52
0 عة أم القرى جامنظمةئية والقضات اساية الدرا كللقضائيةت اسا قسم الدرا مادة اسة الشريعة لدرمدخل الن القرشي بن بريكالمادة / فخريذ ا أستا وطالباتب طنتساب ا

ملخص مبسط لشريعة الاسلامية

Embed Size (px)

Citation preview

0

جامعة أم القرى

كلية الدراسات القضائية واألنظمة قسم الدراسات القضائية

مادة المدخل لدراسة الشريعة

أستاذ المادة / فخري بن بريكان القرشي

االنتساب طالب وطالبات

1

الموضوع األول:أدب الطالب مع شيخه _ -أدب الطالب في نفسه -أدب الطلب، ويشمل: ) تعريف األدب

أدب الطالب في السؤال والتعلم _ أدب الطالب مع زمالئه وأقرانه _ المحاذير التي يجب على التعالم، والقول على اهلل تعالى بغير علم، وبيان مفاسدهما على طالب العلم، -بها طالب العلم تجن

المنهجية في طلب العلم (. -وعلى األمة احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه أمجعني... وبعد:

ا، ورفع بعضهم فوق بعض درجات فمن فإن اهلل تعاىل قد خلق الناس يف هذه الدار متفاوتني خلقا وخلق صلى -على أهل االستقامة بالدرجات العلى، حيث كرم أدهبم، وحسن خلقهم. ولذلك كان أتقى اخللق

[. وعن أنس رضي 4أحسنهم خلقا. يقول اهلل تعاىل: }وإنك لعلى خلق عظيم{ ]القلم: -اهلل عليه وسلم أحسن الناس خلقا" فكان أحسن الناس خلقا مع -صلى اهلل عليه وسلم -سول اهلل اهلل عنه قال: "كان ر

اهلل، وكان أحسن الناس خلقا مع عباد اهلل.وخيار املؤمنني أحسنهم أخالقا، فعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص رضي اهلل عنهما قال: "مل يكن رسول

ا، وكان يقول: )إن من خياركم أحسنكم أخالقا(".فاحشا وال متفحش -صلى اهلل عليه وسلم -اهلل ولقد اهتم العلماء الربانيون، واألئمة املهديون بتعليم العلم واألدب مجيعا؛ ألن املقصود األعظم من العلم هو العمل به، والتقرب إىل اهلل تعاىل مبقتضى هذا العلم. وليس املقصود أن يكون اإلنسان جمرد خمالة

إنسان حوى من العلوم ما ال يعلمه إال اهلل، فهو يسرد األدلة سردا، ويؤصل املسائل للعلوم، فكم من تأصيال، لكنه سيئ اخللق قليل األدب، فهذا قد يكون سببا يف إعراض الناس عن اهلدى، وكراهيتهم للحق.

وهو من صميم - و لقد أنزل اهلل علينا هذا الدين، وأنزل فيه األدب الذي تصلح به احلياة، وهذا األدبأمر غفل عنه الكثري من الناس، وهو ضروري للمسلم مع اهلل سبحانه وتعاىل، ومع الرسل ومع -هذا الدين

اخللق، وضروري له يف أحواله حىت لو كان لوحده، فباألدب يعرف املسلم ما ينبغي أن يكون عليه حاله يف حديثه، ويف طرائفه ومزاحه، ويف هتنئته وتعزيته، ويف طعامه وشرابه، ويف سالمه واستئذانه، ويف جمالسته و

عطاسه وتثائبه، ويف قيامه وجلوسه، ويف معاشرته ألزواجه وأصدقائه، ويف حله وترحاله، ونومه وقيامه، وغري ذلك من اآلداب اليت ال حصر هلا، ومنها آداب أوجبها اهلل سبحانه وتعاىل على الصغري والكبري، واملرأة

لغين والفقري، والعامل والعامي حىت يظهر أثر هذا الدين يف الواقع، وال شك أن من جوانب والرجل، وايز املسلمني عن غريهم، وتظهر مسو العظمة يف هذا الدين هذه اآلداب اليت جاءت يف هذه الشريعة اليت مت

هذه الشريعة وكماهلا وعظمها.ل اجلنابة من األدب، والتطهر من اخلبث من والدين أدب كله، فسرت العورة من األدب، والوضوء وغس

األدب حىت يقف بني يدي اهلل طاهرا، ولذلك كانوا يستحبون أن يتجمل املرء يف صالته ليقف بني يدي

2

ريب أحق من ) ة، ويقول:ربه، حىت كان لبعضهم حلة عظيمة اشرتاها مبال كثري ليلبسها وقت الصال. يف صاليت( وهذا مطلب عظيمجتملت له

( تعريف األدب:1مأدبة ألنه يدعى الناس فيها إىل الطعام، -األدب لغة: دعاء الناس إذا دعوهتم إىل شيء، ومسيت املأدبة

فإذا فيه معىن الدعاء إىل الشيء واالجتماع عليه، وكذلك يطلق األدب يف اللغة على اجلمع.ق وهتذيبها، واما ورد يف تعريف األدب كذلك واألدب اصطالحا: ما دعا اخللق إىل احملامد ومكارم األخال

أنه: حسن األخالق، وفعل املكارم. وقيل : األدب ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، فاألدب هو اخلصال احلميدة.

وقال ابن القيم رمحه اهلل: األدب اجتماع خصال اخلري يف العبد . : أما استعماالت هذه الكلمة في كتب أهل العلم

مثل آداب الطعام وآداب الشراب وآداب النكاح وحنو ذلك. خصال الخيرتأيت مبعىن فإهنا سواء كان واجبا أو مندوبا ، ولذلك بوبوا على كل ما هو مطلوبويطلق بعض الفقهاء كلمة آداب

فقالوا : آداب اخلالء واالستنجاء ، مع أن منها ما هو مستحب ومنها ما هو واجب. كما فإذا قيل: أدبه، بمعنى: عاقبه وزجره الزجر والتأديبكذلك لفظة أدب مبعىن ويطلق الفقهاء

نه الشيخ ناصرالدين -يعين ألهل البيت -جاء يف حديث جعل السوط يف البيت فإنه ادب هلم حس طرقه. جموع األلباين مب

اب، وتحسين على ما يتعلق باللغة من إصالح اللسان، وفن الخطوتطلق كلمة األدب أيضا ، وهذا إطالق باعتبار لغوي.األلفاظ، والصيانة عن الخطأ والزلل

أقوال بعض العلماء في األدب :

يقول النيب صلى اهلل عليه وسلم، وهو إمام العلماء: ) إن اهلدي الصاحل والسمت واالقتصاد جزء من السمت، واهلدي الصاحل يدخل مخسة وعشرين جزءا من النبوة ( فإذا من األدب السمت الصاحل، حسن

يف النبوة. ولقد ورد عن السلف يف منزلة األدب وفضله واحلث عليه الكثري من األقوال ؛ فمن ذلك :

قال ابن سريين: كانوا يتعلمون اهلدى كما يتعلمون العلم.فإن ذلك وقال حبيب بن الشهيد البنه : يا بين : اصحب الفقهاء والعلماء وتعلم منهم وخذ من أدهبم؛

أحب إيل من كثري من احلديث. وقال بعضهم البنه: يا بين ألن تتعلم بابا من األدب أحب إيل من أن تتعلم سبعني بابا من أبواب العلم.

وقال خملد بن احلسني البن املبارك: حنن إىل كثري من األدب أحوج منا إىل كثري من احلديث.

3

عي طو

سند( على أوالده، فما قال أبو بكر بن امل

: اخت لفت إىل أيب عبد اهلل ثنيت عشرة سنة، وهو ي قرأ )املا كنت أنظر إىل هديه وأخالقه. كتبت عنه حديثا واحدا، إن

خذوا عنه، نظروا إىل مسته وصالته وإىل حاله، مث يأخذون وقال النخعي رمحه اهلل: " كانوا إذا أتوا رجال ليأعنه " أول شيء ينظرون إىل أدب العامل واحملدث، فإن وجدوه أديبا مؤدبا، أخذوا عنه، ولذلك كان جملس

اإلمام أمحد رمحه اهلل جيتمع فيه من الزهاد مخسة آالف أو يزيدون، مخسمائة يكتبون احلديث، والباقون حسن األدب والسمت.يتعلمون منه

وقال ابن املبارك رمحه اهلل: " ال ينبل الرجل بنوع من العلم ما مل يزين علمه باألدب ". قال القرايف : واعلم أن قليل األدب خري من كثري من العمل .

واألدب أنواع فمنه: : أنواع األدب أدب مع اخللق. -3عليه وسلم . أدب مع رسوله صلى اهلل -2أدب مع اهلل سبحانه وتعاىل. -1

أما األدب مع اهلل عز وجل فله أمثلة كثرية .. فمنها:: األدب مع اهلل سبحانه وتعالى هني املصلي عن رفع بصره إىل السماء كما قال شيخ اإلسالم رمحه اهلل: هذا من كمال أدب الصالة أن

ال يرفع بصره إىل فوق. يقف العبد بني يدي ربه مطرقا خافضا طرفه إىل األرض، ف وقال شيخ اإلسالم يف مسألة النهي عن قراءة القرآن يف الركوع والسجود أهنا من األدب مع اهلل عز وجل

ألن القرآن كالم اهلل قال: وحالتا الركوع والسجود، حالتا ذل واخنفاض من العبد فمن األدب مع كالم اهلل ألهنما حالتا ذل واخنفاض. -الركوع والسجود يعين يف -أن ال يقرأ يف هاتني احلالتني

وكذلك فإن من األدب مع اهلل أن ال يستقبل بيته يف قضاء احلاجة وال يستدبر، كما ثبت عن النيب أن هذا األدب يعم الفضاء والبنيان. -رمحه اهلل -صلى اهلل عليه وسلم . ورجح ابن القيم

اليمىن على اليسرى حال القيام للقراءة يف الصالة ويضعهما على ومن األدب مع اهلل وضع العبد يده صدره خاشعا ذليال بني يدي اهلل عز و جل.

لقد كان أدب األنبياء والصاحلني مع اهلل عز وجل كثريا :أدب األنبياء والصالحين مع اهلل عز وجل وعظيما، ومن تأمل أحواهلم عرف ذلك:

لسالم عندما يسأله اهلل سبحانه وتعاىل يوم القيامة: } أأنت قلت للناس اختذوين أمل ترى أن املسيح عليه اوأمي إهلني { فلم يكن جواب عيسى عليه السالم " مل أقل ذلك "، وإنا قال: } إن كنت قلته فقد علمته

م {، فذلك من كمال أدبه مع ربه، مث قال: } تعلم ما يف نفسي وال اعلم ما يف نفسك إنك أنت عال [.111الغيوب، ما قلت هلم إال ما أمرتين به أن اعبدوا اهلل ريب وربكم .. { إىل آخر اآليات ]املائدة:

وكذلك أدب إبراهيم مع ربه ملا قال: } الذي خلقين فهو يهدين ، والذي هو يطعمين ويسقني وإذاال } وإذا مرضت { والذي ميرضين ويشفني، وإنا ق يقل ومل، [ 97رضت فهو يشفني { ]الشعراء:م

قا والشفاء إىل اهلل رب العاملني، مع أن اهلل هو الذي ميرض ءفنسب املرض إليه، ونسب اهلداية والطعام والس

4

وال شك، وهو الذي يشفي، لكن مل يرد أن ينسب املرض إليه عز وجل، أدبا مع اهلل سبحانه وتعاىل، وهذا من كمال أدب اخلليل عليه السالم.

24ى عليه السالم ملا نزل مدين قال: } رب إين ملا أنزلت إيل من خري فقري { ]القصص:وكذلك موس [واملعىن أنا فقري إىل خريك يا رب وحمتاج إىل فضلك ومل يقل : أطعمين .. مثال.

أما نبينا صلى اهلل عليه وسلم فقد ضرب املثل العظيم يف األدب مع ربه عز وجل، ومن أمثلة ذلك ما[ أن النيب صلى اهلل 19املفسرون عند قوله سبحانه وتعاىل : } ما زاغ البصر وما طغى { ]النجم:يذكره

عليه وسلم ملا ارتفع إىل السماء مل يزغ بصره ومل يطغ، أي مل يزغ ميينا أو مشاال، وال طغى فنظر أمام دمه صلى اهلل عليه وسلم على املنظور؛ إنا كان مطرقا خاشعا.. "ما زاغ البصر وما طغى" فهذا صفة مق

ربه، و يتجلى يف ذلك كمال أدبه عليه الصالة والسالم.كثرية جدا، فمن األدب مع النيب صلى اهلل يشمل أشياء و األدب مع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم:

يقدم بني يدي عليه وسلم التسليم له واالنقياد ألمره، وتصديق خربه، وتلقيه بالقبول، وعدم معارضته، والعي نسخ سنته، وكذلك ال ترفع األصوات فوق صوته صلى اهلل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم شيئا، وال يدعليه وسلم ألن ذلك سبب حلبوط العمل، وبعد وفاته صلى اهلل عليه وسلم ال ترفع األصوات فوق حديثه

إذا قرئ وال عند قربه. األدب مع الخلق:

ا الصنف نوعان من األدب مها:ويندرج حتت هذ( آداب املخلوقني: ويشمل معاملتهم على اختالف مراتبهم مبا يليق هبم ومبا يتوافق مع الشرع الكرمي، 1

كاألدب مع الوالدين، وكذلك األدب مع العامل، واألدب مع األقران، واألدب مع األجانب، واألدب مع ضيف، واألدب مع أهل البيت وغريهم. النساء احملارم واألجنبيات، واألدب مع ال

( آداب األحوال: ومن أمثلته آداب األكل والنوم واخلالء واللباس واملشي والسفر والدخول واخلروج 2 والركوب والسكوت واإلنصات وغري ذلك ..

( أدب الطالب في نفسه:2ومتابعة -حانه وتعاىل ( استحضار نية العبادة يف طلب العلم، وهو ما يتطلب: إخالص النية هلل سب1

رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم. ( االقتداء بالسلف الصاحل يف كل األمور الدينية والدنيوية.2 ( مالزمة خشية اهلل تعاىل.3 ( دوام املراقبة هلل تعاىل يف السر والعلن.4 ( التواضع ونبذ الكرب واخليالء.5 ( القناعة والزهد يف املعاش.1

5

روءة وحسن السمت.( التحلي بامل9 ( اإلعراض عن جمالس اللغو.8 ( اإلعراض عن الفنت.7

( التحلي بالرفق يف القول.11 ( الثبات والتثبت.11

( أدب الطالب مع شيخه:3 ( رعاية حرمة الشيخ.1 ( القدوة بصاحل أخالق شيخك وكرمي مشائله.2 ( التفاعل مع الشيخ سبب يف نشاطه يف درسه.3 شيخ حال الدرس واملذاكرة.( الكتابة عن ال4 ( احذر التلقي عن املبتدع.5 ( أدب الطالب مع زمالئه وأقرانه:4

.التناصح يف الدين -1 التواضع واالحرتام . -2 التعاون يف الوصول إىل املعرفة . -3م على مظان املسائل . -4 أن يرغب زمالئه يف التحصيل ويدهل . يذاكرهم مبا حصله من الفوائد والقواعد والغرائب -5

احذر قرين السوء: فالصديق يف أدق املعايري ثالثة: - صديق منفعة. -1 صديق لذة. -2 صديق فضيلة. -3

.املعول عليهيف الثاين. وأما الثالث ففاألوالن منقطعان بانقطاع موجبهما، املنفعة يف األول واللذة ( أدب الطالب في السؤال والتعلم:5

( كرب اهلمة يف طلب العلم. 1 لنهمة يف طلب العلم.( ا2 ( الرحلة لطلب العلم. 3 ( حفظ العلم كتابة.4 .( بذل الوسع يف حفظ العلم )حفظ رعاية( بالعمل واإلتباع5 ( تعاهد احملفوظات من وقت إىل آخر. 1

6

( التفقه بتخريج الفروع على األصول. 9 ( اللجوء إىل اهلل تعاىل يف الطلب والتحصيل. 8 لعلمية.( التحلي باألمانة ا7

( التحلي بصدق اللهجة.11 . جيهلهطالب العلم ال أدري ملا ة ن ( ج 11 ( احملافظة على الوقت. 12 ( إمجام النفس. 13 ( احلرص على قراءة التصحيح والضبط على شيخ متقن. 14 ( جرد املطوالت من الكتب. 15 ( املناظرة يف احلق بال اماراة يف احملاورة. 11 لم. ( مذاكرة الع19 ( العناية بالكتاب والسنة وعلومها. 18 ( استكمال أدوات كل فن حىت تتقنه. 17

( التحلي بالعمل.21 ( أد زكاة العلم بالصدع باحلق، واألمر باملعروف، والنهي عن املنكر. 21 ( التحلي ب )عزة العلماء( يف صيانة العلم وتعظيمه وعدم امتهانه عند أهل الدنيا.22

العلم عند بلوغ املنصب بإعطائه قدره وحظه من العمل به وإنزاله منزلته.( صيانة 23 ( املداراة ليست هي املداهنة اليت متس دينك. 24 ( حب الكتب. 25

( معرفة اصطالح املؤلف قبل االستفادة من الكتاب.21 ( التزم آداب حسن السؤال ، ومنها :29

ن يتبني املسألة قبل أن يسأل ، فالبد للسائل يعين أ -أن تكون مسألته واضحة غري ملتبسة -1 أن يستحضر تفاصيل املسألة قبل أن يسأل .

أن ال يسأل السائل أهل العلم عن شيء يعرف جوابه ؛ وذلك ألن اهلل سبحانه قال )فاسألوا -2 أهل الذكر إن كنتم ال ت علمون( .

ل من ، كما قال أهل العلم: ينبغي للمستفيت أن يسأأن تبحث عمن تثق بعلمه ودينه يف ذلك -3 .يثق بعلمه ودينه

7

أن ال تسأل حني تسأل بإلغاز يف السؤال، كأن يسأل السائل ويقول: فالن من الناس حصل -4هذا -له كذا وكذا ، وهو يريد أن خيرج عن مسألته خبصوصه إىل مسألة مشاهبة، وهو يظن

سألته مثل تلك املسألة .أنه إن أجيب على تلك فم -السائلأن يسأل السائل لنفسه وأن ال يسأل لغريه ، وأن تسأل السؤال الذي حتتاجه . ألن املفيت أو -5

العامل قد يستفصل ويسأل؛ ما الذي حصل؟ هل حصل كذا وكذا؟ فإذا كان السائل غري من يسأل املرء إال حصلت له املسألة فإنه ال يكون ذلك معينا على اجلواب ، إذن األصل أن ال

فيما خيصه ؛ ألن اجلواب خيتلف حبسب السائل وحبسب عرض السؤال، والناقل ليس دائما ينقل الصورة على حقيقتها، وكثريا ما حيصل من األجوبة ما ليس فيه دقة من جهة عرض

السائل.ل من اآلداب املرعية يف السائل أنه إذا سأل أهل العلم يف اهلاتف أو يف غري اهلاتف ف -1 ال يسج

اجلواب مكتوبا أو على جهاز التسجيل إال بإذن العامل . ( المحاذير التي يجب على طالب العلم تجنبها:6

التعامل والقول على اهلل بغري علم ، وخلطورته يأيت مزيد بيان له يف الفقرة التالية . (1 .التكرب (2 .واحلقد احلسد (3 كثرة املزاح. (4 سوء الظن. (5 جمالسة املبتدعة. (1 كتمان العلم وقت احلاجة إليه . (9 القرب من سالطني الكفر واجلور . (8 االستماع ألهل البدع واألهواء والتلقي عنهم . (7

احلرص على الشرف والرياسة . (11 استعجال قطف الثمار قبل نضجها . (11 التصدر قبل التأهل يف العلم. (12 م بإبراز النفس أمام الناس. التنمر بالعل (13 احلذر من االشتغال بالتأليف قبل استكمال أدواته. (14 تصيد وهم العلماء السابقني. (15 جتنب إثارة الشبه وإيرادها على نفسك أو غريك. (11 احذر اللحن يف اللفظ والكتابة. (19

8

احذر )اإلجهاض الفكري(؛ بإخراج الفكرة قبل نضوجها. (18 الدين.احلذر من دسائس األعداء يف علوم (17 احذر اجلدل العقيم. (21 احذر من الطائفية واحلزبية. (21

( التعالم، والقول على اهلل تعالى بغير علم ، وبيان مفاسدهما على طالب العلم ، وعلى األمة:7أصل الشرك والكفران وأساس البدع والعصيان وما هو وهوهو سبب القول على اهلل بال علم التعاملإن

لفواحش واآلثام يقول تعاىل: ) قل إنا حرم ريب الفواحش ما ظهر منها وما بطن أغلظ منها ومن مجيع اواإلمث والبغي بغري احلق وأن تشركوا باهلل ما مل ينزل به سلطانا وأن تقولوا على اهلل ما ال تعلمون( فهذا وعيد

-مبفهومه -النص خاص يف حق العامل وكل مبلغ ألحكام اهلل تعاىل أن يقول على اهلل ماال يعلم. ويدل .لعمل على وجوب العلم قبل القول وا

كان وإذا ال شك أن اهلل قد حرم القول عليه بغري علم اجلدال واملراء مدعاة إىل القول على اهلل بغري علم: علم ؛ لى اهلل والقول عليه بغرياجلدال واملراء واخلوض والتكلف فيما ال تدركه العقول؛ موصال إىل االفرتاء ع

. فهو امنوع ومنهي عنهالتعامل -التعامل يف القضاء -التعامل يف الفتيا ومن أبرز ظواهر التعامل والقول على اهلل تعاىل بغري علم: )

يف التدريس(. أمامك أمور البد من مراعاهتا يف كل فن تطلبه:: المنهجية في طلب العلم( 8 حفظ خمتصر فيه. -1 ضبطه على شيخ متقن. -2 م االشتغال باملطوالت وتفاريق املصنفات قبل الضبط واإلتقان ألصله.عد -3 ال تنتقل من خمتصر إىل آخر بال موجب، فهذا من باب الضجر. -4 اقتناص الفوائد والضوابط العلمية. -5 مجع النفس للطلب والرتقي فيه، واالهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إىل ما فوقه. -1

المنهجية في طلب العلم : / طرق تحصيل العلم :1

أوال : الحفظ : * ومثة أسباب تعني الطالب على العلم ومنها :

/ إخالص النية هلل تعاىل ، وحسن املقصد .1 / البعد عن املعاصي واآلثام . 2 / تعويد النفس على احلفظ .3

9

/ املذاكرة ، مبعىن )تسميع احلفظ على شخص آخر (.4 / كثرة التكرار للمحفوظ .5 تيار الزمان واملكان املناسبني ./ اخ1

ثانيا : القراءة : * وينبغي أن تراعي الضوابط التالية :

/ اختيار الكتاب املناسب .1 / اختيار الوقت املناسب .2 / تقييد الفوائد على طرة الكتاب .3 / التنويع يف القراءة بني الفنون .4 حاته( ./ العلم بالكتاب املقروء من حيث)موضوعه مصطل5

ثالثا: حلق التدريس )الشيوخ ( : * وهذه الطريق متتاز مبيزتني :

أوالمها : اختصار الطريق لطالب العلم . ثانيهما : معرفة املصطلحات عند أهل العلم ،وطرائقهم يف التصنيف وعرض املسائل وحتقيقها .

ي ( .قال بعض السلف : ) ال تأخذ القرآن من مصحفي ، وال العلم من صحف• تابه كان خطأه أكثر من صوابه (. وقال آخر : ) من كان شيخه ك• / تلقي العلوم الشرعية : 2

* وتنقسم العلوم إىل قسمني : / علوم أصلية وهي : التفسري ، احلديث ، الفقه ، العقيدة .1، أصول احلديث / علوم مساعدة : ما كان وسيلة إىل الوصول إىل العلوم األصلية وهي: ) أصول الفقه 2

)املصطلح( ، علوم العربية ؛ كالنحو والبالغة والصرف (. فإن التدرج معراج التخرج . والبد لطالب العلم من منهجية يسري عليها يف تلقي هذه العلوم ؛•

ختاما هذه وصايا لطالب العلم : على قدر نيتك . عليك يا طالب العلم بإخالص النية وحسن املقصد ،فلن تنال من العلم إال• . تنتفع به بإذن اهلللم ، فكن امتثال لعلمك مطبقا له العمل مثرة الع• عليك بالصرب وعلو اهلمة ، فالعلم طويل وشاق ، ومعايل األمور ال تنال إال على جسر من التعب . • عليك أن تقدم حتصيل ما جيب على ما يستحب .•

10

الموضوع الثاني :سالم في الحكم، والنكاح، والطالق، والبيوع والمعامالت، والمواريث والوصايا، حالة العرب قبل اإل

وكيف عالجها اإلسالم وتعامل معها. حالة العرب االجتماعية:

كان العرب قبل اإلسالم يف الغالب يعيشون عيشة البداوة والقليل منهم سكنوا األصقاع والقرى واملدن ة( وعاشوا عيشة استقرار وهؤالء هم احلضر.املتحضرة كمكة واليمن ويثرب )املدين

أساس نظامهم االجتماعي وبعض أوصافه: .قام نظام العرب االجتماعي على أساس القبيلة وما يرتتب عليها من شيوع العصبية القبلية بني أفرادها يف وتناصرهم على أشد ما يكون التناصر -وكان من نتائج العصبية القبلية: تفاخر العرب باألنساب

احلق والباطل. وما كان التناصر يقف عند حد أفراد القبيلة املشرتكني يف النسب ورابطة الدم بل كان يشمل أيضا

احملسوبني على القبيلة بسبب التبين أو احللف واملواالة أو بسبب اجلوار. م آنذاك أقر الغزو وكان القتال كثريا بني القبائل وساعد على كثرة القتال بني القبائل أن العرف القائ

والنهب والسلب واعتربها أمورا طبيعية وضربا من ضروب الشجاعة، كما أقر قيام القبيلة بطلب الثأر ألحد أفرادها من القبيلة األخرى.

ونتج عن كثرة احلروب بني القبائل أن العرب كانوا يكربون شأن الرجل ويستصغرون شأن املرأة ألن الرجل ها.أقدر على القتال من

وقد ترتب على هذه النظرة للمرأة أن احنطت منزلتها وهضمت حقوقها وحرمت من املرياث وحىت شاع بني بعض القبائل وأد البنات وهن يف قيد احلياة خوفا من وقوعهن بأيدي العدو سبايا حرب.

قد كانت عندهم وبالرغم اما كان عند العرب من الصفات الذميمة كالغزو ووأد البنات والعصبية القبلية فصفات محيدة وخالل مجيلة مثل الكرم والشجاعة والوفاء وإباء الضيم واألنفة والصدق ومحاية اجلار والعفو

عند املقدرة كما كان عندهم إكرام الضيف. أثر اإلسالم في حالتهم االجتماعية:

ىل نبذ العصبية القبلية واجتثاث ملا جاء اإلسالم أحدث تغيريا جذريا يف اجملتمع العريب، فقد دعا اإلسالم إجذورها فقال هلم: )دعوها فإهنا منتنة( وبني هلم أن جعل الناس شعوبا وقبائل إنا هو للتعارف ال للتفاخر

وال للتعصب للجنس أو القبيلة وأن قيمة اإلنسان إنا تكون بالتقوى. ال يتفق واإلسالم ألن اإلسالم بطبيعته اس واحلق أن العصبية القبلية واجلنس وإقامة اجملتمع على هذا األس

دعوة عاملية جاء إىل الناس أمجعني فيجب أن يقوم اجملتمع على أساس يتفق وهذا العموم والعقيدة اإلسالمية ألنه يسع الناس مجيعا وال يضيق بأحد خبالف اجلنس فإنه هي األساس املعقول الذي يتفق وعموم اإلسالم

11

ع الناس مجيعا. وهلذا فقد جعلت الشريعة اإلسالمية اإلسالم هو األساس الذي بطبيعته أساس ضيق ال يس يقوم عليه اجملتمع.

وقد ترتب على هدم العصبية القبلية زوال التناصر بالباطل بني أفراد القبيلة ألن اإلسالم حرم التعاون علىلى اإلمث والعدوان"، ومع هذا فقد أبقى الباطل والبغي قال تعاىل: "وتعاونوا على الرب والتقوى وال تعاونوا ع

اإلسالم التعاون والتناصر بني أفراد القبيلة يف اخلري ومن مظاهر هذا التعاون ما أوجبته الشريعة اإلسالمية من وجوب الدية يف القتل اخلطأ على عصبة اجلاين من رجال قبيلته.

ى اآلخرين فقد جاء يف القرآن "وال وأبطل اإلسالم عادة النهب والسلب وشن الغارات واالعتداء عل تعتدوا إن اهلل ال حيب املعتدين".

وأنكر اإلسالم عادة وأد البنات وحرمها فألنثى كالذكر أهل ألن يصدر عنها اخلري ومن مث فهي جديرةوق باإلكرام والعناية وهي كالرجل خماطبة باألحكام ومكلفة مبا كلف به الرجل فقد جعل اإلسالم هلا من احلق

مثل ما للرجل إال يف حق واحد وهو حق رياسة األسرة فقد جاء يف القرآن " وهلن مثل الذي عليهن باملعروف وللرجال عليهن درجة".

.وقد أقر اإلسالم ما عند العرب من كرمي الصفات بعد أن شذب بعضها ا كان صاحلا منها ومتفقا مع وخيلص لنا اما تقدم أن الشريعة اإلسالمية أبقت من عادات العرب اجلاهلية م

مبادئها وأهدافها وألغت ما كان فاسدا منها وال يتفق مع مثلها ومبادئها فأعطت للصاحل حقه من اإلبقاء كما أعطت للفاسد حقه من اإللغاء.

أمثلة على بعض األحكام التشريعية التي ارتضاها العرب فيما بينهم : :والفراق ( أوضاع العرب في النكاح1

أوال : النكاح وما يتعلق به :عرف عرب اجلاهلية أنواعا من النكاح منها النكاح املعتاد بني الناس اليوم )خيطب الرجل إىل الرجل موليته فيصدقها مث ينكحها( وقد أقر اإلسالم هذا النوع من النكاح ووضع له حدودا وأصوال وهناك أنكحة فاسدة

ومنها:أنكرهتا الشريعة اإلسالمية نكاح الشغار: وهو أن يزوج الرجل ابنته أو من حتت واليته آلخر على أن يزوجه هذا األخري بنته أو من

حتت واليته وليس بينهما صداق. نكاح املقت: وهو زواج االبن امرأة أبيه بعد وفاته إن مل تكن أمه وهذا كان من عادة اجلاهلية وأبطله

كحوا ما نكح آباؤكم من النساء إال ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا اإلسالم فجاء يف القرآن: "وال تن وساء سبيال".

اجلمع بني األختني وتعدد الزوجات: فقد كان من عادة أهل اجلاهلية أن يتزوجوا األختني فنهاهمزوجات اإلسالم عن ذلك يقول تعاىل يف سياق تعداد احملرمات: " وأن جتمعوا بني األختني" كما أن تعدد ال

12

بال حد كان مألوفا عند أهل اجلاهلية فقيد اإلسالم التعدد بأربع زوجات وأباحه عند احلاجة وأمن اجلور يف املعاملة وإال فواحدة ملن خاف عدم القدرة على العدل والقيام حبقوق الزوجية.

واخلاالت فيحرم على احملرمات من النساء يف النكاح: كان عند العرب حترمي األمهات والبنات والعماتالرجل نكاح واحدة منهن كما كان حيرم على املرأة نكاح أحد أصوهلا أو فروعها أو أخواهلا أو أعمامها وهو ما أقره اإلسالم كما جعلوا التبين مانعا من الزواج كالبنوة احلقيقية وهو ما أبطله اإلسالم قال تعاىل يف إبطال

كم(.التبين )وما جعل أدعياءكم أبناء املهر: كان الويل يف اجلاهلية يأخذ مهر موليته فنهى اإلسالم عن ذلك قال تعاىل: )وآتوا النساء

صدقاهتن حنلة(. ثانيا : ف رق النكاح :

وهي ما ينحل به عقد النكاح فينقطع هبا ما بني الزوجني من عالقة زوجية . وفيما يلي بعض فرق النكاح ء عليها بعد اإلسالم .عند عرب اجلاهلية وما طر

الطالق : وهو حل الرابطة الزوجية بألفاظ خمصوصة ، وقد عرفه عرب اجلاهلية ولكن مل يكن له عندهمعدد حمدود ، فيطلق أحدهم مث يراجع يف العدة ، وهكذا يفعل مرات عديدة ، وفيه إضرار بالزوجة وتصبح

ريعة اإلسالمية فأقرت مبدأ الطالق ، وجعلت حق بذلك معلقة فال هي زوجة وال مطلقة ، وجاءت الش الزوج فيه ثالث تطليقات وبتمامها تتم الفرقة بني الزوجني .

وقد عرفه العرب كوسيلة أن يطلقها الزوجاخللع : وهو أن تدفع الزوجة أو أهلها مقدارا من املال نظري ، ، وقد بني الفقهاء شروطه وما يتعلق به .من وسائل حل الرابطة الزوجية ، وأقر اإلسالم اخللع

، اإليالء : وهو يف اللغة : احللف ، ويف االصطالح الفقهي : احللف الواقع من الزوج أن ال يطأ زوجتهوكان اإليالء عندهم طالقا يقع بعد انتهاء مدة اإليالء وهي عندهم سنة ورمبا جعلوها سنتني ، وقد أقر

وقت له أربعة أشهر إذا مضت دون أن يقرب الزوج زوجته وقعت الفرقة بينهما اإلسالم اإليالء ، ولكن بتطليقة بائنة عند بعض الفقهاء ، وبتطليقة رجعية عند البعض اآلخر .

، وقد الظهار : وهو أن يقول الزوج لزوجته : أنت علي كظهر أمي ، وقد كان عندهم مبنزلة الطالق ار طالقا وأوجب فيه الكفارة ، فال حيق للزوج أن ميس زوجته قبل فعل الكفارة .أبطل اإلسالم اعتبار الظه

ثالثا : آثار الفرقة : ة : وهي مدة ترتبصها املرأة عقب وقوع سبب من أسباب الفرقة ، فيمتنع على املرأة أن من آثار الفرقة العد

تأكد من براءة الرحم منعا من اختالط األنساب تتزوج بغري زوجها حىت تنقضي هذه املدة ، واحلكمة منها الة ة ، وكانوا جيعلون عدة الوفاة ، وقد عرف العرب العد ، فإذا فارقت املرأة زوجها بطالق أو وفاة لزمتها العد

وقد أقرت الشريعة اإلسالمية نظام العدة وبني مقاديرها على اختالف حال النساء ، فجعلتها سنة كاملة ،قروء بالنسبة لذوات احليض ، وثالثة أشهر بالنسبة للمرأة اليت ال حتيض لكرب سنها أو لصغرها ، ثالثة

13

ة على املرأة وأربعة أشهر وعشرة أيام بالنسبة للمتوىف عنها زوجها ، ووضع احلمل بالنسبة للحامل ، وال عد قبل الدخول هبا .

( الوصية والميراث:2ملا بعد املوت ، وقد عرفها العرب وكانوا جييزوهنا للوارث وغريه ، دون الوصية : وهي متليك مضاف -

، كما أجازها لغري الوارث حتديد ملقدارها ، فأقر اإلسالم مبدأ الوصية ، وجعلها يف حدود ثلث تركة املوصي ، وما زاد على الثلث أو كانت لوارث فموقوفة على إجازة الورثة .

ع من أسباب نقل امللكية ، فتنتقل األموال من املورث بعد موته إىل ورثته ، بعد املرياث : اإلرث يف الشر -إيفاء احلقوق املتعلقة برتكة امليت ، وقد عرف العرب اإلرث كسبب من أسباب امللكية ، وكانوا يتوارثون

من أوالد املرياث بالنسب أي القرابة هم األبناء الكبار بشيئني : النسب ، والسبب ، والذين يستحقون الذين يقاتلون األعداء ويركبون اخليل ويدافعون عن شرف القبيلة وحيوزون الغنيمة ، وكانوا يعطون امليت

املرياث األكرب فاألكرب ، فإن مل يوجد أحد من األبناء الذين يتصفون هبذه الصفات كان املستحق أقرب يورثون النساء وال الصغار ذكورا كانوا أو إناثا . أولياء املتوىف من العصبة كاألخ والعم وحنومها ، وما كانوا

بني أما التوارث بالسبب : فكان يتضمن التوارث بالتبين ، والتوارث باحللف واملعاقدة ،و التوارث باهلجرةاملهاجرين واألنصار ، فصار املرياث يف الشريعة اإلسالمية بسبب القرابة على النحو املفصل يف كتاب اهلل

ة رسوله صلى اهلل عليه وسلم ، وحسب السهام اليت أقرهتا الشريعة اإلسالمية هلم ، ومن ذلك إعطاء وسنالنساء والصغار من الرتكة ، قال تعاىل : " للرجال نصيب اما ترك الوالدان واألقربون وللنساء نصيب اما ترك

تربت الشريعة اإلسالمية أيضا الزوجية سببا من واع الوالدان واألقربون اما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا " ،عتق يرث من عتيقه .

أسباب التوارث ، كما جعلت والء العتاقة سببا للمرياث ؛ فامل

عرف العرب معامالت عدة قبل اإلسالم منها ما أقره اإلسالم ومنها ما أبطله: ( المعامالت:3اهلية وأقرها اإلسالم ووضع الفقهاء شروط هذا العقد وبينوا الشركة: كان هذا العقد معروفا عند أهل اجل -

آثاره.عقد املضاربة: ويسمى بالقراض ومعناه أن يقدم ذو املال ماله إىل من يتجر به على جزء معني من الربح، -

وهذا العقد الذي وجد يف اجلاهلية أقره اإلسالم.سلمه البائع فيما بعد يف وقت معني، وهذا العقد عقد السلم: وهو بيع معدوم وقت العقد على أن ي -

الذي وجد يف اجلاهلية أقره اإلسالم.القرض والربا: فعرف أهل اجلاهلية عقد القرض وكانوا جيرونه بالربا فيتداينون إىل أجل بزيادة مشروطة -

فكانت الزيادة بدل األجل فحرم اإلسالم التعامل بالربا بأنواعه.

14

لعرب قبل اإلسالم الرهن احليازي فيجوز أن ميتلك املرهتن املرهون إذا حل أجل الدين ومل الرهن: عرف ا -يدفعه املدين ويتم هذا التملك بالشرط أو بالعرف وقد هنى اإلسالم عن ذلك فجاء يف احلديث )ال يغلق

ين يف ميعاده الرهن( .أي ال يتملكه املرهتن إذا مل يسدد الراهن الدابذة واملالمسة وبيع احلصاة: فهذه البياعات اليت كان يتعامل هبا أهل اجلاهلية فكان أحدهم إذا بيع املن -

ملس السلعة أو ألقى الثوب إىل صاحبه أو وضع عليه حصاة وجب البيع وقد أبطل اإلسالم هذه البيوع.متها بتواطئ مع البائع بيع النجش: وهو أن يزايد رجل يف مثن سلعة ال يرغب شراءها وإنا يهدف لرفع قي -

أو بدون علمه وقد هنى الرسول صلى اهلل عليه وسلم عن ذلك.بيع املدين: فقد أجاز العرف اجلاهلي أن يبيع الدائن املدين استيفاء للدين فجاء اإلسالم وحرم تلك -

العادة ألن الدين يتعلق بذمة املدين ويستحق الدائن هبذا التعلق املطالبة فقط.

15

الموضوع الثالث :به التي بثها االستشراق على الشريعة، وكيفية الرد مزايا الشريعة اإلسالمية وخصائصها وبيان الش

عليها. الشريعة اإلسالمية: تعريفها وبيان خصائصها:

الشريعة يف اللغة: املذهب والطريقة املستقيمة، ويف االصطالح الشرعي: ما شرع اهلل لعباده من الدين أي األحكام املختلفة. من

أما اإلسالم فمعناه االنقياد واالستسالم هلل تعاىل، مث خص استعماله بالدين الذي أرسل اهلل به نبيه حممدا صلى اهلل عليه وسلم.

: األحكام اليت شرعها اهلل لعباده، سواء أكان وعلى هذا، فالشريعة اإلسالمية يف االصطالح الشرعي هي حممد صلى اهلل عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير. نبيناقرآن أم بسنة تشريع هذه األحكام بال

خصائص الشريعة اإلسالمية: أوال: الشريعة من عند اهلل:

مصدر الشريعة اإلسالمية هو اهلل تعاىل، فهي وحيه إىل رسوله حممد صلى اهلل عليه وسلم باللفظ واملعىن سنة فهي ختتلف اختالفا جوهريا عن مجيع الشرائع الوضعية، وقد وهو القرآن أو باملعىن دون اللفظ وهو ال

ترتب على هذا اخلالف اجلوهري مجلة نتائج منها:أن مبادئ الشريعة وأحكامها خالية من معاين اجلور والنقص واهلوى ألن صانعها هو اهلل، خبالف أوال:

عن اإلنسان، واإلنسان ال خيلو من معاين اجلهل القوانني الوضعية اليت ال تنفك عن هذه املعاين ألهنا صادرة واجلور والنقص واهلوى وما إىل ذلك.

ألحكام الشريعة هيبة واحرتام يف نفوس املؤمنني هبا حكاما كانوا أو حمكومني ألهنا صادرة من عند اهلل ثانيا:تنبعث من النفس وتقوم ومن مث فلها صفة الدين وماله هذه الصفة من حقه أن حيرتم ويطاع طاعة اختيارية

على اإلميان وال يقسر عليها اإلنسان قسرا، ويف هذا كله أعظم ضمان حلسن تطبيق القانون اإلسالمي من اجلميع وعدم اخلروج عليه ولو مع القدرة على هذا اخلروج؛ أما القوانني الوضعية فإهنا ال تبلغ مبلغ الشريعة

سلطاهنا على النفوس وال مقدار احرتام الناس هلا، ومن مث فإن النفوس يف هذه الناحية أبدا، إذ ليس هلا مثل جترأ على خمالفة القانون الوضعي كلما استطاعت اإلفالت من رقابة القانون وسلطة القضاء ورأت يف هذه

رتام املخالفة إشباعا ألهوائها وحتقيقا ملصلحتها، وال ريب أن قيمة القانون تقدر بصالحه أوال، ومبقدار اح الناس له ومدى سلطانه على نفوسهم وطاعتهم ألحكامه ثانيا.

ثانيا: الجزاء في الشريعة دنيوي وأخروي:من خصائص القانون اقرتانه جبزاء توقعه الدولة عن القضاء على من خيرج على أحكامه، وهذا اجلزاء قد

ماله بنقص ))الغرامة(( وقد يكون جنائيا يتمثل بأذى يصيب جسم اإلنسان أو يقيد حريته أو يصيب

16

يكون اجلزاء مدنيا عن طريق جرب املدين على تنفيذ التزامه عينا أو مبقابل )) التعويض املايل (( أو يكون من آثاره؛ إال أن اجلزاء بنوعيه جزاء دنيوي ينال شيءببطالن االتفاق املخالف للقانون وعدم ترتب

دولة ال متلك من أمر اآلخرة شيئا وبالتايل ال تضع من اجلزاءات إال اإلنسان يف حياته ال يف آخرته؛ ألن الما ينفذ يف الدنيا، والشريعة اإلسالمية تتفق مع القوانني الوضعية يف أن قواعدها وأحكامها تقرتن جبزاء يوقع

اجلزاء على املخالف، ولكنها ختتلف معها يف أن اجلزاء فيها أخروي ودنيوي، بل أن األصل يف أجزيتها هواألخروي، واجلزاء األخروي يرتتب على كل خمالفة ألحكام الشريعة، سواء أكانت من أعمال القلوب أو من أعمال اجلوارح، وسواء أكانت من مسائل املعامالت املالية أو من مسائل اجلنايات وسواء عوقب عليها

حتلل من حق الغري.اإلنسان يف الدنيا أو مل يعاقب ما مل تقرتن خمالفته بتوبة نصوح و ثالثا: عموم الشريعة وبقاؤها:

الشريعة اإلسالمية عامة جلميع البشر يف كل مكان وكل زمان قال تعاىل: )) قل يا أيها الناس إين رسول اهلل ن الناسخ جيب أن يكون بقوة املنسوخ أو أقوى منه باقية ال يلحقها نسخ وال تغيري ألإليكم مجيعا (( وهي

لشريعة وهي تشريع من اهلل إال تشريع آخر من اهلل وحيث أن الشريعة اإلسالمية خامتة الشرائع فال ينسخ اوحممد صلى اهلل عليه وسلم خامت النبيني فال يتصور أن ينسخها أو يغريها شيء، وعموم الشريعة وبقاؤها

على حنو حيقق مصاحل وعدم قابليتها للنسخ والتبديل كل ذلك يستلزم عقال أن تكون قواعدها وأحكامها الناس يف كل عصر ومكان ويفي حباجاهتم وال يضيق هبا وال يتخلف عن أي مستوى عال يبلغه اجملتمع وهذا كله متوفر يف الشريعة اإلسالمية ألن اهلل تعاىل وهو العليم إذ جعلها عامة يف املكان والزمان وخامتة

لها صاحلة لكل زمان ومكان وهذا ما يدل عليه واقع جلميع الشرائع، جعل قواعدها وأحكامها على حنو جيع :ذلك يف ثالثة أمور نهابر و ، الشريعة ومصادرها وطبيعة مبادئها وأحكامها وما ابتنت عليه هذه األحكام

ابتناء الشريعة على جلب املصاحل ودرء املفاسد. الربهان األول:، بيعة أحكامها تتفق مع عموم الشريعة وبقائهامبادئ الشريعة توافق كل زمان ومكان وط الربهان الثاين:

فقد جاءت بقواعد ومبادئ عامة ؛ كمبدأ الشورى يف احلكم ، ومبدأ العدالة واملساواة بني الناس وغريها ، كتحرمي الربا ، و كإجياب الصالة ، والزكاة والصيام وحنوها وكيفياهتا ومقاديرها ، وجاءت بأحكام تفصيلية ؛

. وحنوها وعقوباهتا لسرقةوشرب اخلمر ، وا مصادر األحكام تتصف باملرونة ملواجهة الوقائع اجلديدة. الربهان الثالث:

شمول الشريعة: –رابعا من املعروف أن الشريعة اإلسالمية نظام شامل جلميع شؤون احلياة فهي ترسم لإلنسان سبيل اإلميان وتبني

كية نفسه، وحتكم عالقاته مع غريه، وهكذا ال خيرج من حكم له أصول العقيدة وتنظم صلته بربه، وتأمره بتز الشريعة أي شيء.

وعلى ضوء هذا الشمول ميكن تقسيم أحكام الشريعة إىل ثالث جمموعات:

17

األحكام املتعلقة بالعقيدة كاإلميان باهلل وهذه هي األحكام االعتقادية وحمل دراستها يف علم –األوىل التوحيد.

ة وحمل دراستها م املتعلقة باألخالق كوجوب الصدق واألمانة وهذه هي األحكام األخالقياألحكا – الثانية .يف علم األخالق

األحكام املتعلقة بأقوال وأفعال اإلنسان يف عالقاته مع غريه وهذه هي األحكام العملية وقد مسيت – الثالثة فيما بعد )بالفقه ( وحمل دراستها علم الفقه.

بالنسبة إىل ما تتعلق به تنقسم إىل قسمني: واألحكام العملية العبادات كالصالة والصوم، واملقصود هبا تنظيم عالقة الفرد بربه. القسم األول:العادات أي املعامالت، وهي اليت يقصد هبا عالقات األفراد فيما بينهم، ألن أحكام العادات القسم الثاين:

) املعامالت ( تنقسم إىل ما يأيت: ام املتعلقة باألسرة من نكاح وطالق ونفقة ونسب وحنو ذلك وهي ما يسمى يف الوقت احلاضر األحك - أ

بقانون األسرة أو األحوال الشخصية .األحكام املتعلقة بعالقات األفراد املالية ومعامالهتم كالبيع واإلجارة والرهن والكفالة وحنو ذلك - ب

ن املدين.وهي ما يسمى حاليا بقانون املعامالت أو بالقانو األحكام املتعلقة بالقضاء والدعوى والشهادة واليمني وهي تدخل فيما يسمى اليوم بقانون - ت

املرافعات.األحكام املتعلقة مبعاملة األجانب غري املسلمني )) املستأمنني (( يف الدولة اإلسالمية وتنظيم - ث

يسمى اليوم بالقانون الدويل عالقاهتم فيما بينهم أو مع رعايا الدولة اإلسالمية، وهي تدخل فيما اخلاص.

األحكام املتعلقة بتنظيم عالقة الدولة اإلسالمية بالدول األخرى يف السلم واحلرب وهي تدخل - ج فيما يسمى اليوم بالقانون الدويل العام.

األحكام املتعلقة بنظام احلكم وقواعده، وحقوق األفراد يف الدولة وعالقاهتم معها، وهي تدخل - ح اليوم بالقانون الدستوري. فيما يسمى

األحكام املتعلقة مبوارد الدولة اإلسالمية ومصارفها، وتنظيم العالقات املالية بني األفراد والدولة - خ وبني األغنياء والفقراء وهي تدخل يف القانون املايل.

اجلرائم األحكام املتعلقة بتحديد عالقة الفرد مع الدولة اإلسالمية من جهة األفعال املنهي عنها ) - د ومقدار عقوبة كل جرمية ( وهذه تدخل فيما يسمى اليوم بالقانون اجلنائي.

فهذا الشمول الذي جاءت به الشريعة ال نظري له يف القوانني الوضعية فهي ال تنظم مسائل العقيدة وال بالتنظيم مل األخالق وال العبادات، وحىت يف جانب العادات )املعامالت( الذي تناولته القوانني الوضعية

18

تراع اجلانب األخالقي فيه مراعاة تامة، ومن مظاهر مراعاة الشريعة هلذا اجلانب حترمي الربا وامليسر، واجلانب الديين مالحظ أيضا يف املعامالت، بل هو عنصر أصيل فيها، فهو يكسب الفعل صفة احلل واحلرمة بناء

يكون صحيحا يف ظاهره الستيفائه شروط الصحة على حقيقته الباطنة ونية صاحبه وقصده، فالفعل قد ولكنه يعترب حراما ملخالفة حقيقته الباطنة ونية وقصد صاحبه ملا تأمر الشريعة به، كالذي يقصد بالنكاح

حتليل املطلقة ثالثا ملطلقها.به التي بثها االستشراق والتغريب على الشريعة، وكيفية الرد عليها، ودحرها: الش

عظم املستشرقني إىل القول بتأثر الشريعة اإلسالمية بالقانون الروماين إما تأثرا كليا أو جزئيا، وقد ذهب م استدل هؤالء املستشرقون بأدلة جنملها مع الرد عليها فيما يلي:

عرفة أن النيب صلى اهلل عليه وسلم كان على معرفة واسعة بالقانون الروماين ومن خالل هذه امل : قالوا أوال: تسربت قواعد هذا القانون إىل الشريعة اإلسالمية.

هذا الزعم باطل فالنيب صلى اهلل عليه وسلم ولد يف بيت عريب خالص ال أثر فيه للتقاليد الرد عليه:الرومانية وال القانون الروماين، كما أنه مل يغادر مكة قبل البعثة إال مرتني األوىل مع عمه وهو صغري والثانية

ارة زوجته خدجية وكانت يف بصرى ومل يرافقه يف الرحلتني إال عرب خلص ال معرفة هلم بالقانون يف جتالروماين ومل خيالط يف رحلتيه علماء القانون الروماين وليس هناك سبب يدعو حكام الرومان لتعليم النيب

صلى ال يتصور إطالع النيب ، كما صلى اهلل عليه وسلم قواعد قانوهنم ومل جتر العادة بتعليم التجار ذلك . على تلك القواعد املكتوبة ألنه مل يكن يعرف القراءة والكتابةاهلل عليه وسلم

وقوف فقهاء املسلمني على مدارس وحماكم القانوين الروماين اليت بقيت بعد الفتح اإلسالمي : قالوا ثانيا:م الفقه اإلسالمي، وأكثر فقهاء املسلمني تأثرا حبيث نقل املسلمون أحكام وآراء القانون الروماين إىل أحكا

اإلمامني األوزاعي والشافعي.وقائع التاريخ تدحض هذه احلجة حيث ألغيت مدارس القانون الروماين ما عدا مدرسة روما الرد عليه:

أما والقسطنطينية وبريوت ومل تؤثر واحدة منها يف الفقه اإلسالمي حيث مل يفتح املسلمون روما أبدا؛ م، كما أن الفتح اإلسالمي مل يصل بريوت إال بعد 1473القسطنطينية فلم يفتحها املسلمون إال يف عام

اندثار مدرسة بريوت وبالتايل ال يتصور تأثر الفقه اإلسالمي هبذه املدارس كما ال يتصور تأثر األوزاعي كة وهو رضيع وتنقل بني املدينة بتلك املدارس كونه من مدرسة أهل احلديث، كما أن الشافعي ارحتل مل

واليمن والعراق ومصر وبالتايل تفقه اإلمام بعيدا عن مراكز القانون الروماين؛ أما احملاكم الرومانية فال سلطة هلا يف القضاء يف البالد اإلسالمية.

نهم من : قالوا ثالثا: على أحكام القانون عاالطالانتشار فقهاء الشريعة يف البالد الرومانية بعد فتحها مكجعلهم يطبقون تلك األحكام والقواعد على العالقات اليت سادت يف االطالعالروماين وقواعده، وهذا

تلك البلدان بعد الفتح اإلسالمي رعاية ملا ألفه الناس.

19

يشريوا انتشار الفقهاء يف البالد الرومانية مل ميكنهم من التعرف على القانون الروماين حيث مل الرد عليه:لذلك يف مؤلفاهتم ولو تأثروا لذكروا ذلك كما فعلوا مع الفلسفة والطب واألدب، كما أن نصوص القانون الروماين مل ترتجم للعربية، ومبا أن فقهاء اإلسالم مل يطلعوا على القانون الروماين أو يعرفوه فال يتصور منهم

القانون الروماين مل يطبقوه ألن الشريعة اإلسالمية هي تطبيقه على العالقات القانونية، بل إهنم لو عرفوا القانون الواجب التطبيق يف دار اإلسالم فال ميكن القضاء أو الفتوى بغري أحكام الشريعة اإلسالمية، أما عادات وأعراف أهل تلك البلدان فإن الفقهاء عرضوها على الشريعة فما وافقها استمر تطبيقه وما خالفها

علت مع عادات أهل اجلاهلية والبلدان األخرى.تركوه كما فالتأثري غري املباشر من خالل تأثر الشريعة ببعض نظم عرب اجلاهلية اليت تأثرت يف األساس قالوا : رابعا:

بالقانون الروماين، وبالتايل تسربت بعض قواعد القانون الروماين إىل الشريعة اإلسالمية.لى تسرب التشريعات الرومانية إىل الشريعة اإلسالمية بواسطة العرب يف ليس هناك أي دليل ع الرد عليه:

اجلاهلية حيث أن صلة العرب بالرومان ضعيفة وحمدودة حيث فرضت الدولة الرومانية على جتار العرب أسواقا معينة ال يصح جتاوزها لذلك كان اتصاهلم بالشعب الروماين ضئيال، فضال عن تفشي األمية واجلهل

للغات األجنبية يف العرب .بامن األدلة الظاهرة على تأثر الشريعة بالقانون الروماين ما يالحظ من تشابه يف النظم : قالوا خامسا:

القانونية واألحكام والقواعد املوجودة يف كل من الشريعة اإلسالمية والقانون الروماين، وهذا يعين أن الشريعة أحكامها من الشريعة السابقة اليت هي القانون الروماين. اإلسالمية بصفتها الحقة اقتبست

هذا الدليل ضعيف ال يستقيم من وجوه: الرد عليه:أن القواعد املتشاهبة ترجع إىل أهنا من القواعد الشائعة يف مجيع الشرائع واليت يهتدي هلا العقل السليم .1

عدالته. وتقضي هبا العدالة وإغفاهلا يف أي تشريع يدل على قصوره وعدمأن التشابه املوجود يف بعض النظم القانونية بني شريعتني ال يدل حتما على أخذ إحدامها من األخرى .2

إذ قد ينشأ التشابه من تشابه الظروف االجتماعية اليت مرت هبا الشريعتني كما أن العقول السليمة تتشابه يف أنواع من التفكري.

الروماين إنا هو يف الظاهر وإال فهناك اختالفات كثرية ومهمة أن تشابه الشريعة اإلسالمية والقانون .3بينهما تدل على استقالل كل منهما عن اآلخر واختالفهما يف مصادر األحكام ففي القانون الروماين نظم

ال وجود هلا يف الشريعة اإلسالمية كتحرمي القانون الروماين اهلبات بني الزوجني.ة اإلسالمية نظم قانونية ال مثيل هلا يف القانون الروماين كالوقف اخلريي وحق يف املقابل توجد يف الشريع .4

الشفعة .. وغريها.

20

القانون الروماين يف نظمه املختلفة قائم على إجراءات رمسية وأوضاع شكلية مل يصل مع تطوره إللغائها .5شكلية تتبع النتقال امللكية فامللكية ال تنتقل بني الطرفني مبوجب جمرد االتفاق بل ال بد من إجراءات

خبالف الشريعة اإلسالمية اليت كانت بعيدة عن تلك الشكليات منذ نشأهتا.الشريعة اإلسالمية اليت املبدأ العام السائد يف القانون الروماين هو الفصل بني القانون واألخالق خبالف .1

ونية ووجود نظريات يف الشريعة ال قواعدها على معان أخالقية اما أدى الختالف بعض النظم القانتقوم وجود هلا يف القانون الروماين.

21

الموضوع الرابع : الفقه اإلسالمي، تعريفه، وبيان خصائصه.

تعريف الفقه: فما هلؤالء لغة: هو العلم بالشيء والفهم له ، كما يعين إدراك غرض املتكلم من كالمه ، ومنه قوله تعاىل :"

قالوا يا شعيب ما نفقه كثريا اما " وقوله تعاىل على لسان شعيب :، " حديثاالقوم ال يكادون يفقهون ". تقول

اصطالحا: "العلم باألحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية باالستدالل" كما أطلقوا كلمة الفقه على هذه األحكام نفسها، وهذا التعريف هو التعريف املختار.

ية: األحكام املنسوبة إىل الشريعة اإلسالمية، أي املأخوذة منها رأسا أو بالواسطة.واملراد باألحكام الشرع - واملقصود ب "العملية": أي األحكام الشرعية املتعلقة مبا يصدر عن املكلف من عبادات ومعامالت. - واملقصود باملكلف: اإلنسان البالغ العاقل. -يتعلق كل دليل منها مبسألة معينة وينص على حكم خاص هبا، واألدلة التفصيلية: هي األدلة اجلزئية اليت -

مثل قوله تعاىل :"وال تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيال"، فهذا دليل تفصيلي أي دليل جزئي يتعلق مبسألة معينة وهي الزنا، ويدل على حكم خاص هبا، وهذا احلكم هو حرمة الزنا، وهبذا املعىن االصطالحي

كلمة الفقه خرجت من مفهومه األحكام االعتقادية واألخالقية وصار مدلوله قاصرا على األحكام اجلديد لالعملية أي على العبادات واملعامالت كما قلنا، وخرج أيضا من مفهوم الفقه، حسب التعريف املختار

اد، فعلم املقلدين األحكام اليت تؤخذ باالستدالل أي بطريق النظر يف األدلة التفصيلية والبحث واالجته باألحكام ال يسمى فقها ألنه غري مكتسب عن طريق النظر واالستدالل، كما ال يسمى صاحبها فقيها.

واألحكام الشرعية العملية اليت تثبت ألفعال املكلفني، أي تتعلق بأفعاهلم اليت هي من العبادات واملعامالت هي:

لى وجه احلتم واإللزام كالصالة والوفاء بالعقود.الواجب: وهو ما طلب الشارع من املكلف فعله ع -1 احملرم: وهو ما طلب الشارع تركه على وجه اإللزام كالزنا والسرقة. -2املندوب: وهو ما طلب الشارع فعله على وجه التفضيل ال اإللزام، مثل كتابة الدين حفظا حلقوق -3

الدائن. اإللزام، مثل إيقاع الطالق بال مربر كاف.وهو ما طلب الشارع تركه على وجه الرتجيح ال املكروه: -4 املباح: وهو الفعل املخري بني تركه وفعله، كاألكل والشرب والقيام والقعود. -5

عالقة الفقه بالشريعة:الشريعة تشتمل على مجيع األحكام الشرعية املتعلقة بالعقيدة أو األخالق أو املعامالت؛ أما الفقه، وهو

نه يعتمد على نصوص الشريعة، أي على القرآن والسنة النبوية، كما يعتمد على معرفة األحكام الشرعية، فإ

22

املصادر اليت شهدت هلا الشريعة بالصحة واالعتبار كمصدر اإلمجاع والقياس، فلوال أن الشريعة شهدت أن هلذه املصادر باحلجية واالعتبار ملا أمكن الفقيه أن يستمد منها األحكام الشرعية .. من ذلك نقول ب

الشريعة اإلسالمية، وهي األحكام املنزلة من اهلل تعاىل على نبيه صلى اهلل عليه وسلم يف القرآن أو السنة النبوية، تقوم على الوحي اإلهلي، فهي تشريع إهلي، ال جمال فيه لرأي اإلنسان، وحترم خمالفته.

نوعان: ، وبيان هذا أن األحكام الفقهية أما الفقه اإلسالمي فليس كله كذلك( النوع األول: ما يضعف فيه جانب الرأي واالجتهاد أو ينعدم كمعرفة األحكام املعروفة من الدين 1

بالضرورة واليت ال جيهلها أحد، كوجوب الصالة وحرمة الزنا أو اليت تستفاد من النص الشرعي رأسا بال أي ثل حرمة نكاح األمهات اليت ورد كلفة أو حبث أو اجتهاد لظهور هذه األحكام من النصوص الشرعية م

هبا النص الشرعي :"حرمت عليكم أمهاتكم .." وهذه األحكام الفقهية تعترب جزءا من الشريعة اإلسالمية، أي تعترب تشريعا إهليا ومن مث ال جتوز خمالفته.

وع من األحكام ( النوع الثاين: من األحكام الفقهية، هو ما يغلب عليه جانب الرأي واالجتهاد، وهذا الن2ال يعترب جزءا من الشريعة اإلسالمية مبعناها االصطالحي، أي ال يعترب من قبيل التشريع اإلهلي الذي ال جتوز خمالفته، بل تسوغ هذه املخالفة ما دامت مستندة إىل دليل أقوى من دليل الرأي الفقهي املرتوك أو

لفة اجملردة من ذلك تعترب من قبيل إتباع اهلوى، مستندة إىل اجتهاد أقرب إىل روح النصوص، ألن املخاواهلوى ال جيوز أن يكون مستندا لألحكام، وهذا النوع من األحكام أكثر من النوع األول لكثرة الوقائع وجتددها، ومع هذا فإن الفقه اإلسالمي مبجموعه يبقى مصبوغا بالصبغة الدينية ألنه قائم على الشريعة

وقواعدها وداخل يف نطاقها العام ودائر يف فلكها، وهلذا فإن آراء الفقهاء االجتهادية اإلسالمية ومبادئها تعترب سائغة وحمل تقدير واحرتام املسلمني.

خصائص الفقه اإلسالمي:( الفقه اإلسالمي قام على أساس الشريعة اإلسالمية، ومن مث فله صبغة دينية تدعو إىل احرتامه وعدم 1

ه دنيوي وأخروي. خمالفته واجلزاء في ( وميتاز الفقه اإلسالمي مبرونته وقابليته للبقاء بسبب وفائه حباجات الناس ومصاحلهم املشروعة. 2

مصادر الفقه:: اهلادي إىل أي شيء حسي أو معنوي خري أو شر.الدليل في اللغة

الظن أو : هو ما يستدل بالنظر الصحيح فيه على حكم شرعي عملي على سبيلاصطالح األصوليين القطع.

األدلة الشرعية يف اجلملة عشر أدلة:والقياس. ، واإلمجاع ، والسنة ، : الكتابأربع متفق عليها

23

وقول ، وشرع من قبلنا ، واملصاحل املرسلة ، والعرف ، واالستصحاب ، : االستحسانوستة مختلف فيها الصحابة.

يب صلى اهلل عليه وسلم بواسطة جربيل عليه السالم هو كالم اهلل املنزل على الن :القرآن : الدليل األول املعجز بآياته املتعبد بتالوته املنقول إلينا نقال متواترا.

ما يلي: يتفرع من التعريف ما أهلم اهلل به رسوله من املعاين ومل ينزل عليه ألفاظها بل عرب الرسول صلى اهلل عليه وسلم بألفاظ من

من القرآن وتثبت له أحكام القرآن وإنا هو من أحاديث الرسول صلى عنده عما أهلم به ال يعرف اهلل عليه وسلم وكذلك األحاديث القدسية.

تفسري سورة أو آية بألفاظ عربية مرادفة أللفاظ القرآن دالة على ما دلت عليه ألفاظه ال يعد قرآنا أنزلت من عند اهلل. مهما كان مطابقا للمفسر يف داللته ألن القرآن ألفاظ عربية تامة

ترمجة سورة أو آية بلغة أجنبية غري عربية ال يعد قرآنا مهما روعي من دقة الرتمجة ومتام مطابقتها للمرتجم يف داللته ألن القرآن ألفاظه عربية خاصة أنزلت من اهلل.

الرواية ويتفرع إن من خواص القرآن أنه منقول بالتواتر أي بطريق النقل الذي يفيد العلم والقطع حجتهعن هذا أن بعض القراءات اليت تروي بغري طريق التواتر كما يقال :"قرأ بعض الصحابة كذا" ال تعد

من القرآن وال تثبت هلا أحكامه. قطعية الثبوت كآيات ت والنقل ،أما من جهة الداللة فمنها آياتالقرآن قطعي الثبوت من جهة الثبو

تمل التأويل كالقرء وامليتة والدم.املواريث، وبعضها ظين الداللة حي : وهي ما صدر عن النيب صلى اهلل عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.الدليل الثاني: السنة

فالسنة القولية مثل حديث "ال ضرر وال ضرار" والسنة الفعلية مثل أداءه صلى اهلل عليه وسلم الصلوات السنة التقريرية حديث معاذ ، وأكل الضب.اخلمس هبيئتها وأركاهنا وأداء مناسك احلج، و

أمجع املسلمون على أن ما صدر عن النيب صلى اهلل عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير وكان :حجيتهاونقل إلينا بسند صحيح يفيد القطع أو الظن الراجح بصدقه يكون حجة على واالقتداءمقصودا به التشريع

باط.املسلمني ومصدر للتشريع واالستن :أقسام السنة باعتبار سندها

على تواطؤهمالسنة املتواترة: ما رواه عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم مجع عن مجع ميتنع يف العادة .1 الكذب.

السنة املشهورة: ما رواه عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم صحايب أو اثنان أو مجع مل يبلغوا حد التواتر .2مجع من مجوع التواتر حىت وصلت إلينا بسند وطبقة مسعوا من الرسول صلى اهلل مث رواه هذا الراوي أو الرواة

عليه وسلم قول أو شاهد فعله فرد أو أفراد مل يبلغوا حد التواتر وسائر طبقاته بلغوا حد التواتر.

24

سنة اآلحاد: هي ما رواه عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم آحاد مل تبلغ مجوع التواتر بأن رواها عن .3الرسول صلى اهلل عليه وسلم واحد أو اثنان أو مجع مل يبلغ حد التواتر ورواها عن هذا الراوي مثله وهكذا

حىت وصلت إلينا بسند طبقايت آحاد ال مجوع التواتر.: السنة املتواترة قطعية الورود عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم ألن تواتر النقل يفيد اجلزم قطعيها وظنيها

صحة اخلرب والسنة املشهورة وسنة اآلحاد ظنية الورود من الرسول صلى اهلل عليه وسلم ألن سندها والقطع بال يفيد القطع وما من جهة الداللة فكل سنة من هذه األقسام الثالثة قد تكون قطعية الداللة إذا كان

نصها ال حيتمل تأويال وقد تكون ظنية الداللة إذا كان نصها حيتمل التأويل. :ا ليس تشريعا من أقوال الرسول صلى اهلل عليه وسلم وأفعالهم

ما صدر عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من أقوال وأفعال إنا يكون حجة على املسلمني واجبا .1 .واالقتداءإتباعه إذا صدر عنه بوصف أنه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وكان مقصودا به التشريع العام

مبقتضى طبيعته اإلنسانية من قيام وقعود ومشي ونوم وأكل وشرب فليس تشريعا ألن فما صدر عنه .2هذا ليس مصدره رسالته ولكن مصدره إنسانيته ، لكن إذا صدر منه فعل إنساين ودل دليل على أن

به كان تشريعا هبذا الدليل. االقتداءاملقصود من فعله والتجارب من الشؤون الدنيوية من اجتار أو زراعة أو ما صدر عنه مبقتضى اخلربة اإلنسانية واحلذق .3

فليس تشريعا أيضا ألنه ليس صادر عن تنظيم جيش أو تدبري حريب أو وصف دواء ملرض أو حنو هذا ، رسالته.

ما صدر عن رسول اهلل ودل الدليل الشرعي على أنه خاص به وأنه ليس أسوة فيه فليس تشريعا عاما: .4 ربع نساء.كتزوجه بأكثر من أ

: هو اتفاق مجيع اجملتهدين من املسلمني يف عصر من العصور بعد وفاة النيب صلى الدليل الثالث: اإلجماع اهلل عليه وسلم على حكم شرعي يف واقعة .

:أركانهأن يوجد يف عصر وقوع احلادثة عدد من اجملتهدين ألن االتفاق ال يتصور إال بينهم فإن مل يوجد فيه .1

جمتهد أصال أو وجد جمتهد واحد ال ينعقد فيه شرعا إمجاع ومن هذا اإلمجاع يف عهد الرسول صلى اهلل عليه وسلم ألنه اجملتهد وحده.

ع اجملتهدين من املسلمني يف وقت وقوعها.أن يتفق على احلكم الشرعي يف الواقعة مجي .2أن يكون اتفاقهم بإبداء كل واحد منهم رأيه صرحيا يف الواقعة سواء كان إبداء الواحد منهم رأيه قوال .3

بأن أفىت يف الواقعة بقول أو فعال بأن قضى فيها بقضاء.ينعقد باتفاق األكثر إمجاع فلو اتفق أكثرهم ال ، أن يتحقق االتفاق من مجيع اجملتهدين على احلكم .4

مهما قل عدد املخالفني وكثر عدد املتفقني.

25

: هو إحلاق فرع بأصل يف حكم لعلة جامعة بينهما.الدليل الرابع: القياس: مذهب مجهور علماء املسلمني أن القياس حجة شرعية على األحكام العملية وأنه يف املرتبة الرابعة حجيته

لنظامية والظاهرية وبعض فرق الشيعة أن القياس ليس حجة شرعية على من احلجج الشرعية ومذهب ا األحكام وهؤالء يطلق عليهم نفاة القياس.

العلة. –حكم األصل -الفرع -: األصل أركانه : هو العدول حبكم املسألة عن نظائرها لدليل خاص من كتاب أو سنة.االستحسان : الدليل الخامس

الشارع هنى عن بيع املعدوم والتعاقد عليه، ومع ذلك أجاز الشارع بيع السلم. مثاله: بيع املعدوم، فإن : املصلحة اليت مل يرد دليل شرعي باعتبارها أو إلغائها. الدليل السادس: المصلحة المرسلة

: املصلحة اليت شرع ألجلها الصحابة اختاذ السجون أو ضرب النقود.مثالها ا حجة ويف ذلك عمل اخللفاء.: مجهور املسلمني على أهنحجيتها

: أن تشريع األحكام ما قصد به إال حتقيق مصاحل الناس أي جلب نفع هلم أو دفع ضرر توضيح التعريف أو رفع حرج عنهم وأن مصاحل الناس ال تنحصر جزئياهتا وال تتناهى أفرادها.

:شروط االحتجاج بها أن تكون مصلحة حقيقية وليست مصلحة ومهية. .1 لحة عامة وليست مصلحة خاصة.أن تكون مص .2 أن ال يعارض التشريع هلذه املصلحة حكما أو مبدأ ثبت بالنص أو اإلمجاع. .3

: هو ما تعارف الناس وساروا عليه من قول أو فعل أو ترك.الدليل السابع: العرف : نوعان:أنواعه

عرف صحيح فهو معترب. .1 عرف فاسد فهو غري معترب .2

ر يف الزمن الثاين بناء على ثبوت يف الزمن األول حىت يأيت كم بثبوت أم: احلالدليل الثامن: االستصحاب الدليل املغري.

: العيب يف السلعة القول قول البائع.مثاله : االستصحاب حجة عند اجلمهور سوى احلنفية.حجيته

.الدليل التاسع: شرع من قبلنا هل هو شرع لنا الدليل العاشر: مذهب الصحابة.

26

س:الموضوع الخامأدوار الفقه، وسمات كل دور، والمدارس التي ظهرت في العصور المختلفة، وأبرز الفقهاء الذين

اشتهروا في هذه األدوار، وطرف من جهودهم في سبيل نشر الفقه والنهوض به، وبيان أشهر المذاهب الفقهية المنقرضة.

ار التشريع اإلسالمي( مع أن التشريع الذي اب أدوار الفقه اإلسالمي ب )أدو ت يسمي بعض الك أدوار الفقه:هو سن األحكام الشرعية من حق اهلل وحده، ووجهتهم يف هذه التسمية أن الفقه يستند إىل نصوص

الشريعة، وعلى من إن استنباط األحكام من هذه املصادر كان بإذن، و ليهاأشارت إالشريعة واملصادر اليت أدوار التشريع اإلسالمي فاملعىن واحد على اعتبار أن املقصود بالتشريع كل حال فسواء قلنا أدوار الفقه أو

اإلسالمي األحكام اليت وردت هبا النصوص الصرحية يف الكتاب أو السنة أو اليت استنبطت استنباطا من هذه النصوص أو من املصادر اليت شهدت هلا هذه النصوص باالعتبار.

و أنسب تقسيم لسببني:قسمنا أدوار الفقه إىل ستة أدوار وه الدقة يف هذا التقسيم..املوضوعية و 1 . الشمول، حيث اشتمل على مجيع العصور منذ عهد النبوة إىل عهد النهضة.2

وهذه األدوار هي: عصر الرسول صلى اهلل عليه وسلم. .1 عصر اخللفاء الراشدين. .2 ل سقوط الدولة األموية(.عصر ما بعد اخللفاء الراشدين إىل أوائل القرن الثاين للهجرة )قبي .3 من أوائل القرن الثاين اهلجري إىل منتصف القرن الرابع اهلجري. .4 ه.151من هناية الدور السابق إىل سقوط بغداد عام .5 من سقوط بغداد إىل وقتنا احلاضر. .1

الدور األول: التشريع في عصر النبي صلى اهلل عليه وسلم:اإلطالق ألن التشريع األساسي الذي هو أساس الفقه يف مجيع يعترب هذا العصر أهم العصور الفقهية على

قبل اهلجرة ، وقد نشأ هذا الدور أدواره مت يف هذا العصر، فقد كان الفقه يف هذا العصر هو فقه الوحي بثالثة عشر عاما، وانتهى بوفاة النيب صلى اهلل عليه وسلم يف ربيع األول من السنة احلادية عشرة للهجرة.

ع املكي:التشريلبث النيب عليه الصالة والسالم ما يقرب من ثالث عشرة سنة يف مكة وهي املدة من بعثته إىل هجرته، وقد

ناحية العقيدة واألخالق ومل يتعرض إىل األحكام العملية إال قليال وبشكل إىل اجته الوحي يف هذه الفرتةيدة هي األساس األول لكل ما تأيت به الشريعة من ألن العقو ،كلي غالبا لعدم حاجة املسلمني هلا آنذاك

أحكام وتفصيالت فال بد من تنقيتها من الشوائب وجعلها قائمة على اإلميان باهلل ورسوله واليوم اآلخر.

27

خصائص التشريع املكي:امتازت التشريعات بالقلة، ذلك أن املسلمني كانوا مستضعفني يف هذه املرحلة؛ نظرا للصراع الدائر .1

ينهم وبني املشركني اما ال يسمح بتشريعات تفصيلية جزئية.بتركزت التشريعات يف هذه املرحلة على بيان أصول الدين، والدعوة إليها، كاإلميان باهلل ورسوله واليوم .2

اآلخر، واألمر مبكارم األخالق، وجتنب مساوئ األخالق، والنهي عن كل ما هو كفر أو تابع للكفر.يات قصرية تتصل اتصاال وثيقا مبظاهر بيئتهم، وحتمل داللة واضحة على وحدانية اهلل خماطبة الكفار بآ .3

مثل قوله تعاىل:" أفال ينظرون إىل اإلبل كيف خلقت * وإىل السماء كيف رفعت".، وربوبيته تتعلق باألصول العقائدية. زئية اليت أنزلت يف تلك املرحلةاألحكام التشريعية التفصيلية اجل .4باألصول العملية بشكل جممل كالصالة واألمر باإلنفاق واإلحسان، وتفاصيل كيفية أداءها األمر .5

بعد اهلجرة النبوية. كانت نزول القواعد الكلية يف هذه الفرتة؛ كما ذكر ذلك الشاطيب باملوافقات. .1 ني.كثرة ذكر قصص األنبياء بالقرآن الكرمي تسلية للنيب صلى اهلل عليه وسلم، وعربة للمكذب .9

التشريع املدين:أذن اهلل لنبيه باهلجرة للمدينة اليت أسلم بعض أهلها فأصبحت املدينة مركزا لدولة اإلسالم وأقيم فيها تنظيم اجتماعي وسياسي على أساس الدين اجلديد وكان أول رئيس هلا النيب الكرمي من ذلك ظهرت احلاجة

ع اإلسالمي فاجته التشريع للنواحي العملية املتصلة حبياة للتشريعات العملية اليت تقوم عليها أمور اجملتم اجلماعة أو األفراد.

واختذ التشريع املدين أحد الوجهني اآلتيني:صلى اهلل إما حوادث تقتضي احلكم من الشارع ، أو حوادث تعرض للمسلمني وتستوجب سؤال النيب .1

ر الوحي من الكتاب أو السنة، ويف ينتظ صلى اهلل عليه وسلم عن حكمها، فكان النيب عليه وسلمأحيان جيتهد كما يف قضية أسرى بدر، ومن األحكام اليت شرعت بناء على حوادث وقعت قول اهلل: )

صلى وال تنكحوا املشركات حىت يؤمن ...( حيث علق أحد املسلمني زواجه مبشركة على موافقة النيبعن سؤال قوله تعاىل:)يسألونك عن اخلمر وامليسر قل ، ومن األحكام اليت نزلت جوابا اهلل عليه وسلم

فيهما إمث كبري ومنافع للناس (.ورود األحكام غري مسبوقة حبادثة أو سؤال بل رأى املشرع حلول وقت تشريعها لسد احلاجات القائمة .2

كتشريع الزكاة. خصائص التشريع املدين:

أن ؛ األحكام العملية يف هذه املرحلة والسبب يف إيضاح العملية وتوضيحها ، تبيني األحكام .1 املسلمني شكلوا دولة مستقلة فيحتاجون بناء على ذلك أحكام تفصيلية تتعلق حبياهتم املعيشية.

28

خماطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ودعوهتم إىل اإلسالم، وبيان حتريفهم لكتب اهلل، .2 وجتنيهم على احلق.

ل نفسيتهم، وإزاحة الستار عن خباياهم، وبيان خطرهم على الكشف عن سلوك املنافقني، وحتلي .3 الدين.

استمرار العناية ببيان أصول الدين. .4 اميزات التشريع يف هذا الدور:

أوال: التدرج في التشريع. ثانيا: رفع الحرج.

ثالثا: النسخ. االجتهاد يف هذا العصر وأثره يف التشريع:

وبيانه: أن اجتهاد ، ولكنه مل يكن مصدرا للتشريع مستقال عن الوحي االجتهاد ثابت وواقع يف هذا العصرإن كان عن إهلام من اهلل، فهو وحي باملعىن وهو من قبيل السنة، وإن كان صلى اهلل عليه وسلم النيب

كما ليس عن إهلام من اهلل فإن اهلل ال يقره على اجتهاد مل يوافق الصواب صلى اهلل عليه وسلم اجتهاد النيبفإن أقره صار تشريعا لألمة فال صلى اهلل عليه وسلم يف أسرى بدر؛ أما اجتهاد الصحابة فمرده إىل النيب

يعترب اجتهاد الصحابة يف هذا العصر مصدرا للتشريع وفائدة اجتهادهم: إعالم األمة جبواز استنباط وال يف هذا العصر ، تشريع فال اختالفاألحكام بطريق االجتهاد، ومبا أن اجتهاد الصحابة ليس مصدرا لل

وال إمجاع. ، تعدد أقوال يف املسألة الواحدة التدوين يف هذا العصر:

اختذ النيب صلى اهلل عليه وسلم كتابا يكتبون الوحي منهم زيد بن ثابت وعلي بن أيب طالب وعثمان بن قرآن، وتويف الرسول والقرآن حمفوظ عفان وغريهم، كما أن بعض الصحابة يكتب لنفسه ما يتيسر له من ال

يف الصدور مدون يف الرقاع إال أنه مل يكن جمموعا يف مصحف واحد حىت مت مجعه يف مصحف واحد؛ أما له كتابا ومل يأمر بكتابتها بل هنى عن ذلك خشية اختالطها صلى اهلل عليه وسلم السنة فلم يتخذ النيب

مثل صلى اهلل عليه وسلم الصحابة يكتب ما يسمعه من النيب بالقرآن مث أباح هلم كتابتها فكان بعضعبداهلل بن عمرو بن العاص، والسنة وإن مل تدون فقد كانت حمفوظة يف صدور الصحابة وبلغوها لغريهم ومل

يفقد منها شيء. الدور الثاني: عصر الخلفاء الراشدين:

ليه، وبتويل الصحايب أيب بكر رضي اهلل عنه مقاليد بعد وفاة النيب صلى اهلل ع نشأ عصر اخللفاء الراشدين اخلالفة، وانتهى هذا الدور بعد ثالثني عاما، وهي فرتة حكم أيب بكر وعمر وعثمان وعلي رضي اهلل عنهم.

29

طريقتهم يف التعرف على األحكام: .كان فقهاء الصحابة إذا نزلت النازلة التمسوا حكمها يف كتاب اهلل كم فيه حتولوا إىل السنة.فإن مل جيدوا احل .فإن مل جيدوا احلكم حتولوا إىل الرأي وقضوا مبا أداهم إليه اجتهادهم وكان االجتهاد يف زمن أيب بكر وعمر اجتهادا مجاعيا أي يأخذ شكل الشورى، وكما وقع االجتهاد

اجلماعي كان هو الغالب اجلماعي وقع أيضا االجتهاد الفردي من اخلليفة نفسه ومن غريه إال أن االجتهاديف عصر اخلليفة األول والثاين وكان أكثر ما يكون يف املسائل العامة كما يف مسألة تقسيم أرض السواد يف

العراق على الفاحتني. وقد وردت عن فقهاء الصحابة يف هذا العصر آثار كثرية تدل على أن هنجهم يف استنباط األحكام هو

من ذلك ؛ وأن اإلمجاع كان معتربا عندهم ، يأخذون بالرأي حيث ال نص يف املسألةوأهنم كانوا ، ما ذكرناه أن أبابكر كان جيتهد برأيه ويقول هذا رأيي فإن يكن صوابا فمن اهلل وإن يكن خطأ فمين واستغفر اهلل.

ورد فيه أما ما روي عن فقهاء الصحابة من ذم الرأي فهو حممول على ذم الرأي الفاسد أو الرأي فيما النص، أو الرأي بالنسبة لغري القادر عليه.

مل يتحدد الرأي يف هذا العصر مبعىن واحد ال يشاركه فيه غريه، بل كان شامال ملا مسي فيما املقصود بالرأي: وسد الذرائع. ، واملصاحل املرسلة ، بعد بأمساء خاصة كالقياس

عليل األحكام ورعاية املصلحة:والدليل على جنوحهم إىل الرأي هو: التفاهتم إىل تفعلى هذا األساس مل يطبقوا بعض األحكام املنصوص عليها لزوال علتها أو لعدم حتقق شروط تطبيق احلكم وإن كان قد يرى ظاهريا أن هذه الشروط متحققة، فمن األحكام اليت وردت هبا نصوص ومل تطبق

ما يأيت:على إعطاء املؤلفة قلوهبم سهما من الزكاة وكان العطاء سهم املؤلفة قلوهبم: فجاء النص يف القرآن - أ

هلؤالء لتقوية ضعيف اإلميان أو اتقاء شر غري املسلم أو استمالته لإلسالم وهذه هي علة احلكم بإعطائهم يوم كان املسلمون قلة ويف حالة ضعف وحباجة إىل تكثري عددهم واتقاء شر خمالفيهم ويف زمن عمر مل

وهبم من الزكاة وهذا الفعل من عمر مل يعين إلغاء النص أو نسخه وإنا يعين عدم تطبيقه يعط املؤلفة قللعدم توافر شروط التطبيق وتوجيه عمل عمر أن املسلمني يف زمانه كثر عددهم وقويت شوكتهم وصارت

هلم دولة قوية مرهوبة اجلانب. صلى اهلل عليه وسلم عن ضالة اإلبل ضوال اإلبل: جاء يف احلديث عن زيد بن خالد أنه سأل النيب -ب

ما لك وهلا دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ترد املاء وتأكل الشجر صلى اهلل عليه وسلم : فقال النيبوأيب بكر وعمر ولكن يف زمن صلى اهلل عليه وسلم حىت جيدها رهبا .. ( فهذا احلكم كان يف عهد النيب

ا إىل أن يظهر صاحبها ويف زمن علي جعل لضوال اإلبل بيتا خاصا عثمان أمر بأخذها وبيعها وحفظ أمثاهن

30

حيبسها فيه ويطعمها ويسقيها من بيت مال املسلمني إىل أن يظهر صاحبها ويثبت أهنا له وال شك أن ما فعله عثمان وعلي مرده مالحظة املصلحة اليت شرع احلكم من أجلها وهي حفظ اإلبل الضالة لصاحبها.

ام املستنبطة على أساس جلب املصلحة ودفع املفسدة فمنها: توريث من طلقها زوجها بائنا وهو أما األحك يف مرض املوت سدا لذريعة اإلضرار بالزوجة.

االختالف يف الرأي: أسباب اختالف الفقهاء يف هذا العصر: أوال: اختالفهم بسبب علم البعض بالسنة وعدم علم البعض اآلخر هبا.

تالفهم بسبب عدم وثوقهم بالسنة فقد جيهل أحدهم السنة فإذا رويت له رمبا ال يطمئن بروايتها ثانيا: اخ وال يثق براويها ألي سبب كان فال يأخذ هبا.

ثالثا: اختالفهم بسبب اختالفهم يف فهم النصوص. رابعا: اختالفهم بسبب االجتهاد فيما ال نص فيه.

أكثر الصحابة إفتاء:نهم الفتوى من أصحاب رسول اهلل أكثر من مائة وثالثني نفسا ما بني رجل وامرأة وكان والذين حفظت ع

، وعائشة ، وعبداهلل بن مسعود ، وعلي بن أيب طالب ، املكثرون منهم يف الفتوى سبعة: عمر بن اخلطاب .رضي اهلل عنهم أمجعني وعبداهلل بن عمر ، وعبداهلل بن عباس ، وزيد بن ثابت

هذا العصر:التدوين يفيف هذا العصر مت تدوين القرآن يف جمموعة واحدة أي يف مصحف واحد بعد أن كان موزعا غري جمموع، أما السنة فلم تدون يف هذا العصر وظلت حمفوظة يف صدور الصحابة بال تدوين وقد روي أن عمر هم

بكتابتها إال أنه ترك ذلك. خصائص هذا الدور:

بكر رضي اهلل عنه خشية ضياعه على يد زيد بن ثابت.مجع القرآن يف عهد أيب .1 كتبت املصاحف على القراءات املتوترة يف عهد عثمان رضي اهلل عنه، وأرسلت إىل األمصار. .2 الطالق ثالث. -حد اخلمر-وقوع االختالف بني الصحابة يف قضايا عدة منها: الغنائم .3وجود البيان يف القرآن والسنة وعدم سلك الصحابة يف هذا الدور مسلك االجتهاد، يف حال عدم .4

وجود اإلمجاع والقياس.عدم التوسع يف االستنباط؛ فلم يكونوا يتوسعون يف تقرير املسائل واإلجابة عنها، بل كانوا يكرهون .5

ذلك. تقدير الصحابة ملبدأ احلرية الفكرية املوافقة للمنهجية الشرعية. .1

31

: عمر بن اخلطاب، ، واملكثرون منهم هم عنهم الفتوىاشتهر يف هذا الدور بالفقهاء الذين حفظت .9علي بن أيب طالب، عبداهلل بن ابن مسعود، وعائشة أم املؤمنني، وزيد بن ثابت، وعبداهلل بن عباس،

وعبداهلل بن عمر. االجتهاد. -القياس –اإلمجاع –السنة النبوية -القرآن الكرمي مصادر التشريع يف هذا الدور:

ه إىل أوائل القرن الثاين 41دأ هذا الدور من هناية عصر اخللفاء الراشدين أي من سنة يب لث:الدور الثا للهجرة أي قبيل سقوط الدولة األموية وقد سار الفقه يف هذا الدور على هنج الصحابة يف الفقه.

وميكننا إمجال التطورات يف الفقه واجتاهاته يف هذا الدور بأمور ثالثة: اع دائرة الفقه وكثرة الخالف في مسائله:)أوال(: اتس

دائرة الفقه تتسع بازدياد احلوادث والوقائع وقد ازدادت احلوادث يف هذا العصر وهذا هو شأن احلياة فأحداثها بازدياد مستمر وتطور وتغري، يضاف إىل ذلك اتساع رقعة البالد اإلسالمية وهذه البالد ختتلف

واألحوال االجتماعية واالقتصادية ونط العيش وأسلوب املعامالت ودرجة فيما بينها بالعادات والتقاليداحلضارة وكل هذه األمور تدعو إىل تنوع الوقائع وبالتايل كثرة املسائل الفقهية واتساع دائرهتا، هذا من جهة

اتساع دائرة الفقه؛ أما االختالف يف مسائله فريجع إىل أسباب كثرية: من الصحابة والتابعني يف األمصار اإلسالمية واستيطاهنم فيها.أوال: انتشار الفقهاء

ثانيا: أن االجتهاد بالشورى الذي يؤدي إىل االتفاق على رأي واحد أو تقريب وجهات النظر مل يعد امكنا يف هذا الدور لتفرق الفقهاء واألمصار وتعذر املراجعة واملذاكرة واالتصال فيما بينهم.

اليت نزهلا الفقهاء كانت خمتلفة فيما بينها يف العادات والتقاليد ونظم املعامالت وأحوال ثالثا: أن البالد االجتماع واالقتصاد وحنو ذلك.

رابعا: أن أهل كل بلد تلقوا العلم عن فقهائهم ووثقوا هبم ملعرفتهم هبم وخمالطتهم هلم وقد دعاهم ذلك إىل على منهاجهم. التعلق بفتاويهم والوثوق مبروياهتم والسري

)ثانيا(: شيوع رواية الحديث، سببه وأثره:كان التحديث عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف عهد الصحابة قليال أما يف هذا الدور فقد شاعت رواية احلديث وكثرت، وسبب ذلك تفرق الفقهاء يف البالد وجتدد احلوادث وضرورة البحث عن أحكامها

السؤال عن السنة وقيام احلافظني هلا بالتحديث واستنباط األحكام منها. فكان ذلك داعيا إىل وكان من أثر شيوع رواية احلديث ما يأيت:

اتساع األحكام وكثرة االستنباط من السنة. - أ كثرة وضع احلديث من قبل املفسدين. - ب هم.وقد ترتب على وضع احلديث عرقلة سري الفقه وتعسري طريقة الفقهاء وإبطائهم يف عمل - ت

32

ولكن مكيدة الوضاعني مل متر كما قدروا ومل تنخدع األمة مبا وضعوا ولفقوا فقد قامت ثلة من أعيان - ث علماء اإلسالم للكشف عن أولئك الوضاعني وإظهار كذهبم.

)ثالثا(: ظهور مدرسة أهل الحديث ومدرسة أهل الرأي:لى أساس النظر إىل علل األحكام ومراعاة قلنا أن االجتهاد بالرأي يف عصر اخللفاء الراشدين كان يقوم ع

املصلحة وأن الفقهاء كانوا فريقني: فريق يتهيب من الرأي وال يلجأ إليه إال قليال ، وميثلون أهل احلديث . -وفريق ال يتهيب من الرأي بل يلجأ إليه كلما وجد ضرورة لذلك، ويف هذا العصر اشتد ظهور -

الرأي . هاتني النزعتني ، وميثلون مدرسة أهلوأساس اخلالف بني املدرستني ليس يف االحتجاج بالسنة، فهذا ال خالف فيه وإنا اخلالف يف أمرين:

األول/ األخذ بالرأي، والثاين/ يف تفريع املسائل بناء على الرأي. أسباب وجود مدرسة احلديث يف املدينة ومدرسة الرأي يف الكوفة:

وخهم. ( تأثر فقهاء املدرستني بطريقة شي1 ( كثرة األحاديث واآلثار الفقهية يف املدينة؛ أما يف الكوفة فكانت السنة واآلثار أقل اما يف املدينة .2( بساطة احلياة يف املدينة وعدم جتدد الوقائع إال بقدر قليل؛ أما يف الكوفة فاحلياة معقدة غري بسيطة 3

اإلكثار من الرأي، وكان رئيس مدرسة احلديث وهذا جيعل احلوادث متنوعة وكثرية اما حيمل الفقيه على اإلمام سعيد بن املسيب، وكان رئيس مدرسة الرأي يف الكوفة إبراهيم بن يزيد النخعي.

التدوين يف هذا الدور:،كما أن السنة مل تدون أيضا وإن حصلت حماوالت انقضى هذا الدور ومل يدون فيه شيء من الفقه

لتدوينها. خصائص هذا الدور:

التفرق السياسي، وظهور الفرق وهي: )السنة، الشيعة، اخلوارج( وبدء الفنت واحلوادث. .1اتساع االجتهاد يف هذا الدور، وبدء ظهور املدارس الفقهية وهي:)مدرسة أهل احلديث باحلجاز، .2

مدرسة أهل الرأي بالعراق(. انتشار رواية احلديث، والسعي لطلبه. .3 لوقوع الفنت وظهور الطوائف.ابتداء الوضع يف احلديث نظرا .4 "اجلرح والتعديل". اجتهاد العلماء حلماية السنة من الوضع، وأمثر ذلك ظهور علم .5 مجع احلديث وتدوينه، وأول من فكر جبمع احلديث وتدوينه عمر بن عبدالعزيز رضي اهلل عنه. .1 الطوائف املختلفة.اتساع دائرة االختالف الفقهي يف هذا الدور؛ نظرا لظهور املدارس الفقهية و .9

33

يبدأ هذا الدور من أوائل القرن الثاين اهلجري وميتد إىل منتصف القرن الرابع. الدور الرابع: ترجع أسباب ازدهار الفقه يف هذا العصر إىل: ازدهار الفقه وأسبابه:

أوال: عناية اخللفاء العباسيني بالفقه والفقهاء.هذه البالد الواسعة عادات وتقاليد خمتلفة متباينة، جتب مراعاهتا ما ثانيا: اتساع البالد اإلسالمية: ويف

دامت ال ختالف نصوص الشريعة، فاختلفت االجتهادات بناء على اختالف العادات والتقاليد، يضاف إىل ذلك أن املسلمني كانوا جد حريصني على معرفة حكم الشرع يف مجيع معامالهتم وتصرفاهتم وهي كثرية

فكانوا يفزعون إىل الفقهاء ويستفتوهنم ويسألوهنم، وكان الفقهاء جييبوهنم مستبشرين، ويستنبطون متنوعة، األحكام ملسائلهم، ويف هذا وذاك نو للفقه واتساع لدائرته.

ثالثا: ظهور اجملتهدين الكبار ذوي امللكات الفقهية الراسخة.يفة األموي العادل جرت حماولة لتدوين السنة فقد كتب رابعا: تدوين السنة: يف زمن عمر بن عبدالعزيز اخلل

إىل قاضيه يف املدينة أيب بكر حممد بن عمرو بن حزم يأمره بتدوين السنة ولكنه مات قبل أن يتم هذا التدوين، ويف عهد العباسيني، ابتدأ تدوين السنة على حنو خمتلط بفتاوى الصحابة وأقواهلم، فقد كتب على

الثوري يف الكوفة.هذا النحو سفيان ويف هناية القرن الثاين أخذ تدوين السنة هنجا آخر يتمثل بإفراد حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم

ومتييزه عما سواه، وقد سلك العلماء هذا املنهج اجلديد يف تدوين السنة بطريقة املسانيد أي مجع أحاديث مث ظهرت طريقة جديدة يف التدوين يف القرن كل صحايب على حدة وان اختلفت موضوعات مروياته،

الثالث اهلجري، وهي تدوين احلديث مرتبا على أبواب الفقه ومن أشهر مدونات احلديث ما يعرف عند أهل احلديث بالكتب الستة، مث وجد فريق آخر من علماء احلديث يعىن بنقد رواة احلديث والبحث عن

ل وقد قاموا بتأسيس قواعد هذا العلم.أحواهلم وهؤالء هم علماء اجلرح والتعدي ظهور املذاهب اإلسالمية:

ويف هذا الدور ظهرت املذاهب اإلسالمية، وقد ألفت الكتب الفقهية يف كل مذهب وكانت هذه الكتب األساس ملا بعدها من كتب الفقه كما أن الفقهاء من خمتلف املذاهب أحسوا باحلاجة إىل ضبط أصول

تخراج األحكام فأسسوا قواعد علم أصول الفقه فوضع الشافعي رسالته األصولية االستنباط وقواعد اس املشهورة، مث تبعه اإلمام أمحد بن حنبل بالكتابة يف هذا العلم.

خصائص هذا الدور:نشأة املذاهب الفقهية، ومن أشهرها: مذهب أيب حنيفة، مذهب اإلمام مالك، مذهب اإلمام .1

الشافعي، مذهب األمام أمحد.تدوين السنة بطريقة منهجية، حيث مل يسلك احملدثون طريقة واحدة يف تصنيف احلديث بل طرق عدة .2

للتصنيف.

34

تأليف أهم كتب احلديث وأشهرها. .3 تدوين الفقه، ومن أشهر الكتب اليت دونت يف هذا اجملال كتاب" األم" للشافعي. .4 اتساع رقعة الدولة اإلسالمية أدى إىل نشأة الفقه التقديري. .5

ه ، وأبرز مظاهره: 151يبدأ هذا الدور من هناية الدور الرابع إىل سقوط بغداد سنة الدور الخامس: جنوح الفقهاء إىل التقليد:

األصل يف الفقيه أن يكون جمتهدا مستقال ال يتقيد مبذهب معني، وميكن رد أسباب فشو إىل ما يلي: أوال: ضعف السلطان السياسي للخلفاء العباسيني.

ثانيا: أن املذاهب اإلسالمية دونت تدوينا كامال مع تشذيب مسائلها وتنظيمها. ثالثا: ضعف الثقة بالنفس والتهيب من االجتهاد.

سد باب االجتهاد:وملا كثرت ادعاءات االجتهاد امن ليسوا أهله وخشي الفقهاء من عبث هؤالء األدعياء وإفسادهم دين

ال تقوم على علم أو فقه، أفتوا بسد باب االجتهاد دفعا هلذا الفساد وحفظا الناس بالفتاوى الباطلة اليت لدين الناس.

عمل الفقهاء يف هذا العصر: إال أن الفقهاء يف هذا العصر، وبالرغم من إيثارهم التقليد، فقد قاموا بأعمال نافعة، من ذلك:

تعليل األحكام املنقولة عن أئمتهم. (1 من فروع املذهب. استخالص قواعد االستنباط (2 الرتجيح بني األقوال املنقولة عن اإلمام. (3 تنظيم فقه املذهب. (4

خصائص هذا الدور:انقسام الدولة اإلسالمية إىل ثالث دول عظيمة؛ بنو عباس يف بغداد، والفاطميني يف مصر وأفريقية .1

واحلجاز والشام، وبنو أمية يف األندلس. تقليد، ونتج عن ذلك ركود حالة االجتهاد املطلق.ظهور التعصب املذهيب، واملغاالة يف ال .2 دعوة العلماء إلغالق باب االجتهاد لتصدر باب الفتوى واالجتهاد أشخاص ليسوا أهال لذلك. .3دعوة ابن القيم لنبذ التقليد، وحترير العقول من ربقة التقليد، والتمسك بالكتاب والسنة ما أمكن وإال .4

فاالجتهاد.الدين باسم احليل، وتصدي العلماء هلذا األمر، ومن أهم من تصدى لذلك: ظهور التالعب بأحكام .5

اإلمام ابن القيم.

35

وهذا الدور يبدأ من سقوط بغداد يف القرن السابع اهلجري وميتد إىل وقتنا احلاضر.الدور السادس: وتتنوع أعمال فقهاء هذا الدور إىل:

( املتون والشروح واحلواشي:1دور إىل التأليف، وكان الغالب عليه االختصار حىت وصل إىل درجة اإلخالل باملعىن اجته فقهاء هذا ال

وخفاء املقصود، وصارت العبارات أشبه شيء باأللغاز هذه املختصرات واليت مسيت باملتون احتاجت إىل شروح توضح معانيها فقام مؤلفوها أو غريهم بشرحها فظهرت الشروح جبانب املتون مث ظهرت جبانب

لشروح احلواشي وهي تعليقات ومالحظات على الشروح.ا ( كتب الفتاوى:2

إال أن التأليف مل يقتصر على ما ذكرنا، فقد وجدت كتب )الفتاوى( وهي أجوبة ملا كان يسأل الناس عنه الفقهاء يف مسائل احلياة العملية، مث جتمع هذه األجوبة من قبل أصحاهبا أو من قبل آخرين وتنظم وترتب

أبواب الفقه وتكتب عادة على شكل سؤال وجواب ويف بعض األحيان ال يكتب السؤال كما أن حسباألجوبة )أي الفتاوى( غالبا ما يذكر معها أدلتها من نصوص املذهب الذي يتبعه الفقيه املفيت، أو تذكر

ج واضحا يف فتاوى األدلة من الكتاب والسنة وغريمها دون تقيد بأدلة املذهب الواحد، كما جند هذا النه ابن تيمية.

( التقنني:3ظل الفقه غري مقنن طيلة العصور املاضية وحىت أواخر القرن املاضي، فكان احلكام والقضاة يرجعون إىل

كتب الفقه املختلفة ملعرفة األحكام الفقهية ويف أواخر القرن الثالث عشر اهلجري تنبهت الدولة العثمانية قنني أحكام املعامالت فألفت جلنة من كبار الفقهاء برئاسة وزير العدل لتخري ورأت احلاجة ماسة إىل ت

أحكام املعامالت من الفقه احلنفي ومسيت ب)جملة األحكام العدلية(، وبعد هذا التقنني املهم صدرت عدة تقنينات يف مصر والعراق وتونس ومراكش وغريها.

يد مبذهب معني وإنا أخذت أحكامها من خمتلف املذاهب ويالحظ على هذه التقنينات املختلفة أهنا مل تتقاإلسالمية عدا جملة األحكام العدلية إذ تقيدت بالفقه احلنفي، وهذا االجتاه حسن على شرط أال يؤخذ

بقول شاذ ال دليل عليه. ( النهضة الفقهية احلديثة:4

حوظ بالفقه اإلسالمي يف أوساط ويف الوقت احلاضر تباشري هنضة فقهية من مظاهرها هذا االهتمام امللالتعليم اجلامعي ودراسة الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة وإظهار مزاياه وخصائصه وكثرة التأليف يف مباحثه

وظهور املربزين فيه اجلامعني بني الثقافة القانونية والثقافة الشرعية.

36

خصائص هذا الدور: ان اإلسالمية ، واستبداهلا بالقوانني الوضعية.إقصاء حتكيم الشريعة اإلسالمية يف بعض البلد .1 طباعة أمهات الكتب الفقهية اليت تعرض أقوال الفقهاء وتوازن بينها مث ترجح القول األقوى دليال. .2 تقنني األحكام الشرعية. .3 السعي إىل تدوين املوسوعات الفقهية. .4 تدوين علم القواعد الفقهية. .5 ظهور املعاجم احلديثية، والفقهية. .1جمالس -اجمللس العلمي باهلند -شأة اجملامع واجملالس العلمية، مثل: جممع البحوث اإلسالمية باألزهرن .9

الفقه اإلسالمي جبدة. مؤمتر الفقه اإلسالمي بالرياض. -إقامة املؤمترات اليت تعىن بالفقه؛ مثل: املؤمتر العلمي لالقتصاد يف مكة .8

بيان أشهر المذاهب الفقهية المنقرضة: املذاهب ما اندرس مبوت صاحبه أو بعده بقليل وأشهرها املذاهب اآلتية:من

.األوزاعي .الثوري .الليث بن سعد .داود الظاهري .ابن جرير الطبري

وترجع أسباب انقراض هذه املذاهب إىل: .عدم تدوين هذه املذاهب.1 . قلة االتباع أو التالميذ الذين ينشرون املذهب.2

37

:الموضوع السادس دراسة مختصرة عن المذاهب الفقهية األربعة المتبوعة؛ تشمل: التعريف بالمذهب، وإمامه، وأشهر

تالميذه الذين نقلوا عنه المذهب، وبيان مصادره وأصوله، وأشهر المؤلفات فيه، ومصطلحاته ورموزه، مع التركيز في ذلك على المذهب الحنبلي.

: اإلمام أبي حنيفة رحمه اهللمذهب : أوال النعمان بن ثابت بن زوطي الكويف وهو من أصل فارسي، ولد أبو حنيفة سنة هو :اسمه ونسبه ومولده

مثانني، ومات ببغداد سنة مخسني ومائة.: لقد عاصر اإلمام أبو حنيفة أوج الدولتني األموية والعباسية وهو من أتباع التابعني وقيل من نشأته

ه حديث "طلب العلم فريضة على كل مسلم".التابعني، لقي مالك بن أنس وروى عنكان تاجر قماش وأخذ علمه يف احلديث والفقه عن أكثر أعيان العلماء وتفقه يف مدة مثانية عشر عاما

بصفة خاصة من محاد بن أيب سليمان الذي أخذ الفقه عن إبراهيم النخعي. : هو إمام أهل الرأي وفقيه أهل العراقمكانته العلمية

ومن طريق محاد أتصل نسبه العلمي بالصحايب اجلليل شيخ أهل الكوفة عبداهلل بن مسعود علمي:نسبه ال الذي يعترب املذهب احلنفي امتداد ملدرسته الفقهية اليت أنشأ نواهتا يف العراق حيث أخذ اإلمام عن محاد عن

يه وسلم عن أمني الوحي إبراهيم النخعي عن علقمة وغريه عن ابن مسعود عن صاحب الرسالة صلى اهلل عل جربيل عليه السالم عن رب العزة سبحانه وتعاىل.

:تالميذه .أبو يوسف القاضي: يعقوب بن إبراهيم األنصاري الكويف .حممد بن احلسن: حممد بن احلسن بن فرقد الشيباين

:أصول مذهب اإلمام أبي حنيفة .القرآن الكرمي يعمل به لكن بثالثة شروط:السنة ،فيعمل باملتواتر أما خرب الواحد ف

أال خيالفه رواية فإن خالفه فالعمل مبا رأى ال مبا روى، ألنه خيالف مرويه إال إذا أطلع على قادح (1 مستند لدليل.

أال يكون اما تعم به البلوى ،ألنه حينئذ يوجب انتشاره أو توافره. (2 أال خيالف القياس، وألن يكون يف راويه فقيها فإن حدث العكس فال. (3

فإذا توافرت هذه الشروط يف خرب الواحد ولو ضعيف السند فإنه يأخذ به ويقدمه على القياس. .اإلمجاع أقوال الصحابة

38

.القياس .االستصحاب .احليل: التحايل إلسقاط حكم الرأي

: ال يزال املذهب احلنفي حىت اليوم مذهب الفقهاء والقضاء الشرعي يف أماكن انتشار المذهب الحنفيد اليت خضعت للحكم العثماين كمصر وسوريا واألردن ولبنان والبلقان والقوقاز وباكستان وأفغانستان البال

و تركمانستان وآسيا الوسطى ومسلمي اهلند والصني وأتباع املذهب احلنفي يشكلون ثلث املسلمني يف مليون نسمة.181العامل وعددهم تقريبا

:مصطلحات المذهب الحنفي يراد به يف الغالب قول أئمة احلنيفة أبو حنيفة وأبو يوسف وحممد بن احلسن.ظاهر الرواية: - اإلمام: أبو حنيفة إمام املذهب. - الشيخان: أبو حنيفة وأبو يوسف. - الصاحبان: أبو يوسف و حممد - له: أي أليب حنيفة. - هلما: للصاحبني. - ألئمة الثالثة.أصحابنا: املشهور إطالق ذلك على ا - يدرك اإلمام.املشايخ: من مل -

:أهم كتب الحنفية قسم علماء احلنفية املسائل الفقهية عن أيب حنيفة وأصحابه إىل قسمني:

: وتسمى مسائل ظاهر الرواية وهي املسائل اليت رويت عن أئمة املذهب مسائل األصول :القسم األولعا حممد بن احلسن الثالثة وقد يلحق هبم بعض من أخذ عن اإلمام مباشرة. وهي ستة كتب ألفها مجي

السري الكبري الزيادات (. -السري الصغري -اجلامع الكبري -اجلامع الصغري -وهي: ) املبسوط ومسيت كتب ظاهر الرواية ألهنا رويت حملمد بن احلسن برواية الثقات.

ة ومن : وهي املسائل املروية عن أصحاب املذهب غري كتب ظاهر الرواي مسائل النوادر: القسم الثاني هذه الكتب اهلارونيات والرقيات حملمد بن احلسن.

جممع البحرين / البن الساعايت (. -:) شرح فتح القدير/ للكمال بن اهلمام أشهر كتب الحنفية المعتمدة اهلل رحمهثانيا: مذهب اإلمام مالك بن أنس

من محري، يكىن أبا عبداهلل : هو مالك بن أنس بن مالك بن أيب عامر من ذي أصبح اسمه ونسبه ومولده ه وقيل أربع وقيل سبع.73ولد سنة

39

: ولد اإلمام مالك يف املدينة املنورة ومل يرحل منها إىل بلد آخر وعاصر كأيب حنيفة الدولتني األموية نشأته والعباسية لكنه أدرك من الدولة العباسية حظا أوفر.

عبدالرمحن بن هرمز مدة طويلة وأخذ عن نافع موىل ابن : وقد طلب العلم على علماء املدينة والزم شيوخه عمر وابن شهاب الزهري وشيخه يف الفقه ربيعة بن عبدالرمحن املعروف بربيعة الرأي.

: لقد بلغ اإلمام مالك رتبة متميزة يف العلم حىت صار إمام دار اهلجرة فقها وحديثا وقد مكانته العلمية قوفه مع السنة.أمجع على إمامته ودينه وورعه وو

قال فيه تلميذه الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم وما أحد أمن علي من مالك بن أنس.وقال عبدالرمحن بن مهدي: أئمة الناس يف زماهنم أربعة: الثوري بالكوفة، ومالك باحلجاز، واألوزاعي

بالشام، ومحاد بن زياد بالبصرة.أصحاب التواريخ من أهل العلم باخلرب والسري مالكا رمحه اهلل تويف سنة : قال ابن عبدالرب: ومل خيتلفوفاته

ه .197 :أصول مذهبه

الكتاب السنة اإلمجاع القياس عمل أهل املدينة املصاحل املرسلة سد الذرائع االستحسان االستصحاب

:مصطلحات مذهب اإلمام مالكر خبالف يف املذهب واملعتمد أن املراد ب املشهور ما املشهور: فيعين مشهور مذهب مالك ويف ذلك إشعا

كثر قائله قيل كذا أو اختلف مين كذا أو مين كذا قوالن فأكثر: أي أن هناك اختالفا يف املذهب.

:أشهر تالمذته .أبو عبداهلل عبدالرمحن بن القاسم املصري .أبو حممد عبداهلل بن وهب بن مسلم ن القرطيب امللقب ب سحنون.أبو عبداهلل زياد بن عبدالرمح

40

:أماكن انتشار المذهب المالكيقد دخل مذهب اإلمام مالك إىل مصر يف حياته وأستمر العمل به يف بعض اجلهات يف العبادات حىت اآلن وكذلك تونس كما ال يزال معموال به وغالبا يف اجلزائر وطرابلس الغرب وموريتانيا ونيجرييا والسودان

حرين وله أتباع أيضا يف البالد اإلسالمية.والكويت والب :أبرز الكتب المعتمدة عند المالكية

أوال: املوطأ: كان مالك أول من عرف بالتدوين والتأليف يف اإلسالم، ألن كتابه املوطأ أقدم مؤلف معروف، واملوطأ كتاب حديث.

اب عنها ودوهنا تالميذه وقد رتب ثانيا: املدونة: وهي عبارة عن أسئلة سئل إياها اإلمام مالك فأجسحنون أكثر مسائل املدونة وأحتج يف بعض املواضع باآلثار من روايته من موطأ ابن وهب وغريه وذلك بعد أن عرضها على ابن القاسم وتعترب املدونة أساس الفقه عند أتباع مالك وتبلغ مسائلها ستا وثالثني

ألف مسألة. رحمه اهلل ثالثا: مذهب اإلمام الشافعي

: هو حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع القرشي اهلامشي املطليب ،أبو اسمه ونسبه ومولده ه .151عبداهلل ولد بغزة يف فلسطني سنة

: نشأ الشافعي مبكة وترىب يف هذيل بالبادية وهناك تعلم الفصاحة والشعر العريب رحل إىل مالك نشأته وأخذ عنه املوطأ.

سنة وعن ابن عيينة مبكة 15أخذ عن مسلم بن خالد الزجني وأذن له يف اإلفتاء وهو دون سن :شيوخه والفضيل بن عياض وغريهم.

: كان عاملا جليال جمودا للفقه إماما فيه وقد بلغ الشافعي يف املنزلة يف شخصه وأخالقه مكانته العلميةيث واللغة والنحو وغري ذلك يثقون يف أمانته وعدالته وعلمه ما جعل العلماء من أهل الفقه واألصول واحلد

وزهده وورعه وتقواه وجوده وحسن سريته وعلو قدره وهو أول من أخرتع القواعد اليت جتمع وتوفق بني النصوص وتبني كيفية استعمال اجملتهد هلا وقوانني االستنباط منها ومن الكتاب العزيز وهو ما يسمى بعلم

ا أستطاع تلخيص مذهبه وتأسيسه على أساس متني.أصول الفقه ومن هنسنة يف آخر يوم من رجب 55ه ومات يوم اخلميس ليال وهو ابن 211: قدم الشافعي مصر سنة وفاته

ه وكان خيضب رأسه وحليته باحلناء أمحر قانيا.214من سنة : قال العلم طبقات:أصول مذهبه

.الكتاب والسنة ب وال سنة.اإلمجاع فيما ليس فيه كتا .أن يقول الصحايب فال يعلم له خمالف من الصحابة

41

.اختالف الصحابة .القياس

: من تالمذته املشهورين اإلمام أمحد بن حنبل، وداود الظاهري، وأبو ثور، وابن جرير الطربي، أما تالميذه أشهرهم وأبرز الذين أخذوا عنه وتتلمذوا عليه وسامهوا يف نشر علمه ومذهبه:

قوب يوسف بن حيي البوطي.أبو يع .أبو إبراهيم إمساعيل بن حيي املزين .الربيع بن سليمان املرادي

: ظل مذهب الشافعي معموال به يف مصر منذ وجوده فيها حىت استولت عليها أماكن انتشار المذهبت للمذهب الدولة الفاطمية فأبطلت العمل به وبقيت املذاهب األخرى ولكن يف عهد الدولة األيوبية عاد

الشافعي قوته فكان مذهب الدولة وكان مذهب شيخ األزهر الشريف حمصورا يف علماء الشافعية وبنيت املدرسة الناصرية لعلماء الشافعية جبوار جامع عمرو بن العاص بالفسطاط مبصر وهي أول مدرسة بنيت

ألردن وكذلك يوجد فيها ولكن يغلب مذهب الشافعي اليوم يف مسائل العبادات على أهل مصر واللمذهب كثري من األتباع يف سوريا ولبنان وخاصة مدينة بريوت ويف العراق واهلند واهلند الصينية وأهايل إيران واليمن السنيني وهو املذهب الغالب يف أندونيسيا يف العبادات واملعامالت ويوجد يف جزيرة سيالن وجزر

هلند وباكستان.الفلبني وجاوه وكذا يوجد بقلة يف احلجاز وا :أبرز الكتب المعتمدة عند الشافعية

.الرسالة، لإلمام الشافعي .األم، لإلمام الشافعي .غاية املطلب يف دراسة املذهب لإلمام اجلويين

:مصطلحات المذهب ة.اجلديد: هو ما قاله الشافعي يف مصر تصنيفا أو إفتاء ورواته هم : البوطي واملزين والربيع املرادي وحرمل

القدمي: اإلمام أمحد و أبو ثور والكرابيسي وقد رجع الشافعي عنه ومل حيل اإلفتاء به وأفىت األصحاب به يف مسألة.19حنو

مسألة أتى فيها 19وإذا كان يف املسألة قدمي وجديد: فاجلديد هو املعمول به إال يف مسائل يسرية حنو بالقدمي.

الشيخان: مها الرافعي والنووي. اإلمام أحمد رحمه اهللمذهب رابعا:

42

: هو أبو عبداهلل أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد اهلذيل الشيباين. ولد سنة ومولدهه ونسب اسمهه وهو عريب األصل مات أبوه وهو طفل فقامت أمه على تربيته فحفظ القرآن وتزود من علومه 114

الستقامة وحسن اخللق.وظهرت أملعيته وعرف بني أقرانه ورفاقه بالتقوى وا: أخذ اإلمام أمحد بن حنبل العلم عن كثري من علماء الفقه واحلديث كالقاضي أيب يوسف مكانته العلمية

وهيثم بن بشري "أيب حازم الوسطي" والشافعي وحيي بن معني وعبدالرزاق بن مهام وسفيان بن عيينة وحيي د أنكب على السنة جيمعها وحيفظها حىت صار إمام بن القطان والوليد بن مسلم وعبدالرمحن بن مهدي وق

احملدثني يف عصره وجمتهدا مستقال. سنة. 99ه وله من العمر 241: تويف اإلمام أمحد يف شهر ربيع اآلخر من سنة وفاته

:أصول مذهب اإلمام أحمد الفه.: النصوص فإذا وجد النص أفىت مبوجبه ومل يلتفت إىل ما خالفه وال من خاألصل األول فتاوى الصحابة: ومن أصول فتاوى اإلمام أمحد رمحه اهلل ما أفىت به الصحابة فإنه إذا األصل الثاني :

وجد لبعضهم فتوى ال يعرف له خمالفا منهم فيها مل يتعدها إىل غريها ومل يقل إن ذلك إمجاع بل من ورعه مام أمحد هذا النوع عن الصحابة مل يقدم يف العبارة يقول: ال أجد شيء يدفعه أو حنو هذا ، وإذا وجد اإل

عليه عمال وال رأيا وال قياسا. االختيار من أقوال الصحابة إذا اختلفوا: إذا أختلف الصحابة على اإلمام أمحد رمحه األصل الثالث :

فقة أحد اهلل يتخري من أقواهلم ما كان أقرهبا إىل الكتاب والسنة ومل خيرج عن أقواهلم فإن مل يتبني له موا األقوال حكى اخلالف ومل جيزم بقول

احلديث املرسل: وكان رمحه اهلل يأخذ باحلديث املرسل واحلديث الضعيف إذا مل يكن يف األصل الرابع :الباب شيء يدفعه وهو الذي رجحه على القياس وليس املراد بالضعيف عنده الباطل وال املنكر وال ما يف

ل به بل احلديث الضعيف عنده قسم الصحيح وقسم من أقسام احلسن.رواية منهم حبيث ال يسوغ العم القياس للضرورة.األصل الخامس :

:تالميذه .صاحل بن اإلمام أمحد وهو أكرب أبناء اإلمام .عبداهلل بن اإلمام أمحد اشتغل برواية احلديث عن أبيه ه .281حرب الكرماين تويف سنة

يف بعض الشام وبغداد بالعراق وباململكة العربية السعودية. : كان له انتشارأماكن انتشار المذهب املغين / البن قدامة املقدسي. -: الروض املربع / ملنصور بن يونس البهويت أهم كتب الحنابلة

:مصطلحات المذهب اإلمام: إذا أطلق فهو اإلمام أمحد بن حنبل.

43

و ابن تيمية.الشيخ: عند املتأخرين هو ابن قدامة وعند صاحب اإلقناع ه املعتمد عند املتأخرين: اإلقناع ،املنتهى ، التنقيح.

ه .458القاضي: إذا أطلقت فاملراد هبا القاضي أبو يعلى الفراء تويف

44

الموضوع السابع: ، الفروق الفقهية ، القواعد الفقهية دراسة مختصرة عن فروع الدراسات الفقهية: ) القواعد األصولية

قاصد الشريعة اإلسالمية (؛ تشمل: التعريف بها، ونشأتها، وأبرز خصائصها، م علم الخالف ، ، والمؤلفات فيها.

هي حكم كلي تنبين عليه الفروع الفقهية، مصوغة صياغة عامة، وجمردة، : والقواعد األصولية (1 وحمكمة.

صل يفيد وقيل : هو قانون وضع ليمنع الفقيه من اخلطأ يف االستنباط ؛ مثل قوهلم : األمر يف األ الوجوب ، والنهي للتحرمي، وقواعد النسخ والرتجيح وغريها .

، فمجاهلا الدليل الكلي، ويهدف اجملتهد من استخدام ةاألدلة واألحكام والدالالت ومقاصد الشريعجماهلا: القاعدة األصولية عدم الوقوع يف اخلطأ أثناء استنباط احلكم الشرعي.

ية:طريقة استنباط القواعد األصولإن االستقراء اللغوي والشرعي والعقلي هو سبيل حتصيل القواعد األصولية، فأما البحث واالستقراء اللغوي فقد استعمله األصوليون بغية فهم األدلة الشرعية ال سيما الكتاب والسنة، كما أن البحث الشرعي فمجاله

التفصيلية على األحكام الشرعية الفرعية، وأما األدلة الشرعية أو القواعد الشرعية الكلية اليت تتضمن األدلة االستدالل العقلي فقد ظهر بعد التوسع يف البالد اإلسالمية وقد كان هذا االستدالل مقيدا بأحكام

وقواعد حتكمه. أمهية القواعد األصولية:

صول هو املنهاج تنبع أمهية القواعد األصولية من أمهية علم أصول الفقه بالنسبة للعلوم األخرى فعلم األ العام لفهم اإلسالم وميكن التوصل لبعض تلك املظاهر:

متكن القواعد األصولية اجملتهد من الرد على أي شبه تعرض عليه. - التوصل إىل معرفة األحكام الشرعية. -القواعد األصولية ميزان عدل توزن به األمور ألهنا قواعد مؤسسة على احلق والدليل مربوطة بأدلة -

من املعقول.علمية التعرف على مدارك اجملتهدين يف فتاواهم وآرائهم. - املساعدة على تقبل فقه األئمة بعد إدراكنا أسس رأيهم وأصول مذاهبهم. - االلتزام بالعمل باألحكام املبنية على القواعد األصولية. - متكني اجملتهد من الوصول إىل استنباط األحكام. -

أقسام القواعد األصولية: لقواعد األصولية إىل أقسام ثالثة:تنقسم ا

45

القواعد األصولية اللغوية. .1 القواعد األصولية الشرعية. .2 القواعد األصولية العقلية. .3

: هي قضية كلية فقهية منطبقة على فروع من أبواب خمتلفة .القواعد الفقهية: القاعدة الفقهية (2يات تعرف أحكامها منها .العلم باألحكام الكلية الفقهية اليت تنطبق على جزئوقيل : هو

أقسام القواعد الفقهية : تنقسم القواعد الفقهية باعتبار األصالة والتبعية إىل قسمني :

أصلية : ال يؤول معناها إىل قاعدة أكرب منها كاخلمس الكربى . وتبعية : كاملتفرعة عنها .

:اخلمس هي القواعد الكربىو األمور مبقاصدها. .1 لشك.اليقني ال يزول با .2 املشقة جتلب التيسري. .3 ال ضرر وال ضرار. .4 العادة حمكمة. .5

تستمد القواعد الفقهية من اآليت: :الكتاب والسنة

o ."وقد تأيت بنص اآلية أو السنة مثل قاعدة "ال ضرر وال ضرار o وقد تكون مستمدة من آية أو حدث مثل قاعدة "امليسور ال يسقط باملعسور" مستمدة من حديث

أمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا هنيتكم عن شيء فتجنبوه كله" أو كما قال صلى اهلل عليه "إذا أمرتكم ب وسلم.o .قد تكون مستمدة من أكثر من آية أو أكثر من حديث ."اإلمجاع: مثل قاعدة "االجتهاد ال ينقض باالجتهاد عنه. أقوال الصحابة: مثل "مقاطع احلقوق عند الشروط" وهي لعمر بن اخلطاب رضي اهلل قة كانت من قبل الرجل فهي طالق" وقد أوردها إبراهيم النخعي.ر أقوال التابعني: مثل "كل ف أقوال األئمة اجملتهدين: مثل "ال ينسب إىل ساكت قول" وقد أوردها اإلمام الشافعي رمحه اهلل

تعاىل. فروع الفقه وأدلته التفصيلية تتبع: أي االستقراء.

46

والفرق بني القواعد الفقهية واألصولية والفقه : أن الفقه علم مبسائل الفروع بأدلتها التفصيلية ، وأصول الفقه علم بأدلة الفقه اإلمجالية ، والقواعد الفقهية علم باألحكام الكلية للفروع الفقهية .

ومن الفروق بني القواعد األصولية والقواعد الفقهية :ريع واأللفاظ ودالالهتا على األحكام يف الغالب .القواعد األصولية متعلقة بأدلة التشأن -1

أما القواعد الفقهية فمتعلقة بأحكام أفعال املكلفني ذاهتا .األحكام الشرعية من أن القواعد األصولية يستفيد منها اجملتهد خاصة، فيستعملها عند استنباط -2

.األدلةلفروع ملفيت، واملتعلم ؛ ألن القواعد أحكام كليةالفقهية فيستفيد منها اجملتهد، والقاضي، وا أما القواعد

الرجوع إىل حكم كل فرع على متناثرة، يعتمد عليها لريبط املسائل املختلفة األبواب برباط واحد بدال من .حده

األصول ومواضعه ومسائله، أما القواعد الفقهية فهي ليست أن القواعد األصولية حمصورة يف أبواب – 3 .كثرية جدا منثورة يف كتب الفقه املختلفة ودة ، بل هيحمصورة أو معد

حجية القواعد الفقهية: .إذا كانت القاعدة مستمدة من الكتاب أو السنة أو مستمدة اما يدل عليه نص منها فهي حجة إذا كانت ثابتة باجتهاد الفقيه أو الصحايب فإهنا تعرض على الكتاب والسنة ،وهي على ثالث

أحوال:o ت موافقة للكتاب والسنة فهي حجة.إذا كان o .إذا عارضت الكتاب والسنة فهي ليست حجة o .إن مل توافق ومل ختالف فيستأنس هبا

فوائد علم القواعد الفقهية: .ضبط فروع متعددة من أبواب خمتلفة حتت قاعدة واحدة .تسهيل حفظها للدارس يف علم الفقه .مجع املسائل املتشاهبة حتت قاعدة واحدة مقاصد التشريع. فهم .تيسري القراءة يف هذا العلم لغري املتخصص يف الشريعة

نشأة علم القواعد الفقهية:قاعدة 19أول من أنشأه هو أبو طاهر الدباس احلنفي وهو فقيه حنفي وقد مجع علم اإلمام أبو حنيفة يف

اعدة فقهية. مث تتابع العلماء ( ق34،وقد أتى بعده أبو احلسني الكرخي وزاد على قواعده إىل أن أوصلها ) على هذا العلم بعد ذلك.

47

أهم الكتب يف القواعد الفقهية: .مذهب احلنفية: أصول الكرخي أليب حسني الكرخي، تأسيس النظر أليب زيد الدبوسي .مذهب املالكية: القواعد أليب عبداهلل املقري عد األحكام يف مصاحل األنام مذهب الشافعية: األشباه والنظائر جلالل الدين السيوطي، قوا

للعز بن عبدالسالم. مذهب احلنابلة: القواعد النورانية لشيخ اإلسالم ابن تيمية، حترير القواعد وتقرير الفوائد املشهور

بالقواعد البن رجب.)علم يبحث يف املسائل الفقهية املتشاهبة صورة املختلفة حكما لعلل أوجبت ( الفروق الفقهية هو:3

االختالف((.ذلك موضوعه: موضوع علم الفروق الفقهية أمران، ومها:

؛ املسائل الفقهية املتشاهبة يف الصورة واملختلفة يف احلكم، من حيث بيان أسباب االفرتاق أو االجتماع -1 كالفرق بني املاء الطهور واملاء الطاهر.

؛ كالفرق بني قاعدة املقاصد واألحكام واآلثار القواعد الفقهية املتشاهبة يف الظاهر واملختلفة يف احلقيقة -2.وقاعدة الوسائل

معيار التفريق بني املسائل املتشاهبة : التفريق بني املسألتني املتشاهبتني إما أن يكون:

بالنص الشرعي: كالتفريق بني البيع والربا، وبول الغالم وبول اجلارية، والتفريق بني الشيخ والشاب يف -1ئم، والتفريق بني أنواع ضالة البهائم من حيث االلتقاط، وعدم االقتداء بالرسول صلى اهلل عليه القبلة للصا

وسلم فيما هو من خصائصه.التفريق املبين على معىن مستنبط يستند فيه إىل قاعدة أصولية أو قاعدة فقهية. -2

مثرة علم الفروق الفقهية: بني املتماثالت.دحض شبه املعرتضني على الشريعة بأهنا تفرق .1 معرفة علل وحكم األحكام الشرعية. .2تنبيه املتعلم إىل عدم التسرع يف احلكم على املسائل مبجرد النظر إىل صورهتا وشبهها الظاهري مبسألة .3

أخرى. زيادة االطمئنان إىل األحكام الشرعية بإبراز كماهلا واتساقها. .4 مع الفارق املؤثر. القدرة على التمييز بني القياس الصحيح، والقياس .5

استمداده: تستمد الفروق الفقهية من املصادر اآلتية:

48

األدلة الشرعية بقسميها "املتفق عليها، املختلف فيها"، وقد يذكر الدليل الفرق مع علته يف نص واحد، .1 وقد يذكر كل مسألة من مسأليت الفرق يف نص مستقل من دون ذكر العلة أو مع بيان العلة يف أحدمها أو

.-قوة وضعفا وصراحة–فيهما، وتتفاوت الفروق يف قوهتا بتفاوت أدلتها القواعد الفقهية. .2 الفروع الفقهية الواردة يف مصنفات الفقهاء. .3

واألخريان مرجعهما إىل األدلة. )الفقه اإلسالمي كغريه من العلوم ظهرت الفروق فيه منذ نشأته( ويتمثل ذلك مرحلتني: نشأته:

الفقهية قبل متيزها يف مصنفات مستقلة: أوال: الفروقالفروق يف نصوص الوحيني: مثل )وأحل اهلل البيع وحرم الربا( ، وحديث: )يغسل من بول اجلارية .1

وينضح من بول الغالم(.الفروق عند الصحابة: وأوضح مثال عليه ما ورد عن عمر رضي اهلل عنه يف كتابه أليب موسى .2

نظائر وقس األمور عندك، فاعمد إىل أحبها إىل اهلل وأشبهها باحلق األشعري: )اعرف األشباه والفيما ترى...( قال السيوطي: ) ويف قوله "فاعمد..." إشارة إىل أن من النظائر ما خيالف نظائره

يف احلكم ملدرك خاص به وهو الفن املسمى بالفروق(.املصنفات الفقهية على املسائل الفروق عند الفقهاء األوائل: ويتمثل ذلك يف تنبيههم يف ثنايا .3

املتشاهبة، والتفريق بينها يف احلكم، ولعل أقدم املصنفات اليت ظهر ذلك فيها ذلك جبالء: "اجلامع الكبري" حملمد بن احلسن الشيباين.

ثانيا: الفروق الفقهية بعد متيزها يف مصنفات مستقلة:رن الرابع اهلجري ومن أوائل من نسب له كتاب يف الفروق بدأ التدوين يف علم الفروق استقالال يف مطلع الق

تأليف يف ه ( مث نشطت حركة ال322ه ( واإلمام الكرابيسي )ت: 311الفقهية ابن سريج الشافعي )ت: الفروق يف سائر املذاهب .

كتب الفروق يف املذاهب األربعة:سرد أهم وإليك األشباه والنظائر البن جنيم(. -الفروق للكرابيسي الصغري -مذهب احلنفية: ) الفروق للكرابيسي الكبري -عدة الربوق يف مجع ما يف املذهب -الفروق للدمشقي -مذهب املالكية: ) النكت والفروق للصقلي -

من اجلموع والفروق أليب العباس الونشريسي(.مطالع -البن مجاعة املقدسي الوسائل يف فروق املسائل -مذهب الشافعية: ) الفروق أليب حممد اجلويين -

األشباه والنظائر للسيوطي(. -الدقائق يف حترير اجلوامع والفوارق لألسنوي القواعد واألصول اجلامعة والفروق -إيضاح الدالئل للزري راين -مذهب احلنابلة: ) الفروق للسامري -

والتقاسيم البديعة النافعة للسعدي.

49

لفقهية واألصولية ل د. يعقوب الباحسني(.كتب املعاصرين: ) الفروق ا-4( علم الخالف: هو علم يعرف به كيفية إيراد احلجج الشرعية ودفع الشبهة وقوادح األدلة اخلالفية بإيراد

)هو العلم الذي يبحث يف اختالف األئمة يف املذهب الواحد أو يف مذاهب : . وقيل الرباهني القطعية متعددة(.

أسباب اختالف الفقهاء يف اإلمجال: االختالف يف األمور اجلبلية: إذ أن األئمة والعلماء يتفاوتون يف ملكاهتم وطبائعم وعقوهلم. 1 االختالف يف اللغة العربية.2 اختالف البيئات والعصور واملصاحل وهو ما يسميه الفقهاء اختالف عصر وزمان وليس اختالف حجة 3

عت القاعدة الفقهية القائلة: ال ينكر تغري األحكام بتغري األزمان.وبرهان. وبناء على ذلك وض االختالف يف فهم املراد من النص الظين: إذ أن املعىن رمبا كان خافيا أو حمتمال للتأويل.4 االختالف يف حجية بعض مصادر التشريع. وذلك عند عدم وجود النص القاطع من الكتاب أو السنة.5يف بعض فروع علم احلديث، وذلك كاالختالف حول تضعيف حديث أو تقويته أو وضع االختالف1

شروط لقبول مراسيل التابعني أو خرب اآلحاد وحنو ذلك. االختالف يف القواعد واملبادئ األصولية.9

ومن أسباب االختالف يف املسائل اجلزئية ما يلي : أوال: عدم وصول الدليل. - ل بعد وصوله.ثانيا: نسيان الدلي - ثالثا: عدم ثبوت الدليل. - رابعا: االختالف يف فهم النص. - خامسا: تعارض األدلة. - سادسا: االشرتاك يف اللفظ. - سابعا: عدم وجود نص يف املسألة. - ثامنا: التقليد. - تاسعا: التعصب. -

خطوات ال منهج العلمي الشرعي الذي ينبغي التعامل به مع ال مسائل اخلالفية تتلخص فيما يلي: نقل أقوال املختلفني نقال دقيقا أمينا بال زيادة وال نقصان. -1 حترير حمل النزاع حتريرا دقيقا. -2 معرفة أدلة كل قول. -3 البحث عن وجه االستدالل من كل دليل قال به كل صاحب قول يف املسألة موضع البحث. -4

50

أو املذهب اآلخر أو االطالع على اعرتاض أصحاب كل قول أو مذهب على أدلة القول -5 االعرتاض على وجه الداللة.

معرفة اإلجابة على هذه االعرتاضات. -1 معرفة سبب اخلالف. -9 معرفة مثرة اخلالف. -8 الرتجيح بني األقوال ملعرفة الصواب من سواه. -7

منشأ علم اخلالف: كتب هذا العلم عديدة كثرية، وهي يف بداية األمر نشأت حتت مظلة علم الفقه وكانت

ملحقة به، كمثل كتاب )اختالف أيب حنفية وابن أيب ليلى(، وكتاب )اختالف الشافعي مع حممد بن احلسن( وغريها، مث ظهر بعد ذلك اإلمام الدبوسي احلنفي، الذي يعترب مؤسس هذا

العلم، فكتب فيه كتابه )تأسيس النظر( وكتابه )التعليقة( يف اخلالف.ة اخلالف( أليب إسحاق الشريازي، و)حلينكت( و)تذكرة ومن كتب هذا العلم أيضا: )ال

العلماء يف اختالف الفقهاء( أليب بكر الشاشي الشافعي وله أيضا )املستظهري( و)املعتمد(. وكتاب )التجريد( للقدوري احلنفي و)الطريقة الرضوية( للسرخسي احلنفي و)عيون األدلة(

قاضي عبد الوهاب املالكي و)اإلشراف على أليب احلسن بن القصار املالكي و)التعليق( للمذاهب األشراف( البن هبرية احلنبلي و)املآخذ( حلجة اإلسالم الغزايل و)مغيث اخللق يف

.اختيار األحق( و)الكافية يف اجلدل( كالمها إلمام احلرمني اجلويين

وامن تكلم يف اخلالف وأدبه والتعامل معه :* البن تيميةرفع املالم عن األئمة األعالم .1 لبطليوسيجبت االختالف بني املسلمني لالتنبيه على األسباب اليت أو .2 اإلنصاف يف بيان أسباب االختالف لويل اهلل الدهلوي .3 فقه االختالف لعمر األشقر .4

( مقاصد الشريعة اإلسالمية:5

مها من أجل حتقيق مجيع أحوال التشريع أو معظاملعاين واحلكم امللحوظة للشارع يفهي: تعريف املقاصد: .مصاحل العباد

-أمهية العلم باملقاصد:

51

جتاوب املقاصد مع اخلصائص العامة اليت تتميز هبا الشريعة اإلسالمية من حيث كوهنا شريعة ربانية -1 عاملية متوازنة واقعية صاحلة للتطبيق يف كل زمان ومكان.

معقولة املعىن، ومبنية على النظر واالستدالل. إدراك علماء الشريعة اإلسالمية أن نصوصها وأحكامها -2 إن التماس مقاصد الشريعة وأهدافها ينسجم مع الفطرة وهو أساس مهم بين عليه هذا الدين. -3

أشهر مقاصد الشريعة. متكني الفقيه من االستنباط يف ضوء املقصد الذي سيعينه على فهم احلكم وحتديده وتطبيقه . -4 ختالف والنزاع الفقهي ، والتعصب املذهيب . التقليل من اال -5 عون املكلف على االمتثال للتكليف على أحسن الوجوه وأمتها . -1

: الضرورية ، واحلاجية ، والتحسينية .أنواع املقاصد الثالثة ين والنفس والعقل فاملقاصد الضرورية : هي اليت البد منها يف قيام مصاحل الدارين ؛ وهي مخس : حفظ الد

والنسل واملال.واملقاصد احلاجية : وهي اليت حيتاج إليها للتوسعة ورفع الضيق واحلرج واملشقة ؛ كالرخص ، وتناول الطيبات

لم واملساقاة وحنوها . ، والتوسع يف املعامالت املشروعة كالسال يؤدي تركها غالبا إىل واملقاصد التحسينية : وهي اليت تليق مبحاسن العادات ومكارم األخالق ، واليت

كالطهارة وسرت العورة وآداب األكل وحنوها .الضيق واملشقة ؛ يرى علماء الشريعة أن حتقيق املصلحة للعباد يف املعاش واملعاد هو اهلدف ومن أشهر هذه املقاصد:

الرئيس، واملقصد الكلي للتشريع اإلسالمي. . ، واليسر ورفع احلرج العدالةومن املقاصد :

ومن املؤلفات اليت تناولت دراسة مقاصد الشريعة :* املوافقات يف أصول الشريعة أليب إسحاق الشاطيب -1 قواعد األحكام يف مصاحل األنام لعز الدين بن عبدالسالم -2 مقاصد الشريعة اإلسالمية حملمد الطاهر ابن عاشور -3 مقاصد الشريعة اإلسالمية لعالل الفاسي -4

هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات ...واحلمد