دليل تعزيز استقلال القضاء ونزاهته

دليل تعزيز استقالل القضاء ونزاهته

سيادة القانون

2003يناير

المؤسسة الدولية ألنظمة اإلنتخابات ترجمة ونشر

برنامج إدارة الحكم في الدول العربية، الذي يرعاه المكتب اإلقليمي للدول سهام من إب

.التابع لبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي العربية

2 دليل تعزيز استقالل القضاء ونزاهته

____________________________________________________________________

:خة أصلية باللغة االنجليزية أصدرهاتمت اعادة انتاج الدليل باللغة العربية بناءا على نس

مكتب الديمقراطية واحسان الحكم

قسم المعونة للديمقراطية، والنزاعات، والمساعدات اإلنسانية هيئة التنمية الدولية األمريكية

20523-3100مدينة واشنطون

خبرات التنمية للحصول على النسخة األصلية يمكن االتصال بمكتبة

Development Experience Clearinghouse:

وكذلك رقم ) اإلصدار المراجع–دليل تعزيز استقالل القضاء ونزاهته (رجاء اإلشارة إلى عنوان الوثيقة • ).PN-ACM-007(الوثيقة وهو

يحق للعاملين بهيئة التنمية الدولية األمريكية، والجهات المتعاقدة مع الهيئة بالخارج، وكذلك المنظمات • . الهيئة أن تحصل على هذه الوثائق مجاناالتى تمولها

يحق للجامعات، ومراكز البحث، والمكاتب الحكومية، وغيرها من المؤسسات فى البالد النامية أن • .تحصل على عدد يصل إلى خمسة عناوين مجانا

لهم يحق لجميع المؤسسات واألفراد شراء هذه الوثائق على أال يرسلوا قيمة الوثائق بداية وإنما سترسل • .فاتورة بتكاليف اإلصدار والبريد

Developmentمكتبة خبرات التنمية : عناية) 703 (351-4039ترسل الطلبات بالفاكس على رقم Experience Clearinghouse (DEC)

org.iecd.docorder@decأو ترسل الطلبات بالبريد اإللكترونى على عنوان


:حول سلسلة اإلصدارات الفنية

بدأ صدور سلسلة اإلصدارات الفنية عن إدارة الديمقراطية واحسان الحكم التابعة لهيئة التنمية الدولية األمركية فى ، حيث تتضمن هذه السلسلة النشرات الموجهة فى األساس للعاملين فى هيئة التنمية الدولية 1998مارس عام

أنه من الجائز أن يستفيد من هذه السلسلة جميع األشخاص المهتمون بهذا القطاع، هذا ومن الممكن األمريكية، غير أن يكون مؤلفو هذه النشرات من العاملين فى هيئة التنمية الدولية األمريكية أو أفراد من الجمهور أو القطاع

يمقراطية واحسان الحكم بالحق فى ويحتفظ مكتب الد. الخاص، وقد تصدر هذه النشرات بالتعاون فيما بينهممراجعة وتحرير محتوى وشكل جميع اإلصدارات كما تخضع جميع الموضوعات إلى عملية مراجعة واسعة من

ويستهدف جزء من هذه اإلصدارات اإلشارة إلى أفضل التطبيقات، . جانب هيئة التنمية الدولية األمريكيةعليها الممارسون لنشاط ما، كما تتضمن السلسلة إصدارات تستهدف والدروس المستفادة، واألدلة التى أن يطلع

.إثارة الجدل والحوار

.توجد فى نهاية هذه الوثيقة قائمة بإصدارات أخرى مماثلة وكذلك المعلومات الالزمة لطلبها

:حول هذه الوثيقة

ى على آليات السوق ويعتمد يعد استقالل القضاء هو قلب القضاء السليم وهو حجر األساس لمجتمع ديمقراطى مبناختبار ) 1: (وبدراسة استقالل القضاء، تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق ثالثة أهداف أساسية. على سيادة القانون

الجمع بين الخبراء فى هذا المجال للتداول فى أصعب ) 2(فاعلية المناهج الحالية فيما يتعلق باستقالل القضاء؛ إصدار وثيقة تساعد على توجيه العاملين فى المكاتب التابعة ) 3( استقالل القضاء؛ المشاكل التى تواجه تعزيز

.للهيئة

أية مالحظات خاصة بهذه الوثيقة وكذلك التساؤالت المتعلقة باستقالل وعدالة القضاء توجه إلى

، القائم بأعمال قائد الفريق Michael Miklaucic مايكل ميكلوسيك فريق سيادة القانون

)202 (712-1982 :فونتلي )202 (216-3231 :فاكسgov.mmiklaucic@usaid

مكتب الديمقراطية واحسان الحكم قسم الديمقراطية، والنزاعات، والمساعدات اإلنسانية

هيئة التنمية الدولية األمريكية Washington DC ،3100-20523واشنطون دى سى

تتوفر معلومات إضافية بما فى ذلك النسخ اإللكترونية لسلسلة اإلصدارات الفنية لمكتب الديمقراطية واحسان الحكم وكذلك على موقع اإلنترنت DG/G/gov.usaid.inside://httpعلى موقع اإلنترانت الخاص بالمكتب وهو

.democracy/gov.usaid.www://http/الدولية األمريكية الخاص بالديمقراطية وهو لهيئة التنمية

:حول المكتب


يعد مكتب الديمقطراطية واحسان الحكم الركيزة األساسية لبرامج الديمقراطية والسيادة التابعة لهيئة التنمية الدولية حيث أن دور المكتب هو أن يوفر للهيئة وغيرها من الجهات العاملة فى مجال التنمية الخبرة الفنية األمريكية،

:والذهنية المطلوبة لدعم التنمية الديمقراطية، ويقدم المكتب هذه الخبرة فى المجاالت التالية

سيادة القانون • اإلنتخابات والمسارات السياسية • المجتمع المدنى • احسان الحكم •

وتقديرشكر

Gail Lecceجيل ليتشيه

جيل هى القائم بأعمال نائب مدير مكتب الديمقراطية واحسان الحكم، وقد تخرجت فى جامعة والية بنسيلفانيا حيث حصلت على شهادة عليا فى األدب اإلنجليزى ثم حصلت على الدكتوراه فى القانون فى كلية الحقوق بجامعة

سسات القانونية فى هاواى قبل اإللتحاق بالعمل فى هيئة التنمية الدولية هارفارد، وقد عملت جيل بأحد المؤ وقد كانت جيل تتنقل داخل الهيئة بين وظائف مستشار عام 1979األمريكية بإدارة االستشارات العامة فى عام

ريكا الوسطى وقد تضمنت المهام المسندة إليها العمل كاستشارى قانون إقليمى ألم. ومسئول بمكتب الديمقراطية، ومساعد االستشارى العام للعقود، ومدير لمكتب الديمقراطية فى كل من )حيث استقرت فى كوستا ريكا(

صالح مكتب الديمقراطية واحسان الحكم، بما لكما أدارت جيل مشروع استقالل القضاء . إلسلفادور والهندوراس .الدراسات الفنية ودراسات الحالة المقدمةفى ذلك متابعة بعض األجزاء من هذه الوثيقة وكذلك تحرير

(IFES) المؤسسة الدولية ألنظمة اإلنتخابات

تقدم المؤسسة الدولية ألنظمة اإلنتخابات االستشارات المهنية والمعونة الفنية من أجل تعزيز الديمقراطية كما تقوم كرست المؤسسة جهودها إلنجاح بدور الجهة المسئولة عن المعلومات الخاصة بالتنمية الديمقراطية، وقد

الديمقراطية فى العالم كله وتعزيز مفهوم أن لكل فرد فى جميع أنحاء العالم الحق فى التعبير الحر بناء على دراية هذا وتوقن المؤسسة أن السيادة الديمقراطية ما هى إال عملية ديناميكية وفى نمو . تامة عن المنهج الذى يحكم به

دولة حيث تقدم 100ع احتياجات الناس وتقوم على تلبيتها، وقد عملت المؤسسة فى أكثر من مستمر تنشأ من واقاإلنتخابات، وسيادة القانون، واحسان الحكم، والمجتمع المدنى، كما كانت المؤسسة : خبرتها فى المجاالت التالية

.لقضاءالدولية ألنظمة اإلنتخابات المسئول الرئيسى عن هذه الدراسة حول استقالل ا

Sandra Coliverساندرا كوليفر

فى الفترة (كانت ساندى تعمل لدى المؤسسة الدولية ألنظمة االنتخابات فى منصب كبير استشارى سيادة القانون ، وقامت بتنسيق مشروع استقالل القضاء كما قامت على إدارة برامج سيادة )2001 وحتى مارس 1999من

مع ) 1998 – 1996فى الفترة من (ء مختلفة من العالم، وقد عملت فى البوسنة القانون والمشاركة فيها فى أنحاوقد عملت على مدى خمس سنوات . األمم المتحدة، ومنظمة األمن والتعاون فى أوروبا، وجماعة األزمة الدولية

لندن، وقد مارست ، المركز الدولى المناهض للرقابة، والكائن مقره فى 19فى وظيفة مدير برنامج القانون للمبدأ المحاماة فى سان فرانسيسكو كما قامت بالتدريس فى عدد من الدورات حول القانون الدولى وحقوق اإلنسان فى

وهى حاليا تشغل منصب المدير التنفيذى لمركز . بولت هول بجامعة بركلى وكلية الحقوق بوالية واشنطون .ة منتهكى حقوق اإلنسانالعدالة والمسئولية وهى جمعية أهلية تعمل على إدان


Keith E. Hendersonكيث هاندرسون

يشغل كيث حاليا منصب كبير استشارى سيادة القانون وزميل بحث فى المؤسسة الدولية ألنظمة االنتخابات، كما بكلية الحقوق بجامعة واشنطون " الفساد العالمى وسيادة القانون من خالل منظور تكنولوجى"يدرس مادة بعنوان

وقد شغل كيث منصب كبير استشارى سيادة القانون والسياسات المناهضة للفساد بهيئة التنمية الدولية . مريكيةاأليلتسين لسيادة القانون والتى بلغت / كما أنه طبق مبادرة كلينتون1998 وحتى 1993األمريكية فى الفترة من

وقد قام كيث بمراجعة هذه الوثيقة والتعليق على . مليون دوالر فى بلدان اإلتحاد السوفيتى السابق50قيمتها المسودات الخاصة بها حيث ركز بالدرجة األولى على الموضوعات الخاصة بالمجتمع المدنى، والفساد، وتطبيق

.2001القانون كما استمر فى تقديم االستشارات إلى المشروع بعد إنضمامه للمؤسسة فى مايو

اصة بالبلدان المختلفة واألوراق الخاصة بالمفاهيمكاتبو الدراسات اإلقليمية والخ

Louis Aucoinلوى أوكوان

يعمل لوى أستاذا للقانون المقارن بكلية الحقوق بجامعة بوسطون، وعمل فى برامج حول سيادة القانون فى كل من .لدستور الفرنسىهاييتى، وإندونيسيا، وكامبوديا، وتشاد، ومدغشقر، وتيمور الشرقية، كما له مؤلف فى شرح ا

William E. Davisويليام ديفيس

، كما عمل على مدى األربع DPK Consultingيعد ويليام مؤسسا رئيسيا لشركة دى بى كى لالستشاراتوقد عمل . وعشرين سنة الماضية فى إدارة العدالة على المستوى الدولى والفدرالى وعلى مستوى الواليات كذلك

Inter-American الدولية األمريكية، والبنك الدولى، وبنك التنمية داخل أمريكا مستشارا لهيئة التنميةDevelopment Bank ،كما عمل فى مشروعات فى األرجنتين، وشيلى، وكولومبيا، وكوستا ريكا، وإكودور

وباكستان، والسلفادور، وجواتيماال، وهندوراس، ونيكاراجوا، وبنما، وبيرو، وأوروجواى، وفنزويال، وكوسوفو، وقد عمل ويليام فى السابق مديرا للمكتب اإلدارى للمحاكم وأمين سر المجلس القضائى . والضفة الغربية وغزة

والمفوضية المعنية بالتعيين القضائى بوالية كاليفورنيا؛ كما أنه المدير التنفيذى للمحاكم الفدرالية بالواليات التسعة .لك مديرا للمكتب اإلدارى للمحاكم بوالية كنتاكىالغربية ومنطقة المحيط الهادى، وكذ

Guiseppe Di Federicoجويسيب دى فيديريكو

جويسيب هو أستاذ دائم للقانون بجامعة بولونيا؛ وكذلك المدير المؤسس لمركز الدراسات القضائية، بجامعة بولونيا منذ عام ( الدراسات األهلية اإليطالى ؛ والمدير المؤسس لمعهد بحوث األنظمة القضائية، مجلس)1981منذ عام (

وقد عمل كخبير استشارى فى األمور ). 1999منذ عام (؛ والرئيس األول لشبكة البحث األوروبى )1992، وبرنامج التنمية التابع )باألرجنتين(المتعلقة باإلصالح القضائى لدى عدد كبير من المنظمات، منها البنك الدولى

كما يتعاون بشكل مستمر . ، وكذلك لدى عدد من البلدان الشيوعية سابقا بأوروبا الشرقية)بفيتنام(لألمم المتحدة ، ومع معهد الدراسات العليا Ecole Nationale de la Magistrature) بوردو(مع مدرسة القضاء القومية

ضرات فى التخطيط لعقد محاInstitut des Hautes Etudes sur la Justice) باريس(عن العدالة .ولقاءات للقضاة، وأعضاء النيابة العامة، والباحثين األوروبيين

Stephen Golubستيفن جولب

يعمل ستيفن كاستشارى فى القانون الدولى وكمحاضر فى قانون التنمية الدولية والسياسية لدى كلية الحقوق ببولت راجعة برامج القانون فى جميع أنحاء هذا وقد أشرف على م. ، بجامعة كاليفورنيا ببيركلىBoalt Hallهول


، كما أنه عمل على مدى خمسة عشر عاما فى برامج سيادة Ford Foundationالعالم التابعة لمؤسسة فورد .القانون، حيث أمضى منهم ستة أعوام فى آسيا

Mira Gur-Arieأرى -ميرا جور

هات القضائية لدى المركز القضائى الفدرالى ى التدريب القضائى فى مجال العالقات بين الجيميرا هى كبير محامFederal Judicial Center وهو جهة التدريب والبحث التابعة للقضاء الفدرالى بالواليات المتحدة ،

.األمريكية

Linn Hammergenلين هامرجين

لى، وهى تعمل فى ى كبير أخصائيى إدارة القطاع العام لدى إدارة أمريكا الالتينية اإلقليمية بالبنك الدوهلين وقد أمضت قبل ذلك اثنى عشر عاما فى إدارة . مجاالت اإلصالح القضائى واالستراتيجيات المناهضة للفساد

.مشاريع إدارة العدالة لدى هيئة التنمية الدولية األمريكية

Erik Jensenإيريك جنسن

Transnational Business Law العالمىيعمل إريك مديرا للبحث وزميال لبرنامج قانون األعمالProgram لدى كلية ستانفورد للحقوق، وقد عمل لدى مؤسسة آسيا على مدى خمسة عشر عاما يتخللهم عمله

.كمدير للمكاتب اإلقليمية، كما أنه استمر فى العمل كمستشار قانونى

Margaret Popkinمارجريت بوبكن

Due Process of Lawإلجراءات القانونية مارجريت هى المدير التنفيذى لمؤسسة عدالة وسالمة اFoundation لدعم وتعزيز إصالح األنظمة القضائية القومية فى الغرب، كما أنها 1999والتى أسست فى عام

عملت فى مجاالت سيادة القانون والعدالة فى العديد من بلدان أمريكا الالتينية كما أنها محلال رائدا فى لدى كل من ) 1993 وحتى 1985منذ عام (وقد عملت فى السلفادور . ع العدالةالموضوعات المتعلقة بقطا

.مفوضية الحقيقة التابعة لألمم المتحدة وبرنامج األمم المتحدة للتنمية

Edwin Rekoshإدوين ريكوش

قد بدأت هذه يعمل إدوين ميدرا لمبادرة قانون المصلحة العامة فى المجتمعات اإلنتقالية بكلية كولومبيا للحقوق، و، كما تساعد المبادرة فى التنمية وتساعد Ford Foundation بدعم من مؤسسة فورد 1997المبادرة فى عام

وقد . على خلق الصالت بين جماعات قانون المصلحة العامة فى أوروبا الوسطى والشرقية، وروسيا، ووسط آسياوات قبل إنضمامه إلى مجموعة قانون حقوق اإلنسان عمل إدوين لدى مكتب األخوة كودرت للقانون لمدة ثالث سن

كما عمل بعد ذلك ). 1995 وحتى 1992منذ عام (الدولى حيث أدار مكتب المجموعة فى بوخارست كاستشارى لمؤسسة فورد ومعهد المجتمع المفتوح حيث عمل فى مشاريع تتعلق بحقوق اإلنسان وإصالح القانون

.فى أوروبا الوسطى والشرقية

Russell Wheelerل ويلر راس


يعمل راسل نائبا لمدير المركز القضائى الفدرالى بالواليات المتحدة األمريكية، والذى يقدم التدريب األساسى والمستمر للقضاة الفدراليين وموظفى المحاكم، ويجرى أبحاثا على إجراءات العمل بالمحاكم، كما يقدم المساعدة

.ألنظمة قضائية أجنبية

Jennifer Widnerويدنر جينيفر

.W.W)" بناء سيادة القانون"جينيفر هى مدرس مساعد للعلوم السياسية فى جامعة ميتشيجن، وقد ألفت كتاب Norton, 2000)وغيرها من الكتب حول السياسة والتغير السياسى فى أفريقيا .

_____________________________

التابع لهيئة التنمية الدولية األمريكية أن يتقدم بجزيل الشكل لكل من كما يسعد مكتب الديمقراطية واحسان الحكموهى أمريكيا (مارجريت بوبكن وإدوين ريكوش حيث أنهما لم يقدما األجزاء الخاصة بمناطق خبراتهما فقط

المفاهيم ع ، وإنما ساعدا فى اختيار المساهمين من الدول المختلفة وكذلك فى وض)الالتينية وأوروبا الشرقة وآسياكما يود مكتب الديمقراطية واحسان الحكم أن يشهد بالمساهمات التى . الصحيحة للمشروع منذ خطواته األولى

أرى، ولين -قدمها كل من لويس أوكين، وويليام ديفيس، وجويسيب دى فيديريكو، وستيفن جولب، وميرا جورلكتابتهم للموضوعات فى هذا الدليل، وإنما لتقديم هامرجن، وإريك جنسن، وراسل ويلر، وجينيفر ويدنر ليس فقط

.Amb، والسفير جيمس مايكل Richard E. Messickالنصيحة المستمر، كما تشكر ريتشارد ميسيك James Michel وتوم كاروذرز ،Tom Carothers وجون بالكتون ،John Blackton لتعليقهم

.وإضافتهم على عدد من المسودات التى طرحت

أن نقدم جزيل الشكل لعدد من أعضاء الهيئة القضائية بالواليات المتحدة األمريكية لما قدموه من أفكار، كما نود، رئيس لجنة العالقات القضائية الدولية )مينوسوتا (Paul A. Magnusonوخاصة القاضى بول ماجنوسن

، والقاضى )ماريالند (Peter Messitteللمؤتمر القضائى بالواليات المتحدة األمريكية، والقاضى بيتر ميست .Bohdan A، والقاضى بودان فيوتى )أوكالهوما (Vicki Miles-LaGrangeفيكى مايلز ال جرانج

Futey محكمة الطعون الفدرالية بالواليات المتحدة األمريكية، والقاضى مارفن جاربس ،Marvin Garbis قة كولومبيا، وباإلضافة إلى ذلك، نود أن نشكر كل ، محكمة منطNan Shukerوالقاضى نان شوكر ) ماريالند(

من المكتب اإلدارى للمحاكم Karen Hanchett وكارن هانشت Louise Williamsمن لويس ويليامز .األمريكية

كما نود أن نشير بالتقدير لألسماء التالية والذين شاركوا فى مناقشات المائدة المستديرة وأبدوا تعليقاتهم على ، كبير استشاريى السياسات الخاصة John Lobsingerجون لوبسينجر : األولى للدليل وهمالمسودات

John Blacktonبالديمقراطية واحسان الحكم، قسم السياسات، هيئة التنمية الدولية الكندية؛ جون بالكتون متحدة للتنمية، قسم ، المستشار القانون لبرنامج األمم الJamal Benomar، أميديست؛ جمال بن عمر )القاهرة(

، نائب رئيس مركز األمريكتين لدراسات العدالة وأستاذ Doug Casselاالستجابات الطارئة؛ دوج كاسل ، أستاذ العلوم السياسية المتقاعد ومحرر لـ Peter Russellالقانون بكلية نورثويسترن للحقوق؛ بيتر راسل

، كبير Joseph N. Onek؛ جوزيف أونيك )2001، فيرجينيا(" االستقالل القضائى فى عصر الديمقراطية"، الرئيس بالبرامج Joseph Jonesالمنسقين السابق لسيادة القانون، بوزارة الخارجة األمريكية؛ جوزيف جونز

، المدير بمكتب أعالى البحار Carl Alexandreالدولية فى التدريب والتنمية، القسم الجنائى؛ كارل ألكسندر ، المدير بإدارة تدعيم الديمقراطية، Amy Young قسم تقديم المعونة والتدريب؛ امى يونج لتطوير النيابات،

.مكتب الديمقراطية، حقوق اإلنسان والعمل، بوزارة الخارجة األمريكية


كما أنه هناك العديد من العاملين داخل هيئة التنمية الدولية األمريكية الذين نود أن نشير بالتقدير إليهم حيث انهموجهوا أسئلة جيدة عالوة على تقديم مالحظاتهم الجيدة على األوراق التى قدمت سواء عن البلدان أو األقاليم

Gerry Donnelly، جيرى دونلى Alexandra Braginskiالمختلفة، ونخص بالشكر، ألكساندرا براجينسكى ، Margaret Sarlesريت سارلز ، مارجيDavid Black، ديفيد بالك Patricia Liefert، باتريشيا اليفرت

.Jan Stromsen، جان سترومسن Don Muncy، دون مونسى Neil Levineنيل ليفين

:تمهيد هيئة التنمية الدولية األمريكية

يزيد على خمسة منذ مالقد بدأت هيئة التنمية الدولية األمريكية فى عهدها القريب بالعمل فى برامج سيادة القانون العديد من هذه البرامج يكون تعزيز استقالل القضاء هدفا واضحا، أما فى البرامج التى ال يكون عشر عاما، وفى

إن استقالل القضاء هو . هذا الهدف واضحا منذ البداية، فإنه حتما يصبح أحد األهداف الواضحة فى أحد المراحلمن الكفاءة كما أنه حجر الزاوية لمجتمع مكمن وقلب القضاء السليم والهيئة القضائية التى تعمل على درجة عالية

. ديمقراطى يعتمد على آليات السوق وعلى سيادة القانون

لقد كان لدينا ثالثة أهداف أساسية عند بداية هذه الدراسة وهى التى أدت إلى عمل هذا الدليل؛ الهدف األول هو أننا القضاء للتعرف على ما إذا كانت هذه المناهج أردنا اختبار صحة وفاعلية مناهجنا الحالية على طريق استقالل

تعمل بكفاءة، وهل يجب تفضيل بعضها على األخرى؟، أما الهدف الثانى، فهو أننا أردنا أن نجمع الخبراء فى هذا المجال لتناول المشاكل الشديدة التى تقف فى طريق تعزيز استقالل القضاء، فقد وجدت حسب خبرتى الشخصية،

ضع وتشكيل برامج تؤدى بالتدريج إلى تحسين وضع استقالل القضاء والقضاة، غير أنه من أنه من السهل والصعب جدا التغلب على المعارضة لهذه الجهود اإلصالحية، وهى معارضة يمكنها أن تهدم مجهود سنين من

هذه المعارضة، وفى العديد من الحاالت، كان من الصعب حتى تحديد مصادر. التقدم بحركة سياسة ماكرة واحدةلذا نأمل أن نقوم من خالل هذه العملية ومن خالل تجميع حكمة وأفكار المشاركين بتحسين البرامج التى نقدمها فى

.هذا المجال

أما الهدف الثالث، وهو على نفس القدر من األهمية بالنسبة لنا، فهو تقديم وثيقة تساعد وترشد العاملين بمكاتبنا فى ففى واقع األمر، يتوقع من العاملين بالمكاتب اإلقليمية التابعة لهيئة التنمية الدولية األمريكية . األماكن المختلفة

وغيرها من الجهات المانحة أن يقوموا بتغطية مجاالت فنية مختلفة، ومن الصعب أن يتمتع العاملون فى مجال فقد وضع هذا الدليل ليكون مفيدا للعاملين بهذه سيادة القانون بالخبرة الكافية فى جميع نواحى هذا الموضوع، لذا،

المكاتب والذين يتمتعون بمستويات خبرة متفاوتة، وذلك توفيرا للمعلومات األساسية عالوة على تقديم بعض . األفكار الجديدة لهؤالء الذين يتمتعون بخبرة أكبر فى هذا المجال

أن المعلومات التى وصلتنا بخصوص مناهجنا الحالية أكدت وأعتقد أننا قد نجحنا على هذه األصعدة الثالثة، حيثوعلى الرغم من عدم ظهور مناهج جديدة كليا، غير أنه قد ظهرت بعض المفاجآت من . أنها بشكل عام صحيحة

جانب خبرائنا الداخليين كما أضيفت بعض المناهج إلى مجموعة المناهج المتبعة وكانت تعتبر من قبل ال تتناول وبالطبع لم نجد الوسيلة السحرية التى يمكنها التعامل مع المعارضة لإلصالح، غير أننا . ستقالل القضاءمشاكل ا

واألهم من ذلك، هو أننا نعتقد بأن هذه . قد ركزنا على زيادة اإلهتمام بهذا الموضوع وطورنا بعض من أفكارنا . بشكل منظم ومحددالدراسة قد أسفرت عن دليل مفيد لتطوير برامج استقالل القضاء

وهناك فائدة إضافية كذلك وهى العالقات التى نشأت خالل هذا العمل، حيث أنه كان عمال مشتركا بين المؤسسة الدولية ألنظمة اإلنتخابات وهيئة التنمية الدولية األمريكية، عالوة على مشاركة عدد كبير من األفراد، لذا فإننى

، على تنظيم Sandy Coliverمة اإلنتخابات وأخص بالشكر ساندى كوليفر أود أن أشكر المؤسسة الدولية ألنظهذا العمل والتى كانت فى حد ذاتها ثرية وزاخرة بالخبرات وكذلك على المجهود الذى بذل فى هذا المشروع، كما


ليس فقط أود أن أشكر جميع من ساهم فى هذا العمل، كما أننا سنستمر فى االعتماد عليهم لمعاونتنا فى تحسين .مشاريع استقالل القضاء، وإنما جميع البرامج التى نقدمها فى مجال سيادة القانون

جيل ليسى، نائب المدير باإلنابة مكتب الديمقراطية واحسان الحكم

قسم المعونة الديمقراطية، والنزاعات، والمساعدات اإلنسانية هيئة التنمية الدولية األمريكية


فهرس

11............................................................................الملخص التنفيذى 14.......................................................................مقدمة :الجزء األول

14.....................................................الغرض من الدليل ومجاله )أ 14..............................................أهمية إستقالل القضاء ونزاهته )ب 15.............................................................................األسلوب )ج 16.......................................................................تنظيم الدليل )د

17.......................اإلجراءات الرئيسية واألنظمة المؤسسية :الجزء الثانى

17..............................................الحصول على التأييد لإلصالحات )أ 20...............................مجابهة التدخل من خالل الهيكل المؤسسى )ب 36..........................................تنمية القدرات والسلوكيات القضائية )ج 42....................................................................زيادة الشفافية )د

46..................................تعزيز احترام المجتمع لدور القضاء النزيه )هـ 49............................................العالقة بين االستقالل والمسئولية )و 50......................................................................؟من أين نبدأ )ز

52....................................الدراسات اإلقليمية والمحلية :الجزء الثالث

52......استقالل القضاء فى الدول اإلفريقية التى تطبق القانون العام )أ الدروس المستفادة من جهود اإلصالح فى أوروبا الشرقية والمنطقة )ب

63.....................................................................................األوروآسيوية

82....................................................استقالل القضاء فى فرنسا )ج 93...................................................استقالل القضاء فى إيطاليا )د

109.......................جهود تعزيز استقالل القضاء فى أمريكا الالتينية )هـ 143.......................استقالل القضاء فى الواليات المتحدة األمريكية )و

161...........................................الموضوعات األساسية : الجزء الرابع

161.....................................استقالل القضاء والمسئولية القضائية )أ

170..............دور إدارة المحاكم فى تعزيز استقالل القضاء ونزاهته )ب

178......................مساهمات المجتمع المدنى فى استقالل القضاء )ج

189........................................................تقالل القضاءإطار برامج اس )د

202...................................معايير ومبادئ استقالل القضاء ":أ"الملحق 214...........................................المواقع على شبكة اإلنترنت": ب"الملحق


الملخص التنفيذى

يعد تحقيق استقالل القضاء بهدف ضمان نزاهة األحكام القضائية من العمليات المعقدة، حيث أن العديد من البلدان محاولة تحقيق هذا الهدف، سواء بمساعدات من جهات مانحة أو بدون مساعدات، ويعتمد قد لجأت لطرق عدة

. لمتأصلة فى هذه البلدان، والتوقعات المنتظرة، وكذلك التنظيم المؤسسىجزء كبير من هذه العملية على العادات اويستهدف هذا الدليل تعزيز تفهم الموضوعات المختلفة وكذلك معاونة هيئة التنمية الدولية األمريكية وغيرها من

.الجهات المانحة فى تصميم وتنفيذ برامج فعالة

دولة، ثم وضعت االستنتاجات 26وأوراق مقدمة من خبراء من وقد وضع هذا الدليل مبدئيا على أساس أفكار التى خلصت إليها هذه األوراق موضع المناقشة والتدقيق فى سلسلة من مناقشات الموائد المستديرة حيث شكلت

بالجزء لقد تم تقسيم الدليل إلى ثالثة أجزاء رئيسية، فقد بدأ. النتائج النهائية التى توصلوا إليها أساس هذا الدليلالتمهيدى، يليه الجزء الثانى والتى يصف العمليات الرئيسية والترتيبات المؤسسية التى تؤثر على استقالل القضاء، ثم الجزء الثالث والذى يحتوى على دراسات إقليمية ومحلية والتى تركز أكثر على الفوارق المهمة فى

بالتالى على استقالل القضاء، أما الجزء الرابع فيتناول الحضارات، والتاريخ، واألنظمة القانونية والتى تؤثر .موضوعات محددة

من الجزء األول على الحاجة لخلق مناخ يدعم اإلصالحات، حيث أنه عادة ما تكون المعارضة لهذه " أ"يؤكد القسم وعادة . سارةاإلصالحات قوية جدا حيث أنها تهدد الكثير من المصالح، فالعديد من الناس يكونون معرضين للخ

ما تخاف العناصر الفاعلة فى النظام من أثر هذه اإلصالحات عليهم، وأحيانا تكون الرؤيا لما ستحققة اإلصالحات وفى نفس الوقت، عادة ما تتعرض الجهات المانحة . وكيفية تحقيقه غير مفهومة أو ال تتم مشاركتها مع اآلخرين

قت، ولضمان استمرارية العملية اإلصالحية، من الضرورى أن للضغط للوصول إلى نتائج ملموسة فى أسرع وتأخذ الجهات المانحة وشركاؤها المحليون وقتهم لبناء التأييد الالزم لإلصالحات منذ البداية، حيث أن الوقت

.والمجهود الضروريين للقيام بهذه المسألة مهمين جدا، وفى أغلب األحيان ال يقدر التقدير الكافى

ضرورى توفر تحالف كبير يتضمن حلفاء من داخل الهيئة القضائية وخارجها، كما يمكن للجمعيات هذا ومن الاألهلية أن تقوم بدور صوت الجماهير، كما أن القضاة هم الحلفاء الطبيعيون لذا فإن شعورهم باإلنتماء واإللتزام

يث أنه إن لم يتم إشراك الهيئة نحو هذه اإلصالحات ضرورى جدا من أجل تطبيقها بفاعلية، والعكس صحيح، حالقضائية فى هذه العملية، أو إذا شعروا أنهم يهاجمهون من قبل هذه الحمالت اإلصالحية، فمن الممكن أن يتحولوا

هذا وتسعى االستراتيجية الناجحة للحصول على التأييد من داخل الهيكل السياسى من . إلى معارضين فاعلين على ممارسة الضغط عليها، وأحيانا يكون من الصعب الحصول على تأييد وسائل خالل تكوين تحالفات، عالوة

اإلعالم خاصة ما إذا كان لدى مالك هذه الوسائل مصالح متعارضة مع اإلصالح، غير أنه من المهم حث بعض إذا . يخدمهاكما أن نشر نتائج االستقصاءات التى تدعم القضية يمكن أن. وسائل اإلعالم ليكونوا أبطال اإلصالح

وبشكل عام، يجب أن تتمتع الحمالت اإلصالحية باالستراتيجية واالستمرارية، وهو األمر الذى قد يتطلب فى .العديد من األحيان تحديد منظمة أهلية لديها مجموعة من الخبراء المتفرغين تقريبا لبذل هذه المجهودات

ة فى تنظيم وهيكل الهيئة القضائية والذى يجعلها عرضة من الجزء األول فيصف النقاط الرئيسي" ب"أما القسم هناك فروق أساسية بين نظام . للتدخل فى عملها واالستراتيجيات التى يمكن أن تستخدم للحد من هذه التدخالت

القانون العام ونظام القانون المدنى والتى كان لها أثرها على األساليب التى تطورت بها ترتيبات ضمان استقالل لقضاء فى كل منهما والتى تحتاج إلى تفهمها، غير أنه، وعلى مدى العقود الماضية، كان هناك تقاربا فى العديد ا

.من العناصر المؤسسية التى تدعم استقالل القضاء

هذا ومن الضرورى جدا سيادة قضاة يتمتعون بقدر كبير من النزاهة والكفاءة، لذا، فإن األسلوب الذى على أساسه إن البلدان التى تطبق نظام القانون المدنى عادة . تيار القضاة وتعيينهم عادة ما يكون أحد أهداف اإلصالحيتم اخ


ما تلجأ إلى المجالس القضائية لضمان أقل تدخل من السلطة التنفيذية، أو األحزاب السياسية، أو سيطرة الصفوة لى محاولة تشكيل المجلس بالشكل الصحيح الذى على التعيين فى القضاء، وعادة ما يكون هناك تركيز كبير ع

يضمن تحقيق هذا الهدف، غير أن خبراءنا قد أجمعوا على أن شفافية اجراءات االختيار التى يطبقها المجلس أهم غير أنه هناك أساليب يمكن من . من تشكيل المجلس ذاته، حيث أن دراسة الجمهور للمرشحين تعد مسألة مهمة

يل المجلس، كمشاركة الجمهور، من خالل المحامين وأساتذة القانون، والتى يمكن أن تساعد خاللها تطوير تشكعلى الحد من سيطرة السلطة التنفيذية، أو الجماعات األخرى، أو المحكمة العليا، كما أن تضمين قضاة من

، عالوة على أن السماح لكل الدرجات األولى من الممكن أن يحد من التأثير الزائد الذى تمارسه القيادة القضائية .مجموعة باختيار ممثل عنها من الممكن أن يعزز االستقاللية

وعادة ما تستخدم البلدان التى تطبق نظام القانون المدنى أسلوب اختيار مبنى على األهلية والذى يتضمن عقد از تقدم إذا ما قارناه باألساليب اختبار الختيار قضاة محاكم الدرجات األولى، وقد يؤدى تبنى هذا النظام إلى إحر

التقليدية السياسية أو الشخصية، غير أنه ليس هناك اتفاق واسع حول كيفية اختبار المؤهالت التى تتعلق بعدالة إن توفير عملية اختيار افضل يجب أن يعززه تأمين الوالية القضائية، ومن اآلليات األولية التى . ونزاهة القاضى

ين الوالية القضائية التعزيز المالئم واإلجراءات الصارمة التى تتسم بالشفافية، والتى تكون على يمكن أن تحمى تأمإن مدة والية القضائى ترتبط بتأمين الوالية، حيث أنه . قدر كبير من الموضوعية، والتى يتم اإللتزام بها عمال

تهاء مدة واليتهم، لذا، وسواء كانت مدة عادة ما يكون القضاة عرضة للخضوع للتأثير الخارجى عند اقتراب ان .الوالية مدى الحياة أو لمدة محددة، فيجب أن تكون طويلة بالقدر الكافى الذى يحد من خضوعه لهذا التأثير

الهيئة القضائية التى تعتمد ) 1: (وهناك نموذجان أساسيان يعرفان عالقة الهيئة القضائية بباقى سلطات الحكومةالهيئة القضائية التى تعد ) 2(يذية فيما يتعلق بأمورها اإلدارية وتلك التى تتعلق بالميزانية؛ وعلى السلطة التنف

وعلى الرغم من وجود أمثلة واضحة من الهيئات . سلطة مستقلة وتدير أمورها اإلدارية وميزانيتها الخاصة إتجاه اآلن نحو مد الهيئات القضائية القضائية التى تتبع النموذج األول والتى تتمتع باالستقالل، غير أنه هناك

إن توفر ميزانية مناسبة عادة ما يكون . بالمزيد من السيطرة اإلدارية لتحميها ضد سيطرة السلطة التنفيذيةومع . ضروريا لحماية استقالل القضاء، خاصة عندما تكون العادة هى مد ميزانية الهيئة القضائية بموارد خارجية

ل التنظيمى للهيئة القضائية على استقاللها، فإن الهيكل التنظيمى الذى يؤثر على المحامين أهمية تأثير الهيكالمستقلين يعد على نفس القدر من األهمية، فإن نقابة المحامين التى تراقب نفسها بصرامة بهدف منع أية ممارسات

.شاركة فعالة فى خلق نظام قضائى جيدغير أخالقية أو غير قانونية قد يقوم بها أعضاؤها، من الممكن أن تقدم م

من الجزء األول على الدور الذى يقوم به القاضى الفرد فى تعزيز استقالل القضاء، فإن القضاة " ج"ويركز القسم الذين يفتقدون إلى القدر الكافى من اإللتزام باستقاللية القضاء أو إلى التدريب والمهارات المناسبة، عادة ما يكونون

ضة للخضوع للمؤثرات الخارجية، لذا، فإن برامج التدريب لها تأثير كبير، وقد تم التأكيد بشكل خاص أكثر عركما أنه كان هناك إجماع بين المشاركين فى وضع هذا الدليل على أن التدريب . على التدريب على األخالقيات

قالل القضاء، كما أن الوضع المتدنى غير الكافى فى كلية الحقوق هو من أخطر العقبات التى تواجه تطوير استللهيئة القضائية فى العديد من البلدان، والذى ينعكس فى قلة المرتبات وظروف العمل السيئة، يعد من المسائل التى تصعب على القضاة االحتفاظ بنزاهتهم المهنية الضرورية لمواجهة الفساد وغيره من الضغوط الخارجية، لذا، فإن

ت وتحسين الظروف من الممكن أن يكون ضروريا جدا، هذا وقد كانت االتحادات القضائية دائما زيادة االمتيازا .أحد األساليب الفعالة فى رفع المستوى المهنى للقضاة

. هذا وقد تم التركيز على أهمية الشفافية بالنسبة الستقالل القضاء فى معظم المناهج التى يتضمنها هذا الدليل الجزء األول أساليب إضافية يمكن من خاللها زيادة الشفافية، حيث أن الشفافية فى تنظيم من" د"ويصف القسم

المحكمة وإجراءاتها من الممكن أن تزيد من صعوبة إمكانية التدخل فى شئون المحكمة، كما أن اإلدارة الجيدة وكذلك . ع األطرافللسجالت تعد ضرورية عالوة على وجود آلية لضمان توزيع الدعاوى بشكل منصف لجمي

من الممكن أن يساعد نشر األحكام القضائية على إعاقة إصدار أحكام على أساس اعتبارات أخرى خالف القانون


إن اإلجراءات الشفهية، والتى يتواجه فيها الخصوم، والعلنية قد زادت من الشفافية فى . ووقائع الدعوىن متابعة الجمعيات األهلية واألكاديميين واإلعالم ألعمال المحكمة اإلجراءات الجنائية فى العديد من الدول، كما أ

من الممكن أن تفضح االنحرافات وتعوقحدوثها، كما أن الكشف عن األصول التى يملكها القضاة وعن دخولهم قد .يساعد فى إعاقة الرشوة

من الجزء " هـ"ى القسم إن توقعات المجتمع من القضاء لها دور مهم فى تدعيم االستقالل كما هو موضح فاألول، حيث إن بعض المحاكم قد اكتسبت احترام الجمهور لها من خالل األحكام التى أصدرتها فى موضوعات

وتعد كفاءة العمل بالمحكمة، بما فى ذلك تداول الدعاوى فى فترات . دستورية ضد مصالح راسخة ومعروفةهذا ويجب نشر اإلصالحات القضائية الهامة وذلك . القضائيةمناسبة، على نفس القدر من أهمية تنفيذ األحكام

.لتدعيم منزلة المحاكم

وتجاهد الهيئات القضائية فى العديد من الدول التى تمر بمرحلة إنتقالية من أجل الخالص من السيطرة التاريخية فيذية، غير أنه ال توجد هيئة عليها سواء من جانب الصفوة، أو العسكريين، أو األحزاب السياسية، أو السطلة التن

قضائية قد حصلت على حرية كاملة فى التصرف وفقا لما تراه، كما أنه ليس ذلك مطلوبا، ففى النهاية، يجب أن يكون القضاء مسئوال أمام الجمهور سواء فى أحكامه أو فى اإلجراءات التى يتخذها، مثله فى ذلك مثل أية مؤسسة

.من الجزء األول العالقة بين اإلستقالل والمسئولية" و"ناقش القسم فى ظل سيادة الديمقراطية، وي


:مقدمة :الجزء األول

:الغرض من الدليل ومجاله )أ

:يسعى هذا الدليل إلى تحقيق ما يلى

تدعيم الفهم الجيد للموضوعات المتعلقة • .باإلستقالل القضائى

تقديم العون لهيئة التنمية الدولية األمريكية •ن الجهات المانحة، بالتعاون مع وغيرها م

نظرائهم المحليين، من أجل تصميم البرامج التى تدعم بكفاءة اإلستقالل القضائى

.وتنفيذها

لقد كان هناك جدال كبيرا مع بداية العمل الذى أدى فى النهاية إلى إصدار هذا الدليل حول . اإلطار المناسب الذى يجب أن يتناوله الدليل

عادة ليعنى تمتع " إستقالل القضاء "ويستخدم تعبيركل من المؤسسة القضائية والقضاة كأفراد بحرية تحميهم من تدخل المؤسسات واألفراد اآلخرين، أما بالنسبة لألمريكيين، فعادة ما يعنى هذا التعبير بشكل محدد نظامنا الخاص والذى يفصل بين السلطات التنفيذية، والقضائية، والتشريعية، وهو

ام تختلف خصائصه عن هياكل السيادة فى نظ .العديد من الدول األخرى

وعلى الرغم من ذلك، فإن النظام الهيكلى ليس هو الهدف فى حد ذاته، وإنما هو وسيلة من أجل تحقيق أهداف أخرى، أولها نزاهة القضاة فى

ويعرف المبدأ الثانى من مبادئ . إتخاذ القرار إستقالل القضاء األمم المتحدة األساسيسة حول

نزاهة القضاء بأن يتخذ القضاة القرارات فى على أساس الوقائع وبما "الدعاوى التى ينظرونها

يتفق مع القانون، دون أية قيود، أو تأثيرات، أو إغراءات، أو ضغوط، أو تهديدات، أو تدخالت، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، من جانب أية

ض النظر عن وبغ". جماعة أو ألى سبباالختالفات الهيكلية، إال أن معظم الحكومات

.تشترك فى الهدف وهو نزاهة هيئاتهم القضائية

يركز هذا الدليل على إستقالل القضاء كوسيلة نحو تحقيق نزاهة إتخاذ القرار، وال نعضض هنا

نموذجا معينا من أنظمة السيادة، غير أنه سيتم الهيكل بالتأكيد مناقشة األنظمة الهيكلية، حيث أن

يوثر على قدرة القضاة على تحقيق النزاهة، غير أننا حاولنا هنا تحاشى أن ننحاز ألى منها نظرا

.لخلفياتنا الثقافية

لم يكن باستطاعتنا تغطية جميع أوجه إستقالل القضاء فى هذا العمل، فعلى سبيل المثال، ال يركز الدليل على أعضاء النيابة العامة، على

م من أنهم جزء من الهيئة القضائية فى العديد الرغمن الدول، كما لم يتم تناول موضوعات معينة تتعلق بالقضاة الذين لم يمارسوا القانون من قبل، غير أنه هناك العديد من الموضوعات المثارة هنا

وعلى الرغم من أن نزاهة القضاء . تنطبق عليهمون أية تستلزم القدرة على الفصل فى الدعاوى د

إنحيازات، إال أننا ال نتناول هذا الموضوع بشكل وحتى نكون عادلين مع هذا . محدد فى هذا الدليل

الموضوع، فإنه يحتاج إلى دراسة أكبر من ذلك، كما أننا ال نتناول بشكل محدد الموضوعات

.المتعلقة بالتنفيذ

:أهمية إستقالل القضاء ونزاهته )ب

لنفس األسباب التى يعد إستقالل القضاء مهما .تجعل وجود القضاء فى حد ذاته مهما

:قد تأتى التدخالت من مصادر مختلفة

السلطة التنفيذية، أو السلطة التشريعية، • أو الحكومات المحلية

أفراد مسئولين من الحكومة أو مشرعين •

األحزاب السياسية •

الصفوة من السياسيين ورجال اإلقتصاد •

العسكريين، وأشباه العسكريين، وقوات • المخابرات

الشبكات اإلجرامية •

الهيكل القضائى نفسه •


وإذا لم يكن من الممكن اإلعتماد على القضاء فى الفصل فى الدعاوى بنزاهة، وطبقا للقانون، وليس على أساس أية ضغوط ومؤثرات خارجية،

.فسيهتز دوره وتتهدد ثقة الجمهور فى الدولة

قراطية ويسهم القضاء النزيه فى المجتمعات الديموالتى تعتمد على آليات السوق فى خلق توازن القوى داخل الحكومة، حيث أنها تحمى حقوق األفراد، وتحافظ على أمن الفرد وممتلكاته، فالقضاء يفصل فى النزاعات اإلقتصادية بأسلوب واضح ويتسم بالشفافية مما يشجع على المنافسة

مفتاح إن القضاة هم. العادلة والتنمية اإلقتصاديةمواجهة الفساد العام والخاص، والحد من المراوغات السياسية، وزيادة ثقة الجمهور فى

.نزاهة الحكومة

وحتى فى المجتمعات الديمقراطية المستقرة، فقد زاد تأثير القضاء بشكل كبير خالل العقود الماضية، كما أن التشريعات التى تحمى الحقوق

ت فى العديد من اإلجتماعية واإلقتصادية قد زادالدول، وزاد معها دور المحكمة فى حماية هذه

كما أن هناك نمو فى مسئولية القضاء . الحقوقنحو الفصل فى النزاعات التجارية المحلية

وكما أن النشاط . والدولية والتى تزداد تعقيدااإلجرامى أصبح أكثر تعقيدا ودوليا، ومع تزايد

للقضاة دور مشكلة إزدياد سكان المدن، فإن .رئيسى فى حماية أمن المواطنين واألمم

أما فى الدول التى ما زالت فى مرحلة التحول إلى سيادة الديمقراطية وإقتصاد السوق، فيواجه القضاة عبئا أكبر، فعلى العديد من هذه الهيئات القضائية أن تتحول بشكل جذرى من كونها مجرد إمتداد

ة، أو سيطرة للسلطة التنفيذية، أو الصفوالعسكريين على البالد، إلى دورهم الجديد بصفتهم

وفى نفس الوقت، فإن . مؤسسات عادلة ومستقلةما يطلب من هذه الهيئات القضائية بل وما يتوقع منها عادة ما يكون كبيرا، حيث أن وجهات النظر الخاصة بحقوق المواطنين، ودور السلطة

. شكل سريعالتنفيذية، وآليات السوق تتطور بعادة ما يجد القضاء نفسه نقطة محورية فى صراع القوى السياسية واإلقتصادية من أجل

هذا وتواجه الهيئات . تعريف شكل المجتمعالقضائية مشاكل إجرامية خطيرة والتى فى

األغلب ما تصاحب الفترات اإلنتقالية عالوة على قضايا فساد ضخمة، سواء التى إنتقلت من

القديمة، أو فساد جديد نشأ فى ظل األنظمة .الظروف المتغيرة

وليس من المنطقى أن نعتقد أن الهيئات القضائية يمكنها تحمل عبء حل هذه المشاكل المعقدة بالكامل، ففى أحسن األحوال، يكون لهم دورا قياديا، وعلى أقل تقدير، فسوف يكملون تطورهم ثم يبدءون فى مهمة مواجهة حجم المشاكل

.منظورة أمامهمال

:األسلوب )ج

لقد تم وضع هذا الدليل على أساس آراء خبراء من داخل البالد نفسها، فقد وضعنا نموذج استبيان ركز على المناهج التى استخدمتها هيئة التنمية الدولية األمريكية فى برامجها فى الماضى لتعزيز إستقالل القضاء، وقد أرسل االستبيان إلى خبراء

دولة، حيث نفذت هيئة التنمية الدولية 26فى األمريكية برامج حول سيادة القانون فى العديد

لم يتضمن االستبيان . منها ولكن ليس فيها كلهاسؤاال حول ما إذا كانت البرامج التى تنفذها هيئة التنمية الدولية األمريكية كانت ناجحة بوضعها

نت هذا؛ وإنما، كان هناك سؤاال حول ما إذا كاالمناهج التى تم وصفها، والتى تنتشر ضمن جهود

وفى . اإلصالح، مناسبة فى كل من هذه البلدانإجابتهم على األسئلة، شرح جميع المجيبين على أسئلة االستبيان الظروف التاريخية والثقافية الخاصة لبالدهم والتى أثرت على إستقالل

.القضاء

ه من لقد تم فحص ودراسة ما تم التوصل إليخالصة من هذه األوراق المقدمة فى مناقشة مائدة مستديرة، وقد عقدت المناقشة األولى فى مدينة جواتيماال مع خبراء فى اإلصالح القضائى وعاملين لدى هيئة التنمية الدولية األمريكية فى

هذا وقد . أمريكا الوسطى وجمهورية الدومينيك مدينة عقدت ثالث جلسات للمائدة المستديرة فى

واشنطون شاركت فيها هيئة التنمية الدولية األمريكية، ووزارة الخارجية، وعاملون فى وزارة العدل، وقضاة فدراليين وقضاة واليات، وبيوت خبرة متعاقد معها، وممثلون عن منظمات


غير حكومية، وخبراء ممن أجابوا على االستبيان، . وغيرهم من الخبراء والممارسين لهذا العمل

.وقد شكلت النتائج محور هذا الدليل

:تنظيم الدليل )د

ينقسم الدليل إلى ثالثة أجزاء رئيسية، حيث يلخص الجزء الثانى اإلجراءات والعمليات األساسية واألنظمة المؤسسية التى تؤثر على استقالل القضاء، سواء بشكل إيجابى أو سلبى، كما يرصد نتائج وخالصة مجهودات اإلصالح فى

ناطق مختلفة من العالم من األوراق اإلقليمية موالمحلية التى تم تقديمها ومن خالل مرحلة

.الدراسة التى قام بها الخبراء

أما الجزء الثالث فيتضمن ست دراسات إقليمية لقد تطورت الهيئات القضائية وإستقالل . ومحلية

القضاء بأشكال مختلفة فى ظل أنظمة قانون المثال، القانون العام، والقانون على سبيل (مختلفة

المدنى، والشريعة، والقانون الشيوعى، والقانون وكذلك نتيجة إختالفات ثقافية، ) العرفى

ويرصد الجزء . وإقتصادية، وإجتماعية، وسياسيةلقد كتب . الثالث العديد من هذه اإلختالفات

األوراق الخاصة بأمريكا الالتينية، ووسط وشرق ان أفريقيا األنجلوفونية خبراء على أوروبا، وبلد

وتناقش كل ورقة من . خبرة كبيرة بهذه المناطقهذه األوراق أهم الظروف التى تؤثر على المجهودات المبذولة من أجل إصالح الهيكل القضائى واإلجراءات القضائية فى المنطقة، كما تركز كل ورقة على معلومات من األوراق

ق المكتوبة عن فرنسا األوراوتلقى. المحليةوإيطاليا بالضوء على التغيرات التى تبنتها العديد من الدول التى نعمل بها مما يعكس التقاليد األوروبية وبالتالى ينظر إلى هذه القارة كمصدر

أما الورقة المكتوبة عن . الستنباط مناهج جديدةالواليات المتحدة األمريكية فتوسع معرفتنا

فى بلدنا وتشرح مع الورقة عن بالتطور القضائى .أفريقيا األنجلوفونية، تقاليد القانون العام

ويحتوى الجزء الرابع على أربع أوراق حول موضوعات معينة تتعلق بإستقالل القضاء، كما تضمن الجزء الثانى العديد من المفاهيم األساسية

التى تطرحها هذه األوراق، غير أن األوراق .فاصيل وتحليالت أكبرنفسها تحتوى على ت


اإلجراءات الرئيسية :الجزء الثانىواألنظمة

:المؤسسية

ومع ظهور العناصر المختلفة الستقالل القضاء ومناقشتها خالل وضع هذا الدليل، ظهرت أيضا ست فئات مختلفة من المناهج التى تستهدف تعزيز

:استقالل القضاء، وهى كما يلى

اتالحصول على التأييد لإلصالح )أ

مواجهة التدخالت من خالل الهيكل )ب المؤسسى

تطوير القدرات والسلوكيات القضائية )ج

زيادة الشفافية )د

زيادة إحترام المجتمع لدور القضاء النزيه )ه

العالقة بين االستقالل والمسئولية )و

أين نبدأ )ز

بالحاجة إلى بناء التأييد الالزم " أ"يقر القسم لقضاء، لإلصالحات التى تستهدف زيادة استقالل ا

فإن جميع البرامج التى تقدمها الجهات المانحة تحتاج إلى التأييد المحلى كما يجب أن تتمشى رغبة المنظمات المحلية وقدرتها على الحفاظ على هذه اإلصالحات، واستقالل القضاء ال يستثنى من

على هذه المسألة مع " أ"ويؤكد القسم . هذه القاعدةواالستراتيجيات التى تقديم تفاصيل بعض النتائج

تتعلق بشكل خاص باستقالل القضاء، كما يتناول هذا القسم بوضوح االستراتيجيات التى يمكن

.اتباعها لمجابهة معارضة اإلصالحات

فيصف النقاط األساسية فى تنظيم " ب"أما القسم وهيكل الهيئة القضائية والتى قد تساعد على

اتيجيات إخضاعها للتدخالت، كما يناقش االستر .التى يمكن اتباعها للحد من هذه المسألة

على دور القاضى الفرد فى " ج"ويركز القسم تعزيز استقالل القضاء كما يركز على مسألة أنه لكى يتمكن القضاة من تطبيق القانون بنزاهة، يجب عليهم أوال أن يكونوا على دراية وفهم

يهم كاملين بالقانون وفهم له، وثانيا، أن يكون لد

. تطلعات مشتركة بأن تتسم تصرفاتهم باالستقالليةوعلى الرغم من التساؤالت المشروعة حول فاعلية التدريب فى غياب جهود إصالحية أوسع، إال أن المجيبين على االستبيان من داخل البلدان نفسها أكدوا على أن القضاة غير المتمكنين من ط القانون يكونون أكثر عرضة للخضوع للضغو

الخارجية، لذا فقد ظهرت من هذه الدراسة عدة .اقتراحات فيما يتعلق بقدرة القضاة وسلوكهم

والموضوع الذى يظهر خالل الدليل كله هو أهمية الشفافية بالنسبة الستقالل القضاء، ويركز القسم

على الطبيعة الحرجة لهذا الموضوع كما يقدم " د" فى أعمال اقتراحات محددة لزيادة الشفافية خاصة

.المحاكم

فيناقش الدور الحيوى الذى يلعبه " ه"أما القسم تطلع المجتمع للهيئة القضائية فى تعزيز االستقالل، وكيفية زيادة هذا االحترام للقضاء من

كما يوضح ببعض . أجل زيادة هذه التطلعاتالتفصيل تأثير موضوعين أساسيين، وهما

ت الحكومية المراجعة الدستورية وإلتزام الجهابقرارات المحكمة، كما يناقش هذا القسم أسباب ارتباط االستقالل بالفاعلية، على الرغم من أنهما عادة ما ينظر إليهما بوصفهما أمرين منفصلين

.تماما

باختصار العالقة بين االستقالل " و"ويمس القسم والمسئولية، وهو موضوع موضح بتفصيل كبير

ا الجزءان الثانى فى األوراق التى يتضمنهبعض " ز"وفى النهاية، يقدم القسم . والثالث

األفكار حول أين يمكن البدء وهى من نتائج .الدراسة أيضا

:الحصول على التأييد لإلصالحات )أ

تلوح المعارضة بشكل كبير وخاص ضد اإلصالحات التى تستهدف تعزيز استقالل القضاء

لمصالح، ونزاهته خاصة ألنها تهدد الكثير من احيث أن القضاء النزيه سيحد من سيطرة المسئولين الحكوميين، والهيئات التشريعية، واألحزاب السياسية، وغيرها من جماعات الصفوة القوية والتى اعتادت على العمل والتصرف فوق القانون وبعيدا عنه، كما أن الهيكل القضائى نفسه ل قد يتعرض للخسارة، خاصة فى العديد من الدو


حيث يتمتع قضاة المحاكم العليا بالقدرة على السيطرة المستبدة من دون وجه حق على قضاة

وفى النهاية، فإن . المحاكم فى الدرجات األدنىأى (جميع من يعملون الستغالل النظام الحالى

القضاة وموظفو المحاكم على جميع المستويات ى الذين يستفيدون من الفساد أو الذين ال يثقون ف

المناهج الجديدة، وكذلك المحامون الذين يعلمون ) كيف يفوزون بالدعاوى باستغالل القواعد الحالية

عادة ما يكونون مصادر المعارضة ضد ومما يزيد األمر تعقيدا، أن . اإلصالحات

المعارضة تكون واضحة ومكشوفة فقط فى بعض األحيان، غير أنه فى الكثير من األحيان ال تكون

.كذلك

وعادة ما يكون هناك عامل ثانى، وهو اعتقاد الجهات المانحة أنه هناك رؤيا مشتركة وفهم عميق لالصالحات وهو ما ال يكون متوفرا أو قد يكون متوفرا فى إطار دائرة صغيرة من

وقد يعارض بعض األفراد . المصلحين المحليينهذه االصالحات ألنهم ال يفهمون تماما أثرها،

لمثال، قد يعارض الذين يخشون فعلى سبيل اإزدياد الجريمة االصالحات التى تستهدف تحسين إجراءات المحاكمات الجنائية، وكأن يعارض القضاة زيادة استقالل أعضاء النيابة خوفا من أن

.يقلل ذلك من دورهم

هذا وعادة ما تتعرض الجهات المانحة نفسها لضغوط كثيرة من أجل إظهار نتائج ملموسة

قد يتم تمرير القوانين اإلصالحية سريعا، . عاسريغير أن هذه اإلصالحات قد يتم التراجع عنها بنفس القدر من السرعة، وقد يعاق فى مرحلة التنفيذ وهى عادة ما تكون طويلة، وصعبة، وغير مستقرة، ومكلفة، وتواجه عواقب غير متوقعة،

وعند . مثلها فى ذلك مثل المعارضة الصريحةذلك، عادة ما تميل الجهات المانحة إلى حدوث

الشك فى العملية برمتها وإلى تضاؤل الرغبة السياسية فى تدعيم اإلصالحات، وقد تعتمد على

.وضع استراتيجيات آنية لبناء التأييد

ولضمان استمرارية العملية اإلصالحية، فمن من المهم جدا أن تقوم الجهات المانحة ونظراؤها

كامل بأن يضمنوا منذ البداية المحليون وبوعىمكونات تستهدف توعية الجماعات التى ستتأثر

والجمهور باالصالحات عالوة على بناء التأييد وعادة ما تحتاج هذه العملية إلى وقت . الالزم لها

ومجهود كبيرين، وهما ما ال يقدران تقدريهما .الصحيح فى أغلب األحيان

ددة لبناء التأييد وفيما يلى بعض االقتراحات المح :ومجابهة المعارضة لإلصالح

سيكون التوصل إلى رؤيا ملزمة ومشتركة •لألهداف بعيدة المدى أسهل من خالل

.المشاركة فى تحليل المشاكل

من الضرورى بناء تحالفات، ويجب أن •تتضمن هذه التحالفات حلفاء من داخل الهيئة القضائية وخارجها، مثال القضاة،

ومسئولى السلطة التنفيذية، والسياسيين،وأعضاء النقابات المهنية، والمنظمات غير الحكومية، وجماعات التأييد، والجامعات وكليات الحقوق، وجماعات األعمال،

.واإلعالم

عادة ما يكون موقع المنظمات غير •الحكومية ضروريا فى مثل هذه التحالفات، حيث أنها تمثل مصالح قد تلتف حول

وحتى فى الحاالت التى تكون . اإلصالحفيها المحكمة العليا أو وزارة العدل مؤيدة لإلصالحات، فقد تظهر معارضة قد ال تتمكن المنظمات الرسمية من مجابهتها، وهنا يمكن أن تقوم المنظمات غير الحكومية بدور فعال

.بصفتها صوت الجماهير

يجب أن تكون الجهود المبذولة استراتيجية •يحتاج ذلك فى العديد من األحوال ومستمرة، و

إلى اختيار منظمة مدنية بها فريق من الخبراء متفرغين طوال الوقت لوضع وتنفيذ استراتيجية لدعم االصالحات ومواجهة المعارضة، حيث أن الحمالت اإلصالحية التى يدعمها أناس يعملون كل الوقت فى مكان آخر ولديهم وقت محدود يهبونه لجهود

لم تكن كافية للحفاظ على الدفع إلى اإلصالحونظرا للواقع االقتصادى فى العديد . األمام

من الدول النامية، قد تحتاج الجهات المانحة أن تضمن فى برامجها ميزانيات مالئمة لتمد


مثل هذه المنظمات بفريق عمل من الخبراء المحليين المحترمين باإلضافة إلى توفير

ة للمساعدة على بناء المعونة الفنية الالزمأنظر إلى . (وزيادة إمكانيات هذه المنظمات

المربع حول دعم هيئة التنمية الدولية األمريكية لمثل هذه المجهودات فى جمهورية

)دومينيك

إن القضاة هم الحلفاء الطبيعيون •وضروريون فى بناء التأييد الستقالل القضاء، وعلى العكس، فإن القضاة الذين ال

ون فى هذه العملية والذين يشعرون أن يشاركالحمالت اإلصالحية تهاجم شخصهم من

لذا، . الممكن أن يصبحوا معارضين مؤثرينيجب أن يشارك القضاة على جميع المستويات فى المجهودات االصالحية، فإن إنتماءهم وإلتزامهم ضروريان من أجل التنفيذ

كما يجب تناول ما قد يكون لديهم . الفعالمن شكوك منذ البداية حول أثر هذه التغييرات، فعندما يشترك القضاة، بإمكانهم إضافة تحسينات إلى تصميم البرامج، حيث أنهم أفضل من هم على دراية بكيفية تناول التحديات التى تواجه النزاهة، كما أن تشكيل نقابات للقضاة قد يكون أحد اآلليات الفعالة

وعلى . ة كلهاإلشراك القضاة فى العمليالرغم من أن نقابات القضاة التقليدية لم تكن تركز على تعزيز استقالل القضاء، غير أن أعضاء العديد من الجماعات التى تشكلت حديثا، مثال نقابة قضاة سلوفاكيا، قد كانوا ملتزمين باإلصالح كما كانوا فى طليعة

.النشاطات اإلصالحية

سياسيين، من المهم تحديد حلفاء ضمن ال •حيث أنه فى نهاية األمر، ال يمكن االستغناء عن التأييد السياسى، كما أن وضع استراتيجية فعالة سيقوم على بناء التأييد الالزم داخل الهيكل السياسى من خالل التحالفات

.باإلضافة إلى ممارسة الضغط عليها

إن وضع استراتيجية إعالمية يعد حيويا، •عالم قد ال يكون حليفا على الرغم من أن اإل

طبيعيا كما ال يجب التقليل من شأن العقبات التى قد تتعرض لها عملية بناء التأييد

فى العديد من الدول، تسيطر على . اإلعالمىوسائل اإلعالم جماعات قوية من الصفوة

وعادة ما . والتى تعارض اإلصالح القضائى ال يفهم الصحفيون، مثلهم مثل الجمهور، دور

القضاء كما ال يعلمون كيف يمكن أن يصنعون من هذه المسألة موضوعا قابل

وعلى الرغم من ذلك، . للنشر والتسويقفهناك أمثلة لمجهودات ناجحة مع اإلعالم، فقد غيرت الندوات التى جمعت بين القضاة والصحفيين فى بعض الدول رأى الصحفيين فيما يتعلق بمزايا اإلصالحات، عالوة على أنها أقنعت القضاة بأن يوفروا المزيد من

وبغض النظر عما . المعلومات إلى الجمهورإذا شاركت وسائل اإلعالم بشكل عام فى هذا الموضوع، فإن استراتيجية بناء التأييد يجب أن تسعى إلى جذب اهتمام وسيلة إعالم واحدة على األقل إلى الجهود اإلصالحية

ساسى، وتوفر حتى تقدمها بصفتها موضوع أ .لها الكثير من الدعاية، وتدعو إلى الشفافية

وفى حالة عدم النجاح فى تكوين حلفاء من •اإلعالم، يجب أن تتضمن االستراتيجية بعض اآلليات األخرى التى تحرك الرأى العام، وقد تضطر المنظمات غير الحكومة إلى تولى

.مسئولية هذه المجهودات بشكل مباشر

المسح بين القضاة، وممثلين إن استبيانات •عن قطاعات األعمال والجمهور، والتى

والتى أحيانا ما (تجريها منظمات موثوق بها ، من الممكن أن تكون أداة )تجرى بانتظام

فعالة فى جميع المعلومات التى يمكن استخدامها كجزء من استراتيجية اإلعالم، أو فى المجهودات المباشرة لمد الجمهور

ات والتى تقوم بها المنظمات غير بالمعلومالحكومية المتحالفة، أو فى بناء التحالف

.نفسه

من الممكن أن يكون مسئولو السلطة التنفيذية •أقوياء وأحيانا يكونون حلفاء ضروريين، فمن الممكن أن يكون دعم وزير المالية حيويا لإلصالحات التى لها عالقة بالميزانيات، كما

ابة العامة والمسئولين عند أن دعم أعضاء الني


تطبيق القانون يكون ضروريا لالصالحات .التى تؤثر على العدالة الجنائية

اللجان المشتركة بين المؤسسات القضائية، •والتى تتضمن ممثلين عن العديد من المنظمات المذكورة أعاله، يمكنها توفير مجال فعال لفحص ودراسة االصالحات،

سيق بين الجهود وبناء التأييد، والتن .االصالحية

مجابهة التدخل من خالل الهيكل )ب :المؤسسى

هناك عمليات أساسية وأنظمة مؤسسية تتعلق بالقضاء والتى إما تستسلم إلى التدخل فى األحكام القضائية أو تعوقه، ونناقش ست منها فى هذا

عملية التعيين والتى تم تناولها فى : األولى. القسم فإذا صممت إجراءات التعيين القسم األول،

لتسهيل ممارسة األطراف الخارجية للضغوط والتأثير، كما هو الحال فى العديد من الدول، فسيكون من الصعب التغلب على الخلل فى

وتكون المشكلة حادة بشكل . المتابعة فيما بعدخاص عندما يفتقد القضاة إلى تأمين واليتهم

. ى القسم الثانىالقضائية، والذى تم تناوله فويتناول القسم الثانى أيضا مسألة استخدام الترقى واإلجراءات التأديبية للتدخل فى االستقاللية وصعوبة تصميم أنظمة تقوم على مستوى األداء

أما القسم الثالث، فيناقش كيف يمكن . وتنفيذهالمدة والية القضاة أن تؤثر على قدرتهم على

ناقش القسم الرابع هذا وي. التصرف بنزاهةاألساليب التى يمكن لتنظيم المحاكم وإدارتها أن

ويركز . تشجع على االستقاللية أو ال تشجع عليهاالقسم الخامس على عالقة ميزانية القضاء

وأخيرا يتناول القسم السادس التأثير . باستقالله .الذى قد يتمتع به المحامون العاملون

:اختيار وتعيين القضاة )1

تبدأ المشاكل مع استقالل القضاء فى العديد من الدول منذ تعيين القضاة، ففى كثير من األحيان تكون هذه العملية مسيسة أو تسيطر عليها السلطة التنفيذية، أو أغلبية السلطة التشريعية، أو الهيكل

القضائى، وتكون مصممة بحيث تضمن استجابة


ة القضائية لهؤالء سواء كانوا مسئولين عن الهيئ. التعيين سواء بشكل رسمى أو غير رسمى

وبالتالى، فعادة ما يكون من الضرورى مراجعة إجراءات التعيين كخطوة ضرورية على طريق

.تعزيز استقالل القضاء

:إجراءات االختيار المعتادة -أ

لقد اتبعت الدول التى تطبق القانون العام أو تلك التى تطبق القانون المدنى تاريخيا إجراءات محددة لالختيار، ففى الدول التى تطبق القانون العام، عادة ما يتم اختيار قضاة محاكم الدرجات األولى من بين المحامين الممارسين ذوى الخبرة العتالء

وقد يتم تعيينهم . مناصب قانونية محددةتشريعية أو بالمشاركة بين السلطتين التنفيذية وال

أما قضاة . يتم انتخابهم) وذلك فى أحيان أقل(المحاكم العليا، فيتم اختيارهم سواء من بين المحامين الممارسين أو قضاة محاكم الدرجات األدنى، غير أنه وفى أى من الحالتين، يكون االختيار عن طريق إجراءات تعيين منفصلة أو

لدول أما ا. االنتخاب وليس عن طريق الترقىالتى تطبق القانون المدنى، فقد طبقت نظام الخط

يتم اختيار خريجى كليات الحقوق من . المهنىخالل إجراءات تعتمد على الكفاءة، فعادة ما يطلب منهم اجتياز اختبار معين، وقد تتضمن اإلجراءات كذلك استعراض لمؤهالتهم التعليمية، والتدريب

. ة العمليةالالحق الذى حصلوا عليه، والخبروكما هو الحال مع موظفى الحكومة اآلخرين، يدخل القضاة على أدنى الدرجات ثم يتم ترقيتهم

.كلما اكتسبوا المزيد من الخبرة

غير أنه هناك العديد من االختالفات بين هذين النظامين تختص بكل بلد، فعلى سبيل المثال، فى

عادة فى (من القضاة % 20فرنسا يتم تعيين من المحامين ذوى الخبرة وأساتذة ) حاكم العلياالم

القانون، كما أن تعيين القضاة من النقابات الخاصة كما أن العديد من . منتشر أيضا فى أسبانيا

المستعمرات األسبانية السابقة فى أمريكا الالتينية قد استعارت بحرية كاملة من أنظمة أخرى فى

كالسيكية بدايات تطورها ولم تتبع التقاليد ال .للقانون المدنى فى اختيار القضاة

المدنى والقانون العامالفوراق بين تقاليد القانون

كانت المحاكم فيما قبل الثورة الفرنسية هى الساعد األيمن للملكية، فعادة ما كانت تقوم بدور السلطة التشريعية وكذلك القضائية وأصبحت فى نظر عدد

وفى نفس . كبير من الجمهور رمزا للقهر واالستبداد الوقت فى إنجلترا، عادة ما كان القضاة يحمون مالك

وقد كان . األراضى والمواطنين من نزوات الملكيةلهذه الفروق التاريخية تأثير على تطور األساليب التى لجأت إليها الهيئات القضائية واألنظمة لضمان استقاللها فى البلدان التى تطبق القانون المدنى وتلك التى تطبق

.القانون العام

ون العام، ففى إنجلترا ومعظم الدول التى تطبق القانتمتع القضاة دائما وعلى المدى التاريخ باستقاللية وسلطة تفوق ما تمتع بها نظراؤهم فى الدول التى تطبق القانون المدنى، فقضاة القانون العام يتمتعون بأمان أكثر على واليتهم القضائية والمزيد من . االستقاللية للتحكم فى ميزانيتهم وسيادتهم الداخلية

إلى ذلك، كان للهيئة القضائية سلطة أكبر فى باإلضافة وضع القوانين حيث أن األحكام التى تصدرها المحكمة تكون بمثابة السوابق القضائية الملزمة لمحاكم الدرجات

. األدنى

وعلى العكس تماما، وفى فرنسا وعدد من الدول التى تطبق القانون المدنى، كان ينظر للقضاة دائما باعتبارهم

ين حكوميين على مستوى أعلى ويعاملون كذلك، موظف الفرنسى يمتنع عن منح الهيئة 1958فدستور عام

القضائية صفة سلطة مستقلة عن الحكومة، بل ويضع السلطة القضائية تحت إشراف مجلس قضائى بعضوية

وفى نفس الوقت، . رئيس الجمهورية ووزير العدلعلى ينصب الدستور رئيس الجمهورية الضامن األ

. الستقالل القضاء

وعلى مر العقود الماضية، تضاءلت أهمية الفروق بين نظامى القانون العام والقانون المدنى حيث أن العديد من الدول التى تطبق القانون المدنى، مثل فرنسا، قد أجازت اصالحات تستهدف زيادة استقالل القضاء

ة، فقد أصبحت مسئولية التعيينات القضائي. وسلطتهوالترقى، واإلجراءات التأديبية عادة ما تتشارك فيها

وعادة ما . السلطات التنفيذية، والقضائية، والتشريعيةيكون للنقابة الخاصة والجمهور دور فى هذه العملية

إن اإلتجاه اآلن نحو زيادة تأمين الوالية . كذلكالقضائية وسيطرة القضاء على ميزانيته الخاصة،

، والتأديب، وبالتالى فإن التطور وشئون الترقىالمعاصر أصبح على نفس القدر من األهمية، على الرغم من أن األصول التاريخية للهيئة القضائية فى بلد

.ما ما زالت مهمة حتى يمكن تفهمها


وفى أغلب األحيان، تختلف إجراءات اختيار قضاة محاكم الدرجات األولى عن إجراءات

المحاكم (اختيار قضاة محاكم الدرجات العليا ، حيث أن اختيار )الدستورية والمحاكم العليا

القضاة على مستوى محاكم الدرجات العليا قد من السلطة التشريعية أو التنفيذية، يكون بتعيين

أما قضاة محاكم الدرجات األولى يمرون بنظام االختبارات التقليدى، وتعتبر هذه الفروق بشكل

فمع الوضع فى االعتبار أن المحاكم . عام مقبولةالعليا تمارس بعض وظائف سياسية، فإن وضع معايير تختلف عن مجرد معايير مستوى األداء،

دة، والقدرة على السيادة، والفلسفة مثل القياالقضائية، واإليدولوجية السياسية، يعد مناسبا بشرط توفر تمثيل قيم وأسس متعددة فى هذه

.العملية

:اإلتجاهات اإلقليمية -ب

كانت عملية اختيار القضاة فى أمريكا الالتينية، وقبل تطبيق اإلصالحات األخيرة، ال تتسم

حكم فيها األحزاب السياسية بالشفافية، فقد كانت تت. وكان لكفاءة العمل وزن ضئيل فى هذه العملية

وفى معظم الدول فى هذه المنطقة، كان اختيار قضاة المحكمة العليا تقوم به السلطتان التنفيذية

وعادة ما كان يسيطر عليهما حزب (والتشريعية وكان التعيين لمدد قصيرة فى ) رئيس الجمهورية

أما . 1توافق مع مدة والية الرئيساألغلب ما تقضاة محاكم الدرجات األولى، فقد كانت تختارهم المحكمة العليا بنفسها أو تختارهم السلطة التنفيذية

لقد كان القضاة يعزلون . أو التشريعية أو كالهماويستبدلون ألسباب سياسية، وعادة ما كانت هذه

. العملية جماعية تحدث مع تغيير الحكومة

وبسبب الهيكل القضائى فى أمريكا الالتينية، والذى يبرز فى دور المحكمة العليا فى اختيار قضاة محاكم الدرجات األولى، فقد اعتبر وضع آلية لتحسين إجراءات اختيار قضاة المحكمة العليا . أساسيا لنجاح جهود زيادة استقالل القضاء

وعلى الرغم من أن العديد من الخبراء الذين

Margaret أنظر الورقة التى قدمتها مارجريت بوبكن 1

Popkin عن أمريكا الالتينية فى الجزء الثانى من هذا .الدليل

تضمنهم البحث من المنطقة ما زالوا يضعون عدم شفافية اختيار القضاة وإجراءات التعيين ضمن العوائق فى سبيل استقالل القضاء، غير أنه قد أدخلت بعض التحسينات الواضحة على هذه اإلجراءات فى العديد من بلدان أمريكا الالتينية

هذا وقد تبنت . على مدى السنوات الماضيةمن الدول اإلصالحات الدستورية التى من العديد

شأنها أن توسع المشاركة فى شفافية اإلجراءات وتزيد منها من خالل المجالس القضائية أو غيرها من اآلليات، كما أن التعيينات اآلن أصبحت لمدد أطول، وأحيانا مدى الحياة، أو يتم تحديد المدة

وقد . غير أنها ال ترتبط باالنتخابات الرئاسيةحدثت تغييرات كذلك فى عملية اختيار قضاة محاكم الدرجات األولى سواء بوضع قوانين للخط المهنى القضائى أو تعديلها لتوفر أنظمة تتسم

وفى . بالشفافية وتقوم على أساس مستوى األداءالعديد من الدول يتم االختيار بين المرشحين بواسطة لجنة أو مجلس قضائى، وفى بعض

ت، كان تأثير هذه اإلصالحات سريعا الحاال .وواضحا نسبيا

لقد كانت السلطة التنفيذية هى مصدر التدخل الرئيسى فى عمل القضاء فى بلدان أوروبا الشرقية، واألوروآسيوية، وأفريقيا، وبعض مناطق

وفى بلدان أوروبا الشرقية واإلتحاد . من آسياة السوفيتى السابق بدأت تظهر المجالس القضائي

فى التسعينيات من القرن العشرين كجزء من اإلصالحات التى تضمنتها الدساتير الجديدة والتشريعات التى تبعتها، حيث يتم اآلن ترشيح األعضاء فى هذه البلدان من خالل المجلس القضائى األعلى، ثم يصدق على تعيينهم رئيس

وعلى الرغم من هذه . الجمهورية ووزارة العدلالمبدئية، غير أن هذه العملية ما اإلصالحات

زالت تخضع للنقد فى العديد من الدول حيث أنها مسيسة بشكل كبير، وتفتقد إلى الشفافية، وتتحكم

وقد تبنت العديد من الدول . فيها السلطة التنفيذيةالمزيد من اإلصالحات الكبيرة خالل السنوات الماضية، وقد كانت المجر هى أنجح هذه النماذج، حيث أن المتقدمين لمناصب قضائية فى المجر يقيمهم رؤساء المحاكم اإلقليمية، ما عدا رئيس ا


لمحكمة العليا، حيث أن رئيس الجمهورية يقوم بترشيحه، ثم يتم انتخابه بأغلبة ثلثى أعضاء

.البرلمان

أما فى بلدان أفريقيا التى تطبق القانون العام، قضاة المحاكم فعادة ما يعين رئيس الجمهورية

العليا، بناء على توصيات من لجنة قضائية، وفى ، يجب أن )مثل زامبيا(البلدان عدد قليل من

تصدق األغلبية العظمى فى واحد من المجلسين التشريعيين أو كالهما، غير أن موافقة السلطة التشريعية ال تكبح سيطرة السلطة التنفيذية حيث

أنه عادة ما يكون رئيس الجمهورية مسيطرا على باإلضافة إلى ذلك، تتكون . السلطة التشريعية

اللجان القضائية فى بعض الدول من أعضاء بما فى ذلك كبار (يعينهم رئيس الجمهورية

ونتيجة لمثل هذه اإلجراءات لالختيار، ). القضاة كان القضاة فى بلدان أفريقيا التى تطبق القانون

أما . العام يميلون إلى التحيز إلى السلطة التنفيذيةالتجربة األوغندية فهى عكس ذلك، حيث أن لجنة

، 1995القضاء األوغندية، المشكلة فى عام تتضمن ممثلين عن المحكمة العليا، ومحامين تختارهم الجمعية القانونية األوغندية، ومفوض خدمة المجتمع، والمحامى العام، وأشخاص

ديين يختارهم رئيس الجمهورية، ويبدو أن هذا عا .التنوع هو سبب نجاحها

: عملية االختيار فى جمهورية الدومينيك تجربة فى الشفافية ومشاركة المواطنين

ضائية سياسية بشكل لقد كانت التعيينات القواضح فى جمهورية الدومينيك حتى عام

غير أن اإلصالح الدستورى الذى 1997حدث نتيجة أزمة سياسية سمح بأن يتم تعيين قضاة المحكمة العليا بواسطة مجلس القضاء القومى، وقد قام هؤالء القضاة بدورهم بتعيين

وقد نص . قضاة محاكم الدرجات األولىقضاء القومى على إمكانية أن قانون مجلس ال

يرشح أى شخص أو مؤسسة أشخاصا للتعيين فى المحكمة العليا كما نص على أنه فى إمكانية مجلس القضاء القومى أن يقيم هؤالء

وقد قام تحالف . المرشحين فى جلسات علنيةمن المجتمع المدنى بنشر الشكل المثالى لمستشارى المحكمة العليا وشجع مجلس

ء القومى على نشر قائمة بجميع القضاالمرشحين الذين يقومون على تقييمهم، وقد حث التحالف كذلك على نقل جلسات االختيار من بين المرشحين للمحكمة العليا التى يقوم بها مجلس القضاء القومى عبر شاشات

وقد وافق مجلس القضاء األعلى . التليفزيون مع على هذه الشروط، وقد تم عمل مقابالت

الثمان وعشرين مرشح للمحكمة العليا وقام مجلس القضاء القومى بالتصويت عليهم عبر

وبعدها بدأت . شاشات التليفزيون القومىالمحكمة العليا الجديدة عملية تقييم جميع القضاة الجالسين على المنصة بشكل يتسم بالشفافية، مما فتح المجال لعملية منافسة

ذه العملية تثبيت ونجم عن ه. جماهيريةفقط من % 21من القضاة كما تأهل % 32

. الطامحين فى الحصول على وظائف قضائيةهذا وقد بدأت المحكمة العليا وغيرها من القضاة الجدد الذين تم اختيارهم من خالل هذه العملية بعمل إصالحات إضافية تجمع بين تحسين النظام القضائى، بما فى ذلك

أعلى من الكفاءة، وبين إدارة على مستوى تنسيق أفضل بين هيئات القطاع القضائى، ووضع معايير لألداء، وتعزيز وظائف النيابة

.العامة، وتطبيق بدائل حل المنازعات


:المجالس القضائية -ج

لقد شكلت المجالس أو اللجان القضائية فى العديد . 2من الدول بهدف تحسين عملية اختيار القضاة

وعلى الرغم من وجود المجالس القضائية فى التى البلدان التى تطبق القانون المدنى وكذلك تلك

تطبق القانون العام، غير أنها تعد من سمات إن . الثقافة القانونية فى تقاليد القانون المدنى

الدور المحدد الذى تقوم به المجالس القضائية يختلف من دولة إلى أخرى، ففى العديد من الدول، ال يقتصر دورها على عملية اختيار القضاة؛ وفى دول غيرها، قد ال يدخل ضمن

وعلى الرغم من . اصاتها عملية االختياراختصذلك، وحيث إن المجالس القضائية عادة ما تكون مشاركا مهما فى عملية اختيار القضاة كما تعتبر جزءا من إصالح عملية االختيار فى العديد من الدول، يتم مناقشة دورها وتطورها وأسلوب

. عملها فى هذا القسم

دنى، تتمتع المجالس وفى إطار تقاليد القانون المالقضائية فى فرنسا بجذور عميقة، وكما يرد فى

عن فرنسا Louis Aucoinورقة لويس اوكوان والتى سترد فى الجزء الثالث من هذا الدليل، فإن تنظيم الهيئة القضائية قد تأثر كثيرا بسبب عدم الثقة التى نشأت عن سوء تحالف الهيئات القضائية

التشريعية فى عهد ما قبل مع الملكية والسلطةوبعد الثورة الفرنسية، لم يعتبر القضاء . الثورة

سلطة مستقلة، غير أنه اعتبر جزءا من السلطة التنفيذية وذلك لضمان الفصل بين وظائف القضاء

وقد وضع القضاء تحت . والسلطة التشريعيةإشراف وزارة العدل والتى قامت بدور إدارى

. وإشرافى عليها

النهاية بدأ عدم الرضا فى فرنسا فى الظهور وفىمع وجود تأثير السلطة التنفيذية على القضاء، ومن أجل التعامل مع هذه المسألة، تم تشكيل

ليقوم 1883المجلس األعلى للقضاء فى عام

ويطلق على هذه الهيئات فى الدول التى تطبق القانون 2

، "المجالس العليا للقضاة"أو " المجالس القضائية"المدنى اسم أما فى الدول التى تطبق القانون العام، فيطلق عليها عادة

ولكن سيشار إليها جميعا هنا ". لجان الخدمة القضائية"اسم ير بالذكر أن هذه بالمجالس وذلك للتبسيط، غير أنه من الجد

.الهيئات ال تقوم دائما بوظائف متطابقة

باإلشراف على القضاء ولضمان درجة من هذا وقد تشكل المجلس فى البداية من . االستقاللية يعينهم رئيس الجمهورية وتقتصر قضاة فقط

مسئوليتهم على تطبيق اإلجراءات التأديبية، وفى ، أضيف إلى المجلس دور مهم فى 1946عام

عملية تعيين القضاة كذلك، كما تم تقسيم سلطة تعيين أعضاء المجلس بين السلطة التنفيذية

وفى نفس الوقت، تكون المجلس من . والبرلمانر العدل، باإلضافة إلى رئيس الجمهورية ووزي

قضاة، ومعينين من قبل البرلمان، وأعضاء فى المهنة القانونية، وعلى مر السنين، إنتقلت سلطة تعيين األعضاء وسلطة تشكيل المجلس عدة مرات، كما إزداد دوره تدريجيا لزيادة الفصل بين

.القضاء والسلطة التنفيذية

باع وقد قامت عدة دول فى أوروبا الغربية باتتشكيل مجالس إشرافية لمحاولة ضمان استقالل القضاء، وقد قامت مستعمرات أوروبية سابقة بنفس الشيء حتى فى الدول التى لم يكن فيها

وفى العديد . القضاء جزءا من السلطة التنفيذيةمن دول أمريكا الالتينية ووسط وشرق أوروبا، أصبح هذا اإلتجاه مؤخرا جزءا من عملية

ح ككل والتى صممت لتحسين اإلجراءات اإلصال . 3القضائية

وعلى الرغم من أن حماية استقالل القضاء هو هدف مشترك لمعظم المجالس القضائية، غير أن المشكالت المحددة التى تتشكل المجالس لتناولها عادة ما تكون مختلفة، ففى العديد من الدول،

أو تكون المشكلة إما سيطرة السلطة التنفيذية،التشريعية، أو األحزاب السياسية على القضاء، وفى دول األخرى، تعتبر المحكمة العليا لها سلطة

هذا . كبيرة على قضاة محاكم الدرجات األولىوتركز بعض الدول على الوقت التى يمضيه القاضى فى األمور اإلدارية ويريدون تحسين فاعلية كفاءة المحاكم من خالل إسناد الوظائف

.إلدارية إلى هيئات أخرىا

Margaret Popkin أنظر ورقة مارجريت بوبكن 3

Edwinعن أمريكا الالتينية وورقة إدوين ريكوش Rekosh عن أوروبا الشرقية واألوروآسيوية واللتان

.ستردا فى الجزء الثالث


وإذا وضعنا فى اإلعتبار الفروق بين األهداف المحددة للمجالس القضائية عالوة على األطر التى تتم فيها التغييرات، سنجد أن المجالس القضائية تختلف بشكل كبير فيما يتعلق بثالث متغيرات

تشكيل المجلس، ) 2(دور المجلس، ) 1: (أساسية . يتم به تعيين أعضاء المجلساألسلوب الذى) 3(

فهناك بعض المجالس القضائية التى تتمتع بسلطة إشرافية بل وحتى مسئولية أولية على جميع الموضوعات التى تتعلق بالهيئة القضائية، بما فى

بينما تركز مجالس . ذلك إدارة أنظمة المحاكمأخرى بشكل أساسى على تعيين القضاة، أو

، أو إتخاذ اإلجراءات التأديبية تقييمهم، أو تدريبهمضدهم أو كل هذه المهام جميعا، وال تتولى األمور

وتشارك بعض المجالس فى عملية . اإلداريةاختيار قضاة محاكم درجة واحدة من الدرجات، . إما المحكمة العليا أو محاكم الدرجات األولى

وتشارك مجالس أخرى فى اختيار جميع القضاة، اختالف دورها بالنسبة للمحاكم على الرغم من

.العليا عن محاكم الدرجات األولى

وتتضمن عضوية المجالس القضائية عادة ممثلين عن هيئات مختلفة ومتعددة، وذلك لضمان فاعلية كبح المؤثرات الخارجة على القضاء أو للحد من سيطرة المحكمة العليا على باقى أعضاء الهيئة

حيان، يكون للقضاة القضائية، وفى كثير من األوفى بعض . ممثل أو أكثر داخل المجلس

الحاالت، أصبح القضاة هم الممثلون المسيطرون على المجالس، وعادة ما يكون للسلطة التنفيذية ممثليها، وفى بعض الدول قد يتضمن المجلس ممثلين عن السلطة التشريعية، والنقابات الخاصة،

.وكليات الحقوق

مشاركة فى سلطة تعيين أعضاء هذا وتكون هناك المجلس، مما يزيد من الضوابط داخل النظام، وفى العديد من الحاالت، تشترك على األقل السلطتان التشريعية والتنفيذية معا، وفى بعض

نقابة (الدول، ترشح الجهات المهنية بنفسها ممثلين عنها داخل ) المحامين وكليات الحقوق

ذكر أن دور السلطة ومن الجدير بال. (المجلسالتنفيذية فى المجالس القضائية فى أمريكا الالتينية أقل بكثير، وبشكل عام، لم تتبع بلدان أمريكا الالتينية النموذج الفرنسى فى تمكين السلطة

ولذلك، فإن . التنفيذية من اإلشراف على القضاءالمجالس القضائية فى المنطقة تنمو فى ظل

ما عن تلك الموجودة فى ظروف مختلفة إلى حد .)أنحاء أخرى من العالم

هناك اختالفات كبيرة بين الدول فيما يتعلق بتشكيل المجالس القضائية ودورها، كما يبدو أنه ال توجد إجابة واضحة على السؤال الذى يطرح

إن إطار عمل كل دولة . نفسه وهو أيهم أفضلهو الذى يحدد أفضل نظام، أو حتى أى األنظمة

نسب سياسيا فى مرحلة معينة، وفى واقع األمر، أفإن العديد من الدول، بما فيها فرنسا، قد غيرت من أنظمتها عدة مرات فى محاولة للوصول إلى أفضل الحلول أو حسبما يتطلب تغير الظروف

ويعرض الملحق األول لورقة . السياسية عن Margaret Popkinمارجرت بوبكن االختالفات الظاهرية وكذلك أمريكا الالتينية بعض

.المسئوليات فى هذه المنطقة

وعلى الرغم من أن تشكيل المجالس القضائية كان يعتبر فى معظم الدول خطوة على طريق استقالل القضاء، غير أنه نادرا ما كانت الدول راضية تماما عن هذه المجالس وفى بعض األحيان كان

فدريكو ويشير جويسيب دى. هناك مشاكل حادةGiuseppe Di Federico فى ورقته عن

إيطاليا والتى يتضمنها الجزء الثالث من هذا الدليل إلى أن سيطرة القضاة على المجلس فى هذا البلد واألسلوب الذى يتم من خالله تعيينهم قد أدى إلى نشأة أساليب تقييم وإجراءات ترقى ال تركز إال

ه القاضى مما قليال على جودة العمل الذى يقوم بوفى فنزويال، كان . أدى إلى نظام تحفيز مشوه

المجلس القضائى مسيس بدرجة عالية منذ البداية وأعطى أهمية كبيرة لما أطلق عليه المواطنين

، وهى مجموعات "القبائل القانونية"الفنزواليين اسم من المحامين والقضاة المنتمون إلى نفس الحزب

ل منها عضو بالمجلس أو الجماعة، حيث كان لكوفى النهاية، تم . ليضمن تمثيلها على المنصة

وفى حاالت أخرى، . إلغاء المجلس الفنزويلىكان المجلس يتستر على التسييس المستمر أو سيطرة السلطة التنفيذية، أو التشريعية أو المحكمة

.العليا على التعيينات بالمحاكم

ما هى أفضل إجراءات االختيار؟ -د


يكن هناك أبدا إجماع حول أفضل إجراءات لمفنجاح : االختيار، حيث أن هناك اختالفات عديدة

أى منها يتأثر بالتاريخ، والثقافة، واإلطار السياسى للدولة، والمشكلة الملحة التى يتم تناولها، لذا، فاألسلوب الذى ينجح فى مكان ما، قد ال ينجح فى

يم المعونة ولذلك، فإن أفضل منهج لتقد. غيرهلبلد ما من أجل إصالح إجراءات اختيار القضاة هو مساعدة من يشاركون فى هذه اإلصالحات على فهم اإلمكانيات المتاحة، وتحليلها، ودراستها من خالل استخدام اآلليات المتاحة لذلك، مثال القيام بجوالت دراسية خارج البالد، أو جلب

قات عمل خبراء أجانب إلى البالد، أو عقد حل .إلخ... تديرها جماعات المجتمع المدنى،

وعلى الرغم من عدم وجود إجابة صحيحة على السؤال الخاص بأنسب أساليب اختيار القضاة، غير أنه هناك بعض المبادئ التى يمكن أن ترشد

:هذه العملية

إتفق جميع الخبراء الذين تم :الشفافية )1(استشارتهم لهذه الدراسة أن أهم خطوة

مكن إتخاذها على اإلطالق على طريق يإصالح أساليب اختيار القضاة هى توفير الشفافية فى كل خطوة، وفيما يلى بعض

:األساليب لتحقيق ذلك

اإلعالن عن الوظائف القضائية الشاغرة • .على نطاق واسع

نشر أسماء المرشحين، ومؤهالتهم، • .وأساليب ومعايير االختيار

ى مؤهالت دعوة الجمهور للتعليق عل • .المرشحين

تقسيم مسئولية هذه العملية بين هيئتين •منفصلتين، واحدة ترشح، والثانية تختار

وحتى تكون هذه العملية فعالة، . (وتعينيجب أن تتمتع هاتان الهيئتان باستقالل حقيقى عن بعضهما البعض، كما يجب أن يكون لتوصيات الهيئة المرشحة وزنا

ل، حينما يكون كبيرا، على سبيل المثاهناك ثالثة مرشحين أو أقل لكل وظيفة

وتكون سلطة التعيين مقيدة باالختيار من .)بين هؤالء المرشحين

يمكن أن :تشكيل المجالس القضائية )2(تكون المجالس القضائية فعالة من خالل إدخال عناصر إضافية على هذه العملية وبالتالى التخفيف من تأثير أى من

سية وحدها، وعادة ما يكون الجهات السياهناك تركيز كبير على محاولة التشكيل الجيد للمجلس من أجل تحقيق هذا

ولقد أجمع خبراؤنا على أن . الهدفشفافية اإلجراءات التى يتبعها المجلس

على الرغم . أهم من تشكيل المجلس ذاتهمن ذلك، كان هناك اتفاق عام على عدد

ضاء المجلس من األساليب التى يمكن ألع :القضائى أن يعززوا عملهم من خاللها

مشاركة الجمهور فى المجلس، خاصة •المحامين وأساتذة القانون، حيث أن ذلك

ضمان ) أ(من شأنه المساعدة على الحد من خطر ) ب(وحماية الشفافية،

سيطرة السلطة التنفيذية، أو الجماعات المناصرة لجهة معينة، أو المحكمة

زيادة جودة اختيار )ج(العليا، .المرشحين

من الممكن أن يؤدى إنضمام قضاة من •محاكم الدرجات األولى إلى القضاة ذوى الخبرة فى المجلس إلى الحد من تأثير القيادة القضائية الزائد والذى عادة ما يميل إلى االحتفاظ بالوضع كما هو

.4عليه

السماح بأن يقوم كل قطاع باختيار •سيمثلوه، خاصة من األعضاء الذين

القضاة، والمحامين، واألعضاء اآلخرين من الجمهور سيزيد من احتماالت أن يشعروا بالمسئولية تجاه الجماعة التى

Giuseppe Di أنظر مالحظات جويسيب دى فديريكو 4

Federico على مشكلة سيادة قضاة محاكم الدرجات األولى، فى ورقته عن إيطاليا والتى يتضمنها الجزء الثالث

.من هذا الدليل


ينتمون إليها وكذلك االستقاللية عن ويتبع هذا األسلوب . الجماعات األخرى

فى العديد من دول أوروبا وأمريكا أما فى دول أفريقيا . الالتينية

نجلوفونية، فالعكس هو الصحيح، األحيث يعين رئيس الجمهورية معظم

.أعضاء المجلس

لم يكن هناك إجماع واضح حول ما إذا كان من الضرورى تمثيل السلطة التشريعية فى المجلس، ففى العديد من دول أوروبا الغربية، والوسطى، والشرقية يدخل ضمن أعضاء المجلس ممثلون

، غير أن دول قليلة فى عن السلطة التشريعية .أمريكا الالتينية تقوم بذلك

على :اإلختيار على أساس المؤهل )3(الرغم من أن المؤهالت والقدرات يجب أن تكون عنصرا مهما فى عملية اختيار القضاة على جميع المستويات والدرجات، غير أنه فى األنظمة التى تطبق القانون

ملية المدنى بشكل عام يتم تطبيق هذه الععلى اختيار قضاة محاكم الدرجات األولى فقط من خالل تقييمهم وفقا لمعايير محددة، وعادة ما تتم هذه المسألة من خالل اختبار، ويعتبر هذا منهجا عاما فى

.5الدول التى تطبق القانون المدنى

فى الواليات المتحدة األمريكية، عادة ما يعنى االختيار 5

على أساس مستوى المؤهل االختيار على أساس توصيات .لجنة موسعة

إن اللجوء إلى أساليب أكثر موضوعية على مستوى األداء يعد خطوة وتعتمد

مهمة إلى األمام إذا ما قورن باألساليب غير . التقليدية السياسية أو الشخصية

أنه، ليس هناك إجماع حول كيف يمكن إن . اختبار صفات القاضى العادل النزيه

معظم اختبارات اإللتحاق تختبر فقط مستوى الذكاء والمعرفة بالقانون، وقد

عدة فى محاولة لوضع كانت هناك جهود اختبارات تختبر صفات أخرى، مثل النزاهة المهنية، والرغبة فى العمل الشاق، وإتخاذ القرار بناء على المداوالت، غير أنه لم يكن هناك إتفاق

.على نجاح هذه االختبارات

وضعت عدة دول أساسا لعملية اختيار تتكون من أكثر من خطوة وتتضمن

ا، ففى تشيلى، التدريب كأحد عناصرهونتيجة لإلصالحات التى تمت فى عام

، انطلقت حملة لطلب تعيينات 1994تشجع المحامين على التقدم إلى الوظائف

عملية االختيار فى جورجيا

لقد قامت المحكمة العليا فى جورجيا بإجراء اختبار تأهيل قضائى لقضاة المحاكم االبتدائية

، وقد استخدمت 1998ى عام ألول مرة فأسلوب محكم ويتم متابعته متابعة دقيقة، وقد تكرر هذا األسلوب بنجاح عدة مرات منذ

وقد تابع مراقبون دوليون هذا . ذلك الحيناالختبار لمنع الغش، وبعد االختبار مباشرة، تم عرض اإلجابات على الشاشة حتى يقوم الممتحنون بمقارنة إجاباتهم باإلجابات

بعدها، قام مجلس القضاء بعمل . الصحيحةمقابالت شخصية مع المتقدمين الذين نجحوا

هذا . فى االختبار لملء الوظائف الشاغرةوقد قام اإلعالم فى جورجيا بتغطية هذا الحدث وقد اعتبرت هذه العملة تمتاز بالعدالة والشفافية حتى من وجهة نظر من لم ينجحوا

.فى االختبار


، ثم يتم تقييم المرشحين بناء 6الشاغرةعلى خلفيتهم واختبار مستوى معرفتهم، وقدراتهم، ولياقتهم النفسية، ثم يتم عقد

تحق بعدها، يل. مقابالت شخصية معهمالعدد الذى يتم اختياره بدورة لمدة ستة أشهر فى األكاديمية القضائية، وبعدها يكون للخريجين األفضلية على المتقدمين

.من خارجهم

ومن الواضح أن عملية االختيار التى تمت فى تشيلى، والتى نفذت بقدر غير مسبوق من الشفافية، قد أدت إلى نتائج

رشحين إيجابية، فقد تم اختيار المالجيدين، ومن الواضح أن الذين تم اختيارهم هم األفضل ألسباب موضوعية، وقد قال القضاة أنفسهم أنهم يشعرون باستقاللهم ألنهم يعلمون أنه قد تم اختيارهم بناء على مستواهم، وليس

إن العائق الوحيد . لعالقاتهم وأصدقائهملألسلوب الذى اتبعته تشيلى، هو تكلفته

كما أن عدد قليل من الهيئات . العاليةالقضائية يتمتع بالموارد التى تسمح له بعقد دورات تدريبية طويلة للمتقدمين الذين قد ال يتم اختيارهم فى النهاية للعمل

.كقضاة

وبغض النظر عن خصوصيات أسلوب االختيار على أساس المؤهالت والمستوى، فإن الشفافية مرة أخرى تعتبر

.الرئيسيةأحد العناصر

وعلى الرغم من أن التنوع نادرا :التنوع )4(فى يؤخذ فى االعتبار عند اللجوء ألسلوب معين الختيار القضاة، غير أن العديد من الخبراء يتفقون على أهميته، حيث إن الهيئة القضائية التى تعكس التنوع الموجود فى البلد التى يعملون بها،

ر، وهو من المتوقع أن تكتسب ثقة الجمهو .األمر الهام لبناء الثقة فى القضاء

Margaret Popkinن أنظر ورقة مارجريت بوبك 6

عن أمريكا الالتينية والتى يتضمنها الجزء الثالث من هذا .الدليل

:تأمين الوالية القضائية )2

ويعنى تأمين الوالية القضائية أنه ال يمكن إقالة القاضى من منصبه أثناء مدة توليه له، إال ألسباب

على سبيل المثال، خرق أخالقى لواجباته، (وجيهة وذلك بعد إتخاذ اإلجراءات ) أو عدم لياقته

إن تأمين الوالية القضائية هو أحد .الرسميةأساسيات استقالل القضاء، ومن المفهوم للجميع أنه عندما تكون إقالة القاضى مسألة سهلة أو ألسباب استبدادية، فيكونون أكثر عرضة للخضوع للضغوط الداخلية والخارجية فى نظر

.القضايا التى تعرض عليهم

نسا حماية ويتضمن تأمين الوالية القضائية فى فرالقضاة من النقل أو حتى الترقى دون موافقتهم، وهو المفهوم الذى تم تطبيقه ألول مرة فى القرن التاسع عشر، ويتعلق بشكل خاص بالدول التى تطبق القانون المدنى حيث يمتهن القضاة هذه المهنة ويكون طريقهم المهنى، وقد تم تطبيق

الالتينية النموذج الفرنسى فيما بعد فى أمريكا ثم تم تبنيه فى ) على الرغم من أنه ال يطبق بدقه(

التسعينيات من القرن العشرين فى دول أوروبا .الوسطى والشرقية

تقييم األداء، والترقى، واإلجراءات -أ :التأديبية

تعتبر إجراءات الترقى واإلجراءات التأديبية المناسبة والتى يتم تطبيقها بالفعل وال تكتب فقط

أدلة العمل هى اآلليات األساسية التى تضمن فى إن العديد من . حماية تأمين الوالية القضائية

الدروس األساسية التى تنطبق على تعيين القضاة، :تنطبق أيضا على الترقى والتأديب

هنا تظهر الشفافية مرة أخرى كأهم عنصر، •حيث أنه يجب نشر معايير اتخاذ مثل هذه

إلعالن عن فرص القرارات، كما يجب االترقى ويجب أن تعطى الفرصة للقضاة للتقدم للمنافسة على المناصب فى ظل

.إجراءات تتسم بالشفافية

ومن أجل الحد من سوء التطبيق المحتمل، •يجب أن تتخذ قرارات الترقى والقرارات


. التأديبية على أساس أكثر المعايير موضوعيةغير أنه من الصعب جدا وضع معايير ( ).وضوعية، كما سيرد فى مناقشاتنا فيما بعدم

فى حالة مشاركة أى من السلطتين التنفيذية •أو التشريعية أو كالهما فى هذه العملية، ال

.يجب أن تكون لهم غلبة السيطرة

يجب جمع تعليقات الجمهور، والمحامين، • .وأساتذة القانون

يمكن أن يؤدى اللجوء إلى أسلوب يتكون من •زيادة الشفافية واالعتماد على خطوتين إلى

معايير موضوعية، على الرغم من عدم إنتشاره حاليا، حيث تقوم جهة واحدة بتقييم األداء، ثم تقوم جهة منفصلة بإتخاذ القرارات النهائية بخصوص الترقى واإلجراءات

.التأديبية

:تقييم األداء والترقى

ال إذا كانت إجراءات تقييم األداء غير كافية، أو يتم تطبيقها عمليا، فإن ذلك قد يؤدى إلى الخضوع لمؤثرات داخلية وخارجية غير مقبولة تؤثر على

وعلى الرغم من أن الجميع . قرارات الترقىيتفق على أن عملية التقييم العادلة هى عنصر هام لحماية استقالل القضاء، غير أن وضع معايير

ال يوجد مالئمة للتقدم تعد مسألة صعبة، حيث أنهإجماع على كيفية تقييم العناصر المرتبطة بهذه العملية، وهى األقدمية، والكفاءة، والقدرة على إتخاذ القرار السليم، والسلوك داخل قاعة

.المحكمة

هناك مستوى معين من الكفاءة مطلوب توفره فى المحاكم، وتزيد أهميته مع إزدياد حجم الدعاوى

لذا، عادة ما . كبيرالتى ينظرها القضاة بشكل يسمح باستخدام المؤشرات العددية، غير أنه يجب التفكير فيها مليا، فعلى سبيل المثال، قد يكون أحيانا عدد الدعاوى التى تم الفصل فيها خالل فترة محددة مضلال وقد يشجع على األداء السيء، مثال إهمال الدعاوى الصعبة، والتركيز على

لة، وتزوير السجالت، السرعة أكثر من العداكما أن عدد األحكام . والمراوغة باإلحصاءات

التى ترتد عند االستئناف مؤشرا قيما، وقد يختلف استغالل هذه اإلحصائية تبعا للظروف، مثل إمكانية الحصول على القوانين وأحكام محاكم

من الممكن أن تتغلب أنظمة . االستئنافهذه المعلومات األكثر تطورا على بعض

المشاكل، وعادة ما توفر األنظمة المميكنة بيانات مثال، متوسط عمر نوع معين (تكون أكثر فائدة

).من الدعاوى حتى يتم الفصل فيها

وتكون المؤشرات العددية ضرورية كذلك فى عملية التقييم، غير أنها تفتح الباب أمام القضاة األعلى فى الهيكل القضائى والمسئولين عن عملية

لتقييم لممارسة الضغط على القضاة الشباب، اويكون ذلك صحيحا بشكل خاص عندما يكون المسئولون عن عملية التقييم هم نفسهم من لديهم القدرة على منح درجات الترقى وتطبيق

.اإلجراءات التأديبية

وبسبب هذه المشاكل، يميل بعض اإلصالحيين دث فى إلى إلغاء عملية التقييم، غير أنه، وكما ح

إيطاليا، فإن الفشل فى تقييم مستوى األداء أو منح درجات الترقى بناء على المستوى يؤدى إلى المخاطرة بالمعايير المهنية بإسم استقالل

إن وضع أساليب لتقييم األداء باستشارة . 7القضاءالقضاة الذين سيتم تقييمهم من الممكن أن يساعد

طة بهذه على تخفيف بعض من المشاكل المرتب .المسألة

إن تطبيق اإلجراءات :اإلجراءات التأديبيةالتأديبية بشكل صحيح يحمى كرامة القضاة واستقاللهم، غير أنه من الممكن أن تطبق اإلجراءات التأديبية ألسباب سياسية أو لمعاقبة القضاة الذين يصدرون أحكاما معاكسة لوجهة

تى يتم إن الخالفات الجوهرية ال. نظر رؤسائهمحلها عن طريق استئناف الدعاوى أمام محكمة

ومن . أعلى، قد يشكل أساسا لإلجراءات التأديبيةالمعلوم أنه يتم تخطى اإلجراءات التأديبية تماما

.عند إقالة القضاة من منصبهم

Giuseppe Di أنظر ورقة جويسيب دى فديريكو 7

Federico عن إيطاليا والتى يتضمنها الجزء الثالث من .هذا الدليل


إن اإلجراءات التأديبية الجيدة تحد من إمكانية خضوع القضاة لالستغالل الذى يؤدى إلى التأثير

على استقالل القضاء، لذا، يجب حماية القضاة الذين يخضعون للتأديب بتطبيق إجراءات سليمة، حيث يجب أن تتناسب الجزاءات مع الخطأ، كما يجب أال يقال القضاة من منصبهم إلى فى حالة عدم القدرة على العمل أو سوء السلوك الخطير والموضح إما فى القانون أو فى القسم الذى يؤديه

.عند تولى المنصب

كما يجب أن يتم تشكيل الجهة المسئولة عن تطبيق اإلجراءات التأديبية بحيث ال يكون بها أية مؤثرات غير مقبولة، ويوصى بعض الخبراء أن تتضمن ممثلين أساسيين من داخل القضاة

، بينما يوصى البعض اآلخر بأن تكون 8أنفسهمل مكتب جهة مستقلة باإلضافة إلى القضاء، مثا

شكاوى، وعادة ما يكون القضاة المتقاعدون وغيرهم ممن يعرف عنهم اإلستقامة هم أعضاء

إن الجهات المسئولة . 9جيدين لمثل هذه المكاتبعن اإلجراءات التأديبية والتى تنشر دوريا أعداد الشكاوى التى وصلت إليها وفحواها عالوة على

العملية، الفصل فيها يؤدى إلى تعزيز شفافية هذه وقد . كما تفعل العديد من المنظمات األمريكية

حذر المشاركون فى هذه الدراسة أنه يجب إلتزام الحذر عندما تحاول دولة ألول مرة أن تطبق إجراءات صارمة ضد سوء السلوك القضائى، ففى كثير من األحيان يتم معاقبة القضاة بسبب

لجديدة بينما فشلهم فى اإللتزام بالقوانين األخالقية الم يكونوا على علم كافى بهذه القوانين أو كيفية

لذا، يجب اإلعالن الكافى عن القوانين . تطبيقهاواللوائح، بل ويجب مناقشتها قبل تطبيقها لتأديب

.القضاة

كما يجب أن تتوفر ألفراد من الجمهور إمكانية تقديم شكاوى ضد القضاة بسبب سوء سلوكهم

يجب أن تتخذ خطوات لحماية المهنى، غير أنه القضاة من المتقاضين الغاضبين الذين يستخدمون هذه اإلجراءات لمضايقة القضاة الذين حكموا

، والتى 11 أنظر الميثاق العالمى للقضاة، المادة رقم 8

17ام للجمعية الدولية للقضاة فى أعتمدها المجلس الع ".أ" ، الملحق رقم 1999نوفمبر

" أ" أنظر اللجنة الدولية لنظام القانونيين، الملحق رقم 9

لذا، فإن أول أسلوب يتخذ من أجل . ضدهمتحقيق ذلك، هو استبعاد الشكاوى التى تركز على

وتقدم منظمات السلوك . نوعية األحكام نفسهاالعديد من الواليات القضائى والتى تعمل فى

بالواليات المتحدة األمريكية نموذجا جيدا آلليات فعالة للتعامل مع الشكاوى المقدمة من الجمهور، وتتضمن العديد من هذه المنظمات ممثلين عن

.الجمهور

موضوعات أخرى تتعلق بتأمين الوالية -ب :القضائية

على الرغم من إشتراك أنظمة متعددة وظروف معظم المشاكل المتعلقة بالوالية مختلفة فى

القضائية، غير أن هناك موضوعات معينة تظهر :فى أطر محددة ويجدر ذكرها هنا

فى بعض الدول من المعتاد أن تتغير الهيئة •القضائية ككل عند تغيير رئيس الجمهورية، حتى وإن كان قضاة محاكم الدرجات األولى يعملون فى ظل نظام السلك المهنى الذى

وفى هذه . تمتع بحماية محددة ضد اإلقالةيالحاالت، عادة ما تكون المشاكل التى تتعلق بتأمين الوالية القضائية جزءا من مشاكل أوسع فى النظام تسمح بسيطرة السلطة

.التنفيذية على القضاء أو تسييسه

وفى العديد من الدول، خاصة فى أفريقيا •بسلطة األنجلوفونية، يتمتع رئيس الجمهورية

تعيين القضاة لفترات مؤقتة، وذلك للتعامل مع حجم كبير من الدعاوى المتراكمة أو عندما يكون هناك إجراء معين يحتاج إلى الفصل فى عدد كبير من الدعاوى بسرعة، مثل اإلنتخابات، غير أن هذه المسألة قد استغلها رؤساء الجمهوريات فى بعض الدول

ة، حيث يحكم للتحكم فى الهيئات القضائي. هؤالء القضاة وفقا لرغبات الرؤساء

Latimer Houseويوصى دليل التيمر Guidelines والذى تبنته عشرون دولة ،

من دول الكومنولث، أنه يجب أن يخضع القضاة المعينون لمدد مؤقتة إلى إجراءات

.مالئمة تضمن لهم تأمين الوالية القضائية


طى وفى العديد من دول أوروبا الوس •والشرقية، يبدأ القضاة عملهم بالعمل لمدة

عادة ما تكون لمدة (معينة على سبيل االختبار ، وال تكون لهم )ثالث أو خمس سنوات

الوالية مدى الحياة إال إذا تم تثبيتهم فى وعلى الرغم من أن فكرة العمل . العمل

لفترة اختبار هى فكرة معقولة، فهى أيضا ع لتأثير الجهات تجعل القضاة عرضة للخضو

لذلك، يجب أن تتسم . التى من شأنها تثبيتهمهذه العملية بالشفافية وأن تكون على أساس المستوى والمؤهالت وذلك من أجل حماية القضاة خالل فترة االختبار، عالوة على ذلك، يجب أن تكون فترة االختبار قصيرة جدا، كما يجب أال توكل إليهم الدعاوى مثار

.خالف

:مدة الوالية القضائية )3

هناك موضوع آخر يرتبط ارتباطا وثيقا بتأمين الوالية وهو مدة الوالية القضائية، حيث أن القضاة عند القرب من إنقضاء مدة واليتهم يكونون أكثر عرضى للخضوع للمؤثرات والضغوط من جانب

باإلضافة . من لهم يد فى تحديد مستقبل وظيفتهمضاة الذين يتطلعون لوظيفتهم إلى ذلك، فإن الق

التالية قد يشكلون آراءهم وأحكامهم تبعا لهذه .الظروف، حتى فى غياب أي ضغط خارجى

هناك منهجان أساسيان للتعامل مع مدة تولى الوالية مدى الحياة، أو الوالية لمدد : القضاءفى المملكة المتحدة، وكندا، والنظام . محددة

دة األمريكية، يخدم الفدرالى بالواليات المتحالقضاة مدى الحياة، إال إذا تم إقالتهم ألسباب معينة، وهذا هو الحال فى فرنسا ومعظم بلدان أوروبا الغربية، كما أن الوالية مدى الحياة أصبحت السمة األساسية فى دول أوروبا الوسطى

وفى بعض األنظمة القضائية، تكون . (والشرقيةلكن مع تحديد سن معينة ، و"مدى الحياة"الوالية

للتقاعد، على سبيل المثال، عند الستين أو السبعين أما المدد المحددة، فهى منتشرة فى ). من العمر

بلدان أخرى وفى العديد من محاكم الواليات .بالواليات المتحدة األمريكية

وكما هو الحال مع إجراءات اختيار القضاة، فإن ة محددة أو الوالية عوامل التفضيل سواء لمدة والي

مدى الحياة، تختلف فى محاكم الدرجات األعلى فعلى الرغم . عنها فى محاكم الدرجات األولى

من أن معظم دول أوروبا وأمريكا الالتينية اآلن تطبق نظام الوالية مدى الحياة لقضاة المحاكم

، )على األقل هذا ما ينص عليه القانون(االبتدائية ب ما يفضلون االستمرار فى غير أنهم فى األغل

تحديد مدد الوالية لقضاة المحاكم العليا كما يجب استيعاب هذه المسألة فى . والدستورية

إطار نموذج القانون المدنى الفرنسى، وبالنظر تاريخيا إلى القيود التى وضعت لتمنع القضاة من

فى فرنسا، حيث لم يكن للقضاة أية " سن قوانين"تورية القوانين أو قرارات سلطة للنظر فى دس

السلطة التنفيذية، فقد خفت هذه القيود عبر السنين، كما أنشئت محاكم دستورية متخصصة فى فرنسا

غير أن عملية المراجعة . لتمارس هذه السلطةهذه كانت تعتبر شبه تشريعية وتتسم بطبيعة

مع تأكيد (وكانت تعتبر المدة المحددة . سياسية تعزيزا إلمكانية المحكمة أن )تشريعى للمحكمة

تسيطر على ثقة نطاق واسع من القطاع السياسى ."10مرتبطة دائما بالقيم المتغيرة"وتبقى

وحتى يتسنى زيادة استقالل القضاء، يجب أن تكون مدد الوالية طويلة بالقدر الكافى الذى يحد

ويعتمد حل . من احتمال خضوع القضاة للضغوطق تطبيق الوالية مدى المسألة، سواء عن طري

الحياة أو الوالية لمدد محددة، على األصول التاريخية والثقافية للقضاء، فنحن ال نفضل أسلوب على اآلخر، حيث إن مدد الوالية المحددة تشكل مشكلة فيما يتعلق بحماية القضاة من التعرض لتأثيرات غير مالئمة، وهو األمر الذى يجب

غير أن الوالية . عتباراالعتراف به وأخذه فى االمدى الحياة كذلك لها مشاكلها، بما فى ذلك التقليل

. من شعور القاضى بالمسئولية

مستقبل "، Linn Hammergren لين هامرجرن 10

استعراض للنظرية : العمل القضائى فى أمريكا الالتينية The Judicial Career in Latinوالتجربة

America: An Overview of the Theory and Experience) " ورقة لم )1999البنك الدولى، يونيو ،

.تنشر، ومتوفرة لدى المؤسسة الدولية ألنظمة االنتخابات


وهناك أمثلة عديدة عما يعتبر مدة كافية للوالية، ففى جواتيماال، خلص تقرير خاص أجرته األمم المتحدة عن استقالل القضاة والمحامين أن مدة

ليا فى جواتيماال، وهى الوالية لقضاة المحكمة العخمس سنوات، كانت قصيرة جدا وال توفر المستوى المطلوب من الشعور بتأمين الوالية القضائية وأوصى التقرير أن تزيد هذه المدة إلى

، كما أن تحديد مدة الوالية بعشر 11عشر سنواتسنوات أو إحدى عشر سنة منتشرة بشكل كبير

.فى أوروبا الغربية والوسطى

ثالث حجج يتم تداولها بشكل عام ضد زيادة هناك إن المدد ) 1: (مدة الوالية القضائية للقضاة

القصيرة ضرورية للتخلص من القضاة الذين ال تكون ) 2(يصل أداؤهم إلى المستوى المطلوب؛

المدد القصيرة ضرورية كذلك لضمان أن يعكس إن المدد الطويلة أو ) 3(القضاء رغبة الجماهير؛

يعملون "وم مدى الحياة تحمى القضاة الذين التى تد ."لحساب أشخاص معينين

وبشكل عام، يمكن التعامل مع هذه الموضوعات من خالل وضع أساليب حماية تتمشى مع استقالل القضاء، حيث يمكن التعامل مع مشكلة القضاة الذين ال يصل مستوى أدائهم إلى المطلوب عن

ختيار، طريق تطبيق إجراءات صارمة فى االوعمل فترات اختبار للقضاة الجدد، ووضع لوائح إلقالة القضاة الذين ال يصل أداؤهم إلى المعايير

حتى القضاة الذين . الواضحة والمحددة مسبقاتستمر واليتهم مدى الحياة، فهم يتغيرون نتيجة التقاعد ودخول قضاة جدد فى المجال، مما يؤدى

أما . المتطورةإلى معاصرة األعراف االجتماعيةبالنسبة للحجة الثالثة، فقد أثبتت التجربة أن المدد القصيرة هى التى تؤدى إلى احتمال خضوع القضاة لمؤثرات غير مرغوب فيها أكثر من مدد الوالية الطويلة، غير أنه إذا تم تسييس محكمة

أنظر الجزء الثالث من هذا الدليل، ورقة مارجريت 11

، 15، تذييل رقم 11. ، صMargaret Popkinبوبكن 6الرسالة فى جواتيماال، والذى يناقش التقرير الخاص عن

، وثيقة األمم المتحدة رقم 2000يناير E/CN.4/2000/61 61، الفقرات من 1، الملحق –

63.

معينة أو خضوعها لسيطرة السلطة التنفيذية، فقد جموعة متكاملة من ينصح بالعمل تجاه وضع م

اإلصالحات، بما فى ذلك التغيير فى أسلوب اختيار القضاة، وأال تجرى التغييرات على مدة

.الوالية القضائية فقط

هناك مشكلتان تتعلقان بمدة الوالية، وهما كما :يلى

فى حالة المدد المحددة، عادة ما تحدد المدة •لتتوافق مع انتخابات رئيس الجمهورية

لتشريعية، وفى هذه الحاالت، عدة والسلطة اما تكون المشكلة المتعلقة بالوالية القضائية جزءا من مجموعة أكبر من المسائل التنظيمية، بما فى ذلك أسلوب اختيار القضاة، وهى المسائل التى تستهدف السماح للسلطة التنفيذية أو األحزاب السياسية أو كالهما

كن أن يساعد ومن المم. بالتأثير على القضاءمد مدة والية القضاء على معالجة هذه المشكلة، حيث أن الرؤساء عادة ما تكون مدة واليتهم قصيرة، كما أنه من الممكن أن تساعد إطالة المدة على إبعاد هذه العملية عن

فعلى سبيل المثال فى السلفادور، . السياسةحددوا مدة والية قضاة المحكمة العليا بتسع

جزء من اإلصالحات التى طبقوها سنوات ك .أثناء مفاوضات السالم

أو (عندما تكون المدد المحددة قابلة للتجديد •أن تكون المدد الدائمة خاضعة للمراجعة

، فقد يشعر القضاة بضرورة االلتزام )الدوريةخالل مدة توليهم األولى بأال يسيئوا إلى الجهة

.التى تملك إعادة تعيينهم

:12ءهيكل القضا )4

كما نوهنا فى مقدمة هذا الدليل، فإن اهتمامنا األول ينصب على استقالل القضاء فيما يتعلق بقدرة القضاة على اتخاذ القرارات بنزاهة، وليس على االستقالل الهيكلى للمؤسسة عن غيرها من

عن إدارة William Davis أنظر ورقة وليم ديفيس 12

عن إطار Eric Jensenالمحاكم، وورقة إريك جنسن .برامج االستقالل القضائى فى الجزء الرابع من هذا الدليل


غير أننا نوهنا كذلك إلى أن . سلطات الحكومةى النهاية عالقة القضاء الهيكلية بباقى الحكومة ف

إما تؤدى إلى زيادة أو قلة تعرض القضاة وكما هو الحال مع جميع . للتدخالت

الموضوعات المؤسسية المتعلقة بالقضاء، فال يوجد منهج يوافق عليه الجميع، وفيما يلى

:النموذجان األساسيان

هيئة قضائية تعتمد على إحدى إدارات •السلطة التنفيذية، وعادة ما تكون وزارة

.عدل، فى شئون اإلدارة والميزانيةال

هيئة قضائية تعد سلطة منفصلة عن الحكومة •وتتمتع بما تتمتع به السلطة التنفيذية من درجة اإلدارة الذاتية والتحكم فى الميزانية

. الخاصة بجميع عملياتها

غير أنه هناك تنويعات على هذه النماذج، وهناك مناهج العديد من الدول التى حاولت تطبيق

وتتبع الواليات المتحدة . مختلفة فى أوقات مختلفةاألمريكية النموذج الثانى، كما هو الحال فى بعض دول أوروبا الغربية والعديد من دول أمريكا

أما النموذج األول، فهو النموذج السائد . الالتينية .فى أوروبا، بما فى ذلك المملكة المتحدة

لقضائية فى أوروبا وعلى الرغم من أن الهيئات اقد حققت مستويات عالية من االستقاللية فى اتخاذ القرار فى ظل النموذج األول، غير أن االتجاه حول العالم اآلن هو نقل كل مسئوليات اإلدارة القضائية والميزانية أو بعضها بعيدا عن السلطة

فقد أوكلت المسئوليات اإلدارية إما إلى . التنفيذيةائى، أو القضاة أنفسهم، أو إلى المجلس القض

وقد نقلت كل من . مجلس من داخل القضاةإيطاليا وأسبانيا سلطات إدارية ضخمة من وزارات العدل إلى المجالس القضائية، وتدرس

أما بين الدول التى . فرنسا إجراء إصالح مماثلتطبق القانون العام، فإن القضاة فى المملكة

لمزيد من الدعم فى طلب المتحدة وكندا يكتسبون االمزيد من االستقالل المؤسسى عن السلطتين

.التنفيذية والتشريعية

إن تطور مسئولية إدارة الهيئة القضائية قد سار على طريق مماثل فى الواليات المتحدة

، كانت المحاكم 1939، فحتى عام 13األمريكيةالفدرالية تتبع السلطة التنفيذية إداريا، أوال لوزارة الخارجية، ثم إلى وزارات المالية، والداخلية،

وحتى أوائل القرن العشرين، كانت . والعدلمسئولية السلطة التنفيذية تتعدى مجرد دفع مرتبات القضاة والموظفين وتوفير قاعات المحكمة واألثاث، ومع زيادة حجم وتعقيد العمليات القضائية، طرح القضاة وغيرهم مسألة

بات ومدة الوالية القضائية لم يعد أن تأمين المرتكافيا للحفاظ على استقالل القضاء، عالوة على أن وزارة العدل كانت جهة إدارية ال تبدى إهتمام

وعلى الرغم من أن وزارة العدل . بهذه المسئوليةكانت عادة ما تتخذ القرارات باستشارة المسئولين

فير القضائيين، غير أنه كان بإمكانها أن ترفض توالدعم المادى انتقاما من بعض القرارات واألحكام التى صدرت على خالف مصالح السلطة

.التنفيذية، وهذا ما كانت تفعله أحيانا

واستجابة لهذه المخاوف، أنشأ الكونجرس المكتب اإلدارى لمحاكم الواليات المتحدة األمريكية، والذى يشرف عليه المؤتمر القضائى، والذى

ين عن كل مستويات القضاء يتضمن ممثلوفى ظل هذا النظام، يدير القضاء . الفدرالى

الفدرالى ميزانيته وعملياته الخاصة، كما يضع طلب الميزانية بنفسه ويقوم بتسليمها إلى مكتب

ووفقا للقانون، يجب أن يسلم . اإلدارة والميزانيةمكتب اإلدارة والميزانية، ميزانية القضاة المقترحة

انية الرئيس التى يقدمها للكونجرس ودون مع ميزتغيير، على الرغم من أن المكتب من حقه أن

.يعلق عليها

وعلى الرغم من وجود أمثلة واضحة على استقالل القضاة فى إتخاذ القرارات فى ظل إدارة السلطة التنفيذية، غير أن االتجاه بعيدا عن هذا

دارة النموذج يؤكد على أن التحكم فى ميزانية وإالمحاكم، خاصة إذا ما اقترن بتحكم السلطة التنفيذية فى التعيين، والترقى، وإتخاذ اإلجراءات التأديبية، يسمح بتدخالت غير مقبولة من جانب

هذا وقد تصل هذه المخاوف . السلطة التنفيذية

وراسل Mira Gur-Arieأنظر ورقة ميرا جور أرى 13

عن الواليات المتحدة األمريكية Russel Wheelerويلر .والتى يتضمنها الجزء الثالث من هذا الدليل


إلى درجة كبيرة من الحدة فى الدول التى لديها لى القضاء، تاريخ من سيطرة السلطة التنفيذية ع

عالوة . كما هو الحال فى الدول الشيوعية السابقةعلى ذلك، من الممكن أن تؤثر عالقة القضاء بالسلطات األخرى على مفهوم الجمهور عن استقالل القضاء وتطلعه له، فعلى سبيل المثال، يعد الدستور فى كينيا هو أحد الدساتير القليلة فى

ال ينص بوضوح دول أفريقيا األنجلوفونية الذىعلى انفصال القضاء كسلطة مستقلة، وقد أكد المشارك فى هذه الدراسة من كينيا أن هذا الوضع قد ساهم فى تكوين مفهوم عن الهيئة القضائية أنها

."مجرد امتداد للسلطة التنفيذية"

وعلى الرغم من أن تحمل الهيئة القضائية شجعا لمسئولية اإلدارة والميزانية يخلق مناخا م

على استقالل حقيقى، غير أنه بالتأكيد غير كافى، حيث أنه من الممكن أن تنشأ المشاكل عندما تنتقل السلطة اإلدارية دون أن يتوفر أوال اهتمام القادة القضائيين وزيادة قدرتهم على تحمل هذه المسئوليات اإلضافية بكفاءة، أو على األقل فى

مع االهتمام نفس الوقت مع انتقال المسئولية،باحتياجات محاكم الدرجة األولى بنفس قدر

فعلى سبيل . االهتمام باحتياجات المحاكم العلياالمثال، أدى انخفاض مستوى أداء إدارة المحاكم فى إقليم باسك بأسبانيا إلى انتقال اإلدارة مرة

هذا وقد كانت مسئولية . أخرى إلى وزارة العدلدان الكومنولث دائما فى إدارة المحاكم فى جميع بل

يد رئيس المحكمة وكبار المسئولين القضائيين، فعندما كان رئيس المحكمة مستقال، فقد عزز من استقالله تحمله لمسئولية اإلدارة، أما فى غياب مثل هذه القيادة، يعتقد أن مسئولية اإلدارة لم

.تضف شيئا

:14ميزانية كافية -أ

وفر ميزانية كافية من الصعب الربط المباشر بين تللقضاء واستقالله، غير أنه هناك صلة غير مباشرة ومهمة، فإن النقص الحاد فى الميزانية يكون له أثره على الهيئة القضائية فى تقريبا كل

عن إدارة William Davis أنظر ورقة ويليام ديفيس 14

عن إطار Eric Jensenالمحاكم وورقة إريك جنسن يتضمنهما الجزء الرابع من برامج استقالل القضاء واللتان

.هذا الدليل

إن . الحاالت، وهو ما يعتبر تأثيرا على استقاللهالهيئات القضائية التى ال تمتلك موارد كافية، عادة

ن توفر الرواتب، والمزايا، ما ال تستطيع أومكافآت التقاعد الضرورية الجتذاب مرشحين مؤهلين واالحتفاظ بهم، كما أنها ال تستطيع، فى

إن . بعض الحاالت، أن تحد من احتماالت الفسادالقضاة أعضاء الهيئات القضائية التى تعانى من مثل هذه الظروف عادة ما يفتقدون القدرة على

من المراجع القانونية الحصول على نسخ األساسية، والقوانينن وأحكام المحاكم العليا، والتفسيرات التى يحتاجونها من أجل ضمان اتخاذ

هذا وقد يفتقد . قرارات متسقة وعلى أساس جيدالقضاة كذلك إلى وسائل مالئمة لتسجيل اإلجراءات الشفهية تسجيال صحيحا، مما يهدد

إلجراءات وتحديد إجراءات االستئناف وشفافية اإن الميزانيات المحدودة تؤدى إلى . المسئولية

ظروف عمل مكانية غير مالئمة مما أيضا يعرض هيئة القضاء إلى الخطر فى نظر كل من القضاة أنفسهم والجمهور، كما أنه من الممكن أن يعوق قدرة القضاة على توفير األمان المطلوب

تبر كفاءة لذا تع. من أجل صد محاولة إرهابهمالقضاة وسلوكهم، وتأمين القضاة، وكذلك سلوك الجمهور تجاه القضاء، والتى تعتمد جميعها إلى درجة كبيرة على توفر ميزانية مالئمة، من العناصر األساسية فى بناء استقالل القضاء، كما

.يتضح بشكل جلى فيما يلى

إن الربط بين ميزانية القضاء واستقالله يكون دما تكون هناك جهات خارج القضاء مباشرا عن

هى التى تمده بميزانية غير كافية، ففى العديد من الدول، تمد الحكومات المحلية، أو حتى بعض قطاعات األعمال، القضاة بالضروريات والمزايا مثل أماكن لمكاتبهم، وخصم على تعليم أوالدهم، وعلى مصاريف االنتقال، والسكن، وفى المقابل،

الء، على أقل تقدير، تعاطفا معهم عند ينتظر هؤ .النظر فى قضاياهم

إن تقسيم الميزانية داخل القضاء من الممكن أن ستبب فى نفس المشكلة، حيث أن استقالل قضاة محاكم الدرجة األولى عن رؤسائهم ال يكون كامال عندما ال تكون هناك عدالة فى توزيع الموارد

فتقد هذه العملية داخل الهيئة القضائية، وعندما تالشفافية، أو عندما تستغل لمعاقبة محاكم الدرجة


وعادة ما . األولى التى ال تتبع تعليمات الرؤساءيكون القضاة رؤساء المحاكم هم المسئولين عن توزيع ما توفره الحكومات المحلية أو قطاعات األعمال من مزايا، مما يزيد من اعتماد القضاة

.على رؤساء محاكمهم

وإذا افترضنا أن توفر الميزانية الكافية يعد عنصرا أساسيا الستقالل القضاء، إذا ما هو

؟ مرة أخرى، ال توجد وسيلة سهلة "كافية"تعريف لتحديد ذلك، حيث أن االكتفاء يختلف من دولة إلى أخرى ويكون على أساس الموارد المتاحة للحكومة، باإلضافة إلى أشياء أخرى، عالوة على

ستوى تطور النظام القانونى، وعدد السكان، موعدد القضاة بالنسبة لعدد السكان، وعدد اإلدارات

أى، القضاة، (التى تدخل فى ميزانية القضاء ومجلس القضاء، والنيابة العامة، والشرطة، ومحامو الجدول المعينون من قبل المحكمة، والمحاكم العسكرية، والمحاكم العمالية، والمحاكم

، وحجم اللجوء إلى المحاكم، أو الحجم )نتخابيةاالالمتوقع أن تصل إليه الدعاوى فى حالة اعتبار

.القضاء عادال وفعاال

ويؤدى وجود كل هذه المتغيرات إلى شبه استحالة المقارنة بين الدول، غير أن هناك بعض النماذج التى قد تعطى صورة تقديرية للواقع الحالى، ففى

فقط من % 1 ما يزيد قليال على الفيلبين، يخصصالميزانية إلى الهيئة القضائية، أما فى باكيستان،

من الميزانية القومية % 2فيصل هذا الرقم إلى هذا وخصصت . من الميزانيات المحلية% 8و

2000من إجمالى ميزانية عام % 1.73رومانيا للقضاء، أما كوستا ريكا، فيلزم الدستور الحكومة

ن إجمالى ميزانيتها للقضاء؛ م% 6بتخصيص غير أن الميزانية القضائية تتضمن الشرطة القضائية، والنيابة العامة، وغيرها من الخدمات، وعند خصم هذه العناصر، فإن المبلغ الذى يتبقى

وفى %. 1.5للقضاة والمحاكم يكون أقرب إلى معظم دول أفريقيا األنجلوفونية، تخصص

ن ميزانياتها م% 1الحكومات ما يقل عن .للمحاكم

إن الهيئات القضائية فى العديد من الدول، كما هو الحال فى كوستا ريكا، يتلقون نسبا محددة من

الميزانية القومية ينص عليها الدستور، ويتسم هذا هى محاولة : النموذج ببعض السمات اإليجابية

لحماية ميزانية القضاء من أية تدخالت سياسية؛ مة تثقيفية من حيث تصور الدعم كما أن لها قي

الكافى للقضاء؛ كما توفر مستوى معينا من غير أنه عمليا، يطرح هذا النموذج . الوضوح

بعض المخاوف، أولها أن بعض الدول التى ينص فيها تشريعيا على هذه النسبة، ال تلتزم بها، وأحيانا ما ترواغ حتى ال تلتزم بها، لذا فإذا لم

سببة تسبيبا قويا فى ميزانية تكن هذه النسبة مالدولة وتحظى بالدعم الكامل من جانب المشرعين المسئولين عن الميزانية، فقد تكون مجرد نسبة

ثانيا، عندما يتم تحديد حد أدنى، فسرعان . رمزيةما يتحول إلى الحد األقصى؛ ويكون من الصعب

ثالثا، من الممكن . زيادة المبلغ عندما يتم تحديدههدد تحديد النسب كل من الشفافية، والكفاءة، أن ي

واستشارة محاكم الدرجة األولى حيث أن الهيئة القضائية ال تصبح فى حاجة إلى تبرير ما تفعله

.بميزانيتها وبنود صرفها إلى السلطة التشريعية

وعندما ال تكون الميزانية المخصصة للقضاء ة عن كافية لتوفى باحتياجاته، فإن األموال الناتج

عمل القضاء من الممكن أن تكون بديال يضيف إلى موراده، وتقدم الواليات المتحدة األمريكية

لقد كانت المحاكم االبتدائية . نموذجا لهذه العمليةبالواليات المتحدة األمريكية تعانى فى وقت ما من قلة الموارد التى تحصل عليها من حكومات

دما واجهت الواليات والحكومات المحلية، وعنالمحاكم مقاومة ضد طلب زيادة الدعم المباشر للهيئة القضائية، فقد فرضت رسوما على الواردين على المحكمة بعد الحصول على الموافقة

وتتضمن اإلجراءات التى . التشريعية على ذلكيمكن القيام بها لزيادة موارد الهيئة القضائية زيادة

حصول على رسوم إقامة الدعاوى، السماح بالأرباح على ودائع المحكمة لتضاف إلى ميزانية الهيئة القضائية، والسماح أن تضاف الزيادة عن تكاليف المحكمة إلى ميزانية الهيئة القضائية، والسماح بأن تضاف مبالغ الجزاءات والغرامات

غير أنه . التى توقعها المحكمة إلى ميزانيتها كما أن هناك خالف على جميع هذه الوسائل،

الوسيلة األخيرة قد تثير جدال حول مسألة .المصالح


ومن المعتاد أن نسمع أن ميزانية الهيئة القضائية غير كافية، وفى العديد من الحاالت تكون هذه هى الحقيقة، وعلى الرغم من ذلك، فال يجب أن ينظر إلى اإلدعاءات بالحاجة إلى زيادة الموارد بمعناها

دة الميزانية لم تؤدى دائما إلى إن زيا. الظاهرىإرتفاع مستوى األداء أو زيادة استقاللية القضاء،

لذا، من . فقد يكون هناك العديد من األسباب لذلكالمهم أن تحلل الجهات المانحة بالتعاون مع شركائها المحليين بدقة ميزانية المحكمة وكيفية استغاللها، عالوة على عمل المحكمة بشكل عام،

ل أن تناصر فكرة زيادة الموارد، ومن الممكن قب . أن يقوم خبراء المالية العامة بهذا التحليل

من المشاكل المنتشرة مشكلة سوء توزيع الموارد داخل الهيئة القضائية، وليست قلة الموارد أو كلتاهما، فعادة ما تتمتع المحاكم العليا بمبانى فاخرة، ومرتبات مرتفعة، وعدد كبير منالموظفين، وميزانيات سخية لإلنتقال بينما تعانى . محاكم الدرجة األولى من قلة الورق واألقالم

لذا، وفى ظل هذه الظروف، قد ال يكون من المناسب مناصرة زيادة الميزانيات حتى يكون

.هناك توزيع مقبول لها

وفى أحيان كثيرة يكون هناك سوء إدارة للمؤسسة ممكن أن تكون مساعدة ومواردها، لذا، من ال

الهيئة القضائية على تنمية قدرتها اإلدارية مفيدة ومن العناصر المهمة، مساعدة الهيئة . جدا

القضائية لتعلم كيفية التخطيط لعملها خالل فترة معقولة من الوقت، وتحديد احتياجاتها المالية، وكذلك وضع ميزانيات مسئولة، فإن قدرة الهيئة

ديم احتياجاتها المالية بشكل جيد القضائية على تقومتكامل يعزز من إمكانية حصولها على الموارد

كما أنه فى العديد من الدول هناك . المطلوبةانتشار لتقبل فكرة تعيين إدارى متخصص ليقوم باألعمال اإلدارية التى كان القضاة يقومون بها

.من قبل

:دور المحامين ونقابات المحامين -ب

ا حتى اآلن كيف يمكن للنظم داخل لقد ناقشنالهيكل القضائى نفسه أن تعزز استقالل القضاء، غير أن الهيئة القضائية تعتبر جانبا واحدة من المعادلة، حيث أنه يمكن أن يكون للمحامين

الممارسين للمحاماة أمام المحاكم تأثيرا كبيرا على فمن الممكن أن يصبح المحامون . العمل القضائى

لحركات اإلصالح، كما يمكن أن يكونوا قادة . مدافعين دفاعا عنيدا عن الوضع الحالى

إن الممثلين القانونيين عن األحزاب القوية من الممكن أن يكونوا عناصر للفساد، حيث أنهم يقدمون الرشاوى أو يعرضون أشكاال أخرى من

كما يمكن أن يتمتع . اإلغراءات غير الالئقةمباشرة مع مسئولين من المحامون بصالت

السلطة التنفيذية والذين بإمكانهم الضغط على كما أنه من الممكن أن يتقدم . القضاة المستقلين

المحامون الذين خسروا دعاوى أمام المحاكم باتهامات بعدم الحياد أو عدم الكفاءة، مما يلقى

.بظالل من عدم الثقة فى النظام ككل

طيع أن تراقب نفسها إن نقابة المحامين التى تستوتمنع أى نوع من أنواع الممارسات غير األخالقية أو تمنعها كليا، من الممكن أن يكون لها

وعلى . مساهمات كبيرة فى النظام القضائىالرغم من أن نقابات المحاماة فى العديد من الدول قد تتسبب فى الكثير من المشاكل، غير أنها من

فى الحفاظ على الممكن أن تقوم بدور هام من الممكن لنقابات . المعايير المهنية ألعضائها

المحامين أن تعزز استقالل القضاء بتبنى مواثيق أخالقية معينة، وتوفير برامج تدريبية للمحامين، واإلبالغ عن الفساد ومعاونة الجمهور لإلبالغ عنه، ووضع آليات فعالة للمعاقبة على الفساد

لسلوك الذى قد يمارسه وغيره من أشكال سوء ا .أعضاؤها

:تنمية القدرات والسلوكيات القضائية )ج

إتفق جميع الخبراء المشاركون فى هذه الدراسة على أن النظم المؤسسية للهيكل القضائى تعتبر عنصرا مهما لتعميم استقالل القضاة، غير أنهم أكدوا كذلك على أهمية الدور الذى يقوم به القضاة

القضاة الذين ال يتمتعون بالقدر الكافى إن . كأفرادمن إحترام قداسة القضاء المستقل، أو الذين لم يحصلوا على التدريب والمهارات الكافية، يكونون

وقد . أكثر عرضة للخضوع للمؤثرات الخارجيةأكد المشاركون فى مناقشات المائدة المستديرة فى


جواتيماال بشكل خاص على أثر برامج التدريب .لجيدة على األخالقياتا

وفيما يلى يتم مناقشة خمسة مناهج تركز على تنمية قدرة القاضى الفرد وسلوكياته حتى يمكن

البرامج التدريبية، : تعزيز نزاهة القضاء، وهىوالحصول على المراجع القانونية، ومواثيق

، وجمعيات )الحوافز(األخالق، ووضع القضاة .القضاة

:ةالبرامج التدريبي .1

:التدريب القضائى المستمر -أ

يختار العديد من القضاة فى األنظمة التى فى طريقها إلى اإلنتقال إلى الديمقراطية أن يلتزموا بتوقعات رؤسائهم ألنهم يفتقدون إلى التدريب الالزم حول ما يتطلبه القانون، أو ألنهم قد اعتادوا

أو تلقى التوجيهات من الرؤساء بالسلطة التنفيذية وفى هذه الحالة، . المسئولين بالسلطة القضائية

تتوفر . هناك العديد من البرامج التدريبية المالئمةفى العديد من الدول مدارس قضائية أو مراكز تدريب قضائى تكون مسئولة عن تدريب القضاة الجدد وكذلك التدريب المستمر للقضاة ذوى

وكثيرا ما الخبرة، وذلك اتباعا للنموذج األوروبى، عاونت هيئة التنمية الدولية األمريكية هذه

.المراكز

وتعد االستمرارية أحد المشاكل المشتركة فى المدارس القضائية فى ظل الميزانيات المحدودة التى تحصل عليها الهيئات القضائية، وهو األمر

وقد تبنت العديد من دول . الذى ال يثير الدهشةوكانت كوستا ( أقل تكلفة أمريكا الالتينية نموذجاحيث يكون لدى مركز ) ريكا هى الرائدة فى ذلك

التدريب عدد محدود من الموظفين الدائمين، وتقوم لجان مشكلة من القضاة وأعضاء من المجتمع القانونى، مثل أساتذة القانون، بعمل معظم العمل

كما يقوم أعضاء من هذه المجموعات . التنظيمى. سهم أو من خالل تعاقدعلى التدريب بأنف

ويضمن هذا النموذج أن التدريب مناسب للقضاة وكذلك إيمان القضاة به، وذلك عن طريق تضمين قضاة فى هذه العملية، بما فى ذلك مرحلة تصميم

.البرامج

أما المسألة الثانية والتى تواجه التعليم القضائى المستمر، فهى المحتوى والتوجيه، حيث تميل

ن المدارس القضائية األوروبية نحو العديد مإنتهاج مناهج التأكيد على النظرية القانونية، بينما تتسم برامج التدريب األمريكية بالطابع العملى، بما فى ذلك تقديم النصائح الخاصة بأساليب إدارة

ويفسر ذلك االختالف بين . الدعاوى بكفاءةالنظامين جزئيا، ففى النظام الذى يعتمد على مواجهة الخصوم، يعتمد القاضى بشكل أكبر على المحامين فى تكييف النظرية القانونية للدعوى، أما فى نظام القانون المدنى الذى ال يتواجه فيه الخصوم، من المتوقع من القاضى أن يكون عالما بمجاالت قانونية أخرى؛ فمعظم القضاة يقدرون أثر التدريب العملى على قدرتهم على أداء

.وظيفتهم بشكل أفضل

والمسألة الثالثة، هى من يحصل على التدريب، حيث تعقد العديد من البرامج التدريبية األولية والتى تدعمها جهات مانحة فى العاصمة، وفى بعض األحوال، تقدم بشكل أساسى للقادة

غير أن معظم السكان يتعاملون فقط . القضائيين السبب، أوصى ولهذا. مع محاكم الدرجة األولى

العديد من المساهمين أن تقدم برامج أكثر لمحاكم الدرجة األولى، خاصة خارج العاصمة، حيث ال تكون للمحاكم إمكانية الحصول على التدريب والمادة العلمية، بل وعلى المناهج الحديثة، مما

من الممكن، . يجعلها فى حاجة أكثر إلى التدريبالمقدمة لقضاة محاكم بالطبع، أن تواجه البرامج

الدرجة األولى تحديات أكبر لتحقيق االستمرارية عن تلك التى تقدم للقيادات، كما أنه من المهم الوصول إلى من بيدهم التأثير على السياسات

يجب وضع . والمساعدة على تنفيذ اإلصالحاتجميع هذه العوامل فى اإلعتبار عند تصميم برامج

أنه يجب أن يكون الهدف التدريب القضائى، حيث بعيد المدى هو توفير التدريب العملى للقضاة الجدد، والقضاة ذوى الخبرة على جميع مستوياتهم، وكذلك لموظفى المحكمة، وعلى أساس

.يضمن االستمرارية

:األخالقيات والمسئولية القضائية -ب

أكد عدد من المساهمين من داخل البالد فى هذه دريب على األخالقيات الدراسة على أن الت


القضائية يمكن أن يكون له تأثيرا مهما على قدرة القضاة على الحفاظ على النزاهة، فحتى القضاة الذين ينوون التصرف بنزاهة قد ال يعلمون الخيار الصحيح فى بعض األحيان، وهذا هو الحال فى الواليات المتحدة األمريكية كما هو فى البلدان

اة فى العديد من الدول إن القض. األخرىيواجهون تحديات إضافية عندما يعيشون فى ظل ثقافة قبلية يكون من المتوقع منه فيها أن ينصر

إن التدريب على األخالقيات . األسرة واألصدقاءمن شأنه أن يساعد القضاة على تحديد الخيارات الصحيحة فى المواقف غير الواضحة، كما يمكن

لى مقاومة الضغوط أن يقوى من قدرتهم علقد أفصح عدد قليل من الخبراء الذين . الثقافية

أجرينا البحث معهم أن لدى بالدهم مواثيق أخالقية وبرامج تدريبية فعالة، وقد ظهرت عدة

:نقاط عند تصميم هذا التدريب

حيث أنه من الصعب التحدث عن األعراف •األخالقية وتطبيقها فى المجرد، فإن أكثر

لتدريبية فعالية هى التى يعمل فيها البرامج االمتدربون من خالل تدريبات على أساس من المشاكل العملية التى عادة ما يواجهها

.القضاة

لقد كان للندوات حول األخالقات التى •يتحدث فيها قضاة أجانب زائرون صدى جيدا فى العديد من البلدان، خاصة عندما يوضح

من نفس القضاة الزائرون أنهم يعانون .المشاكل

قد يؤدى األسلوب اإليجابى إلى نتائج أفضل، •فقد أوضح أحد القضاة األمريكيين أنه على الرغم من أن القضاة قد يشعرون باإلهانة عندما يتحدث إليهم خبراء أجانب عن محاربة الفساد، غير أنهم قد يتقبلون بشكل جيد جدا الحديث عن المشاكل األخالقية المشتركة مع

.لزمالء األجانبا

من الممكن أن يكون لهذه البرامج تأثير أكبر •إذا كانت هناك صلة مستمرة بين القضاة

.األجانب والمحليين

:القانون الدولى وحقوق اإلنسان -ج

من الممكن أن يقوم التدريب على القانون الدولى بدور يساعد الهيئات القضائية على االستقالل عن

التشريعية ومنع سوء استغالل السلطتين التنفيذية وعلى سبيل . السلطة من جانب هاتين السلطتين

المثال، إن القضاة من األرجنتين الذين حضروا ندوات عن القانون الدولى واإلقليمى قد أخذوا فى االعتبار الواجبات القانونية الدولية لألرجنتين فى

. 15إتخاذ قرارات تحد من تطبيق قوانين العفو المحاكم العليا فى عدد من دول أفريقيا وقد قامت

األنجلوفونية بإبطال قوانين وتحدى إجراءات اتخذتها السلطة التنفيذية على أساس القانون

كما أن بيانات مبادئ استقالل القضاء . 16الدولىالتى تبنتها مؤتمرات دولية بحضو كبار القضائيين . كان لها تأثير كبير، خاصة على دول الكومنولث

إن توفير النصيحة الواضحة والعملية حول كيفية تطبيق القانون الدولى فى المحاكم القومية عادة ما

.يزيد من فاعلية هذا التدريب

:الجوالت الدراسية -د

تتيح الجوالت الدراسية التى يقوم بها القضاة خارج بالدهم فرصة لهم للهروب من الشكل الذى

أن تكون لها تفرضه عليهم ثقافتهم كما يمكن فاعلية خاصة فى خلق رؤيا جديدة حول كيف

وحتى . يمكن للقضاة أن يعملوا فى استقالل تامتتحقق هذه األهداف، يجب أن يخطط لهذه الجوالت جيدا ليتم من خاللها عرض لموضوعات محددة كما يجب أن تتضمن فرصة للمشاركين

وتكون هذه . ليناقشوا مالحظاتهم وإنطباعاتهمالت الدراسية مفيدة بشكل خاص إذا كان الجو

مخططا إلتصاالت أخرى للمتابعة من خالل اجتماعات دورية والتى ترعى تنمية عالقات الزمالة أو اإلرشاد أو لتبادل المواد العلمية، كما يمكن للجوالت الدراسية أن تقوم بدور مهم فى .تشجيع اإلصالحيين على االستمرار فى جهودهم

:هيئة القضائية على السيادةقدرة ال -هـ

Margaret Popkin أنظر ورقة مارجرت بوبكن 15

عن أمريكا الالتينية والتى يتضمنها الجزء الثالث من هذا .الدليل

عن Jennifer Widner أنظر ورقة جنيفر ويدنر 16أفريقيا األنجلوفونية والتى يتضمنها الجزء الثالث من هذا

.الدليل


إن النظام القضائى الذى يقوم بوظائفه الطبيعية بشكل وأسلوب سليمين، يحصل على ثقة الجمهور واحترامه، مما قد يؤدى بدوره إلى موافقة السلطتين التنفيذية والتشريعية على توفير مزيد

ومن الممكن أن . من االستقاللية والموارد للقضاءج التدريبية الموجهة للمهارات تساهم البرام

اإلدارية والتشغيلية للموظفين القضائيين بشكل جدى فى استقالل القضاء، حيث إن التدريب على مهارات القيادة عادة ما يكون عنصرا مهما فى

.بناء هذه القدرة

:17التعليم القانونى فى الجامعة -و

لم تكن لدى هيئة التنمية الدولية األمريكية وغيرها من الجهات المانحة الرغبة فى إدخال كليات الحقوق ضمن نشاطاتها كعنصر أساسى فى برامج سيادة القانون، حيث إن التعليم الجامعى، جزئيا، ينظر إليه بصفته منهج طويل المدى وغير مباشر لحل مشاكل سيادة القانون، خاصة من وجهة نظر الجهات المانحة التى تنتظر نتائج واضحة خالل

باإلضافة إلى ذلك، من . ترة محددة من الوقتفالصعب أن تصبح الجامعات العامة شركاء فى هذه البرامج، حيث أن العديد منها إما ال يبدون إهتماما باإلصالح فى المناهج أو أساليب التدريس

إن المشاكل داخل كليات الحقوق . أو يعارضونهما هى إال نموذج مصغر لمشاكل أكبر بكثير

.علق بإدارة الجامعة ككلتت

غير أنه كان هناك إجماع بين المساهمين فى هذه الدراسة على التأكيد على أن التدريب غير الكافى فى الجامعة يعد أحد العقبات الخطيرة فى سبيل تنمية هيئة قضائية تتمتع باستقاللية حقيقية، فقد أوضح كل من الخبراء اإلقليميين والعديد من

ألفراد من عدة دول، ضعف التعليم المساهمين افى كليات الحقوق بصفته يساهم بشكل كبير فى

هذا وقد أدت . مشاكل استقالل القضاءاإلصالحات الجوهرية واإلجرائية الحقيقية والتى طبقت فى العديد من الدول على مدى األعوام القليلة الماضية إلى خلق احتياجات جديدة إلصالح

لحقوق، ونتيجة لذلك، زاد المناهج فى كليات ا

عن Edwin Rekosh ورقة إدوين ريكوش أنظر 17أوروبا الشرقية واألوروآسيوية والتى يتضمنها الجزء الثالث

.من هذا الدليل

إهتمام كل من الجهات المانحة والجامعات .بالتعاون الدولى

فعلى أقل تقدير، قد يؤدى التعليم غير الكافى فى كلية الحقوق إلى تخريج أعداد من المتقدمين إلى المناصب القضائية يفتقدون إلى الكفاءة المطلوبة، وعلى الرغم من أن تدريب القضاة قد يكون

نهجا جيدا لتحسين قدراتهم، غير أنه ال يمكن أن ميعوض بشكل كامل عن التدريب السيء خالل

عالوة على . سنوات التعليم فى كليات الحقوقذلك، وحيث أن برامج التدريب القضائى عليها أن تحاول أن تعوض ذلك، غير أن ذلك يزيد من التكاليف التى ال يجب أن تتحملها هذه البرامج،

زيد من األعباء على الميزانيات القضائية مما ي .المحدودة

وباإلضافة إلى المهارات التعليمية، على طلبة الحقوق أن يكتسبوا القيم والسلوكيات األخالقية

وفى . التى سيتحصنون بها طوال عمرهم المهنىجامعات الواليات المتحدة األمريكية وغيرها من ة الجامعات، يتضمن المنهج دورات مخصص

لألخالقيات وتؤكد بقدر كبير من خالل دورات ونشاطات أخرى على تنمية السلوكيات األخالقية

وتعد هذه الدورات على . واحترام سيادة القانوننفس القدر من األهمية فى معظم الدول التى تمول

.الجهات المانحة فيها برامج عن سيادة القانون

عديل وهناك وسيلة أخرى قد أثبتت نجاحا فى تباإلضافة إلى تنمية المهارات القانونية (السلوكيات وهو التعليم القانونى التحليلى، حيث ) الجوهرية

يقدم الطلبة خدمات قانونية فى حاالت حقيقية ألناس ليس لديهم إمكانية التوجه إلى استشارى، ويحصلون على تدريب فى مهارات المحاماة

ذا النوع يسمح ه. بالتوازى مع محاضرات نظريةمن التعليم للطلبة باكتساب خبرة عملية عن أهمية نزاهة وإلتزام القضاة، كما يعطيهم فرصة العمل عن قرب مع الجماعات المظلومة والتى عادة ما

إن هذه المهارات . تكون خارج نطاق تجربتهموالخبرات تكون ضرورية فى تشكيل أجيال من

ق هيئة القضاة والمحامين المؤهلين من أجل خلهذا وقد . قضائية مستقلة واحترامها والعمل معها

دعمت الجهات المانحة العديد من برامج التعليم القانونى التحليلى فى بلدان أوروبا واألوروآسيوية


وقد إنضم العديد من . بتكلفة زهيدة نسبياالمشاركين فى هذه البرامج إلى جمعيات غير

ام أو أنشأوها حكومية قانونية تهتم بالصالح الع .بأنفسهم؛ كما أصبح العديد منهم قضاة

:الحصول على المادة القانونية .2

حتى تكون االحكام على أساس من التسبيب القانونى، يجب أن يكون للقضاة إمكانية الحصول على القوانين، وأحكام المحاكم العليا، وغيرها من

إن معرفة األحكام . مراجع الفقه القانونىية، بشكل خاص، يعتبر مهما لمفهوم القضائ

النزاهة، حيث يحتاج القضاة إلى إصدار أحكام متشابهة فى دعاوى متشابهة حتى ينظر إليهم أنهم

وتنطبق هذه القاعدة . يتسمون بالعدالة والنزاهةعلى كل من الدول التى تطبق القانون المدنى

وعلى الرغم من . وتلك التى تطبق القانون العامكام المحاكم العليا قد ال تكون ملزمة لمحاكم أن أح

الدرجة األولى فى دول القانون المدنى، غير أنها تشكل نوعا من المعرفة من أجل إتخاذ القرار فى محاكم الدرجة األولى، وبالتالى، تعد مهمة لتعزيز

إن إنتشار استخدام . التوافق ومظهر العدالةالحصول تكنولوجيا اإلتصاالت يجعل من السهل .على المراجع القانونية وبتكلفة محدودة

:المواثيق األخالقية .3

لقد تبنت العديد من الدول مواثيق أخالقية كجزء من عملية اإلصالح القضائى، حيث تعتبر المواثيق األخالقية ذات قيمة خاصة إلى الحد الذى يجعلها تثير الجدل فيما بين القضاة، وتزيد من

لوك المقبول وغير المقبول، كما درجة إدراكهم للسكما أن هذه المواثيق . هو الحال مع الجمهور

تزيد من ثقة الجمهور من أن هناك خطوات واضحة تتخذ من أجل زيادة استقامة الهيئة

.القضائية

وحيث إن الجدل والمناقشات المتعلقة بالموضوعات األخالقية هى أحد أهم نتائج وضع

لية وضع ميثاق من مواثيق أخالقية، فإن عمالممكن أن تكون على نفس القدر من أهمية

والطريقة المثلى هى أن تقوم . النتيجة النهائيةالهيئة القضائية أو جمعية القضاة بصياغة هذا

الميثاق، مع االستعانة برأى المحامين، وقادة المجتمع المدنى، وغيرهم ممن يتمتعون بخبرة فى

جنة قضائية قومية فى وفى حالة وجود ل. المحاكمكما ال . البالد، من الممكن أن تقوم بهذه المهمة

يجب أن تضع السلطة التشريعية أو التنفيذية .مواثيق األخالقيات القضائية

ويمكن االستدالل بنماذج عدة فى صياغة هذه على سبيل المثال، ميثاق القضاة (المواثيق

حامين األوروبيين، والميثاق النموذجى لنقابة الم، غير أنه، وكما هو الحال مع جميع )األمريكية

الموضوعات التى تناقشها هذه الورقة، تتحدد خصوصية األخالقيات القضائية فى إطار السياق

فالذى يعتبر واضحا أنه أخالقى أو غير . المحلىأخالقى فى بلد ما، قد ال يكون على نفس الدرجة

ثال، إن من الوضوح فى بلد آخر، وعلى سبيل المالحرية الممنوحة للعديد من القضاة األوروبيين لإلنضمام ألعمال سياسية أو نظام االنتخابات القضائية المطبق فى عدد من الواليات بالواليات المتحدة األمريكية، قد ال يكون مقبوال فى بلدان

.أخرى

إن معظم الدول التى تطبق القانون المدنى لديها التى تنطبق على األداء قوانين تحدد الجرائم

القضائى، كما تعرف قوانين ولوائح الهيئة وعندما يتم تبنى ميثاق . القضائية معايير السلوك

لألخالقيات، يجب تناول الموضوع الخاص بكيفية .تكييفه مع اإلطار القانونى الحالى

عالوة على ذلك، ستحتاج الهيئة القضائية إلى آلية ذه التفسيرات حتى تتوفر لتفسير الميثاق وتسجيل ه

وال يجب أن . لآلخرين الباحثين عن التوجيهتترك المسئولية كاملة للقضاة لتحديد كيفية تطبيق التعبيرات العامة التى يتضمنها الميثاق على حاالت محددة، كما يجب تناول مسألة تطبيق

ولم يؤمن معظم الخبراء الذين أجريت . الميثاقالمواثيق تطبق بفاعلية فى معهم الدراسة أن هذه

.الدول التى لديها بالفعل مثل هذه المواثيق

وعلى الرغم من أنه من المفترض أن يكون للمواثيق أثرا إيجابيا على االستقالل القضائى، غير أن المساهمين فى وضع هذا الدليل قد أشاروا . إلى بعض الحاالت المحتملة لسوء االستغالل


مواثيق فى بعض األحيان أوال، فقد استخدمت اللمعاقبة القضاة الذين لم يكونوا على دراية كاملة

ثانيا، فقد . بتفاصيل الميثاق بالسلوكيات الممنوعةاستخدمت المواثيق لمعاقبة القضاة الذين اعتبروا

وقد ظهرت كلتا ". مستقلين أكثر من الالزم"المشكلتين فى معظم األحيان التى تم فيها تبنى

دون مناقشته بشكل موسع بين القضاة الميثاقوبالتالى، فقد حث المساهمون فى هذا . والجمهور

الدليل على أال تستغل مواثيق األخالقيات كأساس لتطبيق الجزاءات حتى يتم معرفتها وفهمها على

وعادة ما ال تتسبب هذه المسألة فى . نطاق واسعحدوث فجوة بالنسبة لإلجراءات التأديبية، حيث أن قسم القضاة عند توليهم المنصب عادة ما يكون

.كافيا لتدعيم اإلجراءات التأديبية

:وضع القضاة .4

أثار المساهمون فى هذا الدليل عدة مرات موضوع أن المستقبل المهنى القضائى ال ينظر له نظرة احترام فى العديد من الدول، حيث أن وضع ب القضاة السيئ يظهر بشكل واضح فى الروات

الضعيفة، وظروف العمل السيئة، وفى ظل هذه الظروف، يصعب على القضاة الحفاظ على

وعلى الرغم من أن . الشعور بالكرامة المهنيةالعالقة بين احترام الذات، واالستقالل، والنزاهة فى اتخاذ القرار ليست واضحة إلى حد ما، غير أن المفهوم العام هو أن القضاة الذين ال يشعرون

الكرامة مهنيا، هم أقلهم احتماال لصد الفساد ب .وغيره من الضغوط الخارجية

كيف يمكن زيادة شعور القضاة : إذا فالسؤال هوباحترامهم لذاتهم؟ ومن الواضح، أن جزء من اإلجابة يقع خارج نطاق سلوك القاضى الفرد ليمتد إلى سلوك الجمهور العام تجاه الهيئة

اقشة أكثر تفصيال لهذه القضائية، وفيما يلى من .المسألة

وفيما يتعلق بالتأثير على سلوك القضاة أنفسهم، . فتعتبر الرواتب والمزايا هى العوامل الرئيسية

إن عالقة الرواتب باالستقالل القضائى ليست مباشرة كما قد يعتقد البعض، غير أنه كان هناك شبه إجماع بين القضاة المشاركين فى هذه

الرواتب الجيدة تعتبر عنصرا هاما فى الدراسة أن

استقالل القضاء، فعلى أقل تقدير، من الصعب الحد من عمليات الفساد الصغيرة بين القضاة إال إذا كانوا قادرين على تلبية االحتياجات األساسية

ويبدو أن زيادة رواتب القضاة حيث . ألسرهمكانت فى السابق ضئيلة جدا هى أسرع وسيلة

ضع القضاة، وزيادة احترامهم لذاتهم، لتحسين ووجذب مجموعات أكبر من المتقدمين المؤهلين الذين يعتقد أنهم مسلحون بالقدر الكافى للدفاع عن

هذا وقد قامت عدة دول . استقامتهم فى وظائفهمخالل السنوات القليلة الماضية بزيادة الرواتب حيث أصبحت الوظائف القضائية أكثر جذبا، ومن

هذه الدول بلغاريا، وجورجيا، وجواتيماال، ضمن .وكرجيزستان، ورومانيا، وأوغندا

غير أنه ليس من الواضح إذا ما كانت زيادة الرواتب تحد من اإلغراءات لقبول الرشاوى، خاصة بين القضاة الذين ينشأون بالفعل فى مجتمع فاسد وتشبعوا به والذين قد يكونوا قد تقدموا

وقد . 18بب إمكانية استغاللهاللوظيفة أساسا بسلم (أظهرت دراسة حديثة أجراها البنك الدولى

أنه ال ) تجرى بشكل خاص على الهيئات القضائيةيوجد دليل على أن زيادة الرواتب دون اتخاذ تدابير أخرى تؤدى إلى الحد من الفساد بشكل ملحوظ، بينما يرتبط الحد من الفساد بشكل أكبر

اإلعتماد على أساس المؤهالت بزيادة الشفافية وومستوى األداء فى إجراءات التعيين، والترقى،

لذلك، قد يكون . 19وتطبيق اإلجراءات التأديبيةمن المهم أن يصبح رفع الرواتب جزءا من .مجموعة متكاملة تتضمن تدابير إصالحية أخرى

ويعتبر معاش التقاعد على نفس القدر من أهمية وحة، حيث إن معاش التقاعد مجموعة المزايا الممن

خاصة إذا ما اقترن بتأمين الوالية مدى (المريح يزيد من احتمال أن يبقى القضاة على ) الحياة

عن سياق Eric Jensen أنظر ورقة إريك جنسن 18

برامج االستقالل القضائى والتى يتضمنها الجزء الرابع من .هذا الدليل

وآخرون، جودة Vinod Thomas فينود توماس 19البنك الدولى (The Quality of Growthلنمو ا

الفصل ) 2000وصحافة جامعة أوكسفورد، سبتمبر السادس، ومن الممكن تنزيل كامل نص الدراسة من على

موقع http://www.worldbank.org/html/extdr/quality


المنصة حتى نهاية مستقبلهم المهنى، مما يزيد بدوره من التحفيز لمقاومة الرشاوى، على اعتبار أن هناك مخاطرة أن ينكشف أمرهم ويتعرضون

وعندما يتم تخصيص األموال .إلجراءات تأديبيةالالزمة لزيادة الرواتب القضائية، يجب أن يوضع فى االعتبار دفع أكبر زيادات إما لقضاة خدموا

. لسنوات عديدة أو زيادة معاش التقاعد

وقد تكون هناك حوافز أخرى مهمة لزيادة احترام القاضى لنفسه بين القضاة اآلخرين، على سبيل

نية مالئمة، وزيادة فرص المثال، ظروف مكا .التدريب المستمر، والحد من المسئوليات اإلدارية

:جمعيات القضاة .5

أنشئت جمعيات القضاة فى العديد من الدول لتكون بمثابة اتحادات للعاملين، حيث أنشئت للتكتل للحصول على إمتيازات أفضل، وفى هذه . الحاالت، لم تكن عمالء لإلصالح إلى نادرا

نه فى دول أخرى، كانت عنصرا أساسيا فى غير أوفى أحسن أحوالها، يمكن لجمعيات . اإلصالح

القضاة أن تساهم فى تغيير السلوكيات القضائية :من خالل ما يلى

تعزيز الشعور بأهمية المهنة، والزمالة، •واحترام الذات بين القضاة اآلخرين وهو ما يعد من العناصر المهمة خاصة فى البالد

.ى كانت تنظر إلى هذه المهنة نظرة دونيةالت

وضع مواثيق لألخالقيات واإليمان بها •بإمكانها أن تتبنى مواثيق غير (والدفاع عنها

رسمية وغيرها من آليات التنظيم الذاتى، وزيادة الوعى بالموضوعات األخالقية، وتتضمن تلك اآلليات المنشورات والتدريب

.)القضائى المستمر

ود التدريبية من خالل توفير تدعيم الجه •قاعدة مؤسسية وتطوير المادة التدريبية وتوزيعها باإلضافة إلى غيرها من

.المنشورات

.تنمية القيادة القضائية والدفاع عن اإلصالح •

:زيادة الشفافية )د

لقد تم اإلشارة إلى أهمية الشفافية خالل هذا الدليل غير كأحد العناصر األساسية للحد من المؤثرات

ويصف هذا القسم . المقبولة وزيادة االستقالليةخمسة أساليب إضافية من شأنها زيادة شفافية

.إجراءات المحاكم والعملية القضائية

:شفافية إجراءات المحكمة -1


الهيئة القضائية فى جواتيماال

فتحت الهيئة القضائية فى جواتيماال وألول أول مكتب لموظفى 1998مرة فى أكتوبر

المحاكم فى مدينة جواتيماال، ففى العام ملف دعوى فى سبع 1061السابق ضاع

محاكم من إجمالى إحدى عشر محكمة ونتيجة لذلك، . يماالابتدائية فى مدينة جوات

ظل العديد من السجناء مسجونين دون . محاكمة، بينما هرب آخرون من النيابة

أما فى العام التالى على إنشاء المكتب الجديد وتطبيق نظم إدارة السجالت، فقد ملف واحد فقط، وتم تحديد الشخص

وكان هناك سمات . المسئول ومحاكمته توزيع أخرى لهذا النظام الجديد وهى

الدعاوى بشكل يتسم بالعدالة والشفافية، مما قضى على عملية اختيار القضاة لنظر القضية، وحد من ازدحام الدعاوى المتراكمة فى المحاكم؛ كما أدى إلى تطبيق المعايير الوقتية لإلجراءات، والحصول

.على بيانات مفيدة تسمح بالتخطيط الفعال

إن زيادة الكفاءة تعتبر أحد األهداف األساسية للبرامج التى تصمم من أجل تحديث إدارة

أنه هناك هدف آخر على النفس المحاكم، غير القدر من األهمية، وهو زيادة شفافية إجراءات

إن تنظيم المحكمة ذاته واإلجراءات . المحاكمالمطبقة بها من شأنهما إما أن تتسم بالشفافية والرقابة الداخلية التى تزيد من صعوبة التدخل فى قرارات المحكمة، أو أن تقوم بالعكس تماما وهو

.20ا التدخل فى القراراتتسهيل هذ

تبدأ الشفافية من تنظيم المحكمة، ففى العديد من دول أمريكا الالتينية، لم يتغير تنظيم المحاكم

والنموذج السائد هو أن . االبتدائية لمئات السنينيكون لدى كل من القضاة مجموعة من الموظفين الذين يتناولون جميع جوانب القضية، مما يؤدى

عن إدارة William Davis أنظر ورقة ويليام ديفيس 20

. الرابع من الدليلالمحاكم والتى يتضمنها الجزء

وحدات تكون هى فى حد ذاتها بمثابة إلى تكوين وعلى الرغم من أن هذا النظام قد يوفر . محكمة

للقاضى الجيد سيطرة أفضل على الدعم الذى يوفره الموظفون له، غير أنه كذلك يتيح سوء

ويمكن لقاضى واحد أو كاتب واحد، . االستغاللخاصة فى النظم التى تعتمد على الكتابة، أن يغير

سهولة أو يلغيه وهو االمر الذى من فى مستند بشأنه أن يغير من الحكم فى القضية، مع احتمال

وفى السنوات . ضئيل لضبط هذا التالعبالماضية، بدأ خلق وظائف دعم مشتركة وكذلك إدارة السجالت فى االنتشار، والنتيجة كانت الحد

. من فرص الرشاوى، والترهيب، والتالعب

جيدة للسجالت ضرورية هذا وتكون اإلدارة ال. أيضا من أجل الحد من المؤثرات غير الالئقة

فمن المعتاد فى المحاكم التى يتسم نظام إدارة ملفات الدعاوى " تفقد"السجالت بها بالضعف، أن

الحساسة عالوة على التغيير فى المستندات، فبغير ملف للدعوى، ال تستطيع النيابة أن تؤدى عملها

إن هذه الواقعة . نية أن تستمرأو الخصومة المدمعتادة الحدوث فى المحاكم التى تتسم أنظمة إدارة السجالت بها بعدم التنظيم حيث ال يكون هناك شخص معين مسئول عنها فى حالة حدوث أى

أما نظام إدارة السجالت . شيء لملف الدعوىالجيد فيمكن أن يتتبع المسئول عن ملف الدعوى

فة، كما أنه يوفر مكانا مناسبا فى المراحل المختل .لحفظ السجالت غير المستخدمة

ويعد التوزيع األولى للدعوى على قاضى معين خطوة أخرى مهمة فى إجراءات المحكمة، فعادة ما ال تكون هناك إجراءات محددة تتبع لتسجيل الدعاوى وتوزيعها على القضاة، وفى حالة غياب

ديم إجراءات واضحة، يكون من السهل تقالرشاوى أو ممارسة أنواع من التأثير ليست على نفس الدرجة من الوضوح للتحكم فى توزيع الدعاوى على القاضى المفضل لدى جهة معينة أو لقاضى تمت رشوته بالفعل لضمان نتيجة

لذا، فإن استخدام آلية التوزيع العشوائى . الدعوىللدعاوى، يحد بقدر كبير من فرص المؤثرات

وعلى الرغم من . مقبولة على هذه المرحلةغير الأن التوزيع العشوائى قد يسمح باإلدعاء أن القضاة الذين ال يتمتعون بمعرفة وخبرة كافيتين تحال إليهم دعاوى ال يستطيعون النظر فيها، فقد كان


رد نظام المحاكم الفدرالية فى الواليات المتحدة اعب األمريكية دائما أنه من الجدير تحمل مص

المزايا التى يضيفها ) 1(منحنى التعلم الحاد بسبب والحماية التى ) 2(التعلم إلى النظام بشكل عام،

.يوفرها التوزيع العشوائى

:نشر األحكام القضائية -2

ال يقوم القضاة فى العديد من الدول بتسبيب أحكامهم سواء شفاهة أو كتابة، إال قضاة المحاكم

حكام، عادة ما تكون مجرد وإن كتبت األ. العلياوحتى األحكام التى تصدرها محاكم . بضع جمل

االستئناف تميل لالختصار، خاصة فى أنظمة القانون المدنى، فعادة ما يربطون بين الوقائع ويذكرون بعض المواد القانونية أو بعض الدعاوى

.المشابهة فى بعض األحيان

كون وقد ال تنشر األحكام حتى وإن سجلت، حتى يألطراف الدعوى فقط حق الحصول عليها، وحتى إن نشرت األحكام، قد ال يتم فهرستها، وبالتالى،

.ال يكون من السهل الحصول عليها

إن مطالبة القضاة بذكر أسباب الحكم لألحكام التى تنشر يقف عائقا أمام إصدار األحكام بناء على أية اعتبارات غير القانون والوقائع، كما تحسن

ألحكام المنشورة من مستوى التوافق فى تطبيق االقانون وكذلك فهم الجمهور له، مما من شأنه أن . يؤدى إلى زيادة دعم الجمهور للهيئة القضائية

كما من الممكن أن يكون نشر األحكام حافزا للقضاة الذين يفخرون بتحليلهم القانونى الجيد، وقد

إصالحا اعتبر نشر أسماء القضاة على أحكامهم .كبيرا فى بولندا

غير أن مزايا نشر األحكام قد تضعفها اعتبارات أخرى، ففى العديد من الحاالت، يكون األطراف هم الوحيدين المعنيين بأسباب الحكم، وقد يؤدى نشر جميع األسباب إلى تحميل النظام أكثر مما

إن بعض القضاة الذين يركزون أكثر مما . ينبغىيل القانونى العميق قد يتسببون ينبغى على التحل

فى تعطيل غير ضرورى فى الدعاوى التى تحتاج إلى قرار فقط، لذا يجب أن يكون هناك توازنا، فقد ال يكون من السهل نشر جميع األحكام أو قد ال يكون مرغوب فى ذلك خاصة فى ظل قلة

ولكن تلتزم المحكمة أن تقدم على األقل . الموارد) 2(طراف مستوفاة الشرح، صيغة حكم لأل) 1(

نشر المعايير التى يطبقونها فى اختيار األحكام .التى يتم نشرها

إصالح اإلجراءات الجنائية لزيادة -3 :الشفافية

إتبعت العديد من دول أمريكا الالتينية على مدى العقد الماضى أسلوب دول أوروبا الغربية فى

دف إصالح قوانين اإلجراءات الجنائية وذلك بهاالبتعاد عن أساليب الكتابة االستجوابية والتى

فقد . كانت جزءا من موروث القانون المدنىوضعت القوانين الجديدة إجراءات شفهية وعلنية

وهناك عدد . يواجه فيها الطرفان بعضهما البعضبما فى (ضئيل من دول أوروبا الوسطى والشرقية

ه تبحث فى إجراء مثل هذ) ذلك جورجيا وروسيا .اإلصالحات

وفى ظل األنظمة السابقة، كانت جميع الشهادات، بما فى ذلك أقوال الشهود، تكتب وتودع ملف الدعوى، وكانت األحكام تصدر بناء على ما ورد كتابة فى الملف فقط، حيث لم يكن مطلوب من القضاة عقد جلسات أو حتى لقاء األطراف فى

لمحورى لقد كان القاضى هو الممثل ا. الدعوىفى هذه العملية وكان يلعب عدة أدوار، بما فى

وأحيانا كان يقوم به (ذلك توجيه التحقيق المبدئى ، وإتخاذ قرار المحاكمة من عدمه، وتحديد )بنفسه

وفى العديد من . الجرم وكذلك إصدار الحكمالدول كان قاضى واحد هو المسئول عن جميع

الفرصة ولم تكن تتح. هذه المراحل من الدعوىلمحامى الدفاع الستجواب الشهود، كان القاضى

كما لم يكن . هو المسئول األول عن سير الدعوىمطلوب من القاضى أن يفسر أسباب أحكامه أو أن يكتبها، وعادة ما لم يكن المدعى عليهم على

وحيث كانت . علم بأسباب إتخاذ القاضى للحكممهور جميع اإلجراءات تتم كتابة، لم يكن للج

.فرصة مشاهدة الدعوى ومتابعة مراحلها

وقد كانت قلة الشفافية وتركيز جميع الوظائف فى يد القاضى تشكل تهديدا خطيرا على استقالل القضاء، وقد مكنت هذه الوظائف قضاة محاكم الدرجة األولى من التصرف باستبداد وبشكل غير


كما لم توفر هذه . مالئم، بل وسهلت عليهم ذلكظائف أية حماية ضد تعرض القضاة الشرفاء الو

للترهيب، ونظرا إلى أن جميع األحكام كانت تصدر بناء على ما ورد فى الملف كتابة، فقد سمح ذلك للقضاة بتفويض مسئوليات جسيمة للموظفين، والذين كانوا عرضة لدرجة كبيرة للخضوع للمؤثرات غير المالئمة أكثر من

.القضاة

ى تتعلق بالقوانين القديمة، وهى وهناك مشكلة أخرأن المتهم كانت يتمتع بحقوق قليلة وحمايات قليلة حيث كان من المعتاد حجزه قبل المحاكمة، وعادة ما كان يدوم هذا الحجز إلى سنوات، قبل أن يدان

وفى النهاية، فإن إجراءات . أو يطلق سراحهاالستئناف، والتى سمح فيها للمحكمة أن تراجع

الدعوى وكذلك المسائل القانونية المتعلقة وقائعبها، لم يكن لها دورا كبيرا فى كبح االستبداد والفساد، ولكنها ببساطة قد أضافت درجة أخرى من درجات اتخاذ القرار التى اتسمت بعدم

.الشفافية

إن هذه اإلصالحات فى قوانين اإلجراءات الجنائية هدفت والتى وضعت خالل العقد الماضى قد است

توفير حماية لحقوق المتهمين والضحايا، وضمان وقد . النزاهة والمسئولية، وزيادة فاعلية النظام

كان هناك هدفا إضافيا، وهو زيادة سرعة لم تكن القوانين الجديدة فعالة خالل . (المحاكمات

السنوات األولى من التطبيق، حيث أن اإلجراءات كالء النيابة لم تتسم بكفاءة أعلى بسبب إحجام و

عن استخدام أسلوب المساومة، غير أنه من المفترض أن تكون اإلجراءات أسرع عنها فى ظل النظام القديم، كلما اكتسب وكالء النيابة

.)الخبرة والثقة فى مسألة المساومة

وعلى الرغم من االختالف الجذرى بين القوانين الجديدة، غير أنه هناك سمات مشتركة وتتضمن

:ىما يل

تقديم األدلة شفاهة فى حضور األطراف، • .ودعوة الجمهور للمشاهدة

تتاح الفرصة ألطراف الدعوى لتقديم أدلتهم • .الخاصة وفحص أدلة الخصم

يطلب من القضاة المداولة وإصدار الحكم •فور إنتهاء تقديم األدلة وفى نفس الجلسة، كما يطلب منهم توضيح أسباب الحكم وإيداعها فى

تعدى األسبوعين من تاريخ النطق وقت ال ي .بالحكم، وذلك لتسهيل إجراءات االستئناف

يجوز لمحاكم االستئناف أن تستعرض •. المسائل القانونية فقط وليس وقائع الدعوى

وقد أيد اإلصالحيون فى أمريكا الالتينية هذا (اإلصالح ألهميته، حيث أنه تتاح الفرصة

د وتقييم لمحاكم الدرجة األولى لسماع الشهو .)مصداقيتهم

وقد إنتقلت وظائف التحقيق وإتخاذ قرار •اإلحالة إلى المحاكمة فى بعض الدول، إلى

.وكالء النيابة المستقلين عن الهيئة القضائية

وتبحث اآلن فى عدة دول اقتراحات بإدخال .إصالحات مماثلة على قانون اإلجراءات المدنية

يميين، متابعة المجتمع المدنى، واألكاد -4 :واإلعالم للمحاكم بدقة

من الممكن أن تكون المتابعة الخارجية ألعمال المحاكم أداة قوية من أجل تدعيم استقالل القضاء، ومع زيادة شفافية اإلجراءات فى النظام، تصبح المتابعة الفعالة أكثر جدوى، باإلضافة إلى أثر

إن متابعة نظام . الذى تحدثه اإلصالحات األصليةكمة يتبع أساليب مؤسسة تأسيسا صحيحا ويتسم مح

بالشفافية أسهل من متابعة نظام يتسم بالغموض العمدى أو حتى عدم النظام والفوضى، كما أن اإلحصاءات التى تصدر عن أنظمة جيدة إلدارة الدعوى تسمح للمحكمة ليس فقط بتحسين عملياتها اإلدارية، وإنما تمكن المراقبون الخارجيون كذلك . من متابعة إتجاهات المحكمة وتحديد اإلنحرافات

ومن المهم جدا عند توفير الدعم الالزم لهذه األنظمة، أن تتوفر مساعدة للمحكمة لزيادة الثقة فى السماح للجمهور للحصول على أكبر قدر

.ممكن من المعلومات

وتعد منظمات حقوق اإلنسان، ونقابات المحاماة، انونية من الجماعات التى ومكاتب االستشارات الق

عادة ما تقوم على متابعة أعمال المحكمة، وفى


بعض األحيان، قد تقوم هيئة حكومية على متابعة أعمال المحكمة إذا ما كانت تتزعم حركة

وعادة ما تقوم المنظمات . اإلصالح القانونىاألكاديمية بدور مختلف قليال، وذلك بعمل أبحاث

ائية، والتى قد تنظر إلى مستقلة عن الهيئة القضوقد . العوامل المتعلقة باالستقالل بشكل أعمق

شجع المساهمون فى وضع هذا الدليل الدعم الذى تقدمه مثل هذه األبحاث األكاديمية وأكدوا على ما

. 21قد تقدمه على المدى الطويل

كما يمكن أن يكون لمتابعة اإلعالم للمحاكم دورا عوبة فى التعامل معه، إيجابيا، غير أن هناك ص

فإن مشاريع التحقيقات الصحفية لم تكن على مستوى النجاح المطلوب، فحتى عندما يكون الصحفيون مدربين تدريبا جيدا، ويكون اإلعالم مستقال عن السيطرة الحكومية، فإن مالك وسائل اإلعالم عادة ما يسيطرون على المحتوى بسبب

وسائل اإلعالم عالوة على ذلك، فإن . عالقاتهمقد تكون ببساطة غير راغبة فى اإللتزام بتوفير الميزانيات المطلوبة للتحقيق فى قصص معينة أو

.قد تكون غير قادرة على ذلك

وكبديل لذلك، تم توفير الدعم الالزم ألحد المنظمات فى الفليبين والتى كان هدفها هو تسجيل

خل قضايا الفساد وكشفها، بما فى ذلك الفساد داوقد أدى البحث الدقيق الذى . الهيئة القضائية

تجريه هذه الجماعة، والتى يطلق عليها إسم ، إلى استقالة "مركز الفليبين للتحقيقات الصحفية"

. أحد قضاة المحكمة العليا بسبب دعوى معينةغير أن الجهات المانحة يجب أن تضع فى اعتبارها أنه فى ظل بعض الظروف، خاصة ما

انت هناك جهة مانحة وحيدة، أنها قد تفسد إذا كمصداقية هذا البحث وقد يؤدى وجودها إلى نشر اإلدعاءات حول أن هذا البحث توجهه جهات

.أجنبية

Margaret Popkin أنظر ورقة مارجرت بوبكن 21

عن أمريكا الالتينية والتى يتضمنها الجزء الثالث من هذا عن Stephen Golubالدليل، وورقة ستيفن جولب

.المجتمع المدنى والتى يتضمنها الجزء الرابع من الدليل

الكشف عن ممتلكات القضاة، ودخولهم، -5والمزايا التى يحصلون عليها،

:وعضويتهم فى الجمعيات

وعلى الرغم من اعتراض القضاة على انتهاك صيتهم وما يؤدى إليه الكشف عن أحوالهم خصو

المادية، غير أنه يعتقد فى أغلب األحيان أن هذه الوسيلة تعد فعالة فى إحباط الفساد، وتضارب

إن . المصالح، وسوء استغالل األموال العامةالقوانين المطبقة فى معظمها تطلب الكشف عن ممتلكات القضاة وإلتزاماتهم عند تعيينهم ثم سنويا،

حتى يمكن التحقيق فى اإلثراء غير المبرر أو وتقوم هنا جماعات . احتمال تضارب المصالح

المجتمع المدنى واإلعالم مرة ثانية بدور رئيسى من أجل ضمان تطبيق هذه القوانين والتأكد من أن المعلومات التى يتم الكشف عنها دقيقة، ومتكاملة،

.ويكشف عنها فى الوقت المناسب

يز احترام المجتمع لدور القضاء تعز )هـ :النزيه

لقد ناقشنا خالل هذا الديل حتى اآلن عددا من التدابير الجيدة لتعزيز استقالل القضاء ونزاهته،

غير أن أحد . وكلها على نفس القدر من األهميةالمراقبين ألعمال المحاكم لمدة طويلة فى أنحاء

لموس مختلفة من العالم قد أشار إلى عامل غير معلى اعتباره أحد العوامل التى تؤثر على استقالل

فإذا كان المجتمع . توقعات المجتمع: القضاءيتوقع الشرف والنزاهة من القضاء ويطالب بهما،

أما إذا كانت . ففى األغلب سيحصلون على ذلكالتوقعات ليست على هذا المستوى، فإن احتمال

لن يكون أن يقوم القضاة بعملهم بنزاهة وعدالةإن جميع اإلصالحات . على المستوى المرجو

التى تم مناقشتها من خالل هذا الدليل من الممكن أن تساعد الهيئة القضائية على زيادة احترام الجمهور لها مع الحث على ضرورة تغيير توقعات الجمهور منها، وفيما يلى نناقش أربعة موضوعات أخرى ترتبط بشكل أساسى ببناء

.رام لقضاء مستقلاالحت

:قوة المراجعة الدستورية -1


تكمن قوة المراجعة الدستورية فى سلطة المحكمة على إعالن عدم دستورية بعض القوانين وأعمال السلطة التنفيذية، وعلى الرغم من أن الهيئات القضائية فى معظم الدول تتمتع بدرجة من سلطة

ت فى المراجعة الدستورية، غير أنه هناك اختالفااألنظمة، ففى معظم دول القانون العام، بما فى ذلك الواليات المتحدة األمريكية، تتمتع معظم المحاكم العادية بسلطة الحكم بعدم دستورية قوانين أو إجراءات معينة، غير أنه يجوز لهم الحكم فى موضوعات دستورية فقط عند ظهورها فى

أما معظم الدول التى تطبق. دعاوى محددةالقانون المدنى، فهى تركز سلطة المراجعة فى محكمة دستورية واحدة، غير أن هناك العديد من الدول التى تسمح بمراجعة القوانين والموضوعات

كما . المختلفة فى المجرد دون ارتباطها بقضاياأن هناك خالف حول من من حقه أن يطالب بالمراجعة الدستوية، هل هو الفرد، أم مكتب

اوى، أم المسئولون، أم المشرعون، أم الشك .المحكمة نفسها

لقد ظلت النظرة العامة للهيئات القضائية فى العديد من الدول التى تمر بمرحلة تحول إلى الديمقراطية الدستورية بصفتهم أداة فى يد الدولة . ويستمر الشك فيهم، إن لم تكن نظرة إزدراء

هتماما كبيرا وعادة ما تكتسب القضايا الدستورية اكما أنها قد تثير جماعة سياسية ضد األخرى، فإذا كان لدى الهيئة القضائية القدرة على إصدار أحكام فعالة حفاظا على المبادئ الدستورية، فإنها بذلك

وقد حصلت . ترسل رسالة قوية إلى المجتمعالهيئات القضائية على إحترام كبير من خالل

ما هو الحال فى دول إصدار مثل هذه األحكام، كأوروبا الوسطى والشرقية خالل التسعينيات من

.القرن العشرين

وتعتبر بلغاريا مثاال جيدة، فبعد النصر اإلنتخابى الذى حققه الحزب اإلشتراكى البلغارى فى عام

، فقد أصدرت المحكمة الدستورية حكما 1994ضد محاوالت البرلمان إليقاف اعتماد حق الملكية

وحرية الصحافة، وبذلك إعتبرت القوى الخاصةالسياسية غير الشيوعية وكذلك عموم الجمهور المحكمة الحصن المؤسسى األخير القادر على

وبذلك . إيقاف الزحف نحو الشيوعية الجديدةاكتسبت المحكمة منزلة خاصة وأصبحت قادرة

على وقف محاوالت الحد من سلطاتها ويرجع .م الجمهور لهاجزء كبير من ذلك إلى دع

غير أنه رفضت الحكومات فى العديد من الدول على سبيل (أن تلتزم بأحكام المحكمة الدستورية

كما حدت من ) المثال، سلوفاكيا، وروسيا البيضاءعلى سبيل المثال، (سلطات المحكمة بشكل ملحوظ

ويتضح من ذلك المأساة ). كازاخستان، وروسياهل يجب : الدستوريةالتى عادة ما تواجه المحاكم

عليها أن تتخذ القرار القانونى السليم وتواجه احتماالت عدم اإللتزام بهذه األحكام والهجوم على سلطاتها، أم يجب أن تتخذ القرارات التى ال تعرضها لمواجهات، وتحميها، والتى من المحتمل أن تمكنها من أن تحدث أثرا من خالل الدعاوى

ليها؟ إن الحركات الجريئة المتعاقبة المعروضة عالتى قد تأخذ المحاكم الدستورية على عاتقها القيام بها قد تكون أساسية فى بناء الديمقراطية واحترام

غير أن المناخ السياسى المحلى من . المحاكمشأنه أن يحد قدرة المحاكم على ممارسة سلطاتها

.المستقلة فى مثل هذه المواقف الخطيرة

ذيرية أخيرة، نورد أنه لم يسهم وكملحوظة تحدائما تأسيس المحاكم الدستورية فى تعزيز استقالل القضاء، ففى زمبابوى، كان اإلقتراح بإنشاء مثل هذه المحكمة ينوى بشكل واضح التدخل فى استقالل القضاء، فقد كان من شأن االقتراح أن تنتقل سلطة المراجعة الدستورية من

كمة دستورية جديدة يقوم المحكمة العليا إلى مح. تشكيلها على فتح المجال للمراوغات السياسية

وكما هو الحال مع جميع جوانب القضاء، فإن .المحكمة الدستورية معرضة لسوء االستغالل

:22فاعلية الهيئة القضائية -2

لقد اجتهدنا أن نركز على موضوع استقالل أمور القضاء خالل هذا الدليل، وأال نبتعد عنه إلى

أخرى عديدة وإن كانت على نفس القدر من األهمية فيما يتعلق بإصالح القضاء، غير أنه، وفى مرحلة معينة فى المناقشات التى أدت إلى اصدار هذه الوثيقة، اتفقت جميع المجموعات على

رة عن إداWilliam Davis أنظر ورقة ويليام ديفيس 22

.المحاكم والتى يتضمنها الجزء الرابع من هذا الدليل


أنه من المستحيل فى الواقع الفصل بين عدالة وكما ذكرنا فى . ونزاهة القضاء عن فاعليته

بداية، لن يؤمن أحد بمستوى الهيئة القضائية الالجيد إذا كانت تتناول الدعاوى بكفاءة مع إصدار

وفى واقع األمر، إن هذه . أحكام ال تتسم بالنزاهةهى السمة األساسية للعديد من الهيئات القضائية

وفوق . التى تعمل فى ظل أنظمة غير ديمقراطيةة تصدر ذلك، لن يؤمن الجمهور بهيئة قضائي

أحكاما عادلة غير أنها تفشل فى الفصل فى الدعاوى العادية التى تنظرها والتى تؤثر على عموم الناس فى الوقت المناسب؛ حيث أن الدعاوى التى يتعطل الفصل فيها فى األغلب ما

وبإيضاح العالقة بين العدالة، . تسلب أحدهم حقهمهم والكفاءة، ودعم الجمهور، عادة ما يكون من ال

العمل من أجل زيادة كفاءة الهيئة القضائية فى نفس الوقت الذى توفر فيه الجهات المانحة الدعم لتناول الموضوعات التى تتصل اتصاال مباشرا

.باالستقاللية

تعتبر الفاعلية القضائية من الموضوعات الضخمة فى حد ذاتها، وفيما يلى نورد باختصار بعض

.الموضوعات األساسية

:يكل السيادةه -أ

تحتاج الهيئة القضائية إلى هيكل للسيادة يسمح لها بإدارة عملياتها بكفاءة، وقد تم توضيح بعض هياكل السيادة أعاله وأثرها المحتمل على استقالل

يجب أن تدرس هياكل السيادة ليس فقط . القضاءمن منظور االستقالل، وإنما أيضا من منظور

ال، فى بعض الحاالت الفاعلية، فعلى سبيل المثالتى تولى فيها مستشارون قضائيون مسئولية المهام اإلدارية للمحكمة، لم يكونوا مستعدين للقيام بهذا الدور، وقد ظهرت هذه المشاكل فى بوليفيا،

.وكولومبيا، وفنزويال

:القيادة -ب

حتى تتسم الهيئة القضائية باالستقالل أو الفاعلية، بيرة على القيادة الذاتية، عليها أن تظهر قدرة ك

وعادة ما أخفقت برامج اإلصالح بسبب عدم وجود قيادة داخل الهيئة القضائية، أو بسبب عدم

لذا، من المهم أن تعمل . استمرار هذه القيادةالجهات المانحة واإلصالحيون المحليون عند بداية

إجراء برامج إصالحية على تنمية القدرات . القضائيةالقيادية لدى الهيئة

القدرة اإلدارية واألنظمة اإلدارية -ج :والتشغيلية

على الرغم من أننا نميل إلى التفكير فى الهيئات القضائية من وجهة نظر المبادئ التى يحمونها، غير أن اإلجراءات الضرورية من أجل تحقيق هذا الهدف تتطلب أساليب إدارية فعالة، حيث

توثيق قوى تحتاج العديد من الدعاوى إلىوالمرور بالعديد من الخطوات قبل الوصول إلى

فتحتاج الدعاوى الجنائية التى تتضمن . نتيجةإجراءات وجلسات علنية إلى تنظيم فقط لضمان ظهور جميع األطراف أمام المحكمة، مثل ضباط الشرطة، والشهود، والمتهمين، والنيابة، وغيرهم

اكم اآلن وهناك العديد من المح. من األطرافتحاول الموازنة بين حجم الدعاوى المتزايد أمامها، وحتى يتم العمل بفاعلية، تحتاج أنظمة المحاكم إلى قدرة إدارية قوية على جميع

الميزانية، العمالة، إجراءات المحكمة، : المستوياتالعالقة مع البرلمان والسلطة التنفيذية، العالقات

.العامة، والتخطيط االستراتيجى

وعلى نفس القدر من األهمية تأتى األنظمة اإلدارية والتشغيلية نفسها، حيث تحتاج العمليات واإلجراءات داخل المحكمة التى تتسم بكثرة المستندات وأهمية الوقت إلى إدارة جيدة للسجالت

كذلك يجب أن تستخدم . وسير إجراءات الدعوىالموارد بفاعلية، من ميزانية، وموارد بشرية، وأجهزة، كما يجب أن تكون جزءا من نظام يتنبأ

إن عددا قليال من الدول . باالحتياجات المستقبليةالنامية لديه األنظمة أو القدرة اإلدارية المطلوبة من أجل تشغيل نظام محكمة حديث بكفاءة وفاعلية والذى يتسم بالعديد من المتطلبات وحجم كبير من

.الدعاوى

:الميزانية -د

النهاية، يحتاج نظام المحكمة إلى ميزانية وفى مالئمة حتى يمكن أن يعمل بشكل جيد، وقد تمت

.مناقشة الموضوعات المتعلقة بالميزانية أعاله

:تنفيذ األحكام القضائية -3


تشبه قضية التنفيذ قضية الكفاءة، فإذا كانت األحكام ال تنفذ، فسيخسر القضاء مصداقيته بغض

عالوة . م عمله باألمانة والعدلالنظر عما إذا اتسعلى ذلك، فإن عدم قدرة المحاكم على فرض اإللتزام بأحكامها قد يحبط من عزيمة القضاة فى

ما فائدة اكتساب : إتخاذ القرارات الصعبة بمدعاة األعداء إذا لم تكن األحكام ستنفذ؟

إن آليات تنفيذ األحكام عادة ما تكون ضعيفة فى خاصة فى الدول حيث كانت الدول النامية،

تسيطر الدولة على الهيئة القضائية وكانت فى القضايا المدنية، . التعامالت الخاصة محدودة

حيث يكون هناك طرف يحاول أن ينفذ حكما ضد طرف آخر، من الممكن أن تكون عملية التنفيذ معقدة، حيث أنها تتضمن كل من الهيئة القضائية

عالوة على . لقضائيةوالمؤسسات خارج الهيئة اذلك، فإن الهيكل القانونى الذى يدعم تنفيذ األحكام

على سبيل المثال، القوانين -قد يحتاج إلى تطوير الخاصة بالحجز على الممتلكات، ومصادرة

.األصول، والرهن العقارى

ومما يزيد األمور تعقيدا، هو التوقيت الذى تقدم تنفيذ، فحتى فيه الجهة المانحة الدعم آلليات ال

تكتسب المحاكم المصداقية، يجب تعزيز القدرة على التنفيذ بالتوازى مع إجراء تحسينات فى

غير أن الدعم الذى قد تقدمه . مجاالت أخرىالجهة المانحة لتنفيذ األحكام فى محاكم ال تتسم

.بالعدالة والنزاهة، قد يتسبب فى مشاكل كبيرة

نفيذ األحكام القضائية يعد إلتزام السلطة التنفيذية بتفئة واحدة من التنفيذ والذى يحتاج إلى اهتمام كبير، غير أنه هناك عدد كبير من أنواع اإلدعاءات المختلفة التى يمكن أن ترفع ضد الحكومة، بعضها لمخالفة الحقوق الدستورية والقانونية، مثل تلك المتعلقة بإتباع اإلجراءات

رها للمطالبة السليمة أو عدم التفرقة؛ وغيوعادة ما تبدأ اإلدعاءات . بتعويضات مالية

المرفوعة ضد الحكومة فى محكمة إدارية تتكون من ثالثة قضاة، حيث يحتفظ المدعون بحق

إن فشل الهيئات . االستئناف أمام المحاكم العاديةالحكومية فى اإلذعان ألحكام المحكمة الصادرة

كم، فإذا كان ضدهم له أثر مؤذ على احترام المحاالمعتاد هو عدم إذعان الهيئات الحكومية ألوامر

المحكمة، على الجهات المانحة أن تضع هذا فى اعتبارها بصفته مجاال للحوار حول السياسات مع

.السلطة التنفيذية

:نشر اإلصالح القضائى -4

ليس من غير المعتاد أال يكون الجمهور على فى القضاء، دراية ببعض اإلصالحات التى تجرى

حيث أنه عادة ما تكون القضايا المهمة فقط هى التى تجذب انتباه الرأى العام، كما أن محاكم قليلة جدا فى الدول التى تمر بمرحلة إنتقالية قد نمت . لديها قدرة على عمل العالقات العامة المشروعة

يجب أن يظل الجمهور على علم بالخطوات التى ى القضاة وزيادة نزاهتهم تتخذ من أجل رفع مستو

عالوة على رفع مستوى أداء المحاكم نفسها، حيث أن ذلك ليس فقط يوفر الدعم المطلوب للنظام القضائى، وإنما يساعد أيضا على توضيح أن للمواطنين مصلحة مشروعة فى االهتمام

.بموقف وفاعلية المحاكم والتأكيد عليها

:العالقة بين االستقالل والمسئولية )و

تحارب الهيئات القضائية فى العديد من الدول التى تمر بمرحلة إنتقالية من أجل التحرر من السيطرة التاريخية عليها من جانب مجموعات الصفوة، أو العسكريين، أو األحزاب السياسية، أو السلطة التنفيذية، غير أنه يتم التوصل إلى أنه ال توجد

اما لتتصرف هيئة قضائية فى العالم متحررة تمففى . كما يحلو لها، كما أن ذلك ليس مطلوبا

النهاية، يجب أن تكون الهيئة القضائية مسئولة أمام الجمهور عن قراراتها وكذلك اإلجراءات التى تتخذها، شأنها فى ذلك شأن أية مؤسسة

.23أخرى فى ظل سيادة الديمقراطية

تكون المسئولية على مستويات مختلفة، فعلى ن أنه يجب أن تكون المحاكم حرة فى الرغم م

Linn Hammergren أنظر ورقة لين هامرجرين 23

عن استقالل القضاء والمسئولية القضائية والتى يتضمنها آرى -الجزء الرابع من هذا الدليل، وكذلك ورقة ميرا جور

Mira Gur-Arie وراسل ويلر Russell Wheeler حدة األمريكية، وورقة جويسب دى عن الواليات المت

عن إيطاليا والتى Giuseppe Di Federicoفيديركو .يتضمنها الجزء الثالث من هذا الدليل


الفصل فى الدعاوى بنزاهة، فإذا بدأت أحكامها فى اتخاذ اتجاه مخالف تماما لمشاعر الجماهير، يجب أن تكون هناك وقفة لإلصالح، سواء كان هذا اإلصالح عن طريق تغيير فى القانون أو ممارسة ضغوط خفيفة على النظام القضائى

. باالستجابة للرأى السائدالختيار قضاة يتسمونعلى المستوى اإلدارى، يجب أن تكون الهيئة القضائية مسئولة أمام الجمهور عن كيفية صرف

.ميزانيتها وإدارة عملياتها

إن طبيعة الهيئة القضائية الفريدة تجعل وضع آليات فعالة للمسئولية عملية معقدة، حيث أن آليات

لتزام المحكمة المسئولية ال يجب أن تتدخل فى إبنزاهة اتخاذ القرار أو مسئوليتها تجاه حماية

عالوة على ذلك، من المفترض . حقوق األقلياتأن يصل القضاة األفراد إلى قراراتهم باستقاللية . تامة حتى فى إطار هيكل الهيئة القضائية

وبالتالى، تتسبب الهياكل اإلشرافية الهرمية، سلطة التنفيذية لضمان المعتاد تطبيقها فى هيئات ال

اإللتزام بالمسئولية، فى العديد من المشاكل فى .النظام القضائى

وحيث أنه سيكون هناك دائما توتر بين المسئولية واالستقالل، فإن توقيت كل منها يوفر درجة معينة من الراحة؛ حيث يتناول االستقالل مسألة تحرير القضاء من أية سيطرة سابقة على أحكامه،

ما على الجانب اآلخر، تركز المسئولية على أوضع آليات تقوم الهيئة القضائية من خاللها، وبصفتها جهة مستقلة، أن تفسر أفعالها بعد إتخاذها، وحيث أن زيادة الشفافية هى المفتاح لكليهما، فإن تعزيز التدابير الخاصة بالمسئولة، من شأنها أن تساعد فى المعتاد على التأكيد على

.االستقالل

من أين نبدأ؟ )ز

لقد قمنا بوصف عدد من المناهج المختلفة التى يمكن إتباعها لتعزيز استقالل القضاء، وخاصة، نزاهة القضاء فى إتخاذ القرارات، غير أن هذا

إن . المجال يحتاج إلى جهود طويلة المدىمشاكل استقالل القضاء عادة ما تكون من

ى للدولة وال يكون من الموروث التاريخى والثقافالسهل استئصالها، لذا، عادة ما يحتاج إجراء

التغيير فى الهيئة القضائية إلى إجراء تغييرات كما أن هناك . مجتمعية أوسع وفى نفس الوقت

الكثير الذى يتم المخاطرة به، مما يجعل المعارضة لإلصالح قوية ومن الصعب التغلب

.عليها

اذج الناجحة فى بلد ما ومن الواضح كذلك أن النمقد ال تتفق إال فى القليل مع النماذج الناجحة فى بلد آخر، فعلى سبيل المثال، إن النموذج األمريكى فى تعيين القضاة الفدراليين، حيث يقوم الرئيس بالتصديق على أسماء جميع القضاة بعد الحصول على الموافقة التشريعية، تعتبره العديد من الدول

بق القانون المدنى، والتى تعمل من أجل التى تطكما . الحد من تسييس عملية تعيين القضاة، غريبا

تبدو فكرة انتخاب القضاة، وهو األسلوب المستخدم فى بعض الواليات األمريكية، أغرب، غير أن معظم الهيئات القضائية فى الواليات

وفى كندا، ال تنتهك إدارة . المتحدة تعتبر نزيهة التنفيذية للمحاكم استقالل القضاء، غير أن السلطة

.نفس النظام رفضته دول أخرى

ويوضح الدليل عددا من المجاالت المختلفة التى يحتاج القائمون على اإلصالح القضائى، فى

لم نقم بدراسة . معظم األحيان، إلى تناولهاخريطة للبرامج التى تتناول استقالل القضاء،

واضح على تسلسل حيث أنه ال يوجد دليلوكما هو . النشاطات التى نتجت عنها الدراسة

الحال مع جميع البرامج، فإن بعض النشاطات غير أننا تمكنا من . تعتمد على ظروف البلد

:تحديد بعض المبادئ العامة حول من أين نبدأ

كما هو الحال فى أى نشاط تعاونى فى .1التنمية، يجب أن يبدأ وضع االستراتيجية

النتائج : ليل للظروف المحليةبتحالمرجوة، ودرجة تقبل التغيير، ورغبة القادة المستقبليين فى بناء القدرة المؤسسية والبشرية المطلوبة، وكفاية الموارد، وكذلك إلتزام الجهات الدولية

إن التحليل الذى يتم مشاركة . المانحةبين عدد كبير من األطراف المعنية،

ضع أهداف بعيدة يجب أن يسعى إلى والمدى، ووضع رؤيا ملزمة من أجل التعريف بهذه األهداف، وتحديد أهداف


واقعية للبرامج، وخلق مسئولية تجاه .التنفيذ

على الجهات المانحة أن تشجع .2مجهودات اإلصالح المحلية وتدعمها، حيث أن اإلصالحات التى تدار من الخارج، يكون من الصعب جدا ضمان

لذا، على الجهات المانحة استمراريتها،أن تعطى األولوية للموضوعات والنشاطات التى يحددها اإلصالحيون المحليون، مع ضمان حصول اإلصالحيين المحليين على المعلومات التى يحتاجونها لبناء برنامج إصالحى

.متماسك

من الممكن أن يخلق النجاح دفعة لالمام .3من لتحقيق المزيد من النجاح، فقد يكون

المنطقى أن تكون البداية بموضوعات يمكن تناولها بفاعلية، والتى تتمتع بدعم، أفضل من البدء فورا بالموضوعات

.األصعب

من المتوقع أن تواجه الجهات المانحة .4مقاومة قليلة أمام تقديم دورات تدريبية للقضاة وموظفى المحكمة لتحسين إدارة

ون المحكمة، فإن مثل هذه البرامج قد تكنشاطات مفيدة يمكن البدء بها لتنمية عالقات عمل جيدة مع النظراء

عالوة على ذلك، يمكن أن . المحليينيكون لهذه البرامج أثرا كبيرا، خاصة إذا كانت تساعد على تحديد عناصر اإلصالح داخل الهيئة القضائية وتقويتها

.وزيادة شفافية اإلجراءات بالمحكمة

الجهات المانحة من المتوقع أن تواجه .5مقاومة أعظم ضد النشاطات التى تحد بوضوح من تأثير مجموعة من المسئولين أو مجموعة ضغط، غير أنه هناك ظروف معينة تقدم فرصا جيدة

بعد ) أ: (لتحقيق نجاحات واضحةاإلطاحة بنظام فاسد، وعندما تعد الحكومة الجديدة بإجراء تغييرات،

اعر العامة ويكون من الممكن تعبئة المش

من أجل المطالبة بإصالحات حقيقية؛ .وكجزء من عملية سالم) ب(

وليس من الغريب أن تصمم أسئلة .6هل ". أو... إما "البرامج على شكل

على الجهة المانحة االستمرار فى برنامج يتناول القطاع الرسمى فى مواجهة دعم ضعيف، أم التركيز فقط

ن القيادة على المجتمع المدنى؟ إذا لم تكالقضائية تفكر فى اإلصالح، يجب أن تستهدف البرامج تحويل القيادة، ثم تحسين إجراءات العمل بالمحاكم؟ إن المنهج الذى يوصى بإتباعه هنا هو

إما "تجنب األحكام الصادرة على أساس ، وتحديد الجدوى بدال من ذلك، "أو...

ومع من يمكن العمل، وتحديد موعد ى ظروف البالد المحددة، معين بناء عل

مع وضع األهداف بعيدة المدى فى كما يجب أن يعطى إهتمام . اإلعتبار

خاص لضمان أن الدعم الذى توفره الجهة المانحة ال يقوى من العناصر المعادية لإلصالح داخل الهيئة القضائية، على سبيل المثال، من خالل الرفع من

.شأنهم

ة أال يجب أن تحاول الجهات المانح .7تخضع للضغط من أجل خلق توقعات غير واقعية حول سرعة تحقيق استقالل القضاء، حيث أنه فى معظم األحيان، يحتاج استقالل القضاء أن يكون هدفا بعيد المدى يتطلب مجهودات يضمن استمراريتها اإلصالحيون والجهات

.المانحة على حد سواء


الدراسات اإلقليمية :الجزء الثالث :حليةوالم

استقالل القضاء فى الدول اإلفريقية )أ التى تطبق القانون العام

Jenniferجينيفر ويدنر: بقلمWidner

عندما كان يثار موضوع المحاكم فى أفريقيا فى األحاديث مع األمريكيين، وحتى وقت قريب، كان

ما أهمية وجود : أول سؤال يتبادر إلى الذهن هوالق؟ وقد كانت محاكم فى أفريقيا على اإلط

الصورة المتداولة عن القارة هى أنها قارة يقوم وقد . فيها القانون بدور ضئيل فى حل المنازعات

كانت عناوين المقاالت فى مجلة النيو يورك تايمز New York Times تؤكد هذه الصورة كما

Robertفعلت المقالة الشهيرة لروبرت كابلن Kaplan شهرية أتالنتيك ال" تحت عنوان

Atlantic Monthly " بقدوم "والتى تنبأت، حيث كان يبدو أنه لم يكن هناك أهمية "الفوضى

للقانون والمحاكم فى مواجهة المنازعات حول الموارد الطبيعية، والصراعات على الزعامة،

. والعداء بين الجماعات المختلفة

لقد حمل مفهوم األصدقاء والزمالء من األفارقة ينيات والتسعينيات من القرن العشرين خالل الثمان

معنى مختلفا، وقد كان الجدل المثار هو حول ، أو "بمرحلة حرجة"موضوع أن أفريقيا تمر

، بينما كان للمحاكم والقانون "لحظات حرجة"وفى ثلثى . أهمية كبرى عند العديد من الناس

دول أفريقيا، كان للناس أن يعبروا عن وجهات بالحكومة والسياسة بحرية أكبر نظرهم فيما يتعلق

خالل فترة متوسط التسعينيات من القرن العشرين أكثر من أى وقت مضى ومنذ حصولها على

إن التغييرات السياسية التى تمت فى . اإلستقاللالتسعينيات من القرن العشرين كانت تعنى أن المزيد من الناس أصبح بإمكانهم التعبير عن

واإلنضمام إلى الجمعيات، آرائهم فى السياسة، والشروع فى أعمالهم الخاصة وتملك مزارعهم الخاصة، عالوة على اإلختيار من بين عدد من المرشحين للمناصب العامة، وقد كان للمحكمة .أهمية خاصة لبناء هذه المساحة الجديدة وحمايتها

وقد قاد عامة الشعب الطريق، وعلى الرغم من واسعة تغطى جميع أنه لم يكن هناك دراسات

أنحاء البالد حول اللجوء إلى المحاكم فى أفريقيا، غير أن نتائج ثالث دراسات تم إجراؤها فى فترة وسط التسعينيات قد أوضحت، أنه مهما كان رأى الناس فى جودة األداء المؤسسى، غير أن نسبة األسر التى ترفع نزاعاتها إلى القضاء كانت

أوضحت هذه كما. مرتفعة بشكل مذهلالدراسات التى تم إجراؤها فى بوتسوانا، وتنزانيا،

، والتى أجريت 1996وأوغندا تانزانيا فى عام على نطاق واسع بين المنازل، وكما كان متوقعا، أن معظم أنواع النزاعات التى تنشأ فى المجتمعات كانت ترفع أوال لمجالس محلية أو

ت وقد أوضح. جماعات عرفية لتولى حلهاالدراسات فى نفس الوقت نتائج مذهلة حول حجم

وقام فريق البحث الذى كان . اللجوء إلى المحاكميموله البنك الدولى فى تانزاينا بعمل مسح بين البالغين فى إطار مسح قومى وسألوا عن عدد المرات التى لجأوا فيها إلى القضاء على مدى

ى إل% 6العام الماضى، وقد أوضح المسح أن من هذا وقد وجهت أسئلة من . قد فعلوا ذلك% 8

خالل المسح الحديث والمعاصر الذى أجرى فى أوغندا حول ما إذا كان أحد أعضاء األسرة خصما فى دعوى أمام المحاكم على مدى الخمس سنوات الماضية، وقد أوضحت الدراسة أن نسبة

، فى بعض المناطق، قد أكدوا ذلك، وأن 14%طق األكثر عرضى لمشاكل النسبة فى المنا

%.45الصراع على األرض قد وصلت إلى

كان الناس يأتون بمختلف أنواع الدعاوى إلى القضاء، غير أن الدعاوى المتعلقة باألرض كانت األوسع انتشارا فى سجالت المحكمة، كما أنها لم تكون النوع الوحيد الذى أتى به الناس إلى

كانت وفى أوغندا وزيمبابوى،. القضاءالمجتمعات الصغيرة ترفع دعاوى النزاع حول خالفة الملكيات المحلية إلى القضاء للفصل فيها، كما كانت تختبر أمام المحكمة الحدود الممنوحة لقدرة المرأة على اتخاذ القرارات الخاصة بالمنزل، وشراء وبيع الممتلكات، وإرث األرض

كانت والبناء، بل واالحتفاظ بحضانة األطفال، وكما . النتائج تختلف من مكان إلى آخر عبر البالد

ظهر التوتر بين سكان المدن وأقاربهم فى


المناطق الريفية فى الدعاوى التى تقام بخصوص ما إذا كان حق دفن الموتى لألسرة الصغيرة أم

.للعشيرة فى الموطن األصلى

ومع تزايد أهمية المحاكم للناس العاديين، وليس مين من خارج هذا المجتمع، ظهرت فقط للقاد

قضية استقالل القضاء وأثيرت فى المناقشات بين األناس العاديين وبين الدول المانحة والصفوة

هذا وقد اهتم األناس العاديون . السياسية األفريقيةوكذلك هؤالء القادمون من خارج المجتمع باستقالل القضاء وأنواع االستقالل التى قد تطبق

لفصل بين السلطات، فقد كانوا يتابعون ما بسبب اإذا كانت هناك جهود تبذل من جانب أنصار اتجاه . معين للتأثير على الحكم فى دعاوى بعينها

أو نقله من " استبعاد طرف"ويقومون بمتابعة منصب مؤثر بواسطة أشخاص ذوى نفوذ

. اجتماعى

ا يتناول هذا المقال استقالل القضاء فى بلدان أفريقيالتى تطبق القانون العام، فهو يصف باختصار السمات الرئيسية لألنظمة القانونية فى بلدان أفريقيا التى تطبق تقاليد القانون العام وخاصة أفريقيا االنجلوفونية وتضعها ضمن إطار محدد، ثم تقوم بوضع بعض التحديات الرئيسية التى

جات تواجه استقالل القضاء فى هذا المناخ، والعالالرئيسية، وبعض األساليب التى يمكن للجهات المانحة أن تقدم الدعم الالزم والمالئم من خاللها

.24لدعم المبادرات المحلية فى بناء محاكم مستقلة

سمات األنظمة القانونية فى .1بالد أفريقيا األنجلوفونية واإلطار التى تعمل من خالله

األفريقية التى إن األنظمة القانونية سواء فى الدول تطبق القانون العام أو بلدان أفريقيا األنجلوفونية تتشابه فى العديد من السمات مع النظام فى

.الواليات المتحدة األمريكية

إن البيانات الموضحة فى هذا المقال قد استنبطت من 24

استمارة استقصاء قامت عليه المؤسسة الدولية ألنظمة األمريكية فى االنتخابات بالنيابة عن هيئة التنمية الدولية

كينيا، وماالوى، ونيجيريا، وأوغندا، وزامبيا، وزيمبابوى عالوة على البحث الذى قام به الكاتب فى بوتسوانا،

.وتانزانيا، وأوغندا

:الهيكل )أ

على أقل المستويات، تقوم الحكومات الجديدة بتشغيل المحاكم االبتدائية بوالية قضائية محدودة

ذات القيمة الصغيرة للنظر فى الدعاوى المدنية والجنح ، وفى العديد من الدول، بإمكانهم تطبيق القوانين العرفية باإلضافة إلى التشريعات

هذا وال ". قانون الدولة"والسوابق واللذان يكونان يكون الحكام فى هذه الدعاوى حاصلين على شهادة فى القانون، بل وفى معظم الدول ال يسمح

. أن يمثل الناس أنفسهمبتوكيل محامى لذا يجبأما محاكم الدرجة الثانية فتنظر الدعاوى ذات القيمة المالية األعلى أو الجرائم األكثر خطورة والتى عادة ما تصل عقوبتها إلى السجن لمدة

.سنتين

، فعادة "حكام الدرجة الثانية"أما الذين يطلق عليهم ما يكونون قد حصلوا على تدريب أكثر، غير أنه

س من الضرورى أن يكونوا حاصلين على ليفى محاكم الدرجة الثالثة، يجب . درجة جامعية

أن يكون الحكام من المحامين، وتتضمن الوالية القضائية للمحاكم التى يعملون بها الدعاوى المدنية ذات القيمة األعلى والجرائم التى قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة عشر سنوات، كما تنظر هذه

لمحاكم أيضا الدعاوى المستأنفة من الدرجات ا .األدنى ويسمح فيها بتوكيل محامين

وتختلف مسئولية إدارة المحاكم التى يقضى فيها الحكام من دولة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر، ففى بعض الدول ال يكون للهيئة القضائية السيطرة على تعيين أعضائها، أو المرتبات التى

الية فى محاكم الدرجات األولى، يتقاضونها، والوبينما فى دول أخرى تتمتع الهيئة القضائية بهذه

.االمتيازات

أما المحكمة العليا فهى محكمة ذات والية قضائية ال حدود لها سواء فى الدعاوى المدنية أو الجنائية، ويكون معظم قضاتها حاصلين على درجة فى القانون ويكون بعضهم قد مارس

بل الجلوس على المنصة أو يكونون قد القانون ق. مارسوا القضاء فى محاكم ذات واليات أخرى

وتعقد معظم المحاكم العليا إما فى العاصمة أو فى والبديل، هو عمل عدد من . أحد الدوائر القضائية


المحاكم العليا فى المدن الكبيرة وذلك لزيادة .سهولة الوصول إلى المحكمة

ستئناف الصف الخامس، هذا وتكون محكمة االوفى معظم . وأحيانا تقوم بدور المحكمة العليا

األحيان، كان لمحاكم االستئناف فى األصل والية فعلى . مكانية، كما كان الحال أثناء المستعمرات

، تحولت المحكمة 1962سبيل المثال، وفى عام الشرقية األفريقية لالستئناف إلى محكمة استئناف

وهو جزء من تنظيم إقليمية، مجتمع شرق أفريقيا، هذا وتقوم كل دولة على حده . شرق أفريقيا

بتحديد ما إذا كانت األحكام القضائية تمثل سابقة قضائية ملزمة أو سلطة مقنعة، غير أنه مهما كان اختيار الدولة فقد كانت التقارير القانونية التى تصدرها المحاكم تقرأ على نطاق واسع واتبعها

.حامون بعد االستقاللالم

وعادة يتولى المسئولية اإلدارية بهذه المحاكم رئيس المحكمة يعاونه فريق من الموظفين القضائيين، وفى معظم الدول ال تتمتع المحكمة بأى دعم إدارى يساوى ما يوفره المركز القضائى الفدرالى أو المكتب اإلدارى للمحاكم األمريكية فى

أما األعمال اليومية، . مريكيةالواليات المتحدة االفيتولى مسئوليتها كبير الكتاب أو نوابه، وهو المعادل للموظفين القضائيين بالمحكمة فى

. الواليات المتحدة األمريكية

وفى معظم الدول، تكون اإلنجليزية هى اللغة الرسمية للمحاكم، غير أن تنزانيا تستخدم كل من

.اإلنجليزية والسواحيلية

:مشاركة العامة )ب

ال تطبق معظم مناطق أفريقيا نظام المحلفين، غير أن ماالوى تجرب اآلن هذا النظام فى القضايا الخطيرة، غير أنه هناك مشاركة من العامة أيضا فى محاكم الدرجات األدنى حيث يكون هناك

. مع الحكام فى محاكم الدرجة األولى" قيمون"ى تحديد الحكم وقد يكون لهؤالء حق التصويت ف

فى الدعوى، كما هو الحال فى تانزانيا، وقد يكون دورهم أقل من ذلك، أما فى محاكم الدرجات األعلى عادة ما تكون صفة القيم شبيهة بشاهد

.خبير

:التعددية القانونية )ج

تعد التعددية القانونية جزءا ال يتجزأ من عمل ة من المحاكم فى أفريقيا، فيتم تطبيق أنواع مختلف

القوانين جنبا إلى جنب، حيث يتضمن قانون الدولة الدستور، والقوانين واألحكام اإلدارية،

السوابق (وكذلك القرارات السابقة للقضاة وعادة ما يعتمد قانون الدولة على ). القضائية

القوانين واألحكام اإلنجليزية التى وضعت منذ عصر الوقت الذى اعتمدت فيه قوانين القبول أثناء

المستعمرات وقد يعتمد على القوانين التى وضعت على (فى الهند وكوينزالند ثم طبقت فى أفريقيا

سبيل المثال، قانون اإلثبات، وقانون العقوبات، هذا وقد قامت الحكومات المستقلة ). إلخ...

بإجراء تعديالت على تشريعات معينة، غير أن ر، وفى الهيكل األساسى ظل كما هو إلى حد كبي

على سبيل المثال، (بعض أجزاء من القارة ، كان )بوتسوانا، وجنوب أفريقيا، وزيمبابوى

يطبق القانون الرومانى الدانماركى وأصبح جزءا .من القانون العام

إن قانون الدولة يطبق جنبا إلى جنب مع القوانين العرفية والدينية، والتى تم تحديدها اآلن إلى

ألسرة، واإلرث، والخالفة، أو األمور المتعلقة باغيرها من األحوال الشخصية، وقد يؤثر الناس أال

وعادة ما . يطبقوها بعدة طرق حسب الدولةتطبق المحاكم قواعد تتعلق باختيار القانون والتى تستخدم فى نزاعات التجارة الدولية لتحديد أى من القوانين سيتم تنفيذها فى حال كان خصوم النزاع

.مة مختلفةمن أنظ

هذا وتعمل المحاكم العرفية سواء بشكل رسمى أو غير رسمى جنبا إلى جنب مع محاكم الدولة، وفى بعض الحاالت يقوم الكبار أو مسئولوين منتخبون بدور الوسيط فى النزاعات أو يطبقون القانون

وفى . العرفى فى محاكم ال تكون أحكامها ملزمةبوتسوانا، تعمل حاالت أخرى، كما هو الحال فى

المحاكم العرفية بشكل رسمى مع وجود إمكانية .االستئناف أمام نظام محاكم الدولة

إن التعددية قد تؤدى إلى تعقيد الجهود التى تبذل فى سبيل االستقالل مع تركيز إهتمام العديد من الناس العاديين بعيدا عن محاكم الدولة فى إتجاه


نه ال يوجد دليل أنواع أخرى من المحاكم، غير أ .قوى يشير إلى هذا اإلتجاه

:قلة الموارد وعالقتها بالمحاكم )د

إن قلة الموارد تؤثر على المحاكم األفريقية وعلى استقالل القضاء بالعديد من الوسائل، فعلى سبيل المثال، يكون من الصعب متابعة العمل اليومى سواء للقضاة أو الموظفين، كما تعنى أن عادة ما

تخلص القضاة من الدعاوى بإرسالها خارج يالمحكمة عندما تفشل قوات شرطة غير مدربة وال تمتلك األجهزة الكافية لتقوم بالتحقيقات بالشكل المناسب مما يغضب المسئولين والمواطنين على

كما أن هذه المسألة قد تؤدى إلى عدم . حد سواءالقدرة على شغل المناصب بأناس مدربين ال

.لون مراكزهميستغ

كما أن أحد اآلثار الهامة جدا لقلة الموارد تركز فى نظام القانون العام، . على قلة المادة القانونية

يتضمن القانون كل من الدستور، والقوانين، وأحكام القضاة، وتظهر هذه األحكام فى تقارير القانون والتى يجب أن تنشر سنويا على األقل،

يل الالزم، لم تنشر العديد وعندما لم يتوفر التمومن تقارير القانون فى العديد من دول أفريقيا خالل فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، هذا وقد عاد نشر هذه التقارير مؤخرا

وعندما يتزامن ذلك مع عدم توفر القوانين . فقطنفسها، فإن هذه الفجوة تعنى أن الحكام والقضاة

معرفتهم بالقانون على مذكراتهم من يعتمدون فىأيام دراستهم للحقوق، ويمكن أن نتوقع نتيجة

كما أن ذلك يعنى أنه عادة ما يكون من . ذلك .المستحيل متابعة جودة األحكام وتوافقها

سبل تأثير التحالفات .2 :السياسية

هناك اختالف كبير حاليا بين درجة االستقالل الدول األفريقية التى الذى تتمتع به المحاكم فى

تطبق القانون العام، فالمحاكم فى بوتسوانا، وجنوب أفريقيا، وزيمبابوى قد ثبتوا بعض القواعد، فبشكل عام حافظت هذه المحاكم على درجة عالية من االستقالل فى نظر المتقاضين، حيث أنها قد أصدرت أحكاما ضد الحكومة فى

أسلوب إن التفكير ب. قضايا هامة وحساسةقد أثر بأشكال مختلفة على " السلطة التنفيذية"

القضاء فى بعض األوقات، غير أن هذه المحاكم قد حاربت طويال هذا السلوك وحققت بعض

إن الفساد الذى يهدد اإلنفصال عن . النجاحاألحزاب، قد يشكل مشكلة فى محاكم الدرجات االولى، غير أن ذلك لم يقضى على شرعية

إن المحاكم فى تانزانيا . جات العليامحاكم الدروأوغندا، وتشير التقارير كذلك إلى نيجيريا وغانا، تمارس درجة أعلى من االستقالل عن تأثير مناصرى جماعات معينة وتدخلهم فى دعاوى بعينها عن ذى قبل غير أن المراقبين يشيرون

إن السجالت . دائما إلى بعض المشاكل المستمرةيمبابوى تتسم بعدم اإلنتظام، كما فى ماالوى وز

أن كينيا قد أصبحت أكثر عرضى لهذه المشاكل عن ذى قبل، غير أنه من الصعب عادة قياس هذه

.اإلتجاهات

وتشير الدراسات المسحية التى أجريت ضمن هذا المشروع إلى إجماع حول التحديات األساسية التى

هناك . تواجه استقالل القضاء فى هذه األنظمةبعض المصاعب التى كان من الصعب توصيفها غير أنها ظهرت كثيرا فى الحوارات وسوف

.يشار إليها فى نهاية القائمة

:المسائل المتعلقة بالدستور )أ

يشعر المعلقون المحليون أن درجة وضوح الدستور فى توفير االستقالل للمحاكم يؤثر على نظرة السياسيين واألناس العاديين إلى الهيئةالقضائية بصفتها سلطة مستقلة، وتذكر معظم الدساتير الحديثة بوضوح أن هناك ثالث سلطات للحكومة وتعزو بالسلطة القضائية فقط إلى

وبالمقارنة، ال يذكر دستور كينيا ذلك . المحاكمبالوضوح الكافى، وقد الحظ أحد المحامين الذين

ادة نتيجة لذلك، ع"قاموا بدراسة لهذا المشروع أنه ."ما ينظر للقضاء أنه سلطة تابعة

وفى بعض الدول حاولت األحزاب الحاكمة أن تجرى تعديالت على الدستور بحيث تجرد المحكمة من واليتها أو أن يجعلوا المحكمة أكثر خضوعا لمؤثرات الجماعات المختلفة فى الدعاوى

إن محاكمة المدنيين فى . الدستورية الحساسة


رض أعراف سيادة القانون، محاكم عسكرية تعاإن المحامين اليقظين . غير أن ذلك يحدث أحيانا

لهذه المسألة بإمكانهم أن يقيموا دعاوى أمام المحاكم العادية للطعن فى المحاكم العسكرية وإلغائها وكذلك إلثبات عدم دستوريتها، إال أن المحامين ليسوا دائما على استعداد إلتخاذ هذه

ما أن مشاركة الجماعات القانونية ك. اإلجراءاتوفرق المحامين من مكاتب قانونية مختلفة فى هذه الدعاوى قد يصعب على الحكومات الرجوع بالثأر على نقابة المحامين الستصدارهم أمرا قضائيا بالتحقيق فى قانونية سجن شخص معتقل

ولم . فى هذه الحاالت أو إلتخاذهم أى إجراء آخرمعلقين الذين تم اللقاء معهم من يعتبر أى من ال

خالل هذه الدراسة أن تجريد السلطة القضائية من واليتها بهذا الشكل مشكلة كبرى، حيث أنه اتضح

.أن تلك المسألة هى االستثناء وليست القاعدة

وقد أثبت تكوين المحاكم الدستورية فى بعض الحاالت أنه يتسبب فى المشاكل فى البلدان

ث أنه من المهم أن تكون هذه األفريقية، حيالمحاكم جزءا من الهيئة القضائية وتشاركها فى جميع ضمانات الحماية التى تحصل عليها

وعلى سبيل . المحكمة العليا ومحكمة االستئنافالمثال، إذا كان قد تم الموافقة على االقتراح الدستورى الذى كان يدعمه موجابى فى

، فإن ذلك 1999 و 1998زيمبابوى، فى عامى كان من شأنه أن يكون محكمة دستورية يكون

.أعضاؤها معرضين للضغوط السياسية

:إجراءات التعيين )ب

إن إجراءات التعيين المذكورة فى الدستور تثير القلق باعتبارها تهدد االستقالل القضائى، فعادة ما تظهر القواعد العامة للتعيين والوالية فى دستور

عليها قانون القضاة، أو قانون البالد ثم يؤكدالهيئة القضائية، أو غيرها من التشريعات

هذا وتكون بعض التأثيرات السياسية . المرتبطةمقبولة فى تعيين قضاة المحاكم العليا بالبالد، غير أنه من المتوقع عادة أن تلقى التعيينات ثقة قطاع

.عريض من السياسيين

لتعيين التى وهناك بعض أنواع من إجراءات اتزيد من احتمال استقالل القاضى فى اصدار

أحكامه، وفى معظم البلدان، بما فيهم الواليات المتحدة األمريكية، يرشح الرئيس أسماء لشغل هذه المناصب، على أن تصدق على الترشيح أغلبية السلطة التشريعية، أو أحد مجالس السلطة

الرئيس وفى أفريقيا، عادة ما يرشح. التشريعيةليس فقط كبير القضاة ولكن أيضا قضاة محاكم االستئناف والمحكمة العليا وفى عدد من الدول ال

على سبيل المثال، (يكون هناك مراقبة تشريعية وحتى فى حالة وجود مراقبة تشريعية، ). زامبيا

فإن هذا الشرط قد ال يكون كافيا فى تعيين شخص حالة عدم يثق فيه الناس بشكل عام خاصة فى

وجود منافسة حزبية كافية، فقد تكون السلطة رئيس الدولة وتوقع فقط " فى جيب"التشريعية

وقد يشعر الشخص الذى . على قرارات الرئيس . تم تعيينه أنه يدين بالوالء إلى السلطة التنفيذية

وتلجأ العديد من الدول فى أفريقيا إلى لجنة تقدم قائمة بأسماء الخدمات القضائية وذلك لوضع

مرشحة يختار منها الرئيس فيما بعد، وفى بعض الدول تقيد هذه القوائم اختيار الرئيس فى قائمة معينة من المرشحين وفى دول أخرى تكون هذه

وأحيانا . القائمة مجرد قائمة استرشادية للرئيسيكون أعضاء هذه اللجان معينين من قبل الرئيس

، أما فى )ضاء اللجنةبما فى ذلك القضاة أع(فقط دول أخرى تتضمن اللجنة ممثلين عن نقابة

ويعتقد بشكل . المحامين يختارهم أعضاء النقابةعام أن مشاركة نقابة المحامين يحد من مخاطرة سيطرة جماعات التحالف، ويرفع من مستوى اختيار المرشحين، ويحد من شعور األعضاء

. لحكومةالذين عينتهم الدولة بإلتزامهم نحو اوحتى إذا كان تشكيل هذه اللجان قد يحمل معه احتمال سيطرة السلطة التنفيذية، فإن إتخاذ القرار الجماعى يكون عامة منصفا، كما يبدو الحال فى

.زمبابوى

ومن الجدير بالذكر أن هذه القواعد إنما تزيد من احتمال أن يقوم القاضى بإصدار األحكام فى

اد القانون وليس لرغبته فى الدعاوى بناء على موإرضاء من عينوه أو عينوها فى هذا المنصب سواء بالتحزب لجماعة معينة أو من خالل التفكير بأسلوب السلطة التنفيذية، غير أن اإلجراءات التى تسمح ألحزاب المعارضة بالمشاركة أو التى تحد


من سلطات رئيس الدولة فى التدخل فى إجراءات .ن فى حد ذاتها استقالل القضاءالتعيين ال تضم

قضاة "وتثير مسألة تعيين قضاة مؤقتين أو إن وجود عدد . القلق فى بعض الدول" باالنتداب

كبير من المناصب الشاغرة، مع وجود تراكم كبير فى القضايا، عالوة على توقع ورود أعداد كبيرة من الطعون فى االنتخابات بعد إجراء االنتخابات

يؤدى بالمحاكم إلى تعيين قضاة القومية قدوفى بعض األحيان تشجع المحاكم . مؤقتين

القضاة المتقاعدين على القيام بهذه المهام المؤقتة، أما فى أحيان أخرى، يقوم رئيس الجمهورية وكبير القضاة باختيار مجموعة من األشخاص لشغل هذه المناصب وفى ظل عدم وجود أى من

لتى تطبق فى حالة المراجعات والضمانات اوباإلضافة إلى عدم وجود أية . التعيينات العادية

ضمانات تضمن والية القضاة الذين يشغلون هذه المناصب، فإن هذا األسلوب فى االختيار قد يزيد من احتمال أن يسيطر على القضاة المنتدبين تفكير . السلطة التنفيذية أو التحزب لصالح جماعة معينة

ار اللجوء إلى تعيين قضاة مؤقتين لذلك فإن تكرواستخدامهم بكثرة يعد عالمة الحتمال حدوث مشاكل، على الرغم أنه قد يكون من الضرورى تلبية االحتياجات التى تنشأ عن الزيادة المفاجئة

. وغير المتوقعة فى التقاضى

هذا ويتحمل كتاب المحكمة، وهو المقابل لواليات المتحدة للموظفين القضائيين بالمحاكم فى ا

األمريكية، مسئولية كبيرة فيما يتعلق بإدارة ملفات الدعاوى، فقد يساعدون فى توزيع الدعاوى أو قد يتحملون جزءا كبيرا من المسئولية فى هذا الخصوص، فهم يشرفون على التسجيل عند إقامة

وفى بعض الدول يشغل منصب كتاب . الدعوى ليصبحوا قضاة التسجيل بالمحكمة حكام يتدربون

وقد يتشارك هؤالء الحكام مع . فى المستقبلالقضاة فى الوالية كما قد يكونوا معرضين لإلقالة فقط فى حاالت يصوت عليها أعضاء لجنة

أما فى حاالت أخرى، ال . الخدمات القضائيةيتمتع كتاب التسجيل بمثل هذه الحماية، ويعتقد

تد الحماية عدد من المعلقين أنه من المهم أن تمالدستورية للوالية إلى كتاب وموظفى التسجيل فى

.المحاكم العليا ومحاكم االستئناف

:التمويل )ج

عادة ما يشكو القضاة والمحامون من أن المحاكم التى تصدر أحكاما ضد الحكومة تجد نفسها بدون تمويل مالئم، وقد يكون هناك وجه للحقيقة فى

ك العديد من المشاكل هذه اإلدعاءات، غير أنه هنااألخرى التى تعقد المواقف المالية للمحاكم بحيث يكون عادة من الصعب وضع استنتاجات

.واضحة

نادرا ما تتوفر لدى المحاكم فى أفريقا الميزانيات الكافية لعملها، ويسألون عن مبلغ ضئيل جدا من

وحتى . من الميزانية% 1المصروفات يقل عن وم والغرامات التى وقت قريب كانت الرس

تحصلها المحاكم ترسل إلى الحكومة المركزية، وحتى يتم تيسير هذه المشاكل المالية، تسمح بعض الحكومات اآلن للهيئة القضائية باالحتفاظ برسوم

.المحكمة

ولكى تحمى ميزانيات المحكمة من المناورات السياسية، فقد أصبح المطبق عالميا هو أن تكون

مثال مرتبات القضاة، (ساسية المصروفات األجزءا من ) وبعض مصاريف التشغيل األساسية

الميزانية العامة، ويعنى ذلك أن هذه األموال تخصص لهذه األغراض فقط وال يحق للسلطة . التنفيذية إعادة توزيع أو تخصيص هذه األموال

وفى المعتاد يساعد ممثل عن أعضاء الهيئة نية على السلطة القضائية فى عرض هذه الميزا

.التشريعية وتبريرها

إن هذه التطبيقات تختلف بين الدول األفريقية، ففى بعض الدول تصبح هذه الميزانية ضمن الميزانية . العامة، بينما ال يكون الحال كذلك فى دول أخرى

كما تسمح بعض الدول لممثل عن أعضاء الهيئة ية، القضائية بعرض الميزانية على السلطة التشريع

بينما تكون وزارة العدل فى أغلب الدول هى ويشكو العديد . المسئولة عن القيام بهذه المهمة

من القضاة أن وزارات العدل تقوم بتقليل طلبات مخصصات المحاكم ألسباب سياسية وحتى قبل أن تعرض على السلطة التشريعية، وأنه بهذه الطريقة

محاكم يكون لعدم رضا السلطة التنفيذية عن الومن المؤكد أن أفضل األساليب . اعتبارا كبيرا

هى أن يسمح للهيئة القضائية بالقيام بدور أكبر فى


تفسير الميزانية وعرضها على السلطة التشريعية وفى عرض صورة واضحة عن احتياجاتها، حتى وإن لم يكن هناك منافسة كبيرة بين األحزاب على

.المستوى التشريعى

القوية ال يمكن أن تضمن توفير وحتى الحماية ميزانية كافية، فإن قلة التمويل من الممكن أن تحدث حتى فى ظل حكومات متعاطفة مع

وقد إنتقلت العديد من الحكومات . القضاءاألفريقية إلى تطبيق نظام الموازنات النقدية تحت ضغط من مؤسسات مالية دولية، حيث ال يجوز

نات ما يزيد عما للحكومة أن تصرف من المواز. تحصله للخزانة، وتطبق هذه القواعد شهريا

ونتيجة لذلك، قد ال يحصل القضاة على ميزانية كافية للتشغيل من شهر إلى شهر إذا لم تصل

وكلما . حصيلة الضرائب القومية إلى المتوقعزادت صعوبة الموقف المالى للدولة، كلما قلت

الخزانة تحاول سهولة إمكانية مراقبة ما إذا كانتالدخول فى مناورات سياسية مع المحاكم أم أنها فعال غير قادرة على توفير المبالغ التى وعدت بها

.المحاكم

:توزيع الدعاوى )د

لقد بدأ اآلن فى العديد من الدول األفريقية اإلعالن عن القلق من احتمال تدخل التحزب لجماعات

ل توزيع معينة فى اإلجراءات القضائية من خالالدعاوى الحساسة على قضاة موالين للحكومة، وتعد هذه المسألة أحد الموضوعات المثارة منذ . القدم فى تاريخ المحاكم فى جميع أنحاء العالم

وحتى يمكن القضاء على هذا القلق، تجد العديد من األنظمة القضائية سبيلها الستبعاد صانعى

يق أسلوب القرار كأفراد عن الصورة وذلك بتطبعشوائية التوزيع، وقد تكون الخسارة هنا هى خسارة الخبرة حيث قد توزع دعاوى على قضاة ليس لديهم الخلفية الكافية عن الموضوعات التى تثيرها هذه الدعاوى، لذلك تقوم بعض المحاكم

أى (بإنشاء أقسام مختصة بموضوعات معينة أحوال أقسام مدنية وجنائية، أو جنائية، وتجارية، و

شخصية، ودستورية وغيرها من الموضوعات على أن تتم عشوائية التوزيع داخل كل ) المدنية

قسم على حده، كما تقوم بنقل القضاة بين هذه كما تقوم المحاكم . األقسام كل سنة أو سنتين

بوضع معادالت يمكن من خاللها تقدير حجم العمل المطلوب لدعوى معينة حتى ال يزيدوا من

ء على بعض القضاة بينما يكون هناك قضاة العبوتقوم المحاكم . آخرون يتمتعون بوفرة فى الوقت

حاليا فى معظم الدول األفريقية إما بإسناد الدعاوى عن علم، أو بتوزيعها باستخدام نظام معروف، بدال من تطبيق شكل من أشكال التوزيع

وقد تكون األسباب عملية، غير أنه . العشوائىدائما هناك مخاطرة من أن هذا التطبيق قد تبقى

يشجع على انتشار تأثير الجماعات أو انتشار وقد أثيرت هذه المسألة فى مالوى، على . الفساد

وفى كينيا، يقوم كبير القضاة . سبيل المثالبتوزيع الدعاوى الدستورية والعديد من النزاعات المدنية على قضاة بعينهم، أما القاضى المسئول . فيقوم بتوزيع األنواع األخرى من الدعاوى

لقد استغل منصب القاضى : "ويقول أحد المعلقونالمسئول فى أوائل التسعينيات من القرن العشرين استغالال سيئا جدا حيث قام قاضى أو اثنان ممن تولوا هذا المنصب لمدة طويلة بإسناد الدعاوى

وقد ."الحساسة سياسيا ألنفسهم ثم قاموا بشطبهاقامت المحاكم بكينيا مؤخرا بتغيير شاغلى منصب القاضى المسئول بصفة شهرية، وبالتالى خففت

.من حدة المشكلة التى يشير إليها المعلق

:سيطرة السلطة التنفيذية )هـ

عادة ما يكون التركيز عند الحديث عن استقالل القضاء على تأثير الجماعات المتحزبة فى بعض

أن العديد من المعلقين يعتقدون أن القضايا، غير سيطرة السلطة التنفيذية أو الميل إلرضاء

إن جذور هذا الميل . الحكومة، يعد خطرا أكبريكمن جزئيا فى الموروث وجزئيا فى إدارة

وعلى عكس معظم الدول . الفرص الماليةاألفريقية وعلى عكس الواليات المتحدة األمريكية،

را مكتوبا، على الرغم من ليس لدى إنجلترا دستوأنها تعاملت مع عدد من الوثائق التاريخية الهامة

ولديها اآلن قانون (كمصدر للمبادئ الدستورية الحقوق الشعبية والذى تم تجميعه من تشريعات

ولم يتمكن القضاة ). من وثائق أوروبية ودوليةمن اللجوء إلى المراجعة القضائية بنفس الطريقة

فيها القضاة سلطات المراجعة التى استخدمالقضائية فى الواليات المتحدة األمريكية وأجزاء

عالوة على ذلك، كان هناك . أخرى من العالم


. تقليد قوى من اإلحالة إلى السلطة التشريعيةونتيجة لذلك، فإن التدريب الذى حصل عليه القضاة األفارقة لم يتضمن أنواع استراتيجيات

تساعدهم على تعزيز الفصل بين التفسير التى قد .السلطات

وفى العديد من الدول، تعنى معاشات التقاعد المنخفضة أنه يجب على القضاة أن يبحثوا عن مصادر إضافية للدخل بعد ترك المنصة، وحيث أنه ما زالت الحكومات هى أكبر الجهات الموظفة، فإن بعض القضاة قد يحتاطون لما

على المنصة حتى يضمنوا يقولونه أثناء جلوسهم .فرصا مستقبلية

لذا فإن التعرف على أحكام تصدرها واليات قضائية أخرى والتدريب، باإلضافة إلى نظام أفضل للمعاشات، من شأنهم أن يخففوا من حدة هذه المشاكل، كما أن تشجيع الجهات المانحة كان معينا فى مجابهة هذه الموضوعات فى عدد من

م من أن المعلقين ما زالوا الدول على الرغيالحظون بعض التحفظ أثناء الجلوس على

.المنصة

:السلوك القضائى )و

على القضاة ليس فقط أن يصدروا أحكاما نزيهة، وإنما عليهم أيضا أن يظهروا بمظهر العدالة، ومن السهل جدا أن يظهر القاضى بمظهر المتحزب على الرغم من أنه قاضى جيد وذلك من خالل اإلختالط بسياسيين فى مناسبات إجتماعية أو من

.خالل تقديم استشارات للحكومة

وعادة ما يتقابل القضاة والسياسيون فى الدائرة االجتماعية الضيقة فى معظم العواصم األفريقية، . غير أن ذلك قد يثير عدم ارتياح الجمهور

وأوضح العديد من المعلقين الذين تم اإللتقاء بهم ذه الدراسة أنه على الهيئات القضائية أن لغرض ه

تمعن التفكير فى تحديد المظاهر والممارسات المقبولة وتلك التى من الممكن أن تهدد مظهر العدالة واإلنصاف، وقد أظهر المشارك من

إن عددا . مالوى قلقا واضحا فى هذا الخصوصقليال من الدول األفريقية لديها مواثيق أخالق

وقد استقت . ى تعتبر دليال للقضاةقضائية والتمحكمة تنزانيا دليلها من ميثاق السلوك الذى

وضعته نقابة المحامين األمريكية فى الواليات المتحدة األمريكية، ويعتقد أن مثل هذه الوثيقة

.تعتبر مثار جدل فى أماكن أخرى

ويحظر فى الواليات المتحدة األمريكية على قديم أية مشورة، غير مستوى القضاء الفدرالى ت

أنه من المقبول اإلعراب عن الرأى أمام جماعة من األكاديميين أو القانونيين غير المسيسين

). ويقوم مسئولون حكوميون بقراءة هذه اآلراء(إن اآلراء المجردة حول كيفية فهم المحكمة للقانون، وإن كانت منفصلة عن وقائع دعوى

للة كما من بعينها، من الممكن أن تكون مض .الممكن أن تهدد مفهوم الفصل بين السلطات

غير أنه هناك جانب آخر لهذه القصة، فعلى مستوى الواليات فى الواليات المتحدة األمريكية وكذلك بشكل عام فى التقاليد القانونية البريطانية، عادة ما تعتبر أنواع معينة من االستشارات مقبولة

مطالبة بتقديم هذه بل وتاريخيا كانت المحاكم(هذا ويجوز لمحكمة العدل األوروبية ). المشورات

ومحكمة العدل الدولية أن تصدرا بعض أنواع المشورات، كما يعتقد كبار القضاة األفارقة أن إصدار المشورات القانونية يساعد على زرع مناخ من تفهم موضعات سيادة القانون لدى السلطتين

.التنفيذية والتشريعية

وقد استرعى موضوع إصدار المشورات اهتمام بعض المعلقين الذين تم اإللتقاء بهم من أجل هذه الدراسة، ويعتقد المعلق من مالوى أن جميع مكالمات التليفون والصلة بين القضاة والسلطة التنفيذية يجب أن تسجل وتراقب، حيث يؤمن أن

وعلى الرغم . هذه الصالت تهدد استقالل القضاء أن هذه التوصية تبدو حادة أكثر من الالزم، من

غير أنها توضح أن وضع أدلة خاصة بموضوع إصدار مثل هذه المشورات قد يكون جزءا هاما

ومن . من تطبيقات بناء الثقة وتثقيف المجتمعالممكن أن تجمع المحاكم المفكرين القانونيين، وممارسى القانون، وأعضاء السلطتين التنفيذية

ريعية لمناقشة التطبيقات التى لجأت إليها والتش .الدول األخرى وكذلك الموضوعات المهددة


:النقد المنظم )ز

وفى قديم الزمن كانت ترسل الحكومات التى ال يسرها تصرفات المحكمة أحيانا أشخاص مسلحين لتهديد القاضى أو الحاكم بالمحكمة، غير أن هذه

كما تمتهن التصرفات تجتذب انتقادا دوليا قويامشاعر الجماهير حتى أنها أصبحت نادرة

غير أن عددا من المعلقين الذين تم . الحدوثااللتقاء بهم لهذه الدراسة أوضحوا أن هذه التصرفات قد تغير شكلها وتبدلت ليحل محلها ما

."النقد العام المنظم"أطلقوا عليه اسم

د ولهذه الظاهرة ثالثة أبعاد، البعد األول هو تعماألحزاب الحاكمة أن تثير النقد ضد القضاة فى قضايا معينة، أو ضد المحاكم بشكل عام، وذلك باستغالل المنظمات غير الحكومية التى يدعمها

وعلى الرغم من أن . الحزب لتكون لسان حالههذا األسلوب يعد واضحا كما أنه يزعج القضاة

ذى الذين يتعرضون له، غير أنه ال يوجد الكثير اليمكن عمله فى مجتمع مفتوح إليقاف هذا النوع من التصرف، حيث أنه ال يبدو من المالئم محاولة

لذا، فإن أفضل ما يمكن أن تقوم به . القيام بذلكالمحكمة هو ضمان توفر تقارير القانون الطالع الجماهير وكذلك اصدار نشرات صحفية توضح

كان تسبيب قضايا معينة أو لشرح المنطق الذى وقد استخدمت . وراء إجراء تغيير مؤسسى

المحاكم فى زمبابوى هذا األسلوب األخير على .اختالف آثاره

أما البعد الثانى فهو الجهود التى تبذلها الجماعات المختلفة لنشر اتهامات باطلة ضد القضاة والحكام بالمحكمة الذين يصدرون أحكاما ضد الحكومة

لنشر هذه االتهامات وكذلك شراء ذمم الصحفيين وقد علق أحد . دون وجود أى دليل مادى

المعلقين من زامبيا قائال أنه يعتقد أن كبير القضاة فى زامبيا قد تعرض لمثل هذه الضغوط، حيث قام أثناء عضويته ألحد الدوائر فى المحكمة العليا، بإلغاء أحد مواد القانون فى قانون النظام العام ألنه

. ا وواسع المجال أكثر من الالزمكان غير واضحوقد حاولت السلطة التشريعية إعادة هذه المادة كما قام أحد الصحفيين بنشر إتهام ضد كبير القضاة

وقد . أنه قد اغتصب أحد موظفات المحكمةاعترف الصحفى فيما بعد أنه قد تلقى مبلغا من

المال من أحد المختصين الصحفيين فى الحكومة وأن المسألة برمتها كانت مسألة ليقوم بذلك

.سياسية

وفى أنحاء كثيرة من هذا اإلقليم، يعلق رؤساء الحكومات على موضوعات خاصة بقضايا معينة منظورة أمام القضاء موضحين ما يعتقدونه الحكم السليم فى القضية، وتعد هذه الطريقة خرقا للقواعد الخاصة بالتعليق على الدعاوى قيد نظر

، غير أن رؤساء الحكومات إما يجهلون المحكمةوهم بذلك يخلون . هذه القواعد أو ال يحترمونها

باألحكام التى ستصدر فى هذه القضايا كما أنهم قد يهددون مظهر استقالل المحكمة، حيث من الممكن أن يحكم القاضى بناء على القانون والوقائع أن

أن الدعوى المقامة ضد الحكومة ال وجه لها، غير صدور هذا الحكم بعد صدور تصريحات على

فى هذه " السليم"لسان رئيس الحكومة حول الحكم القضية، سيكون االنطباع العام هو أن المحكمة

.تسيطر عليها جماعات معينة

التدابير التى تسيس اإلجراءات )ح :القضائية

ويشك فى استقامة ونزاهة المحاكم إذا خضعت ضائية التى تتخذ خارج جوانب من اإلجراءات الق

نطاق سلطة الهيئة القضائية للتسييس، وقد أعرب المشاركون فى هذه الدراسة عن قلقهم بخصوص استغالل الجماعات المختلفة للشرطة والنيابة . العامة لمضايقة المنتقدين أو المعارضين لها

وأحيانا يستغل القبض على الصحفيين بتهمة لشغب، واحتجازهم خرقهم لقانون التحريض على ا

لمدة أسابيع، والتهديد بإقامة دعاوى إفالس ومع دنو موعد المحاكمة، . إلخراس المعارضة

يتم إطالق سراح المدعى عليهم عندما تسقط هذا وتقع المحاكم فى إطار . النيابة التهم عنهم

الشك مثلها فى ذلك مثل الشرطة، حيث أنها تتمتع لشرطة والنيابة بمقدرة محدودة على التحكم فى ا

عندما يقومون بهذه الممارسات ويعد ذلك منفصال عن مقدرتها على االستماع إلى شكاوى األطراف

هذا ويجب أن يمثل المتهم فى قضية . المتضررةجنائية أمام حاكم بالمحكمة أو قاضى للجلسة

48األولى خالل مدة قصيرة عادة ما تكون لقاعدة كما ساعة، وبإمكان المحكمة تطبيق هذه ا


يمكن ألحد الموظفين القضائيين أن يزور السجن ليتأكد من احترام هذه القاعدة، كما يمكن للمحكمة أن تكون لجانا إلدارة سير الدعوى للتأكد من أن سوء الجدولة ال يؤثر على نقل المسجونين إلى المحكمة للمحاكمة، كما يمكنها شطب القضايا فى

مرات متكررة حالة طلب الحكومة التأجيل .وألسباب واهية

وهناك موضوع على درجة أكبر من الصعوبة فى العديد من المناطق، حيث تتحكم القوانين فيما يجب أن تعرضه النيابة لتفادى شطب الدعوى فى

وقد قامت السلطات التشريعية فى . الجلسة األولىالعديد من الدول األفريقية باإللغاء التدريجى

أن يقدم إلى الحاكم بالمحكمة أو لتدابير تطلب القاضى ملخصا لألدلة والتى من الممكن أن يستخدمها القاضى فى اسقاط التهم فى القضايا التافهة، ومن الممكن أن تساعد استعادة هذه

.القوانين فى إيجاد حلول لهذا الوضع

غير أن المحاكم ليس باستطاعتها فرض محاكمة ى أن األشخاص المتهمين المحميين سياسيا، أ

الذين يرتكبون الجرائم ومدعومين سياسيا بقوة، قد تسقط النيابة عنهم التهم، وال يمكن للمحكمة فى هذه الحالة عمل أى شيء وهنا تتهدد عدالة

.وإنصاف العملية القضائية

:القانون الموضوعى واستقالل القضاء )ط

وأخيرا يشير المشاركون فى هذه الدراسة إلى أن القانون الموضوعى قد يحدث فرقا ليغير محتوى

االنطباع السائد عن استقالل المحكمة، حيث أن القضاة مطالبون بتطبيق القانون كما هو، بصرف النظر عن اتفاقهم أو اختالفهم معه، كما أن تطبيق قوانين يعتقد الناس أنها غير مقبولة قد يدمر سمعة

قة تعتمد عدالة الهيئة القضائية، غير أن هذه العالففى عهد التفرقة . على العديد من األشياء

العنصرية، تمكنت المحاكم فى جنوب أفريقيا من التخفيف من حدة آثار القوانين التى كانت ال تتفق مع األعراف الراسخة فى الدساتير أو المعاهدات واالتفاقيات، اعتمادا على موقف هؤالء داخل

اوى شبيهة فى الدولة، فقد حاولوا الوصول إلى دعالدول األخرى من أجل تقليل تطبيق القواعد التى

ونتيجة لذلك اكتسبت . يعتقدون أنها غير عادلة

المؤسسة سمعة أكبر من النزاهة أو على األقل اكتسب عدد معين من القضاة وكذلك مستويات

.معينة من المحكمة هذه السمعة

ية وتظهر الدروس المستفادة فى باقى الدول األفريقفى بعض من تعليقات المشاركين فى هذا المشروع، وهى أنه من الممكن للتدريب القضائى، والمعرفة بالقانون المقارن، والحصول على المادة القانونية من أجزاء أخرى من العالم، وكذلك وجود مبانى حسب األعراف الدولية أن تحدث

.فرقا حتى وإن لم يكن القانون الموضوعى جيدا

فساد ومشكلة استبعاد ال .3 :األطراف

يعنى االستقالل ليس فقط االستقالل عن ضغوط الجماعات السياسية المتحزبة ولكن أيضا عن

إن الوسيلة . المتقاضين ذوى النفوذ االجتماعىاألساسية التى يؤثر بها ذوو النفوذ االجتماعى على العملية القضائية هى من خالل الفساد؛ وقد

اد بشكل واضح فى تعليقات ظهرت قضية الفسالمشاركين من كل من كينيا، ومالوى، ونيجيريا،

وكقاعدة عامة، يعتبر . وأوغندة، وزامبياالمراقبون أن للفساد تأثير أكبر فى محاكم الدرجات األولى، والمحاكم الجزئية، غير أنه يكون هناك من وقت إلى آخر حاالت فساد فى

.نافالمحاكم العليا ومحاكم االستئ

إن المستوى المنخفض من الرواتب والمعاش عادة ما يسترعى االنتباه بصفته المصدر الرئيسى للسلوك المنحرف، وتعد هذه التعليقات من المعلومات الهامة التى تلقاها هذا المشروع، غير أنه يجب أن يكون هناك بعض من الحذر فى

.التعامل معها

إلى فى العديد من الدول، إنتقل القضاة •مستوى أعلى من الرواتب حيث يتلقون اآلن رواتب أعلى من أى موظفين حكوميين آخرين، ومن المتوقع أن يكون حجم الفساد فى المستويات األعلى أقل، إذا المشكلة

.االقتصادية هى الدافع األساسى


وقد علق المراقبون أنه حتى بعد زيادة •الرواتب، فإن الممارسين األخرين للقانون

سبون أكثر من القضاة، لذا تظل الرغبة فى يكوعلى . الحصول على مال أكثر موجودة

الرغم من أنه قد يعتقد البعض أن هذا العنصر قد يصعب من إمكانية أن تجتذب الهيئة القضائية أشخاص موهوبين فى مراكز كبيرة، غير أنه ال يتقاضى القضاة فى أى من

مارسين الديمقراطيات المتطورة أكثر من الماآلخرين للقانون، كما أن الفساد ليس منتشرا فى هذه التكوينات، لذا فإن األعراف بالفعل

.تحدث فرقا

إن مواثيق األخالق تمثل دليال استرشاديا مهما للقضاة والحكام بالمحكمة، والذين لم يتضمن

.تعليمهم أية خلفية عن هذه المسائل

امة كما تقع بعض مشاكل الفساد فى مكاتب إقالدعاوى بالمحكمة حيث يبتدع الموظفون المواقف

نيابة عن "للحصول على مال من المتقاضين لذا فمن . ودون أن يعلم القاضى بذلك" القاضى

الممكن أن يساعد تقليل عدد اإلجراءات التى يقوم من خاللها الموظفون باستصدار إذن أو تقديم

.خدمة فى الحد من هذه المشاكل

ة كذلك أنه من الممكن استغالل تهم وهناك مخاطرالفساد إلفقاد الثقة فى قاضى نزيه أو فى حاكم

وقد أوصى أحد . بالمحكمة يتناول قضية حساسةالمشاركين فى هذا المشروع بإنشاء مكتب مستقل للشكاوى القضائية للمساعدة على تغيير اتجاه نقد الجمهور وعلى التحقيق فى إدعاءات الفساد حتى

ستغالل توجيه تهم الفساد وحتى يمكن فصل يقل ا .الموظفين الفاسدين


الدروس المستفادة من جهود اإلصالح )بفى أوروبا الشرقية والمنطقة

:األوروآسيوية

Edwinإدوين ريكوش : بقلمRekosh25

:مقدمة وخلفية .1

سيتناول هذا المقال تقييم المجهودات المبذولة من فى ثمان دول فى أجل تعزيز استقالل القضاء

أوروبا الشرقية وذلك لتقديم بعض الدروس المستفادة، وتلك الدول هى بلغاريا، وجورجيا، والمجر، وبولندا، ورومانيا، وروسيا، وسلوفاكيا،

.وأوكرانيا

من الممكن فى البداية إطالق بعض التعميم، على الرغم من عدم نضجه، فيما يتعلق بالفروق

ل وفيما يتعلق بالثقافة التاريخية والسياسية بالقانونية فى كل من هذه الدول التى أجريت عليها الدراسة، مما قد يؤثر على احتماالت استقالل

لقد كانت ثالث دول من هذه الدول . القضاءجزءا من االتحاد السوفيتى وهى جورجيا،

إن وضع نظام قانونى . وروسيا، وأوكرانياد أثر بشكل كبير اشتراكى فى االتحاد السوفيتى ق

على األنظمة القانونية فى دول حلف وارسو السابق، غير أن هذا الهجين نتج عنه نظام لم

يعتمد هذا المقال على البحث الذى أجراه المؤلف 25

وخبراته، وكذلك على دراسات ممتازة أجريت استجابة التنمية الدولية األمريكية لالستقصاء الذى أجرته هيئة

: والمؤسسة الدولية ألنظمة االنتخابات فى البلدان التاليةبلغاريا، وجورجيا، والمجر، وبولندا، ورومانيا، وروسيا،

وسوف يشار إلى كل من هذه . وسلوفاكيا، وأوكرانيا، ما عدا فى )"البلد(تقرير "الدراسات خالل هذا الفصل باسم

المؤلف قد اعتمد على مولف وضعه حالة روسيا، حيث أن، وتود .Peter H. Solomon, Jrاالبن بيتر سولومون

المحاكم " تحت اسم Todd S. Foglesongفوجلسونج " تحدى االصالح القضائى: فى المرحلة االنتقالية فى روسيا

Westviewدار نشر وستفيو : Boulderنشر فى بولدر (". ومون وفوجلسونجسول"، والذى سيشار إليه باسم )2000

ويتوجه المؤلف بالشكر إلى طلبة القانون فى كولومبيا فيليب ، والذى قدم معاونة بحثية متمكنة، Philip Webbويب

، لمساعدتها Natalya Scimecaوناتاليا سكيميكا .التحريرية الكبيرة

وباإلضافة . يبتعد كثيرا عن الليبرالية األوروبيةإلى ذلك، كانت المؤسسات الليبرالية أكثر تطورا فى بعض الدول عن غيرها قبل سيطرة اشتراكية

حفاظ على التقاليد هذا وتعد درجة ال. الدولةالليبرالية أو رفضها فى كل من هذه الدول مسألة هامة حيث أنها تتوافق مع استعداد الصفوة السياسية والمهنية لتبنى التغييرات التى تؤدى إلى إعادة إحياء أو إنشاء المؤسسات الليبرالية، مثل

كما أن هذه الفروق تعتبر ذات . القضاء المستقلتفاق الجهات المانحة والصفوة فى داللة أكبر من ا .البلدان المستهدفة

وعلى الرغم من توحد النظام القضائى فى ظل االتحاد السوفيتى، غير أنه هناك فروق مهمة تميز جورجيا عن روسيا وأوكرانيا، فقد كانت عملية اإلصالح القضائى أسهل بكثير فى جورجيا عنها

لى شعور فى روسيا وأوكرانيا، وربما يرجع ذلك إالصفوة المثقفة والمهنية فى جورجيا بإرتباطها بالتقاليد األوروبية أو بسبب السهولة النسبية فى

.تطبيق إصالحات ناجحة فى دولة صغيرة

أما من بين دول حلف وارسو السابق، تعد المجر وبولندا صاحبتا أكثر التقاليد ليبرالية، وعلى الرغم

فاكيا تظهر دعم من أن بلغاريا، ورومانيا، وسلوالصفوة المثقفة والمهنية الكبير لتطوير المؤسسات الليبرالية، مثل استقالل القضاء، غير أن المجر وبولندا لديهما ثقافات قانونية تعتبر أكثر استعدادا

.لإلصالح

:تقاليد القانون المدنى .2

على الرغم من هذه الفروق، هناك عدد كبير من ها الدول قيد الدراسة العوامل التى تتشارك في

بدرجات متفاوتة، فعلى سبيل المثال، يعتمد النظام القانونى فى كل من هذه الدول على القانون

إضافة إلى ذلك، لدى . المدنى وليس القانون العاممعظم الدول خبرة كبيرة مع أنظمة القانون المدنى . األوروبية قبل اعتناق النظام القانونى االشتراكى

لذلك، فإن معايير الممارسة القضائية ونتيجةالمنتشرة فى البلدان التى تطبق القانون العام ليس بالضرورة أن تكون مالئمة، حتى تلك التى

األمريكيون مرتبطة -يعتبرها المحامون األنجلوفعلى سبيل المثال، إن وظيفة . باستقالل القضاء


القاضى فى وضع القوانين ال تحظى بنفس األهمية أنظمة القانون المدنى حيث أن دور السوابق فى

ليس على نفس الدرجة من الرسمية التى يتم بها وبالتالى، فإن القضاة فى . فى أنظمة القانون العام

أنظمة القانون المدنى يلجأون فى إصدار أحكامهم إلى السلطة التشريعية أو التنفيذية وليس من

. عىالمحتمل أن يتعدوا تطبيق القانون الوضباإلضافة إلى ذلك، فإن التسبيب القضائى عادة ما يعتبر مجرد تطبيق بسيط للمنطق حيث أن دور القاضى، نظريا، هو تطبيق التشريعات الموضوعة استنتاجا وال يفسر القواعد أو يضعها

وأحد نتائج ذلك هو . استقراءا من دعاوى معينةلتالى التقليل فى كتابة تسبيب األحكام القضائية وبا .تقل الشفافية عنها فى ظل أنظمة القانون العام

عالوة على ذلك، تتمتع النيابة فى الدول التى تطبق القانون المدنى بمكانة مشابهة للقضاة، ففى فرنسا وإيطاليا، على سبيل المثال، ينتمى كل من القضاة وأعضاء النيابة العامة إلى الفئة المهنية

ك بلغاريا ورومانيا، فقد ومثلهما فى ذل. القضائيةتبنيتا النظام القضائى الذى يعتبر فيه القضاة . وأعضاء النيابة العامة جزءا من السلطة القضائية

وأحد التفسيرات لهذا التصنيف يمكن أن تجدها فى الفروق النظرية التى تفرق بين منهج التحرى

ومنهج المواجهة ) فى القانون المدنى(واالستجواب فى البحث عن ) فى القانون العام (المعاكسة

الحقيقة، وال تكون هناك حاجة إلى الفصل بين الوظائف القضائية ووظائف النيابة فى ظل نظام

.التحرى

الموروث من تقاليد القانون .3 :االشتراكى

يتأثر اإلختالف الحالى فى تطبيق القانون المدنى فى أوروبا الشرقية بتقاليد القانون االشتراكى، والذى يشوه بعض السمات الخاصة بأنظمة . القانون المدنى بطريقة تعيق استقالل القضاء

ففى نظام القانون االشتراكى، كانت الدولة تعتمد على القانون، غير أن القوانين وغيرها من األعراف لم تتمتع بشرعية ديمقراطية حيث أنها كانت تفسر بواسطة دولة حزب واحد، وباإلضافة

ك، كان القانون واحد من عدد كبير من إلى ذلسولومون . (أدوات سيطرة الدولة، ولم يكن أهمها

وأخيرا، وبسبب عدم ) 4. وفوجلسونج، صالفصل بين السلطات، لم يكن هناك حاجة ملحة ليكون القضاة صانعى قرار مستقلين، على العكس، كانت قيمة الوالء أكبر بكثير من

.االستقالل

:الوكالة -أ

ت الوكالة هى الذراع القانونى الرئيسى للدولة كانالشيوعية حيث كانت مؤسسة تتمتع بسلطة أكبر . من مكتب النيابة، وقد كان القضاة تابعين للوكالء

وبالطبع، لم يكن الوكيل مسئوال فقط عن القيام بأعمال النيابة، ولكن أيضا عن متابعة ومراقبة

لسونج، سولومون وفوج." (قانونية اإلجراءات" ).6. ص

وكأحد الموروثات عن السلطة واألهمية التى كانت تتمتع بها الوكالة فى السابق، تستمر الوكالة فى عهد ما بعد االشتراكية فى توظيف العديد من أقدر المهنيين القانونيين وأكثرهم سطوة، وبالتالى، فقد اشتركت فى التسبب فى العديد من المعوقات

الصالح حيث أن الوكالء السياسية فى سبيل اعادة ما يعتبرون أن التغيير الذى يعتزم تعزيز سطوة القضاء وزيادة استقالليته تهديدا لسلطتهم

.وسطوتهم

:أساليب ونماذج التسبيب القضائى -ب

، إحدى Ewa Letowskaوطبقا إليوا ليتوسكا القانونيات البولنديات، والقاضى بالمحكمة اإلدارية

لم "المحققين فى الشكاوى فى بولندا، العليا، وكبير تكن المحاكم فى ظل القانون االشتراكى تحكمها اللوائح والقانون فقط بل كان يحكمها أى تصرف حسب العرف، فلم يكن نظام القانون نظاما يعتمد على القوانين فقط، وإنما كذلك نظاما يعتمد على

لم وقد أكدت المحاكم أنه . أفعال تقوم بها اإلدارةيسمح لها ممارسة أية سيطرة على السلطة ." التنفيذية حتى وإن أصدرت قانونا غير دستوريا

وتماشيا مع هذا المنهج، يميل ) تقرير بولندا(التسبيب القضائى فى الدول فى عهد ما بعد النظام االشتراكى، ومقارنة بالدول األخرى التى تطبق القانون المدنى، إلى زيادة االعتماد علىالتفسيرات المتشددة للقانون الوضعى وقلة الرغبة


فى تناول النتائج غير المتوافقة، أو غير المنطقية، أو غير الدستورية التى تظهر بسبب التطبيق

ووفقا لما كتبه جان هروباال . الحرفى للقانونJan Hrubala وهو قاضى سابق فى ،

بالرغم من التغيرات الديمقراطية التى"سلوفاكيا، دخلت على المجتمع، فإن ممثلين معينين عن القضائيين قد استمروا فى التصرف وكأن القضاة ليسوا أكثر من مجرد موظفين عموميين يعملون على تحقيق رغبة السلطة الحالية وقبول القرارات التى يصدرها المسئولون فى إدارة الدولة دون أى

)تقرير سلوفاكيا." (تحفظ

:دنىوضع القضاة المت -ج

كان وضع القضاة فى ظل النظام القانونى االشتراكى متنديا نظرا لدورهم غير الهام فى ذاك النظام، حيث كانوا يعاملون بصفتهم موظفين

وأحد مؤشرات . عموميين يؤدون وظيفة كتابيةالوضع المتدنى للقضاة فى االتحاد السوفيتى أن معظمهم لم يتمتعوا بميزة الحصول على شقة

). 7. سولومون وفوجلسونج، ص( بهم خاصةكما يعتبر معظم المراقبون أن حقيقة أن غالبية القضاة فى األنظمة القانونية االشتراكية كانوا من النساء إنما يعتبر دليال على وضعهم المتدنى وليس عالمة على المساواة بين الجنسين، وعلى الرغم من التحسن الملحوظ فى وضع القسم األكبر

القضاة خالل العشرة أعوام الماضية، غير من أنهم ال يتمتعون بوضع يمكن مقارنته بأقرانهم فى

إن العديد ممن أصبحوا قضاة . الدول الغربيةعندما كانت هذه المهنة ذات وضع متدنى استمروا فى وظائفهم غير أنهم لم يبذلوا الكثير من الجهد لتعزيز مفهوم كفاءة القضاء بشكل عام لدى

لجمهور، وخاصة فى أوكرانيا وروسيا، حيث ااستمر العديد من القضاة فى العمل داخل قاعات

إن القضاة فى كل من . محكمة ومكاتب متهدمةالدول التى أجريت عليها الدراسة، بما فى ذلك

، يعانون من )مثل بولندا(أكثر هذه الدول رخاء النقص الهائل فى الموارد وظروف عمل سيئة

هم ووظائفهم ما زالوا ال يلقون التقدير لدرجة أن .الكافى

:تدخل السلطة التنفيذية وعدالة الهاتف -د

كان التدخل فى إصدار الحكم القضائى ظاهرة شائعة فى ظل القانون اإلشتراكى، خاصة فى

عدالة "االتحاد السوفيتى، حتى أن مصطلح كان يستخدم بكثرة ليشير إلى ظاهرة " الهاتف

ن القضاة يصدرون األحكام فى معينة حيث كاالدعاوى بناء على تعليمات يتلقونها عبر الهاتف

لقد كانت الكفاءة . من مسئولين بالحكومةالقضائية ووالية المحاكم مقيدة فى ظل القانون االشتراكى، كما كان القضاة يحيلون حتى األمور التى تعرض عليهم إلى الوكالء، ونتيجة لذلك،

تنفيذية على العديد من الوظائف سيطرت السلطة ال .القضائية

لقد أدى ذلك إلى استمرار ميل السلطة التنفيذية إلى التدخل فى اصدار األحكام القضائية، ففى بولندا على سبيل المثال، قام زعيم حزب التضامن

" حوارات تنظيمية"السياسى الحاكم مؤخرا بإجراء مع قضاة المحكمة الدستورية الذين أصدروا

جازيتا ويبورتشا . (أحكاما ضد مصالح حزبهGazeta Wyborcza ،3-4 2000 يونيو (

وعالوة على ذلك، اتصل الرئيس البولندى السابق برئيس المحكمة Lech Walesaليش واليسا

اإلدارية العليا ليتأكد من الحكم فى دعوى معينة ) تقرير بولندا. (مما أدى إلى استقالة هذا القاضى

رومانيا، فيبدو أن تدخل السلطة التنفيذية أما فى كان له آثارا ملموسة، فقد ألغت المحكمة العليا

بخصوص الملكية 1994حكما أصدرته فى عام التى تم تأميمها، مما أثار انتقادا علنيا من جانب الرئيس الشيوعى الرومانى السابق وتسبب فى استئناف فوق العادة من جانب النائب العام، كما تراجعت المحكمة العليا مرة أخرى فى عام

لتعود إلى الحكم األول بعد إنتخاب حكومة 1996 )تقرير ورمانيا. (غير شيوعية ألول مرة

هذا وتمارس السلطة التنفيذية تأثيرها بأساليب أخرى، ففى العديد من دول أوروبا الشرقية، تسيطر السلطة التنفيذية بشكل ملحوظ على

والذى يشرف على تعيين المجلس القضائى القضاة، وترقيتهم، وتأديبهم حيث تقوم السلطة

وفى . التنفيذية بتعيين أعضاء هذا المجلسبلغاريا، يفترض أن مدة والية مجلس القضاء


األعلى هى خمس سنوات، غير أنه ومنذ تشكيل ، استطاع مجلس واحد 1991المجلس فى عام

ومة فقط أن ينهى مدة واليته، حيث أن الحكنجحت فى اثنين من ثالث محاوالت إلنهاء والية

هذا وقد . أعضاء المجلس وإعادة االنتخاباتدعمت المحكمة الدستورية هذه األفعال وأيدت

، عندما قام 1999 و1991دستوريتها فى عامى الحزب بتعيين معظم أعضاء المحكمة رغبة منه فى إجراء انتخابات مبكرة، غير أن المحكمة

بعدم دستورية محاولة مشابهة فى عام أفادت عندما كانت غالبية المحكمة معينة من قبل 1994

)تقرير بلغاريا. (ما كان وقتها حزبا معارضا

ويتأثر تشكيل المجالس القضائية بأنواع أخرى من تأثير السلطة التنفيذية تتسم بمكر أشد، حيث تسمح العديد من الدول للنيابة أو غيرها من مسئولى السلطة التنفيذية، مثال وزير العدل، أو كالهما بعضوية المجلس أو تعيين ممثليه، وفى بعض الدول، مثل سلوفاكيا، يحتل رؤساء المحاكم مناصب إدارية فى الدولة بجانب وظائفهم القضائية، مما يؤدى إلى تعارض محتمل فى

.المصالح

:السيطرة المركزية -هـ

االشتراكى هو اإلتجاه أحد نتائج النظام القانونى القوى نحو السيطرة المركزية والتى تظل تؤثر على استقالل القضاء، ففى أوكرانيا، على سبيل المثال، ما زال النظام القانونى يتيح المجال للنيابة

على األخطاء التى ترتكبها المحاكم " تعترض"بأن كما تسمح للمحاكم العليا بأن تقوم بشكل روتينى

ض األحكام التى تصدرها محاكم ودائم بنقالدرجات األدنى، أو أن تقوم مجددا بمراجعة

إن هذه اإلجراءات ال تعتبر . الوقائع والقوانينفى حد ذاتها خرقا لمبادئ االستقالل القضائى، غير أنها تعوق بشكل كبير نمو هيئة قضائية مستقلة عندما يقوم على تنفيذها أفراد ومؤسسات

. د قوية من السيطرة المركزيةغارقة فى تقاليووفقا ألحد المحامين األوكرانيين، سرهى سافولكو

Serhei Safulko ،" بين نارين"يقع القاضى" ،بين ما يعتقد أنه قانونا جيدا وبين األوامر التى

عالوة على ذلك، ." تصل إليه من المحاكم العليا

، فإن سيطرة Safulkoوكما يقول سافولكو : لى تفرض نفسها إلى حد ماالسلطة األع

فى معظم الدعاوى وعندما ال يكون هناك ضغوط خارجية، يقوم القضاة بمهام الوظيفة بنزاهة، غير أن القضاة، خاصة فى محاكم المدن، عادة ما يستشيرون قضاة المحاكم . األعلى، وبشكل خاص محاكم المقاطعات

فهم يطلبون مشورة هؤالء القضاة حول حكم صحيح فى دعوى ما كيفية إصدار

وفى معظم األحيان يأخذون بالنصيحة، حتى )تقرير روسيا. (وإن كانت خاطئة

وباإلضافة إلى ذلك، يستمر فى أوكرانيا األسلوب السوفيتى فى مناقشة البيانات الخاصة بـ

أو إلى أى مدى تقبل الطعون " (استقرار األحكام"لة فى المؤتمرات القضائية كوسي) باالستئناف

) تقرير روسيا. (للتحكم فى االستقالل الفردىوعلى الرغم من أن أوكرانيا تبدو وأن تتسم بسلطة مركزية أقوى من غيرها من الدول قيد الدراسة، غير أن أسلوب ترقى القضاة الذى يعتمد أساسا على قلة قبول الطعن باالستئناف فى األحكام التى يصدروها ما زال يطبق فى العديد

.الدول األخرىمن

:جهود اإلصالح األخيرة .4

:اختيار وتعيين القضاة -أ

عادة يقوم مجلس القضاء فى دول أوروبا الشرقية بترشيح أسماء القضاة ليقوم رئيس الدولة فيما بعد بتعيينهم، أو يقوم وزير العدل فى بعض األحيان

إن اإلجراء الرئيسى الذى يتخذ من أجل . بتعيينهم عملية اختيار القضاة وتعيينهم هو اإلصالح فى

فصل هذه العملية، بدرجات متفاوتة، عن السلطة التنفيذية، غير أن المجر هى الوحيدة ضمن الدول التى أجريت عليها الدراسة التى حققت ما يبدو وأنه فصل كامل لعملية التعيين عن تأثير السلطة التنفيذية، حيث يقوم رؤساء المحاكم اإلقليمية

ييم الطلبات المقدمة لإللتحاق بوظائف قضائية بتقثم يقومون فى النهاية بتعيين القضاة، ويجوز لمجالس القضاء اإلقليمية المستقلة أن تقدم رأيها

إن االستثناء الوحيد . غير الملزم فى المرشحينمن هذه العملية فى حالة المحاكم العادية هو أن


لثى أصوات رئيس المحكمة العليا يتم انتخابه بث. البرلمان بناء على ترشيح من رئيس الجمهورية

) تقرير المجر(

وتطبق بولندا شكال أقل وضوحا من الشفافية والحماية ضد التحيز فى اختيار القضاة، حيث تعلن الجمعية العمومية لكل محكمة على حده أسماء المرشحين للمناصب القضائية، وال يجوز

فى حالة وجود اختيار قاضى ألى منصب إالعلى أقل مرشحين اثنين لهذا المنصب، غير أن هذا النظام ال يخلو من العيوب، حيث أن الصالت الشخصية من الممكن أن يكون لها دورا فعاال فى المراحل األولى فى التدرج فى هذا السلك، حيث أن اإللتزام بالتدرج القضائى إجبارى فى بولندا

ما يتم تفضيل للوصول إلى منصب القاضى، كالمتقدمين ذوى األقارب واالتصاالت فى القضاء للدخول فى سلك القضاء والتدرج فيه وهو ما يعد

)تقرير بولندا. (أمرا غير رسميا

أما النظام الحالى فى سلوفاكيا، وحتى هذه إن مجلس . اللحظة، يعد استثنائيا إلى حد ما

له 1995القضاة الذى تم تشكيله فى عام يات استشارية فقط، ويقوم حاليا البرلمان فى مسئول

سلوفاكيا بتعيين القضاة بناء على ترشيحات الحكومة، غير أن الحكومة السالفية قد أعدت مشروعا لإلصالح القضائى، بعد انتخاب قوى مناصرة للديمقراطية، من شأنه أن يعيد تشكيل

ليطلق ) أو يشكل مجلسا جديدا(المجلس القضائى ويقوم المجلس . المجلس األعلى للقضاءعليه اسم

األعلى للقضاء بتقدم توصية الختيار مرشحين يقوم بترشيحهم رئيس جمهورية سلوفاكيا رسميا، والذى اختير قبل وزير العدل ورئيس الوزراء للقيام بهذه المهمة حيث أن الرئيس يتم انتخابه مباشرة ويعتقد معظم الناس أنه شخصية سياسية

ى سلوفاكيا، وليس له صالت قوية بأى محايدة ف )تقرير سلوفاكيا. (من األحزاب السياسية

وهناك عدد من الدول فى هذه المنطقة يجب أن تبدأ فى تطبيق إصالحات جوهرية، ففى روسيا وأوكرانيا، ما زالت اإلجراءات البيروقراطية

وفى هذه . تخلق فرصا لتدخل السلطة التنفيذيةالتأهيل القضائى بتصفية الدول، تقوم لجان

المرشحين على المستوى المحلى وذلك من خالل

وتتبع روسيا . اختبار مؤهالتهم التعليميةإجراءات بيروقراطية واضحة بل وتغرق فى البيروقراطية، حيث تقوم لجان التأهيل القضائى، والتى تتكون من القضاة فقط، بتقديم توصياتها

تيار عدد من ضمن للجان التشريع اإلقليمية باخالمرشحين المحليين للتعيين، وتقوم لجان التشريع اإلقليمية بدورها برفع أسماء المرشحين الذين تم اختيارهم إلى المحكمة العليا والتى تقوم بدورها بتوصية عدد من المرشحين لرئيس الفدرالية

)سولومون وفوجلسونج. (الروسية

ث تتضمن وتطبق أوكرانيا إجراءات مشابهة، حيلجان التأهيل القضائى أساتذة قانون، وممثلين عن اإلدارات المحلية لوزارة العدل، ومسئولين

وباإلضافة إلى لجان التأهيل . محليين، وقضاةالقضائى، يقوم رؤساء المحاكم المحلية، ومسئولين من وزارة العدل بلقاء المرشحين، كما يقوم رئيس

دل بتوصية بعض اإلدارة اإلقليمية لوزارة العويحق لوزير العدل أن . المرشحين لوزير العدل

يعيد أحد طلبات المرشحين إلى اإلقليم، مما ينهى إمكانية ترشيحه، أو أن يوصى بتعيين المرشح

)تقرير روسيا. (للمجلس األعلى للقضاء

وقد انتقدت االجراءات المطبقة فى كل من روسيا سم بالشفافية، وأوكرانيا حيث أنها مسيسة وال تت

كما أن النظام األوكرانى يعانى من مشاكل عديدة حيث تتضمن لجان التأهيل القضائى سلطات تنفيذية محلية، كما تتمتع وزارة العدل بالعديد من الفرص للتدقيق فى المرشحين قبل بدء اجراءات

تقرير . (الموافقة الرسمية للمجلس األعلى للقضاء )روسيا

توب لتعيين القضاة فى االختبار المك -ب :جورجيا

إن أحد أساليب اإلصالح الهامة فى عملية اختيار القضاة والتى تستهدف رفع مستوى استقالل القضاء هو تطبيق معايير موضوعية تعتمد على المؤهل ونشر إجراءات االختيار بهدف زيادة ثقة

إن أحد األمثلة . الجمهور فى الهيئة القضائيةح الذى دعمته جهات مانحة الممتازة لإلصال

أجنبية هو اختيار القضاة بناء على اختبار مكتوب فى جورجيا وذلك من خالل قانون صدر فى عام


بخصوص المحاكم الكلية والذى ينطبق 1997على القضاة الجالسين بالفعل، وكذلك التعيينات

لمعرفة توصيف األثر اإليجابى لهذه . (الجديدةالقضاء فى جورجيا، أنظر العملية على استقالل

, Mark K. Dietrichورقة مارك ديتريش اإلصالح القانونى والقضائى فى دول وسط "

من خمس –أوروبا واالتحاد السوفيتى السابق البنك الدولى عام : مدينة واشنطون(دول ، والمشار إليها فيما بعد 8-7، صفحات )2000

ى وقد أجرت المحكمة العليا ف.) بورقة ديتريش، كما 1998جورجيا االختبار ألول مرة فى عام

1998أجرى االختبار خمس مرات أخرى بين . 2000وسبتمبر

وكان هيكل إجراءات االختبار نتيجة تعاون بين . نقابة والية كاليفورنيا ومجلس قضاة جورجيا

وقد أرسلت مبادرة القانون لوسط أوروبا والمنطقة ن األمريكية، بدعم من األوروآسيوية لنقابة المحامي

هيئة التنمية الدولية األمريكية، خبيرا من كاليفورنيا إلى جورجيا ليعمل مع رئيس المحكمة العليا بجورجيا حتى يضعوا إجراءات موضوعية تعتمد على االختبار ويكون إجراؤه عادال ويعتبره كل من المتقدمين لالختبار والجمهور اختبارا غير

)ريشورقة ديت. (منحاز

يقوم مجلس القضاة أوال بتعيين أعضاء لجنة االختبار ليقوموا بإجراء االختبار بأسلوب يضمن

يجرى االختبار، . سرية هوية المتقدمين لالختباروالذى يختبر المعرفة بقانون جورجيا، على

100جزء بالكمبيوتر ويكون عبارة عن : جزئينكون سؤال متعدد اإلجابات ليختار منها على أن ت

؛ أما الجزء %75الدرجة الدنيا الجتياز االختبار الثانى، فهو موضوع يكتب ويجرى هذا الجزء فى

وقد تم طباعة االختبار األول فى . األسبوع التالىكاليفورنيا ووضع على طائرة تابعة لشركة طيران لوفتهانزا فى سان فرانسيسكو تحت إشراف

المتحدة القنصل العام األلمانى لدى الواليات األمريكية، وقام سفير ألمانيا لدى جورجيا بإنتظار الطائرة فى مدينة تبيليسى ونقل االختبار فى سيارته الخاصة إلى سفارة ألمانيا، حيث بقى

هذا وقد عينت . االختبار حتى اليوم المحدد لهمبادرة القانون لوسط أوروبا والمنطقة

يين األوروآسيوية ومجلس القضاء مراقبين دوللمراقبة المتقدمين لالختبار ومنعهم من الغش فى

وبعد إنتهاء االختبار مباشرة، . يوم االختبارعرضت اإلجابات الصحيحة على شاشة، حيث قام المتقدمون لالختبار، والذين احتفظوا بنسخة من . إجاباتهم، بمقارنة إجاباتهم باإلجابات الصحيحة

ن واقع مئات فقط م47وقد نجح فى هذا االختبار من المتقدمين لالختبار؛ ولم ينجح ضمن هذه

ورقة . (المجموعة أى من القضاة الجالسين )ديتريش

وبعد االختبار، دعى الناجحون للتقدم بطلب إلى وبعد . مجلس القضاء لإللتحاق بالوظائف الحالية

أن إلتقى أعضاء المجلس بكل من المرشحين، قام تم ترشيحهم المجلس بالتصويت على من سي

. للرئيس ليوافق الموافقة النهائية

هذا وقد غطى اإلعالم الجورجى إجراءات االختبار بالكامل، كما دعى اإلعالم لمراقبة

هذا وقد اعتبر معظم الناس، حتى . االختبار نفسهمن لم ينجحوا فى االختبار، هذه اإلجراءات عادلة

يرا تماما وتتسم بالشفافية، كما سر الجمهور كثعندما علموا بأن العديد من األشخاص ذوى . االتصاالت بأصحاب النفود قد فشلوا فى االختبار

غير أن المحكمة الدستورية فيما بعد قررت أن القضاة الجالسين الذين فشلوا فى االختبار كان يجب أن يكملوا مدة الخدمة وهى عشر سنوات، وال زالت هذه المسألة محط جدل ضخم بين

.هورالجم

:سلك القضاء المهنى .5

يبدأ سلك القضاء المهنى فى سن مبكرة فى دول أوروبا الشرقية، كما هو الحال بشكل عام فى قارة أوروبا، حيث يجوز لخريجى كليات الحقوق الشباب بدء مستقبلهم القضائى فور تخرجهم وإنهائهم دراستهم القانونية، حتى يتعينون فى

ن التخرج أو عدد منصب قضائى سواء بعد سنة مغير أنه، وبسبب الوضع المتدنى . من السنين

للقضاة منذ القدم، كان أفضل خريجى كليات القانون فى دول أوروبا الشرقية يميلوا إلى االشتغال بمهن قانونية أخرى، مثل العمل كمدعى عام لدى الدولة أو اإللتحاق بعمل المحاماة الجديد


وضع قد تغير إلى غير أن ذلك ال. والمدر للربححد ما خالل السنوات األخيرة، حيث أن مرتبات القضائيين قد زادت كما قلت فرص العمل فى مجال المحاماة، كما زاد من جاذبية هذه الوظيفة

ووفقا ألحد استبيانات . زيادة استقالل القضاةالمسح غير الرسمية التى أجريت فى بلغاريا، فإن

ت خريجى كليات الدوافع الرئيسية التى دفعالقانون للسعى وراء وظائف القضاء هى الرغبة إلمتهان مهنة قانونية، واستقالل وضع القضاة،

غير أنه وحتى فى . وفرص التطور المهنىالدول التى يعتبر ذلك فيها صحيحا، فإن المستقبل القضائى عادة ما ينظر إليه بصفته مجرد خطوة

من السنوات لألمام، أو وسيلة جيدة لقضاء عدد فى اكتساب الخبرة وممارسة القانون وتكوين شبكات ااإتصاالت حتى يأتى الوقت المناسب لإلنتقال إلى مهنة مدرة للربح كالعمل فى المحاماة

)تقرير بلغاريا. (أو فى أية وظيفة قانونية أخرى

وفى دول أخرى، كما هو الحال فى أوكرانيا، ين ضئلية جدا، حيث تعتبر مرتبات القضاة المبتدئ

كما أنهم يتمتعون بقدر ضئيل جدا من االستقالل القضائى، فإن طلبة القانون ال يزالون يعتبرون

أدنى منصب متوفر ضمن المهام "عمل القضاء وحتى فى المجر، ) تقرير روسيا." (القانونية

حيث مرتبات القضاة المبتدئين تعتبر جيدة مع دة المرتبات خالل زيادة مكانة القضاة، إال أن زيا

المستقبل القضائى تكون قليلة، كما أنه هناك نسبة مرتفعة من أكفأ القضاة يتركون القضاء ليعملوا فى مجال المحاماة والذى يدر مبلغا أكبر من

)تقرير المجر. (الربح

:زيادة المرتبات -أ

إن أحد جهود اإلصالح التى يمكن أن يكون لها لقضاة، على األقل فى أثرا مباشرا على اجتذاب ا

مراحل المستقبل القانونى األولى، هو زيادة كان 1997فى رومانيا، وفى عام . المرتبات

3600حوالى ثلث مناصب القضاة البالغ عددها لقد ارتفعت المرتبات بشكل واضح منذ . شاغرة

ذلك الوقت، كما إرتفع عدد الطلبات المقدمة إلى لذى يستمر لمدة برنامج التدريب اإلجبارى و ا

ستة أشهر فى المعهد القومى للقضائيين قد زادت تقرير . ( مكان120 طلب على 4000إلى

غير أنه ال يمكن التنبؤ باستقرار نسبة ) رومانياومن الممكن أن تكون المرتبات . ترك الوظيفة

المرتفعة قد اجتذبت الشباب الطموح من خريجى بلغاريا، والذين كليات القانون، كما هو الحال فى

يرون أن مستقبل القضاء هو مجرد خطوة لألمام وليس مستقبل مهنى دائم، وقد يكون التعديل الدستورى المقترح فى سلوفاكيا والذى من شأنه

25أن يرفع الحد األدنى للتقدم للعمل كقاضى من . أحد الوسائل لكسر هذا النمط سنة30إلى

:تحسين وضع خطط المعاش -ب

د األساليب لجذب القضاة الجيدين واالحتفاظ إن أحبهم والتى أثمرت فى بولندا هو تخصيص موارد

لقد ارتفعت . كافية لوضع خطط معاش للقضاةمرتبات القضاة فى بولندا بشكل ملحوظ، كما يتقاضى القضاة رواتب أكبر بقليل من رواتب الوكالء على نفس الدرجة، غير أن أحد الحوافز

تشجع على التقدم للعمل كقاضى هى القوية التىأنهم يحصلون على معاش تقاعد أكبر من ذلك الذى تحصل عليه المهن القانونية األخرى، وهو

) تقرير بولندا. (من آخر مرتب تقاضاه% 75ونتيجة لذلك، ربما تجتذب مهنة القضاء األشخاص الذين يقدرون الوظائف المستقرة الباقية

المادى اآلنى، ومن ويفضلونها عن المكسبالمفترض أن يؤدى ذلك إلى الحد من إتجاه اعتبار

انظر . [القضاء مجرد خطوة على الطريق، Richard E. Mesickريتشارد ميسيك

الدعم الذى مجموعة القطاع العام، البنك الدولى، تقييم : تقدمه الجهات المانحة لإلصالح القضائى

توفرة لدى ، ورقة لم تنشر وم)1998مايو (نقدى ومشابهة .] المؤسسة الدولية ألنظمة االنتخابات

بذلك، فإن اإلصالح الجديد فى سلوفاكيا قد يسمح بأن تصل مبالغ المعاش إلى عشرة أضعاف آخر

.مرتب يتقاضاه

إصالح نظام الترقى داخل النظام -ج :القضائى

وكما هو الحال مع عملية اختيار القضاة، يبدو أن ية تتمتع بدرجة عالية من السيطرة السلطة التنفيذ

على ترقى القضاة فى بعض الدول التى أجريت عليها الدراسة، ففى أوكرانيا، على سبيل المثال،


يعتمد الترقى على التقييم الذى تجريه وزارة العدل آخذا فى اعتباره عدد الدعاوى التى نظرها القاضى وأنواعها وعدد الدعاوى التى فصل فيها

م من أن قرارات التعيين تصدرها لجان على الرغوفى روسيا، تقدم لجان التأهيل . التأهيل القضائى

القضائى التقييم الذى تجريه إلى لجان تشريعية ويظهر تسييس هذه العملية . إقليمية إلتخاذ القرار

أعطوا ألنفسهم حق نقد "من خالل النواب الذين تصرفات القضاة وفرض القرارات فى دعاوى

)8. سولومون وفوجلسونج، ص." (ينةمع

وفى بعض الدول تتسم سيطرة السلطة التنفيذية على عملية الترقى بالمهارة، ففى رومانيا، على سبيل المثال، يقوم رؤساء المحاكم بتقييم القضاة فى محاكمهم، ثم يصدق المجلس األعلى للقضائيين على الترقى، غير أن وزارة العدل

راح الترقى على المجلس تحتفظ بدور فى اقتاألعلى، كما يحق لوزارة العدل فى بلغاريا التعبير عن رأيها فى الترقيات القضائية للمجلس القضائى

.األعلى

وهناك مشكلة عامة تعانى منها أنظمة الترقى المطبقة فى أوروبا الشرقية وهى أنها تعتمد على عدد قليل من المعايير الموضوعية كما يبدو أنها

تمد بشكل أكبر على االتصاالت الشخصية تعأما فى البالد التى ) تقرير بلغاريا. (والسياسية

تحقق تقدما جيدا فى اإلصالح القضائى، قد فاإلصالح فى سلوفاكيا يتطلب . يختلف الوضع

اإلعالن عن كل منصب قضائى، كما هو الحال فى بولندا، ويضع كذلك نظاما للتقييم اإلجبارى

مس سنوات، ويعتمد فقط على معايير يجرى كل خهذا وقد تبنت المجر بالفعل نظام تقييم . محددة

دورى يعتمد على معايير واضحة يحددها المجلس وهو المعادل المجرى للمجلس (القومى للعدالة

، وتم ذلك بناء على القانون الذى صدر )القضائىوبعد . عن وضع القضاة ورواتبهم1997فى

الذى يجرى عند التعيين لمدة غير التقييم األولمحددة، يجب أن يمر القضاة بتقييمين آخرين

)تقرير المجر. (خالل الست سنوات التالية

اإلجراءات التأديبية للسلوك .6 :القضائى

وتختلف إمكانية إقالة القضاة من منصبهم من دولة إلى أخرى، ففى بعض الدول، يتم تعيين القضاة

مدة تجريبية من ثالث إلى خمس فى المقام األول لسنوات قبل أن يستحق البقاء فى منصبه لمدة

بلغاريا، والمجر، وروسيا، وسلوفاكيا، (مفتوحة غير أنه هناك تعديل دستورى مقترح ). وأوكرانيا

فى سلوفاكيا من شأنه أن يلغى المدة التجريبية . للقضاة حتى ال تكون هناك إمكانية إلقالة القضاة

وفى جورجيا، . ذلك على رومانيا وبولنداوينطبق يتم تعيين القضاة لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد، وهو ما كان يطبق فى روسيا ما بين عامى

وفى العديد من الحاالت، . 1992 و 1989تكون مدة تعيين القضاة فى المحاكم العليا محددة، كما هو الحال فى المحكمة العليا برومانيا،

الدستورية فى كل من بولندا، وروسيا، والمحاكم .وأوكرانيا

إن القضاة فى معظم الدول من الممكن أن فى ظل حدود ضئيلة، يتعرضوا للتحقيق الجنائى،

فمن حق المجلس القضائى األعلى أن يرفع الحصانة التى يتمتع بها القضاة فى بلغاريا إذا اقتنع المجلس بأنه هناك أدلة كافية على جريمة

وفى محاولة ) تقرير بلغاريا. (ة ومتعمدةخطيرلمجابهة الفساد، عدل البرلمان األوكرانى القانون

، 1999الخاص بوضع القضاة فى خريف عام حيث أزال حواجز التحقيق مع القضاة فى جرائم

)تقرير روسيا. (جنائية

وفى معظم الدول، يتولى المجلس القضائى ر جنائية، وعادة اإلجراءات التأديبية عن أفعال غي

ما تقوم وزارة العدل أو يقوم رئيس محكمة بتفعيل وهناك العديد من االنتقادات . هذه اإلجراءات

للدور المسيطر للسلطة التنفيذية على هذه العملية، خاصة فى رومانيا، حيث يقوم المجلس القضائى األعلى، والذى يتكون ثلث أعضائه من النيابة،

بناء على طلب مقدم من بعقد جلسات تأديبية وزارة العدل كما تقوم بتطبيق اللوائح التأديبية

وبالمقارنة، يخضع أعضاء النيابة . على القضاةللتأديب من السلطات األعلى منهم من داخل

وتشبه اإلجراءات ) تقرير رومانيا. (الوكالة


المطبقة فى بلغاريا تلك اإلجراءات حيث يتولى لجلسات التأديبية فى المجلس القضائى عقد ا

األمور غير الجنائية، وقد قام المجلس مؤخرا باتخاذ إجراءات تأديبية ضد أحد القضاة حيث لم

)تقرير بلغاريا. (يصدر حكما واحدا خالل عامين

وفى سلوفاكيا، يقوم رؤساء المحاكم بتحريك الجلسات التأديبية حيث تجريها دوائر من القضاة

ويحق للجنة التأديبية أن يعينهم رئيس المحكمة،تقترح إقالة القاضى بسبب ارتكابه لجريمة متعمدة

على أن يخضع هذا " فشل واضح"أو بسبب االقتراح إلى موافقة البرلمان، غير أن االعتماد على القضاة لتأديب زمالئهم قد أثبت أنه كثير المشاكل، فعلى سبيل المثال، تم القبض مؤخرا

سدين ثم أدين فيما بعد برشوة على أحد القضاة الفاقاض تشيكى فى دعوى بين األمتين، وقد قام

وقدموه " ضمان اجتماعى"أغلبية زمالئه بتوقيع أثناء اإلجراءات الجنائية التشيكية يشهدون فيه

تقرير . (بالسمعة الطيبة لهذا القاضى الفاسدومما ال شك فيه أن االعتماد على ) سلوفاكيا

عنية بأن يشكل لجنة تأديبية فى رئيس المحكمة المهذه القضية لم يكن ليثمر عن أية نتائج، فقد كان

فى (رئيس المحكمة متواجدا فى نفس المطعم حيث تمت مفاوضات الرشوة، ) جمهورية التشيك

غير أنه كان جالسا بعيدا عنهم، إال أن اإلجراءات ويعد هذا المثال من . الجنائية التشيكية لم تدينه

ة الواضحة والتى عرفت تفاصيله فقط بسبب األمثلالظروف غير العادية التى أدت إلى تعاون القاضى التشيكى مع النيابة الجنائية، غير أن النقاد . يجادلون أن هذا النموذج يمثل ظاهرة عامة

)تقرير سلوفاكيا(

ومن شأن اإلصالح السلوفاكى المقترح أن ينقل برلمان إلى رئيس سلطة اعتماد إقالة القاضى من ال

الجمهورية، بصفته المسئول المنتخب الذى يعتبر أقلهم انتماءا ألى من الجماعات السياسية، كما يقترح اإلصالح نقل سلطة اختيار أعضاء الدوائر التأديبية إلى المجلس األعلى للعدالة، والذى سينشأ

.وفقا لإلصالحات الجديدة

نظام، هذا وتتخذ جورجيا خطوات نحو إصالح الفقد وضعت مؤخرا إجراءات تأديبية جديدة فى

ووفقا . 2000صيغة قانون تم إقراره فى فبراير

لهذه اإلجراءات، يقوم مجلس العدالة، وهو الجهة الحاكمة للهيئة القضائية، بتحريك اإلجراءات التأديبية بناء على شكاوى مقدمة من المواطنين،

المحاكم باإلضافة إلى اقتراحات يقدمها رؤساءوعلى الرغم من أن أربعة . ومجلس العدالة نفسه

أعضاء من واقع اثنى عشر عضوا فى مجلس العدل هم من القضاة، غير أنه يجوز الطعن فى القرارات التأديبية أمام مؤتمر القضاة، وهو هيئة

إن توفير إمكانية . من القضاة تحكم نفسها بالكاملرة إلى مجلس أن يقدم المواطنون شكاواهم مباش .العدالة يعتبر من اإلصالحات الجديدة

:مشكلة الفساد -أ

إن الفساد ظاهرة منتشرة فى مجتمعات أوروبا الشرقية كما أنها موجودة بالتأكيد بين القضاة،

، 2000وتشير الخطة اإلئتالفية ضد الفساد لعام والتى وضعتها منظمة غير حكومية فى بلغاريا،

ال تحوز ] ضائية فى بلغارياإن السلطة الق"[إلى على ثقة قطاع عريض من الجمهور وال ثقة مؤسسات الدولة األخرى، حيث إن هناك اعتقاد

تقرير ." (عام بأنها بطيئة، وغير كفء، وفاسدة Janووفقا لما يقوله جان هروباال ) بلغاريا

Hrubala ،" فى سلوفاكيا[إن بعض الناس [ لمحاميه الفوز فى يعتقدون أنه لن يتسنى للفرد أو

." القضية إال إذا كان له صديق داخل المحكمةوعلى الرغم من أن الفساد قد يكون أقل انتشارا بين القضاة عن انتشاره بين أعضاء النيابة

، غير أن استفتاءا أخيرا )تقرير بلغاريا(والمحققين للرأى قد أوضح أن أعضاء الهيئة القضائية

م أكثر العناصر فسادا والعاملين بمجال الصحة هووفقا ) تقرير سلوفاكيا. (فى المجتمع السلوفاكى

Monicaلعضو النيابة السابقة مونيكا ماكوفى Macovei إن الفساد بين أعضاء الهيئة ،

القضائية فى رومانيا له سمعة سيئة كذلك، غير أنه يبدو منتشرا بشكل أكبر بين محاكم الدرجات

تراض على الوقائع األولى حيث أن فرصة االعالتى أقرتها تلك المحاكم من خالل إجراءات

وبالتالى، . االستئناف فى رومانيا تعتبر ضئيلةفإن إمكانية رد األحكام التى تصدر عن محاكم الدرجة األولى بناء على وقائع مزيفة أمام محكمة

)تقرير رومانيا. (االستئناف تعتبر ضعيفة


تجادل Ewa Letowskaغير أن إيوا ليتوسكا أن انطباع الجمهور عن الفساد يتم تضخيمه عند الحديث عن القضاة، ما عدا ما يتعلق بنوع فرعى معين من الدعاوى المتعلقة بالمسائل التجارية

وتزعم أن . والتى تتضمن مبالغ كبيرة من المالالموظفين الفاسدين والمحامين غير األمناء لهم

تقرير . (اة فاسدينمصلحة فى نشر فكرة أن القضويبدو ذلك مقبوال حيث أن هناك فرصة ) بولندا

ضئيلة جدا حتى يتمكن األفراد من تقديم الرشوة إلى القضاة مباشرة؛ وفى معظم القضايا، يقوم المحامون بدور الوسطاء، كما أن الفرصة كبيرة أمام األفراد والمحامين لرشوة الموظفين ألغراض

بل (الع على ملف الدعوى جدولة الدعوى أو االطوبالطبع فإن من ). وأحيانا يكون ذلك ضرورة

بين أكثر المجاالت التى ينتشر فيها الفساد فى بولندا هى أمور ال شأن للقاضى بها وإنما يتوالها موظفو المحكمة وهى تسجيل الشركات

)تقرير بولندا. (واألراضى

وللفساد أثر سلبيى على استقالل القضاء فى أوال، يخلق مناخ الفساد . هين متناقضيناتجا

قنوات متعددة من التدخالت والمؤثرات غير المقبولة للتحكم فى إصدار األحكام القضائية، وفى نفس الوقت، فإن اآلليات التأديبية التى من شأنها قمع الفساد من الممكن أن يساء استغاللها

.ألغراض سياسية

:جهود الحد من الفساد القضائى -ب

لقد بذلت العديد من المجهودات للحد من الفساد بين القضاة، وكان أكثر االقتراحات التى طرحت هو زيادة رواتب القضاة؛ وبالفعل، كانت محاربة الفساد مبررا أساسيا لزيادة المرتبات زيادة كبيرة فى بلدان المنطقة، غير أن روسيا وأوكرانيا

كما ذكرنا من و. تعتبران استثناءا من هذه القاعدةقبل، فإن زيادة المرتبات قد ساعدت على جذب عدد أكبر لإللتحاق بالمناصب القضائية، كما أنه من المحتمل أن تكون هذه الزيادة قد حدت من استغالل هذا المبرر لسلوك مسلك فاسد، على الرغم من أنه ال توجد أدلة كافية على ما إذا كانت

. فعال فى قمع الفسادهذه الزيادة فى الرواتب فعالةويعتمد اإلصالح على أن العديد من القضاة يقبلون الرشوة ألنهم ال يستطيعون العيش فى مستوى

معيشى مقبول؛ غير أنه من الممكن أن يستمر القضاة فى قبول الرشاوى حتى يحسنوا من مستوى معيشتهم حتى وقد تم تلبية احتياجاتهم

. األساسية

دة المرتبات كما تم اعتماد وفى جورجيا، تم زياإجراءات جديدة لضمان اختيار قضاة أكفاء بناء

وقد ). كما ذكرنا سابقا(على معايير موضوعية اعتمد مجلس العدالة ميثاقا لألخالق القضائية كجزء من عملية اإلصالح المتكاملة التى تستهدف، جزئيا، القضاء على الفساد فى القضاء،

الميثاق ال يعتبر ملزما وعلى الرغم من أن هذا. قانونا غير أنه يستغل فى اإلجراءات التأديبية

وكما ذكرنا من قبل، فإن جورجيا قد تبنت قانونا يوفر 2000عن المسئولية التأديبية فى فبراير

إجراءات يمكن من خاللها للمواطنين أن يقدموا شكاوى حول السلوك األخالقى للقضاة، بما فى

.فساد، مباشرة إلى مجلس العدالةذلك ممارسات ال

وفى بعض الدول مثل بلغاريا وسلوفاكيا، تبنت جمعيات قضائية غير حكومية مواثيق للسلوك القضائى، وهو جهد دعمته بشدة هيئة التنمية الدولية األمريكية من خالل مبادرة القانون لوسط أوروبا والمنطقة األوروآسيوية لنقابة المحامين

كما يتم اآلن وضع مسودة قانون جديد . االمريكيةتقرير . (يتضمن إنشاء لجنة تأديبية فى بلغاريا

كما أن هناك مشروع قانون لألخالقيات ) بلغاريا . القضائية فى انتظار موافقة البرلمان فى أوكرانيا

وإذا نظرنا إلى سلوفاكيا كممثل عنهم، فقد إنقسم ، فبعضهم القضاة حول الحاجة إلى مواثيق أخالقية

يشعر أن وضع مسودة لمواثيق أخالقية يعتبر خطوة هامة نحو تحسين وضع األخالقيات القضائية غير المرضى، ويشعر البعض اآلخر أنه ال توجد حاجة إلى قانون خاص بأخالقيات القضاة حيث أن األعراف االخالقية العامة وغير الرسمية

كما أن غيرهم يعتقد أن. تنطبق عليهم كذلكالضمانات اإلجرائية والقوانين الحالية تعتبر كافية، بينما يعتبر اآلخرون أن مجرد مناقشة األخالقيات القضائية يهدد فاعليتهم كقضاة، وهم بذلك يفضلون

تقرير . (الفساد المستشرى فىالوضع الحالى )سلوفاكيا


وهناك أصوات متعالية فى اإلقليم، مثل تآلف بإتخاذ خطوة أكثر فى بلغاريا، تطالب2000

تقدمية بإنشاء لجنة مستقلة للتحقيق فى قضايا الفساد، غير أن إنشاء المجلس القومى لمحاربة الفساد والجريمة المنظمة فى رومانيا فى عام

وكذلك إنشاء هيئات خاصة داخل مكتب 1997النيابة العامة فى رومانيا والمباحث والتى أنشئت

. ذا تأثير فعال لم يكن يعتبر 1998فى عام )تقرير بومانيا(

لقد تمت تحقيقات جنائية مع بعض القضاة فى المنطقة بتهمة الفساد، على الرغم من قلة العدد

طلبت وزارة العدل 2000وفى يونيو . المعلنالرومانية التحقيق مع ستة قضاة وعرضهم على النيابة، ووافق النائب العام على تحريك الدعوى

، تم التحقيق 1999وفى عام . ضد ثالث منهم قاضيا وعضو نيابة، مما أدى إلى 21مع إجمالى

إحالة أربعة قضاة واثنين من أعضاء النيابة إلى وفى نفس الوقت، وفى ) تقرير رومانيا. (النيابة

بلغاريا، تم إحالة حوالى ستة محققين وأعضاء . نيابة إلى النيابة، غير أنه لم يكن من بينهم قضاة

هذا وتبنت أوكرانيا أخيرا فى ) قرير بلغاريات(، وعلى الرغم من عدم وجود أية 1999عام

تحقيقات فى قضايا فساد حتى اليوم، قانونا يرفع . الحصانة عن القضاة من أجل محاربة الفساد

وحتى قبل أن يبدأ المهنيون القانونيون ممارسة المهنة، من الممكن استشعار آثار الفساد، حيث أن الجامعات فى هذه المنطقة عادة ما تزدهر بسبب

على سبيل المثال، قبول رشاوى (ممارسات فاسدة للقبول وإعطاء الدرجات، وغيرها من أشكال

وهى ظاهرة تحظى باهتمام بالغ من ) التأثيرإن أحد الوسائل التى من . الجهات المانحة

الممكن أن تتبع لمجابهة ثقافة الفساد السائدة يمكن تكون بالتعامل معه فى هذه المرحلة حيث أن أن

الفساد فى هذه المرحلة من شأنه أن يؤثر على مستقبل المحامين والقضاة خالل سنوات تشكيلهم

هذا ومن الممكن أن يصبح . لقيمهم المهنيةلبرامج التدريب العملى وزنا فى مواجهة الفساد

.على مستويات أعلى من التدريب القانونى

: القضاياتوزيع .7

إن التطبيق السائد فى أوروبا الشرقية أن يستحوز رئيس المحكمة على الحق فى توزيع القضايا على القضاة فى المحكمة، ويؤثر ذلك على نزاهة القضاة بطرق عدة مهمة حيث أن ذلك يؤدى إلى

توفير سبل للفساد، وزيادة فرص تدخل : اآلتى المناصب السلطة التنفيذية، وتعزيز مفهوم سيطرة

ونتيجة لذلك، تستطيع السلطة . األعلى القويةالتنفيذية أن تؤثر على األحكام فى القضايا السياسية وكذلك األفراد الذين يسعون لكسب مادى أن يحققوا أغراضهم باستمرار من خالل إقامة عالقات غير رسمية مع رؤساء المحكمة، حيث

حدود يتمتع رئيس المحكمة المتعاون بسلطات ال لها لتوزيع أية قضية إلى أحد القضاة المنحازين

وفى . إلتجاه سياسى معين أو القضاة الفاسدينبلغاريا، عادة ما يحتفظ رئيس المحكمة بالقضايا الهامة السياسية ليحكم فيها بنفسه أو لتوزيعها على

)تقرير بلغاريا. (نائبه

أما فى بولندا، يلجأ رؤساء المحاكم إلى طريقة شوائية لتوزيع القضايا، غير أن النظام الذى ع

يتبعونه ليس معروفا، مما ينتج عنه شك الجمهور تقرير . (بخصوص الفساد فى عملية التوزيع

بينما ال يوجد أسلوب منظم فى سلوفاكيا ) بولندالتوزيع القضايا، على الرغم من أن بعض رؤساء المحاكم يستخدمون الطريقة العشوائية، غير أن عددا من رؤساء المحاكم فى سلوفاكيا قد وزعوا بعض القضايا التى تتضمن تحقيقات سياسية خاصة بسوء سمعة مسئولى الدولة مرارا إلى نفس القضاة، مما زاد من الشك حول استقالل

)تقرير سلوفاكيا. (القضاء

الموضوعات الخاصة .8 :بالميزانية

:قلة التمويل -أ

أوروبا الشرقية تعانى من تظل الهيئة القضائية فىقلة التمويل، ففى بولندا، والتى تعد أحد أكثر الدول التى أجريت عليها الدراسة رخاء، يتم توفير فقط ثلثى المبالغ التى يطلب تخصيصها

عالوة على ذلك، . رؤساء المحاكم فى الميزانية


تختلف فإن الثروات المخصصة للهيئة القضائيةاالتجاهات السياسية، ففى إلى حد ما باختالف

بلغاريا، يبدو أن االصالح القضائى يأتى تحت ضغط سياسى متزايد، فقد تقلصت ميزانية القضاء

، 1999مقارنة بعام % 27 بنسبة 2000فى عام بينما ظلت ميزانيات الهيئات الحكومية األخرى

إن النقص ) تقرير بلغاريا. (كما هى أو زادتاكم البلغارية، والذى المستمر فى تمويل المح

يغطى المصاريف اإلدارية الهامة للمحكمة مثل التدفئة، واألجهزة، وتكلفة الموظفين المعاونين، يتم جمعها بشكل عام من رسوم المحكمة، غير أن ذلك يؤدى إلى عدم الرغبة فى تعيين خبراء كشهود أو محامين للمدعى عليهم المعوزين، حيث

يضا من رسوم أن هذه المصاريف تدفع أ )تقرير بلغاريا. (المحكمة

Jan Hrubalaوتعبر تعليقات جان هروباال يعمل القضاة عادة فى مكاتب غير "عن ذلك،

مالئمة، غير مجهزة باألجهزة الالزمة، وفى مبانى متهدمة يقع منها دهان الحائط، كما أنه ال

وهناك بعض ... تتوفر المراجع المهنية الالزمة ى تعجز عن العمل تقريبا بسبب مشاكل المحاكم الت

ووفقا للدراسة ) تقرير سلوفاكيا." (نقص العمالةالتى أجرتها مؤسسة هلسنكى لحقوق اإلنسان على المحاكم البولندية، وهى منظمة غير حكومية تعمل

فقط من القضاة تتوفر لهم % 36فى وارسو، فإن مكاتب خاصة، بينما يشترك اآلخرون فى مكاتب

من % 60داد قد تصل إلى ستة أشخاص؛ ومع أعيشتركون % 38القضاة ال يتوفر لهم كمبيوتر؛ و

فى كمبيوتر مع على األقل اثنى عشر شخصا منهم لديهم مكتبات % 20آخرين؛ عالوة على أن

.Lمؤلف بوجارسكى وسواتون . [ غير كافيةBojarski and J. Swaton ، متابعة الظروف

مؤسسة : وارسو(، تالمادية لمحاكم المقاطعا، والمشار )1999هلسنكى لحقوق اإلنسان عام

إن "]. روجارسكى وسواتون"إليه فيما بعد باسم أحد المشاكل األساسية فيما يتعلق بالبنية األساسية هو قلة معونة السكرتارية المؤهلة، حيث يقضى القضاة فى هذه المنطقة جزءا كبيرا من وقتهم فى

عرقل الكفاءة العامة لعمل أعمال كتابية، مما يالمحاكم ويعيق القضاة من قضاء وقت كافى

.لضمان جودة األحكام التى يصدرونها

:حرية تصرف القضاء فى الميزانية -ب

على نفس القدر من أهمية مبالغ الموارد المالية المتوفرة للهيئة القضائية تأتى درجة سيطرتها

روسيا فى. على بنود الميزانية وكيفية صرفهاوأوكرانيا، يظهر التحكم فى الهيئة القضائية من خالل الضغوط المالية، خاصة على المستوى المحلى، بشكل أوضح منه فى غيرهما من الدول، ففى روسيا، عادة ما كانت المبالغ المخصصة للمحاكم فى ميزانية الدولة غير كافية، ونتيجة لذلك، لجأت المحاكم الروسية إلى الحكومات المحلية، واحيانا إلى موارد خاصة، لسد الفجوة، . مما زاد من فرص ممارسة الضغوط عليها

)39-37سولومون وفوجلسونج، صفحات (

والوضع فى أوكرانيا مشابه لذلك، ففى عام نشرت مقالة صحفية، حيث كتب فيتالى 1999، رئيس المحكمة العليا Vitaliy Boykoبويكو : بأوكرانيا

المالية المتدنية للميزانيات التى إن األحوال توفرها الدولة تجبر كبير القضاة بالمحاكم

" موارد"وغيره من القضاة على البحث عن إضافية للتمويل سواء من ميزانيات الحكومات المحلية أو ممولين خارجيين، إن المحاكم تبحث عن المساعدة للحصول على األساسيات مثل الكهرباء، والتدفئة،

. إلخ... يفونات، وإصالح المبانى، والتلوعندما تنشأ الخالفات بين المواطنين والهيئات المحلية ذات السلطة، فإن الطرف الخاسر عادة ما يشك فى نزاهة المحكمة ولهم الحق فى ذلك كما يشكون فى شرعية

وسيظل لدى . الحكم النهائى للمحكمةالجمهور هذه الشكوك حتى وإن كان حكم

. بناء على تطبيق صحيح للقانونالمحكمة فى Holos Ukrainyهولوس أوكراينى (

)1999 نوفمبر 24

إن مشروع القانون المقدم إلصالح القضاء األوكرانى من شأنه أن ينشئ إدارة محاكم الدولة تحت رعاية مؤتمر القضاة إلدارة ميزانية القضاة؛ . غير أن هذا القانون قد واجه مشاكل سياسية

وهناك مبادرة شبيهة فى روسيا، ) روسياتقرير(حيث يقترح وضع سلطة الميزانية والسلطة


اإلدارية على المحاكم فى يد إدارة قضائية بالمحكمة العليا كجزء من جدول األعمال

)سولومون وفوجلسونج. (المتواضع لإلصالح

وفى العديد من دول المنطقة، تتحكم وزارة العدل ما يزيد من فرص السيطرة فى ميزانية المحاكم، م

. الخارجية غير المقبولة على الهيئة القضائيةغير أنه فى المجر، تكون المجلس القومى للعدالة

1997بناء على إصالح قضائى أجرى فى عام ليكون الممثل األعلى لسلطة القضاء كما تولى مسئولية وضع الجزء الخاصة بإدارة المحاكم من

ويقوم المجلس، . اف عليهميزانية الدولة واإلشروالذى يتكون ثلثا أعضائه من القضاة، بتقديم ميزانية إدارة المحاكم سنويا إلى الحكومة، وقد تجرى الحكومة تعديالت عليها، غير أنه عندما تعرض الحكومة ميزانيتها على البرلمان، يجب أن تشير بوضوح إلى اإلقتراح األصلى للمجلس كما

)تقرير المجر. (يير جرىيجب أن تبرر أى تغ

وفى بلغاريا، يعد المجلس القضائى األعلى الميزانية ويتحكم فيها، حيث يقوم مجلس الوزارء

وباإلضافة إلى ذلك، . بعرضها على البرلمانيمكن أن تقدم وزارة العدل إقتراحات وإعتراضات

)تقرير بلغاريا. (مبررة

أما فى جورجيا، فإن السيطرة على ميزانية المحاكم تكون ضمن مسئوليات قسم إدارى بالمحكمة العليا، حيث تعد أوال مسودة للميزانية بها طلبات رؤساء المحاكم ثم يتم عرضها على

وبعد الموافقة . مجلس العدالة للموافقة عليهاعليها، يقوم الرئيس بعرضها على البرلمان مع

هذا وقد وجه انتقاد شديد لمجرد . ميزانية الدولةوجود القسم اإلدارى بمقر المحمكة العليا حيث أن ذلك يشوش العالقة بين المحكمة العليا ومحاكم

ونتيجة لذلك، فمن المحتمل نقل . الدرجات األدنىوالذى إما (القسم كله إما إلى مقر مجلس العدالة

يتم انتخابه أو تعييه بواسطة الهيئة القضائية، أو إلى مقر ) ةوالرئيس، والبرلمان بنسب متساوي

). وهو جهة مستقلة ينتخبها القضاة(مؤتمر القضاة )تقرير جورجيا(

وفى بولندا، وبينما تسيطر وزارة العدل على ميزانية معظم المحاكم العادية، غير أن كل من

المحكمة العليا، والمحكمة اإلدارية العليا، والمحكمة الدستورية تقدم ميزانيتها الخاصة إلى

لية والبرلمان مباشرة متخطية بذلك وزير الماوقد كان هذا التغيير نتيجة حملة . وزارة العدل

عن استقالل إدارة 1997أجريت فى عام تقرير . (المحاكم، والذى كان غير ناجحا قبل ذلك

ونفس الشيء فى سلوفاكيا، غير أن ) بولنداالمحكمة الدستورية هناك هى المحكمة الوحيدة

يزانيتها الخاصة، كما أن مقترح التى تتحكم فى ماإلصالح القضائى الحالى من شأنه أن يمد هذه

.السيطرة إلى المحكمة العليا فقط

وربما تأتى إحدى أهم نتائج استقالل القضاء من السيطرة على المزايا التى تمس حياة القضاة بشكل

إن المزايا مثال اإلسكان . مباشر، مثل اإلسكانباستمرار للسيطرة اإلجتماعية كانت أداة تستخدم

ففى رومانيا، وروسيا، . خالل عهد الشيوعيةوأوكرانيا، ال يزال اإلسكان وغيره من المزايا خاضعا لرغبات الحكومات المحلية، عالوة على ذلك، يجوز للسلطات التنفيذية فى العديد من الدول ان تفرض ضغوطا على المحكمة دون وجه حق

على المسائل التى تمس من خالل فرض سيطرة ظروف العمل بشكل مباشر، مثال صيانة المحاكم

.وتعيين المعاونين

:التدريب .9

ويعتقد العديد من المراقبين أن القضاة فى أوروبا الشرقية ليس لديهم المعرفة الكافية وال التدريب المالئم للقيام بمهام وظيفتهم بكفاءة وثقة، كما أن

ظون بعادات قديمة تعوق العديد من القضاة يحتفتطور استقالل القضاء، مثل موافقة المجتمع أو

عالوة على ذلك، . انتظار التوجيهات من أعلىعادة ما يواجهون صعوبة فى التسبيب باللجوء إلى مبادئ أعلى فى الدستور أو االتفاقيات الدولية، كما أنهم ليس لديهم وعى بالمفاهيم

طبيقها، ففى بولندا، األخالقية البسيطة وكيفية تعلى سبيل المثال، ال يرى القضاة غضاضة فى أن تعمل زوجته كمأمور تفليسة فى نفس المقاطعة التى يعمل هو فيها قاضى، مما أدى إلى أن أصدر . المجلس القومى للقضاء قرارا بهذا الخصوص

)تقرير بولندا(


وهناك أساليب مختلفة لتحسين مستوى التدريب القضاة فى أوروبا الشرقية الذى يتلقاه

واألوروآسيوية، فقد اقترح أحد الخبراء إمكانية أن يستفيد القضاة فى أوكرانيا من االختالط بنظرائهم من الدول الغربية، سواء من خالل تدريب غير

) تقرير روسيا. (رسمى أو أية وسيلة أخرىومن الممكن أن يكون هذا األسلوب أحد العناصر

ناء ثقة القضاة بأنفسهم، ورفع مستوى المهمة فى بالقضاة، عالوة على توفير الدعم المعنوى من

.جانب مجموعة دولية من نظرائهم

وقد قامت عدد من الدول فى المنطقة، مثل بلغاريا وجورجيا، بإنشاء مراكز تدريب قضائى، حيث تقوم هذه المراكز كوظيفة أساسية بتدريب القضاة

ة والتى تتغير بشكل سريع فى المجاالت القانونيغير أنه ليس من . فى أوروبا الشرقية حاليا

الواضح حتى اآلن مدى تأثير مثل هذا التدريب على السلوك والتصرفات التى من شأنها أن تعيق استقالل القضاء، فمن الممكن أن يكون لهذه المبادرات أثرا كبيرا على استقالل القضاء عندما

خالقى أو على تطبيق تركز على التدريب األالدستور واتفاقيات حقوق اإلنسان الدولية فى إطار

ويجوز أن يدعم التدريب على . القانون المحلىاألخالقيات جهود الحد من الفساد، كما أن تطبيق مبادئ الدستور وحقوق اإلنسان الدولية قد يعادل طلبات السلطة التنفيذية لتفسير القانون لصالح

وفيما يتعلق بهذه . رف الحكومةزيادة حرية تصالمجاالت بشكل عام، فإن درجة التخرج من كلية

. الحقوق ال توفر المعرفة والتدريب الالزمين

وفى رومانيا، أنشئ المركز القومى للقضاء، والذى تبع النموذج الفرنسى لمدرسة القضاء

Ecole de Magistrature فى أوائل ، وبدعم قوى من التسعينيات من القرن العشرين

هيئة التنمية الدولية األمريكة من خالل مبادرة القانون لوسط أوروبا وأوروآسيا لنقابة المحامين

وقد كان اإللتحاق بهذا المركز . األمريكيةتطوعيا، كما عانى المركز من عدم اهتمام القضاة

1996به؛ وكان على وشك اإلغالق فى عام وقد . لعدلعندما تولى مؤسسه منصب وزير ا

أعيد إحياء المركز بعد توليه هذا المنصب بقليل وتغير مصيره، فقد أصدرت وزارة العدل قرارا

يفرض على المرشحين 2000فى بداية عام

لوظيفة القضاة إنهاء دورة تدريبية لمدة تسعة وكما ذكرنا من قبل، فقد كان . أشهر فى المعهد

120 طلب تعيين لشغل 4000هناك وقتها وتنوى جورجيا اتباع أسلوب . ظيفة شاغرةو

مشابه، حيث ستحول مركز التدريب القضائى إلى مدرسة قضاء، حيث ستجرى برنامج تدريبى

وحيث إن . إلزامى للمتقدمين لوظائف القضاءهناك اعتقاد أن أفضل مدربين للقضاة هم زمالئهم األكثر خبرة، فإن جورجيا تنوى إجراء برامج

)تقرير جورجيا. (ن للقضاةتدريب المدربي

غير أنه على المدى البعيد، تعد إصالح التعليم القانونى على مستوى الجامعة هو الوسيلة األكثر فاعلية لرفع مستوى كفاءة القضاة من أجل تحقيق استقالليتهم، حيث إن األسلوب النظرى واإلرشادى فى تدريس القانون فى هذه المنطقة ال

ونى وقدرات التفكير النقدى لدى ينمى المنطق القانعالوة على ذلك، فإن أهم مرحلة يكون . القضاة

فيها المحامى أو القاضى قيمه المهنية تكون أثناء التعليم الجامعى والفترة التى تليه مباشرة، لذا، تحتاج كليات الحقوق أن تدرس األخالقيات لشاغلى الوظائف القانونية فى المستقبل، غير أن

قيات تدرس بشكل أكثر فاعلية على أساس األخالإن . النماذج الملموسة والموجودة فى الواقع

التدريب القانونى العملى حيث يقدم الطلبة خدمات قانونية إلى من يفتقرون إلى التمثيل القانونى تحت إشراف دقيق من محامين وأساتذة قانون مؤهلين

جامعة يوفر ميزة كبيرة لمد التعليم القانونى فى البحقائق ووقائع من دعاوى حقيقية موجودة فى

ويستطيع المدرسون المؤهلون من خالل . الواقعالبرامج التطبيقية ليس فقط تحسين المهارات العملية والقدرة على التسبيب لدى الطلبة، وإنما بإمكانهم أن يساعدوا فى تكوين محامين وقضاة

.يتمتعون بأخالقيات جيدة

الجهات المانحة بدور مفيد فى وقد قام عدد منتقديم المساعدة لتدعيم حركة التعليم القانونى العملى فى أوروبا واألوروآسيوية، وقد كان لشبكة

دورا فعاال، حيث Sorosمؤسسات سوروس أنها تدعم حاليا البرامج العملية فى أكثر من ستين جامعة فى هذه المنطقة، حيث يحتوى كل برنامج

من األقسام أو الفصول تركز عملى على عددعلى موضوعات تتراوح بين القانون الجنائى


والقانون المدنى وحتى اللجوء السياسى، وقوانين وتقدم . غير مستهدفة للربح، والعنف المنزلى

سوروس مبالغ مالية لدعم البرامج تتراوح بين ألف دوالر سنويا حيث 30 ألف دوالر و15

إلى 40 حوالى من يشارك فى كل برنامج سنوياويمر الطلبة، والذين سيلتحق . طالب50

معظمهم بسلك القضاء بعد التخرج مباشرة، بما يعتبر أفضل التجارب التحويلية التى يمكن أن يعيشوها فى كلية الحقوق، وتتكلف هذه المسألة

. دوالر لكل طالب500حوالى

:حدود المراجعة القضائية .10

ة القضائية استقالل تدعم بشكل عام المراجعالقضاء حيث أنها تزيد من سلطة المحاكم على تقييم تصرفات السلطتين التنفيذية والتشريعية على أساس مبادئ الدستور وحقوق اإلنسان الدولية، وقد تبنت األنظمة القانونية فى أوروبا الشرقية فكرة المراجعة القضائية للتشريعات، وكذلك

لوائج السلطة التنفيذية المراجعة القضائية على وقد أنشأت كل من . وتصرفاتها ولكن بدرجة أقل

الدول قيد الدراسة محكمة دستورية، إتباعا وتختلف . للنموذجين الفرنسى واأللمانى

اختصاصات هذه المحاكم بشكل كبير، حيث يحق للمحكمة الدستورية فى المجر أن تلغى أى قانون

بخصوص بناء على شكاوى مقدمة من أفرادتعارض هذا القانون مع الدستور، أو بناء على مبادرة من داخل المحكمة الدستورية نفسها، أما المحاكم الدستورية األخرى فتمارس المراجعة القضائية فقط بناء على شكوى مقدمة من الرئيس أو رئيس الوزراء، أو مقدمة من عدد من نواب

.ولةالبرلمان، أو من المحاكم العادية فى الد

وباإلضافة إلى ذلك، وفرت بعض الدول، مثل بولندا، آليات إلجراء مراجعة مكثفة للقرارات اإلدارية من خالل المحكمة اإلدارية العليا، كما تقوم بمراجعة القرارات والتصرفات اإلدارية أيضا مؤسسة التحقيق فى الشكاوى، والتى رحب

ول بها فى بولندا، كما أنشئت فى العديد من الدوقد أنشأت المجر عددا من . األخرى فى المنطقة

المؤسسات المتخصصة للتحقيق فى الشكاوى، أطلق عليها اسم اللجان، بما فى ذلك لجنة حماية

البيانات وحرية المعلومات والتى يقع ضمن اختصاصاتها إتخاذ اإلجراءات الالزمة بخصوص

.رفض الحكومة توفير المعلومات

ولى مستوى إضافيا من ويوفر القانون الدالمراجعة القضائية، فإن معظم الدول فى المنطقة، إن لم تكن كلها، تتبنى أنظمة أحادية حيث تطبق إتفاقيات حقوق اإلنسان الدولية تلقائيا وال تحتاج إلى إصدار تشريع، عالوة على ذلك، تذكر العديد من الدساتير إتفاقيات حقوق اإلنسان الدولية

جزء من القانون المحلى للبالد كما وتعترف بها كتعطى أولوية لهذه اإلتفاقيات فى حالة تعارضها

أنظر، على سبيل المثال، . (مع قوانين أخرىوأخيرا، ). 20 و11الدستور الرومانى، المواد

تقدم المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان فى ستراسبورج مراجعة قضائية مطلقة فيما يتعلق

قع ضمن اإلتفاقية األوروبية لحقوق باألمور التى ت .اإلنسان والحريات األساسية

إن المراجعة القضائية لها أثر خاص ومباشر على 178استقالل القضاء فى بولندا، فإن المادتين

تحتوى 1997 من الدستور الصادر عام 179وعلى ضمانات واضحة الستقالل القضاء، حيث

كما تنص عدم إقالة القضاة،179تضمن المادة : على ما يلى178المادة

يتمتع القضاة خالل ممارستهم لمهام )1(وظيفتهم باالستقالل حيث يخضعون فقط

.للدستور والقوانين

يتم توفير ظروف عمل مالئمة للقضاة )2(كما يحصلون على رواتب تتناسب مع .مكانة وظيفتهم وإطار مهامهم الوظيفية

ال ينتمى القاضى ألى من األحزاب )3(ية، أو إتحاد تجارى كما ال يقوم السياس

بأية نشاطات عامة ال تتناسب مع مبادئ الدستور . (استقالل المحاكم والقضاة

2البولندى، اعتمده المجلس القومى فى ، وأيده االستفتاء فى 1997إبريل .)1997أكتوبر


وباإلضافة إلى ذلك، فمن والية المحكمة شروط الدستورية أن تقرر ما إذا كانت هذه ال

تطبق عمال أم ال بناء على طلب المجلس القومى للقضاء، وبالفعل، كان موضوع استقالل القضاء محور العديد من قرارات المحكمة الدستورية فى

1993بولندا، فقد هاجم الحكم الصادر عام القانون الخاص بهيكل المحاكم، حيث اعترض على دور وزارة العدل الذى يتدخل بشكل زائد فى

عيين رؤساء المحاكم وإقالتهم باإلضافة إلى عدم توضوح معايير اإلقالة وعدم وجود ضمانات

كما أكد . إجرائية أو مشاركة للمحاكم التأديبية على أن تأمين القضاة 1994حكم صادر فى عام

ماليا يعد أحد العوامل المهمة فى تقوية استقالل )تقرير بولندا. (القضاء

رائية وسهولة الشفافية اإلج .11 :لجوء الجمهور لإلجراءات القضائية

إن زيادة الشفافية يعد تأمينا هاما الستقالل القضاء فى أوروبا الشرقية، حيث أن الشفافية تعتبر وسيلة فعالة فى خلق الشعور بالمسئولية دون توفير فرص لتدخل السلطة التنفيذية من خارج الهيئة

أعلى من داخل القضائية ودون سيطرة هيكلية من عالوة على ذلك، تدعم . الهيئة القضائية نفسها

الشفافية ثقة الجمهور فى الهيئة القضائية ما يخلق وقد تضمن عدد . دائرة جيدة من الدعم اإليجابى

من اإلصالحات المشار إليها من قبل تدابير لتحسين الشفافية، فعلى سبيل المثال، يعد إختبار

رجيا أحد النماذج عن التأهيل القضائى فى جوكيف يمكن للشفافية فى اختيار القضاة أن تضمن . اإلنصاف وتبنى ثقة الجمهور فى الهيئة القضائية

وفى دول أخرى، يتم اإلعالن عن الوظائف وفى . القضائية، كما يتم نشر الترشيحات الفردية

الدول التى تطبق أسلوب التوزيع العشوائى الممكن أن تساعد زيادة للقضايا، مثل بولندا، من

الشفافية على تحسين نظرة الجمهور فيما يتعلق .بالفساد وإنصاف النظام القضائى

وأحد المجاالت التى تواجه المشاكل بشكل خاص هو ما يتعلق بنشر تسبيب األحكام مكتوبة لألحكام القضائية وحتى نشر األحكام النهائية نفسها، ففى

تكتب األحكام أوكرانيا، على سبيل المثال،ومحاضر الجلسات بخط اليد، وال يطلع عليها غير

وبالفعل، إن القانون الصادر فى عام . الخصوم بخصوص وضع القضاة ينص على 1992

كما ." سرية عملية إصدار األحكام القضائية"" سرية قرارات المحكمة ويمنع نشرها"يحمى

ال يطلب من القاضى ] أ"[وينص كذلك على أن ء أية شروح خاصة بموضوع الدعاوى التى إعطا

نظرها أو ينظرها حاليا، كما ال يجب أن يطرحها إلطالع أى شخص، إلى فى الدعاوى التى يسمح

قانون أوكرانيا حول وضع القضاة ." [بها القانون)Zakon Ukrainy, ProStatus Sudddiv( ،

قرار فرخوفنا رادا 12 و11المادتان رقم Verkhovna Rada Decree 2863 رقم-

؛ هولوس أوكرايينى 1992 ديسمبر 15، 12Holos Ukrainy ،10 ص1992 فبراير ، .

كما هو مترجم 1993 فبراير 2؛ تم تعديله فى 3 .]فى تقرير روسيا

وهناك بلدان أخرى تتسم بقدر أكبر من الشفافية فيما يتعلق بإتخاذ األحكام القضائية، ففى بلغاريا،

ل، األحكام القضائية ليست سرية، على سبيل المثاغير أنه تنشر مقتطفات فقط من بعض األحكام فى

وفى سلوفاكيا، يجب إيداع أحكام . نشرات رسميةمكتوبة لجميع الدعاوى، ولكن تحذف أسماء

.القضاة عندما تنشر

وفى بولندا، تتضمن األحكام أسماء القضاة، كما ولندية تنشر جميع أحكام المحكمة الدستورية الب

وكذلك أحكام القسم اإلدارى فقط من المحكمة حيث ال تنشر أحكام القسمين المدنى (العليا ، عالوة على بعض أحكام محاكم )والجنائىغير أن األحكام المخالفة ال تنشر، . االستئناف

على الرغم من أن هذه األحكام تتضمن أسماء وقد أشار أحد الخبراء السلوفاك إلى . القضاة

مية نشر األحكام الصادرة عن محاكم الدرجات أهالعالية فى القضايا المهمة، عالوة على أهمية إلزام القضاة بتسبيب أحكامهم وتفسير أسباب اختالفها عن أحكام أصدرها قضاة آخرون فى دعاوى

غير أن القضاة ال يميلون إلى تبرير . مشابهةأحكامهم، حتى وإن خالفوا أحد أحكام المحكمة

. لعليا والتى من شأنها أن تنسق تطبيق القانونا )تقرير سلوفاكيا(


وعلى عكس أحكام المحاكم العليا، ال تنشر األحكام التى تصدرها المحاكم اإلقليمية ومحاكم المقاطعات، حيث أن األحكام تصدر كتابة فى محاكم الدرجة األولى البولندية فقط عند إعالن

ئناف الحكم أو أن أحد األطراف عن رغبته فى اسوبشكل عام، ال يتم . هناك مخالفة فى هذا الحكم

تسجيل تسبيب األحكام كتابة، كما أن ذلك قد ال يكون عمليا إذا وضعنا تراكم القضايا فى

ويؤيد ذلك مالحظة ) تقرير بولندا. (االعتبار أن طلب السلوفاك Jan Hrubalaجان هروباال

ايا الصغيرة يعد بأن تكتب األحكام حتى فى القضمن أهم أسباب تراكم القضايا فى المحاكم

وفقا لما تقوله إيوا ) تقرير سلوفاكيا. (السلوفاكية، فإن محاكم Ewa Letowskaليتوسكا

االستئناف البولندية ال تقيم تسبيب األحكام التى تصدرها المحاكم ذات الدرجة األقل، فهم

اك وسيلة يستنتجون وفقا لالفتراض العام أنه هنواحدة لتفسير القانون، لذا فإن قضاة محاكم االستئناف ينظرون فقط إلى ما إذا كان قاضى

تقرير . (محكمة الدرجة األولى مصيبا أم مخطئا )بولندا

مؤيدو المجتمع المدنى .12 :وحارسوه

:الجمعيات القضائية غير الحكومية -أ

إن أحد األساليب التى من الممكن أن يتبعها جتمع المدنى وتدعم استقالل القضاء هو إنشاء الم

جمعيات قضائية تطوعية، تعتمد على األعضاء، وغير حكومية، وقد أيدت هيئة التنمية الدولية األمريكية إنشاء مثل هذه الجمعيات من خالل نشاطات مبادرة القانون لوسط أوروبا والمنطقة األوروآسيوية لنقابة المحامين األمريكية

ات القضائية غير الحكومية القوية والتى والجمعيكانت تعمل بالفعل فى بلغاريا، وجورجيا، وبولندا،

كما أن هناك عدد كبير من الجمعيات . وسلوفاكياالمهنية التى تتضمن قضاة عالوة على مهنيين

غير أنه فى روسيا، وأوكرانيا، . قانونيين آخرينتمثل مصالح القضاة هيئات العمل فيها ليس تطوعيا كما أنها ال تحظى بشخصية قانونية

. مستقلة

أما القضاة السلوفاك، فقد أنشأوا أحد أول الجمعيات القضائية فى المنطقة بدعم من مبادرة القانون لوسط أوروبا والمنطقة األوروآسيوية، وقد كانت تلك تعتبر خطوة شجاعة نحو استقالل ى القضاء فى وقت كانت تسيطر على السياسة ف

تقرير . (سلوفاكيا قوى معادية للديمقراطيةوقد تم تأسيس جمعية قضائية فى ) سلوفاكيا

أيضا بمساعدة من مبادرة 1997بلغاريا فى عام القانون لوسط أوروبا والمنطقة األوروآسيوية، وقد تضمنت نشاطاتها تبنى ميثاق أخالقى قضائى تطوعى، وتأسيس مركز تدريب قضائى، وتقديم

ات جيدة وبأسلوب محبب للمحكمة الدستورية مذكربخصوص دعاوى تفسير استقالل القضاء وقانون

أما فى ) تقرير بلغاريا. (اإلجراءات الجنائية Iustitiaبولندا، فإن جمعية القضاة التطوعية

تتعاون مع اإلعالم من خالل توفير معلومات أثناء لقاءات ومؤتمرات صحفية، وتثقف القضاة، كما

مى وعى الجمهور بالمشاكل التى يواجهها تنوعلى سبيل المثال، فقد إتخذت الـ . القضاء

Iustitia عندما أعلن 1998موقفا علنيا فى عام على القضاة أن ينفذوا "وكيل وزارة العدل أن

وقد نتج ) تقرير بولندا." (القوانين وال ينتقدوهال عن الجدل العلنى تقوية الوعى بالتهديد المحتم

.الستقالل القضاء

:أطراف خارجية أخرى -ب

من الممكن أن تدعم الجمعيات القضائية استقالل القضاء بشكل خاص من خالل تثقيف الجمهور باألمور القضائية، ويمكن تحقيق ذلك جزئيا من خالل أجهزة اإلعالم، والتى تقوم بدور هام كهمزة

وفى . وصل بين الهيئة القضائية والجمهورا، قامت أجهزة اإلعالن بنقل تفاصيل جورجي

عملية االختبار القضائى التأهيلى الجديد الذى ذكرناه من قبل إلى الجمهور، وهو األمر الذى ساعد فى النهاية على تعزيز دعم الجمهور

كما يمكن ألجهزة اإلعالم أن تعوض . للقضاءعن النقص فى الشفافية من الجانب الرسمى، كما

وفاكيا، حيث تنشر أجهزة اإلعالم هو الحال فى سلأحيانا أسماء القضاة الذين ال تذكر أسماؤهم فى

كما ) تقرير سلوفاكيا. (األحكام المنشورة رسمياأن التحقيقات الصحفية من الممكن أن تساعد بشكل فعال، خاصة فى قمع الفساد، غير أن هناك


عقبة هامة فى طريق هذه االستراتيجية وهى دام القوانين الجنائية التى تحظر انتشار استخ

وقد إنتهت الدعاوى . التعرض لمسئولى الدولةالمرفوعة فى هذا الخصوص بشكل عام إلى

غير أنها كثيرا ما ) تقرير بولندا(التبرئة فى بولندا تنتهى إلى عقوبات جنائية فى بعض الدول

عالوة ) تقرير رومانيا. (األخرى مثل رومانيان تكون أجهزة اإلعالم على على ذلك، يجب أ

القدر المطلوب من الثقافة والعلم بحيث تضمن أن تغطيتها للموضوعات المتعلقة باستقالل القضاء تستغل بشكل بناء فى سبيل اإلصالح، وليست مجرد خطبا شعبية حول مسئولية المحاكم عن

غير أن هناك عدد من . تزايد معدل الجريمةعالم، فالصحفيون العقبات فى طريق تثقيف اإل

يفتقدون المعرفة بالقانون والفهم له كما يبدو أنهم ال يهتمون باكتساب هذه المعرفة، وباإلضافة إلى ذلك، فإن القضاة غير مستعدون للعمل مع وسائل اإلعالم كما ليست لديهم الرغبة فى معاونة أجهزة اإلعالم فى تقديم معلومات قضائية موضوعية

)لوفاكياتقرير س. (وصادقة

ومن الممكن إلى حد ما أن يحمل المحامون القضاة المسئولية عندما يهدد الفساد أو اإلجراءات غير المناسبة استقالل القضاء، على الرغم من أنهم شخصيا لهم مصلحة فى االحتفاظ بقلة الشفافية والممارسات غير الرسمية التى تدعم

ن ويشير ناشطو حقوق اإلنسان إلى أ. الفسادوجودهم فى قاعة المحكمة يبدو وكأن له أثر مخفف على القضاة الذين قد ينصاعون لضغط

كما يمكن . السلطة التنفيذية فى أحوال أخرىللمنظمات غير الحكومية أن تزيد من هذا األثر من خالل جمع نماذج لكل من نماذج الممارسات الجيدة والممارسات غير الجيدة ونشرها على

ما يمكن لها أن تقوم بدور مهم فى الجمهور، كتحميل المحاكم المسئولية وكذلك الدفاع نيابة عن

ويعد مشروع مراقبة المحكمة . الهيئة القضائيةالذى نفذته مؤسسة هلسنكى لحقوق اإلنسان، والذى أشرنا إلى نتائجه من قبل، من األمثلة

Bojorskiأنظر بوجارسكى وسواتون . (الجيدةand Swaton(

:توصيات عامة .13

ومن خالل تقييم مقارن بين جهود اإلصالح المختلفة فى مجال استقالل القضاء والتى نفذت فى أوروبا واألوروآسيوية باإلضافة إلى تحليل المشاكل المستمرة، يمكن الوصول إلى مجموعة

:من التوصيات العامة

كلما قلت التنقالت، كلما زادت نسبة " -أ "التعلم

لدول، مثل أوكرانيا، من المهم أن فى بعض ايلتقى القاضى مع نظرائه من الدول الغربية حتى يعطوه الدعم المعنوى ويزيدوا من شعوره بالثقة، وهما أمران مهمان لالستقالل، غير أنه من األفضل أن يركز التدريب على مجاالت ذات عالقة مباشرة بهم بما فى ذلك القانون الدستورى

قانون الدولى، وإدارة المحاكم، والتسبيب، والواألخالقيات حتى يمكن ضمان أن التدريب يرتبط

والوضع األفضل هو أن يتلقى . بزيادة االستقالليةالقضاة التدريب على يد قضاة أكثر خبرة منهم،

.لذا يجب تدعيم برامج تدريب المدربين

التعامل مع اإلصالح بدءا بالمستويات -ب الدنيا ثم إلى أعلى

إن إجراء اإلصالح من أعلى إلى أسفل عادة ما يعانى من مراحل تقدم غير منتظمة كما يؤدى إلى الكثير من التأخير بسبب تعرضه لعقبات سياسية، ونتيجة لذلك، فإن قدر كبير من المنح األجنبية والتى تستهدف الدعم المؤسسى يجب أن تخصص إلى أطراف المجتمع المدنى، والذين يتمتعون

رادة سياسية أوضح وأقوى، فيمكن أن تدعم بإالجهات المانحة تنمية جماعات وبرامج مراقبة المحاكم والجهود التى يبذلونها من أجل زيادة

كما يجب أن يتم دعم . فاعلية الجمعيات القضائيةالمنظمات غير الحكومية التى تعتمد على استراتيجيات التقاضى لتحقيق أهدافها اإلجتماعية

وبشكل عام، . لة للضغط من أجل اإلصالحكوسيفإن الجهات المانحة عليها أن تستغل أموالها لدعم أهداف اإلصالح المؤسسى الذى يسعى إليه

.أطراف المجتمع المدنى

التركيز على اإلصالحات المؤسسية -ج محدودة المجال


وهناك استراتيجية تكميلية من الممكن أن تلجأ بديل آخر عن اإلصالح إليها الجهات المانحة ك

المؤسسى المتكامل من أعلى إلى أسفل، وهو دعم اإلصالحات المؤسسية محدودة المجال والتى تكرس لتعزيز الشفافية وبالتالى تسهيل مهمة مجموعات وبرامج مراقبة المحكمة وتعزيز ثقة

وتتضمن األمثلة . الجمهور فى الهيئة القضائيةاضحة لتعيين على ذلك وضع معايير موضوعية و

القضاة وترقيهم وتنشر على الجمهور؛ وزيادة نشر وتوزيع األحكام القضائية؛ وزيادة الشفافية فيما يتعلق بتوزيع القضايا، وجدولتها، وإجراءات إقامتها؛ وعمل سجل يتم تحديثه سنويا خاص

كما يمكن أن يكون . بدخل وممتلكات القضائيينجهزة حديثة الستراتيجيات بسيطة مثل توفير أ

.لنسخ محاضر وإجراءات المحكمة أثرا كبيرا

أجهزة إعالم أكثر تثقيفا ومعلوماتية -د

من الممكن أن تلعب أجهزة اإلعالم إما دورا بناء أو هداما فى جهود رفع مستوى استقالل القضاء، فمن الممكن أن يقوم المحققون الصحفيون بالمساعدة فى الكشف عن الفساد وغيره من

أثيرات غير المقبولة التى تمارس على إصدار التاألحكام القضائية، وفى نفس الوقت، يمكن أن تساهم أجهزة اإلعالم فى تقليل ثقة الجمهور باالستمرار فى اإلشارة إلى النماذج المعهودة لهيئة

ومن الممكن أن يكون . قضائية غير فعالة للجهات األجنبية المانحة أثر على دور اإلعالم من

خالل ضمان تدريبها التدريب المناسب على تغطية المسائل القانونية مع زيادة إحساسها بأهمية

.استقالل القضاء

محاربة الفساد -هـ

إن أحد االستراتيجات األساسية فى محاربة الفساد هى تبسيط إدارة المحاكم، خاصة على المستوى المحلى، فإن التأخير الكبير فى الفصل فى

وعدم توفر الشفافية، وأنظمة إقامة الدعاوى، الدعوى غير المنظمة كلها تؤدى إلى توفير فرص

وفى نفس الوقت، فإن تشجيع إنشاء . هائلة للفسادالمجالس التأديبية التى تحقق فى الشكاوى التى يقدمها المواطنون حول السلوك غير األخالقى، مع تشجيع إقامة عدد من تحقيقات النيابة فى هذه

مور أو إتخاذ قرارات تأديبية على مستوى األقضاة الدرجات العليا قد تؤدى إلى تأثير ملموس

وأخيرا، وحتى يمكن المساعدة . فى قمع الفسادعلى الحد من ثقافة الفساد بشكل عام، من المهم التعامل مع الفساد الذى عادة ما يكون مستوطنا

لعدوى فى نظام التعليم القانونى نفسه، والذى ينقل اإن . بسهولة إلى ممتهنى القانون المستقبليين

وضع برامج عملية للتعليم القانونى وغيرها من المشاريع التى تهتم بمصالح الجمهور من الممكن أن توازن السلوك الفاسد والذى يركز على الذات

.وهو العرف السائد فى حياة الجامعة

إصالح التعليم القانونى -و

عليم القانونى على مستوى إن دعم إصالح التالجامعة سيكون أقوى ضامن الستقالل القضاء على المدى البعيد، حيث أن أية فرصة تدريب يمكن أن تتوفر فيما بعد ال توازى اكتساب أساس . سليم من التعليم أثناء دراسة القانون الرسمية

كما يجب أن يتلقى خريجو كليات الحقوق بشكل نطق القانونى خاص تدريب أفضل فى الم

ومهارات التفكير النقدى، لذا فإن برامج التعليم القانونى العملية واألكثر تطورا من شأنها أن تدعم فاعلية أساليب التدريب الحالية عالوة على التعريف داخل الفصول الدراسية باألبعاد

.األخالقية المهمة فى ممارسة القانون


استقالل القضاء فى فرنسا )ج

Louis Aucoinويس أوكوان ل: بقلم

:مقدمة .1

إن نظام القانون المدنى يعد أحد موروثات فرنسا إن مجدى الحقيقى "العريقة، وكما قال نابليون،

معركة؛ 40ليس فى أننى قد انتصرت فى فمعركة واترلو ستمحو من الذاكرة هذه

ما ال يمكن أن يمحى من الذاكرة، . االنتصاراتلى األبد، هو القانون واألمر الذى سيعيش إ

وبالتالى، فإن خبرة فرنسا مع استقالل ." المدنى تاريخ المؤسسات التى أنشئت لتعزيز –القضاء

االستقاللية، والجهود التى بذلت لتوازن بين االستقالل وبين المسئولية، واإلصالحات األخيرة،

يثير اهتمام اإلصالحيين فى –والجدل السائد اآلن . تبعت نظاما شبيها بالقانون المدنىالدول التى ا

وفى أغلب األحيان يكون لهذا الموروث أهمية خاصة، حتى فى حالة وجود فروق كبيرة بين الوضع االقتصادى والتقاليد االجتماعية، والسياسية، والفلسفية بين فرنسا وغيرها من الدول

.المعنية

أوال، إن عدم الثقة فى . وهناك عدة أسباب لذلكضاة منتشر فى فرنسا ومن المرجح أنه منتشر الق

فى معظم الدول التى تطبق القانون المدنى، والتى ثانيا، أنشأت . ورثت العديد منها التقاليد الفرنسية

Onseilفرنسا مجلس القضاء االعلى Superieur de la Magistrature ليكون

المؤسسة الرئيسية المسئولة عن مراقبة استقالل قد أنشأت العديد من الدول التى تتبع القضاء، و

نظام القانون المدنى مجالس قضائية لنفس هذا 26.الغرض

فى فرنسا، وصلت درجة عدم الثقة فى القضاة إلى 26

الهيئة القضائية سلطة مستقلة درجة أن الدستور ال يعتبر" سلطة"عن الحكومة، وعلى العكس، يشير الدستور إلى

قضائية من الواضح أنها تابعة للسلطة التنفيذية وتخضع غير أنه هناك اعتراف بضرورة ضمان استقالل . لمراقبتها من الدستور 64وتحقيقا لهذه الغاية، تحمل المادة . القضاء

ية أن يضمن استقالل القضاء، أما رئيس الجمهورية مسئول فتنص على إنشاء مؤسسة متخصصة، باسم 65المادة

وعلى الرغم من أن فرنسا قد تبنت إصالحات قليلة نسبيا فيما يتعلق باستقالل القضاء، غير أن الجدل السائد فى حد ذاته كان له أثرا مفيدا فى

بعة وضع الهيئة القضائية ووزارة العدل قيد متا. الجمهور كما ثقفت الجماهير بالقيم المتناقضة

وباإلضافة إلى ذلك، فإن معظم اإلصالحات التى كانت مثارا للجدل قد تكون مالئمة للتطبيق فى

أحد أهم األسباب التى تفسر 27.دول أخرىالمقاومة الفرنسية إلصالح النظام القضائى وتحديثه يرجع إلى الوعى داخل فرنسا بتأثير

امها، على األقل التأثير التاريخى، على جميع نظإن . الدول التى تطبق القانون المدنى فى العالم

المقترحات المبتكرة والفعالة قد ال تلقى نفس المقاومة خارج فرنسا حيث ال يحمل عامل

28.الكرامة الثقافية نفس الدرجة من األهمية

وحاليا فى فرنسا، هناك حالة عامة من اإلحباط سبب مستوى الفساد فى النظام الفرنسى، فقد ب

كشفت الفضائح عن تورط بعض العاملين بالحكومة فى جرائم فى مجاالت عدة منها، التجارة الداخلية وغيرها من التعامالت، من بين

مجلس القضاء األعلى، لتساعد رئيس الجمهورية فى توفير هذا الضمان، وقد أنشأت جميع دول العالم التى تبعت النظام

.الفرنسى مؤسسات مشابهة أصبحت سمعة فرنسا غير جيدة فيما يتعلق بإجراء 27

ت طويلة، ومتكاملة لإلصالحات المقترح إجرائها فى دراساالنظام القضائى، وهو األمر الذى عادة ما يتسبب فى عواصف من الجدل، والدعاية والمناقشات ولكن يحقق نتائج

لقد ظلت تناقش اإلصالحات على . قليلة على المدى الطويل، غير أن الجهود من أجل 1945القانون المدنى منذ عام

ح الحقيقى نجحت فقط فى بعض المجاالت مثل اإلصالالجنسية، أو قانون األحوال الشخصية، أو قانون الملكية، أو

وقد أجرت وزارة العدل دراسة متكاملة عن . األخالقياتإصالح قانون اإلجراءات الجنائية والقانون الجنائى فى أوائل التسعينيات من القرن العشرين مما أدى إلى تقرير

، والذى أوصى Delmas-Marty reportارتى دلماس مبإجراء إصالحات شاملة غير أنه تم تطبيق التوصيات

.البدائية فقط بسبب المعارضة الشديدة على سبيل المثال، وفى أوائل التسعينيات، قامت لجنة 28

، Delmas-Marty commissionالدلماس مارتى قرير شامل والتى قام وزير العدل بتعيين أعضائها، بإعداد ت

يوصى بعدد من اإلصالحات الشاملة، وعلى الرغم من أنه تم تطبيق عدد قليل من التوصيات الواردة فى التقرير، غير أن التقرير قد حث على عمل دراسة واسعة بل وتطبيق

.اإلصالحات فى بالد أخرى


وقد كان هناك . العديد من المجاالت األخرىفضيحة كبيرة تناولتها الصحف بخصوص التمويل

زاب السياسية، مما أشار إلى غير القانونى لألحانتشار الفساد والتحيز لجماعات معينة، وقد ظهر

وقد انتقدت الهيئة . تواطؤ الحكومة مرة أخرىالقضائية بسبب فشلها فى أن تأتى بالمجرمين المتهمين بارتكاب هذه الجرائم للعدالة، وقد انتشر الحديث حول أن سبب فشل الهيئة القضائية فى

ثير السياسى غير المباشر الذى ما ذلك هو التأزالت تمارسه األحزاب السياسية على الهيئة القضائية على الرغم من اإلصالحات التى حدثت خالل النصف األخير من القرن العشرين فى

.محاولة لعزل الهيئة القضائية عن ذلك

وقد أدى هذا اإلنطباع األخير إلى التقدم بمقترحات القضائية، وقد بدأت هذه شاملة إلصالح الهيئة

المقترحات تحت رعاية رئيس الجمهورية جاك 1997 فى عام Jacques Chiracشيراك

وقادها وزير العدل السابقة، إليزابيث جويجو Elizabeth Guigou وخلفها، ماريليز

Marylise Lebranchu.29لوبرانشو

ويقدم هذا المقال فحصا لتاريخ تعديالت عديدة ؤسسات المسئولة عن ضمان أدخلت على الم

استقالل القضاء، بما فى ذلك تحليل مفصل لإلصالحات المقترحة حاليا وتوصيفا لنتائج هذه الجهود، كما سيتم تقديم وصف لمستقبل مهنة القضاء فى فرنسا حتى يمكن تحسس كيف يساهم . هذان العنصران بشكل عام فى استقالل القضاء

م من خالله تحليل وسيختم المقال بقسم توصيات يتإصالحات معينة فى فرنسا، سواء التى تم تطبيقها أو المقترح تطبيقها، وذلك لدراسة إمكانية تطبيقها

. 30فى أنظمة أخرى

Marylise Lebranchuحلت ماريليز لوبرانشو 29

كوزير عدل Elizabeth Guigouمحل إليزابيث جويجو .2000 أكتوبر 18فى

وقد تعتبر هذه فرصة مالئمة لإلشارة إلى أن القضاة 30 Conseil d' Etatاإلداريين التابعين لمجلس الدولة

يعتبرون جزءا من اإلدارة كما يتلقون تعليمهم فى الكلية القومية لإلدارة، لذا، فال تنطبق عليهم أى من القواعد

لعادى والتى يتم مناقشتها فى هذا التقرير الخاصة بالقضاء ا

الضمانات المؤسسية الستقالل .2 :القضاء

لقد أتخذت الخطوة االولى فى فرنسا تجاه وضع بعض الضمانات المؤسسية الستقالل القضاء فى

، ففى ذلك العام، قام البرلمان بتخويل 1883عام المحكمة العليا (دائرة خاصة بمحكمة النقض

لتقضى فى اإلجراءات التأديبية المتخذة ) بفرنساوتضم هذه الدائرة جميع . ضد زمالئهم اآلخرين

أعضاء محكمة النقض فى جلسة جماعية، وأشير . إلى هذه الدائرة باسم مجلس القضاء األعلى

اإلجراء لضمان أن يقوم أعضاء الهيئة واتخذ هذاالقضائية بالحكم فى المسائل التأديبية المتعلقة

. بقضاة آخرين، بدال من السلطة التنفيذية

ومن الجدير بالذكر أن الهيئة القضائية فى فرنسا " Sitting Judgesالقضاة الجالسين "تتضمن

حيث " Standing Judgeالقضاة الواقفين "ووبالمقارنة، فى . األخيرة إلى النيابةتشير الفئة

الدول التى تطبيق القانون العام، ال تعتبر النيابة أو كما أن . اإلدعاء العام جزءا من الهيئة القضائية

السلطة التى منحت إلى مجلس القضاء األعلى والتى تتعلق باألمور التأديبية بشكلها البدائى فى

القضاة كانت تتعلق فقط بتأديب 1883عام أما تعيين أعضاء القضاء الواقف أو . الجالسين

تأديبهم فقد ترك بالكامل لوزارة العدل، حيث احتفظت وزارة العدل بهذه السلطة المطلقة حتى

. 1993عام

، نص الدستور الجديد على أن 1946وفى عام يشترك رئيس الجمهورية فى سلطة تعيين مجلس

مان وأعطى له القضاء األعلى مشاركة مع البرلويتكون . دور كبير فى عملية تعيين القضاة

مجلس القضاء األعلى الذى ينص عليه الدستور عضوا، متضمنين رئيس الجمهورية، 14من

ووزير العدل، وستة أعضاء يعينوا بأغلبية ثلثى كما ال يجوز لهم أن (أعضاء المجلس القومى

، كما يقوم رئيس)يكونوا أعضاء فى هذا المجلسالجمهورية باختيار اثنين من المهنة القانونية الذين

... عدم اإلقالة، الوالية مدى الحياة، األخالقيات، النظام، (

)إلخ


ال يكونوا أعضاء فى البرلمان أو فى الهيئة أحدهما من (القضائية، وكذلك قاضيين اثنين

) القضاء الواقف، واآلخر من القضاء الجالسحيث يتم اختيارهما من داخل الهيئة القضائية

.ليخدموا لمدة ست سنوات

الذى أسس الجمهورية و1958إن دستور عام الفرنسية الخامسة، أعاد بعض من صالت رئيس

64الجمهورية بعمل المجلس، حيث تصف المادة رئيس الجمهورية بأنه ضامن استقالل القضاء كما

أنظر أدناه . (31"عدم اإلقالة"أكدت على مبدأ من الواضح ). النقاش حول مستقبل مهنة القضاءبأن الدور الموكل أن من وضعوا الدستور شعروا

إلى مجلس القضاء األعلى فيما يتعلق بتأديب القضاة أو تعيينهم كان كافيا لمنع أية مؤثرات غير . مالئمة من السلطة التنفيذية على الهيئة القضائية

وكذلك سلطة تعيين أعضاء مجلس القضاء األعلى والتى كان يتشارك فيها رئيس الجمهورية مع

، 1946 ذلك دستور عام البرلمان كما نص علىأصبح ينفرد بها رئيس الجمهورية، وفقا للمادة

ووفقا لقانون سمح بذلك، فيجب أن يكون . 65ستة من واقع تسعة أعضاء فى مجلس القضاء األعلى من القضاة ويتم اختيارهم من قائمة يعدها

كما كان يختار عضو آخر . مكتب محكمة النقضة إدارية فى أعلى محكم(من مجلس الدولة

، كما يجب أن يختار عضوان آخران من )فرنسا . خارج الهيئة القضائية

أصبح 1958وباإلضافة إلى ذلك، ومنذ عام للمجلس دورا فعاال فى تعيين القضاة فى محكمة النقض ورؤساء المحاكم فى محكمة االستئناف، كما يتقدم المجلس بمقترح بالمرشحين لهذه

. بتعيينهم رئيس الجمهوريةالمناصب، والذى يقوموبينما يحق لرئيس الجمهورية أن يرفض تعيين أحد المرشحين المقترحين، غير أن هذه المسألة تظل نظرية حيث أن الرئيس يظل دائما فى هذه الحاالت محدودا بتعيين أحد المرشحين الذين

، كانت تتخذ 1993وقبل عام . يقترحهم المجلس

توجد اإلشارة الدستورية األولى لعدم اإلقالة فى دستور 31

كما ذكرت مؤخرا فى دستور عام . 58، المادة 1814عام .84، المادة 1946

جميع التعيينات القضائية القرارات فيما يتعلق باألخرى بما يتوافق مع اإلجراءات التى تقوم بموجبها وزارة العدل باقتراح التعيين، ويحتفظ مجلس القضاء األعلى بسلطة إعطاء النصيحة

.غير الملزمة فيما يتعلق بهذا التعيين

1993هذا وقد زاد التعديل الذى تم تبنيه فى عام ا، كما زاد من عدد من والية المجلس وأكد عليه

األعضاء، وألول مرة، أعطاه دورا استشاريا فى كل من إجراءات التعيين والتأديب للقضاة

وباإلضافة إلى ذلك، نص على مشاركة . الواقفينرئيس الجمهورية البرلمان فى سلطة تعيين

ووفقا للتعديل الذى أدخل فى . أعضاء المجلسقط أسماء ، يقترح المجلس اآلن ليس ف1993عام

المرشحين للتعيين فى محكمة النقض، ورؤساء محاكم االستئناف، بل وتعيين رؤساء المحاكم

tribunaux de grandeللمحكمة الكبرى instance حيث أن هذه المحكمة هى أكبر ،

وبالتالى، يقوم رئيس . محكمة ابتدائية فى فرنساالجمهورية بتعيين جميع هؤالء القضاة بناء على

وباإلضافة إلى ذلك، تم . ح من المجلسمقترتعزيز دور المجلس فى هذا المجال حيث أصبحت نصيحته عند استعراض الترشيحات التى يتقدم بها

.وزير العدل بالقضاة الجالسين إلزامية

وعالوة على ذلك، ومنذ التعديل الذى أدخل على ، أصبح المجلس يضم 1993 فى عام 64المادة

:المناصب التالية

رئيس الجمهورية •

وزير العدل •

ثالث موظفين ليسوا بقضاة وال أعضاء فى •البرلمان، ويقوم رئيس الجمهورية، ورئيس المجلس القومى، ورئيس مجلس الشيوخ،

.على التوالى، بترشيحهم

قاضى واحد من مجلس الدولة، والذى تنتخبه • .الجمعية العمومية لمجلس الدولة

).نيابة العامةال(خمسة من القضاة الواقفين •


.خمسة من القضاة الجالسين •

أحدهم –ويتكون المجلس من قسمين منفصلين ويتضمن القسم . للقضاة، واآلخر للنيابة العامة

الخاص بالقضاة عضوا واحدا من النيابة العامة، كما يتضمن القسم الخاص بالنيابة العامة قاضيا

.واحدا

ن هذا وينتخب العشرة قضاة وأعضاء نيابة مداخل الهيئة القضائية نفسها وبما يتوافق مع القانون السارى والذى تم التصديق عليه فى عام

، حيث ينص هذا القانون على أن يقوم 1994باختيار هؤالء األعضاء زمالؤهم تبعا إلجراءات

.32معقدة

، تقلص دور 1993لذا، ونتيجة لتعديل عام لمهمة السلطة التنفيذية فى تعيين جميع المناصب ا

داخل الهيئة القضائية، كما أخضع دور وزير العدل فيما يتعلق بتعيين باقى المناصب إلى سيطرة مجلس القضاء األعلى، وباإلضافة إلى

على أن يشترك 1993ذلك، ينص تعديل عام رئيس الجمهورية فى سلطته فى تعيين أعضاء مجلس القضاء األعلى مع رئيسى المجلس القومى

. خومجلس الشيو

عالوة على ذلك، يزيد القانون الخاص بوضع من Statut de la Magistratureالقضاء

القيود الموضوعة على السلطة التنفيذية، حيث ينص على تشكيل معين لمجلس القضاء األعلى عندما يجتمع إلتخاذ إجراءات تأديبية ضد أحد القضاة الجالسين، حيث ينص على أن يتنحى

. ووزير العدل من المجلسرئيس الجمهورية على أن هذه 65وإضافة إلى ذلك، تنص المادة

اإلجراءات يجب أن يترأسها رئيس محكمة وتقع سلطة تحريك اإلجراءات التأديبية، . النقض

وفقا لهذا القانون، ضمن سلطات وزير العدل، وكذلك رؤساء محاكم االستئناف والدوائر

.االستئنافية العليا

ضاء األعلى والذى يوضح القانون الخاص بمجلس الق 32

قانون رقم ( هذه اإلجراءات 1994 فبراير 5اعتمد فى ).4 إلى 1، المواد من 94/100

يه أن هذه اإلصالحات التى أجريت ومما ال شك ف تعد إنطالقة، حيث أنها تدل على 1993فى عام

إنشغال فرنسا فى العصر الجديد بتحسين وضع وهناك عوامل عديدة . 33استقالل هيئتها القضائية

تساهم فى هذا اإلنشغال، ومن الواضح أن أحد ، 34هذه العوامل هو زيادة سلطة جمعيات القضاة

استقالل القضاء بشكل متزايد والتى أصرت على غير أنه، ومن وجهة نظر أنطوان . وصاخب

، وهو قاضى Antoine Garaponجارابون سابق وزعيم فى هذه الحركة، فقد كان لقوة وسائل اإلعالم المتزايدة، وظاهرة التعايش

cohabitation وتأثير األتحاد األوروبى دورا ،فرنسا، فإن وسائل اإلعالم فى . 35مؤثرا كذلك

مثلها فى ذلك مثل دول كثيرة أخرى فى العالم الغربى، قد قامت بكشف النقاب عن عدم العدالة فى المجتمع الفرنسى كما ألقت بالضوء عليها

وتمر فرنسا اآلن، . جاذبة إنتباه غير عادى إليهابثالث مدة فى التعايش، وقد أدى ذلك إلى إزدياد

لسلطة التنفيذية المراقبة الدقيقة لجميع تصرفات امن جانب مسئولى السلطة التنفيذية من األحزاب

لذا، أصبح من الصعب . السياسية المعارضةحجم محاوالت السلطة التنفيذية للتأثير على . القضاء بعيدا عن أعين المعارضة السياسية

وأخيرا، فإن عضوية فرنسا فى اإلتحاد األوروبى أثير وذلك من خالل ت–والمجلس األوربى

محكمتيهما وهما على التوالى، محكمة العدل –األوروبية والمحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان

بينما ينحصر التقرير فى مناقشة اإلصالحات المقترحة 33

والتى تتعلق باستقالل القضاء، غير أن هذه المقترحات وقد تم . تضمنت إصالحات كبيرة فى اإلجراءات الجنائية

المقترحات فى شكل تعديالت على القوانين تقديم هذه القائمة، لذا تضمنت مجموعة المقترحات تعديل دستورى يتعلق فقط باستقالل القضاة عالوة على ستة تعديالت على

.قوانين غطت الموضوعين معاجمعية " ألغراض هذه الدراسة، يستخدم مصطلح 34

نشئها ليشير بشكل أوسع إلى جميع المنظمات التى ي" القضاةالقضاة لتقوم، ضمن مهام أخرى، بالتعبير عن مصالحهم، ومدهم بالتدريب المهنى، وحماية االستقالل القضائى،

.وتتضمن مثل هذه المنظمات اإلتحاداتهو المصطلح الذى " cohabitationالتعايش " إن 35

يستخدمه الفرنسيون عند اإلشارة إلى موقف يشارك فيه لتنفيذية مع رئيس وزراء ومجلس رئيس الجمهورية سلطته ا

وقد حدثت هذه الظاهرة . وزراء من الحزب المعارض .1986ألول مرة فى عام


قد أثرت على الهيئة القضائية بفرنسا وعلى وقد تعرض المحامون . استقاللها القضائى

والقضاة الفرنسيون إلى سلوكيات مختلفة وأكثر ح احتراما تجاه القضاء، مما مهد الطريق نحو إنفتا

وبالتالى، فليس من . أكبر على استقالل القضاءالمدهش أن نرى أنه حتى بعد إصالحات عام

، ما زالت فرنسا غير راضية عن وضع 1993لقد وصل الجدل بخصوص . استقالل القضاء بها

هذا الموضوع إلى الحد الذى جعل الرئيس شيراك لدراسة المزيد من 1997يعين لجنة فى عام

حسين وضع استقالل القضاء، اإلصالحات لتونتيجة لذلك، تم اقتراح مجموعة جديدة من التعديالت على القوانين عالوة على تعديل

كموعد نهائى 2000دستورى آخر وتحدد يناير وقد تضمنت هذه . للتصويت على هذه المقترحات

. المقترحات ثالثة مجاالت رئيسية لإلصالحنت قد اعتمدت، أوال، فإن هذه المقترحات، إذا كا

كان من شأنها أن توسع تشكيل مجلس القضاء األعلى ليتضمن سبعة أعضاء إضافيين، يتم اختيارهم جميعا من خارج الهيئة القضائية وغيرها من السلطات السياسية، كما كان سيحتفظ المجلس بأعضائه العشرة من الهيئة القضائية

، )خمسة قضاة جالسين، وخمسة قضاة واقفين(ن من المفترض أن يزيد عدد أعضاء المجلس وكا

عضوا، بما فيهم رئيس الجمهورية 23إلى . ووزير العدل

ثانيا، وباإلضافة إلى زيادة عدد األعضاء من خارج الهيئة القضائية، والسلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية من ثالث أعضاء إلى عشر أعضاء، فإن التعديالت المقترحة قد وضعت

يقوم – على هؤالء األعضاء العشرة شروطارئيس الجمهورية بتعيين اثنين؛ بينما يقوم رئيس المجلس القومى بتعيين اثنين؛ كما يقوم رئيس مجلس الشيوخ بتعيين اثنين، وأربعة يعينهم نائب رئيس مجلس الدولة، ورئيس محكمة النقض،

ثالثا، قدم التعديل . ورئيس محكمة المحاسبات معابيرة فى سلطة مجلس القضاء األعلى فيما زيادة ك

.يتعلق بكل من تعيين القضاة الواقفين وتأديبهم

غير أنه، وفى ليلة التصويت على التعديل يناير 24الدستورى، والذى كان قد تحدد له يوم

، كان الجدل حول هذه اإلصالحات قد تم 2000تسييسه وتحزبت فيه المجموعات المختلفة، لذا فقد

يس الجمهورية، والذى كان مقتنعا أن قام رئاإلصالحات تحتاج إلى دعم واسع يتخطى االعتبارات الحزبية واعتبارات الجماعات، بتأجيل

.التصويت وتم تجاهل هذه اإلصالحات مؤقتا

غير أن السلطات تعتبر أن وضع هذه المقترحات والجدل الذى أثير حولها فى حد ذاته كان له تأثيرا

مناخ السياسى وعالقته باستقالل كبيرا على الالقضاء، حيث أصبح الجمهور اآلن على علم بهذا الموضوع ومتفاعال معه أكثر من ذى قبل، كما استفاد القضاة من ازدياد احترام المجتمع الفرنسى

عالوة على ذلك، فقد أصبحت قوة . الستقاللهمالجمعيات القضائية، والتى كانت دائما تؤيد وتدعم

حات المقترحة، قد أصبحت ضمن اإلصال .الخريطة السياسية فى فرنسا

لذا فإن تطور مجلس القضاء األعلى والعوامل التى شجعت هذا التطور، والتى وصفت فى هذا القسم، باإلضافة إلى تطور اإلشراف على المهن القضائية، والتى سيتم التعرض لها فى القسم

قضاء التالى، تعمل معا لتعرف وضع استقالل ال .فى فرنسا المعاصرة

:المستقبل المهنى القضائى .3

باإلضافة إلى القانون الذى يتعامل مع وظيفة مجلس القضاء األعلى وتشكيله ودوره، هناك أيضا قانون مهم فى فرنسا يتعلق بالمستقبل المهنى القضائى، ويسعى جزء كبير من هذا القانون إلى

من 64ة وتنص الماد. حماية استقالل القضاءالدستور على توفير حماية استقالل القضاة أثناء

." عدم اإلقالة"ممارسة مهنتهم من خالل مبدأ ووفقا لهذا المبدأ، يتم حماية القضاة ضد اإلجراءات السياسية إلقالتهم حيث ال يمكن إقالتهم إال باتباع إجراءات تأديبية أو اتباع إجراءات

ر بعدم صالحيتهم رسمية يتم من خاللها اتخاذ قراويوجد مثل هذا المبدأ فى . الذهنية أو البدنية

. العديد من األنظمة القانونية األخرى فى العالمويتم تعزيز الحماية التى يوفرها هذا المبدأ فى فرنسا بتعيين القضاة مدى الحياة، وبالتالى، ال يحتاجون إلى كسب أى تأييد من أى من القوى


حتى يضمنون استمرار السياسية أو غيرها وباإلضافة إلى ذلك، فإن القانون . واليتهم

الخاص بوضع القضاء، والذى يعمل على تطبيق هذه األحكام الدستورية، يكمل هذه الحماية من خالل النص على أنه ال يمكن نقل أى قاضى أو حتى ترقيته دون موافقته أو موافقتها شخصيا،

رارا بأن حتى ويعتبر هذا النوع من الحماية إقالنقل الذى يصل إلى درجة الترقى من الممكن أن . تحركه ردود أفعال سياسية على أحكام القضاء

وبالتالى، ال يجب على القضاة أن يخضعوا ألى نوع من أنواع المراوغات السياسية التى من

.الممكن أن ترتبط بمثل هذه اإلجراءات

ارب ويتضمن القانون قواعد تفصيلية تتعلق بتضالمصالح بالنسبة للقضاة، ووفقا لهذه القواعد، ال يمكن للقضاة أن يخدموا فى منطقة يشغل فيها الزوج أو الزوجة منصب نائب فى مجلس الشيوخ أو المجلس القومى، كما يجب أن يعيشوا فى المنطقة التى يخدمون بها، كما ال يسمح لهم بتولى

فى مناصب إقليمية، كما ال يجوز أن يخدموا منطقة كانوا قد تولوا فيها منصبها أو مارسوا فيها

ويقل . (القانون خالل السنوات الخمس األخيرةالحظر إلى ثالث سنوات عندما يكون قد خدم

وعندما .) بصفته عضو فى البرلمان األوروبىيقرر القضاة القيام بنشاط خاص ال يتماشى مع ر هذه القواعد، عليهم ترك المنصة وإخطار وزي

ويستمر اإللتزام بإخطار . العدل بهذه النشاطاتوزارة العدل بنشاطاتهم الخاصة لمدة خمس

.سنوات بعد تركهم للمنصة

وقد يحصل القضاة أحيانا على إعفاء من هذا الحظر إذا حصلوا على موافقة رئيس المحكمة بمنطقتهم، والذى يجب أن يقر بأن هذا النشاط لن

كما . ستقالله أو أستقاللهايهدد نزاهة القاضى أو ايسمح لهم فى إطار نفس الشروط بالتدريب فى مجاالت فى إطار خبرتهم، فمن الممكن أن يشاركوا فى نشاطات علمية، أو أدبية، أو فنية

كما أنهم . دون مواجهة أى تضارب فى المصالحبعد أن يخدموا لمدة أربع سنوات على المنصة،

يشار إلى هذا الوضع (يحق لهم أن يأخذوا إجازة لقبول منصب ") detachmentاإلنفصال "بـ

وبعد أن . فى السلطة التنفيذية التابعة للحكومةيختاروا هذا الوضع، عليهم أن يسعوا إلى الدخول

فى الهيئة القضائية مرة أخرى إذا رغبوا فى .العمل كقضاة مرة أخرى

غير ذلك، فهم ملتزمون إلتزاما ال رجعة فيه تناع عن المشاركة فى أى من النشاطات االم

السياسية والتى قد تعتبر تهديدا للتحفظ والموضوعية اللذان يعتبران أمرين ضروريين للدور الذى يقومون به، كما ال يجب أن يظهروا أى عداء نحو الشكل الديمقراطى والجمهورى

ويتضمن القانون . للحكومة والذى يدعمه الدستورلى أى سلوك من الجائز أن كذلك حظرا عاما ع

يعتبر ضد الشرف واألمانة المطلوب توفرهما فى القاضى أو الذى من شأنه أن يشين الهيئة

وباإلضافة إلى ذلك، فهم ملتزمون . القضائيةبحكم وظيفتهم بحفظ سرية المداوالت فيما بينهم كما يحظر عليهم خرق هذه القاعدة الخاصة

. بالسرية

ضاة وفقا لهذه القواعد كما يحظر على القاألخالقية أن يشاركوا فى أى نشاط قد يعيق عمل القضاء، ويثير هذا الحظر العام سؤاال حول حقهم

وفيما . فى اإلضراب واإلنضمام إلى النقاباتيتعلق بالحق فى اإلضراب، فإن السلطات ال توافق عليه، حيث أنه سيبدو خرقا للشروط

ن، غير أنه فى الواضحة الموضوعة فى القانونفس الوقت يكفل الدستور فى النظام الفرنسى حق

ولهذا السبب، يظل هذا السؤال . اإلضرابمطروحا دون إجابة عليه، غير أنه لم يعارض أحد حق القضاة فى تكوين جمعيات مهنية، كما أن جمعيات القضاة كانت فى الواقع أحد القوى ت الرئيسية التى تدفع اإلصالحات التى وضع

وباإلضافة إلى . لزيادة ضمانات استقالل القضاءذلك، فإن حق تكوين الجمعيات هو أحد الحقوق

. الدستورية فى النظام الفرنسى

ويحق لوزارة العدل تحريك إجراءات تأديبية ضد ويباشر . أى قاضى لخرقه أى من هذه القواعد

مجلس القضاء األعلى هذه اإلجراءات التأديبية ؤدى إلى إتخاذ إجراء ضده يتراوح بين والتى قد ت

لفت نظر بسيط يسجل فى ملف القاضى وحتى إقالته من العمل على المنصة مع حرمه من مزايا

.التقاعد


بينما يحظر على القضاة، من ناحية، المشاركة فى نشاطات تعتبر غير متوافقة مع دوره، فهم، من ناحية أخرى، يتمتعون بحصانة ضد تحقيقات

ة على أساس أى من نشاطاتهم المهنية، غير النيابأنه من الممكن أن يدانوا بسبب ارتكاب جرائم

على الدولة أن توفر لهم . بصفتهم الشخصيةبشكل عام الحماية ضد التهديدات أو الهجوم كما يجب أن تعوضهم بمعاش من الدولة فى أى موقف يكونون قد تعرضوا فيه إلى األذى نتيجة لقيامهم

. وظيفتهمبمهام

من الممكن أن يتقدم مرشحون لشغل مناصب قضائية من إتجاهات مختلفة، غير أنه عليهم جميعا أن يكون لديهم ما يعادل أربع سنوات من

شهادة إتمام (التعليم العالى بعد إتمام البكالوريا يتم . baccalaureat) الدراسة ما قبل الجامعية

ت تنافسية تعيين معظم القضاة من خالل إختباراقومية، والتى تحدد حقهم فى الدخول فى برنامج دراسى لمدة ثالث سنوات بمدرسة القضاء القومية

Ecole Nationale de la Magistrature .ويتضمن المنهج مرحلة تدرب تتطلب من المرشح أن يقوم بمهام الوظيفة ويتم تقييمه فى كل من

قاضى ابتدائى، قاضى –الدرجات القضائية وتقوم هيئة . إلخ... حقيقات، قاضى استئناف، ت

التدريب بالمدرسة باإلشراف على هذا التدرب فى وبعد اإلنتهاء من هذا . المحاكم وتقوم بتقييمه

البرنامج الدراسى، تحدد هيئة من الممتحنين ما إذا كان المرشح للدخول فى السلك القضائى مؤهال

تحتفظ وزارة للخدمة فى هذه المهنة أم ال، وبعدها وبعدها . العدل بقائمة من المرشحين المؤهلين

يصبح من حق المرشحين أن يعينهم مجلس القضاء األعلى كما أشرنا من قبل فى القسم

نادرا ما يتخذ قرار بعدم الصالحية بعد . (السابقويحكم هذه العملية القسم .) اإلنتهاء من الدراسة

الخاص األول من الفصل الثانى من القانون .بوضع القضاء

غير أن القسم الثانى من الفصل الثانى يضع شروطا لتعيين القضاة بناء على خبرتهم المهنية، حيث يجب أال يقل عمر المرشحين الذين يتم

عاما كما يجب أن 35تعيينهم بهذا األسلوب عن يكون لديهم خبرة ال تقل عن سبع سنوات فى

سبيل المثال، فعلى. (مجال مرتبط بهذا المجال

من عملوا فى وظائف فى المحكمة خالل هذه وقد اقترح وزير .) الفترة، يصبحون مؤهلين

العدل كجزء من اإلصالحات المقترح التصويت عليها فى بداية هذا العام، أن يضاف تعديل على القانون لتوسيع الفئة التى تؤهل للتعيين بهذا

على األسلوب، غير أن القانون لم يعرض بعد البرلمان، وليس من المتوقع أن يعرض على

أنظر المناقشة . (البرلمان فى المستقبل القريبوعلى المرشحين .) المشار إليها فى القسم السابق

الذين يتم اختيارهم بهذا األسلوب أن يلتحقوا بمدة تدريب تجريبية غير محددة المدة، وتقوم مدرسة

.القضاء باإلشراف عليها

إلى ذلك، ينص القانون على أنه من وباإلضافةالممكن تعيين قضاة من المجال األكاديمى ومن

Ecole Nationaleالمدرسة القومية لإلدارة De l'Administration لمدة خمس سنوات

وفى هذه الحالة، يكون قد قرر . غير قابلة للتجديدالمرشحون الراحة لمدة خمس سنوات من مهنتهم

تون من المدرسة القومية فإن من يأ(األخرى ). لإلدارة يفترض إلتحاقهم بالسلطة التنفيذية

بالقضاء المنفصل "ويشار إلى هذا الوضع كذلك detachement judiciaire " ويتم اإلشراف

على المرشحين من خالل لجنة ترقى، يذكر وعلى من يلتحقوا بالقضاء بهذا . دورها فيما بعد

ريب عملى لمدة ستة األسلوب أن يلتحقوا بدورة تدكما . أشهر، وتشرف عليها كذلك مدرسة القضاء

تقدم المدرسة تعليم قانونى مستمر لجميع القضاة على مدى عمرهم المهنى، بصرف النظر عن

.كيفية تعيينهم فى البداية

وينص القانون كذلك على إجراء لتقييم القضاة بعد تعيينهم على المنصة، حيث يقوم رئيس محكمة

ستئناف بتقييم جميع القضاة التابعين لمنطقته كل االعامين، ويجب إطالعهم على نتائج التقييم، حيث

كما تحتفظ وزارة . يكون لهم حق اإلعتراضالعدل بملفات عن جميع القضاة، كما يصوت جميع القضاة فى تصويت سرى إلنشاء جماعة إنتخابية تتكون من أعضاء من داخل الهيئة

تقوم الجماعة اإلنتخابية بدورها القضائية، ثم وعندما يعترض . باختيار أعضاء لجنة الترقى

أحد القضاة على التقييم، تجرى لجنة الترقى تحقيقا وتكتب تقريرها لتودعه فى الملف، ويمنح القضاة


حرية االطالع على ملفاتهم، كما أنه ليس من القانونى أن يحتوى الملف على إشارات إلى

كما . لدينية، أو السياسية أو النقابيةإنتماءاتهم ايحق لمجلس القضاء األعلى ولجنة الترقى اإلطالع على الملفات الفردية للقضاة فقط أثناء تأدية وظيفتهم، أى لغرض إتخاذ إجراء تأديبى أو

وبناء على هذا االستعراض ألداء . الترقىالقاضى، تقوم لجنة الترقى بوضع قوائم بالقضاة

تحقون الترقى، ويقوم وزير العدل ولجنة الذين يسالترقى معا سنويا بإتخاذ القرارات الخاصة بترقى . القضاة الموجودة أسماؤهم على القائمة

وباإلضافة إلى ذلك، وبعيدا عن اإلجراءات التأديبية، والتقييم، وإجراءات الترقى التى أشير إليها أعاله، هناك خدمات التفتيش القضائى والتى

ل ضمن إطار وزارة العدل، ويقوم أعضاء تعمهذه الخدمة بالتفتيش على عمل المحاكم فى جميع أنحاء فرنسا للتأكد من أنها تعمل بكفاءة وبما

ويحق ألعضاء . يتوافق مع المعايير الموضوعةهذه الخدمة، ورؤساء المحكمة فى كل منطقة

من القانون 44ورؤساء النيابة، وطبقا للمادة ضع القضاء، أن يوجهوا لفت نظر الخاص بو

للقضاة فرديا دون أن تأخذ هذه المالحظات غير أنه . طريقها إلى إتخاذ إجراء تأديبى رسمى

من الجدير بالذكر، أن مدير خدمات التفتيش القضائى هو عضو فى لجنة الترقى، لذا فإن معرفته أو معرفتها بأداء أى قاضى قد يكون أحد

.الترقىالعوامل فى اعتبارات

وأخيرا، وفيما يتعلق بالترقى، يجدر الذكر أنه حيث أن أعضاء النيابة يعتبرون جزءا من الهيئة القضائية، فمن الممكن تعيين القضاة الواقفين

فى مناصب القضاة الجالسين ) أعضاء النيابة( .والعكس صحيح

:توصيات .4

يستعرض هذا الجزء جوانب اإلصالح التى تم الحتمال أن يكونوا نموذجا لتعزيز مناقشتها نظرا

وسيتم الفصل . استقالل القضاء فى أماكن أخرىفى المناقشة بين اإلصالحات المحتملة والتى تتعلق بالضمانات المؤسسية الستقالل القضاء والتى تتعلق بالمجالس القضائية عن تلك المتعلقة

.بالمستقبل المهنى القضائى

المجالس القضائية -أ

ر التحسينات المتعلقة بدور مجلس القضاء إن تطواألعلى وسلطته وتشكيله فى فرنسا يكشف عن القلق من شرين محتملين عواقبهما وخيمة على

فمن ناحية، حاولت اإلصالحات . استقالل القضاءأن تتعامل مع مخاطر التأثير الزائد للسطلة التنفيذية على تعيين القضاة وتأديبهم، ومن ناحية

تناولت التعارض المحتمل فى المصالح أخرى، والذى قد ينشأ عندما يقوم مجلس القضاء األعلى بتأديب وتعيين أعضاء الهيئة القضائية بينما غالبية

.أعضائه من نفس المهنة

إن هذه اإلصالحات التى دخلت على مجلس القضاء األعلى تطرح بعض التوصيات

م أوال، حتى يت. لإلصالحيين فى أماكن أخرىالحد من أى فرصة لفرض التدخالت السياسية غير المقبولة على الهيئة القضائية، يجب أن تتشارك سلطات الدولة الثالث فى تعيين أعضاء

ثانيا، يجب أن تحتفظ . المجالس القضائيةالمجالس القضائية بنصيب األسد فى سلطة التعيين لجميع المناصب القضائية الهامة، ويجب أن يكون

. السلطة التنفيذية فى هذا الخصوص ثانويادور

وباإلضافة إلى ذلك، يجدر ذكر عدد من المالحظات المتنوعة المتعلقة بإصالح مجلس القضاء األعلى، فمن المثير اإلشارة إلى أن اإلصالحات المقترحة كان من شأنها أن تجعل سلطة تعيين أعضاء المجلس مشاركة مع رئيس

المعتاد، أن يتشارك ومن. محكمة الحساباترئيس مجلس الدولة، ورئيس محكمة النقض، ورئيس محكمة الحسابات سلطة تعيين أعضاء المؤسسات المستقلة، كما يجدر بالذكر أن القانون الذى تم تفعيله يخدم الحد من تدخل السلطة التنفيذية غير المقبول ليس فقط فى تعيين القضاة،

نص القانون على وإنما أيضا فى تأديبهم، حيث يأنه عندما يتولى مجلس القضاء األعلى المسئولية التأديبية، على وزير العدل ورئيس الجمهورية

إن ذلك من شأنه أن يستبعد فرصة . التنحىالتأثير على إجراءات التأديب بسبب الرغبة فى

ولهذا . معاقبة قاضى معين لقلة والئه السياسىراء المؤسسى السبب، يجب أن يوصى بهذا اإلج

.خاصة فى الدول التى تتبع النظام الفرنسى


غير أنه، وكما ذكرنا من قبل، أصبح الفرنسيون ليس فقط مهتمين بتدخل السلطة التنفيذية غير المقبول فى تعيين وتأديب القضاة، بل أيضا أصبحوا مهتمين بالتأثيرات غير المقبولة والتى قد

ء األعلى تنتج عن أن معظم أعضاء مجلس القضاوفى حالة قبول . من الهيئة القضائية

اإلصالحات، فإن ذلك كان من شأنه التعامل مع موضوع سيادة القضائيين فى مجلس القضاء األعلى من خالل توفير أغلبية من غير القضائيين، كما كانت ستخدم الحد من فرص أى تدخل سياسيى غير مقبول من أى من السلطتين

على ذلك، وحيث أن عالوة . األخرتيناإلصالحات قد طالبت بأن يتم اختيار األعضاء الخارجيين من خارج السلطات التنفيذية، والتشريعية والقضائية، فمن الواضح أنها كانت ستسمح بمشاركة كبيرة للمجتمع المدنى فى

وتطرح هذه السمة األخيرة نفسها بشكل . المجلسا، أنها الخاص كنموذج محتمل لعدة أسباب، أوله

تتناول بوضوح اإلهتمامات المتعلقة بسيادة األعضاء القضائيين، وثانيها، توفر وسيلة غير مباشرة يمكن من خاللها أن تشعر الهيئة القضائية بإلتزامها أمام المجتمع دون التأثير على استقاللية

.قرارها

:المستقبل المهنى القضائى -ب

الوالية مدى إن الحماية الدستورية بعدم النقل معالحياة وكذلك طلب موافقة القضاة حتى على الترقى، كلها يمكن التوصية بها ليتم تبنيها فى

وبعيدا عن هذه التوصيات، والتى . أماكن أخرىتستقى من هذا الضمان الدستورى الهام، فإن الموضوعات التالية، والتى تناولها القانون الخاص

صيات أخرى بوضع القضاء فى فرنسا، تطرح تويمكن تضمينها فى قوانين مشابهة فى دول أخرى

:تطبق القانون المدنى

قد تتفق األنظمة فى األهداف : القواعد األخالقيةالعامة التى يرجى تحقيقها فى وضع قواعد تأديبية، غير أن تفاصيل تطبيقها من الممكن أن

إن القانون الخاص . تختلف من دولة إلى أخرىوجد به هذه القواعد، كما تحاول بوضع القضاء ت

األحكام المتعلقة بهذا الموضوع فى فرنسا أن تضمن أن يحتفظ القضاة بتمتعهم باالستقالل عن

. أية مؤثرات شخصية، أو مالية، أو سياسيةويجب أن تكون هذه هى األهداف األساسية ألى

.نظام

إن القانون الفرنسى يتناول مشكلة واحدة خاصة غير أنها من الممكن أن تطبق فى بهذا النظام

بلدان أخرى، وهى شغل عدد من المناصب ذات المسئولية المهنة فى القطاع العام أو الخاص، وحتى يمكن تحاشى هذا التضارب الذى قد ينشأ عن هذه الصلة، فإن القواعد التى تحظر على القضاة إتخاذ تقريبا أية مسئولية مهنية خارج

حة جدا، بما فى ذلك العمل الهيئة القضائية واضغير أنه هناك استثناء . فى القطاع الخاص

للنشاطات التعليمية واألبحاث المرتبطة بها، ويعتبر هذا االستثناء مرغوبا فيه حيث أنه يجب تشجيع القضاة على المشاركة بشكل خاص فى تعليم زمالئهم، وبالتالى، فإن هذا االستثناء هو أحد

جب التوصية بها فى أنظمة االستثناءات التى ي .أخرى كذلك

من الممكن توجيه إنتقاد واسع ألحكام القانون التى تمنح الجهات المسئولة عن التأديب حرية فى تحديد ما إذا كان القاضى قد شارك فى سلوك

إن الدول التى . يعتبر معيقا لعمل القضاء السليمتود أن تحقق نفس الهدف من الممكن أن تضع فى

تبار تقليص مجال هذه األحكام بحيث تشير االعإلى سلوكيات معينة قد يكون لها تأثير مشين يجب

وعلى أقل تقدير، يجب أن تتعامل هذه . تحاشيهاألحكام بشكل محدد مع مسألة حق القضاة فى اإلنضمام إلى النقابات واإلضراب، وهو موضوع

.لم يتناوله القانون الفرنسى

إلى النقابات يعد ذا أهمية إن الحق فى اإلنضمام أكبر من الحق فى اإلضراب حيث أنه من الواضح أن جمعيات القضاة فى فرنسا وفى أماكن أخرى كانت إحدى القوى البارزة خلف اإلصالح القضائى بشكل عام واإلصالح المتعلق باستقالل

وفى واقع األمر يجب أن . القضاء بشكل خاصمعيات القضائية، تشجع الدول المانحة تطور الج

عالوة على إقرار القانون لها، حيث أنه من الواضح أنه كان لهم تأثيرا إيجابيا فى الدول التى

.سمح فيها بإنشاء هذه الجمعيات


ومن المؤكد أن مسألة الحق فى اإلضراب تعتبر مسألة مثيرة للمشاكل كما أنها تتعلق إلى حد كبير

ق فيما بكل دولة على حده حيث أنه هناك فرويتعلق بأهمية هذا الحق أو حتى وجوده، وقد طرحت بعض السلطات الفرنسية مسألة أن الحق يجب أن يقره قانون يضمن استمرار عمل العناصر األساسية للنظام القضائى، ومن الممكن أن يوصى بتطبيق هذا المنهج فى دول أخرى

.حيث يمكن أن يكون ذلك عمليا

لتى تطبق القانون إن بعض الدول ا: التعيينالمدنى والتى اتبعت النموذج الفرنسى قد طبقت نظاما يسمح فقط بتعيين القضاة داخليا، حيث يتم تعيين القضاة فقط على أساس اختبارات تنافسية

إن هذا النظام . وإتمام متطلبات تعليمية معينةيطبق بشكل عام لحظر تعيين من يظهر تميزهم

ساهم فى بناء هيئة فى ممارسة القانون كما يقضائية تتكون بشكل أساسى من موظفين

وقد طورت فرنسا نظامها حيث . بيروقراطيينأصبح من الممكن تعيين القضاة بطريقين، على الرغم من أن معظم القضاة ما زالوا يعينون على أساس االختبارات التنافسية والتعليم بمدرسة

.القضاء القومية

نونية المقترحة كجزء من إن أحد التعديالت القااإلصالحات األخيرة المشار إليها أعاله، كان من شأنه توسيع إمكانية التعيين من خالل الطريق

إن األدبيات التى تتعامل مع هذه األساليب . اآلخرفى التعيين تشير إلى جودة هذا اإلصالح، حيث إن تدفق المهنيين الذين أظهروا تميزا فى المجال

أحد أساليب التعامل مع مشكلة العملى هو البيروقراطيين غير األكفاء وغير الفعالين والتى تظهر عادة نتيجة التعيين من خالل األساليب

إن هذه المالحظة قد تشير إلى أن الدول . التقليديةالتى ترغب فى تقوية استقالل القضاة بها، وزيادة كفاءتهم، يجب أن تعمل على إيجاد طريقين أو

لتعيين القضاة للسماح بالتعيين الداخلى أكثر .والخارجى معا

إن المتطلبات التعليمية المالئمة للقضاة فى : التعليمنظام ما يعد مسألة ترتبط بكل بلد على حده كما تعتمد إلى حد كبير على الموارد المتاحة، ففى فرنسا، على القضاة الذين يتم تعيينهم من خالل

ى أشير إليها فى القسم السابق األساليب التقليدية التأن ينهوا ثالث سنوات من التعليم فى مدرسة

إن مثل هذا النوع من التعليم . قضاء متخصصةالقضائى المتخصص له مزاياه، خاصة فى الدول التى تطبق القانون المدنى حيث ينتشر تخصص القضاء، فهو يضمن أن األعضاء الجدد فى الهيئة

صبهم متحصنون بالمتطلبات القضائية يتقلدون منا . األساسية والمعرفة العملية معا

إن المشكلة تكمن فى أن مثل هذا البرنامج التعليمى يكون مكلفا ويحتاج إلى موراد كثيرة لذا . فإن العديد من الدول لن يكون فى إمكانها تطبيقه

غير أنه، قد يكون من الممكن التفكير فى نماذج رنسى والتى تظل فى مختصرة من النموذج الف

إطار إمكانيات الدولة، إن القطاع التطبيقى أو العملى من مدرسة القضاء يعد أحد األساليب التى يمكن أن يوصى بها حيث أنها توفر فرصا لتعيين قضاة تم تدريبهم مهنيا على مزاولة المهنة بما

.يتوافق مع أعلى معايير التطبيق

من أشكال وعلى أقل تقدير، يجب توفير شكل التعليم القانونى المستمر للقضاة، حيث يجب أن يتركز هذا التعليم إما فى مدرسة القضاء كما هو الحال فى فرنسا أو فى مركز قضائى يذهب إليه القضاة لتحديث معلوماتهم عن القانون للحد من

ومن . إصدار أحكام يمكن بسهولة استئنافهامسئولية المؤكد أن هذه السمة تتناول موضوع

القضاء أكثر مما تتناول موضوع استقالل القضاء، غير أن التدريب على األخالقيات كجزء من أى من هذه البرامج التدريبية قد يخدم تناول

.موضوع استقالل القضاء كذلك

ربما يكون وجود لجنة للترقى أو التقدم : الترقىوقائمة رسمية للترقى هى أهم سمات للنظام

ق بالترقى، حيث يبدو أن هذه الفرنسى تتعلالسمات فعالة فى الحفاظ على نزاهة إجراءات الترقى، كما أنه من شأن هذه السمات أن تقدم . نماذج يمكن االستعانة بها فى أماكن أخرى

وأحد السمات الخاصة بالنظام الفرنسى والتى من الممكن أن تقدم كنموذج فى دول معينة، هى

وتقوم هذه الوحدة .خدمات التفتيش القضائىبشكل أساسى بدور يجعل القضاة يتحملون مسئوليه عملهم، ولكن، وحيث إن رئيس خدمات


التفتيش القضائى هو أيضا عضو فى لجنة الترقى، فإن المعرفة التى تحصل عليها هذه الوحدة أثناء تأدية دورها فى هذه الخدمات، يكون

سمة تعد إن هذه ال. لها دورا فى إعتبارات الترقىأحد السمات التى يمكن أن تتخذ كنموذج لوسيلة تضمن كل من النزاهة والمسئولية فى إتخاذ

.قرارات الترقى

وهناك موضوع يرتبط بهذه التوصيات والذى يجب أن يؤخذ فى االعتبار، ففى فرنسا، تعمل خدمات التفتيش القضائى من داخل وزارة العدل،

مباشر، وبينما ال حتى وإن لم تكن تحت إشرافها التشكل هذه المسألة مشكلة فى فرنسا، غير أن هذا السياق من الممكن أن يعتبر فرصة لزيادة تدخل السلطة التنفيذية فى شئون الهيئة القضائية فى الدول النامية حيث لم ترسخ بعد التقاليد

إن مثل هذا التدخل يمكن بدوره أن . والمؤسساتأحد االقتراحات التى يهدد استقالل القضاء، فإن

من شأنها أن تحل هذه المشكلة هو أن تكون خدمات التفتيش القضائى مسئولة أمام المجلس

.القضائى


استعراض . استقالل القضاء فى إيطاليا )د 36)غير نظامى(نقدى من منظور مقارن

جويسيب دى فيديريكو : بقلمGiuseppe Di Federico

:مقدمة .1

هتمون باإلصالح القضائى مع بالنسبة لمن هم مإهتمام خاص باستقالل القضاء، من الممكن أن تكون التجربة اإليطالية موضع إهتمامهم لألسباب

:التالية

من بين الدول التى تطبق •القانون المدنى والتى تتمتع بنظام ديمقراطى متماسك، تعتبر إيطاليا الدولة التى حصل فيها استقالل

راف به سواء القضاء على أعلى إعتفيما يتعلق بحجم أحكام القانون التى صدرت رسميا بهدف حمايته أو فيما

.يتعلق بأسلوب تفسير هذه األحكام

تظهر التجربة اإليطالية أنه •عند متابعة قيمة استقالل القضاء كغاية فى حد ذاتها على حساب قيم

على سبيل المثال، (مهمة أخرى ) هنيةالمسئولية وضمانات الكفاءة الم

تنشأ سلسلة من العواقب السلبية، كما تظهر تجربة إيطاليا بشكل خاص أن األحكام التى تستهدف حماية استقالل القضاء، قد تنقلب على نفسها عندما تصل إلى الحدود القصوى، أى

.تصبح ضارة باستقالل القضاء

أسست هذه الورقة على بحث تجريبى أجراه كاتب هذه 36

الورقة على مدى الخمس وثالثين عاما الماضية، وقد تلقى . دعما بشكل أساسى من مجلس البحث القومى فى إيطاليا

ذكر أقل قدر من المراجع، حيث اقتصرت تقريبا وقد تم وقد تم نشر معظم . على األدبيات باللغة اإلنجليزية فقط

نتائج البحث الذى استخدم فى كتابة هذا المقال باللغة : اإليطالية ومن الممكن أن تجدها على موقع

www.irsig.bo.cnr.it

إن إيطاليا هى الدولة •الديمقراطية الوحيدة التى يتمتع فيها

لنيابة العامة بنفس ضمانات أعضاء ا .االستقالل التى يتمتع بها القاضى

وسأقدم شرحا مختصرا فى الصفحات التالية حول كيف توفر الحماية الستقالل القضاء فى مجال

منذ تعيينهم وحتى (إدارة شئون القضائيين ، كما ستكون هناك إشارة خاصة لهيكل )تقاعدهم

Consiglioالمجلس األعلى للقضاء وسياساته Superiore della Magistratura . وبشكل

خاص، سأقوم باختصار بتوضيح كيف تتخذ القرارات الخاصة ببعض الموضوعات التى تحمل فى طياتها عالقة قوية بحماية استقالل القضاء

على سبيل المثال، التعيين، والمستقبل المهنى، (). والنشاطات غير القضائية، والنظام، والمرتبات

خيرا، سأتعرض باختصار إلى بعض السمات وأ .المتعلقة بدور وزارة العدل

فقط، " نظام القضاء العادى"سيتناول هذا المقال من القضاة العاملين فى % 92والذى يضم حوالى

يتعامل القضاء العادى فى إيطاليا مع . إيطالياجميع الدعاوى الجنائية وغالبية الدعاوى المدنية،

فإن القضاة المهنيين فى األنظمة وعلى أية حال، أى المحاكم اإلدارية ومحاكم (القضائية األخرى

يتمتعون باستقالل مشابه لذلك الذى ) الحساب إن المحكمة 37.يتمتع به قضاة المحاكم العادية

عضوا تعمل فى إطار 15العيا والتى تتكون من كامل االستقاللية، كما لها هيكلها الخاص المنفصل

38.ن المحاكم العادية واإلداريةتماما ع

على الرغم من ذلك، هناك جانبان من نظام القضاء 37دارى يجب أن يوضعا فى االعتبار عند تقييم استقالله، اإل

الجانب األول هو أن عدد قليل من القضاة فى المحكمة العليا Consiglio di Stato ،تعينهم السلطة التنفيذية، والثانى

هو أن القضاة العاملين فى أحد أقسام المحكمة العليا قد ال تقديم المشورة يقومون مؤقتا بعملهم القضائى حيث يقومون ب .للسلطة التفنيذية فيما يتعلق باألمور القانونية

تمتد مدة واليتهم إلى تسع سنوات؛ ويقوم رئيس 38الجمهورية بتعيين خمسة من األعضاء، ويقوم قضاة المحكمة العليا بإنتخاب خمسة آخرين، كما يقوم البرلمان

غير أن . بإنتخاب الخمسة األخيرين بغالبية األصواتشكوك المتعلقة باستقالل المحكمة الدستورية الكامل قد ال

فيما يتعلق ) أ: (زادت فى اآلونة األخيرة فيما يتعلق بأمرين


:هناك تحذيران للقارئ

قضائى "يحمل المصطلح ) أmagistrate " معانى مختلفة

باختالف الدول، ففى إيطاليا، وكما هو الحال فى فرنسا، يستخدم هذا المصطلح ليعنى كل من القضاة وأعضاء النيابة العامة، وفى كلتا الدولتين يرتبط تعيينهم ببعض كما يمكنأن يتنقلوا من وظيفة إلى أخرى ومن الممكن أن يتكرر

39.ذلك أثناء مدة خدمتهم

عندما أشير فى هذا المقال، ) بوعلى أساس من بيانات البحث الذى قمنا به، أن أحد جوانب عمل النظام القضائى تستقى من جانب آخر أو يتسبب فيه جانب آخر، فإن ذلك ال يعنى أن هناك عالقة سبب وأثر

ما أعنيه . بين االثنينبسيطةهو أن بيانات البحث تشير إلى

أو التغيرات (أن أحد الجانبين ) التى تطرأ على هذا الجانب

من المؤكد أنها تعتبر عامال كبيرا يؤثر على حدوث جانب

وبإمكانى أن . آخر أو سماتهأطرح عددا من مصادر التأثير األخرى الداخلية والخارجية

ى وذلك على النظام القضائ بنظام تعيينهم، وخاصة فيما يتعلق بسلطات رئيس

فى ) والذى تمتد مدة واليته إلى سبع سنوات(الجمهورية وبسبب أن قضاة المحكمة ) ب(تعيين ثلث القضاة مستقال؛

دستورية يمارسون السياسة ضمن أحد األحزاب السياسية المباشرة بعد أن يتركوا المحكمة، أو يتم تعيينهم كوزراء أو

لذا قد تم مؤخرا التقدم . رؤساء لهيئات عامة مهمةباقتراحات لإلصالح؛ ويقترح أن يحظر على القضاة بعد تركهم للخدمة اإلنتخاب فى أحد المجالس التشريعية أو

.ين فى هيئات عامة لعدد معين من السنواتالتعي أما فى المملكة المتحدة والواليات المتحدة االمريكية، 39

يستخدم لإلشارة إلى " magistrateقضائى "فإن المصطلح أما فى أسبانيا . القضاة فقط والذين يقومون بوظائف محددة .فهو يستخدم ليعنى مستوى معين من القضاة

لمعظم العالقات التى سأشير .إليها فيما بعد

المجلس األعلى للقضاء .2

ومن أجل حماية استقالل القضاء، ينص الدستور ، على 1948اإليطالى والذى تم تفعيله فى عام

أن جميع القرارات الخاصة بالقضاة وأعضاء على (النيابة العامة منذ التعيين وحتى التقاعد

لترقى، والنقل، والتأديب، وعدم سبيل المثال، وايجب وأن تكون فقط فى نظام اختصاص ) األهلية

أى (مجلس يتكون من غالبية من القضائيين يقوم زمالؤهم ) القضاة وأعضاء النيابة العامة

كما ينص، بشكل أوضح، على أن . بانتخابهمثلثى األعضاء يجب أن يكونوا من القضائيين

تخاب الثلث األخير من وعلى أن يقوم البرلمان بانبين أساتذة القانون والمحامين ذوى خبرة مهنية

كما ينص الدستور على أن يترأس . سنة15 –المجلس األعلى للقضاء، رئيس الجمهورية

وتكون هذه الرئاسة فى واقع األمر مجرد رئاسة كما يضم بين أعضائه رئيس محكمة –رمزية

هذا ويتم .النقض العليا والنائب العام للنقضتغيير األعضاء المنتخبين من الهيئة القضائية

عضوا 33بالكامل كل أربع سنوات، وحاليا هناك .فى المجلس األعلى للقضاء

هذا وقد تكون أول مجلس أعلى للقضاء فى عام ). سنة من تفعيل الدستور11أى بعد (1959

ومنذ ذلك الوقت، تطور دوره وامتد ألكثر من ئون القضائيين، حيث أن تأثيره مجرد إدارة ش

على العمل الداخلى بالمحاكم ومكاتب النيابة يعد هذا وقد تسبب امتداد دور . جيدا بشتى الطرق

المجلس األعلى للقضاء فى بعض األوقات ليتخطى الحدود الرسمية التى نص عليها الدستور فى تعارض مع سلطات أخرى بما فى ذلك رئيس

.الجمهورية

يأتى ذكرها فيما بعد، وبينما نبحث وألسباب سالتعديالت التى أدخلت على النظام المهنى، من المهم أن نشير إلى جانب معين من تطور المجلس

منذ عام . األعلى للقضاء والذى يرتبط بتكوينه كان هناك تمثيل زائد 1968 وحتى عام 1959


لقضاة المراكز األعلى كما كان ينتخبهم أقرانهم ، أصبح ال يمكن 1968أنه منذ عام فقط، غير

انتخاب أى من قضاة المراكز األعلى إال عن . طريق تأييد انتخابى من قضاة الدرجات األدنى

ومن الجدير بالذكر، أنه ال يوجد مجلس أعلى وأعنى فرنسا، (للقضاء فى أوروبا القارية

به هذا العدد من األعضاء ) والبرتغال، وأسبانيا القضاة، كما ال يوجد قانون المنتخبين من بين

إنتخابى يجعل هؤالء األعضاء يهتمون بتوقعات أنظر (الهيئة القضائية من الدرجات األدنى

).1الجدول رقم

:التعيين .3

كما هو الحال فى دول أوروبا القارية، فإن إيطاليا تقوم بتعيين قضاة مهنيين، وعادة تتم هذه العملية

ومية تنافسية وتكون سنويا على أساس اختبارات قذوى الوضع "مفتوحة لجميع خريجى القانون

كما أن نموذج التعيين المتبع ". األخالقى الجيديشبه فى األساس النظام المتبع لإللتحاق بالوظائف

40.العليا فى البيروقراطية الوزارية القومية

هذا ويتخذ المجلس األعلى للقضاء قرارات دخول ت كما يتولى تعيين لجان المرشحين إلى المنافسا

الممتحنين، والتى يرأسها أحد أعضاء الهيئة القضائية من الدرجة العليا، كما يتكون معظمها

هذا وال . من القضائيين وبعض أساتذة القانونتطلب خبرة مهنية سابقة وال حتى يدخل هذا ضمن معايير التقييم لالختيار بأى شكل من

تقدمين لالختبارات األشكال، حيث يتم اختيار المعلى أساس معلوماتهم العامة بعدد من أفرع القانون حيث يتم اختبار ذلك من خالل اختبارات

وتشير بيانات بحثنا إلى أن . كتابية وشفهيةبدقة " القياس"االختبارات بعيدة كل البعد عن

وفى بالد أوروبا . للمعلومات الفعلية للمرشحين من خالل مسابقات الغربية، يتم تعيين القضاة

عامة وهى ما تعتبر أفضل وسيلة لضمان اختيار

المهنة " بعنوان G. Di Federicoو مؤلف دى فيديريك 40

جوديشال ريفيو " القضائية فى إيطاليا وأساسها البيروقراطى،The Judicial Review الجريدة القانونية لجامعات ،

The Law Journal of Scottishاسكتلندا Universities 55-40، الصفحات 1976، عام.

محايد، وللسبب نفسه، يعين هذا األسلوب على وفى بعض . توفير حماية أفضل الستقالل القضاء

الدول، مثل إيطاليا، يكون هذا هو النظام الوحيد لتعيين القضاة المهنيين؛ أما فى دول أخرى، مثل

ففى (ا النظام هو السائد فرنسا وأسبانيا، فإن هذ% 20فرنسا، على سبيل المثال، يتم تعيين حوالى

من القضائيين المهنيين من المهن القانونية وشبه ).القانونية األخرى

إن غالبية المرشحين الذين ينجحون هم الذين سنة، هذا 27 و23يتقدمون إلى المسابقة بين سن

ائى وقد زادت أعداد المتقدمين لالختبار القضوهناك أكثر . خالل العقود الماضية زيادة ضخمة

من عشرة آالف متقدم لالختبار، كما يظهر أكثر إن . (من خمسة آالف منهم لالختبارات الكتابية

200عدد المناصب المتاح، عادة ما يكون حوالى وتشير بيانات بحثنا إلى أن .) عند كل مسابقة

: أساسيينزيادة أعداد المرشحين ترجع إلى سببينأن الرواتب وإمكانيات التطور المهنى فى القضاء قد أصبحت أفضل بكثير من غيره من قطاعات الخدمة العامة؛ وتركيز وسائل اإلعالم الدائم على الدور الذى يلعبه عدد صغير من الهيئة القضائية

خاصة من (خالل الخمس وثالثين سنة الماضية فى ) لتحقيقالقضائيين الذين يقومون بوظائف ا

. اإلرهاب، والجريمة المنظمة، والفساد" محاربة"كما تشير بيانات بحثنا إلى أنه خالل العشرين سنة الماضية، كان هناك زيادة دائمة فى أعداد القضاة المعينين حديثا والذين يرغبون فى القيام بوظائف

. التحقيق

فى إيطاليا وكذلك فى –إن نموذج االختيار هذا يقوم على أساس –وروبا القارية األخرى دول أ

افتراض أن القضائيين الذين يتم تعيينهم بهذه الطريقة سيكتسبون الكفاءة المهنية كما سيختلطون

–ثقافيا بالهيكل القضائى حيث يتوقع أن يظلوا بقية عمرهم الوظيفى –وعادة هذا ما يحدث

يصعدون السلم المهنى والذى تعتمد خطواته على قييم والذى يضع فى اعتباره األقدمية واألفضلية الت

.بطرق عدة

التدريب المبدئى والتعليم .4 المستمر


إن نظام التعيين الذى تطرقنا إليه باختصار أعاله له آثاره على التدريب المبدئى والتعليم المستمر، والذى تختلف عنها فى األنظمة الذى يعتمد التعيين

المحامين ذوى الخبرة فيها على االختيار من بينعندما يكون هناك حاجة لشغل وظيفة شاغرة فى

أما فى . أحد المحاكم، كما يكون أكثر تعقيداإيطاليا، وغيرها من دول أوروبا القارية، يتم تعيين خريجى القانون الجدد والذين ليس لديهم أية خبرة سابقة وذلك تلبية لالحتياجات الوظيفية فى

على مستوى الدولة، وعالوة نظام المحاكم ككلعلى ذلك، فإنه فى إيطاليا، وفرنسا كذلك، من المتوقع أن يسدوا احتياجات مكاتب النيابة العامة

وبمعنى آخر، يتوقع من القضائيين . كذلكالمعينين حديثا أن يشغلوا ودون تمييز أنواع الوظائف الشاغرة فى المستويات القضائية األدنى

؛ ويختلف النظامين عن على مستوى الدولةوبمعنى آخر، يتوقع من هؤالء . بعضهما البعض

القضائيين أن يؤدوا وظائف قضائية متنوعة وتتضمن مؤهالت مهنية وتدريب مختلفين، ويعتمد

.ذلك على طبيعة ما يوكل إليهم من عمل

وبعد ذلك، قد يطلبون االنتقال من محكمة إلى ن الممكن أخرى أو مكتب نيابة إلى آخر، كما م

أن يطلبوا، عند حصولهم على ترقية، أن يشغلوا وظائف مختلفة شاغرة فى مستويات قضائية

لذا فإن مهمة توفير مؤسسات مناسبة . أعلىتضمن ليس فقط تدريبا مبدئيا فعاال وتعليما مستمرا مرضيا وإنما تضمن أيضا توفير برامج متخصصة للذين يتنقلون بين الوظائف القضائية

ختلفة، تصبح مسألة معقدة إلى حد ما فى ظل الممثل (وفى عدد من الدول األوروبية . نظام كهذا

تم خالل العقود الماضية إنشاء ) فرنسا وأسبانيامدارس متخصصة بها عاملون دائمون، غير أن

هذا . مثل هذه المدرسة لم تنشأ فى إيطاليا بعدويقوم المجلس األعلى للقضاء من وقت إلى آخر

تحديد طبيعة برامج التدريب المدبئى والتعليم ب .المستمر ومحتواها

:المستقبل المهنى .5

دعونا اآلن نتطرق باختصار إلى تطور النظام المهنى، ففى إيطاليا، مثلها مثل غيرها من الدول التى تطبيق القانون المدنى والتى بها نفس نظام

ال، فرنسا، وأسبانيا، وألمانيا، والبرتغ(التعيين ، تتم عملية دورية لتقييم األداء المهنى )وغيرها

وتخدم هذه التقييمات عددا من . للقضائيينأوال، التأكد من أن صغار : الوظائف األساسية

القضائيين قد اكتسبوا بالفعل الكفاءة المهنية المطلوبة، ثم بعد ذلك، يتم اختيار أكثرهم تؤهال

. األعلىلشغل المناصب فى المستويات القضائيةوأخيرا ولكن ليس آخرا، تضمن محافظة القضائيين على مؤهالتهم المهنية على مدى سنين

) سنة35 إلى 40والتى تمتد عادة من (الخدمة أصبح سن التقاعد اإلجبارى اآلن (وحتى التقاعد

). سنة72

كان النظام فى السابق وحتى وسط الستينيات من ييمات لألداء القرن العشرين، أن تقام سبعة تق

المهنى على مدى السلم المهنى، غير أن اثنين منهم فقط كانوا يتسمون بقدر كبير من المنافسة

وهما، التقييم حتى يصبح (والدقة فى االختيار قضائيا على مستوى محاكم االستئناف، والثانى ). حتى يصبح قضائيا على مستوى محكمة النقض

هنى قضاة على هذا وكان يقوم بتقييم األداء المدرجات عالية وعلى أساس أعمال مكتوبة يقدمها

).أحكام، مرافعات، وغيرها(المرشحين

إن المرور على الثالث خطوات المتعاقبة فى فقط من % 1.18والتى تمثل (المستقبل المهنى

يعد ) إجمالى الوظائف المتاحة فى الهيكل القضائىأو قاعدة، ما عدا فى حالة ثبوت عدم األهلية

الوصول إلى سن التقاعد، ويكون ذلك على أساس إن أول هذه . األقدمية فى درجة قضاة النقض

وهى (الخطوات الثالث فى المستقبل المهنى قضائى فى محكمة النقض يتولى وظائف توجيهية "

، تؤدى إلى الترقى إلى عدد محدود من ")علياالوظائف مثل رئيس محكمة االستئناف، أو محامى

ستئناف، أو رئيس أحد األقسام فى محكمة عام اأما الخطوتان . النقض، أو مدافع عام فى النقض

األخريتان فتؤديان إلى الترقى إلى مراكز عليا وهى نائب عام محكمة النقض ورئيس أول

41.محكمة النقض

ة، يتم فى الهيئات القضائية التى تتسم بالبيروقراطي 41

ترتيب األدوار التنظيمية حسب التدرج الوظيفى والذى


وتشير بيانات بحثنا أنه قبل الستينيات من القرن من القضائيين % 55العشرين، كان حوالى

يحالون إلى التقاعد فى سن السبعين وهم فى وظائف قضاة استئناف، وأن عددا كبيرا من هؤالء يصل إلى هذا المستوى المهنى فقط فى

هذا وقد انتقد عدد . السنوات األخيرة وقبل التقاعدكبير من القضائيين هذا النظام المهنى خالل أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن

خاصة هؤالء الذين ما زال عليهم أن (ين العشريمروا على الخطوات المهنية التنافسية والتى تدقق

وقد كان النقد بناء على أن ). فى االختيارالتقييمات المهنية التى تعتمد على األحكام المكتوبة التى يقدمها المرشحون والتى توضع فى أيدى عدد محدود من قضاة الدرجات العليا يعيق

كما أنه يتسبب فى ) الداخلى(ستقالل القضائى االانتشار خضوع القضائيين فى الدرجات األدنى للتفسير القضائى لمصطلح الصفوة القضائية

والذى أدخل على الهيئة القضائية " المتحفظة" .خالل عصر الفاشية

وقد قام البرلمان بتغيير القوانين التى تحكم الترقى تحت 1973 و1963بشكل جذرى ما بين عامى

ضغط من المجلس األعلى للقضاء، وتجاوبا مع جمعية القضائيين والتى تتسم بالقوة، ومع تأييد

حيث أن المالحظ هو تأييد (األحزاب اليسارية البرلمانيين المنتمين للحزب الشيوعى وعددهم

ونصت القوانين الجديدة على أن يحتفظ ). كبيردى جميع بإجراء تقييم لألداء المهنى على م

الخطوات فى السلم المهنى، غير أنها تركت حرية تحديد كيفية إتخاذ القرار فى هذه المسألة للمجلس األعلى للقضاء، ومع حلول هذه المرحلة، كان نظام انتخاب القضائيين فى المجلس األعلى للقضاء قد تغير كما ذكرنا من قبل، حيث أصبح

. يرتبط به درجات مختلفة من اإلشباع المادى والسيكولوجى

وهناك عالقة خاصة جدا بين التدرج الوظيفى وبين تدرج حجم الوالية القضائية الذى تتمع به المحاكم المختلفة فيما

يترقون إلى يتعلق بترقى القضاة، حيث أن القضاة الذين درجات أعلى يجب أن يعملوا فى محاكم ذات والية قضائية أكبر، أو أن يتم تعيينهم فى محكمة ذات والية ووظائف

على سبيل المثال، (قضائية أدنى ولكن فى وظيفة إشرافية وال زال هذا النظام يسود دول ). رئيس محكمة أدنى

والبرتغال، مثل فرنسا، وأسبانيا، (أوروبا القارية الغربية .، غير أنه قد تغير بشكل جذرى فى إيطاليا)وألمانيا

ت ثلثا أعضاء المجلس متجاوبين مع توقعاوكانت النتيجة أن . زمالئهم من المستقبل المهنى

قام المجلس األعلى للقضاء بتفسير هذه القوانين الجديدة التى تحكم مستقبل القضائيين المهنى بشكل يضمن أقصى الرضا عن نفسه حتى وصل إلى حد رفض تطبيق أى شكل من أشكال التقييم

االستحقاق "المهنى، حتى أن الترقى بناء على ألعلى المناصب كان يمنح حتى " لقضائىا

للقضائيين الذين ابتعدوا عن مهنتهم فى إجازات طويلة للقيام بنشاطات أخرى مع السلطة التنفيذية

.أو التشريعية

أما الوضع الحالى وعلى مدى الثالثين عام الماضية، فقد أصبح تقييم المرشحين ذوى الحد

ح لهم األدنى من األقدمية المطلوبة التى تسمبالدخول فى منافسة من أجل الترقى إلى المستويات المختلفة من التدرج الوظيفى فى القضاء ال يعتمد على اختبارات كتابية أو شفهية، كما ال يعتمد على تقييم عملهم القضائى المكتوب،

ألدائهم القضائى يتخذ " عام"وإنما يعتمد على تقييم لذا يتم ترقى . فيه القرار المجلس األعلى للقضاء

جميع المرشحين ذوى األقدمية المطلوبة، ما عدا . من يسجل لهم مخالفات تأديبية أو جنائية خطيرة

وبناء عليه، يتم ترقية عدد أكبر من عدد الوظائف الشاغرة المتاحة ويتمتعون بجميع المزايا االقتصادية والعينية للدرجة الجديدة، غير أنهم

ن وظائفهم القضائية يظلون بشكل مؤقت يمارسو وفى واقع 42.األدنى والخاصة بدرجتهم السابقة

األمر، ال يتقلد معظمهم المنصب القضائى األعلى بشكل رسمى والمرتبط بدرجتهم الوظيفية الجديدة، وبمعنى آخر، فإن خريج الحقوق الجديد يمكن أن يطمئن أنه بمجرد النجاح فى اختبار اإلنضمام إلى

، والذى تختبر فيه معلوماته أو الهيئة القضائيةمعلوماتها فى مختلف أفرع القانون، أنه بمرور

عاما ودون المرور 28الوقت فسوف يصل بعد بأية اختبارات لمؤهالته المهنية إلى قمة المهنة القضائية، والتى كانت حتى وسط الستينيات من القرن العشرين تقتصر على عدد يزيد بقليل على

وبينما كان عدد القضائيين . ينمن القضائي% 1

لذا فإن أحد السمات التقليدية األساسية للهيئات القضائية 42

التى تتسم بالبيروقراطية فى الدول الغربية، والتى تم شرحها .من قبل، قد تغيرت بشكل جذرى فى إيطاليا


الذين وصلوا إلى أعلى مستويات الوظيفة القضائية حوالى مائة قضائى حتى وسط الستينيات

وكانوا جميعا يشغلون (من القرن العشرين المناصب القضائية العليا بشكل رسمى وبما يرتبط

، فقد أصبح العدد اآلن )بدرجتهم المهنية العاليةوبالتأكيد، ال زال معظمهم (. 2500يزيد على

يمارسون وظائفهم القضائية على المستويات األقل )43.من السلم القضائى

وهناك قاعدة أنه عندما تحدث تغييرات جذرية فى أحد العناصر الوظيفية األساسية لمنظمة ما، تستتبعها بالضرورة تغييرات أخرى تحدث تلقائيا د على الرغم من عدم التخطيط لها، وال تع

إن . المنظمة القضائية استثناءا من هذه القاعدةالتغييرات التى طرأت على النظام المهنى استتبعت عددا من التعديالت فى نظام إدارة شئون

). القضاة وأعضاء النيابة العامة(القضائيين وسنعرض هنا فقط للتعديالت التى تؤثر بشكل

ير أى، التقليل الكب(مباشر على استقالل القضاء فى الضمانات الخاصة بمؤهالت القضائيين المهنية، والحرية الكبيرة التى منحت للمجلس األعلى للقضاء فى إتخاذ قرارات تؤثر تأثيرا عميقا على توقعات القضاة وأعضاء النيابة العامة،

).وزيادة النشاطات غير القضائية

تقييم المؤهالت المهنية .6 واالستقالل

ق القانون المدنى والتى تقوم فى الدول التى تطببتعيين خريجى القانون الجدد والذين ليس لديهم

6882 كان القانون فىأوائل الستينيات ينص على 43

وظيفة قضائية عادية، وقد كان عدد الوظائف القضائية أو وظائف النيابة العامة المحجوزة لمن يصل إلى أعلى

وتضمنت الزيادة األخيرة . وظيفة102الدرجات فى مهنته 9109فى عدد القضائيين ان وصلت الوظائف المتاحة لهم

) آالف منصب قضائى شرفى10عالوة على حوالى (الوظائف المحجوزة للذين وصلوا إلى أعلى ووصل عدد وهذا يعنى أن ما يزيد على ألفين ممن . 112السلم المهنى

تم ترقيتهم إلى أعلى الدرجات فى السلم الوظيفى ما زالوا يشغلون وظائف قضائية أو وظائف نيابة عامة على مستوى أقل، كما يعنى ذلك أن معظمهم لن يصل أبدا إلى تولى دور

و فى النيابة العامة يوازى درجته العالية فى السلم قضائى أ .المهنى

والتى بالتالى تضع نظاما للتدرج –خبرة عملية يتم ضمان المؤهالت المهنية من خالل –القضائى

عمل تقييمات موضوعية متكررة لتقييم األداء سنة من 45 إلى 40المهنى على مدى من

النظام سائدا بأشكال مختلفة وما زال هذا. الخدمةفى الدول التى تطبق القانون المدنى فى غرب أوروبا، مثل فرنسا، وألمانيا، وأسبانيا، غير أنه فى إيطاليا، وفى واقع األمر، ألغى المجلس األعلى للقضاء هذه التقييمات على الرغم من أن القانون ال زال ينص عليها، حيث أن المجلس

والنظام اإلنتخابى بداخله نحو يميل بحكم تشكيلهأنظر (تلبية مصالح وتوقعات جموع القضائيين

كما أنه بعد التعيين، تترك مسألة تطوير ). أعالهالمهارات المهنية، وتقويتها، وتحديثها فى يد رغبة وصالحية الخريج الشاب طوال مدة خدمته فى

لذا فإن التعديالت التى أدخلت على . المهنةالمهنى القضائى فى الستينيات وأوائل المستقبل

السبعينيات من القرن العشرين، والتى أدخلت تحت اسم توفير حماية أفضل الستقالل القضاء، قد أدت إلى خفض حاد فى الضمانات التقليدية التى كانت متوفرة للمواطنين فيما يتعلق . بالمؤهالت المهنية للقضاة وأعضاء النيابة العامة

قال على حق أن معايير األداء وكما كان يوالمؤهالت المهنية العالية تعتبر فقط شرطا لممارسة الوظائف القضائية بكفاءة، ولكنها أيضا أفضل حماية شخصية ضد التدخالت الخارجية . غير المقبولة والتى تفرض على السلوك المهنى

وبهذا، يمكن القول أن الخفض الحاد فى الت المهنية والذى تسبب الضمانات التقليدية للمؤه

فيه إلغاء أى شكل من أشكال التقييم لألداء المهنى سنة من الخدمة، قد أدى 45 أو 40على مدى

أيضا إلى خفض حاد فى أحد الضمانات المؤسسية .لالستقالل

إن التقييمات التفصيلية والمتكررة لألداء المهنى على مدى عمر الخدمة القضائية كان له عالقة

، وبعدة وسائل، بجميع القرارات التى تتخذ وطيدةفيما يتعلق بالنقل من محكمة إلى أخرى وكذلك فى تحديد األدوار فى مختلف المحاكم ومكاتب النيابة

لقد أدى إلغاء التقييمات التفصيلية لألداء . العامةالمهنى، والتى كانت تتم دوريا وكتابة على مدار

ادة كبيرة جدا فى المستقبل المهنى، قد أدى إلى زيالحرية الممنوحة للمجلس األعلى للقضاء فى إتخاذ


قراراته فى أمور بطبيعتها تتسم بالعاطفية بالنسبة للقضائيين الذين يسعون من وقت إلى آخر إلى . المنافسة على تقلد مناصب أفضل أو أكثر أهمية

وتشير بيانات بحثنا بوضوح أنه على مدى أدرك القضائيون الثالثين عاما الماضية،

اإليطاليون أن آمالهم فيما يتعلق بهذه المسائل يجب وأن يتم تدعيمها من خالل عالقات شخصية مع متخذى القرار، وأنه، وعلى نفس القدر من األهمية، يجب أال تتناقض تصرفاتهم مع توقعات

إن العدد القليل من القضائيين . متخذى القرار أقوالهم هذه الذين تجاهلوا بتصرفاتهم أو

التوقعات، لم تحظى طلباتهم فيما يتعلق بهذه . األمور بأى اهتمام من المجلس األعلى للقضاء

وفيما يتعلق بإدارة العالقات بين المجلس األعلى للقضاء والقضائيين، يقوم الزمالء المنتخبون فى المجلس األعلى للقضاء من واقع القوائم االنتخابية

جمعية القومية للقضائيين لألقسام األربعة للولهذا السبب، . بدور خاصANMIاإليطاليين

يصبح تقريبا معظم القضائيين أعضاء فى الجمعية ومن . القومية للقضائيين اإليطاليين وأحد أقسامها

الممكن أن تكون عضويتك الجيدة فى أحد أقسام الجمعية أمرا مهما للحصول على التأييد المطلوب

كون للمجلس األعلى للقضاء فيه فى مجال آخر ي، )أى، فى اإلجراءات التأديبية(حرية اتخاذ القرار

وذلك أيضا بسبب عدم وجود ميثاق أخالقى . مفصل

االستقالل والنشاطات غير .7 القضائية

–إن النشاطات غير القضائية فى إيطاليا عديدة وهى بالتأكيد كثيرة وتهدد االستقالل القضائى

السلطات المناسب عنها فى دول والفصل بين أخرى لها تاريخ طويل من نظام ديمقراطى

ويصل عدد النشاطات غير القضائية التى . راسخكان يقوم بها القضائيون اإليطاليون سواء طوال الوقت أو بعض الوقت وعلى مدى الثالثين عاما

وحتى نعطى فكرة . الماضية إلى عشرات اآلالفدعونا أوال ندرس نوع عن حجم هذه الظاهرة،

النشاطات التى قد يقوم بها القضائيون العاديون بينما يكونون قد حصلوا على إجازة (طوال الوقت

سأتحدث أوال عن ). من المجلس األعلى للقضاءالنشاطات البعيدة عن المنصة والتى تجعل

القضائيين يعملون بشكل أكثر مباشرة ووضوح انت هذه الظاهرة لقد ك. مع األحزاب السياسية

محدودة إلى حد ما حتى السبعينيات من القرن فقد كان يتم انتخاب عدد ضئيل من : العشرين

لإلنضمام إلى ) اثنين أو ثالثة قضائيين(القضائيين ومنذ ذلك الحين، بدأت هذه الظاهرة . البرلمان

12فى النمو بشكل مطرد، حيث تم انتخاب 1976 عام قضائيا فى االنتخابات العامة فى

لإلنضمام إلى البرلمان، وكانوا معظمهم مرشحون عن أحد الحزبين الرئيسيين، أى الحزب الشيوعى

وفى االنتخابات . والحزب الديمقراطى المسيحى، 1996القومية األخيرة والتى أجريت فى عام

دخل خمسون من أعضاء القضاء العادى فى ة، وتم السباق اإلنتخابى كممثلين عن أحزاب مختلف

17 فى مجلس الشيوخ، 10( منهم 27إنتخاب كما تم إنتخاب اثنين آخرين ). نواب فى البرلمان

وخالل العشر . لإلنضمام إلى البرلمان األوروبىسنوات الماضية، تم انتخاب اثنين من القضائيين

وقد هزم واحد رشح نفسه (لمنصب رؤساء أقاليم وخالل ؛ وعالوة على ذلك، )لنفس هذا المنصب

نفس الفترة كان هناك قضائيون وزراء، وقضائيون وكالء وزارة، وعمد لمدن صغيرة وكبيرة، وقضائيون انتخبوا فى المجالس اإلقليمية والمحلية، وغيرهم تولى مناصب فى أفرع مختلفة

كما أنتخب فى أوائل . من الحكومات المحليةالتسعينيات من القرن العشرين عضو قضائى

الحزب (ب أمين عام حزب سياسى ليشغل منص Partito Socialاإلجتماعى الديمقراطى

Democratico .( هناك وظائف أخرى يتكررإلتحاق القضائيين بها طوال الوقت وهى الوظائف

والتى وصل عددها (التنفيذية فى وزارة العدل وكذلك الخدمة فى وزارات ) 136اآلن إلى

أخرى فى منصب رئيس مكتب، ورئيس رتارية الوزراء ووكالء الوزارة، وأعضاء فى سك

اإلدارات التشريعية فى مختلف الوزارات، واستشاريين للجان البرلمانية، واستشاريين للمنظمات األوروبية وغيرها من المنظمات

وقد وصل مجموع هذه (الدولية، وغيرها وهناك ). 2000 فى مارس 248الوظائف إلى

تمارس بعض النشاطات غير القضائية التىالوقت، وتتضمن هذه العمل كاستشاريين للحكومات المحلية والقومية، واللجان الدراسية


وقد صرح المجلس األعلى (ومهام التدريب نشاط غير قضائى خالل الثالث 918للقضاء بـ

ومؤخرا ظهر نوع جديد ). عشر شهرا الماضيةمن النشاطات غير القضائية مدر للربح، وهو

غير أنه حظر على القضائيين العاديين التحكيم،لكنه لم يحظر على القضائيين بالمحاكم (فقط

).اإلدارية

وبالتأكيد سيصعق المراقب األجنبى ليس فقط من أعداد وأنواع النشاطات غير القضائية المسموح بها فى إيطاليا، بل وأيضا من التداخل بين

– القضائيين والطبقة السياسية الذى نشأ عن ذلكوهو تداخل لم يكشف عنه بشكل كامل من خالل النظر فقط فى العدد الكبير من القضائيين

فى المجالس (الناشطين فى سياسات األحزاب والهيئات التنفيذية على المستويات الدولية،

أوال، إن عدد . وذلك لسببين) والقومية، والمحليةالقضائيين الذين يقيمون عالقات مع األحزاب

سية المختلفة للحصول على الوظائف التى السيايسعون وراءها أعلى بكثير من العدد الذى ينجح

ثانيا، ألن عددا كبيرا من . فى تحقيق ذلكالنشاطات غير القضائية ذات األهمية األقل يتم الحصول عليها برعاية األحزاب السياسية المختلفة

غير أن هذه النشاطات تصبح . بشكل أو آخرر، أو على أى حال يسعى إليها القضائيون باستمرا

وينظرون إليها، بصفتها خطوة وسيطة علىطريق الحصول على ميزات سياسية ودعم الحزب المطلوب للحصول على وظائف غير قضائية أهم

وقد يكون أقل دهشة بالنسبة لألجنبى أن . وأفضليعلم أنه بنهاية مدة خدمة القضائيين كممثلين

فى البرلمان، أو السلطة التنفيذية، سواء (لألحزاب يعودون إلى ممارسة نشاطاتهم ) وغيرهماكما أنهم ال يرون غضاضة فى الحكم . القضائية

على أحد الزعماء السياسيين ألحد األحزاب التى عارضت دائما الحزب الذى مثلوه شخصيا وعلى

44.مدى سنوات عديدة فى المستقبل القريب

2000 لقد وقعت أكثر الحاالت وضوحا فى نوفمبر 44

عندما قام أحد قضاة محكمة النقض، برليجى أونوراتو Pierluigi Onorato والذى خدم لسنوات عديدة كنائب ،

فى البرلمان ممثال عن الحزب الشيوعى، بكتابة حكم ضد ، وهو أحد Marcello Dell'Utri ديل أوترى مارشيلو

السياسيين المعارضن المشهورين بمعارضتهم للحزب

ضاة اإليطاليون بأدوار هامة إن إمكانية أن يقوم القكممثلين عن أحزاب سياسية ثم يعودون إلى وظائفهم القضائية أو الحصول على مجال أوسع من النشاطات غير القضائية والتى تمنح لهم من خالل منح من مصادر خارجية، لهو بالتأكيد ظاهرة محدودة جدا فى البلدان التى تطبق التقاليد

عيدا عن اعتبارات أخرى وب. ساكسونية-األنجلوعلى سبيل المثال، تبنى مواثيق مفصلة (مهمة

لألخالقيات القضائية تنظم المسألة وتطبيقها ، فإن )بصرامة فى الواليات المتحدة األمريكية

هيكل الهيئات القضائية فى هذه الدول يعوق ظاهرة النشاطات غير القضائية من أن تصل إلى

القاعدة هى أن يتم حجم ملحوظ، ففى هذه الدول، تعيين القضاة من بين المحامين ذوى الخبرة لشغل

إن . وظائف محددة شاغرة فى محاكم معينة خاصة نشاطات –توجههم لنشاطات أخرى

سيثير فى الحال مسألة كفاءة عمل –طوال الوقت 45.المحاكم التى يعملون بها

إن العالقة بين المحاكم والقضاة تختلف فى معظم التى تطبق القانون المدنى، وكما ذكرنا من الدول

قبل، فى إيطاليا وغيرها من دول أوروبا القارية الغربية، يتم تعيين القضائيين، سواء كان غالبيتهم أو كلهم، من خريجين القانون الذين ليس لديهم خبرة، كما يتم مع أى فئة من الموظفين

ر وباإلضافة إلى ذلك وعلى نفس القد. العموميينمن األهمية، يتم تعيينهم لتلبية احتياجات وظيفية دون تحديد فى جميع المحاكم على مستوى الدولة

وفى إيطاليا، كما هو الحال فى فرنسا، يتوقع أن (تلبى هذه التعيينات االحتياجات الوظيفية لمكاتب

ومن الجدير بالذكر، أن الحكم الذى كتبه العضو . الشيوعى

الشيوعى السابق فى البرلمان حكم، باإلضافة إلى عدد آخر من العقوبات، بطرد النائب فىالبرلمان المعارض للشيوعية

. األوروبى واإليطالىمن البرلمان دعونى أسترجع فى هذا السياق على سبيل المثال أنه 45

، رئيس الواليات Trumanعندما عين الرئيس ترومان Robert المتحدة األمريكية، القاضى روبت جاكسون

Jackson فى منصب مدعى عام الواليات المتحدة ر األمريكية فى محاكمات نورمبرج لجرائم الحرب، تقدم كبي

بشكاوى متكررة Harlan Stoneالقضاة هارالن ستون ليس فقط ألن هذا التعيين يهدد مصداقية المحكمة العليا، وإنما أيضا بسبب العواقب السلبية المضاعفة على عمل المحكمة العليا على نفس الدرجة من الكفاءة بسبب غياب

.أحد أعضائها


ويمكن تنقلهم على جميع مستويات ) النيابة العامةن المعتاد أن يظلوا، مستقبلهم المهنى، حيث أنه م

مثلهم مثل غيرهم من الموظفين العموميين، حاضرين لشغل أية حاجة وظيفية فى المؤسسات

لذا، عندما يتولى القضائيون وظائف . العامةطوال الوقت غير وظيفتهم القضائية، فهم ال يستبعدون رسميا من وظيفة معينة فى محكمة

ق القانون معينة كما هو الحال فى الدول التى تطبالعام، وإنما يؤخذون دون تمييز من الهيئة القضائية، وإذا كان هناك حاجة يمكن استبدالهم بنقل أحد القضائيين الجدد إلى هذا المنصب القضائى، أو بنقل أحد القضائيين العاملين فى حالة

غير أنه فى الحالة األخيرة، ينظم . المحاكم العلياوالشروط التى يمكن القانون بصرامة اإلجراءات

من خاللها للمجلس األعلى للقضاء أن ينقل أحد القضائيين وذلك بهدف احترام حكم دستورى آخر

عدم "من شأنه حماية استقالل القضاء، أى مبدأ ."النقل

وتنتشر ظاهرة النشاطات غير القضائية فى الدول التى يتم فيها تعيين القضاة وأعضاء النيابة العامة

بنفس األسلوب التى يتم ) أو منفصلينسواء معا(به تعيين الموظفين العموميين اآلخرين الذين يخدمون فى مختلف اإلدارات القومية، وفى واقع األمر، إن ظاهرة القضائيين البرلمانيين موجودة أيضا فى فرنسا وأسبانيا، غير أنها على نطاق أضيق بكثير، حيث يسمح للقضائيين العمل سواء

ت أو بعض الوقت فى جهات عامة كل الوقلماذا اتخذت : وهنا يطرح السؤال نفسه. أخرى

ظاهرة النشاطات غير القضائية، خاصة تلك التى تتسم بالطبيعة السياسية وبكل وضوح، هذا الحجم الكبير فى إيطاليا منذ أوالئل السبعينيات خالف

غيرها من دور أوروبا القارية؟

اسية لهذه الظاهرة ويمكن متابعة األسباب األسحيث ترجع أساسا إلى التغييرين الذين أجريا على تشكيل المجلس األعلى للقضاء، كما ترجع إلى التغييرات التى أدخلت على نظام التدرج المهنى والذى فرق بشكل كبير، ومنذ أوائل السبعينيات، بين نظام التدرج المهنى للقضائيين اإليطاليين

زالت سائدة، وبأشكال وبين األنظمة التى المختلفة، فى دول مثل فرنسا، وأسبانيا، وألمانيا،

وكما هو مشار إليه بعاليه، فمنذ . والبرتغال

السبعينيات أصبح الترقى إلى مستويات مختلفة عبر درجات الهيكل القضائى ال يعتمد على اختبارات مكتوبة أو شفهية كما كان الوضع من

على تقييم األعمال قبل، كما أصبحت ال تعتمد القضائية المكتوبة، وأصبحت درجات الترقى

إلى أعلى الدرجات يمنحها " للصالحية القضائية"المجلس األعلى للقضاء حتى للقضائيين الذين ابتعدوا فى إجازات طويلة للقيام بنشاطات أخرى

وقد فتح ذلك . مع السلطة التنفيذية أو التشريعيةعلى وظائف غير المجال إلمكانية الحصول

سواء كانت بعض الوقت أو كل –قضائية جيدة دون اإلخالل بتدرجهم الطبيعى فى السلم –الوقت

المهنى القضائى، وما زالت هذه المسألة تغرى .46عددا متزايدا من القضائيين

:الرواتب واالستقالل .8

األعلى إن بعض قرارات الترقى التى اتخذها المجلس 46

للقضاء خالل السنوات األولى من السبعينيات، قضت على أى شك أو بقايا قيود قد تكون لدى القضائيين بخصوص هذه المسألة، كما أوضحت لهم مزايا البحث عن مناصب غير

إن أوسكار . قضائية مرتفعة الشأن ومدرة للمال وتقلدها والذى – Oscar Luigi Scalfaroلويجى سكالفارو

وبرونيتو بوتشيراللى –بح فيما بعد رئيسا للجمهورية أص، كانا من Brunetto Bucciarelli Ducciدوتشى

القضائيين القالئل الذين انتخبوا فى البرلمان حتى ذلك عندما 1948 و1946الوقت، حيث تم انتخابهما فى عامى

. كانوا قضائيين شباب فى أدنى درجات السلم القضائىابهما كنواب فى البرلمان، وحتى أوائل وظال يعاد انتخ

السبعينيات من القرن العشرين لم يتدرجا فى الوظائف قرر المجلس األعلى للقضاء 1973وفى عام . القضائية

خطوة بخطوة " للصالحية القضائية"ترقيتهم بأثر رجعى حتى أعلى المناصب القضائية دون القيام بأية وظائف

إن المزايا . عاما25د على قضائية ليوم واحد لمدة تزيالتى حصل عليها هذين القضائيين ومن تبعوا خطاهما لم تكن فقط الحصول على المناصب البارزة اجتماعيا، وإنما

فحتى عام : أيضا الحصول على مزايا ال تتسم بعدم المادية كان أعضاء الهيئة القضائية الذين ينتخبوا فى 1993

ومعاشين، أى مرتب ومعاش البرلمان يحصلون على راتبين وحاليا، . نائب فى البرلمان وكذلك مرتب ومعاش القضائى

ال زالوا يتلقون المعاش اإلضافى، ومكافأة نهاية الخدمة اإلضافية، وغيرها من المزايا األخرى التى تمنح ألعضاء

بالطبع، يمكننى أن أستمر فى شرح . البرلمان السابقينر قضائية التى يقوم بها طبيعة المزايا للنشاطات غي

القضائيون، غير أن ذلك سيستغرق طويال كما سيكون بعيدا .عن مجال هذا المقال


حصل أعضاء النيابة العامة والقضاة فى عام لمبادرات من خالل مجموعة من ا1984

القضائية، واألحكام القضائية، والضغوط القوية على البرلمان، على رواتب، ومعاشات، ومكافآت نهاية خدمة هى أعلى بكثير من أية وظيفة عامة أخرى، كما تم الموافقة على أن تكون الزيادة فى المرتبات، والمعاشات، ومكافآت نهاية الخدمة

رق لصالحهم بين تلقائية مما يؤدى إلى زيادة الفاوضعهم االقتصادى ووضع القطاعات األخرى من

وقد طلبوا اتخاذ هذه التدابير، مرة . الخدمة العامةأخرى، وحصلوا عليها بالفعل، بحجة أنها وسيلة تضمن استقالل القضاة وأعضاء النيابة العامة وحمايتهم من الضغوط المحتملة وحتى غير

يعية أو السلطة المباشرة من جانب السلطة التشركما دافعوا عن . التنفيذية فى الحكومة أو كلتاهما

الرواتب الجيدة جدا، ومزايا التقاعد، والمعاشات، والزيادة التلقائية لرواتبهم فى المستقبل بأنها تضمن الشعور باألمان بين القضائيين، فى الحاضر والمستقبل، وهو ما يعتبر ضرورة

ووظائف النيابة لممارسة الوظائف القضائية .العامة باستقالل وانفصال تامين

:االستقالل والكفاءة .9

من بين دول اإلتحاد األوروبى، كانت إيطاليا تتلقى دائما، وعام بعد عام، أكبر عدد من العقوبات المالية بسبب خرقها للفقرة األولى من

من اإلتفاقية األوروبية لحقوق 6المادة رقم ب بإنهاء اإلجراءات القضائية اإلنسان، والتى تطال

فى الوقت المناسب، حيث أن الدعاوى المدنية التى تستمر ألكثر من عشر سنوات هى القاعدة

كما أن عدد الدعاوى الجنائية . وليست االستثناءالتى تستمر لعشر سنوات وأكثر عديدة ويتزايد

وحده، وصل عدد 1998ففى عام . (عددها 130شطبت للتقادم إلى الدعاوى الجنائية التى

ويبدو من المقبول إفتراض أن .) ألف دعوىمختلف جوانب النظام القضائى اإليطالى تسهم فى هذا التميز غير المسبوق، وبشكل خاص، هناك

القضاء ) أ: (جانبان يستهدفان االستقالل الداخلىعلى أى شكل من أشكال التقييم المهنى طوال مدة

ياسات المستمرة للمجلس الس) ب(العمل القضائى؛ األعلى للقضاء والتى تستهدف الحد من سلطات

رؤساء المحاكم ومكاتب النيابة العامة ووسائلهم .االشرافية والتنسيقية فيما يتعلق بعمل القضائيين

وبغض النظر عن مدى ارتباط هذين الجانبين من النظام القضائى اإليطالى باألداء المتدنى وغير

ومكاتب النيابة العامة اإليطالية، الكفء للمحاكم. غير أنه هناك جوانب أخرى ترتبط بذلك أيضا

ويأتى على رأس هذه القائمة، قلة المهارات إن رؤساء المحاكم ومكاتب النيابة : اإلدارية

العامة، وكذلك القضائيين الذين يتقلدون مناصب تنفيذية فى وزارة العدل، ال يتم اختيارهم على

هم فى اإلدارة، حيث أن هذه المسألة أساس قدراتإن هيكل . ال تدخل فى نطاق الثقافة القانونية

سلطة المحاكم ومكاتب النيابة العامة ووزارة العدل نفسه وضع ليبقى سلطة إتخاذ جميع القرارات الخاصة بتشغيل النظام القضائى فقط فى

وقد أظهرت خبرتنا الطويلة فى . يد القضائيينرة والتجربة فى مجال تكنولوجيا تقديم المشو

المحاكم أن أية محاولة بشكل رسمى إلعطاء حرية محدودة إلتخاذ القرار لغير القضائيين الذين يتمتعون بالمعرفة والمهارات المهنية المطلوبة لتحديث إدارة المحاكم، قوبلت بالرفض بدعوى

غير أن هذه المقاومة إلدخال . استقالل القضاءرات إدارة حديثة فى المحاكم قد أساليب ومها

تكون موجودة أيضا ربما أكثر أو أقل راديكالية فى دول أخرى غير إيطاليا، حيث أن هذه المقاومة يبدو وكأنها جزء ال يتجزأ من الثقافة

وأثناء خبرتى ولقاءاتى مع قضاة من . القضائيةعلى سبيل المثال، كان ينتابنى " أوروبا الالتينية"

عور بأنهم، وعن غير وعى، يؤمنون دائما الشوبعاطفية شديدة أن أية آلية تنظيمية تحاول زيادة وتحسين إنتجايتهم الشخصية ال تتوافق مع الممارسة الصحيحة للوظائف القضائية كما أنها

.تتعارض بكل تأكيد مع استقالليتهم

:وزارة العدل واالستقالل .10

دور الذى هناك اعتقاد فى العديد من الدول أن التقوم به وزارة العدل هو تهديد حقيقى أو محتمل

ففى األنظمة السياسية فى . الستقالل القضاءأوروبا القارية، يكون وزير العدل مسئوال رسميا أمام البرلمان عن عمل النظام القضائى بشكل

وفى واقع األمر، فإن دور الوزارة . مالئم


ا، يجدر لذ. الحقيقى يختلف من دولة إلى أخرى. بنا دراسة السلطات الحقيقة للوزير فى إيطاليا

يوكل الدستور اإليطالى بكل وضوح لوزير العدل تنظيم الخدمات فى النظام القضائى ) أ: (مهمتين

حق تحريك اإلجراءات ) ب(وضمان عملها، وكما هو الحال مع . التأديبية ضد القضائيين

ن وزير وزراء العدل فى دول أوروبا القارية، فإالعدل اإليطالى يكون مسئوال عن إعداد ميزانية

كما . النظام القضائى ونظام السجون كله وإدارتهايتولى أو تتولى مسئولية تعيين معظم العاملين غير . القضائيين فى المحاكم ومكاتب النيابة العامة

وبعد أن يتم تعيينهم فى المحاكم، يتبعون فقط (ويشغل أكثر من ) كمةالقضائى الذى يرأس المح

قضائى جميع المناصب التنفيذية كل الوقت 130سواء العليا، أو الوسطى، أو (فى وزارة العدل

، حتى المناصب التفنيذية المسئولة عن )الدنياعلى سبيل المثال، (إتخاذ قرارات فنية متخصصة

بناء وصيانة المحاكم والسجون، أو التخطيط حاكم ومكاتب النيابة للتكنولوجيا الحديثة فى الم

كما أن التحقيقات التى قد يحتاج ). العامة وتنفيذهاإليها الوزير لتعزيز طلب إتخاذ إجراءات تأديبية أمام المجلس األعلى للقضاء، يجب أن يقوم بها فقط القضائيون فى الوزارة، غير أنه فى معظم األحيان يقوم النائب العام لمحكمة النقض بتحريك

التأديبية، ثم يقوم بإجراء التحقيقات بعد اإلجراءاتأما وظائف التحقيق . ذلك القضائيون فى مكتبه

فى المسائل التأديبية فيحتفظ بحق القيام بها ومن الجدير بالذكر، أن . قضائيى الوكالة العامة

وزير العدل ظل لعقود عديدة غير راغب فى تحريك إجراءات تأديبية عندما يشعر أو تشعر بأن هناك احتمال ولو ضئيل لتوجه النقد له من جانب معارضيه أو من جانب الجمعية القومية للقضائيين

باعتبار هذا اإلجراء تهديدا ANMIاإليطاليين .للقضائيين

وهو إلى حد –وهناك إعتقاد سائد بين القضائيين وهو أن جميع المناصب التنفيذية –كبير صحيح

أيديهم كضمان أن داخل الوزارة يجب أن تظل فىوزارة العدل لن تتخذ أية إجراءات تضر باستقالل القضاء أو النيابة العامة، وحتى عندما يقوم المجلس األعلى للقضاء بانتداب القضائيين للعمل فى وزارة العدل، فهم يظلون تحت سلطة المجلس الكاملة فيما يتعلق بالمواضيع الخاصة بإجراءات

إلتجاهات المستقبلية، أو التأديب، والترقى، واونتيجة . الدور الذى يقومون به بصفتهم قضائيين

لذلك، فإن القضائيين العاملين بالوزارة يهتمون، حتى أثناء تأدية مهام وظيفتهم بالوزارة، بتلبية توقعات إرتباطهم المهنى وتوقعات زمالئهم الذين انتخبوا أعضاء فى المجلس األعلى للقضاء أكثر

ات الوزارة، كما أظهر المجلس األعلى من توقعللقضاء عدة مرات عزمه على تجاهل أية طلبات أو تطلعات للعدد القليل من القضائيين الذين لم يلبوا توقعات المجلس بينما كانوا يعملون فى

.وزارة العدل

وبالطبع، فإن هناك جوانب أخرى تجعل دور وزير العدل فى إيطاليا أضعف بكثير من وضع

. رائه فى دول أوروبا الغربية القارية األخرىنظوتوضيحا لهذه النقطة، قد يكون كافيا أن نعقد مقارنة مختصرة بين دوره ودور وزير العدل الفرنسى، مع التركيز على الجوانب ذات العالقة

:باستقالل القضاء

فى إيطاليا، يقوم المجلس األعلى .1للقضاء بتحريك جميع القرارات التى

ا، ما عدا الخاصة باإلجراءات يتخذهحيث يقوم المجلس بدور (التأديبية وبالمقارنة، فإن القسم فى ). القاضى

انظر (المجلس األعلى للقضاء الفرنسى والذى يتخذ قرارات ) 1الجدول رقم

تتعلق بالقضاة، قد يتحرك فقط بناء على طلب من وزارة العدل فيما يتعلق

.بمعظم قراراته

ى إيطاليا ليس عضوا فى وزير العدل ف .2المجلس األعلى للقضاء، أما فى فرنسا، فوزير العدل هو نائب رئيس المجلس األعلى للقضاء كما يرأس جميع االجتماعات ما عدا االجتماعات التى

.يترأسها رئيس الجمهورية الفرنسى

فى إيطاليا، يتحكم المجلس األعلى .3للقضاء فى جميع النشاطات الخاصة

المبدئى والتعليم المستمر بالتدريب للقضائيين، أما فى فرنسا، تتبع المدرسة القومية للقضاء وزارة العدل ويقوم


الوزير شخصيا على اختيار المدير من .بين القضائيين الذين يثق بهم

يتمتع أعضاء النيابة العامة فى إيطاليا .4باستقالل تام عن وزير العدل، حيث أن

ضاء النيابة جميع القرارات الخاصة بأعالعامة منذ التعيين وحتى التقاعد يتخذها

أما فى . المجلس األعلى للقضاءفرنسا، يتبع أعضاء النيابة العامة هيكليا وزير العدل فيما يتعلق بترقيهم، ونقلهم، وإنتدابهم، وإتخاذ اإلجراءات التأديبية

إن قسم النيابة العامة . ضدهم، وغيرهااء الفرنسى له فى المجلس األعلى للقضوباإلضافة إلى . سلطات استشارية فقط

ذلك، تتولى وزارة العدل مسئولية إصدار التوجيهات ألعضاء النيابة العامة فيما يتعلق بالمبادرات

أما فى إيطاليا، . واألولويات الجنائيةفإن هذه المسائل المتعلقة بالسياسات هى فى واقع األمر فى أيدى أعضاء

.هم كاملةالنيابة أنفس

وإجماال، يمكن القول أن سلطات وزير العدل فى فرنسا فيما يتعلق بعمل شبكة المحاكم ومكاتب النيابة العامة تعتبر جزءا ال يتجزأ من النظام الديمقراطى فى المتابعة الدستورية وتحقيق

أما فى إيطاليا، فإن سلطات وزير العدل . التوازنن وجهة النظر ليست فقط محدودة إلى حد كبير م

الرسمية، وإنما أيضا تقلصت بشكل غير رسمى فى العمل بسبب الدور الذى يقوم به القضائيون

.اليومى للوزارة

:المالحظات الختامية .11

يعد اإلرتباط السياسى المتزايد للهيئة القضائية أحد 47.مظاهر التطور الملموسة فى الدول الديمقراطية

تى تحمى نطاق واسع إن التوسع فى التشريعات المن مصالح المواطنين اإلجتماعية واالقتصادية قد

C. Neal) محرران( نيل تايت وتوبجورن فالندر 47

Tate and Torbjorn Vallinder (eds.) اإلمتداد ، Global Expansion ofالعالمى للسلطة القضائية

Judicial Power1995 نيويورك، ، صحافة جامعة

زادت من المواقف التى تجعلهم يلجأون للقضاء لحماية هذه الحقوق، حيث أن هناك مجاالت

48.ضئيلة جدا ظلت بعيدة عن حكم القضاءوعالوة على ذلك، لقد أدت الخطورة المتزايدة

جرائم التى ابتداء من ال(للنشاطات اإلجرامية ترتكب فى العواصم حتى تلك التى تتخذ بعدا

إلى إضفاء أهمية خاصة على مهمة القضاء ) دولياولهذه األسباب وغيرها زاد حجم . لقمع الجريمة

العمل بالمحاكم بشكل كبير، كما أصبح عمل القضاة أكثر تعقيدا، وقد زادت مثل هذه التطورات، ضمن أمور أخرى، من الحاجة إلى

. تميز المهنى، واالستقالل، والكفاءة، والمسئوليةالوعلى الرغم من تساوى هذه القيم فى األهمية من أجل ضمان عمل النظام القضائى بكفاءة، غير أنه

.من الصعب الجمع بينهم على المستوى العملى

ويمكن االستفادة من عدد من الدروس المستقاة من :ءالتجربة اإليطالية مع استقالل القضا

العالقة بين استقالل القضاء والتقييم .1الفعال للمؤهالت المهنية فى الدول التى يتم تعيين القضاة فيها لوظيفة محددة ومن بين محامين ذوى خبرة تختلف عنها فى الدول التى يتم تعيين القضاة فيها من بين شباب الخريجين على

ففى . أساس معرفتهم النظرية للقانونة، من الصعب ضمان الحالة االخير

تطور وتحسين المهارات المهنية دون إجراء تقييم متكرر لألداء المهنى بناء

وفى نفس . على مدى عمره المهنىالوقت، فإن تطبيق هذا األسلوب، قد يؤدى بمن لديهم السلطة لتقييم األداء القضائى إلى ممارسة مؤثرات غير مباشرة على القضاة قيد التقييم حتى

لقد تم شرح هذه الظاهرة فى كتب ومقاالت عديدة، 48

، Lawrence M. Friedmanأنظر لورنس فريدمان ، مؤسسة راسل سيج Total Justiceالعدالة الكاملة

Russel Sage Foundation ؛ 1985، نيو يورك، الهيئة القضائية Kate Mallesonوكيت ماليسون

:The New Judiciaryلفاعليةآثار التوسع وا: الجديدةThe Effects of Expansion and Activism دار ،

، .Dartmouth Publishing Co دارتماوث للنشر 1999آلدرشوت


والتى تكون ( لتوقعات المقيمين يخضعواوال يصح . 49)معروفة إلى حد ما

التغاضى عن المؤهالت المهنية باسم كما هو الحال فى (استقالل القضاء

، كما ال يجب التغاضى عن قيمة )إيطاليااالستقالل من خالل سيطرة شديدة على

إن أحد . محتوى األحكام القضائيةالس الوظائف األساسية الموكلة للمج

هى " أوروبا الالتينية"القضائية فى . بالتأكيد حماية كلتا هاتين القيمتين معا

ويبدو أن تشكيل هذه المجالس والطريقة مع (التى يتم بها اختيار أعضاؤها

اختالفها من دولة إلى أخرى، كما هو لمن العناصر ) 1واضح فى الجدول رقم

50.وطيدة الصلة باستقامة القيام بوظيفتها

التميز المهنى يدعم استقالل القضاء إن .2كما يجعل القضاة أقل عرضى للخضوع للمؤثرات الخارجية، ويعتبر هذا بالتأكيد سببا إضافيا فى صالح إنشاء هيئات

.لتعليم القضاة المبدئى والمستمر

تعتبر وزارات العدل فى دول أوروبا .3القارية الغربية، بدرجات متفاوتة

من آليات وبأساليب مختلفة، جزءاالمراقبة والتوازن اللذان من شأنهما ضمان الكفاءة والمسئولية، وكذلك الحماية ضد أخطار أن تؤدى تكتالت الجماعات القضائية التى تم تعيينها بشكل

، المهنة القضائية فى G. Di Federico دى فيديريكو 49

The Italian Judicial "إيطاليا وأساسها البيروقراطىProfession and its Bureaucratic Setting" ،

، جريدة The Judicial Reviewجوديشيال ريفيو The Law Journal of القانون للجامعات االسكتلنديةScottish Universities ،1976 55-40، الصفحات

إن اللجنة الرئاسية الفرنسية لإلصالحات القضائية والتى 50 Truche"المعروفة باسم (1997تم تشكيلها فى عام

Commission" ( اقترحت أنه حتى يمكن تحاشى سيطرةالنزعات التجمعية، يجب أال يكون معظم أعضاء المجلس

وينص اإلصالح الذى إدخل على المجلس . من القضائيين على أن جميع األعضاء اإلثنى 1985األسبانى فى عام

عشر الممثلين للقضاة، ال ينتخبهم زمالؤهم القضاة وإنما .ينتخبهم البرلمان

يتسم بالبيروقراطية، إذا تركت لنفسها، إلى تقليص ضمان توفر المؤهالت

وبالتأكيد يعد هذا أحد األدوار . المهنيةى تقوم بها وزارة العدل الفرنسية، الت

غير أنه أحيانا تظهر بعض الشكاوى فى مختلف الدول األوروبية أن مثل هذا الدور التى تقوم به وزارة العدل قد

ومن . يعرض استقالل القضاء للخطرالصعب الجزم ما إذا كانت هذه الشكاوى تدعمها الحقائق وإلى أى مدى، غير أن

طات وزارة العدل، التقلص الحاد فى سلكما هو الحال فى إيطاليا، بالتأكيد ال يبدو أنه، فى حد ذاته ودون أية تعديالت مؤسسية، الحل األمثل الذى يضمن التوازن المالئم بين قيم التميز المهنى،

.والمسئولية، والكفاءة، واالستقالل

إن الوضع فى إيطاليا يظهر أيضا أهمية .4فير وضع ميثاق أخالقى مفصل لتو

حماية أفضل لماهية وشكل استقالل مالئم بين " حد آمن"القضاء، ولتوفير

الهيئة القضائية من جانب والسلطات السلطتين (األخرى من جانب آخر

إن ميثاق ). التشريعية والتنفيذيةاألخالق القضائية المفصل ليس فقط مهما لتحاشى إحتمال تهديد استقاللية

فعلية أو سواء ال (51القاضى ونزاهتهمن خالل قبوله لوظائف غير ) المفترضة

قضائية، أو مشاركته فى نشاطات حزبية، أو سلوكه لمسلك غير مالئم سواء داخل المحكمة أو خارجها، وإنما

أحد النماذج التى يمكن تعديلها لتتالءم مع إن 51

االحتياجات المحلية هو ميثاق األخالق القضائية الذى لالطالع على عرض . وضعته نقابة المحامين األمريكية

مع المالحظات، أنظر شامان، ولوبيت، وألفينى J.M.Shaman, S. Lubet, J.J.Alfini السلوك ،

Judicial Conduct andواألخالقيات القضائية Ethics ،1995، دار نشر ميتشى للقانون، شارلوتزفيل

Michie Law Publisher, Charlottesville, VA .ولالطالع على الميثاق الذى اعتمدته كندا، أنظر المجلس

Ethicalالقضائى الكندى، المبادئ األخالقية للقضاة Principles for Judges على موقع ،

www.cjc.ccm.gc.caاإلنترنت


هو أيضا حماية الستقالل القضاء حيث أن ميثاق األخالق المفصل يخفف من خوف القضاة من أنهم قد يعاقبون على

قضائية، وذلك من مضمون أحكامهم الخالل تقييد السلطة المطلقة التى تعطى

.للمسئولين عن تأديب القضائيين

من الممكن أن يصبح تأديب القضاة أكثر .5فاعلية فى تعزيز اإلحساس بالمسئولية القضائية عندما توضع اإلجراءات بحيث

52.تسمح بمشاركة المواطنين

إن التحديث التنظيمى والتكنولوجى .6يكون مهما لتعزيز التوازن للمحاكم قد

الوظيفى بين قيم االستقالل، والمسئولية، والكفاءة من خالل الكشف بمنتهى الشفافية عن العمل الداخلى لنظام المحكمة، وكذلك تقييم أداء العمل ولكن

.على مستوى أقل من الوضوح

لقد تناولت فى هذه الورقة استقالل القضاء من لقضائى اإليطالى حيث خالل اإلشارة إلى النظام ا

ينتمى القضاة وأعضاء النيابة العامة إلى نفس الهيئة، وحيث يتمتع أعضاء النيابة، على عكس الدول الديمقراطية األخرى، بنفس االستقالل الذى

ال " االستقالل"غير أن مصطلح . يتمتع به القضاةيمكن أن يكون له نفس المعنى واآلثار عندما

أعضاء النيابة العامة على يستخدم مع القضاة والتوالى وذلك بسبب اختالف الوظائف التى ينتظر

ولذلك السبب فإنه فى . أن يقوم بها كل منهماالدول الديمقراطية، تكون القاعدة هى اختالف ضمانات االستقالل الممنوحة للقضاة عن تلك

لالطالع على اآلليات التى يجوز تطبيقها للربط بين 52

المسئولية القضائية وبين توقعات المواطن، ودون التعدى على استقالل القضاء، يمكن الرجوع إلى خبرات مختلف منظمات السلوك القضائى والتى تعمل فى واليات مختلفة

سمح بالواليات المتحدة األمريكية، حيث أن هذه المنظمات تمن خالل السماح للمواطنين ) أ: (بالمشاركة بوسائل عديدة

من خالل تضمين ممثلين عن ) ب(بتقديم شكاواهم، المواطنين فى اللجان التى تقوم بالتحقيق، والتى تجرى جلسات االستماع، واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالعقوبات

من خالل إخطار المواطنين الذين تقدموا ) ج(البسيطة، الشكاوى بنتيجة اإلجراءات التأديبية أو بأسباب عدم النظر ب

.فى شكاواهم

وسيكون من . الخاصة بأعضاء النيابة العامةتالفات وكذلك التوضيح الصعب مناقشة هذه االخ

التفصيلى للعواقب السلبية التى قد تصيب عمل النظام القضائى السليم، كما هو الحال فى إيطاليا، عندما ال توضع هذه العواقب فى االعتبار، كما أن

لذا . 53ذلك خارج نطاق هذه الورقة على أية حاليكفى هنا الرجوع إلى أن استقالل القضاء يعتقد

سى لضمان بعض السمات األساسية أنه شرط أسا، )غير أنه ليس كافيا فى حد ذاته(لدور القاضى

أى كون القاضى طرفا سلبيا فى الحكم فى مناظرة يقدمها له أو لها أطراف متنازعة، وذلك بعد أن يكون قد أعطى لجميع األطراف فرصا متساوية

لذا، يكون من . لتقديم التبريرات التى فى صالحهوفير أفضل الظروف لتحاشى تأثر الضرورى ت

أحكام القاضى من دون وجه حق بأية مؤثرات . سواء من داخل الهيئة القضائية أو خارجها

وعالوة على ذلك، فإن شرعية الدور الذى يقوم به القاضى فى النظام الديمقراطى تعتمد ليس فقط على كونه نزيها، وإنما أيضا على ظهوره بمظهر

. لالنزاهة واالستقال

إن السمات الوظيفية للدور الذى تقوم بها النيابة العامة تختلف اختالفا كبيرا، فهم بعيدون عن السلبية والحياد، حيث أنهم يقومون بدور بطبيعته فاعل، وفى واقع األمر، فإن وظيفتهم األساسية هى تحريك الدعوى الجنائية، وهم يقفون طرفا فى

من الدول بما فيها الدعاوى القضائية، وفى العديد إيطاليا، يشرفون على الشرطة ويوجهونها أثناء

وعلى عكس القاضى، ال . مرحلة التحقيقاتيفترض أن يكون عضو النيابة سلبيا، أو محايدا

.فى العملية القضائية

لالطالع على العواقب السلبية المتعلقة بمفهوم اشتراك 53

استقالل النيابة العامة مع استقالل القضاء، أنظر ورقة ، Giuseppe Di Federicoجويسيب دى فيديريكو

اطية للمسئولية فى استقالل النيابة العامة والمتطلبات الديمقر" Prosecutorialدراسة مقارنة لحالة منحرفة : إيطاليا

Independence and the Democratic Requirement of Accountability in Italy: Analysis of a Deviant Case in a

Comparative Perspective” الجريدة البريطانية ، -371، الصفحات من 1998فى علم اإلجرام، صيف

387.


وهناك اختالف واضح بين القاضى وعضو النيابة فيما يتعلق باالستقالل الداخلى، حيث أن أداء

ابة على الدرجة المطلوبة من الكفاءة عضو النيوالفاعلية عادة يتطلب أن يتم تنسيق نشاطات عضو النيابة تبعا للهيكل الوظيفى مع زمالئه فى نفس المكتب أو مع أعضاء نيابة فى مكاتب نيابة

ومن الواضح أن أى تنسيق يتعلق . أخرىبنشاطات القاضى واألحكام التى يصدرها ستكون

وبمعنى آخر، وبينما . لى استقاللهتعديا واضحا عيعتبر توجيه رئيس المحكمة بحكم سلطته للقضاة فى محكمته بخصوص كيفية التعامل مع الدعاوى التى ينظرونها أو كيف يجب أن يصدروا أحكاما فيها تعديا على استقالل القضاء، فإن نفس التصرف من جانب رئيس النيابة يعتبر تدخال

لضمان فاعلية أداء مشروعا بل وضروريا المكتب، ويحدث ذلك بانتظام فى الدول

.الديمقراطية سواء فى أوروبا أو أماكن أخرى

كما أنه هناك اختالفات أساسية على نفس الدرجة من الوضوح بين القضاة وأعضاء النيابة فيما يتعلق باالستقالل الداخلى، ففى جميع الدول يصل

الذى يكون عدد التصرفات اإلجرامية إلى الحدعدد كبير منها غير صالح للتحقيق فيه بفعالية، وهنا يصبح تحديد األولويات التى يجب اتباعها جزءا هاما من الخيارات التى يجب أن تتخذ لصالح القمع الفعال لظاهرة اإلجرام وكذلك لضمان أن جميع المواطنين يعاملون معاملة

رتباط ونظرا ال54.متساوية أمام القانون الجنائىهذه الخيارات بالسياسة، ففى معظم الدول الديمقراطية يتم تحديدها فى إطار العملية الديمقراطية بطرق عدة وبدرجات متفاوتة من الشفافية، كما تصبح ملزمة ألعضاء النيابة بطرق

- على سبيل المثال إنجلترا وهولندا– فى بعض الدول 54

ال يتلقى أعضاء النيابة التوجيهات بخصوص األولويات فقط التى يجب اإللتزام بها، وإنما تعطى لهم قائمة بالدعاوى التى

ولالطالع . ال يكون التحقيق فيها فى مصلحة الجماهيررى من أنظمة على تحليل يتناول هذا الجانب وجوانب أخ

النيابة العامة فى إنجلترا وويلز، واسكتلندا، وهولندا، ، أعضاء النيابة Julia Fondaوألمانيا، أنظر جوليا فوندا

Public Prosecutorsدراسة مقارنة : العامة والحريةand Discretion: A Comparative Study ،

1995مطبعة جامعة أوكسفورد، أوكسفورد

وفى هذا اإلطار، ال يستتبع االستقالل 55.مختلفةلقيهم الخارجى الذى يتمتع به أعضاء النيابة عدم ت

لتعليمات ملزمة ذات طبيعة عامة من جهات خارج الهيئة، وال يعنى أال يتحملوا مسئولية اتباع هذه التعليمات، وإنما يعنى أال يتلقوا أو يلتزموا بتعليمات خاصة وتتسم بعدم الشفافية فيما يتعلق بدعاوى محددة، حتى يمكن تحاشى استغالل هذه

سواء عمدا (ر التعليمات من دون وجه حق للتأثيعلى تصرفات النيابة العامة ) أو عن غير عمد

56.لصالح جماعات معينة أو فى أغراض التفرقة

طلب رسميا، ضمن أمور أخرى، . فى نفس المرجع 55

Commission de)من لجنة إصالح فرنسية reflection sur la justice) والتى شكلها شيراك فى ،

، أن تتحرى إمكانية عمل شكل جديد ال تخضع 1997عام وقد أعطت لجنة . بموجبه النيابة العامة لوزارة العدل

التى ترأسها اإلصالح الفرنسية فيما يتعلق بهذه المسألة، وإن السياسات : "... رئيس محكمة النقض، إجابة واضحة

القضائية فى دولة ما، يجب، مع الحفاظ على الديمقراطية، أن تبقى ضمن مسئوليات السلطة التنفيذية ممثلة فى شخص

حكما ضد ] اللجنة[وزير العدل، وبالتالى، فقد أصدرت ".االستقالل التام للنيابة العامة

ل المثال، أقر البرلمان الفرنسى فى عام على سبي 56 قانونا ينص على أن وزارة العدل يجب أن تعطى 1993

وفى ). 1993 لعام 2المادة الثالثة، قانون (التعليمات كتابة إنجلترا، يتمتع المحامى العام رسميا بسلطة إلغاء الدعاوى الجنائية، ومؤخرا أصبحت هذه السلطة فى واقع األمر

يق الجمهور، وقد استخدمت فى حاالت نادرة، خاضعة لتدق .ولم تثر انتقادات عند استخدامها


:المجالس القضائية فى فرنسان وإيطاليا، والبرتغال، وأسبانيا :1الجدول رقم

****البرتغال ***أسبانيا **فرنسا *إيطاليا

17 21 12 33 عدد األعضاء

رئيس الجمهورية يةرئيس الجمهور الرئاسةرئيس المحكمة العليا

Tribunal Supremo

رئيس المحكمة العليا Tribunal

Supremo

أعضاء بحكم الوظيفةرئيس محكمة النقض والنائب العام لمحكمة

النقض

بصفته (وزير العدل )نائب رئيس

عدد األعضاء من خارج الهيئة القضائية

أساتذة قانون أو 10م محامين ينتخبه

البرلمان بأغلبية محددة

: أعضاء معينين3

يعينه رئيس 1 الجمهورية

يعينه رئيس مجلس 1 النواب

يعينه رئيس مجلس 1 الشيوخ

قضائيين ينتخبهم 8 البرلمان

: أعضاء معينين8

يعينهم البرلمان7

يعينه رئيس 1 الجمهورية

عدد األعضاء من الهيئة القضائية، سواء منتخبين أو معينين

ينتخبهم زمالؤهم 20

)†(

:أعضاء منتخبين 7

قاضى من مجلس 1 الدولة ينتخبه زمالؤه

قضاة وعضو نيابة 5 ينتخبهم زمالؤهم

قاضى ينتخبهم 12 البرلمان

قضاة ينتخبهم 7 زمالؤهم

قاضى يعينه رئيس 1 الجمهورية

Consiglio Superiore della Magistraturaالمجلس األعلى للقضاء *

إن القضاة وأعضاء النيابة ينتمون إلى نفس الهيئة وحيث إن المجلس يتخذ القرارات فى أمور تتعلق حيث ) †( .بالقضاة وأعضاء النيابة، فإن الناخبين الفاعلين والسلبيين يصبحون فئة واحدة

Conseil Superieur de la Magistratureالمجلس األعلى للقضاء **

نفس الهيئة غير أنه هناك قسمان مختلفان بالمجلس، أحدهم للقضاة واآلخر ينتمى القضاة وأعضاء النيابة إلى .والقسم المشار إليه هنا يتخذ قرارات تتعلق بالقضاة. ألعضاء النيابة

Consejo General del Poder Judicialالمجلس العام للقضاء ***

وباإلضافة إلى هذا المجلس، . Conselho Superior da Magistraduraالمجلس األعلى للقضاء **** Conselho Superior doشكلت البرتغال مجلسا ألعضاء النيابة، أال وهو المجلس األعلى للنيابة العامة

Ministerio Publico


جهود تعزيز استقالل القضاء فى أمريكا )هـ 57منظور مقارن: الالتينية

Margaretمارجريت بوبكن : بقلمPopkin

ريكا الالتينية من أجل استقالل إن الصراع فى أمالقضاء لمسألة مستمرة، غير أنه حدثت تطورات هامة خالل األعوام األخيرة، فباستثناء كوستا ريكا، مرت جميع البالد قيد الدراسة هنا بعملية إنتقال إلى الديمقراطية بعد إنهاء الحكم الفاشستى فيها، أو بعد صراع داخلى مسلح، كما هو الحال

لم تتخذ جميع دول . 58سلفادور وجواتيماالفى ال

تأتى معظم المعلومات الخاصة بالتطورات األخيرة فى 57

مختلف الدول من األوراق الممتازة التى أعدها الخبراء فى إن المؤلفين . مختلف هذه الدول ردا على عدد من األسئلة

ذه الورقة هم فيكتور الذين تنعكس مساهماتهم فى ه، )األرجنتين (Victor Abramovichأبراموفيتش

، )بوليفيا (Eduardo Rodreguezوإدواردو رودريجز Juan Enrique Vargasوجوان إنريك فارجاس

، وفرناندو )تشيلى (Mauricio Duceوموريسيو دوسى كوستا (Fernando Cruz Castroكروز كاسترو

Eduardo Jorgeاتس ، وإدواردو جورج بر)ريكاPrats وفرانسيسكو ألفاريز فالدز ،Francisco

Alvarez Valdez فيليكس أوليفار ،Felix Olivares ، Victor Joseوفيكتور جوسيه كاستيالنوس

Castellanos) وفرانسيسكو دياز )جمهورية الدومينيك ، وكارلوس Francisco Diaz Rodreguezرودريجيز

Carlos Rafael Urquillaرافاييل أوركيال وإليزار Yolanda Perez، ويوالندا بيريز )السلفادور(

، وجيسوس مارتينيز )جواتيماال (Eleazar Lopezلوبيز Jesus Martinez ) وجورج مولينا مندوزا )هندوراس ،

Jorge Molina Mendoza) وجورج بوجارن )باناما ،Jorge Bogarin) وقد أثرت المناقشة ). باراجواى

همات من خبراء من دول أخرى والذين حضروا مسا .2000االجتماع فى جواتيماال فى يوليو

. 1983 عادت األرجنتين إلى الحكم المدنى فى عام 58

1982إنتهت الدكتاتورية العسكرية فى بوليفيا فى عام قام الجنرال أوجوستو بينوتشي . باستئناف الحكم المدنى

Augusto Pinochetيد الحكم إلى خلفه بتسليم مقالالمنتخب بأسلوب ديمقراطى، ولكن فقط بعد إجراء سلسلة من التغييرات الدستورية التى وضعت لتحفظ له السيطرة . على جوانب عدة من الحكومة بما فيها الهيئة القضائية

أنهت الهندوراس مدة طويلة من السيطرة العسكرية فى

أمريكا الالتينية نفس اإلتجاه، كما أنه لم تؤتى جميع الخطوات التى أتخذت نتائج إيجابية، عالوة على ذلك، فقد ظهرت تحديات جديدة فى مواجهة استقالل القضاء فى شكل موجات مكثفة للجريمة، وتجارة المخدرات والجهود المبذولة للقضاء

يها، والتهديدات المستمرة ضد القضاة من جانب علمختلف أطراف النزاع المسلح، كما هو الحال فى

وقد زادت جهود السلطة التنفيذية . كولومبياللسيطرة على الهيئة القضائية خالل السنوات األخيرة فى كل من األرجنتين، وباناما، وبيرو، ية كما زاد القلق من احتمال تدخل السلطة التنفيذ

وعلى الرغم من الغيوم . فى أماكن أخرىالظاهرة فى األفق، غير أنه هناك إجماع على أنه فى العديد من الدول فى المنطقة، تتمتع الهيئة القضائية باستقالل خارجى ملحوظ عن السلطة

.التنفيذية والمؤسسة العسكرية أكثر من ذى قبل

:خلفية تاريخية -أ

التينية على فى وقت حصول دول أمريكا الاالستقالل، إختارت معظم الدول النموذج األوروبى للدستور والذى عكس األشكال الفاشية

وبعد الثورات، . التى كانت تسود القارة وقتهاوالحروب، واإلصالحات فى أوروبا، تم تعديل هذه األشكال الفاشية إلى حد كبير، غير أن معظم

. الطريقدول أمريكا الالتينية لم يتبعوا نفس فبدال من ذلك، ظلت سيطرة السلطة التنفيذية هى القاعدة؛ وقد كانت الهيئة القضائية مجرد تابع عادة ما يكون تحت سيطرة السلطة التنفيذية كما أنه كانت مهمتها ضمان أال يمس من لهم نفوذ

كان القضاة يحصلون على . سياسى أو إقتصادى. نة المطلوبةمرتبات ضئيلة كما لم يكن لهم المكا

وفى العديد من الدول، كان الفساد مستشريا، وكما

هت اتفاقية السالم أن. أوائل التسعينيات من القرن العشرين عاما من 36، 1996والتى وقعت فى جواتيماال عام

أنهت إتفاقية السالم فى السلفادور فى عام . الصراع المسلح سنة من الصراع المسلح والذى أعقب 12 حوالى 1992

أنهى غزو الواليات المتحدة . عقود من الحكم العسكرى. العسكرى سنة من الحكم21 1989األمريكية لباناما فى

Alfredoإنتهى حكم الجنرال ألفريدو ستروزنر Stroessner سنة فى باراجواى عام 35 والذى دام

1989.


قال أحد زعماء الجمهورية الدومينيكية فى عام 59."العدالة هى سوق تباع فيه العقوبات "1998

إن فترة الدكتاتورية والقمع الوحشى التى كانت سائدة فى العديد من الدول أثناء السبعينيات

شرين تبعتها قرارات والثمانينيات من القرن العغير مسبوقة لفحص ودراسة الفشل المؤسسى

لذا، قامت هيئات . الذى سمح بمثل هذه الفظاعاتلجان "والتى تعرف عادة باسم (لتقصى الحقائق

بدراسة تاريخ التعدى على حقوق ") الحقيقةاإلنسان وسلوكيات مختلف مؤسسات الدولة أوال

لسلفادور، فى األرجنتين، ثم تبعتها شيلى، واوالهندوراس، وهاييتى، وجواتيماال، وكانت تجد هذه اللجان باستمرار أن الهيئة القضائية قد فشلت فى حماية المواطنين من الحجز التعسفى،

.والتعذيب والقتل الرسمى

وقد توصلت لجنة الحقيقة باألرجنتين •إلى أنه خالل الفترة التى كانت تنفذ

ت اختفاء فيها السلطة العسكرية عملياأصبح الطريق القضائى "جماعى،

."طريقا شبه غير فاعل بالمرة

وفقا للجنة الحقيقة والمصارحة فى •شيلى، قام رئيس المحكمة العليا فى

، وعلى الرغم 1975تشيلى فى عام من سمعة تشيلى السيئة فى هذا الوقت النتهاكها حقوق اإلنسان، قام

المواطنين "بربط هذه االنتهاكات بـ التشيليين السيئين أو األجانب ذوى

."المصالح السياسية

ووجدت لجنة الحقيقة فى السلفادور •الهيئة القضائية قد ضعفت عندما "أن

سقطت فريسة للتهديد ووضع األساس إلفسادها؛ وحيث أنها لم تتمتع أبدا باستقالل مؤسسى حقيقى

Victor Jose فيكتور خوسيه كاستيالنوس 59

Castellanos تقرير عن استقالل القضاء فى الجمهورية ،، 2000الدومينيكية، أعد خصيصا لهذه الدراسة، يوليو

عن ILANUD دارسة أجراها معهد ، مقتبسة عن5. ص .إدارة العدالة الجنائية فى الجمهورية الدومينيكية

عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، تها حتى فقد زادت عدم فاعلي

أصبحت، إما بسبب عدم نشاطها أو بسبب خنعها المرعب، عامال مساهما فى المأساة التى عانت منها

."الدولة

وجدت لجنة حقوق اإلنسان •بالهندوراس أنه خالل فترة الثمانينيات من القرن العشرين، فشلت الهيئة القضائية باستمرار فى إجراء تحقيقات أو التعامل مع

لمقدمة ضد إجراءات اإللتماسات ا .الحجز فى حاالت اإلختفاء التعسفى

توصلت لجنة التقصى التاريخى فى •نظام العدالة، "جواتيماال إلى أن

والذى لم يكن له وجود فى مناطق شاسعة من البالد قبل المواجهات المسلحة، تم إضعافه بشكل أكبر عندما خضعت السلطة القضائية إلى

لألمن متطلبات النموذج السائد كما توصلت اللجنة إلى أن . القومى

الهيئة القضائية، سواء من خالل سماحها باإلفالت من العقوبة أو مشاركتها المباشرة فى ذلك والذى كشف عن أكثر أنواع انتهاكات حقوق اإلنسان تطرفا، أصبحت غير فاعلة فيما يتعلق بدورها فى حماية الفرد من الدولة، كما فقدت

كضامن لتطبيق نظام مصداقيتها وقد سمح ذلك بأن . قضائى فعال

يصبح اإلفالت من العقوبة أحد أهم آليات خلق مناخ من اإلرهاب

وتنسب اللجنة ." والحفاظ عليهالعديد من مساوئ النظام القضائى

.إلى غياب استقالل القضاء

إن فشل الهيئات القضائية فى دول أمريكا الوسطى قد يكون أقل صدمة من فى حماية حقوق اإلنسان

تراجع المحاكم فى األرجنتين وتشيلى حيث أنها وبالرغم من . كانت تمتاز بكونها أقوى مؤسسيا

قوتها المؤسسية، فإن الهيئة القضائية التى تخضع


للتهديد والتى ترى دورها مجرد حماية للبالد من الدمار والحفاظ على األمن القومى، ال يمكن أن

ن استغالل الدولة، وبالفعل لم يكن تحمى األفراد مإن . لها أن تقوم بذلك فى العديد من الحاالت

المحكمة العليا فى تشيلى كانت تؤيد السلطة العسكرية تأييدا مطلقا بعد اإلنقالب الذى تم فى

ضد الرئيس المنتخب سلفادور أالندى 1973Selvador Allande كما أن القضاة الذين ،

تمائهم لحكومة أالندى، وقد كانوا معروفين بإنمن الهيئة القضائية، تم % 10كانوا حوالى

عالوة على ذلك، فإن 60.تطهيرهم على الفورالطبيعة الفاشية والرأسية للهيئات القضائية فى أمريكا الالتينية كانت تعنى أن عددا ضئيال من القضاة الذين حاولوا التمسك باستقاللهم والذين

لدولة، كان يتم تطهيرهم وقفوا ضد تصرفات اوقد تسبب هذا التاريخ المؤسف فى . بسرعة

إضعاف أية شرعية جماهيرية كان يتمتع بها .القضاة، بغض النظر عن قوتهم المؤسسية

وفى التسعينيات من القرن العشرين، وردا على الدور الذى قامت به المحكمة العليا فى السماح

وجوستو بإنتهاك حقوق اإلنسان أثناء حكم أ، فإن حكومة Augusto Pinochetبينوتشي

تشيلى الديمقراطية الجديدة سعت من أجل تقديم إصالحات من شأنها إنشاء مجلس قومى للقضاء

وقد . وتغيير تشكيل المحكمة العليا ووظيفتهاووجهت هذه المقترحات برد فعل عنيف من الهيئة القضائية ككل، حيث أنها اعتبرتها تهديدا

اللها، كما انتقدت المعارضة بشدة هذه الستقاإلصالحات؛ لم يؤيدها غير مشرعى الحزب

أما الحكومة الديمقراطية الثانية برئاسة . الحاكم فقد Eduardo Freiالرئيس إدواردو فري

اختارت استراتيجية مختلفة وأنجح إلصالح القطاع القضائى، حيث ركزت جهود اإلصالح

عت إلى إجماع اآلراء على العدالة الجنائية وسعلى اإلصالحات فى القطاعات القانونية،

وقد زادت االستراتيجية . والقضائية، والسياسية

Juan Enrique Vargas جوان إنريك فارجاس 60

، تقرير عن استقالل Mauricio Duceومروسيو دوتسى القضاء فى تشيلى، أعد خصيصا لهذه الدراسة، يوليو

2. ، ص2000

الجديدة من إمكانية التغيير، بما فى ذلك إدخال 61.بعض اإلصالحات التى رفضت من قبل

استعراض التحديات األساسية التى -ب :تواجه استقالل القضاء ونزاهته

القليلة الماضية، ومع إنسحاب معظم وفى السنوات القادة العسكريين من مسرح األحداث، تم تنفيذ بعض اإلصالحات فى المنطقة كلها بهدف تحسين وسائل االختيار القضائى، وزيادة ميزانية الهيئة القضائية، وفى بعض األحيان، حمايتها من السيطرة السياسية، وزيادة مرتبات القضاة،

وانين الخاصة بمستقبل المهنة ووضع وإصالح القوفى بعض الدول، تم تشكيل مجالس . القضائية

قضائية أو إصالح المجالس القائمة لتقوم بدور فى اختيار القضاة، وزيادة السيادة القضائية بدرجات

إن دول أمريكا الالتينية كذلك تواجه . متفاوتةتحدى إلزام القضاة بمعايير أخالقية ومهنية دون

.ى على استقاللهمالتعد

إن جهود اإلصالح هذه قد حققت تقدما مهما، غير . أنها واجهت كذلك مجموعة من العقبات والقيود

وعالوة على ذلك، ما زال القضاة فى عدد من الدول فى المنطقة، بما فيهم األرجنتين، وجواتيماال، والهندوراس، يجدون أن الذين يتمتعوا

مرون فى فرض بنفوذ سياسى أو إقتصادى يستالسيطرة على أحكام القضاة أو على األقل

ففى . يحاولون السيطرة عليها بدون وجه حقباناما، وعلى الرغم من التقدم الذى أحرز فى استقالل القضاء والذى دعمه نهاية الحكم

، فإن أحد الرؤساء 1989العسكرى فى عام حاول السيطرة على المحكمة العليا من خالل

رة جديدة بالمحكمة العليا، وهو األمر إنشاء دائالذى تطلب وقتها تعيين ثالثة قضاة جدد بالمحكمة العليا، أما خلفه، وهو من حزب معارض، فقد ألغى هذه الدائرة الجديدة ملغيا بذلك وظائف

وحتى فى السلفادور، والتى . القضاة الثالثة الجددعززت استقالل القضاء بشكل كبير فى ظل

فإن معظم القضاة فى المحكمة " السالم، اتفاقياتالعليا ال يشعرون باالستقالل التام عن السلطة السياسية، حيث أنهم يصدرون أحكاما تحد فى

7. ص،Vargas and Duce فارجاس ودوتسى 61


بعض األحيان من سلطة القانون بسبب إحتمال أن حيث إن 62..."يتسبب الحكم فى تكدير الصفو

األطرف السياسية ذات النفوذ القوى تتوقع أال كمة العليا أحكاما ضد مصالح هذه تصدر المح

.األطراف السياسية

هذا وما زال القضاة فى كولومبيا وجواتيماال يواجهون تهديدات خطيرة بالعنف، وفى عام

، أقنعت المنظمات غير الحكومية فى 1999جواتيماال مقرر األمم المتحدة حول استقالل القضاة والمحامين أن يزور جواتيماال للتحقيق فى

هديدات التى يواجهها االستقالل القضائى والتى التتنعكس فى عدم إحراز أى تقدم فى الدعاوى الحساسة عالوة على انتشار التهديدات ضد القضاة

وقد وجد المقرر أن القلق . وأعضاء النيابة العامةبخصوص التهديدات ضد القضاة، والتحرش بهم،

وتوصل إلى أن " صحيحة"ومحاوالت إرهابهم قد فشلت فى مهمتها نحو القضاة "حكمة العليا الم

أنها لم تعلن صراحة شجبها لهذه "حيث " المعنيين، وقد 63."التهديدات والتحرش ومحاوالت اإلرهاب

2001أعاد المقرر زيارة جواتيماال فى عام أما . بسبب إزدياد الهجوم على القضاة وتهديدهم

حاليا كولومبيا، وهى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تعانى من النزاع المسلح، فهى تواجه نفس التحدى الخطير لتوفير الحماية للقضاة، وأعضاء النيابة العامة، والشهود على الجرائم المرتبطة بالسلطة العسكرية، أو الجماعات شبه العسكرية،

.أو تجار المخدرات، أو رجال العصابات

العديد هذا وال يتمتع القضاة باستقرار وظيفى فىمن دول المنطقة، بما فى ذلك بعض الدول التى

Francisco Diaz فرانسيسكو دياز رودريجيز 62

Rodriguez وكارلوس رافائيل أوركيال Carlos Rafael Uriguilla تقرير عن استقالل القضاء فى ،

. ، ص2000السلفادور، أعد خصيصا لهذه الدراسة، يوليو 2.

تقرير المقرر الخاص لألمم المتحدة بارام 63 حول Param Coomarasawamyكوماراساوامى

استقالل القضاة والمحامين والذى تم تقديمه مع قرار اللجنة تقرير عن المهمة فى : ، ملحق1999 لعام 31رقم

يونيو E/CN.4/2000/61/Add.1 ،6جواتيماال، .142، الفقرة 2000

وبينما تحسنت . تدعى أنها توفر والية قضائيةالرواتب القضائية بشكل كبير فى معظم الدول قيد الدراسة، غير أنها ما زالت فى دول أخرى أقل

وفى . بكثير من الحد الذى يجذب مهنيين مؤهلينة بشكل بعض الدول، تحسنت الرواتب القضائي

كبير أعلى الهرم القضائى، غير أنها ال زالت ضعيفة بالنسبة لقضاة محاكم الدرجات األولى والذين يقومون بمعظم عبء عمل الهيئة

ويحتاج التعليم القانونى كذلك بشدة إلى . القضائيةاإلصالح، حيث إنه، فى معظم األماكن، لم يواكب

هذا ويستمر تنسيق الجهات. جهود اإلصالحإن الصحافة ال تدرك . المانحة فى طرح المشاكل

الكثير عن استقالل القضاء وعادة ما تهدد الهيئة القضائية بلومها لها بسبب فشل الدولة فى

.السيطرة على الجريمة

Jorge Bogarinوكما يشير جورج بوجارن من باراجواى، إن اإلنتقال إلى الديمقراطية وما

ى القطاع القضائى يستتبعه ذلك من إصالحات فمسألة حديثة جدا، وبالتالى، إنه ليس من المدهش على اإلطالق أن أى من سلطات الحكومة ال

إن ثقافة الفساد . تستطيع تلبية توقعات المواطنينما زالت راسخة فى القضاء، مثله فى ذلك مثل المؤسسات األخرى، كما أن الهيئة القضائية ما

ر كفء فيما يتعلق زالت ينظر إليها كونها غيغير أن الهيئة القضائية فى . باإلفالت من العقوبة

باراجواى اآلن تضم عددا من أساتذة القانون الذين يحظون باحترام كبير، كما أنه، وألول مرة، تم التحقيق مع سياسيين ذوى نفوذ وضباط

64.عسكريين

هذا وقد نشأت المقاومة ضد اإلصالح من جانب اعات التى تفضل أن يكون من العديد من القط

لقد . "السهل السيطرة على الهيئة القضائيةأصبحت محكمة العدل العليا هدفا مفضال لدى من . يعتبرون سيادة القانون تهديدا لمصالحهم الخاصة

إن الطبقة السياسية فى الجمهورية الدومينيكية، خاصة فى القطاعات المتحفظة، لم يقبلوا بعد

تخدام الدولة لسلطتها للدستور بفكرة خضوع اس

، تقرير عن Jorge Bogarin جورج بوجارن 64

ة، استقالل القضاء فى باراجواى، أعد خصيصا لهذه الدراس .2000سبتمبر


والقوانين وأنه من واجب الهيئة القضائية ومن 65."سلطتها أن تفرض السيطرة على ذلك

هذا وقد كانت المحاكم العليا نفسها غير راغبة فى نشر مناخ الديمقراطية بين الهيئة القضائية واالعتراف بالحاجة إلى السماح لكل قاضى

ى المعروضة عليه فقط بإصدار األحكام فى الدعاوبناء على تفسيره لألدلة والقوانين المنطبقة على

وبينما تعترف المحاكم العليا بأنها . هذه الحالةمثقلة بالمهام اإلدارية والتى تضر بمسئولياتها القضائية، غير أنهم أظهروا مقاومة ضد اإلصالحات التى من شأنها أن تجعلهم يتخلون عن

و التأديبية، أو سلطة التعيين مهامهم اإلدارية، أ. التى يمارسونها على باقى الهيئة القضائية

ويتناول هذا المقال بعض اإلصالحات التى أجريت حتى هذا التاريخ فى مختلف الدول فى المنطقة، وكيف نفذت اإلصالحات، وإلى نتائجها

. فى حدود المتاح-

وعلى الرغم من أن مختلف اإلصالحات توضع فى شكل قوائم فردية، فمن المهم للغاية بالضرورة

أن يوضع فى اإلعتبار العالقة الوطيدة بين مختلف اإلصالحات والتى تستهدف تقوية استقالل القضاء وأن يتم تجميع اإلصالحات وترتيبها

وبالتالى، فإن . بشكل يعظم من أثرها المنتظرالتدريب لن يكون له أى أثر إذا لم يستطع

ق ما تعلموه عمليا ودون الخضوع المدربون تطبيلما يمليه عليهم رؤساؤهم الذين يعلوهم فى الهرم

كما أن تغيير عضوية المحكمة العليا . القضائىلن يحل مشاكل االستقالل داخل الهيئة القضائية إذا ظلت محاكم الدرجات األقل خاضعة لسيطرة

وكذلك، يجب أن توضع المسئولية . المحكمةاالعتبار فى نفس الوقت الذى تطرح القضائية فى

فيه اإلصالحات من أجل تعزيز استقالل القضاء، وبالتالى، إذا تقرر أن تتحكم الهيئة القضائية بشكل كامل فى ميزانيتها، يجب أن تكون هناك آليات لمنع اإلهدار وضمان الشفافية فى استخدام هذه

، Eduardo Jorge Prats إدواردو جورج براتس 65

Fransisco Alvarezوفرانسيسكو ألفاريز فالدز Valdez وفيليكس أوليفار ،Felix Olivares تقرير عن ،

استقالل القضاء فى الجمهورية الدومينيكية، أعد خصيصا .6. ، ص2000لهذه الدراسة، يوليو

وكما أكد خبراء الدولة، فإن ضمان . األموال القضاء من خالل اإلصالحات التى تطبق نزاهة

على القضاء الجنائى، على سبيل المثال، والذى يتجه نحو نظام أكثر مواجهة يتطلب أن يقوم

.أعضاء النيابة العامة والمحامون بدورهم كامال

وعند النظر فى مالءمة إصالحات معينة، فمن الضرورى أن نضع فى االعتبار أن هذه

ن تدرس منفردة، وأنه اإلصالحات ال يجب أسيكون هناك حاجة بالتأكيد إلى إصالحات إضافية

وبسبب تعقيد عملية . إلحداث األثر المطلوباإلصالح والحاجة إلى مشاركة مختلف مؤسسات القطاع القضائى فى وضع هذه اإلصالحات وتطبيقها، فقد يكون من المفيد للجهات المانحة أن

لقطاع القضائى تشجع تشكيل لجان بين مؤسسات االمختلفة مع تمثيل من المؤسسات العليا مثل المحكمة العليا، المجلس القضائى، وزارة الجمهور، ومكتب المدعى العام، ومكتب شكاوى

ومن الممكن أن . حقوق اإلنسان، ووزارة العدلتساعد لجان التنسيق فى التنسيق بين جهد

.حةاإلصالح عالوة على التنسيق مع الجهات المان

االختيار القضائى وتأمين .2 :الوالية

لقد قامت معظم الدول التى تتضمنها هذه الدراسة خالل السنوات القليلة الماضة بوضع آليات جديدة الختيار قضاة المحاكم العليا كما مدت مدة تعيينهم، وضمنت كذلك أال تتزامن مدة واليتهم مع

ن الدول وقد تقدمت العديد م. اإلنتخابات الرئاسيةفى وضع أنظمة اختيار تقوم على أساس الكفاءة أو تحسن من األنظمة الموجودة الختيار قضاة محاكم الدرجات األولى وتعزيز استقرارهم

.الوظيفى

:المجالس القضائية -أ

تضمنت جهود تحسين إجراءات االختيار القضائى فى العديد من الحاالت تشكيل مجالس قضائية أو

هات التى تكون مسئولة عن تعيين، غيرها من الجوتصفية، وترشيح أسماء لشغل المناصب بالمحاكم العليا، أو ببعض أو كل محاكم الدرجات األولى،

وتأسيسا على نموذج أوروبى . أو كالهما معا


صمم لتعزيز استقالل القضاء، فقد اختلف تشكيل هذه المؤسسات والسلطات الممنوحة لها اختالفا

وفيما يتعلق . تلف دول المنطقةكبيرا فى مخبدورها فى عملية اختيار القضاة، تبدو الشفافية التى يتبعونها فى القيام بمهامهم على نفس القدر

.من أهمية تشكيل المجلس إن لم تكن أهم

وفى بعض الدول، تكون المجالس القضائية تابعة تماما للمحكمة العليا، وفى دول أخرى، تكون

ما جزئيا أو كليا مع وجود تمثيل هيئات مستقلة إمن سلطات الدولة االخرى أو القانونيين

2يظهر الجدول رقم . [واألكاديميين أو جميعهمتشكيل ووظيفة المجالس القضائية التى أنشئت فى

، 3الدول التى تضمنتها الدراسة؛ أما الجدول رقم فيظهر إجراءات اختيار قضاة المحكمة العليا

كم الدرجات األولى فى مختلف وغيرها من محابعض الدول، مثل األرجنتين، لديها .] الدول

مجلسان قضائيان، مجلس فيدرالى ومجلس محلى، كما تقوم بعض المجالس القضائية، بدرجات

.متفاوتة، بدور السيادة القضائية

وقد عكست المجالس القضائية عمليا نفس المشاكل أجل الحد السياسية التى شكلت هذه المجالس من

منها، كما خلقت بيروقراطيات جديدة، وفشلت غير أن . بشكل عام فى تلبية أى من التوقعات

هذه المجالس قد ساعدت على توسيع دائرة اختيار القضاة، وفى معظم الحاالت، زادت من احتمال

بينما ألغى . أخذ المؤهالت المهنية فى االعتبارقتراحات المجلس فى فنزويال، كما كان هناك ا

بإلغاء المجالس القضائية فى كل من كولومبيا بما فيهم عدد –وإكوادور، غير أن دوال أخرى

تحاول إما –من الدول التى تضمنتها الدراسة تشكيل أو تقوية المجالس القضائية بها ورفع من

. مستوى فاعليتها

وقد شكلت كوستا ريكا، ومؤخرا، جواتيماال، ة امتداد إدارى للمحاكم مجالس قضائية هى ببساط

وتقوم هذه الهيئات بدور مهم فى اختيار . العلياالقضاء وتصفيتهم، وكذلك القيام بمسئوليات أخرى

وتطالب . تتعلق بإدارة المستقبل المهنى القضائىاإلصالحات األخيرة فى الهندوراس بتشكيل

مجلس قضائى تقوم المحكمة العليا بتعيين 66.أعضائه

جلس القضائى فى السلفادور، والذى وقد حصل المكانت تسيطر عليه المحكمة العليا، على قدر أكبر من االستقالل عن المحكمة مع زيادة مسئولياته، بناء على إصالحات دستورية اتفق عليها أثناء

ويتكون 1991.67مفاوضات السالم عام المجلس من ستة أعضاء وفقا ألحدث قانون وضع

وليس من ضمنهم عضوا ؛)1999عام (للمجلس كما ال يتم . واحدا من الهيئة القضائية نفسها

تمثيل السلطة التنفيذية أو التشريعية فى المجلس، حيث يسيطر على المجلس ممثلو المجتمع المدنى

). المجتمع األكاديمى والممارسون لمهنة القانون(ويشارك المجلس فى عملية اختيار القضاة

ك محاكم الدرجات األولى؛ للمحكمة العليا وكذلكما يقوم بتقييم دورى للقضاة ويدير مدرسة

وبينما من الجائز أن يؤدى . التدريب القضائىاستقالل المجلس إلى بعض التوتر مع الهيئة القضائية، غير أن المجلس الحالى قد أحرز تقدما نحو تحسين قدرته الفنية وتعزيز شفافية

.اإلجراءات التى يتخذها

حيث يتضمن : باراجواى نموذجا مختلطاوتقدمالمجلس القضائى الذى تم تشكيله مؤخرا ممثلين عن السلطات الثالثة فى الدولة، عالوة على اثنين من المحامين العاملين، واثنين من أساتذة القانون

ويشارك مجلس باراجواى فى . فى الكلياتاختيار قضاة المحكمة العليا وكذلك قضاة محاكم

Jorgeووفقا لجورج بوجارن . جات األولىالدرBogarin يعتبر النظام الجديد تقدما كبيرا على ،

.النظام القديم لتعيين السلطة التنفيذية للقضاة

INECIPرنة فى علوم العقوبات معهد الدراسات المقا 66

Asociacionismo e Independencia Judicial en Centroamerica (Guatemala, 2001) ،

.54-53صفحة تضمن الدستور ألول مرة المجلس القضائى فى 67

، غير أنه لم يتم تطبيق 1983السلفادور فى دستور عام تنفيذية أعيد كتابة الالئحة ال. 1989هذا التشريع حتى عام

للمجلس مرتين منذ اتفاقية السالم، وحتى وضع القانون .1999الحالى فى يناير


هذا وقد شكلت دول أخرى مجالس تسيطر فقد قامت الجمهورية . السياسة على تشكيلها

الدومينيكية، فى مواجهة لإلنتقاد الشديد لعدم القضاء، بتشكيل مجلس قضائى يرأسه استقالل

رئيس البالد، ويكون أعضاؤه اآلخرون رئيس مجلس الشيوخ، وأحد نواب المجلس من أحد األحزاب المعارضة، ورئيس مجلس النواب ونائب آخر من حزب مختلف، ورئيس المحكمة العليا، وأحد قضاة المحكمة العليا تقوم المحكمة

جالس الموجودة وعلى خالف الم. ككل باختيارهفى الدول األخرى التى تضمنتها هذه الدراسة، فإن المجلس الدومينيكى يقوم بتصفية المرشحين واختيار القضاة الجدد فى المحكمة العليا؛ وليس له

.أية وظائف أخرى

ويبدو أن المجلس القضائى الجديد فى األرجنتين يعانى من تشكيله العالى سياسيا، وهيكله

، حيث يتضمن عشرين عضوا بما البيروقراطىفيهم رئيس المحكمة العليا، وأعضاء الهيئة القضائية الفيدرالية، ومشرعين، ومحامين أمام المحاكم الفيدرالية، وممثلين عن المجتمعات العلمية واألكاديمية، ومفوض واحد عن السلطة

وقد تأسس المجلس القضائى فى إطار . التنفيذيةلية باألرجنتين للمساعدة فى جهود الهيئة الفيدرا

تعيين وعزل القضاة الفيدراليين، غير أنه كان هذا وقد قامت كل . بطيئا فى القيام بهذه المهام

من األرجنتين وبوليفيا بتفعيل قوانين تنقل السيادة القضائية إلى المجالس القضائية، وفى األرجنتين، رفضت المحكمة العليا هذا اإلصالح بصفته غير

أما المجلس القضائى فى بوليفيا، فقد . وريادستتولى هذه المسئوليات، غير أنه يعتبر بيروقراطية

.ضخمة ال تبدى كفاءة فى العمل

إجراءات االختيار : المحاكم العليا -ب :والوالية

قد يكون من الضرورى تحسين آليات إختيار المحكمة العليا بالنسبة لإلصالحات األخرى التى

دة استقالل القضاء وذلك بسبب تستهدف زياالهيكل الوظيفى للهيئات القضائية فى أمريكا الالتينية ودور المحكمة العليا فى اختيار القضاة

غير أن تغيير آليات . فى العديد من الدولاالختيار فى المحكمة العليا عادة ما يتطلب

إصالحات دستورية، وهو ما يحتاج إلى درجة من . مع حول الحاجة إلى التغييراإلجماع فى المجت

غير أن تجربة السلفادور والجمهورية الدومينيكية تطرح مسألة أن أثر مثل هذه اإلصالحات قد

. يكون سريعا وحادا إلى حد ما

هذا وقد تحسنت إجراءات اختيار قضاة المحكمة العليا بشكل كبير فى عدد من الدول، فقد إنتقلت

ين تتسم بقدر أكبر معظم الدول إلى إجراءات تعيمن الشفافية وتشارك فيها قطاعات مختلفة، سواء من خالل المجالس القضائية أو آليات أخرى، بدال من اختيار غير مقيد كان يقوم به إما المجلس القومى أو السلطة التنفيذية ولمدد قصيرة تتزامن

وقد أصبح التعيين اآلن بشكل . مع المدد الرئاسية مع توفير بعض الدول لوالية مدى عام لمدد أكبر،

.الحياة لقضاة المحكمة العليا

أما الدول التى طبقت نظام المستقبل المهنى الدائم ألعضاء الهيئة القضاية العادية فقد ال تزال تمنح

وتنسب . مددا قابلة للتجديد لقضاة المحكمة العليا هذا Linn Hammergrenلين هامرجرن

السياسة الواضحة لألحكام الطبيعة"االختالف إلى التى تصدرها المحكمة والرغبة فى إبقائها مواكبة

وفى بعض الدول، مثل 68."للقيم المتغيرةاالكوادور، يتم شغل المناصب الشاغرة فى

أى أن " االختيار الداخلى"المحكمة العليا من خالل وعلى . تقوم المحكمة بنفسها اختيار أعضاء جدد

لعملية تحمى عملية االختيار الرغم من أن هذه امن التدخل السياسى لسلطات الحكومة، غير أن هذا األسلوب قد يبقى على جماعة ذات عقلية متحفظة حيث أن قضاة المحكمة العليا يميلون إلى

.اختيار قضاة آخرين يشاركونهم فى الرأى

وأثناء المفاوضات إلنهاء الحرب األهلية فى الحكومة –فاوضات السلفادور، قام أطراف الم

Farabundoالسلفادورية وجبهة المحاربين

المستقبل "، Linn Hammergren لين هامرجرن 68

استعراض للنظرية : المهنى القضائى فى أمريكا الالتينية The Judicial Career in Latinوالتطبيق

America: An Overview of Theory and Experience" ،) البنك الدولىLCSPR 1999 يونيو( ،

ورقة لم تنشر ومتوفرة لدى المؤلف والمؤسسة الدولية .ألنظمة االنتخابات


Marti National Liberation Front- بتضمين النظام القضائى كأحد الموضوعات فى

وتعد أحد اإلنجازات . جدول أعمال المفاوضاتالتى قدمتها االتفاقية السلفادورية هى االتفاق على ار إجراء إصالحات دستورية غيرت أسلوب إختي

قضاة المحكمة العليا، والذين كانوا فى السابق ينتخبوا لمدة خمس سنوات بأغلبية بسيطة من . السلطة التشريعية وبعد تولى رئيس جديد للحكم

وقد دعت األحكام الدستورية الجديدة بأن تأتى ترشيحات قضاة المحكمة العليا من المجلس القضائى، بعد إجراء اإلصالحات الالزمة به،

ناء على نتائج انتخابات تجرى بين ممثلى وبنقابات المحامين، وبدال من أن تكون المدة خمس سنوات لجميع قضاة المحكمة العليا فى نفس الوقت، تكون المدة تسع سنوات وغير متزامنة

كل ) خمسة قضاة(على أن ينتخب ثلث األعضاء ومنذ تطبيق هذا اإلصالح فى عام . ثالث سنوات

مرة تقوم السلطة التشريعية ، فى كل1994بتعيين القضائيين، تقوم أيضا باختيار رئيس جديد

كما يجب أن يوافق ثلثا النواب . للمحكمة العليا .فى المجلس التشريعى على اختيار القاضى

وعلى الرغم من أن الهيئة القضائية فى السلفادور كانت قد فقدت أية مصداقية لها أثناء سنوات الحرب بسبب فشلها الذريع فى حماية حقوق اإلنسان، فما كان لهذا التغيير الدستورى المهم أن يحدث إال بسبب إجراءات السالم التى تمت تحت

حكمة كما تم اختيار أول م. رعاية األمم المتحدة، 1994فى عام (عليا وفق هذا النظام الجديد

) وبعد أكثر من عامين من توقيع إتفاقية السالمواتسمت هذه العملية باألساس التعددى مع انتباه

هذا، وفى ظل نظام . أكبر للمؤهالت المهنيةالتصويت الجديد، رفض ترشيح عدد من المرشحين المؤهلين بسبب ما بدا من ارتباطهم

د بأحد األحزاب السياسية الكبرى، حيث كان الشديعادة االعتبار األساسى هو اختيار مرشح يكون . مقبوال لدى نطاق واسع من األحزاب السياسية

وقد أظهرت المحاكم العليا فى زمن ما بعد الحرب، وعلى الرغم من تعرضها لنطاق واسع من االنتقادات، أظهرت استقالال أكبر من سابقيها،

موا فى بعض األحيان برفض تشريعات أو حيث قا .تصرفات للسلطة التنفيذية لكونها غير دستورية

وتقوم المجالس القضائية فى كل من باراجواى وبوليفيا بتقدم قوائم بالمرشحين للسلطة التشريعية

.لتقوم بتعيينها فى المحكمة العليا

ودوتسى Varagasوحسب ما يقوله فاراجاس Duceطلب اإلضافى جديد فى ، لم ينجح الم

تشيلى الخاص بضرورة أن يأتى خسمة أعضاء عضوا بالمحكمة العليا، 21على األقل، من واقع

من خارج الهيئة القضائية، فى إدخال دم جديد فى الهيئة القضائية، ، حيث يشيران إلى أن اإلصالح ألغى بالكامل ألن المحكمة العليا نفسها تختار

ؤالء الذين يستمون المرشحين وتسعى إلى هبصلتهم الشديدة بالمحكمة الحالية، وتشارك المؤسسات القانونية اآلن فى اختيار القضاة كما تبقى على عالقات وطيدة بالقضاة أو مجموعات

وتقوم وزارة العدل بتعيين قضاة المحكمة . منهمالعليا بناء على قوائم تقدمها المحكمة العليا من

يارهم، وبعدها يجب أن خمس مرشحين تقوم باختيحصلوا على أغلبية ثلثى أعضاء مجلس الشيوخ

كما يتمتع هؤالء . التشيلى حتى يعتمد تعيينهمالقضاة فى تشيلى بوالية دائمة، مع ضرورة

. سنة75التقاعد فى سن

أما فى الجمهورية الدومينيكية، فقد ظل نفوذ المصالح االقتصادية واألحزاب السياسية فى

الكاملة على الهيئة القضائية حتى عام السيطرة، فقد كان مجلس الشيوخ يعين القضاة من 1997

خالل تقسيم الوظائف على االتجاهات الحزبية ويقوم باختيار القضاة بناء على والئهم الحزبى وليس بناء على الكفاءة المهنية، وبعد االنتخابات

وما 1994المزورة التى أجريت فى عام كارثة سياسية، كانت نتيجة استتبعته من

المفاوضات إجراء إصالح دستورى تضمن المبادئ األساسية للسماح بتشكل هيئة قضائية

وكما هو الحال فى السلفادور، فقد مهدت . مستقلةالفرصة السياسية إلجراء إصالحات دستورية مؤثرة الطريق إلحراز تقدم فى تحقيق استقالل

لس قضائى يقوم القضاء، بما فى ذلك تشكيل مج .على تعيين قضاة المحكمة العليا

ويتولى المجلس فى الجمهورية الدومينيكية مسئولية تصفية األعضاء الجدد بالمحكمة العليا


وأثناء إجراء المجلس ألول عملية . وتعيينهموالذى (، كان رئيس الدولة 1997اختيار فى عام

هو العضو الوحيد من ) يرأس المجلس كذلك وبصفته 69.السياسى الذى ينتمى إليهالحزب

أقلية، فقد وسع اإلجراءات وسعى إلى تأييد المجتمع المدنى، وقد نصت الالئحة التنفذية للمجلس على أن أى شخص أو مؤسسة من حقه أن يقترح مرشحين لمناصب فى المحكمة العليا وأعطى للمجلس سلطة تقييم المرشحين، بما فى

وقد اتسمت أول . علنيةذلك التقييم فى جلسات عملية اختبار للقضاة يقوم بها المجلس القضائى بمشاركة واسعة من المواطنين حيث قاموا بتقديم مرشحين واالعتراض عليهم والذين تمت معهم

ووفقا للخبراء من الجمهورية . لقاءات علنيةإن "الدومينيكية الذين شاركوا فى هذه الدراسة،

جتمع المدنى، سواء بإقتراح المشاركة الفعالة للممرشحين أو باالعتراض عليهم، والحدث غير المسبوق بإذاعة التلفزيون لعملية التقييم واالختيار النهائى على البالد، أدى إلى إجراء عملية اختيار جيدة، على الرغم من أنها لم تخلو من التأثيرات

غير أنه نظرا للتشكيل السياسى ." السياسيةليس هناك ضمان بأن تكون عملية للمجلس، ف

. االختيار التالية على نفس القدر من الشفافية

وفى األرجنتين، ما زالت السلطة التنفيذية ترشح أسماء قضاة المحكمة العليا إلى مجلس الشيوخ، والذى يجب أن يوافق على هذه الترشيحات، على الرغم من اإلصالحات التى أدخلت على نظام

وقد زاد عدد قضاة . ة اآلخريناختيار القضاالمحكمة العليا أثناء إدارة الرئيس كارلوس منعم

Carlos Menem كما كان لمعظم أعضاء المحكمة صالت قوية بالحكومة، حيث تم تعيين شركاء الرئيس السابقين فى مؤسسته القانونية، وأصدقائه الشخصيين، وحتى وزير العدل السابق

وهكذا أصبح يمكن . اكقضاة فى المحكمة العليفى المحكمة " األغلبية التلقائية"االعتماد على توفر

ويتكون المجلس القضائى القومى من سبعة أعضاء هم 69

رئيس الجمهورية الذى يترأس المجلس؛ ورئيس مجلس الشيوخ وعضو آخر من مجلس الشيوخ ينتمى إلى أحد

ضة؛ ورئيس مجلس النواب ونائب آخر ينتمى أحزاب المعارإلى حزب سياسى مختلف؛ ورئيس المحكمة العليا وأحد

.القضاة تقوم المحكمة ككل باختياره

فى تأييد تصرفات السلطة التنفيذية التى تكون 70.موضع خالف

وفى باناما، تظل عملية االختيار مسيسة بشكل حيث يقوم رئيس الدولة بترشيح أسماء : واضح

قضاة المحكمة العليا والذين يجب أن تصدق عليهم أما فى الهندوراس، أدى النقد . طة التشريعيةالسل

لطبيعة الهيئة القضائية المسيسة إلى إجراء تعديل ) 2001تم التصديق عليه فى إبريل (دستورى

ينص على تشكيل مجلس ترشيح يكون واسع النطاق ليتقدم بترشيحات مقترحة على المحكمة العليا كما نص على إطالة مدة والية القضاة من

نوات إلى سبع سنوات حتى ال تتزامن مدة أربع سواليتهم مع مدة والية رئيس الجمهورية وال

.المجلس التشريعى

وفى جواتيماال، سعت منظمات المجتمع المدنى إلى أن تتسم عملية االختيار بقدر أكبر من الشفافية، وعندما زار المقرر الخاص لألمم

ال فى المتحدة الستقالل القضاة والمحامين جواتيما، أكد على ضرورة سرعة زيادة 1999عام

وتعتمد جواتيماال على 71.شفافية عملية االختيارلجنة مطالبة، تتكون من رئيس جامعة، وعمداء كليات القانون، وممثلين عن نقابة المحامين، وأعضاء من الهيئة القضائية، وترسل هذه اللجنة

مرشحا إلى المجلس التشريعى، 26قائمة من . قاضيا للمحكمة العليا13ذى يلتزم بتعيين وال

ويتم تطبيق إجراءات شبيهة فى اختيار قضاة ، وبعد زيارة 1999وفى عام . محاكم االستئناف

المقرر الخاص والحملة التى قام بها المجتمع المدنى وضعوا فيها معايير الختيار القضاة، أجريت عملية االختيار بالمحكمة العليا ألول مرة

وتم 1996ذ إتفاقية السالم التى وقعت فى عام منتنفيذها واتسمت بدرجة عالية من الشفافية

، تقرير Victor Abramovich فيكتور أبراموفيتش 70

عن استقالل القضاء فى األرجنتين، أعد خصيصا لهذه 2. ، ص2000الدراسة، يوليو

رر الخاص باستقالل القضاة أنظر تقرير المق 71 63-61، الفقرات 7والمحامين، ملحوظة رقم


وما زالت 72.واالهتمام بالمؤهالت المهنيةجواتيماال تحدد مدة والية جميع القضاة، بما فيهم

وقد 73.قضاة المحكمة العليا، بخمس سنوات فقطإنتهى مقرر األمم المتحدة الخاص إلى أن مدة

خمس سنوات تعتبر مدة قصيرة جدا لتحقيق المطلب تأمين الوالية للقضاة والمستشارين وإقترح

.أن تمتد هذه المدة إلى عشر سنوات

إن دول أمريكا الالتينية، كما توضح هذه األمثلة، كانت تسعى بأشكال مختلفة لوضع أنظمة تتسم بقدر أكبر من الشفافية فى تعيين قضاة المحكمة

يينهم، وفى معظم األحيان، شعر الخبراء العليا وتعالمحليون الذين تم استشارتهم أن هذه اإلصالحات قد عززت من شفافية هذه العملية، ورفعت من كفاءة المحكمة، كما رفعت من التعددية السياسية

وتأثرا بالتجربة األخيرة . فى عملية االختيار للجمهورية الدومينيكية، يؤيد البعض إجراء عمليةتقييم عام مشابهة، يستتبعها اختيار فورى حتى يتم الحد من التأثير السياسى وغيره من المؤثرات

وحيث أن المحاكم العليا ترتبط . الخارجيةبالسياسة، فإن إجراء عملية اختيار موضوعية تعتمد فقط على القدرات ليس بممكن وال مرغوب فيه، غير أنه من المهم أن تناقش المعايير

ياسية والمهنية بصراحة وعالنية وأن تكون السهناك مسئولية سياسية عند التعيين الفعلى فى

وبغض النظر عن النموذج المعين . المحكمةالمشار إليه، فإن وسائل االختيار يجب أن تتسم بالشفافية وأن تعتمد على معايير موضوعية، مع توفير فرصة لتلقى اآلراء والتعليقات من ممتهنى

.نون والمجتمع المدنى بشكل عامالقا

Gabriela أنظر جابرييال جوديث فازكيز سميريللى 72

Judith Vazquez Smerilli ،Independencia y Carrera Judicial en Guatemala, Ideas y documentos para la democratizacion del Sistema de Justicis (Guatemala: Instituto de Estudios Comparados en Ciencias

Penales, 2000)46-43 ، الصفحات. تضمنت مجموعة االقتراحات باإلصالحات الدستورية 73

تعديال دستوريا كان من شأنه 1999التى عرضت فى عام أن يطيل من مدة والية القضاة إلى سبع سنوات؛ ولم تقبل

االستفتاء الذى أجرى فى مايو أى من هذه االقتراحات فى 1999

االختيار : قضاة محاكم الدرجات األولى -ج :والوالية

كان المعتاد فى دول أمريكا الالتينية أن تقوم السلطة التشريعية، أو السلطة التنفيذية، أو المحاكم العليا بتعيين قضاة محاكم الدرجات األولى بناء على أساس سياسى، ففى باراجواى، على سبيل

المثال، كانت السلطة التنفيذية تعين القضاة لمدة خمس سنوات، وكانت هذه المدة تتزامن مع اإلنتخابات الرئاسية، وقد كانت التعيينات والترقى

وحتى . تعتمد إعتمادا كليا على السلطة التنفيذيةاإلصالحات التى صممت لوضع نظام أقل عرضى للمناورات السياسية عادة ما كان يعانى من نفس المشاكل، وتكون هذه المشاكل أحيانا بسبب القواعد غير الرسمية التى قسمت القضاة بين األحزاب أو الجماعات أو أعطت الجهات المسئولة عن التعيين الحق فى تعيين عدد محدد

مثل المجلس (من قضاة محاكم الدرجات األولى وقد وضعت الدول هياكل ). القضائى فى فنزويال

ل المهنى القضائى من أجل االبتعاد عن للمستقبالممارسات االستبدادية، ويفترض فى هذه الهياكل أن يدخل القضاة فى عملية تنافسية تعتمد على القدرات، وعادة يدخلون هذه العملية بعد إنهاء الدراسة فى كلية القانون مباشرة، ثم يعملون ليتدرجوا خطوة بخطوة بناء على األقدمية

إن الخلل األساسى فى هذا . برؤسائهموعالقاتهمالنموذج هو أنه ينمى اإلنعزالية ويقيد استقالل قضاة محاكم الدرجات األولى وذلك من خالل تعزيز تطور هذا الكيان الذى يتسم باإلتحادية الشديدة حيث أن فرص ترقى قضاة محاكم

.الدرجات األولى تعتمد على رؤسائهم

الذين شاركوا فى هذه وقد أكد الخبراء المحليونالدراسة مرارا أن المشاكل التى يعانى منها االستقالل القضائى ترتبط باستمرار سيطرة المحكمة العليا على قضاة محاكم الدرجات األولى

وال يمكن تحقيق . نظرا للهيكل الهرمى الموضوعاستقالل قضائى حقيقى مع قضاة يظل نظرهم

القضائى، بل على رؤسائهم فى الهرم الوظيفىوأحيانا يخافون منهم، ويعنى هذا االبتعاد عن مفهوم السلطة القضائية إلى مجرد تفويض عمل من قضاة المحكمة العليا لزمالئهم فى الدرجات

وكما أكد الخبراء من تشيلى، . القضائية األدنى


فإن بعض جهود اإلصالح قد تكون قد عززت ل تركيز بدون قصد هذه الهياكل الرأسية من خال

. السلطة التأديبية واإلدارية فى يد المحكمة العلياإن اإلصالحات األخيرة فى المنطقة بشكل عام كانت تسعى لوضع قوانين خاصة بالمستقبل المهنى القضائى أو تصلح من قوانين موجودة حتى توفر أنظمة اختيار تتسم بقدر أكبر من

د من وفى العدي. الشفافية وتعتمد على القدراتالدول، تقوم لجنة معينة أو مجلس قضائى بتعيين المرشحين لشغل مناصب القضاة وتصفيتهم، كما أن الشفافية فى عملية االختيار ومشاركة قطاعات مختلفة فيها تعد أهم من تحديد الجهة التى لها

.سلطة التعيين

ال تزال الجهود . إجراءات االختيار القضائىشكل عام فى طور التطور المبذولة فى المنطقة ب

من أجل االبتعاد عن اختيار القضاة بناء على غير أنه كما . اإلتصاالت السياسية والصداقة

سيأتى شرحه فيما بعد، أشار الخبراء الذين شاركوا فى هذه الدراسة إلى تطورات ملحوظة فى القضاة الذين تم اختيارهم من خالل

بما فيها اإلجراءات الجديدة فى عدد من الدول تشيلى، والسلفادور، وباراجواى، أما المجالس القضائية التى تم تشكيلها فى األرجنتين وبوليفيا . تتقدم تقدما بطيئا تجاه شغل المناصب الشاغرة

كما على دول أخرى مثل باناما والهندوراس أن تضع إصالحات ضرورية إلحداث تغييرات

.ملحوظة وتقوم على تطبيقها

المرشحين القضائيين، واالختيار برامج تدريبعلى أساس القدرات والمؤهالت، واإلجراءات

وضع اإلصالح الذى بدأ . التى تتسم بالشفافية نظاما معقدا 1994تطبيقه فى تشيلى فى عام

الختيار القضاة، حيث تبدأ هذه العملية اآلن بحملة تعيينات لتشجيع الترشيح لوظائف شاغرة، بعدها

مرشحين بأسلوب تنافسى بناء على يتم تقييم الخلفياتهم، واختبارات لمعارفهم وقدراتهم عالوة

وأخيرا، تجرى معهم . على اختبارات نفسيةثم يدخل من ينجح فى هذه المرحلة فى . لقاءات

دورة تدريبية فى أكاديمية القضاء الجديدة، حيث تستمر الدورة لمدة ستة أشهر يتم تقسيمها

حاضرات ومهام عمل مؤقتة بالتساوى بين المبالمحاكم، ويحصل الطلبة على منح دراسية لهذا

أما المرحلة األخيرة فتكون اختيار . البرنامجوزارة العدل الفعلى للقضاة الجدد، حيث يحصل من أتمموا التدريب فى األكاديمية األفضلية على

وال يجبر خريجى . المنافسين الخارجيينقضاة، غير أنهم إذا لم األكاديمية أن يعملوا ك

يعملوا كقضاة، عليهم أن يردوا قيمة المنحة ودوتسى Vargasالدراسية، ووفقا لفارجاس

Duce تم تطبيق هذه العملية الجديدة بقدر غير ،مسبوق من الشفافية وأدت إلى نتائج إيجابية جدا، كما تقدم مرشحون جيدون للمشاركة فى عملية

وقع عليهم االختيار هم االختيار، كما يبدو أن من إن التدريب الذى . بموضوعية أفضل المؤهلين

حصلوا عليه فى المحاكم هو تدريبا عمليا مع توفر ميزة الوقت الكافى للتأمل، وقد شارك قضاة . وأكاديميون متميزن فى هذه العملية التدريبية

هذا وقد تقدم معظم الخريجين األكاديمين واألهم من ذلك، يقول لإلنضمام للعمل القضائى،

الخريجون أنهم يشعرون باستقالليتهم، حيث أنهم يعلمون أن االختيار كان على أساس القدرات، ومن خالل عملية تنافسية، وليس بناء على

74.صداقات وإتصاالت

هذا ويتم اتباع عملية شبيهة بذلك فى جواتيماال بناء على قانون المستقبل المهنى القضائى والذى

والذى ينص على أن تقوم 1999ى عام صدر فوحدة التدريب المؤسسى للقضاة بتقييم المرشحين من خالل اختبارات ولقاءات شخصية، حيث يحصل الجيدون منهم على دورة تدريبية لمدة ستة أشهر، كما يؤهل النجاح فى هذه الدورة المرشح إلى وضع إسمه على قائمة المحكمة العليا لشغل

غير أن هذه الدورة التدريبية قد .مناصب قضائيةتعرضت للنقد بسبب ضعف األساليب المطبقة بها، حيث من الواضح أن هناك محاولة لتغطية النقص فى التدريب الجامعى على مدى خمس سنوات فى ستة أشهر، وال تركز على تنمية المهارات

75.والقدرات القضائية

8. ، صDuce ودوتسى Vargas فارجاس 74

، Yolanda Perez أنظر اللقاء مع يوالندا بيريز 75 Fundacion Myrnaوالمذكور فى

Mac/Programa de Investigacion y Analisis. "Informe sobre el Grado de Cumplimiento de las Recomendaciones del Relator


فى أما قانون المستقبل المهنى القضائى الجديدالجمهورية الدومينيكية فينص على أن ينهى الطامحون فى الوظيفة بنجاح برامج التدريب . النظرى والعملى فى المدرسة القومية للقضاء

ويمكن تعيين من لم يحصلوا على هذا التدريب ، وبعد 2000كقضاة ولكن بشروط، وفى نوفمبر

تأخير كبير، أقرت المحكمة العليا اللوائح المطلوبة ، 2001للمستقبل المهنى القضائى، وفى إبريل

قاضيا اليمين القضائية وإنضموا إلى 454حلف مهنة القضاء، وذلك بعد إنهاء التدريب وتلبية

.متطلبات التقييم

عمل قوائم المرشحين عن طريق مجالس قضائية فى بعض الدول، تتولى المجالس . مستقلة

ا مهمة عمل القضائية غير المرتبطة بالمحكمة العليقوائم بالمرشحين لشغل المناصب فى محاكم الدرجات األولى، وقد قامت المجالس القضائية فى كل من األرجنتين وبوليفيا بتطبيق إجراءات تعيين وتصفية تقوم على أساس المؤهالت، غير أن المنتقدين يشكون حتى اآلن من أن اإلجراءات

اصب تأخذ وقتا طويال، مما يتسبب فى وجود من . شاغرة فى جميع أنظمة المحاكم

ويقوم المجلس القضائى الفدرالى فى األرجنتين بتقديم المساعدة فى تعيين وإقالة القضاة الفدراليين من خالل إعداد قوائم من ثالثة مرشحين لشغل

فيقوم . مناصب قضاة محاكم الدرجات األولىباختيار قضاة جدد من خالل مسابقات عامة، مع

محلفين الستعراض المرشحين لشغل تعيينمناصب مختلفة وبعدها ترسل قوائم من ثالثة أسماء نهائية لالجتماع العام للمجلس، وتتكون هيئة المحلفين من قاضى، ومحامى، وأستاذ فى القانون جميعهم من مناطق قضائية مختلفة عن

وتقوم لجنة االختيار . المطلوب شغل المنصب بهامرشحين وتقدم تقريرا بنتائج اللقاء بتقييم خلفية ال

ويمكن لالجتماع . الشخصى واالختبار المكتوبالعام للمجلس أن يستعرض المادة المكتوبة عالوة على تقييم األسماء النهائية فى جلسة علنية لتقييم

وفى . قدراتهم، ومالءمتهم، وكفاءتهم الديمقراطية

sobre Independencia de Jueces y

Abogados,") تقرير لم يتم نشره، مع )2001عام ، .المؤلف

حالة إدخال أية تعديالت على قرارات لجنة . الختيار، يجب أن يقدم مبرر مالئم ويتم إعالنها

وعلى االجتماع العام للمجلس أن يصدق على قراراته بأغلبية ثلثى األعضاء الحاضرين، وال

هذا وتكون . يمكن الطعن فى هذا القرارالتعيينات القضائية غير محددة المدة، وتخضع فقط

كما يجب أن تعلن ." السلوك الجيد"لمتطلبات اء المرشحين، حتى يمكن التقدم بأية أسم

إن التحدى فى نظام . "اعتراضات على ترشيحهمالتعيين الجديد ليس فقط فى أن يكون أقل تسييسا وأكثر استقاللية، وإنما أن يكون أسرع وعلى درجة أعلى من الكفاءة عن النظام القديم، ليتحاشى أن تظل الوظائف شاغرة فى المحاكم لمدد

عندما بدأ المجلس عمله، كان هناك 76."طويلة محكمة فيدرالية تحتاج إلى قضاة؛ وقد زاد 41

وعندما واجهت . هذا الرقم أكثر من الضعفالحكومة هذا العدد المتزايد من الوظائف الشاغرة، بدأت الحكومة فى دراسة اقتراح بتشريع يسمح

.بالتعيينات المؤقتة

امين بعد وفى بوليفيا، استغرق األمر أكثر من عتشكيل المجلس لملء الوظائف الشاغرة بالمحكمة

منصبا 200العليا عالوة على ما يزيد عن تتراوح بين مناصب شاغرة أو إنتهت مدة الخدمة

، كان قد تم 2000 ومع حلول أغسطس 77.بهافقط من مجموع مناصب القضاة فى % 50شغل

78.ظل األحكام الجديدة

لسلفادور، تطلب وكلما ظهرت وظيفة شاغرة فى االمحكمة العليا من المجلس أن يتقدم بقائمة من ثالث مرشحين مؤهلين للتعيين، غير أنه حتى وقت قريب، قامت المحكمة العليا بنقل أو ترقية أو تعيين قضاة ممن تم تعيينهم بصفة مؤقتة كقضاة

ويوجد . دائمين ودون استشارة المجلس القضائىفنى والتى تحتفظ بالمجلس وحدة االختيار ال

8. ، صV. Abramovich أبراموفيتش 76

، Linn Hammergren أنظر لين هامرجرن 77 Theالمستقبل المهنى القضائى فى أمريكا الالتينية

Judicial Career in Latin America10. ، ص Eduardo Rodriguezردو رودريجيز فلتزى إدوا 78

Veltze ،معلومات تم تقديمها كجزء من هذه الدراسة ، 2000أغسطس


بسجالت بالمحامين المؤهلين بناء على إجراءات اختيار سنوية يتم تحديثها باستمرار، ومن هذه السجالت، تقوم الوحدة باختيار سبعة أو ثمانية من أفضل المرشحين واضعة فى االعتبار عوامل مثل المؤهالت األكاديمية، والكفاءة، والقدرات وتقدم

ويضع المجلس نفس . جلسهذه األسماء إلى المهذه العوامل فى االعتبار عند اختيار ثالثة من هذه المجموعة ثم يرسلها فى قائمة للمحكمة العليا

وعمليا، ظلت عملية االختيار . لتقوم باالختياروحتى وقت قريب، . تشوبها بعض نقاط الضعف

كان من السائد التدخالت غير المالئمة فى اختيار فى ذلك اختيار مسبق للمرشحين المرشحين، بما

الذين كان يوضع مع أسمائهم اسمان آخران بحيث عالوة على حجب " تكملة عدد"يكونا مجرد

إن االتصاالت . معلومات سلبية عن المرشحينالمحدودة بين المجلس والمحكمة بخصوص معايير االختيار قد عطلت من الجهود لتحسين هذه

Fransisco دياز ووفقا لفرانسيسكو. العمليةDiaz فإن المجلس الحالى قد إتخذ خطوات

79.لتحسين عملية االختيار

تدابير انتقالية الستبدال القضاة الذين تم تعيينهم لقد أعطت اإلصالحات . ألسباب سياسية

الدستورية األخيرة فى الجمهورية الدومينيكية حق بدال من مجلس(تعيين القضاة للمحكمة العليا

وقد أدت هذه اإلصالحات إلى محاولة . )الشيوخاستبدال معظم القضاة فى البالد الذين يصل

قرر قضاة . قاضيا خالل عام500عددهم إلى المحكمة العليا فتح الباب للتقدم للمسابقة على هذه المناصب لجميع المحامين الذين تنطبق عليهم الشروط القانونية بما فيهم القضاة الجالسين، على

يتم تقييم جميع المتقدمين أمام المحكمة العليا أن وقد أدى هذا . فى جلسات علنية تفتح للجمهور

مرشح، إلى 3000النظام، عالوة على تقدم عملية تقييم سطحية حيث توجه ثالثة أو أربعة

غير أن هذا الشكل األدنى من . أسئلة لكل مرشحالتقييم يعتبر إجراءا معقوال فى ظل الظروف

احة، مع الوضع فى االعتبار الحاجة إلى المتتجديد الهيئة القضائية بالكامل فى وقت قصير

7-6. ، صUrquilla وأوركيال Diaz أنظر دياز 79

نسبيا عالوة على عدم وجود نظام الختبار القضاة .المستقبليين

القوانين الخاصة بالمستقبل المهنى القضائى قد ال . والتى تخضع للتحايل فى الواقع العملى

يار ينعكس وجود قوانين تحدد إجراءات اختالقضاة على واقع االجراءات المطبقة الختيارهم، فعلى سبيل المثال فى الهندوراس، يتم تعيين القضاة ونقلهم بشكل دورى بناء على عوامل سياسية واستبدادية عل الرغ من من وجود قانون

وقد كان الرئيس . المستقبل المهنى القضائىبل السابق للمحكمة العليا، والذى تم تفويضه من ق

المحكمة كلها، يعين، وينقل، ويفصل قضاة واضعا فى اعتباره االنتماءات السياسية للقاضى وقوة األحزاب السياسية المختلفة خالل اإلنتخابات

وعلى الرغم من أن القضاة يتم تعيينهم . الرئاسيةلفترات غير محددة المدة، غير أنه عمال كانوا

لمحكمة يظلون فى مناصبهم طالما يقرر رئيس ا 80.العليا أو أحد القضاة بها ضرورة بقائهم

وهناك مبادرات سيتم اقتراحها فى المستقبل القريب من أجل رفع مستوى الشفافية فى اختيار القضاة وتتضمن تشكيل هيئة محكمة الختيار القضاة الجنائيين، وتتكون هذه الهيئة من ممثلين

امين، عن قضاة المحاكم االستئنافية، ونقابة المح 81.ومدرسة القانون التابعة للجامعة القومية

أما فى باناما، فيتم تعيين القضاة عن طريق من يعلوهم مباشرة فى الهيكل القضائى، حيث تقوم المحكمة العليا بتعيين قضاة المناطق، الذين يعينون قضاة الدوائر، الذين يعينون بدورهم

حين وعلى الرغم من أن المرش. القضاة المحليينيتم اختيارهم من خالل عملية تنافسية، غير أن هيئات التعيين تتسلم قائمة األسماء بالكامل وعليهم أن يختاروا األفضل من بينهم دون وجود أية . إلتزامات عليهم، مما يسمح لالختيار االعتباطى

يدين "والنتيجة أن من يتم اختياره فى باناما

، تقرير عن Jesus Martinez جيسيس مارتينيز 80

استقالل القضاء فى الهندوراس، أعد خصيصها لهذه 6. ، ص2000الدراسة، يونيو

INECIP ،Asociacionismo e أنظر 81Independencia Judicial en Centroamerica ،

34. ص


األشخاص بالوالء المطلق والدائم للشخص أوالذين قاموا باختياره أو اختيارها بل ويعلن

82."ذلك

أما القضاة فى كوستا ريكا، فيتم اختيارهم بناء على إجراءات تنافسية تعتمد على الكفاءة، فعلى المحكمة العليا أن تختار واحد من كل ثالثة مرشحين يحصلون على أعلى الدرجات فى أثناء

، وسعت 2000 وحتى عام. االختبار والتقييمالمحكمة العليا من حجم قوائم المرشحين التى تتلقاها من المجلس القضائى من ثالثة مرشحين لتتضمن سبعة مرشحين، وبالتالى تدع لنفسها

كما كانت تعتمد 83.مجاال أكبر من االختيارالمحكمة بشكل كبير على القضاة المؤقتين،

وتؤثر وبالتالى تتحايل على المتطلبات التشريعية ، 1999وفى عام . على فكرة االستقرار الوظيفى

من القضاة تعيينا % 50تم تعيين ما يزيد على وقد تم التوقف عن هذا اإلجراء فى عام 84.مؤقتا

؛ حيث تقوم المحكمة العليا اآلن باختيار 2001قضاة من بين ثالثة من المرشحين الذين حققوا

.افضل الدرجات

على الرغم من أن قضاة .مدة الوالية القضائيةالمحكمة العليا فى معظم الدول يتم تعيينهم لمدد محددة، غير أن القضاة اآلخرين يتم تعيينهم فى معظم األحوال لمدد غير محددة وهو اإلجراء الذى من شأنه أن يضمن لهم األمان الوظيفى كجزء من المستقبل المهنى القضائى، غير أن

، Jorge Molina Mendoza جورج مولينا مندوزا 82

تقرير عن استقالل القضاء فى باناما، أعد خصيصا لهذه 3. ، ص2000الدراسة، يونيو

Fernando Cruz أنظر فرناندو كروز كاسترو 83Castroن استقالل القضاء فى كوستا ريكا، أعد ، تقرير ع

2000خصيصا لهذه الدراسة، يوليو Fransisco فرانسيسكو جافير داالنيس رويز 84

Javier Dall'Anese Ruiz ،"Resumen sobre la Independencia Judicial

Centroamericana," فى مؤلف لباتريشيا فرانسيس Patricia Frances Baima ،Libro Blancoبايما

sobre la Independencia del Poder Judicial y la Eficiacia de la Administracion de

Justicia en Centroamerica ,) سان خوسيه، كوستا 27. ص) 2000ريكا،

اما حيث أن المحاكم الواقع عادة ما يختلف تمالعليا يكون لها السيطرة التأديبية الكاملة والتى يمكن أن تستغل ألسباب سياسية أو غيرها من

وفى باراجواى، ينص . األسباب االستبداديةالدستور على أن القضاة ال يمكن أن يقالوا من وظائفهم، أو ينقلوا، أو تخفض درجتهم طوال مدة

أما . تطلب موافقتهمتعيينهم؛ وحتى الترقى يالدستور فى جواتيماال، فال يزال ينص على أن يتم تعيين القضاة لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد

أما الدول األخرى فى 85.فى بعض الحاالت فقطأمريكا الالتينية والتى تضمن مدة والية مضمونة، عادة ما يحددون سنا لتقاعد القضاة، فعلى سبيل

م من أن قانون المستقبل المهنى المثال، على الرغالجديد فى الجمهورية الدومينيكية ينص على

فإن قضاة النظام العام يحالون 86الوالية للقضاة، سنة، أما قضاة الدرجة 60إلى التقاعد فى سن

سنة، 65األولى فيحالون إلى التقاعد فى سن ويحال قضاة المحاكم االستئنافية إلى التقاعد فى

أما قضاة المحكمة العليا فيحالون سنة،70سن . سنة75إلى التقاعد فى سن

ومن األشياء المطلوبة، االبتعاد عن التعيينات لمدد قصيرة والتى تتزامن مع اإلنتخابات الرئاسية والتشريعية، كما من الممكن أن تكون الوالية الدائمة مالئمة فى حالة رفع مستوى إجراءات

.ر المالئماإلختيار وتحسينها بالقد

ومن الموضوعى جدا أن . النتائج والتوصياتنقول أنه بالتأكد من الممكن التحايل على أنظمة االختيار المبنية على أساس الكفاءة والمؤهل،

مثل االستقامة، (حيث أن معظم المؤهالت المهمة ال يمكن ) والتفانى، والرغبة فى العمل الشاق

ممارسة التأثير قياسها بسهولة، كما أن احتماالت ويدفع المنتقدون بأن . والضغط ما زالت سائدة

مطالبة جهات معينة باختيار قضاة بناء على قوائم

208 دستور جمهورية جواتيماال، المادة 85 لتقييد تعريف 1998 بعد المحاولة التى تمت فى عام 86

قانون المستقبل المهنى القضائى الجديد، ضمانات الوالية فى أيدت المحكمة العليا المبدأ العام الخاص بتأمين الوظيفة،

براتس ." تعزيز الوالية الدائمة كمبدأ يعزز استقالل القضاء"Prats وألفاريز ،Alvarez وأوليفاريز ،Olivares ،

3. ص


من المرشحين تضعها جهات أخرى، إنما يؤدى إلى أن يقوم المهتمون بالحصول على وظيفة القاضى بمخاطبة رضا المسئولين عن وضع

مع من القوائم وإبداء الوالء لهم، ونفس الشيء يتخذون القرار النهائى، خاصة فى الحاالت التى يكون فيها التعيين لمدد محدودة حيث تكون إعادة

إن زيادة التأمين الوظيفى قد 87.التعيين ضروريةيحد من شعور القضاة بأنه يجب عليهم أن يدينوا

ويوصى بعض المنتقدين . بالوالء لمن اختاروهم حققوا أعلى بأن يتم تعيين المرشحين الذين

الدرجات من خالل عملية اختيار تعتمد على .الكفاءة

وعلى أية حال، من شأن وضع إجراءات تتسم بالشفافية، حيث يسمح للقطاعات المعنية أن تختبر مؤهالت المرشحين وتعلق عليها، أن تزيد من . احتمال وضع المؤهالت المهنية فى االعتبار

دريبية اإلجبارية ومن الممكن أن تكون البرامج التالتى يتم تصميمها جيدا أدوات مفيدة، غير أنها قد

ويجب أن يوضع فى االعتبار . تكون مكلفة جداأن أساليب االختيار القضائى التى يتم تحسينها نظريا ليس بالضرورة أن تكون مفيدة فى الواقع العملى، حيث أنها تعتمد إلى حد كبير على رغبة

م األسماء أن تضع نصب الجهة التى تضع قوائأعينها االعتبارات السياسية واعتبارات الصداقة

وبينما قد يؤدى االنتقال إلى تطبيق . فقطإجراءات موضوعية وتعتمد على الكفاءة إلى تحسن فى النظام الذى يسيطر عليه االستبداد والسياسة، غير أن نتائج اإلصالحات األولية يجب

تبذل جهود أكبر أن تراقب بشدة، كما يجب أنلتبادل الخبرات مع نماذج أخرى فى هذا المجال،

.فى داخل نطاق اإلقليم أو خارجه

وقد يكون من المفيد للجهات المانحة أن تشجع إجراء دراسات منظمة وجادة على فاعلية، وكفاءة، وتأثير تطبيق أساليب جديدة الختيار القضاة وعلى المستقبل المهنى القضائى بشكل

، حيث هناك حاجة ملحة إلجراء دراسات عام

Dall'Anese أنظر، على سبيل المثال، داالنيس رويز 87

Ruiz, "Resumen sobre la Independencia Judicial Centroamericana," ،in Libro

Blanco26. ، ص

قومية وإقليمية حتى يمكن فهم كيفية عمل نماذج تأمين المستقبل المهنى القضائى المختلفة بشكل أفضل، عالوة على دراسة مساوئها ومواطن الضعف فيها، وما إذا كانت هناك تدابير من شأنها

كما أن الدراسات . أن تتغلب على هذه المساوئة من الممكن أن تبحث مختلف النماذج المقارن

لفصل المسئولية اإلدارية للهيئة القضائية عن دورها القضائى، حتى يسمح للمحاكم العليا أن تكرس نفسها لمهامهم القضائية وزيادة االستقالل

.الداخلى للهيئة القضائية

التقييم، والترقى، والنقل، .3 :واإلجراءات التأديبية

ضائية يمكن أن تقوم بها المحكمة إن التقييمات القالعليا أو من تفوضه، أو القضاة الذين يعلوهم مباشرة، أو أية جهة مستقلة عن الهيئة القضائية مثل المجلس القضائى، كما يمكن أن يصمم التقييم بحيث يراقب مستوى األداء ألغراض تأديبية، أو . كأحد عناصر إتخاذ القرارات الخاصة بالترقى

كن أن تستخدم لتحديد نقاط الضعف، كما يموتشجيع تحسين األداء، وتوفير الحوافز، غير أن

وعلى سبيل المثال، بدأت . ذلك نادرا ما يحدثالمحكمة العليا بالجمهورية الدومينيكية باالحتفاظ بمعلومات إحصائية عن المحاكم بهدف وضع . استراتيجيات لزيادة كفاءة المحاكم وتقييم القضاة

ير خبراء الجمهورية الدومينيكية إلى أنه من ويشالضرورى كذلك استعراض أعداد األحكام التى

.ترفضها المحاكم العليا وأسباب هذا الرفض

فى معظم الدول التى تسعى إلى تقييم األداء القضائى، يوضع فى االعتبار العناصر الكمية فقط، وال يزال من غير الواضع ما إذا كان التقييم

ى عمليا أو حتى مرغوبا فيه، حيث أن هناك الكيفإتفاق بسيط حول كيف يمكن تقييم القضاة ومن

هناك العديد من الدول . الذى يقوم بهذه المهمةوال تدخل . التى ليس لديها أى نظام تقييم

المحكمة العليا ضمن أنظمة التقييم هذه ويكون لها آليات تأديبية مستقلة، مما يعكس دورها السياسى

.وآليات اختيارها

ومن الممكن أن تكون المعونة الدولية مفيدة فى تطوير األنظمة وتحسينها لمراقبة األداء القضائى


كما أن . وتقييمه وكذلك فى وضع أنظمة تأديبيةالنقاشات التى تستهدف توضيح أغراض التقييم، على سبيل المثال، تحديد المشاكل والمساعدة على

دريب، أو المساهمة فى إتخاذ تحديد أولويات التقرارات بخصوص الترقى واإلجراءات التأديبية، من الممكن أن تكون مفيدة فى تحديد نوع المراقبة

كما يجب أن يتم اإلنتباه إلى . والتقييم المطلوبتحديد من المسئول عن إجراء التقييم وتحت

.إشراف ورعاية أية جهة

:الترقى -أ

لتى أصابت إجراءات إن العديد من المشاكل اتعيين قضاة محاكم الدرجات األولى بالضعف قد أثرت أيضا على إجراءات الترقى؛ لذا فإن العديد من اإلصالحات التى أدخلت على عملية االختيار، تنطبق كذلك على عملية الترقى، أو على األقل

وقد كان أحد العيوب . يجب أن تنطبق عليهاضاة الجالسين بفرص الشائعة، هو عدم إخطار الق

الترقى، وقد حاولت بعض الدول عالج هذه فعلى سبيل المثال، فى جواتيماال، . المشكلة

) أ(تتطلب التعليمات الجديدة أن يقوم المجلس بتوزيع نشرة إلخطار القضاة الجالسين بالمناصب

وتقييم اإلنجازات المهنية وسلوك ) ب(الشاغرة، حديد أحقيتهم فى وت) ج(من هم مهتمين بالترقى،

. االنتقال إلى مستوى مختلف أو فئة مختلفةوبشكل مشابه، عندما يكون هناك وظائف شاغرة فى الهيئة القضائية فى الجمهورية الدومينيكية، يتم اللجوء إلى القضاة الذين يشغلون المناصب فى

ويحق . الدرجة التالية لشغل هذه الوظائفمن المحامين الذين للمحكمة العليا أن تختار من ض

تنطبق عليهم الشروط القانونية لشغل هذه المناصب فقط عندما ال يقع االختيار على أى من

.القضاة

اآلليات التأديبية وضمان اإلجراءات -ب :القانونية

عادة ما تتولى إجراءات التأديب القضائى جهة مختلفة عن التقييم العادى، على الرغم من أن

سلوب تقييم من الممكن أن بعض الدول تطبق أأما بالنسبة . يكون أساسا لإلجراءات التأديبية

لقرارات اإلقالة، فعادة تتوالها الجهة المسئولة عن

التعيين، بينما قد تتولى جهة أخرى اإلجراءات .التأديبية األقل أهمية

هناك العديد من اآلليات التأديبية التى تتعدى على لقانونية أو تتدخل فى حق القضاة فى اإلجراءات ا

وكثيرا ما تم اللجوء لألنظمة 88.استقاللهمالتاديبية ألسباب سياسية أو لمعاقبة القضاة المستقلين الذين يصدرون أحكاما مخالفة آلراء من

كما قد يعتبر النقل . يعلوهم فى الهيكل القضائىغير التطوعى إلى مناطق بعيدة من البالد، أو

فقة القاضى، إجراءا تأديبيا حتى الترقى دون موا .ويحافظ على السيطرة الهيكلية

ومن أجل زيادة حماية اإلجراءات القانونية، ينص قانون المستقبل المهنى القضائى الجديد فى جواتيماال على أن يتولى مجلس التأديب القضائى

مسئولية اتخاذ اإلجراءات ) التابع للمحكمة العليا( القضاة، كما نص القانون التأديبية، ما عدا إقالة

على المخالفات التى قد تؤدى إلى إتخاذ إجراءات يجب أن يكون القرار األول للمجلس بناء . تأديبية

على جلسة يحضرها ممثل عن القاضى، وكذلك ممثل عن المتقدم بالشكوى، وشاهد، وخبراء، ويمكن الطعن فى هذا القرار أمام المجلس

.القضائى

ولى اآلن المجلس القضائى المستقل وفى بوليفيا، يتمسئولية متابعة العمل القضائى واإلجراءات التأديبية، مما ال يوفر ضمانات إلجراءات قانونية

ووفقا لما يقوله . للقضاة المتهمين بإرتكاب مخالفةقاضى المحكمة العليا إدواردو رودريجيز

Eduardo Rodriguez فقد فشل المجلس فى ،جراءات التأديبية واإلجراءات التفرقة بين اإل

الجنائية، كما أنه بدون نظام للعمل على الفصل فى الشكاوى المقدمة ضد القضاة بسرعة وفاعلية، يفقد القضاة الحماس، وأحيانا يفضلون ترك وظائفهم عن الدفاع عن أنفسهم خالل مدة

على سبيل المثال، أبلغ رئيس المحكمة الدستورية فى 88

إلتماسا 19جواتيماال المقرر الخاص لألمم المتحدة أنه قبل حيث 1986 إلتماسا مقدم من القضاة منذ عام 35من واقع

لدستورية أن القضاة لم تسنح لهم الفرصة وجدت المحكمة اللدفاع عن أنفسهم، تقرير كوماراسوامى

Coomaraswamy 99 الفقرة


إجراءات تأديبية طويلة من الممكن أن تؤثر على ذا وقد أعرب القضاة خاصة ه. مستقبلهم المهنى

فى محاكم المناطق عن قلقهم بخصوص الضغوط من جانب المجلس إما بسبب الشكاوى التى ليست على أساس مقدمة من خصوم غير سعداء بالحكم أو بخصوص إزدياد السيطرة التأديبية التى تميل

. إلى التدخل فى نطاق والية القاضى

ى تلهف أما فى الجمهورية الدومينيكية، أدالمحكمة العليا على إتخاذ إجراءات تأديبية مع عدم وجود إجراءات تنظيمية للتفتيش القضائى إلى الشك التلقائى فى القضاة الذين يتهمون بالفساد دون أية ضمانات إلتخاذ إجراءات قانونية، مما زاد من القلق بخصوص التوازن بين االستقالل

الجمهورية وقد أشار الخبراء من . والتأديبالدومينيكية المنتمون إلى قطاع المنظمات غير الحكومية إلى أن العديد من الجزاءات يبدو أنها تحدد على أساس معايير أيديولوجية، حيث يعاقب القضاة الذين يمنحون إفراجا بناء على طلبات

إن 89.للتحقيق فى مدى قانونية سجن معتقل مات هى أن أصبح أحد الخطوات اإليجابية التى اتخذ

نقل القاضى وترقيته يتطلب موافقة القاضى نفسه وذلك لتحاشى الممارسات السابقة عندما كان ينقل .القضاة إلى مناطق بعيدة كنوع من أنواع العقاب

ما هى الجهة المسئولة عن تقييم -جالقضاة وإتخاذ اإلجراءات التأديبية

ضدهم؟

ينص دستور باراجواى على أن تشكل هيئة محلفين إلتخاذ اإلجراءات التأديبية تتكون من اثنين من قضاة المحكمة العليا، وعضوين من المجلس القضائى، ونائبين فى مجلس الشيوخ،

وقد تلقت . ونائبين يجب أن يكونا من المحامينهذه الجهة التى شكلت أخيرا عددا كبيرا من الشكاوى التى أدت إلى إقالة قضاة ثبت تورطهم

ساد، أو جرائم، أو بسبب أدائهم السيء فى الف .لواجباتهم

، وأوليفاريز Alvarez، وألفاريز Prants براتس 89

Olivares16. ، ص

هذا وقد سعت اإلصالحات فى السلفادور إلى نقل مسئولية تقييم القضاة من المحكمة العليا، ويقوم المجلس القضائى، فى ظل النظام الحالى، بإجراء تقييم دورى لجميع القضاة من حيث إدارتهم

الزمنية، لمحاكمهم، بما فى ذلك إلتزامهم بالحدودكما يجوز أن يوصى بوقف أو إقالة القضاة الذين

هذا وتحتفظ . يثبت أن أداءهم غير مرضىالمحكمة العليا بسلطة إتخاذ اإلجراءات التأديبية، معتمدة فى ذلك على وحدة التحقيقات القضائية التابعة لها، والتى ليس من الضرورة أن تطبق

وقد تسبب . نفس المعايير التى يطبقها المجلسهذا النظام المتضارب فى الكثير من نقاط الضعف

كما أنه ليس . التى تعرضت إلى الكثير من النقدبالضرورة أن تنفذ المحكمة العليا توصيات المجلس التأديبية؛ وعندما تنفذها، فهى تقوم بعمل تحقيقاتها الخاصة، وتقرر بناء على نتائج هذه

وفى . زاءا أم الالعملية، إذا ما كانت ستطبق جمحاولة لفرض قدر أكبر من الشفافية، وينص اإلصدار األخير من قانون المجلس القضائى على أن يعرض التقييم الذى يقوم به على الشخص

.الذى تم تقييمه

وفى خالل العام االول من عمل المجلس القضائى ، قام المجلس )2000-1999(فى األرجنتين

توجيه اإلتهام، والتى أدت بإتخاذ أربعة إجراءات لإلى إقالة اثنين من القضاة، واستقالة قاضى آخر أثناء اإلجراءات، وإعادة القاضى الرابع إلى محكمته حيث أنه لم تثبت التهمة، وفى أغسطس

12 قضية قيد التحقيق؛ أعتبر 77، ظلت 2000 108منها قضايا فى غاية األهمية، وشطبت

90.راسة األوليةقضية بعد إجراء البحث والدوعلى الرغم من أن المجلس ما زال فى مرحلة التكوين، غير أنه وجه إليه النقد بسبب بطئه وبسبب اعتبار بعض أعضاء المجلس ال يتمتعون باالستقالل الكافى، كما أن اثنين من نواب مجلس الشيوخ والذين انضما إلى المجلس، يخضعون

ما كان يميل ك. للتحقيق حاليا بسبب فضائح فسادأعضاء المجلس إلى حماية القضاة الذين يدينون بالوالء إلى الحكومة السابقة، كما لم تتخذ

7. ، صAbramovich أبراموفيتش 90


إجراءات عديدة لتطهير الهيئة القضائية بشكل 91.عام

وقد قامت تشيلى مؤخرا بإدخال إصالحات على نظامها لتقييم القضاة والموظفين القضائيين كما

مع األمور وضعت نظاما يبدو وأنه يتعاملاألساسية المثيرة للقلق، ففى السابق، احتفظت المحكمة العليا بالحق فى تقييم جميع القضاة وبالتالى تفرض سيطرتها على الهيئة القضائية

وقد نص اإلصالح على أن يقوم . بالكاملالمشرف المباشر على القاضى بالتقييم، حيث أنه أقرب األشخاص إلى القاضى وأكثرهم معرفة

وقد تم تحديد معايير التقييم . بأدائه وتصرفاتهوعمل ملف لكل قاضى يحفظ فيه كل ما يتعلق بماضيه أو ماضيها ليؤخذ فى االعتبار أثناء التقييم

هذا وتؤخذ آراء من يطبقون هذا النظام . السنوىفى االعتبار من خالل آليات تسمح لهم بالوصول

وقت مناسب، إلى الجهات القائمة على التقييم فىكما أن النظام القديم لم يفرق بفاعلية بين القضاة؛

من القضاة على أعلى % 95حيث حصل التقديرات، وقد استخدم كوسيلة لمعاقبة بعض القضاة من خالل نظام سريع مع توفير ضمانات أقل من الضمانات التى يوفرها نظام اإلجراءات

وكذلك وعالوة على زيادة التصنيفات . التأديبيةالجوانب المختلفة التى تخضع للتقييم، يحصل القضاة اآلن على معلومات عن اختالف تصنيفهم وأسباب هذا االختالف، وكذلك الجوانب التى تحتاج إلى تحسين من وجهة نظر القائم على

كما نصت اإلصالحات على حق جديد . التقييم. الستئناف ما يتوصل إليه القائمون على التقييم

تى يعطى التقييم أهمية، أصبح هناك صلة وحمباشرة بين التقييم والترقى، وبالتالى، فإن القاضى الذى يحصل على درجات أفضل فى التقييم، يكون

.له األولوية عن الذى يحصل على درجات أقل

وعلى الرغم من كل هذه اإلصالحات التى تستهدف تحقيق مستوى أفضل، إال أن نظام التقييم

تعسفيا، حيث أن المشاكل التى يواجهها ال زال النظام قد أدت إلى نمو حركة تحث على إلغاء

وعلى الجانب اآلخر، يزعم . عملية تقييم القضاة

.V معلومات إضافية من مؤلف أبراموفيتش 91

Abramovich ،13 2000 أكتوبر.

المؤيدون إللغاء التقييم أن الدور القضائى ليس دورا يمكن تقييمه بشكل موضوعى، وأحد أخطر االعتراضات أن نظام التقييم يتعدى على استقالل

وفقا لوجهة النظر هذه، فإن الهدف من . اءالقضالتقييم ليس إال مكافأة األشخاص الذين يتوافقون مع ثقافة المنظمة وإعادة توجيه من هم ليسوا على

92.اتفاق مع هذه الثقافة

يجب أن تركز المعونة على وضع أنظمة تأديبية إن أحد 93.أكثر فاعلية، وإنصافا، وشفافية

عدم ترك التعامل مع الخطوات األساسية هىالشكاوى واإلجراءات التأديبية فى يد المديرين

، حيث يجب )ليس بالضرورة التقييم(المباشرين أن يتناول مكتب مستقل هذه المسائل، سواء كان مكانه ضمن الهيئة القضائية، أو المجلس

كما يجب أن . القضائى، أو أى مكان آخرمسئولياته يتضمن تثقيف المواطن بدور القاضى و

معلومات عن كيفية تقديم الشكاوى عندما يفشل وفى نفس الوقت، . القضاة فى القيام بمهامهم

يجب إتخاذ خطوات من أجل ضمان حماية القضاة من الهجوم التافه أو غير العادل من جانب خصوم غير راضين يسعون إلى استغالل نظام التأديب كبديل عن إجراءات االستئناف أو ببساطة

.لالنتقام

إجراءات التأديب الخاصة بالمحكمة -د :العليا

إن اإلجراءات التأديبية ضد قضاة المحكمة العليا عادة ما تقوم بها المحكمة لنفسها، مما يثير التساؤالت حول نزاهة هذه الجهة التأديبية، أو قد تقوم بها السلطة التشريعية من خالل إجراءات

قوم المحكمة العليا وت. توجيه اإلتهام للقضاةبكوستاريكا بالتحقيق فى الشكاوى المقدمة ضد

ويتطلب وقف . أعضائها بسبب سوء تصرفهمتعيين أحد قضاة المحكمة العليا أو إلغاؤه موافقة

قاضيا بغالبية 22أعضاء المحكمة البالغ عددهم ثلثى األصوات، كما ال يمكن للمحكمة العليا أن

لجالسين مباشرة، غير أن تلغى تعيين أحد القضاة ابإمكانها أن ترسل نتائج التحقيقات إلى المجلس

11. ، صDuce، ودوتسى Vargas فارجاس 92 31. ، صHammergren أنظر هامرجرن 93


وكما يشير فرناندو كروز . التشريعىFernando Cruz إن عملية تقييم الذات هذه ،

التى يقوم بها أعضاء نفس المحكمة ال تضمن .الشفافية، أو النزاهة، أو حتى المسئولية

رية ويقوم قضاة المحكمة العليا فى الجمهوالدومينيكية، مثلهم مثل نظرائهم فى كوستاريكا، بالتحقيق مع أعضائها الذين يتهمون بسوء السلوك، وقد أكد خبراء الجمهورية الدومينيكية على الحاجة لوضع نظام يتسم بقدر أكبر من النزاهة لمحاكمة قضاة المحكمة العليا، مع تحاشى مخاطرة تعريضهم لإلضطهاد السياسى بسبب

.فاتهمتصر

ويتمتع المجلس التشريعى فى تشيلى بسلطة توجيه أو إتخاذ إجراءات توجيه " االتهامات الدستورية"

اإلتهام ضد أعضاء المحكمة العليا بسبب اإلهمال وقد أتخذ خمسة . الشديد فى أداء مهام وظيفته

إجراءات توجيه إتهام منذ إعادة الحكم ما أثارت وبين. الديمقراطى، نجح واحد منها فقط

هذه القضايا الجدل حول الحاجة إلى استقالل القضاء، إال أن عدد القضايا يوضح أن إجراءات توجيه اإلتهام للقاضى قد تكون مصدرا تستغله

.القطاعات غير الراضية عن األحكام القضائية

:األخالقيات .4

أكد الخبراء المشاركون فى هذه الدراسة على لترسيخ وتعزيز الحاجة إلى إيجاد وسائل

األخالقيات القضائية، حيث أن العديد من الدول ليس لديها مواثيق أخالقية للقضاة، على الرغم من أن هذه المواثيق قيد البحث حاليا فى عدد من

ويقترح عدد من الخبراء أنه يجب على . الدولالجهات المانحة أن تشجع على وضع مواثيق

الممكن أن تقدم ومن. أخالقية للهيئات القضائيةالواليات المتحدة األمريكية فى هذا المجال عددا من النماذج الناجحة، كما أوضح الخبراء الذين شاركوا فى اجتماع جواتيماال أن التدريب المالئم على الموضوعات المتعلقة باألخالقيات من

.الممكن أن يكون مفيدا

وفى بعض الدول، تم تشكيل هيئات متخصصة مع ما يزعم من إرتكاب مخالفات للتعامل

وفى باناما، رفضت المحكمة العليا . أخالقيةمحاولة تشكيل هيئة خاصة لهذا الغرض من خارج الهيئة القضائية بدعوى أن هذا اإلجراء غير دستورى كما أنه ليس هناك مبرر لتغير نظام سيطرة النظام الهيكلى الرأسى للقضاة الذى نص

ضم هذا المجلس رئيس وقد . عليه الدستورالمحكمة العليا، ورؤساء األقسام المختلفة داخل المحكمة العليا، والمحامى العام، ومستشار الدولة

(procurador de la administracion) ، . ورئيس الجمعية القومية للمحامين

أما فى تشيلى، قررت المحكمة العليا تكوين لجنة تتكون من خمسة أخالقيات الهيئة القضائية والتى

أعضاء، وذلك بعد زيادة الفساد القضائى خالل السنوات األخيرة، وبعد أن أقيل أحد قضاة . المحكمة العليا من منصبه على أثر اتهامه بالفساد

وقد فرضت هذه اللجنة جزاءات على القضاة الذين شاركوا فى قضايا فساد كما بدأت

ة محكمة اإلجراءات التى انتهت إلى إقالة أحد قضااستئناف سانتياجو والذى كان يلقى احتراما

وباإلشارة إلى هذه القضية، أوضح رئيس . واسعاالمحكمة العليا أنه لن يكون هناك تهاون مع أية ممارسات فاسدة داخل الهيئة القضائية، غير أنه ال يمكن الجزم اآلن ما إذا كان هذا اإلعالن عن عدم

خذتها المحكمة من التعاون واإلجراءات التى اتهذا وتدرس لجنة . شأنهما أن يحدا من الفساد

األخالقيات وضع ميثاق أخالقى قضائى، والذى سيكون مهما من أجل توضيح عدم قبول تصرفات

تتراوح درجاتها بين غير مقبولة، أو ال (معينة وهو األمر ) تتسم بالشفافية، أو فى الواقع فاسدة

جاهه داخل الهيئة الذى كان هناك تهاون كبير ت ودوتسى Vargasويشير فارجاس . القضائيةDuce إلى أن أحد المشاكل مع مباردة محاربة

الفساد التى أطلقتها المحكمة العليا هى أنها تعزز السيطرة الهيكلية والتى تمارس من جانب الدرجات األعلى فى الهيكل القضائى، حيث ال يتم

ى، على تضمين قضاة محاكم الدرجات األولالرغم من أن الفساد يؤثر على جميع مستويات

94.الهيئة القضائية



هناك بعض المشكالت الخاصة باألخالقيات التى من الممكن تحاشيها من خالل رفع مستوى الشفافية وغيرها من جوانب إجراءات االختيار، وقد بذلت المحكمة العليا الجديدة فى الجمهورية

ختيار قضاة يعكس الدومينيكية جهدا كبيرا التاريخهم استقامة اخالقية ومهنية، كما أوضحت المحكمة أنها لن تتهاون فى أى أفعال فساد يقترفها

كما وضع . القضاة أو أى موظفين فى محاكمهمنظام بدائى غير أنه فعال للتفتيش القضائى حيث سمح بالتحقيق فى قضايا الفساد العارضة وتوقيع

. الجزاءات فيها

أن المطالبة بكتابة أحكام قضائية مسببة تسبيبا كماواضحا يعد أداة مهمة لتحاشى الفساد، حيث إن األحكام التى يتضح فيها العالقة الضرورية بين الدليل، والدفاع، واألساس القانونى، والحكم هى . من الصعب أن تكون نتائج تأثيرات خارجية

وقد أضاف المساهم فى هذه الدراسة من جنتين أن معرفة القضاة وكيف يفكرون فى األر

القضايا المجتمعية الهامة بناء على تحليل ألحكامهم عالوة على تحليلها إحصائيا، من شأنه أن يسهم بشكل كبير فى تحمل القضاة لمسئولية

كما أشار إلى السابقة . األحكام التى يصدرونهااإليجابية فى تغطية الصحافة األمريكية للمحكمة

ليا، بما فى ذلك األخبار حول األحكام وتشكيل العوالتى عادة تظهر فى الصفحات (المحكمة

، وكذلك نشر التحليالت الخاصة بأهمية )األولىاألحكام التى تصدرها المحكمة العليا، واإلحصائيات الخاصة بتوافق غالبية أعضائها بعد

ويجب كذلك تشجيع المنظمات غير . كل جلسةرمة أن تراقب أفعال الهيئة الحكومية المحت

على سبيل (القضائية والمؤسسات التابعة لها ).المثال، المجالس القضائية

وتتضمن األدوات األخرى التى يمكن استخدامها إمكانية حصول الجمهور على معلومات عن

مع (الهيئة القضائية، بما فى ذلك األحكام القضائية عمل استثناءات مناسبة لحماية مصالح

، وإنفاق الهيئة القضائية، )لخصوصية المشروعةاوكيفية استغاللها للميزانية، والخلفية الشخصية للقضاة، ومعلومات إحصائية، والكشف عن ممتلكات القضاة ودخلهم، على الرغم من أن األسلوب الذى تتم به هذه األشياء يحتاج إلى أن

يتم موازنته مع القلق بخصوص المخاطرة اآلخذة رتفاع الخاصة بخطف القضاة وغيرها من فى اال

األفعال اإلجرامية إذا تم المطالبة بكشف كامل وبينما يدفع عدد من الخبراء فى . أمام الجمهور

أمريكا الالتينية بأن النبش فى المسائل المالية المتعلقة بالقضاة وحياتهم الشخصية تعتبر تعديا على االستقالل القضائى، غير أن هناك آخرون

يعتقدون أن النظام الذى تطبقه الواليات المتحدة االمريكية والذى ينص على أن يكشف القضاة كامال عن مواردهم المالية بهدف تحاشى أى تضارب مصالح أو حتى مجرد مظهر وجود هذا التضارب يعد شرطا ضروريا، حتى وإن لم يكن

.مرضيا

:التدريب .5

إلى إن عدم وجود تدريب كافى يدفع القضاةاإلعتماد على المشرفين عليهم، حيث أنهم يحاولون تحاشى أن ترفض أحكامهم، كما أن التدريب غير الكافى يخلق شعور بعدم األمان، والذى يؤدى بدوره إلى الخوف من رقابة . الجمهور من خالل اإلعالم ويحد من اإلبداع

وقد أكد عدد من الخبراء أن التدريب يجب أن من سلوك القضاة، غير أن ذلك يصمم بحيث يغير

نادرا ما يحدث، ويعنى ذلك إلى حد كبير تثقيف .القضاة بخصوص دورهم فى المجتمع

ووفقا للخبير من الهندوراس جيسوس مارتينيز Jesus Martinez ،" إن أكثر التدريبات فاعلية

والتى من شأنها أن تنمى التفكير المستقل لدى تمد على األسلوب القضاة هو التدريب الذى ال يع

األكاديمى وحده أو الذى يصمم ليرسخ معلوماتهم على الرغم من ذلك ال يمكن –النظرية والعملية وإنما التدريب الموجه نحو –االستغناء عنه

الشخصية، واألخالقيات، ومعتقدات القاضى إن مثل هذا . ودوره القضائى فى المجتمع

بية لزيادة البرنامج يجب أن يسبق أى برامج تدريالمعرفة بالقوانين وتطبيقاتها العملية، وقبل تحمل

95."المسئولية القضائية

-16. ، صJesus Martinez جيسوس مارتينيز 9517


:التعليم المستمر -أ

فى تشيلى، تقدم األكاديمية القضائية الجديدة تعليما مستمرا للقضاة، حيث تقدم حلقات العمل جهات مختلفة يتم اختيارها بناء على عروض تطرح

تدريب، والمادة وتتضمن المحتوى، وأسلوب ال. التدريبية، والمستوى األكاديمى للمدربين

ويشترط أن يكون األسلوب تفاعليا؛ فال يقبل كما يتم تشجيع القضاة . أسلوب المحاضرات

والموظفين القضائيين لحضور حلقات العمل هذه؛ وحتى يوضع إسم القاضى على لوحة الشرف د السنوية، وهو أحد العوامل األساسية فى تحدي

الترقى، عليه أن يحضر على األقل واحدة من هذه وعلى الرغم من التقييم الجيد لعمل . الدورات

األكاديمية، غير أن أثرها ما زال محدودا حيث أن الصلة محدودة بين نشاطاتها التدريبية والسياسات

.القضائية

وفى الجمورية الدومينيكية، عززت برامج القضائية من التدريب التى تقدمها المدرسة

استقالل القضاء من خالل توفير األدوات الالزمة للقضاة حتى يتمكنوا من تحليل القضايا بعمق من منظور قانونى واجتماعى وحتى يستطيعوا أن يضعوا أساسا ألحكامهم، وقد سعت المدرسة القضائية إلى عمل عالقات تعاونية مع دول أخرى

ء من ووفقا للخبرا. فى أمريكا الالتينيةالجمهورية الدومينيكية، تحتاج المدرسة إلى تطوير البرامج التدريبية التى تساعد القضاة على إتخاذ قرارات فى الموضوعات الجديدة وأن يصبحوا على دراية بمبادئ القانون وحقوق اإلنسان حتى يمكنهم تطبيقها فى جميع القضايا

وبسبب نظام التعليم القضائى . التى ينظرونهار الكافى، تحتاج المدرسة أيضا إلى مساعدة غي

القضاة على التغلب على الفجوة فى التعليم الذى . تلقوه

وقد وجه الخبراء المشاركون فى هذه الدراسة نقدا للبرامج التدريبية فى عدد من الدول بسبب عدم وجود أثر لها على ممارسات القضاة، وعادة ما

أخرى يكون سبب ذلك هو أن هناك إصالحاتيجب أن تطبق من أجل خلق ظروف يمكن أن تطبق من خالل الدروس التى يتعلمونها فى

إن نتائج البرامج التدريبية . البرامج التدريبية

كانت محدودة بسبب تخلى عدد من القضاة عن وظائفهم، والفشل فى إجراء إصالحات ضرورية من شأنها أن تغير من السلوك والممارسات

عادة ما ال . لسلوكيات الراسخةالقضائية، وايتمكن الذين حصلوا على التدريب من االستفادة مما تعلموه دون إعادة هيكلة مؤسسية، وتوفير إمكانية الحصول على المعلومات، وتوفير

وفى بعض الحاالت، . إلخ... األجهزة المالئمة، لم تستمر الجهات المانحة فى جهود التدريب لمدة

تمرارية الكافية لضمان تحقيق كافية أو باالسإن مدارس التدريب القضائى التى أنشئت . نتائج

فى اإلقليم اختلفت اختالفا كبيرا فيما بينها فيما 96.يتعلق بالجودة

ويتفق الخبراء على ضرورة التدريب، غير أنه يحتاج، بشكل عام، أن يصمم بشكل أفضل وأن يكون مركزا، وأن يتم تنسيقه بشكل واقعى معغيره من اإلصالحات، وأن يتم تدعيم التدريب بالمتابعة، وإصالح السياسات، والحوافز وتوفير

عالوة على . إمكانية تطبيق هذه الدروس عمالذلك، يجب أن يتناول التدريب بوضوح دور

وقد خلص اجتماع . القضاة واألخالقيات القضائيةجواتيماال اإلقليمى إلى أن استقالل القضاء يجب

ن يكون أساس خطة تدريب استراتيجية، كما أكد أالمشاركون أن التدريب يجب أن يمتد ليصل

وليس فقط (لجميع العاملين على جميع المستويات كما أن التدريب الذى يتم تصميمه لمن ). القضاة

يلتحقون بالمستقبل المهنى القضائى يجب أن . يصمم بشكل يختلف عن تدريب العاملين الحاليين

حلقات : جب كذلك تطبيق أساليب تعليم البالغينويعمل، ندوات، تدريبات عملية، معامل، وأجزاء تطبيقية، كما يجب أن يتم اختيار المدربين بعناية كما يجب أن يتم تصميم خطط التدريب بعناية بناء

.على أهداف تدريبية واقعية

:التعليم بكلية الحقوق -ب

لإلطالع على نقاش حول تعقيدات التدريب القضائى، 96

Centro de Estudios de Justicia de lasأنظر Americas (CEJA) "Crisis en la capacitacion judicial?" Sistemas

Judiciales, Ano, No. 1


فى هذه الدراسة أكد عدد من الخبراء المشاركين ) كلية الحقوق(على أن التدريب المهنى الضعيف

هو أحد أخطر العقبات على طريق تكوين هيئة قضائية مستقلة على حق، حيث أن كليات الحقوق

وقد أشار . يجب أن تعلم الطلبة دور القضاةالمقرر الخاص لألمم المتحدة عن استقالل القضاة

ال، إلى أنه والمحامين فى تقريره عن جواتيماحتى يمكن ضمان وجود هيئة قضائية جيدة ولمدة "

يجب أن يتم " ,طويلة وتتسم باالستقالل والنزاهةتناول موضوع إصالح التعليم القانونى فى

97.الجامعة وتدريب المحامين

يحتاج التعليم القانونى الجامعى إلى التحديث وأن يكون هناك تنسيق بينه وبين جهود اإلصالح

ى، وحيث أن الدول تمر بعمليات إنتقالية القضائسريعة، تجد العديد من الجامعات صعوبة فى

.مواكبة هذه اإلصالحات

التدريب فى ظل القانون الدولى ونشر -ج :األحكام الدولية

تعتمد الدساتير والقوانين فى أمريكا الالتينية بشكل متزايد على وثائق حقوق اإلنسان الدولية واألحكام

ففى األرجنتين وتشيلى، على سبيل . ة لهاالمفسرالمثال، أصبحت لدى المحاكم رغبة متزايدة فى االعتماد على القوانين الدولية، خاصة من النظام

وقد أصدرت . السائد فيما بين الدول األمريكيةمحكمة ما بين الدول األمريكية وكذلك لجنة حقوق

ات اإلنسان عددا من األحكام التى توضح إلتزامأطراف الدولة، حتى تجرى، ضمن مهام أخرى، تحقيقات جادة فى انتهاكات حقوق اإلنسان، ومحاكمة وعقاب مرتكبيها، مع توفير تعويضات

وقد أصدرت كل من لجنة ومحكمة ما . للضحايابين الدول األمريكية قريبا أحكاما تطالب برفع الضرر الذى لحق بأحد قضاة المحكمة العليا فى

كجزء من تطهير (إعادته إلى عمله بيرو والسلطات األخرى للحكومة وذلك للتغلب على

وكذلك ثالثة أعضاء آخرين فى المحكمة ) الفسادوالذين حكموا بأن القانون الذى (الدستورية ببيرو

Alberto Fujimoriيسمح أللبرتو فوجيمورى

، الفقرة Coomaraswamy تقرير كووماراسوامى 97

153

ألن يرشح نفسه للرئاسة لمدة ثالثة غير للجنة والمحكمة أن إقالتهم فقد وجدت ا). دستورى

التعسفية كانت تعديا على حقوقهم فى الوالية 98.الدائمة وكذلك فى المثول أمام إجراءات قانونية

، وبعد رحيل فوجيمورى 2000وفى نوفمبر Fujimori عن الحكم بفترة وجيزة، أعيد قضاة

وأثناء حكومة بيرو . المحكمة الدستورية الثالثةقاضى المحكمة العليا توافقا مع اإلنتقالية، أعيد

99.توصية محكمة ما بين الدول األمريكية

يحتاج القضاة إلى أن يكونوا على دراية بأحكام وثائق حقوق اإلنسان الدولية، وذلك لصالح . األحكام التى يصدرونها وكذلك لضمان استقاللهم

ويقتضى ذلك تثقيف بمعايير وقوانين حقوق ك التدريب على كيفية اإلنسان المرتبطة، وكذل

إن زيادة تضمين هذه . تطبيقها فى أحكامهمالمعايير فى القوانين والممارسات القانونية من شأنه أن يسهم فى تعزيز ضمانات اإلجراءات القانونية، بما فى ذلك ضمان وجود قضاة يتمتعون باالستقاللية والنزاهة، ومن الممكن أن تقدم

ة هذا النوع من الجامعات المحلية واألجنبيكما يمكن أن تكون المنظمات الحكومية . التدريب

ذات الخبرة فى استخدام الوثائق واإلجراءات وقد أشار . الدولية مصدرا نفيسا فى هذا المجال

بعض خبراء أمريكا الالتينية إلى أن برامج التدريب فى هذا المجال يجب أن تعطى األولوية

اق مراكز المدن للقضاة الذين يعملون خارج نط . الرئيسية

ويجب أن يتم توزيع األحكام المهمة التى تصدر عن لجنة ومحكمة ما بين الدول األمريكية فيما يتعلق بحقوق اإلنسان فى جميع الدول، خاصة

أنظر لجنة ما بين الدول األمريكية لحقوق اإلنسان، 98

، والتر 166.11، الحالة 2000 لعام 48التقرير رقم Walter Humbertoفيجارانو هامبرتو فاسكز

Vasquez Vejarano) ؛ 2000 إبريل 13، )بيروCorte Interamericana de Derechos Humanos, Serie C: Resoluciones y Sentencias, no. 71, Caso del Tribunal Constitucional, sentencia de 31 de enero

de 2001. Consejo Transitorio del بناء على قرار 99

Poder Judicial ،12001براير ف.


حاليا، عادة ما تكون . على القضاة والمحامينالسلطة التنفيذية فقط هى التى تستجيب إلى لجنة

مريكية، حتى أن القرارات المهمة ما بين الدول األكما أن . قد ال تكون معلومة للمحاكم المحلية

هناك حاجة للتفسيرات أو اإلصالحات القانونية من أجل تيسير عملية تنفيذ األحكام التى تصدر

ويجب أن . عن نظام ما بين الدول األمريكيةتكون الهيئة القضائية، والمجتمع القانونى،

نى ككل على دراية بتوصيات لجان والمجتمع المدالحقيقة، والمقرر الخاص لألمم المتحدة عن استقالل القضاة والمحامين، وغيرهم من الهيئات المحلية، واإلقليمية، والدولية التى تتناول موضوعات تتعلق باستقالل القضاء فى دولهم، كما أن جهود الرقابة الدولية من الممكن أن تشجع

. التوصيات األساسيةعلى التوافق مع

الميزانيات، والرواتب، وإدارة .6 :المحكمة

لقد إرتفعت فى السنوات األخيرة ميزانية الهيئة القضائية والرواتب القضائية فى تقريبا كل الدول

كما توفر بعض الدول ضمانات . قيد الدراسةدستورية للهيئات القضائية بها حيث تضمن لها

مة، وهو األمر الذى دعم نسبة من الميزانية العااستقاللهم المؤسسى عن سلطتى الحكومة

غير أن الميزانيات الكبيرة لم تؤدى . األخرتينبالضرورة إلى تعزيز استقالل أو نزاهة القضاة

.كأفراد

مسئوليات الميزانية والمسئوليات -أ :اإلدارية

–لقد زادت الميزانية اإلجمالية للهيئة القضائية فى األرجنتين بما –الية أو المحلية سواء الفيدرخالل الستة أعوام األخيرة، دون % 50يزيد على

ويزعم مسئولو . أية مظاهر إيجابية واضحةقطاع العدالة أن إعادة تنظيم النظام من أجل زيادة كفاءته يعد أمرا أكثر إلحاحا من زيادة ميزانية

وفى تشيلى، باشر الرئيس 100.الهيئة القضائية

وصلت ميزانية الهيئة القضائية الفدرالية فى اإلرجنتين 100 دوالر، وهو ما يوازى 645.500.000 إلى 2000عام

بينما يتم تخصيص . من الميزانية العامة% 1.31حوالى

خطة Patricio Aylwinيشيو أيلوين تاترخمسية لمضاعفة ميزانية الهيئة القضائية، وقد

مليون 45إرتفعت ميزانية الهيئة القضائية من مليون دوالر فى 75 إلى 1990دوالر فى عام

غير أن هذه الزيادة لم تنعكس 1997.101عام .على زيادة إنتاجية القضاة

بة محددة وفى أمريكا الوسطى، يعتبر ضمان نسفى حالة كوستا % 6 وهى –من الميزانية العامة

أحد التدابير األساسية التى –ريكا والسلفادور تساهم فى ضمان استقالل الهيئة القضائية عن

وقد تقدم مفاوضو . سلطتى الحكومة األخرتينالسالم فى السلفادور باإلصالح الدستورى الذى

من الميزانية العامة للهيئة% 6يخصص 101.628.701القضائية، وهو ما يوازى

أما فى جواتيماال، رفض . 2000دوالر فى عام من % 6التعديل الدستورى المقترح بتخصيص

الميزانية للقضاة كما رفض باقى اإلصالحات الدستورية الذى تم التقدم بها فى استفتاء مايو

إن الدستور الجواتيمالى يضع فى يد . 1999تحديد ميزانية الهيئة القضائية المحكمة العليا على األقل يجب أن يخصص % 2وينص على أن تم تخصيص 1999وفى عام . للهيئة القضائية

.الدولة إلى الهيئة القضائية من ميزانية% 4

وينص دستور باناما على أال تقل ميزانية الهيئة Public Ministryالقضائية ووزارة الجماهير

ية الدولة للحكومة من ميزان% 2مجتمعة عن وفى واقع األمر، أن هذه الميزانية ال . المركزية

تزيد عن هذا الحد أبدا، وتعتمد الهيئة القضائية إلى حد كبير على المعونات األجنبية للقيام

أما دستور باراجواى، فينص على أن . بأنشطتهامن ميزانية الدولة يجب أن % 3ما ال يقل عن

وفى تشيلى، قاوم . يخصص للهيئة القضائية

Public دوالر لوزارة الجماهير 147.700.000

Ministry) وهى وزارة تتولى مسئولية توفير الضمانات ).فية لضمان نزاهة إجراءات المحاكمات الجنائيةالكا

وإذا حسبت كنسبة من الميزانية العامة، فقد إرتفع 101 إلى 1990فى عام % 0.59نصيب الهيئة القضائية من

.1997فى عام % 0.83


التشيليون الجهود التى كانت تبذل من أجل إضافة مطلب دستورى بتحديد حجم ميزانية الهيئة

ودوتسى Vargasويقول فارجاس . القضائيةDuce بأن ضمان مثل هذه االستقاللية باسم

استقالل القضاء إنما يتخطى الحاجة إلى وضع ن نظام مناسب للمراقبة والموازنة، حيث أ

االستقالل االقتصادى يحرر الهيئة القضائية من أية إلتزامات ألداء وظيفتها بالشفافية المطلوبة، بما فى ذلك تقديم مبررات ألفعالها وكيفية صرفها

كما يجادالن أن تمويل الهيئة القضائية . للميزانيةيجب أن يكون على أساس كفاية ونفع برامجها

سيطة يرسخها وليس مجرد على عملية حسابية ب .القانون

وتقوم المحكمة العليا فى معظم الدول بإقتراح ميزانية الهيئة القضائية كما تقوم على إدارتها، وفى بعض الدول، يتطلب ذلك الدخول فى مفاوضات صعبة مع سلطات الحكومة األخرى، حتى وإن كان الدستور يضمن تخصيص ميزانية

دومينيكية، وفى الجمهورية ال. الهيئة القضائيةعلى الرغم من أن اإلصالحات الدستورية نصت على مبدأ االستقاللية اإلدارية والمالية للهيئة القضائية كما أعطت المحكمة السلطة فى تعيين جميع الموظفين اإلداريين وغيرهم من الموظفين القضائيين، إال أن االستقالل المالى ال زال وهما،

قومية دائما بإجراء حيث يقوم مكتب الميزانية التعديالت على الميزانية التى تعدها المحكمة العليا دون استشارتها أو وضع احتياجاتها واإللتزاماتها

لقد تم تخفيض ميزانية . الفعلية فى االعتبارخالل السنوات % 50المحكمة العليا بمقدار

من % 1.47الثالثة الماضية حيث كانت أقل من .دولةالميزانية السنوية لل

وعلى الرغم من أن الهيئة القضائية فى باراجواى من % 3" ويضمن لها"تعد ميزانيتها الخاصة

الميزانية القومية، غير أن رئيس المحكمة العليا " اعتماد"مع وزارة المالية قبل " يتفاوض"يجب أن

المجلس التشريعى للميزانية، كما يجب عليه أن ى المجلس يحصل على تأييد لجنة الميزانية ف

التشريعى، هذا وال تصرف السلطة التنفيذية البنود التى تم الموافقة عليها حيث أنها تزعم عدم كفاية

.الموارد

تم إنشاء المجلس اإلدارى للسلطة القضائية لتوفير المعونة الفنية للمحكمة العليا فى تشيلى فيما يتعلق بإدارة ميزانية الهيئة القضائية، ويعمل هذا

س تحت إشراف مجلس إدارة ينضم إلى المجلعضويته خمسة قضاة من المحكمة العليا البالغ

أما المحاكم الفردية . قاضيا21عدد القضاة فيها فتحصل على مبالغ ضئيلة لتغطية المصاريف

هذا وقد نصت اإلصالحات األخيرة . البسيطةعلى إلغاء مشاركة السلطة التنفيذية فى عملية

ويقوم هذا . لموظفين القضائييناختيار وترقى االمجلس اإلدارى بالتعاقد مع الموظفين وتكون

. المحاكم مسئولة عن اإلشراف على عملهم

وفى بوليفيا، يتولى المجلس القضائى اآلن مسئولية إدارة الموارد المالية والبشرية، كما يستهلك

من ميزانية الهيئة % 30المجلس حاليا حوالى أن هيكله اإلدارى يعتبر معقدا القضائية، حيث

ويتسم بالمركزية، كما أن مستوى الرواتب به أعلى من رواتب القضاة وهو موقف يخلق قدرا

.كبيرا من الصدام

أشار المشاركون من السلفادور فى اإلجتماع اإلقليمى الذى عقد فى جواتيماال إلى أن القضاة يواجهون عواقب عديدة فى نقل موظفى المحكمة

ين ال يقومون بمهام بوظائفهم على الوجه الذاألكمل والذين قد يكونوا متورطين فى ممارسات

وعلى الرغم من أن قرار التعاقد مع . فاسدةموظف غير قضائى يتخذه القاضى نفسه أو هيئة

، غير أنه )فى حالة الدوائر متعددة القضاة(القضاة بعد تعيين هؤالء األفراد، يصبحون خاضعين

لذلك، عمال، يصبح من . الخدمة المدنيةلقانونالصعب جدا على القضاة أن يمارسوا سلطات

وبالتالى، قد يتمتع . إدارية حقيقية على موظفيهمموظفو المحكمة بقدر أكبر من األمان الوظيفى . عن القضاة عالوة على تعرضهم إلى رقابة أقل

تعتبر زيادة ميزانية الهيئة القضائية بشكل عام نفس القدر من أهمية تعزيز استقالل القضاء، على

على الرغم من أنه ليس كافيا لضمان االستقالل ويجب أن تصحبه تدابير لضمان الشفافية

كما أن . والمسئولية فى صرف هذه المواردتعزيز سيطرة الهيئة القضائية على ميزانيتها من شأنه أن يحميها من التدخالت السياسية الخارجية،

ن إعادة هيكلة الهيئة القضائية قد يكون أهم غير أ


. من زيادة الميزانية وذلك لرفع مستوى االنتاجيةوحتى يمكن ضمان التوزيع المتساوى للموارد، قد يكون من المهم ضمان ال مركزية ميزانية الهيئة القضائية حتى يتم توزيع الموارد بشكل جيد، بناء

زانية فى كل على المبلغ الذى تقترحه إدارة الميكما من . مستوى من مستويات الهيكل القضائى

المهم ضمان حصول المحاكم خارج المناطق .المدنية الكبرى على الموارد الضرورية

:الرواتب -ب

لقد أدت زيادة الرواتب إلى زيادة اإلقبال على مهنة القضاء حيث أصبحت أكثر جاذبية فى العديد

واتب فى ، زادت الر1996من الدول، فمنذ ، %400إلى % 275الجمهورية الدومينيكية من

أما فى تشيلى، زادت الرواتب القضائية بشكل كبير خالل األعوام القليلة الماضية، خاصة بالنسبة

وهناك نظام جديد للمكافأة . لقضاة المحكمة العليايعطى قضاة محاكم الدرجات األولى وموظفى

حققت المحاكم المحاكم الحق فى مكافأة سنوية إذا التى يعملون بها معايير األداء المطلوبة والتى

ويؤكد القانون على . (وضعتها المحكمة العلياالقياس الموضوعى لإللتزام بالوقت والكفاءة فى

ويحصل كل منهم على .) أداء المهام القضائيةمن األفراد الذين يتم % 75درجة ضمن أعلى

وفى . ضائيةتقييمهم فى مختلف المستويات القكوستا ريكا، تجتذب الرواتب القضائية المهنيين الشباب، غير أنها ال تجتذب القضاة ذوى خبرة

. سنة20 إلى 15تتراوح بين

زادت الرواتب القضائية فى السلفادور بشكل كبير خالل فترة ما بعد الحرب غير أنها لم تتواكب مع

قارن هذا وت. الزيادة الرهيبة فى تكاليف المعيشةرواتب أعضاء النيابة برواتب قضاة محاكم الدرجة األولى بينما يحصل المدافع العام على راتب أقل بكثير، كما يتلقى القضاة مزايا أخرى مثل بدل وقود كما يخصص للعديد منهم سيارات

هذا وقد . خاصة، وتعتبر مزايا التقاعد جيدة جداتيماال زاد قانون المستقبل المهنى الجديد فى جوا

من رواتب القضاة بقدر كبير، غير أن المقرر الخاص لألمم المتحدة أعرب عن قلقه بخصوص

فشل جواتيماال فى توفير تأمين حياة وصحة .القضاة

فى باناما إلى 1995أدت زيادة الرواتب فى عام أن أصبح قضاة المحكمة العليا يتقاضون أفضل

قضاة مرتبات موظفين عموم فى الدولة، غير أن المحاكم االبتدائية يستمرون فى العمل فى ظل رواتب غير كافية مما يجعلهم معرضين للخضوع

102.للفساد

أثر إصالح اإلجراءات الجنائية .7 على استقالل القضاء

إن الدول فى مختلف أنحاء أمريكا الالتينية يعملون على إصالح قوانين اإلجراءات الجنائية

لمكتوب المعتمد على بها، مبتعدين عن النظام ا. التحقيقات إلى نظام شفهى يعتمد على المواجهة

إن األنظمة القديمة كانت بطيئة مع إمكانية محدودة إلطالع الجمهور وأحيانا ال تتوفر هذه اإلمكانية، مع عدم وجود شفافية، وفى ظل هذه األنظمة، كان عادة ما يكون من غير الواضح من

كان فى . أساسهو متخذ القرار وعلى أى المعتاد أال يطلب من القاضى حضوره مع أطراف

وتعتبر عدم شفافية القرارات القضائية . الدعوىوكذلك تفويض المسئوليات القضائية للموظفين القضائيين تهديدا الستقالل القضاء، فبدال من أن يصدر القضاة األحكام، من الممكن أن يقوم بذلك

ن هم أكثر عرضى الموظفين القضائيين والذيعالوة على ذلك، . للخضوع للمؤثرات الخارجية

نظريا وفى العديد من األنظمة، من الممكن أن يكون نفس القاضى هو المسئول عن إجراء التحقيقات المبدئية، وعن إتخاذ قرار اإلحالة إلى النيابة وتوجيه اإلتهام، وعن تحديد التهمة، وكذلك

.بةيكون مسئوال عن تحديد العقو

لقد تم تطبيق النظام الشفهى الجديد فى المحاكم الجنائية ومحاكم األحوال الشخصية واألحداث فى

إن "ويقول الخبراء من السلفادور . السلفادورالدروس والخبرات اإليجابية هى أن تطبيق مبادئ

دوالر 10.000 يتقاضى قضاة المحكمة العليا اآلن 102

أما دوالر 2.500فى الشهر، بينما يتقاضى قضاة الدوائر . دوالر فقط1.500قاضى الصلح، فيتقاضى


الشفهية، والفورية، والعلنية تعد فعالة فى تعزيز يرغم القاضى على استقالل القضاء إلى الحد الذى

اصدار أحكام فى جلسات علنية بناء على أدلة تقدم بالشكل القانونى أثناء إجراءات الدعوى، كما تلزم القاضى بتوفير تبرير وتسبيب مقنع لألساس

103."القانونى الذى أصدر بناء عليه الحكم

إن نظام القضاء الجنائى فى تشيلى والذى يعتمد ى قضاة محكمة على الكتابة والتحقيقات يعط

االستئناف نطاقا أوسع لالطالع على تصرفات قضاة المحكمة االبتدائية، حيث يمكن لقضاة محكمة االستئناف أن يطلعوا على أسلوب تطبيق

عالوة . المحاكم األدنى للقانون وتقييمها للوقائععلى ذلك، فإن حكم القانون الذى يسمح بتوجيه

االستئناف، فى تلقائية يسمح لمحكمة " استشارات"معظم الدعاوى، أن تقوم بنفسها، ودون الحاجة إلى إقامة دعوى استئنافية، أن تراجع أحكام

إن إجراءات المراجعة هذه . المحكمة األدنىتسمح للمحاكم األعلى أن تحتفظ بسيطرتها على المحاكم األدنى بدال من أن تخدم كآليات لحماية

محاكم ويعتبر قضاة. حقوق أطراف الدعوىالدرجة االولى أن استقالليتهم تتهدد حيث أن النظام يكافئ من يطبقون المعايير التى يعتقدون أن محكمة االستئناف ستطبقها سواء كانوا يعتبرون هذه المعايير هى التفسير الصحيح فى

104.دعوى معينة أم ال

هذا وسيترك قانون االجراءات الجنائية الجديد حق يد المحكمة االبتدائية، مما سيحد تحديد الوقائع فى

من سلطة المحاكم االستئنافية فى مطابقة أحكام المحاكم األدنى بتطبيق القانون، حيث أنه لن يكون لمحكمة االستئناف السلطة لمراجعة قرارات المحكمة األدنى من تلقاء نفسها، ويعكس ذلك فهما أن حق االستئناف هو حماية لألطراف وليس

يطرة الهيكلية الهرمية داخل الهيئة وسيلة للسإن هذه اإلصالحات من شأنها أن . القضائية

عن (تعطى قضاة المحاكم االبتدائية استقالال أكبر إلصدار ) من يعلوهم فى السلم القضائى مباشرة .األحكام فى القضايا المعروضة عليهم

15. صUrquilla وأوركيال Diaz دياز 103 22. ، صDuce ودوتسى Vargas فارجاس 104

لقد تم تطبيق قوانين اإلجراءات الجنائية بعد ليها فى كل من كوستا ريكا، إدخال اإلصالح ع

والسلفادور، وجواتيماال، كما تم الموافقة مؤخرا على إصالحات شبيهة تم تنفيذها بالفعل أو على وشك التنفيذ فى عدد من الدول من بينها بوليفيا، . وتشيلى، وأكوادور، والهندوراس، وباراجواى

وتتضمن هذه اإلصالحات تغييرات كبيرة للقضاة تسهم فى تعزيز نزاهة القضاء، من شأنها أن

حيث أن إصالح القضاء الجنائى فى اإلقليم قد تم تصميمه من أجل رفع مستوى الكفاءة، وتوفير حماية أفضل لحقوق المتهمين والضحايا، وضمان

إن الجلسات الشفهية الجديدة . النزاهة والمسئوليةستكون علنية، حيث يحضر الطرفان ويتم تقديم

إلى القاضى وبذلك يتم الحد من جميع األدلةإن . فرص الفساد وتفويض الوظائف القضائية

القاضى الفرد قد تحدد اآلن فى المشاركة فى مرحلة واحدة من مراحل التقاضى، كما أنه وفقا لهذه اإلصالحات، يطلب من القضاة أن يتداولوا ويعطوا قراراهم مباشرة بعد العرض المكثف

ويجب على القضاة أن . ةلألدلة أثناء المحاكميقدموا تسبيبا ألحكامهم، على الرغم من أنه ليس

. هناك ضرورة لذلك عندما يعلن الحكم

تعفى اإلصالحات التى أدخلت على قوانين اإلجراءات الجنائية من مسئولية توجيه التحقيقات الجنائية، ففى ظل النظام القديم، كان الرأى العام

القضاة ويحملونهم والسياسيون يضغطون علىمسئولية الحفاظ على األمن العام والسيطرة على

وبالتالى، عادة ما كان يتخذ القضاة . الجريمةقرارات خاصة بالحجز قبل المحاكمة واإلفراج بناء على ضغط الرأى العام وليس بناء على تطبيق مستقل لمواد القانون التى تنطبق على هذه

ء من تشيلى، فإن نقل وبناء على الخبرا. الحالةمسئولية التحقيق الجنائى إلى أعضاء النيابة من شأنه أن يحرر القاضى بحيث يتصرف بشكل

غير أن تجربة السلفادور وجواتيماال 105.مستقلتوضح أنه من الممكن أن يظل القضاة فى ظل النظام الجديد يالمون على إطالق سراح مجرمين

أنه يمكن أيضا أو على الفشل فى منع الجريمة، و .لوم القوانين الجديدة

23. نفس المرجع، ص 105


وفى جواتيماال، أدى عدم كتابة القضاة قرارات مسببة فى ظل النظام الجديد إلى إلغاء أحكام فى قضايا مهمة مما كلف الدولة مبالغ طائلة، فإن

يجب أن Xamanالمحاكمة فى قضية زامان كما أن القضية ضد قائد الحرس المدنى . تعاد

قد Candido Noriegaييجا كانديدو نورإن القلق بخصوص عدم . سحبت ثالث مرات

وجود أساس لألحكام القضائية كبير جدا إلى حد أنه تم التقدم باقتراح لتعديل الدستور ليتضمن

106.اإللزام بتسبيب األحكام القضائية

كانت السلفادور أحد أوائل الدول فى اإلقليم التى ية يدعو إلى عرض طبقت قانونا لإلجراءات الجنائ

األدلة على القاضى شفهيا وبشكل مركز، كما أن نص القانون على الجلسات العلنية والشفافية قد حد من فرص ممارسة الضغط الخارجى على

ويقول القاضى السلفادورى سيدنى . القضاة أن القانون الجديد Sidney Blancoبالنكو

لقضاة يسهم فى تنظيف الهيئة القضائية؛ وقد ترك اغير الراغبين فى التأقلم مع اإلجراءات الجديدة أو غير القادرين على التأقلم معها الهيئة القضائية من

107.تلقاء أنفسهم

تكوين تحالفات من أجل .8اإلصالح تتضمن المجتمع المدنى، والقضاة الداعين لإلصالح، وسياسيين بارزين،

:واإلعالم، وأكاديميين

مع المدنى دورا كبيرا فى لم يكن لمنظمات المجتتعزيز استقالل القضاء فى معظم دول المنطقة، كما لم تكن الجهات المانحة تسعى إلى العمل مع

وإليزار لوبيز Yolando Perez يوالندو بيريز 106

Eleazar Lopez تقرير عن استقالل القضاء فى ،. ، ص2000 يونيو جواتيماال، أعد خصيصا لهذه الدراسة،

17 عن هذه النقطة فى عرض Blanco أعرب بالنكو 107

أنظر . حول تأثر القضاة بقانون اإلجراءات الجنائية الجديد Due Process ofالقانونية السليمة مؤسسة اإلجراءات

Law Foundationو Fundacion Esquel, Implementando el Nuevo Proceso Penal

en Ecuador: Cambios y Retos 79 .ص )2001واشنطون (

منظمات المجتمع المدنى فيما يتعلق بهذا لقد ركزت المساعدات الدولية فى هذا . الموضوع

المجال على مشاريع مع المحاكم العليا والمجالس .القضائية

من ذلك، بدأت جماعات المجتمع على الرغمالمدنى فى السنوات األخيرة فى القيام بدور متنامى فى المطالبة بقدر أكبر من االستقالل القضائى وذلك من خالل طرق عدة منها، على سبيل المثال، الدفاع عن اإلصالحات الدستورية والقانونية المهمة؛ والمطالبة بإجراءت تتسم بقدر

ة فى اختيار القضاة، وتقييم أكبر من الشفافيإدائهم، وترقيهم؛ عالوة على وجود آليات لمراقبة

وقد تراوح هذا الدور بين النقد . هذه اإلجراءاتوعمل حمالت بخصوص موضوع واحد وبين جهود استراتيجية بعيدة المدى تتعلق بقطاعات

.عديدة

وقد توصل الخبراء أثناء االجتماع الذى عقد فى لى أن احتماالت نجاح جهود تعزيز جواتيماال إ

استقالل القضاء أكبر عندما تعتمد على تحالفات استراتيجية بين مجموعات معنية مختلفة تتضمن

كنقابات (أعضاء من منظمات المجتمع المدنى المحامين، والمنظمات غير الحكومية المؤيدة،

، والقضاة )واألكاديميين، ومجموعات األعمال والسياسيين، وممثلين عن الداعين لإلصالح،

.اإلعالم

التحالفات االستراتيجية التى يقودها -أ :المجتمع المدنى

ويظهر استعراض لبعض استراتيجيات المجتمع المدنى األخيرة أمور كثيرة من الممكن أن تكون مشاركة المجتمع المدنى فيها مفيدة فى جهود تعزيز استقالل القضاء، بل وأن تكون دافعة

.ر فى بعض األحيانللقرا

وتقدم الجمهورية الدومينيكية نموذجا للمساهمة الفعالة التى يمكن أن يقوم بها تحالف استراتيجى بين ممثلى المجتمع المدنى، والقضاة، والمسئولين، والسياسيين لضمان تبنى اإلصالحات الضرورية

، 1990وفى عام . وتطبيقها التطبيق المناسبال والمحامين بإنشاء مؤسسة قام قادة رجال األعم


لتساعد على (FINJUS)المؤسسية والعدالة تعزيز استقالل القضاء، وترسيخ سيادة حقيقية للقانون، وتعزيز الديمقراطية من خالل التعريف

وقد سعى قادة . الدقيق للقواعد ودور المؤسساتالمحامين ورجال األعمال الذين شاركوا فى إنشاء

1990 خالل الفترة من FINJUSهذه المؤسسة إلى وضع اإلصالح القضائى على 1994إلى

وقد أدت الكارثة . جدول أعمال المجتمع إلى مراجعة 1994اإلنتخابية التى حدثت فى عام

الدستور، مما وفر الفرصة إلجراء إصالحات دستورية معينة من شأنها أن تعزز استقالل

ين وقد قادت هذه المؤسسة تحالفا ب. القضاءممثلى المجتمع المدنى، والسياسيين والقضاة المؤيدين الستقالل القضاء واإلصالح الذى قام بدور مهم فى ترشيح واختيار قضاة المحكمة العليا، وضمان اإلعتراف بحق جميع القضاة فى الشعور باألمان الوظيفى، وترسيخ الوالية القضائية للمحاكم فيما يتعلق بالمسألة الحساسة

.علقة بالسيطرة الدستوريةالمت

وقد ابتعد المجلس القضائى الجديد خالل أول عن عقد 1997عملية اختيار قام بها فى عام

جلسات علنية مع المرشحين للمحكمة العليا، وقد قامت جماعات المجتمع المدنى بلقاءات تلفزيونية

وبعدها، قرر المجلس أن يذيع . خاصة بهمت التلفزيون وكذلك جلساته العلنية على قنوا

إجراءات االختيار الفعلية ألعضاء المحكمة العليا .الجدد

عندما أصدرت السلطة التشريعية قانونا ينهى تأمين الوالية للقضاة، قامت جماعات المجتمع

كما قامت، " أسبوع استقالل القضاء"المدنى بتنظيم بمساعدة هيئة التنمية الدولية األمريكية، بجلب

نب لتقديم سلسلة من المحاضرات عن خبراء أجا وقد كان للمساعدات الدولية 108.استقالل القضاء

دور مهم فى تحديد األولويات وجلب وجهات نظر

وقد كان ضمن الخبراء كل من رودولفو بيزو 108

، ولويس ساالس Rodolfo Pizo Escalanteإسكاالنتى Luis Salas وسيزار بارينتوس ،Cesar

Barrientos وإدموندو أوريالنا ،Edmundo Orellana وإدواردو جوجل ،Eduardo Gauggel.

مختلفة من اإلقليم تسمح للدومينيكيين بالتعرف .على خبرات وإنجازات جيرانهم فى المنطقة

وتحالفها بالمساعدة FINJUSوقد قامت مؤسسة و اإلصالح من خالل وسائل فى خلق دفعة نح

متعددة والحفاظ عليها، فقد استخدموا وسائل اإلعالم، ونشراتهم الخاصة، والندوات العامة وغيرها من اللقاءات لشرح الموضوعات الحساسة بالنسبة للجمهور مثل أهمية تعزيز استقالل

هذا وقد عززت شبكات الصالت المؤقتة . القضاةرار هذه العملية؛ كما والدائمة والتحالفات استق

تشجعت قطاعات ومنظمات أخرى لتدعم جهود تعزيز استقالل القضاء، كما إتفقت المدرسة

على FINJUSالقومية للقضاء مع مؤسسة العمل سويا من أجل إجراء تحليل للموضوعات المتعلقة بترسيخ استقالل القضاء والديمقراطية، ت وإجراء مناقشات حولها، والتقدم باقتراحا

.بخصوصها

وقد تجمعت جمعيات للمجتمع المدنى مختلفة االتجاهات فى جواتيماال لتكون حركة لتأييد العدالة وقد قامت بدور مهم فى ضمان قدر أكبر من الشفافية إلجراءات اختيار قضاة المحكمة العليا

وقد ركزت . وكذلك أعضاء المحكمة الدستوريةلمؤهالت هذه المبادرة على نشر النقاش حول ا

التى يجب توفرها للترشيح واالختيار عالوة على وقد كان للمنظمات . شفافية عملية االختيار نفسها

غير الحكومية فى جواتيماال دورا مهما فى جلب المقرر الخاص لألمم المتحدة عن استقالل القضاة

وقد قام المقرر بوضع . والمحامين إلى جواتيمااللتهديدات التى يتعرض تقرير متكامل يسجل فيه ا

لها استقالل القضاء فى جواتيماال كما وضع وقد . سلسلة من التوصيات فى هذا الخصوص

إلتزمت حكومة جواتيماال علنا بالعمل على تنفيذ هذه التوصيات، غير أنه بعد تسعة أشهر، وجدت أحد المنظمات غير الحكومية الكبرى أن عددا

109.ها جزئياقليال جدا من التوصيات تم تنفيذ

109 Fundacion Myrna Mack/Programa de

Investigacion y Analisis, "Informe sobre el grado de cumplimiento de las recomendacions del relator sobre independencia de jueces y abogados,"،


Poderأما فى األرجنتين، قاد بودر كيدادانو Ciudadano الجهود من أجل تشكيل لجنة

مجتمع مدنى لمراقبة نشاطات المجلس القضائى، حيث يسعى فريق المراقبة إلى تحديد نقاط الضعف والقوة، ووضعهم فى تقرير سنوى مفصل، كما اقترح الفريق آليات لزيادة شفافية

وبالتالى، عندما كان . عال المجلستصرفات وأفالمجلس يضع قواعده، اقترحت مجموعة المراقبة ثمانية مبادئ أساسية، وتتضمن هذه المبادئ ضمان الحصول على المعلومات، وتطبيق نظام اختيار قضائى يكون على أساس قدرة ومؤهالت المرشحين، وضمان آليات إدارية تتسم بقدر أكبر

على ضمان مشاركة المواطن من الشفافية، عالوةوقد . من خالل أن تكون االجتماعات علنية

تعرض محتوى هذه اللوائح إلى نقاش عام، كما تقدم إئتالف من منظمات غير حكومية باقتراح بعقد جلسات علنية، وهو االقتراح الذى وافق عليه

.المجلس فى نهاية األمر

لذى وقد اتفق المشاركون فى اإلجتماع اإلقليمى ا :عقد فى جواتيماال على عدة نقاط، وهى كما يلى

يجب على الجهات المانحة أن تختار •أحد منظمات المجتمع المدنى التى ستكرس نفسها طوال الوقت لوضع وتنفيذ استراتيجية تدعم اإلصالح وتواجه المقاومة والمعارضة، حيث تعد هذه خطوة أساسية حيث تحتاج

ا إلى أن الجهات المانحة فى مشاريعهتكرس بعض الوقت والمال لتختار منظمة مناسبة، أو لتدعم تكوين مثل

ويتطلب . هذه المنظمة إن لم تتواجدذلك ضمان المعونة الفنية، والتمويل الالزمين، وكذلك تعيين عمالة

وتحتاج حمالت اإلصالح . مالئمة

ووفقا لهذه الدراسة، تم تنفيذ واحدة فقط من واقع . 1. صأخرى توصية 11 توصية تنفيذا كامال، كما تم تنفيذ 32

وكان ضمن أسباب عدم تنفيذ التوصيات قلة . وإنما جزئياالرغبة السياسية فى ذلك، وقلة الموارد االقتصادية، والحاجة إلى وقت إضافى لتنفيذ التوصيات، والحاجة إلى إصالحات دستورية لتنفيذ التوصيات، وعدم رغبة بعض القطاعات فى

تتمشى مع قبول التوصيات، عالوة على وجود توصيات ال .الواقع فى جواتيماال

إلى مؤيدين مثقفين وذوى خبرة على دراية بالموضوعات المطروحة

. بإمكانهم التعامل مع المعارضةوإن محاولة عمل حمالت إصالح مع أناس يعملون طوال الوقت فى مكان آخر وليس لديهم الوقت الكافى ليكرسوه لإلصالح يعتبر غير كافيا

.للحافظ على الدفعة لألمام

تحتاج الجهات المانحة إلى تكريس •وقت أطول لعملية خلق التأييد

توقع تحقيق لإلصالح وال يجب أن تيحتاج األمر إلى (نتائج فورية

). حوالى عامين لخلق الوعى والتأييدخالف ذلك، ستؤدى المعارضة إلى التأخير، كما ستطرح تساؤالت بخصوص اإلرادة السياسية فى البالد، مما قد يؤدى إلى تهديد

ويؤدى ذلك إلى . العملية بالكاملاالعتماد على استراتيجيات آنية

التأييد الالزم بدال من وضع لتكوين استراتيجيات فعالة ومخطط لها

وحتى إن تم الموافقة على . جيدااإلصالحات، إال أنها قد تفتقد التأييد المحلى والوعى الكافى لتطبيقها خالل مرحلة التنفيذ، وهى المرحلة التى عادة ما تكون صعبة، وغير منتظمة، ومكلفة، وتواجه العديد من

.ير المتوقعةالعواقب غ

إن تكوين االئتالفات يعد مهما لدعم •اإلصالحات والتغلب على معارضتها، خاصة تحديد التحالفات بين السياسيين، كما أنه من المهم جدا التعرف على أعضاء الهيئة القضائية، على جميع مستوياتها، الذين يؤيدون اإلصالحات والذين من الممكن أن يصبحوا حلفاء فى جهود

.صالحاإل

العمل مع القضاة فى مختلف مستويات -ب :الهيئة القضائية


أكد خبراء أمريكا الالتينية أنه ليس كافيا أن يتمتع هيكل الهيئة القضائية بالديمقراطية وإنما يجب أن تكون عملية اإلصالح نفسها ديمقراطية، حيث يجب أن تشارك الهيئة القضائية ككل فى اإلصالح

قد تكون هناك . يات العليا منهاوليس فقط المستومقاومة قضائية لإلصالحات التى قد يعتبرها

على سبيل (القضاة خسارة لسلطاتهم القضائية المثال، تقليل السيطرة الهيكلية على قضاة محاكم الدرجات األدنى، ونقل مسئولية التحقيق الجنائى إلى أعضاء النيابة ضمن إصالح اإلجراءات

أجل التغلب على هذه المقاومة قد ، ومن )الجنائيةتكون أفضل االستراتيجيات هى العمل عن قرب مع القضاة على جميع المستويات بل وتنفيذ مبادرات اإلصالح بالتعاون معهم خاصة مع من هم أكثر تقبال للتغيير حتى ال يعتبروا اإلصالح

وفى . مفروضا عليهم من خارج الهيئة القضائيةجتمع مدنى تقود جهود حالة وجود منظمة م

اإلصالح، يجب أن تحاول عمل تحالف مع القضاة ليعملوا سويا على المطالبة باإلصالح

وعلى أية حال، يجب تحاشى ببساطة . المؤسسىمهاجمة الهيئة القضائية حتى ال يشعر القضاة بأن

ويجب التوضيح . هناك هجوم شخصى عليهمسن من للقضاة كيف يمكن لهذه اإلصالحات أن تح

وقد يكون عرض خبرات قضاة من . وضعهمدول أخرى نفذت هذه التغييرات بالفعل جيدا فى

.هذا الخصوص

وتستطيع الجهات المانحة وجماعات المجتمع المدنى التى تعمل معها أن تشجع على تكوين جمعيات من القضاة تؤيد اإلصالح أو العمل على

ة وبينما لم تركز جمعيات القضا. اندماجهاالتقليدية على تعزيز استقالل القضاء، تقوم الجماعات الجديدة بالتركيز بشكل أكبر على هذا

وقد قامت جمعية قضاة كوستا ريكا . الموضوعبدور قائد فى تعزيز استقالل القضاء والدفاع عنه، حيث تضمنت نشاطاتها إتخاذ إجراءات قانونية للدفاع عن استقالل القضاء، وتنظيم نشاطات بالتعاون مع المنظمات الدولية صممت لتقييم استقالل القضاء تقييما دقيقا، عالوة على عمل أبحاث ونشر تقييم لموقف استقالل القضاء فى

.أمريكا الوسطى

:وسائل اإلعالم -ج

تعتبر استراتيجية التعامل مع وسائل اإلعالم عنصرا حيويا فى جهود خلق التأييد الالزم

ليه، ويجب أن تصبح أحد لإلصالح والحفاظ عوسائل اإلعالم، إن أمكن، مهتمة بهذه العملية حيث تعتبر اإلصالحات موضوعا أساسيا، فتوفر له الكثير من الدعاية، وتثير النقاش حوله،

لقد كان اإلئتالف الذى تكون . وتطالب بالشفافيةفى الجمهورية الدومينيكية ناجحا فى تكوين هذه

.عالمالعالقة مع وسائل اإل

غير أن اإلعالم فى معظم الدول قيد الدراسة هنا ينظر إليه أنه لم يكن عنصرا مساعدا فى قضية استقالل القضاء، ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم الوعى بدور القضاة، فعادة ما يالم القضاة فى وسائل اإلعالم بسبب فشلهم فى القضاء على ب الجريمة، خاصة عندما يطلق سراح متهمين بسب

وقد أكدت . عدم كفاية األدلة أو ضعف التحقيقاتاإلصالحات األخيرة فى اإلجراءات الجنائية على أهمية ضمان إتخاذ اإلجراءات القانونية، واعتبار المتهم بريء، والتأكيد على مبدأ أن العقاب يطبق فقط عندما تثبت التهمة الجنائية، وليس بناء على

أن الحجز فترة ما وعلى الرغم . مجرد االشتباهقبل المحاكمة لم يصبح عقابا مقدما، غير أن

.اإلعالم لم يتأقلم مع الوضع الجديد

عالوة على ذلك، فإن قوانين ديساكاتو desacato التى تنص على المعاقبة الجنائية ،

لنشر نقد عن شخصيات عامة بما فيهم القضاة، قد حدت من قدرة وسائل اإلعالم ورغبتها فى القيام

فعلى سبيل . بدور المراقب فى العديد من الدولالمثال، فى تشيلى أدى مؤخرا نشر تحقيق صحفى

El Libro Negro de la Justicia والذى ،تناول بالنقد المحكمة العليا وبعض أعضائها، إلى إقامة أحد القضاة الذين انتقدوا دعوى قضائية على

سخ ونتيجة لذلك، صودرت جميع ن. هذا التحقيقالكتاب، ومنع الكتاب من النشر، وهربت مؤلفة الكتاب إلى الواليات المتحدة بعد توجيه تهمة . القذف إليها وحصلت على حق اللجوء السياسى

وعلى الرغم من هذه القيود، قامت أحد الصحف الشهيرة مؤخرا بدراسة سلوك بعض قضاة محاكم ة الدرجات العليا، وقد كان هذا العمل أداة أساسي

فى إتخاذ قرار غير مسبوق بإقالة أحد قضاة


محكمة االستئناف بسبب ارتكابه لمخالفات وأعمال 110.فساد

تدريجيا، desacatoومع إلغاء قوانين ديساكاتو وبينما بدأت الصحافة التحقيقية فى مد جذورها، بدأت وسائل اإلعالم فى بعض الدول بتوجيه النقد

ان وسائل اإلعالم غير أن بإمك. للهيئة القضائيةبل ويجب عليها أن تقوم بدور أكثر فاعلية فى

.تعزيز استقالل القضاء والمسئولية القضائية

ويمكن لوسائل اإلعالم باإلضافة إلى مراقبة المحاكم عن قرب أن تقوم بدور أكثر فاعلية فى اإلعالم بمزايا وجود هيئة قضائية تتمتع

ا أن تقوم بهذا باالستقالل والفاعلية بل ويجب عليهويحتاج الجمهور من أجل مواجهة . الدور

معارضة اإلصالح ليس فقط أن تتوفر له معلومات أفضل عن نطاق اإلصالحات وإمتيازاتها، وإنما يجب أن يرى نتائج فى قضايا معينة وموثقة توضح امتيازات اإلصالحات

إن أفضل سالح . مقارنة بالممارسات السابقةضون اإلصالح هو سياسة لمواجهة من يعار

مقارنة بالنظام غير " النتائج اإليجابية"اإلعالن عن .الكفء الذى يتم التحول عنه وتغييره

كما يمكن أن تشعر وسائل اإلعالم الرأى العام واألطراف السياسية بالحاجة إلى تغيير الهيكل القضائى ليس فقد من أجل تعزيز استقالل القضاء

.ية للقضاء على الفسادولكن أيضا كاستراتيج

:مشاركة هيئات الرقابة الرسمية -د

لقد أنشأت العديد من دول أمريكا الالتينية مكاتب شكاوى حقوق اإلنسان لمراقبة تصرفات الجهات الرسمية وضمان حقوق اإلنسان للمواطنين، وفى بعض الدول، جعلت هذه المكاتب استقالل القضاء

.مركز عملهم

لى سبيل المثال، اهتم مكتب ففى الهندوراس، عالمفوضية القومية لحقوق اإلنسان بموضوع استقالل القضاء، وأصدر تقريرا مهما فى عام

لجنة "، كما شكلت الحكومة فيما بعد 2000


والتى تتضمن مكتبا للشكاوى، وقد " ,البارزين .وضعت اللجنة سلسلة من التوصيات ونشرتها

:اكمالدراسة الواعية الدقيقة للمح -هـ

أكد خبراء أمريكا الالتينية مرات عديدة على الحاجة إلى تكوين مراكز ألساتذة القانون كل الوقت عالوة على الحاجة إلى تشجيع البحث المستقل عن الهيئة القضائية فى نطاق الجامعة أو

وقد دعى بعضهم . فى مراكز أكاديمية محترمةوم الجهات المانحة للتفكير فى تمويل مشاريع تق

بتحليالت تجريبية وقانونية عن استقالل القضاء فى الدول المختلفة، وعن الظروف واإلجراءات التى تحد منها، وكذلك استراتيجيات اإلصالح التى ساعدت والتى من شأنها أن تساعد على تعزيز



: الالتينيةدور المجالس القضائية وتشكيلها فى عدد من دول أمريكا :2لجدول رقم

تشير هذه المعلومات إلى المجلس الخاص بالهيئة القضائية الفدرالية، حيث لدى األرجنتين مجال أخرى * حمل مسئولية إدارة الميزانيةلم تسمح المحكمة العليا للمحاكم ت. للهيئات القضائية على المستوى المحلى


مسئولية ترشيح وتعيين قضاة المحكمة العليا ومحاكم الدرجة األدنى فى عشر دول من أمريكا :3الجدول رقم الالتينية

من يقوم باختيار تشكيل المجلس القضائى الدولة مجلسأعضاء ال

دور المجلس فى إختيار أعضاء

المحكمة العليا

دور المجلس فى إختيار القضاة

اآلخرين

مسئوليات أخرى للمجلس

: عضوا19 *األرجنتين 8 قضاة، و4رئيس المحكمة العليا، و

من كل مجلس تشريعى 4(مشرعين، 2 من حزب األغلبية و2بحيث يكون

محامين 4، و)من أكبر أحزاب األقلية المحاكم الفدرالية ويتم اختيار أمام

عضو ممثل عن 1باالنتخاب، مفوض عن 1المجتمع األكاديمى،

السلطة التنفيذية

يقوم القضاة الفدراليون بانتخاب الممثلين

القضائيين، ويقوم رئيس كل مجلس تشريعى

باختيار المشرعين بناء على اقتراحات من

المجلسين

اختيار المرشحين ال يوحدام إلى الهيئة لإلنضم

القضائية من خالل مسابقة تعتمد على

الكفاءة، وإعداد قوائم بثالثة مرشحين لتقوم

السلطة التنفيذية باالختيار

إدارة ميزانية الهيئة إتخاذ * القضائية،

اإلجراءات التأديبية ضد القضاة، تحريك اإلجراءات إلقالة القضاة، إصدار

التعليمات الخاصة بالتنظيم القضائى واستقالل القضاء

: أعضاء5 بوليفيا أعضاء 4رئيس المحكمة العليا و آخرون

المجلس التشريعى )الكونجرس(

يرشح األسماء لمحاكم يرشح األسماء الدرجات األدنى

مسئولية إدارية وتأديبية نحو الهيئة القضائية، ويجرى برامج تدريبية

: أعضاء5 كوستا ريكاحامى من م1 من الهيئة القضائية و4

خارج الهيئة القضائية، ويرأس المجلس رئيس المحكمة العليا

إجراء اختيار بناء على ال يوجد المحكمة العلياالقدرات والمؤهالت

غير أن المحكمة العليا ليست مجبرة على

اختيار الحاصلين على أفضل الدرجات

مفوض بعدد من مسئوليات الشئون

اإلدارية

الجمهورية الدومينيكية

: أعضاء7رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الشيوخ، ونائب الحزب المعارض، ورئيس المجلس التشريعى، ونائب المعارضة، ورئيس المحكمة العليا،

وقاضى آخر

يقوم بتعيين المرشحين

وتصفيتهم، ويعين القضاة، ويمكن أن يعقد جلسات علنية

ال يوجد

: أعضاء6 السلفادورقانون فى كلية أستاذ 1 محامين، 3

من 1القانون جامعة السلفادور والجامعات الخاصة، ومحامى من

Public Ministryوزارة الجماهير

تقوم السلطة التشريعية باالختيار من قوائم من

ثالثة مرشحين من جانب كل قطاع ممثل

يقترح المرشحين على السلطة

التشريعية، على أن يأتى نصفهم

عن طريق انتخاب المحاميننقابات

يقترح المرشحين على أساس القدرات، ويقدم

قوائم إلى المحكمة العليا من ثالثة أسماء لتقوم

باالختيار

التقييم الدورى للقضاة، ويدير مدرسة التدريب

القضائى

: أعضاء5 جواتيماالرئيس المحكمة العليا، ورئيس وحدة

الموارد البشرية للهيئة القضائية يب، وممثل عن ورئيس وحدة التدر

القضاة، وممثل عن قضاة محكمة االستئناف

يتم انتخاب قاضى وقاضى محكمة

االستئناف كل من المجموعة التى ينتمى

إليها

تقديم النصيحة للكونجرس بالنسبة للحاجة فى تشكيل

لجنة المطالبة الختيار قضاة المحكمة العليا ومحكمة االستئناف

مسئول عن نظام لى اإللتحاق بناء ع

القدرات، تقوم وحدة التدريب بتقييم

المرشحين، وبعد إنهاء دورة لمدة ستة أشهر

بنجاح يحق للمرشح أن تختاره المحكمة العليا

يختار رئيس وحدة التدريب المؤسسى ويقيله، ويقيم أداء

القضاة وقضاة محكمة االستئناف، ويضع سياسات وحدة التدريب

: أعضاء8 باراجواى ممثل 1مة العليا، و عضو بالمحك1

عضو فى 1عن السلطة التنفيذية، و 1 محامين، و2السلطة التشريعية، و

أستاذ فى كلية الحقوق فى الجامعة . من الجامعات الخاصة1القومية، و

يقترح قوائم بثالث أسماء ليقوم مجلس الشيوخ بتعيينهم

يقترح قوائم بثالث أسماء للتعيين كقضاة او

أعضاء نيابة لتقوم المحكمة العليا بتعيينهم


على أنه يجب أن يقدم مجلس للترشيح يتكون من 2001وينص التعديل الدستورى الذى اعتمد فى عام * وسيتم االختيار . مرشحا لتسعة مناصب بالمحكمة العليا45م سبع قطاعات قائمة إلى الكونجرس تض

.2002وفقا لهذه اآللية الجديدة ألول مرة فى يناير

ترشيح قضاة المحكمة الدولة العليا

مسئول عن تعيين قضاة المحكمة العليا

ترشيحات لقضاة محاكم الدرجات األدنى

مسئول عن تعيين قضاة محاكم الدرجات األدنى

نتيناألرجرئيس الجمهورية، باإلتفاق تقترحه السلطة التنفيذية

مع مجلس الشيوخالمجلس القضائى، هيئة محلفين الستعراض

المؤهالت، والمنافسة العامة

رئيس الجمهورية، باإلتفاق مع مجلس الشيوخ

بوليفيا

المجلس القضائى يقدم قائمة بالمرشحين

بانتخاب المجلس التشريعى لبية ثلثى بأغ) الكونجرس(

األصوات

يعين قضاة المحاكم األعلى المجلس القضائىللمناطق بأغلبية ثلثى أصوات المحكمة العليا، ويقوم قضاة المحاكم األعلى للمناطق

بتعيين قضاة محاكم الدرجات األدنى

تشيلى

المحكمة العليا تعد قائمة بخمسة أسماء

وزارة العدل تعين، ويصدق يين مجلس الشيوخ على التع بأغلبية ثلثى األصوات

التعيين من خالل األكاديمية القضائية، وقوائم بثالثة مرشحين يعدها المدير

المباشر وفقا للهيكل القضائى

وزارة العدل

كوستا ريكا المحكمة العليا المجلس القضائى السلطة التشريعية

الجمهورية الدومينيكيةمن الممكن أن تتقدم أية جهة

ويقوم المجلس باإلقتراح؛ القضائى بالتصنيف

المحكمة العليا المجلس القضائى

السلفادوروتأتى (المجلس القضائى

نصف القائمة من انتخابات )نقابات المحامين

السلطة التشريعية بأغلبية ثلثى األصوات

المجلس القضائى يعد قوائم بثالثة مرشحين


جواتيماال قائمة من تعد لجنة المطالبة

مرشحا26 13تختار السلطة التشريعية

مرشحايقوم المجلس القضائى بإعداد قوائم بثالثة أسماء لمرشحين


*هندوراس المحمكة العليا السلطة التشريعية

بانامايقوم رئيس الجمهورية

بالترشيحتصدق السلطة التشريعية

على الترشيحللهيكل المدير المباشر وفقا

القضائى

باراجواىالمجلس القضائى يقترح قائمة

من ثالثة مرشحينالمجلس القضائى يقترح قائمة مجلس الشيوخ

من ثالثة مرشحين المحكمة العليا

المسئولية االثنان معا استقالل القضاء

يخدم بتوفير والية آمنة ومرتب وإدارة السلطة القضائية لنفسها

يتم العمل من خالل قواعد وقائية أخالقية وقواعد خاصة بتضارب

المصالح

تخدم من خالل وسائل اختيار القضاة، وتأديبهم وإقالتهم،

ومراقبة السلطة التشريعية لهم


استقالل القضاء فى الواليات المتحدة )والموضوعات الحالية : األمريكية :وخلفية

-Mira Gur جورآرى ميرا: بقلم Arie وراسل ويلر ،Russell

Wheeler 111

:مقدمة .1

لقد كان استقالل القضاء قيمة سياسية مهمة فى الواليات المتحدة األمريكية منذ تأسيس الجمهورية، وقد أوضح ألكسندر هاملتون

Alexander Hamilton فى حثه على التصديق على الدستور فى الواليات المتحدة

إدارة مستقرة، "ة الحاجة الماسة إلى األمريكيتقوم عليها هيئة قضائية " ومستقيمة ونزيهة للقانون

لها "، كما قال أن الحرية "بالحزم واالستقالل"تتسم مع ] الهيئة القضائية[كل الحق فى أن تخشى إتحاد Theالفدرالى . (السلطتين التشريعية والتنفيذية

Federalist : 78العدد رقم(

أشياء مختلفة لمختلف " استقالل القضاء"يعنى الناس، وهو يشير على األقل إلى قدرة القضاة على إصدار األحكام فى النزاعات بنزاهة بغض . النظر عما يفضله سواء كان حقيقيا أو محتمال

وقد يكون استقالل القضاء أهم شيء يمكن القضاة من حماية حقوق األفراد حتى فى وجه المعارضة

.ةالمكتسح

غير أنه هناك إيمان باستقالل القضاء فى الواليات المتحدة على نفس القدر من اإليمان بالمسئولية الديمقراطية، وكما كتب جيمس ماديسون

James Madison أثناء المناقشة حول

إن اآلراء المعبر عنها فى هذه المقالة هى رأى 111

المؤلفين وال يجب أن تنسب إلى المركز القضائى الفدرالى وقد قدم كل من . أو أية جهة أخرى من النظام الفدرالى

ون ، والقضاة بول ماجنوسJohn Cookeجون كوك Paul Magnuson وبيتر ميسيت Peter Messitte ،

، والقاضى فرن سميث Peter MacCabeوبيتر ماكابى Fern Smith وسيلفان سوبل ،Sylvan Sobel

.مالحظات مفيدة على المسودة األولية

كل قوتها "التصديق، أنه على الحكومة أن تستقى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من أغلبية

األعداد : The Federalistلفدرالى ا." (الشعببالنسبة للقضاة " المسئولية"إن ). 39 و37رقم

لها معانى مختلفة كذلك، حيث يعتقد البعض أن أحكام القضاة يجب أن تعكس ما تفضله الجماهير، غير أن آخرون يرفضون هذا االعتقاد على الرغم من أنهم ما زالوا يصرون على أن إدارة القضاة

واستغالل أموال الضرائب يجب أن للمحاكم إن . يتماشى مع احتياجات ورغبات الجماهير

فكرة أن القضاة يجب أن يكونوا مسئولين مسئولية ديمقراطية فى حد ذاتها تعنى أن الجمهور، سواء بشكل مباشر أو عن طريق ممثلين عنه، له حق

.إبداء الرأى فى أداء المحكمة

ريكية مختبرا لجهود وتعتبر الواليات المتحدة األمتعديل استقالل القضاء والمسئولية تجاه اآلخرين،

قاضى فدرالى يتمتعون 900حيث بها حوالى قاضى محدد المدة، 800بوالية مدى الحياة و

قاضى فى خمسين والية، عالوة على 28000و والية 53 إن 112.منطقة كولومبيا، وبورتو ريكو

يكل الهيئة قضائية مختلفة تعتبر حرة فى وضع هوالدرس المستفاد من . القضائية الخاصة بها

تجربة الواليات المتحدة األمريكية هو أنه ال توجد مجموعة من األحكام القانونية المضمونة والتى تخلق هيئة قضائية مستقلة حيث يأخذ استقالل القضاء أشكاال متعددة، تشكلها أحكام قانونية

ات ثقافية وكلها مختلفة، وتقاليد سياسية، وتوقعنشأت عبر الوقت وتستمر فى إثارة الجدل

.ومراجعة الذات

ولغرض التبسيط، يتمتع قضاة محاكم الواليات بشكل 112

األمور عام بوالية قضائية كلية فى جميع األمور ما عداويتمتع . التى يحيلها الكونجرس إلى المحاكم الفدرالية

القضاة الفدراليين بوالية قضائية كلية على الجرائم الفدرالية، والقضايا التى تكون فيها الواليات المتحدة األمريكية طرفا، والقضايا التى تتعلق بالقانون الفدرالى، والقضايا بين األفراد

وهناك فئة أخرى من القضاة الفدراليين .والواليات المختلفةالذين ال نتناولهم فى هذه الورقة على اإلطالق وذلك بسبب ضيق المساحة لذلك، وهم قضاة المحاكم التى أنشئت فى إطار هيئات السلطة التنفيذية، مثل محكمة الضرائب، وعدد

."قضاة القانون اإلدارى"كبير من


من الممكن االستمرار فى الحديث عن أحكام القانون بالواليات المتحدة األمريكية والتى من شأنها أن تعزز استقالل القضاء من ناحية وأن تعزز السيطرة الديمقراطية للهيئة القضائية من

ذه الورقة اآلليات ناحية أخرى، وتصف هالمستخدمة فى الواليات المتحدة األمريكية لحماية

ومن المهم أن . وموازنة االستقالل والمسئوليةنضع فى اعتبارنا أن هذه اآلليات تعمل فى ظل مناخ مشبع بثقافة تفترض أن المسئولين العموميين والمصالح الخاصة ليس لهم حق العبث بإتخاذ

هذا اإلفتراض، الذى إن. القرار القضائىسنناقشه فى آخر جزء من هذه المقالة، يأتى بقوته

إن اختيار . من إحترام الجماهير لدور القاضىهيئة قضائية على قدر من الكفاءة، واألمانة، والتعدد إنما هو ضرورى لإلبقاء على ثقة الجمهور وللحفاظ على المشروعية المؤسسية

.للهيئة القضائية

:ياس استقالل القضاءتدابير ق .2

:تأمين الوالية والتعويض -أ

الملك ) 1776فى عام (ويدين إعالن اإلستقالل قضاة المستعمرات "جورج الثالث حيث أنه جعل

يعتمدون فى مدة واليتهم ورواتبهم وكيفية دفعها وكما يدرس بالكستون ." عليه هو فقطBlackstone إن مثل هذه االعتماد على الملك ،

أنه بدال من أن يحكموا فى القضايا وفقا يعنى القضاة "من المرجح أن يحكم " للمبادئ األساسية،"

ويلر ." (بناء على قانون يفضله األمير أو موظفيهWheeler 1988 :8-9 .( لذا فإن المادة

الثالثة من دستور الواليات المتحدة األمريكية السلطة القضائية "تنص على وضع ) 1787(

فى يد القضاة " المتحدة األمريكيةللواليات يحتفظون بوظيفتهم ما دام "الفدراليين، والذين سوف يتلقون رواتب فى "كما " سلوكهم مستقيما،

أوقات محددة عن خدماتهم ولن تقلل هذه الرواتب ."أثناء استمرارهم فى وظيفتهم

بالنسبة للقضاة الفدراليين، فهم يتمتعون بوالية ؛ أما قضاة "لوكهم مستقيماس"مدى الحياة مادام

المحكمة العليا، وقضاة محاكم االستئناف، وقضاة محاكم المناطق فمن حقهم الخدمة للمدة التى

على الرغم من أن نظام التقاعد (113يرغبونهايسمح لهم من تخفيف عبء العمل بعد تخطيهم

وقد كان هناك نقد ). 114 سنة70 أو 65سن ن مدى الحياة، غير مستمر لوالية القضاة الفدراليي

أن هذه المسألة لم تتعرض لتهديد حقيقى، وقد بدأت االنتقادات مع بدايات القرن من الذين كانوا يعتقدون أن القضاة الفدراليين يتعاطفون بقدر كبير مع مصالح األعمال، كما يوجه النقد اآلن من بعض الذين يعتقدون أن القضاة يتعاطفون بقدر

لية والمتهمين فى جرائم كبير مع مصالح األق .جنائية

وقد كان هناك هجوم مشابه على المادة الثالثة والتى تمنع تقليل رواتب القضاة الفدراليين، غير أن القضاة كانوا يجادلون على مر التاريخ قائلين

: Posner 1996بوسنر (أن رواتبهم غير كافية وعلى الرغم من أن رواتب القضاة ). 21-31

اليوم بدون شك تعتبر على قمة الرواتب الفدراليين ففى أجزاء 115فى الواليات المتحدة األمريكية،

لفدراليون حتى يتعدى من المعتاد أن يخدم القضاة ا 113

سنهم السبعين، غير أن ثالثة أعضاء من قضاة المحكمة العليا قد تخطوا سن السبعين كما أن هناك قاضى واحد

أما القضاة الفدراليين الذين . تخطى الثمانين من عمرهفمن الممكن أن يقالوا من " استقامة السلوك"يعملون بشرط

لهم وتمر باإلجراءات خالل توجيه السلطة التنفيذية تهمة الالزمة، غير أن ذلك لم يحدث سوى سبع مرات فى تاريخ

.االمة سنة والذين يصل 65 يحق للقضاة الذين تخطوا سن 114

سنة، من 80مجموع سنين عمرهم مع سنين الخدمة إلى طالما ) بما فى ذلك الزيادة(حقهم التقاعد واالحتفاظ بالراتب

المخففة، وإذا اختاروا أال يقومون بحجم معين من الخدمة يقدموا أية خدمات قضائية، فمن حقهم أن يحتفظوا بالراتب

.U.S.C 28الذى كانوا يتقاضونه عند التقاعد، أنظر §371

كان راتب قاضى المقاطعة الفدرالى السنوى، قبل 115 دوالر، 141300 هو 2000استقطاع الضرائب، فى عام

149900ئنافية حوالى بينما يتقاضى قاضى المحمكة االست. دوالر173600دوالر أما قاضى المحكمة العليا فيتقاضى

ويتقاضى القضائيون وقضاة اإلفالس رواتب تقل بنسبة كان 1999وفى عام . عن قضاة المقاطعات% 10

متوسط الراتب السنوى فى الواليات المتحدة األمريكية . )2000مكتب إحصاءات العمل، عام ( دوالر 31908

إن رواتب قضاة محاكم الواليات تعتبر أقل إلى حد ما من رواتب القضاة الفدراليين، غير أن الرواتب التى يتقاضاها


عديدة من البالد، قد يتقاضى المحامون، على األقل فى المجال التجارى، أحيانا أكثر من

وال يدعى القضاة أن . القاضى الفدرالىالكونجرس يرفض زيادة رواتبهم بسبب األحكام

أنهم يشيرون إلى أن رفض التى يصدرونها، غيرأن تواكب رواتب الهيئة القضائية حجم التضخم، قد يكون له بعض آثار التهديد الستقالل اتخاذ

قضية ويليامز ضد الواليات المتحدة (القرار ).1999األمريكية عام

على الرغم من أن تأمين الوالية والرواتب عادة ة مستقلة ما يعتبرا السمتين األساسيتين لهيئة قضائي

فى الواليات المتحدة األمريكية، غير أن الوالية مدى الحياة والرواتب غير القابلة للتخفيض ال

من قضاة الواليات المتحدة % 3تمنح إال لحوالى قاضى بالمحاكم العليا، 900حوالى : األمريكية

ومحاكم االستئناف، ومحاكم المقاطعات، وقضاة القضاة فى أما. (Rhode Islandرود أيالند

واليتين أخرتين فيحصلون على والية حتى سن : Rottman 1995روتمان ). (السبعين

أما قضاة اإلفالس ). 6 و 4الجداول رقم الفدراليين والموظفين القضائيين والذين يبلغ

قاضيا فيتمتعون بالسلطة القضائية 800عددهم بناء على التفويض من القضاة الفدراليين

الوالية مدى الحياة، وتكون مدة خدمة المتمتعين ب 28( سنوات على التوالى 8 سنة و14كل منهم

U.S.C. §§ 152(a)(1) & 631(a) .(وعلى الرغم من أن قضاة محاكم الواليات قد منحوا الوالية مدى الحياة فى القرن الثامن عشر غير أنه سرعان ما تحولت هذه الوالية إلى والية

ولة لزيادة استجابة المحكمة محدودة المدة فى محالما يفضله الجمهور، واليوم، يخدم قضاة محاكم

15الواليات لمدد تتراوح بين أربع سنوات و

قضاة محاكم الواليات الذين يشغلون مركزا أعلى تجعلهم

وللتعرف على تحليل . أعلى من متوسط الدخل القومىواتب للرواتب القضائية فى محاكم الواليات، أنظر المسح لر

المجلد : 1999المركز القومى لمحاكم الواليات (القضاة )2، رقم 25رقم

كما على معظمهم أن يمروا بانتخابات 116سنة، .عامة حتى يحتفظوا بمناصبهم

وكما سنناقش فيما بعد، فإن هذه الحدود على مدة للناخبين والية قضاة محاكم الواليات قد سمحت

أن تقيل قضاة بسبب أحكام أصدروها ولم تلقى رضا الجماهير، غير أن هذه القيود لم تمثل تهديدا . مؤسسيا كبيرا على إتخاذ القضاة لقرارات مستقلة

وكذلك، وعلى الرغم من أن تقريبا جميع قضاة محاكم الواليات تقل رواتبهم عن من يوازوهم فى

، وفى بعض األحيان الدرجة من القضاة الفدراليينيكون الفارق كبيرا، غير أننا ال نعلم إلى أى درجة حاولت الجهات التشريعية فى الواليات أو المحلية تخفيض رواتب القضاة بسبب أحكام

117.أصدروها

أما وجهة النظر األوسع، فهى أنه على الرغم من هذه االختالفات بين النظام الفدرالى ونظام

عظم القضاة فى الواليات الواليات، غير أن مالمتحدة األمريكية يتمتعون باحترام لمهنتهم ويتقاضون رواتب أعلى من أى مسئولين

إن . عموميين فى المناطق التى يعملون بهاالرواتب والموقف المهنى وحدهما ال يضمنان استقالل القضاء، غير أنهما مع تعزيز مركز

.الليةالقضاة يسهالن على القاضى التصرف باستق

:إدارة السلطة القضائية ألمورها -ب

لم يطرأ ببال من وضعوا النظام الفدرالى ونظام الواليات فى أواخر القرن الثامن عشر أن انفصال السلطة القضائية واستقاللها يحتاج ما هو أكثر من مجرد قضاة يتمتعون باإلنفصال واالستقاللية عن

كم الفدرالية وقد كانت المحا. السلطتين األخرتين 1939 وحتى عام 1789منذ إنشائها فى عام

، فى Rottman إن هذه البيانات حسبها روتمان 116

إن المدة النموذجية التى يخدمها قاضى . 8 و4الجداول سنوات والمتوسط هو 8محكمة االستئناف بالواليات هى

المحاكم أما بالنسبة للقضاة الذين يتولون. سنة7.8االبتدائية الكبرى، فالمدة األنسب هى ست سنوات

.والمتوسط هو سبع سنوات تقترح إحدى وجهات النظر لبحث تجريبى عن استقالل 117

هنسلر (القضاء أن هذا الموضوع قد لم تتم دراسته إال قليال Hensler 1999 :718(


تتبع إداريا وزارات الخارجية، والمالية، والداخلية، والعدل، أما محاكم الواليات فقد كانت

وقد كانت . تتبع إداريا الجهات التنفيذية بالواليةالجهات التنفيذية، سواء الفدرالية أو بالواليات،

ول على أموال من أجل تتقدم بطلبات سنوية للحصتشغيل المحاكم وقد كانت تقوم على إدارة هذه المبالغ والتى كانت حتى بداية القرن العشرين ال

وذلك (تتعدى رواتب القضاة والموظفين إلى بقليل فى الحاالت التى لم يكن يتقاضى القضاة

وكذلك ) والموظفون رواتبهم من رسوم المحكمة .توفير قاعات محكمة وأثاث

غير أنه مع تزايد حجم العمل القضائى وزيادة تعقيده، بدأ القضاة وغيرهم فى جدل حول أن تأمين الوالية والراتب أصبحا غير كافيان لتمكين الهيئة القضائية الفدرالية من الدفاع عن نفسها ضد السلطتين األخرتين، وأن الهيئات القضائية

انوا بالواليات، والتى يمر قضاتها بإنتخابات، كوكان القضاة الفدراليون . يتعرضون لتهديد أكبر

يشكون من أن وزارة العدل إداريا غير مهتمة وأن السيطرة على القضاء إداريا يهدد استقالل

.القضاء واقعا وشكال

، استجاب الكونجرس لهذه 1939فى عام االعتبارات وأنشأ المكتب اإلدارى للمحاكم

ميزانية الحكومات األمريكية حتى تتولى مسئولية الفدرالية وإدارة شئون العاملين بها وجمع بيانات إحصائية عن عمل المحاكم بدال من وزارة العدل، واألهم من ذلك، قام الكونجرس بإعطاء توجيهات بأن يقوم مجلس من قضاة االستئناف الفدراليين

وتضم هذه . [باإلشراف على المكتب اإلدارىلق عليها اآلن المؤتمر المنظمة، والتى أصبح يط

من 26القضائى للواليات المتحدة األمريكية، قضاة االستئناف وقضاة المحاكم االبتدائية،

118].(U.S.C. 331 28)وبرئاسة كبير القضاة

محكمة 13 ويتكون األعضاء من رؤساء محاكم 118

رالية، وقاضى من كل محكمة من محاكم الدوائر استئنافية فد محكمة، ورئيس محكمة التجارة 12اإلقليمية البالغ عددها

ويضع المؤتمر السياسات إلدارة المحاكم الفدرالية، . الدوليةوالتى تعمل من خالل شبكة من اللجان التى تفحص موضوعات مثل الميكنة، والعقوبات الجنائية، والرواتب

.القضائيةوالمزايا

وقد إتبعت حكومات الواليات نفس الطريق، فبدءا ، أنشأت الواليات مكاتب إدارة 1940من عام

بشكل عام على أن لمحاكم الواليات، والتى تنص . تقوم المحاكم العليا بالواليات باإلشراف عليها

واليوم، أصبحت أهمية وجود جهة إدارية منفصلة للسلطة القضائية بالنسبة الستقالل القضاء جزءا

هناك . من الحكمة فى الواليات المتحدة األمريكية :ثالث مجاالت تفسر لماذا

قبل أن تتولى . إدارة المحاكم والوالية القضائيةالسلطة القضائية مسئولية إعداد وإدارة الميزانية وقبل وجود مكاتب إدارية تقوم على تنفيذها، كانت جهات السلطة التنفيذية تقوم بتقييم احتياجات المحاكم المالية، وتعرض هذه االحتياجات على السلطة التشريعية التخاذ القرار، ثم تقوم

عية، كما كانت تدير بالتفاوض مع السلطة التشريوعلى الرغم من . األموال التى يتم الموافقة عليها

أنهم كانوا عادة ما يقومون بهذه المهام بالتشاور مع المسئولين القضائيين، غير أنه ظلت فى يدهم سلطة حرمان المحاكم بشكل عام، بل وقضاة معينين، من الدعم المادى بسبب أحكام تصدر ضد

يذية، أى كانت خصما كبيرا رغبة السلطة التنفوعلى الرغم من ندرة المواقف التى . للمحاكم

، Fishفيش (لجأت السلطة التنفيذية فيها لذلك : Baar 1975؛ وبار 122-23: 1973

غير طبيعيا بأن "، كان الوضع )الفصل الثانىيكون الممثل القانونى عن الخصم األساسى فى

ق الخاص المحاكم الفدرالية مسئوال عن اإلنفابالقضاة الذين ينظرون قضايا يكون موظفيه طرفا

).Shafroth 1939 :738شافروث " (فيها

وفى ظل النظام الحالى، تقوم السلطة القضائية بتقدير احتياجاتها وتعرضها إما على السلطة التشريعية مباشرة أو على السلطة التنفيذية لتقوم

. ييربمهمة ضمها إلى ميزانية الحكومة دون تغكما تقوم السلطة القضائية بتبرير طلبها أمام

. السلطة التشريعية ثم بإدارة األموال الممنوحة

غير أن اإلجراءات الحالية لوضع الميزانية القضائية، ال تحرر القضاة من مراقبة السلطتين األخرتين بل مع بعض السيطرة كذلك، فعلى سبيل

ن تؤثر على المثال، بإمكان السلطة التنفيذية أمستويات تمويل القضاء من خالل توصياتها التى


تقدمها للكونجرس بخصوص السياسة المالية، وال يزال الكونجرس، بالطبع، هو الجهة التى تحدد

هذا وبإمكان . مستوى تمويل السلطة القضائيةالمشرعين أن يستخدموا سلطتهم التمويلية فى

ى كيفية التعبير عن موافقتهم أو اعتراضهم علإدارة القضاة للمحكمة، بل وفى التعبير عن مدى رضاهم أو عدم رضاهم عن األحكام القضائية،

هذا ولدى . غير أن ذلك نادرا ما يحدثالكونجرس وسائل أخرى يمكن أن يسيطر بها على آثار إصدار األحكام القضائية، بل وقد يؤدى التهديد بإتخاذ إجراء معين إلى التأثير على

حكام المستقبلية، فعلى سبيل المثال، بإمكان األالكونجرس أن يحد من الوالية القضائية للمحاكم

حتى يصعب 1995الفدرالية، كما فعل فى عام على المسجونين الحصول على أوامر قضائية بتوجيهات لتغيير اإلدارة فى السجون أو أوامر

119.بتوجيهات بإعادة النظر فى إدانتهم

فى البداية، كان هناك وسيلة . ديبيةاإلجراءات التأواحدة رسمية لدى الحكومة الفدرالية وحكومات الواليات لتأديب القضاة وهى من خالل توجيه . اإلتهام إليهم بواسطة السلطة التشريعية واإلقالة

وعندما إتضح أن هذا اإلجراء ليس عمليا، خاصة فى حل المشاكل البسيطة، ومع تنامى خطر أن

لسلطة التشريعية أو التنفيذية سلطة واسعة تكون لإلقالة القضاة أو تأديبهم بأى شكل آخر، حصلت السلطات القضائية على آليات تأديبية داخلية للتعامل مع نقاط ضعف القضاة وعادة ما كان ذلك

وسنعرض لهذه الوسائل، . من خالل قوانينباإلضافة إلى إجراءات توجيه التهمة الجنائية،

إن هذه األحكام التأديبية تقوم على . بعدفيما تنفيذها السلطة القضائية، مما يعطى القضاء السيطرة على تأديب القضاة وحمايتهم فى نفس

.الوقت من سيطرة السلطة التشريعية

على الرغم من أن معظم قضاة . التدريبالواليات المتحدة األمريكية يأتون بخبرة قانونية

غير أنهم ال يتلقون تدريبا كبيرة إلى المنصة، . قضائيا قبل التعيين، فهم يتعلمون أثناء العمل

وعندما كانت عملية إصدار األحكام أقل تعقيدا،

§ .U.S.C 28 إن هذه القوانين تدخل ضمن الكود 119

1915 and 2254

كان من الممكن أن يتم التدريب القضائى بشكل لقد بدأت برامج التدريب القضائى . غير رسمى

الرسمية داخل السلطة القضائية فى وسط القرن أصبح القضاة يواجهوا مشاكل العشرين عندما

أعقد إلدارة الدعوى عالوة على الدعاوى التى تعرض لمسائل قانونية أعقد مع تقديم أدلة علمية

أنشأ الكونجرس المركز . واقتصادية أعقد ليقوم بتوجيه 1967القضائى الفدرالى فى عام

القضاة الفدراليين وموظفى المحاكم وعقد دورات ، كما أنه توفر معظم الهيئات التدريب المستمر لهم

القضاية بالواليات فرصا للتدريب للقضاة .والموظفين

هذا وقد أثير الجدل حول ما إذا كانت برامج التدريب القضائى الخاصة والبديلة والتى تعقدها منظمات يبدو أن لها أفضليات سياسية فيما يتعلق باألمور التى تنظر أمام المحاكم بكثرة، تمثل

ويدافع مؤيدو . ا الستقالل الحكم القضائىتهديدهذه البرامج عنها ضد اإلتهام بتحيزها كما يقولون أن القضاة مهمتهم سماع مختلف وجهات النظر والمفاضلة بينها، أما منتقدو هذه البرامج، فيقولون أن قدرة القضاة على تلقى المعلومات مع وضع

رف الشك فى اعتبارهم قد ال يساعدهم على التععلى المعلومات الخاطئة فى المجاالت المعقدة أو التى تخفى على القاضى، كما يزعمون أنه بغض النظر عن كل هذا، فإن شكل التدريب القضائى

.الخاص يهدد ثقة الجمهور فى استقالل القضاء

تدابير لمنع تضارب المصالح .3 :وزيادة ثقة الجمهور

وقائية التى هناك مجموعة من القوانين والقواعد الوضعت من أجل تعزيز استقالل القضاء من خالل حماية القضاة من أن يضطروا إلى التنازل عن مواقفهم كما وضعت من أجل زيادة الشعور بالمسئولية من خالل مطالبة القضاة بالكشف عن معلومات خاصة قد تؤدى إلى تضارب فى المصالح، فعلى سبيل المثال، يحد قانون عام

الهدايا التى قد يقبلها القضاة وغيرهم من1989من المسئولين الحكوميين كما يضع قيودا على

والذى عادة ما يكون من (على الدخل الخارجى حيث يحده بنسبة ) التدريب أو إيرادات الكتب

.U.S.C 5)من راتبهم الحكومة % 15


وال يسمح للقضاة الفدراليين . (501-505§§عموميين أن يقبلوا أية وغيرهم من المسئولين ال

مكافآت شرفية ألعمال مثل إلقاء خطاب أو كتابة من المحتمل أن تأخذ بعض من وقته وإن مقال

كان ضئيال، حيث إن دفع نقود للقضاة فى مثل هذه المواقف قد يؤدى إلى إثارة شكوك من أن

كما يطالب قانون . هناك أغراض أبعد من ذلكلين العموميين أن آخر القضاة وغيرهم من المسئو

بل (يقدموا تقارير سنوية عن ممتلكاتهم المالية كما ينص القانون ) وممتلكات بعض أفراد العائلة

وفى . على أن تخضع هذه التقارير للتفتيش العامحالة القضاة، تساعد عالنية التقارير على تطبيق

والذى يوجه (U.S.C. §455 28)قانون آخر التنحى عن قضايا يكونون القضاة الفدراليين نحو

على علم شخصى بها أو لديهم مصالح مالية بوجود مصلحة "ويتم تعريف ذلك (مرتبطة بها

28" ,قانونية أو ما يوازيها أيا كانت صغيرةU.S.C. §§455(a)(4) & (d)(4) أى سهم

)).واحد من األسهم

وباإلضافة إلى هذه األحكام القانونية، وغيرها من ابهة فى الواليات، فقد اعتمدت األحكام المش

الهيئات القضائية الفدرالية فى الواليات مواثيق ويتكون الميثاق الفدرالى من . أخالقية قضائية

سبعة مبادئ وغيرها من األحكام التفصيلية التى توجه القضاة بخصوص مدى مالءمة عضوية المجالس واللجان، والعضوية فى جمعيات خاصة

ات تتسم بالتفرقة غير قد يكون لها ممارسالمقبولة، والخطاب العام، واالرتباط باألحزاب

كما تصدر . السياسية، وغيرها من النشاطاتلجنة المؤتمر القضائى آراء توجيهية للقضاة الذين يبحثون عن توجيه حول كيفية تطبيق الميثاق على مواقف معينة، وعلى الرغم من أن اإللتزام بهذا

ليه قانون، غير أن تقريبا جميع الميثاق ال ينص عالقضاة الفدراليين يسعون ألن تتفق تصرفاتهم مع الميثاق، كما أن خرق أحكام هذا الميثاق قد تعرض القاضى إلى إتخاذ إجراءات تأديبية ضده

.من جانب مجالس الدوائر

تدابير من أجل تعزيز .4 :المسئولية تجاه الجمهور

القضائية والتى إن األحكام التى تحكم المناصب والتى –من شأنها أن تعزز المسئولية الديمقراطية

تكون تكلفتها على حساب جزء من استقالل هى نفسها الوسائل التى يحصل من –القضاء

خاللها القضاة على مناصبهم ويحافظون عليها، كما أنها اإلجراءات التى تتخذ من أجل التأديب

رقابة التشريعية كما تطالب ال. القضائى واإلقالةالقضاة أن يقدموا ما يبرر بعض الجوانب لتصرفاتهم كذلك تقديم تقرير عن متطلبات حجم العمل من شأنه أن يضيء بعض جوانب السلوك

.القضائى

تقوم بعض الدول األوروبية . االختيار القضائىودول أمريكا الالتينية بوضع مسئولية اختيار

قضاة، ومسئولين القضاة فى يد مجالس تتكون منمن السلطتين التنفيذية والتشريعية، واألكاديميين، وغيرهم، والهدف هو الحد من تأثير سلطتى

إن . الحكومة األخرتين على الهيئة القضائيةاالختيار القضائى فى الواليات المتحدة األمريكية يزيد من اعتماده على لجان تتشابه شكال مع

الواليات المتحدة المجالس فى دول أخرى، ففى األمريكية، يكون دور هذه الجماعات إلى حد كبير استشارى وتكون لهم والية محدودة وليست واسعة فى إدراة النظام القضائى والعاملين به، فهم يقومون بدور استشارى أساسا مع االحتفاظ بفرصة كبيرة لمشاركة الناس سواء مباشرة أو من

.خالل ممثليهم

ينص . جمهورية للقضاة الفدراليينتعيين رئيس اليرشح رئيس الجمهورية وزراء "الدستور على أن

الجماهير والقناصلة، وقضاة المحكمة العليا، وجميع المسئولين اآلخرين فى الواليات المتحدة

بما فيهم قضاة المحاكم االستئنافية [األمريكية ، والذين ال يوجد نص ]الفدرالية وقضاة المقاطعات

بخصوص تعيينهم فى هذه الوثيقة، والتى صريح ينص عليها القانون، كما يعينهم بناء على

المادة الثانية، " (توصيات مجلس الشيوخ وموافقته ولم يطبق الكونجرس أية 120).القسم الثانى

يتمتع جميع قضاة المحاكم العليا الفدرالية، والمحاكم 120

االستئنافية، ومحاكم المقاطعات بحماية الوالية والرواتب ويبلغ عدد هؤالء حوالى . التى تنص عليها المادة الثالثة

بما ( قاضيا 1700 البالغ عددهم من القضاة الفدراليين900فيهم من أحيلوا إلى التقاعد والذين ال زالوا يقومون ببعض


قوانين تنظم عملية تعيين القضاة الذين يتمتعون بوالية مدى الحياة، كما أنه لم ينص على أى

رية، أو مهنية، أو تدريبية، وتعتمد متطلبات عمالدولة على عملية االختيار لتصفية القضاة

.الفدراليين المستقبلين بناء على الجودة والنزاهة

وعلى الرغم من أن القضاة الفدراليين يعتبروا بشكل عام أكثر القضاة استقالال فى العالم، غير أن األحزاب السياسية تقوم بدور كبير فى عملية

تيارهم، فحتى يشغل منصب قضائى، يتلقى اخوالغالب يكونون (الرئيس اقتراحات من قادة حزبه

العاملين فى ) نواب فى مجلس الشيوخ األمريكىوتتم نفس هذه (المنطقة التى بها الوظيفة الشاغرة

العملية على مستوى قومى فى حالة شغل منصب لذلك يكون حوالى ). قاضى فى المحكمة العليا

من األسماء المرشحة التى يتقدم بها % 90الرئيس أعضاء فى حزبه السياسى ولو إسميا؛ وخالل آخر أربع فترات إلدارات رئاسية، كانت نسبة القضاة الذين يعدوا أعضاء فاعلين فى

) Carterفى زمن كارتر% (73الحزب ما بين جولدمان ) (Clintonفى زمن كلينتون % (56و

Goldman وسلوتنيك Slotnik 1999 :غير أن المحققين الحكوميين يقومون ). 280

بالتحقيق الدقيق فى التاريخ الشخصى للمرشحين ، تقوم لجنة خاصة 1950ومنذ عام . للمنصب

من نقابة المحامين األمريكية بتقييم دقيق لكل مرشح فيما يتعلق بكفاءته المهنية؛ ونادرا ما

ما ك". غير مؤهل"يحصل المرشحين على درجة تقوم لجنة القضائيين فى مجلس الشيوخ األمريكى بإجراء تحقيقاتها الخاصة عن كل مرشح من قبل

وبعد التصديق عليهم، يحترم القضاة . الرئاسةالفدراليون أحكام المبدأ السابع من ميثاق األخالق لقضاة الواليات المتحدة األمركيية والذى ينص

معيات على أال يتولى القاضى أى منصب فى جسياسية، أو يدعم المرشحين، أو يجمع األموال، أو

.يحضر لقاءات سياسية من أى نوع

ويقوم قضاة المحاكم االستئنافية فى كل ). العمل القضائى

دائرة وقضاة محاكم المقاطعات باختيار قضاة اإلفالس وغيرهم من القضائيين من خالل ما يطلق عليه عملية

بسبب متطلبات رسمية والتى " قدراتاالختيار بناء على ال" .تطالب بمراجعة المؤهالت

ويقول بعض المعلقين أنه حيث إن الرئيس يضع قائمة بمرشحين تكون تقريبا كلها من أعضاء الحزب السياسى الذى ينتمى إليه، فإن القضاة الذين يتم تعيينهم هم فى الواقع عاملين لصالح

وعادة ما يوجه هذا . لى المنصةالحزب عاإلدعاء المراقبون األجانب، بما فيهم القادمون من دول تشبه إجراءاتها الرسمية هذه اإلجراءات المطبقة فىالواليات المتحدة األمريكية ولكن من أماكن يعتمد القضاة فيها تاريخيا على من يعينوهم

ة ومن المؤكد أن هناك عالق. من السلطة التنفيذيةواضحة ولكنها بسيطة بين عضوية القضاة الفدراليين األمريكيين فى أحزاب سياسية قبل

ويؤكد . تعيينهم وبين ميولهم فى إصدار األحكام من خالل Rowland وروالند Carpكارب

الف 57تحليلهم لبيانات خاصة بما يزيد على حكم منشور لقضاة مناطق يتم تعيينهم منذ زمن

Woodrow Wilsonيلسون الرئيس وودرو و أن William Clintonوحتى ويليام كلينتون

أحكام القضاة الذين كانوا ينتمون إلى الديمقراطيين أكثر من األحكام التى " بالليبرالية"كانت تتسم

أصدرها القضاة الذين كانوا جمهوريين، على الرغم من أن الفروق كانت طفيفة وهو أمر ال

121.يثير الدهشة

مغزى هذه الفروق فيما يتعلق باستقالل ما هو القضاء؟ هناك دليل طفيف على أن هذا االختالف فى إتجاه إصدار األحكام إنما يعكس جهد القضاة الواعى فى التخلى عن األحكام القانونية المسيطرة لصالح رغبات الرؤساء الذين عينوهم أو

عندما يواجه القضاة . انتماءاتهم الحزبية السابقةلعدد القليل من القضايا حيث ال تكون السوابق ا

واألدلة واضحة، عادة ما يرجعون إلى عوامل أخرى إلصدار األحكام، وال يثير الدهشة فى

على سبيل المثال، سواء كانت األحكام فى صالح 121

المدعى عليه فى القضايا الجنائية، أو القائم على التنظيم فى قضايا اللوائح االقتصادية الحكومية، وغيرها من القضايا،

يشارك بها وليس فقط األحكام الخاصة بالفصل فى قضايا المحلفون، وإنما أيضا فيما يتعلق بطلبات تقديم أدلة وقواعد إجرائية أخرى، فبشكل عام، أصدر القضاة الديمقراطيون

% 39من الوقت، فى مقابل % 48بنسبة " ليبرالية"أحكاما وستيدهام Carpكارب (من نسبة وقت القضاة الجمهوريين

Stidham 1998(


شيء أن تتأثر هذه األحكام بنفس منظور الحياة والقانون الذى يؤثر على ما تفضله األحزاب التى

كما . كانوا ينتمون إليها قبل أن يصبحوا قضاةجادل البعض أن هذا التأثير يعد أمرا صحيا ي

. للديمقراطية وضعا فى االعتبار أنه ضئيل جدا Chiefوكما قال كبير القضاة ويليام رينكويست

Justice William Rehnquist) 1996 :كل من الرئيس ومجلس الشيوخ "، حيث إن )16

يشعرون بحرية أن يضعوا فى اعتبارهم الفلسفة المرحشين للمحاكم الفدرالية، القضائية ألى من

فهناك تدخل غير مباشر فى اختيار القضاة وكان كبير القضاة هنا يقارن بين (122."الفدراليين

هذا النوع من التأثير بالجهود التى بذلت من أجل التأثير على األحكام التى يصدرها القضاة من

.)خالل التهديد بتوجيه تهم إليهم إلقالتهم

أن بعض ممن تولى مناصب ومما ال شك فيه والبالغ عددهم ما 1789قضاة فيدراليين منذ عام

قاضيا، قد أصدروا أحكاما فى 3000يزيد على قضايا معينة واضعين فى اعتبارهم محاولة

غير أن اإلشارة . إرضاء الرؤساء الذين عينوهمإلى هذه الحقيقة سوف تؤدى فى النهاية إلى وضع

. لقضاة خذلوا من عينوهمقائمة طويلة من أمثلة فعلى سبيل المثال، شكى الرئيس ثيودور روزفلت

Theodore Roosevelt من القاضى أوليفر Oliver Wendell Holmesوندل هولمز

إن االنتماءات الحزبية اإلسمية لهذا الرجل "قائال إن ... ليس لها عالقة بقراراته على المنصة

ال كان يجب أن يكون رجHolmesهولمز مثاليا على المنصة، وفى واقع األمر، لقد كان

). White 1993 :307وايت " (خيبة أمل شديدة Richardأما الرئيسان ريتشارد نيكسون

Nixon وكلينتون Clinton فقد أصابتهما خيبة أمل عندما قررت المحكمة العليا باإلجماع، بما فيهم من عينوهم شخصيا، على أن اإلمتيازات

" شرائط ووترجيت"ة ال تحمى قضية التنفيذيالواليات المتحدة األمريكية ضد نيكسون، عام (

، وأن الرؤساء يمكن أن تقام عليهم )1974

لتأثير اإلرتباط باألحزاب على إن هذه النظرة الحميدة 122

تعيينات السلطة التنفيذية قد ال ينطبق بالضرورة على دول .أخرى

دعاوى مدنية بينما هم فى زالوا فى مواقعهم ).1997كلينتون ضد جونز، عام (

وهناك إدعاء أخير بأن نظام تعيين القضاة الل فى الفدراليين قد يهدد بعض الشيء االستق

إصدار األحكام من جانب القضاة الفدراليين الذين يتمتعون بوالية مدى الحياة، وليس من منطلق الوالء لمن عينوهم، وإنما فى محاولة إلرضاء . الذين فى إمكانهم أن يعينوهم فى محاكم أفضل

فى القرن الثامن عشر، كان الترقى فى مجال :Klerman ،1999كليرمان (القضاء نادرا

من قضاة محاكم % 36وبالمقارنة، فإن ). 456 قاضيا 253االستئناف األمريكية والبالغ عددهم

قد عملوا أوال قضاة فى محاكم 2000فى عام ، كما أن سبعة أعضاء من التسعة 123المقاطعات

الحاليين فى المحكمة العليا فى نفس هذا العام كانوا يعملون فى السابق فى محاكم استئناف

ويخضع القضاة الذين يرشحون للتعيين . ةأمريكيفى محاكم أعلى إلى نفس إجراءات االختيار

ويحق . والمراجعة التى أشير إليها من قبلالتصديق أن اتباع أسلوب التعيين هذا قد يؤدى ببعض القضاة أن يصدروا أحكاما فى القضايا

وقد تم 124بحيث يرضون المسئولين عن التعيين، فى دراستين كميتين عن األحكام رصد هذا اإلتجاه

التى يصدرها قضاة المقاطعات فى القضايا التى ترفع بخصوص دستورية لجنة المعاقبة األمريكية

U.S. Sentencing Commission) سيسكSisk وهيس ،Heise وموريس ،Morris

ومن ). 1487-93، 1423-27: 1998ناحية أخرى، فإن عدد قضاة المقاطعات أكبر

، وتتضمن هذه األرقام 2000 يوليو 1 اعتبارا من 123

كشكل من " مواقع أعلى،"القضاة الجالسين أو القضاة فى وبالنسبة للقضاة الجالسين فقط، تصبح . أشكال شبه التقاعد

إن مصدر هذه البيانات %). 32أى (158 و52األرقام هو المركز القضائى الفدرالى، قاعدة بيانات المكتب

.المختص بالتاريخ أعلن أحد القضاة الفدراليين فى ندوة عامة وجهة نظره 124

يتطلعون للعمل فى محاكم "أن قضاة المقاطعات األصغر سنا "االستئناف، كما أنهم يعلمون أن هناك متابعة ألصواتهم

وكذلك يتطلع العاملون فى محاكم االستئناف إلى المحكمة )81: 1996جمعية النظام القضائى األمريكية (العليا


من عدد الوظائف الشاغرة فى محاكم بكثيراالستئناف، كما أن عدد قضاة محاكم االستئناف أكبر بكثير من الوظائف الشاغرة فى المحكمة العليا، وهو األمر الذى أدى بأحد دارسى هذه

أن فرصة القاضى "المسألة إلى أن يخلص إلى النموذجى فى الترقى قليلة إلى الحد أنه ليس من

ؤثر الرغبة فى الترقى على أحكام المحتمل أن ت Klermanكليرمان " (إال عدد قليل من القضاة

1999 :456.(

كانت معظم الواليات خالل . إنتخاب القضاةالقرن التاسع عشر تستبدل عملية تعيين الحاكم لقضاة الوالية إما بإنتخبات حزبية أو غير حزبية، وقد سعى اإلصالحيون فى المحاكم فى القرن العشرين إلى استبدال أنظمة اإلنتخاب بتعيين من الحاكم بناء على قائمة بمرشحين تقوم لجان من القضاة، والمحامين، واألشخاص العاديين بوضعها

أنظمة االختيار بناء "ويطلق على هذا النظام إسم (ويمر القضاة الذين يتم اختيارهم "). على القدرات

دورية حيث ال " بإنتخابات بقاء"بهذا األسلوب

يطلب من المصوتين أن يختاروا بين اثنين من " ال"أو " بنعم"المرشحين، وإنما أن يصوتوا

وقد . بخصوص اإلبقاء على القاضى فى منصبهكانت نتيجة هذه الجهود المختلفة وضع مجموعة من أنظمة اإلختيار تختلف بين الواليات بل وقد

لجدول تختلف داخل نفس الوالية، كما يوضح اوضع هذا الجدول من بيانات من عمل (4رقم

)). الجزء الثانى: Rottman) 1995روتمان .ويتضمن الجدول قيما تقريبية وليس قائمة دقيقة

ويعتبر معظم القضاة األمريكيين ومنظمات إصالح المحاكم اإلنتخابات أسلوبا ضعيفا الختيار القضاة، حيث يعتقدون أن القضاة قد يتأثرون

بب الخوف من الثأر منهم فى االنتخابات بسبب بسأحكام أصدروها تتوافق مع القانون ولكن ال

ويخشون كذلك أن القضاة . تحظى بالرضا العامقد يتغاضون عن استقاللهم بسبب شعروهم باإللتزام نحو من يدعموهم ماليا أثناء الحمالت

وتعد اإلنتخابات القضائية مسألة . االنتخابيةجزئيا بسبب التنوعات العديدة فى أنواع معقدة،

إن موقف قاضى المحكمة العليا فى . اإلنتخابات

أحد الواليات والذى يفرض عليه أن يتخطى حملة إعالمية قوية ضد مرشح يتم تمويله جيدا يختلف عن موقف قاضى فى محكمة ابتدائية بالوالية

.يواجه إنتخابات صغيرة لإلبقاء على منصبه

وارات حول اإلنتخابات القضائية حدة تزداد الح. غير أنها ليست دائما ما تتمتع بتوفر أدلة مجربة

ما هو أثر اإلنتخابات على إتخاذ القرار القضائى؟ هناك عدد كبير من األمثلة عن قضاة تعرضوا لحمالت لمنع إعادة إنتخابهم أو الحفاظ على مناصبهم بسبب إصدارهم ألحكام لم ترضى

وهناك ثالث حاالت معروفة إنهزم . الجمهور Chiefفيها كل من كبير القضاة روز بيرد

Justice Rose Bird فى كاليفورنيا، والقاضى كالهما ( فى تيناسى Penny Whiteبينى وايت

، )بسبب إصدار أحكام تحد من عقوبة اإلعدام فى David Lanphierوالقاضى ديفيد النفير

بقوانين تحد من إلصدار أحكام تتعلق(نبراسكا مدة والية المشرعين، ومبادرات حق اإلقتراع للمواطنين، وقانون الوالية الخاص بجريمة القتل

جمعية النظام القضائى ) (من الدرجة الثانيةومن المعقول أن ). 52-49: 1999األمريكية،

قد جعلت 125نفترض أن هذه الخبرات المتشابهةحكام قضاة آخرين أكثر حرصا فى إصدار األ

الجيدة من الناحية القانونية غير أنها ال تلقى رضا على سبيل Pinelloوقد وجد بينيللو .الجماهير

المثال، إختالفات فى إتجاهات األحكام فى ست محاكم عليا بمنطقة شرق الواليات المتحدة األمريكية وتعتمد هذه االختالفات على ما إذا كان

اة الذين لم القاضى منتخبا أم معينا، فالقضيضطروا إلى التعرض إلعادة اإلنتخاب أو إعادة التعيين، على األقل فى إطار تقاليد حزبية، كانوا يساندون بشكل أكبر حقوق المتهمين الجنائيين

). Pinello ،1995 :130-131بينيللو (وتشير هذه النتائج إلى أن اإلنتخابات تدخل على

قانونية، إصدار األحكام القضائية عوامل غيروقد توصلت . غير أنها ال تؤكد ذلك بالضرورة

هناك أمثلة إضافية متوفرة على موقع 125

html.fire/cji/org.ajs.www://http وهو موقع مركز ، .ية النظام القضائى األمريكيةاستقالل القضاء لجمع


خاصة من * عدد الواليات التى بها وسائل اختيار قضائية : 4الجدول رقم :ضمن الخمسين والية، ومنطقة آولومبيا، وبويرتو ريكو


المحاكم الكليةاالبتدائية

المحاكم ***الجزئية

14 8 9 **اإلنتخاب الحزبى

اإلنتخاب الحزبى، وبعدها إنتخابات االحتفاظ **بالوظيفة

1 4 0

12 17 13 **إنتخابات غير حزبية

2 2 2 )دون لجنة(التعيين عن طريق المحافظ

التعيين عن طريق المحافظ من خالل قائمة أعدتها )اب لالحتفاظ بالوظيفةعادة ما تتضمن إنتخ(لجنة،

15 10 3

1 3 4 اإلختيار عن طريق السلطة التشريعية

على سبيل المثال، (اإلختيار عن طريق قضاة آخرين )المحكمة األعلى

0 0 2

15 8 8 )تظهر فيها االختالفات بين الوسائل(غيرها

.أعاله وفى نفس الوالياتتعكس هذه البيانات وجود أكثر من محكمة واحدة فى بعد الفئات المطروحة

، Rottman ،1995روتمان (تفرض بعد الواليات سن معينة للقضاة مع توفر مؤهالت تعليمية معينة * ).7 و5الجداول

عادة يحصل القضاة الذين يستخدمون وسائل اإلنتخاب على مناصبهم فى البداية من خالل تعيين عن طريق ** اليات، من المعتاد أن يقوم القضاة المعروف عنهم التعاطف مع الحاكم الحاكم فى وظيفة شاغرة، وفى بعض الو

والذين يتطلعون إلى التقاعد فى نهاية مدة خدمتهم بالتقاعد المبكر للسماح للحاكم بتعيين بديل عنهم والذى يحظى .بإمكانية تولى المنصب عند إجراء اإلنتخابات التالية

أو ثالثة محاكم جزئية، وتعبر البيانات الموجودة هنا عن أهم هذه هناك فى كل والية واحدة أو اثنتان*** .المحاكم

دراسة أجريت على نظام اإلنتخاب للبقاء فى وهول Aspinآسبين (عشر واليات الوظيفة فى

Hall 1994 :306 ( إلى أنه على الرغم من أنمعظم قضاة المحاكم االبتدائية الذين جرت عليهم

قاضيا يفضلون 645الدراسة والبالغ عددهم نتخابات العادية اإلنتخاب لالحتفاظ بالوظيفة عن اإل

التى يتم فيها اإلنتخاب من بين عدد من المرشحين، كما يعتقدون أن حتى اإلنتخابات . لإلحتفاظ بالوظيفة تؤثر على السلوك القضائى


وقد إختلفت التأثيرات التى رصدوها اختالفا كبيرا، غير أن أهم إجابة واضحة، والتى أجابها

ل، وهو أن حوالى ربع المجيبين على هذا التساؤإنتخابات اإلحتفاظ بالمنصب جعلت القضاة أكثر . حساسية لرأى الجمهور عن أى أسلوب آخر

ومن ناحية أخرى، ال تثير معظم إنتخابات بوربانك (االحتفاظ بالمنصب جدال شديدا

Burbank ،1999 :332 .( وعلى الرغم من قد توصال إلى أن Hall وهول Aspinأن آسبين

رأى الجمهور تعتبر أحد نتائج الحساسية تجاهإنتخابات االحتفاظ بالمنصب، غير أن عددا قليال جدا من القضاة فى العشر واليات التى أجريت عليها الدراسة اعترفوا أن مثل هذه االنتخابات

ومن الـ . (تؤثر على أحكام معينة يصدرونهامن المشاركين فى الدراسة الذين أعربوا % 60

نتخابات على السلوك القضائى، عن وجود أثر لإلمنهم أن القضاة يصدرون األحكام % 5فقد قرر

).13-312(الجنائية بتحفظ أكبر

وهناك موضوع آخر مرتبط بهذه القضية وهو تمويل الحمالت القضائية، هل من الممكن أن يثق الجمهور فى أن القاضى يصدر أحكامه باستقالل

األطراف تام عندما يكون قد قام المحامون أوالذين يمثلهم هؤالء المحامون بتمويل الحمالت اإلنتخابية من أجل إنتخاب هذا القاضى أو احتفاظه بمنصبه؟ وتشير المراجع الموجودة عن

Eisensteinأيسنستاين (هذا الموضوع عدم وجود عالقة بين األحكام القضائية ) 2000

والمساهمات فى الحمالت اإلنتخابية، غير أنها ثق للمبالغ الضخمة التى تدفع أحيانا تو

كمساهمات، خاصة لمرشحى المحاكم العليا فى وعلى سبيل . الواليات، ومصادر هذه المساهمات

، جمع أربعة مرشحون 1997المثال، وفى عام عن منصب واحد فى المحكمة العليا بوالية

722.720بنسلفانيا مبالغ وصل متوسطها إلى أيسنستاين (إنتخابية دوالر فى شكل مساهمات

Eisenstein 2000 :13( وكان المحامون ،وقد توصلت . المصدر الرئيسى لهذه األموال

دراسة أجريت على إنتخابات المحكمة العليا بوالية تكساس أن األموال التى حصل عليها المرشحون للعمل بالمحكمة هى أحسن وسيلة تنبؤ

Cheekتشيك ( بالمنتصر فى هذه اإلنتخابات وقد ). (Champagne 2000 :23وشامبين

أقامت جماعتان مهتمتان بالمصلحة العامة دعوى قضائية أمام محكمة المقاطعة الفدرالية فى تكساس

حيث دفعتا بأن نظام اإلنتخاب 2000فى عام القضائى فى الوالية يسمح للقضاة بتقبل مساهمات من المتقاضين الذين يقفون أمامهم وهو ما يعد

The]قا للحق الدستورى فى محاكمة عادلة خرFort Worth Star – Telegram 4 إبريل

2000[.126

غير أن الصورة معقدة، حيث أن إنتخابات االحتفاظ بالمنصب والتى ال تثير صراعات تكون نسبة كبيرة من نشاطات اإلنتخابات القضائية،

إلى أن القضاة Hall وهول Aspinويشير آسبين بإنتخابات لالحتفاظ بالمنصب كانوا الذين مروا

يمولون حمالت إنتخابية غير مكلفة بنفسهم، وأن الذين 645 فقط من القضاة البالغ عددهم 18

أجريت عليهم الدراسة قد أشاروا إلى تلقيهم أموال غير أن هذه ). 306(خارجية فى االنتخابات

النسبة ستكون أكبر بالتأكيد بالنسبة للقضاة الذين ن بإنتخابات عادية حيث يواجهون خصوما يمرووفى واقع األمر، أظهرت دراسة اإلنتخابات . لهم

القضائية الحزبية فى والية إلينوى خالل الثمانينات من القرن العشرين أن معظم القضاة حتى الذين لم يواجهوا أية معارضة قد تلقوا مبالغ فى الحمالت اإلنتخابية تتراوح متوسطاتها ما بين

نيكلسون ( ألف دوالر 35 ألف دوالر و17Nicholson ونيكلسون Nicholson ،1994 :

297.(

ويشير ملخص النتائج التى أشير إليها هنا إلى أن اإلنتخابات القضائية وعملية تموليها تؤثران إلى . درجة معينة على مظهر ووضع استقالل القضاء

وعلى الرغم من أن معظم اإلنتخابات القضائية

أظهرت نتائج المسح األخير الذى أوصت بعمله 126

من أهالى تكساس % 83"المحكمة العليا فى تكساس، أن مقتنعون أن المساهمات فى الحمالت اإلنتخابية له أثر كبير

هيوستون كرونيكل " على إصدار األحكام القضائيةHouston Chronicle 9 2000 إبريل


دون إجراء حمالت إنتخابية مكلفة أو تتسم تمتبالمنافسة الشديدة، غير أن كبار القضاة فى

والية قد أظهروا قلقهم 15المحاكم العليا فى بخصوص زيادة عدد اإلنتخابات القضائية التى تتسم بالمنافسة الشديدة والتكلفة العالية مما جعلهم

فى محاولة لعمل" إجتماع قمة"يدعون إلى عقد المركز القومى . (شيء للتعامل مع هذا اإلتجاه

وعالوة على ذلك، ). 2000لمحاكم الواليات، من غير الواضح إلى أى مدى تضمن اإلنتخابات

وفى صدى . القضائية المسئولية تجاه الجمهورللجدل األكبر الذى ثار فى الواليات المتحدة األمريكية حول تمويل الحمالت اإلنتخابية، إتضح أن من يمارس حقه فى المساهمة فى الحمالت اإلنتخابية يكونون بشكل أساسى من شريحة

وهم المحامين ومكاتب : صغيرة فى المجتمع .المحاماة الكبرى

وعلى الرغم من أن . التأديب القضائى واإلقالةالدستور الفدرالى يسمح للقضاة الفدراليين بالتمتع

، غير أنه "يدالسلوك الج"بالوالية طوال مسلكهم يسمح بإقالة القضاة وغيرهم من المسئولين الذين يتمتعون بوالية مدى الحياة من مناصبهم من خالل توجيه مجلس النواب لهم باإلتهام تمهيدا

ثم محاكمتهم أمام ) أى توجيه التهم إليهم(للمحاكمة وتحتوى تقريبا جميع دساتير . مجلس الشيوخ

ير أن األسس التى الواليات مثل هذه المادة، غيمكن بناء عليها توجيه اإلتهام على المستوى

الخيانة، الرشوة، أو : "الفدرالى غير واضحةالمادة الثانية، " (غيرها من الجرائم الكبرى والجنح

إن الفشل الذى منيت به محاولة ). القسم الرابعتوجيه اإلتهام ألحد قضاة المحكمة العليا وتقديمه

بسبب 1804جرت فى عام للمحاكمة والتى تصرفاته وأفعاله القضائية أثبتت ألغلب الناس أن المادة الخاصة بتوجيه اإلتهام على المستوى الفدرالى إنما وضعت فقط لمعاقبة القضاة المسيئين

). Rehnquist 1992 :114رنكويست (وباإلضافة إلى ذلك، تعتبر عملية توجيه اإلتهام

لية مرهقة ومضيعة بهذا الشكل ثم اإلدانة عمللوقت، ولهذين السببين، لم يقم مجلس النواب بتوجيه اإلتهام إال إلحدى عشر قاضيا فدراليا

وقد أدان مجلس الشيوخ (طوال تاريخ الوالية وعلى الرغم من زيادة الطلب ). سبعة منهم فقط

باللجوء إلى توجيه اإلتهام رسميا للقضاة إلقالة من ر أنه ال تظهر فى ، غي127تخطى سلطاته منهم

األفق أية إمكانية حقيقة الستخدام هذه المسألة لتوجيه اإلتهام للقضاة كنوع من التأديب على

.إصدارهم أحكام قضائية معينة

وكذلك على مستوى الواليات، ال يتم اللجوء إلى إجراءات توجيه اإلدانة إال نادرا، غير أنه هناك

لة القضاة وسائل أخرى على مستوى الواليات إلقامن مناصبهم مثل إعادة اإلنتخابات، وتنص قوانين عشر واليات باإلضافة إلى فيرجين آيالندز

على مواد U.S. Virgin Islandsاألمريكية إلعادة اإلنتخاب للمسئولين العموميين ومنهم

الجدول : 2001-2000كتاب الواليات (القضاة وحيث أن إجراءات توجيه اإلتهام). 5.23رقم

للتقديم للمحاكمة ال تعتبر عالجا مناسبة لغالبية اإلدعاءات بخصوص التجاوزات القضائية، فقد شكلت جميع الواليات لجانا لتأديب وإقالة القضاة

وفى بعض الواليات، . من داخل الهيئة القضائيةتقوم هذه اللجان فقط بالتحقيق فى الوقائع ثم إحالة

اليات أخرى اإلتهامات إلى جهة أخرى، وفى و. تقوم اللجان بالتحقيق وإتخاذ اإلجراء المناسب

وتتكون هذه اللجان فى جميع الواليات من مزيج . من القضاة، والمحامين، واألشخاص العاديين

أما فى النظام الفدرالى، تقوم المجالس اإلقليمية للقضاة بتناول اإلدعاءات الخاصة بسوء السلوك

ألى شخص توجيه ويحق. القضائى أو العجزشكوى إلى كبير القضاة فى أحد محاكم االستئناف الفدرالية اإلقليمية مدعيا أن أحد القضاة الفدراليين

يقوم بعمل ضار بإدارة المحاكم "فى هذه المنطقة بالكفاءة والسرعة المطلوبين أو أنه ال يستطيع التعامل مع جميع مهام الوظيفة بسبب عجز ذهنى

، على سبيل المثال، قامت اللجنة 1997ى عام ف 127

القضائية الفرعية لمجلس النواب المختصة بالمحاكم والملكية " النشاط القضائى"الفكرية بعقد جلسات تناقش ما إذا كان

مخالفة تستحق اتخاذ إجراءات توجيه إتهام للقاضى، أشار المسئول عن األغلبية فى مجلس النواب توماس ديالى

Thomas Delay إلى أن هذه اإلجراءات ال يجب أن ألغراض حزبية، غير أنه عندما يمارس القضاة "تستخدم

سلطة ال تفوض إليهم بنص الدستور، أعتقد أنه يصبح من مجلس النواب بالواليات " (المناسب إستغالل هذه اإلجراءات

).16: 1997المتحدة األمريكية


وقد تم . [U.S.C. 372(c)(1) 28]" أو جسدى، 1999 شكوى خالل عام 800تقديم حوالى

غير أنه شطبت جميعها تقريبا، وقد شطب العديد ذات عالقة مباشرة بحكم "منها حيث أنها كانت

وهو ما 128"أصدره القاضى أو مسألة إجرائيةوأحيانا تمارس المجالس سلطتها . يخالف الدستور

لفت النظر والتأنيب فى تأديب القضاة، من خالل علنا أو فى جلسة خاصة أو من خالل نقل القضايا إلى قاضى آخر، وقد أيدت المحاكم هذه الجهود بشكل عام وكذلك األحكام القانونية وحمتها من

McBrydeماكبرايد (الطعن بعدم الدستورية ويكون الوضع ). 1999ضد لجنة العرض،

لجان مشابها فى محاكم الواليات حيث تقوم من % 90السلوك القضائى بشطب أكثر من

مقرر السلوك (الشكاوى المعروضة عليهم سنويا القضائى لجمعية النظام القضائى األمريكى،

وقد أعرب عدد من القضاة عن ). 1: 1999قلقهم بخصوص تمكين قضاة آخرين من تحديد ما إذا كان أحد القضاة، على سبيل المثال، مهمال فى

وظيفته أو يستغل المتقاضين حيث أداء مهام يعتبرون أن هذه المسألة قد تتسبب فى تقليص

المثال، باتيستى (استقالل الحكم القضائى Battisti ،1975 .( غير أن الدراسة المتأنية

) التى لم تشطب(لعينة عشوائية من الشكاوى والذى نظرها كبار القضاة فى المحاكم الفدرالية

لم تكشف 1991 إلى 1980خالل الفترة من عن أى شيء يمكن أن يعتبره الباحثون عامال

Barrبار (تدخليا فى استقالل القضاء أو يهدده ).Willging 1993 :177-80وويلجنج

وكما . المسئولية من خالل اإلشراف التشريعىناقشنا من قبل، فإن الهيئات القضائية فى أمريكا

ى من شكو406 شطب كبار القضاة فى المحاكم 128

شكوى تم 826إجمالى عدد الشكاوى الذى وصل إلى ، 1999 سبتمبر 30تقديمهم خالل العام الذى إنتهى فى

منهم أنهم يتعلقون بحكم 300حيث كان سبب شطب للمحكمة أو مسألة إجرائية، وقد أحالوا باقى الشكاوى والبالغ

إلى مجالس القضاة لفحصها، وقد قامت 420عددها ال تتوفر لدينا أسباب شطب . (416المجالس بشطب

المصدر، تقرير مدير المكتب اإلدارى، .) (المجلس لها1999 :80-81(

ر أن السلطة تتمتع بتحمل مسئوليتها اإلدارية، غيالتشريعية تحتفظ بسلطة تحديد مبالغ األموال العامة التى تصرف على المحاكم سنويا وكذلك تحديد بنود صرفها، على األقل فى إطار تصنيفات

وعالوة على ذلك، عادة ما تتمتع المجالس . عامةالتشريعية بالسلطة الدستورية فى تغيير تنظيم

، كما أن تحكم المحاكم وهيكل الهيئة القضائيةالسلطة التشريعية فى األموال، وسلطة وضع هياكل المحاكم، فى النظامين الفدرالى وعلى مستوى الواليات، تخلق دورا إشرافيا تشريعيا

وعلى . يزيد من شكل المسئولية نحو الجمهورسبيل المثال، وعلى مدى األربع سنوات الماضة، قدمت الهيئة القضائية بناء على طلب من

الكونجرس تقريرا إلى الكوجرس حول اإلستغالل Optimalاألقصى لموارد الهيئة القضائية

Utilization of Judicial Resources ).2000المكتب اإلدارى للمحاكم األمريكية (

من . المسئولية من خالل التقارير اإلحصائيةالممكن أن تؤدى نظم تقديم التقارير التى توفر

ية عن النشاط القضائى إلى احصائيات تفصيلتعزيز الشعور بالمسئولية، حيث أنها من الممكن أن تشير إلى عدد الدعاوى التى عرضت على المحاكم لنظرها وعدد القضايا التى فصل فيها، وكيفية الفصل فيها، ومن الممكن مقارنة هذه

على سبيل (البيانات بمعايير موضوعة مسبقا ثر من ستة أشهر المثال، ال يجب أن يمضى أك

كما ) بين إقامة دعوى مدنية كبيرة والفصل فيهاويتمتع نظام . يمكن مقارنتها بمحاكم أخرى

القضاء الفدرالى بوجود أحد أكثر أنظمة تقديم المكتب اإلدارى (التقارير تفصيال فى العالم

، كما أن هناك عدد من نظم )للمحاكم األمريكية .محاكم الواليات متطورة جدا

هدف معظم نظم تقديم التقارير هو توصيف إنإجراءات سير الدعوى، وعادة ما تحتوى هذه التقارير على معلومات إجمالية عن النشاطات

على سبيل المثال، تقدم تقريرا عن المحكمة (. وليس عن كل قاضى على حده) االبتدائية ككل

إن مجرد تقديم هذه البيانات فى تقارير من الممكن فى بعض الضغط على القضاة حتى أن يتسبب

. يغيروا من سلوكهم ليتماشى مع سلوك نظرائهموهناك بعض المتطلبات فى بعض التقارير تظهر


التغير السلوكى كأحد األهداف األساسية للتقرير، 1990فعلى سبيل المثال، قام الكونجرس فى عام

بتوجيه المكتب اإلدارى للمحاكم األمريكية للكشف شهر عن عدد الطلبات التى مر عليها كل ستة أ

أكثر من ستة أشهر لكل قاضى فدرالى على حده باإلسم، وكذلك عدد المحاكمات التى تتم بدون حضور هيئة المحلفين، وعدد الدعاوى المتداولة

مع اإلفصاح عن (خالل الثالث سنوات الماضية وكان ). U.S.C. §476 28) (أسامى الدعاوى

قضاة على الفصل فى الهدف هو تشجيع الالدعاوى التى ينظرونها بسرعة مناسبة حتى

هذا وقد . يتحاشوا اإلحراج عند نشر هذه التقاريريكون التشريع، أو التشريعات الشبيهة فى الواليات، مؤثرا إلى حد ما على الرغم من أن مثل هذه المتطلبات قد تكون عرضى للمراوغة

بعض المحاكم والتحايل، فعلى سبيل المثال، تبنتإجراء قبول مذكرة من المحامى أنه سيقيم دعوى

يوما لجمع 30ويعطى الطرف المقيم للدعوى مدة المستندات، وتحضير المذكرات، وغيرها من

دعوى "المستندات الضرورية من أجل إقامة ، حتى وإن كانت بعض هذه المستندات غير "كاملة

ائع، ضرورية من أجل إصدار قرار بناء على الوقالدعوى "وقد اعتبرت المحكمة عندها تاريخ إقامة

هو تاريخ بداية الستة أشهر المسموح بها " كاملة يوما إضافية 30كمدة تداول، مما يضيف فرصة

وقد أوقف المؤتمر . (للفصل فى الدعوىالقضائى هذا اإلجراء وما يشبهه من إجراءات

.)أخرى

:التوقعات الثقافية .5

مهم يشكل استقالل القضاء فى وهناك عامل آخرالواليات المتحدة األمريكية، وذلك باإلضافة إلى أو باألحرى بالرغم من العديد من األحكام القانونية التى تم التعرض لها من قبل، وهو التوقعات الثقافية الخاصة بأن القاضى البد وأن

وحتى يصبح المرء . يتصرف باستقالل تاممتحدة األمريكية يجب أن قاضيا فى الواليات ال

يصدر أحكامه فى الدعاوى بناء على القانون والوقائع بغض النظر عن أية ضغوط يمكن أن يمارسها عليه الممولوين السياسيون وحتى الرأى

Stephenوقد قال القاضى ستيفن برير . العام

Breyer إن ) "1998(، القاضى بالمحكمة العليا على حالة نفسية، استقالل القضاء يعتمد جزئيا

ويتعلق بما يتوقعه المرء، والعادة، واإلعتقاد , السائد ليس فقط بين القضاة، والمحامين." والمشرعين وإنما بما هو سائد بين ماليين الناس

إن هذا التوقع هو األقوى فيما يتعلق بالتدخل المباشر فى القضايا، وقد كشف مسح أجرى فى

اطنين من المو% 84 عن أن 1996عام أن تحاول " غير المعقول"األمريكييين يعتبرون من

األطراف السياسية التأثير على أحكام القاضى فى Lou Harris وشركاه لو هاريس(قضية معينة

& Assoc. ، 1996 .( وبالطبع، تكونالصحافة دائما على استعداد للبحث عن مثل هذا العبث والكشف عنه، وقد وصف هذا األمر أحد

ضاة األمريكيو قائال أثناء إجتماع قضائى القيوم أن " الصحافة تعتبره يوما مشهودا"عالمى أن

ينمو إلى علمها أن أحد األحزاب السياسية أو المسئولين الحكوميين قد حاول التأثير على حكم

Toruellaتورويلال (القاضى من وراء الكواليس وال ينظر إلى ). Mihm ،1996 :975وميم م فى الواليات المتحدة األمريكية باعتبارها المحاك

أدوات فى يد الوالية، بل يجب أن تتسم المحاكم بالنزاهة، بغض النظر أن األطراف أو الموضوعات المنظورة أمامها، كما يجب أن تفرض حقوق األفراد ضد الحكومة، حتى وإن لم

.تحصل على جماهيرية عندما تفعل ذلك

أن التدخالت الفردية وبينما يعتقد أغلب الناسللتأثير على األحكام التى يصدرها القاضى هى تصرفات غير مالئمة، فكذلك ليس هناك تأييد جماهيرى للقضاة عندما يصدرون أحكاما فى

وكما . القضايا تكون مناقضة لما تفضله الجماهيرأشرنا من قبل، تسبب الناخبون فى إقالة بعض

أنهم قد فعلوا قضاة الواليات من مناصبهم حيثذلك، كما تعرض أحد القضاة الفدراليون مؤخرا إلى طلب توجيه التهم إليه وتقديمه للمحاكمة إنتقاما منه بسبب إصداره حكم مثير للجدل فى

وعلى الرغم من هذه األمثلة، . قضية مخدراتفقد أظهر الشعب األمريكى باستمرار تسامحا

ة تامة، حيث كبيرا نحو إصدار القرارات باستقالليلم تحقق المحاوالت المتكررة من أجل تحديد مدة والية القضاة الفدراليين نجاحا، كما قامت الواليات


خالل العقود الماضية على التغيير الدائم فى أنظمة اختيار القضاة بها بعيدا عن اإلنتخابات الحزبية وتقترب أكثر نحو تشكيل لجان وعقد إنتخابات

.لالحتفاظ بالمنصب

إن الجمهور ينتقد إلى حد ما المحاكم، غير أن ثقته فى الهيئة القضائية كبيرة، فقد عبر األمريكيون خالل استفتاء أجرته منظمة جالوب

Gullop عن ثقة متزايدة 1998 فى نهاية عام أعطوا هذه الثقة % 78(فى السلطة القضائية

تزيد عن الثقة فى السلطتين ) درجة مرتفعة Gallup ،8منظمة جالوب (التشريعية التنفيذية و

عالوة على ذلك، يمثل الحفاظ ). 1999يناير على هذه الثقة تحديا للقائمين على اختيار القضاة على جميع المستويات، ويتضمن هذا التحدى ضمان أن المنصة ال تتسم فقط باالكفاءة واألمانة، وإنما أيضا تعكس الشكل الديموجرافى للمجتمع

غير أن أهمية هذه الجهود ال يجب . مهالذى تخدأن تسمح للوالء للمصالح الديموجرافية أن تحل محل استقالل إصدار األحكام، بل إن أهميتها تأتى من أن جميع أعضاء المجتمع ستكون لديهم ثقة أن األحكام القضائية التى تؤثر عليهم قد أصدرتها هيئة قضائية مسئولة نحو مصالح المجتمع

.عة وتمثلهاالمتنو

المراجع

تقرير المدير المكتب اإلدارى للمحاكم األمريكية، Annual Report of the Director السنوى

ويتضمن العمل القضائى فى محاكم الواليات Judicial business of المتحدة األمريكية

United States Courts) . نشر المكتبساسية اإلدارى هذا التقرير متضمنا الجداول األ

وغيرها من الجداول اإلضافية فى األعمال .)1940المتتالية منذ عام

فبراير (المكتب اإلدارى للمحاكم األمريكية ، حول اإلستغالل األمثل لموارد الهيئة )2000

Optimal Utilization of Judicialالقضائية Resources

نقابة المحامين األمريكية، تقرير عن اللجنة الفصل بين السلطات واستقالل القضاء الخاصة ب

Report on the Commission on Separation of Powers and Judicial

Independence )1997( هيئة قضائية ، مستقلة

ما هو ) "1996(جمعية النظام القضائى األمريكى What is Judicialاستقالل القضاء؟ Independence?" ) مدون محرر لنقاشات

، )1996الل اجتماع الجميعة فى عام اللجنة خ 73 النظام القضائى 80

مقرر السلوك القضائى لجمعية النظام القضائى American Judicatureاألمريكى

Society 1999، شتاء

، وويليام هول Larry T. Aspin الرى آسبين William K. Hall) 1994" ( إنتخابات االحتفاظ

Retentionبالمنصب والسلوك القضائى Elections and Judicial Behavior "77

306النظام القضائى

مستقلة ولكنها ) Carl Baar) 1975كارل بار ميزانية المحاكم فى الواليات األمريكية : تابعة

Separate but Subservient: Court Budgeting in the American States

)Lexington Booksكتب لكسينجتون (

وتوماس ويلجنج Jeffrey N. Barrجيفرى بار Thomas E. Willging) 1993" ( الال

مركزية فى وضع القواعد، والمسئولية، واستقالل القضاء فى ظل القانون القضائى الفدرالى عن

1980السلوك والعجز الصادر فى عام Decentralized Self-Regulation, Accountability, and Judicial Independence under the Federal Judicial Conduct and Disability Act

of 1980 "142 U. Pa. L. Rev. 25


هل ) "Frank Battisti) 1975فرانك باتيستى Anهى هيئة قضائية مستقلة أم حلم زائل؟

Independent Judiciary or an Evanescent Dream? "25 Case W.

L. Rev. 711

اسل ورGordon Bermant جوردون برمنت القضاة ) "Russell Wheeler) 1995ويلر

استقالليتهم : الفدراليون والسلطة القضائية Federal Judges and theومسئوليتهم

Judicial Branch: Their Independence and Accountability "

46 Mercer L. Rev. 835

) Stephen G. Breyer) 1998ستيفين برير حصون "ين األمريكية مالحظات لندوة نقابة المحام

استقالل القضاء ومسئوليته فى النظام : الجمهورية Bulwarks of theالقضائى األمريكيى

Republic: Judicial Independence and Accountability in the American

System of Justice " متوفرة فى شكل القانون والمشاكل المعاصرة 61إصدار محرر،

3 61 Law & Comtemporary Problems 3

Stephen B. Burbankستيفين بوربانك Theهيكل استقالل القضاء ) "1999(

Architecture of Judicial Independence "72 S.Cal.L.Rev.315

وأنطونى شامبين Kyle Cheekكايل تشيك Anthony Champagne) 2000" ( األموال

، فى إنتخابات المحكمة العليا بوالية تكساس1980 – 1998 "84 Judicature 20

وروبرت Robert Carpروبرت كارب العملية ) Robert Stidham) 1998ستيدهام

Judicial Process inالقضائية فى أمريكا America نشرة الكونجرس (، اإلصدار الرابع )ربع السنوية

James Eisensteinجيمس أيسنستاين العليا فى تمويل مرشحى المحكمة) "2000(

Financing Pennsylvania'sبنسلفانيا Supreme Court Candidates "84

Judicature 10 (2000)

، 1978قانون األخالقيات فى الحكومة لسنة وتعديالته، قانون الواليات المتحدة األمريكية،

.ملحق

Peter Graham Fishبيتر جراهام فيش Theرالية ، سياسات إدراة القضاء الفد)1973(

Politics of Federal Judicial Administration) نشرة جامعة

)Princetonبرينستون

Fort Worth Star-Telegram ،" إقامةدعوى ضد الوالية بسبب اإلنتخابات القضائية State Sued Over Judicial Elections "

at 1، 2000 إبريل 4

Sheldon Goldmanشيلدون جولدمان ) Eliot Slotnick) 1999نيك وإليوت سلوت

الهيئة القضائية خالل فترة حكم كلينتون الثانية "Clinton's Secon Term Judiciary "82

Judicature 264

Deborah Henslerديبوراه هنسلر هل نحتاج إلى جدول أعمال للبحث "، )1999(

Do We Needتجريبى على استقالل القضاء an Empirical Research Agenda on

Judicial Independence? "72 S. Cal. L. Rev. 707

) Daniel Klerman) 1999دنيال كليرمان عدم الترقى واستقالل القضاء "

Nonpromotion and Judicial Independence "72 U.S. Cal. L.

Rev.455


القلق المتزايد "، Legal Timesليجال تايمز Growingبخصوص اإلنتخابات القضائية

Concerns over Judicial Elections " at 18 2000 نوفمبر 27

.Lou Harris & Assocلو هاريس وشركاه االستفتاء الذى أجرى لصالح ) 1996أغسطس (

نقابة المحامين األمريكية، قسم عالقات اإلعالم والشئون العامة، متوفر على موقع

http://www.abanet.org/media/august96/graphs.html

طلب ) "2000(المركز القومى لمحاكم الواليات إتخاذ إجراء، إعالن المؤتمر القومى عن تحسين

Call to Action, Statementاختيار القضاة of the National Summit on

Improving Judicial Selection " متوفربتاريخ (us.dni.ncsc.wwwى موقع عل

9/10/01(

حملة "New York Timesنيو يورك تايمز إنتخابية قوية لمحاكم أوهايو تضع القضاة فى حقل

A Spirited Campaign for Ohioجديد Court Puts Judges on New Terrain "

at A11 2000 يوليو 2

Marlene Nicholsonن نيكلسون مارلي Norman Nicholsonونورمان نيكلسون

تمويل الحمالت اإلنتخابية القضائية "، )1994( Funding Judicial Campainsفى إلينوى

in Illinois "77 Judicature 294

) Daniel R. Pinello) 1995دانيال بينيللو أثر أسلوب اختيار القضاة على سياسة المحكمة

Theاإلبتكار، ورد الفعل، والهزال: العليا بالوالية Impact of Judicial Selection Method on State-Supreme-Court Policy: Innovation, Reaction,

Atrophy) نشرة جرينوودGreenwood Press(

Richart A. Posnerريتشار بوسنر التحدى واإلصالح : المحاكم الفدرالية) 1996(

The Federal Courts: Challenge and Reform) "نشرة جامعة هارفارد Harvard

University Press(

William H. Rehnquistويلليام رينكويست محضر اإلجتماع السنوى لمعهد القانون ) 1999(

، متوفر على موقع 2000 مايو15األمريكى، publicinf/gov.supremecourtus://http

html.00-15-05sp_/speeches/o

William H. Rehnquistويلليام رينكويست مالحظات كبير القضاة، كلية واشنطون ) 1996(

اللجنة األكاديمية ) الجامعة األمريكية(للقانون اكم مستقبل المح: المجمعة لالحتفال بمائة عام

1996 إبريل 9الفدرالية،

William H. Rehnquistويلليام رينكويست توجيه اإلتهام : االستجوابات الكبرى) 1992(

التاريخى للقاضى سامويل تشيس والرئيس أندرو Grand) ويليام مورو وشركاه(جونسون

Inquests: The Historic Impeachments of Justice Samuel Chase and President Andrew Johnson (William Morrow and Co.)

تقرير من مدير مكتب اإلدارة للمحاكم األمريكية ال "Clay Robison، كالى روبيسون )1999(

توجد وسيلة سهلة لتغيير أسلوب إختيار القضاة No Easy Way to Change Judicial

Selection " هيوستون كرونكلHouston Chronicle 9 2000 إبريل.

، وكارول Daid B. Rottmanديفيد روتمان .R وشدين لوكلى Carol Flangoفالنجو

Shedien Lockley) 1995 ( منظمة محاكموزارة العدل األمريكية، مكتب (1993الواليات،

)اإلحصاء القضائى


آلية جديدة "Will Shafroth ويل شافروث New إلدارة فعالة للمحاكم الفدرالية

Machinery for Effective Administration of Federal Court "

American 25جريدة نقابة المحامين األمريكية Bar Association Journal 738) 1939(

، Gregory C. Siskجريجورى سيسك وآندرو Michael Heiseومايكل هيس

توضيح ) "Andrew Morriss) 1998موريس ية فى دراسة تجريب: التأثير على العقل القضائى Charting theمسألة التسبيب القضائى

Influence on the Judicial Mind: An Empirical Study of Judicial

Reasoning "73 N.Y.U.L.Rev. 1377

ومايكل ميم Juan Torruellaجوان تورويال Michael Mihm) 1996( ،" المقدمة

foreword" ،مؤتمر المحاكم العليا األمريكية ،40 St. Louis U. L. Rev. 969

إصدار The Book of Statesكتاب الواليات 2000-2001.

The Gallup Organizationمنظمة جالوب ، تظل ثقة الجمهور فى الحكومة )1999 يناير 8(

Public Trust in Federalالفدرالية جيدة Governemnt Remains High متوفر ،

على موقع releases/poll/com.gallup.www://http

asp.990108pr/

) 2000(إحصائيات مكتب العمل األمريكى U.S. Bureau of Labor Statistics

1التوظيف واألجور التى تم تغطيتها، جدول رقم "Covered Employment and Wages

متوفر على موقع ann/release.nes/gov.bis.stats://httphtm.nws.pay 8 وقد وضع على الموقع فى

2000سبتمبر

سوء السلوك "، )1997(مجلس النواب األمريكى Judicialالقضائى واإلجراءات التأديبية

Misconduct and Discipline " جلساتاللجنة الفرعية للمحاكم والملكية الفكرية، أمام

1997 مايو 15لجنة عن القضاء،

) Russell Wheeler) 1988راسل ويلر عالقتها باستقالل القضاء : اإلدارة القضائية

Judicial Administration: its Relation to Judicial Independence ) " المركز

)القومى لمحاكم الواليات

) Edward White) 1993إدوارد وايت Justice Oliverالقاضى أوليفر ويندل هولمز

Wendell Holmes) نشرة جامعة أوكسفورد(

القضايا

Clinton v. Jones ،520كلينتون ضد جونز U.S. 681 ) 1997(

ماكبرايد ضد لجنة استعراض أوامر العجز McBryde v. Committeeلمجلس المنطقة

to Review Circuit Council Diability Orders ، 83 F. Supp.2d 135) 1999(

.U.Sالواليات المتحدة األمريكية ضد نيكسون v. Nixon ،418 U.S 683) 1974(

ويليامز ضد الواليات المتحدة األمريكية Williams v. U.S. ،48 F.Supp 2d 52

)1999(


الموضوعات : الجزء الرابع :األساسية

: ئولية القضائيةاستقالل القضاء والمس )أ :الموازنة فى أهداف اإلصالح

Linn Hammergrenبقلم لين هامرجرن

:المقدمة .1

لقد كان استقالل القضاء وعلى مر عقود طويلة يعتبر أمرا مركزيا وأساسيا من أجل تحسين األداء القضائى، غير أنه مؤخرا إنضم إليه عامل آخر

، حيث وهو زيادة المطالبة بالمسئولية القضائيةأثار بعض النقاد مسألة أنه فى غياب العامل الثانى، قد تأخذنا مسألة االستقالل إلى أبعد من . الالزم مما قد يخلق عددا من المشاكل الجديدة

وقد اعتبرت بعض الهيئات القضائية هذه المسألة مفاجأة غير سارة، حيث أنهم وبعد أن تخلصوا

ة التشريعية، من سيطرة السلطة التنفيذية، والسلطواألحزاب السياسية، والصفوة غير الحكومية، يجدون أنفسهم اآلن معرضين لمطالب من نوع

حيث ال يكون من , جديد تحتاج إلى استجابة جديدةالواضح دائما ما تحتوى عليه هذه المطالب، غير أن أى تطور عادة ما يعتبره القضاة تهديدا

.للمكاسب التى حققوها

تى درست من خالل هذا الدليل تقدم إن الحاالت النماذج مختلفة ألصول هذه المطالب أو مبعث القلق الحقيقى، خاصة فى أجزاء من أوروبا، فيما يتعلق بالتعريف السياسى للقضاة هناك

والشكاوى الخاصة باإلمكانية غير 129ونشاطهم؛المسبوقة التى يتمتع بها القضائيون اإليطاليون

سساتهم الخاصة وتحديد حيث يمكنهم تكوين مؤالجرائم بل والجرائم التى يجب أن يتم التحقيق فيها؛ وكذلك الجدل المثار بشكل كبير فى الدول المتقدمة، والذى يتزايد كذلك فى المناطق النامية، بخصوص دور المحاكم فى إبطال القوانين والسياسات الجديدة؛ بل وانتقاد فصل الهيئة

من الغريب أن المقاالت التى عرضت توضح أن هناك 129

قبول اجتماعى لنشاط القضاة السياسى فى أوروبا أكثر من .أفريقيا وأمريكا الالتينية

كما توضح . جتماعىالقضائية عن الواقع اإلانظر المقالة عن الواليات المتحدة (المقاالت أن المسئولية ليست أمرا جديدا كليا، ) األمريكية

فقد كان تبنى أسلوب االنتخابات القضائية فى الواليات المتحدة األمريكية فى القرن التاسع عشر قد نشأ جزئيا بسبب القلق من أن القضاة، والذين

وقت يأتون من الصفوة، كانوا كانوا فى ذلك اليميلون إلى تمثيل مصالح طبقتهم، حتى فى غياب

. أى ضغط مباشر عليهم لعمل ذلك

واآلن تعتبر جميع األفكار حول المشاكل المحددة التى من المنتظر أن تتناولها المسئولية القضائية، والشكل الذى يجب أن تكون عليه، وكذلك إلى من

أفكارا غير ناضحة بقدر تتوجه هذه المسئوليةوتزيد هذه . نضوج مسألة استقالل القضاء

المسألة من حساسية هذه األفكار لإلطار الذى تطرح فيه مما يتسبب فى خلق استجابة قومية

أما بالنسبة الستقالل . متفاوتة بشكل كبيرالقضاء، فهناك ميل نحو اعتبار أن هناك اتفاق

نادرا ما يعلن على معنى هذ المصطلح لدرجة أنهكما سنوضح فيما يلى، ال يجب أن . عن تعريفه

تفهم المسئولية أنها على النقيض من االستقالل حيث أن تفاعل المفهومين مسألة أكثر تعقيدا من

غير أن اإلتجاه العالمى نحو زيادة استقالل . ذلكالقضاء قد أثار موضوعات جديدة مما بدوره خلق

قضائية كوسيلة لتناول هذه اهتماما بالمسئولية الالموضوعات، حيث أن المناقشات الحالية تميل نحو التأكيد على واحد أو أكثر من الموضوعات

:التالية

القلق من أن الهيئة القضائية كجماعة قد •يصبح لها سيطرة زائدة على تشكيلها، مما

.يسمح لها بعمل حصن يخلدها ويحميها

الخارجية القلق من أن التخلص من السيطرة •التقليدية قد يسمح للهيئة القضائية بحرية قد ال تجد ما يوازيها فى إدارة مواردها بل وقد

.تصل إلى حد إساءة االستغالل

القلق من أن قدرة القضاة على تفسير •القوانين عندما يطبقونها قد تعطيهم المزيد من القوة على إعادة تشكيل اإلطار القانونى وفقا


نظر ال يشاركهم فيها الجمهور لقيم ووجهات .وال أى من السلطتين األخرتين

القلق من أال تكون اآلليات المؤسسية •لتعريف المعايير، وتصحيح السلوك القضائى

.كافية

ومن الممكن معالجة هذه المشاكل عند ظهورها من خالل تقييد االستقالل المؤسسى عالوة على

ة وإن فرض سيطرة جزئية من السيطرة التقليديوتقدم المسئولية القضائية نوعا . كان بشكل أفضل

مختلفا من الحل، وهو طلب أن تقدم الجهة المستقلة تفسيرا وتبريرا ألفعالها، ويفضل أن يكون هذا التبرير فى إطار قواعد أو معايير موضوعة مسبقا ومتفق عليها، ويفترض أن الفشل

قديمها فى تقديم هذه المبررات أو عدم الرغبة فى تسوف تثير بعض ردود األفعال، على الرغم من أن الشكل الذى يجب أن يطبق على الهيئة القضائية ليس واضحا تماما، كما سيأتى شرحه

إن رد الفعل المتوقع يعطى وزنا . فيما يلىوالمنطق السائد بخصوص تطبيق هذا . للمسئولية

اإلجراء هو أن المنظمات التى عليها أن تفسر ها ليس من المتوقع أن تكون مخطئة فى أفعال

.المقام األول

وحيث أن قضية المسئولية تعتبر مسألة جديدة نسبيا على المناقشات الخاصة بتحسين األداء القضائى، لذا فهى مسألة غير ناضجة حتى فى

ويثير ذلك إحتمال . أكثر أنظمة المحاكم نضجاأنه يجب أن تناقش هذه المسألة بعد حل

عات األخرى، غير أن المنضمين الموضومتأخرين إلى اإلصالح القضائى، مثلهم فى ذلك مثل المتأخرين فى اإلنضمام إلى أى مجال، قد ال . تكون لديهم إمكانية تصنيف وترتيب مشاكلهم

فإذا كانت مسألة المسئولية القضائية مسألة مطروحة بالفعل، إذا يجب أن يتم تناولها مع

ليدية والمتعلقة بالتطور العناصر األكثر تقوحيث إن هذه المعاملة المتوازية قد . المؤسسى

تؤدى إلى بعض الخلط بين عدد من الوسائل واألهداف، فإن الصلة بين هذه األهداف وغيرها

.من األهداف تستحق الدراسة بشكل أفضل

العالقة بين االستقالل .2 :والمسئولية

: فاهيم وهمايثار كثيرا سؤالن عن مناقشة هذه المما إذا كان الصراع سيظل قائما بين هذين العنصرين، أم أنه ليس هناك حدودا مشتركة

إن هذين السؤالين، واللذين يبدوان . بينهمامتضادان يثيرهما ميل مشترك نحو تعريف االستقالل والمسئولية فيما يتعلق بعالقتهما بسلطتى

فبالطبع، إذا كان من . الحكومة األخرتينلمفترض أن تكون الهيئة القضائية مستقلة عن ا

السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وفى نفس الوقت مسئولة أمامهما، إذا ال بد وسيكون هناك

غير أنه حيث إن . دائرة مثيرة للجدل بشكل دائماالستقالل يفهم بشكل واضح بأنه يرتبط بشكل

عالقة ثم (أساسى بعالقة الهيئة القضائية بالحكومة ، )القضاء بجماعات الصفوة ذات النفوذ األخرى

فإن المسئولية القضائية يمكن أن تفهم بشكل أفضل باإلشارة إلى المسئولية المؤسسية تجاه المجتمع السياسى والمدنى كما هو هو الحال مع جميع

وبالتالى، وحيث إن . الجهات الحكومية األخرىألهمية بما سلطتى الحكومة األخرتين تعتبرا من ا

بطلب تقديم (كان لتقوية المسئولية القضائية ولفرض العقوبات عندما ال تكون ) تقارير

كما فى حالة تقديم طلبات إلتهام (االستجابة مقبولة القضاة وتقديمهم للمحاكمة، وإعادة تعريف حدود قوة القانون، والحد من إمكانية استغالل أموال

ح هو إلى أى ، يظل السؤال المطرو)الميزانيةمدى يجب على الهيئة القضائية التبرير للمجتمع

.وبالتالى خدمته بشكل عام

ويمكن التفرقة بين المسئولية واالستقالل من خالل توقيت العالقة، فاالستقالل يركز على السيطرة السابقة على األفعال القضائية، وهو مدى تشكيل القوى الخارجية لقرارات المحكمة والتى هى

سئولية الهيئة القضائية أن تصدرها، أما مالمسئولية، فهى سيطرة الحقة، وتشير إلى أنه على الهيئة القضائية أن تفسر كل من أعمالها

ومن . اإلدارية والوظيفية والنتائج التى تحققهاالواضح أن مجرد معرفة أن المرء عليه أن يبرر أفعاله تعتبر فى حد ذاتها ممارسة لبعض التأثير على مغزى هذه األفعال، غير أن هذا التأثير تحكمه معايير تستخدم فى تقييم هذه األفعال، مما


يجعل من المهم جدا أن يتم التوصل إلى إتفاق قبل التطبيق على هذه المعايير كما يجب أن تكون

هذا . هناك مناقشة مستمرة بخصوص كفايتهاوتضع المسئولية حدودا نظرية لحرية القضاء،

ر أن هذه الحدود ال تعد مصدر تهديد على غيوحيث إن االستقالل غير الكافى قد . اإلطالق

يجذب الهيئة القضائية بعيدا عن إتخاذ القرارات بناء على القانون، فإن المسئولية تطالب الهيئة القضائية بتبرير أفعالها فيما يتعلق باإللتزام

بين ومهما كان التوتر الذى قد يظهر . بالقانونهذين العنصرين، فإن المسئولية تقوى من االستقالل إلى حد ما، حيث أن الحاجة إلى تبرير األفعال قد يحد من خضوع الهيئة القضائية للضغوط الخارجية، حيث أنه فى معظم الحاالت

لقد أجبرنى الرئيس على فعل "لن يكون مبرر .مقبوال" ذلك

من وعلى الرغم من أن المسئولية واالستقاللالممكن توجيههما إلى نفس أنواع األفعال القضائية، غير أن عالقة المسئولية بالقانون تعنى أن يكون تركيزها أقل على نتائج األحكام التى

منه على التوافق ) وهى أساس االستقالل(تصدر مع اإلجراءات، وتنطبق هذه المسألة على األفعال

فعال التى اإلدارية والوظيفية وكذلك على جميع األتتعلق بالوالية القضائية، وليس فقط على الحكم أو

إن . االثنين اللذان أثارا االنتباه بشكل خاصالعديد من األشياء التى سيطلب من القضاة أن يقدموا تقارير عنها بالكاد تهم من يحاولون القضاء

فهى التوافق مع التعيينات –على استقالل القضاء اف التعاقد، ورواتب المقننة، وشروط وأعر

الموظفين اإلداريين، ومن أين للقضاة بدخلهم، غير أن هذه . وكيفية استغاللهم للموارد العامة

التفاصيل نفسها، قد تتعارض مع مفهوم الهيئة القضائية نفسها عن معنى االستقالل، فقد يكون بالنسبة للقضاة، أكثر من غيرهم، أنه يبدو أن

وال . الل والمسئوليةهناك تعارض بين االستقينفرد القضاة بهذا الشعور، فإن تقريبا جميع الجماعات المهنية التى طلب منها تقديم تقارير

.عن تصرفاتها أثارت نفس االعتراضات

إن المسئولية فى المعتاد ينظر إليها أنها وسيلة لمواجهة الفساد داخل القضاء، غير أنه هنا أيضا

، فإذا كان الفساد هو تكون العالقة أكثر تعقيدا

السبب الوحيد، فإنه بالتأكيد لم تكن لتواجه الهيئة القضائية البريطانية، والتى يعرف عنها أنها أحد الهيئات القضائية فى العالم التى تتسم باألمانة، المطالبة بالمزيد من الشفافية فى الكشف عن

وبالتالى، فإن المسئولية تستهدف 130.أعمالهاى مجموعة أكثر تنوعا من مشاكل السيطرة عل

األداء، وهى مسألة أوسع تتعلق بما إذا كانت الهيئة القضائية تتوافق مع األعراف االجتماعية، والتى يظهر بعضها فى القانون والبعض اآلخر

هذا وال تعتبر . يكون فى صورة أقل رسمية 131.المسئولية فى حد ذاتها عالجا كافيا للفساد

ساد هو المشكلة، إذا، يجب وعندما يكون الفالمسئولية واالستقالل : التعامل مع ثالثة أبعاد إن الهيئة القضائية 132.والتقوية البسيطة للمنظمة

التى تقدم تقارير عن أفعالها قد تظل غير قادرة وبالتالى (على السيطرة على سلوك أعضائها فقد تظل ). تحتاج إلى المزيد من التقوية التنظيمية

القضائية، أو أعضاؤها معرضين للضغوط الهيئةالخارجية، إذا كانت التعيينات، ومدة الوالية،

.والرواتب ال تلقى الحماية الكافية

:المطالبة بمسئولية أكبر .3

إن المطالبة بالمزيد من استقالل القضاء لها تاريخ أطول من المطالبة بالمسئولية القضائية، ويعتبر

الفكرة المسيطرة من أن االستقالل ضروريا بسبب الهيئة القضائية الفعالة والمشروعة يجب أن تكون

يتسم بالشفافية أصبح األسلوب غير الرسمى والذى ال 130

على اإلطالق فى اختيار القضاة فى بريطانيا مثار العديد من الشكاوى، وبينما ضمن النظام معايير مرتبطة باألداء، يبدو

أنظر . أن ذلك لم يعد كل ما يهتم به الجمهور العادى فى مناقشته لوجهات النظر المختلفة Mallesonماليسون

. التغييروالمعالجة التأملية ألصول هذا إن أحد المصادر الواضحة للخلط هو استخدام مصطلح 131

كوسيلة مهذبة لإلشارة إلى الموضوعات التى " الشفافية"إن الشفافية تعد جزءا كبيرا من المسئولية، . تتعلق بالفساد

غير أنها تعد عنصرا واحدا فقط من عناصر مواجهة .الفساد باالستقاللية Konner وقد يكون هذا ما يعنيه كونر 132

وعلى أية حال، حتى تتمكن أية هيئة قضائية من –الوظيفية أداء مهامها جيدا، فهى تحتاج بالتأكيد إلى القدرة على السيطرة على عملياتها الداخلية، عالوة على حماية نفسها

إن المسئولية تضيف القدرة على . من التدخل الخارجىعات المجتمع وليس فقط القيام بالواجبات بما يتوافق مع توق

.مع معاييرها الخاصة


متحررة عن أى ضغوط خارجية تؤثر على إن الشكوى من أن االستقالل . عملياتها الداخلية

قد يؤدى إلى سوء استغالله يعتبر مسألة حديثة، كما هو الحال بخصوص الجدل المثار حول أن

ل سلطتى الحكومة الهيئة القضائية، مثلها مث. األخرتين، يجب أن تكون مسئولة عن أفعالها

:وهناك خمسة عناصر تؤدى إلى هذا التطور

الظهور المفاجئ لخرافة أن دور الهيئة •القضائية من الممكن أن يتحدد فى إطار التطبيق المحايد للقانون واإلعتراف بأن الهيئة القضائية لها مكانة مهمة فى تحديد ما هو

نون وكيف وأين يمكن تطبيقه، حتى فى القااألنظمة التى ال يجب نظريا أن يحدث فيها

.ذلك

األهمية المتزايدة لألحكام القضائية العادية •إن زيادة أنواع . وأثرها على حياة المواطنين

وأعداد النزاعات اإلجتماعية واإلعتماد على القانون فى حلها، حتى فى عصر قلة التدخل

وقد يكون بشكل خاص فى هذا الحكومى، بل .العصر، يعطى الهيئة القضائية سلطة أكبر

ظهور الديمقراطيات الدستورية مع إعتمادها •على المحاكم فى السيطرة على أفعال وتصرفات السلطتين األخرتين للحكومة ولحسم النزاعات بين بعضهما البعض أو

.بينهما وبين المواطنين

السلطة، وقد التغير فى سلوك الجمهور تجاه •تكون الهيئة القضائية آخر من يشعر بذلك، غير أنه فى المجتمعات الديمقراطية تتوقع الجماهير أن يقوم المسئولون بتفسير أفعالهم، . ولم تعد تصدق كالمهم بناء على الثقة فقط

كما لم تعد تقبل القرارات االستبدادية سواء من جانب السلطة التنفيذية، أو السطلة

.شريعية، أو المحاكمالت

نمو الهيئات القضائية نفسها، بالشكل الذى •جعل أنظمة السيطرة الداخلية غير الرسمية وأنظمة إتخاذ القرار لم تعد تضمن نتائج

.معروفة وموحدة

وباختصار، إن التركيز على المسئولية يعتبر نتيجة لألهمية الجديدة التى أضيفت إلى الهيئة

حت فيه سيادة القانون، القضائية فى عصر أصبوليس التدخل الحكومى المستبد، هى الوسيلة للحفاظ على السيطرة اإلجتماعية عندما تتهدد هذه السيطرة نفسها بسبب أشكال أو أبعاد جديدة

هذا وقد يحكم اإلطار . للنزاعات اإلجتماعيةالثقافى قوة المطالبة بذلك، حيث أن الثقافات التى

ة التقليدية قد تكون أقل ميال ال تزال تفضل السلطلمطالبة القضاة بالشفافية، وفى تقاليد القانون المدنى، قد يحد المعتقد السائد أن القضاة إنما

وهنا يمكن . يطبقون القانون من المطالبة بذلكالسعى من أجل حدود للحرية القضائية من خالل المزيد من القوانين وليس من خالل السيطرة على

. القضاء مع القوانين الموجودة بالفعلتوافق وبشكل عام، فإن اإليمان بقدرة الحد من التصرفات التى تخلق المشاكل من خالل زيادة تقييد مجاالت الحرية القانونية يبدو ليس

غير أنه فى بعض السياقات قد يكون 133.مناسباهذا هو المنهج المفضل لدى هذه الثقافة، ولنفس

134.الجميعالسبب، يضمن رضا

:أربعة عناصر للمسئولية .4

إن التوصيات المعتادة لزيادة المسئولية ال تختلف بشكل عام اختالفا كبيرا بالنسبة للهيئة القضائية

وعامة فهى . عنها ألية جهة قطاع عام آخرتتناول األمور األربعة المثيرة للقلق والتى أثيرت

: اآللياتمن قبل هنا وينتج عنها األنواع التالية من

نشر –أنظمة الختيار القضاة تتسم بالشفافية • .معايير االختيار ومناقشة تفعيلها

يتعارض هذا الجدل مباشرة مع معادلة كليتجارد 133

Klitgaard) الشفافية–الحرية + االحتكار = الفساد .(غير أن هذه المعادلة تبدو أكثر مالءمة لبيروقراطية حكم

، وال Weberian command bureaucracyويبير " تحقيق النتائج"تسعى إلى تنطبق على المنظمات التى

.وهى التى نسعى إليها اآلن) والهيئات القضائية( إن مناقشة كونر للوضع فى ألمانيا تعتبر واضحة فى 134

هذا الخصوص، حيث يشير وصفه إلى أثر يضم الثقة فى السلطة والثقة فى التوافق القانونى وبالتالى إنتقاد أقل

مقارنة بباقى الدول الحتماالت استغالل القضاة لموقعهم، .األوروبية أو الواليات المتحدة األمريكية


شفافية العمليات واإلجراءات الداخلية •وخضوعها لقواعد موضوعة مسبقا؛ كما يجب أن تكون الميزانية، واستغالل الموارد، والرواتب، وإعالن األصول، ومعايير

الطالع السلوك، والتقييم متاحة رسميا .الجمهور

من خالل توفير -شفافية األحكام القضائية •إمكانية اإلطالع على سجالت اإلجراءات

.ونشر األحكام القضائية

وضع أنظمة مناسبة لتسجيل الشكاوى •المقدمة ضد اإلجراءات المؤسسية أو سلوك

.أفراد معينين

إن جميع هذه اآلليات تعد حيوية لألهداف األوسع ا تم مناقشتها فى هذا اإلطار فى لإلصالح كم

ونحاول من خالل . أجزاء أخرى من هذا الدليلالنقاشات التالية أن نتناول فقط الجوانب التى تتعلق بشكل مباشر بالمسئولية، ولكن ليس دائما يتحقق

.النجاح

لقد استولت أنظمة اختيار القضاة على معظم ون االنتباه، على الرغم من أن هذا اإلهتمام يك

بسبب القلق من أثرها على االستقالل، وفى العديد من الدول، أعطت هذه المسألة حرية أكبر للهيئة القضائية فى اتخاذ القرار فى تحديد كيفية اختيار

واإلجراء البديل هو أن تترك إجراءات . أعضائها فى يد لجنة 135االختيار أو ما قبل االختيار

عن خارجية أو مجلس خارجى، أو ممثلينوبينما كان هناك إتجاه . المجتمع القانونى األوسع

، "القدرات"مصاحب للتأكيد على التعيين بناء على فإن هناك مطالبة جديدة بأن تتسم اآللية كلها بمزيد من الشفافية واالنفتاح، وإن لم تكن هناك مشاركة فعلية من جانب الجمهور، فيجب أن تخضع هذه

. يقة منه على األقلاإلجراءات إلى مراقبة دقوكما هو الحال مع المهن األخرى، فإن المشكلة الحقيقية هى أن يكون التوازن بين ما يفترض من

وحتى فى الدول التى يكون فيها االختيار عن طريق 135

مثل الواليات المتحدة (التعيين السياسى أو االنتخابات ، هناك إتجاه متزايد نحو نظام يقوم بفحص غير )األمريكية

ير الجودة رسمى يديره مجلس أو لجنه تكون مسئولة عن توف .المطلوبة

قدرة أكبر لدى المهنيين لتقييم أعضائهم وبين سواء (خطر من سيطرة مصالح هذه الطائفة

اقتصرت المسألة على القضاة أو على المجتمع الحيون إلى حد وقد ذهب بعض اإلص). القانونى

التوصية بعمل إنتخابات عامة، وهو ما يثير أما . مشاكلهم الخاصة بالمسئولية واالستقالل

المقترحات العادية األخرى فتتضمن نشر المعايير والدرجات التى يحصل عليها المرشحون، أو تضمين تعليقات الجمهور فى التقييمات نفسها، أو

وتتناول . توفير فرصة مناقشة النتائج علنياالتحسينات المقترحة اثنين من هذه األمور المثيرة

الطبيعة المغلقة للعديد من أنظمة االختيار : للقلقوبالتالى االتجاه نحو وضع معايير غير (

موضوعية للدخول، وهو األمر الذى قد يضر وإحتمال أن السيطرة المهنية ) باالستقالل الفردى

مشروعة للعمالء وحدها قد ال تعترف بالمصالح ال .والمستخدمين الخارجيين

إن االستقالل المتزايد قد أعطى الهيئات القضائية فى الكثير من األحيان السيطرة على موارد كانت

على سبيل المثال، (تديرها جهات أخرى من قبل ، كما قد عظمت مع األسف فرصة )وزارة العدل

. تزايد أعمال اإلهمال أو االستغالل السيىءى القضاة الذين يحرصون حرصا شديدا على وحت

القيام بمهامهم المهنية، قد يقوموا إما بسبب قلة خبرة، أو جهل، أو أحيانا بسوء نية، بتناول . المسائل المالية واإلدارية بأسلوب متعجرف

وهنا يشعر القضاة أحيانا أن استقاللهم المؤسسى يعوق المراقبة الخارجية على تقديم تقارير عن

صادر الدخل، والحماية ضد اإلتصاالت غير مالمناسبة مع أطراف نزاع قانونى، أو استخدام

هذا وتحتفظ العديد . سيارات وممتلكات المحكمةمن الهيئات القضائية باحصائيات عن سير العمل وغيرها من تدابير غير أنها ال تفصح عنها،

وفى . وتبرر ذلك بالحاجة إلى حماية استقاللهاد من الدول، ال يزال هناك جدل حول ما إذا العدي

كان يجب أن يخضع القضاة أو الهيئة القضائية ككل إلى نفس معايير المسئولية لهذه التفاصيل اإلدارية واإلجرائية كما هو الحال مع باقى القطاع

وفى النهاية، ستختلف النتيجة من دولة إلى . العامحيد أخرى، غير أنه هناك إتجاه عام نحو تو

وبينما تكون المعايير التى تطبق على . المعاييرالمحاكم أقل شدة أو تترك للمحكمة لتقرر ما


تريده، فإن ذلك ال يساعد على تحسين صورة القضاء أو زيادة ثقة الجمهور فى مستوى األداء

.القضائى ككل

وفى مجال إصدار األحكام القضائية، يدخل النزاع مجاال حساسا، فأن بين االستقالل والمسئولية

يطلب من القضاة تقديم تقارير على إنفاقهم للميزانية، والخضوع للمراجعة العادلة لإلجراءات، وحتى نشر إحصائيات عن سير العمل هذا شيء، وإنما أن يطلب منهم تبريرا ألحكامهم بأى شكل مخالف للشكل التقليدى، فهذا

إن هذا التقليد فى حد ذاته يخضع . شيء آخرللكثير من التنوع، فعادة ما يطلب من القضاة إعداد تسبيب مكتوب يوضح كيفية وصولهم لهذا الحكم، غير أن هذا التسبيب قد ال يكون معلنا، كما يمكن أن يصرح فقط ألطراف الدعوى

وفى بعض الحاالت يمكن . بالحصول على الحكمأن تتسبب قلة الموارد فى مشاكل حقيقية، غير أنه

يد من الحاالت األخرى، يكون هذا فى العداإلجراء مجرد تفضيل لتحاشى مراقبة ونقد الجمهور، حيث أن الهيئات القضائية التى قررت أن تسمح ببعض اإلنفتاح تتعرض أحيانا إلى لحظات غير سعيدة، غير أنه هناك عدد من

لقد وجدت . الجوانب اإليجابية فى هذا اإلنفتاحهو أسلوب لمجابهة المحاكم أن هذا اإلجراء

الفساد، وتحسين جودة العمل، وزيادة تفهم ومن المفترض كذلك، نظريا، 136.الجمهور له

أن تحد من اللجوء غير الضرورى إلى القضاء حيث أن األطرف سيكونون على دراية بالنتائج

ويجدر التأكيد هنا على أن الهدف ليس . المتوقعةن إخضاع القضاة كأفراد لمراقبة خاصة م

الجمهور ومتابعة لكل األحكام التى يصدروها، وإنما الهدف هو المطالبة البسيطة بأن تصبح أحكامهم معلومة للجميع باعتبارها جزء من اإلجراءات العادية، وقد يكون من الغريب أن هذا

.ليس مطلبا تلقائيا لجميع أنظمة المحاكم

وعلى سبيل المثال فى األرجنتين، بدأت المحاكم 136

المدنية الفدرالية فى نشر األحكام كأسلوب لتوحيد األحكام والهدف من ذلك هو . فى قضايا التعويض عن الضرر

مما (التشجيع على تسوية هذه المسائل بعيدا عن المحكمة حيث ( من الرشوة وكذلك للحد) يقلل من االزدحام بالمحكمة

أن كل من أطراف الدعوى والقاضى يعرفون أن أى أحكام )غير عادية ستالحظ

وحتى فى أحسن الظروف، سيظل هناك قضاة اعد، كما سيظل هناك أطراف يخالفون القو

يعتقدون، سواء عن حق أو عن باطل، أن القضاة وإذا لم يكن القاضى هو محل . قد فعلوا ذلك

الشك بسبب سوء السلوك، فقد يكون أحد أعضاء وكما هو الحال مع أية مهنة . الفريق اإلدارى

أخرى، كانت الهيئة القضائية تفضل التعامل مع وصية وسرية وأال مثل هذه المشاكل فى خص

تعلنها على الجميع، غير أنه هناك تزايد فى طلب الجمهور ليس فقط باإلعالن عن هذه المشاكل والتعامل معها، وإنما أن يتم ذلك أيضا بمزيد من

وهناك اختالفات مهمة بين األنظمة . الشفافيةالقومية، كما أن هناك اختالفات بين الهيئات

نواع الجمهور كذلك فيما القضائية المختلفة وبين أيتعلق بمعايير السلوك المقبول، والعقوبات التى يجب أن تفرض، وأسلوب تطبيق العقوبة،

هذا وقد تزايد الشعور . والمسئول عن تطبيقهابأن اإلعتماد التقليدى على الهيكل القضائى نفسه فى تناول هذه المسائل كان يعتبر غير كافيا، حيث

القاضى الفرد، بل وقد يكون أنه قلل من استقالل، 137قد شجع على إنتشار شبكات النفوذ الداخلية

إن هذه الحالة قد . بل وقد أدى أحيانا إلى الفسادأبرزت مقترحات أخرى مثال إنشاء مكاتب للشكاوى القضائية أو التفتيش القضائى والتى تعمل خارج الهيكل القضائى وأحيانا تكون خارج

هذا وقد كان نقل هذه . لالهيئة القضائية ككالمسئوليات إلى المجالس القضائية مسلكا آخرا، غير أنه أحيانا يواجه نفس الشكاوى الخاصة بالضغوط من المستويات األعلى فى الهيكل

وأحيانا يكون السبب هو أن المجلس فى النهاية (يعتمد على الهيكل العادى للتعامل مع المواقف

جة األولى الخاصة بقضاة محاكم الدرإن مشكلة التعامل مع الشكاوى ). والموظفين

واإلجراءات التأديبية تعتبر مشكلة حساسة، فهى على أقل تقدير وسيلة واضحة للضغط على القضاة الذين يصدرون أحكاما ضد ما يفضله

غير أنه بعيدا عن أثر . زمالؤهم أو األطرافتغيير اإلتجاه فيما يتعلق بالسلوك المقبول

لقد كانت هذه الشكوى بشكل خاص هى شكوى جمعية 137

القضاة الفرنسية، ليس بسبب الفساد ولكن بسبب الحاجة إلى إرضاء القضاة األعلى فى الدرجة ووضع األحكام وكذلك

.همالتصرف بما يتناسب مع ذوق


مراقبة المهنية الذاتية، فإن إزدياد شفافية والاإلجراءات قد يوفر كذلك حماية أكبر للقضاة

.الذين يعملون تحت رحمة اإلجماع المؤسسى

:بعض اآلليات ومثيرات القلق .5

حيث إن الهيئة القضائية هى آخر قطاع من القطاعات العامة تواجه مسألة المسئولية، فهى

الخاصة بها، والكثير تطرح مجموعة من المشاكل من هذه المشاكل يرتبط ارتباطا وثيقا باألهمية

وهذا يؤثر على ما . الخاصة الحترام استقاللهايمكن أن يطلب من الهيئة القضائية أن تقدمه للمراجعة وبشكل مشروع وكذلك اإلجراءات التى

وكما سنطرح فيما بعد، إن هذه . تستتبع ذلكسبب قدرة القضاة العملية تصبح معقدة جدا ب

الفائقة على تعريف وتفسير القواعد مما يؤدى بالتالى إلى إبطال الجهود الرامية لوضعها تحت

.أى نوع من أنواع المراقبة

عندما تفشل مسألة المسئولية فى -أتحقيق الغرض منها أو عندما ال تكون

:كافية

يركز مفهوم المسئولية على طلب تفسير ، وبينما يجب أن يكون لهذا إلجراءات تمت بالفعل

المطلب وحده القدرة على التأثير على السلوك القضائى، غير أنه يظل هناك السؤال الخاص بما يمكن أن يحدث إذا لم يتم تقديم هذا التفسير أو قدم

عندما يكون هناك مخالفة لألعراف . ناقصاعلى سبيل المثال، سوء استغالل الموارد (القانونية أو مخالفة أحد القضاة لقانون موضوعى المالية،

فإن ذلك يعتبر أساسا إلتخاذ إجراءات ) أو إجرائىقانونية ضد الطرف المسئول، غير أنه فى أحوال أخرى، قد ال يكون رد الفعل آنيا أو مباشرا، ومن المحتمل أن يأخذ شكل جهود لتعديل القواعد القانونية لعمل الهيئة القضائية أو تشكيلها، وقد

تتخذ إجراءات تأديبية، مثال تقليل الموارد المخصصة لهم، أو إتخاذ إجراءات تطهير للهيئة

وكما . القضائية، وذلك فى الحاالت األخطرتوضح المقاالت التى كتبت فى هذا الخصوص، فإن المعايير التى يقاس عليها األداء القضائى

ما هى إال نتائج قيم ) والمسئولية القضائية(ية أوسع وبالتالى سوف تتغير مع تغير إجتماع

وتعتبر هنا المسئولية 138.المناخ الثقافى المحيطالقضائية، مثلها مثل مسئولية أية مؤسسة عامة، جزءا من حوار مستمر بين المنظمة والمجتمع الذى تخدمه، وعندما يكشف هذا الحوار عن خالفات أساسية، عندها تبدأ الجهود من أجل إعادة

إن المطالبة بالمسئولية . ض لتكوين العالقةالتفاوالقضائية فى حد ذاتها تعتبر جزءا من هذا التحول، وكذلك التعديالت التى ستدخل على

.تفاصيل ما تتضمنه هذه المسئولية

المسئولية المؤسسية والمسئولية -ب :الفردية

إن المسئولية القضائية تشبه فى العديد من تطلب من أية منظمة الجوانب المسئولية التى

عامة، غير أن مسألة استقالل القضاء المصاحبة لهذه المطالبة تعقد األمور، ويكون ذلك صحيحا بشكل خاص بسبب تطبيقها على القضاة األفراد

وعلى . باإلضافة إلى تطبيقها على المؤسسة ككلخالف العاملين فى القطاعات العامة األخرى، من

الفرد أحكامه بصفته المتوقع أن يصدر القاضىومن . قاضى مستقل عمن يعلوه فى المنظمة

المفترض أنهم يتحملون بعض المسئولية الفردية، على الرغم من أن معظمها ستسير إلى المؤسسة

وحيث إن المسئولية تجاه . األكبر ومن خاللهاالمؤسسة قد تكون وسيلة للتدخل فى االستقالل

سئولية وتعرف الفردى، يجب أن تتحدد هذه الم. كما تعرف مسئولية المؤسسة تجاه الجمهور

وتعد هذه أحد األسباب فى محاولة الفصل بين المسئولية داخل المؤسسة عن الهيكل القضائى العادى لتحاشى الخلط الذى يحدث بسبب دور

من (المشرف المباشر فى متابعة األحكام القضائية مع دوره فى ) خالل إجراءات االستئناف

غير أنه هناك مساحة معقولة . لنشاطات األخرىاللخالف حول المجاالت التى يجب أن يتصرف فيها القاضى الفرد باستقاللية تامة والمجاالت التى

ليس بالضرورة أن يكون التغيير فى إتجاه المزيد من 138

الصرامة، ففى أمريكا الالتينية، أتخذت خطوة فى اإلتجاه مجرد " prevaricatoالمرواغة "المخالف حيث تعتبر

سوء تطبيق للقانون من جانب القضائى، بينما فى عدد من الدول األخرى، كانت تعتبر هذه جريمة حتى وإن كانت

مقصودة، أما التغيير األخير فيجعل التعامل مع هذه غير .المسألة متوقفا على سوء النية


يكون معرضا فيها للمتابعة اإلدارية أو غيرها من وأحد األمور التى أثيرت . أنواع المتابعة القانونية

المثال، كانت فى أمريكا الالتينية، على سبيل مسألة المعايير الوقتية لنظر القضية، وحيث يعتبر معظم القضاة أن هذه المسألة ترتبط باستقاللهم الوظيفى، غير أن العديد من الهيئات القضائية والجماهير تعتبر هذه المسألة يجب أن تخضع للمعايير التأديبية العادية، حيث أن القاضى يتمتع

بمحتوى وموضوع الحكم باالستقالل فيما يتعلقالذى يصدره، ولكن ليس فيما يتعلق بالتأخير

.الزائد إلصدار هذا الحكم

:المسئولية القضائية -ج

وقد تعاملت تقاليد كل من القانون المدنى والقانون العام مع هذه المسألة بشكل مختلف، حيث القانون المدنى على استعداد أكبر لتحميل القضاة األفراد

أية أضرار قد يتسببون فيها أثناء أدائهم مسئوليةوظائفهم القضائية، أما فى ظل أنظمة القانون العام، يتمتع القضاة بحصانة أكبر لتصرفاتهم الرسمية؛ إن األفعال التى يمكن أن يقام ضدها دعاوى جنائية ومدنية فى الدول التى تطبق القانون المدنى، قد ال يمكن اللجوء إلى القضاء

وفيما يتعلق 139.ا فى ظل القانون العامبسببهبالمسئولية عن سوء السلوك المهنى أو الشخصى، فإن كال النظامين عادة يوفرون حصانة للقضاة يجب رفعها أوال حتى يمكن إتخاذ إجراء قانونى ضدهم، وحيث إن القرار عادة ما يكون فى أيدى الهيئة القضائية نفسها، فهى تثير مشاكلها الخاصة

متعلقة بالمسئولية والشكاوى المتزايدة من أن الالهيئة القضائية إما تحمى أعضاءها بشكل متزايد

أو أنا ) وبالتالى ال ترغب فى رفع الحصانة عنهم(استغلت هذا اإلجراء فى معاقبة الذين ال يتواءمون

.مع ثقافة المؤسسة

ولم تهتم تقاليد أى من النظامين القضائيين ئية وبالتالى لم تهتم بالمسئولية بالمسئولية القضا

تجاه األنواع األخرى من األعمال الرسمية غير

إن هذا االختالف قد يجعل مواثيق األخالقيات متكررة 139

جزئيا فى الدول التى تطبق القانون المدنى، حيث تكون بعض البنود التى تتضمنها مثل هذه المواثيق قد تم معالجتها

فى القوانين المدنية والجنائية ") تم وضعها فى قوالب(" .العادية أو فى قانون الهيئة القضائية األساسى

مثل سوء استغالل الموارد المالية، أو –القضائية تعيين الموظفين اإلداريين واإلشراف عليهم، أو

وإلى حد ما كان هناك . إدارة موارد المحكمةتخاذل فى كال النظامين فى معالجة هذه

لنسبة للهيئة القضائية عن غيرها الموضوعات باوبينما تم تضييق . من هيئات القطاع العام

والذين قد يكونوا (المعايير للجهات العامة األخرى قد استعملوا السيارات الحكومية ألغراض شخصية، وقد يكونوا ما زالوا يفعلون ذلك ولكن

، فقد كان )مع مخاطرة التعرض لعواقب وخيمةتجاه نحو إخضاعهم لنفس القضاة يقاومون اإل

القواعد، ولكن ليس بنجاح كامل، ويتعقد هذا األمر حيث أنه عادة ما يترك للقضاة أنفسهم تحديد كيفية

وبينما يكون من . تطبيق القانون وعلى من يطبقالصعب تحديد كيف يمكن أن تكون إساءة استغالل الملكية العامة أو سوء معاملة العاملين مسألة

ستقالل القضاء، غير أن الهيئات القضائية حيوية اللم ترى أبدا أنه من المناسب إخضاعها لمعايير

ومن الصحيح أن مثل هذه اإلتهامات قد . جديدةتوجه للقضاة، سواء عن حق أو باطل، لممارسة الضغط على القضاة الذين يتسمون باالستقاللية مما يعرض الكثير إلى الخطر أكثر من مجرد

غير أن الحل يبدو أنه . اعة القضاةمصالح جمفى متابعة أدق للتهم الموجهة، وربما عقوبات رادعة ضد اإلتهامات العابثة أو غير الصحيحة، وليس االحتفاظ بالحصانة القضائية ليفعلوا

.تصرفات ال تقبل من جهات عامة أخرى

:التوجيه لخدمة الجمهور -د

هناك على األقل عنصر واحد فى المطالبة بالمسئولية القضائية وهو اإلتجاه نحو اعتبار األداء القضائى خدمة عامة، ويعتبر هذا مفهوما جديدا على العديد من الهيئات القضائية وهو

فمن ناحية عادة ما . مفهوم ال زالوا يقاومونهترتبط الخدمة العامة بالسلطة التنفيذية أما القضاة

ن ناحية فينظرون إلى وظيفتهم نظرة مختلفة، ومأخرى، وحيث إنهم إلى حد ما يقدمون خدمة عامة، لذا من الطبيعى أن تنطبق عليهم نفس المعايير التى تنطبق على موظفى الخدمة العامة

وفى واقع األمر، ربما يكون أفضل . اآلخرينتوصيف للهيئة القضائية هو أنها تقدم خدمة عامة

و القوة وتقوم فى نفس الوقت بدور القوة السياسية أ


العامة، وربما يفرض موقعها المزدوج هذا . شروطا على المسئولية القضائية التى تقدمها

غير أن هذه االزدواجية ال تنفى الحاجة إلى المسئولية القضائية بالنسبة ألى من هذين الوضعين، غير أنها قد تتطلب شكلين ونوعين من المعايير، واحد لعنصر الخدمة العامة وآخر

وبالطبع، حيث . نب السياسى لدور القضاءللجاأنه عادة ما يقوم شخص واحد بأداء الدورين، فهناك مشكلة حتمية بخصوص كيفية الفصل بين

.شكلى المسئولية والمسئولية القضائية

:نقابة المحامين والمنصة -هـ

وهناك عالقة حساسة أخرى هنا، وهى نصفى ا أفضل المعادلة القانونية القضائية وهما أيض

وسيلة تستخدم لمتابعة أحداهما األخرى، ومن الطبيعى أن تقوم كل من المنصة ونقابة المحامين

غير أنه من . بمراقبة تصرفات أعضائهاالمعروف أن الرقابة الذاتية المعنية الفعالة قد تتقلص بسبب المصالح الذاتية للجماعة ككل،

ا وينطبق نفس هذ. وينطبق نفس هذا النظام هنافى شكل (التهديد فى مواجهة بعضهما البعض

غير ) المصلحة الذاتية للمجتمع القانونى األوسعأن المشكلة األكبر هى كيفية منع كل من المهنتين . من الحصول على سيطرة أكبر من األخرى

وهنا تكون الغلبة بال شك لنقابة المحامين بسبب إمكانية اتصالها بموارد أكبر، وتكوين صالت

وبينما هناك أمثلة . ياسية، ومع نظام أقل رسميةسكثيرة حيث تتحكم نقابة محامين من الصفوة فى الهيئة القضائية أو على األقل تحرضها على سوء التصرف، فإن القضاة، سواء فرادى أو جماعة، لديهم من الوسائل أيضا التى تمكنهم من تشكيل

قبة إن تعظيم إمكانية المرا. تصرفات المحامينالمتبادلة والقضاء على أى عدم توازن حالى للقوى بالتأكيد يتطلب قرارات سياسية تتخطى مجرد اإلتفاق بين الجماعتين، فإذا كان للقضاة دفاع فعال ضد نقابة محامين تستغلهم، أو إذا كان لنقابة المحامين أن تعمل بحرية وبعيدا عن

صر القضائى، فسيكون لزاما على العنا" اإلرهاب"األخرى من مجتمع سياسى ومدنى أن تدعم تفعيل قواعد قانونية جديدة، والتطبيق الفعال لها، بل

.والمتابعة الخارجية لها

:الخالصة .6

إن الهيئة القضائية هى أخر الجماعات المهنية الكبرى التى تواجه طلبات المسئولية والتى تزيد

كثر مع تنامى الثقافات السياسية واإلجتماعية األديمقراطية، وبينما هذا التحول ليس عالميا، غير . أنه واضح الصلة بتنمية استقالل قضائى أكبر

وعلى الرغم من إنطباعات بعض القضاة، فإن هذين التطورين ليسا متناقضين، فعلى األقل فى المناخ الحالى، يبدو أن المزيد من االستقالل

الت يتطلب المزيد من المسئولية، وفى بعض الحا. يمكن أن يعتبر أن المسئولية تدعم االستقالل

غير أنه هناك إختالفات ضخمة بين األنظمة القومية المختلفة وبداخلها بخصوص حدود هذا . المطلب، وشكله، ومحتوى اآلليات التى ستستخدم

وفيما يتعلق بالجوانب األقل قضائية من األداء القضائى، هناك إتجاه واضح نحو دفع القضاةوالهيئات القضائية نحو نفس أشكال معايير المسئولية التى تطبق على المسئولين العموميين

إن معظم الجوانب الصعبة لهذه . اآلخريناإلتجاهات الجديدة تضم بالتأكيد المجاالت التى

وهو كيفية الوصول إلى (تعتبر محور دور القضاة األحكام، واألداء داخل قاعة المحكمة، وحتى

وكذلك الجوانب التى يمكن أن ) ير حجم العملمعايفى ممارسة الضغط " العادية"تستخدم المسئولية .على القضاة كأفراد

المراجع

Robert Klitgaardروبرت كليتجارد Controllingالسيطرة على الفساد

Corruptionنشرة جامعة كاليفورنيا، : ، بيركلى1990

لقضائية الهيئة اkate Mallesonكيت ماليسون آثار االمتداد وممارسة النشاطات األخرى : الجديدة

The New Judiciary: The Effects of Expansion and Activism ،بروكفيلد ،

1999شركة أشجاب للنشر، : فرمونت


دور إدارة المحاكم فى تعزيز استقالل )ب :القضاء ونزاهته

Williamويليام ديفيس : بقلمDavis140

:مقدمة .1

رض هذه الورقة للعالقة بين القيادة القضائية تتعالقوية، واإلدارة الحكيمة والجيدة للمحاكم،

إن تحسين مستوى . واستقالل القضاء ونزاهتهإدارة المحاكم من شأنه أن يدعم استقالل القضاء ونزاهته حيث أن النظام القضائى الذى يقدم ا العدالة فى الوقت المناسب، وبكفاءة وفاعلية إنم. يؤسس ثقة الجمهور واحترامه لسيادة القانون

Alexanderوكما اشار ألكسندر هاميلتون Hamilton فى الصحف الفدرالية Federalist

Papers فإن اإلدارة العادية للعدالة تساهم فى ،زيادة تقدير الجمهور لحكومته أكثر من أى نشاط آخر، كما أن زيادة ثقة الجمهور بدورها يمكن أن

ؤدى إلى دعم واسع لمزيد من االستقاللية توالموارد لصالح الهيئة القضائية بما فى ذلك دعم

.السلطات السياسية فى الحكومة

ومن الممكن أن تقوم الجهات المانحة بدور هام فى هذه العملية بل ويجب عليها أن تقوم بهذا

تأسيس هيكل ألعمال سيادة ) أ(الدور من خالل ) ب(يدعم االستقالل والنزاهة؛ الهيئة القضائية

تكوين القيادة القضائية الضرورة لممارسة مثل تكوين قدرة الهيئة ) ج(هذا االستقالل بفاعلية؛

القضائية لتقوم بإدارة نفسها باإلضافة إلى القيام تدعيم تأسيس ) د(بالوظائف القضائية بشكل جيد؛

هياكل معينة إلدارة المحاكم التى من شأنها أن ل إصدار األحكام التى تتسم بالنزاهة، وذلك تسه

DPK تأسست شركة دى بى كى لالستشارات 140

Consulting فى كاليفورنيا فى شكل 1993 فى عام شراكة مهنية لمعاونة المؤسسات الحكومية على مستوى

ن أكثر الواليات، بل وعلى المستوى الفدرالى والدولى لتكوإن شركة دى بى كى لالستشارات ومديراها، وليام . فاعلية

.Robert W وروبرت بيج William E. Davisديفيس Page Jr. قد ركزا على العمل مع المؤسسات التى تخطط

.لعمل تغيير كبير وتنفيذه

من خالل زيادة الشفافية فى إجراءات المحكمة وسنناقش كل من هذه المفاهيم فيما . بشكل أساسى

.بعد

تأسيس إطار أعمال السيادة .2 :لتعزيز االستقالل

هناك خطوة هامة يجب إتخاذها من أجل تدعيم ل استقالل السلطة القضائية وهو تأسيس هيك

متكامل ألعمال السيادة يكون له أساس فى مواد الدستور والتشريعات والتى توضح وظائف ومسئوليات السلطة القضائية، وخاصة، الفصل فى

وهناك منهجان أساسيان من أجل . الدعاوىتحقيق االستقالل المؤسسى للهيئة القضائية عن

:السلطتين التنفيذية والتشريعية وهما

ل تماما بصفته سلطة نظام قضائى مستق •بإدارة ) أ(مستقلة من سلطات الحكومة يقوم

يتحكم فى ميزانيته ) ب(نفسه بنفسه و .الخاصة

نظام قضائى يتمتع باستقالل فى اتخاذ •القرارات وإصدار األحكام غير أنه إداريا وماليا يعتمد على أحد جهات السلطة التنفيذية والتى عادة ما تكون وزارة العدل أو ما

.عادلهاي

غير أن أى إطار من شأنه أال يمنح السلطة القضائية السلطة اإلدارية وسلطة وضع السياسات، سيكون ُأثره محدود على تعزيز

وحتى فى الدول . استقالل القضاء ونزاهتهاألوروبية التى تتولى فيها السلطة التنفيذية مسألة اإلدارة القضائية، عادة ما تكون وزارة العدل هى

جهة المسئولة، فإن اإلتجاه اآلن نحو زيادة سلطة ال. الهيئة القضائية من أجل إدارة نشاطاتها بنفسها

ويدعم هذا اإلتجاه إلى حد كبير زيادة الطلب من .أجل تحسين اإلجراءات فى أنظمة العدالة

وقد أسست كل من أسبانيا وإيطاليا مجالس قضائية تولى خالل الثمانينات من القرن العشرين لت

الوظائف اإلدارية المتعلقة بالنظام القضائى من وزارات العدل، وقد إتبعت عدد من دول أمريكا

وقد صدقت جميعة . الالتينية نفس هذا الطريق


القضاة الفرنسيين مؤخرا على حلول تدعم الفصل . الكامل للوظائف القضائية عن السلطة التنفيذية

ية أى اهتمام ولم يبد عدد قليل من الدول األوروببالتحول عن النموذج التقليدى بما فيهم ألمانيا،

.وهولندا، وبلجيكا

ويؤكد القادة القضائيون فى عدد من دول الكومنولث، خاصة فى بريطانيا وكندا، أن الوظائف اإلدارية، والمالية، وتلك الخاصة بوضع السياسات يجب أن تكون فى يد الهيئة القضائية

ة التنفيذية، وفى دول األخرى وليس فى يد السلطمثل باكستان، تظهر حاليا جهود لإلصالح القانونى من أجل ضم وظائف السيادة إلى المجلس

.القضائى األعلى

وفى معظم دول أمريكا الالتينية، نقل اإلشراف اإلدارى إما إلى مجالس القضاء أو المحاكم العليا، ا وقد أسست المحكمة العليا بكوستا ريكا مجلس

تابعا لها إداريا إلتخاذ القرارات الخاصة بعمل النظام القضائى حتى تخلص نفسها من متطلبات

وقد فعلت المحاكم العليا فى كل من . هذه األمورتشيلى أوروجواى شيئا مشابها، حيث شكلت لجنة

.من أعضائها لتقوم بالوظائف اإلدارية

إن مسئولية إدارة الهيئة القضائية فى الوالياتالمتحدة األمريكية قد تطورت عبر مسلك مشابه، حيث كانت وزارة العدل فى األساس هى الجهة

إن الدستور . المسئولة عن إدارة المحاكم الفدراليةاألمريكى ال يتناول بشكل مباشر مسألة المسئولية

وفى الثالثينيات من القرن . عن الهيئة القضائيةإلدارية من العشرين، نقل الكونجرس الوظائف ا

.وزارة العدل إلى الهيئة القضائية الفدرالية

إن العديد من الناس ال يقدرون الحاجة إلى االعتراف بالمخاطر المهنية التى يتعرض لها األشخاص الذين يدعمون اإلصالح، حيث إنه عندما تكون هناك جهود من أجل تغيير الشكل الهيكلى، فإن ذلك بطبعه سيؤثر على المجال

إن األشخاص الذين يقدمون على تولى . ياسىالسقيادة اإلصالح ويدافعون عنه عادة ما يجدون أنفسهم يواجهون العديد من وجهات النظر المعارضة من داخل النظام القانونى ومن خارجه

لذا تحتاج الجهات المانحة أن تكون على . كذلك

دراية كاملة بالثمن الذى قد يدفعه هؤالء األفراد، ى سبيل المثال، إن القضاة فى جواتيماال الذين فعل

اعتبروا مؤيدين لإلصالح فى ظل توجهات محكمة عليا تتمتع بذهن إصالحى قد حصلوا على أعمال غير جيدة عندما تولى قضاة المحكمة العليا

.الجدد

دعم اإلشراف من داخل الهيئة .3 :القضائية

حتى يمكن للهيئة القضائية أن تحصل على تقالل ودعم الجمهور وتحتفظ بهما، عليها أن االس

إن عملية نقل الوظائف . تظهر قيادة داخلية قويةاإلدارية ووظائف وضع السياسات إلى الهيئة القضائية تستغرق وقتا طويال وتتطلب مقدرة . داخلية ورغبة فى تولى دور ومسئوليات جديدة

ويمكن للجهات المانحة أن تساعد فى هذه العملية، وذلك عند توفر اإلرادة السياسية داخل الحكومة وكذلك إهتمام حقيقى بين القيادات القضائية، حيث يمكن للجهات المانحة أن تساعد من خالل معاونة

على تكوين قيادة ومقدرة ) أ(الهيئة القضائية وعلى تصميم ) ب(إدارية من داخل أعضائها،

ى وعلى التشجيع عل) ج(هياكل إدارية مالئمة، الحصول على تمويل إضافى من أجل شفافية اإلجراءات التى تدعم تفهم وتقدير الجمهور للهيئة

.القضائية وسيادة القانون

وقد حصلت المحاكم فى الواليات المتحدة األمريكية على المزيد من االستقالل ليس فقط من خالل التغيرات التنظيمية ولكن أيضا بسبب قيام

ضع أساليب مبتكرة للتعامل مع القادة القضائيين بوالمشاكل التى تواجه النظام القضائى، بما فى ذلك تأخير الفصل فى الدعاوى، والحصول على . العدالة وكذلك مشكلة اإلجحاف فى نظام المحاكم

إن رغبة القيادة القضائية وقدرتها على ممارسة مهام اإلشراف فى هذه المجاالت قد خلقت رغبة

لسلطتين التفنيذية والتشريعية نحو متزايدة داخل ااإللتزام بتوفير الميزانية لهذه المسئوليات ونقلها

ومع زيادة المقدرة اإلدارية . مع إشراف ضئيلللسلطة القضائية، فقد أصبح أعضاؤها هم

.المبادرين ببرامج اإلصالح


وفى أمريكا الالتينية، أحبطت محاوالت عديدة من ئية وقد كان هذا اإلحباط إجل تحسين اإلدارة القضا

جزئيا بسبب عدم استمرارية القيادة القضائية، ففى األرجنتين، وكولومبيا، وفنزويال أسست المجالس القضائية بيروقراطياتها الكبيرة على مر العقود

ففى حالة فنزويال هناك ما يزيد على (الماضية وهو األمر الذى لم يحسن من ) ألف موظف

وتوضح هذه التجارب أن . إجراءات النظاممجرد خلق هيكل لوضع السياسات وتولى المسائل اإلدارية داخل الهيئة القضائية لن يتحول فى جميع الحاالت إلى نظام فعال ومستقل، ففى اإلصالحات التى عانت من المشاكل كانت السلطة والمسئولية تنتقال دون أية جهود موازية من أجل تطوير

قيادات الالزمة إلدارة هذه المهارات وتوفير ال .األنظمة

على سبيل المثال، مارست المحكمة العليا فى كوستا ريكا قيادة قوية، ولذلك فهى من أكثر المحاكم المحترمة فى أمريكا الالتينية، حيث أن المحكمة لديها لجان نشطة تقيم باستمرار عمليات تشغيل الجوانب المختلفة للنظام، بما فى ذلك

ات الجنائية، وتنظيم المحاكم االبتدائية، اإلجراءكما . واالحتياجات التعليمية للقضاة والموظفين

تتولى المحكمة مسئولية أن يكون النظام عامال كما تبادر باإلصالح مكونة بذلك ثقة الجمهور فى

وفى . النظام القضائى من خالل هذه المبادراتثر واقع األمر، تشير استطالعات الرأى أنها أك

.الجهات الحكومية احتراما فى البالد

وقد إتخذت المحاكم العليا فى كل من السلفادور وهندوراس مواقع قيادية حيث قامت المحكمة العليا فى الهندوراس بدور مهم فى تشكيل لجنة مؤسسية لوضع خطة للمرحلة اإلنتقالية لتطبيق

إن تولى . قانون اإلجراءات الجنائية الجديدتنفيذ اإلصالحات الجديدة قد أدى إلى مسئولية

.زيادة االستقالل اإلدارى للمحاكم فى الهندوراس

تنمية المهارات اإلدارية داخل .4 :الهيئة القضائية

على الهيئة القضائية أن تظهر المقدرة الداخلية على الحفاظ على االستقالل مثلها مثل القيادة،

ل مع فعندما تفشل الهيئة القضائية فى التعام

مشاكل أداء النظام القضائى أو عندما تكون غير فعالة فى الجهود التى تبذلها من أجل تحقيق ذلك، فإن السلطتين األخرتين من شأنهما أن يفرضا

إن سيطرة أى من . السيطرة على الهيئة القضائيةالسلطتين الحكوميتين األخرتين تتسبب فى العديد

.من المشاكل فى الكثير من الدول

أما إذا كانت الهيئة القضائية تتمتع بالقدرة الداخلية على العمل بكفاءة، فستكون الحاجة إلى سيطرة السلطتين األخرتين للحكومة ضئيلة كما يمكن أن

وتحتاج نشاطات تدعيم . ينجح المنهج اإلدارىتنمية المقدرة داخل الهيئة القضائية إلى التركيز

ة، وإنما أيضا على ليس فقط على األساليب اإلداريعناصر مثل متطلبات القيادة األخالقية واألدبية

وقد أظهرت الندوات . من القيادة القضائيةالتدريبية الناجحة التى عقدت لكبار القضاة ورؤساء المحاكم فى الواليات المتحدة األمريكية

ويشارك المدير اإلدارى فى . كفاءة هذا المنهجمنهج يكون أكثر تناسبا هذه الندوات من أجل خلق

إن مجال البرامج المحتملة فى هذا . مع السيادة :المجال تتضمن اآلتى

إدارة اإلجراءات المالية •

إدارة العالقات مع السلطتين التشريعية • والتنفيذية

تنظيم وتقديم الخدمات للمحاكم االبتدائية •وبرامج المعونة فى إدارة المحاكم من أجل

جراءات المحاكم تعزيز التطوير فى إ االبتدائية

وضع أنظمة إدارية •

وضع أنظمة إحصائية لقياس أداء النظام • القضائى

تطوير إجراءات وضع السياسات التى تعتمد • على مشاركة جميع مستويات النظام القانونى

وضع برامج تدريبية فى اإلدارة لالشخاص •الذين سيتولون مناصب فى هيكل األعمال

السيادية


بة المحامينإشراف نقا •

الوصول إلى الجمهور من أجل تثقيفه عن • النظام القانونى

التخطيط االستراتيجى من أجل المستقبل •

وتتضمن مجاالت المعونات األخرى إصدار قواعد للممارسات العامة وإجراءات للقضايا المدنية، والجنائية، واألحداث، واألحوال الشخصية،

ارة الموارد وإثبات صحة الوصية، والملكية؛ وإدالمخصصة؛ وتعليم المسئولين القضائيين وتدريبهم؛ وإدارة البرامج التى تساعد على الوظائف القضائية، مثل نظام الرقابة، واإلفراج

.عن المتهم قبل المحاكمة وبدائل حل المنازعات

:إدارة اإلجراءات المالية -أ

إن علمية تقديم الميزانية ال تسمح دائما بفرصة مشاكل النظام أو ضرورة ذلك، إن فشل تناول

الهيئة القضائية فى عرض إحتياجاتها المالية بشكل متكامل ومتمكن يضعف من قدرتها على الحصول على الموارد الالزمة من أجل تنمية وتدعيم موقفها كقطاع مستقل، فمن الواضح أنها مسئولية الهيئة القضائية أن تأخذ بزمام المبادرة

.رفى هذه األمو

إن وضع إجراءات فعالة لوضع الميزانية يجب أن تشارك فيه المحاكم بجميع درجاتها، حيث يجب أن تعتبر محاكم الدرجة األولى عملية وضع الميزانية وسيلة لتحديد احتياجاتها وتبريرها لمحاكم الدرجات األعلى ولسلطتى الحكومة

ويمكن أن تساعد البرامج التدريبية فى . األخرتينع الميزانية، باعتبار الميزانية جزء من عملية وض

.التخطيط للنظام، فى تطوير مناهج متكاملة

إن المنهج المنظم فى وضع الميزانية سيعكس بشكل أفضل احتياجات النظام ككل، وتتطلب هذه العملية أن تقوم المحاكم بتوثيق احتياجاتها وتحديد

إن المنافسة مع الهيئات . أولويات التمويلالحكومية األخرى للحصول على موارد تمويلية ضئيلة يعتبر مسألة تحتاج إلى ذكاء، حيث أن النجاح عادة ما يتحقق إذا تم توثيق االحتياجات

بشكل جيد، وشاركت المحاكم على مختلف درجاتها بفاعلية من أجل تحديد االحتياجات، ووضع منهج استراتيجى لتبرير هذه االحتياجات

.الحكومة األخرتينأمام سلطتى

وهناك مسألة أخرى تعتبر أكثر تحديا وهى مسألة الالمركزية فى المسئولية اإلدارية لألموال المخصصة، فحتى يكون هناك المركزية، يجب أن يكون هناك إجراءات إدارية لتفويض إدراة األموال من المستوى القومى للمستوى المحلى كما

.عليةيجب أن تعمل هذه اإلجراءات بفا

ويمكن أن تكون مساعدات الجهات المانحة فى هذا المجال فى شكل تدريب للموظفين والقضاة على

إن المشروعات التى . وضع الميزانية والتخطيطتؤكد على التخطيط لعمل تحسينات على النظام . يجب أن تكون مكملة لتدعيم اإلجراءات الماليةذه كما يجب أن تشارك السلطات األخرى فى ه

العملية حيث أن الهيئة القضائية سوف تحتاج إلى .العمل عن قرب معها العتماد الميزانية

العالقات مع السلطتين التنفيذية -ب :والتشريعية

يجب أن يكون لدى الهيئة القضائية المستقلة منهجا منظما للعمل مع سلطتى الحكومة األخرتين، ويتطلب ذلك خلق قنوات إتصال رسمية وغير

سمية لنقل االحتياجات، والمخاوف، والخطط، روفى األنظمة األكثر تطورا . والنشاطات إليهما

وتعقيدا فى الواليات المتحدة، هناك مكاتب تمتلئ بالمهنيين الذين يراجعون التشريعات لتحديد أثرها على الهيئة القضائية ووضع التوصيات للجهات

. تالتشريعية حول كيفية تعديل هذه التشريعاوتحافظ هذه المكاتب على عالقة دائمة مع الجهات التنفيذية التى تقدم الخدمات أو التى لها صلة

وعندما تثار موضوعات تتعلق . بالنظام القضائىبسياسة العدالة وتتخطى الحدود المؤسسية، تمثل هذه المكاتب الهيئة القضائية فى المناقشات

سسية إن المقدرة المؤ. الخاصة بالسياساتللمشاركة فى هذه القضايا تدعم دور الهيئة القضائية المستقلة فى أعين الجمهور وباقى

.الجهات الحكومية


وقد تولت الهيئة القضائية فى بعض الحاالت القيادة من أجل عمل جماعات لمناقشة المسائل

فعلى . المشتركة بين سلطات الحكومة الثالثةمحكمة العليا سبيل المثال، بادر كبير قضاة ال

للواليات المتحدة األمريكية بعمل لقاء سنوى لرؤساء لجان الهيئات القضائية والتخصيص فى الكونجرس لمناقشة المشاكل التى تواجه الهيئة

.القضائية الفدرالية

:تصميم هياكل إدارية مالئمة .5

يتطلب عمل المحاكم بكفاءة إلى نظام فعال من ى واإلدارة المالية، السجالت، وإدارة سير الدعو

. ودرجة من مركزية الوظائف داخل كل محكمةإن هذه التحسينات تدعم الشفافية والقياسية، وبالتالى تحد من فرص الفساد، وسوء تداول

.السجالت، واإلهمال

:إدارة السجالت -أ

إن اإلبقاء على السجالت يعد أساسيا فى إدارة السجالت العدالة، حيث يجب أن تحتفظ المحكمة بإن . بشكل يعتمد عليه ويسهل التعامل معه

الجهود التى بذلت من أجل عمل نظام فعال إلدارة . السجالت تسهم فى بناء أساسيات النظام القضائى

تتطلب إدارة السجالت تصميم متكامل إلجراءات استالم المستندات، وتخزينها، والتخلص منها،

مة التعامل إن سال. عالوة على استخدام النماذجمع السجالت إداريا تجعل المتقاضين والجمهور يعتمدون على النظام ويثقون به؛ وبالتالى تتحقق

.شفافية اإلجراءات القانونية

إن مظهر مبنى المحكمة والسجالت التى يحتفظ بها من العناصر األساسية فى بناء نظام مستقل ويتسم بالشفافية، وفى العديد من الدول تقصتر

انية الحصول على ملفات الدعوى على إمكإن سالمة ملفات . أطراف الدعوى ومحاميهم

الدعوى تعتبر ذات أهمية قصوى حيث أن كل تاريخ الدعوى وسجل األدلة موجود فى هذا

وقد استدعت المخاوف األمنية إلى . الملفملف الدعوى حتى تحميه من العبث " خياطة"

ى بعمل ويوص. بالتخلص من مستندات أصليةأنظمة حفظ تحمى ضد التزوير، كما يجب أن

يفحص إلى أى درجة يمكن لميكنة اإلجراءات أن تكمل هذه األنظمة، كما يجب أن يتضمن تصميم مشروعات اإلصالح فى المحاكم االبتدائية

.ومحاكم االستئناف هذا البعد من إدارة المحكمة

:إدارة إجراءات الدعوى -ب

جريت فى كل من الواليات أظهرت األبحاث التى أالمتحدة األمريكية، واستراليا، والمملكة المتحدة، وسنغافورة أن المحاكم يجب أن تضع إجراءات على درجة عالية من الكفاءة إلدارة عملية التقاضى بفاعلية، وينطوى هذا المفهوم على أن القاضى يعتبر عنصرا فعاال فى إدارة إجراءات

لعديد من االنظمة القانونية غير أنه فى ا. الدعوىالنامية، خاصة األنظمة التى تعتمد على القوانين الموضوعة، ظل القضاة يسمحون للمحامين

وعادة ما . بتحديد سرعة إجراءات التقاضىيكون التأخير مفيدا ألحد األطراف على حساب اآلخر، لذا فإن اإلذعان للتأخير يحتوى بالضرورة

. والمسئولية القضائيةعلى التخلى عن النزاهةوبشكل محدد، إن أحد أهم األساليب التى يمكن للقاضى من خاللها أن يكون المدير الفعلى لعمل المحكمة، هو أن يضع جدوال لتقديم المستندات، والجلسات، وغيرها من اإلجراءات الضرورية

.وال يسمح بالتأخير إال ألسباب مقبولة

يجب وضع برامج وحتى يقوم القضاة بهذا الدور،لزرع اإلحساس بالمسئولية تجاه الوقت الذى

إن الجهود المبذولة . تستغرقه إجراءات الدعاوىمن أجل الوصول إلى هذا المستوى من التحكم عادة ما تواجه بمعارضة قوية من محاميى

إن . المتقاضين وأحيانا من بعض القضاة نفسهمضى عادة تصميم البرامج التى تتناول سرعة التقا

ما تكون أكثر فاعلية عندما تتم بالتعاون مع المهنيين القانونيين الذين يستخدمون النظام القضائى بما فيهم جمعيات المحامين المستقلة . والمعترف بها إن كان هناك مثل هذه الجمعيات

وعلى سبيل المثال، فى السلفادور، أيدت هيئة أوال، . برامجالتنمية الدولية األمريكية مثل هذه ال

قام موظفو المحكمة بإحصاء عدد الدعاوى المتداولة أمام المحكمة، ثم وضع قائمة بها مرتبة حسب عمر الدعوى، مع تسجيل أية إجراءات

إذا لم تكن هناك أية . حديثة طرأت على الدعوى


إجراءات قد تمت فى الدعوى، تخطر المحكمة يها األطراف أنه سيتم وقف الدعوى حتى يتخذ ف

وإذا كانت األطراف تريد أن تظل . أى إجراءالدعوى متداولة، عليهم أن يظهروا هذه النية

وبعد االنتهاء من أول خطوة فى عملية . للمحكمةفرض سيطرة المحكمة على الدعاوى المتداولة أمامها، يمكن للمحكمة أن تضع جدوال للدعاوى

.المتداولة والتى تحتاج إلى التدخل القضائى

وقد اتبعت أساليب مشابهة فى عدد من المحاكم التجريبية فى كل من اكوادور، وليما، وبيرو، والجمهورية الدومينيكية مما أدى إلى إنخفاض

.كبير فى زمن الدعاوى المتداولة

وهناك إضافة فعالة لهذا المفهوم األساسى إلدارة الدعوى وهو وضع نظام متعدد االتجاهات ألنظمة

اوى والتى تضع أولويات للدعاوى، تداول الدعحيث يقر هذا النظام أن األنواع المختلفة للدعاوى تحتاج إلى معاملة مختلفة ومستويات مختلفة من

إن هذا المنهج، والذى بدأ فى الواليات . التدخلالمتحدة األمريكية، قد امتد إلى مناطق أخرى منها

اج وتحت. سنغافورة والمملكة المتحدة واستراليااإلجراءات إلى درجة عالية من المعونة الفنية، وتتطور بشكل أفضل عند التطبيق فى محاكم

وعندما يتحقق النجاح، يمكن أن تطبق . تجريبيةالمحاكم األخرى النتائج من أجل تبرير طلب

هذا وقد أصبح النظام متعدد . زيادة فى التمويلاإلتجاهات ألنظمة تداول الدعاوى جزءا من

ودات اإلصالح فى المحاكم الفدرالية ومحاكم مجهالواليات بالواليات المتحدة األمريكية خالل

.الخمس وعشرين عاما الماضية

ويجب تنظيم هذه البيانات ووضعها فى شكل معايير مفيدة من أجل قياس أداء المحاكم االبتدائية، وتحتوى معادلة واحدة من هذه

الية مرتبة المعادالت على األربعة عناصر الت :حسب األهمية

المدة حتى الفصل فىالدعوى •

أى مقارنة الدعاوى التى (نسبة الفصل • )يفصل فيها لعدد الدعاوى التى تقام

نسبة الدعاوى التى (تحاشى تراكم الدعاوى • )لم تتخطى المدة القصوى المحددة

نسبة عقد الجلسات المحدد (إنتظام الجلسات • )لها تواريخ بالفعل

هات المانحة كذلك أن ترسخ عناصر ويمكن للجأساسية فى إجراءات إدارة سير الدعوى وتتضمن

:ما يلى

االنتظام فى ترقيم الدعاوى •

توحيد النماذج لتسهيل تداول الدعوى •

إجراءات إعالن األطراف المعنية • بالمستندات خالل إجراءات التقاضى

تصميم متكامل إلجراءات االستالم •

ترجاع، تصميم إجراءات حفظ، واس • والتخلص من الملفات

زيادة استخدام الميكنة من أجل تحسين • مستوى السيطرة على حجم الدعاوى

وبالطبع فإن عملية إدارة سير إجراءات الدعوى فى حد ذاتها ال تصحح المشاكل؛ إنها مجرد بداية

كما سيسهم . لعملية التدخل فى حركة الدعوىضاة فى تدريب المهنيين ليعملوا عن قرب مع الق

إدارة المحاكم االبتدائية فى وضع أساس قوى .لتحسين إجراءات عمل النظام القضائى

:اإلدارة المالية -ج

تتولى المحاكم فى العديد من األنظمة القضائية مسئولية إدارة الغرامات والرسوم وأموال العمالء . المودعة للتقاضى، ولعمل المشتريات الالزمة

جيدة إلفراز الفساد وتتطلب وتعتبر هذه المجاالت اإلهتمام لضمان التعامل الجيد مع هذه األموال، لذا فإن وضع إجراءات محاسبية متكاملة، يتبعها إجراءات مراجعة داخلية مناسبة، تساعد على

وقد نجح أحد . وضع أساس إدارى صارمالبرامج الذى قام على تشكيل فريق من المراجعين


فى التعامل مع مثل هذه المحترفين فى الهندوراس .المشاكل فى المحاكم االبتدائية

:تنظيم المحاكم االبتدائية -د

إن تقوية المحاكم االبتدائية يسهم فى استقالل النظام القضائى، وبينما يتكون االنطباع األول عن النظام القضائى لدى الجمهور فى المحاكم االبتدائية، إال أن الهياكل التنظيمية للمحاكم

االبتدائية فى العديد من الدول لم يتغير بشكل .أساسى منذ أنشئت

وفى أمريكا الالتينية، لم يتغير النموذج التنظيمى للمحكمة االبتدائية بشكل كبير خالل مئات السنين، وفى النموذج األكثر انتشارا، يكون لكل قاضى موظفيه، كما توجد المركزية فى الوظائف، ويبذل

تفادة من القياسية، أو اقتصاديات جهد ضئيل لالس .زيادة االنتاجية، أو الخدمات العامة

ويتم تطوير نماذج جديدة تدعم الشفافية والمسئولية فى عدد من الدول بما فيها الواليات المتحدة األمريكية، وتلجأ هذه النماذج بشكل عام إلى الهياكل اإلدارية المركزية، بما فيها مدير إدارى

م على تنسيق توفير الدعم المطلوب محترف يقوويتطلب هذا النموذج تطوير . للوظيفة القضائية

المقدرة اإلدارية والمهنية للعاملين من أجل تنسيق .أعمال المحكمة وإدارتها

يجب أن تركز البرامج التى تقام من أجل تحسين األنظمة القضائية على أقيم مورد لها، وهو وقت

كون لدى القضاة أية خلفية عادة ما ال ي. القاضىعن الجوانب اإلدارية إلدارة سير إجراءات الدعوى، ويعتبر الوقت الذى يمضونه فى التعامل مع المسائل اإلدارية وقتا ضائعا من تولى

عادة ما يكون القضاة . مسئولياتهم القضائيةمثقلين بالمهام اإلدارية، مما ينتج عنه عدم كفاءة

اقتناع الجمهور بعدم الكفاءة فى العمل ويؤدى إلى وفى دول تختلف تماما عن بعضها . القضائية

البعض كاألرجنتين، وكوستا ريكا، وباكستان كشف تقييم توزيع الوقت القضائى أنه من المعتاد

من وقته فى % 50أن يمضى كل قاضى حوالى .األعمال اإلدارية

وفى الواليات المتحدة األمريكية، بدأ كبير القضاة فى أوائل Warren Burgerوارن برجر

السبعينيات من القرن العشرين فى الدعوة إلى خلق مناصب لمديرين مؤهلين داخل المحاكم، ونتيجة لقيادته وجد منصب المدير اإلدارى لمحكمة الوالية، والمدير اإلدارى للمحكمة . االبتدائية، والتنفيذيين القائمين على أعمال الدائرة

هذه المناصب الجديدة على تنظيم وقد ساعدت اإلجراءات، ووضع مؤشرات للميكنة وحجم العمل، عالوة على زيادة الشفافية فى اإلدارة

.وبالتالى تحسين مفهوم الجمهور ومشاركته

إن اإلعتراف بتعقيد تنظيم المحكمة على المستويين االستئنافى واإلبتدائى قد إدى إلى تطوير المناصب

دة المحكمة فى تنفيذ مهامها اإلدارية لمساعوقد أصبحت هذه المناصب تعتبر . ومسئولياتها

مناصب مكملة وضرورية للوظائف القضائية، حيث أن المدير المحترف يخصص كل وقته من أجل تنفيذ سياسات وإجراءات المحكمة، ويرد على طلبات الجمهور، ويضع الميزانيات، ويدير

ساحة ويزيدها، السجالت والمشتريات، وينظم الم .ويدير عملية تطبيق التكنولوجيا

التمويل الكافى للهيئة .6 :القضائية

لم تظهر السطلتان التنفيذية والتشريعية فى بعض الدول أى اهتمام بتكوين نظام قضائى مستقل وقوى، وأحد أوضح األدلة على عدم االهتمام هذا هو التاريخ الطويل من الدعم المالى الضعيف

القضائى، وقد دعت بعض الدول مؤخرا للنظامإلى إجراء تعديالت دستورية من أجل الحصول

وقد . على نسبة محددة من األموال المخصصةقامت كل من كوستا ريكا، والسلفادور، وهندوراس بتعديل دساتيرها لضمان توفير نسب

ففى كوستا ريكا . محددة من التمويل سنويامن األموال % 6تحصل السلطة القضائية على

المتاحة للتخصيص على الرغم من أن هذه النسبة تتضمن تكاليف الشرطة القضائية والنيابة، لذا ما يتبقى فى النهاية للهيئة القضائية هو حوالى

. من إجمالى التمويل لألعمال القضائية% 2.5هذا وقد مكن األساس الجديد لتمويل النظام

لعليا من القيام القضائى فى السلفادور المحكمة ا


بعدة مبادرات بهدف تحسين أداء النظام، وقد حدث هذا التحول بعد أن بدأت المحكمة حملة ليكون لها حق أكبر فى إبداء رأيها فى إدارة

إن منهج . األموال المخصصة للنظام القضائىالمعادلة من الممكن أن يكون مفيدا على المدى

الحادة، غير القصير للتعامل مع المشاكل الماليةأنه من الممكن أن يصبح مشكلة فيما بعد حيث تزيد التكلفة وتقضى على هذه النسبة مما يؤدى إلى إثارة مشاكل بخصوص تمويل عناصر أخرى

وفى حالة كوستا ريكا، تزيد . من النظام القضائىتكاليف الشرطة بنسبة تزيد بكثير عن نسبة زيادة

غطا على ميزانية التكاليف القضائية، مما يشكل ضوهناك مثال آخر جيد وهو مثال . الهيئة القضائية

محاكم إقليم باسك فى أسبانيا والذى كان يتمتع فى الماضى بالسيطرة على أمواله، غير أنه نقلت سلطة إدارة األموال مرة أخرى إلى السلطة التنفيذية وذلك بسبب عدم وجود مهارة إدارية

.جيدة لدى هذه المحاكم

تمر دول أخرى فى المنهج التقليدى حيث تقوم وتسالهيئة القضائية بتقديم إحتياجاتها إلى السلطتين التشريعية والتنفيذية وتقوم بتبرير هذه االحتياجات

إن عملية . أمامهما لتحصل على التمويل الالزمإعطاء السلطة التشريعية أو التنفيذية أو كالهما

القضائية لم يؤدى معا حرية تحديد ميزانية الهيئةقد . إلى تحسين مستويات تمويل الهيئة القضائية

يكون اإلجراء التقليدى فعاال فى تشجيع السلطة القضائية على تحسين إجراءاتها وقدرتها على . تفسير احتياجات النظام أمام جمهور عريض

وبالمقارنة، ال يتطلب أسلوب نص التشريعات . مة أو اإللتزامعلى نسبة محددة نفس هذه الصرا

وعالوة على ذلك، عند الوصول إلى الحد األقصى للنسبة المحددة، يصبح من الصعب جدا زيادة

.التمويل، كما هو الحال فى كوستا ريكا

وقد أوضحت التجربة أن الجهود التى تبذل من أجل زيادة قدرة الهيئة القضائية على وضع

مدربة ميزانية وتنفيذ وإجراءاتها، مع ضم عمالة على إدارة هذه العملية أو تدريب العمالة على إدارة الميزانية أو كالهما يمكن أن يؤدى إلى

.زيادة تخصيص األموال للهيئة القضائية

:الخالصة .7

إن كيفية سيطرة السلطة القضائية على أمورها وإدراتها لنفسها يرتبط باستقاللها، كما يشكل

األدوار اإلطار القانونى التوقعات ويحددوالمسئوليات، بينما يضع المبادئ التى تسمح

إن أنظمة القضاء الفعالة تتطلب . بنظام مستقل .تطبيقات عملية سليمة وقيادة سليمة كذلك


مساهمات المجتمع المدنى فى استقالل )ج :141القضاء

Stephen Golub ستيفن جوالب :بقلم

إن العدالة باألهمية بما كان حيث ال يجب أن رك للقضاة، أو حتى المحامين؛ لذا على تت

الشعب األمريكى أن يفكر فى التخطيط –. المستقبلى لمحاكمه بل ويناقشه ويساهم فيه

Justiceالقاضى ويليام رينكويست William Rehnquist المحمكة العليا ، .142للواليات المتحدة األمريكية

إن المجتمع المدنى واإلعالم هما، جدال، أكثر ل أهمية فى القضاء على الفساد فى العوام

المؤسسات العامة، حيث أنه يمكن السيطرة على الفساد فقط عندما ال يتهاون عنه

.143 البنك الدولى–. المواطنون

أعدت هذه المسودة من الورقة بدعم من هيئة التنمية 141

نامج زمالة المشاريع وبرUSAIDالدولية األمريكية Individual Project Fellowshipالفردية

Program التابع لمعهد المجتمع المفتوح Open Society Institute وتبنى هذه الورقة على المهام ،

Fordاالستشارية التى قام بها كاتبها لمؤسستى فورد وآسيا and Asia Foundations وبنك التنمية اآلسيوى

Asian Development Bank وهيئة التنمية الدولية ،، ومجموعة قانون حقوق اإلنسان USAIDاألمريكية

International Human Rights Lawالدولية Group.

جاء هذا االقتباس فى عمل صاموئيل هاراهان 142Samuel F. Harahan ووليد مالك Waleed H.

Malik ،المجتمع المدنى : الشراكات من أجل اإلصالح Partnerships for Reform: Civilارة العدالة وإد

Society and the Administration of Justice .1. ، ص)2000البنك الدولى، يونيو : واشنطون(

دور : معاونة الدول على محاربة الفساد البنك الدولى، 143 Helping Countries Combatالبنك الدولى

Corruption: The Role of the World Bank -44صفحات ) 1997البنك الدولى، سبتمبر : واشنطون(

وألغراض هذه الورقة، تعتبر وسائل اإلعالم جزءا . 45 .من المجتمع المدنى

:المقدمة .1

يسعى هذا المقال إلى تسليط اإلضاءة على الدور الذى يقوم به المجتمع المدنى مؤخرا واألدوار

يتعلق بهذه األهداف، المحتمل أن يقوم بها فيماويشير بشكل أساسى إلى التجربة اآلسيوية لسببين، أولهما، إن تناول هذا النصف من الكرة األرضية يكمل التركيز الجغرافى لباقى هذا الدليل، وثانيهما وهو األهم، أن المعونات المباشرة التى قدمتها هيئة التنمية الدولية األمريكية للهيئات

كن لها الدور البارز الذى ظهر فى القضائية لم يأقاليم أخرى، مما يبرز أثر دعم المجتمع المدنى

وكما توضح هذه الورقة، . على استقالل القضاءإن األثر يعتبر إلى حد كبير أثرا غير مباشر ويحدث فى أطر أوسع من الجهود المبذولة من أجل دعم سيادة القانون أو من أجل أية أهداف

غير أن ما يقدمه دعم المجتمع تنموية أخرى،المدنى يلقى الضوء على بعض الخيارات المهمة لمديرى ومسئولى البرامج الذين يعملون فى مجال


لماذا نؤكد على عالقة .2المجتمع المدنى باستقالل

القضاء؟

لم يجب على الجهات المانحة أن تدعم النشاطات يئات القضائية؟ لقد غير الحكومية المتعلقة باله

أقتبست أعاله كلمتان عن كل من كبير القضاة Chief Justice Williamويليام رنكويست

Rehnquist والبنك الدولى وذلك ألنهما يعتبرا غير معاديين للوضع الحالى، وإنما يؤكدان على . دور القوى غير الحكومية التقدمية فى اإلصالح

ها هيئة التنمية كما تقترح الدراسة التى أجرت، بقلم بلير 1994الدولية األمريكية نفسها فى عام

Blair وهانسن Hansen التحميل على ، بعنوان Weighing in on theميزان العدالة

Scales of Justice أن تتخذ استراتيجيات ،الجهات المانحة العاملة فى مجال سيادة القانون

السياسى منهجا يعتمد بشدة على آراء االقتصاد " ويقوم 144."ويؤكد على بناء التحالفات واإلندماج

التحميل على ميزان Hansen وهانسن Blair بلير 144المناهج االستراتيجية لبرامج سيادة القانون التى : العدالة


المجتمع المدنى بدور مهم بل مركزى فى المنهج . الذى توصى به هذه الدراسة

إن المعونة التى يقدمها المجتمع المدنى للمنظمات غير الحكومية واإلعالم من الممكن أن يكون لها اسهاماتها فى استقالل القضاء على عدد من

مستويات، وباإلضافة إلى القيمة التى ألقى عليها ال، يمكن أن Hansen وهانسن Blairالضوء بلير

تكون المساهمة فى شكل مراقبة لألداء القضائى وبشكل أوسع، يصف هاراهان . وكشف الفساد

Harahan ومالك Malik مساهمات المجتمع .145المدنى المتعددة فى إدارة العدالة

ين هذه األسباب وغيرها وهناك صلة مشتركة بمن أسباب ضرورة معاونة المجتمع المدنى، حيث أنها تمثل قوة مضادة للقوى التى تهدد استقالل القضاء، وبالتالى تعزز النزاهة من خالل إخضاع القضائيين لعمليات ضغط وإقناع مشروعين، مع

إن مثل هذه المؤثرات . عرض لوجهات النظرفى بالد مثل مصر الموازية قد تكون ضرورية

والفلبين، حيث قامت المؤسسة الدولية ألنظمة ) فى معرض اإلعداد لهذا الدليل(االنتخابات

بالتفويض لعمل أوراق تقيم استقالل القضاء فى .هذه الدول

وتشير الورقة التى وضعت عن مصر أن القضاة هناك يظهرون أخالقيات عمل ضعيفة؛ وال يلقون

ية؛ ويمارسون سلوكا فاسدا؛ باال لألخالقيات المهنويقبلون فساد موظفى المحكمة؛ ويتهاونون فى

التى تؤثر على التعيين، " التكتالت العائلية"مسألة والترقى، وتوزيع المهام، وغيرها من

وتلقى الورقة التى وضعت عن 146.المجامالت

Weighing in on theتدعمها الجهات المانحة

Scales of Justice: Strategic Approaches for Donor-supported Rule of Law

Programs لتقييم أعمال وبرامج هيئة 7، تقرير رقم هيئة التنمية الدولية : واشنطون(التنمية الدولية األمريكية

.51. ، ص)1994األمريكية، عام .، المصدر نفسهMalik ومالك Harahan هاراهان 145" تقرير عن مصر"، John Blackton جون بالكتون 146

.2000أعد خصيصا لدليل استقالل القضاء،

الفلبين الضوء كذلك على انتشار النفوذ الشخصى، 147.والمحاباة، والفساد

مصادر التدخل فى "تؤكد هذه الورقة كذلك أن والقضاء قد ال تعارض علنا تدابير وإجراءات

وفى واقع األمر، ال يوجد من يتمتع (اإلصالح بعقل سليم الذى يجرؤ على معارضة هذه

إن كل ما يحدث هو أن يتم تجاهل هذه ). التدابيرالتدابير أو تنفيذها ببطء شديد، للدرجة التى تجعلها

لذا يجب على المسئول عن 148." معنى لهاالالبرنامج أثناء مرحلة إتخاذ قرار ما إذا كان يمكن العمل فى مجال استقالل القضاء وكيفية القيام بذلك، أن يقيم ليس فقط إلتزام القضائيين المعلن باإلصالح، وإنما عليه أيضا تقييم عناصر المجتمع

لهيئة المدنى والمصادر األخرى للقضائيين، واويأتى ضمن . القضائية، والقوى التى تؤثر فيها

هذه المصادر الجرائد القانونية، واألبحاث األخرى، والمقاالت الصحفية، والمحامون، وقادة المنظمات غير الحكومية، واألكاديميون، والصحفيون، والجهات المانحة األخرى، وأخيرا وليس آخرا، المواطنون الذين تعاملوا مع

.مةالمحك

وال توجد معادلة معدة يمكن من خاللها تحويل البيانات إلى قرار بخصوص البرنامج، حيث أن اإلجماع على الجانب السلبى قد يعنى أنه يجب السعى وراء أهداف أخرى، وقد يقرر المسئول عن البرنامج أن يقدم بعض المعونة فى مجال استقالل القضاء، غير أنه ال يضع كل بيضه فى

وتناسب معاونة المجتمع المدنى هذا . لسلةهذه االهدف، فعلى سبيل المثال، يمكن لمسئول البرنامج أن يسعى إلى تدعيم استقالل القضاء، والحصول على العدالة، وإصالح القانون من خالل تدعيم المنظمات غير الحكومية التى تقيم دعاوى هامة ل أمام المحاكم، حيث قد يكون لهذه المنظمات جدو

أعمال مكمل لجدول أعمال المسئول عن البرنامج فقد يركزون على وضع . غير أنه ال يتطابق معه

المرأة، أو حماية البيئة، أو حقوق اإلنسان، وأو غيرها من الموضوعات، غير أنهم قد يدعمون

تقرير عن "Hector Soliman هكتور سوليمان 147 2000أعد خصيصا لدليل استقالل القضاء، " الفلبين

5. نفس المصدر، ص 148


استقالل القضاء من خالل الضغط واإلقناع الذى يمارسونه على القاضى من خالل الدعاوى التى

وحتى إن كان تأثيرهم على استقالل . يقيمونهاالقضاء ضعيفا، قد يكون لتدعيمهم أهمية خاصة إذا استفادت على سبيل المثال المرأة أو البيئة

.بشكل ملحوظ

وبشكل أوسع، يكون للمجتمع المدنى أهمية خاصة فى األساليب التى تتخطى مجرد االستشارية وذلك

ة المصالح والنفوذ مع الوضع فى االعتبار مجموعالتى تخترق الهيئات القضائية فى العديد من

وحتى مع توفر النية الحسنة من جانب . الدولقادة الهيئات القضائية، عادة ما ال تكون الهيئات . القضائية قادرة على إصالح نفسها بالكامل

وعالوة على ذلك، عندما يشير تقييم المسئول عن ود قيادة قضائية ذات البرنامج إما إلى عدم وج

نوايا حسنة أو ضعفها، فإن المجتمع المدنى من .شأنه أن يوفر الوسيلة الوحيدة لإلصالح

:خبرات ودروس محددة .3

تقدم المناقشة التالية نماذج مختارة لمناهج يمكن أن تكون مفيدة للمسئولين عن البرامج الذين

غير أنه كما . يسعون إلى تقدم استقالل القضاءشرنا سابقا، ال يجب أن ينظر إلى هذه النماذج أ

فقط فى إطار هذا الهدف، حيث على المسئولين عن البرامج الذين يسعون إلى تقدم استقالل القضاء أن يضعوا فى اعتبارهم مزايا توفر الدعم من جانب المجتمع المدنى حتى وإن لم يكن هذا الدعم وحده أو بشكل أساسى يتناول استقالل

ويمكن قول الكثير فيما . ء فى حد ذاتهالقضايتعلق باحترام أولويات المنظمات المحلية الشريكة، خاصة وأنها قد تكون على صلة أكبر باحتياجات المجتمع عن أى جهة مانحة، عالوة على ذلك، قد يكون لنشاط واحد أثر على تقدم أكثر من هدف فى نفس الوقت، حيث ان الواقع ال

لواضح حسب تصنيف الجهات ينقسم بالشكل اوفى النهاية، فإن تدعيم استقالل القضاء . المانحة

بجانب أهداف أخرى يمكن أن يعنى أنه حتى وإن فشل البرنامج فى أحد الجوانب، يكون قد نجح فى

.جانب آخر

لقد تم تنظيم هذه المناقشة بشكل كبير حول الدول حيث إن بعض هذه المناهج قد نشأت فى ظروف

بدولة معينة، ويجب أن تفهم فى هذا خاصةوقدم التحليل بعض التوجيه بخصوص . اإلطار

.الشكل األنسب لتوظيف هذه النشاطات

توظيف التدريب للتأثير على : الهند -أ :أعضاء القضائيين ووجهات نظرهم

Center forإن مركز العدالة اإلجتماعية Social Justice وهو منظمة غير حكومية ،

عمل فى أنحاء كثيرة من والية جوجارات هندية تGujarat قد قام بجهد متفرد فيما يتعلق ،

وال يركز المركز . بالتدريب القانونى والقضائىبشكل خاص على استقالل القضاء، غير أنه له

.آثاره على هذا المجال

وقد كان هذا الجهد المتميز فى مجال تدريب ر، يساعد وبمعنى آخ. المتقدمين للعمل القضائى

المركز على تدريب المتقدمين على دخول اختبارات الخدمة المدنية لشغل مناصب المستويات األولى فى الهيئة القضائية على

ويساعد هذا المركز . مستوى الوالية واجتيازهاوهو (dalitsبشكل خاص النساء والداليت

المصطلح المفضل لإلشارة بازدراء إلى .على هذه المناصبللحصول ") المنبوذين"

وقد يترك هذا العمل ألول وهلة انطباعا أنه منظمة غير حكومية : معارض الستقالل القضاء

تساعد فى تشكيل الهيئة القضائية من خالل المساعدة على التأثير على من يصبح جزءا من

والسؤال هنا هو حول ما إذا . الهيئة القضائيةإلجابة فى كان هذا التأثير غير مشروع، وتكمن ا

إطار الهيكل العام للقضائيين والمحامين فى هذا اإلجراء "وهم معروفون بدعاوى . البلد

، وهى شبيهة بدعاوى المصلحة العامة "اإلجتماعىفى الواليات المتحدة األمريكية، والتى توسع

وعادة . وتثبت حقوق المحرومين من االمتيازاتمحلى، ما تصاب هذه المؤسسات، على المستوى ال

بداء الحفاظ على مصالحها الخاصة على حساب العمالء، وهى تصرفات قد تعتبر أكثر من مجرد


تفسير عادى للتاريخ الطويل من التأخير فى 149.المحاكم

كان هدف مركز العدالة اإلجتماعية فى البداية أن يلجأ إلى المحامين المحليين الشباب ليقدموا

التدريب عالوة المشورة، ويمثلوه، ويقوموا علىعلى غيرها من الخدمات القانونية، غير أنه تكشف له سريعا أن معرفة المحامين أنفسهم بالقانون ضعيفة بشكل مرعب، وهذا يرجع بشكل كبير إلى مستوى التعليم القانونى المتدنى فى

ونتيجة لذلك، لجأ المركز إلى المحامين . الهنديب الالزم األفضل واألكثر خبرة ليقدموا التدر .لمجموعة المحامين التى ستعمل معهم

وقد أدى تدريب المحامين إلى تدريب القضاة، حيث بدأ يتكشف للمركز أن تشكيل الهيئة القضائية يعكس عدم قدرة المحرومين على أن

وبدأ . يكونوا ضمن أعضاء الهيئة القضائيةالمركز على سبيل المساواة والتنوع فى تقديم

dalitامين النساء والداليت التدريب للمححتى ترتفع مراكزهم بين القضائيين ) المنبوذين(

وقد ساعدهم . Gujaratفى والية جوجارات هذا التدريب على اجتياز اختبارات الخدمة المدنية

.المطلوبة

ما عالقة هذا باستقالل القضاء؟ حيث إن النفوذ غير المشروع الذى يمارس على الهيئة القضائية

هندية يتضمن اإلنحياز ضد النساء والقادمين من الطبقات هندية مختلفة، فإن زيادة التنوع فى توفير قضاة من النساء والمنبوذين من هذه الطبقات سيزيد من عدد القضاة الذين سيتحرروا نسبيا من هذا اإلنحياز، بل وقد تتغير نظرة القضائيين اآلخرين تجاههم حيث سيكون لزاما عليهم أن

ينظروا إلى أعضاء هذه الجماعات المحرومة وعالوة على ذلك، وكما يشير . نظرة الزمالء

أشارت الدراسات التى "التقرير عن مصر، إنه قد

، مصالح Robert S. Moog أنظر روبرت موج 149

ة فى المحاكم المدنية فى الهند السياسات التنظيمي: من تسودWhose Interests are Supreme: Organizational Politics in the Civil Courts

of India ،جمعية الدراسات اآلسيوية وسلسلة األوراق ،جمعية : ، ميتشاجنAnn Arborآن أربور (54رقم

).1997الدراسات اآلسيوية،

أجريت فى دول أخرى إلى أن القاضيات النساء 150."أقل خضوعا للفساد عن القضاة الرجال

ويجوز للمسئول عن البرنامج الذى يرى أن قضائية تعتبر عقبة فى سبيل عضوية الهيئة ال

االستقالل أن يدرس عمل نموذج تدريب على غرار مركز العدالة اإلجتماعية فى الدول التى . تتكون الهيئة القضائية فيها بناء على اختبارات

غير أن آثار هذه التجربة على وضع البرامج تعتبر أوسع من ذلك، فمن الممكن مساعدة الجهود

رشيح أسماء للتعيين غير الحكومية على تكقضائيين أو فحص أسماء المرشحين، وذلك لضمان درجة أكبر من الكفاءة، واالستقامة،

هذا وال يجب أن . والتنوع فى الهيئة القضائيةيفترض أن نشاطات التدريب والفحص هذه تعتبر من اختيار نقابة المحامين والتى قد تكون خاضعة

خضع له الهيئة لنفس النفوذ غير المشروع الذى تكما يجب دراسة امكانية اللجوء إلى . القضائية

المنظمات غير الحكومية ذات التوجه فى مجال .حقوق اإلنسان والتنمية كبديل

ويعتبر التدريب الذى يقيمه مركز العدالة اإلجتماعية للمحامين الشباب الذى يعينهم فيما بعد أحد الجهود المبتكرة كذلك، حيث أنه من خالل

هذا األسلوب يساعد فى تقدم الحصول على إن الدفاع الحماسى والجيد عن . العدالة

المحرومين يعتبر قوة مضادة للفساد، والمحسوبية، إن مجرد . واالنحياز التى يتسم به بعض القضاة

توفير اإلمكانية للفقراء للحصول على استشارة قانونية على مستوى عالى من الكفاءة ولها

دية فى تحقيق العدالة وليس فى تأخير مصلحة ماالدعاوى، يعتبر وسيلة لمتابعة ومراقبة العمل

.المعتاد بالمحاكم

وبناء عليه، على مسئولى البرامج أن يعتبروا التدريب الذى توفره المنظمات غير الحكومية مناسبا حيث يكون التعليم غير كافيا، كما عليهم أن

دالة كاستراتيجية يفحصوا إمكانية الوصول إلى العإن هذا التدريب ليس فقط يوفر . الستقالل القضاء

وكالة عن الفقراء، وإنما يتجه بشدة نحو توفير

المصدر، ، نفس John Blackton جون بالكتون 150 4. ص


وكالة تقف ضد ليس فقط الطرف اآلخر من الدعوى القضائية، وإنما ضد النفوذ غير المشروع

.الذى يمارسه الطرف اآلخر

البدء من الصفر لتأسيس : كامبوديا -ب :لى العدالةالحصول ع

إن التسوية السياسية التى أتت بزيادة كبيرة فى المساعدات األجنبية إلى كامبوديا فى التسعينيات من القرن العشرين قد تضمنت جهودا كبيرة من أجل تحسين النظام القضائى فى البالد وكذلك

وقد أقامت . تحسين وضع حقوق اإلنسانروعين مجموعة قانون حقوق اإلنسان الدولية مشوإذا . للمجتمع المدنى تحقيقا لهذه األهداف

وضعنا فى االعتبار الدمار الذى أبتليت به البالد ومواطنوها بسبب الحرب التى استمرت على مدى عقدين من الزمان، ووحشية الخمير الحمر

Khmer Rouge والعزلة الدولية والدمار ،االقتصادى، فقد قامت مجموعة قانون حقوق

الدولية وغيرها من المنظمات الغربية اإلنسان بمبادرات أكبر من الالزم فى العديد من

.المجتمعات

وبجميع المقاييس، تعتبر مجموعة عمل حقوق Human Rights Task Forceاإلنسان

أنجح الجهود التى قامت بها مجموعة قانون حقوق اإلنسان الدولية حيث بادرت بالعمل مع المنظمات

فى كامبوديا من أجل زيادة قدراتها غير الحكومية على متابعة موقف حقوق اإلنسان وتوثيقه والعمل

وقد كان هذا الجهد ضروريا لعدة . على تحسينهأسباب، فبينما كانت مجتمعات حقوق اإلنسان قد بدأت فى الظهور فى دول أخرى خالل السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، عانت

حرب، وحكم الخمير الحمر الذى كامبوديا من القضى على معظم العناصر المتعلمة فى المجتمع، عالوة على غزو الفييتناميين واحتاللهم لها،

وكان جوهر هذه المسألة . وكذلك العزلة الدوليةهو أن مجموعة العمل كانت تعمل مع منظمات غير حكومية محلية حيث يتسم العاملون بها إما

عليم أو أنهم قد عاشوا فى بإنخفاض مستوى التمخيمات لالجئين أو فى الغرب خالل الثمانينيات من القرن العشرين، والذين يفتقرون بشكل عام

.لخبرة الدفاع عن حقوق اإلنسان

وعلى الرغم من أنه يأتى فى سجل الحكومة الحالية فيما يتعلق بحقوق اإلنسان أنها قد اغتالت

نزع معارضيها السياسيين، وشاركت فىاألراضى بالقوة وتغاضت عنه، وغيرها من العديد من االنتهاكات، غير أن معظم المراقبين يعتبرون الجهود التى تقوم بها المنظمات غير

فهم . الحكومية فى كامبوديا جهودا ناجحةيقومون بدور المراقب البسيط على هذه

على (الممارسات، ويحققون أحيانا نجاحات مهمة ، نشر عملية التخلص من مواد سامة سبيل المثالكما تقدم معلومات استخدمها المجتمع ) مستوردة

الدولى فى تحجيم الحكومة حتى ال تتخذ سلوكا وأحد العناصر الجديرة بالذكر . أكثر فظاعة

ضمن النجاح الذى حققته مجموعة قانون حقوق اإلنسان الدولية فى مجال بناء القدرة هى أنها أتت

حقوق اإلنسان على قدر كبير من بنشطاء فى الخبرة من الفلبين، وليس من الغرب حتى يقوموا على توفير التدريب والمشورة الالزمين

على الرغم من االختالف الكبير بين . للكامبوديينثقافة الفلبين وثقافة الخمير غير أن الفلبينيين ال زالوا يعتبروا أقرب إلى الكمبوديين فى التوجه

م قد عاصروا ما مرت به بالدهم أثناء حيث أنه الدكتاتورى خالل Marcosحكم ماركوس

السبعينيات والنصف األول من ثمانينيات القرن .العشرين

وعلى الرغم من أن مجموعة العمل ال تركز بشكل أساسى على الهيئة القضائية، غير أن خبرتها تقدم تأثيرات محتملة على برامج استقالل

لدول التى تكون فيها الحكومات القضاء، ففى امعادية لحقوق اإلنسان، يمكن أن يكون لنشاط المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق اإلنسان الداعم أثره على المناخ العام من خالل ممارسة ضغوط خارجية وداخلية من شأنها أن تساهم فى

.توفير مساحة أكبر للهيئة القضائية

ع األخرى التى أقامتها هذا وقد قام أحد المشاريمجموعة قانون حقوق اإلنسان الدولية بوضع أساس برنامج معونة قانونية أساسى، وهو األول

وإذا وضعنا فى االعتبار . من نوعه فى كمبودياأن عدد المحامين فى البالد كان قليال جدا فى بداية التسعينيات من القرن العشرين، فقد لجأ

بغير المحامين الذين تلقوا المشروع إلى االستعانة


التدريب على أيدى غربيين ليوفروا خدمة التمثيل وقبل . القانونى للمتهمين فى القضايا الجنائية

تأسيس البرنامج، كان السائد هو أن تقوم الشرطة أو المحكمة باحتجاز المتهمين لمدد غير محددة دون محاكمة حتى تقدم عائالتهم الرشاوى لشراء

لذا تعتبر مبادرة مجموعة قانون حقوق . حريتهماإلنسان الدولية خطوة أولى وحيوية تجاه عالج هذا الموقف، فللمرة األولى، وجهت اتهامات للمتهمين، وتمت محاكمتهم وتبرئتهم خالل المدد

غير أنه ال يمكن التأكد (التى ينص عليها القانون ). من درجة انخفاض تقديم األهالى للرشاوى

رغم من أن القضاة يظلون عرضى وعلى اللممارسات النفوذ المالى والسياسى على سلوكهم، إال أنه يبدو أن وجود ممثل دفاع يعتبر قوة مضادة ومراقبة، مما يؤدى إلى إصدار على األقل

وإلى . بعض األحكام بدرجة أعلى من النزاهةدرجة أقل وقبل تطبيق هذه المبادرة، فاليوم ال

مين لمدد غير محددة، وليس يحتجز كل المتهبالضرورة أن يعتمد اإلفراج عنهم على تلقى الرشاوى، كما أن ليس كل المحاكمات تنتهى

.باإلدانة

Law Groupوثبت أن جهود مجموعة القانون من أجل معاونة المحاكم بشكل مباشر من خالل برامج التوجيه المكثفة أقل نجاحا من مشاريع

ذلك إلى حد كبير إلى المجتمع المدنى، ويرجعانتشار الفساد والسيطرة السياسية التى أبتليت بها المحاكم مثلها مثل غيرها من المؤسسات الحكومية، كما أن القضاة، الذين حصلوا على

حيث أن معظمهم كانوا مدرسين (تدريب ضعيف سابقين، وحتى لم يحصلوا على التعليم المالئم

تهم أن يحرروا لم يكن باستطاع) لتلك الوظيفةأنفسهم من أعراف الفساد المجتمعى المتأصلة واإلرتباط الوثيق بسيطرة الحزب، وهو ميل نحو إرضاء السلطة رسخه تاريخ يثبت أن معارضة

إن العمل . السلطة من الممكن أن يقضى عليهممع المضنى الذى قامت به مجموعة القانوننهم لم القضاة كان تأثيره ضعيفا جدا ولم يستمر أل

يكونوا قادرين على تطبيق نصائح العاملين فى مجموعة القانون أو يستغلوا دعمهم لهم سواء بناء على اختيار شخصى منهم أو بسبب ضغوط

وبشكل أوسع، كان دائما هناك . مورست عليهمتساؤالت وال تزال قائمة حول ما إذا كان وجود

هيئة قضائية أفضل يتناسب مع أولويات حكومة خترقها الفساد ويدعم وجودها القمع، حكومة ا

151من ميزانيتها فى القوات المسلحة% 40تصب بينما ال توجد تهديدات عسكرية كبيرة سواء من

.الخارج أو الداخل

إن آثار هذه التجربة على البرامج لها ثالثة أوال، فى الدول التى تكون . جوانب على األقل

أو غير موجودة، قد المعونة القانونية فيها متخلفة يكون من الضرورى تقديم هذه الجهود أو تدعيمها من أجل خلق قوى مضادة للنفوذ غير المشروع

ثانيا، قد يكون . الذى يمارس على الهيئة القضائيةمن الضرورى جلب خبرات أجنبية لتقوم على تدريب العاملين فى المنظمات غير الحكومية

انونية واإلشراف على الجديدة المعنية بالمعونة القعملها غير أن اللجوء إلى الخبرات اإلقليمية وليس

ثالثا، . الغربية قد يكون أكثر مالءمة وأقل تكلفةتشير تجربة كمبوديا بشكل أوسع إلى أن المعونة القانونية يمكن أن يتم دعمها ليكون لها أثرا جيدا،

.حتى وإن كانت الحكومة ال تدعمها

ف متنوعة وأثر غير أهدا: الفلبين -ج :مقصود

إن تجارب الفلبين فى مجاالت الصحافة، والخدمات القانونية، ومراقبة المحاكم، والجهود البحثية فى التسعينيات من القرن العشرين تضيء عدة جوانب ترتبط من خاللها مبادرات المجتمع

.المدنى باستقالل القضاء

نب إن أكثر المبادرات األربعة أثرا كان من جا Philippineمركز الفلبين للصحافة التحقيقية

Center for Investigative Journalism ،وهى منظمة غير حكومية تم تأسيسها فى أواخر

وقد أصبحت . الثمانينيات من القرن العشريناألخالقيات القضائية والفساد أحد أهم المجاالت العديدة التى يعمل فيها مركز الفلبين للصحافة

ومن أهم المقاالت الجديرة بالذكر هو . حقيقيةالتالمقال الذى كشف عن سلوك غير أخالقى ألحد قضاة المحكمة العليا، مما أدى إلى تقديمه

أكتوبر The Economist 7 جريدة اإلكونوميست 151

.107، عدد 2000


ويعتبر البعض ممن . الستقالته فى اليوم التالىيعملون فى المهنة القانونية أن أهم أثر لهذا المقال قد يكون أنه حد من نفوذ أحد أهم أصدقاء

ماركوس على أحكام المحكمة، وهو من تم .الكشف عن عالقة القاضى به

لقد أعد المركز عددا من القصص األخرى عن السلوك القضائى غير األخالقى والفاسد، وقد تضمنت هذه المقاالت أعمال عن المناصب المشكوك فيها التى حصل عليها أقارب كبير اء القضاة السابق وبعض تصرفات لهم وكذلك لق

مع قاضى لم يكشف عن هويته يشرح فيه سلوك وقد ساهمت هذه المقاالت فى . زمالئه الفاسد

زيادة وعى الجماهير بمشاكل المحاكم الخطيرة وربما تكون قد أدت إلى الجهود الحالية التى تبذل من أجل التعامل مع بعض من هذه المشاكل على

.األقل

رنامج وال يمكن بالطبع ترجمة التجربة إلى بيستهدف أشخاص أو مؤسسات معينة، حيث أن . فعل ذلك يعتبر غير مالئم ومثير للشك والجدل

وإنما باألحرى أن يقوم مسئولى البرامج باستكشاف ما إذا كان الصحفيون يريدوا إنشاء منظمات غير حكومة أو برامج تقوم بعمل التقارير التحقيقية، وإذا كان الوضع كذلك، هل يتم

الدعم على سيادة القانون، أو بشكل أعم تركيزعلى األمور المتعلقة بالديمقراطية وأعمال السيادة، أو بشكل أوسع من ذلك وهو على الموضوعات

وقد كان هذا . التى يعتقد الصحفيون أنها األنسبالخيار األخير هو الذى حصل من خالله مركز الفلبين للصحافة التحقيقية على معظم األموال منالجهات المانحة، بما فى ذلك ما أدى إلى المقاالت

أما الدول التى بها بالفعل مراكز . القضائيةصحافة تحقيقية، يمكن لمسئولى البرامج بالطبع أن يبحثوا إمكانية منحهم منحا تستهدف مثال، سيادة القانون، غير أنها ال يجب أن تقترح مقاالت معينة

لمراكز تأتى من للنشر، حيث أن مصداقية هذه اارتباطهم بجدول أعمال خاص بهم للتحقيقات التى

.ينشرونها

ويتفاعل المجتمع المدنى الفلبينى مع النظام القانونى من خالل أعمال جماعات القانون البديل

alternative law groups والمنظمات غير ،

الحكومية المعنية بالخدمات القانونية والتى تعمل تنمية من خالل الشراكة مع من أجل زيادة ال

الفئات المحرومة بأساليب تتراوح بين التنظيم وتقوم هذه . المجتمعى إلى الدفاع عن السياسات

المنظمات غير الحكومية من خالل عملها القضائى المباشر ومن خالل مساعدة شركائها على المشاركة فى اإلجراءات والعمليات القضائية

وخالل األعوام . زاهةبخلق قوى مضادة تعزز النالقليلة الماضية، شارك عدد من جماعات القانون البديل بشكل متزايد فى المناقشات حول اإلصالح القضائى، غير أن الدفعة األساسية لعمل جماعات القانون البديل وإنجازاتها تكمن فى مجاالت أخرى حيث كان لها أثرا ملحوظا وناجحا على قوانين

بيئة، والزراعة، واإلسكان فى ولوائح خاصة بالالمدن، وصيد األسماك، والحكومات المحلية وتلك المتعلقة باختالف الجنس، وكذلك العمل مع المجتمعات المختلفة وأشباه القانونيين من أجل

.المساعدة على تنفيذ هذه اإلصالحات القانونية

إن النقطة المتعلقة بالبرامج هنا هى أن الجهات أن تسهم فى استقالل القضاء حتى المانحة يمكن

من خالل دعم العمل الخاص بجوانب أخرى من سيادة القانون أو حتى مجاالت أخرى غير

على سبيل المثال، إن جماعات القانون . قانونيةالبديل التى تركز على البيئة أو حقوق المرأة يمكن أن يتم تمويلها تحت عنوان الحصول على

الطبيعية، أو برامج الجنس العدالة، أو الموارد وعلى الرغم من أنهم يرون عملهم فى . المختلف

هذا اإلطار، غير أن له آثار على استقالل ويجب أن يعى مسئولو المشاريع . القضاء

المعنيون بهذا الهدف، والذين يريدون أيضا تطوير .أهداف تنموية أخرى بهذا اإلرتباط

اء يمكن أن إن النتائج المرتبطة باستقالل القضتستقى من خبرة المنظمات غير الحكومة التى عملت فى عهد التفرقة العنصرية فى جنوب أفريقيا حيث كانت تعمل من خالل قيود الهياكل القمعية فى هذا البلد من أجل اقناع محاكم االستئناف حتى تؤكد بقوة أكبر على استقالليتها،

د ض(وقد أدت األحكام التى أصدرتها المحكمة قوانين ولوائح كانت تحد من حقوق غير البيض، من بين أمور أخرى، فى العيش أو السفر أينما

إلى المساعدة على تهديد الهيكل القانونى ) أرادوا


وبالطبع، لم تستجب جميع الهيئات . العنصرىالقضائية لنوع الجدل الفقهى القانونى المتطور

مية الذى كانت تطرحه هذه المنظمات غير الحكوغير . بصفتها مركز الموارد القانونية لهذا البلد

أنه عندما تتوفر إمكانية أن تثمر مثل هذه المناقشات وهذا الجدل، على مسئولى البرامج أن يعتبروا دعاوى المصلحة العامة وسيلة لتوسيع


وهناك مبادرة ثالثة من المجتمع المدنى تتعلق مراقبة "لبينية وهو برنامج بالهيئة القضائية الف

وقد بدأ هذا المشروع نادى ماكاتى ". المحكمة فى عام Makati Business Clubلألعمال

مع منظمات أخرى حيث تضمنت مراقبة 1991طلبة القانون وغيرهم من خارج النظام لنشاطات المحكمة، وذلك بهدف الحد من اإلجراءات غير

وعلى الرغم . السليمة والكشف عنها عندما تحدثمن أنه قد تم التخلى عن الفكرة بسبب اعتراض القضاة وغيرهم من األطراف، غير أن الفكرة يمكن أن تطور من االستقالل عندما تدعمها

وعندما يرى مسئولو البرامج أن هذا . القياداتالتأييد وشيك، عليهم إذا أن يفكروا فيه بصفته

ضاء، أما جزء من خليط من نشاطات استقالل القفى حالة عدم وجود هذا الدعم، فمن الممكن أن يعتبر ذلك مؤشرا لمسئولى البرامج أنه ال يوجد دعم حقيقى من الجهات العليا لمبادرات استقالل

أما المبارة الرابعة فكانت بحثا أجرى . القضاءخالل جزء كبير من التسعينيات من القرن

ت وحيث أن هذه المبادرة كان 152.العشرينتستهدف تقييم السلوك العام، والقضائى وسلوك المحامين تجاه النظام القضائى والنشر عن هذا السلوك، فقد قامت بدور فعال فى زيادة الوعى بالمستوى المتدنى للثقة فى نزاهة وعمل الهيئة

.القضائية

Mahar أنظر على سبيل المثال، ماهار مانجاهاس 152

Mangahas ،متابعة موقف الهيئة القضائية ، وغيره Monitoring the State of theوالمهنة القانونية

Judiciary and the Legal Profession تقرير ، Social Weather محطات سوشل ويذر أعدته

Stations بالتعاون مع مركز دراسات كورديليرا Cordillera Studies Center جامعة الفيليبين، باجيو ،

)1996محطات سوشل ويذر، أكتوبر : مانيال(

وتشير تجربة الفلبين إلى أنه لدى مسئولى ارجى أو زيادة المشاريع المعنيين بإثارة الدعم الخ

الضغط من أجل اإلصالح القضائى أو كالهما، وفى ظل . مجموعة من خيارات المجتمع المدنى

العديد من الظروف، يفضل استخدامها ترادفيا، أى من خالل الجمع بين إمكانية الحصول على العدالة، والصحافة التحقيقية، ومراقبة المحكمة،

هذا الخليط ويمكن استخدام . واألبحاث المسحيةمع العمل المباشر مع الهيئات القضائية، غير أنه يجب أن ينظر إليه بمفرده فى ظل عدم وجود وعى الجمهور وإلتزام الصفوة باإلصالح، ومن المعتقد أنه يمكن أن يساعد على إثارة هذا الوعى

.واإللتزام

:العمل مع المحاكم وحولها: بنجالديش -د

ن ببعضهما البعض لقد وقعت حادثتان مرتبطتاوبمجهودات المجتمع المدنى وأدتا إلى تطور استقالل القضاء فى بنجالديش على المستويين

قامت أين أو . االستئنافى والفقهى القضائى Ain O Salish Kendraساليش كندرة

وجمعية ماداريبور للمعونة القانونية Madaripur Legal Aid Association ،

كوميتان، بتنظيم مؤتمر فى وهما منظمتان غير ح حضره محامون وقضائيون كبار من 1992عام

وقد ألقى هذا المؤتمر . جميع أنحاء آسيا الجنوبيةالضوء على أحكام تقدمية أصدرتها المحكمة العليا

وقد قامت منظمة غير حكومية ثالثة وهى . بالهندجمعية بنجالديش لمحاميى البيئة عبر السنوات

سبيل المتابعة، بدعوة كبار القضائيين التالية، علىفى بنجالديش للقاءات التى تنظمها بصفتهم مصادر للمعلومات، وقد عرفت نفسها وأوضحت وجهة نظرها للقضائيين من خالل هذه العملية حيث حدت بذلك من نظرة القضائيين للمنظمات غير الحكومية أنها منظمات غريبة تعمل خارج

وقد استهدف ذلك بدوره . نطاق العمل القانونىالمساهمة فى مناقشات جمعية بنجالديش لمحاميى البيئة الخاصة بأحقيتها فى إقامة دعاوى أمام

.المحاكم

وقد تكون قد ساهمت هذه المجموعة من النشاطات فى إصدار حكم يعتبر حكما بارزا للمحكمة العليا بخصوص موقف المنظمات غير


وبشكل . ة الدعاوىالحكومية فيما يتعلق بإقام أصدرت المحكمة 1996أكثر تحديدا، وفى عام

حكما فى صالح جمعية بنجالديش لمحاميى البيئة بخصوص أحقية األفراد الذين يتم نقلهم من أماكن سكنهم بناء على برنامج حكومى للسيطرة على

.الفيضان فى إعادة تسكين وتعويض مناسبين

فى التفاعل وقد أظهرت دول أخرى نماذج شبيهة بين المنظمات غير الحكومية والهيئة القضائية بأساليب مماثلة لتجربة مركز العدالة اإلجتماعية فى الهند الذى أشرنا إليه سابقا، فقد قام مركز جنوب أفريقيا للدراسات القانونية التطبيقية بعقد

خالل " العدالة والمجتمع"عدد من مؤتمرات شرين حيث اجتمع العديد الثمانينيات من القرن الع

من القضائيين المحافظين بالمحامين التقدميين ألول مرة خارج إطار المواجهة داخل قاعة المحكمة، مما ساهم فى تخفيف حدة وجهات نظر

وفى باكستان، قامت . القضاة وأحكامهم فيما بعد للمعونة AGHS وخلية Rozanمنظمتا روزان

بتدريب AGHS Legal Aid Cellالقانونية الشرطة وتقديم المشورة لها ولغيرها من قطاعات

كما قام كل من المكتب القانونى . العدالة الرسميةللمرأة فى الفلبين بالمشاركة فى إعداد المناهج للقضاة، كما قام مركز المعونة القانونية فى ناميبيا

أما . بالمشاركة فى إعداد األدلة للحكام القضائيينقام المركز القومى لمكافحة العنف فى منغوليا،

بتدريب الشرطة، والقضاة، وأعضاء النيابة .بخصوص العنف ضد المرأة

من الممكن أن تساعد هذه النشاطات فى تأسيس شرعية هذه المنظمات غير الحكومية أمام القضاة، كما أنها تمد القضائيين بوجهات نظر قد ال

ذة فى يتقبلونها من مسئولين حكوميين أو أساتالقانون، وهى وجهات نظر تنبع من خبرة المنظمات غير الحكومية فى القوانين التى يمكن .تطبيقها والتى ال يمكن تطبيقها فى الواقع العملى

وفيما يتعلق بما إذا كانت نشاطات هذه المنظمات غير الحكومية تمثل ضغطا على القضائيين المشاركين فيها، فهل هذا الضغط غير مشروع؟بالمنظور ضيق، هى ال تعتبر غير مشروعة، حيث أن هذه النقاشات ال تتم أمام المحكمة، غير

، حيث أن "ال"أن اإلجابة بالمنظور األوسع تظل

ما تفعله هذه المنظمات غير الحكومية إنما يضعها فى نفس مستوى كبار المتقاضين وغيرهم من أصحاب النفوذ الذين يتمتعون بعالقات شخصية

القضائيين فى العديد من الدول، لذا فإن ذلك معببساطة يعادل بعض الشيء بين المواقف فى

.الملعب القضائى

ويجب على مسئولى البرامج الذين يسعون إلى تعزيز التفاعل بين المنظمات غير الحكومية والهيئة القضائية أن يقوموا بذلك بشكل ال يبدأ

وإنما من بالضرورة بإقتراح مثل هذه الشراكات،خالل إقامة عالقات شخصية ومهنية أوال مع األطراف التى من المفترض مشاركتها، حيث يضعون أنفسهم فى مكانة أفضل كوسطاء أمناء

هذا وال يجب . يعملون على تسهيل التعاون بينهماأن تقام هذه العالقات فقط لهذه األغراض الضيقة،

كيفية وإنما تكون قيمتها بشكل عام فى استيعابتطبيق سيادة القانون فى مجتمع معين، وفى تقدير

إن التحدى . وتفهم وجهات نظر هذه المنظماتيكمن بالطبع فى خلق عالقات وهمية تسهل من هذا التفاهم، غير أنها ال تؤدى إلى شراكة حقيقة

.فى هذه العملية

هذا ويجدر هنا ذكر بنجالديش لألغراض التى ين على األقل، أولهما، أنها نتحدث عنها لسببين اثن

تمثل النموذج الوحيد للجهود المبذولة الذى يعرفه الكاتب فى آسيا الذى شاركت فيه نقابة المحامين، ومجلس محاميى بنجالديش فى برنامج قومى فعال

وما هى عالقة هذا باستقالل . للمعونة القانونيةالقضاء؟ كما هو الحال مع دول أخرى، تتضمن

ان الحصول على العدالة شكل من جهود ضمأشكال الرقابة على المؤثرات غير المقبولة التى تهدد نزاهة القضاء وموازنتها، ومشاركة مجلس المحامين فى مثل هذه الجهود الرامية للمعونة القانونية، فهى تستدرج هذه الجمعية إلى نشاط

.يستهدف ضمنا استقالل القضاء

وضوحا لهذه وأحد السمات األخرى األكثر الجهود هى المنظمة غير الحكومية التى أسست لتتولى هذه المسألة، وهى أمانة بنجالديش للمعونة والخدمات القانونية، وهى تابعة لمجلس المحامين غير أنها تتمتع ببعض االستقاللية عنه، لذا ال يجب أن ينظر إلى هذا البرنامج باعتباره برنامج


م من أنه قد أسس مجلس المحامين، على الرغوالتمييز بينهما . بمبادرة من قيادة هذه المنظمة

هنا مهم، حيث أن هذا النموذج يقدم نموذجا لجهود قد تبذل فى أماكن أخرى حتى تعمل كمنظمة غير حكومية مستقلة تقدم خدمات قانونية وليس كفرع

.من نقابة المحامين

إن المؤثرات واسعة المجال من وجهة نظر البرامج هى تلك التى تساعد على بناء مسئولى

استقالل القضاء من خالل تسهيل اإلتصال الرسمى وغير الرسمى بين القضائيين وعناصر المجتمع المدنى، ومن الممكن أن يقترح مسئولو البرامج شراكة ونشاطات محددة غير أن ذلك لن يكون ضروريا فى جميع الحاالت، وفى ظل

ما تقام هذه العالقات، قد العديد من األحوال، عندتؤدى إلى تعاون أو مقترحات أو كالهما من شأنها أن تؤدى إلى تقدم االستقالل بأساليب ال

.يمكن للجهات المانحة أن تخطط لها أو تتوقعها

:خيارات ووجهات نظر أوسع .4

:إعتبارات البداية -أ

يجب أن يصرح بما يكون عادة مفهوما •ية إلتخاذ قرار إن الخطوة األساس: ضمنيا

إتخاذ مباردة الستقالل القضاء أو أى برنامج آخر معنى بسيادة القانون من عدمه هو ليس عملية تحديد االحتياجات، وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة كجزء من العملية ككل، غير أن هذا التقييم فى حد ذاته سيكشف دائما عن احتياجات يجب التعامل معها تتعلق

القضائية، أو مؤسسات الدولة بالهيئةاألخرى، أو ربما أى موضوع يختاره مسئول

لذا فإن إتخاذ قرار خاص بأين . البرنامجتركز الموارد يجب أن يمر من خالل تقييم .المصالح والحوافز عالوة على تقييم الفرص

إن تقييم المصالح والحوافز يضع فى اعتباره •ما تؤيد المصالح الفردية والمؤسسية التى إ

وتعارض ولديها جدول أعمال مختلط فيما . يتعلق باإلصالح القضائى، على سبيل المثال

لذا يقوم مسئول البرنامج بتوجيه أسئلة إلى أى مدى : متنوعة كجزء من هذه العملية

ترجع هذه المسائل فى تاريخ هذا البلد، وثقافته، وسياسته واقتصاده؟ ماذا كانت

مل بها أو أية جهة تنمية تجربة الجهة التى يعأخرى فى إنشاء مثل هذه البرامج مع هؤالء األشخاص والمؤسسات وإالم يشير ذلك بخصوص المصالح المطروحة؟ ما هى الحوافز الموجودة التى تحتفظ بنفس السلوك الذى يحتاج إلى تغيير أو تعمل على إصالحه؟ هل يكفى إلتزام القادة القضائيين

ة الحكوميين باإلصالح وغيرهم من القاد لتخطى عقبات المعارضة؟

إن عملية تقييم الفرص يصفى هذه العملية •من تعريف االحتياجات من خالل تحليل للمصالح والحوافز لتحديد أين تقع أفضل فرص يمكن أن تحدث تأثير، حيث تضع فى اعتبارها أين يوجد اإللتزام الحقيقى باإلصالح، كما أنها تهتم باألفكار

االستراتيجيات، والنشاطات، والمشاريع والمحتملة التى تطرح من داخل االتجاهات

وفى النهاية، يضع . الفكرية للبلد المضيفهذا التقييم فى اعتباره تكلفة الفرص ، أى ما هو البديل الذى يمكن تحقيقة خالل العقد القادم

فى حالة تغير أولويات التمويل؟

مدنى فى المشاركة مع المجتمع ال -ب :استقالل القضاء

على مسئولى البرامج أن يكونوا منفتحين •بشكل أوسع وأكثر أهمية على احتمال أن تأتى مساهمات منظمات المجتمع المدنى فى . استقالل القضاء فى شكل عمل مكمل لعملها

وقد أثبتت التجربة فى جميع أنحاء العالم أن المنظمات غير الحكومية تعمل بشكل أكثر

اءة عندما تعطيها الجهات المانحة حرية كفولم . وضع جدول أعمالها وأولوياتها بنفسها

يكن أثر أى من المنظمات غير الحكومية المعنية بالقانون والتى تم التعرض لها فى هذه الورقة قد جاء من خطة مسبقة ألحد الجهات المانحة أو حتى نية الجهة الحاصلة على

استقالل القضاء، فقد المنحة فى التأثير على ظهر هذا األثر بسبب ثقة الجهات الممولة فى حكم شركائهم الحاصلين على المنحة عالوة


على توفير دعم يتسم بالمرونة الكافية التى تسمح للمنظمات غير الحكومية بأن تتخذ . قراراتها فيما يتعلق بتصرفاتها وأولوياتها

وفى جميع األحوال، تضمن األثر الذى ثته هذه المنظمات التأثير على استقالل أحد

. القضاء غير أنه لم يقتصر على ذلك فقطإن تحديد الجهات الحاصلة على التمويل فى إطار ضيق من النشاطات يحد من فاعليتها، حيث أنهم ال يصبحون قادرين على التعامل . والتجاوب مع الفرص والتحديات التى تطرأ

ى التى يسمح وعادة ما يفضل الدعم المؤسسللمنظمات غير الحكومية بوضع جدول

.أعمالها الخاص

إن تفضيل الدعم المؤسسى يمكن أن يوفر •درجة من الحماية السياسية للجهة المانحة التى تقلق من حرق جسور البرامج مع الجهات الحكومية إذا مولت منظمات غير حكومية أو جهود اإلعالم التى تنتقد الدولة

فقد يكون . ستقالل القضاءبهدف تدعيم االدعم المؤسسى أفضل حيث يمكن التبرير بأنه يسمح للجهة الحاصلة على المنحة بتحديد جدول أعمالها الخاص مقارنة بالمنح التى .تحدد بشكل ضيق المهام التى قد تثير الجدل

ال يجب أن يعتبر الدعم الذى يقدمه المجتمع •المدنى فقط كبديل عن تمويل مؤسسات الدولة، فقد وضح هذا فى عدد من المواقف التى تولت فيها المنظمات غير الحكومية تدريب الهيئات القضائية، والشرطة وغيرها

ومن . من هيئات قطاع العدالة والتعاون معهاالممكن أن يؤدى مثل هذا التفاعل إلى مزايا

.متعددة وقليلة التكلفة


تحسين: إطار برامج استقالل القضاء )دجهود التشخيص، وتنمية مناخ مناسب،

:وتشكيل تحالفات اقتصادية

Eric Jensen153إريك جانسن : بقلم

:المقدمة .1

إن هذه الورقة والتى يمكن أن . تنظيم الورقةتشخيص النظام القانونى من "يطلق عليها اسم

أجل فهم التحديات التى تواجه استقالل القضاء تدخل من واإلصالح القضائى واستهداف ال

.تنقسم إلى أربعة أقسام" أجلهما،

يطرح الجزء األول أساليب تجريبية وإجرائية يمكن من خاللها التأكيد على األولويات فى وضع

وفى ظل البيانات . برامج اإلصالح القضائىالضعيفة المتوفرة والتى تستهدف تدابير اإلصالح

:وتشكيل التحالفات، يطرح هذا القسم ثالثة أسئلة

ماذا تفعل الهيئة القضائية ولماذا؟ إن 1-1استقالل القضاء الفعال المستهدف وكذلك وضع البرامج من أجل اإلصالح يتطلب بيانات أساسية تجريبية على درجة كبيرة

.من التحسين

ما هو التمويل المناسب؟ إن 1-2مخصصات الميزانية ترتبط ارتباطا مباشرا ببرامج استقالل القضاء فيمايتعلق بكل من توفر الموارد الكافية للهيئة القضاية وكذلك التخصيص .المناسب للموارد داخل الهيئة القضائية

ما هو حجم المشاركة الكافية؟ إن 1-3عمليات المشاركة من أجل تكوين

يود الكاتب أن يشكر اإلدارة العليا لمؤسسة آسيا 153

ة الختبار األفكار لتشجعيها للتفكير النقدى والتطبيقات الميدانيكما يود الكاتب أن يشكر . الخاصة بتقدم اإلصالح القضائى

ومشروع سيادة القانون بكلية Tom Hellerتوم هيلر لتوفير فرص Stanford Law Schoolحقوق ستانفورد

البحث واالختبار التجريبى للموضوعات الهامة الموضوعة .قيد البحث فى مجال اإلصالح القضائى

تحالفات لإلصالح تعد على نفس الدرجة . من أهمية تدابير اإلصالح نفسها

رك المشاركة وبينما يقع الجميع فى شالمبتذلة، فإن القليل يقدرون أهميتها فى . تحديد األولويات وتكوين التحالفات

وعادة ما يكون اإلنتقاد شديدا لهذا الموضوع حيث أن المشاركة كانت تستخدم كوسيلة للتصديق على جدول أعمال موضوع من قبل وليس من أجل الحصول على أفكار بنية سليمة ثم

.يهاالتصرف بناء عل

ويتعرض القسم الثانى إلى أن اإلشارة المسبقة لوضع برامج إصالح قضائى فعالة هى توفير مناخ مالئم يمكن تنشئة برامج إصالح قضائى فيه، ويتطلب مثل هذا المناخ كثافة جيدة من المعلومات عما تفعله الهيئة القضائية، وممن تتكون، وجودة أحكامها، وأثر أحكامها على

فإذا تم توفير بيانات . وحقوق اإلنساناالقتصاديعتمد عليها، يمكن أن تكون تدابير اإلصالح أكثر

.فاعلية فى تحقيق هدفها لتحسين النظام

أما القسم الثالث فيتناول باختصار موضوعات محددة تتعلق بتكوين تحالفات اقتصادية من أجل اإلصالح، مثل استقالل القضاء وتحسين أعمال

إن اإلهتمام بالتحالفات . داريةالسيادة اإلاإلقتصادية والتى عادة ما كان يتم التغاضى عنها قد تؤدى إلى نتائج تحفز برامج اإلصالح القضائى

.وتحافظ عليها

ويحتوى القسم الرابع على خاتمة تشير باختصار إلى ثالثة مناهج محددة لوضع برامج اإلصالح القضائى، حيث يحث على منهج انضباطى

.لبرامج القضائيةل

وقد الحظ . أدوات إتخاذ الخيارات االستراتيجيةأننا "Sir Isaiah Berlinالسير إيزاه برلين

مجبرون على االختيار، حيث يكون لكل خيار على 154."نتائج وخسائر ال يمكن إصالحها

، المادة المعوجة Isaiah Berlinاه برلين إيز 154

The Crookedفصول فى تاريخ األفكار : لإلنسانيةTimber of Humanity: Chapters in the

History of Ideas) نوبفKnopf :1991(


مسئولى هيئة التنمية الدولية األمريكية أن يتخذوا ع الموارد خيارات استراتيجية بخصوص توزي

ونرجو أن تقدم هذه الورقة . البشرية والمالية .بعض المعونة فى القيام بهذه المهمة تحديدا

تحسين البيانات التجريبية .2 :ومنهاجية اإلجراءات

لقد عانت برامج اإلصالح القانونى والقضائى على مر التاريخ من ضعف كبير فى البيانات

قاعدة التجريبية التى تستخدم من أجل وضع وقد يقرأ البعض هذا القسم 155.سياسات واضحة

ويدعون أن جميع التوصيات تدعم البحث من ." النتائج"واإلجراءات وليس األفعال أو

الممكن بل ويجب أن يكون البحث المقترح

تاريخيا هناك أربعة أسباب للمشاكل التجريبية وهى 155

يعزى بعض من األساس التجريبى الضعيف إلى : كما يلىومن الممكن . تحديات والمشاكل المتأصلة فى هذا القطاعال

وليس من السهل . أن تكون المقارنات بين الدول صعبةكما تعتبر قلة . دائما قياس النجاح النسبى فى حل النزاعاتوبينما تعتبر . الموراد البشرية فى هذا المجال عامال آخر

أن معظم بعض كليات الحقوق الرائدة انضباطية قوية، غير هذا وتتجاهل معظم الكليات التى تتمتع . الكليات ضعيفة

بمستوى دراسات منضبط إلى حد كبير التحليل المؤسسى إن هذا المناخ يتغير، غير أن بناء مثل . لألنظمة القانونية

وهناك عامل ثالث وهو . هذه الخبرة يحتاج إلى وقت طويلالبحث أن معظم المحامين لديهم مهارات ضعيفة فى

التجريبى، فعلى سبيل المثال، اعتمدت المقاالت التى كتبت خالل السنوات األخيرة عن القانون والتنمية والتى نشرت فى نشرات قانونية هامة، اعتمدت بشكل كبير على أخبار

وهناك عامل رابع ومرتبط بهذه العملية . من صحف غريبةذا المجال ويسهم فى محدودية قاعدة الموارد البشرية فى ه

. وهو عدم رغبة القانونيين فى التعامل مع علماء االجتماعوتعد آراء المحامين والقضاة مهمة، غير أن هذه المجموعة قد سيطرت بشكل متزايد على معظم األبحاث التشخيصية

إن معظم المراجع فى مجال . فى األنظمة القانونيةبالفنية اإلصالح القانونى والقضائى تعتبر ضيقة وتتسم

ويحد جهود اإلصالح قدرة الثقافات القانونية . الشديدةهذا وتلقى عملية . الداخلية على إصالح نفسها بنفسها

اختيار العاملين فى مرحلة التصميم لمشاريع اإلصالح كما يميل . القضائى بالضوء على هذه الحدود وتؤكد عليها

نونى تشكيل فرق االستشاريين فى مشاريع اإلصالح القاإن استبعاد . والقضائى إلى أن يضم محامين وقضاة

اإلقتصاديين المؤسسيين، وعلماء السياسة، وعلماء اإلجتماع، وغيرهم من خبراء اإلجتماع يسهم فى مشاكل

غير أن هذا اإلتجاه فى طريقه إلى . تصميم المشروع .التغيير ببطء

إن التحديات . مرتبطا بشكل مباشر ببرنامج عملالسابقة ألقت بالضوء على أهمية وجود بيانات

يها وذلك الستهداف بذل المجهود، والحد يعتمد علوقد تم وضع . من اإلهدار، وتحسين أثر البرنامج

منهجية خالل العقد الماضى وقد تم اختبارها من وبهدف . أجل الحصول على هذه المعلومات

التوضيح، ال يمكن للهيئات المانحة أن تباشر العمل فى مشروع لمنع الحمل دون التأكد من

دام وسائل منع الحمل فى المناطق انتشار استخوبنفس المنطق، فإن . التى يعمل فيها المشروع

البحث االستراتيجى من أجل توفير المعلومات األساسية المطلوبة يجب أن يكون جزءا من

.برامج اإلصالح القضائى

ويجيب هذا القسم عن ثالثة أسئلة تتعلق ببرامج ماذا : قضاءاإلصالح القضائى، بما فيها استقالل ال

تفعل الهيئة القضائية ولماذا؟ ما هو حجم التمويل الكافى للهيئة القضائية؟ وما هو حجم المشاركة

الكافية فى عمليات اإلصالح القضائى؟

ماذا تفعل الهيئة القضائية ولماذا وكيف -أ ينظر لها؟

أظهرت التجربة الدولية أنه حتى فى الدول حيث ح القانونى حقق تنفيذ مشاريع فى اإلصال

والقضائى نجاحا نسبيا، فإنه بشكل عام لم تحقق هذه المشاريع النتائج التنظيمية المرجوة واآلثار الواسعة المنتظرة، وقد أدى هذا إلى بذل الجهود خالل السنتين الماضيتين من أجل إعادة دراسة العالقة بين تصميم المشروع واألهداف المرجو

د اآلن من أجل دراسة تحقيقها، هذا وتبذل الجهومجال نفتقر إلى فهمه وهو تطور المؤسسات

األسلوب الذى تتبعه المحاكم فى : القانونية الفعالةإن . المعادلة بين العرض والطلب ونظر الدعاوى

هذا التحليل، والذى قد يتضمن بعض الموضوعات المتعلقة باستقالل القضاء، يسعى إلى

ذى تفعله المحاكم ما ال: اإلجابة على أسئلة مثلبالفعل؟ ولماذا تقوم المحاكم بما تقوم به؟ إن نظرة الجمهور لما تفعله المحاكم فى واقع األمر

إن برامج . يرتبط بشكل مباشر بشرعيتهااإلصالح القضائى التى كانت تقوم على تصميمها ومدها بالمعلومات الثقافة القانونية الداخلية


تياجات وتجارب ، فشلت فى تضمين اح156وحدها) مستهلكى الخدمات القضائية(المواطنين العاديين

وحتى يمكن تحقيق . فى فض المنازعاتاالستقالل فعليا، تحتاج المحاكم إلى تطوير

.شرعيتها حتى تبنى قاعدة قوية داعمة لها

إن محاوالت . المعادلة بين العرض والطلبالمعادلة بين العرض والطلب داخل الهيئة

ئية يمكن أن تعزى لنا بأفكار مهمة حيث القضايمكن أن توفر لنا األدوات التى تستهدف التدخل

إن . وتضع هيكال للحوافز من أجل تحسين األداءالتشخيص السيء للمشاكل التى يواجهها األداء . القضائى يزيد من إحتماالت فشل المشروع

وعلى سبيل المثال، على الرغم من التقارير تى وضعت محللة األداء القضائى المكثفة ال

وأوصت باإلصالحات فى إندونيسيا، فلم يتم توفير سوى معلومات قليلة عن عمل المحاكم الفعلى، غير أن تحديد األهداف بشكل سليم يتطلب ضمن

تحليل دقيق ألنماط االستخدام : أمور أخرى ما يلىعلى مختلف مستويات الهيئة القضائية، خاصة فى

ات األولى؛ وتقييم كيفى ونوعى لما محاكم الدرجيدفع المتقاضين وغير المتقاضين إلى اللجوء إلى

وأساس لفهم 157المحاكم أو عدم اللجوء إليها؛المشاكل المحددة الخاصة بمعالجة أنواع معينة من

هذا يثير عددا من التساؤالت وتتضمن . القضايا :ما يلى

ما هى أنواع الدعاوى التى تقام أمام .1 اكم؟المح

أفراد (من الذى يقيم هذه الدعاوى ولماذا .2 ؟)أم منظمات

من الذى يتولى الدفاع فى هذه الدعاوى .3 ؟)أفراد أم منظمات(

لقضاة سواء المحامين وا" الثقافة القانونية الداخلية" تعنى 156

عادة ما تتكون فرق االستشارات فقط . دوليين أو محليينمن المحامين والقضاة، كما من يتم استشارتهم بخصوص

.جدول أعمال اإلصالح إنما هم محامون وقضاة أيضا يدعم التقييم الكيفى لقاءات مع المتقاضين ومن يحتمل 157

لكمية أن يصبحوا متقاضين، كما يمكن أن تدعم البيانات االتى يتم جمعها عن التعامل مع الدعاوى االستنتاجات

.الخاصة بالدوافع

ماهى المدة التى تستغرقها أنواع معينة .4 من الدعاوى حتى يفصل فيها؟

ما هى أنواع الدعاوى التى يزيد احتمال .5 عرضها على القضاء؟

المدة عندما تعقد المحاكمات، ما هى .6 التى تستغرقها؟

ما هى إجراءات التقدم بطلب وغيرها .7من المطالب التى تستهلك وقت القضاء

والمرتبطة بأنواع معينة بالدعاوى؟

كم مرة يمنح التأجيل وكم مرة يتم .8المثول أمام المحكمة فى أنواع معينة من

الدعاوى؟

ما هى أنواع الدعاوى التى يمكن أن .9 حل المنازعات؟تستفيد من برامج بدائل

هل هناك ما يدل على احتمال زيادة .10المتقاضين المحتملين فى اللجوء إلى المحاكم أو غيرها من أشكال فض المنازعات إذا كانت المحاكم أو غيرها من األشكال البديلة تعمل بشكل أكثر

كفاءة؟

وعلى الرغم من أن المراجع عادة تشير إلى غير أنه ال 158"أنظمة المحاكم المثقلة باألعباء"

يصح تعميم هذا اإلدعاء، فقد تظهر البيانات الصحيحة أن هناك زيادة عبء فى أجزاء معينة من النظام، بينما هناك قدر كبير من عدم استغالل

إن العمل المقترح . لألجزاء األخرى من النظامهنا قد يؤدى إلى فهم أفضل لهياكل الحوافز داخل

ل المعادل لها داخل الهيئة القضائية وحجم العم

على سبيل المثال، وهو مثال واحد فقط، أنظر مارك 158

اإلصالح القانونى ، Mark K. Dietrichديتريش : والقضائى فى وسط أوروبا واإلتحاد السوفيتى السابق

Legal and Judicialأصوات من خمس دول Reform in Central Europe and the Former Soviet Union: Voices from Five Countries

6. ص) 2000: البنك الدولى(


على سبيل المثال، إذا كان حجم الدعاوى . النظامالمتراكمة ضخم إلى حد كبير، يمكن أن يتحاشى القضاة تحمل المسئولية بسبب الفشل فى الفصل

وقد . فى الدعاوى الصعبة فى الوقت المناسبكانت هذه أحد النتائج التى توصل إليها بحث

بحث تشخيصى أجرته مؤسسة آسيا فى إطار لإلصالح القانونى والقضائى فى باكستان موله

. 1999بنك آسيا للتنمية وتم اإلنتهاء منه فى عام وقد كشف بحث أجرى على مستوى الدعاوى فى جميع أنحاء الدولة أن القضاة عادة ما يتحاشون

مثل بعض النزاعات الخاصة (الدعاوى الصعبة معايير األداء ألن ) بالملكية والنزاعات التجارية

القضائى فى واقع األمر قد وضعت نظام حوافز غير سليم للقضاة جعلهم يفصلون فى الدعاوى السهلة ويتحاشون الصعب منها، حيث يقاس األداء

. شهريا" الوحدات"القضائى بتحقيق عدد معين من ويعطى لكل نوع قضية عدد معين من الوحدات،

مقدر بناء على صعوبة الموضوع والوقت الوحيث . للفصل فى مثل هذا النوع من الدعاوى

إنه كان هناك تراكم فى الدعاوى فى أجزاء معينة من البالد، أصبح من حق القضاة أن يختاروا تحاشى إصدار األحكام فى الدعاوى الصعبة مقابل الفصل فى عدد من الدعاوى السهلة، والتى تعتبر

قد كشفت و. عواقبها أقل على االقتصاد والمجتمع. الدراسة كذلك عن أجزاء النظام المثقلة باألعمال

ويعتبر هذا مجرد مثال واحد من أمثلة عديدة تدل على قيمة هذا البحث فى الكشف عما يفعله النظام

ويعتبر هذا البحث مفيدا . وكيف يتم التحايل عليهأيضا حيث أنه يوضح، ضمن أمور أخرى، عدد

مشروعة التى تقام أمام الدعاوى التافهة أو غير الالمحاكم، وعدد الدعاوى التى يكون موضوعها الممتلكات العامة، ومستوى التدخل الحكومى فى

إن مثل هذه المعلومات تعتبر . التقاضى وطبيعتهمفيدة جدا من أجل تصميم برامج اإلصالح

.القضائى

استبيان رأى : المنظور الخاص بما تفعله المحكمةد مجاالت التحقق هى قياس حجم إن أح. الجمهور

الطلب من أجل هيئة قضائية مستقلة وتحليل هذا وتركز زيادة هذا اإلتجاه على العالقة . الطلب

بين المناخ المؤسسى الداخلى للهيئة القضائية وبين طلب الجماهير لإلصالح فيما بين تحالفات من الممكن أن تتحرك من أجل توجيه هذا الطلب

ثال، الممثلون االقتصاديون، على سبيل الم(ونشطاء حقوق اإلنسان، والمواطنون فيما يتعلق

ومن ). بأمور يواجهونها فى حياتهم اليوميةالممكن أن يكون استفتاء رأى الجمهور أداة مفيدة من أجل التأكد من حجم الطلب وتحليله، على الرغم من أن النماذج المستخدمة فى الواليات

لمثل هذه االستفتاءات ال تؤتى المتحدة األمريكيةإال بفائدة ضئيلة فى تصميم استبيانات رأى فى الدول التى يكون فيها المواطنون أقل معرفة بعمل

ويعتبر استفتاء الرأى العام الذى تجريه . المحكمةمؤسسة آسيا وتموله هيئة التنمية الدولية األمريكية والذى يجرى حاليا بالتعاون مع شركة أى سى

نموذجا أكثر إرتباطا AC Nielsenنيلسون إن هذا االستفتاء سيقدم أفكارا . بالدول النامية

قيمة بخصوص أنواع النزاعات التى يواجهها المواطنون، وأين يتم فض هذه النزاعات، وما هى أكثر الموضوعات التى تزيد من الطلب من أجل اإلصالح، وأين يمكن تقوية التحالفات

159.وتحريكها

ما هو حجم التمويل الكافى؟ -ب

، قد يكون هذا ما يدور فى ذهن القارئ، "وأخيرا"نأتى ألحد الموضوعات التقليدية والفنية المتعلقة "

بداية وقبل أن نأتى إلى ." باستقالل القضاءالتحليل اآلتى والذى ال يعتبر باتا بخصوص خيارات التمويل، من المهم أن نلقى الضوء على

الميزانية الجيد فيما يتعلق بتخصيص قيمة تحليلالموارد للهيئة القضائية مقارنة بسلطتى الحكومة

، عالوة على توزيع )والقطاع العسكرى(األخرتين . الموارد وتخصيصها داخل الهيئة القضائية نفسها

إن ما تصرفه الجهات المانحة على مثل هذا التحليل يعتبر فى محله، حيث أن المجال يعتبر

ال قد يكون التعاون فيه مثمرا بين قطاع مجاالتنمية االقتصادية وقطاع الديمقراطية وأعمال

عادة . السيادة فى هيئة التنمية الدولية األمريكيةما سيكون المسئولون الميدانيون عن التنمية اإلقتصادية قادرين على تحديد خبراء التمويل

هذا العام المحليين واإلتصال بهم حتى يتولوا عملالتحليل، كما يمكن أن يساهموا فى وضع إطار

يفترض أن تصبح نتائج هذا االستفتاء متوفرة مع نهاية 159

.العام لدى مؤسسة آسيا


يجب . عام للبحث، وتحليل البيانات، والتقييمتحليل الميزانيات ليس فقط على المستوى القومى،

األقاليم، والواليات، (وإنما أيضا على مستوى أقل والمحليات إذا كانت تشارك فى الميزانية

شرحا يجب أن يتضمن هذا التحليل ). القضائيةتفصيليا للعملية التى تقوم بها الهيئة القضائية من أجل إعداد ميزانيتها وعرضها، وهو األمر الذى قد يكشف عن عدم وجود القدرة داخل الهيئات القضائية على إعداد الميزانيات وعرضها بشكل

.احترافى

وتطالب المبادئ األساسية لألمم المتحدة ضمن وثائق بخصوص استقالل الهيئة القضائية،

" بتوفير الموارد الكافية"دولية أخرى، الحكومات . للهيئات القضائية حتى تمكنها من أداء وظائفها

فى الدول : ولنضع جانبا هذا السؤال الكبير وهوالفقيرة جدا، ما المرتبة التى يحصل عليها تمويل الهيئة القضائية ضمن مجموعة من اإللتزامات

تمويل كذلك؟ إذا، ما هو الدولية والتى تتضمن ال: ؟ وقد يعارض البعض متسائال"الكافى"التمويل

وهل المستوى الحالى من التمويل غير كافى % 1بشكل واضح؟ فى الفلبين يذهب ما يزيد عن

من الميزانية إلى الهيئة القضئية، وفى باكيستان من الميزانية % 2تحصل الهيئة القضائية على

وليس من . انية المحليةمن الميز% 8القومية والمدهش فى شيء أن المحاكم فى كلتا البلدين . تعتقد أن الميزانية المخصصة لهم غير كافية

وفى ظل قلة الموارد وتزايد الطلبات المالية التى تواجهها معظم حكومات الدول النامية، يوصى أن تتبع الهيئة القضائية استراتيجية من مرحلتين

. ن تدافع عن زيادة التمويلوالتى من شأنها أ

وضع أنظمة تتسم بالشفافية : المرحلة األولىوحتى . لتخصيص الموارد داخل الهيئة القضائية

يتم تبرير زيادة تخصيص الموارد، يمكن اإلشارة ) 2(ما تفعله الهيئة القضائية مفيد، و) 1(إلى أن

يمكن للهيئة القضائية أن تقدم خدمات مفيدة بشكل إن المناقشة التى ذكرناها . زيادة التمويلأكبر مع

فى السابق، والتى تتعلق بالبحث الذى أجرى عما تفعله الهيئة القضائية ولماذا ترتبط بشكل مباشر

أما . فى تبرير الجزء األول من هذه المسألةالجزء الثانى وهو أن بإمكان الهيئة القضائية أن

شكل تقدم خدمات أفضل فمن المستحيل عرضها بمقبول إذا كانت الهيئة القضائية نفسها ال تقوم . بعمل تخصيص للموارد الداخلية بشكل جيد

ويجب المالحظة هنا أن مستوى االستقالل المالى الذى تتمع به الهيئات القضائية يختلف من دولة إلى أخرى بشكل كبير، فعلى سبيل المثال، هناك

على بعض الميزانيات التى تقوم وزارات العدل بينما تتلقى هيئات 160إدارة جميع تفاصيلها؛

قضائية أخرى تخصيص معين من السلطة التشريعية على المستوى القومى وعلى مستوى المناطق لتقوم بإدارته فى حدود خط معين ال

وعادة ما تكون هناك مشكلة هيكلية . يتخطوهمتأصلة عندما تدار الميزانية القضائية بكل

ل بيروقاطيات عديدة وتحتاج تفاصيلها من خال هذا وترتبط 161.هذه المشكلة إلى حل جذرى

التعليقات التالية باألنماط التى يكون للهيئة القضائية من خاللها بعض الحرية فى تخصيص

. مواردها

هذا ويجب أن يكون التوزيع السيىء للموارد داخل الهيئات القضائية أحد المسائل المهمة التى

بها مسئولو مكاتب الديمقراطية يجب أن يهتم ويحتاج المرء فقط إلى أن 162.وأعمال السيادة

يقوم بزيارة إلى أحد المحاكم العليا الفخمة ومبانى المحاكم العليا األخرى فى العديد من الدول النامية حتى يفهم إلى أى حد تقع محاكم الدرجات األولى

ومن الواضح أن هذا هو الوضع فى سلوفاكيا على 160

الحالة التى ويمكن الرجوع إلى دراسة. سبيل المثالأجريت على سلوفاكيا لمتابعة مناقشة ممتازة حول هذا النموذج عالوة على توصيات بعمل بنود ميزانية خاصة

أنظر أيضا المناقشة . للمحاكم العليا وكذلك المحاكم اإلقليميةالممتازة لهذا النموذج فى دراسة الحالة التى أجريت على

ارة العدل فى الواليات أوكرانيا، واضعا فى اإلعتبار أن وزالمتحدة االمريكية كانت تتحكم فى ميزانية المحكمة الفدرالية

.1939حتى عام تطرح االوراق التى قدمت على دول مختلفة تحليال 161

جيدا لمشاكل تخصيص الميزانية، بما فى ذلك المشكلة الدائمة الخاصة باإلعتماد على وزارات العدل لتخصيص

.الميزانياتنما لم يكن هناك إهتمام مناسب بدور المحاكم بي 162

الدستورى، فقد كان اإلهتمام بدور المحاكم فى ظل إن . وهو نظرة المواطنين للمحاكم: الديمقراطية أقل بكثير

أحد آثار عدم التوازن النظرى هذا هو أن محاكم الدرجات األولى كانت تحصل على إهتمام أقل بكثير من غيرها من

. المانحةجانب الجهات


فى آخر قائمة الحاصلين على مخصصات مالية ومع قلة الموارد نسبيا . الهيئة القضائيةداخل

على مدى السنوات الماضية، أصبحت محاكم الدرجات األعلى تميل نحو إنكار حاجة محاكم الدرجات األولى إلى الموارد، وكما ذكرنا من قبل، هناك اختالف كبير بين مبانى المحاكم العليا ومحاكم الدرجات األولى، باإلضافة إلى اإلختالف

بير فى المرتبات والمزايا، وليس من الغريب الكأن يحصل قضاة محاكم الدرجات األعلى على أجر يتراوح بين ثمانية إلى ثمانية عشر ضعفا من الراتب والمزايا األخرى التى يحصل عليها قضاة

وعادة ما ال يستطيع . محاكم الدرجات األولىقضاة محاكم الدرجات العليا أن يقدروه هو األثر

إن اإلدارة . لمحبط لهذه االختالفات الواضحةاالسيئة الواضحة للموارد داخل الهيئة القضائية تهدد مصداقية المطالبة بزيادة الموارد بدعوى

إن 163.زيادة اإللتزامات المالية للقطاع القضائىالحكاوى المستمرة التى تشير إلى أن قضاة المحاكم الجزئية ليس لديهم من يكفيهم من

وراق واألدوات الكتابية لمسألة تثير الشفقة، األغير أنه عندما يكون عدم وجود األوراق وغيرها من المستلزمات بسبب أن الهيئات القضائية األعلى قد خصصت هذه الموارد لراحتهم الشخصية، فإن هذه الحكاوى المثيرة للشفقة

وأخيرا، وفى أحد . تتحول إلى شيء خطيراالستئناف بإعادة تخصيص الدول، قامت محكمة

أموال من الميزانية القضائية كانت ستستغل فى بناء محكمة جزئية فى منطقة كانت تستخدم فيها خيمة كمقر للمحكمة لتغطية نفقات قضاة محكمة

إن تشجيع الهيئات القضائية على . االستئنافتطبيق المزيد من الشفافية والمسئولية فى

أولى من أجل تخصيص ميزانيتها يعد خطوة ".كافية"الدفاع عن توفير مستويات تمويل

فحص وسائل بديلة لتمويل الهيئة : المرحلة الثانيةيناقش هذا . ومؤمنة" كافية"القضائية لضمان أنها

القسم باختصار خمسة خيارات للحصول على

فى العديد من الدول، يصعب فهم عمق ومدى اإلحباط، 163

والفساد، ونظام الحوافز غير المعقول الذى يحصل عليه معاونو الهيئة القضائية، حيث يستبعد موظفو المحكمة ويحبطوا، وعادة ما تكون قنوات الحوار مع الهيئة القضائية

لتضخم األعلى ضعيفة، كما أن إنخفاض سعر العمالت وا .يعمقان الشعور بعدم األمان

نسبة محددة من : التمويل للهيئة القضائيةوائد على الميزانية، ورسوم إقامة الدعاوى، وف

األموال المودعة لدى المحكمة، ونص قانونى بخصوص تكاليف المحكمة، وعائدات العقوبات

.والغرامات

. نسبة محددة من الميزانية: التأمين الدستورىإذا افترضنا أن حققت الهيئة القضائية نجاحا فى المرحلة األولى، حيث تبنى قدرتها على إعداد

مصداقية من الميزانيات وعرضها كما تحققخالل التخصيص المتعقل للموارد، فيتعرض هذا الجزء إلى المناهج الدستورية من خالل تثبيت . الميزانية، أما الجزء التالى فيتناول التمويل الذاتى

واالستراتيجية الغالبة هى المطالبة بآليات توفر تمويال أكثر ضمانا للهيئة القضائية على المستوى

غير أن احتماالت 164.مناطقالقومى ومستوى ال. النجاح ضعيفة، خاصة فى الدول الفقيرة جدا

وحتى إن ضمنت مثل هذه الدول من خالل الدستور التمويل الكافى أو أنها تبنت أسلوب

للهيئة القضائية، فقد " تحديد نسبة من الميزانية"أثبتت التجربة أن هذه اإللتزامات الخاصة

أو التحايل عليها بالميزانية إما يتم تجاهلها غير أن إيضاح مثل هذه . بأساليب مختلفة

العالمات من الممكن أن يكون مفيدا فى الحوارات السياسية الخاصة بالميزانية، حتى وإن لم يتم

.تبنيها فى النهاية

إن معظم التجارب التى تبنت نموذج النسبة المحددة من الميزانية كانت فى أمريكا الالتينية،

كوستا ريكا، السلفادور، : المثالعلى سبيلجواتيماال، دومينيكا، الهندوراس، وفنزويال

وتم التوقف عن العمل بهذا النموذج ). مؤخرا(وهناك سمات إيجابية . 1995فى بوليفيا عام

إن معادلة النسبة المحددة : متعددة فى هذا النموذجتحاول حماية الميزانية القضائية من التدخالت

؛ كما أن لها قيمة تثقيفية حيث أنها تطرح السياسية

وبالطبع من الممكن أن يكون للتحديات التجريبية أثرا 164

كبيرا عند عقد مقارنات بين مخصصات الميزانية عندما ال . تكون وظائف البيروقراطيات والهيئات القضائية متسقة

غير أن التحليل التفصيلى والدقيق للميزانية يعتبر أداة ال كما أوضح البحث التجريبى الذى أشير إليه فى غنى عنها، ماذا يفعل : "إذا النتيجة الطبيعية لسؤال. القسم السابق

".ما هى التكلفة؟"هى " النظام؟


للهيئة القضائية؛ " الدعم الكافى"مسألة ما هو وحتى مع التحايل والتقلبات فى الميزانية

، فإنها تمنح مستوى معين من التنبؤ 165القوميةإن النسب المحددة تتراوح بين . بالتمويل المتاح

166.من الميزانية% 4و% 1

بداية، من المفيد أن . اتياتمويل الهيئة القضائية ذنذكر أنه فى السابق فى الواليات المتحدة األمريكية، كانت معظم المحاكم االبتدائية ال تحصل على التمويل الكافى من خالل الوالية

وفى ضوء المعارضة العامة . والحكومة المحليةوالقوية لزيادة الضرائب من أجل تدعيم الهيئة

التى يدفعها المستخدمون القضائية، بدت الرسوم .بديال جيدا

وإدراكا لصعوبة التقدم بطلب لتحديد ميزانية أو وضع ضمانات دستورية ذات مغزى لتضمن التمويل الكافى، يمكن تقديم بعض البدائل الجيدة،

وفيما يلى أربعة أمثلة . بعضها أفضل من اآلخرعلى مثل هذه اآلليات مرتبة تنازليا حسب

) 2( زيادة رسوم إقامة الدعوى؛ )1: (األفضليةالسماح بتحصيل فوائد على األموال المودعة فى

النص فى ) 3(المحكمة لصالح الهيئة القضائية؛ القانون على أن تذهب فوائد تكاليف المحكمة إلى

السماح بأموال العقوبات ) 4(الميزانية القضائية؛ والغرامات التى تقدرها الهيئة القضائية إلى

وبالطبع، إن الخيار الرابع . انية القضائيةالميزيعتبر أوضحهم فيما يتعلق بتضارب المصالح واحتمال تهديده لنزاهة الهيئة القضائية غير أنه

على سبيل المثال، يسمح فى الهند . طبق من قبل من قانون مجلس بورصة 14حسب نص الجزء

لجهة شبه 1992الهند والذى صدر فى عام ول نفسها ذاتيا من الغرامات قضائية أن تم

يجب أن يوضع فى االعتبار أنه فى األنظمة الفدرالية، 165

عادة ما يأتى جزء كبير من موارد الهيئة القضائية من ذج تحديد نسبة من الميزانية لذا فإن نما. مستوى المناطق

قد ال تكون مهمة مقارنة بالموراد التى تأتى من مستوى المناطق، ويمكن أن يكون للمشاكل الدستورية التى تفرض

.إلتزامات على ميزانيات المناطق أهمية خاصةمن الميزانية غير أن هذه % 6 تحدد كوستا ريكا 166

المؤسسات إلى% 3للهيئة القضائية و% 3النسبة تتضمن .المعاونة مثل الشرطة القضائية، وأعضاء النيابة، والدفاع

والعقوبات التى تفرضها على المستفيدين من وقد ال تثير آلية التمويل نفسها . خدماتها

اعتراضات قوية، غير أن ما سيواجه المقاومة هو إلى ) أو جزء منها(اقتراح أن تذهب العوائد

صندوق قضائى مستقل، خارج السيطرة المباشرة .ةلوزاراتى العدل والمالي

وقبل أن نختم، يجب اإلشارة إلى . الرواتب. ملحوظتين لإلنتباه تتعلقان بالرواتب القضائية

أوال، ال يوصى بزيادة الرواتب القضائية بنسب كبيرة دون وضع معايير لألداء القضائى مصاغة

ال يوجد دليل . جيدا ومفهومة للجميع ويتم تطبيقهان ببساطة تجريبى يوضح أن األداء القضائى يتحس

وقد أوضحت بعض 167.بسبب زيادة الرواتباألوراق المقدمة عن البالد المختلفة أن الرواتب لم توضع فى االعتبار حتى كأحد العوامل الهامة فى

وفى هذه الحاالت، . األجر الذى يتقاضاه القاضىمن الجدير بالذكر أن المناصب القضائية تباع أو

وفى مثل . يجارتوزع بالمحسوبية وتستغل فى اإلهذا المناخ، من شبه المؤكد أن زيادة الرواتب لن تكون لها أثرا إيجابيا على سلوك النهب الذى

ثانيا، إن مقارنة رواتب . يتبعه قضاة مثل هؤالءالقضاة بغيرهم ممن يعملون فى الخدمة العامة من الممكن أن تتسبب فى المشاكل، وفى بعض الدول،

نفس األجر الذى يحصل ال يحصل القضاة علىعليها نظراؤهم فى الخدمة العامة بنفس المؤهل

وفى دول أخرى، تكون المشكلة العكس . والخبرةتماما، حيث ترتبط رواتب القضاة بدرجات فى الوظائف الحكومية؛ وبالتالى، فإن الحركة من أجل تحسين الرواتب تعوقها مشاكل أكبر وأصعب

.ةتتعلق بإصالح الخدمة العام

ما هو مدى المشاركة الكافية؟ -ج

لطالما أكد خبراء اإلصالح القضائى على األهمية القصوى لوضع إجراءات تتسم بالمصداقية والمشاركة، كما أوضحت التجارب فى عدد من

Vinod أنظر على سبيل المثال، فينود توماس 167

Tomas ،أعمال السيادة : الفصل السادس"، وغيره Quality of Growth، فى جودة النمو "ومكافحة الفساد

على ) 2000أغسطس : البنك الدولى ونشرة أوكسفورد(موقع

www.worldbank.org/html/extpb/qualitygrowth.htm


اإلصالح تعد على نفس القدر " كيفية"الدول النامية وعلى . يجب إصالحه" ماذا"من األهمية مثل اول هذا الموضوع بالتفصيل يبتعد الرغم من أن تن

عن محور هذه الورقة، غير أنه ال يمكن التغاضى وعلى الرغم من التملق الذى . عن مدى أهميته

يتم للمعنيين باالستشارات المقدمة والتوقعات المرتفعة التى تثيرها هذه االستشارات، غير أن الواقع يظل أن هذه االستشارات قد قدمت بشكل

168.ضعيف جدا

ويمكن أن يعزى جزئيا الصعاب التى واجهتها برامج اإلصالح القانونى والقضائى السابقة إلى عدم توفر مستويات كافية من مشاركة المعنيين

إن وضع وتطبيق إجراءات . وشعورهم بالملكيةتحيط اإلصالح القضائى تتسم بالمصداقية والمشاركة وتكون مفيدة لمسألة تمثل تحديا

ير من الوقت، وعند تقييم مسألة وتستهلك الكثالمشاركة، أثير تساؤل بخصوص ما إذا كانت عناصر النظام القانونى، وخاصة الهيئة القضائية، يمكن أن تستمع للنقد وتستخلص القيمة من

إن استقالل القضاء يعتبر . اإلستشارات المقدمةسمة مقدسة لدى المؤسسة، غير أنه عمال عادة ما

إن . القضاء" بعزلة"القضاء " استقالل"يختلط الثقافة المؤسسية القانونية هى ثقافة هرمية بالنسبة

إن الجزء . للجمهور أو حتى فى داخل نفسهااآلخر من الورقة يتناول تكوين التحالفات االقتصادية، غير أنه من الممكن الحصول على دروس مستفادة عن الحاجة إلى تكوين التحالفات

ستقالل القضاء واإلصالح من بين من أجل تدعيم اجماعات من المواطنين من خالل برامج يتم تطويعها لتخدم هذا الغرض كالتى نفذتها محاكم

أنظر وللحصول على تحليل عميق لهذا الموضوع، 168

المشاركة المفيدة "، Erik Jensen، إريك جنسن بشكل عامالوقائع والمآزق التى تواجهها مشاريع : أو الخداع المتعمد

التى تعمل على مشروعية اإلصالح القانونى والقضائى من Meaningful Participation orارات خالل االستش

Deliberative Deception: Realities and Dilemmas in Legitimating Legal and Judicial Reform Projects Through

Consultative Processes, " ورقة قدمت فى ندوة نوفمبر 4: واشنطون(المحامين التى عقدها البنك الدولى

1999(

والية كاليفورنيا لتعزيز العالقة بين المواطن 169.والهيئة القضائية

جعل الشفافية وكثافة .3المعلومات أولوية قصوى من أجل خلق مناخ يسمح

واستقالل باإلصالح القضائى :القضاء

بدون إصالحات تتعلق بأعمال السيادة من أجل خلق مناخ مالئم للهيئات العامة، فإن جهود اإلصالح القانونى والقضائى المنعزلة من شأنها أن تفشل، وقد أوضحت التجربة أنه يجب أن يكون هناك قيادة ملتزمة، غير أنها وحدها ال

يجب عمل لذا. تكفى لتحقيق النتائج المرجوةآليات داخلية للتطبيق والتعزيز وكذلك هياكل للحوافز لضمان التعاون بين الجهات والمؤسسات المتنافسة، فبدون حوافز كافية، ال يرغب الموظفون الحكوميون وكذلك القضاة فى تحقيق

وفى نفس الوقت، . تقدم يومى يمكن استمرارهيمكن لإلصالحات أن تترسخ فقط من خالل

لجمهور لمعلومات صادقة ومن خالل توصل اتحالفات تطالب بالمسئولية واإلصالحات

ويتناول هذا القسم . المصاحبة الداعمة لذلكباختصار أهمية الشفافية وكثافة المعلومات بالنسبة للمناخ المناسب الذى يمكن أن يحدث فيه

مجلس القضائى بكاليفورنيا عن إمتداد مجموعة عمل ال 169

لبحث 1997المحكمة للمجتمع والتى تشكلت فى عام تحسن المحاكم الخدمات "الوسائل التى يمكن من خاللها أن

وتستعيد دورها " التى تقدمها لمستخدمى نظام العدالةيرتبط ارتباطا وثيقا بحياة "التاريخى المحترم بصفته

وقد إنقسمت رؤية مجموعة ."المواطنين الذين يخدمهميجب أن تكون المحاكم عبارة عن ) 1: (العمل فى اتجاهين

بصدق " تستمع"قنوات اتصال مفتوحة مع الجمهور حيث يجب أن تشارك ) 2(لمخاوف ومشاكل أفراد المجتمع؛

المحاكم بفاعلية فى تثقيف الجمهور بخصوص دور المحكمة ر مجموعة العمل إنظر بشكل عام إلى تقري. وإجراءاتها

؛ فيرونيكا )1999 (الخاصة عن صلة المحكمة بالمجتمعمبادرات : ندوة، Veronica S. MacBethماكبث

Symposium: Judicialاإلتصال القضائى Outreach Initiatives ،62 Alb.L.Rev.1379

ويتعرض التقرير، ضمن أمور أخرى، إلى ). 1999( بفاعلية مسئولياتهم كيف يمكن للقضاة أن يوازنوا: سؤال

"تجاه المجتمع فى إطار الحدود المسموح بها؟


اإلصالح؛ أما القسم األخير فيتناول إمكانية تحريك ادية فى شكل تحالف يطالب العناصر االقتص

.بالمسئولية واإلصالح

إن محاولة وضع مشاريع استقالل القضاء واإلصالح القضائى فى تسلسل معين ليس بالعملية الممكنة، غير أنه من ضمن جميع العناصر التى يطلق عليها اسم العناصر المتكاملة الستقالل القضاء والمسئولية، تعتبر زيادة المعلومات

الحقوق القانونية الفردية والجماعية بخصوص وبخصوص األداء المؤسسى للهيئة القضائية أهم عنصر من الممكن أن يساهم فى تكوين المناخ . المالئم الذى يمكن أن يحدث اإلصالح من خالله

.وتعد هذه هى الخطوة األولى

كما تعد المسئولية المؤسسية مكونا أساسيا فى المؤسسات ال تصلح اإلصالح القانونى، غير أن

فبدون حصول الجمهور على . من نفسهاالمعلومات بشكل واسع، لن تترسخ المسئولية ولن تتمكن التحالفات من تسليح نفسها بالشكل المناسب

إن خلق مناخ مالئم . حتى تطالب باإلصالحلإلصالح من خالل مجموعة من النشاطات ة صممت لتحسين وزيادة كثافة المعلومات الخاص

بالقوانين، والمؤسسات القانونية واإلدارية، وسبل ويجب أن . تعويض المواطن، يعد استثمارا جيدا

تتضمن االستراتيجيات استخدام مبتكر إلصالح القانون، واإلعالم، والتكنولوجيا الجديدة من أجل تعزيز إمكانية حصول الجمهور على معلومات

. بهاعن الهيئة القضائية والمؤسسات المرتبطةنشر : وتتضمن األمثلة األكثر تحديدا ما يلى

ويفضل من خالل نشرها عبر (األبحاث وضع الهيئة "؛ ونشر تقرير سنوى عن )اإلنترنت؛ ونشر أعمال مكتب الشكاوى أو ما "القضائية

يعادله من مكاتب النزاعات اإلدارية وإصدار 170.وتفعيل قانون لحرية المعلومات

ويعترف المنهج الذى اتبعته مؤسسة آسيا من أجل 170

اإلصالح القانونى أن حرية المعلومات والحصول عليها يعتبرا أهم عنصران فى خلق المناخ المناسب الذى ستصبح من خالله المؤسسات العامة أكثر استجابة الحتياجات

ومن المستحيل تحميل المؤسسات العامة، . المواطنينخاصة الهيئة القضائية، المسئولية كاملة فى مناخ من

وتعطى المعلومات القوة لألفراد . المعلومات غير المتسقةمن خالل زيادة توقعات المواطنين بخصوص ما يمكن أن

أجل تكوين تحالفات من .4اإلصالح، خاصة بين العناصر

:االقتصادية

إن أهم ثالثة تحالفات يمكن تكوينها لدعم استقالل القضاء واإلصالح القضائى، والذين قد يكون لهم بعض اإلمكانية لعمل منظمة جماعية، وهم

، والعمال )والطلبة(جماعات حقوق اإلنسان وبينما يمكن أن . المنظمون، واألعمال المنظمة

، )إندونيسيا(م جماعات حقوق اإلنسان تقوبدور ) يوغوسالفيا وبولندا(وجماعات العمال

المحفز فى حركة اإلصالح، غير أن مساندة جهود اإلصالح وضمان استمراريتها يتطلب فاعلين اقتصاديين يشاركون فى جزء من جدول أعمال

أى، قد يشتركون فى بعض األهداف (اإلصالح على أهدافهم الضيقة العامة األوسع عالوة

كما أن لديها ) المنصبة على المستوى االقتصادى . القدرة على التنظيم

دور الهيئة القضائية، (العالقة بين القانون وبين النشاط االقتصادى هى ) واستقالل القضاء

وحتى يأتى الوقت . "منقطعة ومتصلة"عالقة الذى يصبح فيه فهمنا للعالقات بين القانون

ط اإلقتصادى أعمق، يستخدم ريك ميسيك والنشاRick Messick مالحظة ألبرت هيرشمان

Albert Hirschman بأن العالقة بين القانون الهيئة القضائية واستقالل القضاء بصفته جزء (

" منقطعة ومتصلة"واالقتصاد هى عالقة ) منها 171.باعتباره أفضل توصيف لهذه العالقة

باستقالل هل يهتم اإلقتصاديون فعال -أ القضاء؟

وهناك قائمة . يتوقعوه من خالل تعاملهم مع السلطة

التى يمكن بل ويجب أن تتم من أجل تقوية باألشياءاالستقالل القضائى ومسئوليته؛ غير أن هذه الخطوة تعتبر

.الخطوة األولى األساسيةاإلصالح "، Richard Messick ريتشارد ميسيك 171

دراسة لهذه الموضوعات : القضائى والتنمية اإلقتصاديةJudicial Reform and Economic

Development: A Survey of Issues، " الجريدة World Bank Researchالبحثية للبنك الدولى

Observer 1999 (1، رقم 14، المجلد رقم.(


إن اإلجابة القصيرة على هذا السؤال هى أن اإلقتصاديين الفاعلين ال يمثلون فى حد ذاتهم تحالفات طبيعية من أجل استقالل القضاء، أو حتى . بالضرورة يؤيدون اإلصالح القضائى بشكل أعم

إن العالقة بين الفاعلين اإلقتصاديين واإلصالح بر وهو إلى أى مدى القضائى ترتبط بسؤال أك

تعتبر األنظمة القانونية عامال فى تحليل المخاطرة ، أصبحت 1992منذ عام . فى الدول النامية

الصين أكبر دولة فيها استثمارات أجنبية مباشرة، ، وقبل األزمة االقتصادية فى 1997وفى عام

شرق آسيا، كانت إندونيسيا تأتى فى المرتبة تلقى استثمارات أجنبية الرابعة ضمن الدول التى ت

وتشير بيانات إندونيسيا إلى نسبة 172.مباشرةعالية جدا من المستثمرين الكبار، ووضعا فى اإلعتبار ضعف سيادة القانون فى إندونيسيا وقتها واآلن، كما يشير ذلك إلى أن المستثمرين الكبار كانوا يتطلعون إلى إمكانية التنبؤ بما قد يطلق

Mancur Olsonلسون عليهم مانكور أوبالخارج، أيضا فى داخل " اللصوص الساكنين"

النظام القانونى، كما يمكن التنبؤ بسعر هؤالء اللصوص النهائى، ولذا يصبح عليهم طلب أكبر،

إن البحث ذا 173."اللصوص الجوالين"أكثر من

Globalتطور الموارد المالية عالميا 172

Development Finance نظام التقارير المدينة للبنك ، World Bank Debtor Reportingالدولى

System) والذى تم اإلشارة إليه ، )1998: البنك الدولىاالستثمار ، Theodore Moranفى ثيودور موران

جدول أعمال السياسات الجديدة : األجنبى المباشر والتنمية FDIللدول النامية واإلقتصاد الذى يمر بمرحلة انتقالية

and Development: The New Policy Agenda for Developing Countries and

Economies in Transition ) معهد االقتصاد الدولىInstitute for International Economics :

إن مناقشة تأثير األزمة االقتصادية فى شرق ). 1998آسيا على االستثمار فى إندونيسيا وكذلك تأثير تنفيذ الصين لشروط منظمة التجارة الدولية المرتقب تعتبر بعيدة كل البعد

الجدير بالذكر أن مستثمرين عن هذه الورقة، غير أنه من كبار قد سيطروا على االستثمار األجنبى المباشر فى

، بينما كانت االستثمارات فى 1997إندونيسيا فى عام المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى الصين هى المسيطرة، حتى بعد تخفيض الحجم الكبير لرأس المال لدى المستثمرين

.المحليين، السلطة Mancur Olson مانكور أولسون 173

الدكتاتوريات الشيوعية والرأسمالية اآلخذة فى : والرخاء

المؤشرات البسيطة الذى أجرى على مجتمعات يم مفهوم يشير إلى أن تعم174األعمال فى آسيا

فى دعم القطاع القضائى إنما هى " ثقة المستثمر"فاألهمية األكبر سواء . مضخمة أكثر من الالزم

بالنسبة للمستثمرين المحليين أو األجانب إنما هى مناخ االستقرار السياسى، وإلى الحد الخاص بمساهمة الهيئة القضائية فى هذا االستقرار، فإن

. تعلق بثقة المستثمرأداءها يعتبر بارزا فيما يوبعيدا عن االستقرار المعمم، فهناك ثالثة مستويات على األقل تتبادر إلى الذهن من النشاط االقتصادى ومساهمة المحاكم الممكنة فى ثقة

أوال، فى بعض األمور االقتصادية، قد . المستثمرتعيق الهيئة القضائية أنواع معينة من األعمال من

يكون هذا هو ما تتسبب فيه النمو، وعادة ما اللوائح والمحاكم اإلدارية حيث أنها تتفاعل مع

ثانيا، فى . المشروعات الصغيرة والمتوسطةأنواع أخرى من األعمال قد يشجع سوء األداء الوظيفى للهيئة القضائية على إتباع سلوك

حيث يصبح من الصعب دخول هذا (احتكارى يستطيعوا تحمل ويقوم بذلك من ) النوع من العمل

وفى مجموعة ثالثة . المخاطرة من داخل العملمن الحاالت االقتصادية، ال يكون لمستوى أداء الهيئة القضائية الضعيف أثر يذكر حيث أن تكاليف التعامالت تكون ضئيلة بينما يمكن السيطرة على المخاطرة فى العمل من خالل

175.شبكات معلومات قوية

Power and Prosperity: Outgrowingالنمو

Communist and Capitalist Dictatorships وحتى فى األماكن التى ). Basic Books :2000كتب (

تكون فيها الهيئة القضائية أو حتى قضاة معينون غير ا، فإن التجربة تتوافق مع الذى طرحته عدة فاسدين نسبي

أى أن العديد من المحاكم ما زالت : أوراق لهذا المشروع .متأخرة فى فهم العواقب االقتصادية لقراراتها وأحكامها

Amanda على سبيل المثال، عمل أماندا بيرى 174Perry تبادل البريد اإللكترونى بين جنسن [ فى سرى النكا

Jensen وبيرى Perry :23 2000 يونيو[. هناك موضوعات كثيرة أخرى بعيدة عن نطاق هذه 175

الورقة، مثال ما تحتاج األعمال إلى عمله لجذب رؤوس .أموال كبيرة


االقتصاديين أن هل يمكن للفاعلين -بيقتنعوا بأنه يجب عليهم االهتمام

باستقالل القضاء؟

المشروعات الصغيرة والمتوسطة كتحالف من إن اإلجابة القصيرة على هذا . أجل اإلصالح، خاصة بالنسبة للمشروعات "ربما"السؤال هى

قد تكون الفائدة المحتمل . الصغيرة والمتوسطةيرة أن تحصل عليها المشروعات الصغ

والمتوسطة غير مباشرة، غير أنها ليست إن التحدى الحقيقى هو . بالضرورة بعيدة المنال

خلق صالت طبيعية بين دعم نظر القضاء للدعاوى اإلدارية واحتمال أن يؤدى نظر هذه الدعاوى إلى تعزيز مستوى التنبؤ إلقامة األعمال وإلى تقليل اللوائح الزائدة والحد من سعى

وبهذه 176.طية إلى الحصول على المالالبيروقراالطريقة، يمكن أن تساعد الهيئة القضائية قطاع األعمال، وبذلك تقوى تحالف هام من الممكن أن يتكون لدعم جدول أعمالها الشخصى من أجل

إن . اإلصالح، والذى قد يتضمن استقالل القضاءوضع البرامج يجب أن يتأكد من وجود الصالت

المحاكم وأعمال المشروعات الطبيعية بين الصغيرة والمتوسطة، فعلى سبيل المثال، هل يمكن للمحاكم، من خالل قدرتها على التنفيذ، أن تحسن من أعمال السيادة اإلدارية فى ظل القانون؟ إن تكوين مجموعات التركيز وعمل االستفتاءات بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة حيث تكون

ا مفيدا للتأكيد على مصالحها منظمة، تعتبر نشاطكما أنها فرصة للتنظيم والتجمع، ولو جزئيا، حول موضوعات أوسع تخص المصلحة العامة، مثل


ستقوم مؤسسة آسيا، بتمويل من هيئة التنمية الدولية األمريكية، بدراسة إمكانية التحالفات فيما بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى

نيسيا فى مشروع على وشك البدء خاص إندوإن المشروعات . باإلصالح القانونى والقضائى

إن مصالح المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى فى 176

استقالل اإلطار السياسى والقانونى بالنسبة لها وتنظيم نظر أنظر، على سبيل المثال، ديتريش .القضاء للقضايا اإلدارية

Dietrich سوبرا supraفى لقائه مع أصحاب 18. ، ص .مشروعات صغيرة ومتوسطة فى رومانيا

6الصغيرة والمتوسطة والتى يترواح عددها بين 35ويصل هذا العدد إلى ( ماليين مشروع 7إلى

مليون إذا وضعنا فى االعتبار المشروعات يمكن أن تكون تحالفا قويا مساندا ) الصغيرة جداومن خالل برامج إصالح . ونىلإلصالح القان

سياسات المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذى تم تشكيل 177تقيمه مؤسسة آسيا فى إندونيسيا،

مجموعة إقليمية لمالكى المشروعات الصغيرة 14 forumوالمتوسطة وأطلق عليها إسم

deaerah أو فورداس Fordas) المجموعات). اإلقليمية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة

ما Fordasوتتضمن األربع عشرة فورداس إن . مشروع صغير ومتوسط1000يزيد على

المشروعات الصغيرة والمتوسطة تدرك تماما أن المناخ القانونى المستقر والمتسق هو فى حد ذاته دعم لتنمية القطاع الخاص كما أن هذه المشروعات تدعم مبادرات اإلصالح من أجل

إن تحريك . تقرار القانونىزيادة الثبات واالسالمشروعات الصغيرة والمتوسطة من خالل شبكة

للتعبير عن مخاوفهم من Fordasفورداس الممكن أن يقوى حركة اإلصالح بشكل كبير كما ستعتبر الجهد األول من أجل إشراك قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو قطاع

الح عريق وسيحمل قوة فى المستقبل، فى اإلصوال يركز هذا . القانونى والقضائى فى إندونيسيا

المشروع تحديدا على استقالل القضاء، غير أنه .تنطبق عليه نفس مبادئ تشكيل التحالفات

إن العديد من الموضوعات التى تقلق بشكل عام حركة اإلصالح الخاصة بالمصلحة العامة، مثل الفساد؛ والجريمة وعدم تطبيق القانون؛ وعدم توفر المسئولية؛ والبيروقراطية المعقدة والمعرقلة وعدم تحديد ملكية األرضى، قد أدت إلى آثار

إن . سلبية على المشروعات الصغيرة والمتوسطة

المقصود هنا هو برنامج إصالح السياسات 177

Private Enterprise Policyللمشروعات الخاصة Reform Program (PEPR) والمشروع الشبيه وهو

ات من أجل زيادة نمو المشروعات برنامج إصالح السياس Policy Reform forالصغيرة والمتوسطة

increased SME Growth Program (PRISM) ، ويمولهما مكتب النمو 1999واللذان بدآ فى عام

.اإلقتصادى بهيئة التنمية الدولية األمريكية


الحكومات االستبدادية وسلوك الجباية الذى يمارسه المسئولون اإلداريون كان له أثرا كبيرا

إن طلبات الترخيص . على تطور األعمالتسجيل المعقدة والتى تدخل فيها طرفا عدة وال

جهات إدارية قد خلقت فرصا عديدة للجباية بين المسئولين عن إصدار تصاريح األعمال، كما أن عدم توفر المعلومات بخصوص تسلسل التصاريح العديدة إنما يساهم فى التأخير وإرتفاع التكلفة، حيث أن البيروقاطيين يستغلون اإلجراءات غير

. تسقة وغير المرنة حتى يحصلوا على رشاوىالمووفقا للنسبة والتناسب اقتصاديا، فإن تكلفة ذلك على المشروعات الصغيرة والمتوسطة أكبر من

إن إجراءات . أثرها على المشروعات الكبيرةالتصاريح المرهقة يمكن أن تشكل جزءا كبيرا من التكلفة المبدئية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة،لذا فمن الممكن أن تشكل هذه المشروعات تحالفا

وهناك ميزة . داعما لشفافية اإلجراءات اإلداريةأخرى من التركيز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة المحلية وهى أنها تواجه الجدل الخاص بأن اإلصالح اإلقتصادى كله موجه للمستثمرين األجانب، وبالتالى، يجب سد الطريق

وإذا وضعنا فى اعتبارنا المناخ السياسى . عليهالحالى فى العديد من دول آسيا، وفى إندونيسيا بشكل خاص، فإن التركيز على التحالفات المحلية يزيد من إحتماالت أن تستمر هذه التحالفات وأن

ومن الضرورى فى هذا المجال أن . تكون فعالةتتكامل جهود المسئولين العاملين فى مكتب

قراطية وأعمال السيادة ومكتب النمو الديم .االقتصادى من أجل دراسة هذه الفرص

ثالثة مناهج محددة : الخاتمة .5لوضع برامج اإلصالح

القضائى

على المسئول فى مكتب الديمقراطية وأعمال السيادة أن يدرك أثناء دراسته لهذه الموضوعات التى أثيرت أعاله لما أعتقد أنهم ثالثة مناهج

ة لوضع أولويات برامج السيادة بشكل عام، محددوقد . وأولويات اإلصالح القضائى بشكل أخص، "هيكلى: "وصفت هذه المناهج بشكل عام كما يلى

وكما ". اإلقتصاد السياسى العملى"، و"مذهبى"وهو مشار فى توصيف كل منهج كما سيلى، إن

هذه المناهج الثالث لها معادالت فى تطور علم . والتفكير القانونىاإلجتماع

إن الكثير مما ألف عن استقالل القضاء . الهيكلىيضع قوائم بالعناصر المكونة لمثل هذا الوضع

إن هذه المؤلفات ليست بعامل . لكيان مؤسسىمساعد فى تقييم كيف يمكن لهيئة قضائية مستقلة، أو باألحرى، ما إذا كانت الهيئة القضائية هى حكم

-الخاصة والخاصة-ات العامةمشروع فى النزاعفمن السهل جدا اإلنشغال بالتعريفات . الخاصة

مستقل، : فى معرض الحديث عن استقالل القضاء وحتى إن افترض 178إلخ... نزيه، مستقل بذاته

أن بلوغ هذه الصفات مرغوب فيه، غير أنه يجب . وضع أسلوب يقيس هذه الصفات بفاعلية

القضائية من تشيلى وبالتأكيد، كان ينظر للهيئات إلى إيران إلى إندونيسيا خالل حقب تاريخية مختلفة أنهم نسبيا مستقلون أكثر من الالزم، وبالتالى غير شرعيين، لذا فإن المنهج الهيكلى يرتبط بنموذج اإلدارة العامة للتنمية المؤسسية والذى ساد خالل الستينيات والسبعينيات من القرن

.العشرين

هناك إتجاه آخر من المؤلفات حول و. المذهبىاستقالل القضاء على قدر كبير من المذهبية، وال يثير ذلك الدهشة حيث أن المحامين والقضاة، الذين كان تعليمهم على أساس المذهب، هم

وعلى . المسيطرون على تحليل األنظمة القانونيةمدى عقود من الزمان، ظل فى قلب المذاهب التى

لى دول أخرى من محاولة لزرع يتم تصديرها إاألنظمة القانونية فكرة أن الهيئة القضائية المستقلة تعتبر عامال حيويا فى تحجيم أطراف الدولة

إن النموذج المذهبى يقترب كثيرا . اآلخرين

لإلطالع على مناقشة جيدة بخصوص االستقالل، أنظر 178

القضاة المستقلون، " John Ferejohnجون فيريجون تفسير استقالل القضاء، : الهيئة القضائية غير المستقلة

Independent Judges, Dependent Judiciary: Explaining Judicial

Independence "72 So.Cal. L. Rev. 353 يعتبر الشخص أو المؤسسة غير مستقلين عندما ): 1999(

داء وظيفتهم دون اإلعتماد على ال يكونون قادرين على أويشير هنا إلى العديد من ." مؤسسات أو جماعات أخرى

المؤسسات التى بإمكانها إنتهاك حرمة اإلستقالل وفقا لهذا .التعريف األوسع


بالمدرسة الشكلية فى التفكير القانونى خالل القرن . التاسع عشر والنصف األول من القرن العشرين

نه من المدهش كيف لهذه المدة أن تكون غير أ(بهذه المرونة لتستمر خالل العديد من مشاريع اإلصالح القانونى غير المحظوظة فى الدور

.)النامية

ركزت بعض مجاالت . اإلقتصاد السياسى العملىالعمل األكثر ابتكارا منذ وسط الثمانينيات على االقتصاد السياسى لإلصالح القضائى وعالقة

هيئة القضائية باالقتصاد والمجتمع، وبالثقافة الإن وضع البرامج لإلقتصاد السياسى له . والتاريخ

عناصر أساسية عدة وثيقة الصلة بوضع البرامج أوال، يطبق هذا األسلوب . الستقالل القضاء

المنهج العملى الذى يركز على أين يمكن حل ن تأتى الهيئة القضائية ضم179.المنازعات ولماذا

ما يتم التركيز عليه، غير أنه ال يكون التركيز ويعتمد هذا المنهج العملى على . عليها وحدها

أبحاث علم االجتماع الستقاء أدلة تجريبية عن والمفاهيم الخاصة بهذا (دور الهيئة القضائية

عالوة على أساليب حل النزاعات ) الدور. األخرى، رابطا هذه األدوار بتخصيص الموارد

تتضمن األمثلة من هذا البحث فحص سجالت والدعاوى من أجل فهم دوافع العميل، وجودة التسبيب القضائى، ومعدالت التبرئة، وتنفيذ األحكام؛ ولقاءات مع المتقاضين والمتقاضين المحتمليون عالوة على عمل الدراسات المسحية؛ وتحليل الميزانيات سواء فى سلطتى الحكومة أو

القضائية نفسها؛ واستفتاء الرأى مع داخل الهيئة وثانيا، يهتم منهج االقتصاد . تحالفات متعددة

السياسى فى تصميم البرامج بوضع اإلجراءات وتكوين مناخ مناسب يمكن أن تنمو فيه برامج . اإلصالح القضائى التى تمتاز باالستمرارية: وهناك مجال واحد هنا يدعو إلى االهتمام وهو

خاصة فى الدول التى تكون قدرة المؤسسات القانونية 179

فيها ضعيفة، ومعايير األداء وتنفيذ القانون ضعيفا نسبيا، تعرض المنهج الهيكلى لماهية المشاكل التى قد تحدث إذا ي

عملت هذه المؤسسات وتم تنفيذ القوانين، وليس المشاكل الفعلية إذا وضعنا فى االعتبار الحالة السيئة لمثل هذه

غير أنه فى المناخ الذى تكون فيه . األنظمة القانونيةل المؤسسات وسيادة القانون ضعيفة، فإن مفاهيم التحلي

واإلصالح يجب أن تستقى من الطبيعة العملية لما تفعله .المؤسسات القانونية بالفعل من أجل تنفيذ القانون واألحكام

تفعل الهيئة القضائية من أجل زيادة ماذا يمكن أنشرعيتها وتقوية مسئوليتها أمام المواطن، وجماعات األعمال، وجماعات العمال وحقوق

وثالثا، وهو يتعلق بالمنهجين االثنين . اإلنسانالسابقين، يفحص منهج تصميم برامج اإلقتصاد

ويرتبط هذا المنهج . السياسى الحوافز واألداءاء، غير أنه ال يفترض أن استقالل باستقالل القض

القضاء، أو حتى اإلصالح القضائى، سيكون أهم أهداف البرنامج فى إطار أى برنامج ألعمال السيادة يستهدف تحقيق أهداف أكبر مثل النمو

.المتعادل، واالستقرار والديمقراطية

إن منهج اإلقتصاد العملى أو السياسى ال زال فى ال يتصل بالمذهبية، وهو طور النمو، وهو هجين

مستقى من المدرسة الواقعية والتى سادت فى األربعينيات من القرن العشرين وما بعدها، وحركة الدراسات القانونية النقدية التى سادت فى السبعينيات من القرن العشرين، وحركة القانون والمجتمع، وحركة القانون وعلم االقتصاد، وعلم

ديد؛ وال يجب أن ننسى هنا االقتصاد المؤسسى الج، Weber، وويبر Machiavelliماكيافيلى . Marx، وماركس Durkheimودورخيم

واألهم اليوم هو ان تطبيق هذا المنهج يتطلب االستماع الجيد إلى المفكرين المتنوعين اآلسيوين، والالتينيين، والعرب، واألفارقة، واألوربيين

وعلى . بقوةالشرقيين، والروس والتفاعل معهمقدر وضوح هذه النقطة األخيرة، يتمنى المرء أن

.يتم تطبيقها بشكل أقوى فى المستقبل


:معايير ومبادئ استقالل القضاء ":أ"الملحق

ضرورة وجود هيئة قضائية مستقلة، ونزيهة، وعلى "يفرض عدد من وثائق حقوق اإلنسان الدولية واإلقليمية كما أنه هناك العديد من األدلة التى صاغها الخبراء وتم تجميعها فى وثائق دولية، مثال، ، ."درجة عالية من الكفاءة

وعلى الرغم من أن هذه الوثائق ليست ملزمة للدول األعضاء، غير . مبادئ األمم المتحدة عن استقالل القضاء .aأنها تعتبر دليال على أن هناك دعم عالى المستوى لمبدأ استقالل القضاء

يلى العديد من الوثائق واألدلة، سواء حكومية أو غير حكومية، والتى تعدد مبدأ استقالل القضاء فى كل إقليم وفيما .من العالم

:المعاهدات الدولية )1

اإلعالن العالمى لحقوق اإلنسان

، األمم المتحدة، قرار الجمعية 1948 ديسمبر 10، بتاريخ 10، المادة اإلعالن العالمى لحقوق اإلنسان ).3(أ 217لعمومية رقم ا

المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية

، األمم المتحدة، قرار 1966 ديسمبر 16، بتاريخ )1(14، المادة المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية، وثائق أمم متحدة 52فى ) 16رقم ( لألمم المتحدة تابع GAOR 21، )21( أ2200الجمعية العمومية رقم

.1976 مارس 23، بدأ تطبيقه فى UNTS 171 999، )1966 (6316/أ

:األدلة والمبادئ الدولية )2

b)1999(دليل المحاكمات العادلة لمنظمة العفو الدولية

.POL 30/02/98: ، فهرس منظمة العفو الدولية1998نشر ألول مرة فى ديسمبر

c)0002(دليل المحاكمة العادلة للجنة المحامين لحقوق اإلنسان

، لجنة المحامين لحقوق اإلنسان، مارس ما هى المحاكمة العادلة؟ دليل أساسى للمعايير والتطبيقات القانونية2000.

)1985(مبادئ األمم المتحدة األساسية الستقالل القضاء

، ميدنة المبادئ األساسية الستقالل القضاء، مؤتمر األمم المتحدة السابع عن منع الجريمة ومعاملة المجرمين بتاريخ 40/32، قرارات الجمعية العمومية رقم 1985 سبتمبر 6 أغسطس وحتى 26ميالنو، إيطاليا، من


، الجلسة األربعين، تاريخ رقم UN GAOR، 1985 ديسمبر 13 بتاريخ 40/146 و1985 نوفمبر 29 ).1985 (40/53/، وثائق األمم المتحدة أ53

)1989(المتحدة األساسية الستقالل القضاء إجراءات التنفيذ الفعال لمبادئ األمم

مؤتمر األمم المتحدة السابع عن منع إجراءات التنفيذ الفعال لمبادئ األمم المتحدة األساسية الستقالل القضاء، ، قرارات 1985 سبتمبر 6 أغسطس وحتى 26الجريمة ومعاملة المجرمين، مدينة ميالنو، إيطاليا، من

، لجنة 1985 ديسمبر 13 بتاريخ 40/146 و1985 نوفمبر 29 بتاريخ 40/32الجمعية العمومية رقم ، قرار المجلس االقتصادى 1988منع الجريمة والسيطرة عليها، الجلسة العاشرة، مدينة فيينا، النمسا،

.1989 مايو 24، بتاريخ 1989/60 رقم ECOSOCواالجتماعى لألمم المتحدة

)9019(المبادئ األساسية لدور المحامين

مؤتمر األمم المتحدة الثامن عن منع الجريمة ومعاملة المجرمين، مدينة المبادئ األساسية لدور المحامين، .1990 سبتمبر 7 أغسطس وحتى 27هافانا، كوبا، من

)1990(دليل دور النيابة

هافانا، كوبا، من مؤتمر األمم المتحدة الثامن عن منع الجريمة ومعاملة المجرمين، مدينة دليل دور النيابة، .1990 سبتمبر 7 أغسطس وحتى 27

)1994(صيغة وثيقة المبادئ األساسية عن الحق فى محاكمة عادلة وعالج

إدارة العدالة وحقوق "، الملحق الثانى، صيغة وثيقة المبادئ األساسية عن الحق فى محاكمة عادلة والعالج، التقرير "ف الحالى والتدابير الضرورية لتعزيزهااإلعترا: اإلنسان للمحتجزين، الحق فى محاكمة عادلة

النهائى، لجنة حقوق اإلنسان، اللجنة الفرعية لمنع التفرقة وحماية األقليات، الجلسة السادسة والعشرين، E/CN.a/Sub.2/1994/24 1994 يونيو.

:الميثاق العالمى للقضاة

نوفمبر 17 للقضاة، مدينة تابى، تايوان، بتاريخ الميثاق العالمى للقضاة، المجلس العمومى للجمعية الدولية1999.

:المقرر الخاص لألمم المتحدة عن استقالل القضاة والمحامين )3

عينت لجنة األمم المتحدة الفرعية لمنع التفرقة وحماية األقليات مقررا خاصا مسئوال عن استقالل القضاة وتقديم المشورة، والقيام بنشاطات تشريعية، وتتضمن وظيفته التحقيق فيه،. 1994dوالمحامين فى عام

.وتدعيم للموضوعات التى تتعلق باستقالل القضاء

:المعاهدات اإلقليمية )4


أفريقيا

الميثاق اإلفريقى لحقوق اإلنسان والشعوب

، وثائق منظمة الوحدة اإلفريقية، 1981 يونيو 27بتاريخ الميثاق اإلفريقى لحقوق اإلنسان والشعوب، CAB/LEG/67/3 ،21 المراجعة الخامسة I.L.M. 58) 1982( 1986 أكتوبر 21، بدأ تطبيقها فى.

األمريكتان

اإلعالن األمريكى لحقوق اإلنسان وواجباته

، المؤتمر XXX، قرار منظمة الدول األمريكية رقم 1948عام اإلعالن األمريكى لحقوق اإلنسان وواجباته، طباعته فى الوثائق األساسية المتعلقة بحقوق اإلنسان فى النظام بين الدولى التاسع للدول األمريكية، وأعيد

).1992 (17 المراجعة األولى فى 6 الوثيقة رقم OEA/Ser.L.V./II.82األمريكتين،

المعاهدة األمريكية لحقوق اإلنسان

ية مسلسل رقم ، معاهدة منظمة الدول األمريك1969 نوفمبر 22بتاريخ المعاهدة األمريكية لحقوق اإلنسان، ، أعيد طباعتها ضمن الوثائق األساسية U.N.T.S. 123سلسلة معاهدات األمم المتحدة 1144، 36

المراجعة األولى 6 وثيقة رقم OEA/Ser.L.V./II.82المتعلقة بحقوق اإلنسان فى النظام بين األمريكتين، .1978 يوليو 18، بدأ تنفيذها فى )1992 (25فى

أوروبا

األوروبية لحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسيةالمعاهدة

، المجلس األوروبى، 1950 نوفمبر 4 بتاريخ المعاهدة األوروبية لحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية، .5المعاهدة األوروبية مسلسل رقم

:األدلة والمبادئ اإلقليمية )5

آسيا ومنطقة المحيط الهادئ

"مبادئ طوكيو "إعالن مبادئ استقالل القضاء

إعالن مبادئ استقالل القضاء فى اإلقليم التابع لجمعية القانون إلقليم آسيا ومنطقة المحيط الهادئ لوآسيا LAWASIA مدينة طوكيو، اليابان، اللجنة الدائمة لحقوق اإلنسان التابعة 1982 يوليو 18، 17، بتاريخ ،

.LAWASIAلجمعية القانون إلقليم آسيا والباسيفيك لوآسيا


تعديل إعالن مبادئ استقالل القضاء

تعديل إعالن مبادئ استقالل القضاء فى اإلقليم التابع لجمعية القانون إلقليم آسيا ومنطقة المحيط الهادئ لوآسيا LAWASIA ، مدينة كولومبو، سرى النكا، المؤتمر الخامس لرؤساء 1993 سبتمبر 15 إلى 13من ،

.يط الهادئالمحاكم فى آسيا ومنطقة المح

" إعالن بكين"إعالن مبادئ استقالل القضاء

إعالن بكين لمبادئ استقالل القضاء فى اإلقليم التابع لجمعية القانون إلقليم آسيا ومنطقة المحيط الهادئ لوآسيا LAWASIA مدينة بكين، الصين، المؤتمر السادس لرساء المحاكم فى آسيا 1995 أغسطس 19بتاريخ ، .ط الهادئومنطقة المحي

)المملكة المتحدة والمستعمرات البريطانية السابقة(الكومنولث

أدلة بيت التيمر للكومنولث

سيادة البرلمان واستقالل القضاء لخلق نموذج "، المؤتمر المشترك عن أدلة بيت التيمر للكومنولث .1998 يونيو 19– 15، بيت التيمر، المملكة المتحدة، "للكومنولث

أوروبا

القضاة فى أوروباميثاق

.، الجمعية األوروبية للقضاة1993 مارس 20، بتاريخ ميثاق القضاة فى أوروبا

للجنة وزراء الدول األعضاء عن االستقالل والكفاءة ودور القضاة12)94(التوصية رقم

13بتاريخ للجنة وزراء الدول األعضاء عن االستقالل والكفاءة ودور القضاة، 12)94(التوصية رقم . لنواب الوزراء، المجلس األوروبى518، اإلجتماع رقم 1993أكتوبر

الميثاق األوروبى حول موقف القضاة

، المجلس األوروبى، سترازبورج، 1998 يوليو 10 إلى 8، من الميثاق األوروبى حول موقف القضاة .فرنسا

الشرق األوسط

"إعالن بيروت"توصيات المؤتمر العربى األول حول العدالة

، مؤتمر حول 1999 يونيو 16 إلى 14 من ، "إعالن بيروت"توصيات المؤتمر العربى األول حول العدالة، .، مدينة بيروت، لبنان"الهيئات القضائية فى المنطقة العربية وتحديات القرن الواحد والعشرين"


أمريكا الالتينية

إعالن كاراكاس

ر األمريكى األسبانى لرؤساء هيئات المحاكم الثالثية ، المؤتم1998 مارس 6 إلى 4، من إعالن كاراكاس .العليا والمحاكم، مدينة كاراكاس، فنزويال

a ولجنة ومحكمة حقوق هذا وقد قامت لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان. وباإلضافة إلى ذلك، هناك بعض القوانين التى تدعم ذلك ،

المادة : اإلنسان بين األمريكيتين، والمحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان، ولجنة حقوق اإلنسان األفريقية بترجمة ما يلى على التوالىمن ) 1(6دة من المعاهدة األمريكية لحقوق اإلنسان، والما) 2(27و) 1(8من المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية، والمواد ) 1(14

. من الميثاق األفريقى لحقوق اإلنسان26و) 1(7المعاهدة األوروبية لحقوق اإلنسان، والمواد b http://www.amnesty.org/ailib/intcam/fairtrial/fairtria.htm c http://www.lchr.org/pubs/fairtrial.htm d داتو بارام كوماراسوانى/ المقرر الخاص الحالى هو السيد Mr. Dato Param Cumaraswany


المبادئ األساسية الستقالل القضاء

تبناها مؤتمر األمم المتحدة السابع حول منع الجريمة ومعاملة المجرمين والذى عقد بمدينة ميالنو خالل الفترة 29 بتاريخ 40/32 والذى أقرته قرارات الجمعية العمومية رقم 1985 سبتمبر 6 أغسطس وحتى 26من

1985 ديسمبر 13 بتاريخ 40/146 ورقم 1985نوفمبر _________________________________

حيث إن جميع شعوب العالم تؤكد فى ميثاق األمم المتحدة، ضمن أمور أخرى، عزمها على وضع شروط تحفظ تحقيق التعاون الدولى لتعزيز وتشجيع احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية دون أية فى ظلها العدالة من أجل

تفرقة،

وحيث إن اإلعالن العالمى لحقوق اإلنسان يقدر بشكل خاص مبادئ المساواة أمام القانون، وافتراض البراءة، بحكم القانون وتتسم بالكفاءة والحق فى محاكمة عادلة وعلنية أمام هيئة محكمة مشكلة من ثالثة قضاة تشكل

واالستقالل والنزاهة،

وحيث إن كل من المعاهدات الدولية حول الحقوق اإلقتصادية، واالجتماعية، والثقافية وحول الحقوق المدنية والسياسية تضمن ممارسة هذه الحقوق، عالوة على معاهدة الحقوق المدنية والسياسية والتى تضمن حق المحاكمة

أخير،دون أدنى ت

وحيث إنه عادة ما تكون هناك فجوة بين الرؤيا الخاصة بهذه المبادئ والواقع الفعلى،

وحيث إن تنظيم العدالة وإدارتها يجب أن توجهه هذه المبادئ فى كل دولة، كما يجب أن تبذل الجهود من أجل تطبيقها كاملة فى الواقع،

ب أن تستهدف تمكين القضاة من التصرف فى ظل هذه وحيث إن القواعد الخاصة بتولى المناصب القضائية يج المبادئ،

وحيث إن القضاة يتولون مسئولية إتخاذ قرارات تتعلق بحياة المواطنين، وحرياتهم، وحقوقهم، وواجباتهم، وممتلكاتهم،

ة منع ، قد دعى لجن16وحيث إن مؤتمر األمم المتحدة السادس حول منع الجريمة ومعاملة المجرمين، بقراره رقم الجريمة والسيطرة عليها أن تتضمن أولوياتها توضيح األدلة الخاصة باستقالل القضاة واختيار القضاة وأعضاء

النيابة، وأدلة تدريبهم تدريبا مهنيا، وعالوة على األدلة الخاصة بوضعهم،

ظام العدالة وإلى أهمية وحيث إنه، بالتالى، من المناسب أن يوضع االعتبار أوال إلى دور القضاة فيما يتعلق بن اختيارهم، وتدريبهم، وسلوكهم،

لذا فإن المبادئ األساسية التالية، والتى تم وضعها لمعاونة الدول األعضاء على مهمتهم فى تأمين استقالل القضاء ما وتعزيزه يجب أن تؤخذ فى االعتبار وأن تحترم من جانب الحكومات فى إطار تشريعاتهم وتطبيقاتهم القومية، ك. يجب أن يوجه إليها إنتباه القضاة، والمحامين، وأعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية وكذلك الجمهور بشكل عام

لقد وضعت هذه المبادئ أساسا ليتم توجيهها إلى القضاة المهنيين، غير أنها تنطبق كذلك على القضاة من غير .امالقانونيين، حسبما يناسبهم وأينما يتواجد هذا النظ


استقالل القضاء

تضمن الدولة استقالل القضاء ويحترمه دستور أو قانون البالد، كما أنه من واجب جميع المؤسسات .1 .الحكومية وغير الحكومية أن تحترم استقالل القضاء وتذعن له

ع على الهيئة القضائية أن تحكم فى األمور المعروضة أمامها بنزاهة، وعلى أساس الوقائع بما يتوافق م .2القانون، دون أية قيود، أو مؤثرات غير الئقة، أو إغراءات، أو ضغوط، أو تهديدات، أو تدخالت سواء

.كانت مباشرة أو غير مباشرة، من أية جهة أخرى أو ألى سبب كان

يكون للقضاء الوالية على المسائل ذات الطبيعة القضائية، كما تكون له سلطة مطلقة فى اتخاذ القرار ما .3 . الموضوع المعروض عليه للحكم فيه يقع ضمن واليته حسب تعريف القانونإذا كان

لن يكون هناك تدخالت غير مالئمة أو غير مبررة فى اإلجراءات القضائية، كما لن تصدر المحاكم .4أحكاما قضائية تتم مراجعتها فيما بعد، وال يخل هذا المبدأ بالمراجعة القضائية أو بأخذ السلطات المعنية

.روف المخففة أو تخفيف األحكام التى يصدرها القضاء، فيما يتوافق مع القانونبالظ

يكون للجميع حق المحاكمة أمام محاكم عادية أو هيئة محكمة تتكون من ثالثة قضاة من خالل إجراءات .5 قانونية معروفة، كما لن يسمح بتشكيل هيئة محكمة من ثالثة قضاة ال تطبق اإلجراءات القانونية لتحل

.محل والية المحاكم العادية أو هيئات المحاكم القضائية المكونة من ثالثة قضاة

إن مبدأ استقالل القضاء يعطى القضاة الحق فى ضمان اتخاذ اإلجراءات القضائية السليمة بل ويطالبهم .6 .بذلك، وكذلك ضمان حقوق األطراف

كن القضاء من أداء وظائفه على أكمل من واجب كل دولة من الدول األعضاء أن توفر موارد كافية لتم .7 .وجه

حرية التعبير واالجتماع

وحسبما ينص اإلعالن العالمى لحقوق اإلنسان، فإن أعضاء الهيئات القضائية، مثلهم مثل غيرهم من .8المواطنين، لهم الحق فى حرية التعبير، واإلعتقاد، واإلنضمام إلى جمعيات، واإلجتماع؛ بشرط أن يكون

أثناء ممارستهم لهذه الحقوق سلوكا يليق بهم ويحافظ على احترام وظائفهم وكذلك نزاهة سلوك القضاة .واستقالل القضاء

يكون للقضاة الحرية فى تكوين أو اإلنضمام لجمعيات للقضاة أو غيرها من المنظمات التى تمثل .9 .إهتماماتهم، وتعزز تدريبهم مهنيا، وتحمى استقاللهم القضائى

واختيارهم وتدريبهممؤهالت القضاة،

يجب أن يتمتع األشخاص الذين يتم اختيارهم لتولى مناصب قضائية باالستقامة والقدرة على القيام بمهام .10المنصب مع توفر التدريب والمؤهالت القانونية المالئمة، كما يجب أن تضمن أية وسيلة مستخدمة

كما لن تكون هناك تفرقة أثناء اختيار . ئمةالختيار القضاة عدم جواز التعيين القضائى لدوافع غير مالالقضاة على أساس العرق، أو اللون، أو الجنس، أو الديانة، أو اإلتجاهات السياسية أو غيرها، أو


األصول القومية أو االجتماعية، أو الملكية، أو المولد أو الوضع، غير أن طلب أن يكون المرشح .ى لن يعتبر طلبا يستهدف التفرقةلمنصب قضائى يتمتع بجنسية البلد المعن

شروط الخدمة والوالية

يجب أن يحدد القانون مدة عمل القاضى فى منصبه، واستقالله، وتأمينه، وتوفير الدخل المالئم، وشروط .11 .الخدمة، ومعاش التقاعد، وسن التقاعد

نتهاء مدة توليهم اء كانوا معينين أو منتخبين، مدة الوالية حتى سن التقاعد أو إ,يضمن القضاة، س .12 .للمنصب، فى الحاالت التى ينطبق عليها ذلك

يجب أن يكون ترقى القضاة، فى األنظمة التى تتبع هذا األسلوب، على أساس عوامل موضوعية، .13 .ل محدد على أساس القدرة، واالستقامة والخبرة;وبش

.لية تعنى بها اإلدارة القضائيةتعتبر مسألة توزيع الدعاوى على القضاة داخل المحكمة الواحدة مسألة داخ .14

السرية والحصانة

يجب أن يلتزم أعضاء الهيئة القضائية بالسرية فيما يتعلق بالمداوالت والمعلومات السرية التى يعرفونها .15أثناء أدائهم لوظيفتهم غير تلك التى تعلن فى جلسات علنية، كما لن يجبروا على الشهادة بمثل هذه

.المسائل

القضاة بحصانة شخصية ضد الدعاوى المدنية المتعلقة بأضرار مادية ناتجة عن تصرفات يجب أن يتمتع .16غير الئقة أو تقصير فى أداء وظائفهم القضائية بما ال يخل باإلجراءات التأديبية أو الحق فى االستئناف

.أو الحصول على تعويض من الدولة

التقويم، واإليقاف، واإلقالة

ة بسرعة وعدالة تجاه أية تهمة أو شكوى مقدمة ضد قاضى أو قاضية فيما يتعلق تتخذ اإلجراءات المالئم .17كما يكون للقاضى الحق فى جلسة عادلة، وتتم إجراءات التحقيق فى . بكفاءتهم القضائية والمهنية

.المراحل األولى فى سرية تامة، إال إذا طلب القاضى غير ذلك

ة فقط ألسباب تتعلق بعدم قدرتهم على أداء وظيفتهم أو يتعرض القضاة لإليقاف عن العمل أو اإلقال .18 .لسلوكهم مسلك يجعلهم غير مناسبين للقيام بهذه الوظيفة

يتم تحديد اإلجراءات التأديبية، وإجراءات اإليقاف عن العمل واإلقالة بناء على معايير محددة للسلوك .19 .القضائى

ة، واإليقاف عن العمل، واإلقالة باستقاللية تامة، وقد يجب أن تتمتع القرارات الخاصة باإلجراءات التأديبي .20ال ينطبق هذا المبدأ على القرارات التى تصدر فى حق أعضاء المحاكم العليا والسلطة التشريعية فى

.حاالت توجيه إتهام لهم أو إتخاذ إجراءات مماثلة ضدهم

2000 – 1997حقوق الطبع محفوظة


لى لحقوق اإلنسانمكتب األمم المتحدة للمفوض األع

.مدينة جينيف، سويسرا


الميثاق العالمى للقضاة

مقدمة

إن الميثاق الحالى هو نتيجة العمل الذى قاموا به . لقد قام قضاة من جميع أنحاء العالم على صياغة هذا الميثاقوقد . ألعراف العامةوقد صدقت عليه الجميعات األعضاء فى الجمعية الدولية للقضاة باعتباره األحد األدنى من ا

".أ"دعيت الجمعيات األعضاء لتسجيل تحفظاتها على النص فى الملحق

االستقالل: 1المادة

على القضاة أن يضمنوا حق الجميع فى محاكمة عادلة من خالل عملهم، كما يعززون حق األفراد فى جلسة عادلة تقلة ونزيهة ومشكلة حسب القانون، لتحديد حقوقهم وعلنية خالل فترة معقولة أمام هيئة محكمة من ثالثة قضاة مس

.وإلتزاماتهم المدنية أو لتحديد التهمة الجنائية المقامة ضدهم

وال يمكن االستغناء عن استقاللية القاضى من أجل عدالة نزيهة فى ظل القانون، وال يمكن الفصل بين هذه .لية، أن تحترم االستقاللية وتحميها وتدافع عنهاوعلى جميع المؤسسات والهيئات، سواء قومية أو دو. األمور

الوضع: 2المادة

إن استقالل القضاء يجب أن يضمنه القانون الذى ينشئ المناصب القضائية ويحميها لتكون بالفعل مستقلة عن سلطات الدولة األخرى، كما أن القاضى، بصفته يشغل منصبا قضائيا، يجب أن يتمكن من ممارسة سلطاته

ئية بعيدا عن أية ضغوط اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وباستقالل تام عن غيره من القضاة واإلدارة القضا .المسئولة عن الهيئة القضائية

الخضوع للقانون: 3المادة

.على القاضى أثناء أداء وظائفه القضائية أن يخضع فقط للقانون وال يضع غير القانون فى اعتباره

ية الشخصيةاالستقالل: 4المادة

على أى شخص أال يحاول أن يفرض أوامر أو تعليمات على القاضى من أى نوع قد تؤثر على أحكامه القضائية، .إال رأى فى دعوى معينة قدمت لالستئناف وحكمت فيها محكمة عليا فى الحاالت التى ينطبق عليها ذلك

النزاهة والتقيد: 5المادة

.اء تأديته لوظائفه القضائية وأن يكون مظهره يدل على ذلكعلى القاضى أن يتسم بالنزاهة أثن

.على القاضى أن يقوم بوظائفه مع التقيد واالهتمام باحترام المحكمة وجميع األطراف المعنية

الكفاءة: 6المادة

.على القاضى أن يؤدى مهام وظيفته باجتهاد وكفاءة دون أى تأخير غير مبرر


النشاطات الخارجية: 7المادة

على القاضى أال يقوم بأية وظيفة أخرى، سواء عامة أو خاصة، وسواء بأجر أو بدون أجر، ال تتوافق بالكامل مع .مهام القاضى ووضعه

.على القاضى أال يوكل إليه أية وظائف خارجية دون موافقته أو موافقتها

تأمين الوظيفة: 8المادة

فته إال حسبما ينص القانون وبقرار يتخذ بناء على إجراءات ال يمكن نقل القاضى، أو وقفه، أو إقالته من وظي .تأديبية سليمة

.يجب أن يتم تعيين القاضى مدى الحياة أو لمدة محددة وفى ظل ظروف معينة ال تهدد استقالليته القضائية

.ال يجب أن يطبق أى تغيير يطرأ على سن التقاعد اإلجبارى للقاضى بأثر رجعى

التعيين: 9المادة

جب أن يكون اختيار القاضى وتعيينه بناء على معايير موضوعية وتتسم بالشفافية وعلى أساس مؤهالت مهنية يسليمة، وفى األحوال التى ال يمكن ضمان ذلك باألساليب المعتادة وتبعا للتقاليد األصيلة المتعارف عليها، عندها

.اء ممثال فيها تمثيال كبيرايجب أن تتم عملية االختيار عن طريق هيئة مستقلة يكون القض

المسئولية المدنية والجنائية: 10المادة

ال يسمح بإتخاذ أى إجراء ضد القاضى سواء إجراء مدنى، فى الدول التى تسمح بذلك، أو إجراء جنائى، بما فى .ذلك الضبط، إال فى ظل ظروف تضمن عدم التأثير على استقاللية القاضى

ارية والتأديبيةاإلجراءات اإلد: 11المادة

يجب أن تنظم إدارة الهيئة القضائية، كما يجب أن تتخذ اإلجراءات التأديبية ضد القضاة بأسلوب ال يسمح بتهديد .استقالليتهم، كما يجب اإلهتمام باالعتبارات الموضوعية والتى لها عالقة بالمسألة فقط

بعا للتقاليد األصيلة المتعارف عليها، عندها يجب أن وفى األحوال التى ال يمكن ضمان ذلك باألساليب المعتادة وت .يكون إتخاذ اإلجراءات اإلدارية والتأديبية عن طريق هيئة مستقلة يكون القضاء ممثال فيها تمثيال كبيرا

يمكن إتخاذ إجراءات تأديبية ضد القاضى فقط عندما تنص على ذلك قوانين موجودة وبما يتوافق مع قواعد .إجرائية معروفة

الجمعيات: 12المادة

يجب االعتراف بحق القضاة فى اإلنضمام إلى جمعيات مهنية حتى يسمح لهم بتقديم المشورة للجمعيات، خاصة فيما يتعلق بتطبيق مواثيقها وإلتزاماتها األخالقية وخالفه، وفيما يتعلق بأساليب العدالة، وحتى يسمح لهم بالدفاع

.عن اهتماماتهم المشروعة


الدخل المادى والتقاعد: 13 المادة

يجب أن يحصل القاضى على دخل مادى كافى يؤمن له استقالل اقتصادى حقيقى، وال يجب أن يعتمد الدخل على .نتائج عمل القاضى كما ال يجب أن يخفض أثناء مدة خدمته فى القضاء

.هنيةللقاضى حق فى التقاعد مع الحصول على دخل سنوى أو معاش يتناسب مع درجته الم

.ال يجب أن يمنع القاضى من ممارسة أية مهنة قانونية أخرى بعد التقاعد فقط بسبب وظيفته كقاضى فى الماضى

الدعم: 14المادة

على السلطات األخرى فى الدولة أن توفر للقضاء األساليب الضرورية لتوفير اآلليات المالئمة للقيام بمهامه، كما .مشاركة فى اتخاذ أية قرارات تتعلق بهذه المسألة أو أن يؤخذ رأيه فيهايجب أن تتح الفرصة للقضاء فىال

النيابة العامة: 15المادة

وفى الدول التى يكون أعضاء النيابة العامة فيها ضمن القضاة، تنطبق المبادئ سالفة الذكر على هؤالء القضاة بعد .إجراء جميع التغييرات الضرورية

)1999 نوفمبر 17عية الدولية للقضاة على نص الميثاق باإلجماع فى وافق المجلس المركزى للجم(


المواقع على شبكة اإلنترنت": ب"الملحق

المنظمات الحكومية )1

األمم المتحدة

/org.un://http

org.unsystem://httpمحدد المواقع الرسمى لهيكل منظمات هيئة األمم المتحدة

htm.e1837dpi/rights/org.un://httpأحد أولويات حقوق اإلنسان: تمهيد األمم المتحدة، استقالل القضاء

/org.undp.www://http المتحدة للتنمية برنامج األمم

htm.hchr_un/ch.unhchr.www://httpمفوض األمم المتحدة األعلى لحقوق اإلنسان

htm.hchr_un/ch.unhchr.www://httpاستقالل القضاء المبادئ األساسية لألمم المتحدة حول

htm.mijl/b/7/2menu/html/ch.unhchr.www://http مقرر األمم المتحدة الخاص حول استقالل القضاة والمحامين

لجنة حقوق اإلنسان اآلسيوية

/net.rchkah.www://http

htm.20_74v/199704/solidarity//net.ahrchk.www://http ،استقالل القضاء فى ظل الديمقراطية Justice P.N. Bhagwatiباجواتى / المستشار

المجلس األوروبى

/int.coe.www://http

htm.12r94/1994/rec/ta/int.coe.cm://http لجنة ( توصيات حول استقالل القضاة، وكفاءتهم ودورهم )الوزراء

/int.coe.echr.www://httpوروبية لحقوق اإلنسان المحكمة األ

اإلتحاد األوروبى

/int.eu.europa.www://http

/org.eumap.www://http برنامج اإلتحاد األوروبى لمتابعة اإلنضمام، متابعة عملية اإلنضمام لإلتحاد .برنامج اإلتحاد األوروبى لمتابعة اإلنضمام/ل القضاء، معهد المجتمع المفتوحاستقال: األوروبى


منظمة الوحدة األفريقية

/org.oua-oau.www://http

منظمة الدول األمريكية

/org.oas.www://http

htm.defaultE/org.oas.cidh.www://httpلجنة حقوق اإلنسان بين األمريكيتين .

/cr.or.corteidh.www://httpمحكمة حقوق اإلنسان بين األمريكيتين .

هيئة التنمية الدولية األمريكية

/gov.usaid.www://http

المنظمات غير الحكومية )2

منظمة العفو الدولية

/org.amnesty.www://http

htm.fairtria/fairtrial/intcam/ailib/org.amnesty.www://http دليل منظمة العفو الدولية عن .1998، ديسمبر POL 30/02/98: المحاكمات العادلة، فهرس منظمة العفو الدولية

مراقبة حقوق اإلنسان

/org.hrw.www://http

نقابة المحاماة الدولية

/org.ibanet.www://http

asp.index/humri/org.ibanet.www://httpمعهد حقوق اإلنسان

المركز الدولى إلصالح القانون الجنائى وسياسة العدالة الجنائية

/ca.ubc.law.icclr.www://http

htm.publications/html/ca.ubc.law.icclr.www://http سيادة إصدارات حقوق اإلنسان وتتضمن .قلب سيادة القانون: هيئة قضائية مستقلة، والقانون واستقالل القضاء

)مركز استقالل القضاة والمحامين(اللجنة الدولية للقضاة

/org.icj.www://http


إتحاد المنظمات الدولى لحقوق اإلنسان

/org.fidh.www://http

إتحاد هلسنكى الدولى لحقوق اإلنسان

/org.hr-ihf.www://http

معهد القانون الدولى

/org.ili.www://http

html.Publist/org.ili.www://httpإصدارات معهد القانون الدولى .

ة السيداتالجمعية الدولية للقضا

/org.iawj.www://http

لجنة المحامين لحقوق اإلنسان

/org.lchr.www://http

htm.fairtrial/pubs/org.lchr.www://http المحاكمة العادلة؟ دليل أساسى للمعايير والتطبيقات ما هى القانونية

htm.feature/judicialreform/feature/org.lchr.www://http بنوك التنمية متعددة األطراف )أمريكا الالتينية(واإلصالح القضائى

معاهد المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة األطرافال )3

البنك الدولى

/org.worldbank.www://http

legal/publicsector/org.worldbank.www://httpلقانونية واإلصالح الدولى مصادر عن المعاهد ا القانونى والقضائى

htm.judicialindependence/legal/publicsector/org.worldbank.1www://http استقالل القضاء

htm.protection/legal/publicsector/org.worldbank.1www://http وثائق حقوق اإلنسان واإلصالح القضائى

doc.tatedanno/legal/publicsector/org.worldbank.1www://http بيان بمطبوعات عن المعاهد القانونية الخاصة باقتصاد السوق مع التعليق


Bank20%htm#World.related/legal/publicsector/org.worldbank.1www://http صالت صالح القضائىبمواقع تتعلق باإل

htm.premnotes/legal/publicsector/worldbank.1www://http إصدار البنك الدولى PREMnotes

/wbi/org.worldbank.www://httpك الدولى معهد البن

البنوك اإلقليمية للتنمية

/org.afdb://httpمجموعة بنك التنمية اإلفريقية

/org.adb.www://httpبنك التنمية اآلسيوية

/org.coebank.www://httpبنك تنمية مجلس أوروبا

/com.ebrd.www://httpالبنك األوروبى إلعادة البناء والتنمية

/org.eib.www://httpبنك االستثمار األوروبى

/org.iadb.www://httpبنك التنمية بين األمريكيتين

htm.xjudicie/archive/idbamerica/org.iadb.www://http تقرير خاص صادر عن بنك التنمية بين األمريكيتين عن استقالل القضاء

transparency_worksh/groups/consultative_group/2re/regions/org.iadb.www://httphtm.2op_جورج إدواردو تينوريو . العدالة والشفافية من منظور أمريكا الوسطى، دJorge Eduardo . Dr

Tenorio

ريكيةالموارد األم )4

مؤسسة آسيا

/com.asiafoundation.www://http

نقابة المحامين األمريكية

/org.abanet.www://http

html.report/judiciary/govaffairs/org.abanet.www://ttph هيئة قضائية مستقلة، تقرير صادر عن لجنة نقابة المحامين األمريكية حول الفصل بين السلطات واستقالل القضاء

/ceeli/org.abanet.www://httpبا الوسطى والشرقية المبادرة القانونية بأورو


مركز برنان للعدالة

/org.brennancenter.www://http

مركز استقالل القضاء

html.index/cji/org.ajs.www://httpتعزيز استقالل القضاء ووعى الجمهور

رىأخ

html.judreform/tinker/conferences/news/edu.umd.iris.www://http أوراق عن اإلصالح القضائى


اإلصدارات الفنية األخرى إدارة الديمقراطية والسيادة

PN-ACB-895 منازعاتدليل مطبقى بدائل حل ال

PN-ACM-001 دليل متابعة وإدارة القضايا

PN-ACC-887 دور هيئة التنمية الدولية األمريكية: العالقات المدنية العسكرية

PN-ACH-305 إطار للتنمية االستراتيجية: إجراء تقييم للديمقراطية والسيادة

PN-ACH-300 كتيب وضع برامج الالمركزية والسيادة المحلية الديمقراطية

PN-ACD-395 إطار مفاهيمى: الديمقراطية والسيادة

PN-ACC-390 كتيب مؤشرات برامج الديمقراطية والسيادة

PN-ACE-070 كتيب عن محاربة الفساد

PN-ACF-631 إدارة المساعدات لدعم العمليات السياسية واإلنتخابية

PN-ACE-630 منهج إستراتيجى: دور اإلعالم فى الديمقراطية

PN-ACF-632 كتيب هيئة التنمية الدولية األمريكية حول التعزيز التشريعى

PN-ACE-500 المساعدات التى تقدمها هيئة التنمية الدولية األمريكية لتنمية األحزاب السياسية

Documents

دليل تعزيز استقلال القضاء ونزاهته