168
ي ل وما ص ل ا مان ي ل س ي ب ا خ ي ش ل ا وص صل ل ردع ا ل وص ص ن ل رح ا ش دار) هة ب ج ل ا ر ش لن ل ع ي ور) ت ل وا( 0 )

شرح النصوص لردع اللصوص

Embed Size (px)

DESCRIPTION

شرح النصوص لردع اللصوص

Citation preview

Page 1: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

(0)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 2: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

- حفظه الله -المقدسيأبي محمد مقدمة الشيخ

-اط.ين-الحمد لله رب العالمين القائل ي .ي4 ع-د2و1ا ش- -ب 2ل6 ن .ك -ا ل 8ن .ك- ج-ع-ل -ذ-ل و-ك

اء- -و8 ش- ا و-ل ور< 8ق-و8ل. غ2ر2 ف- ال خ8ر2 -ع8ضC ز2 -ى ب .ل -ع8ض2ه2م8 إ 2وح.ي ب 8ج.ن6 ي 8س. و-ال .ن اإل8

ون- ) -ر2 -ف8ت ه2م8 و-م-ا ي 2وه2 ف-ذ-ر8 Oك- م-ا ف-ع-ل ب Rذ.ين-112ر- .د-ة2 ال -ف8ئ 8ه. أ -ي .ل -ص8غ-ى إ .ت ( و-ل

-ر.ف2ون- ) -ر.ف2وا م-ا ه2م8 م2ق8ت -ق8ت .ي ض-و8ه2 و-ل -ر8 .ي ة. و-ل خ.ر- .اآل8 2ون- ب 2ؤ8م.ن ( 113ال- ي

والصالة والسالم على من بعثه الله بالمحجة البيضاء ليلها كنهارها ال

يزيغ عنها إال هالك..

وبعد..

<فإن للحق أنصار أنصار. كما أن للباطل ا

وكال الطائفتين يتنوع أنصارهما ما بين مقاتل بالسنان أو محرض

ومخذل باللسان..

وال تقل حرب أرباب العمائم المنافقة واألقالم المسمومة للجهاد

والمجاهدين عن حرب أرباب الخوذ والبنادق والدبابات..

بل المحاربة باللسان كما نبه شيخ اإلسالم قد تكون أنكى من

pبيp صلى الله المحاربة باليد في كثير من األحيان, ولذلك كان الن

عليه وسلم يقتل من كان يحاربه باللسان مع استبقائه بعض من

حاربه باليد, ألن المجاهرة بكلمة الكفر والصد عن سبيل الله

وتلبيس الحق بالباطل وإقامة الشبه الباطلة لتسويغ الباطل

وترويجه والترقيع له أضر على المسلمين ودينهم من القتل.

pده قوله تعالى: 8ل. يصدpق ذلك ويؤك 8ق-ت دO م.ن- ال -ش- -ة2 أ 8ن 8ف.ت و-ال

،ومعلوم أن ما يفسده اللسان من األديان أضعاف ما تفسده األيدي

أن ما يصلحه اللسان من األديان أضعاف ما تصلحه اليد, فعلمكما

(1)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 3: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

أن محاربة الله ورسوله باللسان أشدp, والسعي في األرض لفساد

أخطر.الدين باللسان

"فجهاد ولعله ألجل ذلك قال اإلمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

المنافقين أصعب من جهاد الكفار، وهو جهاد خواص األمة وورثة

الرسل والقائمون به أفراد في العالم والمشاركون فيه والمعاونون

عليه وإن كانوا هم األقلين عددا فهم األعظمون عند الله قدرا ".

وألجل هذا كنت من المشجعين دوما المحرضين على أمثال هذه

الكتابات التي تجتال شبهات المبطلين وتدحرها ذبا عن عقيدة

المسلمين وردا لعدوان المعتدين على الشريعة والدين بالتزوير

واللف والتدوير الذي يتقنه علماء السوء ودعاة الضاللة ولصوص

النصوص؛ الذين استفحل شرهم في عصر الفضائيات حيث صدرهم

أولياء نعمتهم فيها إلضالل الناس وتدجينهم وتخنيثهم للطواغيت..

فصاروا ردءا في هذه الحرب القذرة ألعداء الدين وأنصارا لكل

طاغوت لعين..

فكان واجبا أن ينبري ألمثال هؤالء؛ من أهل الحق من يستأصل

شبهاتهم ويرد باطلهم ويدحر تأصيالتهم الفاسدة التي صارت

للطواغيت حصونا يتترسون بها ويحتمون أكثر مما يحتمون بجنودهم

وعساكرهم المدججين..

ولمعرفتي بأهمية هذا الباب في نصرة الدين كنت منذ مطلع توجهي

مغرما به؛ فكتبت اإلمتاع والتبصير والكشف والكواشف وغيرها مما

هو من هذه األبواب نصرة للحق وسعيا ومشاركة في هدم الباطل

من قواعده واقتالعه من جذوره..

(2)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 4: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وال زلت أحرض الشباب عليه وأوجههم إليه خصوصا المتحمس

-و8 تعالى: بقوله <. مستدالوالمبطلينلنصرة الدين وجهاد الكافرين و-ل

-ه2 ع2دRة< -ع-دOوا ل وج- أل- 8خ2ر2 اد2وا ال ر-- أ

فمن أراد نصرة الدين بالسنان ال بد له من إعداد العدة المادية

. ومن أراد نصرته باللسان فال بد له من إعدادوالعسكرية.الجسدية

.والشرعيةالعدة المعنوية والعلمية

وال ينبغي أن يكون في المسلمين عطالين بطالين ال في هؤالء وال

في هؤالء؛ ال في العير وال في النفير في زمن خذالن الدين وحربه..

بل ال ينبغي للمسلم في هذا الزمان إال أن يكون مجاهدا في ساحات

الوغى أينما سمع هيعة طار إليها، يسعى في دحر الباطل بسالحه

والتصدي لرد عدوان جيشه بعتاده.. أو يكون ردءا إلخوانه المقاتلين

بأن يجاهد بقلمه ولسانه ويسعى في كشف شبهات عساكر الباطل

ودحر أباطيل عمالئه من أرباب العمائم والطالسم والوالئم..

وإن كتاب أخينا الشيخ الفاضل: أبي سلمان حسان بن حسين بن

آدم الصومالي حفظه الله ونصر به الدين يجري على هذا المنوال

ويصب في هذا الميدان.

pصوص لردع اللpصوص( فإن عادية لصوص وهو من سلسلة )شرح الن

النصوص على الدين في زماننا أشد من عادية لصوص األموال. وإن

تزوير النصوص، والعبث في األقوال أشد في الفتنة واإلضالل من

العبث في النقود واألموال، والسعي في إفساد دين العباد ؛ أشد

وأنكى من السعي في األرض بالفساد..

ولذلك فال ينبغي أن يستهان بمثل هذه الجهود المباركة أو يستخف

بها أو يقلل من شأنها؛ فال يفعل ذلك إال جاهل بطبيعة المعركة

(3)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 5: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

الدائرة اليوم في بالد المسلمين بين حزب الرحمن وحزب الشيطان

2؛ فأصحاب هذه الجهود على ثغر من ثغور اإلسالم، وهم ردء

المجاهدين وحصنهم الذي يدفع عنهم سهام المبطلين ويرد عن

جهادهم تخذيل المخذلين من علماء السالطين، وهم حاضنتهم التي

تربي لهم المجاهدين وتخرج لهم المقاتلين..

بل الواجب تشجيعها وتقويتها وتوجيه طلبة العلم إليها وتفريغ طائفة

منهم لها.. فال يعلم أثرها وأهميتها إال من عرف حقيقة اإلعداد

واإلمداد للجهاد، وكان بصيرا بحقيقة المعركة وتشعب الحرب التي

يواجه بها أهل اإلسالم في هذا الزمان..

والشيخ )أبو سلمان الصومالي( قد أجاد وأفاد في بحثه في هذا

الباب الذي ناقش فيه عددا من الشبهات التي يتعلق بها كثير من

الدعاة على أبواب جهنم في زماننا، فنحر هذه الشبهات ودحرها

في ظل دراسة حديثية علمية رزينة هادئة ولكنها قوية..

وما أحوجنا لمثل هذه الدراسات والبحوث التي تدحر بالحجج

والبراهين؛ باطل دعاة الضاللة، وتكشف زيوفهم وتعري استدالالتهم

خصوصا وأن بعض هذه الشبهات التي نسفها أخونا في مبحثه القيم

هذا نسفا؛ قد صار متعلقا عند كثير من المنحرفين في زماننا، بل

ومتعلقا لبعض الطواغيت والحكومات المعطلة لشرع الله ؛ كدعوى

)التدرج والمرحلية في تطبيق الشريعة( ونحوها من الشبه التي

صارت ذريعة وحيلة لتعطيل حكم الله ولتحكيم القوانين..

حتى رأينا من بعض المنتسبين لإلسالم حين تولوا بعض الواليات من

يتذرع لتعطيل الشريعة وتولي أعداء الدين؛ بأمثال هذه الشبه

كشبهة التدرج هذه أو دعاوي دفع المفسدة وتأليف قلوب الناس

ونحوها... والعجيب أن القوم وأحبارهم ال يستدلون بذلك إال حين(4)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 6: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

يطلب منهم إقامة شرع الله وتحكيمه، أما حين ينفذون قوانينهم

الوضعية ويبطشون بمخالفيهم ويحافظون على ثبات سلطتهم

وهيبتها فال يأبهون بمثل تلك الحجج وال يراعونها وال ينظرون في

مفسدة أو مصلحة غير مصلحة نظامهم وسلطتهم؛ فيكسرون

العظام في الشوارع، ويصفون الخصوم رميا من العمارات

الشواهق، ويجلدون الظهور ويعلقون ويعذبون في السجون،

ويهاجمون المساجد والصلوات ويقتلون المصلين ويجهزون على

الركع السجود.. وهكذا فعلى عتبات مصالحهم ومصالح أنظمتهم

وحكوماتهم وألجل تطبيق قوانينهم ولو بالنار والحديد !! تنحر كل

دعاوى دفع المفاسد وشبهات التريث والتدرج والتأليف !! وغيرها

مما يثرثر به أحبارهم ويشقشق به رهبانهم لتسويغ تعطيل الشريعة

وإماتة الجهاد !!

وألن في الناس من هم سماعون لعلماء السوء ومتابعون لما تبثه

فضائياتهم من سموم، وفيهم من الجهل والبعد عن معالم الشريعة

وعرى اإليمان الوثقى ما قد يتسبب بحمل أمثال هذه الشبهات

واالغترار بها؛ ألجل ذلك وغيره فما أحوجنا ألمثال هذه الكتابات في

هذا الزمان لدحر دعاوى الذين يزينون الباطل ويضلون العوام

ويغرون الطغام بشبهاتهم الساقطة المتهافتة..

شبه تساقط كالزجاج تخالها **** حقا وكل كاسر مكسور

pض لها في كل زمان من ومن فضل الله على هذه األمة أن قي

العلماء الربانيين والدعاة الصادقين من يجدد لها دينها ويتصدى

لجيوش المبطلين والمخذلين والمرجفين بالعلم ويدحر شبهاتهم

بالحجة والبرهان، كما قيض لها من أبطال الوغى وأسود الشرى من

(5)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 7: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

يتصدى لعساكر الشرك وجحافل الباطل بالقوة والسنان.. وكل على

ثغر من ثغور اإلسالم..

فنسأل الله تعالى أن يتقبل من أخينا ما خط بنانه وأن ينفع به وأن

.أعدائهيستعملنا وإياه في نصرة دينه وجالد

وكتب

أبو محمد المقدسي

1431ربيع األول من هجرة المصطفى عليه الصالة والسالم12

(1رسائل علمية في شرح النصوص )

مصلحة التأليف وخشية التنفير في الميزان، من خالل

:شرح نص' حديثي+

والصالة والسالمللمتقين, والعاقبة العالمين,الحمد لله رب

وعلى آله وصحبه أجمعين. الحائرين,على محمد مرشد

pة أسميتها pصوص أمابعد: فهذه باكورة رسائل علمي )شرح الن

لردع اللpصوص(، محاولة مني تخفيف الهجمة الشرسة على

المجاهدين من أهل األهواء وغيرهم في تحريف النصوص، بثياب

النصح، والتصحيح، وترشيد العمل الجهادي. فإنه لما باءت باإلخفاق

ونسف أعالمه، والخيبة كل محاوالت األعداء في إطفاء نور الجهاد،

وتحطpمت طموحات األعداء ومطامعهم على صخرة الجهاد

المبارك، بدأ بعض السمpاعين لهم بتوزيع سوس االنهزام الناخر في

pد pط للعزائم، والمبل -ف-س- التحريف والتأويل المثب العظام تارة، و ن

لألفهام تارات أخر، للحدp من الروح الجهادية التي رفع رايتها طالئع

(6)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 8: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي األمة اإلسالمية, وقد بات واضحا عند طلبة العلم: أن الجبهة

التحريفية أشد خطرا على األمة عموما وعلى الجهاد خصوصا من

وعند المعتزلي معتزلي " فالقرآن عند الجهمي جهمي، ذي قبل

وكذلك هو عند جميع وعند القدرية قدري، وعند الرافضة رافضي،

ل3ك1ن0أهل الباطل ون3 و3 ت0ق4 ه4 إ1ال0 ال6م4 ل1ي3اؤ4 و63 ل1ي3اء3ه4 إ1ن6 أ و6

3 ا ك3ان4وا أ و3م3

ه4م6 ال3 ي3ع6ل3م4ون3 3ك6ث3ر3 ( ". وفي عصرنا فالقرآن1()34 )األنفال أ

عند العلماني علماني وعند الديمقراطي الشركي ديمقراطيp، وعند

انهزامي المخذpل: االنهزاميالسلطاني الطاغوتي سلطاني، وعند

استسالمي خذالني، وعند الدعويp المصلحيp مصلحي والله

المستعان. " وال تزال تعمد كل طائفة منهم إلى آية من كتاب الله

عليه،فيقودها إلى مذهبه الذي يدعو إليه، ويدعي أن لها داللة خاصة

ها إلى معتقده " ) p2وكذلك يفعل في كثير من األخبار التي يجر" .)

كالمه.ومن هؤالء من يكون حسن العبارة فصيحا، ويدسp البدع في

( فشرعت3حتى إنه يروج على خلق كثير ممن ال يعتقد الباطل" )

في جمع الرماح لسدp هذه الثغرة حسب المستطاع، ألن " المدافعة

عن كالم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والذب عنه من أفضل

األعمال وأحبها إلى الله وأنفعها للعبد".كما أن الكشف عن محاوالت

التحريف والتأويل لداللة النصوص " من أفضل الجهاد في سبيل الله

( "4.)

واخترت البدء بشرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

) دعه ال يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه (، وعلى أن يكون

(1/273) القيم البن والتعليل والحكمة والقدر القضاء مسائل في العليل شفاء 1(2/682) المرسلة الصواعق 2 40-39صـ التفسير أصول في مقدمة 3(302- 1/301) المرسلة الصواعق 4

(7)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 9: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

-ع8د2و- عملي على شكل مسائل ال تخرج عن إطار الحديث غالبا، والي

جمع كالم أهل العلم حول شرح الحديث، وترتيب ذلك وتنسيقه،

إن شاء الله تعالى.

نص+ الحديث:

قال جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما: )كنا مع النبي

صلى الله عليه وسلم في غزاة ) قال سفيان بن عيينة: يرون أنها

غزوة بني المصطلق ( فكسع رجل من المهاجرين رجال من األنصار،

فقال األنصاري:يا لألنصار ! وقال المهاجري: ياللمهاجرين ! فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما بال دعوى الجاهلية ؟ قال:

فقالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجال من

" دعوها فإنها منتنة " قال جابر: ) وكانت األنصار حين األنصار.فقال:

ثم كثر المهاجرون بعد(.أكثر،قدم النبي صلى الله عليه وسلم

و-قد فعلوها؟ والله لئن رجعنا إلى- فسمعها عبد الله بن أبيp، فقال: أ

المدينة ليخرجنp األعز منها األذل! قال عمر: دعني أضرب عنق هذا

" دعه ال يتحدث الناس أنوسلم: المنافق. فقال صلى الله عليه

والله ال تنقلبالله:محمدا يقتل أصحابه" فقال ابنه عبد الله بن عبد

(8)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 10: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

ففعل (. وفي رواية:العزيز،حتى تقرp أنك الذليل ورسول الله

) اقتتل غالمان: غالم من المهاجرين، وغالم من األنصار، فنادى

المهاجر: يا للمهاجرين! فنادى األنصاري: يا لألنصار! فخرج رسول

الله صلى الله عليه وسلم فقال: “ ما هذا ؟ دعوى الجاهلية " قالوا:

يا رسول الله ! إال أن غالمين اقتتال فكسع أحدهما اآلخر، فقال: “ال،

فال بأس ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما

فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان مظلوما فلينصره" وفي رواية: ) يا

معشر المهاجرين قد ابتلي بكم األنصار ففعلوا ما قد علمتم، فآو-وا

(.5ونصروا، وأنتم مبتلون بهم فانظروا كيف تفعلون( )

:الشواهد

يلي:للحديث شواهد كثيرة نقتصر منها على ما

حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال:.1

) غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معنا أناس

من األعراب فكنا نبتدر الماء، وكان األعراب يسبقونا إليه، فسبق

أعرابي أصحابه،فيسبق األعرابي فيمأل الحوض ويجعل حوله حجارة

ويجعل النطع عليه حتى يجئ أصحابه. قال: فأتى رجل من األنصار

أعرابيا فأرخى زمام ناقته لتشرب، فأبى أن يدعه، فانتزع قباض

الماء فرفع األعرابي خشبة فضرب بها رأس األنصاري فشجpه، فأتى

عبد الله بن أبيp رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه، فغضب

في ( وأحمد1275) ( والحميدي18041) الرزاق ( وعبد1814) الطيالسي اإلمام أخرجه5 الكبرى في ( والنسائي2584) ( ومسلم4907- 4905 ،3518) ( والبخاري3/338المسند)

-714المدينة) تاريخ في النميري شبة (،وابن3315) ( والترمذي11599 ،10813 ،8863) مشكل في (،والطحاوي6583 ،5990حبان) (،وابن1959-1824،1957( وأبويعلى)715 (14507) المسند في أحمد .ورواه به دينار بن عمرو عن طرق من ( وغيرهم3210) اآلثار

. جابر عن الزبير أبي طريق من ( وغيرهم10/137) السنن في ( والبيهقي2584) ومسلم

(9)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 11: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

ول1 الل0ه1 عبد الله بن أبيp ثم قال: س4 ن6د3 ر3 وا ع3ل3ى م3ن6 ع1 ق4 ال3 ت4ن6ف1

وا Fض ت0ى ي3ن6ف3 وكانوا يحضرون رسول الله عند يعنى األعراب،ح3

الطعام، فقال عبد الله: إذا انفضوا من عند محمد، فأتوا محمدا

بالطعام، فليأكل هو ومن عنده، ثم قال ألصحابه: لئن رجعتم إلى

وأنا ردف رسول الله المدينة ليخرجن األعز منها األذل، قال زيد:

صلى الله عليه وسلم، فسمعت عبد الله بن أبيp فأخبرت عمpي،

فانطلق فأخبر رسول الله فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه

فجاء عميوكذبني،وسلم فحلف وجحد. قال: فصدقه رسول الله

أردت إال أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم إليp فقال: ما

لم يقع على أحدC. قال: فوقع عليp من الهمp ما وكذبك والمسلمون.

قال: فبينما أنا أسير مع رسول الله في سفر قد خفقت برأسي من

، إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك pالهم

ني أن لي بها الخلد في الدنيا. ثم إن أباوجهي، فمافي pكان يسر

قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ بكر لحقني، فقال: ما

فقال: قال لي شيئا، إال أنه عرك أذني وضحك في وجهي. قلت: ما

أبشر، ثم لحقني عمر، فقلت: مثل قولي ألبي بكر, فلما أصبحنا قرأ

رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين(.

وفي رواية: ) فذكرت ذلك لعمي، فذكر ذلك عمي النبي صلى

الله عليه وسلم فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فحدpثته،

pفأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي

وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذpبني رسول الله صلى الله عليه

لم يصبني قط مثله، فجلست فيشيءوسلم وصدpقه،فأصابني

فقال عمي: ما أردت إال أن كذبك رسول الله ومقتك، البيت،

(10)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 12: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

ون3 فأنزل الله تعالى: ن3اف1ق4 اء3ك3 ال6م4 1ذ3ا ج3 فبعث إليp رسول إ

الله صلى الله عليه وسلم فقرأها، ثمp قال: " إن الله قد صدقك

("6.)

حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ) مرp رسول الله.2

صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي ابن سلول، وهو في

pر علينا ابن أبي كبشة ! فقال ابنه عبد الله -ج-م-ةC، فقال: قد غب ظل أ

بن عبد الله: والذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب! إن شئت ألتيتك

برأسه. فقال صلى الله عليه وسلم: ال، ولكن برp أباك، وأحسن

)يا رسول الله لئن أمرتني ألتيتك برأس أبي..(رواية:صحبته(. وفي

(7.)

حديث عبد الله بن عبد الله رضي الله عنه قال: ) أنه.3

“ ال تقتل: فقالأباه،استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل

(8أباك " )

المفردات:معاني

(3599) ( والترمذي2772) ( ومسلم4900) ( والبخاري19333) أحمد أخرجه 6 (717 – 716) المدينة تاريخ في شبة ( وابن11598-11597) الكبرى في والنسائي

للترمذي (واللفظ489-2/488) (والحاكم5041) الكبير في والطبرانيجه حسن حديث7 p(3/260/2708) مسنده في ( والبزار2029صحيحه) في حبان ابن خر

أبي عن علقمة بن عمرو بن محمد حسن. فيه ( بسند4236) الصحابة معرفة في نعيم وأبو رضي أنس حديث من شاهد (. وله3223) الصحيحة السلسلة .انظر هريرة أبي عن سلمة

رضي زيد بن أسامة حديث من آخر ( وشاهد1799) ( ومسلم2691) البخاري عند عنه الله وهو التعدد ويحتمل إسالمه، إظهار قبل كانت القصة أن على يدل ما وفيه عنهما تعالى الله

جه p( 712- 711) (رقم1/207المدينه) تاريخ في النميري شبة بن عمر زيد أبو ظاهر.خرالمدينة) تاريخ في شبة ( وابن1967) رقم4/23) والمثاني اآلحاد في عاصم أبي ابن رواه 8

بن الله عبد عن أبيه عن عروة بن هشام طريق ( من4235) الصحابة في نعيم ( وأبو1/211. الله عبد بن الله عبد يدرك لم به. وعروة سلول ابن أبي بن الله عبد

(11)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 13: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

( وفي9باليد) قوله: )فكسع ( أي ضربه على مؤخpره بالرجل أو

رواية للحديث بسند ضعيف: )كسع رجال من األنصار برجله،وذلك في

أهل اليمن شديد( ذكرها ابن جرير في التفسير

وقوله: )دعوها( يعني دعوى الجاهلية والضمير عائد إليها،

يافالن،ودعوى الجاهلية: تناديهم بها عند الغضب واالستنجاد: يا آل

(.10)فالن.بني

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " ودعوى الجاهلية االستغاثة

كانوا يقولون: يا آل فالن، فيجتمعون فينصرونالحرب.عند إرادة

( 11 فجاء اإلسالم بالنهي عن ذلك ")ظالما،القائل ولو كان

، ألنها تثير التعصب على غير الحقمستخبثة، قبيحة)فإنها منتنة(

(12والتقاتل على الباطل.)

-اض الماء( الحجارة الممسكة للحوض. )ق.ب

فقه الحديث ومسائله:

في هذا الحديث من العلم والفقه مسائل كثيرة من أهمpها ما

يأتي:

المسألة األولى: خطورة محاربة الدين باللسان.

محاربة باليد, ومحاربةنوعان: المحاربة الله أناعلم رعاك

باللسان.

والمحاربة باللسان في باب الدpين قد تكون أنكى من المحاربة

pبيp صلى الله عليه وسلم يقتل من كان يحاربه باليد, ولذلك كان الن

( 560-6/559مسلم) كتاب تلخيص من أشكل لما والمفهم ،214صـ المفهم المفصح 9(. 560-6/559والمفهم) ،446ص المفهم المفصح 10(632-6/631) البخاري صحيح شرح الباري فتح 11(. 560-6/559) ( والمفهم8/53) المعلم إكمال 12

(12)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 14: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

باللسان مع استبقائه بعض من حاربه باليد, ألن المجاهرة بكلمة

.pالكفر في دار اإلسالم كالمجاهرة بضرب السيف بل أشد

ما كوما يفسده اللسان من األديان أضعاف ما تفسده األيدي,

أن, فثبتتصلحه اليد أن ما يصلحه اللسان من األديان أضعاف ما

محاربة الله ورسوله باللسان أشدp, والسعي في األرض لفساد الدين

أخطر.باللسان

والمحاربة خالف المسالمة , والمسالمة: أن يسلم كل من

المتسالمين من أذى اآلخر, فمن لم تسلم من يده أو لسانه فليس

(.13بل هو محارب ) بمسالم لك،

وقد علم المسلمون أن أشدp الناس محاربة< للحق وأهله

المنافقون, وحربهم للدين من الدpاخل بأنكى الوسائل وأفتكها

, بماالزنديق)اللسان(، فيظهر Cموافق Cالمنافق2 في صورة صديق

pة منهم على أوتوا من بيان وسحر اللسان, فاشتدت البلي

المخلصين ,يقول اإلمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “ فالكفار

المجاهرون بكفرهم أخف, وهم فوقهم في دركات النار، ألن

الطائفتين اشتركتا في الكفر ومعاداة الله ورسله, وزادت المنافقون

pتهم pة المسلمين بهم أعظم من بلي عليهم بالكذب والنفاق.وبلي

ه4م4 ال6ع3د4وF بالكفار المجاهرين،ولهذا قال تعالى في حقهم:

ه4م6 ذ3ر6 اح6 قال: فإن ضرر هؤالء المخالطين لهم المعاشرين لهم , ف3

- وهم في الباطن على خالف دينهم - أشدp عليهم من ضرر من

> جاهرهم بالعداوة وألزم وأدوم، ألن الحرب مع أولئك ساعة أو أياما

ثم ينقضي، ويعقبه النصر والظفر، وهؤالء معهم في الدار والمنازل

pصون بهم الدوائر، pون العدوp على عوراتهم، ويترب صباحا ومساء يدل

(736-3/735) الرسول شاتم على المسلول الصارم 13

(13)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 15: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

من المباين المجاهر "بالعداوةفهم أحق وال يمكنهم مناجزتهم.

(14.)

وقال أيضا رحمه الله تعالى: " فجهاد المنافقين أصعب من جهاد

الكفار، وهو جهاد خواص األمة وورثة الرسل والقائمون به أفراد

في العالم والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم األقلين

(.15عددا فهم األعظمون عند الله قدرا " )

المرتد وضرره على اإلسالم

pوأشد > ر أيضا عند فقهاء اإلسالم: أنp المرتدp أسوأ حاال pوتقر

أحكاما من الكافر األصلي في مسائل كثيرة، بلغت عند الشافعية

( قال شيخ اإلسالم في بيان حال التتار المنتسبين16عشرين مسألة )

-ع. ب ر8- -م.ل� ع-ل-ى أ ت ه2م8 م2ش8 -ر- ك .نR ع-س8 إلى اإلسالم وأصنافهم: " ف-إ

م-ن. ر8- 2ف8ر.ه-ا: م.ن8 الكرج و-األ8 -ة� ع-ل-ى ك -اق.ي ة� ب -اف.ر- :ك .ف- ط-و-ائ

-ت8 ع-ل-ى -ب 8ق-ل . و-ان م ال- .س8 -د-ت8 ع-ن8 اإل8 ت .م-ة< ف-ار8 ل -ت8 م2س8 -ان .ف-ةC ك .و-ط-ائ 8م-غ2ول. و-ال

. 8ر.ه.م8 . و-غ-ي وم O8ف2ر8س. و-الر ب. و-ال 8ع-ر- 8ه-ا: م.ن8 ال -ي م<ا ع-ق.ب -ع8ظ-م2 ج2ر8 ء. أ و-ه-ؤ2ال-

Cي6 م.ن8 و2ج2وه. ص8ل- -اف.ر. األ8 8ك .ين- م.ن8 ال 8م2ؤ8م.ن .ه. و-ال ول س2 8د- ر- ن Rه. و-ع. 8د- الل ن ع.

8ه2 ج2وا ع-ن ج.ع2وا إل-ى م-ا خ-ر- -ر8 -م8 ي 8م<ا م-ا ل ت 2ه2م8 ح- 8ل -ج.ب2 ق-ت ء. ي .نR ه-ؤ2ال- ةC. ف-إ .ير- -ث ك

ه2م8 و-ال- ير2 -س. -ق2 أ 2ط8ل م-ان� و-ال- ي- -ة� و-ال- أ -ه2م8 ذ.مRة� و-ال- ه2د8ن 2ع8ق-د- ل -ن8 ي -ج2وز2 أ ال- ي

اؤ2ه2م8 و-ال- .س- -ح2 ن 8ك 2ن .ح2ه2م8 و-ال- ت -ائ -ل2 ذ-ب 2ؤ8ك .م-ال. و-ال- ر.ج-الC و-ال- ت 2ف-اد-ى ب ي

-ل- يسترقون; -ل2 م-ن8 ق-ات 2ق8ت . و-ي 6ف-اق. ت .اال. دRة. ب .ه.م8 ع-ل-ى الر6 -ق-ائ م-ع- ب

-م-اء.. 8ع2ل 6ف-اق. ال .ات م.ن. ب Rع8م-ى و-الز- . و-األ8 8ه-ر.م 8خ. ال ي Rالش- ;ك .ل8 2ق-ات -م8 ي ,و-م-ن8 ل 8ه2م8 م.ن

م-ان�- -ه2 أ 2ع8ق-د2 ل -ن8 ي -ج2وز2 أ .يO ي ص8ل

- -اف.ر2 األ8 8ك 8ج2م8ه2ور.. و-ال 8د- ال ن اؤ2ه2م8 ع. .س- -ذ-ا ن و-ك

-(2/878) السعادتين وباب الهجرتين طريق 14(3/5) المعاد زاد 15 في والنظائر ( واألشباه997- 2/995) الشافعي للبكري واالستثناء الفرق في االعتناء16

(389-2/387التحرير) شرح على الشرقاوي ( للسيوطي.وحاشية2/188) الشافعية فروع

(14)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 16: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

8ج2م8ه2ور. 8د- ال ن ا ع. ير< -س. -ان- أ .ه. إذ-ا ك 8م2ف-اد-اة2 ب 8ه. و-ال -ي 8م-نO ع-ل -ج2وز2 ال -ة� و-ي و-ه2د8ن

اؤ2ه2م8 .س- -ح2 ن 8ك 2ن -ل2 ط-ع-ام2ه2م8 و-ت 2ؤ8ك -ه2 ذ.مRة� و-ي 2ع8ق-د2 ل -ن8 ي 1ا أ .ي -اب .ت -ان- ك -ج2وز2 إذ-ا ك و-ي

-م-اء.. 8ع2ل 6ف-اق. ال .ات و8 ع-م-لC ب- .ق-و8ل. أ 8ن- ب .ل 2ق-ات -ن8 ي اؤ2ه2م8 إالR أ .س- -ل2 ن 2ق8ت .ك- و-ال- ت -ذ-ل و-ك

-م-ا -م-اء. ك 8ع2ل 8د- ج2م8ه2ور. ال ن -ال. ع. 8ق.ت -ه8ل. ال -ان- م.ن8 أ 8ه2م8 إالR م-ن8 ك -ل2 م.ن 2ق8ت ال- ي

-ا م.ن8 8ي 2 ح-اال< ف.ي الد6ين. و-الدOن و-أ -س8 -دO أ ت 8م2ر8 -اف.ر2 ال 8ك Rة2. ف-ال ن O8ه. الس -ي د-لRت8 ع-ل

-دRة. م-ا ال- ت 8م2ر8 8ق-و8م2 ف.يه.م8 م.ن8 ال ء. ال 2ف8ر.ه.. و-ه-ؤ2ال- -م.ر6 ع-ل-ى ك ت 8م2س8 -اف.ر. ال 8ك ال

ا -اف.ر< -ان- ك 8ض<ا م-ن8 ك -ي . و-ف.يه.م8 أ 8ف-ان. Rه2. ف-ه-ذ-ان. ص.ن 2ح8ص.ي ع-د-د-ه2م8 إالR الل ي

-اء. .يت ة. و-إ .ع-ه2; م.ن8 إق-ام-ة. الصRال- ائ ر- -ز.م8 ش- 8ت -ل -م8 ي . و-ل م ال- .س8 -س-ب- إل-ى اإل8 8ت ف-ان

. ام .ز- 8ت .ه.م8 و-ال م8و-ال- .م.ين- و-أ ل 8م2س8 8ك-ف6 ع-ن8 د.م-اء. ال 8ت. و-ال -ي 8ب -اة. و-ح-ج6 ال ك Rالز

8ر ى و-غ-ي Rص-ار- -ه2ود. و-الن 8ي -ة. ع-ل-ى ال ي 8ج.ز8 ب ال Rه. و-ض-ر8 .يل. الل ب ه-اد. ف.ي س- 8ج. ال

.ع.ي -ل- الص6د6يق2 م-ان -م-ا ق-ات .م.ين- ك ل 8م2س8 .ج8م-اع. ال .إ 2ه2م8 ب -ال -ج.ب2 ق.ت ء. ي .و-ه-ؤ2ال- .ك- ذ-ل

8ض<ا م-ع- -ي -ة2 أ اب -ل- الصRح- -م-ا ق-ات 8ه2م8 م.ن8 و2ج2وهC و-ك ر¡ م.ن ء. ش- -ل8 ه-ؤ2ال- -اة.; ب ك Rالز

Rه. ول. الل س2 م8ر. ر-- .أ 8خ-و-ار.ج- ب .ين- - ع-ل.ي4 رضي الله عنه - ال 8م2ؤ8م.ن -م.ير. ال أ

: 8ث2 ق-ال- صلى الله عليه وسلم ف.ي و-ص8ف.ه.م8 صلى الله عليه وسلم ح-ي

آن-) 8ق2ر8 ء2ون- ال -ق8ر- -ام.ه.م8 ي 2م8 م-ع- ص.ي -ام-ك .ه.م8 و-ص.ي ت 2م8 م-ع- ص-ال- -ك ت ون- ص-ال- 2ح-ق6ر2 ت

Rة. م.ي Rه8م2 م.ن8 الر Rق2 الس -م8ر2 -م-ا ي . ك م ال- .س8 ق2ون- م.ن8 اإل8 -م8ر2 ه2م8 ي -اج.ر- ن او.ز2 ح- 2ج- ال- ي

-ه2م8 -ل .م-ن8 ق-ت Rه. ل 8د- الل ن ا ع. -ج8ر< .ه.م8 أ 8ل .نR ف.ي ق-ت 2وه2م8 ف-إ 2ل 2م2وه2م8 ف-اق8ت -ق.يت -م-ا ل 8ن ي- أ

-ام-ة. 8ق.ي -و8م- ال :(ي ان. ) و-ق-ال- .س- -ه2م8 ع-ل-ى ل 2ون- م-اذ-ا ل .ل 2ق-ات Rذ.ين- ي -م2 ال -ع8ل -و8 ي ل

8ع-م-ل. 2وا ع-ن8 ال -ل -ك -ن :(م2ح-مRدC ل 8ل-ى ) و-ق-ال- رO ق-ت .يق-ة. ش- ل 8خ- 8ق. و-ال ل 8خ- رO ال ه2م8 ش-

2وه2 -ل 8ل-ى م-ن8 ق-ت 8ر2 ق-ت ي م-اء. خ- Rالس . -د.يم -ح8ت- أ -ام.ه.م8(ت ة. ص.ي 8ر- -ث ء. م-ع- ك . ف-ه-ؤ2ال-

-ه2م8 -ل .ه.م8 و-ق-ات -ال .ق.ت .يO صلى الله عليه وسلم ب Rب م-ر- الن- .ه.م8 أ اء-ت .ه.م8 و-ق.ر- ت و-ص-ال-

-ح-د� ف.ي -ل.ف8 أ ت -خ8 -م8 ي Rذ.ين- م-ع-ه2 و-ل -ة. ال اب .ر2 الصRح- ائ .ي¡ و-س- .ين- ع-ل 8م2ؤ8م.ن -م.ير2 ال أ

2وا -ان Rه2م8 ك ن- . ; أل. ام Rة. و-الش -ص8ر- 8ب -ه8ل. ال -ال. أ -ف2وا ف.ي ق.ت -ل ت -م-ا اخ8 .ه.م8 ك -ال ق.ت

-م8 .ن8 ل 8ر. و-ج8هC و-إ .ك- م.ن8 غ-ي -ئ 2ول ر¡ م.ن8 أ ء. ش- .نR ه-ؤ2ال- . ف-إ .م.ين- ل 8م2س8 2ون- ال .ل 2ق-ات ي

(15)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 17: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

.م.ين- ل 8م2س8 2ه2 ف.ي ال ي8 أ 2و-اف.ق2 ر- .نR م-ع-ه2م8 م-ن8 ي .ق-اد.; ف-إ ع8ت -ه2م8 ف.ي اال. 8ل 2وا م.ث 2ون -ك ي

-ة2 ث -ال- . ف-ه-ذ.ه. ث 8خ-و-ار.ج. ي- ال8 أ .ر- Cاف- ص8ن

- أ

.ع. ائ ر- -دOوا ع-ن8 ش- ت ء.. و-ه2م8 ق-و8م� ار8 ر¡ م.ن8 ه-ؤ2ال- .ع� ش- اب 8ف� ر- و-ف.يه.م8 ص.ن

اب. .س- 8ت ن .اال. ك.ين- ب -م8س. ت -ق2وا م2س8 . و-ب م ال- .س8 8ه..اإل8 -ي -دOون-إل ت 8م2ر8 2فRار2 ال 8ك ء. ال ف-ه-ؤ2ال-

.ع.ه. ال- ائ ر- -دOون- ع-ن8 ش- ت 8م2ر8 .ع.ه. و-ال ائ ر- .ش- C ل ام .ز- 8ت 8ر. ال 2ون- ف.يه. م.ن8 غ-ي ل و-الدRاخ.

.ع- ائ ر- -ز.م2وا ش- 8ت -ل Rى ي .م.ين- ح-ت ل 8م2س8 .ج8م-اع. ال .إ 2ه2م8 ب -ال -ج.ب2 ق.ت Oه2م8 ي 2ل .ه.:ك م8ت ع-ن8 س-

.م-ة2 -ل 2ون- ك -ك Rى ت Rه. و-ح-ت .ل Oه2 ل 2ل 2ون- الد6ين2 ك -ك -ة� و-ي 8ن 2ون- ف.ت -ك Rى ال- ت . و-ح-ت م ال- .س8 اإل8

-ا. 8ي 8ع2ل -ر.ه. - ه.ي- ال ب .ه. و-خ- -ه8ي م8ر.ه. و-ن- 2ه2 و-م-ا ف.يه. م.ن8 أ -اب .ت .ي ه.ي- ك Rت Rه. - ال الل

اض.ي ر-- -و8ا ع-ل-ى أ -و8ل ت 8ف- إذ-ا اس8 -ي ض.ه.م8 ف-ك ر8

- .ين- ف.ي أ 2وا ق-اط.ن -ان ه-ذ-ا إذ-ا ك

2م8 8ف- إذ-ا ق-ص-د2وك -ي . ف-ك وم Oة. و-الر 8ج-ز.ير- ان- و-ال اس- اق. و-خ2ر- 8ع.ر- .: م.ن8 ال م ال- .س8 اإل8

<ا <ا و-ع2د8و-ان -غ8ي 2م8 ب 8ك -ي 2وا ع-ل -ه2م8 و-ه-مOواو-ص-ال 8م-ان ي- 2وا أ -ث -ك 2ون- ق-و8م<ا ن .ل 2ق-ات -ال- ت أ

-ن8 -ح-قO أ Rه2 أ -ه2م8 ف-الل و8ن -خ8ش- -ت ةC أ Rل- م-رRو- 2م8 أ -د-ء2وك س2ول. و-ه2م8 ب Rاج. الر .خ8ر- .إ ب

.ين- 2م8 م2ؤ8م.ن 8ت 2ن و8ه2 إن8 ك -خ8ش- 2خ8ز.ه.م 8ت 2م8 و-ي 8د.يك ي- .أ Rه2 ب 8ه2م2 الل 2ع-ذ6ب 2وه2م8 ي .ل ق-ات

.ين- C م2ؤ8م.ن ف. ص2د2ور- ق-و8م -ش8 8ه.م8 و-ي -ي 2م8 ع-ل ك 8ص2ر8 -ن .ه.م 8و-ي 2وب 8ظ- ق2ل 2ذ8ه.ب8 غ-ي و-ي

.يم� ح-ك.يم� Rه2 ع-ل اء2 و-الل -ش- Rه2 ع-ل-ى م-ن8 ي 2وب2 الل -ت 2م8و-ي -ح-ك ص8ل- -م2وا - أ . و-اع8ل

Cة .ير- -ث 8ه2 م.ن8 و2ج2وهC ك -ت- ع-ن -ب .يR صلى الله عليه وسلم ق-د8 ث Rب نR الن- Rه2 - أ الل

: Rه2 ق-ال- ن- ه2م8 )أ Oض2ر- 8ح-ق6 ال- ي .ي ظ-اه.ر.ين- ع-ل-ى ال مRت

2 .ف-ة� م.ن8 أ ال2 ط-ائ -ز- ال- ت

اع-ة. Rالس . -ام -ف-ه2م8 إل-ى ق.ي ال -ه2م8 و-ال- م-ن8 خ- ..(م-ن8 خ-ذ-ل ام Rالش. Rه2م8 ب ن- -ت- أ -ب و-ث

ة2 8ص2ور- 8م-ن .ف-ة2 ال : الطRائ Cق ث- ف.ر- -ال- Rاس2 ف.يه-ا ث ق2 الن 2ف-ر6 -ة2 ق-د8 ت 8ن 8ف.ت ف-ه-ذ.ه. ال

.ف-ة2 و-ه2م8 ال 8م2خ- .ف-ة2 ال . و-الطRائ د.ين- 8م2ف8س. . ال 8ق-و8م ء. ال .ه-ؤ2ال- 8م2ج-اه.د2ون- ل و-ه2م8 ال

.. م ال- .س8 .ين- إل-ى اإل8 ب -س. 8ت 8م2ن 8ه.م8 م.ن8 خبالة ال -ي Rز- إل ي -ح- 8ق-و8م2 و-م-ن8 ت ء. ال ه-ؤ2ال-

2وا ص-ح.يح.ي -ان .ن8 ك ; و-إ 8ق-اع.د2ون- ع-ن8 ج.ه-اد.ه.م8 -ة2 و-ه2م8 ال 8م2خ-ذ6ل .ف-ة2 ال و-الطRائ

.. م ال- .س8 اإل8

(16)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 18: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

-م8 -ة.، أ اذ.ل 8خ- -م8 م.ن8 ال ة. أ 8ص2ور- 8م-ن .ف-ة. ال 2ون2 م.ن8 الطRائ -ك -ي ج2ل2 أ R8ظ2ر8 الر -ن 8ي ف-ل

.ع�. ") اب م� ر- -ق.ي- ق.س8 .ف-ة. ؟ ف-م-ا ب ال 8م2خ- (.17م.ن8 ال

فع2ل.م من ذلك: أن أخطر المرتدين من ارتدp عن بعض الشرائع،

ثم بقي منتسبا إلى اإلسالم وفي داره، وما أكثرهم اليوم!! فكيف

رحم اللهبمن نحpى الشريعة بأكملها عن السيادة وسلطة الحكم ؟. و

أبا الوفاء بن عقيل حين قال:

مان، فال تنظر pاإلسالم من أهل الز pإذا أردت أن تعرف محل (

إلى زحامهم في أبواب الجوامع، وال ضجيجهم في الموقف ب"لبيك"

pوإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء- الشريعة، عاش ابن الراوندي

ي، pوعاشوا سنين، والمعر > عليهما لعائن الله، ينظمون وينثرون كفرا

-ت8 تصانيفهم, وهذا يدلp على برودة الدين 2ر.ي وع2ظpمت قبورهم، واشت

(.18في القلب ()

ويقول سلطان العلماء العز بن عبد السالم في زنديق آخر: )

وبلغني عن بعض الزنادقة الذين أعمى الله قلوبهم أنه قال: في

pل الجور بإيجاب الدية على العاقلة ( إلى الشريعة عدل وجور، ومث

C أن يقول في الحكم عليه: ) متظاهر باإلسالم وليس بمسلم

1و6ل ن1 ال6ق3 م6 ف1ي ل3ح6 ن0ه4 ل3ت3ع6ر1ف3 . ومن ض-ع8ف. اإلسالم ترك2 هذاو3

.ل- هذا الخبيث2 من حين سمع منه الزنديق يتصرpف بين األنام، ولو ق2ت

< لإلسالم () < للدpين وإعزازا .(19هذا الكالم لكان ذلك إجالال

أهل البدع الكبار:

pتهم بعض2 فقهاء اإلسالم. وأما أهل البدع الكبار، فيصوpر لنا بلي

(416-28/413) الفتاوى مجموع 17 (1/255مفلح) البن الشرعية اآلداب-184.(40-1/39األنام) مصالح في األحكام قواعد 19

(17)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 19: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

قال الشيخ أبو الفضل الهمداني رحمه الله: ) مبتدعة اإلسالم

والكذابون والواضعون للحديث أشدp من الملحدين, ألن الملحدين

قصدوا إفساد الدين من خارج، وهؤالء قصدوا إفساد-ه من داخل،

فهم كأهل بلدC سعوا في إفساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين من

خارج، فالدخالء يفتحون الحصن، فهم شرp على اإلسالم من غير

(.20المالبسين له ( )

ويقول شيخ اإلسالم في سياق واجب النصح والبيان: “

ومثل أئمة البدع من أهل المقاالت المخالفة للكتاب والسنة أو

العبادات المخالفة للكتاب والسنة فإن بيان حالهم وتحذير األمة

منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لإلمام أحمد بن حنبل:

الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟

فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل

pن أن نفع هذا عام البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل. فبي

للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير

سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤالء وعدوانهم على

ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولوال من يقيمه الله لدفع

ضرر هؤالء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيالء العدو

القلوب وما فيهايفسدوامن أهل الحرب. فإن هؤالء إذا استولوا لم

(21لئك فهم يفسدون القلوب ابتداء " )ومن الدين إال تبعا، وأما أ

والحاصل: التقرير بأن ضرر هؤالء أشدp على المسلمين من

الواقعة, وشهادالمجاهرين بكثير مع تصريح الكتاب والسنة بذلك

.ر, والدهووالتاريخ على مرp العصور

(. 2/329) المسلول الصارم 20(233-28/232) الفتاوى مجموع ? 21

(18)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 20: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وقد ألف علماء اإلسالم في بيان خطورتهم وأصنافهم كتبا

بما ال مزيد عليه، لكن المقصود هنا كشفعديدة أتوا فيهاورسائل

جانب من أحوالهم وأحكامهم مما التبس على كثير من المنتسبين

للعلم فضال عن العوام والدهماء.

فالحذر الحذر من هؤالء والتحذير منهم ال سيما في هذا العصر,

pذين كانوا في عهده صلى الله عليه فإن المنافقين اليوم شرp من ال

وسلم كما قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه, وغيره.

المسألة الثانية: مراتب الكفر الظاهر.

للكفر مراتب ثالثة بحسب العقوبة الدنيوية:

pن به ومفطور عليه، وحكمه أحدها: الكفر األصلي، وصاحبه متدي

.مشهور معروف

-ل منه إال 2قب وثانيها: الرجوع إليه بعد اإلسالم وهو أقبح، ولهذا لم ي

pاإلسالم بخالف األول حيث كان فيه الجزية واالسترقاق والمن

والفداء.

pن به وفيه إزراء بأنبياء وثالثها: السبp وهو أقبح الثالثة فإنه ال يتدي

الله تعالى ورسله وإلقاء الشبهة في القلوب الضعيفة فلذلك كانت

جريمته أقبح الجرائم، وال تعرض له التوبة بخالف القسم الثاني، ألن

2ح-لp عنه، والسبp ال شبهة فيه، وإذا في الثاني قد يكون له شبهة فت

لم يكن عرض التوبة عليه واجبا وال مستحبا فال يمتنع اإلعراض عنه

(22حتى يقتل تطهيرا لألرض عنه.)

طرق الكشف عن المنافقين:الثالثة:المسألة

ليست بنا حاجة إلى تعريف النفاق والمنافقين، فإن ذلك من

المسائل المشتهرة التي صارت من علم العامة فضال عن الخاصة.181-180ص الرسول سبp من على المسلول السيف 22

(19)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 21: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

والمقصود في هذا المقام: التنبيه على وسائل الكشف عن هؤالء

فنقول:

هناك طريقان للكشف عن النفاق والمنافقين:

ل.األولى pوهي طريقه قطعية إجماعية, : طريق الوحي المنـز

.يقبح التدليل عليها

: طريق الشواهد والقرائن, فقد تدل بعض الظواهر علىالثانية

بعض البواطن داللة الدخان على النار والالزم على الملزوم, وذلك

أن اإليمان والنفاق أصله في القلب، وما يظهر من القول والفعل

من ذلك ترتبشيءفرع له ودليل عليه، فإذا ظهر من الرجل

الحكم عليه، فلما أخبر سبحانه أن الذين يلمزون النبي صلى الله

عليه وسلم والذين يؤذونه من المنافقين ثبت أن ذلك دليل على

ودليله حصلالشيءالنفاق وفرع له، ومعلوم أنه إذا حصل فرع

( وفي هذا يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية:23أصله المدلول عليه.)

ونفاقهم يعرف تارة بالكلمة يسمعها منهم الرجل المؤمن فينقلها)

إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيحلفون بالله أنهم ما قالوها, أو ال

يحلفون، وتارة بما يظهر من تأخرهم عن الصالة والجهاد,

واستثقالهم للزكاة وظهور الكراهية منهم لكثير من أحكام الله,

وعامتهم يعرفون في لحن القول, ويعرفون بسيماهم، وال يمكن

عقوبتهم باللحن والسيما، فإن موجبات العقوبات ال بدp أن تكون

ظاهرة الظهور الذي يشترك فيه الناس، ومنهم من كان يقول

يعمل العمل، فينـزل القرآن يخبر أن صاحب ذلك القول القول، أو

< منهم بالشواهد والعمل منهم, وكان المسلمون أيضا يعلمون كثيرا

والدالالت والقرائن واألمارات، ومنهم من لم يكن يعرف(.

(2/76الرسول) جـ شاتم على لمسلول الصارم 23

(20)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 22: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وقال رحمه الله ) ومن علم منه االجتهاد السائغ فال يجوز أن

يذكر على وجه الذم والتأثيم له فإن الله تعالى غفر له خطأه بل

يجب لما فيه من اإليمان والتقوى مواالته ومحبته، والقيام بما أوجب

الله من حقوقه: من ثناء ودعاء وغير ذلك. وإن علم منه النفاق كما

عرف نفاق جماعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل

عبد الله بن أبي وذويه، وكما علم المسلمون نفاق سائر الرافضة:

عبد الله بن سبأ وأمثاله: مثل عبد القدوس بن الحجاج ومحمد بن

سعيد المصلوب فهذا يذكر بالنفاق.وإن أعلن بالبدعة ولم يعلم هل

(.24كان منافقا أو مؤمنا مخطئا ذكر بما يعلم منه ()

األدلة من الكتاب العزيز:

الطريق واالعتماد عليها أدلة كثيرة نقلية منهاعتبار هذوفي

الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين:

الدليل األول:

ال3 ب3ل 6 قوله تعالى: ه1 ب1د3م ك3ذ1ب ق3 م1يص1 اء4وا ع3ل3ى ق3 و3ج3

ت3ع3ان4 الل0ه4 ال6م4س6 م1يلa و3 ب6رa ج3 ا ف3ص3 bر م6ك4م6 أ3 س4 3ن6ف4 ل3ت6 ل3ك4م6 أ و0 س3

ون3 ف4 ا ت3ص1 (.18سورة يوسف ) ع3ل3ى م3

وجه الدليل: أن والد يوسف عليه السالم اعتمد على القرائن

الدالة على كذب اإلخوة في دعوى أكل الذئب ليوسف عليه السالم.

قال اإلمام ابن الفرس المالكي األندلسي رحمه الله: ) واحتج

الفقهاء بها في أعمال األمارات في مسائل كالقسامة بها في قول

(.25مالك،إلى غير ذلك( )

(28/234) الفتاوى مجموع 24(3/216) له القرآن أحكام 25

(21)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 23: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي وقال العالمة السيوطي رحمه الله تعالى: ) ففيه الحكم

ل3ت6 ب باألمارات، والنظر إلى التهمة حيث قال: و0 إلى آخره. 3ل6 س3

(26.)

وقال اإلمام أبو بكر الجصاص رحمه الله: ) وهذا يدل على أن

الحكم بما يظهر من العالمة في مثله:في التكذيب أو التصديق جائز

(.27ألنه عليه السالم قطع بأن الذئب لم يأكله بظهور عالمة كذبهم()

الثاني:الدليل

ن1قوله تعالى م6 ف1ي ل3ح6 ن0ه4 ل3ت3ع6ر1ف3 اه4م6 و3 يم3 م6 ب1س1 ت3ه4 ف6 ل3ع3ر3 ف3

و6ل1 .ال6ق3

قال اإلمام ابن الوزير رحمه الله تعالى: " فهذه طريق إلى

معرفة المنافقين غير الوحي بما يجري على ألسنتهم مما ليس في

مرتبة التصريح, ألن لحن القول في اللغة هو مفهومه ومعناه كما

حكاه الله ويقوpيه من كتاب الله تعالى ما ذكره أهل اللغة والتفسير,

رها ". pعنهم في قصة يوسف عليه السالم وقر

وقال العالمة ابن الفرس رحمه الله: )احتج بهذه اآلية من جعل

(.28الحدp في التعريض بالقذف()

ونقل عنه السيوطي بتصرف يسير, فقال رحمه الله تعالى:

()p(29) استدل به من جعل التعريض بالقذف موجبا للحد

الدليل الثالث:

(2/870) التنـزيل استنباط في اإلكليل 26(169-3/168) القرآن أحكام 27(3/482) القرآن أحكام 28( 3/1189) التنـزيل استنباط في اإلكليل 29

(22)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 24: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

و3 قوله تعالى: ك3ذ3ب3ت6 و3ه4 د0 م1ن6 د4ب4ر ف3 ه4 ق4 م1يص4 إ1ن6 ك3ان3 ق3 و3

اد1ق1ين3 1ن0ه4 م1ن6 ،م1ن3 الص0 ال3 إ د0 م1ن6 د4ب4ر ق3 ه4 ق4 م1يص3 أ3ى ق3 ا ر3 ل3م0 ف3

aك3ي6د1ك4ن0 إ1ن0 ك3ي6د3ك4ن0 ع3ظ1يم.

وجه الدليل: قال ابن الوزير رحمه الله تعالى: "فدلp على حسن

(.30الحكم بالقرينة الصحيحة الظاهرة على األمور الباطنة الخفية" )

وقال اإلمام ابن الفرس رحمه الله تعالى: ) يحتج بها من يرى

pنات() (.31الحكم من العلماء باألمارات والعالمات فيما ال تحضره البي

وقال األلوسي رحمه الله تعالى: ) إن ذلك إشارة إلى ما قاله

(.32الشاهد، وحكمهم بقوله من باب اعتبار األمارات()

الدليل الرابع:

ف1 قوله تعالى: Fاه1ل4 أ3غ6ن1ي3اء3 م1ن3 الت0ع3ف م4 ال6ج3 ب4ه4 س3 ي3ح6

اه4م6 يم3 م6 ب1س1 ه4 (.273 البقرة) ت3ع6ر1ف4

pنه اإلمام القرطبي بقوله: " فيه دليل على أن وجه االستدالل بي

(.33للسيما أثرا في اعتبار ما يظهر عليه" )

ولما قال تعالى: وقال العالمة أبو الحسن رحمه الله تعالى:

6م اه4 يم3 م6 ب1س1 ه4 دلp على أن المراد بالسيما حال ما يظهر ت3ع6ر1ف4

عليه،حتى إذا رأينا ميتا في دار اإلسالم وعليه زنار وهو غير مختون

ال يدفن في مقابر المسلمين ويقدم ذلك على حكم الدار في قول

م 6 أكثر العلماء ومثله قوله تعالى: اه4 يم3 م6 ب1س1 ت3ه4 ف6 ل3ع3ر3 ف3

و6ل1 ن1 ال6ق3 م6 ف1ي ل3ح6 ن0ه4 ل3ت3ع6ر1ف3 (.34.)و3

الدليل الخامس:( 8/110والقواصم) العواصم 30(3/217) القرآن أحكام 31(12/223) المعاني روح 32(1/441) القرآن ألحكام الجامع 33(1/399) الفرس بن ال القرآن أحكام 34

(23)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 25: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

3ي3ات4ن3ا ب3يhن3ات ت3ع6ر1ف4 ف1ي قوله تعالى: م6 آ 1ذ3ا ت4ت6ل3ى ع3ل3ي6ه1 إ و3

ط4ون3 ب1ال0ذ1ين3 ي3ت6ل4ون3 ن6ك3ر3 ي3ك3اد4ون3 ي3س6 وا ال6م4 ر4 وه1 ال0ذ1ين3 ك3ف3 و4ج4

3ي3ات1ن3ا م6 آ (.72الحج) اآلية ع3ل3ي6ه1

pن سبحانه في الكريمة: أن الكافرين إذا تليت عليهم آياتهاآليةبي

م مما ينبئ عن بغض وحقد دفين لإلسالم pظهر عليهم العبوس والتبر

والمسلمين إلى درجة أنهم يكادون يبطشون بالذين يتلون كتاب الله

تعالى من شدة الغضب والغيظ.

وفيها دليل على معرفة الكافرين بالعالمات والقرائن التي تظهر

على قسمات وجوههم وفلتات ألسنهم. وتحتمل اآليات: الحجج

والبراهين الدالة على وحدانيته، وتحتمل: القرآن المنـزل عليه صلى

الله عليه وسلم.

ن6ك3ر 3 وقوله: وا ال6م4 ر4 وه1 ال0ذ1ين3 ك3ف3 يعني:ت3ع6ر1ف4 ف1ي و4ج4

د آلياته والكراهية والبغض له) p35اإلنكار وأثر العناد والر.)

pن في قال اإلمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: " تتبي

pرها لسماعهم" ) (.36وجوههم ما ينكره أهل اإليمان بالله من تغي

وقال اإلمام الحافظ محمد بن علي الكرجي: " وفيه دليل على

(.37أن أهل الباطل تضيق صدورهم من الحق " )

الدليل السادس:

ا قوله تعالى: ون3ه3 ت3ع6ر1ف4 3ي3ات1ه1 ف3 ي4ر1يك4م6 آ د4 ل1ل0ه1 س3 م6 ل1 ال6ح3 و3ق4

ت0ى ي3ت3ب3ي0ن3 وقوله: م6 ح3 ه1 س1 3ن6ف4 اق1 و3ف1ي أ 3ف3 3ي3ات1ن3ا ف1ي اآل6 م6 آ ن4ر1يه1 س3

Fق 3ن0ه4 ال6ح3 م6 أ ن1ين3 وقوله:ل3ه4 3ي3اتa ل1ل6م4وق1 ض1 آ ر63 و3ف1ي، و3ف1ي األ6

ون3 ر4 ال3 ت4ب6ص1 ك4م6 أ3ف3 س1 3ن6ف4 . أ( 3/386الماتريدي) منصور ألبي السنة أهل تأويالت 35(.17/140) تفسيره 36( 2/342البيان) على الدالة القرآن نكت 37

(24)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 26: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وجه الدليل من اآليات: أن الله سبحانه وتعالى جعل في الكون

pته، وعلى كون القرآن حقا، pته،وألوهي آيات وعالمات تدل على وحداني

pة, فإذا دلت هذه القرائن على الحقائق الربانية وصدق الرسالة النبوي

واعتبرت في األمور العظام من اإليمان بالله وتوحيده ورسالة

األنبياء، فاعتبارها في غيرها من المسائل من باب أولى.

األدلة من السنة النبوية.

األول:الدليل

مارواه الشيخان وغيرهم من حديث عبد الله بن عمرو رضي

الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) أربع من

كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه

خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان وإذا حدpث كذب وإذا

عاهد غدر وإذا خاصم فجر(.

وفي رواية: )وإذا وعد أخلف ( بدل )إذا ائتمن خان(.

ولهمامن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: ) آية المنافق ثالث، إذا حدpث كذب وإذا وعد

أخلف وإذا عاهد غدر( وزاد مسلم: ) وإن صام وصلpى وزعم أنه

مسلم (، ومن ذلك الحديث الوارد في صالة المنافق عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم: ) تلك صالة المنافقين يجلس أحدهم يرقب

(25)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 27: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

الشيطان قام فنقرها أربعا ال يذكرقرنيالشمس حتى إذا كانت بين

قليال ( رواه مسلم من حديث أنسافيها إلالله

" ففي هذا مع قوله: ) من أدرك ركعة من العصر فقد أدرك

العصر ( داللة على أن المداومة على بعض األفعال ونحو ذلك من

(.38األمور الظاهرة قد يدلp على األمور الباطنة ")

الدليل الثاني:

ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ) ليس صالة أثقل على

المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما حبوا

ق pولقد هممت أن آمر رجال يؤم الناس ثم آخذ شعال من نار فأحر

عليهم على من ال يخرج إلى الصالة (. رواه البخاري وغيره.

ووجه الحجة فيه: أن ظاهره صلى الله عليه وسلم عزم على

له من قرينة استمرارهم على ما هو أمارة العقوبة بما ظهرذيفتن

pب النفاق, ولم يظهر أنه استند في ذلك إلى وحي خاص ألنه رت

وهذا من أقوى األدلة لما فيه من الهمp بإيقاع العقوبة على ذلك.

ذلك وتنفيذ الحكم.العقوبة على

وفيه من الدليل أيضا: جواز مباغتة أهل الجرائم ألنه صلى الله

عليه وسلم همp بذلك في الوقت الذي ع2ه.د منه فيه االشتغال بالصالة

بالجماعة. فأراد أن يبغتهم في الوقت الذي يتحققون أنه ال يطرقهم

(113- 8/112) الوزير البن والقواصم العواصم? 38

(26)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 28: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

(. والتحقيق عند أهل العلم أن هذا نفاق معصية ال نفاق39فيه أحد)

كفر.

الدليل الثالث:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم بالمالعنة بالكذب

-ن- ذا أليتين، -ع8ي فما أراه إال صدق لقرينة فقال: ) إن جاءت به أسود أ

ة فما أراها إال صدقت( عليها وإن جاءت به أحمر قصيرا كأنه و-ح-ر-

فجاءت به على المكروه من ذلك.فقال: ) لوال األيمان لكان لي ولها

شأن( رواه الشيخان وغيرهما.

احتج به من العلماء من قال: إن الحاكم يحكم بعلمه، وعلمه هنا

باألمر الباطن لم يستند إال على القرائن واألمارات.

الدليل الرابع:

االعتماد على القرائن والعالمات من الوعاء والوكاء والعفاص

pنات كما في الصحيحين وغيرهما. في اللقطة وجعلها كالبي

واألدلة من السنة في هذا الباب كثيرة ومتنوpعة، مثل قضية

سليمان عليه السالم بين المرأتين في االبن بشفقة إحداهما،

ومحمد عليه الصالة والسالم بين الغالمين في أيهما قتل أبا جهل

والقيافة، واعتبار صمات البكر إذنا في بشاهد الدم في السيف,

وغيرها من المسائل. النكاح، ومن هذا الباب عالمات البلوغ،

رضوان الله عليهم أجمعين:الصحابةعمل

كان الصحابة يحكمون بالقرينة الظاهرة الصحيحة عندهم.

فهذا جابر بن عبد الله يحلف على ابن صياد أنه الدجال.كما

في الصحيحين وغيرهما، واستدل بعالمات الدجال على ابن صياد.

( 2/153الباري) ( وفتح8/124والقواصم) العواصم 39

(27)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 29: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وقال أسيد بن حضير لسعد بن عبادة: ) إنك منافق تجادل عن

المنافقين( وفي رواية: ) إنك يا ابن عبادة منافق تحب المنافقين (.

رواه الشيخان وغيرهما. فاستدلp بالمنافحة عن المنافقين على

ثبوت النفاق فيه بغضp النظر عن اإلصابة أوعدمها.

" وحكم بعض الصحابة على مالك بن الدخشم بالنفاق قائال:

ذلك منافق ال يحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: ) ال تقل ذلك أما سمعته يقول ال إله إال الله يبتغي بذلك وجه

الله( ؟ فقال: الله ورسوله أعلم فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى

جه البخاري وغيره من حديث عتبان بن مالك. pالمنافقين " خر

قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: " فجعل هذا الرجل

االنحياز إلى المنافقين عالمة على النفاق لوال شهادة الرسول لمالك

(.40باإليمان أى في قلبه مع إظهاره بشهادة ال إله إال الله")

وحكم به عمر بن الخطاب على حاطب وردp عنه النبي صلى

الله بالوحي وبكونه من أهل بدر.

الوليد ابن رشد رحمه الله: ) ولم ينكر عليه النبي عليهقال أبو

-ه، وال قال له: إن ذلك ال يجب في ذلك الفعل الصالة والسالم قول

نما أخبر أنه ال يجب على حاطب لكونه من أهل بدر, مع قبولهإو

لعذره والذي اعتذر به لعلمه بصدقه في ذلك من جهة الوحي، فذلك

(.41خصوص له، ال يشاركه فيه غيره، وال يقاس عليه ")

جبل رضي الله عنه للفتى السلمي لما انصرفمعاذ بنوقال

عن صالة الجماعة:

( 2/218والتنوير) التحرير تفسير 40( 2/537) والتحصيل البيان 41

(28)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 30: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

ألخبرن رسول الله بالذي صنع ( وفي رواية: )إنه منافق،

) فاعتزل رجل من القوم فصلpى فقيل: نافقت يا فالن( الحديث

(42.)

الصنع علىعليهم بهذااستدل معاذ أو الصحابة رضوان الله

المتهم.النفاق الباطني الذي ظنوا وجوده في

دليل االعتبار العقلي.

وذلك أن أهل العلم أجمعوا على أن القرائن الضرورية قد

يحصل بها علم ضروري ال يندفع عن النفس بالشك، وقد يمنع

السمع من العمل ببعضها كما يقول من قال: إن الحاكم ال يحكم

بعلمه.

يظهروذلك مثل ما يعلم به صدق من يشكو بعض اآلالم بما

من لوازم ذلك، بل قد يعلم صدق الجائع في شكوى الجوععليه

بذلك، وكذلك يعلم صدق الصغير في كثير مما يشكوه من األمور

الباطنة كما يعلم من البهائم والعجم الباطن في بعض األحوال من

وبهذه الطريقة يعلم صحة إيمان كثير من التابعين غير شكوى.

والصالحين من العلماء وغيرهم بل يعلم نفي النفاق عنهم بها.

قال اإلمام ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى: " واالستدالل

بالقرائن من األفعال واألحوال واألقوال من الطرق المفيدة للعلم

اليقيني، السيما مع كثرة القرائن وطول األزمنة، وانظر إلى قول) خزيمة ابن ( و465) ( ومسلم6106()705) ( والبخاري14190) المسند في أحمد رواه 42

) ( والترمذي173-2/172) (والنسائي790،599) دداو ( وأبو2400) حبان ( وابن1634( والبيهقي. 986 ،836) ماجه ( وابن583

(29)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 31: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

عبد الله بن سالم في النبي صلى الله عليه وسلم: )فلما رأيته

علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب( واستدالله بالحال، وال يتردpدن في

أن القرائن في مثل هذا مفيدة للعلم، فقد علم بالضرورة خجل

الخج.ل لحمرة وجهه، عقيب السبب الموجب للخجل، وعلم

بالضرورة وجل الوج.ل بصفرة وجهه عند وجود السبب الموجب

(.43لذلك" )

وبالجملة: فالنفاق قد يعلم بالقرائن الظاهرة. وذلك مقتضى

يدل على االستهانة مذهب المالكية، فإنهم يستحلpون القتل على ما

باإلسالم. ولو كانت داللة< بعيدة، كقتل من سبp صحابيا أو أحدا من

( 44أئمة اإلسالم أو أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.)

إساءة الظن بأهل السوءالرابعة:المسألة

وفيه من الفقه: جواز إساءة الظن بمن لم يشتهر بالصالح إذا

ألن ذلك من باب أخذ الحيطة والحذرالسوء.ظهرت منه أمارات

يبة وقد في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله pعند الر

تين (، ولقوله تعالى pتعالى عنه: ) ال يلدغ المؤمن من جحر مر : ي3ا

hإ1ن0 ب3ع6ض3 الظ0ن hا م1ن3 الظ0ن bت3ن1ب4وا ك3ث1ير ن4وا اج6 3م3 ا ال0ذ1ين3 آ 3يFه3 أ

a1ث6م وفيه دليل على أن من الظن ما ليس بإثم. .إ

)لم يعم تعالى قال اإلمام ابن الفرس المالكي رحمه الله:

النهي عن جميع الظن ألن من الظن ما يكون خيرا، وهو ظن الخير

بالناس، وأما الذي نهى عنه فهو: ظن الشر، وأكثر العلماء على أن

حرج في الظن الظن القبيح بمن ظاهره الخير ال يجوز، وأنه ال

(.45من ظاهره قبيح ()بالقبيح

(4/448) األحكام بأحاديث اإللمام شرح 43(128-8/127) القاسم أبي سنة عن الذب في والقواصم العواصم 44( 3/496) القرآن أحكام 45

(30)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 32: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وقال اإلمام السيوطي رحمه الله: )فيه تحريم ظن السوء

، ألنه لم ينه عن كل الظن , وقد pبأهل الخير، وإباحته بأهل الشر

حمل على الثاني حديث الطبراني: ) احترسوا من الناس بسوء

(.46الظن ()

وقال صلى الله عليه وسلم: ) ما أظن فالنا وفالنا يعرفان من

(.47ديننا الذي نحن عليه شيئا()

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: " إنا كنا إذا فقدنا الرجل في

(.48عشاء اآلخرة أسأنا به الظن " )

وقال شيخ اإلسالم رحمه الله تعالى: “ فهذا الحديث يقتضي

جواز بعض الظن، كما احتج البخاري على ذلك لكن مع العلم بما

عليه المرء المسلم من اإليمان الوازع له عن فعل الفاحشة يجب

(.49أن يظن به الخير دون الشر " )

المبتدئ:وقال اإلمام ابن مفلح رحمه الله " قال في نهاية

حسن الظن بأهل الدين حسن. ظاهر هذا: أنه ال يجب، وظاهره

أيضا: أن حسن الظن بأهل الشر، ليس بحسن، فظاهره ال يحرم،

وظاهر قوله عليه السالم: ) إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث (

أن استمراء ظن السوء وتحقيقه ال يجوز، وأوpله بعض العلماء على

الحكم في الشرع بظن4 مجرد بال دليل وليس بمتجه.. وقال القاضي

(50أبو يعلى: إن الظن منه محظور وهو: سوء الظن بالله، )

) األوسط في الطبراني رواه ضعيف (. والحديث3/1197) التنزيل استنباط في اإلكليل 46وضعيف. مدلس الصدفي، يحيى بن ومعاوية الوليد بن بقية سنده ( وفي602

عنها. الله رضي عائشة حديث ( من6068-6067البخاري) رواه 47 صحيح ( بسند463-462المسند) في البزار أخرجه 48(15/331) الفتاوى مجموع 49 قال: ) إنp أنه عنه الله رضي الصامت بن عبادة عن وغيره المسند في أحمد اإلمام روى 50

pبيp أتى رجال بالله قال: اإليمان ؟ أفضل العمل أي الله نبيp فقال: يا وسلم عليه الله صلى الن والسماحة. الله. قال: الصبر رسول يا ذلك، من أهون سبيله.قال: أريد في وجهاد به وتصديق

pهم ذلك. قال: ال من أهون أريد:قال (.حديث به لك قضى شيء في وتعالى تبارك الله تت

(31)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 33: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

والواجب حسن الظن بالله عز وجل، وكذلك سوء الظن بالمسلم

ي pالذي ظاهره العدالة محظور، وظن مأمور به كشهادة العدل وتحر

القبلة وتقويم المتلفات وأرش الجنايات.

والظن المباح كمن شك في صالته إن شاء عمل نظنه، وإن شاء

باليقين.. والظن المندوب إليه إحسان الظن باألخ المسلم.. وقال

ابن هبيرة الحنبلي: ال يحلp والله أن يحسن الظن بمن ترفpض وال

( 51بمن يخالف الشرع في حال" )

) إن مثل هذا الذي وقع في الله:وقال الحافظ ابن حجر رحمه

الحديث ليس من الظن المنهي عنه ألنه في مقام التحذير من مثل

من كان حاله كحال الرجلين، والنهي إنما هو عن الظن السوء

.(52بالمسلم المسالم في دينه وعرضه ()

وقال العالمة البهوتي رحمه الله: ) وال حرج بظن السوء

() p53بمن ظاهره الشر.)

وقال اإلمام ابن مفلح رحمه الله: " وذكر المهدي والقرطبي

المالكيان عن أكثر العلماء: أنه يحرم ظنp السوء بمن ظاهر الخير،

() p54وأنه ال حرج بظنه بمن ظاهره الشر.)

وقال ابن العثيمين عفى الله عنا وعنه: ) وأما من عرف

(.55بالفسوق والفجور فال حرج أن نسيئ الظن به ألنه أهل لذلك()

منها:واعلم أنه وردت عدpة أحاديث في النهي عن تحقيق الظن

(.3334) رقم الصحيحة في مخرpج حسن(75- 1/74) مفلح البن الشرعية اآلداب 51( 485/ 10) الباري فتح 52اف 53 p(1/866) النهى أولي ( ومطالب2/121) القناع كش( 255-1/252) له الشرعية ( واآلداب3/311) الحنبلي الفقه في الفروع 54( 5/300) الممتع الشرح 55

(32)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 34: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ) إذا حسدتم فال

تبغوا، وإذا ظننتم فال تحقpقوا، وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله

pلوا ( ) ( قال القاضي أبو يعلى: "وهذا من الظن الذي يعرض56توك

في قلب اإلنسان في أخيه فيما يوجب الريبة، فال ينبغي أن يحققه "

(57)

وقد ذكر الحافظ ابن رجب فصال مهمpا في المسألة أحببنا

إيراده في هذا المقام قال رحمه الله:

) واعلم أن الناس على ضربين:

أحدهما: من كان مستورا ال يعرف بشيء من المعاصي، فإذا

وال هتكها وال التحدث بهايجوز كشفهاوقعت منه هفوة أو زلة فأنه ال

مة وهذا هو الذي وردت فيه النصوص وفي ذلك pألن ذلك غيبة محر

ة4 ف1ي قد قال الله تعالى: ش3 اح1 يع3 ال6ف3 بFون3 أ3ن6 ت3ش1 إ1ن0 ال0ذ1ين3 ي4ح1

ة1 ر3 3خ1 اآل6 3ل1يمa ف1ي الدFن6ي3ا و3 م6 ع3ذ3ابa أ ن4وا ل3ه4 3م3 والمراد: ال0ذ1ين3 آ

إشاعة الفاحشة على المؤمن المستتر فيما وقع منه أو أتهم وهو

بريء منه.كما في قصة اإلفك. قال بعض الوزراء الصالحين لبعض

من يأمر بالمعروف: اجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور معاصيهم

عيب في أهل اإلسالم، وأولى األمور ستر العيوب. ومثل هذا لو جاء

تائبا نادما وأقر بحد ولم يفسpره لم يستفسر بل يؤمر بأن يرجع

جه 56 pوالمفترق المتفق في طريقه من بوالخطي (،405) الفوائد في الشافعي بكر أبو خر ( (1131- 1130) الشعب في البيهقي (. رواه4/1623) الكامل في عدي ( وابن898

:ألمتي الزمات ) ثالث:بلفظ النعمان بن حارثة حديث من شواهد ومرسال. وله موصوال، :قال ؟ فيه كنp ممن الله رسول يا يذهبهن فما:رجل . فقال الظن وسوء ،والحسد ،الطيرة

في عاصم أبي ابن (.رواه فامضه تطيرت وإذا ،تحقق فال ظننت وإذا ،فاستغفر حسدت إذا حديث ضعيف. ومن بسند ( وغيرهما3227) الكبير المعجم في ( والطبراني1962) اآلحاد

وعبد البصري والحسن أمية بن إسماعيل مرسل مرفوعا. ومن عنهما، الله رضي عباس ابن في الساري ( وأنيس3942) الصحيحة . انظر بشواهده حسن معاوية.حديث بن الرحمن

( 302- 1/299) الباري فتح في الواردة األحاديث تخريج(.1/75) مفلح البن الشرعية اآلداب 57

(33)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 35: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

ويستر نفسه كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ماعزا والغامدية

وكما لم يستفسر الذي قال: ) أصبت حدا فأقمه علي (، ومثل هذا

لو أخذ بجريمته ولم يبلغ اإلمام فإنه يشفع له حتى ال يبلغ

اإلمام.وفي مثله جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:

جه pوالنسائي من حديثأبو داود)أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم(، خر

عائشة.

والثاني: من كان مشتهرا بالمعاصي معلنا بها ال يبالي بما

ارتكب منها وال بما قيل له، فهذا هو الفاجر المعلن وليس له غيبة

كما نص على ذلك الحسن البصري وغيره، ومثل هذا ال بأس بالبحث

ح بذلك بعض أصحابنا، واستدل pعن أمره لتقام عليه الحدود صر

بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ) واغد يا أنيس على امرأة هذا

فإن اعترفت فارجمها ( ومثل هذا ال يشفع له إذا أخذ ولو لم يبلغ به

ه ويرتدع به pشر pلينكف pالسلطان بل يترك حتى يقام عليه الحد

أمثاله. قال اإلمام مالك: من لم يعرف منه أذى للناس وإنما كانت

لم يبلغ اإلمام، وأما من عرف بشر منه زلة فال بأس أن يشفع له ما

أو فساد فال أحب أن يشفع له أحد ولكن يترك حتى يقام عليه الحد

(.58حكاه ابن المنذر وغيره ()

وعلى هذا فمن صاحب أهل الدعارة والمجون والخالعة

الظن به فال يلومنp إال نفسه.وكذلك من داخل أهل الكفرفأسيء

وجالس معهم فأساء بعض المسلمين الظن به فال يلومن إال نفسه,

ومثله المدافع عنهم وعن المجرمين أهل الفجور والشر، بل كل من

وضع نفسه مواطن التهم فال يلومن إال نفسه، ولذلك ال يحدp من

(293-2/292) والحكم العلوم جامع 58

(34)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 36: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

قذف من اشتهر بمصاحبة الزواني أو مداخلة األجنبيات بدون مبرر

شرعي ظاهر والله تعالى أعلم.

والمرتدينالمنافقين فضح المسألة الخامسة:

ونحوهم:

في إخبار زيد بن أرقم رضي الله عنه لعمpه خبر المنافق،

وإبالغ العم ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم دليل على فضح

المنافقين وهتك أستارهم، وكذلك كل من كان في فعله ضرر عام

على المسلمين كالجواسيس وأمثالهم.

خ اإلسالم رحمه الله تعالى: " وأعداء الدين نوعان:يقال ش

pه بجهاد الطائفتين في قوله الكفار، والمنافقون. وقد أمر الله نبي

م6 تعالى: اغ6ل4ظ6 ع3ل3ي6ه1 ين3 و3 ن3اف1ق1 ال6م4 ار3 و3 د1 ال6ك4ف0 اه1 في آيتين ج3

من القرآن.فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعا تخالف الكتاب

pن للناس: فسد أمر الكتاب، وبدل ويلبسونها على الناس ولم تبي

الدين، كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي

لم ينكر على أهله. وإذا كان أقوام ليسوا منافقين لكنهم سماعون

للمنافقين: قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا وهو

مخالف للكتاب وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين.. فال بدp أيضا من

بيان حال هؤالء بل الفتنة بحال هؤالء أعظم، فإن فيهم إيمانا يوجب

مواالتهم وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين فال

بل بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم،

ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق لكن قالوها ظانين أنها

(59هدى وأنها خير وأنها دين ولم تكن كذلك لوجب بيان حالها." )

(233-28/232) الفتاوى مجموع 59

(35)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 37: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وفيه جواز تبليغ ما ال

يجوز للمقول فيه، وال يعدp نميمة مذمومة إال إن قصد بذلك اإلفساد

(.60المطلق، وأما إذا كانت فيه مصلحة ترجpح على المفسدة فال." )

وقال اإلمام بدر الدين العيني في شرح قصة حاطب بن أبي

بلتعة: " فيه هتك سرp الجاسوس رجال كان أو امرأة إذا كانت في

ذلك مصلحة، أو كان في الستر مفسدة، وفيه: هتك ستر المريب

وكشف المرأة العاصية، وفيه جواز تحريد العورة عن الستر عند

(. وجاء في روح البيان ما نصه: ) وفي قصة حاطب61الحاجة " )

إشارة إلى جواز هتك ستر الجواسيس، وهتك أسرار المفسدين، إذا

(.62كان فيه مصلحة، أو في ستره مفسدة ()

وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية في سياق كالمه عن جهاد

المرتدين: " ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما

يقدر عليه من الواجب فال يحل ألحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم،

بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم، وال يحل ألحد

أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين، وال يحل ألحد

وال يحل ألحد أن السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به رسوله.

ينهى عن القيام بما أمر الله به رسوله، فإن هذا من أعظم أبواب

األمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى،

ين3وقد قال الله لنبيه: ن3اف1ق1 ال6م4 ار3 و3 د1 ال6ك4ف0 اه1 ا الن0ب1يF ج3 3يFه3 ي3ا أ

م6 اغ6ل4ظ6 ع3ل3ي6ه1 .(63) وهؤالء ال يخرجون عن الكفار والمنافقين".و3

(8/514) الباري فتح 60(379 – 14/378) البخاري صحيح شرح القاري عمدة 61162ص المحمية للفرق المدهية الدواهي 62(159ص /35)الفتاوى: مجموع (?)63

(36)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 38: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

ومن صور هتك أستار المنافقين: قراءة السور التي فيها

روى الطبراني في األوسط )مجمع تقريعهم وكشف أحوالهم فقد

( عن أبي هريرة3/180( وعبد الرزاق في المصنف)2/191الزوائد

رضي الله تعالى عنه أنه قال: )كان رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقرأ في صالة الجمعة بالجمعة فيحرض به المؤمنين، وفي

الثانية بسورة المنافقين فيقرع به المنافقين(.قال الهيثمي

والسيوطي" إسناده حسن.

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة وعن جابر رضي الله تعالى

عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم يوم الجمعة فقرأ

بسورة الجمعة يحرpض بها المؤمنين و)إذا جاءك المنافقون( يوبخ بها

( ولم أقف على إسناده.6/215المنافقين ( الدر المنثور )

( عن إبراهيم عن الحكم عن2/142وأخرج ابن أبي شيبة )

أناس من أهل المدينة أرى فيهم أبا جعفر قال: كان يقرأ في

الجمعة) يعنى النبي صلى الله عليه وسلم( بسورة الجمعة

والمنافقون فأما سورة الجمعة فيبشر بها المؤمنين ويحرضهم، وأما

pخهم بها. وإسناده صحيح. pس بها المنافقين ويوب سورة المنافقين فيؤي

المسألة السادسة: من هديه صلى الله عليه وسلم

المنافقين:في

كان المنافقون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على

أقسام:

األول:

قسم لم يعرفهم رسول الله عليه السالم بأعيانهم قط.كما قال

م 6 تعالى: ه4 م4 الل0ه4 ي3ع6ل3م4 ون3ه4 م6 ال3 ت3ع6ل3م4 ر1ين3 م1ن6 د4ون1ه1 آ3خ3 و3

(37)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 39: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

ون3 ( وقال:60األنفال ) ن3اف1ق4 اب1 م4 3ع6ر3 ل3ك4م6 م1ن3 األ6 و6 و3م1م0ن6 ح3

ن4 م6 ن3ح6 ه4 اق1 ال3 ت3ع6ل3م4 د4وا ع3ل3ى النhف3 ر3 د1ين3ة1 م3 و3م1ن6 أ3ه6ل1 ال6م3

م6 ه4 (.فعاملهم النبي صلpى الله عليه وسلم103-101 التوبة) ن3ع6ل3م4

< على قاعدة اإلسالم.بظاهر اإلسالم جريا

الثاني:

بوحي من الله, قسم آخر افتضحوا فعرفهم بها بأعيانهم، أو

.ل-ت من بعضهم بخالف فالذوا بالتوبة, واأليمان المغلpظة واإلنكار، فق2ب

تعالى: كما قالآخرين،

6أ3ن Fق ول4ه4 أ3ح3 س4 الل0ه4 و3ر3 وك4م6 و3 ض4 ون3 ب1الل0ه1 ل3ك4م6 ل1ي4ر6 ل1ف4 ي3ح6

ن1ين3 ؤ6م1 وه4 إ1ن6 ك3ان4وا م4 ض4 .ي4ر6

6م وا ع3ن6ه4 م6 ل1ت4ع6ر1ض4 1ل3ي6ه1 ل3ب6ت4م6 إ 1ذ3ا ان6ق3 ون3 ب1الل0ه1 ل3ك4م6 إ ل1ف4 ي3ح6 س3

م6 وا ع3ن6ه4 أ3ع6ر1ض4 .ف3

1ر ة3 ال6ك4ف6 ال4وا ك3ل1م3 د6 ق3 ل3ق3 ال4وا و3 ا ق3 ون3 ب1الل0ه1 م3 ل1ف4 ي3ح6

م6 ه1 م1 ال3 وا ب3ع6د3 إ1س6 ر4 .و3ك3ف3

اتحذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب أليم.

6ون3 ل3ك4م ل1ف4 ا ي3ح6 ون3 ل3ه4 ك3م3 ل1ف4 ي3ح6 يعbا ف3 م1 م4 الل0ه4 ج3 ي3و6م3 ي3ب6ع3ث4ه4

م6 ه4م4 ال6ك3اذ1ب4ون3 1ن0ه4 ء أ3ال3 إ ي6 م6 ع3ل3ى ش3 3ن0ه4 ب4ون3 أ س3 ي3ح6 .و3

3اء م6 س3 1ن0ه4 ب1يل1 الل0ه1 إ دFوا ع3ن6 س3 ن0ةb ف3ص3 م6 ج4 ان3ه4 3ي6م3 ذ4وا أ ات0خ3

ل4ون3 ا ك3ان4وا ي3ع6م3 . م3

والظاهر أنه عليه السالم لم يعرف أنهم كاذبون أو صادقون

في توبتهم بعد ما وقف على جنايتهم، وأظهروا الرجوع عنها.

الثالث:

(38)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 40: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وهناك قسم آخر: وهم الذين طعنوه أو قدحوه في عرضه أو

عدله تصريحا أو تلويحا,ولم تسبق لهم تهمة بالنفاق.كالذي قدح في

(, والذي طعن في حكمه64عدله بقوله: ) اعدل فإنك لم تعدل ()

(, وفي قصده بقوله: ) إن هذه65بقوله: )أن كان ابن عمتك ()

(، أو في خلوته بقوله: ) يزعمون66قسمة ما أريد بها وجه الله ()

( وفي عهده ووعده بقوله:67إنك تنهى عن الغيp وتستخلي به ()

( وغير ذلك.ويمكن جعل هذا النوع قسيما68)واغدراه واغدراه ()

.> للنوعين ال قسما

السابعة:المسألة

في قوله صلى الله عليه وسلم: )دعه ال يتحدث الناس أن

محمدا يقتل أصحابه( دليل على أن المنافقين الذين علم نفاقهم في

عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مستحقين للقتل، لكن

( فما السبب في ترك69امتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك )

المعاقبة يا ترى ؟ بيانه في المسألة اآلتية إن شاء الله تعالى.

الثامنة:المسألة

اختلفت مسالك العلماء في ترك النبي صلى الله عليه وسلم

معاقبة المنافقين الذين علم بنفاقهم، والذين طعنوا في حكمه

وعدله إلخ.

جه 64 pبن عمرو بن الله عبد حديث ( من2/219وأحمد) جابر حديث ( من1063) مسلم خر . العاص

جه 65 pعنه الله رضي الزبير بن الله عبد حديث من الشيخان خر .جه 66 pمسعود بن الله عبد حديث من وغيرهم وأحمد الشيخان خر حيدة بن معاوية حديث من وغيرهم ( والحاكم3631) داود ( وأبو5/2،4) أحمد رواه 67

صحيح. حديث القشيري. وهو بن وعبد األستار ( كشف1310-1309) ( والبزار26312) المسند في أحمد اإلمام رواه 68

الله رضي عائشة حديث من وغيرهم والبيهقي ( والحاكم1497) المسند)المنتخب في حميدصحيح. عنها. حديث تعالى

(562-6/561) للقرطبي المفهم 69

(39)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 41: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

ومن أوائل من سئل عنها من العلماء اإلمام مالك رحمه الله

تعالى.

قال اإلمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى: )وسئل-1

فقال:اإلمام مالك رحمه الله عن الزنادقة،

ما كان عليه المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه

هو الزندقة عندنا اليوم. قيل وسلم من إظهار اإليمان وكتمان الكفر،

2قتل الزنديق، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم .م- ي لمالك: فل

إن رسول الله صلى الله عليهفقال:يقتل المنافقين، وقد عرفهم؟

وسلم لو قتله بعلمه فيهم، وهم يظهرون اإليمان لكان ذريعة إلى أن

يقتلهم للضغائن.أو لما شاء الله غير- ذلك، فيمتنعالناس:يقول

(.70الناس من الدخول في اإلسالم، هذا معنى قوله ()

وهذا تقرير منه رحمه الله: بأن النفاق لم يثبت عنهم بالطرق

وأن من أسباب العفو عنهمالحدود,الشرعية التي تقام بمثلها

( وبه قال اإلمام71التأليف إلى اإلسالم.وهو قول في مذهب الحنابلة)

اإلسماعيلي والقرافي وغيرهما كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

ومنهم من قال: إن+ المانع من معاقبة هؤالء- 2

وإقامة الحد+ عليهم: الجهل وعدم العلم بحقوق

كابن بطال المالكي قال رحمه الله تعالى: “ ال يجوزالمصطفى

ترك قتال من خرج على األمة وشق عصاها، وأما ذو الخويصرة:

pبي صلى الله عليه وسلم قتله، ألنه عذpره بجهله، وأخبر فإنما ترك الن

أنه من قوم يخرجون ويمرقون من الدين فإذا خرجوا وجب قتالهم

("72.)

الموطأ شروح موسوعة ( ضمن186-6/185) التمهيد 70(67-8/66) مفلح البن الفروع 71 بطال (البن8/591البخاري) صحيح شرح 72

(40)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 42: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وابن حزم الظاهري قال رحمه الله في قصة الليثيين الذين

كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم في شأن القصاص من أبي جهم

رضي الله عنه:

)وفي هذا الخبر عذر الجاهل وأنه ال يخرج من اإلسالم بما لو

< ألن هؤالء الليثيين فعله العالم الذي قامت عليه الحجة لكان كافرا

كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه كفر مجرد بال خالف،

(.73ولكن بجهلهم وأعرابيتهم عذروا بالجهالة()

واللياذ بها عندإظهار التوبة ومن قائل: المانع: - 3

بعض المنافقين.

قال اإلمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: " فإن قال قائل:

المنافقين – مقيمين بين أظهر أصحابه، مع علمهأيفكيف تركهم –

بهم ؟

قيل: إن الله - تعالى ذكره - إنما أمر بقتال من أظهر منهم

كلمة الكفر، ثم أقام على إظهاره ما أظهر من ذلك، وأما من إذا

اطلع عليه منهم أنه تكلم بكلمة الكفر، وأخذ بها أنكرها، ورجع عنها،

وقال: إني مسلم. فإن حكم الله في كل من أظهر اإلسالم بلسانه

pل هو - أن يحقن بذلك له دمه وماله، وإن كان معتقدا غير ذلك، وتوك

(.74جل ثناؤه – بسرائرهم" )

عليهالله صلpى النبي ومن هؤالء عبد الله بن أبي سلول ألن

، فلم يوقن بكفره وشركه , ولو ع-ل.م صلى الله عليه وسلموسلم

د بهم من pل بهم وشرp بكذب توبتهم يقينا، ألقام عليهم كتاب الله، ونك

خلفهم لعلهم ينتهون، و لما قام على ابن أبيp, وال صلpى على جنازته

(411-10/410) حزم البن المحلى 73(6/419) الطبري تفسير 74

(41)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 43: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وا لقوله تعالى: ر4 ت3غ6ف1 ن4وا أ3ن6 ي3س6 3م3 ال0ذ1ين3 آ ا ك3ان3 ل1لن0ب1يh و3 م3

م6 ا ت3ب3ي0ن3 ل3ه4 ب3ى م1ن6 ب3ع6د1 م3 ر6 ل3و6 ك3ان4وا أ4ول1ي ق4 ر1ك1ين3 و3 ل1ل6م4ش6

يم1 ح1 اب4 ال6ج3 ح3 ص6م6 أ3 3ن0ه4 .أ

وهذا النهي نزل بمكة إثر قوله عليه السالم في شأن عمه أبي

) أما والله ألستغفرن لك ما لم أنه عنك (. وفي هذا يقول طالب:

اإلمام أبو محمد ابن حزم رحمه الله تعالى: " صح يقينا أنه - عليه

السالم – لم يوقن أن عبد الله بن أبي سلول مشرك ولو أيقن أنه

مشرك لما صلى عليه أصال, وال استغفر له, فلو كان ابن أبيp وغيره

pن للنبي عليه السالم – أنهم كفار – بال شك – لما استغفر ممن تبي

لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وال صلpى عليه. وال يحل

لمسلم أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه خالف أمر ربه في

ذلك , فصحp يقينا أنه لم يعلم قط أن عبد الله بن أبي والمذكورين

(.75كفpار في الباطن ".)

وهناك طائفة رابعة: جعلت المناط مصلحة- 4

التأليف وخشية التنفير بعد ثبوت النفاق عنهم.

(76وهو مذهب جماعة من أهل العلم وقول في مذهب الحنابلة )

وفي ذلك يقول أبوبكر ابن العربي رحمه الله: " قول النبي

صلى الله عليه وسلم في ذكر سبب امتناعه من قتل عبد الله بن

أبي: ) ال يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه( إخبار عن وجه

المصلحة في اإلمساك عن قتلهم لما يرجى من تأليف الكلمة بالعفو

< لسوء عنه واالستدراك لما فاتهم في المستقبل من أمرهم وتوقيا

(141-12/140) حزم البن المحلى 75(67-8/66( و)250-10/249) مفلح البن الفروع 76

(42)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 44: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

األحدوثة المنفpرة عن القبول للنبي صلى الله عليه وسلم واإلقبال

(.77عليه " )

وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله: " لئال يكون قتلهم

منفpرا لغيرهم عن الدخول في اإلسالم، ألن العرب كانوا أهل أنفة

pبي صلى الله عليه وسلم هؤالء المنافقين لنفر وكبر بحيث لو قتل الن

من بعد عنهم، فيمتنع من الدخول في الدين، وقالوا: هو يقتل

أصحابه، ولغضب من قرب من هؤالء المنافقين، فتهيج الحروب

وتكثر الفتن ويمتنع من الدخول في الدين، وهو نقيض المقصود.

فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنهم ورفق بهم وصبر على

جفائهم وأذاهم وأحسن إليهم حتى انشرح صدر من أراد الله هدايته

pنة من pن له الحق اليقين. وهلك عن بي فرسخ في قلبه اإليمان وتبي

أراد الله هالكه، وكان من الخاسرين. ثم أقام النبي صلى الله عليه

النفاق، فذهبوسلم مستصحبا لذلك إلى أن توفاه الله تعالى

وحكمه ألنه ارتفع مسمpاه واسمه. ولذلك قال مالك: النفاق في عهد

ويظهر منرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الزندقة عندنا اليوم.

ل3ئ1ن6 ل3م6 ي3ن6ت3ه1 مذهبه: أن ذلك الحكم منسوخ بقوله تعالى:

aض م6 م3ر3 ل4وب1ه1 ال0ذ1ين3 ف1ي ق4 ون3 و3 ن3اف1ق4 تhل4وا إلى قوله:ال6م4 ق4 و3

bت1يال ين 3 وبقوله: ت3ق6 ن3اف1ق1 ال6م4 ار3 و3 د1 ال6ك4ف0 اه1 فقد سوpى بينهما ج3

في األمر بالجهاد، وجهاد الكفار: قتالهم وقتلهم، فليكن جهاد

( وبه قال القاضي عياض رحمه الله , والنووي78المنافقين كذلك " )

(.79وغيرهما من أهل العلم )

(12/201) األحوذي عارضة 77( 6/562مسلم) كتاب تلخيص من أشكل لما المفهم 78( 16/114) للنووي مسلم ( وشرح55-8/54) ممسل بفوائد المعلم إكمال 79

(43)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 45: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

إن العفو عن المنافقين كان بأمر الله ألن فيهم – 5

.منفعة وقوة للمسلمين

تركه عليه السالمقيل:قال ابن حامد الحنبلي رحمه الله: "فإن

ظاهر المذهب أنهقلنا:إقامة الحدود على المنافقين ألي معنى ؟

نالحدR، أل غير أنه ما ترك بيانهم، وقد كان تركه الله،فعل ذلك بأمر

فيهم منفعة وقوة للمسلمين. قال ابن مفلح عقبه: فهذه ثالثة أقوال

(، يعني هذا والقولين السابقين 80لنا ")

ح أصحابه – 6 هناك قول سادس في المسألة: يرج+

بأن المناط: اختيار العفو والصبر على أذاهم.

وقالوا: الظاهر: أنه صلى الله عليه وسلم عفا عنهم وصبر على

أذاهم فإنه ما كان ينتقم لنفسه.

) وتلك شيمته صلى الله قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله:

(.81 وأن يعرض عن الجاهلين ()لنفسه,عليه وسلم أال ينتقم

وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله تعالى: ) فهذا الباب كله

مما يوجب القتل، ويكون به الرجل كافرا منافقا حالل الدم،كان

النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من األنبياء عليهم السالم يعفون

ر6 ويصفحون عمن قاله، امتثاال لقوله تعالى: م46 أ و3 و3 ذ1 ال6ع3ف6 خ4

ل1ين3 اه1 أ3ع6ر1ض6 ع3ن1 ال6ج3 ف1 و3 ع6 ب1ال0ت1ي ولقوله تعالى: ب1ال6ع4ر6 اد6ف3

يhئ3ة3 ن4 الس0 ال3 وقوله: ه1ي3 أ3ح6س3 ن3ة4 و3 س3 ت3و1ي ال6ح3 و3ال3 ت3س6

ب3ي6ن3ه4 إ1ذ3ا ال0ذ1ي ب3ي6ن3ك3 و3 ن4 ف3 ع6 ب1ال0ت1ي ه1ي3 أ3ح6س3 يhئ3ة4 اد6ف3 الس0

aم1يم ل1ي� ح3 3ن0ه4 و3 ا،ع3د3او3ةa ك3أ وا و3م3 ب3ر4 ا إ1ال0 ال0ذ1ين3 ص3 اه3 ا ي4ل3ق0 و3م3

ا إ1ال0 ذ4و ح3ظ' ع3ظ1يم` اه3 ل3و6 ك4ن6ت3 ف3ظ�ا غ3ل1يظ3 ولقوله: ي4ل3ق0 و3

(10/250) مفلح البن الفروع 80( . 21/63) الموطأ شروح موسوعة 81

(44)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 46: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

م6 ر6 ل3ه4 ت3غ6ف1 م6 و3اس6 اع6ف4 ع3ن6ه4 ل1ك3 ف3 و6 وا م1ن6 ح3 Fض ن6ف3 ل6ب1 ال3 ال6ق3

ر1 3م6 ه4م6 ف1ي األ6 او1ر6 ر1ين3 ولقوله تعالى و3ش3 و3ال3 ت4ط1ع1 ال6ك3اف1

3ذ3اه4م6 د3ع6 أ ين3 و3 ن3اف1ق1 ال6م4 وذلك ألن درجة الحلم والصبر على .و3

األذى والعفو عن الظلم أفضل أخالق أهل الدنيا واآلخرة، يبلغ الرجل

ال6ك3اظ1م1ين3 ال6غ3ي6ظ 3 بها ما ال يبلغه بالصيام والقيام، قال تعالى: و3

ن1ين3 س1 بF ال6م4ح6 الل0ه4 ي4ح1 ال6ع3اف1ين3 ع3ن1 الن0اس1 و3 وقال تعالى: و3

ه4 ع3ل3ى الل0ه1 ر4 أ3ج6 ل3ح3 ف3 ص6أ3 ا و3 م3ن6 ع3ف3 ا ف3 ث6ل4ه3 يhئ3ةa م1 يhئ3ة س3 اء4 س3 ز3 و3ج3

:وقال تعالى ،وء وا ع3ن6 س4 و6 ت3ع6ف43 وه4 أ ف4 و6 ت4خ6

3 ا أ bي6ر إ1ن6 ت4ب6د4وا خ3

ا bد1ير ا ق3 و� إ1ن0 الل0ه3 ك3ان3 ع3ف4 ب4وا، وقال: ف3 ع3اق1 ب6ت4م6 ف3 إ1ن6 ع3اق3 و3

اب1ر1ين3 ي6رa ل1لص0 و3 خ3 ت4م6 ل3ه4 ب3ر6 ل3ئ1ن6 ص3 ب6ت4م6 ب1ه1 و3 ا ع4وق1 ث6ل1 م3 . ب1م1

واألحاديث في هذا الباب كثيرة مشهورة، ثم األنبياء أحق الناس

بهذه الدرجة لفضلهم، وأحوج الناس إليها لما ابتلوا به من دعوة

الناس ومعالجتهم وتغيير ما كانوا عليه من العادات، وهو أمر لم يأت

(82به أحد إال عودي ()

ويقول اإلمام ابن القيم رحمه الله تعالى: )ثبت عنه صلى الله

عليه وسلم أنه قضى بإهدار دم أم ولد األعمى لما قتلها موالها على

. pه وأذاه، وأمن الناس يوم السبp وقتل جماعة من اليهود على سب

< ممن كان يؤذيه ويهجوه، وهم أربعة رجال وامرأتان. الفتح إال نفرا

" من لكعب بن األشرف فإنه قد آذى الله ورسوله " وأهدر وقال:

دمه ودم أبي رافع. وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ألبي برزة

pه )يعني أبا ليس هذا ألحد بعد،بكر ( األسلمي، وقد أراد قتل من سب

رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(436-2/434) الرسول شاتم على المسلول الصارم 82

(45)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 47: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

فهذا قضاؤه صلى الله عليه وسلم وقضاء خلفائه من بعده، وال

مخالف لهم من الصحابة، وقد أعاذهم الله من مخالفة هذا الحكم.

وقد روى أبو داود في سننه عن علي رضي الله عنه أن يهودية

كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فخنقها رجل حتى

ماتت فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها.. وفي ذلك

بضعة عشر حديثا ما بين صحاح وحسان ومشاهير وهو إجماع

الصحابة..إلى أن يقول رحمه الله تعالى: " وأما تركه صلى الله عليه

أو في وسلم قتل- من قدح في عدله، وفي حكمه، وفي قصده،

خلوته، وغير ذلك، فلذلك أن الحق له، فله أن يستوفيه. وله أن

وأيضاوسلم, وليس ألمته ترك استيفاء حقه صلى الله عليه يتركه،

وسلم مأمورافإن هذا كان في أول األمر حيث كان صلى الله عليه

والصفح.بالعفو

وأيضا فإنه كان يعفو عن حقه لمصلحة التأليف وجمع الكلمة,

هذا يختصأصحابه، وكل ولئال يتحدثوا أنه يقتل عنه،ولئال ينفر الناس

.(83بحياته صلى الله عليه وسلم " )

المناقشة والترجيح بينالتاسعة:المسألة

الحديث.المذاهب حول فقه

< ألشهر المذاهب حول حديث: < مختصرا < سريعا قدمنا عرضا

)اليتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه(.

وأما مناقشة األقوال بالبسط والتفصيل فال يتأتي في هذا

المقام، ومع ذلك أحاول مناقشتها باختصار غير مخل إن شاء الله

تعالى.

(56-5/54العباد) خير هدي في المعاد زاد 83

(46)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 48: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

له: أن النفاق والطعن أما القول األول الذي محص+

لم يثبت عنهم بالطرق الشرعية التي يثبت بها الحدود

ولذلك لم يقمها عليه السالم بعلمه للتأليف ودرأb لتشنيع

الطاعنين في اإلسالم.

فقد اعترض عليه بأن هذا يمكن قبوله بالنسبة لبعض الوقائع

التي علمت بالوحي أولم يكمل فيها نصاب الشهادة, لكن تنقضه

قضايا كثيرة أخرى كالتي حدثت أمام مأل من الصحابة رضوان الله

عليهم مع علمه صلى الله بذلك وشهوده. وقد أسلفنا بعض األمثلة

) اعدلبقوله:كالذي قدح في عدله صلى الله عليه وسلم في ذلك،

(, والذي طعن في حكمه عليه الصالة والسالم84فإنك لم تعدل ()

(85بقوله: )أن كان ابن عمتك ()

وفي قصده وإخالصه صلى الله عليه وسلم بقوله: ) إن هذه

(،86قسمة ما أريد بها وجه الله ()

أو في خلوته بقوله: ) يزعمون إنك تنهى عن الغيp وتستخلي به

( )87)

(.88وفي عهده وأمانته بقوله: )واغدراه واغدراه ()

أضف إلى وال فرق بين هؤالء وبين المنافقين، إذ الكل كفر.

ذلك أنه صلى الله عليه وسلم لم يعرض عليهم التوبة ولم يأمرهم

جه 84 pبن عمرو بن الله عبد حديث ( من2/219وأحمد) جابر حديث ( من1063) مسلم خر . العاص

جه 85 pعنه الله رضي الزبير بن الله عبد حديث من الشيخان خر .جه 86 pمسعود بن الله عبد حديث من وغيرهم وأحمد الشيخان خر حيدة بن معاوية حديث من وغيرهم ( والحاكم3631) داود ( وأبو5/2،4) أحمد رواه 87

صحيح. حديث القشيري. وهو بن وعبد األستار ( كشف1310-1309) ( والبزار26312) المسند في أحمد اإلمام رواه 88

عنها. تعالى الله رضي عائشة حديث من وغيرهم والبيهقي ( والحاكم1497) )المنتخب حميد صحيح حديث

(47)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 49: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

بها في هذا الموطن, وقد عرض التوبة على عائشة رضي الله عنها

pتين. في حادثة اإلفك رغم الفارق الكبير بين القضي

( لم89وهذا كله مما يدل داللة واضحة على أن مناط الحكم)

يكن لعدم الثبوت باألدلة الشرعية للحدود والعقوبات الشرعية.

pلت به هذه الطائفة كمناطCوبالجملة: ال يمكن االعتماد على ما عل

عام4 للمسائل، والله تعالى أعلم.

القول الثاني الذي يحصر علة الترك في: الجهل

وعدم العلم بحقوق المصطفى عليه الصالة والسالم

< أن يتصوpر جهالة ردp هذا المذهب أيضا بأنه ال يتوجه، إذ يبعد جدا

أحدC من المسلمين ببشاعة الطعن في الدين، وخطورة الشتم

للرسول المنافي لعمل اإليمان القلبيp من الحب والتعظيم والتوقير

العذرعلى خالف بين أهل العلم في للنبي صلى الله عليه وسلم.

في مثل هذه المسائل، وليس هناك عموم لفظي في العذربالجهالة

بالجهالة في جميع مسائل الدين, إنما هي وقائع أعيان أحاطتها

مالبسات لسنا في مقام البحث فيها، واألصل في كل ما صدر عن

< أو < الحمل على االختيار والعلم المكلفين قوال يثبت العكسحتىفعال

بدليله.

(: "90قال اإلمام أبو عبد الله ابن المرابط المالكي رحمه الله )

من قال: أنه عليه السالم هرم: يستتاب فإن تاب وإال قتل، ألنه

وز عليه في خاصpته ألنه على بصيرة من أمره، ويقتل منيجنقص ال

شدة من زمانه، أو نقصه بسهو، أو سحر، أو هزيمة بعض جيوشه، أو

العقوبة وعدم العفو أي 89 أئمة أجل من المرابط بابن المعروف وهب بن سعيد بن خلف بن محمد القاضي الفقيه هو 90

.والبن4/346 للخفاجي الشفا وشرح ،122ص النور هـ(. شجرة485)ت بالمغرب المالكيةص اإلسالم بقواطع اإلعالم انظر الهزيمة مسألة في أخرى نظر وجهة الشافعي الهيتمي حجر81 -82

(48)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 50: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وال يعتقده في تكلpمهاالزدراءميل لبعض نسائه، ومن لم يقصد

، أو اللعن، أو التكذيب، أو إضافة ما ال يجوز عليه، أو نفي ما pبالسب

، pده وقصده السبpيجب له مما هو نقص في حقه، وظهر عدم تعم

قلة ضبط لسان، أو تهور فيأوإما لجهالة، أو لضجر، أو سكر،

كالمه: فإنه يقتل.

وقال اإلمام القرافي رحمه الله: وال يعذر أحد في الكفر

بالجهالة وال غيرها، وهو سليم العقل إال لإلكراه وبه أفتى األندلسيون

في علي ابن حاتم في نفيه الزهد عنه – عليه السالم – وقاله ابن

أبي زيد وابن سحنون وأبو الحسن القابسي. ونظر إلى أن السكران

إنما ينطق بما يعتقده صاحيا، وألنه حدp ال يسقطه السكر كالقذف،

(91والقتل، وجميع الحدود " )

قال اإلمام الدردير رحمه الله: " وال يعذر الساب بجهل، ألنه ال

يعذر أحد في الكفر بالجهل، أو سكرC حرام، أو تهور، وال يقبل منه

(.92سبق اللسان أو غيظ فال يعذر إذا سبp حال الغيظ بل يقتل" )

إال أن يكون حديث عهد باإلسالم ونحوه كالذي نشأ ببادية بعيدة عن

(.93المسلمين )

مناقشة القول الثالث: في أن المناط إظهار التوبة

واللياذ بها.

pمنا بأن بعض المنافقين أظهر التوبة والذ بها مع أجيب: سل

األيمان المغلظة، لكن فمن أين لكم بتوبة اآلخرين الطاعنين في

النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق نقله، على خالف بين الفقهاء

(9/321) المالكية فروع في الذخيرة 91( 4/341) الصاوي حاشية مع الصغير الشرح 92199صـ الرسول ساب على المسلول (. والسيف2/316) العمدة شرح العدة 93

(49)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 51: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

، هذا القول يعكر على Cحال pفي توبة الزنديق )المنافق( وعلى أي

أصحاب القول األول، وعليه فال يستقيم أن يقال: ع-ل.م بكفرهم

pه وردpتهم باألدلة الشرعية التي تثبت بمثلها الحدود والعقوبات,لكن

. تنفير الناس عن الدين لقوله ترك إقامة الحدp عليهم للتأليف، وعدم

صلى الله عليه وسلم: ) ال يتحدث الناس أن محمدا يقتل

به مزاعم آخرين, من قولهم: يحق لنا أن نتركأدر2أصحابه(,كما ي

أونؤج6ل- تطبيق- الشريعة وتنفيذ- الحدود على المستحقين لتحسين

وللحفاظ على سمعة اإلسالم الضائعة صورة الجهاد والمجاهدين,

من أزمانC بأيدي أغيلمةC من المسلمين.!

القول الرابع: مناط العفو: التأليف وخشية التنفير مع

ثبوت الكفر بأدلته.

ومما يؤخذ على هذا الرأي: أن حد الردة ال يسقط بمثل هذا

العذر، بل تجب إقامته باإلجماع عند القدرة، ولقوله صلى الله عليه

2ه عليه السالم وسلم: )من بدل دينه فاقتلوه(.كما يأتي عليه قتل

لكثير على هذه الفعلة, وإقامة حدp الردة على آخرين، وقعوا في

نواقض أخرى غير الوقيعة في عرضه صلى الله عليه وسلم. ولو

كذلك، لما أقام صلى الله عليه وسلم حدp الزنا من الرجم كان األمر

والجلد والسرقة والخمر والقذف على أصحابه الكرام لوجود

المصلحة المذكورة في كل4 ولعدم الفارق بالنسبة إلى هذا المناط.

أضف إلى ذلك أن أصحاب هذا الرأي لم يتفطpنوا إلى نوعية مسائل

العفو، ومن أي باب هي؟ فعمpموا الباب رغم الخصوصية، كما سيأتي

بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى، وقد يشفع لهم القول بسقوطه

وذهابه بوفاته صلى الله عليه وسلم.

(50)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 52: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وبالجملة: تعميم هذا الرأي مما يجعلنا أمام موجة جديدة من

الحداثة والزندقة لتعطيل الشرائع وإسقاط الحدود الشرعية، تعتمد

على هذه الذريعة والله المستعان.

القول الخامس: في أن العفو كان بأمر الله تعالى لما

.فيهم من المنفعة والقوة للمسلمين

يظهر للمتأمل ضعف هذا القول، وإن قيل: إنه ظاهر مذهب

السادة الحنابلة لما فيه من عدم التدليل على أمر الله الخاص في

العفو عن هؤالء القوم، ولعدم تعرpضه للطوائف األخرى التي طعنت

< بأن عبءعليه وسلم في النبي صلى الله غير المنافقين. علما

المنافقين ومضرتهم على المسلمين أضعاف ما كان فيهم من قوpة

ومنفعة إن كانت، كما يشهد بذلك السير والتواريخ، والله تعالى

أعلم.

القول السادس وترجيحه باختصار: مناط الحكم اختيار

العفو، ألن الحق له. والباعث التأليف ونحوه.

الذي تشهد له األدلة الكثيرة وبه تجتمع، ويظهر رجحانه هو:

.القول األخير السادس

صلى الله عليه وسلم عفا عنهم وما انتقم منهم لنفسه,بيفالن

والباعث علي فالعفو والصفح عنهم هو المناط الذي أسقط العقوبة.

)ال يتحدث الناس أن ذلك اختلف باختالف األشخاص واألحوال فمنه:

< يقتل أصحابه(. )دعه، فإن له أصحابا سيخرجون(. ومنه: محمدا

ومنه: )إني نهيت عن قتل المصلين( إلخ.

فهذه، ونحوها من البواعث على العفو والصفح، ال المناط

المسقط للعقوبات المستحقة. والفارق بين هذا المذهب والذي

(51)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 53: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

قبله: أن األخير يرى خصوصية العفو والصفح فيما للنبي صلى الله

عليه وسلم فيه حق العفو والصبر، تغليبا لحق اآلدمي على حق الله

pدا رعاك الله. وأمpا تجلية هذا المناط وتحرير سبحانه. فتأمل جي

القول فيه فيتم في المسألة العاشرة التالية، إن شاء الله.

المسألة العاشرة: تفصيل أسباب الترجيح :

مما سبق عرضه باختصار يظهر للمتأمل أن هذا الحديث: )ال

يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه(، من األحاديث المظلومة

التي وضعت في غير مناطاتها، فحمpلت عند بعض الناس ما ال

تحتمله من المعاني الباطلة، والتي ينبغي أن تدفع في وجه من أتى

< عن جناب الرسول صلى الله عليه وسلم، من كل ما الوبها، ذ دا

يليق به ببرهان الشرع, وشواهد العقل.

2ج8م.ل المعنى الصحيح للحديث, في الوجوه هذا، ويجدر بنا أن ن

< للفتنة وحماية< لألمة,من تحريف الجاهلين وتأويل التالية درأ

المبطلين.

الوجه األول:

أجمع علماء المسلمين على مرp التاريخ اإلسالمي الطويل على

وجوب قتل المرتد عن اإلسالم كما أجمعوا على أن سبp النبي صلى

الله عليه وسلم وطعنه تصريحا أو تلويحا كفر وردة وخروج من

اإلسالم، ومن ذلك:

- قول اإلمام الشافعي رحمه الله تعالى: ) فلم يختلف1

2فادى بمرتد بعد 2من إيمانه،المسلمون أنه ال يحل أن ي والعليه، وال ي

(.94 وال يترك بحال حتى يسلم أو يقتل ()فدية،تؤخذ منه (6/169) األم كتاب 94

(52)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 54: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

والساب مرتد مبدل لدينه يشمله عموم قوله: )من بدpل دينه

ولك أن تجعل السبp مقيسا على الردة فاقتلوه( فيكون ثابتا بالنص،

(95بطريق األولى ألنه أفحش )

- وقال اإلمام الترمذي رحمه الله، عقب حديث: ) من بدل2

(.96دينه فاقتلوه (: "والعمل على هذا عند أهل العلم في المرتد ")

رحمه الله: " المسلمونجعفر الطبري- وقال اإلمام أبو 3

pهم صلى الله عليه وسلم أنه أكره على جميعا قد نقلوا عن نبي

اإلسالم قوما، فأبى أن يقبل منهم إال اإلسالم، وحكم بقتلهم إن

امتنعوا منه، وذلك كعبدة األوثان من مشركي العرب، وكالمرتد عن

(.97دين الحق إلى الكفر ")

- وقال اإلمام أبو الحسن الماوردي رحمه الله: )فإذا ثبت4

حظر الردة بكتاب الله تعالى فهي موجبة للقتل بسنة رسول الله

(.98صلى الله عليه وسلم، وإجماع صحابته رضي الله عنهم ()

5pوقال اإلمام ابن عبد البر رحمه الله: "من ارتد عن دينه حل -

دمه، وضربت عنقه واألمة مجتمعة على ذلك، وإنما اختلفوا في

ذكرنا- ال خالف بين المسلمين استتابته، فالقتل بالردة – على ما

فيه، وال اختلفت الرواية والسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه

وأطنب صاحب كتاب: ) الرد على القرضاويوقد بالغ(. 99" )

والجديع والعلواني( في تحقيق هذا اإلجماع فليطالعه من شاء.

151ص المسلول السيف 95(1458):رقم حديث ،الترمذي جامع 96(3/17القرآن) تأويل في البيان جامع 97(13/147) الكبير الحاوي 98(318-5/306) التمهيد 99

(53)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 55: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وأما اإلجماع على أن شتم النبي صلى الله عليه وسلم وسبه

(100كفر وردة، فقد حقpقه أيضا شيخ اإلسالم فليرجع إليه من رغب.)

pبيp صلى الله عليه ومما جاء فيه ما يلي: " أن من سب الن

وسلم من مسلم أو كافر فإنه يجب قتله، هذا مذهب عامة أهل

العلم، قال ابن المنذر:أجمع عوام أهل العلم على أن حد من سب

النبي صلى الله عليه وسلم القتل، وممن قاله مالك والليث وأحمد

الفارسي منأبو بكروإسحاق وهو مذهب الشافعي..وقد حكى

أصحاب الشافعي: إجماع المسلمين على أن حد من يسب النبي

كما أن حدp من سب غيره الجلد، وهذا صلى الله عليه وسلم القتل،

اإلجماع الذي حكاه هذا محمول� على إجماع الصدر األوpل من

الصحابة والتابعين.. وقال اإلمام إسحاق بن راهويه: أجمع

المسلمون على أن من سبp الله، أو سبp رسوله صلى الله عليه

وسلم، أو دفع شيئا مما أنز ل الله عز وجل، أو قتل نبيا من أنبياء

< بكل ما أنزل الله " ا pالله عز وجل إنه كافر بذلك، وإن كان مقر

أجمع العلماء على أن شاتم"وقال اإلمام محمد بن سحنون:

النبي صلى الله عليه وسلم المتنقpص له كافر، والوعيد جار عليه

بعذاب الله له، وحكمه عند األمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه

كفر " وتحرير القول فيها: أن السابp إن كان مسلما فإنه يكفر

(.101ويقتل بغير خالف، وهو مذهب األئمة األربعة وغيرهم " )

تكفير في الخالف ( من11/408) المحلى في الله رحمه حزم ابن إليه أشار بما عبرة وال 100pفإنه كفر اإلجماع مراتب في يذكر لم ولذا ،به المستخف , pمن ألحد يعرف ال شيء الساب

الرسول ساب على المسلول ( والسيف2/215) المصطفى حقوق بتعريف . الشفا العلماء121صـ(16-2/13) المسلول الصارم 101

(54)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 56: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

: كافر مرتد وحكمه وجوب القتل إن لم يتب , pفثبت أن الساب

فهل يمكن بعد هذا تعطيل حدp الردة بحجة التأليف على اإلسالم

وتلميع صورة اإلسالم ؟.

الوجه الثاني:

<ا < معلن أجمع المسلمون على أنه ال يجوز لمسلم أن يسمpي كافرا

بأنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وال أنه من أصحاب

النبي صلى الله عليه وسلم الذين قد أثنى الله عليهم ورسوله صلى

الله عليه وسلم.

الوجه الثالث:

, p2قر وال يسقطانعقد اإلجماع على أن نفاق الكفر إذا ع2ل.م ال ي

وعليه فال يجوز لمسلم أن يعطpل بحجة التأليف وال بخشية التنفير.

الحدود الشرعية عن أصحابها, لتأليف الناس إلى اإلسالم, ولئال

يقال: أن الدين اإلسالمي يبيد أهله وذويه، فيترك الحدp الواجب,

للمتوRهم من العلل واألسباب.

قال اإلمام القرافي رحمه الله تعالى: ) انعقد اإلجماع اليوم

, فنقول:عندنا وعندهم يستتاب، pوإنما على أن من علم نفاقه ال يقر

فعله عليه السالم: ) لئال يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه(. ولو

ثبت ذلك لقتلهم لقيام الحجة له- عليه السالم - كما كان يقتلهم في

الزنى وغيره لقيام البينة، علمه هو وحده ويقر مع علمه، فخاص به

(.102عندنا وعندكم()(9/334) المالكية فروع في الذخيرة 102

(55)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 57: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

الوجه الرابع:

األصول والقواعد الفقهية المستقاة من أدلة الكتاب تقرر في

ر.ع-ت للحفاظ على األديان, فإقامتها والسنة: أن الحدود الشرعية ش2

على المرتد6ين ونحوهم حفظ لرأس مال الدين, وتنكيل للمستهترين

والمتهاونين من أهل القبلة, ومعلوم أنp حفظ رأس المال مقدpم

pقن من حفظ الدين بإقامة 2عق-ل ترك المتي على طلب الربح, فهل ي

حدود الله للمحتمل المظنون - وهو دخول الكفار في اإلسالم - ؟

(103.)

الوجه الخامس:

> صلى الله عليهأن يقال: إن الله سبحانه لم يأمر نبيه محمدا

ا الن0ب1يF بتأليف المنافقين، بل بجهادهم كما قال:وسلم 3يFه3 ي3ا أ

ن0م4 ه3 اه4م6 ج3 و3أ6 م6 و3م3 اغ6ل4ظ6 ع3ل3ي6ه1 ين3 و3 ن3اف1ق1 ال6م4 ار3 و3 د1 ال6ك4ف0 اه1 ج3

ير4 ب1ئ6س3 ال6م3ص1 ة3، و3 ال4وا ك3ل1م3 د6 ق3 ل3ق3 ال4وا و3 ا ق3 ون3 ب1الل0ه1 م3 ل1ف4 ي3ح6

ر1 , فأمر رسوله بجهاد المنافقين كما أمر بجهاد الكافرين , ". ال6ك4ف6

وجه الدليل: أن الله قرن في اآلية بين الكافر األصلي والمنافق

في وجوب الجهاد واإلغالظ عليهما في الدنيا والخلود في النار في

اآلخرة بداللة االقتران التي هي حجة باإلجماع في عطف المفردات

ن بين المفردات ) الكفار، والمنافقين ( فيآبخالف الجمل. والقر

النظم يوجب االشتراك في أصل الحكم الذي هو الجهاد بأنواعه

المعروفة, فاستثناء أعظم أنواعه من الدليل يعتبر خروجا عن ظاهر

الكتاب والسنة.

(315-12/314) الباري فتح 103

(56)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 58: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وفي ذلك يقول أبو العباس القرطبي رحمه الله تعالى: ) فقد

سوpى بينهما في األمر بالجهاد، وجهاد الكفار: قتالهم وقتلهم، فليكن

(.104جهاد المنافقين كذلك ( )

وأيضا "جهادهم إنما يمكن إذا ظهر منهم من القول أو الفعل ما

البتة، لم يكن لنا سبيلشيءلم يظهر منه يوجب العقوبة, فإنه ما

عليه, فإذا ظهر منه كلمة الكفر فجهاده القتل, وذلك يقتضي أن ال

ا , ألنا لو أسقطنا عنهم القتل يسقط عنه بتجديد اإلسالم له ظاهر<

بما أظهروه من اإلسالم لكانوا بمنـزلة الكفار, وكان جهادهم من

حيث هم كفار فقط, ال من حيث هم منافقون، والدليل يقتضي

جهاد-هم من حيث هم منافقون، ألنهم صنف غير الكفار,ألن تعليق

هواالشتقاقالحكم باسم مشتق مناسب يدل على أن موضع

العلة , فيجب أن يجاهد ألجل النفاق كما يجاهد الكافر ألجل الكفر "

(105.)

الوجه السادس:

أن يقال: أن كفر بعض هؤالء الذين عفى عنهم لم يثبت بحجة

2ق.م8ها عليهم بعلمه وال شرعية, ولذلك انتفت العقوبة الشرعية، ولم ي

السالم- بحجpة التأليف، وخشية الصالةبالقرائن, واعتذر- عليه

< لثائرة المسلمين, ألننا" التنفير، لما اختار العفو عنهم، تسكينا

متعبدون ببناء األحكام على أسبابها الظاهرة، ولم يكن النبي صلى

الله عليه وسلم يبني األحكام على األمور الباطنة وإن جاء بها

(.106الوحي. بل على األسباب التي نصبها في الشريعة ")

وبيان ذلك من وجوه:

( 6/562مسلم) كتاب تلخيص من أشكل لما المفهم 104(659-3/658) المسلول الصارم 105320صـ السبكي لإلمام الرسول سابp على المسلول السيف 106

(57)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 59: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

أحدها: " أن عامتهم لم يكن ما يتكلمون به من الكفر مما يثبت

pنة، بل كانوا يظهرون اإلسالم ,ونفاقهم يعرف تارة عليهم بالبي

بالكلمة يسمعها منهم الرجل المؤمن فينقلها إلى النبي صلى الله

عليه وسلم فيحلفون بالله أنهم ما قالوها , أو ال يحلفون، وتارة بما

يظهر من تأخرهم عن الصالة والجهاد, واستثقالهم للزكاة وظهور

الكراهية منهم لكثير من أحكام الله , وعامتهم يعرفون في لحن

وال يمكن عقوبتهم باللحن والسيما، فإن القول ,ويعرفون بسيماهم،

موجبات العقوبات ال بدp أن تكون ظاهرة الظهور الذي يشترك فيه

الناس، ومنهم من كان يقول القول أو يعمل العمل فينـزل القرآن

يخبر أن صاحب ذلك القول والعمل منهم , وكان المسلمون أيضا

يعلمون كثيرا منهم بالشواهد والدالالت والقرائن واألمارات، ومنهم

من لم يكن يعرف. ثم جميع هؤالء المنافقين يظهرون اإلسالم،

pبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقيم ويحلفون أنهم مسلمون , والن

الحدود بعلمه وال بخبر الواحد,وال بمجرد الوحي وال بالدالئل

pنة أو قرار, أال ترى كيف أخبرإوالشواهد حتى يثبت الموج.ب للحد6 ببي

عن المرأة المالعنة أنها إن جاءت بالولد على نعت كذا وكذا فهو

م.يت8 به , وجاءت على النعت المكروه , فقال: ) لوال ما للذي ر2

مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن (.وفي رواية: ) لوال األيمان

، فقال: )لو pلكان لي ولها شأن(، وكان بالمدينة امرأة تعلن الشر

pنة لرجمتها (, وقال للذين اختصموا إليه " كنت راجما أحدا بغير بي

إنكم تختصمون إليp ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض

< لعدم فأقضي بنحو ما أسمع (، فكان ترك قتلهم مع كونهم كفارا

ظهور الكفر منهم بحجة شرعية.

(58)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 60: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

< منهم على التعيين، الثاني: يدل على هذا أنه لم يستتب أحدا

ومن المعلوم أن أحسن حال من ثبت نفاقه وزندقته أن يستتاب

< منهم كالمرتد، فإن تاب وإال قتل، ولم يبلغنا أنه استتاب واحدا

بعينه , فع2ل.م أن الكفر والردة لم يثبت على واحد )من المنافقين(

بعينه ثبوتا يوجب أن يقتل كالمرتد ,ولهذا كان يقبل عالنيتهم , ويكل

سرائرهم إلى الله، فإذا كانت هذه حال من ظهر نفاقه بغير البينة

الشرعية فكيف حال من لم يظهر نفاقه ؟ والنبي صلى الله عليه

2هي عن قتل من أظهر اإلسالم من الشهادتين وسلم أخبر أنه ن

مي به وظهرت عليه داللته - إذا لم يثبت نp بالنفاق ور2 والصالة وإن ز2

بحجة شرعية أنه أظهر الكفر, والزنديق والمنافق إنما يقتل إذا تكلم

pنة، بالباطن.بالظاهر ال وهذا حكمبكلمة الكفر، وقامت عليه بذلك بي

(.107وبهذا الجواب يظهر فقه المسألة".)

الثالث: أن يقال:إن هذا من قضايا األعيان فال عموم له, إال في

pن أمثاله، كما تقرر في األصول, وال ينكر عدم إقامة الحدp على معي

pد من قتله فساد أكثر مما في استبقائه من الناس, إذا كان يتول

بالميزان الشرعي, فلكل قضية حكمها الخاص,ونظرها المناسب, ال

أن تجعل هذه الشبهة قاعدة كلية تدرأ بها الحدود والعقوبات،

وتعطpل بها األحكام الشرعية الثابتة بالوسائل الشرعية, ويطعن بها

المهلب بن أبيظهور المجاهدين المناشدين للشريعة. يقول اإلمام

في أولنإنما كاالبخاري رحمه الله: )والتآلف صحيح صفرة شارح

فهم لدفع مضرتهم ولمعونتهم،آلاإلسالم إذ كان بالناس حاجة إلى ت

(14/360) الطبري وتفسير يسير، ( بتصرف679،1008-3/673) المسلول الصارم 107

(59)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 61: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

إال أنالتآلفعلpى الله اإلسالم ورفعه على غيره فال يجب أفأما إذ

(108لف فلإلمام ذلك")آينـزل بالناس ضرورة يحتاج فيها إلى الت

وبالجملة: " فحيث ما كان للمنافق ظهور يخاف من إقامة الحد

3ذ3اه4م 6عليه فتنة أكبر من بقائه عملنا بآية د3ع6 أ كما أنه حيث و3

وحيث ما عجزنا عن جهاد الكفار عملنا بآية الكفp عنهم والصفح,

ين 3 حصل القوة والعز خوطبنا بقوله: ن3اف1ق1 ال6م4 ار3 و3 د1 ال6ك4ف0 اه1 ,ج3

pر pر بعده صلى الله عليه وسلم لتغي ولم ندpع أن الحكم قد تغي

وتحويل المصلحة من غير وحي نزل , فإن هذا تصرpف في الشريعة,

(.109لها بالرأي " )

, أن الحد لم يقم على واحدC من المنافقين بعينهالوجه:حصيلة

( لعدم ظهوره بالحجة الشرعية التي يعلمه بها110 لم يستتب)بل

الخاص والعام.

قال العالمة تقي الدين السبكي رحمه الله:

pدون ببناء األحكام على أسبابها الظاهرة، ولم يكن ) نحن متعب

النبي صلى الله عليه وسلم يبني األحكام على األمور الباطنة وإن

أال ترى جاء بها الوحي. بل على األسباب التي نصبها في الشريعة،

pنة أو إلى المنافقين مع إعالم الله له بحالهم لم يقتلهم لعدم قيام البي

اإلقرار اللذين نصبهما حجة شرعية؟ وإن كان قد علpل ترك قتلهم

" ال يتحدث الناس أنوسلم: بغير ذلك، مثل قوله صلى الله عليه

(.111محمدا يقتل أصحابه " أو غير ذلك ()

(8/592) بطال البن البخاري صحيح شرح 108(684-3/683) الصارم 109. سلول بن أبيp ابن على التوبة عرض المرسلة الروايات بعض في ورد 110320صـ الرسول ساب على المسلول السيف 111

(60)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 62: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

السابع:الوجه

بمكة مستضعفا هولما كان" إن النبي صلى الله عليه وسلم

وأصحابه عاجزين عن الجهاد أمرهم الله بكفp أيديهم والصبر على

أذى المشركين، فلما هاجروا إلى المدينة وصار له دار عزة ومنعة

أمرهم بالجهاد, وبالكف عمن سالمهم وكف يده عنهم , ألنه لو

أمرهم إذ ذاك بإقامة الحدود على كل كافر ومنافق لنفر عن اإلسالم

أكثر العرب إذ رأوا أن بعض من دخل فيه يقتل وفي مثل هذه الحال

م6 نزل قوله تعالى: 3ذ3اه4 د3ع6 أ ين3 و3 ن3اف1ق1 ال6م4 ر1ين3 و3 و3ال3 ت4ط1ع1 ال6ك3اف1

bى ب1الل0ه1 و3ك1يال ت3و3ك0ل6 ع3ل3ى الل0ه1 و3ك3ف3 وهذه السورة نزلتو3

بالمدينة بعد الخندق، فأمره الله في تلك الحال أن يترك أذى

الكافرين والمنافقين له, فال يكافئهم عليه لما يتولد في مكافأتهم

من الفتنة, ولم يزل األمر كذلك حتى فتحت مكة, ودخلت العرب

في دين الله قاطبة، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في غزو

الروم، وأنز ل الله تبارك وتعالى سورة براءة وكمpل شرائع الدpين

من الجهاد والحج واألمر بالمعروف، فكان كمال الدpين حين نزل

ل6ت4 ل3ك4م6 د1ين3ك4م 6 قوله تعالى: 3ك6م3 قبل الوفاة بأقل منال6ي3و6م3 أ

ثالثة أشهر, ولما أنزل براءة أمره بنبذ العهود التي كانت للمشركين

اغ6ل4ظ6 وقال فيها: ين3 و3 ن3اف1ق1 ال6م4 ار3 و3 د1 ال6ك4ف0 اه1 ا الن0ب1يF ج3 3يFه3 ي3ا أ

م6 ر1ين3 وهذه اآلية ناسخة لقوله تعالى: ع3ل3ي6ه1 و3ال3 ت4ط1ع1 ال6ك3اف1

3ذ3اه4م6 د3ع6 أ ين3 و3 ن3اف1ق1 ال6م4 , وذلك أنه لم يبق حينئذ للمنافق منو3

يعينه لو أقيم عليه الحدp، ولم يبق حول المدينة من الكفار من

يتحدث بأن محمدا يقتل أصحابه ,فأمره الله بجهادهم واإلغالظ

(61)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 63: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

عليهم، وقد ذكر أهل العلم أن آية األحزاب منسوخة بهذه اآلية "

(112.)

ج في التشريع, pال في التطبيق والبحث في األخير قلت: هذا تدر

ونحن ال ننفيه ,لكن " من الباطل البحت أن يكون ال في األول.

يعلم أن فالنا بعينه منافق متصل صلى الله عليه وسلمرسول الله

النفاق, ثم ال يجاهده، فيعصي ربه تعالى، ويخالف أمره – إال أن

يكون له خيار العفو في ذلك - ومن اعتقد هذا فهو كافر, ألنه نسب

االستهانة بأمر الله تعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "

(113.)

الوجه الثامن:

أن يقال: هذا المانع اإلضافي على موانع التكفير: اإلكراه،

،الجهل، الخطأ، التأويل ) ال يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه (

هل كانت مراعاته واجبة عند تنفيذ الحدود الواجبة في عهده صلى

فهل المقتضي لذلكثانيا: يقال نعم, قيل:الله عليه وسلم ؟ فإن

<؟ وماهي حدود هذه المراعاة ؟ ومجاالتها التطبيقية مازال باقيا قائما

العملية ؟ وهل المراعاة عامة مطلقة في الحدود وغيرها, أم البد

2خ8شى من تفصيل ؟ وما هي مواصفات الرأي العام الذي يراعى وي

نفرته ؟ وما هي معايير النفرة ؟ فهذه أسئلة أطرحها على

2ظ-نpالخاص.المشاغبين به يث الذي له وضعه الخاص. وإال فكيف ي

. الحدود لقالةصلى الله عليه وسلمبرسول الله -م أنه ترك إقامة- عل

شرذمةC من الناس، أو ليس الذي أقام حدود- الله على أصحابه

الكرام كماعز والغامدية والجهينية ومسطح وحمنة بنت جحش

(683-3/681) الصارم 112(12/152) حزم البن المحلى 113

(62)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 64: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

رضي الله عنهم ؟ وحسان بن ثابت والمخزومية التى سرقت,

دة على ناكح امرأة أبيه كما في حديث البراء بن pالر pوالذي أقام حد

عازب ومعاوية بن قرة , وعلى العرنيين الذين كانوا من أصحابه قبل

الحدث الجلل, فما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم ال يلتفت

إلى هذه القاعدة أو المانع )ال يتحدث الناس أن محمدا يقتل

أصحابه( في مواطن كثيرة, ويشتدp على أولياء الله, ثم يضعف،

فتأخذه الرأفة في دين الله عند ما يصل األمر إلى باب المتهمين

(. أوليس الذي حذpر من المحاباة في مثل هذه القضايا114بالنفاق ؟)

بقوله: )إنما هلكت بنو إسرائيل بأنهم كانوا إذا أصاب الضعيف منهم

)والله لو أن فاطمة الحد أقاموا عليه , وإذا أصابه الشريف تركوه(

< آخر ال تدركه بنت محمد سرقت لقطعت يدها (، أم أن هناك معيارا

!!العباقرة األفذاذعقول الناشئين ؟ لكن تدركه

زد على ذلك أن قاعدة الشرع تقتضي التشدد في الكفر

من أن والشرك، والتيسير في غيره كما تقرر لدى فقهاء اإلسالم:

الشريعة اإلسالمية أشد الشرائع في مسائل الشرك والكفر

والتوحيد وأيسرها في الشرعيات, ويلزم على هذا الرأي قلب هذه

القاعدة. والله المستعان.

الوجه التاسع:

أن هذا الحديث وأمثاله من األدلة: يخصp الفرد المقدور عليه

ا, والذي تصدر منه الفلتات التي المحسوب على المسلمين ظاهر<

تنبئ عمpا في القلوب فيظهر التوبة منها, فال يعلم صدقها وال كذبها,

فيحمل على األصل والظاهر. والفرق بين الفرد المقدور عليه وبين

أه وقد 114 pذلك من الله بر !!

(63)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 65: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

الطائفة الممتنعة ثابت في مواطن عدة في مانع الزكاة والخوارج

والبغاة واالستتابة وغيرها

)والحديث في ترك القتل قال اإلمام اإلسماعيلي رحمه الله:

للمنفرد، والجميع إذا أظهروا رأيهم، وتركوا الجماعة، ونصبوا للناس

النبي صلى الله عليه وسلم قتلوإنما تركالقتال وجب قتالهم،

المذكور ألنه لم يكن أظهر ما يستدل به على ما وراءه، فلو قتل من

ظاهره الصالح عند الناس قبل استحكام أمر اإلسالم ورسوخه في

صلى الله عليهوأما بعدهالقلوب لنفرهم عن الدخول في اإلسالم،

وسلم فال يجوز ترك قتالهم إذا هم أظهروا رأيهم، وتركوا الجماعة،

(.115وخالفوا األئمة مع القدرة على قتالهم " )

وقال القاضي ابن العربي في الذي قال: ) أن كان ابن عمpتك(

وقد فات هذا األنصاري اإليمان2 بهذه الكلمة ولكن النبي صلى الله"

وسلم سكت عنه ألنها كانت فلتة ائتالفا، وقد كان يسكت عن

المنافقين الذين يصرحون بالكفر، فإقالة العثرة أقل من ذلك

ر وحكمه مافهو كاففكل من اتهم رسول الله بباطل وأولى.

(116ذكرناه( )

وأما المصرp على اإلجرام، والطائفة الممتنعة فال يقال في

شأنهم " دعه , ال يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " أو ما ترى

صلى الله عليه وسلم , يبعث الجيش لغزو قوم الحارث بن أبي

ضرار الخزاعي لما ذكر الوليد بن عقبة أنه منع الزكاة وأراد قتله,

في ويأمر بقتل من لم ينته عن الخمر مع حداثة عهده باإلسالم.كما

حديث الديلم الحميري رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى

(. 12/304) الباري فتح 115(18/385) أنس بن مالك موطأ شرح في القبس 116

(64)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 66: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

الله عليه وسلم فقال: ) إنا بأرض باردة, شديدة البرد, نعالج بها

عمال شديدا نستعين بشراب يصنع لنا من القمح , نتقوى به على

أعمالنا وعلى برد بالدنا, أفيحلp يانبي الله ؟ قال رسول الله صلى

عاد، ثم تشربوه, فال قال: نعم, قال:الله عليه وسلم: أيسكر ؟

) ثم عاد فقال له رسول الله أيسكر ؟ قال: نعم, قال: فال تشربوه,

ثم قال الحميري: فإنهم ال يصبرون عنه قال صلى الله عليه الثالثة(

(.117وسلم: فإن لم يصبروا عنه فاقتلوهم " )

2عد.هم عن فمن أحق بالتأليف من أهل اليمن لحداثة عهدهم, وب

مركز العلم )المدينة(؟ مع ما ذكروه من الضرر واألعمال الشاقة,

والمصلحة المتوهمة في الشراب. بل كيف غاب هذا األصل: )تعطيل

الحدود بحجة التأليف وخشية التنفير ( عن الصحابة الكرام حين

< عن المرتد6ين عن أصل الشريعة اشتدpوا على مانعي الزكاة فضال

pئين ؟ والمتنب

العاشر:الوجه

أن يقال: إن هذه قضايا جزئية, فإن وافقت القواعد الكلية

للشريعة, وإال اعتبرت من باب المشكل، فيتوقف فيها حتى التبيين,

.م يقينا أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ليترك قتل وقد ع2ل

من وجب قتله إال أن يكون له حق العفو في ذلك. قال اإلمام ابن

حزم: " ومن ظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ال يقتل من

وجب عليه القتل من أصحابه فقد كفر، وحلp دمه وماله، لنسبته

رسول الله صلى الله عليه وسلم الباطل، ومخالفة الله تعالى،

والله: لقد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الفضالء

( وأبوداود210-209) األشربة ( وفي232-4/231المسند) في أحمد صحيح.رواه حديث 117 ( وغيرهما3683)

(65)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 67: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي المقطوع لهم باإليمان والجنة، إذا وجب عليهم القتل كماعز

والغامدية والجهينية، رضي الله عنهم , فمن الباطل المتيقن

والفسوق المجرد: بل الكفر الصريح: أن يعتقد، أو والضالل البحت،

يظن من هو مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل

مسلمين فاضلين من أهل الجنة من أصحابه أشنع قتلة بالحجارة،

ويقتل الحارث بن سويد األنصاري قصاصا بالمجدر بن خيار البلوي

السالم – دون أن يعلم ذلك أحد، والمرأة التيالصالة وبعلمه عليه

أمر أنيسا برجمها إن اعترفت , وبقطع يد المخزومية – ويقول: “ لو

كانت فاطمة لقطعت يدها"؟ صحp أن عبد الله بن أبي بعد أن كفر

هو ومن ساعده على ذلك أظهروا التوبة واإلسالم، فقبل رسول الله

صلى الله عليه وسلم ذلك منهم، ولم يعلم باطنهم على ما كانوا

(.118عليه من الكفر؟ أم على ما أظهروا من التوبة ؟)

الوجه الحادي عشر:

أن يقال: إن كفر هؤالء - إن ثبت بالحجج الشرعية - كان من

pته واالعتداء جنس ما يختص النبيp صلى الله عليه وسلم من أذي

عليه, وكان له أن يعفو عمن شتمه وآذاه مطلقا في حياته, وليس

لألمة أن تعفو عن ذلك لإلجماع على أن من سبp النبي صلى الله

عليه وسلم أو عابه بعد موته من المسلمين كافر حالل الدم ,

ي3ا وكذلك من سبp نبيا من األنبياء " ومع هذا فقد قال الله تعالى:

ه4 الل0ه43 أ ب3ر0 ى ف3 ا م4وس3 3ذ3و6 ن4وا ال3 ت3ك4ون4وا ك3ال0ذ1ين3 آ 3م3 ا ال0ذ1ين3 آ 3يFه3 أ

ال4وا ا ق3 م0 و6م1 ل1م3 وقال تعالى: م1 ه1 ي3ا ق3 و6م1 ى ل1ق3 ال3 م4وس3 1ذ6 ق3 إ و3

1ل3ي6ك4م6 ول4 الل0ه1 إ س4 3نhي ر3 د6 ت3ع6ل3م4ون3 أ ذ4ون3ن1ي و3ق3 فكان بنو ت4ؤ6

إسرائيل يؤذون موسى في حياته بما لو قاله اليوم أحد من

( .12/152) حزم البن المحلpى 118

(66)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 68: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

المسلمين وجب قتله، ولم يقتلهم موسى، وكان نبينا صلى الله عليه

وسلم يقتدي به في ذلك, فربما سمع أذاه أو بلغه، فال يعاقب

م4 ال0ذ1ين3 ي4ؤ6ذ4ون3 الن0ب1ي 0 المؤذي على ذلك، قال الله تعالى: ن6ه4 م1 و3

a4ذ4ن و3 أ ول4ون3 ه4 ي3ق4 ات1 وقال: و3 د3ق3 ك3 ف1ي الص0 ز4 م6 م3ن6 ي3ل6م1 ن6ه4 م1 و3

1ذ3ا ه4م6 ا إ ن6ه3 ا م1 إ1ن6 ل3م6 ي4ع6ط3و6 وا و3 ض4 ا ر3 ن6ه3 إ1ن6 أ4ع6ط4وا م1 ف3

ط4ون3 خ3 ، فعفى صلى الله عليه وسلم عن ذي الخويصرةي3س6

التميمي لما قال له: )يامحمد قد رأيت ما صنعت، قال:فكيف

رأيت ؟ قال: لم أرك عدلت(, ومنع عمر- المستأذن- في قتله ,كما

منع خالدا عن قتل الذي اتهمه في قسمة الذهيبة، قائال: ) يامحمد

اتق الله( , فهذا الرجل قد نص القرآن أنه من المنافقين بقوله:

1ات د3ق3 ك3 ف1ي الص0 ز4 م6 م3ن6 ي3ل6م1 ن6ه4 م1 ، أي يعيبك ويطعن عليك،و3

وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم: ) اعدل، واتق الله (, بعد ما

خصp بالمال أولئك األربعة، نسبة للنبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه

ولم يتق الله، ولهذا قال: ) أو لست أحق أهل األرض أن يتقي-جار

مين من في السماء (.ومثل هذا الكالم الأالله ؟ أال تأمنوني وأنا

pبيp صلpى ريب أنه يوجب القتل لو قاله اليوم أحد، وإنما لم يقتله الن

الله عليه وسلم ألنه كان يظهر اإلسالم وهو الصالة التي يقاتل

نفاقه بما يختص النبي صلى اللهوإنما كانالناس حتى يفعلوها ,

عليه وسلم من األذى، وكان له أن يعفو عنه، وكان يعفو عنهم تـأليفا

للقلوب، لئال يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه, ويقول في شأن

األنصاري الذي قال له في غنائم حنين: "والله إن هذه لقسمة ما

) يرحم الله موسى، قد أوذي ما أريد بها وجه الله ". أو عدل فيها،

بأكثر من هذا فصبر (. فهذا الكالم مما يوجب القتل باالتفاق، ألنه

ح النبي pوقد صر ،> < مرائيا جعل النبي صلى الله عليه وسلم ظالما(67)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 69: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

صلى الله عليه وسلم بأن هذا من أذى المرسلين ثم اقتدى في

العفو عن ذلك بموسى عليه السالم، ولم يستتب، ومن ذلك قول

ة ) أن كان ابن عمpتك(، واألعرابي الذي pاألنصاري في شراج الحر

قال: "واغدراه واغدراه " ومنه قول القائل: " إن الناس يزعمون

تنهى عن الغيp وتستخلي به"ولذلك نظائر وأشباه, فهذا الباب كله

< حالل الدم، < منافقا ولكن مما يوجب القتل، ويكون به الرجل كافرا

كان النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من األنبياء عليهم السالم

ر6 يعفون ويصفحون عمن قاله، امتثاال لقوله تعالى: م46 أ و3 و3 ذ1 ال6ع3ف6 خ4

ل1ين3 اه1 أ3ع6ر1ض6 ع3ن1 ال6ج3 ف1 و3 وغيرها من اآليات, فالكالمب1ال6ع4ر6

الذي يؤذيهم يكفر به الرجل فيصير به محاربا إن كان ذا عهد،

ومرتدا أو منافقا إن كان من يظهر اإلسالم، ولألنبياء فيه حق

اآلدمي، فجعل الله لهم أن يعفوا عن مثل هذا النوع، ووسpع عليهم

كما ذلك لما فيه من حق اآلدمي، تغليبا لحق اآلدمي على حق الله،

جعل لمستحق القود وحد القذف أن يعفو عن القاتل والقاذف,

لما في جواز عفو األنبياء ونحوهم من المصالح العظيمة وأولى،

المتعلقة بالنبي واألمة وبالدين, وهذا معنى قول عائشة رضي الله

عنها: “ ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادما له وال

امرأة وال دابة وال شيئا قط إال أن يجاهد في سبيل الله وال انتقم

فانتقم من صاحبه إال أنشيء" ما نيل منه وفي لفظ: لنفسه قط"

حتىشيءتنتهك محارم الله فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه

ينتقم لله " ومعلوم أن النيل منه أعظم من انتهاك المحارم، لكن

لما دخل فيها حقه كان األمر إليه في العفو أو االنتقام فكان يختار

العفو، وربما أمر بالقتل إذا رأى المصلحة في ذلك، بخالف ما ال حق

له فيه من زنى أو سرقة أو ظلم لغيره فإنه يجب عليه القيام به,

(68)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 70: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وقد كان أصحابه إذا رأوا من يؤذيه أرادوا قتله، لعلمهم بأنه يستحق

pن لهم أن عفوه القتل، فيعفو هو عنه صلى الله عليه وسلم، ويبي

أصلح مع إقراره لهم على جواز قتله، ولو قتله قاتل قبل عفو النبي

صلى الله عليه وسلم لم يعرض له النبي صلى الله عليه وسلم

لعلمه بأنه قد انتصر لله ورسوله، بل يحمده على ذلك ويثني عليه،

فإذا تعذpر عفوه بموته صلى الله عليه وسلم بقي حقا محضا لله

(.119ولرسوله وللمؤمنين لم يعف عنه مستحقه، فتجب إقامته ")

الوجه الثاني عشر:

pبيp صلى الله عليه وسلم في مما يوض6ح أن هذا خاص بالن

حياته:تعليله صلى الله عليه وسلم ترك- قتل. من أذاه بأنه يصل6ي،

وفي آخر بأن ال يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، وفي ثالث:

pن أن العلة اختيار العفو عنهمبأن له أصحابا سيخرجون, مما يبي

(.120مطلقا )

الوجه الثالث عشر:

ومما يزيد األمر إيضاحا: ما ثبت من ترخيصه لمحمد بن

pنوا من عدوp مسلمة األنصاري وأصحابه النيل- من عرضه ليتمك

<، فعن < خاصا الله ,كما أذن لحجpاج بن عالط نحو ذلك ليصل به غرضا

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: لما افتتح رسول الله

صلى الله عليه وسلم خيبر , قال الحجاج بن عالط: يا رسول الله

إن لي بمكة ماال، وإن لي بها أهال، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حل

إن أنا نلت منك، أو قلت شيئا، فأذن له رسول الله صلى الله عليه

يسير وتصرف ( باختصار438-2/421) المسلول الصارم 119(2/355) المسلول الصارم 120

(69)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 71: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وسلم، على أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال: اجمعي

ما كان عندك فإني أريد أن اشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم

قد استبيحوا وأصيبت أموالهم وفشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون

وأظهر المشركون فرحا وسرورا قال: وبلغ الخبر العباس بن عبد

ثم أرسل غالما له إلى المطلب فقعد وجعل ال يستطيع أن يقوم،

الحجاج: ماذا جئت به ؟ وماذا تقول ؟ فما وعد الله خير مما جئت

وقل به. قال: فقال الحجاج بن عالط: اقرأ على أبي الفضل السالم،

ه قال: فجاءه pله: فليخل بعض بيوته آلتيه، فإن الخبر على ما يسر

غالمه فلما بلغ باب الدار قال: أبشر يا أبا الفضل قال: فوثب

العباس فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه

قال: ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله تبارك وتعالى في

أموالهم واصطفى رسول الله صفية ابنة حيي فأخذها لنفسه وخيرها

بين أن يعتقها وتكون زوجة أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها

وتكون زوجة, ولكني جئت لما كان لي هاهنا أردت أن أجمعه فأذهب

به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما

شئت, وأخف عني ثالثا ثم أذكر ما بدا لك، قال: فجمعت امرأته ما

كان عندها من حلى ومتاع فدفعته إليه ثم انشمر به فلما كان بعد

ثالث أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك فأخبرته أنه قد

ذهب يوم كذا وكذا وقالت: ال يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا

الذي بلغك قال: أجل فال يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إال ما

أحببنا فتح الله تبارك وتعالى خيبر على رسول الله وجرت سهام

الله تبارك وتعالى في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه

وسلم صفية لنفسه، فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به،

(70)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 72: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

قالت: أظنك والله صادقا قال: فإني والله صادق واألمر على ما

أخبرتك، قال: ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر

بهم ال يصيبك إال خيرا يا أبا الفضل قال: لم يصبني إال خير بحمد الله

قد أخبرني الحجاج بن عالط أن خيبر فتحها الله على رسوله وجرت

فيها سهام الله واصطفى رسول الله صفية لنفسه، وقد سألني أن

أخفي عنه ثالثا، وإنما جاء ليأخذ ماله , وما له هاهنا ثم يذهب قال:

فردp الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج

المسلمون ممن كان دخل مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر

وسرp المسلمون ورد الله تبارك وتعالى ما كان من كآبة أو غيظ أو

جة في121حزن على المشركين () pوهذا كقصة ابن األشرف المخر .)

الصحاح, إن قيل كان فيها تعريض� بالسبp والتنقيص له، صلى الله

عليه وسلم، وهو كفر محض بالقصد إجماعا.

إيراد وجوابه:

والكفر،فإن قيل: إنp النيل من عرض المصطفى عليه السالم

فكيف استأذنوه عليه السالمالشرعي،تباح كلمة الكفر إال باإلكراه

.م-اذا أن ينالوا منه بألسنتهم استدراجا للعدوp وأذن لهم ؟ وعلى هذا فل

لم يكفر الذين نالوا منه للمصلحة ولو بالتعريض ؟ وهل يجوز ألحد

لتحقيق مصالح شرعية ؟به،أن يفعل الكفر أو يقول

قيل: الجواب عن هذا من وجوه:

ال يجوز ذلك ألحد من المسلمين إجماعا إال باإلكراهأحدها:

الشرعي.

(وغيرهم5/194) الكبرى في (والنسائي139-3/138) ( وأحمد5/466) الرزاق عبد رواه 121. صحيح حديث وهو حبان وابن والحاكم الطبقات في سعد وابن كالطبراني

(71)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 73: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

<، أن ذلك النيل والكالم لم يكن صريحا بما يتضمن الثاني: كفرا

غرضه،بل تعريضا وتورية، فيه مقاصد صحيحة موهمة موافقته في

(، قال اإلمام النووي122وهذا قد يجوز في الحرب الذي هو خدعة.)

، ألن pرحمه الله تعالى: " هذا من التعريض الجائز، بل من المستحب

معناه في الباطن: أنه أدpبنا بآداب الشرع التي فيها تعب، لكنه تعب

في مرضاة الله تعالى فهو محبوب لنا، والذي فهم المخاطب منه:

( وهو ضعيف إذا التعريض بالسب123pالعناء الذي ليس بمحبوب" )

كالتصريح في مثل هذه المسائل سيما إن صاحبه قصد.

انتفى الكفر عنهم النتفاء مناطه )أذية الله ورسوله(الثالث:

في هذا المقام باإلذن والترخيص، والكلمة الواحدة تكون في حال

pا، بخالف حالة أخرى، فتختلف باختالف األقوال واألحوال. سب

" اعلم أن قال اإلمام ابن جزي المالكي رحمه الله تعالى:

األلفاظ في هذا الباب تختلف أحكامها باختالف معانيها والمقاصد بها

وقرائن األحوال، فمنها ما هو كفر، ومنها ما هو دون الكفر ومنها ما

يجب فيه القتل، ومنها ما يجب فيه األدب، ومنها ماال يجب فيه

(.124، فيجب االجتهاد في كل قضية بعينها " )يءش

وكذلك األذى على قسمين: أذى مقصود، وأذى غير مقصود

فمسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش وحسان بن ثابت لم يكن

مقصودهم في حادثة اإلفك أذى النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك

لم يجر عليهم كفر وال قتل، وأما ابن أبي فكان مقصوده باألذى

النبي صلى الله عليه وسلم، فاستحق القتل، ولكن الحق للنبي

صلى الله عليه وسلم فله تركه.

(6/114) الطبقات في السبكي كابن وغيرهم الصحيحين شارحي من جماعة واختاره 122(12/161) مسلم صحيح شرح 123 357صـ الفقهية القوانين 124

(72)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 74: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وهذه القاعدة في اعتبار المقاصد فيما يحصل به األذى مما

pه له، فإن الشخص قد يفعل فعال أو يقول قوال فيحصل يجب التنب

آلخر منه أذى ال يكون ذلك الفاعل أو القائل قصد أذاه البتة، وإنما

قصد أمرا آخر، ولم يحضر عنده أن ذلك يستلزم األذى لذلك

pنا، فهذا ال يترتب عليه حكم اإليذاء. الشخص، وال كان لزومه بي

ومما يدلك على هذا قوله تعالى في شأن الذين قعدوا في

1ال0 وليمة زينب: ل4وا ب4ي4وت3 الن0ب1يh إ ن4وا ال3 ت3د6خ4 3م3 ا ال0ذ1ين3 آ 3يFه3 ي3ا أ

يت4م6 1ذ3ا د4ع1 ل3ك1ن6 إ 1ن3اه4 و3 1ل3ى ط3ع3ام غ3ي6ر3 ن3اظ1ر1ين3 إ ذ3ن3 ل3ك4م6 إ أ3ن6 ي4ؤ6

د1يث إ1ن0 ين3 ل1ح3 ت3أ6ن1س1 وا و3ال3 م4س6 ر4 ان6ت3ش1 ت4م6 ف3 إ1ذ3ا ط3ع1م6 ل4وا ف3 اد6خ4 ف3

.ذ3ل1ك4م6 ك3ان3 ي4ؤ6ذ1ي الن0ب1ي0

قال اإلمام تقي الدين السبكي: " فهؤالء من خيار الصحابة لم

يقصدوا األذى فلذلك لم يترتب عليه حكمه، وأما عبد الله بن أبي

فما حمله على ذلك إال نفاقه وبغضه للنبي صلى الله عليه وسلم

وقصده اإليذاء، فلذلك كان يستحق القتل، إال أن النبي صلى الله

(.125عليه وسلم ح-ل2م عليه")

وقال شيخ اإلسالم: " فإن المؤذي له هنا: إطالتهم الجلوس في

المنـزل واستئناسهم للحديث ال أنهم هم آذوا النبي صلى الله عليه

وسلم.والفعل إذا آذى النبي صلى الله عليه وسلم من غير أن يعلم

صاحبه أنه يؤذيه ولم يقصد صاحبه أذاه فإنه ينهى عنه ويكون

كان مما معصية كرفع الصوت فوق صوته، فأما إذا قصد أذاه أو

يؤذيه وصاحبه يعلم أنه يؤذيه وأقدم عليه مع استحضار هذا العلم

(.126فهذا الذي يوجب الكفر وحبوط العمل ")

(136-135) صـ الرسول ساب على المسلول السيف 125(2/120) الرسول شاتم على المسلول الصارم 126

(73)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 75: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

أن اإلكراه على التكلم بكلمة الكفر يخرجها عنالرابع: "

وكعب كان قد اشتد في أذى كونها كفرا مع طمأنينة القلب باإليمان،

المسلمين وبالغ في ذلك فكان يحرض على قتالهم وكان في قتله

خالص المسلمين من ذلك فكأنه أكره الناس على النطق بما نطقوا

به وألجأهم إليه فدفعوا عن أنفسهم بألسنتهم مع طمأنينة قلوبهم

( وهو أضعف من غيره من الوجوه. 127باإليمان " )

إن النيل منه صلى الله عليه وسلم كان بإذنه " الخامس:

وال نسلpمشرعية، وقد أذن في حقه لمصلحة الحق،وهو صاحب

(." > (.128دخول هذه الصورة فيما يكون كفرا

قلت: العمدة على هذا الوجه، وعلى الوجه الثالث، وال غرابة

مات لمصالح شرعية، pكالكذب في الحرب في ترخيص بعض المحر

pر مناطه وأوصافه، pر بتغي واإلصالح بين الناس إلخ. والحكم قد يتغي

ألن األحكام لألسماء، وهي تابعة لألوصاف، فإذا انتفى الوصف انتفى

االسم ضرورة، وطبعا ينتفي الحكم.

وبالجملة: فهذان الحديثان، وما في معناهما من األحاديث

ها، pه الجهل, كفيالن إلبطال الشبهة من أسp وقتلها في مهدها. لكن

pحقيق والتأمpل. فها هو صلى الله وعدم إعطاء النصوص حظpها من الت

عليه وسلم يرخpص في النيل من عرضه المصون لتحقيق مصالح

هذاعامة لألمة، وخاصة لألفراد, مما ال يدع مجاال للشك في أن

حياته.الخاصة في منه عليه السالم في حقوقه الشخصية تصرpف

pبيp ردة مجردة، لوجب قتل الساب حتما كالمرتد، ولو كان سبp الن

( طبقات يخفى ال نظر الجواب هذا ) وفي:الزملكاني علي بن محمد العالمة قال 127) الفوائد بالقوي" بدائع ليس " وهذا:القيم ابن اإلمام ( وقال6/114السبكي) البن الشافعية3/1171-1172.)

(6/114) الكبرى الشافعية طبقات في كما الزملكاني الدين كمال العالمة أجاب وبهذا 128(. 1172-3/1171) الفوائد بدائع في القيم وابن

(74)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 76: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

ولما جاز العفو عنه كالحدود األخرى، ألن إقامة الحد على المرتد

واجبة باالتفاق، ال يجوز العفو عنه, فلما عفا النبي في حياته دلp على

أن السpبp نفسه يوجب القتل حقا للنبي صلى الله عليه وسلم،

pه وقاذفه بمنـزلة سابp غيره ويدخل فيه حق الله تعالى، ويكون ساب

pه حقان: حق لله، وحق آلدمي، فلو أن وقاذفه، قد اجتمع في سب

ر القاذف والساب على pالمسبوب والمقذوف عفا عن حقه لم يعز

كذلك النبي صلى الله عليه حق الله، بل دخل )حق الله ( في العفو،

pه دخل في عفوه عنه حق الله فلم يقتل وسلم إذا عفا عمن سب

دة pة المجرp pته، مع أنp المعصي ر سابp غيره لمعصي pلكفره، كما ال يعز

2غ-ل6ب في السب واألذى .م أنه كان ي عن حق آدميp توجب التعزير فع2ل

(129حقه بحيث يجوز له العفو عن المؤذي.)

pه المناسب: وهنا يأتي قوله صلى الله عليه وسلم,ويحلp محل

)دعه ال يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه (.إلجماع المسلمين

pه أوشتمه تصريحا أو تلويحا بعد وفاته كافر يجب على أن من سب

قتله, وأنه ليس لألمة حق العفو في ذلك ألن حرمته بعد موته

أكمل، والتساهل في عرضه بعد موته غير ممكن, فالواجب تطهير

pه صلى الله عليه وسلم حسب اإلمكان. األرض من إظهار سب

الوجه الرابع عشر:

pبيp صلى الله عليه وسلم كان يعفو عن المنافقين ال شك أن الن

< لحقه في ذلك، لكن لما اللهأنزلالذين ال يشك في نفاقهم تغليبا

ة، ونهاه عن الصالة على المنافقين والقيام على قبورهم، وأمرهاءبر

كان أن يجاهد الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم، نسخ جميع ما

المنافقون يعاملون به من العفو، كما نسخ ما كان الكفار يعاملون

(3/1009()535-2/530) الصارم 129

(75)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 77: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

به من الكفp عمن سالم، ولم يبق إال إقامة الحدود وإعالء كلمة الله

في حق كل إنسان..وبالجملة فال خالف أن النبي صلى الله عليه

< عليه لما قوي أن يترك ما كان يعامل به أهل وسلم كان مفروضا

الكتاب والمشركين ومظهري النفاق من العفو والصفح إلى قتالهم

.)، أو سمpي نسخاعليهم،وإقامة الحدود pوقد سبق130 لم يسم.)

مما في هنا.بأبسطتقرير هذا الوجه

الوجه الخامس عشر:

في ترك النبي صلى الله عليه وسلم االنتقام لنفسه مهما

عظمت الظالمة واالعتداء قدوة للمسلمين عموما، وللعلماء

pهم عليه السالم. خصوصا بنبي

يقول الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: ) وفي هذا الحديث دليل

على أن على العالم أن يتجافى عن االنتقام لنفسه ويعفو- ويأخذ

pه صلى الله عليه وسلم، وإن لم بالفضل، إن أحب أن يتأسى بنبي

<، وكذلك السلطان قال الله عز وجل لنبيه صلى اللهكيطق < فبعضا ال

ل4ق ع3ظ1يم عليه وسلم: 1ن0ك3 ل3ع3لى خ4 إ كان .قال المفسرون:و3

أ3ع6ر1ض6 ع3ن1 قال الله تعالى: خلقه ما ف1 و3 ر6 ب1ال6ع4ر6 م4أ6 و3 و3 ذ1 ال6ع3ف6 خ4

ل1ين3 اه1 pره إذا لم يكن ،ال6ج3 وعلى العالم أن يغضب عند المنكر ويغي

لنفسه. وفي معنى هذا الحديث أال يقضي اإلنسان لنفسه وال يحكم-

.مع أن استقراء131لها، وال لمن في واليته.وهذا ما ال خالف فيه(

أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته يدل على أنه كان ال

يعفو عن الكفار الذين يحصل منهم ضرر عام من سبp أو غيره،

367ص المسلول (.والسيف444-2/440) المسلول الصارم 130( 22/12الموطأ) شروح موسوعة ضمن ( التمهيد?)131

(76)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 78: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وإنما كان يمنp على من ال ذنب له غير الكفر الذي جزاؤه النار يوم

(132القيامة.)

وبهذا يتضح للقارئ الكريم: أن حقيقة العمل بحديث: )ال

يتحدث الناس أني أقتل أصحابي( يكون في العفو والصفح عن

ما الحقوق الشخصية، وعدم االنتقام للنفس من المعتدين الجاهلين,

<, ال في اإلغضاء عن تغيير المنكرات لم يعدp ذلك امتهانا وابتذاال

وتعطيل الحدود الشرعية لله رب العالمين.

وأن من حق اإلنسان أن يعفو عمن ظلمه وال يعاقبه, وليس

وجمع من حقه العفو عمن ظلم غيره واعتدى عليه, بحجة التأليف,

أعلم.الكلمة, والله تعالى

وأن الفقهاء وإن اختلفوا في سبب العفو عن هؤالء القوم في

عهده صلى الله عليه وسلم إال أنهم لم يختلفوا في حكم من ثبت

وأنه كافر حالل الدم عنه النفاق اليوم أو الكفر بالحجة الشرعية،

والمال، إن لم يقم به مانع شرعي، وبالله تعالى التوفيق.

إقامة الدين على ما كان عليهعشرة:المسألة الحادية

األمر األول.

على المسلمين أن يطلبوا إقامة الدين إلى أقصى ما يقدرون

عليه , اقتداء بمواقف الصحابة الكرام في المرتدين والمانعين

بي بكر فيهم نكتتين بديعتين:أللزكاة المتأولين, فإن في سيرة

" إحداهما: أنه لم يجعل ألحد سبيال إلى جريان األمر في زمانه

على غير ما كان يجري في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

وإن كان بتـأويل، ألن من لم يرتد من المانعين إنما منع تأويال، وفي

هذا القسم وقع النـزاع بين الصحابة ال فيمن ارتد رأسا، ولكن أبا

376صـ المسلول السيف 132

(77)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 79: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

بكر لم يعذر بالتأويل والجهل، ونظر إلى حقيقة ما كان األمر عليه،

فطلبه إلى أقصاه حتى قال: والله لو منعوني عقاال.. إلى آخره، مع

أن الذين أشاروا عليه بترك قتالهم إنما أشاروا عليه بأمر مصلحي

ظاهر تعضده مسائل شرعية وقواعد أصولية، لكن الدليل الشرعي

-ق8و- عنده آراء الرجال أن تعارض الصريح كان عنده ظاهرا فلم ت

فرجع المشيرون عليه بالترك إلى صحة الدليل الظاهر فالتزمه,

دليله تقديما للحاكم الحق وهو الشرع.

بكر رضي الله عنه لم يلتفت إلى ما يلقى هو والثانية: أن أبا

والمسلمون في طريق ما طلب، إذ لما امتنعوا صار مظنة للقتال،

وهالك من شاء الله من الفريقين، ودخول المشقة على المسلمين

في األنفس واألموال واألوالد، ولكنه رضي الله عنه لم يعتبر إال

إقامة الملة على حسب ما كانت قبل , فكانت أصال في أنه ال يعتبر

العوارض الطارئة في إقامة الدين وشعائر اإلسالم نظير ما قال

ام3 تعالى: ر3 د3 ال6ح3 ج1 ب4وا ال6م3س6 ر3 ال3 ي3ق6 ر1ك4ون3 ن3ج3سa ف3 ا ال6م4ش6 1ن0م3 إ

و6ف3 ي4غ6ن1يك4م4 الل0ه4 م1ن6 ت4م6 ع3ي6ل3ةb ف3س3 ف6 إ1ن6 خ1 ذ3ا و3 م6 ه3 ه1 ب3ع6د3 ع3ام1

اء3 ل1ه1 إ1ن6 ش3 فإن الله لم يعذرهم في ترك منع المشركين .ف3ض6

خوف العيلة، فكذلك لم يعدp أبو بكر ما يلقى المسلمون من المشقة

كانت في زمان عذرا يترك به المطالبة بإقامة شرائع الدين، حسبما

(.133النبي صلى الله عليه وسلم " )

تأليف الناس إلى الدينعشرة:المسألة الثانية

ليس الكالم في تأليف الناس إلى الدين باإلحسان، والبشر

وكذلك تقديم العطايا إليهم إن ظهرت لوالة األمر وحسن الخلق.

المصلحة في ذلك، فإن ذلك باب آخر لسنا في إطار البحث فيه

(463- 3/461) الشاطبي إسحاق ألبي االعتصام (?)133

(78)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 80: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وإنما محلp ذلك المطوpالت من كتب وتفصيل القول في خالفياته.

السنة والفقه اإلسالمي.

ومن الخالصات المهمpة في ذلك قول أبي عيسى الترمذي قال

رحمه الله تعالى: " وقد اختلف أهل العلم في إعطاء المؤلفة

قلوبهم، فرأى أكثر أهل العلم أن ال يعطوا، وقالوا: إنما كانوا قوما

على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفهم على

اإلسالم حتى أسلموا، ولم يروا أن يعطوا اليوم من الزكاة على مثل

هذا المعنى. وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة وغيرهم، وبه

يقول أحمد وإسحاق.

وقال بعضهم: من كان اليوم على مثل حال هؤالء، ورأى اإلمام

فهم على اإلسالم فأعطاهم جاز ذلك وهو قول الشافعيآلأن يت

( ومنه قول شيخ اإلسالم: " والمؤلفة قلوبهم نوعان: كافر،134")

pته منفعته كإسالمه، أو دفع 2رجى بعطي ومسلم. فالكافر إما أن ي

pته ته إذا لم يندفع إال بذلك. والمسلم المطاع يرجى بعطي pمضر

المنفعة أيضا كحسن إسالمه أو إسالم نظيره أو جباية المال ممن ال

يعطيه إال لخوف، أو النكاية في العدو، أو كفp ضرره عن المسلمين

إذا لم ينكفp إال بذلك. وهذا النوع من العطاء وإن كان ظاهره إعطاء

pات فإذا الرؤساء وترك الضعفاء كما يفعل الملوك، فاألعمال بالني

كان القصد بذلك مصلحة الدين وأهله كان من جنس عطاء النبي

وإن كان المقصود العلو في األرض صلى الله عليه وسلم وخلفائه.

(.135والفساد كان من جنس عطاء فرعون ")

( 672رقم) (.حديث30الزكاة. باب) (.كتاب2/204) الترمذي جامع 13476-75ص والرعية الراعي إصالح في الشرعية السياسة 135

(79)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 81: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وإنما كان كالمنا يدور حول إسقاط حدp الردة بحجة التأليف إلى

القا من قوله صلى الله عليه وسلم: )ال يتحدث الناس أنطالدين ان

محمدا يقتل أصحابه(. وقد بان للمنصفين وهاء هذا القول وبطالنه

وبالله تعالى التوفيق. بالوجوه المتقدمة.

المسألة الثالثة عشرة: دعوى الجاهلية.

) أدعوى الجاهلية ؟ قالوا: في قوله صلى الله عليه وسلم:

ال، قال: ال بأس (.

دليل على " أن االستغاثة ليست حراما، وإنما الحرام ما يترتب

( 136عليها من دعوى الجاهلية")

ي بدعوى القرآن واإلسالم فال بأس بها بل pالتداعي والتعز pوأن

هي من السنن والمستحبات لحديث الحارث بن الحارث األشعري

رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) فادعوا

بدعوى الله الذي سمpاكم المسلمين، المؤمنين، عباد الله ( وفي

رواية: ) تداعوا بدعوى الله الذي سمpاكم بها، المسلمين، المؤمنين،

( ولهذا لما ولpى المسلمون يوم حنين قال صلى الله137عباد الله ()

عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: ) ناد يا أصحاب الشجرة، يا

pتا، فقلت: يا أصحاب سورة البقرة ( قال العباس: )وكنت رجال صي

أصحاب الشجرة، يا أصحاب سورة البقرة، فرجعوا كعطفة البقر

pيك، قال: pيك، يا لب اقتتلوا والكفار.فعلى أوالدها، فقالوا: يا لب

مرتين، ثممعشر األنصاريا وارتفعت أصوات األنصار وهم يقولون:

قصرت الدعوة على بنى الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بنى الحارث

(632/ 6) الباري فتح 136) ( وأحمد20709) الرزاق ( وعبد1258- 1257) الطيالسي اإلمام رواه صحيح حديث 137

حبان وابن خزيمة وابن يعلى وأبو الكبرى في ( والنسائي2863) ( والترمذي202 ،4/130. وغيرهم

(80)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 82: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

بن الخزرج، يا بنى الحارث بن الخزرج، قال: وتطاول رسول الله

صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته فقال: هذا حين حمي

(. فإن هذه الدعوى دينية شرعية على أمور138الوطيس... ( )

جهادية فال محذور فيما شابهها من الدعاوى، ألنه إذا جاز للمرء

نصرة قومه على الحق وال يعدp ذلك من العصبية فلئن يجوز االعتزاء

إليهم لنصرة الحق والدين أجوز، ومن السنة أن يقاتل الرجل تحت

والله تعالى أعلم. راية قومه في الجهاد في سبيل الله.

ى بعزاء pوأما قوله صلى الله عليه وسلم: ) من سمعتموه يتعز

pد في الحديث139الجاهلية فأعضوه بهن أبيه وال تكنوا ( ) ( فقد قي

نفسه بعزاء الجاهلية، وهو كل ما خرج عن دعوة اإلسالم والقرآن

من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة ألنه من عزاء

( إذا لم يكن على األمور الجهادية ونحوها كدعوى140الجاهلية)

األنصار يوم حنين وغيره.

نصر المظلوم:عشرة:المسألة الرابعة

) ولينصر الرجل أخاه ظالما أو في قوله صلى الله عليه وسلم:

مظلوما، إن كان ظالما فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان مظلوما

دليل على وجوب نصر المظلوم في جميع الحقوق فلينصره (.

في والنسائي سعد وابن وأحمد الرزاق وعبد التاريخ في والفسوي مسلم اإلمام خرجه 138أبيه. عن العباس بن كثير عن الزهري طريق من الدالئل في والبيهقي والحميدي الكبرى

. مرفوعا فرقد بن وعتبة وأنس الحارث بن سفيان أبي عن الباب وفي يا نودوا حنين يوم المسلمون انهزم مصرpف: " لما بن طلحة عن المراسيل من وفيه

عنه. صحيح بسند شيبة أبي أبن " رواه بكاء يعنى حنين ولهم فرجعوا البقرة أصحاب يوم وسلم عليه الله صلى النبي أصحاب شعار "كان:الزبير بن عروة عن الموقوفات ومن

منصور بن وسعيد شيبة أبي وابن الرزاق عبد " رواه البقرة سورة أصحاب يا مسيلمة ( للشيخ99-97/ 1) القرآن وآيات سور فضائل موسوعة عنه. انظر صحيح بسند وغيرهم

. سعود آل زنازين من أسره الله فكp الطرهوني رزق بن محمدجه 139 p(3153) جبان ( وابن8813) الكبرى في ( والنسائي21256) أحمد اإلمام خر

. حسن حديث عنه الله رضي كعب بن أبي حديث ( من532) والطبراني.124ص الشرعية السياسة 140

(81)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 83: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

كحديث البراء بن عازب في الصحيحين: ) أمرنا لعموم األدلة،

رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة

المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس وإبرار المقسم وإجابة

الدعوة ونصر المظلوم وإفشاء السالم.. (، وجابر بن عبد الله في

صحيح مسلم.

قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله تعالى: " وإنما الواجب

على من استجار به مستجير: إن كان مظلوما ينصره، وال يثبت أنه

د دعواه، فطالما اشتكى الرجل وهو ظالم، بل يكشف pمظلوم بمجر

خبره من خصمه وغيره، فإن كان ظالما ردpه عن الظلم بالرفق إن

C بالقسط، وإال فبالقوpة. أمكن، إما من صلحC أو حكم

وإن كان كلp منهما ظالما ومظلوما، كأهل األهواء من قيس

ويمن ونحوهم، وأكثر المتداعين من أهل األمصار والبوادي، أو كانا

جميعا غير ظالمين لشبهة أو تأويل أو غلط وقع فيما بينهما سعى

.(141باإلصالح أو الحكم ")

يعلى رحمه الله تعالى: أيجوز قتال البغاة إذا قيل للقاضي أبو

ألن اإلمام إنما أبيح, فقال:نعم,لم يكن هناك إمام ؟)دولة، وسلطة (

(.142)إمام.له قتالهم لمنع البغي والظلم وهذا موجود بدون

فالمناط وجود الظلم والبغي واالعتداء والقدرة الشرعيةقلت:

من المعين الناصر.

وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم قال جل ذكره:

.والعدوان

122صـ والرعية الراعي إصالح في الشرعية السياسة 141(10/173) الحنبلي الحافظ مفلح البن الفروع 142

(82)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 84: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وقال صلى الله عليه وسلم: ) أنصر أخاك ظالما أو مظلوما قال

أنصره إذا كان مظلوما فكيف إذا كان ظالما ؟ قال تحجزه أوتمنعه

(143عن الظلم فإن ذلك نصره()

.د في قبره لما سأل عن سببه ل وذكر صلى الله عليه في الذي ج2

)إنك صليت صالة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم أنه يقال له:

تنصره(. )حديث حسن (.

وقال عليه السالم: )إن القوم إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على

(.144يديه والمنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه()

وقال صلى الله عليه وسلم للصحابة مرشدا لهم: )هال مع صاحب

(. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال قال145الحق كنتم()

رسول الله صلى الله عليه وسلم " ال يقفنp أحدكم عند رجل يقتل

مظلوما فإن اللعنة تنـزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه, وال

يقفنp عند رجل يضرب مظلوما فإن اللعنة تنـزل على من حضره

(. ويشهد له حديث خرشة بنت الحرp رضي146حين لم يدفعوا عنه " )

pالله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ال يشهدن

(.147أحدكم قتيال لعله أن يكون قتل مظلوما فتصيبه السخطة " )

ويشهد لهما من حيث الجملة حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه

Oذ.لp عنده مؤمن فلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أ

(.2584) جابر حديث من ومسلم أنس حديث ( من2443) البخاري رواه 143 يعلى وأبو حبان وابن شيبة أبي وابن ماجة وابن والترمذي وأبوداود أحمد اإلمام رواه 144

صحيح. .وهو وغيرهم صحيح وإسناده الخدري سعيد أبي حديث من والحاكم ماجة ابن رواه 145 متروك وهو الرحبي قيس بن حسين فيه بسند المسند في البغوي منيع بن احمد رواه 146

فيه بسند الحلية في نعيم وأبو والعقيلى البيهقي (و11675()11/260) الطبراني ورواه. قبله لما بالنسبة يسير ضعف

في حسن ( بسند4181والطبراني) األستار ( كشف3337) ( والبزار17522) أحمد رواه 147 الشواهد

(83)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 85: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصوماليpه الله عز وجل على رؤ سوينصره وهو يقدر على أن ينصره أذل

(.148الخالئق يوم القيامة ")

وحديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم

8تقص من عرضه 2ن قال: ما من امرئ مسلم يخذل امرء مسلما ي

8تهك فيه من حرمته إال خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما 2ن وي

من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه

(. وفي149من حرمته إال نصره الله في موطن يحب فيه نصرته " )

" المسلم الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا

وفيهما من حديث ابن أخو المسلم ال يظلمه وال يخذله وال يحقره ".

عمر رضي الله عنهما مرفوعا " المسلم أخو المسلم ال يظلمه وال

يسلمه ".

pة وآمرة بنصرة الحق وأهله، فهذه النصوص المتواترة حاث

والقيام مع المظلوم ودفع الظالم في أي مكان وفي أي أزمان,

وعلى هذا يقوم علم العدل وعمود اإلسالم.

قال اإلمام ابن قدامة رحمه الله: “ لوال التعاون لذهبت أموال

الناس وأنفسهم، ألن قطاع الطريق إذا انفردوا بأخذ مال إنسان ولم

يعنه غيره , فإنهم يأخذون أموال الكل واحدا واحدا وكذلك غيرهم "

غيرهم من الظلمة. وقال اإلمام ابن مفلح رحمه الله تعالىأي( 150)

(.151في فقه هذه األحاديث: أنها تقتضي الوجوب, )

(428) والليلة اليوم عمل في السني ( وابن5554( والطبراني)15985) أحمد رواه 148. الشواهد في حسن ( بسند7633الشعب) في وهق

الكبير في ( والطبراني4884وأبوداود) الزهد في المبارك ( وابن16368) أحمد رواه 149 بن يحيى إسناده في السنة شرح في والبغوي األخالق مكارم في والخرائطي واألوسط

سمعت:يقول مغالة بني مولى بشير بن إسماعيل سمع أنه الله رسول مولى زيد بن سليم حبان ابن غير يوثقه .. ولم الله رسول قال:يقوالن األنصاريين طلحة وأبا الله عبد بن جابر

المتنية النكارة انتفت إذا المحدثين من كثير عند تضر ال الطبقة هذه , وجهالة الله رحمه(535- 12/534) قدامة بن ال المغني 150(10/165) مفلح البن الفروع 151

(84)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 86: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وقيل لإلمام أحمد بن حنبل رحمه الله فيمن رابط بمكان مخوف

بمنـزلة المجاهد في سبيل الله ؟ قال: أرجو ذلك, وفي رواية: ما

(.152 " )أحسنه

< نهبوا أموال- وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية: “ في جند قاتلوا عربا

تجار ليردpوه إليهم: هم مجاهدون في سبيل الله، وال ضمان عليهم

(.153بقود وال دية، وال كفارة " )

قلت: خروج المجاهدين إللقاء ا القبض على الظالم الصائل، ثم

سليمه إلى أولياء المقتول. جهاد شرعي , وقتال في سبيل الله والت

ضمان عليهم بقود وال دية وال كفارة. بل هذا أولى من خروج

المجاهدين ليردpوا األموال المنهوبة. ويقول اإلمام القرطبي في

ر 1 تأويل قوله تعالى: م63 1ل3ى أ يء3 إ ت0ى ت3ف1 ات1ل4وا ال0ت1ي ت3ب6غ1ي ح3 ق3 ف3

وعليه بنى العلماء أنه إذا دفع الصائل على النفس, أو علىالل0ه1

المال عن نفسه, أو عن ماله, أو نفس غيره, فله ذلك وال شيء

< وقد قصد مال- بكرC فيجب عليه أن يدفع-ه�عليه، ولو رأى زيد عمرا

< به" < عليه وال راضيا وعليه((،154))عنه إذا لم يكن صاحب المال قادرا

فليكن المرء من أنصار الحق وحلفائه أينما كان, ألن الواجب على

المرء المسلم أن يدور مع الحق حيث ما دار وال يتعللp بذرائع من

نهزام أوهى من بيت العنكبوت.االتخذيل وال

فصل في الختام بكلمات مضيئة:

وفي الختام أحببت أن أرصpع الخطاب بحلى األعالم، من بدائع

pسها بتعليقات األقالم < لألفهام، وأن ال أدن الكالم، ترشيدا

(10/168) الفروع 152(10/164) مفلح بن ال الفروع 153( .4/49) القرآن ألحكام الجامع154

(85)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 87: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

في كتابقال اإلمام ابن عقيل الحنبلي رحمه الله ( - 1)

الفنون: ) من أعظم منافع اإلسالم وآكد قواعد األديان: األمر

بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح، فهذا أشق ما تحمpله

المكلpف، ألنه مقام الرسل حيث يثق2ل صاحبه على الط6باع وتنف.ر منه

نفوس أهل الملذات ويمقته أهل الخالعة، وهو إحياء للسنن وإماتة

للبدع (.. إلى أن قال: ) لو سكت المحقpون ونطق المبطلون لتعوpد

pن إحياء ما شاهدوا، وأنكروا ماالنشء لم يشاهدوا، فمتى رام المتدي

pوها بدعة، ولقد رأينا ذلك، فالقائم بها يعدp سنةC أنكرها الناس وظن

خرف، مبتدعا ومبدعا كمن بنى مسجدا ساذجا أو كتب مصحفا بال ز2

أو صعد منبرا فلم يتسوpد ولم يدقp بسيف مراقي المنبر ولم يصعد

على علم وال منارة، وال نشر علما، فالويل له من مبتدع عندهم, أو

أخرج ميتا له يغير صراخ وال تخريق وال قراء، وال ذكر صحابة على

(.155النعش وال قرابة ( )

) فقد والله عمpقال اإلمام الذهبي رحمه الله:( - 2)

الفساد وظهرت البدع وخفيت السنن وقلp القوpال بالحق بل لو نطق

.م بصدق ولمقتوه لعارضه عدpة من علماء الوقت،وإخالصالعال

(156 إال بالله...( )وال قوةوجهpلوه فال حول

) ومنوقال العالمة ابن القيم رحمه الله تعالى:( - 3)

له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وبما كان هو

عليه وأصحابه رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس

دينا والله المستعان، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك

وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

( 181-3/180) مفلح البن الفروع 155(. 14/166) السير 156

(86)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 88: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان ؟ وشيطان أخرس !كما

أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق , وهل بلية الدين إال من هؤالء

ة بما جرى علىاالذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فال مبال

الدين، وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه

غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذpل وجدp واجتهد واستعمل

مراتب اإلنكار الثالثة بحسب وسعه. وهؤالء – مع سقوطهم من عين

الله ومقت الله لهم – قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم ال

يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان

(.157غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل" )

عجبت( - قال اإلمام ابن بطة الحافظ رحمه الله: “4)

من حالي في سفري وحضري مع األقربين واألبعدين والعارفين

والمنكرين، فإني وجدت بمكة وخراسان وغيرهما من األماكن أكثر

من لقيت بها – موافقا أو مخالفا – دعاني إلى متابعته على ما يقوله

وتصديق قوله والشهادة له، فإن كنت صدpقته فيما يقول وأجزت له

ذلك كما يفعله أهل هذا الزمان سمpاني موافقا وإن وقفت في حرف

من فعله سماني مخالفا، وإن ذكرت في واحدشيءمن قوله وفي

منهما أن الكتاب والسنة بخالف ذلك وارد سماني خارجيا، وإن قرئ

علي حديث في التوحيد سماني مشبها وإن كان في الرؤية سماني

سالميا وإن كان في اإليمان سماني مرجئا وإن كان في األعمال

سماني قدريا وإن كان في المعرفة سماني كراميا وإن كان في

فضائل أبي بكر وعمر سماني ناصبيا وإن كان في فضائل أهل البيت

سماني رافضيا وإن سئلت عن تفسير آية أو حديث فلم أجب فيهما

إال بهما سمpاني ظاهريا وإن أجبت بغيرهما سمpاني باطنيا وإن أجبت

. مشهور ( تحقيق429- 3/428) الموقعين إعالم 157

(87)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 89: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

بتأويل سماني أشعريا وإن جحدتهما سماني معتزليا وإن كان في

السنن مثل القراءة سماني شفعويا وإن كان في القنوت سماني

حنفيا وإن كان في القرآن سماني حنبليا وإن ذكرت رجحان ما ذهب

كل واحد إليه من األخبار - إذ ليس في الحكم والحديث محاباة –

قالوا: طعن في تزكيتهم، ثم أعجب من ذلك أنهم يسمونني فيما

يقرؤون علي من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما

يشتهون من هذه األسامي، ومهما وافقت بعضهم عاداني غيره وإن

داهنت جماعتهم أسخطت الله تبارك وتعالى، ولن يغنوا عنى من

الله شيئا وأنا متمسك بالكتاب والسنة وأستغفر الله الذي ال إله إال

هو وهو الغفور الرحيم ".

رحمه الله: " فكأنه رحمهقال أبو إسحاق الشاطبي ( - 5)

الله تكلم على لسان الجميع فقلما تجد عالما مشهورا أو فاضال

مذكورا إال وقد نبذ بهذه األمور أو ببعضها ألن الهوى قد يداخل

المخالف بل سبب الخروج عن السنة الجهل بها والهوى المتبع

الغالب على أهل الخالف فإذا كان كذلك حمل على صاحب السنة

أنه غير صاحبها ورجع بالتشنيع عليه والتقبيح لقوله وفعله حتى

ينسب هذه المناسب , فرأيت الهالك في اتباع السنة هو النجاة وأن

الناس لن يغنوا عني من الله شيئا فأخذت في ذلك على حكم

التدريج في بعض األمور فقامت عليp القيامة وتواتر عليp المالمة

ليp العتاب سهامه ونسبت إلى البدعة والضاللة وأنزلتإوفوpق

منـزلة أهل الغباوة والجهالة، وإني لو التمست لتلك المحدثات

مخرجا لوجدت غير أن ضيق العطن والبعد عن أهل الفطن رقى بي

pق عليp مجاال رحبا وهو كالم يشير بظاهره إلى أن مرتقى صعبا وضي

اتباع المتشابهات لموافقة العادات أولى من اتباع الواضحات وإن(88)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 90: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

خالفت السلف األول وربما ألمpوا في تقبيح ما وجpهت إليه وجهتي

جوا بالنسبة إلى بعض الفرق الخارجة pمنه القلوب أو خر pبما تشمئز

عن السنة شهادة ستكتب ويسألون عنها يوم القيامة، فتارة نسبت

ني لم ألتزمأإلى القول بأن الدعاء ال ينفع وال فائدة فيه بسبب

الدعاء بهيئة االجتماع في أدبار الصلوات حالة اإلمامة.. وتارة نسبت

إلى الرفض وبغض الصحابة رضي الله عنهم بسبب أني لم ألتزم

ذكر الخلفاء الراشدين منهم في الخطبة على الخصوص إذ لم يكن

ذلك من شأن السلف في خطبهم وال ذكره أحد من العلماء

القيامبجواززاء الخطب.. وتارة أضيف إلى القول جالمعتبرين في أ

على األئمة وما أضافوه إليp إال من عدم ذكرهم في الخطبة وذكرهم

وتارة ح2مل عليp التزام الحرجتقدم،فيها محدث لم يكن عليه من

وتارة نسبت إلى معاداة أولياء الله وسبب ذلك والتنطع في الدين.

أني عاديت بعض الفقراء المبتدعين المخالفين للسنة.. وتارة نسبت

إلى مخالفة السنة والجماعة بناء منهم على أن الجماعة التي أمر

باتباعها – وهي الناجية – ما عليه العموم وجماعة الناس في كل

زمان وإن خالف السلف الصالح ولم يعلموا أن الجماعة ما كان عليه

وكذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان.

عليp في جميع ذلك أو وهموا والحمد لله على كل حال.. فمن هذا

الباب يرجع اإلسالم غريبا كما بدأ ألن المؤالف على وصفه األول

قليل فصار المخالف هو الكثير فاندرست رسوم السنة حين مدpت

البدع أعناقها فأشكل مرماها على الجمهور فظهر مصداق الحديث

تقدم الصحيح.. وعاد الراجع إلى محض السنة كالخارج عنها كما

فالتبس بعضها ببعض فتأكد الوجوب بالنسبة إلى من عنده فيها علم

(89)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 91: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

مع أن الداخل في هذا األمر اليوم فاقد المساعد عديم المعين "

(158.)

" وإذا أردت قال العالمة ابن القيم رحمه الله:( – 6)

ر النظر في أدلتها، فأدلتها من أكبر pمعرفة بطالن المقالة فكر

الشواهد على بطالنها، بل العاقل يستغني بأدلة الباطل عن إقامة

.(159) بل نفس دليله هو دليل بطالنه " بطالنه،الدليل على

" وكل أهل نحلة ومقالة، يكسون نحلتهموقال أيضا: ( – 7)

ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من األلفاظ، ومقالة مخالفيهم

أقبح ما يقدرون عليه من األلفاظ.

ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف بها حقيقة ما تحت تلك

األلفاظ من الحق والباطل وال يغتر باللفظ كما قيل في هذا المعنى:

تقول هذا جنى النحل تمـدحـه وإن تشأ قلت ذا

قيء الزنابير

ت وصفهما والحق قدزمدحا وذما وما جاو

يعتريه سوء التعبير.

ده فإذا أردت االطالع على كنه المعنى هل هو حق أو باطل فجر6

د قلبك من النفرة والميل ثم pعط النظر حقه،أمن لباس العبارة وجر

ناظرا بعين اإلنصاف، وال تكن ممن ينظر في مقالة أصحابه ومن

يحسpن ظنه به نظرا تاما بكل قلبه، ثم ينظر في مقالة خصومه ومن

ر. والمالحظة، فالناظر بعين العداوة يرىيسيء ز- ظنه به كنظر الش-

المحاسن مساوئ، والناظر بعين المحبة عكسه.

(29 – 1/18) للشاطبي االعتصام 158. (2/102) ةالسعاد دار مفتاح 159

(90)والتوزيع للنشر الجبهة دار

Page 92: شرح النصوص لردع اللصوص

شرح النصوص لردع اللصوص الشيخ أبي سليمان الصومالي

وما سلم من هذا إال من أراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق،

قيل:وقد

وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط

تبدي المساويا.

وقال آخر:

نظروا بعـين عـداوة لو أنـها عين البصيرة الستحسنوا ما

استقبحوا

فإذا كان هذا في نظر العين الذي يدرك المحسوسات، وال

2تمكpن من المكابرة فيها، فما الظن بنظر القلب الذي يدرك المعاني ي

(160التي هي عرضة المكابرة " ؟)

< فيوما آلوتبهذا نجز ما أردت جمعه من شرح الحديث، جهدا

تحريره وتقريبه، فإن أصبت - وإياه قصدت - فمن الله، وإن تكن

األخرى، فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان، وقد

بقيت عليp من الحديث مسائل، اقتصرت منها على ما قدمته لك

لالختصار. والحمد لله رب العالمين وصلpى الله وسلم على محمpد

وأله وصحبه أجمعين.

جمعه/أبو سلمان /حسان بن حسين بن آدم.

(2009/ 24/10 هـ/ 5/11/1430)

(. 445- 1/444) السعادة دار مفتاح 160

(91)والتوزيع للنشر الجبهة دار