17
١ ﺒﺤﺙ ﻨﺸﻭﺭ ﻓﻲ: ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ، ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻓﺭﻉ ﺴﻌﻭﺩ، ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ١٩ ﺍﻟﻌﺩﺩ، ١ ﻤﺎﻴﻭ، ٢٠٠٥ . ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺭﺅﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻬﻡ ﻟﻠﺘﺒﺴﻴﻁ. ﺤﺴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻨﻭﺒﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺒﻘﺴﻡ ﻤﺸﺎﺭﻙ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻭﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻜﻠﻴﺔ ﺴﻌﻭﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺒﺭﻴﺩ ﺇﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻲ: nouby٣٠٠٠@yahoo.com ﻤﻠﺨﺹ ﻓـﻲ ﺍﻹﻟﻬـﺎﻡ ﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻋﻠﻡ ﻤﺠﺎل ﻓﻲ ﻭﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴـﺭ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻠﺩﻭﺭ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺇﺸﺎﺭﺍﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻥ ﺇﻻ، ﺃﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﻴﻠﻌﺒﻪ. ﺍﻟـﺭﺅﻯ ﺘﺒﺎﻴﻨـﺕ ﻜﻤﺎ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻏﻴﺭ، ﻟﻠﻔﻬﻡ ﺃﻗﺭﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﺅﺜﺭ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻤﺅﺜﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺘﺭﺠﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺘﻠﻙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﻤﻌﻨـﻰ ﺃﻭ ﺘﻠﻬﻤﻪ ﺁﺨﺭ، ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﺅﻴﺔ ﺘﺴﻤﻰ ﻤﺎ ﻭﻫﻲ. ﺍﻟﺘـﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻏﻴﺎﺏ ﻴﺠﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻤﺠﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﺫﺍ ﺤﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺃﻥ ﺒﺠﺎﻨﺏ ﻫﺫﺍ ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ، ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﺤـﻭل ﺍﻟﺒـﺴﻴﻁﺔ ﺍﻹﺸﺎﺭﺍﺕ ﺒﻌﺽ ﺇﻻ ﻴﺱ ﺍﻟﻌﻤـﺎﺭﺓ ﺭﻭﺍﺩ ﺒﻌـﺽ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻤﺒﺘﻜﺭﺓ، ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻓﻲ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﻟﻠﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﺭﻴﻥ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻨﺩﺭﺓ ﻭﺭﻏﻡ ﻤﻨﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺘـﻭﻓﺭ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﻫﺫﺍ ﻜﺒﺩﺍﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻭﻟﻬﻤـﺎ ﺠﺎﻨﺒﻴﻥ؛ ﻤﻥ ﺒﺎﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﻴﺘﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺼـﻌﻭﺒﺔ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤـﺎﺭﺓ ﺒﻤﺠﺎل ﺭﺒﻁﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ، ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻙ ﺒﺎﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻴﺘﺴﻡ. ﻗﺒل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻴﺘﺨﺫ ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺒﻌﺽ ﺃﺴﺎﺴ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻟﻬـﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍ ﻓﻲ ﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻠﺘﻌﺭﻑ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ، ﺃﻓﻜـﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﻌﻤـﺎﺭﻱ ﻤﻨﻬﺎ ﻴﺴﺘﻘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺒﻊ ﺒﻬﺎ ﻴﺴﺘﻬﻠﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺭﺅﺍﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ، ﺒﺠﺎﻨﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜـﺭ ﻓـﻲ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺱ ﻓﻲ ﺘﻤﺜل ﻤﺎ ﻭﻫﻲ، ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ. ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟ ﻫﺫﻩ ﺘﻨﻘﺴﻡ ﺤـﻭل ﺍﻟﺘﻤﻬﻴـﺩﻱ ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻴﻀﻡ ﺃﺠﺯﺍﺀ؛ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺭﺅﻯ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﻤﺎﻫﻴﺔ. ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻭﻴﺤﺘﻭﻱ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻫﺫﺍ ﻤﺠﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ. ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺘﺄﺘﻲ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻓﻲ. ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﻴﺨﺘﺘﻡ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺠﺯﺌﻪ ﻓﻲ ﺒﺎﻟﺨﻼﺼﺔ. ١ - ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩﻱ ﺍﻟﻤﺩﺨل: ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺘﻔﻬﻡ، ﺤﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺭﺅﻯ١ - ١ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ ﺍﻟﺭﺍﻏﺏ ﻗﺎل: ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ: ﻭﺍﻟـﺫﻫﻥ ﺍﻟﻘﻠـﺏ ﻫـﻭ ﻭﺍﻟـﺭﻭﻭﻉ، ﺍﻟـﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺸﻲﺀ ﺇﻟﻘـﺎﺀ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﻭﻓﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘل،: ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ: ﺍﻟـﺼﺩﺭ ﻟـﻪ ﻴﻁﻤـﺌﻥ ﺍﻟﻘﻠـﺏ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﺇﻴﻘﺎﻉ. ﻭﺍﻹﻟﻬـ ﻤـﺎ ﺎﻡ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻤﻌﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻲ ﻴﻠﻘﻰ] ١ [ . ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻭﺭﻏﻡ ﺩﻗﻴﻕ ﺃﻨـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺘـﺼﻭﺭﻩ ﺒﺎﻹﻤﻜـﺎﻥ ﻓﺈﻨـﻪ ﺍﻹﻟﻬـﺎﻡ، ﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋﺒﺩ ﻴﻘﻭل ﻋﻘﻠﻴﺔ، ﻋﻤﻠﻴﺔ" : ﺘـﺼﻭﺭ ﻭﺃﻓـﻀل ﺘﺤـﺩﺩﻩ، ﺸـﺭﻭﻁ ﻟـﻪ ﺇﻨـﺴﺎﻨﻲ ﺴﻠﻭﻙ ﺇﻨﻪ ﻨﺘﺼﻭﺭﻩ ﺃﻥ ﻤـﻥ ﺘﻨـﺘﻅﻡ ﻤﻔـﺎﺠﺊ ﻨﺤـﻭ ﻋﻠـﻰ ﺘﺤـﺩﺙ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﺼﻔﺘﻪ ﻭﺒﻔـﻀﻠﻬﺎ ﺨﻼﻟﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺘﺔ، ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻭﻴـﺴﺎﻋﺩ ﻤﻌﻨـﺎﻩ، ﻟـﻪ ﺠﺩﻴـﺩ ﺴﻴﺎﻕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤـﺸﻜﻠﺔ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ" ] ٢ ، ٨٠ [ .

الإلهام في العمارة

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الإلهام في العمارة

١

.م٢٠٠٥، مايو ١، العدد ١٩المجلة العلمية لجامعة الملك سعود، فرع العمارة والتخطيط، المجلد : فينشورم بحث

للتبسيط والفهم رؤية –اإللهام في العمارة

نوبي محمد حسن. د أستاذ مشارك بقسم العمارة وعلوم البناء

الرياض– جامعة الملك سعود –كلية العمارة والتخطيط yahoo.com@nouby٣٠٠٠: إلكترونيبريد

ملخص

التفكيـر رغم اختالف الباحثين والدارسين في مجال علم النفس حول دور اإللهـام فـي كما تباينـت الـرؤى . يلعبه يمكن أن ، إال أن هناك إشارات واضحة للدور الذي اإلبداعي

أن أقربها للفهم ، غير اهبالذات الشخصية والظروف المحيطة ب حول ماهية اإللهام وعالقته أو بمعنـى والدراسة تلك الرؤية التي ترجع اإللهام إلى مؤثرات خارجية تؤثر في الفـرد

. وهي ما تسمى بالرؤية الواقعية،آخر تلهمههذا بجانب أن الباحث حول هذا الموضوع في مجال العمارة يجد غياب الدراسات التـي

يس إال بعض اإلشارات البـسيطة حـول تتناول اإللهام في الفكر المعماري، والموجود ل اإللهام ودوره في الوصول إلى الفكرة المبتكرة، جاءت في كتابات بعـض رواد العمـارة

.والمنظرين المحللين للفكر المعماري كبدايـة هذا الجانب إال أنه يمكن اتخاذ القليل المتـوفر منهـا ورغم ندرة المعلومات في

صـعوبة الذي يتسم بالصعوبة من جانبين؛ أولهمـا لطريق البحث العملي في هذا المجال ، وثانيهما صعوبة البحث في ربطه بمجال العمـارة في األصل البحث في موضوع اإللهام

. يتسم بالتعقيد والتشابك أيضاً الذيوالفكر المعماري لهـذه اًعلماء النفس أساس بعض ولهذا يتخذ البحث من الرؤية الواقعية المطروحة من قبل

المنابع التي يستقي منها المعمـاري أفكـاره الجديـدة، محاولة للتعرف على سة في الدرادور اإللهام فـي الفكـر إلقاء الضوء على بجانب ، الفكرية رؤاه والكيفية التي يستهلم بها

.هذا البحثالدراسة في شكالية إل اًأبعاد، وهي ما تمثل في نفس الوقت المعماري اإلبداعيدراسة إلى أربعة أجزاء؛ يضم الجزء األول المدخل التمهيـدي حـول تنقسم هذه ال ولهذا

ويحتوي الجزء الثاني علـى الدراسـات . ماهية اإللهام والرؤى المختلفة المطروحة حوله بينما تأتي المنهجية البحثية والدراسة . السابقة في مجال هذا البحث وأبعاد اإلشكالية البحثية

. بالخالصة في جزئه الرابعويختتم البحث . في الجزء الثالث

والرؤى المختلفة حوله ،تفهم اإللهام: المدخل التمهيدي-١ ماهية اإللهام١-١

إلقـاء الـشيء فـي الـروع، والـروع هـو القلـب والـذهن : اإللهام: قال الراغب األصفهاني ـ . إيقاع شيء في القلـب يطمـئن لـه الـصدر : اإللهام: والعقل، وفي المعجم الوسيط ام مـا واإلله

.]١[يلقى في القلب من معان وأفكار لماهية اإللهـام، فإنـه باإلمكـان تـصوره علـى أنـه دقيق ورغم صعوبة الوصول إلى تعريف إنه سلوك إنـساني لـه شـروط تحـدده، وأفـضل تـصور : "عملية عقلية، يقول عبد الستار إبراهيم

خاللهـا وبفـضلها بصفته عملية عقلية تحـدث علـى نحـو مفـاجئ تنـتظم مـن ه أن نتصوره ل علـى مواجهـة المـشكلة وفي سياق جديـد لـه معنـاه، ويـساعد مجموعة من العناصر المشتتة،

.]٨٠، ص٢["بطريقة جديدة

Page 2: الإلهام في العمارة

٢

واإللهام ال يعمل باإلرادة وال باألمر، وال ينتقـل مـن فـرد إلـى آخـر بـالتعليم والتلقـين، وال ومـضات فـي لحظـات فائقـة بإنما هو مثل الـوحي يفـاجئ المبـدع . يكتسب بالخبرة والتدريب

، فيكـون كـل شـيء بعـدها نتيجـة فيها األفكار وينكشف السبيل وتتضح األهداف وضاءة، تتبلور .]١٤٠، ص٣[تبعية معروفة وتحصيل حاصل

، فالحـدس هـو )١( أن نعرف أن هناك فرقاً مـا بـين اإللهـام والحـدس، الـشكل رقـم يبققـائق األوليـة، ولكـن باإللهـام نكتـشف حقـائق الخطوة األولى نحو اإللهام، وبالحدس نكتشف الح

وللحـدس مفـاهيم عـدة صـنفت فـي مفـاهيم . ]٣٤، ص ٤[كبرى ال يمكن بالحدس التوصل إليها لغوية وفلسفية وأخـرى تـرتبط بمجـال علـم الـنفس، منهـا أن الحـدس هـو اإلدراك المباشـر

مباشـرة وفوريـة لموضوع التفكير وله أثره فـي العمليـات الذهنيـة المختلفـة، أو هـو نظـرة ، عكـس ]٣٤ -٢١، ص ص ٥[لموضوع فكـري ماثـل اآلن أمـام الفكـر ومـدرك فـي الواقـع

.في العقل الباطن في أغلب األحيانتدور رحاها اإللهام الذي يتعامل مع مشكالت

)الباحث: المصدر(العالقة بين اإللهام والحدس والفكرة المبتكرة ). ١(الشكل رقم اإللهاممنابع ين في مجال علم النفس عن الباحث رؤى٢-١

قـد و .اب في مجال علـم الـنفس مـن أكثـر المهتمـين بموضـوع اإللهـام والكت يعد الباحثون :)٢( الشكل رقم ،]٢٨ -٧، ص ص ٤[اختلفت رؤاهم حول اإللهام في أربعة اتجاهات

ـ :الرؤية الغيبية : أوالً - ورة تـؤثر ويعتقد أصحاب هذه الرؤية بـأن قـوى روحيـة غيـر منظ . ، تسقط الفكرة في عقلهفي ذهن اإلنسان بطريقة أو بأخرى

هـذه الوجهـة المحـسوس بـدالً مـن الروحـي، يحـل أصـحاب : الرؤية الواقعيـة : ثانياً -ويجعلون من الوقائع المادية التي تؤثر في حواس اإلنـسان هـي المـؤثر الوحيـد فـي

.إحداث اإللهام باعتبـار ، عملية اإللهـام إلـى داخـل الفـرد أصحاب هذه الرؤية ينقل: ةالرؤية النفسي : ثالثاً -

.أن عقل اإلنسان ووجدانه وإرادته هي بمثابة المصنع الذي يولد اإللهامإنمـا يكـون فـي حقيقـة ا يلهم به الشخص من أفكـار القول بأن م : الرؤية االجتماعية : رابعاً -

.مع من أفكار وإراداتاألمر مجرد تعبير أو ترجمة لما يعتمل في صلب المجت

)الباحث: المصدر (الرؤى المختلفة حول اإللهام في مجال علم النفس). ٢(الشكل رقم

الحدس الفكرة اإللهام

الرؤى المختلفة حول منابع اإللهام

الرؤية الغيبية

الواقعيةالرؤية

ةالنفسيالرؤية

رؤية االجتماعيةال

– يصعب التعامل معها تتداخل مع مفهوم الوحي

تتطلب دراسات تربط بين المجتمع والفكر

تحتاج إلى وصف دقيق من جانب الملهمين

– التعامل معهايسهل تميل إلى المنطق

Page 3: الإلهام في العمارة

٣

ونظراً ألن الرؤى الغيبية والنفسية واالجتماعية يصعب التعامـل معهـا، لتـداخل األولـى مـع حـاالتهم النفـسية مفهوم الوحي، واحتياج الثانية إلى وصف دقيـق مـن جانـب الملهمـين وعـن

أثناء اإللهام مما يصعب البوح به، بجانب أن الرؤية الثالثـة تحتـاج إلـى دراسـات عديـدة تـربط فـإن البحـث يـرى أنـه مـن . بين التوجهات االجتماعية وبين الفكر عموماً واإللهام بشكل خاص

.م من خاللهااإللهاة الواقعية، نظراً لسهولة البحث في موضوع المنطقي االعتماد على الرؤي ، وأبعاد اإلشكالية البحثيةالدراسات السابقة في مجال البحث -٢

الدراسات السابقة في مجال البحث١-٢يذخر مجال عمل النفس بالمؤلفات والدراسات حـول ظـاهرة اإلبـداع، ومـن ثـم تخـصيص

.بعض الدراسات والمؤلفات عن اإللهام في سياق الدراسات الخاصة بعملية اإلبداع منهـا لى أنه في مجال العمارة وإن كان هناك بعض الدارسـات حـول اإلبـداع والعمـارة، و ع

، حيـث "دراسـة مـاكينون حـول سـمات الشخـصية المبدعـة "والمعروفة باسم " اكينونم"دراسة فئـات مـن المعمـاريين المتفـاوتين فـي اإلبـداع وأجـرى لعينة الدراسة ثالث " ماكينون"ار اخت

.]٦[ النفسية للتعرف على سمات الشخصية المبدعةعليهم بعض االختبارات، والتـي تناولـت "التفكير اإلبداعي فـي عمليـة التـصميم المعمـاري "حول " نوبي"وكذا دراسة

دراسة فكر وأعمال مجموعة مـن رواد العمـارة فـي القـرن العـشرين بهـدف التوصـل إلـى .]٧[الخصائص التي تميز الناتج اإلبداعي في مجال العمارة

، حيـث "اإلبـداع الجمـاعي فـي التنميـة العمرانيـة "وهـي بعنـوان " بغدادي"نب دراسة بجا )إحـدى طـرق التفكيـر اإلبـداعي الجمـاعي (استخدمت الدراسة طريقة التصميم والتخطيط للدلفي

.]٨[في التوصل إلى حلول لمشكالت الحركة في محطات مترو األنفاق بمصرلـيس هـذا بحـسب . اإللهـام فـي مجـال العمـارة لت ال يوجد حتى اآلن دراسات تناو أنه إال

و ء مـن جانـب المعمـاريين الملهمـين أ ولكن هناك ندرة كبيرة في الكتابات في هذا المجـال سـوا .أو الباحثينحتى من جانب المنظرين

أبعاد اإلشكالية البحثية٢-٢

مكـن مـن تقـديم رؤيـة ي ، والتي يمكـن تلخيـصها فـي مما سبق تتحدد إشكالية هذه الدراسة :خاللها تحقيق األهداف التالية

. التعرف على ماهية اإللهام، وعالقته بالتفكير اإلبداعي في العمارة-١ .بيان منابع اإللهام في مجال العمارة -٢ . بيان الكيفية التي يستلهم بها المعماري أفكاره-٣ .رة معرفة العالقة بين اإللهام وبين التفكير اإلبداعي في مجال العما-٤ :بالتالي تتشكل األبعاد األساسية لهذه الدراسة على شكل تساؤالت على النحو التاليو

من أين يستلهم المعماري؟: البعد األول كيف يستلهم المعماري؟: البعد الثاني ؟اإلبداعي المعماريريفكتال دور اإللهام في هوما : البعد الثالث

اإلبداعي في الفكر المعماري ودورهاإللهام لتبسيط وفهمالواقعية رؤية ال: ة والدراسة المنهجي-٣

منهجية الدراسة١-٣ اإللهـام ومنابعـه، وأوضـح أن الرؤيـة بعد أن فند البحث رؤى علماء النفس المختلفـة حـول

الواقعية هي التي يمكن التعامل مع عملية اإللهام من خاللهـا، فـإن الدراسـة الحاليـة تتبنـى هـذه ـ اولة مح الرؤية في إطار يحقـق ة، بالـشكل الـذي تبسيط اإللهام وتفهم عمليته وعناصـره المختلف .بعاد المختلفة لإلشكالية البحثيةإمكانية دراسة األ

Page 4: الإلهام في العمارة

٤

المـنهج دراسـة نظريـة مكتبيـة مـن خـالل إتبـاع ويعتمد البحث من أجل تحقيق ذلك على ـ ن قراءة ما جاء فـي كتابـات بعـض المعمـاريين الـذي عن طريق االستبطاني دثوا عـن دور تح

اإللهام في أعمالهم، وكذا المنابع التي استقوا منها أفكـارهم المبتكـرة، بجانـب االسـتعانة بتحليـل ط بـين الفكـر الـذي طرحـه لمحاولة الـرب وآراء بعض المنظرين حولها لتلك األعمال المعمارية

. وكيفية تطبيقه في تلك األعمالالمعماريون المنبه- اإللهام في العمارة نابع م٢-٣

: وهوتساؤل األول ال يختص هذا الجزء من الدراسة بمحاولة اإلجابة على من أين يستلهم المعماري؟

قد يصعب تحديد منابع دون غيرها يمكـن أن تكـون مـصدراً إللهـام المعمـاري المبـدع، إال تكـون بمثابـة المنبـه هنـاك مجموعـة مـن المنـابع أنه ومن أجل التوضيح نستطيع القول بـأن

:هذه المنابع ما يليفي حدوث اإللهام، وبزوغ الفكرة، ومن مهماَ ، وتلعب دوراً )المحث( إللهام المعمارية كمنبعي البيئة الطبيع١-٢-٣

م الشك في أن البيئة الطبيعيـة ثريـة بمـا يمكـن أن يمثـل منبعـاً مهمـاً مـن منـابع اإللهـا ـ ،ظاهر تكوينها للمعماري المبدع، سواء بالصور في ا تنطـوي عليـه الـصور مـن قـوانين أو م

لمـن يتميـز بـالنظرة الثاقبـة علـى أن ذلـك . وأسس تحكم تكوينها وطريقة عملها وأدائها لدورها .ويستطيع فهمها وإدراكها

علـى مـر التـاريخ، فقـد كـان ولم يكن هذا وليد الفكر المعماري الحديث أو المعاصر، وإنمـا األعمدة مـن البيئـة الطبيعيـة المتمثلـة فـي نبـات استلهم المعماري في العصر الفرعوني طرز

النخيل وزهرة اللوتس ونبات البردي على حاالتها المختلفة التي تتواجـد فيهـا فـي البيئـة، وكـذا مـن طريقـة استلهم فكرة تـاج العمـود الكـورنثي كان حال المعماري في العصر اإلغريقي عندما

.نمو النباتات حول قطعة من األحجار الحديث فهنـاك بعـض الـدالئل التـي تـشير إلـى اسـتلهام بعـض المعمـاريين وفي العصر

Frank) ١٩٥٩-١٨٦٧" (فرانـك لويـد رايـت "يـأتي . ألفكارهم المعمارية من البيئـة الطبيعيـة Lloyd Wrightومـشاكل يتوجه نحو نظريـة تكـوين األشـكال الخارجيـة في المقدمة، حيث كان

وي، ومن خالل دراسـة البيئـة الطبيعيـة وقوانينهـا التـشكيلية البناء وقوانين التركيب والنمو العض لقـد اسـتطاع أن يـدرك كيـف .. كان يتوصل إلى اإلدراك الحازم إلنشاءاته المعماريـة الرائعـة

.. يشتق من البيئة شكل التكوين اإلنشائي لهيكل مبانيه، ومـن خاصـية المـادة وحاالتهـا المختلفـة وعنـدما نظـر .]٢٢٢، ص ١٠[للقانون الـذي يكمـن فـي بـذرتها تماماً كما تتشكل الزهور طبقاً

ذات الـرءوس المنتـشرة التـي يتكـون منهـا صـمم األعمـدة Morning Gloryإلى زهرة برية Johnson Wax) ١٩٣٦" (المبنــى اإلداري لــشركة جونــسون"ســقف صــالة المــوظفين فــي

Company Administration Building قلـد شـكل الزهـرة وإنمـا ، وهو لم يكـن ي )٣(، الشكل رقمفوضـع قـانون " نيـوتين " كدور التفاحة األسـطورية التـي سـقطت علـى رأس اًكان للزهرة دور

لهم فكـرة ومنهـا اسـت يهـتم بـالقواقع البحريـة " رايت"كذلك كان .]١٨، ١٧، ص ص ٣[الجاذبية، الـشكل Guggenheim Museum) ١٩٤٣" (متحـف جوجنهـايم " فـي المنحدر الحلزوني القـشري

).٤(قم رالقـوة فـي ، والـذي أوجـد Pier Luigi Nervi) ١٩٧٩-١٨٩١" (بيير لوجي نيرفـي "كذلك فعل

أشكاله المعمارية التي اقترحهـا مـن خـالل البيئـة الطبيعيـة، حيـث درس الحيوانـات البحريـة أن فـي البيئـة أشـكاالً فقـد وجـد . ]١٥٠، ص ١٠[واألصداف والحشرات والحيوانات والزهـور

م سيقان النبات أو الحشائش، ففيها الخـط المـستقيم والخـط المائـل، وينتهـي الخـط متباينة لتصمي .]١٢٨، ص١١[المائل غالباً في نقطة واحدة ليؤلف بناء قوياً كأنواع الصدف المتعرج

Page 5: الإلهام في العمارة

٥

"رايت" تصميم –صالة الموظفين في المبنى اإلداري لشركة جونسون ). ٣(الشكل رقم من الزهرة" رايت"رة العمود ذو الرأس المنتشرة التي استلهمها يوضح الشكل فك

"رايت" تصميم –المنحدر الحلزوني الصاعد في متحف جوجنهايم ). ٤(الشكل رقم

من القوقعة" رايت"يوضح الشكل فكرة المنحدر الحلزوني الصاعد التي استلهمها

عـن اسـتلهامه مـن البيئـة المحيطـة Le Corbusier) ١٩٦٥ - ١٨٨٧ ("لوكوربوزييه"ويعبر فـي يونيـو : " ببـاريس فيقـول The Chapel of Ronchamp) ١٩٥٦" (كنيسة رونـشامب "في موقع وبينمـا .. موقع التـل الـذي بنيـت عليـه الكنيـسة أتعايش مع قضيت ثالث ساعات لكي ١٩٥٠

فـق المحـيط بـي فـي أربعـة الفكرة تدور في عقلي رسمت أربعـة خطـوط مـستوحاة مـن األ ، ]٤٦، ٤٥، ص ص ١٤["كانــت هــي المكــون األساســي لفكــرة مــسقط الكنيــسة.. اتجاهــات ).٥(الشكل رقم بــرج بنــك " فكــرة Ieoh Ming Pei) اآلن- ١٩١٧"(بــي. أم. أي" اســتلهم المعمــاري وقــدنبـات ، وهـو Bamboo Plant" نبـات البـامبو " مـن Bank of China Tower, Hong Kong" الصين

وقـد كـان االسـتلهام فـي الـشكل الخـارجي ). ٦(ذو رمز ثقافي بالنسبة للصينيين، الشكل رقـم ]. ١٥[أحمال المبنىوفي الفكرة اإلنشائية باستخدام الحديد في شكل اسطوانات مفرغة لتخفيف

]١٢[منظور داخلي في صالة الموظفين زهرة الصباح

]١٣[منظور داخلي في المتحف

]١٣[منظور خارجي للمتحف

القوقعة البحرية

Page 6: الإلهام في العمارة

٦

، أنـه اسـتلهم فكـرة الحـائط الزجـاجي Jorn Utzon) اآلن-١٩١٨" (جورن أوتزون"كما قال مـن الحركـة ) ١٩٥٧" (أوبـرا سـيدني "لذي يقع بـين األقـواس الـضخمة فـي مبنـى الضخم ا

).٧(، الشكل رقم ]٦٧٨، ص١٦[الديناميكية العضوية ألجنحة الطائر

استلهام المعماري لوكوربوزييه من البيئة المحيطة ). ٥(الشكل رقم ]٤٦، ص١٤[في كنيسة رونشامب

نبات البامبو ]١٥[ برج بنك الصين

ومن نبات البامببنك الصين برج لفكرة "بي. أم. أي"استلهام المعماري ). ٦(الشكل رقم إللهام المعماري المباني القائمة كمنبع٢-٢-٣

Eiffel) ١٨٨٩-١٨٨٧(بـرج إيفـل " أنه توصـل لفكـرة Gustave Eiffel" فلجوستاف إي"قال Tower دافيـد ريفـز " بعد اطالعه على مشروع لم ينفذ لبرج ارتفاعه ألـف قـدم اقترحـه "David

Reeves ٨٣، ص١٨[١٨٧٤فيا عام لمعرض فالديل١٨٧٤ األمريكي عام .[ يـدة أو أي ألـوان مبـاني قديمـة وجد دقيق المالحظة لكل ما يراه مـن " لوكوربوزييه"ما كان ك

، ويختزنها لكي يسترجعها بعد دراستها فـي أعمالـه، فقـد كـان يحمـل معـه كراسـة من الفنون ].٢٠، ١٩، ص ص ١٩ [لعمل الرسومات السريعة لكل ما يمكنه رسمه أو يمر به خياله

ـ -قد استلهم فكـرة حديقـة الـسطح " لوكوربوزييه"يمكن القول بأن و ا ضـمن التـي نـادى به من حدائق بابل المعلقـة، ومـن الفكـرة التـي اقترحهـا –المبادئ الخمسة لعمارة العصر الحديث

" لوكوربوزييه"سمها الخطوط التي رواستوحاها من البيئة بينما هو جالس

في موقع الكنيسة

المسقط األفقي للكنيسة

Page 7: الإلهام في العمارة

٧

، الــشكل )١٩٠٣" (مبنــى فــرانكلين"، فــي Auggest Periet) ١٩٥٩ -١٨٧٤" (أوجـست بيريــه " ).٨(رقم

عمـارة "استلهم فكرة الشقق الـدوبلكس التـي قـدمها فـي " لوكوربوزييه"كذلك يمكن القول بأن ــيليا ــن Unite, D'habitation, Marseille) ١٩٥٢-١٩٤٦" (مرس ــاني ، م ــي مب ــاالت الت الوك

، حيـث نقـل ذلـك القـول المعمـاري األمريكـي )٩(ظهرت في العمارة اإلسالمية، الشكل رقـم ]. ١٨٧، ص٢٠"[حسن فتحي" إلى المعماري المصري Philip Johnson" فيليب جونسون"

فكرة الحائط الزجاجي الذي يمأل). ٧(قم الشكل ر "أوتزون" تصميم –بين األقواس الضخمة في أوبرا سيدني

لفكرة حديقة السطح " لوكوربوزييه"استلهام ). ٨(الشكل رقم

من أعمال معمارية سابقة

مبنـى تـأثره فـي تـصميم عـن Shin'ichi Okada" شنيشي أوكادا"كما يعبر المعماري الياباني لـويس "، بفكـرة الفراغـات الخادمـة والمخدومـة التـي قـدمها )١٩٧٤" (المحكمة العليا باليابان "

]٦٨٢ص، ١٦[حركة أجنحة الطائر

الضخم أوبرا سيدني ومنه يتضح الحائط الزجاجي ]١٧ [الذي يمأل ما بين األقواس

]٦٨٢، ص١٦[هيكل الحائط الزجاجي فكرة

حديقة السطح في فيال سافواي

"لوكوربوزييه"تصميم

يقة السطح في مبنى فرانكلين حد ]١٤" [بيريه"تصميم

حدائق بابل المعلقة كما تصورها ]١٦٥، ص٢١[أحد المهندسين

Page 8: الإلهام في العمارة

٨

Medical Laboratory" مبنى المعامـل الطبيـة بجامعـة فالديلفيـا " في Louis Isadore Khan" كانBuilding, Philadelphia) تـصميم تتكـون مـن إن عمليـة ال : "، قـائالً )١٠(، الشكل رقـم )١٩٦٤

وفي نفس الوقت باالعتمـاد علـى تخـيالت المـصمم العقليـة .. تخيل عام عن فكرة المشروع كله كمـا حـدث معـي فـي .. وأقصد بالتخيالت هنا هي أي شيء يـأتي للـذهن .. والتفاصيل العلمية ]. ١٦١ص، ٢٤"[فكرة لويس كان

لفكرة الشقق الدوبلكس " لوكوربوزييه" استلهم ).٩(الشكل رقم في عمارة مرسيليا من الوكاالت اإلسالمية

لفكر الفراغات الخادمة والمخدومة " أوكادا" استلهام ).١٠(الشكل رقم "لويس كان"من فكرة

إللهام المعماري اآلالت واألدوات كمنبع٣-٢-٣

م المعمـاري، منهـا اآلالت واألدوات فـي أخرى مختلفة يمكـن أن تكـون منبعـاً إللهـا أشياء .محيطه الذي يعيش فيه

Robert )١٩٥٣" (مـسكن روبـرت رايـت "يستلهم مـن شـكل المركـب فـي " رايت"فها هو Llewellyn Wright كـان شـكل األشـرعة ذات اللـون كـذلك .]٢٦["البارجة"، ويسمى هذا البيت

فـي تـصميم مبنـى " ونرن أوتـز جـو " المركب من العناصر المهمـة التـي ألهمـت األبيض في وهـو مـن ،فـي مدينـة دبـي " بـرج العـرب "م مبنـى تصميأضف إلى ذلك فإن ". أوبرا سيدني "

، كان على شكل شـراع مركـب عمـالق تعبيـراً عـن ثقافـة البحـر W.S.Atkinsتصميم مكتب

مسقط أفقي لمبنى المعامل الطبية ]٢٥" [لويس كان"تصميم

]١٦٠، ص٢٤[ تصميم أوكادا –المحكمة العليا باليابان

تصميم –لدوبلكس في عمارة مرسيليا الشقق ا]٥٤، ص٢٢[وري وكالة الغ ]١٨٨، ص٢٣" [لوكوربوزييه"

Page 9: الإلهام في العمارة

٩

التي ميزت مدينة دبي، والتي كانت هي وموقـع المبنـى فـي جزيـرة داخـل البحـر مـن أهـم ).١١( الشكل رقم . التي ألهمت المعماري في هذا العملاألشياء

أنـه بينمـا كـان مـشغوالً - جامعة عين شمس بمـصر – "فارق الجوهري "وقد قال المعماري مـستغرقاً فـي محاولـة التوصـل تصميم واجهة إحدى العمارات السكنية، وبينما هـو بالتفكير في

شـكل بهـا ى، فكانـت الفكـرة التـي حـاك "أسـورة ذهبيـة "إلى فكرة جديدة للواجهة، نظر فرأى .]٢٧[األسورة ولكن بشكل مختلف

للباحـث، أنـه عنـدما -بمـصر جامعـة أسـيوط – "ممدوح يوسـف "المعماري كذلك ما ذكره كان طالباً، حيث كان يعمل في تصميم معرض دولي، وبينمـا هـو مجهـد التفكيـر فـي الفكـرة،

بـرج لمحطـة التليفزيـون مـضاءة قمتـه بـضوء انطفأت الكهرباء، فنظر من النافذة، حيث رأى أحمر، وعلى الفور جاءته الفكرة، وهي عبـارة عـن تـصميم عمـود ضـخم ينـشأ مـن الحديـد ويحمل مجموعة من الـصاالت عـن طريـق كـابالت مـن الحديـد، كمـا تـزود قمـة العمـود

ـ ة لهـذا بمجموعة من الكرات ذات األلوان المختلفة بـألوان أعـالم الـدول حيـث تـستخدم كدعاي .المعرض

و " رايت"المركب كمنبع إللهام ). ١١(الشكل رقم "جورن أوتزون"

إللهام المعماري لغة الكالم كمنبع٤-٢-٣

تعدد القصص السائدة في المجتمع، أو أطراف الحديث الـذي يـدور بـين المعمـاري والمالـك .المهمة لإللهام بالنسبة للمعماريأثناء التفكير في المشروع من المنابع

ــصميم ف ــاء ت ــسون"أثن ــشركة جون ــل ل ــى المعام Johnson Wax Company) ١٩٤٧" (مبنFactory and Laboratory ، قال هربرت جونـسون لمـاذا ال يـسبح فـي الهـواء ": "رايت"يقول ..خدمها ، فكانت نفس فكـرة العمـود المـشروم التـي اسـت ]٢٩١، ص ٣٠["رايت؟ قال رايت إنها هي

من قبل في مبنى صالة الموظفين بمبنى جونـسون، ولكنـه وضـع كمـا قـال عناصـر الحركـة .والخدمات في قلب العمود وترك البالطة حرة من حوله

" روبرت رايت"مسكن

]١٦٦، ص٢٨[رايت: تصميم يبدو فيه استلهام الشكل من شكل المركب

]١٧[جورن أوتزون: تصميم–أوبرا سيدني يبدو فيها استلهامه للفكرة من شكل المركب

لبرج العرب ظور من بمدنية دبي

Page 10: الإلهام في العمارة

١٠

، قـد Meis Van Der Rohe) ١٩٦٩-١٨٨٦" (مـيس فـان درروه "كـذلك يمكـن القـول بـأن ـ .. العمارة : "الشعر، فهو حين قال نظم استلهم من ، نجـده "شعر أبياتهـا مـن زجـاج قصيدة من ال

ـ ]١٠٠، ص ١١[يلتمس هذه الرؤية في ترتيب المساقط وترتيـب الواجهـات بـشكل منـتظم ا، كأنه ).١٢(قصيدة شعر منتظمة األبيات ومضبوطة القافية، الشكل رقم

]٣٠["ميس" تصميم –مبنى الستور ). ١٢(الشكل رقم مستوحى من انتظام أبيات القصيدة الشعرية" ميس"أعمال انتظام المساقط والواجهات في

تأثير المنبه– ردة فعل عقل المعماري تجاه اإللهام ٣-٣

والـذي يمثـل البعـد الثـاني ،يجيب هذا الجزء على التساؤل الثاني من تساؤالت هـذا البحـث : شكالية الدراسة، وهوإل

كيف يستلهم المعماري؟بتـأثير ومحاولة التوصـل إلـى الفكـرة المبتكـرة، تحـدث المفاجـأة أثناء التفكير في المشكلة

ـ )المنبه(الشيء الملهم ث يحـرك المنبـه عمليـة اإلبـداع، وفجـأة يـتمكن المعمـاري مـن ، حيث حيـث يقـع كـل – ولكنها تكون كطيف في العقـل تحتـاج إلـى اإلخـراج –الوصول إلى الفكرة

علـى أيـة حـال ". وجـدتها "ي هذه اللحظة وهـو شيء في مكانه ويطلق المعماري اللفظ المعهود ف فيما أسموه حـل المـشكلة دفعـة واحـدة بطريـق " الجشتالت"ترتبط كيفية حل المشكلة هنا بنظرية

علـى . ]٧٩، ٧٨، ص ص ٣١[البصر أو البصيرة أو اإللهام كما يقـول أصـحاب هـذه النظريـة :)١٣(، الشكل رقم ليةالمعماري في هذه اللحظة يأخذ أحد الصور التاعقل فعل أن ردة

المنبهمحاكاة ١-٣-٣

. في حالـة االسـتلهام مـن البيئـة الطبيعيـة التـي تحـيط بالمعمـاري غالباًتكون هذه الحالة ويتوقف مفهوم المحاكاة في هذه الحالة على فهم المبدع الفنـي لعالمـه وتـصوره لعناصـر إبداعـه

].٢٠٩، ص٣٢[وللتناسق المطلوب بين هذه العناصرالفنـدق اإلمبراطـوري فـي "كيف استلهم الفكرة اإلنشائية التي قدمها فـي مبنـى " رايت"يصف ال ترتكـز فيـه كـان علـي أن أقـيم بنـاء : "عن طريق المحاكاة قـائالً ) ١٩٢١-١٩١٥" (طوكيو

السقوف على الجدران الفاصلة بين الغرف بسبب االرتجاجـات الناجمـة عـن الهـزات األرضـية صـينيته، ) الجرسـون (فكرت لماذا ال أحملها كمـا يحمـل النـادل .. نهيارها والتي قد تؤدي إلى ا

Page 11: الإلهام في العمارة

١١

فكانـت بـذلك ]. ٨١، ص ٣٣"[ذراعه طليقة في الهواء وإبهامه فـي وسـطها يـوازن فيـه حملـه .استخدامها في أساسات هذا المبنى" رايت"فكرة الكوابيل اإلنشائية التي بدأ

أن نـتعلم مـن الطبيعـة كـآدميين وال نقلـدها : "بقوله" هورايشو جرينوه "ولعل هذا ما عبر عنه ].٢٤، ص١١"[كقردة

لحظة اإللهام ما بين حواس اإللهام ). ١٣(الشكل رقم

)الباحث: المصدر( الملهم يءوتأثير الش من المنبه االستعارة٢-٣-٣

لـى ، ع ي القائمـة ه القـادم مـن المبـان يكون هذا التوجه في أغلب األحيان في حالة التأثر بالمنب اسـتلهام شـيء مـن النقل تقليد مطلق، بينمـا االسـتعارة والنقل، ف أن هناك فرقاً ما بين االستعارة

.الفكرة السابقة، ويكون المنتج النهائي في النهاية مختلف كلية عن المنتج المقتبس منهـ دع ال نقـل المقلـد ولعل ما يجب التأكيد عليه أن االستلهام من المبـاني الـسابقة، اسـتلهام المب

إن مـا ورثتـه عـن آبائـك ": "جوتـه "الناقل، ولعل هذا ما يتوافق مع قـول الفيلـسوف األلمـاني .]٢٠، ص٣٤["وأجدادك البد وأن تعود فتكتسبه من جديد

عن المنبه االفتراق٣-٣-٣

المعماري للمنبه في هذه الحالة مختلفـة كليـة عـن طبيعـة المنبـه، ألن الـشيء تكون استجابة الملهم في هذه الحالة ال يحاكى وال يقتبس منـه، مثـل سـماع أصـوات أو حتـى رؤيـة منظـر

. يختلف عن طبيعة المشكلة المعماريةبداعيـة وتعتمد استجابة عقل المعماري في هـذه الحالـة علـى أن االسـتجابة فـي العمليـة اإل

، ٣٥[تكون افتراقية، بعيدة عن طبيعـة المنبـه، بـل وقـد تكـون غيـر متوقعـة علـى اإلطـالق تحدث فيها لحظة اإللهام تبدو كمـا لـو كانـت عاديـة الـصلة بموضـوع فالظروف التي . ]٨١ص

. ]٣٣، ص٣٦[اإلبداع، والمثيرات التي أحدثتها قد تكون تافهة اإلبداعيالمعماري ر يفكت دور اإللهام في ال٤-٣

:يحاول هذا الجزء اإلجابة على التساؤل الثالث من تساؤالت البحث وهو ما هو دور اإللهام في الفكر المعماري اإلبداعي؟

ويمكن اإلجابة من خالل دراسة الرؤى المطروحة حول هذا الدور، وطبيعة هذا الدور، واألسـس .التي تحكم هذا الدور

ورالرؤى المطروحة حول هذا الد ١-٤-٣ الجـدل ما يثير االهتمام عند تحليل دور اإللهام فـي التفكيـر اإلبـداعي العـام هـو ذلـك أهم

القائم حول اإللهام؛ فهناك من يرى أنه نشاط تلقـائي ال شـعوري، بينمـا هنـاك مـن يـري أنـه ؛ فهنـاك العلمـاء والفنـانون فيهـا الحالتـان وعلى أية حال فالـسير التـي تركهـا . نشاط إرادي

وجدتها

المحاكاة

االقتباس

االفتراق

الفكرة المبتكرة

تأثير المنبه النتيجة لحظة اإللهام اإللهاممنابع

البيئة المباني األدوات اآلالت اللغة

Page 12: الإلهام في العمارة

١٢

يتميزون بالتلقائية في إنتاجهم الذي يأتيهم غالباً فـي شـكل لحظـات إلهـام فجائيـة، ممن ونالكثير، ٣٦[كما أن هناك نوعاً آخراً ال يصل إلـى إنتاجـه إال بالـدأب واإلرادة والجهـد فـي المراجعـة

. ]٢١صظهـرت لـه فـي " المـرأة تـتكلم "قد ذكر أن قصيدته " جون ماسفليد "فهناك شاعر إنجليزي وهو

. منقوشة بحروف بارزة على صفحة مستطيلة من المعـدن، ومـا كـان عليـه إال أن ينـسخها ومالنوكنـت أرجـع : "عـن نفـسه حـين قـال " ابن سينا "وشبيه بهذا ما ذكره الفيلسوف اإلسالمي الكبير

ومتـى أخـذني أدنـى نـوم .. بالليل إلى داري وأضع السراج بين يدي وأشتغل بالقراءة والكتابـة ويتفـق مـع هـؤالء " لمسائل بأعيانها حتى أن كثيراً منها انفتح لي وجوهها فـي المنـام أحلم بتلك ا

النتيجـة عنـدي وال : "يقـول " جـاوس "المبدعين بعضاً من العلماء، فنجد عـالم الطبيعـة الـشهير : ، ويقول أيضاً عقب حصوله على هـذه النتيجـة التـي يتحـدث عنهـا "أعرف كيف حصلت عليها

ن إشـراقاً حـدث مـن اهللا كـا نجحت ال ألني بذلت جهوداً مضنية، ولكن بهبـة وأخيراً منذ يومين " .]٢٣، ٢٢، ص ص ٣٦["فجأة فحل اللغز

وعلى النقيض من هؤالء الذي يضخمون من دور اإللهـام نجـد فريقـاً آخـراً يقلـل مـن هـذا تـسع إن اإلبداع فيه واحـد فـي المائـة فقـط مـن اإللهـام، و : "الذي قال " إيدسون"الدور، فهناك

أعمـل لفتـرات متقطعـة، وأتـرك ": "ألفريـد نوبـل "كذلك ذكـر ". وتسعون بالمائة عرق متصبب الموضوع لبعض الوقت، ثم أعود لتناوله مرة أخرى، وأستمر فـي العمـل كـذلك مـراراً، ولكنـي

لجهـد كبيـر " أينـشتين "كـذلك تعـرض ". أعود دائماً ألي شيء أشعر بأني سأنجح فيه في النهايـة . ]٢٥، ٢٤، ص ص ٣٦[نوات حتى توصل إلى اكتشاف نظرية النسبيةلمدة سبع س

أما في مجال العمارة، ورغم إشكالية ندرة الكتابـات فـي هـذا المجـال، إال أنـه يمكـن مـن خالل ما كتبه بعض المعماريين أن نستـشف عالقـة اإللهـام باإلبـداع المعمـاري علـى النحـو

:التاليالعمارة هي أيـضاً ال تحـل بتطبيـق قواعـد، والمبنـى ال مشاكل ": "فرانك لويد رايت " يقول -

والوظيفـة والمالءمـة واالنتفـاع . يتكون ويتشكل بمجرد تجميع أجزائـه الجـاهزة أو المـصنوعة كلها أساسية وضرورية ومن صميم معنى العمـارة، ولكنهـا ال تكفـي وحـدها، وينقـصها شـيء

يعطـي حيـاة لألجـزاء الماديـة غير فكري وغيـر عقالنـي وغيـر إرادي، مـصدره اإللهـام، .]١٤١، ١٤٠، ص ص ٣["ويحركها فتصبح عمالً معمارياً فنياً خالقاً

أنه إذا عرضت لـه مـشكلة معماريـة أبقاهـا فـي ذهنـه إلـى أن ": "لوكوربوزييه "قال كما -، ٣[، ولـو أنـه لـم يحـاول البحـث عـن تفـسير لهـذا "يأتي يوم يجد فيه فكرة الحل المطلـوب

.]١٤٤ص لة التي تم عرضها سابقاً عن اسـتلهام المعمـاريين لألفكـار مـن البيئـة أو المبـاني أو األمث -

.، وما أكده بعضهم اللغة وغيرهااآلالت واألدوات أو الفكر المعماري طبيعة دور اإللهام في ٢-٤-٣

مما سبق يمكن القول بأن طبيعة دور اإللهام فـي الفكـر المعمـاري اإلبـداعي مختلفـة، ألنهـا ، ولعـل الـسبب فـي في مجـال اإلبـداع العـام بين الرأيين المتعارضين حول أهمية الدور تجمع

، فاإلبـداع فـي مجـال العمـارة مـرتبط بالوظيفـة، ي الفنية والعلمية ذلك هو جمع العمارة للنواح وبالتالي فإن اإللهام ال يقف عند حد التوصل إلى الفكرة، بل يلزم األمـر تحقيـق هـذه الفكـرة فـي

وكيفية ترابطها مع متطلبات المشروع، سـواء كانـت هـذه الفكـرة هـي الفكـرة العامـة المبنى، أو "بـرج العـرب بـدبي "للمبنى مثل كون المبنى يحاكي شكل المركب الشراعي كما فـي مبنـى

تفصيالت المبنـى كمـا فـي حالـة حـل مـشكلة من لمشكلة تصميمية في تفصيلة كون الفكرة حالً ."أوبرا سيدني"أل ما بين األقواس الضخمة في مبنى الحائط الزجاجي الذي يم

Page 13: الإلهام في العمارة

١٣

ط ال شـعوري امن هنا يمكن القول بأن اإللهام فـي العمـارة يجمـع بـين كـون اإللهـام نـش .وكونه نابعاً من جهد كبير

اإلبداعير المعماريكيفت األسس التي تحكم دور اإللهام في ال٣-٤-٣

رء بعـد تـوافر شـروط معينـة فـي شخـصيته، يرى البعض أن اإللهام هبة أو عطية تمنح للم فليس بمقدور اإلنسان أن يكون ملهمـاً، ولكـن بمقـدوره أن يـوفر فـي شخـصيته الظـروف أو

.]٣، ص٤[الشروط التي قد تجعله ملهماًمن هنا ولكي يتحقق الدور المهم لإللهام في عمليـة اإلبـداع المعمـاري، فـإن هـذه الدراسـة

لمهمـة التـي تـساعد المعمـاري فـي أن أنها تـشكل األطـر ا تطرح خمسة مبادئ، يرى البحث :يكون ملهماً

في شخصية المعماري: المبدأ األول١-٢-٤-٣

جوانب الشخصية المعمارية المبدعة متعددة، بعـضها ثبـت عالقتـه باإلبـداع المعمـاري كمـا ـ إال أن هنـاك ج . لمبدعـة حـول سـمات الشخـصية المعماريـة ا " ماكينون"جاء في دراسات اًوانب

أخرى ترتبط بشخصية المعماري المبدع، وفي اإلمكـان اكتـسابها لمـساعدته فـي تلقـي اإللهـام والحصول عليه؛ أهمها الجانب الروحي اإليمـاني، وتـوافر المعرفـة الالزمـة، بجانـب الـشجاعة

. وعدم الخوفهلـت إلـى ترددت إلـى الجـامع وصـليت وابت : "أنه كلما كان يتحير في مسألة " ابن سينا "يذكر

غير أنه من الواجـب التنبيـه علـى أنـه ال يعنـي ". مبدع الكل، حتى يفتح المغلق وييسر المتعسر هذا قصور المبدع في إجهاد فكره ونفسه عن التفكيـر فـي المـسألة اإلبداعيـة طالمـا أن اإللهـام

ـ إذ هذه الطريقة القدرية والمفاجـأة، يمكن أن يتحقق ب صيل البـد مـن مجاهـدة الفكـر بجانـب تحالمعرفة الالزمة لعملية اإلبداع في المجال الذي يبدع فيـه الـشخص، تلـك المعرفـة التـي تمثـل الخيوط التي يصعب نسج الثياب بدونها، أما اكتـشاف الطـراز، أو النمـوذج الـذي تحـاك وفقـه

.]٨٦-٨٤، ص ص ٢[الخيوط، فهذا هو اإللهام وجب عليـه أن يرجـع بهـا إلـى الـشق وإذا اهتم الشخص بمشكلة وأراد لها الحل االبتكاري،

ـ "الروحي اإليماني وكأن اآلية ـ ين المـرء وق واعلمـوا أن اهللا يحـول ب ، )٢٤األنفـال، آيـة " (هلبتذكرنا بوجوب الرجوع إلى هذا الشق، فاهللا تعـالى هـو المتـصرف فـي جميـع األشـياء، فهـو

،نة هـذا االتـصال واإلشراقات الربانيـة تكـون بقـدر سـخو . يصرف القلوب والعقول كيف يشاء ، ٣٧[آخـر ن حلـول أو سـلوك طريـق دون فتكون سرعة اإليحاء اإللهي فـي تـرجيح حـل دو

ورغم أن هذه الرؤية قد تتداخل مع الرؤيـة الغيبيـة لإللهـام إال أنهـا ضـرورية هنـا .]١١٤ص .كأساس من األسس التي تحقق اإللهام ويلزم اإلشارة إليها وعدم إغفالها في هذا السياق

ن على المعماري اكتساب المعرفة الالزمـة لحـدوث اإللهـام، فالـذي يعمـل فـي مجـال كما أ العمارة ال ينتظر إلهاماً في فكرة للتوصل إلى قانون جديد في علـم الفيزيـاء مـثالً والعكـس قـائم

ويرى البعض أن اإللهام يحتاج أن تكون المعرفة متنوعة مـن جهـة، وخـصبة مـن جهـة . أيضاًن جهة ثالثة، ومهضومة من جهة رابعة، ومتفاعلـة مـع المواقـف المتباينـة مـن ثانية، ومتجددة م

إن سرعة رد الفعل ضرورة القتناص األفكار القادمـة بواسـطة اإللهـام، والتـي قـد . جهة خامسة كما يمكن القول بأن الغالبية العظمـى مـن اإللهامـات التـي تلـوح .تأتي فجأة وتختفي أيضاً فجأة

تهرب منهم قبل أن يتسنى لهـم اقتناصـها، فـإن لـم يتـسلح الملهـم بـسالح في أذهان الملهمين الشجاعة وما لم يعمل بسرعة ومن غير تردد، فإن ما يلهـم بـه يتبخـر سـريعاً وربمـا ال يعـود

فهناك فرق بين اإللهام كمـا يقـدم للـشخص وبـين تـذكر اإللهـام، فالومـضات . ثانية إلى األبد ـ ال يكون قد كرهااإللهامية إذا ما اختفت فإن تذ نفس الومـضات البراقـة المتوهجـة، بـل يكـون ب

.]١٦٢، ١٦١، ص ص ٤[تذكراً لبقايا ذلك الوهج وذلك البريق

Page 14: الإلهام في العمارة

١٤

في الدافع نحو اإلبداع: المبدأ الثاني٢-٢-٤-٣هناك نظريات تعالج الـدافع نحـو القيـام باإلبـداع وبالتـالي تهيئـة الـنفس لتلقـي اإللهـام،

مـا بـين النظريـة الكالسـيكية ونـادى بهـا ]١٢٢ -١٢٠، ص ص ٣٧["المزيـدي "يستعرضها وهنـاك نظريـة . أن الحصول على المال هو خير دافع للعمـل بـشكل عـام والتي مؤداها " تايلور"

ونظريـة التوقـع والتفـضيل . ومنها الحاجة إلـى تحقيـق الـذات " ماسلو"الحاجات والتي نادى بها القيام بنشاط معـين تلـك النتـائج التـي تعـود بـأكثر حيث يفضل اإلنسان عند " فروم"ونادى بها الدافع العقيدي كأحد أهـم التوجهـات نحـو البحـث عـن األفـضل " المزيدي"ويضيف . نفع ممكن

والجديد في اإلبداع، مستدالً باآليات القرآنية واألحاديث النبويـة التـي تمثـل ضـرباً رائعـاً مـن .ضروب الدافعية لإلنجازتحتاج إلـى بحـث تفـصيلي إال أن علـى المعمـاري الـذي يبحـث عـن ولو أن هذه الجزئية

بـاختالف وإن اختلـف الـدافع ،اإللهام لكي يبدع أن يتسلح بالـدافع الـذي يـشجعه علـى ذلـك .الظروف التي تحيط بهشخصية المعماري، و

في الجهد الدءوب بحثاً عن الفكرة: المبدأ الثالث٣-٢-٤-٣

ب األمـر الراحـة واالسـترخاء؟ هـذه معادلـة تبـدو صـعبة متى يلزم بذل الجهد، ومتى يتطل قاتـه تتطلـب الجهـد ويتطلب من المعماري حلها، فبعض مراحل التفكير اإلبداعي بـل وبعـض أو

.تطلب بعضها اآلخر الراحة واالسترخاءالدءوب في حين يالتقط أي موضـوع يثيـر انتباهـك ثـم طـوره وعـالج تفاصـليه فـإذا ": "شارلي شابلن "يقول

صلت إلى مرحلة تعجز عن التقـدم بعـدها اطرحـه جانبـاً والـتقط موضـوعاً أخـراً، فغربلـة و". األشياء المتراكمة والتخلص من بعضها، هو العملة التي تقـودك إلـى العثـور علـى مـا تريـد

ويحصل اإلنسان على األفكار بمجرد اإلصرار إلـى حـد الجنـون، إذ البـد مـن : "كما يقول أيضاً ولعـل بعـض . ن قادراً على احتمال األلم والجهد واالحتفاظ بحماسـه وقتـاً طـويالً أن يكون اإلنسا

، ص ٣٦["إن كنـت أشـك فـي ذلـك و.. الناس يجدون المهمة أسهل مما يجدها الـبعض اآلخـر . ]٢٨، ٢٧ص

فبعض األفكار تكون في حاجة إلى مدة طويلة للتعبير عنهـا، وإلخراجهـا مـن حيـز الكمـون ـ إلى حيز الواقع، فإ ن ة واالسـترخاء فإنـه قـد ينهـار قبـل أ ذا لم يوفر المبدع لنفسه فترات للراح

.]١٩، ص٤[يتسنى له ترجمة اإللهام إلى واقع في تحقيق الفكرة: المبدأ الرابع٤-٢-٤-٣

لكي تنتقل الفكرة من مجرد إلهام إلى واقع ملموس فهـي تحتـاج إلـى تهيئـة مـسبقة لقـدرات لتلقي اإللهام من جهة بجانب القـدرة علـى توضـيح الفكـرة مـن المعماري، بحيث يكون مستعداً

جهة أخرى، ونقلها من ومضة إبداعيـة فـي الـذهن إلـى صـورة مرئيـة معبـرة مـن خـالل .الرسومات أو وسائل اإلظهار المعماري المختلفة

شيئاً ذا قيمـة إذا كـان سيـسمح إللهامـه العـابر وجدأن يظن المبدع أنه يستطيع أن ي ال ينبغي بالزوال، إن أي فكرة تأتي بطريق اإللهام تـصبح ذات قيمـة إذا انكـب عليهـا اإلنـسان وحـاول

.]١٣، ص٣١[أن يخرج منها شيئاً .وهذا يتطلب أن يتسلح المعماري بمهارات الرسم والتعبير عما يدور في مخيلته

في البيئة التي توجد اإللهام: المبدأ الخامس٥-٢-٤-٣

اإللهـام أسـباب عـدة منهـا؛ المعوقـات البيولوجيـة، والنفـسية، ال يخفى أنه لعـدم تحقـق .]١١٦ -٩٥، ص ص ٤[واألخالقية، والثقافية، والحضارية

Page 15: الإلهام في العمارة

١٥

ـ مما يقـع ضـمن هـذه المعوقـات فإنـه تالفي ما يعيق اإللهام ومن األمور المهمة بجانب ن مـ المهم ار، وبـشكل أيضاً أن يبتعد المعماري عن مصادر اإلزعاج التـي قـد تقطـع تواصـل األفك

خاص حينما يكون مستغرقاً في التفكير في الفكرة، فاإللهام يظهر أحيانـاً فـي العقـل علـى شـكل ـ لهـذا الخـيط فربمـا يفقـد اًخيط رفيع يأخذ عقل المبدع نحو الفكرة المبتكرة، ولـو حـدث قطع

. المبنىالعقل الطريق الذي يقوده إلى الفكرة، وقد ال تأتي ثانية إال بعد االنتهاء من تنفيذ الخالصة-٤

:مما سبق يمكن استخالص النقاط التاليةتميـز بـالثراء فـي تلهام منها، وكل من هذه المنابع ي تتنوع المنابع التي يمكن للمعماري االس -١

األفكار، إال أنه يلزم المعماري إعمال الفكر والعقل الستخالص الفكرة مما يطوف بعقله من إلهامـات ، أو كون المشروع يحتاج إلى أكثر من إلهام ن الفكرة مركبة من أكثر من إلهام وخصوصاً في حالة كو

.في مراحله المختلفةام ومنها في مجاالت اإلبداع الع رغم أن هناك اختالفاً حول دور اإللهام في الوصول إلى الفكرة -٢

بـداع بعالقـة ذات ، إال أنه قد وضح من خالل هذه الدراسة أن اإللهام يـرتبط باإل اإلبداع المعماري دءوب حتى يتحقـق الجهد البعدين؛ أحدهما يختص بكون اإللهام هو منبع الفكرة، وثانيهما الحاجة إلى

.ها حدث في عقله نتيجة لتأثير المنباإللهام ويتمكن المعماري من استخالص الفكرة المعمارية مممتد على طـول ي حلة بعينها، بل قف عند مر م في عملية التفكير المعماري ال يتو أن دور اإللها -٣

.خط التفكير منذ مرحلة الفكرة العامة إلى التفاصيل الدقيقة للمبنى وعناصره هناك ثالثة اتجاهات يمكن أن يحدثها عقل المعماري تجاه تأثير المنبه وهي؛ محاكاة المنبه، أو -٤

المنبـه وطبيعـة المـشكلة ، ويتوقف ذلك علـى طبيعـة االستعارة من المنبه، أو االفتراق عن المنبه .المعمارية المطروحة

رغم أنه ووفقاً للرؤية الواقعية لتفهم اإللهام، فإن هناك بعض األسس يلزم توافرهـا كـشروط -٥منها تلك التي ترتبط بشخصية المعماري والتي مـن أهمهـا . عامة تساعد المعماري على كونه ملهماً

وتلك التي ترتبط بالبيئة التي يعمل فيه المعماري والتي . لعملالرجوع للشق اإليماني وتوفر الدافع في ا تتمثل في البعد عن المعوقات التي تعيق اإللهام،

وتوضـيح لبيان أكثر حول اإللهام ،المزيد من الدراسات في هذا المجال إجراء تقترح الدراسة -٦ الخاصـة بظهـور اء لحظة الوميض للكيفية التي يعمل بها عقل المعماري أثناء التفكير في الفكرة وأثن

. عقل المعماري بشكل دقيق وكيفية عمل،اإللهام

المراجع ).http://www.balagh.com/mosoa/falsafh/u٥١٢cdmp.htm(، عبد الهادي، مصادر المعرفة يالفضل -١ .م١٩٩٩زيع، الدار العربية للنشر والتو: ، القاهرةاإلبداع، قضاياه وتطبيقاتهإبراهيم، عبد الستار، -٢ .م١٩٦٧دار المعارف بمصر، : ، القاهرةنظريات العمارة العضوية سامي، عرفان، -٣ .م١٩٨٣مكتبة غريب، : ، القاهرةسيكولوجية اإللهام أسعد، يوسف ميخائيل، -٤ .م٢٠٠٠دار غريب، : ، القاهرةالحدس واإلبداعخليفة، عبد اللطيف محمد، -٥اإلبـداع "بحث منـشور فـي كتـاب ، )"دراسة لمهندسين معماريين أمريكيين (ابطاته الشخصية اإلبداع ومتر "و، . ماكينون، د -٦

.م١٩٨١وزارة الثقافة واإلرشاد القومي، : ، دمشق"نصوص مختارةكلية الهندسة، جامعـة أسـيوط، : ، رسالة دكتوراه، أسيوط التفكير اإلبداعي في عملية التصميم المعماري حسن، نوبي محمد، -٧

.م١٩٩٧مصر، ، ديـسمبر ٢٤ -١٢، المؤتمر العلمي الثاني لجامعة األزهر، "اإلبداع الجماعي في التنمية العمرانية " بغدادي، مصطفى عدلي، -٨

.م١٩٩١جامعة األزهر، : القاهرة .م١٩٦٥الدار القومية للطباعة والنشر، : ، القاهرةفرانك لويد رايت حماد، محمد، -٩١٠- Nuttgens, P., Understanding Modern Architecture, London: Unwin Hyman Limited, ١٩٨٨. .م١٩٧٧مكتبة األنجلو المصرية، : ، القاهرةعمالقة العمارة في القرن العشرينعبد الجواد، توفيق أحمد، -١١

Page 16: الإلهام في العمارة

١٦

١٢- www.homepage.mac.com/flw/wks/jwgallery/index.html ١٣- www.vitruvio.ch/arc/contemporary/٢٠٠٠-١٩٤٦/guggenheim.html ١٤- Guiton, J. Translation by Margaret Guiton, The Ideas of Le Corbusier, on Architecture and Urban

Planning, George Braziller, New York, ١٩٨١. ١٥- http://architecture.about.com/library/blpei-bankhongkong.html ١٦- Giedion, S. space, Time, and Architecture, Cambridge: Massachustts Harvard University Press,

١٩٦٧. ١٧- www.vitruvio.ch/arc/contemporary/٢٠٠٠-١٩٤٦/operasidney.html .م١٩٥٩دار النشر للجامعات المصرية، : ، القاهرة١، جزءرينعمارة القرن العش سامي، عرفان، -١٨ .م١٩٦٨الدار القومية للطباعة والنشر، : ، القاهرةلوكوربوزييه حماد، محمد، -١٩ .م١٩٩٦مركز أبحاث إنتركونسلت، : القاهرة،)البيئة والفراغ(ثالثية اإلبداع المعماري رأفت، على، -٢٠، وزارة الثقافة واإلعالم، العراق، ٤٩، السلسلة الفنية، العدد رة العراقية في مختلف العصور تاريخ فن العما يوسف، شريف، -٢١

.م١٩٨٢ .م١٩٨٣الهيئة المصرية العامة للمعارف، : القاهرة، العمارة اإلسالمية في مصر سامح، كمال الدين، -٢٢ .م١٩٩٣ األهرام، مطابع: ، مطابع األهرام، القاهرةعمارة القرن العشرين زيتون، صالح، -٢٣٢٤- Ross, M. Beyond Metabolism, The New Japanese Architecture, New York: Architectural Record

Books, Mc Graw-Hill Book Company, ١٩٧٨. ٢٥- http://members.tripod.com/~freshness/images.html .م١٩٦٦دار المعارف بمصر، : ، القاهرةنظرية الوظيفية في العمارة سامي، عرفان، -٢٦ .م٢٠٠٠قسم العمارة، جامعة أسيوط، : الجوهري، فاروق، عمارة ما بعد الحداثة، محاضرة عامة، أسيوط -٢٧٢٨- Tafel, E. Apprentice to Genius, Years With Frank Lloyd Wright, New York: McGraw-Hill Book

Company, ١٩٧٩. ٢٩- Kaufman, E. & Ben Raeburn, Frank Lloyd Wright, Writings and Buildings, U.S: Horizon Press,

INC, ١٩٦٠. ٣٠- www.greatbuilding.com .م٢٠٠٠عالم الكتب، : ، القاهرة٣، طة اإلبتكاريةالعملي، البسيوني، محمود -٣١ .م١٩٩٧الهيئة المصرية العامة للكتاب، : ، القاهرةمصطلحات فكريةخشبة، سامي، -٣٢ .م١٩٩٠دار قابس، : ، بيروت١، طفرانك لويد رايتقبيسي، حسان، -٣٣مركـز الدراسـات التخطيطيـة : ، القـاهرة ٩٠مجلة عالم البناء، العـدد ، "التجديد في العمل المعماري "البسيوني، عادل، -٣٤

٢١ -٢٠م، ص ص ١٩٨٨والمعمارية، المجلس الـوطني للثقافـة : ، الكويت ١٠٩، سلسلة عالم المعرفة، العدد العملية اإلبداعية في فن التصوير شاكر، عبد الحميد، -٣٥

.م١٩٨٧والفنون واآلداب، المجلـس الـوطني للثقافـة والفنـون : ، الكويت٢٤، سلسلة عالم المعرفة، العدد اإلبداع في الفن والعلم عيسى، حسن أحمد، -٣٦

.م١٩٧٩واآلداب، .م١٩٩٣دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، : ، المنصورةبداع، رؤية إسالميةمقدمة في منهج اإلالمزيدي، زهير منصور، -٣٧

Page 17: الإلهام في العمارة

١٧

Inspiration in Architecture: Towards Simplicity and Comprehension

Dr. Nouby Mohamed Hasan

Associate Professor Department of Architecture and Building Science

College of Architecture, King Saud University E-mail: nouby٣٠٠٠@yahoo.com

Abstract Inspiration has been thoroughly studied by psychologists with different views including spiritual, practical, psychological and social perspectives. However, inspiration in architecture has been given little attention specifically in the Arabic literature. This paper is adopting the practical perspective of inspiration that is more comprehendible and closer to logic. The paper addresses with examples some tangible sources of inspiration such as nature, existing buildings, tools and equipments and spoken language. The architect’s reactions to these sources might take the forms of simulation, adaptation and diversion. The fundamentals constituting the roles of inspiration in architects’ creative thinking include architect’s personality, motivation to creativity, tireless efforts searching for ideas, conceptualization of ideas, and environments supporting inspiration.