63
ب ي ل سا أ ة ي ب ر لت أ وة ع وألد ة ي ج و ت ل وأ ن مال ل# خ ورة س م ي ه رأ ب. أ1

اساليب التربيه و الدعوه من خلال سوره ابراهيم

Embed Size (px)

DESCRIPTION

اساليب التربيه و الدعوه من خلال سوره ابراهيم

Citation preview

التربية أساليب والدعوة والتوجيه

خالل منإبراهيم سورة

الله فتح د.وسيم

1

الرحيم الرحمن الله بسم

مقدمة

نبينا المرسلين خاتم على والسالم والصالة العالمين، رب لله الحمد واقتفى نهجهم على سار ومن الطيبين، وصحبه آله وعلى محمدبعد؛ أما الدين، يوم إلى أثرهم8 إبراهيم سورة فيه تناولت بحث فهذا 8 متدبرا الذي بالقدر متفكرا

والدعوية التربوية المناحي إلى تعرضت ولقد لي، تعالى الله يسره الكريمة آلياتها التام واالستقراء السبر خالل من السورة هذه في

8 من مطالعته لي تيسرت بما – وتعالى سبحانه الله بعد – مستعينا إيجازه على البحث جاء ولقد المأثور، التفسير سيما ال التفسير كتب8 بدأته ولقد المباركة، السورة هذه شملتها عظيمة حقائق على منبها

إبراهيم سورة أولها في تناولت حيث الثالثة مباحثه جاءت ثم بالتمهيد عرضت ثم السورة، هذه ظالل تفيؤ رام لمن منه بد ال عام بتعريف

السورة هذه في الدعوة لمنهج العامة المالمح الثاني المبحث في ثم الدعوة معوقات ثم الرسل صفات ثم الدعوة رسالة حددت حيث

التوجيه منهج فيه فتناولت الثالث المبحث أما الدعوة، أساليب أهم لخصت ثم فيها التربوي المنهج ومالمح السورة في الدعوي

اإلطالة. خشية شديد تفصيل دون الخاتمة في البحث نقاط عما العفو وأسأله عرضت فيما وفقت قد أكون أن تعالى الله وأسأل

وعليه المستعان وحده فهو مسؤول، وأكرم مأمول خير إنه زللت، بهالتكالن.

2

تمهيد

أعظم هي واحدة بحقيقة المختلفة السماوية الشرائع جاءت لقد أرسلنا تعالى:" وما قال كما التوحيد حقيقة أعني الكون في حقيقة

ولكن ،1فاعبدون" أنا إال إله ال أنه إليه نوحي إال رسول من قبلك من إلى نبي من عليها والتأكيد الدعوة هذه عرض وطرق أساليب تنوعت

شريعة وليست قوم، إلى قوم ومن رسول إلى رسول ومن نبي هذه عرض في األسلوبي التعدد هذا عن بعيدة8 الخاتمة اإلسالم وشبههم، وأفكارهم الناس مشارب لتنوع مراعاة8 الخالدة الحقيقة

وكان مثل كل من للناس القرآن هذا في صرفنا تعالى:" ولقد قال8" شيء أكثر اإلنسان ونسخه الكريم القرآن هيمنة أن شك وال ،2جدال

كافة تناسب الخطاب في شمولية8 يستلزم كتب من سواه لما تعالى:" قال الحق، إلى دعوتها حين الفكرية والمنازع المشارب

8 الكتاب إليك وأنزلنا 8 الكتاب من يديه بين لما مصدقا عليه ومهيمنا الكريم الكتاب هذا طبيعة كانت وهكذا ،3الله" أنزل بما بينهم فاحكم

الباحثين جذب على قدرته الكريم القرآن أثبت حيث األمر، نفس في فحوى إلى ليهتدوا ولون ولغة وحضارة عرق كل من إليه الحق عن

بارزة8 الدعوي وأسلوبه خطابه في العالمية السمة ولتكون رسالته والروماني الحبشي مع يسلم بالعربي فإذا الدعوة شمس بزوغ منذ حمل بلزوم مخاطبين كنا ولما كذلك األمر كان وإذا الفارسي مع

8 كان كافة الناس إلى الرسالة وأداء الدعوة على نقف أن بنا جديرا8 لتكون القرآني الدعوي الخطاب في األسلوبية المعالم بعض زادا

هذه خالل من ليتمكن ، البياني والجهاد الدعوة رحلة في للمسلم الحق نور وصول دون تحول التي الشبهات حجب خرق من األساليب

القلوب. ظلمات لتبديد هذه استقراء محاولة إال ليس البحث هذا فإن سبق ما عqلم فإذا

إبراهيم سورة هي الكريمة سوره من سورةr في القرآنية الرسالة المنهج سمات من العديد اجتمعت كيف – الله بإذن – وسنرى وإيجازها قصرها على المباركة السورة هذه في الدعوي القرآني

هذا! إال القرآني اإلعجاز وهل وبساطتها،

األنبياء - 1 25سورةالكهف - 2 54سورةالمائدة - 3 48سورة

3

إبراهيم سورة إلى : مدخل األول المبحث

التربوية األسلوبية المالمح دراسة على العزم عقدنا إذ بنا جدير المباركة السورة هذه على نتعرف أن إبراهيم سورة في والدعوية

شاء إن مجملة بصورة موضوعها على ونتعرف اإليجاز، من بشيءالله.

إبراهيم: بسورة عام : تعريف األول المطلب

الشريف المصحف بترتيب عشرة الرابعة السورة هي السورة هذه اثنان آياتها ومجموع ،4النزول بترتيب والسبعون الثانية وهي

ونقل 5الله رحمه كثير ابن الحافظ ذكر كما مكية كلها آية وخمسون8 ونقل وجابر، وعكرمة الحسن عن القرطبي اإلمام مثله ابن عن أيضا

الله حاربوا الذين في نزلت منها ثالث أو آيتين استثناء وقتادة عباس الله نعمة بدلوا الذين إلى تر :" ألم تعالى قوله من وهي ورسوله

8 28 من )اآليات6النار" إلى مصيركم :" فإن تعالى قوله " إلى كفرا(. 30 إلى صحيح، معين نزول سبب على منها لبعض أو السورة لهذه أقف ولم تعالى قوله في ورد ما إال اللهم الهداية، لمحض ابتداء8 نزل مما فهي

8" حيث الله نعمة بدلوا الذين تر :" ألم نزلت عمن روايات وردت كفرا عطاء عن الله رحمه البخاري اإلمام ذكرها كالتي اآلية هذه فيهم8" قال الله نعمة بدلوا الذين تر " ألم عباس ابن سمع كفار : هم كفرا8 ليست الروايات هذه ولكن7مكة" أهل تصلح فال السببية في نصا

لالستثناء.

لسورة الموضوعية : الوحدة الثاني المطلبإبراهيم:

أن الله كالم متدبر الميداني:" فعلى الرحمن عبد الدكتور يقول القرآنية السورة موضوع وحدة الكتشاف استطاع ما عنايته يوجه

،8الكلي.." الموضوع بهذا جملها عليها اشتملت التي المعاني وارتباطqظهر إبراهيم سورة في والتدبر التأمل أن والحقيقة شديد بوضوح ي

الله 4 لكتاب األمثل التدبر حبنكة - –قواعد الرحمن 128عبدالعظيم 5 القرآن كثير –تفسير 595/8 –ابنالقرآن 6 ألحكام 288/9 –القرطبي –الجامعالباري 7 العسقالني –فتح حجر 289/9 –ابنالله 8 لكتاب األمثل التدبر حبنكة - –قواعد الرحمن 30عبد

4

إلى أولها من السورة تقرأ أنك بمعنى فيها، الموضوعية الوحدة8 تعيش وأنت آخرها 8 جوا 8 معنى وتستشعر واحدا تأخذك ال واحدا

8 التفريعات عنه. ولئن بالشرود لذهنك السورة تسمح وال عنه بعيدا هذه وضوح في تفاوتr على كلها القرآنية السور دأب هو هذا كان

الوحدة هذه استشعار في صعوبة أية تجد ال فإنك القرآنية، الظاهرة8 إبراهيم، سورة في الموضوعية أخرى سور في الحال هو كما تماما

موضوع وحدة تبرز حيث الرحمن وسورة ق وسورة يوسف كسورة8 السورة الناظر. على يخفى ال بروزا

الدعوة هو الذي – إبراهيم سورة موضوع وحدة على للتعرف وإن: يلي فيما أوجزها جمة فوائد – التوحيد إلى من متكاملة سورة في الموضوعية الوحدة هذه تأمل إن-1

أوالها التي القصوى األهمية إلى يشير المكي القرآن سور السورة هذه وأن سيما ال التوحيد، لموضوع الكريم القرآن أمام أنت فها التوحيد لموضوع تتفرغ التي الوحيدة ليست

السور إفراد أن والشاهد وغيرها، والكافرون كاإلخالص سور التوحيد بموضوع والقصر الطول في تنوعها على القرآنية

الخطاب في الموضوع هذه وأولوية أهمية على تأكيدالقرآني.

أدائها في السورة سلكته الذي األسلوبي التنوع تأمل إن-2 عند التنويع هذا مراعاة ضرورة على تؤكد الدعوي للخطاب

والشبهات المدعوين أحوال يراعى بحيث المكلفين خطابالدعوة. قبول من المانعة والعوائق السائدة

في بارزة8 ظلت إبراهيم سورة في الموضوعية الوحدة إن-3 إلى للدعاة تشير وكأنها آخرها إلى أولها من كلها السورة

العقيدة تقرير مسألة تجاوز عدم وهو مهم منهجي مبدأ تقرير من الفراغ يتم حتى البتة شيء أي إلى والتوحيدالعقدي. األساس

8 ظهرت السورة هذه في الموضوعية الوحدة إن-4 في أيضا األمم وقائع من السورة سردته الذي التاريخي السياق وحدة على أخرى مرة8 لتؤكد السابقين والرسل السابقةآخرهم. إلى أولهم من التوحيد دينهم وأن الرسل رسالة

على المتدبر تعين إبراهيم لسورة الموضوعية الوحدة إن-5 الذي السياق هذا ضمن السورة في المذكورة الجزئيات فهم كل إن بحيث والكفر؛ اإليمان بين والفارق الفاصل يقرر

5

8 يمثل السورة هذه في وارد ألمر انقياد لتحقيق طريقا8 اإليمان، �سr أو وارد ألمر مخالفة كل أن كما تماما بمنهيr تلب

8 يشكل السورة في عنه يكن لم إن الكفر موارد من موردا8 �ر بعينه، كفرا 8 دقيق هذا وتدب مثال في معنا سيظهر كما جداالله. شاء إن النعم كفران عن الحديث عند الحق

رحاب في رحلتنا بها أستهل أن أحببت التي العامة المالمح بعض هذه الفوائد هذه أبعاد الله شاء إن تتضح ولسوف المباركة، السورة هذه

على متكلين فهلم السورة، جزئيات استعراض سياق في أدق بشكلوأع�ن. يس�ر رب الله،

سورة في الدعوة منهج الثاني: مالمح المبحثإبراهيم

الدعوي المنهج مقومات ألهم شامل بسبرr إبراهيم سورة جاءت لقد ذكر مع المبحث هذا في المالمح هذه أهم نستعرض ولسوف الناجح، واالستقراء البحث بي أفضى ولقد السورة، من عليها الداللة مواضع

تمثلت المنهج لهذا رئيسية محاور خمسة تحديد إلى السورة هذه في معوقاتها على والتنبيه الداعية صفات وبيان الدعوة رسالة تقرير في

بهذه المخاطبين ألنواع شديدة عناية8 أولت ثم لوسائلها وعرض8 الخطابي التنوع ظهر حيث الدعوة التوجيه أساليب في واضحا

الله. شاء إن معنا سيظهر كما المخاطبين فئات لشتى المختلفة

: الدعوة : رسالة األول المطلب

السورة هذه في الدعوي الهدف وبيان الرسالة هذه تقرير جاء لقد عناصر وتتمثل غموض، وال فيه لبس ال مباشر بسيط سهل بأسلوب

واختتمت بإحداهما السورة استهلت معجزتين آيتين في الرسالة هذهqخرج إليك أنزلناه كتاب� :" آلر تعالى قوله فاألولى باألخرى؛ الناس لت

،9الحميد" العزيز صراط إلى ربهم بإذن النور إلى الظلمات منqنذروا للناس بالغ� تعالى:" هذا قوله والثانية إله هو أنما وليعلموا به ولي

أن وضوح بكل تقرران اآليتان فهاتان ،10االلباب" أولو وليذ�كر واحد الجهل )ظلمات من أجمعين الناس استنقاذ الرسالة هذه هدف

إبراهيم 9 1آية –سورةإبراهيم 10 52آية –سورة

6

واإليمان العلم نور إلى المعاصي وأنواع السيئة واألخالق والكفر الخالص التوحيد بتحقيق إال يتحقق ال وهذا ،11الحسنة( واألخالق إله هو أنما " وليعلموا الثانية اآلية في ذكر كما تعالى لله المجرد8 يكن لم التوحيد ذكر أن وهي دقيقة نكتة وهنا واحد" ، في صريحا

الحكمة ولعل خاتمتها، في الصراحة بهذه جاء وإنما السورة فاتحة من هذه التوحيد دعوة في ما إلى المخاطبين انتباه لفت ذلك من

لهم، مصلحة فيه ما اتباع على مجبولة الناس ألن مصلحتهم تحقيق أنه على الناس جqبل بما ولإلسالم للكفر المثال األولى اآلية فضربت واإلسالم الظلمة بمنزلة الكفر ألن التمثيل، سبيل على )وهذا مصلحة هو الذي التوحيد إلى الدعوة في السورة مضت ثم ،12النور( بمنزلة أن إلى إشارة8 صراحة التوحيد بذكر السورة وختمت اإلسالم حقيقة

النيرة والعقول األلباب أولو إليها يصل أن القمن النتيجة هي هذه بد سيأتي. وال كما توجيهات من السورة في جاء ما إلى تلتفت حين

فيما اآليتان هاتان رسختها التي المبادئ من جملة نقرر أن من لناومنها: الرسالة بطبيعة يتعلق السورة فاتحة في ذلك جاء وقد الدعوة عالمية على التأكيد أوًال8:

qخرج قوله في قوله في خاتمتها في جاء الناس" كما تعالى:" لت8 هذا في أن شك وال للناس"، بالغ� تعالى:"هذا شمولية على تأكيدا

جهة من الشرائع وخاتمة قبلها ما ناسخة أنها وعلى جهة من الدعوةأخرى. هذا وأن وجل عز الله كتاب بتزيل اإلرشاد هداية تحقق بيانثانيا8:

قوله في جلي� وهذا الصافي ونبعها الدعوة هذه م�عين هو الكتاب الوحي مصدرية على أكد " حيث إليك أنزلناه :" كتاب� تعالى

له وهم الناس حال يستقيم أن يمكن فال الكتاب دور ومحورية النوع وهذا الهون، عنه وهم بنذارته االنتفاع لهم يمكن وال هاجرون

اإلعذار. يتحقق وبه الناس لكل عام الهداية من8 وجل عز الله إذن على موقوفة التوفيق هداية تحقق أن : بيان ثالثا بالفضل ويعترفوا وأهوائهم عقولهم إلى بالركون الناس يغتر ال حتى8 تعالى لله 8 أوال أشد لهم تعالى الله خذالن أسباب عن ويحترزوا وآخرا :" تعالى قوله في وجلي واضح األمر وهذا إليه، محتاجين يكونوا ما

ربهم" بإذن8 يضره وال المؤمنين طاعة تنفعه ال تعالى الله أن على التأكيد: رابعا

وأنزل الرسل أرسل إنما وتعالى سبحانه وأنه الكافرين، عصيانالمنان 11 كالم تفسير في الرحمن الكريم 370السعدي - –تيسيرالقرآن 12 ألحكام 9 /288القرطبي - –الجامع

7

ولهذا منهم، أبق لمن آبهr وال عبيده من أحد لطاعة محتاجr غير الكتب تعالى " فهو الحميد " العزيز هو تعالى الله أن على اآلية أكدت بكل ) المحمود بذاته والحميد13غالب( يغلبه ال )الذي بذاته العزيز من ينتفع الذي ولكن ،14حال( كل على مكان كل في والممج�د لسان الطريق بسلوكه يعتز الذي المطيع العبد هو الصراط هذا سلوك

الصاحب وقل الطريق استوحش مهما ربه مرضاة إلى الموصل8 فيكفيه والرفيق، 8 ويكفيه للعزيز متذلل أنه عزا متعبد� أنه فخراللحميد.

الخطاب مقام في البساطة ووصف الدعوة، هذه مالمح ببساطة هذه والوعي والعلوم المشارب في تفاوت على كافة للناس الشامل توصيل على األقدر هو ألنه مدح وصف هو واالستيعاب والتفكير

أن غير من وقلب عقل كل إلى – التوحيد حقيقة – حقيقة أعظم وتعقيدات الكالميين وتشدقات الفالسفة تقعرات ذلك دون تحول

الحقيقة هذه يدرك أن وبداءة عامية8 الناس ألكثر يمكن بل ، العلماءالعلم. جهابذة يدركه الذي الوضوح بنفس إلى للداعية ينبغي أسلوبية قضايا عدة تقدم مما نستنبط أن ويمكن

وهي: تعالى الله إلى الدعوة سياق في بها يلتزم أن تعالى الله المشترك القدر مراعاة مع إليه يدعو ما بيان في الوضوح-1

الناس. ألفهام األدنى على وجهده همه فيقصر الدعوة في األولويات مراعاة-2

غيرها. قبل التوحيد مسائل عند العزة معاني إثارة خالل من المعنويات ورفع الهمم شحذ-3

الطريق وحشة مع سيما ال له والمستجيبين الداعيةاألوائل. للسالكين

الرسل: : صفات الثاني المطلب

وال ، قومه، إلى تعالى الله من الدعوة هذه حامل هو الرسول إن شخص متطلبات يراعي الذي هو الناجح الدعوي األسلوب أن شك

ولدى ، الناس الستجابة أدعى يكون كي تهذيبها على ويعمل الداعية بها يتصف التي المالمح هذه من جملة8 وجدنا السورة هذه تأمل

: وهي الرسل

السابق 13السابق14

8

8 القوم: بلسان : اإلرسالأوًال لتحقق الزم أمر قومه لسان مع البشري الرسول لسان توافق إن

تقرير على تؤكد الكريمة اآلية نجد ولهذا وجل، عز الله عن البيان ليبين قومه بلسان إال رسول من أرسلنا تعالى:" وما قال حيث ذلك ،15الحكيم" العزيز وهو يشاء من ويهدي يشاء من الله فيضل لهم

من أثر هي التي اإلرشاد بهداية الحجة إقامة في ضروري أصل� وهذا أنه بخلقه تعالى لطفه )من كان ولهذا بالناس، تعالى الله رحمة آثار

8 إليهم يرسل أرسلوا وما يريدون ما عنهم ليفهموا بلغاتهم منهم رسال والداللة اإلرشاد هداية تتحقق الجلي البيان قلت: وبهذا ،16إليهم( به

تكون ال التوفيق هداية أن بتأكيد ذلك يتبع أن ناسب ولذا ، الحق على الدعوة على أقبل لمن سبحانه عنده من مثوبة8 الله بمشيئة إال

8 8 مستمعا 8 منصتا 8 مخبتا للحق. منقادا: الله على التوكلثانيا8:

أوامر تنفيذ على بالله يستعين الذي هو الناجح والداعية الرسول إن األسباب هذه كانت مهما بأسبابه يأخذ حين الله على ويتوكل الله،

�د معجزاتr من أقوى شيء وأي قوية، وبينات رسله بها تعالى الله أي مقام إن بل يكفي ال ذلك ولكن حجته، بها أيديهم على أقام وبراهين

شهود مقام عين – الناجح للداعية بالنسبة – هو األسباب هذه شهود حق تعالى الله على التوكل إلى داعr أشد بذلك وهو الله إلى الفقر8، كان مهما سواه لما ركون دونما توكله يصبح التوكل هذا إن بل قويا

8 أقوامهم الرسل مجابهة سياق في ذاته بحد المعجز التحدي من نوعا بآية لقومهم والسالم الصالة عليهم الرسل من )كاإلشارة فهو ،

عليهم، والغلبة القهر لهم أن الغالب في قومهم أن وهو عظيمة ومكرهم كيدهم دفع في الله على متوكلون بأنهم رسلهم فتحد�تهم

على حرصهم مع شرهم الله كفاهم وقد إياهم، بكفايته وجازمون هذا بتأكيد السورة جاءت ولقد17الحق( من معهم ما وإطفاء إتالفهم

تعالى:" قالت قوله تأمل ، قومهم الرسل محاججة مقام في األمر من يشاء من على يمن� الله ولكن مثلكم بشر إال نحن إن رسلهم لهم

فليتوكل الله وعلى الله بإذن إال بسلطان نأتيكم أن لنا كان وما عباده�نا هدانا وقد الله على نتوكل أال لنا المؤمنون. وما qل ب qنصبرن� س� على ول

يمكن ال أنه والحقيقة ،18المتوكلون" فليتوكل الله وعلى آذيتمونا ما على صحيح بتوكل إال البالغ مهمة مواجهة في قائمة للداعية تقوم أن

إبراهيم - 15 4سورةالعظيم 16 القرآن 596/4 –تفسيرالرحمن 17 الكريم 372السعدي - –تيسيرإبراهيم 18 12-11 –سورة

9

ما أكمل السالم الصالة عليهم الرسل توكل كان ولهذا تعالى، الله ما وأشرف المطالب من يكون ما أعلى في ألنه التوكل من يكون على يسير أن تعالى الله إلى بالداعية فقمن� ،19المراتب من يكون

وسننهم. أثارهم يقتفي وأن خطاهم

األذى: على الصبرثالثا8: ما على :" ولنصبرن تعالى قوله التوكل آية في معنا تقدم لقد

أن إلى تعالى الله من جلية إشارة هذا في أن شك وال ،20آذيتمونا" هذا استحضار يستلزم ما والمتاعب المشاق من سيالقون الرسل الصبر بهذا الرسل التزام جاء ولقد لمواجهته، واالستعداد االبتالء8 8 الثبات في مبالغة8 التوكيد وبنون القسم بالم مؤكدا إظهار في وإمعاناينصرهم. أنه تعالى بالله الثقة الله إلى الداعية بصفات تتعلق أسلوبية قضايا عدة نستنبط تقدم مما

: يلي فيما أوجزها تعالى رسالة يوصل أن الداعية فهدف يفهمون؛ بما الناس مخاطبة-1

ال بما يتشدق أو القوم على يستعلي أن ال الناس إلى التوحيد تنبيه أقوامهم بلغة رسله تعالى الله إرسال وفي يفهمون،

ذلك. إلى شاق الدعوة فطريق ؛ والصبر التوكل بزاد التزود ضرورة-2

وال بالقليلة ليست – سيأتي كما – والمعوقات وموحش، األذى لتحمل يستعد أن من للداعية بد فال باليسيرة،ربه. عن البالغ سبيل في والمشقة

الدعوة: الثالث: معوقات المطلب

ولكن حقيقتها، في بسيطة يسيرة دعوة التوحيد إلى الناس دعوة إن8 ترتعد التي الظالم كائنات قا ما تهنأ ال الحق نور من شعاع أي من ف�ر�

الضروري من فكان الدعاة، طريق في والعراقيل المعوقات تضع لم يتم حتى المعوقات هذه وجود إلى تعالى الله إلى الدعاة تنبيه

ونحن الرسالة، وتبليغ الدعوة لنجاح أرجى يكون بما معها التعامل وهذا الموانع هذه من جملة ببيان تستفتح الكريمة السورة نجد

من له بد ال الحق ألن الدعوة، قضية مع التعامل في حكيم أسلوبالرحمن 19 الكريم بتصرف - 372 –السعدي –تيسيرإبراهيم - 20 12سورة

10

rستفرغ أن من القابل للمحل بد وال قابل، محلq الشواغل من يqشغل، ال المشغول ألن األخرى بينتها التي الموانع تلك في فلنتدبر ي شديد. عذاب من للكافرين :" وويل� تعالى قال حيث الكريمة السورة

الله سبيل عن ويصد�ون اآلخرة على الدنيا الحياة يستحبون الذين8 ويبغونها نبأ يأتكم :" ألم تعالى وقال ،21بعيد" ضاللr في أولئك عوجا

إال يعلمهم ال بعدهم من والذين وثمود وعاد نوح قوم قبلكم من الذين إنا وقالوا أفواههم في أيديهم فرد�وا بالبينات رسلهم جاءتهم الله

qرسلتم بما كفرنا وقال ،22مريب" إليه تدعوننا مما شك لفي وإنا به أ�كم لرسلهم كفروا الذين تعالى:" وقال qخرجن لتعودqن� أو أرضنا من لن

معوقات من مجموعة ذكرت قد الكريمات اآليات فهذه ،23ملتنا" في أن إلى ننبه أن بعد التفصيل، من بشيء نتناولها أن بنا يحسن الدعوة

الدعاة إعداد في الحكيمة األساليب أحد هو السورة في البيان هذا يكون حتى بصدده هو ما حقيقة يعلم أن من للداعية بد فال وتهيئتهم،

8 أتم 8 وأكثر استعدادا مصداق وتأمل معوقات، من سيواجهه لما تقبال الله رضي خديجة المؤمنين أم أتت حين الوحي ابتداء حديث في هذا

نوفل بن ورقة عمها ابن إلى وسلم عليه الله صلى الله برسول عنها له فقال رأى ما خبر وسلم عليه الله صلى الله رسول فأخبره

8جذعا فيها ليتني يا ،موسى ىعل الله نزل الذي الناموس هذا:" ورقة عليه الله صلى الله رسول فقال"قومك يخرجك إذ 8حيا أكون ليتني ما بمثل قط رجل يأت لم نعم:" قال؟! "هم �جي�خرqم� أو:"وسلم سنة هذه أن إلى واضحة إشارة قلت: فهذه ،24"عودي إال به جئتqرسلوا ومن رسله في تعالى الله سنن من للنبي وتوجيه إليهم، أ

8 ليكون عليه وسالمه الله صلوات وصدق الثقيل، الحمل لهذا مستعدا8 عليك سنلقي قال:" إنا إذ العظيم الله 8" قوال يلي وفيما ،25ثقيال

: الدعوة معوقات من السورة هذه في ورد ما تفصيل

اآلخرة: على الدنيا حبأوًال8:8 هذا جاء وقد من للكافرين :" وويل� تعالى قوله في للكافرين وصفا

وهذا اآلخرة"، على الدنيا الحياة يستحبون شديد. الذين عذاب أمام وضع من لكل األصيل الداء الحقيقة في اعتباره يمكن المعو�ق8 الدعوة )يقدمونها ألنهم نحوها، أو بعقبة طريقها اعترض أو عائقا

إبراهيم 21 3-2آية –سورةإبراهيم - 22 9سورةإبراهيم - 23 13سورةالبخاري 24 الوحي –صحيح بدء 3حديث –كتابالمزمل 25 5آية –سورة

11

ونسوا للدنيا [ ويعملون اآلخرة ]أي عليها الدنيا[ ويؤثرونها ] أي يتخبط للدنيا يعمل قلت: فالذي ،26ظهورهم( وراء وتركوها اآلخرة

ودعوةq الشرعq عارض فكلما هوى، كل وراء ويسير أوديتها كل في عنه الحق دعوة يحجب ما والعقبات العوائق من يضع أخذ هواه الحق المعو�ق هو هذا كون وجه هو عندي وهذا هواه، وبين بينه لتخلي�

8 كونه يتعدي فهو للدعوة، األصيل للدعوة الفرد قبول من مانعا طريق في للوقوف إبليس إمرة تحت الفرد هذا تجنيد إلى وتلقيها8 كان ولهذا سيلي، كما السبل بشتى الدعوة اآلية ذكرت أن مناسبا

أعلم. تعالى والله ، ذكرت ما أول العائق هذا الكريمة

: الله سبيل عن الصدثانيا8: يكتفون ال الكفار فهؤالء ،27الرسل( ) اتباع بمعنى هنا الله وسبيل جاءت ما اتباع عن الناس يصرفون ولكنهم لهم الرسل دعوة برفض

وبالتهديد تارة وباإلكراه تارة بالرفض يكون الصد وهذا الرسل، به قوله في نفسها اآلية بينت كما تارة والتحريف وبالتشويه تارة

8" أي تعالى:" ويبغونها [ الله سبيل ] أي تهجينها على )يحرصون عوجا بالدعوة التشهير هو هؤالء دأب كان ولما ،28( منها للتنفير وتقبيحها بهم تعالى الله فشه�ر فعلوا ما بمثل القرآن عليهم رد فقد والدعاة

�ن األشهاد رؤوس على وفضحهم ومعادون لموالهم معادون أنهم وبي الناس وتنفير الرسل دعوة اعتراض في ألنفسهم ومعادون للحق القرآن، من موضع غير في هؤالء أمثال تعالى الله ذكر ولقد منها، عن تصدون لم الكتاب أهل يا :"قل تعالى قوله نظير اآلية فهذه8 تبغونها آمن من الله سبيل عما بغافلr الله وما شهداء وأنتم عوجا

عملوا. ما ولبئس عملهم جنس من هؤالء جزاء فكان ،29تعملون"8 : بالرسل : اًالستهزاءثالثا بل حججهم إفالس على دليل وهو الكفار لهؤالء آخر مسلك وهذا

منقول صحيح أثر أو المعقول من حجة لهم كانت لو إذ عدمها، أيديهم " فرد�وا جحدوا الحيلة أعيتهم لما ولكن الرسل، به لخاصموا

هذا من المراد في التفسير أهل أقوال تعددت ولقد أفواههم" ، في أن معناها أن تعالى الله رحمه الشنقيطي الشيخ منها وذكر الوصف،

8 أناملهم على عضوا الكفار فعلوا أنهم أو الرسل، به جاء مما غيضا يشيرون إنما أنهم أو الرسل، دعوة من سمعوا لما العجب من ذلك

العظيم 26 القرآن كثير –تفسير كالمي 4/ 596 –ابن من معقوفتين بين وماالسابق 27 المرجعالرحمن 28 الكريم 370السعدي - –تيسيرعمران - 29 آل 99سورة

12

كذبوهم أنهم أو به، جاءوا عما ليسكتوا الرسل أفواه إلى بأيديهم عبد عن مأثور األقوال وأول ،31 أخرى، أقوال إلى إضافة 30بأفواههم

8، اآلية في الماثور أصح ولعله عنه الله رضي مسعود بن الله إسنادا عليكم عضوا خلوا :" وإذا تعالى بقوله الطبري جرير ابن ووجهه تعالى" قوله أعني – الوصف هذا تأمل .قلت: إن32الغيظ" من األنامل والتهكم االستهزاء من بشيء أفواههم"- يوحي في أيديهم فرد�وا ال بكلمة تكلم إذا الرجل فترى الناس عند ومعروف مشاهد وهذا أو تبسموا وربما وتهكموا أفواههم على أيديهم وضعوا القوم يحبها

8 ضحكوا مع يتعارض ال هذا أن وعندي يقول، بما واستهزاء8 استخفافاqثر ما عضهم من ذكره ما يكون بل عنه الله رضي مسعود ابن عن أ

8 األنامل على ذكر كما البعض ببعضهم واختالئهم السر حال في غيظا ما ويكون ،33الغيظ" من األنامل عليكم عضوا خلوا تعالى:" وإذا

qه أبلغ وهذا والعلن المأل في والتهكم واالستخفاف االستهزاء من ذكرت به جاءت مما الغيظ يظهرون كونهم من الله سبيل عن الصد في

أعلم. تعالى والله الرسل،8 : والشبهات الشكوك : إثارةرابعا

8 المسلك هذا السورة فضحت وقد لفي :" وإنا تعالى قوله في أيضا8 عليهم وردت مريب"، إليه تدعوننا مما شك 8 ردا قوله في حاسما

،34" واألرض السماوات فاطر شك الله أفي رسلهم :" قالت تعالى فكان والجدال النقاش تستحق ال واهية شبهة الشبهة هذه أن ذلك

8 والعقول السليمة الفطر في مستقر هو ما تقرير عليها الرد في كافيا الكفرة هؤالء انحطاط مدى على التنبيه هنا الغرض ولكن الصحيحة،

والشبهة الفتنة إثارة عن يتورعون ال فهم الله سبيل عن الصادين الله جعل فيمن تقول ما ولكن العقول، في بدهية الحقيقة كانت مهما الله نسأل وقر أذنه وفي غشاوة بصره وعلى مرض قلبه في

والعافية. السالمة8 األرض: من واإلخراج الحسي اإليذاء : خامسا

تعالى الله إلى الدعوة الرسل أقوام به واجهت الذي التهديد وهذا�كم اآلية حكت كما qخرجن �تنا في لتعودqن� أو أرضنا من تهديدهم:"لن "، م�ل الدعوة النتشار المهمة المعوقات من يعتبر التهديد هذا أن شك وال

البيان 30 أضواء في ذكره الباء، بمعنى في أن على وهذاالبيان 31 59/2-58 –الشنقيطي –أضواءالعظيم 32 القرآن كثير –تفسير بتصرف 601/4 –ابنعمران 33 آل 119آية –سورةإبراهيم 34 10آية –سورة

13

وكراهة به واألنس موطنه حب على مجبول فالمرء لها، الناس وتقبل حمراء بن عدي بن الله عبد عن الحديث في جاء كما منه، اإلخراج8 وسلم عليه الله صلى الله رسول قال: رأيت الزهري على واقفاة و�ر� الله إلى الله أرض وأحب الله أرض لخير إنك فقال:" والله الح�ز�

qخرجت أني ولوال في أخرى آيات فصل�ت ولقد ،35خرجت" ما منك أ قوم عن تعالى قوله فجاء لرسلهم، هذا الكفار تهديد الله كتاب

qخرجن�ك شعيب لتعودqن� أو قريتنا من معك آمنوا والذين شعيب يا :" لن :" فما لوط قوم عن تعالى وقوله ،36كارهين" كنا أولو قال ملتنا في أناس إنهم قريتكم من لوط آل أخرجوا قالوا أن إال قومه جواب كان

كفروا الذين بك يمكر :" وإذ قريش عن تعالى وقال ،37يتطهرون"qثبتوك qخرجوك أو يقتلوك أو لي خير والله الله ويمكر ويمكرون ي

ما ع�ظم إلى بعدهم من وللدعاة للرسل تنبيه . فهذا38،39الماكرين"8 المضي عن يثنيهم أال يجب هذا وأن قومهم، به سيقابلهم في قqدما

8 مكروا ولئن بأولئك متكفل تعالى والله الرسالة، أداء فالله مكرامحالة. ال بمكرهم محيط� تعالى

إلى إشارة من السورة هذه في ورد لما الموجز االستعراض هذا بعد استخالص يمكننا الرسل دعوة طريق في الرئيسية المعوقات بعضيلي: فيما بالدعوة المتعلقة األسلوبية العناصر من جملة من عليه مقبلون هم لما وتهيئتهم الدعاة بتربية االعتناء-1

طبيعة أن إلى اإلشارة خالل من وذلك وابتالءات، شدائد أهل كان ولما والباطل، الحق بين صراع� يالزمها الدعوة من لهم يكن لم والدليل الحجة جهة من مفلسين الباطلالدعوة. طريق في والعراقيل المعوقات وضع سوى سبيل

أكانت سواء الحق مقاومة في الباطل أساليب بفضح االعتناء-2 كإثارة معنوية أساليب والطرد- أم كاإليذاء – مادية أساليب

ونحوه. واالستهزاء الشبهات

: الدعوة الرابع: وسائل المطلب

السليمة للفطرة وموافقتها بساطتها رغم التوحيد رسالة أن شك ال شكوك من لديهم تولد وما المخاطبين أحوال مراعاة إلى تحتاج

في األسلوبي التعدد تجد ولهذا الدعوة، قبول من مانعة وحجبالترمذي 35 مكة : –سنن بسوق مكان والحزورة ، صحيح غريب حسن حديث عيسى أبو وقال المناقب كتاباألعراف 36 88آية –سورةالنمل 37 56آية –سورةاألنفال 38 30آية –سورةالبيان 39 - –أضواء 60/2الشنقيطي

14

بين التي والسورة والكريم، القرآن في بارزة8 سمة�8 المكلفين خطاب المكية السور من وأنها سيما ال الحال بطبيعة المنهج بهذا تلتزم أيدينا ألهم استعراض يلي وفيما العقيدة، مسائل بتقرير عنيت التي

على سردتها السورة هذه في الواردة الدعوية واألساليب الوسائلالسورة: في الوارد الترتيب

األلوهية: توحيد على الربوبية بتوحيد التنبيهأوًال8: قوله ففي ذلك، على منبهة8 السورة هذه في آيات عدة جاءت لقد

جاء حيث40األرض" في وما السماوات في ما له الذي :" الله تعالى السماوات في ما بكل تعالى إفراده على )ما( ليدل العموم بصيغة

8 )أي واألرض 8 ملكا 8 وعبيدا 8( واختراعا تعالى قوله مثل وهذا ،41وخلقا يدعوكم واألرض السماوات فاطر شك الله أفي رسلهم :"قالت

)استفهام وهو42مسمى" أجل إلى ويؤخركم ذنوبكم من لكم ليغفر السماوات خلق الله أن تر :" ألم تعالى وقوله ،43اإلنكار( معناه

qذهبكم يشأ إن بالحق واألرض على التنبيه وفيه44جديد" بخلق ويأت ي ولكن ذلك، عن الله تعالى العب وال عابثr خلق ليس الخلق هذا أن

السماوات خلق الذي :"الله تعالى وقوله ،45قدرته( على بها )ليستدل8 الثمرات من به فأخرج ماء السماء من وأنزل واألرض لكم رزقا األنهار. وسخ�ر لكم وسخ�ر بأمره البحر في لتجري الفلك لكم وسخ�ر

فصلت حيث46والنهار" الليل لكم وسخ�ر دائبين والقمر الشمس لكم ، والتدبير الخلق حيث من تعالى الله ربوبية مظاهر في اآلية هذه

تأتي منها آية كل بل اآليات، هذه في المحض التكرار تتوهم أن وحذار استعمال يمنع وال مستقلة مسألة أو أمر على لتنبه موضعها في

على بها استدل األولى فاآلية عليه، المشهود تعدد من الشاهد نفس بالخلق، تعالى انفراده على دلت الثانية بالملك،واآلية تعالى انفراده

واآلية تعالى، الله أفعال في العبثية انتفاء على دلت الثالثة واآلية تقدم ما جمعت فإذا والتدبير؛ باألمر تعالى انفراده على دلت الرابعة وتعالى سبحانه الله ) إفراد هو الذي الربوبية توحيد تقرير إلى وصلت

47والتدبير(. والملك الخلق في ثالثة؛ أمور في

إبراهيم 40 2آية –سورةالقرآن 41 ألحكام 289/9 –القرطبي –الجامعإبراهيم 42 10آية –سورةالقرآن 43 ألحكام 289/9 –القرطبي –الجامعإبراهيم 44 19آية –سورةالقرآن 45 ألحكام 289/9 –القرطبي –الجامعإبراهيم 46 33-32آية –سورةالواسطية 47 العقيدة العثيمين - –شرح صالح 14محمد

15

البدهية تستثمر التي المعهودة القرآنية األساليب من التقرير وهذا هو تعالى الله أن وهي الناس وعقول قلوب في المستقرة المطلقة

وهو الزمها تقرير إلى البدهية هذه من فتنطلق والصانع الخالق وحده قوله أخرى مرة8 تأمل باأللوهية، بالربوبية تفرد من إفراد

واألرض السماوات فاطر شك الله أفي رسلهم تعالى:"قالت أن تجد48مسمى" أجل إلى ويؤخركم ذنوبكم من لكم ليغفر يدعوكم

بالخلق تعالى إفراده تقرير بعد – األلوهية توحيد إلى وجهت اآلية وهذا – الذنوب يغفر الذي هو وحده تعالى الله أن ببيان – والربوبية

يا:" القدسي الحديث في جاء كما ريب بال األلوهية خصائص من 8جميعا الذنوب أغفر وأنا والنهار بالليل تخطئون إنكم عبادي

متعلقة المغفرة كون في صريح فهذا49"لكم أغفر فاستغفروني 50باأللوهية.

مقام – المقام هذا في اآليات إحدى جاءت فلقد أخرى جهة ومن أساسية عقدية قضية على لتنبه – وحده تعالى الله بربوبية التذكير

خلق الله أن تر :" ألم تعالى قوله في وذلك البعث، قضية هيqذهبكم يشأ إن بالحق واألرض السماوات ذلك جديد. وما بخلق ويأت ي

األبدان معاد على بقدرته تعالى الله من إخبار فهذا51بعزيز" علىالله وهذا52الناس( خلق من أكبر هي التي واألرض السماوات خلق )بأنه القرآنية األساليب من وهذا األدنى، على باألعلى التنبيه قبيل من

خلق الذي الله أن يروا تعالى:" أولم قوله في كما المعهودة بلى الموتى يحي أن على بقادر بخلقهن يعي ولم واألرض السماوات

.53قدير" شيء كل على إنه

: تعالى الله بنعم التذكيرثانيا8: تعالى الله نعم ألن السابق األسلوب من قريب األسلوب وهذا

أسلوب هو بل وتعالى، سبحانه ربوبيته آثار من ومنحه وعطاياه جاحد من إال إنكاره يصعب بحيث والمشاهدة الحس إلى أقرب8 نجد ونحن بها، كافرr للنعمة تعالى لله بنعم المذكرة اآليات من فيضا

قوله ذلك من الكريمة، السورة هذه في النعم هذه في اختالف على إلى الظلمات من قومك أخر�ج أن بآياتنا موسى أرسلنا تعالى:" ولقد

إبراهيم 48 10آية –سورةمسلم 49 واآلداب –صحيح والصلة البر طويل –كتاب حديث من جزء وهذا الظلم تحريم50 " هم " والعباد 8 وكونا 8 قدرا المقهورون هم فالعبيد العبيد، من أخص صيغة وهي العباد إلى جاء الخطاب أن ذلك ووجه

قرائن فكل الشرعي الخطاب عن الناشيئ االلتزام مخالفة على دليل بالخطأ هؤالء وصف أن كما ،8 وتألها 8 شرعا المنقادونأعلم والله بالربوبية ال باأللوهية متعلقة أنها على تدل العبارة

إبراهيم 51 20-19آية –سورةالعظيم 52 القرآن كثير –تفسير 609/4 –ابناألحقاف 53 33آية –سورة

16

وأيام ،54شكور" صبار لكل أليات ذلك في إن الله بأيام وذكرهم النور حديث في المعنى هذا جاء : ولقد قلت ،55عليهم( ونعمه )أياديه الله يقول وسلم عليه الله صلى الله رسول قال: سمعت كعب بن أبي

qذكرهم قومه في السالم عليه موسى بينما :"إنه الله وأيام الله بأيام ي8 بذلك فسرته وقد ،56وبالؤه.."الحديث نعماؤه حيث التالية اآلية أيضا

إذ عليكم الله نعمة اذكروا لقومه موسى قال تعالى:" وإذ قال�حون العذاب سوء يسومونكم فرعون آل من أنجاكم أبناءكم ويذ�ب

اآلية فهذه57عظيم" ربكم من بالء ذلكم وفي نساءكم ويستحيون بني على به تعالى الله امتن ما وأنها الله أيام بيان في صريحة

بهم حري هو ما وبأسه فرعون عذاب من النجاة نعمة من إسرائيل ولقد بالعبادة، له واإلخالص تعالى لله واالنقياد بالطاعة يذعنوا أن

تعالى:"ألم قال حيث قريش مشركي خطاب في التنبيه هذا مثل جاء8 الله نعمة بد�لوا الذين إلى تر البوار.جهنم دار قومهم وأحلوا كفرا

هؤالء أن عباس ابن عن كثير ابن ذكر حيث ،58القرار" وبئس يصلونها عليه الله صلى محمد ببعثة الله نعمة جاءتهم ،59مكة أهل كفار هم

الدنيا في وقومهم أنفسهم وأهلكوا بها وجحدوا النعمة فكفروا وسلم بالله.قلت: وأي والعياذ الكفر على ماتوا حيث اآلخرة وفي بدر يوم

خسارة وأي التوحيد، إلى والهداية اإلسالم نعمة من أعظم نعمةالنعمة. هذه عن اإلعراض من أعظم

بمناسبة مختصة غير عامة وهي السورة هذه في أخرى آية جاءت ثم ال الله نعمة تعدوا وإن سألتموه ما كل من تعالى:" وآتاكم قال حيث

بوصف اآلية اختتمت وقد60كف�ار" لظلوم� اإلنسان إن تحصوها الظلم وصف أن شك وال المبالغة، بصيغة والكفر بالظلم اإلنسان

غير في الشيء )وضع من دونه هو ولما للكفر أعني – محتمل � وصف8 الكفر لفظ - وكذلك61موضعه( المعنى فيحتمل محتمل أيضا

اللغوي المعنى يحتمل كما اإليمان يناقض ما بمعنى االصطالحي الدكتور ويقارن ،62بالجحود( المqنع�م نعمة ) ستر أي الكفران بمعنى

نظيرها ختم وبين سبق بما اآلية هذه ختم بين الميداني الرحمن عبد تعدوا تعالى:"وإن قال حيث رحيم غفور الله بأن النحل سورة في

إبراهيم - 54 5سورةالعظيم 55 القرآن كثير –تفسير 597/4 –ابنمسلم 56 الفضائل –صحيح كتابإبراهيم 57 6آية –سورةإبراهيم 58 29-28آية –سورةالعظيم 59 القرآن - –تفسير كثير 633/4ابنإبراهيم - 60 34سورة119الجرجاني - –التعريفات 61150الجرجاني - –التعريفات 62

17

أن حاصله ما فيقول63رحيم" لغفور الله إن تحصوها ال الله نعمة بالشكر مقابلتها وعدم تعالى الله نعم بعض عن الناس تجاهل

موضعها غير في النعمة استخدام هما رذيلتين في يتسبب والعرفان هذا نسبة في تفاوت مع بعضها أو كلها النعم وجحود ظلم، وهذا

هاتين من بمقدار يتصفون الناس من العصاة فالمؤمنون الجحود، يجاوزون الكافرون وأما اإليمان صحة مع يتعارض ال الرذيلتين اإليمان صحة مع تتنافى سفلى دركات إلى الرذيلتين بهاتين بتلبسهم

وكفران المؤمنين عصاة ظلم راعت قد النحل آية واإلسالم. فتكون8 والرحمة المغفرة بوصف فختمت النعمة في اآلية وتكون ترغيبا

8 للنعمة وكفرانهم الكافرين ظلم تناولت قد إبراهيم حيث أعظم كفرا استبقاء حدود والكفران الظلم هذا تجاوز المبالغة صيغة من يستفاد سورة أعني – السورة سياق . قلت: ولعل64معها اإليمان وصف

الكفر معنى والكفران( من ) الظلم بالوصفين يقترب – إبراهيم8 أعلم، تعالى والله للمقام المناسب وهو الملة من المخرج ما وأيا

النعمة هذه وجحود موضعها غير في الله نعمة وضع أن شك فال كان في التردي في الناس ويتفاوت والهالك الكفر إلى موصل� طريقالحذر. فوجب الطريق هذا دركات

األنفس عليه جqبلت ما استثمار إلى يهدف أنه األسلوب هذا وحاصل8 إليها أسدى من إلى والشكر العرفان من ربه مع المرء بال فما جميال

ناهيك تعداده عن األعمار تتقاصر ما النعم من عليه أورد الذي ومواله بذرة قلبه في من يستنقذ أن األسلوب بهذا فحري به، الوفاء عن

والجحيم. الكفر وطريق الهالك مورد من صالح

والترهيب: الترغيب أسلوبثالثا8:qراعي القرآنية األساليب من أسلوب وهذا النفس طبيعة فيه ي

عليه واإلقبال ومصلحتها نفعها فيه ما محبة على المجبولة البشريه القرآن فتجد منه، والنفور أمرها عليها ويفسد ويؤذيها يضرها ما وكره على المترتب بالخير الوعد خالل من الهدى اتباع في الناس يرغبqرهبهم ذلك، ذلك على المترتب الوعيد خالل من الباطل اتباع من وي،8 للتوازن مراعاة والترهيب الترغيب بين الجمع أن شك وال أيضا

لدواعي استجابة أشد الحاالت بعض في فهو اإلنسان عند النفسي8 أشد يكون أخرى حاالت وفي الترغيب فينفعه المصلحة وراء انسياقا

النحل 63 18آية –سورةاألمثل 64 التدبر الميداني –قواعد الرحمن بتصرف 432-431 –عبد

18

تعالى الله كرم من وكان بالترهيب، إال يرعوي فال والشهوات الهوى8 الوعد كان أن 65بخالفه. والوعيد الزما

ولقد حقه، القرآني األسلوب هذا إبراهيم سورة أوفت ولقد من للكافرين :"وويل تعالى قوله في بالترهيب السورة استفتحت

لتعالج السورة جاءت حيث مناسب استفتاح وهو66شديد" عذاب8 فكان والشرك الكفر واقع وذلك التخلية إلى الخطاب يتجه أن مناسبا

الترهيب هذا مثل تكرر ثم عليه، هم ما مآل من والتنفير بالترهيب ولئن ألزيدنكم شكرتم لئن ربكم تأذن تعالى:" وإذ قوله في والتهديد

كفرتم ) إن أي النعمة بزوال تهديد وهو67لشديد" عذابي إن كفرتم عنهم بسلبها شديد" وذلك عذابي "إن وجحدتموها وسترتموها النعم

النعم أعظم شك بال ينال قلت: وهذا68كفرها( على إياهم وعقابه هذه كفر فمن اإلرشاد، هداية أعني إليه والهداية اإلسالم نعمة وهي

8 يكن ولم وجحدها النعمة 8 محال بالحرمان تعالى الله عاقبه لها قابال قلبه على ويختم – التوفيق هداية أعني – بها االهتداء فيحرمه منها

باالستبدال التهديد جاء المبين. ثم الخسران هو وذلك بالله والعياذ :"ولنسكننكم تعالى فقوله الدنيا استبدال أما واآلخرة؛ الدنيا في

وعيد. واستفتحوا وخاف مقامي خاف لمن ذلك بعدهم من األرض بإحاللهم فيه يهدد للموحدين خطاب وهو69عنيد" جبار كل وخاب8 ذلك وتكرر الكفار، من المعارضين مكان تعالى:" قوله في صريحا

qذهبكم يشأ إن فهو اآلخرة في االستبدال وأما70جديد" بخلقr ويأت ي يصلونها جهنم في مقاعد الجنة في بمقاعدهم تعالى يبدلهم بأن

qسقى جهنم ورائه تعالى:"من قال كما المصير وبئس ماء من وي هو وما مكان كل من الموت ويأتيه يسيغه يكاد وال صديد. يتجرعه

ورد ما هذا االستبدال لمعنى ويشهد71غليظ" عذاب ورائه ومن بميت وسلم عليه الله صلى الله رسول : قال قال موسى أبي حديث في

8 مسلم كل إلى وجل عز الله دفع القيامة يوم كان :"إذا أو يهوديا8 من آخر ترهيب يأتي ثم ،72النار" من فكاكك هذا فيقول نصرانيا

التهديد 65 فهو الوعيد وأما و�ع�د،� أ الشر وفي ، و�ع�د الخير في ويقال األمر وعده من الزم ?فالوعد الوعد أن إلى بداية8 وأنبه ،

وثناء ) كرم الكرم إلى العدل من واالنتقال الكرم إلى العدل من انتقال ألنه إخالفه فيجوز الوعيد أما تعرف( ?الوفاء والعرب: الشاعر قال كما المعنى في الفرق هذا

وعدته أو أوعدته وإن موعدي وإني ومqنجز إيعادي عثيمين ) لمqخلف ابن للشيخ الواسطية العقيدة شرح مأمور غير راجعصفحة الله (220رحمه

إبراهيم 66 2آية –سورةإبراهيم 67 7آية –سورةالعظيم 68 القرآن كثير –تفسير 599/4 –ابنإبراهيم 69 15-14 –سورةإبراهيم - 70 19سورةإبراهيم 71 17-16 –سورةمسلم 72 التوبة –صحيح كتاب

19

ذاتها في حسنت ومهما عظمت مهما القيامة يوم األعمال حبوط�ه العبد أتى ما إذا بشيء ليست فهي 8، رب :" مثل تعالى قال كافرا

ال عاصف يوم في الريح به اشتدت كرمادr أعمالهم بربهم كفروا الذين ترهيب وأي73البعيد" الضالل هو ذلك شيء على كسبوا مما يقدرون

من ثوابها )طلبوا فإذا أعمالهم ثواب الكفار ينتظر حين هذا من أشد8 يجدوا فلم شيء على أنهم يحسبون كانوا ألنهم تعالى الله وال شيئا

8 ألفوا ،74العاصف( الريح به اشتدت إذا الرماد يتحصل كما إال حاصال أعرض لمن المقيم العذاب من تعالى الله أعد ما ذلك بعد تأمل ثم

القرار. وبئس يصلونها تعالى:"جهنم قال المستقيم صراطه عن8 لله وجعلوا qضلوا أندادا 8 تمتعوا قل سبيله عن لي إلى مصيركم فإن قليال8 مناسب هنا األنداد وذكر ،75النار" أن إلى وتعالى سبحانه لينبه جدا8 عابديها عن لتغني تكن لم بالباطل المعبودات هذه حالها وإنما شيئا

دون من تعبدون وما أخرى:" إنكم سورة في تعالى قال كما معهم مقام في اآلية هذه جاءت ثم ،76واردون" لها أنتم جهنم حصب الله

مكرهم الله وعند مكرهم مكروا :" وقد تعالى قال حيث الترهيب فإن هؤالء مكر كان فمهما ،77الجبال" منه لتزول مكرهم كان وإن8 به )محيط تعالى الله تعالى الله عند بما ترهيب وهذا78وقدرة8( علما تعالى والله السيء، مكرهم مقابلة في هو الذي والمكر القدرة من من نوع فيها هذه الترهيب آيات أن ترى الماكرين. وأنت خير هو

8 بنا وصل الذي التدرج 8 رويدا يبذل فمهما الجامعة اآلية هذه إلى رويدا محيط تعالى الله فإن مكر من يمكرون ومهما جهد من المعاندون

كانت لو وأبقى أشد اآلخرة في تعالى ولعذابه يعجزونه، ال وهم بهمتبصر. أعين أو تسمع آذان� أو تفقه قلوب لهم الجميلة الوعود من جملة8 حشدت قد اآليات فنجد الترغيب جانب أما

في مؤجلة وأخرى الدنيا في معجلة وعود إلى تقسيمها يمكن التي قال حيث نعمه شكر لمن بالزيادة الوعد فمنها األولى أما اآلخرة؛

الواجب والنعمة ،79ألزيدنكم" شكرتم لئن ربكم تأذن تعالى:" وإذ التوحيد كلمة إلى والهداية اإلسالم نعمة هي السياق هذا في شهودها

مزيد والشكر باالنقياد النعمة هذه على أقبل من ثواب يكون بحيث8 هذا جاء وقد وتوفيق وهداية تثبيت :" يثبت تعالى قوله في صريحا

إبراهيم 73 18آية –سورةالعظيم 74 القرآن كثير –تفسير 608/4 –ابنإبراهيم 75 30آية –سورةاألنبياء 76 98آية –سورةإبراهيم 77 46آية –سورةالمنان 78 الكريم 376السعدي - –تيسيرإبراهيم 79 7آية –سورة

20

" العاجل في وهذا80الدنيا" الحياة في الثابت بالقول آمنوا الذين الله هذه ومن الله، شاء إن سيأتي كما اآلجل في وهذا81" اآلخرة وفي قال حيث الدنيا في بها إهالكهم وعدم الذنوب مغفرة العاجلة النعم

أجل إلى ويؤخركم ذنوبكم من لكم ليغفر تعالى:" يدعوكم الله وعد ومن ،83الدنيا( في يعذبكم فال )الموت، يعني82مسمى"

عن أعرض من بهم يستبدل أن الدنيا في الله استجاب لمن تعالى بعدهم من األرض تعالى:"ولنسكننكم قال األرض، في ويخلفهم ذكره

التي الحسنة )بالعاقبة وعد حيث العاجل في أنه صريح فهذا84" في مقامي" عليه خاف "لمن جزاء تبعهم ومن للرسل الله جعلها وال رأت عين ال فما اآلجلة والرغائب الحسنة الوعود أما ،85( الدنياqدخل قوله معي تأمل بشر، قلب على خطر وال سمعت أذن تعالى:"وأ

خالدين األنهار تحتها من تجري جنات الصالحات وعملوا آمنوا الذين8 الحسن الوعد هذا جاء وقد86سالم" فيها تحيتهم ربهم بإذن فيها ترغيبا وأن والنكال الخزي من إليه صاروا وما األشقياء ) مآل بيان بعد

يدخلون وأنهم السعداء بمآل سيأتي[ عطف ]كما إبليس خطيبهم ساروا حيث فيها سارحة األنهار تحتها من تجري جنات القيامة يوم

8 ماكثين ساروا وأنى هذا : وقبل قلت ،87يزولون( وال يحولون ال أبدا التوحيد كلمة أتباع المؤمنين تطمئن اآلية جاءت السعيد المآل

في معنا سيأتي كما والسؤال القبر فتنة حيث البرزخ في بالثبات88الله. شاء إن الحقة فقرة

بهذا اعتناء أيما اعتنت قد الكريمة السورة أن تقدم مما والحاصل مما التأكيد ويمكن والترهيب، الترغيب أسلوب أعني المؤثر األسلوب

: يلي ما على سبق هواه به شط من دعوة عند الترهيب بأسلوب االعتناء-1

غفلته من يوقظه بأن أحرى ألنه الحق جادة عن فانحرفبعد. قلبه على خqتم يكن لم إن الجادة إلى ويعيده

لإلقبال استعداده أظهر من عند الترغيب بأسلوب االعتناء-28 وذلك التوحيد لكلمة واالنقياد الدعوة على التوجه لهذا تثبيتا

8 الحق. نحو الميل لهذا وتعهداإبراهيم 80 27آية –سورةإبراهيم 81 27آية –سورةإبراهيم 82 10آية –سورةالقرآن 83 ألحكام - –الجامع 295/9القرطبي إبراهيم 84 14آية –سورةالرحمن 85 الكريم - –تيسير 372السعدي إبراهيم 86 23آية –سورةالعظيم 87 القرآن كثير –تفسير كالمي 4/ 613 –ابن من المعقوفتين بين ومامأمور –انظر 88 المثل –غير ضرب فقرة

21

: المثل ضرب أسلوبرابعا8:8 وهذا تقريب على تعمل والتي المعهودة القرآنية األساليب من أيضا

السورة هذه في جاء ولقد المعروفة، األمثلة ضرب خالل من المعنى وروعة بيان دقة� القرآنية األمثال من ضرب ما أروع من مثالن

أعمال من الكفار توهمه بما يتعلق أحدهما معنى، ووضوح أسلوب على الحقيقة في ينطوي واالخر اآلخرة، في ثوابها يرجون لهم

فلنتدبر: الخبيثة، للكلمة واآلخر الطيبة للكلمة أحدهما مثالين

عاصف: يوم في الريح به اشتدت : كرماد األول المثل8 تعالى الله ضرب ه الله مع عبد لمن مثال كيف وتعالى سبحانه غير� أعمالهم بربهم كفروا الذين تعالى:"مثل فيقول أعمالهم، مآل يكون على كسبوا مما يقدرون ال عاصف يوم في الريح به اشتدت كرماد ح�سن ظاهرها بأعمال يأتون فهؤالء ؛89البعيد" الضالل هو ذلك شيء

وما القيامة، يوم ثوابها ويطلبون فيرجون يتوهمون هكذا أو دنيا في يوم منها يجدونه ما وأن بشيء ليست هذه أعمالهم أن هؤالء شعر

ريح بعثرتها التي الرماد ذرات طلب من يجده لما مشابه القيامة8 هؤالء يجد فال شديدة، عاصفة غير على أعمالهم بنوا ألنهم شيئا هذه في ينفقون ما تعالى:"مثل قوله مثل وهذا 90صحيح، أساس أنفسهم ظلموا قوم حرث أصابت ص�ر� فيها ريحr كمثل الدنيا الحياة

كل في عامة إبراهيم سورة في اآلية قلت: ولكن ،91فأهلكته" التنويع باب من وهو اإلنفاق في خاصة عمران آل في واآلية األعمال بعض ويذكر موضع في العام يذكر حيث الكريم القرآن في البياني سور مدى على البياني التكامل ليتحقق آخر موضع في أفراده92الكريم. القرآن

خبيثة: أو طيبة الثاني: كشجرة المثل وما للناس، التوحيد رسالة توصيل في الكريم القرآن أساليب تنوعت

وحري الكون في حقيقة أعظم – التوحيد رسالة أعني – ألنها إال ذلك الصورة هذه في والمتدبر الكريم، القرآن عناية محط تكون أن بها

جاء حتى بها القرآن واهتمام الكلمة هذه ثقل مدى يدرك القرآنية والمثل الرائعة الصورة بهذه الناس وقلوب عقول في ترسيخها

8 الله ضرب كيف تر تعالى:" ألم قال البديع، كشجرة طيبة كلمة8 مثال

إبراهيم 89 18آية –سورةالعظيم 90 القرآن كثير –تفسير بتصرف 608/4 –ابنعمران 91 آل 118آية –سورةالبيان 92 59/2 –الشنقيطي –أضواء

22

qكلها السماء.تؤتي في وفرعها ثابت أصلها طيبة ربها بإذن حين كل أ خبيثة كلمة يتذكرون. ومثل لعلهم للناس األمثال الله ويضربqثت خبيثة كشجرة مثل فهذا ،93قرار" من لها ما األرض فوق من اجت

94الله( إال إله ال أن )شهادة الطيبة للكلمة تعالى الله ضربه قد

األرض في الضاربة الراسخة الجذور ذات الطيبة بالشجرة فشبهها8 صالحة الثمار يانعة بها فإذا الطيب أصلها عن المتشعبة والفروع ثباتا

8 المؤمن قلب في ثابت أصلها اإليمان شجرة )فكذلك النتاج، علما،8 واألخالق الصالح والعمل الطيب الكلم من وفرعها واعتقادا حيث من الحسن غاية في قلت: وهذا ،95الحسنة( واآلداب المرضية

في المستقرة المحسوسة باألشياء المعقولة للمعاني المثل ضرب منتهى وإن يوم، كل معايشهم في للناس تتراءى والتي العقول بداهة

في الملكين سؤال عند التثبيت ذلك الشجرة هذه نتاج في الحسن بعد تعالى قال كما القيامة، يوم وثوابه تعالى الله رضا نوال ثم القبر

الحياة في الثابت بالقول آمنوا الذين الله المثل:"يثبت هذا ضرب بن البراء حديث من المعنى هذا ثبت فلقد ،96اآلخرة" وفي الدنيا

قال:" وسلم عليه الله صلى الله رسول أن عنه الله رضي عازب8 وأن الله إال إله ال أن شهد القبر في سئل إذا المسلم رسول محمدا

الحياة في الثابت بالقول آمنوا الذين الله :" يثبت قوله فذلك ، الله الصورة عرض في المشهد تكامل ويأتي ،97اآلخرة"" وفي الدنيا

وشجرة التوحيد كلمة مقابل ففي األشياء؛ تتميز فبضدها المناقضة، الخبيثة الكلمة تأتي – بالنخلة األحاديث بعض شبهتها التي – اإليمان

ثبات، وال لها أصل )ال الحنظل شجرة الخبيثة كالشجرة الكفر كلمة منه يتقبل وال عمل للكافر يصعد وال فرع وال له أصل ال الكفر كذلك

98شيء(

8 يحتاج المثالين هذين وحيثيات عناصر في التفصيل أن والحقيقة بحثا8 األسلوب هذا ورود إلى الموجز العرض بهذا التنويه أردت وإنما مفردا

8 وتسخيره المباركة للسورة الدعوي الخطاب في 8 تسخيرا في ناجحا الحق كالم وهو ال كيف إيضاح، أيما وتوضيحه المنشود المعنى رسم8 بالداعية وتعالى. فحري تبارك واستعمال تطبيق كيفية يتعلم أن إذايتذكرون". "لعلهم للناس تعالى الله ضربها التي األمثلة هذه

إبراهيم 93 26-24 –سورةالعظيم 94 القرآن كثير –تفسير 614/4 –ابنالمنان 95 الكريم - –تيسير 374السعدي إبراهيم 96 27آية –سورةالبخاري 97 القرآن –صحيح تفسير كتابالعظيم 98 القرآن كثير –تفسير 616/4 –ابن

23

القصص: أسلوبخامسا8:qعده القرآني القصص أخذ لقد دعوي خطابي كأسلوب مكانه وتبوأ ب طويل، وبعضها قصير بعضها الكريم القرآن من متعددة سور في

وبعضها قالئل آيات في سور له تعرضت – القصص أي – وبعضها8 استغرقت اآلخر المتنوع العرض لهذا أن شك وال ،99بأسرها سورا

8 أو القصة معاني من معنى السياق استدعاء منها التي أهدافه جانبا يستدعيه ما إبراز مع منه الشاهد موضع على فيقتصر جوانبها من

جوانب وردت حيث إبراهيم سورة في الحال كان وهكذا ،100السياق أسلوب استعراض سياق في قومه مع السالم عليه موسى قصة من

موسى قال تعالى: :" وإذ قال حيث ،101بالنعم بالتذكير الدعوة يسومونكم فرعون آل من أنجاكم إذ عليكم الله نعمة اذكروا لقومه�حون العذاب سوء من بالء ذلكم وفي نساءكم ويستحيون أبناءكم ويذ�ب بمصائر تذكر سريعة خاطفة إشارة جاءت ثم ،102عظيم" ربكم

نوح قوم قبلكم من الذين نبأ يأتكم تعالى:" ألم قوله في المكذبين رسلهم جاءتهم الله إال يعلمهم ال بعدهم من والذين وثمود وعاد

qرسلتم بما كفرنا إنا وقالوا أفواههم في أيديهم فردوا بالبينات وإنا به أ بأسلوب اإلشارة جاءت وقد103مريب" إليه تدعوننا مما شك لفي

8 مقتضب قصصي بالمخاطب يبعد قد الذي االستطراد عن بعيد جدا الدعوة خطاب أعني الدعوي الخطاب هذا في المطلوب التركيز عن الواقع صفحة من األخيرة القصصية اإلشارة جاءت ثم التوحيد، إلى�رت حين في الهالك موارد من قومهم قريش مشركي أورده بما ذك8 الله نعمت بدلوا الذين إلى تر تعالى:"ألم قوله قومهم وأحلوا كفرا مشركي في أنها تقدم وقد104القرار" وبئس يصلونها البوار.جهنم دار

الثالث القصصية اإلشارات بدر. فهذه يوم منهم هلك ومن قريش إلى اإلشارة جاءت ثم الرسل، كذب من مآل على التنبيه منها يراد

فقرة في له نتعرض آخر معنى لتقرير السالم عليه إبراهيم قصة إلى عليه الكالم فنرجئ والتنشئة بالتربية تتعلق الله شاء إن الحقةتعالى. الله شاء إن حينه

الصحيح القصص من كافr برصيد الداعية يتسلح أن تقدم ما وحاصل أسلوب وأن سيما ال الدعوة، مسائل تقرير على المعين المغزى ذي

طه 99 وسورة يوسف كسورةالتدبر 100 الميداني –قواعد الرحمن بتصرف 313 –عبدمأمور 101 غير سبق ما راجعإبراهيم 102 6آية –سورةإبراهيم 103 9آية –سورةإبراهيم 104 29-28آية –سورة

24

مما أكثر فيهم ويؤثر انتباههم يشد الناس من قريب أسلوب القصةأخرى. دعوية أساليب تؤثر

25

التوجيه منهج الثالث: مالمح المبحث إبراهيم سورة في والتربية

الخطاب بمالمح غنية سورة إيجاز من فيها ما على إبراهيم سورة إن المناسبة، السبل بشتى التوحيد كلمة يرسخ الذي الشامل الدعوي

وأهم الدعوي المنهج مالمح السابق المبحث في معنا تقدم ولقد تأمل إلى ننتقل أن وناسب السورة، هذه في األسلوبية سماته

إضافة والمخاطبين المكلفين فئات لمختلف السورة هذه توجيهات المباركة السورة هذه في التربوي المنهج خصائص على التعرف إلى

التاليين. المطلبين في الله شاء إن نتناوله ما وهذا

في الدعوي الخطاب في التوجيه : منهج األول المطلب إبراهيم: سورة

والخصم ،105الخصم( كالم به يندفع وجه على الكالم )إيراد التوجيه خصومتهم وأوجه ومتبوعيهم، الباطل أتباع هم الدعوة مقام في

في الله حق جحود أي واإلنكار الجحود حول معظمها يدور معروفة الخطاب في التوجيه من فالمراد هذا وعلى والتعبد، بالتأله إفراده

القوم، شبه به تندفع وجه على والبينات والحجج الكالم إيراد الدعوي غلف، قلوب� الحق لدعوة وتخبت غفلتهم من الغافلون فيتيقظ وتوفيقه، تعالى الله بإذن عمي أعين وتبصر صم، آذان� وتسمع هما؛ اثنان أمران المنهج هذا مدار أن يدرك السورة هذه في والناظر

الشرعية، اآليات في النظر وتوجيه الكونية، اآليات في النظر توجيهالله: شاء إن يلي فيما منهما لكل وسأعرض

الكونية: اآليات في التأمل توجيهأوًال8: والترويج الله وحدانية إنكار في القوم شبه لدفع التوجيه هذا جاء لقد

8 فجاء الشرك، لباطل خلق الله أن تر تعالى:" ألم قوله مثالqذهبكم يشأ إن بالحق واألرض السماوات ،106جديد" بخلق ويأت ي

تر( )ألم وفعل العظيم، الخلق هذا في والتفكر النظر إلى دعت حيث القلب، رؤية هنا الله:"الرؤية رحمه القرطبي قال كما القلبية رأى أي بالتنبيه القياس اآلية تطرد ثم ،107إليه؟" علمك ينته ألم المعنى ألن

يذهب أن على قادر العدم من العظيم الخلق هذا أوجد من أن على62الجرجاني - –التعريفات 105إبراهيم - 106 19سورةالقرآن 107 ألحكام 301/9 –القرطبي –الجامع

26

سبحانه الله عبادة على المتمرد – اإلنسان أي – الضعيف الخلق بهذا8 الله أمر عن يخالفون الذين فليحذر له، واالنقياد عليهم يحل أن إذا

.108بعزيز" الله على ذلك "وما االستبدال عقاب الذي تعالى: :"الله قال حيث اآلخر الكوني المشهد هذا في تأمل ثم

من به فأخرج ماء السماء من وأنزل واألرض السماوات خلق8 الثمرات وسخ�ر بأمره البحر في لتجري الفلك لكم وسخ�ر لكم رزقا

الليل لكم وسخ�ر دائبين والقمر الشمس لكم األنهار. وسخ�ر لكم بكل الناطق الكوني الخلق مشهد إلى رائع توجيه فهو ،109والنهار"

8 الجزئيات هذه بين المعجز والتناسق وبالتكامل فيه جزئية تكامال8 له أن بنفسه يحكي 8 ربا 8 خالقا واالنقياد والتمجيد الحمد يستحق مدبرا

8 له 8 شرعا 8 له منقاد� البديع الكون هذا أن كما تماما 8. فطوبى كونا وقدرا بالربوبية اإلقرار مقام من به وانتقل فانتفع المشهد هذا تأمل لمن8 له أن فعرف األلوهية إفراد مقام إلى ففعل العبادة وحده يستحق ربا

وسعد. ففاز

8 الشرعية: اآليات في التأمل توجيه : ثانيا8 مقدماتها على تعالى الله رتب التي السنن وهي من شرعية آثارا

ذلك. ولما ونحو هالك أو نجاة استخالف، أو تمكين ثواب، أو عقوبة8 الدعوي الخطاب كان 8 خطابا ونهيه تعالى الله أمر تبليغ قوامه شرعيا

بمقدمات األخذ على يترتب ما إلى الكريمة السورة توجه أن ناسب يترتب ما يبين أن ناسب كما ونهيه، أمره والتزام الله لشرع االنقياد

ونهيه أمره على التمرد بمقدمات واألخذ المقدمات هذه هجر على هذه من جملة إلى الكريمة السورة وجهت وتعالى. ولقد سبحانه

منها: المشاهد اآلية توجه شرعية سنة الهالك الهالكة: وهذا األمم مشاهد-1

8 إليها النظر ما بمثل األخذ من بالدعوة للمخاطبين ترهيبا وبث الرسل كتكذيب الهالك مقدمات من األمم تلك به أخذت

الذين نبأ يأتكم تعالى:" ألم قوله في كما والشبهات الشكوك يعلمهم ال بعدهم من والذين وثمود وعاد نوح قوم قبلكم من أفواههم في أيديهم فرد�وا بالبينات رسلهم جاءتهم الله إال

qرسلتم بما كفرنا إنا وقالوا إليه تدعوننا مما شك لفي وإنا به أ حينما ذلك من بأشد األخرى اآلية جاءت بل ،110مريب"

إبراهيم - 108 20سورةإبراهيم 109 33-32آية –سورةإبراهيم - 110 9سورة

27

األمم تلك من ورثوها التي الديار في النظر إلى القوم وجهت في تعالى:"وسكنتم قال واالعتبار للعظة أدعى فهو الهالكة بهم فعلنا كيف لكم وتبين أنفسهم ظلموا الذين مساكن وإن مكرهم الله وعند مكرهم مكروا األمثال.وقد لكم وضربنا

�تزول مكرهم كان عنهم القوم مكر يغن فلم ،111الجبال" منه ل8 ويكونوا هؤالء يهلك بأن قضت قد الشرعية الله سنة ألن شيئا وإال الله، بإذن تدميرهم تدبيرهم فيكون مكرهم ضحية� أول

في وتقطنون مساكنهم في تسكنون وأنتم اآلن هم فأينديارهم.

بأن تقضي الشرعية الله النار: فسنة أهل خصومة مشاهد-2 العذاب مع – يتجرع وأن جهنم، نار في عقابه اآلبق العبد ينال

وإنما جهنم، دعاة اتباع جراء والندامة الحسرة كأس – واأللم على مترتب ألنه الشرعية اآليات ضمن المشهد هذا ذكرت

إال لمعرفته طريق ال وألنه جهة من الشرعي األمر مخالفة لله :"وبرزوا المشهد هذا تأمل أخرى، جهة من الشرع طريق8 8 لكم كنا إنا استكبروا للذين الضعفاء فقال جميعا فهل تبعا

الله هدانا لو قالوا شيء من الله عذاب من عنا مغنون أنتم ،112محيص" من لنا ما صبرنا أم أجزعنا علينا سواء لهديناكم

وكان عاينه من ال المشهد بهذا اتعظ من العاقل أن شك والأهله. من

والمخاصمة والندامة الحسرة مشهد إبليس: ولعل خطبة-38 يزداد تأمل أتباعه ليخطب جهنم دعاة رئيس يتقدم عندما ألما وعدكم الله إن األمر قqضي لما الشيطان تعالى:"وقال قوله من عليكم لي كان وما فأخلفتكم ووعدتكم الحق وعد

ولوموا تلوموني فال لي فاستجبتم دعوتكم أن إال سلطان بما كفرت إني بمqصرخي  أنتم وما بمqصر�خكم أنا ما أنفسكم

هو فها ،113أليم" عذاب� لهم الظالمين إن قبل من أشركتمون أكون أن جحدت يقول:)إني جهنم دعاة ورئيس الكفر رأس

8 ال وأنه به وعد فيما بكذبه واعترف ،114وجل( عز لله شريكا8 ألتباعه يملك 8 وال ضرا شقاء ويا والندامة، للحسرة فيا ، نفعا

هذه شهود من صار حتى إبليس وراء وانساق نفسه نسي من لنفسه وقدم غفوته من انتبه من ونعيم لسعادة ويا الخطبة،

إبراهيم 111 46-45 –سورةإبراهيم 112 21آية –سورةإبراهيم 113 22آية –سورةالعظيم 114 القرآن كثير –تفسير 612/4 –ابن

28

أنها سياقها من يظهر التي الخطبة هذه عن بالغياب ففازبالله. والعياذ115النار( دخولهم بعد إبليس من )تكون

ال السابقين المشهدين مقابلة الجنة:ففي أهل نعيم مشاهد-4 السعداء مآل في النظر إلى بالتوجيه المشهد تمام من بد

qدخل قال حيث جنات الصالحات وعملوا آمنوا الذين تعالى:"وأ فيها تحيتهم ربهم بإذن فيها خالدين األنهار تحتها من تجري المتمرد يعاقب أن الشرعية الله سنة قضت فكما ،116سالم"

المحسن يكافأ أن الشرعية السنة قضت فقد ربه أمر علىr بفضل إحسانه على تمام من وكان تعالى، الله من وكرم

عاقبة ببيان الجزاء مشهد عرض يستكمل أن التوجيهحجة. تعالى الله على ألحد يبقى لئال والمسيء المحسن

r مشهد-5 8 جمع : فمن خالل وال فيه بيع� ال يوم الدنيا في ماال8 جاء ومن الحساب، يوم يغنيه بالذي ذاك ماله فليس معو�ال عنه تغني ال فإنها العدة هذه غير فليعد وحسبه نسبه على،8 يقيموا آمنوا الذين لعبادي الكريمة:" قل اآلية نبهت كما شيئا

8 رزقناهم مما وينفقوا الصالة يأتي أن قبل من وعالنية8 سرا8 ينفع )ال أنه إلى تشير فاآلية ،117خالل" وال فيه بيع� ال يوم� أحدا8 األرض بملء افتدى ولو فدية وال بيع ينفعه وال وجده، لو ذهبا

8( الله لقي إذا أحد شفاعة وال أحد صداقة ،قلت: ومن118كافرا من ينفع ما إلى باإلشارة قدمت أنها اآلية هذه توجيه جميلqبتغى وصدقة صالة 8 الله وجه بها ي ينفع ال عما بتحصيله اشتغاال

�ة، مال من ل 8. وفي لطيف فإنه هذا فتأمل وخ� آخر موضعr جدا الله كان ذليلة مهينة حالة في الظلمة مشهد جاء السورة من

الله تحسبن تعالى:"وال قال منه، وحذرهم لهم أعده قد تعالى8 فيه تشخص ليوم يؤخرهم إنما الظالمون يعمل عما غافال

طرفهم إليهم يرتد ال رؤوسهم مqقنعي األبصار.مqهطعين فيه يسرع الذي ذلك مشهد من له فيا119هواء" وأفئدتهم

8 رأسه يرفع المدفوع الذليل إسراع هؤالء له تطرف ال مذهوال في هوان مزيد وتأمل منه، فؤاده طار قد يرى ما لهول عيننين يومئذr المجرمين تعالى:"وترى قوله في مqقر�

وما120النار" وجوههم وتغشى قطران من األصفاد.سرابيلهمالسابق 115إبراهيم 116 23آية –سورةإبراهيم 117 31آية –سورةالعظيم 118 القرآن كثير –تفسير 636/4 –ابنإبراهيم 119 43-42آية –سورةإبراهيم 120 50-49آية –سورة

29

التالية:"وأنذر اآلية في كما للنذارة إال والتوجيه العرض هذا إلى أخ�رنا ربنا ظلموا الذين فيقول العذاب يأتيهم يوم الناس

rجب قريب أجلq أقسمتم تكونوا أولم الرسل ونتبع دعوتك ن أن تقضي الشرعية فالسنة ،121زوال" من لكم ما قبل من من يجعله بأن تعالى الله يجازيه الباطل هذا على أقسم من

عما لكم زوال ال ) أنه زعموا فكما السابق، المشهد أصحاب قلت: ،122بذاك( هذا فذوقوا جزاء وال معاد ال وأنه فيه أنتم شرعية سنة والعدل تعالى، سبحانه عدله مقتضى وهذا

الله إن كسبت بما نفس كل الله :"ليجزي تعالى ماضية،قال123الحساب" سريع

لم أني وأقر المباركة، السورة هذه في الواردة التوجيهات جملة هذه ومرور إيجاز مقام المقام ولكن والتفصيل العرض من حقها أفيها

مالمح على نتعرف أن – تعالى الله بفضل – خالله من استطعنا سريع والتوجيه المشاهد عرض في القرآن وطريقة القرآني المنهج هذا فيمن العرض هذا أثر أن والحق مآالتها، وتحقق تدبرها حسن إلى8 كان 8 محال تعالى الله وفقه ممن نكون أن نرجو عظيم أثر� لهو قابال

به. لالنتفاع

سورة في التربوي المنهج الثاني: مالمح المطلبإبراهيم:

ولكننا مستقل، ببحث إفراده إلى الواقع في يحتاج المنهج هذا إن هذه في الدعوي الخطاب منهج تكامل جهة من األمر نستعرض

القدر بنفس والتربية التنشئة بحسن االعتناء أهمية لنرى السورة التوحيد فطرة عن وشذ الجادة عن انحرف من بتقويم فيه نهتم الذي معروض السورة هذه في التربوي المشهد عليها. وإن جqبل التي

اجعل رب إبراهيم قال تعالى:"وإذ قال حيث اآليات هذه في بأكلمه8 البلد هذا ي� واجنبني آمنا ـ� �ن 8 أضللن إنهن األصنام. رب نعبد أن وب كثيرا رحيم. ربنا غفور فإنك عصاني ومن مني فإنه تبعني فمن الناس من ربنا المحرم بيتك عند زرعr ذي غير بوادr ذريتي من أسكنت إني

من وارزقهم إليهم تهوي الناس من أفئدة فاجعل الصالة ليقيمواqخفي ما تعلم إنك يشكرون.ربنا لعلهم الثمرات يخفى وما نعلن وما ن

إبراهيم 121 44آية –سورةالعظيم 122 القرآن - –تفسير كثير 643/4ابنإبراهيم 123 51آية –سورة

30

وهب الذي لله السماء. الحمد في وال األرض في شيء من الله على�ر على لي �ب اجعلني الدعاء. رب لسميع ربي إن وإسحاق إسماعيل الك

�ل ربنا ذريتي ومن الصالة مقيم ولوالدي لي اغفر دعاء. ربنا وتقب المنهج هذا معالم أبرز ولنتأمل ،124الحساب" يقوم يوم وللمؤمنين

: البديع التربوي

التربية: هدفأوًال8: على هيام ألنها فاشلة تربية هي معين هدف نحو تتوجه ال تربية أي إن

التربية هدف كان ولهذا الدنيا، أودية في تخبط� ومآلها هدى غير8 8 واضحا ي� )واجنبني السالم عليه إبراهيم عند جليا ـ� �ن نعبد أن وب

توحيد إلى والنشء بالمربي الوصول هو التربية هدف نعم األصنام(؛ ضالل ببيان الهدف هذا تعزز ولقد بالعبودية، وإفراده تعالى الله

8 أضللن )إنهن نقيضه لتمحور صريح وبإعالن بل الناس(، من كثيرا مني فإنه تبعني )فمن هذا التوحيد طريق سلوك على والبراء الوالء على يعكر الذي الشرك كان رحيم(. ولما غفور فإنك عصاني ومن

8 عقيدته صفاء المسلم خفي وشركr معلوم ظاهرr شرك بين مترددا الله إلى االلتجاء كان المرء يدري ال حيث من النفوس إلى يتسلل قد

ليعين – الظاهر يعلم كما الخفي الشرك يعلم الذي – وحده تعالى قال حيث هذه الشرك لوثات من التوحيد صفحة تنقية على المربي

qخفي ما تعلم إنك )ربنا في شيء من الله على يخفى وما نعلن وما نالسماء(. في وال األرض

8 : التربية : بيئة ثانيا تعزز التي الصالحة البيئة لناشئته يتخير الذي هو الناجح فالمربي

تروج وال أمره مخالفة من وتنفرهم عليه، وتعين الله أمر التزام فيهم )وإذ تعالى قوله في هذا إلى اإلشارة معي تأمل الزيغ، أهل لباطل

8(، البلد هذا اجعل رب إبراهيم قال أن من أعظم أمنr قلت: وأي آمنا يكون أن ذلك بعد يضر وال سواه، صوت يسمع فال التوحيد صوت يعلو

( طالما ذي )غير المكان rالتربية وبيئة ظاهرة التوحيد كلمة أن زرع مع يقيم الذي جولة. وإن وال فيها للشيطان صولة ال نقية صافية والكفر والفسق والضاللة الزيغ معالم فيه تفشو مجتمعr في ناشئته

8 الحريص بذاك وليس المربي بذاك ليس عقيدة تقرير على حقا

إبراهيم 124 41 - 35آية –سورة

31

8 يكن لم ما اللهم الناشئة قلوب في الوحيد قد أمره على مغلوباالبديلة. البيئة تأمين في الوسع استفرغ

الناشئة: عند اإليمان معنى تحقيقثالثا8: فارغة، محرابية تمتمات هو وال محضة، قلبية معرفة اإليمان فليس

به وتتحرك اللسان به ويلهج القلب في يستقر وعمل قول اإليمان بل8 المعنى هذا ترى وأنت الجوارح، من الهدف بيان تكرر حين واضحا فإذا – به الشرك وتعطيل الله توحيد أنه بداية8 قلنا والذي – التنشئة

اجعلني )رب الصالة(، ليقيموا )ربنا آخر بهدف تصرح الكريمة باآلية�ل ربنا ذريتي ومن الصالة مقيم 8 دعاء( فالهدف وتقب – القلب قول إذا

8- وعمل األصنام وعبادة الشرك عقيدة طرح أي وهو الجوارح جانبا عناصر تكاملت وهكذا الدعاء، هنا وهو اللسان وذكر ، الصالة هنا

صلى محمد أتباع الناجية الفرقة عند الصحيح على اإليمان مفهوموصحبه. وسلم عليه الله

: المربي صفات تحقيقرابعا8:8 نتأمل أن يمكن وال وأسوة، قدوة دون تربية فال يخالف مربr من خيرا

qه �ه، حال كل في نفسه يشمل السالم عليه إبراهيم كان ولهذا مقالي� )واجنبني ؛ دعاء ـ� �ن الصالة(، مقيم اجعلني )رب األصنام(، نعبد أن وب هو فهذا الحساب(، يقوم يوم وللمؤمنين ولوالدي لي اغفر )ربنا

يركن ال الذي المربي هو الداعية.وهذا المربي قل أو الناجح المربي تعالى بالله االستعانة دأبه بل غيابها، من يجزع وال األسباب شهود إلى

بحبله االتصال إلى يديه بين واالفتقار إليه وااللتجاء عليه والتوكل( عن ذي غير بوادr ذريتي من أسكنت )إني يثنيه ال المتين rربنا زرع( )فاجعل يدعوه فهو تعالى بالله واستعانته تكالنه الصالة( ألن ليقيموا

يشكرون( لعلهم الثمرات من وارزقهم إليهم تهوي الناس من أفئدة على لي وهب الذي لله )الحمد الدوام على وحمده بتسبيحه وينشغل

�ر �ب �عم� لسميع ربي إن وإسحاق إسماعيل الك المربي الدعاء(. قلت: ن يفتقر خالقها، على ويتوكل باألسباب يأخذ ويعمل، يقول الذي هذا رب عبادة على سبب من طلبه بما ويستعين الله إلى ليصل الله إلىسبب. كل

هدايتهم على الحريص بالناشئة الشفوق المربي هو المربي وهذا إليه واإلنابة للتوبة توفيقهم تعالى الله من يلتمس فهو ومصلحتهم

لهم يهيأ أن تعالى الله ويدعو رحيم(، غفور فإنك عصاني )ومن تعالى

32

تحقيق عن العيش أسباب بتحصيل ينشغلوا ال حتى الرفق أسبابيشكرون( لعلهم الثمرات من )وارزقهم ذاته العيش وراء من الهدف

وحري� المعجزة، اآليات هذه في التربوية المعالم بعض بإيجاز هذه الحسنة بالعاقبة عليه تعالى الله يمن� أن السورة هذه نهج التزم بمن وهب الذي لله )الحمد تعالى قال فكما الدنيا أما واآلخرة؛ الدنيا في�ر على لي �ب وأما الدعاء(، لسميع ربي إن وإسحاق إسماعيل الك

ولوالدي لي اغفر )ربنا وتعالى سبحانه ومغفرته عفوه فرجاء اآلخرة دعوة آثار نرى نحن ها الحق ولعمر الحساب(، يقوم يوم وللمؤمنين

خفاقة اليوم رايتها التوحيد فدعوة السالم، عليه إبراهيم األنبياء أبي مقارعة أرى ما بل المباركة، الدعوة تلك من السنين مئات بعد

8 إال اليوم للباطل الحق سيوف 8 أثرا عليه إبراهيم أبينا لدعاء ممتدا بيتك عند زرعr ذي غير بوادr ذريتي من أسكنت إني السالم:" ربنا

إليهم تهوي الناس من أفئدة فاجعل الصالة ليقيموا ربنا المحرم8 التربية فنعمت ،125يشكرون" لعلهم الثمرات من وارزقهم ونعم إذا

تعالى. الله من والجزاء الثواب ونعم المنهج

إبراهيم 125 37آية –سورة

33

الخاتمة

البحث واقع يفرضها ضرورة البحث هذا خاتمة إلى الوصول إن هذا عن الصدور يستسيغ يكاد ال القلب فإن وإال الباحث، وقصور الخاتمة هذه في أوجز ولسوف للمزيد، رغبة وفيه إال العذب المورد

وهي: البحث هذا في إليها توصلت التي النتائج أهم الموضوعية الوحدة ذات المكية السور من إبراهيم سورة إن-1

التوحيد رسالة ترسيخ حول رحاها يدور حيث البارزة الوحدة كانت ولقد أجمعين، الرسل دعوة باعتبارها

لغة8 القرآني اإلعجاز مظاهر من السورة لهذه الموضوعية8 8 وموضوعا 8 وأسلوبا فيها. تدبر لمن واضحة8 جلية8 ومنهجا

ابتداء8 تنزلت التي السور من إبراهيم سورة كانت لقد -2 الدعوة لزوم على أخرى مرة يؤكد مما البشر هداية لمحض

ال المكان عالمية الزمان عالمية دعوة وأنها التوحيد إلى كلمة هي بل المواتية، الظروف تنتظر وال مناسبة إلى تفتقرمكان. كل وفي زمان كل في بها الصدع يجب التي الحق

8 إبراهيم سورة في الدعوي البرنامج جاء لقد-3 حيث متكامال والدعاة الرسل صفات وبينت الدعوي المنهج عناصر قررت

مواجهتها وكيفية الدعوة معوقات على ونبهت بعدهم، من عن البالغ في منها اإلفادة وكيفية الدعوة وسائل في وفصلت

سبحانه. الله8 الكريمة السورة اهتمت-4 المدعوين توجيه أساليب ببيان أيضا

ال الشرعية وآياته الكونية الله آيات في والتدبر النظر إلى في األثر عظيمة وهي اآلخرة بمشاهد منها يتعلق ما سيما المدعوين نفوس في الهوى داعي وردع اإليمان داعي تقوية

ذلك تسخير كيفية بيان مع اإلسالمية، بالدعوة والمخاطبينالخلق. بين التوحيد رسالة وتقرير الله إلى الدعوة في كله

التربية بمنهج االعتناء ضرورة إلى الكريمة السورة نبهت-5ؤ الذي الصحيحة qنش� ليكون التوحيد على خالله من الفرد ي

8 في تعالى الله أودعها التي الفطرة أصالة نفسه في أصيال التربية هدف على نبهت حيث عليها، ميثاقه وأخذ قلبه

الناشئة تحرف التي الشوائب من التربية بيئة تنقية وضرورة وضرورة المربي صفات أهم ببيان عنت كما الحق، عن

هذه الناشئة،فبمثل قلوب في الصحيح اإليمان معنى تحقيق

34

يدين عقيدة8 التوحيد يحمل الذي الدعوي الجيل يتخرج التربيةالكون. أرجاء في تبليغها في يتفاني ورسالة8 بها

ولقد السورة دراسة من المستنبطة الفوائد معالم أهم باختصار هذه على يعكف أن مسلم بكل وحري البحث، هذا طيات في تفصيلها جاء

في يسير أن أراد لمن الزاد نعم فهي وأخواتها السورة هذه دراسة أسأل وإني المعمورة، أرجاء في الخير رسالة ونشر الدعوة طريق

من العمل هذا في كان ما يتقبل أن الكريم العرش رب العظيم الله عملت بما العمل على يعينني وأن القلم، به زل عما يعفو وأن صواب

في تتردى والبشرية اليوم بنا لحري� وإنه أعلم، لم ما علم أرث حتى البشرية درب لتضيء الصافية الدعوة شعلة نوقد أن الضالل مهاوي

8 التوحيد إلى حاجة في البشرية تكن لم فلعمري جديد من أشد يوما اليوم الهائجة البشرية تملكته ما بسبب أحسب فيما اليوم حاجتها من المخلوق هذا على تأتي تكاد وتدمير وترويع تخريب وسائل من

الله فأسأل خالقه، عن بها االستغناء بتوهمه والمتجبر بها المتكبر عليه الله صلى نبيه وسنة كتابه بخدمة الفوز إلى يوفقنا أن تعالىالعالمين. رب لله الحمد أن دعوانا وآخر وسلم

الله فتح د.وسيم

35

المراجع فهرس

األمين محمد – بالقرآن القرآن إيضاح في البيان أضواء-1 األولى الطبعة – بيروت – العربي التراث إحياء دار – الشنقيطي

-1996 – الفتح دار طبعة – كثير ابن الحافظ – العظيم القرآن تفسير-2

1999- األولى الطبعة – الشارقة الكتاب - دار األبياري إبراهيم تحقيق – الجرجاني – التعريفات-3

2002 – العربي- بيروت السعدي( )تفسير المنان كالم تفسير في الرحمن الكريم تيسير-4

المكتبة – سعدي آل ناصر بن الرحمن عبد الله عبد أبة الشيخ–2002 – / بيروت صيدا – العصرية

الرزاق عبد - تحقيقالقرطبي - اإلمامالقرآن ألحكام الجامع-51999 – الثانية - الطبعة بيروت – العربي الكتاب - دار المهدي

دار – عثيمينال صالح بن محمد الشيخ – الواسطية العقيدة شرح-61998 – األولى الطبعة – الرياض – للنشر الثريا

العسقالني حجر ابن الحافظ – البخاري صحيح شرح الباري فتح-71993- بيروت – الفكر دار –

– بيروت – الرسالة - مؤسسةالفيروزآبادي – المحيط القاموس-81993 – الثالثة الطبعة

حسن الرحمن عبد – وجل عز الله لكتاب األمثل التدبر قواعد-91996- الثانية الطبعة – دمشق – القلم دار – الميداني حبنكة

) صحيح حاسوبي الشريف"-برنامج الحديث "موسوعة-10 الدارمي(- وسنن أحمد ومسند األربعة السنن مسلم، البخاري،

1996- صخر شركة

36