شعبة:السعدي المالك عبد جامعةالخاص القانون

واالجتماعية واالقتصادية القانونية العلوم كليةطنجة

الحقوق في اإلجازة لنيل بحث

الموضوع

إشراف تحت الطالبان: إعداد األستاذ

حموري عدنان- دارعي جهاد الله عبد أفقير أشركي

الجامعي لموسما2004-2005

مـقـدمـةعـامة

2

الرحيم الرحمان الله باسم

اهتمام من واسعا جانبا الجنائي القانون يكتسي الطرق أنجح من يعتبر إذ الوضعي القانون وفقهاء الدارسين

لمكافحة القدم منذ اإلنسانية المجتمعات إليها تلجأ التي في عثرة حجر وتقف وجودها من تنال التي اإلجرامية الظاهرة

نظام أي داخل الجنائي والقانون وتقدمها، سموها طريق أساسا تتمثل تحقيقها ينشد وأهداف مقاصد على يقوم قانوني

تحقيق واألمني، واالجتماعي السياسي االستقرار : تحقيق في والمجتمع. و األفراد حقوق وضمان حماية مع موازاة العدالة استراتيجية وضع إلى الدول تلجأ السامية األهداف لهذه تحقيقا الجنائي التشريع عليها يقوم أن تجب التي المبادئ لبيان عامة

إلى باإلضافة عليها، العقاب أو األفعال تجريم مجال في فيما الجرائم، من التقليل على تساعد التي االحترازية التدابير. الجنائية بالسياسة تسميته على يصطلح

للسياسة المكونة العناصر أهم أحد باعتباره والتجريم وتزايد األولى البشرية الجماعة بتكون ظهوره ارتبط الجنائية،

عليها الحفاظ حمايتها تستدعي التي المشتركة المصالح أهمية بذلك وهو الخارج، أو الداخل من يطالها قد اعتداء كل من

كيان لحفظ التشريعات إليها تلجأ التي الوسائل أقدم من يعتبر فإن لذلك واعتبارا لها، واالستقرار األمن وتحقيق الجماعة خاصة أهمية تكتسي التي الحساسة المواضيع من يعد التجريم

الجنائي القانون أو الوضعي الجنائي القانون في سواء المدارس مختلف األهمية هده هذه كرست وقد اإلسالمي،

. الوضعي القانون عرفها التي الفقهية األصل على استثناء يشكل باعتباره التجريم لخطورة ونظرا

في األصل بأن تقتضي التي الجنائية العدالة لقواعد العام بمبدأ قيداه الجنائيين التشريعين من كال فإن اإلباحة األفعال

المشرع بأن يقتضي والذي الجنائية، الشرعية مبدأ هو عام، بيد لها، المقررة والعقوبات الجرائم تحديد يتولى الذي وحده

لها ينعقد التي الجهة تعيين هي هنا تطرح التي اإلشكالية أن– االختصاص هذا

3

هذه على ينبغي التي والمعايير الضوابط التجريم- وكذا األفعال على الشرعية ترفع حينما بها تتقيد أن السلطة

مثل تجاوز قد اإلسالمي الجنائي القانون كان وإذا وتجرمها، يتخبط يزال ال المغربي الجنائي القانون فإن اإلشكاالت، هذه. عوائق هكذا في الشمال وذات اليمين ذات العام المبدأ عن خروجا يعد قبل من أسلفنا كما والتجريم

هذا من وهو اإلباحة، األفعال في األصل بأن يقضي الذي األفراد حقوق على ومباشرا خطيرا تهديدا يشكل المنطلق

قبل من وتسلطي تعسفي بشكل استغالله تم إن وحرياتهم،الدولة.

في التجريم سياسة موضوع على الضوء إلقاء من ولمزيد اإلسالمي، الجنائي والقانون المغربي الجنائي القانون من كل خالل من دراسته على سنعمل عناصره، بمختلف إلحاطةوا

التالية: األسئلة على اإلجابة السياسة من كل تبنت هل ؟ التجريمية السياسة تعني -ماذا

المبادئ أهم اإلسالمية التجريمية والسياسة المغربية التجريمية بنفس معها تعاملت وهل ؟ التجريم سياسة عليها تقوم التي

؟ الكيفية الجنائية الشرعية بمبدأ مقيدة التجريم سياسة كانت -وإذا هي وما ؟ التجريم في بالحق المخولة السلطة هي فما

؟ ذلك في عليها تستند أن ينبغي التي الضوابط لكل وأن إسالمي مجتمع هو المغربي المجتمع أن علمنا -وإذا

أن القول يمكن حد أي فإلى تحقيقها إلى تسعى أهداف سياسة نفس هي المغربي الجنائي المشرع بال تشغل التي المصالح ؟ حمايتها اإلسالمية التجريمية السياسة تسعى التي المصالح التجريم سياسة أن القول يمكن حد أي إلى آخر وبمعنى

المغربي المجتمع واقع من منبثقة و نابعة سياسة هي المغربية ؟ أفراده وقناعة

4

5

الجنائية السياسة ماهية: األول المبحثالتجريم وسياسة

الجنائية السياسة لمفهوم المبحث هذا في التطرق سنحاول والقانون اإلسالمية الشريعة من كل في التجريم وسياسة. الوضعي

الجنائية السياسة األول: مفهوم المطلب كل في الجنائية السياسة لمفهوم المطلب هذا في نتعرض التشريع األولى( و )الفقرة الوضعي الجنائي التشريع من

الثانية( )الفقرة اإلسالمي الجنائي في الجنائية بالسياسة : المقصود األولى الفقرةالوضعي القانون

قبل من االهتمام من كبير بقدر الجنائية السياسة حظيت ويعتبر لها، والتصدي منها والوقاية الجريمة بشؤون المهتمين

السياسة تعبير استعمل من أول فويرباخ األلماني الفيلسوف " بها يقصد وكان عشر التاسع القرن بداية في وذلك الجنائية ما بلد في معين وقت في اتخاذها يمكن التي الوسائل مجموع

ال ألنه غامضا التعريف هذا فيه" ويبقى اإلجرام مكافحة أجل من 1السياسة هذه نطاق يحدد

السياسة تعريف في فقهية اتجاهات عدة ظهرت وقد السياسة تعطي لم ألنها قاصرة األخرى هي وكانت الجنائية ومنها الجنائي القانون تطوير في الحقيقي دورها الجنائية من المنظمة "المجموعة بأنها عرفها الذي ليزت فون تعريف

.2" الجريمة محاربة عملية لتنظيم الدولة تعتمدها التي المبادئ في يكمن الجنائية السياسة دور " أن دوفايير دونديو واعتبر

السياسة فكرة تبلورت وقد.3والقمع" بالجزاء الجريمة مواجهة بزعامة االجتماعي الدفاع مدرسة ببروز فأكثر أكثر الجنائية

غايتهما وفن "علم بأنها عرفها والذي انسيل مارك

___________________________ 1972 طبعة ، العربية النهظة دار ، 11. ص الجنائية السياسة : أصول سرور فتحي د. أحمد-1. طبعة بيروت نوفل مؤسسة ،123. ص يالجنائ العلم في : دروس العوجي - د. مصطفى2

1980. .125. ص سابق : مرجع العوجي - د. مصطفى3

بغية الجنائية العلوم معطيات ضوء في وضعية قواعد صياغة

.1للجريمة" التصدي

6

السياسة لمفهوم الحديثة التعريفات أغلب أن والمالحظ األساس على مركزة األخير االتجاه هذا نفس في تسير الجنائية "تلك بأنها عرفها بنحدو السالم عبد الدكتور نجد وهكذا العلمي، سياسة تحديد عند المشرع عليها يعتمد التي الفنية الوسائل " الفلسفة بأنها الفتوح أبو الدكتور وعرفها2" والعقاب التجريم

تحديده عند المشرع يرسمه الذي الخط وراء تكمن التيوالعقوبات". الجرائم

في الجنائية بالسياسة الثانية: المقصود الفقرة اإلسالمية الشريعة

الجريمة بأن الشهيرة مقدمته في خلدون ابن بين أن بعد بشري، مجتمع كل في وجودها من البد اجتماعية واقعة

الذي الحل ليقدم ذلك بعد العربي المسلم المفكر هذا استطرد الناس يزع حاكم وجود من البد بأنه يرى حيث لمواجهتها، أرتاه

سياسة من ألداته والبد أداة من الحاكم لهذا البد أنه و ويحكمهمالناس. أمر بها ينتظم

إلى مستندا يكون تارة فيهم :"…وحكمه خلدون ابن يقول يوجب عقلية سياسة إلى وتارة الله، عند من منزل شرع

3الحاكم" . ذلك ثواب من يتوقعونه ما إليها انقيادهم في اتباعها الحاكم على ينبغي لتي السياسة بهذه المراد فما

؟ المجتمع في اإلجرام حتمية مواجهةالشرعية بالسياسة أوال: المراد

أن الشرعية الجنائية السياسة لتعريف نتعرض أن قبل ارتأينا أوال نحاول

___________________________1980 طبعة بيروت نوفل مؤسسة ،126. ص يالجنائ العلم في : دروس العوجي مصطفى د. -1 الرابعة الطبعة ،32ص ، المغربي الجنائي القانون في : الوجيز حدو بن السالم د. عبد - ا2

2000. العلمية الكتب دار وفي الواحد د. عبد تعليق و شرح ،156ص ، خلدون بن : مقدمة خلدون بن الرحمان - عبد3

.1996 طبعة

الجنائية السياسة ألن عامة، بصفة الشرعية بالسياسة اإلحاطة معرفة إلى تفضي األعم ومعرفة الشرعية السياسة من جزء

في الشرعية السياسة معنى نستقصي يلي وفيما األخص، للسياسة كثيرة تعاريف الفقهاء ذكر وقد اإلسالمية، الشريعةمنها: الشرعية

وأبعد الصالح إلى أقرب الناس معه يكون فعال كان ما هو -1 وال وسلم عليه الله صلى لiالرسو يضعه لم وإن الفساد عن .1وحي به نزل

7

به تقتضي ما يعملوا أن في األمر والة على التوسعة هي -2 ii .2دليل عليه يقم لم وإن الدين أصول يخالف مماال المصلحة

الخلق استصالح هي الشرعية السياسة بأن آخر فقيه يؤكد -3 من فهي واآلخرة، الدنيا في المنجي الطريق إلى بإرشادهم

والسياسة وباطنهم ظاهرهم في والخاصة العامة على األنبياء غير ال ظاهره في متم كل على والملوك السالطين من

ال باطنهم في الخاصة على األنبياء ورثة العلماء من والسياسة .3غير

حسما شرعي حكم لها جناية جزاء تغليظ بأنها آخرون وعرفها -4.4 الفساد لمادة

بأنها الشرعية السياسة وصف في السابقة التعاريف تشترك لكنها وتصرف، تدبير من الحاكم عن يصدر وما الشرعية األحكام قصر الذي األخير التعريف ذلك ومن الجوانب، بعض في اختلفت

بتشديد خصها حينما مشموالتها بعض على الشرعية السياسة السياسة من جزء األخيرة هذه أن حين في العقوبة، وتغليظالشرعية. السياسة من جزء بدورها التي الجنائية الدكتور وضعه الذي ذاك هو عليه وقفنا تعريف أهم ولعل

العمل هي الشرعية السياسة بأن فيه جاء والذي بوساق محمد أمكن ما ودفع للجماعة المصالح من يمكن ما أقصى جلب على واجتهاد تنفيذا الشريعة بإقامة عنها المفاسد من

ـــــــــــــــ ، الفقي حامد محمد تحقيق ، الثالث الجزء ،10ص ، الشرعية السياسة في الحكمية : طرق الجوزية القيم - ابن1

. طبعة . بدون لبنان العلمية الكتب دار الجيل در ، األول المجلد ،106ص ، المقارن اإلسالمي العقوبات فقه في الجزائية : السياسة حصري - أحمد2

.1993 طبعة ، بيروت .107 ص ، سابق : مرجع حصري - أحمد3 .104 ص ، سايق : مرجع حصري - أحمد4

المناسبة األنظمة إلى للوصول الجهد وبذل لوسع استفراغ أو والسياسة االقتصادية المجاالت جميع وفي ومكانا، زمانا

االختيار حال وفي واالجتماعية، واألخالقية والثقافية واإلدارية بالتدبير اليومية الشؤون وتصريف والحرب، والسلم واالضطرار

والفكرية المادية والطرق الوسائل بكافة والتذرع والحكمة وروحها الشريعة نصوص ضوء في والمعنوية والحسية

1"ومقاصدهاالشرعية الجنائية السياسة ثانيا: معنى

مبناها الجوزية القيم ابن بحق وصفها كما الشريعة كانت وهي والمعاد، المعاش في العباد ومصالح الحكم على وأساسها

والسياسة 2 . كلها وحكمة كلها ومصالح كلها ورحمة عدل

8

: أولهما أساسيين هدفين تحقيق عن تخرج ال ثم من الشرعية وإقامتها بإيجادها الخمس الكليات بناء أو المصالح جلب

للكليات المقام البناء حماية أو المفاسد : دفع وثانيهما وتنميتها،عليها. واالعتداء بها واإلخالل زوالها بمنع الخمس

الشرعية، السياسة من جزءا باعتبارها الجنائية والسياسة الجنائي، جانبهما في الهدفين هذين ترسيخ على تعمل فإنها حصولها المتوقع أو الجريمة عن الناتجة المفاسد بدفع وذلك والممتلكات، الحقوق وصيانة لألمة األمن توفير على عالوة منها

كاستصدار والوسائل الطرق بكافة ذلك تحقيق على والعمل مادية أكانت سواء المالئمة اإلجراءات واتخاذ المناسبة األنظمة

الشريعة أسس عن الخروج دون معنوية، أم حسية فكرية أم سياسة ضمنها تدخل وهكذا وأهدافها، ومقاصدها وقيمها

عامة، بصفة ازيرعوالت تخفيفها أو العقوبات وتغليظ التجريم الجنائية السياسة أن اعتبار على للتعزيز مرادفة تكون ال كنهال

تشمل وغيرها االحترازية والتدابير والمنعية الوقائية اإلجراءات اتخاذ

الوسائل من____________________

الرياض ،15 ص ، اإلسالمية الشريعة و المعاصرة الجنائية السياسة : اتجاهات بوساق المدني بن - د. محمد1 .2002 األمنية للعلوم نايف أكاديمية

الثانية الطبعة بيروت الفكر دار الثالث المجلد ،3 ص ، العالمين رب عن الموقعين : أعالم الجوزية القيم - ابن21977.

ونهب الحرمات وانتهاك باألمن واإلخالل االعتداء تمنع التي أو بالجماعة ذلك اتصل سواء وغيره الدماء وسفك األموالباألفراد. الجنائية للسياسة المختار التعريف فإن تقدم، ما ضوء على

الواقعة المفاسد درء على : "العمل هو اإلسالمية الشريعة في الحدود أحكام بإقامة والمجتمع الفرد عن المتوقعة أو

iiiاألمن لتحقيق والتذرع وغيرها، والقصاص حسية مادية أم كانت فكرية الممكنة والطرق الوسائل بكافة

ومقاصدها اإلسالمية الشريعة مبادئ ضوء في معنوية أو 2. 1وروحها"

التجريم سياسة الثاني: مفهوم المطلب التجريم سياسة مفهوم إبراز إلى المطلب هذا في نتعرض

الجنائي األولى( والقانون )فقرة الوضعي القانون من كل فيالثانية( )الفقرة اإلسالمي

9

في التجريم سياسة : مفهوم األولى الفقرةالوضعي القانون

الجديرة والمصالح القيم بيان التجريم سياسة تتضمن كليا وتدميرها بإهدارها بها الضرر إلحاق ومنع العقابية بالحماية

نشاط إال هي ما الجنائية األضرار ألن بانتهاكها والتهديد جزئيا أو يحصيها المحمية المصالح يلحق والذي االجتماعية بالحياة مخل

بالتجريم المتضمنة باألفعال تلحقها نصوص في ويبينها المشرع المناسبة والتدابير العقوبات بيان التجريم سياسة تشمل كما نصوص ضمن ذلك وكل الحديث العلم نتائج حسب جريمة لكل

تستوجب التي الضارة النتائج يحدد الذي الجنائي القانون للمبدأ وتأكيدا تحقيقا المالئم بالجزاء ومقابلتها التجريم

يعد فال " وعليه بنص إال عقوبة وال جريمة " ال المشهور محصورة الجنائية األضرار ألن جنائيا ضررا اجتماعي ضرر كل

. 3 محصورة وغير كثيرة واالجتماعية_______________________

.16 ص ، سابق : مرجع بوساق المدني بن - د. محمد1 : " التركي المحسن عبد بن الله عبد الدكتور تعريف منها الشرعية الجنائية للسياسة أخرى تعارف على - وقفنا2

و ، المجتمع في الحياة نظام تحكم شاملة ، عامة نظرية عن عبارة هي اإلسالمية الشريعة في الجنائية السياسة قواعد منظمة ، المجتمع هدا دعائمها على يقوم التي المبادئ مجموع على تنبني و الرئيسية مصالحه عن تعبر

على الحفاظ و المبادئ بهده األخذ وظيفته تكون صالح حاكم المجتمع هدا يتولى أن على فيه الجزاء و المسؤولية". أسسها

.50 ص ، سابق : مرجع بوساق المدني بن - د. محمد3

10

لظروف وفقا الجنائية بالحماية الجديرة المصالح وتتعدد االقتصادية ونظمه بتقاليده وتتأثر مجتمع كل واحتياجات

مراتب أقصى هو التجريم يعتبر وعليه والسياسية، واالجتماعية التي المصالح من معين نوع على التشريع يضفيها التي الحماية

المجتمع. تهم واالقتصادية السياسية بنظمها المجتمعات كانت ولما

فإنه المصالح هذه تحديد في بينها فيما تتفاوت واالجتماعية. 1فيمابينها التجريم سياسة اختالف من لذلك تبعا والبد

في القصوى األهمية ذات والمصالح القيم كانت وإذا العقاب طائلة تحت به والتهديد انتهاكها بحضر تحظى المجتمع

بإطالق، الحماية من تعرى ال أهمية األقل والمصالح القيم فإن أو اإلداري القانون أو المدني للقانون العادة في تترك وإنما

للمحافظة والنقابات الخاصة والجمعيات للوعاظ أو للمربينعليها.

في التجريم سياسة : مفهوم الثانية الفقرة اإلسالمي الجنائي التشريع

إضفاء على اإلسالمية الشريعة في التجريم مفهوم يقوم والمبادئ والقيم المصالح من مجموعة على الجنائية الحماية

في أهميتها باعتبار حفظها على السمحة الشريعة تعمل التي الفاضلة األخالق تعتبر اإلسالمية فالشريعة المجتمع، كيان حفظ على تحرص فهي ولهذا المجتمع، عليها يقوم التي الدعائم أولى

تعاقب تكاد بحيث الحماية هذه في وتتشدد األخالق هذه حماية اهتمام في والعلة2األخالق، تمس التي األفعال كل على

تقوم اإلسالمية الشريعة أن الوجه، هذا على باألخالق الشريعة الفضائل على ويحث األخالق بمحاسن يأمر الذي الدين على

. الصالحة الجماعة تكوين إلى ويهدف التي اإلسالمية الشريعة من جزء اإلسالمي الجنائي فالنظام

يكفل وحرمة قدسية من له بما والدين الدين، أساس على تقوم قوة اإلسالمي الجنائي للنظام

_____________ .19 و18 ص ، سابق : مرجع سرور فتحي - د. أحمد1 الرسالة مؤسسة األول الجزء69 ص ، الوضعية بالقوانين مقارنا اإلسالمي الجنائي : التشريع عودة القادر - عبد2

. العاشرة الطبعة بيروت

يخفى ال الديني،حيث ووجدانه المسلم بعقيدة الرتباطه وفاعلية نزاعا تصرفاته مجموع في يكون الذي الصالح الفرد تكوين أن

ما وهو اإلسالم، مقاصد أهم من الشر عن عزوفا الخير إلى

11

التصرفات من للعديد تجريمه في اإلسالمي المشرع جعل. والعقائدي الديني بالجانب يهتم واألفعال

اإلسالمية الشريعة في التجريمي النظام إن ، ذلك جانب إلى مصالح حماية إلى واألفعال السلوكات لبعض تجريمه في ينحو

فالمقاصد واالجتماعية، االقتصادية تجلياتها مختلف في األفراد فما العباد، مصالح على تشتمل اإلسالمية للشريعة الرئيسية

مصلحة فيه كانت إال السنة أو بالكتاب اإلسالم شرعه أمر من . حقيقية

هذه مختلف جمعوا قد الشريعة الفقهاء أن القول وحاصل وحمايتها حفظها على اإلسالمي المشرع عمل التي المصالح

باعتباره الدين حفظ مقدمتها في يأتي خمسة أصول في جرم نجده لذلك اإلسالمي، المجتمع لكيان األساسي المقوم

الردة جريمة منها المقوم هذا تطال التي السلوكات بعض كل جرم وهكذا النفس، حفظ نجد عليها.ثم العقاب في وتشدد

)تجريم الثالثة المرتبة في العقل حفظ ويأتي عليها اعتداء فعل المرتبة المال حفظ والمسكرات…( ويحتل والمخدرات الخمر

للمحصنات…(. القذف )تجريم النسل حفظ يليه الرابعة

12

النظري الثاني: األساس المبحث القانون في التجريم لسياسة

والشريعة المغربي الجنائي اإلسالمية

المبادئ من مجموعة على التجريم سياسة تنبني العام النموذج تضع التي والفلسفية النظرية واألسس

أفعال تجريم في الجنائية التشريعات تعتمده الذي األفكار هذه عرفت والجماعات. وقد األفراد وسلوكات

الجنائي القانون ظهور منذ متالحقة تطورات والنظريات جنائي فكر انبعاث وراء كانت التي القديمة المجتمعات مع

بروز في تمثل جديد األول( . )المطلب الفقهية المدارس من مجموعة

اإلسالمية الشريعة في التجريم فلسفة فإن وبالمقابل ما وهو لألفراد، الجنائية المسؤولية بتحديد أساسا ارتبطت الجنائية التشريعات من غيرها عن متميزة صبغة أعطاها

الثاني( )المطلب الوضعية التجريم سياسة تطور : مراحل األول المطلب

الوضعية القوانين في بالمتغيرات اجتماعية، قواعد بوصفها التجريم قواعد تتأثر

في تحول من المجتمع في ينشأ ما تعكس التي االجتماعية استعرضنا ما وإذا ، والثقافية… والسياسية األخالقية القيم

: ثالث رئيسية بمراحل مر نجده التجريم لسياسة العام التاريخ ثم السياسية، الجماعة تكون قبل والعشيرة األسرة مرحلة العلمي البحث مرحلة وأخيرا الحديثة، الدولة قيام مرحلة

. الفلسفية والدراسة المجتمعات في : التجريم األولى الفقرةالقديمة

االلتقاط -مجتمع1 الطعام، إلى بالحاجة المرحلة هذه في التجريم مفهوم ارتبط األموال جرائم أما األشخاص، على االعتداء جرائم فظهرت الخاصة سواء الملكية لكون موجودة تكن فلم األخرى والجرائم

مكتوب قانون غياب أهمية.وفي أي لها يعطى لم الجماعية أو مشاكلها، لحل غيبية وسائل على البدائية المجتمعات اعتمدت

13

من جملة الفترة تلك في اإلنسان لدى تركزت الوقت مرور ومع طرف من لجزاء تعرض وإال احترامها، عليه كان التي القواعد

أن إلى الوهم به يذهب كان القواعد لهذه فالمخالف غيبية، قوى الذي الشديد الخوف فينتابه به الحلول قريب الخفي الجزاء " التجريم من النوع هذا سمي وقد وموته، مرضه إلى يؤدي

بالتابو".

الصيد -مجتمع2 عشائر في نفسه ينظم اإلنسان بدأ المرحلة هذه في

حماية إلى الحاجة فتولدت باألرض، والعمل الصيد تحترف 1 االغتصاب من أرضها حماية وإلى عليهم، االعتداء من رجالها

مرحلة في االنتقام في تمثل جماعي فعل رد صورة في وذلك. القصاص جرائم إلى ذلك بع ليتطور أولى

العامل أهمية بدأت الرعي إلى الصيد مجتمع تطور ولما ظهرت وحينها واألبقار، المواشي تملك عن الناتج االقتصادي

اعتداء كل تجريم إلى الحاجة فتزايدت األموال، جرائم أهمية. عليها

الزراعة -مجتمع3 األسرة مفهوم وظهر الخاصة، الملكية نشأت الفترة هذه في

2 حاجاتها، إلشباع تستغلها أرضية قطعة تملك أضحت التي

الملكية ظهور أدى فقد وهكذا إلى أدى الذي الشيء اجتماعية، لطبقات المجتمع انقسام إلى

األولى المراحل وفي األموال، على االعتداء جرائم ارتفاع األب، بيد كلها والعقاب التجريم سلطة كانت الزراعة لمجتمع

. يخالفه من ويعاقب وينهى يأمر والقاضي السيد فهو 3الدينية -الدولة4

في الدين رجال أهمية ظهرت الدينية الدولة نظام ظهر لما لجرائم الجنائية األهمية تعاظم عنه نتج مما التجريم، مجال والسحر اإللحاد جرائم الخصوص وجه وعلى األديان انتهاك

. 4 وأبشعها الجرائم أشنع أضحت والتي المقدسات وانتهاك على االعتداء جرائم تضخمت اإلالهي الحق ملوك عصر وفي ما جانب إلى هذا وسلطته، وملكه شخصه على حفاظا الملك على االعتداء جرائم نالته

. خاصة أهمية من واألموال األشخاص_____________

،15 ص ، االجتماعية الوقائع و المؤسسات تطور في األساسية المتغيرات و : الثوابت السرسار - د. المهدي1.2001/2002 سبارطيل مطبعة

. بعدها ما و20 ص ، سابق : مرجع السرسار - د. المهدي2

14

الشريعة التعيين وجه على و ، الثالت السماوية للرساالت الدينية الدولة من المرحلة هده في نتعرض - لن3. الثاني فصله في خاصة و البحث هدا من أخرى مواضع في دلك على سنقف أننا على ، اإلسالمية

.1985 األولى الطبعة المعارف مكتبة ، بعدها ما و18 ص ، العام الجنائي القانون : شرح الخمليشي - أحمد4

المجتمعات في : التجريم الثانية الفقرة الحديثة

الدولة مع وخاصة القديمة المجتمعات في التجريم كان أفعال تجريم في األهواء وتحكم بالعشوائية يتميز الدينية

يترتب كان وما واضح تقنين غياب إلى إضافة األفراد، وتصرفات الجنائي النص بمقتضيات المخاطبين جهل من ذلك عن

. عليهم المسلط …التي واالقتصادية والعلمية الفكرية التطورات بعد لكن

وانعكس عقب، على رأسا الوضعية هذه انقلبت أوربا، عرفتها من مشاريعها تحرير أصبح التي الحديثة التشريعات على ذلك

األستاذ يقول كما الفقه ملك " وبذلك الفنية " اللجان اختصاص 1 والعقاب، التجريم لسياسة العام التوجيه الخمليشي أحمد

سلطتي على نهائية بصفة الدولة استولت أن ذلك أثر من وكانوالعقاب التجريم

بنص إال عقوبة ال و جريمة ال الشهير األساسي المبدأ وتقرر. األولى التقليدية المدرسة يد على سابق

الفقهية المدارس : أهم الثالثة الفقرة التجريم لسياسة المنظرة

وسياسة عامة بصفة الجنائية السياسة دراسة استحوذت باهتمام م18 القرن منتصف منذ خاصة، بصفة التجريم

بمرحلة عرف فيما الوضعي، القانون وفقهاء المفكرين والعلمية العقلية الدراسات مرحلة أو الفلسفية الدراسات

قفزة بحق المرحلة هذه شكلت وقد الحديث، الجنائي للقانون مواجهة في بيضاء وثورة الحديث، الجنائي الفكر في نوعية ما وهو اإلجرامية، الظاهرة وتفسير التقليدية التجريمية النظم

بالمدرسة بدءا الفقهية المدارس مختلف صعيد على تكريسه تم فالمدرسة الحديثة، التقليدية بالمدرسة ومرورا األولى التقليدية. االجتماعي الدفاع بمدرسة وانتهاء الوضعية

___________________ .23 ص ، سابق : مرجع الخمليشي - أحمد1

1 األولى التقليدية : المدرسة أوال

.25 ص ، سابق : مرجع الخمليشي - أحمد11 بنصوص بدلك محتجين المبدأ هدا إقرار في األخيرة هده سبق يؤكدون ، اإلسالمية الشريعة فقهاء أن - على2

الشريعة لدراسة المدخل في : فصول أحمدون الخلق . عبد الفقهية القواعد بعض و السنة و الكتاب من .83 و82 ص اإلسالمية

15

نذكر روادها أهم من الكالسيكية، المدرسة كذلك عليها يطلق beccaria بيكاريا اإليطالي

واأللمانيbentham (1832-1779) بنتام ( واإلنجليزي1794-1738) انتقاد على المدرسة هذه قامت . وقدfuerbaach (1833-1775) فويرباخ

وتعسف الحكام استبداد على آنذاك القائمة الجنائية النظم لقلة نظرا والسياسة، الدينية الجرائم في خصوصا القضاة

بها المخاطبين العامة وجهل جهة من الجنائية النصوص. أخرى جهة من منها بالموجود

عند والنظري الفكري البناء المرتكزات هذه شكلت وقد وتصرفات أفعال تجريم ميدان في التقليدية المدرسة أقطاب فلسفة . وتتلخص الباب هذا في ودورها الدولة وحق األفراد

إضفاء أن على بتأكيدها التجريم مجال في التقليدية المدرسة مساسا يمثل اإلنسان وتصرفات أفعال على الجرمية الصفة بها يتمتع التي والمكتسبة الطبيعية والحقوق بالحريات خطيرا المشرع على يتوجب فإنه تحكم أو تعسف ألي .وتفاديا األفراد

التي األفعال مكتوبة تشريعية نصوص في يبين أن ما إذا حتى منها بينة على ويكونوا األشخاص يجرمها،ليتبصرها

أرست وبذلك العقاب، عليهم يحق مذنبين صاروا اقترفوها الشرعية مبدأ بيكاريا مؤسسيها يد على التقليدية المدرسة في2-1" سابق بنص إال عقوبة وال جريمة " ال القاضي الجنائية

كل به يتقيد أن يجب الذي التجريم معيار بأن بنتام يرى حين، " يعرف ما تحقيق هو التجريم، لسياسة وضعه عند مشرع

حق إليها آل وقد فالدولة "، العامة المنفعة أو بالمصلحة األفراد بموجبه لها أقر الذي االجتماعي العقد بمقتضى التجريم

تشكل والتي المجتمع مصلحة تتمثل أن عليها يجب الحق، بهذا والقواعد النصوص وضع عند تتجاوزها وأال الحق هذا أساس

يحدثه الذي الضرر هو التجريم مناط يكون بحيث الجنائية، النوايا مجرد التجريم يتناول أن بالتالي يجوز وال بالمجتمع الفعل

. المعتقدات أو الجديدة التقليدية : المدرسة ثانيا

:روسي أمثال العلماء من المعة بأسماء المدرسة هذه تزخرrossi ، وكارسون garçon، وكارو garraud، وكوزو gozot، وكرارا garrara. العدالة نظرية على النيوكالسيكية المدرسة ارتكزت وقد

ألفكارها أساسا واتخذتها ،kant كانت األلماني للفيلسوف عند التجريم فلسفة وتقوم والعقاب، التجريم في ونظرياتها

منظومة "كانت" على مفكرها نظرية ضوء على المدرسة هذه: يلي فيما نجملها النظرية وألسس المبادئ من

16

: التجريم في الدولة بحق يتعلق أ- فيما في الدولة سلطة تبرير بشدة "كانت" يرفض نجد فإننا

بها أخذت التي1 االجتماعي العقد نظرية على بناء التجريم قد األفراد بأن القول إلى ذهبت والتي األولى التقليدية المدرسة

أمنهم شراء التجريم( مقابل )حق الحق هذا عن للدولة تنازلوا داخل الحياة بأن التأكيد "كانت" على واقتصر وطمأنينتهم،

هي الجميع له يخضع العامة القوانين من لنظام وفقا المجتمع. األفراد ومصالح حقوق حماية تكفل التي

: التجريم بمعيار يتعلق ب-فيما بها قال التي المطلقة العدالة نظرية تأثير بأن الواضح فمن

على قاصرا كان أن فبعد التجريم، معيار تغيير إلى "كانت" أدى أيضا امتد الكالسيكية المدرسة في االجتماعية المصلحة تحقيق الشهير بمبدئه ذلك "كانت" عن عبر وقد العدالة، فكرة ليشمل ول عادل هو مما أكثر ال يكون أن يجب التجريم بأن القاضي

بامتالكه المشرع أن عنه يترتب ما وهو2، نافع هو مما أكثرا ألفعال تجريمه عند يتجاوز أال عليه يجب التجريمية للسلطة

ما األشخاص وتصرفات________________

.47 ص ، سابق مرجع سرور فتحي - أحمد1 .66 ص سابق : مرجع بنحدو السالم - د. عبد2

ملزما يكون بحيث الخاصة، أو العامة سواء المصلحة تقتضيه جهة من الفردية المصالح بين التوفيق على بالعمل دائما

كما ثانية، جهة من الجماعية والمصالح تقتضيه ما يتجاوز أال أيضا الجنائي المشرع على يتوجب أنه

من حمايتهم لألفراد يضمن الذي الجوهري الشرط وهو العدالة، في الحق صاحبة السلطة قبل من تعسف أو شطط أي

وجوه في التجريم بعصى التلويح ذاك إذ لها يتسنى فال التجريم، سياسة بأن الواضح من فإنه . وهكذا ذلك شاءت كلما األفراد

معيارين على تنبني الحديثة التقليدية المدرسة عند التجريم في لحقها الدولة ممارسة عند تحقيقهما من البد أساسين جهة من العدالة معيار جهة، من المصلحة : معيار هما التجريم

. ثانية الواقعية أو الوضعية ثالثا: المدرسة

هم إيطاليين فقهاء ثالث يد على المدرسة هذه نشأت وهو الشرعي للطب أستاذا وكانlombroso (1836-1909) لومبروزر

وكانferri (1856-1929) " وفيري المجرم " اإلنسان كتاب صاحب الجديدة " األفاق كتاب صاحب وهو الجنائي للقانون أستاذا

" عنوان تحت بعد فيما نشر " الذي الجنائية للعدالة17

كان الذي carrofalo كاروفالو " وأخيرا الجنائية السوسيولوجية.1885 سنة اإلجرام علم في كتابه ونشر قاضيا

في العلمي المنهج على الوضعية المدرسة استندت وقد على الجريمة ففسرت الوضعية، الجنائية للسياسة تنظيرها والتدابير الجريمة ضد الفعل رد تحديد في به واستعانت ضوءه، اإلجرامية للظاهرة العلمي التفسير هذا خالل ومن لها، المانعة

المصدر هي العلم هذا نتائج وكانت اإلجرام، علم مرة ألول نشأ فإن . وهكذا الجنائية السياسة أساسه على تحددت الذي

الجنائية- السياسة عناصر من عنصرا باعتبارها التجريم سياسة لحماية األولوية إعطاء على الوضعية المدرسة عند تنبني

االعتبارات جميع فوق وجعلها به المرتبطة والمصالح المجتمع المشرع على يجب فإنه ذلك ولتحقيق األخرى، والمصالح

المجتمع مصلحة بالخطر تهدد التي األفعال تجريم في التوسع الضرر. وقوع انتظار دون

تجريم في وفعاال نشيطا بالتالي يكون أن عليه فالمشرع وال الجماعة ومصالح كيان تمس التي األفراد وتصرفات أفعالالمهام. بهذه ليقوم الضرر وتحقق الخطر وقوع بانتظار يكتفي

يتعلق فيما الوضعية، المدرسة به جاءت ما أهم ولعل للجرائم كاروفالو الفقيه تقسيم وهو التجريمية بالسياسة

.1مصطنعة" طبيعية" و"جرائم "جرائم منافيا يكون أخالقي غير سلوك كل هي الطبيعية فالجريمة كالقتل المجتمع، في واالستقامة والخير العدل لمشاعر بتوافق يتميز الجرائم من النوع وهذا األعراض، وهتك والسرقة

عرفها التي التشريعات أولى منذ تجريمه على المجتمعات جميع. 2 اإلنسان

من تكون التي : فهي االعتبارية أو المصطنعة الجريمة أما حسب آخر إلى مجتمع من وتختلف المشرع ووضع صنع

من النوع هذا ويتيح بلد، لكل والتاريخية الحضارية الظروف يرى قد فعل كل على التجريمية سلطته بسط للمشرع الجرائم

يتولى التي الخاصة أو العامة بالمصالح مساسا حدوثه في على يتوجب فإنه وعليه الجنائية، والقواعد بالنصوص حمايتها

في يتردد وأال وفعاال نشيطا يكون –أن سبق –كما المشرع والخطيرة الضارة األفعال هذه مثل على الجرمية الصفة إضفاءواألفراد. المجتمع لمصالح حماية

18

االجتماعي الدفاع رابعا: مدرسة تطور في مرحلة كآخر االجتماعي الدفاع مدرسة ظهرت

في الثالثة الثورة بحق تعتبر وهي الحديث، الجنائي الفكر : رئيسيان اتجاهان المدرسة هذه وتضم األخير. هذا مسيرة

التي االجتماعي للدفاع جنوا مدرسة وتمثله األول

.1999 الثانية الطبعة ، الوطنية الوراقة و المطبعة101 ص اإلجرام علم : مبادئ بنحدو السالم . عبد - د1عشر اإلثنى األلواح قانون ، حامورابي قانون ، القديمو الفرعونية القوانين نجد مثال التشريعات هده - من2

فجسدته الثاني االتجاه أما فانحسرت، مبادئها في تطرفت للدفاع باريس مدرسة

للشرعية وأعادت الجنائي، القانون عن دافعت التي االجتماعي. المعاصرة القانونية مكانتها الجنائية

االجتماعي للدفاع جنوا -مدرسة1 كراماتيكا الشهير اإليطالي المحامي المدرسة هذه أسس

gramaticaالدفاع " مبادئ كتابه في نظرياتها وقدم األربعينيات، في حيث للجريمة، جديدا تصورا كراماتيكا عرض االجتماعي" وقد

األشخاص بعض لدى وشخصية نفسية حالة عن عبارة اعتبرها عن المتولد االجتماعي، الخلل أو باالضطراب سماه لما نتيجة تجعل التي والوسائل الظروف توفير على المجتمع قدرة عدم

والطبيعي، االجتماعي التعايش مع متالئما األفراد سلوك يدعو ولذلك اجتماعيا، ال نساناivإ يكون أن يعدو ال إذن فالمجرم محور المجرم أو الجريمة وليس المجتمع جعل إلى كراماتيكا

يتعلق فيما كراماتيكا أفكار تجميع ويمكن القانوني، النظام: يلي فيما للدول التجريمية بالسياسة

على المرتكز 1 العقوبات قانون بإبدال كراماتيكا نادىأ-الضرر… المجرم، الجريمة، : الفعل، أساسها موضوعية معايير

عن وبعيدة واقعية أكثر تكون الجريمة لمكافحة جديدة بطريقة. اإلجرام تفادي تستطع لم التي التشريعية النظريات

اإلنسان به يخرق الذي الفعل عن الجرمية الصفة نفيب- تختلف معاملة يوجب اجتماعيا عمال ويعتبره االجتماعي، النظام

. المعروفة الجنائي القانون أحكام عن

__________________ المجلة45 ص ، العربي المجتمع في وضعه و الجريمة ضد االجتماعي : الدفاع المرصفاوي صادق - د. حسن1

.1981 الجديدة النجاح مطبعة18: العدد االجتماعي للدفاع العربية

19

بمقوماته الجنائي القانون مساوئ تصحيح كراماتيكا يقترحت- " االجتماعي " الدفاع بمفهوم بربطها وذلك الحالية وأدواته

جريمة، جنائي، قانون مثل مصطلحات استبدال ضرورة ويرى الدفاع : قانون هي مماثلة ومصطلحات بأدوات مجرم،

. االجتماعي الفرد االجتماعي، الفعل االجتماعي، على القضاء ومحاولته لكرماتيكا المتطرفة النظرة هذه من

يكتب لم مدرسته، من المعروفة أدواته وكل الجنائي، القانون التيار لظهور سببا كانت بل الذيوع وال التطبيق ألفكاره

. الحديث االجتماعي1

االجتماعي للدفاع باريس -مدرسة2 المبالغ اإلنسانية ودعوته بتطرفه أخرج قد كراماتيكا كان إذا نادى بل الجنائي، القانون مجال من اإلجرامية الظاهرة فيها

الدفاع مبادئ من بجملة عنه واالستعاضة األخير هذا بإقصاء االنتقادات هذه من استفاد آنسل مارك فإن االجتماعي،

1 االجتماعي للدفاع جديدة نظرية بناء في لكراماتيكا الموجهة

تنبني . و كراماتيكا نظرية ميزا الذين والتطرف الغلو عن بعيدا الجديدة نظريته ظل في آنسل مارك عند التجريمية السياسة

نوردها والمبادئ، األسس من مجموعة على االجتماعي للدفاع:النقط هذه في مختصرة

السياسة عناصر من عنصرا باعتبارها التجريم سياسةأ(حماية األول المقام في تنشد أن يجب الجنائية،

إال يتحقق ال المجتمع عن الدفاع أن اعتبار على ومصالحه الفرد تقديس في يبالغ لم ولكنه ،2الفرد وهو األولى خليته طريق عن

كراماتيكا، فعل كما المجتمع مصلحة حساب على األفراد حقوق ال الدولة وأن وغايته، المجتمع أصل هو الفرد بأن اعتبر الذي عن بعيدة أهداف لتحقيق السعي أجل من حريته تقييد تملك. اجتماعي ككائن اإلنسان غايات

________________________ .1967 طبعة عالم حسن ترجمة ،12 ص ، الجديد االجتماعي : الدفاع أنسل - مارك1 .88 ص ، سابق : مرجع سرور فتحي - أحمد2

20

وجود أهمية على آنسل مارك أكد كراماتيكا، نقيض على ب( 1 البشرية، المجتمعات داخل الجرائم لمواجهة جنائية تشريعات

التشريعات هذه قبل من تعسف أي من األفراد حقوق ولضمان الدول تضعها التي الجنائية القوانين احترام إلى آنسل مارك دعا

من التقليص على أمكن ما والعمل الجنائية، الشرعية لمبدأ الالزمة الضمانات توفير مع التجريمية واألحكام النصوص

آنسل مارك أعاد . وبذلك األفراد ومصالح حقوق لحماية الظاهرة مواجهة في والعملية النظرية قيمته الجنائي للقانون

. اإلجرامية في التجريم : فلسفة الثاني المطلباإلسالمية الشريعة

الذي الشرير الفعل تبيين هو التجريم من المشرع هدف إن الفقهية المذاهب على باالضطالع .لكن اجتنابه الفرد على

للجاني، الجنائية المسؤولية لموضوع تعرضت التي اإلسالمية الجاني يعتبر ألنه للتجريم جدوى أي ينفي اتجاه هناك أن نجد

مذهب وهو عنها مسؤول وغير أفعال من به يقوم فيما مجبر. الجبرية

مسؤولية مسؤول الجاني أن المعتزلة مذهب يرى وبالمقابل نصوص وجود من البد وعليه يداه، اقترفته ما على مطلقة ويتوسط وتقننها وتصرفاته أفعاله نتائج من تحد تجريمية شرعية. السابقين المذهبين االشاعرة مذهب وهو ثالث مذهب

الجبرية : مذهب األولى الفقرة من فهي اليهود إلى وتنسب بدعة البعض عند الجبرية تعتبر

اإلنسان أن وقوامها اإلسالم على دست التي اإلسرائيليات قبيل هو الله ألن ذلك اختيار وال له إرادة ال وأصال أفعاله، يخلق ال

اإلرادات و األشياء خالق على لألفراد األفعال تنسب وإنما وحده، لله فالفعل واألفعال

دخل ال بعمل اإلنسان تكليف يجوز ال لذلك ونتيجة المجاز سبيل وال اإلنسان تواب يصح وال فيه له

________________________ .49 ص سابق، : مرجع المرسفاوي الصادق - د. حسن1

على الجبرية مذهب . ويستند يفعله لم شيء تجاه عقابه: أساسين

األفعال هذه عليهم كتب وقد الناس بأفعال الله علم -سبق1-تغيرها. على لهم قدرة وال

1 اإلنسان خالق هو الله -أن2-21

كالحسن مذهبهم على الرد في العلماء بعض لهم تصدى وقد والعباد العلماء من قوم هؤالء تيمية، ابن عنهم قال وقد البصري،

شيء كل رب الله بأن وأمنوا القدر أثبتوا والتصوف الكالم وأهل كل خالق وإنه يكن، لم يشاء لم وما كان شاء ما وأنه ومليكه، والنهي األمر في قصروا ولكنهم وصواب، حسن وهذا شيء، من فصاروا اإللحاد إلى بهم غال حتى وأفرطوا والوعيد والوعد آباءنا وال أشركنا ما الله شاء " لو قالوا الذين المشركين جنس

2" . شيء من حرمنا وال المعتزلة : مذهب الثانية الفقرة

خالق الله أن بالقول واشتهروا العراق في المعتزلة نشأ الطريق سلوك من تمكنه قوة اإلنسان في خلق وقد شيء لكل إلى أي أليه مسندة فهي بمعصية أتى فإن ثم ومن يريده الذي

ليست أمور على اإلنسان يعاقب ال وتعالى سبحانه فالله إرادته، عقوبة عليه يفرض ثم أمرا عليه يقدر أن يقبل وال أفعاله، من

وبذلك3 يفعله ما كل في مطلقة حرة إرادة فلإلنسان الرتكابه، والدليل والخير الشر بين يختار أن وله أفعاله في مخير فهو

" كفورا إما شاكرا يكون أن أما السبيل هديناه " أنا تعالى قوله ال الناس بأفعال الله علم " وسبق النجدين وهديناه" وكذاك

ألفعال خالق غير الله وأن اإليمان، من مانعا يكون أن يجوز من ليس اإلنسان لفعل الموجب أو الداعي العامل وأن الناس .4 بالسوء األمارة والنفس الشيطان خلق من بل الله خلق

توضيح يفرض اختيار حرية على اإلنسان توفر فإن وهكذا األفعال وتحديد

________________________ .1985 البيضاء الدار الجديدة النجاح مطبعة20-19 العدد59 ص ، االجتماعي الدفاع - مجلة1. طبعة بدون بيروت الشرق دار23ص االجتماعي الدفاع من الشريعة : موقف بهنسي فتحي - أحمد2 .1982 الجديدة النجاح مطبعة18 العدد52 : ص االجتماعي للدفاع العربية -المجلة3 .20-19 العدد60 : ص االجتماعي للدفاع العربية - المجلة4

بها. قام ما إذا ويعاقب ويجتنبها الفرد يعلمها حتى الشريرة األشاعرة : مذهب الثالثة الفقرة

وعند ، فعل وال إرادة وال إلنسان قدرة ال الجبرية عند مع يتعارض األخير الرأي وهذا ، مطلقة قدرة لإلنسان المعتزلة

أن إال تشاءون وما يستقيم أن منكم شاء " لمن تعالى قوله . 1" نالعالمي رب الله يشاء

قدرة بجوار لقدرته تأثير ال ولكن قدرة له األشاعرة عند أما إليها، أفعاله تستند أيضا إرادة وله خالقها، والله أفعال وله الله،

أفعال أفعاله تسمية في ويكفي أفعاله في مختار يعد وبدلك هذه ولكن واختياره، إرادته إلى األفعال تلك الستناد اختيارية خاصة بل اإلنسان، من ليست األشاعرة عند واالختيار اإلرادة

22

في مضطر أفعاله في مختار أنه عندهم يقال ولذا الله بخلق لله مخلوقان لفعله وإرادته فعله أن إلى . وبالنظر اختياره فعله استناد أن .إال جميعا فيهما مضطرا يكون أن لزم تعالى

وصف بسبب آخر اختيار إلى اختياره استناد وعدم اختيار إلى أفعاله في مختار اإلنسان بكون المعنى وهو باالختيارية األفعال

هذا يكن لم وإن اختياره إلى فمستندة أفعاله أما األشاعرة، عند2. بيده االختيار

سياسة : خصائص الثالث المبحث القانون في التجريم

المغربي الجنائي اإلسالمية والشريعة

المغربي الجنائي التشريع في التجريم سياسة تتميز ودينية جهة من وضعية سياسة كونها أهمها لعل عديدة بخصائص

الجنائي التشريع في أما األول( ، )المطلب ثانية جهة من أساسيتين خاصيتين على تنبني التجريم سياسة فإن اإلسالمي

الجزئيات دون الكليات على واقتصاره التجريم : تدرج هماالثاني( ) المطلب

ــــــــــ.28-27 : اآلية التكوير - سورة1.25 ص سابق : مرجع بهنسي فتحي - أحمد2

القانون في التجريم : خصائص األول المطلبالمغربي الجنائي

بداية مند موزعة المغربية التجريم سياسة ظلت لقد جهة من وضعية سياسة فهي اتجاهين، بين اآلن وإلى االستقاللأخرى. من دينية وسياسة

وضعية األولى: سياسة الفقرة وهذا وضعية سياسة بكونها المغربية التجريم سياسة تتميز سياسة من منها جزء في مقتبسة أنها خالل من يبدوا التوجه

بأفكار تأثر المغربي المشرع أن نجد كما ، الفرنسية التجريم الجنائية المسؤولية لقيام فاشرط1 النيوكالسيكية المدرسة

يستثني ولم واالختيار اإلدراك على القائمة الجنائية األهلية توافر تناولها التي وهي القانون، حددها التي الحاالت إال دلك من

المغربي. الجنائي القانون في(3)134-(2)132 الفصل معفية تكون أن إما وهي القانونية باألعذار لمشرع أخذ كما

.4 مخففة تكون أن وإما العقاب من23

بالمدرسة تأثر المغربي المشرع فإن سبق ما إلى إضافة اصطناعية وجرائم تقليدية جرائم إلى الجرائم فقسم الوضعية

5. .دينية : سياسة الثانية الفقرة

متأصلة ألنها ديني توجه المغربية التجريم سياسة توجه إن . اإلسالمية الجنائية الفلسفة من ومستقاة الدين من الجرائم على نص المغربي الجنائي القانون أن نجد وهكذا

والعالقات7 الخمر وشرب6 رمضان في باإلفطار المتعلقة. أخرى جرائم إلى باإلضافة8 الشرعية غير الجنسية

ـــــــــــــــ ،40 ص ، الجنائية المسؤولية و الجريمة في المغربي الجنائي للقانون العامة : النظرية النصراوي - د. سامي1

.1986 الثانية الطبعة المعارف دار األول الجزء. المميز غير بالطفل يتعلق - و2. العقلية القوى في لخلل اإلدراك معها يستحيل التي بالحاالت - يتعلق3. المغربي الجنائي القانون من145 الفصل إلى143 - الفصل4. 101 ص ، سابق : مرجع بنحدو السالم - د. عبد5المغربي. الجنائي القانون من222 - الفصل6 .1967 نونبر14 ل الموافق ه1387 شعبان في724 – 66 رقم الملكي - المرسوم7. المغربي الجنائي القانون من491 - الفصل8

هذه بتجريم قامت التي الجنائية النصوص في بالتمعن لكن معاملة الجرائم هذه مع تعامل قد المشرع أن يتبين األفعال التجريم لسياسة الديني التوجه نفي إلى بالبعض دفع مما نفاقية

1. المغربية في التجريم سياسة : خصائص الثاني المطلب اإلسالمية الشريعة

تتميز اإلسالمي المشرع ينتهجها التي التجريم سياسة إن شموليتها على التأكيد إلى أساسا تهدف جوهرية بخصائص أم منها السماوية سواء األخرى، التشريعات باقي عن وسموها

لتشريع تدرج في الخصائص هذه أهم وتتجسد الوضعية، دون الكليات على واقتصاره جهة من اإلسالمي الجنائي

ثانية. جهة من الخصوصيات دون والعموميات الجزئيات الجنائي التشريع : تدرج األولى الفقرة

اإلسالمي لألحكام وضعه في اإلسالمي الجنائي التشريع تدرج لقد

على الناس وقدرة الزمان لحاجة تبعا وذلك الجنائية، التكليفية ضمن ونواهي، أوامر من عليهم فرض ما وتقبل استيعاب مطلقة إباحة في والعرب جاء قد اإلسالم أن المعلوم

منه، ضرر وال للبقاء صالح هو ما منها عادات فيهم استحكمت وجوده. على البقاء أو عليه السكوت يصح ال فاسد هو ما ومنها

باألحكام يفاجئوا أال بالناس رحمة اإلالهية الحكمة اقتضت لذا فقد . ولهذا2 لها واالمتثال تقبلها عليهم فيعسر واحدة، جملة

24

متدرجة الشرعية األحكام وجاءت منجما الكريم القرآن نزل. الالحق لقبول للنفوس ممهدا منها السابق يكون حتى

في التجريم تدرج على به يستشهد قد مثال أهم ولعل حيث3الخمر، تحريم في التدرج هو اإلسالمي الجنائي التشريع

الحمر، شرب من حازما موقفا وقف قد اإلسالمي المشرع إنكان لما إذ واحدة، جملة يجرمها لم ذلك مع لكنه

ـــــــــــــــ. الثاني الفصل في النفاقية المعاملة هده - سنوضح1 5 ص ، بطنجة الحقوق كلية طلبة من مجموعة : إعداد اإلسالمي العقابي النظام ظل في ةالجنائي - السياسة2

.2004-2003 الجامعية السنة .1998 العشرون و السابعة الطبعة الرسالة مؤسسة54ص ، اإلسالمي التشريع : تاريخ القطان - مناع3

أشعارهم في بها ويتغنون شربها يدمنون اإلسالم قبل العرب ، واحدة دفعة عليهم تجريمها السهل من قط يكن لم ونثرهم

: عدة مراحل على وإنما كلية تحريمها يكن فلماألولى: المرحلة

سكرا منه تتخذون واألعناب النخيل ثمرات " ومن تعالى قال هذه . جاءت1يعقلون" لقوم آلية ذلك في إن حسنا، رزقا أو

الحالل الطعام وهو الحسن الرزق بين للتفرقة الكريمة اآلية بين المغايرة شأنه من الذي العطف يؤيده ما وذلك والسكر،

كما 2 الحسن( ، )الرزق عليه )السكر( والمعطوف المعطوف األلباب ألولى إيحائيا وتوجيها دقيقة إشارة اآلية هذه تتضمن رضوان الصحابة بعض نجد ثم . ومن التفرقة هذه في للتفكير

شرب حرمة أدركوا الخطاب بن عمر رأسهم وعلى عليهم الله. المتقدمة اآلية من انطالقا الخمر

الثانية: المرحلة إثم فيهما قل والميسر، الخمر عن : " يسألونك تعالى قال

هذه . أثناء3نفعهما" من أكبر وإثمهما للناس ومنافع كبير بعد حتى شربها استمر حيث محرما، الخمر يكن لم المرحلة

وإثم لإلثم، ال للمنفعة نشربها الناس وقال اآلية، هذه نزول من شاربها عن يصدر ما هو العلماء ذكره الذي الخمرة

العقل وزوال والزور الفحش وقول المشاتمة و المخاصمة فهي الخمر عن عرفت التي المنافع .أما4 الله فروض وتعطيل

بثمن الشام من يجلبونها العرب كان إذ التجارة ربح قبيل من أيضا منافعها في قيل وقد وافر، بربح الحجاز في ويبيعونها زهيد وتصفي الجبان وتشجع الضعيف وتقوي الطعام تهضم بأنها

الله أن إال اللون،

ـــــــــــــــ .67 : اآلية النحل - سورة1 .1965 العروبة دار20 ص ، اإلسالمية الشريعة في الجنائية : السياسة بهنسي فتحي - أحمد2

25

.217 : اآلية البقرة -سورة3.22 ص سابق : مرجع بهنسي فتحي أحمد4

من أكبر هو الخمر شرب إثم بأن ذلك بعد مباشرة أكد وجل عز المنافع، من فيها ما يفوق واألوزار األضرار من فيها فما نفعها، راغبا للخمر شارب بين المسلمون كان اآلية هذه فبنزول وهكذا

. ومفاسد آثام من فيها لما شربها عن ممتنع وبين منافعها، فيالثالثة المرحلة :

سكارى وأنتم الصالة تقربوا ال أمنوا الذين أيها " يا تعالى قال هذه أن إلى الفقهاء غالبية . ذهب2-1تقولون" ما تعلموا حتى الواردة اآلية من الخمر تحريم على داللة أقرب الكريمة اآلية أنها اعتبار على لذلك، إيعازا منها وأشد البقرة سورة في

يريد من ألن اليوم، أوقات أغلب في الخمر شرب حرمت قبل أثرها لزوال كافية مدة شربها عن يمتنع أن يجب الصالة صالة انتهاء بعد يشربونها المسلمون كان الصالة. وهكذا دخول

الفجر صالة وقت دخول وقبل العشاء الرابعة المرحلة :

والميسر الخمر إنما ءامنوا الذين أيها " يا تعالى قال لعلكم فاجتنبوه الشيطان عمل من رجس األزالم و واألنصاب والبغضاء العداوة بينكم يوقع أن الشيطان يريد إنما تفلحون،

فهل الصالة وعن الله ذكر عن ويصدكم والميسر الخمر في بحرمة ونهائيا يقينا لتقطع اآلية هذه نزلت3."منتهون أنتم

أبوابه من وبابا الشيطان، عمل من رجسا اعتبارها على الخمر ما لهم ليوسوس شاربيها وعقول قلوب إلى منها يتسلل التي

فأراد ويأججها، والتشاحن والبغضاء العداوة نار بينهم يذكي يسد أن اآلية هذه في للخمر الصريح بتحريمه الحكيم الشارع

ـــــــــــــــ .43 : اآلية النساء - سورة1 طعاما عوف بن الرحمان عبد لنا : صنع قال طالب أبي بن على عن الترميدي رواه ما على األية هده - نزلت2

ال الكافرون أيها يا : قل فقرأت فقدموني الصالت وحضرت ، امن الخمر فأخذت ، الخمر من سقانا و فدعانا أنتم و الصالة تقربوا ال آمنوا الدين أيها يا: " تعالى الله فأنزل قال ، تعبدون ما نعبد نحن و ، تعبدون ما أعبد

.23 ص ، سابق مرجع بهنسي فتحي / أحمد صححه و الترميدي " . خرجه تقولون ما تعلموا حتى سكارى .93-92 : اآليتان المائدة -سورة3

تلحق ومضار مفاسد من عنه يترتب لما الشيطاني المنفذ هذا 1والعباد. البالد

في أكدت التي النبوية األحاديث اآلية هده بعد توالت وقد على االتجاه نفس

كثيره أسكر : ما وسلم عليه الله صلى قوله منها الخمر تحريم" حرام فقليله

26

الخمر لعن أنه من والسالم الصالة عليه أيضا عنه روي ما و وعاصرها له والمشتراة ومبتاعها عشرا: بائعها معها ولعن

وآكل له والمحمولة وحاملها وشاربها وساقيها له والمعصورةثمنها.

دون الكليات على االقتصار : الثانية الفقرة الخصوصيات دون والعموميات الجزئيات

لئال ومنذرين مبشرين الرسل وأرسل الكتب الله أنزل لقد الحكمة اقتضت وقد الرسل، بعد حجة الله على للناس يكون

2السماوية. الرساالت خاتمة اإلسالم رسالة تكون أن اإلالهية

إليكم الله رسول إني الناس أيها يا : " قل وجل عز الحق يقول بشيرا للناس كافة إال أرسلناك : " وما أيضا ويقول 3جميعا."

رجالكم من أحد أبا محمدا كان : " ما أيضا ويقول4" ونذيرا 5". النبيين وخاتم الله رسول ولكن

عامة اإلسالمي الجنائي التشريع يتميز أن لزاما كان لذلك وخصائص فريد بنظام التعيين وجه على التجريمي ومنهجه في يقتصر اإلسالمي التجريمي التشريع كون أهمها لعل نوعية، دون والعموميات الجزئيات دون الكليات على لألحكام وضعه

. الخصوصيات للجرائم تعيينه عند عمل الحكيم الشارع أن ذلك، ومقتضى

الكلية األصول وضع على االقتصار على الشرعية والمحظورات واألحكام العامة والقواعد

ـــــــــــــــ األية هده بأن غيرهما و الترمدي و الطبري رواه ما منها ندكر اآلية هده نزول أسباب في الروايات - تعددت1

شراب على هما و مالك بن عتبة يدعى األنصار من رجل و وقاص أبي بن سعد بين جرت – - مالحاة في نزلت هده فنزلت ، فشقه سعد أنف به فضرب جمل لحى األنصاري فأخد قريش و األنصار فتفاخرة انتشيا قد و ، لهما .25 ص ، سابق : مرجع بهنسي فتحي / أحمد اآلية

. بعدها ما و16 ص سابق : مرجع قطان مناع - نزلت2 .158 : اآلية األعراف - سورة3 .28 : األية سبأ - سورة4 .40 : اآلية األحزاب - سورة5

والتفاصيل الجزئيات جميع إلى التعرض غير من اإلجمالية في الشاطبي اإلمام يقول ذلك وفي1والمراحل. والكيفيات على جزئية كل حكم على تنص لم : " الشريعة الموافقات

ال أعداد تتناول مطلقة وعبارات كلية بأمور أتت وإنما حدتها، في يبق : " فلم األحكام أصول في حزم ابن " ويقول تنحصر. جملة منصوص هاهنا وهو إال حكم الدين

التجريمية النصوص وضع في والمقصد العلة وتكمن تقبل ال اإلسالمية الشريعة أن في الشكل هذا على اإلسالمية

وغير -الجنائية نصوصها تكون أن فوجب والتبديل، التعديل

27

يستجد ما استيعاب من يمكنها ما والعموم المرونة الجنائية- من الزمان ظروف تغيرت مهما البشرية والتطورات التغييرات من

التشريع في المتميزة الخاصية هذه واألشخاص. إن والمكان الحل أهل من األمر وأولي للحاكم تتيح اإلسالمي الجنائي باب في فسيحا ومجاال واسعا منفذا اإلسالمية األمة في والعقد

كل تجريم المسلمة الدولة تستطيع بحيث التجريمية، السياسة حكمه على نص قد يكن لم وإن المجتمع في جد سلوك أو فعل

وال عنها تخرج ال السمحة الشريعة ظل في كله تفصيال. وذلك. غيرها إلى تحتاج: آنفا ذكرناه لما واضحا شاهدا نورد يلي وفيما

السرقة والسارقة :" السارق تعالى يقول: تجريم السرقة الكريمة اآلية هذه جرمت . فقد2…" همايديأ فاقطعوا

الشريعة فقهاء عند والسرقة عقوبتها، على نصت حينما المال أخذ فإذا رضاه، و علمه دون الغير مال أخذ هي اإلسالمية

اختالس فالفعل والمغالبة، القهر سبيل على وليس حضوره في جريمة فال برضاه ولكن صاحبه غيبة في أخذ إذا أما سرقة، ال

3. األمر في

ـــــــــــــــ سبرطيبل مطبعة مابعدها و34 ص االسالمية الشريعة دراسة الى المدخل في : فصول أحمدون الخالق - د. عبد1

2000-2001 .38 اآلية المائدة - سورة2 بدون العربي الفكر دار الثاني الجزء122 ص ، اإلسالمي الفقه في العقوبة و : الجريمة زهرة أبو محمد - اإلمام3

. تاريخ

: هي الجريمة هذه أركان أن يتضح التعريف هذا من خفية -األخذ للغير مملوكا ماال المأخوذ يكون -أن 1 الجنائي -القصد

تجريمي بحكم جاءت قد للسرقة، تحريمها عند السابقة اآلية إن فعل أي فإن والجزئيات. وعليه للتفاصيل تتعرض أن دون عام

عليه ينطبق سلوك أو أي في السابقة األركان فيه وتتحقق ، ذكره السالف التعريف

سرقة جريمة يعد األمصار من مصر أي وفي العصور من عصر هذا مثل على شهيد خير هذا عصرنا في ولنا عليها، يعاقب تكن لم التي السرقة أنواع بعض فيه ظهرت بحيث القول،

عن السرقة بجرائم يعرف ما قبيل من وذلك قبل، من معروفة التيار سرقة وجرائم اإلنترنت، وشبكات الحواسب طريق

وما الفنية واألعمال االختراع براءات سرقة وجرائم الكهربائي، في استجد مما وغيره أنواعها بمختلف األموال بجرائم يعرف

28

آية نزول عند وجود لها يكن لم التي السرقة أنواع من عصرنا والمرونة العموم هذا لوال تجريمها أمكن كان ما والتي السرقة،

. السرقة تجريم آية به وضعت التي

_________________ – العصرية المكتبة10 ص ، الوضعي القانون و اإلسالمية الشريعة في السرقة : جرائم النواوي الخالق - عبد1

. تاريخ بدون – لبنان بيروت

29

الجنائية الشرعية : مبدأ األول المبحث من مجموعة على تقوم الحديثة التجريم سياسة أن المعروف من

صيانة و األفراد حقوق حماية تستهدف التي األساسية الدعائم داخل واألمن التوازن تحقيق على التام الحرص ظل في مصالحهم بضرورة يقضي الذي الجنائية، الشرعية مبدأ أهمها من المجتمع،

سلفا. جرائم تعد التي األفعال تحديد القانون في الشرعية : مبدأ األول المطلب

المغربي الجنائي من لنص االمتناع أو الفعل خضوع " ضرورة الشرعية بمبدأ يقصد جريمة ما امتناع أو ما فعل يعتبر أو يكون لكي " انه التجريم نصوص

ويضفي ، االمتناع أو الفعل هذا يجرم جنائي نص وجود من فالبد أحيانا عنه يعبر ما هو المبدأ وهذا المشروعية، عدم صبغة عليه ال و جريمة )ال بمبدأ عقوباتها( ،وأحيانا و الجرائم )شرعية بمبدأ

و التجريم مصادر حصر يعني (الذي )النصية مبدأ أو بنص(، إال عقوبة.(1)الجنائي القانوني النص وهو واحد مصدر في العقاب

منذ بدأ طويل تاريخي تطور إلى أصلها في القاعدة هذه وترجع حقوق إعالن في بإقرارها وانتهى الروماني للقانون الجمهوري العهد

و1789عام، الفرنسية الثورة عن صدر الذي المواطن و اإلنسان نابليون قانون في ثم1793 عام الصادر الفرنسي الدستور في

.1810 عام الصادر ، للتعسف مرادفا المبدأ هذا كان الفرنسية الثورة قبل لكن

من انتقاد محل الفترة هذه قبل كان الجنائي القضاء أن و خصوصا يأخذ كان التي التدابير قساوة بسبب الفالسفة و المفكرين طرف

MONTESQUIEU يعتبر و عليها، يقوم كان التي المساواة انعدام بسب و بها

قوانين وضع بضرورة نادوا الذين المفكرين أهم أحد اإلطار، هذا فيالجنائي. القضاء يعتمدها محددة

_________________ مطبعة النشر دار – األول الجزء ،86 ص ، المغربي الجنائي للقانون العامة : المبادئ العلمي الواحد - د. عبد1

.1990 الجديدة النجاح

لإليطالي صدر كتاب في ورد الشرعية، مبدأ عن تعبير أحسن لكن

C.BECCARIA، خاصة بصفة مونتسكيو بأفكار األخير هذا تأثر ولقد نشر فعندما عامة.ولهذا بصفة عشر الثامن القرن فالسفة وبأفكار

جاء الكتاب ذلك فإن1764 سنة والعقوبات الجرائم حول كتابه

30

أفكار الوقت نفس في متضمنا األفكار لتلك ومنظم ممنهج كتعبيرانتقاد. محل كانت التي والمؤسسات للمبادئ البديل تقدم جديدة

يمنع لم ذلك لكن شديدة النتقاداتBECCARIA أفكار تعرض ورغم سارعت الذي و به جاءت الذي الشرعية مبدأ وانتشار انتشارها

تم الذي الجديد بمضمونه األخذ إلى الجنائية القوانين من الكثير.(1) والمواطن اإلنسان حقوق تصريح في نهائية بصفة تحديده

لحقوق العالمي اإلعالن في عالميا إقرارا المبدأ هذا اكتسب كما ديسمبر10 في المتحدة لألمم العامة الجمعية عن الصادر اإلنسان

مختلف عليه تنص دستوريا مبدأ أصبح ذلك وبعد ،1948 عام.(2) الجنائية القوانين وتحترمه الدساتير

فهو ، الجنائي للتشريع األساسي الحجر بمثابة المبدأ هذا ويعتبر المصلحة حماية إلى يهدف جهة فمن ، متضاربة مصالح بحماية يقوم

أنه كما الفرد ليتجنبها الممنوعة األفعال تحديد طريق عن الفردية ال فالمشرع ، والقاضي المشرع من كل تحكم من الفرد يحمي لذلك و الماضي على يسري ال الذي التشريع سلطة سوى يملك أن إال يسعه فال المحضورات بكل علم على سيكون فرد فكل

األفعال على إال األشخاص معاقبة يستطيع فال القاضي أما يجتنبها،.(3) جرائم بأنها المشرع وصفها التي

_________________.1995 الولى الطبعة الجسور النشر دار ،110-109 ص ، العام الجنائي القانون في : دروس الملياني - د. محمد1 .2000 الوطنية الوراقة و المطبعة113 ص ، المغربي الجنائي القانون في : الوجيز بنحدو السالم - د. عبد2.111 ص ، سابق : مرجع بنحدو السالم - د. عبد3

أن إذ الجماعة، مصلحة حماية إلى يهدف فهو أخرى جهة ومن يجب التي االجتماعية القيم مختلف تتضمن الجنائية النصوص هذه ووجود ذلك، األمر اقتضى إذا العقوبة إلى باللجوء ولو احترامها وذلك الجماعة، مستوى على القيم لتلك احتراما يضمن النصوص

إرادة على احترامها تأمين على السهر أمر توقف إذا ما خالف على وهو احتماليا يصبح األخيرة الحالة هذه في األمر ألن فقط، القاضي

.(1)الردعي الجانب على تأثير له يكون ما الشرعية مبدأ يقوم ال أسس هناك أن إليه االنتباه لفت يجب وما وتتمثل الفرنسية، الثورة ومشروع بيكاريا من كل حددها ولقد بها إال

من والعقوبات الجرائم وضع أمر جعل ضرورة في األسس هذه أهم فصل على يقوم نظام إطار في وذلك وحده، القانون اختصاصمنتسكيو. بذلك نادى كما السلطات

31

باقي دون التشريعية السلطة عن يصدر ما هو بالقانون ويقصد . القضائية والسلطة التنفيذية كالسلطة السلطات

التي الهيأة فهو لبيكاريا بالنسبة التشريعية بالسلطة المقصود أما أصبحت وقد اجتماعي عقد أفراده يربط الذي المجتمع كل تمثل. (2) البرلمان في تتمثل الهيئة هذه

في الجنائية القاعدة مصادر تحصر أن الشرعية مبدأ يفرض كما المكتوبة، غير الصادر من غيره دون وحده المكتوب التشريع.(3)الطبيعي القانون أو العدالة ومبادئ اإلسالمية والشريعة كالعرف

على المغربي الجنائي المشرع كرسه فقد المبدأ هذا وألهمية العاشر فصله في ينص الذي الدستور في التشريعات أغلب غرار في إال يعاقب وال يعتقل وال أحد على القبض يلقى " ال أنه على

القانون" وإلى في عليها المنصوص اإلجراءات وحسب األحوال فنص المبدأ، هذا على تنص بدورها القوانين أن نجد الدستور جانب

"ال أنه على المغربي الجنائي القانون مجموعة من الثالث الفصل أحد مؤاخذة يسوغ

_________________.111 ص ، سابق : مرجع الملياني - د. محمد1.112 ص ، سابق : مرجع الملياني - د. محمد2.92-91 ص ، سابق : مرجع العلمي الواحد - د. عبد3

لم بعقوبات معاقبته وال القانون بصريح جريمة يعد ال فعل على.(1)القانون" يقررها لذلك التنويه سبق كما األهمية من الشرعية مبدأ مزايا كانت وإذا

االنتقادات أهم ومن خصومه، طرف من للنقد تعرض ذلك مع فإنه وهذا الجنائي القانون جمود إلى يؤدي به األخذ أن إليه وجهت التي

. الجماعة مصالح حماية من األحيان بعض في يظهر القصور عجزها إلى تؤدي الجنائي القانون نصوص مرونة عدم أن كما

تطور نتيجة اإلجرامي النشاط على يطرأ الذي التطور مواجهة على.(2) المجتمع

ومبادئ نظريات عدة سادتها قد الوضعية القوانين كانت إذا لكن عن تنزهت قد اإلسالمية فالشريعة والنقد، التبني بين تأرجحا عرفت التي االنتقادات من وسلمت الوضعية النظريات شابت التي العيوبإليها. وجهت

ال الشريعة في والعقاب التجريم أن الكثيرين يدهش مما ولعل من إليه وصلت مما بالرغم الوضعية القوانين أن ذلك النقد، يأتيه

على خطابها، وترتسم الشريعة أثر في تسير تبقى أنها إال تقدم، الظروف مع تماشيا المرونة نصوصها عرفت من أول هي أنها اعتبار

المجتمع. وتطور المستجدة

32

التشريع في الشرعية : مبدأ الثاني المطلب اإلسالمي الجنائي

الفرنسية الثورة بعد جاء الشرعية مبدأ أن عن شائع هو لما خالفا التي اإلسالمية الشريعة في نجده المبدأ هذا أصل فإن1789 لسنة

قرنا. عشر أربعة عن تزيد مدة من القاعدة هذه عرفت الداللة واضح نص والسنة القرآن نصوص في ليس أنه والواقع

أخرى وبعبارة الجنائي التشريع مجال في القاعدة بهذه العمل على التشريع في القاعدة بهذه األخذ يفيد بعينه نص هناك ليس فإنه

بعض من القاعدة استنتاج يمكن فإنه ذلك مع اإلسالمي الجنائي استنتاجا األصولية القواعد بعض ومن والسنة القرآنية النصوص

سائغا

_________________.114-113 ص ، سابق : مرجع بنحدو السالم - د. عبد1 .99 ص ، سابق : مرجع العلمي الواحد - عبد2

معذبين كنا : " وما تعالى قوله فمنها الكريم القرآن آيات فأما : "وما تعالى . وقوله15 –اآلية اإلسراء " سورة رسوال نبعث حتىيبعث حتى القرى مهلك ربك كان .وقوله59 –اآلية القصص " سورة آياتنا عليهم يتلوا رسوال أمها في

كفروا للذين : " قل وسلم عليه الله صلى الرسول مخاطبا تعالى وقوله ،38 –اآلية األنفال " سورة سلف قد ما لهم يغفر ينتهوا أن

سلف قد ما " إال:السلوك صور بعض تحريم على النص بعد تعالى سلف عما الله " عفا تعالى وقوله ،23-22 اآلية – النساء " سورة

.95 –اآلية المائدة " سورة منه الله فينتقم عاد ومن تطبيقا تقرر التي وسلم عليه الله صلى الرسول أحاديث وأما

الجاهلية دم وان الوداع: " اال حجة في قوله منها الشرعية لمبدأ ربا وأن ، المطلب عبد بن الحارث دم به أبدأ دم وأول موضوع المطلب عبد بن العباس عمى ربا به أبدأ ربا وأول موضوع الجاهلية يهدم العاص: " اإلسالم بن لعمرو والسالم الصالة عليه قوله " ومنها

القاعدتين الفقهاء استخرج واألحاديث اآليات هذه من و1". قبله ما إال عقوبة وال جريمة " ال قاعدة مضمون أن تفيدان اللتين األصوليتين

األصل أن . وقاعدة الشرع ورود قبل تكليف ال أنه " : قاعدة بنص الفقه مجال في القاعدتين هاتين وتطبيق اإلباحة األشياء في

نص يرد لم التي السلوك صور على العقاب حضر يعني الجنائي حاالت على المجرمة السلوك صور على العقاب وقصر ، بتجريمها2 بالتجريم القاضي النص ورود بعد تقع التي ارتكابها

كل في إطالقها على القاعدة هذه تطبق ال الشريعة أن غير كانت إذا ما بحسب التطبيق كيفية في غيرت بل والعقوبات الجرائم

33

جرائم أو والدية، القصاص، وجرائم الحدود، جرائم من الجريمة.3التعزير

نصوص الجرائم هذه من جريمة فكل الحدود لجرائم فبالنسبة عليه المعاقب الفعل تحدد والسنة الكريم القرآن في بها خاصة

واألمن المال على اعتداء تمثل الجرائم وهذه له المقدرة والعقوبة يمثل اآلخر، وبعضها والحرابه، السرقة كجريمتي

_________________.1978 مارس7 العدد االجتماعي للدفاع العربية : المجلة العوا سليم - محمد1.1983 الثانية لطبعة ا فالمعار دار59-58 ص ، اإلسالمي الجنائي النظام : أصول العوا سليم - محمد2 .28-27 ص ، التجريم في اإلسالمية الشريعة أحكام : موجز أحمد - هبة3

.1 والقذف الزنا كجريمتي والشرف العرض على اعتداء بالقتل النفس على االعتداء جرائم فهي القصاص جرائم وأما القرآن بنصوص وعقوباتها الجرائم هذه وتقررت والضرب والجرح

والسنة. عفا إذا القصاص جرائم فهي بالدية عليها يعاقب التي والجرائم

العمد شبه القتل ثم شرعي، لسبب القصاص امتنع أو القصاص عن.2 خطأ والجرح خطأ األطراف وإتالف الخطأ، والقتل

الجريمة على ينص أن فيها األصل فإن التعزير لجرائم بالنسبة أما تفرضها الدولة في المختصة للسلطة أمرها يترك التي العقوبة دون

الفضائية السلطة كانت إن وتوقعها التشريعية السلطة هي كانت إن. 3 اإلسالمية الشريعة في بتوقيعها المسوح العقوبات إطار في

والسنة القرآن في جاءت التي التعازير لجرائم األمثلة بعض ونذكر : والتمثيل البيان سبيل على

حرم " وإنما تعالى الله يقول: األطعمة بعض تحريم.1 اضطر فمن لغيرالله، به أهل وما الخنزير ولحم والدم الميتة عليكم

في ويقول ،173 –اآلية البقرة " سورة عليه إثم فال عاد وال باغ غير". الخبائث عليهم ويحرم الطيبات لهم : " ويحل أخرى آية

على األمانة عرضنا " إنا تعالى الله : يقول األمانة خيانة.2 ، منها وأشفقن يحملنها أن فأبين والجبال، واألرض السماوات

جهوال". ظلوما كان إنه اإلنسان وحملها.4 " الربا وحرم البيع الله " وأحل تعالى الله : يقول الربا أكل.3

في يتم نص بغير عقوبة وال جريمة ال قاعدة تطبيق أن يتبين هنا ومن جرائم في محدد : إطار إطارين أحد في اإلسالمي الجنائي الفقه

للعقوبة و المجرم للفعل محدد النص يأتي حيث والقصاص، الحدودالتعزير جرائم في مرن وإطار له، المقررة

_________________.39 ص ،7 العدد ، االجتماعي للدفاع العربية - المجلة1 .30 ص ، سابق : مرجع أحمد - هبة2.60 ص ، سابق : مرجع العوا سليم - محمد3

34

. : اآلية البقرة - سورة4

جرائم تعتبر أن يمكن أو تعتبر التي األفعال النصوص تبين حيث في بذلك المختصة للسلطة عليها العقاب تحديد وتترك تعزيرية والمكان الزمان ظروف وتوقيعه تقريره في تراعي اإلسالمية الدولة

. 1 الجاني وشخص الدولة في التشريعية السلطة تمارس التعازير نظام خالل ومن

المتجددة االجتماعية المصالح حماية في واجبها المعاصرة اإلسالمية وتحديد المصالح بهذه إخالل تشكل التي األفعال بتجريم وذلك

العقوبات. للناس يحدث ما كل أن على المسلمين الفقهاء إجماع انعقد فقد

أن .فالقاعدة أحكام اإلسالمية الشريعة في له الحياة في وقائع من في صراحة وردت قد تكون أن إما واألحكام شرعيا، حكما فعل لكل

اإلجماع، مثل أخرى دالئل من تعرف أن وإما السنة أو الكتاب حكم ليعرف الشريعة إليها أرشدت هذه األخرى والقياس. والدالئل

. السنة أو الكتاب في نص بحكمه يرد لم ما وليس ومحددة سلفا معرفة اإلسالمي التشريع في فالجرائم

والبحث االجتهاد حق فقط له وإنما األفعال تجريم سلطة للقاضي وفي الكتاب في ورد ما بتفسير عليه معروض هو فيما الله حكم عن

األخرى. الشرعية األدلة من الحكم التماس أو السنة، أو التجريم علة بذكر مقترنة ترد ما غالبا الشرعية فالنصوص

أحكام أن على يدل وهذا ألجلها، شرعت التي المصلحة أو الحكم يرد لم ما قياس إلى المسلمين وإرشاد العباد، مصالح مع تدور الله الله حكم إلى وتوصلوا المجتهدون اجتهد هذا وعلى نص، فيه

يعتبر ال المجتهد إليه يتوصل الذي فالحكم ولهذا وتعالى، سبحانهالواقعة. في الله حكم إلى اهتداء هو وإنما جديدا، شرعا

وتبيان األحكام بعض على النص في الشريعة أسلوب أن شك وال حكيم أسلوب هو التفصيل وترك عليها بنيت التي والمصالح عللها

التفاصيل وترك والبيئات واألمكنة األزمنة بتغير تتغير التفاصيل ألن بين العدل إقامة إلى وأهدى التطور مسايرة إلى أدعى لالجتهاد عن الشريعة تختلف الصورة هذه وعلى عنهم الحرج ودفع الناس

تحديد مع كتابة عليها بالنص الجرائم يحصر فالقانون القانون،_________________

.60 ص ، سابق : مرجع العوا سليم - محمد1

يمكن ال النصوص في بالنص تجريمه يرد لم وما وأركانها، عناصرها الشريعة في أما مستهجنا، أو قبيحا كان مهما جريمة اعتباره أبدا الناحية هذه من إذن فالشريعة حكما، فعل لكل أن لنا استبان فقد

35

التطور ومسايرة الزمن مالءمة على وأقدر نطاقا القانون من أوسع1 .

أن القائل للرأي الصواب مجانبة مدى يبين فإنه كله ذلك صح إذا الشريعة تعرفها ال قاعدة نص بغير عقوبة ال و جريمة ال قاعدة

الفقه من مستمد جنائي نظام في بها األخذ يمكن وال اإلسالمية، يعد النظام هذا مثل في بوجوبها القول أو أعمالها وأن اإلسالمي

اإلسالمي. الشارع نصوص على افتئاتا عقوبة وال جريمة ال بقاعدة يأخذ اإلسالمي الجنائي الفقه كان وإذا

بعض بأن القاعدة هذه ضل في نقبل أن العسير من فإنه نص بغير بعد إال جريمة كونها معرفة يمكن ال اإلسالمي الفقه في األفعال

من إليها المشار القاعدة يهدم القول هذا مثل أن ذلك وقوعها، ذكرها المتقدم األصولية والقواعد النصوص من ويجعل أساسها،

2. علمي معنى كل من خاوية كلمات مجرد النظرية أخذت وإنما بجديد تأت لم الوضعية القوانين فإن وهكذا

بل الغراء الشريعة ألحكام وفقا تطورها ولم الشريعة ابتكرتها التي جامدة نصوصا الجنائي التشريع تجعل فهي بجمودها، اتسمت لتقدم تبعا وتطوره اإلجرام لمواجهة الالزمة المرونة من وتجرده

ما مع االجتماعية الحياة وتعقد الناس بين المصالح وارتباط الحضارة في يجعلهم مما اإلجرام، أساليب في التفنن من المجرمون يبديه يكون ما غالبا الذي القانون سلطان من منجاة في الحاالت من كثير بالقدر المرونة من التشريع وليس مختلفة، ظروف في وضع قد

األمر األحوال كل في المناسب الوقت في ذلك لمواجهة الكافي األحوال كل في القاعدة تعزير في المرونة األقل على يقتضي، الذي من الخالد اإلسالمي فالدين الشأن هذا في الشريعة مسلك ونهج

الخصائص

_________________.11-10 ص ، سابق : مرجع النواوي قالخال - عبد1 .60 ص ، سابق : مرجع العوا سليم - محمد2

يمكنه ما الحية والبذور العناصر من ثناياه بين يحمل تجعله ما الفذة فيوفر عليها للقضاء والمستوردة المنظورة الجرائم محاربة من

. 1والصفاء االطمئنان من جو للمجتمع

الجرائم : تصنيف الثاني المبحث القانون من األول الفصل في الجريمة المغربي المشرع عرف

التي اإلنسان أفعال الجنائي التشريع " يحدد فيه جاء والذي الجنائي في ." وأضاف اجتماعي اضطراب من تحدثه ما بسبب جرائم يعدها

الجنائي للقانون المخالف الفعل هي " الجريمة بأن110 الفصل36

التعريفات فتتعدد اإلسالمي الفقه في " أما بمقتضاه عليه والمعاقب " محظورات بأنها لها المواردي تعريف أهمها من للجريمة المقدمة" تعزير أو بحد عنها الله زجر شرعية

والفقه الجنائي القانون قدمها التي التقسيمات مختلف هي فما للجريمة؟ اإلسالمي

الجنائي القانون في الجرائم : أنواع األول المطلبالمغربي

تقسيم في الجنائية التشريعات تعتمدها التي المعايير تتعدد يستهدف التي والقيم المصالح بحسب وذلك وتبويبها الجرائم المشرع ويصنف األولى(، )الفقرة التجريم بنص حمايتها المشرع يلحق وهو الخطورة جانب فيها يراعي أنواع إلى الجرائم المغربي

نظره في معها تتناسب التي العقوبة الجرائم هذه من جريمة بكلالثانية(. )الفقرة الجرائم لتقسيم كمعيار ويعتمدها تقسيم في المعتمدة : المعايير األولى الفقرة الجرائم

نجدها الجنائية التشريعات اعتمدتها التي المعايير أغلب تصفحنا إذا : ومنها ومتعددة مختلفة

_________________.1984 المعارف منشأة ،63-63 ص ، التقويم و التجريم في الحكيم : المنهج فراج الحميد عبد - خالد1

الروماني القانون معيار.1 تلك هي . فالعامة وخاصة عامة جرائم إلى الجرائم الرومان قسم العمومية الدعوة تباشر فالدولة لذلك ، العامة بالمصلحة المتعلقة

للمعاقبة يتطلب التي فهي الخاصة الجرائم . أما ارتكابها بمجرد العامة الجرائم وكانت هذا عليه، المجني من شكوى تقديم عليها

: فرعية تقسيمات عدة إلى تنقسم الحكم في للقاضي التقديرية السلطة على يعتمد تقسيم -

يحكم أن القاضي يستطيع ال عادية إما الجرائم فإن وعليه بالعقوبة، القرارات أو القوانين في لها المقررة العقوبة من بأقل أو بأكثر

أو التشديد سلطة للقضاة يكون استثنائية اإلمبراطورية.وإما. العقاب في التخفيف

قصوى عقوبات ذات جرائم وهي العقوبة، نوع على يعتمد تقسيم - معظم اتبعت وقد بدنية، عقوبات ذات وجرائم والنفي كاإلعدام

القانون بينها ومن الجرائم تقسيم في األسلوب هذا التشريعات. القديم الفرنسي

37

الفرنسي القانون معيار.2 يتحدد أنه على الفرنسي، الجنائي القانون من األولى المادة نصت

الجرائم تقسم بحيث لها، المقررة العقوبة بحسب جريمة كل نوع المغربي المشرع اتجاه نفس وهو ومخالفات وجنح جنايات إلى

ق.ج(111 )الفصل على تعتدي : جرائم 1 طائفتين إلى الفرنسي المشرع قسمها وقد

طائفة كل قسم ثم األشخاص، من ترتكب العامة. وجرائم المصلحة بأمن ماسة جرائم تضم األولى : الطائفة فرعية مجموعات إلى

تضم الثانية الطائفة بينما العام، األمن ضد وجرائم وسالمتها الدولةاألموال. وجرائم األشخاص ضد جرائم

_________________ معهد ، التمرين نهاية بحث( 1996 سنة15 ص ، المغربي الجنائي التشريع في التجريم : تقنيات منير - نكبي1

.) الرباط القضاء

االعتداء محل القانوني المال معيار.3 في به االستعانة كيفية وبيان المعيار هذا دراسة في الفضل يرجع على ويعتمد كرارا، فرتشسكو اإليطالي الفقيه إلى الجرائم تصنيف

الجرائم قسم " وهكذا القانوني " المال وهي موضوعية فكرة الجرائم أن يعني عليها. هذا المعتدى االجتماعية القيم أنواع حسب وحدة في مشتركة جرائم تضم مجموعة وكل مجموعات إلى تقسم: فهناك ثم ومن عليه، تعتدى التي القانوني والمال الحق

في والسالمة الحياة حق تمس التي : وهي الطبيعية الجرائم - . واألسرة الملكية ضد ترتكب التي والجرائم وشرفه، اإلنسان جسم

في عامة حقوق على تعتدي التي : وهي االجتماعية الجرائم - والصحة العام واألمن واألخالق بالعدالة إضرار عنها وينتج المجتمع

إيطاليا به أخذت المعيار . هذا1السياسية والجرائم والدين العامةم.1889 سنة

الدوافع يعتمد معيار.4 تصنيف في الدوافع االعتبار بعين األخذ إلى الفقه بعض ذهب

وسيلة الجريمة تعتبر اإلجرامية، الخطورة لنظرية فطبقا الجرائم، إلى االتجاه هذا أنصار دفع ما الجاني،وهذا خطورة مدى عن للكشف

كل خطورة ومدى المجرمين، أنواع دراسة وجوب على الحث من مرتكبوها يظهره ما أساس على الجرائم تصنيف ثم طائفة

إجرامية. خطورة

38

من العام القسم يتضمن أنJosé peco األرجنتيني الفقيه يقترح هكذا إليها. الدافع خطورة لمدى طبقا للجرائم تصنيفا الجنائي القانون

عن االمتناع يكون حين المصلحة أن إلى ذلك خالل من يرمي ولعله وجسيما. لهذا ثقيال الضرر هذا مقدار يكون سهال بها اإلضرار

غاية إال تستهدف ال بمصالح اإلضرار يسبب التجريم في فاإلفراط إطاره عن الجنائي القانون يخرج الذي األمر اقتصادية، أو تنظيمية،

2. للرعب أداة مجرد إلى وتحوله العام

_________________.17 ص ، سابق : مرجع منير - نكبي1 .1984 سنة11 العدد85 ص ، االجتماعي للدفاع العربية : المجلة سرور فتحي - أحمد2

في الجرائم لتقسيم كمعيار العقوبةالثانية: الفقرةالمغربي الجنائي القانون

القانون به أخذ الذي االتجاه نفس في المغرب المشرع سار العقوبة على اعتمادا للجرائم تقسيمه في الفرنسي الجنائي

ومخالفات)أوال( إال وجنح جنايات إلى الجرائم فقسم لها، المخصصة ينبغي التي النقائص بعض األساس هذا على القائم التقسيم لهذا أن

معرفتها)ثانيا(. 1 المغربي الجنائي للقانون الثالثي التقسيمأوال:

: " الجرائم يلي ما على الجنائي القانون من111 الفصل ينص ينطلق …" ثم مخالفات أو ضبطية جنح أو تأديبية جنح أو جنايات إما

الجرائم هذه من نوع لكل المخصصة العقوبات من الفصل نفس: أن على فبنص منها، المقصود ليحدد

في عليها المنصوص العقوبات ضمن عقوبتها تدخل التي " الجريمة بالحبس القانون عليها يعاقب التي الجريمة جناية، تعد16 الفصل

تأديبية. جنحة تعد سنتين عن األقصى حده يزيد الذي سنتان األقصى حده بالحبس القانون عليها يعاقب التي الجريمة

ضبطية. جنحة تعد درهما200 عن تزيد غرامة أو أقل أو المنصوص العقوبات بإحدى القانون عليها يعاقب التي الجريمة

بأن111 الفصل يوحي "وقد مخالفة تعد18 الفصل في عليها تأديبية، جنح )جنايات، للجرائم رباعي بتقسيم يأخذ الجنائي القانون

2ثالثي بتقسيم يأخذ أنه الحقيقة مخالفات( لكن ضبطية، جنح

من ،18 ،17 ،16 الفصول تؤكده ما مخالفات( وهو جنح، )جنايات،أخرى. وبمقتضيات ذاته، الجنائي القانون

الجنائي القانون في والجنح الجنايات تقسيم تم فقد وهكذا: التالي الشكل وفق المغربي

_________________

39

الذي الشهير الفقهي التقسيم أبوابها لعل ، تبويبها و الجرائم تقسيم في الفقه بها يأخذ عديدة تقسيمات - هناك1 : الجرائم إلى المادي الركن إلى بالنضر الجرائم تقسم . كما قانونية جرائم و تقليدية جرائم إلى الجرائم يصنف / المركبة الجرائم و ، البسيطة / الجرائم االعتياد جرائم و ، البسيطة الجرائم / و المستمرة الجرائم و ، الوقتية (... سياسية جرائم و عادية جرائم إلى طبيعتها بحسب الجرائم تقسم . كما الشكلية الجرائم و ، المادية الجرائم

.) بعدها ما و213 ص ، سابق : مرجع بنحدو السالم عبد انظر .30 ص ، سابق : مرجع أحمد - هبة2 -163 )الفصول والخارجي الداخلي الدولة أمن ضد وجنح -جنايات

السالح… حمل التجسس، المؤامرة، جرائم ج( وأهمها ق218

تتعلق وهي وحقوقهم، المواطنين بحرية ماسة وجنح جنايات - ج( ق232-219 )الفصل والعبادات المواطنة حقوق بممارسة العبادات أماكن على االعتداء وجرائم رمضان، في اإلفطار كجريمة

…-232)ف العام النظام ضد الموظفون يرتكبها وجنح جنايات -

االختصاص، وتجاوز الموظفين، تواطؤ ج( كجرائم ق262النفوذ… واستغالل والرشوة، واالختالس،

ق292-263)ف العام النظام ضد األفراد يرتكبها وجنح جنايات - المجرمين، وإخفاء المسلحة، العصابات تكوين ج( كجرائمالتسول…

ج( ق333-293)ف العام النظام ضد والجنح الجنايات - ق391-334 ) ف الوطني االقتصاد بحماية تتعلق وجنح جنايات -

واالنتحال… والتزييف التزوير ج( كجرائم ج( كجرائم ق448-392)ف األشخاص على االعتداء جنايات -

كان لمن المساعدة تقديم وعدم والتسميم، والجرح والضرب القتلخطر… في

ق504-449)ف العامة واألخالق األسرة نظام ضد وجنح جنايات - األطفال… إهمال األسرة، إهمال اإلجهاض، جرائم ج( وتشمل

ج( ق607-505)ف األموال على باالعتداء متعلقة وجنح جنايات - 1األمانة… وخيانة أنواعها بمختلف السرقة وتضم

التي الفصول بأن بوضوح يتبين التقسيم لهذا متأنية وبقراءة ينعدم سالفا المذكورة الميادين من ميدان كل لحماية خصصت بحريات الماسة والجنح بالجنايات يتعلق فيما خاصة بينهما، التوازن

. فصال33 إال لها يخصص ال التي وحقوقهم المواطنين _________________.21 ص ، سابق : مرجع منير - نكبي1

نجدها فإننا نفسها، الدولة بها تحمي التي النصوص أحصينا وإذا الموظفون يرتكبها جرائم الدولة، أمن ضد )جرائم فصال163 تغطي

العام…( النظام ضد األفراد يرتكبها التي الجرائم العام، النظام ضد

40

الظهائر وأن خاصة فقط، ظاهري التعارض هذا أن قيل وربما ظهور قبل1957 سنة صدرت التي العامة بالحريات المتعلقة

اعتراض النصوص. وهذا من وافرا عددا تغطي الجنائية المجموعة إن حيث كيفية مالحظة تالزمها الكمية المالحظة ألن1 مقبول غير

حساب على واضحة بصورة الجنائية النصوص ساد األمني الهاجسوحرياتهم. األفراد حقوق حماية التقسيم : انتقادات ثانيا

المخصصة العقوبات أساس على المبني الثالثي التقسيم يتعرضأهمها: من االنتقادات من لمجموعة لها

االصطناعي طابعه : طابعا يكتسي كونه للتقسيم، الموجهة االنتقادات أهم بين من

تعاقب لكنها معينة، لفئة تنتمي التي الجرائم بعض فهناك اصطناعيا، اصطناعيا، تقسيما المتبع التقسيم يجعل ما وهو أخرى، فئة بعقوبة

بظرف تقترن عندما الجناية عقوبة عليها تطبق التي الجنح ذلك مثل إلى507من والفصول ج ق505 )الفصل التشديد ظروف من

القانون ينص التي الجنح األموال( أو جرائم بخصوص ج ق514 ج ق197 )الفصل الجنحة عقوبة تفوق عقوبة على بشأنها الجنائي

بالمقابل ذلك الخارجي( ومثال الدولة أمن جرائم بعض بخصوص اقترانها عند المخالفة عقوبة عليها تطبق قد التي الضبطية الجنحة لجنح بالنسبة يصلح ( وما150)ف التخفيف ظروف من بظرف عقوبات عليها تطبق أن يمكن التي للجنايات بالنسبة كذلك يصلح

ج(. ق147) التخفيف ظروف تأثير تحت جنحية،

_________________ مجلة38 ص – الشرعية و الفاعلية تساؤالت – المغربي القانون في التجريم : سياسة المريني السالم - عبد1

.2000 السنة37 العدد المحاماة

مستوى على يظهر للتقسيم االصطناعي الطابع فإن وأخيرا، التي والجرائم الجنائي القصد فيها يتطلب التي الجرائم بين التمييز

هذا في يقوم الثالثي ذلك)المخالفات(. والتقسيم فيها يتطلب ال القصد عنصر أن حين في والجنح، الجنايات بين التمييز على اإلطار للقيام يدعو من فهناك لهذا الجنح. أغلبية وفي الجنايات في يتطلب 1فقط. ثنائي بتقسيم

العلمية المعطيات مع تناسبه عدم : ثالثة وجود تفترض معطيات على للجرائم الثالثي التقسيم يرتكز

عقوبة حقه في تتخذ أن يجب الذي المجرمين:المجرم من أنواع انحراف مجرد فعله يكون الذي الخطورة المتوسط والمجرم مثالية،

يرتكب الذي المجرم وأخيرا للتقويم، قابال يكون والذي الطريق عن فقط، ضبطية عقوبة حقه في يتخذ أن يجب والذي بسيطة مخالفة

41

على العقوبة ثم ومن المنظور هذا من الشخص خطورة تقدير ويتم بينت لكن يرتكبها، التي للجريمة الموضوعية الخطورة أساس

خطورة بين بعيدة عالقة هناك أن اإلجرام لعلم الحديثة المعطيات قد ألنه يرتكبه، الذي اإلجرامي والفعل المجتمع على الشخص

ظروف في كالقتل خطيرا إجراميا فعال شخص يرتكب أن يحصل أنه كما المجتمع، على خطيرا الشخص ذلك يكون أن بدون معينة،

خطورة األقل األفعال بعض ارتكاب يحترفون أشخاص يوجد قد االحتراف ذوي من لكونهم المجتمع، على خطيرين يعتبرون لكنهم

. اإلجراميالعلمية: الناحية من لصعوبات خلقه

التقسيم في الجرائم بين التمييز في العقوبات على يعتمد العلمية، الناحية من الصعوبات بعض خلق إلى يؤدي ما وهو الثالثي،

الضبطية للجنح بالنسبة يسمح ج ق150الفصل أن مثال فنجد إلى وبالغرامة أيام ستة حدود إلى الحبسية بالعقوبة بالنزول

هنا تطبق المخالفة.فهل عقوبة إلى أي دراهم،50 إلى أو درهما120المخالفات؟ أحكام أم الجنح أحكام

_________________.175 ص ، سابق : مرجع الملياني - محمد1

بعقوبة تارة يأخذ قد الجنح، لبعض وبالنسبة المشرع أن كما ( للحرية السالبة للعقوبة بالنسبة ق.ج325 الفصل )مثال المخالفة

ق.ج( .197 الفصل )مثال الجناية بعقوبة أخرى وتارة التقسيم، في العقوبة اعتماد يخلقها قد التي الصعوبات رغم لكن أساس على الجرائم تقسيم مبدأ عن التخلي يبرر ال ذلك فإن

. عقوبتها

42

اإلسالمي الجنائي القانون : اتجاه الثاني المطلبالجرائم تقسيم في

في للجرائم المخصصة العقوبات من المسلمون الفقهاء ينطلق المشرع به أخذ الذي االتجاه نفس وهو األخيرة، لهذه تقسيمهم يقسمون فإنهم األساس، هذا وعلى سالفا، ذلك رأينا كما المغربي القصاص ( وجرائم األولى ) الفقرة الحدود جرائم إلى الجرائم.( الثالثة )الفقرة التعزير جرائم ( وأخيرا الثانية ) الفقرة والدية

الحدود : جرائم األولى الفقرة الله زجر شرعية " محظورات بأنها الحدود جرائم الفقهاء يعرف

الفقه في الحد وكلمة 1تعالى". لله حقا تجب مقدرة بعقوبة عنها. عقوباتها على وكذلك الجرائم على تطلق اإلسالمي

منفعة أن فيعني تعالى، لله حقا تجب عقوبات الحدود فكون العامة، بالمصلحة اآلن يسمي ما أو األمة مجموع إلى ترجع توقيعها

األمة مصلحة إلى عليها العقاب في المصلحة تعود جريمة فكل حد من مقدما الشارع قدرها الحدود. لهذا جرائم من تعتبر العامة كما بالمذنب ينزلها أن إال القاضي وال األمر ولي يملك ال بحيث واحد،

الضروريات حفظ تشريعها علة ألن نقصان، أو زيادة بدون هيوالنسل. والمال والعقل والنفس الدين من الخمس

أنها إال عنها، النزول تقبل ال العقوبات هذه كانت إذا أنه على الحدود " إدرأوا والسالم الصالة عليه لقوله بالشبهات تندرئ

استيفائها " ويؤخر استطعتم ما بالشبهات

_________________.127 ص ، اإلسالمي الجنائي النظام : أصول العوا سليم - محمد1

الجرائم من النوع فهذا1 الضرورة، حاالت في وتسقط لمصلحة: هي أساسية عناصر بثالث يتميز

العامة للمصلحة تحقيقا وجوبها 1- منها النقص أو فيها الزيادة جواز عدم 2- وال السياسية السلطة أو القاضي قبل من عنها العفو جواز عدم 3-

عليه. المجني قبل منوتعالى، سبحانه الخالق أن فمعناه شرعية محظورات كونها أما

النوع هذا تكون التي األفعال على الجرمية الصفة أضفى الذي هو يترك ولم بتجريمها نفسه وتعالى سبحانه واختص الجرائم، من

لتحديدها. القياس أو لالجتهاد مفتوحا الباب مكانته سمت مهما شخص أي باستطاعة ليس فإنه وعليه

الحدود جرائم في يدخل أو يضيف أن مدارجه العلم في وارتقت. منها ويجعلها أخرى جريمة العدد المحددة

43

سبحانه الله أن مقدرة، فيها العقوبة كون معنى فإن وأخيرا هو كما بدقة، مقدارها وحدد الكريم القرآن في عليها نص قد وتعالى كما وغيرها، والحرابة والقذف والزنى السرقة عقوبة في الشأن. أوانه في ذلك سنرى

بعض اعتبار في تواطؤ قد الشريعة فقهاء أن إلى اإلشارة وتجب من هي هل بعضها في اختلفوا حين في الحدود، من الجرائم أنواع

: التالي الشكل على وذلك ال أم الحدود جرائمالحدود من كونها على المتفق : الجرائم أوال

: والزنى والقذف والحرابة السرقة جرائم وهي لقوله الكريم للقرآن الفعل هذا تجريم يرجع: الزنى جريمة1

وقوله2" سبيال وساء فاحشة كان إنه الزنا تقربوا : " وال تعالى 3" جلدة مائة منهما واحد كل فاجلدوا والزاني :" الزانية أيضا تعالى

._________________

الثالث. الجزء8 ص ، الموقعين : أعالم الجوزية القيم - ابن1 .32 : اآلية اإلسراء - سورة2 .2 اآلية النور - سورة3

لهن الله جعل فقد عني )ص( " خذوا لقوله النبوية لسنةا منو مائة جلد بالثيب والثيب عام وتغريب مائة جلد بالبكر البكر سبيال،" بالحجارة ورجم

إذ القرآن، في سند بدورها الجريمة لهذه: القذف جريمة 2 المحصنات يرمون والذين :" النور سورة من5و4 اآليتين في جاء لهم تقبلوا وال جلدة ثمانين فاجلدوهن شهداء بأربعة يأتوا لم ثم

وأصلحوا ذلك بعد من تابوا الذين إال الفاسقون هم أولئك أبدا شهادة فهو عليه، ويعاقب القذف يجرم النص " فهذا رحيم غفور الله فإن. الحدود جرائم من ثم من تعالى قوله الكتاب، من الجريمة هذه سند: السرقة جريمة3

الله من نكاال كسبا بما جزاء أيديهما فاقطعوا والسارقة :" والسارق مال أخذ هو الفقهاء، عند بالسرقة والمقصود1." حكيم عزيز والله. السرقة تجريم في صريح النص وهذا التملك، بنية خفية الغير

وفي الطريق قطع بجريمة أيضا وتسمى: الحرابة جريمة4 الذين جزاء "إنما : تعالى قوله الكريم القرآن في جاء تجريمها أو يقتلوا أن فسادا األرض في ويسعون ورسوله الله يحاربون

ذلك األرض من ينفوا أو خالف من وأرجهم أيديهم تقطع أو يصلبوا 2…" عظيم عذاب اآلخرة في ولهم الدنيا في خزي لهم

الحدود من كونها على متفق الغير : الجرائم ثانيا من اعتبارها على اإلسالمي الفقه يتفق لم الجرائم بعض توجد

والردة. الخمر وشرب البغي هي الجرائم وهذه3 الحدود، جرائم44

قوله في الكريم القرآن في البغي ذكر ورد : البغي جريمة1 فإن بينهما، فأصلحوا اقتتلوا المؤمنين من طائفتان :" وإن تعالى أمر إلى تفيء حتى تبغي التي فقاتلوا األخرى على إحداهما بغت يحب الله إن وأقسطوا بالعدل بينهما فأصلحوا فاءت فإن الله،

…" المقسطين_________________

.38 : اآلية المائدة - سورة1 .34 – 33 : اآليتان المائدة - سورة2 .69 ص ، سابق : مرجع الملياني - محمد3

من البغي اعتبار إلى الفقهاء أغلبية يذهب اآلية هذه إلى استنادا الشريفة، النبوية األحاديث بعض على كذلك مستندين الحدود جرائم

الكريمة اآلية في الوارد القتال أن يعتبر من الفقهاء من هناك لكن1 إذا حتى المؤمنين." وأنه من المختلفين بين اإلصالح به يقصد

بأنهم بالقول يسمح ال ذلك فإن بقتالهم، البغاة دفع األمر اقتضى. حدا قتالهم وبأن مجرمون

" إنماتعالى: قوله الكتاب من سندها:الخمر شرب جريمة2 الشيطان عمل من رجس األزالم و واألنصاب والميسر الخمر

الخمر شرب بأن يتأكد اآلية هذه من2" تفلحون لعلكم فاجتنبوه النبي لقول مسكر كل بالخمر ويلحق اإلسالم، في جريمة يعتبر

هذه عقوبة أن حرام." غير خمر وكل خمر مسكر )ص(:" كل في يرد فلم ؟ ال أم حدية عقوبة هي هل اختالف، موضع الجريمة النبوية، السنة في أما الخمر، شرب لعقوبة تحديد الكريم القرآن

باليد…( بالثياب، بالنعال، )الضرب واحدة تكن لم العقوبة هذه فإن الطابع يؤكد ما وهو الحدية، العقوبات خصائص من هذا وليس

4 - 3 الجريمة هذه طابع ثم ومن الخمر شرب لعقوبة التعزيري

حيث الكتاب من صريح بنص تجريمها ورد : الردة جريمة3 فأولئك كافر وهو فيمت دينه عن منكم يرتدد تعالى:" ومن قال

فيها هم النار أصحاب وأولئك واآلخرة الدنيا في أعمالهم حبطت " الأيضا:)ص( النبي عن روي فقد النبوية السنة من أما5." خالدون

إال الله رسول وأني الله إال إاله ال أن يشهد مسلم امرئ دم يحل

_________________ و عصاكم يشق أن يريد واحد رجل على أمركم و أتاكم من: " سلم و عليه الله صلى قوله األحاديث هده - من1

هده يفرق أن أراد فمن هنات و هنات ستكون: " أيضا سلم و عليه الله صلى " . وقوله فاقتلوه جماعتكم يفرق" كان من كائنا بالسيف فاضربوه جمع هي و ةاألم

.90 :اآلية المائدة - سورة2.60 ص ، سابق : مرجع الملياني - محمد3 ةدائر من يخرجها الخمر شرب لعقوبة التعزيري الطابع اعتبر حينما ، الملياني محمد األستاذ إليه دهب ما نؤيد - ال4

اتفقا قد اإلسالمية الشريعة ء فقها : أن أولهما ، العتبارين دلك . و التعازير جرائم من يجعلها و الحدود جرائم شارب بأن أفتى حينما الخمر شارب عقوبة تحديد في عنه الله رضي علي لإلمام الشهيرة الفتوة على غالبيتهم

في و األمة سلف " فاجتمع جلدة ثمانون القاذف حد و ، قذف هدا إدا و ، هدا سكر إدا و ، سكر شرب : " إدا الخمر . أما قليال إال القول لهدا مخالف منهم يعلم لم و الرأي، هدا على التابعين بعدهم من و الصحابة جهابذة مقدمتهم

عند ) التعازير جرائم من الخمر شرب يعتبرون من( الرأي هذا أصحاب فيه وقع الذي الواضح الخلط : هو ثانيهما هده أن حين في التعزير جرائم من الخمر شرب جريمة اعتبروا إذ ، الحدود جرائم و التعزير جرائم بين التمييز

45

الجرمية الصفة إضفاء أن أي ، المسلمين من العقد و الحل أهل و األمر أولي وضع من هي معلوم هو كما األخيرة وضع من الحدود جرائم في التجريم نص تقرير يكون . بينما آنفا ذكرناهم من به يختص الجرائم من النوع هذا على

والثبوت الداللة قطعية بنصوص تجريمها تم قد و الخمر شرب جريمة أن ذلك تحصيل . و تعالى و سبحانه الخالق. الحدود جرائم من تكون أن إال يمكن ال السنة و الكتاب من

.127 : اآلية البقرة - سورة5

الدين من والمارق الزاني، والثيب بالنفس : النفس ثالث بإحدىللجماعة." التاركالقتل. هي حدية بعقوبة عليها وتعاقب الردة تحرم النصوص فهذه

أن باعتبار 2. 1. الجريمة هذه في خاص رأي له من هناك لكن الوجوب. تفيد ال األول الحديث صيغة أن يبين ما القرائن من هناكمن " المارق ب المقصود وأن

"المحارب" الذي هو الثاني الحديث للجماعة" في التارك الدين الردة عقوبة بأن الرأي هذا صاحب ويرى الحرابة، عقوبة عليه تطبق

أخرى. عقوبة أو إعدام عقوبة كانت سواء تعزيرية،والدية القصاص : جرائم الثانية الفقرة

اقتص فالن من فالنا األمير أقصيقال: –بالكسر-القود، القصاص نفسه. من الرجل وأقص قودا، قتله أو جرحه مثل فجرحه منه له

وضربه منه، دنا أي وقصه الموت منه. وأقصه االقتصاص من مكن أيضا ويقال منه، أدناه أي الموت على وقصه الموت من أقصه حتى

3صاحبه. منهم واحد كل قاص أي القوم : تقاص أو عليه للمجني بدفعه الجاني يقوم الذي المال فهي الدية أما

على الجناية كانت سواء ارتكبها، التي الجناية عن كعوض ألوليائه أن على اصطلحوا الفقهاء أن إال النفس، دون ما على أو النفس الجناية عن بدال الجاني يدفعه الذي العوض " على "الدية يطلقوا

عن بدال الجاني يدفعه الذي العوض على واإلرش النفس، على 4. الجروح

العمد، : القتل هي بالقصاص عليها يعاقب التي الجرائم أما العمد. والجرح عمدا، األطراف وإتالف

عفي إذا القصاص جرائم فهي، بالدية عليها يعاقب التي الجرائم أما العمد شبه القتل ثم شرعي، لسبب القصاص امتنع أو القصاص عن

الخطاء. والجرح خطاء، األطراف وإتالف الخطاء، والقتل_________________

.146 ص ، سابق : مرجع العوا سليم - محمد1 و . فلما المرتد قتل في قاطع صريح الحديث منطوق أن مع ، العوا سليم د. محمد إليه ذهب الذي الرأي هذا - نستغرب2

الحديث في ورد " الذي للجماعة التارك الدين من " المارق بأن القول و الحديث معنى تفسير في داالجتها هذه الحالة. الردة جريمة عن تميزها التي الخاصة أحكامها لها الطريق قطع و الحرابة جريمة كانت " إذا " المحارب هو الثاني

.1977 القلم دار63 ص ، اإلسالمي الجنائي التشريع في : مباحث النبهان فاروق - محمد3 .144 ص ، سابق : مرجع النبهان فاروق - محمد4

بالقصاص عليها يعاقب التي : الجرائم أوال

هي: أنواع ثالث في الجرائم هذه الفقهاء جمع

46

الله حرم التي النفس تقتلوا :" وال تعالى يقول: العمد القتل1 القصاص عليكم كتب ءامنوا الدين أيها :" يا أيضا ويقول1" بالحق إال

له عفي فمن باألنثى، واألنثى بالعبد، والعبد بالحر، الحر القتلى، في2." بإحسان إليه وأداء بالمعروف فاتباع شيء أخيه من

بقتل مؤمنا اعتبط )ص( :" من الرسول قوله المطهرة السنة ومن :" من )ص( أيضا المقتول." ويقول ولي رضي إن إال به قود فهو أحبوا فالقود-القصاص-وإن أحبوا : إن خيرتين بين فأهله قتيل قتل

فالعقل-الدية-".: العمد والجرح عمدا األطراف إتالف جريمتي2

تتقون لعلكم األلباب أولي يا حياة القصاص في :" ولكم تعالى يقول بالعين، والعين بالنفس النفس أن فيها عليهم أيضا:" وكتبنا ويقول3

فمن ، قصاص والجروح بالسن، والسن باألذن، واألذن باألنف واألنف هم فأولئك الله أنزل بما يحكم لم ومن له، كفارة فهو به تصدق

عليكم اعتدى " فمنأخرى: سورة في ويضيف4الظالمون." في صريحة النصوص فهذه1" عليكم اعتدى ما بمثل عليه فاعتدوا القصاص الجريمة عقاب جعل وفي والجراح، األطراف إتالف تحريم

العمد. حالة فيبالدية عليها يعاقب التي : الجرائم ثانيا

هي: أنواع أربع في الجرائم هذه الفقهاء حدد الله صلى الرسول يقول : العمد شبه القتل جريمة1 والعصا السوط قتيل الخطاء عمد قتيل في إن :" أال وسلم عليه

ويعاقب العمد، شبه القتل يحرم النص " فهذا اإلبل من مائة والحجر. بالدية عليه

_________________

.33 : اآلية اإلسراء - سورة1 .178 : اآلية البقرة - سورة2 .179 : اآلية البقرة - سورة3 .45 : اآلية المائدة - سورة4

كان :" وما تعالى الله يقول : الخطاء القتل جريمة2 رقبة فتحرير خطاء مؤمنا قتل من و خطاء إال مؤمنا يقتل أن لمؤمن بينكم قوم من كان فإن يصدقوا أن إال أهله إلى مسلمة ودية مؤمنة لم فمن مؤمنة، رقبة وتحرير أهله إلى مسلمة فدية ميثاق وبينهم

." حكيما عليما الله وكان الله، من توبة متتابعين شهرين فصيام يجد حقة، عشرون الخطاء دية )ص( :" وفي الله رسول ويقول1

لبنون، بنت وعشرون مخاض، بنت وعشرون جدعة، وعشرون وتعاقب الخطاء القتل تحرم النصوص " فهذه مخاض بنو وعشرون

وأوصافها. مقدارها وتبين بالدية عليه

47

)ص( الرسول حدد : خطاء األطراف قطع جريمة3 كاألنف واحد عضو منه الجسم في كان ما أساس على العقوبة عضوان منه الجسم في كان وما كاملة، الدية ففيه واللسان والذكر

أوعب إذا األنف :" في وسلم عليه الله صلى قال الدية نصف ففيه الذكر وفي الدية، اللسان :" وفي أيضا وقالالدية" جدعا رنه ما

." الدية الرجلين وفي الدية اليدين : " في آخر حديث ." وفي الدية هذه بعض )ص( عقوبة النبي حدد: خطأ الجرح جريمة4

الهاشمية وأرش اإلبل، من خمسا الموضحة أرش فجعل الجرائم، جرح كل في وجعل الدية ثلث والدامغة اآلمة وفي اإلبل، من عشرا. الدية ثلث الجوف إلى يصل

له يحدد لم جرح أو تلف كل أنالشريعة: في العامة والقاعدة ما وهيحكومة: فيه أرشا أو دية وسلم عليه الله صلى الرسول

تصل أن يمكن ال بحيث الخبرة أهل تقدير على بناء القاضي به يحكم أو )ص( للتلف الرسول عينه الذي األرش أو الدية إلى الحكومة

. الشدة في يليه الذي الجرحالتعزير : جرائم الثالثة الفقرة

اإلسالمي الجنائي الفقه في التعزير : تعريف أوالالفقهاء: اصطالح في عنه اللغة في التعزير مفهوم كثيرا يختلف ال ووقر، وأدب منع بمعنى وعزر عزر من مأخوذ اللغة في فالتعزير

ألفاظ من فهو

_________________ .194 : اآلية البقرة - سورة1

:" لتعزروه تعالى قال النصرة بمعنى كذلك ويستعمل األضداد، تمنع ألنها تعزيرا، المقدرة غير العقوبة سميت المنع " ومن وتوقروه

1. عليه المعاقب الفعل معاودة من

غير " عقوبة كل على فيطلق الفقهاء اصطالح في التعزير أما حد فيها ليس معصية كل في آلدمي أو تعالى لله حقا تجب مقدرة

2" كفارة وال

يسيرا اختالفا التعزير تعريف في الفقهاء بعض عبارة تختلف وقد كفارة وال فيها حد ال معصبة كل في "عقوبة" تكون التعزير أن منها 3." آلدمي أو تعالى لله حقا تجب أركانه تتكامل لم حد كل وفي

بمعناه وليس التقدير بمعنى يأتي التعريفين في الوارد الحد ولفض عقوباتها بتحديد وردت معينه ألفعال محددة كعقوبة االصطالحي

والسنة. القرآن نصوص في بالتعزير يعاقب بأنه يتبين السالفين، التعريفين على وبناء

:الجرائم من صنفين48

من ركن تخلف إن بالقصاص أو بالحد عليها المعاقب الجرائم1- من أو حرز غير من يسرق من يعزر مثال السرقة ففي أركانها، دون يجامع من بالتعزير يعاقب الزنى وفي النصاب، دون يسرق الزنى دون والشتم بالسب يقذف من يعزر القذف وفي الفرح،

وهكذا. وقد الجرائم، غالبية وهي قصاص وال فيها حد ال التي الجرائم2-

التي " المعاصي بقوله التعزير جرائم من طائفة4تيمية ابن ساق المرأة ويقبل الصبيان يقبل كالذي كفارة، وال مقدر حد فيها ليس

… والميتة كالدم يحل ال ما يأكل أو جماع، بال يباشر أو األجنبية، المكيال يطفف أو ذلك ونحو والشباب األطعمة في يغشون كالذين

يعاقبون حكمه…فهؤالء في يرتشي أو بالزور، يشهد أو والميزان،الوالي." يراه ما بقدر وتأديبا وتنكيال تعزيرا

_________________ .1997 األولى الطبعة السالم دار417 ص ، اإلسالم في الجنائي : الفقه العزيز عبد - أمير1 .259 ص ، سابق : مرجع العوا سليم - محمد2 .1956 الثالثة الطبعة36 ص ، اإلسالمية الشريعة في : التعزير عامر العزيز - عبد3 .687 ص ، سابق : مرجع عودة القادر - عبد4

والعقاب التجريم شرعية ومبدأ التعزير : جرائم ثانيا الجنائي الفقه في نطاقا الجرائم أنواع أوسع من التعزير يعتبر

صالحية على األدلة أصدق من يعد قواعده لمرونة وهو اإلسالمي، هذا، عصرنا في للتطبيق اإلسالمية الشريعة في الجنائي الجانب

العصور. كل وفي القول إلى 1 خاصة المستشرقين من الكاتبين بعض ذهب ولقد

نظام بتعارض على والعقاب، التجريم قاعدة مع اإلسالمية الشريعة في التعزير

من وال الكتاب من ال عليها نص ال جرائم هي التعزير جرائم أن اعتبار أهل من األمر ألولى وتقريرها تحديدها أمر ترك لما وأنه السنة،

كانت واسعة، تقديرية سلطة لهؤالء أتاح ذلك فإن والعقد، الحل نصوص وضع عند األهواء وتحكيم وشططهم تعسفهم في سببا

الجرائم. من النوع هذا ومقتضيات وأحكام الشريعة بأن مؤكدين االدعاءات هذه على الفقهاء رد وقد

أن ذلك بنص إال عقوبة وال جريمة ال قاعدة طبقت قد اإلسالمية أنه يرون ما يحرموا أن األمة في األمر ألولى تركت وإن الشريعة

مخالفتها على يعاقبوا وأن نظامها، أو أمنها أو الجماعة بمصالح ضار أوجبت بل يحرمون، أو يحلون فيما مطلقة حرية لهم تترك لم أنها إال

العامة ومبادئها الشريعة أحكام مع متفقا يكون بأن ذلك وقيدت. السمحة وروحها الجليلة ومقاصدها

49

وال مناضاة ال أنه إلى الخلوص إلى2اآلخر البعض ذهب فيما قاعدة وبين اإلسالمية، الشريعة في التعزير نضام بين تعارض ال أن األخيرة القاعدة مقتض كان فإذا والعقاب، التجريم شرعية النهج هذا عن تحد لم التعزير جرائم فإن بنص إال عقوبة وال جريمة

النهي أو األمر ذلك هو الجرائم هذه في التجريم نص أن اعتبار على نظر في معصية كل بأن التقرير مع المعصية مرتكب خالفه الذيللعقاب. موجبة جريمة تعتبر اإلسالمي الجنائي الفقه

_________________ .1993 العربية النهضة دار38 . ص فلسفية و تاريخية دراسة ، الجنائية : الشرعية الصغير الباقي عبد - جميل1 .231 ص ، سابق : مرجع العوا سليم - محمد2 والعقوبات، الجرائم شرعية قاعدة عن خروج هناك فليس ثم ومن

القانونية الحماية توفير يتيح مرن بتطبيق فقط يتعلق األمر إن بل حائال النصوص محدودية تقف ال بحيث المحمية االجتماعية للمصالح

المصالح. بهذه اإلخالل على العقاب دون فينبغي اإلسالمي، الجنائي القانون في التعزير جرائم تأصيل وفي

السنة أو الكتاب في سواء النصوص من العديد ورود إلى اإلشارة : كاآلتي بعضها نورد الفريد التجريمي النظام هذا تناولت والتي

نشوزهن تخافون :" والالتي تعالى : يقول الكريم الكتاب -فمن عليهن تبغوا فال أطعنكم فإن المضاجع، في واهجروهن فعظوهن

التعزير، في األصل هي اآلية هذه الفقهاء بعض اعتبر .وقد1" سبيال في األمر أولى أو الحاكم قياس على النظر هذا يؤسسون وهم

الزوج أعطي فكما المسلم، البيت في الزوج على المسلمة الدولة المجتمع في القوامة حق األمر أولى أعطي بيته في القوامة حق2كله.

التعزير، تطبيقات من آخر تطبيقا أيضا النساء سورة في نجد كما الفاحشة يأتين الالتي النساء عقاب ذكر أن بعد تعالى قوله في وذلك

عنهما فأعرضوا أصلحا أو تابا فإن فآذوهما منكم يأتيانها " واللذان أو الرجال إتيان عقوبة تقرر اآلية فهذه3." رحيما توابا كان الله إن

في األمر أولي إلى موجه هنا بالعقوبة واألمر الجنسي، الشذوذ وال العقوبة نوع بيان الكريمة اآلية في وليس المسلمة، الدولة

من واالختالف للتباين عرضة ثم من وهي تنفيذها، كيفية وال مقدارها. مكان إلى مكان ومن زمان، إلى زمان

جرائم لبعض المؤصلة النصوص تعددت : فقد النبوية السنة -أما لهذا كثيرة تطبيقات تتضمن بحيث اإلسالمية، الشريعة في التعزير

:منها نذكر الجرائم من النوع

الجيش لقائد اإلساءة على التعزيرالموسر المدين مماطلة على التعزير

50

الزكاة منع على التعزيرالحد توجب ال سرقة على التعزير

_________________ .34 : اآلية النساء - سورة1 .418 ص ، سابق : مرجع العزيز عبد - أمير2 .16 اآلية النساء - سورة3

المقيدة : الضوابط الثالث المبحث بالتجريم المختصة للسلطة

بالتجريم المختصة : السلطة األول المطلب حق لها المخول السلط إلى المطلب هذا في التطرق سنحاول

األولى( )الفقرة المغربي الجنائي القانون من كل في التجريمالثانية( )الفقرة اإلسالمية والشريعة في بالتجريم المختصة : السلطة األولى الفقرةالمغربي الجنائي القانون

تلتزم جنائيا تشريعيا نصا جنائية لمقتضيات متضمن نص كل يعد ال من صادرا يكون أن ذلك على زيادة ينبغي وإنما بتطبيقه المحاكم

الجنائي الميدان في التشريع إليها المخول السلطة أو الجهة1دستوريا

قواعد تكون بأن الجنائي الميدان في الشرعية مبدأ ويقضي السلطة عن تصدر أن أي القانون، مستوى من الجنائي القانون

في المغربي الدستور ويسير النواب، مجلس في الممثلة التشريعية على الثالثة فقرته في صراحة ينص منه46 الفصل أن إذ االتجاه، هذا الجارية والعقوبات الجرائم " تحديد في يختص النواب مجلس أن

المختصة الجهة تحديد من هذا " ويمكننا الجنائية والمسطرة عليها عمال وحده، النواب مجلس في الجنائي القانون قواعد وضع في

.2 10فصله في الدستور عليه ينص الذي الشرعية بمبدأ للسلطة يجوز التي االستثناءات بعض هناك فإن ذلك مع ولكن

تفويض أساس على التشريع صالحية ممارسة بموجبها التنظيمية وبقوة تلقائي تفويض أساس على أو التشريعية السلطة من إداري

القانون. يأذن أن للبرلمان " يمكن فإنه األول، االستثناء على وبناء

معينة ولغاية محدود الزمن من ظرف في تتخذ أن للحكومةباتخاذها. عادة القانون يختص تدبيرية مراسيم بمقتضى

_________________ .93 ص ، سابق : مرجع العلمي الواحد - د. عبد1 .123 ص ، سابق : مرجع الملياني - د. محمد2

51

البرلمانية الدورات بين للحكومة يمكن الثاني االستثناء على وبناء التشريعية صالحية ممارسة البرلمان، من إذن إلى حاجة ودونما

رقابة أن الدستور( إال من55 قوانين) الفصل مراسيم بواسطة التي هذه القوانين مراسيم على قائمة تبقى التشريعية السلطة

من المعنية البرلمانية اللجان موافقة على بشأنها الحصول يتعين التالية العادية دوراته أول في عليها البرلمان مصادقة وعلى جهةأخرى. جهة من قانون، مرسوم آلخر

الفصول تحليل خالل من االستنتاج يسوغ ذلك، على وترتيبا خارج تتمتع، ال التنظيمية السلطة أو الحكومة أن الدستورية

في وبالتالي التشريع، في أصيل اختصاص بأي إليه المشار التفويضوالعقاب. التجريم

عليها المنصوص والمقتضيات تماما يستقيم ال االستنتاج هذا أن إال و10 بين ما تتراوح بغرامة بالعقاب يسمح الذي609 الفصل في

اإلدارية السلطة من صدر قرارا أو مرسوما يخالف من درهما،120 عقوبات على ينص لم القرار أو المرسوم هذا كان إذا قانونية بصورة بعملية بالقيام اإلدارية للسلطة يسمح أنه (أي11 )الفقرة خاصة

1التجريم.

عقوبة على التنصيص جدوى عن نتساءل الوضعية هذه ومع الفصل لمضمون تناقضا تشكل التي (منه11 الفقرة609)الفصل

نصوص لتنسيق المشرع تدخل معه يستوجب مما الدستور من452. الدستور مع الجنائي القانون

الميدان في التشريع المغرب ملك يتولى قد أخرى جهة ومن : اآلتية الحاالت في بظهائر الجنائي

إعالن أن ذلك الدستور، من35 للفصل طبقا االستثناء حالة في رغم التشريع معلوم- بممارسة هو -كما للملك تسمح االستثناء حالة الميدان ضمنها من و الميادين جميع في مخالف، نص أي وجود

الجنائي.

_________________ .124-123 ص ، سابق : مرجع الملياني - محمد1 .110 ص ، سابق : مرجع بنحدوت السالم - د.عبد2

للفراغ تالفيا للملك يخول حيث71 للفصل طبقا النيابة حالة مجلس انتخاب انتظار وفي النواب، مجلس لحل نتيجة يحصل الذي النواب مجلس بها يختص التي السلطة يمارس أن جديدا نيابيالجنائي. النطاق في التشريع جملتها ضمن

تخول التي الدستور من102 للمادة طبقا االنتقال حالة في في عليه المنصوص النواب مجلس تنصيب يتم أن وإلى للملك

إلقامة الالزمة التشريعية اإلجراءات كل يتخذ أن الدستور52

شؤون وتدبير العمومية السلطات ويسير الدستورية المؤسسات1الجنائي. الميدان في التشريع الحال بطبيعة ضمنها ويدخل الدولة

التشريع في التجريم : مصادر الثانية الفقرةاإلسالمي الجنائي

هو ما منها األحكام تعرف بها التي التشريعية المصادر تعددت ثالث، مصادر على خالف فال عليه، متفق هو ما ومنها فيه مختلف والمصلحة القياس وهي المصادر باقي أما واإلجماع السنة، القرآن،

– والعرف الذرائع وسد والمصلحة االستحسان وتشمل –عليها. فمختلف واالستصحاب

والقياس واإلجماع والسنة القرآن على الفقرة هذه في وسنقتصر أدلتها كل ومرجع األول، الشريعة هذه مصدر هو : القرآن.1

. وسلم عليه الله صلى محمد به جاء ما كل عنه تفرع الذي واألصل على حجة ربه، من الرسول على أنزلت كما الورود قطعية نصوصه

نوعين: على وهي نوعها كان أيا االتباع واجبة ومسلمة مسلم كل والعبادات، العقائد أحكام وتشمل الذين إقامة بها يراد أحكام

األفراد عالقات وتنظيم اإلسالمية الجماعة تنظيم بها يراد وأحكاموغيرها. والعقوبات المعامالت أحكام وتشكل بينهم فيما

يعد التي تلك وهي عقوبتها وبين الجرائم بعض القرآن ذكر وقد ما على اعتداء ألنه واألفراد، الجماعة على اعتداء أكبر فيها االعتداء

حفظوهي: حمايتها اإلسالم أوجب التي المصالح في ضروري هو والردة بالقتل فاالعتداء والعقل، والنسل والمال والدين النفس هو ما على اعتداء والشرب، والقذف والزنا الطريق وقطع

_________________ .94 ص ، سابق : مرجع العلمي الواحد - عبد1

الخمسة، األمور لهذه بالنسبة الكريمة اإلسالمية للحياة ضروري النزولي التدرج يكون ثم جريمة ألكبر عقوبة أكبر على فيه فنصعقوبته. على القرآن نص ما على يقيس لمن

اإلنسانية المعاصي من جمال النهي مواضع في القرآن ذكر وقد تلك وهي بالنص، ذكره المعاصي هذه وبعض رؤوسها، تعتبر التي بالتعميم، آخر بعض على ونص مباشرة، الجماعة مصلحة تمس التي لمعاني جامعة آية في تعالى قوله في والبغي بالفواحش عنه عبر

وينهى القربى ذي وإيتاء واإلحسان بالعدل يأمر الله " إن اإلسالم 1". تذكرون لعلكم ويعضكم والبغي والمنكر الفحشاء عن

صلى النبي عن منقوال جاء ما على السنة لفظ يطلق: السنة.2 الكتاب في عليه ينص لم مما الخصوص، على وسلم عليه الله

بيان كان والسالم، الصالة عليه جهته من عليه نص إنما بل العزيز،أوال. الكتاب في لما

53

عمل " إذ بدعة على " فالن يقال البدعة، مقابلة في أيضا ويطلق .2 وسلم عليه الله صلى عليه عمل ما خالف على

وال وتقريرية وفعلية قولية إلى ذاتها حيث من السنة وتنقسم أصل السنة أن في برائيهم يعتد الذين المسلمين علماء بين خالف

والعمل بها األخذ يجب الفقه، مصادر من ومصدر التشريع أصول من كالقرآن )ص( كانت الرسول إلى نسبتها صحت متى وإنها بمقتضاها

في جاء ما السنة حجية على دل وقد والحرام الحالل تحليل في من ورد ما )ص( ثم الله رسول بطاعة األمر من الكريم القرآن فخذوه الرسول آتاكم " وما تعالى يقول خالفه لمن الشديد الوعيد

الرسول يطع " من7 آية الحشر " سورة فانتهون عنه نهاكم وما اآليات من ذلك غير إلى79 اآلية النساء " سورة الله أطاع فقد

ووجوب الجملة في السنة حجية على قاطعة داللة تدل التي الكثيرة 3 الشريعة مصادر من مصدرا واعتبارها بها العمل

_________________ .21-20 : ص سابق مرجع أحمد - هبة1. تاريخ بدون األولى الطبعة بيروت المعرفة دار الرابع الجزء4-3 ص ، " موافقة - الشاطبي2 2003 سبارطيل مطبعة55-54 ص ، الفقه أصول في : مباحث الحاج آيت د. مرزوق و أحمدون الخالق - د. عبد3

. مطلقه وتقيد القرآن من المراد تبين مفصلة تكون قد والسنة قوله في مجمل السرقة في النصاب حد أن .. ذلك مجمله وتفصل

نكال كسبا بما جزاءا أيديهما فاقطعوا والسارقة " والسارق تعالى النصاب وشروط به، يقطع الذي النصاب في " مجمل الله من

ذلك. كل وبينت السنة فجاءت القطع، وشروط مثل وذلك القرآن عنه سكت حكما متضمنة سنة تكون قد وإما للعصبة. تكون أو تورث الديات كون ومثل الجنين دية بالقصاص، الخاصة الجرائم إثبات طريق بينت التي هي والسنة

، رجلين بشهادة ويثبت باإلقرار يثبت القصاص أن بينت التي فهيوامرأتين. رجل شهادة )ص( سوغ الرسول أن يثبت ولم إثبات طريقة بينت التي وهي الشرب، حد بينت التي هي والسنة

. فيها الجريمة وماهية بالشبهة، درئها وطريق الجملة في الحدود وترك ربه، رسالة بلغ أن بعد تركنا )ص( قد النبي فإن وبالجملة

وسنته الله كتاب فينا ترك أبدا، بعده من نضل ال به أخذنا أن ما فينا " وما تعالى قوله في االتباع واجب تشريعيا مصدرا أصبحت التي1 الحشر فانتهوا" سورة نهاكم وما فخذوه الرسول أتاكم

في وفاته )ص( بعد محمد أمة مجتهدي اتفاق هو : اإلجماع.3 في الوارد باالتفاق والمراد شرعي حكم على العصور، من عصر

الفعل. أو القول أو االعتقاد في االشتراك التعريف

54

تشريعيا مصدرا واعتباره والسنة القرآن هو اإلجماع وأساس الله أطيعوا آمنوا الذين " يأيها تعالى قوله ففي نصوصهما إلى مرده

)ص( " ال الرسول " وقال منكم األمر وأولي الرسول وأطيعوا ضاللة على أمتي ليجمع الله يكن " لم " وقال خطأ على أمتي تجتمع

"2

_________________ .22 : ص سابق مرجع أحمد - هبة1 .64 ص ، سابق : مرجع الحاج أيت د. مرزوق و أحمدون الخالق - د. عبد2

قد الشارب فحد الصحابة، بإجماع العقوبات بعض ثبتت وقد ثبتت التي أيضا المسائل ومن بإجماعهم، وثبت عليه أجمعوا

لها جماعة من كان إن الزكاة مانع واعتبار المرتدين قتال باإلجماع أو بالسوط القتل أن على الصحابة وأجمع المرتدين، من ومنعة قوة

فيه. قصاص ال عادة به يقتل ال مما يشبهه ما رضي عمر عهد في خصوصا الصحابة بإجماع الفقهاء سلم وقد

من لينتفع األمصار إلى الخروج من الصحابة منع فقد عنه، الله الصحابة بعد ممكنا،أما اإلجماع فكان بهم الناس يفتن ولكيال علمهم المجتهدون األمة بعلماء إال ينعقد ال ألنه الحصول بعيد اإلجماع فكان

الشافعي أنكر ولهذا األمصار، تباعدت مهما العصور من عصر في1. وقوعه وأحمد

إليه أرشد التشريع، مصادر من الرابع المصدر هو: القياس.4 بذكر وتارة به، العمل بوجوب عليه دل تارة كثيرة مواضع في القرآن

الكريمة، السنة إليه أرشدت كما األمثال بضرب وتارة لألحكام علل على يزيد ما أقسيته بلغت حتى )ص( قاس الرسول أن ثبت وقد

اإلسالمي التشريع مصادر أهم القياس ويعتبر المائة، أو سنة أو كتاب في حكمه على ينص لم أمر إلحاق هو والقياس

2 الحكم علة في الشتراكهما إحداها في عليه نص بأمر اإلجماع،

بذكر مقترنة ترد ما غالبا الشرعية فالنصوص وأشرنا سبق وكما أحكام أن على يدل مما ألجلها شرعت التي المصلحة أو الحكم علة يرد لم ما قياس إلى المسلمين وإرشاد العباد مصالح مع تدور اللهفيه. ورد بما نص فيه على مبنى كله ألنه عليه، خالف ال أمر بالقياس التعزير وثبوت

…ولكن ذلك إليه يفوض الذي القاضي تقدير أو األمر ولى تقدير قائل فمن … والقصاص الحدود في القياس جواز في الخالف القضاء وطرق الصحيح االستنباط طرق من القياس ألن بجوازها

i

ii

iii

iv

55

بالقياس جرائم في تثبت ال والقصاص الحدود أن قائل ومن العادل3. القياس فيها يدخل ال المقدرة األمور ألن

_________________ .23: ص سابق مرجع أحمد - هبة1 .73-72 ص ، سابق : مرجع الحاج آيت د. مرزوق و أحمدون الخالق - د. عبد2 .24 ص ، سابق : مرجع أحمد - د. هبة3 القياس: أمثلة من و

العلة في الشتراكهما وذلك الخمر على قياسا النبيذ تحريم - اإلسكار وهي

بقتل عنه الله رضي الخطاب ابن عمر المؤمنين أمير حكم وقد - بالواحد الجماعة قتل في عمر توقف إذ واحد، قتلوا الذين الجماعة

في اشتركوا جماعة أن لو المؤمنين أمير يا أرأيت علي له قال قاطعهم؟ أكنت عضوا وهذا عضوا هذا فأخذ ذبحوه و جزور سرقة

. بقتلهم فأمر هذا لك فكذا نعم، قال هذى سكر وإذ سكر شرب إذا أنه الخمر شرب في علي قول - المفترين حد فحده افترى، هذى وإذلثمنها. تحريم تحريمها وأن الشحم، على الخمر عمر قياس - بالقياس العمل على قاطعة داللة تدل التي األمثلة بعض وهذه الوحي، النتهاء متناهية محدودة والسنة القرآن نصوص إن

يفي ال والمتناهي متناهية وال محدودة غير وأقضيتهم الناس وحوادث حكمها الجديدة الوقائع إعطاء إلى سبيل فال المتناهي، غير بأحكام

الشرائع خاتمة الله جعلها التي اإلسالمية الشريعة ضل في القياس طريق عن إال القيامة، يوم إلى البشر بها وتعهد السماوية،

وفية ومكان زمان كل في للتطبيق صالحة الشريعة تكون وبذلك المختلفة األمم لمطالب ومستجيبة المتجددة الناس بحاجات1 وجه أكمل على لسعادتها ومحققة

الذي اإلنسان طرف من توضع الوضعية القوانين كانت إذا وهكذا اإلسالمية الشريعة أحكام واضع فإن والشهوات األهواء عليه تغلب

وهو له، ويصلح يصلحه بما العليم اإلنساني، الكائن هذا خالق هو األرضية المالبسات وخفايا وتركيبه، تكوينه خفايا على المطلع

كذلك. البشرية الحياة مدى في كلها والكونية العوامل هذه كل المنهج هذا في ملحوظ كان منهجا له وضع فإذا

األجيال من جيل في ومجتمعين أفرادا البشر على يستحيل التي إلى حاجة في بعضها ألن عليها يطلعوا أن كذلك األجيال جميع وفي

أجيالها جميع في البشرية للحياة والظواهر التجارب جميع استحضار بعد. توجد لم التي والمستقبلية والحاضرة السابقة

_________________ .79 ص ، سابق : مرجع الحاج أيت د. مرزوق و أحمدون الخالق - د. عبد1

56

الكون خفايا كل على االطالع إلى حاجة في وبعضها مستحيل وهذا اإلدراك قصور إلى وذلك كذلك مستحيل وهذا ، باإلنسان المحيط أن يمكن ما على حتى المطلق الصحيح الحكم عن ذاته البشري

-غير الجزئية بطبيعته محكوم ألنه والظواهر، التجارب فيه تستحضر اتبع )ولو الله يقول ثم ومن والضعف بالهوى المطلقة- ومحكوم

)ثم قدرته جل وألرض( ويقول السماوات لفسدت أهواءهم الحق يعلمون( ال الذين أهواء تتبع وال فاتبعها األمر من شريعة على جعلناك

1

عن ينطق ال )ص( الذي الرسول بها جاء التي األحكام أن كما .يوحى وحي إال هي ما الهوى

خطأ على أمته اجتماع عدم )ص( على الرسول أكد فقد اإلجماع أما.

والقانون اإلسالمية الشريعة بين اختالف أهم القياس ويبقى – بدوره هو الجنائية المادة في القياس يحرم الذي المغربي الجنائي

يخضع ال حتى دقيقة فقهية وضوابط قواعد القياس-تحكمه أي مقاصد عن الخروج عليه يترتب مما المجتهدين ألهواء القياس

الشريعة. قانونية أحكام كونها إلى باإلضافة اإلسالمية الفقهية األحكام إن

من تستمد دينية أحكام هي بعض، مع بعضهم الناس عالقات تحكم العمل جواز إلى الوحي ارشد االستنباط طرق من أو مباشرة الوحي

الفقه في الجنائية األحكام ذلك في وتستوي عليها، والعتماد بها2 فيه الجنائية غير األحكام مع اإلسالمي

التجريم : ضوابط الثاني المطلب هناك هل ؟ أساس أي وعلى األفعال من فعل تجريم يتحدد كيف

يتعلق األمر بأن الجزم من تمكن للفعل الداخلية الطبيعة في شيء المشرع على التي الضوابط هي ما أوضح بمعنى أو ؟ ال أو بجريمة

.مراعاتها

_________________ .65 - 64 ص ، سابق : مرجع فراج الحميد عبد - خالد1 .49-48 ص ، سابق : مرجع العوا سليم - محمد2

في حصرها ويمكن األسئلة، هذه على الفقهية األجوبة تعددت : العدل. وثانيهما : الضرورة أولهما أساسيتين فكرتين

: الضرورة األولى الفقرة أال أن يجب المشرع أن يفيد ما إلى الضرورة مفهوم ينصرف

بحيث تقتضيه، ضرورة هناك كانت إذا إال تصرفا يؤثم أو سلوكا يجرم واعتداء بغيا تمثل التي األفعال على إال التجريمية المشرع يد تمتد ال

57

التي واالقتصادية والسياسية االجتماعية والقيم المصالح علىالتجريم. نص حمايتها يستهدف

في الشرعية الضوابط إحدى التجريم في الضرورة كانت هنا ومن 1اإلنسان. لحقوق الجنائية الحماية مجال

أحد يمثل بالضرورة التجريم ارتباط كان إذا النحو هذا وعلى : أمرين توافر تستلزم األخيرة هذه فإن شرعيته، وضوابط أسس

الجنائية بالحماية جديرة المصلحة تكون أن .على وجسيما حقيقيا بغيا المؤثم السلوك يمثل أن ضرورة

. جنائيا المحمية المصلحة لرسم دائما يكفي ال فإنه أهميته رغم وعلى الضرورة عنصر أن إال

من لمجموعة تعرض فقد لذلك والمباح الممنوع بين الفاصل الخط: أوجه عدة من االنتقادات

ضرورة وليست بالزمان، الضرورة مضمون يرتبط جهة، فمن - أسالفنا مع نتفق أفعال هناك كانت فإذا اليوم، ضرورة هي األمس

2أخرى. أفعال تجريم حول معهم نختلف فإننا تجريمها، ضرورة على

_________________ .2002 طبعة388 ص) مقارنة دراسة( اإلنسان لحقوق الجنائية : الحماية الكباش أحمد - خيري1 .229 ص ، : العقوبة أمزازي الدين - محي2

ومحددة مضبوطة لعناصر الضرورة فكرة تفتقر أخرى، جهة -ومن جريمة مثال أخذنا ما فإذا ممكنا، معين زمان في عليها اإلجماع تجعل

من تتباين التي االعتبارات من العديد تداخل نجد فإننا اإلجهاض كل تجريم أن الواضح فمن آخر، إلى زمان ومن آخر إلى مجتمع لكنه له، سندا والدينية األخالقية االعتبارات في يجد اإلجهاض أشكال

وال الفردية الحرية مفهوم على سلبية آثار الوقت نفس في ينتج ذلك إلى ذهب كما األم وحياة صحة على المحافظة ضرورة يراعيالحديثة. الجنائية التشريعات من العديد

إال للتجريم، كمعيار الضرورة بفكرة القبول يمكن ال فإنه وأخيرا . مقبول مقياس على يقوم الضرورة تحديد أن بوضوح تبين إذا الجنائية التشريعات من بالعديد دفعت االعتبارات هذه كل إن

معيار هو آخر بمعيار السابق المعيار عن االستعاضة إلى الحديثة. العدل

الثانية: العدل الفقرة بروز إثر للتجريم وضابط كمعيار نفسها العدل فكرة فرضت

المشرع : أن الفكرة هذه ومؤدى الضرورة، معيار وحدود سلبيات الجماعي اإلحساس معاقبتها تقوي التي األفعال سوى يجرم أال عليه

58

تدريجيا يبتعد جعله تطورا المعيار لهذا التنظير عرف وقد1بالعدل.اإلنسان. وحقوق الديمقراطية بفكرة ليلتحم األخالقي المجال عن صياغة الجنائي القانون في ترى األولى النظرية كانت فقد وهكذا

بين تجمع التي الوطيدة العالقة إلى بالنظر األخالق، لقواعد متطورة من وقيم مبادئ شكل األخير هذا والدين، واألخالق الجنائي التشريع

إصالحية. وتوجهات مرتكزاته أهم إحدى العدل قبل باعتباره اإلسالم يتبوؤها التي الخاصة بالمكانة سلمنا ما فإذا

منه ينهل وكمنبع للقانون دائم وكمرجع للدولة، الرسمي الدين نجد فإننا والحرام، الحالل بين الفاصلة الضوابط واألفراد، المجتمع

عند الجنائي للمشرع قبلى شكلت تجلياتها بمختلف العدل فكرة بأن ألفعال تجريمه في بالغة أهمية ذا وهاجسا الجنائية، للقواعد وضعه

_________________ .231 ص ، سابق : مرجع أمزازي الدين - محي1

التقليدية، للجرائم بالنسبة األقل على والجماعات األفراد وسلوكاتاألمر. ظاهر في يبدوا قد ما هذا أو كمعيار العدل تبرير على أصحابها اعتمد فقد الثانية، النظرية أما

حقوق مفهوم من أو الديمقراطية مفهوم من إما انطالقا للتجريم. اإلنسان

فقد والديمقراطية، العدل بين يربط الذي األول للتيار فبالنسبة في الضرورة معيار وفشل الدين عن الدولة لفصل كنتيجة ظهر

التيار هذا أصحاب وينطلق والحريات الحقوق وحماية العدل تحقيق مفهوم عن بالتعبير يسمح الذي األساس الديمقراطية اعتبار من

ال ديمقراطي مجتمع أي بأن يؤكدون فهم لذلك وتحديده، العدل اعتداء تشكل التي والتصرفات األفعال بتجريم سوى يقبل أن يمكن وليس المواطنين، أغلبية طرف من أساسية المعتبرة القيم على عليها، الحفاظ ضرورة سلفهم يرى كان التي المصالح أو القيم تلك القانون لمضمون منتظمة مراجعة تنظيم إمكانية يعني ما وهو

بالعدل. الجماعي لإلحساس مسايرته على والسهر الجنائي فقد اإلنسان، بحقوق العدل فكرة يربط الذي الثاني التيار أما

القانون شهدها التي والتعسفات التجاوزات ضد فعل كرد ظهر سلطتها لفرض القانون استغلت حيث الدول بعض في الجنائي يدها لبسط بالضرورة وتذرعت المهيمنة، الطبقة مصالح وحماية

التيار هذا أصحاب نادى األفراد.لذلك وحريات حقوق على التجريمية دستورية مراقبة خالل من وحمايتها وضمانها اإلنسان حقوق بمراعاة المواثيق عليه تنص بما المشرع وإلزام جهة، من الجنائية القوانينثانية. جهة من الدولية

59

المحمية : المصالح رابعال المبحث بالتجريم

أو المجتمع بها يتعلق التي األساسية والقيم المصالح حفظ يشكل في سواء التجريم، سياسة أهداف أهم المشرع يحددها التي تلك

الشريعة في ( أو األول )المطلب المغربي الجنائي القانون من يعتبر العام النظام حفظ أن الثاني(. على )المطلب اإلسالمية

النظام بين وأسسه مقوماته تباين من بالرغم األهداف، هذه أهم ثانية جهة من المغربي الجنائي والنظام جهة من اإلسالمي الجنائي

النماذج بعض ندرج التباين هذا على اليد ( ولوضع الثالث )المطلبالرابع(. )المطلب لذلك المبنية التجريمية

القانون في التجريم : أهداف األول المطلبالمغربي الجنائي

الجنائية القواعد إنتاج على السيطرة للدولة التجريم سياسة تتيح المشتركة المصالح حماية بهدف وذلك اإلنسان، أفعال تحكم التي تباين بسبب هؤالء بين صراع ألي تجنبا المجتمع، أفراد جميع بين

1العامة. المصلحة إلى بالنظر الخاصة لمصالحهم الحقيقية القيمة

األفراد سلوك دائما تراقب الدولة فإن االعتبار، هذا من وانطالقا يستحق السلوك هذا كان إذا ما2 قانونا، المحمية المصالح إزاء

العقاب يستحق ال أو لتجريمه، عليه الشرعية الصفة فترفع العقابمباحا. وتجعله عليه التجريم صفة فترفع

حماية بغية معينة وسلوكات أفعال تجريم إلى يلجئ والمشرع . واالجتماعية واالقتصادية السياسية والقيم المصالح من مجموعة

حماية في عموما إجمالها : يمكن السياسية للمصالح بالنسبة أهم باعتباره ومرتكزاته، عناصره بمختلف القائم السياسي النظام هذه واستقاللها. ولحماية الدولة سيادة عن تعبر التي الركائز

أمن جرائم تجسده ما وهو يطالها اعتداء كل المشرع جرم المصالح أخذ جرمها حين فالمشرع عامة، بصفة والخارجي الداخلي الدولة

كانت ثم ومن الجرائم، من النوع لهذا الخطيرة األبعاد اعتباره في إلى تصل قد قاسية جد األخرى هي لها المخصصة العقوباتاإلعدام.

االعتداء يؤدي مصلحة كل في فتتمثل االقتصادية، المصالح أما بالنسبة الشأن هو كما الوطني، باالقتصاد المساس إلى عليها

الضريبي، والتملص النقود، وتزييف الجمركي، التهريب لجرائم أثناء المغربي المشرع لدى بقوة حاضرا كان االقتصادي فالعامل جريمة ففي المصالح، من النوع هذا على الجنائية الحماية إضفاءه وإلى االقتصادي التضخم إلى تؤدي أن شأنها من مثال النقود تزييف

60

وهو النقدية، قيمتها تدهور و الوطنية، العملة في الجمهور ثقة عدم المجتمع استقرار وعلى الوطني االقتصاد على سلبي بشكل يؤثر ما

ككل.

_________________ .2002 بريس فاس مطبعة1 ص ، المغربي الجنائي التشريع في التجريم : إشكالية التغدويني - د. محمد1 .2و1 ص ، سابق : مرجع التغدوني - د. محمد2

ثقافية مفاهيم من تمثله مما االجتماعية المصالح فإن وأخيرا، المشرع على ملحوظا تأثيرا األخرى هي تمارس وفلسفية، وتاريخية

من العديد تجريم خالل من ذلك ويتضح التجريم، لسياسة وضعه عند وإهمال اإلجهاض جرائم مثل المصالح من النوع بهذا الماسة األفعال االنتحار على المساعدة وجرائم العامة األخالق وجرائم األسرة،

الجرائم. من وغيرها خطر، في كان لمن المساعدة تقديم وعدم تختلف للتجريم، الموجبة والعوامل الدوافع فإن العموم، وعلى

فالمشرع الجنائية، للحماية المستوجبة المصالح طبيعة باختالف محاور تشكل عوامل بثالث متأثرا يكون التجريم بعملية يقوم حين

والمحور االقتصادي والمحور السياسي المحور هي أساسيةاالجتماعي. التشريع في التجريم : مقاصد الثاني المطلب اإلسالمي الجنائي

اعتباطا، التجريمية الشرعية األحكام الحكيم الشارع يضع لم الشريعة في التجريم ومقاصد عديدة، مقاصد تحقيق بها قصد وإنما

العامة. الشرعية المقاصد ضمن تدخل اإلسالمية واألهداف " المعاني هي الفقهاء يعرفها كما الشريعة ومقاصد

من الغايات هي أو معظمها، أو أحكامه جميع في للشرع الملحوظة". أحكامها من حكم كل عند الشارع وضعها التي واألسرار الشريعة،

1

في التشريع من العامة الشارع مقاصد األصول علماء حصر وقد وتحقيق الحاجيات، وتوفير الضروريات، هي: حفظ أصناف ثالثة

التحسينات. بالصنف اإلسالمية الشريعة في وأهدافه التجريم مقاصد وترتبط

وإقامتها. الضروريات حفظ وهو المقاصد هذه من األول ضروري أمر : " كل هي الفقه بعض يعرفها كما والضروريات

اختل فقد فإذا مصالحهم، الستقامة منه والبد الناس حياة عليه تقومالفوضى وعمت حياتهم نظام

الدين مصالح قيام في منها البد : " ما هي أو2" الفساد وانتشر إذا بحيث والدنيا،

_________________ .126 ص ، سابق : مرجع أحمدون الخالق - د. عبد1 .203 ص ، سابق : مرجع عودا القادر - عبد2

61

وتهارج فساد على بل استقامة، على الدنيا مصالح تجري لم فقدت بالخسران والرجوع والنعيم، النجاة فوت األخرى وفي حياة وفوت

1المبين."

تشكل أساسية مصالح خمس حفظ إلى الضروريات وتنسحب الفقهاء عند يعرف فيما وأهدافه، التجريم مقاصد مجموعها في

تشمل: وهي الخمس بالكلياتالدين حفظ النفس حفظ العقل حفظالنسل حفظالمال حفظ

وغاياته التجريم فلسفة تشكل الخمس االعتبارات هذه حفظ إن مختلف مجتمعة تشكل وهي اإلسالمي، الجنائي التشريع في

الوطنية الحديثة الجنائية التشريعات عملت التي والقيم المصالح بعض في عليها تزيد إنها بل وحمايتها، حفظها على والمقارنة هذه بعض لحفظ ومتطورا راقيا مفهوما تقدم بحيث العناصر،واالجتماعي. والتربوي األخالقي بالجانب يتعلق ما خاصة المصالح

المستهدفة والقيم المصالح مختلف أن هنا، القول وحاصل بالمصالح األمر تعلق سواء الحديثة الجنائية التشريعات في بالحماية

اإلسالمي المشرع شملها قد االجتماعية، أو االقتصادية، أو السياسية السالفة الخمس العناصر بترسيخ عنايته خالل من والحماية بالحفظ

وحمايتها. الركائز وركيزة الناس حياة في مقوم أهم باعتباره الدين فحفظ وقد السياسية، بالمصالح اليوم عنه يعبر ما هو المجتمع، كيان في

فكانت يطاله، قد اعتداء كل تجريم منها2 عديدة أمور لحفظه شرع الناس وتشكيك البدع نشر وجرائم الحرابة، وجرائم الردة، جرائم

الطاعة عصا شق و الجماعة عن الخروج وجرائم عقيدتهم، في لحفظ وجدت التي الجرائم من وغيرها المسلمين أعداء ومواالة

وصونه. الدين

_________________. طبعة بدون لبنان بيروت المعرفة دار الثاني الجزء8 ص ، : الموافقات - الشاطبي1.9-8 ص ، سابق : مرجع - الشاطبي2

بالمصالح يعرف ما فهي والنسل، والعقل النفس، حفظ أما عمدا والجرح القتل جرائم األولى، لحفظ شرع وقد االجتماعية

المخدرات. وتناول الخمر شرب جرائم العقل، لحفظ وشرع وخطأ، وجرائم اإلجهاض وجرائم القذف جرائم النسل، لحفظ شرع فيما

والشذوذ. الزنى

62

الجنائية التشريعات في يعرف ما يمثل المال، حفظ فإن وأخيرا، السرقة جرائم لحفظه وجد وقد االقتصادية، بالمصالح الحديثة

. الناس أموال إتالف وجرائم الغير مال أكل وجرائم واالختالس الشريعة في التجريم نظام أن تقدم، فيما القول وخالصة

تجسدت واألهداف، المقاصد من مجموعة لتحقيق وجد اإلسالمية، الدولة داخل واالجتماعية واالقتصادية السياسية المصالح حماية في

المسلمة. التشريعين في العام النظام : موقعلثالثا المطلب

اإلسالمي و المغربي الجنائيين وفي القانون رجال ألسنة على كثيرا العام النظام فكرة ترددت

استعصى استخدامه، وكثرة اللفظ هذا شيوع ورغم الفقهاء، كتابات بعض أن إال1 الباب، هذا في بمحاوالت قام من على تعريفه أمر

العام النظام وعرف األذهان إلى المفهوم هذا تقريب حاول الفقه واالجتماعية واالقتصادية السياسية األسس من بأنه" مجموعة

". المجتمع كيان عليها يقوم التي والخلقية التجريم سياسة في متميز بمركز العام النظام فكرة وتحظى

أن اإلسالمية.إال الشريعة في أو المغربي، الجنائي القانون في سواء المفهوم هذا مع والمغربي اإلسالمي الجنائيين التشريعين تعامل الشريعة في العام النظام صميم من يعتبر فما واضح، بشكل تباين

المغربي. الجنائي القانون منظور من كذلك يعتبر ال قد اإلسالمية، متميز بمفهوم جاء اإلسالمي الجنائي التشريع أن ذلك، ومقتضى

النظام لفكرة

_________________ الجنائي القانون من الثالث الكتاب من األول الجزء الرابع و الثالث الباب في عليها المنصوص الفصول - بقراءة1

إشارة أية نلمس ال العام النظام ضد المرتكبة بالجرائم المتعلق القانون نفس من609 الفصل أيضا و ، المغربي من العام األمن بين و بينه الخلط تم ما كثيرا إنه بل ، المغربي الجنائي التشريع في النظام هذا من المقصود تفيد على و) 155 – 154 ص ، التجريم : إشكالية التغدويني د. محمد( أخرى جهة من العامة التقة بين و بينه أو جهة

لزاما كان فإنه القضاء و الفقه اجتهاد و وضع من بل ، المشرع عمل من غالبا ليست هي التعريفات أن من الرغم المدرجة لإلجرائم لخطورة نضرا ظ، العام النظام من المقصود بدقة و يحدد أن المغربي الجنائي المشرع على

السلطة قبل من مفهومه تحديد في توسع أو تعسف لكل منعا و جهة من األفراد حقوق و حريات على ضمنه. أخرى جهة من التنفيذية

النظام يرتبط حيث المكلفين، وسلوكات ألفعال تجريمه عند العامالقانون في العام

وصيانة كيانها، وحفظ الجماعة مصالح بحماية اإلسالمي الجنائي فالجرائم عليها، اعتداء كل من اإلسالمي المجتمع وأسس دعائم

في ألن عنها ينهى أو بها يأمر الشريعة في العام النظام من المعتبرة أو أفرادها، بحياة أو عقائدها أو الجماعة، بنظام ضرر تركها أو إتيانها

التي االعتبارات شتى من ذلك بغير أو بأعراضهم أو بأموالها،1فيها. التفريط وعدم صيانتها الجماعة حال تستوجب

63

العقاب في الحكيم الشارع وتشدد الحدود جرائم شرعت ولذلك بكيان مباشر مساس من الجرائم من النوع هذا يمثله لما عليها،

وحتى بل واالجتماعية األخالقية ألسسه فادحا وخرقا المجتمع، يقصد لم ألنه تعالى، لله حقا عليها العقاب كان ثم ومن السياسية،

أو إسقاطه حق محكومين أو حكاما لألفراد وليس معين، فرد نفع بهعنه. العفو

المغربي الجنائي المشرع عند العام النظام مفهوم يحيد ال وقد الجنائي القانون في العام النظام مفهوم ينطوي إذ المعنى، هذا عن

البين أن مقوماتها. إال وحفظ الجماعة نظام حماية على المغربي مضمون تحديد في يتمثل اإلطار هذا في الجنائيين التشريعين بين

النظام من المعتبرة الجرائم تحديد آخر بمعنى أو العام، النظام تحميها التي والقيم المصالح نوع وكذا التشريعين، كال في العام

العام. النظام جرائم النظام لجرائم وضعه عند وازن قد اإلسالمي الشارع كان فإذا

( والجانب مثال البغي )جرائم السياسية المصالح حماية بين العام )شرب االجتماعي ( والجانب والقذف… الزنى )جرائم األخالقي

هذه إحدى الجنائية بالحماية يرجح …( فلم والقذف الخمر مال المغربي المشرع بأن نجد فإننا األخرى، دون الثالث االعتبارات

االعتبار حماية إلى العام بالنظام الماسة الجرائم تحديد في التلويح التنفيذية للسلطة أتاح ما األولى. وهو بالدرجة السياسي

خاصة وكبيرة، صغيرة كل في األفراد وجه في العام النظام بعصا 2األفراد. طرف من العام بالنظام الماسة بالجرائم يعرف فيما

_________________ .68 ص ، سابق : مرجع عودة القادر - عبد1 العامة المرافق على األفراد اعتداء جرائم – : أ صورتين في األفراد طرف من العام بالنظام الماسة الجرائم - تتمثل2

. االقتصادي العام النظام على األفراد اعتداء جرائم – ب

النظام من المعتبرة الجرائم تحديد في التشريعين اختالف أما القانون أدرجها التي الجرائم من العديد هناك بأن نجد فإننا العام،

الزنى كجرائم العام النظام جرائم خانة في اإلسالمي الجنائي بالجانب خصوصا المرتبطة الجرائم أي الردة، وجرائم الخمر وشرب

المغربي، الجنائي القانون في كذلك ليست هي والديني، األخالقي من النوع هذا على والعقاب التجريم في األخير هذا تهاون حيث

واستقراره، المجتمع كيان على الواضحة خطورته رغم الجرائم في الجرائم من النوع هذا معدل تزايد أن لذلك حتمية كنتيجة فكان

مخيف. بشكل المغربي المجتمع المصالح الختالف تجريمية : نماذج الرابع المطلب المغربي الجنائي القانون في المحمية

64

اإلسالمية الشريعة و الشريعة بين الواضح االختالف المطلب هذا في نبين أن سنحاول

وجريمة الزنا جريمة خالل من المغربي الجنائي والقانون اإلسالميةالخمر.

التشريعين في الخمر : جريمة األولى الفقرةوالمغربي اإلسالمي الجنائيين

المغربي الجنائي القانون في الخمر : جريمة أوال في724-66 رقم الملكي المرسوم من األول الفصل ينص

يتعلق قانون بمثابة1967 نونبر14 الموافق1378 شعبان تتراوح لمدة بالحبس " يعاقب أنه على العلني السكر على بالمعاقبة

500-150 بين قدرها يتراوح وبغرامة أشهر وستة واحد شهر بين حالة في وجد شخص كل فقط العقوبتين، هاتين بإحدى أو درهم أماكن في أو الكبريات أو المقاهي أو والطرق األزقة في سكر" العموم يغشاها أو عمومية أخرى

بحالة الموجود الشخص تسبب إذا العقوبتان تضاعف أن ويمكن العموم. راحة تقلق ضوضاء في سكر

أن السكر جريمة لقيام يشترط المغربي المشرع أن هذا من ويفهم1. القانون عليه يعاقب حتى عمومي مكان وفي علنيا يكون

_________________ 183 ص – اختالف و تطابق – اإلسالمية الشريعة و المغربي الجنائي : القانون موسى أبو قدور - د. حسوني1

.1986 وجدة األطالل مطبعة

متجره، في أو منزله في مسكر شرابا تناول إذا الشخص أن كما عقوبة. وال جريمة فال بينا سكره وكان

أن سيالحظ بالمغرب الخمور تشريعات في النظر يجيل من إن خالل من اإلسالمية للشريعة الممتثل بمظهر الظهور حاول المشرع

عن الوقت نفس في وسكت المسلمين للمغاربة الخمور بيع تجريم حد الشرب بلغ إذا إال عليها يعاقب ولم يمنعها فلم الخمور شرب ووضع وترويجها الخمور صناعة ونظم والعلني، الظاهر البين السكرلترويجها. والترخيص واحتكارها لتقطيرها قواعد

المغرب، في واضحة غير الخمور مجال في الجنائية السياسة إن والحيلة، المالوذة منهج ويحكمها والتذبذب، بالغموض موسومة وإنها

هناك ألن الخمور مع مصالحة في المشرع أن القول يمكن فال صريحة بصورة يبح لم المغربي فالمشرع القول هذا تنقض نصوصا

فعلت كما المسلمين للمغاربة وبيعها الخمور تقديم ومباشرة الذي بالخمور المتعلق المصري كالتشريع أخرى عربية تشريعات

في المخمرة أو الروحية أو الكحولية المشروبات وتناول تقديم أباحالسياحي. الطابع ذات واألندية السياحية والمنشآت الفنادق

65

وجعل البين العلني السكر على عاقب المغربي التشريع أن كما الذي السكران يعف ولم الجرائم بعض في مشددا ظرفا السكر وال كامل بشكل ال المدنية أو الجنائية المسؤولية من باختياره يسكر. الخمور إشهار أيضا منع كما ناقص، بشكل

موقف اتخذ المشرع أن القول يمكن ال الوقت نفس وفي ورخص المسلمين لغير الخمور ببيع سمح فقد الخمور مع المخاصمة

عدد يالئم بما برواجها المسموح الخمور كميات يحدد ولم لذلك المسلمين المغاربة يعاقب لم أنه كما البلد، في الموجودين األجانب

تحت السياقة أو استهالكها أو حيازتها أو الخمور شرب علىتأثيرها…

وتسهيل الخمور تعاطي سلبيات عن تغاضى المشرع إن هذا يعني ما مع لذلك، والترخيص فيها واالتجار وترويجها استهالكها

مراقبتها وصعوبة وتناسلها الخمور ببيع الخاصة المحالت تكاثر من بمختلف اإلجرام بتنامي ذلك وعالقة المتداولة الكميات ووفرة

إدمان وحاالت اجتماعية مآسي من يخلفه عما فضال أشكاله، بشعة وجرائم مميتة طرق وحوادث بيوت وخراب وتسممات

ومقيتة. ال المملكة في العامة النيابات تسطرها التي المتابعات فأغلب

العمد. والقتل البين العلني : السكر التالية العبارات من تخلوا السكر والسرقة، البين العلني السكر االغتصاب البين العلني السكر بواسطة والجرح والضرب البين العلني السكر واإلهانة، البين العلني

الحياد موقف في المشرع سيستمر متى فإلى السالح،…الخ1ناجعة؟. تجريمية سياسة غياب في والالمباالة

اإلسالمي الجنائي التشريع في الخمر ثانيا: جريمة الخمر شرب من صلب موقفا اإلسالمية الشريعة وقفت لقد

مختلفة مراحل على الخمر تحريم كان وقد كثيرا، أو قليال كان سواء سورة في اآلية نزلت أن إلى الحكيم الشارع ابتغاها عظيمة لحكمة واألزالم واألنصاب والميسر الخمر إنما آمنوا الذين " يأيها المائدة جاءت " ثم تفلحون لعلكم فاجتنبوه الشيطان عمل من رجس مسكر )ص( " كل قوله في الخمر بتحريم وقضت النبوية السنة " حرام فقليله كثيره أسكر )ص( " ما " وقال حرام خمر وكل خمر

شرب حرم اإلسالمي ". فالتشريع فاجلدوه شرب )ص( "من وقولهيسكر. لم أو أسكر سواء الخمر

جلدة ثمانين بالحد عليها ويعاقب الحدود من الخمر جريمة وتعتبر أسكر ما أن على وأصحابه حنيفة أبو عدا ما فيها الفقهاء بإجماع وإن، آخر، اسم له كان أن و خمرا سمي سواء حرام فقليله كثيرهيسكر. لم ولو معاقب مسكر أي من القليل شرب

66

أم الخمر تعتبر ألنها نهائيا تحريما حرمته اإلسالمية فالشريعة لم ما وهذا2. والمال والصحة والعقل للنفس مضيعة وتراها الخبائث

المغربي. المشرع له ينتبه

_________________ .2003 الجديدة النجاح مطبعة43-42 ص ، المغربي القانون : خمريات وهابي - يوسف1.171 ص سابق : مرجع النواوي الخالق -عبد2

مجرد على يعاقب ال كان إذا المغربي الجنائي فالقانون وهكذا سكر حالة في الخمر شارب يكون أن يشترط وإنما الخمر شرب

شرب حرمت اإلسالمية الشريعة فإن عمومي مكان في طافح بين1. يسكر لم أم أسكر وسواء كثيرا أم القلي أكان سواء لذاته الخمر

من أي الحدود جرائم من الخمر شرب اعتبرت الشريعة أن كما )ص(، الرسول عن ثبت كما بالجلد عليها وعاقبت الخطيرة الجرائم

)ص( النبي أن عنه الله رضي دؤيب بن قبيصة عن داود أبي فعن عاد فإن فاجلدوه عاد فإن فاجلدوه الخمر شرب : " من قال

". فاقتلوه عاد فأن فاجلدوه بعض في تتعدى ال المغربي الجنائي التشريع في العقوبة أما

إلى يدفعنا وهذا المتهم، يؤديها درهما150 قدرها غرامة األحيان: التالية المالحظة إبداء

غالب في الخمر شارب أن بحجة رادعة ليست العقوبة هذه -أن المتوسطة الطبقة من األقل على أو الغنية الطبقة من يكون األحيان عقوبة من إعفائه مقابل الهزيلة الغرامة أداء يستطيع وبالتالي محل إلى دخل ولما الخمر شرب لما أموال له تكن لم ولو السجن

2. شربه

فإنها الغرامة أما السكر جريمة في قويا رادعا يعد الجلد فأن لهذا وظيفته. أداء عن عاجزا القانوني النص تجعل

أنه يتبين العلني بالسكر المتعلق المرسوم في بالتمحص -إن في بين سكر حالة في وجد شخص كل معاقبة على ينص

وتنظيم الخمور لبيع لها مرخص أماكن هي الكبريات أن الكبريات،إال. والنهار الليل في وللهو للرقص حفالت

يتناول الكبريات إلى يدخل من كل أن البديهي ومن الطبيعي فمن بين سكر حالة في الشخص وجود أن ذلك األحيان، غالب في الخمر

بين محصور األمر مادام المجتمع بشعور يمس ال الكبريات فيالخمر لشرب يتعاطون كلهم أشخاص

_________________.189 ص ، سابق : مرجع موسى أبو قدور - حسوني1

67

.190 ص ، سابق : مرجع موسى أبو قدور - حسوني2

الكباري ومادام الشارع إلى يتعداهم وال له مرخص محل داخل سكرانا فيه وجد من عقاب فإن الخمر لشرب أصال مخصص مكان

1. والقانون الواقع بين صريحا تناقضا يعد

النظر المغربي المشرع يعيد أن التجريم سياسة حسن من -أن تأخذ شمولية نظرة إطار في الخمور مادة مع تعامله طريقة في

2اإلسالمية. الشريعة وموقف باإلجرام الخمور عالقة االعتبار بعين

التشريعين في الزنى : جريمة الثانية الفقرةاإلسالمي و يالمغرب الجنائيين

المغربي الجنائي القانون في الزنى : جريمة أوال " كل أن على المغربي الجنائي القانون من490 الفصل ينص

تكون زوجية عالقة بينهما تربط ال وامرأة رجل بين جنسية عالقة" ستة إلى شهر من بالحبس عليها ويعاقب الفساد جريمة

ينص491 الفصل فإن الزوجية الخيانة بجريمة يتعلق فيما أما الذي الزوجين أحد سنتين إلى سنة من بالحبس " يعاقب أنه على

إال الحالة هذه في المتابعة تجوز وال الزوجية الخيانة جريمة يرتكبعليه. المجني الزوجة أو الزوج من شكوى على بناء التي زوجته فإن المملكة خارج الزوج غياب حالة في أنه إال

". متابعتها العامة للنيابة يمكن ظاهرة بصفة الفساد تتعاطى شكا عن الزوجين أحد أن" تنازل على ينص492 الفصل أن إال جريمة عن بها المشتكى الزوجة أو الزوج لمتابعة حدا يضع يته

3". الزوجية الخيانة

اإلسالمي الجنائي التشريع في الزنا : جريمة ثانيا الشرائع حرمتها التي االجتماعية الجرائم من جريمة الزنى

ألبسط لمنافاتها االجتماعية واألعراف الوضعية والقوانين السماوية االلتباس إلى وتؤدي لألعراض انتهاكا تتضمن ألنها األخالقية المبادئ

اإلنسان. في _________________ .190 ص ، سابق : مرجع موسى أبو قدور - حسوني1.43 ص ، سابق : مرجع وهابي - يوسف2 .157 ص ، سابق : مرجع موسى أبو قدور حسوني– 3

عقوبة فرضت وإنما الزنى بتجريم تكتف لم اإلسالمية والشريعة العقوبة هذه تكون بحيث الجريمة هذه يرتكب من كل على قاسية الجريمة هذه على اإلقدام نفسه له تسول من لكل ورادعة مانعة ال و جلدة مائة منهما واحد كل فاجلدوا والزاني :" الزانية تعالى قال

اآلخر واليوم بالله تؤمنون كنتم إن الله دين في رأفة بهم تأخذكم" المؤمنين من طائفة عذابهما وليشهد

محمد بعث الله :" إن الشأن هذا في الخطاب بن عمر وقال الرجم آية عليه الله أنزل ما فكان الكتاب عليه وأنزل بالحق

68

إن فأخشى بعده )ص( ورجمنا الله رسول ورجم ووعيناها فقرأناها فيضلوا الله كتاب في الرجم نجد ما قائل يقول أن زمن بالناس طال الحق الله كتاب في الرجم فإن كتابه في الله أنزلها فريضة بترك1" زنى من على

الكريمة ( واآلية492-491-490) الفصول من وانطالقا وهكذا : اآلتية المالحظات نبدي أن يمكن عنه الله رضي عمر وقول

مما الحدود جرائم من اإلسالمية الشريعة في الزنا جريمة تعتبر على الخطيرة الجرائم من أنها يعني

حيث كذلك تعتبر فال المغربي الجنائي التشريع في أما ، المجتمع خطورة مع مقارنة تافهة عقوبة على491-490 الفصل من كل نص. الجريمة هذه

لكل السلعة وتعرض جامح لكل الفساد باب تفتح العقوبة فتفاهة وتشيع الفوضى وتعم الخلقي والفساد اإلباحية فتنتشر راغب

. الفاحشة

ال أنه إذ اإلسالمية الشريعة مع تتنافى491 الفصل أحكام إن والفساد الله، حدود في تسامح

. تركها يجوز ال فريضة الزينة وحد والسنة الكتاب بمقتضى المحرم

_________________ .159 ص ، سابق : مرجع موسى قدور - حسوني1

أيضا اإلسالمية الشريعة ألحكام مخالفا يعد492 الفصل أن كما الزوجين ألحد أعطى عندما الزن ألن الجنائية للمتابعة حدا وجعل شكايته عن التنازل في الحق في الله أنزلها فريضة والرجم اإلسالم حرمه فعل القرآنية لآلية وفقا. الفريضة هذه ترك يجوز وال زنى من على حق وهو كتابه

اإلسالمية الشريعة أحكام مع يتنافى والذي الخطير األمر أن إال امرأة مع ضبط الذي المتزوج المتهم متابعة عدم هو الواقع ومع

زوجته طرف من ضده شكاية وجود لعدم زوج لها ليس أو مطلقة1. متزوجا لكونه نظرا الفساد بجريمة متابعته يمكن ال أنه كما

عقد أساس على قائمة الزوجية الرابطة أن على قائل يقول ربما شريعة العقد وأن الطرفين رضى على قائم الزوجين بين مبرم

الشؤون في التدخل ألحد يجوز ال األساس هذا وعلى المتعاقدين ضد شكايته عن الزوجين أحد تنازل فإن وبالتالي الداخلية الزوجية

يمكن وال قائمة الزوجية العالقة دامت ما وحدهما حقهما من األخر. أحدهما ضد العمومية الدعوى تحريك العامة للنيابة

: لسببين والقانون للواقع مخالف وهو خاطئ الفهم وهذا

69

اعتداء يصبح فإنه نطاقه حدود يتعدى عندما الشخصي الحق إن -وحرياتهم، اآلخرين حقوق على اعتداء ويعد اآلخرين بحريات مساسا يعد الفساد تعاطي أن ذلك تتنازل أن العامة للنيابة يجوز ال وبالتالي للمجتمع العام الشعور على تنازل أو الزوجين أحد من شكاية وجود عدم حالة في متابعتها عن

. اآلخر لطرف ضد شكايته عن أحدهما تقديم عدم عند الزوجين أحد متابعة عن العامة النيابة سكوت إن -

الزنى حد وهو الله حدود من فيحد التسامح يعني أحدهما من شكاية2. والزاني الزانية عقاب وهي الله أنزلها فريضة ترك كذلك ويعني

_________________ .162 ص ، سابق : مرجع موسى أبو قدور - حسوني1.164 ص ، سابق : مرجع قدور - حسوني2

باعتباره المغربي المجتمع واقع بين الواضح التناقض يتبين وهكذا معظمه في المستمد المغربي الجنائي القانون وبين مسلما مجتمعا

فعالية على سلبا يؤثر التناقض وهذا الفرنسي الجنائي القانون من .الجريمة من للحد سعيها في المغربية التجريم سياسة

تخص كجريمة اإلسالمية المجتمعات إليها تنظر مثال فالزنى إلى اللجوء عن يبتعدون الناس من كثيرا أن نجد ولهذا بأسره مجتمع

ارتكاب إلى يؤدي ما وهذا بحكمه، قناعتهم لعدم المطبق القانون معالجة في القوانين قصور عن كتعبير الشرف بجرائم تعرف جرائم

. المجتمع واقع مع المنسجمة األحكام وضع وعدم المشكلة هذه

التجريم : سياسة الخامس المبحث الفردية والحريات والحقوق

في األصل بان يقضي الذي العام المبدأ عن خروجا التجريم يعتبر ومباشرا خطيرا تهديدا يشكل المنطلق هذا من ،وهو اإلباحة األفعال

تعسفي بشكل استغالله تم إن وحرياتهم، األفراد حقوق على يمكن فكما حدين، ذو سيف التجريم الدولة.إن قبل من وتسلطي هذه لحماية توجيهه يمكن وحرياتهم األفراد حقوق هدر في استعمالهوصيانتها. وحفظها الحقوق

والحقوق المغربية التجريم : سياسة األول المطلب الفردية والحريات

من الحد بغية جنائية مدونة لوضع سعيه في مشرع أي إن التي الفردية والحريات الحقوق االعتبار بين يأخذ أن يجب الجريمة

على دليل أو تعبيرا األخيرة بهذه المساس أن إذ الدستور يكفلها. المدونة هذه مشروعية عدم

المغربي المشرع أن القول يمكن حد أي إلى المنطلق هذا ومن للمدونة وضعه عند والحريات الحقوق هذه عينيه نصب واضعا كان

70

تتمتع المغربية الجنائية القوانين هل آخر بمعنى أو ؟ الجنائية؟ بالمشروعية

من غيرها وعلى المغربية الجنائية المدونة على المطلع إن بالحريات كبير مساس هناك أن بوضوح له سيتبين الجنائية القوانين وذلك1996 لسنة المغربي الدستور يكفلها التي الفردية والحقوق

طريق عن أو الجنائية القوانين بعض على التنصيص خالل من سواء خطورة تشكل التي األفعال بعض على اإلجرامية الصفة إضفاء عدموالحريات. الحقوق هذه على

وجود مجرد التجريم عملية في المشروعية تتحقق لكي يكفي فال المتعلق0303 األفعال. فالقانون من فعل يجرم قانوني نص

الدستور لمقتضيات مخالف ألنه شرعي غير نص اإلرهاب بمكافحة إلدانة واسعا التحكم باب يفتح أنه أقلها وليس جوانب عدة من

. كلمة وكل حركة وكل فعل كل أجل من األشخاص األفعال لكل تتسع المغربية الجنائية الترسانة كون من فبالرغم

أعدت المغربية الحكومة فإن إرهابية جرائم اعتبارها يمكن التي القانون هذا اإلرهاب، بمكافحة المتعلق0303 رقم قانون مشروع

خطيرة تراجعات من يشكله لما نظرا قوية معارضة لقي الذي أن إال اإلنسان، حقوق احترام بضمانات خطير ومس للحريات فرصة كانت البيضاء بالدار2003 ماي16 ليوم اإلرهابية األحداث زمنية مدة في وإقراره البرلمان في المشروع هذا لتمرير سانحةوقياسية. وجيزة

من كل على خطيرة تعديالت إدخال المشروع هذا ويقترح الجنائية. والمسطرة الجنائي القانون

بتعريف تتعلق إبداءها يمكن مالحظة أول : إن الجنائي -القانون الكلمة معنى بكل فضفاضا التعريف هذا جاء حيث اإلرهابية، الجرائم: التالية العناصر يحدد القانون فإن وهكذا

عمدا المذكورة والجنح بالجنايات المعنية األفعال عالقة جماعي. أو فردي بمشروع

العام. باألمن المس إلى تهدف األفعال هذه كونأو الترويع أو العنف أو القوة أو التخويف في الوسائل تحديد

الترهيب في الدقة وعدم بالغموض يتميز التعريف هذا أن البديهي ومن على للتحكم الباب يفتح الذي الشيء اإلجرامي، الفعل عناصر تحديد

والحكم. والتحقيق البحث مستوى المناهضة االتفاقية من جوهره في المقتبس التعريف وهذا

تجلى ما وهو العربية، للنظم األمني للهاجس أساسا يخضع لإلرهاب

71

اإلرهابية، األعمال ضمن الدولة بأمن المس جناية في خاصة بصفة شديدة عقوبات عليها تطبق جناية وهي

الواردة التعريفات عن التعريف هذا جذريا اختلف كما القسوة،الديمقراطية. التقاليد ذات البلدان من عدد تشريعات ضمن

أن دون دقيقا، تعريفا اإلرهابية الجريمة تعرف التشريعات فهذه المحاكمة. ولعدالة الفرية للحرية األساسية بالضمانات إطالقا تمس

1

الذي الشرعية لمبدأ مخالفا -المطاط- يعتبر التعريف هذا أن كما وواضحا. دقيقا التعريف يكون أن يتطلب

سواء السجنية العقوبات قسوة من التشديد : يالحظ العقوبة عقوبة تثبيت مع يبلغوا لم الذين أو المشاركين أو للفاعلين بالنسبة من إلغائها أجل من تناضل الحقوقية الحركة فتئت ما التي اإلعدام

المشددة، السجنية العقوبة اإلعدام إلى ويضاف المغربية، القوانين أماكن في اإلجبارية اإلقامة أو محددة أماكن في اإلقامة من المنع ومصادرة العمومية والخدمات الوظائف مزاولة من والمنع معينة

2. المعاش في الحق من والحرمان الممتلكات بمثابة المعتبرة الجرائم في الساحقة األغلبية إن: الجرائم

به الجاري الجنائي القانون طائلة تحت إما بالفعل تقع إرهابية أعمال بالتحريض يتعلق فيما الصحافة قانون تحت وإما1962 منذ العمل

218-12 الفصل صياغة …وإن والحريق والنهب القتل على أما المذكور، القانوني المقتضى تجاهل أو جهل عن ينمان ومضمونه

فإن إرهابيا، فعال المعينة اإلجرامية لألفعال واإلشهار الدعاية اعتبار الذي وهذا اإلعالم، وفي الخبر في بالحق المس يبرر أن شأنه من

3. الصحافة رسالة صميم في يدخل

: الجنائية بالمسطرة المتعلقة التعديالت

_________________ / اإلنسان لحقوق المغربية الجمعية ، سابقا اإلنسان لحقوق المغربية المنظمة : رئيس بناني العزيز - عبد1

– اإلرهاب قانون مشروع حول الدراسي اليوم– 2004 مارس ، التوثيق و اإلعالم / مركز اإلنسان حقوق و اإلرهاب. الحقوقية بالمكتسبات المس و اإلرتجال بين اإلرهاب لمحاربة المتعلق التشريع– 2002 أبريل12 الرباط

حول دراسي - يوم11 ص ،2003 أبريل12 النواب لمجلس الدراسي اليوم في الوطنية الشبكة منسق - كلمة2. اإلرهاب قانون مشروع

.38 ص ، سابق : مرجع بناني العزيز - عبد3 حالة في يرفعان80.66 الفصلين : إن النظرية الحراسة-

تزيد النظرية الحراسة من فيه مبالغ جد بشكل إرهابية جريمة وجود احتفاظ أجل من وذلك العادية الحراسة مدة عن مرات ثالثة عن

البحث لضرورة التحريات، في مفيد شخص بأي القضائية الشرطة حجة أو بجناية األمر تعلق أو جريمة بأي عالقة له تكون أن دون

كما التمهيدي للبحث ضرورة هناك وكانت بالحبس، عليها يعاقب72

طرف من معلل وال مكتوب غير بإذن مرات، ثمان التمديد ضاعف1. العامة النيابة

صالحية من القانون : يوسع بالتفتيش يتعلق فيما - فإنه وهكذا التفتيش مجال في العامة والنيابة الشرطة

حتى أدوات من بها ما وحجز وتفتيشها المنازل إلى الدخول يبيح عن المنزل صاحب امتناع حالة في

وذلك الموافقة هذه على الحصول تعذر حالة في أو موافقته إعطاء(70 )المادة العامة النيابة من بإذن

من أكثر أو ضابطا أو قاضيا ينتدب أن في التحقيق قاضي يؤهل إلجراء القضائية الشرطة ضباط (120 )المادة القانونية الساعات خارج تفتيش

السماح على القانون : ينص واالتصاالت المكالمات مراقبة - المكالمات بالتقاط كتابي بأمر أو استثنائية بصفة العام للوكيل وتسجيلها بعد عن االتصال بوسائل المنجزة االتصاالت أو الهاتفية

التعجيل تقتضي البحث ضرورة كانت متى وحجزها منها نسخ وأخذ (.108 )المادة اإلثبات وسائل اندثار من خوفا

حرمة تكفل التي القانونية بالضمانات تمس المقتضيات هذه فكل 2. الدستور لدن من المكرستين المراسالت وسرية المنازل

_________________ ص ، سابق مرجع ، اإلرهاب قانون مشروع دراسي يوم ، اإلنسان لحقوق المغربية المنظمة : رئيس الله - عبد1

80-81. .36 ص ، سابق : مرجع بناني العزيز - عبد2

المحامي : منع محامي بمؤازرة فيه المشتبه بحق يتعلق فيما - من80 المادة من الثالثة الفقرة منحت إذ بموكله االتصال من

بموكله المحامي اتصال تأخير إمكانية العامة النيابة : لممثل القانون ذلك اقتضت إذا القضائية الشرطة ضابط من طلب على بناء

المادة في إليها المشار بالجرائم األمر تعلق كلما البحث ضرورة االتصال منع العامة النيابة لممثل . ويمكن القانون هذا من108

حسب وهذا ، إرهابية بجريمة األمر تعلق إذا وتأخيره بالمحامي1للمتهم. الهامة الحقوق كأحد الدفاع بحق يمس الهيئات

فتح عبر البنكي السر احترام مبدأ يضرب القانون هذا أن كما للمواطنين البنكية الحسابات على قانوني بشكل لإلطالع المجال

2. فيها التصرف أمام المجال وفتح إرهابيتهم في المشتبه

لم الجنائي القانون ومدونة يأتي القانون هذا فإن أخرى جهة ومن كمثال ودوليا، وطنيا الجنائي الميدان يعرفها التي التطورات تواكب

التعذيب ضد الدولية االتفاقية مع القانون هذا مالئمة عدم ذلك على1993 سنة من يونيو شهر في المغرب عليها صادق التي

73

خالل من فقط يتحقق ال الفردية والحقوق بالحريات فالمساس اإلجرامية، الصفة إضفاء عدم طريق عن ذلك يتم قد وإنما التجريم

الحقوق هذه على بالغة خطورة تشكل التي األفعال بعض على ضروب من وغيرها التعذيب األفعال هذه بين ومن والحريات. الالإنسانية المعاملة

ملزم يكون الذكر السابقة االتفاقية على بمصادقته فالمغرب به جاءت ما الخصوص وعلى األخيرة هذه بنود به جاءت ما باحترام تكون أن طرف دولة كل " تضمن أنه على تنص التي الرابعة المادةالجنائي قانونها بموجب جرائم التعذيب أعمال جميع

الجنائي المشرع وفاء مدى عن التساؤل إلى يدفعنا الذي الشيء . أو االتفاقية هذه على المصادقة عن المترتبة بااللتزامات المغربي

القانون هل أخرى بصيغة

_________________ .2003 - 5 العدد – سياسية و دستورية وقائع و : دراسات : -مجلة مطيع - د. مختار1.10 ص ، سابق : مرجع الوطنية الشبكة منسق - كلمة2

؟ دوليا عليها متعارف هو كما التعذيب جريمة على يعاقب المغربي العثور منه محاولة المغربية الجنائية المدونة لثنايا المتصفح إن

وقائمة مستقلة كجرائم التعذيب أعمال بتجريم خاصة نصوص على العالقة، ذات الدولية االتفاقية من المفهوم بذاتها. وبالمعنى

محتواها وضعف لضآلة األمل. نظرا بخيبة محالة ال سيصاب. وقصورها

بعيد أو قريب من عالقة لها التي الفصول استجالء وسنحاول . التشريعي القصور هذا عمق عن كثب عن لنقف التعذيب بتجريم

يصلح الذي القليلة النصوص من الفصل هذا : يعد1 399 الفصل بشكل ولو التعذيب أعمال تشريعي- لزجر تدخل -انتظار في حاليا

كظرف إال التعذيب ممارسة على يعاقب ال طالما وجزئي، نسبي .بذاتها مستقلة كجريمة وليس جناية لتنفيذ مشدد

الشخصية الحرية على االعتداء على : يعاقب438 الفصل عليه والمقبوض المخطوف للشخص بدني تعذيب وقع " إذا باإلعدام

األفراد على إال ينطبق ال كان النص " وهذا المحجوز أو المحبوس أو التاسع الباب من الرابع الفرع عنوان من يستفاد ما وهذا العاديين،

على " االعتداء التالي الشكل على جاء الذي الثالث، الكتاب هذا من يرتكبه الذي المسكن حرمة أو الرهائن وأخذ الشخصية الحرية بموجب الجنائي القانون شمل الذي التعديل بعد أنه " إال األفراد سلطة يمارسون الذين األشخاص يشمل أصبح03.24 رقم قانون هذا أن بما438 الفصل على بناء متابعتهم يمكن أيضا هم عامة

الفصول في عليهم المنصوص الحاالت جميع على يسري األخير.436 الفصل ضمنها ومن السابقة

74

المنصوص األفعال على المؤبد بالسجن " يعاقب499 -الفصل التعذيب بواسطة ارتكب إذا499-1 والفصل499 الفصل في عليها

" وحشية وأعمال أثناء يستعمل الذي العمومي الموظف : يعاقب231 -الفصل

يأمر أو األشخاص ضد العنف بها قيامه بسبب و بوظيفته قيامهأن إال شرعي، مبرر بدون باستعماله

_________________ جناية. يعد فعل لتنفيذ وحشية أعمال يرتكب أو التعذيب وسائل يستعمل من باإلعدام " يعاقب399 الفصل - ينص1.

النص هذا أن كما للتعذيب، مرادفا ليس النص بهذا المقصود العنف من يعتبر والذي دوليا المحرم التعذيب مفهوم مع يتفق ال

المشروعية، بصفة لإلنصاف القابلة وغير المطلقة المحظورات. كانت ذريعة أي تحت

الفراغ مدى لنا يتضح السابقة، الجنائية النصوص تحليل خالل من التعذيب، تجريم يخص فيما المغربي، القانون يعرفه الذي القانوني

ال أنه إال التعذيب، استخدام أشكال بعض يجرم األخير هذا أن فرغم االتفاقيات في ورد ما إلى استنادا طبيعته وال الجرم هذا مفهوم يحدد

جريمة التعذيب يجعل ال أنه كما الشأن، هذا في بها المعمول الدولية. الظروف جميع في التعذيب جريمة على يعاقب ال الجنائي القانون أن أيضا ويالحظ

الذين لألشخاص بالنسبة الجزاء ترتيب مع بذاتها قائمة كجريمة كما إليهم، المسندة الوظيفة أو مهامهم بحكم يمارسوه أن يمكن بعض على يقتصر بل التعذيب، مناهضة اتفاقية ذلك إلى تسعىمشدد. كظرف أو العاديين األفراد من الممارس التعذيب جوانب لمناهضة الدولية االتفاقية على المغرب مصادقة أن جليا، لنا ويتضح

القاسية العقوبات أو المعامالت ضروب من وغيره التعذيب العلمي، التشريعي المجال إلى تترجم لم المهينة أو والالإنسانية

.1الجنائي القانون في الممارسة هذه تجريم يتم لم طالما الالزمة الحماية يوفر ال المغربي الجنائي القانون أن يظهر وهكذا

بها تحمي التي النصوص أحصينا ما . فإذا األفراد وحرية لحقوق مخصص فصال33 مقابل163 تغطي نجدها فإننا نفسها الدولة. وحقوقهم المواطنين لحماية

بمواكبته مرتبط المغربي الجنائي القانون مشروعية أن والخالصة .دوليا عليها متعارف هو كما اإلنسان حقوق احترام لروح

75

_________________ فبراير3 الخميس19976 العدد العلم جريدة ، بالمغرب التعذيب تجريم آفاق و : وقائع الحبيب اللطيف - عبد1

2005.

اإلسالمية التجريمة : السياسة الثاني المطلب الفردية والحريات والحقوق

عليها نصت التي الحقوق بمختلف للفرد اإلسالمية الشريعة أقرت كانت إنها بل ، اإلنسان لحقوق العالمي واإلعالن الدولية المواثيق

هذه الشريعة اعتبرت وقد وحمايتها، الحقوق هذه إقرار في سباقة خالقه. وكانت من والمفضلة المكرمة إلنسانيته ضرورات الحقوق

السلطات وعلى عامة بصفة غيره على حرمات الوقت ذات في ومن شرعي مبرر بغير تمس أن يجوز فال1خاصة، بصفة الحاكمة

أو غيره على اعتداء حدث ما إذا سلفا محددة شرعية قنوات خالل. األرض في إفساد

وحقوقه اإلنسان عن متميز بتصور اإلسالمية الشريعة جاءت وقد المخلوق ذلك هو اإلسالم في فاإلنسان األرض، إلعمار الالزمة

الذي " .وهو آدم بني كرمنا " ولقد تعالى لقوله خالقه من المفضل وتبجيال تعظيما المالئكة له وأسجد األرض على خليفة ربه جعله ". خليفة األرض في جاعل إن للمالئكة ربك قال " وإذ تعالى لقوله …" فسجدوا آلدم اسجدوا للمالئكة ربك قال " وإذ أخرى آية وفي

فيها الجمع على فينبني اإلنسان هذا لحقوق اإلسالمي التصور أما يمكن ال بحيث بالروح، المتعلقة وتلك بالجسد المرتبطة الحقوق بين

تكتفي الروح. ولم يخص ما عن حقوق من الجسد يخص ما فصل على عملت إنها بل وتأكيدها، الحقوق هذه بإقرار السمحة الشريعة سواء لها انتهاك أو اعتداء فعل كل تجريم خالل من وحمايتها حفظها

من مجموعة وضعت كما الحاكمة، السلطات أو األفراد قبل منللمعتدين. زجرا الشديدة العقوبات

الحكيم المشرع عمل التي اإلنسان حقوق تعداد حاولنا ما وإذا كثيرة نجدها اإلسالمي الجنائي التشريع في وحمايتها إقرارها على

في اإلنسان : حق الحصر ال المثال سبيل على منها نذكر ومتعددة الالإنسانية العقوبة أو التعذيب من حمايته في اإلنسان حق الحياة،

االسترقاق من حمايته في اإلنسان حق بالكرامة، الحاطة أو وعرضه، مسكنه وحرمة أسراره صيانة في اإلنسان حق والعبودية،

في اإلنسان حق_________________

.33 ص ، سابق : مرجع الكباش خيري - أحمد1

عليها أضفى التي الحقوق من وغيرها … وأمواله ممتلكاته حماية الكتاب من نصوص خالل من الجنائية الحماية الحكيم الشارعوالسنة.

76

نورد كثيرة، الحقوق لهذه الممنوحة األهمية على الدالة والنصوص حجة )ص(في الرسول أصدره الذي1" "اإلعالن هو عاما نصا هنا

دماءكم حرم قد وتعالى تبارك الله : " إن فيه قال حيث الوداع في هذا بلدكم في هذا يومكم كحرمة بحقها إال وأعراضكم وأموالكم : والسالم الصالة عليه أيضا . وقوله )البخاري رواه(" هذا شهركم

…". وماله وعرضه دمه حرام مسلم على مسلم " كل حق يطال قد اعتداء كل تحريم في صريحين النصين فهذين

تعالى قال حيث الكتاب من نصوص همادويعض الحياة، في اإلنسان الله وغضب فيها، خالدا جهنم فجزاؤه متعمدا مؤمنا يقتل " ومن

بني على كتبنا ذلك أجل : " من أيضا تعالى ولعنه…" وقوله عليه ومن جميعا الناس قتل فكأنما نفس بغير نفسا قتل من أنه إسرائيل

حق الحياة، في اإلنسان ". فحق جميعا الناس أحيى فكأنما أحياها إال عليه االعتداء أو إهداره سلطة أو كان فردا ألحد يسمح ال مقدس

والدية. القصاص جرائم شرعت ذلك أجل ومن بحق، وأشكاله ألوانه بكل التعذيب من حمايته في اإلنسان حق أما

السمحة، الشريعة في مضمون مصون حق فهو كرامته من والحط الذي نفسه، وسكينة جسده سالمة في اإلنسان حق ضمن يدرج وهو وشرع قاطعة، صريحة بنصوص عليه االعتداء الحكيم الشارع جرم

التعازير. وعقوبة والدية القصاص عقوبة لحمايته وحرمة المقدسات، قدس هو اإلسالمية الشريعة في اإلنسان إن

أو جسده في سواء للتعذيب بتعريضه عليه اعتداء كل وإن الحرمات الحديث في تعالى يقول القدسية، لهذه سافر هدر هو نفسيته، في

بينكم وجعلته نفسي على الظلم حرمت إني عبادي : " يا القدسي اإلنسان خالق وهو وجل عز الله كان " فإذا تظالموا فال محرما في يعذبه فال اإلنسان، يظلم أن سبحانه نفسه على حرم قد ورازقه

في وال الدنيا

_________________ ، االجتماعي الدفاع مجلة161 ص ، اإلسالمي الجنائي التشريع في األفراد حقوق : ضمانات العساكر محمد- 1

.1983 يوليوز الجديدة النجاح مطبعة16 العدد

: تعالى يقول البينة، عليه وسطعت الحجة عليه قامت إذا إال اآلخرة أن سلطته كانت، أيا إنسان يسمح " . فكيف للعبيد بظالم ربك " وما : " إن تعالى يقول سلطان، أو حق وجب دون اإلنسان أخاه يعذب

ال الله إن تعتدوا : " وال أيضا " ويقول أثيم معتد كل يحب ال الله" . المعتدين يحب

77

شمل قد اإلسالمي الجنائي التشريع أن القول، حاصل لحياة الالزمة والحريات الحقوق مختلف الجنائية بالحماية الحقوق لهذه إقراره خالل من وذلك وأمنه، وسعادته اإلنسان

وهكذا ثانية. جهة من لها وانتهاك اعتداء كل وزجر جهة من اإلسالمية التجريمية السياسة بين المقارنة هنا من وانطالقا

اختالفات هناك أن بوضوح يتبين المغربية التجريمية والسياسة .عميقة

التجريميــة السياســة بين المقارنــة هــذه من وانطالقــا وهكــذاــاك أن بوضــوح يتبين المغربية التجريمية والسياسة اإلسالمية هنجوانب: عدة من وذلك السياستين بين وكثيرة عميقة اختالفات

78

خــاتــمــة

اإلسالمي الجنائي التشريع من كل أخد من فبالرغم- أن اال الشــرعية بمبــدأ المغــربي الجنــائي والقانون المبــدأ هـذا مــع الشـريعة بها تعاملت التي الطريقة

ــواكب ومكان زمان كل مع تتالءم أحكامها جعلت وتــل ــورات ك ــى حين في التط ــلوب أفض ــذي األس ال

إلى المبــدأ هــذا مــع المغــربي المشــرع بــه تعامــلوالجمود. التضخم

التجــريم في الحــق لــه الــذي هو البرلمان كان وإذا- التشــريع مصــدر فان المغربي الجنائي القانون في

يصــلح بمــا العليم الحكيم هالل هو اإلسالمي الجنائي الحاكمين بأحكم الله " أليس تعالى لقوله حيصل وال."

تهدف اإلسالمية الشريعة كانت إذا أخرى جهة ومن-– النفس- العقــل – الـدين – الضروريات حماية إلى

جميــع بين الموازنــة إطــار من المــال و النســب لحمايــة أساســا وضع الجنائي القانون فان المصالح

آخر. شيء أي من أكثر الدولة المغــربي للمشــرع األمــني الهــاجس أن يالحظ كما-

حقــوق يهمــل جعلــه الدولــة حمايــة على وتركــيزهــراد ــاتهم األف ــكل وحري ــا بش ــح, أم ــريعة فاض الش

. تكريم أحسن اإلنسان كرمت فقد اإلسالمية التجــريم فعاليــة على ســلبا يؤثر نالسياسيتي بين التباعد فهذا

سياسـة أي فعاليـة أن إذ الجريمـة من للحـد سعيها في المغربية واقــع من السياسـة هـذه انبثــاق بمــدى أساسـا ترتبــط تجريميــة أن يمكن ممــا اإلجــرام فــرص تقــل حتى أفراده وقناعة المجتمع

ال متســلطة ســلطة من السياســة هذه تجاء لو فيما عليه تكون. وزنا أفراده وقناعة المجتمع لمعتقدات متقي

توسيع معناها ليس التجريم سياسة فعالية أن أخرى جهة ومن الزجريــة للقاعــدة البــاب وفتح حــد أقصــى إلى التجــريم ميــدان ينتج الــذي ) الشــيء االجتمــاعي النشاط ميادين كل في للتدخل

كــانت ومهمــا التجــريم الجنــائي( فسياســة القــانون تضــخم عنهــورة ــا متط ــتطيع لن فإنه ــد تس ــة من الح ــة دون الجريم محارب العديــد محاربــة يمكن كيــف وإذ ارتكابها إلى تؤدي التي األسباب

والقتــل واالغتصــاب والسرقة والتسول التشرد مثل الجرائم من خاصة وبصفة ارتكابها إلى تؤدي التي األسباب على القضاء دون

79

والفقــر واألميــة والــديني الثقافي الوعي وقلة بالبطالة يتعلق ما هــو مــا الحالة هذه في الجنائي القانون فان ثم ومن ، والتهميش

الشاعر: قال كما فقط بالعقاب التهديد تحت قسر ادات اال

إياك إياك له وقال مكتوفا اليم في ألقاهبالماء تتبلل أن

توفيقه و الله بعون تم

« الــكــتــب»

. الكريم - القرآن

، العالمين رب عن الموقعين : أعالم الجوزية القيم -ابن

بيروت الفكر دار ، الثالث الجزء

.1977 الثانية الطبعة ، لبنان

السياسة في الحكمية : الطرق الجوزية القيم - ابن

دار ، الفقي حامد محمد تحقيق ، الشرعية

. طبعة بدون ، لبنان العلمية الكتب الفكر

دار ، الجنائية السياسة : أصول سرور فتحي - أحمد

.1972 طبعة ، العربية النهضة

مكتبة ، العام الجنائي القانون : شرح الخمليشي - أحمد

.1985 األولى الطبعة ، المعارف

80

الشريعة في الجنائية : السياسة بهنسي فتحي - أحمد

.1965 طبعة ، العروبة دار ، اإلسالمية

العقوبات فقه في الجزائية : السياسة حصري - أحمد

دار ، األول المجلد ، المقارن اإلسالمي

.1993 طبعة ، بيروت الجيل

، التجريم في اإلسالمية الشريعة أحكام : موجز هبة - أحمد

السالم دار ، اإلسالم في الجنائي : الفقه العزيز عبد - أمير

.1997 األولى الطبعة ،

دراسة ، الجنائية : الشرعية الصغير الباقى عبد - جميل

النهضة دار ، فلسفية و تاريخية

.1993 طبعة ، العربية

و المغربي الجنائي : القانون موسى أبو قدور - حسوني

و تطابق – اإلسالمية الشريعة

.1986 وجدة األطالل مطبعة – اختالف

و التجريم في الحكيم : المنهج فراج الحميد عبد - خالد

طبعة ، المعارف منشأة ، التقويم

1989.

، اإلنسان لحقوق الجنائية : الحماية الكباش أحمد - خيري

.2002 طبعة ، مقارنة دراسة

المغربي الجنائي القانون في : الوجيز بنحدو السالم - عبد

– العامة و النظرية و المقدمة –

الرابعة الطبعة ، الوطنية الوراقة و المكتبة

2000.

و المطبعة – اإلجرام علم بنحدو: مبادئ السالم - عبد

. الثانية الطبعة – الوطنية الوراقة

1999.

دراسة إلى المدخل في : فصول أحمدون الخالق - عبد

اسبارطيل مطبعة ، اإلسالمية الشريعة

81

.2001 – 2000 طبعة ،

في : مباحث مرزوق الحاج آيت و أحمدون الخالق - عبد

، اسبارطيل مطبعة ، الفقه أصول

.2004 األولى الطبعة

مقارنا اإلسالمي الجنائي : التشريع عودة القادر - عبد

، األول الجزء ، الوضعي بالقانون

الطبعة ، لبنان بيروت الرسالة مؤسسة

. العشرة

الشريعة في السرقة : جرائم النواوي الخالق - عبد

المكتبة ، الوضعي القانون و اإلسالمية

. طبعة بدون ، لبنان بيروت ، العصرية

الجنائي المجال في اإلنسان : حقوق الكنور حسن - عوض

.1965 طبعة ، الشرق دار ،

الشريعة في الجنائي : التشريع النواوي الخالق - عبد

، الوضعي القانون و اإلسالمية

الجنائي للقانون العامة : المبادئ العلمي الواحد - عبد

النشر دار ، األول الجزء – المغربي

.1990 الجديدة النجاح مطبعة ،

الجنائي للقانون العامة : النظرية النصراوي - سامي

المسؤولية و الجريمة في المغربي

، المعارف دار األول الجزء ، الجنائية

. 1990 الثانية الطبعة

دار ، الرابع و الثاني الجزء ، : الموافقات - الشاطبي

. طبعة بدون ، لبنان بيروت ، المعرفة

اإلسالمي الفقه في العقوبة و : الجريمة زهرة أبو - محمد

. العربي الفكر دار ، الثاني الجزء ،

الجنائي التشريع في التجريم : إشكالية التغدويني - محمد

طبعة ، بريس فاس ، المغربي

82

2002.

، الرباط األمنية مطبعة ، ؟ : العقوبة أمزازي الدين - محي

.1993 طبعة

دار اإلسالمي، الجنائي النظام : أصول العوا سليم - محمد

.1983 الثانية الطبعة ، المعارف

دار ، العام الجنائي القانون في : دروس ملياني - محمد

. األولى الطبعة ، الجسور النشر

. 1995.

الجنائية السياسة : إتجاهات بوساق المدني - محمد

. . الرياض ، اإلسالمية الشريعة و المعاصرة

.2002 األمنية للعلوم نايف أكاديمية ،

مؤسسة ، الجنائي العلم في : دروس العوجي - مصطفى

.1980 طبعة ، بيروت ، نوفل

المغربي الجنائي التشريع في التجريم : تقنية نكبي - منير

. . معهد ، التمرين نهاية " بحث

.2002 بتاريخ رقاقة على " مطبوع الرباط القضاء

الجنائي التشريع في : مباحث النبهان فاروق - محمد

.1977 طبعة القلم دار اإلسالمي،

مؤسسة ، اإلسالمي التشريع : تاريخ القطان - مناع

. . العشرون و السابعة الطبعة ، الرسالة

1998.

مطبعة ، المغربي القانون : خمريات وهابي - يوسف

.2003 طبعة الجديدة النجاح

« الجرائد و الـمجالت»

تجريم آفاق و قائع و ، لحبيب اللطيف : عبد العلم - جريدة

،. 1997 العدد ، بالمغرب التعذيب

. 2005 فبراير3 الخميس83

، اإلجتماعي للدفاع العربية : المجلة سرور فتحي - أحمد

. . ، الجديدة النجاح مطبعة ،11 العدد

.1984 طبعة

، االجتماعي للدفاع العربية : المجلة العوا سليم - محمد

.1978 مارس ،7 العدد

للدفاع العربية : المجلة المرصفاوي صادق - حسن

. النجاح مطبعة ،18 العدد ، االجتماعي

.1981 طبعة ، الجديدة

، سياسية و دستورية وقائع : دراسة : مجلة مطيع - مختار

.2003 طبعة ،5 العدد

مشروع حول الدراسي : اليوم اإلنسان حقوق و - اإلرهاب

. . الجمعية ، اإلرهاب قانون

أبريل ، اإلعالم و التوثيق مركز ، اإلنسان لحقوق المغربية

2002.

84