439
1

كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

  • Upload
    -

  • View
    365

  • Download
    5

Embed Size (px)

DESCRIPTION

تأليف العلامة الشيخ د. عبد اللطيف الفرفور الحسني

Citation preview

Page 1: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

1

Page 2: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

2

Page 3: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

3

أبحاث ودراسات

في

االقتصاد المعاصر

تأليف

الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور

Page 4: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

4

محفوظةالطبع الحقوق

Page 5: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

5

مقدمة كتاب )في االقتصاد المعاصر(

، ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه من إن الحمد هلل نحمده

، ومن ، من يهد هللا فال مضل له شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

، ، وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له يضلل فال هادي له

اللهم صل وسلم وبارك على . وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله

…سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن وااله

قوتي إلى اللهم إني أبرؤ إليك من علمي وعملي وحالي وقالي و

. ، وبك أجول ، بك أصول حولك وقوتك، ، ويقينا يمازج بصيرتي اللهم ارزقني إخالصا يخالط قلبي

، ومن القبول ما تسبغه على العمل حتى وأسألك من العلم ما نفع

. ، وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم ترضاه

Page 6: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

6

تقريظ الكتابالمفكر الكبير األديب اللغوي الحكيم العرفاني لسيادة العالمة

ار األستاذ الدكتور عبد الكريم اليافي حفظه هللا المتكلم النظ

تعالى

مقدمـة؛

، ، وفي الفضل الغرر والحجول ل القدح المعلىلـه في النب

ة وهو من الفضل بأعلى مناط العقد ، وله فيه المزية الظاهرة والغز

، منقطع ، وتميز عن النظراء ، أربى على األكفاء واضحةال

، وتحثه همته على ، يصبو إلى شريف المطالب ، بعيد الهمة القرين

. ، وفريد زمانه ، نسيج وحده طلب األمور العاليةقل بين العلماء الحديثين المتبحرين في شتى العلوم مثيل لألستاذ

فـور وذلك في تاريخ نشأته العلمية الدكتـور محمد عبد اللطيف الفر

، ، ثم في مجال إكبابه على البحث والتدريس والتأليف المكينة

. واستشرافه نحو معالي األمـور، وفي طليعتهم لقد تلقـى تعليمه األول على أفاضل علماء بلده

أستاذه األول العالمة التحرير والمربي الكبير والده الشيخ محمد

، ، وقطبهم الفارع ـور الذي كان كوكب العلماء الالمعصالـح الفرف

ودرس الفتى الناشيء في حلقات المساجد العلمية فنهل ما شاء هللا أن

ينهل مع فيض تلك الحلقات التي كانت ينابيع تلقي العلم في تراث

حضارتنا العربية اإلسالمية ثم تابع دراسته في المدارس الرسمية

وأتم (1)تفوق ثم تخرج من جامعة دمشقونال شهادة الثانوية ب

ـــــــــــــــــــ . ( كانت آنئذ )الجامعة السورية( يوم تخرج منها المترجم له1)

Page 7: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

7

تحصيله العالي في جامعة األزهـر فنال إجازة القانون والفقه بتفوق

: وحاز درجة الماجستير في الفقه المقارن برسالة علمية عنوانـها

)نظريـة االستحسان في التشريع اإلسالمي( ثم درجة الدكتـوراه

دراسة مقارنة –فقه برسالة عنوانـها )ابن عابدين وأثره في ال

بالقانون( وذلك بامتياز مع درجة الشرف األولى ومع التوصية بطبع

. الرسالة على نفقة الجامعة وتبادلها مع جامعات العالم، ولمـا رجع إلى بلده غانمـا كان من ذوي البسطة في العلم

، فعكف على ، ومن العلماء المحققين ومن جهابذة أهل النظر

تأليف والمحاضرة في علوم الشريعة والقانون ومختلف التدريس وال

، فأنشأ بذلك نهضة فكرية العلوم العرية والعلوم النقلية والوضعية

علمية ممتازة تخرج فيها صفوة من خيرة العاملين في رحاب العلم

، كما تحصل له مريدون كثيرون امتألت قلوبهم واألدب الفسيحة

، وعذوبة ، وتبحر معارفه ة علومه، وإعجابا بسع محبة ألستاذهم

، وهو اآلن زيادة ، وبالغة محاضراته ، وسالسة دروسه تآليفه

على أستاذيته في المعاهد العلمية عضو في مجمع الفقه اإلسالمي

ولي بجدة يمثل فيه القطر العربي السوري ويرأس شعبة التخطيط الد

. فيه، من العمر (1)عينإنـه في هذا العام يغازل السابعة واألرب

وحسبه فخرا ومجدا علميا وسؤددا أدبيا أن له من التأليف هذا العدد

، ، وبارع قلمه ، وثاقب ذكائه ، تشهد جميعا بفضل علمه من السنين

، وقدرته الفائقة على الكتابة والتأليف واإلرشاد وتوقد ألمعيته

، ونفع ه أكأل العمر، وبلغ ، أطال هللا الكريم بقاءه وحسن التوجيه

، ولو به األجيال الناشئة المشرئبة بأعناقها نحو تلقي العلم والمعرفة

قلنا إن األستاذ المفضال الشيخ محمد عبد اللطيف هو بحر العلوم

، ألن لكل بحر ساحال والبحر مهما اتسع لكنا مقصرين في حقه ـــــــــــــــــــ

. ، وهو اآلن يناهز الخامسة والخمسين م1991( كان ذلك عام 1)

Page 8: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

8

بحر دون ، ولكن الشيخ نطاقه وترامت أطرافه محصور بالشواطيء

. ، إنه دائما في ازدياد ونمـاء راغد وعطاء دائـم ساحل وال شاطيء، وأحاط بها ما استطاع ، درس معالم الشريعة إنه فقيه وأصولي

، وهو في الوقت نفسه صوفي عارف يستجلي غوامض إلى ذلك سبيال

ى ، ويغوص على أسرارها ، ويخوض عبابها الحقيقة ، ويتقص

، ومتكلم بارع ألقى ثائر بليغ كتب األلوف من الصفحات ، إنه دقائقها

، ، مصقول الخاطر ، وخطيب قوي العارضة المئات من المحاضرات

، ، وشاعر وجداني مطبوع رفيع الشأن ، ناصع البيان واضح المنهج

، حسن الوشي ، شائق اللفظ ، جيد النظم متصرف في فنون الشعر

ر في علوم اللغة العربية من نحو ، وله السهم األوف رشيق المعاني

، وعلم ، وقد حذق علم المنطق وصرف وبالغة وعروض وقافية

ة ، وعلم الجدل الوضع ، وله في العلوم المزية الظاهرة والغر

، يصبو ، بعيد الهمة ، وهو فوق ذلك كله شريف الخصال الواضحة

. ، ويسلك أرقى المذاهب دائما إلى رفيع المطالبيقتصر شيخنا الغزيـر المواد والمتفنن الواسع االطالع ولم

على التبريز والتفوق في علـوم السلف بل عمد إلى مطالعة العلوم

، والفلسفة ، وعلم االجتماع ، فأكب على كتب علم النفس الحديثة

، ، زيادة على الفلسفة القديمة وثقف ما في هذه العلوم الحديثة

، ثم رأى مكانة علم االقتصاد في العصر وعرف ما لها وما عليها

ح بين اتجاه اشتراكي واتجاه مقابل رأسمالي الحاضر ، وأنه يترج

، وما يحف بهما من واطلع على ما يساور هذين االتجاهين من خلل

أخطار مادية تهوي بهما نحو السيطرة والعنف واالستغالل

إلى من يجلو ، ولمس حاجة البالد العربية اإلسالمية واالجتياح

، وفي للناس فيها حقيقة االقتصاد في النظر اإلسالمي الحصيف

اء نـور الدين الحنيف ، فنهد ، وفي إطار هدي الشريعة السمحة الغر

Page 9: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

9

يفكر ويقارن ويبحث ويكتب حتى طالعنا بهذا السفر الفريد الذي

. طلب إلينا أن نقدمه لمعتفيه ومنتظريه من جماهير القراءمل أن يكون هذا الكتاب بما اشتمل عليه من أسس وأنا لنأ

ون ل االقتصاديين الحديثين الذين يتحر علمية وتشريعية إسالمية معو

ها وأوسطها في األصالة اإلسالمية ، ويبتغون أسلم السبل وأصح

، وقولنا أوسطها ال نعني به ، والتعامل اإلنساني البناء االقتصادي

، كما أن رؤوس الجبال تبرز الرفعة والعلومجرد صفة االعتدال بل

. وسطا بين سفوحها المنحدرة المتهاوية . ، وهو نعم المولى ونعم النصير وهللا الموفق

عبد الكريم اليافيالدكتـور

Page 10: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

11

مـة الطبعة الثانيـة مقـدزمن ونيف وقد مر على صدور هذا الكتاب زهاء عقد من ال

، تغيرت أمور كثيرة في عالم االقتصاد وال سيما االقتصاد السياسي

، وقامت أوضاع جديدة في وزالت دول كبرى من الوجود إلى األبـد

فاقتضى ذلك كله مني وأنا على شرف إصدار الطبعة . المنطقة

ة محيص ، وبعين النقد والت الثانية من الكتاب أن أعيد النظر فيه بروي

، فاستخرجت القسم األول من الكتاب برمته ألقيم عليه كتابا والتنخل

جديدا إن شاء هللا سيصدر قريبا في دراسة النظرية االقتصادية

والمذهب االقتصادي معا دراسة مقارنة لكل من الفقه االقتصادي

ع فريـد . اإلسالمي واالقتصاد الغربي بتوسسة وافية لمعالم االقتصاد في الحضارة وحينئذ تفرغت لدرا

العربية اإلسالمية وجعلت الكتاب بجلته القشيبة إجابة على كثير من

أسئلة االقتصاديين واستفساراتهم سواء أكانوا إسالميين أم لم

، وهكذا استطعت أن أجعل عنوان الكتاب وطغرآءه يكونوا

في االقتصاد المعاصر تاوىأبحاث ودراسات وف

ت لدي بحوث ودراسات جديدة وأصدرت فتاوى هذا؛ وقد جد

اقتصادية كثيرة منذ صدور الطبعة األولى من الكتاب إلى يومنا هذا

فوضعتها في هذا الكتاب وقد بلغت زهاء حجم الكتاب في طبعته

األولى مع زيادات في المصادر والمراجع ذات بال

ني وخالص حبي هذا؛ وإني ألرفع جزيل شكري وامتنا

وتقديري لسيادة العالمة الجليل األديب الكبير والفيلسوف المتكلم

النظار وأحد كبار وأساطين الفكر اإلسالمي واإلنساني في هذا

Page 11: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

11

العصر األستاذ الدكتور عبد الكريم اليافي أمد هللا في عمره وأمتع

بحياته كفاء ما تفضل به في طالعة الكتاب من الكلم الطيب

فمـا أحوجنا نحن الباحثين إلى دراسات جادة هادفة في وبعـد؛

االقتصاد المعاصر ال نفرض فيه آراءنا ومذاهبنا على الناس فرضا

، بل نجعل الناس بمحض اختيارهم المحمود من باب أسلمة المعرفة

، يختارون الحل اإلسالمي لمشكالت االقتصاد المعاصر ومعضالته

. بقى وأقنى، بـل هو أ وهو الذي يبقىإننـا نصبو إلى اقتصاد عربي قائم على قاعدة علمية حضارية

، ولعل هذا الكتاب ، ومصطبغ بصبغة إسالمية رفيعة عريضة

. يشتمل بين دفتيه على ذلك إن شاء هللا : أمـا بعـد

، فإن ، فهو محض اجتهاد فلن أتكلم عن كتابي بأكثر مما قلت

، وإن أراك مخطئا مصيبا فلي إن شاء هللا منه األجرانأكن فيه

، وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل فحسبي ذلك األجر الواحد

. والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات

ف المؤلـ

Page 12: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

12

النظريات

مقدمـة المؤلـف للطبعة األولـىأتى على اإلنسان حين من الدهر وهو على ظهر هذا الكوكب

ة الحياة ال هادي له إال ما لديه من تجاربه المحدودةيتي ، ه في لج

، فقام يخبط خبط عشواء في كل ميادين حياته يخطئ وعقله البسيط

. ، غير أن خطأه أكبر من إصابته ويصيبمن حتى تداركه ظل اإلنسان على هذه الشاكلة ردحا من الز

، فأرسل إليه الرسل واألنبياء بالرساالت من السماء رحمة من ربه

، وفي خاتمتها اإلسالم المحمدي الناسخ لكل الشرائع السماوية الحق

، فكانت هذه هي الرحمة ، ليكون الوصية األخيرة السماوية الحق

. اإللهية الكبرى من هللا لهذا اإلنسان البائس المسكينه فمن الناس من اهتدى قلبه واستنار بالحق ، فسار وراء لب

بعه دة صحيحة لكنها النور يت ، وفي قلب هذا النور الحقيقة المجر

، وفكر ، يشد أزرها تشريع إلهي خالد ليست بالضرورة شاملة

، وفيه قواعد وأسس لكل البحتة ليقوم عليها إسالمي سام شارح

، ومن هذه العلوم إسالمية البناء الدنيوي على أساس ديني وصبغة

، جعل اإلسالم )علم االقتصاد( فهو علم تفاعله بين اإلنسان والمال

، ، وصبغة إلهية كريمة ، وقاعدة دينية راسخة له منطلقا إسالميا

، ثم قال للبشر بعد ذلك كله في الفروع وصفة خلقية رفيعة

. اكم(: )أنتم أعلم بأمور دني والجزئيات، واختفت هذه الحقائق ضلت عن عيون كثير من الناس

، فانعدمت معالمها وصواها في لجة بحار من الغلو أو االنحالل

شت الرؤية الوسطية . ، وضل الهداة ، وتشو

Page 13: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

13

، ومن حرصي بدافع من غيرتي على أمتي وعلى ديني قبل

فت هذا الكتاب ، على ظهور الحقيقة الوسط في كل شيء صن

، وفي الكتاب وجعلت له مخططا أنت واجده في طالعة الكتاب

، مع مقارنات كثيرة بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي

، فتاوى وإجابات عن أسئلة المجامع العلمية والمؤسسات األكاديمية

بة كل ذلك بما وسعني من الجهد والطاقة ال أدعي في ذلك كله اإلصا

كل اإلصابة بل هو جهد مقل وأقول ما قاله قبل اإلمام أبو حنيفة

: رحمه هللا ورضي عنه

، فما جاءنا بأحسن علمنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه ]

. [ منه كان أحق . وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل

/1241م فـي غرة رجب الحرام سنة شاق المشد

م1991سنة 49/1

عبد اللطيف صالح الفرفـور محمد

Page 14: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

14

خطـة الكتاب : ، ودونك التفصيل يشتمل الكتاب على ثالثة أبواب وخاتمة

: الباب األول؛ النظريات : وفيه ثالث نظريات في ثالثة فصول

: معايرة البنية الفصل األول؛ النظرية األولى ، االقتصادية

: وفيه مبحثان

ة االقتصادية العالمية بالمعايير : معايرة البني المبحث األول

. العلمية البحتة: معايرة البنية االقتصادية بعامة بمعيار اإلسالم المبحث الثاني

. والفكـر اإلسالمي: البناء الجديد )النظرية الفصل الثاني؛ النظرية الثانية

، االقتصادية الواقعية وعناصرها( : وفيه مبحثان

. لم البناء االقتصادي الجديد محليا وعالميا : معا المبحث األولماته المبحث الثاني . : عناصر البناء ومقو

الفصل الثالث؛ أبرز الثوابت االقتصادية في اإلسالم ، وأعظمها

: وفيه مبحثان

، : إلغاء الربا واالحتكار من ثوابت اإلسالم المبحث األول

ق . وموقف سابق ومتفو: مآل البشرية إلى إلغاء الربا واالحتكار ضرورة ث الثانيالمبح

. حتمية

Page 15: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

15

: الباب الثاني: النظرية اإلسالمية والنظرية التأمين

الوضعية : وفيه ما يلي

: عقد التأمين بين الفقه اإلسالمي والفقه الفصل األول

. الغربي )التصور(سالمي والفقه الغربي : عقد التأمين بين الفقه اإل المبحث الثاني

. )التصديق(: إعادة التأمين بين الفقه الغربي والفقه المبحث الثالث

. اإلسالمي . : نظرية تأمينية إسالمية معاصرة المبحث الرابع . خاتمـة البحث

قرار مجمع الفقه اإلسالمي بجدة المتخذ باإلجماع بشأن

. التأميناق بين الفقه اإلسالمي والفقه : النقود األور الفصل الثاني

، الوضعي : وفيه ما يلي

تصديـر

. : أحكام النقود األوراق المبحث األول . : تغير قيمة العملة الورقية المبحث الثاني . خاتمـة البحـث

: بيع التقسيط في الفقه اإلسالمي الفصل الثالث : وفيه ما يلي

تصديـر

. ى البحث: مدخل إل المبحث األول

Page 16: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

16

: المقصد إلى البحث؛ حكم البيع بالتقسيط المبحث الثاني

. وضوابطه الفقيهة . خاتمـة البحـثة : القبض وصوره الفصل الرابع ، وبخاصة المستجد

، وأحكامها في الفقه اإلسالمي منها : وفيه ما يلي

. : مدخل إلى البحث المبحث األول

. الفقهي : المقصد المبحث الثاني . خاتمـة البحـث: التمويل العقاري لبناء المساكن وشرائها الفصل الخامس

، في الفقه اإلسالمي : ويشتمل علي

تصديـر

. : المدخل إلى البحث المبحث األول

: المقصد من البحث؛ أحكام التمويل العقاري المبحث الثاني

. المذكور وتخريجه اإلسالمي والفقهي: اقتراح من صاحب البحث لحل مشكلة الربا مبحث الثالثال

. وشبهته في عقود اإلسكان

. : النقد لفتاوى معاصرة في الزكـاة الفصل السادس

Page 17: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

17

الباب الثالث؛ : الفتاوى

: وفيه فصول

: حكم إجراء العقود بآالت االتصال الفصل األول ، الحديثة

. وفيه مدخل ومبحثان وخاتمة : اتحاد المجلس عند الفقهاء المدخل إلى البحث

. : حصر صور االستخدام لآلالت الحديثة للتعاقـد المبحث األول

. : التكييف الفقهي للموضوع وضوابطه المبحث الثاني . خاتمـة البحـث

: القول في زكاة األسهم والسندات في الفصل الثاني الشركات : وفيه مباحث ثالثة

. : خالصة لما ذهب إليه المجمعيون ولالمبحث األ . : خالصة لما ذهب إليه فقهاء معاصرون المبحث الثاني

. : القول الراجح الذي نصير إليه المبحث الثالث

: توظيف أموال الزكاة مع عدم التمليك الفصل الثالث للمستحق

: وفيه

. تمهيـد

. المقصد من البحث

بة استفسارات البنك اإلسالمي للتنمية : أجو الفصل الرابع

ة ة حول مسائل اقتصادية مهم . بجد . خاتمـة الكتاب

Page 18: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

18

: النظريات؛ وشرحت فيها هذه فجعلته قائما على أبواب ثالثة

ع وما هي بجديدة في شيء إال في العرض . المعاني الجديدة بتوس

ياغة . والصوث اقتصادية دراسات ثم الدراسات؛ وعرضت فيها لدراسة بح

، ثم مقارنة في األعم األغلب بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي

جعلت الباب الثالث لفتاوى أفتيت فيها كلها في االقتصاد المقارن بما

عي في ذلك وسعني من الجهد والطاقة وبما فتح هللا عز وجل ، ال أد

ه قبلي اإلمام أبو حنيفة ، بل أقول ما قال كل اإلصابة كل اإلصابة

: رحمه هللا ورضي عنه

، فمن جاءنا ، وهو أحسن ما قدرنا عليه )علمنا هذا رأي

) . بأحسن منه كان أحق . . وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل

محمد عبد اللطيف صالح الفرفور

Page 19: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

19

Page 20: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

21

الباب األول

النظريات

معايرة البنية االقتصادية

بناء االقتصادي الجديدال

أبرز الثوابت االقتصادية فـي اإلسالم

Page 21: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

21

الفصل األول

: النظرية األولى

))معايرة البنية االقتصادية((

Page 22: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

22

-المبحث األول -

معايرة البنية االقتصادية العالمية بالمعايير العلمية البحتة

ا إن معايرة البنية االقتصادية القائمة اليوم تتطلب منا موقفا نقدي

يظهر إيجابيات تلك البنية وسلبياتها بالمعايير العلمية البحتة من

، ومثل هذه المعايرة النقدية تقتضي تصورا استقراء وتجرية

ر الشيء ال يحكم عليه للمناهج االقتصادية أوال ، ألن ، فما لم يتصو

. التصديق فرع التصور

: المطلب األول : المناهج االقتصادية العالمية

يمكننا إرجاع هذه المناهج إلى نزعتين سادتا العالم؛ النزعة

. ، والنزعة الجماعية العالمية الفردية العالميةلها المذهب الرأسمالي والمذهب فالنزعة الفردية العالمية -1 : يمث

في بناء ، ويعتمد الحرية الفردية المطلقة أساسا البرجوازي قبله

، وما المذهب الرأسمالي إال وريثا شرعيا اإلقتصاد العالمي

، ألن األخير يعني سلطة كبار التجار للمذهب البرجوازي

، بينما المذهب الرأسمالي يعني سلطان رأس ورجال األعمال

، وكما ورث المذهب الرأسمالي المذهب البرجوازي المال وحده

الفرنسية وما بعدها فإن المذهب الذي انبثق مع الثورة

البرجوازي ورث اإلقطاع الذي كان قبل الثورة الفرنسية هو

، وكل من المذاهب الثالثة التي تولد المنهج السائد في أوروبا

Page 23: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

23

بعضها من بعض فورث كل منها الذي قبله كل منها يمثل

. ودقيقا (1)النزعة الفردية تمثيال صحيحا : فيمثلها المذهب االشتراكي وما ما النزعة الجماعية العالميةوأ -4

فهو يعني سلطة الجماعة ال . . . يتولد عنه من مدارس ومذاهب

، فهذه النزعة ال ، وال سلطة الفئة والطائفة والقومية سلطة الفرد

، بعكس المذهب تؤمن بالقوميات بل هي أممية النزعة

. م على تقديس القوميةالبرجوازي القائ

: وهنالك نوعان من االشتراكية العالمية اليوم

آ( اشتراكية الدولة؛

، وتقوم عليه أحزاب وهي نوع ترقيع للمذهب الرأسمالي

ال في بالد الغرب الرأسمالي ، وليس السلطان فيه للجماعة وال العم

ال لغيرها بل للدولة التي بسيطرتها المطلقة عن طريق العم

. والكادحين تحقق االشتراكية للشعب ب( االشتراكية العلمية؛

وهي االشتراكية الحق التي نعني وليست تسميتها /بالعلمية/ إال

. للفصل بينها وبين اشتراكية الدولة، بل المقصود أنها وال عالقة للعلم بها من قريب وال من بعيد

بينما اشتراكية الدولة ال تقوم على ، تقوم على عقيدة المادية الجدلية

، ألنها مذهب اقتصادي عقيدة المادية الجدلية وال على غيرها

. بحت

ـــــــــــــــــــ( انظر في هذا المبحث كتاب )الفكر اإلسالمي الحديث واالستعمار الغربي( في مواطن 1)

. متعددة تأليف الدكتور محمد البهي

Page 24: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

24

فة جدا للمذاهب اإلقتصادية العالمية التي هذه خالصة مكث

حكمت الشعوب منذ عصر التنوير في أوروبا وغيرها من بلدان

. العالم إلى يومنا هذا

: المطلب الثاني : نقد المناهج االقتصادية العالمية ومعايرتها

قبل أن أخوض في البحث ال بد لي من أن أبين للقارئ الكريم

حقيقة من الحقائق الكبرى في هذا الوجود تعد ناموسا من نواميسه

اها هللا تعالى سننا ة : × ، فقال تعالى الحاكمة التي سم ولن تجد لسن

. [ وهي السنن الكونية 24: آية سورة األحزاب ]÷ تبديالهللاض وذلك أن األشياء في هذه الحياة الدنيا ال يمكن أن تتمح

، ، بل ال بد أن يكون فيها خير وشر لجانب الخير أو لجانب الشر

ه فهو خير كله والعبرة للغالب منهما ، وما ، فما غلب خيره شر

ه خ . (1)يره فهو شر كلهغلب شر

يا وإني إذ أذهب إلى نقد المناهج االقتصادية ومعايرتها متهد

، فإنني ال أزعم أن كل ما فيها بهذا المعيار أو هذه السنة الكونية

. . . ، أو أنها مرفوضة كلها وشر كلها ال خير فيه باطل بباطلأما النقد فهو تلمس جوانب ، فليس هذا الكالم نقدا بل هو تهديم

، وإظهار كل منهما على الشر وجوانب الخير في األمر المنتقد

، ثم يأتي بعد ذلك الحكم بالقبول حقيقته للعيان ثم بيان الغالب منهما

د . أو الرد في هذه المناهج االقتصادية فسأتركه أما الحكم بالقبول أو الر

، ولن أخوض ، ثم للتاريخ ثالثا ، ثم لألجيال ثانيا ال للقارئ الكريم أو

ـــــــــــــــــــ(1 )

Page 25: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

25

، بل كل ما سأفعل هو بيان جوانب الخير والشر ثم بيان فيه أبدا

. ، بادئا بالخير دائما في كل ما سأكتب الغالب منهما فحسب: نقد النزعة الفردية االقتصادية الفرع األول -1 : العالمية

، فهي تكفل من الخير ال يستهان بهافي هذه النزعة جوانب

لإلنسان مدى واسعا من الحرية الشخصية وإثبات الذات والسعي

ال في التنمية وراء الكسب بحوافز ذاتية ناجعة ذات أثر فع

، فاإلنسان حين يعمل وهو يعلم أن نتائج هذا العمل االقتصادية

بعا فإنه يجد ويبذل وثمرته تعود إليه وحده وإلى من يعولهم ت

، وهذا ماال يوجد في غير هذه قصارى جهده في تثميره وتكثيره

. النزعة وما يتبعها من مذاهب ومدارس اقتصادية متفرعةأما الشر المتوقع من النزعة الفردية فهو طغيان هذه الحرية

في الفردية الشخصية وطغيان رأس المال بحيث يصبح هو السلطان

اء ذلك فئة تقوم عليه تسمى )الرأسماليين( الجماعة ن جر ، وتتكو

مة فيقل المال من أيدي تكون وريثة للفئة البرجوازية القديمة المتحك

، وهكذا ينقسم الشعب إلى ملوك الناس بحيث يتمركز في أيدي القلة

جين هم أصحاب األموال غلوبين على ، وإلى فقراء م غير متو

، ، ويقل الغنى ويفحش مقداره ، فتكثر البطالة ويعظم الفقر أمرهم

ا فقر مدقع أو غنى فاحش ، ، وتنعدم الطبقة الوسطى أو تكاد فإم

. وهكذا يكون الشر غالبا لذلك الخير القليل المغلوبحوا لن ا وأترك لمفكري الغرب وعلماء االقتصاد فيه أن يوض

. مقدار الفساد المتوفر في هذه النزعة والمذاهب المنتمية لها

Page 26: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

26

: نقد النزعة الجماعية االقتصادية الفرع الثاني -2 : العالمية

ا الجانب المضيء في هذه النزعة فهو البعد اإلنساني أم

المتوفر في إنصاف الطبقات المظلومة والمسحوقة في الجماعات

، وإعانة دعوة إلى رفع الظلم واالضطهاد عنها، وبال اإلنسانية

، وهذا من الحق الذي دعا إليه الفقراء والمعوزين وما شاكل ذلك

. ، فهذا شأن آخر ، سواء أطبق عمليا أم ال هذا التيار فعال وأما الجانب المظلم فسأترك الحديث عنه لتلك الشعوب التي

، وما أمر تصادية المنتمية لهذا التياركانت تحكمها تلك المذاهب االق

. دول أوربا الشرقية عن القارئ الكريم ببعيد فمن شاء فليسألهموإذا أورد علينا أحدهم أن تعاليم النزعة الجماعية لم تطبق

. ، لهذا حصل انحراف عن التطبيق الحق فحصل ما حصل فعليا ، بأن األمم والشعوب والدول كم دعواكم جدال : فلنسلم ل نقول

، فهاتوا لنا بلدا واحدا طبقت فيه لم تطبق تمام التطبيق التعاليم

. ، هاتوا ونحن باالنتظار تعاليمكم هذه بشكل مثالي

المبحث الثاني

معايرة البنية االقتصادية بعامة

بمعيار اإلسالم والفكر اإلسالمي : تمهيد

، أي البنية ما هو موقف الفكر اإلسالمي من االقتصاد

االقتصادية بعامة؟

Page 27: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

27

وللجواب على هذا السؤال يجب أن نلحظ أن الفكر اإلسالمي

إنما هو مجموع مقوالت العلماء والشراح والمفكرين اإلسالميين في

، بينما اإلسالم يقوم على نصوص واجتهاد في غير موضوع ما

م تلك النصوصمورد النص . يتم

: المطلب األول : التيارات

الفكر اإلسالمي يتعامل مع االقتصاد بعامة "البنية االقتصادية"

ضمن أربعة تيارات رئيسة هي بالتفصيل؛

: التيار األول -1

تيار قديم يحتوي أكثر المباحث االقتصادية ضمن مقوالته دون

، وذلك مثل كتب الفقه ث الفقهيةفصل بينها وبين غيرها من المباح

، وبمنظور هذا التيار ال المذهبي والفقه المقارن القديمة والحديثة

، بل مباحث فقهية بحتة تتناول نستطيع أن نتلمس اقتصادا مستقال

وذلك مثل )مجلة األحكام العدلية( في (1)مواضيع مالية وغيرها

، ومن األوائل الذين اسيالمذهب الحنفي وشرحها للشيخ خالد األت

أفردوا المواضيع المالية بالتصنيف قدري باشا المصري الذي ألف

. كتابه القيم )مرشد الحيران في أحوال اإلنسان( : التيار الثاني -2

وهو التيار الحديث المعاصر وإليه اتجه الجمهور من الفقهاء

ة في الفقه ، ويتجه إلى فرز المباحث االقتصادي المعاصرين

ى لديهم اإلسالمي : ، وجمع ما تفرق منها تحت نظرية واحدة تسم ـــــــــــــــــــ

، يث، والموار ، و األنكحة ، والمعامالت : )العبادات ( أبواب الفقه قديما كانت خمسة1)

ير( انظر رسالتنا لنيل درجة الدكتوراه )ابن عابدين وأثره في الفقه( دراسة و الس

. مقارنة بالقانون / المقدمة

Page 28: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

28

)اقتصادا إسالميا( وإلى ذلك اتجه كثيرون ممن كتب في الفقه

. اإلسالمي حول االقتصادومن هؤالء المرحوم الشيخ محمد باقر الصدر باسم )اقتصادنا(

)نظرية االقتصاد والمرحوم الشيخ أبو األعلى المودودي في كتابه

. (1)في اإلسالم( وغيرهما : التيار الثالث -3

، ويتجه إلى إنكار وهو أقل اشتهارا بين الكتاب المعاصرين

، بل اإلسالم إنما وجود أي اقتصاد إسالمي أو اقتصاد في اإلسالم

ين الذي هو أحكام دينية بحتة في نظرهم ، فما شأن االقتصاد في الد

د تشريعه اإللهي من الوحي!!يستم

وربما كان التعبير عن هذه المقولة لدى هؤالء هو التجاهل

ض لالقتصاد ولغيره من المباحث الفكرية المالية الدنيوية حين التعر

. لمباحث الفقه اإلسالمي على الطريقة التقليدية : التيار الرابع -4

ص في أن اإلسالم لدى بعض الباحثين ا لمعاصرين ويتلخ

باعتباره تشريعا متكامال دنيويا ودينيا فإنه يبدو أنه لديهم يتعامل مع

، كما يتعامل مع العلوم ، أو البنية االقتصادية بعامة االقتصاد

ب والكيمياء والصيدالنية ابع المادي كالط الدنيوية البحتة ذات الط

. وأضرابها

ـــــــــــــــــــ( قلت وكاتب السطور من هؤالء ذوي التيار الثاني الذي اتجه إليه جمهور الفقهاء في 1)

تابات ، ولكن مع تعديل طفيف كما سترى في الترجيح ولي في ذلك ك هذا العصر

. كثيرة لعل واحدا منها هو هذا الكتاب

Page 29: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

29

ليس مجموعة من األحكام فاالقتصاد لدى هؤالء الباحثين

. ، أو بما شابه ذلك وشاكله التشريعية المتعلقة بالمال أو باألموال: )مجموعة قضايا ذات صبغة علمية واالقتصاد لديهم

موضوعية تضبطها قواعد ناظمة للتصرف اإلنساني باألموال بين

ا ، وبين الدول بعضه ، وبين األفراد والدولة األفراد بعضهم ببعض

. ببعض بما يحقق التوازن ويكفل إقامة المصلحة مطلقا(: صحيح أن اإلسالم تشريعا وفكرا مهيمن على ثم إنهم قالوا

هذا االقتصاد عند المسلمين بمقتضى شمولية هذا الدين واستجابته

، لكن للفطرة السليمة ومقتضى العقل السليم والعلم الصحيح

ن يهيمن عليه اإلسالم كما يهيمن على العلوم االقتصاد علم يمكن أ

. األخرى

: المطلب الثاني األدلة

: ( أدلة التيار األول1

-يعتمد أصحاب التيار األول من الفقهاء اإلسالميين القدامى

أصحاب -ومن تبعهم من بعض المعاصرين -رضي هللا عنهم

يعتمدون نظرة أئمة االجتهاد -المدرسية القديمة في التصنيفات

أصحاب المذاهب األربعة ومن كان من زمرتهم من سائر أئمة

االجتهاد كاإلمام جعفر الصادق واإلمام جابر بن زيد أبي الشعثاء

نات واإلمام األوزاعي وأضرابهم ، وهذه النظرة واضحة في مدو

هذه المذاهب سلفا وخلفا بحيث النجد مباحث فيها متخصصة

، ولكن ال تخلو أبواب هذا باالقتصاد من زاوية نظر الفقه اإلسالمي

، الفقه من أبحاث غير مستقلة في أمور اقتصادية ممزوجة بغيرها

نات الفقه اإلسالمي القديمة وما شاكلها من وهذا ما نجده في مدو

Page 30: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

31

، ويقف على رأس الكتب المعاصرة ذات االتجاه المدرسي القديم

كتبوا في هذا المجال وما يشبهه ابن سالم في كتابه القدامى الذين

)األموال( واإلمام أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم األنصاري في

. كتابه العظيم )الخراج( ومن تبعه ممن كتب في الخراج من الفقهاء : ( أدلة التيار الثاني2

واستدل أصحاب التيار الثاني على ما ذهبوا إليه من إقامة علم

وه )اقتصادا إسالميا( فرزوه عن جسم الفقه اإلسالمي وهم خاص سم

بأن مقتضيات العصر دعت إلى ذلك ثمرة –فقهاء معاصرون

صات العلمية الحديثة ، وهذا من المصالح المرسلة بل طبيعية للتخص

ومن األمور االستحسانية التي دعت إليها الحاجة =وما رآه

. (1) حسن المسلمون حسنا فهو عند هللاولعل هذا التيار اقتدى بأولئك الفقهاء القدامى الذين كتبوا في

مباحث من العلوم االقتصادية اإلسالمية مثل )الخراج( ألبي

. ، وأضرابهم ، و)األموال( البن سالم يوسفوال مانع شرعا وال عقال وال عادة من ذلك التخصيص في

، ويتطلبه إن ذلك مما يقتضيه العصر، بل التأليف والبحث العلمي

، ولعله يكون أفضل في الدفاع عن الفقه واقع المسلمين اليوم

اإلسالمي العظيم في وجه الهجمات المغرضة من أعدائه وخصومه

اء ل إلى الواجب إال به فهو واجب األلد ، وهذه ، وهكذا فما ال يتوص

مة الواجب( المعروفة في . أصول الفقه قاعدة )مقد

ـــــــــــــــــــ(1 )

Page 31: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

31

: ( أدلة التيار الثالث3

ولعل أدلة أصحاب التيار الثالث على ما ذهبوا إليه هو تلك

طحية التي نظروا بها إلى الفقه اإلسالمي القديم ، فأنكروا النظرة الس

وجود االقتصاد اإلسالمي ألنهم لم يجدوا تلك المقولة في كتب الفقه

ناته . ومدوإلسالمية كما تنبع العلوم اإلسالمية األصيلة منظور المقوالت ا

، فإن هذا االنبثاق التي ال ريب في أنها إسالمية قطعا باتفاق

: واالرتباط على هذا الوجه يؤدي إلى مشكالت ثالث هن

: ا( المشكلة األولى

ور علم االقتصاد المعاصر إلى درجة هي تجاهل نمو وتط

، له أصوله وفروعه لم مستقال قائما برأسهأصبح فيها هذا الع

، حتى صارت له كليات جامعية ونظرياته ومقوالته وأقسامه

، وألفت فيه وحده كتب متخصصة وشهادات جامعية عليا

فات ، وصار له في عالم المعرفة مكتبة خاصة هي )المكتبة ومصن

عن غيره الفلسفة وعلم االجتماع ، مثاله في االستقالل االقتصادية(

. وعلوم القانون: نعم هنالك أساس إسالمي لمقوالت فكرية يجوز أن ثم قالوا

، كما يوجد أساس يقارن بها االقتصاد كعلم من العلوم المقارنة

إسالمي لمقوالت فكرية يجوز أن يقارن بها القانون والفلسفة وعلم

. االجتماع : الثانيةب( المشكلة

ل إلى الحلول االقتصادية ويرون أنها تتجلى في صعوبة التوص

رة فيما إذا اشترط انبثاق علم االقتصاد ومقوالته كلها عن المتطو

Page 32: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

32

، ال ألن ذلك التشريع اإلسالمي قليل علوم الشريعة اإلسالمية أصال

مي بحد ذاته مرن ، بل التشريع اإلسال ال -معاذ اإليمان -المرونة

، ولكن حين يربط علم من العلوم الدنيوية كل المرونة بال ريب

له وآخره منه وإليه -بتشريع سماوي ربطا عضويا بحيث يكون أو

، والعلم الديني لم يعد هذا العلم علما دنيويا بل صار علما دينيا –

، وال تخرج عن دائرة واالجتهاد مأطور بأطر معينة من النص

، وهي وإن كانت في نظر األصل السماوي من الوحي األعلى

ل إما هؤالء بحد ذاتها حقا وكل ما ارتبط بها كذلك حقا ، لكنها تشك

، فإن كانت تشريعا إسالميا أو اجتهادا إسالميا أو فكرا إسالميا

، وإن كانت صادرة عن صادرة عن الشارع ذاته فهي تشريع

اح فهي فكر الفقهاء فهي اجتهاد ، وإن كانت صادرة عن الشر

، وفي جميع الحاالت الثالث فهنالك مشكلة ال تجد حال إال إسالمي

إذا ترك لمقوالت هذا العلم وهو )االقتصاد( أن تأخذ حجمها الطبعي

، ة لعلم من العلوم، فتدرس على أنها قواعد بحت بشكلها األكاديمي

ثم حين يراد اختيار النظرية االقتصادية المنسجمة مع الذات المسلمة

، وكذلك يجوز أن تدرس مقوالت علم نخضعها للفكر اإلسالمي

ف االقتصاد مقارنة بالمقوالت الفكرية اإلسالمية دراسة مقارنة ليتعر

جماعة المسلمة وللدين اإلسالمي على النظرية االقتصادية المناسبة لل

. الحنيف وللذات اإلسالمية والعربية : ( بينما المشكلة الثالثة3

، فيرون أنها تكمن في الوقوع في قصور الناجمة عما ذكروا

ر المسائل االقتصادية أمام التيارات العالمية سيحدث حتما عن تطو

، قطعا إلى اإلسالم، وهذا سينسب في ميدان االقتصاد العالمي

. واإلسالم منه براء

Page 33: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

33

، ولكنها ويرى هؤالء أن اإلسالم مجموعة حقائق صحيحة

عاء الشمولية ليست بالضرورة شاملة ، ومن الخطأ بمكان لديهم اد

. لهذه الحقائق الصحيحة الثابتة القاطعة

: المطلب الثالث : الترجيح

لتيارات األربعة هو التيار والذي يظهر أن الصواب من هذه ا

الثاني الذي يقول بمقولة االقتصاد اإلسالمي مع مزجه ببعض قضايا

له بها تعديال طفيفا نلقحه بها من التيار الرابع تلقيحا فقط ، ، أو نعد

فالواقع أن المسلمين أفرادا وجماعات بحاجة إلى اقتصاد إسالمي

: )حيثما ، وإذا كانت المصلحة شرع هللا كما قيل قمرن منقح ال مغل

: ، وكما قال العالمة ابن القيم كانت المصلحة فثم شرع هللا(

، فكل مسألة ، ومصلحة كلها ، وعدل كلها )الشريعة رحمة كلها

خرجت عن الرحمة والعدل والمصلحة فليست من الشريعة ولو

. بالتأويل(أدخلت فيها فإن الوجه األمثل الذي يستحسن أن يصير إليه الفقهاء

ه الجامع بين التيارين الثاني المعاصرون فيما أرى هو ذلك التوج

، والتيار الرابع شارحا والرابع؛ على أن يعتمد التيار الثاني أصال

را ال ومفس را ، ومكم ق في التيار الثاني ، وفاتحا لما أغل ، وميس

ال ، وبالجملة فالمطلوب هو؛ )اقتصاد إسالمي منفتح( وذلك ومعد

بحيث يصاغ من جديد على هدي قضايا ومقوالت التشريع

، وهذا ما واالجتهاد والفكر اإلسالمية؛ اقتصاد إسالمي عالمي

. سعيت إليه في هذا الكتاب وهللا الموفقولعل هذا الترجيح يجعل من هذه المقولة تيارا خامسا : قلت

ز من التيار الثاني )مقولة قائما برأسه ، يقوم على مزيج مرك

Page 34: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

34

د من التيار االقتصاد اإلسالمي( أصال ، ومن تعديل طفيف مستم

الرابع األخير يعطي االقتصاد اإلسالمي طابع العالمية واالنفتاح

ال يخل بوجه بضرورات التيار الثاني ومقوالته ، بما والمرونة

. ، وهو في نظري الصواب الذي يصار إليه األصل األساسية

Page 35: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

35

الفصل الثاني

النظرية الثانية

البناء االقتصادي الجديد

))النظرية االقتصادية الواقعية وعناصرها((

النظرية الثانية

الميا بناء نظرية اقتصادية جديدة محليا وع

ماتها وضوابطها –عناصرها مقو

Page 36: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

36

المبحث األول

معالم البناء االقتصادي الجديد

محليا وعالميا نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين الميالدي نحتاج إلى

، فقد ثبت إفالس كل بناء نظرية اقتصادية جديدة عالميا ثم محليا

التطبيق على الصعيدين العالمي النظريات االقتصادية المعاصرة بعد

. والمحلي معا إن البشرية مقبلة على عصر مختلف جذريا عن العصور

ا بحيث تبطل كثير من الحالية والسابقة ر جد ، عصر متطو

، كما تبطل رؤى ومفاهيم ظلت سائدة عصورا المسلمات السابقة

صاد التي ترتبط ارتباطا رئيسا ، ومن ذلك قضية االقت وأحقابا

ر العقل البشري بتطور المكننة والتكنولوجيا كما تمت بوليجة إلى تغي

تغيرا ملموسا من الخمسين سنة القادمة تغيرا لم يحظ به منذ مائتي

، وهكذا يجب على األمم والشعوب أن توجد لنفسها ، بل أكثر سنة

نبثق عنه نظرية اقتصادية تبنى بناء جديدا فكرا اقتصاديا جديدا ت

على أسس جديدة مع االستفادة من الماضي وتجاربه بحسناته

. وسيئاته معا ا طرح من قبل هنالك من يطرح حلوال اقتصادية ال تخرج عم

، وهنالك أيضا من يسعى إلى إيجاد إال في األشكال والتسميات

، لم يجد السبيل إليها بعد فهو يتلمس الطريق ، ولكنه حلول جديدة

ولكن الذي لم يوجد بعد وهذا ما نبغيه ونسعى إليه هو بناء نظرية

جديدة في اإلقتصاد العالمي ثم المحلي تواكب العصر القادم

. . ومقوالته الجديدة وتطوره العمالق

Page 37: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

37

المبحث الثاني

ماتهعناصر البناء االقتصادي الجديد ومقو : المطلب األول

ماته األربعة : التكامل ومقو، االنتقائية ، الخصخصة االقتصادية )الوسطية االقتصادية

. ، والواقعية في التنظير االقتصادي( المنهجية، ولهذا التكامل البد من التكامل في البناء االقتصادي الجديد

مات أربعة هي : مقو

: القتصادية: الوسطية ا األول

إن كل خلل في المناهج االقتصادية المختلفة يكمن سببه في

، جنوح هذا المنهج االقتصادي إلى أحد جانبي اإلفراط أو التفريط

. الغلو أو االنحاللوهكذا يكون فقدان الوسطية غالبا السبب األكبر في فقدان

ن ال . خلل فيهاالتوازن ومن ثم في فساد النتائج لتمكوبما أن الوسط في كل شيء أحسنه وأشرفه لدى العقالء

والحكماء كانت الوسطية في االقتصاد معلما من معالم التفوق

. والتكاملر ال فإذا كانت المناهج االقتصادية الراهنة في العالم المتحض

، فإن النحاللبد أن يكون لها ميل إلى جانب من جانبي التشدد أو ا

ما تتطلبه البشرية اليوم منهج اقتصادي جديد ال يكون فيه مثل هذا

Page 38: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

38

الميل أو الجنوح بحيث تسير فيه سيرا وسطا معتدال قصدا ال

. (1)اعوجاج فيه وال أمت : : الخصخصة االقتصادية الثاني

وب نقصد بالخصخصة هنا في مجال التنظير االقتصادي وج

انبثاق كل منهج اقتصادي محلي من الجذور الضاربة في الشعب

ين والثقافة والتاريخ ، فما يصلح لشعب من الحلول االقتصادية والد

، كما أنه ما ينفع بيئة ما من األشياء قد ال قد ال يصلح لشعب آخر

ة من الناس من العادات والمالبس قد ال ينفع أخرى ، وما يناسب أم

نة تصلح أن يناسب غيرها ، وهكذا فليس لدينا نظرية اقتصادية معي

، نعم هنالك اقتصاد عالمي بمعنى أن األمم والشعوب تكون عالمية

إذا اجتمعت تستطيع أن توجد قاسما مشتركا بينها في نوع اقتصاد

يصح أن يعمل به كل الجماعات المشتركة فيه فيصبح عالميا بهذا

: أليس اإلسالم عالميا ؟ فيجب أن ، ولعل هناك من يقول لمعنىا

. يكون االقتصاد عالميا حين ينبثق عن اإلسالمفمن الذي –وهذا من المسلمات –وإذا كان اإلسالم عالميا

نا أو نظرية اقتصادية خاصة به قال إن اإلسالم تبنى اقتصادا معي

. . صح أن يقال إن هذا النوع من االقتصاد عالميانبثقت عنه حتى ي ؟!

، ، وقاعدة فكرية معا إن اإلسالم أوجد قاعدة تشريعية

وكلتاهما تمثالن مجتمعتين األساس الذي يبنى عليه فيما بعد كل ما

. يعد فكرا حضاريا

ـــــــــــــــــــ . ( للتوسع ينظر كتابنا )مالمح الوسطية في اإلسالم( في مواطن متفرقة1)

Page 39: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

39

أن يبنى وتأسيسا على ذلك فإن اقتصاد أية أمة من األمم يجب

. ، ومن دينها وعقائدها وثقافتها على قاعدة متينة من فكرهاوهكذا يكون اقتصاد أية جماعة من الشعوب اإلسالمية مبنيا

على ما ذكرنا من األساس المتين الذي أوجده اإلسالم من القاعدتين

، وما ذكرنا من هذا األساس يكون مهيمنا عليه التشريعية والفكرية

، ومع هذا كله فهو اقتصاد مستقل عن بطا إياه ال ينفك عنهضا

. اقتصاد الجماعة األخرى من الشعوب اإلسالمية أو غيرها، واقتصاد فأنا أرى أنه يمكن أن يوجد لدينا اقتصاد عربي

، ، واقتصاد إفريقي ، واقتصاد فارسي تركي واقتصاد باكستاني

، فهو اقتصاد خاص على لمتينلكنه مبني على األساس اإلسالمي ا

، ، وهنالك إلى جانب ذلك اقتصاد أوروبي غربي ضوء اإلسالم

، ولكنه مع كونه خاصا فهو ليس ، واقتصاد أمريكي واقتصاد ياباني

. على ضوء اإلسالمفالخصخصة في الرؤية االقتصادية ضرورة ولكن ال على

حساب العالمية ، وال على حساب القيام على أساس ديني إسالمي

. بالمعنى الذي ذكرت آنفا ، إن كل اقتصاد يجب أن ينبع من التربة والشعب والجماعة

د ، من العرق والدموع من اآلالم واآلمال ، من سغب البائسين وتشر

، ولكن يجب كذلك في نظرنا أن تكون له قاعدة إسالمية الجائعين

، تنطلق من المحدود إلى واحد ، وشخصية محلية عالمية بآن متينة

: =أنتم أعلم الال محدود على ضوء شريعة السماء التي قالت لنا

. (1)بأمور دنياكم

ـــــــــــــــــــ(1 )

Page 40: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

41

: : االنتقائية المنهجية الثالث

هذا؛ ويجب على المشارك في وضع الحل االقتصادي بعد أن

يطبق مبدئي الوسطية والخصخصة أن يضع في الحسبان مبدأ

، وهذا المبدأ يقتضي منا أن نفتح نوافذ عيون قائية المنهجيةاالنت

، فليس كل ما في الدنيا من غيرنا باطال وشرا عقولنا على الغير

، بل ال ينبغي مستطيرا يجب هدمه وتخريبه على رؤوس أصحابه

، أما االقتصاد فهو ذلك إال في حق العقيدة وما يتبعها من التشريع

م العالقات اإلنسانية المالية )علم قائم برأس ه ذو مفهوم حضاري ينظ

العامة ويقوم على أساس فكري معين قد يكون هذا الفكر منبثقا عن

. أصل سماوي أو عن أصل وضعي(وتأسيسا على ذلك كان الحل االقتصادي األمثل كالحل الغذائي

ز عل والدوائي سواء بسواء ى منهج ، يجوز فيها االنتقاء المرك

، كما كان الرسول صلوات هللا عليه ينتقي من طب العرب علمي

وحكمتها في الغذاء فيصفه للناس فيكون صحيحا ال ألنه طب العرب

، بل لذلك وألن النبي اختاره وانتقاه بحكمته البالغة وحكمتهم فقط

، وهو من األمور الدنيوية المنوطة بقاعدة دينية فيقع صوابا

. قائمة عليها، ال إسالمية، ال يمنعنا شيء من أن ندرس تجارب األمم ونحن اليوم كذلك

، ثم نختار منها ما يوافق ديننا والشعوب دراسة عميقة مستوعبة

ال وينسجم مع أرضنا وتربتنا وتفكر شعوبنا وآالمها وآمالها ، أو

ف نختار بمنهجية علمية ال بعاطفة شخصية أو بانبهار حضاري مزي

، بل الضار تكون نتيجته األولى أن نأخذ من الغير كل ما عندهم

. قبل النافع

Page 41: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

41

ة في التنظير االقتصادي المقترح الرابع : : الواقعي

الواقعية؛ هي استجابة األمر المقترح للواقع بحيث ال يكون

، كأقوال الفالسفة وعلماء األخالق خياليا أو بعيدا عن الحياة

فة الزاهدينالم ، الذين أقاموا ألنفسهم عالما ثاليين وبعض المتصو

ا بهم ال يمكن لغيرهم مشاركتهم فيه لوعورة ذلك . خاصوإذا كان التنظير االقتصادي المراد طرحه للناس يراد له أن

يعيش ويزدهر ويكون له رصيد متميز فإنه فوق ما ذكرنا يجب أن

. يكون واقعيا ، ولعل ذلك بالواقعية يسر التطبيق وسهولة العمل ونقصد

يرجع إلى أصل نحكم به على هذا التنظير المقترح أو الحل

حين يكون واقعيا بعد كونه منتقى منهجيا ومخصخصا -المطروح

هو مصداقية هذا الحل أو صوابه وصحته في ميزان -ووسطا

، فما لم يكن لل أو فساد، وبمعيار ضابط لكل خ الصواب والخطأ

. ، وال ينتظر منه خير الحل واقعيا ال يرجى له بقاء، وهذا ولعل أعظم فكر حضاري واقعي هو الفكر اإلسالمي

ل له ، وآية ذلك أنه بقي إلى يومنا وهو باق ما بقي اإلسالم ما يسج

. على األرض

: المطلب الثاني : البعد اإلسالمي

"القاعدة الفكرية اإلسالمية للحل االقتصادي : المقترح"

بغة التي ينبغي أن يصطبغ بها كل ونقصد بالبعد اإلسالمي الص

اقتصاد محلي أو عالمي جديد مقترح من رجال الفكر واالقتصاد

، فهو صبغة وليس لحل مشكالت العالم االقتصادية المتوترة

Page 42: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

42

، ، نسيج سداه فكر إسالمي نير اعدة وليس استنادا ، وق صباغا

، ال يميل إلى ، ديني ودنيوي معا ولحمته علم اقتصادي راسخ

. ، بل يزاوج بين هذا وذاك مزاوجة تامة جانب دون جانبإن هذه القاعدة الفكرية اإلسالمية للحل االقتصادي المقترح مع

بغة التي تنشأ عن ذلك حدت ببعض الباحثين إلى أن يطلقوا تلك الص

فقين معنا على ما ذكرت اسم )اقتصاد إسالمي( وإذا كان هؤالء مت

بغة اإلسالمية على هذا الذي ذهبنا إليه من القاعدة اإلسالمية والص

، وال مانع لدينا بعد تحديد ، فال مشاحة في االصطالح الناشئة عنها

، وأما إذا قصد باسم سمى على هذه الشاكلة من إطالق هذا االسمالم

غفر هللا -)اقتصاد إسالمي( ما يريده بعض اإلسالميين المعاصرين

لي ولهم من أسلمة االقتصاد بحيث يصير كالفقه اإلسالمي أو

كالعقيدة اإلسالمية؛ كل مقوالته إسالمية فهذا غير صحيح ألن

وي في األصل كالصناعة والزراعة والتجارة يمكن االقتصاد علم دني

، وأن تصطبغ بالصبغة اإلسالمية أن تقوم على قاعدة إسالمية

بحيث تكون داخلة ضمن دائرة اإلسالم ومقوالته العامة ال تخرج

، وال تتعارض مع أي مبدأ من مبادئه بل ربما تعانقت عنه بحال

كرية اإلسالمية الراقية المقوالت العلمية البحتة مع المقوالت الف

وتزاوجتا والتقت هذه بتلك في لقاء مبارك ميمون يجعل منها علوما

، بل ربما كانت دنيوية قائمة على اإلسالم ومصطبغة باإلسالم

. الخطوط العريضة لهذه العلوم جزءا من الفكر اإلسالميفاالقتصاد على هذا الذي ذكرت مجموعة؛ خليط من )إسمنت

، ويمكن أن ديد ورمل وماء( لنا أن نصنع منها مسجدا أو كنيسة وح

نصنع بناء على أرض مغصوبة حرام أو على أرض مملوكة

، فهذا الخليط ليس له صفة وحده دون أن يقوم بناء على حالل

Page 43: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

43

: )بناء قائم على ، وبعد ذلك يمكن أن نقول عنه األرض وفي الواقع

. غير إسالمي( نسق إسالمي أو نسقهذا هو البعد اإلسالمي للحل االقتصادي المقترح فيما أفهمه

، و هللا تعالى وبما ظهر لي من الحق ولو لم أر من سبقني إليه

. أعلمم للبشرية اقتصادا وهو بعد واجب اعتباره في كل حل يقد

، وبدونه ال قيمة وعالميا جديدا يحل مشكالت العصر المعقدة محليا

، ألنه يقوم على مقوالت العقل ألي حل اقتصادي على اإلطالق

. وحده دون االستهداء بشريعة السماء الخالدة

: المطلب الثالث : البعد اإلنساني

كان من المفترض أن يغني اشتراط توفر البعد اإلسالمي عن

ن للثاني ااشتراط البعد اإلنساني هن ، لكني ، ذلك ألن األول متضم

د على اقتضائه –أي البعد اإلنساني –آثرت ذكره هنا مستقال ألؤك

. كل االقتضاء بالرغم من دخوله ضمنا في الذي قبله بالضرورةوالبعد اإلنساني للحل االقتصادي المقترح يوجب أن يكون هذا

، فالخلق الرفيع من شأن كل إنساني ال قية راقية الحل ذا صفة خل

خ إسالمية الحل بإنسانيته ، وإنسانيته بخلقيته يفترقان وبهذا تترس

. الرفيعة في دائرة مغلقة ال يعرف وسطها من طرفيها : هذا؛ والبعد اإلنساني يفترض ثالثة أشياء

، مظلومين والمضطهدينإغاثة الضعفاء والمعوزين ونصرة ال (1

. وإعانة المحتاجين وهو )البر(

Page 44: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

44

كفكفة األقوياء واألغنياء عن استغالل قوتهم وأموالهم بل (4

. توظيفها في رفع مستوى اإلنسانالمحافظة على حقوق اإلنسان التي وضعتها شرائع السماء (3

رة دتها العقول اإلنسانية المفك . وأي

Page 45: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

45

الفصل الثالث

الثالثة النظرية

أبرز الثوابت االقتصادية في اإلسالم

الربا واالحتكار

حرمهما اإلسالم وأباحهما غيره

Page 46: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

46

المبحث األول

إلغاء الربا واالحتكار من ثوابت اإلسالم وموقف سابق ومتفوق

يوم نادى اإلسالم منذ قرابة أربعة عشر قرنا بوجوب إلغاء

د الربا واالحتكار من العالم ومن االقتصاد ك له محليا وعالميا وشد

-على ذلك بل وعد هذا اإللغاء من ثوابته التي ال تقبل بحال التخلف

أقول يوم فعل ذلك كله لمصلحة الناس وتصحيح مسار البشرية

وإيجاد اقتصاد حر نظيف طاهر قام أعداء اإلسالم وقعدوا ورفعوا

، كأن اإلسالم أتى والتعنيف الشديدينعقيرتهم باالحتجاج واللوم

. ، أو اقترف إثما نكرا من األمروسار البشر في طريق الربا واالحتكار ولم يصغوا إلى ما

يريده اإلسالم من حكمة بالغة من وراء إلغاء هذين الطاغوتين

، حتى وصل األمر بهم أن ضاقوا ذرعا بهما وتحريم التعامل بهما

متهما لما رأوا من فحش نتائجهما الوخيمة وطغيانهما الطائش فحر

النظرية الجماعية ونعم ما فعلت وكان هذا الموقف منهم موقفا

. حصيفا ولو لم يكن منطلقه دينيا ح في تحريمه وشنع م اإلسالم الربا بكل أنواعه وأشكاله وقب حر

مات وفعل شبيها بذلك في االحتكار ، بما لم يفعل بغيره من المحر

حيث جعل المحتكر ملعونا وجعل الربا بضعا وثالثين بابا أيسرها

ر أشنع من هذا المنظر؟. . مثل أن يزني الرجل بأمه وهل يتصو

Page 47: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

47

عامتان اللتان يقوم عليهما (2)واالحتكار(1)ولعل الربا هما الد

النظام الرأسمالي ، فلو خال طغيان رأس المال وطاغوته وجبروته

. منهما لخال من كثير من الجبروت والظلم والطغيانفهذا الموقف اإلسالمي الثابت من الربا واالحتكار موقف سابق

ق لكل األنظمة األخرى التي منعت الربا واالحتكار من بعد ، ومتفو

ق هنا كبير ألن األساس الذي انطلق منه اإلسالم في عليها ، و التفو

، ذا الشأن أساس ديني علمي موضوعي خلقي معا في آن واحده

بينما منع الربا واالحتكار في غيره ذو أساس طبقي مادي جدلي

. ، وشتان ما بين القاعدتين والمنطلقين ميت جامد

المبحث الثاني

مآل البشرية إلـى إلغاء الربا واالحتكار ة ضرورة حتمي

لبشرية اليوم نحو تحقيق ذاتها ومصالحها بالدرجة تسير ا

، فقد ذهب عهد الشعارات األولى دون النظر إلى ما سوى ذلك

عاوات الجوفاء الكاذبة ت البشرية عن ، وولى عصر الد ، وشب

مى –، وإذا كان البقاء لألصلح الطوق فلم تعد تخدع بمثل هذه الد

فاألصلح للبشرية اليوم وفي كل وقت كما –اة الدائم وهو قانون الحي

وضح لها وضوح الشمس في رابعة النهار؛ إلغاء الربا واالحتكار

إلغاء تاما أبديا إلى غير رجعة فهما في وزن الخمر والبغاء بل أشد

سرطن الخبيث ضررا وفتكا في جسم المجتمع اإلنساني ، إنه الت

. كل شيء حوله فما يبقي وال يذر الفتاك يأكل ـــــــــــــــــــ

. : )هو زيادة مشروطة في العقد خالية عن العوض( ( الربا1)

. : )هو حبس األقوات عمن يحتاجها بغية االسترباح( ( االحتكار2)

Page 48: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

48

فهل تستطيع البشرية بشتى أنظمتها االقتصادية أن تملك الجرأة

م الربا و االحتكار وتلغيهما إلى األبد يوما فتحذو حذو اإلسالم فتحر

من حياتها لتصح وتتعافى؟

ول إنها لو فعلت ولعلها تفعل عن قناعة كما اقتنعت بعض الد

يا فقلصتهما إنها إن فعلت –العظمى بضرر الخمر والدخان طب

فيجب أن تذكر أن اإلسالم سبق إلى ذلك بألف وأربعمائة سنة حين

ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر × اكتشف ضررهما آنذاك فهل تذكر؟

. ÷هللا

Page 49: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

49

الباب الثاني

الدراسات

التأمين

األسواق المالية وأحكامها

قود األوراقالن

بيع التقسيط

القبض وصوره

التمويل العقاري للمساكن

Page 50: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

51

الفصل األول

التأمين

النظرية اإلسالمية والنظرية الوضعية

م لمجمع الفقه خالصة مكثفة للبحث العلمي المقد اإلسالمي بجدة

تصدير . عقد التأمين بين الفقه اإلسالمي والفقه

. الغربي؛ التصور الفقه اإلسالمي والفقه عقد التأمين بين

. الغربي؛ التصديق إعادة التأمين؛ بين الفقه الغربي والفقه

. اإلسالمي نظرية تأمينية إسالمية معاصرة . خاتمـة .

Page 51: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

51

قرار مجمع الفقه اإلسالمي بجدة المتخذ

. باإلجماع بشأن التأمين

Page 52: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

52

تصديراه =نهى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن بيع الغرر رو

(1)مسلمع الفكر في صراع الحضارات واختالف أنماط الحياة وتوز

ش الرؤية يقف المسلم في مفترق الطرق حائرا ال يدري أين وتشو

يتجه؟ وما هو الذي سيؤدي به لشاطئ األمن؟ وفي اختالف المذاهب

واآلراء تضيع الخاصة من الناس المثقفين بالثقافة العامة فكيف

تظهر مسؤولية أهل العلم لدرس النوازل والوقائع ، وهنا العامة

وبيان حكم الشريعة فيها شأن العلماء السابقين من سلفنا الطاهر

. رضوان هللا تعالى عليهموصحيح ما ينادي به بعض األفاضل من ضرورة االجتهاد

ة وال سيما اآلن -هذا المطلوب الكبير -، ولكن حتى يحصل هذا بعام

، فلكل أن نقف مكتوفي األيدي أمام ما يجد من الحوادث ال يجوز لنا

، علمه من علمه وجهله حادثة حكم شرعي هو حكم هللا تعالى فيها

. من جهله وأهم ما يقف بوجهنا اآلن من شؤون الحضارة الحديثة

، ولقد سئلت عن هذا ومشكالتها )عقود التأمين وإعادة التأمين(

، وإنني اآلن أعرض ما ظهر لي بعد جهات متعددة األمر من

، وال الدراسة والتمحيص في مراجع الفقه اإلسالمي والفقه الغربي

عي أن ذلك حكم هللا تعالى في األمر بل هو رأي ، ورضي هللا أد

، وهو أحسن ما : "علمنا هذا رأي تعالى عن اإلمام أبي حنيفة القائل

، وينبغي أن يكون ذلك جاءنا بأحسن منه قبلناه" قدرنا عليه فمن

. دستور العلماء ـــــــــــــــــــ

(1 )

Page 53: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

53

ر والعلماء قد يختلفون وقد يتفقون ، ولكن كل واحد منهم يقد

: ، وقديما قالوا اآلخر حق قدره ويمنحه خالص الود واالحترام

، فالغرض الرئيس من هذه )الخالف في الرأي ال يفسد للود قضية(

، فمتى ظهرت أمارات الحق ابة وأمثالها بيان وجه الحق فقطالكت

. وتحققت المصلحة فثم شرع هللا

Page 54: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

54

المبحث األول

عقد التأمين بين الفقه اإلسالمي والفقه الغربي

ر* *التصو : األمن في اللغة؛ مدخل لغوي

ن( هي مادة واحدة وإن تعددت صور . م. المادة الثالثية )أ

وآمنهم × ، وفي التنزيل : ضد الخوف ونقيضه ، فاألمن االشتقاق

قرآن كريم واألمانة ضد ÷ أولئك لهم األمن ×و ÷ من خوف

. ، وهو بمعنى التصديق ضد التكذيب واإليمان ضد الكفر. الخيانة، واألمنة وأمن فالن يأمن أمنا وأمنا وأمنة وأمانا فهو أمين

، : )اؤتمن فالن( صار مؤتمنا وتقول÷ أمنة نعاسا × ، ومنه ألمنا

نه و)استأمن إليه( دخل في أمانة نته أؤم ، و)استأمنني فالن فأم

ن مؤتمن ، وفي الحديث إيمانا( أي طلب األمان ، (1): =المؤذ: ، واألمين ظا(ومؤتمن القوم )الذي يثقون إليه ويتخذونه أمينا حاف

: )أعطيت ، وقالوا هو الحافظ الحارس الذي يتولى رقابة الشيء

. فالنا من أمن مالي( أي من خالص مالي . : أي دينك وخلقك وقالوا )ما أحسن أمنتك وأمنك(

أي اآلمن؛ والمراد مكة ÷ وهذا البلد األمين: × وفي التنزيل

أي في أمن من ÷ إن المتقين في مقام أمين: × ، وقوله المكرمة

ـــــــــــــــــــ(1 )

Page 55: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

55

فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع : × ، وقوله الغير

. ÷وآمنهم من خوفوفي الحديث عن ابن عمر رضي هللا عنهما؛ أن رجال أتى

، النبي صلى هللا عليه وسلم فسأله عن المسلم والمجاهد والمهاجر

: =المؤمن من ، فقال عليه الصالة والسالم ثم سأله عن المؤمن

. (1)ائتمنه الناس على أموالهم وأنفسهم وفي الحديث الذي رواه أنس رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا

، والمسلم من سلم : =المؤمن من أمنه الناس عليه وسلم قال

، والذي نفسي ، والمهاجر من هجر السوء المسلمون من لسانه ويده

. (2)بيده ال يدخل الجنة من ال يأمن جاره بوائقه : =ما آمن بي من وفي حديث جابر رضي اله عنه مرفوعا

: ما : إن معنى الحديث ، قال ثعلب (3)بات شبعان وجاره جائع

وذلك مخافة أن يحمل القول على نفي اإليمان . . آمن شديد اإليمان

. نفيا تاما عنه: )هو ل ابن األثير عند الكالم عن اسم هللا تعالى "المؤمن"وقا

نهم في الذي يصدق عباده وعده فهو من اإليمان والتصديق ، أو يؤم

. القيامة من عذابه فهو من األمان ضد الخوف(

ـــــــــــــــــــ، وفي النهاية في غريب الحديث البن األثير وما بعدها 41ص 13( لسان العرب ج 1)

، وتاج العروس شرح القاموس ، ومفردات القرآن للراغب األصفهاني الجزري

بيدي . للز

(2 )

(3 )

Page 56: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

56

: وفي هذا من الربط بين اإليمان وبين التراحم بين الناس قلت

فاألمن واالئتمان واالستئمان وكل صور ، ما يرقى فوق كل شيء

. (1)االشتقاق راجعة كما ترى إلى اإليمان

: المطلب األولور الموضوع وتحرير محل الخالف فيه : تص

ور موضوع التأمين -آ : تص

نظام التأمين وفقا لنظريته العامة في نظر علماء االقتصاد

، غايته التعاون على وضة: )نظام تعاقدي يقوم على أساس المعا هو

مة تزاول ترميم أضرار المخاطر الطارئة بوساطة هيئات منظ

وجاء . (2)عقوده بصورة فنية قائمة على أسس وقواعد إحصائية(

/ 323/ من القانون المدني المصري القديم والمادة /313في المادة /

اغة من القانون المدني المصري الجديد مع بعض تحوير في الصي

ى المؤمن والثاني أن عقد التأمين : )هو عقد بين طرفين أحدهما يسم

ن له ن -أو المستأمن -المؤم ن بأن يؤدي إلى المؤم ، يلتزم فيه المؤم

با أو أي عوض مالي آخر في لمصلحته مبلغا من المال أو إيرادا مرت

، وذلك في مقابل ي العقدحالة وقوع حادث أو تحقق خطر مبين ف

ن له إلى المؤمن( قسط يها المؤم . (3)، أو أية دفعة مالية أخرى يؤدوفي العصر الحاضر ال يقوم بالتأمين فرد نحو فرد بل تقوم به

شركات مساهمة كبيرة يتعامل معها عدد ضخم من المستأمنين

. فيجتمع لها مبالغ كبيرة من أقساط التأمين

ـــــــــــــــــــ(1 )

. 14( عقد التأمين للزرقا ص 2)

. 14( المرجع السابق ص 3)

Page 57: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

57

مين بمعناه الحقيقي المتعارف عليه حديثا عقد حديث والتأ

، فهو لم يظهر إال في القرن الرابع عشر الميالدي النشأة في العالم

في إيطاليا حيث وجد بعض األشخاص الذي يتعهدون بتحمل جميع

األخطار البحرية التي تتعرض لها السفن أو حمولتها نظير مبلغ

، ثم ، ثم ظهر بعده التأمين من الحريق ري(معين؛ )التأمين البح

ع حتى شمل التأمين على الحياة ، ثم انتشر بعد ذلك التأمين وتنو

، فأضحت شركات التأمين تؤمن األفراد من كل جميع نواحي الحياة

خطر يتعرضون له في أشخاصهم وأموالهم ومسؤولياتهم بل أضحت

. (1)واع التأمينبعض الحكومات تجبر رعاياها على بعض أن

: : أنواع التأمين أوال ينقسم التأمين من حيث شكله إلى تأمين تعاوني -آ

. ، وتأمين بقسط ثابت أو تأمين باالكتتاب : التأمين التعاوني أو التبادلي أو التأمين باالكتتاب -1

ضين في هذا النوع من التأمين يجتمع عدة أشخاص معر

نا ألخطار متشابهة فيدفع ، وتخصص هذه كل منهم اشتراكا معي

، وإذا االشتراكات ألداء التعويض المستحق لمن يصيبه الضرر

زادت االشتراكات على ما صرف من تعويض كان لألعضاء حق

، وإذا نقصت طولب األعضاء باشتراك إضافي لتغطية استردادها

، وأعضاء العجز أو أنقصت التعويضات المستحقة بنسبة العجز

شركة التأمين التعاوني ال يسعون إلى تحقيق ربح بل إلى تخفيف

، فهم يتعاقدون ليتعاونوا على الخسائر التي تلحق بعض األعضاء

ل مصيبة قد تحل ببعضهم ، ، وتدار الشركة بوساطة أعضائها تحم

نا له نا ومؤم . فكل واحد منهم يكون مؤم ـــــــــــــــــــ

. 31ص . البدراوي : د ( التأمين1)

Page 58: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

58

: التأمين بقسط ثابت -4

، وهو النوع السائد اآلن الذي في هذا النوع من التأمين

ن له بدفع قسط تنصرف إليه كلمة التأمين لدى إطالقها ، يلتزم المؤم

د إلى المؤمن وهو الشركة التي يتكون أفرادها من مساهمين محد

ن لهم ، وهؤالء المساهمون هم المستفيدون بأرباح آخرين غير المؤم

ن الذي ، ففي ا الشركة ن له غير المؤم لتأمين بقسط ثابت يكون المؤم

، بخالف التأمين التعاوني الذي ال يسعى إلى يسعى دائما إلى الربح

ل المخاطر وهذا الربح فيه أبدا ، وإنما غاية أفراده التعاون على تحم

الهدف اإلنساني النبيل ال يوجد إال في التأمين التعاوني وال يوجد

، ولو قال بذلك بعض رجال القانون ي التأمين بقسط ثابتألبتة ف

، فالفكرة اإلسترباحية البحتة هي كالدكتور السنهوري وغيره

. ، والفكرة التعاونية غالف براق لها فقط األساس هناوينقسم التأمين من حيث موضوعه إلى قسمين -ب : رئيسين

: تأمين األضرار -1

ن لهوهو يتناول المخاط ، والغرض ر التي تؤثر في ذمة المؤم

ن له بسبب الحادث ، وهو منه تعويض الخسارة التي تلحق المؤم

: ينقسم إلى قسمين

ن له عن الخسارة - التأمين على األشياء؛ ويراد به تعويض المؤم

. التي تلحق به في ماله كالتأمين من الحريق والسرقةن له ضد ، و والتأمين من المسؤولية - يراد به ضمان المؤم

الرجوع الذي قد يتعرض له من جانب الغير بسبب ما أصابهم

، وأهم صوره تأمين من ضرر يسأل هو عن التعويض عنه

Page 59: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

59

، أو من حوادث المسؤولية الناشئة عن حوادث السيارات

. العملن له عند وفي تأمين األضرار يلتزم المؤمن بتعويض المؤم

ن ة في حدود مبلغ التأمينحدوث الكارث ، أي إن المؤمن يدفع للمؤم

ن به له أقل المبلغين ، والمبلغ الذي يغطي الضرر ، المبلغ المؤم

ن له أن يجمع بين مبلغ التأمين الناشىء عن الحادثة ، وليس للمؤم

، وإنما يحل ودعوى التعويض ضد اآلخرين المسؤولين عن الحادث

ن له في الدعاوى الكائنة له ضد من تسبب في المؤمن محل ا لمؤم

. الضرر : تأمين األشخاص -4

ن له ، وهو يتناول كل أنواع التأمين المتعلقة بشخص المؤم

ن ده المؤم ويقصد بدفع مبلغ معين لإلنسان في وجوده أو سالمته يحد

ن باتفاق بينهما ن ، وال يتأثر بالضرر الذي يصيب له مع المؤم المؤم

ن له الجمع بين مبلغ التأمين من المؤمن والتعويض ممن . له وللمؤم

ن له تسبب في الضرر . ، فالمؤمن هنا ال يحل محل المؤم : ويشمل تأمين األشخاص نوعين أساسيين

: : وله صور متعددة أهمها ( التأمين علىالحياة1

، ، وقد يكون مؤقتا اأ( التأمين لحالة الوفاة وقد يكون عمري

. وقد يكون تأمين البقيا حسب االشتراط: ومن أمثلته التأمين ب( التأمين لحال البقاء أو لحال الحياة

المضادز

ن بأداء ج( التأمين المختلط البسيط ، وهو أن يلتزم فيه المؤم

ن به ن له نفسه إذا ظل المبلغ المؤم حيا ، إما في تاريخ معين للمؤم

Page 60: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

61

ن له ، وإما إلى المستفيد المعين في هذا التاريخ ، أو إلى ورثة المؤم

، ويكون القسط في هذا النوع أكبر من النوعين إذا مات قبل التاريخ

. ، وهذا النوع هو أكثر شيوعا في التأمين على الحياة السابقين: وهو النوع الثاني من ( التأمين من الحوادث الجسمانية4

ن بدفع مبلغ من وعي التأمين على األشخاصن ، ويلتزم فيه المؤم

ن ن له في حالة ما إذا أصابه في أثناء المدة المؤم المال إلى المؤم

ن له فيها حادث جسماني . ، أو إلى المستفيد المعين إذا مات المؤم، وتأمين : تأمين خاص التقسم الثالث -جـ

: اجتماعي

: لخاصفالتأمين ا -1

ن له ليؤمن على نفسه من خطر معين هو ما يعقده المؤم

. ويكون الدافع إليه هو الصالح الشخصي : والتأمين االجتماعي -4

هو ما كان الغرض منه تأمين األفراد الذين يعتمدون في

من بعض األخطار التي يتعرضون لها -كسب عملهم. . معاشهم

، وهو كالمرض والشيخوخة والبطالة والعجزفتعجزهم عن العمل

، ويشترك في دفع القسط مع يقوم على فكرة )التضامن االجتماعي(

. المستفيد أصحاب العمل والدولة التي تتحمل هنا العبء األكبر : : تأمين إجباري وتأمين اختياري التقسم الرابع -د

لتأمين االجتماعي فاألول ما ألزمت به الدولة في قطر رعاياها كا -1

. ، والتأمين على السيارات مار الذكر

Page 61: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

61

. (1)والثاني ما كان خالف ذلك -4ا تقدم كله ما يلي : وبعد؛ فيظهر مم

، ألن كال أن عقد التأمين عقد معاوضة في غير التأمين التعاوني -1

. من طرفي العقد يحصل على مقابل لما يؤديه مشروط في العقد، ألن الغرض منه تحمل خطر أو عقد غرر (2)أنه عقد احتمالي -4

، واالحتمال قد يكون في تاريخ وقوع غير محقق الوقوع

الحادثة؛ ال في وقوعها أو عدمه أي أن الحادثة قد تكون محققة

، كالتأمين على الحياة في حالة الوقوع ولكن ال يدرى متى تقع

القانون المصري والسوري عقد التأمين في ، وقد ذكر الوفاة

. ضمن عقود الغررإال أن الدكتور السنهوري يرى في عقد التأمين رأيا آخر؛ فهو

يرى أن تعريف القانون المصري لعقد التأمين الذي أسلفناه قاصر

ألنه أهمل جانبا رئيسا من جوانب العقد الفنية أال وهو جانب

فما لم ينظر إلى هذا –مجموع المؤمن لهم –لمتعاونين الجماعة ا

عين يكون العقد كله داخال في الجانب بعين العناية من قبل المشر

، والنقطة األخرى؛ أنه لم ، هذه نقطة المقامرة والرهان الباطل

يجعل في شرحه الوسيط عقد التأمين من عقود الغرر ألنه يقف من

ين متناقضين معا في الوسيط شرح القانون المدني هذا العقد موقف

. المصري

ـــــــــــــــــــ . 3( الوسيط ج/1)

، أو أحدهما وقت : )هو العقد الذي ال يستطيع فيه كل من المتعاقدين ( العقد االحتمالي2)

. العقد معرفة قدر ما يعطي أو يأخذ من العقد(

Page 62: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

62

: : تعريف جامع مانع خاتمةولعل أوفى التعريفات وأوفرها حظا من التوفيق عند علماء

االقتصاد ذلك التعريف الذي أورده )األستاذ هيمار( بكتابه في شرح

ف التأمين على الوجه التالي ن عملية يحصل : )التأمي التأمين فقد عر

ن له نظير دفع قسط على تعهد بمقتضاها أحد الطرفين وهو المؤم

د لصالحه أو لصالح الغير من الطرف اآلخر وهو المؤمن؛ على تعه

ين وذلك عن ينا عند تحقق خطر مع بمقتضاه يدفع هذا األخير أداء مع

لقوانين طريق تجميع مجموعة من المخاطر وإجراء المعاوضة وفقا

. اإلحصاء(

: : أركان التأمين ثانيا المصلحة في -2، العوض المالي -3، القسط -4، الخطر -1

التأمين؛

، وال يتوقف تحققه على : هو الحادث مستقبل الوقوع فالخطر -1

ن له . ، أي يقع دون إرادته محض إرادة المؤمن له ش والقسط -4 يه المؤم هريا أو سنويا : هو المبلغ الذي يؤد

حسب االتفاق لتقوم الشركة بمقتضاه بتحمل تبعة المخاطر

ها ، فالقسط في التأمين بمثابة الثمن في البيع أو المؤمن ضد

، ، فالتأمين التجاري يقوم على بيع األمن األجرة في اإليجار

، ويشمل القسط ما يوازي قيمة واألمن ال يباع وال يشرى

ضافة إلى المصاريف التي تتكلفها الشركة وكذا الخطر باإل

. ، ويسمى القسط في مجموعه بـ )القسط التجاري( األرباحر بحسب قيمة العوض المالي -3 ا أن يكون تعويضا يقد : وهو إم

ه ا أن يكون الخسارة الناتجة عن تحقق الخطر المؤمن ضد ، وإم

Page 63: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

63

قد التأمين بالعوض يدفع حسبما اتفق مبلغا محددا نص عليه في ع

ن له ن والمؤم . عليه بين المؤم: يكون محال للتأمين كل مصلحة اقتصادية المصلحة في التأمين -2

ية تعود على الشخص من عدم وقوع خطر مشروعة وجد

. التأمينض الدكتور السنموري لوجود الغرر في عقد التأمين وقد تعر

ن كتابه )الوسيط( فبدأ في أحد الموضعين وكان يسلم في موضعين م

زه للضرورة ، وأما في بوجود الغرر في عقد التأمين ولكنه يجو

، ولكن نفيه عنه كان الموضع اآلخر فقد نفى الغرر عن التأمين

. منصبا على الجانب الفني من التأمين ال على الجانب القانوني . (1)والذي قبله فيما بعد إن شاء هللا وسنناقش هذا الرأي

ها : شبهة ورد

يرى بعض من الفقهاء المعاصرين أن اختالف مفهوم نظام

التأمين لدى علماء الشريعة وعلماء القانون هو السبب الرئيس في

، فالماثل في أذهان علماء القانون تعاونية العقد اختالف حكمهم عليه

، وفقهاء الشريعة وانضباطه تحت قواعد العدل والحقوتضامنيته

اإلسالمية يرون أنه عقد قمار ربوي قائم على الرهان والميسر(2) .

والحق أن هذا غير صحيح ألن مفهوم العقد هذا واحد عند

ره الجميع ر فقهاء الشريعة هذا العقد إال كما يصو ، حيث ال يتصو

، لكن ألنه نشأ عندهم وفي ظل تشريعهم الوضعي لهم فقهاء القانون

، تكلموا في بعض أنواع فقهاءنا القدامى كابن عابدين ومن جاء بعده

ـــــــــــــــــــ . 1121و 1139: 3( ر : الوسيط ج 1)

. وما بعداها 42( عقد التأمين لألستاذ الزرقا ص 2)

Page 64: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

64

فتجة حيث لم يكن آنئذ وجد عقود التأمينات كالتأمين البحري ، والس

، والواقع أن عقود التأمينات كلها تنبع من من هذه العقود غيرها

ر للجميع مشكاة واحدة ر بعضها تصو ، والحكم على هذا ، وتصو

، كما سيأتي (1)البعض حكم على الجميع باستثناء التأمين التعاوني

زا . فهو لم يدخل في هذا المسمى إال تجوفمن المحتم أن يكون هناك مصلحة واضحة للمستأمن وإال

د لها المستأمن سبل وقوعها لزادت نسبة المخاطر المفتعلة التي يمه

غير آبه بانعدام الشيء محل التأمين النعدام مصلحته للمحافظة

. عليه: التراضي بين هذا؛ ومن علماء القانون من اقتصر على ثالثة

. ، والسبب الذي يقوم عليه العقد ، ومحل العقد المتعاقدين

: : خصائص عقد التأمين ثالثا ، ، ومن عقود المعاوضة ، وملزم للجانبين ائي هو عقد رض

، ومن عقود ، ومن العقود الزمنية ومن العقود االحتمالية الغرر

ى اإلذعان ة؛ ، وعقد مسم ي ، و من عقود حسن الن

ا أنه عقد من عقود التراضي فباعتبار أن اإليجاب والقبول -1 أم

، لكنه ال فق اإليجاب والقبول، فينعقد بمجرد توا ضروريان فيه

يوقع عليها (POLICE)يثبت عادة إال بوثيقة تأمين )بوليصة(

ن . ، وأصبح في مشروع الحكومة عقدا شكليا المؤموهو عقد ملزم للجانبين حيث إنه ينشىء التزامات متقابلة في -4

زامات من ، وتنشأ هذه االلت ذمة كل طرف من طرفيه قبل اآلخر

. اللحظة التي يتم فيها العقد بركنيه؛ اإليجاب والقبول ـــــــــــــــــــ

. أر من حرمه إال الدكتور عيسى عبده ( لم1)

Page 65: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

65

وهو عقد احتمالي ألنه خسارة أو ربح كل من طرفي العقد غير -3

ى لدى علماء القانون بـ معروف وقت العقد ، وهو من المسم

. )عقود الغرر(زام المترتب وهو عقد زمني أي مستمر حيث ال يتم الوفاء بااللت -2

عليه بصفة فورية وإنما يستغرق الوفاء بهذا االلتزام مدة من

. الزمن هي مدة نفاذ العقد

وهو عقد إذعان حيث يتولى أحد طرفي العقد وضع الشروط -2

التي يريدها ويعرضها على الطرف اآلخر فإن قبلها دون مناقشة

. أو تعديل أبرم العقد وإال فالمعاوضة من حيث إن كل واحد من طرفيه يأخذ مقابال وهو عقد -2

. لما يعطيهى -3 ، والعقود المسماة هي التي تخضع لألحكام وهو عقد مسم

العامة من حيث انعقادها وللقواعد التي تقررها األحكام القانونية

. فيما يتعلق بالتفصيلحسن النية صفة الزمة لكل وهو عقد من عقود حسن النية إذ أن -8

ف عقود التراضي ، بمعنى أنه يجب على كال الطرفين التصر

بأمانة وإخالص مع وجوب إعطاء البيانات المطلوبة للطرف

. اآلخر حول العقدة األولى من الخصائص نص عليها الدكتور السنهوري والست

. (2)الكاتبين والعلماءوالسابعة والثامنة ذكرها بعض (1)في الوسيط

ـــــــــــــــــــ . وما بعدها 1138ص 3: الوسيط ج ( ر1)

. وما بعدها 133: العقود الشرعية الحاكمة ص ( ر2)

Page 66: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

66

تحرير محل الخالف فـيحكم عقد -ب : التأمين فـيالشريعة اإلسالمية

: الفرع الثاني -

م في اإلسالم -1 كل ما أساسه ربوي أو قائم على ربا فهو محر

. لدى جميع الفقهاء تأمينا أو غيرهأمين بقسط ، وت : تأمين تعاوني ذكرنا أن التأمين نوعان -4

. ، وهذه هي القسمة الرئيسة في هذا العقد ثابت فالتأمين التعاوني أو التبادلي ال ينبغي أن يكون محل اختالف

، فلو خلت شريعتنا من البديل الصحيح في في ذاته (1)في جوازه

، فإن كل مشترك في هذا العقد يدفع شيئا من ماله التأمين أخذنا به

، يعان منه من فس ليتكون منه رأسمال للشركةعن رضا وطيب ن

يحتاج إلى المعونة من يحتاج إلى المعونة من المساهمين في

ع باشتراكه لمن يحتاج له الشركة ، وكل مشترك هو في الواقع متبر

، من سائر الشركاء حسب الطريقة التي يتفق عليها المساهمون

ا ا أو على الحياة وسواء أكان هذا النوع من التأمين بحري ، أو أو بري

، أو تأمينا من األضرار فهو جائز شرعا ما ظل في من الحوادث

، ولكننا بغنية ، وبإشراف ولي األمر عقود التبرعات وخال من الربا

. عنه بما في فقهنا من بدائل أسلم وأكرم ل بطريقة فيها وقد يورد علينا البعض؛ أن هذا المال قد يستغ

، ، وجوابنا؛ أن هذا قد يكن صحيحا ربا فيكون االشتراك محرما

ولكن الحرمة هنا ليست لذات التأمين وإنما ألمر خارج عنه طارئ

ة معاملة عليه هو التعامل بالربا ، ومن المعلوم أن الربا إذا دخل أي

ـــــــــــــــــــ . : لم أعلم من حرمه إال الدكتور عيسى عبده ( قلت 1)

Page 67: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

67

مة عدم جوازه في ، وكالمنا هنا هو جواز التأمين أو جعلها محر

. ذاته

أما التأمين بقسط ثابت فهو الذي يصح أن يكون محال

، وهو الذي يحتاج إلى دراسة وتمحيص الختالف وجهات الفقهاء

، وقلما يوجد اآلن التأمين التعاوني بمعناه ألنه النوع السائد اآلن

م سط الثابت ، بينما سائر شركات التأمين وأغلبها تعمل بالق المتقد

. وهو المسمى بـ )السوكرة( إذا أطلق

: المطلب الثانيأقاويل الفقهاء اإلسالميين في عقد التأمين ونقل

: خالفهم فيهذهب فقهاء الشريعة اإلسالمية في حكم عقد التأمين مذاهب

د واالنتقاء ثالثة؛ التحريم مطلقا والحل مطلقا . ، والتردمين مطلقا الفرع األول - : : مذهب المحر

: أوال -

وعلى رأسهم فقيه الحنفية الكبير العالمة ابن عابدين في كتابين

. ، ومجموع الرسائل من كتبه حاشية رد المحتار: )وبما (1)فعبارته في حاشية رد المحتار على الدر المختار -1

وهو أنه جرت قررناه يظهر جواب ما كثر السؤال عنه في زماننا

ـــــــــــــــــــفي عقد ( ال يعرف أحد من فقهاء المذاهب المتأخرين من الطبقة قبل المعاصرة بحث 1)

التأمين لمعرفة الفقه اإلسالمي منه غير العالمة محمد أمين ابن عابدين صاحب حاشية

رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير األبصار في فقه المذهب الحنفي ألن طريقة

التأمين لم تعرف في بالدنا الشرقية إال في القرن الثالث عشر الهجري حيث قوي

ن الشرق والغرب إبان نهضة أوربا الصناعية عن طريق التأمين االتصال التجاري بي

على البضائع المجلوبة من أوربا بوساطة الوكالء التجاريين األجانب المقيمين في =

Page 68: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

68

ار إذا استأجروا مركبا من حربي يدفعون له أجرته العادة أن التج

ى ذلك ويدفعون أيضا ماال معلوما لرجل حربي مقيم في بالده يسم

، على أنه مهما هلك من المال الذي في المركب : )سوكرة( المال

بمقابلة ما بحرق أو غرق أو نهب أو غيره فذلك الرجل ضامن له

، وله وكيل عنه مستأمن في دارنا يقيم في بالد السواحل يأخذه منهم

اإلسالمية بإذن السلطان يقبض من التجار مال السوكرة )أي قسط

ي ذلك المستأمن التأمين( ، وإذا هلك من مالهم في البحر شيء يؤد

، والذي يظهر لي أنه ال يحل للتاجر أخذ بدل للتجار بدله تماما

. ، ألن هذا التزام ماال يلزم( اهـ الهالك من مالهن وقصد ابن عابدين في تعليله )بأنه التزام ماال يلزم( أن المؤم

الذي أسماه )صاحب السوكرة( قد التزم بعقدها أن يدفع للتاجر عند

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ=

، حيث أدخلوا عقد التأمين إلينا مبتدئا من التأمين البحري بالدنا لعقد صفقات االستيراد

العالمة محمد ابن عابدين رحمه هللا مناسبة ، وقد وجد على هذه الصفقات االستيرادية

استطرادية للبحث في عقد التأمين الذي سماه )سوكره( كما هو اسمه الشائع إلى اليوم

، فذكره في باب )المستأمن( من / كتاب الجهاد / بمناسبة أن أولئك الوكالء بين الناس

دون صفقاتهم مع السوكرة ، ويعق التجاريين األجانب يدخلون إلى دار اإلسالم مستأمنين

، فقد نقل ابن عابدين في الفصل الثاني من باب المستأمن من حاشيته رد المحتار عليها

ير( لإلمام محمد 429ص 3)ج ( من الطبعة األميرية األولى األولى عن )شرح الس

)وهم في اصطالح الفقه اإلسالمي الذين يدخلون من أهل دار –بشأنه المستأمنين

: )إن على اإلمام ما خالصته –ألجانب إلى دار اإلسالم بإذن إلقامة مؤقتة( الحرب ا

، وأنه ال يحل لمسلم أن يتعاقد في دار نصرة المستأمنين ما داموا في دار اإلسالم

، كما ال يجوز أن يؤخذ من اإلسالم مع المستأمن إال ما يحل من العقود مع المسلمين

، وإن جرت العادة به كالذي يؤخذ من زوار بيت شرعا المستأمن شيء ال يلزمه

. المقدس( ثم ذكر المقولة المذكورة فوق كما تقدم

، ثم ( بمعنى األمانSecurte، أتى من اللفظ الفرنسي )سيكورتيه : ولفظ السوكرة قلت

( Assurance، لكن االسم المصطلح عليه اآلن لديهم )أسوارنس بمعنى عقد التأمين

. ه التأمين اهـومعنا

Page 69: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

69

، فال يجوز أخذه منه هالك ماله تعويضا عنه ال يلزمه الشرع بدفعه

نه قبال من أنه ال يجوز أن يؤخذ من المستأمن في دار بناء على ما بي

اإلسالم ماال يلزمه أداؤه شرعا وإن جرت به العادة كالعوائد التي

. تؤخذ من زوار بيت المقدس آنئذ وهذا هو المبنى الذي علل به ابن عابدين عدم جواز أخذ

ن قد التزم بهذا العقد تعويض التأمين من المؤمن بناء على أن المؤ م

، فهو كالوديع أو المستعير أو المستأجر إذا اشترط عليهم ماال يلزمه

في العقد ضمان قيمة الوديعة أو العارية أو العين المأجورة إذا هلكت

، فمثل هذا الشرط في قواعد المذهب الحنفي ال بال تعد وال تقصير

. ضمان منهم، فال يجوز أخذ هذا ال يلزمهم بشيءعلى عدم الجواز مسألتين (1)ثم أورد ابن عابدين رحمه هللا

منصوصا عليهما في المذهب قد يشعر قياس كل منهما بالجواز

: وهما

. مسألة الوديع بأجر حيث يضمن الوديعة إذا هلكت -1مسألة ضمان خطر الطريق التي ينص عليها فقهاء الحنفية -4

: )اسلك هذا وهي ما لو قال شخص آلخر : في كتاب الكفالة

، حيث يضمن ، وإن أخذ فيه مالك فأنا ضامن( الطريق فإنه آمن

. القائل ما يصيب مال السالك في هذا الطريق(ويعلل فقهاء المذهب بأن هذا القول تغرير من القائل مع التعهد

ر به . فيضمن للمغر

ـــــــــــــــــــ، وما 429/ ص 3: حاشية رد المختار على الدر المختار للعالمة ابن عابدين ج ( ر1)

. بعدها

Page 70: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

71

مسألة -ة هذه المسألة الثانية وكذلك أجاب ابن عابدين عن دالل

بأن بينها وبين قضية السوكرة فرقا ال يصح -ضمان خطر الطريق

. معه قياسها عليهاويميز ابن عابدين رحمه هللا بين أن يكون عقد التأمين معقودا

في دار الحرب مع المؤمن الذي يسميه )صاحب السوكرة( وأن

فعدم جواز أخذ التعويض مقصور ، يكون معقودا في دار اإلسالم

على الحالة الثانية التي يعقد فيها السوكرة في دار اإلسالم حيث

ا إذا كان التأمين معقودا في دار تطبق عليه أحكام اإلسالم ، أم

الحرب وأرسل صاحب السوكرة بعد هالك البضاعة مبلغ التعويض

، ألنه ه عندئذ حالل إلى صاحبها التاجر في دار اإلسالم فإن أخذ

، وليس بعقد فاسد أخذ لمال حربي برضاه دون غدر وال خيانة

. معقود في دار اإلسالم حتى يكون خاضعا ألحكام ديننا: )إن كان العقد في بالدنا والقبض في وقال ابن عابدين أيضا

على بالدهم فالظاهر أنه ال يحل أخذه ولو برضى الحربي البتنائه

. العقد الفاسد الصادر في بالد اإلسالم فيعتبر حكمه(فابن عابدين يرى أن عقد التأمين البحري الذي كثر السؤال

، عقده مسلم عنه في زمانه ال حكم له إذا عقد في بلد غير إسالمي

، ال ، وإذا عقد في بلد إسالمي كان عقد معاوضة فاسدا أو غيره

. ه ألنه التزام ماال يلزم شرعا يلزم الضمان بففساد العقد كان للفساد في أحد بدليه ألنه ال سبب للضمان

، وله في حل أخذ مال البدل بمقتضى هذا العقد التفصيل شرعا

، وإذا كان ابن عابدين لم يكن له رأي إال في التأمين البحري السابق

حكم سائر أنواع التأمين فإن مذهبه فيه يقضي حتما بأن يكون هذا

، ألنه ال يوجد فيه سبب شرعي للضمان فيكون التزام ماال يلزم

Page 71: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

71

ويكون العقد في هذه األنواع عقدا فاسدا إذا عقد في دار اإلسالم بين

يين أو مسلمين أو اختلط طرفاه ، وال يحل لمسلم أخذ مستأمنين أو ذم

، مي لم يكن له حكم، وإذا عقد في بلد غير إسال البدل بمقتضاه

. ويحل للمسلم أخذ البدل بالرضا ال بالتقاضيفي مجموع الرسائل؛ في رسالة )أجوبة محققة عن أسئلة -4

قة( للعالمة محمد ابن عابدين صاب الحاشية جاء في هذه مفر

ه : )وسئلت في رمضان سنة أربعين ومائتين (1) الرسالة ما نص

ا إذا جرت الع ادة بين التجار أنهم يستأجرون مركبا من وألف عم

مراكب أهل الحرب لحمل بضائعهم وتجاراتهم ويدفعون للمراكبي

، وتارة يدفعون له مبلغا زائدا على الحربي األجرة المشروطة

، و األجرة لحفظ البضائع بشرط ضمان ما يأخذه أهل الحرب منها

، ا جميع قيمة ذلكأنه إن أخذوا منه شيئا فهو ضامن لصاحبه

فاستأجر رجل من التجار رجال حربيا كذلك ودفع له مبلغا تراضيا

عليه على أنه إن أخذ أهل الحرب منه شيئا من تلك البضاعة يكون

اع ضامنا لجميع ما يأخذونه ، فسافر بمركبه فأخذه منه بعض القط

م حفظه وضمانه في البحر من أهل الحرب فهل يلزمه ضمان ما التز

: الذي يظهر من كالمهم عدم لزوم ، فأجبت بالعوض؟ أم ال

، وذكر مثلما ذكر في حاشيته رد المحتار في قرابة الخ .( . الضمان

. صفحتين وبعض الثالثة فال حاجة إلى التكرار : ثانيا -

مين العالمة الشيخ محمد بخيت والفقيه الثاني من رؤوس المحر

، أصدر هذا العالم فقيه عصره ومفتي الديار المصريةالمطيعي

ـــــــــــــــــــ: / ابن عابدين وأثره في ، ، و ر وما بعدها 133/ ص 4: مجموع الرسائل ج ( ر1)

. الفقه/ لكاتب البحث

Page 72: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

72

اها : )أحكام السوكارتاه( من استنباطه تقع في قرابة ثالث رسالة سم

عشر صفحة من القطع المتوسط طبعت بمصر في مطبعة النيل

: ، وخالصة القول فيها م/ ثم طبعت بعد ذلك مرة أخرى1912/

: عن المسلم يضع ماله أله)أن بعض علماء سالنيك كتب إليه يس

-تسمى قومبانية السوكورتاه -تحت ضمانة أهل )قومبانية(

أصحابها مسلمون أو ذميون أو مستأمنون ويدفع لهم في نظير ذلك

نا من الدراهم حتى إذا هلك ماله الذي وضعه تحت مبلغا معي

أن ، فهل له ضمانهم يضمنونه له بمبلغ مقرامية يرهم من الدراهم

نهم ماله المذكور إذا هلك؟ ، وهل يحل له أخذ دراهمهم إذا يضم

، وهل يشترط لحل أ خذه تلك الدراهم أن يكون العقد ضمنوا؟

واألخذ في غير دار اإلسالم؟ أو يكفي أن يكون العقد في غير دار

، وإن كان األخذ في دار اإلسالم؟ وهل يحل ألحد الشركاء اإلسالم؟

ن يباشر العقد عن الجميع ويأخذ البدل بغير دار اإلسالم ثم يعطي أ

: إن هذا مما عمت به البلوى في ، وقال المستفتي الباقين حصصهم؟

. . ، وإنه راجع كتب المذهب فلم يجد بها شيئا يطمئن به دياره : فأجابه المفتي المطيعي رحمه هللا بما خالصته

، فالمال الملتزم بدفعه ملزم ألحد طرفيهإن هذا العقد ليس ب

ه ألنه دفع ما ال للقومبانية دفعه غير الزم ، ولمن دفعه أن يسترد

ه يلزمه على ظن أنه يلزمه ، وال يلزم أهل القومبانية الضمان ألن

، وال ، وتارة يهلك وتارة ال يهلك التزام معلق على هالك المال

، فهو عقد معلق على الخطر وما يهلك لو سلمنا بالهالكنعرف متى

، واستدل لما ذهب إليه بأن ضمان األموال فيه من معاني القمار(

ا بطريق الكفالة أو بطريق التعدي أواإلتالف ، وليس عقد التأمين إم

: بواحد من هذه الثالثة وليس بمضاربة أيضا ثم قال

Page 73: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

73

، ذ البدل في دار اإلسالم ال يحل األخذ إن كان العقد وأخ -1

. ويكون المأخوذ ماال خبيثا ، وإن كان العقد واألخذ في غير دار اإلسالم حل األخذ -4

. وكان المأخوذ ماال طيبا إن أخذه، ال يحل وإن كان العقد في غير دار اإلسالم واألخذ فيها -3

. أخذ البدلن العقد في دار اإلسالم واألخذ في غيرها حرم وإن كا -2

، ولكن مع ذلك يحل أخذ بدل المال الهالك إجراء العقد ومباشرته

. متى كان األخذ في غير دار اإلسالم وبرضاهم(: )إنه ال يضر متى كان األخذ حالال ال يضر بعد ذلك أن وقال

. (1)يها(يعود به إلى دار اإلسالم أو يبعث به إلويالحظ أنه هو وابن عابدين كان كل منهما يستنبط الحكم مما

، وأن ابن عابدين لم يذكر سببا لفساد العقد إذا قرره فقهاء الحنفية

، ولكن المطيعي لم عقد في دار اإلسالم إال أنه التزام ماال يلزم

خطر وما ، بل اعتمد على تعليقه على ال يعتمد في فساده على ذلك

، وهما متفقان في األحكام إال في حل أخذ البدل فيه من معنى القمار

، إذا كان العقد في غير دار في دار اإلسالم بغير مخاصمة

، فابن عابدين يرى حله ألن العقد في غير دار اإلسالم ال اإلسالم

، والمطيعي يرى أن األخذ في دار ، واألخذ كان بالرضى حكم له

، ألن المسلم ال يحل له أن يأخذ في دار م ال يحل مطلقا اإلسال

، ومال البدل لم يلزمه اإلسالم من المستأمن إال ما يلزمه شرعا

. شرعا ـــــــــــــــــــ

. : مواضع متعددة : رسالة أحكام السوكرتاه ( ر1)

Page 74: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

74

: ثالثا -

اعه مفتي الديار المصرية وفتواه الفقيه الشيخ عبد الرحمن قر

وكورتاه( للشيخ م/ ليست إال ترديدا لما جاء في رسالة )الس1942/

، وال المطيعي فهو مثله برأيه أن التأمين ال يجوز في الحريق نصا

. يجوز في سائر أنواع التأمين اقتضاء يشبه الصريحمين المعاصرين أو قبل المعاصرين ومن أبرز العلماء المحر

: بقليل

. الشيخ محمد علي السايس -1

. الشيخ طه الديناري-4

. شيخ محمد عبد اللطيف السبكيال -3، أستاذ الفقه بمدرسة المرحوم الشيخ أحمد إبراهيم الفقيه -2

القضاء الشرعي وكلية الحقوق بجامعة القاهرة في مقال بمجلة

. م/1921الشبان المسلمين سنة /

يق محمد األمين الضرير -2 ، رئيس قسم الدكتور الصد

م في كتابه )الغرر وأثره في الشريعة اإلسالمية بجامعة الخرطو

. العقود(

، في مقولة له في ، مفتي األردن الشيخ عبد هللا القلقيلي -2

م/1921أسبوع الفقه اإلسالمي سنة /

، عضو هيئة التحرير في الشيخ محمد علي البوالقي -3

س في معهد الدراسات موسوعة الفقه اإلسالمي في الكويت والمدر

. في رسالة خاصة نشرها بعض الكاتبين، العليا في مصر، المفتي العام للجمهورية الدكتور محمد أبو اليسر عابدين -8

العربية السورية وأستاذ الشريعة اإلسالمية بكلية الحقوق بجامعة

Page 75: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

75

في مجلس خاص عن -وإني أحد تالميذه -، فقد سألته دمشق سابقا

ة كما قال ابن عابدين : )الكراهة التحريمي حكم هذا العقد فقال

م/ قبيل وفاته بحوالي عشر سنين رحمه 1931، وذلك عام / الجد(

. هللا تعالى

وممن أخذ بالتحريم المطلق من المعاصرين الدكتور عيسى -9

. ، في كتابين له عبده

، في رسالة والمرحوم الشيخ عارف الجويجاتي الدمشقي -11

. له

. ، من سوريا وانواألستاذ عبد هللا عل -11

. واألستاذ الشيخ عبد الستار السيد -14

. ، كذلك والشيخ فخر الدين الحسني -13

ع فليرجع إلى مبحث في التأمينات للشيخ هذا؛ ومن أراد التوس

محمد أحمد فرج السنهوري عضو مجمع البحوث اإلسالمية في

المية العدد السابع ، في مؤتمر مجمع البحوث اإلس األزهر الشريف

. /4ج/ : : مذهب المحللين مطلقا الفرع الثاني -

، ويقف على رأس هؤالء وقد كانوا قلة فأصبحوا كثرا اليوم

: جميعا

، أستاذ الشريعة اإلسالمية في األستاذ مصطفى أحمد الزرقاء -1

كلية الحقوق بجامعة دمشق وأستاذ في كلية الشريعة سابقا

سابق؛ في المقال الذي كتبه في أسبوع الفقه اإلسالمي ووزير

ده وطبعه في 1921بمهرجان ابن تيمية بدمشق سنة / م/ ثم جر

Page 76: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

76

-: )عقد التأمين وموقف الشريعة اإلسالمية منه كتاب سماه

. (1)السوكرة( في حوالي مائة صحفة أو تزيدة الحقوق ، أستاذ الشريعة اإلسالمية بكلي األستاذ علي الخفيف -4

مه للجنة الخبراء ، فقد ذهب بجامعة القاهرة؛ في بحثه الذي قد

. إلى إباحة أنواع التأمين جميعهاولكن األستاذ محمد أحمد فرج السنهوري فهم منه شفويا أنه

. يميل إلى منع التأمين على الحياة، أستاذ الشريعة اإلسالمية بكلية الدكتور محمد سالم مدكور -3

قوق بجامعة القاهرة؛ ببحث مستقل نشره في مجلة الح

. (2)العربي، أستاذ العلوم العالية األستاذ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي -2

. بالقرويين؛ في ذيل كتاب الفكر السامي، أستاذ الشريعة بكلية المرحوم الدكتور محمد يوسف موسى -2

جامعة عين شمس؛ قال الحقوق بجامعة القاهرة ثم بكلية الحقوق ب

، وشرعا ال إن التأمين بكل أنواعه ضرب من ضروب التعاون

. بأس به إذا خال من الربا، مدير تفتيش العلوم الدينية المرحوم الشيخ عبد الرحمن عيسى -2

. ، ذهب لجواز التأمين بجميع أنواعه والعربية باألزهركبار ، عضو جماعة المرحوم الشيخ الطيب حسن النجار -3

. العلماء ـــــــــــــــــــ

لة ومزيدة مطوعة ومنشورة في بيروت ( ثم1) . أتبعه بطبعة جديدة مذي

لغير الكاتب المذكور حول 22: عدد . و ر 192و 194( مجلة العربي الكويتية عدد 2)

. التأمين على الحياة

Page 77: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

77

، أستاذ الشريعة المرحوم الشيخ عيسوي أحمد عيسوي -8

اإلسالمية بكلية الحقوق جامعة عين شمس في مقال نشرته له

مجلة العلوم القانونية واالقتصادية بجامعة عين شمس يوليه

. م/ وذهب فيه إلى إباحته بكل أنواعه1924/األوقاف ، عضو مجمع البحوث ووزير الدكتور محمد البهي -9

وشؤون األزهر سابقا في كتابه )نظام التأمين في هدي أحكام

، ذهب فيه إلى جواز اإلسالم وضرورات المجتمع المعاصر(

عقد التأمين بجميع أنواعه بل أوجب على الدولة حمل الناس

. عليه إلزاميا أخذا من كالم ابن خلدوناألزهريين ، من العلماء المرحوم الشيخ عبد هللا صيام -11

المتخصصين؛ كتب كلمة في مجلة المحاماة الشرعية

ل صوت شرعي جريء بمصر 1934مايو/ م/ فكان صوته أو

. ، فهو جائز مثله ذهب إلى إلحاق التأمين بالمواالةدين؛ أصحاب فكرة الفرع الثالث - : مذهب المترد

: االنتقاء والتخير لكنهم إلى المنع أقرب

د وعلى -1 رأسهم يقف أستاذنا العالمة المرحوم الشيخ محم

، أستاذ الشريعة اإلسالمية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة أبو زهرة

وعضو لجنة الخبراء؛ وذلك فيما كتب في األهرام االقتصادي سنة

، وممن شهدوا مؤتمر الفقه اإلسالمي الثاني بدمشق م/1921/

المحاضرات التي ألقيت في ، وكانت له تعليقات على م/1921/

مسألة التأمين ورأيه في كل ما أبدي في تلك األوقات تجمعه مذكرته

ق مرتب انتهى فيه إلى أن هذا العقد غير جائز في على وجه منس

، لكنه أباح في مقال آخر له الفقه اإلسالمي بل فاسد يكرهه اإلسالم

Page 78: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

78

واع التأمين وال ندري وجه من أن (1)التأمين على السيارات فقط

الفرق؟!

، أستاذ الشريعة بكلية المرحوم الشيخ عبد الوهاب خالف -4

، في مقال في صحيفة لواء اإلسالم فبراير الحقوق بجامعة القاهرة

م/ فذهب فيه إلى جواز عقد التأمين على الحياة من أنواع 1922/

ق لغيره . التأمين ولم يتطرالسنوسي؛ في مقالين له في مجلة األزهر/ األستاذ أحمد طه -3

م/ نشرت بحثا له في )التأمين من 1923اكتوبر ونوفمبر/

، ذهب فيه إلى جواز هذا النوع قياسا له على عقد المسؤولية(

المواالة الذي ذهب إلى مشروعيته عدد من كبار فقهاء الصحابة

لمسؤولية إلى ، ولم يتجاوز تأمين ا وفقهاء األمصار وبقائه مشروعا

، وهو ال يكاد غيره من أنواع التأمينات ألنه استند إلى عقد المواالة

. ينفعه على طريقته في األنواع األخرى، الرائد العام لجميعة الشبان الشيخ أحمد الشرباصي -2

المسلمين؛ يستفاد من جوابه على السؤال المذكور في األهرام

م وال االقتصادي أن نظام التأمين إذ ا قام على أساس ربوي فهو محر

، بحيث يكون غبنا سيما في التأمين من عنصر الجهالة والفوضى

ما متكررا لشركات التأمين للفرد غالبا ، وإذا لم ، وغنما متضخ

اعتبر -ومنه في نظره التأمين –يمكن التخلص من النظام الربوي

. وجوب العمل على التخلص منه ضرورة فيعمل به مؤقتا مع، عضو مجمع البحوث محمد أحمد فرج السنهوري -2

اإلسالمية ولجنة الخبراء؛ يرى إباحة أنواع التأمين عدا التأمين على ـــــــــــــــــــ

/ شباط 12، 134/ نقال عن األهرام االقتصادي العدد 41: الزرقا ص ( عقد التأمين1)

. م1921/

Page 79: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

79

، وعدا ما يسمونه تأمينا ادخاريا فهو الحياة من أجل مستفيد غيره

ز، وفي تسميته تأمينا كث في حقيقته معاملة ربوية . ير من التجو، خبير اللجنة المالكي؛ أفتى بفساد الشيخ محمد مبروك -2

، عقد التأمين على الحياة الشتماله على الربا والمقامرة والمخاطرة

وأما عقد التأمين على األضرار فهو عقد سليم خال من الربا والغرر

. والجهالة : الفرع الرابع -

من ذهب إلى جواز عقد التأمين في وهنالك من علماء القانون

الشريعة اإلسالمية وعلى رأسهم الدكتور السنهوري في كتابه

/ ومن أراد التوسع في معرفة آراء الفقهاء 1189ص / 3الوسيط ج

: فليرجع إلى

: مهرجان ابن تيمية )عقد أسبوع الفقه اإلسالمي -1

. التأمين( . بعمؤتمر البحوث اإلسالمية العدد السا -4 . /3)الوسيط( للدكتور السنهوري ج -3 )عقد التأمين وموقف الشريعة اإلسالمية( لألستاذ -2

. الزرقا . )التأمين( لألستاذ سعدي أبو جيب ط دار الفكر بدمشق -2 مفتي -: قصة تاريخ فتوى الشيخ محمد عبده خاتمة -

: -الديار المصرية

ة )ميوتوال ليف( األميريكية هورسيل( مدير شرك. المستر )د

للتأمين استفتى دار اإلفتاء بمصر )في رجل يريد أن يتعاقد مع

جماعة )قومبانية( مثال على أن يدفع لهم ماال من ماله الخاص على

Page 80: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

81

أقساط معينة ليعملوا فيها بالتجارة واشترط عليهم أنه إذا قام بما ذكر

المعينة وكانوا قد عملوا وانتهى زمن االتفاق المعين بانتهاء األقساط

ه ، وكان حيا في ذلك المال ، أخذ ما يكون له من المال مع ما يخص

، وإذا مات في أثناء تلك المدة يكون لورثته أو لمن له من األرباح

، ، المتعلق بورثهم مع األرباح حق الوالية في ماله أن يأخذوا المبلغ

ما ينتجه لهم من -فيدا ألربابه الذي يكون م -فهل مثل هذا التعاقد

. نرجو التكرم باإلفادة( -جائز شرعا –الربح هـ/ 1341فأجاب األستاذ الشيخ محمد عبده في شهر صفر /

: )لو صدر مثل هذا التعاقد بين ذلك الرجل م/ بقوله1913إبريل/

، وهؤالء الجماعة على الصفة المذكورة كان ذلك جائزا شرعا

ك الرجل بعد انتهاء األقساط والعمل في المال وحصول ويجوز لذل

الربح أن يأخذ لو كان حيا ما يكون له من المال مع ما خصه من

، وكذا يجوز لمن يوجد بعد موته من ورثته أو من له والية الربح

التصرف في ماله بعد موته أن يأخذ ما يكون له من المال مع ما

. (، وهللا أعلم أنتجه من الربحفق -: استفتي رحمه هللا قلت عن صورة مضاربة صحيحة مت

تها فأفتى فيها بالجواز ، فما هذا؟! وما صلته بالتأمين على على صح

الحياة؟

ولكن الدعاية الضالة للتأمين على الحياة أشاعت وأذاعت أن

، اةاألستاذ المفتي الشيخ محمد عبده أفتى بجواز التأمين على الحي

كما استغل ذلك في الترويج لإليداع بصندوق التوفير للبريد بفائدة

، وكثرت األكاذيب في هذ الدعايات حتى علقت بأذهان العالم معينة

ض بعض معاصريه من العلماء بفتواه والجاهل ، وهللا يعلم ، وعر

إفتاء ، ولكن ماذا عليه لو امتنع عن أن الشيخ لبريء مما يفترون

Page 81: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

81

، وحمى هذا الرجل وهو يعلم أنه مدير شركة تأمين على الحياة

نفسه من هذا االفتراء؟! ووقانا شر هذا الصراع الدائم حتى

. (1)اليوم؟!، فاألستاذ المفتي الشيخ محمد عبده ليست له فتوى وال وبعد

، يؤيد ذلك موقف رأي معروف في أي نوع من أنواع التأمين

وخ الكبار في مجلس األوقاف األعلى الذي كان المفتي واحدا الشي

، ، وهم المغفور لهم العلماء؛ سليم البشري شيخ األزهر منهم

ونة النواوي شيخ األزهر ، بكري عاشور ، ومحمد عبده المفتي حس

وكان رأيهم –، محمد نجاتي مفتي ديوان األوقاف الصرفي المفتي

. (2)عقود التأمين بكل أنواعهكلهم باإلجماع منع

المبحث الثاني

عقد التأمين بين الفقه اإلسالمي والفقه الغربي

* التصديق * : المطلب األول

: وجوه استدالل الفقهاء ومناقشاتهممين مطلقا -آ : أدلة المحر

: أوال

مه إن عقود التأمين الحالية نوع من الميسر )القمار( الذي حر

فه الفقهاء اإلسالم لصدق تعريفه عليه : )هو كل ، والميسر كما عر ـــــــــــــــــــ

. / وما بعدها122ؤتمر البحوث اإلسالمية العدد السابع ص( م1)

. / وما بعدها121( المصدر السابق ص 2)

Page 82: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

82

عقد يكون فيه أحد العاقدين عرضة للخسارة بال مقابل يناله من

: كل شيء : )الميسر الرابح( قال صاحب الكليات -العاقد اآلخر

: )الميسر؛ ، وقال صاحب المغرب (1)فيه خطر فيه من الميسر(

. وقال مثله صاحب التعريفات. (2)عرب باألزالم(قمار الن إلى شركة التأمين على ولو ذهبنا ننظر فيما دفعه المؤم

حياته أو تجارته لوجدنا أنه لم يستفد شيئا إذا لم يصب فيهما أو في

، ، وقد يمر العمر كله ولم يمسسه سوء ولم ينزل به ضرر أحدهما

، الشركة لخلوه عن عوض مالي مقابل فال يحل هذا المدفوع إلى

، كما ال وجه لحل ما يأخذه هو أو ورثته من الشركة بتقدير ضرره

، على أن طمع بعض الورثة إذ ليس للشركة أي يد في إيذائه

ثهم قد يحمله على قتله من غير مباشرة لسبب القتل استعجاال بمور

وقد يبقى االئتمار على ، للحصول على المال من شركة التأمين

ث المقتول مستورا عن الناس . المور : ثانيا

–والغرر . إن عقود التأمين الحالية نوع من عقود الغرر

: )ما يكون مستور ، واصطالحا ، الخطر لغة –بفتحتين

ومعناه بيع األشياء االحتمالية الذي ال ندري عاقبته هل . (3)العاقبة(

، وقد جاء تحريم الغرر في أحاديث كثيرة منها حديث التحصل أم

. (4): ونهى عن بيع الغرر مسلم مرفوعا

ـــــــــــــــــــ . 184/ص 2( الكليات للكفوي ج1)

. 393ص 4( المغرب للمطرزي ج2)

. 32و 43والغرر ص 192، /13: المبسوط ( ر3)

. 21: ص ( ر4)

Page 83: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

83

: ثالثا

هان والمجازفة ، إن عقود التأمين في حقيقتها تقوم على الر

، فإن وقع ألن التزام الشركة معلق على خطر قد يقع وقد ال يقع

، وإن لم يقع لم أمين أو بالتعويضالتزمت الشركة بأداء مبلغ الت

، وال يقصد من ذلك إال تحقيق الربح تلتزم الشركة بشيء من ذلك

، ، وتضخم المال بال جهد ، واإلثراء الفاحش بال سبب االحتكاري

: وهذا قول بعض رجال االقتصاد في الغرب والشرق

، : )عقد التأمين قائم على المجازفة يقول اللورد /مانسفيله/ -آ

ق بينه وبين عملية ولذلك يصعب في بعض الحاالت؛ أن تفر

، ولقد المراهنة على مبالغ نقدية من حيث األصل الذي عليه العقد(

استشهد بهذا القول بعض شراح القانون التجاري في إنكلترا كما في

م/ عن الناشر )باثر ورث( 1941كتاب )استيفنس( الصادر/سنة

. وشركاه في لندن: ، شارح القانون التجاري في إنكلترا يقول /سلوتر/ -ب

، ذلك أن المستأمن مدفوع بالرغبة في )التأمين هو شراء األمن

، فإنه يشتري من المؤمن )الشركة( حق حماية نفسه ضد خطر ما

: ، ويقال لثمن الشراء التعويض إن وقع الضرر بسبب ذلك الخطر

، ويندرج وعد ا يكون دفعة سنوية)جعل( أو )قسط( وغالبا م

ن بالتعويض في حالة وقوع الحادثة المؤمن ضدها فيما يقال المؤم

، وهل البوليصة إال المجازفة واإلثراء الفاحش بال : )البوليصة( له

. سبب، األصيل يقول الدكتور عيسى عبده في كتابة )التأمين -جـ

متواضعة والناشطة في ميدان : )إن بعض الشركات ال (1)والبديل( ـــــــــــــــــــ

. 21: ص ( ر1)

Page 84: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

84

م/ وحده ربحا صافيا يقرب من ربع 1928التأمين قد حققت في عام /

، وهذا الربح الصافي وفقا للقانون يذهب إلى المساهمين رأس المال

. أصحاب الشركة وال يذهب إلى المستأمنين : رابعا

وي الذي إن عقود التأمين في واقعها تقوم على التعامل الرب

مه اإلسالم ، حر

: إننا نشترط عدم وجود الربا وهب أن القائلين بالحل قالوا لنا

قكم؟! فهاتوا لنا حالة ، نقول لهم في عقد التأمين : وهل الواقع يصد

واحدة في العالم خال عقد التأمين فيها عن الربا والفائدة!!

: خامسا

لمبدأ والغاية على بيع األمن نظير إن عقود التأمين قائمة في ا

فق عليه؛ يقال له ، ولكن هذا األمن المباع هو خدمة : )قسط( ثمن يت

اجتماعية يجب أن تقوم بها الدولة وهي محاسبة ومسؤولة إن

رت في تحقيقها فال يجوز لفرد أو شركة أن تستغل هذه الخدمة قص

ذه الخدمة تدخل في مضمون البتزاز األموال والربح الذاتي ألن ه

، ، ودفع الظلم الخدمات التي هي من اختصاص الدولة كإقامة العدل

، وتأمين الحق لكل مواطن في العيش الضروري وتحقيق األمن

، وهي كتأمين المواد التموينية فهي من اختصاصات الدولة فقط

رت في تأمينها أ ال وآخرا فإذا قص ت مسؤولة عن تأمينها أو و غض

ة . الطرف عنها فإنها محاسبة أمام هللا ومسؤولة أمام األممة في تلكم أظهر أدلة من ذهب إلى أن عقود التأمين محر

، وأنها تتنافى في نظرهم مع مقاصدها العامة الشريعة اإلسالمية

. وقواعدها األساسية

Page 85: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

85

: : أدلة المبيحين لعقود التأمين الفرع الثاني -األدلة التي أوردها كل من هؤالء العلماء المبيحين للتأمين

، وسأقتصر في تبيان هذه األدلة على ما مطلقا متداخلة متشابهة

ة وداللة ذكره األستاذ الزرقا ، باعتبارها األكثر شموال واألقوى حج

ص ا من حجج ودالالت اآلخرين الذاهبين معه إلى الجواز وذلك ملخ

. من كتابه /عقد التأمين/

-رحمه –المستندات القياسية التي استند إليها األستاذ الزرقا

: هللا في جواز عقد التأمين هي

: عقد المواالة -1

ص هذا العقد في أن يقول شخص مجهول النسب ويتلخ

؛ تعقل للعربي ، وهذا عني إذا جنيت وترثني إذا مت (1): "أنت وليي

، وأخذ به من العقد أخذ به كبار فقهاء الصحابة كعمر وابن مسعود

. فقهاء األمصار اإلمام أبو حنيفة وأصحابهة من صور عقد التأمين حيث فعقد المواالة هذا صورة حي

، في كل ما العربي يتحمل مسؤولية مجهول النسب من ال عاقلة له

المشابهة بين عقد المواالة وعقد ، فوجه يصدر عنه من أضرار

ل المسؤولية من غير تبعة . ، ال غير التأمين هو تحم : ضمان خطر الطريق عند الحنفية -2

: )اسلك هذا الطريق فإنه ، أنه إذا قال شخص آلخر وخالصته

ضه ، وإن أصابك شيء فأنا ضامن( آمن ، فسلكه فأصابه شيء فعو

ـــــــــــــــــــ، وهو ما يسمى بدية القتل ويض المالي في جناية القتل الخطأ: هو دفع التع ( العقل1)

. الخطأ

Page 86: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

86

، فهو نص استثنائي قوي في جواز التأمين ما خسره ألنه ضامن

. على األموال من األخطار : قاعدة االلتزامات والوعد الملزم عند المالكية -3

ل وخالصته؛ أنه إذا وعد شخص غيره عدة بقرض أو بتحم

أو إعارة أو نحو ذلك مما ليس بواجب عليه –خسارة -وضيعة

لوعد ملزما؟ ويقضى عليه بموجبه إن لم ، فهل يصبح با في األصل

. يف له؟! أو ال يكون ملزما!اختلف المالكية في ذلك على أربعة آراء؛ من جملتها )يقضى

. مطلقا( أي أنها ملزمة له –أي الوعد –بالعدة فإذا أخذنا بالمذهب األوسع في هذه القضية فإننا نجد في قاعدة

سعا لتخريج عقد التأمين على أساس أنه التزام من االلتزاما ت هذه مت

ن للمستأمنين ، ولو بال مقابل على سبيل الوعد بأن يتحمل المؤم

، أي أن عنهم أضرار الحادث الخطر الذي يتعرض له أحدهم

ض عن الخسائر . يعو : نظام العواقل في اإلسالم -4

، بحيث جناية قتل غير عمد ويتلخص في أنه إذا جنى أحد

ية ال القصاص ع يكون موجبها األصلي الد ، فإن دية النفس توز

، وهم على أفراد عاقلة الذين يحصل بينه وبينهم التناحر عادة

، وكل من يتناصر بهم ويعد هو الرجال البالغون من أهله وعشيرته

ها اإلسالم لما فيها من معنى ، كانت في واحدا منهم الجاهلية وأقر

، فما المانع من أن يفتح باب لتنظيم هذا التعاون على البر والتقوى

التعاون على ترميم الكوارث المالية بجعله ملزما بطريق التعاقد

ة ، كما جعله الشرع إلزاميا دون تعاقد في نظام واإلرادة الحر

. العواقل

Page 87: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

87

: مين االجتماعي الجائز شرعا التأ -5

فما الفرق بين نظام التقاعد والمعاش لموظفي الدولة وهو

، وبين التأمين تأمين اجتماعي أجازه علماء الشريعة كافة بال نكير

على الحياة؟

والخالصة أن نظام التأمين بوجه عام عند هؤالء تشهد لجوازه

، وال ينهض ة وفقههاجميع الدالئل الشرعية في الشريعة اإلسالمي

وال شبهة من شبه –لديهم –في وجهه دليل شرعي على التحريم

. القائلين بالتحريمص األدلة التي أوردها زعيم القائلين بالحل األستاذ هذا ملخ

مصطفى أحمد الزرقا في جواز التأمين في مؤتمر أسبوع الفقه

ده بكتاب )عقد م/ ثم أفر1921اإلسالمي الذي أقيم في دمشق /

. التأمين وموقف الشريعة اإلسالمية منه(إلى التحليل بدليلين آخرين (1)وقد استدل بعض الذاهبين

: )األستاذ الخفيف(

: أن الغرر المسلم في عقد التأمين غير مؤثر فال األول -1

زها كثير من الفقهاء مع أن ما يمنع من صحته ، فهنالك عقود جو

ا من الغرر أكثر من الغرر الذي في عقد التأمين كبيع ما في فيه

. . الصندوق دون علم المشتري ما فيه وبيع الثمر قبل بدو صالحه . إلخ

واستشهد هؤالء األفاضل على جواز التأمين برأي بعض -4

المالكية في البيع بالنفقة على المشتري مدة حياته فقد قال األستاذ

: )وعلى هذا يرى أن منع التأمين لما فيه من الغرر هالخفيف ما نص

ـــــــــــــــــــ . ، /نقال عن األستاذ الخفيف/ / للصديق محمد األمين )الدكتور(228( كتاب الغرر ص 1)

Page 88: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

88

ا قد وجدنا من فقهاء أو الجهالة ال يقوم على أساس ، ويؤيد ذلك أن

المالكية من يجيز اتفاقا يشبه عقد التأمين تمام الشبه ويحوي كثيرا

، فقد جاء في شرح المنتقى على من الغرر ال يحويه عقد التأمين

: )ومن دفع إلى رجل داره على أن /2: 24أ مالك للباجي /موط

از عن أشهب قال ينفق عليه حياته ، ال أحب ذلك ، روى ابن المو

، ألن حياته مجهولة : هو حرام ، وقال أصبغ وال أفسخه إن وقع

: على أن : ال يجوز إذا قال ، وقال ابن القاسم عن مالك ويفسخ

فنرى أن أشهب أجاز هذا االتفاق مع الكراهة وأن ينفق عليه حياته"

، ومقتضى مالكا قيد عدم جوازه بجهالة مدة اإلنفاق وهي مدة الحياة

نة صح عنده مع ما ة معي ذلك أنه إذا تم االتفاق على أن ينفق عليه مد

، وعليه فلو عرض عقد التأمين على مالك لذهب في ذلك من الغرر

، واستدل األستاذ الزرقا كذلك بعقد جائز ويزه بناء على ذلكإلى تج

. شرعا فيه غرر مقبول هو عقد االستئجار على الحراسة . . . السهم األخير في الكنانة

)في كتاب مصادر الحق في الفقه اإلسالمي( يرى الدكتور

را ملحوظا في الفقه اإلسالمي في هذه السنهوري أن هنالك تطو

را فيها هو مذهب مالكا ، وقد بين لمسألة وأن أكثر المذاهب تطو

: )واألصل ابن رشد في عبارة جلية األصل عند مالك في ذلك فقال

. (1)أن من الغرر ما يجوز لموضع الضرورة( –أي مالك –عنده هذا؛ هو أظهر ما استدل به زعماء الذاهبين إلى إباحة عقد

. التأمين ومن اتبعهم

ـــــــــــــــــــ . /33/ ص34/ ص 3: مصادر الحق في الفقه اإلسالمي ج ( ر1)

Page 89: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

89

في (1)هذا وقد رجعت إلى ما كتبه الدكتور محمد سالم مدكور

مقال نشره بمجلة العربي الكويتية فرأيته في ما كتب لم يخرج عن

دائرة المبيحين لعقود التأمين كلها في الفقه اإلسالمي مبدئيا شريطة

ها من عنصر الربا عها فقهاء الشريعة اإلسالمية خلو ، وأن يطو

، وموجبات ذلك الفساد فوا ما يصاحبها من مفسدات العقودليتال

، وقد جعل من مقاله األول شبه مدخل للمقصد (2)الطارئ عليها

ق إلى هذه العقود التأمينية لدى الذي أراده في مقاله الثاني ، كما تطر

، وإن كان في ما كتب في هذه فقهاء القانون بما ال يخرج عما ذكرنا

الذات يحتاج إلى مزيد من التثبت والرجوع للمصادر النقطة ب

ق بين التأمين التبادلي والتعاوني ، وهذا تفريق ال القانونية ألنه فر

، وارجع إلى الوسيط للدكتور السنهوري تجد يعرفه فقهاء القانون

ـــــــــــــــــــ/ 22، مقال في العدد / د التأمين( في مجلة العربي الكويتية مقاالت ثالث عن عقو1)

وعنوانه )عقد التأمين على الحياة ليس حراما( وهو خاص بالتأمين على الحياة لذا لم

، ومقاالن اثنان للدكتور محمد سالم مدكور رئيس أتعرض له بل لما هو أعم وأشمل

بجامعة قسم الشريعة اإلسالمية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة وأستاذ الفقه واألصول

، وعنوانه )عقود التأمين وموقف الفقه ، األول منهما كالمدخل للثاني الكويت انئذ

: )عقود التأمين ما حكمها في الفقه والثاني عنوانه 42، -41/ ص 194منها( العدد /

ص فيه ما ذهب إليه 42-41/ من ص 192اإلسالمي( العدد / وهو بيت القصيد لخ

دامى والمعاصرون باختصار شديد ثم تكلم في أدلته وعقب ذلك الفقهاء اإلسالميون الق

، ثم ختم بحثه بمنافع التأمين واقتراح باالجتهاد الجماعي في هذا برد شبه الخصم

. الموضوع وحاجة المسلمين إليه

: )والذي نراه بعد ذلك أن عقد التأمين في حيث قال 42/ ص192( العربي العدد /2)

فكرته مساير لمصالح الناس الذين أقبلوا عليه دون ترتب نزاع بسبب جوهره وأصل

، كما أنه ال ، كما أنه لم يرد في التشريع اإلسالمي نص يمنعه ويبطله أصل العقد

: )ونقترح أخيرا أن يجتمع ، ثم قال في ذات الصفحة يتنافى مع قواعد الشرع العامة(

ويتدارسوا عقود التأمين بجميع أنواعها وما فريق من كبار المسلمين المخلصين لدينهم

يا مع قواعد الفقه اإلسالمي( يتصل بها من شروط ويطوعوا الناشز منها ليكون متمش

. اهـ

Page 90: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

91

بعدا بينما ذكره واضع القانون وشارحه وبينما ذكره األستاذ كاتب

. المقالذهب في قضية فتح باب التعاقد بعقود مستحدثة في الفقه ولقد

اإلسالمي شأن األستاذ الزرقا والفقهاء المبيحين للعقود التأمينية

ة والشيخ اإلمام ابن بإطالق تابعا في ذلك جمهور الفقه الحنبلي بعام

ة . (1)تيمية بخاصجموعها أما أدلته التي استند إليها فيما ذهب إليه فترجع في م

، فجعل كال من الغرر إلى ما ذهب إليه األستاذ الزرقا ومن تبعه

، والجهالة التي في عقود التأمين مغتفرا فسلم بوجود الغرر والجهالة

ولكن لم يجعل منهما مفسدا للعقد أو مانعا من إباحته استنادا إلى أن

ها الفقهاء كتب الفقه اإلسالمي تكاد تكون ممتلئة من ا لعقود التي أقر

: مع أن فيها من الغرر ماال يقل عن نظيره في عقود التأمين مثل

، والوصية بمرتب مدى ، و العمرى ، والقسامة دية القتل الخطأ

. ، وعقد المواالة الذي أجازه كبار الصحابة والمذهب الحنفي الحياةلذاهبين إلى المنع والتحريم ثم أردف ذلك بتنفيد أدلة الخصم ا

ص تلك الشبهة بست ى أدلتهم تلك شبها ولخ : وسم

، وهما يمنعان من صحة أنها تقوم على الجهالة والغرر -1

. العقد شرعا لنهي الشارع عن الغرر

وأن الضمان فيه من قبيل البر والخير وال يجوز أخذ -4

. العوض عنه ـــــــــــــــــــ

: / حيث قال442: كتاب )العقود( للشيخ العالمة ابن تيمية رحمه هللا تعالى ص ( ر1)

مه هللا )وقد بينا في غير موضع أن األصل في العقود اإلباحة فال يحرم منها إال ما حر

م/ 1929: وقد طبع هذا الكتاب تحت اسم )نظرية العقد( سنة/ ، قلت هـ1ورسوله(

. فلينظر

Page 91: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

91

ضمان لشيء معدوم وقت العقد وإن كان على خطر وأنه -3

. الوجود . وهذا قمار ممنوع شرعا أيضا -2

. وأنها أكل ألموال الناس بالباطل -2

. وأنها ال تخلو بحال عن الربا -2ورد على هذه الشبه الست ردا تجد مضمونه في ثنايا ما

، إال أني أتوقف عند مناقشتهاذكرت وما سأذكر من تفنيد األدلة و

ه عليها وهي قضية الشبهة األولى في زعم صاحب المقال ورد

، ألنها أهم نقطة في البحث كله وأجدر شيء في هذا الجهالة والغرر

، فجعل الغرر والجهالة في عقود التأمين ال يمنع المقال باالهتمام

: ليةمن صحة العقد وإباحته لألمور التا

، ألن عقودا كثيرة فيها غرر أجازها الفقهاء كما ذكر آنفا -1

، لكنه استشهد على ما ذهب إليه بمقولة وضرب لذلك أمثلة أخرى

: )إنه : يقول فيها -رحمه هللا تعالى -البن تيمية الفقيه الحنبلي

ص فيما تدعو إليه الحاجة مما أفسده الغرر مالك ، وكان مذهب يرخ

ز مع الغرر في كل ما تدعو إليه أوسع المذاهب في هذا إذ تجو

: ، ثم بقوله ، وما كان الغرر فيه محتمال ال يؤدي إلى نزاع( الحاجة

)ال يصح أن يقاس كل عقد فيه غرر على بيع الغرر في عدم

. الجواز(، القول لم يذكر كاتب المقال أين قال العالمة ابن تيمية هذا

: ولعله في كتابه )العقود( الذي طبع أقول. سوى أن عزا ذلك إليه

، فهل ، ومثل هذا يحتاج إلى مزيد توقف ونظر تحت )نظرية العقد(

يقبل الدكتور المذكور مثل هذا العزو إلى مؤلف دون ذكر كتاب وال

Page 92: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

92

ة صفحة وال مجلد من أحد تالميذه الذين يناقشهم في رحاب الجامع

في رسالة جامعية كالماجستير أو الدكتوراه؟!

: )فما ألفه الناس وتعارفوا عليه دون ثم عقب ذلك بقوله -4

، وال يفسد العقد كعقد المواالة ترتب نزاع يكون غير منهي عنه(

. برغم وضوح الغرر والجهالة فيهوضرب لذلك مثاال بصحة الصلح على جميع الحقوق

، دون صحة ص على آخر نظير عوض مالي معينالمجهولة لشخ

، وجواز الصلح على بعضها دون اآلخر مع جهالة المصالح عليه

: )فجهالة مقدار ما يرتفع به الغرر الكفالة بمجهول القدر ثم قال

الناجم عن وقوع الخطر عند إنشاء عقد التأمين جهالة ال تمنع من

. الجهالة(التنفيذ وال تنتج نزاعا بسبب هذه : لقد سلم الدكتور بوجود الغرر والجهالة في عقود أقول

، لكنه دفع هذا ، وبأنه غرر معتبر لدى الفقهاء غير يسير التأمين

: التعليل لمنع عقود التأمين بأمرين اثنين

بأنها مما تدعو إليه الحاجة مما فيه غرر مفسد إذا كان -أ

، مستندا إلى قول الشيخ ابن تيمية لى نزاعالغرر محتمال ال يؤدي إ

. سابق الذكرا الحاجة هنا فليست معتبرة شرعا ألنها حاجة عامة أقول : أم

، إذ ال يمكن وجود البديل عن هذه العقود الفاسدة لكنها غير متعينة

ر لديهم ، هذه كما ذكر علماء أصول الفقه في كتبهم وهو مقر

. واحدة، ومن قال هذا؟ هب والثانية؛ أنه غرر غير مفض إلى النزاع

ة لكنها حرب خطرة شاملة ة اشتعل أوارها أو محلي أن حربا عالمي

تعهداتها وتفي بعقودها؟ أم تسحب –فهل تؤدي شركات التأمين

Page 93: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

93

بهذه العبارة أذيالها راجعة القهقرى معلنة /ظروف طارئة/ متسترة

المطاطة للهرب والتملص من كل ما سبق أن تعهدت به! أليس هذا

، ولدى مفضيا إلى نزاع بين شركات التأمين وعمالئها؟! اللهم نعم

. (1)كل العقالء نعم: ، وإني أتساءل : )إنما ألفه الناس وتعارفوا عليه( وقوله -ب

وقد نهى رسول هللا صلى متى كان العرف يعارض النص فيلغيه؟!

هللا عليه وسلم عن الغرر؟!

أما استدالله بعقد المواالة وقياسه هذه العقود عليه فهو قياس

، فأين عقد المواالة؟! وما ذكر مع الفارق واستدالل في غير محله

من الصلح عن جميع الحقوق والكفالة لما في الذمة وغير ذلك مما

عليها معنى التبرع واإليثار وحب ، تلك عقود يغلب نحن فيه

، ، وهذه عقود يغلب عليها معنى االسترباح واالستغالل الخير

، فهل يصح هذا القياس؟ اللهم ال وعلى األقل معنى المعاوضة

وبعد؛ فهذه مناقشة وجيزة أحببت أن أختم بها هذا البحث لم

أن ، وعسى أوف فيها على الغاية ولكنها أضواء على الموضوع

يكون في قادمات األيام إن شاء هللا تعالى لنا لقاء علمي مع الكاتب

. المذكور

: المطلب الثاني الموازنة

الذي يبدو من ظواهر األدلة التي احتج بها الفريقان أن أدلة من

، ، وأتم داللة ذهبوا إلى تحريم عقود التأمين هي أقوى استنباطا ـــــــــــــــــــ

/ الحادي عشر من 11: وقد حصل هذا الذي ذكرت في هذه األيام بعد أحداث / ( قلت1)

ة عمليا بالشواهد أيلول من التحفظ والتجميد على األموال العربية في أوروبا واألمريكي

، ومعنى ذلك اقتصاديا أي بلغة االقتصاديين الهالك اهـ واألرقام بما بلغ التواتر

Page 94: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

94

وأرسخ ارتباطا بنصوص الشريعة ومقاصدها ، وأمتن احتجاجا

: ، وذلك لألمور التالية وقواعدها العامة

زون للتأمين اعتمدوا في أدلتهم استنادات قياسية -1 المجو

استنبطوها من استنتاج الفقهاء والمجتهدين بينما القائلون بحرمته

استندوا على نصوص تشريعية وقواعد أساسية أجمع المجتهدون

، والفرق واضح بين ى األخذ بها والعمل بمقتضاهاعل

. االستداللينزون للتأمين اعتمدوا على تعليالت وتأويالت في الجواز -4 المجو

م أقل ما يقال فيها ، بينما اعتمد : إن فيها معنى الغرر المحر

م الغرر ، وفرق كبير بين القائلون بالحرمة نصوصا قطعية تحر

. األمرينم -3 م والمبيح قد رة شرعا )إذا تعارض المحر من القواعد المقر

م م المانع( المحر . (1)، وإذا تعارض الممانع والمقتضي قدلذا نأخذ بجانب الحرمة بعقود التأمين باعتبار أنه يتعارض مع

، وال تعارض لظهور الجانب المبيح على افتراض وجود التعارض

م . ينأدلة المحررد القائلون بالتحريم على المبيحين في مسألة القياس على نظام -2

العواقل ونظام التقاعد والمعاش وعقد المواالة بأنها عقود تعتمد

، وال ، والمساهمة في أوجه الخير ، والدافع الذاتي على التبرع

كذلك نظام التأمين التجاري القائم على االسترباح واالستغالل

. موالوابتزاز األ

ـــــــــــــــــــ . / المعارضة والترجيح4( التوضيح ج 1)

Page 95: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

95

وكذلك رد القائلون بالتحريم على المبيحين في استداللهم باإلنفاق -2

، وهو : )أكره ذلك( بمرتب عمري( عند المالكية بأن أشهب قال

، لذا فإنه عند المالكية اصطالح في المنع ال في اإلباحة كما قالوا

مين ال عليهم ول مالك رضي ، واستداللهم بق يصلح دليال للمحر

نة هناك هللا عنه ال يفيدهم ة اإلنفاق معي ، وفي عقد ، ألن مد

. ، فال يصح التأمين مجهولةوا على المبيحين في استداللهم بضمان خطر الطريق -2 وكذلك رد

. ، وفي التغرير يضمن عند الحنفية بأن هذا تغرير ال غرروا على قاعدة االلتزامات عند المالك -3 ل ورد ية بأن ذلك المتحم

ل في عقد التأمين غير معلوم معلوم ، فحصل ، وهذا المتحم

. الغرر فبطل القياسوا على المبيحين بأن الغرر غير مؤثر بقولهم إن -8 وكذلك رد

ر في صحة العقد ألنه ينبني عليه أكل مال كثير الغرر هنا مؤث

، ليربح أناس ربحا فاض الناسبالباطل في جمهور غفير من

. على أكتاف اآلخرين بال سبب مشروعوأما عقد االستئجار على الحراسة فال يجوز القياس عليه هنا -9

ألنه قياس مع الفارق؛ فهناك العقد قائم على عمل؛ وهو

، وليس في عقد التأمين أي ، واليقظة ، وبذل الجهل الحراسة

نين المساكينعمل تقوم به الشركة لق . اء دفع الخطر عن المؤمأما قول الدكتور السنهوري إن الضرورة تبيح التأمين -11

مين قالوا للضرورة مع الغرر كما ذهب إليه مالك : ، فإن المحر

ة اإلسالمية ال نسلم بالضرورة هنا وال بالحاجة مطلقا ، ألن األم

االستغاللي إلى تأمين من تستطيع أن تتخلص من هذا النظام

، وليس في ذلك أي حرج صنع الشريعة اإلسالمية ومن قواعدها

Page 96: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

96

موا شريعة وال مشقة فيما إذا أراد المسلمون بصدق أن يحك

. (1)ربهم

: المطلب الثالث رأينا في عقود التامين

)نهى الرسول صلى هللا عليه وسلم عن بيع الحصاة وعن بيع

(2)ر(الغر

هل في عقد التأمين غرر؟، وليس غير الغرر في نظري دليال ظاهرا : نعم الجواب

وا يناطح الخصم ويظهر عليه ، ويشهد لذلك علماء القانون الذين عد

، وقد مر أنه من العقود باإلجماع هذا العقد من عقود الغرر

. االحتمالية في خصائصه –المبيحون أن ينفوه عن أحد طرفي العقد والغرر إذا استطاع

فال بد من أن ينتفي الغرر بالنسبة للمستأمن أيضا وهو ما –المؤمن

. أن يثبتوه بوجه ما (3)لم يستطع المبيحون . ثم هل الغرر في التأمين كثير مانع أم ال ؟

قد : )هو ما غلب على الع ضابط الغرر الكثير لدى الفقهاء

يق حتى صار العقد يوصف به( ، وأرى مع األخ الدكتور الصد

محمد األمين الضرير في كتابه القيم )الغرر وأثره في الفقه

، فإن من أركان اإلسالمي( أن هذا الضابط ينطبق على عقد التأمين ـــــــــــــــــــ

. 221: ص ( الغرر1)

، والترمذي في كتاب ، وأبو داود في كتاب البيوع ( رواه مسلم في كتاب البيوع2)

، والدارمي في ، وابن ماجه في التجارات كتاب البيوع، والنسائي كذلك في البيوع

دة ، والموطأ في البيوع البيوع . ، وأحمد في مواضع متعد

. / وما بعدها221: الغرر ص / وانظر213: أسبوع الفقه اإلسالمي ص ( ر3)

Page 97: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

97

: "حادثة ، والخطر هو عقد التأمين التي ال يوجد دونها الخطر

، ولذا ال يجوز قانونا ال تتوقف على إرادة أحد الطرفين( محتملة

، فالغرر عنصر التأمين إال من حادث مستقبل غير محقق الوقوع

، ومما يدل على ، ومن الخصائص التي يتميز بها الزم لعقد التأمين

ن من عقد التأمين ، أن كثيرا ، وأصبح صفة الزمة له أن الغرر تمك

، ثم هل هنالك حاجة القوانين تذكره تحت عنوان )عقود الغرر( من

أو ضرورة لعقد التأمين تجعل الغرر الذي في عقد التأمين غير

مؤثر؟!

، إذ يلزم من المعلوم أن الحاجة أدنى من الضرورة منزلة

، ويشترط أن تكون الحاجة العتبار الغرر بلزومها الحرج والضيق

ر أن تكوة غير مؤث ة أو خاص ، وأن يكون ذلك العقد متعينا ن عام

، بحيث لو أمكن سد الحاجة عن طريق عقد ال لسد تلك الحاجة

. غرر فيه فال يصح اللجوء إلى العقد الذي فيه غررة لعموم البلوى ، ولكن عقود والذي يبدو لي أن الحاجة عام

. سد تلك الحاجةالتأمين بقسط ثابت ليست متعينة لفالذي تقتضيه قواعد الفقه اإلسالمي منع هذا العقد بما فيه من

، إذ من الممكن أن نحتفظ بعقد غرر كثير من غير حاجة ملجئة

، ونستفيد منه بكل مزاياه مع التمسك بقواعد التأمين في جوهره

عل ، وج ، وذلك بإبعاد الوسيط الذي يسعى إلى الربح الفقه اإلسالمي

، تتواله الحكومات في البالد التأمين كله تأمينا تعاونيا خيريا بحتا

، على أن ، فتجعل له منظمة تشرف عليه اإلسالمية بكافة أنواعه

، وذلك بالنص يكون المعنى التعاوني بارزا فيه بروزا واضحا

يدفعها ، على أن المبالغ التي صراحة في عقد التأمين حينئذ

Page 98: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

98

عا منه للشركة يعان منها من يحتاج إلى المعونة المشترك تكون تبر

. من المشتركين حسب النظام المتفق عليهه تحريما كل عقود التأمين التبادلي فالخالصة : )إني أكر

، وحكم التأمين ، ولعدم الحاجة إليها والتجاري لما فيها من الغرر

ن الغرر منه -كعقد -التجاري ، وفكرة االسترباح الفساد لتمك

ولزوم ماال يلزم شرعا وحكم عقد التأمين التبادلي الجواز مع اإلثم؛

، فهو موجود فيه ولكنه غرر قليل متسامح فيه لعدم تمكن الغرر منه

، ولعدم وجود فكرة االسترباح أيضا شرعا بالنسبة لفساد العقد

ته جمعا ، ف بصورة واضحة قلنا بكراهة العقد مع قولنا بجوازه وصح

، كالبيع وقت النداء من صالة الجمعة صحيح مع الكراهة بين األدلة

، علما بأننا نسمي عقد لقبح مجاور وهو ترك السعي لصالة الجمعة

اسد التأمين التبادلي تعاونيا وتبادليا معا فليعلم وعلما بأن كل عقد ف

شرعا عقد ربوي هذا كله في التأمين التجاري والتعاوني التبادلي

فقط أما التأمين االجتماعي الذي تقوم به الحكومات فهو جائز

ه من الربا نهائيا وأما صور التأمين األخرى الجديدة شريطة خلو

ل التي ابتدعها الغرب ولم نصل إلى معرفة حقيقتها بعد بشكل مفص

، ولكل عقد منها حكمه الشرعي فهي تحت مجهر البحث العلمي

. حسبما تقتضيه طبيعته وخصائصه(

Page 99: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

99

المبحث الثالث

إعادة التأمين؛ بين الفقه الغربي والفقه اإلسالمي : المطلب األول

: إعادة التأمين في الفقه الغربية الفرع األول : : فكرة عام

لى تقدير االحتماالت طبقا لقوانين تقوم عملية التأمين ع

، وشركة التأمين تعمل كل ما في اإلحصاء على قانون الكثرة

وسعها حتى يأتي حسابها مضبوطا ولكن الشركة ال تستطيع أن

، فيجب تطمئن إلى هذا التقدير اطمئنانا كامال في مواجهة التزاماتها

قدير إنما هو تقريبي وقد عليها أن تدخل في حسابها أن هذا الت

ن لهم طبقا لقانون يخطئ ، وهذا الخطأ يقل كلما كثر عدد المؤم

، فيجب على ، ولكن احتمال الخطأ مهما قل يبقى قائما الكثرة

الشركة إذن أن تواجه احتمال الخطأ هذا وما ينجم عنه من فروق

إلى قدرتها على مواجهة ، حتى تطمئن اطمئنانا معقوال في الحساب

ن لهم ، وحتى يطمئن هؤالء هم أيضا إلى مالءة التزاماتها للمؤم

تها مكفولة الشركة ، وذلك عن طريق ، وإلى أن حقوقهم في ذم

أ أو التأمين إعادة التأمين ، وهنالك صور أخرى كالتأمين المجز

ل طري باالكتتاب ن يفض قة إعادة التأمين لكونها أضمن ، إال أن المؤم

، وإعادة له في عمله التجاري من منافسة زمالئه له في عمالئه

. التأمين هي العملية األساسية في الموضوع

Page 100: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

111

، وقد تكون وقد تكون إعادة التأمين إجبارية بموجب القانون

، وأهم ، وهي منتشرة في التأمين البحري بوجه خاص اختيارية

: صورها أربع

ة -1 . إعادة التأمين بالمقاص . إعادة التأمين فيما جاوز حد الطاقة -4نا من الكوارث -3 . وإعادة التأمين فيما جاوز حدا معينا من الخسارة -2 . وإعادة التأمين فيما جاوز حدا معي

تها وهي أحدث الصور ظهورا وأكثرها انتشارا ، ومزي

، وهكذا نرى اسبات والمراسالتالتبسيط الشديد في إجراءات المح

ن له في عقد التأمين ، وطرفا مع أن المؤمن يكون طرفا مع المؤم

ن المعين في عقد إعادة التأمين . المؤمة وإعادة التأمين تزاول عادة على صعيد دولي ، فتكون المقاص

ب بل بين في المخاطر ال بين الفروع المتعددة في البلد الواحد فحس

. البالد المتعددة أيضا ولي هو وانتشار إعادة التأمين على التأمين على هذا الصعيد الد

ن لهذه العملية ة لدى فقهاء الذي يمك ، ويقيمها على أسس ثابتة مستقر

ة في المخاطر كلما كان تقدير القانون ، فكلما اتسعت دائرة المقاص

هذا؛ وحظ إعادة التأمين . اطر أقرب للحقيقةاحتماالت وقوع المخ

، ولم تبدأ إال بعد ، فهي حديثة النشأة من الدراسة القانونية غير كبير

، وهي ال تعني جمهور انتشار التأمين انتشارا واسعا في العالم

ن والمؤمن المعيد عمالء التأمين ، ، إذ تقتصر العالقة فيما بين المؤم

، والكثرة الغالبة من قضاياها مجهولة من الجمهورومن هنا بقيت

Page 101: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

111

، وليس من السهل العثور على وثائق تحل عن طريق التحكيم

. التحكيم ألنها ال تنشر

: : التكييف القانوني إلعادة التأمين الفرع الثاني، والذي استقر عليه اختلف فقهاء القانون في هذا الشأن

ن القضاء والفقه في فرنسا على أن عقد إعادة التأمين ما بين المؤم

ن المعيد ليس إال عقد تأمين نا له والمؤم ن مؤم ، ، يصبح فيه المؤم

نا ن المعيد مؤم : عقد ، فهو في جميع األحوال ويصبح فيه المؤم

، وال يجوز فيه أن تأمين تسري عليه المبادئ العامة لعقود التأمين

ن ال ن لهيلتزم المؤم ن بأكثر مما يلتزم نحو المؤم ، معيد نحو المؤم

ن ويجب أن يالحظ أن إعادة التأمين عقد تأمين بين المؤمن والمؤم

ن له به المعيد ، فهو أجنبي عنه ال يكسب منه حقا ، وال شأن للمؤم

ل التزاما ن وال يتحم ، ويبقى المؤمن وحده هو المسؤول نحو المؤم

. وجب عقد التأمين األصلي المبرم بينهماله بم وإذا كان شأن إعادة التأمين كذلك؛ إال أنه عقد يتميز بقواعد

ت هذه خاصة به فيما يتعلق باآلثار المترتبة عليه ، وقد استمد

ت الشروط التي القواعد من اتفاقات إعادة التأمين المألوفة ، واستقر

. التفاقات حتى أصبحت عرفا ثابتا تتضمنها هذه ا، ومن عقود ، وعقد رضائي فهو عقد ملزم للجانبين

، ، وعقد احتمالي ، وهو كسائر عقود التأمين عقد زمني المعاوضة

، ويختلف عن عقد التأمين المباشر في أنه ال ومن عقود حسن النية

-المؤمن والمؤمن المعيد –من طرفيه يعد من عقود اإلذعان؛ إذ كل

، محترف ذو خبرة وال تفاوت بينهما من ناحية المركز االقتصادي

ية شروط ويستطيع كل منهما أن يناقش في حرية وعن خبرة مهن

. االتفاق

Page 102: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

112

ا المبدآن الرئيسان اللذان يخضع لهما عقد إعادة التأمين وأم

، فالطرفان أقرب إلى أن النية ومبدأ وحدة المصيرفهما؛ مبدأ حسن

، ومن مقتضيات ذلك وجوب تقديم البيانات الصادقة يكونا شريكين

. (1)ممن يجب عليه ذلك للطرف اآلخر

: المطلب الثانيلنا إليه : إعادة التأمين في الفقه اإلسالمي كما توص

ض لعقد التأمين المباشر م ، ن الفقهاء اإلسالميينرأينا من تعر

نا لم نر من تكلم في هذه المسألة وأدلى بدلوه في هذه القضية ، ولكن

عة عن عقد التأمين المباشر؛ أال وهي عقد إعادة التأمين من المتفر

وهللا تعالى أعلم –، والذي يبدو النظري الفقهاء اإلسالميين القدامى

، ويسري عليه ما د التأمين المباشرأن هذا العقد الفرعي هو كعق –

يسري على األصل من األحكام الرئيسة كما ذكر علماء القانون في

، لذا فإنه يأخذ الحكم الشرعي الذي يتناول عقد التكييف الفقهي له

. التأمين المباشر بقسط ثابت كما مر آنفا ر هنا في إعادة التأمين وجود عقد تعاون ي ذي هدف وال يتصو

، فليس عقد إعادة التأمين تعاونيا إنساني محض حتى نقول بجوازه

. ، لذا فال حكم له خاصا به في الشرع في القانون

وعلى هذا؛ فالقائلون باإلباحة المطلقة لعقد التأمين المباشر

، والقائلون بالمنع المطلق يقولون بمثل ذلك لعقد إعادة التأمين

ع عنهلألصل ي ، والقائلون باالنتقاء قولون بمثل ذلك للعقد المتفر

، يقولون بمثل ذلك لكل ما يشمل التأمين المباشر وإعادة التأمين

والقائلون بالكراهة للتأمين المباشر يقولون بمثل ذلك لعقد إعادة

. التأمين ـــــــــــــــــــ

. / في مواضع متعددة 3( الوسيط للدكتور السنهوري ج 1)

Page 103: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

113

أما ما يبدو لنا فهو ما ذكرناه من القول بالكراهة لكل عقد

ع عنه من عقد إعادة التأمين في تأم ين مباشر بقسط ثابت وما يتفر

. جميع صوره وأشكاله تبعا لألصلبا مع الشريعة والكراهة هنا تحريمية ، وقد قلنا بها تأد

هرة؛ بأن ال يقال حرام إال لما جاء تحريمه بالنص القطعي المط

: )نكره كذا( ء من قبل أن يقولوا، وما عدا ذلك فقد اعتاد العلما فقط

، ونحن نقول نكره العقد األصلي التعاوضي وما لما يرون تحريمه

. يتفرع عنه من عقد إعادة التأمين . : هذا ما ظهر لي بتوفيق هللا تعالى وهللا تعالى أعلم قلت

Page 104: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

114

المبحث الرابع

ة إسالمية معاصرة * * نظرية تأميني

ـى تأمين يبيحه الفقه اإلسالمي الطريق إل بمذاهبه الكبرى

: المطلب األول : الحلول التي ارتآها اآلخرون

: في كتيب أصدره بعنوان -اقترح الدكتور عيسى عبده -1

حال لمشكلة التأمين ينبع من جوهر -)التأمين؛ األصيل والبديل(

. الشريعة اإلسالمية فليرجع إليهستاذ عبد هللا علوان حال شبيها بالمذكور في وكذلك اقترح األ -4

، ال ، السوكرة( : )حكم اإلسالم في التأمين كتيب أصدره بعنوان

. يخرج عما ذكره الدكتور عبده في أغلب نقاطهولة اإلسالمية را وجود الد ولكن صاحبي كال االقتراحين تصو

، وأن هذه الدولة اإلسالمية الوليدة وقيامها قبل كتابة اقتراحهما

قه القائمون جاءت إليهما بمسئوليتهما تطالبهم بالحل الذي يرونه ليطب

. ، ولكن األمر غير ذلك كليا على األمر من اإلسالميين المخلصينفنحن في ظل وضع غاب عنه اإلسالم غيابا كامال في األمة

، أما ، اللهم إال ما بقي منه من ظالل العقيدة والعبادة العربية جمعاء

الفقه اإلسالمي فال وجود له في المجتمع ال في األفراد وال في

، وفي هذا الوضع وجب أن نبحث الجماعة إال في القليل النادر

مؤقتا –األمر على غير ما بحثه الفقيهان السابقان؛ وجب أن نضع

، ثم حين تقوم يا تسمح الدول والحكومات بالعمل بهتأمينا عمل –

Page 105: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

115

الدولة اإلسالمية بنظامها اإلسالمي الجديد يزاد على هذا التأمين ما

ل حسب الظروف : إننا اآلن آنذاك أقول. اقترحه الفاضالن ويعد

. أمام تأمين إسالمي مؤقت فلننظر

: المطلب الثاني : اإلسالمي الذي نراهنظام التأمين

: نرى أن يكون هذا النظام المقترح على ثالث درجات

: الدرجة األولى -1

إنشاء مصرف تنمية إسالمي على الوجه الذي اقترحه علماء

ما الدكتور رفيق المصري المسلمين المعاصرون من الباحثين وال سي

تجتمع فيه أموال -في كتابه القيم )مصرف التنمية اإلسالمي(

ل باألسلوب المذكور مع اشتراط المصرف المسلمين فقط ، وتشغ

على المشترك بتعهد خطي أن تكون زكاة ماله عائدة إلى صندوق

. الزكاة وعمل الخير في المصرف المذكور : الدرجة الثانية -2

ن ، وبدال م إنشاء صندوق الزكاة من أموال المصرف المذكور

ن منها رأسمال تجاري إعطائها للفقراء مباشرة كما هي العادة يتكو

، وهنا تأتي الدرجة الثالثة يقوم عليها موظفون يعملون بأجر معتدل

. وهي النتيجة : الدرجة الثالثة -3

أن يكتتب طالبوا التأمين بمبالغ خيرية تبرعا منهم لصندوق

، كور وليس لهم حق إعادتهاالزكاة وعمل الخير في المصرف المذ

ثم إذا جاءت األرباح بعد عشر سنين أو خمس وفينا الفقراء حقهم

، وأبقينا األرباح مع التبرعات الخيرية من رأسمال الصندوق

Page 106: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

116

ن من هذا الصندوق الجديد المنبثق عن صندوق لالستثمار ، ويتكو

هو التأمين ، و ، )صندوق عمل الخير( الزكاة وعمل الخير

اإلسالمي الذي نراه صالحا إلنقاذ حياة الفقراء والمساكين

، وإن كانت والمعوزين والمتضررين من المكتتبين وغيرهم

األفضلية في رأينا للمكتتبين في صندوق عمل الخير فقط دون

. المكتتبين في مصرف التنمية األساسي ألن أرباحهم كافية لهمنا ما اشترطه الفقيه الدكتور عيسى عبده وال بأس بأن نشترط ه

: على المؤسسات التعاونية التكافلية وهو

أن يدفع الفرد المساهم نصيبه المفروض عليه في ماله -1

ة . على وجه التبرع قياما بحق األخوخر فبالوسائل المشروعة -4 إذا أريد استغالل هذا المال المد

. وحدهاض ال يجوز -3 لفرد أن يتبرع بشيء على أساس أن يعو

بمبلغ معين إذا حل به حادث ولكن يعطى من مال الجماعة بقدر ما

ض في خسارته أو بعضها على حسب ما تسمح به حال يعو

. الجماعة، والرجوع فيها ممنوع شرعا كراهة أو التبرع هبة -2

. (1)تحريما وبعد؛

إلى إقامة صندوق عمل الخير )التأمين الخيري( فالذي دعاني

على أساس الزكاة ثم على أساس مصرف التنمية ما نراه ونعلمه من

استبعاد فكرة إقامة التأمين الخيري هذا فورا على أساس خيري ـــــــــــــــــــ

. صيل والبديل( للدكتور عيسى عبده( انظر كتاب )التأمين؛ األ1)

Page 107: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

117

ه قام وتنادى إليه موسرو المسلمين فكيف يتم صرفه بحت ، وهب أن

، وهل نضمن هم أولئك المستفيدون منه؟ ، ومن وتشغيل أمواله؟

سالمة قيام هذه المؤسسة دون استغالل؟

ا فيما ذكرت فلو أن الناس لم يتبرعوا لصندوق عمل الخير ، أم

وبقيت أموال الزكاة فقط فاستثمرت بيد أناس عاملين عليها ثم رد

خذت األرباح للفقراء وأ –وهو محض الزكاة –رأسمال الصندوق

، وال ضرر في تأخير إعطاء الفقير لصندوق عمل الخير لكان كافيا

الزكاة وال في استثمارها على أساس الضمان ال األمانة كي ال يضيع

. حق الفقير في رأس المالوالذي يجلب لنا فائضا من الزكاة هذه صندوق التنمية األساسي

س بما يشبه شركة المضاربة في الفقه الذي يستثمر أموال النا

، فكلما كثرت أموال الناس في مصرف التنمية كثرت اإلسالمي

، ثم وجدت ذلك كله في ، ومن ثم كثرت أرباح الزكاة الزكاة

. )صندوق عمل الخير( . ، وهللا تعالى أعلم وهذه نظريتنا وهذا تعليلها فيما نرى

بحثخاتمة ال

أما بعد؛

؛ فهذه باقة عطرة من زهور الفقه وزنبقاته في رياضه الغن

عنا العقل بها ، و ، والعقل نرهته الفكر الصحيح والنظر الصحيح مت

ق إلى حكم فقهي مدلل لنا في هذا البحث العلمي الموث حسبنا أننا توص

أمين مع فتح باب اإلباحة للتأمين عليه في التأمين التجاري وإعادة الت

، زد على التعاوني الخيري بشروطه وضوابطه المنصوص عليها

ه اإلسالم فيما أرى ويقول به ذلك كله ، ، نظرية إسالمية لتأمين يقر

. وهو البديل الصحيح

Page 108: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

118

، كل ذلك؛ مع المقارنة بين الفقه اإلسالمي والفقه الوضعي

د بحث قابل للمناقشةوكل ما ق . لت فهو مجرأما القرارات المجمعية فهي اجتهاد الجماعة في هذا العصر

ها حكم هللا في يجب على األمة اإلسالمية أخذها بعين االعتبار وعد

. هذه الواقعة طبقا للتعاليم اإلسالمية الراشدةة خذ باإلجماع قرار مجمع الفقه اإلسالمي بجد المت

بشأن التأمين

بسم هللا الرحمن الرحيمالحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيدنا محمد خاتم

. النبيين وعلى آله وصحبه

2قرار رقم بشأن التأمين وإعادة التأمين

أما بعد؛

مة المؤتمر فإن مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق عن منظ

ربيع 12-11دورة انعقاد مؤتمره الثاني بجدة من اإلسالمي في

. م1982ديسمبر 48-44هـ/ 1212الثاني مة من العلماء المشاركين في بعد أن تابع العروض المقد

. الدورة حول موضوع التأمين وإعادة التأمينمة . وبعد أن ناقش الدراسات المقد

ق البحث في سائر صوره وأنو ، والمبادئ اعهوبعد أن تعم

. ، والغايات التي يهدف إليها التي يقوم عليهاوبعد النظر فيما صدر عن المجامع الفقهية والهيئات العلمية

. بهذا الشأن

Page 109: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

119

ر؛ قرأن عقد التأمين التجاري ذا القسط الثابت الذي تتعامل به شركات -1

ا فهو حرام ، ولذ التأمين التجاري عقد فيه غرر كبير مفسد للعقد

. شرعا أن العقد البديل الذي يحترم أصول التعامل اإلسالمي هو عقد -4

، وكذلك التأمين التعاوني القائم على أساس التبرع والتعاون

. الحال بالنسبة إلعادة التأمين القائم على أساس التأمين التعاونين دعوة الدول اإلسالمية للعمل على إقامة مؤسسات التأمي -3

، حتى يتحرر التعاوني وكذلك مؤسسات تعاونية إلعادة التأمين

االقتصاد اإلسالمي من االستغالل ومن مخالفة النظام الذي

. يرضاه هللا لهذه األمة . . وهللا أعلم

Page 110: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

111

واقعة فتوى شرعية اقتصادية حول خطاب الضمان المغطى

: نص سؤال الفتوى المقصد األول

اص السؤال التالي بعد سأل المفتي من دمشق الس يد ياسر قص

ة : فقال ما خالصته بكلمات *مقدمة طويلة معها وثائق عد

ما حكم خطاب الضمان المعطى في االصطالح االقتصادي ]

الحديث أو الكفالة المأجورة في اصطالح الفقهاء المسلمين القدامى

. [ رضي هللا عنهم؟ ما هو الحكم الشرعي في ذلك؟ : الجواب الثانيالمقصد

ى اليوم بخطاب السؤال الذي تسأل عنه شرعا هو المسم

، أو أخذ األجر على الضمان المغطى أو االعتماد المستندي

، والمقصود باألجر هنا المال سواء أكان معلوما أو مجهوال؛ الكفالة

وفي هذه المسألة خالف بين الفقهاء سأورده هنا ثم سأذكرما

ولي في جن واستفاض عليه اجتهاد اعتمده مج مع الفقه اإلسالمي الد

وهو اإلجماع السكوتي وهو . . . . . الجماعة ثم انعقد عليه إجماع

حجة عند الحنفية وبعض الفقهاء من الجمهور؛

: المطلب األول إيراد أقاويل فقهاء المذاهب في هذه الواقعة؛

؛: مذهب الجمهور من الفقهاء الفرع األول -1

وز جمهور الفقهاء التعاقد على إعطاء جعل للكفيل (1)لم يج

نظير كفالته ألن الكفالة في األصل عقد من عقود التبرعات ال ـــــــــــــــــــ

، ولم يخالف في ( الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة والزيدية واإلباضية والظاهرية1)

. . مرفقة في آخر البحث هذا اإلمامية

Page 111: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

111

ز الجمهور ذلك ألنه من قبيل أكل المعاوضات وإنما لم يجو

يا أيها : × ، وألن هللا تعالى يقول في التنزيل المال بالباطل

والكم بينكم بالباطل إال أن تكون تجارة الذين آمنوا ال تأكلوا أم

وهذا ليس من قبيل التجارة ألن الكفيل ال . ÷عن تراض منكم

يعطى بكفالته شيئا يصان عنه بما يعطاه من عوض يأخذه من

، وإنما التزم تبرعا بأداء ما على المكفول عنه أو المكفول له

ه لم يكن عندئذ ما ، فإذا أداه ورجع به علي المكفول عنه من الدين

كما هو . يستوجب به أخذ مال آخر زيادة على ذلك وهو العمل

–الحال والحكم إذا قام المدين )األصيل( بوفاء ما عليه من دين

وإن أداه الكفيل ولم يرجع بما أدى على المدين فقد قام باألداء

ن تبرعا بما أدى فال يستحق شيئا لقاء تبرعه بالتزامه وأدائه أل

. ذلك يتعارض مع تبرعهفلو قال شخص آلخر )كفلت لك هذا المدين على أن تبرئني

ين اآلخر ، أو على أن تضمن من كفالتي لفالن أو من ضان الد

، أو على أن ، أو على أن تبعيني دارك بكذا دينا لي قبل فالن

، ، فإن كان ذلك شرطا في الكفالة أفسدها يؤجرني إياها لم يصح

. (1)وإن لم يكن فيها لم يلزم الوفاء به كما قرر فقهاء الحنابلة

؛ ويبطل الضمان بشرط إعطاء (2)وقال فقهاء الشافعية

ين . ضمان مال ال يحسب من الدوفقال فقهاء الحنفية؛ إذا كفل بمال على أن يجعل له الطالب

ن كان ، وإ جعلال فإن لم يكن مشروطا في الكفالة لشرط باطل

ـــــــــــــــــــ . 184ص 4، وكشاف القناع ج 122/ ص 4( انظر منتهى اإليرادات هامش الجزء 1)

. وما بعدها 224( انظر نهاية المحتاج ص 2)

Page 112: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

112

مشروطاص فيها فالكفالة باطلة وهذا يخالف أصال عند الحنفية

. بالشروط الفاسدة (1)أن الكفالة ال تبطلوقال المالكية؛ إذا أخذ الكفيلن جعال على كفالته سواء أكان

، ذلك من الدائن أم من المدين أو من غيرهما فالكفالة باطلة

لجعل من الدائن أو كان من وقيل ال تبطل الكفالة إال إذا كان ا

أما إذا كان من المدين فإنها تصح ويل زم . غيره بعلم الدائن

. (2)الكفيل برد الجعل إليه ألخذه باطال هذا؛ وال يشترط في الجعل أن يكون ماال بل كما يكون ماال

يكون كفالة بدين للكفيل فال يجوز ضمان يجعل ألن الضمان

، وال يجوز أخذ عوض عن معروف أو خير كما معروف وخير

، ال يجوز عن صوم وصالة سواء أكان من الدائن أو من المدين

، فالكفالة لدى الجمهور عقود تبرع ال (3)هذا كله عند المالكية

. يجوز أخذ األجر عليه مذهب غير الجمهور؛ -2

ة وهم الشيعة الجعفرية اإلمامية اإلثنا عشرية فجوزوا الكفال

: : إذا قال رجل آلخر ، وعلى ذلك مع اشتراط الجعل فيها

)كفلت لك دينكض قبل فالن؛ على تبعني منزلك أو على أن

ـــــــــــــــــــ، فتو أما إذا كان في الشرط الفاسد في عقوبتها أو عقد 23ص 4( انظر فتح القدير ج1)

توثيق فإن يلغو الشرط الفاسد ويصبح العقد كالقرض والهبة والصدقة والوصية

، وكذلك الشرط الباطل إذا ما شرط في عقد لغا الشرط والرهن والكفالة والحوالة

لك فالكفالة والحوالة ال تبطل؛ بالشروط الفاسدة وال الباطلة ا هـوصح العقد وعلى ذ

. 422ص 3( انظر منح الجليل ج 2)

111ص 2( انظر التاج ض3)

Page 113: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

113

. (1)تؤجر لي أرضك ونحو ذلك لزمه المال إذا تحقق الشرط . وإلى ذلك الرأي مال التشريع المدني في مصر

: ب( المطلب الثاني الترجيح

حه الجمهور ال ما قاله اإلمامية ألن : والراجح ما رج قلت

، أال ترى أن المرء إذا تبرع قولهم يعتمد على قوة المدرك

بشيء وال سيما إذا كان من أعمال البر قبح لدى الناس اشتراط

أجر عليه عرفا وعادة لدى العقالء والعرف العام عليه مدار

، كالمشروط نصا ، فالمعروف عرفا كثير من قواعد اإلسالم

مة كما قرر أصحاب القواعد الكلية . وهناك محك

: ج( المطلب الثالث تخريج الموضوع

إما أن (2)الذي عليه مدار االستفتاء )االعتماد المستندي(

ى كليا أو ال بأن كان غير يكون االعتماد المستندي هذا مغط

ى غطاء جزئيا حاليتن؛ ، فنحن أمام مغطى أو مغط

الحالة األولى؛ أن يكون االعتماد غير مغطى كليا أو جزئيا -1

، وما نح االعتماد غير المغطى مكفول فالمصرف هنا كفيل

. عنه

ـــــــــــــــــــ . 442ص 1( تحرير األحكام ج1)

( في عصرنا الحالي لم يعد األمر مقصودا على األشخاص واألفراد بل هي مؤسسات 2)

. فهو مجاراتها لكونهم أفرادا مهما بلغو في الثراءمالية ضخمة قد تعجز األفراد عن

. وانظر كتاب الضمان مغاير لشخصية التاجر الوجيه الذي يكفل بجاهه وسمعته اهـ

. وما بعدها 44ص 4في الفقه اإلسالمي لألستاذ الشيخ علي الخفيف ج

Page 114: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

114

فإذا أخذ المصرف عمولة مقابل المبلغ المكفول به ال مقابل

، وهو ال العمل الذي يقوم به فقد أخذ أجرا مقابل الكفالة ذاتها

. يجوزنطبق حكم الكفالة على خطابات الضمان التي تصدرها وي

، والحكم البنوك إذا كان الخطاب غير مغطى من العميل

الشرعي أنه ال يجوز للبنك أخذ األجر على هذا العمل ألنه أجر

. على الكفالة: أن يكون الخطاب مغطى بالغطاء النقدي من والحالة الثانية -4

، فيجوز للبنك أخذ مقابل كليا العميل ولو غطاء جزئيا ال

إصدار لخطاب وما يقترن به من العمل على أساس

، الوكالة

ى كليا يكون المصرف ففي حكم االعتماد المستندي المغط

، وأنه كان كفيال بالنسبة للمصدر فيه وكيال عن مانح االعتماد

، وللمصرف أن يأخذ عموله أو أجرا عن الذ يعد مكفوال له

. وكالته ال عن كفالتهومن المعلوم أنه يجوز أخذ األجر على الوكالة وال يجوز

، ويكون أجر الوكالة مراعى فيه حجم أخذ األجر على الكفالة

التكاليف التي يتحملها المصرف في سبيل أدائه لما يقترن

بحسب . بإصدار خطاب الضمان من أعمال يقوم بها المصرف

. فيالعرف المصر وتشمل هذه األعمال بوجه خاص تجميع المعلوما ودراسة

المشروع الذي سيصدر بخصوصه خطاب الضمان كما يشمل ما

يعهد به العميل إلى المصرف من خدمات مصرفية تتعلق بهذا

. المشروع مثل تحصيل المستحقات من أصحاب المشروع

Page 115: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

115

، مع وعلى هذا؛ يجوز أخذ األجر على خطاب الضمان

، أما أخذ األجر على راعاة عدم الزيادة على أجر المثلم

، بينما خطابات الضمان لقاء عملية الضمان فال يجوز ذلك

الطابع والرسوم عبارة عن مصاريف إدارية فهي جائزة كما

ولي بجدة . ورد في قرارات مجمع الفقه اإلسالمي الد وحين تقصير الزبون ودفع المصرف الكفالة فال عالقة

للرسوم التي دفعت أو الطوابع التي أخذت بشيء من الربا بل

. هي مصاريف إداريةأما قياس عمل البنك على عمل حارس األمانات في أخذ

، فاألول يأخذ مصاريف إدارية األجرة على حراستها ووقفها

ونفقات وأعمال الوكالة التي يتقدم بها الموضاع المستفيد من

، ارس األمانات فيأخذ األجر مقابل وقتهخطاب الضمان بينما ح

. (1)والمكان الذي يشغل تلك الودائع في دكانه : بقي السؤال األخير

فالمصرف إذا كان عائدا لشخص واحد فهو شخصية

. حقيقية ألن التعامل مع الشخص وليس مع المصرفوأما إذا كان ملك للدولة أو لمؤسسة أو لشركة فهو مؤسسة

سم )الشخصية االعتبارية( وال فرق في التعامل تقع تحت ا

. المذكور بين األمرين في الحالتين وهللا تعالى أعلم : وكتبها

األستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور

ـــــــــــــــــــ 4( انظر الفقه اإلسالمي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي ج 1)

Page 116: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

116

رئيس مجمع األقصاب اإلسالمي بدمشـق

األمين العام للمجمع العلمي العالي للدراسات واألبحاث

سالمي الدولي بجدة ورئيس شعبة عضو مجمع الفقه اإل

التخطيط

Page 117: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

117

بسم هللا الرحمن الرحيم : سؤال من ياسر القصاص

: مقدمـة

للقيام بالتقديم على المناقصات يحتاج الشخص إلى تقديم ما -1

% 2يسمى بالتأمينات المؤقتة )األولية( عند تقديم العرض وهي تبلغ

ئية عند رسو العرض من قيمة العرض وما يسمى بالتأمينان النها

% من قيمة العقد وذلك ضمانا لاللتزام بالعرض أو 11وهي تبلغ

: لتنفيذ العقد وهذا يمكن أن يتم بإحدى ثالث طرق

. بدفع المبلغ نقدا في صندوق المؤسسة -: أ إمابواسطة تقديم شيك مصدق )محجوز ومجمد( من -ب

ة لديه لصالح المصرف يفيد بأن قيمة التأمينان محجوزة ومجمد

. حامل هذا الشيكبواسطة كفالة مصرفية وهو عباة عن كتاب مطبوع صادر -ج

( 1: رقم ) عن أحد المصارف وشكل هذا الكتاب موضح بالوثائق

(4( )3)

حتى يتمكن صاحب العالقة من الحصول على كتاب الكفالة -4

المصرفية يجب أن يكون له إضباة عند هذا المصرف تحت باب

يالت المصرفية وحتى يكون له إضبارة يجب أن يقوم بتنفيذ التسه

: الخطوات التالية

أن يكون له حساب جـار لدى المصرف )طبعا هو بال فائدة -أ

. لسؤالنا هنا(أن يقوم برهن عقار لصالح المصرف بحيث تكون قيمته -ب

تغطي قيمة سقف التسهيالت المصرفية المكشوفة الممنوحة وهي

Page 118: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

118

% كم قيمة التسهيالت 32س وهي تمثل . ( ل111. 411 . 1هنا)

(2الوثيقة رقم ) . الكاملة

وتصبح قيمة التسهيالت المصرفية الكاملة والتي يمكن منح

الزبون مبلغا معادال لها لحالتنا هذه هو المبلغ المكشوف مضافا له

: أي 111. 211مؤونات وهي هنـا قيمة الربع والذي سيتم حجزه كس وهو . ل 111. 211. 1= 111. 2111+ 111. 411. 1

سقف الكفاالت وال يمكن تجاوزها مع االلتزام بشروط العقد الذي

سيتم توثيقه لدى السجل العقاري ودفع الرسوم عليه والمحددة نسبتها

. 411 . 1لدى السجل العقاري حسب قيمة مبلغ الرهن وهو هنا ) . س. ( ل111

إن كلمة الفوائد التي تم تلوينها باللون البرتقالي في مالحظة :

( هي كلمة زائدة وقد وردت هنا ألن هذا العقد هو 2الوثيقة رقم )

: إن لقعود عقد عام يتم تنظيمه لكافة عقود الرهن مهما كان نوعها

المصرف الرهن ضمانا للكفاالت المصرفية الممنوحة والتي يصدر

، أو لعقود الرهن ضمانا للقروض التي يمكن بموجبها كتب الكفاالت

أن يمنحها المصرف وفقا ألنظمته والتي يعطي الزبون بموجبها

. نقودا عليها فوائدورغم عملية الرهن يبقى للزبون الحق باستعمال المرهون

. على الوجه الذي يريده دون أن يحق له بيعه، يحق له الحصول على لزبون على إضبارةبعد حصول ا -3

عدة كفاالت مصرفية حسب القيمة التي يريدها بحيث ال يتجاوز

مجموع هذه الكفاالت سقف الكفاالت الكاملة الممنوحة له والمحدد

س وهذه الكفاالت هي . ( ل11. 211. 1في اإلضبارة وهو هنا )

Page 119: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

119

التي سيتم عبارة عن كتب صادرة عن المصرف موجهة إلى الجهة

: تقديم المناقصة إليها ومحددا عليها ما يلي

قيمة الكفالة التي يكفل المصرف الزبون عليها لدى -1

. الجهة صاحبة العالقة . اسم المناقصة -4 . ، إصدار أم تمديـد : أولية أم نهائية نوع الكفالة -3 . اسم المكفول -2 . احبهااسم الجهة التي تم إصدار الكفالة لص -2 . مـدة سريان هذه الكفالـة -2

بحال تقصير الزبون ومطالبة الجهة التي تم إصدار الكفالة -2

: ، يقوم المصرف بما يلي لصالحها بتسديد قيمة الكفالة

مطالبة الزبون بدفع قيمة الكفالة في حسابه ليقوم المصرف -أ

. بتحويله لحساب الجهة التي تم كفالته تجاههاال امتناع الزبون عن الدفع يقوم المصرف بتحويل قيمة بح -ب

الكفالة إلى حساب الجهة التي تم تقديم التأمينات لها ومن ثم عرض

. العقار المرهون للبيع لتحصيل قيمة المبلغ الذي دفعهحتى يقوم المصرف بإصدار الكفالة )مؤقتة كانت أم -2

: نهائيـة( يتم تنفيذ الخطوات التالية

رقم . قديم طلب من الزبون كما هو موضح في الوثيقةت -أ

(2) . يجب أن يكون في حساب الزبون مبلغ يغطي ربع قيمة -ب

الكفالة المطلوبة ويسمى هنا مؤونة الكفالة حيث يقوم المصرف

Page 120: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

121

بقيدها وحجزها وتجميدها ويسمى الجزء المتبقي من الكفالة والبالغ

شوف وهو الذي سيقوم المصرف ثالثة أرباع الكفالة بالمبلغ المك

فعليا بكفالة الزبون عليه وهو المبلغ الذي يؤديه المصرف إضافة

للمؤونة إلى الجهة التي تم إصدار الكفالة لصالحها بحال تقصير

( 2وقد تم التأشير عليها باللون البرتقالي في الوثائق رقم ). الزبون

. (3و )كفالة وقيمته ج_ يقوم المصرف بحسم ما يسمى طابع ال

: موضحة كما يلي

قيمة طابع الكفالة للكفالة المؤقتة تبلغ قيمته مهما كانت قمية -1

(8س الوثيقة رقم ). ( ل22الكفالة )

قيمة طابع الكفالة للكفالة النهائية هو نسبة ثابتة من قيمة -4

% من قيمة الكفالة 428. 1، وهذه النسبة تبلغ الكفالة كاملة

(9الوثيقة رقم ). الكاملة

يقوم المصرف بحسم مبلغ يسمى عمولة الكفالة وهو نسبة -د

ثابتة مهما كان نوع الكفالة وبحسب قيمة الكفالة المطلوبة ويتم

حساب المدة حسب أرباع السنة أي كل ربع سنة أي ما يعادل ثالثة

ثل وكل ربع سنة آخر ولو شهر من ربع السنة اآلخر أشهر يعتبر م

: مثل وسنرمز لقيمة األمثال هذه بالرمز )س( ومنه مثال يعتبر

1=3/3س = لمـدة ثالثة أشهر فإن حيث نجبر الكسر إلى 43. 1= 2/3لمـدة أربعة أشهر فإن سط

. (4األعلى فيصبح ) 4= 2/3= لمـدة ستة أشهر فإن س

Page 121: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

121

× )ثالثة باأللف( 113. 1× = س ومنه فإن قيمة العمولة . الكفالة الكاملة من قيمة% 32

عند انتهاء مدة سريان الكفالة )نهائية كانت أو مؤقتة( أو -2

عند إعادة الكفالة إلى المصرف يقوم المصرف بتحرير المؤونة

، حيث يصبح الزبون كاملة غير منقوصة وهي التي كانت مجمدة

(11الوثيقة رقم ). عندها حرا بالتصرف بها كما يريد

: السؤال هـو

) بحال عدم تقصير الزبون وعدم الوصول إلى مرحلة قيام

المصرف بدفع قيمة الكفالة للجهة صاحبة العالقة فنرجو بيان ما

: يلي

: هل هناك شبه أو تماثل بين هذه الكفالة الموضحة (1س

سابقا وبين القرض الذي يمكن أن يمنحه المصرف بفائدة علما أن

وم على منح نقود بل على منح كتاب الكفالة حتى هذه المرحلة ال تق

مطبوع فقط ولم تصل حتى هذه المرحلة إلى دفع نقود وبالتالي هل

هي حرام وهل حرمتها مثل حرمة القرض أو أنها مشبوهة أم أنها

. جائزة( هل في هذه المرحلة قبل الوصول إلى مرحلة دفع النقود 4س

المصرف هو هل هناك حرمة لطابع الكفالة وللعمولة علما أن

مؤسسة خدمية تمتهن هذه الخدمة للحصول على مردود وأرباح

وأجور لتغطية رواتب عمالها وموظفيها والنفقات والمصاريق

اإلدارية وغيرها مثل طباعة الكفالة وحجز المؤونة وحساب المبالغ

، وهل يمكن وحراسة النقود والوثائق الموجودة في هذه المؤسسة

ل عامل األمانات الموجود في كراجات قياس عمله هذا على عم

السفر والذي يتقاضى أجرا على حراسة الحقائب واألغراض التي

Page 122: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

122

يمكن وضعها لديه وعلى شغل هذه األغراض لمكتب له أجرته وله

. قيمته وبالتالي تصبح هذه المبالغ جائزة شرعا بحال تقصير الزبون وقيام المصرف بدفع قيمة الكفالة )

: ة العالفة فالسؤال هوللجهة صاحب

: هل تشبه الكفالة عندها القرض ويعتبر عندها طابع س

الكفالة وعمولة الكفالة مثل فائدة القرض وتصبح حراما مثل القرض

. أم تبقى في مجال الشبهة أو غيرهاهل يعامل المصرف ويعتبر شرعا مثله مثل ( سـؤال :

سوق الحريقة مثال وله الشخصية االعتبارية أو التاجر الذي في

سمعته وجاهه بحيث ال يجوز له تقاضي أجر على أعماله )مثل

أعمال حراسة األموال وسحب الشيكات وإصدار الكفاالت( ويعتبر

هذا العمل مثل عمل الشخص األمين الذي يقوم الناس بوضع الودائع

عنده وال يجوز له تقاضي أجر على ذلك أو كمثل التاجر الذي يكفل

صا بجاهه لوجه هللا وللثواب علما أن هذه هي وظيفة المصرف شخ

وأنه يغطي مصاريفه وأجور موظفيه من ذلك وكيف يمكن أن

يحصل على الثواب وهو ال يحاسب فيعاقب أو يثاب ألنه ليس كمثل

. الشخص الحقيقي وجزاكم هللا كل خير والسالم عليكم

: ياسـر قصاص السائل

Page 123: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

123

الفصل الثاني

سواق المالية وأحكامها الفقهية األ

في عصرنا الحاضر

Page 124: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

124

هذا بحث موجز جدا في األسواق المالية من وجهة نظر الفقه

اإلسالمي حسب مستجدات عصرنا الحاضر كتبته بحسب اإلمكان

عي فيه اإلحاطة وال اإلصابة ، بل هو وأقدمه للمجمع الموقر ال أد

هللا تعالى ، وما كان غير ذلك فمني جهد مقل ، فما كان صوابا فمن

وأستغفره تعالى وأستقيله .

وأما إيجازه فأول الغيث كحل ثم ينهمر ، والعلم يولد كاإلبن

صغيرا ثم يكبر ، وإن مع اليوم غدا ومع العسر يسرا وله يغلب

عسر يسير .

والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات

Page 125: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

125

تمهيد منذ كانت النقود ، ولكنها تطورت مع األسواق المالية كانت

تطور المعامالت المالية وتعقدها ، وأضحت اليوم في حالة من

. التعقيد بحيث أصبحت بحثا مستقال من مباحث االقتصاد

ولئن كان فإلسالم في خطوطه العريضة كان له حكم في كل

واقعة ، فإن أحكام األسواق المالية نجدها في مباحث الصرف بشكل

يسي ، وفي مباحث البيع ، ومباحث الحوالة والرهن وما إليه .رئ

وسأتعرض لبعض أبرز مباحث األسواق في عصرنا الحاضر

من وجهة الفقه اإلسالمي في المقصد التالي إليجاز

المقصد من المبحث أبرز مباحث األسواق المالية في الفقه اإلسالمي

المطلب األول : في الصرف

وم أن األوراق المالية أموال تجري فيها أحكام ثبت واستقر الي

الربا كما تجري في الدراهم والدنانير ، لكنها أجناس مختلفة ، فإذا

كان الجنس واحد في العقد أي عقد الصرف حرم ربا الفضل وربا

النساء ، وإذا كان الجنس مختلفا حل ربا الفضل وحرم ربا النساء ،

يع الحاالت ، ولكنه يجوز في حالة لذا يشترط التقابض في جم

اختالف األخبار كما إذا كان العقد منصبا على بيع دوالر أمريكي

بفرنك فرنسي يجوز التفاضل مع اشتراط التقابض هاء بهاء .

Page 126: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

126

المطلب الثاني : في الحوالة

ين في المذاهب الثالثة الحنفية والشافعية ال يجوز بيع الد

ين ممن والمالكية وهناك قول وجيه عند الحنابلة في جواز بيع الد

ندات لكن بال خصم . ين ، ولذا يجوز بيع الس ليس عليه الد

ين لدى علماء القانون على هذا القول وهي المسماه بحوالة الد

، ويفتى بهذا القول لدى الحاجة والتعامل .

المطلب الثالث : األسهم

ائدة ولكن للسهم قيمة مالية خاصة به ويجوز بيع األسهم بال ف

د صك وإثبات والشيء المباع من حيث كونه نقدا بذاته بل هو مجر

هو الحصة الشائعة وتسليم الصك مع التوقيع عليه تسليم حكمي

للحصة الشائعة .

المطلب الرابع : وفي البيع بعامة

من ال يجوز بيع اإلنسان ما لم يقبض ، ولذا ال يجوز بيع مال

النقود الورقية أو غيرها لم يقبضها بائعها ، قبضا حقيقيا أو حكميا

اعتد به الفقهاء كتسليم المفتاح وما ثابر ذلك من أنواع التسليم

الحكمي .

الخاتمة :هذه أبرز حوادث األسواق المالية )البورصات( ما عدا اغير

لدورة الخامسة قيمة العملة راندي أفردت له بحثا مستقال في هذه ا

راجيا هللا تعالى الهداية إلى الصواب وإليه المرجع والمآب وهللا

تعالى أعلم وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل .

Page 127: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

127

الفصل الثالث

قود األوراق الن

بين الفقه اإلسالمي والفقه الوضعي

أحكام النقود األوراق

تغير قيمة العملة الورقية

Page 128: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

128

ثخطة البح . أقمت البحث على مدخل ومقصدين وخاتمة ودونك التفصيل

ر الموضوع ألحكام تغير قيمة النقد المدخل إلى البحث : تصو

. من الدراهم الفضية والدنانير الذهبية فقط حصرا : تغير قيمة الفلوس وما يلحق بها في مذاهب المقصد األول

. الفقهاء اإلسالميينترجيح الربط بالقيمة في الفلوس وما يلحق بها : المقصد الثاني

، وضوابط هذا االستحسان من العمالت الورقية المعاصرة استحسانا

. ، ووجهه األربعة . خاتمة تلخص ذلك كله

تصديرجد في هذا العصر نوازل ووقائع تتطلب تحاكما إلى الشريعة

لشرع وفقهاء العصر المطهرة وذلك ال يكون إال عن طريق علماء ا

وه إلى الرسول وإلى ×، الذين هم أهل الذكر في هذا األمر ولو رد

كما قال ربنا في ÷ (1)أولي األمر منهم لعلمه الذي يستنبطونه منهم

. كتابه المجيدت من هذه النوازل واقعة النقود الورقية وعم بها وقد وجد

ف الناس في كونها نقودا التعامل وصارت من عموم البلوى واختل

كالذهب والفضة تجب فيها الزكاة ويحرم بها الربا أم ال؟ وذهب

الجمهور إلى األول وذهب البعض إلى الثاني وإني مع الجمهور لقوة

ـــــــــــــــــــ . (83لنساء آية )( سورة ا1)

Page 129: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

129

، ومع هذا فقد تعرضت لقول البعض وشبه أدلتهم أدلتهم ووضوحها

. ةوذكرت ما عليه الجمهور مع األدلة والبراهين الدافع

Page 130: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

131

المبحث األول

أحكام النقود األوراق

أحكام النقود األوراق فـي الفقه اإلسالمي

اعتبارها ماال شرعا -

وجوب الزكاة فيها -

تغير قيمتها -

Page 131: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

131

مدخل إلـى البحثقد -1 معنى الن شرح كلمة بنك نوت -2 النقود المتعامل بها قديما وحديثا -3

(1) د لغة واصطالحا معنى النق

د النقد في اللغة خالف النسيئة يقال نقد الشيء قبضه والنقد الجي

الوازن من الدراهم ودرهم نقد ونقود جياد وفي حديث جابر رضي

ال فالنقد يطلق هللا عنه وجمله قال فنقدني ثمنه أي أعطانيه نقدا معج

وه مصدرا واسما بمعنى المنقود و هو الثمن الحال والفقهاء خص

ال جيدا أو غير جيد ال أو مؤج بالمضروب من الذهب والفضة معج

خذة من فال يطلقون اسم النقد على األثمان األخرى سواء كانت مت

المعادن أو غيرها إال على ضرب من التشبيه وعلماء االقتصاد

ا كان واسطة في توسعوا في ذلك فأطلقوا اسم النقد على كل م

المبادالت وعامال في الحصول على مقابل مرغوب فيه لسد حاجة

أو دفع ضرورة أو غير ذلك مع اتفاق الفريقين على أن ما اتخذ

أثمانا رائجة واتفقت الملة على اعتباره يؤدي وظيفة النقد المعد

للنماء وهو الذهب والفضة إذ ليس في الشريعة ما يمنع اتخاذ أي

نوع من أنواع العروض ثمنا يتعامل به مع الذهب والفضة أو بدال

عنهما سواء كان متفقا عليه بين الكل أو ال ولهم أن يسموه نقدا أو

عملة أو ثمنا أو بدال إلى غير ذلك من األسماء إذ ال نزاع في

. التسميةكتب نعم يشترط في صحة الثمن كالمثمن شروط تكفلت ببيانها

الفروع واالقتصاديون ال يلتفتون إليها في معامالتهم لعدم تقييدهم في

Page 132: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

132

ذلك بأحكام الدين فإذا اتفقت الملة على أن يأخذوا أي شيء كان

صنفه ويعتبرونه ثمنا يبيعون به ويشترون أو رأت الحكومة ضرب

ا عند رت لها قيمة للتعامل بها فذلك سائغ عندهم وأم أي عملة وقد

لشرعيين فال بد لها من شروط منها أن يكون طاهرا منتفعا به ا

شرحا فال يجوز اتخاذه من جلود الميته وال من الخمور والزيوت

النجسة وال من آالت اللهو والطرب كاألعواد والمزامير ونحوها

وعلى كل حال فالبد لكل أمة من االتفاق على نقد واحد يجري به

ويحفظ التوازن في المبادلة بحيث يعطي به الفرد كما التعامل بينهم

يأخذ فإن تبادل المنافع ضروري في المجتمع اإلنساني إذ ليس كل

إنسان لديه جميع ما يحتاج إليه وال في استطاعته الحصول عليه

بدون االستعانة بغيره وال يمكن أن يستأثر بحاجيات نفسه ومنافع

. ل يدفعهغيره بدون عوض يبذله وبدواألصل في العوض المماثلة ولو التقريبية وتحقيقها من العسر

بمكان في المبادلة بالسلع فالبد من االتفاق على بدل مقارب تتفاوت

أصنافه في القيم أما بالخلقه والذات أو بالوضع والتقدير وأجوده

وأقومه نقد الذهب والفضة لقلة وجودهما ووفرة نفقات استخراجهما

سهله وأيسره اتخاذا ومعاملة نقد األوراق والكواغد وقطع الجلود وأ

. (1)ونحوها

(2) شرح معنى كلمة بنكنوت

جاء في كتاب بهجة المشتاق لمؤلفه العالمة فضيلة الشيخ

. 28الشريف أحمد الحسيني الشافعي رحمه هللا تعالى في ص

ـــــــــــــــــــ . 23( رسالة )التبيان في زكاة األثمان( للشيخ حسنين مخلوف ص 1)

Page 133: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

133

: بنكنوتأكبر وأشهر هي لفظ إفرنسي وقد نص قاموس )الروس( وهو

: قاموس للغة الفرنساوية اآلن في تعريف أوراق البنك حيث قال

ورقة البنك هي ورقة عملة قابلة لدفع قيمتها عينا لدى االطالع

. ، وهي يتعامل بها كما يتعامل بالعملة المعدنية لحاملها، إنما : )إن المعاملة بهذه األوراق قوله 31وجاء في ص

، لمن يجيز المعاملة بالمعاطاة من غير اعدة الحوالةتتخرج على ق

، فمن يقول بصحة البيع بالمعاطاة ، والحوالة كالبيع اشتراط صيغة

يقول بصحة الحوالة بالمعاطاة من غير اشتراط صيغة؛ وهناك قول

. هـ1وجيه في مذهب السادة الشافعية يجيز المعاملة بالمعاطاة( فة مستعدون لدفع قيمة ما معك من هذه البنوك وكذا الصيار

، ألن منع التعامل األوراق بأي عملة كانت وألي دولة اتبعت

ته جميع الحكومات للمحافظة على ما عندها بالذهب والفضة ، أقر

. ، خوفا من تسربهما للخارج كما مر آنفا من الذهب الفضةوالفضة ، بل هو الذهب لذلك كان الورق النقدي حاال محلهما

. (1)بعينه

(3) النقود المتعامل بها قديما وحديثا

وقد اختلفت األمم قديما وحديثا في االصطالح على النقود وال

تزال مختلفة فيه حتى اآلن فقد اتخذ األحباش قديما نقودا من الملح

زمنا مديدا واتخذ األقدمون من سكان جمهورية المكسيك بأمريكا

نقودا من صنف الكاكاو واتخذ األقدمون من سكان انجلترا الشمالية

ـــــــــــــــــــ . 2( ينظر رسالة )حكم األوراق( لألستاذ محمد نبهان الخباز ص 1)

Page 134: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

134

نقودا من الودع والشاي وكان ألهالي روسيا نقود من قوالب الشاي

المضغوط ولبعض سكان األقاليم الشمالية بإفريقيا نقود من جلود

السنجاب والحيتان ألهالي الصين نقود من قشر شجر التوت واتخذ

ا من الحديد واليابان والصين نقودا من اليونان في عهد أرسطو نقود

النحاس والعبريون نقودا من الرصاص واتخذ كثير من األمم نقودا

من القصدير والزنك والصفيح إال أن النقود النحاسية كانت أكثر

استعماال لعلو قيمة النحاس بالنسبة لغيره بسبب كثرة نفقات

أصبحت أكثر النقود تداوال ، و استخراجه فحلت محل النقود الحديدية

وذيوعا في أوربا في القرون الوسطى إلى أن استكشفت بيرو في

أمريكا الجنوبية وجمهورية المكيك الغنيتان بمعدن الفضة فكثر

التعامل بالنقود الفضية وصارت نقدا رئيسيا في الممالك الغنية وال

ل للفضة نقدا تزال من النقود المهمة حتى اآلن ويقال أن أول استعما

قبل الميالد واتخذ الذهب نقدا نفيسا في عدة 429برومة كان سنة

بالد وأقدم بالد اتخذته مصر وهو والفضة من أجود المعادن

رت الشريعة استعمالهما في واليقهما في صناعة النقود ولذلك حظ

. غير ما أعد له إال في أحوال خاصةق فيرجع عهده إلى القرن أما تاريخ اتخاذ النقود من الور

الثالث عشر من الميالد حيث اتخذ الصينيون إذ ذاك نقودا من قشر

شجر التوت ثم تبعهم الفرس فاليابان فأهل أوربا بعد قرون عديدية

. إلى أن فشا استعماله نقدا في أكثر بالد العالم اآلن وال يكون له في الحقيقة ذلك األثر الذي للنقود األصلية إال

. باعتبار ما يعادله من النقد الخلقيولكثرة التعامل به وحلوله محل المعادن في المبادلة واتخاذه

ماال وثروة حتى ال يعد فقيرا من عنده منه كمية وافرة أو ورقة

Page 135: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

135

واحدة ذات قيمة كبيرة كان من الحكمة االعتداد به كالنقد وإخراج

ي يستحقه في مال الغني زكاته حتى ال يحرم الفقير من الجزء الذ

وال يفتح لألغنياء باب التخلص من الزكاة الواجبة في أموالهم

بتحويلها إلى أوراق مالية فإنهم أشحة بالمال والفقراء من أجل ذلك

سيؤ الحال والبد من تفريج كربهم وسد عوزهم بدفع ما أوجب هللا

شر عظيم على األغنياء في أموالهم حتى ال يقعوا من جرائهم في

. (1)وشقاء دائم

ـــــــــــــــــــ . 22( ينظر رسالة )التبيان في زكاة األثمان( للشيخ حسنين مخلوف ص 1)

Page 136: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

136

المطلب االول

األحكام الفقهية المذهبية لألوراق المالية العرفيةه نقدا - شبهة حكم الورق عند من ال يعد

حكم هذه األوراق عند الجمهور -

مسالك تخريج قول الجمهور -

ه نقدا من شبهة حكم الورق المعروف بالنوط عند من ال يعد

امى والمعاصرينالفقهاء القد

ذكر األستاذ رشيد الراشد في كتابه الدرر النقية في المطالب

: قال محمد محفوظ الترمي في حاشيته على قوله 94الفقهية ص

على مذهب السادة –شرح ابن حجر على المقدمة الحضرمية

، فعند اختلف المتأخرون في الورق المعروف بالنوط –الشافعية

: إنها من قبيل والحبيب عبد هللا بن سميط الشيخ سالم ابن سمير

الديون نظرا إلى ما تضمنته الورقة المذكورة من النقود والتعامل

. بهاوعند الشيخ محمد األنبابي والحبيب عبد هللا بن أبي بكر؛ إنها

، وتجب زكاة ما كالفلوس المضروبة والتعامل بها صحيح عند الكل

: تضمنته األوراق من النقود

وإذا علمت ذلك تعلم أن ما كتبه العالمة عبد الحميد الشرواني

: من جزمه بعدم صحة التعامل محشي التحفة في أوائل كتاب البيع

، معلال عدم الصحة بأن ، وجزمه بعدم وجوب الزكاة بها مطلقا

: هذا غير األوراق المذكورة ال منفعة منها وأنها كحبتي بر

قيمة ومنفعة منتفع بها غاية اإلنتفاع؛ على أنك ، ألنها ذات صحيح

Page 137: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

137

، فال يتم تعليله قد علمت أن القصد مادلت عليه من النقود المقدرة

، فإن التجار ذوي األموال يتشبثون بما صدر من فتنبه لهذه المسألة

، ، ويمتنعون من إخراج الزكاة المحشي المذكور رحمه هللا تعالى

محشي قال فيها بحسب ما بدا له من ، وال وهذا جهل منهم وغرور

، واإلحتياط في أمثال هذه المسألة مما هو غير نص فال يؤخذ بقوله

، وغرور عظيم للجهال ومن تمكن ، ألنه ينشأ منه فساد كبير متعين

. (1)اهـ .( حب الدنيا بقلبه

ة عند الجمهور من الفقهاء زكاة النقود العرفي(1)

جلود ونحوهمازكاة الكواغد وقطع الهذه األشياء قد جرى التعامل بها في بعض الجهات أثمانا

للمقومات كما يتعامل بالدينار والدرهم بدون أن يكون لها من النقود

ما يعادلها في المصارف الرسمية فهل حكمها حكم الفلوس النحاس

بتنزيل قيمتها الوضعية منزلة القيمة الخلقية فيجري فيها ما جرى

اة الفلوس الجدد من الخالف بناء على أن زكاة النقدين معلولة في زك

أو غير معلولة أو بناء على إلحاقها بسلع التجارة نظرا إلى أنها

أثمان رائجة أو عدم إلحاقها بها أو ليس حكمها حكم الفلوس فال زكاة ـــــــــــــــــــ

: لتهمن رسا 49( وقد رد على هذه الشبهة بقوله في ص 1)

أليست هذه األوراق النقدية في العالم نقدا حل محل الذهب والفضة وضع للتعامل بين

الناس؟

وفي : × ، وبه نتزوج ويزوج به بناتنا وهللا تعالى يقول أجل إنه مال به نبيع وبه نشتري

. ÷أموالههم حق للسائل والمحروم

وهو )الزكاة( باعتبار قوله ال منفعة أليست فتوى المحشي تنسخ ركنا من أركان اإلسالم

، ، نجرئ الناس على بيعها المائة بمائة وخمسين ، وأنها كحبتي بر وليس بمال منها

نكون بذلك قد فتحنا باب الربا على مصراعيه ونستحق الحرب من هللا ورسوله كما

. جاء في اآليات القرآنية

Page 138: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

138

ق بينها وبين الفلوس بأن الفلوس لم تلحق بالنقدين فيها اتفاقا ويفر

لى القول بزكاتها إال باعتبار كونها من معادن ذات قيمة أصلية ع

ألن الوجوب في زكاة العين على القول بتعليله منوط بالثمنية المالية

أي القيمة الذاتية الخلقية فإنها من أجود المعادن ذات القيم المعتد بها

في لذا جعلت أثمانا مطلقة للحاجيات المعاشية بجميع أنواعها فالعلة

الحقيقة لزكاتها ليست مجرد الثمنية الوضعية بل الثمنية مع المالية

الذاتية وحينئذ فال يلحق بها في وجوب الزكاة إال ماله شبه بها من

هذه الجهة والكواغد وقطع الجلود ونحوهما ليست كذلك بخالف

الفلوس فإنها وإن كانت من معادن أقل من معدن الذهب والفضة إال

مة أصلية يعتد بها وال يخفى أن هذا الفرق إنما يظهر في نها ذات قي

كواغد وقطع جلود قيمتها تافهة أقل من قيمة قطع النحاس

والرصاص أما إذا كانت مصنوعة من كغود وجلود جيدة بصفة

تجعلها في درجة الفلوس وترفعها إلى قيمتها أو أعلى فال يظهر

ض جعلت أثمانا ورؤوس الفرق المذكور إذ أصل كل منهما عرو

أموال كغيرها من المقومات وحيث تكون الكواعد وقطع الجلود

كالفلوس يجري فيها الخالف المذكور ومثل ذلك ما إذا اتخذت نقود

من جواهر نفيسة غير الذهب والفضة وتعومل بها بين الناس

فحكمها كالفلوس مع أنها ذات قيمة عالية فيجري فيها الخالف

وإن كان المعتمد عند المالكية تخصيص الزكاة في األثمان المذكور

بالنقدين وأنها للثمنية الخلقية التي ال يشترك فيها مع النقدين غيرهما

من المعدن والنبات سواء كانت جوهر أو فلوسا أو كواغد أو قطع

جلود أو غيرها والكالم في زكاتها زكاة النقدين الواجبة على المالك

را أو غيره وأما إذا اتخذت للتجارة فال نزاع في زكاتها مطلقا تاج

زكاة العروض باعتبار قيمتها كما تقدم في زكاة الفلوس النحاس

سواء والظاهر أن القيمة تعتبر حسب التعامل بها ألن االنتفاع منوط

Page 139: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

139

بها دون قيمتها الذاتية قلت أو كثرت وألن الوجوب في أموال

عنى وهو المالية والقيمة واألموال كلها في هذا التجارة معلق بالم

المعنى جنس واحد ولذا ال تختلف أصنافها فيما يزكى وال فيما

يخرج من قيمتها حبوبا وحيوانا ومعدنا ونباتا وعلى ذلك فمجرد

اتخاذ الكواغد وقطع الجلود أثمانا رائجة يصيرها كالنقود أو كسلع

عند الحنفية وفي حواشي الرهوني قال التجارة كما تقدم في الفلوس

مالك في الفلوس ال خير فيها نظرة بالذهب وال بالورق ولو أن

الناس أجازوا بينهم الجلود حتى تكون لها سكة وعين لكرهتها أن

تباع بالذهب والورق نظرة وال يجوز فلس بفلسين وفي موضع آخر

رهنا بيعها ولو جرت الجلود بين الناس مجرى العين المسكوك لك

هـ وجرت عادة اإلمام رضي هللا عنه أن يعبر 1بذهب وورق نظرة

بالكراهة عما يشمل الحرمة وهو ظاهر في أن الكواغد وقطع الجلود

. ونحوها متى جرى التعامل بها كانت كالفلوس سواء

فتوى مفتي المالكية في زكاة الكاغدمالكية ما نصه وفي فتاوى أبي عبد هللا محمد عليش مفتي ال

=ما قولكم في الكاغد الذي فيه ختم السلطان ويتعامل به كالدراهم

والدنانير هل يزكى زكاة العين أو العرض أو ال زكاة فيه فأجبته

بما نصه =الحمد هلل والصالة والسالم على سيدنا محمد رسول هللا ال

زكاة فيه النحصارها في النعم وأصناف مخصوصة من الحبوب

ار والذهب والفضة ومنها قيمة عرض المدير وثمن عرض والثم

المحتكر والمذكور ليس داخال في شيء منها ويقوي ذلك أن الفلوس

النحاس المختومة بختم السلطان المتعامل بها ال زكاة في عينها

لخروجها عن ذلك قال في المدونة ومن حال الحول على فلوس عنده

إال أن يكون مديرا فيقومها قيمتها مائتا درهم فال زكاة عليه

كالعروض انتهى وظاهر قوله في المدونة إال أن يكون مديرا

Page 140: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

141

فيقومها كالعروض أي كالعروض للتجارة إنها تقوم مطلقا سواء

كانت سلع تجارة أو أثمانا فيها وحينئذ فيقومها كالعرض وتزكى

دخرة زكاتها أي باعتبار قيمتها ال باعتبار عينها وأما إذا كانت م

عنده أو مستعملة في قضاء حوائجه المستهلكة أو المقتناة فال زكاة

فيها ال باعتبار عينها وال باعتبار قيمتها على المشهور والحاصل أن

الكواغد التي يتعامل بها في بعض البالد كالدراهم والدنانير إن

استعملت في التجارة ثمنا أو مثمنا زكيت زكاة عروضها بشرط أن

توفر فيها شروط زكاة العرض وإن لم تستعمل كذلك فال زكاة فيها ي

وذلك ما يقتضيه تسويتها بالفلوس النحاس فإن أصلها عروض

كالكواغد جرى التعامل بها أثمانا لألشياء كما يتعامل بالدينار

والدرهم وغايته أن الفلوس قد قيل بزكاتها كالنقدين باعتبار قيمتها

إلحاقها بالنقدين أو عروض التجارة فيجري وقد علمت مبناه وأنه

مثله في الكواغد وقطع الجلود ألنها أثمان تعومل بها وأصلها من

العروض كالنحاس والرصاص سواء وقد علمت قول الحنفية في

ذلك وإن جعلها أثمانا رائجة بمنزلة كونها سلعا للتجارة وظاهره

ي سلعه فتزكى باعتبار سواء استعملها المالك في حوائجه أو التاجر ف

قيمتها الوضعية أي أن تحقق النصاب فيها ال يكون إال باعتبار

قيمتها ذهبا أو فضة مهما بلغ عددها أو وزنها فهي شبيهة بالعروض

وبالنقدين معا وظاهر أن السؤال والجواب مفروضان في الكاغد

في حوائجه الذي يتعامل به في غير التجارة كالمدخر أو المستعمل

المستهلكة أو المقتناة فإنه ال زكاة فيه على المشهور مطلقا ال زكاة

عين وال زكاة عرض أما إذا تعومل به في التجارة فيزكى زكاة

. العرض بشرطه كالفلوس الجدد كما تقدم هذا؛ والقيمة فيما أصله العرض ونقل إلى التعامل به معاملة

لتي هو عليها كقيمة العروض األصلية النقدين منظور فيها لحالته ا

Page 141: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

141

من جودة أو رداءة أو سكة أو صياغة أو نحو ذلك فما أعد للنماء

والتجارة أما بجعله ثمنا كالفلوس والكواغد أو مثمنا كما في غيرها

من عروض التجارة تعتبر قيمته بالحالة التي هو عليها ويلحق

لنمو ويزكى زكاة باألثمان المطلقة لما طرأ عليه من اإلعداد ل

العروض أو األثمان األصلية باعتبار قيمته ال باعتبار عينه إذ ال

يتصور الزكاة فيه باعتبار العين وزنا أو عددا كما في زكاة النقدين

إذ العروض األصلية ال تتعلق الزكاة بها من حيث ذاتها فإن األصل

الحرث والدرس فيها القنية واالنتفاع بعينها كالثياب والرقيق وآالت

وما وجبت الزكاة فيها إال لما طرأ عليها من اإلعداد للنماء والتجارة

فالحقت باألثمان وتعلقت الزكاة بها من هذه الجهة التي يجب

مراعاتها في تقدير نصابها والمزكى في الحقيقة عرض قيمتها الذي

ألثمان هو الثمن فالزكاة فيما يتعامل به ثمنا أو مثمنا إنما تتعلق با

مطلقة أو مقيدة وال فرق في ذلك بين العروض األصلية وبين ما نقل

منها إلى التعامل فلوسا أو غيرها والحاصل أن الكواغد وقطع

الجلود ونحوها إن قلنا أن ثمنيتها كثمنية الفلوس الجدد فمجرد

اتخاذها أثمانا يلحقها بعروض التجارة فتجب الزكاة فيها عند الحنفية

ء كان التعامل بها في تجارة أو غيرها وعند المالكية ال زكاة سوا

، إال إذا نوى بها التجارة كالعروض فيزكيها التاجر دون غيره فيها

على المشهور وقيل أنها تزكى كالفلوس النحاس إلحاقا لها

. (1)بالنقدين

ـــــــــــــــــــ . 32-31شيخ حسنين مخلوف من ص ( ينظر رسالة )التبيان في زكاة األثمان( لل1)

Page 142: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

142

(2) زكاة الفلوس الجدد

خذة من غير الذهب والفضة كالنحاس والرصاص وهي المت

والحديد ونحو ذلك فهذه وإن لم يرد نص بوجوب زكاتها بل

الظواهر الواردة في زكاة األثمان المطلقة دالة على عدم وجوب

الزكاة فيها ولكن وقع للعلماء في زكاتها خالف بعد ضربها واتخاذها

للتعامل مبناه كما هو ظاهر على الخالف في تعلق الوجوب النقدين

مت هل هو معلول في دخله القياس أو ليس بمعلول فال يدخله وتقد

اإلشارة إليه في المطلب األول وفي الفواكه الدواني على رسالة ابن

أبي زيد القيرواني ما نصه أفهم اقتصاره أي المصنف كغيره من

المصنفين على الذهب والفضة أن الفلوس الجدد ال زكاة فيها وهو

ة في أعيانها وظاهره ولو كذلك قال في الطراز المذهب ال زكا

هـ وفي حوالشي ابن تركي 1تعومل بها عددا خالفا لبعض الشيوخ

ه )ال زكاة في الفلوس النحاس المسماة بالجدد على العشمارية ما نص

هـ ونقل خاتمة المحققين أبي عبد هللا محمد عليش 1على المعتمد(

لزكاة في في فتاويه عن صاحب الطراز أن المذهب عدم وجوب ا

عينها إذ ال خالف أنه ال يعتبر وزنها وال عدها وإنما المعتبر قيمتها

، ال ، العتبر النصاب من عينها ومبلغها وجبت في عينها. . فلو

والذهب والحبوب والثمار فمتى . . من قيمتها كما اعتبر في الورق

انقطع تعلقها بعينها جرت على حكم جنسها من النحاس والحديد

وشبهه اهـ فقوله جرت على حكم جنسها أي فتزكي زكاة العروض

باعتبار قيمتها من الدنانير والدراهم كما يزكي النحاس والحديد وفي

حواشي ابن عابدين من كتب الحنفية ما نصه )فرع في الشرنباللية(

الفلوس إن كانت أثمانا رائجة أو سلعا للتجارة تجب الزكاة في قيمتها

هـ وفي فتاوى قاري الهداية الفتوى على وجوب الزكاة في 1وإال فال

Page 143: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

143

الفلوس إذا تعومل بها وبلغت ما يساوي مائتي درهم أو عشرين

هـ فأفاد أن كونها أثمانا رائجة بمنزلة كونها سلعا 1مثقاال من الذهب

للتجارة فتجب فيها الزكاة وبالضرورة ال تجب في عينها وزنا أو

ا كما سيأتي وال شك أن خالف العلماء في زكاتها عددا بل في قيمته

على هذا الوجه مع عدم وجود نص من الكتاب أو السنة بزكاتها أو

بعدم زكاتها يدل على وجود خالف في تعليل زكاة النقدين فإن كانت

معلولة قيس عليها زكاة الفلوس وإال فال ولكن ال على اعتبار

قيمتها ذهبا أو فضة وذكر النصاب من عينها بل على اعتباره من

صاحب الطراز عن أبي حنيفة والشافعي رضي هللا عنهما وجوب

الزكاة في عينها مع تعلقها بقيمتها وهو يؤيد قول بعض المالكية

بوجوب زكاتها وفي حواشي الرهوني على عبد الباقي قال عياض

في تنبيهاته اختلف لفظه أي اإلمام في الفلوس بحسب اختالف رأيه

أصلها أهي كالعرض أو كالعين فله هنا أي في باب الصرف في

التشديد وأنه ال يصلح فيها النظرة أي التأخير وال تجوز فشبهها

بالعين وظاهره المنع جملة كالفضة والذهب ثم قال وليست كالدنانير

والدراهم في جميع األشياء وقال ابن عرفة وفي كون الفلوس ربوية

كره فيها وفي السلم األول والصفر النحاس كالعين ثالث الروايات ي

عرض مالم تضرب فلوسا فإذا ضربت فلوسا جرت مجرى الذهب

والورق فيما يحل ويحرم وفي اإلرشاد ما نصه والمنصوص كراهة

التفاضل والنساء في الفلوس وقال في باب الزكاة ال تزكى إال في

هـ وبالجملة 1جدا هـ فالخالف فيها قوي1اإلدارة كالعرض

فنصوص المالكية ظاهرة في أن القائل بوجوب الزكاة في الفلوس

إنما يقول به تشيبها لها بالعين وأن التعامل بها ناقل لها عن أصلها

ويرى أن تشبيهها بالعين في باب الزكاة التي هي من قبيل المواساة

ى من والبر بالفقراء بل هي أدخل منها في باب المعروف أول

Page 144: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

144

تشبيهها بها في باب آخر ومالك رضي هللا عنه شبهها فيما يشدد فيه

كالصرف والبيع بالعين وفيما يحل كالزكاة بالعرض فال تزكى ألنها

ليست من أحد النقدين وال من أ حد األصناف الداخلة في عموم قوله

ونحو أدوا زكاة أموالكم فإنه (1)÷خذ من أموالهم صدقة×تعالى

ي األثمان عنده بالذهب والفضة كما يؤخذ من األحاديث مخصص ف

الواردة في ذلك واسم المال قد يختلف معناه باختالف موارده قال

ابن األثير المال في األصل ما يملك من الذهب والفضة ثم أطلق

على كل ما يقتنى ويملك من األعيان وأكثر ما يطلق المال عند

هـ فاسم اإلبل ليس نصا 1أكثر أموالهم العرب على اإلبل ألنها كانت

في الشمول والسنة مبينة للتنزيل وقد بين صلى هللا عليه وسلم مجمل

القرآن في الزكاة وغيرها وحصر عمومه المراد به الخصوص كما

أمر هللا تعالى به قوال وعمال فبين مما تؤخذ كما ذكره ابن رشد في

ان في ذلك قال فازكاة ال تجب إال مقدماته وبعد أن ساق أحاديث البي

على ثالثة أشياء في الحرث والعين والماشية والعين وهي الذهب

والفضة والماشية اإلبل والبقر والغنم والحرث ما يخرج من األرض

من الحبوب والثمار والكروم ألن السنة قد خصصت ما عدا هذه

ن أموالهم صدقة الثالثة أشياء من عموم قول هللا عز وجل )خذ م

ص من هذه األشياء الثالثة بعضها تطهرهم وتزكيهم بها( وخص

هـ والمراد بعدم زكاة الفلوس على مشهور مذهب 1على ما تقدم

مالك إنها ال تزكي زكاة النقود أي ال يزكيها المالك ال باعتبار ذاتها

والنماء وال باعتبار قيمتها وهذا ال ينافي أنها إذا اتخذت للتجارة

فإنها تزكى زكاة العروض كما تقدم ألنها عروض تجارة مسكوكة

وسيأتي أن عرض التجارة عند المالكية إذا كان فلوسا يزكي مطلقا

سك أو لم يسك متى توفرت شروطه وليس ضربها والتعامل بها ـــــــــــــــــــ

. (113( سورة التوبة آية )1)

Page 145: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

145

واتخاذها أثمانا رائجة بمنزلة نية التجارة في السلع ألنها لما لم تكن

. . عندهم للتجارة وللنماء خلقة فال تصير بها إال بقصد التجارة فعال إلحاقا لها بأصلها وهو العروض التي ليست أثمانا وظاهر فرع

الشرنباللية وغيرها من كتب الحنفية حيث سووا في الحكم بين

كونها أثمانا رائجة وبين كونها سلعا للتجارة إن ضربها والتعامل بها

ية التجارة وقد نص الحنفية على وجوب ضم قيمة العروض بمنزلة ن

إلى الذهب والفضة حتى يتم النصاب ووجوهه بأن الوجوب في الكل

باعتبار التجارة وإن افترقت جهة األعداد ففي العروض من جهة

العباد بالصنع الذي هو بمنزلة الخلقة لها وفي النقدين من جهة هللا

لفضة للتجارة واالفتراق في الجهة ال يكون تعالى بخلق الذهب وا

مانعا من الضم بعد حصول ما هو األصل وهو النماء وقد علمت

مشهور مذهب مالك وأنها ال تصير للتجارة بحيث تزكى زكاة

عروضها إال بنية التجارة وقصدها فعال واإلعداد بغير نية التجارة

بإعداد هللا تعالى كما في ال يعتبر في وجوب الزكاة إال إذا كان خلقيا

الذهب والفضة قال في المدونة ومن حال الحول على فلوس عنده

. (1)قيمتها مائتا درهم فال زكاة

ـــــــــــــــــــ . 42-41( ينظر رسالة )التبيان في زكاة األثمان( للشيخ حسنين مخلوف ص 1)

Page 146: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

146

مسالك تخريج زكاة األوراق ة عند الجمهور المالية العرفي

(1) : المسلك األول

ين المعروف عند تخرج زكاة األوراق المالية على زكاة الد

اء المنظور إأليه في زكاة هذه األوراق هو قيمة الديون الفقه

المشغولة بهادمة البنك الموثق منها بالمال المخزون الذي به تتحقق

مالءة البنك فإذا اعتبرت قيمة األموال الواصلة إلى البنك وإلى من

عليه ديون من المتعاملين بهذه األوراق كدين واحد في ذمة شخص

ينمعين فتخرج زكاتها . على زكاة الدين في مشهور مذهب مالك رضي هللا عنه أنه وحكم زكاة الد

إذا كان ألحد على آخر دين ال يزكيه ما دام غائبا عنه تحت يد

اه لسنة فقط وإن أقام عند المدين الغريم وفي ذمته فإن قبضه منه زك

ين عينا ذهبا . أعواما بشروط ثالثة أو فضة من األول أن يكون الد

الثاني أن يقبضه عينا ذهبا أو . قرض أو ثمن عروض بغير مدير

الثالث أن . ، عرضا فال زكاة عليه حتى يبيعه فضة فإن قبضه

يقبض نصابا كامال ولو في مرات أو يقبض بعض نصاب وعنده ما

يكمل النصاب أما التاجر المدير وهو الذي يبيع بالسعر الواقع كيف

ما باعه بغيره فإذا قبض له من سلعه ولو درهما واحدا كان ويخلف

فإنه يقوم كل عام سلعه التي للتجارة ويضم لها ما عنده من العين

وماله من عدد الدين المعد للنماء إذا كان نقدا حاال مرجو الخالص

ومنه مبلغ ما عنده من األوراق المالية ويزكى الجميع دفعة واحدة

أما إذا كان . ا الدين كأنه نقد محصل بخزانتهكل سنة ويعتبر هذ

الدين الذي له ليس معدا للنماء كدين القرض فال يضم في التقويم

لسلعه بل يزكيه لسنة واحدة بعد قبضه وإن كان عرضا أو مؤجال

Page 147: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

147

مرجوا فيهما فال يزكى عدده بل يقومه على نفسه قيمة عدل ويزكي

لمرجو في قوة المقبوض بالنسبة القيمة مع ما عنده كل سنة ألن ا

. للمديرأما غير المرجو فال يقومه بل يزكيه إن قبضه لعام واحد

وفي بداية المجتهد البن رشد واختلفوا . كالعين الضائعة والمغصوبة

في زكاة الدين هل يزكيه كل عام أو لعام واحد أو يستقبل به سنة من

ين حوال لم يوجب فيه الزكاة ومن يوم قبضه فمن قال يستقبل بالد

وأما من قال الزكاة . قال الزكاة بعدد األحوال شبهه بالمال الحاضر

فيه لحول واحد وإن أقام أحواال فال أعرف له مستندا في وقتي هذا

ألنه ال يخلو ما دام دينا أن يقول فيه زكاة أوال يقول ذلك ولعله يقول

يقول كلما انقضي حول فلم فيه الزكاة مع اشتراط الحول إال أنه

يتمكن من أدائه سقط عنه ذلك الحق الالزم في ذلك الحول فإن

الزكاة وجبت بشرطين حضور عين المال وحلول الحول فلم يبق إال

حق العام األخير وهذا شبهه مالك بالعروض التي للتجارة ال زكاة

. فيها إال إذا باعها وإن أقامت عنده أعواما اهـهذا فحكم الورقة المسئول عنها على مشهور مذهب إذا علمت

ين إذا كان صاحبها ليس بتاجر مدير كأن كان غير مالك في زكاة الد

تاجر أو تاجرا محتكرا أنه ال يزكيها ولو أقامت عنده أعواما عديدة

إال إذا استبدل بها عينا ذهبا أو فضة وحينئذ يزكى ما قبضه لسنة

ين لو قبض من الغريم عينا وإن كان مديرا واحدة كما يزكى الد

زكى عددها أي قيمتها المضمونة بها متى نص له من سلعه أي باع

منها ولو بدرهم واحد ولو لم يستبدل بها نقودا ذهبا أو فضة هذا ما

يقتضيه حكم زكاة الدين عند المالكية وإن كانت حالة الدين

مع االعتبارات الفقهية التي المضمون بهذه األوراق ال تتفق تماما

ين المذكور ليس في ذمة معينة حقيقة ين ألن الد تراعى في باب الد

Page 148: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

148

وال روعى في تحرير سنده أن يكون لشخص معين ولكن مسألة

ين وتقريره في ذمة معينة شيء آخر إذ الزكاة شيء وتحرير سند الد

حال عليه ال نزاع في أن صاحب الورقة المذكور مالك لنصاب

حول يمكنه أن يقبضه نقدا ذهبا أو فضة في أي وقت شاء ومن أي

شخص كان وإن يستبدل به مقوما أو يهبه أو يتصدق به على

شخص آخر بواسطة هذه الورقة التي يعتبر وصولها إلى يد أخرى

حوالة على المصرف الذي أصدقها أصالة بحيث إذا قدمت إليه أو

. . قبولها ودفع قيمتها كمبادلة النقدين سواء إلى من أنابه عنه لزمهوليس مجرد وضع اليد على ورق البنك نوت واستالمه من

المدين يعد قبضا للدين فمن له على آخر عشرة جنيهات من ثمن

مبيع مثال فأعطاه ورقة بهذه القيمة بعد حول أو أكثر ال يعد بذلك

ن بل يعد محاال به على قابضا للدين حتى يجب عليه زكاته اآل

خزانة البنك فال يزكى هذه الورقة حتى يقبض قيمتها نقدا ولو بقيت

عنده أعاما فيزكيها لسنة واحدة كما مضى هذا ما يؤخذ من مشهور

مذهب مالك في تخريجها على زكاة الدين وال يخفى أن ذلك التخريج

الزكاة وهو مجحف بالفقراء غير واف بمقصود الشارع من شرع

سد خلة الفقير وال سيما في البالد التي يكون غالب أموالها المزكاة

من قبيل األثمان كمصر فإن ما يزكى من الماشية والحرث فيها قليل

جدا بالنسبة لما يقصد منه ثمنه من المحصوالت األخرى كالقطن

ونحو ومذهب الحنابلة أن من له دين على ملئ باذل من قرض أو

دين عروض تجارة أو ثمن مبيع وحال عليه الحول كلما قبض شيئا

أ خرج زكاته لما مضى وهو قريب من مذهب مالك فتخرجه

تخريجه والمأخوذ من مذهب الحنفية أن هذه األوراق إذا اعتبرت

كمستندات ديون ال تؤدى زكاتها إال بعد القبض أي استبدالها بنقود

ين ومذهب السادة الشافعية أن الدين على تفصل عندهم في أنو اع الد

Page 149: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

149

في بعض أحواله يزكى كل عام حيث قالوا إن من له دين على آخر

وكان حاال والمدين موسرا غير جاحد وال مماطل فيه فعليه تعجيل

زكات كالوديعة قبضه أو لم يقبضه إذا حال عليه الحول وعلى هذا

حال عليها الحول وإن لم تستبدل فالزكاة واجبة في هذه األوراق إذا

ولما كانت زكاة األموال من أفضل أعمال البر باإلنسان . النقود بها

وقد شرعت لسد خلة المحتاجين وتفريج كرب البائسين ومنع صولة

الفقراء على األغنياء وانتهاب أموالهم ويخشى أن يحتال أرباب

ه األوراق في أيديهم بدون األموال على إسقاط زكاتها باستبقاء هذ

استبدالها بأحد النقدين كان األرفق بالفقراء واألحوط في الدين األخذ

بمذهب السادة الشافعية في زكاة هذه األوراق وإفتاء العامة به وإن

كانوا متعبدين على مذهب أخر ألن العامي مذهبه في النازلة مذهب

. (1)مفتيه

(2) : المسلك الثاني

ين العرفىتخريج زكا ة األوراق المالية على زكاة الدين مع وال يخفى أن تخريج زكاة األوراق المالية على زكاة الد

كونه مجحفا بحق الفقراء على غير ما ذهب إليه الشافعية مبني على

ة شخص اعتبار القيمة المضمونة بهذه األوراق كدين حقيقي في ذم

تندات ديون حقيقية مع أن هناك فرقا مدين وإن هذه األوراق كمس

بين هذه األوراق وما هو مضمون بها وبين الدين الحقيقي وسنده

ين ما دام في ذمة المدين ال ينمو وال المعروف عند الفقهاء فإن الد

ينتفع به ربه وال يجري التعامل بسنده رسما ولذلك قيل بعدم وجوب

ا للنماء بحيث ينتفع به ربه بخالف زكاته ألنه ليس ماال حاضرا مع د

ـــــــــــــــــــ . 21-33( ينظر رسالة )التبيان في زكاة األثمان( للشيخ حسنين مخلوف ص 1)

Page 150: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

151

قيمة هذه األوراق فإنها نامية منتفع بها كما ينتفع باألموال الحاضرة

ين وكيف يقال أن هذه األوراق من قبيل مستندات الديون ومستند الد

ين في ذمة ما أخذ على المدين للتوثق وخشية الضياع ، ال لتنمية الد

أو يقال ال تجب الزكاة فيها حتى يقبض بدلها المدين وال للتعامل به

نقدا ذهبا أو فضة مع أن عدم الزكاة في الدين كما علمت أنما هو

لكونه ليس معدا للنماء وال محفوظا بعينه في خزانة المدين والفقهاء

ين ما دام في ذمة المدين حتى يقبضه إنما حكموا بعدم زكاة الد

واستثنى الشافعية دين الموسر إذا كان حاال المالك نظرا لهذه العلة

فإنه يزكى قبل قبضه كالوديعة نظرا إلى أنه في حكم الحاضر المعد

للنماء فلو فرض نماؤه كما في بدل األوراق المالية لما كان هناك

وجه لتوقف الزكاة على القبض ولما خالف في ذلك أحد من العلماء

ين نوع آخر مستحدث ال ينطبق عليه فالحق أن هذا النوع من الد

ين وشروطه المعروفة عند الفقهاء وال يجري فيه الخالف حقيقة الد

ين بل ينبغي أن يتفق على وجوب الزكاة فيه الذي جرى في زكاة الد

لما علمت أنه كالمال الحاضر وغايته أن نموه واالنتفاع به بواسطة

امل بها على وجود ما يعادل هذه األوراق المعتمد في إصدارها والتع

قيمتها في المصارف المالية فكأنه بهذا مال حاضر بين المتعاملين

هو . يتحرك وينمو بحركة هذا الرسم المضروب فالنصاب المملوك

ذلك النوع من البدل والرسم المضروب إنما هو لحفظه والتعامل به

ين فإن ما نسميه دينا فزكاته زكاته وقبضه قبضه وذلك بخالف الد

ونشترط في زكاته شروطا يجب أن يكون مضمونا في الذمة وليس

. (1)معدا للنماء والحركة وإال وجبت فيه الزكاة كالمال الحاضر

ـــــــــــــــــــ . 21ف ص( ينظر رسالة )التبيان في زكاة األثمان( للشيخ حسنين مخلو1)

Page 151: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

151

(3) المسلك الثالث

تخريج زكاة األوراق باعتبار المال المحفوظ بخزانة البنك

ين النقود ولو قيل إن حق المتعاملين بهذه األوراق متعلق بع

المحفوظة بالبنك كما قد يفهم مما جاء في نظامها السابق حيث قيل

فيه )وعند التصفية يكون هذا المال مخصصا لدفع قيمة األوراق

واستعادتها( لكان له وجه وحينئذ يكون المال المحفوظ بالبنك بدال

عن رؤوس األموال والمقومات الواصلة إليه من المتعاملين بتلك

راق وكأن الحكومة بالنيابة عنهم تعاقدت مع البنك على هذه األو

ين الصورة وعلى ذلك فال تخرج زكاة هذه األوراق على زكاة الد

مطلقا بل تجب الزكاة فيها اتفاقا باعتبار ما يعادلها من النقود

المحفوظة ال باعتبار ذاتها وال باعتبار شيء مضمون في الذمة

ندات ودائع محفوظة في خزائن األمناء وتكون هذه األوراق كمست

جعل التعامل بها طريقا للتعامل بالبدل المحفوظ بالمصارف ينمو

بنمائها ويتحرك بحركتها ويربح ويخسر بربحها وخسارتها وإذا

بطلت المعاملة بها كان للمالك الحق في الرجوع بقيمتها ذهبا أو

سابق بالتعامل وإن لم يجر فضة على خزانة البنك بمقتضى التعهد ال

به مباشرة إال أنه جار فيه بصورته ورسمه وثمنية األوراق إنما هي

باعتبار هذا المال المخزون بحيث لو عدم عدمت ثمنيتها وبطل

التعامل بها وحينئذ فالزكاة في الحقيقة واجبة فيه ال في األوراق

الك بسائر أجزائه وانتفاع الفقير بجزئه المعتبر شرعا كانتفاع الم

وعلى ذلك فال خالف في زكاتها بال توقف على قبض ولكن يبعد

هذا القول أن التعهد السابق يفيد أن ما في البنك نصفه نقود ونصفه

Page 152: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

152

قراطيس مالية بل يصح في ظروف خاصة أن يكون أقل من

. (1)ذلك

(4) المسلك الرابع

ضعيةتخريج زكاة األوراق باعتبار قيمتها الوولو فرض أنه ليس في البنك شيء من النقود ونظر إلى تلك

األوراق في ذاتها بقطع النظر عما يعادلها وعن التزام التعهد

المرقوم بها واعتبر جهة إصدار الحكومة لها واعتبار الملة لها أثمانا

رائجة لكانت كالنقدين تجب زكاتها على القول بأن الزكاة في النقدين

، كما تقدم في زكاة الفلوس ولة بمجرد الثمينة ولو لم تكن خلقيةمعل

ل أن األوراق المالية يصح أن تزكى وقطع الجلود والكواغد فتحص

: باعتبارات أربعة

)األول( باعتبار المال المضمون بها في ذمة البنك وأنه كمال

ين المعروف عند الفقه اء من كل حاضر مقبوض وإن لم يكن كالد

. وجه)الثاني( زكاتها باعتبار األموال المحفوظة بخزانة البنك وعلى

. هذين االعتبارين فالزكاة واجبة فيها اتفاقا )الثالث( زكاتها باعتبار قيمتها دينا في ذمة البنك فتزكى زكاة

ين الحال على ملئ كما ذهب إليه السادة الشافعية . الدباعتبار قيمتها الوضعية عند جريان الرسم بها )الرابع( زكاتها

في المعامالت واتفاق الملة على اتخاذها أثمانا للمقومات وعلى ذلك

فوجوب الزكاة فيها ثابت بالقياس كزكاة الفلوس النحاس وقطع

ـــــــــــــــــــ . 21( ينظر رسالة )التبيان في زكاة األثمان( للشيخ حسنين مخلوف ص 1)

Page 153: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

153

الجلود ونحوهما ولكن هذا ال يتم إال إذا تحقق الغرض المذكور في

التعامل بها كالتعامل بالفلوس وقطع األوراق المالية وحينئذ يكون

الجلود سواء وإال فالتعامل بها اآلن منظور فيه إلى قيمتها المضمونة

بذمة البنك أو المودعة في خزانته وأنه حتم عليه أن يدفع تلك القيمة

متى طلب منه ذلك فهي كالنقود بخالف العملة المعدنية غير الذهب

. (1)والفضة

ـــــــــــــــــــ . 24( ينظر رسالة )التبيان في زكاة األثمان( للشيخ حسنين مخلوف ص 1)

Page 154: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

154

المطلب الثانيد مذهب الجمهورن قول فقهية معاصرة تؤي

(1) فتوى للشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي في شأن زكاة األوراق المالية )زكاة األوراق المالية الجاري

بها التعامل اآلن(أحد عشر ربيع األول سنة 11اعلم أنه قد ورد إلينا بتاريخ

رية خطاب من أحد ألف وثالثمائة وأربعة وعشرين هج 1342

أهالي الفيوم يتضمن السؤال عن حكم زكاتها شرعا وصورته إذا

وجد عند شخص ورقة )بنك نوت( قيمتها مائة جنيه مثال وحال

عليها الحول هل تجب فيها الزكاة أوال فأجبناه إذ ذاك بوجوب الزكاة

ين عند السادة الشافعية ألن ا لمزكى في فيها تخريجا على زكاة الد

إن األوراق ×الحقيقة هو المال المضمون بها وتفصيل الجواب

المالية الجاري بها التعامل اآلن في القطر المصري معتبرة

كمستندات ديون على شخص معنوي كما هو الظاهر من التعهد

المرقوم عليها وصورته )أتعهد بأن أدفع لدى الطلب مبلغ كذا

يونيو 42بمقتضى الدكريتو المؤرخ في تحرر هذا السند. لحامله

. 1898سنة ونص المادة الثانية من الدكريتو المذكور للبنك األهلي

. المصريالمصري اإلمتياز بإصدار أوراق مالية تدفع قيمتها لحاملها

عند تقديمها وذلك حسب القيود والشروط المدونة في النظامات

ة بقاء هذه المذكورة وال يمنح هذا اإلمتياز ل بنك آخر طول مد

ومما جاء في النظامات المشار إليها أن من أعمال البنك . الشركة

Page 155: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

155

إنشاء أوراق مالية تدفع قيمتها لحاملها أو إلى المحول إليه وإنه يجب

أن يكون مخزونا في البنك ذهب يعادل نصف قيمتها والنصف

نها الحكومة بدون أن الثاني يكون ملكه من القراطيس المالية التي تعي

يكون هذا الحق المخول للحكومة المصرية مترتبا على أقل مسؤولية

وإذا لم يكن في البنك من القراطيس المالية ما يوازي قيمة نصف

ن البنك ذهبا عينا يوازي كمية الناقص ثمن أوراقه فيجب أن يخز

بين الناس حتى تكون األوراق التي يضعها هذا البنك وتتداول

مخزونا ما يساوي قيمتها تماما في البنك أما كمية األوراق التي

توضع للمداولة والتعامل فالحكومة تتفق مع إدارة البنك على

مقدارها والمال المخزون في البنك من ذهب وقراطيس يكون

ضمانة ألوراق البنك المتداولة وعند التصفية يكون هذا المال

صا لدفع ق . (1)÷يمة األوراق واستعادتهامخص

(2) مقولة األستاذ خالف –: إن األوراق النقدية قال العالمة الشيخ عبد الوهاب خالف

، وإن ، وليست سندات ديون أي أوراق البنكوت هي عملة نقدية

، فالورقة هي جنيه أو خمسة أو كانت في الصورة سندات ديون

، ، على أنها نقود يها الزكاة شرعا عشرة أو خمسون أو مائة تجب ف

. ألن الناس يتبادلون التعامل بها على هذاوال فرق في وجوب الزكاة بين أن تكون األموال النقدية في يد

خرها مالكها أو بحفظها رصيدا في مصرف من المصارف ، أو يد

. (2)في صندوق إدخار ـــــــــــــــــــ

. 32( ينظر رسالة )التبيان في زكاة األثمان( للشيخ حسنين مخلوف ص 1)

. 339هـ ص 1331ة لغرة محرم عام ( انظر لواء اإلسالم عدد الخامس لسنتها الرابع2)

Page 156: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

156

أحاديث الرسول وقال مؤلف كتاب التاج الجامع لألصول في

: )بقي الكالم على األوراق المالية )البنكنوت( صلى هللا عليه وسلم

ها يتعامل بها كالنقدين فعليها الزكاة وتقوم –الذهب والفضة –، ألن

. (1)مقامهما وتصرف بهما(

(3) بكي مقولة األستاذ الس

ين الخالص للعالمة الشيخ محمود خطاب وجاء في كتاب الد

ه قالال : الورق النقدي وهو المسمى : قال الشافعية سبكي أن

، فيملك )بالبنكنوت( التعامل به من قبيل الحوالة على البنك بقيمته

، ، والبنك مدين مليء مقر مستعد للدفع حاضر قيمته دينا على البنك

، ومتى كان المدين بهذه األوصاف وجبت زكاة الدين في الحال

، حيث جرى ب والقبول اللفظيين في الحوالة ال يبطلهاوعدم اإليجا

: المراد باإليجاب ، على أن بعض أئمة الشافعية قال العرف بذلك

، والرضا هنا والقبول كله ما يشعر بالرضا من قبول أو فعل

. (2)متحقق

(4) : )إن وقال أستاذنا العالمة الشيخ محمد أبو زهرة رحمه هللا

ر النصاب بمائتي درهم على أساس النبي صلى هللا عليه وسلم قد

، وقد في عصره عليه الصالة والسالم -أي عشرون دينارا –قيمتها

بين الصحابة رضوان هللا تبارك وتعالى عليهم هذه القيمة بعشرين

، فتجعل هذه القيمة أساس التقدير في كل دينارا أو مثقاال من الذهب

ـــــــــــــــــــلمؤلفه الشيخ منصور ناصيف الشافعي 43( انظر كتاب التاج الجزء الثاني ص 1)

. المصري

. 128ص 8( انظر كتاب الدين الخالص ج 2)

Page 157: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

157

، واآلن د النصاب في كل األقطار اإلسالمية، وبذلك يتوح العصور

، فهل تكون هي وعاء الزكاة؟ لقد نجد أكثر التعامل باألوراق النقدية

، من أنها سند يجب أخذ بعض الناس من ظاهر ما يكتب عليها

ين ولكن الحقيقة الوفاء به باعتبارها دينا ، وأجروا عليها أحكام الد

، وقيمتها فيما اآلن نقودا حالة محل الذهب أن األوراق النقدية تعد

، ولو ، أسواق الذهب العامة تدل عليه من قيمة ذهبية في األسواق

، وإهماال ألمر ، لكان ذلك إلغاء لزكاة النقد لم تجب فيها الزكاة

. الشارع اإلسالمي في الزكاةفق مع وإذا كانت وعاء للزكاة كما هو المنطق واألمر الذي يت

ر ، والغاية من فرضية الزكاة مقاصد الشارع اإلسالمي ، فإننا نقد

، وما يتحقق فيه نصاب النصاب فيها على أساس القيمة الذهبية

الزكاة على أساس أن يكون مجموع األوراق مشتمال على ما قيمته

. (1). . عشرون دينارا ذهبيا خ محمد أبو زهرة وقال كذلك أستاذنا العالمة الجليل الشي

: رحمه هللا تعالى ما نصه

، والعملة التي تكون من غير الذهب )وأما األوراق النقدية

خذة من النيكل وغيره والفضة ، فإننا نرى أن الزكاة ، كالعملة المت

، وألنها لم تكن معروفة في ، وإن لم يرد نص عليها تجب فيها

لك ألن القياس الفقهي يجري ، وذ عصر النبي صلى هللا عليه وسلم

فيها بشروط إنتاجية كاملة فإن هذه النقود يجري التعامل بها في

، وتكون ، فهي تعد مقياسا دقيقا لقيم األشياء في الدولة داخل الدولة

، إذ ، وأوسع شموال ، وإن كان هو أدق قياسا في الدولة كالذهب

. طار واألمصاريسير حكمه في الميزان في كل األق ـــــــــــــــــــ

. 94( انظر كتاب )في المجتمع اإلسالمي( ص1)

Page 158: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

158

، ألنها تتخذ طريقا وفوق ذلك فإن هذه النقود تعد نامية بالقوة

، فكانت بهذا االعتبار لإلتجار والتبادل في داخل المملكة الواحدة

، بل هما في هذا ، وال فرق بينها وبين الفضة في ذلك نامية بالقوة

اء فقد تحقق ، وإذا تحقق فيها الوصف المؤثر المنتج وهو النم سواء

. موجب الزكاة فتجب: هذه أحكام النقود بكل ألوانها ثم قال حفظه هللا تعالى

، ويستوي في ذلك أن تكون ، ما دامت في حوزة صاحبها وأنواعها

، أو أن تكون في المصارف المالية مودعها فيها في خزائن بيته

ا سواء وكذلك إذا أمانة؛ ألن يد المصارف عليها يد نائبة عن يده فهم

، ممكن األداء ، واجب الوفاء ، ألنها تكون دينا كانت رصيدا تجاريا

، بل إن شئت فقل إنها ودائع وإن كانت غير معينة في أي وقت شاء

ف صاحبها في أي وقت يطلبها وال مظنة بالتعيين ، ألنها تحت تصر

. (1)مطلقا لإلرجاء(

محمد سعيد العرفي فتوى العالم المفتي الشيخ مفتي محافظة الفرات رحمه هللا تعالى

، فقد أصبح بعد منع )أما ما ذكرتم عن الورق السوري

، وبعبارة أصرح هو الذهب التعامل بالذهب هو العملة المرعية

وإال –أي بغير أجل -، فال يجوز بيعه نسيئة إال هكذا بهكذا والفضة

، فلم يذكر لم يبحثوا هذه الجهة، وإذا كان المتقدمون كان ربا

، إذن أصبح التاريخ أن التعاليم بالذهب ممنوع إال في عصرنا هذا

، فيجب أن يأخذ هو الذهب بعينه –أي الورق السوري –هذا

، بإيجاد وسيلة ، وما حصول اإلختالف إال ترويجا للربا حكمه قطعا

ـــــــــــــــــــهـ 1331ربيع الثاني عام ( انظر مجلة لواء اإلسالم للسنة الرابعة والعدد الثامن لشهر1)

211ص

Page 159: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

159

بال خجل ممن ، ، وسموها حيلة شرعية كما كانوا يحتالون عليه

. يعلم السر وأخفىوأما بيع الليرة الذهبية بالورق إلى أجل فإنه ال يجوز ألسباب

ض نفسه لخطر التبعة ، منها كثيرة ، ألنه مسؤول أمام : أنه عر

، إباحة لتعريض الضعيف إلى ، فاإلختالف في الجواز القانون

أكابر مجرميها ، ، يستفيد منها أرباب الثروة الوقوع بالتهلكة

. ، وما يمكرون إال بأنفسهم وما يشعرون ليمكروا فيهاإن الوقوف على إيجاد نص موهوم لزمن غير هذا الزمن لم

، ما هو إال استحالل للربا عن طريق يحصل فيه هذا المنع بالتعامل

، ونسي قول رسول هللا صلى هللا ، ظنا منه أن هذا يحل له الشرع

: معليه وسل

، ، فأقضي له )إن أحدكم ربما يكون ألحن من أخيه بحجته

، فإنما يأخذ قطعة من نار( فمن قضيت له بحق أخيه فال يأخذه

. )رواه البخاري(ز تجده إما من أرباب الثروة ، ولذلك فإنك إذا فحصت المجو

، يبيع ، ممن يرجو صدقاتهم التي هي أ وساخ الناس أو من أذنابهم

. ، أمال في استفادة موهومة دنيا غيرهدينه ب: )وقانا هللا شر الربا الذي ابتليت إلى أن قال رحمه هللا تعالى

به البالد اإل سالمية فال حول وال قوة إال باهلل ألنهم نسوا اتفاق

: : على أن كل قرض جر نفعا فهو ربا ونسوا قول هللا تعالى األمة

نوا بحرب من هللا ورسوله وإن تبتم فلكم )فإن لم تفعلوا فأذ

. رؤوس أموالكم ال تظلمون وال تظلمون(

Page 160: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

161

، جعل هللا وبالختام أرجو أن ال تنسوني من دعواتكم الصالحة

دكم بالتقوى تجارة الجميع رابحة ، فإنها خير زاد وأفضله ، وزو

. (، والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته وأخذ بيدكم إلى سواء السبيلمفتي محافظة 1322/ ربيع األول سنة 11دير الزور في

. (1)الفرات

عدي مقولة األستاذ السقد بحث هذا الموضوع فضيلة األستاذ العالمة الكبير الشيخ

عبد الرحمن بن ناصر السعدي في رسالته المسماة )األوراق البنكية(

ض فض هـ 1338المطبوعة في مكة المكرمة عام يلته فيها ، وتعر

، فقال في الصفحة آلراء بعض العلماء في األوراق المذكورة

: الرابعة من الرسالة

حكمها حكم فلوس المعدن تجب فيها الزكاة (2))إن األنواط

، فال ، وتتمول في جميع المعامالت وغيرها من العبادات المالية

بالنقد (3)، فيجوز بيع بعضها ببعض يجري فيها ربا الفضل

، ويجري فيها ربا ، إذا لم يكن في ذلك أجل ومتفاضال (4)متماثال

، وهذا ، فال تباع بعضها ببعض أو تباع بنقد إلى أجل النسيئة

. هـ1حاصل حكمها على وجه اإليجاز(

ـــــــــــــــــــ( هذه الفتوى خطبة بخط صاحبها وخاتمة موجودة في خزانة األستاذ محمد نبهان الخباز 1)

. أدرجها في رسالته القيمة

. ( أي ورق البنكنوت2)

. ( يعني بيع األوراق النقدية إذا اختلف مصدرها3)

واحد وبالسعر الذي أخذته بين باقي ( إذا كان المصدر أو السند لها واحدا في قطر 4)

. العمالت المختلفة في المصدر والقطر

Page 161: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

161

: )وأما منعي لبيع ثم قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن السعدي

د باب الربا أو مع أحد النقدين مؤجال فهو لس(1)بعضها ببعض

، ومن أصول الشريعة سد أبواب الربا الصريح بكل النسيئة

(2)هـ. ا طريق(

شهادة عالم كبير في تقريظه لبهجة المشتاق للسيد أحمد الحسيني

جاء في تقريظ العالمة الكبير صاحب الفضيلة الشيخ سعيد بن

علي الموجب أحد كبار علماء الشافعية باألزهر الشريف في كتاب

: قوله 411هجة المشتاق في بيان حكم زكاة األوراق في ص ب

، الحكيم برهانه ، العزيز بيانه )وبعد فإن هلل العزيز سلطانه

في كل حادثة حكما محكما وفي كل نازلة قضاء مبرما إما ظاهرا

، تبعا لمحله ظهورا وبطونا وجالء ، وإما مشكال خفيا جليا

، ، أنصار ملة اإلسالم من العلماء األعالم ، وإن الفقهاء وكمونا

، رضي هللا عنهم قد عنوا بأحكام قواعد الذي هم هم وقليل ما هم

، ، وهدوا إلى استنباط أحكام جزئيات موضوعاتها الدين ومعاقده

طوا في شيء من ذلك مسترشيدين بأنوار أدلته وشواهده ، ، ولم يفر

، حادثة وإن مما خفي حكمه، ، وشوارده حتى جمعوا بين نوافره

، التي راجت زواج النقدين في أنحاء المعمورة أوراق البنك نوت

، ، حتى لم يبق سوقه ، فضال عن أواسطها وعواصمها وأطرافها

، بل استأثر بها أكثر ، وحلت محل نقده ، إال وقعت في يده وال ملك

ولع الناس بالسؤال عنها ، وقد الموسرين الماليين لخفتها وقلة مؤتها

، هل تزكى زكاة النقد الذهب والفضة؟ والبحث عن حكم هللا فيها

ـــــــــــــــــــ . ( يعني األنواط أو األوراق النقدية )بنكوت(1)

. 21( ينظر رسالة )زكاة األوراق( لألستاذ محمد نبهان الخباز ص 2)

Page 162: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

162

، فكانوا ما بين غريب غير ونزع من سئلوا عنها في الجواب عنه

، حقيق ، وبين قريب نسيب ، يرجم بالغيب وال يصيب نسيب

، ولم يوفق ، غير أنه أضل السبيل بالتحقيق أصيل غير دخيل

. بحل المسألة المشكلة كفيللجواب ، إلى ، وخبطوا خبط عشواء وبالجملة قد وقعوا في بيداء تيها

، ، وبلغت حجته ، وتمت كلمته أن قبض هللا عز شأنه وعال سلطانه

، وذلك الموفق وهو ، وأسرة رسوله العظيم من عترة نبيه الكريم

. . ، وحبب إليه العمل الذي جنب الكسل ند الحليم األمجدالسيد الس

العالم الحبر اإلمام األوحد

ومن الذي لو قلت فيه مجدد

ما كان بدعا والعيان الشاهد

إن المجدد في الكثير من

اسمه

في القائمين محمد أو أحمد

، هو أبو الحسين أحمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد الحسيني

الشأن طرفا من ، فصرف في ذلك ، وحفظ مهجته أدام هللا بهجته

، ، ومطرح فكره ، وكان مطمح نظره عنايته وجانبا من رعايته

، انبعاث همته إلى مراجعة القوانين الموضوعة في ذلك الشأن

والبحث عن جميع أوراق ممالك المعمورة ووالياتها في

وجمع أصنافها حتى اجتمع له منها ما لم يظفر به (1)عواصمها

، وإلى ترجمة ما كتب في وجوهها شأن، ممن عني بهذا ال غيره

، وتوصل بذلك كله إلى أن تبين أنها سكاك بلغاتها الكثيرة كلها

، يرجعون ، ومن هي في يده ، ومستندات لذويها وأصحابها ديون

، وإلى تبين بها إلى )البنك نوت( ما تضمنته من الديون المضمونة

شرطه المتعارف بين أن الزكاة واجبة فيما تضمنته من تلك الديون ب

ـــــــــــــــــــ . 22( ينظر رسالة )زكاة األوراق( لألستاذ محمد نبهان الخباز ص 1)

Page 163: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

163

، ، كتابا أبدع فيه كل اإلبداع ، ولقد أودع ذلك كله علماء المذاهب

، وجعل ووضع الغرض الذي رمى إليه فيه على طرف التمام

، الذراع وسماه )بهجة المشتاق( في بيان حكم زكاة أموال األوراق

شف وما أحراه أن يسمى )أنوار اآلفاق( ليطابق االسم مسماه فقد انك

، وقد أسمعني حفظه هللا ، حكم المسألة المسمى بهذا المسمى

، فإذا هو كتاب في ، ووقفت على مغزاه ، فأحطت بمعناه بعضه

، ، أقوم قيال وأقوى دليال ، وبحل المسألة المشكلة كفيل بابه جليل

، انحلت به العقدة ، وأحسن تفصيال وأكثر تفضيال وأكثر تحصيال

، يقتفون ، والناس عالة عليه بعده ك وحده وهو العمدةوصار في ذل

. اهـ÷ . . هديه ويشكرون له سعيه م

: خالصةلما ذهب إليه األخ األستاذ محمد نبهان خباز السوري حفظه

يتضح لنا مما جاء في بيان هذه الرسالة ×هللا في رسالته القيمة

: األحكام التالية

. هو العملة المرعيةأن النقد الورقي السوري -آ . ، وأحكامه تجري كأحكامهما وأنه هو الذهب والفضة -بوأنه ال يجوز اعتباره عروض تجارة تباع وتشرى نسيئة -جـ

. وإال انقلب إلى ربا إن كان ألجل –كالصرافة مثال –إال هاء بهاء . وإن كان قرض جر نفعا فهو ربا -د، وخاصة حراما باطال فهي باطلة وإن كان حيلة تحلل -هـ

، أو ، أو تتناقض مع مصلحة دينية الحيلة التي تهدم أصال شرعيا

Page 164: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

164

تؤدي إلى التالعب بدين هللا واالستهزاء بشرعه الحنيف هي محرمة

. (1)باتفاق جمهور العلماء

ـــــــــــــــــــ . من الرسالة المذكورة 39و 42( ينظر ص 1)

Page 165: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

165

المبحث الثاني

تغير قيمة العملة الورقية المدخل إلى البحث

ر الموضوع لي وخالصة ألحكام قيمة الدراهم تصو بشكل أو

: والدنانير فقط

لي : تصور الموضوع بشكل أواستقر قرار المجمع في جدة كما استقر قرار المجمع التابع

للرابطة في مكة المكرمة على اعتبار األوراق النقدية أمواال كالذهب

ي ال مرية ، وهو الحق الذ والفضة سواء بسواء ال خالف في ذلك

. فيهولكن هذه األموال قد تتغير بفعل من الدولة أحيانا وبدونه

، ورخصا وغالء أحيانا أخرى وهو األكثر كسادا وانقطاعا أحيانا

، وتجري القروض والمداينات بين الناس بها أحيانا أكثر وأغلب

ضة أو ، أم قيمتها بالنسبة للذهب والف فماذا يلتزمون؟ عددها ومثلها

، وتكاد آراء المنصفين من الباحثين العمالت األخرى الثابتة نسبيا

ه إلى األخذ بالقيمة قوال باستحسان القياس الخفي ، المعاصرين تتوج

، فاقتضى لوال الخوف من شبهة الربا ال سيما في القرض والديون

ذلك البحث عن الضوابط الكابحة الالجمة للمضي في االستحسان

. يتهلغا، والسؤال عنها أضحى واقعة هذه هي اليوم مشكلة الساعة

، ويترتب على البت فيها آثار كبيرة في الحقوق العصر

، والفقه مقاطع الحقوق فما موقف الفقه اإلسالمي من والواجبات

هذه القضية االقتصادية الخطيرة؟

Page 166: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

166

ض الفقهاء القدامى رحمهم هللا تعالى لطرف من هذا لقد تعر

، ولكن األوضاع الموضوع حسبما كان الوضع يومئذ عندهم

، االقتصادية التي كانت يومئذ لديهم تغيرت تغيرا جذريا كبيرا

وأصبح األمر اليوم ال يكتفي بما قاله فقهاؤنا القدامى رحمهم هللا

، وعصرنا ، فهم أفتوا لعصرهم وأعرافهم تعالى وأجزل مثوبتهم

، وال يسعه اجتهاد م يحتاج إلى اجتهاد جماعي في هذه المسألةاليو

، ، وإنما نستأنس بما كتب من قبل ودون فرد مهما عظمت فقاهته

وبما يقول علماء المسلمين اليوم وفقهاؤهم المعاصرون في سبيل

درس هذه المسألة وتفنيدها ثم التوصل إلى الحكم الشرعي عن

حصرا وذلك بقرار مجمعي يكون فيصال طريق اإلجتهاد الجماعي

. في هذا الشأنخالصة ألحكام تغير قيمة النقد من الدراهم والدنانير فقط

: في الفقه اإلسالميلعل هنالك إقرارا ضمنيا لدى الفقهاء المسلمين بأن الدراهم

والدنانير من الفضة في األولى ومن الذهب في الثانية مستقرة في

، ولو أن التغير في القيمة قد يطرأ وتها الشرائية نسبيا قيمتها وق

فقون على أنه إذا ترتب على التعامل عليهما بقدر يسير ، والفقهاء مت

بالدراهم والدنانير دين سببه القرض أو البيع ثم تغيرت قيمته وقت

اتفق عليه بين األداء لسبب من األسباب وحل األجل فال يلزم غير ما

ي حينئذ بمثله قدرا وصفة سواء غلت قيمته أو المتعاقدين ، فيؤد

. ، ألن الديون تؤدي بأمثالها لدى كافة الفقهاء رخصت ويجري هذا الحكم على الدراهم والدنانير الخالصة ومغلوبة

، وتكاد هذه القضية تكون من المتفق عليه لدى الباحثين الغش

. ، وحكى بعضهم فيها اإلجماع القدامى والمعاصرين

Page 167: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

167

: وال يجري هنا خالف أبي ، قالوا وهو قول واحد عند الحنفية

، ، وهو المشهور عند المالكية يوسف ألنه محصور بالفلوس فقط

، فإن فقد وليس : يجب رد المثل وهو قول الشافعية والحنابلة فقالوا

، وعند مته عند الحنابلة يوم اإلعوازله مثل أو أعوز لزم رد قي

. (1)المالكية على الراجح عندهم يوم المطالبة

ـــــــــــــــــــ، وحاشية وما بعدها 21، وتنبيه الرقود ، وما بعدها 1/481: العقود الدرية ( انظر1)

، والمجموع وما بعدها 3/399، ونهاية المحتاج ، وما بعدها 2/118الرهوني

، ومجلة األحكام 318و 313و 2/212، والمغني مع الشرح الكبير 13/132

. 329الحنبلية مادة الشرعية

Page 168: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

168

المقصد األول

ر قيمة النقود اإلصطالحية تغي

"تغير قيمة الفلوس وما يلحق بها فـيمذاهب الفقهاء اإلسالميين"

: المبحث األول وأشكاله: أنواعه التغير في الفلوس وما يلحق بها

اتفق أئمة المذاهب على أن الفلوس أثمان باالصطالح

. ، وال تتعلق بذواتها أحكام محدودة والعرفواختلفوا بعد ذلك في طبيعتها اختالفا كيبرا يرجع إليه في

الت ح بقوة المدرك هو أن الفلوس ليس محله من المطو ، والذي ترج

ة من ، وإنما ط لها طبيعة خاصة بها بيعتها اعتبارية ألنها مستمد

. حقيقة النقدين وطبيعتهما في بعض الصور والحاالتومن طبيعة العروض وحقيقتها في بعض الصور والحاالت

، يدل على ذلك أن المجتهدين اختلفت منازع نظرهم األخرى

، ومرجع ، فاختلفت أحكام الفروع المستنبطة عندهم واجتهادهم فيها

. لك لدى التحقيق إلى طبيعتها اإلعتباريةذ: )إن الفلوس لها حكم جاء في كالم العالمة ابن عابدين

هـ. ا (1)، وحكم الثمن من وجه ( العروض من وجه

ح أن األوراق النقدية نظيرة الفلوس في علة الثمنية وقد ترج

ة تحريم الربا بعد ترجيحنا من قبل أن العلة هي مطلق الثمنية في عل

ـــــــــــــــــــ . 182/ص2( انظر حاشية رد المحتار 1)

Page 169: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

169

، وكذلك ، وهي العلة المتعدية حيث قيس عليهما الفلوس في النقدين

تقاس األوراق النقدية على النقدين من الدراهم والدنانير كما قيست

، فكل ما يجري على ، وكذلك الكواغد واألنواط الفلوس عليهما

. النقدين يجري على الفلوس وما يلحق بها من األوراق النقدية، فلها هذا ويلحق بالفلوس أيضا الدراهم والدنانير غالبة الغش

. وتعامل معاملتها. قيمة الفلوس

: المبحث الثاني : تفصيل القول في حاالت التغير

: وانحصرت حاالت التغير في ثالث حاالت

: الكساد الحالة األولى (1)

: االنقطاع الحالة الثانية (4)

، الغالء : الرخص الحالة الثالثة (3)

: وسأختصر جدا أحكام هذه الحاالت

: : الكساد الحالة األولىوذلك )أن تترك المعاملة بهذا النقد في كل األقطار بتوقيف

رة للنقد أو بسبب آخر مماثل( ، وقد اختلف التعامل من الجهة المصد

: فيه مذاهب الفقهاء إلى أقوال ثالثة

والشافعية في المذهب والليث فذهب المالكية في المشهور -1

التي قبضها يوم العقد سواء (1)إلى أنه ليس على المدين غير السكة

. كان الدين قرضا أو ثمن مبيع أو غيره

ـــــــــــــــــــ . ( السكة تطلق على النقد الذي تصدره الدولة وعليه ختم السلطان1)

Page 170: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

171

وحكي عن اإلمام الشافعي رحمه هللا تعالى وجه؛ هو أن البائع

. يتخير بين إجازة البيع بالنقد القديم أو فسخهفة رحمه هللا فيما يظهر إلى أنه إذا وذهب اإلمام أبو حني -4

، ، ويجب الفسخ ما دام ممكنا كسدت الفلوس أو انقطعت فالبيع فاسد

، فإن كان دينا وجب رد مثله ولو كان كاسدا ألنه وهذا إن كان بيعا

، وعلل ، وذهب الصاحبان إلى عدم البطالن هو الثابت في الذمة

. كل لرأيهوالمالكية في مقابل المشهور والصاحبان وذهب الحنابلة -3

، واختلفوا في وقت من الحنفية إلى أن الفلوس إذا كسدت ترد القيمة

. تقدير القيمةفذهب جمهور القائلين بهذا الرأي إلى أن الوقت يوم القبض -

. أو يوم التعامل وهو كذلك لإلمام أبي يوسف رحمه هللا فيما يظهرالكية أن يكون يوم القبض من النقد واشترط بعض الم -

. الرائج –من الحنفية –وقال اإلمام محمد بن الحسن رحمه هللا -

وبعض الحنابلة إنه وقت الكساد )أي في آخر نفاقها( وترك المعاملة

. في آخر نفاق الفلوس . وفي قول عند الحنابلة وقت الخصومة -

هو ما ذهب إليه –لم وهللا أع –والذي يترجح من هذه األقوال

الحنابلة ومقابل المشهور عند المالكية والصاحبين في وجوب القيمة

وأما عن وقت اعتبار . ويرجع إلى أدلتهم في مظانها عند التوسع

القيمة فالذي يرجح أن القيمة المعتبرة هي القيمة وقت الكساد وترك

ح بعض. المعاملة في آخر نفاق الفلوس من األسواق ورج

Page 171: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

171

، وهو بالرغم من أنه ال قائل المعاصرين يوم اإلستحقاق (1)الباحثين

. به في الكساد قول وجيه، فالقول بقي هنالك حالة الكساد المحلي للنقد اإلصطالحي

، والبائع بالخيار بين المعتمد عند الحنفية في صورة البيع ال يفسد

ذ قيمة ذلك النقد من ، وبين أ خ أن يطالبه بالنقد الذي وقع به البيع

، وروي عن الشيخين في المذهب الحنفي أنه يجري في عملة رائحة

الكساد المحلي حكم الكساد العام بيد أنه لم يرو عنهما بطريق

. معتمد

: : االنقطاع الحالة الثانية: )ترك التعامل بها في األسواق العامة االنقطاع عند الفقهاء

بأن يفقد النقد من أيدي الناس لم يريده( في أو ) (2)بين الناس(

. عصرنا: المالكية والشافعية واتفق جمهور الفقهاء من أئمة المذاهب

والحنابلة والصاحبان من الحنفية وهو المفتى به عند الحنفية على

، وهنالك من قال إن االنقطاع مثل وجوب القيمة عند االنقطاع

. ، وليس بشيء عالكساد كالهما يوجب فساد البي : ثم اختلفوا في وقت تقدير القيمة

فذهب المالكية في المعتمد عندهم إلى أنها وقت الحكم وهو -

. مقابل المشهور عندهم: أبعد األجلين من والقول الثاني وهو المشهور عند المالكية -

، فإن كان االنقطاع أو االستحقاق واالنقطاع فالعبرة للمتأخر منهما

ـــــــــــــــــــم للمجمع1) . ( هو زميلنا األستاذ الدكتور عجيل جاسم النشمي في بحثه القيم المقد

. من الجمهور( انظر ابن عابدين من الحنفية والزرقاني والبناني 2)

Page 172: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

172

م أحدهما فالعبرة االنعدام حصال معا فاألمر واضح ، وإن تقد

ر ، وإن ، فإن استحقت ثم عدمت اعتبرت القيمة يوم العدم بالمتأخ

. عدمت ثم استحقت اعتبرت القيمة يوم االستحقاق، سواء يوم انقطاعه وذهب الشافعية إلى أنها وقت المطالبة -

. م حلول األجل، أو يو إن كان حاال ، وبه وذهب الحنابلة واإلمام محمد بن الحسن رحمه هللا -

، وهو المعبر عنه بيوم يفتي عند الحنفية أنها آخر يوم قبيل االنقطاع

. وذهب اإلمام أبو يوسف رحمه هللا إلى أنها يوم التعامل. الكسادل وذهب اإلمام أبو حنيفة رحمه هللا إلى أن االنقطاع مث -

، والمفتى به قول اإلمام ، وخالفه صاحباه الكساد يوجب فساد البيع

محمد من الصاحبين في المذهب والراجح الذي يصار إليه وهللا أعلم

وفي تقديرها قول (1)هو قول الجمهور في أن االنقطاع يوجب القيمة

، ألنه الحنابلة واإلمام محمد بن الحسن من الحنفية بأنه يوم الكساد

. (2)اليوم الذي وجبت فيه القيمة على القول بهاهو

خص والغالء في مذاهب الفقهاء الحالة الثالثة : : الرقد تهبط قيمة الفلوس أو األوراق النقدية بالرخص بالنسبة إلى

، وقد ، وقد ترتفع قيمتها فتغلو ، وهذا هو الغالب الذهب والفضة

ة قرض أو ثمن مبيع يحدث ذلك بعد أن ثبت في ذمة المدين قيم

ي ما التزم به باعتبار . ، ويحل األجل ، أو مثل ذلك باألجل فهل يؤد

، أو ال اعتبار لهما؟ الرخص والغالء

ـــــــــــــــــــ . ، وتنبيه الرقود للعالمة ابن عابدين وغيرها : حاشية رد المحتار ( انظر1)

: ولعل أظهر مثال على االنقطاع هو الليرة اللبنانية اليوم في عصرنا الحاضر ( قلت2)

. هجرها الناس من شدة رخصها في كل األقطار حتى كاد يبطل التعامل بها

Page 173: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

173

اختلف الفقهاء في ذلك على أقوال ثالثة في مذهبين لدى

. الفقهاء األقدمين أصحاب المذاهب رحمهم هللا تعالى ورضي عنهم: المالكية والشافعية الجمهور : مذهب المذهب األول -1

، وقول اإلمام أبي ، وهو قول اإلمام أبي حنيفة رحمه هللا والحنابلة

ال ثم يظهر أنه رجع عنه؛ إلى أن الواجب أداؤ ذات النقد يوسف أو

. ، وال اعتبار للرخص والغالء الثابت في ذمة المدينفي الرخص هذا؛ وللرهوني من المالكية وجه في وجوب المثل

ده بما إذا لم يكثر الرخص والغالء جدا والغالء حيث ارتضاه رأيا فقي

. فتجب القيمة حينئذ ال المثل: مذهب الحنيفة؛ فقد ذهب اإلمام أبو يوسف المذهب الثاني -4

رحمه هللا تعالى وعليه الفتوى في المذهب إلى وجوب أداء القيمة في

الذمة قرضا وجبت القيمة يوم ، فإن كان في الرخص والغالء

، وحكى العالمة ابن ، وإن كان بيعا فالقيمة يوم التعاقد القرض

ر المذهب رحمه هللا تعالى الفتوى عليه . عابدين محرهذا ووجه الرهوي من المالكية رحمه هللا بتقييد الرخص

والغالء بما إذا لم يكثر الرخص والغالء جدا بحيث يصير القابض

، هذا الوجه ، فتجب القيمة حينئذ ا كالقابض لما ال كثير منفعة فيهله

يجتمع مع الحنفية في هذه المسألة غير أنهم يطلقون هم ويقيد هو

ل أن الرهوني مع المالكية في وجوب المثل فيما إذا كان فتحص

، فأما إذا فحش الرخص والغالء فهو مع الرخص والغالء يسيرا

، فتجب القيمة يوم القبض في القرض ويوم ة في القول بالقيمةالحنفي

. العقد في البيع

Page 174: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

174

: تذييل في وقوع العقد على نقد غير معين النوعهذا كله إذا كان العقد واقعا على نقد معين النوع كالليرة

. السورية مثال نه أما إذا وقع العقد على نقد غير معين النوع وال قرينة تع ي

، فقد تكلم في ذلك كاللاير مثال في عصرنا والقروش في عصرهم

فقيهان من الحنفية العالمة ابن عابدين والشيخ عبد القادر

ر المذهب الحنفي (1)الحسيني ، فقد ذهب العالمة ابن عابدين محر

، فالمشتري إلى أنه قبل صدور األمر السلطاني بالرخص فيها

ع العملة المسماة أو ما يعادلها وحكى االتفاق على بالخيار في دف

، وأما بعد ورود األمر السلطاني بالرخص فإما أن تكون ذلك

. العمالت متساوية في قيمتها أو مختلفةفإن كانت متساوية في الرخص وجب دفع ما يعادل ثلث -

. العمالت بالسعر الذي كان عليه وقت العقد . لجأ إلى الصلح فيدفع الوسطوإن كانت مختلفة في -

ح هو رأي ابن عابدين رحمه هللا لكونه موافقا والذي ترج

لمقصود الشارع من استقرار المعامالت ودفع الضرر وأرفق

. بالعاقدين كما هو ظاهر

ـــــــــــــــــــ، ثم قبل إلى أن من باع بالقروش قبل ورود األمر السلطاني ( وذهب الشيخ الحسيني1)

قبض الثمن ورد األمر السلطاني بتراجع أسعار النقود فعلى المشتري أن يدفع ما يعدل

القرش بحساب العرض من أي نوع كان بالسعر الذي يروج به وقت القبض برضا

ى في عقد البيع أو مثله البائع . ، وللبائع طلب المسم

Page 175: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

175

الفتوىالورق النقدي اليوم وإن كان أمواال نافقة وله حكم المال من

ة غير أن الذهب هو التغطية جميع الوجوه في الشريعة المطهر

االقتصادية الوحيدة لدى أكثر الدول فإن لم تكن الوحيدة فهي التغطية

، لذا من هذا الوجه فالورق النقدي نائب عن األساس واألصل

الذهب فنرجع قضايا تغير قيمة العملة الورقية كلها إلى الذهب فقط

، أنت تقبض نونقول لكل من تعامل بهذه العملة الورقية مع اآلخري

وتقبض ورقا نقديا ولكن حينما تكون هنالك مداينة فاحرص على أن

تسعر هذا الورق النقدي بالذهب بسعر ذلك اليوم بما هو عليه في

البورصة ويسجل كل من المتداينين ذلك السعر للذهب أساسا

، وعند انقضاء األجل يرجع المدين للدائن ذهبا أو ورقا نقديا للتعامل

. بسعر الذهب في يوم انتهاء المداينة( أربعين ألف ليرة 21111فلو أن رجال أقرض آخر إلى سنة )

في دمشق وكشفا عن 1983سورية يوم الخامس عشر من حزيران

سعر الذهب بالليرات السورية في ذلك اليوم فإذا بهذا المبلغ يساوي

ة طالب الدائن كيلو غراما واحدا فقط من الذهب وبعد انتهاء السن

، فالعدل واإلنصاف في 1988حزيران 12المدين بالمال أي في

الشريعة اللذين بنيت عليهما مصالح العباد ودار حولهما التكليف

يقتضيان إما أن يرد المدين للدائن كيلو غراما واحدا من الذهب أو

ولنفترض أن كيلو 1988حزيران 12قيمته بالليرات السورية يوم

( مائة ألف ليرة سورية وجب أن 111111ب يساوي آنذاك )الذه

يرد هذا المبلغ أو الذهب الكيلو الواحد وهو مخير في ذلك ألنه لو

( األربعين ألفا لكان قد رد إليه أقل من نصف كيلو 21111رد إليه )

. ، وقس على ذلك من الذهب وهذا ظلم والظلم حرمه هللا ورسوله

Page 176: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

176

لقضية بعد أعمال الفكر وترديد هذا ما ظهر لي في هذه ا

. النظر

Page 177: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

177

المقصد الثاني

ترجيح الربط بالقيمة فـي الفلوس والعمالت المعاصرة استحسانا

/ضوابطه ووجهه/ح في هذه المسألة الخطيرة والواقعة –وهللا أعلم –الذي يترج

الشائكة من واقعات عصرونا و نوازله هو قول اإلمام أبي يوسف

. تعالى في الفلوس في حالتي الرخص والغالءرحمه هللاولكن هذا القول ال يجري على إطالقه بل البد له من ضوابط

يجب الوقوف عندها واالعتداد بها لجما لقول اإلمام أبي يوسف

. ، وهذه الضوابط ثالث فيما أرى وهللا أعلم وكبحا لجماحه

: الضابط األولبالغالء خارجا عن التغير اليسير كون التغير بالرخص أو

، والمعيار في ضبط التغير يسيرا أو الذي يتسامح به التجار عادة

، كما هو القول في الغبن في البيوع فاحشا خبرة التجار وعرفهم

، فالراجح أنه قول التجار من أهل الموقوفة التي يفتر فيها الغبن

. الخبرة والتخصصوجه الشيخ الرهوني من المالكية ومن تبعه من وال يتجه هنا

، فإن وجه الشيخ الرهوني هنا ليس إال إلحاقا القدامى والمعاصرين

واقعة التغير بواقعة /االنقطاع/ وتجب حينئذ القيمة –لهذه الواقعة

عند جمهور الفقهاء من أئمة المذاهب المالكية والشافعية والحنابلة

المفتى به عندهم كما مر بل الضابط في والصاحبين من الحنفية وهو

ار أهل الخبرة وعرفهم ، فما التغير اليسير والفاحش هو قول التج

Page 178: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

178

، وما يرونه تغيرا فاحشا فهو كذلك. يرونه تغيرا يسيرا فهو يسير

. هو معيار منضبط اعتبره الشارع كثيرا في األمور الفنية البحتةوسف في كل رخص وغالء ولو يسيرا وذلك لئال يمضي قول أبي ي

فتضطرب المعامالت وتتزعزع ثقة الناس في التبادل بالفلوس

، وألن الغبن اليسير أو الغالء والرخص ومثلها األوراق النقدية

. ، وهو قول سديد اليسير ال تكاد تخلو منه المعامالته ، واالنقطاع الذي عبر عن ومعنى هذا أن التغير الفاحش شيء

، ويظهر لك ذلك الشيخ الرهوني رحمه هللا بالكثير شيء آخر

تي من واقعات العصر )الليرة اللبنانية والليرة السورية( ’بالمثال اآل

فالليرة اللبنانية أصابها رخص ألحقها بالمنقطعة كما ذهب إليه الشيخ

، فوجبت القيمة ألنها الرهوني فهي لم ترخص لكنها انقطعت

طاع إلى حد أصبحت ال قيمة لها فانقطعت من وصلت من االنق

، وصار الناس يرفضون قبضها بل التعامل في جميع األقطار

صاروا يتبايعون ويتعاملون بالعمالت الصعبة كالدوالر األمريكي

وأمثاله بينما الليرة السورية رخصت رخصا فاحشا ولكن لم تنقطع

ية وأمثالها فال يزال من التعامل وكذلك مثيالتها من الليرة الترك

الناس يتعاملون بالليرة السورية والتركية ويقبضونها ويعتدون بها

. في التعامل في جميع األقطارفهذا هو المثال الصحيح للرخص الفاحش وهو الذي ال يدخل

، تحت االنقطاع وال الكساد وهذا هو الفرق الواضح بين الحالتين

يرتين السورية والتركية في هذا فتجب القيمة هنا أيضا في الل

، وال تجب القيمة عند الشيخ الرهوني ومن تبعه بل يجب الترجيح

. المثل لديهم وهنا تحرير محل الخالف

Page 179: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

179

: الضابط الثانيربط النقد االصطالحي بالذهب أو بالفضة أو بعملة ثابتة نسبيا

العقد على ، وذلك بأن ينص في كالدوالر األمريكي والين الياباني

هذا الربط بالقيمة وتحدد هذه القيمة حتى ترد ذاتها عند الوفاء أو

، في القرض في عند حلول األجل في المداينة أو تسليم الثمن

، وفي العقود ، وفي المداينة في الصورة الثانية الصورة األولى

. التعاملية كالبيع وغيره في الصورة الثالثةان أو كتابيا يخرجنا في رد القيمة حالة إن هذا الربط شفويا ك

، ألن التعامل انصرف في جوهره الرخص أو الغالء من شبهة الربا

ضة للرخص إلى القيمة ال إلى األوراق النقدية االصطالحية المعر

، فكأن المتعاقدين ، وحالة الرخص الشديد أكثر الشديد أو الغالء

، من األوراق النقدية الخطيرةتعاقدا على القيمة ال على بديلها

، فصار التعاقد على ثابت أو شبه ثابت ال على والقيمة ثابتة نسبيا

. متغيروصورة هذا الربط أن يلحظ الدائن والمدين أو المقرض

والمستقرض أو البائع أو المشتري في هذه الصور وأمثالها أن الثمن

أو عملة صعبة أو أو المال المستقرض هو القيمة من ذهب أو فضة

. ، أي قيمة هذا المبلغ ال صورته سلة عمالتفإذا استقرضت منك خمسين ألف ليرة سورية مثال إلى سنة

وجب أن يلحظ في القرض عند التسليم أن هذه الليرات تساوي في

، فصار هذا الكيلو هذا اليوم يوم القبض كيلو غرام واحدا من الذهب

، فوجب أداء ما يماثله رض ضمنا وحكما الذهبي هو المبلغ المستق

، فلو انخفضت الليرة من الليرات السورية عند حلول أجل القرض

/ سبعون ألف ليرة سورية يوازي 111. 31السورية إلى أن صار /

Page 180: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

181

، ، وجب رد السبعين ألف ال الخمسين كيلو غراما واحدا من الذهب

، والعبرة في لذهبيألن المال المستقرض حكما هو الكيلو غرام ا

، والورق النقدي الذي العقود للمقاصد والمعاني ال لأللفاظ والمباني

قبضه المستقرض ما هو إال صورة له وبديل شكلي عنه وإلزامي

، لمنع أكثر الدول التعامل بالذهب بحكم القانون حيث ال يجوز غيره

. ولو كان بقي جائزا بحكم الشرعلربط في العقد يبعد العقد عن شبهة الربا إن هذا اللحظ أو هذا ا

، ألن المتعاقد عليه ثابت ينوب عنه في فضال عن حقيقة الربا

، فيرجع إلى الثابت ال إلى المتغير في الصورة شيء متغير

، وهو من مقصودات الشارع ألنه يحقق العدل ويبقي على الجوهر

. المعروفبذلك سلعته في مقابلة منتفع ، فالبائع إنما ثم إن كان األمر بيعا

، ، فال يظلم بإعطائه ماال ينتفع به ، ألخذ منتفع به به ألخذ منتفع له

ين إذا كان األمر قرضا أو دينا هذا في البيع ، وأما في القرض والد

فما ذنب الدائن إذا احتسب أمره عند هللا تعالى فترك تثمير ماله في

، فهل جزاؤه أن نقصانا واضحا ، فنقص يده وأقرضه إلنسان مدة

يرجع إليه عشر ماله أو أقل مكافأة له على أنه أقرض لوجه هللا

، وأقلع الناس عن اإلقراض قرضا حسنا؟ إذا لبطل المعروف

اء ذلك الفقراء المحتاجون أو دخلوا في الربا والمداينة ، وهلك جر

. (1)المحض والعياذ باهلل تعالى

ـــــــــــــــــــ( انظر في توجيه هذا الرأي بحثا ماتعا في كتاب األخ الدكتور النشمي حفظه هللا من 1)

مه للمجمع في ذروته الرابعة والخامسة أعضاء المجمع . . ذلك الذي قد

Page 181: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

181

: الضابط الثالثأن يقتصر األمر على حاالت التغير الفاحش غير الطبيعية

. حصرا دون غيرها : وتلك الحاالت هي

، وهي حاالت استثنائية من التي تسمى عند الفقهاء بالجوائح

، فإذا صار التغير الفاحش هذا يوما هو القاعدة وليست هي القاعدة

استقر التعامل رجعنا القاعدة وصار أصال بحيث استقر األمر عليه و

. إلى األصل وهو الرد بالمثل النتفاء الجور

توجيه هذا الترجيح بضوابطه، فإذا تغير الفلوس وما يلحق بها أثمان باصطالح الناس -1

اصطالحهم فينبغي مراعاة هذا التغير بحيث ال يترتب على طرف

. ، وإال لم يعد لالصطالح قيمة وال فائدة ضرر، فترتب م إن الرخص والغالء كالعيب الالحق للفلوسث -4

عليه ظلم للدافع في الرخص فيجبر بالقيمة وال يبطل العقد كما لم

، وهو نظر اإلمام أبي يوسف يبطل في حالتي الكساد واالنقطاع

رحمه هللا في أحوال التغير كلها في الكساد واالنقطاع والرخص

. والغالءلجلي في الرخص والغالء يقتضي رد المثل في والقياس ا -3

الفلوس ألنها قيست على الدراهم والدنانير التي يجب فيها باالتفاق

. رد المثل بجامع الثمنية في اإللحاق وهي العلة المتعديةا تركنا القياس الجلي إلى االستحسان وهو القياس الخفي لكن

والضرورة على رأي الذي يقتضي رد القيمة بدليل المصلحة

. الحنفية

Page 182: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

182

والعلة الخفية التي بني عليها االستحسان هنا أن اجتماع

الفلوس مع الدراهم والدنانير في علة الثمنية ال يمنع من حيث آثار

، فالدراهم والدنانير ال تبطل كل أن يختلفا في قيمة هذه الثمنية

ير جدا ال قيمة ، ورخصها اليس ، وهي في الخلقة ثمن ثمنيتها بحال

. ، فال يترتب ضرر محقق للعاقدين حتى يجب رفعه لهبخالف الفلوس واألوراق النقدية فقد تبطل ثمنيتها وقد ترخص

، فقد ، فينظر حينئذ إلى ما أبنى عليها من آثار من شغل للذمم كثيرا

فارقت في هذه الحال مماثلة الدراهم والدنانير صورة برخص

تفارقه حقيقة في مقدار ما شغلت به الذمة مما اصطلح ، ولم قيمتها

، وإن لم يقبل هذا في مفارقة الفلوس الدراهم عليه حين العقد

، فيمكن اعتبار المفارقة استحسانا للمصلحة أو الضرورة والدنانير

، فقال ، ويتخرج على هذا الرأي عدة نظائر فقهية على رأي الحنفية

ا حصل تخالف وفسخ وهي تالفة فتجب الفقهاء في بيع الفلوس إذ

، قال بعضهم بالقيمة يوم ، وكذلك استعارة الفلوس وتلفها القيمة

. ، ولو أخذت الفلوس على جهة السوم فتلفت ففيها القيمة التلفل منزل الضرورة( و)دفع الضرر وكذلك قاعدة )الحاجة تنز

يمكن ودفع الحرج( و)الضرورات تقدر بقدرها( فهي قواعد

. التخريج عليها هنا في هذا المضمار وهللا تعالى أعلم

هذا وباهلل التوفيق

خاتمة البحثتبين لنا من هذه الجولة العجلى أن قواعد دفع الضرر ورفع

، واألخذ الحرج والتيسير على الناس وقاعدة الضرورة والحاجة

ول بروح النصوص كل أولئك يجعلنا نقف هذا الموقف من توجيه الق

Page 183: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

183

باالستحسان في صورة القياس الخفي مع ضوابط تلجم المضي في

، وذلك كله لتحقيق العدل الذي القياس الخفي هذا إلى ماال يراد منه

. بنيت عليه مقاطع الحقوق : وما أحسن كالم العالمة ابن القيم رحمه هللا تعالى

، فكل ها، ومصالح كل ، ورحمة كلها =الشريعة عدل كلها

، ، وعن الرحمة إلى ضدها مسألة خرجت من العدل إلى الجور

، وعن الحكمة إلى العبث فليست من وعن المصلحة إلى المفسدة

. الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل

Page 184: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

184

المبحث الثالث

حدود تضخم النقود األوراق ومفهوم كسادها وأثره فـي تعيين الحقوق

ـي الفقه اإلسالمي وااللتزامات اآلجلة ف

دراسة مقارنة

تصديرالحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه من شرور

أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد هللا فال مضل له، ومن يضلل فال

هادي له، وأشهد أن ل إله إله وحده ال شريك له، وأشهد أن سيدنا

لى سيدنا محمد محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك ع

وعلى آله الطيبيين األطهار وأصحابه األبرار األخيار ، ومن تبعهم

بإحسان .

فلقد كنت كتبت لمجمعنا العظيم مجمع الفقه اإلسالمي بجدة

بحثا وافيا سميته )وجه االستحسان وضوابطه في ربط العمالت

متغيرة القيمة بالقيمة(، وفيت به الموضوع حقه وأوفيت فيه فيما

سب على الغاية، ودونت في آخره بعض االقتراحات، وأبرزها أن أح

يصرف النظر عن موضوعي الكساد التضخم وأن تثار قضية

الجوائح فحسب .

ولكن هللا تعالى شاء وال راد لمشيئته أن تعود األمانة العامة

للمجمع الموقر جزاها هللا كل خير مشكورة فتستكتب بعض

Page 185: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

185

ضية العملة ووقع اختيارها علي في أعضائها الذين اشتركوا في ق

ذلك بل وعينت محوري الموضوع ، فأنا ال أكتب حرا طليقا كما

أهوى، بل طلب إلي أن أكتب عن مفهوم كساد النقود الورقية وأثره

في تعيين الحقوق وااللتزامات اآلجلة، وعن حدود التضخم الذي

يمكن أن تعتبر معه النقود الورقية نقودا كاسدة .

ذا ، وإني إذ أكتب ، فأني أرى أن الموضوع صار واضحا ه

جدا ال ضرورة فيه السهاب أن لتطويل .

ومع هذا وذاك فإني استحابة وتلبية لرغبة األمانة العامة

للمجمع الغيورة على الفقه أتقدم بهذا البحث المختصر ال أزعم فيه

أني أصبت الهدف بل هو جهد مقل ، وعلى هللا التكالن .

Page 186: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

186

المطلب األول : مفهوم الكساد في النقود واألوراق وأثره في تعيين الحقوق وااللتزامات اآلجلة

الفرع األول : حد الكساد

الكساد لغة )عدم النفاق لقلة الرغبات(

والكساد عند الفقهاء ، )أن تترك المعاملة بالنقود الورقية في

في كل األقطار بتوقيف جميع البالد( أو )أن تترك المعاملة بهذا النقد

التعامل به من الجهة المصدرة للنقد أو بسبب آخر مماثل(

الفرع الثاني : مفهوم الكساد في النقود واألوراق

الكساد كسادان ، كساد عام ، وكساد محلي ، ودونك التفصيل

فيهما :

أـ فالمساد العام للنقد االصطالحي "النقود األوراق" مفهومه

الفقهي هو :

]الكساد العام هو انعدام وجود النقد الورقي من أيدي الناس

جميعا في جميع البالد ال عند الصيارفة وال في األسواق وال في

البيوت[ ، بينما االنقطاع هو ]أن ال يوجد في السوق ، وإن كان

يوجد في يد الصيارفة ، وفي البيوت[ .

هو ]أن ب ـ ومفهوم الكساد المحلي للنقد االصطالحي فقهيا

رها يكسد النقد في بعض البالد ال في جميعها ، أو العملة التي تصد

جهة رسمية وتمنع تداولها في خارج بلدها[ .

Page 187: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

187

الفرع الثالث : أثر الكساد في تعيين الحقوق وااللتزامات اآلجلة

أـ أثر الكساد العام ، اختلفت كلمة الفقهاء في ذلك على ثالثة

أقوال ،

، ذهب المالكية في المشهور والشافعية في ـ القول األول 1

المذهب والليث أن النقد إذا كسد بعد ثبوته في الذمة وقبل أدائه فليس

للدائن سواه ، سواء كان الدين قرضا أو ثمن مبيع أو غيره ويعد هذا

الكساد جائحة نزلت بالدائن .

كسد حنيفة رحمه هللا أن النقد إذا ـ القول الثاني ، لإلمام أبي4

؛

دام ـ فإن كان ثمنا في بيع فإنه يفسد العقد ، ويجب الفسخ ما

ممكنا ألنه بالكساد خرج عن كونه ثمنا ، ألن ثمنيته ثبتت

باالصطالح ، فإذا زالت عنه صفة الثنمنية بترك الناس التعامل به

بقي المبيع بال ثمن ففسد البيع .

نه هو الثابت ـ وإن كان دينا وجب رد مثله ولو كان كاسدا ، أل

في الذمة دون غيره .

ـ القول الثالث ، وفيه تياران :3

ـ التيار األول ، لإلمام أبي يوسف وجمهور الحنابلة على

الراجح عندهم والمالكية في غير المشهور ، أنه ال يجزئ رد المثل

بعدما كسد ، ويجب على المدين رد قيمة النقد الذي وقع عليه العقد

نقد آخر ، وإني اعتبرت القيمة يوم التعامل ألنه يوم التعامل من

وقت الوجوب في الذمة .

Page 188: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

188

ـ التيار الثاني ، لإلمام محمد من الحنفية وبعض الحنابلة ، أنه

يجب على المدين رد قيمة النقد الذي وقع عليه العقد من النقد اآلخر

وقت الكساد )أي في آخر نفاقها( ، وهو آخر ما تعامل بها الناس ،

نه وقت االنتقال إلى القيمة ، إذ كان يلزمه رد مثلها ما دامت نافقة أل

، فإذا كسدت انتقل إلى قيمتها وقتئذ ، وفي قول عند الحنابلة ؛ عند

الخصومة .

ب ـ أثر الكساد المحلي للنقد االصطالحي :

وذلك بأن يكسد النقد في بعض البالد ال في جميعها ، أو العملة

رها ج هة رسمية وتمنع تداولها في خارج بلدها .التي تصد

فالقول المعتمد عند الحنفية في صورة البيع قبل األداء في نقد

نافق ثم كسد أن البيع ال يفسد لكنه يتعيب ، والبائع بالخيار بين أن

يطالبه بالقند الذي وقع به البيع وبين أخذ قيمة ذلك النقد عملة رائجة

.

يفة وأبي يوسف رحمهما هللا في وقيل عن الشيخين أبي حن

المذهب أنه إذا كسد النقد في بلدة ما يجري عليه فيها حكم الكساد

العام اعتبارا الصطالح أهل تلك البلدة ، بيد أنه لم يرو عنهما هذا

القول بطريق معتمد .

والذي يترجح من هذه األقوال ، ـ وهللا أعلم ـ هو ما ذهب إليه

ر عند المالكية والصاحبان في وجوب القيمة الحنابلة ومقابل المشهو

.

وأما عن وقت اعتبار القيمة ، فالذي يرجح كذلك فيما يظهر

أن القيمة المعتبرة هي القيمة وقت الكساد وترك المعاملة في آخر

نفاق الفلوس من األسواق . ورجح بعض الباحثين المعاصرين يوم

ي الكساد قوله وجيه .االستحقاق ، وهو بالرغم من أنه ال قائل به ف

Page 189: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

189

جـ ـ هذا ، وأما الغالء والرخص فهناك أقوال ثالثة :

ـ قول افمام أبي حنيفة والمالكية في مشهور مضهبهم 1

والشافعية والحنابلة أن الواجب على المدين أداؤه هو نفس النقد

المحدد في العقد الثابت دينا في الذمة دون زيادة وال نقصان وليس

للدائن سواه .

ـ وقال اإلمم أبو يوسف وعليه الفتوى عند الحنفية كما قرره 4

ابن عابدين أنه يجب على المدين أن يؤدي قيمة النقد الذي طرأ عليه

الغالء يوم ثبوته في الذمة من نقد رائج ، ففي البيع تجب القيمة يوم

العقد ، وفي القرض يوم القبض .

أداء قيمة النقد ـ وقول ثالث أن التغير إذا كان فاحشا وجب 3

الذي طرأ عليه الغالء أو الرخص وإن كان يسيرا غير فاحش فالمثل

، وهو وجيه عند المالكية استظهره الرهوني .

Page 190: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

191

المطلب الثاني : حدود التضخم التي يمكن أن تعتبر معه النقود الورقية

"تذبذب قيمة العملة" "نقودا كاسدة" الفرع األول :

تمهيد :

و الغالء والرخص والتضخم واالنكماش ومعناه المقصود هنا ه

)ارتفاع قيمة النقد االصطالحي وانخفاضه تجاه النقدين وما يبذل

عوضا عنه( ، وله حالتان ،

أـ فالغالء والرخص هو أن تزيد قيمة النقد االصطالحي أو

ينقص بالنسبة إلى الذهب والفضة بعد ثبوته في ذمة المدين في

مل وقبل أن يؤديه .صورة ما من صور التعا

ب ـ والتضخم واالنكماش هو أن يطرأ ما تنخفض أو ترتفع

القوة الشرائية للنقد الثابت دينا بعد الوجوب في الذمة وقبل الوفاء

تجاه السلع والمنافع والخدمات التي تبذل عوضا عنه .

وقد فرق بعض الفقهاء بين نوعين من الديون :

ها بالقوة الشرائية للنقد ، ـ ديون ال ارتباط لها عند وجوب

فالتضخم واالنكماش ال تأثير لهما على هذه الديون .

وأما الديون التي روعي في تحديدها قوة النقد الشرائية وقت

الوجوب ثم طرأ التضخم المالي وانخفضت تلك القوة الشرائية فإنها

تتغير بحسب نسبة التضخم الحادث ، ألن القاعدة التي بني عليها

ر الواجب الشرعي إنما هي تحقيق الكفاية ، فيتغير الدين تبعا تقدي

لمناطه ، والعكس صحيح في حالة طروء االنكماش .

Page 191: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

191

الفرع الثاني : حدود التضخم الفاحش

هنالك وجه استظهره الرهوني عند المالكية أن التغير إذا كان

فاحشا وجب أداء قيمة النقد الذي طرأ عليه التغير ، أما إذا كان

يسيرا غير فاحش فالمثل من هذا الوجه نستنبط أن هذا التغير الذي

نسميه اليوم بالتضخم إمام أن يكون يسيرا ، وإما أن يكون فاحشا .

فاليسير يوجب أداء المثل عند بعض المالكية فيما استظهره

الرهوني ، والفاحش لديهم يوجب أداء قيمة النقد الذي طرأ عليه

التغير .

ق بين التضخم الفاحش والتضخم اليسير ؟فما هو الفر

الذي يظهر لي أن هذه المسألة لم تبحث من قبل لدى الفقهاء بل

تركت إلى أعراف الصيارفة وأولي الخبرة بالعمالت من رجال

االقتصاد وعلمائه ، ولكن البد من أن ندلي يدلونا في هذا الميع ،

فأقول :

فيها وجود النقد ان التضخم هذا إذا وصل إلى درجة انعدم

الورقي من أيدي الناس جميعا أو ندر بحيث صار وجوده حالة نادرة

فهو تضخم فاحش يمكن عد النقود الورقية معه نقودا كاسدة .

وأما إذا وجد لكن على قلة وندرة فهو ليس تضخما فاحشا بل

هو تضخم يسير .

والبد في جميع ذلك من الرجوع إلى عرف التجار والصيارفة

ال المال واألعمال وعلماء االقتصاد ، قال ابن عابدين رحمه ورج

هللا ،

والعرف في الشرع له

اعتبار

لذا عليه الحكم قد يدار

Page 192: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

192

ومن القواعد الفقهية الكلية كما هو في مقدمة المجلة )المعروف

عرفا كالمشروط نصا( وهللا أعلم .

Page 193: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

193

الفصل الرابع

وقف النقود

فـي الفقه اإلسالمي

مناهج توظيفه لتنمية الوقف و

وترسيــخ دوره الحضاري

Page 194: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

194

تصدير، ونتوب إليه من ، ونستعينه ونستغفره إن الحمد هلل نحمده

، ومن ، من يهده هللا فال مضل له شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

، ، وأشهد أن ال إله إال هللا وحده الشريك له يضلل فال هادي له

وموالنا محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وأشهد أن سيدنا

وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله الطيبين

. الطاهرين وصحابته الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

: أما بعد

(1) فإن الوقف خصيصة من خصائص هذه األمة ومفاخرها

، ولذلك ها بعد الفرائض، فهو من أفضل وجوه البر وأشرف الباذخة

فقد حبس الصحابة الكرام رضي هللا عنهم أحباسا وكان النبي صلى

هللا عليه وآله وصحبه وسلم يقرهم عليها ويظهر سروره واغتباطه

، حتى روي عن جابر بن عبد هللا األنصاري رضي هللا عنه بذلك

. (1)قوله )ما من أحد من الصحابة له مقدرة إال وقف(

لهذا وأمثاله كان للوقف دور كبير في صدر اإلسالم في إرساء

قواعد المجتمع اإلسالمي الجديد الذي ولد في فجر اإلسالم على يد

صاحب الرسالة صلوات هللا عليه ومن بعده من اآلل واألصحاب

. والتابعين بل في عصر السلف الصالح رضوان هللا عليهم أجمعين

قف على اتساع دائرته الفقهية ونظرته ومع هذا وذاك فإن الوالحضارية وما بذل فيه فقهاؤنا القدامى والمحدثون وماقام به الواقفون من قبل يبقى مؤسسة حضارية تحتاج منا إلى كثير من الدراسة المتأنية واالهتمام الكبير علنا نستطيع عن طريقها أن نسهم

ـــــــــــــــــــ . ( المغني باب الوقف1)

Page 195: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

195

سالم الحنيف وفقهه في بناء مجتمع الغد المشرق في ظل اإل . الحضاري المنيف

وأقولها بكل صراحة ودون محاباة إننا نحن رجال الفقه

مسؤولون اليوم أكثر من كل وقت مضى عن تطوير مؤسسة الوقف

في عالم جعل من الوقف الذي هو مبدأ إسالمي بحت جعل منه أرقى

لت إليه اإلنسانية من تفكير حضاري راق جدا يرقى ماتوص

ا فهمه باأل مة إلى ماتصبو إليه من عزة ومجد ورخاء إذا أحسن

، فمؤسسة واستغالله لصالح اإلنسان في أي مكان تحت الشمس

الوقف اليوم تعد من أرقى ما توصل إليه الفكر اإلنساني من نظم

اجتماعية فكيف إذا كان وراءه اإليمان ؟! والوازع الديني والخلقي

الرفيـع ؟!!

(2) واألمر العجيب في المسلمين كيف تركوا الوقف الذي خلفه لهم

، وأمم الغرب أجدادهم يضمحل ويتالشى حتى لم يبق منه إال القليل

يتهافت أفرادهم ومؤسساتهم على إحياء الوقف والتفنن في استثماره

، حتى غدا الوقف لديهم من أبرز عناصر تقدمهم وتطويره

رن ، وأصل ذلك ل الحضاري دينا نحن العرب المسلمين الذين صد

، من حيث توقف هذا المفهوم الحضاري الرفيع إلى الشعوب واألمم

ر على ماكان األمر عليه يوم نشوئه في صدر الوقف لدينا وتحج

!!! اإلسالم

إننا نحتاج اليوم إلى إعادة صياغة الوقف صياغة جديدة

، ومع عصر مي السريعومتطورة بما يتناسب مع التقدم العل

المعلوماتية والحاسوب واالتصاالت الحديثة وهذا عمل الفقهاء

، وهو أقصى ماتحتاج والمجامع الفقهية العتيدة وهو اجتهاد الجماعة

. إليه أمتنا اليـوم

Page 196: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

196

(3) أما بعد ؛

عي فيها فهذه الورقة بين أيدي الباحثين من الفقهاء ال أد

ال أدعي أن كل ماقمت به صواب محض ، كما العصمة وال الكمال

، وأسأل هللا أن أكون فيه ، بل هو محض اجتهاد اليعتوره الخطأ

، وأن أرجع منه ، وأن يتقبله بقبوله مأجورا منه جل وعال وحده

. باألجرين أجر االجتهاد وأجر اإلصابة إن شاء هللا

ي ، والحمد هلل الذ هذا ؛ وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل

. بنعمته تتم الصالحات

(1) كان للوقف دور واضح في صدر اإلسالم في تطور

المجتمعات اإلسالمية والسيما في الحياة االقتصادية واالجتماعية

، وبقي هذا الدور ينمو ويزداد باستمرار وألسباب والثقافية لها

مختلفة مع الدول اإلسالمية المتتابعة والسيما منذ قيام الخالفة

، ثم الدولة العباسية فالدولة اشدة ثم الدولة األموية األولى والثانيةالر

الزنكية فاأليوبية ثم المملوكية ووصل ذروته في الدولة العثمانية

ويختلف ذلك من منطقة إلى أخرى ومن قطر آلخر ولكن القاسم

المشترك هو تنامي نشوء المدن والمدنيات وازدياد التطور

. والنمو االقتصادي بعامل الوقفالحضاري واالجتماعي

سات الوقف التي أنشأتها الحضارة العربية اإلسالمية إن مؤس

الباذخة وامتدت رقعتها في أرجاء الدولة اإلسالمية منذ فجر اإلسالم

إلى سقوط الخالفة يمكن أن تكون دليال واضحا على دور هذه

، فقد عرف المأثرة اإلسالمية في االرتقاء الحضاري اإلنساني

العرب المسلمون وقف المشافي التي كانت تسمى )البيمارستانات(

Page 197: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

197

، ووقف المدارس والربط والتكايا ووقف ووقف الريحان للمرضى

الكتب والمصاحف والمكتبات إضافة إلى وقف المساجد والجوامع

. ودور العلم والتعليم ودور الحكمة

(2) المجتمعات اإلسالمية إن من يستقري الحركة الحضارية في

المتتالية ال يستطيع أبدا أن يتجاهل الوقف اإلسالمي معلما حضاريا

بارزا بل إن مؤسسة الوقف كانت من أغنى المؤسسات الخيرية

والثقافية والتعليمية وأرقاها وأشملها في حيز القطاع الوقفي المتميز

المؤسسة أنشئت ، وبفضل هذه من قطاعات المجتمع اإلسالمي

نظامية بغداد ونظامية نيسابور وكل واحدة منهما جامعة من أكبر

رس الجامعات في ذلك العهد بل أكبرها على اإلطالق ، وكان اليد

، ومثل ذلك المدارس بهما إال األئمة العظام من فحول العلماء

الشرابية والمدرسة العمرية بدمشق ودار الحديث األشرفية بدمشق

، ونظرة واحدة في كتاب )الدارس في المدارس( للنعيمي اوغيره

تنبيك عن سر هذا االهتمام بالمدارس في المجتمعات اإلسالمية

، وماجامع قرطبة والمدارس المحيطة وكلها من مؤسسات الوقف

به إال مؤسسة وقفية وكذلك الجامع األزهر وجامع الزيتونة وجامع

عاص بالفسطاط الذي كان مركزا القيروان وجامع سيدنا عمرو بن ال

. وما . . حضاريا علميا رفيعا سبق األزهر وكان سلفه الخيـر

. (1)مدارس صالحية دمشق التي بلغت المئات عنك ببعيد ـــــــــــــــــــ

، وتاريخ الصالحية ، ومنادمة األطالل لبدران ( انظر الدارس في المدارس للنعيمي1)

. ن طولون الدمشقيالب

Page 198: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

198

المقصد األول

الوقف فـي الفقه اإلسالمي تجديدا وتطويرا

المطلب األول التعريف بالوقف عند الفقهاء

–حكمته –ركنه –تعريفه لغة واصطالحا أنواعه –مشروعيته

: : تعريف الوقف لغة واصطالحا ( الفرع األول1

، ويقال له (1): الحبس الوقف لغة : التعريف بالوقف لغة آ(

، واألوقاف يقال التحبيس والتسبيل ويراد به الحبس عن التصرف

. لها عند المالكية )األحباس(

: ب( التعريف بالوقف اصطالحا

الوقف عند اإلمام أبي حنيفة هو )حبس العين على ملك الواقف

. وذلك بناء على مذهبه في أن حقيقة الوقف والتصدق بالمنفعة(

، وأما عند الصاحبين ، غير الزم كالعارية تبرع بالمنفعة دون العين

: )حبس العين على ملك هللا تعالى والتصدق بالمنفعة( فالوقف هو

سواء –هما أن الموقوف يخرج عن ملك الواقف وهذا على مذهب

. على اعتبار نظرية التبرع بالعين أو على نظرية إسقاط الملكية

والخالصة أن الوقف هو )حبس األصل وتسبيل الثمرة أو

ه قلت (2)المنفعة( . : وهذا التعريف هو المتوج ـــــــــــــــــــ

، وجاء في كتاب تهذيب األسماء واللغات لإلمام 329ص 9( انظر لسان العرب ج 1)

. ، وهذه هي الصفة المعروفة( النووي )الوقف والتحبيس والتسبيل بمعنى واحد

، ومابعدها 42ص 1( انظر كتاب )أحكام األوقاف( ألستاذنا العالمة الزرقاء ص 2)

. ومابعدها 11وقف( للشيخ محمد زيد األبياني بك ص وكتاب )مباحث ال

=

Page 199: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

199

: حكم الوقف ومايتصل به ( الفرع الثاني2

لحنفية هو زوال ملك الواقف عن الشيء آ( حكم الوقف عند ا

الموقوف فاليملكه أحد ولو الموقوف عليهم والوقف عند الجمهور

، ، فهو من التبرعات المندوبة غير الحنفية سنة مندوب إليها

وجمهور العلماء من السلف ومن بعدهم على القول بصحة الوقف

رضي هللا عنهما وهو من خصائص (1)كما ورد عن عمر وخالد

. اإلسالم

، وقد ، وقد يصبح واجب بالنذر : الوقف مباح وقال الحنفية

، وقد يكون نافلة إذا نوى به يكون سنة إذا كان على طالب العلم

، ولكن األصل في غير المنذور منه أنه مباح التقرب إلى هللا تعالى

. عندهم

ية من ، البر والثواب بن : في الدنيا ب( وحكمة الوقف أو سببه

. أهله

جـ( وركن الوقف عند الحنفية صيغة الوقف عمال بقول اإلمام

، وقد يثبت الوقف بالضرورة كالوصية أبي يوسف وبه يفتى للعرف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ= ف األستاذ الدكتور العالمة الشيخ وهبة الزحيلي الوقف على الراجح المفتى به قلت : وعر

عند الحنفية وهو قول الصاحبين وقول الجمهور الشافعية والحنابلة في األصح بقوله

التصرف في رقبته من الواقف )هو حبس مال يمكن االنتفاع به مع بقاء عينه بقطع

وغيره على مصرف مباح موجود أو بصرف ريعه على جهة بر وخير تقربا إلى هللا

تعالى( ا هـ الفقه اإلسالمي وأدلته

. ومابعدها 123ص 8ج

( وقف عمر رضي هللا عنه أرضا بعد أن قال له النبي صلوات هللا عليه )إن شئت 1)

ومسلم 2/12( فهو من وقف العقار انظر صحيح البخاري حبست أصلها وتصدقت بها

، وقوله صلى هللا عليه وسلم عن خالد رضي هللا عنه )قد احتبس أدراعه 11/82

2/29و 4/121واعتاده في سبيل هللا( فهو من وقف المنقول انظر صحيح البخاري

Page 200: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

211

، فركن الوقف عندهم هو اإليجاب الصادر من بغلة داره للفقراء

. الواقف الدال على إنشاء الوقف

واقف والموقوف : ال وقال الجمهور ؛ للوقف أركان أربعة

. أما القبول من والموقوف عليه والصيغة أو العقد الشرعي

الموقوف عليه فليس ركنا عند الحنفية والحنابلة وال شرطا لصحة

، ويعد القبول عند المالكية والشافعية الوقف وال لالستحقاق عليه

وبعض الحنابلة ركنا إذا كان الوقف على معين إن كان أهال

. (1)، وإال فيشترط قبول وليه كالهبة والوصية للقبول

: : مشروعية الوقف ( الفرع الثالث3

اتفق جمهور علماء السلف على جواز الوقف وصحته استدالال

، وخالف عن ذلك ماروي عن القاضي شريح أنه باآلثار المروية

كان يرى الوقف باطال غير جائز ويقول جاء محمد صلى هللا عليه

، وماروي عن فقهاء اإلباضية أن الوقف منسوخ بيع الحبيسوسلم ب

بآيات المواريث بالحديث النبوي )الحبس عن فرائض هللا تعالـى(

، وال ريب أن أوقاف الصحابة أي ال منع عن المواريث المفروضة

المستمرة إلى مابعد وفاته صلى هللا عليه وسلم تنفي زعم النسخ نفيا

. قاطعا

، اإلمام أبي حنيفة رضي هللا عنه روايتانوقد ثبت عن

، ، وثانيهما بأنه صحيح غير الزم كالعارية أوالهما ببطالن الوقف

وهذا مارجح فقهاء الحنفية أنه هو مذهب اإلمام أبي حنيفة وقد خالفه

، وقيل إن صاحباه فقاال بصحة الوقف ولزومه كسائر المجتهدين

ـــــــــــــــــــ ومابعدها 49ص 1( انظر كتاب )أحكام األوقاف( ألستاذنا الزرقا ج 1)

Page 201: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

211

فاته لما ظهرت له قوة المدرك اإلمام أبا يوسف خالف اإلمام بعد و

. لديه

هذا؛ وأول وقف ديني في اإلسالم هو مسجد قباء الذي أسسه

، ثم المسجد النبوي في المدينة وأول النبي صلى هللا عليه وسلم

وقف من المستغالت الخيرية عرف في اإلسالم وقف النبي عليه

سيدنا عمر بن ، ثم تاله السالم وهو سبعة حوائط من النخيل بالمدينة

، ثم وقف سيدنا أبي طلحة األنصاري الخطاب رضي هللا عنه

، ووقف سيدنا عمر بن الخطاب أرض " تمغ " فيها رضي هللا عنه

: )إن شئت حبست أصلها وتصرفت نخيل جاء يستشيره فيها قال له

قال الحافظ ابن حجر في الفتح )وحديث عمر هذا أصل في (1)بها(

واستمر عمل األمة منذ صدر اإلسالم إلى (2)لوقف(مشروعية ا

يومنا هذا وانعقد االجتماع على وقف األموال على وجوه الخير

(3)ومنع التصرف فيها من الواقف وغيره

: : أنواع الوقف باعتبار غرضه ( الفرع الرابع4(4)

يتنوع الوقف باعتبارات مختلفة أنواعا كثيرة بلغت هذه

، والذي يهمنا في عض الباحثين المعاصرين ثمانيةاالعتبارات لدى ب

: ، أنواع الوقف باعتبار غرضه فهي أنواع ثالثة بحثنا هذا

ـــــــــــــــــــ 2/41( رواه الجماعة / نيل األوطار 1)

ومابعدها وكتاب )الفقه 3ص 1( انظر )أحكام األوقاف( ألستاذنا الشيخ الزرقا ج2)

. ومابعدها 122ص 8اإلسالمي وأدلته( ج

. ومابعدها 21ص 3( انظر )االختيار لتعليل المختار( للعالمة ابن مودود الموصلي ج3)

ومابعدها وكتاب )الفقه 42ص 1ألوقاف( ألستاذنا الزرقاء ج( انظر كتاب )أحكام ا4)

. ومابعدها 121ص 8اإلسالمي وأدلته( ج

Page 202: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

212

الوقف الذري ؛ )األهلي( وهو مايوقف على الذرية من -"1

. أسرة الواقف فإذا انقرضت الذرية آل إلى خيري

، وهو الوقف في أول األمر الوقف الخاص )الخيري( -"4

. المصالح الخيرية وجهات البر وأعمال الخيرعلى

الوقف العام )وهو الوقف في ابتداء األمر على المصالح -"3

العامة( كالمساجد والمشافي ويدخل فيه األراضي الخراجية من هذا

ع بين الفاتحين . الوجه ألنها وقفت على األجيال الالحقة ولم توز

المتقوم من عقار أو وأما محل الوقف فهو المال الموجود

. منقول ثبت ذلك بالسنة باإلجماع

المطلب الثاني مدى حاجة الناس إلى الوقف الخيري

إن المجتمعات اإلسالمية تعاني اليوم من أزمات مالية شديدة

في شتى أصقاع العالم اإلسالمي وذلك لوجود االحتكارات العالمية

، القتصادية الوضعيةوسيادة نظام الربا وإفالس أكثر األنظمة ا

وسيطرة رأس المال على الحياة بأوجهها كلها السياسية واالجتماعية

. واالقتصادية

من هنا كانت حاجة الناس اليوم أشد ماتكون من أي وقت سبق

، واألول أكثر أهمية من إلى إحياء الوقف بنوعيه الخيري والذري

لتكافل االجتماعي الثاني ألنه ألصق أنواع الوقف بعمل الخير وبا

. الذي وضعه اإلسالم

وإذا كان الوقف الخيري يمثل مؤسسة اجتماعية ال تنتمي إلى

قطاع عام والقطاع خاص بل هي قطاع قائم بذاته هو قطاع الخير

والبر والمعروف والتعاون الذي نادى به اإلسالم بتشريعه اإللهي؛

Page 203: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

213

كذلك فإن العالم إذا كان األمر (1)÷وتعاونوا على البر والتقوى×

اإلسالمي اليوم يئن تحت وطأة الجوع والفقر و الفاقة ولديه مايقارب

ثلث خيرات األرض !!

قلت ؛ وهذا وحده كاف للرجوع إلى مؤسسة الوقف الخيري

، فأقاموا منه صرحا الذي تنبه له الغربيون األوربيون واألمريكيون

روه حتى بات يلبي حاجا تهم هناك بشكل مثالي في كل شامخا وطو

، ومامن دولة من دولهم إال وهي ترتع في بحبوحة مناحي الحياة

، فأكثر الوقف وتتنعم بخيراتها وتنفق من عائداتها على شعوبها

الجوائز العالمية لديهم بل كلها وكثير من الجامعات والمراكز العلمية

من حيث إصدار هي مؤسسات وقفية بحتة العالقة للدولة بها إال

. (2)الترخيص فقط

: قلت ؛ ولهذا وأمثاله قال اإلمام القرافي رحمه هللا عن الوقف

(3))هو من أحسن القرب وينبغي أن تخفف شروطه(

فعلى المسلمين أن يشجعوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيال قيام

، وعلى الفقهاء المعاصرين أن يوجدوا الوقف وأن يسهموا فيه . ال لمسائل الوقف المستجدةحلو

هذا والتشجيع على إقامة أوقاف جديدة يحتاج إلى جهد خاص

في مجال الفقه والقانون معا لتطوير وتيسير دوافع وحوافز إلقامة

األوقاف الجديدة إضافة إلى الدافع الروحي الديني الذي هو أبرز هذه

. الدوافع وأرقاها

ـــــــــــــــــــ . (4( المائدة اآلية )1)

، في تنميته( للدكتور منذر قحف –إدارته –، تطوره ( انظر كتاب )الوقف اإلسالمي2)

. مواطن متعددة

. 344ص 2( انظر الذخيرة لإلمام القرافي ج 3)

Page 204: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

214

الخير أضحت كثيرة وهو هذا؛ واألموال المخصصة ألعمال

، وهذا ما القطاع الثالث تمييزا له عن القطاعين الخاص والحكومي

كثر في ديار الغرب والسيما الواليات المتحدة األمريكية بشكل لم

، ومن الممكن أن نفيد نحن من هذه يسبق له نظير وله دوافعه لديهم

والجماعية التجارب في حقل الخير منهم على جميع الصعد الفردية . وهو مانصبو إليه في نهضتنا الفقهية والقانونية المعاصرة(1)

المطلب الثالث طرق تجديد الوقف الخيري وتطويره

: الفرع األول

الصور المستجدة للوقف أضحت أمورا ضرورية الغنى

للمجتمع اإلسالمي عنها بعد تطور الحياة االجتماعية واالقتصادية

، فاألوقاف مكن أن توجد حسب نوع الموقوف وطبيعتهوهي ي

، أما العينية يكون فيها مال الوقف من األعيان عقارا أو منقوال

ما أوقاف الحقوق والمنافع فيكون فيها المال الموقوف حقا ماليا متقو

. ومنفعة قابلة النتقال ملكيتها

: : مصادر تجديد الوقف الخيري الفرع الثاني

، ذه الصور المستجدة مستقاة من ثالث مسائل؛ التوقيتوه

، وشرط االنتفاع ؛ وأبرزها في الوقف العيني واألعيان المتكررة

، التوقيت مثل توقيت الوقف للمسجد لدى غير الحنفية من الفقهاء

وتحبيس المقبرة وقفا مؤقتا أيضا بشروطه لدى القائلين به من

ألعيان المتكررة وهو ماعرف لدى أهل ، ثم هنالك وقف ا الفقهاء

ـــــــــــــــــــ . ومابعدها 342( انظر كتاب )الوقف اإلسالمي( ص 1)

Page 205: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

215

دمشق من وقف غلة بستان على الفقراء يوم الجمعة من كل أسبوع

. أو بشهر رمضان كل عام مثال

وهنالك كذلك الوقف مع اشتراط المنافع للواقف كلها أو بعضها

وهو مايسميه الحنابلة الوقف على وجوه البر استثناء أن تكون غلة

له للواقف طوال حياته وهو جائز عندهم وهو الوقف أو استعما

. ماعليه الفتوى عند الحنفية وهو رأي أبي يوسف منهم

وهنالك أوقاف يكون الموقوف فيها حقا متقوما أو منفعة

، والمالكية من الفقهاء تكلموا عن وقف مملوكة لغير مالك العين

. منفعة عين مستأجرة لمدة عقد اإلجارة

، ووقف الحقوق المعنوية لحقوق المعنويةومن ذلك وقف ا

، وصور جديدة من ، وصور وقفية جديدة في حق الطريق التراثية

، وهنالك صور ، وصور وقف حقوق ارتفاق أخرى وقف الخدمات

، ومن ، وصور للواقف شبيهة بوقف المنافع جديدة في وقف المنافع

ة وهو ذلك وقف كمية من الماء وهو من وقف األعيان المتكرر

(1)معروف في بالد الشام واسمـه )السبالن جمع سبيل(

وأما وقف النقود فقد اختلف فيه الفقهاء فمنهم من قال بجواز

، فمن المجيزين من أجاز ذلك التخاذها زينة ذلك ومنهم من منع

، ومنهم من قال قياسا على جواز تأجيرها لذلك على خالف فيه

هم من قال بوقفها الستثمارها مضاربة ، ومن بجواز وقفها إلقراضها

. وهنالك صور جديدة لوقف ثم يوزع ربحها على أغراض الوقف

ـــــــــــــــــــ . ومابعدها 139. قحف ص ( انظر؛ )الوقف اإلسالمي( د1)

Page 206: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

216

، وسأستوفي الكالم عليها في النقود وماهو في مقامها فيها نظر

(1)المباحث القادمة إن شاء هللا

ـــــــــــــــــــ . ومابعدها 193( انظر الوقف اإلسالمي ص 1)

Page 207: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

217

المقصد الثاني

قدي وموقف الفقه اإلسالمي منه الوقف الن

ولالمطلب األ التعريف بالوقف النقدي

توطئة ؛ وقف المنقول من األموال ومذاهب الفقهاء : فيه

للمال الموقوف شروط بلغت لدى الفقهاء القدامى رضوان هللا

: عليهم خمسة هن

. أولها؛ أن يكون الموقوف ماال متقوما -1

. وثانيها؛ أن يكون مملوكا في ذاته -4

. علوما حين الوقفوثالثها؛ أن يكون م -3

. ورابعها؛ أن يكون ماال ثابتا وهو العقار -2

وخامسها؛ أن يكون الموقوف متميزا غير مشاع إذا كان -2

(1)مسجدا او مقبرةوالذي يهمنا في هذا البحث الشرط الرابع )أن يكون ماال ثابتا

وهو العقـار(

: قهاء: وقف المنقول إجماال لدى الف الفرع األول

، وهذا الحكم مستمد من والعقار لدى الفقهاء هو األرض

شريطة التأييد في الوقف فهذا هو األصل في محل الوقف أن يكون

، لكن هذا ليس على إطالقه بل في وقف المنقول غير منقول

ـــــــــــــــــــ . ومابعدها 22ص 1( انظر كتاب )أحكام األوقاف( ج1)

Page 208: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

218

، فالحنفية يذهبون إلى أن المال الموقوف البد أن يكون تفصيل

عقار أو ورد النص به أو جرى العرف عقارا أو منقوال تابعا لل

. بوقفه

وعلى هذا ؛ فالمال المنقول آ( إما أن يوقف تبعا للعقار ب(

. وإما أن يوقف منفردا مقصودا

وإذا وقف منفردا مقصودا

. فإما أن يكون من األموال التي تعارف الناس وقفها -

(1)أو مما لم يتعارفوه -

: نقول تفصيال عند الحنفية: وقف الم الفرع الثاني

آ( فإذا وقف المنقول تبعا للعقار كما لو وقفت الدار بما فيها من

متاع أو األرض بما عليها من شجر فالوقف صحيح في العقار

ألن من القواعد الفقهية المقررة أن (2)المنقول جميعا باالتفـاق

ع ماال يغتفر في ، ويغتفر في التواب مااليصح قصدا قد يصبح تبعا

، وكذا ماورد وقفه في السنة المشرفة كوقف السالح (3)غيرها

. والخيل في الجهاد فيصح اتفاقا

ب( وأما إذا وقف المنقول وحده مستقال مقصودا؛ فاليعدو ؛

: ، أو ال إما أن يكو وقفه متعامال عليه

مال عليه بأن فإذا كان وقف المنقول وحده مستقال مقصودا متعا

كان نوعه قد اعتاد الناس وقفه وتعارفوه كوقف الكتب والمصاحف

ونحو ذلك مما تعارف فيه الناس عمل البر في سبل العلم فوقفه ـــــــــــــــــــ

. 23ص 1( المرجع السابق ج 1)

. ومابعدها 28و 23ص 1( المرجع السابق ج2)

. 1وشرحها للشيخ خالد األتاسي ج 22( انظر مجلة األحكام العدلية م / 3)

Page 209: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

219

صحيح على قول اإلمام محمد استحسانا للعرف خالفا لإلمام أبي

، ألن ، وقول اإلمام محمد هو المختار للفتوى والقضاء يوسف

، وأحكام الوقف ح فيما اليصادم نصا قاطعا العرف مصح

: )العادة ، فالعرف فيها معتبر بناء على القاعدة الفقهية اجتهادية

مة( . (2)، وقولهم )القياس يترك بالتعامل( (1)محك

الذي لم يتعارف الناس وقفه فإن وقفه اليصح (3)وأما المنقول

، وألن من (4)ل ثابتعمال بالقياس وعمال باألصل ألنه ليس بما

. شرط الوقـف التأبيد والمنقول اليدوم

ومن المنقول الذي تعارف الناس وقفه مستقال مقصودا الدراهم

. والدنانير

(5): : وقف المنقول عند الجمهور الفرع الثالث

أجاز جمهور الشافعية والحنابلة والمالكية وقف المنقول بال قيد

، ح لديهم سواء أكان الموقوف مستقال بذاتهوالشرط مطلقا في الراج

ـــــــــــــــــــ 32( المرجع السابق م /1)

332ص / 3( انظر رد المحتار ج 2)

. ومابعدها 23ص 1( انظر كتاب )أحكام األوقاف( ألستاذنا الزرقا ج 3)

، أما إذا وقف وقفا صحيحا وشرط ( هذا إذا وقف اإلنسان ذات المنقول غير المتعارف4)

ع على الفقراء فال شبهة في صحة ذلك في وقفيته أن يشترى من غلته منقوالت توز

. 28ولزومه ألنه صرف الوقف ا هـ انظر المرجع السابق ص

، أما المنقول فال يصح ( الوقف اليصح عند الحنفية خالفا لجمهور الفقهاء إال في العقار5)

عند الحنفية إال تبعا للعقار كوقف أرض وماعليها من آالت وحيوان أو ورد وقفه

، أو جرى العرف بوقفه كوقف بصحة وقفه أثر عن السلف كوقف الخيل والسالح

، ويصح عند غير الحنفية وقف العقار والمنقول المصاحف والكتب وأدوات الجنازة

2/28، وفتح القدير 211، 3/218. انظر الدر المختار ورد المحتار على السواء

. ومابعدها

Page 210: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

211

، إذ لم ود به النص أو جرى به العرف أو تبعا لغيره من العقار

، ، فيصح كونه مؤبدا أو مؤقتا يشترطوا التأييد لصحة الوقف لديهم

. خيريا أو أهليا

(1): : ترجيح قول الجمهور الفرع الرابع

ي أدلة الطرفين رجحان قول والذي يترجح لدي بعد النظر ف

الجمهور من جواز وقف المنقول مطلقا والحاجة بنا إلى تقييد جواز

، ألن العرف أو التعامل ال أثر وقف المنقول بالعرف أو بالتعامل

لهما في تغيير الحكم الشرعي من الحظر إلى اإلباحة في قضية كهذه

، والمدرك تعتمد قوة المدرك والتعتمد على العرف والعلى غيره

هنا يشير إلى الجواز والسيما في عصرنا هذا الذي أضحى الناس

فيه محتاجين إلى التوسع والسيما الوقف الخيري الذي هو من أعظم

(2)القربات إلى هللا عز وجل

ـــــــــــــــــــ( وعلى هذا فرع الفقهاء من الجمهور يصح كون الموقوف عقارا كأرض أو شجرا أو 1)

، وكاألثاث مثل بساط يفرش في منقوال كالحيوان مثل وقف فرس على المجاهدين

، وكالسالح مثل سيف ورمح أو قوس على المجاهدين وكالمصحف مسجد ونحوه

. ب التعليم ونحوهاوكت

( قلت؛ وقد أجاز وقف المنقول من المعاصرين الشيخ أحمد إبراهيم ممن أجاز وقف 2)

وص 8. وانظر الفقه اإلسالمي وأدلته ج المنقول أستاذنا أبو زهرة وأستاذنا الزرقا

. ومابعدها 123

Page 211: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

211

المطلب الثاني فقه الوقف النقدي وموقف المذاهب الفقهية منه

وترجح العمل به لشدة الحاجة إليه م األموال الثابتة في الوقف باالتفاق: لزو توطئة

تكاد المذاهب الفقهية تتفق على وجوب كون الموقوف من

، وهي القيميات دون األموال الثابتة أو مايسمى باألصول الثابتة

، والقيميات أو األموال الثابتة هي العقار والمنقول أي هي المثليات

. هااألموال التي يمكن االنتفاع بها مع بقاء عين

: )اليصح وقف ذوات األمثال جاء في مواهب الجليل للحطاب

. 41ص 2ألن منفعته باستهالكه ج

الفرع األول ؛ قضية وقف النقود وتخريجها لدى . من أجازها من الفقهاء

: ( البند األول ؛ فقه المسألة1

: )وقف الدراهم اختلفت أنظار المذاهب في هذه المسألة

والدنانير(

، وذكره ذهب المالكية لدى المتأخرين منهم إلى جوازهآ( ف

، وخرجه من أجازه من بعض المالكية كما خرجه من اإلمام مالك

أجازه من الحنفية المتأخرين على إقامة البدل أو المثل مقام العين في

. الحبس

ب( وأما الحنابلة فيصرحون بعدم جواز وقف الدراهم

، وأجازه بعض دى المتقدمين منهموالدنانير في القول الراجح ل

المتأخرين من مجتهدي الحنابلة منهم العالمة ابن تيمية رحمه هللا

. وتبعه آخرون منهم

Page 212: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

212

ج( وأما الشافعية فقد ذكر اإلمام الشيرازي الخالف فقال

)واختلف أصحابنا في الدراهم والدنانير فمن أجاز إجارتها أجاز

: وروى الخالف ، قلت جز وقفها(، ومن لم يجز إجارتها لم ي وقفها

صاحب تكملة المجموع ولم يرجح وأجاز األصحاب وقف الدراهم

والدنانير حليا وللعارية والظاهر لديهم ترجيح المنع السيما لدى

وهكذا نجد وقف النقود منعه جمهور الفقهاء وأجازه (1)المتأخرين

(2)بعض المالكية وبعض الشافعية وقليل من الحنابلة

، فلديهم نقطة اتفاق ونقطـة اختالف في تخريج أما الحنفيةد( و

هذه المسألـة على أصول مذهبهم ؛

: "( فأما نقطة االتفاق1

الخالف بين الحنفية في أن وقف المنقول تبعا للعقار جائز بال

، كما أنه الخالف خالف عند الصاحبين وهو المفتى به في المذهب

. أي الخيل لآلثار المشهورةفي صحة وقف السالح والكراع

: "( وأما نقطة الخالف2

، ، فعند اإلمام أبي يوسف ال يجوز فهي في وقف ماتقدم ذكره

، واختاره وعند اإلمام محمد يجوز وقف مافيه تعامل من المنقوالت

، وهو الصحيح كما في أكثر فقهاء األمصار كما في الهداية

ـــــــــــــــــــ . ومابعدها 423ص 12وشرحه ج 343ص 4( انظر المهذب للشيرازي ج 1)

: )مذهب مالك صحة ، وفي فتاوى العالمة ابن تيمية 33ص 2( انظر الدسوقي ج 2)

، وانظر االختيارات الفقهية له ص 432ص 31وقف األثمان للقرض( الفتاوى ج

: )لو قال الواقف وقفت هذه الدراهم على قرض المحتاجين لم يكن جواز هذا 131

. بعيدا( ا هـ

Page 213: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

213

في الظهيرية ألن القياس يترك اإلسعاف وهو قول أكثر المشايخ كما

(1)بالتعامل

"( وعلى هذا ؛ فوقف الدراهم والدنانير فيه أقوال 3 : ثالثة عند الحنفية

: جواز وقف الدراهم والدنانير مطلقا عند القول األول -1

اإلمام زفر من الحنفية سواء أجرى التعامل بوقفها أم ال؛ عزاه في

(2)الخالصة إلى األنصاري

، وهذا ، وعزاه في الخانية إلى زفر من أصحاب زفروكان

ماذهب إليه العالمة ابن نجيم زين الدين صاحب البحر ولم يحك

. خالفا

القول الثاني ؛ وهو المنع مطلقا وهو قول اإلمام أبي يوسف -4

من الحنفية أخذا بأن وقف المنقول تبعا للعقار غير جائز إال فيما

. والكراعورد فيه نص كالسالح

: القول الثالث ؛ وهو الراجح المفتى به في المذهب -3

وخالصته جواز وقف الدراهم والدنانير إذا تعورف ذلك وجرى به

، وهو تخريج على قول اإلمام محمد بن التعامل بين المسلمين

. الحسن من الحنفية

ج الحنفية ذلك بأن الدراهم التتعين بالتعيين )أي مثلية( وخر

فهي وإن كانت الينتفع بها مع بقاء عينها لكن بدلها قائم مقامها لعدم

نها فكأنها باقية ، والشك في كونها من المنقول فحيث جرى فيها تعي

ـــــــــــــــــــ: )عن األنصاري وكان من أصحاب زفر فيمن وقف ين( جاء في حاشية ابن عابد1)

332ص 3الدراهم أو مايكال أو مايوزن أيجوز ذلك قال نعم( ا هـ رد المحتار ج

(2 )

Page 214: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

214

تعامل دخلت فيما أجازه محمد ولهذا لما مثل محمد بأشياء جرى فيها

التعامل في زمانه زاد بعض المشايخ من الحنفية أشياء من المنقول

، وعلى هذا فتلحق ى ماذكره محمد لما رأوا جريان التعامل فيهاعل

، وإنما خصوها بالمنقول المتعارف على قول اإلمام محمد المفتى به

بالنقل عن زفر ألنها لم تكن متعارفة إذ ذاك وألنه هو الذي قال بها

. ابتداء

، وقف الدراهم وعلق العالمة ابن عابدين على ذلك بقوله )نعم

ثم قال )فوقف الدراهم (1)والدنانير تعورف في الديار الرومية ا هـ(

، ووقف الفأس والقدوم كان متعارف في بالد الروم دون بالدنا

متعارفا في زمن المتقدمين ولم نسمع به في زماننا فالظاهر أنه ال

يصح اآلن ولئن وجد نادرا اليعتبر لما علمت من أن التعامل هو

(2)تعماال فتأمل(األكثر اس

وعلى هذا فحيث تعورف وقف الدراهم والدنانير وجرى به

التعامل في بلد بصورة أغلبية جاز وقفه لدى المتأخرين من فقهاء

(3)الحنفية كما هو العرف اليوم في بالدنا

: تخريج المسألة لدى القائلين ( البند الثاني2 بالجواز؛

، أو يرد مثلها ال عينهاالنقود أموال مثلية أي تقرض و -1

ل الفقهاء رد تدفع قراضا )أي مضاربة( والترد بعينها ، لذلك نز

، بذلك أفتى العالمة أبو السعود في المثل أو البدل منـزلة بقاء العين

ـــــــــــــــــــ 332ص 3انظر حاشية رد المحتار على الدر ج ( 1)

. 332المرجع السابق ص ( 2)

. ومابعدها 123ص 8انظر الفقه اإلسالمي وأدلته ج ( 3)

Page 215: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

215

وقال العالمة ابن عابدين في ذلك نقال عن (1)رسالته )وقف النقود(

: )لكن إذا حكم به حاكم ارتفع عودالرملي في فتوى العالمة أبو الس

: )كما في معروضات وقال الحصكفي في الدر قبله (2)الخالف(

. (3)المفتي أبي السعود(

: وقال العالمة ابن عابدين في حاشيته رد المحتار على الدر

، فهي وإن كانت الينتفع بها مع : إن الدراهم ال تتعين بالتعيين )قلت

نها فكأنها باقية بقاء عينها لكن بدلها (4)قائم مقامها لعدم تعي

: ولعلمهم رأوا أن النقود من األصول السائلة فإذا وقفت قلت

صارت ملحقة باألصول الثابتة من حيث حبس أصلها وتسبيل

، وإذا انتقال أصلها بالقرض فإن بدلها قائم في منفعتها أو ريعها

. الحبس مقام عينها وهو )المثل(

الصة تخريج متأخري الحنفية المجيزين لوقف النقود هذا هو خ

. مأخوذا من كتبهم

ـــــــــــــــــــانظر رسالة )وقف النقود( للعالمة أبو السعود العمادي الحنفي المشهور ( 1)

بمفتي الثقلين ط دار

. م 1993ابن حزم بيروت

. ومابعدها 332ص 3انظر حاشية رد المحتار ج ( 2)

. وقد قال العالمة أبو السعود في رسالته )وقف النقود( ( المرجع السابق الصفحة ذاتها3)

: مانصه

عين المأخوذ فيكون حبس أمثال النقود بمنـزلة حبس أقاموا رد المثل في ذلك مقام رد

. 31. ص ، وبقاء أمثالها في حكم بقباء أعيانها( ا هـ أعيانها

، وجعل البدل به ، ويقوم بدله مقامه : )ومعلوم أن القرض والقراض يذهب عينه وقال

. وع في المناقلة واالستبدال باألوقافقائما مقامه لمصلحة الوقف( ا هـ مجم

29ص 4، ومجموع الرسائل للعالمة ابن عابدين ج المرجع السابق ( 4)

. ومابعدها

Page 216: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

216

هذا ؛ ولعل من المستحسن تغطية مخاطر هذا القرض

، وإن كان هذا قد يكون غير بالضمانات كالرهن والكفالة وماشابه

ر للفقراء . ، مع مالحظة خطر تضخم العملة وكسادها متيس

و المضاربة ؛ وذلك بدفع المال النقدي وثانيها القراض ؛ أ -4

جر به على حصته من الربح تصرف الموقوف قراضا إلى من يت

. إلى مصارف الوقف صدقة أو تسبيال

هري قال : )فيمن جعل ألف واألصل في ذلك ماورد عن الز

جر بها ، وجعل ربحه دينار في سبيل هللا دفعها إلى غالم له تاجر يت

. (1)ساكين واألقربين(صدقة للم

: )وعن األنصاري وكان من جاء في حاشية ابن عابدين

أصحاب زفر فيمن وقف الدراهم أو مايكال أو مايوزن أيجوز ذلك ؟

: بدفع الدراهم مضاربة ثم يتصدق بها : وكيف؟ قال ، قيل : نعم قال

. (2)في الوجه الذي وقف عليه(

: )فيباع ويدفع ثمنه صهوجاء في الدر المختار للمصكفي مان

. مضاربة أو بضاعة( أي المكيل والموزون

وكذا يفعل في وقف قال العالمة ابن عابدين في رد المحتار ]

[ ، وماخرج من الربح يتصدق به في جهة الوقف الدراهم والدنانير

. (3)ا هـ

ـــــــــــــــــــ . 12ص 2انظر صحيح البخاري ج ( 1)

. ومابعدها 332ص 3حاشية رد المحتار ج ( 2)

332ص 3حاشية رد المحتار ج ( 3)

Page 217: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

217

قلت ؛ وهذا ال يخلو من مخاطر الخسائر التجارية التي قد

ض ض فالبد من الحيطة والحذر والتوقي من التفريط تعو وقد التعو

. مع استعمال الورع واللـه أعلم

: صورة وقف النقود لدى العلماء الفرع الثاني : المجيزين

تبين أن وقف الدراهم والدنانير في البالد التي تعورف وقفها

صحيح عند

. متأخري الحنفية

وقف استمراره بقدر اإلمكان هذا ؛ ولما كان الغرض من ال

والدراهم والدنانير ال ينتفع بها إال باالستهالك فقد أوجد الحنفية

طريقة الستغاللها مع البقاء وهي أن تعطى الدراهم الموقوفة

لشخص يتجر فيها ويكون له جزء من الربح حسب االتفاق

كله )مضاربة( أو اليأخذ شيئا من الربح )بضاعة( ثم يعطى الربح

، وإذا كانت النقود تفي لشراء عقار أو بعضه للموقوف عليهم

يستغل ويعطى ريعه للموقوف عليهم اتبع ذلك ألن العقار أبقى من

. (1)النقود ولو اتجر فيها

وبالجملة ؛ فلقد ذكر الفقهاء المجيزون لوقف النقود ثالث صيغ

هن؛

ض النقود لمحتاجيها ثم : القرض أو السلف ؛ فتقر ( أولها1

تسترد منهم وتقرض آلخرين وهو المنقول عن بعض فقهاء الحنابلة

ـــــــــــــــــــ . ومابعدها 41د زيد األبياني بك ص انظر مباحث الوقف للشيخ محم ( 1)

Page 218: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

218

، ونقل هو عن اإلمام مالك صحة وقف كاإلمام ابن تيمية رحمه هللا

. (1)األثمان للقرض

( وثانيها طريقة استغالل الدراهم والدنانير إذا تعورف وقفها 4

كة المضاربة مثال ومايخرج بأن تدفع لمن يعمل فيها على سبيل شر

ق به في جهة الوقف . من الربح يتصد

وهو المقصود بقول صاحب الدر (2): اإلبضاع ( وثالثها3

وحاشيته )بضاعة( وهو دفع المال النقدي لمن يتجر به على أن

يكون الربح كله لرب المال وللعامل حصته من الربح أو يكون

إن أستاذنا العالمة الشيخ الزرقا ، ومع هذا وذاك ف (3)متبرعا بها

: )التصرف في مال الوقف يستمد أحكامه من التصرف في يقول

فالبد إذا من ضمان رأس مال الوقف كرأس مال اليتيم (4)مال اليتيم(

: (5)، والعالمة ابن قدامة من الحنابلة يقول في المغني احتياطا حمد بن أبي )روي عن عائشة رضي هللا عنها أنها أبضعت مال م

(6)بكر ويحتمل أنها جعلته من ضمانه عليها إن هلك غرمته(

ـــــــــــــــــــ 31والفتاوى الكبرى ج 131انظر االختيارات الفقهية لإلمام ابن تيمية ص ( 1)

. 432ص

: مصدر ؛ هو إعطاء شخص آخر رأس مال على كون الربح تماما عائدا اإلبضاع ( 2

. له

. 21ص 2انظر فتح القدير ج ( 3)

. 12ص 1انظر أحكام األوقاف ج ( 4)

. 493ص 2انظر المغني البن قدامة ج ( 5)

ذكر بعض الباحثين المعاصرين لونا من ألوان وجوه وقف النقود وهو وقف ( 6)

. قلت ؛ وهو ربا محض وحرام باتفاق األمة واليجوز النقود وتسبيل فوائدها الربوية

. بحال من األحوال فليعلم

Page 219: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

219

: ترجيح العمل بالوقف النقدي في الفرع الثالث : زماننا لشدة الحاجة إليه وللتعامل

أجاز المالكية ومتأخرو الحنابلة والمتأخرون من الحنفية كما

لمؤقت فأبطل الوقف ا(1)، وأما المذهب الشافعي ذكرنا وقف النقود

إال في أشياء استثناها المتأخرون من الشافعية كالرملي فأجاز وقف

. ماتحصل منه فائدة مع بقائه مدة

واإلمامية اإلثنا عشرية اشترطوا في الموقوف صحة االنتفاع

(2): به مع بقاء عينه؛ جاء ؛ في المختصر النافع للعالمة الحلي. ينتفع بها مع بقائها()ويشترط أن يكون الموقوف عينا مملوكة

. قلت؛ والذي (3)وكذلك جاء في عيون األزهار لإلمام المرتضى

يتضح من األدلة أن القول بجواز وقفها في هذا العصر هو الراجح

وذلك ألسباب وجيهة اقتضت هذا الترجيح؛

( أولها؛ ألن النقود لم يعد لها المفهوم السابق من حيث إنها 1

، فالنقود باعتبار بقاء قيمتها في أمثالها بتةأموال سائلة وغير ثا

. أموال ثابتة من هذا الوجه

، وال تتعين ( وثانيها؛ ألن النقود مثلية ومثل الشيء ذاته4

، ومع التسليم بأن االستفادة ، وبدلها يقوم مقامها تماما بالتعيين

الصحيحة تقتضي تقليبها فإن ذلك ال يقتضي أبدا إهالك عينها

(4)بها بالكلية فهي باقية بشكل دائموذها ـــــــــــــــــــ

، وذلك كوقف الريحان للشم مزروعا هاوماقبل 333ص 2انظر الرملي ج ( 1)

. لبقائه مدة ال محصورا لسرعة فساده ا هـ

. ومابعدها 181المختصر النافع ص ( 2)

329عيون األزهار لإلمام المرتضى ص ( 3)

33ص 2والدسوقي ج 332ص 3انظر حاشية رد المحتار ج ( 4)

Page 220: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

221

( وثالثها؛ إنما قصد من قال بوقف النقود اعتبار النقد أصال 3

قائما يستغل أو ينتفع به مع بقائه وهذا معنى قولهم )الوقف تحبيس

. األصل مع تسبيل الثمرة(

فال فرق بين وقف النخـل ووقف النقد فكالهما يذهب عينه من

ذه العين من وجـه آخر أال وهو بقاء الثمرة وجه وتبقى ه

، ولذلك قال الحنفية المتقدمون البد من شراء فسائل واستمرارها

، فأين الفرق بين هذا (1)وغرسها حتى يظل النخل قائما مستمرا

ج عليه إذ وذاك ؟! فلئن صح في وقف النخل فوقف النقود يخر

(2)االستحسان ، وهو وجه الفرق بينهما في التحقيق

وبهذا يتبين رجحان القول بجواز وقف النقود بشروطه

. ، وهللا أعلم المعتبرة شرعا كما قررها الفقهاء المجيزون استحسانا

المطلب الثالث دور الوقف النقدي بالتنمية في هذا العصر

عبر المذهب الحنفي عن مرونة كبيرة في التعامل فقد كان

ال يقول بوقف المنقول لكن اإلمام أبا يوسف أجاز اإلمام أبو حنيفة

، واإلمام محمد بن الحسن وقف بعض المنقول كالسالح والكراع

، وعلى هذا إذا تعارف قوم أجاز وقف المنقول فيما لو تعارفه الناس

في بلد على وقف الدراهم والدنانير أصبح الوقف صحيحا لدى

ـــــــــــــــــــ . ومابعدها 41انظر )أحكام الوقف( لهالل ص ( 1)

جاء في كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للعالمة األستاذ الدكتور وهبة الزحيلي ( 2)

حفظه هللا مانصه؛

–استثناء من وقف المنقول مقصودا –ويجوز استحسانا وقف ماجرت العادة بوقفه ]

كوقف الكتب وأدوات الجنازة ووقف المرجل لتسخين الماء ووقف المر والقدوم في

[ ج ر القبور لتعامل الناس به وما رآه المسلمون حسنا فهو عند هللا حسنالماضي لحف

. ومابعدها 182ص 8

Page 221: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

221

، بل إن لمذهب الحنفياإلمام محمد وعلى قولـه الفتوى في ا

: )قلت بل ورد األمر الحصكفي يقرر ذلك في الدر المختار فيقول

وكان (1)للقضاة بالحكم به كما في معروضات المفتي أبي ا لسعود(

من المؤيدين لذلك المالخسرو شيخ اإلسالم في كتابه )الدرر الحكام

في شرح غرر األحكام( وتلميذه ابن جنيد في كتابه )ذخيرة

(2)العقبى(

في ضوء هذا التطور في الوقف النقدي في العصر العثماني

، فإننا بالرغم من الظروف التي كان يمر بها المسلمون آنذاك

ى بهؤالء الفحول من الفقهاء مثل العالمة مالخسرو نستطيع أن نتهد

والعالمة أبي السعود في معرفة أحكام جديدة لوقائع مستجدة تخريجا

. أولئك الفقهاء العظام على ماقاله

وسـأتحدث هنا في هذه العجالة باختصار عن أمثلة جديدة

: للتطوير الفقهي للوقف النقدي مع نقدها

أولها؛ وقف النقود في محافظ استثمارية وتقوم على فكرة -1

اها بعض الفقهاء المعاصرين ، ولكني أجد فيها المضاربة وقد تبن

هوم المضاربة باإلجارة وهذا فيه شبهة نظرا من حيث اختالط مف

. لدى الحنفية وجمهور الفقهاء

، وقد أجازه : وقف اإليراد النقدي دون وقف أصله وثانيها -4

. بعض الفقهاء المعاصرين ولم يطمئن القلب إليه لعدم حبس األصل

وثالثها؛ وقف احتياطي شركات المساهمة ؛ -3

ـــــــــــــــــــ . ومابعدها 332ص 3انظر حاشية رد المحتار على الدر ج ( 1)

، للدكتور محمد موفق انظر كتاب )دور الوقف في المجتمعات اإلسالمية ( 2)

. ومابعدها 12األرناؤوط ص

Page 222: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

222

وس األموال بالفائدة مما يكاد وهذا ال يخلو من شبه اختالط رؤ

يصبح بالء عاما قل من يتخلص من شروره وآثامه بكثير من الحذر

، فلئن تخلصت هذه الرساميل االحتياطية من الفائدة واالحتياط

(1)والربا ال أرى مانعا من وقف احتياطيها وهللا أعلم

*** هذا؛ وإني أرى أن على فقهائنا المعاصرين أن يشمروا عن

، بحيث ساعد الجد ليوجدوا أشكاال وقفية جديدة للنقود غير ماذكرت

، وأن يكلف بذلك تخلو عن شبهة الربا أو الجهالة الفاحشة وماشابه

بعض الباحثين بأبحاث مستجدة ينالون بها درجات علمية عالية

وعليا عسى أن يسهم ذلك في تطوير الوقف النقدي مع مراعاة

. وأحكامها حرمة الشريعة

ـــــــــــــــــــ 199ومابعدها إلى ص 192)الوقف اإلسالمي( ص انظر كتاب ( 1)

Page 223: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

223

المقصد الثالث

مناهج استثمار الوقف النقدي

المطلب األولطرق استثمار الوقف النقدي في المناشط العصرية

بالنظم المتطورةيرى بعض الباحثين المعاصرين أن التجديد في الوقف يأتي

في النماذج القانونية التي يقدمها الفقه وفي إعمال النظر لتأطير

قات الجارية الجديدة وطرق معالجتها القانونية كما أنواع من الصد

يكون في األهداف التفصيلية التي تتولد عن حاجات ورغبات خيرية

وذرية محددة يتطلب الوفاء بها تغييرا في الشكل القانوني الذي ينظم

. وهكذا بنو أربع صور وقفية جديدة على أربعة أهداف الوقف

: يري والوقف األهليتفصيلية ضمن إطاري الوقف الخ

. أولها ؛صور وقفية جديدة تهدف لتنمية رأس مال الوقف -1

وثانيها ؛ وقف لتأمين دخل دوري للموقوف عليه لفترة -4

. محددة

. وثالثها ؛ وقف يهدف إلى دفعات متساوية لمدة محددة -3

(1)ورابعها ؛ وقف الشيخوخة والوراثة -2

لدى األوربيين واألمريكيين وهذه نظم حديثة وجدت غالبا

والسادة الباحثون من علمائنا المعاصرين يريدون أن يوجدوا لها

محال في فقهنا ولو لم يمكن ذلك الختالف صيغ الفقه اإلسالمي عن

. صيغ القانون الوضعي

ـــــــــــــــــــ . ومابعدها 412الوقف اإلسالمي ص ( 1)

Page 224: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

224

نصرف النظر عن هذه المناشط ذات المنشأ والذي أراه أن

الغربي!!! لما يالبسها ويعتورها من مشكالت فقهية تحتاج إلى كثير

. . من التخريج

هذا؛ ولعل من أحسن الطرق االستثمارية للوقف النقدي اليوم

وطبقا لمعطيات العصر إقامة مؤسسات وقفية جديدة على أسس

، تقوم المؤسسة ة االستثمارية(إسالمية تسمى )المؤسسات الوقفي

ل بال فائدة ، وتجمع األموال من الهبات والزكاة فيها بدور الممو

ل والصدقات وهو مايسمى في الفقه اإلسالمي )وفي سبيل هللا( وتمو

هذه المؤسسات مشاريع استثمارية يصرف ريعها في وجوه البر

متبرع إذن خطي بذلك وتحبس أصولها في المؤسسة ويؤخذ من كل

، حتى إذا أدت المؤسسة أغراضها حلت وصرفت رؤوس قبل الدفع

، األموال على الجمعيات الخيرية والتعليمية ألنها إنما وضعت لذلك

ويشرف على هذه المؤسسات وزارة الشؤون االجتماعية في الدولة

. حصرا

المطلب الثاني سبل إدارة الوقف النقدي وتنميته

: : إدارة الوقف النقدي لفرع األولا

، فالوقف النقدي الوقف النقدي قد يكون فرديا أو جماعيا

الفردي أمر إدارته يسير لكن الوقف النقدي الجماعي يحتاج إلى

مؤسسات وقفية تشرف عليها الدولة وتنظم شؤونها وتكون من

مجموعة الواقفين أو من وكالئهم أو من ينصبونه من األشخاص

، ويتم ذلك عن طريق إنشاء صناديق وقفية من مجموعة من لذلك

. المؤسسات والجمعيات الوقفيـة

Page 225: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

225

وصفوة القول إن إدارة الوقف النقدي كإدارة أموال اليتامى؛

: )إن مسؤولية نظار يقول أستاذنا العالمة الشيخ مصطفى الزرقا

الوقف وواجباتهم تستمد من مسؤولية األوصياء وواجباتهم

والتصرف في مال الوقف يستمد أحكامه من التصرف في مال اليتيم

. ا هـ (1)الذي تحت الوصاية(

*** : الفرع الثاني ؛ تنمية الوقف النقدي واستغالله

يقصد بالتنمية؛ زيادة في رأسمال الوقف كإصالح أرض سبخة

. أما استغالل لزراعتها أو البناء على أرض وقفية معطلة الفائدة

وقف واستثماره فهو استعمال مال الوقف في تحقيق أغراضه ال

، والصور التي تحدث كتحضير المسجد للصالة والمشفى للتمريض

عنها الفقهاء من صور تنمية الوقف صورة حفر بئر في أرض

الوقف الزراعية إلصالحها فكانت تسقى بعال بالمطر فأصبحت

بزيادة رأس مال ، ومن ذلك إضافة وقف جديد تسقى )بالسانية

الوقف إال بموافقة الموقوف عليهم ألن حصتهم متعلق بها كلها إال ما

استثني من ذلك( للضرورة أو للحاجة أو للتعامل أو لعموم

. (2)البلوى

لذلك بقي من طرق تنمية الوقف الزيادة المطلقة من غير

. إيرادات الوقف من الواقفين أنفسهم أو من غيرهم

ـــــــــــــــــــ ومابعدها 12ص 1أحكام األوقاف ج ( 1)

. ومابعدها 418الوقف اإلسالمي ص ( 2)

Page 226: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

226

ثالثالمطلب ال آثار الوقف النقدي

لدى (1)تتجلى آثار الوقف النقدي ومنافعه في األمور التالية

الباحثين المعاصرين ؛

إقامة دور المؤسسات الخيرية مثل مؤسسة الملك فيصل -1

. الخيرية )مكتبة فخمة وجائزة دولية(

رصد جوائز للعلوم والدراسات األساسية والتطبيقية -4

المية والعربية مثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والدراسات اإلس

. )جائزة الكويت(

إقامة المراكز العلمية كالمعهد العالمي للفكر اإلسالمي -3

. )أسلمة( المعرفة وذلك في واشنطن بالواليات المتحدة األمريكية

. إقامة وقفية مكتبة وجائزة مثل وقفية آل ثاني في قطر -2

، وهي لوقفية وهي تجربة كويتية ناجحةثم الصناديق ا -2

. تجربة تحتاج إلى كثير من الدعم والتأييد في البالد األخرى

*** هذه هي اآلثار المرصودة من الباحثين في الوقف النقدي

. جزاهم هللا خيرا

ولكني أرى أن آثار الوقف النقدي بخاصة وآثار الوقف

األمة اليوم في عصرنا هذا التنموي بعامة تتجاوز ذلك إلى ماتحتاجه

: من األمور التالية الثالث

ـــــــــــــــــــ 132إلى ص 112انظر األوقاف فقها واقتصادا من ص ( 1)

Page 227: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

227

، ونأخذ دور الوقف في نشوء المدن وتطورهاأوال ؛ -1

. (1)مثالين على ذلك للمقارنة وقف سنان باشا ووقف كاتشانيك

، ، الواقع ، التراث دور الوقف في تنمية الثقافةوثانيا؛ -4

الذي يسهم في نشر الوعي ، والسيما في وقف النقود المستقبل

، ومن ذلك كرسي سمير شما لتاريخ المسكوكات والحضارة الثقافي

. (2)اإلسالمية بجامعة اليرموك باألردن

إقامة مؤسسات جديدة اسمها مؤسسات الوقف وثالثا؛ -3

النقدي تسهم في كثير من مناشط الثقافة والعلم والتقنية وهو ماتصبو

. واإلسالمية إليه البالد العربية

خاتمة البحثنستطيع بعد هذه الجولة العجلى في روضات الفقه االجتهادي

أن نصل إلى خاتمة البحث ونحن مطمئنون إلى ماوفقنا إليه من جهد

متواضع عسى أن يكون لبنة من لبنات البناء الفقهي في هذا العصر

رج الذي دعت فيه الحاجة إلى إعادة النظر في موروثنا ال فقهي لنخ

. عليه فقه العصر

لنا إليها بفضل هللا سبحانه هذا؛ وإن أبرز النتائج التي توص

: وبتوفيقه تتجلى فيمـا يلـي

: دراسة جديدة ومقارنة في مذاهب الفقه اإلسالمي أوال -1

مدارها ومحورها الوقف بعامة تعريفا وتأصيال مع مدخل إلى البحث

، قول من األموال الثابتة وأقاويل الفقهاء فيهولمحة عن وقف المن

ـــــــــــــــــــ 22إلى ص 32انظر )دور الوقف( من ص ( 1)

. 91إلى ص 38المرجع السابق من ص (2)

Page 228: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

228

وترجيح العمل به لدى الجمهور تبعا لترجيح قول المالكية بعدم

. اشتراط التأبيد في الوقف

: قضية لزوم األموال الثابتة أو )األصول الثابتة( في ثانيا -4

، ثم قضية وقف النقود وتخريجها لدى من أجازها من الوقف باتفاق

، ، وتحدثنا عن فقه المسألة وتخريجها لدى القائلين بالجواز هاءالفق

حنا ثم تحدثنا عن صور وقف النقود ماصح منها شرعا ، ثم رج

، وكان خاتمة البحث الحديث عن دور العمل بالوقف النقدي بأدلته

. الوقف النقدي في التنمية

، صر: طرق استثمار الوقف النقدي بأساليب الع ثالثا -3

، فذكرنا الصور التقليدية التي ذكرها الباحثون المعاصرون

، ثم تحدثنا عن سبيل ووضعت مشروع البديل ورقة عمل للمناقشة

، ثم عن آثار الوقف النقدي إدارة الوقف النقدي وتنميته واستغالله

ومنافعه لدى الباحثين المعاصرين ثم ماتوصلنا إليه بفضل هللا

. منافعوبتوفيقه من آثار و

، فهذا أقصى ماتوصلت إليه من نتائج في بحثي أما بعد

، وإن يك ، فإن يك صوابا فمن هللا وله الفضل والمنة المتواضع هذا

. فيه غير ذلك فمني وأستغفر هللا وأستقيله

على أني ال أقطع أبدا بأن ماتوصلت إليه هو حكم هللا في هذه

هد إنساني أرجو أن أكون فيه ، بل هو ج المسألة بل وال أزعم ذلك

، وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل والحمد من أصحاب األجرين

. هلل الذي بنعمته تتم الصالحات

Page 229: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

229

ملخص البحثكان للوقف دور واضح في تطور المجتمعات اإلسالمية

. فالوقف لغة والسيما في الحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية

، : )حبس األصل وتسبيل الثمرة أو المنفعة( ا ، واصطالح الحبس

وحكمه )زوال ملك الواقف عن الموقوف( وهو عند الحنفية مباح

، وأركانه وقد يصبح واجبا بالنذر وعند الجمهور سنة مندوب إليها

. : الواقف والموقوف والموقوف عليه والصيغة أربعة

واتفق جمهور علماء السلف على جواز الوقف وصحته

، وانعقد اإلجماع على وقف األموال على استدالال باآلثار المروية

: الوقف الذري . ونرى أنواعه باعتبار غرضه ثالثة وجوه الخير

. )األهلي( والخاص )الخيري( والعام )المصالح العامة(

واليوم أضحت حاجة الناس شديدة إلى الوقف الخيري والذري

دة نظام الربا وإفالس أكثر النظم لوجود االحتكارات العالمية وسيا

. االقتصادية الوضعية

وطرق تجديد الوقف الخيري وتطويره مستقاة من ثالث مسائل

. ، وشرط االنتفاع ، واألعيان المتكررة : التوقيت هي

، ثم ننتقل إلى الوقف النقدي وموقف الفقه اإلسالمي منه

، من الفقهاء فيه ، ووقف المنقول من األموال ومذاهب والتعريف به

، ووقفه ، ووقفه تفصيال عن الحنفية حيث وقفه إجماال لدى الفقهاء

. ، ولكل دليله عند الجمهور

ثم يصادفنا فقه الموقف النقدي وموقف المذاهب الفقهية منه

وترجيح العمل به لشدة الحاجة إليه ولزوم األموال الثابتة في وقف

ة وقف النقود وتخريجها لدى من ، ويتفرع عن ذلك قضي المنقول

، فنرى فقه المسألة وتخريجها لدى القائلين أجازها من الفقهاء

Page 230: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

231

. يتبع ذلك صور وقف النقود ولدى العلماء المجيزين مع بالجواز

، وترجيح العمل بالوقف النقدي في زماننا لشدة الحاجة إليه أدلتهم

ج استثماره ، ومناه ، ودوره بالتنمية في هذا العصر وللتعامل

. ، وسبل إدارته وتنميته وآثاره وطرقه المرتبطة بالنظم المتطورة

*** : هذا؛ وأبرز النتائج التي توصلنا إليها تتجلى فيما يلي

دراسة جديدة ومقارنة في مذاهب الفقه اإلسالمي مدارها -1

ومحورها الوقف بعامة تعريفا وتأصيال مع مدخل إلى البحث ولمحة

، وترجيح لمنقول من األموال الثابتة وأقاويل الفقهاء فيهعن وقف ا

العمل لدى الجمهور تبعا لترجيح قول المالكية بعدم اشتراط التأبيد

. في الوقف

قضية لزوم األموال الثابتة أو )األصول الثابتة( في الوقف -4

، ثم قضية وقف النقود وتخريجها لدى من أجازها من باتفاق

، دثت عن فقه المسألة وتخريجها لدى القائلين بالجواز، وتح الفقهاء

، ثم رجحت ثم تحدثت عن صور وقف النقود ماصح منها شرعا

، وكان خاتمة البحث الحديث عن دور العمل بالوقف النقدي بأدلته

. الوقف النقدي في التنمية

، فذكرت طرق استثمار الوقف النقدي بأساليب العصر -3

، ووضعت التي ذكرها الباحثون المعاصرون الصور التقليدية

، ثم تحدثت عن سبيل إدارة مشروع البديل ورقة عمل للمناقشة

، ثم عن آثار الوقف النقدي ومنافعه الوقف النقدي وتنميته واستغالله

لدى الباحثين المعاصرين ثم ماتوصلت إلينا بفضل هللا وبتوفيقه من

. آثار ومنافع

Page 231: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

231

ماتوصلت إليه من نتائج في بحثي ، فهذا أقصى أما بعد

، وإن يك ، فإن يك صوابا فمن هللا وله الفضل والمنة المتواضع هذا

. فيه غير ذلك فمني وأستغفر هللا وأستقيله

على أني ال أقطع أبدا أن ماتوصلت إليه هو حكم هللا في هذه

، بل هو جهد إنساني أرجو أن أكون فيه المسألة بل وال أزعم ذلك

، وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل والحمد أصحاب األجرين من

. هلل الذي بنعمته تتم الصالحات

Page 232: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

232

الفصل الخامس

قسيط في الفقه اإلسالمي بيع الت

Page 233: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

233

المبحث األول

النصوص الواردة من الشارع الحكيم

وأقوال الفقهاء المجتهدين األولين فـي بيع التقسيط

: من نصوص التشريع -1يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل : × قال تعالى -1

، ومعنى الدين البيع أو الشراء بأجل 484البقرة /÷ مسمى فاكتبوه

. : تبايع باألجل من تداينوصح عن النبي صلى هللا عليه وسلم وآله وصحبه أنه -4

: )توفي رسول : فعن عائشة رضي هللا عنها قالت اشترى باألجل

هللا صلى هللا عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثالثين صاعا

. من شعير( رواه مسلم: )اشترى رسول هللا وعن عائشة رضي هللا عنها قالت -3

–أي باألجل –صلى هللا عليه وسلم من يهودي طعاما بنسيئة

. ورهنه درعا له من حديد( متفق عليه

: من أقوال الفقهاء -2: )إذا باته على أحد األمرين في ت اإلمام البغويقال -1

شرح 8مجلد 123المجلس فهو صحيح به ال خالف فيه( انظر ص

. السنة للبغوي: )وقد روي عن طاوس والحكم وقال الشيخ ابن قدامة -4

، والنسيئة : أبيعك بالنقد كذا : ال بأس أن يقول وحماد أنهم قالوا

، وهذا محمول على أنه جرى بينهما ما، فيذهب على أحده كذا

Page 234: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

234

: أنا آخذه بالنسيئة بكذا ، فكأن المشتري قال بعدما يجري في العقد

، فهم قد ، فيكون عقدا كافيا ، ونحو ذلك ، أو قد رضيت : خذه فقال

313مسألة 411هـ انظر ص1أجازوا هذا البيع حيثما تحدد الثمن(

. / المغني2مجلد : )نقل ابن الرفعة عن القاضي أنه لشوكانيوقال الشيخ ا -3

: بعتك بألف نقدا أو ألفين إلى : لو قال البائع : عن هذه المسألة قال

: قبلت بألف نقدا أو بألفين : لو قال المشتري ، قال القاضي سنة

. / نيل األوطار2ج 124-121هـ انظر ص 1بالنسيئة صح ذلك( : )إذا قال البائع أبيعك عيسى(وقال اإلمام الترمذي )أبو -2

، وبنسيئة بعشرين فإذا فارقه على أحدهما فال هذا الثوب بنقد عشرة

حديث 233هـ انظر ص 1بأس إذا كانت العقدة على أحد منهما(

. 3/ سنن الترمذي مج 1431، : )ال بأس بذلك : عن هذا البيع وقال اإلمام األوزاعي -2

321-339هـ انظر ص 1ه بأحد المعنيين( ولكن ال يفارقه حتى يبات

. / سنن أبي داود3مج : أوال( األصل في الثمن الحلول

، فالثمن إما عينا أو وهذا متفق عليه بين الفقهاء في الجملة

ال وهو األصل . دينا في الذمة ثم الثمن بالدين يجوز أن يكون معجال . . ، وأن يكون مؤج

ل ، إما أن يكون إلى موعد معين لجميع الثمنوالثمن المؤج

طا على مواعيد معلومة ما( مقس ففي الثمن . وإما أن يكون )منج

الدين يختلف الحكم في أدائه بحسب كونه معجال أو مؤجال أو

، فإذا كان مؤجال أو منجما يتعين أن يكون األجل معلوما منجما

Page 235: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

235

ره إن شاء هللا بالتفصيل للمتعاقدين على تفصيل في ذلك سأك

. (1)المذهبي : ثانيا( جاء في مختار الصحاح

م المال تنجيما إذا : الوقت المضروب )النجم لغة ، ويقال نج

اه نجوما )أقساطا( والتنجيم اصطالحا هو )التأخر ألجل معلوم أد

: نجما أو نجمين( أو هو

ل بأجلين فصاعدا × ل نجم ومدته من شهر ، يعلم ك المال المؤج

÷أو سنة أو نحوهما

ل فيوجب ين المؤج فالتنجيم نوع من األجل يرد على الد

، ثم يليه البعض اآلخر استحقاق بعضه عند زمن مستقبل معين

وهو جائز في البيع إذا . . لزمن آخر معلوم يلي الزمن األول وهكذا

العقود التي برز فيها اتفق عليه المتعاقدان باتفاق الفقهاء ومن أبرز

التنجيم اإلجارة )وهي بيع المنافع استحسانا( جاء في المغني أنه )إذا

، وإن شرطه منجما يوما يوما أو شرط تأجيل األجر فهو إلى أجله

، ألن ، فهو على ما اتفق عليه ، أو أقل من ذلك أو أكثر شهرا شهرا

، فكذلك أو مؤجل، وبيعها يصح بثمن حال إجارة العين كبيعها

. هـ1 (2)إشارتها(ين : ثالثا( تأجيل الد

ين هو : )مال حكمي يحدث في الذمة لبيع أو استهالك أو الد

غيرهما(

ين بالكتاب والسنة واإلجماع . وقد شرع تأجيل الد ـــــــــــــــــــ

. وما بعدها 33ص 9( الموسوعة الفقهية ج1)

. وما بعدها 3ص 4الموسوعة الفقهية ج ( 2)

Page 236: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

236

أما الكتاب فقوله تعالى )يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين -

ه( فهذه اآلية وإن كانت ال تدل على جواز إلى أجل مسمى فاكتبو

، إال أنها تدل على أن من الديون ما يكون تأجيل سائر الديون

، وهو ما نقصده هنا من االستدالل بها على مشروعية مؤجال

. األجل، فما روي عن السيدة عائشة رضي هللا عنها )أن وأما السنة -

يهودي طعاما إلى أجل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم اشترى من

، فهذا يدل على ورهنه درعا له من حديد( رواه مسلم واللفظ له

. (1)وقد أجمعت األمة على ذلك. مشروعية تأجيل األثمان : ، ما قرره الفقهاء من وحكمه قبول الدين التأجيل دون العين

أن الفرق بين األعيان والديون من حيث جواز التأجيل في

، والمعين حاصل دون األولى أن األعيان معينة ومشاهدة الثانية

، والحاصل والموجود ليس هناك مدى لجواز ورود األجل وموجود

. عليه، فهي غير : فهي مال حكمي يثبت في الذمة أما الديون

، ومن ثم شرع جواز تأجيلها رفقا بالمدين حاصلة وال موجودة

، حتى إن ا في المدة المضروبةوتمكينا له من اكتسابها وتحصيله

. المشتري لو عين النقود التي اشترى بها لم يصح تأجيلها : والديون من حيث جواز التأجيل وعدمه

، وأنه يجوز قرر الفقهاء أن الديون في األصل تكون حالة

تأجيلها إذا قبل الدائن واستثنى جمهور الفقهاء من هذا األصل عدة

: ديون

ـــــــــــــــــــ . وما بعدها 41ص 4( الموسوعة الفقهية ج 1)

Page 237: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

237

لمرأس م -1 . ال الس . وبدل الصرف -4 . والثمن بعد اإلقالة -3 وثمن المشفوع فيه -2

، فيرى على خالف واختلفوا في جواز اشتراط تأجيل القرض

جمهور الفقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة وغيرهم أنه يجوز

، وأنه لو اشترط فيه التأجيل لم للمقرض المطالبة ببدله في الحال

. وكان حاال ، يتأجل، ، فأوجبه حاال وذلك ألنه سبب يوجب رد المثل في المثلثات

، ألن ، ثم طالبه بها جملة فله ذلك ، ولو أقرضه بتفاريق كاالتالف

، ، فأشبه مالو باعه بيوعا حالة ثم طالبه بثمنها جملة الجميع حال

الوفاء ، فال يلزم ، والتأجيل تبرع منه ووعد وألنه الحق يثبت حاال

، ولو سمي ، وهذا ال يقع عليه اسم الشرط به كما لو أعاره شيئا

. (1)شرطا مجازا : )ويجوز البيع بثمن جاء في اللباب شرح القدوري ما نصه

، ومؤجل إذا كان األجل معلوما لئال يفضي إلى حال وهو األصل

ما فيه من ل. ، وهذا إذا بيع بخالف جنسه ولم يجمعهما قدر المنازعة

، ولو فيه ، وابتداء األجل من وقت التسليم ربا النساء كما سيجيء

، ويبطل األجل بموت المديون ، خانية خيار فمنذ سقوطه عند اإلمام

ـــــــــــــــــــ . وما بعدها 44ص 4( انظر الموسوعة الفقهية ج1)

Page 238: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

238

ومثل ذلك في الدر بحاشية رد المحتار البن عابدين . (1)ال الدائن(

. (2)فلينظر: عابدين وجاء في الدر المختار للحصكفي ووافقه عليه ابن

، فاألمر ، إن أخل بنجم حل الباقي =عليه ألف ثمن جعله ربه نجوما

. (3)كما شرط اهـ ومعنى )حل( أي صار حاال

المبحث الثاني

حكم البيع بالتقسيط وضوابطه الفقهيةتلخص مما ذكرت اتفاق الفقهاء في المذاهب األربعة الحنفية

جواز البيع بالتقسيط إلى أجل والشافعية والمالكية والحنابلة على

. معلوم مهما طال األجل ولو إلى عشرات السنين، وعن الجهالة وألجل خلو هذا العقد عن الربا أو شبهته

، أوجدت بعد االستقراء ضوابط فقهية معتبرة لهذا العقد الفاحشة

الذي تفشى اليوم تفشيا ملحوظا حتى صار أكثر وقوعا من البيع

. ثير من البلدان والحاالتالنقدي في كوهذه الضوابط استخلصتها كما ذكرت باالستقراء من كتب

: الفقه المقارن وعلم الخالف تنحصر لدي في ما يلي

: الضابط األولوم عن مجلس العقد في هذا النوع من البيع افتراق مجلس الس

. اال()بيع التقسيط( كي ال نقع في شبهة الربا )زدني أجال أزدك م ـــــــــــــــــــ

. 2ص 4( انظر اللباب ج1)

. وما بعدها 42ص 2( انظر رد المحتار ج 2)

. ( المرجع السابق / الصفحة ذاتها3)

Page 239: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

239

: وعلى هذا

فللمشتري أن يقوم أوال بمجلس سوم يعرف فيه ثمن السلعة

، المباعة نقدا وثمنها تقسيطا وما الفرق بينهما من حيث قدر الثمن

، فإذا عرف ذلك غير المجلس تغييرا ويعرف كذلك النجوم وآجالها

حقيقيا وهو األفضل باالنصراف بنفسه عن المجلس أو حكميا

، والتحدث بأمر ال عالقة له باالنصراف عن الكالم في الموضوع

، ثم يعود بعد فاصل أجنبي إلى الحديث في إيجاد العقد بما ذكرت

. على مبدأ التقسيط بالنجوم واآلجال المذكورة )حصرا(أما إذا خلط المشتري ذلك كله في مجلس واحد وقع في شبهة

. الربا

: الضابط الثاني، فالجهالة الفاحشة مفسدة ، ومعلومية النجوم ة األجلمعلومي

، وقد صرح المالكية بأنه ال بأس ببيع أهل السوق على للعقد

: =تأخير المطالبة ، وقد عرفوا قدر ذلك بينهم والتقاضي التقاضي

. (1)بالدين إلى مدى متعارف عليه بين المتعاقدين أو ظهر أنه هذا ومن حق المشتري إذا كان المبيع معين

مستحق أن يمتنع من أداء الثمن إلى أن يستخدم حقه في العيب فسخا

. أو طلبا لألرث إلى أن يتبين أمر االستحقاق، أو المؤجل بأجل قريب إلى أجل ويجوز تأخير الدين الحال

، أو ، ألنه تسليف ، وأخذ مساوي الثمن أو أقل منه من جنسه بعيد

، وهو من المعروف ولكن ال يجوز البعض تسليف مع الثمن اسقاط

ـــــــــــــــــــ . وما قبلها 21ص 9( انظر الموسوعة الفقهية ج1)

Page 240: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

241

تأخير رأس مال السلم عند الجمهور خالفا للمالكية حيث أجازوا

. تأخيره في حدود ثالثة أيام ولو بشرط، وقد أفتى الحنفية أن الجهالة اليسيرة ال تؤثر في صحة هذا

األجل فيعد كاألجل المعلوم لكن اشترطوا لذلك أن ال يذكر هذا

، بل يكون بيعا مطلقا ثم يذكر المجهول جهالة يسيرة في العقد األجل

، ولو باع األجل بعد ذلك لم يفسد العقد وكان له أخذ الكل جملة

مؤجال بال ذكر مدة في العقد انصرف لشهر أو للعرف العام الذي

. (1)تعارفه الناس

: : المؤيد الفقهي الضابط الثالثاء الثمن المؤجل أي أخل بالوفاء في حال إخالل المشتري بأد

: إذا كان فقد اتفق الفقهاء على أنه. بقسط أو بأقساط حل أجلها

المشتري موسرا فإنه يجبر على أداء الثمن الحال كما ذهب الجمهور

في الجملة إلى أن للبائع حق الفسخ إذا كان المشتري مفلسا أو كان

. الثمن غائبا عن البلد مسافة القصر، ألنه يمكنه وذهب الحنفية إلى أنه ليس للبائع حق الفسخ

، وهو في هذه الحالة دائن كغيره من التقاضي للحصول على حقه

، لكن يقسط األجل وله المطالبة بكل األقساط من الثمن الدائنين

. المتبقية حالة، بأن يقول مثال "إن وهذا عندهم مالم يشترط لنفسه خيار النقد

فع في موعد كذا فال بيع بيننا" واختلف في مقتضى هذا لم تد

ـــــــــــــــــــ . وما بعدها 43ص 2( انظر رد المحتار ج1)

Page 241: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

241

، ، أو استحقاقه الفسخ باعتباره فاسدا ، هل هو انفساخ البيع الشرط

. (1)والمرجح عند الحنفية أنه يفسر وال ينفسخوللشافعية والحنابلة تفصيل في حال إخالل المشتري بأداء

المالكية بشأن خيار الثمن الحال ال للعكس ينظر في مدوناتهم وقالت

النقد الذي أثبته الحنفية في تصريح لهم بمثله فيما إذا قال البائع

: )بعتك لوقت كذا( أو )على أن تأتيني بالثمن في وقت للمشتري

، فإن لم تأت به في ذلك الوقت فال بيع بيننا( فقد جاء في المدونة كذا

قوالن ، وروي عن اإلمام مالك تصحيح البيع وبطالن الشرط

. (2): صحة البيع والشرط وفسخ البيع آخران

ذيل البحث، فإن على البائع تسليم المبيع وال يطالب وإذا كان الثمن منجما

، وأما المشتري بالثمن إال عند حلول األجل األول فما بعده باالتفاق

إذا كان بعض الثمن معجال وبعضه مؤجال فإن للبعض المؤجل حكم

، فال يطالب المشتري البائع بتسليم المبيع إال بعد كلهتعجيل الثمن

. (3)تسليم الجزء المعجل من الثمن

خاتمة البحثفي هذه العجالة اللطيفة استطعت إلى حد أن أسلط األضواء

، وهي بعد على مسألة ظلت تختلف فيها األراء وتتقاذفها األهواء

تعامل وتعارف عليها من النوازل المهمة في عصرنا هذا جرى بها ال

الناس بل وعقدوا كثيرا من معامالتهم بمقتضاها أال وهي )بيع

. التقسيط( ـــــــــــــــــــ

. 191ص 4، وشرح المجلة ج 42( انظر المرجع السابق ص1)

. 39ص 9، والدسوقي وفتح العلي المالك والموسوعة الفقهية ( الشرح الصغير2)

. 21ص 9( الموسوعة الفقهية ج3)

Page 242: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

242

، وأصبحت لعلي أكون قد وفقت إلى الخير وهديت إلى الشر

. . فيما اجتهدت

Page 243: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

243

الفصل السادس

مدى انتفاع االقتصاد من بيع الوفاء أو

)توظيف بيع الوفاء في اقتصاد العصر(

Page 244: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

244

تصدير ، موافق لمصالح العباد لتشريع اإلسالمي تشريع مرنا

Page 245: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

245

مدخل إلـى البحث

التعريف ببيع الوفاء عند الفقهاء إجماال : المطلب األول

: تعريف بيع الوفاءبيع الوفاء هو)أن يبيع شيئا بكذا أو بدين عليه بشرط أن البائع

اه الدين الذي له ع ليه يرد عليه متى رد الثمن إلى المشتري أو أد

. (1)العين المبيعة وفاء(أو هو )أن يبيع المحتاج إلى النقود عقارا على أنه متى وفى

(2)الثمن أسترد العقار(

أو هو )البيع بشرط أن البائع مت رد الثمن يرد المشتري إليه

(3)المبيع(

: )متى جئتك بالثمن رددت إلي أو هو عند الحنفية قولهم

(4)المبيع(

في صورة بيع على أساس احتفاظ (5)وهو بعد عقد توثيقي

، فهو عقد مزيج من بيع ورهن الطرفين بحق الترادفي العوضين

، تردد بين كونه بيعا ورهنا ثم لكن أحكام الرهن فيه هي الغالبة ـــــــــــــــــــ

. (21ص 22( مرشد الحيران مادة )1)

(214 – 92*3، والمجلبة في المواد ) 423ص 2( رد المحتار ج 2)

29ص 118( المجلة بشرحها لباز مادة 3)

. 282و 423ص 2، والفقه اإلسالمي وأدلته ج ( رد المحتار على الدر4)

ص 1في المدخل الفقهي العام لألستاذ مصطفى أحمد الزرقاء ج ( انظر تفصيل ذلك5)

222

Page 246: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

246

، وهو من أقسام العقود غير استقر على هذا االسم الخاص به

، ولم يرتب التشريع أحكاما خاصة بها وإنما المسماة شرعا

، ويفترق عن الرهن في غايته من حيث استحدثها الناس تبعا للحاجة

، وغاية بيع الوفاء توثيق الدين وانتفاع إن غاية الرهن توثيقية فقط

. المشتري الدائن بالعقار

: المطلب الثاني تاريخ استحداثه

، خر القرن الخامس الهجريحدث هذا البيع ببخارى أوا

واستقر أخيرا رأي الفقهاء فيه على أنه يشبه ثالثة عقود؛ البيع

، فأعطي من كل واحد من هذه ، والرهن ، والبيع الفاسد الصحيح

، فهو في حكم البيع الجائز العقود ما يناسب غايته من األحكام

الفاسد بالنظر ، وفي حكم البيع الصحيح بالنظر إلى انتفاع المشير به

، وفي حكم الرهن إلى كون كل من الطرفين مقتدرا على الفسخ

بالنظر إلى أن المشتري ال يقدر على بيعه من الغير والدليل على

ه األستاذ الزرقا أن هذا التاريخ الذي ذكرناه لحدوث بيع الوفاء وحد

: اإلمام نجم الدين أبا حفص عمر بن محمد النسفي قال في فتاواه

وه بيع الوفاء ، وهو )البيع الذي تعارفه أهل زماننا احتياال للربا وسم

هـ 221، ونجم الدين النسفي والدته سنة (1)في الحقيقة رهن(

، فبيع الوفاء تجري فيه أحكام عقود عديدة أبرزها هـ233ووفاته

. أحكام الرهن

ـــــــــــــــــــ . ( انظر آخر البيع من كتاب الدرر1)

Page 247: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

247

: المطلب الثاني تاريخ استحداثه

، خارى أواخر القرن الخامس الهجريحدث هذا المبيع بب

واستقر أخيرا رأي الفقهاء فيه على أنه يشبه ثالثة عقود؛ البيع

، فأعطي من كل واحد من هذه ، والرهن ، والبيع الفاسد الصحيح

، فهو في حكم البيع الجائز العقود ما يناسب غايته من األحكام

حكم البيع الفاسد ، وفي الصحيح بالنظر إلى انتفاع المشتري به

، وفي حكم بالنظر إلى كون كل من الطرفين مقتدرا على الفسخ

الرهن بالنظر إلى أن المشتري ال يقدر على بيعه من الغير والدليل

على هذا الذي ذكرناه لحدوث بيع الوفاء وحده األستاذ الزرقا أن

: اإلمام نجم الدين أبا حفص عمر بن محمد النسفي قال في فتاواه

وه بيع الوفاء" ، )البيع الذي تعارفه أهل زماننا احتياال للربا وسم

هـ 221، ونجم الدين النسفي والدته سنة (1)وهو في الحقيقة رهن(

، فبيع الوفاء تجري فيه أحكام عقود عديدة أبزرها هـ 233ووفاته

. (2)أحكام الرهن

أن وقد استحدث بيع الوفاء إلى جانب الرهن على أساس

يستحق المشتري فيه منافع المبيع بمقتضى العقد على خالف حكم

م فمنع بيع 1929، وأخيرا جاء القانون المدني السوري سنة الرهن

ه باطال استغناء عنه بالرهن . (3)الوفاء وعد

ـــــــــــــــــــ . ( انظر آخر البيع من كتاب الدرر1)

، وانظر شرح مجلة األحكام / حاشية الصفحة412، ص 1( لمعرض الفقه العام ج 2)

. م1898سنة 4العربية لسليم رستم باز ط

. وما بعدها 222ص 1لمدخل الفقهي ج( انظر ا3)

Page 248: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

248

: المطلب الثاني : تاريخ استحداثه

، حدث هذا البيع ببخاري أواخر القرن الخامس الهجري

، البيع واستقر أخيرا رأي الفقهاء فيه على أنه يشبه ثالثة عقود

، فأعطي من كل واحد من هذه ، والرهن ، والبيع الفاسد الصحيح

، فهو في حكم البيع الجائز العقود ما يناسب غايته من األحكام

، وفي حكم البيع الفاسد الصحيح بالنظر إلى انتفاع المشتري به

، وفي حكم من الطرفين مقتدرا على الفسخبالنظر إلى كون كل

الرهن بالنظر إلى أن المشتري ال يقدر على بيعه من الغير والدليل

على هذا التاريخ الذي ذكرناه لحدوث بيع الوفاء وحدده األستاذ

الزرقا أن اإلمام نجم الدين أبا حفص عمر بن محمد النسفي قال في

وه ببيع : )البيع الذي تعارفه أهل زما فتاواه ننا احتياال للربا وسم

، ونجم الدين النسفي والدته سنة (1)، وهو في الحقيقة رهن( الوفاء"

، فبيع الوفاء تجري فيه أحكام عقود عديدة أبرزها أحكام هـ 221

. (2)الرهن

وقد استحدث بيع الوفاء إلى جانب الرهن على أساس أن

ضى العقد على خالف حكم يستحق المشتري فيه منافع المبيع بمقت

م فمنع بيع 1929، وأخيرا جاء القانون المدني السوري سنة الرهن

ه باطال استغناء عنه بالرهن . (3)الوفاء وعد

ـــــــــــــــــــ ( انظر آخر البيوع من كتاب الدرر1)

، وانظر شرح مجلة األحكام العدلية حاشية الصفحة 412ص 1( المدخل الفقه العام ج 2)

. م898سنة 4لسليم رستم باز ط

. /233، والقانون المدني السوري م / وما بعدها 222ص 1( انظر المدخل الفقهي ج 3)

Page 249: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

249

: المطلب الثالث : مجمل قواعد بيع الوفاء عند الحنفية

اختلف الحنفية في انتفاع المشتري بالمبيع على تيارين -1

؛اثنين في المذهب

: ال يجوز للمشتري وفاء أن ينتفع بالمبيع إال بإذن فقالوا أوال

البائع ويضمن ما أكله بغي إذنه من ثمرة أوال أو ما أتلفه من

، والذي ، وهذا قول بعض المتقدمين من علماء المذهب شجرة

حه المتأخرون وعليه الفتوى المشتري المنافع دون حاجة إذن رج

(1). العقدإلى البائع بل بحكم

: المطلب الثالث : مجمل قواعد بيع الوفاء عند الحنفية

اختلف الحنفية في انتفاع المشتري بالمبيع على تيارين -1

: اثنين في المذهب

: ال يجوز للمشتري وفاء أن ينتفع بالمبيع إال بإذن فقالوا أوال

، شجرة البائع ويضمن ما أكله بغير إذنه من ثمرة أو ما أتلفه من

حه المتأخرون وهذا قول بعض المتقدمين على المذهب ، والذي رج

وعليه الفتوى تمليك المشتري المنافع دون حاجة إلى إذن البائع بل

. بحكم العقدال يجوز للبائع أو المشتري أن يبيع العين المبيعة وفاء -4

يع على ، توقف الب ، فلو باعها البائع آلخر بيعا باتا لشخص آخر

ـــــــــــــــــــ 423ص 2( هو قول الجامع وعليه عالمة الفتوى في المذهب؛ انظر / رد المحتار ج 1)

. هـ آخر كتاب البيوع 1434ط بوالق سنة

Page 250: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

251

، ولو باعها المشتريب فللبائع أو ورثته حق إجازة المشتري وفاء

. ، ويكون للمشتري إعادة يده عليها حتى يستوفي دينه استردادهإذا قبض المشتري وفاء بعدما دفع الثمن للبائع وتوافق -3

البائع مع المشتري على أن يرد له المبيع إذا رد له نظير الثمن في

، ثم جاء الوقت وامتنع البائع من رد نظير الثمن للمشتري وقت كذا

، فإذا امتنع باع يؤمر البائع ببيع المبيع وقضاء الدين من ثمنه

. الحاكم عليهين المطلوب -2 إذا هلك المبيع وفاء وكانت قيمته مساوية للد

ين في المقابلة ين ، وإن كانت قمته أقل من البائع سقط الد من الد

ين بقدر قيمته واسترد المشتري الباقي من المطلوب سقط من الد

. البائع

إذا هلك المبيع وفاء في يد المشتري وكانت قيمته زائدة عن -2

ين ين سقط من قيمته قدر ما يقبل الد ، وضمن المشتري مقدار الد

يه يه فال تلزمه ، وإن كا الزيادة إن كان هالك المبيع بتعد ن بدون تعد

. الزيادةإذا مات أحد المتبايعين وفاء تقوم ورثته مقامه في أحكام -2

. الوفاء

ليس لسائر الغرماء أن يزاحموا المشتري في المبيع وفاء -3

(1)حتى يستوفي دينه من المبيع

فهو إذن عقد مزيج من بيع ورهن لكن أحكام الرهن فيه هي

: الغالبة

ـــــــــــــــــــ . 228إلى 221وما بعدها والمواد من 121( انظر مرشد الحيران ص 1)

Page 251: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

251

ففيه من معنى المبيع أحكام أهمها؛ أن المشتري بالوفاء -1

، فله أن من ينتفع به يملك بمقتضى العقد منافع الشيء المبيع وفاء

، بخالف الرهن ، وأن يستغله بإيجاره للبائع ذاته أو لغيره بنفسه

. كما هو معلوموفيه من معالي الرهن كثيرة قد تصل إلى ستة معان -4

فالمبيع والثمن في بيع الوفاء له حكم المرهون (1)في مظانهاتنظر

(2). ، ال حكم المبيع والثمن حقيقة والدين المرهون فيه

: المطلب الرابع : مدى عالقة بيع الوفاء بالرهن

احتيج إلى بيع الوفاء ولم يغن الرهن عنه؛ ألن الرهن ال يفيد

ينالمرتهن في حق االنتفاع به أو إيج ، وإذا أذن اره في مقابل الد

المدين الراهن للمرتهن باالنتفاع فله أن يرجع عن هذا اإلذن

، فاستحدثوا بيع الوفاء ليدخلوا به من أحكام البيع على أحكام شرعا

، ألن الناس أمسكوا الرهن حق االنتفاع للمرتهن بمقتضى العقد

هذا العقد في صورة ، فتعورف أموالهم عن إقراضها بال منفعة

عن …، ليكون فيه للناس من ، وفي معنى رهن شراء وانتفاع

. االلتجاء إلى المراباةوهذا العقد إنما يجري على العقار؛ واختلف اجتهاد الفقهاء في

. جريانه على المنقول

ـــــــــــــــــــ 432ف 222ص 1( انظر المدخل الفقهي العام ج 1)

ستحسان في التشريع اإلسالمي وصدرت بالمصالح ( انظر كذلك كتابنا )نظرية اال2)

. المرسلة( ط دار دمشق في مواطن متعددة

Page 252: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

252

وعلى هذا فبيع الوفاء يجب أن يذكر عقدا مستقال ال فرعا من

ذكر في ترتيب العقود المسماة عقب الرهن ألنه ، وأن ي فروع البيع

. (1)فهمه يتوقف على فهم أحكام البيع والرهن معا هـذا؛

والجدير بالذكر هنا أن كانت النصوص القانونية المعول عليها

وقد (2)لدينا في أحكام بيع الوفاء هي نصوص قانون الملكية العقارية

الوفاء تكون بمقتضى العقد للبائع نص على أن منافع العقار المبيع ب

، ويكون المشتري مسؤوال وضامنا لكل ما يستفيده من للمشتري

ثمرات المبيع ومنافعه فتطرح قيمتها من أصل الدين إال إذا اشترط

، وبذلك لم يبقى فرقا بين رهن العقار وبيعه الطرفان خالف ذلك

لوفاء فيه عبثا وفاء في أحكام هذا القانون حيث يصبح ذكر بيع ا

. وتكرارا محضا ألحكام الرهن فيه باسم جديدتعد فطن لذلك األستاذ الجليل مصطفى أحمد الزرقاء في كتابه

المدخل فقال ما نصه "متقفيا أثر والده العالمة الحنفية في عصره

: المرحوم الشيخ أحمد الزرقا رحمه هللا تعالى فقال حفظه هللا

عي هذا القانون بمبنى الفرق بين الرهن وهذا من جهل واض ]

، فإن بيع الوفاء إنما استحدث إلى وبيع الوفاء بحسب منشأ هذا العقد

جانب الرهن على أساس أن يستحق المشتري فيه منافع المبيع

، ولعل خطأ بمقتضى العقد على خالف حكم الرهن كما أوضحته

ه ظاهر المادة واضعي هذا القانون وهذه الناحية ناشيء عما يوهم

/ من المجلة إذ تقول إنه " إذا اشترط في بيع الوفاء أن يكون 389/

ـــــــــــــــــــ . 432وما بعدها ف 222ص 1( انظر المدخل الفقهي العام ج 1)

. / منه92/ المادة /3339( في الرقم /2)

Page 253: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

253

قد قدر من منافع البيع للمشتري صح ذلك" فإن ظاهرها يوهم أن

. إال بالشرط …المشتري ال يستحق منافع المبيع لكنها يجب أن تفهم بأنه إذا اشترط للمشتري بالوفاء جزء فقط

، أما إذا لم يشرط في ع المبيع ينحصر حقه في المشروطمن مناف

، وذلك بداللة العقد شيء فالمنافع كلها للمشتري بمقتضى العقد

، فقد صرحت هذه المادة أن بيع / من المجلة نفسها118المادة /

الوفاء إنما يشبه البيع الصحيح ويفترق عن الرهن من جهة أن

ره الفقهاء في عالمشتري وفاء يملك منافع المبي ، وهو الحكم الذي قر

، وهذا ما حققه والدي الشيخ أحمد الزرقا رحمه تعالى في بيع الوفاء

. شرحه المخطوط على القواعد الكلية من المجلة(: )وأخيرا جاء القانون المدني سنة ثم يقول األستاذ الزرقا

. (1)بالرهن(م فمنع بيع الوفاء واعتبره باطال استغناء عنه 1929

ـــــــــــــــــــص 1)رسالة دكتوراه ص( المدخل 3( انظر كتابنا )ابن عابدين وأثره في الفقه( ج 1)

/ الماسية432وما بعدها ف 222

Page 254: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

254

المقصد من البحثأستطيع أن أقسم البحث فـي هذا المجال إلـى قسمين فـي

حالتين؛

القسم األول في حالة االنتفاع من بيع الوفاء بشكل مباشر بين -

. المتعاقدين بال وسيط

والقسم الثاني؛ في حالة االنتفاع من بيع الوفاء بشكل غير مباشر -

، أو الجمعيات لمصرف الال ربويوذلك بوجود وسيط هو ا

كنية . الس

: فأما حالة االنتفاع من هذا القسم األول العقد بال وسيط

: فيتجلى ذلك في الصور التالية

قيام نوع من التعامل التجاري بين األفراد على أساس بيع -1

تصبح فإن أزمات اإلسكان تكاد. الوفاء وال سيما في مجال اإلسكان

، فال مانع من توظيف هذا العقد مع تطويره في مفصلة العصر

، وإيجاد البدائل الصالحة باستخدام هذا مجال اإلسكان واإلعمار

م الممقوت . العقد وأمثاله عن اللجوء إلى المعامالت الربوية المحرمحاولة إيجاد صيغعملية لهذا العقد المرن الذي نحن اليوم -4

، وال سيما إذا علمنا ما فيه من (1)ج ما نكون إليه وألمثالهأحو

مرونة عملية؛ فالبائع والمشتري في البيع بالوفاء قادرا على الفسخ

، مع علمنا أيضا بأن تمليك المشتري المنافع فيه بحكم أو القرار

ـــــــــــــــــــ( وذلك كاألخذ بالرهن الحيازي من القانون الفرنسي الذي استقاه بدوره من الشريعة 1)

. اإلسالمية كما هو معروف مع تعديالت

Page 255: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

255

، وبأن ضمان البائع …العقد على المفتى به عند الحنفية دون حاجة

، وبأن كون المبيع في بيع الوفاء للمبيع كضمان المرهونالمشتري

، وبأنه ليس للبائع أو المشتري بيع المبيع وفاء غير مشاع شرط فيه

، وبأنه إذا توفي أحد العاقدين للبيع بالوفاء قامت ورثته من آخر

، وبأنه يعطى للمشتري حق األولوية في بيع الوفاء عن غيره مقامه

، وال ، وبأن المشتري يتملك زوائد المبيع وفاء عفي أخذ المبي

: (1)يضمنها

***

: وأما حالة االنتفاع من بيع القسم الثانيالوفاء بشكل غير مباشر وذلك بوجوب

، وسيط فذلك فيما أرى يمكن أن يكون بأحد طريقين؛

: طريق وساطة المصرف شريطة أن يكون الطريق األول -

، فيكون بذلك هذا المصرف وسيطا بين طرفي ويا مصرفا ال رب

ف راهنا لطرف ومرتهنا لطرف التعامل بحيث يكون المصر

، بحيث يربح ، ويبايع بالوفاء مع الطرفين كال على حدة آخر

المصرف ربحا مشروعا دون ربط الثمن بنسبة مئوية من الفائدة

وصياغة جديدة لهذا النوع ، وهذا يحتاج إلى بحث جديد وإعادة نظر

ـــــــــــــــــــوما بعدها 433/ 1، وجامع الفصولين ج وما بعدها 423ص 2( انظر رد المحتار ج 1)

4، وشرح األتاسي على المجلة ج دهاوما بع 322ص 141وشرح المجلة لحيدر

. 213 – 392: . المواد وما بعدها 212ص

Page 256: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

256

من التعامل على ضوء الشريعة اإلسالمية بعيدا كل البعد عن درك

با وآفاته منزلقات الربا في هذا العصر . ، وشبهات الر: وهنالك طريق وساطة آخر توصلت إليه بعد الطريق الثاني -

ن ، وذلك ع تفكير طويل أرجو أن أكون قد وفقت إلى الصواب

كنية . طريق وساطة الجمعيات الس، والبالد اإلسالمية بخاصة تمر فالمعروف أن العالم بعامة

هيب اني الر ، وأن هذا بأزمات إسكان خانقة نتيجة لالنفجار السك

يتطلب بل يقتضي التفكير من الفقهاء في إيجاد حلول مناسبة لهذا

كنية، وال سيما وقد انتشر العصر ، فال ت وفشت فكرة الجمعيات الس

مانع من استخدام هذه الفكرة االقتصادية وتطهيرها من أوضار

، ثم صياغتها على أساس من بيع الوفاء الذي قال به الحنفية الربا

، بحيث تكون الجمعية السكنية وسيطا بين البائع وفقهاء آخرون

. الال ربوي كما مر آنفا والمشتري كما كان الوسيط المصرفيه بأن بيع الوفاء وجع من وجوه الرهن وله به وفي الختام أنو

، وقد أجاز بعض الفقهاء رهن الوثائق وما شاكل ذلك وما شبه كبير

. شابهه : أقول

يغ إذا كنا نحن المسلمين نحتاج اليوم إلى مئات من الص

اذا يلغي بعض الفقهاء المعاصرين ورجال ، فلم والعقود المشروعة

القانون هذا النوع من الصياغة الفقهية الدقيقة لعقد من العقود

معترف به أجازه الفقهاء لعموم البلوى في عصر كانت الحاجة إليه

وإلى أمثاله من العقود أقل من الحاجة إليه اليوم؟

…اللهم هل بلغت؟ هللا فاشهد

Page 257: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

257

الخاتمةد صياغته لنفيد نحن اليوم بحاجة إلى بيع الوفاء نطوره ونجد

منه في عصرنا هذا المليء بالتحديات لمرونة الفقه اإلسالمي

. وصالحيته للتطبيقوإذا كان القانون المدني في بعض البالد اإلسالمية ألقه اكتفاء

ررا أبدا لهذا ا ، ولن إللغاء اليومعنه بالرهن واستغناء فال أرى مب

، ، فإنه من باب )إذا ضاق األمر اتسع( يغني عنه عقد آخر

، بل والحاجات تنزل منزلة الضرورات في إباحة المحظورات(

، وأهيب برجال الفقه اإلسالمي نحن أحوج ما نكون اليوم إليه

وبرجال االقتصاد أن يعملوا متعاونين متضافرين لإلفادة من هذا

التيسير على الناس وتخليص المجتمعات اإلسالمية من العقد في

أزمات خانقة وارتباكات اقتصادية مزعجة وال سيما أن العقود

والبياعات والصيغ االقتصادية الجديدة أصبحت من الكثرة والتوسع

ما تحتاج به إلى اإلفادة من كل ما لدينا من صيغ وعقود في فقهنا

، وال سيما إذا كان معترفا بها ولها اإلسالمي الزاخر العظيم

وهللا يقول الحق وهو . قواعدها وضوابطها عند الفقهاء المسلمين

. ، والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات يهدي السبيل

Page 258: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

258

الفصل السابع

. . القبض وصورهة منها وبخاصة المستجد

وأحكامها في الفقه اإلسالمي

Page 259: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

259

تصدير: بحث من البحوث المهمة في العصر أال وهوهذه أوراق

ة منها وأحكامها( ، وهذه مسألة )صور القبض وبخاصة المستجد

، بحث فيها الفقهاء القدامى رضي هللا عنهم حسب أعراف عصرهم

واليوم وجب علينا أن نرجع إلى ما كتبوا ونستلهم منه حلوال

، لتي لم تكن في زمانهم، وال سيما في الوقائع ا لمشكالت عصرنا

ة وحكمها ، ، فهي من نوازل العصر ومنها صور القبض المستجد

، وبقي هنالك تكلم فيها بعض الفقهاء المعاصرين جزاهم هللا خيرا

. ما لم يبحث، وأعملت الفكر وجمعت ما يجب جمعه فأشرعت اليراع

، يتكلم فيه قائله، كل قول ل ، ثم عزوت كل قول لقائله وبسطته

. ، لعلي أوفق فيه للصواب بعد

Page 260: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

261

المبحث األول

تعريف القبض وطرقه فـي الفقه اإلسالمي

وأثره فـي العقود

: المطلب األول : التعريف بالقبض في الفقه اإلسالمي

، : هو التخلية أو التخلي التسليم أو القبض معناه عند الحنفية

خلي البائع بين المبيع وبين المشتري برفع الحائل : )أن ي وهو

ف فيه بينهما ن المشتري من التصر ، فيجعل البائع ، على وجه يتمك

. (1)، والمشتري قابضا له( مسلما للمبيع . وكذلك تسليم الثمن من المشتري إلى البائع

: : طرق القبض في الفقه اإلسالمي المطلب الثاني : ، القبض يتم بطرق ل فقهاء الشريعة اإلسالميةقا

: )وهي أن يتمكن المشتري : أولها التخلية الفرع األول -1

وال حائل أي في حضرة -أي أن يكون مفرزا -من المبيع بال مانع

. مع اإلذن له بالقبض( -البائع أكان ، سواء وعلى هذا؛ فإن القبض عند الحنفية يكون بالتخلية

المبيع عقارا أو منقوال إال المكيل والموزون فإن قبضه يكون

فالتخلية بين المشتري وبين . أي بكيله أو وزنه –باستيفاء قدره

، فإذا هلك يهلك على المبيع قبض وإن لم يتم القبض حقيقة

ـــــــــــــــــــ . 422ص 2( البدائع ج1)

Page 261: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

261

خلية : قبض العقار يكون بالت وقال المالكية والشافعي. (1)المشتري

بين المبيع وبين المشتري وتمكينه من التصرف فيه بتسليم المفاتيح

، وقبض المنقول بحسب العرف الجاري بين إن وجدت

، فإن كان مكيال أو : قبض كل شيء بحسبه وقال الحنابلة(2)الناس

، أي يجب الرجوع في القبض إلى موزونا فقبضه بكيله ووزنه

. (3)العرف: والتعييب مثله؛ فلو أتلف : اإلتالف ثانيالفرع ال -4

، المشتري المبيع في يد البائع صار قابضا للمبيع وتقرر عليه الثمن

به كأن يحدث المشتري في المبيع عيبا ، وكذا لو أمر وكذلك لو عي

. (4)المشتري البائع باإلتالف ففعلرته : إيداع المبلغ عند المشتري أو إعا الفرع الثالث -3

، وكذا لو أودع المشتري المبيع عند أجنبي أو أعاره وطلب من منه

ا لو أودع المشتري عن البائع أو . البائع تسليمه إليه يصير قابضا أم

. (5)أعاره له أو آجره لم يكن ذلك قبضا : إتباع الجاني بالجناية على المبيع عند الفرع الرابع -2

: فلو جنى أجنبي على المبيع إلمام محمداإلمام أبي يوسف خالفا ل

فاختار المشتري اتباع الجاني بالضمان كان اختياره بمنزلة القبض

ـــــــــــــــــــ . 23( الفوائد البهية ص 1)

9، والمجموع ج 122ص 3. والشرح الكبير للدردير ج 22ص 2( رد المحتار ج2)

. وما بعدها 311ص

. وما بعدها 111ص 2( المغني ج3)

. وما بعدها 422ص 2( البدائع ج4)

. 422ص 2( البدائع ج5)

Page 262: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

262

، حتى لو هلك المبيع يكون الهالك على المشتري عند أبي يوسف

. ويتقرر عليه الثمن وال يبطل البيع، : ال يصير قابضا ويبقى المبيع في ضمان البائع وقال محمد

، ويبطل البيع ، ويكون الهالك على البائع ؤمر بالتسليم إليهوي

الت ويسقط الثمن عن المشتري . (1)، واألدلة تؤخذ من المطو: كل ما مر ذكره فيما إذا كان المبيع في القبض السابق -2

، ، فإن كان في يد المشتري بقبض سابق ثم باعه المالك له يد البائع

، أو ال بد من تجديد القبض ليتم قابضا بمجرد الشراءفهل يعد

التسليم؟ قبل اإلجابة على هذا السؤال البد من تفصيل في القبض

. وأقسامه لدى الفقهاءفلقد قسم الفقهاء القبض من حيث قوة أثره وضعفه إلى قسمين؛

مان . (2)، وقبض األمانة قبض الضمان )ما كان فيه القابض مسؤوال عن : هو آ( فقبض الض

، ولو بآفة سماوية( المقبوض تجاه الغير فيضمنه إذا هلك عنده

. ، والمبيع يد المشتري كالمغصوب في يد الغاصب: هو )ما كان فيه القابض غير مسؤول عن ب( وقبض األمانة

ي أو التقصير في الحفظ( كالوديعة في يد المقبوض إال بالتعد

، ، والعارية في يد المستعير الوديع

مان أقوى من قبض األمانة بسبب الضمان وا قبض الض وعد

. المترتب ـــــــــــــــــــ

. وما بعدها 422ص 2( البدائع ج1)

، ورد المحتار 411ص 2، وفتح القدير ج وما بعدها 83( عقد البيع لألستاذ الزرقا ص 2)

. 232ص 2ج

Page 263: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

263

واألصل عند الفقهاء أن القبض السابق ينوب عن القبض

، أو كان الالزم في البيع إذا كانا متجانسين في الضمان وعدمه

نوب ، فقبض الضمان ي السابق أقوى؛ بخالف ما إذا كان أضعف

، وأما قبض األمانة فال ينوب عن قبض األمانة وعن قبض الضمان

، ألن ، وال ينوب عن قبض الضمان إال عن قبض األمانة فقط

. (1)األدنى ال يغني عن األعلىوتأسيسا على ذلك إذا كان الشيء المبيع موجودا في يد

ا أن تكون يده يد ضمان أو يد أم المشتري قبل البيع انة؛، إم

: ( فإذا كانت يد المشتري يد ضمان1

، فيصير فإما أن تكن يد ضد ضمان بنفسه؛ كيد الغاصب -3

، ، وال يحتاج إلى تجديد القبض المشتري قابضا للمبيع بنفس العقد

، سواء أكان المبيع حاضرا في مجلس ويبرأ البائع من التزام التسليم

. العقد أو غائبا ، بأن باع الراهن ، كيد الرهن د ضمان لغيرهأو تكون ي -2

، إال أن يكون الرهن ، فإنه ال يصير قابضا المرهون من المرتهن

ن ، أو يذهب إلى حيث يوجد الرهن حاضرا في مجلس العقد ، ويتمك

. من قبضه( وإن كانت يد المشتري يد أمانة؛ كيد المستعير أو 4

، أو يذهب إال أن يكون المبيع بحضرته، ، فال يصير قابضا الوديع

ـــــــــــــــــــ . 413( مجمع الضمانات للبغدادي ص1)

Page 264: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

264

، فيتمكن من قبضه بالتخلي ألن يد األمانة ليست من جنس يد إليه

. (1)الضمان فال يتناوبان

: القبض وأثره في العقود في الفقه المطلب الثالث : اإلسالمي

العقد في الشرع اإلسالمي يتم وتثبت أحكامه بمجرد اإليجاب

ة إال إذا حصل تسليم ، لكن والقبول طائفة من العقود ال تعد تام

، ، وال يكفي فيها اإليجاب والقبول العين التي هي موضوع العقد

وتسمى هذه العقود بلغة الحقوق اليوم )العقود العينية( أي التي

، الهبة: × ، وهي خمسة يتوقف فيها تمام االلتزام على تسليم العين

. (2)÷، والرهن ، والقرض يداع، واإل واإلعارة، وعلى ذلك ويعلل الفقهاء اشتراط القبض لتمامها بأنها تبرع

، فالعقد اللفظي : )ال يتم التبرع إال بالقبض( وضعت القاعدة القائلة

. في هذه المواضيع يعد قبل القبض عديم األثرضافة إلى على أنه يستثنى من ذلك )عقد الوصية( فهي هبة م

، فبمجرد وفاة الموصي وقبول الموصى له أو عدم ما بعد الموت

، ويصبح المال ملكا له بال حاجة إلى رده بعد الوفاة تتم الوصية

ر منه بعد الوفاة تسليم ، ألن الشخص المنشئ للوصية لم يعد يتصو

لقياسية ، فبنيت الوصية على التسامح واالستثناء من القواعد ا تسليم

، هذا إذا عددنا في كثير من أحكامها تسهيال ألعمال البر والخير

ها عقدا وهو ما يذهب إليه اآلخرون من الوصية عقدا ، فإن لم نعد

. فقهاء الشريعة فال ضرورة الستثنائها من قاعدة القبض ـــــــــــــــــــ

218ص 2سالمي وأدلته ج، والفقه اإل 411ص 2، فتح القدير ج 428ص 2( البدائع ج1)

. وما بعدها

. وما بعدها 343ص 1( المدخل الفقهي العام ج2)

Page 265: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

265

: : شرط صحة القبض في عقد البيع المطلب الرابع، مبيع خاليا غير مشغول بحق لغير المشترييجب فيه تسليم ال

ويدخل في شغل المبيع بحق الغير المانع من صحة التسليم في نظر

، ألنها عندئذ تحت سلطة الفقهاء ما لو كانت الدار المبيعة مأجورة

، فال يصح تسلم المشتري المستأجر صاحب اليد المشروعة عليها

، وليس للبائع مطالبة المشتري بالثمن لها وإن كان بيعها صحيحا

لعدم تهيئة المبيع للقبض إال إذا اشتراها المشتري على حالها

واشترط البائع في العقد بقاء المستأجر لعجزه عن إخراجه مثال وقبل

، كان التسليم بالتخلية فقط ال بإخراج المشتري هذا الشرط

. (1)المستأجر

ـــــــــــــــــــ . وما بعدها 222ص 1( انظر المدخل الفقهي العام لألستاذ الزرقا ج1)

Page 266: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

266

المبحث الثاني

الفقهي المقصد نستطيع في هذا العصر في أواخر القرن الرابع عشر الهجري

وأوائل الخامس عشر زيادة صورة من صور القبض في عقد البيع

، وتلك أصبحت اآلن هي الصورة األصل وما عداها فرع عنها

الصورة هي صورة التسجيل العقاري في السجل العقاري في بالد

؛يوجد فيها سجل ونظام عقاريان

يقول األستاذ الجليل العالمة مصطفى أحمد الزرقا رحمه هللا

ه )ف 222حاشية ص 1ج –في المدخل الفقهي العام ما نص

: =يجب االنتباه اليوم إلى أنه في البالد التي يوجد بها سجل (322

ونظام عقاريان بحيث تكون قيود السجل هي المعتبرة في ثبوت

ا كما في بالدنا يعتبر تسجيل بيع العقار في الحقوق العقارية وانتقاله

، ولو كانت صحيفته من السجل العقاري في حكم التسليم الكافي

، ذلك ألن قيد السجل الدار مشغولة بأمتعة البائع أو بحقوق مستأجر

، ، ويقطع عالقة البائع فيصبح أجنبيا عندئذ يغني عن التسليم الفعلي

، وإذا ظل بائع كمة التمييز السوريةوعلى هذا استقر اجتهاد مح

العقار شاغال له بعد التسجيل وممتنعا عن تفريغه وتسليمه تنزع يده

، ، كما لو شغله غصبا بال حق بعد التسليم عنه بقوة القضاء

من الجزء األول أيضا وما قبلها حيث قال في )ف 421وانظر ص

جل العقاري أغنى عن : =وذلك ألن نظام الس ( في آخرها142

قبض العقار المرهون بمجرد وضع إشارة الرهن عليه في صحيفته

من السجل العقاري لمنع الراهن من التصرف فيه ببيع ونحوه مع

بقاء المرهون في يد مالكه الراهن كما في اإلقليم السوري ثم يقول

: =وقد استقر أخيرا رأي محكمة التمييز رحمه هللا في الحاشية

Page 267: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

267

السورية )محكمة النقض( واجتهادها على أن تسجيل العقد العقاري

في السجل العقاري يعتبر تسليما قانونيا يقوم مقام التسليم الفعلي في

: وهذا عند فقهاء الشريعة من المصالح المرسلة التي قلت. نتائجه

تحقق مصلحة عامة فاعتبرت عندهم وصار الحكم الشرعي في هذه

. مسألة هو الحكم القانوني ذاتهالأما التسجيل بكاتب العدل فليس له هذا االختصاص وال قوته

فال يأخذ حكمه وال يكون وحده تسليما وال قبضا ما لم تصحبه

، بيد أنه يكون مثبتا التخلية المعتبرة أو إحدى صور القبض السابقة

ة وليس تسليما وال قبضا وهللا للعقد تجاه الغير بمنزلة اإلشهاد فهو بين

. تعالى أعلم

خاتمة البحثلت إليه في هذا الشأن باذال الجهد كله في استنباط هذا ما توص

، راجيا هللا عويصات المسائل ال آلو جهدا في تتبع العلة والحكمة

، وصدق هللا تعالى إذا تعالى أن أوفق للصواب فيما ذهبت إليه

، وإن هللا لمع والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا: × يقول

صدق هللا العظيم÷ المحسنين

بتوفيق هللا تعالى استطعت أن أجول في روضات الفقه

، وأقطف من زهوره ياسمينة ونسرينة ما يفي بالحاجة اإلسالمي

لت إلى نتائج جديدة ويزيد عي أنا حكم هللا في ، وتوص ، ال أد

، ، والمجتهد إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، بل هي جهد اقعةالو

، وقول ، وهو بحث معروض على المجمع وإذا أخطأ فله أجر واحد

. ، وقول المجمع هو القول الفصل المجمع

Page 268: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

268

Page 269: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

269

الفصل الثامن

التمويل العقاري

لبناء المساكن وشرائها في الفقه اإلسالمي

Page 270: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

271

تصديرهذا البحث على أهميته وخطورته اليوم في عالمنا المعاصر لم

بكتاب –رحمهم هللا تعالى وأجزل مثوبتهم -يفرده فقهاؤنا القدامى

، ال تقصيرا ، حتى وال برسالة أو بحث منفرد على حدة في ما أعلم

، بل ألن هذه المشكلة وهي مشكلة السكن لم تكن موجودة في منهم

، بل األمر عندهم ، فلم تكن نازلة ها الحالي المخيفعصرهم بشكل

ور والعقار كان أيسر مما نتصور ، لذلك تجد أحكاما للمساكن والد

، بعامة مبثوثة هنا وهناك في طيات كتبهم ومدوناتهم وثنايا عبائرهم

، فجمعت هذا هي على قصورها مفاتيح لبحثنا اليوم ال يستغنى عنها

. من توفيق هللا ما أفاد إلى ذاك وزدت

، هذا؛ ولقد أقمت البحث هنا على مدخل ومقصد وخاتمة

ودونك التفصيل؛

Page 271: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

271

المبحث األول

المدخل إلـى البحثيدخل التمويل العقاري لبناء المساكن وشرائها تحت كليات

: فقهية ثالث هن على الترتيب التالي

مسماة عند الحنفية كلية االستصناع عقدا من العقود ال -1

. وله شروطه وضوابه . كلية بيع العقار قبل قبضه وأقاويل العلماء فيه -4 كلية التمويل المصرفي وضوابطه في الفقه -3

. اإلسالمي ودونك التفصيل؛

: )كلية االستصناع( لدى الحنفية؛ : الكلية األولى أوال (1): وهو)التعاقد على صنع شيء معين(

فه األستاذ الدكتور وهبة الزحيلي فقالو : =هو عقد مع عر

. (2)صانع على عمل شيء معين في الذمة ، ويقال وينعقد باإليجاب والقبول من المستصنع والصانع

، والراجح للمشتري )مستصنع( وللبائع )صانع( وللشيء )مصنوع(

عليه هو العين ، وأن المعقود لدى الحنفية أنه بيع ال وعد وال إجارة

. الموصى بصنعها ال عمل الصانع

ـــــــــــــــــــوالفقه 212ص 2، والفتاوى الهندية ج 322ص 2، فتح القدير ج 4ص 2( البدائع ج1)

. 423ص 2اإلسالمي وأدلته ج

. وما بعدها 231إلسالمي وأدلته ص ( الفقه ا2)

Page 272: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

272

ويجوز االستصناع عند الحنفية استحسانا لتعامل الناس

وتعارفهم عليه في سائر األعصار من غير نكير فكان إجماعا منهم

. على الجوازويصح االستصناع عند الجمهور؛ المالكية والشافعية والحنابلة

لم وعر ، ويشترط فيه لديهم ما يشترط ف الناسعلى أساس عقد الس

لم د فيه األجل لتسليم الشيء في الس ، ويصح عند الشافعية سواء حد

. المصنوع أم ال بأن كان حاال : أما شروط االستصناع عند الحنفية فأبرزها

، ، ألنه مبيع بيان جنس المصنوع وقدره وصفته -1

. لعلم يحصل بذلك، وا فالبد من أن يكون معلوما أن يكون مما يجري فيه التعامل بين الناس من أوان -4

، وال يجوز االستصناع في وأحذية وأمتعة الدواب ونحوها

، فإذا تعاملوا به وصار متعارفا الثياب لعدم تعامل الناس به

. صح أال يكون فيه أجل عند اإلمام أبي حنيفة ألنه بتحديد -3

، والعقد سلما عنده وقال الصاحبان ليس هذا بشرط األجل انقلب

د فيه أجل أم لم يحدد ألن العادة استصناع على كل حال حد

ح الشيخ الدكتور جارية بتحديد األجل في االستصناع ، ورج

: )ونرى أن قولهما هو المتمشي الزحيلي قول الصاحبين فقال

. (1)األخذ(مع ظروف الحياة العملية فهو أولى ب

ـــــــــــــــــــ، المبسوط 443ص 2، رد المحتار ج 322ص 2، فتح القدير ج 3ص 2( البدائع ج1)

. 244ص 2والفقه اإلسالمي وأدلته ج 139ص 14ج

Page 273: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

273

والراجح في صفة عقد االستصناع هو قول اإلمام أبي يوسف

بأن العقد الزم إذا رأى المستصنع المصنوع وال خيار له إذا جاء

، ألنه مبيع بمنزلة المسلم فيه فليس له خيار موافقا للطلب والشروط

ح الشيخ الشيخ الدكتور الرؤية لدفع الضرر عن الصانع ، ورج

: )وفي تقديرنا أن هذا لي هذا القول الذي أخذت به المجلة فقالالزحي

الرأي الذي أخذت به المجلة سديد منعا من وقوع المنازعات بين

: )وألن هذا الرأي ، ثم قال المتعاقدين ودفعا للضرر عن الصانع(

فق مع مبدأ القوة الملزمة للعقود بصفة عامة في الشريعة يت

فق فيها على ميةاإلسال ، ويتناسب مع الظروف الحديثة التي يت

، فال صناعة أشياء خطيرة وغالية الثمن جدا كالسفن والطائرات

. (1)يعقل أن يكون عقد االستصناع فيها غير الزم(أما حكم االستصناع في حق المستصنع إذا أتى الصانع

الزم في بالمصنوع على الصفة المشروطة فهو ثبوت الملك غير

، حتى يثبت له خيار الرؤية إذا رآه؛ إن شاء أخذه وإن شاء حقه

. تركهوأما في حق الصانع فحكمه ثبوت الملك الالزم إذا رآه

. المستصنع ورضي به وال خيار له، أما إذا لم يره فالعقد هذا كله إذا رأى المستصنع المصنوع

، ولكل من العاقدين غير الزم قبل الصنع وبعد الفراغ من الصنع

الخيار في إمضاء العقد أو فسخه والعدول عنه قبل رؤية المستصنع

، فلو باع الصانع المصنوع قبل أن يراد المستصنع للشيء المصنوع

، ألن العقد غير الزم والمعقود عليه ليس هو عين المصنوع جاز

ـــــــــــــــــــ، رد 411-3ص 2، البدائع ج 322ص 2، فتح القدير ج 139ص 14( المبسوط ج1)

. 232ص 2، والفقه اإلسالمي وأدلته ج 443ص 2المحتار ج

Page 274: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

274

صنع ، فإذا جاء الصانع بالمصنوع إلى المست وإنما مثله في الذمة

سقط خيار الصانع ألنه رضي بكونه للمستصنع حيث جاء به

. هذه هي الكلية األولى. (1)إليه

: وأما الكلية الثانية؛ وهي بيع العقار قبل ثانيا : ، وأقاويل العلماء فيه إلى اتجاهين قبضه

: يجوز بيع العقار قبل قبضه من المشتري االتجاه األول -1

، بخالف ي حنيفة وأبي يوسف رحمهما هللا تعالىعند اإلمامين أب

، ألن المنقول عرضة المنقول فال يجوز بيعه قبل القبض أو التسليم

. للهالك كثيرا بعكس العقار: وقال جمهور الفقهاء؛ اإلمام محمد من واالتجاه الثاني -4

: ال يجوز بيع العقار قبل القبض من الحنفية واألئمة الثالثة

. (2)لمشتري كالمنقول لورود النهي عن بيع اإلنسان ما لم يقبضا

، وهي التمويل المصرفي : وأما الكلية الثالثة ثالثا

. لبناء المساكن وشرائهافالذي يحصل في هذه األيام في أواخر القرن الرابع عشر

كن وأوائل القرن الخامس عشر الهجري ، بالنظر ألزمات الس

حصرا -، فهو حالة من الحاالت الثالثة التالية تهاومشكال

باالستقراء التام؛

: التمويل لبناء المساكن وشرائها بالجهود الحالة األولى -3

، والشركات ، مثل تجار تعمير العقارات الفردية أو شبه الفردية

سة لهذا الغرض من مجموعة من األفراد ، أو الخاصة المؤس

ـــــــــــــــــــ . 233ص 2الفقه اإلسالمي وأدلته ج ( 1)

. وما بعدها 28ص 2، الفقة اإلسالمي وأدلته ج ( انظر2)

Page 275: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

275

، وهؤالء يتعهدون تعمير ليس لها طابع رسمي جمعيات أسروية

العقارات بعد شرائهم األرض ويبيع أكثرهم المساكن على الخارطة

، وربما باعوا البناء كله قبل البدء بعمارته واستوفوا قبل بنائها

روه من هذه األرباح وأبقوا رأسمالهم إلى بناء جديد أرباحهم ثم عم

لى قرض من المصرف العقاري وربما احتاجوا إ. . وهكذا

. فأقرضهم بالفائدة مع كفالة: التمويل لبناء المساكن وشرائها بالجهود والحالة الثانية -2

، بل بإشراف الدولة الجماعية الرسمية لكن ليس من الدولة

سات التي تأخذ اسم وترخيصها واطالعها بل ومحاسبة هذه المؤس

عن مجموعة أفراد مؤسسين ، وهي عبارة )الجمعيات السكنية(

يجب أن يبلغوا الثالثين عدا في األنظمة السورية المعمول بها

مون لوزارة اإلسكان في ، ال ما دون ذلك ، فما فوق حاليا ، ثم يتقد

فإن -وهي وزارة من وزارات الدولة –قطرنا العربي السوري

نية حازوا الشروط والثقة أجيزوا على عملهم برخصة جمعية سك

، ثم ينشرون ذلك في ينشئونها هم في مكان ما من المدينة أو الريف

أجهزة اإلعالم فيكتتب الناس بها تقسيطا وبعد اكتمال نصاب عدد

، يجتمع هؤالء فينتخبون مكتبا إداريا له مدير ونائبه ومحاسب معين

، فإن وافقت عليهم السلطات المختصة ذهبوا وأمين سر وما شابه

لى المصرف العقاري فأودعوا أسهم االكتتاب التي دفعها األعضاء إ

، فيأخذون ما أودعوا المسهمون حتى يجدوا عقارا مناسبا

، ويستقرضون من المصرف العقاري بالفائدة إن لزمهم األمر

، فيخصص كل عضو مكتتب بشقة أو وهكذا حتى يقوم البناء

ص يخير هذا العضو تتابهمساحة طابقية حسب أسهم اك ، فإذا خص

: بين طريق من طريقين

Page 276: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

276

: أن يوافي الجمعية باألموال التي تزيد على الطريق األولى -

ر لدى ما دفعه من أسهم االكتتاب حتى يصل إلى السعر المقر

. الجمعية: أن يأذن للجمعية أن تستقرض على اسمه والطريق الثاني -

مع الفائدة يوفيه هو من راتبه إن كان له راتب أو من من البنك مبلغا

. دخله مع كفالة في بعض الحاالتهذه خالصة مكثفة لطريقة الجمعيات السكنية في قطرنا

. العربي السوري لتمويل المساكن وشرائها، وال يجوز للمشتري أن يبيع ما اشتراه من عقار إال بعد هذا

دته ا الدولة كي ال تصير هذه المساكن تجارة مضي مدة معلومة حد

جر بها . لمن شاء أن يت: تمويل الدولة في قطرنا العربي السوري والحالة الثالثة -3

ومن سار على نهجه من الدول العربية في خطة ترسمها الدولة

، وبما أن المصارف كلها بيد الدولة وتنفذها وزارة اإلسكان أصوال

ارف العقارية هي التي تمول هذه المشاريع السكنية مع فإن المص

. (1)وزارة اإلسكان بقصد سد حاجة المواطن أوال ثم االسترباح ثانيا

ـــــــــــــــــــ( هذه المعلومات استقيتها من بعض المسؤولين في وزارة اإلسكان وهي معلومات دقيقة 1)

. يمكن اعتمادها

Page 277: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

277

المبحث الثاني

المقصد من البحث أحكام التمويل العقاري المذكور آنفا لبناء المساكن

وشرائها وتخريجه في الفقه اإلسالميق بين من الكليات الثالثعلى ضوء ما ذكرت ، يجب أن نفر

التكييف الفقهي لهذا التمويل العقاري بالذات وبين مالبسات هذا

، ودونك التفصيل؛ التمويل من ربا وما شابه الربا )شبهة الربا(

: المطلب األول : التكييف الفقهي بالذات لهذا التمويل العقاري -أ

المساكن وشراؤها على الطريقة هل هذا العقد وهو بيع

هل هو عقد صحيح مشروع أم ال -أي ما قبل بنائها -المذكورة آنفا

؟؟

: يدخل في هذه المسألة

، ونشترط له ما عقد استصناع -أي هذا العقد -أن نعتبره -1

. ، وهو التعامل بين الناس اشترطه فقهاء الحنفية لالستصناع . تقسيط إلى أجلوأن نعتبره بيعا بال -4

فإذا اعتبرناه بيعا بالتقسيط إلى أجل جاز لدى جمهور الفقهاء

، وهو أن يخلو بشرط جواز بيع التقسيط ليخلو من شبهة الربا

وم : )إن كان نقدا ، فال يقول له في مجلس العقد مجلس العقد عن الس

، بل إذا ربا، وإن كان تقسيطا فبكذا( فينتج عن ذلك شبهة ال فبكذا

وم فقط وخال عنه مجلس العقد كان حصل هذا الكالم في مجلس الس

: )بعتك العقد صحيحا وخاليا عن شبهة الربا بأن يقول له قوال فصال

Page 278: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

278

، لكن بقي أن هذا المبيع بكذا تقسيطا كل شهر بكذا( إلى سنة مثال

ر في مجلس العقد إذا كان طا هذا السعر الموضوع المقر البيع مقس

، وال يجوز كما ذكرنا سعر قطعي غير قابل للزيادة وال للنقص

. اعتماد التكلفة على هذا األساس مطلقا وجب أن يجري -وهو األشبه –وإذا اعتبرناه عقد استصناع

، وأن يتعارفوه بحيث تشتد إليه الحاجة العامة به التعامل بين الناس

، وبهذا التخريج وإذا ضاق األمر اتسع، ويصبح من عموم البلوى

نلحق هذا العقد الجديد )وهو البيع على الخارطة( بعقد االستصناع

. فنجيزه بشروطهوإننا اليوم أصبحنا في عصر تغيرت فيه أوضاع الناس

لت كثير من معالم التعامل بينهم وأعرافهم ، بحيث صار من ، وتبد

، بل ربما مسكن لصحة بيعه وشرائهالحرج الشديد اشتراط قيام ال

، بل إن العكس هو ألغي هذا االعتبار بالكلية فلم يعد معموال به

، وما عداه هو المعمول به والمعتبر وبل أصبح هو القاعدة

. االستثناءوفي ظل هذه األعراف الجديدة والتحوالت الجذرة التي غيرت

لت من أوضاع المعامالت ى إلى المساكن بيعا وبد المالية مما تعد

وشراء من جريان التعامل اليوم على أساس البيع على الخارطة

لة الدولة أو الجمعيات السكنية أو األفراد ، سواء كانت الجهة الممو

ها )استصناعا( وجب النظر إلى هذه العقود نظرا جديدا بحيث نعد

، ونلحق به أحكام االستصناع اعونشترط لها ما نشترطه لالستصن

، وترتاح ، وهذا الذي يطمئن إليه القلب آنفة الذكر في طالعة البحث

. ، وعلى هذا فالسعر مقطوع ال يخضع للتكلفة إليه النفس

Page 279: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

279

، وقبل الرؤية والتخصيص كل من البائع والمشتري غير ملزم

ص المشتري بمسكنه ورآه صار ملزما إذا وافق عليه فإذا تخص

وجاء مطابقا للشروط والمواصفات المطلوبة وإال بأن كان مخالفا

لما اشترطوه من شروط ومواصفات فالمشتري غير ملزم وله حق

. خيار الوصف أو الرؤيةوإذا لم نفعل ذلك نكون قد ضيعنا الناس ووضعناهم في متاهة

ما جعل عليكم و× ، الجهل ومتاهة الحرج وإذا ضاق األمر اتسع

. ÷ في الدين من حرج، فالخالف جار في بيع العقار قبل وتأسيسا على ما ذكرت

هت به في طالعة البحث ، والرأي لدي الراجح القبض على ما نو

حه وهو قول الجمهور واإلمام اليوم هو عدم جواز ذلك وهو ما أرج

من الفساد والذرائع الفاسدة محمد من الحنفية ألن هذا يفتح علينا بابا

ه ، حتى إذا ما حصل البيع وانتهى األمر أخذنا بقول يجب سد

اإلمامين أبي حنيفة وأبي يوسف من الحنفية بجواز ذلك تصحيحا

، وهو (1)للعقد من اإلبطال ورحمة بالناس والسيما المبتلين

. استحسان مقبول

، المطلب الثانيا مالبسات هذا التمويل وما يصحبه أو يخالطه من الربا أو وأم

، ومن المعلوم أن من شبهة الربا فمسألة أخرى هنا مجال بحثها

ه عنه م يمكن التنز ما شرعا إذا خالطه محر ، فكل العقد ال يكون محر

العقود يمكن أن يخالطها الربا أو شبهته كالبيع واإلجارة والمزارعة

ـــــــــــــــــــا بالمصالح المرسلة( ط ( انظر كتابنا )نظرية االستحسان في التشريع اإلسالمي وصلته1)

. )دار دمشق( بدمشق

Page 280: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

281

مة منهيا اة والوكالة والكفالة وغير ذلكوالمساق ، فهل تصبح محر

. عنها لهذا االفتراض وحده؟؟ اللهم الوفي التمويل العقاري الذي ألحقناه فيما ذكرنا بعقد االستصناع

استحسانا يدخل الربا أو شبهته في جميع الحاالت في صوره

تعامل في الساحة العامة المعاصرة حال غياب الفقه اإلسالمي عن ال

. لدى المسلمين بعامةولكن الربا ليس بشرط في تمام هذا العقد وال في نشوئه فقها

، إذ بإمكاننا إقامة عقد استصناع في بناء المساكن وال قانونا

. وشرائها غير ربويوقبل ذلك يجدر بنا أن نحصر المالبسة الربوية في العقود

المساكن وشرائها في هذه األيام في حالة الجمعيات الجارية لبناء

راح أو شبهة الربا . السكنية في مشكلتين؛ إما الربا الصص الجمعية السكنية الدار بأحد - راح هو أن تخص فالربا الص

م ثمن الدار بعد المشتركين من أعضائها المكتتبين وليس معه ما يتم

ض هذا المشترك المكتب اإلداري للجمعية دفع األقساط المترتبة في فو

باالستقراض على اسمه من البنك الربوي بحيث يكون هو ذاته

، مسؤوال عن تسديد هذا المبلغ من ماله الخاص بالتقسيط قوال واحدا

م هو للبنك دفع األقساط المترتبة عليه مع وبهذا يتسلم الدار ويتم

، والعقد هنا حرم القيام به على با وهو حرام، وهذا عين الر فوائدها

م وهو الربا فصار قبيحا لغيره . هذه الصورة ألنه جاوره محروأما شبهة الربا فهي أن يدفع العضو المشترك األقساط -

صوه بدار وخيروه بين االستقراض على المترتبة عليه حتى إذا خص

مم المترتبة اسمه بالتوكيل منه من البنك الربوي و بين دفع بقية الذ

، ففي هذه الصورة نجا العقد من حقيقة عليه من ثمن الدار من ماله

Page 281: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

281

الربا ولكن شابته شبهة الربا وهي كون البنك اقترض منه المكتب

اإلداري للجمعية سلفا باسم أعضائه ما نقصهم من المال وهو بنك

وية تجعل العقد ، وهي شبهة ق ، و هذه هي شبهة الربا ربوي

مة شرعا . مكروها كراهة تحريمية لمخالطته شبهة محر: وهي حقيقة الربا المخالطة للعقد ال تجوز إال فالحالة األولى

للضرورة القصوى بحيث لم يجد المبتلى من يقرضه وال من يسكنه

وال من يدعمه حتى وال باألجرة ليسكن مع عائلته بوجه من وجوه

عم ، فإما أن يبقى في الشارع العام يلتحف السماء ويفترش الد

، ، وإما أن يسلك هذا السبيل جاز له ذلك بقدر الضرورة األرض

. وبقدر ما يدفع الهالك عن نفسه وعيالهوأما الحالة الثانية فتجوز لغير القدوة من العلماء والفقهاء في

رورة وفوق الحالة العادية حالة الحاجة والحرج وهي حالة دون الض

. بقدر ما يدفع الحرج و الحاجة وهللا أعلم

Page 282: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

282

المبحث الثالث

اقتراح من صاحب هذا البحث لحل مشكلة الربا وشبهته فـيعقود اإلسكان

رت مليا في هذا األمر فوجدت أنه ال يجوز لنا نحن ولقد فك

ام هذه الشريعة وحملتها من أهل ا لفقه واالجتهاد في معاشر خد

المسائل أن نترك هذه العقود اإلسكانية االستصناعية يتخللها الربا

ثها ، والناس اليوم في أزمات إسكانية في فيفسدها أو شبهته فيلو

ر المشكلة السكانية أنحاء العالم ، والربا ، فالمشكلة في تزايد ، لتفج

ث بأوضار ، فما هو الحل؟! ه كل شيءإذا دخل أفسد كل شيء ولو

أجد الحل يكمن في تخليص هذه العقود اإلسكانية االستصناعية

في تخليصها من الربا ومن –بعد استكمال شروطها وضوابطها -

: ، وذلك يكون بأحد حالتين ظهرتا لي اآلن شبهته

: في تسلم الدولة حصرا حل مشكلة اإلسكان الحالة األولى -1

لتزامها بإنشاء المساكن و بيعها للمواطنين بيعا على الخارطة دون با

، فالدولة بائع والمواطن اللجوء إلى بنوك ربوية أو ما شابه ذلك

، والبيع هنا ، والعقد استصناع مستكمل شروطه وضوابطه مشتر

ولو كان بالتقسيط أو نقدا فهذا ال يهم ما دام المشتري ال عالقة له

، وال سيما إذا كانت البنوك توكيال وال قبضا وال صرفا بالبنك

الربوية ملكا خالصا للدولة فإنها تلحق بالخزينة العامة ويجب أن

ينص على أن التعامل مع البنك الربوي ولو اضطرت إليه الدولة

فهو بال فائدة قطعا قرضا أو إقراضا لهذه المشكلة اإلسكانية

. حصرا

Page 283: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

283

: وتعتمد قيام بنوك إسالمية غير متوفرة في ة الثانيةالحال -4

، فيتولى البنك اإلسالمي غير الربوي هذه المشاريع اإلسكانية بالدنا

، ويشرف على عقودها إشرافا كامال فيصبح بائعا واألفراد مشترون

ويكون ذلك كله عن طريق شركات المضاربة وينبغي أن ينص في

. وك على ذلك صراحةوثائق تأسيس هذه البنولعل هناك حلوال أخرى لم أوفق إليها فأنا هنا باحث ولست

، والمقصود هو تنقية هذه العقود من شوائب الربا ورجسه مستقصيا

، ، ألن األصل فيها أنها عقود غير ربوية ما استطعنا إلى ذلك سبيال

، ليبقى بدان، فيستع والربا أو شبهته أمران طارئان وليسا أصليين

. العقد صالحا للعمل ويرجع كما كان عقدا غير ربوي . هذا؛ وهللا تعالى أعلم

Page 284: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

284

Page 285: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

285

الفصل التاسـع

أثر االستصناع

فـي

تنشيط الحركة الصناعية

Page 286: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

286

تصديرعرف الفقه اإلسالمي بمجموعة مذاهبه أنواعا من العقود

ابع اللين المستجيب لمقتضيات التطور االجتماعي المرنة ذات الط

: عقد االستصناع والواقع ، من هذه العقود اللينة للجماعات اإلنسانية

، بل هو أن عقد االستصناع ليس عقدا متفقا عليه كعقد الرهن مثال

، من العقود المختلف فيها بين المذاهب الفقهية؛ فمن مبيح ومن مانع

ل بشروط ومع ذلك فلقد كان . . كبين هذا وذا . . ومن مفص

أوسع المذاهب المتحضنة لهذا –وهي شهادة حق -المذهب الحنفي

العقد التعاملي الذي إنما أجازه من أجازه من الفقهاء استحسانا لشدة

حاجة الناس إليه وللتعامل به سلفا وخلفا حتى أصبح ذلك من

. المسلماتصار له –في عالم المعامالت المالية هذا العقد صار له اليوم

دور بارز وأثر فعال في تنشيط الحركة الصناعية الجبارة في هذا

ساص ، عصر اآللة العصر ، فلماذا ال ندرس هذا المحور در

، لنهتبل فرصة اعتراف الفقه اإلسالمي بشروطه متأنيا مستوعبا

في مضمار الطيران والبحار المعتبرة فنفيد منه أفرادا وجماعات

والمعامل واآلالت والبخار والكهرباء ؟!!

، ونحن بل ولماذا نستجدي دائما من اآلخرين المالليم مع الذل

لدينا الكنوز المترعة مع العز؟!

لهذا كله أشرعت اليراع وتوفرت على هذا المحور النفاع

يورأيته أجدى المحاور وأحراها ب ، فالعصر ال يريد البحث والتقص

، ، بل أن نفهمه ونضمه ونزيد عليه منا أن نكرر مآماله األولون

ونستخرج منه ومنا شرابا طيبا مباركا فيه سائغا للشاربين وقدمت

هذا البحث المتواضع لمجمعنا الفقهي اإلسالمي العتيد في دورته

Page 287: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

287

قصد وخاتمته سائال هللا ، وأقمت على مدخل وم السابعة الميمونة

تعالى أن يجعل له القبول وأن يسدد خطانا جمعيا لما يحب ويرضى

. والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات

المدخل إلـى البحث

تعريف عام بعقد االستصناع (1)االستصناع هو )عقد على بيع في الذمة شرط فيه العمل(

تاسي ما نصه في شرح جاء في شرح المجلة للشيخ خالد األ

/ منها في ترجيح هذا الحد؛388المادة /

ألن –أي المذكور آنفا –والصحيح هو القول األخير ]

، فما لم يشترط فيه العمل ال يكون االستصناع طلب الصنع

، وألن العقد على مبيع في ، فكأن مأخذ االسم دليال عليه استصناعا

ى سلما ، واختالف األسامي دليل يسمى استصناعا ، وهذا الذمة يسم

. [ اختالف المعاني في األصل، وهو جائز استحسانا : ] ثم قال في االستدالل لمشروعيته

، وقد نهى صلى هللا والقياس يقتضي عدم الجواز ألن بيع المعدوم

وهذا ليس . عليه وسلم عن بيع اإلنسان ما ليس عنده ونص في السلم

، وجه االستحسان اإلجمالي الثابت نه لم يضرب له أجل ، أل بسلم

، فإن الناشيء في سائر األمصار تعارفوا االستصناع فيما بالتعامل

: )ودليله [ ثم قال ، والقياس يترك بمثله فيه تعامل من غير نكير

. (2)اإلجمالي العملي؛ وهو قاض على القياس(

ـــــــــــــــــــ . 211ص 4انظر شرح المجلة للشيخ خالد األتاسي ج (1)

. وما بعدها 211المرجع السابق ص (2)

Page 288: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

288

وإن لم يكن . عموم النص المانعففقد االستصناع يشمله بالمنع

، ولكن االستصناع عقد قد تعارفه جميع الناس واردا فيه خصيصا

، فلذلك أقر االجتهاد عقد في كل البالد الحتياجهم إلى طريقته

، واعتبر هذا العرف مخصصا االستصناع للعرف الجاري فيه

الستصناع ، فكأنما ورد النص باستثناء ا لعموم النص العام المانع

، وبقي العمل بالنص في غير ذلك ضمنا كما استثني السلم صالحته

، وقد نقل انعقاد اإلجماع على صحة من أنواع بيع المعدوم

: )العرف ، وهذا يقال له في عرف الفقهاء واصطالحهم االستصناع

(1)المقارن العام( وهو في االجتهاد الحنفي مخصص للنص

جنس المصنوع ونوعه وقدره وحفظه : بيان وأبرز شروطه

، وأن يكون مما يجري فيه بما ينفي الجهالة المفضية للمنازعة

، واشترط اإلمام أبو حنيفة أن ال يكون فيه أجل التعامل بين الناس

، والعقد ، وقال الصاحبان ليس هذا بشرط وإال انقلب سلما

دة جارية ، ألن العا استصناع على كل حال حدد فيه أجل أم ال

، وقولهما هو األولى باألخذ لتمشيه مع بتجديد األجل في االستصناع

. (2)الحياة العمليةوصفه؛ أنه عقد غير الزم قبل الصنع؛ وبعد الفراغ من

، ولكل من العاقدين الخيار في إمضاء العقد أو فسخه الصنع

ـــــــــــــــــــ/ ع لألستاذ الجليل مصطفى أحمد 218ف 889ص 1انظر المدخل الفقهي العام ج (1)

الزرقا حفظه هللا

، وانظر كتابنا ء( ألستاذنا الجليل أحمد فهمي أبو سنةوانظر )العرف والعادة عند الفقها

. )نظرية االستحسان في التشريع اإلسالمي(

، ورد المحتار / وما بعدها322/ 2، وفتح القدير ج 411، 43/ 2انظر؛ البدائع ج (2)

وما بعدها 423ص 2والفقه اإلسالمي وأدلته ج 14/139، والمبسوط ج 2/443ج

. 1ط

Page 289: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

289

، فإذا جاء والعدول عنه قبل رؤية المستصنع للشيء المصنوع

لصانع بالشيء المصنوع إلى المستصنع فقد سقط خياره ألن رضي ا

، وحينئذ إذا رآه المستصنع فله بكونه للمستصنع حيث جاء به إليه

، عند اإلمامين ، وفسخ العقد الخيار؛ إن شاء أخذه وإن شاء تركه

، فكان له خيار ، ألنه اشترى شيئا لمريره أبي حنيفة ومحمد

. لصانع فهو بائع فال خيار له، بخالف ا الرؤية: العقد الزم إذا رأى المستصنع وقال اإلمام أبو يوسف

، ، ألنه تبيع المصنوع وال خيار له إذا جاء موافقا للطلب والشروط

، فليس له خيار الرؤية لدفع الضرر عن الصانع بمنزلة المسلم فيه

مستصنع فربما في إفساد المواد المصنوعة التي صنعها وفقا لطلب ال

، قلت؛ والقول برأي أبي ال يرغب غيره في شرائه على تلك الصفة

يوسف أجدر بالترجيح في هذا العصر للحاجة إلى تثبيت العقود

. وعدم خلخلتها واهتزازها فيعصر فسدت فيه الذمم، وأما حكمه في حق هذا كله االستصناع في حق المستصنع

. . . . رآه المستصنع ورضي به وال الصانع فثبوت الملك الالزم إذاوبعد؛ فيجوز عدم وجود المعقود علين في بيع االستصناع في

. (1)رأي بعض الحنفية

ـــــــــــــــــــوما بعدها وشرح المجلة لألتاسي الصفحة 423ص 2الفقه اإلسالمي وأدلته ج (1)

. ذاتها

Page 290: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

291

المقصد من البحث

المبحث األول

المعضالت الفقهية فـيعقد االستصناع

: المعضلة األولى اللزوم في عقد االستصناع؛

مذهب الحنفي عقدا غير االستصناع كان يعتبر في أصل ال

، وعلى هذا ، فأصبح بمقتضى نصوص المجلة عقدا الزما الزم

فيجوز في االستصناع لكل من الطرفين فسخه في أصل المذهب بال

، أما بعد صنعه خالف ما دام الشيء المستصنع لم يصنع بعد

وإحضاره فيكون للمستصنع حق في الفسخ من قبيل خيار الرؤية

. رأي الراجح في المذهبعلى ال. ولكن المجلة أخذت بلزوم العقد في حق الطرفين منذ انعقاده

، وحينئذ إال إذا جاء المصنوع مغايرا لألوصاف الحنفية في العقد

يكون للمستصنع حق الفسخ بمقتضى غيار فوات الوصف

، وذلك ، ال بمقتضى عدم اللزوم في عقد االستصناع المشروط

. / من المجلة394/ بنص المادةجاء في الئحة األسباب الموجبة من مقدمة المجلة أنها اختارت

قول اإلمام أبي يوسف بعدم خيار المستصنع إذا أحضر الصانع

، وذلك وفقا لما تقضي به المصنوع بعد العمل موافقا للشروط

. المصلحة الزمنيةر والمنقول في كتب المذاهب أن أبا يوسف ال يقول خيا

المستصنع إال بعد الصنع وإحضار الصانع المصنوع موافقا

Page 291: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

291

أو بعد الفراغ . . . ، أما قبل الفراغ من لألوصاف المشروطة

/ 394إحضاره فال خالف في أن المستصنع مخير لكن نص المادة /

جاء صريحا في أنه بعد انعقاد االستصناع ال خيار ألحد من

فأفاد . مغايرا لألوصاف المشروطةالطرفين إال إذا جاء المصنوع

ها اللزوم بحق الطرفين قبل الصنع بعد انعقاد العقد ، إطالق نص

حه األستاذ وهو ليس قوال ألحد في المذهب الحنفي ، والذي رج

: الجليل الزرقا في كتابه القيم المدخل الفقهي ورمز له بقوله

أبي يوسف أساسا )الظاهر( وهو أن المجلة اتخذت نظرية اإلمام

، وتوسعت فيه بالتعديل في بعض نواحيها بحسب المصلحة األمنية

، وقد اقترنت باإلرادة السلطانية فأصبحت قانونا من ولي األمر

. (1)فالعبرة لنصها ال للنصوص التي استحدث منها، ثم والذي يتوجه اليوم ترجيح قول اإلمام أبي يوسف أوال

أي المجلة ثانيا باإللزام في حق الطرفين األصول إلى ترجيح ر

. حفظا لحقوق الناس من الضياع

***

: المعضلة الثانية الشرط الجزائي في عقد االستصناع

كان االجتهاد الحنفي الذي جاء بنظرية إلغاء من -4

االجتهادات التي ضيقت من حرية سلطان اإلرادة في الشروط

فكان الشرط الذي . طا بالنسبة إلى غيره، وإن كان يعد متوس العقدية

. ال يجوز اشتراطه في العقد يعد مفسدا للعقد

ـــــــــــــــــــ . الحاشية 222ص 1انظر المدخل الفقهي ج (1)

Page 292: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

292

ولما كانت هذه الشروط كثيرة أصبحت حوادث الفساد في

(1). العقود كثيرة كذلك

وفي أواخر العهد العثماني اتسعت في الدولة التجارة الخارجية

ود في التجارة الداخلية ، وتطورت أيضا أساليب العق مع أوروبا

، وتولدت في العصر الحديث أنواع من الحقوق لم تكن والصنائع

ى بحق االبتكار أو الحق األدبي ، واحتاج معهودة كالحق المسم

أصحاب هذه الحقوق واالمتيازات إلى بيعها أو التنازل عنها لغيرهم

ي ، واتسع مجال عقود االستصناع ف من القادرين على استثمارها

، وكذا عقود التعهد التعامل بطريق اإليصاء مع المعامل والمصانع

، مما سمي )عقود بتقديم األرزاق وغيرها إلى الهيئات االعتبارية

، وازدادت التوريد( وكل ذلك يعتمد المشارطات في شتى صورها

، مما أصبح تأخر قيمة الزمن قيمة الزمن في الحركة االقتصادية

أو امتناعه عن تنفيذ التزاماته في مواعيدها . أحد المتعاقدين

المشروطة مضرا بالطرف اآلخر في وقته وماله أكثر مما كان من

وض هذا الضرر القضاء على الملتزم بتنفيذ التزامه قبل ، وال يع

، وال ، ألن هذا القضاء إنما يضمن أصل الحق لصاحبه األصلي

يلحقه جراء تأخر خصمه عن يجيز ضرر التعطل أو الخسارة الذي

. وفاء االلتزام في حينه تهاونا منه أو امتناعا وهذا قد ضاعف احتياج الناس إلى أن يشترطوا في عقودهم

ضمانات مالية على الطرف اآلخر الذي يتأخر عند تنفيذ التزامه في

، ومثل هذا الشرط يسمى في اصطالح علماء القانون الوضعي حينه

الشرط الجزائي( وهو يتخرج على مذهب القاضي شريح الحديث )

، وقد أيد ذلك ابن القيم في ضمان التعويض عن التعطل واالنتظار

ـــــــــــــــــــ . وما بعدها 382ف 313ص 1انظر المدخل الفقهي ج (1)

Page 293: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

293

رحمه هللا بما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عون عن ابن

، فإن لم أرحل : أرحل مركابك : )قال جل لكريه سيرين أنه قال

: " من ، فقال شريح ، فلم يخرج درهممعك في يوم كذا فلك مائة

، وابن شبرمة قال (1)شرط على نفسه طائعا غير مكروه فهو عليه(

البعير )البيع جائز والشرط جائز( …في حديث جابر بن عبد هللا في

فهذا وأمثاله يدل داللة قاطعة على أن الشرط الجزائي الذي يجري

ق هو شرط صحيح اشتراطه في العقود تعويضا عن ضرر محق

معتبر يصار إليه ما لم يكن هناك عذر شرعي في اإلخالل بااللتزام

. بهوقد تأييد ذلك بقرار هيئة كبار العلماء في السعودية سنة

. هـ1392

ـــــــــــــــــــ ، والمدخل الفقهي لألستاذ الجليل الزرقا ج 339ص 3( أعالم الموعين ط المنبرية ج 1)

ص 2، وانظر صحيح البخاري مع فتح الباري ج وما بعدها 382وف 4332ص 1

424

Page 294: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

294

المبحث الثاني

مدى أثر االستصناع فـي تنشيط الحركة الصناعية

ى االستصناع في العصر الخوالي وظيفته في ال حياة أد

، فأما دكال من الصانع والمستصنع والصنعة والفرد العملية

، ثم تطورت الحياة االجتماعية في العصور الحديثة والجماعة

، فشمل صناعات فانتشر االستصناع انتشارا بين كل الناس واسعا

ة في حياة لناس اليوم كالطائرات والسفن والسيارات متطورة ومهم

ى إلى تنشيط الحركة الصناعية وأسهم في والقطارات والمعامل فأد

. سعادة الفرد والمجتمعوالشيء الملفت للنظر ما وصل إليه االستصناع في هذه األيام

سات . من بناء المساكن الحديثة وغيرها من المباني والمؤسوإني أستطيع أن أضرب عددا من األمثلة على هذه األثر

، على هذا نشيط الحركة الصناعية في العصور الحديثةومداه في ت

األثر ومداه في تنشيط الحركة الصناعية في العصور الحديثة؛ وذلكم

، ثم في التمويل للمشاريع في كل من عقد التوريد والمقاولة

. ، وبيع الدور السكنية على الخريطة الكبرى أما عقد المقاولة؛ -1

، وليس هو في الواقع عقد القانونفهو عقد عرفه علماء

، ، ولو أن بينهما نسبا ووليجة ، وال يجوز الخلط بينهما االستصناع

لكن قواعد المقاولة يمكن التصرف فيه ببعض التحوير الفقهي

، وهو كتيم فيه عادة فيصبح عقد استصناع شرعيا ال غبار عليه

نة عند التأخيراالتفاق على مدة التسليم واإللزام بغرا . مة معي

Page 295: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

295

فالتعزيم كما مر أمر جائز بالشرط المسمى بالشرط الجزائي

. الذي أقره االجتهاد الحنبلي من الفقه اإلسالمي كما مر آنفا وكذلك عقد التوريد؛ -2

فهو غير عقد االستصناع بل هو تعهد والتزام من إنسان بجلب

، ومع ذلك فإنه ا هو فحواه، فهذ أشياء إلنسان آخر أو لجهة أخرى

. عقد يمكن أن يبتني على عقد االستصناع بوجه من الوجوه وكذلك التمويل للمشاريع الكبرى في هذا العصر -3

، كل يمكن أن يتبني على عقد االستصناع في كثير من الوجوه

ذلك بشرط وضوح التعاقد في كل هذه األمور مع بيان شروطها

ا كافيا مزيال لكل جهالة مفضية إلى النزاع وأوصافه بيانا وافي

، وذلك كتمويل المعامل الكبرى والصناعات الثقيلة والخالف

. كالطائرات والسيارات وما شاكل ذلكومن التطبيقات الجديدة على عقد االستصناع -4

بيع الدور السكنية

دة وما شاكلها على الخريطة ، فهذا ، ضمن أوصاف محد

، ويعد العقد يصح إال بتخريجه على عقد االستصناع األمر ال

صحيحا إذا ذكرت في شروط العقد كل المواصفات التي تمنع

، وأصبح اليوم من العمل الجهالة المفضية إلى النزاع وتزيلها

الميسور بيان كل ذلك بشكل مكتوب واضح متفق عليه مع بيان

، مع ل تقريبي مستعجل، ومدة التسليم بشك تسديد الثمن وآماده

(1). توثيق ذلك كله

ـــــــــــــــــــم 1991( قلت؛ ولقد انعقدت في الخرطوم العاصمة السودانية في تشرين الثاني من عام 1)

، وبحثت فيها ندوة دولية لشؤون اإلسكان على المتخصصين باالقتصاد المعاصر=

Page 296: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

296

*** خاتمة البحث

واآلن أضع القلم بعد أن تحدثت عن عقد االستصناع وأثره في

بحيث بات اليوم من . تنشيط الحركة الصناعية المعاصرة

ياغة الضروري توسيع بحث االستصناع وتطويره من ناحية الص

خذ بكل االجتهادات الفقهية اإلسالمية ، وذلك باأل الفقهية الحديثة

، دون تحرج من ضمن المذاهب الفقهية الكبرى لفقهاء األمصار

، فإن المعامالت المالية اليوم ال يتسع لها مذهب واحد من ذلك

ر مذاهب الشريعة ، والرأي ، وهي دائما في توسع وازدياد وتطو

ا أن نخضعها للفقه اإلسالمي بمذاهبه ، فنجد فيها جميعا كله

نا محمد العالجات العجينة لمشكالت التعامل المالي الحديث ، فنبي

، والمذاهب الفقهية صلى هللا عليه وسلم هو ينبوع الشريعة

، وما هي ، وهو بعث بها كلها فكأنه بعث بشرائع متعددة لجداولها

. إال شريعة واحدة ذات كنوز متعددة متنوعة : وما أحسن ما قاله العالمة ابن القيم رحمه هللا تعالى

، وقد وقع بسبب الجهل به غلط ، النفع جدا هذا فصل عظيم ]

، وتكليف ما ال سبيل عظيم على الشريعة أوجب من الحرج والمشقة

، ما يعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح ال إليه

يعة منباه وأساسها على الحكم ومصالح العباد ، فإن الشر تأتي به

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ=

ان وال سيما على ضوء عقد االستصناع وغيره من الموضوعا المهمة من مسائل اإلسك

العقود الفقهية الصحيحة وخرج المشاركون بالندوة بتوصيات مهمة جدا في هذا

، وكان لعقد االستصناع دور بارز في هذه الندوة التي أسهمت بتطويره من المضمار

لية مع لفيف ، وكان كاتب السطور أحد المشاركين في هذه الندوة الدو الناحية الفنية

. الزمالء العلماء األجالء من شتى بالد العالم اإلسالمي

Page 297: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

297

، ومصالح ، ورحمة كلها ، وهي عدل كلها على المعاش والمال

، وعن …، فكل مسألة خرجت من العدل إلى ، وحكمة كلها كلها

، وعن الحكمة إلى ، وعن المصلحة إلى المفسدة الرحمة إلى ضدها

. (1)[ يها بالتأويل، فليست من الشريعة وإن أدخلت ف العبث

وقف الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور

ملحـق البحـث

واقعة فتوى حول عقد االستصناع

)بيع الدور علـى الخريطة( المطلب األول؛ نص سؤال الفتوى

فلقد سألت عن حكم بيع الدور على الخريطة في الفقه

: ، وال سيما الحديثة منها اإلسالمي

. " بعد الحمدلة والصلولة" ونص سؤالك هو؛: فقد انتشر في مجتمعنا بيع المنازل والبيوت على أما بعد ]

، وذلك بموجب عقد مشهور باسم " عقد البيع على الخريطة

، وال يتم هذا البيع حتى يظهر ما يلي؛ الخريطة

رخصة البناء؛ وهي إذن من الدولة يسمح بتشييد البناء -1

صة له دون أي مانع يمنع البناءفوق األرض المخ . صور للبناء الذي سيشيد؛ وهو مصور يحدثه المهندس -4 مص

يتناسب مع مساحة األرض واتجاهاتها يرسم من خالله البناء الذي

ـــــــــــــــــــ 3( أعالم الموقعين ط الخيرية ج 1)

Page 298: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

298

سيشيد مع اتجاهاته بالتفصيل حيث يظهر كل منزل وبيت مع

. يطة، وهذا ما يدعى بالخر مساحته وجهته بالتفصيلعندما يتوافر كل من الرخصة والخريطة يأتي المشتري

، ويراه أمام عينيه وينتفي بيتا معلوم المساحة والجهات والمكان

، فإذا أعجبه البيت يتفق مع البائع على سعر مرسوما على الخريطة

، والناس في وقتنا يتعاقدون في عقد البيع على الخريطة هذا البيت

: ليوفق ما ي

يدفع المشتري للبائع قسما من ثمن البيت عند العقد ثم -1

يتفق البائع والمشتري فيما بينهما على كيفية تسديد ما تبقى من

. ، وهذا موجود ضمن الشروط الخاصة للدفع المبلغ . يتفقان على مدة لتسليم المنزل -4 د ما بقي من الثمن عند تسلم -3 . المنزلعلى الغالب يسديجب تسليم المنزل ضمن الشروط المتفق عليها إال أن -2

، بل ينص على البائع ال يحدد مساحة البيت بشكل دقيق جدا

، فإذا زاد البيت على المساحة المذكورة يدفع المساحة التقريبية

، وإذا نقصت المساحة عن المساحة المذكورة المشتري ثمن الزيادة

، وإذا نقصت المساحة عن المساحة الزيادةيدفع المشتري ثمن

، علما بأن الفرق في المساحة إن المذكورة يسترد المشتري الفرق

. بالزيادة أو بالنقصان هو فرق قليل بسيطقد يتفق المتعاقدان على تسليم المنزل على الهيكل -2

هذا ، وكل ، أو هما معا العظمي أو مع الكسوة الخارجية أو الداخلية

. ينص عليه في العقد

Page 299: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

299

وهناك أيضا شروط أخرى تذكر بالعقد يربطونها بمشيئة هللا

تبارك وتعالى

ملحوظة مهمة؛

يشرف على البناء مهندس مختص يقوم بمراقبة المواد الداخلة

، إذ تجب أن تطابق هذه في البناء من حديد وإسمنت ورمل وغيرها

، وال دخل للبائع وال ليها الدولةالمواد األوصاف التي نصت ع

، فمواد البناء وأوصافها ومقاديرها هي أمر المشتري بمواد البناء

، ، وذلك وفقا لألنظمة الهندسية المتبعة عائد إلى المهندس المختص

وعلى هذا ال يستطيع البائع أن يغير أو يبدل المقادير واألوصاف

. الخاصة بمواد البناء : ةملحوظ

من األمور التي ترغب في عقد البيع على الخريطة هو عدم

، فإذا باع البيوت على توفر المال في يد البائع ليقوم بتشييد البناء

، وكذلك المشتري يرغب بهذا الخريطة توفر له المال ليبني البناء

العقد لما يجده من الهولة حيث يدفع مثال نصف قيمة البيت عند العقد

. ع ما بقي أقساطا على حسب الشروط الخاصة للدفعويدف، وهناك أمور أخرى هذا ما تعارف عليه الناس في مجتمعنا

. مذكورة في العقد سترونها بمشيئته استفتـاء؛

إلى فضيلة شيخنا الدكتور محمد عبد اللطيف الفرفـور حفظكم

هللا

Page 300: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

311

أرجو من حضرتكم بيان مدى صحة عقد البيع على

، وما هو حكم الشريعة في المبيع على الخريطة؟ وما هي الخريطة

أدلة هذا الحكم؟

وهل هناك من كتب في هذه المسألة مع بيان المراجع المهمة

في هذا البحث؟

ويا سيدي أرجو من فضيلتكم أن تمنوا علي بعلمكم ونصائحكم

. وتوجيهاتكم

ابنكم وتلميذكم

عبد الرحمن الغوش

اب على هذه الواقعةالمطلب الثاني؛ الجو

أقول وباهلل التوفيق؛

جواب هذا السؤال يدخل في بابين؛ الباب األول؛ قرارت مجمع

ور على الخريطة ولي( في شأن البيع للد . الفقه اإلسالمي بجدة )الدور على والباب الثاني؛ مطالعتي الخاصة حول البيع للد

. الخريطة ودونك التفصيل:

الفرع األول نصوص قرارات مجمع الفقه اإلسالميور على الخريطة في شأن البيع للد

( دورة المؤتمر 24/1/2: قرار رقم ) النص األول -1

1991مارس سنة –هـ 1211السادس بجدة شعبان سنة

Page 301: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

311

بشأن التمويل العقاري لبناء المساكن وشرائها بعد الحمدلة والصلولة؛

قد في دورة مؤتمره إن مجلس مجمع الفقه اإلسالمي المنع

43إلى – 13السادس بجدة في المملكة العربية السعودية من

م1991آذار مارس 41 – 12هـ الموافق 1211شعبان

بعد إطالعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص

موضوع التمويل العقاري لبناء المساكن وشرائها واستجابة

للمناقشات التي دارت حوله؛

قرر؛

، وينبغي أن سكن من الحاجات األساسية لإلنسانأن الم -1

، وأن الطريقة التي يوفر بالطرق المشروعة بمال حالل

، من اإلقراض تسلكها البنوك العقارية واإلنسانية ونحوها

، لما فيها ، هي طريقة محرمة شرعا بفائدة قلت أو كثرت

. من التعامل بالربا

، طريقة المحرمةهناك طرق مشروعة يستغنى بها عن ال -4

لتوفير المسكن بالتملك؛ )فضال عن توفيرها باإليجار(

: منها

صة - أن تقدم الدولة للراغبين في تملك مساكن قروضا مخص

، تستوفيها بأقساط مالئمة بدون فائدة سواء إلنشاء المساكن

أكانت الفائدة صريحة أم تحت ستار اعتبارها )رسم خدمة( على

حاجة إلى تحصيل نفقات لتقديم عمليات القروض أنه إذا دعت ال

ومتابعتها وجب أن يقتصر فيها على التكاليف الفعلية لعملية

( 1القرض على النحو المتبين في الفقرة )أ( من القرار رقم )

. للدورة الثالثة لهذا المجمع

Page 302: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

312

أن تتولى الدول القادرة إنشاء المساكن وتبيعها للراغبين في تملك -

ألجل واآلف ط بالضوابط الشرعية المبينة في القرار مساكن با

. ( لهذه الدورة23/4/2)أن يتولى المستثمرون من األفراد أو الشركات بناء مساكن -ج

. تباع باألجلعلى أساس –أن تملك المساكن عن طريق عقد االستصناع -د

، بحسب وبذلك يتم شراء المسكن قبل بنائه –اعتباره الزما

، دون وجوب تعجيل الوصف الدقيق المزيل للجهالة المؤدية للنزاع

، مع مراعاة ، بل يجوز تأجيله بأقساط يتفق عليها جميع الثمن

الشروط واألحوال المقررة لقعد االستصناع لدى الفقهاء الذين ميزوه

. عن قد السلم ويوصي؛

بمواصلة النظر إليجاد طرق أخرى مشروعة توفر تملك

النص الثاني -4المساكن للراغبين في ذلك

( بشأن عقد االستصناع66/3/7قرار رقم )مايو –هـ 1214دورة المؤتمر السابع بجدة ذو القعدة سنة

م1994سنة

إن مجلس مجمع الفقه اإلسالمي المنعقد في دورة مؤتمره

م1994مايو 12-9ذو القعدة الموافق 14-3السابع بجدة من

ه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص بعد اطالع

، موضوع )عقد االستصناع( واستماعه للمناقشات التي دارت حوله

ومراعاة لمقاصد الشريعة في مصالح العباد والقواعد الفقهية في

العقود والتصرفات ونظرا ألن عقد االستصناع له دور كبير في

Page 303: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

313

ل والنهوض ، وفي فتح مجاالت واسعة للتموي تنشيط الصناعة

باالقتصاد اإلسالمي؛

ر؛ قر

هو عقد وارد على العمل والعين في –أن عقد االستصناع -1

. ملزم للطرفين إذا توافرت فيه األركان والشروط –الذمة يشترط في عقد االستصناع ما يلي؛ -4

. بيان جنس المستصنع ونوعه وقدره وأوصافه المطلوبة -أد فيه األ -ب . جلأن يحديجوز أن يتضمن عقد االستصناع شرطا جزائيا بمقتضى -3

. ، وهللا أعلم ما اتفقا عليه العاقدان ما لم تكن هناك ظروف قاهرة

: الفرع الثاني مطالعتي الخاصة حول موضوع الفتوى

. البيع على الخريطة يندرج تحت أحكام عقد االستصناع -1يل والتأجيل والتقسيط يجوز في عقد االستصناع التعج -4

. باالتفاق بين المتعاقدين في العقدذهب مجمع الفقه اإلسالمي بجدة إلى وجوب تحديد -3

. ، فارتفع الخالف األجلإذا كان تحديد الدار على وجه التقريب يفضي إلى المنازعة -2

أما إذا تم . فال يصح العقد بل هو فاسد للجهالة المفضية للمنازعة

د ولكن تغيرت بعض األوصاف كالمساحة مثال فالمشتري التحدي

بالخيار إن شاء أنفذ العقد وإن شاي فسخه وترادا لفوات الوصف

، وأما إذا ، هذا إذا كانت المساحة الناقصة نقصا فاحشا المرغوب

Page 304: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

314

كان النقص يسيرا ال يعتد به لدى التجار وأهل العرف فال يؤثر في

. العقدعلى الهيكل العظمي فهو المطلوب من العقد في والتسليم -2

االستصناع

وبقي اإلكساء يحتاج إلى عقد جديد ألنه أمر خارج عن

المستصنع إال إذا نص في العقد على صناعة دار مع كسوتها دخلت

. الكسوة في المستصنع وصارت عقدا واحدا

، فألغى مجمع الفقه اإلسالمي شرط التعامل فارتفع الخال -2

. وذلك لعموم البلوىإذا كان العقد بأصله فاسدا كان مضر فيه شرط مفسد للعقد -3

. صار العقد ربويا يجب فسخهومعنى هـذا؛ أنه إما أن يكون عقد االستصناع صحيحا شرعا

، أو فاسدا

ففي الحالة األولى وهي ما إذا كان العقد بأساسه صالحا قد

، ستصناع كما هي مدونة في كتب الفقهكملت فيه شروط عقد اال

، لويس له رد فالعقد واجب التنفيذ وعلى البائع اإلعمار وجوبا

. ، إال برضا الشاري باإلقالة المبلغ وفسخ العقدوأما إذا كان العقد فاسدا من أساسه كان وجد فيه شرط مفسد

أو ، وال يشترط حينئذ رضا الشاري للعتصار ربويا يجب فسخ

، بل يكفي رد المال واسترداد المبيع إن قبض وفسخ العقد ولو عدمه

. من طرف واحد وهللا تعالى أعلم وأحكم

والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات

Page 305: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

315

/ سنة 2/ 49هـ الموافق 1212/ سنة 49/14دمشق الشام

م1992

وكتبه خادم العلم الشريف عضو مجمع الفقه اإلسالمي بجدة

محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور. عبة التخطيط فيه دورئيس ش

عضو مكتب الفتوى عضو مكتب الفتوى

فـي فـي

المجمع العلمي العالي بدمشق المجمع العلمي العالي

بدمشق

عبد الرزاق المؤنـس حسان عبد الفتاح الطحان

Page 306: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

316

الفصل العاشر

لفتاوى معاصرة في الزكاةالنقد

لطان تعقيبات علمية على كتاب الدكتور الس

في الزكاة الشرعية من الناحية الفقهية

Page 307: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

317

( مناقشة النقطة األولى؛ )في زكاة الشركات 1) : المساهمة(

: 13جاء في الصفحة

يد الكاتب الرأي األول الذي يقول بخضوع : × قال المؤلف ويؤ

شركة للزكاة متى بلغ نصابا في مجموعه سواء أكانت كل مال ال

: 18، ثم يقول في ص ÷إلخ. . شركة أشخاص أم شركة أموال

ي × ولكننا نعتقد أنه عند قيام الشركة بدفع فريضة الزكاة فهي ال تؤد

. ÷، ولكنها تفعل ذلك نيابة عن المالك ذلك عن نفسها : أقول وباهلل التوفيق

الكاتب قول اإلمام أحمد في جعله مال الرجلين في إن اختيار

خلطة السائمة كمال الرجل الواحد في الزكاة سواء أكانت خلطة

أعيان أم خلطة أوصاف؛ ال يعفيان من السؤال حول أمرين اثنين في

: موضوع الشركات المساهمة

من البحث 18: إذا كان المؤلف يقول في ص ( السؤال األول1

، وعندئذ ولذلك يجب أن تخضع أموالها لفريضة الزكاة×: نفسه

، ÷يتحمل كل فرد في عبء الزكاة بقدر حصته في مال الشركة

: ما دام األمر كذلك فكيف نتجاهل اشتراط الشارع النصاب أقول

في هذه الحصة ؟! وما دام شخص الشركة االعتباري نائبا عن الفرد

الرجلين كمال الرجل الواحد الشريك مجرد نيابة فكيف يصبح مال

في تجاهل النصاب للشريك الواحد؟ أو تجاهل الحول؟

ر نيابة إلزامية في الفقه ( والسؤال الثاني4 : كيف نتصو

اإلسالمي في غير والية النكاح المنصوص عليها وفي غير صور

الحجر المعروفة في فقهنا؟!

Page 308: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

318

ألفراد : إذا حصلت الشركة على كتاب وكالة من ا أقول

الشركاء صح ذلك وإال فال يجوز أن تكون الشركة نائبة عن أفرادها

. في دفع الزكاة بال أساس لهذه النيابة وال مستند شرعي: واألشبه بالحق ما ذهب إليه األستاذ المودودي في كتابه قلت

نرى أن تقوم الشركات بعد طرح : × قال 18)فتاوى الزكاة( ص

م تبلغ أسهمهم قدر النصاب أو الذين لم يحل حول المساهمين الذين ل

كامل على امتالكهم األسهم؛ بأداء زكاة سائر المساهمين

. ÷مجتمعينإذا؛ فال ضرورة إلى التكييف الفقهي الذي جاء به المؤلف ومن

، ثم إن هذا القول يوافق مالكا أخذ برأيه وهو )النيابة اإللزامية(

، والشافعي في اشتراط لنصاب لكل شريكوأصحابه في اشتراط ا

ل الواجب وبمستوى الشركة . النصاب مطلقا على المعد

( مناقشة النقطة الثانية؛ )عدم وجوب الزكاة على 2)ي عليها( : المخزون من الزروع والثمار التي زك

: 48جاء في الصفحة

–عدم وجوب الزكاة –ويسري القول نفسه : × قال المؤلف

على المخزون من الزروع والثمار التي سبق دفع زكاتها النقطاع

القرضاوي في . ، وعزا ذلك المؤلف إلى د ÷النماء وتعرضها للفناء

. 123فقه الزكاة ص : أقول وباهلل التوفيق

، إذا كان هذا المخزون للقنية فال ريب في عدم وجوب الزكاة

الزكاة عليها في السنوات وإن كان للتجارة فما هو المانع من وجوب

القادمة بعد الزكاة عليها فيما سبق من سنوات التخزين ؟! ال أعرف

هذا الفرق وال أدريه ولعله سهو من المؤلف والمشكلة أنه أي

Page 309: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

319

المؤلف يكثر من موافقة الدكتور القرضاوي فيما صح وما ال يصح

ة لديه في المسائل في ، والرجل مثلنا بشر مجتهد حتى كأنه حج

، والمعيار هو الدليل لدى أهل االتباع أقصى أحواله يخطئ ويصيب

. والدليل

( مناقشة النقطة الثالثة؛ )قضية زكاة المال 3) المستفاد(

: 34جاء في ص

والذي نؤيده أن المال المستفاد إذا كان نماء : × قال المؤلف

ه إلى أصله وإخراج ال زكاة عن األصل والنماء لمال عنده فيجب ضم

، أما إذا كان المال المستفاد من غير جنس مال عند حوالن الحول

%( إال أن يكون له 2. 4عنده فالزكاة فيه واجبة عند قبضه بمقدار )

ره حتى يزكيه مع ماله . شهر معلوم يدفع فيه الزكاة فيؤخ ÷وهذا ما أيده القرضاوي

. قلت وباهلل التوفيقده إن ما بعة لمجرد أنه قول أي ة مت ده القرضاوي ليس حج أ ي

زيد أو عمرو من الناس فما من أحد إال رد ورد عليه إال صاحب

. الشريعة الغراء صلوات هللا عليهوالذي أراه أن هذا القول مردود وأن األشبه بالحق ما ذهب

قد ذهبوا إلى أنه إليه جمهور األعضاء في مؤتمر الزكاة األول ف

ه الذي كسبه × ليس في المال المستفاد زكاة حين قبضه ولكن يضم

إلى سائر ما عنده من األموال الزكوية في النصاب والحول فيزكيها

وما جاء من هذه األموال . جميعا عند تمام الحول منذ تمام النصاب

، وما هأثناء الحول يزكى في آخر الحول ولو لم يتم حول كامل علي

تحصل من أموال منها ولم يكن عند كاسبها قبل ذلك نصاب يبدأ

Page 310: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

311

حوله أصوله وقت تمام النصاب عنده وتلزمه الزكاة عند تمام الحول

%( لكل 2. 4، ونسبة الزكاة في ذلك ربع العشر ) من ذلك الوقت

. 11و 11، انظر توصيات وفتاوى مؤتمر الزكاة األول ص ÷عام األيسر اليوم على أصحاب المال المستفاد : وهذا هو قلت

، وما خير رسول هللا صلى هللا كالمهن الحرة وغيرهم ممن شاكلهم

، ثم إن هذا عليه وسلم بين أمرين إال اختار أيسرهما ما لم يكن إثما

التفريق الذي جاءنا به المؤلف والقرضاوي في نظري تحكم ال دليل

إال أنه يشبه إلى حد بعيد ما ذكره ابن عليه من نقل أو عقل اللهم

، والراجح قول جمهور قدامة المقدسي في المغني وليس بذاك

أعضاء مؤتمر الزكاة األول ألن أمر الزكاة مبني على اليسر بالعباد

، فليس من المعقول وال من المنطقي أن يزكي وتقريب أمر الزكاة

ه كان بحاجة إليه كله اإلنسان على كل مال استفاده عند قبضه فلعل

، فكيف نوجب زكاة في وهو دون النصاب! فصرفه في مصالحه

، والزكاة ال مال لم يحل عليه الحول ودون النصاب بمجرد قبضه

م في شرع هللا وهو تكون إال عن ظهر غنى!! اللهم إن هذا تحك

. مردود على قائليه مع تقديرنا لجهدهم

)قضية تقدير النصاب ( مناقشة النقطة الرابعة؛4) : بالذهب دون الفضة مطلقا(

: 24جاء في ص

يتضح مما سبق أن هناك نصابين لزكاة النقدين × قال المؤلف

، فقد أشار الدكتور يوسف )الذهب والفضة( وال يعد ذلك مالئما

القرضاوي إلى ذلك بقوله )إن معنى هذا الكالم أن هناك نصابين

بينهما تفاوت هائل فهل تقبل عدالة التشريع للزكاة في النقود و

، وهل يقبل منا أن نترك المسلم اإلسالمي في هذا التفاوت الضخم

Page 311: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

311

في حيرة أمام هذين النصابين المختلفين أشد االختالف؟ وهل يسوغ

: أنت في العقل أو في الشرع أن نقول لمن يملك خمس جنيهات

الذهب وشاع أن غني بحسب نصاب الفضة وفقير بحسب نصاب

ويضيف الكاتب إلى أن . 421هذا غير سائغ وال جائز( ص

األحاديث واآلثار التي قومت النصاب في النقد بمائتي درهم من

الفضة وبعشرين دينارا من الذهب لم تقصد أن تجعل من ذلك

، وإنما هو نصاب واحد من ملكه اعتبر غنيا تجب نصابين متفاوتين

، ولذلك فهو يؤيد من ينادي بأن يكون تقدير النصاب الزكاة عليه

بالذهب واعتبار العشرين دينارا هي التقدير الدائم الذي يجب

االعتماد عليه في كل العصور وذلك ألن الفضة تغيرت قيمتها بعد

ت قيمته ثابتة إلى . عهد النبي صلى هللا عليه وسلم أما الذهب فاستمر

24انظر ص . اهـ÷ وهذا ما قرره مؤتمر الزكاة األول، حد بعيد

. وما بعدها : أقول وباهلل الوفيق

ما هو الوجه الصحيح لهذا التخصيص من غير مخصص وهو

، ثم إن الناس منهم من يملك باطل كما هو معلوم عند األصوليين

، فنصاب من ملك فضة يجب كونه فضة ومنهم من يملك ذهبا

، فمن ، وكذلك من ملك ذهب فنصابه نصاب الذهب نصاب فضة

، ومن ملك إبال فنصابه نصاب ملك زرعا نصابه نصاب الزروع

فكل من ملك . . ، وهكذا ، ومن ملك بقرا فنصابه نصاب البقر اإلبل

. جنسا من المال كان نصابه نصاب ذلك المال شرعا ملحقا بالذهب أما ورق البنكنوت فيحتمل في زماننا جعله

، وماال يضر المالك والفضة ونختار ما هو أصلح للفقير وأنظر له

، لذا فإني أرى أن نجعل نصاب البنكنوت لزكاة المال تارة أيضا

Page 312: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

312

ذهبا إذا كان أصلح للفقير )أرخص( من الفضة وتارة فضة إذا كانت

أصلح للفقير وأرخص من الذهب بشرط أن ال يكون هذا الرخص

بحق المالك وإال كان األفضل تقديره تقديرا جديدا كما هو مجحفا

عليه اليوم وذلك بأن نأخذ الوسط بين الذهب والفضة فإذا كان

/ رياال نطرح 211، ونصاب الفضة / / رياال 2111نصاب الذهب /

فيصبح 4رياال/ نقسمها على 3211= 211-2111في نظري /

رياال هو 4311= 211/ رياال 1311النصاب بالبنكنوت /

نصاب العملة الورقية باللاير لزكاة المال وهو األشبه بالحق في

. نظري عند عدم معرفة األصلح لكل من الفقير والمالكر لزوما بنصاب الفضة قوال واحدا ألنها أما زكاة الفطر فتقد

زكاة الرأس ال المال عند الحنفية والجمهور معا وال يشترط لها

. نصاب إال عند الحنفية فوجب الحد األدنى وهللا أعلمال

( مناقشة القضية الخامسة؛ )نقد إعفاء 5) : المجوهرات من الزكاة(

: 22جاء في ص

وفي رأينا إن إعفاء المجوهرات من فريضة : × قال المؤلف

الزكاة واقتصار األمر على الذهب والفضة تتعارض مع مبادئ

عليه تهرب أموال كثيرة من دفع الزكاة خصوصا الشريعة ويترتب

ولذلك . إذا علمنا أن هذا النوع من المجوهرات يستنفد مبالغ طائلة

فإننا نعتقد أنه يجب إخضاع الحلي والمجوهرات بكافة أنواعها

. ÷لفريضة الزكاة إذا بلغت نصابا : أقول وباهلل التوفيق

يه غير معلول فهو أمر تعبدي ، ألن المقيس عل هذا قياس فاسد

بحت أال ترى إلى أنه تجب الزكاة في النقود وعروض التجارة وال

Page 313: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

313

تجب في أصول المستغالت على القول الراجح المعروف؟!

، والمستغالت أموال لها قيمتها وفائدتها التجارية من جهة االستثمار

دية ال علة لها قد ندري حكمته ا وقد ال ندري وما فهذه أمور تعب

دريناه فهو أغلب الظن وليس عين اليقين من حكمة التشريع ال

. علتهوقد جاءت مذاهب المجتهدين جميعا والنصوص واألدلة

القاطعة بعدم الزكاة على المجوهرات من غير الذهب والفضة إذا لم

ولقد كان في زمن رسول هللا صلوات هللا . تكن من عروض التجارة

خلفائه الراشدين مجوهرات ثمينة كالياقوت واللؤلؤ والماس عليه و

وغيرها مما ليس معدا للتجارة بل للقنية ولم توجب الشريعة الزكاة

. فيها وعلى ذلك انعقد إجماع الصحابةأما إذا كانت بضائع للتجارة فحكمها حكم عروض التجارة من

الجلود النصاب وحوالن الحول شأنها شأن القطن والصوف و

. وغيرهاأو زكاة المعدن وهو ما ذهب إليه مالك وانظر فتاوى الزكاة

. للمودودي 33ص

( مناقشة القضية السادسة )زكاة السندات(6) : 31جاء في ص

الرأي الثاني وقد ذهب إلى هذا الرأي مؤتمر : × قال المؤلف

ت الزكاة األول الذي عقد في الكويت حيث رأى أن "السندات ذا

الفائدة الربوية وكذلك الودائع الربوية يجب فيها تزكية األصل وفقا

لزكاة النقود )أي ربع العشر( أما الفوائد الربوية المترتبة على

ى وإنما هي مال خبيث على األصل فالحكم الشرعي أنها ال تزك

المسلم أن ال ينتفع به وسبيله اإلنفاق في وجوه الخير والمصلحة

Page 314: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

314

ف التخلص منها ال التقرب بها ما عدا بناء المساجد وطبع العامة بهد

. ÷المصاحف وهذا ما نرى األخذ به : قلت وباهلل التوفيق

، فالسندات ليست إن إسناد الزكاة إلى السندات غير صحيح

ماال وال يجوز بيعها إال من أصحابها كما هو معروف عند الجمهور

الحنابلة فهي )دين( وألنها وإذا جاز بيعها من غير أصحابها عند

، والزكاة على المال ال على الصكوك ، ال ألنها مال دين فقط(

، فالعرف ال يؤبه له إذا صادم قواعد ومجرد تعارفها ال يجعلها ماال

لذا وجب التعبير هنا بـ . الشريعة وأصولها ونصوصها القاطعة

. لها فقط دونها )قيمة هذه السندات المالية( أي األصل المالي

: ( مناقشة القضية السابعة؛ )زكاة األسهم(7) : 23جاء في ص

ولقد ذهب االتجاه في العصر الحاضر إلى : × قال المؤلف

. ÷إخضاع األسهم للزكاة : قلت وباهلل التوفيق

، : )قيمة اسمية( هنالك قيمتان للسهم؛ قيمة أصلية ويقال لها

المشترك األول في هذه الشركة المساهمة وهي قيمته يوم اشتراه

، وهي قيمته في ، وقيمة فعلية أو )تجارية( وحددته الشركة آنئذ

، ، ألن لألسهم بورصة مثل بورصة النقود والعمالت األسواق اليوم

والمقصود بالزكاة هو قيمة السهم االسمية ال قيمته الشرائية ألن

ء تنازل البائع للمشتري عن قيمته الشرائية هي قيمة جعلية لقا

، وهذا ال رصيد له في الشركة األساسية بل رصيد السهم هو السهم

، وعليها دون غيرها الزكاة فليعلم وليحفظ قيمته االسمية األصلية

. هذا البحث فإني لم أجده من قبل وهلل الحمد والمنة

Page 315: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

315

: ( مناقشة القضية الثامنة؛ )زكاة الديون الجياد(8) : 31في ص جاء

حه أن الديون الجيدة يجب تزكيتها ×قال المؤلف والذي نرج

في كل عام مع المال الحاضر ألن هذا حينئذ بمنزلة ما بيد اإلنسان

. ÷وما في بيته : أقول وباهلل التوفيق

إن هذا الترجيح هو ترجيح لقول اإلمام الشافعي في الواقع

ن هذا اإليجاب فيه عسر شديد للدائن الذي ، ولك ولمن تابعه أو وافقه

وعنت يجعل -لوجه هللا عز وجل -أقرض المال قرضا حسنا

إذا -عند هللا عز وجل -الناس يدبرون عن القرض الحسن وثوابه

، والشرط النماء في كانت الزكاة ستنقصه وهو ليس في يد صاحبه

د المدين ينتفع به وال يصل للدائن ، فهل هذا المال نام وهو عن الزكاة

غير الثواب؟! وهل جزاء الدائن ذي القلب الطاهر والنية الحسنة أن

نعامله بهذه المعاملة؟! إن قول اإلمام أبي حنيفة ومن وافقه أرحم

بالدائن وبالمدين معا وأدعى لإلقبال على القرض الحسن الذي هو

األخذ به وترجيحه أوفق ، و أفضل من الصدقة عند هللا عز وجل

، وما خير لروح الشريعة ومقاصدها في اليسر والرحمة بالعباد

رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بين أمرين إال اختار أيسرهما ما لم

. يكن إثما

( مناقشة القضية التاسعة؛ )اجتماع العشر 9) : في أرض واحدة لمسلم والخراج(

: 143جاء في ص

فق على أن الخراج ×لف قال المؤ فإني أرى أنه إذا كان ات

بمثابة أجرة لألرض )تكلفة( فال نرى خصم هذه التكلفة من وعاء

Page 316: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

316

، الزكاة شأنها في ذلك شأن أي تكاليف أخرى بخالف تكاليف السقي

كما أنه من ناحية أخرى يعتبر الخراج ضريبة عقارية على األرض

ين أن الزكاة تفرض على ناتج ، في ح زرعت أم لم تزرع

. ÷األرض : أقول وباهلل التوفيق

إن فقهاء المذاهب ما عدا ابن قدامة المقدسي صاحب المغني

ون الخراج عقوبة وليس أجرة وال في فقه الحنابلة ، كلهم يعد

، فهي ضريبة عقارية ، فال عالقة لها بالعشر من جهة عبادة

، : )اتفق( ، فقول المؤلف األرض فقط فرضها اإلمام على رقبة

فمن اتفق؟! وما هذه الدعوى التي ينقضها كالمه في السطر العاشر

. من الصفحة الثانية فلينظر هناكوبعد؛ فالخراج ال وجود له اآلن في عالمنا وال في واقع أمتنا

. فهو خالف عقيم حبذا لو ابتعد عنه المؤلف ويا ليت

لقضية العاشرة؛ )زكاة األرض ( مناقشة ا11)المستأجرة على من؟ على المالك أم المستأجر؟ أم

: عليهما؟( : 142و 142جاء في ص

حه أن المالك والمستأجر ملزمان : × قال المؤلف والذي نرج

بأداء زكاة الزروع والثمار إذا بلغ الخارج من األرض نصابا وكان

ي مزارعة األرض على الربع أو االتفاق بينهما في االشتراك ف

، فالمالك والمستأجر يعامالن معاملة النصف أو ما شابه ذلك

، وعلى كل واحد منهما أن يخرج عشر أو نصف شخص واحد

، أما إذا كان االتفاق بينهما هو تأجير األرض عشر نصيبه

نا نرى أن المستأجر عليه أن للمستأجر بشيء معلوم من النقود فإن

Page 317: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

317

يدفع زكاة الزروع والثمار إذا بلغ المحصول نصابا وليس عليه

، خصم األجرة ألنها من التكاليف الزراعية التي ال نرى خصمها

أما المالك فإنه يجب أن يدفع عن قيمة األجرة إذا بلغت نصابا أو إذا

بلغت بضمها إلى أمواله األخرى نصابا ومقدار زكاتها مقدار زكاة

. ÷المستغالت : أقول وباهلل التوفيق

هذا القول الذي جاء به المؤلف بهذا التفصيل لم يقل به أحد من

الفقهاء القدامى وال المعاصرين ولم يقل به القرضاوي الذي هو

، والذي أسأله وأعجب له!! معجب به كثيرا وساق مقولته قبل قليل

م ال ما هو الدليل على هذا التفصيل الغريب العجيب؟! إن هذا تحك

، فاألخذ بقول الفقهاء القدامى وعدم الخروج عن أجد له سندا مقبوال

: )أن الفقهاء إذا اختلفوا على قولين أقاويلهم أفضل ألنه من المعلوم

) ة كان ذلك إجماعا منهم على بطالن قول ثالث ، وهذه قاعدة أصولي

معاصرين أن ينقشوها ، من الضروري للفقهاء ال نفيسة مهمة جدا

. على لوح قلوبهم

ماء علة 11) ( مناقشة القضية الحادية عشرة؛ )هل الن : وجوب زكاة المال(

: 132جاء في ص

÷وحيث إن النماء هو علة وجوب زكاة المال: × قال المؤلف

: أقول وباهلل التوفيق

. ال أدري هل يحكي المؤلف هذا القول حكاية عن داه تبنيا والتزاما؟! والظاهر الثاني أي التبني القرضاوي أم يتبن

ان ، وعلى كل فالنماء ليس علة أبدا بل هو شرط وااللتزام ، وشت

، ولعل العلة هي بين العلة والشرط كما هو معلوم لدى األصوليين

Page 318: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

318

اء فليس علة أما النم. )المال النامي حقيقة أو تقديرا( ربما كان ذلك

. أبدا بوجه من الوجوهولعل هذا األمر مما ناقشت به الشيخ القرضاوي في مجمع

. ، وهللا أعلم الفقه اإلسالمي بجدة وأوقفته ثم تراجع إلى ما ذكرت

( مناقشة القضية الثانية عشرة؛ )زكاة المال 12) : المستفاد(

: 123جاء في ص

ي نؤيده هو أن الزكاة واجبة فيه إذا كان : =والذ قال المؤلف

أما إذا كان المال المستفاد من غير …نماء المال عند صاحبه حيث

أما إذا كان المال …جنس مال عند صاحبه فالزكاة واجبة عند قبضه

، انعقد عليه حول الزكاة بسبب المستفاد من جنس نصاب عنده

: يضمه صاحبه إلى ما عنده في مستقل؛ فالرأي ما قاله أبو حنيفة

. الحول فيزكيهما جميعا عند تمام حول المال الذي كان عنده : أقول وباهلل التوفيق

، لم يقل به أحد من الفقهاء على إن هذا القول فيه تلفيق ظاهر

م هذا الشكل المطروح ، ، وال أدري ما هو وجه هذا التفريق والتحك

تلفيق؟! إن المؤلف الدكتور السلطان قد جاءنا هنا وما هو دليل هذا ال

، وسرده علينا بترجيح قول من عنده لفقه من أقوال لجمهور الفقهاء

وليس هكذا يكون البحث العلمي وال آداب . دون دليل وال شبهة دليل

، ألن ، وإني أرفض هنا وفي كل بحث علمي قوال بال دليل العلماء

. خاطب المتخصصين ال العامةالمؤلف ي م ولم؟! وما هو الذي دعاه إليه؟! ومن أين ثم من أين هذا التحك

. جاءنا به وفرضه علينا؟! اللهم غفرا

Page 319: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

319

طهم أسأل هللا تعالى أن يرزقنا أدب العلم وأخالق العلماء وتحو

لقدامى رضوان ، ورحم هللا من قال من علمائنا ا لدين هللا عز وجل

عيت فالدليل( : )إذا نقلت فالصحة هللا عليهم . ، وإن اد

Page 320: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

321

الباب الثالث

الفتاوى

إجراء العقود بآالت االتصال الحديثة

زكاة األسهم والسندات فـيالشركات

توظيف أموال الزكاة مع عدم التمليك للمستحق

أجوبة استفسارات البنك اإلسالمي بجدة

Page 321: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

321

فصل األولال

حكم إجراء العقود

بآالت االتصال الحديثة

Page 322: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

322

مدخل إلـى البحث

اتحاد المجلس عند الفقهاءالمراد باتحاد المجلس اتحاد الزمن أو الوقت الذي يكون فيه

المتعاقدان مشتغلين بالتعاقد وليس المراتعاقد وليس المراس كون

حال التي يكون فيها ، فمجلس العقد هو ال المتعاقدين في مكان واحد

: ، وعن هذا قال الفقهاء المتعاقدان مقبلين على التفاوض في العقد

. )إن المجلس يجمع المتفرقات(وعلى هذا يكون مجلس العقد في المكالمة الهاتفية مثال هو

، فإذا انتقل المتحدثان إلى زمن االتصال ما دام الكالم في شأن العقد

ومجلس التعاقد بالمراسلة أو بالمكاتبة ، حديث آخر انتهى المجلس

. هو مجلس تبليغ الرسالة أو وصول الخطابويجب أن يكون القبول في المجلس الذي وصل فيه الرسول أو

ر القبول إلى المجلس ثان لم ينعقد العقد الخطاب ، فمجلس ، فإن تأخ

، ومجلس التعاقد بين التعاقد بين حاضرين هو محل صدور اإليجاب

غائبين هو محل وصول الكتاب أو تبليغ الرسالة أو وصول السفير

. (1)أو الموفد

ـــــــــــــــــــ/ 2، والبدائع ج 131( انظر المدخل الفقهي لألستاذ الجليل مصطفى أحمد الزرقا ص 1)

. 213و 322، و 119/ ص2، والفقه اإلسالمي وأدلته ج 133ص

Page 323: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

323

المبحث األوليمكن حصر الصور الستخدام اآلالت الحديثة للتعاقد غير

: المراسلة والمكاتبة والمهاتفة

. بالتلغراف )البرق( السلكي والالسلكي -1 . بالتلكس -4 . بـ )فاكسملي( -3 . بالراديو -2 . زيونبالتلف -2 . بالقمر الصناعي -2 . باألنترفون أو ما يقوم مقامه -3

. االنترنيت -8

. إيميل –البريد اإللكتروني -9ث بعض الفقهاء المعاصرين عن االتصال بالبرق (1)وقد تحد

لوا إلى أنه كالمكاتبة تماما وأحكام التعاقد به )وهو التلغراف( وتوص

جب التثبت بوسائل التثبت ، لكن ال يمتنع الخطأ لذا و لكنه أسرع

، ألنه ، ومثل البرق التلكس الموجودة حاليا كالهاتف وما شابه ذلك

برق خاص بصاحبه من كال الطرفين وأما الفاكسملي فهو أسرع من

. التلكس ويأخذ حكمها أيضا

ـــــــــــــــــــخيت المطيعي مفتي الديار المصرية سابقا في رسالته أحكام ( هو الشيخ محمد ب1)

. التلغراف من مجموع رسائل له رحمه هللا

Page 324: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

324

وأما الراديو والتلفاز والقمر الصناعي فهذه الوسائل كلها فيما

رق مع وجوب التثبت من شخصية المتكلم حتى يبدو لي لها حكم الب

. ال يحصل تزييف أو جهالة

، وستأتي أيام قريبة أو بعيدة تصبح هذه اآلالت الحديثة هذا

هي محور التعاقد ووسائله األولى وال مانع شرعا من ذلك إذا حصل

. التثبت بوسائله المشروعة . هذا ما بدا لي وهللا تعالى أعلم

Page 325: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

325

انيالمبحث الث

التكييف الفقهي للموضوع وضوابطه : آ( التكييف الفقهي للموضوع

كل اآلالت الحديثة الموصلة للتعاقد ال تعدو أن تكون في

: حالتين اثنتين

ا أن تكون مساوية للهاتف والبرق الحالة األولى -1 : إم

. بالسرعة في االتصال وقوته ووضوحهبرق في سرعة االتصال أو أن تكون أشد من الهاتف وال -4

. وقوته ووضوحهوقد حكم الفقهاء المعاصرون كالشيخ محمد بخيت المطيعي

كر بالنسبة للبرق )التلغراف( بصحة رحمه هللا في رسالته آنفة الذ

، ومثل ذلك يقال في الهاتف أيضا التعاقد والتصرفات المالية كلها

. وقد نص عليه غير واحد من المعاصرين كما مر فإذا كانت هذه اآلالت الجديدة مثل البرق والهاتف ومساوية لها

في سرعة االتصال وقوته ووضوحه كاألنترفون وما شابه جاز

التعاقد وكان ذلك قياسا أو أخذا بمبدأ داللة النص المساوي )معنى

الخطاب( عند أصوليي الحنفية أو ما يسميه الجمهور من أصوليي

، وإذا كانت هذه اآلالت )مفهوم الموافقة( المساوي، المتكلمين

الجديدة أكثر من البرق والهاتف سرعة ووضوحا وقوة حكمنا بجواز

التعاقد وسائر التصرفات المالية أخذا بمبدأ داللة النص األولوي

)فحوى الخطاب( عند أصوليي الحنفية أو )مفهوم الموافقة األولوي(

وذلك . أي صح ذلك من باب أولىعند الجمهور من المتكلمين

. كالتلكس والفاكس واألقمار الصناعية وما شابه ذلك

Page 326: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

326

: ب( ضوابط الموضوعيضبط الحكم بالجواز في هذه المسألة ضوابط ثالثة

نات الفقهاء : استخلصتها باالستقراء من مدو

: الضابط األول -1خصية صاحبه اشتراط وجود التثبت من كل من المتعاقدين بش

ة ما تنسبه إليه اآللة الحديثة من أقوال المتعاقد الثاني ، وصح

، كي ال يدخل اللبس والوهم والتزييف من أحد الطرفين وتصرفات

، ونترك لكل من المتعاقدين أن يتثبت هو من ذلك كله أو من ثالث

رق التي يطمئن بها قلبه إلى صحة القول والقائل . بالط

: الضابط الثاني -2في حالة وصول اإليجاب ومضي فترة زمنية عادة قبل وصول

القبول في بعض آالت االتصال الحديثة يشترط أن ال يرجع الموجب

، وإال بطل اإليجاب وصار القبول اآلتي بعد عن إيجابه أمام شهود

، قهاء، وذلك على قول جمهور الف ذلك إيجابا يحتاج إلى قبول

خالفا للمالكية الذين يشترطون لصحة الرجوع عن اإليجاب مضي

مدة على وصوله إلى المتعاقد الثاني تكون فرصة له يقرر العرف

. مداها -1: واشترط الجمهور لصحة الرجوع من الموجب شرطين

قبل قبول المتعاقد (1)وأن يكون -4، أن يكون الرجوع أمام شهود

. ول الرسالة أو الخطاب، ووص اآلخر

ـــــــــــــــــــ . 322و 213و 118ص 2( انظر الفقه اإلسالمي وأدلته ج1)

Page 327: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

327

فمجلس العقد بين الغائبين هو محل وصول الكتاب أو تبليغ

الرسالة أو المحادثة الهاتفية أو ما قام مقامها من األدوات الحديثة

. ، فإنه تم القبول بعد هذا المجلس لم ينعقد العقد لالتصال

: الضابط الثالث -3م األول من المتعاقد األول( أن ال يفهم من اإليجاب )وهو الكال

وم أو الترسمل أو ما شابه ذلك من المعاني التي يرفضها معنى الس

، فيبعثون ، وتحصل كثيرا بين التجار دهاء منهم مقتضى العقد

برقية أو تلكسا أو ما شابه ذلك ال يقصدون من وراء ذلك التعاقد بل

ر نفاق البضاعة أو معنى تجاريا آخر كمعرفة السعر مثال أو إظها

ي ، ومثل هذه األمور تكون غالبا في األدوات الحديثة وعن التحد

، فحينئذ يكون الكالم كله ليس بتعاقد بل يكون طريقها ال مشافهة

. الغيا

خاتمة البحثأضع هنا القلم بعد بذل الجهد في تلمس حكم الشريعة في هذه

عي في ذلك الصواب الواقعة ، بل هو محض كل الصواب ، ال أد

، وما كان كذلك فهو اجتهاد فيما ال نص فيه وال حتى قول فقيه

، فإن وفقت للصواب فهو ، وهو قابل للخطأ والصواب اجتهاد جديد

و ، وصدق ، وإن لم أوفق فيه للصواب فحسبي منه أجر واحد المرج

، : )علمنا هذا رأي ء حيث يقولاإلمام أبو حنيفة إمام األئمة الفقها

( وهو أحسن ما قدرنا عليه ، وفي ، فمن جاءنا بأحسن منه كان أحق

فقت عليه أقوال : )قبلناه( رواية ثانية ، أما حكم هللا في الحادثة فما ات

. فقهاء العصر

Page 328: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

328

بيع العقارات علـى الخارطة ول هللاالحمد هلل والصالة والسالم على رس

نرجو من فضيلة األستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح

الفرفـور بيان

حكم بيع العقارات على الخارطة قياسا على عقد السلم إن دفع

الثمن حاال

أو قياسا على االستصناع إن كان الثمن على أقساط وجزاكم

. هللا خيرا بسم هللا الرحمن الرحيم

، وعلى آله على سيدنا محمد رسول هللا ، وصلى هللا الحمد هلل

وصحبه وسلم

: أيها المستفتي الكريم

: السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته؛ وبعد

فإن بيع العقارات على الخارطة مما جرى به التعامل في صنع

، لذلك أمكن عند الحنفية القائلين باالستصناع الدور أو استصناعها

، أو للسلم لالستصناع إن كان الثمن على أقساط جعل هذا العقد تابعا

إن دفع الثمن حاال كما عليه الجمهور القائلون باتباع عقد االستصناع

، واشترط الحنفية القائلون بمشروعيته عقد االستصناع لعقد السلم

: شرطين

د بما ورد بالمأثور التعامل ، وتجاوز الفقهاء ، واألجل المحد

الشرط الثاني لكن لم يتجاوزوا الشرط األول ألنه المعاصرون

. ، واألصل ال بديل عنه أصل

Page 329: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

329

هـذا؛ ولقد أفتى مجمعنا العظيم مجمع الفقه اإلسالمي بجدة

أفتى بجواز ذلك العقد ومشروعيته بقرار صدر عن المجمع في

ورت لك أيها األخ المستفتي هذا العدد السابع/ الجزء الثاني وقد ص

، ولم يشترط المجمع األجل وال التعامل طي فلينظر القرار

، وقرار المجمع الذي يمثل قرار اجتهاد الجماعة ثم قلت

. اإلجماع السكوتي فيما بعد صدور القرار بدفع فالنانظر حاشية ابن عابدين )رد المحتار على الدين( واللباب

للفني واالختيار لموصلي وغيرها من كتب الحنفية

وكتبه

خادم العلم الشريف

األستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور

Page 330: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

331

بسم هللا الرحمن الرحيم، والصالة والسالم على سيدنا محمد الحمد هلل رب العالمين

. خاتم النبيين وعلى آله وصحبه

67/3/7: قرار رقم بشـأن

عقـد االستصنـاعة مؤتمره إن مجلس مجمع الفقه اإلسالمي المنعقد في دور

ذو القعدة 14إلى 3السابع بجدة في المملكة العربية السعودية من

. م1994مايو 2-9هـ الموافق 1214بعد اطالعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص

. : "عقد استصناع" موضوع، ومراعاة لمقاصد وبعد استماعه للمناقشات التي دارت حوله

، القواعد الفقهية في العقود والتصرفاتالشريعة في مصالح العباد و

، وفي ونظرا ألن عقد االستصناع له دور كبير في تنشيط الصناعة

. فتح مجاالت واسعة للتمويل والنهوض باالقتصاد اإلسالمي : قـرر

وهو عقد وارد على العمل والعين –إن عقد االستصناع -1

. كان والشروطملزم للطرفين إذا توفرت فيه األر –في الذمـة : يشترط في عقد االستصناع ما يلـي -4

. بيان جنس المستصنع ونوعه وقدره وأوصافه المطلوبة -أ . أن يحدد فيه األجل -ب، أو تقسيطه يجوز في عقد االستصناع تأجيل الثمن كله -3

. إلى أقساط معلومة آلجال محددة

Page 331: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

331

ا بمقتضى يجوز أن يتضمن عقد االستصناع شرطا جزائي -2

. ما اتفق عليه العاقدان ما لم تكن هناك ظروف قاهرة . وهللا أعلـم

Page 332: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

332

فتـوى شرعيـة

فـي الفقه اإلسالمـي بمـذاهبـه : خالصة االستفتـاء

رجل باع سلعته من حكومة عربية مقابل سندات مالية ]

أصدرتها الدولة بحيث تأخذ البنوك في تلك الدولة السندات من

ع لهم مستحقاتهم نقدا لقاء نسبة مئوية من قيمة هذه أصحاب وتدف

% حسب تاريخ صرف هذا السند؛ فهل 12-2السندات تتراوح بين

يجوز للمستفتي صاحب الواقعة شرعا مقايضة سندات المالية

الخاصة باستحقاقاته من الدولة مع البنوك الربوية لقاء أخذ تلك

سندات؟ في الفقه البنوك نسبة مئوية محددة من قيمة هذه ال

[ اإلسالمي؟

الجـواب؛

أقول وباهلل التوفيق؛

هذه المسألة تسمى لدى الفقهاء "بيع الدين ممن ليس عليه ]

ين" ين الد ، وكذلك تسمى ، وتسمى لدى التجار؛ بيع أوراق الد

، وصورته؛ أن يشتري ، وهو عند فقهاء الحنفية عين الربا بالخصم

، ويكتب زيد على ليرة إلى أجل شهر مثال زيد من خالد سلعة بمائة

نفسه سندا بهذا المبلغ فيأتي خالد بهذا السند إلى المصرف ويقول له؛

، اشتر مني هذا السند بخمسة وتسعين ليرة مثال وادفعها لي حاال

، فهذا العمل بحرم وأنت تحصلها من زيد بعد مضي شهر مائة ليرة

العامة في الفقه اإلسالمي . …نظرية فعله ثباتا عند الحنفية انظر؛

وما بعدها وكتاب "المعلومات الضرورية في 132و 22ص

المعامالت الشرعية في المذهب الحنفي" " البيوع واإلجارات"

Page 333: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

333

42للمرحوم الشيخ عارف الجويجاتي بدمشق بدمشق رحمه هللا ص

، و" رد المختار" أول فصل التخارج من كتاب الصلح وما بعدها

لحصكفي مع حاشية رد المحتار للعالمة ابن عابدينل

جاء في كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي ج

، لخصه؛ 232ص 2

: ذكر الحنفية أن بيع أوراق الكمبيالة خصم الكمبيالة ]

المتعارف في زماننا إلى غير الغريم "المدين" أو لمن عليه أموال

. [ صحيح أيدية بأنقص من الحق غير وما بعدها؛ ما خالصته؛ 233ص 2: ج وجاء فيه أيضا

بيع الدين لغير المدين؛ قال الحنفية والظاهرية؛ بما أنه ال ]

يجوز بيع معجوز التسليم؛ فال ينعقد بيع الدين من غير من عليه

، ألنه الدين غير مقدور التسليم إال للمدين نفسه في حق البيع الدين

وقال الشافعية في األظهر عندهم؛ يجوز بيع الدين ل ]ثم قا. [ إلخ

[ والدين المستقر هو الثابت المستقر للمدين ولغير المدين قبل القبض

استيفاؤه والذين يكون الملك عليه الزما مستحق لصاحبه دون أن

. يكون هناك أي احتمال آخر لسقوطه"م مفاده وأما إذا كان الدين غير مستقر فهناك تفصيل لديه

الجواز إذا كان الدين ثمن في بيع فيجوز االنصراف فيه قبل

. قبضه، وأجاز ذلك ولم يجوز الحنابلة بيع الدين لغير المدين مطلقا

أال يؤدي البيع إلى محظور شرعي كالربا -1، المالكية لشرطين

وأن يغلب على الظن الحصول على الدين -4والغرر ونحوهما

، ورجح الدكتور ي بلد العقد وإقراره بالدينكحضور المدين ف

الزحيلي قول المالكية ولكني أرجح قول الحنفية لوجاهته وأنه أعلم

Page 334: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

334

وهللا . وما بعدها 233ص 2انظر الفقه اإلسالمي وأدلته ج

. [ ا هـ تعالى أعلم

Page 335: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

335

سأل السيد األستاذ/ محمد زهير الدواليبي من دمشق السؤال التالي

ع الفتيا؛ قال؛نص السؤال موضو

ر أحدهما شريكان في أرض؛ لكل واحد منهما النصف ] ، عم

ته وحصة شريكه معا –بناء فوق األرض كلها –أي فوق حص

، وكان ذلك ، ولم يدفع الشريك اآلخر شيئا ودفع هو قيمة هذا البناء

ر عليه شريكه ، مع سكوت من الشريك الذي لم يعمر شيئا عما عم

فما هو الحكم الشرعي في الفقه اإلسالمي بشأن حصة الشريك الذي

، هل يأخذ ثمن حصته من األرض والداميا لم يعمر على األرض

ويخرج من الشركة؟

أم يأخذ صاحب البناء قيمة بنائه ويهدم البناء الذي ليس في

[ حصته؟!

التوقيع

محمد زهير الدواليبي

الجواب

: هلل التوفيقنص الفتيا؛ قلت وبا

( المطلب األول؛ تحرير محل الفتيا؛1

: السكوت هنا أن الشريك الذي لم يعمر له حالتان

إما أن يكون سكوت خوف أو إكراه من الشريك اآلخر أو -1

تسليم باألمر الواقع حيث ال حيلة له لكونه ضعيفا أمام شريكه القوي

، وهذا السكوت ال األدبية بسبب من أسباب القوة أو السطوة أو القوة

، بل فرض عليه قيمة له ألنه ليس صادرا عن رضا وال عن اختيار

، فوجوده حينئذ كعدمه ويعد هذا الشريك الملزم ال إذن منه فرضا

Page 336: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

336

، مطلقا بل هو رافض ضمنا لهذا البناء على حصته من األرض

. إلى ساكت قول( فالسكوت حينئذ يدخل تحت قول الفقهاء )ال ينسبوإما أن يكون هذا السكوت نابعا عن رضى وصادرا عن -4

. اختيار فهو إذن شرعا وله قيمة اإلذن وحكمه كامال

ر أئمة : صورة غصب ففي الحالة األولى - ، وفي هذه الصورة قر

المذاهب األربعة باالتفاق على أن الغاصب يلزم برد المغصوب

لة ما أحدثه فيه من بناء لقوله صلى هللا عليه إلى صاحبه وإزا

وسلم )ليس لعرق ظالم حق( رواه أبو داود عن عروة بن الزبير

. مرفوعا )رضي هللا عنه( : وتفصيل آراء المذاهب في هذه المسألة كما يلي

قول الحنفية؛ فلو غصب غاصب أرضا فبنى فيها وكانت قيمة -

البناء ورد األرض فارغة الغاصب على هدم …األرض أكثر

، فإن كانت قيمة البناء أكثر فله أن إلى صاحبها كما كانت

يضمن للغاصب قيمة البناء مقلوعا رعاية لمصلحة الطرفين

. ودفعا للضرر عنهماح بعالمة ابن عابدين في شتى الوصايا نقال عن قلت؛ هذا ورج

ب التفريغ مطلقا سواء المولى أبو السعود مفتي الروم القول بوجو

. أكانت قيمة البناء أكثر من قيمة األرض أم ال فلينظروص 142ص 2وج 322ص 3انظر حاشية ابن عابدين ج

232

قول المالكية؛ من غصب أرضا فبنى فيها أو بها فيجيز المالك -

حون مصلحة المالك صاحب بين المطالبة بهدم البناء فلم يرج

. الحق

Page 337: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

337

لشافعية؛ يكلف الغاصب بهدم البناء وإعادة األرض كما قول ا -

كانت وأرشب النقص إن حدث وأجرة المثل في مدة الغصب إن

، ولو أراد المالك تملكها بالقيمة أو إبقاءها كان لمثلها أجرة

بأجرة لم يلزم الغاصب إجابته وذلك عمال بحديث )ليس لعرق

. ظالم حق(

الشافعية في البناء على األرض وقال الحنابلة مثل قول -

المغصوبة عمال بحديث )ليس لعرق ظالم حق(

، وذلك إذا كانت القرائن ب( الحالة الثانية؛ صورة اإلذن

توحي وتفيد أن هذا السكوت من الشريك على عمل شريكه في غير

، ولو كان في صورة حصته نابع عن الرضا واإلذن الضمني بذلك

ل الفقهاء )السكوت في معرض الحاجة إلى البيان عمال بقو. سكوت

وري أو الضمني من بيان( وذلك النتفاء ما يدل على اإلكراه الص

. الشريك لشريكهره العالمة ابن عابدين وحينئذ نأخذ بقول الحنفية وهو ما سط

وارتضاه في حاشيته )رد المحتار على الدر المختار( قال رحمه هللا؛

ير إذنه( فلو بإذنه فالبناء لرب الدار ويرجع عليه بما قوله )بغ ]

أنفق جامع الفصولين من أحكام العمارة في ملك الغير وسيذكر

ال [ ا الشارح في شتى الوصايا مسألة من بنى في دار زوجته مفص

وقال في شتى الوصايا من 142ص 2هـ حاشية ابن عابدين ج

: تحت قول صاحب الدر الجزء نفسه من الكتاب نفسه ما نصه؛

ر لنفسه بال إذنها فالعمارة له إلخ( قال العالمة ابن )ولو عم

عابدين رحمه هللا؛

Page 338: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

338

وفي جامع الفصولين عن العدة؛ كل من بنى في دار غيره ]

، ولو لنفسه بال أمره فهو له وله رفعه إال أن بأمره فالبناء آلمره

[ ا هـ يضر بالبناء فيمنع

ذكر في الفوائد الزينية من : ] ة ابن عابدين كذلكوقال العالم

عى أنه كان بإذنه رف في ملك غيره ثم اد كتاب الغصب إذا تص

[ ا هـ فالقول للمالك

انظر حاشية رد المحتار على الدر المعروفة بحاشية ابن

هـ 1434ط بوالق سنة 232ص 2عابدين ج

( المطلب الثاني؛ تحرير الفتيا4

ر اآلن بعد تحرير محل الفتيا أن عمارة الشريك على تحر

ة نفسه ال شيء فيها وال خالف ر على حص ، وإنما انحالف حيث عم

حصة شريكه بناء فال يخلو األمر من حالتين؛

الحالة األولى أن تكفي القرائن اللفظية أو الحالية على وجود -

وتقوم مقام ، فيؤخذ بهذه القرائن حينئذ اإلذن أو عدم وجوده

ها . التصريح وال سيما إذا رضي الطرف اآلخر بها وأقر

والحالة الثانية؛ أن ال تفي هذه القرائن بالغرض ويكون األمر -

، فحينئذ نأخذ بقول المالك ألنه هو صاحب الحق فالقول مبهما

. قوله في صدور اإلذن عنه أو عدم صدورهوهللا تعالى أعلم وأحكم وعلى هذا فقوله الفصل في هذه المسألة

. والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات مصادر البحث ومراجعه

حاشية رد المحتار على الدر المختار للعالمة ابن عابدين ج -1

هـ 1434ط بوالق سنة 2وج 3

Page 339: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

339

وما 194ص 4اللباب شرح الكتاب للغنيمي الميداني ج -4

. بعدهاص 4لموصلي ج االختيار شرح المختار البن مودود ا -3

هـ بتحقيق الشيخ محمود 1323ط الباني الجلبي سنة 142

. أبو دقيقة 2الفقه اإلسالمي وأدلته لألستاذ الدكتور وهبة الزحيلي ج -2

. ط دار الفارابي بدمشق. وما بعدها 331ص جامع الفصولين البن قاخي سماونة محمود بن إسرائيل ج -2

4 .

اللطيف صالح الفرفـورد/ محمد عبد -وكتبـها أ

خادم العلم الشريف بدمشق الشام

Page 340: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

341

فتـوى شرعيـةسأل السيد األستاذ الشيخ حسن طناطرة ابن موالنا العالمة

الشيخ محمد سعيد طناطرة حفظه هللا قال؛

. رجل أراد أن يأخذ من آخر ماال على سبيل التشغيل ]

دون أن يكون )مضاربة( ويقطع له مبلغا معلوما يأخذه كل شهر

، ما حكمه؟ وهل هناك حل شرعي ليتم األمر وفق ما الشريك

[ ا هـ ذكرنا؟

الجـواب

: : قلت وباهلل التوفيـق نص الفتيا

، كلمة )التشغيل( تعني بالوف شركت المضاربة أو القراض ]

وال يجوز في الشركة أخذ األجر المعلوم ألنه يصير قرضا جر نفعا

، ولذلك يجب أن ال يكون نزل تحت أية تسمية كانت فهو ربا مهما

. هناك اتفاق في شركة المضاربة هذه على أي مبلغ قل أو كثر ولكن لو اتفقنا على نسبة من الربح كأن يكون ثلث الربح للمال

، أو نزه ذلك وثلثاه للعمل مثال وهو المتعارف عليه في بالد الشام

ن أن الشركة هذه تحتمل الربح والخسارة ، ويشترط كذلك بيا للعرف

جزءا من . …، فحينئذ يجوز أن يأخذ الشريك معا وليس الربح فقط

الربح متفقا عليه في العقد تحت الزيادة والنقصان والحساب في آخر

، ويكون ما أخذه من المال السنة الهجرية أو الميالدية كما عليه االتفاق

حساب فقط تحتمل زيادة أو نقصانا أو ربحا ومن األرباح دفعات على ال

[ ا هـ وخسارة فذلك جائز إن شاء هللا وهللا أعلم ج

م4111سنة 43/8هـ 1244سنة 2/2دمشق الشام في

وكتبها د محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور

Page 341: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

341

خادم العلم الشريف بدمشق الشام

Page 342: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

342

عقد شركـة

بين فريقين مسلمين علـى استثمـار جهاز ألف ليرة سورية 95مبيوتر ثمنه ك

ألف ليرة سورية من ثمن الجهاز 91: يدفع الفريق األول

. وغير مكلف بغير ذلكآالف ليرة سورية من ثمن الجهاز 2: يدفع الفريق الثاني

ويقدم خبرته وكافة مستلزمات العمل على هذا الجهاز من تدريس

. . وتأمين المكانعلى استثمار هذا الجهاز مناصفة ربحا : اتفق الفريقان العقـد

. وخسارة . 1992تـم هذا العقد عام

: المطلـوب

فما هو نصيب . إذا كان العقد السابق صحيحا شرعا -1

الفريق األول وما هو نصيب الفريق الثاني إذا أراد الفريقان فك

. الشركةليرة 111. 31( حوالي 1993علما أن ثمن الجهاز حاليا )

. سوريةفمـا هو الحل . إذا لم يكن العقد السابق صحيحا شرعا -4

. الشرعي المناسب . والحمد هلل رب العالمين

Page 343: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

343

الفريق األول الفريق 12/2/1993

الثاني

بسم هللا الرحمن الرحيـم

: والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

: عقد شراكة بين اثنين على جهاز كمبيوتر الفريق السـؤال

" ليرة سورية من قيمة الجهاز وهو غير 111. 91األول دفع "

. مكلف بغير ذلك" ليرة سورية من ثمن الجهاز 111. 2والفريق الثاني بدفع "

. ويقدم خبرته وكافة مستلزماته من عمل وغيره . ز مناصفةواتفقنا على استثمار هذا الجها

فما هو نصيب كل فريق منهم اليوم إذا أرادا حل هذه الشراكة

. " ليرة سورية111. 31علما أن ثمن الجهاز اليوم حوالي ": هي خلط أحد المالين باآلخر بحيث : عقد الشراكة الجـواب

ال يمتازان عن بعضهما

وهذا العقد الحاصل في السؤال يسمى بشركة االختار وهي

تي تنشأ بفعل الشريكين مثل أن يشتريا شيئا أو يوهب لهما شيء ال

. فيصير المشتري والموهوب مشتركا بينهما شركة ملكوهي أيضا تدخل تحت شركة العنان وهي الشركة التي ال

يشترط فيها المساواة ال في المال وال في التصرف فيجوز أن يكون

وز أن يكون أحدهما مال أحد الشريكين أكثر من اآلخر كما يج

مسؤوال عن الشركة واآلخر غير مسؤول ويجوز أن يتساويا بالربح

أو يختلفا فيوزع الربح بينهما حسب الشرط الذي اتفقا عليه وأما

الخسارة فتكون بنسبة رأس المال فحسب عمال بقاعدة "الربح على

Page 344: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

344

شرط والوضعية على قدر المالين" وفاء عليه العقد صحيح بين

ين ويمكن أن نقسم الخسارة في الجهاز اليوم على حسب نسبة الفرع

المبلغ الذي دفع فيه عند حل عقد الشركة على أساس تقسيم المبلغ

" على أسهم الشركة فتعتبر أسهم الشركة 111. 92األساسي وهو "

نقسم 2. 9" ليرة سورية فيكون أسهم الشركة 111. 11كل سهم "

كل واحد من الشريكينفيخرج نصيب 31على 2. 9

آالف ليرة 3123فكل عشرة أسهم قيمتهم

3123 ×9 =48241 3123 ×1 .2 =11238 .2

499999 . 48241فيكون للفريق األول من أصل الثالثين

. 2فيكون للفريق الثاني من أصل الثالثين وهو الذي دفع " "2 . 1238" ليرة سورية في أول عقد الشركة مبلغ وقدره " 111

ويكون المجموع المبلغ ثالثون ألف ليرة سورية وهو ثمن

. الجهاز اليوم

وهللا تعالى أعلم

والحمد هلل رب العالمين

2/23بدائع الصنائع 2/41: فتح القدير المراجع

حسان الطحان

392-2والفقه اإلسالمي وأدلته

42/2

Page 345: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

345

د الشراكةالربح فـي عق بسـم هللا الرحمن الرحيم

فتـوى شرعيـة حضرة األخ الفاضل الحاج قاسم بكري صدقي وفقه هللا ورعاه

السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته؛ وبعد؛

، أسأله تعالى أن يجعلني كم حسن ظنكم بكاتب السطورلفأشكر

. . . آمين. خيرا مما تظنون وأن يغفر لي ما ال تعلمون

أن يرزقني هللا القبول وحسن الختامو

جوابا لرسالتكم حول االستفتاء؛

أفيدكم على مذهب اإلمام األعظم أبي حنيفة رحمة هللا تعالى

، وأنه ورضي عنه وعن سائر األئمة المجتهدين أن هذا العقد شركة

ا لم يتم ذلك كان ينبغي على المتعاقدين أن يعيننا الربح في ، ولكن لم

م حينئذ العرف العام السائد في هذا البلد حيث مجلس العقد فإننا نحك

، وهو أن يكون ثلث الربح للمال وثلثا الربح ال حد وال شرط للربح

هذا هو العرف وفيما أعلم وهو ما يجب أن يصار إليه في . للعمل

يكون بحسب ، والقبض بلدنا دمشق الشام والقطر العربي السوري

، فإذا أخذ صاحب المال حقه وهو ، إذا لم يتفق عليه عرف التجار

، وإن رضي بأقل من حقه جاز؛ ألن من ثلث الربح فبها ونعمت

، وال يجوز أن يأخذ أكثر من حقه ملك حقا ملك إسقاطه أو تخفيضه

. وهللا تعالى أعلم إال على سبيل الهبة والتبرع برضا الطرف اآلخر م1994سنة 42/2دمشق /

Page 346: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

346

عبد اللطيف . وكتب مدرس دمشق خادم العلم الشريف د

الفرفـور

بسـم هللا الرحمن الرحيم. ، والصالة والسالم على من ال نبي بعده الحمد هلل وحده

وبعـد

: فيا أيها األخ الفاضل السيد أيمن المصري رعاك هللا

لخطي بشأن الحركة؛ الذي يظهر من السؤال جوابا لسؤالك ا

أن البائع ال عالقة له بك ألن المحل كتب في العقد باسم شركك

، وهكذا فالبيع الثاني صحيح حيث باع شريكك المحل للبائع فقط

األول بربح قدره خمسون ألف ليرة سورية فوجب تسديد المبلغ كله

ال باع. / ل1111. 11/ تباره بائعا والقباني هو س إلى شريكك أو

، فإذا انتهى الموضوع إلى هذا الحد الصحيح فأنت شريك الشاري

ضمنا في شركة بينك وبين شريكك مشروعة صحيحة شفوية ال

، وما شراء عالقة للغير بها ألنها متفق عليها قبل شراء المحل

ا ، لذا فالربح هذ المحل إال ثمرة من ثمرات هذه الشركة الشرعية

يجب أن يكون بينكما مناصفة فلك أن تأخذ رأسمالك مع الربح أي

رأسمال ربـح

، وكأنك جعلت شريكك س. ل 111. 42+ 111. 42

، وهو عمل صحيح وكيال عنك في شراء المحل عم بيعه تماما

، وهللا أعلم وربح مشروع في الفقه اإلسالمي

ن لي بعد عيد الفطر إن شاء هللا ، فستكو أما بالنسبة للدروس

تعالى دروس علمية خاصة لطالب العلم الشرعي وسأحدد مكانها

Page 347: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

347

ة ليس فيها التزام وال تبني بل هي وزمانها ، لكنها دروس شبه عام

، ولكنها دسمة جدا أقرب إلى دروس علماء العصر من جهة الشكل

بنعمته تتم إن شاء هللا من جهة المضمون والحمد هلل الذي

. الصالحات هـ1219دمشق غرة شعبان سنة

م1989آذار سنة 11

وكتب خادم العلم الشريف بدمشق الشام

الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور

عضو مجمع الفقه اإلسالمي بجـدة

Page 348: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

348

سيدي الشيخ الجليل الدكتور عبد اللطيف الفرفـور المحترم

تهالسالم عليكم ورحمة هللا وبركا

، وأدامكم زخرا للمسلمين أما بعد فإنني أدعو لكم بطول العمر

سيدي أطرح عليكم السؤال التالي فيما يتعلق بالبيوع حسب

: طلبكم بإيراد مشكلتنا كتابيا

اتفقت مع زميل لي على شراء محل في قرية سقبا على أن

مع نعمل فيه شراكة وكان االتفاق أن آتي في اليوم التالي للتداول

ولكن شريكي اجتمع مع صاحب . صاحب المحل في أمر الشراء

المحل ليال وتم البيع وقعا عقدا تضمن أن يدفع ناقض العقد مبلغا

وقدره خمسون ألف ليرة سورية عند الصباح فوجئت باألمر الذي

تم ودفعت نصيبي ووقعت اسمي شاهدا حيث لم يرد اسمي في

، نقض البائع بالبيع ورجع عنه ، ولكن قبل استالم المحل العقد

وحين حاولت إقناعه باالستمرار بالبيع ادعى أنني لست الشاري منه

وأنني مجرد شاهد على مبلغ مدفوع ولك هذا حبر على ورق أي

، أبلغت شريكي أن المحل شرعا لنا وأنني طردت بلباقة من المحل

ه خمسون أريد استالم المحل أو أن يشتريه منا بزيادة ربح مقدار

، وهذا ألف ليرة سورية فأبلغ شريكي صاحب المحل بالشروط

األخير وافق عليها وعندما سمعت درسكم عن البيوع لم أستلم من

س نصيبي من فرق البيع . ل 111. 42صاحب المحل مبلغ الـ

فهل هذا المبلغ شرعا لي أم أنه يدخل في باب من أبواب الربا أفيدنا

. كل خيربالنصيحة جزاكم هللاسيدي الشيخ الجليل عذرا ال طالت الرسالة ولكن سؤالي التالي

هو أنني أبلغكم سابقا عن رغبتي بالسفر إلى مصر لتلقي العلوم

Page 349: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

349

الدينية وأبلغتموني باشتماله هذا األمر وأنك في مطلع العام الحالي

، نود انتقاء عدد من مريدي العلم وقد أكون منهم

، داري نفسي والذنوب قد قه إلى حب هللاسيدي إن نفسي توا

فمنهم لم يروي ظمأي إلى –أثقلت كواهلي وطرقت أبواب العلماء

. العلم ومنهم وصد األبواب في وجهي استحلفك باهلل أن تمد لي يدك وتروتي ظمأي وتطيب نفسي

وأخيرا عذرا إذا تماديت وأرجو منكم السماح والغفران

. والدعوة الصالحة

سالم عليكم ورحمة هللا وبركاتهوال

ولـدكـم

أيمن المصري

Page 350: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

351

فتـوى شرعيـة : األخ السائل فريد ظاظا المحتـرم

: إنني مسـتأجر لمنزل منذ عشرة سنوات وبعد نص السؤال

خالفات مع صاحب المنزل اتفقت معه على شراء المنزل منه بعد

ر ، حيث يحق للمستأج أن أجمع الجوار وأهل العرف على ذلك

، واتفقت مع صاحب شراء المنزل الذي يشغره بنصف قيمته

س حيث أن المنزل قيمته . ل 111. 121المنزل على شرائه بمبلغ

. س. ل 111. 311الفعلية والمنزل بيعه عن طريق الكاتب بالعدل )وليس عن طريق

طابو رسمي( وعندما اجتمعنا عند الكاتب بالعدل وجدنا أن المنزل

، أي أنه مقام على أرض مسروقة من أصل المحضر ويةليس له ه

ولست أدري هل يعلم صاحب المنزل بأن األرض أساسا مسروقة أم

، وأقر الجوار وأهل ، وشرائي للمنزل أمر ضروري ال مفر منه ال

س حيث أن منزل بال . ل 111. 111العرف شراء المنزل بمبلغ

ا هي فتواكم أو إرشاداتكم ، فم هوية ال يباع وال يشترى فيما بعد

حول هذا الموضوع؟

: : األخ السائل بعد قراءة سؤالك أقول وباهلل التوفيق الجـواب

إذا تبين أن األرض التي عليها الخالف مسروقة أو مغصوبة

بمعنى أن الطرف اآلخر ال يملكها فهو قد أجر ما ال يملك وأراد أن

. والبيع باطل يبيع ما ال يملك فكل من عقدي اإلجازةوال سيما أننا عرفنا من نص السؤال أن األرض ليس لها هوية

وال ملكية أي أنها أمالك عامة سرقها بعض الناس في الماضي

Page 351: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

351

وأقاموا عليه منزال وأجروه وأرادوا أن يبيعوه فهذه العقود حلها

. والعقد باطل ليست له نتائج فقهية. باطليستطيع أن يبيع وال أن وواضع اليد غاصب أو سارق ال

. يؤجر شرعا وقانونا وكل درهم ينفق في هذا الوجه فهو سحت على اآلخذ دون

، ولكن يجوز من باب الصلح أن يدفع طالب األرض مبلغا الدافع

من المال يتفق عليه ال ثمنا وال أجرة ولكن مقابال لرفع اليد من باب

يقيم الناس عليها بعض المصالحة فترجع األرض أمالكا عامة

، وهللا تعالى المنازل باألمر الواقع معرضة للهدم في كل لحظة

. أعلم هـ1212سنة 41/3دمشق الشام

م1993/ سنة 2/9

وكتبها

األستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور

خادم العلم الشريف بدمشق الشام

بسـم هللا الرحمن الرحيمعميد كلية العلـوم . . عبد اللطيف المقر فضيلة الدكتور محمد

اإلسالمية

. . تحية لصدركم الرحـب : فايـز وفريد ظاظا مقدمة لسماحتكم

حيث توفي والدنا منذ سنوات قليلة وكنا نعيش مع بقية أفراد

وبعدها أسس كل أخ وأخت منا أسرة . . العائلة بمنزل باألجرة

Page 352: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

352

مع زوجته والسيدة والدتنا وبقي شقيقنا األصغر . . ومنزل مستقل

بالمنزل المذكور حيث اشتراه الشقيق األصغر من صاحبه بمبلغ

في الوقت الذي تساوي قيمة المنزل فارغا . . س. ل 111. 321

بعد اتفاق بينه وبين صاحبه . . س. / مليونان ل111. 11. 4/

اجنا /أي على مبدأ شراء المستأجر من المؤجر الذي ال حيلة له بإخر

. . من المنزل/

؟. . هل هـذا الشراء صحيح شرعا (1 . . هل لنا نحن األخوة الباقين حق اإلرث من هذا المنزل (4

؟. . وهل هو إرثا

؟ . . وما هـي الفتوة الشرعية بذلك وتفضلوا بقبول التحية

بسم هللا الرحمن الرحيم : الجـواب على السؤال المرفق وباهلل التوفيـق

قول السادة األحناف تنفسخ اإلجارة بموت أحد المتعاقدين )ي

المستأجر ذلك(

ويقول جمهور الفقهاء إن اإلجازة ال تبطل بموت أحد

العاقدين ويتملك المستأجر المنافع بالعقد دفعة واحدة ملكا الزما

، وعليه فإن فيورث )أي الملك( عنه كما يورث الشي المبيع

يفيد أن وفاة الوالد تعني انتهاء عقد القول بما قرره األحناف

، وإن الشقيق األصغر الذي اإليجار وانقطاع حق الورثة فيه

بقي في المنزل هو مستأجر جديد أقره المؤجر على سكناه بالعقد

السابق لإليجار وإن شراء الدار المستأجرة من مالكها تم بعقد

هما؛ فيملك متفق عليه بين المالك والمستأجر بإيجاب وقبول بين

Page 353: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

353

، وال يحق لورثة أبيه شيء من هذه الشقيق األصغر الـدار

. الـداروعلى القول بما قرره جمهور الفقهاء؛ فإن خروج الورثة

من الدار المستأجرة يعني انتهاء االنتفاع بالمستأجر الستقاللهم

ببيوت خاصة مع إبقاء الشقيق األصغر في المنزل المستأجر

ة من ماله الخاص فيفيد أن الشقيق األصغر هو وقيامه بدفع األجر

، المستأجر الوحيد للمنزل بعد تخلي بقية األخوة عن السكن فيه

وعليه فإن اشترى الشقيق األصغر المنزل من مالكه بعقد بيع

بينهما فهو ملكه وال يحق إلخوته )أو الورثة( شراء المنزل مهما

. لى أعلم(يكن ثمن الشراء بخسا أو باهظا وهللا تعا 2وج 2الزحيلي ج . ينظر الفقه اإلسالمي وأدلته لـ د

كتاب اإلجارة 4اللباب شرح الكتاب ج

141/11/1992

بسـم هللا الرحمن الرحيـمالميراث الذي لم يتم توزيعه بل بقي بيد واحد من الورثة ينتفع

ا فما حكم هذ. به وحده وقد زاد عليه بناء جديدا وأجر هذا الجديد

البناء الجديد وحم االنتفاع به وهل يطيب ذلك ويحل ألسرته؟

ثم مجموع ما يعود عليه من أجرة أصل الميراث أو الزائد (1

عليه الذي أحدثه هو علما أن له حصة في الميراث فما هو

. حكم هذا المال العائد عليه؟

ما حكم المستأجر أو المستثمر لهذه العقارات أو العمل عند (4

ا الغاصب في أمالكه المغصوبة وهل يطيب للمستأجر أو هذ

Page 354: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

354

المستثمر أو العامل أجرته أو مقابله وهو يعلم أن هذا العمل

. أو العقار مغصوب

هذا الوارث كان قد أخذ وكالة قانونية وهي مطابقة للشريعة (3

من أخواته وبموجب هذه الوكالة يتصرف في الميراث بيعا

ولكنهم أي أخواته . ارا إلى ما هنالكوشرا وإيجارا واستئج

)بقية الورثة( في غير عالمات بحقيقة ومعنى ما يتوجب على

هذه الوكالة العامة ألبيهم وجهلهم وهن غير مكترثات بما

يفعل وغالبا هن راضيات بذلك ولكن لو ترك األمر لهن

. لربما اختلف األمر

كل ما يأخذ فإن كانت الوكالة صحيحة فما يطيب له ويحل

ويستثمر ويقبض من وراء ذلك الميراث؟

بسـم هللا الرحمن الرحيـمجواب السؤال األول؛ ال يجوز أن يبقى البناء كله بيد واحد (1

من الورثة وهو مشاع بل يجب تخصيصه شرعا حسب

، فإن زاد عليه بناء جديدا بغير إذن األسهم واألنصباء

قيمة البناء فقط وال يجوز الورثة فاألرض للورثة ويأخذ هو

، فإذا أجره وجب األجر للورثة كلهم وليس له تأجيره

. ، بل هو شريك لهم في ذلك وحده

وأما أجر الميراث الذي كان سابقا أو الذي أحدثه فهو شريك (4

. للورثة يأخذ منه حسب سهمه

والمستثمر أو المستأجر لهذه العقارات ال عالقة له بالغصب (3

، أما التقاء الشبهة بالمغصوب وال إثم عليه فتوى وال

. فاألفضل التورع عنه

Page 355: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

355

نة وال المفصلة وجزئياتها ال قيمة (2 الوكالة العامة وغير المبي

لها أدبية وليست ذات عمق فقهي محدد وال قناعة القيمة من

ل ال يعلم شيئا ، ولكنه وكل على الثقة وهذا الموكل بل الموك

. وهللا أعلم. شرعا من أساسه غير مقبول

هـ1244سنة 3/8دمشق

م4111سنة 41/11

د محمد عبد اللطيف صالح الفرفور -وكتبـها أ

خادم العلم الشريف بدمشق

Page 356: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

356

الفصل الثاني

القول في زكاة األسهم والسندات في الشركات

تصديرطلب إلي مجمعنا مجمع الفقه اإلسالمي بجدة أو أوافيه ببحث

، ولقد بحث هذا الموضوع المعن في ة أسهم الشركاتعن زكا

، ولما يصل فيها المجمع إلى نتيجة الدورة الثالثة للمجمع في عمان

، فكتبت هذا البحث ، فأدليت بدلوي بين الدالء فرضية آنذاك

، ثم أثبت عرضت فيه ما كتب فقهاؤنا المعاصرون في هذه الواقعة

. ول الراجح فيما ظهر لي وهللا أعلمما وفقني هللا تعالى إليه من القهذا؛ وإني ال أزعم أن ما توصلت إليه هو مراد هللا عز وجل

، ال بل هو محض اجتهاد يقبل الخطأ وحكم هللا في هذه الحادثة

. ، وهللا الموفق والصواب ويأبى هللا العصمة لكتاب إال لكتابه المجيد

وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل

بحث األولالم

خالصة لما ذهب إليه المجمعيوناألصل في وجوب الزكاة على مالك األسهم النظر إلى قصده

: من تملها

، فتجب فيها زكاة عروض فإن كان لغرض المتاجرة فيها -آ

. ، وذلك على أساس قيمتها في السوق التجارة

Page 357: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

357

وإن كان غرضه من تملكها الحصول على األرباح منها -ب

، إال ، فتجب الزكاة في ربحها مع استقبال الحول المتاجرة بهادون

إذا كان في الشركة نقد سائل وعروض معدة للبيع أو التصنيع ولم

تكن الشركة قد قامت بزكاة هذه األموال فيخرج المساهم ما يقابل

. أسهمه من زكاة هذه األموالع زكاة وكذلك إذا كانت الشركة زراعية ولم تقم الشركة بدف

. الحبوب والثمار فيدفع المزكي الواجب عليه منها)يرجع إلى المشروع التحضيري لقرارات المجمع في الدورة

ان( . الثالثة في عم

Page 358: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

358

المبحث الثاني

خالصة لما ذهب إليه فقهاء معاصرون

خالصة لما ذهب إليه األستاذ المودودي

: فـي كتابه )فتاوى فـي الزكاة(مة األستاذ أبو األعلى المودودي في رسالته القيمة ذهب العال

)فتاوى في الزكاة( إلى وجوب الزكاة قطعا في أسهم الشركات

، لكنه بعد ، ولم يتعرض للشركات الزراعية فيما أحسب التجارية

ر الشركة والمساهم في إخراج هذه الزكاة ، فإن أحبت ذلك خي

، لها رج هي الزكاة عن سهمهالشركة باالتفاق مع المساهم أن تخ

، وإن أحب الشريك ذلك باعتبارها وكيلة عنه وشخصية اعتبارية

المساهم أن يخرج هو من سهمه باالتفاق مع الشركة على ذلك فله

ذلك وال حرج ألنه هو األصل المالك للسهم في نظر األستاذ

. المودودي رحمه هللاة من الشريك المساهم وال يخرج إخراج الزكاة مرتين مر

. ومرة من الشركة المساهمة ألنه خالف األصل المعمول به شرعا

نص مقولة الدكتور وهبة الزحيلي

فـي كتابه )الفقه اإلسالمي وأدلته(ند السندات جمع سند ين ، والس : تعهد مكتوب بمبلغ من الد

ر )القرض( لحامله في تاريخ معين . ة، نظير فائدة مقد

Page 359: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

359

، ، وصاحبه مساهم فالسهم يمثل جزءا من رأس مال الشركة

، وحامله مقرض والسند يمثل جزءا من قرض على شركة أو دولة

. أو دائن، أما التعامل بالسندات فحرام والتعامل باألسهم جائز شرعا

بوية وبالرغم من تحريم التعامل بالسندات الشتمالها على الفائدة الر

فتجب (1)إن ذلك ال يمنع شرعا من التملك التام فتجب فيها الزكاةف

زكاتها بحسب قيمتها الحقيقية في البيع والشراء كزكاة العروض

، أي تؤدى زكاتها على رأس المال مع أرباحها في نهاية التجارية

%( في المائة إذا كان األصل والربح 2. 4العام القمري بنسبة )

. ل مع مال مالكها نصابا ، أو يكم نصابا ويعفى الحد األدنى للمعيشة إذا لم يكن لصاحب األسهم مورد

، هذا في الشركات كأرملة ويتيم ونحوهما. . رزق آخر سواها

. التجاريةر األسهم بقيمتها الحالية مع أما في الشركات الصناعية فتقد

. حسم قيمة المباني واآلالت وأدوات اإلنتاج: أنه تجب زكاة األسهم والسندات بمقدار ربع ملة القولوج

، %( قيمتها مع ربحها في نهاية كل عام هجري2. 4العشر أي )

على مالكها الذي حال عليه الحول بعد تملكها أو تؤدى الزكاة جملة

واحدة عن غلة الشركة وإيرادها بمقدار العشر من صافي األرباح

لثمار باعتبار أن أموال الشركة نامية قياسا على نصاب الزروع وا

. بالصناعة ونحوها ـــــــــــــــــــ

( أما المال الحرام بعينه كالمغصوب والمسروق ومال الرشوة والتزوير واالحتكار 1)

، ويجب رده لصاحبه ، ألنه غير مملوك لحائزه فيه، فال زكاة والغش والربا ونحوها

. الحقيقي منعا من أكل األموال بالباطل

Page 360: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

361

ففي الحالة األولى )الشركات التجارية( نعد صاحب األسهم له

، وفي الحالة الثانية )الشركات الصناعية( نعد الشركة وصف التاجر

. (1)لها وصف المنتج

ـــــــــــــــــــ . وما بعدها 333ص 4( انظر كتاب )الفقه اإلسالمي وأدلته( للدكتور وهبة الزحيلي ج1)

Page 361: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

361

المبحث الثالث

القول الراجح الذي نصير إليه : تعالى أعلم؛ أرىوفي نظري وهللا

أنه بعد أن ذابت هذه األسهم والسندات في شخصية اعتبارية

، ال داعي للقول إن المالك يستطيع أن يخرج واحدة هي الشركة

، بل يجب على الزكاة عن سهمه أو سنده الذائب في أموال الشركة

هذه الشركة باعتبارها شخصية اعتبارية أن تخرج هي الزكاة عن

األسهم والسندات المتوفرة لديها الداخلة في ملكيتها في نهاية كل

% فقط دون أن يعطى هذا الحق للشريك 2. 4الحول القمري بنسبة

المالك للسهم ما دام هذا السهم ذائبا في الشركة فال سلطان هو عليه

في حق الزكاة إال إذا استرجعه لملكيته الخاصة وأخرجه عن مال

جع حينئذ من األموال الخاصة ويجري عليه حكم الشركة فإنه ير

. األموال الخاصة بمالكهاوال أوافق األستاذ المودودي وال الدكتور الزحيلي حفظهما هللا

، ال أوفقهما فيما ذهبا تعالى وجزاهما عن اإلسالم والعلم كل خير

. إليه من التخيير في دفع الزكاة بين المالك والشركةليست مخاطبة شرعا بالزكاة لعدم تكليفها صحيح أن الشركة

، وأكبر دليل ، ولكنها بالوكالة أو بالنيابة اإللزامية عن المالك شرعا

على ذلك أن المالك ال يستطيع أخذ سهمه المملوك له شرعا وسحبه

د متفق من الشركة التي تنوب عن المالك بالمتاجرة به قبل وقت محد

وكذلك هنا ال يحق للمالك أن يدفع هو ، عليه كعشر سنوات مثال

، الزكاة عن سهمه أو أسهمه ما دام هذا المال ذائبا في مال الشركة

Page 362: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

362

، وربما أدى إلى فإن هذا األمر يتعسر على الشركة ويربك حساباتها

. أن ترفض الشركة ذلك ويشح المالك فتضيع الزكاة على الفقراءدات مع تحريم التعامل أما جوهر دفع الزكاة في األسهم والسن

، فهذا أمر مسلم ال غبار بالسندات الربوية وحل التعامل باألسهم

. عليه ولم يحصل فيه اختالف بين الفقهاء القدامى وال المعاصرينوأما ما ذهب إليه بعض أعضاء مجمعنا الموقرين من قضية

رية ، ألن الشركة التي نتكلم عنها تجا ، فال أرى له وجها النية

، وهللا تعالى ، فال وجه لذلك شرعا فيما أرى وليست استثمارية

. أعلم

Page 363: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

363

الفصل الثالث

توظيف أموال الزكاة مع عدم التمليك للمستحق

فتوى فقهية في واقعة توظيف أموال الزكاة مع عدم التمليك للمستحق

تمهيد، يعتمد هذا البحث على مبحث آخر البد من التعرض له -1

هو )هل تغني اإلباحة عن التمليك في إخراج الزكاة الواجبة؟( نص و

الحنفية والجمهور من الفقهاء على أنه ال تجزئ عن الزكاة اإلباحة

، ألنه البد من تمليك لقوله تعالى )وآتوا حقه يوم واإلطعام

، فكل ما جاء في القرآن المجيد بلفظ اإليتاء يشترط فيه حصاده(

اإليتاء خاص معناه التمليك واإلختصاص دون اإلباحة ، ألن التمليك

: إذا دفع الغني للفقير المطعوم ناويا الزكاة ، لكن قالوا واإلطعام

، وكما ، كما إذا وضعه في سفط ووضعه في يده بنية الزكاة يجرئه

، فيصير الفقير ، ألنه بالدفع إلى الفقير بنية الزكاة يملكه لو كساه

. (1)، بخالف ما لو أطعمه معه من أكال من ملكه

ـــــــــــــــــــ . 3ص 4( رد المحتار ج 1)

Page 364: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

364

وأجاز بعض الزيدية احتساب ما يقدمه لضيوفه الفقراء من -4

، ثم أن تكون من ، وثانيها الزكاة بشروط أولها أن ينوي الزكاة

، وثالثها أن يصير إلى كل واحد ماله الطعام باقية كالثمر والزبيب

أو يخلي بينه ، ورابعها أن يقبضه الفقير قيمته وال يتسامح بمثله

وبينه مع علمه بذلك وخامسها أن يعلم الفقير أنه زكاة لئال يعتقد

. (1)مجازاته ورد الجميل بمثله

-المقصد من البحث -هل يصح توظيف الزكاة في مشاريع ذات ريع بال

تمليك فردي للمستحق؟لم يتعرض الفقهاء القدامى وال المعاصرون فيما أعلم إلى هذا

، وهي ما عمت يد الذي يصح أن يمسى نازلة أو واقعةاألمر الجد

، فوجب النظر من به البلوى واحتاج الناشيء إليه في هذا العصر

. جديد على ضوء القواعد الفقهية الكبرى في مذاهب فقهاء األمصاروالذي يظهر لي وهللا أعلم أنه يجوز ذلك )بشكل مؤقت ال

: بصورة دائمة( بشروط

ون هذا العمل الذي أجزناه استحسانا خالفا للقياس : أن يك أولها

للضرورة أو الحاجة بإشراف ولي األمر أو من يفوضه كالقاضي

. الشرعي، والنص في صك تشغيل هذه األموال على أنها مال الفقراء

، وأنه ، وأن هذا التوظيف مؤقت دعت إليه الحاجة وحقهم الخالص

، ويوقع لك هذه األموال للفقراءعند انتهاء هذا التوقيت فسوف تم

على ذلك القائمون على التوظيف مع تعهد رسمي بكاتب العدل ـــــــــــــــــــ

. 821ص 4، وفقه الزكاة ج 224( شرح األزهار وحواشيه ج 1)

Page 365: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

365

، وربما احتيج إلى كفالة أو رهن أو توثيق حفظا لحق الفقراء بذلك

في نهاية المطاف كي ال يكون ذلك التوظيف مدعاة الختالس هذه

ة باإلجارة ، كما حصل للعقارات الوقفية المؤجر األموال واغتصابها

، حيث اختلست في نهاية األمر من هؤالء المستأجرين أو الطويلة

. من ورثتهم: أن يكون في ذلك نفع بالربح للفقير ولو بأغلب الشرط الثاني

، ، أما إذا حصل الشك بالنفع أو بالخسارة أو استوى األمران الظن

. أو غلب الظن بالخسارة فال يجوزذلك بإشراف أهل الحل والعقدن وبيد : كون الشرط الثالث

أمناء موثوقين ومعروفين وأفضل أن يكون ذلك أيضا برأي القاضي

، وأن يكون الشرعي األول ورعايته كي ال تمتد إليها األيادي األثمة

عمل القائمين على هذا التوظيف مأجورا بأجر يراه القاضي

ف رفع كل ، فإذا انتهى األجل المضروب للتوظي الشرعي وعلمه

من القائمين على التوظيف يده وأعاد القاضي أو ولي األمر األموال

إلى الفقراء المستحقين بالتمليك الشرعي مع الربح الناتج عن ذلك

طيلة هذه المدة بعد قطع أجور العاملين والمصارف المشروعة

. والمتعارف عليها والضرائب األميريةالمال أو خزينة الدولة أما إذا وقعت الخسارة فأرى أن بيت

هي التي تتحمل هذه الخسارة المحتملة احتماال ضعيفا كي ال يضيع

. وهللا تعالى أعلم –، هذا ما ظهر لي حق الفقير، فهو أن األمر في نهايته راجع إلى ملكية الفقراء أما دليل ذلك

، وكل ما فعله ولي لهذا المال ولو بعد حين مع أرباحه وتثمريه لهم

األمر وأهل الحل والعقد أو من فوضه كالقاضي الشرعي هو زيادة

، هذه األموال بالتوظيف حتى تغطي حاجة الفقراء أو مصلحة األمة

Page 366: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

366

وليس هذا التوظيف إال مرحلة قبل التمليك اقتضتها المصلحة العامة

، ، أو والية من يفوضه بموجب والية ولي األمر العامة على األمة

. ذي بنعمته تتم الصالحاتوالحمد من ال

Page 367: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

367

بسم هللا الرحمن الرحيم

: (1مسـألة )أنا رجل أعمل مزارعا وأتعامل مع مصارف الدولة

الزراعية نأخذ منهم البذار والسماد ويختلف نوع البذار فمن

فنوعية المواد الزراعية التي . البذار القمح ومنه البطاطا أيضا

لسوق وإن وجدت فتكون فيها آخذها من المصرف ال توجد في ا

فمثال سعر . أسعار غالية ناهيك عما يترتب عليها من مسؤولية

. س عند الدولة أدفعه في آخر العام. ل 31كغ/ بطاطا والمصرف ملزم باستالم اإلنتاج بأسعار محددة أغلى من سعر

، باإلضافة إلى إشرافات من قبل الخبراء الزراعيين السوق

. إلى امتيازات أخرى للمزارع إضافة. مجانا

س . ل 31فإذا كان سعر كغ بطاطا من المصرف يساوي

. س إن لم يكن أكثر. ل 141يكون سعره من األهالي فما حكم استالم البذار من الدولة سواء كان قمح أم بطاطا

. أم مواد كيماوية أم غيرهاى المزارع مع العلم أنه إذا كان الدفع آخر العام يترتب عل -

. فوائد بخالف ما لو أخذها نقدا : وباهلل التوفيق الجـواب

التعامل مع البنك عند الضرورة جائز شريطة أن ال يكون

. على فائدة وأن يكون الدفع نقدا ال دينا كي تخلو من الفائدة واللـه أعلـم

م4111سنة 42/1

Page 368: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

368

: (2مسـألة )% والمروية 11لية فيها بالنسبة لزكاة الزروع األرض البع

. نصف العشر غير أنه اختلف في درجة اإلرواءفما هي كمية إرواء األرض بالتحديد ليترتب عليه نصف

العشر؟

: أرض تروى عن طريق " الرذاذ" وتسقى بماء فمثـال

السماء بآن واحد فما درجة إروائها بالرذاذ أي كم مرة تحتاج

. رض مرويةإلى اإلرواء ليطلق عليها أنها أعلما أن السقيا الواحدة تختلف عن االثنين أو الثالثة كما

وسعرا وإذا سقيت جريا تكون أفضل من ذلك كله بالشيء

. الكثير فكيف يزم األمر في ذلك

شـاكرين جهودكم

الجـواب؛ وباهلل التوفيق

، وما غلب ، فما غلبت بعليته فهو بعل كله العتبى لألغلب

، وهللا أعلم ي كلهسقيه فهو سق

م4111سنة 42/1

(3مسـألة )زراعة العدس تكون بعال غير أنه بعض المشايخ "الكبار"

أفتى بأن زكاته تكون نصف العشر لما يترتب في زراعة العدس من

مصاريف لم تكن موجودة من قبل من آالت حديثة أو مواد كيماوية

. أو غير ذلك

Page 369: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

369

يـوسف جمعة

توفيقالجـواب؛ وباهلل ال

العبرة للماء بعال وسقيا

فالبعل العشر

وبالسقي نصف العشر

وال عتبى لغير ذلك فهذا مورد نص وال مجال لالجتهاد في

مورد النص وهللا أعلـم

4111سنة 43/1

بسـم هللا الرحمن الرحيـم أستاذنا الفاضل

: السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته وبعـد

: ن ما يلـيأرجو من سماحتكم إجابتي ع

اشترك زوجي مع أحد األشخاص بشراء مكنة لصناعة -1

مفصالت حديدية وعندما أصبحت المكنة لديهم فقدت المواد األولية

الالزمة لها مما أدى إلى إفالس هذا الشريك وحاول بيعها لكن لم

، ويقال أن منزله أخذ منه يوفق أيضا وتراكمت على الشريك الديون

. لصالح آخرينباختصار نحن ال نعرف هل ستعود إلينا دراهمنا أم ال ؟ فهل

. تجب علينا الزكاة بهذا الشأن أم ال ؟لدينـا سيارة سوزوكي مؤجرة ونأخذ منها راتبا شهريا -4

. ، هل هناك ما تجب عليه الزكاة؟ ونصرفه

Page 370: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

371

، منذ فترة لدى زوجي مبلغ من المال يعمل به التجارة -3

ة ألحد الزبائن ولم يسترده لكن هذا الشخص يدفع اشترى به بضاع

له في بعض األحيان جزء من هذا المبلغ ويعود يأخذ به بضاعة من

. هل تجب الزكاة على هذا المبلغ؟. جديدرابعا وأخيرا عمتي وزوجها مريضان وليس عندهم أوالد -2

. وغير قادرين على صيام شهر رمضان وذلك بتقرير من األطباءجها ال يعمل وال يملك شيء يساعده في الحصول على نقود لكن زو

. األقارب خصصوا لهم راتبا شهريا يساعدهم على العيش . والسؤال ماذا يترتب عليهم بشأن إفطار رمضان

. والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاتـه نشكـر لكم تعاونكـم

مزيـن

الجواب بسـم هللا الرحمن الرحيـم

، ، والصالة والسالم على سيدنا محمد رسول هللا الحمد هلل

وعلى آله وصحبه ومن وااله

األخت الفاضلة السيدة مزين

بعـد السالم

سؤالك األول حول الشركة بين زوجك وصديقه؛ الراجح -1

، فإن كان الدين ميئوسا منه ثم أنه ال زكاة على زوجك حتى يقبض

ر هللا وقبضه زوجك يوما فعليه ا لزكاة من ساعة القبض فصاعدا قد

Page 371: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

371

، وإن كان الدين مرجوا إذا مر الحول القمري عليه وهو في ملكه

. فعليه زكاة سنة واحدة قبل القبض ثم ما زاد فبحسابهوسؤالك الثاني عن سيارة السوزوكي المؤجرة؛ ال شيء -4

عليها بذاتها ولكن تجب الزكاة على األجرة إذا استقرت في يدكم

. ابا وحال عليها الحول القمرينصوسؤالك الثالث؛ على زوجك الزكاة في هذا المبلغ الذي -3

ين ين يتجر به ما لم يصر دينا لزوجك في ذمة غيره حكم الد ، والد

، القوي على مليء وهو ثابت فيه الزكاة ولو كان في يد المدين

ين الضعيف فالزكاة على الدائن فعليه الزكاة ساعة القبض ، أما الد

ين ين على غير مليء)مفلس( أو الد على سنة ماضية فقط مثل الد

أما الميئوس منه فال زكاة فيه إال من ساعة . الذي ال إثبات عليه

. القبض فصاعدا ال شيء على عمك وزوجته إذا كانا فقيرين بهذه الشاكلة -2

هما هللا تعالى من فضله دفعا ، حتى إذا أغنا بل يستغفران هللا تعالى

( ثالثين ليرة سورية ال غير 31ما عليهما للفقراء عن كل يوم )

كفارة اإلفطار برمضان لعذر المرض المبيح للفطر وهللا أعلـم

وكتبهـا هـ 1211دمشق رمضان سنة

م خادم العلم الشريف بدمشق الشام1991سنة 2/

عبد اللطيف صالح محمد. د

الفرفـور

Page 372: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

372

بسـم هللا الرحمن الرحيـم : السالم عليكم ورحمة هللا وبركاتـه

غ اقتنيته لحاجة لي في 2. 33لدي قطع ذهب وزنه -

. المستقبل

هل تجب عليه الزكاة أم ال على المذهب الحنفي؟

. : كلما ادخرت مبلغا من المال أشتري به قطعة مالحظـةالزوجة إثما في حال استعمالها الموانع المختلفة هل ترتكب -

للحمل؟

ما رأيك أستاذنا الفاضل بشهادات "ج"؟ -

اختلفت مع بعض األقارب حول تحريم لعبة النرد وطلب -

. مني الحديث الدال على تحريمها مع سنده وروايته . أرجـو منكم إفادتي حول هذا الموضوع

مـزيـن

يـمبسـم هللا الرحمن الرح

فتـوى فقهيـة األخت مزين المحترمة

: : )زكاة الذهـب( جواب الفقرة األولى -1ليس على هذا المقدار من الذهب زكاة في المذاهب األربعة

. ( غ82ألنه لم يبلغ نصابا شرعيا وهو )وال مانع من االدخار عن طريق شراء الذهب مع أداء حق هللا

2. 322عيا وحال عليه حول قمري في الزكاة متى بلغ نصابا شر

. يوما

Page 373: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

373

: )موانـع الحمل( جواب الفقرة الثانية -2ال مانع للزوجة إذا استعملت الموانع المختلفة للحمل قبل

: العلوق بشروط ثالثة

، : أن ال يضر بالزوجة من الناحية الفيزيولوجية الشرط األول

. وال بالزوجألجل الفقر أو خوفا من الفقر أو : أن ال يكون الشرط الثاني

. خشية من الفقر القادم أو المتوقع، فإذا : أن يكون برضا الزوج والزوجة معا الشرط الثالث

. كان بغير رضا الزوجة فيحرم، وأفضل موانع الحمل على اإلطالق العزل الذي وردت هذا

رضا الزوجين به ا لسنة )كنا نعزل والقرآن ينزل( ويشترط فيه فقط

. معا

: جواب )شهادات االستثمار( جواب الفقرة الثالثة -3 : فيها تياران فقهيان معاصران

تيار مبيح وعلى رأسه األستاذ الزرقا واألستاذ الخفيف -1

. والدكتور الدواليبيم وعلى رأسه أستاذنا المرحوم الشيخ محمد أبو -4 وتيار محر

نهم الدكتور الضرير والذي يميل إليه القلب زهرة واعتبرها قمارا وم

: كتاب )الغرر( هو كراهة التحريم ألنه من )عقود الغرر( انظر

. للدكتور الصديق الضرير

جواب الفقرة الرابعة )العبة النرد( -4: حديث 2جاء في الترغيب والترهيب للحافظ المنذر في ج

ير( وفي رواية )فكأنما )من لعب بالنروشير فقد صبغ يده في دم خنز

Page 374: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

374

صبغ يده بدم خنزير( والنردشير بالفارسية هي لعبة النرد وهللا تعالى

. أعلم هـ وكتبهـا1211سنة 11/11دمشق

م خادم العلم الشريف1991سنة 2/2

محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور. د

طيف الفرفـور الموقـرالدكتور عبد الل

كلية العلوم اإلسالمية –جامع السادات

والدراسات العربية بدمشـق

Page 375: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

375

السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته

: نرجو التكرم ببيان الرأي الشرعي فيما يلي

هل يجوز شرعا استعمال بعض أموال الزكاة في المسائل

ء الخطر ، ومستقبل أبنائها وضرورة در المتصلة بصالح األمة

، كما في مسألة المخدرات والتوعية من إساءة األكيد عنهم

، وإيجاد استعمالها وعالج المبتلين بها من مرض التعاطي واإلدمان

األماكن والمؤسسات االختصاصية والوسائل الالزمة من أجل عالج

. المريض منهم وحماية السليم، والقياس والتكرم ببيان المستند الشرعي من الكتاب والسنة

. ، والسالم عليكم ورحمة هللا بأقرب وقت ممكن م1993/ 42/2دمشق الخميس

هـ1212محرم 2المـوافق

المحامي محمد نجاة العظم

جواب سعادة المحامي الفاضل األستاذ محمد نجاة العظم الموقر

: السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته؛ تحية وبعـد

كريمة وأنا على أهبة سفر إلى مؤتمر فلقد وصلت رسالتكم ال

علمي خارج القطر العربي السوري فأرجأت الجواب عنها حتى

رجعت من سفري منذ قريب

أما ما تفضلتم بالسؤال عنه بشأن صرف الزكاة في ذكرتم؛

: فهذه مسألة اختلف فيها الفقهاء؛ إلى تيارين

Page 376: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

376

ع لباب )في سبيل هللا( وهؤالء أجازوا صرف الزكاة فمن موس

هتم ، وهو قول مخالف عن للمشاريع الخيرية العامة التي ذكرتم ونو

. قول المذاهب األربعةبينما التيارين الثاني وهو الراجح ال يجيز ذلك الصرف إلى

، أو والتمليك -4فقر المصروف إليه -1: المذكورين إال بشرطين

. وحده كاف ، وهو وجود معنى الجهاد في سبيل هللا العاموأما عدا ذلك فال يجوز بالعدم وجود شرطي صحة وقوع

، وعلى ، وعدم وجود معنى الجهاد الزكاة وهما؛ بالفقر والتمليك

، وانظر ، وهو ما رجحته األدلة الشرعية ذلك مشت جمهرة الفقهاء

ص 4في ذلك كتاب/ فقه الزكاة/ للدكتور يوسف القرضاوي ج

232 – 229

الى أعلـموهللا تع

رئيس المجمع العلمي العالي بدمشق وعميد كلية العلو اإلسالمية والعربية

د محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور. أ

Page 377: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

377

بسـم هللا الرحمن الرحيـم

فتـوى شرعيـة : السؤال

هل يجوز أن أعطي خالة زوجتي زكاة مالي لتذهب إلى ]

[ الحج؟

: الجـواب

: أقول وباهلل التوفيق

ذا كانت خالة زوجتك فقيرة شرعا بأن كانت ال تملك نصابا إ

شرعيا زائدا عن حاجتها األصلية صح لك إعطاؤها زكاة مالك

، أما الذهاب للحج فيظهر أنه داللة على الغنى الشرعي وهو مطلقا

ملك النصاب فال يجوز إعطاؤها الزكاة لغناها شرعا وليس للحج

وهللا أعلـم

الشريفخادم العلم م1997سنة 26/12

Page 378: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

378

بسـم هللا الرحمن الرحيـم

فتوى شرعية : السؤال

عندي ضرائب مستمرة يجب دفعها للدولة بشكل طبيعي

معروف ولكن هذه الضرائب ال تدفع إال بعد سنتين من تاريخ

. الوجوب في الدفع فما حكم دفع الزكاة في هذه الحالة على هذه المبالغ الموجودة؟

: الجـواب

: أقول وباهلل التوفيق

هنالك حالتان لوجود األموال بحوزتك؛ إما أن تكون مخلوطة

. مع صندوقك أو مفروزة عنهفإذا كانت مخلوطة فطالما الحكومة لم تطالبك بها تخرج عنها -

الزكاة أما في نهاية السنة عندما تخرج الزكاة فتفصل دين

ومة بالضرائب كما هي الحكومة عن المال إذا طالبتك الحك

. العادة: فال شيء عليها من الزكاة طالما لم وإذا كانت مفروزة -

. تخلطها مع رأس المال عندكهـذا؛ والزكاة على رأس المال واألرباح معا ما عدا

. الحاجات األساسية من قوالب وعدد تصنيع

الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور اإلسالمي رئيس مجمع األمصار

Page 379: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

379

بسـم هللا الرحمن الرحيـم

فتـوى شرعيـة، صلى هللا على سيدنا وموالنا محمد وعلى آله الحمد هلل

وصحبه وسلم

: نص السـؤال

إني أقوم بالتقديم على المناقصات ويوجد شيء اسمه ]

، التأمينات األولية والتأمينات النهائية تدفع لضمان تنفيذ العقد

: "الكفالة المصرفية" ، وهناك طريقة؛ تسمى وهي تكون نقدا

يستغنى فيها عن دفع النقود حيث يتم الحصول على كتاب من

المصرف يكفلني فيها على هذا المبلغ والمدد التي أطلبها؛ ثالثة

، حيث أكون قد رهنت له سابقا عقارا ما أشهر ثالثة أشهر

فالة لصالحه ضمان لحقوقه ويأخذ مني ما يسمى طابع الك

، وهي تبلغ ربع الكفالة أقوم وعمولة الكفالة وبمؤنة الكفالة

، وعند إعادة الكفالة يقوم بإعادة المؤنة إلي ويحسم بدفعها

% عن كل ثالثة أشهر3. 1الطابع والعمولة البالغة

أرجو إفادتي هل هذه الكفالة المصرفية والتي يكلفني بها

مطبوع فقط وليس البنك أمام الجهات األخرى بموجب كتاب

[ بإعطائي قرضا أو نقودا هو جرام أو فيه شبهة؟

ياسـر القصاص/ دمشق

: الجـواب

قلت وباهلل التوفيق؛

Page 380: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

381

ى بالكفالة المصرفية إذا كانت نقودا أو ماال أو ] كل ما يسم

، بل هو قرضا فهو حرام بحت ألنه ربا وليس فيه شبهة الحرام

كتاب مأجور فقط دون تحريض أو ، وأما الكفالة بموجب حرام

مال أو نقود فال أستطيع الجواب عنه حتى أرك الكتاب هذا

. [ وهللا أعلـم. وأقرأه

وكتبها

د محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور. أ

خادم العلم الشريف بدمشق الشام

Page 381: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

381

فتـوى شرعيـة المستفتي السيد فـواز الخطيب المحترم

: وباهلل التوفيقجوابا لسؤالك الخطي أقول

ال يجوز استجرار قرض هذا شأنه من المصرف التعاوني

، وهللا تعالى أعلم ألنه ربا والربا حرام مع الفائدة ألي سبب كان

. والسالم

هـ خادم العلم 1418سنة 7/12دمشق الشام ، بدمشق الشام الشريف

د محمد عبد اللطيف . م أ1998سنة 4/4

رفـورصالح الف

Page 382: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

382

بسـم هللا الرحمن الرحيـم : والصالة والسالم على خير األنام أما بعـد

: فضيلة الشيخ نعرض ما يلـي

نحن مجموعة من الناس وصلنا إلى مرحلة أن من هللا

تعالى علينا ببيت سكني عن طريق جمعية سكنية وفي هذه

المرحلة التي وصلنا إليها بوضع اقتصادي محرج عرض علينا

أن نأخذ قرض من المصرف التعاوني بشروط ميسرة تفرج هذه

الضائقة وتمكننا من متابعة إكساء ما آل إلينا من بيوت سكنية في

مقابل هو إلغاء التخصص علما بأننا سددنا إلى هذه المرحلة ما

علينا من كلفة إنشاء على الهيكل ولما راودنا الشك في مشروعية

ي هذا لجأنا إلى فضيلتكم لترشدونا إلى هذا األمر وجهة الشرع ف

: سواء السبيل وسؤالنا بالتحديد

هل يجوز استجرار قرض من المصروف التعاوني لمتابعة

عـام 12البناء مع فوائد هذا القرض التي سندفعها على مدى

وهذه األموال ستكون للمرافق العامة للبناء واإلكساء الخارجي

دم وجود إمكانية ماديـة لمعظم في مقابل إلغاء التخصص مع ع

المشاركين في هذا الوضع؟

وجزاكم هللا عز وجل عنا كل خير وألبسكم ثوب العافية

فـواز الخطيب

فضيلة األستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف الفرفـور

المحترم

: يرجى بيان الحكم الشرعي في

. شهادات االستثمار -1

Page 383: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

383

. ةالبنوك اإلسالمية في السعودي -4 . إيداع األموال في هذه البنوك -3األرضية والخلفية التي تنتج من حيث زيادات األموال -2

. المودعةفهم يعطون –ستة أشهر –المبالغ المودعة لفترة قصيرة -2

زيادة عليها فأي المشاريع القصيرة التي حقق في هذه الفترة

. ، فأين توزع أو تعطى هذه الزيادات أرباحا . البديل وأين تودع األموال وخاصة كثرة التجار غير الثقة -2

ودمتم بفائق االحترام سيدي

هـ خادمكم1421شوال سنة 1السبت م محمد خالد الشالح2111سنة 8/1

Page 384: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

384

فتـوى شرعيـةم حفظه هللا األخ السيد األستاذ / محمد خالد الشالح المكر

عليكم ورحمة هللا وبركاته وبعد؛السالم

فجوابا لرسالتكم المشتملة على استفتاءاتكم الستة؛ أقول

وباهلل التوفيق؛

شهادات االستثمار المشتملة على الربا أو القمار أو -1

، فإن خلت من ذلك كله ومن الغرر أيضا اليانصيب حرام باإلجماع

. جازتة الحال -4 ل ما لم تشتمل على عقود البنوك الالربوية مظن

، وإيداع األموال فيها يأخذ الحكم فاسدة أو باطلة أو ربا أو غرر

. نفسهكل زيادة في األموال المودعة أو وجود فائض عنها فائدة -3

. وهو ربا وهو حرامدقة -2 . كل مال حرام فسبيله الصمن البديل هو ما سيأتي إن شاء هللا في قادمات األيام -2

مصارف إسالمية بحتة ال سبيل للحرام إليها وهو اآلن غير متحقق

. فيما أعلم

هـ 1421سنة 21/11دمشق وكتبها

م خادم العلم الشريف 2111سنة 27/1 دمشق الشام

Page 385: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

385

فتـوى شرعيـة خالصة السـؤال؛

: سألة التاليةسأل المستفتي السيد ماهر قشوع من دوما عن الم

)يدفع الموظفون والعمال في الدولة من رواتبهم قسما للتأمين

، فإذا مرض أحدهم طبب على حساب هذا الصحي والتأمين شهريا

، فيعطي وصفة الدواء من النقابة أو من قسم التأمين التأمين

. المسؤول عنه مصدر هذه الوصفة، ة طبية لها؟فهل يجوز صرف وصفات الدواء هذه دون حاج

، أو أخذ ثمن الدواء أو هل يجوز االستبدال بها دواء آخر؟

الموصوف؟ أو االستبدال عنها بأشياء أخرى غير طبية من

.( . الصيدالنية ذاتها؟! : الجـواب؛ قلت وباهلل التوفيق

)ال يجوز أخذ ثمن الوصفة أو االستبدال بها شيئا آخر غير

االستبدال دواء بدواء آخر من غير ، أما الدواء أو االستطباب

المدون في الوصفة أو االستبدال به دواء آخر لغير صاحب الوصفة

، ألن األصل كل ذلكح ضمن قيمة الدواء الموصوف في الوصفة

، فيجوز ذلك كله ضمن نطاق في هذا الموضوع يتعلق بالدواء فقط

حق له فيه ، وال يجوز في غير ذلك ألنه ال الدواء واالستطباب

، كما ال يجوز طالما كان كان خراجا عن نطاق الدواء فهو خيانة

أخذ القيمة لوجود الربا في حقه في المال الموفور في التأمين الذي

توجد عليه فوائد ربوية تضاف لما يحسم من رواتب العمال أو

…الموظفين المشار إليهم

وهللا تعالى أعلـم

Page 386: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

386

هـ27/3/1421دمشق الشام / م29/6/2111

خادم العلم الشريف بدمشق الشام د محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور .

Page 387: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

387

فتـوى شرعيـة : نص سؤال االستفتاء

أنا سيدة مشتركة بجمعية سكنية بمنزل وقد سحبت لي ]

، الجمعية السكنية هذه قرض من البنك العقاري من أجل ذلك المنزل

، أسدده منذ ثماني سنوات، وأنا على أن أسدد هذا القرض شهريا

، فاستجمعت المال الذي دفعته فكان عله وقد علمت اآلن أنه ربا

، وعند الكشف عن باقي المبلغ المتبقي في عشرين ألف ليرة سورية

، س لو دفعته نقدا وفورا . ل 111. 23ذمتي للبنك وجدته يقارب

قسيط لمدة س لو دفعته للبنك بالت. ل 111. 13ويضاف إليه فائدة

فما الفتوى . ، وقد عجزت عن استدانة المبلغ هذا ثماني سنوات

[ الشرعية لحالتي هذه؟

ع المستفتية

إبراهيم األرناؤوط

: نص الفتـوى قلت وباهلل التوفيق؛

إن االشتراك بجمعية سكنية لشراء منزل هو أشبه ما يكون ]

، وكل من يطبعقد االستصناع الذي تدفع فيه األثمان بالتقس

االستصناع والتقسيط ال شيء فيه لدى الفقهاء الحنفية في االستصناع

. والكافة من الفقهاء في موضوع التقسيطلكن المشكلة تكمن في شبهة اختالط األموال بالفوائد في

المصارف الربوية وفي تلك الفائدة اليسيرة التي قد تنجم عن هذا

مستحقة قبل التخصيص بالكراهة فقط االشتراك في الدفع لألقساط ال

. لتمكن شبهة الربا

Page 388: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

388

: تفترق المسألة إلى مسلكين اثنين ال ثالث وعند التخصيص

: لهما

المسلك األول أن يدفع المشترك كامل المتبقي من ماله -1

دون استقراض على اسمه من المصرف الربوي )البنك( وحينئذ فال

. ة المذكورة أعالهربا واألمر جائز مع الكراهوالمسلك الثاني أن يأذن المشترك الجمعية السكنية أن -4

، تستقرض من البنك على اسمه ما تبقى من المبلغ إلتمام المشروع

وحينئذ فهو شريك لبنك في الربا وعلمه ربا محض وهو حرام بل

. سحت محضوهي وال عذر بالجهل باألحكام في دار اإلسالم كما قال الفقهاء

. قاعدة فقهية معتبرة باإلجماعوفي قضيتنا يجب على السيدة المستفتية أن تسترد كل ما أذنت

، وأن تدفع من به من القرض الربوي من البنك إلى الجمعية السكنية

حر مالها ما تبقى من الثمن المستحق بعد التخصيص إن استطاعت

. إلى ذلك سبيالى من الثمن في الحال الراهنة فقط فإن لم تستطع دفعت ما تبق

وتابت إلى هللا توبة نصوحا وتصدقت بالفوائد التي تحصلت من

وراء هذا العقد الربوي على الفقراء والمساكين والجمعيات الخيرية

ناتهم وال بد ألن المال الحرام سبيله الصدقة كما قرر الفقهاء في مدو

لوجوه وال سيما في من التوبة النصوح واالستغفار على جميع ا

. المسلك الثاني وهو المسلك الربوي المحض وهللا أعلم

Page 389: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

389

هـ وكتبها1421سنة 11/4دمشق الشام م خادم العلم الشريف بدمشق 2111سنة 12/7

الشام األستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور

Page 390: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

391

بسـم هللا الرحمن الرحيـم : هللا وبركاتـه السالم عليكم ورحمة

ن( متزوجة وليس عندي أهل أو أقارب وليس –أنا )ص

سنة 41عندي سوى أمي المتزوجة من رجل آخر في أمريكا منذ

. بعد وفاة والديس فقط فقالت أنها ال . ( ل111. 11ولقد أرسلت لي مبلغ )

، وأنا تستطيع أن ترسل لي مرة ثانية وهذا كل ما تستطيع أن تفعله

. ت أن أضع هذا المبلغ في صندوق توفير البريدفكر

وسؤالي هو هل الفائدة التي آخذها حرام علما أنه ال يوجد

عندي أحد يساعدني وزوجي دائما يشتمني ويهددني بالطالق وأنه

يريد أن يتزوج من امرأة أجل وأصغر وأغني مني مع أنني لست

. بشعة ولست كبيرة ولكني فقيرةعملت المبلغ سينتهي وما من مورد آخر أما إذا فإذا أنا است

% وصرفت من 8وضعته في البريد وأخذت عليه فائدة بسيطة

، هل هذا حرام الفائدة حتى يظل معي المبلغ عن حين عازة

. ولكم جزيـل الشكر واالحترام

وهللا على ما أقول شهيـد

الجـواب؛ قلت وباهلل التوفيق

طة أو مركبة كثيرة أو قليلة فهي الفائدة حرام سواء أكانت بسي

كتبهـا . ربا والربا حرام وهللا تعالى أعلم

Page 391: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

391

م األستاذ الدكتور محمد 2111سنة 13/11 عبد اللطيف صالح الفرفور

خادم العلم الشريف بدمشق الشام

Page 392: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

392

بسـم هللا الرحمن الرحيـموالبلدان األجنبية –بلد أجنبي في حال كنت موجودا في -1

وكنت أعمل وأدخر –ال توجد فيها بنوك إسالمية بل كلها ربوية

المال هناك فهل يجوز شرعا وضع األموال في هذه البنوك الربوية

بالفائدة المركبة ثم عندما أود العودة إلى سورية فأقوم بسحب المبلغ

ير ما بقي من أموال النقدي األساسي الذي وضعته في هذا البنك وأج

لصالح مشاريع خيرية؟ –المحرمة شرعا –الفائدة

الجـواب؛

قلت وباهلل التوفيـق؛

، والفائدة تأخذها جهات غير إسالمية ال يجوز ألنه ربا محض

، وال يشفع أبدا تصرفها على معادة اإلسالم والمسلمين وإذاللهم

عان البنك الربوي لذلك التصرف بالفائدة إذا قبضها المودع ألنه أ

، بل الطريق األسلم إيداع المال بالمصارف بماله وهذا حرام

اإلسالمية بشركات المضاربة ولها فروع في الخارج

واللـه أعلـم

( MBC، برنامج يعرض على محطة ) جائزة المليون -4

يستضيف متسابقين ليجيبوا على أسئلة معينة وفق اختيارات أربعة

ف ربح المتسابق ولكن عند اإلجابة وكل جواب صحيح يضاع

الخاطئة يخسر المتسابق جزءا كبيرا من المبلغ الذي ربحه )عموما(

. فهل شرعا ربح هذه األموال حالل أم حرام؟ الجـواب؛

. هـذا قمـار والقمـار حرام وهللا أعلم

Page 393: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

393

هل يجوز شرعا وضع مبالغ نقدية في بنوك ربوية ضمن -3

دة مركبة بهدف تجير الفائدة لصالح مشاريع القطر السوري بفائ

متنوعةى ال تعود علي بفائدة مالية مثل التبرع لبعض الباحثين

والعلماء في سبيل خدمة البحث العلمي أو التبرع لبناء مدارس أو

لمساعدة محتاجين في الدول اإلسالمية مثل الشعب الفلسطيني أو

. غيره؟ الجـواب؛

ال يجوز التعامل مع البنك الربوي قبل اإليداع -أقول؛ أ

لكن بعد االبتالء باإليداع فالمخرج هو تجيير هذا المال -، ب مطلقا

الفائدة لصالح المشاريع الخيرية تجييرا ال قبضا )بالجيرو( خارج

القطر أو إيداعه في المصرف الربوي وتركه للخزينة العامة إذا

. ينة العامة وهللا أعلمكنت تثق ولو بغلبة الظن ذهابه إلى الخز

هـ 1422سنة 8/5دمشق في وكتبهـا

د محمد عبد اللطيف . م أ2111سنة 28/7

صالح الفرفـور خادم العلم الشريف بدمشق الشام

Page 394: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

394

فتـوى شرعيـة، صلى هللا على سيدنا وموالنا محمد وعلى آله الحمد هلل

وصحبه وسلم

: الستفتـاءنص ا

فضيلة األستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور ]

الموقر؛

: بعد عاطر السالم والتحية

حبذا لو ترشدوننا إلى الصواب والحكم الشرعي في الواقعة

التالية؛

، ويترتب عليه مقابل امتالك رجل مسلم يمتلك دارا في لندن

هذا الرجل يمتلك . ريطانيةالدار ضريبة عالية تدفع للحكومة الب

، وقد اعتاد أن ال أيضا رصيدا في أحد البنوك البريطانية )الربوية(

يأخذ من فوائد الربا إلى بيته بل يصرفها في وجوه الخير وبناء

، وال يمكن ألنه ال يوجد هناك بنك إسالمي. المساجد والصدقات

له أن يدفع ، فهل يجوز إيداع األموال بدون فوائد كما تعلمون

الضرائب التي عليه للحكومة البريطانية من فوائد أمواله التي في

[ …البنك الربوي؟ أفتونا في ذلك ولكم جزيل األجـر

م الصيدالني معتز عبد 4111سنة 2/8دمشق في

المجيـد

الجـواب قلت وباهلل التوفيق؛

Page 395: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

395

مطلقا ال ( أوال ال يجوز وضع مال المسلم في بنك ربوي 1

، وبريطانيا دار عهد باالتفاق بين في دار اإلسالم وال في دار العهد

. الفقهاءوإذا ابتلى المسلم بذنب فوضع ماله في بنك ربوي بدار -4

، ومع هذا فيجب عليه أن يتوب ويأخذ رأسماله فذلك العهد كان آثما

. ÷ونفإن تبتم فلك رؤوس أموالكم ال تظلمون وال تظلم× ربا وأما الفوائد هذه فيجب أن يجرها إلى فقراء المسلمين -3

حصرا دون فقراء أهل الكتاب سواء أكان فقراء المسلمين هؤالء في

، وفقراء وطننا المسلم في سورية بريطانيا أم في الوطن المسلم

وخيرها أفضل بكثير ألن األقربين أولى بالمعروف وبالدنا أحوج

. من غيرنا من البالدإلى هذا المال وأخيرا؛ المال الحرام تطهره الصدقة ألنه يقع في يدك -2

قبل أن يقع في يد الفقير كما جاء في الحديث النبوي الشريف

. الصحيح، واألمر وأما عمارة المساجد فال تجوز بالمال الحرام مطلقا

التحفظ للخالف أحيضها وما شابه من األمور المبتذلة ومع كثير من

. بين العلماء في هذا القدرلهذا وأمثاله فإني أرى أن يجير هذا المال إلى طالب العلم

الشرعي الفقراء بدمشق وما أكثرهم وهذا أفضل وجوه البر والخير

. والمعروف وهللا أعلم

وكتبهـا األستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور

بدمشق الشام خادم العلم الشريف

Page 396: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

396

فتـوى شرعيـةالموضوع؛ القرض المأخوذ من المصارف الرسمية التابعة

. للدولة الذي تترتب عليه فوائد هو هو ربـا؟ الجـواب؛

أقول وباهلل التوفيق؛

، وأما ، وال استثناء لهذه القاعـدة كل قرض جر نفعا فهـو ربـا

اجة الملجئة فهذا بينه ما يدعيه صاحب الفتوى من االضطرار أو الح

ر بقدرها في إباحـة وبين هللا ال يحل حرامـا ، ولكن الضرورة تقد

، والحاجة تنزل منزلة الضرورات في إباحة المحظورات

المحظورات وهللا أعلـم

خادم العلم الشريف

د محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور. أ

Page 397: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

397

فتـوى شرعيـةى سيدنا وموالنا محمد وعلى آله الحمد هلل وصلى هللا عل

وصحبه وسلم

(1) القضية األولـى

تقوم بعض المؤسسات بصرف قيمة الوصفة الدوائية لعمالها

، ويطلب الموظفون في هذه بعد صرفها وختمها بعد تسعيرها

الدوائر )بعضهم( أن يقوم الصيدالني بالتسعير والختم فقط دون

صرفت أصوال للحصول على صرفها ويقدمها لمؤسسته على أنها

، فهل يجوز للصيدالني أن يختم الوصفة دون أن يحصل هذا قيمتها

[ العامل على قيمتها؟

: الجـواب

قلت وباهلل التوفيق؛

[ ال يجـوز وهللا أعلـم ]

(2) القضية الثانية

يقوم بعض المواطنين ببيع أدوية حصلوا عليه من -أ ]

، فهل يجوز للصيدالني أن قابلمستوصف عام أو مشفى عام دون م

يشتري تلك األدوية من ذلك المواطن لبيعها آلخر بعد إضافة الربح

أو ما حكم األدوية التي تأتينا على شكل مساعدات من -ب. عليها

، فهل يجوز االتجار األمم المتحدة ثم يقوم بعض المستفيدين ببيعها

[ بهذه المواد؟

: جـواب الفقرة األولى-أ

Page 398: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

398

. [ عم وهللا أعلمن ] : جواب الفقرة الثانية-ب

[ ، ولكن المرووة لن تسمح به وهو األحوط ورعا يجوز فتيا ]

وهللا أعلم

(2) القضية الثالثة

تكفلت مؤسسة التأمين بأضرار الحادث بين سيارتنا وسيارة ]

، أما صاحب السيارة أخرى والتعويض يشمل الطرف الثاني

، ، وال يكترث بحالة سيارته كائنا ما كان لهالمؤمنة فال يعوض

، فما حكم دفع مؤسسة التأمين ألضرار ويتكفل هو بإصالحها

الغير؟

[ والعقد مرفق مع السؤال

: قلت وباهلل التوفيق؛ الجـواب

ال يجوز أن تدفع مؤسسة التأمين أضرار الغير مطلقا ألن ]

لغرر منهي عنه وهللا عقد التأمين غير جائز شرعا فهو عقد غرر وا

[ أعلم

وكتبهـا

د محمد عبد اللطيف صالح الفرفـور. أ

خادم العلم الشريف بدمشق الشام

Page 399: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

399

الفصل الرابـع

Page 400: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

411

المبحث األول

استفسارات من البنك اإلسالمي للتنمية بجدة

يسر البنك اإلسالمي للتنمية أن يضع المجمع الفقهي اإلسالمي

برجاء أن تكون عناية أصحاب السماحة الموقر بعض االستفسارات

: وهي تتعلق بما يلي. والفضيلة أعضاء المجمع

: عمليات القروض التي يقدمها البنك اإلسالمي للتنمية أوال

، لمشروعات البنية األساسية في الدول األعضاء بالبنك وبدون فوائد

صاريفه والمبلغ المقطوع الذي يتقاضاه البنك مقابل خدماته لتغطية م

. اإلداريةوالقروض التي يقدمها البنك اإلسالمي للتنمية للدول األعضاء

لتمويل مشروعات البنية األساسية هي قروض طويلة األجل إذ

والتزاما بأحكام . تتراوح مدة الوفاء بين خمسة عشر وثالثين عاما

، الشريعة اإلسالمية فإن البنك ال يتقاضى فوائد على تلك القروض

ير أنه بناء على ما نصت عليه اتفاقية تأسيسه يتقاضى البنك رسم غ

. خدمة لتغطية نفقاته اإلداريةوقد رأى البنك أن يتم تحديد رسم الخدمة في ضوء التكلفة

اإلدارية الفعلية التي سوف يتحملها البنك في تقويم المشروعات التي

من الصعوبة بمكان ولما كان . ، وأيضا تكلفة متابعة تنفيذها يمولها

تحديد وضبط التكلفة اإلدارية الفعلية التي يتحملها البنك في كل

مشروع من المشروعات التي يمولها على حدة لذا فإن البنك لحد

اآلن وإلى أن يصبح من الممكن عمليا تحديد التكلفة اإلدارية التي

Page 401: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

411

يتحملها في كل مشروع على حدة على وجه الدقة يكتفي بإجراء

ير تقريبي لتكاليف الخدمة اإلدارية والتي رأى أنها تتراوح بين تقد

وبناء على ذلك فإن . % حسب حالة المشروع وظروفه3و 2. 4

يتقاضى مبلغا –في حدود النسبة التقريبية المذكورة –البنك

. مقطوعا يلتزم المقترض بالوفاء به لتغطية هذه التكاليف اإلداريةإليجار التي يقوم بها البنك اإلسالمي للتنمية : عمليات ا ثانيا

، لتمويل شراء ثم إيجار وسائط النقل مثل ناقالت البترول

، أو لتمويل شراء ثم إيجار معدات وأجهزة لمشروعات والبواخر

. صناعية لصالح الدول األعضاءوطبقا لألسلوب المعمول به في البنك يتم اإليجار على األسس

: التالية

بعد التحقق من الجدوى الفنية والمالية للمشروع الذي ينظر )أ(

البنك في المساهمة في تمويله عن طريق اإليجار يبرم البنك اتفاقية

مع الجهة القائمة على المشروع )المستأجر( ويفوض البنك بموجبها

إلى تلك الجهة التعاقد باسمه مع الموردين على شراء المعدات

تعيينها وتحديد تكلفتها التقديرية في االتفاقية( المطلوبة )والتي يتم

ويقوم البنك وفقا لما يتم إبرامه من عقود مع الموردين بدفع قيمة

. المعدات مباشرة للموردين في اآلجال التي تحددها تلك العقود)ب( تقوم الجهة المستفيدة )المستأجر( نيابة عن البنك باستالم

متها ومطابقتها للمواصفات المتعاقد المعدات وفحصها للتأكد من سال

–متى كان التركيب الزما –عليها ثم تقوم باإلشراف على تركيبها

للتأكد من أن ذلك يتم بطريقة سليمة حسبما تم التعاقد عليه مع

. الموردين

Page 402: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

412

)ج( بناء على المعلومات المتوافرة لدى الجهة القائمة على

لبنك تحدد االتفاقية الفترة الزمنية المشروع وتقديرات الفنيين بها وبا

الالزمة لتنفيذ عملية شراء المعدات وتركيبها حتى تصبح صالحة

وبناء على ذلك تنص االتفاقية على . الستيفاء المنفعة المقصودة منها

موعد بدء اإلجارة بحيث يقع ذلك بعد انتهاء الفترة المقدرة لكي

اء المنفعة المقصودة تصبح المعدات محل اإليجار صالحة الستيف

. منها)د( أثناء مدة اإلجارة يقوم المستأجر بدفع األقساط المحددة في

عقد اإلجارة )أي االتفاقية الخاصة باإليجار( كما يلتزم بصيانة

. المعدات والحفاظ عليها والتأمين عليها لصالح البنك)هـ( يلتزم البنك بموجب هذه االتفاقية بأن يبيع المعدات

مستأجر بثمن رمزي متى انتهت المدة ودفع المستأجر كل األقساط لل

. المتفق عليها وتم وفاؤه بجميع التزاماته بموجب االتفاقية: عمليات البيع ألجل التي يقوم بها البنك لشراء وبيع ثالثا

. معدات وأجهزة لمشروعات صناعية لصالح الدول األعضاءالبنك مؤخرا في استعمال أسلوب باإلضافة إلى عمليات اإليجار بدأ

البيع ألجل كوسيلة إضافية لتمويل شراء تم بيع المعدات واألجهزة

التي تحتاجها المشروعات الصناعية في الدول األعضاء حيث يقوم

البنك بتوكيل الجهة الراغبة في هذه المعدات واألجهزة بالتعاقد

. ا مباشرة للموردبشرائها باسمه ونيابة عنه ويقوم البنك بدفع ثمنهويتم االتفاق مع المورد بأن يتم شحنها مباشرة للجهة الراغبة في

وبعد أن تقوم تلك الجهة . شرائها في الدولة العضو المعنية

، يقوم البنك ببيع المعدات لها باستالمها بصفتها وكيال عن البنك

Page 403: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

413

اط ، على أن يتم دفع هذا الثمن على أقس بثمن يزيد عن ثمن شرائها

. في مدة تتراوح بين ثالث وعشر سنوات: عمليات تمويل التجارة الخارجية بين الدول األعضاء رابعا

التي يقوم بها البنك اإلسالمي للتنمية مستخدما أسلوب بيع المرابحة

وذلك لتوفير المواد الوسيطة الحتياجات –مع األجل والتقسيط –

. الدول األعضاءلتجارة الخارجية أن تطلب إحدى الدول واألصل في عمليات ا

األعضاء بالبنك شراء سلعة ذات صبغة تنموية فيقوم البنك

اإلسالمي للتنمية بشرائها بعد دراسة الطلب والموافقة عليه ثم يبيعها

ويقوم البنك لتحقيق ذلك بإبرام اتفاقية يكون أطرافها باإلضافة . لها

المعنية وجهة أخرى في تلك إلى البنك الجهة المستفيدة في الدولة

الدولة يعينها البنك بموجب االتفاقية وكيال عنه في شراء السلعة

المطلوبة ثم بيعها بعد استالمها للجهة المستفيدة بالثمن الذي حدده

البنك وهو ثمن الشراء الذي دفعه البنك للموردين وفقا للعقود التي

، ويغلب في ه البنكأبرمها الوكيل نيابة عنه مع زيادة ربح يقرر

اتفاقيات التجارة الخارجية أن يكون الوكيل الذي يعينه البنك كفيال

. أيضا بأداء ثمن إعادة البيع المستحق على المستفيد: النظر في تقرير اجتماع بعض علماء الشريعة خامسا

، هذا االجتماع الذي انعقد في مقر البنك والخبراء في المصارف

نمية بجدة وبدعوة منه في العاشر من ربيع األول عام اإلسالمي للت

وكان الغرض من االجتماع النظر في حكم الشريعة في . هـ1339

الفوائد المتجمعة من إيداع البنك اإلسالمي للتنمية أمواله في

. المصارف العالمية بالدول األجنبية )مرافق صورة من التقرير(

Page 404: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

414

ر العلماء األفاضل قرر وفي ضوء التوصيات الواردة في تقري

% لالحتياطي 21مجلس محافظي البنك تخصيص خمسين في المائة

الخاص وذلك من مجموع المبالغ المتحصلة من وادئع البنك لدى

المصارف العاملة في األسواق الدولية واالحتياطي الخاص المشار

إليه مخصص لمواجهة ما قد يطرأ على انخفاض قيمة أرصدة البنك

كما . ذبذب العمالت المودعة بها تلك األرصدة من العمالتنتيجة لت

قرر المجلس أن تخصص الخمسون في المائة األخرى ألغراض

. المعونة الخاصةوبناء على قرار مجلس المحافظين صارت هذه المعونة تقدم

: ألغراض هي

التدريب والبحوث التي تهدف إلى مساعدة وإرشاد الدول -أ

ل مسار نشاطها االقتصادي والمالي والمصرفي األعضاء في تعدي

ولتحقيق ذلك تم إنشاء المعهد . بما يتواءم وأحكام الشريعة اإلسالمية

م( وهو 1981هـ )1211اإلسالمي للبحوث والتدريب بجدة منذ عام

. اآلن يقوم بأداء رسالته في مجالي البحوث والتدريبدمات المناسبة توفير وسائل اإلغاثة في شكل السلع والخ -ب

لتقدم للدول األعضاء والمجتمعات اإلسالمية في حالة التعرض

. للكوارث الطبيعية أو المحنتوفير المساعدات المالية للدول األعضاء من أجل دعم -ج

. وتأييد القضايا اإلسالمية . تقديم المساعدة الفنية للدول األعضاء -د

Page 405: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

415

المبحث الثاني

نك اإلسالمي للتنمية أجوبة استفسارات الب بجدة

: جواب السؤال األولال أرى جواز أي نفع مشروط يعود على الطرف المقرض ولو

، علمت على وجه الدقة أم باسم العمولة أو التكلفة اإلدارية المذكورة

نا العلم بها بقدر ما يهمنا هذا االشتراط في العقد لم تعلم ، فال يهم

. ل قرض جر نفعا فهو ربا، وك والدفع سلفا هو تحايل على -مع التسليم سلفا بحسن النية -أرى أن هذا

، ألن الجهل ، وكونه غير مقصود ال يرفع المأثم الربا غير مقصود

، وهذا من نوع الحيلة بالحكم الشرعي في دار اإلسالم مرفوض

مة شرعا ألنها تفضي إلى الحرام سد الذرائع ، ومن باب المحر

. الفاسدة فما أفضى إلى الحرام فهو حرام، واالستعاضة عنها أرى االمتناع عن كلمة )قرض( نهائيا

بكلمة )شركة مضاربة( أو )قراض( فكلتاهما لفظان مترادفان

، ولتكن هذه التكلفة المذكورة من جملة الشروط والمعنى واحد

ه بها في العقد على أساس أنها ج زء من األرباح أو دفعة منها المنو

، دفعة على الحساب من الربح( أو شيء من أو )عربون( أو )سلفة

. هذا القبيل، باتفاق الفقهاء ، ثم ال ، ثم ال أما قرض وعمولة أو تكلفة فال

، وهذا الثوب ال يغير من من المذاهب األربعة فهو ربا بثوب جديد

. ، اللهم فاشهد هم هل بلغت، الل حقيقة األمر شيئا

Page 406: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

416

: جواب السؤال الثانيال أرى مانعا من هذا األسلوب في الفقه اإلسالمي حيث يكون

البنك اإلسالمي هنا تارة وكيال عن المستأجر وتارة وكيال عن

ر بآن واحد المالك ، ، بحيث يصبح البنك بعد ذلك هو المال والمؤج

. ، لكن ال يفسده مخالف لجوهر العقدإال البند )هـ( فإنه شرط ، وال تجوز ، وال يجب االلتزام هذا فالشرط فاسد والعقد صحيح

صفقة من صفقتين كما حدد الفقه اإلسالمي بمذاهبه الكبرى وهللا

. أعلم

: جواب السؤال الثالثالبيع ألجل هنا هو البيع بالتقسيط لكن فيه شبهة الربا فهو من

، فالمشتري هنا اتخذ صفتين؛ وكيال ي أجال أزدك ماال(: )زدن باب

، ثم اشترى عن المشتري األول وهو البنك اإلسالمي بادئ األمر

من البنك اإلسالمي بأزيد من الثمن الذي دفعه البنك المذكور لقاء

. ، وهللا أعلم ، فهو عقد ال يخلو من شبهة الربا ومكروه األجل

: عجواب السؤال الراب، فالجواب ال أرى فرقا بين السؤال الثالث والرابع جوهريا

. ، وهللا أعلم لهما واحد فيما أحسب

: جواب السؤال الخامسالجواب على هذا السؤال جواز إيداع أموال المسلمين

: ، هي بشروط

كون البنك الذي تودع فيه أموال البنك اإلسالمي في دار -1

. الح الفقهي اإلسالمي كما هو معلومالحرب حسب االصطله البنك اإلسالمي بهذه القضية يجب -4 كون اإلنسان الذي يوك

عليه أن يسافر إلى دار الحرب و معه هذه األموال وأن يدخل

Page 407: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

417

، وأن يتعامل ، وأن يودع هذه األموال عندهم ولو بالفائدة برضاهم

فال يجوز هذا التعامل ، معهم بأخذ هذه الفوائد في دار الحرب أيضا

وال قبض هذه الفوائد بدار اإلسالم وال تحويلها من دار الحرب إلى

، كما نص عليه العالمة ابن عابدين في حاشيته دار اإلسالم مطلقا

. ، وهللا تعالى أعلم )رد المحتار على الدر( فلينظر

Page 408: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

418

خاتمة الكتابقتصاد بين رياض وضعت القلم بعد جولة مباركة في عالم اال

در ألني بحمد هللا الفقه اإلسالمي والفقه الوضعي ، وأنا مثلج الص

لت إلى نتائج جيدة لها ما وراءها . وتوفيقه توصلت بتوفيق هللا عز وجل إلى حل آ( ففي باب النظريات : توص

دين والمنحلين تطيع أن ، نس ، هل يقوم على الدليل وسط بين المتشد

مه حال اقتصاديا محليا وعالميا جديدا بكل اعتزاز . نقدة أبحاث اقتصادية ب( وفي باب الدراسات مت بدرس عد : تقد

، ومع مهمة على ضوء الفقه اإلسالمي مع المقارنة بالفقه الوضعي

مته لمجمعنا العتيد مجمع ا الترجيح بالدليل لفقه ، وأكثرها قد

. اإلسالمي بجدة الذي لي شرف عضويته منذ تأسيسهمت بأربعة فتاوى بعضها مجمعي جـ( وفي باب الفتاوى : تقد

. ، أقدمها اليوم لتحظى بالمناقشة البناءة وبعضها ليس كذاكلت إليه ، فهو أقصى ما لدي من ، لم آل جهدا هذا ما توص

، ولست من تعالى وتوفيقهجهد بشري ضعيف كان بفضل هللا

. فرسان هذا الميدان، أتقدم بذلك كله للباحثين من األخوة والزمالء على استحياء

، ، وبملحوظاتهم ثالثا ، وبدعائهم ثانيا عله يحظى بقبولهم أوال

. ، والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات وبمحبتهم أوال وآخرا

خادم العلم الشريف

. محمد عبد اللطيف صالح الفرفور

Page 409: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

419

مصادر الكتـاب . العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية ابن عابدين )محمد أمين(

رد المحتار على الدر المختار )حاشية ابن

ومجموع الرسائل . هـ1434عابدين( ط بوالق

. ط إستانبولرائع )شرح تحفة بدائع الصنائع في ترتيب الش الكاساني )عالء الدين(

. الفقهاء للسمرقندي(ابن الهمام )كمال الدين علي

بن عبد الواحد(

فتح القدير شرح الهداية مع تكملة الفتح

. للطوري ط األميريةعالم كير )مجموعة من علماء

الهند( وقاضيخان

الفتاوى الهندية وعلى هامشها فتاوى قاضيخان

ح الكافي للحاكم الشهيدالمبسوط شر السرخسي )شمس األئمة(

حاشية الرهوني في فقه المالكية الرهوني )محمد فتحا(

المجموع شرح المهذب النووي )يحيى بن زكريا(

ابن قدامة المقدسي )موفق

الدين(

المغني في فقه الحنابلة مع الشرح الكبير ط

سجل العرب

منال خسرو )محمود بن

فراموز(

نبالليالدرر شرح الغرر بحاشية الشر

شرح الخرشي على متن خليل

بحاشية العدوي

العالمة الخرشي

ابن تيمية )أحمد بن عبد مجموع الفتاوى

Page 410: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

411

الحليم(

الدسوقي )محمد بن عرفة(

والدردير

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير

نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج الرملي الشافعي

ط حمص. شرح المجلة األتاسي )خالد(

اللباب شرح الكتاب الغنيمي الميداني )عبد الغني(

مجمع الضمانات البغدادي )ابن غانم(

اإلختيار شرح المختار ابن مودود الموصلي

الفوائد البهية والقواعد الفقهية حمزة )محمود(

البحر الرائق وحاشيته منحة الخالق ابن نجيم وابن عابدين

وى في الزكاةفتا المودودي )أبو األعلى(

الفقه اإلسالمي وأدلته وهبة(. الزحيلي )د

مرشد الحيران قدري باشا

مجلة األحكام الشرعية في فقه

الحنابلة

مصادر الباب األولالفكر اإلسالمي الحديث محمد(. البهي )د

واالستعمار الغربي

الموافقات في أصول الشريعة الشاطبي )أبو إسحاق إبراهيم(

Page 411: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

411

–محمد عبد اللطيف( ابن عابدين وأثره في الفقه . ر )دالفرفو

، ونظرية دراسة مقارنة بالقانون ومالمح الوسطية في اإلسالم

. االستحسان في التشريع اإلسالمي وصلتها بالمصالح المرسلةرد المحتار على الدر ابن عابدين )محمد أمين(

مع التكملة . هـ 1434المعروفة بحاشية ابن عايدين ط بوالق

. والتقريرات، والعقود الدرية في تنقيح الفتاوى مجموع الرسائل. و

الحامدية

رقا )د المدخل الفقهي العام مصطفى أحمد(. الز

–الفقه اإلسالمي وأدلته وهبة(. الزحيلي )د

ط دار الفكر

مرشد الحيران إلى قدري باشا )محمد(

أحوال اإلنسان

انيمصادر الباب الث : المراجع القديمة -آ

ابن األثير )الجزري( - النهاية في غريب الحديث

األتاسي )خالد( - شرح المجلة ط حمص

ابن تيمية )أحمد بن عبد - العقود

الحليم(

الباجي )أبو الوليد المالكي( - المنتقى شرح الموطأ

تقريرات على رد المحتار ط

بوالق

الرافعي )عبد القادر( -

الراغب )األصفهاني( - فردات غريب القرآنم

Page 412: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

412

الشريف )علي الجرجاني( - التعريفات

الزبيدي )محمد مرتضى( - تاج العروس شرح القاموس

السرخسي )شمس األئمة( - المبسوط شرح الكافي

حاشية على الدر المختار في

أربع مجلدات

الطحطاوي )أحمد( -

حاشية رد المحتار على الدر

/ هـ 1434ط بوالق /المختار

مجموع الرسائل العابدينية ط

/ هـ1342األستانة /

ابن عابدين )محمد أمين( -

التوضيح لحل غوامض التنقيح

بحاشية التلويح للسعد ط البابي

الحلبي

المصباح المنير

عبيد هللا بن مسعود )صدر -

الشريعة(

الفيومي )محمد بن أحمد( - الكليات

معرب المغرب في ترتيب ال

/محققا/ في سورية

الكفوي )أبو البقاء( -

المطرزي )الخوارزمي - لسان العرب

الحنفي(

ابن منظور )أبو المكرم( - شرح السير الكبير

محمد بن الحسن )اإلمام( - رسالة )أحكام السيوكورتاه(

المطيعي )محمد بخيت( - )طلبة الطلبة(

النسفي )أبو حفص عمر بن -

هـ 233فى محمد( المتو

: المراجع الحديثة -ب

)التأمين بين الخط واإلباحة( ط أبو جيب )سعدي( -

Page 413: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

413

دار الفكر بدمشق

عبد المنعم(. البدراوي )د - 1928القاهرة/ –عقد البيع

الفكر اإلسالمي في تاريخ الفقه

اإلسالمي

الحجوي )محمد الحسن -

الثعالبي(

كلمة حق في عقد التأمين

)رسالة(

الجويجاتي )عارف( -

)عقد التأمين( مقال في أسبوع

الفقه اإلسالمي

)عقد التأمين وموقف الشريعة

منه( كتاب ط مطبعة جامعة

، وفي طبعته الجديدة دمشق

ببيروت

مصطفى أحمد(. الزرقا )د -

الوسيط شرح القانون المدني

مصادر الحق في الفقه

، وعقد اإليجار اإلسالمي

لدكتور عبد السنهوري )ا -

الرزاق(

مؤتمر البحوث اإلسالمية/ العدد

السابع )التأمينات(

السنهوري )محمد أحمد فرج( -

الضرر وأثره في الفقه اإلسالمي

رسالة دكتوراه –

)عقد التأمين( بحث في أسبوع

الفقه اإلسالمي

ديق )الدكتور محمد - الص

األمين الضرير(

التأمين األصيل والبديل )رسالة(

العقود الشرعية الحاكمة

للمعامالت المعاصرة )كتاب(

عبده )الدكتور عيسى( -

عقد التأمين في الشريعة علوان )عبد هللا( -

Page 414: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

414

اإلسالمية )رسالة(

ابن عابدين وأثره في الفقه رسالة

الدكتوراه ونظرية االستحسان في

التشريع اإلسالمي وصلتها

بالمصالح المرسلة

محمد عبد الفرفور )الدكتور -

اللطيف(

مهرجان –أسبوع الفقه اإلسالمي

/ م1921ابن تيمية /

المجلس األعلى للعلوم -

شرح القانون المدني الجديد

العقود المسماة /الجزء السادس

عقد البيع والمقايضة

مرسي )محمد كامل( -

–مصرف التنمية اإلسالمي

رسالة دكتوراه

رفيق(. المصري )د -

جمع الفقه اإلسالمي مجلة م -

بجدة

مصادر الباب الثالثالعقود الدرية في تنقيح

. الفتاوى الحامديةرد المحتار على الدر

المختار )حاشية ابن

عابدين( ط بوالق

ومجموع . هـ1434

. الرسائل ط إستانبول

ابن عابدين )محمد أمين(

بدائع الصنائع في ترتيب

الشرائع )شرح تحفة الفقهاء

الكاساني )عالء الدين(

Page 415: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

415

. مرقندي(للسفتح القدير شرح الهداية مع

تكملة الفتح للطوري ط

. األميرية

ابن الهمام )كمال الدين علي بن عبد

الواحد(

الفتاوى الهندية وعلى

هامشها فتاوى قاضيخان

عالم كير )مجموعة من علماء الهند(

وقاضيخان

المبسوط شرح الكافي

للحاكم الشهيد

لسرخسي )شمس األئمة(ا

حاشية الرهوني في فقه

المالكية

الرهوني )محمد فتحا(

النووي )يحيى بن زكريا( المجموع شرح المهذب

المغني في فقه الحنابلة مع

الشرح الكبير ط سجل

العرب

ابن قدامة المقدسي )موفق الدين(

الدرر شرح الغرر بحاشية

الشرنباللي

وز(منال خسرو )محمود بن فرام

شرح الخرشي على متن خليل العالمة الخرشي

بحاشية العدوي

ابن تيمية )أحمد بن عبد الحليم( مجموع الفتاوى

حاشية الدسوقي على الشرح

الكبير للدردير

الدسوقي )محمد بن عرفة( والدردير

نهاية المحتاج إلى شرح

المنهاج

الرملي الشافعي

(األتاسي )خالد ط حمص. شرح المجلة

الغنيمي الميداني )عبد الغني( اللباب شرح الكتاب

Page 416: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

416

البغدادي )ابن غانم( مجمع الضمانات

ابن مودود الموصلي اإلختيار شرح المختار

الفوائد البهية والقواعد

الفقهية

حمزة )محمود(

البحر الرائق وحاشيته منحة

الخالق

ابن نجيم وابن عابدين

و األعلى(المودودي )أب فتاوى في الزكاة

وهبة(. الزحيلي )د الفقه اإلسالمي وأدلته

قدري باشا مرشد الحيران

مجلة األحكام الشرعية في فقه

الحنابلة

Page 417: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

417

Page 418: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

418

فهرس اآليات واألحاديث النبوية(1)

اآليات القرآنية [ (4سورة المائدة آية ) ]÷ وتعاونوا على البر والتقوى×

(2)

األحاديث النبويةعن جابر بن عبد هللا األنصاري رضي هللا ]: ولالحديث األ -1

. [ : )ما من أحد من الصحابة له مقدرة إال وقف عنه قوله

. المغني في باب الوقف: تخريج الحديث

قت : ] الحديث الثاني -2 إن شئت حبست أصلها وتصد

[ بها

روى هذا الحديث البخاري في كتاب : تخريج الحديث

، ومسلم في الوصية ؛ لشروط في الوقفالشروط ؛ باب ا

، ورواه ، وابن ماجه في السنن؛ باب من وقف باب الوقف

، والنسائي في كتاب الترمذي في باب ماجاء في الوقف

، وأبو داود في سننه ؛ باب ماجاء في الرجل يوقف الخيل

، واإلمام أحمد في مسنده في مسند سيدنا عبد هللا بن الوقف

، وانظر كنـز العمال م ب رضي هللا عنهماعمر بن الخطا

، ونصب الراية للزيلعي كتاب الوديعة من قسم األموال 12

عن ابن عمر رضي هللا : ] ، ولفظ البخاري كتاب الوقف –

عنهما أن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه أصاب أرضا

، ، فأتى النبي صلى هللا عليه وسلم يستأمره فيها بخيبر

Page 419: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

419

ارسول هللا إني أصبت أرضا بخيبر لم أصب ماال : " ي فقال

: " إن شئت ، فماذا تأمر به ؟ " قال قط أنفس عندي منه

قت بها " : فتصدق بها عمر أنه ، قال حبست أصلها وتصد

، وتصدق بها للفقراء وفي اليباع وال يوهب وال يورث

، القربى وفي الرقاب وفي سبيل هللا وابن السبيل والضيف

الجناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم غير

ل ثت به ابن سيرين فقال ، قال متمو [ : غير متأثل ماال : فحد

ل مدخر ماال اهـ ، ومعنى متأثل جامع ، ومعنى المتمو

. المال

: وجاء في نصب الراية للزيلعي هذا الحديث بلفظ

ن أراد أن يتصدق بأرض له قال عليه السالم لعمر حي ]

ق بأصلها ال تباع والتوهب وال تدعى " ثمغ " : تصد

. [ ا هـ تورث

***

هري قال ]: الحديث الثالث -3 : )فيمن جعل ألف ورد عن الز

جر بها ، وجعل دينار في سبيل هللا دفعها إلى غالم له تاجر يت

. [ ربحه صدقة للمساكين واألقربين

. 12ص 2البخاري ج : ريج الحديثتخ

، قد ، ذلك مال رابح ، ذلك مال رابح بخ : ] الحديث الرابع -4 . [ ا هـ ، وإني أرى أن تجعلها في األقربين سمعت ماقلت

روى هذا الحديث البخاري عن أنس : تخريج الحديث، ورواه البخاري عن أنس رضي عنه رضي هللا عنه

أبو طلحة أكثر األنصار بالمدينة ماال من كان : ] ولفظه، وكانت مستقبلة ، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء نخل

، وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يدخلها المسجد: فلما أنزلت هذه اآلية ، قال أنس ويشرب من ماء فيها طيب

Page 420: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

421

لى قام أبو طلحة إ)لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )، إن هللا : يارسول هللا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقال

: تبارك وتعالى يقولوإن أحب أموالي إلي )لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )

ها وذخرها عند هللا بيرحاء ، ، وإنها صدقة هلل أرجو بر : فقال رسول هللا ، قال فضعها يارسول هللا حيث أراك هللا

، ذلك مال ، ذلك مال رابح : )بخ صلى هللا عليه وسلم، وإني أرى أن تجعلها في ، وقد سمعت ماقلت رابح

، فقسمها أبو : أفعل يارسول هللا ، فقال أبو طلحة األقربين(، وقال يحيى [ ا هـ تابعه روح طلحة بين أقاربه وبني عمه

. بن يحيـى وإسماعيل عن مالك )رايح(

***

مارآه المسملون حسنا فهو عند هللا ]: الحديث الخامس -4 . [ حسن

روى هذا الحديث اإلمام مالك في الموطأ مرفوعا : تخريج الحديث، ومارآه مارآه المؤمنون حسنا فهو عند هللا حسن : ] بلفظ

[ وقد أقر برفعه العالمة المسلمون قبيحا فهو عند هللا قبيح، وجاء كذلك نوي من طريق ابن مسعود رضي هللا عنهاللك

موقوفا عنه وأخرجه أبو نعيم في الحلية عنه والبيهقي كذلك ار واإلمام أحمد في كتابه ))السنة(( عنه وأخرجه البزوالسخاوي في المقاصد الحسنة والزيلعي مرفوعا وموقوفا

، واللفظ نيبلفظ )مارآه المسلمون( ورواه الطاليسي والطبراالمذكور أعاله للبيهقي عن ابن مسعود رضي هللا عنه لكن له

. حكم المرفوع كما هو ظاهر

****

، قد وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا ]: الحديث السادس -2

. [ احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل هللا

روى هذا الحديث مسلم عن أبي هريرة رضي هللا : تخريج الحديث

بعث رسول هللا صلى هللا عليه : ] . ولفظ مسلم مرفوعا عنه

Page 421: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

421

: منع ابن جميل وخالد بن : فقيل وسلم عمر على الصدقة

، فقال الوليد والعباس عم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم

: ما ينقم ابن جميل إال أنه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم

، قد م تظلمون خالدا ، فإنك ، وأما خالد كان فقيرا فأغناه هللا

، وأما العباس فهي علي احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل هللا

. [ الحديث ومثلها معها

***

. [ ال حبس عن فراض هللا ]: الحديث السابع -2

أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة وأخرجه الدارقطني : تخريج الحديث

وروي في سننه كذلك عن علي مرفوعا وفي سنده ضعف

، ولفظ موقوفا على سيدنا علي رضي هللا عنه وكرم وجهه

الحبس عن فراض هللا إال ما : ] الحافظ ابن أبي شيبة موقوفا

[ وانظر نصب الراية؛ كتاب الوقف كان من سالح أو كراع

***

أول وقف في اإلسالم وقف النبي صلى ]: الحديث الثامن -2

. [ ائط من النخيل بالمدينةهللا عليه وسلم وهو سبعة حو

فذكر أورده ابن هشام الكلبي في السيرة النبوية ]: تخريج الحديث

قصة مخيريق اليهودي الذي وفى بعهده مع النبي صلى هللا

، فقاتل مع عليه وسلم عندما هوجمت المدينة يوم أحد

: " إن أصبت ، وقال حين خرج المسلمين دفاعا عن المدينة

، وكانت الي لمحمد يضعها حيث أراه هللا عز وجل "فأمو

، فكان النبي صلى هللا عليه وسلم يعزل منها سبعة حوائط

Page 422: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

422

، ويجعل الباقي في السالح والكراع ومصالح قوت أهله سنة

. ، غزوة أحد [ ا هـ انظر سيرة ابن هشام المسلمين

: في المغنيأورده العالمة ابن قدامة من الحنابلة : تخريج الحديث

)روي عن عائشة رضي هللا عنها أنها أبضعت مال محمد بن

أبي بكر ويحتمل أنها جعلته من ضمانه عليها إن هلك

. غرمته(

Page 423: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

423

مسرد المصادر والمراجع المصادر والمراجع القديمة آ(

)شرح المجلة( ط حمص خالد األتاسي

اإلمام محمد بن البخاري إسماعيل بن بردذبة

امع الصحيح( )الج

اإلمام المجتهد تقي ابن تيمية الدين أحمد بن

عبد الحكيم الحراني

)الفتاوى( ط السعودية / هـ 1398الرياض

)االختيارات الفقهية( ط السعودية

)مجلة األحكام العدلية( جودة باشا وجماعة من العلماء

الحطاب المالكي

)مواهب الجليل شرح قه مختصر خليل( في ف

المالكية

)العالمة المحقق من الحلي فقهاء اإلمامية(

)المختصر النافع( في فقه المالكية الكبير

الدسوقي المالكي

)حاشية على الشرح الكبير( بيروت في فقه –دار الفكر المالكية

)نصب الراية( الزيلعي

)المهذب( في فقه الشافعية اإلمام أبو إسحاق الشيرازي

)نيل األوطار( البابي الحلبي اإلمام الشوكاني القاهرة

)تاريخ الصالحية( ت محمد ابن طولون الصالحي الدمشقي أحمد دهمان

)حاشية رد المحتار على الدر العالمة محمد أمين ابن عابدين المختار( المعروفة بحاشية

ابن عابدين ط بوالق

Page 424: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

424

هـ 1434األميرية

( ط )مجموع الرسائل هـ1342استانبول

)العقود الدرية( دار المعرفة . بيروت

العالمة أبو السعود العمادي المشهور بمفتي الثقلين

رسالة في )وقف النقود( ط دار ابن حزم

1993بيروت

ابن قدامة المقدسي

)المغني شرح مختصر . الموفق الخرقي( في فقه الحنابلة

ابن قاضي الجبل

ة باألوقاف( ت دهيش )المناقل مطابع الصفا بمكة –

. المكرمة

)الجامع الصحيح( مسلم بن الحجاج القشيري

)الذخيرة( في فقه المالكية العالمة الشهاب القرافي

)عيون األزهار( في فقه العالمة اإلمام المرتضى اإلمامية

–)لسان العرب( دار صادر أبو المكرم ابن منظور يروت ب

االختيار لتعليل المختار ت ابن مودود الموصلي محمود أبو دقيقة

هالل الرأي

)أحكام الوقف( )اإلمام(

)فتح القدير( شرح الهداية في المحقق الكمال ابن الهمام فقه الحنفية

)سيرة ابن هشام( الكلبي ابن هشام

اإلمام محي الدين يحيى النووي بن شرف

مجموع شرح المهذب()ال )تهذيب األسماء واللغات(

)الدارس في المدارس( ت النعيمي محمد أحمد دهمان

Page 425: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

425

****

ب( المراجع الحديثة

)محاضرات في الوقف( ط العالمة الشيخ محمد أبو زهرة دار الفكر العربي مصر

)دور الوقف في المجتمعات . محمد موفق د األرناؤوط دار الفكر بدمشق اإلسالمية(

هـ 1241الطبعة األولى

األبياني بك

كتاب )مباحث الوقف( الطبعة العالمة محمد زيد الثانية مطبعة علي سكر أحمد

م 1914هـ 1331بمصر

)القاموس الفقهي( ط دار الفكر العالمة سعدي أبو جيب بدمشق

العالمة مصطفى الزرقا أحمد

ط ، م )أحكام األوقاف( جزءان م 1922الجامعة السورية

العالمة األستاذ الزحيلي الدكتور وهبة

)الفقه اإلسالمي وأدلته( ط دار الطبعة األولى –الفكر بدمشق

)الوجيز في أصول استنباط . محمد عبد اللطيف د الفرفور األحكام في الشريعة( الطبعة

األولى)نظرية االستحسان في

ا التشريع اإلسالمي وصلتهبالمصالح المرسلة( ط دار

دمشق

، ، وتطوره )الوقف اإلسالمي . منذر د القحف ، تنميته( ط األولى دار إدارته

هـ 1241الفكر بدمشق

)األوقاف فقها واقتصادا( دار . رفيق يونس د المصري دمشق 1المكتبي ط

هـ 1241

Page 426: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

426

Page 427: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

427

محتويات خطأ! اإلشارة المرجعية غير معرفة. في

5 .............................. مقدمة كتاب )في االقتصاد المعاصر(

6 ......................................................................... تقريظ الكتابمـة الطبعة الثانيـة 11 ................................................ مقـد

12 ...................................... مقدمـة المؤلـف للطبعة األولـى

41 ....................................................... خطـة الكتاب

ات معايرة البنية االقتصادية البناء ظري الباب األول : الن

االقتصادي الجديد أبرز الثوابت االقتصادية فـي

02 ......................................................... اإلسالم

: ))معايرة البنية الفصل األول : النظرية األولى

04 ................................................... االقتصادية((

المبحث األول : معايرة البنية االقتصادية العالمية بالمعايير

22 ....................................................... العلمية البحتة

22 ......................................... : : المناهج االقتصادية العالمية المطلب األول 24 ............................ : ها: نقد المناهج االقتصادية العالمية ومعايـرت المطلب الثاني

المبحث الثاني : معايرة البنية االقتصادية بعامة بمعيار

26 ........................................... اإلسالم والفكر اإلسالمي

26 .............................................................................. : تمهيد 27 ............................................................ : : التيارات المطلب األول

29 ................................................................ : األدلة لثانيالمطلب ا 33 ........................................................... : : الترجيح المطلب الثالث

الفصل الثاني : النظرية الثانية البناء االقتصادي الجديد

55 ................ ))النظرية االقتصادية الواقعية وعناصرها((

م البناء االقتصادي الجديد محليا المبحث األول : معال

36 .............................................................. وعالميا

المبحث الثاني : عناصر البناء االقتصادي الجديد

Page 428: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

428

ماته 37 ............................................................ ومقو

37 .............................................: : التكامل ومقوماته األربعة المطلب األول 41 .................................................... : : البـعد اإلسالمي المطلب الثاني

41 ................................ : "القاعدة الفكرية اإلسالمية للحل االقتصادي المقتـرح" 43 .................................................... : : البـعد اإلنساني المطلب الثالث

االقتصادية الفصل الثالث : النظرية الثالثة أبرز الثوابت

15 ..................................................... في اإلسالم

المبحث األول : إلغاء الربا واالحتكار من ثوابت اإلسالم

46 ............................................. وموقف سابق ومتفوق

المبحث الثاني : مآل البشرية إلـى إلغاء الربا واالحتكار

ة 47 ...................................................... ضرورة حتمي

14 .......................................... الباب الثاني : الدراسات

الفصل األول : التأمين النظرية اإلسالمية والنظرية

52 ....................................................... الوضعية

قرار مجمع الفقه اإلسالمي بجدة المتخذ باإلجماع بشأن

51 ............................................................. . التأمين

52 ................................................................. تصدير

54 .......................................................... المبحث األول

ر* 54 ........ عقد التأمين بين الفقه اإلسالمي والفقه الغربي *التصو

56 ............................ : : تصور الموضوع وتحرير محل الخالف فيه المطلب األول 57 .................................................................. : : أنواع التأمين أوالا

62 ........................................................... : : تعريف جامع مانع خاتمة 62 ................................................................. : : أركان التأمين ثانياا 64 ......................................................... : : خصائص عقد التأمين ثالثاا

فـيحكم عقد التأمين فـيالشريعة تحرير محل الخالف -ب

66 .......................................................... : اإلسالمية

67 ...................................................................... : المطلب الثاني 67 ........................... : أقاويل الفقهاء اإلسالميين في عقد التأمين ونقل خالفهم فيه

Page 429: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

429

المي والفقه المبحث الثاني : عقد التأمين بين الفقه اإلس

81 .................................................. الغربي *التصديق*

81 ................................... : : وجوه استدالل الفقهاء ومناقشاتهم المطلب األول 81 ............................................................ : أدلة المحرمين مطلقاا -آ 85 ......................................... : : أدلة المبيحين لعقود التأمين الفرع الثاني -

93 .............................................................. : الموازنة المطلب الثاني 96 ................................................ : رأيـنا في عقود التامين المطلب الثالث

96 .............................................................. هل في عقد التأمين غرر؟قه الغربي والفقه المبحث الثالث : إعادة التأمين؛ بين الف

99 ............................................................ اإلسالمي

99 ........................................ : : إعادة التأمين في الفقه الغربي المطلب األول 99 ............................................................ : : فكرة عامة الفرع األول 111 ...................................... : : التكييف القانوني إلعادة التأمين الفرع الثاني

112 .................... : : إعادة التأمين في الفقه اإلسالمي كما توصلنا إليه المطلب الثاني 114 .............المبحث الرابع: * نظرية تأمينية إسالمية معاصرة *

114 ....... لكبرىالطريق إلـى تأمين يبيحه الفقه اإلسالمي بمذاهبه ا

114 ....................................... : : الحلول التي ارتآها اآلخرون المطلب األول 115 ................................... : : نظام التأمين اإلسالمي الذي نراه المطلب الثاني

118 .............................................. بشأن التأمين وإعادة التأمين 2قرار رقم 111 ............................. واقعة فتوى شرعية اقتصادية حول خطاب الضمان المغطى

111 ......................... : إيراد أقاويل فقهاء المذاهب في هذه الواقعة؛ المطلب األول 113 ................................................................: ب( المطلب الثاني

113 ............................................................................ الترجيح 113 ............................................................... : ج( المطلب الثالث

113 .................................................................... تخريج الموضوع 117 ............................................................. بسم اهلل الرحمن الرحيم

الفصل الثاني : األسواق المالية وأحكامها الفقهية في

405 ............................................. عصرنا الحاضر

Page 430: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

431

125 .............................................................................. تمهيد 125 ................................................................ المقصد من المبحث

125 ....................................... أبرز مباحث األسواق المالية في الفقه اإلسالمي 125 ........................................................ المطلب األول : في الصرف

126 ......................................................... الحوالةالمطلب الثاني : في 126 ........................................................... المطلب الثالث : األسهم

126 ..................................................... المطلب الرابع : وفي البيع بعامة 126 .......................................................................... الخاتمة :

قود األوراق بين الفقه اإل سالمي الفصل الثالث : الن

401 ..............................................والفقه الوضعي

127 ............................................. أحكام النقود األوراق

127 ......................................... تغير قيمة العملة الورقية

128 .......................................................... خطة البحث

128 ............................................................................. تصدير 131 ............................. المبحث األول : أحكام النقود األوراق

131 ................................................... مدخل إلـى البحث

131 ........................................................... معنى النقد لغةا واصطالحاا 132 ............................................................ شرح معنى كلمة بنكنوت 133 .....................................................اا وحديثاا النقود المتعامل بها قديم

136 ...................... المطلب االول : األحكام الفقهية المذهبية لألوراق المالية العرفية 137 .......................................... زكاة النقود العرفية عند الجمهور من الفقهاء

137 ................................................. زكاة الكواغد وقطع الجلود ونحوهما 139 ................................................. فتوى مفتي المالكية في زكاة الكاغد

142 ................................................................. زكاة الفلوس الجدد 146 ...............................مسالك تخريج زكاة األوراق المالية العرفية عند الجمهور

146 ................................................................... : المسلك األول 149 .................... : تخريج زكاة األوراق المالية على زكاة الدين العرفى المسلك الثاني

151 ............ المسلك الثالث : تخريج زكاة األوراق باعتبار المال المحفوظ بخزانة البنك

Page 431: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

431

152 ........................... يج زكاة األوراق باعتبار قيمتها الوضعيةالمسلك الرابع : تخر 154 ............................ المطلب الثاني : نـقول فقهية معاصرة تؤيد مذهب الجمهور

فتوى للشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي في شأن زكاة األوراق المالية 154 .................................... الجاري بها التعامل اآلن()زكاة األوراق المالية

155 ................................................................ مقولة األستاذ خالف 156 ............................................................... مقولة األستاذ السبكي

158 ........................................ فتوى العالم المفتي الشيخ محمد سعيد العرفي 158 .................................................ظة الفرات رحمه اهلل تعالىمفتي محاف

161 .............................................................. مقولة األستاذ السعدي 161 .................... شهادة عالم كبير في تقريظه لبهجة المشتاق للسيد أحمد الحسيني

163 ........................................................................... : خالصة 165 ........................ لثاني : تغير قيمة العملة الورقيةالمبحث ا

165 ................................................................. المدخل إلى البحث 165 ....................................................... : تصور الموضوع بشكل أولي

خالصة ألحكام تغير قيمة النقد من الدراهم والدنانير فقط في الفقه 166 ..................................................................... : اإلسالمي

ر قيمة النقود اإلصطالحية "تغير قيمة المقصد األول : تغي

168 ....... الفلوس وما يلحق بها فـي مذاهب الفقهاء اإلسالميين"

168 .................... : أنواعه وأشكاله : التـغير في الفلوس وما يلحق بها المبحث األول 169 .................................... : : تفصيل القول في حاالت التغير المبحث الثاني 169 ............................................................ : : الكساد الحالة األولى 171 ........................................................... : : االنقطاع الحالة الثانية 172 .................................. : مذاهب الفقهاء : الرخص والغالء في الحالة الثالثة

174 ...................................... : تذييل في وقوع العقد على نقد غير معين النوع 175 ............................................................... الفتوى

المقصد الثاني : ترجيح الربط بالقيمة فـي الفلوس

177 ............. طه ووجهه/والعمالت المعاصرة استحسانا /ضواب

177 .................................................................... : الضابط األول

Page 432: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

432

179 .................................................................... : الضابط الثاني 181 .................................................................... : الضابط الثالث

181 ......................................................... توجيه هذا الترجيح بضوابطه 182 ...................................................................... البحث خاتمة

المبحث الثالث : حدود تضخم النقود األوراق ومفهوم

كسادها وأثره فـي تعيين الحقوق وااللتزامات اآلجلة فـي

184 ................................... الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة

184 ............................................................................. تصديرفهوم الكساد في النقود واألوراق وأثره في تعيين الحقوق المطلب األول :

186 .............................................................. وااللتزامات اآلجلةالمطلب الثاني : حدود التضخم التي يمكن أن تعتبر معه النقود الورقية

191 ............................................. "نقوداا كاسدة" "تذبذب قيمة العملة"ف النقود فـي الفقه اإلسالمي الفصل الرابع : وق

ومناهج توظيفه لتنمية الوقف وترسيــخ دوره

445 .................................................... الحضاري

194 ............................................................... تصدير

198 ..... المقصد األول : الوقف فـي الفقه اإلسالمي تجديدا وتطويرا

198 ........................................ لتعريف بالوقف عند الفقهاءالمطلب األول : ا 212 ................................ المطلب الثاني : مدى حاجة الناس إلى الوقف الخيري 214 .................................المطلب الثالث : طرق تجديد الوقف الخيري وتطويره

قدي وموقف الفقه اإلسالمي منه المقصد الثاني : الوقف 217 ..... الن

217 ............................................. المطلب األول : التعريف بالوقف النقديالمطلب الثاني : فقه الوقف النقدي وموقف المذاهب الفقهية منه وترجح

211 ...................................................... العمل به لشدة الحاجة إليه 221 .......................... المطلب الثالث : دور الوقف النقدي بالتنمية في هذا العصر

223 ................... المقصد الثالث : مناهج استثمار الوقف النقدي

المطلب األول : طرق استثمار الوقف النقدي في المناشط العصرية بالنظم 223 ........................................................................ المتطورة

Page 433: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

433

224 .................................... المطلب الثاني : سبل إدارة الوقف النقدي وتنميته 226 ................................................ المطلب الثالث : آثار الوقف النقدي

227 ........................................................ خاتمة البحث

229 ...................................................... ملخص البحث

قسيط في الفقه اإلسالمي 050 ........... الفصل الخامس : بيع الت

233 ........... المبحث األول : النصوص الواردة من الشارع الحكيم

233 ............. وأقوال الفقهاء المجتهدين األولين فـي بيع التقسيط

233 ........................................................... : من نصوص التشريع -1 233 ............................................................. : من أقوال الفقهاء -2

238 ......... المبحث الثاني : حكم البيع بالتقسيط وضوابطه الفقهية

238 .................................................................... : الضابط األول 239 .................................................................... : انيالضابط الث

241 .................................................... : : المؤيد الفقهي الضابط الثالث 241 ........................................................................ ذيل البحث

241 ...................................................................... خاتمة البحثالفصل السادس : مدى انتفاع االقتصاد من بيع الوفاء

015 ................... اء في اقتصاد العصر()توظيف بيع الوف

244 ............................................................... تصدير

245 ................................................... مدخل إلـى البحث

245 .......................... التعريف ببيع الوفاء عند الفقهاء إجماال

245 ................................................. : : تعريف بيع الوفاء المطلب األول 246 ..................................................... : تاريخ استحداثه المطلب الثاني 249 .............................. : : مجمل قواعد بيع الوفاء عند الحنفية المطلب الثالث 251 ...................................... : : مدى عالقة بيع الوفاء بالرهن المطلب الرابع

254 .................................................. مقصد من البحثال

254 ........ : فأما حالة االنتفاع من هذا العقد بال وسيط القسم األول

: وأما حالة االنتفاع من بيع الوفاء بشكل القسم الثاني

255 ...............................، غير مباشر وذلك بوجوب وسيط

Page 434: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

434

257 .............................................................. تمةالخا

ة . الفصل السابع : القبض وصوره . وبخاصة المستجد

052 ......................... منها وأحكامها في الفقه اإلسالمي

259 ............................................................... تصدير

المبحث األول : تعريف القبض وطرقه فـي الفقه اإلسالمي

261 .................................................. ي العقودوأثره فـ

261 .................................................................... : المطلب األول 261 ................................................ : التعريف بالقبض في الفقه اإلسالمي

261 ................................... : : طرق القبض في الفقه اإلسالمي المطلب الثاني 264 ......................... : بض وأثره في العقود في الفقه اإلسالمي: الق المطلب الثالث 265 .................................. : : شرط صحة القبض في عقد البيع المطلب الرابع

266 ................................... المبحث الثاني : المقصد الفقهي

267 ........................................................ خاتمة البحث

الفصل الثامن : التمويل العقاري لبناء المساكن

064 ................................وشرائها في الفقه اإلسالمي

271 ............................................................................. تصدير 271 ................................ المبحث األول : المدخل إلـى البحث

ناع( لدى الحنفية؛ وهو)التعاقد على : )كلية االستص : الكلية األولى أوالا 271 ............................................................. : صنع شيء معين(

، وأقاويل العلماء فيه : وأما الكلية الثانية؛ وهي بيع العقار قبل قبضه ثانياا 274 .................................................................. : إلى اتجاهين

274 ............. . المصرفي لبناء المساكن وشرائها، وهي التمويل : وأما الكلية الثالثة ثالثاا 277 ............................... المبحث الثاني : المقصد من البحث

277 ................................... أحكام التمويل العقاري المذكور آنفاا لبناء المساكن 277 ................................................. وشرائها وتخريجه في الفقه اإلسالمي

277 .................................................................... : المطلب األول 279 .................................................................... : المطلب الثاني

المبحث الثالث : اقتراح من صاحب هذا البحث لحل مشكلة

Page 435: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

435

282 ................................... الربا وشبهته فـيعقود اإلسكان

سـع : أثر االستصناع فـي تنشيط الحركة الفصل التا

025 .................................................... الصناعية

286 ............................................................... تصدير

287 .................................................. المدخل إلـى البحث

287 ....................................... تعريف عام بعقد االستصناع

042 ............................................... المقصد من البحث

291 ............ المبحث األول : المعضالت الفقهية فـيعقد االستصناع

291 ......................................... : اللزوم في عقد االستصناع؛ المعضلة األولى 291 .................................. : الشرط الجزائي في عقد االستصناع المعضلة الثانية

المبحث الثاني : مدى أثر االستصناع فـي تنشيط الحركة

294 .......................................................... الصناعية

296 ........................................................ خاتمة البحث

297 ....................................................... ملحـق البحـث

297 ................................. واقعة فتوى حول عقد االستصناع

297 ......................................... )بيع الدور علـى الخريطة(

الفرع األول : نصوص قرارات مجمع الفقه اإلسالمي في شأن البيع للدور 311 ........................ على الخريطة بشأن التمويل العقاري لبناء المساكن وشرائها

312 .......................................... صناع( بشأن عقد االست66/3/7قرار رقم ) 313 .................................. : مطالعتي الخاصة حول موضوع الفتوى الفرع الثاني

الفصل العاشر : النقد لفتاوى معاصرة في الزكاة

لطان في تعقيبات علمية على كتاب الدكتور الس

ة 526 ....................... الزكاة الشرعية من الناحية الفقهي

317 ........................... : ( مناقشة النقطة األولى؛ )في زكاة الشركات المساهمة(1)( مناقشة النقطة الثانية؛ )عدم وجوب الزكاة على المخزون من الزروع 2)

318 ........................................................ : والثمار التي زكي عليها( 319 ............................... ة الثالثة؛ )قضية زكاة المال المستفاد(( مناقشة النقط3)

( مناقشة النقطة الرابعة؛ )قضية تقدير النصاب بالذهب دون الفضة 4)

Page 436: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

436

311 ........................................................................ : مطلقاا( 312 .................... : ( مناقشة القضية الخامسة؛ )نقد إعفاء المجوهرات من الزكاة(5) 313 ........................................ ( مناقشة القضية السادسة )زكاة السندات(6) 314 ......................................... : ( مناقشة القضية السابعة؛ )زكاة األسهم(7) 315 .................................... : ( مناقشة القضية الثامنة؛ )زكاة الديون الجياد(8)

: في أرض واحدة شة القضية التاسعة؛ )اجتماع العشر والخراج(( مناق9) 315 ......................................................................... لمسلم

( مناقشة القضية العاشرة؛ )زكاة األرض المستأجرة على من؟ على 11) 316 .............................................. : المالك أم المستأجر؟ أم عليهما؟(

317 ............. : عشرة؛ )هل النماء علة وجوب زكاة المال( ( مناقشة القضية الحادية11) 318 ........................... : ( مناقشة القضية الثانية عشرة؛ )زكاة المال المستفاد(12)

502 .......................................... الباب الثالث : الفتاوى

321 ............................ الحديثةإجراء العقود بآالت االتصال

321 .............................. زكاة األسهم والسندات فـيالشركات

321 ................ توظيف أموال الزكاة مع عدم التمليك للمستحق

321 ........................ أجوبة استفسارات البنك اإلسالمي بجدة

الفصل األول : حكم إجراء العقود بآالت االتصال

504 ....................................................... الحديثة

322 ................................................... مدخل إلـى البحث

322 ......................................... اتحاد المجلس عند الفقهاء

323 ........................................................ المبحث األول

325 ....................................................... المبحث الثاني

325 ............................. التكييف الفقهي للموضوع وضوابطه

325 ...................................................... : آ( التكييف الفقهي للموضوع 326 ............................................................. : ب( ضوابط الموضوع

326 ................................................................ : الضابط األول -1 326 ................................................................ : الضابط الثاني -2 327 ............................................................... : الضابط الثالث -3

Page 437: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

437

327 ...................................................................... خاتمة البحث 328 ........................................ بيع العقارات علـى الخارطة

331 .............................................................. بشـأن عقـد االستصنـاع 332 .................... فتـوى شرعيـة فـي الفقه اإلسالمـي بمـذاهبـه

341 ...................................................... فتـوى شرعيـة

342 .......................................................... عقد شركـة

345 ............................................. الربح فـي عقد الشراكة

زكاة األسهم والسندات في الفصل الثاني : القول في

556 ..................................................... الشركات

356 ............................................................... تصدير

356 ................ المبحث األول : خالصة لما ذهب إليه المجمعيون

358 ......... المبحث الثاني : خالصة لما ذهب إليه فقهاء معاصرون

خالصة لما ذهب إليه األستاذ المودودي فـي كتابه )فتاوى

358 ...................................................... : فـي الزكاة(

نص مقولة الدكتور وهبة الزحيلي فـي كتابه )الفقه

358 ................................................. اإلسالمي وأدلته(

361 ...................المبحث الثالث : القول الراجح الذي نصير إليه

الفصل الثالث : توظيف أموال الزكاة مع عدم التمليك

565 ..................................................... للمستحق

363 .................. فتوى فقهية في واقعة توظيف أموال الزكاة مع عدم التمليك للمستحق 363 .............................................................................. تمهيد

364 .............................................. -المقصد من البحث -

364 .............. هل يصح توظيف الزكاة في مشاريع ذات ريع بال تمليك فردي للمستحق؟ 367 ........................................................ : (1مسـألة )

368 ........................................................ : (2مسـألة )

368 .......................................................... (3مسـألة )

372 ........................................................ فتـوى فقهيـة

372 .......................................... : : )زكاة الذهـب( جواب الفقرة األولى -1

Page 438: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

438

373 ............................................ : )موانـع الحمل( جواب الفقرة الثانية -2 373 ................................ ت االستثمار(: جواب )شهادا جواب الفقرة الثالثة -3 373 ................................................ جواب الفقرة الرابعة )العبة النرد( -4

377 ...................................................... فتـوى شرعيـة

378 ........................................................ فتوى شرعية

379 ...................................................... فتـوى شرعيـة

381 ...................................................... ى شرعيـةفتـو

384 ...................................................... فتـوى شرعيـة

385 ...................................................... فتـوى شرعيـة

387 ...................................................... فتـوى شرعيـة

394 ...................................................... فتـوى شرعيـة

396 ...................................................... فتـوى شرعيـة

397 ...................................................... فتـوى شرعيـة

397 ...................................................................... القضية األولـى 397 ....................................................................... القضية الثانية 398 ....................................................................... القضية الثالثة

544 .................................................... الفصل الرابـع

مبحث األول : استفسارات من البنك اإلسالمي للتنمية ال

411 ............................................................... بجدة

المبحث الثاني : أجوبة استفسارات البنك اإلسالمي للتنمية

415 ............................................................... بجدة

415 .............................................................. : جواب السؤال األول 416 .............................................................. : جواب السؤال الثاني 416 ............................................................. : جواب السؤال الثالث 416 .............................................................. : جواب السؤال الرابع

416 ........................................................... : جواب السؤال الخامس 122 .................................................... خاتمة الكتاب

Page 439: كتاب أبحاث ودراسات في الاقتصاد المعاصر

439

124 .................................................. مصادر الكتـاب

411 ................................................. مصادر الباب األول

411 ................................................. مصادر الباب الثاني

414 ................................................. مصادر الباب الثالث

142 ............................... فهرس اآليات واألحاديث النبوية

418 ...................................................... ت القرآنيةاآليا

418 .................................................... األحاديث النبوية

423 .......................................... مسرد المصادر والمراجع

101 ......................................................... محتويات