28
دمة ق م ي ف رخ ؤ م ل ا ي لك م ل ا طاب خ ل ل ا ك ش ي03 ر ي ا ن ي2010 : ة ي س سا الأ0 ر ي ركا ل ا4 ن م . و ة ي ق ت ر م ل ا عة ؤس م ل ا ة ؤي ه ج ل ا0 ر ي ركا ل ة ي ع ج ر م- راب لت وا4 ن ط و ل وا دولة ال وحدة- هاب ج ل ا4 نP ي ب ل م كا ت ل وا4 ن م ا ض ت ل ا- ل ب وسا ل وا دراب ق ل ع ا ي ور ت ي ف ساوي لت ا- ي ت ا م ذ حك طارg ا ي ف عة ؤس م ل ا ة ؤي ه جل ل ا ح ؤذ م ن راء ح ص ل ل ا ع ج ي عل ة ر ك ت ر م عة اج ت ة يv ي را ي أل حكامة ل ح4 ن م ر ك ر م ن لأ ل ا د ن|||| ل ق ت ي عل م||||د ت ع ت ص لأ ل ا ح|||| ي ت ر |||| مغ وس||||عة م ة ؤي|||| ه ج4 خ| ||||ؤذ م ن اء س|||| يg راخ وا ت |||| ق ي ا عل ر ك ال||||د ف ل س||||ا ل ا ط||||اب خ ل ك||||د ا ا م||||ا ك. ة يv ب ن ج الأ ارب ج ت ل ا ي ف ا ق|| ث ل ا ها ي ق || س ي ف ة ؤي|| ه جل ل ة ||ر ي س ي ؤ س ل وا ة دي|| ن لك وا ة ي ي ا ||ن سg الأ4 خ م||اذ ت ل ا ة اري|| ق مأل ل ح4 ن م اب ||ر ك ت ر م ل ة ا ه||د ة ش|| ق ا ن م م ت ب|| س ي لغP ت لأ |ؤي ه ج ل و ا ا ص ؤ ص خ ل ا4 ن ا ة اري| ق م ل ة ا مدها ه|د ت ع ث| س ي ت| ل ا عام|ة ل ا اذي ن| م ل ا4 ن م . و ة يv ير مغ ل ع ا ي ا وق ل ع ا م ؤي لغ ل وا م||ا ت ق م||ا ا ة راوي ح|| ص ل ا ة ي||v ي ؤ0 ن ج ل م ا ت ل ا ق|| س الأ س||ا الأ م ت ه ت ة ي ل لأ ق ث|| س الأ4 ن ي ا لg ا ارة س||g الأ ت ب ج و اق ||ن س ل ا ا ه||د ي ف. ي ت|| ط و ل ا. ي ت ا م الد جك ل ؤم ا ه ف م ي حد لg ي ا ف ر ي لأ ة ؤي ه ج ل ا مال، ق ش لسط وا و ل م ا ت ل ا ق ا ت ق ل ع ث ي

مقدمة الجهوية

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: مقدمة الجهوية

مقدمة

مرجعي��ة لرك��ائز2010 ين��اير 03يش��كل الخط��اب الملكي الم��ؤرخ في

الجهوية الموسعة المرتقبة. ومن الركائز األساسية:

وحدة الدولة والوطن والتراب      -

التضامن والتكامل بين الجهات      -

التساوي في توزيع القدرات والوسائل      -

الالتمركز من خالل حكامة ترابية ناجعة مرتكزة على جع��ل الص��حراء      -

نموذجا للجهوية الموسعة في إطار حكم ذاتي

كما أكد الخطاب السالف الذكر على اقتراح وإنشاء نموذج جهوية موس��عة

مغربي خالص اليعتمد على تقليد التجارب األجنبية.

ستتم مناقشة هذه المرتكزات من خالل مقارنة النماذج اإلسبانية والكندية

والسويسرية للجهوية في شقيها الثقافي واللغوي مع الوق��ائع المغربي��ة.

ومن المب��ادئ العام��ة ال��تي س��تعتمدها ه��ذه المقارن��ة أن الخصوص��ي أو

الجه���وي اليلغي الوط���ني. في ه���ذا الس���ياق وجبت اإلش���ارة إلى أن

االستقاللية تهم باألساس األقاليم الجنوبي��ة الص��حراوية أم��ا فيم��ا يتعل��ق

بأق��اليم الوس��ط والش��مال، فالجهوي��ة الت��رقى إلى ح��د مفه��وم الحكم

الذاتي.

من هذا المنظور يبقى النموذج اإلسباني الق��ائم على الجه��ات المس��تقلة

والنموذج األلماني المرتكز على الفدراليات بعي��دين عن مش��روع الجهوي��ة

في صيغته المغربي��ة، كم��ا يب��دو أن ه��ذا األخ��ير يمكن أن يلتقي في بعض

التوجهات العامة م��ع النم��وذجين السويس��ري والكن��دي خاص��ة واإليط��الي

والفرنسي والبلجيكي عامة.

كما يجب اإلقرار بأنه في جميع الحاالت )إسبانية-كندي��ة )كبي��ك(-فرنس��ية

)بروتان( أو بلجيكية )فالم��ان(( اعتم��دت الجهوي��ة كاس��تراتيجية للحيلول��ة

« واالنس��الخ الهوي��اتي. له��ذا، يب��دوséparatismeدون ح��االت االنفص��ال »

أساسيا تعريف وتحديد مفاهيم التع��دد اللغ��وي والتن��وع الثق��افي. يرتب��ط

ه�اذين المفه�ومين ارتباط�ا عض�ويا بص�يرورة التفاع�ل. فالتع�دد اللغ�وي

Page 2: مقدمة الجهوية

مفهوم تؤطره مقاربة كمية تحدد عدد المنظومات اللغوية المستعملة في

بلد بعينه. يمكن وص��ف التع��دد اللغ��وي في ج��انبين منفص��لين: األول يهم

اللغة الواحدة أي أن العربية تعرف تعددا داخليا يتشكل من خمسة لهجات:

العروبية – المدينية- الجبلية- العريبية والحس��انية. أم��ا األمازيغي��ة فتنب��ني

,Boukousعلى تع��دد ثالثي األقط��اب: ت��ريفيت – تام��ازيغت وتاش��لحيت ) )

( . يتعل��ق الج��انب الث��اني من التع��دد اللغ��وي بالنس��يج اللغ��وي ال��ذي1995

يحكمه تفاع��ل لغ��ات )وطني��ة وأجنبي��ة( مختلف��ة داخ��ل ال��تراب المغ��ربي:

األمازيغية – العربي��ة – الفرنس��ية – اإلس��بانية – اإلنجليزي��ة ولغ��ات أجنبي��ة

أخرى.

أما التنوع الثقافي فه��و مفه��وم يرتب��ط بعم��ق كيفي للظ��اهرة الثقافي��ة

الواحدة حيث أن نفس النم��وذج الثق��افي يج��د ل��ه تحقق��ات مختلف��ة ع��بر

التراب المغربي )اختالف وتنوع كيفية تحضير الكسكس أو خياطة الجلباب

أو ش��رب الش��اي أو بن��اء المعم��ار أو طريق��ة الغن��اء...( ف��التنوع يتص��ل

( ال بالعدد. وانطالقا من هذا التحديد المف��اهيميessenceبالتحقيق والكنه )

تروم أسئلة البحث اإلجابة على ثالث جوانب: أ- ت��دبير التع��دد اللغ��وي، ب-

السياسة الثقافية وعالقتها بالتنوع الثقافي، ج- البعد اإلجرائي والهوياتي

لمشروع الجهوية الموسعة.

في هذا الصدد يمكن طرح األسئلة التالية:

ماهو موقع المكون الثقافي في مشروع الجهوية الموسعة؟       -

ه�ل يمكن للسياس�ة الثقافي�ة واللغوي�ة المعتم�دة حالي�ا أن تحت�وي      -

رهانات الجهوية الموسعة؟

هل ستتمخض الجهوية الموسعة عن جه��ات تتمت��ع بشخص��ية لغوي��ة      -

وثقافية؟

هل سيكون للجهوية الموسعة تأثير على المحيط الثقافي واللغ��وي      -

في المغرب؟

هل سيلبي التقسيم الجهوي المرتقب الحاجيات اللغوي��ة والثقافي��ة      -

لألفراد والمجموعات؟

Page 3: مقدمة الجهوية

ه��ل س��تنقل الجهوي��ة الموس��عة المغ��رب من منط��ق التوح��د )      -

homogénéisation( إلى منطق التمازج )hétérogénéisation؟ )

ه��ل سيفض��ي المش��روع الم��رتقب للجهوي��ة من خل��ق الت��وازن بين      -

المحلي، الجهوي، الوطني والكوني؟

هل هذا التوازن سيش��كل منعطف��ا في االنتق��ال من نم��وذج الدول��ة      -

المركزية إلى نموذج الدولة التي تتقاسم الممتلكات الرمزية والمادية م��ع

الجهات؟

ماهو مصير المضامين الثقافية واللغوي��ة )الت��دريس، اإلعالم...( في      -

أفق الجهوية الموسعة؟

هل ستمكن الجهوية الموسعة الجزء )الهامش الجهة، المغرب الغ��ير      -

الن��افع...( من الخ��روج من الهشاش��ة ومحاك��ات المرك��ز في اإلزده��ار

والتطور؟

لإلجابة على هذه األسئلة، يمكن اعتماد فرضية في شقين أ- شق مي��داني

والتفاع���ل في إط���ار نفس (métissageيرتك���ز على مقول���ة التم���ازج )

المنظومة الثقافية )أي المنظومة الثقافية المغربية(.

ب- شق إجرائي يرتكز على اقتراح نموذج مزيج للجهوية المرتقبة أساس��ه

تبني النم��وذج اإلس��باني للجه��ة المس��تقلة فيم��ا يخص األق��اليم الجنوبي��ة

والنم��وذج السويس��ري والكن��دي فيم��ا يتعل��ق بب��اقي الجه��ات )الوس��ط

والشمال(.

الجهوية الموسعة والتنوع الثقافي:

في عالقة الجهوية الموسعة بالتنوع الثقافي، تجدر اإلشارة إلى أن نج��اح

أي مشروع تنموي يرتبط بطبيع��ة الخصوص��يات الثقافي��ة للمج��ال. وبمكن

أن نسوق أمثلة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية ال��تي فش��لت لع��دم

االهتمام بالخصوصيات الثقافية ومنها مش��روع بعض التعاوني��ات النس��ائية

بجهة زاكورة التي رفضت المنخرطات العمل فيها ألن المش��روع تترأس��ه

ومشروع المستوصف بمنطقة زعير بجماعة سبت امرأة ذات سحنة داكنة

مرشوس ال��ذي تح��ول إلى مط��رح للنفاي��ات وذل��ك ألن الس��اكنة تتع��اطى

Page 4: مقدمة الجهوية

لطب م��وازي يعتم��د على طب تقلي��دي يرتك��ز على األعش��اب ووص��فات

أخرى..

لهذا اليمكن تصريف مشروع التنمية المرافق للجهوية الموسعة المرتقب��ة

إال في س��ياق تن��اغم م��ع الخصوص��يات الثقافي��ة كمجم��وع القيم الرمزي��ة

,Geertzوالتعابير المادية والغير المادية لألف��راد والجماع��ات) ( . وذل��ك1983

ألن مجموع هذه المض��امين الثقافي��ة المرتبط��ة بجدلي��ة التم��ازج والنس��خ

والتكامل واالختالف وااللتقاء يحددها نوعين من المنطق الثقافي: منط��ق

غير منظم يتعايش مع األفراد في حي��اتهم اليومي��ة ومنط�ق منظم )أنظ�ر

( يؤطره فاعلون منضويون تحت هيئ��ات مجتمعي��ة مدني��ة له��ا2009بنيس

تصورها الخاص للمش��روع المجتمعي في ش��قه الثق��افي )هيئ��ات حق��وق

اإلنسان، الحركة األمازيغية، الجمعيات الثقافية، األحزاب السياسية،...(

Ben Bachir et Moulay 1981لذا فإن السياق العام للسياسة الثقافية بالمغرب)

et Touzani يواج��ه مس��ألة تح��دي التن��وع الثق��افي في عالقت��ه م��ع (,2003

Courbageفسيفساء التشكيلة المجتمعية ) et Todd, (. ويظل الس��ؤال2007

القائم هو: ه��ل يتع��ارض التن��وع الثق��افي الجه��وي م��ع التمثالت األحادي��ة

للدولة المركزية ؟ من بين المرجعيات الهامة في هذا الباب يجب اإلش��ارة

Déclarationإلى "اإلعالن الع��المي ح��ول التن��وع الثق��افي" » universelle de

l’UNESCO sur la diversité culturelle 2001 « المعلن من طرف اليونسكو سنة

الذي يعتبر األداة الفعلية والمعيارية لالعتراف ب�التنوع الثق�افي كم��وروث

إنساني وجب الحفاظ عليه في إطار اح��ترام الكرام��ة اإلنس��انية. وتض��اف

إلى هذا اإلعالن اتفاقية الحفاظ على الم��وروث الثق�افي )الغ��ير الم��ادي،

« المعتمدةconvention pour la sauvegarde du patrimoine immatérielالرمزي( »

دول��ة )من بينه��ا المغ��رب( وه��ذه78 من ط��رف 2007 يوني��و 20بت��اريخ

االتفاقي��ة تؤك��د على ارتب��اط المحي��ط بالت��اريخ والهوي��ة الح��ترام التن��وع

واالتحاد األوربي. تن��درج ك��ل2007الثقافي. وهناك أيضا إعالن مونتريال

هذه االتفاقي��ات في تب��ني اليونس��كو مقول��ة "الحض��ارة العالمي��ة متع��ددة

«.Civilisation mondiale multiculturelleالثقافات" »

فيما يتعل�ق ب�المغرب يمكن حص�ر ص�يرورة التن�وع الثق�افي في عالقته�ا

بالت��داخل في مس��ارين مت��وازيين: األول يرتك��ز على ص��يرورة التع��ريب

Page 5: مقدمة الجهوية

والث��اني على ص��يرورة التمزي��غ. ه��ذه الثنائي��ة يض��بطها ويحكمه��ا منط��ق

التمازج وااللتقاء. إن التنوع الثقافي ب��المغرب ه��و نت��اج له��ذه الص��يرورة

المزدوجة حيث أن المكون الثقافي هو في العمق عنصر متج��انس وواح��د

تتحكم في��ه ه��ذه الثنائي��ة ويع��بر عن��ه لغوي��ا بمنظوم��تين مختلف��تين هم��ا

لالطالع على األمثل��ة والمتن(.2006األمازيغي��ة والعربي��ة )انظ��ر ب��نيس

وكحص��يلة له��ذا التفاع��ل والتن��وع الثق��افي أض��حت التش��كيلة البش��رية

المغربية ثنائية التك��وين أي أن المغارب��ة يتكون��ون من مم��زغين ومع��ربين

لتص��بح التص��نيفات من قبي��ل أم��ازيغ / ع��رب/ يه��ود.. خ��ارج الص��يرورة

الثقافية المغربية.

كيف يمكن إذن تدبير المسألة الثقافية من خالل سياسة ثقافية تستحض��ر

بعد التفاعل والتمازج في ثقافة الجهات؟ يمثل البعد الثقافي والتمازجي

الخصوصية الرمزية األساسية للجهة ب��المغرب، له��ذا ال يمكن ألي مش��روع

للجهوي��ة في ش��قه الثق��افي أن يحت��وي ب��رامج التنمي��ة االجتماعي��ة إال

ب��التركيز على مقارب��ة موض��وعية من خ��ارج المنظوم��ة أساس��ها ت��دابير

واقتراحات تؤكد على حركية الخصوص�ية الثقافي�ة الرمزي�ة وتط�رح جانب�ا

( ومس��تويات الثقاف��ة: ثقاف��ة راقي��ة )ethnocentrismeمق��والت التعص��ب )

culture prestigieuse) ( ة��ير راقي��ة غ��وثقاف culture non prestigieuseودون )

فرمزية الحناء أو الوشام مثال ليست رمزية فطرية (sous - cultureالثقافة )

جامدة بل هي متحركة تغيرت وتحولت تباعا للتحوالت االجتماعية وأصبحت

ق��ادرة على احت��واء الحداث��ة والكوني��ة. ه��ل ه��ذه الحركي��ة تش��كل تهدي��دا

désamorçageوتشتيتا وإحباطا لمفع��ول الثقاف��ة المركزي��ة » de la culture

centralisante بالمغرب؟ »

لإلجابة عن هذا التساؤل الجوهري سأسوق مث��ال النم��وذج اإلس��باني في

ت��دبير الخصوص��يات الثقافي��ة الجهوي��ة في عالقته��ا بمرتك��زات الثقاف��ة

. بدأت بوادر هذا التدبير منذ بداي��ة الق��رن العش��رين م��ع ت��ولي المركزية

( رئاسة اإلدارة اإلقليمية )Prat de la Ribaالكاتب الكطالني برات دي الريبا )

Diputacio de Barcelona نة��ع1924 و 1914 و 1908( س��م أرب��تي تض��وال

أقاليم، بعد هذا التاريخ تمت معيرة اللغة الكطالنية داخل معهد الدراس��ات

« وفي نفس المرحلة تدخلت السلطةInstitut d’Estudis Catalansالكطالني »

Page 6: مقدمة الجهوية

paysاإلقليمية لكاليسيا ) Basque et Navarreة��إلعادة االعتبار للغة والثقاف )

Academia األكاديمي��ة الكاليس��ية )1905المحليتين فتأسست س��نة Galega)

(. وسيش��رع فيEuskaltzaindia أنشأت أكاديمية اللغة الباسكية )1918وفي

خل���ق العدي���د من المعاه���د والمؤسس���ات لتعمي���ق البحث وتهيء اللغ���ة

والثقافة الجهويتين. هذا الوعي الجه��وي ك��ان نابع��ا من فك��رة أن التعليم

والثقاف��ة هم��ا الرك�يزتين األساس�يتين للتط�ور االجتم��اعي واالقتص��ادي.

)أنظر

Prieto de Pedro 1993, Rapport du Real Instituto Elcano de Estudios Internacionales

y Estratégicos Cultural Policy in Spain, 2004 et

http://wwwn.mec.es/mecd/jsp/marcos.jsp?id = 1132 &area = gabipren

&contenido = / mecd/gabipren/documentos/cul_balcultural2000-2004.pdf)

Charte وميث��اق االس��تقاللية الجهوي��ة )1978وم��ع دس��تور des régions

autonomesتم اعتماد نشر الثقافة اإلسبانية مع االعتراف الشامل بالتنوع )

الثقافي الجهوي. يدخل منطق ه��ذا االع��تراف في إط��ار سياس��ة ثقافي��ة

 مركزية محايدة تقر بالتنوع الثقافي للجهات.

هل يمكن في الحالة المغربية أن تتبنى الدول��ة المركزي��ة سياس��ة ثقافي��ة

محاي�دة تنص على التن�وع الثق�افي للجه�ات؟ أو بص�يغة أخ�رى ه�ل يمكن

لمش��روع الجهوي��ة الموس��عة أن يتض��من فك��رة الحي��اد الثق��افي للدول��ة

المغربي��ة؟ يظه��ر جلي��ا أن منط��ق الحي��اد الثق��افي للدول��ة المركزي��ة في

الحالة اإلسبانية يرمي إلى الحفاظ والرفع من الخصوصيات الثقافية كم��ا

تجب اإلشارة إلى أن هذا المنطق يتعارض مع توص��يات البرلم��ان األوربي

الهادفة إلى دعم الهويات الوطني��ة وإغف��ال الخصوص��يات الجهوي��ة. وفي

المقابل يجب اإلقرار ب��أن السياس��ة الثقافي��ة إلس��بانيا تج��د تجلياته��ا في

الجه��ات المس��تقلة حيث تص��بح الهوي��ة الجهوي��ة هي أس��اس السياس��ة

الثقافية. لهذا تتحول الدولة اإلسبانية إلى تش��كيلة منظم��ة ترابي��ا حس��ب

(.Dissémination culturelleالتنوع واالنتشار الثقافي في البالد )

وتخضع هذه السياسة الثقافية إلى آليتين مختلفتين ومنفصلتين:

Page 7: مقدمة الجهوية

آلي���ة االنتش���ار الثق���افي ال���داخلي وتتلخص في الحف���اظ على      -

الخصوصيات الثقافية واللغوية المحلية من خالل نظام الجهات المستقلة

آلي��ة االنتش��ار الثق��افي الخ��ارجي وال��تي تض��طلع فيه��ا الس��لطة      -

المركزية بالحفاظ وبنشر وإشعاع الثقافة واللغة اإلسبانية خارج الحدود.

ه��ل يمكن أن يفض��ي مش��روع الجهوي��ة الموس��عة ب��المغرب إلى سياس��ة

ثقافية مماثلة؟ إذا كان الجواب باإليجاب فستتخصص الدولة المركزية في

الحفاظ ونشر الثقافة الوطنية المغربية ودعم وانتشار اللغتين الوطنيتين

األمازيغي�ة المعياري�ة والعربي�ة الفص�حى. أم�ا الجه�ات المعتم�دة فيتح�دد

دورها في الحفاظ وتهييء وتأهيل الثقافة واللغة المحلي��تين أي أن بعض

الجه��ات س��تعمل على تش��جيع التعام��ل محلي��ا في إط��ار الثقاف��ة واللغ��ة

المحلي��تين. في ه��ذا الخض��م سأس�وق أمثل��ة جه�ة الري�ف )لغ��ة ت�اريفيت

وثقافة تاريفيت(، جهة الصحراء )اللغة والثقافة الحس��انية(، جه��ة س��وس

)اللغة والثقافة "الشلحة"(، جهة زيان )لغة وثقافة تمازيغت(، جه��ة جبال��ة

)اللغ��ة والثقاف��ة الجبلي��ة(، الجه��ة العريبي��ة: فكي��ك والح��دود الجزائري��ة

المغربية )اللغة والثقافة العريبية(، الجهة األطلسية أو العروبية : الغ��رب،

الح��وز، دكال��ة، عب��دة، تادل��ة، الش��اوية، الش��ياظمة... )اللغ��ة والثقاف��ة

العروبية( .وهذه ليست إال نماذج لتطبيق مبدأ الحياد الثقافي للمرك��ز في

تفاعله مع الخصوصيات الثقافية للجهات. ه��ذا الس��يناريو المق��ترح يعتم��د

( بمعنى أنTerritorialisation de l’identitéأساسا على مبدأ " ترابية الهوية" )

أي جهة من الجهات تتحدد هويتها الثقافية بحدود ترابية محلية.

كما يجب اإلشارة على أن دعم وتأصيل الثقافة الجهوية والمحلي��ة يتطلب

عدة إج�راءات عملي��ة منه�ا الس��ماح للجه�ات أن تؤس�س وس�ائل إعالمه�ا

دأب على ال��ترخيص1980العم��ومي. ل��ذا ف��إن التش��ريع اإلس��باني لس��نة

للجهات المستقلة باكتساب وسائل إعالمها، وكمثال على ذلك:

•        Euskal Telebista (1982)

•        TV3, Catalunya Radio (1983)

•        Compania de Radio – télévision de Galicia (1984)

Page 8: مقدمة الجهوية

•        Radion Televisio Valenciana/ Canal Nou (1987)

•        Radion Television de Andalucia/ Canal sur (1989)

•        Telemadrid (1989)

•        Castile la Mancha 2002.

وبم��وازاة م��ع وس��ائل اإلعالم الجهوي��ة وه��ذا ه��و األساس��ي في التجرب��ة

اإلسبانية تضطلع المحطة الثانية لراديو وتلفزيون إسبانيا بنش��ر برامجه��ا

بجميع لغ��ات الجه��ات الس��ت وه��ذا مؤش��ر على أن الثقاف��ة الجهوي��ة هي

اخ��تزال وتنوي��ع للثقاف��ة الوطني��ة. إض��افة لوس��ائل اإلعالم العمومي��ة

المذكورة أعاله تعتمد الجهوية الثقافية بإس��بانيا على المحط��ات اإلذاعي��ة

والتلفزية التي هي في ملك الجهة وتنتهج في بث برامجها على ازدواجية

حيث تتع��ايش1991لغوي��ة/ اللغ��ة الوطني��ة واللغ��ة المحلي��ة من��ذ س��نة

المحطات الوطنية مع المحطات الجهوية.

هذه اإلستراتيجية المزدوجة والمزيجة ترتكز على مبدأ دستوري يؤكد على

حق الم��واطن في الثقاف��ة )الجهوي�ة – الوطني��ة والكوني��ة( وعلى أن ه��ذا

الحق هو ركيزة السياسة االجتماعية واالقتصادية. وكخالصة عام��ة للت��دبير

الثقافي في نموذج الجهوية المعتمدة في إسبانيا يمكن جرد ما يلي:

مب��دأ الجه��ة المس��تقلة ال��ذي ه��و خلي��ط من إدارة جهوي��ة وإدارة      -

فدرالية، ل��ذا أص��بحت إس��بانيا دول��ة اإلدارة الوطني��ة المرتك��زة على مب��دأ

منطقة تش��كل17 « الذي أفضى إلى تقسيم من Autonomieاالستقاللية »

جه�ات6ترابات سياسية يمنحها الدستور ص�فة حكوم��ة مس��تقلة توازيه�ا

 ثقافية ولغوية.

الجهة المس��تقلة تتمث��ل في أق��اليم متج��اورة تش��ترك في نفس         -

من الدس��تور143الت��اريخ والثقاف��ة والمم��يزات االقتص��ادية )الفص��ل

اإلسباني(

تمثل الثقافة الحجر األساس، االختصاص األول للحكومات المستقلة      -

. إذ من الواجب���ات137 والفص���ل 149.2كم���ا ينص على ذل���ك الفص���ل

Page 9: مقدمة الجهوية

واالختصاص��ات الجوهري��ة للحكوم��ات المس��تقلة دعم اإلش��عاع الثق��افي

للجهة وتسهيل التواصل الثقافي مع باقي الجهات.

لذا نقترح من خالل استقراء السياسة الثقافية للنموذج اإلس��باني اعتم��اد

صيغة الجهة المستقلة في شقها الثقافي فيما يخص األقاليم الص��حراوية

المغربية لتشجيع ودعم هوية ثقافية ولغوية جهوية صحراوية مغربية.

الجهوية الموسعة والتعدد اللغوي:

يمكن تصنيف التعدد اللغوي إلى صنفين: صنف التدبير الشخص��ي الي��ومي

(Gestion in vivoات��ار لغ��راد إلى اختي��خاص واألف��د األش��للغات حيث يعم )

بعينها من بين اللغات األم أو اللغات المكتس��بة واس��تعمالها في س��ياقات

Gestionمجتمعية معينة ومناسبة وص��نف الت��دبير المؤسس��اتي ) in vitro) )

Calvet,1997تي من��ة ال��ة اللغوي��ة والتهيئ��ار السياس��دخل في إط��ذي ي��ال )

خالله��ا يعه��د لبعض المؤسس��ات الحكومي��ة ت��دبير التع��دد اللغ��وي بحس��ب

المرتكزات والتوجهات الوطنية )الدور ال�ذي يض�طلع ب�ه معه�د الدراس�ات

واألبحاث حول التعريب والمعهد الملكي للثقافة األمازيغية(.

فيما يتعلق بثنائية الجهوية الموسعة والتع�دد اللغ�وي سينص�ب التش�خيص

على اقتراح وتق��ديم الس��يناريوهات المحتمل��ة لت��دبير التع��دد اللغ��وي في

إطار مشروع الجهوية الموسعة المرتقبة. يمكن تص��ور ع��دة س��يناريوهات

منها:

اإلبقاء على العربية كلغة رس��مية للبالد وعلى األمازيغي��ة المغربي��ة     -1

(Gestion par défautوالعربية المغربية كلغات تداول يومي وشبه رسمي )

اعتم��اد اللغ��ة العربي��ة كلغ��ة رس��مية للبالد واالع��تراف باألمازيغي��ة     -2

والعربي��ة المغربي��ة كلغ��ات رس��مية ومؤسس��اتية داخ��ل الجه��ات ال��تي

ستفرزها الجهوية الموسعة

دس��ترة اللغ��ات الوطني��ة: األمازيغي��ة المغربي��ة والعربي��ة المغربي��ة     -3

وإحالة اللغة العربية على التقاعد وانتق��ال المغ��رب إلى حال��ة االزدواجي��ة

( على شاكلة كندا وبلجيكا.Bilinguisme officielاللغوية الرسمية )

Page 10: مقدمة الجهوية

كل هذه الس��ناريوهات تخض��ع الزدواجي��ة ترابطي��ة وجدلي��ة تتفاع��ل فيه��ا

مشاريع الدسترة والمؤسسة. وبموازاة مع هذه الجدلية يجب اإلش��ارة إلى

أن تدبير التع��دد اللغ��وي ب��المغرب يس��تلزم استحض��ار آلي��تين مختلف��تين:

األولى تخص التدبير داخل اللغة الواحدة والثانية تهتم بتدبير التع��ايش بين

اللغات المختلفة.

تتحدد وظيفة األولى في تص��ريف التع��دد داخ��ل نفس المنظوم��ة اللغوي��ة

الواحدة، فالعربية المغربي��ة تتض��من خمس��ة أش��كال لغوي��ة هي العروبي��ة،

الجبلية، الحسانية، المدينية والعريبي��ة. أم��ا األمازيغي��ة المغربي��ة فتتش��كل

من ثالث أشكال أو مج��االت لغوي��ة هي : ت��اريفيت تام��ازيغت وتاش��لحيت.

وألجرأة هذا التعدد الداخلي يمكن اقتراح التقسيم اللغوي الجهوي الت��الي

على محورين:

محور العربية المغربية ويضم خمس جهات لغوية:       أ -

الجهة العروبية المنتشرة على الهضاب األطلسية والداخلية )ت��ادال،       •

عبدة، دكالة، الشياظمة، الشاوية، زعير، الرحامنة، الغرب(.

الجهة الجبلي�ة وتواف�ق منطق�ة الش�مال )وزان- طنج�ة-الع�رائش-       •

تطوان-القصر الكبير...(

الجهة المدينية وتض��م من��اطق نف��وذ م��دن ف��اس – الرب��اط- س��ال –       •

مكناس(

الجهة العريبية: وتنطبق على مناطق فكي�ك ووج�دة وعلى المج�ال       •

الترابي الممتد على الحدود المغربية الجزائرية.

الجهة الحسانية: وتشمل األقاليم الجنوبية من كلميم إلى السمارة       •

إلى العيون إلى الداخلة إلى العركوب إلى لكويرة...(

ب- محور األمازيغية المغربية وينقسم إلى ثالث جهات لغوية:

الجهة الريفية: )الناظور- الحسيمة- بركان- تازة...(       •

جهة تامازيغت )خنيفرة – الخميسات – أزيالل...(       •

جهة تاشلحيت )أكادير – الصويرة- سوس – تزنيت – إفني...(       •

Page 11: مقدمة الجهوية

لمناقش��ة ه��ذا االق��تراح يمكن مقارنت��ه ب��النموذج اإلس��باني ال��ذي يعتم��د

تقسيما من ست جهات لغوية: كطالونيا، الباسك، كاليس��يا، بلي��ار، بلنس��يا

ونفار. في هذا النموذج يطلق اسم الجهة على المجال التي تت��داول فيه��ا

لغة بعينها أي أن مقياس ومؤشر التقسيم الجهوي هو المنظوم��ة اللغوي�ة

المستعملة في حدود ترابية، فتسمية الجهات تخضع له��ذا المقي��اس فمن

Euskalبالد الباس��ك ) Herria( ك��ة الباس��ال إلى بالد لغ��تم االنتق )Eukararen

Herria.)

هل يمكن اعتماد هذا المقياس في مش��روع الجهوي��ة الموس��عة الم��رتقب

وبصيغة أخرى هل في المغرب تتساوى الجهة اإلداري��ة والجه��ة التاريخي��ة

والثقافية والجهة الترابية بحدود انتشار واس�تعمال اللغ��ة الواح�دة؟ يمكن

أن نعت��بر أن ه��ذا التس��اوي يتجلى في بعض الح��االت وينتفي في أخ��رى،

فمث��ل ح��االت الجه��ات اللغوي��ة األمازيغي��ة المقترح��ة ونظيراته��ا العربي��ة

العريبي��ة، الجبلي��ة والحس��انية والعروبي��ة، ح��االت مثالي��ة لتط��بيق تقس��يم

ترابي أساسه اللغة. أما حال��ة الم��ديني فتش��كل اس��تحالة اعتم��اد تقس��يم

جهوي يرتكز على اللغة السيما أن المناطق المحددة تع��رف تقطع��ا ترابي��ا

يجعل من وحدة التراب واللغة ثنائية غير واردة.

يجدر التنبيه إلى أن التساوي بين الح��دود الترابي��ة واللغوي��ة اليلغي واق��ع

التفاعل والتداخل والتمازج )التعريب والتمزيغ( ال��ذي يجع��ل من الجهوي��ة

في المغرب في شقها اللغوي مشروعا صعب التطبيق. ل��ذا يبقي الت��دبير

الداخلي للغات الوطني��ة )األمازيغي��ة المغربي��ة والعربي��ة المغربي��ة( رهين��ا

(1بتب��ني الس��يناريوهات المقترح��ة أعاله خاص��ة منه��ا الس��يناريو األول )

(. سينتج عن هذا التقسيم اللغوي جهات ترابية تحتض��ن بش��كل2والثاني )

رسمي اللغة الرسمية للبالد )اللغة العربية الفصحى(، اللغت��ان الوطنيت��ان

)األمازيغية المغربية والعربي��ة المغربي��ة( واللغ��ات المحلي��ة )التاش��لحيت –

العروبي�ة – الحس�انية...( .لتتح�ول الجه�ة الترابي�ة من بع�د لغ�وي رس�مي

(:multilinguisme ) ( إلى بعد لغوي رس��مي ثالثي األبع��ادunilinguismeأحادي )

(. Baggioni, 1997, Bavoux, 1997 et Dawn 2005الرسمي، الوطني والجهوي )

. وهذا ما يمثل اختالفا كبيرا مع النموذج اإلسباني الذي يع��ترف ب��الوطني

والجهوي ويدمج الرسمي في الوطني. وذلك ألن التع��دد اللغ��وي بإس��بانيا

Page 12: مقدمة الجهوية

Bilinguismeتع���دد يرتك���ز على مقول���ة االزدواجي���ة اللغوي���ة الدس���تورية )

constitutionnel ات (3.2( حيث أن الدستور اإلسباني )الفصل��ترف باللغ��يع

اإلسبانية األخرى وهي ستة لغات توازي ستة مجموعات بشرية: كطالوني��ا

– الباسك – كاليسيا – البليار بلنسيا ونفار- ك��ل ه��ذه اللغ��ات المحلي��ة إلى

جانب الكطالنية تستعمل كلغات رسمية في جهاتها. كما أن هذا االع��تراف

بالتعدد الجه��وي ه��و أس��اس دعم التن��وع الثق��افي: التع��دد اللغ��وي يمث��ل

الركيزة األساسية للتنوع الثقافي.

فيما يتعلق باآللية الثانية لتدبير التعدد اللغوي بين اللغات المختلف��ة يمكن

ال��ذي ينتق��ل في��ه المغ��رب إلى دول��ة في حال��ة3اق��تراح الس��يناريو رقم

ازدواجية لغوية رسمية حيث أن المغرب سيصبح دول��ة "لغاته��ا الرس��مية :

العربية واالمازيغية". يطرح هذا السيناريو موضوع دسترة اللغات الوطني��ة

واعتمادها كلغات رسمية للبالد.

لتحليل هذا المقترح يمكن مقارنته بالتجربة الكندية والتجربة السويسرية)

Corbeil 1980 et Mackey, 1997في الحالة األولى أي النموذج الكندي يعتمد . )

( أي أن السياس��ة اللغوي��ة للبالد تس��طر منPersonnalitéمبدأ الشخص��انية )

أه��دافها األس��مى االس��تجابة للحاجي��ات اللغوي��ة للف��رد، فالدول��ة ترض��خ

للمطالب اللغوي�ة للف�رد، فعلى المرف��ق العم��ومي أن يتعام��ل م��ع الف�رد

بلغته الشخصية )فرنسية أو إنجليزية( وه��ذا يع��ني أن��ه إذا ك��ان الم��واطن

المغ��ربي يتكلم باألمازيغي��ة يت��وجب على المص��الح اإلداري��ة التعام��ل مع��ه

بلغته أي األمازيغية ونفس الشيء يطبق إذا كان الم��واطن من الن��اطقين

بالعربية.

في الحالة الثانية أي النموذج السويسري يرتكز ت��دبير التع��دد اللغ��وي بين

( إذ على الم��واطن أنTerritorialitéاللغات المختلفة على مب��دأ "الترابي��ة" )

يس��تعمل في معامالت��ه اليومي��ة العمومي��ة لغ��ة ال��تراب ال��ذي يوج��د ب��ه

فيتساوي التقس�يم ال�ترابي م��ع التقس�يم اللغ�وي. ففي سويس�را هن�اك

تراب��ات فرنكفوني��ة وأخ��رى ألماني��ة وأخ��رى إيطالي��ة، وفي بلجيك��ا هن��اك

جهتين لغويتين محح�دتين ترابي��ا الجه�ة الفرنكفوني��ة والجه�ة الفالماني��ة،

يجب اإلش���ارة إلى أن مب���دأ الترابي���ة يتحكم في الس���ياقات االجتماعي���ة

Page 13: مقدمة الجهوية

واالقتصادية حيث يصبح االنتماء للتراب اللغوي أساس االندماج االقتصادي

والثقافي لألفراد.

يمكن أن نسوق كمثال محتمل لهذا التدبير اللغ��وي في المغ��رب أن تعت��بر

جهة سوس ترابا للغة األمازيغية يتوجب على ك�ل م�واطن يري�د أن ين�دمج

في محيط هذه الجهة أن يتكلم ويتقن اللغ��ة األمازيغي��ة، وك��ذلك بالنس��بة

لجهة الشمال إذا ما اعتبرت جهة اللغ��ة العربي��ة فعلى الم��واطن أن يتقن

اللغة العربية ليتمكن من االنصهار في منطق الجهة.

كم��ا أن التعددي��ة من خالل مب��دأ الترابي��ة يمكن أن تفص��ل النق��اش في

مسألة األسماء األمازيغية على أساس أن هذه األخ��يرة تش��كل عنص��را من

عناصر االندماج الهوياتي، فيمكن لجه��ة م��ا أن تقب��ل ب��الترخيص لألس��ماء

األمازيغية كما يمكن ألخرى أن ترفض الترخيص له��ذه األس��ماء الشخص��ية

فوق ترابها.

وبعالقة مع مبدأ الترابية والمنظومة التعليمي��ة يمكن لك��ل جه��ة أن تخت��ار

إضافة للعربية أو األمازيغية لغة أجنبية وظيفية بحسب عالقاته��ا الثقافي��ة

واالقتصادية، فمثال يمكن للجهة الحسانية أن تخت��ار اللغ��ة اإلس��بانية بحكم

التوغل التاريخي لهذه اللغة في هذه الجهة، ومن المنتظر كذلك أن ترشح

اللغ��ة الهولندي��ة كلغ��ة أجنبي��ة في المنظوم��ة التعليمي��ة بجه��ة األمازيغي��ة

بالريف وذلك لتواجد جالية مغربية ريفي��ة بأع��داد كث��يرة بهولن��دا واألمثل��ة

كث���يرة على ه���ذه الخي���ارات الوظيفي���ة واالس���تراتيجية في المنظوم���ة

التعليمي��ة الجهوي��ة، ونفس الت��دابير يمكن اتباعه��ا فيم��ا يخص مرتك��زات

اإلعالم العمومي بالجهات.

كل هذه التدابير التي تم استعراضها ومناقشتها ت��دخل في إط��ار التص��ور

اإلجمالي للهوية المغربية في عالقتها بالحداثة والديموقراطي��ة والكوني��ة.

ومن بين التبعات الجيوسياسية التي س��تنتج عن الت��دبير اللغ��وي للجهوي��ة

الموسعة في سياق المقترحات والسناريوهات السالفة الذكر ما يلي:

- سينتقل المغرب من دولة لها لغة رس��مية واح��دة إلى بل��د يعتم��د لغ��تين

رسميتين مثل كندا وبلجيكا أو إلى بلد يع��ترف دس��توره باللغ��ات الجهوي��ة

إلى جانب اللغة الوطنية، هذا التحول يرافق��ه تح��ول في شخص��ية وهوي��ة

Page 14: مقدمة الجهوية

البلد حيث أن المغرب سينتقل من هوية عربية إلى هوية إفريقية )ش��مال

إفريقيا(. ذل�ك ألن لغ��ة البل��د س�وف لن ترتب��ط بلغ��ة بعينه�ا )العربي��ة( أو

بمجموعة إنس��انية معين��ة )الع��رب( ولكنه��ا س��تحيل على الح��دود الترابي��ة

والتشكيلة اإلنسانية للساكنة )أمازيغ وعرب(.

وألن الس���وق اللغوي���ة المغربي���ة ترتب���ط بع���دة عوام���ل منه���ا الديني���ة

والمؤسساتية والوظيفية واإليديولوجية والسياسية فتدبير التع��دد اللغ��وي

داخل النظام الجهوي المرتقب يستدعي بعض التساؤالت:

- ماهي المخططات أو اإلستراتيجيات التي ستقرها السياسات العمومية1

لمالئمة العالقة بين الجهات اللغوية والجهات اإلدارية والجهات الترابية؟

جه��ة لغوي��ة وثقافي��ة أم16- هل سينتج عن مشروع الجهوية المتقدم��ة 2

ستحتضن الجهة اللغوية أكثر من جهة إدارية؟

- ماهو تأثير هذا النمط من التقسيم اللغوي على بلدان الجوار والبل��دان3

اإلفريقية السيما تلك التي تتواجد به�ا نفس المجموع�ات البش�رية وتع�دد

لغوي مماثل مثل الجزائر تونس- ليبيا – تشاد- موريطانيا- مصر؟

خالصات واستنتاجات:

من بين الخالص��ات واالس��تنتاجات العام��ة ال��تي تتمخض عن جهوي��ة تق��ر

بالتعدد اللغوي والتنوع الثقافي في إطار صيرورة تفاعلي��ة ه��و أن ش��رط

         الجهوي والمحلي يمثل أس��اس مقوم��ات الحداث��ة والديموقراطي��ة.

ذلك ألن التمفصالت بين الجهوي والوطني تمكن من تعمي��ق االنتم��اء إلى

الوطن وحماية التنوع واالختالف وتشجيع قيم الح��وار والتس��امح وتأص��يل

قيم المواطن��ة والتثقي��ف السياس��ي. وكنتيج��ة له��ذا يمكن اعتب��ار العم��ق

الثق��افي للديموقراطي��ة والتن��اغم بين الجه��وي والوط��ني والك��وني من

المرتك��زات األساس��ية للمش��روع الثق��افي للجهوي��ة الموس��عة. وه��ذا م��ا

يرخص لنا استشراف مرحلة انتقالية من عدة محطات هي: جهوي��ة إداري��ة

فجهوية اقتصادية فجهوية ترابية فجهوية ثقافية تقوم على الخصوص��يات

اللغوية والرمزية والتاريخية.

يش��كل التمث��ل الثق��افي والهوي��اتي ب��ؤرة االنتق��ال الجه��وي س��يما حين

تستحضر أهمية االنتماء للكل: الوطن المغربي، لهذا الس��بب يمكن اعتب��ار

Page 15: مقدمة الجهوية

طرح مسألة الجهوية الموسعة نقل��ة نوعي��ة في ت��دبير المس��ألة الهوياتي��ة

في المغرب المعاصر. من هذا المنطل��ق تمث��ل خصوص��ية الجه��ة الوس��يط

بين الدول��ة المركزي��ة والمجموع��ات المحلي��ة. ولكي تح��دد ترابه��ا وتؤك��د

يجب عليها أن تتموقع بشكل موازي مع هاذين القطبين: الوطني هويتها

Pongyوالمحلي) et Zaez ( . إذن فالجهوية المع��ول عليه��ا هي جهوي��ة1994

تروم التوحيد واالندماج ال فك االرتباط أو االنفصال. فالجهوي��ة المتقدم��ة

جهوية تهدف إلى التركيز على تنمية ثقافي��ة ولغوي��ة مندمج��ة تق��وم على

مبدأ أن االندماج المحلي هو أساس االندماج الوطني.

ومن بين اآلليات ال��تي يمكن توظيفه��ا هي نهج مش��روع مدرس��ة تس��اوي

بين الثقافة الجهوية والثقافة الوطني��ة مم��ا يمكن من ت��دارك الخصوص��ية

المغربي��ة في مش��روع الجهوي��ة )اعتم��اد نص��وص ونم��اذج مغربي��ة لكت��اب

ومثقفين وفن��انين مغارب��ة( والرف��ع من مس��توى اإلعالم الجه��وي إلب��راز

الخصوصيات والرموز الجهوية على المستوى الثق��افي واللغ��وي وإش��راك

بعض المكون��ات المجتمعي��ة الس��يما الم��رأة في الش��ق الثق��افي واللغ��وي

للجهة. مما يتيح إمكانية بناء مفه��وم جدي��د للجهوي��ة يمنح الف��رد الش��عور

باألمن الثقافي واللغوي.

فما هي العناصر الممكنة والمناسبة لتحديد الجهوية الثقافية في ص��يغتها

المغربي��ة؟ يمكن الج��زم من خالل تج��ارب دول ع��دة )إس��بانيا – كن��دا –

سويسرا – بلجيكا – فرنسا...( أن للثقافي مقياس أساسي هو اللغ��ة )بالد

لغة الباسك، بالد لغة الفالمان...( فالخصوصية الثقافية الجهوي��ة تؤطره��ا

اللغ��ة كفاع��ل مح��وري في الثقاف��ة والت��اريخ. في الحال��ة المغربي��ة يجب

اعتم��اد مب��دأ "اإلض��افة" في تحدي��د عناص��ر الجهوي��ة الثقافي��ة بمع��نى أن

الجهة ستركز في بعدها الثقافي على اللغة المحلية زائ��د اللغ��ة الرس��مية

)األمازيغية المغربية أو العربية المغربية زائد العربية الرسمية(.

جه��ة16لهذا يمكن ان ينقلنا التمثل الثقافي للجهوية الموس��عة من ع��دد

الحالي إلى عدد مقلص للجه��ات يص��ل إلى النص��ف أي إلى ثم��اني جه��ات

ذات شخصية ثقافية ولغوية وهو ما أوردنا أعاله )الجه��ة الريفي��ة – الجه��ة

الجبلية- الجهة العريبية – الجهة العروبية – الجهة المدينية الجهة الحسانية

– جهة تامازيغت وجهة تاشلحيت(

Page 16: مقدمة الجهوية

وهذا التقسيم الجه��وي الثق��افي يخض��ع لمب��دأ ترابي��ة الهوي��ة الثقافي��ة )

Territorialisation identitaireة��ة الثقافي��بمعنى أن التراب هو الضامن للهوي )

واللغوية. في ه��ذا الس��ياق الي��رمي مب��دأ ترابي��ة الهوي��ة إلى حص��رها في

حدود مغلقة ب��ل تمكينه��ا من ت��راب يس��اهم في االع��تراف به��ا وتطوره��ا

واندماجها في المنظومة الوطنية.

يمكن لك��ل ه��ذه الخالص��ات واالس��تنتاجات أن تج��د طريقه��ا للتفعي��ل في

سياق مشروع مجتمعي يرتكز على بعض المسلمات منها:

- الخصوصية الثقافية )موقف المغرب لصالح كندا وفرنسا(

( (Exception française- الحماية الثقافية او الحمائية الثقافية نموذج فرنسا

- الدفاع عن الحقوق الثقافية واللغوية

- محاربة النيوليبرالية الثقافية والصناعات الثقافية )النموذج األمريكي(

- تشجيع مسلسل الجهوية الثقافية واللغوية

-اعتم��اد مزي��د من الحرفي��ة من ط��رف الهيئ��ات الوص��ية في التعام��ل م��ع

الشأن الثقافي الجهوي بالمغرب .

- نشر تقرير سنوي حول الحالة اللغوية بالمغرب لضبط المسار والحف��اظ

على الهوية المغربية في تعددها اللغوي.

خاتمة:

اليمكن تمثل مشروع الجهوية الموسعة في عالقته بالتعدد اللغوي والتنوع

الثق��افي إال من خالل منظوم��ة التفاع��ل والت��داخل والتم��ازج اللغ��وي

( ك�لhomogèneوالثقافي واإلنساني. ليس�ت هن�اك جه�ة موح�دة خالص�ة )

الجهات تعترف بتداخل العناصر المكونة للهوية المغربية. إال أن��ه من خالل

نهج مبدأ الترابية يمكن أن تشكل بعض الجهات نموذجا لجه��ات ذات ح��دود

هوياتية لغوية وثقافي��ة، أي أن للجه��ة شخص��يتها ال��تي تميزه��ا عن ب��اقي

الجهات األخرى في إط��ار نم��وذج جه��وي يجع��ل من الخصوص��ية الثقافي��ة

واللغوية رافعة لإلندماج الوطني.

Page 17: مقدمة الجهوية

من التبعات المباشرة لهذا التمثل الجهوي انتقال المغرب من دولة تنتمي

إلى حضيرة دول تجمع بينها لغة معينة )اللغة العربي��ة( أي ال��دول العربي��ة

إلى حضيرة دول يؤلف بينها االنتماء إلى تراب معين أال وهو إفريقيا عامة

وشمال إفريقيا خاص��ة. ال يتح��دد ه��ذا االنتم��اء األخ��ير باللغ��ة المس��تعملة

ولكن بالتراب الذي يحتضن اللغة أو اللغات المتداولة بين طياته.

من ه��ذه الزاوي��ة يجب على مش��روع الجهوي��ة الم��رتقب أن ي��وازي بين

التوجه االستراتيجي والعمق الترابي للثقافة الجهوية، له��ذا يبقى اق��تراح

نم��وذج م��زيج للجهوي��ة المغربي��ة نموذج��ا يمكن التع��اطي مع��ه في إط��ار

اس��تلهام التجرب��ة اإلس��بانية في ش��قها الثق��افي واللغ��وي فيم��ا يخص

األق��اليم الجنوبي��ة )م��ا أس��ميته الجه��ة الحس��انية( ع��بر مفه��وم الجه��ة

المستقلة ومحاكاة النموذجين الكندي والسويسري ع�بر مب��دأ الشخص��انية

والترابية فيما يتعلق بأقاليم الوس��ط والش��مال )ب��اقي الجه��ات الثقافي��ة

واللغوية المقترحة الجبلية – الريفية – العروبية...(

وفي األخير يمكن اقتراح ثالث قنوات لتصريف هذا النموذج المزيج:

أوالهم��ا: جه��ات مس��تقلة اقتص��اديا وتابع��ة ثقافي��ا ولغوي��ا للمرك��ز      -

)العربية الفصحى زائد الثقافة الوطنية(.

ثانيها: جهات متفرقة جغرافيا وموحدة ثقافيا ولغويا ع��بر ازدواجي��ة      -

رسمية أساس��ها اللغ��ة العربي��ة الفص��حى واألمازيغي��ة المعيري��ة ومت��احف

             ومدارس ومعاهد وإعالم وجامعات بنفس التوجهات الثقافية.

ثالثه��ا: جه��ات مرتك��زة على ثقاف��ة ومدرس��ة ولغ��ة وإعالم محلي      -

تتعايش م��ع ثقاف��ة ولغ��ة وإعالم ومدرس��ة وطني��ة ي��وازي فيه��ا التقس��يم

الترابي الجهات اللغوية والثقافية المعتمدة.

مراجع :

 Baggioni, D. 1997 : « Langue nationale. Langue officielle » dans M-L Moreau (éd)

        Sociolinguistique Concepts de base. Sprimont, Mardaga 218, pp. 189-194

Bavoux, C. 1997 : « Régiolecte » dans M-L Moreau (éd) Sociolinguistique Concepts de base.

       Sprimont, Mardaga 218, pp. 236-238

Page 18: مقدمة الجهوية

Belatik Mohamed, (2005), « le patrimoine culturel marocain, richesse et diversité », dans Le

        patrimoine culturel marocain, Ed. Maisonneuve et Larose, Paris.

Ben Bachir Mohammed, Mohammed Nadjib Moulay, (1981), La politique culturelle au Maroc, Ed. UNESCO,

Paris.           

Bennis, S. 2006 : Contact de langues et de populations au Maroc : entre idéal linguistique et 

        idéal identitaire. Cas de la plaine du Tadla. Doctorat d’Etat, Université Mohammed V,

        Faculté des Lettres et des Sciences Humaines de Rabat, 664 pages

Bennis, S. 2009 : « The Amazigh question and National Identity in Morocco » , à consulter 

        sur le site de Arab Reform Initiative : http://arab-reform.net/spip.php?article2245.

          Boukous, A. 1995 : Société, langues et cultures au Maroc. Enjeux symboliques, Série Essais

                  et Etudes n° 8, pub. Faculté des Lettres et des Sciences Humaines, Rabat.

Calvet, J-L 1997 : « in vivo in vitro » dans M-L Moreau (éd) Sociolinguistique Concepts de

       base. Sprimont, Mardaga 218, pp.179-180

Convention pour la sauvegarde du patrimoine culturel immatériel (2003) et Convention sur la

          Protection et la promotion de la diversité des expressions culturelle (2005)   

          www.unesco.fr

Corbeil, J-C 1980 : L’aménagement linguistique du Québec. Montréal : Guérin

Courbage, Y. et Todd, E. 2007 : « Révolution culturelle au Maroc : le sens d'une

        transition démographique » à consulter sur le site http://www.fondation-res - publica. org /

Revolutio n- culturelle-au-Maroc-le-sens-d-une-transition- demographique_a210.html

Dawn, M. 2005 : « From Monolinguism to multilinguism Recent Changes in Moroccan

         Language Policy » ISB4: Proceedings of the 4th International Symposium on 

        Bilingualism ed. James Cohen, Kara T. McAlister, Kellie Rolstad, and Jeff MacSwan,

        1487-1500. Somerville, MA: Cascadilla Press

Geertz, C. 1983 : Local Knowledge : Further Essays in Interpretive Anthropology, Basic

       Books, Inc, USA

Page 19: مقدمة الجهوية

Mackey, W F. 1997 : « Bilinguisme » dans M-L Moreau (éd) Sociolinguistique Concepts de

       base. Sprimont, Mardaga 218, 61-64

Mninsterion de Education, Cultura y Deportes 2004: Política cultural 2000-2004. Balance.

         Madrid http://wwwn.mec.es/mecd/jsp/marcos.jsp?id = 1132 &area = gabipren &contenido = /

mecd/gabipren/documentos/cul_balcultural2000-2004.pdf

Moreau, M-L, (éd) 1997 : Sociolinguistique Concepts de base. Sprimont, Mardaga 218

Prieto de Pedro, J. 1993: Cultura, culturas y constitución. Madrid: Congreso de los

         Diputados, Centro de Estudios Constitucionales.

Pongy, M. et Zaez, G. 1994 : Politiques culturelles et régions en Europe. L’Harmattan 

)Logiques Politiques) 323p

Real Instituto Elcano de Estudios Internacionales y Estratégicos Cultural Policy in Spain,

         Madrid, March 2004

Touzani, A. 2003 : La culture et la politique culturelle au Maroc, éd. La Croisée des Chemins, Casablanca, 306p

*سعيد بنيس أستاذ بجامعة محمد الخامس - كلية اآلداب والعلوم

اإلنسانية – الرباط