63
مس ب له ل ا ن م ح ر ل ا م ي ح ر ل ا د وائ ف ل اام م لإ ل ل ي ل ج ل ا س ;pma&م ش ن ي الد ي ب ا د ي ع له ال مد ح م ن ي ي ب ا ر ك ئ ن ي وب ي ا ي ع ر ر ل ا روف مع ل ا ن ي ا ئ مّ يA ق ل ا ر ه ما ور ص ن م د ي عA اق ر ر ل ا مال ك ي عل ل م ح ل ا سّ مدر& ث ي جد ل ا ومه عل و سّ مدر& ث ي جد ل ا ساعد م ل اA امعه ج ر ه ر الإ ا هد ابA ي ك ه ي فّ م ج د وائ ف هدي ي ي ل اA ق ل ج ل ا م ي ر لك ا ل ض ا ف ل اf ظ ف ح ا ف ده وائ ف ب ع و وا ها ع م ح ل م ع وا ها ي عد سA ب ور ف ب ل ج عا ث طل وا ه يA ت كا ل لإح ض لهx ما وم م ع وA ره ف مغ و ف غ ب ل ط ها له وال و ج ر ا ن ا ب ي ج ي ا ي ل ا و س و ه ف ب ي ج م ل ا ل ك ل د ي ع ل ئ سا الA ف خ ي& ش ل ا, ي ح مام الإمA ةّ ي ش ل ا ع م اA ف, و ي اA دعه ي ل ا د ي ع له ال ر هي& ش ل ا ن ي ا ئ مّ يA ق ل اA هّ ي ور ج ل ا مه ح ر له ال: ي ل عاA ب A اعدهA فA له ي ل ج اع فA ت ت الإ نx راA لف ا ئ روطة& ش و ا اذA رذب ا اع فA ت ت الإ نx راA لف ا ئ ع م ح ا ف ك ي لA ف د ي ع هA لإويA ئ, ف ل وا ماعه ش و, , ر حض ا عك م ش ور حص ن م ه ي ط ا ج ي ه ي ن م مّ كلA ت ه ي ه جاي ب س ه ي م, هّ اي ف ه ي ل ا طاب ح ه ي م, ي عل لك سان ل, الA ف وله س ر{: ّ ان عالA ب ي ف لك ذ ري ك لد ن م ل كان له ث لA ف و ا يA لق ا ع م س ل ا و ه و.} A وره س د ي ه& شA ق37 . لك وذ ن اام مA ت ر ي& ي اA ي ل ا اّ م ل كان ا وفA ف و م ي عل ر& ث و م, ل ج م و ضA نA ق م, رط& ش و ل ئ اA ف ول حص ل, اءA فA ت ت وا ر& ث الإ ع ن ما ل ا ي الد ع ت م ت, ه ي مA ب يّ م ضA تA ه يx الإ ان •ي ت لك ذ هّ ل ك ر ج و ا ئf ظ ف ل, هّ واذل ه ي •ي ئ وا ي عل. راذ م ل ا ولهA ف ف{: ّ ان ي ل عاA ب ي ف لك ذ} A اره& اس ري ك لد ي ل ا ما مّ دA فA ب ن م لّ و اA وره س ل ا ي ل ا ها ا ي ه ا وهدA ه ه. رّ & ث و م ل ا{: ن م ل ولهA ف و كان له} ا هد ف ث لA ف و ه ل م ل ا, راذ م ل وا ل ئ اA ف ل ا ه ي ث لA ف ل اّ ي ح ل ا ي الد لA ف غ ب ن ع, ما ك له ال الA ف{: ان ي ل عاA ب و ه الإ ر ك ذ نx راA ق و. ر د ي لي ن ي ي م ن م كان} س ب اّ ي ح69 - 70 . ي ا ي ح. ث لA ف ل ا{ : و ا ولهA ف و يA لق ا} ي ا ع م س ل ا هّ وج معه ش ي صغ واA هّ جاس معه ش ي ل ا ما الA ف ب, ا وهد له رط& ش رّ & ث اA ي ل ا. لإم ك ل ا ئ{ : و ه و ولهA ف و} ي ا د ي ه& ش اهد& س ث لA ف ل ا ر ض جا ر ي ع. ث ي ا ع

الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

Embed Size (px)

DESCRIPTION

الفوائدللإمام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي المعروف بابن القيّم

Citation preview

Page 1: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

الرحيم الرحمن الله بسمالفوائد

الزرعي أيوب بن بكر أبي بن محمد الله عبد أبي الدين شمس الجليل لإلمامالقي$م بابن المعروف

الجمل علي كمال الرزاق عبد منصور ماهرالمساعد الحديث مدر�س وعلومه الحديث مدر�س

األزهر جامعة

فوائد جّم� فيه كتاب هذاالفاضل الكريّم الخلق الى يهدي

جمعها وأوعب فوائده فاحفظ عاجل بفوز تسعد بها وأعمل

مآله صالح لكاتبه واطلبهاطل بعفو مغفرة وعموم

سؤالنا يجيب أن أرجو واللهسائل عبد لكل المجيب فهو

محي, الشيخ قال �ة االمام أبو, قامع السن �ّم بابن الشهير الله عبد البدعة �ة القي تعالى: الله رحمه الجوزي

جليلة قاعدةوشروطه بالقرآن االنتفاع

وألف, تالوته عند قلبك فاجمع بالقرآن االنتفاع أردت اذا احضر, , وسماعه سبحانه به تكل�ّم من به يخاطبه من حضور سمعك�ه, منه فان على, منه خطاب اليه قال, لسان لك ان�:} رسوله وهو السمع ألقى أو قلب له كان لمن لذكرى ذلك في تعال

سورة{. .37 ق شهيد

ومحل, مؤثر على موقوفا كان لم�ا التأثير تمام أن وذلك وشرط, مقتض وانتقاء, لحصول قابل منه, يمنع الذي المانع األثروادل�ه, لفظ بأوجز كل�ه ذلك بيان اآلية تضم�نت المراد. على وأبينه

ان�:} فقوله اشارة{ ذلك في تعالى �ر. هة وهذا هنا ها الى السورة أو�ل من تقد�م ما الى لذكرى المؤث

لمن:} فهذا{ له كان وقوله والمراد, المل هو قلب كما, عن يعقل الذي الحي� القلب به القابل ان:} قال الله ذكر اال هو تعالىلينذر. وقرآن يس{ كان من مبين �ا القلب. حي أي . 70-69 حي

أو: } أي{ ألقى وقوله وهذا, يقال ما الى سمعه حاس�ة وأصغى سمعه وج�ه السمع �ر شرط له بالكالم. التأثوهو: } أي{ وقوله غائب. غير حاضر القلب شاهد شهيد استمع: " ابن قال ليس, القلب شاهد وهو الله كتاب قتيبة وهو". وال بغافل والفهّم التأثير, حصول من المانع الى اشارة ساه

وغيبته, سهو وهو والنظر, يقال ما تعق�ل عن القلب فاذا. فيه له والمحل, وهو المؤث حصل وتأم�له القلب وهو القابل القرآنووخد, وانتقى, وهو الشرط الحي وانصرافه, معنى عن وذهوله القلب اشتغال وهو المانع االصغاء آخر, شئ الى عنه الخطاب�ر. االنتفاع وهو األثر حصل والتذك

اذا: فان فما, بمجموع يتّم انما التأثير كان قيل " أداة دخول وجه هذه في" والموضع", ألقى أو" قوله أو واو موضع السمع" موضع ال الجمع التي" الشيئين. ألحد هي أو

Page 2: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

هذا: �د سؤال قيل خرج: أن عنه والجواب جي " الكالم يقال باعتبار" أو المدعو المخاطب حال بتام, القلب حي يكون من الناس من فان, فاذا, واعيه �ر الفطرة وجال, فك دل�ه, بقلبه القرآن, صح�ة على وعقله قلبه بفكره

وشهد, وأنه فكان, به أخبر بما قلبه الحق وهذا, نور على نورا قلبه على القرآن ورود القرآن فيهّم: قيل الذين وصف الفطرةسبأ{ هو ربك من اليك أنزل الذي العلّم أؤتوا الذين ويرى الله:} في وقال. 6 الحق نوره مثل واألرض السموات نور حق�هّم

�ة ال زستونة مباركة شجرة من يوقد در�ي كوكب كأنها الزجاجة زجاجة في المصباح مصباح فيها كمشكاة يكاد, وال شرقي �ة غربيالنور{ شئ بكل� والله للناس األمثال الله ويضرب يشاء من لنوره الله يهدي نور على نور نار تمسسه لّم ولو يضئ زيتها عليّم

35.

وهذا, نور على الفطرة نور فهذا الواعي. الحي� القلب صاحب حال الوحي

وقد: ابن قال �ّم المعط�لة لغزو االسالمية الجيوش اجتماع" كتاب في والعبر األسرار من اآلية هذه تضم�نت ما ذكرنا القيص" فيجدها, معاني وببن قلبه بين يجمع القلب فصاحب. 8-7 والجهمي�ة فهو, كتبي قد كأنها القرآن قلب. ظهر عن يقرؤها فيه

واعي, تام يكون ال من الناس ومن كامل, االستعداد فيحتاج, القلب �ز شاهد الى الحياة ولّم, الحق بين له يمي حياة تبلغ والباطنفطريق, الواعي القلب صاحب مبلغ فطرته وذكاء ونوره قلبه وقلبه, سمعه يفرغ أن هدايته حصول الحي لتأم�له, للكالم

وتعقل, والتفكر فيعلّم, فيه الحق. أنه حينئذ معانيهحال: : وأخبر اليه دعى ما بعينه رأى من فاألول من. والثاني وقال, المخبر صدق علّم به فهو, يكفيني وتيق�نه مقام في خبرهواألو�ل, وهذا. مقام من االيمان وترق, علّم الى وصل قد االحسان وذاك, عين منزلة الى منه قلبه اليقين التصديق معه اليقيناالسالم. في به ودخل الكفر من به خرج الذي الجازم

نوع: اليقين فعين ونوع, في نوعان فالحاصل, في الدنيا وما. الى الشاهد كنسبة القلب الى نسبته الدنيا في اآلخرة العينوفي, اآلخرة في يعاين الغيب من الرسل به أخبرت فهو, الدنيا باألبصار المرتبتين. في اليقين عين بالبصائر

سورة ) جامعة) االيمان ألصول ق

ويغني, يكفى ما االيمان أصول من السورة هذه جمعت وقد ومعقول, أهل كالم عن ويشفى فانها, أهل الكالم المعقولوانقسام, وااليمان والنبو�ة والتوحيد والمعاد المبدأ تقرير تضم�نت وفائز, هالك الى الناس بالمالئكة وأوصاف, شقي سعيدوتضم�نت. هؤالء وتنزيهه, الكمال صفات اثبات وهؤالء وذكر. النقائص من كماله يضاد عما لله الكبر القيامتان فيها والعيوب

, : وهو, األكبر والعالمين واألصغر, عالّم والصغرى وذكر. عالّم وهو اآلخرة واحاطته, ووفاته االنسان خلق فيها الدنيا واعادتهحتى, كل من به سبحان واقامة, بوساوس علّم وجه يحصون, الحفظة نفسه وأنه, يتكلّم لفظة كل عليه عليه يوم يوافيه بها

ومعه, وشاهد, يسوقه سائق القيامة فاذا, يشهد اليه هذا: } الشاهد أحضره عليه ق{, لدي� ما قال أمرت الذي هذا أي. 23 عتيدفيقال, قد باحضاره ألقيا:} عند أحضرته �ّم في احضاره ق{, كف�ار كل� جهن السلطان حضرة الى الجاني يحضر كما. 24عنيدهذا: : قد فالن فيقال اذهبوا, فيقول يستحق�ه. بما وعاقبوه السجن الى به أحضرته

فينعمه, أطاع الذي بعينه الجسد هذا يعيد وتعالى سبحانه الله أن على صريحا السورة دل�ت كيف وتأم�ل كما, وعصى ويعذ�بهويعذ�ب, آمنت التي الروح ينعّم ال, كفرت التي بعينها من قال كما ويعذبها فينعمها هذه غير أخرى روحا يخلق سبحانه أنه بعينهاحيث, به أخبرت الذي المعاد يعرف لّم عليه, كل من البدن هذا غير بدنا يخلق سبحانه الله أن زعّم الرسل النعيّم يقع وجه

والروح, فيخلق, أعراض من عرض عندهّم والعذاب وبدنا, هذه غير روحا البدن عليه اتفقت ما غير وهذا البدن هذا غير الروح�ة القرآن عليه ودلك الرسل . تعالى الله كتب وسائر والسنفانهّم, من أنكره من لقول وموافقة للمعاد انكار الحقيقة في وهذا هذه غير أجسام خلق على الله قدرة ينكروا لّم المكذبين

كيف, يعذبها األجسام فكل! بعد شيئا يخلق االنساني النوع يشهدون وهّم وينعمها أرواحا سبحانه الله يخلق وقت شئفكيف, التي األجسام غير وأجساما �ما عيانا؟ يشاهدونه شئ من يتعج�بون فنيت قهّم أن بعد بأعيانهّم بعودتهّم تعج�بوا وان مز�

فتعج�بوا, عظاما وصاروا البلى لهذا, مبعوثين بأعيانهّم هّم يكونوا أن ورفاتا �ا متنا أئذا:} قالوا للجزاء �ا ترابا وكن لمبعوثون{ أئن: }16الصافت ذلك. ق{ رجع وقالوا .3 بعيد

لّم, غير ألجسام هو انما الجزاء كان ولو بل, وال بعثا ذلك يكن هذه ولّم, يكون رجعا قد:} يكن ابتداء تنقص من علمنا لقولهق{, األرض فانه. كبير. 4منهّم : لسؤال جوابا هذا جعل سبحانه معنى �ه, ان وهو باألرض اختلطت التي األجزاء تلك يميز مقد�ر

Page 3: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فأخبر, ال بحيث العناصر الى واستحالت �ز وأنه, وعظامهّم لحومهّم من األرض تنقصه ما علّم قد بأنه سبحانه تتمي وأشعارهّمفهو, بتلك عالّم هو كما قها بعد وجمعها تحصيلها على قادر األجزاء وهو, خلقا وتأليفها تفر� بذكر المعاد يقرر سبحانه جديدا

وكمال, كمال وكمال, علمه فان, قدرته أنواع: ثالثة الى تعود كلها له المنكرين شبه حكمتهاختالط(: ( �ز ال وجه على األرض بأجزاء أجزائهّم أحدها آخر. شخص عن شخص تميز معه يحصل وال يتميأن(: ( بذلك. تتعل�ق ال القدرة الثانيأن(: ( أو, فائدة ال أمر ذلك الثالث هكذا, بعد شيئا االنساني النوع هذا دوام اقتضت الحكمة أن فيه كلما, شئ جيل مات أبدأ

فأم�ا. جيل خلفه ذلك. في حكمة فال يحييه ثّم كله االنساني النوع يميت أن آخر

ثالث أصول على مبني$ة القرآن في المعاد براهين

تقرير( ( من:} من جواب في قال كما سبحانه الرب علّم كمال أحدها قل. وهي العظام يحي قال أو�ل أنشأها الذي يحييها رميّميس{ خلق وهوبكل مرة :} 79-78 عليّم وإن. ان�. الصفح فاصفح آلتية الساعة وقال �ق هو ربك الجميل الحجر.{ الخال -85 العليّم86{: قد. ق{ األرض تنقص ما علمنا وقال .4 منهّم

تقرير( ( أوليس:} قدرته كمال والثاني يس{ يخلق أن على بقادر واألرض السموات خلق الذي كقوله :} 81مثلهّم بلى. وقولهالقيامة{ نسو�ي أن على قادرين :} 4 بنانه ذلك. �ه الحق هو الله بأن وقوله �ه الموتى يحيي وأن الحج{ شئ كل على وأن .6قدير

أوليس:} في كما األمرين بين سبحانه ويجمع �ق وهو بلى مثلهّم يخلق أن على بقادر واألرض السموات خلق الذي قوله الخاليس{ . 81العليّم

كمال: وما:} حكمته الثالث الدخان{ بينهما وما واألرض السماوات خلقنا كقوله :} 38 العبين وما. واألرض السماء خلقنا وقولهص{ بينهما وما :} 27 باطال أيحسب. القيامة{ يترك أن االنسان وقوله :} 36 سدى أفحسبتّم. الينا وأنكّم عبثا خلقناكّم أنما وقوله

فتعالى. المؤمنون{ الملك الله ترجعون :} 116-115 الحق أم. آمنوا كالذين نجعلهّم أن السيئات اجترحوا الذين حسب وقولهالجاثية{ ما ساء ومماتهّم محياهّم سواء الصالحات وعملوا .21 يحكمون

وأن, مع بالعقل معلوم المعاد أن الصواب كان ولهذا وأنه, تقتضيه وصفاته أسمائه وكمال تعالى الرب كمال الشرع وتوجبهه والنواقص. العيوب سائر عن كماله ينزه كما منكروه يقوله عم�ا منز�

ق{ أمر في فهّم} أمرهّم عليهّم اختلط بالحق كذبوا لم�ا لذلك المنكرين أن سبحانه أخبر ثّم منه يحصلون ال مختلط. 5مريجشئ. على

ثّم, وحسنه واستوائه وارتفاعه وبنائه العلوي العالّم في النظر الى دعاهّم ثّم وكيف, وهو السفلي العالّم الى والتئامه األرض�أها بسطها �تها منها يراد لما بالبسط وهي على النبات أصناف من حسن صنف كل من فيها وأنبت المنافع فيها وأودع بالجبال وثبوأن, ومنافعه ومقاديره وألوانه أشكاله اختالف مما عليه دلت ما تذكر بها وتبص�ر المنيب العبد تأم�لها اذا تبصرة ذلك وصفاتهفالناظر, التوحيد من الرسل به أخبرت ثّم, يتبص�ر فيها والمعاد وأن, يتذكر أوال بقلبه الله الى منيب لعبد اال اليحصل هذا ثانيا

وجوارحه.

�ر الى دعاهّم ثّم فيه, وبارك السماء من أنزله الذي الماء وهو وجناتهّم ومركبهّم ومالبسهّم وأقواتهّم أرزاقهّم مادة في التفك�ات به أنبتت حتى ما, الثمار مختلفة جن وبين, وحلو وأصفر وأحمر وأسود أبيض بين والفواكه منافعها اختالف مع ذلك وحامضوأنبتت, وتنو�ع ثّم. وأشكالها وصفاتها منافعها واختالف تنوعها على كلها الحبوب به أجناسها من فيه لما النخل أفرد ومقاديرهافأحيا: } على تخفى ال التي والداللة العبرة موضع البقر{ بعد األرض به المتأمل كذلك:} ثّم, 164موتها ق{ قال أي. 11 الخروجخروجكّم: واألقوات والثمار الفواكه األرض من االخراج هذا مثل �بتّم ما بعد األرض من والحبوب فيها. غي

" كتابنا في القرآن في الواقعة المقاييس من وأمثاله القياس هذا ذكرنا وقد أنظر" رب عن الموقعين أعالم المعالّم�نا. بي والعبر. األسرار من فيها ما العالمين

وأوجز, بأحسن النبو�ة تقرير الى سبحانه انتقل ثّم وأبعده, تقرير فأخبر, شبهة كل عن لفظ نوح قوم الى أرسل أنه وشكفأهلكهّم, رسال فرعون وقوم لوط وقوم وثمود وعاد وصدق, بأنواع فكذ�بوهّم ان رسله به أوعدتهّم الذي وعيده فيهّم الهالك

Page 4: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وذا, لّم من, بذلك أخبر من لنبو�ة تقرير يؤمنوا بل, في قرأه وال معل�ّم من يتعل�ّم أن غير عنهّم مفص�ال اخبارا به أخبر كتابالكتاب. أهل عند لما مطابقا

بأنه, جحد على والمكابرة البهت سؤال اال هذا على يرد وال أو, من شئ يكن لّم الضروريات ونكباته الدهر حوادث أن ذلكوصاحب, أصابت كما أصابتهّم وتناقلته, به شهد لما جاحد مباهت باهت أنه نفسه يعلممن السؤال هذا غيرهّم القرون العيان

فانكاره, بعد قرنا النائية. والبالد والعلماء الملوك من المشهورين وجود انكار بمنزلة قرن

أفعيينا: } المعاد اقرار الى سبحانه عاد ثّم ق{ بالخلق بقوله عيي: عن عجز من لكل يقال, 15األو�ل األمر, بهذا فالن به شئ الشاعر قالكما, عيوا بأمرهّم

الحمامة ببيضتها عيت

ولّم:} قوله ومنه األحقاف{ يعيw تعالى وكذلك, يريد: عب�اس ابن قال. 33بخلقهن مقاتل. قال أفعجزنا

هذا: وحقيقتها, بالزم تفسير قلت فان, من أعّم اللفظة أعياني: العرب ذلك لوجهه تهتد لّم اذا به وعييت كذا أعرف أن تقولأعياني: وتحصيله معرفته على تقدر ولّم ولّم, تهتد لّم اذا دواؤك فتقول والزم. تقف له والبيت. العجز المعنى هذا عليه عنهفان, لهذا شاهد به استشهدوا الذي ولكن, عن تعجز لّم الحمامة المعنى بالبيضة, ترمي أين تبيض أن أرادت اذا أعياها بيضتهافاذا, ترمي حتى وتجول تدور فهي فهي, ال حتى وتودعها تحفظها أين أعياها باضت بها وتحار مكان الى مكان من تنقلها تنالكما, تجعل أين ها وليس, أين ومن له يقصد أين من يدر فلّم بأمره وعى من حال هو مقر� اآلية هذه في باالعياء المراد يأتيه

كما, �ه التعب بل, تفسير يعرف لّم من يظن وما: } السورة آخر في نفسه عن سبحانه نفاه الذي هو المعنى هذا القرآن بقولهنا ق{ من مس� .38لغوب

في:} سبحانه أخبر ثّم �هّم ق{ خلق من لبس أن ثّم, خلقا الخلق اعادة عليهّم التبس أنهّم أي. 15جديد هو ما على نبههّم جديدا�ته وشواهد قدرته آيات أعظّم فانه, خلق وهو المعاد وأدلة ربوبي والمعاد. التوحيد على األدلة أعظّم من االنسان

�ة الصورة تركيب من أوضح دليل وأي وما, وقواها بأعضائها اآلدمي واألعصاب والعروق والعظّم اللحّم من فيها وصفاتهاكل, واالرادات والعلوم واآلالت والمنافذ والرباطات ماء. نطفة من ذلك والصناعات

واستدل, في بفكره الكتفى العبد أنصف فلو وصفاته. وأسمائه الله عن الرسل به أخبرت ما جميع على بوجوده نفسه

حتى, علمه احاطة عن سبحانه أخبر ثّم ثّم, به توسوس ما علّم به أدنى ذلك وأن واالحاطة بالعلّم اليه قربه عن أخبر نفسهفهو, داخل الذي العرق من اليه العرق. ذلك من به والعلّم عليه بالقدرة اليه أقرب بدنه

المراد: بن االسالم شيخ وهو شيخنا وقال " بقول تيمية ونحن" كما, أي, الوريد حبل من اليه أقرب نحن فاذا: } مالئكتنا قالالقيامة{ فاتبع قرأناه : رسولنا عليك قرأه اذا أي. 18قرآنه ويدل. قال اذ: } عليه جبريل ق{ يتلق�ى قوله القرب فقيد. 17المتلق�يان

فال, بتلق�ي المذكور معط�ل. وال لحلولي اآلية في حجة الملكين

ونبه, أعماله يكتبان ملكين ويمينه شماله على أن سبحانه أخبر ثّم التي, كتابة على وكتابتها األقوال باحصاء وأقواله األعمالوأعظّم, أقل هي وهي, من أثرا وقوعا ونهايتها. األقوال غايات األقوال

صغرى: القيامة وكبرى قيامتان

وهي, القيامة عن أخبر ثّم وأنها, سكرة الصغرى وهو, تجيء الموت والقدوم, سبحانه لقاؤه بالحق وعرض, وتعالى عليهوالثواب, الروح الكبرى. القيامة قبل لها تعجل الذي والعقاب عليه

ونفخ: } الكبرى القيامة ذكر ثّم ق{ يوم ذلك الصور في بقوله وأن, هذا في الخلق أخبار عن أخبر ثّم. 20الوعيد أحد كل اليوموشهيد, سائق ومعه اليوم ذلك وتعالى سبحانه الله يأتي وهذا, يشهد يسوقه وغير, غير عليه كان التي األرض شهادة جوارحهوغير, له عليها والمؤمنين. رسوله شهادة وعليه

Page 5: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

والجلود, الخير عليها عملوا التي واألمكنة واألنبياء الحفظة العباد على يستشهد وتعالى سبحانه الله فان عصوه التي والشروال, د بينهّم يحكّم بها وهو, بمجر� الحاكمين. وأحكّم العادلين أعدل علمه

وشهادة, من سمعه بما الناس بين يحكّم أنه نبيه أخبر ولهذا ال, اقرارهّم �نة د البي �نة غير من علمه بمجر� أخبر ثّم اقرار؟ وال بيوأن, يغفل ال بأن حقيق هو الذي الشأن هذا من غفلة في االنسان أن سبحانه :} ذكره على يزال ال عنه في, وقال غفلة وباله

ق{ من كما, يقل ولّم, 22هذا وانهّم:} عنه هود{ منه شك لفي قال وجاء, شك في يقل ولّم, 22مريب وان المصدر في هذا فيهفهو, ابتداء وشكه غفلته كأن منه شككت وال منه غفلت يقال فال الفعل في يجئ لّم وهذا, غفلته مبدأ منه �ه أن من أبلغ وشك

فانه, وشك عنه غفلة في يقال ثّم. للغفلة مبدأ ومنشأهما واليقين التذكرة مبدأ يكون أن ينبغي ما جعل فيه أن أخبر والشكوعن, القلب عن النوم غطاء يكشف كما اليوم ذلك عن يكشف والذهول الغفلة غطاء فنسبة. العين فيستيقظ كشف فتنفتحاالنتباه. عند عنه النوم غطاء كشف كنسبة المعاينة عند العبد عن الغطاء هذا

وهو, أن سبحانه أخبر ثّم يكتب, من الدنيا في به قرن الذي قرينه وقوله. المالئكة هذا: لم�ا يقول عمله كنت الذي يحضره�لتني هذا, وأتيتك أحضرته قد الدنيا في به وك مجاهد. قول به

: ابن وقال هذا: المعنى والتحقيق. حاضر وعمله قوله من وأحصيته عليه كتبته ما قتيبة أي, تتضم�ن اآلية أن عندي هذا األمرينفحينئذ. أحصيت الذي عمله وهذا به وكلت الذي الشخص ألقيا:} عليه ق{ في قال �ّم للسائق خطابا يكون أن اما وهذا, 24جهن

أو, وهو. كان وان بعذابه الموكل للملك خطابا والشهيد أو, في العرب مذاهب من معروف مذهب واحدا األلف تكون خطابهاثّم, التأكيد نون عن منقلبة الوقف. مجرى الوصل أجرى الخفيفة

صفات: ست له فذكر الملقى هذا صفات ذكر ثّم

أنه( ( كفار, الله لنعّم كفار أحدها كف�ار, وأسمائه وتوحيده بدينه وحقوقه كفار, برسله وصفاته ولقائه. بكتبه ومالئكتهأنه( ( وعنادا. جحدا يدفعه للحق معاند الثانيةأنه( ( وهذا, مناع الثالثة هو الذي والخير الله الى والقرب الطاعات من نفسه الى احسان هو الذي للخير منعه يعّم للخير

فليس, الى احسان وال, خير فيه الناس الخلق. أكثر حال هو كما جنسه لبني لنفسهأنه( ( ظلوم, على معتد للخير منعه مع الرابعة ولسانه. بيده عليهّم معتد غشوم الناسأنه( ( أي, الخامسة ومع, ريب صاحب مريب : لكل آت فهو هذا وشك فالن, يقال اذا, ريبة ريبة. صاحب كان مريبأنه( ( قد, مشرك ذلك مع السادسة �خذ بالله , آخر الها الله مع ات ويغضب, ويحبه ويرضى, يعبده ويحلف, له وينذر, له له, باسمه

ويعادي, ويوالي فيختصّم, فيه ويحيل, من وقرينه هو فيه وأنه, األمر الشيطان فيقول. أطغاه الذي هو عليه لّم: وأضله قرينهولكن, أضل�ه أن قو�ة لي يكن واختاره, ضالل في كان وأطغيه وآثره, بعيد كما, على لنفسه وما: } ألهل ابليس قال الحق النارابراهيّم{ فاستجبتّم دعوتكّم أن اال سلطان من عليكّم لي كان .22 لي

فالقرين, وعلى يختصمان, هو هنا هذا وقالت. عند شيطانه بل: الله فيدعي, هو هنا ها قرينه طائفة عليه زاد أنه عليه الملكوأنه, عليه كتبه فيما وأنه, ذلك يفعل لّم وطغى ولّم, عن بالكتابة أعجله كله فيقول, حتى يمهله التوبة ما: يتوب زدت الملكولكن: } عن أعجلته وال عمل ما على الكتابة في ق{ ضالل في كان التوبة ال:} الرب فيقول. 27بعيد ق{ تختصموا تعالى .28لدي[ سورتي في يديه بين والشياطين الكفار اختصام عن سبحانه أخبر وقد [ و, 38-27الصاف�ات] عن وأخبر. 39-37األعراف]

[ سورة في يديه بين الناس اختصام [ سورة في فيها النار أهل اختصام عن وأخبر. 60-56الزمر] وسورة, 104-96الشعراء] ] .65-59ص]

: القول يبد�ل ال أنه سبحانه أخبر ثّم المراد, فقيل ألمألن�:} بذلك لديه �ّم قوله �ة من جهن هود{ والناس الجن ووعده. 119أجمعينوأن, االيمان ألهل قال. وال يبدل ال هذا بالجنة يريد: ابن يخلف �اس قال. أهل وال طاعتي ألهل خلف لوعدي ما عب معصيتي

قد: وهذا. أنا ما قضيت مجاهد اآلية. في القولين أصح قاض

ان: قول وفيها �ر ما المعنى آخر �ر كما والتلبيس بالكذب عندي القول يغي فيكون. الملوك عند يغي �ام قول بالقول المراد والحكوهو, قال, وابن الفراء اختيار المختصمين المعنى: قتيبة وقال. لعلمي عندي مايكذب الفراء أي: ابن بالغيب يحرف ما قتيبة

: ينقص وال فيه يزاد وال عندي القول ألنه. قال ولّم, القول قال منه وهذا, يقل عندي فعلى. يكذب ال قال كما قولي القول عنديوما:} يكون األو�ل �م أنا قوله ق{ بظال ما: } تمام من, 29للعبيد yبد�ل قوله ق{ القول ي أي, في. 29لدي� به ووعدت قلته ما المعنى

Page 6: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ومع. من بد ال وعلى. وال فيه ظلّم ال عدل فهو هذا فعله بأمرين. نفسه وصف قد يكون الثاني جور

أن: عليه. الباطل وترويج يديه بين القول تبديل من يمنع واطالعه علمه كمال أحدهماأن: لعبيده. ظلمه من يمنع وغناه عدله كمال والثاني

�ر ثّم �ّم سعة عن خب وتقول: } فيها ألقى كل�ما وأنها جهن ق{ من هل فوج أي, ذلك ان قال من وأخطأ. 30مزيد من ليس للنفيوالحديث, : هذا يرد� الصحيح مزيد عن. الحديث يلقى: " عليه الله صلى النبي عن عنه الله رضي أنس التأويل النار في وسل�ّمحتى, من هل وتقول قط: قدمه يضع مزيد البخاري" فتقول وعن. صحيح في وكذلك 4848,4849 رقّم 460\8 قط أبي مسلّميقال," هريرة �ّم يرفعه قط: عليها قدمه وتعالى تبارك الرب فيضع مزيد؟ من هل وتقول امتألت؟ هل لجهن قط". فتقول

الجن$ة ألهل األربع الصفات

وأن, من الجنة تقريب عن أخبر ثّم األربع: الصفات بهذه اتصفوا أهلها المتقين

أن( ( أي, يكون األولى ومن, الى معصيته من الله الى رج�اعا او�ابا ذكره. الى عنه الغفلة طاعتهاألو�اب: بن عبيد قال وقال. يستغفر ثّم ذنوبه يتذطر الذي عمير هو: منها منه. استغفر الخفاء في ذنبه ذكر اذا الذي مجاهدهو: بن سعيد زقال يتوب. ثّم يذنب ثّم يتوب ثّم يذنب الذي المسي�ب

قال( ( أن: ابن الثانية �اس وقال. عليه الله ائتمنه لما حفيظا يكون عب حافظ: وافترضه ونعمته. حق�ه من الله استودعه لما قتادة

قوة: لها النفس كانت ولما كان, وقوة الطلب قو�تان ومرضاته الله الى رجوعه في الطلب لقوة مستعمال األواب االمساكوالحفيظ. ونواهيه. معاصيه عن االمساك في الحفظ لقوة مستعمال وطاعته

واألو�اب, حرم عما نفسه الممسك فالحفيظ بطاعته. الله على المقبل عليه

) {: من( قوله أحوال تفاصيل على واطالعه وعلمه وقدرته وربوبيته بوجوده االقرار يتضمن, 33ق بالغيب الرحمن خشي الثالثةويتضمن. ويتضمن. وأمره وكتبه برسله االقرار العبد فال, ووعيده بوعده االقرار ونهيه اال بالغيب الرحمن خشية تصح ولقائه

كله. هذا بعد

قوله: ق{ بقلب وجاء} الرابعة راجع: ابن قال. 33منيب مقبل, معاصي عن عباس وحقيقة. طاعة على الله عكوف االنابة اللهثّم. واالقبال ومحبته الله طاعة على القلب ادخلوها:} األوصاف هذه به قامت من جزاء سبحانه ذكر عليه ذلك بسالم بقولهلهّم. يوم ق{ ولدينا فيها يشاءون ما الخلود .35و34 مزيد

بطشهّم, شد�ة الهالك عنهّم يدفع ولّم بطشا منهّم أشد كانوا وأنهّم قبلهّم من أصاب ما الهالك من يصيبهّم بأنه خو�فهّم ثّم �بوا الهالك عند وأنهّم وهل, في وطافوا تقل الله؟. عذاب من ومنجى محيصا يجدون البالد

حاص: قال وقال. لهّم الله أمر فوجدوا الله أعداء قتادة طو�فوا: مدركا وحقيقة. عن محيصا يروا فلّم وفتشوا الزجاج الموتيجدوه. فلّم الموت من المهرب طلبوا أنهّم ذلك

لذكرى:} الذي هذا في أن سبحانه أخبر ثّم ق{ وهو السمع ألقى أو قلب له كان لمن ذكر .37شهيد

�ة في بينهما وما واألرض السموات خلق أنه أخبر ثّم �ام ست وتكذيبا, وال تعب يمسه ولّم أي حيث, ألعدائه اعياء انه قالوا اليهودالسابع. اليوم في استراح

كما, أعداؤه يقول ما على الصبر في وتعالى سبحانه به بالتأسي نبيه أمر ثّم انه اليهود قول على صبر سبحانه أنه فيه" وال: جزء". يسمعه أذى على أصبر أحد استراح في ومسلّم, 6099 رقّم 10/527 األدب في البخاري أخرجه حديث من منه

األشعري. موسى ابي حديث من جميعا 401,405, 4/395 المسند في وأحمد, 51 رقّم4/2160 المنافقين صفات

فقيل. وأدبار وبالليل غروبها وقبل الشمس طلوع قبل ربه بحمد التسبيح وهو الصبر على به يستعين بما أمره ثّم هو السجود

Page 7: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

: الركعتان. وقيل واألول. بعد الوتر والثاني, ابن قول المغرب واحدى علي بن والحسن هريرة وأبو وعلي عمر قول عباسوعن. ابن عن الروايتين المكتوبات. الصلوات أدبار باللسان التسبيح أن ثالثة رواية عباس ابن عباس

ونداء, بذكر السورة ختّم ثّم وأخبر. أجسادها الى األرواح برجوع المنادي المعاد يسمعه قريب مكان من النداء هذا أن للحشريوم:} كل ق{ الصيحة يسمعون أحد يوم:} ولقاء بالبعث, 42بالحق كما{ األرض تشقق الله : عن تشقق عنهّم فيخرجون, النبات

} من} ذلك: وال مهلة غير سراعا سبحانه. عليه يسير حشر بطء

وذلك, يقول بما عالّم أنه وتعالى سبحانه أخبر ثّم وهو, يخف لّم اذا بقولهّم لهّم مجازاته يتضم�ن أعداؤه يذكر سبحانه عليهالجزاء. لتحقيق وقدرته علمه

وأمره, ويكرههّم االسالم على ليجبرهّم يبعث ولّم قه�ار وال عليهّم بمسلط ليس أنه أخبره ثّم يخاف من بكالمه يذكر أن عليهوأما, ينتفع الذي فهو وعيده فال, يرجو وال وعيده يخاف وال بلقائه يؤمن ال من بالتذكير بالتذكير. ينتفع ثوابه

فائدةبدر ألهل فضيلة

وما:" وسلّم عليه الله صلى النبي قول اعملوا: بدر أهل على اط�لع الله أن يدريك لعمر لكّم" غفرت فقد شئتّم ما فقال أبو, 1941\4 بدر أهل فضل من باب الصحابة فضائل باب في ومسلّم(, 4274 )592\7 الفتح غزوة باب المغازي في البخاري

والترمذي, وومن, االمام حديث من وأحمد داود ,2761 رقّم 404\2 بدر أهل باب الرقاق في الدرامي, هريرة أبو حديث عليفان, الناس من كثير على أشكل., 109\2 المسند في وأحمد منها, شاؤوا فيما وتخييرهّم لهّم األعمال مل اباحة ظاهره معناهليس. وذلك , قوله من المراد ممتنع " وانما" االستقبال : هو اعملوا أي, وتقديره : فقد لكّم كان عمل للماضي ويدل: قال غفرتهشيئان: ذلك على

أنه(: ( فسأغفر: جوابه كان للمستقبل كان لو أحدهما لكّم. قوله

أنه(: ( لذلك. وجه وال الذنوب في اطالقا يكون كان والثانيلكنه, من سلف ما الغزوة بهذه لكّم غفرت قد اني الجواب هذا وحقيقة وجهين: من ضعيف ذنوبكّم

) أن) , لفظ أحدهما " فانه" يأباه " دون لالستقبال اعملوا قد. وقوله ال" غفرت الماضي : اعملوا" يكون أن يوجد لكّم فان" مثلهقد:" تحقيق" قوله أتى: } المستقبل في المغفرة لوقوع غفرت النحل{ أمر كقوله }1الله جاء, الفجر{ و �ك .22 رب ونظائره.

) أن) فان, نفسه الحديث ثانيهما وذلك, عليه الله صلى النبي على وتجسسه حاطب قص�ة سببه يرد�ه بعد وقع ذنب وسلّموهو, ال بدر غزوة فهو, سبب قبلها فالذي, منه مراد الحديث والله, في نظن قطعا الله علّم قد لقوم خطاب هذا أن أعلّم ذلك

�هّم وتعالى سبحانه بل, يفارقون ال أن وأنهّم, على يموتون دينهّم ولكن, من غيرهّم يقارفه ما بعض يقارفون قد االسالم الذنوب�ن سبحانه يتركهّم ال بل, مصري ويكون. اثر تمحو وحسنات واستغفار نصوح لتوبة يوف�قهّم عليها دون بهذا تخصيصهّم ذلك

وأنهّم, ذلك تحقق قد ألن غيرهّم وال. مغفور فيهّم كما, تقوم بأسباب حصلت المغفرة كون ذلك يمنع لهّم ذلك يقتضي ال بهّمفلو, وثوقا الفرائض يعط�لوا أن صالة الى ذلك بعد احتجوا لما باألوامر القيام على االستمرار بدون حصلت قد كانت بالمغفرةوهذا, وال زكاة وال حج وال صيام وال محال. جهاد

فضمان, بعد التوبة الواجبات أوجب ومن ونظير, أسباب تعطيل يتوج�ب ال المغفرة ذلك آخر: حديث في قوله هذا المغفرةأى: ذنبا عبد أذنب" فغفر, فاغفر ذنبا أذذنبت رب فقال ثّم, لي رب, آخر ذنبا أذنب ثّم يمكث أن الله شاء ما مكث له فقال

ثّم, فغفر لي فاغفر ذنبا أصبت رب: آخر ذنبا أذنب ثّم يمكث أن الله شاء ما مكث له فقال, فاغفر ذنبا أصبت فقال الله: ليقد, ويأخذ الذنوب يغفر ربا له أن عبدي علّم البخاري" ما فليفعل لعبدي غفرت به ,7507 رقّم 474\13 التوحيد باب شاء

أبو, , في وأحمد 29رقّم 2112\3 الذنوب من التوبة قبول باب التوبة في ومسلّم من, المسند فليس. ابو حديث يعلى في هريرةمات في له سبحانه منه واذن اطالق هذا وانما, المحر� تاب. أذنب اذا كذلك دام ما له يغفر أنه على يدل والجرائّم

وأنه, على يصر ال أنه علّم قد ألنه بهذا العبد هذا واختصاص حكّم, أذنب كلما ذنب لكن, حالته كانت من كل يعّم تاب ذلك حالهبدر. ألهل مقطوع هو كما بذلك له مقطوع العبد

Page 8: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ره من وكذلك لّم, مغفور بأنه أخبره أو بالجنة وسلّم عليه الله صلى الله رسول بش� اطالق الصحابة من غيره وال منه يفهّم لهبل, بترك ومسامحته له والمعاصي الذنوب كالعشرة, منهّم البشارة بعد وخوفا وحذرا اجتهادا أشد هؤالء كانوا الواجبات قبلها

بالجنة. لهّم المشهود

وطذلك, الحذر شديد الصدي�ق كان وقد فانهّم, والمخافة �دة المطلقة البشارة أنهّم علموا عمر الى عليها االستمرار بقيود مقي�دة, ومقي ولّم, بانتفاء الموت االذن, ذلك من منهّم أحد يفهّم موانعها األعمال. من شاؤوا فيما االطالق

فائدةتعالى: قوله تفسير في صائبة نظرة

الملك{ واليه رزقه من وكلوا مناكبها في فامشوا ذلوال األرض لكّم جعل الذي هو{ 51النشور

ولّم, والبناء وشق�ها وحفرها عليها للوطئ منقادة ذلوال األرض جعل أنه سبحانه أخبر من على ممتنعة مستصعبة يجعلها عليهاوأخبر. ذلك أراد الشعبي(. قول من ألحيائكّم وظهرها ألمواتكّم بطنها) وكفاتا وفراشا وبساطا مهادا جعلها أنه سبحانه منها

وطجاها( منها أخرج) دحاها أنه وأخبر �تها, ماءها منها وأخرج الماء وثب ونهج, ومرعاها بين الواسع الطريق) الفجاج فيها بالجبال , وأجرى( والطرق وبارك, األنهار فيها الجبلين ومن, فيها وقد�ر فيها والعيون وأرزاقها وأقواتها كلها الحيوانات أن بركتها أقواتها

ومن. تخرج فتوارى, األشياء أحسن بطنها من لك وتخرج ظهرها على األذى تحمل أنها بركتها منها وتخرج قبيح كل منه وأنفعهاومن. كل له وتخرج, وتضم�ه وتواريها بدنه وفضالت العبد قبائح تستر أنها بركتها مليح فهي, طعامه له وتؤويه أحمل وشرابه

فال, وأعوده لألذى شئ الخير. من وأقرب منه األذى عن أبعد وال منه خيرا التراب من كان بالنفع

وحسن. يقاد كيفما الذي الذلول كالجمل األرض لنا جعل سبحانه أنه والمقصود لما وفجاجا طرقها عن بمناكبها التعبير ينقادفالماشي, بكونها وصفها من تقد�م ولهذا, شئ أعلى وهو مناكبها على يطأ عليها ذلوال كمناكب بالجبال المناكب فسرت فيها

أعاليه. وهي االنسان

وذلك: أيسر. سهولها في المشى أن على تنبيه قالوا

بل: وقالت ومنه, الجوانب المناكب طائفة والذي, االنسان مناكب والنواحي وهذا. بالمنكب المراد أن يظهر لجوانبه األعاليفان, المقابل الوجه دون األرض من العالي هو الحيوان عليه يمشي الذي الوجه والمش, الكرة سطح له في يقع انما أعالها

وحسن, ذلول. بأنها وصفها من تقد�م لما بالمناكب عنه التعبير سطحها

�لها, أودعه الذي رزقه من يأكلوا أن أمرهّم ثّم فذل وفتق, لهّم فيها وأودعها, يمشون التب والطرق السبل فيها ووط�أها فيهاواألكل, بالمجئ فيها والتقليب لالنتفاع المسكن تهيئة فذكر رزقهّم ثّم. فيه أودع مما والذهاب �ه للساكن واليه:} نب بقوله

الملك{ �ا على, 15 النشور وطنا نتخذه أن يحسن فال سبيل عابري دخلناه بل مقيمين وال مستوطنين غير المسكن هذا في أنوانما, ا فهو, دار الى منه لنتزو�د دخلناه ومستقر� (, حبور مستقر ال عبور منزل القرار ومعبر) وال, سرور مستقر. وطن وممر

�ته على الداللة اآلية فتضم�نت وقدرته, ربوبي �ته والتذكير, وحكمه ووحداني والتحذير, بنعمه ولطفه الى الركون من واحسانهواتخاذها, بل, وطنا الدنيا �ته. داره الى السير فيها نسرع ومستقرا وجن

والتذكير, معرفته من اآلية هذه ضمن في ما فلله والحث, وتوحيده واالستعداد, السير على بنعمته والقدوم, اليه عليه, للقائهوأنه, لّم كأنها الدار هذه يطوي سبحانه بأنه واالعالم النشور. واليه أماتهّم بعدما أهلها يحيى تكن

فائدةالفاتحة سورة الى نظرة

قوة: لالنسان وقوة, علمية قوتان وسعادته. عملية نظرية واالدارية. العلمية قوتيه استكمال على موقوفة التامة ادارية ومعرفة اليه توصل التي الطريق ومعرفة وصفاته أسمائه ومعرفة وبارئه فاطره بمعرفة يكون انما العلمية القوة واستكمال

عيوبها. ومعرفة نفسه ومعرفة آفاتها

Page 9: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وأعلّم. قوته كمال يحصل الخمسة المعارف فبهذه واستكمال. وأفقههّم بها أعرفهّم الناس العلمية العملية القوة فيهاوالقيام, على سبحانه حقوقه بمراعات اال يحصل ال االدارية �ته وشهودا ومتابعة واحسانا ونصحا وصدقا اخالصا بها العبد لمن

وتقصيره, فهو. أداء في هو عليه ذلك. ودون عليه يستحق�ه ما دون أنها لعلمه الخدمة بتلك مواجهته من مستحيى حق�ه

فهو. اال القوتين هاتين استكمال الى له سبيل ال وأنه وخاص�ت, أولياءه اليه هجى الذي المستقيّم الصراط الى يهديه بمعونته�به وأن اما,, ذلك عن الخروج يجن واما, في فيقع العلمية قوته في بفساد الصراط له فيوجب العملية قو�ته في بفساد الضالل

الغضب.

وقد, هذه بمجموع اال تتّم ال وسعادته االنسان فكمال �تها األمور فان. كمال وانتظمتها الفاتحة سورة تضمن تعالى: قوله انتظامالرحمن. رب لله الحمد} مالك. العالمين الفاتحة{ يوم الرحيّم تعالى الرب معرفة وهو األو�ل األصل يتضم�ن, 4-2 الدين

وأفعاله. وصفاته أسمائه ومعرفة

وهي, األسماء أصول هي السورة هذه في المذكورة واألسماء والرحمن(. والرب الله) اسّم الحسنى

( فاسّم متضم�ن) واسّم, لصفات الله �ة ( األلوهي متضم�ن) واسّم, لصفات الرب ( الربوبية متضمن) االحسان لضفات الرحمنومعاني. والجود هذا. على تدور أسمائه والبر

�اك:} إي �اك و نعبد وقوله الفاتحة{ إي وأنها, الموصلة الطريق معرفة يتضم�ن, 5نستعين �ه بما وحده عبادته اال ليست اليه يحبواستعانته, عبادته. على ويرضاه

اهدنا:} الفاتحة{ الصراط وقوله الصراط على باستقامه اال سعادته الى له سبيل ال العبد أن بيان يتضم�ن, 6 المستقيّموأنه, :} اال الصراط على االستقامة الى له سبيل ال المستقيّم غير. وقوله الفاتحة{ وال عليهّم المغضوب بهدايته �ين ,7الضال

وأن, الصراط عن االنحراف طرفي بيان يتضم�ن فساد هو الذي الضالل الى انحراف الطرفين أحد الى االنحراف المستقيّمواالنحراف, العلّم والعمل. القصد فساد سببه الذي الغضب الى انحراف اآلخر الطرف الى واالعتقاد

وحظ. وآخرها هداية وأوسطها رحمة السورة فأو�ل وحظ�ه, من حظ�ه قدر على النعمة من العبد نعمة قدر على منها الهدايةفعاد, من حظ�ه ورحمته. نعمته الى كل�ه األمر الرحمة

فال, لوازم من والرحمة والنعمة �ته فهو, موجبات من وذلك منعما رحيما اال يكون ربوبي �ته وان, االله ألوهي جحده الحقالمشركون. به وعدل الجاحدون

وصارت, بأوفر كماله من فاز فقد وحاال وعمال ومعرفة علما الفاتحة بمعاني تحق�ق فمن �ته نصيب �ة عبودي الذين الخاص�ة عبودي�دين عوام عن درجتهّم ارتفعت المستعان. والله, المتعب

فائدةطريقان تعالى لمعرفته

طريقين: من معرفته الى القرآن في عباده يدعو الرب مفعوالته. في النظر: أحدهمافتلك, آياته في التفكير: ثانيهما �رها المعقولة. المسموعة آياته وهذه المشهودة آياته وتدب

ان�:} األو�ل فالنوع وما الناس ينفع بما البحر في تجري التي والفلك والنهار الليل واختالف واألرض السموات خلق في كقوله�ة كل� من فيها وبث� موتها بعد األرض به فأحيا ماء من السماء من الله أنزل السماء بين المسخ�ر والسحاب الرياح وتصريف داب

البقرة{ لقوم آليات واألرض .164يعقلونان:} آل{ ألولي آليات والنهار الليل واختالف واألرض السموات خلق في وقوله القرآن. في كثير وهو, 190عمران األلبابأفال:} والثاني �رون كقوله النساء{ يتدب .82القرآنأفلّم:} �روا وقوله المؤمنون{ يد�ب .68القولكتاب:} �روا مبارك اليك أنزلناه وقوله ص{ ليد�ب القرآن. في كثير وهو, 29آياته

Page 10: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

واألفعال, على دال�ة فانها المفعوالت فأم�ا الصفات. على دال�ة األفعالوذلك, فاعل على يدل المفعول فان من االختياري الفعل صدور الستحالة وعلمه ومشيئته وقدرته وجوده يستلزم فعله

ارادة. وال علّم وال حياة وال له قدرة ال موجود أو معدوم

وأن, ارادة على دال�ة المتنو�عة التخصيصات من المفعوالت في ما ثّم متكرر. غير واحدا يكون بحيث بالطبع ليس فعله الفاعل

تعالى. حكمته على دال المحمودة والغايات والحكّم المصالح من فيها ومارحمته. على دال والخير واالحسان النفع من فيها وماغضبه. على دال والعقوبة واالنتقام البطش من فيها وما�ته. على دال والعناية والتقريب االكرام من فيها وما محبومقته. بغضه على دال والخذالن واالبعاد االهانة من فيها وماالمعاد. وقوع على دال ونهايته تمامه الى سوقه ثّم والضعف النقص غاية في الشئ ابتداء من فيها وماالمعاد. امكان على دليل المياه وتصرف والحيوان النبات أحوال من فيها وماالنبو�ات. صح�ة على دليل خلقه على والنعمة الرحمة آثار ظهور من فيها ومابها. أحق الكماالت تلك معطي أن على دليل ناقصة كانت عدمتها لو التي الكماالت من فيها وما

فالمصنوعات, الرسل به أخبرت ما وصدق صفاته على شيء أدل فمفعوالته �هة, اآليات تصدق شاهدة عنه منب المسموعاتقال. باآليات االستدال على سنريهّم:} المصنوعات �ها لهّم يتبي�ن حتى أنفسهّم وفي اآلفاق في آياتنا تعالى فص�لت{ أن .53 الحق�ه فأخبر حق القرآن أن أي ثّم. المتلو�ة آياته أن لهّم يبي�ن ما المشهودة آياته من يريهّم أن بد ال أن على شهادته بكفاية أخبر حق

رسوله. صدق على والبراهين الدالئل من أقام بما خبره صحة

وهو, شاهدة فآياته فهو, رسوله بصدق شاهد بصدقه وهو, والمشهود الشاهد بآياته فهو. والمدلول الدليل له الدليل عليهكيف: بعض قال كما نفسه على بنفسه عليه طلبته دليل فأي شيء؟ كل على لي دليل هو ما على الدليل أطلب العارفين

منه. أظهر فوجوده

أفي:} الرسل قال ولهذا ابراهيّم{ الله لقومهّم وأبين, كل من أعرف فهو, 10 شك دليل. كل من معروف

عليه. وأفعاله بأحكامه واالستدالل النظر في بها عyرف كان وان الحقيقة في به عyرفت فاألشياء

فائدة غم أو هم أصابه من يفعل كيف

: بن عبدالله حديث من حاتّم أبي وصحيح المسند في قال, قال ما: " عليه الله صلى الله رسول مسعود هّم عبدا أصاب وسلّمفقال, وال وابن, اني: اللهّم حزن ابن, عبدك ناصيتي, عبدك ماضى, أمتك عدل, في� بيدك أسألك, في� حكمك بكل قضاؤك

أو, به سم�ت لك هّم اسّم أن, من أحدا عل�مته أو كتابك في أنزلته نفسك ونور, ربيع القرآن تجعل خلقك وجالء, قلبي صدريوذهاب, اال, هم�ي حزني وأبدله, هم�ه الله أذهب وغم�ي قالوا".. مكانه وغم�ه , نتعل�مهن؟ أفال الله يارسول فرحا " بلى: قالو". أن سمعهن ينبغيلمن .81ص الكلّم في األلباني صححه يتعل�مهن

منها. والتوحيد المعرفة من أمورا العظيّم الحديث هذا فتضم�ن �ة اني: " سؤاله صد�ر به الداعي أن والعبودي ابن عبدك بقولهوهذا", ابن عبدك وفي, آدم أبويه الى وأمهاته آبائه من فوقه من يتناول أمتك له( تودد) تمل�ق ذلك وحو�اء واستخذاء وتلط�ف�ده باب غير باب له ليس العبد وان مماليكه وآبائه مملوكه بأنه واعترافه يديه بين وأن, وفضله سي �ده واحسانه أهمله ان سي

ولّم, عنه وتخل�ى بل, يعطف ولّم أحد يؤوه هلك وتحت. أعظّم يضيع عليه أني: هذا ضيعة عين, طرفة عنك غنى ال االعتراف�دي غير به وألوذ به أعوذ أن لي وليس وفي, أنا الذي سي �ر مربوب بأنه االعتراف ذلك ضمن عبده انما, مأمور مدب منهي

�ة بحكّم يتصر�ف لنفسه. االختيار بحكّم ال العبودي

واألحرار. الملوك شأن بل العبد شأن في هذا فليس

Page 11: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فهّم العبيد وأم�ا �ة محض على فتصر� ان�:} في سبحانه اليه المضافون الطاعة عبيد فهؤالء العبودي عليهّم لك ليس عبادي قولهالحجر{ :} 42 سلطان وعباد, الفرقان{ األرض على يمشون الذين الرحمن وقوله والربوبية, القهر عبيد عداهّم ومن, 63هوناواضافة, الى البيوت سائر كاضافة اليه فاضافتهّم واضافة, الحرام البيت كاضافة أولئك ملكه هي التي وداره اليه ناقته اليه

واضافة, الجنة �ه: } اليه رسوله عبودية اليه وأن الجن{. الله عبد قام لم�ا بقول .19 يدعوه

العبودي$ة معاني من

التزام" اني" قوله بمعنى التحقيق وفي وامتثال, والخضوع الذل من عبوديته عبدك واجتناب, أمر والنابة �ده ودوام, سي نهيهواللجوء, االفتقار واالستعانة, اليه �ل, اليه والتوك وعياذ, به ولياذه, العبد عليه أن, به �ة بغيره اال قلبه يتعل�ق ال به وخوفا محبورجاء.

صغيرا: جميع من عبد أني أيضا وفيه �ا, الوجوه حي مطيعا, وكبيرا �تا معافى, ومي والجوارح. واللسان القلب ومبتلى وعاصيا

فان, ملك ونفسي مالي أن أيضا وفيه �ده. يمتلك وما العبد لك لسي

عبدك. على انعامك من كل�ه فذلك نعمة من فيه أما ما بكل� علي� مننت الذي أنت انك أيضا وفيه

كما, اال ونفسي مالي من خو�لتني فيما أتصر�ف ال اني أيضا وفيه واني, باذن اال العبد يتصر�ف ال بأمرك �ده لنفسي أملك ال سيا وال نقعا فان. وال حياة وال موتا وال ضر� حقيقة. عبدك اني لي قال فقد ذلك شهود له صح� نشورا

ناصيتي" ثّم أي", قال لست, كيف تصر�في في المتصر�ف أنت بيدك نفسي. في المتصر�ف أنا تشاء

وموته, من أصبعين بين وقلبه بيده وناصيته وسيده ربه بيد نفسه من تصر�ف في له يكون وكيف وسعادته وحياته أصابعهليس, اليه كله وبالؤه وعافيته وشقاؤه بل, منه العبد الى سبحانه �ده تصر�ف في هو شيء حقير, ضعيف مملوك من أضعف سيمالك, سلطان بيد ناصيته فه تحت له قاهر ذلك. فوق األمر بل وقهره تصر�

لّم, كيف يصرفهّم وحده الله بيد كلها العباد ونواصي ناصيته أن العبد شهد ومتى ولّم, بعد يخفهّم يشاء ولّم, ذلك يرجهّمالمتصر�ف, مقهورين عبيد منزلة بل المالكين منزلة ينزلهّم �ر سواهمو فيهّم مربزبين فمن, لهّم والمدب بهذا نفسه شهد غيرهّم

صار, ومتى, الزما وصفا ربا الى وضرورته فقره المشهد ولّم, يفتقر لّم كذلك الناس شهد له بهّم, ورجاءه يعل�قالأمله اليهّم�له, فاستقام وتوك ولهذا. توحيده اني:} هود قال وعبوديته �لت لقومه �كّم ربي الله على توك �ة من ما ورب ان بناصيتها آخذ هو اال داب

هود{ صراط على ربي .56مستقيّم

عدل, في� ماض:" وقوله تضم�ن" في� حكمك : الكالم هذا قضاؤك مضاء: أحدهما عبده. في حكمه أمرينيتضم�ن: وهذا, وله الملك له سبحانه وهو وعدله حكمه ثانيهّم �ه قول معنى الحمد ما:} نبي �ة من هود ثّم{, آخذ هو اال داب بناصيتهاان: } أي{ صراط على ربي قال فا مالكا قاهرا كونه مع مستقيّم نواصيهّم, في متصر� مستقيّم. صراط على فهو بيده عباده

وعقابه. وثوابه ونهيه وقدره وقضائه وفعله قوله في مستقيّم صراط على فهو فيهّم به يتصر�ف الذي العدل وهو

وقضاؤه, كله فخبره وأمره, كل�ه صدق والذي, كله عدل وثوابه, كله عنه نهى مصلحة بفضله, الثواب يستحق لمن مفسدةوحكمته. بعله العقاب له يستحق لمن وعقابه ورحمته

بينهما والفرق والحكم القضاء

وجعل, الحكّم بين وفرق والعدل, المضاء ولبقضاء فان, للحكّم وحكمه, الديني حكمه يتناول سبحانه حكمه للقضاء الشرعيالقدري. الكوني

وهو, ماضيان العبد في نافذان والنوعان قد, تحت مقهور فيه ونفذا, مضيا الحكممين شاء, فيه لكن, أم فيه الحكّم أبىأما, يمكنه ال الكوني يخالفه. فقد الشرعي الديني مخالفته

Page 12: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وذلك, االتمام هو القضاء كان ولما :" مضيه بعد يكون انما واالكمال عدل, قال أي" في ونفوذه أكملته الذي الحكّم قضاؤكفيه. منك عدل عبدك في ونف�ذته وأتممته

فان, ال وقد تنفيذه يشاء وقد سبحانه به يحكّم فهو الحكّم أما وان, في ماض فهو دينيا حكما كان ينفذه فان كونيا كان العبدوان, مض سبحانه نفذه فهو, اندفع ينف�ذه لّم فيه وغيره. يقضي ما يقضي سبحانه عنه ال أمرا ويقد�ر بقضاء يقضي قد به

وهو. يستطيع واالمضاء. القضاء فله ويمضي يقضي سبحانه تنفيذه

عدل:" يتضمن" في وقوله من, كل من عبده في أقضيته جميع قضاؤك وغنى, صحة الوجوه ولذ�ة, وسقّم وحياة, وفقر وألّموعقوبة, قال. وغير وتجاوز وموت وما: } ذلك الشورى{ كسبت فبما مصيبة من أصابكّم تعالى :} 30 أيديكّم وان, تصبهّم وقالالشورى{ االنسان فان� أيديهّم قدمت بما سيئة .48 كفورفيه. عدل فهو العبد على يمضي ما فكل

فالمعصية: فان فما! بقضائه عندكّم قيل : غير عليها العقوبة في العدل فان قضائها؟ في العدل وجه وقدره هذا. قيل ظاهرومن, له سؤال والظلّم, هو العدل أن طائفة زعمت أجله شأن : ممتنع المقدور ألن. قالوا ملك في التصر�ف هو الظلّم لذاتهفال. كل له والله الغير فه يكون شيء عدال. اال عبده في تصر�

فلم�ا, قضاه ما على اليعاقب أنه العدل بل: طائفة وقالت �ه عyلّم الذنب على العقوبة منه حسن وقدره وره, بقائه ليس أنوصعب. في واما الدنيا في اما والذم بالعقوبة الذنب على جزاؤه هو العدل فيكون والقدر, العدل بين الجمع هؤالء على اآلخرةومن, يقول أن يمكنه لّم القدر أثبت من أن فزعموا كما. يقول أن يمكنه لّم بالعدل قال بالعدل بين الجمع عليهّم صعب بالقدرفزعموا, واثبات التوحيد فصار, بانكار اال التوحيد اثبات يمكنهّم ال أنهّم الصفات بالقدر. تكذيبا وعدلهّم تعطيال توحيدهّم الصفات

والظلّم, مثبتون فهّم السنة أهل وأما وهذا, ذنب ال ومن المطيع كتعذيب موضعه غير في الشيء وضع هو عندهّم لألمرين لهه قد الناس ولكن شيئا يظلّم ال الله ان:} 44 اآلية يونس سورة في تعالى كقوله كتابه من موضع غير في عنه نفسه الله نز�

وهو{., أنفسهّم وقضى, من ضل� وان سبحانه يظلمون فذلك, من وألغى بالمعصية شاء ألنه, العدل محض شاء وضع فيهوكيفالومن, الالئق موضعه في والخذالن االضالل الذي., الحسنى أسمائه به وحق, وصواب سداد وأحكامه أفعاله كل العدل

وأرسل, أوضح قد سبحانه وهو وأنزل, السبل وأزاح, الرسل ومك�ن, الكتاب باألسماع والطاعة الهداية أسباب من العللوهذا, واألبصار ووف�ق, والعقول وأراد, بمزيد يشاء من عدله فهذا, يعينه أن نفسه من عناية وخذل, ويوف�قه ليس من فضله

وخلى, لتوفيقه بأهل ولّم, وبين بينه وفضله فقطع, أن نفسه من سبحانه يرد نفسه ولّم, عنه يوف�قه وهذا. يحرمه فضله عدلهنوعان:

ما( ( وايثاره, اعراضه على للعبد منه جزاء يكون أحدهما والموافقة, في عدوه عنه وتناسي, الطاعة فهو, ذكره عليه وشكرهعنه. ويتخلى يخذله أن أهل

أن( ( وال, نعمة قدر يعرف ال أنه منه يعلّم لما ابتداء ذلك له يشاء ال ثانيهما وال, يشكره الهداية وال, عليه يثني عليه فال, بها يحبهمحله. صالحية لعدم له يشاؤها

وكذلك:} قال �ا تعالى األنعام{ أعلّم الله أليس بيننا من عليهّم الله من� أهؤالء ليقولوا ببعض بعضهّم فتن :53 بالشاكرين وقال, .22األنفال{ أسمعهّم ولو ألسمعهّم خيرا فيهّم الله علّم ولو} كان, بالضالل النفوس بهذه قضى فاذا كما, محض ذلك والمعصية �ة على قضى العدل وعلى العقرب وعلى تقتل بأن الحي

وكان, الكلب وان, عدل ذلك العقور وقد. هذه على مخلوقا كان فيه والقدر, القضاء كتابنا في هذا في الكالم استوفينا الصفةوالتعليل. والحكمة والقدر القضاء مسائل في العليل شفاء" اسمه

ماض:" عليه الله صلى قوله أن والمقصود عدل, في� وسلّم رد", في� حكمك �ة, على قضاؤك القدري ينكرون الذين الطائفتينويخرجون, في الله أقضية عموم ويردون, بقضائه كونها عن العباد أفعال عبده وعلى. األمر الى القضاء وقدره �ة والنهي الجبريكل: الذين فال, مقدور يقولون عدل" يبقى عدل , في� لقوله فان" فائدة هو والظلّم فعله يمكن ما كل عندهّم العدل قضاؤك

فكأنه, المحال ماض: لذاته وهذا. في� ونافذ قال بعينه. األول هو قضاؤك

Page 13: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

الى" بكل أسألك" وقوله توسل, اسّم وهذه. لّم وما منها العبد علّم ما كلها بأسمائه اليه آخره فانها, الوسائل أحب يعلّم اليهأسمائه. مدلول هي التي وأفعاله بصفاته وسيلة

أن: " الربيع" ونور قلبي ربيع القرآن تجعل وقوله �ه. به يحيي الذي المطر: صدري شب به. القلوب لحياة به القرآن األرضوجمع, الله شبهه وكذلك والنور, به تحصل الذي الماء بين بالمطر كما, االنارة به تحصل الذي الحياة بينهما جمع واالشراقأنزل:} في سبحانه وابتغاء النار في عليه يوقدون ومما رابيا زبدا السيل فاحتمل بقدرها أودية فسالت ماء السماء من قولهالرعد...{ :} 17حلية مثلهّم, البقرة{ الله ذهب حوله ما أضاءت فلم�ا نارا استوقد الذي كمثل وقوله أو:} ثّم, 17 بنورهّم قالالبقرة{ من كصي�ب النور....{ السموات نور الله:} قوله وفي, 19 السماء ألّم:} ثّم, 35 واألرض سحابا يجزي الله أن ترى قال

له خالله من يخرج الودق فترى ركاما يجعله ثّم بينه يؤل�ف ثّم يشاء من به فيصيب برد من فيها جبال من السماء من وينز�النور{ يذهب برقه سنا يكاد يشاء من عن ويصرفه صدره به ينو�ر وأن القرآن بربيع قلبه يجيي أن الدعاء فتضم�ن, 43باألبصارقال. الحياة له فتجتمع أو: } والنور الظلمات في مثله كمن الناس بين به يمشي نورا له وجعلنا فأحييناه ميتا كان من تعالىاألنعام{ بخارج ليس .122منها

كان, من أوسع الصدر كان ولما ألنه, الى منه يسري له الحاصل النور القلب ولما. أوسع هو لما حصل قد القلب كانت منهكلها, البدن حياة تسري, بحياة والجوارح ثّم, الى منه الحياة القلب ماد�تها. هو الذي بالربيع له الحياة سأل الجوارح الى الصدرسأل, القلب ة حيا يضاد والغّم والهّم الحزن كان ولما فانها, ذهابها يكون أن واستنارته وأما, أال أحرى بالقرآن ذهبت أنها تعودفانها, أو زوجة أو جاه أو دنيا صحةأو من القرآن بغير والمكروه. بذهاب تعود ولد ماض أمر من كان ان القلب على الوارد ذلك

وان, أحدث وان, أحدث مستقبل من كان الحزن والله, أحدث حاضر أمر من كان الهّم أعلّم. الغّم

فائدةجالله جل$ الرحمن عرش وأشرفها الموجودات أنزه

ولذلك. جل� الرحمن عرش وأوسعها وقدرا ذاتا وأعالها وأشرفها وأنورها وأظهرها الموجودات أنزه الستوائه صلح جاللهوكل. ولهذا. بعد مما وأشرف وأنزه أنور كان العرش الى أقرب كان ما عليه �ة كانت عنه وأشرفها الجنان أعلى الفردوس جن

�ها وانورها وكل, هو الذي الرحمن عرش من لقربها وأجل ولهذا. أظلّم كان عنه بعد ما سقفها شر� سافلين أسفل كان وأضيقخير. كل من وأبعدها وأضيقها األمكنة

�ته لمعرفته محال وجعلها القلوب الله وخلق فهي, ومحب �ته معرفته هو الذي األعلى المثل عرش وارادته قال. ومحب وارادتهللذين:} الله النحل{ العزيز وهو األعلى المثل ولله السوء مثل باآلخرة يؤمنون ال تعالى وهو"} وقال, 60الحكيّم الذي تعالىالروم{ العزيز وهو واألرض السموات في األعلى المثل وله عليه أهون وهو يعيده ثّم الخلق يبدأ تعالى: وقال, 27 الحكيّم

الشورى{ كمثله ليس} األشياء أطهر يكن لّم وان عرشه فو المؤمن قلب على مستو وهو األعلى المثل من فهذا. 11 شيءفاستوى, ومحبة معرفة عليه األعلى المثل الستواء يصلح لّم دنس كل من وأبعدها وأطيبها وأنزهها الدنيا مثل عليه وارادةفضاق, والتعل�ق وارادتها ومعرفتها ومحبتها األسفل قلب: على القلوب تعود حتى وفالحه كماله من وبعد وأظلّم بها هو قلبينوقلب, وذخائر والبهجة والفرح والحياة النور ففيه الرحمن عرش فهناك, عرش هو الخير والموت والظلمة الضيق الرحمن

فهو, والغّم والحزن مهموم, ما على حزين والهّم مغموم, بما مضى الحال. في يستقبل

اذا:" أنه وسل�ّم عليه الله صل�ى النبي عن وغيره الترمذي روى وقد انفسح, النور دخل قال قالوا" القلب عالمة فما وانشرحاالنابة:" الله؟ رسول يا ذلك والتجافي, دار الى قال واالستعداد, دار عن الخلود أخرجه" قبل للموت الغرور جرير ابن نزولهوالبيهقي, وأبو, 72\6 السنة شرح في والبغوي, 20\8 التفسير في في األلباني وضع�فه, 156ص والصفات األسماء في نعيّم

.965 بقّم الضعيفة السلسلة

واذا, ينفسح فلذلك األعلى المثل آثار من هو انما القلب يدخل الذي والنور فحظ�ه, الله معرفة فيه يكن لّم وينشرح �ته ومحبوالضيق. الظلمة

فائدة وتعالى سبحانه عظمته

وله, الملك له ملكا تجد القرآن خطاب تأم�ل ومصدرها, كلها االمور أزم�ة كله الحمد كله ومرد�ها, بيده مستويا, منه على اليه

Page 14: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ال, سرير عالما, أقطار في خافية عليه تخفى ملكه مط�لعا, نفوس في بما مملكته منفردا, وعال أسرارهّم على عبيده نيتهّميسمع, بتدبير يمنع, المملكة ويثيب, ويرى ويكرم, ويعطي يخلق, ويعاقب ويميت, ويهين ويقدر, ويرزق �ر. ويقضي ويحيي ويدب

وصاعدة, دقيقها عندها من نازلة األمور ة تتحر�ك ال اليه وجليلها وال, اال ذر� فتأم�ل. اال ورقة تسقط باذنه يثني تجده كيف بعلمهويمج�د, على ويحمد, نفسه وينصح, نفسه ويدل�هّم, نفسه ويرغ�بهّم, سعادتهّم فيه ما على عباده ويحذ�رهّم, وفالحهّم فيه مما فيه

ويتعر�ف, ويتحبب, بأسمائه اليهّم هالمهّم �رهّم, بنعمه اليهّم وصفاته فيذك ويأمرهّم, بنعمه وآالئه تمامها, به يستوجبون بما عليهّم�رهّم نقمه من ويحذ�رهّم وما, ان الكرامة من لهّم أعد بما ويذك ويخبرهّم, ان العقوبة من لهّم أعد أطاعوه في بصنعه عصوه

وكيف, أوليائه ويثني, عاقبة كابت وأعدائه وأحسن, بصالح أوليائه على هؤالء ويذم, أعماله أعمالهّم, بسي�ء أعدائه أعمالهّمويضرب. وقبيح وينو�ع, صفاتهّم ويجيب, األدل�ة األمثال ويصدق, أحسن أعدائه شبه عن والبراهين ويكذب, األجوبة الصادق

ويقول, ويهدي, الكاذب ويدعو, الحق ويذكر, دار الى السبيل ويحذ�ر, وحسنها وصفاتها أوصافها السالم البوار, دار من ونعيمهاويذكر, وقبحها عذابها ويذكر وأنهّم, كل من اليه حاجتهّم وشد�ة اليه فقرهّم عباده وآالمها عين, طرفة عنه لهّم غنى ال وجهوأنه, جميع وعن عنهّم غناه ويذكر وكل, ما كل عن بنفسه الغني الموجودات وأنه, اليه فقير سواه ما سواه أحد ينال ال بنفسهة وال, بفضله اال فوقها فما الخير من ذر� ة ورحمته ويشهد. بعدله اال فوقها فما الشر من ذر� ألحبابه عتابه خطابه من وحكمته

وأنه, ألطف ومصلح, ومقيّم زالتهّم وغافر عثراتهّم مقيل ذلك مع عباد والمحامي, والدافع فاسدهّم أعذارهّم عنهّم, عنهّموالكفيل, والناصر والمنجي, لهّم والموفي, كل من لهّم بمصالحهّم وأنه, لهّم كرب �هّم بوعده فهو سواه لهّم ولي ال الذي وليونصيرهّم, موالهّم فنعّم, على الحق النصير. ونعّم المولى عدوهّم

وتنافس, ال فكيف شأنه هذا جميال جوادا رحيما عظيما ملكا القرآن من القلوب شهدت فاذا �ه وتنفق, القرب في تحب منه

ويكون, التودد في أنفاسها ورضاه, ما كل من اليها أحب اليه بذكره, تلهج ال وكيف سواه؟ ما كل رضا من عندها آثر سواهبحيث, وقوتها غذاؤها به واألنس اليه والشوق الحب ويصير ولّم, فسدت ذلك فقدت ان ودواؤها بحياتها؟. تنتفع وهلكت

فائدة ضد$ه من يفرغ أن فيه يوضع لما المحل قبول من بد ال

وهذا. من بتفريغه مشروط فيه يوضع لما المحل قبول والرادات. واالعتقادات هو فكذلك واألعيان الذوات في أنه كما ضد�هلّم, اعتقادا بالباطل ممتلئا القلب كان فاذا �ة �ته الحق العتقاد فيه يبق ومحب كما, ومحب بما بالتكلّم اشتغل اذا اللسان أن موضعلّم,, ال اال, بما النطق من صاحبه يتمكن ينفع وكذلك. النطق من لسانه فرغ اذا ينفعه بغيرالطاعة اشتغلت اذا الجوارح بالباطل�ة المشغول القلب فكذلك ضدها من فرغها اذا اال بالطاعة شغلها يمكن لّم والشوق, الله غير بمحب ال, وارادته شغله يمكن اليه

وال. تعل�قه من بتفريغه اال لقائه الى والشوق وحبه وارادته الله بمحبة والجوارح, اللسان حركة بغيره اذا اال بخدمته بذكرهفاذا. غيره ذكر من فرغها والعلوم, بالشغل القلب امتالء وخدمته لّم, ال التي بالمخلوق بالله للشغل موضع فيها يبق تنفع

وأحكامه. وصفاته أسمائه ومعرفة

أن: وسر فاذا, كاصغاء القلب اصغاء ذلك لّم, حديث غير الى صغى األذن وال, فيه يبق الله كما, فهّم اصغاء مال اذا لحديثه�ة غير الى لّم, محب فاذا. الى ميل فيه يبق الله �ته لّم, بغير القلب نطق محب كاللسان. بذكره للنطق محل فيه يبق ذكره

ألن:" أنه النبي عن الصحيح في ولهذا أخرجه". يمتلئ أن من له خير يريه حتى قيحا أحدكّم جوف يمتلئ قال البخاري شعرا, وأبو, الشعر في ومسلّم(, 6155 )564\10 األدب في وجميعا, والترمذي هريرة. ابو حديث من داود�ن والعلوم, وجود ال التي والتقديرات والخياالت والشكوك بالشبه يمتلئ فكذلك بالشعر يمتلئ الجوف أ، فبي تنفع, ال التي لها

�هات واذا. والحكايات والمضحكات والمفك فلّم وسعادته كماله به الذي والعلّم القرآن حقائق جاءته بذلك القلب امتالء ونحوهافتعدته, وال لها فراغا فيه تجد كما, محل الى وجاوزته قبوال فانه فيه لها منفذ ال ضدها من مآلن لقلب النصيحة بذلت اذا سواهوال, ال لكن, تلج يقبلها ولذلك, ال مجتازة تمر فيه قيل: مستوطنةه ه لكل حل فجنابنا تلقنا سوانا عن فؤادك نز� منز�

بكنزه فاز الطلسّم ذا حل� من وصالنا لكنز طلسّم والصبرالتوفيق. وبالله

فائدة التكائر ألهاكم قي الكالم

وكفى, والوعيد للوعد السورة هذه أخلصت فقوله. لمن موعظة بها والتهديد ألهاكّم:} عقلها ال وجه على شغلكّم أي{ تعالى

Page 15: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فان. االشتغال هو الشيء عن االلتهاء فان فيه تعذرون وان, محل فهو بقصد كان عنه الله صلى كقوله قصد بغير كان التكليفانها:" في وسل�ّم عليه البخاري" عن آنفا ألهتني الخميصة . 391\1ومسلّم, 575\1 الصالة في صالتي كان صاحبه وأبوداود

وفي. من نوع وهو معذورا أي" عن وسلّم عليه الله صلى فلها" الحديث النسيان جزء, ذهل الصبي البخاري, من عنه حديث. 29 رقّم 1692\3 اآلداب في ومسلّم, 6191رقّم 591\10 األدب كتاب والبيهقي,

لها: أي, ويقال ولها. اشتغل بالشيء اذا: به واللهو. انصرف عنه ولهذا, واللعب للقلب عنه ولهذا. يجمع للجوارح كان بينهماألهاكّم:} أبلغ{ قوله فان. من الذم في التكاثر فاللهو. اله غير وقلبه يعمل بما جوارحه يستعمل قد العامل شغلكّم ذهول هو به

والتكاثر. ما كل أن وعمومه الطالقه ارادة به المتكاثر ذكر عن وأعرض لبعض بعضكّم مكاثرة اي الكثرة من تفعل واعراضفالتكاثر. هذا في داخل فهو معاده بنفع عليه يعود وما ورسوله الله طاعة سوى غيره العبد به يكاثر من شيء كل في التكاثروال, أو حديث أو نسوة أو رئاسة أو مال أو جاه �ما علّم والتكاثر. يحتج لّم اذا سي المسائل وكثرة والتصانيف الكتب في اليه

والتكاثر. وتفريعها وهذا, من أكثر يكون أن الرجل يطلب أن وتوليدها فالتكاثر, الى يقر�ب فيما اال مذموم غيره فيه اللهاليها. ومسابقة للخيرات منافسة

انتهى: الشخير بن عبدالله حديث من مسلّم صحيح وفي : ألهاكّم} يقرأ وهو وسلّم عليه الله صلى النبي الى أنه قال{ التكاثرمالي: ابن يقول" وهل, آدم أو, به تصد�قت ما اال مالك من لك مالي أو, أكلت فأمضيت الزهد. لبست فأفنيت والرقائق فأبليتوالنسائي, أخرجه كما, 3رقّم2273\4 وأحمد. الترمذي

تنبيهبأذنه ينتفع لم بعينه ينتفع لم من

بأذنه. ينتفع لّم بعينه ينتفع لّم منفمن, وبين بينه وستر, الله وبين بينه ستر للعبد الناس. وبين بينه الذي الستر هتك, الله وبين بينه الذي الستر هتك الناسفينبغي, هو وبيت مالقيه هو رب للعبد �ه يسترضي أن له ساكنه اليه. انتقاله قبل بيته ويعم�ر لقائه قبل رب

ألن, من أشد الوقت اضاعة والموت, والدار الله عن تقطعك الوقت اضاعة الموت وأهلها. الدنيا عن يقطعك اآلخرةفكيف, غّم تساوي ال آخرها الى أولها من الدنيا العمر. بغّم ساعة

ومكروه, المكروه يعقبه اليوم محبوب غدا. المحبوب يعقبه اليوم غدامعادها. في وأنفع بها أولى هو بما وقت كل نفسك تشغل أن الدنيا في الربح أعظّم�ة باع من عاقال يكون كيف ساعة. شهوة فيها بما الجنبكاؤه: من وطره يقضي ولّم الدنيا من العرف يخرج وثناؤه, على شيئين �ه. على نفسه رب

والرب, وهربت منه استوحشت خفته اذا المخلوق اليه. وقربت به أنست خفته اذا تعالى منهالمنافقين. ذم لما اخالص بال العمل نفع ولو الكتاب أهل أحبار سبحانه الله ذم لما عمل بما العلّم نفع لو

فان, دافع فدافع. صارت تفعل لّم الخطرة فان, فكرة , صارت نفعل لّم الفكرة فان. فحاربها عزيمة صارت تفعل لّم شهوةفان, فان, صارت تدافعها لّم وهم�ة عنها. االنتقال عليك فيصعب عادة صار بضد�ه تتداركه لّم فعالمراتب: ثالث التقوى

حمية: مات. اآلثام عن والجوارح القلب احداها والمحر�حميتها: المكروهات. عن الثانيةالحمية: يعني. ال وما الفضول عن الثالثة

والثانية, العبد تعطي فاألولى والثالثة, صحته تفيد حياته وبهجته. وفرحه سروره تكسبه وقوتهالمحق الخصّم ناصر يقلل عنه تذب حين الحق غموضالمدق� على للمجل� فتقضي قوم فهوم الدقيق عن تضلالناس من لي بشفيع وال بي ال وأدركه أسعى ما أبلغ باللهاليأس جانب من مسرعا الرجاء جاء يقطعني اليأس وكاد أيست اذا �ة الله خلقه من ومن, من تأتيه هداياها تزل لّم للجن الشهوات. من تأتيه هداياها تزل لّم للنار الله خلقه المكارهاقرأ. بالخروج عوقب الشجرة جانب من الجنة في الخلود آدم طلب لما األعراف. سورة من24-19 اآليات منهااقرأ. بضع فيها لبث الرؤية صاحب جهة من السجن من الخروج يوسف طلب ولما .42 آية يوسف سنين�ة فيه فله يكرهه مقدور العبد على جرى اذا مشاهد: ست

مشهد: وأن, األو�ل وما, وشاءه قد�ره الذي هو الله التوحيد يكن. لّم يشأ لّم وما كان الله شاء وخلقهمشهد: وأنه, الثاني عدل, فيه ماض العدل قضاؤه. فيه حكمه

مشهد: وأن, الثالث ورحمةه, لغضبه غالبه المقدور هذا في رحمته الرحمة رحمة. وباطنه بالء ظاهره أي حشوه وانتقامه

Page 16: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

مشهد: وأن, الرابع لّم, اقتضت سبحانه حكمته الحكمة عبثا. قضاه وال سدى يقد�ره ذلكمشهد: وان, الخامس وجوهه. جميع من ذلك على التام الحمد سبحانه له الحمدمشهد: وأنه, السادس �ة �ده أحكام عليه تجري وجه كل من محض عبد العبودي فيصرفه, ملكه كونه بحكّم وأقضيته سي وعبده

�ة أحكامه تحت فهو, أحكامه تحت يصرفه كما القدري �ة عليه. األحكام هذه لجريان محل الديني

وخفاء, وفساد التوفيق قل�ة وفساد, الرأي وخمول, الحق واضاعة, القلب ونفرة, الذكر والوحشة, الوقت وبين العبد بين الخلقومنع, �ه وقسوة, اجابة رب ومحق, الدعاء وحرمان, الرزق في البركة القلب ولباس, والعمر واهانة, العلّم وضيق, الذل العدو

واالبتالء, وطول, ويضيعون القلب يفسدون الذين السوء بقرناء الصدر وضنك, الهّم الوقت وكسف, والغّم البال... المعيشةكما, ذكر عن والغفلة المعصية من تتول�د واالحراق, عن الزرع يتول�د الله النار. عن الماء

الطاعة. عن تتول�د هذه وأضداد

فصلتعالى له االنصاف معاني من

�ه أنصف لمن طوبى وأآلفات, في بالجهل فأقر رب والعيوب, في عامه والتفريط, في عمله والظلّم, في نفسه في حقهفان. وان, رأى بذنوبه آخذه معاملته فضله. رأى بها يؤاخذه لّم عدله

�ته من رآها حسنة عمل وان فان, وصدقته من �ة قبلها عليه وان, وصدقة فمن به. يواجه أن يصلح كثلهاال فلكون رد�ها ثانية �ئة عمل وان وخذالنه, تخل�يه من رآها سي وامساك, عنه وذلك, عصمته له فيرى, عدله عنه وظلمه, الى فقره ذلك في فيه �ه رب

فان, في وكرمه. وجوده احسانه فبمحض له غفرها نفسه

ها المسألة ونكتة �ه وسر� �ه يرى ال أن ه ما كل مقص�رافيرى أو مفرطا أو مسيئا اال نفسه يرى وال محسنا اال رب �ه فضل من يسر� ربفيه. الله وعدل ذنوبه من يسوؤه ما وكل اليه واحسانه عليه

�ون �ائهّم منازل خربت اذا المحب سقيا: أحب وكذلك. قالوا حسن حينئذ ذكر التراب تحت األعوام عليه أتت اذا المحب لسكانهاالبالية. األجسام تلك في ساكما كان لمن وسقياه رحمته وتجد اليه وتودده الدنيا في له طاعته

فائدةنوعان الغيرة

غيرة: الغيرة فالغيرة, من وغيرة الشيء على غيرتان والغيرة, حرصك المحبوب على الشيء يزاحمك أن المكروه من عليهفالغيرة. وهذه, من بالغيرة اال تتّم ال المحبوب على عليه حبه في المشاركة تقبح المحبوب يكون حيث تحمد المزاحّم

وأما, المزاحمة غيرة يتصو�ر فال وتعالى سبحانه القريب الحبيب بل والعالّم كالرسول حبه في المشاركة تحسن من كالمخلوقحسد. هو بل عليه

أو, الى يصرفها أن له محبته على المحب يغار أن حقه في المحمودة والغيرة فيفسدها الغير عليها يطلع أن عليها يغار غيرهأو, أو, لغير شيء فيها يكون أن أعماله على يغار عليه أو اعجاب أو رياء من محبوبه يكره ما يشوبها أن عليها يغار محبوبهفيها. عليها منته شهود عن غيبته أو عليها غيره الشراف محبة

فغيرته, وكذلكبغار. كلها وأفعاله وأعماله أحواله تكون أن يقيضي وبالجملة رضى غير في وقت منها يذهب أ، أوقاته على للهفهذه, محبوبه. مرضاة عن له القاطع المعوق له المزاحّم من غيرة وهي العبد جهة من الغيرة محبوبه

بحيث, محبة الى محبته عن قلبه ينصرف أن كراهية فهي عليه محبوبه غيرة وأما ولهذا, في يشاركه غيره غيرة كانت حبهوألجل, حر�م ما العبد يأتي أن الله ؛ وما منها ظهر ما الفاحشة حر�م سبحانه غيرته عليه فهو, عبيده الخلق ألن بطن~ يغار واماؤهولله, على السيد يغار كما امئه على ويغار. المثل جواريه بحيث, محبتهّم تكون أن عبيده على األعلى تلك تحملهّم لغيره

منها. الفاحشة ونيل الصور عشق على المحبة

Page 17: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وق�ره, أن قلبه في الله وقار عشق من* يذل�وه. أن الخلق قلوب في الله يعصيهنبتت, أرض في المعرفة شروش علقت اذا* فاذا, شجرة فيه القلب , أثمرت وقويت تمك�نت المحبة فال* تزال الطاعة

تؤتي:} �ها{. باذن حين كل أكلها الشجرة رباذكروا:} منازل أول* �حوه. ذكرا االه القوم وسب األحزاب{ بكرة كثيرا *42-41 وأصيال عليكّم يصل�ي الذي هو} وأوسطها.

األحزاب{ الى الظلمات من ليخرجكّم ومالئكته :} 43 النور �تهّم. * تحي األحزاب{ يلقونه يوم وآخرها .44 سالمفان, يغرس لما قابلة رحبة الفطرة أرض* وان, حالوة أورثت والتقوى االيمان شجرة غرست فيها الجهل شجرة غرست األبد

. الثمر فكل والهوى مر�وال, وقلبك وسمعك عينك من واطلبه الله الى ارجع* فما, هذه من عنه تشرد ولسانك اال بتوفيقه اليه رجع من رجع األربعة

وما, ماموفق, اال بخذالنه عنه شرد من شرد منها والمخذول, ويبطش ويتكل�ّم ويبصر يسمع منها بنفسه عنه ذلك يصدر بموالهوهواه.

كمثل, ونموها الطاعة تولد مثال* فصارت, نواة وتزايدها ثّم, غرستها وغرست, فأكلت أثمرت شجرة فكلما, ثمارها أثمر نواهاجنيت, منها وغرست, شيء وكذلك. ثمره �ر, تداعي نواه فليتدب فمن. هذا اللبيب المعاصي بعدها, الحسنة الحسنة ثواب المثالبعدها. السيئة السيئة عقوبة ومن

�د لله يتذلل مملوك من العجب ليس* انما, وفقره حاجته مع خدمته يمل وال له ويتعب مملوكه الى يتحبب مالك من العجب اليهعنه. غناه مع احسانه بأنواع اليه ويتودد انعامه بصنوف

ا بك كفى رب لك أنه فخرا بك وكفى عبد له أنك عز�

قي$مة فوائدوالمعاصي اي$اك

�اك { عز أذل�ت فانها والمعاصي اي وأخرجت} {. قطاع اسجدوا أسكن}ويرسلها, في الحزن سطور الندم بدم يكتب زال ما سنة ألف القلق حرارة أثمرت لحظة من لها يا أنفاس مع القصص

عليه{. فتاب} توقيع جاءه حتى األسفوما, من آدم بنزول ابليس فرح كّم. الدر خلف اللجة في الغائص هبوط أن علّم الجنة اني: } قوله بين صعود في جاعل آلدم

البقرة{ األرض السراء{ تبعك فمن اذهب} لك وقوله, 30 خليفة .63منهّملو, " من المراد هو آدم على جرى ما جزء.." لّم وجوده والذي. "2739 رقّم2106\4 التوبة في مسلّم أخرجه حديث من تذنبوا

لهّم". فيغفر ويستغفرون يذنبون بقوم ولجاء بكّم الله لذهب تذنبوا لّم لو بيده نفسياهبطوا: } قوله من تجزع ال آدم يا األعراف{ لبعض بعضكّم لك خلقتها. ذريتك ولصالح فلك, 24 عدوواليوم, على الملوك دخول علي تدخل كنت آدم يا الملوك. على العبيد دخول علي تدخل الملوكوعسى:} قولي من تجزع ال آدم يا البقرة..{ أن لك .216 تكرهواانما, الى اقطاعك اخرج لّم آدم يا �تك غيرك وليبعث, عمارته ألكمل عنه نحي السجدة..{ تتجافى:} نفقة العم�ال الى لك جنوبهّم

16.{ عز معصية عند نفعه ما تالله وال} وال..{ وعل�ّم:} شرف اسجدوا ص..{ خلقت لما:} خصيصت آدم لما:} وال, 75 بيدي فخر

الحجر..{ من فيه نفخت ربنا:} انتفع وانما. 29 روحي األعراف...{ ظلمنا بذل الشكر بدن على التوحيد درع لبس لما, 23 أنفسناأي.) به يكن لّم كأن الجريح فقام كان كما فعاد االنكسار جبار عليه فوضع فجرحه مقتل غير في منه العدو سهّم وقع قلبة

عل�ة(.

شريف( حديث) البيت آل منا سلمان

سنده: في الذهبي عنه وسكت 598\3 المستدرك في الحاكّم أخرجه والطبراني. تلخيصه 261\6 الكبير المعجّم في ضعيفلعمرك. دالئل في والبيهقي. 234\5 السنة شرح في والبغوي التقوى تترك فال دينه ابن اال االنسان ما النبو�ة

النسب على اتكااللهب أبا الحسيب الشرك وضع وقد فارس سلمان االسالم رفع فقد

�أة النجاة نجائب وأقدام, مهي بالقيود. موثوقة المطرود للمراد�ت قتقلب, بيداء في األقدار عواصف هب فلما, ونجّم الوجود األكوان الهالك, لجة في غريق طالب أبو اذا الريح ركدت الخير

السالمة. علىاحل وسلمانوصهيب, في قومه يقدم المغيرة بن والوليد والنجاشي, بقافلة قدم قد التيه لبيك: الحبشة أرض في الروم لبيك, اللهّم يقول

Page 18: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

الصالة: وبالل وأبو, من خير ينادي المخلفة. رقدة في جهل النوم(, التمجس في آبائه طريق عن التوفيق دليل به عرض سلمان بسابقة القدم في قضى لما فأقبل) في أباه يناظر المجوسيةفلما, دين وهذا. اال جواب له يكن لّم بالحجة عاله الشرك وبه, يوم من الباطل أهل يتداوله جواب القيد فرعون أجاب عرفوه

لئن:} الشعراء{ الها اتخذت موسى االمام: أجاب وبه, 29 غيري وبه. على عرضوه لما أحمد الجهمية البدع أهل أجاب السياطفنزل- على نحن وها– السجن استودعوه حين االسالم شيخ { ضيف به األثر جزء} فنال. سورة 155 اآلية من لنبلونكّم البقرة

فسمع", أهل منا سلمان" مرتبة باكرامه فسرق, نية على ركبا أن البيت فركب, أبيه من نفسه السفر العزم رحالة والقطعفغاص, مطلب ادراك يرجو ة ليقع البحث بحر في السعادة فوقف, بدر� فلما, وقوف األدالء خدمة على نفسه الوجود األذالءان: وسلّم عليه الله صلى نبينا نبوة على االعالم أعالم اليه سلموا دولتهّم بانقراض الرهبان أحس فاحذر, قد زمانه وقالوا أطل

فرحل, أن يوسف{ دراهّم بخس بثمن وشروه} به يرفقوا لّم رفقة مع تضل فلما, يهودي فابتاعه, 20 معدودة رأى بالمدينةولّم, حرا تولد الحرة فبينا. بوجد المنزل رب يعلّم شوقه وسلمان, بقدوم البشير قدم االنتظار ساعات يكابد هو النازل البشيروكاد, رأس في ان:} جرى كما أمسكه الحزم أن لوال يلقيه القلق نخلة القصص{ على ربطنا أن لوال به لتبدي كانت يوم قلبهايقول: حاله ولسان البشارة ركب لتلقي النزول فعجل, 10

نسيّم الديار تلك من هب فقد الربا على بي قفا نجد من خليلي

مالك؟: به فصاح فقال. الى انصرف سيده شغلك

شغل داركّم في ولي انصرافي كيف

األطروش. سمع لو يترنّم حاله لسان أخذ ثّم

بداليا ليلى آل من علّم اذا منكما أنا ما والله ال خليلي

فوافقه. األصل بكتاب الرهبان نسخة عارض الرسول لقى فلما أبو, نريد ونحن طالب أبا تريد أنت محمد يا واذا, عبد قال اسمه عن سئل اذا طالب سلمان واذا, افتخر انتسب مناف باآلباء

وسلمان. عد� األموال ذكرت , اسمه عن سئل اذا االبل وعن: عبدالله ابن: نسبه قال وعن, قال , ماله االسالم وعن: الفقر قالوعن, قال حانوته وعن, قال كسبه المسجد التقوى: لباسه الصبر وعن, قال وعن, قال وساده والواضع قال: فخره السهر

وعن" سلمان" يريدون:} قصده منا األنعام{ قال وعن, الى قال سيره وعن, 52 وجهه امام: الطريق في دليله الجنة قالاألمة. وهادي الخلق

حاديا ذكرك طي�ب بالمنايا كفى امامنا وأنت أدجلنا نحن اذاكفانا, نجد ولّم الطريق أضللنا نحن وان هاديا وجهك نور دليال

. أدجلنا أدخلنا=

ورب, الذنوب* مقتل. في وقع جرح جراحاتعادت, سلطان من عقلك خرج لو* له. الدولة هواكاذا.* مقامت الهوى دار دخلت* فاستتر, مسعر أنها فاعلّم تحل ال نظرة عرضت بعمرك قل: } منها حرب للمؤمنين...{ بحجاب

} من سلمت فقد, 30 النور وكفى: الحزاب{ المؤمنين الله األثر وأخوف, مد اذا الهوى بحر. 25 القتال على المنافذ أغرقالماء. في البصر فتح السابح

أعماله, في مفرد من أكرم أحد ما تؤنسه قبرهمحبسه قبره كعبد ليس روضة في القبر في منعمايصيبه فيما الصبر عند وتعرف خطوبه تأتي المرء فضل قدر علىنصيبه يرتجيه مما قل فقد اصطباره يتقيه فيما قل ومن

اشتر, الزرع ظن فما التمام قبل زرع قطع كّم* فالسوق, المستحصد ال. والثمن قائمة نفسك ورقاد الغفلة سنة من بد موجودولكن, دنا: البلد فحراس النوم خفيف كن الهوى الصباح. يصيحون

فتلوح, ليل في يضيء العقل نور* فيتلمح, جادة الهوى النور ذلك في البصير الصواب

Page 19: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فهناك", عين ماال" فيه الذي الرحب الفناء ذلك الى باآلفات المحشو الضي�ق الفناء هذا من بالعزم أخرج* يتعذ�ر ال رأتمحبوب. يفقد وال مطلوب

ووصله, حبه من بهوى نفسه بائعا يا* وحسنه, ضنى لقد, الى أذى األشياء أنفس بعت فناء

كأنك, بثمن حتى, خسة وال السلعة قدر تعرف لّم بخس ال, عقد في الغبن لك تبي�ن التغابن يوم قدمت اذا الثمن اال اله التبايعالله, الله وثمنها, سلعة والدالل, مشتريها �ة ترضى, الجن بعوضة. جناح كله يساوي ال مما يسير بأذن ببيعها الرسول

عبده صرت من عند بعوض جناح جميعه يساوي ال شيء كان اذاعنده قدرك الحال ذي على يكون الذي ما كلك منه جزء ويملكوده زال وقد الحسنى من لديه بما استامها قد نفسا به وبعت

عرض= للبيع. السلعة السوم

والطريق, أين العزم مخنث يا* وناح, فيه تعب طريق أنت ورمى, ألجله آدم وأضجع, النار في نوح اسماعيل, للذبح الخليلولبث, بثمن يوسف وبيع ونشر, بضع السجن في بخس وذبح, بالمنشار سنين وقاسى, الحصور السيد زكريا أيوب, الضر يحيىوسار, بكاء المقدار على وزاد وعالج, الوحش مع داود باللهو أنت تزها وسلّم عليه الله صلى محمد األذى وأنواع الفقر عيسى

واللعب.

ولكن, مزارها ان بالحزن دارها فيا أهوال ذلك دون قريب

فان, في أعزل وأنت قائمة الحرب* فللهزيمة. ركابك حركت النظارة

في( اشتداد عند النهار نصف) الهجير حر يباشر لّم من* ( يقل لّم المجد طالب النهار في) الشرف. ظالل القيلولة

أطوف للمقام أني تدر ولّم بأرضنا أقمت لو سليمى تقولالى: لبعض قيل فقال!! تتعب كّم العباد أريد. راحتها نفسك

( يخلقهما وهو العافية حلة بعد االيمان بحلة مكرما يا* في) ال, مخالفة يبليهما نعمة استعمل من يستحق السلب؛ تنكر الخالقيسلبها. أن يكره فيما المنعّم

فمن, عرائس على يؤثرهن أيهّم ليبلوهّم للناظرين؛ تزينت قد الموجودات عرائس* ينبغي ما آثر التفاوت قدر عرف اآلخرةايثاره.

وقالت, أقبلت بدت أن لما الكون وحسان الي: نحوي لىلدي مقصودي أبصرت عندما أرها لّم كأن فتعاميت

زحل. فيها ليس سيارة عزائمهّم بروج في العارفين هّم كواكب*

فاألمير, على نمت اذا ونّم الركب أواخر فى كن جادتهّم عن انحرف من يا* أي الجيش ساقة) الساقة يراعي الطريقالمؤخرة(.

سبقنا: قيل* ونحن( أي) دهّم خيل على القوم للحسن (, معقرة حمر على سود فقال) فما طريقهّم على كنت ان مجرحةبهّم. اللحاق أسرع

فائدة الوحدة في ووجده الناس بين بالله أنسه وجد من الصادق المحب

ومن. صادق فهو الوحدة في ووجده الناس بين أنسه فقد من* ومن. فهو الخلوة في ووجده الناس بين وجده ضعيف معلول

Page 20: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ومن. ميت فهو الخلوة وفي الناس بين فقده ومن. في القوي الصادق المحب فهو الناس وفي الخلوة في وجده مطرود حالهومن. اال مزيده يكن لّم الخلوة في فتحه كان زمن. مزيده كان وارشادهّم ونصحهّم الناس بين فتحه كان منها فتحه كان معهّموفي, حيث الله مراد مع وقوفه في فأشرف. ومع خلوته في مزيده كان استعمله شيء أي أقامه تختار ال ان األحوال الناس

فكن, ويقيمك لك يختاره ما سوى حالة لنفسك منه. مرادك مع تكن وال منك مراده مع فيه

النور{ تمسسه لّم ولو يضيء زيتها يكاد} الشرائع قبل منيرة الفطرة أصل في الطاهرة القلوب مصابيح* .35 نار

وكفر, رأى وما قس وحد* قس. معه صل�ى وقد أبي� ابن الرسول سئل, ومن العرب حكماء أحد ساعدة بن بالمسجد خطبائهّميحشر:" وسلّم عليه الله صلى الرسول عن وحدة". أمة فقال

وكّم, وال ري الصب مع* اللجة. في عصشان من ماء

فجاء, الى تابوته فسيق آسية وايمان موسى بنبوة العلّم سبق* الى, عن منفرد طفل بيتها فلله. عن خالية امرأة أم كّم ولدكّم. من القصة من ولسان, من موسى طلب في فرعون ذبح عبرة ال: القدر ولد حجرك. في اال نربيه يقول

فكفله, في يتيما البجادين ذو كان فنازعته, الصغر فهّم, عليه الله صلى الرسول اتباع الى نفسه عمه فاذا, وسلّم بالنهوضفلما, ينتظر فقعد مانعة المرض بقية نفذ, تكاملت العّم الوجد: ضمير فناداه الصبر صحته

طريقا وجدت ربما أثرها المضيقا تشكو حبسها كّم الى

فقال. منك أرى وما السالمك انتظاري طال ياعّم فقال فصاح. ما كل ألنتزعن أسلمت لئن والله نشاطا لسان أعطيتكنظرة: فيها. وما الدنيا من الي أحب وسلّم عليه الله صلى محمد من الشرق

ليلى: قيل ولو طواياها في وما الدنيا أم تريد ووصلها للمجنونغبار: لبلواها وأشفى نفسي الى ألذ نعالها تراب من لقال

فناولته, من عمه جرده وسلّم عليه الله صلى الرسول الى للسير تجرد فلما فقطعه, األم الثياب نصفين, الوصل لسفر بجاداوارتدى, اتزر فلما, بأحدهما والمحب, ساقه في يكون أن قنع الجهاد صائح نادى اآلخر ألن, طول يرى ال األحباب الطريق

بعينه: المقصود

يريدها من الحمى أكناف وبلغ يريده من الحمى الله أبلغ أال

اللهّم:" وجعل لحده له يمهد وسلّم عليه الله صلى الرسول نزل نحبه قضى فلما عنه" فارض راضيا عنه أمسيت اني يقولأخرجه. صاحب كنت ليتني يا مسعود ابن فصاح (.4795رقّم) االصابة في حجر وابن, 171\4 اسحاق ابن القبر

فلما, البرقعة في ما أقل العزم مخنث فيا* تفرزن. نهض البيذق

يسقى( عربي غير فرس) برذونا الحكماء بعض رأى* فقال, هجين . هملج لو عليه , ) لركب) هذا انقاد

القواطع. سد أيديها بين من اندفع بالسلوك العزم أقدام*

فاذا, من الصادق بها بتبين محن القواطع* المقصود. الى توصلك لك أعوانا انقلبت خضتها الكاذب

الدنيا مثل[ 23]

انما, مع تثبت ال بغي كامرأة الدنيا* بالدياثة. اال ترضى فال عليها ليستحسنوا األزواج تخطب زوج

تفي ال بلقباحة المالحة فاذا فعالها جمالها بين ميزت

Page 21: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

تفي أال لنا حلفت فكأنها عهودنا تخون اال لنا حلفت

والسباحة, أرض في سير طلبها في السير المفروح, غدير في سباحة فيها مسبعة عليه. المحزون عين هو منها به التمساحوأحزانها, من متولدة آالمها أفراحها. من لذاتها

فصارت, أهلها في الشباب في كانت مآرب عذابا المشيب في عذابا

وعين, يرى الطبع طائر* غير, ترى العقل الحبة عمياء. الهوى عين أن الشرك

المساويا تبدي السخط عين أن كما كليلة عيب كل عن الرضا وعين

فغض, ألعين الشهوات تزخرفت* ووقع, يؤمنون الذين عنها الطباع : } بيداء في تابعوها بالغيب أولئك, ف هدى على الحسراتالبقرة{ هّم وأولئك ربهّم من كلوا:} يقال وهؤالء, 5 المفلحون المرسالت{ انكّم قليال وتمتعوا لهّم .46 مجرمون

أماتوا, المقام وقلة الدنيا الحياة قدر الموفقون عرف لما ولما, لحياة طلبا الهوى فيها فيها الغفلة, نوم من استيقظوا األبدفلما, زمن في منهّم العدو انتهبه ما بالجد استرجعوا تلمحوا, عليهّم طالت البطالة فقرب, الطريق البعيد, عليهّم المقصد

حلى, لهّم أمرت وكلما األنبياء{ كنتّم الذي يومكّم هذا:} تذكر لهّم الحياة .103 توعدون

والليل, وركب قاتّم المطالع مغبر كل على رواقه ملق سرواالعزائّم ظهور في سراهّم فصار بينها األرض ضاعت عزمات حدواوهام, عاتق على تبتغونه ما الليل نجوم تريهّم النعائّم الشعري

المكارم صدور في العطايا رماح قصفوا الجد معرك في اطردت اذا

الود: : ملق المقدمة, الرواق والجانب. واللطف

فصل

وأن, ال ثّم تعرفه أ، األشياء أعجب من* ثّم, تسمع تحبه وأن. عن تتأخر داعيه ثّم, في الربح قدر تعرف االجابة تعامل معاملتهوأن. ثّم, قدر تعرف غيره وأن. تتعر�ض غضبه ثّم, والحديث حديثه غير في الخوض عند القلب عصرة تذوق له تشتاق ال عنهوأن. بذكره الصدر انشراح الى وال, القلب تعلق عند العذاب تذوق ومناجاته واالنابة, االقبال نعيّم الى منه تهرب بغيره عليه

اليه.

وأنك, لك بد ال أن علمك هذا من وأعجب* وأنت, شيء أحوج منه وفيما, عنه اليه راغب. عنه يبعدك معرض

فائدة: من اال عليه حرم ما العبد أخذ ما سوء: احداهما وأنه, ظنه جهتين : منه خيرا يعطه لّم وآثره أطاعه لو بربه أن, والثانية حالل

وأن, عالما يكون لكن(, خيرا أعطاه) منه خيرا أعاضه شيئا لله ترك من بذلك وهواه, شهوته تغلب منه فاألول. صبره من عقلهوالثاني, ضعف وبصيرته. عقله ضعف من علمه

من: بن يحيى قال وصدقت, عليه الله جمع معاذ وقوي, ضرورته قلبه فال, وفاقته دعاؤه. يرد يكاد رجاؤهفصل((

وخداع, الدنيا سطوة المتيقظون رأى لما وتملك, األمل بأهلها ورأوا, قياد الشيطان ألربابه األمارة, للنفس الدولة النفوسع حصن الى لجأوا كما, التضر� سيده. حرم الى المذعور العبد يأوي وااللتجاء

ونظر", لعب" ك الدنيا شهوات فأما, على مقصور الجاهل الخيال الستر. وراء ما فيرى العقل ذو الظاهر

فلما, لهّم الح فطاروا, خيط البصائر ألبصار بأن التناول أيدي مدوا المشتهى وصوبوا, بأجنحة الفخ الثاني: الرحيل الى الحذر

Page 22: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

يونس{ قومي ليت يا} ففهموا, القوم تلمح, 26 يعلمون فأجمعوا, الجود السبيل, سواء في للسير وشمروا الرحيل المقصودوهّم, مشتغلون فالناس وعصافير, قطع في بالفضالت الذبح. ينتظرون الشبكة وثاق في الهوى الفلوات

فقال, في ثعلبان وقع أين: أحدهّم شبكة بعد: هذا؟ بعد الملتقى لآلخر الدباغة. في يومين فقال

فاستيقظوا, اال األيام كانت ما تالله الظفر. على حصلوا وقد مناما

وما, الدنيا من مضى ما والوقت, منها بقي أحالم بينهما. ضائع أماني

وولد, ال زوجة له من يسلّم كيف وجار, ال ترحمه وصاحب, ال يعذره وشريك, ال يأمنه وعدو, ال ينصحه معاداته, عن ينام ال ينصفهودنيا, أمارة ونفس وهوى, بالسوء �نة وشهوة, متزي وغضب, غالبة مرد وشيطان, له وضعف, قاهر فان. مستول مزين عليهوان, هذه له انقهرت اليه وجذبه الله تواله الهلكة. فكانت عليه اجتمعت نفسه الى ووكله عنه تخلى كلها

واعتقدوا, والمحاكمة والسنة الكتاب تحكيّم عن الناس أعرض لما وعدلوا, االكتفاء عدم اليهما والقياس اآلراء الى بهماعرض, وأقوال واالستحسان وظلمة, في فساد ذلك من لهّم الشيوخ وكدر, في فطرهّم ومحق, في قلوبهّم في أفهامهّم

وعمتهّم. حتى, وغلبت األمور هذه هذه عقولهّم وهرم, فيها ربي عليهّم فلّم, عليها الصغير فجاءتهّم. يروها الكبير دولة منكراوالنفس, مكان البدع فيها قامت أخرى والهوى, مقام السنن والضالل, مقام العقل والمنكر, مقام الرشد مقام الهدى

والجهل, والرياء, مقام المعروف والباطل, مقام العلّم والباطل, مقام االخالص والكذب, مقام االخالص الشرك, مقام الحقوالظلّم, مقابل والمداهنة فصارت. مقام النصيحة وأهلها, لهذه والغلبة الدولة العدل دولة رأيت فاذا اليهّم المشار هّم األمور

وراياته, قد األمور هذه وجيوشها, قد أقبلت فبطن, قد نصبت وقلل, من خير والله األرض ركبت مكن خير الجبال ظهرهاومخالطة, الناس. مخالطة من أسلّم الوحش السهول

وظهر, وأظلمت األرض اقشعر�ت وذهبت, ظلّم من والبحر البر في الفساد السماء وقل�ت, الفجرة وهزلت, البركات الخيراتوتكدرت, بكى, فسق من الحياة الوحوش وشكا, واألفعال الخبيثة األعمال من الليل وظلمة النهار ضوء الظلمة الفظيعة

وهذا. المنكرات وغلبة الفواحش كثرة من ربهّم الى والمعقبات الكاتبون الكرام انعقد قد عذاب بسيل منذر والله والقبائحومؤذن, فاعزلوا. أدلهّم قد بالء بليل غمامه وكأنكّم. وبابها ممكنة بتوبة السيل هذا الطريق عن ظالمه وقد بالباب مفتوحوبالرهن, الشعراء{ منقلب أي ظلموا الذين وسيعلّم} علق وقد وبالجناح غلق وقد أغلق .227 ينقلبون

فان, نفسك اشتر والثمن, السوق اليوم والبضائع, قائمة وسيأتي, موجود قليل الى فيه تصل ال يوم البضائع تلك على رخيصةوذلك: } .. وال التغابن{ يوم كثير الفرقان{ على الظالّم يعض ويوم, } 9 التغابن .27 يديه

تزودا قد من الحشر يوم وأبصرت التقى من بزاد ترحل لّم أنت اذاأرصدا كان كما ترصد لّم وأنك كمثله تكون ال أن على ندمت

ينفعه. وال يثقله رمال جرابه يمالء كالمسافر اقتداء وال اخالص بغير العملوتهاونت, الدنيا هموه القلب على حملت اذا كنت, قوته هي التي بأورادها وأثقالها فوق دابته يحمل الذي كالمسافر وحياته

فما, يوفيها وال طاقتها به. تقف ما أسرع علفها

اخفاق وال ظفران ال حيران عمره ينفق العزمات ومشتتوخيد اليعمالت سير كل فما أمره يملك العجالن السائق هل

وخدود تحتها جباه تداس فانما المطى بأخفاف رويدا

العذرة, تعمل التي الناقة: اليعمل المشي. في أسرعت اذا البعير خد: كثيراالصبر. مرارة عليه هانت العافية حالوة تلمح من

آخر, في أول الغاية مبدأ, في التقدير منتهى, نظر في الوجود الوصول. منازل في العقلفلو, عجز ألفت العزائّم. أنوار لك الحت المعالي ربا هم�تك بك علت العادةبالصور. ال بالهمّم القوم تفاوت انما

Page 23: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

: جب في داله الكساح همة نزول داء. الكساح العذرة, يصيب العذرة وكذلك, فناء االبل للغائط. يقال البيت

نزلوا, جبل الفائزين وبين بينك فاطو, ونزلت يديه بين الهرم تلحق, فصل خلفه بالقوم. منزلوقد, مضمار الدنيا والناس, وخفى الغبار انعقد سباق معقرة. حمر وأصحاب وراجل فارس بين المضمار في السابق

حمار أو تحتك أفرس الغبار انجلى اذا ترى سوف

والحمية, الطبع في أوفق. شرهالهوى. ظالم في اال يمشي ال الحرص لصفتفكر, فخ تحت المشتهى حبة الصبر. هان وقد الذبح التلفوشدة, في االجتهاد توجب األمل بلوغ في الطمع قوة المأمول. فوت من الحذر الطلب

فقره. على يؤجر ال فقير البخيلوال, عطش على الصبر . شرعة من الشرب الضر من�وال, تجوع بثدييها. تأكل الحرة

فسؤال, سوى تسأل ال عليه. تشنيع سيده غير العبد موالكاألنس. يثمر الخلوة غرس

واستأنس, يدوم ال مما استوحش يفارقك. ال بمن معكوأما, الجاهل عزلة وسقاؤها. حذاؤها فمعها العالّم عزلة فسادواستحضر, بيت في واليقين العقل اجتمع اذا مناجاة: بينهّم وجرت الفكر العزلة

ونظامه نثره الينا شهى سماعه يمل ال حديث أتاك ظالمه المعنى القلب عن وزال عناؤها زال النفس ذكرته اذا

فال, لفظة عدوك من خرجت اذا ونسل, بمثلها تلحقها سفه مذموم. نسل الخصام تلق�حهافلو, الجهل أثر لنفسك حميتك عليها. الخصّم أعنت معرفتها حق عرفتها بها

القادح. بحراق ابتدأت الغضب نار من االنتقام نار اقتدحت اذافانه, بسلسلة غضبك أوثق أتلف. أفلت ان كلب الحلّمدل, سابقة له سبقت من الطلب. قبل الدليل على السعادةثّم, بذر قلبه أرض في بذر شخصا القدر أراد اذا ثّم, الرغبة بماء سقاه التوفيق واستخدم, بأطوار عليه أقام والرهبة المراقبةفاذا, حارس له سوقه. على قائّم الزرع العلّموردفه, ليل ظالم في الهمة نجّم طلع اذا أشرقت, قمر البطالة ربها. بنور القلب أرض العزيمةفالخوف, النوم تغالب الليل جن اذا والكسل, عسكر مقدم في والشوق والسهر فاذا, كتيبة في والتواني اليقظة حمل الغفلة

فما, جنود فانهزمت الميمنة على حمل العزم ألهلها. الغنيمة وبردت السهمان قسمت وقد اال الفجر يطلع التفريطالنجائب, مضمر اال بطيقه ال الليل سفر وحامالت, في المجاعة األخير. في الزاد األول

وال, الباب على الوقوف تسأم ال فان, ولو االعتذار تقطع ولوطردت الكذابين هجوم فاهجّم دونك للمقبولين الباب فتح ردتيوسف{ وتصد�ق} كف وابسط الطفيلية دخول وادخل . 88 علينا

كيف(, أي) التقوى اقليد بغير المعاش باب مستفتحا يا الزرع. ضيق وتشكو الخطايا طريق توسع مفتاحهامراد. يفتك لّم التقوى مراد عند وقفت لو

" باب في سد المعاصي ان, و جزء", بالذنب الرزق ليحرم العبد الكسب رقّم 1334\2 ماجه ابن أخرجه حديث من يصيبهثوبان. عن, 277\5 وأحمد, 4022

لي تطوي األرض وجدت اال زائرا جئتكّم ما تاللهبأذيالي عثرت اال بابكّم عن عزمي انثنى وال

وليس, في كاألطيار األشباح هي األرواح للسباق. هيىء كمن لالستفراخ أعد ما األبراجيشغله. شغل وبأي العمل من يوليه ماذا فلينظر السلطان عند قدره يعرف أن العمال من أراد منفان, أبناء من تكن وال اآلخرة أبناء من كن األم. يتبع الوليد الدنيا

فكيف, أقدامك نقل تساوي ال الدنيا خلفها؟. تعدو اليهاواألوطار, واآلخرة مجاز الدنيا االجتماع. من تطلب انما وطن قسمان: بالخوان األوطان

Page 24: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

اجتماع: فهذا, وشغل الطبع مؤانسة على أحدهما ته الوقت وأقل, من أرجح مضر� ويضيع القلب يفسد أنه فيه ما منفعتهالوقت.

االجتماع: فهذا, بالحق والتواصي النجاة أسباب على التعاون على بهّم ثانيهما ولكن, الغنيمة أعظّم من والصبر فيها وأنفعهاآفات: ثالث

تزين: لبعض. بعضهّم األولىالكالم: : من أكثر والخلطة الثانية أن. الثالثة المقصود. عن بها ينقطع وعادة شهوة ذلك يصير الحاجة

فاالجتماع, والنتيجة, والنفس للقلب واما األمارة للنفس امل لقاح والخلطة وبالجملة فمن, من مستفادة المطمئنة اللقاحوهكذا, طابت لقاحه طاب �بة األرواح ثمرته والخبيثة, من لقاحها الطي وقد, من لقاحها الملك سبحانه الله جعل الشيطان

والطيبين, الطيبات بحكمته اقرأ. وعكس للطيبات للطيبين النور. سورة من 26 اآلية ذلك

) قاعدة)الغائبة واألسباب المشهودة األسباب

بل, مستقل واحد سبب الممكن من الوجود في ليس يمنع مانع وانتفاء اليه آخر سبب بانضمام اال البتة سبب يؤثر ال بالتأثيرهذا. وفي, المشهودة األسباب في تأثيره فانه والنبات الحيوان في الشمس كتأثير المعنوية األسباب و الغائبة األسباب بالعيانمن, أسباب على موقوف اسباب, , محل وجود أخر وكذلك. ذلك الى تنضّم أخر قابل عدة على موقوف الولد حصول السببوكذلك, وطء غير أسباب فكل, مع األسباب جميع الفحل يكون أن غاياته فأعلى المخلوقات من ويرجى يخاف ما مسبباتهافال, الواحد الله اال غيره على تأثيره توقف دون وحده بالتأثير مستقل غير سبب جزء غيره. يخاف وال يرجى أن ينبغي القه�ارفانه, بغيره والخوف الرجاء تعلق أن على قطعي برهان وهذا لكانت بالتأثير وحده مستقل سبب ذلك أن فرض لو باطل

فليس, ال غيره من سببيته فانه, يفعل قوة نفسه من له منه كلها, والقوة كله الحول بيده الذي فهو بالله اال قوة وال حول ال بهافكيف. في وبيده لله هما انما ويخاف المخلوق ألجلهما يرجى التي والقوة فالحول وال له حول ال من ويرجى يخاف الحقيقة

بل, فانه, يرجوه المكروهةبمن ونزول الحرمان أسباب ورجاؤهىأحد المخلوق خوف قوة الله غير من خوفك قدر على ويخافهوعلى, يسلط وهذا, يكون لغيره رجائك قدر عليك وان, الخلق حال الحرمان فما, علما أكثرهّم عن ذهب أجمعه الله شاء وحاالالخليقة. عليه ولواتفقت يكن لّم يشأ لّم وما بد وال كان

وأوليائه أعدائه مفزع التوحيد

فأما: أعدائه مفزع التوحيد فاذا: } الدنيا كرب من فينجيهّم أعدائه وأوليائه له مخلصين الله دعوا الفلك في ركبوا وشدائدهاالعنكبوت{ هّم اذا البر� الى نج�اهّم فلما الدين ولذلك. واآلخرة الدنيا كربات من فينجيهّم أولياؤه وأما. 65 يشركون وشدائدهافنج�اه, اليه فزع به عذب مما به فنجوا الرسل أتباع اليه وفزع. 88-87 رقّم آية األنبياء اقرأ, الظلمات تلك من الله يونس

ولما. في لهّم أعد وما الدنيا في المشركون عند, اليه فزع اآلخرة لّم, وادراك الهالك معاينة فرعون اآلية اقرأ, ينفعه الغرقألن, سورة من 92-90 رقّم هذه. ال المعاينة عند االيمان يونس مما. في الله سنة يقبل التوحيد. بمثل الدنيا شدائد دفعت عباده

بالتوحيد* دعاء كان ولذلك التي* ذي ودعوة الكرب فال. كربه الله فر�ج اال مكروب بها دعا ما النون الكرب في يلقى بالتوحيدفهو, اال منها ينجي وال الشرك اال العظام وبالله. وحصنها وملجؤها الخليقة مفزع التوحيد التوفيق. وغياثها

عن. والترمذي ومسلّم, 6345 برقّم 149\11 الدعوات في البخاري أخرجه الكرب دعاء* كان: عباس ابن وأحمد النبي قالال: " الكرب عند يدعو وسلّم عليه الله صلى ال, العظيّم الله اال اله يقول العرش ورب واألرض السموات رب الله اال اله الحليّم

العظيّم".

وقد{ , من كنت اني سبحانك أنت اال اله ال} تعالى قوله هو المقصود والدعاء السالم عليه يونس سيدنا وهو* صح الظالمينشهدت: وق�اص أبي بن سعد عن الحديث في اني:" وسلّم عليه الله صلى الله رسول قال مكروب يقولها ال كلمة ألعلّم يقولأن:} في فنادى السالم عليه يونس أخي كلمة عنه الله فر�ج اال الظالمين{. من كنت اني سبحانك أنت اال اله ال الظلمات ))فائدة

للمحبة تابعة اللذة

تقوى, تابعة اللذة فكلما, وتضعف بقوتها للمحبة بالوصول اللذة كانت أقوى اليه والشوق المحبوب في الرغبة كانت بضعفها

Page 25: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فكلما, والعلّم لمعرفته تابع والشوق والمحبة أتّم اليه فاذا, محبته كلنت أتّم به العلّم كان به اآلخرة في النعيّم كمال رجع أكملفمن, العلّم الى اللذة وكمال كان, ودينه وصفاته وأسمائه بالله يؤمن كان والحب وكانت, له أعرف اليه بالوصول لذته أحب

وكل. كالمه وسماع وجهه الى والنظر ومجاورته فكيف, في كقطرة ذلك الى باالضافة وبهجة وسرور ونعيّم لذة أتّم يؤثر بحروكمال! أبد دائمة عظيمة لذة على باآلالم مشوبة قصيرة ضعيفة لذة عقل له من العلّم: هاتين بحسب العبد اآلباد؟ القوتين

وأفضل, وأعلى, العلّم العلّم والحب وأكمل, الحب الحب بالله والله. اللذة له المستعان. بحسبهما

))قاعدةمنجيان حبسان

حبس. اال وطلبه سيره له يستقيّم ال اآلخرة والدار الهه طالب وحبسه, طلبه في قلبه بحبسين الى االلتفات عن ومطلوبهزحبس. وحبسه, ال عما لسانه غيرة وحبس. ايمانه في يزيد وما الله ذكر على يفيده المعاصي عن جوارحه ومعرفته

وحبسها, فال, الواجبات على والشهوات فضاه أوسع الى السجن من فيخلصه ربه يلقى حتى الحبس يفارق والمندوباتومتى. الدنيا, من خروجه عند الفظيع الحبس ذلك أعقبه الشهوات فضاء الى منهما وفر الحبسين هذين على يصبر لّم وأطيبه

وبالله. الى ذاهب واما الحبس من متخلص اما الدنيا من خارج فكل التوفيق. الحبس

عليك: رجال عون ابن ود�ع فان, بتقوى فقال وحشة. عليه ليست المتقى اللهكام: بن زيد وقال من: أسلّم كرهوا. وان الناس أحبه الله اتقى يقالان: أبي البن الثوري وقال وان, كفاك الله اتقيت ذئب شيئا. الله من عنك يغنوا لن الناس اتقيت الناس

أوتينا: بن سليمان وقال وعل�منا, لّم ومما الناس أوتي مما داود فلّم, لّم ومما الناس عل�ّم مما يؤتوا من أفضل شيئا نجد يعلمواوالعدل, السر في الله تقوى والقصد, الغضب في والعالنية والغنى. الفقر في والرضا" أثر أحمد لالمام الزهد وفي ما: فان, واألرض السموات أسباب قطعت اال دونى بمخلوق اعتصّم مخلوق من الهي دونه

وان, لّم سألني وان, لّم دعاني أعطه وما. أغفر لّم استغفرني أجبه له ضمنت اال خلقي دون بي اعتصّم مخلوق من لهفان, واألرض السموات وان, سألني رزقه وان, دعاني أعطيته ذكره" غفرت استغفرني أجبته مسانيد في السيوطي له

.123\2 الكبير الجامع

)جليلة( فائدة

ألن, وحسن الله تقوى بين وسلّم عليه الله صلى النبي جمع وحسن, وبين العبد بين ما تصلح الله تقوى الخلق الخلق ربهقتقوى. وبين بينه ما يصلح وحسن, محبة له توجب الله خلقه محبته. الى الناس يدعو الخلق الله

)جليلة( فائدة

وحكم: مواعظ

خطوة: تقطع قنطرة والجنة الله وبين العبد بين وخطوة, عن بخطوتين فيسقط, عن نفسه بينه فيما ويلغيها نفسه الخلقويسقط, وبين فال, وبين بينه فيما ويلغيهّم الناس الناس صاح. الموصلة الطريق وعلى الله على دله من الى اال يلتفت الله اليه

اقترب:} بالصحابة األنبياء{ للناس واعظ فجرت, للخوف فجزعت, 1 حسابهّم بقدرها{ أودية فسالت} العيون الحذر من قلوبهّم.17 الرعد

أنت: " عنه الله رضي لعلي الدنيا تزينت وكانت". لي رجعة ال ثالثا طالق فقال لكنه, واحدة تكفيه فيك لئال الثالث جمع للسنةودينه. جواز للهوى يتصور كيف, من يأنفان السليّم وطبعه الصحيح المراجعة المحلل" الله لعن" حديش رواة أحد وهو المحلل, 107,121, 87\1 المسند في أحمد وأبو, . والنسائي , ما, والبيهقي الترمذي في فاتخذه خلوة موضع الدار هذه في يعلى

ال. وال, على منها وكن فاعرفها الجواذب تجذبك أن بد نفسك فيها. وأنت منها خلوت اذا الشواغل تضرك حذر

فيحق, نور من أضوأ الحق نور عنه. تعشو أن البصائر لخفافيش الشمس

وهو, يتبعون الذين ومن الشك أهل من خال الله الى الطريق وهو, اليقين بأهل معمور الشهوات الطريق على والصبرالسجدة{ بآياتنا وكانوا صبروا لما بأمرنا يهدون أئمة منهّم وجعلنا} كاألعالم .24 يوقنون

Page 26: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

قاعدة([ (31]السيئات تكفير في الموت عند الله اال اله ال أن شهادة تأثير

ألنها, السيئات تكفير في عظيّم تأثير الموت عند الله اال اله ال أن لشهادة عارف بها موقن عبد من شهادة واحباطهاقد, وانقادت, نفسه والنت الشهوات منه ماتت بمضمونها بعد وذلت اعراضها بعد وأقبلت واستعصائها ابائها بعد المتمردة

وخرج, واستخذت, الدنيا على حرصها منها عزها كانت ما وأرجى له كانت ما أذل الحق وموالها فاطرها ربها يدي بين وفضولهاوتجرد, ومغفرته لعفوه فزالت, وتحقق الشرك أسباب بانقطاع التوحيد منها ورحمته كانت الي المنازعات تلك منها بطالنه

واجتمع, مشغولة فوجه, والمصير عليه بالقدوم أيقنت من على همها بها وأقبل, بكليته وجهه العبد اليه وهمه وروحه بقلبه اليهفاستسلّم. واستوى, ظاهرا وحده عليه " وعالنيته سره وباطنا ال: مخلصا" اال اله فقال وقد. من الله من قلبه تخلص قلبهقد. ما الى وااللتفات بغيره التعلق قد. من كلها الدنيا خرجت سواه وشارف, من كلها الدنيا خرجت قلبه ربه, على القدوم قلبه

وامتالء, نيران وخمدت فصارت, من قلبه شهوته وصارت, نصب اآلخرة فكانت, وراء الدنيا عينيه الخالصة الشهادة تلك ظهرهفطه�رته, خاتمة وأدخلته, من عمله ألنه, على ذنوبه وافق, صادقة بشهادة ربه لقي ربه نيتها, عال وسرها باطنها ظاهرها خالصةوفر, الدنيا من الستوحش الصحة أيام في الوجه هذا على الشهادة له حصلت فلو وأنس, من الله الى وأهلها ما دون به الناس

لكنه, ونفس, الحياة وحب بالشهوات مشحون بقلب بها شهد سواه الله. غير الى وااللتفات الحظوظ بطلب مملوءة وأسبابهاالمستعان. والله البهيمي عيشها سوى آخر وعيش آخر نبأ لها لكان الموت عند كتجردها فلوتجردت

وقلبه, " ونفسه الله بيد ناصيته من أمره من يملك ماذا جزء" كيف يقلبه أصابعه من اصبعين بين بيده صحيح حديث من يشاء: " بن عمرو بن عبدالله عن 2654 برقّم القدر في مسلّم أخرجه ان, ونص�ه أصابع من اصبعين بين كلها آدم بني قلوب العاصوحياته". حيث يصرفه واحد كقلب الرحمن وأقواله وسكناته وحركاته بيده وشقاوته بيده وسعادته بيده وموته بيده يشاءفال. باذنه وأفعاله واليفعل, اال يتحرك ومشيئته بمشيئته. اال باذنه

وتفريط, عجز الى وكله نفسه الى وكله ان وان. وذنب وضيعة وكله, الى وكله وخطيئة نفعا وال ضرا له يملك ال من الى غيرهوان. وال حياة وال موتا وال فهو. أسيرا وجعله عدو�ه عليه استولى عنه تخلى نشورا بل, طرفة عنه له غنى ال له مضطر هو عينفاقته, ظاهرا ذراته من ذرة كل في األنفاس مدى على اليه ومع. تامة وباطنا يتبغض, معرض عنه مختلف فهو ذلك اليه عنهمع, اليه قد, كل من اليه الضرورة شدة بمعصيته واتخذه, لذكره صار وجه هذا, وراءه نسيا يديه وبين مرجعه واليه ظهريا

موقفه.

فان, ضمن بما تشغله وال به أمرت بما للهّم خاطرك فرغ فما. قرينان واألجل الرزق لك كان, األجل دام مضمزنان باقيافتح, من طريقا بحكمته عليك سد واذا آتيا الرزق فتأم�ل. لك أنفع طريقا برحمته لك طرقه وهو, يأتيه الجنين حال منه غذاؤهمن, ة وهو واحدة طريق الدم فلما(, الحبل) السر� وانقطعت, بطن من خرج السر�ي فتح, تلك األم اثنين طريقين له الطريقلبنا, من وألذ أطيب رزقا فيهما له وأجرى فاذا. خالطا األول طرقا فتح بالفطام الطريقان وانقطعت الرضاع مدة تمت سائغا

طعامان: أكمل أربع فالطعامان, منها والشرابان, الحيوان من وشرابان من اليهما يضاف وما واأللبان المياه من والنباتفاذا. المنافع لكنه. الطرق هذه عنه انقطعت مات والمالذ طرقا- كان ان– له فتح سبحانه األربعة وهي, سعيدا أبواب ثمانيةيشاء. أيها من يدخل الثمانية الجنة

وليس. وأنفع منه أفضل ويؤتيه اال الدنيا من شيئا المؤمن عبده يمنع ال سبحانه الرب فهكذا فانه. لغير ذلك له يمنعه المؤمنوال, األدنى الحظ النفيس. األعلى الحظ ليعطيه به له يرضى الخسيس

وجهله, بمصالح لجهله والعبد ال, وحكمته ربه بكرم نفسه بل. ادخر ما وبين منه منع ما بين التفاوت يعرف ولطفه مولع هو لهوبقلة, كان وان العاجل بحب ولو. كان وان اآلجل في الرغبة دنيئا وأنى, العبد أنصف عليا لعلّم, له ربه عليه فضله أن بذلكفما, من آتاه فيما عليه فضله من وأعظّم ونعيمها ولذاتها الدنيا من منعه فيما وال, اال منعه ذلك وال, اال ابتاله ليعطيه ليعافيه

وال, اال امتحنه وال, اال أماته ليصافيه اليه. الموصلة الطريق وليسلك عليه للقدوم منها ليتأهب اال الدار هذه الى أخرجه ليحييه�ر أن أراد لمن خلفة والنهار الليل جعل} ف الفرقان{ أراد أو يذ�ك االسراء{ اال الظالمون فأبى} و, 62 شكورا والله, 99 كفورا

المستعان.

ومن, عيوب عن باصالحها اشتغل نفسه عرف من* نفسه. هوى عن به ربهاشتغل عرف الناس

Page 27: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وعن, الناس عن فيه تغيب أن العمل أنفع فال, بشهود نفسك بالخالص �ة الخلق. ترى وال نفسك فيه ترى المن

أبواب: ثالث من النار الناس دخل*

وباب. دين في شكا أورثت شبهة باب وباب. طاعته على الهوى تقديّم أورثت شهوة الله على العدوان أورث غضب ومرضاتهخلقه.

: كلها الخطايا أصول* وهو: الكبر : ما الى ابليس أصار الذي ثالث وهو. والحرص : من آدم أخرج الذي أصاره والحسد. الجنةأ الذي وهو أخيه. على آدم ابني أحد جر�

فالكفر. وقى فقد الثالثة هذه شر وقي فمن والمعاصي, من الشر والبغي, من الكبر الحسد. من والظلّم الحرص

ظاهرة, ابن أجزاء من جزء كل بحكمته الله جعل* آله, آدم فالعين. فهو فيه استعمل اذا لشيء وباطنة للنظر. آلة كمالهواألنف. آلة واألذن واللسان. آلة للسماع والفرج. للشّم واليد. للنطق والرجل. للنكاح والقلب. للبطش للتوحيد للمشي

والروح. والعقل. والمعرفة ينبغي ما واهمال ايثاره ينبغي ما وايثار والدنيوية الدينية األمور لعواقب والتدبر للتفكر آلة للمحبةاهماله.

بل, الله عن اشتغل من صفقة الناس أخسر* بالناس. نفسه عن اشتغل من منه أخسر بنفسه

: تكفر كلها األعضاء فان آدم ابن أصبح اذا" يرفعه سعيد أبي حديث من السنن في* اتق, تقول فانما, اللسان بك, نحن اللهوان, استقمت فان حديث" اعوججت استقمنا وابن وأحمد, 2407 رقّم 523\4 الزهد في الترمذي أخرجه حسن اعوججنا

وابن, وأبو, المبارك والبيهقي, السني والسيوطي. نعيّم

تكفر:" : قوله معناه", قيل وفي, تخضع اللسان ان: له حديث, يكفروا لّم النجاشي على دخلوا لما الصحابة الحديث دخول لهوابن, باسناد سلمة أم عن, 290\5, 202\1 المسند في أحمد أخرجه النجاشي على الصحابة أي. في هشام صحيح لّم السيرةولذلك. له يسجدوا لك. يكفرون ال انهّم الملك أيها: العاص بن عمرو له قال ويخضعوا

:" وبين بينه والواسطة وترجمانه القلب بريد ألنه للسان خضعت وانما انما. وقولها أي", نحن األعضاء بك, وهالكنا بك نجاتنا بك

اعوججنا". اعوججت وان استقمنا استقمت فان:" قالت ولهذا

الطلب وأجملوا الله فاتقوا[ 32]

فاتقوا:" في وسلّم عليه الله صلى النبي جمع أخرجه" في وأجملوا الله قوله (.2144 )725\2 الكفارات في ماجه ابن الطلبونعيمها, الدنيا مصالح بين وراحة. بتقوى ينال انما ولذاتها واآلخرة وترك, القلب الله والتعب الشديد والحرص االهتمام والبدن

انما, طلب في والشقاء والكد والعناد فمن, في باالجمال ينال الدنيا ومن, اآلخرة بلذة فاز الله اتقى الطلب أجمل ونعيمهافالله, الدنيا نكد من استراح الطلب في المستعان. وهمومها

يسمع من الخلق ذا في كان لو نفسها على الدنيا نادت قديجمع ما فرقت وجامع أهلكته بالعيش واثق كّم

فائدة((فان, المأثّم بين تعوذه في وسلّم عليه الله صلى النبي جمع والمغرم, خسارة يوجب المأثّم والمغرم خسارة يوجب اآلخرة

الدنيا.

فائدة([ (33]

} الله قال والذين: �نهّم فينا جاهدوا تعالى العنكبوت{ لنهدي فأكمل, الهداية سبحانه علق. 69 سبلنا هداية الناس بالجهاد

Page 28: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وأفرض, أعظمهّم وجهاد, جهاد الجهاد جهادا وجهاد, النفس وجهاد, الهوى هداه الله في األربعة هذه جاهد فمن الدنيا الشيطانومن, الى الموصلة رضاه سبل الله الجهاد. من عطل ما بحسب الهدى من فاته الجهاد ترك جنته

والذين: قال وال, سبل لنهدينهّم بالتوبة فينا أهواءهّم جاهدوا الجنيد جاهد من اال الظاهر في عدوه جهاد من يتمكن االخالصفمن, األعداء هذه ومن, على نصر عليها نصر باطنا عدوه. عليه نصر عليه نصرت عدوه

والشر الخير بين العداوة[ 34]

والعداوة, وبين الشيطان بين العداوة سبحانه الله ألقى والعداوة, وبين العقل بين الملك وبين األمارة النفس بين الهوىوابتلى. وأمد, بين له وجمع بذلك العبد القلب فال, بجنود حزب كل هؤالء الى, بين ودوال سجاال الحرب تزال وأعوان الفريقين

ويكون, على أحدهما يستولي أن فاذا. مقهورا اآلخر اآلخر والنعيّم السرور فهناك والملك والعقل للقلب النوبة كانت معهبالغنائّم. والفوز الصدر وانشراح الحياة وطيب العين قرة والفرح والبهجة واللذة

الملك. ةحبس الصدر وضيق المكاره وأنواع واألحزان والهموم الغموم فهنالك والشيطان والهوى للنفس النوبة كانت واذا �رها وخدمه وذخائره خزائنه وبين بينه وحال وحبسه وأسره ملكه سرير عن فأنزله عدوه عليه استولى بملك ظنك فما له, وصيوال, لطلب الملك يتحرك فال هذا ومع وال, بمن يستغيث ثأره وفوق. بمن يستنجد يغيثه يقهر, ال قاهر ملك الملك هذا ينجده

وعزيز, ال وغالب فأرسل, ال يغلب ان: يذل وان, استنصرتني اليه وان, بي استغثت نصرتك بثأرك, أخذت الي التجأت أغثتكأسرك. تحت جعلته عدوك على سلطتك الي وأويت الي هربت وان

قد: الملك هذا قال فان واستوثق, وأحكّم وثاقي عدوي شد المأسور ومنعني, مني رباطي والفرار, النهوض من بالقيود اليكوالمسير, فان, الى اليك ويفك, يحل عندك من جندا أرسلت بابك ويخرجني, وثاقي أمكنني, من قيودي بابك, أوافي أن حبسهوال, مفارقة يمكنني لّم واال قيودي. كسر محبسي

ودفعا, ذلك على احتجاجا ذلك قال فان ورضا, السلطان خاله, عند فيه هو بما لرسالته وواله وحاله األعظّم السلطان عدو�هوان. ما واظهارا, افتقارا ذلك قال تولى وأنه, لعجزه اليه ويخرج, اليه يسير أن من وأعجز أضعف وذله عدوه, حبس من بنفسه

وأن, بحوله منه ويتخلص كما, ذلك نعمة تمام من وقوته أن, هذه اليه أرسل عليه يعينه بمن ومماليكه جنده من يمده الرسالةويكسر, على ويفك, باب الخالص قيوده. محبسه

وان, انعامه أتّم فقد ذلك به فعل فان فلّم, تخلى عليه وال, عنه وأن, هو حقا منعه يظلمه منعه اقتضى وحكمته رحمته لهوال, في وتخليته وأن, الحبس أن علّم اذا سيما محبسه وعبد, من مملوك حبسه الذي العدو هذا حبيه عبيده, من مماليكهفهو, باذنه اال يتصرف ال بيده ناصيته وال, ملتفت غير ومشيئته وال, خائف اليه وال, من شيئا له أن معتقد منه وال نفع بيده األمر

بل, ومتولى, الى ناظر هو ضر وقد, ناصيته ومن أمره مالكه ع, بالخوف أفرده بيده والتضر� والرغبة, اليه والرجاء وااللتجاءفهناك, والظفر. النصر جيوش تأتيه والرهبة

طلب, طلب في الهمّم أعلى والفهّم, الكتاب علّم العلّم وعلّم, نفس ورسوله الله عن والسنة وأخ�س. حدود المراد المنزلقصر, طالب هموه وما, شواذ تتبع على همته العلّم وال, لّم المسائل أو, هو ينزل وتتبع, معرفة همته كانت واقع أقوال االختالف

وليس, وقل�. تلك من الصحيح معرفة الى همة له الناس بعلمه. هؤالء من واحد ينتفع أن األقوال

وأسفلها. الديني مراده مع والوقوف الله بمحبة متعلقة الهمة تكون أن االرادة باب في الهمّم وأعلى الهمة تكون أن األمريفهو, من صاحبها مراد مع واقفة فاألول, الله لمراد ال منه لمراده يعبد انما الله : ويريد الله يريد منه يريد, والثاني من مرادهارادته. عن فارغ وهو الله

فكلما, النار الى ويدعونهّم بأقوالهّم الناس اليها يدعون الجنة باب على جلسوا السوء علماء للناس: أقوالهّم قالت بأفعالهّمقالت: ال: هلموا فلو. تسمعوا أفعالهّم فهّم, المستجيبين أول كانوا حقا اليه دعوا ما كان منهّم وفي أدالء الصورة في لهاذا. قط�اع الحقيقة أي, يزدلف لك تابع كله فالفضل ومرادك حظك وحده الله كان طرق واذا, تبدأ أنواعه اليك ما حظك كان به

فالفضل, تنال فعل, تابع بيده ألنه عنك موقوف منه فاذا, من له حصل, حصل أفعاله واذا, الضمن بطريق الفضل لك لك والتبعلّم, الفضل كان فان, الضمن بطريق الله يحصل مقصودك وأنست, قد كنت والتبع ثّم, عرفته الفضل, طلب الى سقطت به

الفضل. وفاتك الله ففاتك لك عقوبة اياه حرمك

Page 29: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وانتصاره وسلّم عليه الله صلى الرسول صبر[ 35]

فبعثت, حصر في دخل العدو حصر من وسلّم عليه الله صلى الله رسول خرج لما األطراف, في بالنصر سراياه أيدي النصرفصار, في ذكره فطار أقسام: ثالثة معه الخلق اآلفاق

ومسالّم, مؤمن وخائف, به ألقى. له فاصبر:} في الصبر منه األحقاف{ من العزم أولوا صبر كما مزرعة فاذا, 35 الرسلوالحرمات: } تهتز النبات أغصان البقرة{ بخزامى .194 قصاص

حوله, وال قبله أحدا دخله ما دخوال مكة فدخل الحدق. اال منهّم يبين ال واألنصار المهاجرون بعده

والمالئكة, على والصحابة وجبريل, فوق مراتبهّم وقد, وبين بينه يتردد رؤوسهّم سواه, ألحد يحله لّم الذي حرمه له أباح ربهواذ:} وبين اليوم هذا بين قايس فلما األنفال{ أو يقتلوك أو ليثبتوك كفروا الذين بك يمكر يوم اثنين. ثاني فأخرجوه, 30يخرجوك اليه ومدت رؤوسها الخليقة فيه اليه رفعت الذي العز هذا ثوب ألبسه لمن وذال خضوعا سرجه قربوس تمس وذقنه دخل

فدخل. الملوك منصورا. مؤيدا مكة أعناقها

فنشر, جمر على الرمضاء في يجر كان أن بعد الكعبة فوق بالل وعال أحد:" يوم من القوم عن طوى بزا الفتنة أحد". قولهفأجابته, صوته ورفع فأقبلوا, كل من القبائل باألذان فدخلوا, يؤمون ناحية يأتون ذلك قبل وكانوا أفواجا الله دين في الصوتآحادا.

وما, منبر على وسلّم عليه اله صلى الرسول جلس فلما مدت, عنه نزل العز فمنهّم. بالخضوع أعناقها الملوك قط من اليهومنهّم, مفاتيح اليه سلّم ومنهّم, الموادعة سأله من البالد ومنهّم. بالجزية أقر من والصلح والتأهب الجمع في أخذ من والصغار

ولّم, اليه. األساري وسوق الغنائّم جمع على يزد لّم أنه يدر للحرب

�ا: } ةوجاءه األمانة وأدى الرسالة وبل�غ نصره تكامل فلما ان الله لك ليغفر مبينا فتحا لك فتحنا منشورالفتح{ نصرا الله وينصرك مستقيما صراطا ويهديك عليك نعمته ويتّم تأخ�ر وما ذنبك من تقدم ما اذا: } وبعده. 3-1عزيز توقيع

وبين الدنيا في المقام بين يخيره ربه رسول جاءه. 1,2 النصر{ أفواجا الله دين في يدخلون الناس ورأيت والفتح الله نصر جاءفاختار, فتزينت, شوقا ربه لقاء لقائه الملك. قدوم يوم المدينة كزينة ال الكريمة روحه قدوم ليوم الجنان اليه

فرحا* بعض لموت اهتز قد الرحمن عرش كان اذا فكيف, بقدوم واستبشارا أتباعه �د روح بقدوم روحه فيا الخالئق؟ سيويا, هذا غير الى منتسبا ستعلّم, هذا بغير واقفا الجناب يوم: } تكون سريرة أي الحشر يوم الباب الطارق{ تبلى عليها السرائر

وسلّم:" عليه الله صلى النبي عن الحديث في جاء فقد معاذ بن سعد الجليل الصحابي هو الرحمن عرش له اهتز الذي. * 9البخاري". بن سعد لموت الرحمن عرش اهتز )1915\4 الصحابة فضائل في ومسلّم(, 3803 )154\7 األنصار مناقب في معاذ123-124 , وابن( وأحمد. ماجه والترمذي

باألماني مغرور يا[ 36]

وأخرج, أمر واحدة سجدة بترك العز منزل من وأهبط ابليس لعن وحجب, بلقمة الجنة من آدم بها رآها أن بعد القاتل تناولهاوأمر, من مف بملء عيانا وأمر, ال فيما األنملة قدر بايالج القتالت أشنع الزاني بقتل آدم بكلمة سياطا الظهر بايساع يحلوأبان, من بقطرة أو قذف فال(, ثالثة مقداره ما سرق اذا السارق يد قطع) دراهّم بثالثة أعضائك من عضوا مسكر تأمنه دراهّموال:} من واحدة بمعصية النار في يحبسك أن الشمس{ يخاف معاصيك .15 عقباها

جزء" في النار امرأة دخلت" أخرجه, حديث من هرة \4 التوبة في ومسلّم(, 3318 )409\6 الخلق بدء في البخاري صحيحهريرة. أبو حديث من وأحمد ماجه وابن(, 20 )2110

معنى", المشرق بين ما أبعد النار في بها يهوي باال لها يلقي ال بالكلمة ليتكلّم الرجل وان" البخاري أخرجه حديث والمغربان:" أبي عن( 6477) رقّم 314\11 الرقاق في بين ما أبعد النار في بها يزل فيها يتبين ما بالكلمة ليتكلّم العبد هريرة

ومسلّم", .2988 الزهد في المشرق

Page 30: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فاذا, ستين الله بطاعة ليعمل الرجل وان" ( الموت عند كان سنة في) ظلّم فيدخل عمله بسوء له فيختّم الوصية جارأخرجه". " أبو حديث من, 2118 رقّم والترمذي, 2868 برقّم الوصايا في داود أبو النار ان: والمرأة ليعمل الرجل هريرةالنار". لهما فتجب الوصية في فيضاران الموت يحضرهما ثّم سنة ستين الله بطاعة

بخاتمته* والعمل بآخره العمل[ 37]

ومن, من مضى ما بطل السالم قبل أحدث من ومن, صيامه ذهب الشمس غروب قبل أفطر صالته آخر في أساء ضائعاالوجه. بذلك ربه لقي عمره

ولكن, لقمة قدمت لو الشره. يؤذيك وجدتها

وعسى". ولعل سوف" بواب فرده بالباب فوقف اليك يسعى الثواب جاء كّم

وأمل, ايمان بين الفالح كيف ومرض, ناقص وهوى, وال له طبيب ال زائد وعقل, عائد ساهيا, مستيقظ عهما, في راقد غمرتهسابحا, في مستوحشا, لج�ة في سكرته مستأنسا, من جهله ذكر, ربه وذكر, فاكهته الناس بخلقه لله, حبسه الله وقوته وموتهوقلبه, من يسير جزء منه لغيره. ويقينه ظاهره

العذل اليه بها السبيل يجد بقية اسواك من كان ال

.335\5 المسند في وأحمد, 6607 رقّم 507\11 القدر في البخاري أخرجه حديث من جزء

السالم عليه آدم وآخرها القلّم المخلوقات أول كان لماذا[ 38]

ورد, المخلوقات أول كان أن" القلّم أخرجه", الله خلق ما أول بلفظ وأحمد 2156 والترمذي, 4700 السنة في داود أبو القلّمليكتب, بن عبادة عن المسند في وجعل, قبل المقادير الصامت حكّم. ذلك وفي المخلوقات آخر آدم كونها

تمهيد: الساكن. قبل األرض األولىأنه: والبحر. والبر والقمر والشمس واألرض السموات من سواه ما ألجلها خلق التي الغاية الثانيةأنه: �اع أحذق الثالثة ومبادئه. بأساسه يبدؤه كما وغايته بأحسنه عمله يختّم الصن

أن: ولهذا, واألواخر النهايات الى متطلعة النفوس الرابعة } السالم عليه موسى قال دائما ألقوا: أوال أنتّم ما للسحرةيونس{ بعده. يأتي ما الى تطلعوا فعلهّم الناس رأى فلما , 80ملقون

أن: والنهايات, من خيرا اآلخرة وجعل الزمان آخر الى واألمّم واألنبياء الرسل أفضل أخ�ر سبحانه الله الخامسة أكمل األولىفكّم, من :} للرسول الملك قول بين البدايات ما, فيقول وبين{, أنا اقرأ اليوم: } قوله بقارىء المائدة{ لكّم أكملت تعالى دينكّم

3.أنه: فهو, في العالّم في فرقه ما جمع سبحانه السادسة الكبير. العالّم في ما وفيه الصغير العالّم آدم

أنه: فناسب, الوجود خالصة السابعة الموجودات. بعد خلقه يكون أن وثمرتهأن: فما, وأسباب معيشته وآالت وحوائجه مصالحه له هيأ أنه خالقه على كراماته من الثامنة كله وذلك اال رأسه رفع حياتهعتيد. حاضر

أنه: ولهذا, في عليه المخلوقات سائر على وفضله شرفه يظهر أن أراد سبحانه التاسعة ليخلق: قالت الخلق ما ربنا المالئكةفلما. عليه أكرم خلقا يخلق فلن شاء فلما, بالعلّم عليهّم وشرفه فضله ظهر له بالسجود وأمرهّم آدم خلق منا وقع والمعرفةفلما, التوبة عبودية على تطلع ولّم نسخ قد الفضل ذلك أن المالئكة ظنت الذنب في وأتى, الى تاب الكامنة العبودية, بتلك ربه

سواه. يعلمه ال سرا خلقه في لله أن المالئكة علمتأنه: فان, بخلق يختمه أن المناسبة أحسن من كان بالقلّم العالّم هذا خلق اقتتح لما سبحانه العاشرة العلّم, آلة القلّم االنسانولهذا. هو واالنسان دونهّم. به اختص الذي المالئكة على آدم فضل سبحانه أظهر العالّم

األرض الى هبوطه قبل آدم عذر كتابة[ 39]

بقوله: ايجاده قبل باسمه ونوه وشرفه فضله على المالئكة ونبه األرض الى هبوطه قبل آدم عذر سبحانه كتب كيف وتأمل

Page 31: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

البقرة{ األرض في جاعل اني} .30 خليفةوأقام, قبل له والية وتلك بالخالفة وسمه كيف وتأمل في: } الهبوط قبل عذره وجوده والمحب{- بقوله يقيّم األرضفلما. قبل المحبوب عذر ورمى, باب على الوقوف المحب دأب ألن سنة أربعين الجنة باب على صوره جنايته طريق به حبيبه

لّم:} االنسان{ يكن الذل {. يوم يعجب لئال, 1شيئا وكان} ألمر: منه فيعجب جسده على يمر ابليس اسجدوا ثّم, قد ويقول خلقتلئن: دبره من ويخرج فيه من يدخل ولّم, علي سلطت ولئن ألهلكنك علي سلطت ويقول يده. على هالكه أن يعلّم ألعصينكفاحتقره. مجموعا طينا رأى

فلما, داء فيه دب صورة الطين صور فلما فلما. مات الروح فيه نفخ الحسد عرضت, بساط له بسط الحاسد عليه العزفاستحضر, {. حاكّم الى{ نسبح ونحن} مدعي المخلوقات وقد} { بينة عنه الوكيل أخفى أنبئوني فنكسوا} رؤوس وعلّم

فقام. صدور على الدعاوى {, المالئكة أندية في التفضيل منادي االقرار تطهروا:} اسجدوا { دعوى حدث من ينادي بماء} ونحنوقام, طهارة على فسجدوا{, لنا علّم ال} آنية في العذر ألنه, لّم ناحية ابليس التسليّم وقد, يسجد بنجاسة تلون خبث

وما. ألنها, تتالفى نجاسته كانت االعتراض فلما, بالتطهير ال: آدم كمال تّم عينية {, وجه على جمال خال من بد قيل اسجدوا}ليتبين, القدر فجرى الذل. في العبودية أثر بالذنب

لو! يا كيف: لقال اللقمة تلك عن لك عفى آدم لوال. على يصبر لّم شره ذو فضل الحاسدون تصاعدت ما نزولك شجرةوال, صعداء ولعل�ه" * من هل" رسائل نزلت األنفاس ينزل:" يقصد سائل الدنيا.." السماء الى ليلة كل وتعالى تبارك ربنا حديث روائح فاحت وال(. 758) رقّم المسافرين صالة في ومسلّم هريرة أبي عن, 7494 برقّم 473\13 التوحيد في البخاري

جزء" فّم ولخلوف" أحمد) والدرامي ماجه وابن والنسائي والترمذي ومسلّم البخاري أخرجه حديث من الصائّم ,232\2 وشره. عن يكن لّم التناول ذلك أن حينئذ فتبين.(, 407,457, 393

ضحكك, يا وبكاؤك, الجنة في آدم لنا. التكليف دار في لك

اذا, كسره من ضر ما أنا. ببدن العز خلعة تليق انما فضلي جبره عزي ما. من قلوبهّم المنكسرة عند االنكسار زالت أجليفأرسل, على داؤه استولى حتى تعاده األكلة تلك فاما:} أطباء أيدي على الدواء الخبير اللطيف اليهّم أوالده يأتينكّم الوجودطه{ وال يضل فال هداي اتبع فمن هدى مني وحفظ, الطبيب فحماهّم. 123 يشقى واستفرغ, القوة بالمناهي أخالطهّم باألمر

فجاءت, الرديئة ناحية. كل من العافية بالتوبة

�ع من فيا وخلط, ولّم القوة ضي وال, وما مرضه في يحفظها ال, مرارة على صبر احتمى فالداء, قرب تنكر االستفراغ الهالكلو. الى مترام وأصناف اللذات بأنواع ظفرت خسيسة شهوة من بالحمية نفسك على الطبيب فأعنت القدر ساعد الفساد

ولكن. فظننت, عين غطى الشهوة بخار المشتهيات يا. الوعد بيع الحزم أن البصيرة جزعت, بصيرة من لها بالنقد من عمياءواحتملت, صبر سافرت. ذل ساعة وقعدت, عنها وهي الدنيا طلب في األبد راحلة. اليها وهي األخرة الى السفر عن زائلة

فاعلّم, العظيّم ويبيع بالنفيس الخسيس الرجل رأيت اذا سفيه. بأنه بالحقير

وحده بالله االيمان فائدة[ 40]

ابن:" فيه يقدح لّم العبودية أصل آدم سلّم لما لة, الذنب لقيتك, بي تشرك ال لقيتني ثّم خطايا األرض بقراب لقيتني آدم شيئاأخرجه" بقرابه وابن. أبي عن( 22 )2068\4 والدعاء الذكر في مسلّم مغفرة وقراب, الترمذي ماجه ذر ما هو األرض وأحمدبكسر, يقارب القاف. مألها

علمه, في قدحا وال لمخالفته قصدا يكن لّم عبده ذنب أن السيد علّم لما فتلقى: } يعتذر كيف حكمته كلمات ربه من آدم اليهولكن, على الجرأة وال سيده مخالفة بمعصيته يريد ال العبد. 37 البقرة{ عليه فتاب وتزيين, غلبات محارمه النفس الطبع

وقهر, والثقة, والشيطان ورجاء, الهوى هذا, بالعفو العبد. جانب من المغفرة

واظهار, فجريان الربوبية جانب من وأما وظهور, وكمال العبودية وذل الربوبية عز الحكّم الحسنى: األسماء آثار االحتياجلمن, والتو�اب والغفور كالعفو والمنتقّم, تائبا جاء والحليّم ة ولزم أصر لمن الشديد البطش وذي والعدل نادما االثّم) المعر�

والجناية(.

Page 32: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ونقص, تفرده عبده يري أن يريد سبحانه فهو ويشهده. وحاجته العبد بالكمال وكمال, قدرته كمال اليه وعفوه مغفرته وعزتهوكمال, وحلمه, بره ورحمته وأن, وتجاوزه وستره وأنه, ال اليه احسان به رحمته وصفحه برحمته يتغم�ده لّم ان معارضةلما,* ال هالك فانه وفضله لن:" هريرة أبي عن, 109\10 المرض في البخاري أخرجه الذي الحديث في ورد محالة يرفعهقالوا, عمله منكّم أحد يدخل قال. وال الجنة برحمته. الله يتغمدني أن اال أنا وال أنت

وكّم, من الذنب تقدير في كّم التوبة. مصلحة من للعبد التوبة تحقيق مع فيه حكمة للعليل, الدواء كشرب الذنب من ورحمةالصحة. سبب كانت علة ورب

بالعلل األجساد صحت وربما عواقبه محمود عتبك لعل

العجب. من آدم ابن لهلك الذنب تقدير لوال

عليه. بها يدل طاعة من اليه أحب به يذل ذنب

االنكسار. شمعدان من تنزل انما النصر شمعة

وال, بمثل نفسه العبد يكرم ال وال, بمثل يعزها اهانتها كما, بمثل يريحها ذلها قيل: تعبها

النفس كرم في النفس هوان فان راحة أصادف أو نفسي سأتعب

وات, بمثل يشبعها وال وال, بمثل يؤمنها جوعها بمثل يميتها وال وفاطرها بارئها سوى ما كل من وحشتها بمثل يؤنسها خوفهاكما, قيل: اماتتها

يمت يحيا أن شاء من حياتها النفوس موت

الغصة) يورث ولكنه حلو الهوى شراب منّم(, من الشرق الحبة. هجران عليه هان الفخ خنق تذكر الحلق

العدو) الهوى� شرك في معرقال يا عزم(! جمزة الشبكة. خرقت وقد السريع

له. فاجنح القدر نفوذ من بد ال واستقرض, السموات ملك للسلّم وخلق, فبخلت حبة منك لألرض منها وأحب أبحر سبعة بهابها. عينيك فقحطت دمعة

والقلب, صورة القلب في ينفش البصر اطالق والمعبود, المنظور األصنام. بمزاحمة يرضى ال كعبة

والحور, غلبت وقد كسوداء الدنيا لذات غير, اختيارك سوء من يعجبن العين عليك في سفت ثارت اذا الهوى زوبعة أن عليهنالجادة. فخفيت البصيرة عين

تزينت, سبحان وتعر�ف, تحصيل في فجدوا للخط�اب الجنة الله على فعملوا وصفاته بأسمائه المحبين الى العزة رب المهربالجيف. مشغول وأنت اللقاء

الكاذب الوداد مع اللسان ولك قلبه منه لسواك من مكن ال

والمحبة, اال عليه يطأ ال بساط المعرفة مغرم. محب اال عليه يطرب ال نشيد مقرب

فلهذا, بها ليست صحراء في غدير الحب وارده. قل جادة

أمه. الى والطفل الماء الى الحوت كهرب بذكره واألنس بمحبوبه والخلوة العزلة الى يهرب المحب

Page 33: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

خاليا بالسر القلب عنك أحدث لعلني البيوت بين من وأخرج

وال, شجرة تحت اال مستراح للعابد ليس اشتغل. يوم اال قرار للمحب طوبى الموت. بعد ما يكفك الحياة في به المزيد

ليس, والبعد حبيبه مخالفة في العمر بضاعة منفقا يا منه. عليك أضر أعدائك في منه

نفسه من الجاهل يبلغ ما جاهل من األعداء يبلغ ما

�ة الهمة وقدم, للقاء صاحبحه استعد من العلي فاستبشر, يدي بين التقادم الحبيب وقد�موا:} عند الملتقى ألنفسكّم القدومر مالقوه أنكّم واعلموا الله واتقوا البقرة{ وبش� .223 المؤمنين

فال, عنك تولى أن بعد اال العدو عليك عدا ما تالله ولكن, الشيطان أن تظن الولي أعرض. الحافظ غلب

فما, احذر وال, اال قط بالء أصابك نفسك وال, لّم من أكرمها ما فوالله تهادنها منها وال, لّم من أعزها يهنها لّم من جبرها يذلهاوال, وال, لّم من أراحها يكسرها وال, لّم من أمنها يتعبها يحزنها. لّم من فرحها يخوفها

ظاهرك, سبحان وباطنك, بلباس متجمل الله ( التقوى لخمر) اناء فكلما, باطية من المسكر رائحة فاحت الثوب طيبت الهوىفتباعد, وانحاز, منك تحته الفاسقون. اليك الصادقون

فال, طردا منك يرى فال التعبد زاوية في وأنت الهوى لص عليك يدخل المسجد. من يخرجك حتى بك يزال له

النعونة. جاءتك وقد الطلب في أصدق

علمني: رجل قال : لمعروف المحبة, فقال بالتعليّم. تجيء ال المحبة

حبيبه بلقيا صبا يعد لّم اذا الفتى مقتل على مدلوال الشوق هو

انما, قوله من العجب ليس يحبهّم. قوله من العجب يحبونه

انما, محسنا يحب مسكين فقير من العجب ليس مسكينا. فقيرا يحب محسن من العجب اليهكالمه في بصفاته لعباده يتجلى الله[ 41]

وقد, كالم القرآن فتارة, لعباده فيه الله تجلى الله وانما, على ليس) جلباب في يتجلى بصفاته الهيئة بالجلباب المراد ظاهرهالهيبة( والصورة فتخضع, والعظمة والصفة وتنكسر, والجالل وتخشع, األعناق ويذوب, النفوس كما, األصوات يذوب الكبر

وتارة, في الملح وهو, الجمال صفات في يتجلى الماء وجمال, كمال والكمال وجمال, األسماء على الدال األفعال الصفاتفيستنفد, كمال بحسب, الحب قوة العبد قلب من حبه الذات ونعوت, صفات من عرفه ما كلها فيصبح, جماله فؤاد كمالهفاذا, اال فارغا عبده قيل: كما, االباء كل ذلك وأحشاؤه قلبه أبى به المحبة تلك يعلق أن الغير منه أراد محبته

الناقل على الطباع وتأبى نسيانكّم القلب من يراد

واذا. ال طبعا له المحبة فتبقى وانبسط, من الرجاء قوة انبعثت واالحسان واللطف والبر الرحمة بصفات تجلى تكلفا العبدوقوى, وسار, أمله وحادي, الى طمعه وكلما. ركاب يحدو الرجاء ربه كما, في جد الرجاء قوي سيره قوي كلما الباذر أن العملواذا, أرضه غلق المغل في طمعه البذر. في قصر رجاؤه ضعف بالبذر

انقمعت, والسخط والغضب واالنتقام العدل بصفات تجلى واذا الشهوة من قواها ضعفت أو وبطلت األمارة النفس والعقوبةانقبضت, على والحرص واللعب واللهو والغضب فأحضرت, أعنة المحرمات والخشية الخوف من حظها المطية رعوناتهاوالحذر.

Page 34: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

انبعثت, وشرع الكتب وانزال الرسل وارسال والوصية والعهد والنهي األمر بصفات تجلى واذا االمتثال, قوة منها الشرائعوالتبليغ, والتنفيذ والتواصي, ألوامره وذكرها, لها والتصديق, بها واالمتثال, وتذكرها واالجتناب, بالخير للنهي. للطلب

انبعثت, والبصر السمع بصفات تجلى واذا فيستحي, قوة العبد من والعلّم أو, ما على يراه أن ربه من الحياء منه يسمع يكرهأو, ما فتبقى, يمقته ما سريرته في يخفي يكره غير, بميزان موزونة وخواطره وأقواله حركاته عليه مرسلة وال مهملة الشرع

والهوى. الطبيعة حكّم تحت

والقيام, الكفاية بصفات تجلى واذا وسوق, بمصالح والحسب ودفع, أرزاقهّم العباد ونصره, المصائب اليهّم ألوليائه, عنهّمومعيته, وحمايته انبعثت, الخاصة لهّم والتفويض, التوكل قوة العبد من اهّم والرضا, عليه عبده, على يجريه ما كل في به اليهوالتوكل. هو به يرضى مما فيه ويقيمه وحسن, بكفاية العبد علّم من يلتئّم معنى سبحانه وثقته, اختياره الله ورضاه, لعبده به

له. ويختاره يفعله بما

أعطت, العز بصفات تجلى واذا واالنكسار, الذل من اليه وصلت ما المطمئنة نفسه والكبرياء والخضوع, لعظمته لعزتهوخشوع, فتعلوه, والجوارح القلب لكبريائه ويذهب, وجوارحه ولسانه قلبه في والوقار السكينة له وقوته طيشه وسمته

وحدته.

أنه: وجماع وبصفات, الهيته بصفات العبد الى يتعرف سبحانه ذلك ة فيوجب, ربوبيته تار� المحبة االلهية صفات شهود له تارةوالشوق, واألنس, الى الخاصة والسرور, والفرح لقائه والمنافسة, به والتودد, في بخدمته واللهج, اليه قربه بذكره, بطاعتهويصير, الخلق من والفرار ويوجب. ما دون همه وحده هو اليه واالفتقار, والتوكل الربوبية صفات شهود له سواه اليه, عليه

والذل, واالستعانة له. واالنكسار والخضوع به

والهيته, في ربوبيته يشهد أن ذلك وكمال وحمده, في الهيته وعزه, في ربوبيته وحكمته, في ملكه وقدره, قضائه في عفوهوعطاءه, في ونعمته وبره, في بالئه وعدل, في ورحمته واحسانه ولطفه منعه �ته وجوده, في قيومي مغفرته في وكرمه انتقامهويشهد. وستره وعزه, أمره في ونعمته حكمته وتجاوزه وحلمه, رضاه في ونهيه وكرمه, في وغضبه وغناه, في امهاله اقباله

اعراضه. في

وأن, من وأجرته القرآن تدبرت اذا وأنت أشهدك, وأفكار المتكلمين بآراء عليه تقضي التحريف فوق قيوما ملكا المتكلفينيدبر, على سماواته يأمر, أمر عرشه ويرسل, عباده وينزل, وينهي ويرضى, الرسل ويثيب, الكتاب ويعطي, ويغضب ويعاقب

ويعز, ويخفض, ويمنع ويرى, ويذل ويعلّم, سبع فوق من ويرفع فع�ال, السر ويسمع موصوف, لما والعالنية كمال, بكل يريدال, كل عن منزه ة تتحرك عيب وال, اال فوقها فما ذر� وال, اال ورقة تسقط باذنه ليس, اال عنده أحد يشفع بعلمه من لعباده باذنهشفيع. وال ولي دونه

تقوى" الله ان تحزن ال[ "42] القلب معنا

في وأحمد(, 1)1854\4 الصحابة فضائل في ومسلّم(, 3652)10\7 الصحابة فضائل في البخاري أخرجه حديث من جزء .3\1 المسند

فعلمت, الى بالهجرة الصحابة أمر العقبة أهل وسلّم عليه الله صلى الرسول بايع لما كثروا قد أصحابه أن قريش المدينةفأعملت, وأنهّم فمنهّم, استخراج في آراءها سيمنعونه ومنهّم, رأى من الحيل ثّم. رأى من الحبس على رأيهّم اجتمع النفي

فجاء, فبات, يفارق أن وأمره السماء من بالخبر البريد القتل فلما. لرفقة الصدي�ق ونهض مكانه علي المضجع فارقا السفروتارة, فيتأخر الطلب يذكر وتارة أمامه فيسير الرصد يذكر فجعل بالصد�يق الحذر اشتد مكة بيوت عن وتارة يمينه عن وراءهفبدأ, الى انتهيا أن الى شماله وأنبت. ثّم كان ان له وقاية ليكون بدخوله الصد�يق الغار فأظل�ت, تكن لّم شجرة الله مؤذ قبل

وجاءت, وأضل�ت المطلوب فأحكمت, منوال عن نسجها ثوب فحاكت الغار وجه فحازت عنكبوت الطالب حتى الشقة الستروأرسل, القائف على عمي وهذا, الطالبين أبصار على جعل عشا هناك فاتخذتا حمامتين الله المطلب االعجاز في أبلغ غشاوةبالجنود. القوم مقاومة من

قال, وسلّم عليه الله صلى الرسول بسمع كالمهّم وصار رؤوسهّم على القوم وقف فلما به اشتد وقد الصد�يق والصد�يقيا: لو, رسول القلق فقال. تحت ألبصرنا قدميه تحت ما الى نظر أحدهّم أن الله يا: " عليه الله صلى الله رسول قدميه وسلّم

Page 35: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

لما" الله باثنين ظنك ما بكر أبا لكن, قد حزنه وسلّم عليه الله صلى الله رسول رأى ثالثهما؟ قوي, على ال اشتد قلبه نفسهالتوبة{ الله ان تحزن ال} ببشارة كما, المعية في االقتران هذا سر فظهر. 40 اآلية معنا اذ, حكما ظهر لفظا يقال: ومعنىفلما, الله رضي الله رسول وصاحب وسلّم عليه الله صلى الله رسول خليفة: وسلّم عليه الله صلى مات عنه الله رسول قيل

أمير: بموته الخالفة اضافة انقطعت ثّم, المؤمنين. فقيل

لتدخلنها: القدر ولسان منه خرجا ثّم ثالثا الغار في فأقاما فلما. من ألحد ينبغي وال قبلك أحد يدخله لّم دخوال يقول بعدكفلما, بن سراقة لحقهما البيداء على استقال سهام من سهما وسلّم عليه الله صلى الرسول عليه أرسل الظفر شارف مالك

فساخت, فلما, الى األرض في فرسه قوائّم الدعاء مفاتيح رد قد من على المال يعرض أخذ عليهما له سبيل ال أنه علّم بطنهاأخرجه", يطعمني ربي عند أبيت" شعبان الى الزاد ويقدم الكنوز )234\4 الصوم في البخاري ويسقيني 1961-1964,) عائشة. عن 126\6 و سعيد أبي عن8\3 المسند في وأحمد ومسلّم

دون, مدخرة اثنين ثاني تحفة كانت فهو, للصديق وفي الصحبة وفي الزهد وفي النفس بذل وفي االسالم في الثاني الجميعوفي, وفي الخالفة يروي,* أثر عن مات قد وسلّم عليه الله صلى الرسول ألن الموت؛ سبب العمر عن تعليقا البخاري السّمكان: عائشة يا:" مات الذي مرضه في يقول وسلّم عليه الله صلى الله رسول قالت الذي الطعام ألّم أجد أزال ما عائشة فيهوهذا, أكلت وأبو". ذلك من ابهري انقطاع وجدت ما أوان بخيبر \3 التاريخ في الطبري جرير ابن روى) فمات سّم بكر السّم419 : وكان ة..... . في سمته اليهود أن وفاته سبب قال أرز�

عثمان: من يديه على أسلّم وكان. أبي بن وسعد عوف بن الرحمن وعبد والزبير وطلحة العشرة أسلّم يوم عنده وق�اصفلهذا, االسالم كان ما أحوج فأنفقها درهّم ألف أربعون ما" نفقته جلبت اليها ما, نفعني عليه جزء" أبي مال نفعني مال بكر

فهو. وأحمد( 94)36\1المقدمة في ماجه ابن أخرجه حديث من يكتّم كان ذلك ألن فرعون؛ آل مؤمن من خير والسيوطيوخير, أعلن والصد�يق ايمانه { آل مؤمن من به ؛} سنين. جاهد والصديق ساعة جاهد ذلك ألن يس

من:} االيثار حب حول يحوم الفاقة طائر عاين البقرة{ قرضا الله يقرض الذي ذا ويصيح على المال حب له فألقى, 245حسنافنقل, فراش على واستلقى الرضى روض يغرد الصدق شجرة أفنان على عال ثّم المضاعفة حوصلة الى الحب الطائر الفقرثّم, بفنون �بها:} االسالم محاريب في قام المدح وسيجن الذي, يتلو الليل{ ماله يؤتي األتقى اآليات بفضله نطقت. 18و17 يتزكى

واألنصار. المهاجرون بيعته على واجتمع واألخبار؛

كلما, ذكره من قلوبكّم في مبغضيه فيا أترى. عليهّم عال فضائله تليت نار اذ اثنين ثاني} الكف�ار الروافض يسمع لّم الصغارالتوبة{ في هما وسار, وال تلعثّم فما االسالم الى دعي. 40 الغار وصبر, وال زال فما المحج�ة على أبى مدى من مدته في كبا

وأكثر, وقوع على العدى تعالى(. ربه وجه لقي أي) بالعبا تخلل حتى قاا فما االنفاق في الشبا

من{ في هما اذ اثنين ثاني} دينار دينار كل في السبك على زاد قد تالله من. في النبي قرين كان الغار سبق الذي ذا شبابهمن. من االيمان الى من, في سريعا بحضرته أفتى الذي أصحابه الذي من به؟ صل�ى من آخر ومن معه؟ صل�ى من أو�ل جوابه

فاعرفوا(, السيدة حجرة في الرسول بجوار دفن) ترابه في الموت بعد ضاجعه الجار. حق عائشة

وأبان, بفهّم الردة يوم نهض فالمحب, حديد عن دق معنى الكتاب نص من واستيقاظ والمبغض بفضائله يفرح االلحاظولكن, مجلس من يفر أن الرافضي حسرة يغتاظ كّم. أين ذكره وكان, بالنفس الرسول وقى الفرار؟ في به أخص والمالتراب) في ضجيعه وهو حياته فضائله(. الرمس �ة وهي جلية القبر يا. عن خلي من! اللبس في الشمس ضوء عين يغطي عجبالقد, نصف فاستوحش, يسكنه ال غارا دخال النهار فقال, خوف من الصديق البث ما:" عليه الله صلى الرسول الحوادث وسلّمفنزلت". والله باثنين ظن�ك فزال. خوف فارتفع السكينة الثالث فقام. عيش وطاب القلق الحادث ينادي النصر مؤذن الماكثثاني: } منائر رؤوس على الغار{. في هما اذ اثنين األمصار

وبغضه, رأس والله حبه فهو. خبث على يدل الحنيفية والحجة, الصحابة خير الطوية لوال. ذلك على والقرابة صحة قويةمهال... ابن قال ما امامته فار. قد الروافض دم فان!! مهال الحنفية

وال, أحببناه ما والله ولكن, غيره في نعتقد لهوانا كفانا: " الله رضي علي بقول أخذنا هوانا أفال, الله رسول رضيك عنه لديننااعجاز" الروافض من أخذت لقد تالله لدنيانا نرضاك . 145-143 ص القرآن بالثأر فنحن, الصد�يق حق وجب لقد تالله عليناالضوء) من به نقر بما ونقر بمدائحه نقضي , يصحب الذي السنى فمن( عينا لي: الينا يعد فال رافضيا كان اليرق أعذار. وليقل

Page 36: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

تنبيه([ (43]رسوله وسنة الله كتاب أهل يعادي من اجتناب

احترز. يعديك لءال والسنة الكتاب أهل يعادي من اجتنب صاد�: أكثر بهما هلك عدوين من خسرانه الله سبيل عن الخلقومفتون, وزخرف بشبهاته ورئاسته. بدنياه قوله

كانت, واستعداد قوة فيه خلق من فلذة, القوة تلك استعمال في لذته لشيء للجماع واستعداد قوة فيه خلقت من فيهولذة, قوته واستعمال ومن, في الغضبية قوته استعمال والتوثب الغضب قوة فيه خلقت من فيه األكل قوة فيه خلقت متعلقهاومن. قوته باستعمال فلذته والشرب ومن. الى وصرفها قوته باستعمال فلذته والمعرفة العلّم قوة فيه خلقت فيهما العلّمواالنابة, الحب قوة فيه خلقت والعكوف, لله والشوق, بالقلب اليه واألنس, عليه فلذته, اليه القوة هذه استعمال ونعيمه به

وسائر. في وأحمد, مضمحلة اللذة هذه دون اللذات ذلك عليه. وال له ال تكون أن عاقبتها فانية

تنبيه([ (44]والحكّم المواعظ من

فانه, فراسة احذر األعزل أيها يا أخرجه" فراسة اتقوا" ستر وراء من عملك عورة يرى المتقى في الترمذي المؤمن(.3127)278\5 التفسير

الله: سبحان

وحسد, كبر النفس في وعتو, ابليس وطغيان, قابيل وجرأة, عاد واستطالة, ثمود وبغى, نمرود وقح�ة, فرعون هامان قارونوهوى(, أي) وحيل(, ولّم فبارك اسرائيل بني ليلعن ملك أرسله عر�اف) بلعام لؤم د, أصحاب يلعن وتمر� وجهل, السبت الوليد

جهل. أبي

وشره, حرص البهائّم أخالق من وفيها ورعونة, الغراب ودناءة, الكلب وعقوق, الطاووس وحقد, الجعل الجمل, الضبوصولة, ووثوب وفسق, الفهد وخبث, األسد وعبث, الفأرة وجمع, الحية ومكر, القرد وخفة, النملة ونوم, الثعلب الفراشالضبع.

فمن. تذهب والمجاهدة الرياضة أن غير وال, هذا من فهو طبعه مع استرسل ذلك ان: } سلعته تصلح الجند اشترى الله لعقدالتوبة{ المؤمنين من فخرجت, هذبها سلعة اال اشترى فما, 111 أنفسهّم العابدون. التائبون سكانه بلد الى طبعها من االيمان

قد, يقبله فال يدك في يتلف أن قبل المبيع سلّم فسلمها, أن قبل السلعة بعيب المشتري علّم المشتري واألمان لك يشتريهاالرد. من

والثمن, بقدر يعرف السلعة قدر والمنادي, المبذول مشتريها فاذا, فيها والثمن, المشترى كان عليها والمنادي, عظيما خطيراكانت, نفيسة. السلعة جليال

لو, بيع نفسه بائعا يا لّم, قبل البيع ذا ترجعت اس الهوان تخب الفواتبطيف, ماله عيش طيب وبائعا منتهب اآلالم من عيش خطرغبنا!! غبنت ولدى, والله الحرب غاية تلقى التغابن يوم فاحشاأمامك, كله عيش صفو وواردا بالكذب ليس حقا الورد كدر

تدني, لكل منتصبا الظلماء في الليل وحاطب العطب من داهيةعطب من جاء ببرء سمعت فهل مرض بها بأحداق الشفاء ترجومستلب فيه جمال للطخ وصفا أقبحهّم إثر في نفسه ومفنيالو, ذا مثل من نفسه وواهبا تهب لّم النفس قدر تعرف كنت سفهاوالتصابي, شاب وضاع, لّم بعد الصبا والعب اللهو بين وقتك يشب

والفيء, الغروب حان قد عمرك وشمس يغب لّم الشرقي األفق في لها

Page 37: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وانقشعت, قد من بالوصل وفاز والسحب الليل ظلمات أفقه عن جدوالدنيا, ذا كّم ورسل, قد التخلف الطلب في وافتك قد ربك ارتحلتوقد, في ما للصب, من ركائب سارت الديار أرب وال شكر من تهواه

وقل, ذياك الخد فأفرش والحقب األشواق صاحب قاله ما الترابأشهى, به يطيف محفوفا مية ربح ما الخرب ربعك من له غيالنالترب خد�ك من ناظري الى أشهى ضرج من أدمين ولو الخدود وال

ويألفها, كان منازال كثب عن الوصل منال كان أيام يهواهايهوى, الربوع تلك جليت فكلما الصبب في الماء هوى اليها لهفلو, العهود تذكار الشوق له أحيي يجب لّم للسلوان القلب دعا بهاوكّم, رغب من الدهر سواها في له وما يألفه األرض في منزل هذافاغترب, شأن بعض بثثته ان يريحك وجد أخو الخيام في ما الحب

ال, بنفخة مهتديا الليل غمرات في وأسر والحطب بالعود الطيبوحارب, جبن أخي كل وعاد ال, ومعجزة الحرب في تلقيك النفسبالرتب األنوار الورى اقتسام يوم به تستضيء نورا لنفسك وخذ

******بدنى للضنا وحل حالي بسوء فرضا رحمتي صبري يوجب كان ان

الثمن الى ووافقري رضاك اال ثمنا لها أبغي ال الروح منحتك******

فأجيب الهوى يدعوني وبالليل صبابة النهار بأطراف أحن******

الجميل غير عشق العجز فمن بد العشق من يكن لّم واذا******

فيه أنا ما بعض منه كفاني معجل لعيش أسعى ما أن فلوبمالقيه أكن لّم ان أسفا فوا مخلد لملك أسعى ولكنكما

******

هل, أرباب من هو من يا لك. كلها األكوان خلقت انما نفسك؟ قيمة عرفت الخبرة

وقلب, بلبان غذى من يا كل, بأيدي البر وصورة, وأنت شجرة األشياء األلطاف وصدف, وأنت الثمرة الدر, وأنت المعنىالزبد. وأنت ومخيض

ولكن, واضح لك اختيارنا منشور ضعيف. استخراجك الخط

اطلبني, فاطلبني طلبي رمت متى وال, تجدني منك عندك منه. اليك أقرب فأنا غيرك من تطلبني قريبا

انما, أهنتها ما عندنا نفسك قدر عرفت لو وأنت, يسجد لّم اذ ابليس أبعدنا بالمعاصي فواعجبا, صلب في لك كيف أبيكلو! صالحته جسدك. على أثرها لبان محبة قلبك في كان وتركتنا

كواسيا منك األعضاء أرى ألست كذبتني قالت الحب ادعيت ولما

الشهوات. بطنة عنه لذهبت بالمحبة القلب تغذى لو

األكل كثرة الهوى وأنساك بطينا تكن لّم الصبابة عذري كنت ولو

واعجبا. يذكرك ال ممن الستوحشت محبتك صح�ت لو ويحتاج, يدعي لمن بالحبيب فال, يذكره من الى المحبة يذكره بمحبوبهأقل. اال المحبوب. تذكر تنسيك ال أنها المحبة في ما بمذكر

لساني ذكر الذكر في ما وأيسر ساعة نسيتك أني ال ذكرتك

Page 38: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ركبت, للقاء المحب سافر اذا فكان, جنوده محبوبه والرجاء, مقدمة في الحب معه والشوق, يحدو العسكر يسوقها, بالمطىفاذا, على يجمعها والخوف خرجت, بلد قدوم شارف الطريق باللقاء. الحبيب تقادم الوصل

مضرمه أنت بقلب غراما وأبرد متلفه أنت بجسّم سقما فداوتعلمه أنت فصبري الضعيف صبري الى الديار بعد على تكلني والتقدمه واألشواق لقائك الى عجال أرسلته فقد قلبي تلق

ليمتحن, كل من الخلع عليه أفيضت الحبيب على دخل فاذا أم, فتكون اليها أيسكن ناحية ألبسه من الى التفاته يكون حظهاياها.

فلما, على اال تنفق ال متاعا القلوب مراكب مألوا فما, تلك أقلعت السحر رياح هبت الملك وهي اال الفجر طلع المراكببالميناء.

فما, بأقدام الهوى بادية قطعوا فأعقبهّم, من قدموا حتى القليل اال كان الجد فدخلوا, طريق في الراحة السفر بلد التلقياألبد. ربح حازوا وقد الوصل

غ فأقاموا, سرادقات فيها فضربت الشواغل من قلوبهّم القوم فر� ة تحرس العيون المحبة أخرى. وترش تار�

فارغ. نزه قاع في اال يضرب ال المحبة سرداق

ه ه لكل حل فجنابنا وألقنا سوانا من فؤادك نز� منز�فاز, ذا حل من وصالنا لكنز طلسّم والصبر بكنزه الطلسّم

الفائت. مقدار يدري من بكاء وابك منك ضاع ما قدر اعرف بعدك. على المأتّم ألقمت األحباب قرب تخيلت لو المخمور. قلبك منك ألفاق األسحار ريح استنشقت لو مشيه. ضعف الطريق استطال من

ان, أنت وما أو, طوال بيننا قلت بالمشتاق المفاوز بعيد الليالي

اذا: أن علمت أما عزمه. عينيه بين ألقى هّم الصادقالعين. في آذار حل القلب في آب نزل اذا الملك. بسمع أصواتهّم أن علموا لما الحر�اس سهر هان اذا. فراق عليه هان اآلخرة حال له الح من الكف. مألوف نسي الصيد للباشق الح الدنياتذكر. بقي احملي الصبر أقدام يا المجاهدة. مر عليك يهن الوصال حالوة القليل

أعلى. لها فاحد المنزل أين علمت قد وقدم, للقاء صاحبها استعد من همة الهمّم تسر الملتقى, يدي بين القادم الحبيبوقدموا:} عند بالرضا فاستبشر الجنة{. قدوم والنار, بأداء منك ترضى ألنفسكّم والمحبة, بترك عنك تندفع الفرائض المعاصي

الروح. ببذل اال منك تقنع ال

ما!! االشتياق. أرض على الطاعة أقدام فيه تسعى زمان أحلى لله

علمها, رائض الى النفوس القوم سلّم لما كيف, مع فاستقامت الطبع خالف على الوفاق الشرع معها. دارت الطاعة

عجول بالرفاق حاد وثوب مطيهّم رقاب اصطكت اذا وانيفأميل ملثّم أني وأنظر الحشا على الراحتين بين أخالف

Page 39: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

أخرى: وحكّم مواعظفهو, علمت وخوفا, احتراما صاده ما تناول في شهوته يترك كلبك وكّم, من لنعمتك ال وأنت الشرع معلّم علمك سطوتك

تفبل.

فما, والممسك الجاهل صيد حرم نفسه. لهوى أعماله الذي الجاهل ظن لنفسه

وشهوة, عقل فيك جمع وهوى, الملك وأنت, البهيمة ان: من عليك للغالب الشيطان على زدت وهواك؛ شهوتك غلبت الثالثةوان, مرتبة نقصت: هواك غلبكك ملك كلب. مرتبة عن وشهوتك

ولما, أبيح لربه الكلب صاد لما صاده. ما حرم نفسه على أمسك صيده

فهو. المعطي صفة من والمذمومة الممدوحة والصفات والشر الخير من العبد في ما مصدر عباده يصر�ف سبحانه المانعفحظ, هذين مقتضى بين واالفتقار, عند الشكر بهما عبوديته من الصادق العبد االسمين فهو, عند العطاء يعطيه سبحانه المنع

ويمنعه, فال, ليفتقر ليشكره فقيرا. شكورا يزال اليه

وكان: } قوله الفرقان{ ربه على الكافر تعالى و, وأشرف القرآن خطاب ألطف من هذا. 55 ظهيرا مع دائما المؤمن ان معانيهوهذا. وعدو وشيطانه وهواه نفسه على الله فهو, وجنده الله حزب من كونه معنى ربه الداخل عدوه على الله مع وأوليائهبحاربهّم, والخارج فيه كما. له ويغضبهّم ويعاديهّم عنه والبعيدون, حرب على معه الملك خواص يكون سبحانه منه أعدائه

غير, من فارغون والكافر, مهتمين ذلك وعبارات. على وهواه وشيطانه نفسه مع به تدور. هذا على السلف ربه

عونا: جبير بن سعيد عن دينار بن عطاء عن حاتّم أبي ابن ذكر والشرك. باعداوة ربه على للشيطان قال

يظاهر: مجاهد عن الليث وقال .17\19 التفسير في جرير ابن ذكره عليها يعينه الله معصية على الشيطان قالظهيرا: بن زيد وقال به, والشرك معصيته على عدوه يوالي أنه والمعنى. 322\3 التفسير في كثير ابن ذكره مواليا أي أسلّم

ربه. مساخط على له معينا عدوه مع فيكون

ولهذا, وهواه نفسه ومع الشيطان مع والفاجر الكافر لهذا صارت قد والهه ربه مع للمؤمن التي الخاصة فالمعية وقربانهويعبدون:} اآلية صد�ر الفرقان{ وال ينفعهّم ماال الله دون من بقوله والرضا والمحبة المواالة هي العبادة وهذه, 55 يضرهّم

فظاهروا, لمعيتهّم المتضمنة بمعبوديهّم بخالف, ومخالفته معاداته على الله أعداء الخاصة فانه, وليه ومساخطه معه سبحانهوهذا. وشيطانه نفسه على وبالله, فهمه لمن القرآن كنوز من المعنى وهواه التوفيق. وعقله

والذين: } قوله �روا اذا تعالى وا لّم ربهّم بآيات ذك الفرقان{ صم�ا عليها يخر� اذا: قال. 73 وعميانا يقعوا لّم بالقرآن وعظوا مقاتلوعميانا, لّم صما عليه ولكنهّم, لّم يسمعوه وقال. وأيقنوا وأبصروا سمعوا يبصروه لّم: ابن به بل, صما يكونوا عباس وعمياناوقال. خائفين كانوا يخر�ون: خاشعين وقال. سمعا عليها الكلبي واذا: وبصرا حالهّم على يقعدوا لّم القرآن عليهّم تلي الفراء

فذلك, لّم كأنهّم األولى وسمعت. يسمعوه قعد: العرب الخرور : تقول قام, كقولك وأقبل, يشتمني والمعنى: يشتمني يشتمنيلّم: ما على وقال. صما عندها يصيروا ذكر : وعميلنا اذا: المعنى كما مبصرين سامعين وبكيا سجدا خروا عليهّم تليت الزجاجوقال: أمروا أي: ابن به يروها. لّم وعمي يسمعوها لّم صّم كأنهّم عنها يتغافلوا لّم قتيبة

ها: وتسليط, ذكر أمران هنا قلت وهل, النفي الخرور لّم: وهل للسجود؟ البدن خرور أو القلب خرور هو عليه يكن المعنىأو, القلب خرور عليها فلهّم وعمه صمّم عن خرورهّم أو, البدن خضوعا القعود؟ عن وعبر خرور هناك ليس سجودا

كبارها, المعاصي أصول : كلها تعلق, ثالثة وطاعة, بغير القلب وصغارها والقوة, القوة الله وهي, الغضبية الشرك الشهوانيةفغاية. والظلّم وغاية. اله معه يدعى وأن شرك الله بغير التعلق والفواحش وغاية. الغضبية القوة آخر القوة طاعة القتل

ولهذل. الشهوانية والذين:} في الثالثة بين سبحانه الله جمع الزنا حر�م التي النفس يقتلون وال آخر الها الله مع يدعون ال قولهالفرقان{ وال بالحق اال الله . 68 يزنون

قالشرك, الى بعضها يدعو الثالثة وهذه كما, الظلّم الى يدعو بعض صاحبه, عن يصرفهما والتوحيد االخالص أن والفواحشكذلك:} قال يوسف{ عبادنا من انه والفحشاء السوء عنه لنصرف تعالى .24 المخلصين : , : الزنا. والفحشاء العشق فالسوء

Page 40: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فان, الشرك الى يدعو الظلّم وكذلك كما, أظلّم الشرك والفاحشة فالعدل. العدل أعدل أن الظلّم التوحيد, قرين التوحيدولهذا, قرين والظلّم أما. سبحانه يجمع الشرك شهد:} ففي األول بينهما قائما العلّم وأولوا والمالئكة هو اال اله ال أنه الله قوله

آل{ ان: } فكقوله الثاني وأما. 18 عمران بالقسط لقمان{ لظلّم الشرك تعالى والظلّم, الشرك الى تدعو والفاحشة. 13 عظيّموقد. بالسحر واالستعانة الظلّم من بنوع اال تحصل ولّم ارادتها قويت اذا سيما وال والشرك الزنى بين سبحانه جمع والشيطانالزاني: } في م مشرك أو زان اال ينكحها ال والزانية مشركة أو زانبة اال ينكح ال قوله النور{ على ذلك وحر� .3 المؤمنين

ولهذا. بعضها ويأمر بعض الى بعضها يجر الثالثة فهذه فاحشة أكثر كان شركا وأعظّم توحيدا أضعف القلب كان كلما ببعضونظير. وعشقا بالصور تعلقا وأعظّم فما:} قوله هذا لها وأبقى خير الله عند وما الدنيا الحياة فمتاع شيء من أوتيتّم تعالىالشورى{ هّم غضبوا ما واذا والفواحش االثّم كبائر يجتنبون والذين* يتوكلون ربهّم وعلى آمنوا للذين فأخبر. 37-36 يغفرون

وهذا, وتوكل به آمن لمن خير ماعنده أن ثّم. هو عليه والذين:} التوحيد فهذا{ االثّم كبائر يجتنبون قال داعي اجتناب والفواحشثّم. القوة واذا: } الشهوانية فهذا{, هّم غضبوا ما قال فجمع, القوة مخالفة يغفرون التى والعدل والعفة التوحيد بين الغضبيةكله. الخير جماع هي

فائدة([ (45]أنواع القرآن هجر

هجر: اليه. واالصغاء به وااليمان سماعه أحدهماهجر: وان, حالله عند والوقوف به العمل والثاني به. وآمن قرأه وحرامههجر: وأن,, يفيد ال أنه واعتقاد وفروعه الدين أصول في اليه والتحاكّم تحكيمه والثالث العلّم. تحص�ل ال لفظية أدلته اليقينهجر: �ره والرابع منه. به المتكلّم أراد ما ومعرفة وتفه�مه تدبهجر: فيطلب, القلوب أمراض جميع في والتداوي االستشفاء والخامس ويهجر, من دائه شفاء وأدوائها به, التداوي غيره

الفرقان{ القرآن هذا اتخذوا قومي ان رب يا الرسول وقال:} قوله في داخل هذا زكل أهون الهجر بعض كان وان. 30 مهجورابعض. من

منه. الصدر في الذي الحرج وكذلك ة فانه الله. عند من حقا وكونه انزاله من حرجا يكون تار�أو, المتكلّم جهة من يكون وتارة به. تكلّم أن غيره ألهّم مخلوقاته بعض من مخلوقا كونه بهبا, اليكفي وأنه وعدمها كفايتها جهة من يكون وتارة أو, المعقوالت الى معه هممحتاجون العباد السياسات. أو اآلراء واألقيسةوما, جهة من يكون وتارة أو, عند منه المفهومة حقائقه به أريد داللته واخراجها, بها أريد الخطاب الى حقائقها عن تأويلها

مشتركة. مستكرهة تأويالتفهي, كانت وان الحقائق تلك كون جهة من يكون وتارة أو, نفس في ثابتة مرادة المصلحة. من لضرب مرادة أنها أوهّم األمروهّم, من حرج صدورهّم في هؤالء فكل وال. في ويجدونه نفوسهّم من ذلك يعلمون القرآن قط دينه في مبتدعا تجد صدورهّمكما. تخالف التي اآليات من حرج قلبه وفي اال بينه تحول التي اآليات من حرج صدره وفي اال فاجرا ظالما تجد ال أنك بدعته

ارادته. وبين�ر تشاء. بما لنفسك ارضى ثّم المعنى هذا تدب

فائدة([ (46]المطلوب النفس كمال

أمرين: تضمن ما المطلوب النفس كمال

أن: لها. الزمة وصفة راسخة هيئة يصير أحدهما

أن: فاذا. في كمال صفة يكون الثاني فال, يكن لّم كذلك يكن لّم نفسه عليه, المنافسة نفسه كمال في يسعى بمن يليق كماالوذلك, على األسف وال اال لذة وال نعيّم وال لها صالح ال الذي الحق والهها ومعبودها وفاطرها بارئها معرفة اال ليس فوته

وارادة, وسلوك, بمعرفته والى, الموصلة الطريق وجهه وأن. رضاه اليه وما. راسخة هيئة لها فيصير ذلك تعتاد وكرامته الزمةوما, وال ينفعها ال ما بين فهي واألعمال واالرادات العلوم من ذلك عدا وال, ونقصها بضررها يعود يكملها صار اذا سيما وألمها

Page 41: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فانها, راسخة هيئة لها. لزومه بحسب به وتألّم تتعذب لها

فتلك, والجاه والمساكن والمراكب كالمالبس عنها المنفصلة الفضائل وأما ثّم, أعيرتها عوار الحقيقة في والمال يرجع مدةفتتألّم, فيها وال, تعلقها بحسب فيها برجوعه وتتعذب المعير فاذا, غاية في هي كانت اذا سيما بها أعظّم أحضرت سلبتها كمالها

فأكثر, هذه ولذتها نفسه سعادة يريد من فليتدبر والحسرة واأللّم النقص نفوسهّم حرمان في يسعون انما الخلق هذا النكتةونعيمها. سعادتها يريدون أنهّم يظنون حيث من ونقصها وحسرتها وألمها وألمها

وحسرتها. والمحبة المعرفة تلك من لها حصل ما بحسب فلذتها ومتى. من فاتها ما بحسب والسلوك ومتى. عدم ذلك ذلكوخال, عدم لّم, ذلك التي, البدنية القوى اال فيه يبقى منه وينكح, يأكل بها الفسانية وينال, ويشرب ومرافق, شائر ويغضب لذاته

وال. بل, وال شرف جهتها من يلحقه حياته اذا. خساسة فضيلة بجنسها ويتصل البهائّم القوى بتلك يناسب انما كان ومنقصةوربما. ويصير جملتها في ويدخل حقيق, بسالمة دونه واختصت عليها تناولها في زادت كأحدها الكمال الى تهجره أن العاقبة

وبالله, كمال ال الذي الحقيقي التوفيق. سواه

جليلة( فائدة[ (47]تعالى الله اال همه وليس أصبح من

وحمل, حوائجه سبحانه الله تحمل وحده الله همه وليس وأمسى العبد أصبح اذا وفرغ, ما كل عنه كلها لمحبته, قلبه أهمهوجوارحه, ولسانه وان. لذكره ووكله! وغمومها همومها الله حمله همه والدنيا وأمسى أصبح لطاعته نفسه, الى وأنكادهاولسانه, بمحبة محبته عن قلبه فشغل وجوارحه, ذكره عن الخلق فهو, بخدمتهّم طاعته عن بذكرهّم كدح يكدح وأشغالهّمكالكير, خدمة في الوحش فكل. نفع في أضالعه ويعصر بطنه ينفخ غيره بل ومحبته وطاعته الله عبودية عن أعرض من غيرهقال. ومحبته المخلوق بعبودية ومن: } وخدمته الزخرف{ له فهو شيطانا له نقي�ض الرحمن ذكر عن يعش تعالى قال. 36 قرينال: بن سفيان فقال. من به جئتكّم اال للعرب مشهور بمثل تأتون عيينة فأين: له القرآن فان تمرة أخاك أعط" القرآن في قائل

فقال" فأعطه يقبل لّم ومن: } في جمرة؟ شيطانا{. له نقي�ض الرحمن ذكر عن يعش قوله

فائدة([ (48]هما وما والعمل العلّم

نقل: النفس. في واثباتها الخارج من المعلوم صورة العلّم نقل: فان. في واثباتها النفس من علمية صورة والعمل علّم فهو نفسها في للحقيقة مطلقا النفس في الثابت كان الخارج

وكثيرا. فيظنها, وجود لها ليس صورة النفس في ويتراءى يثبت ما صحيح وانما, نفسه في أثبتها قد الذي حقيقي هي علماوأكثر. حقيقة ال مقدرة وما. هذا من الناس علوم لها نوع: فهو الخارج في للحقيقة مطابقا منها كان الباب النفس تكمل نوعانوهو, والعلّم بادراكه ونوع. وأمره وكتبه وأفعاله وصفاته وأسمائه بالله العلّم به وهو, به للنفس يحصل ال ونهيه علّم كل كمال

به. العلّم ينفع ال فانه به الجهل يضر ال

جزء, ال علّم من بالله يستعيذ وسلّم عليه الله صلى النبي وكان )2088\4 والدعاء الذكر في مسلّم أخرجه حديث من ينفعوالنسائي, وأبو(,73 وهذا. ماجه وابن والترمذي داود شيئا, بها الجهل يضر ال التي المطابقة الصحيحة العلوم حال أكثر وأحمد

وعدد, ودقائقه بالفلك كالعلّم والعلّم. الكواكب ودرجاته ذلك. نحو وما ومسحتها وألوانها الجبال بعدد ومقاديرها

وليس. الحاجة وشدة معلومه شرف بجسب العلّم فشرف وأما. وتوابع بالله العلّم اال ذلك اليه عدم فآفته العلّم ذلكويكون, الله يحبه الذي الديني الله لمراد مطابقته ومن, العلّم فساد من ذلك ويرضاه ة ففساده. االرادة فساد تار� ة جهة من تار�

أو, وليس لله محبوب مشروع هذا أن يعتقد أن العلّم به أنه يعتقد كذلك فيظن, يكن لّم وان الله الى يقر� يتقرب أنه مشروعاوان, بهذا الله الى مشروع. أنه يعلّم لّم العمل

بل, والدار الله وجه به يقصد ال فانه القصد جهة من فساده وأما والخلق. الدنيا به يقصد اآلخرة

وارادة والمعرفة العلّم باب في الرسول به جاء ما بمعرفة اال منهما السالمة الى سبيل ال والعمل العلّم في اآلفتان وهاتان فمتى. القصد باب في اآلخرة والدار الله وجه وعمله. علمه فسد االرادة وهذه المعرفة هذه من خال واالرادة

Page 42: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وهما, وصحة المعرفة صحة يورثان واليقين وااليمان ومن. االيمان يورثان االرادة عن الناس أكثر انحراف يتبين هنا ويمدانهاالرادة. وصحة المعرفة صحة عن النحرافهّم االيمان

وتجريد, مشكاة من المعرفة بتلقي اال االيمان يتّم وال فيكون, وارادة الهوى شوائب عن االرادة النبوة مقتبسا علمه الخلقوارادته, مشكاة من فهذا, والدار لله الوحي خلفاء ومن الله بأمر يهدون الذين األئمة من وهو وعمال علما الناس أصح اآلخرة

أمته. في وسلّم عليه الله صلى الله رسول

وباطن ظاهر له االيمان[ 49]

وظاهرة, ظاهر له االيمان وباطنة. وعمل اللسان قول وباطن فال. وانقياده القلب تصديق الجوارح ال ظاهر ينفع ومحبتهوال, المال به وعصّم الدماء به حقن وان له باطن �ة هالك. خوف أو اكراه أو بعجز تعذ�ر اذا اال له ظاهر ال باطن يجزىء والذري

ونقصه, من وخلو�ه الباطن فساد على دليل المانع عدم مع ظاهرا العمل فتخلف وقوته, دليل االيمان قوته. دليل نقصه

واليقين. االسالم قلب فااليمان وكل. االيمان قلب ولبه وكل, قوة واليقين االيمان يزيد ال وعمل علّم ولبه ال ايمان فمدخولفيه. ) العمل على يبعث على رد كذلك وفيه بينهما ويفصلون والحقيقة بالشريعة يقولون الذين المتصوفة على رد فمدخول

بالتقية(. يقولون الذين الشيعة

قاعدة([ (50]نوعان الله على التوكل

توكل: أو, وحظوظه العبد حوائج جلب في عليه أحدهما الدنيوية. ومصائبه مكروهاته دفع الدنيوية

التوكل: اليه. والدعوة والجهاد واليقين االيمان من ويرضاه هو يحبه ما حصول في الله على والثاني

فمتى. اال يحصيه ماال الفضل من النوعين وبين تمام األول النوع كفاه توكله حق الثاني النوع في العبد عليه توكل اللهومتى. لكن, كفاه الثاني دون األول النوع في عليه توكل الكفاية ويرضاه. يحبه فيما المتوكل علقبة له يكون ال أيضا

وتجريد, في التوكل عليه التوكل فأعظّم ومتابعة, الهداية فهذا, أهل وجهاد وسلّم عليه الله صلى الرسول التوحيد الباطلأتباعهّم. وخاص�ة الرسل توكل

بحيث, اضطرار توكل يكون تارة والتوكل كما, اال أزرا وال ملجأ العبد يجد ال والجاء وضاقت األسباب عليه ضاقت اذا التوكلوهذا, اال الله من ملجأ ال أن وظن نفسه عليه وتارة. والتيسير الفرج عنه يتخلف ال اليه وذلك, توكل يكون البتة التوكل اختيارفان, الى المفضى السبب وجود مع وان. على ذم به مأمور السبب كان المراد وترك, قام تركه ذم, بالسبب تركه على التوكل

فانه, والواجب, ونص األمة باتفاق واجب أيضا والجمع, القيام القرآن وان. بهما حرم, السبب كان بينهما عليه محرماوتوحد, فلّم, في حقه في السبب مباشرته فان, سبب يبق التوكل ودفع, حصول في األسباب أقوى من التوكل سواه المرادبل, االطالق. على األسباب أقوى هو المكروه

فتركه همك وشتت قلبك عليك وفرق أضعفه فان يضعفه؟ ال أو التوكل به قيامك يضعف هل نظرت مباحا السبب كان وان وان, القيام أمكنك مهما حكمته تعطل فال المسبب ربط اقتضت الحاكمين أحكّم حكمة ألن أولى؛ فمباشرته يضعفه لّم أولى

وال, فتكون, فعلته اذا سيما بها وعبودية, القلب بعبودية أتيت قد عبودية والذي. به المنوي بالسبب الجوارح بالتوكل القربةفمن, المأمور باألسباب القيام التوكل يحقق الخير حصول الى المفضية باألسباب القيام أن كما توكله يصح لّم عطلها بهافمن, يحقق كما, رجاؤه كان بها يقّم لّم رجاءه �ا توكال. وعجزه عجزا توكله يكون عط�لها من أن تمني

فال, الله على القلب اعتماد هو وحقيقته التوكل وسر والركون االعتماد من القلب خلو مع األسباب مباشرة يضره وحدهكما, توكلت: ينفعه ال اليها مع, على قوله فتوكل, وثقته اليه وركونه غيره على اعتماده الله القلب وتوكل شيء السان بهكما, شيء وتوبة, القلب اصرار مع اللسان توبة أن آخر فقول. شيء اللسان ينطق لّم وان القلب شيء توكلت: آخر العبدمع, على مثل, على قلبه اعتماد الله تبت: غيره وهو, الى قوله لها. مرتكب معصيته على مصر الله

Page 43: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فائدة([ (51]الله من الجاهل شكوى

وهذا, الى الله يشكو الجاهل فانه, والمشكو بالمشكو الجهل غاية الناس ولو, لما ربه عرف لو اليه لما الناس عرف شكاهورأى. شكا : فاقته رجل الى يشكو رجال السلف بعض اليهّم يا, فقال والله, وضرورته يرحمك من شكوت أن على زدت ما هذاوفي, ال من الى قيل: ذلك يرحمك

يرحّم ال الذي الى الرحيّم تشكو انما آدم ابن الى شكوت واذا

وأعرف. الله الى يشكو انما والعارف فهو, من ال نفسه من الله الى شكواه جعل من العارفين وحده من يشكو الناسفهو, الناس تسليط موجبات وما:} قوله الى ناظر عليه الشورى{ كسبت فبما مصيبة من أصابكّم تعالى :30 أيديكّم وقوله,

النساء{ فمن سيئة من أصابك وما} :} 79 نفسك أو, عند من هو قل هذا أن�ى قلتّم مثليها أصبتّم قد مصيبة أصابتكّم لما وقولهآل{ .165 عمران أنفسكّم

أخسها: فالمراتب وأعالها, الى الله تشكو أن ثالثة وأوسطها, الى نفسك تشكو أن خلقه اليه. خلقه تشكو أن الله

جليلة( قاعدة[ (52]الكريمة اآلية حول

وللرسول{ لله استجيبوا آمنوا الذين أيها يا}

يا: } الله قال وأنه وقلبه المرء بين يحول الله أن واعلموا يحييكّم لما دعاكّم اذا وللرسول لله استجيبوا آمنوا الذين أيها تعالىاألنفال{ اليه : اآلية هذه فتضمنت, 24 تحشرون أن, أحدها فمن, له باالستجابة تحصل انما النافعة الحياة أمورا لّم ورسوله

وان, حياة فال االستجابة هذه له تحصل فالحياةالحقيقية. أرذل وبين بينه مشتركة بهيمية حياة له كانت له هي الطيبة الحيواناتفهؤالء. ظاهرا والرسول لله استجاب من حياة وغيرهّم, وان األحياء هّم وباطنا ولهذا. أحياء كانوا وان أموات ماتوا كان األبدانفان, عليه الله صلى الرسول لدعوة استجابة وأكملهّم حياة الناس أكمل فمن, ففيه اليه دعا ما كل وسلّم منه جزء فاته الحياةوفيه, من جزء فاته وسلّم. عليه الله صلى للرسول استجاب ما بحسب الحياة من الحياة

} قال لما: يعني{ مجاهد وقال, يحييكّم هو: للحق واآلخرة. الدنيا في والعصمة والنجاة والثقة الحياة فيه القرآن هذا قتادةهو: وقال وقال. موتهّم بعد أحياهّم االسالم السدي عن: ابن بالكفر الزبير: بن عروة عن الزبير بن جعفر بن محمد اسحاق

لما:} واللفظ يعني{ له وقو�اكّم, بعد بها الله أعزكّم التي للحرب يحييكّم ومنعكّم, بعد الذل القهر بعد عدوكّم من بها الضعفكلها. منهّم وباطنا. ظاهرا الرسول به جاء بما القيام وهي واحدة حقيقة عن عبارات هذه وكل. 297\2 كثير ابن من لكّم

واألكثرون: قال لما:} معنى أن على الواحدي هو{ قوله وهو. يحييكّم المعاني. أهل أكثر واختيار اسحاق ابن قول الجهاد

اذا: قال فلو, بالحرب يقوي انما يريد عدوكّم بجهاد أمركّم احياء الى دعاكّم الفراء واجترأ أمرهّم ضعف الجهاد تركوا والجهادعدوهّم. عليهّم

الجهاد: أما. وفي البرزخ وفي الدنيا في به يحييهّم ما أعظّم من قلت بالجهاد. لعدوهّم وقهرهّم قوتهّم فان الدنيا في اآلخرة

وال: } قال فقد البرزخ في وأما آل{ ربهّم عند أحياء بل أمواتا الله سبيل في قتلوا الذين تحسبن تعالى .169 عمران يرزقون

ولهذا. حظ من أعظّم ونعيمها حياتها من والشهداء المجاهدين حظ فان اآلخرة في وأما لما: } تبن قال غيرهّم يحييكّم{ قتيبةوقال. يعني لما: } بعض الشهادة يعني{ المفسرين فانها. يحييكّم حكاه. الدائمة الحياة وفيها الحيوان دار الجنة علي أبو الطيبة

الجرجاني.

فان, هذا تناول واآلية وكمال. الحياة القلوب تحيي والجهاد والقرآن االيمان كله والرسول, في الحياة الطيبة الى داع الجنةفهو, والى االيمان واالنسان. الدنيا في الحياة الى داع الجنة حياة: من نوعين الى مضطر واآلخرة يدرك بها التي بدنه الحياة

Page 44: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ومتى. ما على ينفعه ما ويؤثر والضار النافع ه ولذلك. بحسب والضعف األلّم من ناله هذه فيه نقصت يضر� حياة كانت ذلكوحياة. من معافى هو من حياة دون والذل والفقر والخوف والغّم الهّم وصاحب والمحزون المريض بها التي وروحه قلبه ذلك

فيختار, والهوى والرشاد والغي والباطل الحق بين يميز فتفيد. على الحق والضالل النافع بين التمييز قوة الحياة هذه ضدهوتفيد. واالرادات العلوم في والضار وقوة, والحب واالرادة االيمان قوة واألعمال للباطل. والكراهة البغض للحق

كما, هذه من نصيبه بحسب ونفرته وحبه وتمييزه فشعوره والمؤلّم بالنافع واحساسه شعوره يكون الحي البدن أن الحياةويكون, فهذا. المؤلّم عن ونفرته النافع الى ميله أتّم وذاك, حياة بحسب أعظّم فاذا. حياة بحسب البدن حياته بطلت القلبوان. بطل كما. على النافع بها يؤثر قوة فيه يكن لّم تمييز نوع له كان تمييزه فيه ينفخ حتى له حياة ال االنسان أن الضار

الذي, من(, بأمر االنسان في الروح ينفخ الذي الملك) الله رسول هو الملك فيصير, الله وكان. بذلك حيا روحه ذلك قبل النفخوكذلك. جملة من قال, ألقى الذي الروح من وسلّم عليه الله صلى الرسول فيه ينفخ حتى وقلبه لروحه حياة ال األموات اليه

ينزل: } النحل{ من يشاء من على أمره من بالروح المالئكة تعالى من يشاء من على أمره من الروح يلقي:} وقال, 2عبادهغافر{ :} 15 عباده وكذلك, من به نهدي نورا جعلناه ولكن االيمان وال الكتاب ما تدري كنت ما أمرنا من روحا اليك أوحينا وقالالشورى{ من نشاء فالحياة, روح وحيه أن فأخبر. 52 عبادنا فمن, الرسول نفخ على موقوفة واالستنارة ونور أصابه الملكيالحياتان. له حصلت البشري الرسول ونفخ الملكي الرسول نفخ

قال, وفاتته الحياتين احدى له حصلت الرسول نفخ دون الملك نفخ له حصل ومن أو:} األخرى فأحييناه ميتا كان من تعالىاألنعام{ بخارج ليس الظلمات في مثله كمن الناس في به يمشي نورا له وجعلنا جمع كما والحياة النور بين له فجمع, 122 منهاقال. الموت بين كتابه عن أعرض لمن كان: وجميع عباس ابن والظلمة تفسير. ضاال كافرا المفسرين \2 كثير ابن فهديناه172.

وجعلنا:} يتضمن{ في به يمشي نورا له وقوله أمورا: الناسأنه: فمثله, في وهّم بالنور الناس في يمشي أحدهما للطريق. يهتدوا ولّم فضلوا الليل عليهّم أظلّم قوم كمثل ومثلهّم الظلمة

فيها. يحذره ما ويرى ويراها الطريق في يمشي نور معه وآخر

أنه: النور. الى لحاجتهّم منه يقتبسون فهّم بنوره فيهّم يمشي وثانيها

أنه: ونفاقهّم. شركهّم الظلمات في والنفاق الشرك أهل بقي اذا الصراط على القيامة يوم بنوره يمشي وثالثها

اعلموا:} األنفال{ المرء بين يحول الله أن وقوله وبين, وبين المؤمن بين يحول أنه اآلية في المشهور. 24 وقلبه الكافر الكفرويحول. وبين وبين, وبين طاعته أهل بين االيمان وهذا, وبين معصيته أهل معصيته المفسرين. وجمهور عباس ابن قول طاعته

فهو, عليه تخفى ال قلبه من قريب سبحانه أنه المعنى أن آخر قول اآلية وفي ذكره. وبين بينه خافية قتادة, عن الواحدي قلبهألن, أنسب هذا وكان فان, دون بالبدن االستجابة تنفع فال بالقلب أصلها االستجابة بالسياق وبين العبد بين سبحانه الله القلبخالفه. أضمر أو ذلك أضمر وهل قلبه له استجاب هل فيعلّم قلبه

فوجه, القول وعل فال قلوبكّم وبين بينكّم الله يحول أن تأمنوا فال عنها وأبطأتّم االستجابة عن تثاقلتّم ان أنكّم المناسبة األولفيكون, الحق وضوح بعد تركها على لكّم عقوبة االستجابة من ذلك بعد يمكنكّم ونقل�ب:} واستبانته وأبصارهّم أفئدتهّم قوله

األنعام{ أول به يؤمنوا لّم كما :} 110 مرة فلما. الصف{ الله أزاغ زاغوا وقوله :} 5 قلوبهّم فما. كذ�بوا بما ليؤمنوا كانوا وقولهاألعراف{ من بالجوارح. استجاب وان بالقلب االستجابة ترك عن تحذير اآلية ففي. 101 قبل

وهو: سر اآلية وفي وهو, واألمر الشرع بين لهّم جمع أنه آخر وبين, به فهي, وااليمان القدر االستجابة لمن: } كقوله به تعالىوما* أن منكّم شاء التكوير{ رب الله يشاء أن اال تشاءون يستقيّم :} 28,29 العالمين فمن, وما. شاء وقوله اال يذكرون ذكرهالمدثر{ يشاء أن أعلّم. والله, 55,56الله

جليلة( فائدة[ (53]لكّم{ خير وهو شيئا تكرهوا أن وعسى}

كتب:} قوله والله لكّم شر� وهو شيئا تحبوا أن وعسى لكّم خير وهو شيئا تكرهوا أن وعسى لكّم كره وهو القتال عليكّم تعالى

Page 45: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

البقرة{ ال وأنتّم يعلّم فان:} عز� وقوله, 216 تعلمون كثيرا{ خيرا فيه الله ويجعل شيئا تكرهوا أن فعسى كرهتموهن وجل�والثانية, نفسه على خشية الغضبية القوة كمال هو الذي الجهاد في األولى فاآلية. 19 النساء كمال هو الذي النكاح في منهالشهوانية. القوة

وهذا, نفسه على خشية الغضبية بقوته عدوه مواجهة يكره فالعبد ويجب, معاشه في له خير المكروه منه الموادعة ومعادهوهذا, ومعاده. معاشه في له شر المحبوب والمتاركة

ويحب. ال كثير خير امساكها في وله أوصافها من لوصف المرأة يكره وكذلك في وله أوصافها من لوصف المرأة يعرفهفاالنسان. ال كثير شر امساكها فال, ظلوم خالقه به وصفه كما يعرفه ه ما على المعيار يجعل أن ينبغي جهول ميله وينفعه يضر�

بل, ونفرته وحبه ونهيه. بأمره له الله اختاره ما ذلك على المعيار وبغضه

وأضر, بظاهره ربه طاعة االطالق على له األشياء فأنفع فاذا, بظاهره معصيته االطالق على عليه األشياء وباطنه قام وباطنهواذا, خيرا يكون يكره مما عليه يجري ما فكل له مخلصا وعبوديته بطاعته من فيه هو ما فكل وعبوديته طاعته عن تخلى لهفمن. شر هو محبوب علّم, أسمائه في والفقه ربه معرفة له صحت له التي والمحن تصيبه التي المكروهات أن يقينا وصفاته

بل, علمه يحصيحا التيال والمنافع المصالح من ضروب فيها به تنزل يحب. فيما منها أعظّم يكره فيما العبد مصلحة وفكره

كما, في النفوس مصالح فعامة فانظر. في هلكتها وأسباب مضارها عامة أن مكروهاتها من جنة غارس الى محبوباتهافأقبل, أثمرت حتى واالصالح بالسقي وتعاهدها جنة غرس بالفالحة خبير الجنات ويقطع أوصالها يفصل عليها أشجارهافيطعمها, تطب لّم حالها على خلي�ت لو أنها لعلمه أغصانها حتى, طيبة شجرة من ثمرتها والتحمت بها اتحدت اذا الثمرةويذيقها, تذهب التي الضعيفة أغصانها ويقطع يقلمها أقبل ثمرتها وأعطت لتصلح, لمصلحتها والحديد القطع ألّم قوتها وكمالهاثّم. بحضرة تكون أن ثمرتها بل, كل الشرب من طبعها ودواعي يدعها ال الملوك وال, ويسقيها وقتا يعطشها وقت يترك وقتاثّم. وأسرع لورقها أنضر ذلك كان وان دائما الماء عليها عنها فيلقي األوراق من بها زينت التي الزينة تلك الى يعمد لنباتهاألن, كثيرا فهو. العنب شجر في كما واستوائها نضجها كمال وبين ثمرتها بين تحول الزينة تلك منها أعضاءها يقطع ونحوه

ويلقي, وذلك, من كثيرا عنها بالحديد فلو. عين زينتها لتوهمت, وادراك تمييز ذات أنها مصلحتها لها افساد ذلك أن كالحيوانوانما, واضرار مصلحتها. عين هو بها

اذا, العالّم ولده على الشفيق األب وكذلك بضع, الفاسد الدم اخراج في مصلحته رأى بمصلحته عروقه وقطع جلده عنهوان. األلّم وأذاقه كل(, أي) عنه أبانه أعضائه من عضو قطع في شفاءه رأى الشديد وان. وشفقة به رحمة ذلك قطعه عليهلعلمه, يوسع ولّم يعطه لّم العطاء عنه يمسك أن في مصلحته رأى وكذلك. فساده الى األسباب أكبر ذلك أن عليه وهالكه

عليه. بخال ال ومصلحة له حمية شهواته من كثيرا يمنعه

الذي, وأعلّم الراحمين وأرحّم الحاكمين فأحكّم اذا, آبائهّم ومن بأنفسهّم منهّم بعباده أرحّم هو العالمين بهّم أنزل وأمهاتهّمنظرا, ينزله ال أن من لهّم خيرا كان يكرهون ما ولو, ولطفا اليهّم واحسانا لهّم منه بهّم لعجزوا ألنفسهّم االختيار من مكنوا بهّملكنه, وارادة علما بمصالحهّم القيام عن أحبوا, وحكمته علمه بموجب أمورهّم تدبير تولى تعالى سبحانه وعمال أم ورحمته

فعرف, وخفى, من شيء في يتهموه فلّم وصفاته بأسمائه الموقنون ذلك كرهوا وبأسمائه به الجهال على ذلك أحكامهفنازعوه, وقدحوا, وصفاته ولّم, في تدبيره وعارضوا, ينقادوا حكمته الباطلة وآرائهّم الفاسدة بعقولهّم حكمه لحكمه

فال, وسياساتهّم وال, لربهّم الجائرة والله, لمصالحهّم عرفوا الموفق. حصلوا

فانه, جنة نعيّم اال نعيمها يشبه ال جنة في اآلخرة قبل الدنيا في سكن المعرفة بهذه العبد ظفر ومتى راضيا يزال ال اآلخرةوالرضا, عن فانه, ومستراح الدنيا جنة ربه له, الله اختيار عين هي التى المقادير من عليها يجري بما النفس طيب العارفين

وهذا, أحكامه الى وطمأنينته وما. وبمحمد دينا وباالسالم ربا بالله الرضا هو الدينية له يحصل لّم من االيمان طعّم ذاق رسوالوهذا. فكلما, وحسن ورحمته وحكمته الله بعدل معرفته بحسب هو الرضا ذلك فقضاء. به كان بذلك كان اختياره الرب أرضى

ال, والحكمة والمصلحة العدل بين دائر عبده في سبحانه في وسلّم عليه الله صلى قال كما البتة ذلك عن يخرج والرحمة" الدعاء اللهّم: ابن, اني المشهور ابن, عبدك ناصيتي, عبدك ماض, أمتك عدل, في� بيدك أسألك, في حكمك بكل قضاؤكسميت, هو اسّم أو, به لك أو, في أنزلته نفسك أو, من أحدا عل�مته كتابك أن, الغيب علّم في به استأثرت خلقك تجعل عندك

ونور, ربيع القرآن وجالء, قلبي وذهاب, صدري ما, همي حزني مكانه وأبدله وغمه همه الله أذهب اال قط أحد قالها وغمي : أفال". قالوا " الله؟ رسول يا نتعلمهن فرجا بلى: أخرجه.", أن يسمعهن لمن ينبغي قال \1 المسند في أحمد يتعلمهن

.339,340 رقّم 104ص والليلة اليوم عمل في السني وابن, 391,452 وغيرهّم,

Page 46: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وهذا", في� عدل" قوله والمقصود فهو, وسبب ألّم أو عقوبة من عبده على يقضيه قضاء كل يتناول قضاؤك قضى الذي ذلكوهذا. هذا في عدل وهو بالمسبب وقضى بالسبب والذي:" عليه الله صلى قال كّم للمؤمن خير القضاء القضاء نفسي وسلّم

وليس, خيرا كان اال قضاء للمؤمن الله يقضي ال بيده أحمد." اال ذلك له مالك. بن أنس عن, 117,184\3 المسند في للمؤمن

فسألت: ابن العالمة قال هل" ابن الجليل االمام" شيخنا القيّم نعّم: الذنب؟ قضاء ذلك في يدخل تيمية بشرطه, فقال" لفظة في فأجمل ما" والبكاء والذل والخضوع والندم واالنكسار التوبة من لله المحبوبة اآلثار من الذنب على يترتب بشرطهذلك. وغير

فائدة([ (54]بالدنيا الزهد تقتضي اآلخرة في الرغبة

وال, في بالزهد اال اآلخرة في الرغبة تتّم ال صحيحين: نظرين بعد اال الدنيا في الزهد يستقيّم الدنيا

وألّم, ونقصها واضمحاللها وفنائها زوالها وسرعة الدنيا في النظر تها وما, والحرص عليها المزاحمة وخس� من ذلك في عليهاوآخر, والنغص الغصص فطالبها, الحسرة من يعقب ما مع واالنقطاع الزوال ذلك واألنكاد قبل هّم من ينفك ال واألسف

وهّم, وغّم, الظفر حال في حصولها فهذا. بعد وحزن بها النظرين. أحد فواتها

في( النظر( ودوامها, وال ومجيئها واقبالها اآلخرة الثاني وشرف, بد الذي والتفاوت والمسرات الخيرات من فيها ما وبقائهاواآلخرة:} قال كما فهي هنا ها ما وبين بينه األعلى{ خير سبحانه وهذه, كاملة خيرات فهي. 17 وأبقى ناقصة خياالت دائمة

فاذا. منقطعة وزهد, العقل يقتضي ما آثر النظران هذين له تّم مضمحلة فكل. الزهد يقتضي فيما ايثاره على مطبوع أحد فيهاال, الغائبة واللذة اآلجل النفع الى الحاضرة واللذة العاجل النفع يترك ال أن واما, الفضل تبين اذا المنتظرة في رغبته لعدم له

وكل, فان. العقل وضعف االيمان ضعف على يدل األمرين من واحد األفضل المؤثر عليها الحريص الدنيا في الراغب والبصيرةواما, وأفضل أشرف هناك بأن يصد�ق أن اما لها فان, ال أن وأبقى وان, لاليمان عادما كان بذلك يصدق لّم يصد�ق صد�ق رأسالنفسه. االختيار سيء العقل فاسد كان ذلك

فايثار. القسمين أحد من العبد ينفك ال ضروري حاضر تقسيّم وهذا واما, فساد من اما اآلخرة على الدنيا منه من االيمانوما. فساد ولهذا. يكون ما أكثر العقل عنها وصرفوا وأصحابه هو ظهره وراء وسلّم عليه الله صلى الله رسول نبذها منهما

واطرحوها, وهجروها, ولّم قلوبهّم وعد�وها, يميلوا ولّم يألفوها فزهدوا. ال سجنا اليها �ة ولو, حقيقة فيها جن لنالوا أرادوها الزهدفقد. كل الى منها ولوصلوا محبوب كل منها وفاضت, كنوزها مفاتيح عليه عرضت مرغوب ولّم بها فآثروا أصحابه على فرد�ها

وعلموا, اآلخرة من حظهّم يبيعوا وأنها, مقام دار ال وممر معبر أنها بها وأنها, دار ال عبور دار ومستقر صيف سحابة سروروخيال, عن تنقشع الرحيل. آذن حتى الزيارة استتّم ما طيف قليل

مالي: " عليه الله صلى النبي قال انما, وسلّم أخرجه" راح ثّم شجرة ظل في قال كراكب أنا وللدنيا في الترمذي وتركها:" وأحمد ماجه وابن(, 2377)508\4 الزهد ما. وقال فلينظر اليّم في اصبعه أحدكّم يدخل كما اال اآلخرة في الدنيا والسيوطيأخرجه". بما ماجه. وابن والترمذي[, 2858 ]55 رقّم 2193\4 الجنة في مسلّم ترجع

انما: } خالقها وقال حتى واألنعام الناس يأكل مما األرض نبات به فاختلط السماء من أنزلناه كماء الدنيا الحياة مثل سبحانه�نت زخرفها األرض أخذت اذا ي باألمس تغن لّم كأن حصيدا فجعلناها نهارا أو ليال أمرنا أتاها عليها قادرون أنهّم أهلها وظن� واز�

�رون لقوم اآليات نفص�ل كذلك يونس{ صراط الى يشاء من ويهدي السالم دار الى يدعو والله* يتفك فأخبر, 24,25 مستقيّموأخبر, وزهد الدنيا خسة عن اليها. ودعا السالم دار عن فيها

واضرب:} وقال الرياح تذروه هشيما فأصبح األرض نبات به فاختلط السماء من أنزلناه كماء الدنيا الحياة مثل لهّم تعالىالكهف{ وخير ثوابا ربك عند خير الصالحات والباقيات الدنيا الحياة زينة والبنون المال* مقتدرا شيء كل على الله وكان أمال

45,46.

اعلموا:} وقال نباته الكفار أعجب غيث كمثل واألوالد األموال في وتكاثر بينكّم وتفاخر وزينة ولهو لعب الدنيا الحياة أن تعالىا فتراه يهيج ثّم الغرور{ متاع اال الدنيا الحياة وما ورضوان الله من ومغفرة شديد عذاب اآلخرة وفي حطاما يكون ثّم مصفر�

Page 47: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

.20 الحديد

�ن:} وقال زي المسو�مة والخيل والفضة الذهب من المقنطرة والقناطير والبنين النساء من الشهوات حب للناس تعالى�ات ربهّم عند اتقوا للذين ذلكّم من بخير أؤنبئكّم قل* المآب حسن عنده والله الدنيا الحياة متاع ذلك والحرث واألنعام جنآل{ بصير والله الله من ورضوان مطه�رة وأزواج فيها خالدين األنهار تحتها من تجري .14,15 عمران بالعباد

وفرحوا:} وقال الرعد{ اال اآلخرة في الدنيا الحياة وما الدنيا بالحياة تعالى .26 متاع

:} يرج ولّم آياته عن وغفل بها واطمأن الدنيا بالحياة رضى لمن الوعيد أعظّم سبحانه توع�د وقد ان, فقال ال الذين لقاءهيونس{ كانوا بما النار مأواهّم أولئك* غافلون آياتنا عن هّم والذين بها واطمأنوا الدنيا بالحياة ورضوا لقاءنا يرجون يكسبون

7,8.

�ر : } من بالدنيا رضي من سبحانه وعي يا, فقال �اقلتّم الله سبيل في انفروا لكّم قيل اذا لكّم ما آمنوا الذين أيها المؤمنين الى اثالتوبة{ اال اآلخرة في الدنيا متاع فما اآلخرة من الدنيا بالحياة أرضيتّم األرض .38 قليل

ويكفي, وطلب الله طاعة عن تثاقله يكون بها ورضاه الدنيا في العبد رغبة قدر وعلى قوله الدنيا في الزهد في اآلخرةأفرأيت:} �عناهّم ان تعالى الشعراء{ كانوا ما عنهّم أغنى ما* يوعدون كانوا ما جاءهّم ثّم* سنين مت �عون .207-205 يمت

ويوم:} يونس{ يتعارفون النهار من ساعة اال يلبثوا لّم كأن يحشرهّم وقوله .45 بينهّمكأنهّم: } األحقاف{ القوم اال يهلك فهل بالغ نهار من ساعة اال يلبثوا لّم يوعدون ما يرون يوم وقوله .35 الفاسقون

يسألونك:} وقوله �ان الساعة عن تعالى . يخشاها من منذر أنت انما. منتهاها ربك الى. ذكراها من أنت فيّم. مرساها أيالنازعات{ أو عشية اال يلبثوا لّم يرونها يوم كأنهّم .46-42 ضحاها

ويوم:} الروم{ غير لبثوا ما المجرمون يقسّم الساعة تقوم وقوله .55 ساعة

قال: } أنكّم لو قليال اال لبثتّم ان قال* العاد�ين فاسأل يوم بعض أو يوما لبثنا قالوا* سنين عدد األرض في لبثتّم كّم وقولهالمؤمنون{ كنتّم .114-112 تعلمون

يوم:} اذ يقولون بما أعلّم نحن* عشرا اال لبثتّم ان بينهّم يتخافتون* زرقا يومئذ المجرمين ونحشر الصور في ينفخ وقولهطه{ اال لبثتّم ان طريقة أمثلهّم يقول .104-102 يوما

التكالن. وعليه المستعان والله

قاعدة([ (55]تعالى شاءه بما تؤمن أن الخير أساس

وما, الله شاء ما أن تعلّم أن خير كل أساس فتيقن. لّم يشأ لّم كان فتشكره, من الحسنات أن حينئذ يكن عليها, نعمهع وأن, يقطعها ال أن اليه وتتضر� فتبتهل, خذالنه من السيئات عنك وال, بينك يحول أن اليه وعقوبته فعل في يكلك وبينها

وقد. الى السيئات وترك الحسنات وكل, الله بتوفيق فأصله خير كل أن على العارفون أجمع نفسك خذالنه فأصله شر للعبدوأجمعوا, وأن, الى الله يكللك ال أن التوفيق أن لعبده فاذا, وبين بينك يخلي أن هو الخذالن نفسك فأصله خير كل كان نفسك

وهو, فمفتاحه, بيد ال الله بيد التوفيق فمتى. والرهبة والرغبة اللجأ وصدق واالفتقار الدعاء العبد المفتاح هذا العبد أعطى اليهومتى, يفتح أن أراد فقد دونه. مرتجا الخير باب بقي المفتاح عن أضل�ه له

اني: الله رضي الخطاب بن عمر المؤمنين أمير قال ولكن, هّم أحمل ال عنه فاذا, هّم االجابة فان الدعاء ألهمت الدعاءوعلى. االجابة فالمعونة. سبحانه توفيقه يكون ذلك في ورغبته ومراده وهمته العبد مية قدر معه على تنزل الله من واعانتهوالخذالن, ورغبتهّم وثباتهّم هممهّم قدر على العباد فالله, حسب على عليهّم ينزل ورهبتهّم الحاكمين أحكّم سبحانه ذلكيضع, وأعلّم وهو, الالئقة مواضعه في التوفيق العالمين وما, العليّم به واهمال الشكر اضاعة قبل من اال أتى من أتي الحكيّم

Page 48: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وال, االفتقار ومالك. االفتقار وصدق بالشكر بقيامه اال وعونه الله بمشيئة ظفر من ظفر والدعاء من فانه الصبر ذلك والدعاءفاذا, من الرأس بمنزلة االيمان للجسد. بقاء فال الرأس قطع الجسد

******

الله. عن والبعد القلب قسوة من أعظّم بعقوبة عبد ماضربالقاسية. القلوب الذابة النار خلقتالقاسي. القلب الله من القلوب أبعدالعين. قحطت القلب قسا اذا

األكل: قدر جاوزت اذا أشياء أربعة من القلب قسوة كما. والكالم والنوم الحاجة فيه ينفع لّم مرض اذا البدن أن والمخالطةفكذلك, الطعام المواعظ. فيه ينفع لّم بالشهوات مرض اذا القلب والشراب

شهوته. على الله فليؤثر قلبه صفاء أراد منبها. تعلقها بقدر الله عن محجوبة بالشهوات المتعلقة القلوبفأحبها, في الله آنية القلوب وأصفاها. وأصلبها أرقها اليه أرضهولو, قلوبهّم شغلوا بغرائب أصحابها الى ورجعت المشهودة وآياته كالمه معاني في لجالت اآلخرة والدار بالله شغلوها بالدنياالفوائد. وطرف الحكّم

وسقي, القلب غذي اذا ونقي, بالتذكر �ر ورأى, من بالتفك الحكمة. وألهّم العجائب الدغلبل, من كان وانتحلها والحكمة بالمعرفة تحلى من كل ليس وأما. بقتل قلوبهّم أحيوا الذين والحكمة المعرفة أهل أهلها الهوىفالمعرفة, فأحيى قلبه قتل من لسانه. على عارية والحكمة الهوى

وعمارته, الزمن من القلب خراب والذكر. الخشية من والغفلةواذا, تلك أهل بين اآلخرة موائد على قعدت الدنيا موائد في القلوب زهدت اذا الموائد. تلك فاتتها الدنيا بموائد رضيت الدعوة

الدنيا. وهج عنه يروح القلب على يهب نسيّم ولقائه الله الى الشوقسكن, عند قلبه وط�ن من من, ربه القلق. به واشتد اضطرب الناس في أرسله واستراحاالبرة. سّم في الجمل يدخل كما اال الدنيا حب فيه قلب في الله محبة تدخل الواستخلصه, واجتباه لنفسه اصطنعه عبدا الله أحب اذا فشغل, لمحبته ولسانه, همه لعبادته وجوارحه, به بخدمته. بذكره

القلب مرض[ 56]

وشفاؤه, يمرض كما يمرض القلب ويصدأ, التوبة في البدن �ة ويعرى, وجالؤه المرآة تصدأ كما والحمي يعرى كما بالذكروزينته, ويجوع, الجسّم وطعامه, يجوع كما ويظمأ التقوى والخدمة. واالنابة والتوكل والمحبة المعرفة وشرابه البدن

�اك منه. لك بد وال بد سواه كل ومن أمدا وأنفاسك وأليامك أجال لحياتك جعل عمن والغفلة اي

االختيار ترك[ 57]

توكال, من التخلص في أو نقصان خوف في أو جاه أو دنيا زيادة طلب في والتدبير االختيار ترك من وثقة الله على عدوفألقى, اختياره وحسن له بتدبيره وسلّم, بين كنفه له ورضي, األمر يديه استراح, يقضيه بما اليه والغموم الهموم من له

واألحزان. وقع, تدبيره اال أبى ومن فال, الحال وسوء والنصب النكد في لنفسه وال, عيش والتعب وال, قلب يصفو وال, عمل يفرح يزكو

وال, أمل تدوم. راحة يقوم

فمن, عنه وحجبهّم اليه السبيل لخلقه سه�ل سبحانه والله وسكن, الله بتدبير رضي بالتدبير وسل�ّم, الى له لحكمه, اختيارهفأفضى, ذلك أزال واطمأن, الى القلب الحجاب وسكن. اليه ربه

الله مع يدخر وال الله على يرد وال الله غير يسأل ال المتوكل[ 58]

ومن, عن شغل بنفسه شغل من نفسه. عن شغل بربه شغل غيرهفيبطله. صاحبه به يعجب وال فيفسده عدو وال فيكتبه ملك يعلمه ال ما هو االخالص

Page 49: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

األحكام. مجاري تحت القلب سكون الرضابها. هممهّم قدر على معذ�بون الدنيا في الناسثالثة: سابع ال فيها يجول مواطن ستة للقلب وثالثة, لها عالية. سافلة

دنيا: ونفس, تتزين فالسافلة وعدو, له فهذه. يوسوس تحدثه بها. تجول تزال ال التي السافلة األرواح مواطن لهعلّم: والثالثة وعقل, يتبين العالية واه, له والقلوب. يرشده المواطن. هذه في جو�الة يعبده

فان, كل مادة األمل وطول الهوى اتباع وطول, معرفة الحق عن يعمي الهوى اتباع فساد ويصد, ينسي األمل وقصدا اآلخرةلها. االستعداد عنأو, ويداهن الصدق رائحة عبد يشّم ال غيره. يداهن نفسهممسكا, معترفا جعله خيرا بعبد الله أراد اذا جو�ادا, ذنب عن بذنبه زاهدا, بما غيره محتمال, عند فيما عنده وان, ألذى غيره غيرهعليه. ذلك عكس شرا به أراد

�ة الهم�ة أشياء: ثالثة حول حائمة تزال ال العلي

وارادة. محبة بمعرفتها تزداد العليا الصفات من لصفة تعرففاذا. توبة بتذكره تزداد لمنة ومالحظة والخطرات. الوساوس أودية في جالت الثالثة هذه بسوى الهم�ة تعل�قت وخشية

ومن. وعبيدها خدمها من فصيرته عند قدرها الى نظرت الدنيا عشق من �ته فخدمته قدره كبر الى نظرت عنها أعرض وأذل

له. وذل�تفاذا, وسير الجاد�ة بلزوم المسافر ويصل السفر يقطع انما ونام, عن المسافر حاد الليل فمتى, الليل الطريق الى يصل كله

مقصده؟

جليلة( فائدة[ (59]دنياه في الزاهد العابد فتوى قبول

فال, العلّم أهل من الدنيا آثر من كل في, فتواه في الحق غير الله على يقول أن بد واستحبها ألن, خبره وحكمه والزامهوال, أغراض خالف على تأتي ما كثيرا سبحانه الرب أحكام والذين. أهل سيما الناس لهّم تتّم ال فانهّم الشهوات يتبعون الرئاسة

فاذا, ودفعه الحق بمخالفة اال أغراضهّم متبعين, محبين والحاكّم العالّم كان كثيرا لّم, للرئاسة بدفع اال ذلك لهما يتّم للشهواتوال, من يضاده ما فتتفق, له قامت اذا سيما الحق ويثور, الشبهة شبهة فيخفى, والشهوة وينطمس, الهوى وجه الصواب

وان. أقدم, شبهة وال به خفاء ال ظاهرا الحق كان الحق لي: مخالفته على فيه وفي. من مخرج وقال وأشباههّم هؤالء التوبةفخلف: } قال مريّم{ واتبعوا الصالة أضاعوا خلف بعدهّم من تعالى .59 الشهوات

فخلف:} فيهّم تعالى وقال عرض يأتهّم وان لنا سيغفر ويقولون األدنى هذا عرض يأخذون الكتاب ورثوا خلف بعدهّم من أيضا أفال يتقون للذين خير اآلخرة والدار فيه ما ودرسوا الحق اال الله على يقولوا ال أن الكتاب ميثاق عليهّم يؤخذ ألّم يأخذوه مثله

األعراف{ .169 تعقلونوان, سيغفر وقالوا عليهّم بتحريمه علمهّم مع األدنى الغرض أخذوا أنهّم سبحانه فأخبر فهّم أخذوه آخر عرض لهّم عرض لنا

وذلك, على مصرون فيقولون, غير الله على يقولوا أن على لهّم الحامل هو ذلك يعلمون وهّم ودينه وشرعه حكمه هذا الحقأو, خالف ودينه وشرعه حكمه أن وتارة, ال ما الله على يقولون فتارة وحكمه؟ وشرعه دينه ذلك أن يعلمون ال ذلك يعلمون

وأما, يعلمون ما عليه يقولون فال, من خير اآلخرة الدار أن فيعلمون يتقون الذين بطالنه والشهوة الرئاسة حب يحملهّم الدنياوطريق. على الدنيا يؤثروا أن على ويستعينوا, بالكتاب يتمسكوا أن ذلك اآلخرة ويتفكروا, بالصبر والسنة الدنيا في والصالة

واآلخرة, وزوالها وهؤالء, اقبالها وخستها فان, لهّم فيختمع العمل في الفجور مع الدين في يبتدعوا أن بد ال ودوامها األمرانفال, عين يعمى الهوى اتباع أو, السنة بين يميز القلب والسنة, البدعة فيرى ينكسه والبدعة بدعة. سنة

واتبعوا, آثروا اذا العلماء آفة فهذه وهذه. الرئاسات الدنيا واتل: } الي فيهّم اآليات والشهوات آتيناه الذي نبأ عليهّم قوله�بع األرض الى أخلد ولكنه بها لرفعناه شئنا ولو* الغاوين من فكان الشيطان فأتبعه منها فانسلخ آياتنا كمثل فمثله هواه وات

األعراف{ تتركه أو يلهث عليه تحمل ان الكلب علمه. بخالف يعمل الذي السوء عالّم مثل فهذا. 176-175 يلهث

وذلك, من اآلية هذه تضمنته ما وتأم�ل وجوه: من ذمه

Page 50: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

أنه: واختار, بعد ضل أحدها جهال. ال عمدا االيمان على الكفر العلّمأنه: فانه, اليه يعود ال من مفارقة االيمان فارق وثانيها كما, اآليات من انسلخ أبدا ولو, من الحية تنسلخ بالجملة بقي قشرها

لّم, منها معه منها. ينسلخ شيءأن: بحيث, أدركه الشيطان وثالثها ولهذا, به ظفر ولحقه } وافترسه فأتبعه: ولّم{, قال فان, يقل الشيطان أتبعه معنى تبعهوهو, أدركه ومعنى. لفظا تبعه من أبلغ ولحقه

أنه: : بعد غوي ورابعها الضالل. والغي وهوأخص, العلّم في الرشد بفساد أخص الضالل أن كما والعمل القصد بفساد والقصدفاذا. العلّم وان, فيه دخل أحدهما أفرد واالعتقاد ذكر. ما فالفرق اقترنا اآلخر

أنه: ألنه, سبب فكان بالعلّم يرفعه أن يشأ لّم سبحانه وخامسها فلو, وباال فصار به يرفع لّم هالكه لكان عالما يكن لّم عليهلعذابه. وأخف له خيرا

أنه: وأن, خسة عن أخبر سبحانه وسادسها األعلى. األشرف على األدنى األسفل اختار همتهأن: ولكنه, وحديث خاطر عن يكن لّم لألدنى اختياره وسابعها وميل, الى اخالد عن كان نفس �ته األرض هناك, ما الى بكلي

كأنه, على اللزوم االخالد وأصل لزم: الدوام ومن, الى الميل قيل أخلد: هذا األرض قال, االقامة لزم اذا بالمكان فالن يقال بهاألزور(: بن ضرار قتله مرتد) نويرة بن مالكفأخلدوا أقاموا يربوع بن وعمرو مالك قبائل من حي بأبناء�ر ألن, الى باخالده الدنيا الى ميله عن وعب والمتاع. الزينة من منها يستخرج وما فيها وما األرض هي الدنيا األرض

أنه: واتبع, عن رغب وثامنها فجعل, هداه يقتدي, اماما هواه هواه ويتبعه. به لهأنه: وأسقطها, أخس هو الذي بالكلب شبهه وتاسعها وأبخلها, الحيواناتهمة ولهذا, وأشدها نفسا كلبا. سمي كلبا

أنه: وعدم, على لهثه شبه وعاشرها وجزعه, صبره الدنيا وحرصه, عنها بلهث, على لفقدها تركه حالتي في الكلب تحصيلها. عليه والحمل هذا, وهكذا وان, على لهثان فهو ترك ان بالطرد فاللهث. فهو وزجر وعظ الدنيا حال كل في يفارقه ال كذلكالكلب. كلهث

كل: ابن قال (, الكالل حال في الكلب اال عطش أو اعياء من يلهث فانما يلهث شيء قتيبة وحال) وحال, األكل الري, الراحةفضربه, وحال ان: الكافر لهذا مثال الله العطش وان, فهو وعظته فقال وان, فهو تركته ضال ان كالكلب ضال فهو تركته ضالوان, طردته وهذا. حاله على تركته لهث وانما, بكل يقع لّم التمثيل لهث وذلك, بالكلب وقع كلب يكون ما أخس الالهث

وأشنعه.

الجاهل العابد وفتنة الفاجر العالّم فتنة احذروا[ 60]

وأما, على الدنيا المؤثر العالّم حال فهذا وذوقه خياله وغلبة وأحكامه العلّم عن اعراضه من فآفته الجاهل العبد اآلخرةولهذا. تهواه وما ووجده احذروا: عيينة بن سفيان قال نفسه وفتنة, العالّم قتنة وغيره فان, العابد الفاجر فتنة فتنتهما الجاهلفهذا, لكل وذاك, العلّم عن يصد بجهله مفتون �ه وموجبه الفجور. الى يدعو بغي

} اآلخر النوع مثل سبحانه الله ضرب وقد كمثل: اني منك بريء اني قال كفر فلما أكفر لالنسان قال اذ الشيطان بقولهالحشر{ جزاء وذلك فيها خالدين النار في أنهما عاقبتهما فكان* العالمين رب الله أخاف معروفة, وقصته, 17-16 الظالمينفأوقعه, الله عبادة على أمره أساس بنى فانه وكف�ره, الشيطان بجهل فهذا. بجهله يدري, وال يكفر جاهل عابد كل امام بجهلهيختار, عالّم كل امام وذاك اآلخرة. على الدنيا فاجر

وطمأنينته, العبد رضى سبحانه جعل وقد وتدبرها, معرفة عن وغفلته بالدنيا سبب, والعمل آياته وال, شقائه بها يجتمع وهالكهأعني, وال, يؤمن ال من قلب في اال الرب آيات عن والغفلة بالدنيا الرضا هذان واال, رب لقاء يرجو بالمعاد رسخ فلو العبادلما, االيمان في قدمه وال, رضي بالمعاد وال, اطمأن الدنيا الله. آيات عن أعرض اليها

وأقل. عم�ار وهّم الناس على الغالب هو الضرب هذا وجدت الناس أحوال تأملت اذا وأنت على هو من عددا الناس الدنياوهو, خالف لهّم, غربة الناس أشد من ذلك علمه, وله شأن بينهّم وارادته, غير شأن وطريقه, غير علومهّم غير ارادتهّم

فهو, قال, في وهّم واد في طريقهّم ان: } واد عن هّم والذين بها واطمأنوا الدنيا بالحياة ورضوا لقاءنا يرجون ال الذين تعالى.8,7 يونس{ يكسبون كانوا بما النار مأواهّم أولئك* غافلون آياتنا

ان: } وعاقبتهّم ومآلهّم هؤالء ضد وصف ذكر ثّم تحتهّم من تجري بايمانهّم ربهّم يهديهّم الصالحات وعملوا آمنوا الذين بقوله.9 يونس{ النعيّم جنات في األنهار

Page 51: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ودوام, والطمأنينة بالدنيا الرضا عدم أورثهّم الله بلقاء ايمانهّم فهؤالء فهذه, ذكر اليها وتلك, االيمان مواريث آياته بالمعادعنه. والغفلة به االيمان عدم مواريث

عظيمة( فائدة[ (61]القلب ويحص�له النفس تكسبه ما أفضل االيمان العلّم

وحصلته, اكتسبته ما أفضل ونال, النفوس هو, الدنيا في الرفعة العبد به القلوب ولهذا, العلّم واآلخرة الله قرن وااليمانوقال: } في بينهما سبحانه الروم{ يوم فهذا البعث يوم الى الله كتاب في لبثتّم لقد وااليمان العلّم أوتوا الذين قوله .56 البعث

يرفع:} المجادلة{ العلّم أوتوا والذين منكّم آمنوا الذين الله وقوله والمؤهلون, الوجود خالصة هّم وهؤالء, 11 درجات ولبهولكن, للمراتب وفي, السعادة بهما اللذين وااليمان العلّم مسمى حقيقة في غالطون الناس أكثر العالية حقيقتهما. والرفعة

وليس, تنال به الذي هذا هو وااليمان العلّم من معها ما أن تظن طائفة كل أن حتى معهّم ايس أكثرهّم بل كذلك السعادةبل, علّم وال ينجي ايمان وسلّم عليه الله صلى الرسول بهما جاء اللذين وااليمان العلّم طرق نفوسهّم على سدوا قد يرفعوكان, اليهما ودعا وآثارهّم. منهاجهّم على وتابعوهّم بعده من وأصحابه هو عليهما األمة

المؤمنون{ لديهّم بما حزب كل زبرا بينهّم أمرهّم فتقطعوا} به وفرحت معها العلّم أن اعتقدت طائفة فكل وأكثر, 53فرحونوالعلّم, وآراء كالم عندهّم ما قلت: بن حم�اد قال كما الكالم وراء وخرص العلّم: زيد فقال: تقد�م؟ فيما أو أكثر اليوم أليوب

أكثر! تقدم فيما والعلّم أكثر اليوم الكالم

فالكتب. العلّم بين الراسخ هذا ففرق والعلّم, الذهنية والمقدرات والجدال والكالم جدا كثيرة والكالم عن بمعزل كثيرةوهو, فمن:} الله عن وسلّم عليه الله صلى الرسول به جاء ما أكثرها آل..{ من جاءك ما بعد من فيه حاج�ك سبحانه العلّم:} 61 عمران لئن, البقرة..{ من جاءك الذي بعد أهواءهّم اتبعت وقال أنزله:} في وقال, 120 العلّم النساء{ القرآن ,166بعلمه

علمه. وفيه أي

ووضعوا, واآلراء الخواطر وسوانح األفكار هواجس يتخذوا أن الى الناس من بكثير األمر آل العلّم بهذا العهد بعد ولما علماوأنفقوا, فيها فضيعوا, فيها الكتب ومألوا, فيها األنفاس والقلوب, الصحف بها الزمان حتى, مدادا الناس من كثير صرح سواداوأن, والسنة القرآن في ليس أنه منهّم وصرخ. وال يقينا تفيد ال لفظية أدلتهما علّم وأذن, الكلمة بهذه الشيطان علما بها فيهّمحتى, بين فانسلخت, دانيهّم أسمعها أظهرهّم والثوب, من الحية كانسالخ وااليمان العلّم من القلوب بها لقاصيهّم عن قشرها

البسه.

ولقد: ابن الدين شمس العالمة االمام قال في يشتغل رآه أنه هؤالء تالميذ أتباع أتباع بعض عن أصحابنا بعض أخبرني القيّمفقال, يحفظ ولّم كتبهّم بعض لو: القرآن : كان أوال القرآن حفظت له وهل, فقال علّم. القرآن في أولى

وقال: ابن قال اننا: أئمة بعض لي القيّم هذه كفانا قد غيرنا ألن العلّم منه لنستفيد ال البركة ألجل الحديث نسمع هؤالءوال, فهموه ما على فعمدتنا المؤونة القائل: قال كما فهو العلّم من مبلغه هذا كان من أن شك وقرروه

منزل أبعد بالبطحاء ونزلت هاشّم قبائل في بمكة نزلوا

وقال: هؤالء: وصف في مرة شيخنا لي قال

ويكفيك, بأخس ففازوا المذاهب أرباب على طافوا انهّم ما, عند من ليس عندهّم الذي هذا أن على دليال الطلب فيه ترى اللهقال, بعضه ومصادمة واالختالف التناقض من } لبعض ولو: النساء{ اختالفا فيه لوجدوا الله غير عند من كان تعالى ,82كثيراوأن, ال سبحانه عنده من كان ما أن على يدل وهذا وكيف, من فليس وتناقض اختلف ما يختلف والخياالت اآلراء تكون عنده

سبحانك, الله على به ويحكّم به يدان دينا األفكار وسوانح عظيّم. بهتان هذا ورسوله

اصين المختلفين هؤالء علوم غير فيه يتذاكرون الذي الصحابة علّم كان وقد الله عبد أبي ترجمة في الحاكّم حكى كما الخر� : كان, قال ليس, وسنة ربهّم كتاب يتذاكرون انما اجتمعوا اذا وسلّم عليه الله صلى الرسول أصحاب البخاري رأي بينهّم نبيهّم

ولقد. وال القائل: أحسن قياس

Page 52: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ليس, قال رسوله قال الله قال العلّم بالتمويه الصحابةفقيه رأي وبين الرسول بين سفاهة للخالف نصبك العلّم ما

وال, والتشبيه التمثيل من حذرا ونفيها الصفات جحد كال

ومحبة واقرار وعلّم معرفة المفصل االيمان[ 62]

أو, فأكثر االيمان وأما : } الناس وما, يدعونه يوسف{ حرصت ولو الناس أكثر كلهّم عندهّم انما المؤمنين وأكثر, 103 بمؤمنينوأما, ايمان بضده ومعرفة ومحبة واقرارا وعلما معرفة وسلّم عليه الله صلى الرسول به جاء بما المفصل االيمان مجمل

فهذا, وكراهيته وهو, وخاصة األمة خواص ايمان وبغضه وحزبه. صادق ايمان الرسول

وأنه, بوجود االقرار االيمان من حظهّم الناس من وكثير وهذا, وما واألرض السموات خلق الذي هو وحده الصانع لّم بينهما�اد ينكره يكن ونحوهّم. قريش من األصنام عب

سواء, التكلّم هو عندهّم االيمان وآخرون وسواء, لّم أو عمل معه كان بالشهادتين خالفه. أو القلب تصديق وافق يكن

لّم وان ورسوله عبده محمدا وأن واألرض السموات خالق سبحانه الله بأن القلب تصديق مجرد االيمان عندهّم وآخرون بل, يعمل ولّم باللسان يقره وهو, بكل وأتى ورسوله الله سب ولو شيئا مؤمن. فهو رسوله ونبوة الله وحدانية يعتقد عظيمة

ومشيئته وبصره وسمعه ومتبه بكلماته وتكلمه عرشه على علوه من تعالى الرب صفات جحد هو االيمان عندهّم وآخرون وغير, وحبه وارادته وقدرته ووصفه, به وصف مما ذلك وبغضه انكار عندهّم فااليمان وسلّم عليه الله صلى رسوله به نفسه وينقض بعض على بعضهّم يرد الذين المخرصين وأفكار المتهوكين آراء تقتضيه ما مع والوقوف وجحده كله ذلك حقائقالذين, قول بعضهّم أحمد: واالمام الخطاب بن عمر قال كما هّم بعض

مخالفون, فى مختلفون" متفقون, الكتاب الكتاب". مفارقة على للكتاب الرسول. به جاء بما تقييد غير من نفوسهّم تهواه وما ومواجيدهّم أذواقهّم بحكّم الله عبادة االيمان عندهّم وآخرون

بل, ما كائنا االتفاق بحكّم وأسالفهّم آباءهّم عليه وجدوا ما عندهّم االيمان وآخرون مقدمتين, على مبني ايمانهّم كانأن: : أسالفنا قول هذا احداهما أن. والثانية الحق. فهو قالوه ما وأبائنا

وغفالتهّم. الناس وتخلية أحد بكل الظن واحسان الوجه وطالقة المعاملة وحسن األخالق مكارم االيمان عندهّم وآخرون

فاذا. والزهد منها القلب وتفريغ وعالئقها الدنيا من التجرد االيمان عندهّم وآخرون أهل سادات من جعلوه هكذا رجال رأوا فيهاوان, وأعلى. علما االيمان من منسلخا كان االيمان عمل. يقارنه لّم وان العلّم مجرد هو االيمان جعل من هؤالء من وعمال

وهو, قام وال به قاموا وال االيمان حقائق يعرفوا لّم هؤالء وكل منهّم: بهّم ومنهّم, يضاد ما االيمان جعل من أنواع من االيمانومنهّم, في يعتبر ال ما االيمان جعل ومنهّم, في يكفي وال فيه شرط هو ما جعله من االيمان ما ثبوته في اشترط من حصوله

ومنهّم, يناقضه بوجه. منه ليس ما فيه اشترط من ويضاده

وهو, ذلك وراء وااليمان والتصديق, عليه الله صلى الرسول به جاء ما معرفة من مركبة حقيقة كله واالقرار, به وسلّم عقداواالنقياد, به والعمل, محبة له نطقا وتنفيده, باطنا به وخضوعا الله في الحب في وكماله االمكان بحسب اليه والدعوة وظاهرا

والعطاء, في والبغض وأن, والمنع لله الله والطريق. الهه وحده الله يكون لله ظاهرا رسوله متابعة تجريد الى ومعبودهوتغميص, وبالله, عليه الله صلى ورسوله الله سوى الى االلتفات عن القلب عين وباطنا التوفيق. وسلّم

كفاه, عن بالله اشتغل من ومن, مؤونة الله نفسه كفاه, عن بالله اشتغل نفسه ومن, مؤونة الله الناس بنفسه اشتغل الناس�له, عن وك ومن, الى الله الله وكله, عن بالناس اشتغل نفسه اليهّم. الله الله

Page 53: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

جليلة( فائدة[ (63]تعالى لله ارضاء المألوف ترك في مشقة ال

أما. لغير تركها من والعوائد المألوفات ترك في المشقة يجد انما في يجد ال فانه لله قلبه في مخلصا صادقا تركها من اللهفان, أم تركها في هو أصادق ليمتحن وهلة أول في اال مشقة تركها لذة. استحالت قليال المشقة تلك على صبر كاذب

سمعت: ابن قال فقده. فوجده شيئا عبدالله ترك ما بالله يحلف شريحا سيرين

من:" , خيرا الله عوضه شيئا لله ترك وقولهّم والعوض" حق وأجل�, أنواع منه ومحبته, بالله االنس به يعوض ما مختلفةوقوته, القلب وطمأنينة تعالى. ربه عن ورضاه وفرحه ونشاطه به

المنزل. قارب وقد سفره آخر في ضل من الناس أغبى

والعقول. للعقل الموافق الحق هو وسلّم عليه الله صلى الرسول به جاء ما أن ترى بالتوفيق المؤيدة العقول والحكمة. والشرع والحكمة والنقل العقل بين المعارضة ترى بالخذالن المضروبة

والوقوف, مالزمة الله الى الوسائل أقرب ودوام, الظاهر في معها السنة وارادة, الى االفتقار والباطن وحده وجهه اللهوما, باألقوال أحدها. عن أو عنها بانقطاعه اال أحد عنه انقطع وما الثالثة هذه من اال الله الى أحد وصل واألفعال

ولكل, العبد سعادة عليها انبنى التي األصول فمن, منهما واحد ثالثة التوحيد. على حصل األصل ذلك فقد ضد وضده ضدهوالسنة, والطاعة, وضدها الشرك المعصية. وضدها البدعة

وهو: ضد الثالثة ولهذه ومن, وفيما الله في الرغبة من القلب خلو واحد عنده. ومما منه الرهبة عنده

جليلة( قاعدة[ (64]

وكذلك:} قال األنعام{ سبيل ولتستبين اآليات نفص�ل تعالى :} 55 المجرمين ومن, تبين ما بعد من والرسول الله يشاقق وقالالنساء{ ما نول�ه المؤمنين سبيل غير ويتبع الهدى له وسبيل, المؤمنين سبيل كتابه في بين قد نعالى والله. 115تول�ى مفص�لة

وعاقبة, المجرمين وأعمال, هؤالء مفص�لة وأولياء, وأولياء هؤالء وأعمال هؤالء مفص�لة وتوفيقه لهؤالء وخذالنه هؤالء هؤالءواألسباب, واألسباب, بها وفق التي لهؤالء وجال, بها خذل التي هؤالء وأوضحهما, وكشفهما كتابه في االمرين سبحانه هؤالء�نهما حتى, غاية وبي والظالم. للضياء األبصار كمشاهدة البصائر شاهدتهما البيان

وسبيل, معرفة المؤمنين سبيل عرفوا ودينه وكتاب بالله فالعالمون فاستبانت, معرفة المجرمين يفصيلية لهّم تفصيليةوالطريق, الى الموصل الطريق للسالك يستبين كما السبيالن فهؤالء. الى الموصل مقصوده وأنفعهّم الخلق أعلّم الهلكةوهّم, وأنصحهّم للناس وبذلك, األدالء لهّم القيامة. يوم الى بعدهّم أتى من جميع على الصحابة برز الهداة

ثّم, وعرفوها الهالك الى الموصلة والسبل والشرك والكفر الضالل سبيل في نشأوا فانهّم فأخرجهّم الرسول جاءهّم مفص�لةوصراط, سبيل الى الظلمات تلك من فخرجوا, الله الهدى ومن, النور الى الشديدة الظلمة من المستقيّم الى الشرك التّم

ومن, ومن, الى الجهل التوحيد ومن, الى الغي العلّم ومن, الى الظلّم الرشاد والبصائر, الهدى الى والعمي الحيرة العدلومقدار, وظفروا نالوه ما مقدار فعرفوا فان. كانوا ما به وانما, حسنة يظهر الضد فيه فازدادوا. األشياء تتبين الضد بأضدادهاونفرا, انتقلوا فيما ومحبة رغبة وكانوا, انتقلوا لما وبغضا اليه لضده, الناس وأبغض واالسالم وااليمان للتوحيد الناس أحب عنه

التفصيل. على بالسبيل عالمين

فمنهّم, بعد من جاء من وأما فالتبس, تفصيل عالّم غير االسالم في نشأ من الصحابة سبيل تفاصيل بعض عليه ضدهفان, بسبيل المؤمنين تنتقض انما:" الخطاب بن عمر قال كما أحدهما أو بالسبيلين العلّم ضعف اذا يقع انما اللبس المجرمين

وهذا" يعرف ال من االسالم في نشأ اذا عروة عروة االسالم عرى فانه, الله رضي عمر علّم كمال من الجاهلية لّم اذا عنهفانها, من فانه وسلّم عليه الله صلى الرسول جاء ما خالف ما كل وهو وحكمها الجاهلية يعرف الجهل, الى منسوبة تاجاهليةالجهل. من فهو الرسول خالف ما وكل

Page 54: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ولّم, سبيل يعرف لّم فمن أوشك, تستبن المجرمين كما, سبيل من أنها سبيلهّم بعض في يظن أن له هذه في وقع المؤمنينأدخلها, وأعداء والكفار المجرمين سبيل من هي والعمل والعلّم االعتقاد باب في كثيرة أمور من األمة يعرف لّم من الرسلودعا, سبيل في سبيلهّم من أنها وكف�ر, المؤمنين واستحل, من اليها كما, الله حرمه ما منه خالفها أهل ألكثر وقع ورسوله

ممن, والروافض ولخوارج والقدرية الجهمية من البدع ودعا, ابتدع وأشياههّم وكف�ر, بدعة خالفها. من اليها

فرق: أربع الموقع هذا في والناس من: الفرقة وهؤالء, علما التفصيل على المجرمين وسبيل المؤمنين سبيل له استبان األولى الخلق. أعلّم وعمالمن: الفرقة وهؤالء, أشباه من السبيالن عنه عميت الثانية ولها, المجرمين بسبيل األنعام أسلك. أحضرمن: الفرقة وأن, الجملة حيث من ضدها يعرف فهو ضدها دون المؤمنين سبيل معرفة الى عنايته صرف الثالثة كل والمخالفة

بل, على يتصوره لّم وان باطل فهو المؤمنين سبيل خالف ما عنه صرف المؤمنين سبيل خالف مما شيئا سمع اذا التفصيلولّم, ومعرفة, نفسه يشغل سمعه وهو, وجه بفهمه ولّم بقلبه تخطر فلّم الشهوات ارادت من نفسه سلمت من بمنزلة بطالنهبخالف, اليها تدعه فانهّم, الفرقة نفسه لله. تركها على ويجاهدونها نفوسهّم اليها وتميل يعرفونها األولى

رجل: أيهما المسألة هذه عن يسألونه الخطاب بن عمر الى كتبوا وقد أو, تمر ولّم الشهوات له تخطر لّم أفضل رجل ببالهان: فكتب لله؟ فتركها نفسه اليها نازعته } وجل عز لله ويتركها المعاصي نفسه تشتهي الذي عمر الذين: الله امتحن منذكره{, وأجر مغفرة لهّم للتقوى قلوبهّم اه 207\4 التفسير في كثير ابن عظيّم واسناده الزهد كتاب في أحمد لالمام وعز�الخطاب. بن عمر عن يسمعه لّم جبر بن مجاهد ألن منقطع

وحذرها, فأبغضها وطرقه والباطل والشرك البدع عرف من وهكذا ودفعها, وحذ�ر لله ولّم, عن منها وجه تخدش يدعها نفسهوال, بل, وال شبهة تورثه ايمانه وكراهة, ومحبة الحق في بصيرة بمعرفتها يزداد شكا أفضل, ونفرة لها له تخطر ال ممن عنهافانه. تمر وال بباله فيقوى, وسرورا بقدره ومعرفة للحق محبة ازداد له وتصورت بقلبه مرت كلما بقلبه كما. ايمانه به أن بها

وطلبا, ورغبة لضدها محبة وازداد ضدها الى عنها فرغب به مرت كلما والمعاصي الشهوات خواطر صاحب وحرصا له فيهفما, أفضل هو ما محبة الى بها ليسوقه اال اليها نفسه وميل والمعاصي الشهوات بمحبة المؤمن عبده سبحانه الله ابتلى عليهوخير, وليجاهد, وأنفع له منها فتورثه, له تركها على نفسه وأدوم فكلما. المحبوب الى الوصول المجاهدة تلك سبحانه األعلىصرف: وشوقه لها ارادته واشتدت الشهوات تلك الى نفسه نازعته العالي النوع الى واالرادة والمحبة الشوق ذلك اليها

فكان, بخالف, عليه وحرصه أشد له طلبه الدائّم فانها, من الخالية الباردة النفس أتّم بين لكن لألعلى طالبة كانت وان ذلكأال. فرق الطلبين فليس! على راكبا اليه مشى ممن أعظّم والشوك الجمر على محبوبه الى مشى من أن ترى عظيّم النجائب

فهو, الى منازعتها عدم مع آثره كمن نفسه مع منازعه على محبوبه آثر من اما, عبده يبتلي سبحانه غيره له حجابا بالشهواتأو, وكرامته. وقربه رضاه الى يوصله له حاجبا عنه

فرقة: الفرقة وهذا, المؤمنين وسبيل مفصلة والكفر والبدع الشر سبيل عرفت الرابعة اعتنى ممن كثير حال مجملةفعرفها, أهل ومقاالت األمّم بمقاالت بل, وسلّم عليه الله صلى الرسول به جاء ما يعرف ولّم التفصيل على البدع عرفه كذلكومن. بعض له تفصلت وان مجملة معرفة وكذلك. ذلك رأى كتبهّم تأمل األشياء والظلّم الشر بطريق عارفا كان من عيانا

اذا, سالكا التفصيل على والفساد التفصيل على بها عارف غير مجمال بها علمه يكون األبرار سبيل الى عنها ورجع تاب لهاوسلوكها. تصرفها في عمره أفنى من معرفة

كما, لتتجنب أعدائه سبيل تعرف أن يحب سبحانه الله أن والمقصود وتسلك. لتحب أوليائه سبيل تعرف أن يجب وتبغض وصفاته أسمائه وكمال وحكمته سبحانه ربوبيته عموم معرفة من الله اال يعلمه ال ما واألسرار الفوائد من المعرفة هذه وفي

وذلك. آلثارها واقتفائها بمتعلقاتها وتعلقها وعقابه, وثوابه وبغضه وحبه والهيته وملكه ربوبيته على الداللة أعظّم من وموجباتهاأعلّم. والله

وأولياؤه, قضاء يسألون الملك باب على الحوائج أرباب وخواصه, جلساؤه ومرادهّم همهّم هو الذين له تامحبون حوائجهّموسائر, وكرامة له رحمة فيه يشفع أن وخاصته جلسائه لبعض أذن أولئك من واحد حاجة قضاء أراد فاذا الناس للشافع

البعد. بسياط مضروبون الباب عن مطرودون

بها ينتفع ال ضائعة أشياء عشرة[ 65]

Page 55: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

وعمل, يعمل ال علّم ومال, وال فيه اخالص ال به وال, في جامعه به يستمتع فال منه ينفق ال اقتداء الى أمامه يقدمه الدنياوقلب, وبدن, واألنس اليه والشوق الله محبة من فارغ اآلخرة ومحبة, طاعته من معطل به المحبوب, برضاء تتقيد ال وخدمتهووقت, وامتثال أو, استدراك عن معطل أوامره وفكر, بر اغتنام فارط وخدمة, ال فيما يجول وقربة خدمته تقربك ال من ينفع

وال, الى وهوأسير, بيد ناصيته لمن ورجاؤك وخوفك دنياك بصالح عليك تعود الله وال, في الله نفعا وال ضرا لنفسه يملك قبضتهسعي, وال حياة وال موتا وال ضائع. نشورا

اضاعة: كل أصل هما اضاعتان االضاعات هذه وأعظّم فاضاعة, واضاعة القلب اضاعة على الدنيا ايثار من القلب الوقتواضاعة, فاجتكع, طول من الوقت اآلخرة والصالح, وطول الهوى اتباع في كله الفساد األمل الهدى اتباع في كله األمل

والله, واالستعداد المستعان. للقاء

الجهل موت من قلبه لحياة للسؤال يتصدى وال له ليقضيها الله الى فيها وهمته رغبته فيصرف حاجة له تعرض ممن العجب ولكن, الشهوات داء من وشفائه واالعراض بمعصيته. يشعر لّم القلب مات اذا والشبهات

العباد على الله حقوق[ 66]

وقضاء, أمره أمر عبده على سبحانه لله ونعمة, يقضيه به الثالثة. هذه من ينفك فال عليه بها ينعّم عليه

اما: والقضاء معائب. واما مصائب نوعان

فأحب, المراتب هذه في عبودية عليه وله فهذا, ووفاها المراتب هذه في عبوديته عرف من اليه الخلق كلها أقرب حقهاوأبعدهّم. الخلق وعمال. علما فعطلها المراتب هذه في عبوديته جهل من منه اليه

وسلّم. عليه الله صلى الله برسول واقتداء� اخالصا امتثاله األمر في فعبوديته

وعبوديته, واجالال منه خوفا اجتنابه النهي وفي ثّم, أعلى وهو بها الرضا ثّم عليها والصبر المصائب قضاء في ومحبة منهوهذا, من أعلى وهو عليها الشكر واحسانه به ولطفه وبره له اختياره حسن وعلّم قلبه من حبه تمكن اذا مه يتأتى انما الرضا

عالما, االعتذار مقام في والوقوف والتبرأ منها كره وان بالمصيبة اليه وال, اال يرفعها ال بأنه واالنكسار سواه, شرها يقيه هووطردته, من أبعدته استمرت ان وأنها فيراها, من قربه حتى, يكشفه ال الذي الضر من بابه ضر من أعظّم ليراها انه غيره

البدن.

وبعفوه, من برضاه عائذ فهو وبه, من سخطه وملتجىء, منه عقوبته يعلّم, منه مستجير وبين بينه وخلى عنه تخلى اذا أنه اليهوأنه, وشر أمثالها فعنده نفسه وأن, بتوفيقه اال والتوبة االقالع الى له سبيل ال منها فهو, بيد ال سبحانه بيده ذلك واعانته العبديرضى, نفسه يوفق أن من وأقل وأضعف أعجز فهو, ومشيئته اذنه بدون سيده بمرضاة أ متضرع, ملتجىء واعانته ذليل اليه

ملق, طريح, بين نفسه مسكين مستخذ, يديه أذل, ببابه وأفقره, وأكسره شيء له وأرغبه, وأحوجه له وأحبه, اليه بدنه, فيه لهوقلبه, في متصرف يعلميقينا, بين ساجد أشغاله وأن, وال به وال له وال فيه خير ال أنه يديه وبه يديه وفي لله كله الخير منه

فهو, ومبتدئه, ولي ومنه ومجريها, غير من بها نعمته فحظه, وغفلته باعراضه اليه تمقته مع عليه استحقاق سبحانه ومعصيتهوحظ, والشكر الحمد قد, والنقص الذم العبد والثناء وولى, والمدح بالمحامد استأثر والعيب والنقائص المالمة العبد والثناء

فالحمد, والفضل, في كله والخير له كله والعيوب فمنه, كلها والمنة له كله والثناء له كله يديه ومن, له االساءة, العبد االحسانومن, العبد الى التودد ومنه ومنه, اليه التبغض العبد بنعمه ومن, النصح بمعاصيه معاملته. في له الغش العبد لعبده

ثّم, بها واالعتراف فمعرفتها النعّم عبودية وأما وان. الى واضافتها نسبتها قلبه في يقع أن به العياذ أوال من سببا كان سواهفالنعمة, مسببه فهو األسباب ثّم, وجه بكل وحده منه ومقيمه في يستعملها بأن وشكره عليها ومحبته عليه بها الثناء اعتبارطاعته.

ويستقل, قليلها يستكثر أن بالنعّم التعبد لطائف ومن ويعلّم, شكره كثير عليه ثمن غير من سيده من اليه وصلت أنها عليهاوال, بذله وال, بها توسل منه وسيلة فيها وأنها, منه استحقاق اليه فال, ال لله الحقيقة في لها وذال انكسارا اال النعّم تزيده للعبد

وكلما. ومحبة وتواضعا كلما, وخضوعا ومحبة عبودية لها أحدث نعمة له جدد للمنعّم وكلما, له أحدث قبضا له أحدث وذال رضى

Page 56: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

فهذا. وانكسارا توبة له أحدث ذنبا أحدث وبالله, عن بمعزل والعاجز الكي�س العبد هو واعتذارا التوفيق. ذلك

توكله حق الله على توكل[ 67]

وعلّم, من فرار أو صحة طلب أو نقصان أو خوف أو زيادة رجاء في والتدبير االختيار ترك من كل كل على الله أن سقّموأن, باالختيار المتفرد وأنه, قليل شيء وأنه, العبد تدبير من خير لعبده تدبيره والتدبير وأقدر, من بمصلحته أعلّم لنفسه العبدوأنصح, وتحصيلها جلبها على على وأرحّم, منه للعبد منه وأبر, منه به لنفسه وعلّم. منه به لنفسه يستطيع ال أنه ذلك مع بنفسه

فال, خطوة له تدبيره عن يتأخر وال واحدة خطوة تدبيره يدي بين يتقدم أ، متأخر, وال وقدره قضائه يدي بين له متقدم واحدةوسلّم, بين نفسه فألقى وانطرح, كله األمر يديه له, قوي عزيز ملك يدي بين ضعيف مملوك عبد انطراح يديه بين اليه قاهر

وليس, ما بكل عبده في لبتصرف فاستراح, من بوجه التصرف للعبد يشاء واألنكاد والغموم الهموم من حينئذ الوجوهوحم�ل, فتوالها, يكترث وال يثقله وال بحملها يبالي ال من ومصالحه وحوائجه كله والحسرات ولطفه وبره لطفه وأراه دونه بها

ألنه, اهتمام وال نصب وال العبد من تعب غير من فيها واحسانه فصرف, وحده وجعله اليه كله اهتمامه صرف قد منه عنه همهوفرغ, ومصالح بحوائجه اهتمامه فما, قلبه دنياه وفرحه. سروره وأعظّم قلبه أنعّم وما عيشه أطيب منها

واختياره, تدبيره اال أبى وان واهتمامه, لنفسه دون, لها خاله, حق بحظه وواله, وما ربه فحضره, ما اختاره الهّم تولىفال, وسوء البال وكسف والتعب والخوف والنكد والحزن والغّم وال, قلب الحال وال, عمل يصفو وال, أمل يزكو راحة يحصلوال, يفوز بل, يهنأ لذة بها فهو, وقرة وفرحه مسرته وبين بينه حيل حيل قد بها وال, كدح الدنيا في يكدح عينه يظفر الوحشوال, منها لمعاد. منها يتزود بأمل

وضمن, العبد أمر قد سبحانه والله فان, له بأمر قام, واالخالص والصدق بالنصح بأمره قام ضمانا بما سبحانه الله واالجتهادفانه, وقضاء والنصر والكفاية الرزق من له ضمنه والنصر, لمن الرزق ضمن سبحانه الحوائج واستنصر عليه توكل لمن عبده

والكفاية, والمغفرة, همه هو كان لمن به وقضاء, لمن ومراده ووثق, في صدقه لمن الحوائج استغفره وقوي, طلبها رجاؤه بهفالفطن. فضله في وطمعه فان, ال وتوفيته واقامته بأمره يهتّم انما الكي�س وجوده ومن, } الوفي بضمانه بعهده أوفى الصادق

التوبة{ من ومن. دون الله أمر الى اهتمامه صرف السعادة عالمات فمن. 111 الله من قلبه فراغ الحرمان مات عال ضمانهوالله, واالهتمام وخشيته وحبه بأمره االهتمام المستعان. بضمانه

أهل: بن بشر قال عابد: اآلخرة الحارث فالعابد, وزاهد ثالثة والزاهد, مع الله يعبد وصديق العالئق, ترك على يعبده العالئقان, الرضا على يعبده والصديق وان, الدنيا أخذ أراه والموافقة تركها. تركها أراه أخذها

فان, الجانب في تكون أن فاحذر جانب في وسلّم عليه الله صلى ورسوله الله كان اذا المشاقة الى يفضي ذلك كان اآلخروهذا, فان, ومنه أصلها والمحادة والمحادة, في يخالفه ومن شق في يكون أن المشقة اشتقاقها ويكون حد في تكون أن شق

حد. في هو

وقليله, الى تجر مبادئه فان هذا تستسهل وال كثيره. الى يدعو غايته

وان, عليه الله صلى ورسوله الله فيه الذي الجانب في وكن فان, الجانب في كلهّم الناس كان وسلّم هي عواقب لذلك اآلخروليس, العواقب أحمد وأكثر, قبل دنياه في ذلك من أنفع شيء للعبد وأفضلها وال, الجانب في يكونون انما الخلق آخرته اآلخرفهناك, الرغبة قويت اذا سيما بل, عليه الله صلى ورسوله الله فيه الذي الجانب في أحدا تجد تكاد ال والرهبة يعد�ه وسلّموربما, االختيار سيىء العقل ناقص الناس وذلك, الى نسبوه لنفسه الرسل. أعداء مواريث من الجنون

آخر. وجانب شق في والناس وجانب شق في كانوا لما الجنون الى نسبوهّم فانهّم

ريب ال له يقينا يكون وسلّم عليه الله صلى الرسول به جاء بما راسخ علّم الى يحتاج فانه ذلك على نفسه وط�ن من ولكن والى, عنده وال, من ولومة عاداه من معاداة على تام صبر فيه بحيث, والدار الله في قوية برغبة اال ذلك يتّم المه تكون اآلخرة

ويكون, عنده وآثر الدنيا من اليه أحب اآلخرة وليس, مما اليه أحب وسلّم عليه الله صلى ورسوله الله منها شيء سواهمافان, مبادىء في ذلك من االنسان على أصعب الجانب ذلك من ومعاشريه واخوانه وشيطانه وطبعه وهواه نفسه األمرفاذا, الى يدعونه فاذا, تصدوا خالفهّم العاجل وذلك, الصعب ذلك وصار الله من العون جاءه وثبت صبر لحربه لذة, األلّم سهال

ويريه, الله الى تحيزه لذة يزيقه أن بد فال فيشتد, كرامة ورسوله ويبتهج, سروره به ذلك ويظفر, به وغبطته وفرحه بقوته قلبه

Page 57: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

ويبقى, بين- على- له محاربا كان من وسروره ويقوى, ومساعد له ومسالّم له هائب ذلك ويضعف, وتارك العدو. جند جنده

فان, كنت ولو والرسول الله الى والتحيز الناس مخالفة تستصعب وال وانما, وحفظه وكالءته بعينه وأنت معك الله وحك لكوأعظّم. يقينك امتحن فمتى, الطمع من التجرد الله عون بعد هذا على لك األعوان وصبرك عليك هان منهما تجردت والفزعوكنت, الله الى التحيز ومتى, الله فيه الذي الجانب في دائما ورسوله وال األمر في تطمع فال والفزع الطمع بك قام ورسولهفان. نفسك تحدث الفزع؟ ومن الطمع من التجرد على أستعين شيء فبأي: قلت به

بالتوحيد: وعلمك, والثقة والتوكل قلت وال, اال بالحسنات يأتي ال بأنه بالله وأن, اال بالسيئات يذهب هو ليس لله كله األمر هوشيء. الله مع ألحد

نصيحة([ (68]الجنة في ومجاورته الله على الدخول الى هلّم

وذلك, الطرق أقرب من بل عناء وال تعب وال نصب بال السالم دار في ومجاورته الله الى الدخول الى هلّم في أنك وأسهلهاوهو, بين وقت وهو, الحقيقة في وقتين فالذي, وما مضى ما بين الحاضر وقتك عمرك والندم بالتوبة تصلحه مضى يستقبل

وذلك, وال, وال فيه عليك تعب ال شيء واالستغفار انما, عمل معاناة نصب وتمتنع, عمل هو شاق من يستقبل فيما قلبوامتناعك, وانما, عليك يشق بالجوارح عمال هو وليس وراحة ترك الذنوب وقلبك بدنك تريح جازمة ونية عزم هو معاناتهفما, وما, تصلحه مضى وسرك وليس, والعزم باالمتناع تصلحه يستقبل بالتوبة ولمن, وال نصب هذين في للجوارح والنية تعب, أضعت أضعته فان الوقتين بين الذي وقتك وهو عمرك في الشأن وان, ونجاتك اللذين الوقتين اصالح مع حفظته سعادتكوحفظه. واللذة بالراحة وفزت نجوت ذكر بما وبعده قبله فان, وما قبله ما اصالح من أشق والنعيّم تلزم أن حفظه بعده

وفي. تحصيال وأعظّم لها وأنفع بها أولى هو بما نفسك فهي, أعظّم الناس تفاوت هذا لسعادتها التي الخالية أيامك والله تفاوتاما, الزاد فيها تجمع فان, الى واما الجنة الى لمعادك والفوز, السعاد بلغت ربك الى سبيال اليها اتخذت النار األكبر العظمىوان, الى لها نسبة ال التي اليسيرة المدة هذه في واللهو, الشهوات آثرت األبد انقضت, والراحات بسرعة, عنك واللعب

والصبر, محارم عن الصبر معاناة من وأدوم وأصعب أشق ومعاناته مقاساته الذي الدائّم العظيّم األلّم وأعقبتك على اللهومخالفة, ألجله. الهوى طاعته

االرادة صحة عالمة[ 69]

وحزنه, واستعداده ربه رضا المريض هّم يكون أن االرادة صحة عالمة وأسفه, غير في مر وقت على للقائه قربه على مرضاتهوجماع. واألنس غيره. هّم له وليس ويمسي يصبح أن ذلك به

تعالى بالله الناس عن استغن[ 70]

واذا, أنت استغن بالدنيا الناس استغنى اذا واذا, أنت فافرح بالدنيا فرحوا بالله واذا, أنسك فاجعل بأحبابهّم أنسوا بالله باللهوتودد, الى أنت فتعرف والرفعة العزة بهّم لينالوا اليهّم وتقربوا وكبرائهّم بملوكهّم تعرفوا والرفعة. غاية بذلك تنل اليه الله

ما: بعض قال احسان. أو قراءة أو بصالة أو بذكر فيها الله يطيع ال ساعة عليه تأتي والنار بالجنة سمع أحدا أن علمت الزهاداني: له فقال : أكثر الرجل انك. فقال فان, مدل وأنت تبكي أن من خير بخطيئتك مقر وأنت تضحك ان البكاء ال المدل بعملك: فوق عمله يصعد . : دع. فقال أوصني فقال وكن, اآلخرة هّم تركوا كما ألهلها الدنيا رأسه ان, الدنيا في ألهلها أكلت كالنحلةوان, وان, أطعمت أطعمت طيبا تخدشه. ولّم تكسره لّم شيئ على سقطت طيبا

www.islammi.8m.comNormalNormal

Default Paragraph FontDefault Paragraph Font

Table Normal

Page 58: الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

Table NormalNo ListNo List

HyperlinkHyperlink

Fouad ItaniFouad ItaniUnknownÿ

Times New RomanTimes New Roman

SymbolSymbol

Courier NewCourier New

WingdingsWingdings

الرحيّم الرحمن الله بسّم)' ' لرحيّم' لرحمن لله سم

Fouad ItaniFouad ItaniFouad ItaniFouad ItaniFouad Itani

NormalFouad Itani

Microsoft Word 10.0Paragon

_PID_HLINKSwww.islammi.8m.comwww.islammi.8m.com

Root Entry1Table1Table

WordDocumentWordDocument

SummaryInformationSummaryInformation

DocumentSummaryInformationDocumentSummaryInformation

CompObjCompObj

Microsoft Word DocumentMSWordDoc

Word.Document.8