضا )

Page 49: شرح التحرير

فذلك خمس وسبعون( وذكر جلستي التشهد من زيادتي )االستراحة والتشهد عشرا ( رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه وفيه: "إن استطعت أنفي كل ركعة

تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة" قال النووي: وفي سنية

ومنه صالة االستخارةصالة التسبيح نظر ألن فيها تغيير الصالة وحديثها ضعيف ) ركعتان لخبر البخاري عن جابر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا االستخارة في األمور كلها كما يعلمنا السورة من القرءان يقول: "إذا هم أحدكم باألمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك

( وبقيته: "فإنك تقدر وال أقدر وتعلم والوأسألك من فضلك العظيم" إلى ءاخره أعلم وأنت عالم الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا األمر خير لي في ديني

ومعاشي وعاقبة أمري" أو قال: "في عاجل أمري وءاجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا األمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري" أو قال: "في عاجل أمري وءاجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به" قال: ويسمي حاجته، قال النووي: والظاهر أن صالة االستخارة

تحصل بركعتين من سنن الرواتب وبتحية المسجد وغيرها من النوافل ويقرأ بعد {قل هو الله أحد} وفي الثانية: {قل يا أيها الكافرون} الفاتحة في الركعة األولى:

( قال الشيخ أبو حامد: يقرأ فيهما بعد الفاتحةركعتا الزوال عقبه( وهو غريب )ومنه) سورة اإلخالص، فقد

ومنه ركعتان عندروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك وأمر بفعله ) ومنه( لإلتباع، رواه الشيخان )الرجوع من سفره في المسجد قبل دخوله بيته

عقبه لخبر الصحيحين : "من توضأ فأسبغ الوضوء وصلى ركعتا الوضوء ولو مجددا( ركعتين لم يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" وينبغي كما قال األصل تبعا لشيخه البلقيني سنهما عقب التيمم والغسل أيضا ومنه أشياء أخر ذكرتها في شرح

األصل.باب السجود

(وسجود الزم للمأموم( وتقدم بيانه في أحكامها )وهو خمسة أنواع: سجود صالة) ( وإنما يسن للقارئ والمستمع والسامعوسجود تالوةبائتمامه وسيأتي في الباب )

عقب قراءة ءاية سجدة لخبر الصحيحين عن ابن عمر: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرءان فيقرأ السورة فيها سجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد

بعضنا موضعا لمكان جبهته"، وفي رواية لمسلم: "في غير صالة"، ويعتبر لصحته مع ما مر النية وتكبيرة التحرم

والسالم خارج الصالة في الثالثة وما عدا ذلك من رفع اليدين عند تكبيرتي التحرم

Page 50: شرح التحرير

(وهووالهوي والذكر في السجود والتكبير عند الرفع منه والتسليمة الثانية فسنة ) ( ثنتان في الحج وثنتا عشرة في األعرافأربع عشرة سجدةأي سجود التالوة )

والرعد والنحل واإلسراء ومريم والفرقان والنمل وألم تنزيل وفصلت والنجم ( بل هي سجدة شكر ال تدخل الصالة لخبرليس منها سجدة صواالنشقاق واقرأ )

النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها: ( وإنماوسجود شكر"سجدها داود عليه الصالة والسالم توبة ونسجدها شكرا" )

يسن عند تجديد نعمة أو اندفاع نقمة أو رؤية مبتلى أو عاص ويظهرها للعاصي ال ( بأن يسجد في محله اآلتيوسجود سهوللمبتلي وال يكون إال خارج الصالة )

( من األبعاض المتقدم بيانهاترك بعض( أشياء )وسببه تسعةسجدتين كما سيأتي ) ( لخبر الصحيحين :وتكرير ركن فعلي سهوافي أحكام الصالة ولو عمدا لما مر ثم )

أنه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمسا وسجد للسهو بعد السالم، وقيس بذلك غيره. وسجوده فيه بعد السالم محمول على أنه تركه قبل السالم سهوا فتداركه بعده لما سيأتي، أما تكرير ذلك عمدا فمبطل وتكريرا لقولي ال يبطل

ونقلعمده فال سجود لسهوه على األصل في ذلك، وقولي: "فعلي" من زيادتي ) ( كقراءة الفاتحة أو سورةإلى غير محله( أو بعضه ولو عمدا )قولي( أو غيره )ركن

اإلخالص أو بعضها في القعود لتركه التحفظ المأمور به في الصالة مؤكدا كتأكيد التشهد األول

( واقعوشك( فيهما لذلك )ونهوض إلى ركعة زائدة وقعود في محل قيام سهوا) ( بأن شك في ترك شئ منها فيبني على المتيقن ويسجد للتردد فيفي الصالة)

( وإال فال يسجد فلو شك في ركعة من الرباعيةإن احتمل أن ما أتى به زائدالزيادة ) أهي ثالثة أم رابعة فتذكر فيها أنها ثالثة وأتى بركعة لم يسجد ألن ما فعله منها مع

التردد ال يحتمل زيادة، وإن تذكر في الرابعة أن ما قبلها ثالثة سجد ألن ما فعله منها قبل التذكر محتمل للزيادة، وخرج بقيدي: "في الصالة" الشك بعد السالم أي في غير النية والتكبير فال يؤثر ألن الظاهر وقوع الصالة عن تمام وألن اعتبار حكم

( فيهماويسير كالم سهوا( في غير محله )وسالمالشك حينئذ يؤدي إلى المشقة ) وانحراف قصربخالف كثير الكالم سهوا ويسيره عمدا، والتقييد باليسير من زيادتي )

( هذا ماالقبلة بجماح الدابة( غير )زمنه من متنفل في سفر إلى غير مقصده، و صححه الرافعي في "شرح الصغير"، وقال اإلسنوي إنه القياس لكن المنصوص أنه

ال يسجد، وصححه الرافعي في "الشرح الكبير" وتبعه النووي في "الروضة" قبيل( أي سجود السهو )ومحلهوغيرها، أما إذا طال زمنه فال يسجد لبطالن صالته )

( سواء كان السهو بزيادة أم نقص لخبر الصحيحين: أنه صلى الله عليهالسالم وسلم قام من ركعتين من الظهر ولم يجلس ثم سجد في ءاخر الصالة قبل السالم

سجدتين وخبر مسلم : "إذا شك أحدكم في صالته فلم يدر أصلى ثالثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم فإن

كان صلى خمسا شفعن له صالته" أي ردتها السجدتان وما تضمنتاه من الجلوس ( في سبع صورإال( السجود حقيقة مطلقا وال صورة )وال يتكرربينهما إال األربع )

( ألنه محلوءاخر صالته( رعاية للمتابعة )يسجد مع إمامه( سها إمامه )في مسبوق)

Page 51: شرح التحرير

( بأن ظن سهوا فسجد فبان عدمه فيسجدساه بسجود السهو( في )والسجود ) ( فال يسجد لسهوه ألنه ال يأمن منبعده وال فيه( ساه )الثانيا لزيادة السجود األول )

ساجد( في ساه )ووقوع مثله فيتسلسل وألن السجود يجبر خلل الصالة مطلقا ) ( منهمولم يبق( منها )بعضهم( خرج )للسهو في جمعة خرج وقتها قبل سالمه أو

( لتبين أن السجود األول ليس في ءاخرأربعون يتمها ظهرا ويسجد ءاخرها فيهما) قاصر سجد للسهو ثم نوى قبل سالمه اإلقامة أو اإلتمام أو صار( في )والصالة )

( بوصول سفينته دار إقامته أو بمنع سيد أو زوج أو والد أو غريم من السفرمقيما ( وإن لمما أدركه مع إمامه( بائتمامه )ويسجد ءاخرا ويلزم المأموم( صالته )يتم)

من االعتدال ولو في قنوت والسجدتين والجلوس بينهما ولالستراحةيحسب له ) ( ولوالتالوة واإلتمام إذا اقتدى بمتم( سجود )وللتشهدين وسجود السهو و

( أي في التشهدين والقنوتال التشهدان والقنوت لكن يسن له التبعية فيهالحظة ) وكذا في التسبيحات والتكبيرات نعم إن أدركه في سجود أو تشهد أو غيره مما ال يحسب له لم يكبر لالنتقال إليه لعدم متابعته له في االنتقال إليه بخالف ما بعده

( تسقطالقيام والقراءة إذا أدركه في الركوع و( بائتمامه )ويسقط عنهوالركوع ) ( من اإلمام للنهي عن قراءته لهاإذا سمعها( في الصالة الجهرية )السورةعنه )

رواه أبو داود والترمذي وحسنه فليستمع لقراءة اإلمام فإن لم يسمعها أو كانت ( فال يجهرالجهرية( الصالة )الجهر في( يسقط عنه )والصالة سرية لم تسقط عنه )

والتشهد األول والجلوس له إذا تركهماألنه ربما يشوش على اإلمام أو غيره ) ( فيتركهما المأموم تبعا له ويسقط عنه أيضا القنوت إذ السنة فيه أن يؤمناإلمام

في الدعاء ويسكت أو يوافق في الثناء ومن الدعاء الصالة على النبي صلى اللهعليه وسلم.

باب صالة الجماعة

فلتقم} أقل الجماعة إمام ومأموم، واألصل في طلبها قبل اإلجماع قوله تعالى: ( أمر بها في الخوف ففي األمن أولى وخبر102)سورة النساء/ {طائفة منهم معك

الصحيحين : "صالة الجماعة أفضل من صالة

الفذ بسبع وعشرين درجة" وفي رواية فيهما : "بخمس وعشرين ضعفا" وال منافاة بينهما ألن ذلك يختلف باختالف أحوال المصلين أو أنه صلى الله عليه وسلم أخبر

( بقيدينفي المكتوبات( أي الجماعة )هيأوال بالقليل ثم أخبره الله بزيادة الفضل ) ( على الرجال األحرار لخبر: "ماالمؤداة غير الجمعة فرض كفايةزدتهما بقولي: )

من ثالثة في قرية أو بدو ال تقام فيهم الصالة إال استحوذ عليهم الشيطان" أي غلب، رواه أبو داود وغيره وصححه ابن حبان وغيره، فتجب بحيث يظهر الشعار في القرية مثال، وخرج بما ذكر المنذورة والمقضية والجمعة وصالة النساء والخناثى ومن به رق فال تجب فيها وجوب كفاية بل وال تسن في المنذورة وتجب وجوب عين

في الجمعة كما علم مما مر في بابها، وتسن في البقية ومحله في المقضية إذا إال( أي ال رخصة في تركها )وال تترك الجماعةاتفق فيها صالة اإلمام والمأموم )

( لخبر: "من سمع النداء فلم يأته فال صالة له" أي كاملة "إال من عذر" رواهبعذر

Page 52: شرح التحرير

( شديدكمطرابن حبان وصححه والحاكم وصححه على شرط الشيخين، والعذر ) ( بفتح الحاء شديد لتلويثهووحلبحيث يبل الثوب ليال أو نهارا ومثله ثلج يبل الثوب )

( لعظم مشقتها فيه دون النهاروريح باردة بليلالرجل بالمشي فيه ) ( ببول أو غائط أو ريح فيبدأ بتفريغ نفسه من ذلك ألنه يذهبومدافعة حدث)

( حضر فيبدأ باألكل والشرب لذلك فيأكل لقمالطعام( بالمثناة )وتوقانالخشوع ) يكسر بها حدة الجوع إال أن يكون الطعام مما يؤتى عليه مرة واحدة كسويق ولبن

( من نفس ومال وغيرهما فهو أعم من قوله على نفس أووخوف على معصوم) مال وال عبرة بالخوف من مطالبته بحق هو ظالم يمنعه بل عليه الحضور وتوفية

( وإن لم يكنوإقامة على مريض بال متعهدالحق )وغلبة نوم( ألنها تسلب الخشوع ) ( أي نزل بهمنزول به( كزوج وصديق )نحو قريب( على ) )أو( المريض نحو قريب )

( وإن كان له متعهد لتضرره بغيبته ولو كان المتعهد لهأو مريض يأنس بهالموت ) مشغوال بشرائه األدوية ونحوها عن الخدمة فكما لو لم يكن له متعهد، وتقييد

( لما في التخلفوخوف انقطاع عن رفقة في سفراألخيرة بنحو قريب من زيادتي ) ( إذا لم يأت الجماعة وكل ذلك إنما يتجهورجاء وجدان ضالةعنهم من الوحشة )

كما قال اإلسنوي في حق من ال يتأتى له إقامة الجماعة في بيته وإال فال يسقط عنه الطلب وال تحصل الجماعة للمأموم إال بنية االقتداء أو الجماعة أو االئتمام

( مع اإلمام إلدراكه ركنا معه لكنهابإدراك تكبيرة( أي فضيلتها )وتدرك الجماعة) دون فضيلة من أدركها من أولها، وروى أبو داود بإسناد حسن: "من توضأ فأحسن

وضوءه ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله عز وجل مثل أجر من صالها أو حضرها ال ينقص ذلك من أجرهم شيئا" وهو محمول على من

لم يعتد ذلك ووجه الداللة منه حمل: "صلوا" على شرعوا في الصالة أو هو باق على ظاهره ويفهم منه باألولى أن من أدرك منها شيئا أعطي ذلك وقوله: "مثل أجر من صالها" إلخ المراد أنه مثله كمية ال كيفية فال ينافي كونه دونه كبدنة من

( تدركوحضر ءاخر الساعة األولى من يوم الجمعة مع بدنة من حضر أولها ) ( فيصلي بعد سالم اإلمام ركعة أخرى إلتمامها قالالجمعة بإدراك ركعة مع اإلمام)

صلى الله عليه وسلم: "من أدرك من صالةالجمعة ركعة فقد أدرك الصالة" وقال: "ومن أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى" رواهما الحاكم كل منهما بإسناد

( مع بقيتها بقيد زدتهالركعة بإدراك ركوع( تدرك )وصحيح على شرط الشيخين ) ( بخالف غير المحسوب له كأن يكون اإلمام محدثا أو فيمحسوب لإلمامبقولي )

ركوع خامسة قام إليها سهوا.باب ما يحرم استعماله

(يحرم على الرجل والخنثىهو لشموله الفرش وغيره أعم من قوله: "لبسه" ) ( لخبر البخاري : "نهانا رسول الله صلى اللهاستعمال الحريروذكره من زيادتي )

عليه وسلم عن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه"، ولما في ذلك من ظهور ( وزنا دون عكسه لذلك وتغليبا لألكثر فيهماما أكثره حرير( استعمال )والسرف )

ودون ما إذا استويا ألنه ال يسمى ثوب حرير عرفا

Page 53: شرح التحرير

وفي رواية أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس: "إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الثوب المصمت من الحرير" أي الخالص منه "فأما العلم أي الطراز

(بذهب أو ورق( كله أو بعضه )المنسوج( استعمال )ووسدي الثوب فال بأس به" ) ( أي بأحدهما إذا حصل منه شئ بالعرض علىبه( أي المطلي )والمموهأي فضة )

النار لما روى أبو داود وغيره وحسنه النووي "إن هذين" يعني الذهب والفضة "حرام على ذكور أمتي حل إلناثها" وألحق بالذكور الخناثى احتياطا أما المرأة فيحل لها ذلك للخبر المذكور وللولي إلباس ما ذكر للصبي وذكر الورق هنا وفيما يأتي من

( الذهب والورق فال يحرم ذلك النتفاء ظهور السرفإال أن يصدأزيادتي ) ( في دفع السالحلبس ديباج ثخين ال يغني عنه غيره( أي المقاتل )وللمحارب)

(منسوج بما مر( له لبس )وللضرورة والديباج بكسر الدال وفتحها نوع من الحرير ) ويحل( لذلك )ولم يجد غيره( أي لقيته بغتة )إذا فاجأته الحربأي بذهب أو ورق )

( أي بما مر كما فعل عثمان وأنس بن مالك رضي اللهبه( أي ربطها )شد السن ( كحر وبرد ودفع قمللبس الحرير لنحو حكة( يحل له )وعنهما بالنسبة للذهب )

ألنه صلى الله عليه وسلم رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام لبس الحرير لحكة كانت بهما، ورخص لهما لبسه لقمل كان بهما رواهما الشيخان :

أن( يحل للشخص )و"ونحو" من زيادتي ) ( كخنزير وفروعهما فالإال جلد نحو كلب( إذ ال تعبد عليها )يلبس دابته جلدا نجسا

يحل إلباسه لها لغلظ نجاسته ويحل أن يلبس الكلب جلد الخنزير وعكسه الستوائهما في غلظ النجاسة وتعبيري بنحو كلب أعم من تعبيره بالكلب والخنزير.

كتاب الجنائز

بالفتح جمع جنازة بالفتح والكسر، وقيل: بالفتح اسم للميت في النعش، وبالكسر ( على الكفايةيجباسم للنعش وعليه الميت، وقيل بالعكس من جنزه أي ستره. )

( بساتر العورةوتكفينه( ولو غريقا )المسلم( بقيد زدته بقولي: )غسل الميت) ( باإلجماع، أما الكافر فال يجب غسله وال تجوز الصالة عليه وإنوالصالة عليه ودفنه)

كان ذميا، ويجب تكفين الذمي والمعاهد ودفنهما وال يجب تكفين الحربي والمرتد والزنديق وال دفنهم بل يجوز إغراء الكالب عليهم لكن األولى مواراتهم لئال يتأذى

( أي بمكان حربهم ولو كان صبيا أو فاسقاإال شهيدا بمعركة كفارالناس برائحتهم ) أو محدثا حدثا أكبر سواء قتله كافر أم أصابه سالح مسلم خطأ أو عاد إليه سالح

نفسه أو سقط عن دابته أو وطئه الدواب أو أصابه سهم ال يعرف هل رمى به مسلم أو كافر وسواء وجد به أثر أم ال مات في الحال أم بقي زمنا ومات بذلك

فيسن دفنه فيالسبب قبل انقضاء الحرب أو بعده وليس فيه إال حركة مذبوح ) ( أي دون غسله والصالة عليه فال يجوزان لألخبار الدالة على ذلك،ثيابه فقط

والحكمة فيه إبقاء أثر الشهادة عليه والتعظيم له باستغنائه عن تطهيره ودعاء القوم له، وسمي شهيدا ألن الله تعالى ورسوله شهدا له بالجنة وقيل ألنه حي بنص

Page 54: شرح التحرير

القرءان وقيل غير ذلك كما بينته في شرح األصل وغيره، وخرج بشهيد المعركة غيره من الشهداء كمن مات مبطونا أو محدودا أو غريقا أو غريبا أو مقتوال ظلما أو طالب علم فيغسل ويصلى عليه وإن صدق عليه اسم الشهيد فهو شهيد في ثواب

اآلخرة ال في ترك الغسل والصالة، والتصريح بسن ما ذكر من

( كبكاء وصياح وتحركلم تبن فيه أمارة حياة( بتثليث أوله )سقطا( إال )وزيادتي ) فهو أعم من تعبيره في نسخة بـ"لم يستهل" وفي أخرى بـ"لم يستهل ولم يتحرك"

وال( أي سواء بلغ أربعة أشهر أن ال لعدم تيقن حياته )فال يصلى عليه مطلقا) ( فيغسل ألن الغسل أوسع بابا منإال إن بلغ أربعة أشهر( كما ال يصلى عليه )يغسل

الصالة ولهذا يغسل الذمي وال يصلى عليه كما مر، وحكم التكفين حكم الغسل أما إذا بان فيه أمارة الحياة فيغسل ويصلى عليه لتيقن موته بعد حياته وعليه حمل خبر: "السقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة" رواه أبو داود والترمذي

( لكونه مسموما مثال للضرورة بلوال يغسل من خيف تفتتهوقال حسن صحيح ) ( ككافور وحنوط وال يؤخذلكنه ال يقرب طيبا( فيما مر )والمحرم كغيرهيتيمم )

( إبقاء ألثر اإلحرام ويكره فيوال يغطى رأس الرجل وال وجه المرأةشعره وظفره ) غير المحرم أخذ ظفره وشعره في األصح ألن أجزاء الميت محترمة فال تنتهك بهذا.

( ففي الصحيحين قالت عائشة رضي اللهوسن في تكفين الرجل إزار ولفافتان) عنها: "كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثالثة أثواب ليس فيها قميص وال

( وهو ماالمرأة إزار وخمار( في تكفين )وعمامة"، ويجوز رابع وخامس بال كراهة ) (ودرعيغطى به الرأس )

( رعاية لزيادة الستر وكما فعل بابنته صلى الله عليه وسلمولفافتانوهو القميص ) أم كلثوم والزيادة على الخمسة مكروهة في الرجل والمرأة للسرف ومن كفن

منهما بثالثة فهي لفائف يستر كل منهما جميع البدن وإن كفن الرجل في خمسة ( احتياطا وهذا منالخنثى( أي المرأة فيما ذكر )ومثلهازيد قميص وعمامة تحتهن )

زيادتي.

(نية وأربع تكبيرات وقرن الني بأولها وقيام( على الميت ثمانية )وفروض الصالة) األولى، والصالة( التكبيرة )بعد( أو بدلها عند العجز عنها )وقراءة الفاتحةلقادر )

( بنحو: اللهم ارحمه اللهمعلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثانية، ودعاء للميت ( كسائر الصلوات مع ما رواه النسائي بإسنادبعد الثالثة وتسليمة أولىاغفر له )

صحيح عن أبي أمامة سهل بن حنيف قال: "من السنة في صالة الجنازة أن يكبر ثم يقرأ بأم القرءان مخافتة ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يخلص الدعاء للميت ويسلم" وذكر البعدية هنا وفيما يأتي من زيادتي، وال يجب تعيين

الميت بل يكفي نية الصالة على هذا الميت فإن عين وأخطأ لم تصح صالته نعم إنأشار إلى المعين صحت.

( قبل القراءة ال دعاء االفتتاح لبناء هذه الصالة علىتعوذ( لصالة الميت )وسن)

Page 55: شرح التحرير

في( حذو المنكبين بقيد زدته بقولي: )ورفع اليدينالتخفيف ) ( رعاية لزيادة الستر وكما فعل بابنته صلى الله عليه وسلمولفافتانوهو القميص )

أم كلثوم والزيادة على الخمسة مكروهة في الرجل والمرأة للسرف ومن كفن منهما بثالثة فهي لفائف يستر كل منهما جميع البدن وإن كفن الرجل في خمسة

( احتياطا وهذا منالخنثى( أي المرأة فيما ذكر )ومثلهازيد قميص وعمامة تحتهن )زيادتي.

(نية وأربع تكبيرات وقرن الني بأولها وقيام( على الميت ثمانية )وفروض الصالة) األولى، والصالة( التكبيرة )بعد( أو بدلها عند العجز عنها )وقراءة الفاتحةلقادر )

( بنحو: اللهم ارحمه اللهمعلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثانية، ودعاء للميت ( كسائر الصلوات مع ما رواه النسائي بإسنادبعد الثالثة وتسليمة أولىاغفر له )

صحيح عن أبي أمامة سهل بن حنيف قال: "من السنة في صالة الجنازة أن يكبر ثم يقرأ بأم القرءان مخافتة ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يخلص الدعاء للميت ويسلم" وذكر البعدية هنا وفيما يأتي من زيادتي، وال يجب تعيين

الميت بل يكفي نية الصالة على هذا الميت فإن عين وأخطأ لم تصح صالته نعم إنأشار إلى المعين صحت.

( قبل القراءة ال دعاء االفتتاح لبناء هذه الصالة علىتعوذ( لصالة الميت )وسن) في( حذو المنكبين بقيد زدته بقولي: )ورفع اليدينالتخفيف )

(ودعاء للميت بعد الرابعة وتسليمة ثانية( ثم وضعهما على صدره )كل تكبيرة وسن إظهار عالمة للقبركسائر الصلوات في بعض ذلك وورود السنة في الباقي )

( كآجر وقصب وحشيش بأن يوضع شئ من ذلكأو غيره( أي طوب لم يحرق )بلبن على رأس القبر لخبر أبي داود بإسناد جيد أنه صلى الله عليه وسلم وضع حجرا أي صخرة عظيمة عند رأس عثمان بن مظعون وقال: "أتعلم بها قبر أخي وأدفن

( أي طوب محرق أو غيرهبآجر( أي القبر )وكره بناؤهإليه من مات من أهلي" ) ( وتعبيري بما ذكر أولى وأوضح مما عبرتبييضه بجص ونورة( كره )وكلبن وحجر )

به، والكراهة للنهي عن ذلك في مسلم وغيره، وكره أيضا الكتابة عليه للنهي عنها في الترمذي .

)كتاب الزكاة( وما يذكر معها

هي لغة: التطهير واإلصالح وغيرهما، و شرعا: اسم لما يخرج عن مال أو بدن على )سورة {وآتوا الزكاة} وجه مخصوص، واألصل فيها قبل اإلجماع آيات كقوله تعالى:

(13المجادلة/ (لحق الله تعالى( في المال )يجبوأخبار كخبر : " بني اإلسالم على خمس" )

Page 56: شرح التحرير

( ومنهناض( خمسة )زكاة وفىء وغنيمة وكفارة وفدية. فتجب الزكاة فيخمسة )( وهو زكاة الفطر.ومال تجارة ونعم ونابت وبدنالمعدن والركاز )

( و لو لمبعض فال زكاة علىحرية( أي الزكاة أي شروط وجوبها أربعة )وشرطها) رقيق ولو مكاتنبا إذ ملك المكاتب ضعيف وغيره ال ملك له فإن عجز المكاتب صار

ما بيده لسيده وابتدئ حوله من حينئذ وإن عتق ابتدئ حوله من حين عتقه ( فال زكاة على كافر أصلي بمعنى أنه ال يلزم بأدائها وال بقضائها كالصالةوإسالم)

والصوم نعم إن لزمته نفقة رقيقه وقريبه وزوجته المسلمين لزمته زكاة فطرتهم ( فال زكاة فيوتعين مالككما سيأتي، وأما وجوب زكاة المرتد فموقوف كملكه )

( لخبر الترمذي : "من استفاد ماال فالوحولبيت المال وال مال جنين موقوف له ) زكاة

( وسيأتي بيانها،إال في نابت، ومعدن وركازعليه حتى يحول عليه الحول" ) ( بكسر أوله فإنه يزكىونتاج( وسيأتي بيانها )وزكاة فطرواألخيران من زيادتي هنا )

( أيمن الجنس( بقيد زدته بقولي )إن لم ينض( فإنه كذلك )وربحبحول أصله ) جنس ما يقوم به كأن اشترى متاعا بمائتي درهم وحال عليه الحول وقيمته ثلثمائة

( أيوإالدرهم أو نض من غير الجنس في أثناء الحول فيزكي المائة بحول المائتين ) وإن نض بأن صار الكل ناضا من الجنس في أثناء الحول وأمسكه إلى ءاخر الحول

( فيويعتبر أيضا( ال بحول أصله )زكى الزائد بحولهأو اشترى به عرضا قبل تمامه ) ( من أدائها بأن يحضر المال واألصناف فال زكاة فيمانصاب وتمكنوجوب الزكاة )

( لوجوبها ال شرطاألول سببدون نصاب وال في مال غائب الحتمال تلفه )و( لكن )( ال لوجوبها.والثاني شرط لضمانهاله )

باب زكاة الناض

(ال زكاة في ذهب حتى يبلغ عشرين ديناراأعني الذهب والفضة غير معدن والركاز ) فضة حتى تبلغ( في )والووزنها باألشرفي خمسة وعشرون دينارا وسبعان وتسع )

( قال صلى الله عليه وسلم: "ليس في أقل منمائتي درهم ففيهما ربع عشرهما عشرين دينارا شئ وفي عشرين نصف دينار" رواه أبو

داود بإسناد صحيح وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة" رواه الشيخان ، وروى البخاري في خبر أبي بكر: "وفي الرقة ربع العشر" واألوقية بضم الهمزة وتشديد الياء على األشهر أربعون درهما، وفي شرح

( كحلي ذهب أو فضةفي حلي محرم( الزكاة )وتجباألصل فوائد تتعلق بذلك ) (مباح( حلي )ال( كضبة صغيرة للزينة لشمول األدلة لهما )مكروه( حلي )وللرجل )

كالحلي من ذلك للبس المرأة فال زكاة فيه بناء على أن زكاة الذهب والفضة تجب فيهما لالستغناء عن االنتفاع بهما ال لجوهرهما، وحذفت من األصل هنا أشياء لعلمها

من محالها.باب زكاة التجارة

Page 57: شرح التحرير

هي تقليب المال بالمعاوضة لغرض الربح، واألصل في وجوب زكاتها ما رواه الحاكم بإسنادين صحيحين على شرط الشيخين: "في اإلبل صدقتها وفي البقر صدقتها

وفي الغنم صدقتها وفي البز صدقته"، وهو بفتح الموحدة وبالزاي: الثياب المعدة فإن ملكت بنقد ولو دون( أي قيمة عروض التجارة )واجبها ربع عشر القيمةللبيع )

( كعرض ونكاح وخلع فهو أعم من قوله أوأو بغيره( ألنه األصل )نصاب قومت به بعرض

( جريا على قاعدة المتقومات، فإن غلب فيه نقدان وبلغ بأحدهمافبغالب نقد البلد) نصابا قوم به وإن بلغ بهما قوم باألنفع للمستحقين على ما صححه في "المنهاج"

كأصله وبما شاء منهما على ما رجحه في أصل "الروضة" وهو المعتمد وإن ملكت ( غير نقد البلدفإن كانبنقد وغيره قوم ما قابل النقد به والباقي بغالب نقد البلد )

(عرضا تجب الزكاة في عينه أو عين ثمرته كسائمة ونخل غلبت زكاة العين) ( بأن اشترى بما لهالكن لو سبق حول التجارةلإلجماع عليها بخالف زكاة التجارة )

(وجبت زكاتها لتمام حولها ثم يفتتحبعد ستة أشهر مثال من حولها نصاب سائمة ) ( مع زكاةوتجب( أي فتجب في سائر األحوال )حوال لزكاة العين أبدامن تمامه )

( إذ ليسزكاة التجارة في األرض والجذع والتبن إن بلغت نصاباالعين فيما ذكر )فيها زكاة عين فال تسقط عنها زكاة التجارة.

باب زكاة النعم

فأول نصاب اإلبل خمس( وزكاتها واجبة بالنص واإلجماع )هي: إبل وبقر وغنم) ( جذعة ضأن لها سنة إن لم تجذع قبلها أو ثنية معز لها سنتان، ويعتبرففيها شاة

كونها صحيحة وإن كانت إبله مراضا ألنها وجبت في الذمة، ويجزئ كونها ذكرا وإن وفي عشركانت إبله إناثا كما سيأتي )

شاتان وفي خمس عشرة ثالث شياه وفي عشرين أربع شياه وفي خمس وعشرينا أو شرعا بأن لم يملكها وقت الوجوب أوفإن عدمها( لها سنة )بنت مخاض ( حس

( أو حق وإن كان أقل قيمة منها والفابن لبونكانت مرهونة أو معيبة أو مغصوبة ) وفي ست وثالثين بنتيكلف كريمة وإن كانت إبله معازيل لكن تمنع ابن لبون )

وفي إحدى وستين( لها ثالث سنين )وفي ست وأربعين حقة( لها سنتان )لبون وفي ست وسبعين بنتا لبون، وفي إحدى وتسعين حقتان،( لها أربع سنين )جذعة

وفي مائة وإحدى وعشرين ثالث بنات لبون، ثم في كل أربعين بنت لبون، وفي كل ( جاء بذلك خبر أبي بكر رضي الله عنه في كتابه بالصداقة التيخمسين حقة

فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين رواه البخاري عن أنس ومن لفظه "فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل

Page 58: شرح التحرير

خمسين حقة" والمراد زادت واحدة ال أقل كما صرح بها في رواية ألبي داود ، وقد شرح "المنهج"، والشاة تقع على الذكرأوضحت الكالم على ذلك وما يتعلق به في

وغيره، ولو اتفق فرضان كمائتي بعير لم يتعين أربع حقاق بل هن أو خمس بنات لبون فإن وجد بماله أحدهما

أخذ وإال فله تحصيل ما شاء منهما وإن وجدهما تعين األغبط ووجه التسمية باألسنان المذكورة أن بنت المخاض ءان ألمها أن تكون من المخاض أي الحوامل

وأن بنت اللبون ءان ألمها أن تلد عليها فتصير لبونا وأن الحقة استحقت أن يطرقها الفحل أو أن تركب ويحمل عليها قوالن وأن الجذعة تجذع مقدم أسنانها أي

وفي( كذلك )أو تبيعة( له سنة )وأول نصاب البقر ثالثون ففيها تبيعتسقطه. ) وفي ستين تبيعان ثم في كل ثالثين تبيع وفي كل أربعين( لها سنتان )أربعين مسنة

( جاء بذبك خبر رواه الترمذي وغيره وصححه الحاكم وغيره، والبقر تقعمسنة وأول نصاب الغنم أربعون ففيها شاة، وفي مائة وإحدىعلى الذكر وغيره )

وعشرين شاتان، وفي مائتي وواحدة ثالث شياه، وفي أربعمائة أربع شياه، ثم في ( جاء بذلك خبر أبي بكر السابق وسواء فيما ذكر أتفرقت نعمه فيكل مائة شاة

أماكن أم ال حتى لو ملك ثمانين شاة ببلدين في كل بلد أربعون ال يلزمه إال شاة ( الذكرإال إن تمحذت نعمه ذكورا أو كان( من النعم )وال يجزئ إخراج ذكرواحدة )

( بيانه واستثناء ما عدا ابن اللبون،ذكر شاة أو ابن لبون أو حقا أو تبيعا فيما مر) والتبيع من زيادتي.

باب زكاة النابت

وءاتوا حقه يوم} األصل في وجوبها قبل اإلجماع مع ما يأتي قوله تعالى: ال زكاة في شئ منه إال في رطب وعنب وما صلح( )141)سورة األنعام/ {حصاده

( كبر وشعبر وأرز وعدس وذرة وحمص وباقال ودخن وجلبان وإنللخبز من الحبوب كان يؤكل نادرا بخالف ما يؤكل تنعما أو تفكها وذلك ألخبار رواها أبو داود وغيره.

( أي نصف العشر لثقل المؤنة فيوواجبها العشر إن سقيت بال مؤنة وإال فنصفه) الثاني وخفتها في األول، واألصل فيهما خبر البخاري : "فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر"، والعثري بفتح المثلثة وقيل بإسكانها ما سقي بالسيل والناضح ما يسقى عليه من بعير أو نحوه، واألنثى ناضحة

بعد بدو صالح الثمر واشتدادوإنما تجب زكاة النابت بمعنى أنه ينعقد سبب وجوبها ) ( وهذا من زيادتي وهو تعبير الشيخين كغيرهما فقول األصل تخرج بعدالحب

الجفاف أو بالخرص فيه نظر بينت وجهه في شرح األصل نعم يسن خرص الثمر بأن يطوف من هو من أهل الشهادات ولو واحدا بكل شجرة ويقدر ثمرتها أو ثمرة

كل نوع منها رطبا ثم يابسا لنقل الحق من العين إلى الذمة تمرا أو زبيبا ليخرجه على( أي التمر والحب جذاذا وتجفيفا وتنقيته )ومؤنتهماجافا )

Page 59: شرح التحرير

( ال على المستحق وال في مال الزكاة ألن حق المستحق إنما هو فيالمالك ( وهي ألفأن يبغ خمسة أوسق( أي زكاة النابت )وشروط وجوبهاالخالص الجاف )

وشتمائة رطل بغدادية فال زكاة في أقل منها لخبر الصحيحين : "ليس فيما دون ( فال زكاة فيما انزرع بنفسه أووأن يزرعه مالكه أو نائبهخمسة أوسق صدقة" )

(ءاخر( نوع )إلى( منه )ويضم نوعزرعه غيره بغير إذنه كنظيره في سوم الماشية ) ( عند اختالف النوعوتخرج الزكاةفال يضر اختالف النوع بخالف اختالف الجنس )

( لكثرة األنواع وقلةفإن عسر( إن تيسر إذ ال مشقة )بقسطه( من األنواع )من كل) ( منها ال أعالها وال أدناها رعاية للجانبين فلو تكلفأخرج الوسطمقدار كل منها )

( وهو اثنا عشر شهراوزرعا العاموأخرج من كل نوع قسطه جاز بل هو األفضل ) (إن وقع حصادهما في عام)يضمان( كذرة تزرع في الخريف والربيع والصيف )

واحد وهذا ما صححه الشيخان ونقاله عن األكثرين بل صحح كثير اعتبار وقوع زراعتها في عام ويجاب بأن ذلك ال يقدح في نقل الشيخين ألن من حفظ حجة على

من لم يحفظ.

باب زكاة الفطر

األصل في وجوبها قبل اإلجماع أخبار كخبر الصحيحين عن ابن عمر: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من

تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكرا أو أنثى من المسلمين". بغروب ءاخر يوم من رمضان على كل حر وعبد صغير( أي زكاة الفطر )تجب)

( دون الكافر األصلي لخبر ابنمنا( هو أعم من قوله: "وأنثى"، )وكبير ذكر وغيره عمر السابق وألنها طهرة والكافر ليس من أهلها وأما المرتد ففي وجوبها عليه

( عنمن ال يفضل( خمسة )إالوعلى من تلزمه نفقته األقوال في بقاء ملكه ) عن قوت من تلزمه نفقته ليلة العيد ويومه مامسكن وخادم يحتاجهما ويليقان به )

( أي زكاة الفطر فال تلزمه فطرته لتأكيد الحاجة لذلك بل وللضرورة فييخرجه فيها ( فال تلزمها فطرتها بخالف ماوامرأة غنية لها زوج معسر وهي في طاعتهبعضه )

إذا لم تكن في طاعته وبخالف األمة المزوجة فإن فطرتها تلزمها ويتحملها عنها سيدها والفرق كمال تسليم الحرة نفسها للزوج بخالف األمة بدليل أن لسيدها أن

( فال تلزمهمالموقوف( العبد )ومكاتبا وعبد بيت المال ويسافر بها ويستخدمها ) فطرتهم لضعف ملك المكاتب وسيده منه كاألجنبي وليس لألخيرين مالك

( وهو عند الرافعي ستمائة درهم وثالثةصاع( لكل واحد )وواجبهامعين يلزم بها. )

Page 60: شرح التحرير

وتسعون درهما وثلث درهم وعند النووي ستمائة وخمسة وثمانون درهما وخمسة ( كثمن المبيع ولتشوف النفوس إليه ويختلفقوت بلده( غالب )منأسباع درهم )

من جنسذلك باختالف النواحي فـ"أو" في الخبر السابق لبيان األنواع ال للتخيير ) ( فال يبعض الصاع عن واحد بأن يخرج عنه من قوتين وإن كان أحدهما أعلىواحد

( أيأعلى منه( المزكي )فإن أعطىمن الواجب ألنه خالف ما دلت عليه األخبار ) ( ألنه زاد خيرا فأشبه ما لو دفع بنت لبون أو حقة أوجازمن غالب قوت بلده )

(إال لمن بعضه( لمخالفته األخبار )وال يجزئ أقل من صاعجذعة عن بنت مخاض. ) مشتركهو أعم من قوله "نصفه" )مكاتب ولرقيق( هو أعم من قوله: "ولعبد" )

( ولمن لم يجد إال بعض صاع فيجزئ كال منهم أقل من صاع بقدربين موسر ومعسر ومن لزمه فطرة نفسه لزمه فطرة من تلزمهما فيه مما يقتضي لزوم الزكاة )

( فال تلزمكافرا( من تلزمه نفقته )إال أن يكون( بملك أو قرابة أو نكاح )نفقته زوجة أبيه أو( يكون )أوفطرته من تلزمه نفقته بل ال تلزمه فطرة نفسه كما مر )

( الولد فال تلزمه فطرتهما وإن لزمته نفقتهما ألنمستولدته حيث لزمت نفقتهما األصل فيهما األب وهو معسر والفطرة ال تلزم المعسر بخالف النفقة فيتحملها

الولد وألن عدم الفطرة ال يمكن الزوجة من الفسخ بخالف عدم النفقة، أما من ال تلزمه فطرة نفسه كالكافر فال تلزمه فطرة من تلزمه نفقته نعم يلزم

الكافر فطرة رقيقه وقريبه وزوجته المسلمين بناء على أنها تجب ابتداء علىالمؤدى عنه ثم يتحملها عنه المؤدى.

(محال جواز أخذ القيمة في الزكاة( بيان )باب)

( فيو( ألنها متعلقها )في زكاة التجارة( في خمس مسائل )إال( أخذها )ال يجوز)الجبران) ( وهو شاتان أو عشرون درهما في اإلبل كما في أخذه مع بنت مخاض بدال

( دون خمس وعشرين منإخراج الشاة عن( في )وعن بنت لبون ليست له ) ( بين األغبطجبر التفاوت( في )و( وإن لم تكن الشاة قيمة فهي بمعناها )اإلبل)

( كمائتيبنقد أو شقص من األغبط فيما لو أخذ الساعي في اجتماع فرضينوغيره ) صرف( في )غير األغبط باجتهاد بال تقصير منه وال تدليس من المالك وبعير ) ( المعجلما أخذه من النقد بدال عن زكاة تعجلها ولم يقع( للمستحقين )اإلمام

( من المالك.بال إذن جديد( أي صرفه لهم )الموقع وله ذلك)( في مال واحداجتماع زكاتين( بيان )باب)

مسلم( هم أعم من قوله عبد )إال في رقيق( اجتماعهما فيه )ال يجوز)

للتجارة ففيه زكاتها وزكاة الفطر( وزاد األصل على هذه من له نصاب وعليه دين مثله فعلى كل من المالكين الزكاة وفيه نظر ألن الزكاتين لم يجتمعا في مال

واحد.

Page 61: شرح التحرير

باب المبادلة

في بيع سلع التجارة بعضها( في ثالث مسائل )هي موجبة الستئناف الحول إال) ( أي بعينه إذ لو اشترىبيعها أو شرائها بنصاب( في )و( وإن لم تساو نصابا )ببعض

في الذمة ونقده في الثمن وجب استئناف الحول ألنه ال يتعين مصرفا له وخرج بما ذكر مبادلة أحد النقدين باآلخر في زكاة النقد فهي موجبة لالستئناف على األصل

نعم لو ملك نصابا منه ستة أشهر مثال ثم أقرضه غيره لم يجب االستئناف كما حكاهالبلقيني عن الشيخ أبي حامد.

باب الخلطة

األصل فيها خبر البخاري عن أنس في كتاب أبي بكر السابق: "وال يجمع بين متفرق وال يفرق بين مجتمع خشية الصدقة" أي خشية أن تقل أو تكثر بأن يجمع

الساعي والمالكان ملكيهما المتفرقين لتؤخذ منهما زكاة

( أي الخلطةهيالواحد أو يفرق بينهما بعد الخلطة لتؤخذ منهما زكاة المنفردين ) (بأن يكون المال( أي تسمى بكل منهما )خلطة شيوع وأعيان( أحدهما )نوعان)

( أي تسمى بكلخلطة جوار وأوصاف( ثانيهما )شركة بين مالكين مثال والزكوي ) ( أي بتميز كل منهما عن اآلخربأن يتميز ماالهمامنهما وتسميتها بالثاني من زيادتي )

( نعم إن كاننصابا( أي مجموعهما )كواحد إن كان الماالن( في النوعين )فيزكيان) ألحدهما نصاب فأكثر كأن خلط خمس عشرة شاة بمثلها آلخر وانفرد أحدهما

ودامت خلطتهما كل الحولبخمسة وعشرين شاة أثرت الخلطة على األصح ) ( أي ماومسرحا( بضم الميم أي مأوى الماشية ليال )مراحا( في النوع الثاني )واتحدا

( أي مكان السقي )ومسقىتجتمع فيه الماشية ثم تساق إلى المرعى ) ( إنوفحال ( بفتح الميم أي مكان الحلب بخالف المحلبومحلبالم يختلف النوع كضأن ومعز )

( أي مكان تجفيف الثمر ودياس الحبوجرينابكسرها وهو اإلناء الذي يحلب فيه ) ومكان( للمال الزكوي )وحافظا( أي المكان الذي يباع فيه مال التجارة )ودكانا)

( من زيادتي، كالماء الذي تسقى منه والراعي والمرعىوغيرها( له )الحفظ والطريق بينه وبين المسرح والميزان والوزان والمكيال والكيال والحراث والحمال،

(فرعوإنما اعتبر االتحاد في ذلك ليجتمع الماالن كالمال الواحد ولتخف المؤنة ) ملك نصاب نعم وباع نصفها فيالفرع ما اندرج تحت أصل كلي لو )

نصف شاة لتمام حوله فإن لم يبع( منهما )أخذ من كل( من ءاخر )الحول شائعا ( أي زكى كل منهما مالهوحوالهما مختلف زكيا( خلطة جوار )لكنهما خلطا ماليهما

( لحوله.القابلة زكاة الخلطة( السنة )وفي( لحوله )زكاة االنفرادفي تلك السنة )باب تعجيل الزكاة

Page 62: شرح التحرير

( وقبل تمام الحول ألنه صلىبعد ملك النصاب( في المال الحولي )يجوز تعجيلها) الله عليه وسلم أرخص في تعجيلها للعباس، رواه أبو داود والحاكم وصحح إسناده، وألن الحق المالي إذا تعلق بسببين جاز تقديمه على أحدهما كتقديم

( ال ألكثر منها ألن زكاة ما بعدها لم ينعقدلسنة فقطالكفارة على الحنث وذلك ) حولها، وأما خبر تسلف النبي صلى الله عليه وسلم من العباس صدقة عامين

فأجيب عنه بانقطاعه وباحتمال التسلف في عامين، وخرج بما بعد ملك النصاب ما قبله فال يجوز فيه تعجيل الزكاة العينية، فلو ملك مائة درهم فعجل عنها خمسة

دراهم لم يجزه وإن اتفق تمام النصاب قبل الحول، أما زكاة التجارة كأن اشترى عرضا يساوي مائة درهم فعجل زكاة مائتين وحال الحول وهو يساويهما فيجزئ

بقاء( أي المعجل )وشرط إجزائهفيها المعجل ألن اعتبار النصاب فيها بآخر الحول ) المالك بصفة

( كل منهمافإن تغير( إلى تمام الحول )القابض بصفة االستحقاق( بقاء )الوجوب و ( عن مالهالمالك بفقر أو زوال ملك( تغير )بردة أو موت أوأو أحدهما قبل تمامه )

وهو مجهول النسب( له )القابض بغنى أو إقرار برق( تغير )أوالمعجل عنه ) إن بين أنه زكاة معجلة أو علمه( من القابض )المالك( أي المعجل )استرده ( فإن لم يبين ذلك ولم يعلمه القابض لم يسترده لتفريطه بترك اإلعالم عندالقابض

الدفع فيقع تطوعا ومتى ثبت استرداده وهو تالف فله بدله أو به نقص حدث قبل سبب الرد فال أرش له أو زيادة متصلة كسمن وكبر استردهما بخالف المنفصلة

الحادثة قبل سبب الرد كولد ولبن وإذا لم يقع المعجل زكاة وجب تجديدها، نعم لو عجل شاة عن أربعين فتلفت عند القابض لم يجب التجديد ألن الواجب على

القابض القيمة فال يكمل بها نصاب السائمة.باب زكاة المعدن والركاز

( أي في شئ منهما كلؤلؤ وعقيق وبلور ألن األصل عدمفيهما( الزكاة )ال تجب) (وواجب المعدن ربع العشر( لألدلة السابقة )إال في ذهب أو فضة فتجبوجوبها )

وإن حصل بعالج لعموم األدلة فيه. والمعدن ما يستخرج من مكان خلقه الله تعالى (وفيه ويسمى هذا المكان معدنا أيضا )

( ويصرف مصرف الزكاة ألنه حق واجب في المستفاد منالركاز الخمسواجب ) ( ال دفيندفين الجاهلية( أي الركاز )وهواألرض فأشبه الواجب في الثماء والزروع )

أن ال يوجد بملك غيره وال بطريق( أي الركاز )وشرط ملك الواجد لهاإلسالم ) ( كمسجد هو أعم وأولى من قوله وال قريةمسلوك وال مكان مسكون أو مطروق

لقطة إال أن يجده بملك( هو )فـ( بأن وجد في شئ من هذه األمكنة )وإالمسكونة )

Page 63: شرح التحرير

( ذلك الغير فهو للمالك إن لم ينفه وإال فلمن تلقى الملك منه إلى أنغيره وعرف ينتهي إلى المحي فهو له وإن نفاه واالستثناء من زيادتي، وتقدم أنه يشترط في

وجوب زكاة المعدن والركاز بلوغهما نصابا وال يشترط في ذلك الحول ألن الحولللتنمية وذلك نماء في نفسه.

باب قسم الصدقات

)سورة {إنما الصدقات للفقراء} هي للثمانية المذكورة في ءاية:أي الزكوات ) (( والفقير: من ال مال له وال كسب يقع موقعا من كفايته وال يمنع الفقر60التوبة/

مسكنه وقيابه وعبده الذي يحتاجه لخدمته وماله الغائب بمرحلتين والمؤجل وكسب ال يليق به، والمسكين: من قدر على مال أو كسب يقع موقعا من كفايته وال يكفيه،

والعامل: كساع وكاتب وحاشر وقاسم وحاسب وحافظ لألموال. والمؤلفة من أسلم ونيته ضعيفة أو له شرف يتوقع بإعطائه إسالم غيره، أو متألف على مانعي

الزكاة أو

أعدائنا. والرقاب: المكاتبون كتابة صحيحة. والغارمون: ثالثة أضرب: غارم إلصالح ولو غنيا، وغارم لنفسه لمباح إن أعسر، وغارم للضمان إن أعسر مع المدين أو هو

وحده وقد ضمن بغير إذن. وفي سبيل الله غزاة ال فيء لهم ولو أغنياء. وابن السبيل منشئ سفر أو مجتاز، وشرطه: الحاجة، وعدم المعصية بسفره. وشرط

ءاخذ الزكاة من هذه الثمانية أن يكون مسلما وأن يكون فيه رق إال المكاتب وأن ال يكون من بني هاشم وبني المطلب ومواليهم، نعم يجوز أن يكون الحمال والكيال

( أي من هذاوال يجزئ من كل منهاوالوزان والحافظ كافرا وهاشميا ومطلبيا ) ( من األشخاص عمال بأقل الجمع في غير األخيرين في اآليةأقل من ثالثةالثمانية )

( يجوزوال( فيكتفي فيه بواحد إذا حصل به الغرض )إال العاملوبالقياس عليه فيهما ) مع( مثال ولو دون مسافة القصر )لبلد ءاخر( أي الزكاة )نقلها( ولو بنائبه )للمالك)

( أو بعضه في محل وجوبها لخبر الصحيحين : "صدقة تؤخذ منوجود مستحقها أغنيائهم فترد على فقرائهم" والمتداد أطماع مستحقي كل بلد إلى زكاة ما بها من

( أي للمالكولهالمال والنقل يوحشهم وخرج بزيادتي "للمالك" اإلمام فله نقلها ) ( وهي النقد والعرض والركاز وألحقوا بها زكاةإخراج زكاة أمواله الباطنةولو بنائبه )

إلى( أي وصرف الزكاة )وصرفها( وهي النعم والنابت والمعدن )والظاهرةالفطر ) ( من صرفه لها إلى المستحقين ألنه أعرف بالمستحقين وأقدر علىاإلمام أولى

( فصرفها إلىإال أن يكون جائراالتفريق )

المستحقين أولى من صرفها إلى اإلمام ولو طلب اإلمام زكاة األموال الظاهرة وجب التسليم إليه بال خالف، وأما األموال الباطنة فقال الماوردي: ليس للوالة نظر

في زكاتها وأربابها أحق بها فإن بذلوها طوعا قبلها الوالي.باب قسم الغنيمة والفئ

Page 64: شرح التحرير

ما غنمتم من شئ} األصل في األول ءاية: ( وفي41)سورة األنفال/ {واعلموا أن ( هو أولىما أخذناه(، )7)سورة الحشر/ {ما أفاء الله على رسوله} الثانية ءاية:

( ومنها ما انهزموا عنه قبلغنيمة( هو )من أهل حرب قهرا فـمن قوله ما أخذ ) شهر السالح حين التقى الصفان وما أخذناه من دراهم اختالسا أو سرقة كما سيأتي

( أي وإن أخذناه بدون ذلك كأن جلوا عنه خوفا منا عند سماعهموإالفي السير ) فئ ومنه: خراج وجزية وتركة( هو )فـخبرنا أو تركوه لضر أصابهم أو صولحوا عليه )

ويبدأ في الغنيمة بالسلب( وهو أعم من قوله: "ومال مرتد قتل أو مات" )مرتد ( المسلم لو رقيقا أو صغيرا أو أنثى لخبر الصحيحين : "من قتل قتيال فلهللقاتل

سلبه" وهو ما معه من ثياب وخف وران وءاالت حرب وزينة كسواء وخاتم ونفقة ونحوها"، وإنما يستحق السلب بركوب غرر يكفي به شر كافر في حال القتال بأن يزيل امتناعه كأن يفقأ عينيه أو يقطع يديه أو رجليه أو يأسره، فالمراد بالقتال ما

ثم يخمسيعم الحقيقة والمجاز )

(الوقعة وسراياهم( أي حضر )فأربعة أخماسه لمن شهد( أي في الغنيمة )باقيها وإن لم تشهدها، والسرايا: جمع سرية وهي قطعة من الجيش يقال: خير السرايا أربعمائة رجل قاله الجوهري، وقال صاحب "القاموس" : "والسرية من خمسة

( أي بعد انقضائها ولو قبل جمعدون من لحقهم بعدأنفس إلى ثلثمائة أو أربعمائة" ) المال فال شئ له بخالف من لحقهم قبل انقضائها لكن ال شئ له فيما غنم قبل

( سهم له وسهمان لفرسه وال يزاد عليها وإنللراجل سهم وللفارس ثالثةلحوقه ) حضر بأكثر من فرض وذلك لإلتباع رواه الشيخان ، هذا إن كان الراجل والفارس

من أهل الفرض فإن لم يكونا من أهله كرقيق وصبي وأنثى وكذمي خرج بإذن اإلمام بغير أجرة أرضخ لهما والرضخ دون سهم الرجل، ويجتهد اإلمام في قدره

فأربعة( أيضا )ويخمس الفئبحسب ما يرى ويفاوت بين أهله بحسب نفعهم ) ( ألنها كانت للنبي صلى الله عليه وسلم لحصول النصرةأخماسه للمرصدين للجهاد

وخمسه الباقي، وخمس الغنيمةبه فبعده للمرصدين للنصرة وعمال بفعل السلف ) ( ينفقللنبي صلى الله عليه وسلم( منه كان )سهم( أي بخمس كل منهما )يخمسان

فيصرف بعدهمنه على مصالحه وما فضل يصرفه في السالح وسائر المصالح ) ( أي مصالح المسلمين يقدم منها األهم فاألهم كسد الثغور وعمارةللمصالح

الحصون ثم أرزاق القضاء ( وهم بنو هاشم وبنو المطلبوسهم لذوي القربىوالعلماء واألئمة والمؤذنين )

القتصاره صلى الله عليه وسلم في القسم عليهم مع سؤال بني عميهم نوفل وعبد ( ألن ذلك عطية من الله تعالىللذكر مثل حظ األنثيينشمس له رواه البخاري )

تستحق بالقرابة كاإلرث سواء فيه غنيهم وفقيرهم وقريبهم وبعيدهم. قال اإلمام: ولو كان الحاصل قدرا لو وزع عليهم ال يسد مسدا قدم األحوج منهم فاألحوج وال

( واليتيم صغير ال أب له ويشترط فقره ألن لفظوسهم لليتامىيستوعب للضرورة ) (وسهم البن السبيل( الشاملين للفقراء )وسهم للمساكيناليتيم يشعر بالحاجة )

Page 65: شرح التحرير

وقد مر بيان الثالثة في الباب السابق، ويشترط في الجميع اإلسالم.باب الكفارة

كفارة( أربعة )هيمأخوذة من الكفر بفتح الكاف وهو الستر ألنها تستر الذنب ) ( وخصاليمين( كفارة )جماع نهار رمضان عمدا، و( كفارة )قتل، و( كفارة )ظهار، و

وواجب الثالثالثالثة األول مرتبة والرابعة مرتبة مخيرة كما بينت ذلك بقولي ) والذين يظاهرون من} ( قال تعالى في األولى:األول إعتاق رقبة مؤمنة

} ( اآلية وفي الثانية:3)سورة المجادلة/ {نسائهم )سورة {ومن قتل مؤمنا خطأ ( اآلية وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الثالثة92النساء/

لرجل قال له وقعت على امرأتي في رمضان: "هل تجد ما تعتق رقبة" قال ال، قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين" قال ال، قال: "فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا" قال ال، ثم جلس فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر

فقال: "تصدق بهذا" قال على أفقر منا فوالله ما بين البتيها أهل بيت أحوج إليه منا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال: "اذهب فأطعمه أهلك"

رواه الشيخان ، وفي رواية ألبي داود "فأتى بعرق فيه تمرة قدر خمسة عشر صاعا" وتقييد الرقبة بالمؤمنة ثابت في الثانية بآياتها وفي غيرها بالحمل عليها

( ليقوم بكفايته فيتفرغ للعبادات ووظائف األحرارسليمة من عيب يخل بالعمل) فيأتي بها تكميال لحاله وهو مقصود العتق والعاجز عن العمل ال يتأتى له ذلك فال

يحصل بإعتاقه مقصو العتق فال يجزئ زمن وال فاقد رجل أو خنصر وبنصر من يد أو أنملتين من إصبع غيرهما أو أنملة من إبهام يد ويجزئ صغير وأقرع ومريض يرجى

وينقطع التتابع( لما مر )صوم شهرين متتابعين( إن عجز عن الرقبة وجب )فـبرؤه ) ( كسفر ومرض فيجب االستئناف ولو كان اإلفطار في اليومباإلفطار ولو بعذر

( كنفاس فال ينقطع التتابعإال نحو حيضاألخير، وتعبيري بذلك أعم مما عبر به ) لضرورة من بها ذلك لإلفطار ومحله إذا لم يكن لها عادة تخلو فيها المدة عن

( إن عجز عن صوم الشهرين وجبفـالحيض والنفاس وإال فينقطع بهما التتابع ) إطعام ستين مسكينا)

إال القتل فال( المجزئ في الفطرة )من غالب قوت البلد( لما مر )مد( منهم )لكل ( اقتصارا على الوارد فيه وحمل المطلق على المقيد إنما يكون فيإطعام فيه

األوصاف ال في األصول ومحل ذلك في الحياة فلو مات قبل الصوم أخرج عن كل ( وهيوواجب األخيرةيوم مد لكن ال بدال بل فدية كما إذا فات صوم رمضان )

من غالب قوت البلد أو( لكل منهم مد )إطعام عشرة مساكينكفارة اليمين ) ( مما يعتاد لبسه كعرقية ومنديل ولو ملبوسا لم تذهب قوته أو لم يصلحكسوتهم

فكفارته إطعام عشرة} ( آلية:مؤمنة( بقيد زدته بقولي )أو تحرير رقبةللمدفوع له )

Page 66: شرح التحرير

( إن عجز عن ذلك وجبفـمع ما مر من حمل المطلق على المقيد ) {مساكين قة( إلطالق اآلية وألنه لما خفف هنا بقلة العدد خففصوم ثالثة أيام ولو متفر)

بالتفرقة، وأما قراءة فصيام ثالثة أيام متتابعات وإن كانت شاذة والشاذ كخبرالواحد في وجوب العمل فلم تثبت أي لم تستقر لكونها نسخت.

"تتمة": لو عجز عن خصال الكفارة استقرت في ذمته فإذا قدر على خصلة فعلها.باب الفدية

لحمل أو( من الصوم في رمضان )إلفطار( يجب )األول: مد( النوع )هي ثالثة أنواع) وعلى الذين يطيقونه} ( أي للخوف على الولد فيهما أخذا من ءايةرضاع ( قال ابن عباس: إنها184)سورة البقرة/ {فدية

نسخت إال في حق الحامل والمرضع، رواه البيهقي عنه، وتستثنى المتحيرة فال فدية ( لشخص بأن لم يطق من قام به الصوم ومثله مرض ال يرجىأو كبرعليها للشك )

( لخبر: "منرمضان بال عذر إلى رمضان ءاخر( قضاء صوم يوم من )وتأخيربرؤه ) أدرك رمضان فأفطر لمرض ثم صح ولم يقضه حتى أدركه رمضان ءاخر صام الذي

أدركه ثك يقضي ما عليه ثم يطعم عن كل يوم مسكينا" رواه الدارقطني والبيهقي ، لكن ضعفاء ويتكرر بتكرر السنين، أما تأخيره بعذر كأن استمر مسافرا

( واحدة أو بعضهاوإزالة شعرةأو مريضا حتى دخل رمضان ءاخر فال فدية عليه ) ( بحج أو عمرة إال ما يضر بقاؤه كظفرفي اإلحرام( واحد أو بعضه )وتقليم ظفر)

منكسر أو شعرة بعينه أو قريب منها، وتعبيري باإلزالة أعم من تعبيره بالنتف حصاة من الجمار وقطع( ترك رمي )أو( بال عذر )وترك مبيت ليلة من ليال منى)

( أيوقيمته( أو من صيد غيره في اإلحرام )صيده( من )شئ من نبات الحرم أو ( فإن لم تساوه بأن نقصت عنه أو زادت عليه وجب أقل منه أوقيمة المدالشئ )

( من زيادتي كموت من عليه صوم يوم فيخرج عنه مد وكنذروغيرهاأكثر بحسبه ) (إلزالة شعرتين( يجبان )الثاني مدانصوم الدهر إذا أفطر ناذره يوما عمدا. النوع )

( إال أن يضر بقاؤهما ومحلفي اإلحرام( أو بعضهما )أو ظفرينأو بعضهما )

إيجاب المد أو المدين في الشعر والظفر إذا اختار الدم، فإن اختار الطعام ففي واحد منهما صاع وفي اثنين صاعان، أو الصوم ففي واحد صوم يوم وفي اثنين

(وقيمتهما( حرمية )وقطع شجرة( حرمي أو في اإلحرام )وقتل صيدصوم يومين ) ( من زيادتي كتقليم ظفرينوغيرها( نظير ما مر )قيمة المدينأي قيمة كل منهما )

أو بعضهما في اإلحرام إال أن يضر بقاؤها، وترك مبيت ليلتين من ليالي منى أو رمي (ووطء( حرمي أو في اإلحرام )الثالث دم لقتل صيدحصاتين من الجمار، النوع )

وتقليم( دفعة واحدة )وإزالة شعراتمن محرم بعد اإلفساد أو التحلل األول ) ( إذا لم يعد إليه قبل تلبسهوتطييب ولبس وترك إحرام من الميقات( كذلك )أظفار

Page 67: شرح التحرير

( تركالرمي أو( ترك )مبيت ليال منى أو( ترك )طواف وداع أو( ترك )أوبنسك ) ( ففي الكبيرة بقرة وفيوقطع شجرة حرمية( وهذا من زيادتي )مبيت بمزدلفة)

( إن لم يكن المتمتع والقارن بوطء ففيه بدنة وتقييدوتمتع وقرانالصغيرة شاة ) ( وهذاوتدهن لشعر في اإلحراماألصل بإفساد الحج مثال فإفساد العمرة كذلك )

من زيادتي، وسيأتي بيان أنواع هذه الدماء في مبحث الحج والعمرة.

كتاب الصوم

( صوما أي26)سورة مريم/ {إني نذرت للرحمن صوما} هو لغة: اإلمساك ومنه: صمتا، وشرعا: إمساك عن المفطر على وجه مخصوص، واألصل فيه قبل اإلجماع

فمن شهد منكم} ( وقوله:183)سورة البقرة/ {كتب عليكم الصيام} قوله تعالى: إسالم وعقل( أربعة أشياء ( )شرط صحته( )185)سورة البقرة/ {الشهر فليصمه

( وهذا عده األصل من فروضه اآلتيةوعلم بالوقت( كنفاس )ونقاء من نحو حيض وعبر عنه بالعلم بالشهر فال يصح صوم كافر وال مجنون وال مغمى عليه لم يفق

( ثالثةوشرط وجوبهلحظة نهاره وال نحو حائض وال من جهل دخول وقت الصوم ) ( للصوم، فال يجب على كافر أصلي بمعنى أنه الإسالم وتكليف وإطاقةأشياء )

يطالب به كالمسلم وإال فهو مخاطب بفروع الشريعة على األصح، وال على صبي ومجنون ومغمى عليه وسكران، وال على من ال يطيقه لكبر أو مرض ال يرجى برؤه ويلزمه لكل يوم مد كما مر )وفرضه( أي ركنه ثالثة أشياء )نية ليال( لكل يوم لخبر: "من لم يبيت الصيام قبل الفجر فال صيام له" رواه الدارقطني وقال رجاله ثقات،

وهذا في صوم الفرض وأما في صوم النفل فيكفي فيه نية بالنهار قبل الزوال وترك( كالعاقد في البيع وهذا من زيادتي )وصائمبشرط انتفاء الموانع قبلها )

( منمفطر

فرض ونفل ومكروه وحرام( أي الصوم أربعة أشياء )وجميعهتناول طعام وغيره ) (ما يجب تتابعه: وهو صوم رمضان وكفارة ظهار و( أحدها )فالفرض ثالثة أنواع

(و( وصوم نذر شرط فيه تتابع )جماع نهار رمضان عمدا( كفارة )قتل وكفارة ) ( يفرقما يجب تفريقه: وهو صوم تمتع وقران وفوات نسك وترك واجب فيهثانيها )

نذر شرط فيه( صوم )وفيها بين الثالثة والسبعة، والثالثة األخيرة من زيادتي ) وهو قضاء رمضان( أي التتابع والتفريق )ما يجوز فيه األمران( ثالثها )تفريق و

وكفارة يمين وفدية حلق أو صيد أو شجر أو لبس( بنسك )وكفارة جماع في إحرام ( )وصومأو تطيب أو إحصار أو تقليم أظفار أو دهن شعر رأس أو لحية في إحرام

والمؤكد منه( ألن االستكثار منه مطلوب )كثير( من الصوم )والنفلنذر مطلق. ) ( ألنه صلى الله عليه وسلم كان يتحرىخمسة عشر: صوم االثنين والخميس

صومهما وقال: "تعرض األعمال فيهما فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" رواه ( ذو القعدة وذو الحجةوعشر المحرم واألشهر الحرمالترمذي وغيره )

Page 68: شرح التحرير

والمحرم ورجب لشرفها ولألمر بصومها في خبر أبي داود وغيره، وأفضلها ( يوموالمحرم لخبر مسلم : "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" )

( لغير الحاج وهو تاسع ذي الحجة ألنه صلى الله عليه وسلم سئل عن صومعرفة) وتسع ذييوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والمستقبلة" رواه مسلم )

(وعاشوراء( وهو تاسع المحرم )وتاسوعاء( لإلتباع، رواه أبو داود وغيره )الحجة وهو عاشره ألنه صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه فقال: "يكفر السنة

الماضية" وقال: "لئن عشت إلى قابل ألصومن التاسع" فمات قبله، رواهما مسلم ( لخبر الصحيحين : "أفضل الصيام صيام داود كان يصوموصوم يوم وفطر يوم)

( ألمره صلى الله عليه وسلم عبد اللهوصوم يوم وفطر يومينيوما ويفطر يوما" ) ( لإلتباع،وصوم يوم ال يجد فيه ما يأكلهبن عمرو بن العاص بذلك، رواه الشيخان )

( لخبر الصحيحين : قالت عاشة كان النبي صلىشعبانرواه مسلم )و( صوم ) الله عليه وسلم يصوم حتى نقول ال يفطر

ويفطر حتى نقول ال يصوم وما رأيته استكمل صيام شهر قط إال رمضان وما رأيته ( لخبرستة أيام من شوال( صوم )وفي شهر أكثر منه صياما في شعبان" )

( صومومسلم : "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" ) ( وهي الثالث عشر وتالياه لألمر بذلك، رواه النسائي وغيرهالبيض( الليالي )أيام) ( وهي الثامن والعشرون وتالياه، وهذا من زيادتيالسود( الليالي )أيام( صوم )و) صوم المريض والمسافر والحامل والمرضع والشيخ الكبير إذا( منه )والمكروه)

والتطوع بصوم وعليه( وقد يفضي ذلك إلى التحريم )مشقة شديدة( منه )خافوا ( منه فاته بعذر ألن تقديم الفرض أهم بل إذا ضاق وقته حرم التطوع،قضاء فرض

وإفراد يوم جمعة أو سبت أو أحدوتعبيري بالفرض أعم من تعبيره بصوم رمضان ) ( للنهي عنه في األولين رواه في األول الشيخان وفي الثاني الترمذيبصوم

وحسنه، ولتعظيم اليهود ليوم السبت والنصارى األحد وذكره من زيادتي وكذا عرفة للحاج( يوم )وصوم الدهر لمن خاف به ضررا أو فوت حق وصومقولي: )

( وجعله األصل مكروها وهو معخالف األولى

دليله ضعيف، وبالجملة يسن فطره للحاج لإلتباع، وليقوى على الدعاء. ( ولو من متمتعأيام التشريق( صوم )و( للنهي عنه )صوم العيدين( منه )والحرام)

وصوم حائضلخبر مسلم : "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى" ) ( وهو يوم الثالثين من شعبان إذا تحدثيوم الشك( صوم )و( لإلجماع، )ونفساء

الناس برؤيته ولم يشهد بها أحد أو شهد بها عدد من صبيان أو عبيد أو فسقة، وذلك لخبر مسلم : "من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم"

( وإال كأن يكون عليه صومبال سببرواه الترمذي وغيره وصححوه، هذا إذا صامه ) أو وافق عادة له فال يحرم بل يجب أو يسن كنظيره في الصالة في األوقات

( لخبر: "إذا انتصف شعبان فال صيامالنصف الثاني من شعبان( صوم )والمكروهة )

Page 69: شرح التحرير

إال أن يصله بما قبله أوحتى يكون رمضان" رواه الترمذي وقال حسن صحيح، )( كقضاء وموافقة عادة فال يحرم بل يجب أو يسن.يصومه لسبب

باب ما يفسد الصوم

جوفه ولو بحقنة( من منفذ )وهو وصول عينوإن علم بعضه مما مر )

ن لكم} ( لقوله تعالى:أو ماء مضمضة أو استنشاق بمبالغة وكلوا واشربوا حتى يتبي (، وللنهي عن187)سورة البقرة/ {الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر

المبالغة في الصوم، بخالف ما لو وصل بال مبالغة لتولده من مأمور به بغير اختياره، وخرج بالعين األثر فال يضر وصول ريح بالشم إلى دماغه، وال وصول الطعم بالذوق إلى حلقه، وبالمنفذ غيره فال يضر االكتحال وإن وجد به طعم الكحل في الحلق، وال

وصول الدهن إلى الجوف بتشرب المسام، وبالجوف ما لو طعن فخذه مثال، أو ( من زيادتي، وإن تيقن أنهواستقاءةداوى جرحه فوصل ذلك إلى المخ أو اللحم )

( المني بلمس بشرة بشهوة، كالوطء بالوإنزاللم يعد من القيء شئ إلى الجوف ) ( أو بمس بال شهوة، أو ضم امرأة إلىإال في نوم أو بنظر أو فكرإنزال بل أولى )

نفسه بحائل، فال يفسد اإلنزال بشئ منها الصوم النتفاء المباشرة أو الشهوة ( منواختياره وعلم بتحريمه( كله )مع تعمد ذلك( قبل أو دبر )ووطء في فرج)

زيادتي لثبوت بعض ذلك بالنص وبعضه باإلجماع، فال يفسده شئ من ذلك مع ( أي كالوطء فيهوالوطء في دبر كقبلنسيان أو إكراه أو جهل بالتحريم للعذر، )

( لخبر: "إن الله ال يستحي من الحق ال تأتوا النساءإال في حلفي سائر أحكامه ) ( للزوج األول احتياطا له،تحليل( في )وفي أدبارهن" رواه الشافعي وصححه )

(و( ألنه فضيلة فال تنال بهذه الرذيلة )تحصين( في )وولخبر ورد في الصحيحين ) أنه ال يسقط به الطلب في( في )و( إذ ال يحصل بذلك مقصود الزوجة )عنةفي ) أن البكر ال تصير به( لذلك )و( في )اإليالء

( في االستئذان بالنطق، وعدم اإلجبار في النكاح، وجعل الزفاف ثالث ليالكالثيب ( من زيادتي أي غير المذكورات كالمفعول به ال يرجمغيرها( في )ولبقاء البكارة )

بل يجلد ويغرب وإن كان محسنا، وكما لو وطئ المشتري البكر في قبلها ثم ظهر بها عيب ال ترد، أو وطئها في دبرها فله ردها، وتركت من كالمه أنه ال يجب الغسل أي إعادته بخروج المني منه، بخالف خروجه من القبل فإن فيه تفصيال، ألن وجوب

ويجب معإعادة الغسل ثم ليس لخروج مني الواطئ بل لخروج مني الموطوء ) (بجماع أثم به للصوم( في رمضان )الكفارة على من أفسد صومه( للصوم )القضاء

هو أولى من قوله عمدا، فال كفارة على من أفسده بغير جماع، أو بجماع في غير رمضان كنذر وقضاء ألن النص إنما ورد في إفساد صوم رمضان بجماع، وال على

( يجب مع القضاءومسافر أفطر بالزنا ألن إثمه ليس للصوم بل له مع الزنا ) (و( لتعديه باإلفساد )على متعمد فطر( ال في غيره )في رمضان( للصوم )اإلمساك)

على ) ( أيمن تسحر ظانا بقاءه( على )و( في الفرض لتقصيره )تارك النية ليال

Page 70: شرح التحرير

من بان له يوم( على )و( فيهما لذلك )أو أفطر ظانا الغروب فبان خالفهالليل ) ( علىو( ألنه كان يلزمه الصوم ولو علم حقيقة الحال )ثالثي شعبان أنه من رمضان

( من مضمضة أو استنشاق لتقصيره بها، بخالفمن سبقه ماء المبالغة فيما مر) صبي بلغ مفطرا ومجنون أفاق وكافر أسلم ومسافر ومريض زال عذرهما بعد

الفطر ال يجب عليهم اإلمساك إذ ال تقصير منهم ثم الممسك ليس في صوم فلو ارتكب محظورا كالجماع ال شئ عليه سوى اإلثم.

( لإلجماع ولخبر الصحيحينواجب مع القضاء وهو لحائض ونفساء( ستة: )هو أنواع) وجائز مع وجوبعن عائشة: "كنا نؤمر بقضاء الصوم وال نؤمر بقضاء الصالة"، )

( سفر قصر. أما الجوازومسافر( خاف مشقة شديدة، )القضاء وهو لمريض فمن كان منكم مريضا}فلإلجماع ولخوف الضرر. أما وجوب القضاء فلقوله تعالى:

وموجب، ){فعدة من أيام أخر} (، أي فأفطر184)سورة البقرة/ {أو على سفر ( كاإلفطار إلنقاذ مشرف علىاإلفطار لخوف على غيره( اثنان )للفدية والقضاء وهو

غرق، وإفطار حامل أو مرضع خوفا على الولد وإن كان ولد غير المرضع. أما وجوب الفدية فلما مر في بابها. وأما وجوب القضاء فكاإلفطار للمرض، ويستثنى

من ذلك المتحيرة فال فدية عليها إذا أفطرت لشئ مما ذكر، فإن أفطر لخوف على (حتى يأتي( مع إمكانه )رمضان( شئ من )وتأخير قضاءنفسه فال فدية كالمريض، )

( لما مر في باب الفدية مع عجزه عن الصوم، ومثله مريض ال يرجىءاخررمضان ) ( وناس للنيةوهو لجمع كمغمى عليه( أي موجب للقضاء دون الفدية )وعكسهبرؤه )

ومتعد بفطره بغير جماع تداركا لما فات، وألنه لم يرد نص بوجوب الفدية عليهم واألصل عدمه، وألن اإلغماء مرض بدليل جوازه على األنبياء عليهم الصالة والسالم

وغير موجبدون الجنون، وتعبيري بما ذكر أولى من اقتصاره على المغمى عليه، )( لعدم تكليفه.لشئ منهما وهو لمجنونباب ما يكره في الصوم

( وقد تحرم فإن شتمه أحد فليقل إنيمشاتمة( عشرة على ما يأتي )وهوأي ألجله ) ( لمن قصده ورأى أن فيه فضيلة لخبر الصحيحين : "ال تزالوتأخير فطرصائم )

(ومضغ علكأمتي بخير ما عجلوا الفطر"، زاد اإلمام أحمد : "وأخروا السحور"، ) بكسر العين وهو ما يمضغ ألنه يجمع الريق فإن ابتلعه أفطر في وجه، وإن ألقاه

عطشه قال ابن الرفعةة وال فرق بين علك الخبز وغيره إال أن يكون له ولد مثال ال ( لخبرواحتجحام وحجم( خوف الوصول إلى حلقه، )وذوق طعامماضغ له غيره )

البخاري : "أفطر الحاجم والمحجوم"، قال البغوي: أي تعرضا لإلفطار المحجوم للضعف والحاجم ألنه ال يأمن أن يصل شئ إلى جوفه بمص المحجمة، وما ذكر من

كراهة االحتجام هو ما جزم به في "الروضة"،

وجزم في أصلها في موضع، و"المجموع" بأنه خالف األولى، قال اإلسنوي: وهو

Page 71: شرح التحرير

المنصوص وقول األكثرين فلتكن الفتوى عليه اهـ. وفي معنى االحتجام االقتصاد ( وإال حرمت لخبر البيهقي بإسناد صحيح: "أنه صلىلم تحرك شهوة( إن )وقبلة)

الله عليه وسلم رخص في القبلة للشيخ وهو صائم ونهى عنها الشاب، وقال: الشيخ يملك أربه والشاب يفسد صومه"، وما ذكر من كراهتها لمن لم تحرك شهوته هو ما

حكي عن نص "األم"، والذي جزم به الشيخان، وحكاه صاحب "المهذب" عن وسواك بعد( ألنه يضعف، )ودخول حمامالشافعي أنه خالف األولى وهو المعتمد، )

( أما النظر لما البشهوة( له التمتع به )ونظر لما يحل( ألنه يزيل الخلوف )زواليحل فحرام على الصائم وغيره.

باب ما يصل إلى الجوف وال يفطر

( للعذر واقتصر األصل على النسيان،بنسيان أو جهل أو إكراه( إليه )وهو ما وصل) واألصل فيه خبر الصحيحين : "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه

عجز عن( قد )و( به كطعام بين أسنانه )أو بجريان ريقفإنما أطعمه الله وسقاه"، ) ( لعذره، بخالف ما إذا قدر على مجهمجه

( بل لو فتح فاه عمدا حتى وصل إلىكان غبار طريق( وصل إليه و)أولتقصيره ) ( كبعوضغربلة دقيق أو ذبابا طائرا أو نحوه( كان )أوجوفه لم يفطر على الصحيح )

لمشقة االحتراز عن ذلك.باب االعتكاف

وهو لغة: اللبث خيرا كان أو شرا، وشرعا: اللبث في المسجد من شخص مخصوص بنية، واألصل في اإلجماع واألخبار كخبر الصحيحين : "أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر األوسط من رمضان ثم اعتكف العشر األواخر والزمه حتى توفاه

الله ثم اعتكف أزواجه من بعده"، وخبر البخاري : أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرا من شوال وهو سنة مؤكدة كل وقت وفي العشر األخير من رمضان ءاكد اقتداء به صلى الله عليه وسلم وطلبا لليلة القدر. وأركانه أربعة: لبث، ونية،

ومعتكف، ومعتكف فيه. وشرط المعتكف: إسالم، وعقل، وخلو عن حدث أكبر. ( وتحيةكالطواف( االعتكاف )يختصوشرك المعتكف فيه ما ذكرته بقولي: )

( لإلتباع فال يصح شئ منها في غيره، والجامع باالعتكاف أولى،بالمسجدالمسجد ) )ويفسد( في الحال مطلقا ومع ما مضى منه إن كان منذورا متتابعا بستة: مع

( من قبل أو دبر ولو خارجبوطء في فرجالعمد، واالختيار، والعلم بالتحريم ) ( للمني بلمس بشرة بشهوة إلخراجه نفسه عن أهليةوإنزالالمسجد، )

االعتكاف، بخالف ما لو أنزل بنظر أو فكر أو لمس بال شهوة أو احتالم فال يفسد به

Page 72: شرح التحرير

اعتكافه فيما مضى من المتتابع، ويفسد به في الحال بمعنى أنه ال يحسب مع وخروج من( لما مر، )وسكرالجنابة، بخالف اإلغماء فإنه يحسب معه كالنوم، )

(أو لحق تعدى بالمطل به( ال ببينة، )المسجد بال عذر، أو إلقامة حد ثبت بإقراره لتقصيره، ويفسد أيضا بغير ذلك كردة وحيض ونفاس لكن يشترط في إفساد

(وال يجوز خروجه منهاألخيرين لما مضى من المتتابع أن تخلو المدة عنهما غالبا، ) وشرب لم( وإن أمكنه فيه )إال ألشياء كأكلإذا كان اعتكافه واجبا قبل أن ينقضي )

(وقضاء حاجة( بخالف ما لو أمكن فيه ألنه ال يستحيا منه بخالف األكل )يمكن فيه وهي البول أو الغائط، وال يكلف فعلها في سقاية المسجد، وال في دار صديقه التي

بجانب المسجد بل له الخروج إلى داره إال إن تفاحش البعد إال أن ال يجد في طريقه موضعا، أو ال يليق بحاله قضاء الحاجة في غير داره وال يعدل إلى البعدى من داريه، وال يتأتى أكثر من عادته، وله التوضؤ حينئذ خارج المسجد، وله عيادة

المريض إذا لم تطل ولم يعدل عن الطريق، وله الصالة على الجنازة وضبط عدم (راتبا( المؤذن )إن كان( على منارة للمسجد قريبة منه )وأذانالطول بقدرها )

إللفه صعودها لألذان وألف الناس صوته، بخالف خروج غير الراتب لألذان، وخروج الراتب لغير األذان، أو لألذان لكن على منارة ليست للمسجد، أو له لكن بعيدة عنه

( من حيض ونفاس وجنابة لتحريم المكث بشئ منها في المسجد، فالوحدث أكبر) يقطع الخروج

له التتابع إال أن يكون في مدة تخلو عنهما غالبا )وإغماء ومرض يشق معهما اإلقامة( في المسجد وجنون كذلك كما فهم باألولى بخالف ما إذا لم يشق ذلك،

( ليست بسبب المرأة وال قدروعدةوذكر القيد المذكور في اإلغماء من زيادتي، ) الزوج العتكافها مدة، بخالف ما إذا كانت بسببها كأن علق طالقها بمشيئتها فقالت وهي معتكفة شئت، وبخالف ما إذا قدر الزوج العتكافها مدة فخرجت قبل تمامها،

( خوفو( بغير حق لعذره، )وخوف قاهر( ألن الخروج له لمصلحة المسجد، )وقيء) ( أي لصالتهاولجمعة( يخاف على البلد منه، )وقوع نفير( خوف )انهدام المسجد و)

( ألنه كان يمكنه اعتكاف في الجامع،اعتكافه( بخروجه لها )لكن يبطللئال تفوته، ) في الثانية إن( بخروجه )ودفن ميت وأداء شهادة تعينا عليه وال يبطل تتابع اعتكافه)

( وإال بطل ألنه في الشق األول لم يتحمل بداعيته بخالفهأيضا( فيها )تعين التحمل في الثاني وكدفن الميت غسله والصالة عليه وله الخروج أيضا لغسل احتالم وإن

أمكن في المسجد وإذا زال ما ذكر عاد للبناء على الفور، وبه صرح األصل في االنهدام والنفير ويقضي ما فات غير أوقات قضاء الحاجة وغير الزمن المصروف

إلى المستثنى فيما إذا استثنى وعين المدة.

كتاب النسك من حج وعمرة

Page 73: شرح التحرير

الحج بفتح الحاء وكسرها لغة: القصد، وشرعا: قصد الكعبة للنسك اآلتي بيانه، والعمرة لغة: الزيارة، وشرعا: قصد الكعبة للنسك اآلتي بيانه، واألصل فيهما قبل

( أي ائتوا بهما196)سورة البقرة/ {وأتموا الحج والعمرة لله} اإلجماع قوله تعالى: ( وهو شوالوشرط وجوب الحج إسالم وتكليف وحرية واستطاعة ووقتتأمين، )

ولله على} وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة وذلك لإلجماع ولقوله تعالى: (. فال يجب على97)سورة ءال عمران/ {الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال

كافر أصلي بالمعنى السابق في الصوم، فلو أسلم وهو معسر بعد استطاعته في الكفر فال أثر لها بخالف المرتد فإنه يستقر في ذمته باستطاعته في الردة، وال على غير مكلف كصبي، ومجنون، ومن به رق، ومن ال استطاعة له وسيأتي بيان كيفيتها، وال على من استطاع قبل وقت الحج ثم افتقر قبل مجيئه، وكذا لو افتقر بعد حجهم

العمرة( شرط وجوب )ووقبل الرجوع لمن يعتبر في حقه االستطاعة ذهابا وإيابا، ) ( فيجوز اإلحرام بها في أي وقت شاء، نعمما مر إال الوقت إذ ال وقت لها معين

يمتنع ذلك على المقيم بمنى للرمي الشتغاله بالرمي والمبيت، نص عليه الشافعي نسك إسالم وقضاء ونذر ونفل ويؤدى النسكان( أربعة )والنسك أنواعفي "األم" )

ثم( ولو في غير أشهر الحج )إفراد بأن يحج ثم يعتمر، وتمتع بأن يعتمر( ثالثة )بأوجه (يحج

(وقران بأن يحرم بهما معاولو في غير عامه، وتعبيري بما ذكر أعم مما عبر به، ) بالحج( يحرم )ثم( ولو قبل أشهر الحج )بالعمرةكما رواه الشيخان ، )أو( يحرم )

( بأن يحرم بالحج ثمويمتنع عكسه( كما رواه مسلم، )قبل شروعه في أعمالها بالعمرة ألنه ال يستفيد بإدخالها عليه شيئا بخالف إدخاله عليها يستفيد به الوقوف

وعلى كل من المتمتع والقارن دم إن لم يكن من حاضريوالرمي والمبيت، )ع بالعمرة إلى} ( قال تعالى في المتمتع المقيس به القارن:الحرم فمن تمت ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد} ( إلى قوله:196)سورة البقرة/ {الحج

( أي من الحرم ألن كل موضع ذكر الله فيهوهم من دون مرحلتين منه) {الحرام فول وجهك شطر المسجد} المسجد الحرام أراد به الحرم إال قوله تعالى:

( فإنه أراد به الكعبة، فإلحاق هذا باألأعم األغلب أولى،144)سورة البقرة/ {الحرام ومن له مسكنان قريب وبعيد فإن كان مقامه بأحدهما أكثر فالحكم له، فإن استوى مقامه فيهما وكان أهله وماله بأحدهما دائما أو أكثر فالحكم به، وإن استويا في ذلك

وكان عزمه الرجوع إلى أحدهما فالحكم له، فإن لم يكن له عزم فالحكم للذي ( من ذكرولم يعدخرج منه، فإن كان من حاضري الحرم فال دم عليه لمفهوم اآلية )

( ولو كان غير الميقات الذي أحرمإلحرام الحج إلى ميقاتمن المتمتع والقارن ) بالعمرة منه أو كان أقرب منه، فلو عاد إليه فال دم عليه النتفاء تمتعه وترفهه،

واعتمر المتمتع في)

( فلو اعتمر قبل أشهره أو فيها وحج في عام قابل فال دم عليه، ألنهأشهر حج عامه لم يجمع بينهما في األولى في وقت الحج فأشبه المفرد، وأما في الثانية فلما رواه

Page 74: شرح التحرير

البيهقي بإسناد حسن عن سعيد بن المسيب: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه (ويحرموسلم يعتمرون في أشهر الحج فإذا لم يحجوا من عامهم ذلك لم يهدوا"، )

فإن( على ما سيأتي بيانه، )من الميقات( إن كان بغير الحرم )بالعمرةالشخص ) فإن لم( ولو بخطوة، )خرج إلى أدنى الحل( هو أولى من قوله بمكة )كان بالحرم

( ألن اإلساءة بترك الميقات إنما يقتضيوعليه دم( عمرته )أجزأته( واعتمر )يخرجلزوم الدم ال عدم اإلجزاء.

( بمعنى الدخولإحرام( هو أولى من قوله "وأعمالها" أي العمرة أربعة: )وأركانها) في النسك بالنية، )وطواف وسعي( بين الصفا والمروة سبعا يحسب الذهاب مرة

( من الرأس وهذا أعم من قوله هنا وفيما يأتيوإزالة شعروالعودة أخرى، ) ( بإسكانمن الجعرانة( أي بالعمرة )أن يحرم بها( لمن بالحرم )واألفضلوالحلق، )

العين وتخفيف الراء على األفصح لإلتباع رواه الشيخان، وهي في طريق الطائف ( ألمره صلى الله عليه وسلم عائشةفالتنعيمعلى ستة فراسخ من مكة، )

باالعتمار منه وهو المكان الذي عند المساجد المعروفة بمساجد عائشة بينه وبين ( بتخفيف الياء على األفصح بئر بين جدة والمدينة على ستةفالحديبيةمكة فرسخ، )

فراسخ من

مكة، ألنه صلى الله عليه وسلم هم باالعتمار منها فصده الكفار فقدم فعله ثم أمره ثم همه كذا قال اغزالي أنه هم باالعتمار من الحديبية، قال في "المجموع"،

والصواب أنه كان أحرم بالعمرة من ذي الحليفة إال أنه هم بالدخول إلى مكة منالحديبية كما رواه البخاري.

باب أركان الحج وواجباته وسننه

( بأي جزءووقوف بعرفة( لإلجماع ولإلتباع رواه الشيخان، )إحرام( خمسة: )أركانه)ا في طلب ءابق ونحوه لخبر الترمذي وغيره: "الحج منها ولو لحظة أو نائما أو مار عرفة" وخبر مسلم : "عرفة كلها موقف"، ووقته من الزوال يوم تاسع ذي الحجة

إلى طلوع الفجر، ولو حصر غلط ال لشرذمة قليلة فوقفوا في العاشر صح ال في ( لإلجماع ولقولهوطواف إفاضةالثامن وال في الحادي عشر وال في غير المكان، )

(، ويدخل وقته بانتصاف ليلة29)سورة الحج/{وليطوفوا بالبيت العتيق} تعالى: ( مثل ما مر في العمرة لألمر به في خبر البيهقي بإسناد حسن،وسعيالنحر، )

ويعتبر ابتداؤه بالصفا ووقوعه بعد طواف اإلفاضة أو طواف القدوم ما لم يتخلل ( من الرأس لتوقف التحلل عليه كالطواف قالوإزالة شعربينهما الوقوف بعرفة، )

الرافعي: وينبغي أن يعد الترتيب الواجب هنا ركنا كما في الوضوء والصالة بأن يقدم اإلحرام على غيره ثم الوقوف على الطواف وإزالة الشعر ثم الطواف على السعي

على ما مر.

Page 75: شرح التحرير

( من الحدث والخبث كما فيطهارة( بأنواعه أربعة أشياء: )ويشترط للطواف) (وعدم تنكيسالصالة لكن لو أحدث هنا تطهر وبنى إال باإلغماء والجنون فيستأنف، )

لإلتباع مع خبر: "خذوا عني مناسككم" رواهما مسلم، بأن يجعل البيت عن يساره ويمر تلقاء وجهه على أسافل بدنه، فال يجوز جعله في مروره عن يمينه، وال تلقاء

وجهه، وال مروره على أعالي بدنه وإن جعل البيت عن يساره، ويبتدئ بالحجر األسود ويحاذيه بجميع بدنه، وليكن طوافه في المسجد خارج البيت والشاذروان،

وكونه في( كما في الصالة، )وستر عورةولو على مرتفع عن البيت كسقف، )( كما مر في االعتكاف.المسجد

وأن يستلمه في كل( بيده، )افتتاحه باستالم الحجر األسود( أي للطواف )ويسن له) ( ويضه جبهته عليه فإن عجزيقبله( أن )و( هو أولى من قوله في كل وتر، )طوفة

عن ذلك استلم باليد ثم قبلها، فإن عجز عن االستالم بها استلم بعصا أو نحوها وقبلها، فإن عجز أشار بيده أو بشئ فيها ثم قبل ما أشار به إليه ذكره في

"المجموع"، وفي الركن اليماني يستلمه ثم يقبل اليد، وال يسن للنساء استالم وال تقبيل إال عند خلو المطاف بليل أو نهار، ويراعي ذلك في كل طوفة وفي األوتار

( بأن يسرع مشيه مقارباالثالث األول( الطوفات )يرمي الرجل في( أن )وءاكد، ) ( على هينته لالتباع فيهما، رواهويمشي في األربع األخيرةخطاه )

( في جميعيضطبع( أن )ومسلم ، ويختص الرمل بطواف يعقبه سعي مطلوب ) طواف يرمل فيه، وكذا في السعي على الصحيح وهو جعل وسط ردائه تحت منكبه

األيمن وطرفيه على األيسر لإلتباع في الطواف المقيس به السعي، رواه أبو داود بإسناد صحيح، وخرج بزيادتية الرجل المرأة والخنثى فال يسن لهما الرمل وال

عند دخول( أي بالطواف )به( من الرجل وغيره )يبدأ كل( أن )واالضطباع، ) ( أو تقام لهاإال أن يجد اإلمام في مكتوبة( لإلتباع، رواه الشيخان ، )المسجد

( فيبدأ بها الأو يخاف فوت فرض أو راتبة مؤكدةالجماعة أو تكون عليه فائتة، ) بالطواف، ولو قدمت امرأة جميلة أو شريفة ال تبرز إلى الرجال أخرت الطواف

( يسنوإلى الليل، وتعبيري براتبة مؤكدة أعم من تعبيره بركعتي الفجر أو الوتر، ) ( لالتباع مع خبر : "خذوا عني مناسككم" وخبر : هللمن طاف ركعتا الطواف)

( من زيادتي، أي وغير السنن المذكورةوغيرهاعلي غيرها قال: "ال إال أن تطوع" ) كأن يمشي في طوافه فال يركب إال لعذر، فلو طاف راكبا بال عذر جاز بال كراهة،

وأن ينوي الطواف إن تعلق بنسك وإال وجبت النية، وأن يوالي بين الطوفات، وأن يقرب من البيت فإن لم يمكنه الرمل مع القرب أبعد ورمل فإن كان في البعد

نساء ال يؤمن لمسهن قرب وترك الرمل.

الشيخان عن ابن عباس أنه قال: "أمر الناس أن يكون ءاخر عهدهم بالبيت إال أنه

Page 76: شرح التحرير

خفف على المرأة الحائض" فلو طهرت قبل مفارقة مكة لزمها العود والطواف أو ( لم يفارق مكة بعد حجه فال يجب عليهأو مكيبعدها فال والنفساء كالحائض، )

( أي رمي يوم النحروالرميطواف الوداع وكذا ءافاقي حج وأراد اإلقامة بمكة، ) بما يسمى حجرا ولو من عقيق وبلور وحديد قبلوأيام التشريق كما سيأتي ) (، بخالف ما ال يسماه ممحل وزرنيخ ودنانير ودراهماستخراج حجره منه بالعالج

ونحاس وحديد بعد استخراج حجرهما منهما وسائر الجواهر المنطبعة وذلك ألنهصلى الله عليه وسلم رمى باألحجار وقال: "بمثل هذا فارموا" رواه النسائي وغيره.

( بأن يقول: "لبيك اللهم لبيك لبيك ال شريك لك لبيك إنتلبية( أي الحج )وسننه) الحمد والنعمة لك والملك ال شريك لك"، ويسن اإلكثار منها والصالة على النبي

صلى الله عليه وسلم عند الفراغ منها وسؤال الجنة واالستعاذة من النار، وتستمر التلبية إلى جمرة العقبة لكن ال تسن في طواف القدوم والسعي بعده على الجديد

( خروجالمن وقف نهارا( بعرفة بين الليل والنهار )وجمعألن فيهما أذكارا خاصة، ) ( ألنه تحية البيت فكان كتحية المسجد وإنماوطواف قدوممن خالف من أوجبه، )

( كل مرة في محله وهووشدة سعييسن لحاج أو قارن دخل مكة قبل الوقوف، ) من قبل الميل األخضر المعلق بركن المسجد على يسار الذاهب من الصفا بقدر

( األخضرين أحدهما بركن المسجد واآلخر متصل بداربين الميلينستة أذرع إلى ) العباس رضي الله عنه وذلك لالتباع رواه مسلم، ويسن أن يرقى على الصفا

والمروة قدر قامة، والواجب على من لم يرق أن يلصق عقبه بأصل ما يذهب منه ويلصق رءوس أصابع رجليه بما يذهب إليه من الصفا والمروة، ويسن أن يوالي بين

(ومرات السعي وبينه وبين الطواف، وال يشترط فيه الطهارة، وستر العورة، ) ( لالتباع رواه مسلم، وسمي محسرا ألن قيلمحسر( وادي )في بطنشدة السعي )

أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيا، وشدة السعي فيما ذكر والرقي خاصان بالرجل. يوم(: أحدها )وهي أربع( فيه )والخطب المسنونة( المسنونة في الحج )واألغسال)

(يوم النحر( الثالثة )يوم عرفة بنمرة و( الثانية )بمكة و( من ذي الحجة )السابع ( أي صالة الظهريوم النفر األول بمنى، وكلها فرادى وبعد الصالة( الرابعة )وبمنى )

( نعم إن كان اليوم يوم جمعة خطب بعد صالتهاإال التي بنمرة فقبلها وهي خطبتان) حيث وجبت )وأن يحلق الرجل ويقصر غيره( من امرأة وخنثى، وذكر حكمه من

زيادتي، فالحلق للرجل أفضل من التقصير لخبر الصحيحين : "اللهم ارحم ( أنوالمحلقين" قالوا: يا رسول الله والمقصرين؟ قال: في الثالثة: "والمقصرين" )

( إلى الخطبة التيفي كل خطبة ما بين أيديهم من المناسك( أي الخطيب )يعلمهم)

( وهزوالوقوف بالمشعر الحرامتليها ويعلمهم في الرابعة جواز النفر وتوديعهم ) جبل في ءاخر المزدلفة يقال له قزح فيذكرون الله في وقوفهم ويدعون إلى

والمبيت بمنى ليلة عرفة وءاخراإلسفار مستقبلين القبلة لإلتباع، رواه مسلم، ) ( من ليالي منى بأن ال ينفر في اليوم الثاني، ويسن إذا نفر أن يأتي المحصبليلة

فينزل به ويصلي فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيت به ثم يأتي مكة، فإذا

Page 77: شرح التحرير

فرغ من طواف الوداع وقف عند الملتزم بين الركن والباب ودعا وشرب من ماء ( بأن يقول إذا أبصر البيت: اللهم زد هذا البيتوالذكر المسنونزمزم ثم انصرف، )

تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وزد من شرفه وعظمه ممن حجه أو اعتمرها، اللهم أنت السالم ومنك السالم فحينا ربنا بالسالم، تشريفا وتكريما وتعظيما وبر

وفي أول طوافه: باسم الله والله أكبر اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يقول قبالة البيت: اللهم البيت بيتك والحرم حرمك واألمن أمنك وهذا مقام العائذ بك من النار وبين اليمانيين، ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار، وفي الرمل: اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا، وإذا رقى على الصفا والمروة قال: الله

أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أوالنا ال إله إال الله وحده ال شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو

على كل شئ قدير، ثم يدعو بما شاء دينا ودنيا ويعيد الذكر والدعاء ثانيا وثالثا، وفي ( منوغيرهاسعيه: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت األعز األكرم )

زيادتي، أي وغير السنن المذكورة كأن يكون غسل دخول مكة بذي طوى لمن مر بها، وأن يلبس الرجل رداء وإزارا أبيضين جديدين وإال فمغسولين، وتطييب البدن

قبل اإلحرام ولو للنساء، وال تضر استدامته بعد اإلحرام وال انتقاله بعرق.

)تنبيه( سنن العمرة سنن الحج إال الخطب وسائر ما يتعلق بعرفة ومزدلفة ومنى.باب محرمات اإلحرام

( أي ال197)سورة البقرة/ {فال رفث} ( آلية:هي وطءأي المحرمات بسببه ) (ومباشرة واستمناء( إن حركت الشهوة، )وقبلةترفثوا، والرفث مفسر بالوطء، )

( في بدن أو ثوب بما يسمىوتطييبلخبر مسلم : "ال ينكح المحرم وال ينكح"، ) ( أو أحدهماولبس قفازينطيبا كمسك وكافور وزعفران وورد وبنفسج ودهنهما، )

للنهي عن ذلك، رواه البخاري ، والقفاز شئ يعمل لليدين يحشى بقطن ويكون له أزرار يزر على الساعدين من البرد، وسواء في هذه المذكورات الرجل وغيره

( للنهي عنها في الصحيحين ،ولبس الرجل مخيطا وعمامة وقلنسوة وبرنسا وخفا) ( لمأكول بري وحشي أو متولد منه ومن غيره وكذا وضع اليد عليه بشراءواصطياد)

(96)سورة المائدة/ {وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما} أو غيره قال تعالى: )سورة {ال تقتلوا الصيد وأنتم حرم} ( مما ذكر قال تعالى:وقتل صيدأي أخذه، )

(، )وداللة عليه وأكل95المائدة/

( لقوله صلى الله عليه وسلم لما عقر أبو قتادة وهو حالل األتان: "هلما صيد له منكم أحد أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها" قالوا: ال، قال: "فكلوا ما بقي من

وتقليم( من رأس أو غيره ولو شعرة واحدة )وإزالة شعرلحمها" رواه الشيخان )ه} ( أو بعضه قال تعالى:ظفر )سورة {وال تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محل

Page 78: شرح التحرير

( وقيس بشعر الرأس شعر باقي الجسد، وبالحلق غيره، وبإزالة الشعر196البقرة/ إزالة الظفر بجامع الترفه في الجميع، وتعبيري بإزالة الشعر أعم من تعبيره

( بدهن ولو غير مطيب كزيت وسمن ودهن لوزودهن شعر رأس أو لحيةبالحلق، ) لما فيه من التزين المنافي لخبر: "المحرم أشعث أغبر" أي شأنه المأمور به ذلك،

فإن كان إتالفا كحلق شعر وقتل( أي أو جاهال بتحريمه )فإن فعل شيئا منها ناسيا) ( ألن ضمان اإلتالف ال يختلف بذلك، نعم صحح في "الروضة"صيد وجبت الفدية

( تجب الفديةتمتعا كلبس وتطيب فال( كان )أوعدم وجوب الفدية على المجنون ) النتفاء الحرمة فيه مع كونه ليس إتالفا فأما العامد العالم بالتحريم فعليه الفدية

مطلقا لما سيأتي، فإن احتاج إلى فعل شئ من ذلك لدواء أو حر أو برد أو نحوها جاز ولزمته الفدية، نعم ال فدية في قطع ما نبت من الشعر في العين أو غطاها، أو انكسر من الظفر، وال في وطء جراد عم المسالك، وال في صدي قتله دفعا لصياله،

أو خلصه من فم هرة مثال ليداويه فمات أو باض في فراشه ولم يمكنه دفعه إال بالتعرض لبيضه.

( من النسكباب التحلل)

( منأحدها: أن يكون بتمام األفعال( وإن عدها األصل ستة )أوجه( أربعة )وهو على) (تمام العمرة لمن أحرم بحج قبل أشهره( أي من هذا الوجه )ومنهحج أو عمرة ) ( وتعبيري بالنسك هنا وفيما يأتي أعمتمام نسك أفسده( منه أيضا )والنعقاد عمرة )

رمي وطواف متبوع( ثالثة )باثنين من( في حجه )فإن أتىمن تعبيره بالحج، ) ( ما حرم باإلحرامحل له( من رأسه هو أعم من قوله: والحلق )بسعي وإزالة شعر

( كقبلة ومباشرة بشهوة، روى النسائي بإسناد جيدغير نكاح ووطء ومقدماته) ( بعدبالثالث( له )ويحلخبر: "إذا رميتم الجمرة فقد حل لكم كل شئ إال النساء" )

الثاني: أن( أي بقية محرمات اإلحرام وهي النكاح والوطء ومقدماته )البقيةاالثنين ) ( وبال رمي ومبيت، وخرج بالحج العمرةيحرم بحج فيفوته فيتمه بال وقوف بعرفة

التحلل بعذر( بنسك )الثالث: أن يشترط في إحرامهألنها ال تفوت أبدا كما سيأتي ) ( عند وجود ذلك ولو بعد الوقوف وإنفيتحلل( وضالل طريق )كمرض وفراغ نفقة

قيد األصل

بكونه قبله، روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها: "أردت الحج" فقالت: والله

ما أجدني إال وجعة، فقال: "حجي واشترطي وقولي اللهم محلي حيث حبستني" ويقاس بالحج العمرة، ولو قال: إذا مرضت فأنا حالل صار حالال بنفس المرض من

( أي للمنع من إتمام نسكه وإن علم أنه الالرابع: أن يتحلل لإلحصارغير تحلل ) يتخلص به من اإلحصار أو لم يخف الفوت كأن أحصر عن الطواف ولو بعد دخول

)سورة {فإن أحصرتم} مكة )بذبح( أي بذبح ما يجزئ في األضحية قال تعالى: ( رأسه،فإزالة شعر) {فما استيسر من الهدى}( أي وأردتم التحلل196البقرة/

Page 79: شرح التحرير

( فيهما الحتمالهما غير التحلل والترتيب المفاد بالفاءونية تحللوهذا من زيادتي )ه} مستفاد من قوله تعالى: )سورة {وال تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محل

(، فإن فقد ما يذبحه أخرج بدله بقيمته طعاما فإن عجز صام عن كل196البقرة/ مد يوما وله التحلل في الحال بإزالة الشعر والنية من غير توقف على الصوم

( فلو كانإال طريق واحد( إلى مكة )إن لم يكن لهلطول زمنه فاغتفر تأخيره هذا ) له ءاخر لزمه سلوكه وإن فاته الحج وال يتحلل إال بعمل عمرة وال قضاء في األصح، ويشترط أيضا أن ال يتيقن زوال اإلحصار في وقت الحج وفي ثالثة أيام من العمرة

( وهو من زيادتي،واإلحصار يكون بعدو أو بمنع والد أو سيد أو زوجقاله الماوردي، ) ( ومحل ذلك إذامعسر عجز عن إثبات إعساره( بقيدين زدتهما بقولي )أو غريم)

أحرم الممنوع بغير إذن من له منعه.

باب جزاء الصيد

( ولواصطياده( للمحرم كغيره )صيد بحر يحل( أحدهما: )هو نوعانبمعنى المصيد ) ( )و( ثانيهما:96)سورة المائدة/ {أحل لكم صيد البحر} في الحرم قال تعالى:

( وهو ما يرادقتله ويضمنه( أي للمحرم )أحدها: يحل له( أربعة )صيد بر وهو أنواع) لضرورة جوع، الثاني: يحل قتله بال ضمان وهو ذو سم وحدأة وغراب وكلب القتله )

وكل سبع عاد وصيد صائل أو مانع من( هو أعم من قوله: والكلب العقور )نفع فيه ( بهالثالث: ال يحل قتله وال يضمن( ويسن للمحرم وغيره قتل المؤذيات )الطريق

إال ما تولد من مأكول وحشي وغير وحشي أو في( وال هو مما مر )وهو ما ال يؤكل) (بمثله خلقة( أي يضمنه قاتله محرما كان أو في الحرم )أصله وحشي فيضمن

( فيهمافبقيمته على التخيير( أي وإن لم يكن له مثل )إن كان له مثل وإالتقريبا ) وفي حمار( لقضاء عمر وغيره فيها بذلك، )ففي نعامة بدنةكما سيأتي بيانه، )

( فقد قضى بهابقرة( بكسر العين وهو األروى أي تيس جبلي )وحش وبقره ووعل في األولين ابن عباس وغيره

وقيس بهما الوعل وعلى تفسيره بما ذكر فاألنسب أن يقال وفي الوعل تيس وإن ( فقد حكم النبي صلى اللهوفي ضبع وظبي كبشجاز فداء الذكر باألنثى وعكسه، )

عليه وسلم في الضبع بكبش، وحكم ابن عوف وسعد في الظبي بتيس أغبر ( لقضاء عمروفي غزال عنز وفي أرنب عنتقفالمراد بالكبش في الظبي التيس )

فيهما بذلك، والعناق أنثى المعز إذا قويت ما لم تبلغ سنة قاله النووي في تحريره، وفي ثعلبوقال في "الروضة" كأصلها: إنها أنثى المعز من حين تولد حتى ترعى، )

( كما روي عن عمر رضي الله عنه،وفي ضب جدي( كما روي عن عطاء، )شاة ( لقضاء عمر فيه بذلك، واألنثى جفرة وهي أنثى المعز إذا بلغتوفي يربوع جفر)

أربعة أشهر وفصلت عن أمها، والمراد بها هنا ما دون العناق إذ األرنب خير من وفيما( لقضاء الصحابة فيه بها )وهو ما عب شاة( كيمام )وفي نحو حماماليربوع، )

( وهو طائر باطن جناحيه أسود وظاهرهماكدراج( أي من نحو الحمام )هو أكبر منه

Page 80: شرح التحرير

(وكروانأغبر على خلقة القطا إال أنه ألطف منه، وفي اللباب بدله كدجاج حبشي ) ( مما ال نقلوما عدا ذلك( إذ ال مثل له )قيمتهوهو طائر يشبه البط ال ينام الليل )

( فقيهان فطنان.يحكم بمثله عدالنفيه )باب رمي الجمار

يدخل وقت رمي جمرة العقبةأي الحصى إلى الجمرات الثالث اآلتية: )

( لمن وقف وإال فال بد من تقديم الوقوف واألفضل أن يرمييوم النحر بنصف ليلته ( أي شمس يوم النحرويمتد وقت االختيار إلى غروب شمسهبعد طلوع الشمس )

( خالفا لما صححه األصلالجواز إلى ءاخر أيام التشريق( وقت )ووهذا من زيادتي ) ويدخل وقت رمي أيام التشريقمن أنه يمتد إلى غروب الشمس يوم النحر )

( أي رمي كل يوم بزوال شمسه لالتباع، رواه مسلم ، ويسن الرمي قبلبالزوال صالة الظهر، ويمتد وقت اختيار رمي كل يوم إلى غروب شمسه ووقت الجواز إلى

ءاخر أيام التشريق، فلو رمى ليال أو نهارا ولو قبل الزوال كان أداء والمتروك ( منهاوعدد المرمي سبعون حصاة يوم النحريتدارك سابقا على وظيفة الوقت )

في جمرة العقبة وفي كل يوم من أيام التشريق إحدى( بسبع رميات )سبع) ويجب ترتيبها بأن يبدأ بالتي تلي مسجد( بسبع رميات )وعشرون لكل جمرة سبع

( ويقف بعد كلثم الوسطى ثم جمرة العقبة( وهي أوالهن من جهة عرفات )الخيف من األولى والثانية ويدعو بقدر سورة البقرة.

باب مواقيت النسك

ميقات أهل المدينة ذو الحليفةالمكانية من حج وعمرة فهو أعم من تعبيره بالحج ) الحجاز قرن وأهل( نجد )وأهل الشام ومصر والمغرب الجحفة وأهل نجد اليمن و

( وكل من مر بمكان من المذكوراتتهامة اليمن يلملم وأهل العراق ذات عرق (وكلها منصوصةحكمه حكم أهله، ومن مسكنه بين مكة والميقات فميقاته مسكنه )

أي منصوص عليها، روى الشيخان عن ابن عباس قال: "وقت رسول الله صلى الله عليه وسلك ألهل المدينة: ذا الحليفة، وألهل الشام" زاد الشافعي رضي الله تعالى عنه ومصر والمغرب. الجحفة، وألهل نجد: قرنا، وألهل اليمن: يلملم وقال: "هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة، فمن كان دون ذلك فم حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة" وروى أبو داود وغيره بإسناد صحيح أنه صلى الله عليه وسلم وقت ألهل العراق ذات عرق، فهو ثابت بالنص وهو ما

صححه في "الشرح الصغير"، و"المجموع"، وقيل ثابت باجتهاد عمر رضي الله عنه، وصححه األصل كالرافعي في "شرح المسند" والنووي في "شرح مسلم"، وحمله

(وإحرامهفي "المجموع" على أن عمر لم يبلغه النص فقاله باجتهاده فوافق النص )أي أهل العراق

Page 81: شرح التحرير

( من إحرامهم من ذات عرق لالحتياط،أفضل( أي قبل ذات عرق )من العقيق قبله) وذو الحليفة على ستة أميال من المدينة وبينه وبين مكة نحو عشر مراحل،

والجحفة ويقال لها مهيعة قرية كبيرة بين مكة والمدينة قيل على نحو ثالث مراحل من مكة، والمعروف المشاهد ما قاله الرافعي أنها على خمسين فرسخا منها وقد خربت، وقرن بإسكان الراء بينه وبين مكة مرحلتان ويقال له قرن المنازل، وتهامة بكسر التاء بلد وقيل ما نزل عن نجد إلى بالد الحجاز، ويلملم بالصرف وتركه جبل من جبال تهامة على مرحلتين من مكة، وذات عرق قرية على مرحلتين من مكة،

والعقيق واد وراء ذات عرق في جانب المشرق.باب الهدي

( بفعل حرام أو ترك واجب مما مر، وبنذر كما سيأتي في بابه،واجب( نوعان )هو) األكل منه( للمهدي )فال يجوزوإنما وجب به ألنه يسلك به مسلك واجب الشرع )

واألفضل( ويلزمه التصدق بقدر ما ينطلق عليه االسم، )ذلك( له )ومتطوع به فيجوز فكلوا منها} ( لقوله تعالى:ثلثه ويتصدق بثلثه( لألغنياء )ثلثه ويهدي( منه )أن يأكل

( أي السائل ويقال الراضي بما عنده وبما يعطى36)سورة الحج/ {وأطعموا القانع ( أي المتعرض للسؤال، وبما عبرت كاألصل36)سورة الحج/{والمعتر} بال سؤال

عبر جماعة وعبر ءاخرون بأن يأكل ثلثيه ويتصدق بثلثه، قال الشيخان ويشبه أن ال يكون اختالفا في الحقيقة لكن من اقتصر على التصدق بالثلثين ذكر األفضل أو

في( عليه )منصوص( أحدهما )ودماء النسك نوعانتوسع فعد الهدية صدقة، ) ( فديةو( كحلق، )أذى( دفع )دم تمتع، وجزاء صيد، وفدية( أربعة )الكتاب وهو

إحصار، فإن عدم المتمتع الدم فصيام ثالثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى) فمن لم يجد فصيام ثالثة أيام في الحج وسبعة إذا} ( واجب قال تعالى:أهله

(، والعبرة بالعدم في محل الذبح، فال يؤثر فيه ماله196)سورة البقرة/ {رجعتم الغائب عن ذلك المحل وال يجب عليه تحصيل الدم بأكثر من ثمن المثل، فلو فاتته

الثالثة في الحج فرق في القضاء بينها وبين السبعة بقدر تفريقه بينهما في األداء وجزاء الصيد إنوهو أربعة أيام، ومدة إمكان السير إلى وطنه على العادة الغالبة، )

( بأن يذبحه ويتصدق به على مساكين الحرمكان له مثل خير بين إخراج مثله ( علىويتصدق به( يجزئ في الفطرة )طعاما( مثال )وتقويمه بدراهم يشتري بها)

فجزاء مثل ما} ( آلية:لكل مسكين مد وأن يصوم عن كل مد يومامساكين الحرم ) )سورة {أو عدل ذلك صياما} ( لقوله تعالى:وهو صوم التعديل) {قتل من النعم

طعاما( مثال )وإن لم يكن له مثل خير بين تقويمه فيشتري بقيمته(، )95المائدة/ ( على مساكين الحرم )وأن يصوم عن كل مد يوما( كما في المثل فإنويتصدق به

انكسر مد في الشقين صام يوما ألن الصوم ال يتبعض، والعبرة في قيمة غير المثلى بمحل اإلتالف ال بمكة وفي قيمة مثل المثلى بمكة يوم اإلخراج ألنها محل

Page 82: شرح التحرير

الذبح، وحيث اعتبر

وخير فيقيمة محل اإلتالف فالمعتبر في الطعام سعره بمكة ال بذلك المحل، ) ( بصفة األضحية ويتصدق بلحمها علىاألذى كحلق وتقليم بين ذبح شاة( دفع )فدية

( منوصوم ثالثة أيام وتصدق باثني عشر مدا على ستة مساكينمساكين الحرم، ) فمن كان منكم مريضا أو به أذى}مساكين الحرم لكل مسكين مدان لقوله تعالى:

(196)سورة البقرة/ {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} أي فحلق {من رأسه ودمولألمر بذلك في خبر الصحيحين ، وقيس بالحلق القلم وبالمعذور غيره )

فإن أحصرتم فما استيسر من} ( بصفة األضحية لقوله تعالى:اإلحصار شاة ( كدمبدلها( يجب )فـ( أي وقت اإلخراج )فإن عدمها( )196)سورة البقرة/ {الهدي

( ألنه أقرب إلى الدم من الصيام الشتراكهما فيطعام بقيمتهاالتمتع وغيره وهو ) ( قياسا على الدم الواجب بتركصام عن كل مد يوما( عنه )فإن عجزالمالية )

اإلحرام من الميقات،( خمسة )وهو( يجبر تركه )وغير المنصوصمأمور به ) ( وذكر المبيت بمنى من زيادتي،والمبيت بمزدلفة وبمنى، والرمي، وطواف الوداع

( في فرج أو غيره وإن اقتصر األصلالوطء( خمسة أيضا )الثاني: الترفه وهوالنوع ) واللمس بشهوة، والقبلة،على الثاني )

( والدماء أربعة أنواع أحدها: دم ترتيب وتقدير وهو دم التمتعوالتطيب، واللباس والقران والفوات وترك واجبة من الخمسة المذكورة أوال، وثانيها: دم ترتيب وتعديل

وهو دم الوطء المفسد ودم اإلحصار، ثالثها: دم تخيير وتقدير وهو دم اللبس والتطيب ودهن لرأس أو اللحية وإبانة الشعر أو الظفر والجماع غير المفسد

ومقدمات الجماع واالستمناء، رابعها: دم تخيير وتعديل وهو دم الصيد والشجر.باب إفساد النسك

( إن كان الواطئقبل التحلل األول( في فرج من ءادمي أو غيره )يفسده الوطء))سورة البقرة/{فال رفث} متعمدا عالما بالتحريم مختارا للنهي عنه بقوله تعالى:

( والرفث الوطء كما مر، واألصل في النهي الفساد وال إفساد بوطء المشكل197 (فـ( ذكر أو أنثى لقضاء الصحابة بذلك )وفيه بدنةغيره وال بوطء غيره له في قبله )

(، فإن عدمها قوم البدنةسبع شياه( إن عدمها لزمه )بقرة فـإن عدمها لزمه ) فإنبدراهم واشترى بقيمتها طعاما وتصدق به، فإن عجز صام عن كل مد يوما )

( كما في الحلق ونحوه، وال تجب البدنةوطئ بين التحللين أو بعد اإلفساد لزمه شاة إال في هذا، وفي قتل النعامة كما علم مما مر إال أنه يعتبر فيها هنا سن األضحية

بخالفها، ثم فإنها تختلف باختالف النعامة كبرا وصغرا.

باب فوات الحج

Page 83: شرح التحرير

تحلل بعمل( بها )من فاته الوقوفال يفوت إال بفوات الوقوف بعرفة كما مر، ) وعليه( بال سعي إن كان سعى، وال يجزئ ذلك عن عمرة اإلسالم كما سيأتي )عمرة

( لما رواه مالك في الموطإ بإسناد صحيح عن عمار بن األسود أن عمرالقضاء ودم إذارضي الله عنه أفتى بذلك واشتهر في الصحابة ولم ينكروه، ووقت وجوب الدم )

( بقيد زدتهوال تفوت العمرة( كما يجب دم التمتع باإلحرام بالحج، )أحرم بالقضاء ( وإن كانت في تمتع إذ ال وقت لها معين كما مر، وخرج بمستقلةمستقلةبقولي )

ما لو كانت في قران فإنها تتبع الحج في الفوات كما تتبعه في الصحة والفسادوبذلك علم أن قوله وال تفوت العمرة وإن كانت في تمتع أو قران منعقد.

باب مكروهات النسك

من حج وعمرة فهو أولى من اقتصاره على الحج وإن كانت مكروهاته أكثر، )وهي (، ومثله العمرة أي197)سورة البقرة/ {وال جدال في الحج} الجدال( قال تعالى:

( ألنه البشهوة( لما يحل له مما يتمتع به )والنظرال مراء مع الخدم والرفقاء ) ( ألنه الهالك لكن قال في المجموعوتسمية الطواف شوطايناسب المحرم، )

المختار أنه ال يكره لتعبير ابن عباس به وألن الكراهة إنما تثبت بنهي الشرع ولم يثبت، وال يخفى أن كراهة

الجدال وتسمية الطواف شوطا ال تختص بالحج لكنها فيه أقبح كلبس الحرير في ( وإن لمالجمرة( من )أو( ألنها فرشه )وأخذ حصى الجمرات من المسجدالصالة )

( وقيل الرمى بها( قد )محل نجس والرمي بحصاة( من )أوتكن الحصاة رمى بها ) كراهة في األخيرة، والترجيح فيها من زيادتي، وذكر األصل من المكروهات صوم

( منوغيرهايوم عرفة بها واألصح أنه خالف األولى ال مكروه كما مر في الصوم ) زيادتي أي وغير المذكورات كأن يأخذ الحصى من الحل وأن يسافر إلى النسك

تعويال على السؤال، وأن يحك شعره بأظفاره، وأن يمشط رأسه ولحيته لئال ينتتف الشعر، وأن يكتحل بما ال طيب فيه مما فيه زينة كاإلثمد بخالف ما ال زينة فيه

كالتوتيا، وأن يأكل الطائف أو يشرب.باب نذر الهدي وغيره

النذر بالمعجمة لغة: الوعد بخير أو شر، وشرعا: التزام قربة غير واجبة عينا،( وقوله تعالى:29)سورة الحج/ {وليوفوا نذورهم} واألصل فيه قوله تعالى:

( وخبر البخاري : "من نذر أن يطيع الله تعالى7)سورة اإلنسان/ {يوفون بالنذر} فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فال يعصه" وخبر مسلم : "ال نذر في معصية الله

تعالى وال فيما ال يملكه ابن ءادم". والنذر نوعان: نذر لجاج وغضب كإن كلمت فالنا فلله علي عتق أو صوم وفيه كفارة يمين أو ما التزمه كما سيأتي في باب األيمان،

Page 84: شرح التحرير

ونذر

تبرر بجعله شامال لنذر المجازاة، وبعضهم جعلهما نوعين: نذر مجازاة ونذر تبرر وهو نذر مجازاة وهو ما( أحدهما: )نوعان( غير نذر اللجاج )هوما سلكته كاألصل بقولي )

( كإن شفى الله مريضي أو ذهب عني كذا فلله عليعلق بجلب نعمة أو دفع نقمة فيجب الوفاء( أي ما ال يعلق بشئ )نذر تبرر وهو بخالفه( ثانيهما: )وأو فعلي كذا، )

( الناذرثم إن عين( لخبر البخاري السابق، )عند حصول المعلق به( حاال وباألول )به كأن( أي وإن لم يعينه )وإال( عمال بتعيينه فال يجوز إبداله )المنذور ولو بنيته تعين)

( من دجاج وغيرهفال يجزئ غير نعم( ولو لم ينو شيئا )قال: لله علي أن أهدي هديا ( من النعموواجبهألن مطلق النذر يحمل على أقل ما وجب من ذلك الجنس، )

( من البدنة أو البقرةوالباقي( كما في األضحية )بقرة( سبع )شاة، أو سبع بدنة أو) ( ببيع أو إجارةمتطوع به فله األكل منه، وليس لناذر هدي تصرف فيهإذا أخرجها )

بذبح في وقته وركوبه( تصرف )إالأو أكل أو غيرها لخروجه بالنذر عن ملكه ) ( فله ذلك فإن حصل بذلك نقصوشرب لبن( إليها )للحاجة( وحمل عليه )وإركابضمنه.

( للنسكباب كيفية االستطاعة)

استطاعة بنفسه بأن يستمسك على المركوب بال مشقة( أحدهما )هي نوعان) ( ذهابا وإيابا مع إمكانيجد( أن )و( ويعتبر وجود قائد في حق األعمى، )شديدة

( وما يقتضيه الحال من محمل ونحوه إال أن يكون سفره قصيرا وهوالدابةالسير ) علفها كل( أن يجد )وقوي على المشي، وتعبيري بالدابة أعم من تعبيره بالراحلة، )

( ألن المؤنةحتى في المحال المعتاد حملها منها( وأوعيتها )مرحلة والزاد والماء تعظم بحملها لكثرتها، نعم إن قصر سفره وهو يكسب في يوم كفاية أيام لم يعتبر

( وهو القدر الالئق به في ذلكبثمن المثلوجود الزاد، والعبرة في وجود ذلك ) ( ولو ظنا في النفس والبضع والماليأمن الطريق( أن )والزمان والمكان، )

( كزوجها وعبدها وامرأتين ثقتين لتأمنيخرج مع المرأة نحو محرم( أن )وونحوها، ) على نفسها وتلزمها أجرته إذا لم يخرج إال بها، وتعبيري بذلك أعم وأولى مما عبر

االستمساك( على المركوب )استطاعة بغيره بأن لم يستمسك( ثانيهما )وبه، ) ( فاضال عن نفقة منعنه( أو يعتمر )يجد ما يستأجر به من يحج( أن )السابق و

متطوعا بذلك أو( يجد )أوتلزمه نفقته يوم االستئجار، والمعتبر أجرة المثل فأقل )( أو يعتمرمن يحج

( فلو استأجرهعني وأعطيك نفقتك( أو اعتمر )عنه بالرزق كأن يقول له حج)

Page 85: شرح التحرير

(فرضه( به )بكل ذلك عنه ويسقط( الحج أو العمرة )فيقعبالنفقة لم يصح لجهالتها )وذكرت في شرح األصل فوائد.

( بالتنوينباب)

ال( حجة اإلسالم أي أو لم يعتمر عمرته )وهو من لم يحج( بصاد مهملة )الصرورة) ( لخبر أبي داودعن غيره فلو نواه عن غيره وقع عن نفسه( وال عمرته )يصح حجه

بإسناد صحيح أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجال يقول: لبيك عن شبرمة قال: "من شبرمة" قال أخ لي أو قريب قال: "حججت عن نفسك"؟ قال: ال قال: "حج

عن نفسك ثم حج عن شبرمة"، وسمى من ذكر صرورة ألنه صر نفقته عن إخراجها ( بأن نوى نفال أوغيره( أداء كان أو قضاء أو نذرا )أو نوى من عليه فرضفي الحج، )

( أيوقع عنهنوى قضاء وعليه حجة اإلسالم أو نذرا وعليه حجة اإلسالم أو قضاء ) والعمرةفرضه، ويجوز أن تقع كلها دفعة واحدة للمعضوب والميت من جماعة، )

(إال من فاته حج وتحلل بعمل عمرة فال يجزئه عن عمرة اإلسالم( فيما ذكر )كالحج ألن إحرامه انعقد لنسك فال ينصرف آلخر

من أحرم بنسك ثم نسيه فإنه ينوي( إال )ووالتحلل واجب ألن االستدامة كاالبتداء، ) ( ألنه إن كانعن حجة اإلسالم( ذلك )ويجزئه( وهو من زيادتي، )القران أو الحج

محرما بحج لم يضر تجديد نيته وإدخال العمرة عليه ال يقدح فيه وإن كان محرما ( فال يجزئه ذلك عنها الحتمال أنه كاندون عمرتهبعمرة فإدخال الحج عليها جائز )

محرما بحج، ويمتنع إدخال العمرة عليه ولو اقتصر على نية العمرة وأتى بأعمال الحج حصل التحلل لكن ال تبرأ ذمته من الحج وال من العمرة، وذكرت هنا في شرح

ومن ال حج عليه قد ال يصح منه أيضا وهو: الكافر والمجنون والصبياألصل فوائد ) ( لعدم أهلية األول للعبادة، والثاني والثالث للنية،غير المميز والمميز بغير إذن وليه

والفتقار حج الرابع إلى المال، وأما إحرام الولي عن الثالثة فصحيح بأن ينوي جعلهم وقد يصح منه وهو العبد والصبي المميز بإذنمحرمين فيصيرون محرمين بذلك، )

( ألنهما من أهل العبادة وقد زال المانع في الثاني باإلذن وإذا قطعنا النظروليه ( أيفإن كمالعمن ال حج عليه في الناس فيه ستة أقسام بينتها في شرح األصل، )

( بعرفة فوقفا وأتيا ببقية األعمالقبل الوقوفالعبد بالعتق والصبي بالبلوغ ) ( ألنهما أدركا معظم العبادة فصارا كمن أدركعن حجة اإلسالم( ذلك )جزأهما)أ

الركوع وإن كمال في أثناء الوقوف فإن أقاما بعده زمنا يعتد بمثله في الوقوف أجزأهما وإال فال، وإن كمال بعد الوقوف فإن كان بعد فوات وقته أو قبله ولم يعيداه

لم يجزئهما وإال أجزأهما.

باب دخول )حرم( مكة

ال يلزم من لم يردويقال بكة بالباء وفي معناهما أقوال ذكرتها في شرح األصل، )

Page 86: شرح التحرير

( كالتحيةوإنما يسن( وإن لم يتكرر دخوله )دخولها بإحرام( من حج أو عمرة )نسكا تحريم االصطياد( اثنا عشر حكما )ويختص بحرمهاأما من أراد النسك فيلزمه ذلك. )

( إالبه( وتفرقة لحمه والطعام الالزم في المناسك )فيه وقطع شجره، ونحر الهدي ( بالبناء للمفعول ولوولزوم المشي إليه بنذره، وكونه ال يدخلفي حق المحصر، )

( فيتحلل حيث أحصر كما مر بيانه،إال بإحرام، وال يتحلل إال فيه إال المحصرندبا ) وال تملك لقطته، وال يدخله مشرك، وال يدفن( ولو خطأ، )وتغلظ الدية بالقتل فيه)

( وهو عازم على أن الوال يحرم فيه بالعمرة( كما سيأتي بيانها في أبوابها، )فيه ( كما مر بيانوال يجب على حاضريه دم التمتع والقرانيخرج إلى أدنى الحل، )

ذلك، ويحرم التعرض لصيد حرم المدينة ونباتها لكن ال ضمان، وال ينقل شئ من تراب الحرمين وال أحجارهما، واختصت المدينة بأنها دار الهجرة ومدفن النبي صلى

الله عليه وسلم.

باب كيفية حج المرأة

هي كالرجل في أحكامه إال في كراهة رفع صوتها بالتلبية، وجواز لبس قميص) وخفين. وسن خضاب قبل اإلحرام،( وكل مخيط )وقباء وخمار وبرنس وسراويل

وإيقاع طوافها وسعيها ليال، وأنه ال يسن لها رمل وال اضطباع، وأنه ال يباح لها ستر ( وهذا من زيادتي وتقدم بيان ذلك كله.وجهها

كتاب البيوع

جمع بيع وهو لغة: مقابلة شئ بشئ، وشرعا: مقابلة مال بمال على وجه مخصوص،)سورة البقرة/{وأحل الله البيع} واألصل فيه قبل اإلجماع ءايات كقوله تعالى:

( وأخبار كخبر سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الكسب أطيب فقال:275 "عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور" رواه الحاكم وصححه، وأركانه: عاقد، ومعقود

( واحدنوعان: أحدهما ينفرد به عاقد( الصادق بالبيع وغيره )العقدعليه وصيغة. ) ( فال تنعقد إال بإمامالنذر واليمين والحج والعمرة والصالة إال الجمعة( خمسة )وهو)

( من زيادتي كاإلسالم والصوم، وفي عدوغير ذلكومأموم على وجه مخصوص، ) الثاني:األصل من ذلك الطالق والعتق والعدة تسمح كما أوضحته في شرح األصل، )

( فلكل من العاقدينجائز من الطرفين( أحدها )يعتبر فيه عاقدان وهو ثالثة أقسام ( لغير الرهن والدفن أو ألحدهما ولم يفعل،وهو الشركة والوكالة والعاريةفسخه )

والوصية والوصاية( ما لم يتعين القاضي، )والقراض والوديعة والجعالة والقضاء) ( أي بعد موت الموصي وقبلللموصي قبل موته وللموصى له بعده( جوازهما )لكن

القبول في الوصية أخذا

( من زيادتي أي وغير المذكورات كالرهن والهبة أي قبل القبضوغيرهامما يأتي، )

Page 87: شرح التحرير

( أي منالزم منهما( الثاني )ووالقرض إن كان المال في ملك المقترض، ) ( بعد انقضاء الخياروهو البيع والسلمالطرفين فليس إلحداهما فسخه بال موجب )

( كماوالصلح والحوالة واإلجارة والمساقاة والهبة بعد القبض إال في حق الفرع) والخلع واإلعتاق( أي عقده )والوصية بعد القبول والنكاح والصداقسيأتي بيانه )

( فإن كان من أحدهما فهيبعوض منهما( بقيد زدته بقولي )بعوض والمسابقة ( من زيادتي أي وغير المذكورات كالقرض إن كانوغيرهاجائزة في حق اآلخر )

جائز من( الثالث )والمال خارجا عن المقترض والعارية للرهن أو للدفن إذا فعل، ) ( بعد القبض باإلذن فإنه جائز من جهة المرتهن الزم من جهةأحدهما وهو الرهن

( فإنه جائز من جهة المضمون له الزم من جهة الضامن،والضمانالراهن، ) (والهدنة واألمان( فإنها جائزة من جهة الكافر الزمة من جهة اإلمام، )والجزية)

( العظمى فإنها جائزةواإلمامةفإنهما جائزان من جهة الكافر الزمان من جهتنا، ) ( فإنها جائزةوالكتابةمن جهة اإلمام ما لم يتعين الزمة من جهة أهل الحل والعقد، )

(وهبة األصل لفرعه بعد القبض باإلذنمن جهة المكاتب الزمة من جهة السيد، )فإنها جائزة من جهته الزمة من جهة الفرع.

( في غير العربون. والبيع ثالثة أنواع: صحيح وفاسد ومحرم وإن صح)

( بيعو( في الذمة كالسلم، )أعيان موصوفة( بيع )فالصحيح كبيع أعيان شوهدت و) (و( ومحاطة وتولية وإشراك، )ومرابحة( ونحوه من بيع الطعام بالطعام، )صرف)

( ولو بجنسه،حيوان بحيوان( بيع )و( أي البيع المشروط فيه الخيار، )خياربيع ) (وبيع بشرط إعتاق أو براءة( كإجارة، )وتفريق صفقة وجمع بين بيع وعقد ءاخر)

بثمن واحد بشرط الخيار( هو أعم من قوله وبيع عبدين )عينين من العيوب، )وبيع( فقط.ولو في أحدهما

( بيعما عجز عن تسلمه، و( بيع )و( ولو من البائع، )والفاسد: كبيع ما لم يقبض) المنابذة( بيع )و( إال ما استثنى، )حبل الحبلة والمضامين والمالقيح وبيع بشرط)

والربا، وبيع اللحم( البائع، )ما لم يملكهبيع ) البر في سنبله، و(( بيع )والمالمسة، و الماء النابع أو الجاري( بيع )الحصاة، و( بيع )و( ولو من غير جنسه، )بالحيوان ( بأن باعها بشرطالصالح بدون شرط القطع( بدو )الثمرة قبل( بيع )مفردا، و

( بيعوالتبقية أو مطلقا، وتعبيري بذلك أولى من تعبيره بما يوهم خالف المراد، )( بيع )األعمى الغرر، و( بيع )عسب الفحل، و( بيع )و( ككلب، )كل نجس)

(و( وهو شراء ما لم يره على أنه له الخيار إذا رءاه، )خيار الرؤية( بيع )وشرائه، و ( وإن أشرف على الخراب، واألضحية والمرهون بعد القبض بال إذن،الموقوفبيع )

(و( إال أن يحكم بعتقة عليه بشرائه له، )من كافر( أو المرتد )العبد المسلم( بيع )و) الكفيل( اشتراط )الرهن أو( اشتراط )أو( لغير المشتري )مع اشتراط الوالءالبيع )

( فأكثر.مجهوال، وبيع العرايا في خمسة أوسق

( للنهي عنه في خبر الصحيحين بأن يقدم شخص بمتاعوالمحرم كبيع حاضر لباد)

Page 88: شرح التحرير

تعم الحاجة إليه ليبيعه بسعر يومه فيقول له الحاضر اتركه ألبيعه على التدريج بأغلى فيوافقه على ذلك، والمعنى في النهي ما يؤدي إليه من التضييق على الناس

( للنهي عنه في خبر الصحيحين بأنوتلقي الركبانواإلثم على الحاضر فقط، ) يتلقى طائفة يحملون متاعا إلى البلد فيشتريه منهم قبل قدومهم ومعرفتهم

والنجش بأنبالسعر، والمعنى في النهي عنه غبنهم واإلثم على المتلقى فقط، ) ( في شرائها بل ليغر غيره فيشتريها للنهي عنه،ال لرغبة( لسلعة )يزيد في الثمن

والبيع على بيعوالمعنى فيه اإليذاء وال خيار للمشتري ولو كان بمواطأة لتفريطه، )( غيره

( بأن يكون في زمن خيار المجلس أوقبل لزومهللنهي عنه في خبر الصحيحين ) الشرط وذلك كأن يأمر المشتري بالفسخ ليبيعه مثل المبيع بأقل من ثمنه، والمعنى

( أي سوم غيره للنهي عنه في خبروالسوم على سومهفي النهي عنه اإليذاء، ) الصحيحين )بعد استقرار الثمن( بالتراضي به صريحا بأن يقول لمن أخذ شيئا

ليشتريه بكذا رده حتى أبيعك خيرا منه بهذا الثمن أو مثله بأقل، أو يقول لمالكه استرده ألشتريه منك بأكثر، والمعنى في النهي عنه اإليذاء، وخرج باستقرار الثمن ما لو كان المبيع يطاف به على من يزيد فال منع من الزيادة، وتعبيري بغيره أعم

وهي متروكة( للنهي عنه في خبر الصحيحين )وبيع المصراةمن تعبيره بأخيه، ) (ولمشتريها الخيار فورا( والمعنى في النهي عنه التدليس، )الحلب إليهام كثرة لبنها

كخيار العيب وأجيب عن خبر مسلم "من اشترى شاة مصراة فهو بالخيار ثالثة أيام" بأنه محمول على الغالب من أن التصرية ال تظهر إال بثالثة أيام إلحالة نقص

فإناللبن قبل تمامها على اختالف العلف أو المأوى أو تبدل األيدي أو غير ذلك، ) والتصرية( لخبر مسلم بذلك، )رد معها صاع تمر( بعد حلبها )ردها ولو بعيب ءاخر

وتحمير( الدال على قوة البدن، )وكل تدليس ككتم عيب وتسويد شعر أمة وتجعيده

( فيأثم فاعله العالم بالنهي عنه لكن العقد صحيح، وألن النهي عنه إنماوجهها حرام هو ألمر خارج عنه، هذا من تعلقات بيع المصراة ثم عطفت على ما قبله قولي

( هو أعم من قوله:وبيع العنب ممن يتخذه خمرا والسيف ممن يقتل به غيره) في الحرم، والخشب ممن يتخذ( بها )ظلما، والشبكة ممن يصطاد"المسلمين" )

( لتسببه في الحرام، ومثلها بيع المماليك المرد ممن عرف بالفجورمنه المالهي فيهم، ومحل تحريم بيعه ذلك ممن ذكر إذا تحقق أو ظن أنه يفعل ذلك فإن توهمه

بأن يعطيه شيئا( بفتح العين والراء، وبضم العين وإسكان الراء )وبيع العربونكره، ) ( ومن الثمن إن تم للنهي عن ذلك،إن لم يتم البيع( هبة )على أنه لصاحب السلعة

رواه أبو داود وغيره.باب بيوع األعيان

العين إما حاضرة أو غائبة أو في الذمة، فالحاضرة وهي المرئيةوهي ثالثة، إذ )

Page 89: شرح التحرير

والغائبة إن لم يرها( اآلتي، )يصح بيعها بشرطه( في صحة البيع )الرؤية المعتبرة ( أيقبل( بأن لم يرها كل منهما أو أحدهما )العاقدان

( وثيابولم تتغير عادة كأرض( قبل )وإن رأياها( للغرر )لم يصح بيعهاقبل العقد ) ( بيعها ألن الغالب فيكحيوان صح( وعدمه )أو احتمل تغيرهارأياها من نحو شهر )

األول والظاهر في الثاني بقاؤها بحالها ومحله إذا كانا ذاكرين ألوصافها عند العقد ( بيعها للغرر، وتكفي رؤية بعضكفاكهة رطبة بم يصح( في المدة )أو غلب تغيرها)

(والمبيع إن دل على باقيه كظاهر الصبرة والرؤية في كل شئ على ما يليق به، ) (التي في الذمة يصح بيعها بذكرها مع جنسها وصفتها كعبد حبشي خماسيالعين )

( أي العينوعد هذا بيعا ال سلما مع أنهامع بقية الصفات التي تذكر في السلم، ) ( إال أن يكونالذمة اعتبارا بلفظه فال يشترط فيه تسليم الثمن قبل التفرق )في

ذلك في ربويين فيشترط فيه التقابض قبله كما في العين الحاضرة، وهذا إذا لم يذكر مع ذلك لفظ السلم فإن ذكر كأن قال بعتك كذا سلما أو اشتريته منك سلما

كان سلما، وعلى كون ذلك بيعا يشترط تعيين أحد العوضين في المجلس وإال يصيربيع دين بدين وهو باطل.

باب لزوم البيع

( هو منإذا وجدت صيغته والعاقدان رشيدان مختاران والمبيع مملوك)

طاهر منتفع به مقدور على تسلمه معلوم لهما وللعاقد عليه والية وانقطعزيادتي ) ( البيع فال يلزم بل ال يصح بال صيغةلزم( أي خيار المجلس وخيار الشرط، )الخيار

وال بغير عاقدين متصفين بما مر، نعم يصح بيع المكروه بحق وال يصح بيع غير المملوك للبائع، وال بيع نجس، وال ما ال نفع فيه كحية وذئب ونمر، وال ما عجز عن

تسلمه، وال مجهول، وال ما ليس للعاقد عليه والية كبيع الفضولي، وبعض هذه يعلم مما يأتي أيضا وبعضها مما مر، وتعبيري بالتسلم أولى من تعبيره بالتسليم، وإذا لزم

وال يجوز بيع( وخلف شرط، )فليس ألحدهما فسخ إال لموجب كعيببيع العاقدين ) ( ءانفا فال يجوز بيع مكاتب بغير رضاه لتعلق حق العتق بهكل عين متصفة بما مر

كأم الولد، وال بيع أم الولد لذلك وللنهي عنه كما سيأتي في بابها وولدها قياسا كلوا منها وأطعموا القانع} عليها، وال بيع لحم أضحية لظاهر قوله تعالى:

( وال بيع الموقوف ألنه غير مملوك، وال بيع المعجوز عن36)سورة الحج/ {والمعترا أو شرعا كالطير غير النحل في الهواء، وال بيع المرهون بعد قبضه بال تسلمه حس إذن لتعلق حق المرتهن به، فاستثناء األصل للموقوف من العين المملوكة منتقد

( منلمن انفرد به( أي خيار المجلس أو الشرط )وملك المبيع في زمن الخيار) العاقدين من العقد وإال فللبائع( ألن البيع سبب لملك المشتري إال أن الخيار مانع

من الجزم به فوجب التربص إلى ءاخر األمر، ويتصور كون خبار المجلس ألحدهمادون اآلخر بأن يختار اآلخر لزومه أو يفارق

أحدهما مكروها ويتمكن اآلخر من خروجه معه ولم يخرج، وحيث حكم بملك المبيع

Page 90: شرح التحرير

ألحدهما حكم بملك الثمن لآلخر وحيث وقف ملك الثمن.باب السلم

هو أولى من قوله باب بيع الصفات وهو السلم ألن بيعها ال ينحصر في السلم كما ( ويقال له السلف بيع موصوف في الذمة بلفظ السلم أو نحوه،والسلمعرف، )

ها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين} واألصل فيه قبل اإلجماع قوله تعالى: )سورة {يا أي ( اآلية نزلت في السلم، وخبر الصحيحين : "من أسلف في شئ282البقرة/

( مع أركانيشترط لهفليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم"، ) قبض رأس المال قبلالبيع وشروطه التي يمكن مجيئها فيه خمسة شروط )

( فلو تفرقا قبل قبضه بطل العقد أووإن كان في الذمة( من مجلس العقد )التفرق قبل قبض بعضه بطل فيما لم يقبض ألنه عقد غرر فال يضم إليه غرر ءاخر، ولو

وكونجعل رأس المال منفعة دار مثال حصل القبض بتسليم الدار في المجلس، ) ( فلو قال: أسلمت إليك هذا الثوب في هذا العبد، لم يصحالمسلم فيه دينا

وكونه( لهما ولعدلين غيرهما ليرجع إليهما عند التنازع )موصوفا بصفة معلومة) ( فال يصح السلم في قدر يعسر تحصيله وقتيؤمن انقطاعه وقت وجوب تسليمه الباكورة وال في ثمر بستان أو قرية

صغيرة، وال بد من وجوده في الموضع الذي يعتبر فيه التسليم ولو بنقله للبيع عادة ( يصلح لهإن عقد بموضع ال يصلح له أو( في المؤجل )وبيان موضع تسليمه) ( بأن صلح الموضعوإال( لتفاوت األغراض باختالف المواضع، )ولحمله مؤنة)

( الصالححمل على موضع العقدلتسليمه ولم يكن لحمله مؤنة ولم يبين موضعه ) لتسليمه كما يحمل عليه الحال إذا لم يبين موضع تسليمه، والمراد بموضع العقد

( فيمامن كيل( أي المسلم فيه )وبيان مقدارهتلك المحلة ال ذلك الموضع بعينه، ) (وسن في حيوان و( فيما يعد، )وعد( فيما يذرع، )وذرع( فيما يوزن، )ووزنيكال، ) ( ونحوها ويشترط ذكر بلدهاوحداثة في حبوب وتمر وزبيب( بضم العين )عتقبيان )

( فال يشترط،جودة ورداءة وحلول وتأجيل( بيان )الولونها وصغر حباتها وكبرها، ) وشرط( وينزل الجيد على أقل درجاته، )والمطلق يحمل على الجيد والحلول)

( ألنه إن أتى برديءاألردأ( شرط )ال( للعقد ألن أقصاه غير معلوم، )األجود مبطل هو أردأ األشياء فهو المسلم فيه أو بما هو فوقه فالمطالبة بما دونه عناد، وشرط

فإن ذكر أجلرداءة العيب مبطل لعدم انضباطه، ال شرط رداءة النوع النضباطه ) (فيبطل بالمجهول كقوله في رجب( لآلية والخبر السابقين )اشترط كونه معلوما

ألنه جعله ظرفا فكأنه قال يحل في جزء من أجزائه، بخالف ما لو قال إلى رجب وال يصح السلم فيما الفإنه يصح، ويحل بأوله لتحقق االسم به. )

( بفتحكنبل مريش( وال يتقيد عدم الصحة بثالثين شيئا وإن قيد بها األصل )ينضبط ( وهي ما تقصدوجواهر إال في آللئ صغارالميم وكسر الراء أي ملصق عليه ريش، )

( ألنه يحتاج معه إلى ذكر الحجم وذلك يورث عزةوجوز ولوز عداللدواء ال للزينة، ) الوجود، أما السلم فيهما وزنا أو كيال فجائز مطلقا وقيل يمتنع في نوع يكثر اختالف

Page 91: شرح التحرير

لغلظ قشوره ورقتها، وهذا ما استدركه اإلمام في الوزن على إطالق األصحاب الجواز وتبعه الرافعي وكذا النووي في غير "شرح الوسيط"، أما فيه فقال بعد ذكره

ذلك: والمشهور في المذهب ما أطلقه األصحاب ونص عليه الشافعي، قال في ( وإن جرى األصل علىعدا"المهمات": والصواب التمسك به ولهذا قيدت بقوله: )

وسفرجل وكمثرى ورمان( بكسر النون وهو الجوز الهندي، )ورانجكالم اإلمام ) وخفاف( بفتح الراء، )وجلود ورق( وهو نبت أصفر باليمن يصبغ به، )وبيض وورس

وبنفسج وياسمين ودهن ورد وغالية وثوب ملون أو( ال وزنا، )ونعال عدا أو كيال ( ال مامركب عليه باإلبرة غير جنسه إن لم ينضبط ذلك وثوب مصبوغ بعد النسج

صبغ غزله ثم نسج والفرق أن الصبغ بعد النسج يسد الفرج فال تظهر معه الصفاقة ( قدره،ورءوسه، ومخيض فيه ماء مجهول( كيديه )وأطراف حيوانبخالف ما قبله، )

والتقييد بالمجهول من زيادتي، وكمطبوخ ومشوي، نعم يجوز في اآلجر والسكروالقند والدبس والفانيذ واللبا النضباط نارها.

باب الربا

بالقصر وألفه بدل من واو يكتب بهما وبالياء أيضا، وهو لغة: الزيادة، وشرعا: عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع تأخير

م} في البدلين أو أحدهما، واألصل في تحريمه قبل اإلجماع قوله تعالى: وحر (، وخبر مسلم : "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم275)سورة البقرة/ {الربا

( أي ذهب وفضةإنما يجري في نقد( " وهو )وشاهديهءاكل الربا وموكله وكاتبه ) ( بضم الطاء بأن يكون معظم مقاصدهما قصد لطعم( في )وولو غير مضروبين، )

( كذهب بذهب وبرفإن بيع ربوي بجنسهالطعم أي األكل وإن لم يؤكل إال نادرا، ) ( من مجلسحلول وتقابض قبل التفرق( في صحة بيعه ثالثة أمور )شرطببر )

( من زيادتي، وخرج به ما لو باع ربويا بجنسهيقينا( عند العقد )ومماثلةالعقد، ) جزافا فال يصح وإن خرجا سواء للجهل بالمماثلة عند العقد والجهل بالمماثلة

( في الربا كذهب بفضةبغير جنسه واتحدا على( بيع ربوي )أوكحقيقة المفاضلة، ) ( أي دون المماثلة فإن لمفقط( أي الحلول والتقابض قبل التفرق )شرط األوالن)

تتحد علة الربا كأن بيع طعام بغيره كنقد أو ثوب لم يشترط شئ من الثالثة، واألصل في ذلك خبر مسلم : "الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير

بالشعير والتمر بالتمر والملح

( فبيعوا كيفاألصنافبالملح مثال بمثل سواء بسواء يدا بيد فإذا اختلفت هذه ) شئتم إذا كان يدا بيد" أي مقابضة وقضيته أنه ال يصح بيع الطعام بالنقد إال مقابضة

لكنه غير مراد إجماعا، وعلة الربا في النقد كونه نقدا، وفي المطعوم الطعم والمطعوم ما قصد الطعم اآلدمي اقتياتا أو تفكها أو تداويا كما يؤخذ من الخبر فإنه نص فيه على البر والشعير، والمقصود منهما التقوت، فألحق بهما ما في معناهما

Page 92: شرح التحرير

كاألرز والذرة، وعلى التمر والمقصود منه التأدم والتفكه فألحق به ما في معناه كالزبيب والتين، وعلى الملح والمقصود منه اإلصالح فألحق به ما في معناه

كالمصطكي والزنجبيل والزعفران والسقمونيا والطين األرمني ال الخراساني وسائر ويجوز بيع حيواناألدوية، والمماثلة إنما تعتبر حال الكمال ومنه اللبن والسمن، )

وإذا عقد على جنس( ولو من جنسه أو مؤجال وإن كان بضرع أحدهما لبن، )بآخر ( من الدنانيرربوي من الجانبين واختلف المبيع ولو صفة كمائتي دينار جيدة بمائة

(ولم يصح( العقد )حرم( وكمائتي دينار جيدة بمائتي دينار رديئة )جيدة ومائة رديئة) ( قالدة باثني عشرخيبرلخبر مسلم عن فضالة بن عبيد قال: اشتريت يوم )

دينارا فيها ذهب وخرز ففصلتها فوجدت فيها أكثر من اثني عشر دينارا فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ال تباع حتى تفصل"، وألن قضية اشتمال

أحد طرفي العقد على مالين مختلفين توزيع ما في الطرف اآلخر عليهما باعتبارالقيمة والتوزيع في هذا الباب يؤدي إلى المفاضلة أو عدم

تحقق المماثلة، وخرج بالجنس بيع نحو دينار ودرهم يصاع بر وصاع شعير أو بصاعي بر أو شعير فإنه جائز صحيح، وشمل اختالف المبيع بيع نحو درهم بمثلها فإنه حرام

غير صحيح.باب المرابحة

درهم لكل( أي مع ربح )بربح( بمثله )بثمن ما اشتراه ويبيعه( المشتري )بأن يخبر) ( بال كراهة ويجوز أن يكون الربح من غيرجائزة( أي المرابحة )عشرة مثال، وهي

( مؤاخذة لهقبل قوله( مما أخبر به أوال )فإن ادعى غلطا وأخبر بأقلجنس الثمن ) ( لكذبه فلو قال اشتريته بمائة وباعه بمائة وربح درهموحط الزائد وربحهباخباره )

لكل عشرة ثم أخبر بأنه اشتراه بتسعين قبل قوله "وحط الزائد وربحه" وذلك أحد ( أيوكذبه( مما أخبر به أوال )بأكثر( أخبر )أوعشر فيكوالثمن تسعو وتسعين، )

المشتري ) (لم يقبل قوله وال بينته( بفتح الميم )فإن لم يبين لغلطه وجها محتمال ( بأن بين لغلطه وجها محتمال كأن قال كنت راجعتوإاللتكذيب قوله األول لهما، )

وله تحليف( أي قوله وبينته لعذره )قبالجريدتي فغلطت من ثمن متاع إلى غيره ) ( ألن المشتري قد يفر عندأنه ال يعرف ذلك( أي في الشقين )المشتري فيهما

عرض اليمين عليه، ويجوز البيع محاطة كبعتك هذا بما اشتريت وحد درهم لكل عشرة أو من كل عشرة لكن المحطوط في األولى واحد من كل أحد عشر كما في

الربح بخالف الثانية فإن المحطوط فيها واحد من كل عشرة.

( في أنواع البيعباب الخيار)

وهو خيار( ثبت بالعقد )خيار شرع( ستة عشر: )الخيار المشروع في البيوع) (وخيار الشرط وأكثر مدته ثالثة أيام( لثبوت ذلك في خبر الصحيحين ، )المجلس

لم يصح( في عقد واحد )فإن زاد عليهالثبوت ذلك في خبر البيهقي وغيره، ) ( سواء كان موجوداوخيار عيب عند االطالع عليه( ألنه صار شرطا فاسدا، )العقد

Page 93: شرح التحرير

قبل البيع أم بعده وقبل القبض لثبوت ذلك في خبر الترمذي وغيره، ومن ذلك الخيار لجهل دكة تحت صبرة مبيعة، وضابط العيب هنا كل ما ينقص العين أو القيمة

نقصا يفوت به غرض صحيح إذا غلب في جنس المبيع عدمه كالخصاء والزنا والسرقة، وخرج بقولهم يفوت به غرض صحيح ما لو بان بالحيوان قطع فلقة

صغيرة من فخذه أو ساقه ال تورث شيئا وال تفوت غرضا صحيحا فإنه ال خيار بذلك، وبقولهم إذا غلب إلخ الثيوبة في األمة المحتملة للوطء فإنها تنقص القيمة وال خيار

وخيار تلقي الركبان إذا وجدوا السعر أغلىبها إذ ليس الغالب في اإلماء عدمها، ) ( المتلقي لثبوته في خبر الصحيحين، بخالف ما إذا وجدوه مثله أو دونه فالمما ذكره

خيار لهم إذ ال تغرير

وال خيانة ولو لم يطلعوا على الغبن حتى رخص السعر وعاد إلى ما أخبروا به ( كتكليف أحد المبيعين قبل القبضوخيار تفريق الصفة في الدواماستمر خيارهم، )

( لتفريق الصفقة عليه،إن جهل المشتري الحال( كبيع حل وحرم )االبتداء( في )أو) فإن علمه أو كان تفريقها في اختالف األحكام كجمع بين بيع وإجارة فال خيار،

( في العقد والمراد وصف يقصد ليخرج غيره كالزناوخيار فقد الوصف المشروط) (والخيار لجهل الغصب مع القدرة على االنتزاعوالسرقة فإنه ال خيار بفقده، )

مع( عن االنتزاع )لطريان العجز( الخيار )وللمعقود عليه من الغاصب دفعا للضرر، ) ( أي بالغصب، ومنه يعلم ثبوت الخيار لتعذر القبض بجحد أو غيره وبه صرحالعلم به لالمتناع من( الخيار )و( أو مزروعا، )لجهل كون المبيع مكترى( الخيار )واألصل، )

( االمتناع من الوفاءإال في( كشرط رهن أو كفيل في البيع )الوفاء بالشرط الصحيح ( ولو من غير مالك أصلها فالصالحها( بدو )إعتاق وقطع في بيع ثمرة قبلبشرط )

يثبت به خيار بل يجبر من شرط عليه ذلك في األولى على اإلعتاق وفي الثانية على قطع الثمرة إن بيعت من غير مالك أصلها وال يلزمه الوفاء بقطعها إن بيعت منه،

( فيماللتحالف( الخيار )ووإطالقي للثانية أولى من تقييد األصل لها بمالك األصل، ) إذا اتفقا على صحة العقد واختلفا في كيفيته فيفسخانه أو أحدهما أو الحاكم إن لم

( فلو قال للبائع لظهور زيادة الثمن في المرابحة( الخيار )ويتراضيا، )

اشتريت هذا بمائة وباعه بمائة وربح درهم لكل عشرة ثم زعم أنه كان اشتراه للمشتري الختالط( الخيار )وبمائة وعشرة وصدقه المشتري ثبت له الخيار، )

( وإال سقط خيارهإن لم يهبه البائع ما تجدد( المبيعة بالمتجددة قبل التخلية )الثمرة لزوال المحذور، وله الخيار أيضا في صورة األحجار المدفونة في األرض المبيعة إذا كان قلعها وتركها مضرين، أو قلعها مضرا ولم يتركها البائع وتركها أعراض ال تمليك

( بأن عجز عنه المشتري والمبيع باقللعجز عن الثمن( الخيار )وكفعل الدابة، ) عنده لثبوت ذلك في الصحيحين، وال بد في ذلك من الحجر عليه بسبب عجزه أو

( وإن لملتغير صفة ما رءاه قبل العقد( الخيار )ومن غيبة ماله مسافة القصر، ) ( بعد التخلية، وتركت منلتعيب الثمرة بترك البائع السقي( الخيار )ويكن عيبا، )

األصل هنا أشياء للعلم لها مما مر.

Page 94: شرح التحرير

(البيوع الباطلة( بيان )باب)

إال في ميراث وموصى به( أي لم يقبضه البائع )كبيع ما لم يقبض( كثيرة )هي) (وغنيمة، و( بأن عين لمستحق في بيت المال قدر حصته أو أقل، )ورزق سلطان

(وصيد( من المتهب، )وموهوب استرجع( من نتاج وثمرة وغيرهما، )وقفريع ) ومسلم فيه( أو نحوها، )بشبكةمثبت )

ومكترى وغيرها( هو من زيادتي كمشترك ومال قراض ومرهون بعد انفكاكه، ويستثنى من الميراث ما لو كان الموروث ال يملك بيعه لكونه مات قبل قبضه،

( ستةفي الهواء إال في( غير النحل )عن تسليمه حاال كالطير( البائع )وكبيع ما عجز) ال يمكن كيلها إال في زمن طويل ومغصوب أو( كثيرة )إجارة وسلم وغلةأشياء )

( هو أعم من قوله:وعين( هو أعم من قوله "ممن هو تحت يده" )ءابق لقادر عليه ( أو نحوه فيصح البيع في كل منها وإن عجز البائع عن تسليمهببلد ءاخر"وعقار" )

( بفتح المهملةوكبيع حبل الحبلةفي الحال ألن المشتري يصل إلى غرضه فيها. ) ( بالبناءإذا نتجت( البائع )كأن يقولوالموحدة للنهي عنه في خبر الصحيحين )

هذه الناقة ثم نتجت التي في بطنها فقد بعتك ولدها أو بأنللمفعول أي ولدت ) ( أي مؤجال بنتاجيشتري شيئا بثمن مؤجل بنتاج ناقة معينة ثم نتاج ما في بطنها

نتاجها بكسر النون، وبطالن البيع من حيث المعنى في النوع األول ألنه بيع ما ليس وبيعبمملوك وال معلوم وال مقدور على تسليمه، وفي الثاني للتأجيل ألجل مجهول، )

( المالقيح وهي ما في بطون اإلناث( بيع )المضامين وهي ما في أصالب الفحول، و

للنهي عنهما كما رواه مالك في الموطإ ولما مر، والمضامين جمع مضمون بمعنى متضمن ومنه مضمون الكتاب كذا، والمالقيح جمع ملقوحة وهي جنين الناقة

( كبيع بشرط بيع أو قرض للنهي عنه فيوبيع بشرطوالمراد هنا أعم من ذلك. ) ( معينين لثمن فيبيع بشرط رهن أو كفيل( ثالثة عشر )إالخبر أبي داود وغيره، )

الذمة للحاجة إليهما في معاملة من ال يرضى إال بهما وال بد من كون الرهن غير)سورة البقرة/ {وأشهدوا إذا تبايعتم} ( لقوله تعالى:إشهاد( بشرط )أوالمبيع، )

(، وال يشترط تعيين الشهود ألن األغراض ال تتفاوت فيهم فإن الحق يثبت بأي282 ( معين لقولهأجل( بشرط )أو( لما مر في بابه، )خيار( بشرط )أوعدول كانوا، )

( أي معين فاكتبوه،282)سورة البقرة/ {إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى} تعالى: ( للمبيع لخبر الصحيحين عن بريرة أن عائشة اشترتها بشرطإعتاق( بشرط )أو)

العتق والوالء ولم ينكر صلى الله عليه وسلم إال شرط الوالء لهم لقوله: "ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تعالى" إلخ، وألن استعقاب البيع

( فيبراءة من العيوب( بشرط )أوالعتق عهد في شراء القريب فاحتمل شرطه، ) فيبرأ عن عيبالمبيع ولو غير حيوان فهو أولى من تقييد األصل الصحة بالحيوان )

( دون غيره فال يبرأ من عيب بغير الحيوان كالعقار والثيابباطن بالحيوان لم يعلمهمطلقا، وال من عيب ظاهر بالحيوان علمه أو ال، وال من عيب باطن بالحيوان علمه

Page 95: شرح التحرير

وذلك ألن الحيوان يتغذى في الصحة والسقم وتحول طباعه فقلما ينفك عن عيب خفي أو ظاهر فيحتاج البائع فيه إلى شرط البراءة ليثق بلزوم البيع فيما ال يعلمه من الخفي دون ما يعلمه مطلقا في حيوان أو غيره لتلبسه فيه، وما ال يعلمه من الظاهر فيهما لندرة خفائه عليه أو من الخفي في غير الحيوان كالجوز واللوز إذ

الغالب عدم تغيره بخالف الحيوان، وله مع الشرط المذكور الرد بعيب حدث قبل نقل المبيع من مكان( بشرط )أوالقبض ألن األصل والظاهر أنهما لم يريداه، )

( بدوقطع الثمار أو تبقيتها بعد( بشرط )أو( ألنه تصريح بمقتضى العقد، )البائع ( هو أولى من قوله: "بعد التأبير" وذلك لإلجماع في األولى، وألمن الثمارالصالح)

من اآلفات غالبا في الثانية بخالف ما قبل الصالح فإذا تلفت لم يبق شئ في مقابلة ( ألنه التزام يتعلق به مصلحةوصف يقصد ككون العبد كاتبا( بشرط )أوالثمن، )

(أوالعقد ولم يقتض إنشاء أمر مستقل فلم يدخل في النهي عن بيع وشرط، ) الرد بعيب،( بشرط )أو( الحال، )أن ال يسلم المبيع حتى يستوفي ثمنهبشرط )

( بضم الميم وكسرهاكأن يلمس( للنهي عنه في خبر الصحيحين ، )وكبيع المالمسة ( اكتفاء بلمسه عنثوبا مطويا أو في ظلمة ثم يشتريه على أن ال خيار له إذا رءاه)

رؤيته أو بأن يقول: إذا لمسته فقد بعتكه اكتفاء بلمسه عن الصيغة أو يبيعه شيئاعلى أنه متى لمسه لزم البيع وانقطع الخياء اكتفاء بلمسه عن اإللزام بتفرق أو

بأن ينبذ كل منهما( بالمعجمة للنهي عنها في خبر الصحيحين )والمنابذةتخاير، ) إذا عرفا الطول والعرض، أو( لهما )باآلخر وال خيار( مقابل )ثوبه على أن أحدهما

( اكتفاء بذلك عن الصيغة والبطالن فيها وفي المالمسةبأن ينبذه إليه بثمن معلوم والمحاقلة وهيمن حيث المعنى لعدم الرؤية أو عدم الصيغة أو للشرط الفاسد، )

( بصاف للنهي عنه في خبر الصحيحين ، ولعدم العلم بالمماثلة،بيع البر في سنبله ( لخبر: "ال طالق إال فيماوبيع ما لم يملكوألن البر مستور بما ليس من صالحه، )

إال فيتملك وال عتق إال فيما تملك وال بيع إال فيما تملك" رواه الترمذي وحسنه، ) ( واقعين على ما في الذمة فيصح كل منها وإن كانت المنفعةسلم وإجارة وربا

(وكبيع لحم بحيوان ولو غير مأكولوالمسلم فيه والمبيع غير مملوكة حالة العقد ) كبيع لحم بقر ببقر أو بشاة أو بحمار للنهي عنه في خبر الترمذي، وكاللحم االلية

(ويجوز بيع لبن بحيوانوالقلب والكبد والطحال والكلية والرئة والجلد إذا لم يدبغ، ) ( أي من جنس ذلك اللبن، وذلكإن لم يكن في ضرعه لبن من جنسهولو مأكوال )

بأن لم يكن في ضرعه لبن أو كان لكن من غير جنس ذلك اللبن كبيع لبن بقر بشاة ال لبن في ضرعها أو فيه لبن فإن كان من جنسه كبيع لبن بقر ببقرة في ضرعها

لبن

لم يجز للربا لكونه من قاعدة مد عجوة وكاللبن البيض، وتعبيري بما ذكر أعم مما ( لما مر وكالشاة اللبون كل حيوان مأكول لبون أووكبيع شاة لبون بمثلهاعبر به، )

فيه بيض وفارق ذلك الدهن في السمسم ونحوه بأنه مهيأ للخروج مع بقاء أصله كأن يبيعه( للنهي عنه في خبر مسلم )وبيع الحصاةبحاله بخالف الدهن فيما ذكر، )

Page 96: شرح التحرير

( أو يقول: إذا رميت هذا الحصاة فهذاالحصاة( هذه )من هذه األثواب ما تقع عليه الثوب مبيع منك بكذا، أو يقول: بعتكه ولك الخيار إلى رميها والبطالن في ذلك من

(وبيع الماء الجاريحيث المعنى للجهل بالمبيع، أو بزمن الخيار، أو لعدم الصيغة، ) ( ألنه غير مملوك وللجهل بقدره ولو كان مملوكا امتنعولو مدة معلومةأو النابع )

( وهوالصالح( بدو )وبيع الثمرة قبلأيضا للعلة الثانية، فإن كان راكدا جاز بيعه ) ( أي بشرط التبقية أو مطلقا للنهيبغير شرط القطعأولى من قوله "قبل التأبير" )

عن بيعها قبل الصالح كما مر، أما بيعها بشرط القطع قبل الصالح أو بغيره بعده ( نعمفإن باع نخال وعليه ثمرة مؤبرة فهي للبائع أو غير مؤبرة فللمشتريفجائز، )

إن شرطت الثمرة ألحدهما عمل به، واألصل في ذلك خبر الصحيحين : "من باع نخال قد أبرت فثمرتها للبائع إال أن يشترط المبتاع" مفهومه أنها إذا لم تؤبر تكون

الثمرة للمشتري وهو كذلك إال أن يشترطها البائع وكونها في األول للبائع صادق بأنتشترط له أو يسكت عن ذلك وكونها في الثاني

للمشتري كذلك، وألحق تأبير بعضها بتأبير كلها بتبعية غير المؤبر للمؤبر لما في تتبع ذلك من العسر، والتأبير تشقيق طلع اإلناث وذر طلع الذكور فيه، ومراد الفقهاء

بمثله أو( بضم الراء )وبيع رطبتشقق الطلع مطلقا اعتبارا بظهور المقصود، ) ( وبيع عنب بمثله أو بزبيب للجهل اآلن بالمماثلة وقت الجفاف واألصل فيبتمر

ذلك أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن بيع الرطب بالتمر، فقال: "أينقص الرطب إذا جف" فقالوا: نعم، فقال: "فال إذن" رواه الترمذي وصححه، وتقدم أنه يصح بيع

( وعليه اقتصربمثله أو بجاف( وإن جف )وبيع بر مبلولالعرايا وسيأتي أيضا، )لحم طري بمثله أو بقديد( بيع )واألصل، ) ( وتجويز األصل بيع الرطب بمثله متماثال ( كلحم بقر بمثله متفاضلينيابس بمثله متفاضلين إن اتحد الجنس( بيع )ومردود، )

(واأللبان واألدهان والسمك والخلول وأنواع الخبز( بضم الالم، )واللحمانللربا ) ( كأصولها فيجوز بيع لحم بقر بلحم ضأنأجناسكخبز بر وخبز شعير وخبز ذرة )

( ككلب للنهي عن ثمنه والمعنى فيه نجاسة عينه فألحق بهوكبيع نجسمتفاضلين، ) باقي نجس العين، وتعبيري بنجس أعم من تعبيره بكلب وخنزير وما تولد منهما،

(وحشرات( لما مر في باب لزوم البيع، )وأم ولد ومكاتب( لإلجماع، )حر( بيع )و)كعقارب وفيران إذ ال نفع فيها يقابل بالمال وإن ذكر لها منافع في

( ويقالوهو أجرة ضرابه( للنهي عنه في خبر البخاري )وعسب الفحلالخواص، ) وبيع الغرر كمسك في فأرة وصوف على ظهرغير ذلك كما بينته في شرح األصل، )

( لما في ملكه له منمن كافر( أو مرتد )وبيع عبد مسلم( للجهل بقدر المبيع، )غنم ( في ست مسائلإال( ابتداء )مسلم في ملك كافر( عبد )وال يدخلاإلهانة، )

وباسترجاعه بإفالس المشتري، وبرجوعه في هبته لولده، وبرد عليه( له، )باإلرث) ( ومابعيب، وبقوله لمسلم: "أعتق عبدك عني" فيعتقه عنه، وبشرائه من يعتق عليه

يزيد على الستة يرجع ما تصح منه إلى بعضها بجامع الفسخ، وفي معناه االنفساخ، العنب( بيع )أو( على األرض، )وكبيع العرايا وهو بيع الرطب على الشجر بتمر)

Page 97: شرح التحرير

في خمسة أوسق فأكثر، ويجوز فيما( على األرض )بزبيب( أي على الشجر )عليه ( ألنه صلى الله عليه وسلم رخص في ذلك في الرطب،الصالح( بدو )دونها بعد

إنوقيس به العنب بجامع أن كال منهما زكوي يمكن خرصه ويدخر يابسه هذا ) ( فال يجوز فيما لو خرص ما على الشجر ووزنخرص ما على الشجر وكيل اآلخر

اآلخر أو خرص أو وزن ما على الشجر وخرص اآلخر، وألحق الماوردي والرويانيالبسر بالرطب.

باب الصلح

هو لغة: قطع النزاع، وشرعا: عقد يحصل به ذلك، واألصل فيه قبل اإلجماع خبر: "الصلح جائز بين المسلمين إال صلحا أحل حراما أو حرم حالال" رواه ابن حبان وصححه، والكفار كالمسلمين وإنما خصهم بالذكر النقيادهم إلى األحكام غالبا،

والصلح الذي يحل الحرام كأن يصالح على خمر والذي يحرم الحالل كأن يصالح يكون هبة بأن يصالح من عين علىعلى أن ال يتصرف في المصالح به، ثم هو )

( أي من العينبيعا بأن يصالح منها( يكون )و( فيثبت له ما يثبت لها، )بعضها إجارة( يكون )و( من عين أو غيرها فيثبت له ما يثبت للبيع، )على غيرهاالمدعاة )

(على منفعة أو من منفعتها على غيرها( أي من العين المدعاة )بأن يصالح منها (بأن يصالح من دين على بعضه ( يكون )إبراءووالتفسير الثاني من زيادتي، )

كقوله: أبرأتك عن خمسة من العشرة التي لي عليك وصالحتك على الباقي، وال يشترط القبول فإن اقتصر على لفظ الصلح كقوله: صالحتك من العشرة التي

( منغيرها( يكون )وعليك على خمسة، اشترط القبول ألن لفظ الصلح يقتضيه، ) زيادتي كأن يكون سلما بأن تجعل العين المدعاة رأس مال سلم، وجعالة كقوله: صالحتك من كذا على رد عبدي، وخلعا كقولها: صالحتك من كذا على أن تطلقني

طلقة، ومعاوضة عن دم كقوله: صالحتك من كذا على ما أستحقه عليك من

القود، وفداء كقوله لحربي: صالحتك من كذا على إطالق هذا األسير، وعارية كقوله: صالحتك من الدار المدعاة على أن تسكنها سنة، وفسخا كأن صالح من المسلم فيه على رأس المال، ويشترط لصحة الصلح سبق خصومة ألن لفظه

يقتضيه وإقرار الخصم إذ بدونه ال يمكن تصحيح التمليك، ويجوز لألجنبي الصلح مع إنكار الخصم إن قال أقر ووكلني في الصلح، وإن صالح لنفسه في الدين لم يجز،

أو في العين جاز إن قال هو مبطل في إنكاره وقدر على االنتزاع.باب الحوالة

هي لغة: التحول واالنتقال، وشرعا: عقد يقتضي نقل دين من ذمة إلى ذمة، واألصل فيها قبل اإلجماع خبر الصحيحين : "مطل الغني ظلم وإذا أتبع أحدكم على

مليء فليتبع" أي: "وإذا أحيل أحدكم على كليء فليحتل" كما رواه هكذا البيهقي

Page 98: شرح التحرير

(محيل ومحتال وصيغة( أي لصحتها مع ما يأتي )يعتب لهاواألمر فيه للندب ) برضاهما بها ألن للمحيل إيفاء الحق من حيث شاء فال يلزم بجهة، وحق المحتال

في ذمة المحيل فال ينتقل إال برضاه، وهي بيع دين بدين استثنى للحاجة، أحلتك على فالن بالدين الذي لك( أي صيغة الحوالة في جانب المحيل )وصريحها)

( إن نوى بها الحوالةعلي فإن اقتصر على "أحلتك على فالن بكذا" فكناية

( ألنال رضاه( ألنه المحل الذي يستوفى منه )محال عليه( يعتبر )وصحت وإال فال، ) (دينان( يعتبر )والحق للمحيل فله أن يستوفيه بغيره كما لو وكل غيره باالستيفاء، )

دين للمحتال على المحيل ودين للمحيل على المحال عليه، فال تصح ممن ال دين ( فالوكونهما معلومين يجوز بيعهماعليه، وال على من ال دين عليه ألنها اعتياض، )

يجوز السلم ومال الكتابة بأن يحيل به السيد على المكاتب فإن أحال به المكاتب( يعتبر )وسيده صحت، ) ( ألن الحوالة معاوضةتساويهما صفة وقدرا وحلوال وتأجيال

إرفاق للحاجة فاعتبر فيها التساوي في القدر كالقرض، وألحق بالقدر البقيةواستغني بذكر الصفة عن ذكر الجنس.

باب الوصية

هي لغة: اإليصال من وصى الشئ بكذا وصله به ألن الموصى وصل خير دنياه بخير عقباه، وشرعا: تبرع بحق مضاف لما بعد الموت ليس بتدبير وال تعليق عتق بصفة

وإن التحقا بها حكما في حسبانهما من الثلث كالتبرع المنجز في مرض الموت، )سورة {من بعد وصية يوصى بها أو دين} واألصل فيها قبل اإلجماع قوله تعالى:

( وأخبار كخبر الصحيحين : "ما حق امرئ مسلم له شئ يوصي به يبيت11النساء/ ليلتين إال ووصيته مكتوبة عنده"، وهي مستحبة في الثلث فأقل لغير الوارث،

( أي الوصية بمعنىملكهاوأركانها أربعة: موص، وموصى له، وموصى به وصيغة. ) موقوف على القبول إن وجد بان حصوله للموصى له بالموت وإالالموصي به )

( إذ ال يمكن جعله للميت ألنه جماد، وال للوارث ألن اإلرث مؤخر عن الدينفللوارث والوصية، وال للموصى له وإال لما صح رده كالميراث فتعين وقفه وإذا قبل كان له

وشرطثمرة وكسب عبد حصال بين الموت والقبول وعليه نفقة العبد وفطرته. )( كأن أوصى بسالح لحربي، )صحتها أن ال تكون معصية ( كأن أوصى بعبدهوال محاال

به حمال انفصل لستة أشهر( الموصى )وأن ال يكون الموصى له أووال عبد له، ) ( لزوج أو سيد وأمكنه وطؤهاإن كانت أمه فراشا( به )فأكثر من حين الوصية

الحتمال حدوثه بعد الوصية واألصل عدمه عندها، نعم لو انفصل قبل ستة أشهر توأم ثم انفصل بعدها توأم ءاخر دخل في الوصية وإن زاد ما بينها وبين انفصاله

( الوصيةفتصح( أي وإن لم تكن فراشا أو لم يمكنه وطؤها )وإالعلى ستة أشهر، ) ( ألن الظاهر وجوده عند الوصية لندرة وطء الشبهةإن انفصل ألربع سنين فأقل)

وفي تقدير الزنا إساءة ظن، أما إذا أتت به لدون ستة أشهر فإنها تصح وإن كانت

Page 99: شرح التحرير

( ألن المعدومبحمل حادث( الوصية )وتصحفراشا للعلم بأنه كان موجودا عندها، ) بما ال يخرج من( تصح )وكذايجوز أن يملك كما في السلم، )

( لما في الصحيحين أن سعد بن أبي وقاص قال: قلت ياالثلث إن أجازه الوارث رسول الله: قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال وال يؤثني إال ابنة أفأتصدق بثلثي مالي قال: ال، قلت: فالشطر، قال: ال، قلت: فالثلث، قال: "الثلث والثلث

(وتصحكثير"، وكالوصية فيما ذكر سائر التبرعات الواقعة في مرض الموت، ) ( لم يمت علىوحربي ومرتد( بأن يوصي لجارحه ثم يموت بالجرح، )لقاتلالوصية )

ردته لعموم أدلة الوصية وألنها تمليك بصيغة كالهبة، وأما خبر : "ليس للقاتل ولوارث إن أجاز بقية الورثةوصية" فضعيف ولو صح حمل على وصيته لمن يقتله، )

( بشرطالمطلقين التصرف حتى لو أوصى لكل من بنيه بعين بقدر نصيبه صحت اإلجازة الختالف األغراض في األعيان ومنافعها، واألصل في ذلك خبر : "ال وصية

إن( لماله )ممن عليه دين مستغرق( الوصية )وتصحلوارث" إال أن يجيز الورثة، ) ( لعموم أدلتها مع حصول غرض رب الدين، وكالم األصلسقط بإبراء أو غيره

( بالمعنىوكل وصيةيقتضي بطالن الوصية ممن عليه دين مستغرق وليس مرادا، ) من( تحسب )ال تتوقف على إجازةالشامل للتبرع في مرض الموت )

وعتقا( وإن استولدها في مرض موته، )إال عتق أم الولد( لخبر سعد السابق )الثلث ( موتومات قبل( بغير اختيار السيد )بصفة وجدت في المرض( في الصحة )معلقا

( فإن كل منهما يحسب من رأس المال تنزيال لهما منزلةالمعتق وال مال له غيره) استهالك المال بإنفاقه في اللذات والشهوات واعتبارا للثاني بحالة التعليق وألنه

حينئذ لم يكن منهما بإبطال حق الورثة.باب المساقاة والمزارعة

األصل فيهما قبل اإلجماع خبر الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم عامل أهل المساقاة أن يعقد على نخل أو شجرخيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع. )

بجزء معلوم مما( بالسقي والتربية مدة معلومة، )لمن يتعهدهما( مالكهما )عنب ( من ثمر أو عنب، ويشترط تخصيصه بالعاقدين شركة وعلمهمايخرج منهما

بالنصيبين بالجزية، وأن تكون األشجار معينة مرئية، وأن تثمر في المدة غالبا، وأن ال يشترط على العامل ما ليس من جنس أعمالها، وأن ينفرد بالعمل وباليد ومعرفة

العمل، ويحمل المطلق في كل ناحية على العرف الغالب، وشمل كالمهم ذكور ( كالمقل ألنه ال زكاة فيوال تجوز في غيرهماالنخل وبه صرح صاحب الخصال، )

ثمره فأشبه غير

( أربعة أمور يجريويخالفان غيرهما في( فتجوز كالمزارعة )إال تبعا لهماالمثمر ) ( لماالعرايا، والمساقاة( صحة )الزكاة و( وجوب )الخرص، وفيهما دون غيرهما: )

Page 100: شرح التحرير

( أي بمسئلته وهي أنه لوبالتأبير( كغيره )ويزيد النخل على العنبمر في محالها، ) والمزارعة أنبيع شجر عليه ثمر لم يتبعه إال ثمر النخل قبل التأبير ألنه مستتر، )

لمن يزرعها بجزء معلوم مما يخرج منها والبذر من المالك( مالكها )يعقد على أرض ( مطلقا للنهي عنها فيباطلة( أي المخابرة )فإن كان من العامل فهي مخابرة وهي

خبر الصحيحين وهذا من زيادتي، فلو أفردت بها أرض فالمغل للعامل وعليه لمالك األرض أجرة مثلها، وطريق جعل الغلة لهما وال أجرة أن يكتري العامل نصف األرض بنصف البذر ونصف عمله ومنافع دوابه وءاالته أو بنصف البذر ويتبرع بالعمل

( باطلة لذلك فلو أفردت بها أرض فالمغل للمالك وعليهوكذا المزارعةوالمنافع، ) ( وإن كثر أي األرض الخالية منإال في البياضللعامل أجرة عمله ودوابه وءاالته، )

( فتصح المزارعة عليه تبعا للمساقاةالعنب( شجر )بين النخل أوالزرع ونحوه ) (إال بسقيه( أي النخل وشجر العنب )إن عسر سقيهماعلى النخل أو شجر العنب )

( بأن يكون عامل المزارعة عامل المساقاة، واتحد العاملأي البياض )

( هو أولى منوأن تتأخر( أي عقد المساقاة والمزارعة، )ولم يفصل بين العقدين) ( ألنها تابعة فحقها االتصال والتأخرالمزارعة على المساقاةقوله وأن ال تتقدم )

لتحصل التبعية، وعلى ذلك حمل معاملة أهل خيبر السابقة.باب اإلجارة

هي لغة: اسم لألجرة، وشرعا: عقد على منفعة مقصودة معلومة قابلة للبذل واإلباحة بعضو معلوم، وقد أوضحته مع بيان ما فيه في شرح األصل، واألصل فيها

قبل اإلجماع خبر البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم والصديق استأجرا رجال من بني الديل يقال له عبد الله بن األريقط والحاجة داعية إليها، وأركانها أربعة:

أو( كسكنى الدار سنة، )تقدر إما بمدةعاقد، وصيغة، وأجرة، ومنفعة. والمنفعة ) ( كركوب الدابة إلى مكة وكخياطة الثوب، فلو جمعهما كأن استأجره ليخيطبعمل

( أيوشرط صحتهاالثوب بياض النهار لم يصح ألن المدة قد ال تفي بالعمل، ) ( فال تصح مع الجهل بشئ منهمابالمدة واألجرة( أي علم العاقدين )العلماإلجارة ) ( كما في البيع وقيل ال يشترط، والترجيح منوأن ال تشترط بعقد ءاخرللغرر، )

( فلووأن يتصل الشروع في استيفاء المنفعة بالعقد في إجارة العينزيادتي، ) ءاجره دارا السنة القابلة لم يصح كما لو باعها

قبل( سابقة )إال في إجارة مدة تلي مدة إجارةعلى أن يسلمها في السنة القابلة، ) ( وهو المكتري إن لم يكر العين المكتراة لغيره إن أكراها لهانقضائها لمالك منفعتها

فتصح اإلجارة وإن لم يحصل االتصال المذكور التصال المدتين كما لو أكراه المدتين بعقد واحد وخالف القفال فحصر الصحة في المكتري مطلقا، وتعبيري بـ"مدة" أعم

وهو أن يؤجر دابته( أي النوب )وإال في كراء العقبمن تعبيره بـ"السنة الثانية"، ) ( وينزل عنها البعض اآلخر أو يركبها المؤجر البعضواحدا ليركبها بعض الطريق

( على التناوباثنين ليركب كل منهما مدة معلومة( يؤجرها )أواآلخر على التناوب ) ( ما لهما من الركوب على الوجهثم يقتسمانويبين البعضين في الصور الثالث )

Page 101: شرح التحرير

المبين كفرسخ للمكتري ثم فرسخ للمكري في الثانية، ويوم ألحد المكتريين ثم يوم لآلخر في الثالثة، ووجه الصحة ثبوت االستحقاق حاال، والتأخير الواقع من ضرورة القسمة ال يؤثر كالدار المشتركة، ومحل اعتبار البيان إذا لم تنضبط الطريق، فإن

انضبطت كيوم ويوم وفرسخ وفرسخ حمل العقد عليه، والزمن المحسوب من النوب زمن السير دون النزول، ولو اختلفا فيمن يركب أوال أقرع، وفي معنى الدابة

وإال في كراء حيوان لعمل مدة على أن ينتفع به المكتري األيام دونالرقيق ) ( بخالف غير الحيوان، وإنما اغتفر ذلك في الحيوان ألنه ال يطيق دوام العملالليالي

( من زيادتي كإجارةوإال في غيرهاوهو في الحقيقة تصريح بمقتضى اإلطالق ) األرض التي عالها الماء قبل انحساره، وكإجارة نفسه ليحج عن غيره إجارة عين

قبل وقته بشرطين بعد المسافة

وكونه زمن خروج أهل بلده حيث يتهيأ للخروج عقبه، وخرج بإجارة العين إجارة الذمة فيصح فيها التأجيل كألزمت ذمتك الحمل إلى مكة أول شهر كذا، ألن الدين

من ضمان المكري ولو بعد( مع أعيانها )والمنافعيقبل التأجيل كما في السلم، ) ( قيد المكتري عليها يد أمانة، إذ ال يمكن استيفاء حقه إال بإثبات اليد علىالقبض

العين، فال يضمن بال تعد كالنخلة التي تشترى ثمرتها بخالف ظرف المبيع ألنه أخذهلمنفعة نفسه وال ضرورة إلى قبض المبيع فيه.

باب العارية

بتشديد الياء وقد تخفف وهي لغة: اسم لما يعار، وشرعا: إباحة االنتفاع بما يحل وتعاونوا على البر}االنتفاع به مع بقاء عينه، واألصل فيها قبل اإلجماع قوله تعالى:

(7)سورة الماعون/ {ويمنعون الماعون} ( وقوله:2)سورة المائدة/ {والتقوى فسره الجمهور بما يستعيره الجيران بعضهم من بعض، وخبر الصحيحين : أنه

صلى الله عليه وسلم استعار فرسا من أبي طلحة فركبه. وأركانها أربعة: معير وهو من يصلح للتبرع، ومستعير وهو من يصلح للتبرع عليه بعقد معه وليس بسفيه،

( أي العاريةهيومعار، وصيغة، ويكفي اللفظ من أحد الطرفين والفعل من اآلخر، ) ( كالمستام،بقيمة يوم التلف( لخبر أبي داود وغيره "العارية مضمونة" )مضمونة) إال ما)

أو استعارولو بعد الحفر لكنه يغرم لولي الميت مؤنة الحفر ألنه الذي ورطه فيه، ) ( ولو قال أعيروا داري بعد موتي لفالن شهرامكانا لسكنى معتدة فليس له الرد

مثال لم يكن للوارث الرجوع.باب الوديعة

تقال على العين المودعة وعلى اإليداع وهو توكيل بحفظ الحق، واألصل فيها قبل)سورة النساء/{إن الله يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها} اإلجماع قوله تعالى:

( وخبر: "أد األمانة إلى283)سورة البقرة/ {فليؤد الذي اؤتمن أمانته} ( وقوله58 من ائتمنك وال تخن من خانك" رواه الحاكم على شرط مسلم: وأركانها أربعة:

Page 102: شرح التحرير

يضمن الوديع ما تعدى فيه منها إال أن يأخذ درهمامودع، ووديع، ووديعة، وصيغة. ) ثم يرد إليه مثله فيضمن الجميع إذا لم( فيه دراهم مودعة عنده )مثال من كيس

( أي الدرهم عن البقية ألنه خلطها بمال نفسه بال تمييز فهو متعد، فإن تميزيميز (بإيداع غيره( الوديعة )ويضمنبسكة أو نحوها أو رد إليه عين الدرهم ضمنه فقط، )

( بخالف ما لووال عذر له( من المالك )بال إذنأي بإيداعه لها غيره ولو قاضيا ) استعان بمن يحملها إلى الحرز أو يضعها في خزانة مشتركة بينه وبين أبيه مثال

ونحو ذلك، وبخالف ما لو أودعها غيره

لعذر كحريق وإغارة في البقعة وإشراف الحرز على الخراب ولم يجد حرزا ينقلها إليه وإرادة سفر وتعذر وردها لمالكها أو وكيله ثم القاضي فإن دفنها بموضع وسافر

ضمن، نعم إن أعلم بها أمينا يسكن الموضع لم يضمن ألن إعالمه بمنزلة إيداعه، إلى دون حرز( من حرز مثلها )بوضعها في غير حرز مثلها وبنقلها( يضمنها )و)

( وهو أولى من قوله: إلى دون حرزها األول ألنه عرضها للتلف، بخالف ما لومثلها نقلها إلى حرز مثلها وإن كان األول أحرز وال يضمنها بنقلها بظن الملك بخالف ما لو

( لتركه حفظها الواجب عليهمتلفاتها( دفع )بترك( يضمنها )وانتفع بها بظنه، ) (وبالتزامه، فلو أودعه دابة فترك علفها ضمن إال أن يكون المالك نهاه عنه، )

( أي العدولمع تلفها بذلك( من المالك )بالعدول عن الحفظ المأمور بهيضمنها ) لتعديه فلو قال له ال ترقد على الصندوق فرقد وانكسر بثقله وتلف ما فيه بذلك، أو سرق في الصحراء من حيث لو لم يرقد فوقه لرقد فيه ضمن، فلو تلف بغير ذلك فال ضمان، وكذا لو قال ال تقفل عليه فأقفل أو ال تقفل عليه قفلين فأقفلهما ألنه

( فلو لبس الثوب أو ركب الدابةباالنتفاع بها( يضمنها )وزاد في الحفظ ولم يقصر، ) لغير غرض المالك ضمن لتعديه ومتى صارت مضمونة بانتفاع أو غيره ثم ترك

الخيانة لم يبرأ إال أن يحدث له المالك استئمانا.باب القراض

ويقال المقارضة والمضاربة وهو أن يعقد على ما يدفعه لغيره ليتجر فيه

على أن يكون الربح مشتركا بينهما، واألصل فيه اإلجماع، واحتج له أيضا بقوله (20)سورة المزمل/ {وءاخرون يضربون في األرض يبتغون من فضل الله} تعالى:

وبأنه صلى الله عليه وسلم ضارب لخديجة بمالها إلى الشام وأنفذت معه عبدها ميسرة، وحقيقته أن أوله وكالة وءاخره جعالة. وأركانه خمسة: عاقد، وصيغة،

( الخالصة فال يصحبالدراهم والدنانير( القراض )يختصورأس مال، وعمل، وربح. ) على غيرهما كتبر ومغشوش وفلوس وسائر العروض ألن في القراض إغرار ألن

العمل فيه غير مضبوط والربح غير موثوق به وإنما جوز للحاجة، فاختص بما يروج ( فال يجوزبحسب الشرط( بينهما )والربح مشتركبكل حال وتسهل التجارة به، )

اختصاص أحدهما به وال شرط شئ منه لغيرهما إال عبد أحدهما فما شرط له فهو ( نظرافقراض فاسد( أي للعامل أو للمالك )فإن شرطاه كله ألحدهمالسيده، )

Page 103: شرح التحرير

والللفظ والربح كله للمالك فيهما وللعامل أجرة المثل في األولى دون الثانية، ) ( ألن الربح ال ينضبط وقتهيجوز تقييده بمدة ويمنعه التصرف أو البيع بعدها

ولقدرتهما على الفسخ متى أرادا بخالف ذلك في المساقاة، وقولي "أو البيع" من ( لحصول االسترباح بالبيع الذي لهفإن منعه الشراء فقط بعد مدة جاززيادتي، )

فعله بعدها، فإن اقتصر على قارضتك سنة فسد العقد والعامل أمين فيصدق في الرد والتلف كما في الوديعة وفي أنه اشترى للقراض أو لنفسه وفي الربح

والخسران وقدر رأس المال.باب الوكالة

هي بفتح الواو وكسرها، لغة: التفويض، وشرعا: تفويض شخص

أمره إلى ءاخر فيما يقبل النيابة ال ليفعله بعد موته، واألصل فيها قبل اإلجماع قوله ( وهذا شرع من قبلنا، وورد في93)سورة يوسف/ {اذهبوا بقميصي هذا} تعالى:

شرعنا ما يقرره كخبر الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم بعث السعاة ألخذ الزكاة، وقد وكل صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري في نكاح أم حبيبة،

وأركانها أربعة: موكل، ووكيل، وموكل فيه، وصيغة، لكن ال يشترط القبول لفظا، ويشترط في الموكل صحة مباشرته ما وكل فيه بملك أو والية، وفي الوكيل صحة

مباشرته التصرف لنفسه، وفي الموكل فيه أن يملك الموكل الوالية عليه وأن يكون ( الوكالة في العقود وغيرهاتصحقابال للنيابة، وقد أوضحت ذلك في شرح األصل، )

( ألن فيه غررا عظيما الإال في مجهول مطلق كأن وكله في كل قليل وكثير) ضرورة إلى احتماله، بخالف ما لو قال وكلتك في بيع أموالي وعتق أرقائي وإن لم

تكن أمواله معلومة ألن الغرر فيه قليل، ولو وكله في شراء عبد مثال وجب بيان نوعه وكذا صفته إن اختلفت أصناف نوعه اختالفا ظاهرا، أو في شراء دار وجب

وإال في حمل حد أو قود أوبيان المحلة والسكة أي الحارة والزقاق ال قدر الثمن ) ( فالرأس مال سلم، وإال في وطء( في )في ربوي أو( بعد مفارقة المجلس )قبض

( فيأويصح التوكيل في شئ منها ألنها ال تقبل النيابة كما هو معلوم من أبوابها )( إلحاقا لها بالعبادات لتعلق حكمها بتعظيم الله شهادة أو يمين كإيالء أو لعان)

( ألنه إخبار عنإقرار( في )أوتعالى، ويلحق باليمين النذر وتعليق العتق والطالق )ا بنفس الوكيل ) ( ألن المغلب فيهظهار( في )أوحق فأشبه الشهادة ويجعل مقر

( من حج أو عمرة فهو أعم منإال نسكا( لما مر )عبادة( في )أومعنى اليمين ) ( ألدلتها المقررة في أبوابها ويلحق بالزكاةوتفرقة زكاة وذبح ضحيةتعبيره بالحج )

الكفارة وصدقة التطوع، وباألضحية الهدي والعقيقة، وبذبحها تفرقة لحمها ولحمالهدي والعقيقة.

باب الشركة

هي بكسر الشين وإسكان الراء، وبفتح الشين مع كسر الراء وإسكانها، لغة:

Page 104: شرح التحرير

االختالط، وشرعا: عقد يثبت به حق شائع في شئ لمتعدد واألصل فيها قبل اإلجماعما غنمتم من شئ فأن لله خمسه} ءايات كآية: (41)سورة األنفال/ {واعلموا أن

وأخبار كخبر: "يقول الله أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خانه (هي نوعان: أحدهما في الملكخرجت من بينهما" رواه الحاكم وصحح إسناده. )

أربعة: شركة( أنواع )وهي( لها )كإرث وشراء، والثاني بالعقدقهرا كان أو اختيارا ) ( كشركة الحمالين وسائر المحترفة ليكون بينهما كسبهما متساويا أو متفاوتاأبدان

( كأن يشترك وجهان ليبتاع كلوجوه( شركة )ومع اتفاق الصنعة أو اختالفها، ) (ومنهما بمؤجل ويكون المبتاع لهما، فإذا باعا كان الفاضل عن األثمان بينهما )

( بأن يشترك اثنان ليكون بينهما كسبهمامفاوضةشركة )

بأموالهما أو أبدانهما، وعليهما ما يعرض من غرم، وسميت مفاوضة من تفاوضا في ( بكسر العين من عن الشئ: ظهر، إماعنان( شركة )والحديث شرعا فيه جميعا )

( أي أنواع الشركةوهيألنها أظهر األنواع أو ألنه ظهر لكل منهما مال اآلخر، ) ( لخلو الثالثة األول عن المال المشترك، ولكثرة الغررباطلة إال األخيرة فصحيحة)

( كالدراهمبشرط أن يكون رأس المال مثليافيها بخالف األخيرة فهي الصحيحة ) والدنانير والبر، ألنه إذا اختلط بجنسه لم يتميز بخالف المتقوم، وقد تصح في

المتقوم بأن يكون مشتركا بينهما قبل العقد، فالشرط أن ال يتميز الماالن عند العقد ( أي لم يتميز كل منهما عنوأن يتحد الماالن جنسا وصفة بحيث لو خلطا لم يتميزا)

وأن يشترطا الربح والخسران( ليتحقق معنى الشركة )وأن يخلطا قبل العقداآلخر ) ( عمال بقضية العقد، فإن شرطا خالفه فسد العقد ويرجع كلعلى قدر المالين

منهما على اآلخر بأجرة عمله في ماله وتنفذ التصرفات منهما لإلذن، والربح بينهما على قدر المالين، وال بد من صيغة تدل على اإلذن في التصرف، فإن اقتصر على اشتركنا لم يكف، ويعتبر في كل منهما أهلية التوكيل والتوكل وهو أمين فيأتي فيه

( بإذنهما على أنولو كان لواحد بغل وآلخر راوية وءاخر يسقيما مر في القراض، ) ( إذ ليس لواحد منفالحاصل له وعليه أجرة البغل والراويةالحاصل بالسقي بينهم )

مالكهما في ذلك مال حتى يأخذه، فأشبه ما لو اشترك ثالثة أحدهم بماله والثاني بشرائه والثالث ببيعه فإن الربح للمالك وعليه لكل من اآلخرين أجرة عمله،

ولمسئلتنا تقييد ذكرته في شرح األصل.

باب الهبة

فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه} األصل فيها قبل اإلجماع قوله تعالى: ( وأخبار كخبر الصحيحين : "ال تحقرن جارة لجارتها4)سورة النساء/ {هنيئا مريئا

إن كانت صيغتها بعوض معلوموال فرسن شاة" أي ظلفها. وأركانها أركان البيع، ثم ) ( إذ ال تصح بيعها لجهالة العوض،مجهول فباطلة( بعوض )أو( نظرا للمبيع )فهي بيع

Page 105: شرح التحرير

(أو بغير عوض فهبةوال هبة لذكر العوض بناء على األصح من أنها ال تقتضيه ) مطلقة تشمل الصدقة الممتازة بالدفع لثواب اآلخرة والهدية الممتازة بالنقل

وبقي الموهوب في سلطنة( لفرعه )وال رجوع فيها إال إن كانت من أصلإكراما، ) ( فيمتنع الرجوع بنحو بيعه ووقفه وكتابته الصحيحة وإيالده، واألصل في ذلكالمتهب

خبر: "ال يحل لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها إال الوالد فيما يعطي ( منالعمرى والرقبى( أي الهبة )ومنهاولده" رواه الترمذي والحاكم وصححاه. )

منهما يرقب اآلخر، فالعمري ) ( أيكأن يقول: "أعمرتك داري"المراقبة ألن كال جعلتها لك

"( أو فهي لزيد أو فهي وقف فإنهاوإن قال: "فإن مت قبلي رجعت إليعمرك، ) "( أي جعلتها لك رقبى،كأن يقول: أرقبتكها( الرقبى )وعمرى ويلغوا الشرط، )

( أو فإذا متوإن قال: "فإن مت قبلي رجعت إلي وإن مت قبلك استقرت لك") فهي لزيد أو فهي وقف فإنها رقبى ويلغوا الشرط، واألصل في ذلك خبر مسلم :

"أيما رجل أعمر عمرى له ولعقبه فإنها للذي أعطيها ال ترجع إلى الذي أعطاها ألنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث"، وخبر الشافعي وغيره: ال تعمروا وال ترقبوا

( فيهوإنما تملك الهبة بالقبض باإلذنفمن أرقب شيئا أو أعمره سبيل الميراث، ) من الواهب، وهذا من زيادتي، ولو مات أحد العاقدين قبل القبض لم ينفسخ العقد

ويتخير الوارث.باب الضمان

هو لغة: االلتزام، وشرعا: عقد يحصل به التزام حق ثابت في ذمة الغير، أو إحضار من هو عليه، أو عين مضمونة، واألصل فيه قبل اإلجماع خبر: "الزعيم غارم" رواه

الترمذي وقال حسن صحيح، وخبر الحاكم بإسناد صحيح أنه صلى الله عليه وسلم تحمل عن رجل عشرة دنانير. وأركانه خمسة: ضامن، ومضمون له، ومضمون عنه،

ضمان بدن وهو باطل في عقوبة الله( أحدهما: )هو نوعانومضمون، وصيغة. ) ( من حدتعالى

صحيح في غيرها كقودوعليه اقتصر األصل، أو تعزير إذ يسعى في دفعها ما أمكن )اوحد قذف ( ألنه حق الزم فأشبه المال، وال بد من إذن المضمون ببدنه إن كان حي

ضمان مال وهو صحيح إن ثبت( الثاني: )وحرا أهال لإلذن، وإال فإذن مالكه أو وليه، ) ( أي المالوكان( الختالف األغراض باختالف ذلك، )المال وعلم قدره ومن هو له

( كثمن المبيع قبل اللزوم إلحاقاأو ءايال إلى اللزوم( كثمن المبيع بعد اللزوم )الزما) ( كضمان ما سيثبت ببيع أو قرض، ألنفال يصح ضمان ما لم يثبتله بالالزم )

( ألنه إثباتمجهول( ضمان )والالضمان توثقة بالحق فال يسبق وجوبه كالشهادة ) ( مما ليسنحو نجوم الكتابة( ضمان )والمال في الذمة بعقد فأشبه البيع واإلجارة )

بالزم لمن هو عليه كجعل الجعالة قبل الفراغ إذ لمن هو عليه إسقاطه بالفسخ،

Page 106: شرح التحرير

(ضمان رد األعيان( يصح )و( ألنه ءايل إلى اللزوم )ويصح ضمان الثمن قبل اللزوم) المضمونة كالمغصوبة ألن المقصود منها المال، بخالف األعيان غير المضمونة

كالوديعة ال يصح ضمانها ألن الواجب على من هي تحت يده التخلية ال الرد، وخرج (ضمان الدرك( يصح )وبضمان ردها ضمان قيمتها لو تلفت فال يصح لعدم ثبوتها )

( ألنه إنما يضمن ما دخل في ضمان البائعبعد قبض المضمونللمشتري مثال ) (أن يضمن( أي ضمان الدرك )وهووالثمن ال يدخل في ضمانه إال في القبض، )

شخص )ألحد العاقدين ما بذله لآلخر إن

( التي وزن بها وردأو ناقصا لنقص الصنجة( ورد )خرج مقابله مستحقا أو معيبا سواء كان الثمن معينا وعليه اقتصر األصل أم في الذمة. والدرك بفتح الدال مع

فتح الراء وإسكانها: التبعة أي المطالبة والمؤاخذة، سميت بذلك اللتزام الغرم عند إدراك المستحق عين ماله، ويسمى أيضا ضمان العهدة وهي الصك الذي يكتب فيه

العوض، والفقهاء يعبرون به عن العوض.باب الرهن

هو لغة: الثبوت، ويقال: االحتباس، وشرعا: جعل عين متمولة وثيقة بدين يستوفى فرهان} منها عند تعذر وفائه، واألصل فيه قبل اإلجماع قوله تعالى:

( وخبر الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم رهن283)سورة البقرة/ {مقبوضة درعه عند يهودي بالمدينة يقال له أبو الشحم على ثالثين صاعا من شعير ألهله.

( منما جاز بيعه جاز رهنهوأركانه أربعة: عاقد، ومرهون، ومرهون به، وصيغة. ) ( إالو( فال يجوز رهنها ألنها تتلف فال يحصل استيثاق، )إال في المنافعمتاع وغيره )

( إال فيو( فال يجوز رهنه وإن كان الدين حاال لما فيه من الغرر، )المدبرفي ) لم( فال يجوز رهنه بمؤجل من غير شرط بيعه قبل وجودها )بصفة( عتقه )المعلق)

( بأن علم حلوله بعدها أو معها أو احتمل األمران فقط أوقبلها( للدين )يعلم الحلول مع

سبقه أو احتمل حلوله قبلها أو بعدها أو معها لفوات الغرض من الرهن في بعضها وللغرر في الباقي بخالف حلوله قبلها وبخالف الصور المذكورة إن شرط بيعه قبل

وجود الصفة، فقولي: "لم يعلم الحلول قبلها" أولى من قوله: "إن أمكن سبقها وإن( فال يجوز رهنه بمؤجل )الزرع قبل اشتداد حبه( إال في )وحلول الدين"، )

( إذ ال يوثق ببقائه إلى الحلول، أما رهنه بحال فجائزشرط قطعه عند حلول الدين وإن لم يشرط قطعه، ويجوز بيع ما يسرع فساده وال يمكن تجفيفه بغير شرط، وال

يجوز رهنه بمؤجل إن علم فساده قبل الحلول إال بشرط أن يباع عند اإلشراف (ويجوز رهن المصحفعلى الفساد ويكون ثمنه رهنا، وال يجوز رهن الدين ابتداء )

ورهن األم( والسالح من حربي )والعبد المسلم من كافروكتب الحديث واآلثار ) ( أي ما ذكر من المصحفدون ولدها غير المميز وعكسه، وإن امتنع بيع ذلك

والمعطوفات عليه ألن المعنى المقتضي لمنع بيعها لم يوجد في رهنها لكن ال يسلم ما قبل األخيرتين للكافر بل لعدل وعند االحتياج إلى البيع في رهن األم دون ولدها

Page 107: شرح التحرير

وعكسه يباعان ويوزع الثمن عليهما باعتبار القيمة ليظهر ما يتعلق بالمرهون، وتعبيري بـ: "غير المميز" أعم من تعبيره بـ: "الصغير"، وقولي: "وعكسه" من

( في يد المرتهن ال يلزمه ضمانه وال يسقط بتلفه شئ منوالرهن أمانةزيادتي. ) الدين لخبر: "الرهن من راهنه" أي من ضمانه له غنمه وعليه غرمه، رواه ابن حبان

والحاكم وقال على شرط الشيخين،

ومرهون تحول غصبا أو( عند غتصبه، )مغصوب تحول رهنا( ثمان مسائل )إال في) ( كل من المعاروعارية ومقبوض سوما أو ببيع فاسد إذا تحول( عند مرتهنه، )عارية

( أيثم يرهنه منه( صدر بينهما )رهنا في الثالثة وأن يقيله في بيع شئوالمقبوض ) ( وفيقبل قبضه أو يخالعها على شئ ثم يرهنه منها قبل القبضمن المشتري )

معنى اإلقالة الفسخ بتحالف أو نحوه ووجه الضمان في ذلك وجود مقتضيه والرهن ليس بمانع، وال يصح الرهن إال بدين أو منفعة، وال بد من كون الدين الزما أو ءايال إلى اللزوم، وال ينفك شئ من الرهن إال بفراغ الذمة من الدين، نعم ينفك بعضه

بفك مرتهن أو تعدد العقد أو المستحق أو من عليه الدين أو مالك العارية.باب الكتابة

هي لغة: الضم والجمع، وشرعا: عقد عتق بلفظها بعوض منجم بنجمين فأكثر، وهي خارجة عن قواعد المعامالت لدورانها بين السيد ورقيقه وألنها بيع ماله بماله،

والذين يبتغون الكتاب مما ملكت} واألصل فيها قبل اإلجماع قوله تعالى: ( اآلية، وخبر: "من أعان غارما أو غازيا أو مكاتبا في فك33)سورة النور/ {أيمانكم

رقبته أظله الله في ظله يوم ال ظل إال ظله" رواه الحاكم وأركانها أربعة: سيد، ورقيق، وعوض،

كل( السيد الحر المختار المتأهل لتبرع، )بشرط أن يكاتب( الكتابة )تصحوصيغة، ) إال أن( فال تصح كتابة بعضه ألنه حينئذ ال يستقل بالتردد الكتساب النجوم )الرقيق

مالكاه( أي الرقيق )أو يكاتبه( فتصح ألنها حينئذ تفيده االستقالل )يكون باقيه حرا وجعل المال على نسبة( جنسا وأجال وعددا )واتفقت النجوم( ولو بوكالة )معا

( صرح به أو أطلق فتصح كتابته لذلك وليس له أن يدفع ألحد المالكين شيئاملكيهما لم يدفع مثله لآلخر في حال دفعه إليه، فإن أذن أحدهما في دفع شئ لآلخر ليختص

به لم يصح القبض، وقد تصح كتابة بعض الرقيق في صور أيضا كأن أوصى بكتابة عبد فلم يخرج من الثلث إال بعضه ولم تجز الورثة أو كاتب في مرض موته بعض

(إذا أديت( مع لفظ الكتابة )أن يقول( بشرط )وعبده وذلك البعض ثلث ماله ) ( فال يكفي لفظ الكتابة بال تعليق والفأنت حر أو ينوبه( أو برئت منها )إليالنجوم )

نية ألنه يقع على هذا العقد وعلى المخارجة فال بد من تمييزه بذلك، وكالتأدية للسيد ( فال تصحوأن يكون عوضها معلوماالتأدية لنائبه من وكيله أو وارثه أو وصيه )

( كما جرى عليه الصحابة فمنوأن يتعدد النجمبمجهول كسائر عقود المعاوضة )

Page 108: شرح التحرير

بعدهم فال تجوز بعوض حال وال بنجم واحد، والنجم: الوقت المضروب، قاله فإن كانت علىالجوهري. ويطلق على المال المؤدي فيه كما في كالمي كاألصل )

( من اآلنأو على خدمة شهر( لعدم تنجيم الدينار )وخدمة شهر لم تجز( حاال )دينار( وعلى ودينار في أثنائه أو بعده)

( ألن المنفعة مستحقة في الحال فالمدة لتقديرهاجازتالثاني اقتصر األصل ) وللتوفية فيها والدينار إنما تستحق المطالبة به في وقت ءاخر، وإذا اختلف

االستحقاق حصل التنجيم، وال بأس بكون المنفعة حالة ألن التأجيل إنما يشترط لحصول القدرة وهو قادر على االشتغال بالخدمة في الحال، فالتنجيم إنما هو شرط

( أي فاسدوحكم فاسدهافي غير المنفعة التي يقدر على الشروع فيها في الحال ) ( فيحكم صحيحهاالكتابة لفوات شرط أو لفساده أو فساد عوض أو أجل )

استقالل المكاتب بالكسب وأخذ أرش الجناية عليه والمهر وعتقه باألداء في محل إال في أن الفاسدة غير الزمة من جهة السيد كماالنجوم إلى سيده وسائر أحكامه )

( أي سواء كانت صحيحة أم فاسدة، بخالفمن جهة الرقيق مطلقا( الكتابة )ال تلزم يرد( في الفاسدة )أن سيده( في )والسيد في الصحيحة فإنها الزمة من جهته )

( يومبقيمته( أي على المكاتب )ويرجع عليه( ألنه لم يملكه )عليه ما قبضه منه العتق ألن في الكتابة معنى المعاوضة وقد تلف المعقود عليه بالعتق، فهو كما لو تلف المبيع بيعا فاسدا فإن المشتري يرجع على البائع بما أدى ويرجع البائع عليه

بالقيمة، ولو تلف ما أخذه السيد رجع عليه العتيق بمثله أو قيمته، فإن كان العوض ال قيمة له وال حرمة كخنزير لم يرجع على سيده بشئ وهو يرجع على العتيق

بقيمته، وإن كان محترما كجلد ميتة لم يدبغ رجع فيه إال أنه إذا تلف لم يرجع عليه ببدله ويستثنى مما ذكر ما أخذه الكافر من مكاتبة الكافر حال الكفر فإنه يملكه وال

بعد موت( النجوم )ال يعتق بأدائه( أي المكاتب في الفاسدة )أنه( في )وتراجع )( وال في حياته إلى غير سيده من وكيل أو سيده

( يعتقال( في أنه )وغيره أو إليه في غير محل النجوم كما تقدمت اإلشارة إليه ) )فيما إذا حط عنه سيده من النجوم( لعدم وجود الصفة المعلق بها، ويستثنى مع ما

ذكر صور أخرى منها: أنه ال يجب في الفاسدة حط، وأن المكاتب فيها ال يسافر بغير إذن سيده، وأن فطرته تجب على سيده، وأنه ال يأخذ من الزكاة، وأنه ال يعامل

( بأن يحط عن المكاتب قبلاإليتاء( على سيده في الكتابة الصحيحة )ويجبسيده، ) عتقه أقل متمول من النجوم أو يدفعه إليه منها بعد قبضه أو من غيرها من جنسها،

( فسر اإليتاء بما33)سورة النور/ {وءاتوهم من مال الله الذي ءاتاكم} قال تعالى: ذكر ألن القصد منه اإلعانة على العتق، والحط أصل والدفع بدل عنه لما قلناه من أن القصد منه إعانته على العتق، وهي في الحط محققة وفي الدفع موهومة فإنه

إال إذا كاتبه فيقد ينفق المال في جهة أخرى، ويسن ربع فإن لم يسمح به فسبع ) أو( ولم تجز الورثة فال يجب اإليتاء )مرض موته ولم يحتمل الثلث أكثر من قيمته

( كأن كاتبه على أن يخدمه شهرا من اآلن وعلى خياطةكاتبه على منفعة نفسه

Page 109: شرح التحرير

ثوب في ذمته بعد العقد بيوم، أو عند انقضاء الشهر أو عقبه أو بعده بنحو يوم أو (في بيع الرقيققبله كذلك فال يجب اإليتاء ألنه إنما يجب إذا كان في النجوم أعيان )

قول( في )و( ألنه المعتق )قوله لسيده( في )من نفسه، وهو أعم من قوله العبد ) غيره له:

( ألنه المعتق بإنابتهللسائل( عليه فيها )"أعتق رقيقك عني على كذا" فيعتقه والوالءالمسؤول.

باب اإلقرار

هو لغة: اإلثبات من قر الشئ يقر قرارا إذا ثبت، وشرعا: إخبار الشخص بحق عليه كونوا قوامين} ويسمى اعترافا أيضا، واألصل فيه قبل اإلجماع قوله تعالى:

( فسرت شهادة المرء135)سورة النساء/ {بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم على نفسه باإلقرار، وخبر الصحيحين : "اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت

ال يقبل إقرار صبيفارجمها". وأركانها أربعة: مقر، ومقر له، ومقر به، وصيغة. ) وال إقرار مفلس بدين في حق( لعدم صحة عبارتهما في مثل ذلك، )ومجنون

( بأن لم يقيده بمعاملة والغرمائه إن أسند وجوبه لما بعد الحجر بمعاملة أو مطلقا غيرها فال يزاحمهم المقر له لتقصيره في األولى بمعاملته له، وأما في الثانية فألن

األصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن ألنه محقق، وظاهر أن محله فيها إذا ( بأن أسند وجوبه لما قبلوإالتعذرت مراجعة المقر أخذا مما يأتي عن "الروضة" )

( في حقهم وحقه لبعد التهمة، وإن أطلققبلالحجر ولو بمعاملة أو قال عن جناية ) وجوبه قال الرافعي: فقياس المذهب التنزيل على األقل وجعله كما لو أسنده إلى

ما بعد الحجر، زاد في

"الروضة" هذا ظاهر إن تعذرت مراجعة المقر فإن أمكنت فينبغي أن يراجع ألنه ( ألن تصحيحه يؤدي إلى إبطال معنىبسفه( عليه )وال إقرار محجوريقبل إقراره، )

( فيقبل إقراره بها لصحة عبارتهإال في نذر قربة بدنية وتدبير ووصيةالحجر، ) واحتياجه للثواب، والتقييد بالقربة البدنية مع ذكر التدبير من زيادتي، وخرج بالبدنية

( إالوالمالية فال يصح إقراره بنذره لها إذا كانت معينة دون ما إذا كانت في الذمة، ) ونفي( وإيالء ورجعة )وظهار( ولو بدون مهر المثل )حد وقود وطالق وخلعفي ) ( لعدم تعلقها بمال ولبعدواستلحاق له( بلعان وعليه اقتصر األصل، أو بحلف )نسب

التهمة في األولين فيقطع في السرقة، وال يثبت المال وينفق على ولده المستلحق من بيت المال، وإنما جاز خلعه بدون مهر المقل ألن له الطالق مجانا فبعوض

وال إقرار رقيق على سيده إال فيأولى، وقولي: "واستلحاق له" من زيادتي ) ( فيصح إقراره عليه لقدرته على إنشائها بخالف إقراره فيمعاملة أذن له فيها

معاملة لم يأذن له فيها سيده فال يقبل على سيده بل يتعلق بذمته يتبع به إذا عتق صدقه السيد أم ال لتقصير معامله، ولو أقر بعد حجر السيد عليه بدين معاملة

إضافة إلى حال اإلذن لم تقبل إضافته، أما إقراره على نفسه فصحيح كإقراره بحد وقود وطالق وقطع في سرقة لبعده عن التهمة فيها، ويضمن مال السرقة في

( ما أقر به في معاملة أذن له فيها سيدهويؤدىذمته إذا لم يصدقه السيد فيها )

Page 110: شرح التحرير

(واإلقرار الصحيح ال يقبل الرجوع عنه( من مال المعاملة، )من كسبه وما في يده)إذا ال يجوز إلغاء كالم المكلف بال مقتض )إال في ردة وزنا وشرب

( فيقبل رجوعه عن إقراره بها لخبر أبي داود : "ادرءوا الحدود بالشبهات"خمر ( فيقبلسرقة وقطع طريق( إال في )ورواه الترمذي والحاكم وصحح إسناده، )

(وال يلزم( لما مر )المال( سقوط )في سقوط القطع الرجوعه عن اإلقرار بهما ) ( فلو قال له: علي مال عظيم كثير أو أكثر من مال فالن، قبلبالتفسيراإلقرار إال )

تفسيره بأقل متمول الحتمال إرادة عظيم خطره أو نحوه، فال يلزم إال باليقين، فال ( دراهمإال أن يقر بدراهم ويطلق أو يقول: عدة فيحمل على أنهابد من التفسير )

إال أن تكون( وإن لم تكن زنة كل منها ستة دوانق التي هي زنة الدراهم )وازنة) ( فيحمل على أنها دراهم عدة وإن كانت ناقصة، ولودراهم البلد في الثانية عدة

قال علي مائة عدة من الدراهم اعتبر العدد دون الوزن كما ذكره في الروضة( كاألجنبي ولعموم ويقبل إقراره لوارثه في مرض موتهوأصلها، )

باب الشفعة

بإسكان الفاء وحكي ضمها، وهي لغة: الضم، وشرعا: حق تملك قهري يثبت للشريك القديم على الشريك الحادث فيما ملك بعوض، واألصل فيها قبل اإلجماع

خبر البخاري عن جابر: "قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فال شفعة". وفي رواية لمسلم :

"قضى بالشفعة في كل شركة لم تقسم ربعة أو حائط". والمعنى فيه دفع ضرر مؤنة القسمة واستحداث المرافق في الحصة الصائرة إلى الشريك اآلخذ بالشفعة

كمصعد ومنور وبالوعة، والربعة تأنيث الربع وهو المنزل، والحائط: البستان. في أرض( الشفعة )إنما تثبتوأركانها أربعة: ءاخذ، ومأخوذ، ومأخوذ منه، وصيغة. )

( وحجارة مثبتة في األرض وبذر دائم النبات وحجروما يتبعها في البيع كبناء وغراس ( كثمرة المشمش قبل ظهورها وثمرة النخل قبل تأبرهاوثمرة لم تظهرالطاحون )

وإن تأبرت قبل األخذ بخالف غير األرض وما ال يتبعها في البيع كطباق وبناء في أرض محتكرة وجدار مع أسه وشجرة مع مغرسها فقط ومنقول غير ما مر وإن بيع

لشريك عند البيع فيمامع عقار ألنه ال يدوم فال يدوم ضرر الشركة فيه، وإنما تثبت ) لو قسم لم تبطل

( منه قبل القسمة فال تثبت لغيره ولو جارا أو شريكا بعد البيعمنفعته المقصودة النتفاء الشركة عند البيع فلو قاسم الشريك المشتري بنفسه أو بوكيله جاهال بالبيع

فله االخذ بالشفعة وإن انقطعت الشركة بالقسمة لوجود الشركة عند البيع مع قيام عذره وبقاء ملكه وال تثبت فيما لو قسم بطلت منفعته المقصودة منه قبل القسمة

وإن أمكن االنتفاع به من وجه ءاخر فال تثبت في طاحون وحمام وبئر ال يمكن

Page 111: شرح التحرير

جعلها طاحونين وحمامين وبئرين لما مر أن علة ثبوت الشفعة دفع ضرر مؤنة القسمة إلى ءاخره، فلو كان بينهما دار صغيرة ألحدهما عشرها فباع حصته لم تثبت

الشفعة لآلخر ألمنه من القسمة إذ ال فائدة فيها فال يجاب طالبها لتعنته بخالف العكس. وال يملك الشفيع إال بلفظ كأخذت بالشفعة مع بذل الثمن للمشتري أو

رضا المشتري بكونه في ذمته أو قضاء القاضي له بالشفعة.باب الغصب

( ولو منفعة كإقامة مناستيالء على حق غير)هو( لغة: أخذ الشئ ظلما، وشرعا: ) (، واألصل في تحريمه قبلبغير حققعد بمسجد أو سوق أو غير مال كزبل )

(،29)سورة النساء/ {ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} اإلجماع ءايات كقوله تعالى: وأخبار كخبر: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام" وخبر: "من ظلم قيد

شبر من أرض طوقه من سبع أرضين" رواهما الشيخان ، وقولي: "بغير حق" تبعت فيه

"الروضة" بدل قوله كالرافعي: "عدوانا" ليشمل ما لو أخذ مال غيره يظن أنه ماله فإنه غصب وإن خال عن اإلثم، وقول الرافعي: "إن الثابت في هذه حكم الغصب ال

(وإذا عملحقيقته ممنوع"، وكأنه جرى على الغلب من أن الغصب يستلزم اإلثم )( أي المغصوب )فيهالغاصب ) ( وإن رضيفله إبطاله( كصبغ وغرس وحفر )عمال

إال في نحو ماالمالك باإلبقاء ليدفع ضمان ما يحدث بسبب ويرد العين كما أخذها ) لو غصب غزال فنسجه ،أو طينا فضربه لبنا، أو زجاجا فاتخذه قدحا، أو ذهبا أو فضة

ا ( فليس له إبطال شئ منها بغير رضا المالك ألنه تعنت ال فائدة فيه،فاتخذه حلي غصب وعارية وإتالف وقبض بسوم أو( للمال ستة: )والمضمناتونحو من زيادتي )

( ألنهوالضمان أربعة أنواع( لخبر: "على اليد ما أخذت حتى تؤديه" )بيع فاسد أو تعد ( قدبالمثل في المثلي وهو ما حصره كيل أو وزن وجاز السلم فيه، وقد يكون )

( والحيوان والمكيل والموزون اللذين ال يصحبالقيمة في المتقوم كالمنافعيكون ) ( قدوالسلم فيهما، وقولي: "بالمثل في المثلي" إلى ءاخره أولى مما عبر به )

( قدبأقل األمرين من القيمة واألرض في السيد إذا أتلف عبده الجاني، ويكون ) (ولبن المصراة( فإنه يضمنه بالثمن )المبيع بيد البائع( أربعة )بغير ذلك فييكون )

( فإنه والمهر بيد الزوجفإنه يضمنه المشتري بعد الرد بصاع تمر ) ( فإنه يضمنه الجاني بعشر قيمتها، وزاد األصل نوعاوجنين األمةيضمنه بمهر المثل )

خامسا وهو الضمان بأكثر األمرين مع ثالثة مواضع في النوع الثالث والمعروف ( وذلك في ثالث صوروقد يضمن الشئ بشيئينخالف ذلك كما بينته في شرحه )

يضمنه بالجزاء لحق الله تعالى وبالقيمة( فإنه )فيما لو قتل محرم صيدا مملوكا) يضمن للمجني( فإنه )لمالكه وفيما لو جنى المغصوب في يد الغاصب ثم تلف عنده

( ألن األقل إن كان القيمة فهو الذي دخل فيعليه أقل األمرين من قيمته واألرش ( كسائر األعيانللمالك قيمته( يضمن )وضمانه أو األرش فهو الذي وجب )

( مهرايغرم مهرين( فإنه )وفيما لو وطئ زوجة أصله أو فرعه بشبهةالمغصوبة ) ( ألنه فوت عليه البضع بعد أنبعد الدخولللزوجة بالشبهة ومهرا ألصله أو فرعه )

Page 112: شرح التحرير

(قبله( ألصله أو فرعه )ونصفا( للزوجة كغيرها )مهرا( يغرم )ولزمه جميع المهر )أي قبل الدخول ألنه حين فوت عليه البضع لم يلزمه إال نصف المهر.

خاتمة: لو خرج المثلي عن أن يكون له قيمة كأن غصب ماء بمفازة فطالبه به على شط نهر ونحوه أو جمدا في الصيف فطالبه به في الشتاء فإنه يغرم القيمة، وأما

رخصه فال ينقله إلى القيمة.

باب اللقطة

بضم الالم وفتح القاف وإسكانها، وهي لغة: الشئ الملقوط، وشرعا: ما وجد من حق ضائع محترم غير محرز وال ممتنع بقوته وال يعرف الواجد مستحقه. واألصل فيها قبل اإلجماع خبر الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني أن رجال سأل النبي

صلى الله عليه وسلم عن لقطة الذهب والورق. فقال: "اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فإن ام تعرف فاستنفقها ولتكن وديعة عندك فإن جاء صاحبها يوما من الدهر فأدها إليه وإال فشأنك بها". وسأله عن ضالة اإلبل فقال: "ما لك ولها دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها"، وسأله عن

الشاة، فقال: "خذها فإنما هي لك أو ألخيك أو للذئب". وأركانها ثالثة: التقاط، أحدها( تسعة )أنواع( بهذا المعنى )هيوملتقط، ولقطة بمعنى الشئ الملتقط. ثم )

( قبل فراغحيوان وجده في عمارة يحل التقاطه ويعرفه سنة فإن ظهر مالكه ( إن كانتملكه( أي وإن لم يظهر مالكه )فهو له وإالالتعريف أو بعده وهو باق )

ماال، ونقل االختصاص إليه إن كان غير مال ككلب بعد التعريف لقوله في الخبر ( ألنه تمليك مال ببدل فكان كالشفعة وإشارةبلفظالسابق: "وإال فشأنك بها" ) بمفازة وهو غير ممتنع من( يحل التقاطه إن وجده )وكذااألخرس المفهمة كاللفظ )

(صغار السباع

( أي وإن كان ممتنعاوإالكشاة وعجل للخبر السابق وصيانة له عن الخونة والسباع ) من ذلك بقوة كبعير وفرس أو بعدو كأرنب وظبي أو بطيران كحمام )فيحل التقاطه

للحفظ( صيانة له عن الخونة ال للتملك لقوله في الخبر في ضالة اإلبل: "دعها" وقيس بها ما في معناها، نعم إن وجد في زمن نهب جاز التقاطه للتملك أيضا،

والمراد بالعمارة الشارع والمسجد ونحوهما ألنها مع الموات محل اللقطة، واعلم أن ملتقط المأكول للتملك إن شاء عرفه ثم تملكه كما مر وإن شاء باعه بإذن

الحاكم إن وجده وإال فاستقالال وحفظ ثمنه وعرف المبيع ثم تملك الثمن وإن شاء تملكه في الحال وأكله وغرم قيمته إن ظهر مالكه لكن محله إذا وجده بمفازة ألنه

قد ال يجد فيها من يشتريه ويشق نقله إلى العمارة بخالف ما لو وجده بعمارة وال الثاني: غيريجب بعد أكله تعريفه على الظاهر لإلمام من وجهين لما سيأتي عنه )

من األأنواع في أنه إن وجده فهو كاألول(( كحديد ونحاس )حيوان ال يخشى فساده

Page 113: شرح التحرير

بعمارة أو مفازة عرفه سنة فإن ظهر مالكه وإال تملكه وإن شاء باعه وحفظ ثمنه ( كهريسةيخشى فساده( غير حيوان )الثالثإلى ءاخر ما مر مما يمكن إتيانه هنا )

(بيعه( بين )و( متملكا له ويغرم قيمته )بين أكله( ملتقطه )فيخيرورطب ال يتتمر ) ( إن أكلهفإن ظهر مالكه أعطاه قيمتهويعرفه بعد بيعه ليتملك ثمنه بعد التعريف )

( إن باعه، وفي التعريف بعد األكل وجهان أصحهما في العمارة وجوبه وفيأو ثمنه) المفازة قال اإلمام الظاهر أنه ال يجب ألنه ال فائدة فيه وفيه نظر، أما إذا كان

الرطب يتتمر فإن كانت الغبطة في بيعه بيع أو في تتميره وتبرع به الواجد ثمره وإال بيع بعضه لتتمير الباقي حفظا له وفارق الحيوان حيث يباع كله ألن نفقة

الحيوان تتكرر فتؤدي إلى أن يأكل نفسه، هذا

كله إذا وجده في غير الحرم بقرينة قولي: )الرابع: أن يجد اللقطة بحرم مكة فيلتقطها للحفظ( ال للتملك )ويجب تعريفها( لخبر الصحيحين : "إن هذا البلد حرمه الله ال يلتقط لقطته إال من عرفها" وفي رواية البخاري "ال تحل لقطته إال لمنشد" أي لمعرف، والمعنى على الدوام وإال فسائر البالد كذلك والحكمة في ذلك أن الله

تعالى جعله مثابة للناس وأمنا يعودون إليه فربما يعود مالكها أو يبعث في طلبها، ويلزم الملتقط اإلقامة لتعريفها أو دفعها إلى الحاكم، وخرج بزيادتي: "مكة" حرم

الخامس: أن يجدها بدارالمدينة فال يأتي فيه ذلك كما صرح به الدارمي والروياني ) ( فإن دخلهاغنيمة تخمس وله أربعة أخماسها( هي )فـ( وقد دخلها بال أمان )كفر

( أو منشورةالسادس: أن يجدها مع لقيط مشدودة في ثيابهبأمان فهي لقطة ) ( ألن له يدا واختصاصافهي للقيطفوقه أو تحته أو في جيبه أو مهده الذي هو فيه )

( وتعبير األصل بقوله: "تحته"أو بجنبهكالمكلف واألصل الحرية ما لم يعرف غيرها ) ( كما في المكلف، نعم إن حكم بأن األرض له كدارأو مدفونة تحته فلقطةتحريف )

السابع: أن يجد هديا ويخاف فوت وقت النحر فيدفعه لحاكمهو فيها فهي له تبعا ) الثامن: لقطة( ويسن استئذان الحاكم )لينحره أو ينحره بنفسه

( لمن أخذها منهبل هي غنيمة( لعدم صحة التقاطه )الحربي بدار اإلسالم ال يملكها من المسلمين كذا في األصل كأصله واألوجه أن من أخذها منه يعرفها ثم يتملكها

( ويأتي فيهوهي فيء)التاسع: لقطة المرتد يردها على اإلمام( لعدم صحة التقاطه ) فإن كان الواجد رقيقا( فتكون لقطة له )إال أن يسلمما قدمته في الحربي ءانفا )

( أي وإن التقطالملتقط إن التقط بإذنه وأقرها عنده وإال( هو )غير مكاتب فسيد ( لعدم صحة التقاطه ألنه ليس منانتزعت منهبغير إذن سيده ولم يقرها عنده )

أهل الوالية والملك وإذا أقرها عنده واستحفظه عليها فإن كان أمينا جاز وإال فال ( الرقيق أو تلفت بتقصيره فيما إذا أقرها عنده سيدهفإن أتلفهاوهو متعد بإقراره )

مكاتبا( الواجد لها )وإن كان( كالمغصوب )تعلق الضمان برقبتهأو التقطها بإذنه ) أخذها( أي وإن عجز )وإال( ألنه يستقل بالملك والتصرف )فهي له إن لم يعجز

( هذا هو المنقول، وجوز البغوي أن لسيده أخذها وعليهالقاضي وحفظها لمالكها

Page 114: شرح التحرير

جرى األصل، والمبعض يصح التقاطه واللقطة له وليسده فإن كان بينهما مهايأة صبيا أو مجنونا أو محجورا عليه بسفه انتزعها( كان الواجد لها )أوفهي لذي النوبة )

( إن رءاه جيث يجوز االقتراض له فإن التملك فيمنه وليه وعرفها وتملكها له معنى االقتراض فإن لم يره حفظها أو سلمها للقاضي ويضمن الولي إن قصر في انتزاعها حتى تلفت ويعرفها تالفة وإن احتاج التعريف إلى مؤنة لم يعطها من مال

المولى عليه

بل يراجع الحاكم لبيع جزءا منها والظاهر أن لقطة المغمى عليه ينتزعها الحاكم ( كاحتطابهفاسقا صح التقاطه( كان الواجد لها )أولكن ال يعرفها بل ينتظر إفاقته )

وال( ألن مال ولده ال يقر بيده فمال األجنبي أولى )لكنها تنزع منه وتوضع عند عدل) ومن يريد سفرا ال يسافر( لئال يخون فيها )رقيب( عدل )يعتبر تعريفه بل يضم إليه

( فإن أراد السفر بدونها فوض التعريف إلى غيره وإذا التقط فيبها إال بعد التعريف صحراء عرفها بأقرب البالد إليها وال يكلف العدول إلى غير مقصده وليس للملتقط

تسليمها إلى غيره ليعرفها إال بإذن الحاكم.باب اآلجال

( أيوهي( نصا أو استنباطا )مضروبة بالشرع( نوعان أحدهما ءاجال )هيأي المدد ) ( باإلقراء أو األشهرالعدة واالستبراء( نوعا )عشرونهذه اآلجال أي ما تضرب فيه )

( بأربعة أشهر أو عشر سنين أو أقل وفي معناها األمانوالهدنةأو وضع الحمل ) (والعنة( بسنة أو باشتداد الحب وصالح الثمر )والزكاةلكنه إنما يؤجل بأربعة أشهر )

( كذلك إال في الحقير فبزمن يظن أن فاقده يعرض عنه غالباواللقطةبسنة ) وخيار( بستة أشهر فأكثر إلى أربع سنين )والحمل( المحرم بسنتين )والرضاع)

(الشرط

( أي الحيضوأكثرهما( بمجة )والنفاس( بيوم وليلة )وأقل الحيضبثالثة أيام فأقل ) بخمسة عشر يوما، والنفاس بستين يوما، وغالب الحيض بستة أو سبعة، والنفاس

( بخمسة عشر يوما وغالبه بأربعة وعشرين يوما أو ثالثةوأقل الطهربأربعين يوما، ) ومدة مسح المقيم( بثالثة أيام )السفر( أي إقامة )ومدة مقاموعشرين ) ( سفرا ال تقصر فيه الصالة بيوم وليلة، ومدة مسح المسافر سفرا تقصروالمسافر

( أي التي يحصل بها البلوغ بخمسومدة البلوغفيه الصالة بثالثة أيام بلياليها ) ( بتسع سنين تقريبية ويحصل بلوغالحيض واالحتالم( إمكان )ومبدأعشرة سنة )

األنثى بكل من الثالثة والذكر باألول وبالثالث والخنثى إن حاض وأمنى حكم ببلوغه على األصح وإن وجد أحدهما فال. وقال اإلمام ينبغي الحكم ببلوغه ثم إن ظهر خالفه غيرنا الحكم، قال الرافعي وهو الحق واستحسن في "الروضة" ما قاله

المتولي أنه يحكم به إن تكرر وإنبات عانة ذكر كافر يقتضي الحكم ببلوغه. ( من الحيض باثنين وستين سنة على األصح، وجميع هذه األمور معلومةواإلياس)

Page 115: شرح التحرير

( أي العقد الذيوهو( أي بسببه )مضروبة بالعقد( ثانيهما ءاجال )ومن محالها ) ( فهووهو الربوي( أي شرطه )خمسة أنواع: ما يبطله األجليضرب بسببه األجل )

( وكذا تأجيل بدل القرض إنوالسلم بتأجيل رأس مالهأعم من تعبيره بالصرف ) وما ال يصح إال به وهو اإلجارةكان للمقرض غرض كزمن نهب والمقترض مليء )

( بيوع والجزية وما يصح به وبالحلول كبيوع األعيان، و( والمساقاة )والكتابة

(الصفات، وما يصح به مجهوال ال معلوما وهو الرهن والقراض والعمرى والرقبى)وذكر األصل كأصله منه كفالة البدن والمعروف خالفه ) وما يصح به معلوما ومجهوال

( والوكالة والوصايا.وهو العارية والوديعةباب الحجر

هو لغة: المنع، وشرعا: المنع من تصرف خاص بسبب خاص، واألصل فيه قوله فإن كان}(، وقوله:6)سورة النساء/ {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} تعالى:

( اآلية، والسفيه: المبذر، والضعيف:282)سورة البقرة/ {الذي عليه الحق سفيها ( أي الحجر نوعانهوالصبي، والذي ال يستطيع أن يمل هو المغلوب على عقله )

(كالحجر على الراهن في المرهون إلى وفاء الدين، و( بشئ )خاصأحدهما: ) (على السيد في المكاتب وفي بيع اآلبق والمغصوب والمبيع قبل القبضكالحجر )

( أيحجر فلس يختص بالمال( سبعة )عام وهو( ثانيهما: )ولما عرف من أبوابها ) ( أيسفه ويختص بالمال( حجر )وبالتصرف فيه على الوجه المذكور في بابه )

( بقيد زدته بقوليصغر( حجر )في كل شئ، وبالتصرف )

( من المميز، نعم يعتبر قوله في اإلذن في الدخول وإيصال هديةفي غير العبادات) وله تملك المباحات وإزالة المنكرات ويثاب عليها كالمكلف، ويجوز توكيله في

(رق في حق السيد، و( حجر )وتفرقة الزكاة ونحوها إذا عين له المدفوع إليه ) وفي( يساويه )إذا تصرف فيهما بال عوض( مع غير الورثة )مرض في الثلثينحجر )

( كذلك ويرتفع بالصحة كما صرح به األصلمع الوارث( أي مال المريض )كل المال (فإن عاد( للمسلمين )ردة( حجر )وفي بعض نسخه ويتبين بها نفوذ تصرفه )

وإال فال ويرتفع( إن احتمل الوقف كعتق وتدبير )لإلسالم تبين نفوذ تصرفهالمرتد ) ( والثانية منبرفع الحاكم له( أي حجر كل منهما )حجر الفلس واسلفه بعد الرشد

( من غير توقف على رفع الحاكم ألنه ثبتوحجر البقية بارتفاعها بنفسهازيادتي ) بغير حاكم فال يتوقف على رفعه، وتركت من األصل توقف حجر الردة والسفه

المستمر إلى ما بعد البلوغ على رفع الحاكم لضعفه.باب التفليس

هو لغة: النداء على المفلس بصفة اإلفالس، وشرعا: الحجر على من عليه دين حال ال يفي به ماله واألصل فيه ما رواه الحاكم وصحح إسناده أن النبي صلى الله عليه

وسلم حجر على معاذ وباع ماله في دين كان عليه وقسمه بين غرمائه فأصابهم

Page 116: شرح التحرير

خمسة أسباع حقوقهم، والحجر على المفلس يكون بطلبه أو بطلب الغرماء فإن كان الدين لمحجور الحاكم حجر بال طلب وعلى

بإفالسه قدم على( هو أعم من قوله: "رجل"، )إذا حجر الحاكم على أحدكل تقدير ) ؤنته( من نفسه وغيره نفقة وكسوة وسكنى، فتعبيري بالمؤنة أعم منالغرماء م

إن لم( حتى يقسم ماله ألنه موسر ما لم يزل ملكه هذا )في حياتهتعبيره بالنفقة ) ( الئق به فإن استغنى به فال ينفق عليهم وال يكسوهم ويصرف كسبهيستغن بكسب

( أي تجهيز ممونه منمؤنة تجهيزه( قدم عليهم )وإلى ذلك فإن لم يف به كمل ) ( ألنها من مصالح الحجرمؤنة بيع ماله كأجرة دالل( قدم )بعد موته، ونفسه وغيره )

( فيقدمقبل الحجر إن كان به رهن( له أو ما يؤل إلى اللزوم )دينه الالزم( قدم )و) البائع بمبيعه إن لم( قدم )والمرتهن بثمنه لتقدم تعلق حقه على حقوق الغرماء )

بحاله أو ناقصا نقص صفة بأن ال( أي المبيع )ووجده( من المشتري )يقبض ثمنه ( كثمرةأو منفصلة( كسمن وصنعة )أو زائدا زيادة متصلة( كقطع يد )يفرد بالعقد

لكن الزيادة( للثوب المبيع )أثرا كقصارة( أي الزيادة )أو كانتوولد حدثا بعد البيع ) زائدا من وجه ناقصا من( المبيع )فإن كان( فتكون للغرماء )المذكورة للمفلس

( كتلف أحدفإن كانا في الذات( ككبر عبد وطول نخلة وتعلم صنعة مع برص )وجه وضارب مع الغرماء( أي أبقاها للمفلس )الزيادة( البائع )ردالمبيعين وولده )

في( كانا )أو( بعد الفسخ )بالنقص

عليه( شئ )للبائع وال شئ له في النقص وال( أي المبيع )فهو( كعرج وسمن )الصفة ( فيأو كان النقص في الصفة والزيادة في الذات أو( كما لو انفردا )في الزيادة

والزيادة( أي للبائع )فال شئ له( كعرج وولد وكخرق الثوب وقصارته )األثر) ( بأن كان النقص في الذات والزيادة فيوفي عكسه( كما لو انفرد )للمفلس

له الرجوع في المبيع والمضاربة معالصفة كتلف أحد المبيعين وسمن اآلخر ) (مختلطا بمثله أو دونه فله( أي المبيع )وإن وجده( ويفوز بالزيادة )الغرماء بالنقص

( ويكون في الدون مسامحا بنقصه كنقصأخذ قدر المبيع من المختلطبعد الفسخ ) ( حذرا من تضررفي المخلوط( له )بأجود فال رجوع( وجده مختلطا )أوالعيب )

( بالثمن هذا كله إذا ثبت الدين بغير إقرارلكنه يضارب مع الغرماءالمفلس ) المفلس فإن ثبت بإقراره فحكمه ما مر في بابه وله أن يرد بالعيب ما كان اشتراه

إن كانت الغبطة في الرد.باب الوقف

هو لغة: الحبس، وشرعا: حبس مال يمكن االنتفاع به مع بقاء عينه بقطع التصرف في رقبته على مصرف مباح، واألصل فيه خبر

الصحيحين : "أن عمر رضي الله عنه أصاب أرضا بخيبر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها"، فتصدق بها عمر أنه ال يباع

Page 117: شرح التحرير

أصلها وال يوهب وال يورث". وأركانه أربعة: واقف، وموقوف، وموقوف عليه، (التبرعوصيغة. ولما شاركه في المقصود منه أشياء ذكرتها كاألصل معه بقولي: )

وصية، وهبةخمسة أنواع: ) ( ومنها العمرى والرقبى والصدقة والهبة بجامع أن كال ( أي الوقف ستة:وعتق، وإباحة، ووقف، وشرطهمنها كما مر تمليك بال عوض )

( وكتصدقت بكذا صدقة مؤبدة أو محرمة أو ال تباعصيغة كوقفت وحبست وسبلت)أو ال توهب، وال يشترط القبول وإن كان الوقف على معين ) وأن يكون الواقف أهال

( ولو مبعضا فال يصح وقف صبي ومجنون وسفيه ومكاتب، ولإلمام أن يقفللتبرعالموقوف عليه( أن يكون )ومن أمالك بيت المال ما تقتضيه المصلحة ) ( أوال

( ألن الوقف تمليك ناجز فأشبه الهبة فلو وقف على أوالده والموجودا عند الوقف) ( جهة كان أو معينا فال يصحمعصية( الموقوف عليه )وليسولد له حينئذ لم يصح )

الوقف على عمارة كنيسة تعبد وال على زيد ليقتل من يحرم قتله وال على مرتد وحربي ألنه إعانة على معصية بخالف ما ال معصية فيه سواء كان جهة قربة

كالفقراء والعلماء والمساجد والمدارس أم جهة ال يظهر فيها قربة كاألغنياء، وال يمكن تمليكه إن( أن يكون ممن )ويصح على نفسه ومبهم كوقفت على أحدكما )

( بأن يكون أهال للملك فال يصح الوقف كان معينا

على جنين وال دابة وال على العبد لنفسه فلو أطلق الوقف عليه فهو وقف على ( ألن منفعتهال كمطعوم( المباح )يدوم نفعه( مما )لموقوف( أن يكون )اوسيده )

( لسرعة فساده وال ءاالت المالهي، وال يشترط فيريحان( ال )وفي استهالكه ) النفع حصوله حاال فيصح وقف العبد والجحش الصغيرين والزمن الذي يرجى زوال

عن اختصاص( أي بنفك )ينتقل لله تعالى( أي في الموقوف )والملك فيهزمانته )( كالعتق فال يكون للواقف وال للموقوف عليه.اآلدميين

باب إحياء الموات

هو مستحب واألصل فيه قبل اإلجماع أخبار كخبر: "من عمر أرضا ليست ألحد فهو أحق بها" رواه البخاري ، وخبر: "من أحيا أرضا ميتة فهي له" رواه الترمذي

( أو عمرت جاهلية وليست حريمااألرض التي لم تعمر قط( أي الموات )هووحينه ) ( منفهي لمن غلب عليها( ال أمان ألهلها )والبالد ضربان: بالد كفرلمعمور )

عمارة إسالمية وإنامر( منها )وبالد إسالم فالعالمسلمين أو الكفار إذ ال حرمة لها ) ( واألمر فيه إذا لم يعرف أهله إلى رأي اإلمام في حفظه أوخرب ألهله وإن يعرفوا

بيعه

( كالركاز بجامع أنوالعامر عمارة جاهلية يملك باإلحياءوحفظ ثمنه إلى ظهورهم ) يملكه المسلم باإلحياء حتى ما ظهر فيه( منها )والخرابكال منهما جاهلي مملوك )

( ألنه من أجزاء األرض وقد ملكهالم يعلمه( بقيد زدته بقولي: )من معدن باطن باإلحياء فإن علمه فالراجح في الكفاية أنه يملكه أيضا، أما البقعة المحياة فقال

اإلمام ظاهر المذهب أنها ال تملك ألن المعدن ال يتخذ دارا وال مزرعة فالقصد فاسد ( وإنما العالج في تحصيلهظاهر وهو ما خرج بال عالج( أحدهما: )والمعدن قسمان)

Page 118: شرح التحرير

( فالوهو مشترك بين المسلمين ال يجوز إحياؤه وال إقطاعهكنفظ وكبريت وقار ) يملك بهما مع العلم به كالماء والكإل والحطب ولو بنى عليه دارا لم يملك البقعة

أيضا فإن لم يعلم به ففي "المطلب" عن اإلمام أنه يملكه باإلجماع وأنه أصح ( إليهقدم السابق( نيله عن اثنين مثال جاءا إليه )فإن ضاقالوجهين في "التهذيب" )

( ولو لتجارة لسبقه فإن طلب زيادة أزعج فإن انصرف عنه قبل أنبقدر حاجته) ( بينهمامعا قدم بقرعة( إليه )فإن جاءايأخذ قدر حاجته فغيره ممن سبق أولى )

( ثانيهماولعدم المزية، ويقاس بالمعدن في ذلك ما يشبهه مما يحيا من الموات ) (فللسلطان إقطاعه( كذهب وفضة وحديد ونحاس )باطن وهو ما ال يخرج إال بعالج)

( كالمعدنوال يملك باإلحياءوال يقطع إال قدرا يتأتى للمقطع العمل فيه واألخذ منه )الظاهر وألن المعدن كالموات والموات ال يملك

فهو( أي إلى المعدن الباطن )ومن سبق إليهإال بالعمارة وحفر المعدن تخريب ) ( بضم الميم أي إقامتهإال إذا طال مقامه( لسبقه إليه )أحق به ما دام يعمل فيه

( ويفارق األسواق حيثوثم محتاج غيره فيزعج كالمعدن الظاهروأخذ قدر حاجته ) ( منوإذا قطع العمل لم يمنع منه غيرهال يزعج منها لشدة الحاجة إلى المعادن )

( إلى رعي نعمه أو نعم جزية أوولإلمام أن يحمي بقعة لرعي محتاجسبق إليه ) صدقة أو ضالة وذلك بأن يمنع الناس من رعيها إذا لم يضربهم ألنه صلى الله عليه

( ألن ذلكال لنفسهوسلم حمى النقيع بالنون لخيل المسلمين، رواه ابن حبان ) ( لإلمامويجوزمن خصائصه صلى الله عليه وسلم وليس لغير اإلمام أن يحمي )

( إليه بأن ظهرت المصلحة فيه بعد ظهورها في الحمينقض ما حماه للحاجة) ( لغيره ولنفسه فالما حماه النبي صلى الله عليه وسلم( نقض )بإقطاع أو غيره ال)

يجوز ألنه نص ال ينقض وال يغير.

كتاب الفرائض

هي جمع فريضة بمعنى مفروضة لما فيها من السهام المقدرة فغلبت على غيرها، والفرض لغة: التقدير، وشرعا هنا: نصيب مقدر شرعا للوارث، واألصل فيه اآليات واألخبار اآلتية، ولإلرث أسباب وشروط وموانع، فشروطه ذكرتها في شرح األصل

(أسباب اإلرث أربعة: قرابة ونكاحوغيره وأما اآلخران فهما ما شرعت فيه فقلت: ) ( أيفتصرف التركة( والوارث باألخير عام وبالبقية خاص )ووالء وإسالمصحيح )

( لمأو( في األول )أو باقيها لبيت المال إرثا إذا لم يكن وارث خاصتركة المسلم ) ( في الثاني لخبر: "أنا وارث من ال وارث له أعقل عنهمستغرقيكن وارث كذلك )

وأرثه" رواه ابن حبان وصححه، وهو صلى الله عليه وسلم ال يرث لنفسه بل يصرفه للمسلمين وألنهم يعقلون عنه كالعصبة من القرابة فال يصرف منها شئ إلى من قام به مانع من اإلرث، أما تركة كافر ال وارث له يستغرق فتنتقل هي أو باقيها

لبيت المال فيئا ال إرثا، وال يتعين الصرف لجميع المسلمين فلإلمام أن يعين له طائفة منهم ألنه استحقاق بصفة وهي أخوة اإلسالم فصار كالوصية لقوم موصوفين

Page 119: شرح التحرير

غير محصورين فإنه ال يجب استيعابهم، وقولي: "أو باقيها" مع: "خاص أو مستغرق" ( فال يرث من به رق لنقصه وال يورث ألن مارق( أحدها: )وموانعه ستةمن زيادتي )

( فالردة( ثانيها: )وبيده لسيده إال المبعض فيورث عنه جميع ما ملكه ببعضه الحر ) ( فال يرث من لهقتل( ثالثها: )ويرث المرتد وال يورث إذ ال مواالة بينه وبين غيره )

مدخل في القتل ولو بحق كشهادة وحكم لخبر: "ليس للقاتل من الميراث شئ" ( باإلسالم والكفر فال توارثاختالف دين( رابعها: )ورواه النسائي بإسناد صدحيح )

بين مسلم وكافر لخبر الصحيحين : "ال يرث المسلم الكافر وال الكافر المسلم" ( األصلي ذمة وحرابة فالدار ذوي الكفر( خامسها ما ذكرته بقولي: واختالف )و)

توارث بين حربي ال أمان له وذمي النقطاع المواالة بينهما ويتوارث الذميان والحربيان وإن اختلفت دارهما ألن الكفر كله ملة واحدة، وتعبيري بما ذكر أوضح

( وهو أن يلزم من إثبات شئ نفيه كأندور حكمي( سادسها: )ومن تعبيره بالدار، ) اعترف أخ حائز لتركة الميت بابن للميت فإنه يثبت نسبه وال يرث إذ لو ورث حجب

األخر المقر فال يكون حائزا فلم يصح استلحاقه له، وفي عد األصل منها إشكال وقت الموت تجوز ألنه ليس بمانع حقيقة وانتفاء اإلرث معه إنما هو النتفاء شرطه

( باختصار )عشرة: ابن وابنه وإن نزل، وأب وأبوه وإن عال،والوارثون من الرجال) وأخ مطلقا وابنه إال لألم، وعم وابنه إال لألم، وزوج، وذو والء( هو أعم من قوله:

( باالختصار من النساء( الوارثات )و"والمعتقة" )

، وجدة، وأخت، وزوجة، وذات والء) ( هو أعم منسبع: بنت، وبنت ابن وإن نزل، وأم على ذوي( عمن ذكر )ثم إن لم ينتظم بيت المال رد ما فضلقوله: "والمعتقة" )

( إن لم يوجد أحدثم( أي نسبة فروض من يرد عليه )الفروض غير الزوجين بنسبتها ( فإن انتظم بيت المال فال رد وال إرث لذوي األرحامذوو األرحاممن هؤالء ورث )

وأما الزوجان فال رد عليهما مطلقا النتفاء الرحم، وما ذكرته من الرد وتوريث ذوي األرحام بالشرط المذكور من زيادتي وهو ما أفتى به المتأخرون وهو المعتمد والذي

( أي ذوي األرحاموهمفي األصل عدم توريث ذوي األرحام مطلقا وسكت عن الرد ) ( مطلقا في الثالثةعم( بنت )أخت وبنت أخ و( ولد )ولد بنت و( صنفا )أحد عشر)

( وإنوجد أبو أم( مطلقا في الثالثة األخيرة )وعم ألم وخال وخالة وعمةاألخيرة ) ويرث( والمدلي بواحد مما ذكر )وولد أخ ألم( وإن علت )وجدة أم أبي أمعلت )

وأخ ألم وأخ ألبوين في( أبوه وإن عال )بالفرض من الرجال خمسة أب وجد ( وإنخمسة عشر: ابن وابنه( بالبسط )وزوج والعصبة( وسيأتي بيانها )المشركة

( ألب وابنه( أخ )و( وإن عال )وأخ ألبوين وابنه( وإن بعد )وأب وأبوهنزل )

واألخوات مع( وإن بعد )وعم وألب وابنه( وإن بعد )وعم ألبوين وابنهوإن بعد ) ( وبقيوبيت المال( هو أعم من قوله: "والمعتق" )وذو الوالء( أو بنات االبن )البنات

من العصبة البنت وبنت االبن واألخت الشقيقة واألخت لألب كل بمعصبها وذات

Page 120: شرح التحرير

والعصبة من النساء ثالثة أقسام: عصبة بنفسهاالوالء بقرينة ذكري لهن بقولي: ) وعصبة بغيرها وهي البنات( هو أعم من قوله: "والموالة المعتقة" )وهي ذات الوالء

واألخوات ألبوين أو ألب مع اخوتهن، وعصبة مع غيرها وهي( وإن نزل )وبنات االبن ( وما ذكرته من تقييد العصبة فياألخوات ألبوين أو ألب مع البنات أو بنات االبن

تقسيمها بالنساء تبعت فيه األصل وإال فالفرضيون لم يقيدوه بهن وإن تقيد بهن القسمان األخيران، ثم تقسيمي لها ثالثة أقسام هو ما عليه أكثر الفرضيين، وبعضهم على أنها قسمان: عصبة بنفسها وعصبة بغيرها، وعليه جرى األصل

والفروض المذكورة في كتاب الله تعالى ستة: ثلثان وثلث وسدس ونصف وربع) فالثلثان فرض أربعة:( والضابط األخصر الربع والثلث وضعف كل ونصف كل )وثمن

( فأكثر من كل إذا انفردتا أو انفردن عمنبنتان وبنتا ابن وأختان ألبوين أو ألب فإن كن} يعصبهن أو يحجبهن حرمانا أو نقصانا، قال تعالى في البنات:

( وبنات االبن كالبنات وبنتا11)سورة النساء/ {نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك فإن كانتا} االبن مقيستان على األختين أو البنتين، قال تعالى في األختين فأكثر:

لثان مما ترك ( نزلت في سبع أخوات لجابر176)سورة النساء/ {اثنتين فلهما الث حيث مرض وسأل عن إرثهن منه فدل على أن المراد منها األختان فأكثر، وأمر

صلى الله عليه وسلم في البنتين بإعطائهما الثلثين، رواه أبو داود والحاكم وصحح أم ليس لميتها فرع وإرث وال عدد من األخوة( أحدهما )والثلث فرض اثنينإسناده ) )سورة {فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فألمه الثلث} ( قال تعالى:واألخوات

(11)سورة النساء/ {فإن كان له إخوة فألمه السدس}(، وقال تعالى:11النساء/ فيهما ثلث ما( أي لألم )إال في زوج أو زوجة مع أبوين فلهاوالمراد اثنان فأكثر )

( األولى من ستة والثانية من أربعة، وتلقبان بالعمريتين وبالغراوين وبالغريبتينبقي عدد من ولد األم يستوي فيه الذكر( ثانيهما )وكما بينته في غير هذا الكتاب، )

وإن كان رجل يورث كاللة أو امرأة وله أخ أو أخت فكل واحد} ( قال تعالى:وغيرهدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث (12)سورة النساء/ {منهما الس

والمراد أوالد األم بدليل قراءة ابن مسعود وغيره: "وله أخ أو أخت من أم" والسدسوالقراءة الشاذة كالخبر على الصحيح والخنثى ال يخرج عن األخ أواألخت )

فرض سبعة: أي وجد لميتهما فرع وارث، وأم لميتها ذلك، أو عدد من

وألبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان} ( قال تعالى:األخوة واألخوات فإن كان له إخوة فألمه} ( والجد كاألب، وقال تعالى:11)سورة النساء/ {له ولد

( والمراد عدد ممن له إخوة من الذكور أو غيرهم على11)سورة النساء/ {السدس ( من أي جهةوجدةالتغليب الشائع مع اإلجماع على أن االثنين منهم كالثالثة هنا )

كانت سواء كان معها ولد أم ال ألنه صلى الله عليه وسلم أعطى الجدة السدس، رواه أبو داود وغيره، وقضى للجدتين من الميراث بالسدس بينهما، رواه الحاكم

( لقضائه صلى الله عليهوبنت ابن فأكثر مع بنتوصححه على شرط الشيخين ) وسلم بالسدس في الواحدة، رواه البخاري عن ابن مسعود، وقيس بها األكثر

Page 121: شرح التحرير

( ذكراوواحد من ولد األم( كما في التي قبلها )ألب مع أخت ألبوين( فأكثر )وأخت) )سورة {وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس} كان أو غيره قال تعالى:

والنصف فرض خمسة: بنت، وبنت ابن، وأخت ألبوين أو ألب( )12النساء/ وإن} ( عمن يعصبهن أو يحجبهن حرمانا أو نقصانا قال تعالى في البنت:منفردات

( ومثلها بنت االبن إجماعا وقال في11)سورة النساء/ {كانت واحدة فلها النصف ( والمراد األخت ألبوين176)سورة النساء/ {وله أخت فلها نصف ما ترك} األخت:

ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن} ( قال تعالى:وزوج ليس لميته فرع وارثأو ألب ) لم يكن لهن

( أي وارث، ومثله ولد االبن إجماعا ويجري مثل ذلك فيما12)سورة النساء/ {ولد فإن كان لهن ولد} ( قال تعالى:والربع فرض اثنين زوج لميته فرع وارثيأتي )

( قالوزوجة ليس لميتها ذلك( )12)سورة النساء/ {فلكم الربع مما تركن والثمن( )12)سورة النساء/ {ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد} تعالى:

فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما} ( قال تعالى:فرض زوجة فأكثر لميتها ذلك ( والزوجان يتوارثان في عدة الطالق الرجعي كما شمله12)سورة النساء/ {تركتم

كالمي.

فصل في العول

وهو زيادة ما بقي من سهام ذوي الفروض على أصل المسئلة ليدخل النقص على (والذي يعول من أصولكل منهم بقدر فرضه كنقص أرباب الديون بالمحاصة )

إلى عشرة شفعا( أربعا والء )ثالثة الستة تعول( اآلتي بيانها )الفرائضمسائل ) ( فعولها إلى سبعة كزوج وأختين لغير أم وإلى ثمانية كهم وأم، وإلى تسعةووترا

إلى سبعة عشر( تعول )واالثنا عشركهم وأخ ألم، وإلى عشرة كهم وءاخر ألم ) ( فعولها إلى ثالثة عشر كزوجة وأم وأختين لغير أم، وإلى خمسة عشر كهموترا

إلى سبعة( تعول )واألربعة والعشرونوأخ ألم، وإلى سبعة عشر كهم وءاخر ألم ) ( كبنتين وأبوين وزوجة وتسمى بالمنبرية وقولي: "فقط" منوعشرين فقط

زياداتي.فصل في بيان الحجب

وهو منع من قام به سبب اإلرث من اإلرث بالكلية أو من أوفر حظيه ويسمى األول: حجب حرمان، والثاني: حجب نقصان، واألول ضربان: حجب بالوصف كرق

ونحوه مما يمنع اإلرث، وحجب بالشخص وقد شرعت في بيان من يحجب ومن ولد االبن يحجب باالبن والجد باألب والجدة باألم واألخ ألب باألخ يحجب به فقلت: ) ألبوين والعم ألب

Page 122: شرح التحرير

( أي ابن األخ ألب يحجب بابن األخ ألبوين، وابن العمبالعم ألبوين وابناهما كذلك ألب يحجب بابن العم ألبوين، ألن الحاجب فيما ذكر أقرب من المحجوب أو أقوى

( ثنتين فأكثر الستكمالهن الثلثينبالبنات( أي كل منهن )بنات االبن( تحجب )ومنه ) ( تحجبو( فال يحجبن )إال أن يكون معهن أو أنزل منهن ذكر فيعصبهنكما سيأتي )

إال أن يكون( ثنتين فأكثر لما مر )باألخوات ألبوين( أي كل منهن )األخوات ألب) ( ذكرا كان أوولد األم بفرع الميت( يحجب )و( فال يحجبن بهن )معهن ذكر فيعصبهن

( وإن عال.وأبيه وأبي أبيهغيره )فصل في بيان من يقوم مقام غيره في اإلرث

وبنت االبن كالبنت( ألنه ال يعصبها )ابن االبن كاالبن إال أنه ليس له مع البنت مثالها) والجدة كاألم إال أنها ال ترث الثلث( ألنه أقرب منها وهو عصبة )إال أنها تحجب باالبن

كاألب إال أنه ال( أبو األب )والجد( بل فرضها دائما السدس )ثلث ما بقي( ال )و واألخ ألب كاألخ ألبوين( بل يشاركونه كما سيأتي بيانه )يحجب اإلخوة ألبوين أو ألب

إال أنه ليس له مع

واألخت ألب كاألخت الشقيقة إال أنها تحجب( ألنه ال يعصبها )األخت ألبوين مثالها( ألنه أقرب منها، وحذفت من األصل هنا فصال لعلمه مما مر.باألخ الشقيق

فصل في بيان عدد أصول المسائل

الفرائض سبعة اثنان وأربعة وثمانية وثالثة وستة واثنا عشر وأربعة( مسائل )أصول) ( باعتبار مخارج الفروض ومخرج الفرض بل الكسر مطلقا عدد واحدهوعشرون

ذلك الكسر، فمخرج النصف اثنان والثلث والثلثين ثالثة، والربع أربعة وهكذا، فإن كان في المسئلة فرضان فأكثر اكتفى عند تماثل المخرجين بأحدهما وعند تداخلهما

بأكبرهما، وكذا يكتفي به في زوجة وأبوين وعند توافقهما بمضروب وفق أحدهما في اآلخر وعند تباينهما بمضروب أحدهما في اآلخر كما سيأتي ذلك، وزاد بعضهم

في باب الجد واإلخوة أصلين ءاخرين أحدهما ثمانية عشر لسدس وثلث ما بقي كأم وجد وخمسة إخوة ألب، وثانيهما ستة وثالثون لربع وسدس وثلث ما بقي كزوجة

أو نصف( كزوج وأخت ألب )فكل فريضة فيها نصفانوأم وجد وسبعة أخوة ألب ) (ثلثان وثلث( فيها )أو( مخرج النصف )فأصلها اثنان( كزوج وأخ ألب )وما بقي

أوكأختين ألب وأختين ألم )

( مخرجفأصلها ثالثة( كأم وعم )أو ثلث وما بقي( كبنتين وأخ ألب )ثلثان وما بقي ( مخرج الربع وهذا منفأصلها أربعة( كزوجة وعم )ربع وما بقي( فيها )أوالثلث )

سدس وما( فيها )أوزيادتي وهو مذكور في "اللباب" وتركه األصل لذهول أو غيره ) ( كأم وأختينوثلثان( سدس )أو( كأم وأخوين ألم )أو سدس وثلث( كأم وابن )بقي

ثمن( فيها )أو( مخرج السدس )فأصلها ستة( كأم وبنت )ونصف( سدس )أوألب ) فأصلها( كزوجة وبنت وأخ ألب )ونصف ما بقي( ثمن )أو( كزوجة وابن )وما بقي

Page 123: شرح التحرير

(فأصلها اثنا عشر( كزوجة وأخ ألم )ربع وسدس( فيها )أو( مخرج الثمن )ثمانية ( وما بقي كزوجةثمن وسدس( فيها )أومضروب وفق أحد المخرجين في اآلخر )

( مضروب وفق أحدهما في اآلخر، هذا كله فيفأصلها أربعة وعشرونوجدة وابن ) أصول المسائل التي فيها فرض، أما المسائل التي ال فرض فيها فال حصر لها وهي

عدد رءوس من فيها بعد فرض الذكر أنثيين في النسب ال في الوالء، نعم إن تفاوتوا في الوالء كأن اشترك ثالثة في ذكر وأنثيان في عبد وكان إلحداهما نصفه ولألخرى

ثلثه وللذكر سدسه وأعتقوه فأصل مسئلتهم من مخرج يعم تلك األجزاء فأصلها فيهذا المثال ستة.

فصل في بيان التصحيح

وهو تحصيل أقل عدد يخرج منه نصيب كل وارث صحيحا فإذا قامت المسئلة من ( لم تنكسر الفريضة على جنس صحت من أصلها بال عولإنأحد األصول فنقول: )

وبعولها إن عالت، فلو خلف جدتين وثالث زوجات وأربع أخوات ألم وثمان أخوات انكسرت الفريضة على جنس واحد ضربألب صحت من سبعة عشر بالعول وإن )

( إن عالت فماوبعولها( بال عول )في أصلها( أي عدد المنكسر عليه نصيبه )عدده (في بعض( أي بعض األجناس )جنسين فأكثر ضرب بعضها( على )أوبلغ فمنه تصح )

في أصل( ضرب الحاصل )ثمبال رد إلى الوفق إن لم تتوافق ويرد إليه إن توافقت ) ( هذا إن لم تتداخلفما بلغ صحت منه( إن عالت )وبعولها( بال عول )الفريضة

األجناس وإال اكتفى باألكثر وضرب فيما ذكر، ويسمى المضروب في األصل بعوله جزء السهم، فلو خلف أما وخمسة أعمام فأصلها ثالثة واالنكسار فيها على جنس

واحد وهو األعمام، والمنكسر عليهم سهمان وهما يباينان الخمسة وهي جزء السهم فاضربها في الثالثة فتصح من خمسة عشر، ولو كان عدد األعمام فيها عشرة

لوافقت االثنين بالنصف فاردد العشرة إلى نصفها خمسة واضربه في الثالثة فتصح أيضا من خمسة عشر، وال يخفى على من ضبط األصل بقية األمثلة.

فصل في االختصار في مسائل الفرائض

فترد الفريضة( أي بعضها مع بعض )بين السهام( يعتبر )االختصار نوعان أحدهما) ( فتصح منه ويرجع كل نصيب إلى وفقه فلو خلف بنتا وزوجة وجدا فبالبسطلوفقها

من أربعة وعشرين للبنت نصفها وللزوجة ثمنها وللجد سدسها بالفرض والباقي بالتعصيب وباالختصار من ثمانية لتوافق االنصباء بالثلث للبنت أربعة وللزوجة سهم

( أي بعضها مع بعضبين الرءوس( يعتبر )الثانيوللجد ثالثة بالفرض والتعصيب ) ( كأربعة وأربعةفإن كان بينها مماثلةوهو ثالثة أنواع مماثلة ومداخلة وموافقة )

فعلى( كثالثة وستة واثني عشر )مداخلة( كان بينها )اقتصر على أحدها أووأربعة ) ( يقتصرفعلى الوفق( كأربعة وستة وعشرة )موافقة( كان بينها )أو( يقتصر )أكثرها

Page 124: شرح التحرير

( كأربعة وستةفلو توافق عددان في جزء ضرب ذلك الجزء من أحدهما في اآلخر)بينهما موافقة بالنصف فيضرب نصف أحدهما في اآلخر.

(المناسخة( بيان )فصل في)

وهي مفاعلة من النسخ وهو اإلزالة والتغيير والنقل وسمي بها المعنى المراد إلزالة أو تغيير ما صحت منه األولى بموت الثاني أو بما صحت منه الثانية أو النتقال المال

أن ال تقسم( اصطالحا )هيمن وارث لوارث )

ثم يضرب( على حدتها )التركة حتى يموت بعض الورثة فتصحح فريضة كل ميت ( وذلك بأن تجعلبعضها في بعض بعد اعتبار االختصار السابق فما بلغ صحت منه

مسئلة الميت األول أصال لمسئلة المناسخة وتأخذ منها نصيب الميت الثاني وتقسمه على مسئلته فإن صح قسمته عليها فذاك، وتصح المسئلتان مما صحت منه األولى وإال فالعمل كما في انكسار السهام على صنف واحد، فما حصل من

الضرب تصح منه المسئلتان فإن أردت قسمته فمن له شئ من األولى ضرب في جزء سهمها وهو ما ضرب فيها، ومن له شئ من الثمانية ضرب في جزء سهمها

وهو نصيب مورثه في األولى أو وفق، فلو ماتت امرأة عن زوج وابن ثم مات االبن عن ثالثة بنين فاألولى من أربعة وسهام االبن منها تنقسم على مسئلته فتصح المسئلتان مما صحت منه األولى وهو أربعة، ولو مات االبن عن خمسة بنين

فسهامه من األولى تباين مسئلته فاضرب مسئلته في األولى فتصح من عشرين، ومن له شئ من األولى ضرب في جزء سهمها وهو خمسة، ومن له شئ من الثانية ضرب من نصيب مورثه وهو ثالثة، ولو مات االبن عن ستة بنين فسهامه من األولى

توافق مسئلته فاضرب وفق مسئلته في األولى وهو اثنان فتصح من ثمانية، ومن له شئ من األولى ضرب في جزء سهمها وهو اثنان، ومن له شئ من الثانية ضرب

في وفق نصيب مورثه وهو واحد.(المشركة( بيان )فصل في)

بفتح الراء أي المشرك فيها بين أوالد األبوين وأوالد األم، وبكسرها

هي زوج وأم وولداها وأخ ألبوين: للزوج النصفعلى نسبة التشريك إليها مجازا، ) ( بقرابة األم كأن الجميعولألم السدس ولولدي األم الثلث يشاركهما فيه األخ ألبوين

أوالد أم الشتراكهم في قرابتها التي ورثوا بها الفرض كما لو كان في أوالدها ابن ( الموجود مع ولديفإن كان األخعم فإنه يشارك بقرابتها وإن سقطت عصوبته )

( فال تشريك إذ ال مشاركة في قرابة األم.ألب سقطاألم )(ميراث الجد( بيان )فصل في)

Page 125: شرح التحرير

األنثى السدس( الفرع )ومع( فرضا )مع الفرع الذكر السدس( أي الجد )يرث) ( وليس معهم صاحب فرضفرضا والباقي تعصيبا، وإن كان معه أوالد أبوين أو أب

( أما المقاسمة فألنه كاألخ في إدالئه باألب، وأمافله األكثر من مقاسمتهم والثلث) الثلث فألنه إذا اجتمع مع األم أخذ ضعفها فله الثلثان ولها الثلث واألخوة ال ينقصونها

ويعد أوالد األبوينعن السدس فوجب أن ال ينقصوا الجد عن ضعفه وهو الثلث ) ( مع أوالدإذا اجتمعا معه وال يرثون( في الحساب )أوالد األب( أي على الجد )عليه

إال إن تمحض أوالد األبوين إناثا فما زاداألبوين ألنهم محجوبون بهم )

( فلو كان مع الجدفهو ألوالد األب( مع الجد وال يكون إال مع الواحدة )على فرضهن شقيقة وأخ وأخت ألب فتعد الشقيقة االخ واألخت على الجد فتستوي له المقاسمة وثلث المال فله سهمان من ستة وتأخذ الشقيقة النصف ثالثة يبقى واحد على ثالثة

فإن كان معهمال يصح وال يوافق تضرب ثالثة في ستة فتصح من ثمانية عشر ) ( مناألكثر من المقاسمة وثلث الباقي والسدس( أي الجد )صاحب فرض فله

التركة، أما المقاسمة فلما مر، وأما ثلث الباقي فألنه لو لم يكن معه صاحب فرض أخذ ثلث جميع التركة فإذا خرج قدر الفرض مستحقا بقي ثلث الباقي، وأما

شئ( بعد الفرض )وقد ال يبقىالسدس فألن البنين ال ينقصونه عنه فاألخوة أولى ) ( فتعول هذه إلى خمسة عشركبنتين وأم وزوج فيفرض له سدس ويزاد في العول

( فتعول هذه إلى ثالثة عشروقد يبقى دون سدس كبنتين وزوج فيفرض له ويعال) ( ألنه ال ينقص عنه إجماعا إذا ورثبه( الجد )وقد يبقى سدس كبنتين وأم فيفوز) ( الثالثة الستغراق ذوي الفروضفي هذه األحوال( واألخوات )وتسقط اإلخوة)

التركة.

( في بيان ميراث المرتدفصل)وولد الزنا والمنفي بلعان

( لبيت المال سواءبل ماله فئ( كما علم مما مر )ال يورث المرتد كما ال يرث) وال يورث ولداكتسبه حال ردته أم حال إسالمه كالذمي الذي ال وارث به يستوعب )

( كما ال يرثان بها النتفاء نسبهمابقرابة األب( المنفي بلعان )المالعنة( ال ولد )الزنا و فلو لم يكن له ابن وال ابن ابن وارث فما فضل عن ذوي الفروض من جهة أمه فهو

لموالي أمه فإن لم يكونوا فلبيت المال إرثا.( في بيان حكم اجتماع جهتي فرضفصل)

( في نكاحإذا اجتمع في شخصأو جهتي تعصيب أو جهتيهما في شخص واحد ) ( ألنهما قرابتان يورثجهتا فرض لم يرث إال بأقواهمامجوس أو في وطء شبهة )

بكل منهما فرض عند االنفراد فال يورث بهما الفرضان عند االجتماع كاألخت الشقيقة ال ترث النصف بإخوة األب والسدس بإخوة األم بل ترث النصف فقط

(والقوة كأن تحجب إحداهما األخرى كبنت هي أخت ألم بأن يطأ نحو مجوسي)

Page 126: شرح التحرير

أو غيره بشبهةبنكاح )

( فترث منه بالبنتية دون األختية ألن األخت لألم محجوبة بالبنت،أمه فتلد بنتا ال( بأن )أوو"نحو" من زيادتي، وقولي: "أو غيره" هو أعم من قوله: "أو مسلم" )

( فترث الوالدة منهابنته فتلد بنتا( من ذكر )تحجب كأم هي بنت ألب بأن يطأ تكون أقل( بأن )أوباألمومة دون األختية ألن األم ال تحجب بأحد بخالف األخت )

حجبا كأم أم هي أخت ألب بأن يطأ هذه البنت الثانية فتلد ولدا فاألولى أم أمه ( ألبيه فترث منه بالجدودة دون األختية ألن الجدة أم األم إنما تحجبها األموأخته

جهتي فرض وتعصيب كزوج هو( أي الجهتان )فإن كانتاواألخت يحجبها جماعة ) ( فيأخذ إذا انفرد النصف بالزوجية والباقي بكونه معتقامعتق أو ابن عمر ورث بهما

أو ابن عم ألنه وارث بسببين مختلفين وإن كانتا جهتي تعصيب كابن عم هو معتقلم يرث بهما بل بأقواهما فيرث في المثال ببنوة العم ال بكونه معتقا.

( في بيان ميراث الخنثى المشكلفصل)والمفقود والحمل

( كزوج وأب وولدالمشكل القدر المتيقن ويوقف الباقي إلى التبيين( الخنثى )يرث) خنثى، للزوج الربع، ولألب السدس، وللخنثى

( بل يوقف ماله حتىوالمفقود ال يورثالنصف، ويوقف الباقي بينه وبين األب ) تقوم بينة بموته أو تمضي مدة يغلب على الظن أنه ال يعيش فوقها فيجتهد القاضي

يوقف( ال يرث بل )وويحكم بموته ثم يعطي ماله من يرثه وقت الحكم بموته ) ( ثم يعمل في الحاضرين باألسوأ في حقهمنصيبه من الميراث حتى يتيقن حاله

فمن يسقط منهم به ال يعطى شيئا حتى يتيقن حاله ومن ينقص حقه منهم بحياته أو موته يقدر في حقه ذلك ومن ال يختلف نصيبه بهما يعطاه ففي زوج وعم وأخ ألب مفقود يعطي الزوج النصف ويؤخر العم، وفي جد وأخ ألبوين وأخ ألب مفقود تقدر

في حق الجد جياته فيأخذ الثلث وفي حق األخ ألبوين موته فيأخذ النصف ويبقى ويوقف ميراث الحمل وال يعطى غيره إال ماالسدس إن تبين موته أو حياته فلألخ )

( كاألب والجد والزجين فلو خلف الميت حمال يرث بعد انفصالهيتيقن أنه يرثه معه بأن كان منه أو قد يرث بأن كان من غيره كحمل أخيه ألبيه عمل باألحوط في حقه

ا لوقت يعلم وجوده عند الموت ورث وفي حق غيره قبل انفصاله فإن انفصل حي وإال فال بيانه إن لم يكن وارث سوى الحمل وكان من قد يحجبه الحمل وقف المال إلى أن ينفصل وإن كان من ال يحجبه وله مقدر كأب أو جد أو زوج أو زوجة أعطيه عائال إن أمكن عول كزوجة حامل وأبوين لها ثمن ولها سدسان عائالت الحتمال أن الحمل بنتان فتعول المسئلة من أربعة وعشرين إلى سبعة وعشرين، وإن لم يكن

له مقدر كأوالد لم يعطوا شيئا حتى ينفصل الحمل إذ ال ضبط له.

كتاب النكاح

Page 127: شرح التحرير

هو لغة: الضم، وشرعا: عقد يعتبر فيه لفظ النكاح أو نحوه، وهو حقيقة في العقد حتى تنكح زوجا} مجاز في الوطء وإنما حمل على الوطء في قوله تعالى:

( لخبر الصحيحين : "حتى تذوقي عسيلته ويذوق230)سورة البقرة/ {غيره فانكحوا ما طاب لكم من} عسيلتك"، واألصل فيه قبل اإلجماع ءايات كقوله تعالى:

( وأخبار كخبر: "تناكحوا تكثروا" رواه الشافعي بالغا. وله3)سورة النساء/ {النساء(.هو حرام ومكروه وحاللأقسام بينتها بقولي: )

لنسب( سواء كان )إما لعينه( أي ما ال يصح ويأثم بفعله العالم بتحريمه )فالحرام) ( حقيقة أواألخت( بنت )وهو نكاح األم والبنت واألخت والعمة والخالة وبنت األخ و

مت عليكم أمهاتكم} مجازا آلية: (أو لرضاع وهو كالنسب( )23)سورة النساء/ {حر وأمهاتكم التي أرضعنكم} فتحرم السبع المذكورات من الرضاع لقوله تعالى:

ضاعة ( ولقوله صلى الله عليه وسلم: "يحرم23)سورة النساء/ {وأخواتكم من الر نكاح( أربعة )أو لمصاهرة وهومن الرضاع ما يحرم من النسب" رواه الشيخان )

( وإن عالزوجة األب

( المدخول بهااألم( زوج )و( وإن سفلت )وزوج البنت( وإن سفل )االبن( زوجة )و) (،22)سورة النساء/{وال تنكحوا ما نكح ءاباؤكم من النساء} وإن علت قال تعالى:

،{من أصالبكم} ( إلى قوله:23)سورة النساء/ {وأمهات نسائكم} وقال تعالى: وذكر الحجور جري على الغالب )وإما لجمع( في ثمان مسائل )بين المرأة وأمها أو

وأن تجمعوا بين األختين إال ما قد} أختها أو عمتها أو خالتها( قال تعالى: (، وقال صلى الله عليه وسلم: "ال تنكح المرأة على23)سورة النساء/ {سلف

عمتها وال العمة على بنت أخيها وال المرأة على خالتها وال الخالة على بنت أختها وال الكبرى على الصغرى وال الصغرى على الكبرى" رواه الترمذي وقال حسن

وبين أمتين والزوجصحيح، والمراد بأمها وعمتها وخالتها ما يشمل الحقيقة والمجاز ) ( الندفاع حاجته بأمة بخالف ما لو جمع بين حرة وأمة عمال بتفريق الصفقةحر

( لقوله صلى الله عليه وسلم لغيالن: "أمسك أربعا وفارقوبين أكثر من أربع له) سائرهن" رواه ابن حبان عن الليث عن الحكم بن عتبة قال: أجمع أصحاب رسول

وبين زوجينالله صلى الله عليه وسلم على أن ال ينكح العبد أكثر من ثنتين ) ( احتياطا لإلبضاع معوإما الشتباه محرمة بأجنبيات محصورات( باإلجماع )المرأة

انتفاء المشقة باجتنابهما بخالف ما لو اختلطت بغير

محصورات فإنا لو حرمنا عليه النكاح منهن النسد عليه بابه فإنه لو سافر إلى محل ءاخر لم نأمن أن تسافر إليه وهذا كما لو اختلط صيد مملوك بصيود مباحة غير

في العقد وهو نكاح( لشئ وقع )وإما لسببمحصورة فإنه ال يحرم االصطياد منها ) ( للنهي عنه في خبر الصحيحين وهو كأن يقول: "زوجتك بنتي على أنالشغار

( للنهيالمتعة( نكاح )وتزوجني بنتك". وبضه كل منهما صداق األخرى، فيقبل ذلك ) عنه في خبر الصحيحين وهو المؤقت عند الجمهور والخالي عن الولي والشهود

Page 128: شرح التحرير

( لخبر مسلم : "ال ينكح المحرم وال ينكح"المحرم( نكاح )وعند ابن عباس ) ( زوجين إن وقع معا أو جهل السبق والمعية أو عرف سبقوإنكاح وليين امرأة)

(المعتدة والمستبرأة( نكاح )وأحدهما من غير تعيين فيبطل كل منهما كما سيأتي ) ( لنحو ثقلبالحمل( في العدة )المرتابة( نكاح )ومن شخص آلخر لقيام المانع )

وحركة تجدهما فليس لها أن تنكح ءاخر ولو بعد تمام العدة حتى تزول الريبة للتردد ( نكاحوفي انقضاء العدة وأما إذا لم ترتب إال بعد تمامها فيصح نكاحها كما سيأتي )

( نكاحو( كوثنية ومجوسية بخالف الكتابية كما سيأتي )الكافرة غير الكتابية) ( لتناقض األحكام إذ أحكام النكاح من قسم وطالق وظهار وإيالءالمملوكة للناكح)

وغيرها ال تجري في الملك، وسيأتي بيان هذه المحرمات التسع.

إن( بقيد زدته بقولي )كنكاح بعد خطبة على خطبة غيره( من المكاح )والمكروه) (المحلل إذا لم يشرط في( نكاح )و( على ما سيأتي بيانه )عرض فيها باإلجابة

( األصلي فإن شرط ذلك كأن شرط أن يطلق بعدالعقد ما يخل بمقصودهصلب ) ( كأن غر الزوج بإسالم امرأةالغرور( نكاح )والوطء حرم وبطل العقد كما سيأتي )

أو بحريتها وسيأتي بيان هذه الثالثة، وال ينحصر المكروه فيها وإن اقتضاه كالم األصل هنا، فتعبيري بقولي: "كنكاح" إلى ءاخره أولى من قوله: "والمكروه ثالثة"

إلخ.(.بقية األنكحة الصحيحة( من النكاح الشامل للمندوب )والحالل) ( ماءمخلوقة من( كانت بنتها )وال يمنع زناه بامرأة نكاحه لها وال ألمها وال لبنتها ولو) ( خروجا من خالف من حرمهالكن يكره له نكاحها( إذ ال حرمة لماء الزنا )زناه)

وخص النبي صلى الله عليه وسلم في النكاح بعقده بال ولي وبالعليه كالحنفية ) ( بأن يفقد أحدهما أو ألن اعتبار الولي للمحافظة على الكفاءة وهو فوقشهود

األكفاء واعتبار الشهود ألمن الجحود وهو مأمون منه والمرأة إذا جحدت ال يلتفتبال مهر( بعقده )وإليها بل قال العراقي شارح "المهذب": تكفر بتكذيبه ) ( حاال ومآال

( ألنه أولى بالمؤمنين منبال إذن من المنكوحة ووليها( بعقده )ووهو بمعنى الهبة ) ( لنفسه ولغيرهوحده( بعقده )وأنفسهم )

فيتولى الطرفين، فتعبيري بذلك أعم من قوله: "ومباشرة التزويج لنفسه" )و( ( لنفسه لخبر الصحيحين عن ابن عباس أن النبي صلى اللهفي اإلحرامبعقده )

عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم لكن أكثر الروايات أنه كان حالال كما رواه ابن ومنعه( كما أعتق صفية وجعل عتقها صداقها )ويجعل عتقها صداقهاعباس أيضا )

( ولو مسلمة ألن نكاحها معتبر بخوف العنت وهو معصوم وبفقد مهر حرةنكاح أمة ( ولو كتابية ألنها تكرهكافرة( نكاح )أوونكاحه غني عن المهر حاال مآال كما مر )

صحبته، وفي الخبر: "سألت ربي أن ال أزوج إال من كان معي في الجنة فأعطاني" رواه الحاكم وصحح إسناده، وخرج بالنكاح التسري فله أن يتسرى بكتابية على

( إلى غير نهاية ألنه مأمونويحل تزوجه أكثر من أربعاألصح في "الروضة" وأصلها ) ( من غير تلفظوتزوجه بتزويج الله لهمن الجور وقد مات عن تسع كما هو مشهور )

Page 129: شرح التحرير

فلما} بعقد كما في قصة زينب بنت جحش امرأة زيد بن حارثة في قوله تعالى: ( فيه بينوأمره بتخيير نسائه( )37)سورة األحزاب/ {قضى زيد منها وطرا زوجناكها

يا أيها النبي قل} مفارقته طلبا للدنيا والمقام معه طلبا لآلخرة لقوله تعالى: ( اآليتين ولئال يكون مكرها لهن على الصبر على ما28)سورة األحزاب/ {ألزواجك

ءاثره لنفسه من الفقر، واألصح أنه ال يحرم عليه طالقهن إذا اخترنه وإنه لو اختارتعكن} واحدة منهن فراقه لم يحصل الفراق باالختيار لقوله تعالى: فتعالين أمت

حكن ( وإنه ال يشترط في جوابهن فور لما في خبر28)سورة األحزاب/ {وأسر الصحيحين من أنه صلى الله عليه وسلم لما نزلت ءاية التخيير بدأ بعائشة وقال:

(وتحريم نكاحهن"إني ذاكر لك أمرا فال تبادريني بالجواب حتى تستأمري أبويك" ) وما كان لكم أن تؤذوا رسول} ( وإن لم يدخل بهن قال تعالى:بعدهأي زوجاته )

(6)سورة األحزاب/ {وأزواجه أمهاتهم} ( اآلية، وقال:53)سورة األحزاب/ {الله نعم إن اختارت المخيرة فراقه ففارقها فاألظهر في "الشرح الصغير" القطع بالحل وإال فال معنى للتخيير، وجزم به اإلمام وغيره وحكوا فيه االتفاق، وأما إماؤه فإن لم يطأهن لم يحرمن على غيره وإال حرمن، وخص في النكاح أيضا بأشياء منها تحريم

إمساكه من تكرهه في نكاحه وإيجاب طالق مرغوبته على زوجها وإيجاب جواب ( أي غير النبيوال يصح نكاح غيرهمخطوبته وتحريم خطبة غيره بمجرد خطبته )

( كما في البيع وخبر : "البتولي الولي أو نائبه طرفي العقدصلى الله عليه وسلم ) ( اآلخر فيوجبإال فيما إذا زوج بنت ابنه ابن ابنهنكاح إال بولي وشاهدي عدل" )

إال في( ألن الحق لها )ويشترط رضا المرأة بالنكاحالمزوج ويقبل لقوة واليته ) تزويج السيد( إال في )و( فال يشترط رضاهما )تزويج األب أو الجد البكر أو المجنونة

( فال يشترط رضاهاأمته

( أي بالنكاح كما علم منرضا الزوج به( يشترط )وألنه يملك بضعها فملك إجبارها ) ليس مجنونا وال( لكمال شفقة األب والجد )إال في ابن صغيراشتراط القبول )

( فإن كان كذلك فال يزوج قبل البلوغ ألنه ال يحتاج إليه في الحال وبعد البلوغمجبوبا والال يدري كيف يكون األمر بخالف العاقل فإن الظاهر حاجته إليه بعد البلوغ )

( ألن القرءان ورد بهما فال ينعقد بغيرهما،إال بلفظ التزويج أو اإلنكاح( النكاح )ينعقدنعم ينعقد بمعناهما لعجمية وإن أحسن العاقد العربية اعتبارا للمعنى.

(ألولياء( بيان )افصل في)

( لقوة واليته فيقدم من العصبات النسبية األب ثمولي النكاح األقرب من العصبات) الجد أبو األب وإن عال ألن لكل منهما والية وعصوبة فقدما على من ليس له إال

العصوبة، ثم أخ ألبوين، ثم أخ ألب، ثم ابن األخ ألبوين، ثم ابن أخ ألب، ثم عم، ثم ( ألنه ال مشاركة بينه وبينبالبنوة( فال يزوج )إال االبنابن عم كذلك كما في اإلرث )

أمه في النسب فال يدفع الهعار عنه ويزوج بغيرها كأن كان ابن عم أو معتقا أو

Page 130: شرح التحرير

المعتق( بعد العصبة النسبية )ثمقاضيا وال تضره البنوة ألنها غير مقتضية ال مانعة، ) ويزوج عتيقة( ثم معتق المعتق ثم عصبته بحق الوالء كما في اإلرث )ثم عصبته

( ألنه لما انتفت والية المرأة للنكاح استتبعت الوالية عليهاالمرأة في حياتها وليها الوالية على عتيقتها فيزوجها أبو المعتقة ثم جدها على

ترتيب األولياء وال يزوجها ابن المعتقة ويعتبر في تزويجها رضاها وال يعتبر إذن المعتقة إذ ال والية لها، واستثنى من طرد ذلك ما لو كانت المعتقة ووليها كافرين والعتيقة مسلمة فال يزوجها الختالفهما دينا، ومن ومن عكسه ما لو كانت المعتقة

بعد موتهامسلمة ووليها والعتيقة كافرين فيزوجها التحادهما دينا )و( يزوج عتيقتها ) ( بعد عصبة معتق المعتقثم( من عصباتها فيقدم ابنها على أبيها )من له الوالء

( ألنه ولي من ال ولي له كما رواه الترمذي وحسنه والحاكم وصححهالسلطان) (ويشترطعلى شرط الشيخين، والمراد من له الوالية العامة واليا كان أو قاضيا )

( ولوورشد وعدالة( وهي من زيادتي )في الولي حرية وذكورةلصحة النكاح ) ظاهرة فال والية لمن به رق وال المرأة وخنثى، نعم إن زوج الخنثى فبان ذكرا صح منا قاله ابن المسلم وال لمحجور عليه بسفه، وكذا مختل النظر بهرم أو غيره، وال

لصبي وال لمجنون أطبق جنونة أو تقطع كما صححه في أصل "الروضة" تغليبا لزمن الجنون فيزوج األبعد في زمن جنونه دون إفاقته، ولو قصرت نوبة اإلفاقة جدا فهي

كالعدم كما قاله اإلمام، وال لفاسق، نعم لإلمام األعظم تزويج بناته وبنات غيره فإن عضل أو سافر إلى مرحلتين أو أحرم أو أرادبالوالية العامة تفخيما لشأنه ) ( نيابة عنه لبقائه على الوالية وذلك ألن التزويج حقالتزويج بموليته زوج السلطان

عليه فإذا تعذر استفاؤه منه وفاه الحاكم بخالف ما لو سافر دون مرحلتين لقصر مسافته وإنما يحصل العضل إذا دعت

بالغة عاقلة إلى كفء وامتنع الولي من تزويجه وإن كان امتناعه لنقص المهر ألن المهر يتمحض حقا لها وال بد من ثبوت العضل عند الحاكم بأن يمتنع الولي من

التزويج بين يديه بعد أمره به والمرأة والخاطب حاضران أو تقام البينة عليه لتعزز أو توار ومحل تزويج السلطان بالعضل إذا لم يتكرر فإن تكرر ثالثا صار كبيرة

يفسق بها العاضل فيزوج إال بعد تفريعا على أن الفاسق ال يلي، قاله الشيخان، ( إن تنازعوا بأن أراد كل منهم أن يزوجوقدم عند اجتماع أولياء في درجة بقرعة)

( وسيأتي بيانهفي الشهادات( يأتي )ويشترط في الشاهدين ماألنها قاطعة للنزاع ) ( أي ابني كل منهما أو ابن أحدهما وابن اآلخروينعقد النكاح بابني الزوجينثم )

( وهماوبمستوري العدالة( لثبوت النكاح بهما في الجملة )وأبويهما وعدويهما) المعروفان بها ظاهرا ال باطنا بأن عرفت بالمخالطة دون التزكية عند الحاكم كما

دل عليه كالم الرافعي أوال، وقال النووي: إنه الحق وذلك ألن الظاهر من المسلمين العدالة، نعم إن كان العاقد بهما الحاكم لم يصح لسهولة الكشف عليه

Page 131: شرح التحرير

( وهو من ال يعرفاإلسالم والحرية( مستوري )الكما جزم به ابن الصالح وغيره ) إسالمه وحريته بأن يكون بموضع يختلط فيه المسلمون بالكفار واألحرار باألرقاء وال

غالب فال ينعقد به لسهولة الوقوف على اإلسالم والحرية، وكذلك ال ينعقد أيضا (ولو بان فسق أحدهمابظاهر اإلسالم والحرية بالدار حتى يعرف حاله فيهما باطنا )

( لفوات العدالة،عند العقد بان بطالنهأي الشاهدين أو فسقهما المفهوم باألولى ) وإنما يتبين ذلك ببينة أو اتفاق الزوجين عليه أو اعتراف الزوج به وال أثر لقول

الشاهدين كما فاسقين عند العقد كما ال أثر لقولهما كنا فاسقين بعد الحكم بشهادتهما.

فصل في األنكحة الباطلة

(وهي نكاح الشغار كأن يقول: "زوجتك بنتي على أن تزوجني بنتك" وبضع كل ( فيقبل ذلك كأن يقول: تزوجت بنتك وزوجتك بنتي على ماصداق األخرىمنهما )

ذكرت، وهذا التفسير مأخوذ من ءاخر الخبر المحتمل ألن يكون من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون من تفسير ابن عم الراوي له فيرجع إليه وإن كان

من تفسير الراوي ألنه أعلم بتفسير الخبر من غيره، والمعنى في البطالن التشريك في البضع حيث جعل مورد النكاح امرأة وصداقا ألخرى فأشبه تزويجها من رجلين

وسمي شغارا من قولهم: شغر البلد عن السلطان إذا خال عنه لخلوه عن بعض ( كأن قيل: وبضع كل واحدةمهرا( لهما أو ألحدهما )وإن سميا مع ذلكشرائطه )

وألف صداق األخرى، أو بضع هذه وألف صداق لتلك، وبضع األخرى صداق لهذه فإنه ( بأن سكتافإن لم يجعال البضع مهرانكاح شغار فيبطل لوجود التشريك المذكور )

( النكاحان النتفاء التشريك المذكور ولكل واحدة مهر المثل فإنصحعن ذلك ) ( نكاحوسكتا عن جعله مهرا في أحدهما دون اآلخر صح في األول دون الثاني )

( ولو معلوما ومنه نكحتها متعة،وهو النكاح إلى أجل( للنهي عنه كما مر )المتعة) (وسمي بذلك ألن الغرض منه مجرد التمتع دون التوالد وغيره من أغراض النكاح )

( فال يصح النكاح في إحرام أحد العاقدين أو الزوجة بحج أو عمرة أوالمحرمنكاح ) بهما أو مطلقا

صحيحا أو فاسدا وإن عقده اإلمام أو كان بين التحللين لخبر : "ال ينكح المحرم وال ينكح" وما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من أنه صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم فهو من خصائصه صلى الله عليه وسلم على أن أكثر

الروايات أنه تزوجها وهو حالل كما مر، ولو أحرم الولي أو الزوج فعقد وكيله الحالل ويجوز في اإلحراملم يصح العقد ألن الوكيل سفير محض فكان العاقد الموكل )

Page 132: شرح التحرير

( فينعقد النكاح بها ألنالشهادة( تجوز فيه )و( ألنها استدامة ال ابتداء عقد )الرجعة ( وقد أذنت لكلوإنكاح وليين امرأةارتباط النكاح بها ليس كارتباطه بغيرها مما مر )

( بأن وقعا معا أو جهل السبقزوجين ولم يعرف سبق أحدهما معينامنهما فيه ) والمعية أو عرف سبق أحدهما مبهما لتدافعهما في األولين إذ ليس أحدهما أولى

من اآلخر مع امتناع الجمع بينهما ولتعذر إمضاء العقد في الثالثة لعدم تعين السابق ( وإن دخل بها فلها على كل منهما مهر مثلهافإن دخل بها أحدهما لزمه مهر مثلها) (فهو الصحيح( ولم ينس وكان كفؤا أو أسقطت الكفاءة )فإن عرف عين السابق)

فإن نسي وجب التوقف حتى يتبين فال يجوز لواحد منهما وطؤها وال يجوز لثالث نكاحها قبل أن يطلقها أو يموتا أو يطلق أحدهمت ويموت اآلخر وتنقضي عدتها

(شبهة أو شكا في االنقضاء( وطء )ونكاح المعتدة والمستبرأة من غيره ولو من) (إال إن ادعى الجهل( لكونه زنا )فإن دخل بها حدأي انقضاء العدة واالستبراء )

بحرمة

النكاح في العدة واالستبراء من غيره فال حد عليه، وظاهر أن محله إذا كان قريب قبل انقضاء عدتها( بالحمل )ونكاح المرتابةعهد باإلسالم أو نشأ بعيدا عن العلماء )

فلو( للتردد في انقضاء عدتها )فيحرم نكاحها حتى تزول الريبة وإن انقضت األقراء من ظنها( نكح )أو( بعد انقضاء عدتها والريبة باقية ثم بان أن ال حمل )نكحها رجل

( للتردد فيمعتدة أو مستبرأة أو محرمة أو محرما ثم بان خالفه فالنكاح باطل الحل، وقول األصل من زيادته أنه صحيح كما لو باع مال أبيه يظن حياته فبان ميتا

ونكاحتبع فيه شيخه اإلسنوي والمنقول ما قدمته كما بينته في شرح األصل ) ( كأن كانت وثنية أو مجوسية أو أحد أبويها كذلكالمسلم كافرة غير كتابيه خالصة

( وتغليبا221)سورة البقرة/ {وال تنكحوا المشركات حتى يؤمن} لقوله تعالى: للتحريم في األخيرة، وخرج بالمسلم الكافر لكن ذكر في "الكفاية" في حل الوثنية للكتابي وجهين وهي تحرم الوثنية على الوثني قال السبكي: ينبغي التحريم إن قلنا

خالصة وهي( كتابية )فإن كانتأنهم مخاطبون بالفروع وإال فال حل وال حرمة ) والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من} ( لنا قال تعالى:إسرائيلية حلت

( أي حل لكم، والمراد من الكتاب التوراة واإلنجيل دون5)سورة المائدة/ {قبلكم سائر الكتب قبلهما كصحف شيث وإدريس وإبراهيم عليهم الصالة والسالم ألنها لم

تنزل بنظم يدرس ويتلى وإنما أوحي إليهم معانيها وقيل ألنها حكم ومواعظ ال ( سواء أعلمتإن لم تدخل أصولها في ذلك الدين بعد نسخهأحكام وشرائع هذا )

القبلية أم شك فيها لتمسكهم بذلك الدين حين كان حقا وإال فال

إن علم( لما مر )غير إسرائيلية حلت( وهي )أوتحل لسقوط فضيلة ذلك الدين ) ( وإال فال تحلدخولهم في ذلك الدين قبل نسخه ولو بعد تبديله إن تجنبوا المبدل

لما مر وأخذا باألغلظ فيما إذا شك في الدخول المذكور، وتعبيري بما ذكر هو مراد ( في اإلسرائيليةفتحل اليهودية والنصرانية بالشرط المذكوراألصل بما عبر به )

Page 133: شرح التحرير

( وإن لموكذا السامرة والصابئة إن وافقتا اليهود والنصارى في أصل دينهموغيرها ) توافقاهم في فروعه فإن خالفتاهم في أصل دينهم حرمتا، وهذا التفصيل هو ما نص

عليه الشافعي في مختصر "المزني" وعليه حمل إطالقه في موضع بالحل وفي ( كيهودي أو وثني تنصر فهو أعم من قوله: منوالمنتقل من دين آلخرءاخر بعدمه )

( ألنه أقر ببطالن ما انتقل عنه وكانال يقبل منه إال اإلسالمتهود إلى تنصر وعكسه ) (وال( حرة كانت أو أمة باالتفاق )وال تحل مسلمة لكافرمقرا ببطالن ما انتقل إليه )

( ال لمسلم ألنها كافرة ال تقر وال لكافر لبقاء علقة اإلسالم فيهامرتدة ألحدتحل ) ( لعدم تأكده بالدخولقبل الدخول بطل النكاح( أو كالهما )فإن ارتد أحد الزوجين) ( ألنه اختالف دين طرأفإن جمعهما اإلسالم في العدة دام النكاح( وقف )أو بعده)

بعد الدخول فال يوجب البطالن في الحال كإسالم أحد الزوجين الكافرين، ويحرم ( أي وإن لم يجمعهماوإالوطؤها في التوقف وال حد عليه فيه لشبهة بقاء النكاح )

اإلسالم في

( يدوم النكاح وهذا أعم من قوله: "وإن أسلمت بعد موت الزوج لم ترث"فالالعدة ) ( وال من يملك بعضها لتضادأمته( السيد )نكاح ملك اليمين فال ينكح( يحل )وال)

األحكام إذ النكاح يقتضي قسما أو طالقا وظهارا وغيرها من أحكامه بخالف الملك ( وال من تملك بعضه القتضاء الملكالسيدة عبدها( تنكح )والفيمتنع اجتماعهما )

فلو طرأطاعة العبد لسيدته والنكاح طاعته له وهما متضادان فيمتنع اجتماعهما ) ( سواء كان الذيبعد النكاح بطل النكاح( أي ملكه لها أو لبعضها أو عكسه )الملك

ملك مكاتبا أم ال ألن ملك اليمين أقوى من النكاح ألنه يملك به الرقبة والمنفعة (نعم إن اشترتوالنكاح ال يملك به إال ضرب من المنفعة فسقط األضعف باألقوى )

( للدور إذ لو صحزوجها قبل الدخول بمهرها بطل الشراءأي الزوجة الحرة ) ودامالنفسخ الناكح فيسقط المهر لعدم الوطء فيعرى الشراء عن الثمن فيبطل )

(.النكاح(األنكحة المكروهة( بيان )فصل في)

كالنكاح بعد خطبة منهي عنها تنزيها كخطبة على خطبة من أجابه تعريضا من تعتبر) ( وهو الولي المجبر وغير المجبر، والسلطان في المجنونة، والسيد أو وليهإجابته

( أي الخاطبولم يأذنفي األمة غير المكاتبة، )

(، ودليل النهي عن ذلك خبر الصحيحين : "الولم يترك ولم يعرض المجيباألول ) يبع الرجل على بيع أخيه وال يخطب على خطبة أخيه إال أن يأذن له" وفي رواية :

"حتى يذر" والمعنى فيه اإليذاء وسواء فيه الخاطب المسلم والذمي، والتقييد باألخ في الخبر جري على الغالب، والتنزيه والتعريض في قولي: "ولم يعرض المجيب" من زيادتي وقولي: "كخطبة" إلخ أولى من قوله: "وهي الخطبة"، أما إذا أذن له

Page 134: شرح التحرير

الخاطب أو ترك أو أعرض المجيب فال كراهة، ومثله ما لو أعرض الخاطب ولوا عنها تحريما كأن تكون اإلجابة تصريحا بطول الزمن، وأما إذا كانت الخطبة منهي

( عنخطبة المعتدة( على غير ذي العدة )ويحرمفالنكاح بعدها حرام لكنه صحيح ) وال جناح} ( لقوله تعالى:ال بالتعريض( إجماعا )بالتصريحوفاة أو طالق أو فسخ )

ضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم )سورة البقرة/ {عليكم فيما عر (، وفارق التصريح بأنه إذا صرح تحققت رغبته فيها فربما تكذب في انقضاء235

( فيحرم التعريض بخطبتها أيضا ألنها في معنى الزوجة، والتصريحإال لرجعيةالعدة ) هو ما يقطع بالرغبة في النكاح كأريد أن أنكحك وإذا انقضت عدتك نكحتك،

والتعريض ما يحتمل الرغبة في النكاح وغيرها كرب راغب فيك، ومن يجد مثلك، وكنكاح المحلل بأن يتزوجها على أنوأنت جميلة، وإذا انقضت عدتك فآذنيني )

( بأن تخلو عن بقية الموانع كالعدة ألن هذايحللها لزوجها األول بعد طالقها بشرطه فإنإن عزم على ذلك ولم يشرطه )

( ألنه ضرب من نكاح المتعةتزوجها بشرط أنه إذا وطئها طلقها بطل النكاح وكنكاح المغرور بحريتها أو نسبها فلو شرط حريتها في العقد فبان رقها وهو ممن)

(فصحيح( بأن لم يكن كذلك )فهو باطل وإال( كما سيأتي بيانه )ال يحل له نكاح األمة ( لفوات ماوللحر الخيارألن المعقود عليه معين ال يتبدل بخالف الصفة المشروطة )

شرطه بخالف العبد وإن صرح األصل بأن له ذلك أيضا وللزوج الخيار في كل وصف ( النكاحفإن فسخشرط ولم يمنع صحة النكاح فبان خالفه ال إن ساواها الزوج فيه )

( ألن شأن الفسخ تراد العوضين وقد رضعقبل الدخول فال مهر وال متعةفيما ذكر ) ( ألنه تمتعأو بعده لزمه مهر مثلهاالبضع إليها سالما فيرجع عوضه إليه سالما )

بمعيبة وهو إنما بذل المسمى على ظن السالمة ولم تحصل فكان العقد جري بال ( لظن الزوجحرا( قبل علمه برقها )بان انعقاده( أي األمة ولدا )فإن ولدتتسمية )

( لسيدها ألنهقيمته( أي الزوج )ولزمهحريتها حين حصوله سواء كان حرا أم عبدا ) ( ألنه أول أياميوم الوضعفوت عليه رقه التابع لرقها بظنه حريتها وتعتبر القيمة )

( نعم إن كان المغرور عبدا لسيد األمة فال شئإن وضعه حياإمكان تقويمه هذا ) عليه إذ ال يجب للسيد على رقيقه مال، وكذا إن كان الغار سيدها ألنه لو غرم رجع

عليه أما إذا وضعته ميتا فال يجب شئ لعدم تيقن حياته، نعم إن كان ذلك بجناية فعلى المغرور عشر قيمة األم يوم الجناية لسيدها ألنه انفصل مضمونا بالغرة فكما

يقوم له يقوم عليه كالعبد الجاني إذا قتل تعلق حق

( ألنهال بالمهر على من غره( إن غرمها )بها( الزوج )ويرجعالمجني عليه بقيمته ) وإنالموقع له في غرامتها في األولى ودخل في العقد على أن يغرمه في الثانية )

( بقيدوله الخيار( النكاح )دون المشروط صح( فيما إذا غر به الزوج )بان نسبها وحكم( أيضا لما مر في التغرير بالحرية )دون نسبه( نسبها )إن بانزدته بقولي: )

فإن( النتفاء علة لزومها السابقة )وال يلزمه قيمة الولد( ثم )ما مر( هنا )المهر

Page 135: شرح التحرير

( فيفحكم الخيار والمهر والمتعة ما مر( بحريته أو نسبه )كانت هي المغرورة التغرير بهما فلها الخيار في األولى إن كانت حرة وفي الثاني إن بان نسب الزوج

دون المشروط ودون نسبها لما مر فإن فسخت فيهما قبل الدخول فال مهر وال متعة لما مر أو بعده لزمه مهر مثلها لخلف الشرط، ومما يكره من األنكحة نكاح

من لم يحتج إلى الوطء مع فقد األهبة أو مع وجوده لها وبه علة كهرم ونكاح المسلم ذمية أو حربية ونكاح المرتابة بالحمل بعد انقضاء عدتها ونكاح الفاسقة

وبنت الفاسق.فصل

( فقط ولوينكح امرأتين( ولو مكاتبا ومبعضا فهو أولى من قوله: "العبد" )غير الحر) أمتين في عقد واحد ألنه على النصف من الحر، وقد أجمع الصحابة على ذلك كما

(وله نكاح أمة على حرةمر أول النكاح )

( قاله عثمانوال يملك إال طلقتين وإن كانت زوجته حرةبخالف الحر كما سيأتي ) فإن تزوج بإذن سيدهوزيد بن ثابت وال مخالف لهما من الصحابة، رواه الشافعي )

( فقط للزومه برضافي ذمته( يكون )والمهر( التزوج لمفهوم الخبر اآلتي )صح ( مع كونهإال أن يكون مكتسبا أو مأذونا له في تجارة فهومستحقه كبدل القرض )

( المعتاد كاالصطياد واالحتطاب والنادر كالحاصل بهبة أو وصيةفي كسبهفي ذمته ) ألن المهر من لوازم النكاح وكسب العبد أقرب شئ يصرف إليه واإلذن له في

( وهو في مهربعد وجوب دفعهالنكاح إذن له في صرف المهر من كسبه الحادث ) المفوضة بوطء أو فرض صحيح وفي مهر غيرها الحال بالنكاح والمؤجل بالحلول بخالف الكسب قبله فإنه يختص به السيد، وتعبيري بما ذكر أولى من قوله: "بعد

( ربحا ورأس مال ألن ذلك دين لزمه بعقدوفيما بيده من مال التجارةالنكاح" ) ( تزوج )بغيرأومأذون فيه كدين التجارة سواء أحصل قبل وجوب الدفع أم بعده )

( التزوج أما األول فلقوله صلىلم يصحإذنه أو( بإذنه و)خالفه( فيما أذن له فيه ) الله عليه وسلم: "أيما مملوك تزوج بغير إذن مواله فهو عاهر" رواه الترمذي

وحسنه، والحاكم وصححه، وأبو داود بلفظ: "فهو باطل" وأما الثاني فللمخالفة ( للزومه برضالزمه مهر المثل في ذمته( قبل أن يفرق بينهما )فإن دخل بها)

( إنويحل للحر نكاح من بها رق بشروط: أن تكون مسلمةمستحقه كبدل القرض ) فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم} كان مسلما فال تحل الكافرة لقوله تعالى:

( )وأن يعجز عمن تصلح للتمتع( بأن ال تكون تحته25)سورة النساء/ {المؤمنات حرة ولو كتابية أو تكون لكن ال تصلح لذلك كصغيرة ال تحتمل الوطء، وهرمة،

وغائبة، ومجنونة، وبرصاء، وخبر : "نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تنكح األمة على الحرة" محمول على حرة تصلح للتمتع، وأن يعجز عن حرة تصلح للتمتع بأن ال

ومن لم يستطع منكم طوال أن} يجدها أو ال يقدر على مهرها وعن تسر قال تعالى:

Page 136: شرح التحرير

( اآلية، والطول:25)سورة النساء/ {ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت جري على الغالب من {المؤمنات} السعة، والمراد بالمحصنات: الحرائر، وقوله:

( بأن تغلب شهوته ويضعفوأن يخاف زناأن المؤمن إنما يرغب في المؤمنة، ) ذلك لمن خشي العنت} تقواه بخالف من ضعفت شهوته أو قوي تقواه قال تعالى:

( أي الزنا، وأصله المشقة سمي به الزنا ألنه سببها بالحد25)سورة النساء/ {منكم في الدنيا والعقوبة في اآلخرة، وبما ذكر علم ما صرح به األصل من أنه يحرم على

الحر التزوج بأمتين، وتعبيري بـ"من بها رق" أولى من تعبيره بـ"األمة".فصل في عيوب النكاح

( ولو متقطعاجنون( سبعة )النكاح( فسخ )العيوب المثبتة للخيار في)

( وإن قلوجذاموهو زوال الشعور من القلب مع بقاء الحركة والقوة في األعضاء ) ( وإن قل وهو بياضوبرصوهو علة يحمر منها العضو ثم يسود ثم يتقطع ويتناثر )

(بأحد الزوجينشديد يبقع الجلد ويذهب دمويته فيثبت الخيار حال كون أحد الثالثة ) ( وهما انسدادورتق وقرنلفوات كمال التمتع ومحله في األخيرين إذا استحكما )

محل الجماع من المرأة في األول بلحم وفي الثاني بعظم وقيل بلحم فيثبت الخيار (وجب( أي بالزوجة لفوات التمتع المقصود من النكاح )بهاللزوج حال كون أحدهما )

( أي عجز الزوجوعنةالذكر أي قطعه أو قطع بعضه بحيث لم يبق منه قدر حشفته ) عن الوطء في القبل وهو غير صبي ومجنون لعدم انتشاء ءالته وإن حصل بمرض

( أي بالزوج ولو كان الجب بفعلها أو بعدبهفيثبت الخيار للزوجة حال كون أحدهما ) الوطء لحصول الضرر بذلك وقياسا فيما إذا جبت ذكره على المكترى إذا خرب

الدار المكتراة بخالف المشتري إذا عيب المبيع قبل القبض ألنه قابض لحقه، ومحل ثبوت الخيار بالعنة قبل الوطء أما بعده فال ألنها مع رجاء زوالها عرفت قدرته على

الوطء ووصلت إلى حقها منه بخالف الجب وبما تقرر علم أنه ال خيار بالخنوثة الواضحة، وال باالستحاضة، وال بالخصار، وال بقطع الحشفة فقط، وال برق أحدهما ألنها ليست في معنى ما ذكر وما أفهمه كالمه من أن لها خيارا فيما لو بان الزوج رقيقا هو ما جزم به في "المنهاج" تبعا البن الصباغ وغيره، واألوجه خالفه وهو ما

(فوري( بما ذكر )والفسخنص عليه الشافعي في "األم" وغيرها وصوبه البلقيني ) ( ليفسخإلى الحاكم وثبوته عنده( فورا )بعد رفع األمركخيار العيب في المبيع )

( كما فعلهسنة من يوم ثبوتها( بعد الرفع إلى الحاكم )إال العنة فتؤجلبحضرته ) عمر رضي الله عنه رواه

البيهقي ، قال الرافعي: وتابعه العلماء عليه وقالوا تعذر الجماع قد يكون لعارض حرارة فتزول في الشتاء، أو برودة فتزول في الصيف، أو يبوسة فتزول في الربيع،

Page 137: شرح التحرير

أو رطوبة فتزول في الخريف، فإذا مضت السنة ولم يطأ علمنا أنه عجز خلقي (صدق( فيها أو بعدها ولم تصدقه )فإن ادعى الوطءفترفعه إلى الحاكم عقبها )

( أي مع البينة فال يصدق ألنمعها( هي )إال أن تقوم بينة ببكارتها وتحلفبيمينه ) الظاهر معها وإنما حلفت مع قيام البينة الحتمال هودة البكارة لعدم المبالغة، وحيث كان هو المصدق فنكل عن اليمين حلفت هي أنه ما وطأها فإن حلفت على ذلك أو

أقر هو به فسخت بعد قول القاضي ثبتت عنته أو ثبت حق الفسخ.فصل في اإلسالم على النكاح

( لجواز نكاحدام نكاحه( تحل له ابتداء )على كتابية( كافر ولو تبعا )أسلملو ) ( كوثنية وكتابية ال تحل له ابتداءكافرة غيرها( على )أوالمسلم لها كما مر )

فإن كان قبل( هو عنها )وتخلف( هي )أو أسلمت( عنه بأن لم تسلم معه )وتخلفت) ( أي تنجزت الفرقة بينهما إذ ال عدة فأشبه ما لو تأخر إسالمالدخول بطل النكاح

( ألنإسالمها( صورة )وسقط المهر فيأحدهما بعد الدخول عن انقضاء العدة ) ( أي بعدبعده( كان )أو( كالطالق )إسالمه( صورة )وتشطر فيالفراق من جهتها )

فإنالدخول )

في العدة دام النكاح وإال حصلت( بأن أسلم اآلخر أيضا ولو تبعا )جمعهما اإلسالم ( لإلجماع كما أشار إليه الشافعي وغيره، والفرقة فيما ذكرالفرقة من إسالم أولهما

( والمعية بآخرمعا( قبل الدخول أو بعده )وإن أسلمافرقة فسخ ال فرقة طالق ) ( بينهما لإلجماع كما حكاه ابن المنذر وغيره ولما رواه الترمذيدام النكاحاللفظ )

وصححه: "أن رجال جاء مسلما ثم جاءت امرأته مسلمة، فقال: يا رسول الله كانت وإن شك في المعية فإن كان بعد الدخول وجمعهماأسلمت معي، فردها عليه )

قبله فإن تصادقا على معية أو( كان )أو( بينهما )اإلسالم في العدة دام النكاح وإن قال( فيدوم النكاح بينهما في األول وتتنجز الفرقة في الثاني )تعاقب عمل به

( قول الزوج بيمينه ألنهقبل( وقالت الزوجة بالمعية )بالتعاقب( أسلمنا )الزوج مدعى عليه بناء على الراجح من أن المدعى من يخالف قوله الظاهر والمدعي

( يقبل قوله بل قولها بناءفال( وقالت بالتعاقب )بالمعية( قال )أوعليه من يوافقه ) حر( زوج )على من يحرم الجمع بينهما كأختين أو( الزوج )وإن أسلمعلى ما مر )

( وجوبا إن كانأو غيره على أكثر من ثنتين اختار( من الحرائر )على أكثر من أربع ( فيإحداهماأهال لالختيار )

Page 138: شرح التحرير

إن أسلمتا أو أسلمن معه أو في( في الثالثة )أو ثنتين( في الثانية )أو أربعااألولى ) أو كن كتابيات وانفسخ نكاح من( تحالن )أو كانتا كتابيتين( في األخيرتين )العدة ( منهما أو منهن، واألصل في ذلك أن غيالن أسلم وتحته عشر نسوة، فقال لهبقى

النبي صلى الله عليه وسلم: "أمسك أربعا وفارق سائرهن" صححه ابن حبان والحاكم ، وسواء أنكح معا أو مرتبا فله إمساك من تأخر، وإذا مات البعض فله

اختيار من مات لإلرث، كل ذلك لترك االستفصال في الخبر، وقولي: "أو ثنتين" مع التصريح بقولي: "إن أسلمتا أو كانتا كتابيتين" من زيادتي )فإن أبى( االختيار )حبس

وأنفق عليهما أو عليهن من ماله حتى يختار( فإن أصر عزر بضرب أو غيره مما يراه الحاكم كسائر الحقوق الالزمة له إذا امتنع من أدائها ويعزر ثانيا وثالثا وهكذا حتى

على إماء وأسلمن( أسلم حر )أويختار بشرط تخلل مدة يبرأ فيها من األلم األول ) إال أن تحل له( ألنه يمتنع على الحر نكاح األمة )معه، أو في العدة انفسخ نكاحهن

( منهن ألنه إذا جاز له نكاح األمةاألمة عند اجتماع إسالمهم فله اختيار واحدة تحل جاز له اختيارها، وخرج بزيادتي: "تحل له" ما لو أسلم على ثالثة إماء فأسلمت واحدة وهي تحل له ثم الثانية وهي ال تحل له ثم الثالثة وهي تحل له فليس له

اختيار

( أي الحرةحرة وإماء تعينت إن أسلمن( على )أوالثانية بل األولى أو الثالثة ) ( كما لو أسلمت دونهن ألنه يمتنع نكاح األمة على منمعه أو في العدةواإلماء )

( كما لووإن أصرت النقضاء العدة اختار أمة إن حلت لهتحته حرة فيمتنع اختيارها ) لم تكن جرة لتبين انها بانت بإسالمه، نعم لو طرأ فيما ذكر عتق اإلماء قبل اجتماع

إسالمهن وإسالم الزوج في العدة كأن أسلمت وعتقن ثم أسلم وأسلمن، أو أسلمت ثم أسلمن ثم عتقن ثم أسلم، أو أسلمت ثم أسلم ثم عتقن ثم أسلمن

( غيرعلى أن وبنتها كتابيتين أو( الزوج )أو أسلمفكحرائر أصليات فيختار أربعا ) فإن لم( وفي األصل عقب هذا: "معه" وهو يوهم خالف المراد )وأسلمتاكتابيتين )

( واندفعت األم بناءتعينت( فقط )أو دخل بالبنت( أي بواحدة منهما )يدخل بهما حرمتا على( فقط )وإن دخل بهما أو باألمعلى الراجح من صحة أنكحة الكفار )

( البنت بالدخول على األم واألم بالعقد على البنت بناء على ما مر.التأبيدفصل في خيار العتيقة

( في فسخ النكاح قبلثبت لها الخيار( ولو مبعضا )عتقت تحت من به رقلو ) الدخول وبعده ألنها تعير بمن فيه رق، واألصل في ذلك أن بريرة عتقت فخيرها

رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان زوجها عبدا فاختارت نفسها،

( أي موتفي مرض الموت( عتقها قبل الوطء ووقع )إال إذا كانرواه مسلم ) ال يحتمل سقوط( من ماله )والثلثسيدها أو بعد موته وكان قد أوصى بإعتاقها )

( بأن ال يحتمل قيمتها ثلث ماله إال بالمهر، فال خيار لها ألن خيارهاالمهر مع قيمتها

Page 139: شرح التحرير

يسقط مهرها وهو من جملة المال فيضيق الثلث عن الوفاء بها فال تعتق كلها فال خيار سواء أكان المهر دينا أم عينا بيد الزوج أو بيد سيدها وهو باق أو تالف، بخالف ما لو عتقت بعد الوطء أو قبله وهي تخرج من الثلث مع سقوط المهر. أما إذا عتق بعضها وبعضها اآلخر رقيق أو عتقت تحت حر أو عتقا معا فال خيار لها ألن ما حدث

( كخيار العيب في المبيعفوري( أي الخيار )وهولها من الكمال متصف به الزوج ) ( لزوال الضرر ولو مات انقطعقبل فسخها أو معه بطل خيارها( الزوج )فإن عتق)

خيارها وهذا الفسخ ال يحتاج إلى الرفع إلى الحاكم ألنه ثابت بالنص واإلجماع.فصل فيما يقتضيه وطء الحائض في القبل

وقد تقدم أنه يحرم التمتع بها فيما بين السرة والركبة بوطء وغيره، والمراد الوطء في القبل. أما في الدبر فحرام في الحيض وغيره كما صرح به األصل هنا وهو

( في قبلها إذا كان عامدا مختارا عالما بالتحريميسن لمن وطئ الحائضظاهر ) أن يتصدق بدينار إن وطئها فيبالحيض )

( لخبر: "إذا واقع الرجل أهله وهي حائضفي إدباره( إن وطئها )إقبال الدم وبنصفه إن كان دما أحمر فليتصدق بدينار وإن كان أصفر فليتصدق بنصف دينار" رواه أبو

داود والحاكم وصححه. وكالحائض فيما ذكر النفساء.

كتاب الصداق

هو بفتح الصاد ويجوز كسره: ما وجب بنكاح أو وطء أو تفويت بضع قهرا كإرضاع وءاتوا النساء صدقاتهن} ويقال له مهر، واألصل في ذلك قبل اإلجماع قوله تعالى:

(، وقوله صلى الله عليه وسلم لمريد التزويج "التمس ولو4)سورة النساء/ {نحلة وهو نوعان:خاتما من حديد" رواه الشيخان ، وكل ما صح ثمنا صح صداقا )

( وإن حرم لنحو حيض أو وطءومهر مثل. فاألول يستقر بالوطء( في العقد )مسمى )سورة {وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض} في دبر لقوله تعالى:

أو بموت( والستيفاء مقابله وألن وطء الشبهة يوجبه فوطء النكاح أولى )21النساء/ ( في نكاح صحيح النتهاء العقد به. ويستثنى من ذلك ما لو قتلت األمة نفسهاأحدهما

أو قتلها سيدها فإنه يسقط مهرها. وأما إذا أصدقها عينا فتلفت قبل القبض فالمستقر مهر المثل ال المسمى كما سيأتي، وخرج بالوطء والموت غيرهما

كاستدخال منيه والمباشرة في غير الفرج والخلوة فال يستقر المهر بشئ منها وإن} ( آلية:قبل الدخول( هو أعم من قوله بالطالق )ويتنصف بفرقة ال من جهتها)

قتموهن من قبل أن تمسوهن ( وغير الطالق من أنواع237)سورة البقرة/ {طل ( وهن منيعتبر بنساء عصباتها( وهو مهر المثل )والثانيالفرقة مقيس عليه )

ينسبن إلى من تنسب هي إليه ويعتبر القرب

Page 140: شرح التحرير

فيقدم أخوات ألبوين، ثم ألب، ثم بنات أخ، ثم بنات ابنه، ثم عمات، ثم بنات أعمام ( بعد تعذر االعتبار بهن لعدمهن أو جهل مهرهن أو نسبهن أو ألنهن لمثمكذلك )

( تقدم الجهة القربى منهن على غيرهابنساء األرحام كجدات وخاالتينكحن يعتبر ) وتقدم القربى من الجهة الواحدة على غيرها، قال الماوردي: وتقدم منهن األم ثم

األخت لألم ثم الجدات ثم الخاالت ثم بنات األخوات ثم بنات األخوال )ثم( بعد تعذر ( وغيرهما مما يحصلبنساء بلدها أو من يماثلها بجمال أو ضدهاالعتبار بهن يعتبر )

به تفاوت الرغبة كفصاحة أو سن أو بكارة أو ثيوبة، فإن اختصت عمن يعتبر مهرها ( مهر المثل في خمسة مواضعويجببهن بفضل أو نقص فرض مهر الئق بالحال )

( يجب فيه مهر المقلفي نكاح ووطء وخلع ورجوع عن شهادة ورضاع. فالنكاح) ( بأن قالت رشيدة لوليها: زوجني بال مهر، فزوج ونفىفيما لو تزوجها مفوضة)

المهر، أو سكت، أو زوج بدون مهر المثل، أو بغير نقد البلد كما في "الحاوي"، أو ( ألن الوطء الووطئهاقال سيد أمة: زوجتكها بال مهر، أو سكت عنه فقبل الزوج )

يباح باإلباحة لما فيه من حق الله تعالى، نعم لو نكح في الكفر مفوضة ثم أسلما أو مات أحدهما قبلواعتقدا أن ال مهر للمفوضة بحال ثم وطئ فال شئ لها )

( ألن الموت كالوطء في تقرير المسمى فكذا في إيجاب مهر المثل فيالفرض التفويض وألن يروع بنت واشق نكحت بال مهر فمات زوجها قبل أن يفرض لها مهر

فقضى لها رسول الله

صلى الله عليه وسلم بمهر نسائها وبالميراث رواه أبو داود وغيره، وقال الترمذي ( كمغصوبأو ملك غيره( كحر أو خمر )وفيما لو كان المسمى حراماحسن صحيح )

( ( كأحد هذين الثوبين لفساد المسمى وفي معناه ما لو كان غير متمولأو مجهوال ( من الزوج النفساخ عقد الصداق بالتلفأو عينا تلفت قبل قبضهاكحبتي حنطة )

بناء على أنه مضمون في يد الزوج ضمان عقد كالمبيع في يد البائع ال ضمان يد ( كأن شرط فيه خيار أو على أن ألبيها كذا أوأو شرط فيه شرط فاسدكالمستام )

( لفساده بالجهل بما يخص كال منهنأو نكح نسوة بمهر واحدعلى أن يعطيه كذا ) في الحال فيجب لكل منهن مهر المثل لتعدد المالك ولهذا لو زوج أمتيه لواحد بمهر واحد صح جزما التحاد المالك )أو أصدقها ثوبا على أنه هروي فبان مرويا( ولم ترض

(وفي غير ذلك( بيانه )كما مر( إذا فسخ العقد بعد الوطء )وفي الغروربه الزوجة ) من زيادتي كما لو أصدقها غير مقدور على تسليمه أو معلقا بصفة أو ثمرا لم يبد

صالحه بغير شرط القطع أو ما ال يعود نفعه عليها كتعليم ولدها أو ما ال يقبل النقل ( بأن ظن أنها امرأتهفيما لو كان بشبهة( يجب فيه مهر المثل )والوطءكحد قذف )

أو أمته أو وطئ مكاتبته أو أمة ولده إلتالفه البضع ومحله في أمة ولده إذا لم تصر به أم ولد أو صارت وتأخر اإلنزال عن تغييب الحشفة

Page 141: شرح التحرير

في نكاح( كان )أووإال فقد تأخر موجب المهر عن العلوق أو قارنه فال يجب المهر ) ( فيجب مهر المثل فيما لووالخلع يجب فيه ما يجب في النكاح( لما مر )فاسد

اختلعت أمة بإذن سيدها وأطلق ويتعلق بكسبها ونحوه وفيما لو اختلعت بال إذنه فيما لو أرضعت( يجب فيه نصف مهر المثل للزوج )والرضاعبعين ويتعلق بذمتها )

( أما الوجوب فألنها فوتت عليه بضع الصغيرة وأما النصفزوجته الكبرى الصغرى فاعتبارا لما يجب له بما يجب عليه إذ عليه للصغيرة نصف مهرها المسمى إن كان

صحيحا وإال فنصف مهر مثلها النفساخ نكاحها بفرقة ال من جهتها قبل الدخول ( بائن أوبطالق( أي رجالن )فيما لو شهدا( يجب فيها مهر المثل للزوج )والشهادة)

( ألنهما فوتا عليه البضع سواء أكان ذلك قبل الدخول أمثم رجعارجعي ولم يراجع ) بعده بخالف ما مر في الرضاع ألن فرقة الرضاع حقيقة فال توجب إال النصف وفي

الشهادة النكاح باق بزعم الشاهدين وقد أحاال بينه وبينها فغرما قيمته لحصول ثم طلقها قبل الدخول رجع( وأقبضته له )ولو وهبته صداقهاالحيلولة بشهادتهما )

( من مثل أو قيمة لتعذر رد العين هذا إن لم يكن دينا فإنعليها بنصف بدل المهر ولو وهبهكان دينا فوهبته له أو أبرأته منه لم يرجع عليها ألنها لم تأخذ منه ماال )

( كسائر حقوقها، وبما ذكر علم ما صرح به األصل أنه اللم يجز( من زوجها )أبوها يلزم اإلمام دفع معر المثل لكافر زوجته مسلمة ألن البضع ليس بمال حتى يشمله

األمان.

( في المتعةفصل)

قتم النساء} )لكل مفارقة متعة( قال تعالى: )سورة البقرة/ {ال جناح عليكم إن طلقات متاع بالمعروف} ( اآلية وقال:236 (241)سورة البقرة/ {وللمطل

حكن} وقال: (إال التي فرض لها مهر( )28)سورة األحزاب/ {فتعالين أمتعكن وأسر (وفورقت قبل الدخول أو كانت الفرقة بسببهافي العقد أو بعده في تفويض )

( لهما أو ألحدهما فال متعة لهالها أو بموت( أي الزوج )أو بملكهوحدها أو مع الزوج ) فنصف} في الجميع، أما األولى فألنه تعالى لم يجعل لها سوى نصف المهر بقوله:

( وألنه لم يستوف منفعة بعضها فيكفي نصف237)سورة البقرة/ {ما فرضتم مهرها لإليحاش، وأما البواقي فالنتفاء اإليحاش وألنها في صورة موته وحده متفجعة

(وفرقة اللعان بسببه( من زيادتي )أو بملكه لها أو بموتال مستوحشة، وقولي: ) ( فال تجب. ويستحب أن ال تنقص المتعة عنالعنة بسببها( فرقة )وفتجب المتعة )

ثالثين درهما وأن ال تبلغ نصف المهر فال حد للواجب بل إن تراضيا بشئ فذاك وإنتنازعا قدرها القاضي باجتهاده معتبرا حالهما.

( في الوليمةفصل)

( لثبوتها عنه صلى الله عليه وسلم قوال وفعال فقد قالسنة( لعرس وغيره )الوليمة)

Page 142: شرح التحرير

لعبد الرحمن بن عوف وقد تزوج: "أولم ولو بشاة" وأولم صلى الله عليه وسلم على صفية بتمر وسمن وأقط، رواهما الشيخان . واألمر في األول للندب قياسا

( عينا، ولغيرها سنةعرس واجبة( وليمة )واإلجابة لـعلى األضحية وسائر الوالئم ) ( كأنبشروط منها أن ال يكون ثم معصية كمسكر وماله وصورة حيوان منصوبة)

( ومنهالم ينتهوا( عنها )وكان بحيث لو نهاهمتكون على جدار أو وسادة منصوبة ) أن تكون الدعوة عامة وفي اليوم األول في العرس وأن يكون المدعو معينا دعي

للتودد، فإن كانت صورة الحيوان مبسوطة تداس أو مقطوعة الرأس أو كان ثم صورة شجر لم يمتنع طلب اإلجابة فإن ما يبسط ويداس مهان مبتذل وما بعده ال

يشبه ما فيه روح أو كانوا بحيث ينتهون وجبت أو سنت إجابة للدعوة وإزالة للمنكر ( أيولقطه وتركهما( كدراهم ودنانير وجوز ولوز في الوالئم )ويحل نثر نحو سكر)

( ألن الثاني يشبه النهي واألول تسبب إلى ما يشبهها، نعم إنأولىالنثر واللقط ) عرف أن الناثر ال يؤثر بعضهم على بعض ولم يقدح اللقط في مروءة الالقط لم

يكن الترك أولى.

باب القسم والنشوز

نوعان: خصوص وعموم( بفتح القاف )القسموهو الخروج عن الطاعة ) فيخصها( ولو أمة )فيما لو زفت إليه بكر( في سبعة أحدها وثانيها )فالخصوص

( لخبر ابن حبان : "سبعفبثالث( ولو أمة )أو ثيب( للباقيات )بإقامة سبع بال قضاء ( أي السبعقضاها( باختيارها )إلى سبع( أي الثيب )فإن زادهاللبكر وثالث للثيب" )

( ويسن تخييرها بين ثالثة بال قضاء وسبع بقضاء، والعدد المذكور واجبللباقيات) على الزوج لنزول الحشمة بينهما وزيد للبكر ألن حياءها أكثر، ويجب مواالة ما ذكر

ألن الحشمة ال تزول بالمفرق فلو فرقه لم يحسب واستأنف وقضى المفرق للباقيات، ولو زاد البكر على السبع أو الثيب على الثالث بغير اختيار من الثيب

ال لنقلة بإحدى( ولو سفرا قصيرا )فيما لو سافر( ثالثها )وقضى الزائد للباقيات ) ( ألن قضاءهافال يقضي للباقيات مدة السفر( لإلتباع رواه الشيخان )نسائه بقرعة

لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم وألن المصحوبة معه وإن فازت بصحبته فقد تعبت بالسفر ومشاقه، أما لو سافر لنقلة فيحرم

عليه أن يصحب بعضهن ولو بقرعة وأن يخلفهن حذرا من األضرار بل ينقلهن أو يطلقهن أو ينقل بعضا ويطلق بعضا، فإن سافر ببعضهن ولو بقرعة قضى للباقيات، أو سافر بإحدى نسائه بال قرعة فقد عصى وقضى للباقيات، أو وصل المقصد وأقام

فيما لو كان تحته حرة( رابعها )ووساكن مصحوبته مدة اإلقامة قضاها للباقيات ) ( أيفلها( كأن سبق نكاح األمة بشروطه على نكاح الحرة أو كان الزوج عبدا )وأمة

( كما رواه الدارقطنيليلة وللحرة ليلتان فيخصها بزيادة ليلةاألمة ولو مكاتبة )

Page 143: شرح التحرير

( خامسها وسادسها وسابعهاوعن علي، وال يعرف له مخالف، والمبعضة كاألمة ) أو سافرت ال( كأن يدعوهن إلى منزله فتمتنع إحداهن )فيما لو نشزت إحدى نسائه)

( بأن كان لحاجتها أو لحاجة أجنبي أولغير حاجته( أي بإذنه )معه بال إذن، أو به فيقسم للباقيات بال( من تمكينه )أو منع األمة سيدهالحاجتهما أو لحاجة كنزهة )

( لعدم تمكينهن، وخرج بزيادتي: "ال معه" ما لوقضاء للناشزة والمسافرة واألمة سافرت معه ولو بال إذن فيقسم لها إن لم ينهها، وكذا لهن إن كن معه أيضا وبغير

والعموم أنحاجته أي غيرها فقط ما لو كان لحاجته ولو مع حاجة غيره فيقسم لها ) ( فيعصي بتركه التسوية واليسوي بينهم بأن يقسم لكل واحدة ليلة أو ليلتين أو ثالثا

تجوز الزيادة على الثالث بغير رضاهن لما فيه من طول العهد بهن

المفضي إلى اإليحاش، وتجب القرعة عند تنازعهن لالبتداء بواحدة منهن فيبدأ بمن خرجت قرعتها وبعد تمام نوبتها يقرع بين الباقيات ثم بين األخيرتين، فإذا تمت

( فال يلزمه التسوية بينهن فيه والوال يلزمه وطءالنوب راعى الترتيب بال قرعة، ) فإن خرج في نوبةفي غيره من التمتعات لكن يستحب ولو أعرض عنهن لم ييأثم، )

قضى لها ما( كأن أخرجه السلطان قهرا عليه وطال خروجه )إحداهن ليال ولو لعذر ولو ظهر( وخرج بـ"ليال" النهار، فال قضاء عليه إذا لم يطل مكثه عند أخرى )فات

( قوال كأن تجيبه بكالم خشن بعد أن كان بلين، أو فعال كأن يجد منهاأمارة نشوز ( بال هجر وال ضرب فلعلها تبديوعظهاإعراضا وعبوسا بعد طالقة وجه ولطف )

عذرا أو تتوب عما وقع منها بغير عذر، والوعظ كأن يقول لها: اتقي الله في الحق أوالواجب لي عليك واحذري العقوبة ويبين لها أن النشوز يسقط النفقة والقسم )

( قالوإن لم يتكرر وعظها وهجرها في المضجع وضربها( أي النشوز )تحققه والتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع} تعالى:

( والخوف فيه بمعنى العلم، ومحل ما ذكر في34)سورة النساء/ {واضربوهن ( منفإن ادعى كلالضرب أن يفيد وأن يكون غير مبرح وفي غير الوجه والمهالك )

حكمين( وجوبا )بعث القاضي( الحال )واشتبه( عليه )تعدي اآلخرالزوجين ) ( لينظرا في أمرهما بعد اختالء حكمه به وحكمها بها ومعرفة ما عندهمابرضاهما

وإن خفتم} ( قال تعالى:من إصالح وتفريق( بينهما )يفعالن المصلحةفي ذلك ثم ) (35)سورة النساء/ {شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها

وهمااآلية، ويستحب كونهما من أهلهما لآلية ألن األهل أعرف بمصلحة األهل ) ( ال حكمان من جهة الحاكم ألن الحال قد يؤدي إلى الفراق، والبضعوكيالن لهما

(فيوكلحق الزوج والمال حق الزوجة وهما رشيدان فال يولى عليهما في حقهما ) (حكمها ببذل عوض وقبول طالق به( هي )حكمه بطالق وقبول عوض، وتوكلهو )

أي بالعوض، ثم الحكمان يشترط فيهما اإلسالم والحرية والعدالة واالهتداء إلىالمقصودى من بعثهما ويسن كونهما ذكرين.

Page 144: شرح التحرير

باب الخلع

بضم الخاء من الخلع بفتحها وهو النزع ألن كال من الزوجين لباس اآلخر فكأنه فإن طبن لكم عن شئ} بمفارقته اآلخر نزع لباسه، واألصل فيه قبل اإلجماع ءاية:

( واألمر به في خبر البخاري في امرأة ثابت بن قيس4)سورة النساء/ {منه نفسا بقوله: "اقبل الحديقة وطلقها تطليقة". وأركانه خمسة: ملتزم للعوض، وزوج،

( أي لجهةبعوض( أي من زوج يصح طالقه )هو فرقةوبضع، وعوض، وصيغة. ) ( والمراد ما يشملهما وغيرهما من ألفاظ الطالق والخلعبلفظ طالق أو خلعالزوج )

صريحا كان أو كناية كالفراق واإلبانة والمفادة وخرج بجهة الزوج تعليق طالقهاا ودخل فيها سيد الزوج بالبراءة عما لها على غيره فيقع الطالق فيها رجعي

ال فسخ،( وإن لم ينو الطالق )وهو بلفظ الخلع طالقفإنه الذي يستحق العوض ) (فاسد( بمسمى )أو( كما في البيع ونحوه )بمسمى صحيح لزم( الخلع )فإن وقع

( ونوى التماس قبولهاعوض( ذكر )بال( وقع الخلع مع الزوجة )أويقصد كخمر ) ( ألنه المراد عند فساد العوض في األولى، والطراد العرفوجب مهر مثلفقبلت )

وهذه الفرقة فرقةبجريان الخلع بعوض فيرجع إلى المراد عند اإلطالق في الثانية ) ( فال يلحق المختلعة طالق وال ظهار وال إيالء وال تستحق نفقة وال كسوة إنبينونة

كانت حائال وال توارث بينها وبين الزوج ويجب بوطئه لها الحد وال يستبيح الزوج وطأها إال بعقد جديد ويجب فيه مهر جديد ولو عتقت في العدة لم تكمل عدة الحرائر أو مات الزوج فيها لم تنتقل لعدة الوفاة ولو عقد عليها وقد كان علق

طالقها بشئ قبل الخلع لم تعد اليمين بعد العقد بخالف الرجعية في ذلك كله فإنها كالزوجة.

كتاب الطالق

هو لغة: حل القيد، وشرعا: حل عقد النكاح بلفظ طالق ونحوه، واألصل فيه قبل ( والسنة229)سورة البقرة/ {والطالق مرتان} اإلجماع الكتاب كقوله تعالى:

كقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس شئ من الحالل أبغض إلى الله من الطالق" رواه أبو داود بإسناد صحيح والحاكم وصححه. وأركانه أربعة: مطلق، وصيغة،

طالق( في الحياة )فرقة النكاحوقصد، وزوجة. وله وللفسخ أنواع بينتها بقولي: ) وفرقة( كما مر بيانه )والخلع( اآلتي بيانه )المعهود( أربعة )وفسخ. فالطالق أنواع

( السابق بيانها في باب القسمالحكمين( فرقة )و( اآلتي بيانها في بابه )اإليالء ( أي إعسار الزوجفرقة إعسار مهر أو نفقة( سبعة عشر )والفسخ أنواعوالنشوز )

بهما بعد إمهاله ثالثة أيام ليتحقق إعساره لكن الفسخ بالمهر إنما يكون قبل الوطء ال بعده لبقاء المعوض قبله وتلفه بعده، وكاإلعسار بالنفقة اإلعسار بكل من

Page 145: شرح التحرير

عتيقة، وعيوب،( فرقة )و( اآلتي بيانها في بابه )وفرقة لعانالكسوة والمسكن ) ( كأن وطئ بها أم زوجته أووطء شبهة( فرقة )و( كما مر بيانها في محالها )وغرور ( للزوجين الحرين أو أحدهما قبل الدخول أو بعده صغيرينسبي( فرقة )وابنتها )

كانا أو كبيرين واسترق الزوج ألن الرق إذا

( من أحدإسالم( فرقة )وحدث أزال الملك عن النفس فعن العصمة أولى ) ( من حر علىعلى أختين أو( من الزوج )وإسالم( منه أو منهما )و ردةالزوجين )

( كما مر بينها فيملك أحد الزوجين اآلخر( فرقة )أمتين و( على )أكثر من أربع أو) ( فرقةو( بأن أطلقت اإلذن فبان الزوج غير كفء )عدم الكفاءةمحالها )و( فرقة )

( كانتقال أحد الزوجين من اليهودية إلى النصرانية فهوانتقال من دين إلى ءاخر) ( بشرطه اآلتي في بابه،رضاع( فرقة )وأعم من قوله: "تمجس أحد الزوجين" )

وحذفت من األصل إنكاح الوليين والموت ألنهما ليسا بفسخ إذا الفسخ فرع الصحة والطالق صريحوهي منتفية في األول والموت ينتهي به النكاح فليس فسخا له )

( ومنه لفظ المفاداةالطالق والفراق والسراح والخلع( خمسة )وكناية فصريحه (التماس اإلنشاء( القائل )ونعم في جواب القائل له أطلقت زوجتك إن أراد)

الشتهارها في معنى الطالق مع ورودها في القرءان وإن لم يرد فيه لفظ نعم ألنه ( بالطالق وإن جهل مراد القائلفإن أراد االستخبار فنعم إقراربمعنى طلقتها )

( أيوكنايته ما احتملهفظاهر إنه يحمل على االستخبار ألن اإلنشاء ال يستفهم عنه ) ( أيبتة( أي مفارقة أو )بائن( أي من الزوج أو )برية( أو )وغيره كأنت خليةالطالق )

( أي متروكة النكاح، أو اعتدي، أو استبرئي رحمك ألنيبتلةمقطوعة الوصلة أو )

( مقترنة بأولها وإن عزبت في ءاخرهامن النية( أي الكناية )وال بد لهاطلقتك، ) ( ألنهوال بدعة( أي الفسخ )بأنه ال سنة فيه( بأربعة أشياء )ويفارق الفسخ الطالق)

(وال يثبت فيه( فيه )وال رجعةشرع لدفع مضار نادرة فال يليق به مراقبة األوقات ) ( ألنه يفيدشئ من خصائص النكاح كالطالق والظهار واإليالءأي وال يبقى معه )

( زوجابعده حتى تنكح( له )أنها ال تحل( يثبت فيه )والالبينونة دائما بخالف الطالق ) (والطالق( ألنه شرع لدفع مضار كما مر فال يليق به التنفير عنه بثبوت ذلك )غيره)

( بعد الدخوليطلقها ولو ثالثا( هو أولى من قوله وهو أن )إما سني كأنثالثة أنواع ) (ولم يطأها فيه، وال في حيض( ال مع ءاخره )في طهروهي ممن تعتد باإلقراء )

( وكأن يطلقها مع ءاخر حيض لم يطأها فيه الستعقابه الشروع فيقبلهونحوه )قوهن} العدة وعدم الندم. وقد قال الله تعالى: قتم النساء فطل إذا طل

(، وفي الصحيحين أن ابن عمر طلق امرأته وهي1)سورة الطالق/ {لعدتهن حائض فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مره فليراجعها ثم

ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر فإن شاء أمسكها وإن شاء طلقها قبل أن ( هو أولى منأو بدعي كأنيجامع فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء" )

( ولو في الدبريطلق مدخوال بهاقوله وهو أن )

( ال مع ءاخرهما أو معه ووطئها فيهمافي حيض أو نفاسوهي ممن تعتد باالقراء )

Page 146: شرح التحرير

وكأن يطلقها مع ءاخر طهر لمخالفته اآلية والمعنى فيه تضررها بطول مدة التربص ( ألدائهولم يظهر بها حمل( أو في حيض قبله )في طهر وطئها فيه( يطلقها )أو)

إلى الندم عند ظهور الحمل فإن اإلنسان قد يطلق الحائل دون الحامل وعند الندم قد ال يمكنه التدارك فيتضرر هو والولد وتندب الرجعة لمن طلق بدعيا للخبر

أن( ثمانية )وهو( بدعي )وال( سني )أو الالسابق وندبها ينتهي بزوال زمن البدعة ) (و( منه )حامل( طالق )ءايسة و( طالق )يطلقها قبل الدخول وطالق صغيرة و

( النتفاء ماالمتحيرة( طالق )المختلعة و( طالق )الحكمين و( طالق )إيالء وطالق ) مر في السني والبدعي وألن افتداء المختلعة يقتضي حاجتها إلى الخالص بالفراق

ورضاها بطول التربص وأخذه العوض يؤكد داعية الفراق ويبعد احتمال الندم والحامل وإن تضررت بالطول في بعض الصور فقد استعقب الطالق شروعها في العدة وألن طالق المتحيرة لم يقع في طهر محقق وال في حيض محقق. وقولي:

( كإنومعلقا( كأنت طالق )ويقع الطالق منجزا"والمختلعة والمتحيرة" من زيادتي ) ( أيومن قدر على تعليق قدر على تنجيز غالبا ومن غيرهدخلت الدار فأنت طالق ) الحائض فإن زوجها يقدر على تعليق طالقها سنيا وال يقدرومن غير الغالب المرأة )

( لما مر وكذا عكسه كأن تكون المرأة طاهرا لم يطأهاعلى تنجيزه كذلك

زوجها في ذلك الطهر وال في حيض قبله فإنه يقدر على تعليق طالقها بدعيا وال من به رق فإنه يقدر على تعليق ثالث طلقات( منه )ويقدر على تنجيزه كذلك )

( ألنه ال يملكوال يقدر على تنجيزها( كقوله: إن عتقت فإنت طالق ثالثا )بعتقه الثالثة أصال وفي التعليق يملكها حالة الوقوع، وتعبيرة بما ذكر أولى من حصره فيما

( في أربعإال( عمال بمقتضى اللفظ )ومن علق طالقا بصفة وقع بوجودهاذكره ) ( كأن يقول ألجنبية: إنفيما إذا وقع التعليق والصفة أو أحدهما في غير نكاحصور )

دخلت الدار فأنت طالق، فدخلت قبل أن ينكحها أو بعده، أو يقول لزوجته: إن دخلت الدار فأنت طالق، فأبانها ثم دخلت فال يقع النتفاء واليته على المحل. وقد

(أوقال صلى الله عليه وسلم: "ال طالق إال بعد نكاح" رواه الترمذي وصححه ) ( كأن يقول لزوجته: إن دخلت الدار فأنت طالق، فأبانها ثمفي نكاح ءاخرأحدهما )

نكحها فدخلت فال يقع الرتفاع النكاح الذي علق فيه )وال يقع( الطالق المعلق بصفة ( أو الأن يعلق طالقها برؤيتها الهالل فيراه غيرها( في صور ست )بدون وجودها إال)

أو يقول لها: أنت طالق أمس أو فيما مضى أو لرضايراه أحد لكن تم عدد الشهر ) أو يقول لمن ال سنة لها( أو سنية بدعية )فالن أو طلقة حسنة قبيحة

( فيللبدعة فيقع في الحال( أنت طالق )أنت طالق للسنة أو( كآيسة )وال بدعة الجميع أما في األولين فألن العرف يحمل رؤيتها الهالل على العلم بخالف رؤيتها

زيدا مثال فقد يكون الغرض زجرها عن رؤيته، وأما في الثالثة فلمنافاة اإلسناد إلى الماضي ظاهر اللفظ، وأما في الرابعة واألخيرة فحمال على التعليل، وأما في

الخامسة فلتضاد الوصفين فيلغوان ويبقى أصل الطالق وفي استثناء هذه الصور

Page 147: شرح التحرير

وال يقع الطالق المعلق بمحالمما ذكر تسمح أشرت إليه في شرح األصل ) ( عقال (إن ولدتما ولدا أو حضتما حيضة فأنتما طالقتان( لزوجتيه )كقولهأو شرعا أو عرفا )

وكتعليق الطالق بنسخ صوم رمضان وبصعود السماء ألن الصفة المعلق عليها لم توجد وقد يكون الغرض من التعليق بالمستحيل امتناع الوقوع المتناع وقوع المعلق

(40)سورة األعراف/ {حتى يلج الجمل في سم الخياط} به كما في قوله تعالى: (لم يطأها( بأن كانت أمة )ولو طلق زوجته ثالثا أو ظاهر منها أو العنها ثم ملكها)

حتى تتحلل في األولى ويكفر في الثانية، وأما الثالثة فال يطؤها أصال ألنها حرمت عادت( ثم عادت إليه )ولو طلقها ولم يستكمل الثالث فتزوجت غيرهعليه أبدا )

( وإن دخل بها الغير ألن عمر رضي الله عنه أفتى بذلك ووافقه جمع منبباقيها ( كقوله:نصف طالق( عليها )ولو أوقعالصحابة وال مخالف لهم كما رواه البيهقي )

إال في أنت طالق( فتقع طلقة ألن الطالق ال يتبعض )كملأنت طالق نصف طلقة ) نصفي

( فيقعإال أن يريد نصف كل من طلقة( ألن ذلك طلقة )طلقة فال يقع إال واحدةطلقتان تكميال للبعضين وكذا الحكم في بقية الكسور كربع طلقة وربعي طلقة.

باب الرجعة

هي بفتح الراء أفصح من كسرها وهي لغة: المرة من الرجوع، وشرعا: رد المرأة إلى النكاح من طالق غير بائن في العدة، واألصل فيها قبل اإلجماع قوله

إن} ( أي في العدة228)سورة البقرة/ {وبعولتهن أحق بردهن في ذلك} تعالى:تان} ( أي رجعة. وقوله:228)سورة البقرة/ {أرادوا إصالحا )سورة {الطالق مر

( اآلية. وقوله صلى الله عليه وسلم لعمر: "مره فليراجعها" كما مر.229البقرة/ تصح بالصريح كارتجعتكوأركانها أربعة: طالق رجعي وزوج وزوجة وصيغة )

( لشهرتها في ذلك وورودها في الكتاب والسنة، واإلضافةوأمسكتك وكرددتك إلي في الرد كما مثلت واجبة بخالف غيره ألنه قد يفهم منه الرد إلى األبوين بسبب

(بالكناية بنية كأعدت حلك ورفعت تحريمك وتزوجتك( تصح )والفراق بخالف غيره ) النكاح في أنها تصح بال( الرجعة )وتخالفوتصح بالترجمة، وذكر الكناية من زيادتي )

في( تصح )رضا منها ومن وليها و( بال )لفظ إنكاح أو تزويج و( بال )ولي وشهود و ( ألنها في حكم استدامةاإلحرام وال توجب مهرا

)سورة {فأمسكوهن بمعروف} النكاح في جميع ذلك، واألمر باإلشهاد في ءاية ( مع كون الزوج أهال للنكاح بنفسهوشرط صحتها( محمول على الندب )2الطالق/

بشبهة فحملت فإنها( في عدته )فلو وطئت( لآلية األولى )إيقاعها قبل تمام عدته) تجديد العقد عليها فيها( له )انتقلت إلى العدة بالحمل ومع ذلك للزوج رجعتها فيها و

( فيهما وكما لو طلق حائضا أو نفساء فإن له أنإن كانت بائنا ألن عدتها لم تتم يتوارثان( ألنهما )ويراجعها في زمن الحيض أو النفاس وإن لم تشرع في العدة )

Page 148: شرح التحرير

(.في األولىباب اإليالء

( ولو سكرانحلف زوج يتصور وطؤه ويصح طالقه( لغة: الحلف، وشرعا: )هو) في قبلها مطلقا أو فوق أربعة( التي يتصور وطؤها )على امتناعه من وطء زوجته)

( ولو في ظنه كأن يقول: والله ال أطؤك، أو ال أطؤك خمسة أشهر، أو حتىأشهر)سورة البقرة/ {للذين يؤلون من نسائهم} يموت فالن، واألصل فيه قوله تعالى:

( اآلية وهو حرام لإليذاء. وأركانه ستة: زوج، وزوجة بقيدهما السابق، ومحلوف226 به، ومحلوف عليه وهو الوطء، ومدة، وصيغة، وعلم مما مر أنه ال يصح من أجنبي

حتى لو نكحها لم يكن موليا بما قال وال ممن شل أوجب ذكره ولم يبق

منه قدر الحشفة. فقولي: "يتصور وطؤه" أولى من اقتصاره على عدم الصحة من وينعقد بالصريحالمجبوب وال من صبي ومجنون ومكره وال من رتقاء وقرناء )

وبالكناية بنية( بالفاء وبالقاف وتغييب حشفة بفرج )كالجماع والوطء وافتضاض بكر ( والصريح منه ما يدين فيه كاالفتضاض والوطء بأنكالمباضعة والمباشرة واللمس

يقول: أردت االفتضاض بغير الذكر، والوطء بالقدم ومنه ما ال يدين فيه كتغييب ( األشهر من اإليالء أو من الرجعة أو منفإذا مضت األربعةالحشفة في الفرج ) ( وهيفلها مطالبته بالفيئة( ولم يكن بها نحو حيض )بال وطءزوال القاطع للمدة )

( لآلية السابقة. وليس لسيد األمةبالطالق( إن لم يف فلها مطالبته )ثمالوطء ) طلق( الفيئة والطالق )فإن أبىوولي الحرة مطالبته ألن االستمتاع حق المرأة )

( طلقة نيابة عنه بسؤالها، وما ذكرته من الترتيب بين مطالبتهاعليه القاضي بالطالق والفيئة هو ما ذكره الرافعي تبعا لظاهر النص، وقضية كالم األصل أنها تردد الطلب بينهما وهو الذي في "الروضة" كأصلها في موضع، وصوب الزركشي وغيره

( المذكورة في األيمانوبصفاته( تعالى )بالحلف بالله( اإليالء )وإنما ينعقداألول ) ( كقوله إن وطئتك فضرتك طالق، أو فعبديوبتعليق طالق أو عتق أو التزام قربة)

فإن حلف بما الحر، أو فلله علي صالة أو صوم أو عتق أو ألف درهم للفقراء ) ( ألنه ال يلزمهفليس بمول( إن وطئتك )يبقى مدة اإليالء كلله علي صوم هذا الشهر

(لزمته كفارة يمين( بمطالبة أو دونها )وإذا وطئ مختارابالوطء بعد الشهر شئ ) بقيد

( أي باسمه أو صفته، فإن حلف بتعليق طالق أو عتقإن حلف باللهزدته بقولي ) فإن عذر لمانعوقع بوجود الصفة أو بالتزام قربة لزمه ما التزمه أو كفارة يمين )

فاء بلسانه( أو ال يرجى زواله كجب )كمرض يرجى زواله( من الوطء )طبعي ( وفي الثاني: لو قدرت فئت، ألنه يخف بهإذا قدرت فئت( في األول: )فيقول

األذى، وإن عذر لمانع شرعي كإحرام طالبته بطالق ألنه الذي يمكنه لحرمة الوطء ( بأربعة أمورويرتفع حكم اإليالءفإن عصي بوطء سقطت المطالبة النحالل اليمين )

Page 149: شرح التحرير

( من المولي وهو مكلف عالم مختار وكذا سكرانبالوطءالنحالل اليمين بكل منها ) (والطالق البائن وانقضاء مدة الحلق وموت بعض المحلوف عليهن في قوله ألربع)

( وال نظر إلى تصور الوطء بعد الموت ألن اسموالله ال أطؤكنمن النسوة مثال ) (وطئ ثالثا( لم يمت منهن أحد )ولوالوطء إنما ينطلق على ما يقع في الحياة )

( لحصول الحنث بوطئها، فعلم أنه ال يكونتعين اإليالء في الرابعة من حينئذمنهن ) فإن قال:موليا في الحال ألن المعنى ال أطأ جميعكن فال يحنث بوطء ثالث منهن )

( منهن في الحال لحصولوالله ال أطأ كل واحدة منكن فهو مول من كل واحدة الحنث بوطء كل واحدة، ولو قال: والله ال أطأ واحدة منكن، فإن قصد االمتناع عن واحدة، معينة فمول منها فقط، أو مبهمة عينها، أو عن كل واحدة، أو أطلق فمول

من كل منهن.

باب الظهار

مأخوذ من الظهر ألن صورته األصلية أن يقول لزوجته: أنت علي كظهر أمي، وخصوا الظهر ألنه موضع الركوب والمرأة مركوب الزوج، واألصل فيه قبل اإلجماع

( وهو حرام لقوله تعالى3)سورة المجادلة/ {والذين يظاهرون من نسائهم} ءاية:هم ليقولون منكرا من القول وزورا} فيه: (. وأركانه أربعة:2)سورة المجادلة/ {وإن

( ولويصح من كل زوج يصح طالقهزوجان ومشبه به وصيغة كما تؤخذ من قولي )ا ومجبوبا وعنينا وسكرانا وكافرا، فال يصح من أجنبي حتى لو نكحها بعد ذلك يم خصي

وهو أن يقول لزوجته: أنت أو عضويصر مظاهرا، وال من صبي ومجنون ومكره ) ( أي فيكظهر أمي( أو مني أو معي )علي( ولو بدون )من أعضائك الظاهرة

( فليس بظهار ألنه ال يمكن التمتعبخالف األعضاء الباطلنة كالكبد والقلبالتحريم ) من أعضاء أمه ولم( غير الظهر )فإن شبهها بعضو ءاخربه حتى يوصف بالحرمة )

(إن ذكر لها( يكون ظهارا )وكذا( مطلقا )كان ظهارا( كيدها أو بطنها )يذكر للكرامة وقوله( فإن قصد كرامة أو أطلق فال يكون ظهارا )وقصد ظهاراأي للكرامة كعينها )

لم يطرأ( غيرها )وكاألم محرم( ألنه يحتمل الظهار كغيره )أنت كأمي كناية ( عليه كأخته وعمته وخالته ومرضعة أبيه أو أمه وزوجة أبيه التيتحريمها

نكحها قبل والدته بخالف نحو مرضعته وزوجة ابنه فليست كاألم لطروء تحريمها ( لآلية السابقة )وهو( في ظهار غير مؤقت من غيروتلزمه كفارة بالعودعليه )

( ألن العود للقول مخالفته له يقال قالأن يمسكها زمنا يمكن فراقها فيهرجعية ) فالن قوال ثم عاد له وعاد فيه أي خالفه ونقضه وهو قريب من قولهم عاد في هبته

ومقصود الظهار وصف المرأة بالتحريم وإمساكها يخالفه، أما العود في الظهار المؤقت فهو أن يطأ في المدة وأما العود في الظهار المؤقت فهو أن يطأ في

المدة وأما العود في غير مؤقت من رجعية فهو أن يراجع، واألوجه أن الكفارة تجب ( كقوله أنتن علي كظهر أمي أللزمهولو ظاهر من أربع بكلمةبالظهار والعود )

بإمساكهن أربع كفارات( لوجود الظهار والعود في حق كل منهن، ولو ظاهر منهن

Page 150: شرح التحرير

بأربع كلمات ولو متوالية فعائد من الثالث األول فإن فارق الرابعة عقب ظهارهافعليه ثالث كفارات وإال فأربع.

باب اللعان

هو لغة: الطرد واإلبعاد، وشرعا: كلمات معدودة جعلت حجة للمضطر إلى قذف من لطخ فراشه وألحق العار به أو إلى نفي ولد. وأركانه ثالث: متالعنان وصيغة كما

(6)سورة النور/ {والذين يرمون أزواجهم} يعلم مما يأتي، واألصل فيه قوله تعالى: أربع مرات: أشهد بالله إني لمن( الزوج )هو أن يقولاآليات وإليه أشرت بقولي )

والخامسة أن لعنة الله عليه إن( أي زوجته )الصادقين فيما رميت به هذه من الزنا كان من

( ويشير إليها في الحضور ويميزها في الغيبة ويأتيالكاذبين فيما رماها به من الزنا بدل ضمائر الغائب بضمائر المتكلم فيقول: لعنة الله علي إن كنت إلى ءاخره، وإن كان ولد ينفيه ذكره في الكلمات الخمس لينتفي عنه فيقول: وإن الولد الذي ولدته

انتفاء( أي بلعانه ستة )ويحصل بهأو هذا الولد من زنا، وإن لم يقل ليس مني ) ( حيث كان ولد لما في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم فرقنسب نفاه به

( لها وكذا للزاني إن سماه في لعانهودرء الحد عنهبينهما وألحق الولد بالمرأة ) وتحريم المرأةلآلية السابقة في األولى وقياسا عليها في الثانية وكالحد التعزير )

(وإيجاب الحد عليها( لخبر البيهقي : "المتالعنان ال يجتمعان أبدا" )عليه مؤبدا ( النكاح ظاهراوانفساخ( )8)سورة النور/ {ويدرؤا عنها العذاب} لقوله تعالى:

( أو العنت وقذفها بذلكوسقوط حضانتها في حقه إن لم تالعنوباطنا كالرضاع ) فإن أكذب نفسهالزنا أو أطلق، واألوالن من هذه الستة مقصودان والبقية تبع لهما )

( لظاهر األدلةولزمه الحد ولم ترتفع الحرمة( ألنه يثبت باإلمكان )ثبت النسب إال أن قذفها وهي( ألن شرط المالعن أن يكون زوجا )وال يالعن أجنبيةالسابقة )

( فإن قذفها العن إن كان ولد يلحقه ويريدسواء أنفى ولدا أم ال( فيالعن )زوجته نفيه دون ما إذا لم يكن ولد وإن

كان مضافا إلى قبل نكاحه أو إلى بعد البينونة فال لعان سواء أنفى ولدا أن ال فيحد لكن إنشاء قذف مطلق أو مضاف إلى بعد النكاح ويالعن لنفي الولد ويسقط عنه

إن كان ثم ولد ينفي( كنكاح فاسد ثم قذفها فيالعن )وطئها بشبهة( إال أن )أوالحد ) ( من الصور السابقة في المتن فينتفي نسب نفاهنسبه ويحصل به غير الرابعة

بلعانه ويدرأ عنه الحد تبعا النتفاء النسب، وتحرم المرأة عليه مؤبدا كما لو العن في نكاح صحيح، أما الرابعة فال تحصل به فال يجب الحد عليها )وال تالعن هي( النتفاء

الزوجية وألن لعانه لنفي النسب وهو ال يتعلق بها، ولو قال لزوجته: وطئت بشبهة، وجب لها تعزيره ألن فيه عارا وإيذاء وله اللعان وإن لم يكن ولد، ويقول في نفيه:

أشهد بالله أني لمن الصادقين فيما رميتها به من إصابة غيري لها على فراشي وإن ( لعظموال تتكرر اليمين إال في اللعان والقسامةهذا الولد من تلك اإلصابة، )

Page 151: شرح التحرير

وشرطأمرهما وليس منها ما يكون ابتداء بال بينة في جانب المدعى إال فيهما ) ( كقوله من صرائحه: زنيت أو يا زانية، ومن كنايته:اللعان سبق قذف يوجب الحد

(إال في صورزنأت في الجبل أو زنأت أو يا فاجرة، فال يجوز اللعان بدون ذلك ) كافرة أو أمة أو مدبرة أو مكاتبة أو أم ولد أو مبعضة أو( المرأة )أن تكونعشرة )

( فإن قذفها الأو موطوءة بشبهة( على الزنا )أو مكرهة( توطأ )مجنونة أو صغيرة يوجب الحد ألنه إنما يجب بقذف محصن وهو مكلف حر مسلم عفيف عن وطء يحد

به وهو منتف في المذكورات،

وضابط ذلك أن يكون سببفقذفهن إنما يوجب التعزير واألخيرة من زيادتي ) فإن( ألن القاذف كاذب ظاهرا فيالعن لدفع التعزير )وجوب التعزير فيها التكذيب

أو( أو رتقاء أو قرناء )لكذب معلوم كقذف طفلة ال توطأ( إما )كان سببه التأديب ( أما في األول فلتيقن كذبه فال يمكنلصدق ظاهر كقذف كبيرة ثبت زناها فال لعان

من الحلف على أنه صادق فيعزر ال للقذف ألنه كاذب فيه قطعا فلم يلحق بها عارا بل منعا له من اإليذاء والخوض في الباطل، وأما في الثاني وهو من زيادتي فألن

اللعان إلظهار الصدق وهو ظاهر فال معنى له وألن التعزير فيه للسب واإليذاء ( بعده أربعوللزوجة معارضة لعانه بأن تقولفأشبه التعزير لقذف صغيرة ال توطأ )

أشهد بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا والخامسة أن غضبمرات ) ( وتشير إليه في الحضور وتميزه في الغيبة،الله عليها إن كان من الصادقين فيه

وتأتي في الخامسة بضمائر المتكلم فتقول: غضب الله علي إلخ، وال تحتاج إلى ذكر الولد ألن لعانها ال يؤثر فيه وإنما تؤخر لعانها عن لعانه ألن لعانها إلسقاط الحد الذي

( لكل منهما فيقول:وتلقين كلماته( به )ويشترط للعان أمر القاضيلزمها بلعانه ) قل كذا وقولي كذا، فال يعتد به بدون ذلك كما في سائر األيمان.

باب العدة واالستبراء

( مدة تتربص فيها المرأة لمعرفة براءة رحمها أو للتعبد أو لتفجعها علىالعدة) ( بطالقإما لفرقة حياةزوج، واألصل فيها قبل اإلجماع اآليات واألخبار اآلتية، وفي )

( ولو في الدبر بخالف ما قبله ألنه تعالىبعد وطء( للفرقة )وإنما تجبأو غيره ) أوجبها على المطلقات بلفظ يقتضي التعميم ثم خص منه من لم يدخل بها

قتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة} بقوله: ثم طل ( محترم ألنه أقرب إلىإدخال مني( بعد )أو( )49)سورة األحزاب/ {تعتدونها

العلوق من مجرد اإليالج وفي معنى ذلك الوطء بشبهة أو إدخالها مني من ظنته ( لقولهلحرة ذات أقراء ثالثة أقراء( أي عدة الفرقة )وهيزوجها أو سيدها )

صن بأنفسهن ثالثة قروء} تعالى: ( لحرةو( )228)سورة البقرة/ {والمطلقات يترب ( لقولهثالثة أشهر( بأن يئست من الحيض أو لم تحض )غير ذات أقراء)

والالئي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثالثة أشهر} تعالى: ( أي فعدتهن كذلك، وقد ذكرت في شرح4)سورة الطالق/ {والالئي لم يحضن

( أي لغير الحرةلغيرها( العدة )واألصل عدة المتحيرة وزيادة على ذلك فراجعه )

Page 152: شرح التحرير

( لقول عمر رضي الله عنه: تعتد األمة بقرأين وألنهاقرءان( ولو مبعضة )لذات أراء) على النصف من الحرة في كثير من األحكام وإنما كملت القرء الثاني لتعذر تبعيضه

كالطالق إذ ال يظهر بعضه إال بظهور كله فال بد من االنتظار إلى أن يعود الدم ( بأن يئست من الحيضولغير ذات أقراء)

(وإما لفرقة وفاة فتجب( ألنها على النصف من الحرة )شهر ونصفأو لم تحض ) وهي( وكانت صغيرة أو زوجة سغير )وإن انتفى الوطء وإدخال المنيعلى الزوجة )

والذين} ( قال تعالى:أربعة أشهر وعشرة أيام بلياليها( ولو من ذوات األقراء )لحرةصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا )سورة البقرة/ {يتوفون منكم ويذرون أزواجا يترب

( ولو مبعضة فهوولغيرها( وتعتبر األشهر باألهلة ما أمكن ويكمل المنكسر )234 ( ألنها على النصف من الحرةشهران وخمسة أيام بلياليهاأعم من قوله: "ولألمة" )

( كان الحملولو( أي الحمل تعتد )هذا كله في غير ذات الحمل أما فيها فبوضعه) وأوالت} ( لقوله تعالى:ميتا أو مضغة غير مصورة أخبر القوابل بأنها أصل ءادمي)

( فهو مقيد لآلية السابقة وألن4)سورة الطالق/ {األحمال أجلهن أن يضعن حملهن المضغة المذكورة تسمى حمال بخالف النطفة ونحوها، وإنما تعتد بالوضع )بشرط نسبة الحمل إلى صاحب العدة ولو( كان صاحبها مجبوبا أو مسلوال أو كانت نسبة

( وإن انتفى عنه ظاهر االحتمال كونه منه فإناحتماال كمنفي بلعانالحمل إليه ولو ) لم يمكن نسبته إليه لن تنفض العدة بوضعه كأن مات وهو صبي وامرأته حامل

انفصاله كله حتى ثاني توأمين بأن يكون بينهما دون ستو( بشرط )والنتفائه عنه ) ( ألنهما حمل واحد فشملتهما اآلية بخالف ما إذا تخلل بينهما ستة أشهرأشهر

فأكثر فالثاني حمل ءاخر وبخالف ما إذا لم ينفصل كله إذ ال يحصل ببعضه براءةالرحم وألن هذه لم تضع حملها.

( وهو لغة: طلب البراءة، وشرعا: التربص بالمرأة مدة بسبب ملكواالستبراء) اليمين حدوثا أو زواال أو بسبب تجدد حل وطء لبراءة الرحم أو تعبدا، وهو نوعان

( واألصل فيه قوله صلى الله عليه وسلم في سبايا أوطاس: "أالواجب ومستحب) ال توطأ حامل حتى تضع وال غير ذات حمل حتى تحيض حيضة" رواه أبو داود

وغيره، وقاس الشافعي رضي الله عنه غير المسبية عليها بجامع حدوث الملك وألحق من ال تحيض بمن تحيض في اعتبار قدر الحيض والطهر غالبا وهو شهر

( وإن لم تكنمن حرية إلى رق كالمسبية( أي المرأة )في انتقالها( كائن )فالواجب) (كالعتيقة( أي انتقالها من رق إلى حرية )أو عكسهموطوءة لعموم الخبر السابق )

( لزوال الفراش عنها كزوال الفراش عنوأم الولد بموت سيدها عنهابعد وطئها ) الحرة، نعم لو استبرأ العتيقة قبل عتقها لم يجب عليها االستبراء وتتزوج في الحال

(أو من رق إلى رق كالمشتراة والموروثةإذ ال تشبه منكوحة بخالف أم الولد ) كالمطلقة قبل( أي للسيد )وفي تجدد حل وطئها لهوالمردودة بعيب لتجدد الملك )

( أو بفسخها للكتابة لعود ملك التمتع بعد زواله بخالفالدخول والمكاتبة بالتعجيز

Page 153: شرح التحرير

المطلقة بعد الدخول ال يجب عليها االستبراء إال إن ملكها مزوجة ثم طلقت وانقضت عدتها

( وكانت موطوءته أوتزويجها( السيد )أو لغيره كأن يريدفيجب عليها االستبراء ) موطوءة غيره وطأ محترما ومريدا لتزويج غيره ولم يستبرئها من انتقلت منه إليه

( فتستبرأ استحبابا ليتميز ولد النكاحوالمستحب إما في أمة كأن اشترى زوجته) عن ولد ملك اليمين فإنه في النكاح ينعقد مملوكا ثم يعتق بالملك وفي ملك اليمين

أو في حرة كأن مات ولد زوجته من غيره عن غيرينعقد حرا وتصير أمه أم ولد ) ( فيإال( استحبابا الحتمال أنها حامل بأخ ألم للميت أقراء )أصل وفرع، فتستبرأ ( ةهما ذواتابائنا وقد دخل بهما( طالقا )فيما لو طلق إحدى امرأتيهثالثة مواضع )

أو( في المعينة عنده )ثم مات قبل البيانأقراء معينة كانت المطلقة أو مبهمة ) فتعتد كل منهما باألكثر من عدة الوفاة من الموت وثالثة( في المبهمة )التعيين

( ألن كل واحدة لزمها عدة والتبست عليها بأخرى فلزمها أن تأتيأقراء من الطالق باألكثر احتياطا، فإن لم يدخل بهما أو دخل بكل منهما والطالق رجعي أو كانتا ذواتي

أشهر اعتدتا لوفاة، ولو دخل بإحداهما وهي ذات أشهر مطلقا أو ذات أقراء في طالق رجعي اعتدت كل منهما لوفاة أو في طالق بائن اعتدت من دخل بها باألكثر

على أختين أو( الزوج )وفيما لو أسلمواألخرى عدة الوفاة لالحتياط في الجميع ) أمتين أو أكثر من أربع

( أي البيان أو التعيين فتعتد كل باألكثر من عدة الوفاة وثالثة أقراءومات قبل ما مر وفيما لو ماتمن الموت احتياطا، وذكر التعيين في هذه والتي قبلها من زيادتي )

بأربعة( موتا )سيد أن ولد وزوجها ولم يدر أولهما موتا فتعتد من يوم موت ءاخرهما ( ولم تحضثم إن كان بينهما شهران وخمس ليال فأكثر( احتياطا )أشهر وعشر

( فيها أو بعدها الحتمالمن حيضة( أي مع األربعة أشهر وعشر )فال بد مع ذلكفيها ) وإن كان بينهما أقل منأن الزوج مات أوال وانقضت عدتها وعادت فراشا للسيد )

( إذ ال استبراء عليها ألنها لم تعد فراشا للسيد لكونها زوجة أوذلك لم تحتج لذلك معتدة، وما ذكرته من أن حكم الشهرين وخمس ليال حكم األكثر منها هو المعتمد

وقد أوضحته في شرح األصل.باب الرضاع

هو بفتح الراء وكسرها لغة: اسم لمص الثدي وشرب لبنه، وشرعا: اسم لحصول لبن امرأة أو ما حصل منه في جوف طفل، وتقدم التحريم به في كتاب النكاح،

ال تثبتوالكالم هنا في بيان ما يحصل به. وأركانه ثالثة: مرضع ورضيع ولبن، ) ( من السنين القمرية تقريبا الحتمالها البلوغحرمته إال بكون اللبن آلدمية بلغت تسعا

سواء البكر والخلية وغيرهما، فال تثبت بلبت رجل وال بلبن خنثى ما لم تتضح أنوثته ألنهما لم يخلقا

Page 154: شرح التحرير

لغذاء الولد فأشبها سائر المائعات، وال بلبن بهيمة حتى لو شرب منه ذكر وأنثى لم تثبت بينهما أخوة ألنه ال يصلح لغذاء الولد صالحية لبن اآلدميات، وال بلبن جنية ألن

الرضاع تلو النسب والله قطع النسب بين الجن واإلنس وهذا ال يخرج بتعبير األصل ( أي وصولوبوصولهبامرأة وال بلبن من لم تبلغ تسع سنين ألنها ال تحتمل البلوغ )

( من معدة أو دماغ بواسطة منفتح وإن تقاياه في الحالللجوفما حصل منه ) لوصوله إلى محل التغذي بخالف وصوله إليهما بواسطة المسام كصبع في العين

( في ابتداء الخامسة يقينا فال أثر للرضاع بعدهماكون الرضيع لم يبغ حولين( بـ)و) وال مع الشك في ذلك لخبر: "ال رضاع إال ما كان في الحولين" رواه البيهقي

وغيره، وللشك في سبب التحريم في صورة الشك وابتداء الحولين من انفصال الولد، ويعتبر كونه حيا حياة مستقرة فال أثر لوصول ما مر إلى جوف غيره لخروجه

( الحياة المستقرة فال يثبت بلبنكون الرضاع والحالب في حياتها( بـ)وعن التغذي ) ميتة ألنه من جثة منفكة عن الحل والحرمة كلبن البهيمة، وال بلبن من انتهت إلى

( يقينا فال أثر لدونها وال معكونه خمس رضعات( بـ)وحركة مذبوح ألنها كالميتة ) الشك فيها للشك في سبب التحريم، وقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها:

كان فيما أنزل الله في القرءان عشر رضعات معلومات يحرمن فنسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرءان" أي

(وضبطهن بالعرفيتلى حكمهن أو يقرؤهن من لم يبلغه النسخ لقربه )

فلووإن لم يكن شبع إذ ال حد له في الشرع وال في اللغة فرجعتا فيه إلى العرف ) أو قطع( الرضاع )تعدد( عن الثدي أو قطعته عليه المرضعة ثم عاد )قطع إعراضا

( هو أولى من قوله:اآلخر( ثديها )وعاد فورا أو تحول من ثديها إلى( أو لتنفس )للهو ( تعدد كما أن من انتقل من طعام إلى طعام ءاخر أوفال"من ثدي إلى ثدي" )

وكلأمسك عنه ساعة للهو ونحوه ثم عاد إليه ال يخرجه ذلك عن كونه أكلة واحدة ) ( وتصيرحرم أقارب ذي اللبن( أي المرضعة )أقاربها( على الرضيع )رضاع حرم

المرضعة أمه والذي منه اللبن أباه وءاباؤها أجداده وأمهاتها جداته وأوالدها إخوته وأخواته وإخواتها وأخواتها أخواله وخاالته وأبو ذي اللبن جدة وأخوه عمه وكذا

( فال يحرم عليه ارتضاعه أقاربإال ولد المالعنة والزنا ومن ال يعرف له أبالباقي ) ومنالرجل ألنه منفي عنه فكذا الرضيع فلو استلحق من نفاه لحق الرضيع أيضا )

( كخمس مستولدات أو أربع زوجات وأم ولدله خمس بنات أو خمس لبنهن له( رضعة حرمن عليه في األخيرة( منهن )كل واحدة( بأن أرضعته )فأرضعن طفال

دون( وال أمومة لهن ألن كال منهن لم ترضعه خمس رضعات )ألنهن موطوءات أبيه ( فال يحرمن عليه فيها ألنه ليس ابنه، وتعبيري في األخيرة بما ذكر أعم مناألولى

(بحقنة( في وصول اللبن للجوف )وال تحريماقتصاره على المثالين المذكورين ) ( هو أعم من قوله: "زوج" وإنوال تنقطع نسبة اللبن عن صاحبهالنتفاء التغذي بها )

طالت المدة أو انقطع اللبن وعاد أو طلقت وتزوجت ءاخر لعموم األدلة وألنه لم

Page 155: شرح التحرير

( لحدوث ما يحال عليه،إال بوالدة من ءاخر فاللبن بعدها لآلخريحدث ما يحال عليه ) فعلم أنه قبلها لألول وإن دخل وقت ظهور لبن حمل اآلخر ألن اللبن غذاء للولد ال

( أي اللبن )تابعولو تزوجت امرأة في العدة ثم أرضعت بلبنها طفال فهوللحمل ) للولد فهو لمن لحقه الولد بقائف( بأن أمكن كونه من صاحب العدة والمتزوج فيها

( كأن انحصر اإلمكان في واحد منها فالمرتضع منه ابن لمن لحقه المولود.أو غيره)

)باب النفقات( وما يتبعها من أدم وغيره

( أي ملك نكاحسببان: نسب وملك( على الشخص لغيره )لوجوبهاوهي جمع نفقة ) ( من أب وأم ولو بواسطة لقوله تعالى:فتجب بالنسب نفقة األصلويمين )

(وزوجته( ومنه القيام بنفقتهما )15ا{ )سورة لقمان/وصاحبهما في الدنيا معروف} ( من ابن أو بنت ولو بواسطة لقولهوالفرعألنها من تتمة اإلعفاف الالزم لفرعه )

( ووجهه أنها لما6)سورة الطالق/ {فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن} تعالى: يسار( في وجوب النفقة )ويشترطلزمت أجرة الرضاع الولد كانت نفقته ألزم )

( وخادمها وخادمه وأم ولده يومه وليلته ماالمنفق بفاضل عن مؤنته ومؤنة زوجته يصرفه إلى من ذكر، فإن لم

يفضل شئ فال تجب النفقة لمن ذكر ألنه ليس من أهل المواساة وال تجب لمالك كفايته وال لمكتسبها إال أن يكون أصال فتجب له لحرمته بخالف الفرع، وتعبيري

( لخبر: ما حقويجب بالملك نفقة الزوجةبـ"المؤنة" أعم من تعبيره بـ"الموت" ) زوجة الرجل عليه؟ قال: "تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت" رواه أبو داود

)سورة النساء/ {وعاشروهن بالمعروف} والحاكم وصحح إسناده، ولقوله تعالى: ( لذلكأو احتاجت( في بيت أبيها )خادمها إن كانت ممن تخدم( نفقة )و( )19

المعتدة إن كانت( نفقة )و( ألن ذلك من المعاشرة بالمعروف )لزمانة أو مرض ) ( أوحامال غير معتدة عن وفاة( كانت )أو( لبقاء حبس الزوج عليها وسلطنته )رجعية

وإن كن أوالت حمل فأنفقوا} وطء شبهة أو فسخ بمقارن للعقد لقوله تعالى: ( بخالف المعتدة عن وفاة لخبر6)سورة الطالق/ {عليهن حتى يضعن حملهن

الدارقطني بإسناد صحيح: "ليس للحامل المتوفى عنها زوجها نفقة" أو عن وطء ( نفقةوشبهة لعدم الزوجية أو عن فسخ بمقارن للعقد لرفع العقد من أصله )

( من رقيق وحيوان لحرمة الروح ولخبر مسلم : "للمملوك طعامهالمملوك) ( وال شئ على السيد للمكاتب الستقاللهوال يكلف من العمل ما ال يطيقوكسوته" )

( الحرفعلى الغني)

مد ونصف ولخادمها مد( الحر )للزوجة مدان ولخادمها مد وثلث وعلى المتوسط) ( واحتجوا ألصللكل منهما مد( ولو مبعضا موسرا )وعلى المعسر ومن به رق

(7)سورة الطالق/ {لينفق ذو سعة من سعته} التفاوت في نفقتها بقوله تعالى: اآلية، والواجب غالب قوت البلد فإن اختلف وجب الئق بالزوج ويعتبر اليسار وغيره

بطلوع الفجر، وذكرت في شرح األصل تعريف الغني والمتوسط والمعسر مع

Page 156: شرح التحرير

(ابن وبنت فالمؤنة عليهما سواء( أي لمن تجب نفقته )ولو كان لهزيادات أخر ) الشتراكهما في مطلق اإلرث فال تختص باالبن وال توزع عليهما أثالثا بحسب اإلرث

ومن وجبت له النفقة وجب له األدم والكسوةوم له أصل وفرع فنفقته على الفرع ) ( كآلة تنظيف للزوجة وآلة أكل لها، وقولي: "وتوابعها" من زيادتيوالسكنى وتوابعها

( وخادمها فال تسقط بلإال نفقة الزوجة( بال إنفاق )وتسقط النفقة بمضي الزمان) تصير دينا في ذمته ألنها بالنسبة إليها معاوضة في مقابلة التمكين للتمتع وبالنسبة

إلى غيرها مواساة.باب الحضانة

بفتح الحاء مأخوذ من الحضن بكسرها وهو الجنب لضم الحاضنة الطفل إليه، وشرعا: حفظ من ال يستقل بأموره وتربيته بما يصلحه

تقدم فيها األم وإن علت إذا كانت أهال لهاواإلناث، أليق بها كما يؤخذ مما يأتي ) ( هو أولى من قوله: "يبلغإلى أن يميز الولد( لوفور شفقتها )على األب وإن عال

( إن افترقا وصلحا ألنه صلى الله عليه وسلم خير غالمافيخير بينهماسبع سنين" ) ( بأن يمتنعفإن تدافعاهابين أبيه وأمه، رواه الترمذي وحسنه. والغالمة كالغالم )

( بمن ال حق له في الحضانة أوأو أقام كل منهما ببلد أو تزوجتكل منهما منها ) وتقدم( لقيام المانع باألم )األب( عليها )قدمبمن له ذلك ولم يرض بحضنها الولد )

إال األخت( كما تقدم هي على األب )الوارثات على أقاربه( بقيد زدته بقولي )أقاربها ( لقوة إرثهن، وخرجواألخت ألبوين أو ألب( وإن علوا )ألم فتقدم عليها أم األب

بالوارثات غيرها كمن أدلت بذكر غير وارث كأم أبي األم وبنت ابن البنت وبنت العم لألم فال حضانة لها إلدالئها بمن ال حق له فيها، وذكرت في شرح األصل زيادة على

ويقوم أب األب مقامه في غيبته في الحضانةذلك، وذكر أم األب من زيادتي ) ( لقيامه مقامه في الشفقة وتركت من األصل أشياءوغسل الميت والصالة عليه

تعلم من محالها ووقع فيه زيادة: "إال" قبل قوله: "في الحضانة" والصواب حذفها كما صنعت.

كتاب الجنايات

ها} الشاملة للجناية بالجارح وبغيره كسحر ومثقل، واألصل فيها ءايات كآية: يا أي ( وأخبار كخبر الصحيحين :178)سورة البقرة/ {الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص

"ال يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال الله وأني رسول الله إال بإحدى ثالث: يجب القود فيالثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة" )

( فال يقتلوالجرح بشرط عصمة القتيل( وهو من زيادتي )النفس والطرف والمعنى ( أي مساواة القتيل للقاتل حال الجنايةالمكافأة( بشرط )وذمي وال غيره بحربي )

(مجنيه بحرية أو إسالم أو أصلية أو سيادة( الجاني )وهي في النفس أن ال يفضل)

Page 157: شرح التحرير

فال يقتل الحر بمن فيه رق وال مسلم بكافر وال أصل بفرعه وال مكاتب برقيقه واالسم األخص( أي أن ال يفضل إلخ )ذلك( أي الطرف والمعنى )وفي الثانيين)

( وهي المنفعة فال تقطع يد الحر بيد من فيه رق وال يد مسلم بيدوسالمة الخلقة كافر وال يد األصل بيد فرعه وال يد مكاتب برقيقه وال اليمين باليسار وال العكس وال

(ذلك( أي الجرح )وفي األخيرعين صحيحة بحدقة عمياء وال لسان ناطق بأخرس ) ( فيعتبر في الموضحة مع ما ذكر طولها وعرضهاوالمساحةأي األمور المذكورة )

فيقاس من رأس الشاج بقدر موضحة المشجوج ويخط عليه بسواد أو نحوه ويوضح

( منوالقتلبالموسى، وذكر العصمة واألصلية والسيادة من زيادتي هنا في الجميع ) واجب وهو قتل الحربي والمرتد وقاطع الطريق والزاني( ثالثة )أنواعحيث الحكم )

ومباح: وهو القتل قودا. وحرام:( كما هي مبينة في أبوابها )المحصن وتارك الصالة ( منوأنواع الجناية( وهو من الكبائر )وهو قتل من له أمان من مسلم وغيره عدوانا

( وهو قصد الفعلثالثة عمدقتل وغيره فهو أعم من قوله: "وأنواعه" يعني القتل ) ( وهووخطأ( وهو قصد ذلك بما يتلف ال غالبا )وشبه عمدوالشخص بما يتلف غالبا )

( وإنماوال قود في األخيرينأن ال يقصد الفعل أو يقصده لكن ال يقصد الشخص ) )سورة {ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية} فيهما الدية لقوله تعالى:

(، وخبر: "قتيل الخطأ شبه العمد قتيل السوط والعصا فيه مائة من92النساء/ (في العمد( القود )ويجباإلبل" رواه أبو داود وغيره وصححه ابن حبان وغيره )

( لخبر: "ال يقادقتل األصل فرعه( أربع عشرة مسألة في )إال فيبشرطه باإلجماع ) لالبن من أبيه" رواه الحاكم وصححه، وبقية األصول كاألب وبقية الفروع كاالبن،

والمعنى فيه أن األصل كان سببا في وجود الفرع فال يكون الفرع سببا في عدمه ( كأن قتل عتيقه أو زوجة نفسه وله منهامورث فرعه( في قتله )أو)

انتقال( في )وابن ألنه إذا لم يقتص منه بجنايته عليه فأولى أن ال يستوفيه منه ) (كأن قتل أحد األخوين أباهما ثم اآلخر أمهما( أي إلى القاتل )بعض إرث القتيل إليه

( النتقال بعض إرث أبيه إليه من أمه ومن جملتهفال يقتل قاتل األبوالزوجية باقية ) سيد رقيقه ولو مكاتبا( في قتل )وبعض القصاص فيسقط باقيه ويقتل قاتل األم )

( ولو مسلماحربي غيره( في قتل )و( أو من يملك بعضه لعدم المكافأة )أو أم ولدا لخبر البخاري : "أال المسلم كافرا( في قتل )وألنه لم يلتزم حكمنا ) ( ولو ذمي

أن يجرح ذمي ذميا( في ثالث صور )إاليقتل مسلم بكافر" ولعدم المكافأة ) ( فيقتل به لمكافأته له حالثم يموت الجريح بالجراحة( ثم يسلم الجارح )أومرتدا

( كله أو بعضهقتل حرالجناية، وذكر حكم المرتد مع المرتد من زيادتي )و( في ) ( ولخبر:178)سورة البقرة/ {الحر بالحر والعبد بالعبد} ( لقوله تعالى:من به رق)

( هوأن يجرح رقيق رقيقا( في صورتين )إال"ال يقتل حر بعبد" رواه الدارقطني ) ( فيقتل به لماثم يعتق الجارح ثم يموت الجريح بالجراحةأولى من قوله عبد عبدا )

( فيقتل به مؤاخذة له بإقرارهيقتل مجهول النسب عبدا ثم يقر بالرق( أن )أومر ) (قتل شخص( في )و)

Page 158: شرح التحرير

أو زانيا محصنا أو تارك صالة أو قاطع( وهو من زيادتي )مرتدا أو حربيامعصوم ) ( أيقده( في )و( الستيفاء حق الله تعالى مع انتفاء عصمته عليه )طريق تحتم قتله

( بدراهمقتل مسلم من ظنه حربيا( في )ملفوفا وزعم أنه غير إنسان والشخص ) ( لوضوح العذر وألنه أسقط حرمة نفسه بمقامه ثمة،فبان مسلماأو صفهم )

( وهو ما يؤثر فيويجب القود بالسببوقولي: "حربيا" أولى من قوله كافرا ) ( وهي ما يؤثر في التلف ويحصلهالمباشرة( يجب بـ)كـتحصيل ما يؤثر في التلف )

( وقال تعمدت الكذبعلى الشاهد إذا رجع بعد القتل بشهادته( القود )فيجب) ( بكسر الراء بغير حق بأن قال اقتلالمكره( على )ووعلمت أنه يقتل بشهادتي )

هذا وإال قتلتك فقتله فأشبه ما لو رماه بسهم فقتله، وتعبيري بما ذكر أولى وأعممما عبر به.

( في موجب القتلفصل)

(وقد يوجب( وتقدم بيانهما )قد ال يوجب القتل شيئا لوجوبه أو إباحتهبفتح الجيم ) وقد يوجب( والزاني المحصن مثله )القود كقتل المرتد مثلهوإن كان واجبا )

كقتله نفسه أو( أي دون القصاص والمال )الكفارة فقط

عبده أو مسلما بدار الحرب أو بصفهم( ظنه حربيا ألن كال منهم معصوم يحرم قتله وقد يوجبها والقودوالكفارة حق الله تعالى فال تسقط بذلك بخالف الضمان بغيرها )

( إال ما استثنى. أما الكفارة فلما مر وأما الباقيأو الدية وهو قتل المحرم عمدا فألنه صلى الله عليه وسلم خير أولياء القتيل بين القتل وأخذ الدية، رواه الشيخان،

كتب عليكم} ( بفتح الواو أي القصاص لقوله تعالى:القود( أي القتل )وموجبه) ( ولخبر: "من قتل عمدا فهو قود" رواه178)سورة البقرة/ {القصاص في القتلى

الشافعي وغيره بأسانيد صحيحة، وألنه بدل متلف فتعين جنسه كالمتلف المثلي، والدية بدل على النفس عندوسمي قودا ألنهم يقودون الجاني بحبل أو غيره )

( بال عفو أو بعفو عنه عليها، وقولي عن: "النفس" أولى من قوله:سقوط القود "عنه" أي القود ألن المرأة إذا قتلت رجال لزمتها ديته ولو كانت بدال عن القود

وهو الخطأ وشبه( أي دون القود )وقد يوجب الكفارة والدية فقطلزمتها دية امرأة ) ويتخير مستحق القود بينه وبين( لما مر عند قولي "وال قود في األخيرين" )العمد ( هو أعم من قوله: "الولي"بال مال أو به إال فيما لو قطع المستحق( عنه إما )العفو

( عن ديةيدي القاتل ولم يمت ولم تنقص ديته)

( ألنه استوفى ما يقابل الدية،والعفو ال بمال( لالنتقام )فيتخير بين القودالقتيل ) وفيما لو قتل أحد عبديه اآلخر فيتخير بينوقولي: "ولم تنقص ديته" من زيادتي )

Page 159: شرح التحرير

( ألن السيد ال يثبت له على عبده مال.والعفو ال بمال( للزجر واالنتقام )القود( في الجناية على الرقيقفصل)

في أنه( في ست مسائل )إال( فيما مر )الحر( الجناية على )الجناية على الرقيق كـ) (من نقد البلد( وأنها )وأن الواجب قيمته( لعدم المكافأة )ال يقتل به حر وال مبعض

( من أنثى وخنثىوأن الذكر وغيرهبخالف الحر فيهما فإن واجبه الدية من اإلبل ) ( بخالفه في الحر فإن دية األنثى والخنثىسواءوهو من زيادتي في حكم الجناية )

( بخالف الحر فالوأنه تعتبر أوصافه في ضمان نفسهعلى النصف من دية الذكر )تعتبر أوصافه في ضمان نفسه بل دية المعيب كدية السليم.

( في االشتراك في الجنايةفصل)

أحدها( ثالثة )أنواع( هي أعم من قوله في القتل )الشركة في الجناية)

( لماال يسقط فيه القود عن أحد منهم، بأن يكون فعل كل عمدا عدوانا بال شبهة روى الشافعي وغيره أن عمر قتل نفرا خمسة أو سبعة برجل قتلوه غيلة وقال لو

تماأل عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا، ولم ينكر عليه فصار إجماعا ويقاس بالقتل ( ألن التلف حصلالثاني ال قود فيه بأن يكون فعل بعض خطأ أو شبه عمدغيره )

بفعلين ال يجب بأحدهما القصاص فغلب المسقط كما يغلب فيما إذا قتل المبعض إما الستحالة( أي دون البعض اآلخر )الثالث يسقط فيه القود عن بعض فقطرقيقا )

إيجاب القود عليه ككونه سبعا، أو حية، أو قاتل نفسه، أو لمانع ككونه أصال، أوا، أو مجنونا، شاركه غيره ( فيهما فيجب القود على الغير فقط لحصول التلفصبي

بفعلين عمدين فال يؤثر فيه امتناع القود على الشريك لمعنى يخصه.( في بيان الجناية على غير النفسفصل)

( كسمعأو معنى( كيد ورجل )الجناية على ما دون النفس تكون بإزالة طرف) (أو بجرح ينتهي إلى عظم كموضحة رأس أو غيرهوبصر، والتصريح به من زيادتي، )

( لتيسر ضبطهاففي كل منها القودكوجه )

( من هاشمة تهسم العظم ومنقلة تنقله ونحو ذلك لعسردون غيرهاواستيفاء مثلها )ضبطها.

( في مستوفي القودفصل)

( كالدية وينتظر غائبهم وكمال صبيهم ومجنونهم ويحبسالقود يثبت لكل الورثة) (وإال( فذاك )على مستوف( أي المستحقون )فإن اتفقواالقاتل وال يخلى بكفيل )

( بينهم وجوبا فمن خرجت له القرعةأقرعبأن أراد كل منهم أن يستوفيه بنفسه ) ( عن المباشرة ألنها إنما تجرىوال يدخلها عاجزتواله لكن بإذن الباقين على األصح )

Page 160: شرح التحرير

بين المستوين في األهلية لكن ال يجوز االستيفاء بعد خروج القرعة إال بإذن العاجز ( ولو بنائبهإال بإذن اإلمام( قود )وال يستوفيورجح األصل الدخول تبعا للبغوي )

( منويعزر المستقللخطره واحتياجه إلى النظر الختالف العلماء في شروطه ) وال يأذن اإلمام إالالمستحقين )بذلك الفتياته على اإلمام ويقع عن القصاص )

(ال( ألنها مضبوطة )في نفس( أي باستيفائه فيأذن له )بذلك( من مستحقه )لعارف ( هو أعم من قوله ال طرف ألنه ال يؤمن أن يزيد في اإليالم بترديد اآللةغيرهافي ) ( ألنه أسهلأو بسيف( ولو جائفة رعاية للمماثلة )ويقاد بمثل فعل الجانيمثال )

وأسرع والتصريح بذلك من زيادتي، وما ذكرته في الجائفة هو المنقول عن النص والجمهور وصوبه

إال فيجماعة بخالف ما وقع في األصل تبعا "للمنهاج" من تصحيح تعين السيف ) ( يقاد، وتعبيريفبسيف فقط( مما يحرم فعله كسحر وسيف مسموم )نحو وطء

بذلك أعم مما عبر به.باب الديات

ا أي جمع دية والهاء عوض عن فاء الكلمة إذ أصلها ودى يقال: وديت القتيل ودي هيأعطيت ديته، وهي المال الواجب بالجناية على الحر في نفس أو فيما دونها )

( عما في الخطإ كما يأتي فيمغلظة في العمد وشبهه مطلقا( أحدهما )نوعان (أثالث ثالثون حقة وثالثون جذعة وأربعون خلفة( أي المغلظة )وهيالباب اآلتي )

( ثانيهماوأي حوامل لخبر الترمذي في العمد وخبر أبي داود في شبهه بذلك ) وهي أخماس من بنات( فيما عدا ما يأتي في الباب عقبه )مخففة في الخطإ)

( من كل منهما في دية الرجلمخاض وبنات لبون وبني لبون وحقاق وجذعات وتجب الدية في النفس والطرفالمسلم عشرون لخبر الترمذي وغيره بذلك )

( أي ديةوالجرح ثم من ذلك ما يجب فيه كل الدية( وهو من زيادتي )والمعنى ( من المنخرين ألنه من أعظموالشم( الحرة المعصومة )كالنفسالمجنى عليه )

( وهو ما ألن من األنف مشتمل على طرفين وحاجز لخبروالمارنالمنافع كالبصر ) عمرو بن حزم: "وفي األنف إذا استؤصل المارن الدية الكاملة" رواه البيهقي

( الناطق ولو أللكن وأرت وألثغ وطفل لخبر ابن حزم: "وفي اللسانواللسان) ( وإن كان ال يحسن بعض الحروف خلقة ألنهوالكالمالدية" رواه أبو داود وغيره )

من أعظم المنافع، ونقل الشافعي في األم فيه اإلجماع، وإنما تؤخذ ديته إذا قال ( ألن معظم منافع الذكر وهو لذة المباشرةوالحشفةأهل الخبرة ال يعود نطقه )

( للمرأة من زوج أوواإلفضاءتتعلق بها فما عداها منه تابع لها كالكف مع األصابع ) غيره بوطء أو بغيره وهو رفع ما بين مدخل ذكر ودبر الختالل التمتع بذلك ولمنع

( الغريزيوالعقلاستمساك الخارج، وقيل هو رفع ما بين مدخل ذكر ومخرج بول ) لخبر البيهقي بذلك، وال يزاد شئ على دية العقل إن زال بما ال أرش به وال حكومة

Page 161: شرح التحرير

وسلخ الجلد إذا لم( إذا فات به المشي أو المني أو الجماع )وكسر الصلبكلطمة ) ( وبقيت حياة مستقرة ومات ولو بعد مدة بسبب من غير السالخ أو منهينبت بذله

واختلفت الجنايات عمدا أو غيره ألنه كالجنس الواحد من األعضاء من حيث إنه معد ( ولو بإيباسهما وسواء في ذلك السميعواألذنينلفرض واحد )

واألصم وذلك لخبر ابن حزم: "وفي األذن خمسون" رواه الدارقطني وغيره، وألنه ( لخبر البيهقي بذلك وألنهوسمعهماأبطل منهما منفعة دفع الهوام باإلحساس، )

من المنافع المقصودة، والتصريح بهذه وما قبلها من زيادتي وكالبطش والمشي ومنه ما يجبوالبصر، فقولي: "كالنفس" إلخ أولى من قوله: "وهو" إلى ءاخره )

(ولحي( واحدة )وبصرها وشفة( واحدة )وسمعها، وعين( واحدة )فيه نصفها كأذن ( وهي رأس الثدي عمال بالتقسيطويد وبطشها ورجل ومشيها وحلمة امرأةواحد )

( النتفاء المنفعة فيهحكومة( من رجل وخنثى )وفي حلمة غيرهافي جميعها ) ( واحد )ونصف عقل بأن كان يجنوكخصية وألية وشفر ونصف لسان وشم منخر)

يوما ويفيق يوما عمال بالتقسيط، وقولي: "كأذن" إلى ءاخره أولى من قوله: "وهو" ( وهي التي تبلغ خريطة الدماغ لخبر عمرو بنومنه ما يجب فيه ثلثها كمأمومةإلخ )

حزم بذلك، رواه أبو داود وغيره، وقيس بها الدامغة وهي التي تخرق خريطة ( وهي جرح ينفذ إلى جوف باطل محيل أو طريق له كبطن وصدروجائفةالدماغ )

( وأحد طرفي األنف أو الحاجزوثلث لسان وثلث كالملخبر عمرو بن حزم أيضا ) عمال بالتقسيط، وقولي: "كمأمومة" إلى ءاخره أولى من قوله: "وهو" إلخ

( ولو ألعمى وربع شئ مما مر عمال بما قلناه،ومنه ما يجب فيه ربعها كجفن العين) ( منومنه ما يجب فيه عشرفتعبيري بذلك أولى من قوله: "وهو جفن العين" )

( المسبوقة بإيضاح وهشم لخبر عمرو بن حزم بذلك،ونصفه وهو المنقلةالدية ) ( كأصبع وهاشمة مع إيضاح للخبر السابقومنه ما يجب فيه عشرهارواه أبو داود )

باألول ولخبر زيد بالثاني، رواه الدارقطني والبيهقي ، فتعبيري بذلك أولى من ( في الرأس أوومنه ما يجب فيه نصف عشرها كموضحةقوله: "وهو" إلى ءاخره )

( عمال بالتقسيط وهاشمة بالوأنملة إبهام( لخبر عمرو بن حزم بذلك )وسنالوجه ) ومنه ماإيضاح وتنقيل، فقولي كموضحة إلى ءاخره أولى من قوله وهو إلى ءاخره )

(.كأنملة خنصر( فأقل )يجب فيه ثلث عشرهاباب العاقلة

جمع عاقل سميت بذلك لعقلهم اإلبل بفناء دار المستحق، وقيل: لتحملهم عن ( للجاني من نسب ووالءوهي العصباتالجاني العقل أي الدية، وقيل: غير ذلك )

وبيت مال والمراد في األولين المجمع على إرثهم

Page 162: شرح التحرير

( روىإال األصل والفرعالذكور األحرار المكلفون غير الفقراء فيحملون مال جنايته ) الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأتين اقتتلتا فخذفت إحداهما

األخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دية جنينها غرة عبد أو أمة وقضى بدية المرأة على عاقلتها أي القاتلة. وفي رواية : "وأن العقل على عصبتها"، وفي رواية ألبي داود : وبرأ الولد أي من العقل، وروى النسائي خبر: "ال يؤخذ الرجل بجريرة ابنه" وسواء في ذلك أصول الجاني وفروعه لما مر أم أصول معتق الجاني وفروعه لما روى الشافعي والبيهقي أن عمر قضى على علي رضي الله عنهما بأن يعقل عن موالي صفية بنت عبد المطلب ألنه ابن

(وتحملأخيها دون ابنها الزبير واشتهر ذلك بينهم، وقيس باالبن سائر األبعاض ) ( للخبر السابق في شبه العمد وقياسا عليه في الخطإ،خطأ وشبه عمدالعاقلة )

وفي قولي تحمل إشارة إلى أن الدية تجب على الجاني ابتداء ثم تتحملها العاقلة ( بالجنايةوال اعترافا( عن القود )وال صلحا( قطعا )وال تحمل عمداعنه وهو الصحيح )

( تحملوالروي ذلك عن ابن عباس، نعم إن صدقت المعترف بالجناية حملت عنه ) ( بل يتعلق األرش برقبته ولو أمره السيد، نعم إن أمر وهو غير مميزعن عبد)

منتقل من( ال عن )و( النتفاء النصرة والوالية )مرتد( ال عن )وفالضمان على اآلمر ) ( ألنه في معنى المرتد من حيث أنه ال يقبل منه إال اإلسالمكفر إلى كفر

( النتفاء النصرة والواليةبعد إسالمه( المرمى إليه )كافر رمى فأصاب( ال عن )و) من أسلم واختلف( ال عن )وحالة الفعل إذ يعتبران من الفعل إلى فوت النفس )

( أهو قبل إسالمه أو بعده وال بينةفي وقت القتل( المسلمة والكافرة )عاقلتاه جنى ثم ارتد ثم( أي مسلم )فيمن( في أربع صور )ويحمل القاتل مع العاقلة)

فأرش الجناية على عاقلته المسلمين( قبل موت المجني عليه أو بعده )أسلم ( فيتعلق بما فيه من الرق أقل األمرينعليه وفي المبعض( إلى تمام الدية )والباقي

وفي ذمي أوضح مثال مسلما ثممن حصتي الدية والقيمة وتحمل عاقلته الباقي ) ( والأسلم قبل موت المسلم، فعلى عاقلته الذميين أرش الموضحة والباقي عليه

( ومعنى تحمل القاتلوفي مسئلة االصطدام اآلتيةشئ على عاقلته المسلمين )بعض الدية في هذه سقوطها.

( في تغليظ الدية وتخفيفهافصل)

( علىعلى الجاني( كونها )حالة و( كونها )و( كما مر )تغلظ دية العمد بكونها مثلثة) (وتخفف دية الخطإ بكونها مخمسةقياس إبدال المتلفات )

( بثالث سنين في النفس الكاملة وبسنتين في المرأةمؤجلة( كونها )وكما مر ) والخنثى المسلمين في السنة األولى قدر ثلث دية النفس الكاملة وبسنة في كافر

Page 163: شرح التحرير

معصوم وبسنة أو أكثر في األطراف واألرش والحكومات بحسب قلتها وكثرتها على إال أن يكون( لما مر في أول الباب )على العاقلة( كونها )وما عرف مما تقرر )

( منأو شهر حرام( سواء أكان القاتل والمقتول فيه أم أحدهما )القتل بحرم مكة (فتغلظ( باإلضافة )محرم رحم( القتيل )أوذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب )

بكونها مثلثة ومخففة بالوجهين اآلخرين وخرج باإلضافة محرم الرضاع كبنت عم وتغلظ دية شبههي أخت من الرضاع ومحرم المصاهرة كبنت عم هي أم زوجته )

( كما مر.على العاقلة( بكونها )وتخفف بكونها مؤجلة و( كما مر )العمد بكونها مثلثة( في بيان االصطدامفصل)

( ماشيان أو راكبان ولو كانإما بأن يصطدم حران( أنواع ألنه )االصطدام) فيموتا ودابتاهما فعلى كل منهما نصف قيمة دابةاالصطدام بغلبة دابتي الراكبين )

وعلى عاقلة( الشتراكهما في اإلتالف مع هدر فعل كل منهما في حق نفسه )اآلخر ( بكونها مخمسةكل نصف دية اآلخر مخففة

(فـ( بأن قصدا ذلك )وإال( أي االصطدام أو في ظلمة )إن لم يقصدا ذلكمؤجلة ) ( ألن كال منهما مات بفعله وفعلمثلثة( أي نصف دية اآلخر )نصفهاعلى عاقلة كل )

صاحبه ففعله هدر في حق نفسه مضمون في حق صاحبه وهو في األول خطأ وفي الثاني شبه عمد، وتعبيري بالحرين أولى من تعبيره بالراكبين والماشيين على أن ما ذكره في الراكبين من أن على كل منهما نصف دية صاحبه إن قصد االصطدام وجه ضعيف إذ األصح أنه على العاقلة كما قررته، وظاهر أن ما ذكر في ضمان الدابتين

أو بأنمحله إذا كانتا للراكبين فإن كانتا ألجنبي لزم كال منهما نصف قيمتهما ) ( الحرين أيفكالراكبين( فيهما مالحان فتلفتا وما فيهما )يصطدم سفينتان

أو( أي االصطدام )إن فعل المالحان ذلكفكاصطدامهما فيما ذكر بقيد زدته بقولي ) ( حتى حصل ذلك كأن سيرا في ريح شديدة ال تسير في مثلها السفن أو لمقصرا

يكمال عدتهما، نعم إن قصد المالحان االصطدام بما يعد مفضيا للهالك غالبا وجب دية كل منهما في تركة اآلخر ال على عاقلته أما إذا لم يفعاله ولم يقصرا كأن حصل

( فيأو بأن يصطدم ماش وواقفاالصطدام بغلبة الرياح وجهال ذلك فال ضمان ) ( ألن الوقوف منفيهدر الماشي وعلى عاقلته دية الواقفطريق وإن ضاق فيموتا )

ماش( يصطدم )أومرافق الطريق والتلف حصل بحركة الماشي فخص بالضمان ) ( ألنبطريق ضيق هدر القاعد وعلى عاقلته دية الماشي( بقيد زدته بقولي: )وقاعد

القعود ليس من مرافق الطريق الضيق فالقاعد فيه مقصر أما إذا اتسع الطريق فيهدر الماشي وعلى

( بفتحولو رموا بالمنجنيقعاقلته دية القاعد والماشي مع النائم كهو مع القاعد ) بقدر حصة جنايته( منهم )فرجع الحجر عليهم فماتوا هدر من دية كلالميم والجيم )

( ألن كال منهم مات بفعله وفعل الباقين فسقط ماوقسم باقيها على عاقلة الباقينقابل فعله.

( في الجناية على الجنينفصل)

Page 164: شرح التحرير

( بأن تبين فيه شئفألقت جنينا( حية ضربة مؤثرة )بطن امرأة( مثال )ضربإذا ) ( بقيد زدته بقوليميتامن خلق اآلدمي كلحم قال القوابل فيه صورة خفية )

(عشر دية أمه( الرقيق )يبلغ( ولو أمة )فعليه غرة رقيق( عند الضرب )معصوما) ( وتفرض األم كأب دينا إن فضلها فيه ويعتبر أن يكونإن كان حراأي الجنين )

فعليه عشر( أي وإن لم يكن الجنين حرا )وإالالرقيق مميزا سليما من عيب مبيع ) ( من جناية إلى إلقاء، أما وجوب العشر فعلى وزان اعتبار الغرة فيأقصى قيم أمه

الحر بعشر دية أمه، وأما وجوب األقصى وهو ما في أصل "الروضة" فعلى وزان ( أي في الجنين الحروتجب فيهماالغصب، واألصل اقتصر على اعتبار عشر القيمة )

(فإن ألقته حيا ففيه الدية( ألنه ءادمي معصوم )الكفارةوالرقيق أي في كل منهما ) (إن مات عقبه أو دام ألمه إلى موته( إن كان رقيقا، هذا )أو القيمةإن كان حرا )

فال( بأن بقي زمانا وال ألم به ثم مات )وإالألنا تيقنا حياته وقد مات بالجناية ) ( في أنه مات بجنايته أو الفإن تنازعا( فيه ألنا لم نتحقق موته بالجناية )ضمان

( ألنه األصل فإن كانت المرأة ميتة حال الضربحلف الجاني أنه لم يمت بجنايته) أو كان الجنين غير معصوم عنده فال شئ فيه لظهور موته بموتها في األولى وعدم

االحترام في الثانية.باب القسامة

( ال طرف وجرح ومعنى ألن القسامة علىحلف مدع بقتل( بفتح القاف )هي) ( كسائر الدعاوي، فلو قالعلى معينخالف القياس فيقتصر فيها على مورد النص )

قتله أحد هؤالء لم تسمع دعواه إلبهام المدعى عليه، وقولي كغيري: "حلف مدع" جري على الغالب فقد يكون الحالف غير مدع كما لو أوصى ألم ولده بقيمة عبده

(وهي جائزة بشروط غير ما ذكرإن قتل ثم مات السيد حلف الوارث بعد دعواها ) وهو قرينة لصدق( بالمثلثة )أن يكون ثم لوثمن القتل وتعيين المدعى عليه )

وأن ال( كأن وجد قتيل أو بعضه في محلة أو تفرق عنه جمع محصورون )المدعي ( من غير أصدقاء القتيل وأهله وهذا ماغيرهم( من األعداء )يخالط المدعى عليهم

نقله النووي في "شرح مسلم" عن نص الشافعي لكن قال في "الروضة" كأصلها وأن يحلف المدعيالشرط أن ال يساكنهم غيرهم )

( ولو متفرقة لخبر الصحيحين بذلك المخصص لخبر البيهقي :خمسين يمينا حلف كل بقطر"البينة على المدعي واليمين على من أنكر" )فإن تعدد( المدعي )

( إن لم تنقسموجبر المنكسر( غالبا قياسا على ما يثبت بها )حصته من اإلرث صحيحة ألن اليمين الواحدة ال تتبعض فلو كانوا ثالثة حلف كل منهم سبعة عشر

Page 165: شرح التحرير

حلف كل( المدعي عليه )فإن نكلوا ردت األيمان على المدعى عليه فإن تعدد) من المدعى عليهم ينفي عنخمسين يمينا ( والفرق بينه وبين تعدد المدعي أن كال

نفسه القتل كما ينفيه المنفرد وكل من المدعين ال يثبت لنفسه ما يثبته المنفرد، ( علىوإذا حلف المدعي وجبت الديةوقيل يحلف كل يمينا واحدة ورجحه األصل )

وال قود ولوالمدعى عليه في قتل عمد وعلى عاقلته في قتل خطإ أو شبه عمد ) ( لقوله صلى الله عليه وسلم في خبر البخاري : "أما إن تدوا صاحبكم أوعمدا

(وال تزيد األيمان على خمسين إال في جبر المنكسرتأذنوا بحرب من الله" ) ( إذ الوفيما لو مات الحالف قبل تمامها فيستأنف وارثهللضرورة كما مر بيانه )

وفيما لو غاب بعضهم وحلف الحاضر فيحلف الغائبيستحق أحد شيئا بيمين غيره ) ( فلو كان له ابنان وغابإذا حضر

أحدهما وأراد الحاضر الحلف حلف خمسين يمينا فإذا حضر الغائب حلف خمساوعشرين وهذه من زيادتي.

( في القتل بالسحرفصل)

( أويقتل غالبا( أي سحري )وقال إنه( بإقراره ءادميا معصوما )قتل بسحرهإذا ) ال( قال )أو( كالقتل بالسيف ونحوه )لزمه القودشهد عدالن أن سحره يقتل غالبا )

يقتل أو ال يقتل إال نادرا فالدية ( تلزمه ألنه في األولى عمد فيما يظهر إلقراره أوال لكن ال قود فيه الحتمال صدق قوله ال يقتل، وفي الثانية شبه عمد، نعم إن صدقته

فيها عاقلته حملت عنه الدية كما مرت اإلشارة إليه في باب العاقلة، فلو شهدعدالن أن سحره ال يقتل لزمه الدية ألنه خطأ.

باب أحكام المرتد

( فإنه يجب استتابتهكتارك الصالة( إن لم يتب )ثم يقتل( في الحال )تجب استتابته) في الحال ثم يقتل إن لم يتب، وما ذكرته في تارك الصالة هو ما اقتضاه كالم

الشافعي و"الروضة" وأصلها و"المجموع"، والتصريح بقولي: "ثم يقتل" من زيادتي ( وهي قطع من يصح طالقه اإلسالم بكفر نية أو قوال أو فعال استهزاءوتفارق الردة)

كان كل من ذلك أو عنادا أو

ويلزم( فال يقبل منه إال اإلسالم )الكفر األصلي في أن المرتد ال يقر عليهااعتقادا ) إن( النكاح )ويبطل( ألنه غير مبقي )وال يصح نكاحه( اللتزامه لها باإلسالم )بأحكامنا

( كما تحرم مناكحتهوتحرم ذبيحته( كما مر في محله )لم يسلم قبل انقضاء عدته ( بل هو موقوف إنوال يستقر له ملك( لخبر : "من بدل دينه فاقتلوه" )ويهدر دمه)

وال يسبى وال يفادى وال يمنهلك مرتدا بان زواله بالردة وإن أسلم بان أنه لم يزل ) ( كما مر في محلهما بخالف الكافر األصليوال يرث وال يورث( ألنه غير مبقي )عليه

Page 166: شرح التحرير

في جميع ذلك، وبذلك علم أن الردة ال تفارق الكفر األصلي فيما لو أتلف شيئا في القتال فإنه يضمنه كالكافر األصلي وعليه نص الشافعي في أكثر كتبه كما قاله

الماوردي وصححه الشيخ أبو حامد وغيره، وقيل ال يضمن وصححه صاحب "التنبيه"وأقره عليه النووي.

باب أحكام السكران

(له أو عليه( كالمكلف والتفاق الصحابة على مؤاخذته بالقذف )تنفذ تصرفاته) ( بل يؤخر إلى أن يفيق ليرتدع فإنالسكر( حال )وال يحد فيكردته وإسالمه عنها )

أقيم عليه في سكره اعتد به على األصح ألنه صلى الله عليه وسلم أتي

(العرف، وال يصلى فيه( أي السكر )ومرجعهبسكران فأمر بضربه، رواه البخاري ) وإذا ارتد ال يستتاب ندبا( تغليظا عليه )بعد زواله( ما فاته )ويقضيلعدم تمييزه )

( فتصح استتابته قبل اإلفاقة وهذا هو الصحيح وإن اقتضى كالم األصلحتى يفيق خالفه، لكنه إذا أفاق يعرض عليه اإلسالم فإن وصفه كان مسلما من حين أسلم وإال

فكافر من اآلن، نقله ابن الصباغ عن النص وجرى عليه الجماعة.باب اإلكراه

( بوالية أو تغلب )على تحقيق ما هدد به( بكسر الراء )شرطه قدرة المكره) عاجال ( منوظنه أنه إن امتنع( بهرب أو غيره )عن دفعه( بفتح الراء )ظلما وعجز المكره بتخويف بمحذور كضرب( اإلكراه )ويحصل( أي ما هدد به )حققهفعل ما أكره عليه )

( ويختلف ذلك باختالف طبقات الناس وأحوالهم،شديد وحبس طويل وإتالف مال فال يحصل اإلكراه بالتخويف بالعقوبة اآلجلة كقوله: ألضربنك غدا، وال بالتخويف

بالمستحق كقوله لمن عليه قصاص: افعل كذا وإال اقتصصت منك،

( بفتح الراءوال ينفذ تصرف المكرهوهذان خرجا بما زدته بقولي: "عاجال ظلما" ) إال من أكره وقلبه مطمئن} ( كتلفظه بكلمة كفر وطالقه لقوله تعالى:بغير حق)

( ولخبر: "ال طالق في إغالق" رواه الحاكم وصححه106)سورة النحل/ {باإليمان (ويلزمه القودعلى شرط مسلم، وفسر الشافعي وغيره اإلغالق باإلكراه )

بمباشرته للجناية.

كتاب الجهاد

)سورة البقرة/ {كتب عليكم القتال} األصل فيه قبل اإلجماع ءايات كقوله تعالى: ( وأخبار كخبر الصحيحين :36)سورة التوبة/ {وقاتلوا المشركين كافة} (216

(فرض كفاية( بعد الهجرة )هو"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال الله". ) كل سنة ولو في عهده صلى الله عليه وسلم كإحياء الكعبة ال فرض عين وإال

Page 167: شرح التحرير

)سورة {ال يستوي القاعدون من المؤمنين} لتعطل المعاش وقد قال تعالى: ( اآلية، ذكر فضل المجاهدين على القاعدين ووعد كال الحسنى والعاصي95النساء/

ال يوعد بها، وتحصل الكفاية بأن يشحن اإلمام الثغور بمكافئين للكفار مع إحكام الحصون والخنادق وتقليد األمراء ذلك أو بأن يدخل اإلمام أو نائبه دار الكفر

( إال إذا لم يمكن منإال أن يحيط العدو بنا فيصير فرض عينبالجيوش لقتالهم ) قصده العدو تأهب للقتال وجوز أسرا وقتال فال يصير فرض عين فله استسالم وقتال

ويقاتلإن علم أنه إن امتنع من االستسالم قتل وأمنت المرأة فاحشة إن أخذت ) مقبلين ومدبرين وال( ألنها أفحش أنواع الكفر ويقاتلون )أهل الردة قبل أهل الحرب

أهل( يقاتل )وكذا( ألنهم مهدرون كما مر بيانه )يقبل منهم إال اإلسالم أو السيف ( وبذلوا الجزية فإنهم يقرونإال إن كان لهم كتاب أو شبهة كتاب( لما مر )الحرب

على دينهم بها كما سيأتي في

بابها وسيأتي أن الكفار يقرون أيضا باألمان والهدنة، وقولي: "أو شبهة كتاب" من ( ببلوغ وعقل وذكورةكامل( أسير )ويفعل اإلمام ما فيه األحظ لنا فيزيادتي ) ( بأسرىوفداء( بتخلية سبيله )ولو هما أو ال رأي له أو عتيق ذمي من منوحرية )

( لالتباعوإرقاق( بضرب الرقبة )وقتلمنا وكذا من أهل الذمة فيما يظهر أو بمال ) ( عليهفإن خفيفيها ويكون مال الفداء ورقابهم إذا رقوا كسائر أموال الغنائم )

( بصغر وجنون وغيروالناقص( له فيفعله )حبسه حتى يظهر( في الحال )األحظ) ( وتعبيري بما ذكر مدخل للخنثى والمبعض بخالفيرق باألسرذكورة وغير حرية )

( بشئ مما ذكر لعدم أهلية الصغير والمجنونوال جهاد على ناقصتعبيره بما ذكره ) ( ألنه غيركافر( ال على )وومن به رق وضعف األنثى والخنثى عن القتال غالبا )

( الومطالب به كما في الصالة وهذا مع ذكر حكم من به رق والخنثى من زيادتي ) (إال( للقتال كمريض وذي عرج بين وأقطع وأشل ومعذور الحج )غير مستطيععلى )

( فإنه يجب عليه الجهادلخوف طريق من كفار ولصوصإن كان عدم استطاعته ) (ويعتبر إذن رب الدين الحال في سفر موسرألن مبناه على ركوب المخاوف )

ا بخالف المؤجل وإن قصر األجل للجهاد أو غيره مسلما كان رب الدين أو ذمي والحال إذا كان المدين معسرا نعم لو استتاب الموسر من يقضي دينه من مال

(األبوين المسلمين في( يعتبر إذن )وحاضر جاز له السفر بدون إذن رب الدين ) ( ألن برهمامخوفسفر )

فرض عين بخالف األبوين الكافرين وبخالف غير المخوف ال يعتبر اإلذن فيهما،وتعبيري بما ذكر أولى مما عبر به.

باب البغاة

جمع باغ سموا بذلك بمجاوزتهم الحد وهم مخالفو اإلمام بترك االنقياد أو منع حق وإن طائفتان من المؤمنين} حتى توجه عليهم، واألصل فيه قبل اإلجماع ءاية:

( وليس فيها ذكر الخروج على اإلمام صريحا لكنها9)سورة الحجرات/ {اقتتلوا

Page 168: شرح التحرير

تشمله لعمومها أو تقتضيه ألنه إذا طلب القتال لبغي طائفة على طائفة فللبغي على اإلمام أولى وقتالهم واجب ولما شاركهم في طلب القتال طائفتان أخريان

(والخوارج( وهم من ذكر )قتال المسلمين ثالثة أنواع: البغاةجمعت الثالثة بقولي ) ( وهم طائفةوقطاع الطريقوهم قوم يكفرون مرتكب كبيرة ويتركون الجماعة )

يترصدون في المكامن ألخذ مال أو قتل أو إرعاب مكابرة اعتمادا على الشوكة مع ( إذا كان في إدباره غيراألول مقبال غير مدبر( الفريق )فيقاتلالبعد عن الغوث )

( الفريقوكذامتحرف لقتال وال متحيز إلى فئة وال مجتمعا تحت راية زعيمهم ) ( وإال فال يقاتلون، نعم إن تضررنا بهم تعرضناالثاني إن قاتلنا أو خرج عن قبضتنا)

وال يذفف علىلهم حتى يزول الضرر، وقولي: "أو خرج عن قبضتنا" من زيادتي ) ( للنهي عن ذلك وال يقاتل البغاة حتى يبعث إليهم اإلمام أمينا فطنا ناصحاجريحهم

يسألهم ما ينقمون فإن ذكروا مظلمة أو شبهة أزالها فإن أصروا نصحهم ووعظهم فإن أصروا

دعاهم إلى المناضرة فإن لم يجيبوا أو غلبوا وأصروا مكابرين ءاذنهم بالقتال فإن رد عليهم( وأمنت غائلتهم )فإذا انقضت الحرباستمهلوا فيه فهل ما رءاه مصلحة )

وأخذ منهم ما أخذوه( كخيلهم وسالحهم وال يستعمل ذلك إال لضرورة )ما أخذ منهم (لضرورة القتال( من نفس ومال ونحوهما )ضمان ما أتلفوه( عليهم )منا وال يجب

كأهل العدل بخالف ذلك في غير القتال أو فيه ال لضرورته فيهما فمضمون على ( أي فيماويشترط في ذلكاألصل في اإلتالفات، وتعبيري بما ذكر أولى مما عبر به )

ا )أن يكون لهم تأويلذكر من حكم البغاة والخوارج ) ( أي قوةوشوكة( باطن ظن ( أي وإن انتفى شئ مما شرطوإالوهي ال تحصل إال بمطاع وإن لم يكن إماما لهم )

حتى يتفرقوا( بالقتال )ويتبع قطاع الطريق( وسيأتي حكمهم )هم كقطاع الطريق) ( كما مر في نظيره.وال يذفف على جريحهم

كتاب السير

أي أحكام الجهاد المتلقاة من سير النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته، والترجمة السابقة في حكم القتال بالجهاد )ما أخذه حربي من معصوم( هو أعم من

( قبل القسمة وبعدها ويعوض اإلمام فييسترجعه مالكهقوله: "مال مسلم" ) األخيرة من ظهر ذلك في نصيبه من بيت المال فإن لم يكن فيه شئ أعاد القسمة

من أهل الحرب قهرا أو سرقة أو( هو أعم من قوله: "والمال المأخوذ" )والمأخوذ) ( تنزيال لدخوله دارهم وتغريره بنفسه منزلة القتال لكن إنوجد كاللقطة غنيمة

تخمس إال السلبأمكن كون اللقطة لمسلم وجب تعريفها وبعده تكون غنيمة ) ( لمن شهد الوقعةويجوز( كما مر بيان ذلك في باب قسم الغنيمة والفئ )فللقاتل

( وفي العود منها إلى عمرانبدار الحرب( العام )األكل من طعامهاقبل القسمة ) غيرها كدار أهل الذمة لخبر أبي داود والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

عن عبد الله بن أبي أوفى قال: "أصبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر

Page 169: شرح التحرير

طعاما فكان كل واحد منا يأخذ منه قدر كفايته"، وألن الحاجة في تلك األماكن داعية إليه، ويجوز علف البهائم تبنا وشعيرا ونحوهما وذبح مأكول ألكل ال ألخذ جلده

وجعله سقاء أو غيره، ويجب رد جلده إن لم يؤكل معه، وخرج باألكل الركوب واللبس ونحوهما وبالعام ما تندر

فإن فضل منه بعد الوصول لعمرانالحاجة إليه كسكر وفانيد )بال ضمان( لما مر ) ( لزوال الحاجة، وقولي: "لعمرانشئ رد إلى الغنيمة( كعمران أهل الذمة )غيرها

االنصراف( على من لزمه الجهاد )ويحرمغيرها" أعم من قوله إلى دار اإلسالم ) ( وإن زادوا على مثلينا كمائة أقوياء على مائتين وواحدعن الصف إن قاومناهم

( مع النظر للمعنى،66)سورة األنفال/ {فإن يكن منكم مائة صابرة} ضعفاء آلية: إذا لقيتم} واآلية خبر بمعنى األمر أي لتصبر مائة لمائتين وعليها يحمل قوله تعالى:

(، وخرج بمن لزمه الجهاد غيره كامرأة، وبالصف ما45)سورة األنفال/ {فئة فاثبتوا لو لقي مسلم مشركين فإنه يجوز له انصرافه عنهما وإن طلبهما ولم يطلباه وبما بعده ما إذا لم نقاومهم وإن لم يزيدوا على مثلينا فيجوز االنصراف كمائة ضعفاء على مائتين إال واحدا أقوياء، فتعبيري بالمقاومة أولى من تعبيره: "بعدم زيادتهم

( كمن ينصرف ليكمن في موضع ويهجم أو ينصرفإال متحرفا لقتالعلى مثلينا" ) ( يستنجد بها ولو بعيدةأو متحيزا إلى فئةمن مضيق ليتبعه العدو إلى متسع سهل )

(إال الرسل( )5)سورة التوبة/ {فاقتلوا المشركين} فيجوز انصرافه لقوله تعالى: ( بقيد زدته بقوليمن يرق باألسر( إال )ووهو من زيادتي لجرين السنة بعد قتلهم )

( للنهي في خبر الصحيحين عن قتل النساء والصبيان، وألحق المجنونولم يقاتل) والخنثى ومن به

ويجوز قتلهم بما يعم الرق بهما. وقولي: "من يرق باألسر" أعم وأولى مما عبر به ) ( كرميهم بمنجنيق ونار وإرسال ماء عليهم ويجوز حصارهم ألنه صلى اللهبحرم مكة

عليه وسلم حاصر أهل الطائف، رواه الشيخان ، ونصب عليهم المنجنيق، رواه البيهقي، وقيس به ما في معناه مما يعم الهالك به، وخرج بزيادتي: "ال بحرم مكة"

إن كان فيهم( قتلهم بذلك )لكن يكرهما لو كانوا به فال يجوز قتلهم بما يعم ) (عقر دوابهم لحاجة( يجوز )و( لعدم الضرورة لذلك )معصوم ووجد اإلمام عنه غنى

كدفعهم أو الظفر بهم أو خوف رجوعها إليهم بعد أن غنمناها. فقولي: "لحاجة" أعم ( بتشديد الياءرميهم وإن تترسوا بذراريهم( يجوز )ومن قوله في حال القتال )

وتخفيفها أي أطفالهم ونسائهم ومجانينهم لئال يتخذوا ذلك ذريعة إلى تعطيل الجهاد، وما ذكرته كاألصل من جواز رميهم عند التترس به تقييد ذلك بما إذا دعت ضرورة

إلى رميهم، وتعبيري بذراريهم أعم من تعبيره باألطفال، وكالذراري فيما ذكر ( ألنه حق ثبتومال مستأمن مات بدارنا لوارثه إن كانخناثاهم ومن به رق لهم )

( فيخمسفهو فىء( بأن لم يكن )وإالللموروث فينتقل لورثته كغيره من الحقوق ) خمسه، خمسة أخماس تعطى للمذكورين في ءاية الفئ والباقي للمرتزقة،

وكالمال فيما ذكر سائر االختصاصات.

Page 170: شرح التحرير

باب الجزية

تطلق على العقد وعلى المال الملتزم به وهي مأخوذة من المجازاة لكفنا عنهم،قوا يوما ال تجزي نفس عن} وقيل من الجزاء بمعنى القضاء قال الله تعالى: وات

( أي ال تقضى، واألصل فيها قبل اإلجماع123)سورة البقرة/ {نفس شيئا ( وقد أخذها النبي صلى الله29)سورة التوبة/ {قاتلوا الذين ال يؤمنون بالله} ءاية

عليه وسلم من مجوس هجر وقال: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" كما رواه البخاري ، ومن أهل نجران كما رواه أبو داود ، والمعنى في ذلك أن في أخذها معونة لنا

وإهانة لهم، وربما يحملهم ذلك على اإلسالم، وفسر إعطاء الجزية في اآلية بالتزامها والصغار بالتزام أحكامنا. وأركانها خمسة: صيغة، ومال، وعاقد، ومعقود له، ومكان قابل للتقرير فيه. وصيغتها كأن يقول اإلمام: أقررتكم بدار اإلسالم، أو

أذنت في إقامتكم بها على أن تلتزموا كذا جزية وتنقادوا لحكمنا، أي الذي يعتقدون ( عندأقلهاتحريمه كزنا وسرقة دون غيره مشرب مسكر ونكاح مجوس محارم )

( لكل سنة لقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: "خذدينارقوتنا ) من كل حالم –أي محتلم- دينارا أو عدله من المعافر ثياب تكون باليمن" رواه أبو

داود وغيره وصححه ابن حبان والحاكم ، وظاهر الخبر صحة العقد بما قيمته دينار والمنقول تعين الدينار لكن بعد العقد به بجواز أن يؤخذ عنه ما قيمته دينار وعليه

عنيحمل الخبر وإنما يؤخذ ما ذكر )

( ال من به رق ألن األخذ لحقن الدم وهو محقونحر( ال أنثى وال خنثى لآلية )رجل ( لمله كتاب( ال مجنون لما مر )عاقل( ال صبي لما مر ولعدم تكليفه )بالغالدم )

(أويعلم تمسك جده به بعد نسخه كمتمسك بصحف إبراهيم عليه الصالة والسالم ) ( وهو المجوسي لآلية وخبر البخاري السابقين وتغليبا لحقن الدم، الشبهة كتابله )

عمن علمنا تمسك جده به بعد نسخه وال عن عبدة األوثان والشمس والقمر ( لإلمامويسنونحوهم لما مر، وإفادة حكم الخنثى ومن به رق من زيادتي )

( أي مشاحته في قدر الجزية سواء أعقد لنفسه أو لموكله حتىمماسكة غير فقير) يزيد على دينار بل إذا أمكنه أن يعقد بأكثر منه لم يجز أن يعقد بدونه إال لمصلحة،

( خروجا منحتى يأخذ من متوسط دينارين وغني أربعةويسن أن يفاوت بينهم ) ( من دينارولو عقدت بأكثرالخالف، ويعتبر الغني وغيره وقت األخذ ال وقت العقد )

( كمن اشترى شيئا بأكثر منوإن جهلوا حال العقد جوازه بدينار( األكثر )لزمهم) (فناقضون( بذل الزيادة على الدينار )فإن أبواثمن مثله وإن جهل الغبن حال العقد )

( بما ال يدينون بهومن ذكر الله تعالى، أو كتابهللعهد كما لو أبوا بذل أصل الجزية ) أو دينه بما ال ينبغي، أو زنى بمسلمة ولو باسم نكاح، أو فتن مسلما( له )أو نبيا)

(لنا( أي خلل )عن دينه، أو قطع عليه الطريق، أو دل أهل الحرب على عورة

( بهانتقض عهده( أي جاسوسا ألهل الحرب أو نحوها )أو ءاوى عينا لهمكضعف )

Page 171: شرح التحرير

( وإال فال، وظاهر كالم األصل أنه ال يلزم اإلمام أنه يشترطإن شرط انتقاضه به) عليهم انتقاض العهد بهذه األمور وليس كذلك، وقولي: "أو كتابه" من زيادتي

( كإظهار حمل خمر وإدخال كخنزير كنيسةمن إظهار منكر بيننا( وجوبا )ويمنعون) أو بيعة وإسماعهم إيانا قولهم الله ثالث ثالثة واعتقادهم في عزير والمسيح عليهما الصالة والسالم وصوت ناقوس وإظهار عيد، وتعبيري بما ذكر أعم وأولى مما عبر

( نعم إن فتحنا بلداببالدنا( كبيعة وصومعة للتعبد فيهما )ومن إحداث نحو كنيسةبه ) ومن دخولصلحا وشرط كونه لنا وشرط إحداث ما ذكر فال يمنعون من اإلحداث )

ومن أن يسقوا مسلما خمرا أو يطعموه( منا )بال إذن( بقيد زدته بقولي )مسجد ( ألنركوب بسرج وبركب نحو حديد( من )ومن ركوب خيل و( أو نحوه )لحم خنزير

ا، وتعبير بما ذكر أولى مما عبر به ) ( بكسربالغيار( وجوبا )ويؤمرونفي ذلك عز المعجمة وهو تغيير اللباس بأن يخيط فوق الثياب بموضع ال يعتاد الخياطة عليه

كالكتف ما يخالف لونه لونه ويلبس واألولى بالنصارى األزرق أو الرمادي، واليهود األصفر، والمجوس األحمر أو األسود، ويكتفى عن الخياطة بالعمامة كما عليه

( بضم الزاي وهو خيط غليظ فيه ألوان يشد في الوسطأو بالزنارالعمل اآلن ) (وال يمكن كافر من سكنى الحجاز( تمييزا لهم عنا )فوق ثيابهم)

وهو مكة والمدينة واليمامة وطرق الثالثة وقراها. روى البيهقي عن أبي عبيدة بن الجراح ءاخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا اليهود من

(واإلقامة فيه ثالثة أيام( فيه )المرور( إذا أذن له اإلمام لمصلحتنا )ولهالحجاز"، ) (وال يمكن من دخول حرم مكةغير يومي الدخول والخروج ال الزيادة على ذلك )

( والمراد28)سورة التوبة/ {فال يقربوا المسجد الحرام} ولو لمصلحة لقوله تعالى: ( وأخرج منه لتعديه مافإن دخله ومات لم يدفن فيه، فإن دفن نبشجميع الحرم )

لم يتفتت وإن مات في غير حرم مكة من الحجاز وشقنقله منه دفن هناك.

باب الهدنة

من الهدون أي السكون، وهي لغة: المصالحة، وشرعا: مصالحة أهل الحرب على ترك القتال مدة معينة بعوض أو غيره وتسمى موادعة ومهادنة ومعاهدة ومسالمة،

( اآلية،1)سورة التوبة/ {براءة من الله ورسوله} واألصل فيها قوله تعالى:لم فاجنح لها} وقوله: ( ومهادنته صلى الله عليه61)سورة األنفال/ {وإن جنحوا للس

(اإلمام ولو بنائبه( جوازا )يعقدهاوسلم قريشا عام الحديبية كما رواه الشيخان ) فسيحوا في األرض أربعة} ( فأقل إن لم يكن بنا ضعف آلية:أربعة أشهرلمصلحة )

( وألنه صلى الله عليه وسلم2)سورة التوبة/ {أشهر

أوهادن صفوان بن أمية أربعة أشهر عام الفتح رجاء إسالمه فأسلم قبل مضيها ) ( وليس له أن يزيدنقض العهد( أو لمسلم معيم عدل ذي رأي )على أنه متى بدا له

( علىفإن كان بنا ضعف جازت الزيادةعلى المدة المشروعة المتقدمة واآلتية )

Page 172: شرح التحرير

( بحسب الحاجة ألنه صلى الله عليه وسلم هادن قريشاإلى عشر سنيناألربعة ) هذه المدة، رواه أبو داود ، فإن زيد على الجائز منها بطل في الزائد ويفسد العقد

( أي إلى أهل الحرب لقولهعلى خراج يدفع إليهم( عقدها )وال يجوزإطالقه )لم وأنتم األعلون} تعالى: وال يجوز( )35)سورة محمد/ {فال تهنوا وتدعوا إلى الس

إال أن يحيط به( ولو في غير هدنة لما مر )لمسلم دفع مال لمشرك لحقن دمه ( كأن قتل قبل إسالمه كافراأو يلزمه القود له( بفتح السين )العدو أو يؤسر

(فإن هادنهم اإلمام على ما ال يجوز( ليعفو عنه )الدية( بعد إسالمه لوارثه )فيبذل) كمنع فك أسرانا ورد مسلم أسروه وأفلت منهم وترك ما لنا عندهم من مسلم

وغيره، وعقد ذمة لهم بدون دينار أو على أن يقيموا بالحجاز أو يدخلوا الحرم أو ( الشرط ألنه أحل حراما والعقد القترانه بشرط مفسد)فسد يظهروا الخمر بدارنا

لم يعط سيده قيمته وال( أو أسلما عندنا )مسلمان( عبد أو امرأة )فإن جاءنا منهم) ( أي ألن اإلسالم هو الذيزوجها مهرا

( العهدفإن نقضواأحال بينه وبين حقه وألن البضع ليس بمال فال يشمله األمان ) ثم( أي ما يأمنون فيه منا ومن أهل العهد وفاء بالعهد )بلغوا المأمنوكانوا بدارنا ) ويجوز أمان كل مسلم مختار غير( فيأتي فيهم ما يأتي في الحربيين )كانوا حربا لنا

ا محصورا غير أسير ونحو جاسوس ( واحدا كان أو أكثرصبي ومجنون وأسير حربي كأهل قالية صغيرة فال يصح األمان من كافر ألنه منهم وال من مكره أو صغير أو مجنون كسائر عقودهم وال من أسير أي مقيد أو محبوس ألنه مقهور بأيديهم ال

يعرف وجه المصلحة وال أمان حربي غير محصور كأهل ناحية وبلد لئال ينسد باب الجهاد وال أمات أسير أي وأمنه غير اإلمام، قال الماوردي: وغير من هو بيده وال

أمان نحو جاسوس كطليعة للكفار لخبر : "ال ضرر وال ضرار" قال اإلمام: وينبغي ( فأقلأربعة أشهرأن ال يبلغ المأمن وشمل ما ذكرته جواز األمان من السكران )

فلو زاد عليها وال ضعف بنا بطل في الزائد فقط تفريقا للصفقة فإن أطلق حمل ولوعلى أربعة أشهر ويبلغ بعدها المأمن، وقولي: "مختار" إلى ءاخره من زيادتي )

( أي معاهدذميان أو مسلم وذمي أو معاهد أو هو( عندنا في نكاح أو غيره )تحاكم ( بينهما بال خالف في غير األولى واألخيرة. وأما فيهماالحكم( علينا )وذمي وجب)

( نعم لو ترافعوا49)سورة المائدة/{وأن احكم بينهم بما أنزل الله} فلقوله تعالى: إلينا في شرب خمر لم نحدهم وإن رضوا بحكمنا ألنهم ال يعتقدون تحريمه قاله

الرافعي في باب حد الزنا، وفي معنى المعاهد المؤمن،

وخرج بما ذكر المعاهدان والمؤمنان والحربيان وبعض هؤالء مع بعضهم والحربي معالمسلم أو الذمي، وتعبيري بما ذكر أولى مما عبر به.

باب الخراج

( أي قهرا كأرض مصر والشامإن فتحت عنوة( المأخوذة من الكفار )األرض) ( فيما يخصهم منها بعوض أوفهي غنيمة، فإن استرضى اإلمام الغانمينوالعراق )

(دفعه في( المستأجر )لزم( بأن ءاجرها )ووضع عليها خراجا( علينا )ووقفهابغيره )

Page 173: شرح التحرير

( تؤدى كل سنة مثال لمصالحنا فيقدم األهمالكفر واإلسالم، وهو أجرةحالتي ) فاألهم، ويجوز بيع ما يخص الغانمين وقسمة ثمنه بينهم وتجوز قسمة ما يخصهم

(أو( فيما لو فتحت عنوة )وشرطت لما فكما ذكر( كأرض مكة )صلحا( فتحت )أو) ( فيشترط بلوغه دينارالهم على أن يؤدوا عنها خراجا كل سنة فكالجزيةشرطت )

عن كل حالم عند التوزيع على عدد رءوس من عليهم الجزية.( على الخيل والسهام ونحوهماباب السبق)

على سهام( يصح )يصح السبق على خيل وإبل وفيلة وبغال وحمير و)

( كمسالت ومنجنيق ولوكل ءالة حرب( على )و( باليد وبالمقالع )ورماح وأحجار بعوض لخبر: "ال سبق إال في نصل أو خف أو حافر" رواه الشافعي وغيره وصححه ابن حبان ، وقيس بما فيه كل ءالة حرب بخالف غيرها كطير وكرة محجن وبندق

وعوم فال يصح السبق عليه بعوض، وقولي: "وكل ءالة حرب" أولى من قوله: "وكل ( أي علىويجوز أخذ عوض عليهنافع في الحرب" إليهام ذلك إدخال البندق ونحوه )

( كأن يقول: من سبق منكما فلهمن اإلمام وغيره ولو من أحد المتسابقينالسبق ) في بيت المال، أو علي كذا، أو إن سبقتني فلك علي كذا، أو سبقتك فال شئ لي فإنعليك لما في ذلك من الحث على تعلم الفروسية وغيرها وبذل مال في طاعة )

( ألن كال منهما مترددلم يجز( على أنه إن سبق اآلخر فهو له )أخرج كل منهما ماال ومركوبه( كفء لهما )إال بمحللبين أن يغنم وأن يغرم وهو صورة القمار المحرم )

( إن سبق أخذ مالهما وإن سبق لم يغرم شيئا كما يعلم مما يأتيكفء لمركوبيهما ( جاءافإن سبقهما أخذ المالينفيجوز، وتعبيري بالمركوب أعم من تعبيره بالفرس )

( ألحد لعدمأو سبقاه وجاءا معا أو لم يسبق أحد فال شئمعا أو أحدهما قبل اآلخر ) ( وتأخر اآلخر )فمال هذاأو جاء مع أحدهماسبق المحلل وعدم سبق أحدهما اآلخر )

لنفسه ومال المتأخر لمحلل والذي

( بأن توسطهما أو سبقاه وجاءا مرتبين أو سبقه أحدهماوإال( ألنهما سبقاه )معه ( لسبقه لهما، وقولي: "أو لم يسبق أحد" منفمال المتأخر لألولوجاء مع المتأخر )

(ويشترط للسبق شروط منها علم مبدإزيادتي، وقولي: "وإال" أعم مما عبر به ) يبدأ منه الراكبان أو الراميان )و( علم )غاية( ينتهي إليها الراكبان وكذا الراميان إن

عوضذكرت الغاية )و( علم ) ( عينا كان أو دينا كاألجرة فلو شرطا عوضا مجهوال ( كسائر أعواضفإن أخذ به رهم أو ضمين جازكثوب غير موصوف لم يصح العقد )

وكونه بين اثنين فأكثر، فلو قال ارم عشرة عني وعشرة( منها )والعقود الالزمة ) ( ألنه يناضل نفسهعنك فإن كان صوابك في عشرتك أكثر فلك علي كذا لم يجز

بنفسه، وقولي: "فلو قال ارم عشرة" إلى ءاخره أولى مما عبر به ألنه وجه ضعيف لتالي السابق ولغيره بشرط نقص( المأخوذ على السبق )ويجوز جعل بعض المال)

( فلو تسابق ثالثةوعدم زيادة غيره على من قبله( ولو عن األول فقط )األخير وشرط لألول عشرة وللثاني مثله والثالث تسعة صح وبذلك علم أنه ال يشترط

Page 174: شرح التحرير

نقص غير األخير عن الذي قبله، فما ذكره األصل من اشتراط ذلك ضعيف، ومن الشروط تساوي المتسابقين في المبدإ والغاية، وإمكان سبق كل من الراكبين

والراميين، وإمكان قطعه المسافة بال ندور، وتعيين الفرسين ولو بالوصف، وبيان قدر الغرض طوال وعرضا إن ذكر الغرض ولم يغلب عرف، وبيان البادئ بالرمي.

فقولي: "شروط منها" أولى من قوله: "خمسة شروط" ألنها ال تنحصر فيها.

كتاب الحدود

قتل وقطع( ثالثة )هيجمع حد، وهو لغة: المنع، وشرعا: عقوبة معينة على ذنب ) ( لما مر فيفي الردة( يكون في أربعة )نفي، فالقتل( صلب أو )وضرب ولو مع

( ألمره صلى الله عليه وسلم بالرجم فيهزنا المحصن( في )وباب أحكام المرتد ) (و( كسال لما مر في الباب السابق )ترك الصالة( في )وفي أخبار مسلم وغيره )

( من القاطع لمعصوم يكافئه لما سيأتي في بابهقطع الطريق مع قتلفي ) في( بقبل أو فيه )يحصل بحرية وبلوغ وعقل ووطء( المأخوذ مما تقدم )واإلحصان)

( وإنوالزنا( في النكاح الصحيح )نكاح صحيح، وتعتبر هذه الصفات حالتي الوطء ( يكونوالقطعتخلل الحالتين جنون أو رق، واعتبار الصفات حالة الزنا من زيادتي )

( بال شبهة من حرز وكانفي السرقة وقطع الطريق مع أخذ المالفي شيئين ) (في الشرب( يكون في ثالثة )والضربالمال نصاب سرقة لما يأتي في بابيهما )

( جلدة بسوط أو نحوه ألنه صلى الله عليه وسلموهو أربعونلمائع أسكر كثيره ) ( للمكلف الحروفي القذفضرب في الخمر بالجريد والنعال أربعين، رواه مسلم ) المسلم العفيف عن زنا ووطء محرم مملوكة ووطء دبر

(،4)سورة النور/ {والذين يرمون المحصنات} ( جلدة، اآليةوهو ثمانونحليلة ) (، مع أخبار2)سورة النور/ {الزانية والزاني} ( اآليةوفي زنا البكر وهو مائة)

(على النصف من غيره( ولو مبعضا )ومن به رقالصحيحين هذا كله في الحر ) حتى( ألن الحق قتله )وال تحد حامل( ولو من زنا )ومن مات بذلك فهدركنظائره )

( وترضعه ويوجد له كافل بعد فطمه سواء أوجد ما يستغني به عنها من امرأةتضع وال( حتى يفيق كما مر في باب أحكامه )وال سكرانأخرى أو بهيمة يحل لبنها أم ال )

( أيوال في مرض إن رجي برؤه وإال جلد بعثكال( ليرتدع )ذو إغماء حتى يفيق بحيث تمسه( فإن كان عليه خمسون غصنا فمرتين )عليه مائة غصن مرةعرجون )

( ليناله بعض األلم فإن انتفى المس أو االنكباس أواألغصان أو ينكبس بعضها ببعض ( لوجوبه بل قد تكونويحد في حر وبرد شديدينشك في ذلك لم يسقط الحد )

( وهذا هو المذهب فيلكن يجب تأخير الجلد إلى زوال ذلكالنفس مستوفاة به ) "الروضة" والذي في "المنهاج" مقتضى عدم الضمان بتركه استحبابه ومن ثم قال

( وهووالنفيفي األصل: "يستحب تأخير الجلد إلى زوال ذلك" على اضطراب فيه ) في نحوالتغريب يكون )

Page 175: شرح التحرير

( بفتح النون أشهر من كسرها أي المتشبه بالنساء لما روى البخاري عنالمخنث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين

من الرجال والمترجالت من النساء، وقال: "أخرجوهم من بيوتكم" وأخرج فالنا وأخرج فالنا"، وروى أبو داود : "أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل قد خضب يديه ورجليه فقال: "ما )بال( هذا؟" فقيل: إنه يتشبه بالنساء، فأمر به فنفي إلى النقيع"، وشمل نحو المخنث كل ءات بمعصية ال حد فيها وال كفارة

وفي زنا البكركقاطع الطريق بال قتل وال أخذ مال لما يأتي في باب قطع الطريق ) ( كنظائره، وقولي: "ويغرب الحرنصفها( ولو مبعضا )الحر سنة وغيره( فيه )ويغرب

سنة" من زيادتي، وتعبيري بما ذكر أولى من اقتصاره على المخنث وقاطع الطريق ( فيفصل فيه بين المحصن وغيرهاللواط( بقبل المرأة )وكالزناالمذكور وزنا البكر )

وفي( وإن كان محصنا، واالستدراك من زيادتي ) لكن المفعول به يجلد ويغرب)( كسائر المعاصي التي ال حد فيها وال كفارة.إتيان البهيمة التعزير

باب السرقة

بفتح السين وكسر الراء ويجوز إسكانها مع فتح السين وكسرها، واألصل في القطع والسارق والسارقة} بها قبل اإلجماع قوله تعالى:

( وغيره من األخبار اآلتي بعضها، وهي لغة:38)سورة المائدة/ {فاقطعوا أيديهما أخذ المال خفية، وشرعا: أخذ المال خفية من حرز مثله بشروط، فال قطع على مختلس وهو من يعتمد الهرب وال منتهب وهو من يعتمد القوة والغلبة وال خائن

( وهو منشرط القطع بها كون المسروق ربع دينار خالصاكالوديع يجحد الوديعة ) ( لخبر مسلم : "ال تقطع يد سارق إال في ربع دينار فصاعدا"،أو مقوما بهزيادتي )

والدينار المثقال الخالص، وقيس بربعه المقوم به، نعم يشترط في المقوم به إذا كان قطعة من ذهب غير مضروب الوزن أيضا فال قطع بدون الربع وال بمغشوش لم

من( بأن يأخذه السارق )أخذه( شرط القطع بها )وتبلغ قيمته ربع دينار خالصا ) ( فال قطع بسرقة ما ليس بمحرز بحرز مثله لخبر: "ال قطع في شئ منحرز مثله

الماشية إال فيما ءاواه المراح ومن سرق من الثمر شيئا بعد أن يؤويه الجرين فبلغ ثمن المجن فعليه القطن" رواه أبو داود وغيره، والمجن: الترس وكانت قيمته

ثالثة دراهم وكانت الثالثة مساوية لربع دينار، والحرز يختلف باختالف األموال ( أي في المسروق لخبر :فيه( للسارق )وعدم الشبهةواألحوال ومرجعه العرف )

( فال قطع بسرقة مالوهي شبهة ملك ولو مشركا"ادرءوا الحدود بالشبهات" ) ( فالوشبهة والدةنفسه من يد غيره كمرتهن ومستأجر وال بسرقة المال المشترك )

( فيقطع أحد الزوجين بسرقة مالزوجية( شبهة )القطع بمال أصله أو فرعه )

فاقطعوا} ( اليمنى قال تعالى:يده( أوال )فتقطعاآلخر المحرز عنه لعموم األدلة ) ( وقرئ شاذا: "فاقطعوا أيمانهما" والقراءة الشاذة38)سورة المائدة/ {أيديهما

( إن عادفرجله اليسرى ثم( بعد قطعها )فإن عادكخبر الواحد في االحتجاج بها ) ( لألمر بذلك والمراد القطع من الكوعرجله اليمنى( إن عاد فـ)يده اليسرى ثمفـ)

Page 176: شرح التحرير

في اليد لألمر به في خبر سارق رداء صفوان )و( القطع من الكعب في الرجل لفعل عمر رضي الله عنه ذلك، ويغمس محل قطعه بدهن مغلي وهو مصلحة

( الحدويسقطللمقطوع فمؤنته عليه ولإلمام إهماله، ثم إن عاد بعد ذلك عزر ) (وبالعكس وتقطع يد عن رجل وبالعكس( من يد أو رجل )بقطع يسرى عن يمنى)

( إلىرد المسروق( مع ذلك )ويجبوإن أساء القاطع ألن الغرض الزجر والتنكيل ) ( من مثل أو قيمة فهو أولى من اقتصاره على القيمةإن بقي وإال فبدلهصاحبه )

( فإنه يجب رده إن بقي وإال فبدله وذلك لخبر أبي داود وغيره: "علىكالمغصوب) اليد ما أخذت حتى تؤديه" أو بدله إن تلف.

باب قطع الطريق

ما جزاء الذين يحاربون الله} األصل فيه قبل اإلجماع قوله تعالى: إن يعزر قاطع الطريق إن لم يقتل ولم يأخذ( اآلية )33)سورة المائدة/ {ورسوله

( الرتكابه معصية ال حد فيها وال كفارة، وحبسه فيبحبس وغيره( النصاب )المال ولم( معصوما يكافئه عمدا )وقتل حتما إن قتلغير بلده أولى حتى تظهر توبته )

( بأن أخذ المال النصاب بال شبهة من حرزوإن عكس( النصاب لآلية )يأخذ المال ( بعديده اليمنى ورجله اليسرى، فإن عاد( بطلب من المالك )قطعتولم يقتل ) ( يقطعان لآلية، وإنما قطع من خالف لئالفرجله اليمنى ويده اليسرىقطعهما )

( النصاب المحرز عنه بال شبهةفإن قتل وأخذ الماليفوت جنس المنفعة عليه ) ( بعد غسله وتكفينه والصالة عليه فهو أولى من قوله: "وصلب"قتل ثم صلب) ( من األيام من زيادتي، زيادة في التنكيل لزيادة الجريمة، ثم بعد ثالثة ينزلثالثة) ( من قطع يد ورجل وصلبفإن تاب قبل الظفر به سقطت عنه عقوبة تخصه)

(34)سورة المائدة/ {إال الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم} وتحتم قتل آلية: بخالف ما لو تاب بعده لمفهومها، وبخالف القود والمال وحد الزنا والسرقة وغيرها

إال قتل المرتد وتارك الصالة فيسقط بها، وتعبيري بما ذكر أولى مما عبر به (أو العفو( المعفو عليها )القتل أو الدية( إذا تاب القاطع قبل الظفر )وللمستحق)

بأقل من الدية

ويشترط أن يكون لقاطع الطريق( كما في القتل في غير قطع الطريق )مجاناأو ) ( كمنتهب، والمختلس من يتعرضفال يدخل فيه نحو مختلس( أي قوة )شوكة

للقافلة ويعتمد الهرب، و: "نحو" من زيادتي.(وضمان البهائم( هو االستطالة والوثوب )باب الصيال)

( مسلم وكافر وحر ورقدفع كل صائل( أي الشخص )له) ( من نفس وطرف وأهل ومال وإن قل واختصاصعن معصوميق ومكلف وغيره )

فمن اعتدى} كجلد ميتة ومنفعة وبضع غير أهل ومقدماته كتقبيل ومعانقة آلية: ( وخبر البخاري : "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"،194)سورة البقرة/ {عليكم

Page 177: شرح التحرير

والصائل ظالم فيمنع من ظلمه ألن ذلك نصره، وخبر الترمذي وصححه: "من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد

ومن قتل دون ماله فهو شهيد"، نعم لو صال مكرها على إتالفه مال غيره لم يجز دفعه بل يلزم المالك أن يقي روحه بماله كما يناول المضطر طعامه ولكل منهما

دفع المكره، وقولي: "عن معصوم" أولى وأعم من قوله عن نفس أو طرف أو أهل )سورة {ادفع بالتي هي أحسن} ( فاألخف لقوله تعالى:باألخفأو مال، ويدفعه )

( وألن ذلك جوز للضرورة وال ضرورة في األثقل مع إمكان تحصيل96المؤمنون/ المقصود باألخف فيدفعه بالهرب منه فبالزجر فباالستغاثة

فإن لم يندفع إال بالقتل فقتله لمفبالضرب باليد فبالسوط فبالعصا فبالقطع ) ( بقود وال دية وال قيمة وال حكومة وال كفارة لظاهر الخبر السابق، ومحليضمنه

رعاية الترتيب في المعصوم، أما غيره كحربي ومرتد فله قتله لعدم حرمته، ويستثنى أيضا ما لو رءاه أولج في أجنبية فله أن يبدأ بالقتل وإن اندفع بدونه وكان غير محصن فإنه في كل لحظة مواقع ال يستدرك باألناة وما لو التحم القتال بينهما

( على من لم يخف علىويجبواشتد األمر عن الضبط فتسقط مراعاة الترتيب ) نفس قصدها غير مسلم( عن )و( ألنه سبيل إلى إباحته )الدفع عن بضعنفسه )

( بأن يكون كافرا أو بهيمة أو مسلما غير محقون الدن فال يجب دفعهمحقون الدم بيته( غيره )ولو دخلبل يجوز االستسالم له، وتعبيري بما ذكر أولى بما عبر به )

فله ضربه وإن أتى( ولم يتأت إخراجه إال بالضرب )به( له )وأبى الخروج بعد أمره عضوه ولم يندفع إال( من غيره )ولو عض( لتعديه )على نفسه( الضرب )ذلك

( والمعضوض معصوم أوفانتثرت أسنانه( أي العضو من فيه فانتزعه )بانتزاعه ( سواء كان العاض ظالما أو مظلوما وأمكنه التخلص بغير العض،لم يضمنحربي )

أما إذا اندفع بغير االنتزاع فيضمن لتركه الواجب عليه من التخلص باألسهل من فك لحييه وضرب شدقيه، أو كان المعضوض غير من ذكر فيضمن ألنه ال ينبغي لمثل

هذا أن يفعل بالعاض ذلك، أو كان العاض المظلوم ال يمكنه أن يخلص حقه إال بالعض فيضمن المعضوض العاض ألن العاض أراد تخليص حقه بالعض

أو( كعود )بخفيف( ولو مكترى أو مستعارا )وكذا لو طعن عين من اطلع في بيته) ( عينه فإنه ال يضمن لخبر الصحيحين : "لو اطلع أحد فيفذهبت( كحصاة )رماها به

بيتك ولم تأذن له فحذفته بحصاة ففقأت عينيه ما كان عليك من جناح" وفي رواية ( حالةإن تعمد النظر إليهصححها ابن حبان ، والبيهقي : "فال قود وال دية"، هذا )

وكان من نحو( وإن كانت مستورة )أو إلى حرمته( عما يستر عورته )مجرداكونه ) ولم يكن( بفتح المثلثة وضمها مما ال يعد فيه الرامي مقصرا كسطح ومنارة )ثقب

( وخرج بعين الناظر غيرها كأذنللناظر فيه محرم مستترة أو حليلة أو متاع المستمع، وببيته المسجد والشارع ونحوهما، وبالخفيف إذا وجده الثقيل كخشبة

وحجر، وبالعمد النظر اتفاقا أو خطأ، وبالمجرد مستور العورة وبما قبله وما بعده النظر إلى غيره وغير حرمته، وبنحو الثقب غيره كالباب المفتوح والشباك الواسع

العيون وبما بعده ما لو كان للناظر فه محرم مستترة أو حليلة أو متاع فيضمن في

Page 178: شرح التحرير

الجميع لتقصيره في الرمي حينئذ، وتعبيري بخفيف وبنحو ثقب وبحليلة أعم مما وإذا أتلفت بهيمة شيئا وذوعبر به، وقولي إليه مع مستترة أو متاع من زيادتي )

( ولو مستأجرا أو غاصبا أو مستعيرا فهو أولى من قوله: "وصاحبها"اليد

( غالبا سواء كان سائقها أن راكبها أمليال أو نهارا( نفسا وماال )معها ضمن ما أتلفه) كما لوقائدها أم قاطرها فقطعت التقطير ألنها في يده وعليه تعهدها وحفظها )

( فإنه يضمنه لمخالفتهفأتلفت شيئا( عادة )أوقفها في طريق ليس له إيقافها فيه ( أي ما أتلفه ليال أو نهارا ولو بالبلد )إن لموإن لم يكن معها لم يضمنهالعادة )

(وإاليفرط( في ربطها أو إرسالها كأن أرسلها ولو ليال لمرعى لم يتوسط مزارع ) ضمن إال إنبأن فرط في ذلك كأن أرسلها ولو نهارا لمرعى يتوسطها فأتلفتها )

( كأن كان في محوط له باب فتركه مفتوحا فال ضمان لتفريطقصر مالك الشئمالكه، وتعبيري بما ذكر أضبط وأعم مما عبر به.

( وما يذكر معهالجدار المائل( حكم )باب)

أو أدخل( وسقط وتلف به شئ )إذا بنى جداره مستقيما فمال ولو إلى غير ملكه) ( أيملكه فأتلف شيئا أو حفر فيه( كحية فهو أعم من قوله: سبعا أو حية )نحو سبع

( ألن الميل في األولى لم يحصلبئرا فسقط فيها شئ فتلف لم يضمنهفي ملكه ) ( دعا في األخيرةإال إنبفعله وألن له في األخيرتين أن يفعل في ملكه ما يشاء )

مكان التلف من الحرم( في الثالثة )كانإنسانا فسقط في البئر جاهال بها ومات أو ) صيدا( التالف )والشئ

( للتغرير في األولى وحرمة الحرم في الثانية، واستثناءوالجزاء( اإلنسان )فيضمن الصيد في األولى من الثالث من زيادتي، بل كالم األصل يقتضي عدم الضمان فيه،

أما لو بنى جداره مائال فإن كان مائال إلى غير ملكه فسقط وتلف به شئ ضمنه،وإن كان مائال إلى ملكه لم يضمنه.

(األشربة( حكم )باب)

وإن قل أو( تناوله )حرام( من خمر وغيره )مسكر وغيره، فالمسكر( نوعان )هي)ما الخمر والميسر} ( آلية:شرب لتداو أو عطش ( ولخبر90)سورة المائدة/ {إن

الصحيحين : "كل شراب أسكر فهو حرام"، نعم من غص بلقمة ولم يجد غيره حل إساغتها به بل وجب وكذا لو انتهى األمر بالعطشان إلى الهالك ولم يجد غيره وغير

( كالدموغيره إن كان نجسااألشربة مما يزيل العقل كالبنج حرام أيضا إن كثر ) ( ونحوهما فال يحرم تناولهاإال الماء المتنجس والبول( لغير التداوي )حرم تناوله) ( ماءماء طاهرا و( الشخص )فلو وجد( للضرورة مع عدم إزالة العقل )للعطش) ( وجوبا ألنه صار حقا مستحقاتوضأ بالطاهر( قال الشافعي في حرملة )نجسا)

( للعطش لما مر، والذي صححه في "الروضة" تبعاوشرب النجسللتطهير به ) الختيار الشاشي أنه يشرب الطاهر ويتيمم، قال في "المهمات" واألول هو المفتى

Page 179: شرح التحرير

أو مستقذرا( بمن يتناوله كالسم )طاهرا فإن كان مضرا( غير المسكر )وإن كانبه ) ( فال يحرمإال الماء المتغير( تناوله لتضرره به واستقذاره له )غالبا كمخاط فحرام

فإنتناوله كاللحم المنتن، أما ما يستقذر نادرا كالضب والخيل فال يحرم تناوله ) ( أي فغير المسكر حينئذ حاللفحالل( أي ما ذكر مما يقتضي التحريم )انتفى ذلك

النتفاء علة التحريم.باب األطعمة

قل ال أجد في ما أوحي إلي} أي بيان ما يحل منها وما يحرم، واألصل فيها ءاية:ما م عليهم} (، وقوله:145)سورة األنعام/ {محر ويحل لهم الطيبات ويحر

( وهي اإلبل والبقر والغنمكل طاهر كنعم(. )157)سورة األعراف/ {الخبائث ( الستطابةوضب ويربوع يحل أكله( بضم الباء )وضبع( كدجاج وحمام )وطير)

} العرب ذلك وألدلة أخرى منها قوله تعالى: ت لكم بهيمة األنعام )سورة {أحل ( وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحل أكل الضبع، رواه الترمذي1المائدة/

وقال حسن صحيح، وأن الضب أكل على

( فال يحل أكله لحرمتهإال ءادميامائدته صلى الله عليه وسلم رواه الشيخان ، ) ( منوذا مخلب( كمني الستقذاره )ومستقذرا( كسم وحجر وتراب لضرره )ومضرا)

الطير كباز وشاهين وصقر للنهي عنها في خبر مسلم )وذا ناب( من السباع كأسد ونمر وذئب للنهي عنه في خبر الصحيحين وما نص على تحريمه في

(، وكل ما استخبث( كحشرات وهي3)سورة المائدة/ {حرمت عليكم الميتة} ءاية: صغار دواب األرض كخنفساء ودود وكدرة وطاوس وذباب وما تولد من مأكول

( كحيةأو أمر به( كخطاف ونحل وضفدع وهدهد وصرد )أو نهي عن قتلهوغيره ) وعقرب وحدأة وفأرة ألن النهي عن قتل شئ أو األمر به يقتضي حرمة أكله،

( روى الشيخان عن جابر: نهى رسول اللهوالدواب إال الخيلوهذان من زيادتي ) صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر األهلية وأذن في لحوم الخيل" وروى عنه أيضا أبو داود : "ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير فنهانا رسول

(وتكره الجاللةالله صلى الله عليه وسلم عن البغال والحمير ولم ينهنا عن الخيل" ) من نعم ودجاج

غيرهما أي يكره تناول شئ منها كلبنها وبيضها ولحمها وصوفها وركوبها بال حائل، ( أي طعمه أو لونه أو ريحهإذا تغير لحمهافتعبيري بها أعم من تعبيره بلحمها، هذا )

( أو تطيب بنفسها من غير شئ وإنماإلى أن تعلف طاهرا فتطيبوتبقى الكراهة ) اقتصر على األول جريا على الغالب وإلخراج طيبها بغسل وطبخ ونحوهما، واألصل في ذلك خبر: "أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الجاللة وشرب لبنها" حتى

تعلف أربعين ليلة ، رواه الترمذي وقال حسن صحيح، زاد أبو داود : "وركوبها"، وإنما لم يحرم ذلك ألنه إنما نهى عنه لتغيره وذلك ال يوجب التحريم كاللحم المنتن

(بمخامرة نجس كحجم( أي كسبه حر أو غيره )ما كسب( يكره لحر تناول )و)

Page 180: شرح التحرير

وكنس زبل ونحوه ألنه صلى الله عليه وسلم سئل عن كسب الحجام فنهى عنه وقال: "أطعمه رقيقك واعلفه ناضحك" رواه ابن حبان وصححه والترمذي

وحسنه، وقيس بما فيه غيره، وصرف النهي عن الحرمة خبر الشيخين عن ابن عباس "احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجرته، فلو كان حراما لم يعطه"، وخرج بمخامرة النجس غيرها فال يكره ما كسب بفصد وحياكة

( ال )أكل مماعلى رقية و( ألجرة )ال أخذونحوهما )

( فال يكرهان ألخبار صحيحة في ذلك ذكرت بعضها في شرح األصل وقيلأخذ عليها ( ألنه فرض عليهويحرم أخذ األجرة على أداء شهادةيكرهان وعليه جرى األصل )

( أي لألداء من محله إلى محلال أجرة لركوبه لهوألنه كالم يسير ال أجرة لمثله ) ( أي مسافة العدوى فما فوقها ولوإذا كان بينه وبين الحاكم مسافةاألداء فال يحرم )

فقيرا يكسب قوته يوما بيوم وكان األداء يشغله عن ذلك لم يلزمه األأداء إال إذا بذل له المشهود له قدر كسبه في مدة األداء وخرج باألداء التحمل فله األخذ عليه، قال

السرخسي: ومحله إذا دعي ليتحمل فإن أتاه المشهود عليه فال أجرة له.(والذبائح( بمعنى المصيد )باب الصيد)

وإذا حللتم} جمع ذبيحة بمعنى مذبوحة، واألصل فيهما قبل اإلجماع قوله تعالى:يتم} (، وقوله:2)سورة المائدة/ {فاصطادوا الصيد(، )3)سورة المائدة/ {إال ما ذك

فذكاته بقطع( كإلجائه لمضيق ال ينفلت منه )إما أن يصاد بيد أو بنحو شبكة ( بفتح الميم وبالمد وهومريئه( قطع )و( بضم الحاء وهو مجرى النفس )حلقومه

أومجرى الطعام ألنه مقدور عليه والحياة تذهب بفقدهما، "ونحو" من زيادتي ) ( كأن امتنع بقوتهفإن لم يدرك فيه حياة مستقرة( كرمح )يصاد بإرسال نحو سهم

( أوتعذر ذبحه بال تقصير كأن سل السكين( أدركها و)أوفمات قبل القدرة عليه ) استغل بتوجيهه

( إجماعا ولخبر الشيخين : "ما أصبت بقوسك فاذكرفمات قبل التمكن حلللقبلة ) ( بأن أدرك فيه حياة مستقرة وترك ذبحه فمات أو تعذروإالاسم الله عليه وكل" )

ذبحه بسبب تقصير كأن لم يكن معه سكين أو غصبت منه أو علقت في الغمد ( ككلبسبع( جارحة )أو( كصقر )أو يصاد بجارحة طير( يحل لتقصيره )فالفمات )

أحل لكم الطيبات} ( لقوله تعالى:حتى مات حل( بال تقصير )فإن عجز عن ذبحه)متم من الجوارح أن( خمسة، األول: )بشروط( أي صيده )4)سورة المائدة/ {وما عل

تنزجر( بأن )و( أي تهيج بإغرائه )بأن ترسل بإرساله( لآلية وتعلمها )تكون معلمة ( ليأخذه المرسلتمسك الصيد( بأن )و( في ابتداء األمر وبعد شدة عدوها )بانزجاره

( أي من لحمه أو نحوه قبل قتله أو عقبه لقوله صلى الله عليهال تأكل منه( بأن )و) وسلم: "فإن أكل فال تأكل فإنما أمسكه على نفسه" رواه الشيخان ، )و( بأن

مرة بعد أخرى حتى يظن( أي ما تقدم من األمور المذكورة )ذلك)يتكرر( منها ) أن يرسلها فلو( الثاني: )و( والرجوع في ذلك إلى أهل الخبرة بالجوارح )تأدبها

( صاحبهاإال أن يزجرها( النتفاء اإلرسال )لم يحل( صيدا )استرسلت بنفسها وقتلت

Page 181: شرح التحرير

فتنزجر ثم)

( شخصا أو نوعاأن يرسلها على صيد( الثالث: )و( فيحل لوجود اإلرسال )يرسلها ( لعدمفقتلت صيدا لم يحل( كأن أرسلها اختبارا لقوتها )فلو أرسلها على غير شئ)

( فلو أرسل سهماالسهم ونحوه( في هذا الشرط )ومثلهاإرساله على الصيد ) ( بعدفيجده( الصيد )أن ال يغيب عنه( الرابع: )واختبارا لقوته فقتل صيدا لم يحل )

إال أن تكون( فإن غاب عنه فوجده ميتا حرم الحتمال موته بسبب ءاخر )ميتاغيبته ) أن ال يتردى( الخامس: )و( أي ضربة الجارحة للصيد )ال يعيش معها( فيحل )الضربة

( وإال فيحرم الحتمال موته بالسببمن علو( إلى سفل )وال يقع في ماء أو نار ( بسيف أوولو قده( أي ال يعيش معها فيحل )إال أن تكون الضربة كذلكالثاني ) ( لم يكن على صورةويحل حيوان البحر وإن( إلطالق األخبار )نصفين حالنحوه )

( بفتح الطاء والفاء فوق الماء أي عاله لقولهمات أو طفاالسمك المعروف أو ) إال ما يعيش فيه وفي البر( )96)سورة المائدة/ {أحل لكم صيد البحر} تعالى:

( ويسمى عقرب الماءوسرطان( بكسر الضاد والدال على األشهر )كضفدع وسلحفاة ونسناس لخبث لحمها، وللنهي عن قتل الضفدع، رواه أبو داود والحاكم

وصححه، وتعبيري باالستثناء المذكور أولى مما عبر به.

باب األضحية

بضم الهمزة وكسرها مع تخفيف الياء وتشديدها، ويقال: ضحية بفتح الضاد وكسرها، وهي اسم لما يذبح من النعم تقربا إلى الله تعالى من يوم عيد النحر إلى

ءاخر أيام التشريق، وسميت بأول زمان فعلها وهو الضحى، واألصل فيها قبلك وانحر} اإلجماع قوله تعالى: ( أي صل صالة العيد2)سورة الكوثر/ {فصل لرب

وانحر النسك، وخبر مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على

صفاحهما"، واألملح قيل: األبيض الخالص، وقيل: الذي بياضه أكثر من سواده، وقيل (و( المتقدم بيانها في بابه )دماء الحج( ثالثة )واجبة وهي( نوعان: )الدماءغير ذلك )

وسنة، وهي( ابتداء أو عما في الذمة )األضحية المنذورة والمعينة للتضحيةدماء ) والعقيقة والوليمة. وال يجزئ في األضحية إال الجذع من( غير الواجبة )األضحية

( أي من معز وإبل وبقر اقتصارا على الوارد فيها عن النبيالضأن والثني من غيره ( وهو منفجذع الضأن ما أجذعصلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم )

( السنةفي( ما دخل )الثانية وثني المعز والبقر( السنة )أو دخل فيزيادتي ) (السادسة( السنة )في( ما دخل )اإلبل( ثني )الثالثة، و)

وذلك لخبر أحمد وغيره: "ضحوا بالجذع من الضأن فإنه جائز" وخبر مسلم : "ال تذبحوا إال مسنة إال أن تعسر عليكم فاذبحوا جذعة من الضأن"، قال العلماء:

المسنة هي الثنية من اإلبل والبقر والغنم فما فوقها. وقوله في الخبر: "ال تذبحوا إال ( لخبروتجزئ الشاة عن واحدمسنة" أي يسن لكم أم ال تذبحوا إال مسنة إلخ )

Page 182: شرح التحرير

( كما يجزئ عنهم في التحللالبعير والبقرة عن سبعةالموطإ في ذلك )و( يجزئ ) لإلحصار لخبر مسلم عن جابر: "نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

معيب( أي األضحية )وال يجزئ فيهابالحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة" ) ( منها من لحم وشحم وغيرهما، فتعبيري بذلك أولى من قوله:بعيب ينقص مأكوال (فال تجزئ العوراء وال العرجاء وال المريضة البين عورها وعرجها"ما نقص اللحم" )

(ومرضها وال العجفاء التي ال تنقيوإن حصل عند إضجاعها للتضحية باضطرابها ) لخبر الترمذي وغيره بذلك، وتنقي: مأخوذة من النقي بكسر النون وإسكان القاف

والوهو المخ أي ال مخ لها، وخرج بالبين: اليسير فال يضر ألنه ال يؤثر في اللحم ) ( وإن قل جربها ألنه يفسد اللحم والودك فإطالقي لها أولى منالجرباء

( كسرا لم ينقص المأكولوتجزئ مكسورة القرنتقييد األصل لها بالبين جربها ) ( من زيادتي، وكذا فاقدة األليةوفاقدة الضرع( إذ ال يتعلق به كبير غرض )وفاقدته)

( لقولهاستسمانها( في األضحية )ويسنأو الذنب ال المخلوقة بال أذن ) ( قال العلماء: هو استسمان32)سورة الحج/ {ومن يعظم شعائر الله} تعالى:

( وال فاقدته لخبر مسلم السابقوأن ال تكون مكسورة القرنالهدايا واستحسانها ) فإن ذبحها قبلها( لالتباع، رواه الشيخان )وأن ال تذبح إال بعد صالة العيدأول الباب )

( وإن لم يمضوقد مضى بعد طلوع الشمس قدر ركعتين وخطبتين خفيفات جاز ( ألنه يتوقى ما الوأن يكون الذابح مسلماذلك فال يجوز ألنه غير وقت األضحية )

( تحل ذبيحتهأحب من ذبح كتابي( منا )وذبح حائض أو مجنون أو صبييتوقاه غيره ) ( وإن جاز ليال مع الكراهة ألنه قد يخطئ المذبح وألنوأن يكون الذبح نهارالما مر )

( ألنه أسهل لهاوأن يطلب لها موضعا ليناالفقراء ال يحضرون فيه حضورهم بالنهار ) ( أي عشر ذي الحجة حتى يضحيوأن ال يأخذ من شعره وال ظفره شيئا في العشر)

لخبر مسلم : "‘إذا رأيتم هالل ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره

وأنوأظفاره" وفي رواية : "فال يأخذن من شعره وأظفاره شيئا حتى يضحي" ) ( لالتباع، رواه الشيخان ، ويتوجه هو إليها أيضاإلى القبلة( أي مذبحها )يوجه ذبيحته

)وأن يسمي الله تعالى( وحده عند الذبح فيقول: بسم الله، لإلتباع، رواه الشيخان ( ألنه محل يشرع فيه ذكرعلى النبي صلى الله عليه وسلم( ويسلم )وأن يصلي)

وأن يقول اللهم هذا منك وإليك فتقبلالله فشرع فيه ذكر نبيه كاألذان والصالة ) ( لما في إبانته منوأن ال يبين رأسها( لالتباع وذكر الثنية في هذين من زيادتي )مني

( لوجود الذبح وعصى بذلك لمافإن ذبحها من قفاها حلتعدم اإلحسان في الذبح ) ( لالتباع، رواه الشيخان،وأن تنحر اإلبل وتذبح البقر والغنمفيه من التعذيب )

( الحلق وهوالذبح( موضع )وموضع النحر اللبة ووتعبيري بما ذكر أولى مما عبر به ) ( بفتح الواو والدال وهماقطع الودجين( أي ما ذكر )أسفل مجامع اللحيين وكماله)

( وتقدم بيانهما، ويسنمع الحلقوم والمريءعرقان في صفحتي العنق يحيطان به ) أن تكون اإلبل عند النحر قائمة معقولة ركبة يسرى، والبقر والغنم عند الذبح

مضجعة لجنب أيسر مشدودة القوائم غير الرجل اليمنى، وأن يحد المدية وأن

Page 183: شرح التحرير

يتصدق بكل األضحية إال

غروب الشمس منلقما يأكلها تبركا فإنها مسنونة )وءاخر وقتها( أي التضحية ) ولو ذبح كل من( لخبر ابن حبان: "في كل أيام التشريق ذبح" )ءاخر أيام التشريق

( أي قيمتها حية وقيمتها مذبوحة ألنرجلين أضحية اآلخر ضمن ما بين القيمتين ( بقيد زدتهعن األضحية( كل منهما )وأجزأتإراقة الدم قربة مقصودة وقد فوتها )

( فيفرقها صاحبها ألنها مستحقة الصرف لجهة التضحية وألنالواجبة بنذربقولي ) ذبحها ال يفتقر إلى نية. أما المتطوع بها والواجبة بالجعل فال يجزئ ذبحهما عن

األضحية الفتقاره إلى نية.( في العقيقةفصل)

هي لغة: الشعر الذي على رأس الولد حين يولد، وشرعا: ما يذبح عند حلق شعره ( من أنثىعن غيره( تسن )شاتان، و( وهي في حقه )تسن العقيقة على الغالم)

( إن أريد العق فيهما بالشياه لألمر بذلك في غيرشاةوخنثى وهي في حقهما ) الخنثى، رواه الترمذي وقال حسن صحيح، وقيس باألنثى الخنثى، وذكر الخنثى من

(أن ال يكسر العظم( يسن )وزيادتي، ويحصل أصل السنة في عقيقة الغالم بشاة ) ( كسائر الوالئم إالأن تطبخ( يسن )وبل تفصل األعضاء تفاؤال بسالمة أعضاء الولد )

رجلها فتعطى

نيئة للقابلة لخبر رواه الحاكم، وأن يكون طبخها بحلو تفاؤال بحالوة أخالق الولد ( للفقراءتطعم( أن )ووألنه صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء والعسل )

كاألضحية وبعثها إليهم أولى من أن يدعوهم.فصل

( أربعة )أبطلها( الله تعالىبأمور( تعالى )كان أهل الجاهلية يتقربون إلى الله) ( أي ما أوجبها وال أمر( اآلية103بقوله: }ما جعل الله من بحيرة{ )سورة المائدة/)

خمسة أبطن( ببنائه للمفعول )التي تنتج( من بحر أي شق، هي )فالبحيرةبها ) ( كما جزم به الزمخشري وغيره،ءاخرها ذكر

فيشق مالكها أذنها ويخلي سبلهاوقيل سبعة ذكورا وإناثا أو أحدهما ورجحه األصل ) العبد يعتقه( أحدهما )بلبنها بل يخليه للضيوف، والسائبة نوعان( بها وال )وال ينتفع

(سائبة( هو أولى من قوله يعتقه الرجل )مالكه

(البعير يسيبه مالكه لقضاء حوائج الناس عليه( الثاني )وأي ال ينتفع به وال بوالئه ) وقد كان الرجل إذا مرض أو غاب يقول: إن شفاني الله تعالى أو قدمت من سفالي

فناقتي سائبة، فإذا حصل ذلك سيبها وجعلها كالبحيرة في تحريم االنتفاع بها الشاة تنتج( أحدهما ما قاله الجوهري وغيره )نوعان( بمعنى الواصلة )والوصيلة)

Page 184: شرح التحرير

( أيعناقين عناقين، فإن نتجت في الثامنة جديا وعناقا قالوا وصلت( أبطن )سبعة أخاها فال يذبحونه ألجلها وال يشرب لبن األم إال الرجال دون النساء وجرتباألنثى )

الشاة كانت إذا نتجت ذكرا( الثاني ما قاله الزمخشري وغيره )مجرى السائبة، و أخاها فلم( أي باألنثى )ذبحوه آللهتهم أو أنثى فلهم أو ذكرا وأنثى قالوا وصلت

( هووالحامي( وما سلكه األصل في النوعين ال يفي بذلك )يذبحوا الذكر آللهتهم ( والفيخلي سبيله( فأكثر )يضرب في إبل الشخص عشر سنين( الذي )الفحل)

حمى ظهره فال ينتفعون من ظهره( اآلن قد )ويقولونيطرد عن ماء وال مرعى ) ( بعد ذلك.بشئ

باب األيمان

ال يؤاخذكم الله باللغو} جمع يمين، واألصل فيها قبل اإلجماع ءايات كقوله تعالى: ( اآلية، وأخبار كخبر البخاري أنه صلى الله عليه225)سورة البقرة/ {في أيمانكم

وسلم كان يحلف "ال ومقلب القلوب"، واليمين والحلف واإليالء والقسم بمعنى. ( أنفيها إما( تقع )غيرها. فالتي( واقعة في )هي نوعان: واقعة في خصومة و)

اللعان( خمسة )أو الستحقاق وهي( للحق )لدفع وهي يمين المنكرتكون ) (المردودة( اليمين )و( أو ما يؤول إليها )والقسامة واليمين مع الشاهد في األموال

(كاإلقرار( أي المردودة )وهي( كما هي مبينة في أبوابها )بعد النكولعلى المدعي ) (في الرد( وتقع )واليمين مع الشاهدين( تغليبا لجانبه )ال كالبينةمن المدعى عليه )

( دعوىو( على الزوج )لعنة( الزوجة )ابعيب ودعوىأي دعوى رد المشتري المبيع ) ( أياإلعسار( دعوى )و( ادعى الجارح أنه غير سليم )الجراحة في عضو باطن)

( ونحوهماالميت( على )على الغائب و( الدعوى )وإعسار نفسه إذا عهد له مال ) وفيما إذا قال لزوجته أنت طالق أمس)

( فيقيم في هذه الصور البينة بما ادعاه ويحلفمن غيري( أنها طالق )ثم قال أردت معها طلبا لالستظهار، والمراد بالمحلوف عليه في األولى قدم العيب، وفي الثانية

(التي( اليمين )وعدم الوطء، وفي الثالثة السالمة، وفي األخيرة إرادة طالق غيره ) لغو اليمين كال والله وبلى والله بال قصد( أي في غير الخصومة )في غيرهاتقع )

( إذ ال يقصد بلغو اليمين تحقيق شئ، وفعل المكره مرفوع عنهحلف ويمين المكره القلم، وفي معنى اللغو ما لو حلف على شئ فسبق لسانه إألى غيره، وظاهر كالمهم أنه ال فرق بين جمعه: ال والله وبلى والله وإفرادهما وهو ظاهر، وقول

الماوردي في الجمع األولى لغو والثانية منعقدة ألنها استدراك مقصود منه يرد بأن على ماض وهي( هذه )واليمين المعقودة باالختيار فإن كانتالفرض عدم القصد )

( ألتنها تغمس صاحبها في اإلثم أوفهي اليمين الغموس( أي تعمد الكذب بها )كاذبة ( المختصة بهأو باسم من أسمائه( تعالى )والحلف إما باللهالنار وهي من الكبائر )

كاإلله وخالق الخلق إال أن يريد غير اليمين فليس بيمين كما في "الروضة" وأصلها

Page 185: شرح التحرير

( الذاتية كعظمته وعزته وكبريائهأو صفة من صفاتهخالفا لما في "المنهاج" ) أو( كقوله إن دخلت الدار فزوجتي طالق أو فعبدي حر )أو بطالق أو عتقوكالمه ) (معلقة بما ال يريد حصوله( مال أو عبادة )وهو التزام قربة( بفتح الالم )نذر لجاج

ويتخيركأن كلمته أو إن لم أكلمه أو إن لم يكن األمر كما قلت فعلي عتق أو صوم ) ( لخبروكفارة اليمين( عمال بالتزامه )بين ما التزمه( إذا وجد المعلق عليه )فيه

مسلم : "كفارة النذر كفارة يمين" وهي ال تكفي في نذر التبرر باالتفاق فتعين حمله على نذر اللجاح، أما ما يستعمل في الله وفي غيره سواء كالشئ والموجود

فليس بيمين إال بنية وما يستعمل فيهما وهو في الله أغلب كالرحيم والخالق فليس ( نحو: آللهوحروف القسم األلف وإن لم تشتهريمين إن أراد به غيره تعالى )

( نحو: والله، ومثل ذلك هاوالواو( الفوقية نحو: تالله )والتاء( نحو: بالله )والباء) ( إنوضم أو فتح أو كسر أو سكن فكناية( مثال )ولو قال اللهالتنبيه نحو: ها الله )

نوى به اليمين فيمين وإال فال، واللحن ال يمنع االنعقاد على أنه ال لحن فيه في (وألفاظ اليمينالحقيقة كما بينته في شرح األصل، وقولي: "أو سكن" من زيادتي )

(كأقسم أو أقسمت أو أحلف أو حلفت أو أعزم أو عزمت باللهأي صيغها الفعلية ) ( ماضيا في صيغة الماضي أو مستقبال فيإن لم يرد إخبارابقيد زدته بقولي )

فإن لم يذكر اللهالمضارع وإال فال يكون يمينا، وتعبيري بما ذكر أولى مما عبر به ) ( كأنوينقطع حكم اليمين بانحاللها( لفقد المحلوف به )تعالى أو صفته فليس بيمين

وقت حلفه بمدة وانقضت أو بر في يمينه أو حنث فيها أو استحال البر كحلفه على ( بمشيئة الله أو بعدمهاوباستثناءشرب ماء هذا الكوز فانصب بغير اختياره )

( بالحلف إن نواه قبل فراغه منه كقوله: والله ألفعلن كذا إن شاء الله أو إنمتصل) ومن حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير ثملم يشإ الله )

( لظاهر خبر الصحيحين : "إني ال أحلف على يمين فأرى غيرهاليكفر عن يمينه ( على الحنثفإن قدم الكفارةخيرا منها إال كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير" )

( لقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة: "إذا حلفت على يمينجاز) فرأيت غيرها خيرا منها فكفرعن يمينك ثم ائت الذي هو خير" رواه أبو داود

وغيره، وألن الكفارة حق مالي يتعلق بسببين فجاز تقديمه على الحنث ألنه عبادة بدنية فال يجوز تقديمها على وقت وجوبها بغير حاجة كصوم رمضان وألن العجز إنما

( أي تركتركه( على )ولو حلف على التزوج على زوجته أويتحقق بعد الوجوب ) وهي في عدة منه رجعية بر في األولى وحنث في( فيهما )فتزوجالتزوج عليها )

ولو حلف ال يسكن أو ال يساكن أو ال يركب أو( ألن الرجعية في حكم الزوجة )الثانية ( ألن االستدامة فيهاال يلبس وهو بهذه الصفات فاستدام حيث

Page 186: شرح التحرير

تسمى سكنى ومساكنة وركوبا ولبسا وكذا كل ما يتقدر بمدة كقيام ومشاركة فالن بخالف ما ال يتقدر بمدة كما لو حلف ال يتزوج أو ال يتطيب أو ال يطأ أو ال يصلي وهو

بهذه الصفات فاستدام ال يحنث ألن االستدامة فيها ال تسمى تزوجا وتطيبا إلى وال يخرجها وال يمسكها بر( وفي في فمه )ال يأكل هذه التمرة( حلف )أوءاخره )

( وبإخراجه منفصال في الحال ألنه لم يأكلها ولم يخرجها ولم يمسكهابأكل بعضها ال( حلف )أوفإن لم يأكل بعضها وال أخرجه منفصال في الحال حنث باإلمساك )

( لجواز أن تكون هيلم يحنث( أو بعضها )يأكلها فاختلطت بتمر فأكله إال تمرة أو( فيكفر الحتمال أنها غير المحلوف عليها )والورع تحنيث نفسهالمحلوف عليها )

أو ال يأكل لحما فأكل( منها أو عجينها أو خبزها )ال يأكل حنطة فأكل دقيقا أو سويقا ( والخيلأو لحما غير لحم النعم والصيد( غير شحم ظهر وجنب )ألية أو شحما

أو ال يأكل رطبا فأكل تمرا ، أو ال يأكل لبنا فأكل زبدا أو جبنا، أو ال يشربوالطير ) سويقا فأكله، أو ال يأكل خبزا فأذابه وشربه، أو ال يشرب شيئا فذاقه، أو ال يكلم

م على قوم هو فيهم ونوى غيره أو كتب إليه كتابا أو( ال يكلم فالنا فـ)فالنا فسل (فأكل رأس غير النعم( وال نية له )أرسل إليه رسوال، أو ال يأكل رأسا

( في هذا كله ألن ما فعله غير ما حلفلم يحنثكرأس طير وصيد بري أو بحري ) من بلد يباع فيه الرأس( الحالف في األخيرة )إال إن كانعليه أو غير المتبادر منه )

( وإن حلف خارجه فيحنث بأكلها فيه قطعا وفي غيره على األقوى فيمفردا الروضة وأصلها قاال وهو األقرب إلى ظاهر النص لكن صحح النووي في تصحيحه

مقابله وكالم األصل يفهمه أما إذا أكل رأس النعم وهي اإلبل والبقر والغنم فيحنثمطلقا ألنه المتبادر.

باب النذر

بالمعجمة هو لغة: الوعد بخير أو شر، وشرعا: التزام قربة لم تتعيم، واألصل فيه ( وأخبار كخبر البخاري :29)سورة الحج/ {وليوفوا نذورهم} ءايات كقوله تعالى:

(إنما يصح"ومن نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فال يعصه". ) (كالتزام حج أو صالة( لم تتعين نفال كانت أو فرض كفاية لم يتعين )في قربةالنذر )

ويلزمه فعل الحج بنفسه إن كان صحيحا فإن عضب أناب كما في حجة اإلسالم،ما كصالة بحدث أو مكروها كصوم الدهر لمن خاف به وخرج بما ذكر ما لو نذر محر ضررا أو فوت حق أو مباحا كأكل طعام طيب أو واجبا متعينا كصالة الظهر فال يصح

( أو سلطان أو رب دين وهو ال يقدر علىفلو نذر حجا في سنة بعينها فمنعه عدو) فال قضاء عليه كما لو نذر أضحيةوفائه )

مرض أو إضالل طريق أو( منعه بعد اإلحرام )أو( ال قضاء عليه )بعينها فماتت ( وجوبا كما لو نذر يومتوان قضاه( منعه مطلقا )أو( أو خطأ في الوقت )نسيان

سنة معينة فأفطر فيها لمرض فإنه يقضي ما أفطره، أما إذا منعه شئ منها غير ولواألخيرة قبل اإلحرام فال قضاء ألن المنذور حج في تلك السنة ولم يقدر عليه )

Page 187: شرح التحرير

(األيام المنهي عنها( أيام رمضان وإال )إال( عن نذره )نذر صوم سنة بعينها صامها ( ألنها غير قابلةوال يقضيهاوهي يوما العيد وأيام التشريق وأيام الحيض والنفاس )

(أو( لعدم قبوله صوم غيره )رمضان( يقضي شهر )والللصوم فال تدخل في النذر ) ( نذره إلمكان الوفاء به بأن يعلم قدومهصوم اليوم الذي يقدم فيه فالن صحنذر )

( صامه عنه فذاك وإال فإن )فإنغدا فيبيت النية ) ( أو يوما مما ال يدخل فيقدم ليال (أو نهارا( لعدم قبول ذلك للصوم أو لصوم غيره )انحل النذرنذر صوم سنة بعينها )

( كما لو نذر صوم يوم معينقضاهغير ما ذكر وهو صائم نفال أو واجبا وهو مفطر ) صوم اليوم الذي يقدم فيه فالن أبدا فقدم يوم االثنين صام كل يوم( نذر )أوففاته )

(وال يجب قضاؤه( مما ال يدخل في نذره صوم سنة بعينها )اثنين يستقبله إال ما مر أي ما مر ألنه لم يدخل في النذر.

باب ءاداب القاضي

( بل يكره اتخاذه مجلسا له صونايسن أن ال يقعد للحكم في مسجدوما يكر معه ) له عن ارتفاع األصوات واللغط الواقعين بمجلس القضاء عادة، ولو اتفقت قضية أو

( يقعدال( أن )وقضايا وقت حضوره في المسجد لصالة أو غيرها فال بأس بفصلها ) ( عن الناس فال يتخذ له حاجبا حيث ال زحمة بل يكره له اتخاذهمحتجباللحكم )

لخبر: "من ولي من أمور الناس شيئا فاحتجب حجبه الله يوم القيامة" رواه أبو ( من كل شئ يغيرسكون ساكن القلب( أن )وداود والحاكم وصحح إسناده )

خلقه فيكره له أن يقضي في حال غضب وجوع وشبع مفرطين ومرض مؤلم وخوف مزعج وفرح شديد، واألصل في ذلك خبر: "ال يحكم أحد بين اثنين وهو

( أييشهد الجنائز ويعود المرضى ويأتي مقدم( أن )وغضبان" رواه الشيخان ) ( كالمسافر لحاجة غير الحج ألن الزيارة عند ذلك قربة،نحو الحاجوقت قدوم )

وذكر "نحو" من زيادتي، فإن لم يمكنه التعميم أتى بممكن كل نوع وخص من عرفه ( إن كثرتأو يتركها كلها( بشروطها السابقة )يحضر الوالئم كلها( أن )ووقرب منه )

وقطعته

عن الحكم، نعم لو كان يخص بعضهم قبل توليته فال بأس باستمراره وفرقوا بين الوالئم واألنواع التي قبلها بأن أظهر األغراض فيها اإلكرام ال الثواب وفي تلك

( أو ليتكلم المدعيتكلما( إذا حضرا عنده )وله أن يقول للخصميناألنواع بالعكس ) (وإذا اجتمع مدعون( بالكالم )حتى يبتدئ أحدهما( عنهما )أن يسكت( له )ومنكما )

( إن علم فإن جاءوا معا أوالسابق غالبا( وجوبا )قدمهو أولى من قوله: "خصوم" ) جهل السابق أقرع بينهم وقدم من خرجت قرعته، وخرج بزيادتي: "غالبا" ما لو كان

ثم مسافرون مستوفزون أو نسوة أو هما فإنه يسن تقديم المسافرين على بدعوىالمقيمين ولو نسوة وتقديمهن على المقيمين إن قلوا وال يقدم السابق إال )

( لئال يطول الزمن فيتضرر الباقون ويأتي مثله في القارع، أما المسافرونواحدة

Page 188: شرح التحرير

والنسوة فيقدمون بجميع الدعاوى إن لم يضر بالباقين إضرارا بينا وإال قدموا ( بما يراهنهاه فإن عاد عزره( أي شدة خصومة )وإن ظهر من خصم لددبواحدة )

( في الحكم عند اختالف وجوه النظر وتعارض اآلراءالعلماء األمناء( ندبا )ويشاور) )سورة ءال {وشاورهم في األمر} فيه لقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:

( إن كان مجتهدا بل يأخذ بما ظهر له باجتهاده ألنوال يقلد غيره( )159عمران/ ( ألنه إذا حكم بشاهدين فبعلمه وإن شملوله الحكم بعلمهالمجتهد ال يقلد مجتهدا )

الظن أولى، وشرط الحكم به أن يصرح بمستنده فيقول: علمت أن له عليك ما ( تعالىإال في عقوبة اللهادعاه وحكمت عليك بعلمي، قاله الماوردي والروياني )

من حد أو تعزير لندب الستر في أسبابها ولو قامت بينة بخالف

وإنعلمه فال يحكم بالبينة وال بعلمه، وتعبيري بالعقوبة أعم من تعبيره بالحدود ) ( له أو لغيره بأن بان بمن ال تقبل شهادته أو خالف نصظهر له الخطأ في حكم

( لتيقننقضهكتاب أو سنة أو خالف نص مقلده أو خالف إجماع أو قياس جلي ) ( أي ظهور الخطأ فيهفإن كان ذلكالخطأ فيه ولمخالفته القاطع أو الظن المحكم )

( االجتهادفيما يستقبل وال ينقض( أي باالجتهاد الثاني )حكم به( ثان )باجتهاد) ( التعديال و( ال )جرحا و( القاضي )وال يقبل)األول( ألن االجتهاد ال ينقض باالجتهاد )

( فال يكفي قول المدعى عليهإال من عدلين( بنقل كالم الخصوم أو الشهود )ترجمة) هو عدل وقد غلط في شهادته علي ألن االستزكاء حق الله تعالى وألن الترجمة

( عن وقتوإن ارتاب في الشهود سألهم متفرقينكغيرها فيشترط فيها عدالن ) تحمل الشهادة ومكانه وعن تحمله وحده أو مع غيره وأنه كتب شهادته أوال وأنهم

( ممن عدل غيرهويكفي في التعديلكتبوا بحبر أو مداد أو نحو ذلك لتزول الريبة ) ( وإن يقل لي أو علي ألنه أثبت العدالة التي اقتضاها قولههو عدلأن يقول )

( فزيادة لي وعلي تأكيد2)سورة الطالق/ {وأشهدوا ذوي عدل منكم} تعالى: ( بصحبة أوأن تكون معرفته به باطنة متقادمة( في شهادته بتعديل غيره )ويشترط)

( كل منوينبغي كونجوار أو معاملة ليكون على بصيرة في شهادته بالتعديل ) ( بما يحتاج إليه فيالمعدل وكاتب القاضي وصاحب مشورته عالما)

( التي فيها االنصباءأن يختم كيس الرقاع( ينبغي )والتعديل والكتابة والمشورة ) ال( أن )والمقسومة أو أسماء الشركاء أو المدعين إذا جاءوا معا أو نحو ذلك )

(ال يقبل( أن )و( أي ختم الكيس ألنه أبعد عن التهمة )يفتحها حتى ينظر إلى الختم ( عنده بذلك فالإال بشهادة عدلين( بسماع بينة أو بحكم إليه )كتاب قاضالقاضي )

يكفي غيرهما.باب القسمة

وإذا} هي تمييز الحصص بعضها عن بعض، واألصل فيها قبل اإلجماع ءايات كآية: ( وأخبار كخبر الصحيحين: كان رسول الله صلى8)سورة النساء/ {حضر القسمة

من( أي الذي نصبه اإلمام )أجرة القاسمالله عليه وسلم يقسم الغنائم بين أربابها )

Page 189: شرح التحرير

( إن تعزر بيت المالثم( من سهم المصالح ألن ذلك من المصالح العامة )بين المال ( أي األجرة التي علىوهي( كما لو كان القاسم منصوبهم )على الشركاءفأجرته )

( ألنها من مؤن الملك كالنفقة، وخرجعلى قدر حصصهم المأخوذةالشركاء ) بزيادتي "المأخوذة" الحصص األصلية في قسمة التعديل فإن األجرة ليست على

قدرها بل على قدر الحصص المأخوذة قلة وكثرة ألن العمل في الكثير أكثر منه في القليل هذا إن أطلقوا المسمى أو كانت اإلجارة فاسدة وإال فعلى كل منهم ما

فإن اتفقواسماه من األجرة ولو فوق أجرة المثل سواء عقدوا معا أم مرتبين ) (على القسمة إال واحدا وطالبها ينتفع به

( قسمة إجبار، فلو كان لشخص عشر دار ال يصلحقسم( دون غيره )بعدهايخصه ) للسكنى والباقي آلخر يصلح لها أجبر صاحب العشر على القسمة بطلب اآلخر دون

( فيجزأ ماويقسم بقرعةعكسه ألن صاحب العشر متعنت في طلبه واآلخر معذور ) يقسم كيال في المكيل ووزنا في الموزون وذرعا في المذروع وعدا في المعدود

ويكتب في كل رقعة اسم شريك أو جزء مميز بحد أو غيره وتدرج في بنادق مستوية ثم يخرج من لم يحضرها رقعة على جزء أو اسم فيعطي الجزء لمن

خرجت له ويفعل ذلك في الرقعة الثانية وتتعين الثالثة للباقي إن كانت أثالثا ويجزئ ( كنصف وثلث وسدس فيجزأ ستة أجزاءعلى أقل األنصباء إن اختلفتما يقسم )

( بأن ال يبدأ بصاحب السدسعن تفريق حصة واحدة( إذا كتاب األجزاء )ويحترز) ألنه إذا بدأ به حينئذ ربما خرج له الجزء الثاني أو الخامس فيتفرق ملك من له

النصف أو الثلث فيبدأ بمن له النصف فإن خرج على اسمه الجزء األول أو الثاني أعطيهما والثالث وثنى بذي الثلث فإن خرج على اسمه الجزء الرابع أعطيه

والخامس ويتعين السادس لمن له السدس وإن استوت األنصباء جزئ ما قسم ولو( لما فيه من الضرر )على جعل السفل لواحد والعلو آلخر( أحد )وال يجبرعليها )

غلطا في قسمة إجبار أو قسمة تراض وهي باألجزاء( على بعض )ادعى بعضهم ( أيبينة بذلك( المدعي )فإن أقام( كما في غير ذلك )صدق المدعى عليه بيمينه

( كغيرهاأو حلف بعد نكول المدعى عليه نقضت القسمةبالغلط فيما ذكر )

من الخصومات وألن الثانية إفراز وال إفراز مع التفاوت فإن كانت قسمة التراضي بالتعديل أو الرد فال أثر لهذه الدعوى ألن هذه القسمة بيع وال أثر للغلظ أو الحيف

فيه كما أنه ال أثر للغبن فيه لرضا صاحب الحق بتركه، وذكر الحلف بعد النكول من ( فإن القسمة تنقض ألن التصرف فيما خلفهكما لو ظهر على الميت دينزيادتي )

( بأنوإن استحق بعض المقسوم وكان معينا غير سواءالميت قبل وفاء دينه باطل ) ( أي القسمة الحتياج أحدهما إلىبطلتاختص أحدهما به أو أصاب منه أكثر )

بطلت( بأن كان بعضه شائعا أو معينا سواء )وإالالرجوع على اآلخر وتعود اإلشاعة ) وال يقسم جبرا( ال في الباقي تفريقا للصفقة ولوصول كل منهم إلى قدر حقه )فيه

( كضائنتين مصرية وشامية وعبيد تركي وهندي وزنجي وثيابصنف مع غيره مطلقا

Page 190: شرح التحرير

(مع صنفه( صنف )والابريسم وكتان وقطن لشدة اختالف األغراض في ذلك ) ( لشدة اختالف األغراض باختالف المحالعلى أن يكون كل منهما لواحدكدارين ) ( فيو( لم يختلف كعبيد وثياب من نوع متساوية القيمة )إال في منقول نوعواألبنية )

( فتقسم كذلك جبرا لقلة اختالف األغراض في ذلك،نحو دكاكين صغار متالصقة) وقولي: "ونحو" إلى ءاخره من زيادتي، بل كالم األصل يقتضي أنه ال إجبار فيه.

باب الشهادات

وال} ( جمع شهادة وهي إخبار عن شئ بلفظ خاص، واألصل فيها ءايات كآية:هي) ( وأخبار كخبر الصحيحين :"ليس لك إال283)سورة البقرة/ {تكتموا الشهادة

شاهداك أو يمينه". وأركانها: شاهد، ومشهود له، ومشهود عليه، ومشهود به، ( وهوشاهدوصيغة، وكلها تعلم مما يأتي وهي )أنواع بحسب ما تقبل فيه( األول )

( قال ابن عمر: "أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنيفي رؤية هالل رمضان) رأيته فصام وأمر الناس بصيامه". رواه أبو داود وابن حبان )والحاكم( وقال:

( أو ماشاهد ويمين في األموال( الثاني )وصحيح اإلسناد على شرط مسلم ) قصدت به، روى مسلم وغيره: "أنه صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين"،

وفيما ال( أي في األموال )شاهد وامرأتان فيها( الثالث )وزاد الشافعي في األموال ) ( كعيب امرأة تحت ثوبها وبكارة ووالدة وحيض لعموم قولهيراه الرجال غالبا

{فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان} تعالى:

(و(، والخنثى كالمرأة، وتعبيري بما ذكر أولى مما عبر به )282)سورة البقرة/ واستشهدوا}( وغير ما في معناه لعموم ءاية:شاهدان في غير الزناالرابع ) شاهدان ويمين في صور تقدمت في( الخامس )و( )282)سورة البقرة/ {شهيدين (أربع نسوة فيما ال يراه الرجال غالبا( السادس )و( وتقدم الكالم عليها، ثم )األيمان

وتقدمت أمثلته. روى ابن أبي شيبة عن الزهري: "مضت السنة بأنه تجوز شهادة النساء فيما ال يطلع عليه غيرهن من والدة النساء وعيوبهن"، وقيس بذلك غيره مما

يشاركه في المعنى المذكور، وتعبيري بما ذكر أولى من اقتصاره على عيوب والذين يرمون} ( لقوله تعالى:أربعة رجال في الشهادة بالزنا( السابع )والنساء )

( اآلية، وإتيان البهيمة والميتة4)سورة النور/ {المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء (قبل الحكم لم يحكم( رجوعهم )وإن رجعوا عن الشهادة فإن كانونحوهما كالزنا )

بها الحاكم ألنه ال يدري أصدقوا في األول أم في الثاني فال يبقى ظن الصدق فيها ( البائنفي الطالق( للمشهود عليه )غرموا( وبعد استيفاء الحق )بعده( كان )أو) ( كالرضاع المحرم واللعان والفسخ بالعيب والقتل كأنوالعتق والمال وغيرها)

وشرط الشاهد: حرية وعدالة وبصرقالوا: أخطأنا في شهادتنا لتفويتهم عليه حقه ) ( وهي التخلق بخلق أمثاله في زمانهوسمع ونطق ورشد وعدم تغفل ومروءة

ومكانه وعدم اتهام كما يعلم مما يأتي، فال تقبل الشهادة ممن به رق وال من كافر

Page 191: شرح التحرير

وفاسق وال من أعمى إال في مواضع تأتي في باب أحكام األعمى، وال من أصم في األقوال وال من أخرس وال من

محجور عليه بسفه وصبا وجنون وال من مغفل ال يضبط وال من عادم مروءة كفير سوقي أكل أو شرب أو مشى مكشوف الرأس في سوق بال عذر وكمن أكثر من

حكايات مضحكة بين الناس، وذكر السمع والنطق من زيادتي، وقولي: "ورشد" في غير( المقبولة )وتجوز الشهادة على الشهادةأولى من قوله والبلوغ والعقل )

( كعقد وفسخ وقود وحد قذف لعموم قولهعقوبة الله تعالى وإحصان ( وللحاجة إليها ألن األصل قد2)سورة الطالق/ {وأشهدوا ذوي عدل منكم} تعالى:

يتعذر، وذكرت في شرح األصل كيفية تحملها وشرط قبولها، أما في عقوبة الله تعالى وفي اإلحصان فال يجوز ألن حقه تعالى المشروط فيه اإلحصان في الجملة

مبني على المساهلة وحق اآلدمي مبني على المضايقة، وذكر اإلحصان من زيادتي، وال يشترط لكل من األصلين شاهدانوتعبيري بالعقوبة أولى من تعبيره بالحدود )

( يشهدان على شهادة كل منهما كما لو شهدا على مقرين وال يكفيبل يكفي اثنان وال أصل لفرعه( ولو مكاتبا )وال تقبل شهادة سيد لرقيقهواحد لهذا وواحد لآلخر )

( شهادةوتقبل شهادة كل منهما على اآلخر حتى( كشهادته لنفسه )وال عكسه وتقبل شهادة أحد( النتفاء التهمة )على األب بطالق ضرة أمهما أو قذفهافرعين )

( كرق وكفرومن ردت شهادته لمعنى( لذلك )األخ ألخيه( شهادة )الزوجين لآلخر و ( كالفاسق والسيد والعدوإال من يتهم( النتفاء التهمة )وزال فأعادها قبلتظاهر )

وعادم المروءة فال تقبل شهادته ألنه يسعى في دفع عار الرد السابق، وتعبيري بـ"من يتهم" أولى

( فلو ادعى كل من اثنين عيناوإذا تعارضت بينتان تساقطتامن تعبيره بـ"الفاسق" ) في يد ثالث لم يقر بأنها ألحدهما وأقام كل منهما بينة بها سقطتا لتناقض موجبيهما

فيحلف لكل منهما يمينا.باب الدعوى والبينات

الدعوى لغة: الطلب، وشرعا: إخبار عن وجوب حق على غيره عند حاكم، والبينات: جمع بينة وهي الشهود، سموا بها ألن بهم يتبين الحق، واألصل في ذلك أخبار كخبر

الصحيحين : "لو يعطى الناس بدعواهم الدعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه"، وروى البيهقي بإسناد حسن: "ولكن البينة على

أحد ذهبا أو( جبل )ال تسمع دعوى محال كمثلالمدعي واليمين على من أنكر"، ) من ال( دعوى )وال( أو حر للنهي عنه )ما أبطله الشرع كثمن خمر( دعوى )فضة وال

فإن( الدعوى )وإذا سمعت( وال دعوى حربي ال أمان له )عبادة له كصبي ومجنون ( به فذاكأو قامت عليه بينة( بالحق )أقر الخصم

فيما لو ادعي على صبي بلوغه( في ثالث مسائل )إال( للخبر السابق )وإال حلف) ( فال يحلف ألن حلفه يثبت صباه وصباه يبطل حلفه، نعم الكافر المسبى الذيفأنكر

أنبت وقال تعجلت اإلنبات يحلف لسقوط القتل بناء على أن اإلنبات عالمة للبلوغ ( ادعى )على حاكم جور في حكم أو على شاهد كذب( في شهادته الرتفاعو)

( فلكللعان( حد )إال في( ألنها تدرأ يالشبهات )وال يمين في حدمنصبهما عن ذلك )

Page 192: شرح التحرير

( فللقاذف أن يحلفقذف( إال في حد )ومن الزوجين أن يالعن ألن فيه درء الحد ) في فعل( أي القطع )على البت( يكون )والحلفالمقذوف أنه لم يزن لذلك )

(نفيا( ألن مملوكه منسوب إليه )مملوكه( في فعل )و( ألنه يعلم حال نفسه )نفسه إثباتا أو نفيا( أي غير نفسه ومملوكه )أو إثباتا وفي فعل غيرهماكان الفعل )

( أي على البت )أو على نفي العلمعليه( يكون )و( اتيسر الوقوف عليه )محصورا ( لتعسر الوقوف عليه، وقولي: "أو نفيانفيا مطلقافي فعل الغير( السابق )

( مقرا كان أوفلو منعه الخصم حقهمحصورا وعليه" مع: "مطلقا" من زيادتي ) ( أيوقدر على أخذ مال له فله أخذ جنس حقه منه( منه )وعجز عن أخذهمنكرا )

( مقدماغيره( إن تعذر عليه جنس حقه فله أخذ )ثممن المال وإن كان له به حجة ) وإن نكلالنقد على غيره، وذكر الترتيب بين جنس الحق وغيره من زيادتي )

( كأن سكت ال لنحو دهشة فحكم القاضيعن اليمين( المدعى عليه )الخصم

( أي بسببه بل بسبب حلف خصمه ألنهبالنكول( لخصمه )لم يحكم عليهبنكوله ) صلى الله عليه وسلم رد اليمين على طالب الحق، رواه الحاكم وصحح إسناده

( أي يتوهم الحكم بالنكول في أربع مسائل وليس حكما به فيهاوقد يتوهم خالفه)فيما لو ادعى مسقطا للجزية كإسالمه في أثناء السنةلما يأتي ) ( أو كان غائبا مثال

عن( فيهما )للخراج كدفعه لعامل ءاخر ونكل( مسقطا )أوفي أثناء السنة فحضر ) أو ادعى حاضر الوقعة البلوغ ألخذ( ألنهما وجبا ولم يأت بدافع )اليمين أخذا منه

( بعدأو ادعى ابن حربي( ألن األصل عدم البلوغ )سهم المقاتلة ونكل لم يعط شيئا ( للكفر الظاهر وألنبدواء ونكل قتل( أي إنبات العانة )أنبت أنه استعجلهأن )

اإلنبات عالمة للبلوغ، وحذفت قول األصل، أو ادعى رب الحائط خطأ الخارصبمحتمل ونكل حكم عليه بخرصه ألنه مبني على ضعيف وهو وجوب حلف المدعي.

باب العتق

بمعنى اإلعتاق، وهو إزالة الرق عن اآلدمي، واألصل فيه قبل اإلجماع قوله (، وخبر الصحيحين : "أيما13)سورة البلد/ {فك رقبة} تعالى:

رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار حتى الفرج بأن( أي عتق إجبار )هو إما إجباربالفرج". وأركانه ثالثة: معتق وعتيق وصيغة، ثم )

بعتق رقيق فردت( الشخص )تملك العبد نفسه أو الشخص أصله أو فرعه أو شهد فيقع( أي عتق اختيار )وإما اختيار( فإن العتق يقع في ذلك قهرا )شهادته ثم تملكه

( أي ما اشتق منها لورودها في القرءانبصريح وهو العتق والحرية وفكر الرقبة وذلك كأنت عتيق، أو أعتقتك، أو حر، أو حررتك، أو فكيك الرقبة، أو فككت رقبتك،

( كقوله: ال ملك لي عليك،وهي ما يحتمل العتق وغيره( للعتق )بكناية بنية( يقع )و) صحته فمن( حال )في( رقيقا )فإن أعتقال سلطان لي عليك، ال سبيل لي عليك، )

فمن( وال دين عليه مستغرق )مرض موته( حال )أو في( يحسب عتقه )رأس المال إال في عتق أم( ألن العتق تبرع وهو مرض الموت معتبر من الثلث كما مر )الثلث ( فإنه من رأس المال وإن استولدها في مرضه كإنفاقه المال في الشهواتالولد

Page 193: شرح التحرير

( نصيبه ألنه مالك التصرف فيه ولما يأتيوإذا أعتق أحد الشريكين نصيبه عتق عليه) ( من نصيب الشريك أو بعضه وعليهلما أيسر به( من موسر )وسرى باإلعتاق)

فإن كان معسرا أو أوصىقيمته له، وتعبيري بما ذكر أعم مما عبر به )

( وذلك لخبر الصحيحين : "من أعتق شركالم يسر( فامتثل )بعتق نصيبه بعد موته له في عبد وكان له مال يبلغ ثمن العبد قوم العبد عليه قيمة عدل فأعطى شركاءه

( عنومتى ضاق الثلثحصصهم وعتق عليه العبد وإال فقد عتق منه ما أعتق" ) ( فلو أعتق ثالثة ال يملكميز العتق بقرعةجميع ما أعتقه وكان العتق دفعة واحدة )

غيرهم قيمتهم سواء دفعة عتق أحدهم بقرعة.باب التدبير

هو لغة: النظر في العواقب، وشرعا: تعليق عتق من مالك بموته. وسمي تدبيرا من الدبر ألن الموت دبر الحياة، واألصل فيه قبل اإلجماع خبر الصحيحين : "أن رجال دبر غالما ليس له مال غيره فباعه النبي صلى الله عليه وسلم"، فتقريره له يدل

( الإنما يصح من بالغعلى جوازه. وأركانه ثالثة: رقيق غير أم ولد، وصيغة، ومالك ) ثم هو تعليق( ال مكره، وهذا من زيادتي )مختار( ال مجنون )عاقلصبي ولو مميزا )

( ال وصيه، ولهذا ال يحتاج إلى إعتاق وال قبول بعدعتق بصفة وهي موت السيد الموت

( ببيع أو نحوه كسائرإال بأن يزيل ملكه عنه( بقول وال غيره )فال يجوز الرجوع عنه) في( الحادثون بعد التدبير وقبل موت السيد )وال يتبع المدبرة أوالدهاالتعليقات )

( إن لمولو دبرها حامال ثبت لحملها حكم التدبير( كما ال يتبع المرهونة ولدها )التدبير ( بموت أو غيره انفصل قبل موتفإن زال تدبيرهايستثنه ألنه بمنزلة جزء منها )

( كما لو دبر عبدين فمات أحدهما قبل موت السيد أو زال ملكهدام تدبيرهسيدها ) أو أعتقتك بعد موتي، وكنايته( بعد موتي )كأنت حر( أي التدبير )وصريحهعنه )

ولو دبر ثم كاتب( وذكر الكناية من زيادتي )بعد موتي( أو حبستك )كخليت سبيلك ( فيكون الرقيق في كل منهما مدبرا مكاتبا فيعتقجاز( أي كاتب ثم دبر )أو عكس

باألسبق من موت السيد وأداء النجوم بناء في األولى على أن التدبير تعليق عتق بصفة وقياسا في الثانية على تعليق عتق المكاتب بصفة وإذا عتق باألسبق بطل

المتأخر إال إذا كان المتأخر الكتابة فال تبطل أحكامها فيتبع العتيق كسبه وولده كماقاله ابن الصباغ في الثانية ويقاس بها األولى ويحتمل خالفه.

باب أمهات األوالد

بضم الهمزة وكسرها مع فتح الميم وكسرها، جمع أم وأصلها أمهة قاله الجوهري واألصل فيه خبر: "أيما أمة ولدت من سيدها فهي حرة عن

Page 194: شرح التحرير

دبر منه" رواه ابن ماجه والحاكم وصحح إسناده، وخبر أمهات األوالد: "ال يبعن وال يوهبن وال يورثن يستمتع بها سيدها ما دام حيا فإذا مات فهي حرة" رواه ابن

( ولوأمته( كله أو بعضه ولو كافرا أو مجنونا )إذا حبلت من حرالقطان وحسنه ) ( وإن لم ينفصلفوضعت ولو سقطا يجب فيه غرةبال وطء أو بوطء محرم )

( إن لمبخالف أمة غيره( فتعتق بموته ولو بقتلها له لما مر )أم ولد( به )صارت) ( فحبلت منهكأن وطئها بظن أنها زوجته الحرة أو أمته أو غر بحريتهايكن فرعه )

ووضعت ما مر فال تصير به أم ولد وإن ملكها ألنه لم يقع العلوق به في ملكه، ( أي أم الولدولسيدهاوخرج بزيادتي حر المكاتب فال تصير أمته بذلك أم ولد )

( كالقنة، نعم إن كان سيدها كافرا وهي مسلمة فليس لهإجبارها على النكاح) في أنها ال( في سبع مسائل )المدبرة( أم الولد )وتفارقتزويجها كما علم مما مر )

( لما فيهوال ترهن( لخبر أمهات األوالد: "ال يبعن وال يوهبن" السابق )تباع وال توهب (وعتقها من رأس المال( ألنها ال تقبل النقل )وال يوصى بهامن التسليط على البيع )

( وإن فديت األولى ألن جناياتها كواحدةوال يضمن سيدها جنايتها الثانيةكما مر ) ( في العتقويتبعها)

( الحاصل بنكاح رقيقا أو بزنا بعد صيرورتها أم ولد بخالف المدبرة فإنها تباعولدها) وتوهب وترهن ويوصي بها وعتقها من الثلث ويضمن سيدها جنايتها الثانية كما مر

أو استولد( أي أم الولد )ولو كاتبهافي القن وال يتبعها ولدها بالوصف السابق ) ( وإن كان وطؤه المكاتبة حراما فتعتق منمستولدة مكاتبة( فيهماا )مكاتبة صارت

فيما لو اشترت( في ثالث مسائل )وال يصح بيعها إالموت السيد وأداء النجوم ) ( كما أفتى به القفال، وكالشراء سائر التملكات الممكنة وهذه من زيادتينفسها

( تعلق برقبتها مال وكان المالك فيهما معسرا حالأو كانت مرهونة، أو جانية) أو بعد عتقه( أي قبل عتق أبيه )وأم ولد مكاتب إن ولدته في الكتابةاالستيالد )

( ألن العلوق وقع في الرق وهو قبل عتق أبيهتبعه رقا وعتقا( منه )لدون ستة أشهر ( ألنها هلقتوال تصير أم ولدمملوك به يمتنع بيعه وال يعتق عليه لضعف ملكه )

فهو( بأن ولدته لستة أشهر فأكثر من العتق )وإالللملوك فأشبهت األمة المنكوحة ) ( لظهور العلوق مع الحرية أو بعدها وإال تبع أباه رقاحر وهي أم ولد إن كان يطؤها

ولو أسلمت أم ولدوعتقا وال تصير مستولدة، وقولي: "وإال" أعم مما عبر به ) ( هو أعم من قوله:حيل بينهما وألزم بمؤنتها( هو أعم من قوله: نصراني )كتابي

( فتعتق.أو يموت( فتسلم إليه )حتى يعتقها أو يسلم"بنفقتها"، )

باب أحكام الرقيق

حج( يلزمه )وال( كما مر في بابها )يفارق الحر في أنه ال تلزمه جمعة وال تنعقد به) ( أيوعورة األمة كالرجل( فيلزمانه كالحر )إال بنذر( كما مر في محلهما )وال عمرة

Page 195: شرح التحرير

لكن يحرم نظر غير محرم إلى سائركعورته بجامع أن رأس كل منهما ليس بعورة ) ( كالحرة كما صححه النووي تبعا للمحققين وجزم األصل تبعا لتصحيح الرافعيبدنها

( يترجم كالمشاهدا وال ترجمانا( أي الرقيق )وال يجوز كونهبجواز نظره إلى وجهها ) وال قائفا وال قاسما وال خارصا، وال مقوما، وال كاتبالخصم أو الشاهد للحاكم )

ا في نكاح، أو قود، أو غير حكم، وال أمينا لحاكم، وال إماما أعظم، وال قاضيا، وال وليا، وال يقلد أمرا عاما ( لنقصه بالرق، وتعبيري في الوالية بما ذكر أعمذلك، وال وصي

( شيئا وإن ملكه سيده ألنهوال يملكمن اقتصاره فيها على النكاح والقود والحد ) مملوك فأشبه البهيمة، نعم المكاتب يملك وخوفا من هالك األمة بالطلق، وتعبيري

( فتلزم غير مكاتبإال زكاة فطر( زكاة )وال تلزمهبذلك أولى من تعبيره بالتسري ) أي تلزمه

( في سائر الكفارات لعدم ملكه أووال يكفر بمال( عنه )ويتحملها سيدهابتداء ) ( في الزكاةكفارة شيئا إال من سهم المكاتبين( من )وال يعطى من زكاة والضعفه )

( أو بالسيدبه( الصوم )وال يصوم غير فرض إذا أضر ذلكفللمكاتب أن يأخذ منه ) ( وتزيد األمة المباحة للسيد بأنها ال تصوم بحضرته إال بإذنه وإن لمإال بإذن سيده)

إقراره( إن كان غير مكاتب وال مأذون له في المعاملة )وال يلزمهيضر بها الصوم ) وال يسهم له من( إذ ال مال له بل يلزم ذمته ليطالب به بعد عتقه )بمال في الحال

( بأن يأذن له في أخذهاوال يأخذ لقطة إال على حكم غيره( بل يرضخ له )الغنيمة (وال تصح كفالته إال بإذن سيده( كما علم من محله )وال يرث وال يورثنيابة عنه )

وال يضمن بالدية بل يضمن منه بالقيمة ما يضمنألنه إثبات حق عليه فأشبه النكاح ) ( من نفس أو غيرها ويضمن منه بما نقص من قيمته ما يضمن منمن الحر بالدية

(وال تتحمل عنه( عن غيره )وتحمل العاقلة قيمته وال يتحمل هو ديةالحر بالحكومة ) ونفيه على النصف من( في الزنا وغيره )وجلدهبل موجب جنايته يتعلق برقبته )

وينكح أمتين وال( في الزنا كما علم من الحدود )وال يرجم( كما مر في الحدود )الحر يجمع أكثر من اثنتين

( أو شهر ونصف كما مر فيوعدة األمة قرءان( كما مر في النكاح )وطالقه ثنتان (وينكح حرة وأمة في عقد واحد( كما مر في بابه )وال لعان بينها وبين سيدهاالعدد )

ويؤدى به فرض( لما مر في الجنايات )وال يقاد به حر وال مبعضكما مر في النكاح ) وال ينكح( بل يعزر كما مر في اللعان )وال يحد قاذفه( أي يعتقه عنها )الكفارات

وقسمها( كما مر في بابه )وتجبر األمة على النكاح( بل ال بد من إذن سيده )بنفسه ( أي ملك لسيدهاوصداقها لغيرها( من قسم الحرة كما مر في بابه )على النصف

( بخالفه في النكاح ألن فراشه أقوى.وال يلحق ولدها سيدها حتى يقر بوطئها)باب أحكام المبعض

Page 196: شرح التحرير

( فال يستقل به وال يجمع أكثر منهو في بعضها كالعبد وذلك كالنكاحمن ذكر وأنثى ) ( فتعتد المبعضة بقرأينوالعدة( فال يملك إال طلقتين )والطالقامرأتين وغيره ذلك )

( فهو فيها على النصف من عقوبة الحر وال يحد قاذفهوالعقوباتأو شهر ونصف ) ( فال تجب عليه وال تنعقدانعقادها( ال )ووجوب الجمعة و( فال تقبل منه )والشهادة)

به وإن وقعت في نوبته

( فالونفقة القريب( فال يقاد به حر وال مبعض وإن لم نزد حرية القاتل )والقود) تلزمه كالعبد، هذا ما في األصل وأصله و"رونق" الشيخ أبي حامد، والذي في

وال خيار"الروضة" وأصلها عن "البسيط": الظاهر أنها تلزمه ألنها كالغرامات ) ( وال يلزمه حج وال عمرة وال يكون قاضياللمبعضة إذا عتق بعضها تحت عبد وال يرث

ا، فقولي: "كالنكاح" إلى ءاخره أولى من قوله: "وهو النكاح" إلى ءاخره وال ولي ( وهو أولى من قوله: "بعبد"،وفي بعضها كالحر وهو أنه ال يقاد بمن فيه رق) ( كجواز تنفلهوغير ذلك( ببعضه الحر )إن كان موسرا( غير العتق )ويكفر بالمال)

في نوبته وصحة تصرفه بغير إذن سيده فيهما وصحة وصيته قياسا على التوريث ( فيملك ما تعاطاه ببعضه الحروفي بعضها كالحر وكالعبد باعتبارين وهو الملكمنه )

( منه فيورث منه ما جمعه ببعضه الحر دونواإلرثدون ما تعاطاه بالبعض اآلخر ) ( كالجناية عليه فيجب بها ما يقابل الحرية بقسطها منوغيرهماما جمعه بغيره )

الدية وما يقابل الرق بقسطه من القيمة.باب القرعة

( بأنأو بالعكس( مثال )بأن تكتب األسماء وتخرج على السهامهي إما )

( في مسئلتينقد تكون في األموال وذلك( هي )وتكتب السهام مثال على األسماء ) وقد تكون في( كما مر في محلهما )تمييز العتق من الملك( في )في القسمة و)

السفر( في )في ابتداء القسم بين الزوجات و( في سبع مسائل )غيرها وذلك تنازع( في )قود عند االستواء و( والية )تنازع والية نكاح و( في )و( منهن )بواحدة

( ظاهر أو باطن فهو أعممعدن( في إحياء )أو( ليس بمعدن )عدد في إحياء موات( كما مرت في أبوابها.أو في دعوى عند حاكممن تقييده بالظاهر )

باب أحكام األعمى

( لقولهإال في مسائل، منها: أنه ال جهاد عليه( في أحكامه )هو كالبصير) وال يجتهد( أي في ترك الجهاد )61)سورة النور/ {ليس على األعمى حرج} تعالى:

( وال نحوهماوال يصح بيعه وال شراؤه( ألن أدلتها بصرية وبصره مفقود )في القبلة ( بل فيهماوال دية في عينيهمما يعتبر فيه الرؤية كالهبة والرهن فيوكل فيها )

( في خمسة مواضعوال تقبل شهادته إالالحكومة )

Page 197: شرح التحرير

( أي ترجمته وإسماعه كالم الخصم أو الشاهد للقاضي ألنهافي الترجمة واإلسماع) ( فيوتفسير ونقل اللفظ ال يحتاج إلى معاينة وإشارة، وذكر اإلسماع من زيادتي )

( والعتق والموت والنكاح، فتعبيري بما ذكر أولى منما يثبت باالستفاضة كالنسب) ما تحمله قبل العمى إن كان المشهود له وعليه( في )واقتصاره على النسب )

قبضه على المقر( في )و( لحصول العلم بالمشهود عليه )معروفي االسم والنسب ( بما سمعه منه من نحو طالق أو عتق أو مالإلى أن يشهد عليه عند القاضي

( ألنه ربماأنه يكره أن يكون مؤذنا وحده( منها )ولشخص معروف االسم والنسب ) ال( أنه )وغلط في الوقت فإن كان معه بصير يخبره به لم يكره النتفاء العلة )

بأجرة وهو قادر( ملكا له أو )إال إن وجد قائدا متبرعا أو( لتضرره )تلزمه جمعة (و(، فعلم أنه لو أحسن المشي بالعصا ال تلزمه جمعة خالفا للقاضي حسين )عليها ( يقودهيعتبر في لزوم الحج والعمرة له مع وجود الزاد والدابة وجود قائدأنه )

ويركبه وينزله متبرعا أو ملكا له أو بأجرة وهو قادر عليها وهو في حقه كالمحرم ال( أنه )وفي حق المرأة فيجب استئجاره بأجرة مثله، وذكر العمرة من زيادتي )

(ال يعتق العبد األعمى( أنه )و( إذ ال كفاية فيه )يثبت في ديوان المرتزقة في الغزو عن

( ذكرا أو أنثى ألنهاال حضانة لمن به عمى( أنه )والكفارة ألن العمى يخل بالعمل ) مراقبة على اللحظات وهي منتفية عنهما، وهذا ما أومأ إليه اإلمام وصرح به غيره،

( أنهو( ألنه قد يخطئ المذبح )تكره ذكاته( أنه )ووذهب اإلسنوي إلى خالفه ) ( وإن دله بصير ألنه ال يرى المصيد فال يصح إرساله،يحرم صيده برمي وجارحة)

ال يجوز كونه إماما أعظم، وال( أنه )ووقولي: "وجارحة" أعم من قوله: "وكلب"، ) ( كالشهادة بل أولى، وال يكون ساعيا في الزكاة وال خارصا وال قاسما والقاضيا

يجزئ في الغرة.باب حكم األوالد

( تبعا لهما،المملوكة مملوك غالبا( ولد )ولد الحرة حر، ومن اآلدميين وغيرهم ) وخرج بزيادتي: "غالبا مسائل، منها: ما لو أوصى مالك أمة بما تحمله فأعتقها وارثه

( الحادثوولد أم الولدبعد موته، وما لو ظن الواطئ ألمة أنها حرة فعلقت منه ) وولد المعلق عتقها( في العتق كما مر فيعتق بعد موت السيد )يتبعهابعد إيالدها )

(الصفة( عند وجود )ال يتبعها إال إن كانت حامال به عند العقد أو( ولو مدبرة )بصفة ( الحادث بعد الكتابةوولد المكاتبةفيتبعها، وتعبيري بما ذكر أعم مما عبر به، )

( للسيد إذ لم يوجد منهوال شئ عليه( رقا وعتقا بالكتابة كولد المستولدة )يتبعها)

أضحية( بالتعيين )الهدي الواجبين( ولد )وولد األضحية والتزام بل للسيد مكاتبته ) ( فليس له أكل شئ منه بل يجب التصدق بجميعه كأمه وقيل له أكل جميعه،وهدي

Page 198: شرح التحرير

( ءادميةوحمل المبيعةوجرى عليه األصل تبعا "للمنهاج" وأصله في ولد األضحية ) وولد المرهونة( ألنه معلوم )ويقابله جزء من الثمن( فهو مبيع )يتبعهاأو غيرها )

( في الصورتينوالجانية والمؤجرة والمعارة والموصى بها أو بمنفعتها وقد حملت به والموصى بخدمتها،( سواء أولدته قبل الموت أم بعده )بين الوصية وموت الموصي)

( فيما قام بها لضعفه عن االستتباع، أما إذاوالموهوبة إذا ولدت قبل القبض ال يتبعها كانت الموصى بها أو بمنفعتها حامال به عند الوصية فإنه وصية أو حملت به بعد

موت الموصي أو ولدته الموهوبة بعد القبض وقد حملت به بعد الهبة فإنه يتبعها لحصول الملك فيها للقابل حينئذ فإن كانت الموهوبة حامال به عند الهبة فهو هبة،

وذكر الموصى بمنفعتها من زيادتي، وتعبيري بما ذكر في الموصى بها أولى مما عبربه.

فائدة: لو رجع األب في الموهوبة ال يرجع في الولد الذي حملت به بعد الهبة وولدته وولد المغصوبة والمعارة أو المقبوضة ببيع فاسد أو سوم، والمبيعة قبلبعد القبض )

( ألن وضع اليد تابع لوضع اليد عليها ومحل الضمان فيالقبض يتبعها في الضمان وولدولد المعارة إذا كان موجودا عند العارية أو حادثا وتمكن من رده فلم يرد )

المرتد إن انعقد في الردة

( بأن انعقد قبل الردة أو فيها وأحد أصولهوإال( تبعا لهما )وأبواه مرتدان فمرتد ( تبعا، واإلسالم يعلو، وذكر هذا من زيادتي، ولو كان أحد أبويه مرتدافمسلممسلم )

واآلخر كافرا أصليا فكافر أصلي، قاله البغوي، والله أعلم.