84
١ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻫﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺤﻜﻡ ﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻤﺸﺭﻭﻉ" : ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓﻲ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻫﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺤﻜﻡ ﺘﻌﺯﻴﺯ" ﻟﻠ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻋﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ١ - ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﺴﻭﺩﺓ- ﺇﻋﺩﺍﺩ: ﻋﻠ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﻓﺭﺤﺎﺕ ﻨﻭﺭ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ1 آﻞ إﻋﺪاد ﻋﻠ اﻟﺪآﺘﻮر واﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﻓﺮﺣﺎت ﻧﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﻦ اﻟﺼﺎدق.

تعزيز حكم القانون

Embed Size (px)

DESCRIPTION

تعزيز حكم القانون

Citation preview

١

المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة

"تعزيز حكم القانون والنزاهة في العالم العربي: "مشروع

تقرير لل

١ مصرفي القضاء وضععن

- مسودة ثانية -

الصادقي الدكتور نور فرحات والمستشار الدكتور عل:إعداد

. الصادق يمن الدآتور محمد نور فرحات والمستشار الدآتور علإعداد آل 1

٢

المحتويات

فصل تمهيدى

سياقالخلفية وال: الفصل االول

معالم النظام القضائى المصرى و تطوره التاريخي-١

معالم النظام القضائى ١-١

التطور التاريخى للنظام القضائى ٢-١

السياق اإلجتماعى واإلقتصادى والثقافى للقضاء المصرى-٢

جماعة القضاة بين القيم الليبرالية وسلطوية مؤسسة الدولة ١-٢

قضائى فى مصرإشكاليات اإلصالح ال ٢-٢

تحليل المبادئ : الفصل الثانى

االستقاللية -١ القضاءيةمبدأ استقالل ١-١

معنى المبدأ ونطاقه ١-١-١

القضاء عن السلطة التشريعيةيةاستقالل ٢-١-١

القضاء عن السلطة التنفيذية يةاستقالل ٣-١-١

الدستوريةلضماناتا ٤-١-١

التشريع العادى ٥-١-١

لمحاكم االستثنائية فى النظام القضائى المصرىا ٦-١-١

محاكم أمن الدولة ٧-١-١

العسكريةالمحاكم ٨-١-١

)نظام المدعى العام االشتراكى( محكمة القيم ٩-١-١

محكمة األحزاب ١٠-١-١

المؤسساتيةلقضاءا ستقاللية ا١-٢ )نبذة تاريخية( مجلس القضاء األعلى فى مصر ١-١-٢

٣

واالختصاصاتشكيلالت ٢-١-٢

موازنة القضاء ٣-١-٢

تعديل قانون السلطة القضائية األخير وأثره على استقالل القضاء فى ٤-١-٢

مصر

المزايا المادية للقضاة وتأثيرها على حيادهم ٥-١-٢

الشخصية القضاةيةاستقالل ١-٣

القضاةواجبات ١-١-٣

الحصانة القضائية ٢-١-٣

والتأثير على القضاةجرائم العدالة ٣-١-٣

حرية القضاة فى التعبير وفى التنظيم النقابـى١-٤

عدم جواز اشتغال القضاة بالسياســـــــة ١-١-٤

دور نادى القضاة فى الرعاية االجتماعية للقضاه ٢-١-٤

ضمان األستقرار الوظيفى للقضاة ١-٥

مبدأ عدم قابلية القضاة للعزل ١-١-٥

للنقلنظام ٢-١-٥

مساءلة القضاة وتأديبهم ٣-١-٥

حياد ال /نزاهةال -٢

الضمانات المؤسساتية ١-٢

نظام االختصاص القضائى ودوره فى تأييد الحياد ١-١-٢

نظام التفتيش على القضاة وأثره فى مكافحة الفساد ٢-١-٢

تقاليد القضاء ودورها فى تحقيق الحياد والنزاهة ٣-١-٢

٤

النزاهة والحياد للقضاة كأفراد ٢-٢ ندب القضاة ألعمال فى السلطة التنفيذية أو تعيينهم فيها بعد تقاعدهم ١-٢-٢

نظام توزيع العمل بمحاكم االستئناف ومدى تأثيره على حياد القضاة ٢-٢-٢

سلطة رؤساء المحاكم االبتدائية ومدى تأثيرها على حياد القضاة ٣-٢-٢

إلجرائى ومدى إسهامه فى تحقيق الحياد والنزاهة النظام ا ٣-٢

مبدأ حرية وضمانات الدفاع ١-٣-٢

مبدأ المواجهة بين الخصوم ٢-٣-٢

مبدأ المساواة بين الخصوم ٣-٣-٢

مبدأ عالنية الجلسات ٤-٣-٢

الضمانات القانونية لنزاهة وحياد القضاة ٥-٣-٢

عدم صالحية القضاة المطلقة ٦-٣-٢

)حاالت رد القضاة ( عدم صالحية القضاة النسبية ٧-٣-٢

التنحى الجوازى عن نظر الدعوى ٨-٣-٢

)المسئولية المدنية للقضاة ( مخاصمة القضاة ٩-٣-٢

نزاهة القضاء والتغيرات االقتصادية الهيكلية فى مصر ١٠-٣-٢

كفـــــاءة القضاة -٣ التعيين فى السلك القضائـــى ١-٣

ق النساء فى التعيين فى القضاءح ١-١-٣

تدريب القضاة ٢-٣

نظم تدريب القضاة ١-٢-٣

ئي القضا النظام فعالية-٤

مفهوم الفعالية وعناصره ١-٤

واقع مشكالت الفعالية القضائية ٢-٤

٥

تراكم القضايا وتأخر الفصل فيها ١-٢-٤

السلبى على العدالة االمسائل اإلجرائية واإلدارية ودورها فى التأثير ٢-٢-٤

الخاتمة والتوصيات:الفصل الثالث

٦

فصل تمهيدى

الخلفية والسياق:الفصل االول

ي و تطوره التاريخي المصري معالم النظام القضائ -١

يمعالم النظام القضائ ١-١

ثير من النظم فى العالم العربى إلى فى مصر شأنه فى ذلك شأن ك ينتمى النظام القانوني والقضائي

طائفة النظم القانونية الالتينية التى تستمد مالمحها األساسية وجـذورها التاريخيـة مـن النظـام

ووظيفة القاضى ظاهريا هى تطبيـق التـشريع . تشريع هو المصدر األول للقانون لفا. الفرنسى

لقضائية ذات التقاليد األنجلو سكسونية الحال فى نظم السوابق ا على خالف ، القانون وضعوليست

وتوجد على رأسـه القضاء العادى : إلى جهتين رئيسيتين فى مصر الطبيعى ويتفرع القضاء .

محكمة النقض التى تكفل وحدة تطبيق القانون وتفسيره ، والقضاء اإلدارى الـذى يفـصل فـى

.ه المحكمة اإلدارية العليا ا ويتمثل فى مجلس الدولة الذى تعلو قمتاإلدارية المنازعات

وإلى جانب هاتين الجهتين من حهات القضاء عرفت مصر طوال تاريخها الحديث صورا مختلفة

لسيطرة السلطة أو آخر للقضاء االستثنائى الذى يفتقر إلى معايير استقالل القضاء ويخضع بشكل

فـى محاكم األخطـاط ثـم واء جان األشقي ففى أوائل القرن الماضى وجد ما يسمى بل . التنفيذية

المحـاكم العـسكرية ، وتعرف مصر اليوم محاكم الثورة والشعب والغدر منتصف القرن وجدت

م محاكم أمن الدولة ومحكمة والتى يتسع اختصاصها لمحاكمة المدنيين عن جرائم القانون العام ،

ور للقضاء االستثنائى لـم وهذه كلها ص . ومحكمة األحزاب القيم وجهاز المدعى العام اإلشتراكى

يخل منها التاريخ المصرى الحديث وتثبت حرص السلطة التنفيذية على أن يكون لها قضاء خاص

. مشيئتها ذ بشكل سافر أو مستترنفيخاضع إلمرتها

وهى محكمـة للقـانون . تقع محكمة النقض المصرية على رأس التدرج الهرمى للقضاء العادى

وتتلوها محـاكم . بمعنى أن مهمتها هى مراقبة صحة تطبيق القانون .مة موضوع كوليست مح

، ثم المحاكم اإلبتدائيـة فـى عواصـم المحافظـات ، اإلستئناف التى توجد فى العواصم المهمة

وقد حدد القانون اإلختصاص النوعى والقيمـى .نادر واألحياء بوالمحاكم الجزئية فى المراكز وال

. والمكانى لكل محكمة

٧

و محكمـة القـضاء اإلدارى تليها مجلس الدولة تأتى المحكمة اإلدارية العليا ثم قمة محاكم فىو

. المحاكم اإلدارية والتأديبية المختلفة

محكمة جديدة هى المحكمة العليا وسميت فيمـا بعـد ١٩٦٩وقد استحدث المشرع المصرى عام

لزامـى إلقبة دستورية القانون وبالتفسير ا بمرا هذه المحكمة وتختص . بالمحكمة الدستورية العليا

وتقع . لنصوص التشريع بناء على طلب من وزير العدل وبالفصل فى مسائل تنازع اإلحتصاص

المحكمة الدستورية العليا خارج هيكل النظام القضائى المصرى بجهتيه المتمثلتين فـى القـضاء

دون أخذ رأى مجلـس القـضاء ريةسها بقرار من رئيس الجمهو يويعين رئ . العادى واإلدرارى

. أما أعضاؤها فيعينون أيضا بقرار من الرئيس بعد أخذ رأى مجلس القضاء األعلى . األعلى

التطور التاريخى للنظام القضائى ٢-١

ا عامى د اكتسب النظام القضائى المصرى مالمحه المعاصرة فى أواخر القرن التاسع عشر وتحدي

كان أمر القـضاء . تاريخ إنشاء المحاكم األهلية ١٨٨٣اكم المختلطة و تاريخ إنشاء المح ١٨٧٥

الشرعية و الكفاءة وغيبة معايير االستقالل واضطراب مبدأ قبل ذلك يتسم بسمات الفوضى وعدم

.ضمانات الحق فى المحاكمة العادلة

ها من المجالس تختص بما ال تختص به غير ) القانون العام ( كانت المحاكم الشرعية هى محاكم

. تتعدد بتعدد المذاهب السنية األربعة التى ينتمى إليها أهل مـصر هذه المحاكم وكانت. القضائية

ولم يعرف تاريخ المحاكم الشرعية فى مصر العثمانية ضوابط محكمة لإلحتـصاص المكـانى أو

كم الشرعية التى بجانب المحا و ٢.القيمى أو النوعى ولم يعرف طريقا منضبطا للطعن فى األحكام

كانت تطبق أحكام الفقه اإلسالمى القديم ، وجدت منذ عصر محمد على مجالس قضائية تنظر فى

منازعات أخرجت عن اختصاص المحاكم الشرعية وتطبق عليها تشريعات وضعية مثل مجلـس

وقـد تزايـد . سكندرية وجمعية الحقانية ومجلس األحكام وغير ذلك إلتجار مصر ومجلس تجار ا

إلـى عدد المجالس بمرور سنوات القرن التاسع عشر حتى انحسر اختصاص المحاكم الـشرعية

.مجال األحوال الشخصية

الذى اليات الدولة العثمانية نظام االمتيازات األجنبية و وبجانب ذلك عرفت مصر شأنها شأن كل

ن ألجانب طرفا فيهـا بمقتضاه يكون لقناصل الدول األجنبية سلطة النظر فى المنازعات التى يكو

وما بعدها٣٤٧ ، ص ١٩٨٦أنظر ، محمد نور فرحات ، التاريخ اإلجتماعى للقانون فى مصر الحديثة ، القاهرة 2

٨

يس الدولة الحديثة بنضالهم نحو تحديث نظـامهم سوارتبط نضال المصريين نحو تأ .والفصل فيها

وهو ما أسفر فى النهاية عن صدور التقنينات .القانونى والقضائى وفرض سيادتهم الوطنية عليه

انـت كلمنازعات أيا األهلية الحديثة ونشأة القضاء المصرى الحديث الذى بسط سلطانه على كل ا

. ١٩٣٧ وقد تتوج ذلك بإلغاء االمتيازات األجنية بمقتضى معاهدة مونترو سنة .جنسية أطرافها

والمجالس شرعية وكانت الخطوة األخيرة نحو تحقيق وحدة القضاء المصرى هى إلغاء المحاكم ال

. ١٩٥٦الملية سنة

المصرى السياق اإلجتماعى واإلقتصادى والثقافى للقضاء-٢

الدولة مؤسسةجماعة القضاة بين القيم الليبرالية وسلطوية ١-٢

مؤسـسة (مصطلح يشير القضاة كجماعة متميزة ثقافيا، كما إلى ) جماعة القضاة ( مصطلح يشير

أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية التى تحكمها قيم سياسية وإدارية موغلة فى القـدم إلى ) الدولة

. فهوم السلطة الذى قد ينحرف فى ظروف محددة لينقلب إلى مفهوم التسلط تتمحور حول م

ولكنها . وغنى عن البيان أن جماعة القضاة هى مكون أصيل من مكونات سلطة الدولة المصرية

تتميز عن بقية مكونات هذه السلطة بثقافتها الليبرالية التى اكتسبتها وترسخت فى وجدانها فـى

ومـن ١٨٨٣لقد كانت نشأة المحاكم األهلية سـنة . القضاء المصرى الحديث سياق نشأة وتطور

فى سياق المشروع الليبرالى المصرى الذى تبلور مع نهايـة ١٨٧٥قبلها المحاكم المختلطة سنة

وهو مشروع يقوم علـى . القرن التاسع عشر ، والذى حمل لواءه الليبراليون المصريون األوائل

طات واستقالل القضاء وسيادة الدستور والقانون ووجود حكومـة منتخبـة دعائم الفصل بين السل

تلك هى العناصر التى تكون مقومـات ثقافـة . مسئولة أمام البرلمان الذى يعبر عن إرادة األمة

.القضاء المصرى والتى تتوارثها أجياله جيال بعد جيل

فى المقام األول سلطة من سلطات ولكن القضاء المصرى بجانب كونه جماعة ثقافية ليبرالية هو

. الدولة يسهم فى دعم هيبتها وفرض سطوتها وتأمين سيادة القانون الذى هو تعبير عن إرادتهـا

السلطوى للقضاء حين يباشر وظيفته القضائية التى أناطه بها الدستور والقانون فى بدو المظهر وي

د ثقافة الجماعة القضائية مع سلطة الدولة حينئذ تتوح . تطبيق القانون وفى الفصل فى المنازعات

. بل تمثل هذه الثقافة أحد تجليات هذه السلطة باعتبارها فرعا أصيال لها

٩

المفارقة بين ثقافة جماعة القضاة وبين سلطة تبدوولكن فى أوقات معينة من تاريخ مصر الحديث

قانون والشرعية بشكل ترى فيه جماعة لتحرر من قيود ال االدولة حينما تنزع السللطة التنفيذية نحو

الـشرعية واالمتثـال لحكـم القضاة تهديدا جديا لهويتها أو تحديا لوظيفتها األساسية فى حماية

. القانون

وثمة أمثلة متعددة فى تاريخ مصر الحديث ظهرت فيها المفارقة جلية بين ثقافة جماعـة القـضاة

أو خطرا يتهـدد قافة الليبرالية قيدا عليها يقيد حركتها ومتطلبات سلطة الدولة التى تجد فى هذه الث

.ما تتصوره مقومات ألمنها واستقرارها

نجد تعبيرا عن التصادم بين الثقافة الليبرالية لجماعة القضاة وبين متطلبات سلطة الدولـة فـى .

رر بها عبارات الشكوى من القضاء المصرى التى أفصح عنها اللورد كرومر فى مذكراته والتى ب

ألن االعتماد على " اإلجراءات االستثنائية التى تتجاوز قيود الشرعية التى يفرضها القضاء العادى

أمر غير كاف فى بلد تعود على حكومات غير قانونية ) على حد قوله ( المؤسسات المعتادة للعدالة

لتجاوز القضاء العـادى وكان هذا بالذات مبررا لكافة الحكومات قبل الثورة وبعدها " . ومستبدة

بثقافته الليبرالية واللجوء إلى اصطناع أشكال قضائية تحكم السلطة التنفيذية قبضتها عليها ، بـدءا

مـرورا بلجـان ) دنشواى نموذجا ( من المحاكم الخاصة بجرائم االعتداء على الجيش البريطانى

الشعب والغدر ثم المحاكم العسكرية األشقياء والمحاكم العرفية ، ثم فى عهد الثورة محاكم الثورة و

لقد كان للسلطة التنفيذية فى الدولة المصرية الحديثـة دومـا . ومحاكم أمن الدولة ومحاكم القيم

قضاءها الخاص بها تتجاوز به الصعوبات واألخطار التى تتهددها من القـيم الثقافيـة الليبراليـة

. للجماعة القضائية

الثقافة الليبرالية للجماعة القضائية فى تراكم تراث قضائى ليبرالى ورغما عن كل ذلك فقد أسهمت

تمثل هذا التراث فى أحكـام شـهيرة ومتعـددة . مجيد ينتصر للحريات العامة ولحقوق اإلنسان

صدرت عن محكمة النقض ومجلس الدولة وأخيرا المحكمة الدستورية العليا ، وهو تـراث يعـد

. به هذا القضاء على العالمين فخرا للقضاء المصرى وتاجا يتيه

على أن التناقض بين الثقافة الليبرالية للجماعة القضائية وسلطة مؤسسة الدولة يظهر فـى أكثـر

حين تهدد القيم السلطوية للدولـة المـصرية وجـود يبدو صوره حدة واستعصاء على المعالجة

ود الشرعية وبتمـسك القـضاء فـى الجماعة القضائية ذاتها ، أو حين تضيق السلطة التنفيذية بقي

وثمة أمثلة متعددة فى تاريخنا الحديث على . معرض فصله فى المنازعات بهذه القيود والضوابط

صور من هذا التناقض التى استعصت على الحل وانتهت بصدام سافر كانت الغلبـة فيـه مؤقتـا

١٠

زوم بكـل مفـاهيم اسـتقالل للسلطة التنفيذية باعتبارها مظهر جبروت الدولة الذى يطيح عند الل

٣. القضاء والفصل بين السلطات بل وبمبدأ المشروعية ذاته

جديد بين القيم الليبرالية للجماعـة احتدم الصدام من ،فى اآلونة األخيرة أثناء إعداد هذا التقرير و

ليبرالية ومرة أخرى يتعلق الصراع بالهوية ال . القضائية وبين التوجه السلطوى للسلطة التنفيذية

والصراع هـذه المـرة وإن . للجماعة القضائية ذاتها خارج إطار سلطتها بالفصل فى المنازعات

اليـة ركان مختلفا فى مضمونه وفى اطرافه إال أن جوهره واحد وهو أنه صراع حول الهوية الليب

. للجماعة القضائية

أعـده نـادى طة القضائية الـذى أولهما ، مشروع قانون السل: تعلق الصراع هذه المرة بأمرين

المشروعات البديلة األخرى ، ورؤيـة القـضاة القضاة من خالل لجنة مشتركة مع وزارة العدل و

حول مدى ما تقدمه هذه المشروعات من عناصر تحقق فعليا مبـدأ اسـتقالل القـضاء بمعنـاه

قضاة من مآخـذ علـى المتعارف عليه فى المجتمعات الديموقراطية ، وثانيهما ما يأخذه نادى ال

االنتخابات التشريعية األخيرة ورغبته فى كشفها والعمل على تالفيها ومؤاخذة المتسببين فيها حتى

فـألول . أطراف الصراع فى هذه المرة جرى عليهم بعض التغيير . لو كانوا من القضاة أنفسهم

تحالفة مع قمة المؤسـسة مرة فى التاريخ القضائى المصرى يكون الصراع بين السلطة التنفيذية م

من ناحية ، وبين القضاة كجماعـة مهنيـة وثقافيـة ) مجلس القضاء األعلى ( الرسمية للقضاء

لقد أنضجت تطـورات . تحكمها تقاليد ليبرالية يمثلها ويدافع عنها نادى القضاة من ناحية أخرى

ل الجسم القضائى بين تناقضات داخ ١٩٦٩العقود األربعة التى انصرمت منذ مذبحة القضاء سنة

المؤسسة القضائية الرسمية المنحازة لسطوة الدولة وبين المؤسسة القضائية المهنية المنحازة لقـيم

. الليبرالية

المتظـاهرين عندما أوعز بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة إلى مجموعـة مـن ١٩٥٤المثال األول على هذا التصادم حدث سنة 3

ثم صدر بعد ذلك . الرعاع باجتياح مقر مجلس الدولة واالعتداء على رئيسه الدكتور السنهورى بحجة أن المجلس ورئيسه يناوؤن الثورة

.قرار بإعادة تعيين أعضاء مجلس الدولة وتم إقصاء الدكتور السنهورى وعشرين آخرين من أعضاء المجلس عن مناصبهم القضائية

هو ما اصطلح على تسميته بمذبحة القضاة ، حين ثار خالف بين نادى القضاة وبين – واألشهر فى تاريخ مصر الحديث –لثانى المثال ا

النظام السياسى حول إدماج القضاة فى االتحاد االشتراكى ، وتبع ذلك ما اتخذه نادى القضاة من موقف صلب لمقاومـة ذلـك التوجـه،

بإعادة تشكيل الهيئات القضائية والذى بمقتضاه تم عزل العشرات مـن ١٩٦٩ لسنة ٨٣لجمهورى رقم وحدث التصادم بصدور القرار ا

قد تم تداركها بعد ذلك نتيجة تغير المناخ السياسى المحيط بها ، ولكنها ظلت شاهدا غلى ) المذبحة ( حقيقة أن آثار هذه . رجال القضاء

مع التوجه السلطوى للسلطة التنفيذية تلجأ هذه السلطة األخيرة إلى العصف دون تردد بكل القيم أنه عندما تصطدم الثقافة الليبرالية للقضاء

. الليبرالية التى صاحبت نشأة الدولة المصرية الحديثة

١١

والواقع أن السنوات األخيرة شهدت تحفزا غير مفهوم بالمنطق الليبرالى مـن مؤسـسة القـضاء

ما يعتقد أنه يمثل مساسا بالمصالح المباشرة تجاه كل ) ممثلة فى مجلس القضاء األعلى ( الرسمية

لرجال القضاء ومؤسساتهم الرسمية بصرف النظـر عـن القـيم الليبراليـة الحاكمـة للمجتمـع

ظهـر . وبصرف النظر عن حق المجتمع فى استقامة العمل داخل مؤسسة القضاء الديموقراطى

ضد كل من شرع فى توجيـه ) بالذات (ذلك فى البالغات التى تم التقدم بها إلى نيابة أمن الدولة

نقد إلى ممارسات يظن أنها تمس مبدأ المساواة بين المواطنين فى التعيين فى المناصب القـضائية

،وضد من حاولوا أن يعلوا من شأن قيم الليبرالية والشفافية والمساواة على قيم االنحيـاز المهنـى

. الضيق

لوجه الليبرالى للقضاء ، وإنما يظهر القبضة القوية له هذا التوجه ال يظهر فى صدارة الصورة ا

على أنها جماعة القضاة ظهر بل واألكثر من ذلك ي .باعتباره ذراعا قويا من أذرعة سلطة الدولة

مجرد جماعة مهنية تدافع عن مصالح أعضائها اآلنية حتى ولو تعارضت هـذه المـصالح مـع

وهو توجه يخلط بين القضاء الذى يجـب تقديـسه . ٤مصلحة المجتمع العام فى استقامة القضاء

واحترام هيبته عندما يجلس على منصته للفصل فى المنازعات ، والقضاء كمؤسسة فاعلـة مـن

باعتبار أن االهتمام بالشئون العامـة حـق مؤسسات الدولة يهم أمرها وأمر استقامتها كل مواطن

. دستورى

فى هذه المرة مختلف تماما عما كان عليـه األمـر فـى وعلى أى حال فإن مناخ إدارة الصراع

باعتبار أن قيم الليبرالية واإلصالح السياسى علـى طريـق التطـور الخمسينيات وفى الستينيات

الديموقراطى ال تجعل يد السلطة التنفيذية طليقة فى التعامل مع القضاة مثلما كان عليه األمر فـى

.ت والستينات االخمسين

ات اإلصالح القضائى فى مصرإشكالي ٢-٢

ولعل هذا ما يفسر نتائج االستبيان الذى أجرى على الخبراء من رجال القانون حيث شمل هذا االستبيان آال من 4

. عن آراء مختلفة بشكل ملحوظ حول وضع القضاء في مصر والحامون القضاةوقد أعرب . محامين القضاة وال ١٢ سؤاًال طرحت، صنف القضاة ٦٥فمن أصل . مما فعل القضاةأآثر فقد صنف المحامون عددًا أآبر من المخاوف حول وضع القضاء

بنود صنفت آانت مصدر شكوى مشترآة من آل من القضاة ١٠ بالمالحظة ان والجدير. بندًا سلبيًا٣٦بندًا سلبيًا بينما صنف المحامون وجاءت إجابات القضاة أآثر ترآيزا على المصالح المهنية للقضاة مثل المرتبات والترقيات والمحامين في مصر،

.اهته والعالوات ، فى حين رآز المحامون فى إجاباتهم على المشكالت التى تعوق فعالية القضاء وحيدته ونز

١٢

عديد مـن التحقيق ينهض القضاء المصرى ب فى معرض مهمته األصيلة بالفصل فى المنازعات

فهو يصون حقوق األفراد وحريـاتهم . عية واالقتصادية والثقافية فى ذات الوقت ااألهذاف اإلجتم

المجتمع والتى بـدونها وهو يبسط مظلة الشرعية وحكم القانون على . من تعسف السلطة العامة

ينفرط عقد السالم اإلجتماعى ويتحول المجتمع إلى شريعة الغاب خاصة أن مصر مجتمع نهـرى

موحد تحتل فيها السلطة المركزية مكانا بارزا تضفى أهمية خاصة على قضاء الدولة مع انحصار

والقـضاء الكـفء . ى دور القضاء العرفى فى األقاليم النائية وفى المنازعات ذات الطابع العائل

سـيادة المـشروع والنزيه والفعال هو أيضا شرط الزم للتسريع بالنمو االقتصادى فـى عـصر

ومن الناحية الثقافية يلعب القضاء أكثر األدوار أهمية فى حماية . الرأسمالى واقتصاديات العولمة

. فكرية حرية الفكر والمعتقد والرأى والتعبير فضال عن حمايته لحقوق الملكية ال

صوغ فى تفاعلها مع الواقع اإلجتماعى اإلشـكاليات هذه المهام التى ينهض بها القضاء هى التى ت

: التى يواجهها القضاء

كفالـة ففيما يتعلق بمهمة القضاء فى الحفاظ على الحقوق والحريات العامـة تثـور إشـكالية -أ

معرض فصلهم فى المنازعـات ومـا استقالل القضاء عن السلطة التنفيذية واستقالل القضاة فى

صور القضاء االستثنائى الذى يمثل اعتـداء علـى هـذه يتفرع عن ذلك من ضرورة إلغاء كافة

. الحقوق والحريات

وفيما يتعلق بوظيفته فى حماية الشرعية بالنسبة للجميع تثور إشكالية كفاءة القضاء وفعاليتـه -ب

المنظورة ونقص عدد القضاة وما يتبع ذلك من فى ضوء ما هو معروف من تضخم عدد القضايا

. والصعوبات الجة التى تواجه تنفيذ األحكام القضائيةبطء اإلجراءات وتعقدها

وفيما يتعلق بإسهام القضاء فى تحقيق التنمية االقتصادية فى ظل اقتصاد الـسوق والعولمـة -ج

االقتصادية وجوانبها القانونية ، كمـا تثور أيضا إشكالية كفاءة القضاة ومدى احاطتهم بالمتغيرات

أن بطء إجراءات التقاضى يمثل قيدا على تدفق رؤووس األموال فى عملية التنمية بما دفع للتفكير

وهـذا بـدوره . فى إنشاء محاكم اقتصادية ذات إجراءات سريعة ينهض بها قضاة أكفاء مدربين

البطئ معقد اإلجراءات للفقراء فى حـين يبقى القضاء هل :يستدعى للبحث مسألة طبقية القضاء

؟يحظى األغنياء بالقضاء الكفء الفعال

وثمة سؤال يثور حول سياسات إعادة الهيكلة وأثرها على نزاهـة القـضاء ، فهـل أدت هـذه

السياسات بشكل أو آخر إلى تدنى األوضاع اإلقتصادية للقضاة بما يوفر فرصا للفساد لـم تكـن

متوفرة فيما مضى ؟

١٣

, التى يثيرها البحث قى أوضاع القضاء قى مصر اتلك هى أهم اإلشكاليت

الفصل الثانى

لقضاءا التى يقوم عليهاتحليل المبادئ االستقاللية-١

القضاءيةمبدأ استقالل ١-١ معنى المبدأ ونطاقه ١-١-١

ينطوى على لقضاء ا استقالليةأصبح من المستقر عليه فى األدبيات الدولية والوطنية أن مفهوم

السلطة القـضائية ، استقاللية القضاء كمؤسسة أو ما يطلق عليه استقاللية: معنيين متالزمين

القضاة أثناء تأديتهم عملهم فى معرض فصلهم فى المنازعات بأال يكونوا خاضعين استقالليةو

.ألى تأثير أو تدخل فال سلطان على القاضى لغير القانون

ولـو ( المؤسسى يفترض أن يكون النظام السياسى فى الدولة المعنية يأخذ القضاء استقاللية

السلطة القضائية فى دولة استقالليةفال يمكن الحديث عن . بمبدأ الفصل بين السلطات ) بقدر

شمولية يسيطر فيها الحزب الواحد على كل سلطات الدولة أو تهيمن فيها السلطة التنفيذيـة أو

.و العقائدية أو العشائرية على مختلف وظائف جهاز الدولة الجماعة العسكرية أ

القضاة يتطلب ضمانات دستورية وتشريعية ومجتمعية لكى يكون مبدأ مطبقا استقاللية كما أن

.فى العمل

: القضاء بشقيه فى المبادئ والمتطلبات الفرعية التالية استقاللية وتجمل المعايير الدولية مبدأ

وهو وحده الذى يقـرر كاملة للقضاء الطبيعى فى المسائل ذات الطبيعة القضائية الوالية ال -١

. ما إذا كانت المسألة المعروضة عليه تدخل فى اختصاصه

. حق الشخص فى المحاكمة أمام قاضيه الطبيعى وحظر إنشاء المحاكم االستثنائية -٢

تكون الوالية والسيطرة عليـه تخصيص الموارد الكافية للقضاء كرقم واحد فى الميزانية -٣

. للقضاة وحدهم عن طريق مجلسهم األعلى

١٤

. للجمعية العمومية للمحاكم وحدها سلطة توزيع العمل بين المحاكم التابعة لها -٤

حق القضاة فى تشكيل روابطهم ونواديهم التى تدافع عن مصالحهم وحقهم فى ممارسـة -٥

٥. غاال منهم بالسياسة حرية الرأى والتعبير وال يعد ذلك انش

القضاء استقالليةالتعرض لجانبين من وما دام الحديث يجرى عن الفصل بين السلطات فيمكن

. القضاء عن السلطة التنفيذية استقاللية القضاء عن السلطة التشريعية ، واستقاللية:

يةاستقاللية القضاء عن السلطة التشريع ٢-١-١

فى األحـوال التـى ( يعية ممثلة فى البرلمان أو فى الرئيس بمعنى أنه ال يجوز للسلطة التشر

. القـضاء استقالليةأن تتدخل بعمل تشريعى للحد من ) يجوز له فيها إصدار مراسيم بقوانين

ومن قبيل ذلك أن تصدر السلطة التشريعية قوانين بإعدة تنظيم القضاء على نحو يؤدى إلـى

اعتبرت المحكمة كما ٦. تأديبى الذى حدده القانون عزل القضاة من مناصبهم بغير الطريق ال

الدستورية العليا أن قيام المشرع بتقييد السلطة التقديرية للقاضى أو الحد منها أو إلغائها تدخال

٧. القضاء بما يخالف الدستور استقالليةمنه فى

لى تحصين قـرارات النص ع القضاء استقالليةومن األمثلة التقليدية لالنتهاك التشريعى لمبدأ

٦٨وقد نص الدستور المصرى فى مادته رقـم . إدارية معينة من الطعن عليها أمام القضاء

ولكن . على حظر النص فى القوانين على تحصين أى عمل أو قرار إدارى من رقابة القضاء

بالشبهات الذى جـرى المثير للجدل والمحاطالمشرع الدستورى تجاهل هذا النص فى التعديل

والتى نصت على عدم جواز الطعن أمام القضاء فى القرارات من الدستور ٧٦مؤخرا للمادة

وهكذا تضمن نفس الدسـتور . التى تصدر من لجنة اإلشراف على انتخاب رئيس الجمهورية

نصين متناقضين أحدهما يحظر تحصين القرارات اإلدارية واآلخر يقضى بتحصين بعض هذه

.القرارات

عادل عمر شريف وناثان براون ، استقالل القضاء فى العالم العربى ، بحث منشور فى المجلد الخاص بورشة العمل عن بناء : راجع 5

.٢٠٠٦ إبريل ٨القدرات والمعارف لخدمة حكم القانون فى البالد العربية ، بيروت فى شأن تنظيم مجلس ١٩٥٥ لسنة ١٦٥ عندما صدر القانون رقم ١٩٥٥ة األولى سن: حدث ذلك فى التاريخ القضائى المصرى مرتين 6

بصدور قرار من رئيس مجلس الوزراء بإعادة تعيين أعضاء مجلس الدولة وموظفيه الفنيين ، والثانية بصدور ٧٧الدولة وقضى فى المادة ٢٣٦-٢٣١حمد آامل عبيد ، المرجع السابق ، صص راجع ، م( بإعادة تشكيل الهيئات القضائية ١٩٦٩ لسنة ٨٣االقرار الجمهورى رقم

قضائية ١٥ لسنة ٣٨حيث قضى بأن الحد من سلطة القاضى بوقف تنفيذ عقوبة الغرامة انتهاآا تشريعيا لمبدأ استقالل القضاء ، القضية رقم 7 ١٢، مذآور فى عادل عبد السالم جمعة وناثان براون ، سابق اإلشارة ، ص

١٥

ما نصت عليه )على مستوى الدستور ( القضاء استقالليةالنتهاك التشريعى لمبدأ ومن أمثلة ا

من الدستور من اختصاص مجلس الشعب بالفصل فى الطعون الخاصـة بـصحة ٩٣المادة

فهـذا الـنص . عضوية أعضائه واختصاص محكمة النقض بمجرد التحقيق فى هذه الطعون

المجلـس صحة فى عـضوية الطعون فى متعلقة ب يسلب القضاء واليته بنظر المنازعات ال

ويعطى لمجلس الشعب اختصاصا ليس أهال له باعتباره خصما وحكما فى نفس الوقت حيـث

يناط به الفصل فى صحة الطعون التى غالبا ماتنال عضوية أعضاء الحـزب الحـاكم الـذى

. يتشكل المجلس فى أغلبيته منهم

نفيذية عن السلطة الت القضاءاستقاللية ٣-١-١

ويعنى أن تمتنع السلطة التنفيذية عن التدخل فى شئون القضاء سواء فى شئونه كسلطة مستقلة

ويبدو هذا التدخل واضحا من خالل الدور . أو فى شئون العدالة بمحاولة التأثير على القضاة

كفلـه ية ، والدور الـذى ت ئالذى تكفله التشريعات لرئيس الجمهورية فى رئاسة الهيئات القضا

رجـال ومراقبتها والتفتيش على أعمالها وفى تأديب ى المحاكم لوزير العدل فى اإلشراف عل

. ومن خالل سيطرة السلطة التنفيذية على موازنة الهيئات القضائية٨القضاء ،

ويعتبر وجود المحاكم االستثنائية الخاضبعة بشكل مباشر أو غير مباشر للـسلطة التتنفيذيـة

اتها بشكل صريح أو مستتر أحد أكثر مظاهر تدخل الـسلطة التنفيذيـة فـى والتى تتبع توجه

. القضاء شيوعا فى العالم العربى وفى مصر على النحو الذى سيأتى تفصيله استقاللية

الضمانات الدستورية ٤-١-١

فنص فى المـادة . فصله الرابع للسلطة القضائية ١٩٧١خصص الدستور المصرى الصادر سنة

اعهـا ودرجاتهـا وه على أن السلطة القضائية مستقلة وتتوالها المحاكم هلى اخـتالف أن من ١٦٥

القضاء كسلطة من سلطات الدولة استقالليةوهذا النص يشير إلى . وتصدر أحكامها وفقا للقانون

من قانون السلطة القضائية ١١٢ الختامية على هذا التقرير استخدم وزير العدل المصرى سلطته المقررة فى المادة وقت إعداد اللمسات 8

وطلب إحالة اثنين من آبار رجال القضاء فى مصر إلى لجنة الصالحية تمهيدا لتقرير عدم صالحيتهما وعزلهما ألنهما نبها إلى حدوث عب األخيرة بما يمثله ذلك من انتهاك صارخ لمبدأ استقالل القضاء وعدم قابلية القضاة للعزل عمليات تزوير فى انتخابات مجلس الش

. المنصوص عليهما فى الدستور

١٦

القضاة مستقلون : " القضاة بقولها استقاللية من الدستور فقد تحدثت عن ١٦٦أما المادة . الثالث

. "واليجوز ألية سلطة التدخل فى القضايا أو فى شئون العدالة . ، ال سلطان عليهم لغير القانون

علـى ١٦٨فنصت المادة . القضاء استقالليةثم تحدثت المواد الالحقة من الدستور عن مقومات

علـى ١٧٢ على علنية الجلسات كأصل عام والمادة ١٦٩مبدأ عدم قابلية القضاة للعزل ، والمادة

. أن مجلس الدولة هيئة قضائية مستقلة يختص بالفصل فى المنازعات اإلداربة والتأديبية

القضاء بـالمعنى المتعـارف استقالليةلى أن ثمة مواد أخرى فى الدستور تفتح الباب للنيل من ع

التـى تـنص علـى أن يحـدد القـانون الهيئـات القـضائية ١٦٧من ذلك المادة . عليه دوليا

وبهـذا اسـتخدم . صاتها وطريقة تشكيلها وشروط وإجراءات تعيين أعـضائها ونقلهـم واختصا

ومـصطلح ) ١٦٥م (الدستور مصطلحين هما مصطلح السلطة القضائية التى تتوالها المحـاكم

فى مصر علـى إطـالق تعبيـر الهيـات ويجرى العمل . الهيئات القضائية التى يحددها القانون

ة تشتغل بالقانون وال تمارس القضاء بمعناه الفنـى أى الفـصل فـى وميكالقضائية على هيئات ح

وإنما جمعت هذه الهيئات مع القضاء . وهذه هى هيئة قضايا الدولة والنيابة اإلدارية ، المنازعات

وإقصاء عندما أرادت الدولة التنكيل بالقضاة ١٩٦٩الجالس تحت مصطلح الهيئات القضائية سنة

تحت مسمى إعادة تنظيم الهيئات القـضائية فجمعـتهم وغيـرهم مـن معارضى النظام الحاكم

هى سلة الهيئات القضائية التـى يرأسـها جميعـا المشتغلين بالقانون من موظفيها فى سلة واحدة

ومن عجب أن يـأتى الدسـتور . ) ١٧٣م ( مجلس واحد هو المجلس األعلى للهيئات القضائية

وفـى لمشرع العادى فى تحديد الهيئات القضائية وتنظيمها ليقنن فى نصوصه هذا التحايل ويحيل ل

.تشكيل واختصاصات وتنظيم المجلس األعلى للهيئات القضائية

١٧١م ( لى صور من القضاء االستثنائى مثل محاكم أمن الدولة قد نص ع ١٩٧١كما أن دستور

ا ما سيأتى الحـديث وهذ) ١٧٩م ( والمدعى العام االشتراكى ) ١٨٣م ( والقضاء العسكرى )

. عنه فيما بعد

" سيادة القـانون " وباإلضافة إلى ذلك فقد نص الدستور فى الباب الرابع منه والذى يحمل عنوان

فالعقوبة شخصية وال جريمة . على عدد من ضمانات المحاكمة العادلة وحق اإلنسان فى التقاضى

وحق التقاضـى مكفـول ) ٦٧م ( ت إدانته والمتهم برئ حتى تثب ) ٦٧م ( وال عقوبة إال بقانون

وإن لم يمنع ) . ٦٨م ( وحق الدفاع مكفول ) ٦٨م ( وللمواطن حق االلتجاء إلى قاضيه الطبيعى

١٧

النص على حق المواطن فى االلتجاء إلى قاضيه الطبيعى من أن يقر الدستور والمشرع العـادى

٩. عديدا من صور القضاء االستثنائى

التشريع العادى ٥-١-١

الذى أجرى عليـه ١٩٧٢ لسنة ٤٦ينظم السلطة القضائية فى مصر قانون السلطة القضائية رقم

.٢٠٠٦لسنة ١٤٢آخر تعديل بالقانون رقم

وقد حدد القانون المحاكم بأنها محكمة النقض ومحاكم االستئناف والمحاكم االبتدائيـة والمحـاكم

المنازعات اإلدارية التى يختص بها مجلس على أنه فيما عدا ١٥ونص فى المادة ) ١م(الجزئية

وهذه العبارة األخيرة تقـتح . الدولة تختص المحاكم بالفصل فى كافة إال ما استثنى بنص خاص

مـن ٦٧الباب أمام الحد من والية القضاء الطبيعى لصالح القضاء االستثنائى رغم نص المـادة

.ى الطبيعى الدستور التى تقرر حق المواطن فى اللجوء إلى القاض

دون غيرها الحق فـى رفـع الـدعوى بهاأناط ف.وافرد الفصل الرابع من القانون للنيابة العامة

.م ينص القانون على خالف ذلك لالجنائية ومباشرتها ما

النيابة العامة فى األصل سلطة اتهام وليست سلطة تحقيق وإنما جمعت النيابة العامة بين سلطتى و

تعديالت الحقة فى قانون اإلجرءات الجنائية حيث تم العدول عن نظام قاضـى االتهام والتحقيق ب

ويطالب الكثيرون من رجال القانون ودعاة اإلصالح اليوم بالعودة إلى نظـام قاضـى . التحقيق

. فـى يـد واحـدة ت للمتهم حتى ال تجتمع سلطتى االتهام والتحقيق االتحقيق لما يمثله من ضمان

قبـل من القـانون ٢٦ص عليه المادة ما كانت تن لتنظيم القانونى للنيابة ما ويلفت النظر فى فى ا

هذا النص كان و. من أن رجال النيابة تابعون لرؤسائهم بترتيب درجاتهم ثم لوزير العدل تعديله

وقد .ستقالليةيلقى بظالل من الشك حول اعتبار النيابة العامة فرعا للسلطة القضائية المتمتعة باال

من القانون تقضى بأن رجال ٢٦ وأصبحت المادة ٢٠٠٦ لسنة ١٤٣ذا النص بالقانون رقم عدل ه

ولكن هذا التعـديل ال يكفـى لتـوفير . النيابة تابعون لرؤسائهم بترتيب درجاتهم ثم للنائب العام

. من اطالقات سلطة رئيس الجمهورية نفسه النيابة العامة ما دام تعيين النائب العاماستقاللية

النصوص الدستورية التي ترعى استقاللية السلطة تطبيقحول ما اذا آان يتم فى االستبيان الذى أجرى مع القضاة والمحامين و فى سؤال 9

األمر الذى يشير إلى أن قطاعا آبيرا من القضاة ).حايدم % ١٥، أجاب بال % ٤٠، أجاب بنعم% ٤٤: (النتيجة آاآلتيالقضائية جاءت . يرى أن مبادئ استقالل القضاء الدستورية ال تتحقق فى مجال التشريع والممارسة ) من العينة % ٤٠( والمحامين

١٨

القـضاء ومنهـا تلـك المتعلقـة بتـشكيل استقاللية كثير من النصوص التى تكرس مبدأ وتوجد

تلـك واختصاصات مجلس القضاء األعلى وتشكيل واختصاصات الجمعيات العمومية للمحـاكم و

تنال من عدلت ألنها كانت ثمة نصوص كثيرة و ، التى تنص على مبدأ عدم قابلية القضاة للعزل

همها النصوص التى تعطى لوزير العدل أو وزارة العدل سلطة أو إشرافا فعليا علـى هذا المبدأ أ

من القانون التى تقضى بأن لوزير العدل حـق ٩٣وأظهر هذه النصوص المادة . شئون القضاء

لـوزير " وأصبح نص هذه المادة بعد التعديل األخير أنـه .اإلشراف على جميع المحاكم والقضاة

وبهذا انحصر اختصاص الـوزير فـى االشـراف . " االدارى على المحاكم العدل حق االشراف

تنبيـه الرؤسـاء بالمحـاكم حق من لوزير العدل كما ألغى التعديل األخير ما كان . االدارى

وأصبحت سلطة تنبيه القضاة ) قبل التعديل ٤ فقرة ٩٤م ( االبتدائية وقضاتها بعد سماع أقوالهم

فا لواجباتهم أو مقتضيات وظائفهم لرئيس المحكمة من تلقاء نفسه أو بنـاء على ما يقع منهم مخال

وتقـام على قرار الجمعية العمومية للمحكمة كما أعطى نفس الحق لمدير إدارة التفتيش القضائى

أو وزير العـدل اقتراح بناء على من تلقاء نفسه أو الدعوى التأديبية ضد القضاة من النائب العام

، ويقوم وزير العدل بابالغ القاضى مضمون الحكـم ) ٩٩م (ة التى يتبعها القاضى رئيس المحكم

الصادر بعزله خالل ثمان وأربعين ساعة من صدوره وتزول والية القاضى من تاريخ ذلك التبليغ

ويتولى وزير العدل تنفيذ األحكام الصادرة من مجلس التأديب ويصدر قرار جمهورى ) ١٠٩م(

فقـد أسـباب الذى يرى أنـه عزل ، ولوزير العدل أن يطلب إحالة القاضى الذى بتنفيذ عقوبة ال

الذى قـد ٩٨المشار إليه فى المادة مجلس اللغير األسباب الصحية إلى الصالحية لوالية القضاء

ويتولى وزير ) ١١١م(يصدر قرراره بإحالة القاضى إلى المعاش أو نقله إلى وظيفة غير قضائية

) . ١١٥م ( رارات الصادرة بإحالة القضاة إلى المعاش العدل تنفيذ الق

سلطة نـدب القـضاة مؤقتـا أو عنـد لوزير العدل وباإلضافة إلى ما تقدم فقد أعطى القانون

الضرورة للعمل فى غير محاكمهم بعد أخذ رأى الجمعية العمومية للمحكمة التابع لهـا القاضـى

كما يجوز للوزير ندب القاضى مؤقتا ) ٥٨و٥٧و٥٦و٥٥المواد ( وموافقة مجلس القضاء األعلى

) . ٦٢م ( للقيام ألعمال قضائية أو قانونية غير عمله أو باالضافة إلى عمله

القـضاء استقالليةالعدل والماسة ب االختصاصات الممنوحة لوزارة صور أخطر صورة من وتبدو

ل إدارة للتفتيش القضائى على أعمـال فتشكل بوزارة العد . فى قيام الوزارة بالتفتيش على القضاة

ويضع وزير العدل الئحـة التفتـيش القـضائى بموافقـة ...القضاة والرؤساء بالمحاكم االبتدائية

١٩

وسيأتى الحديث عن نظام التفتـيش القـضائى فـى ) .٧٨م ( المجلس األعلى للهيئات القضائية

. موضع الحق

من القانون على أن يعين النائب العام بقـرار مـن ١١٩قد نصت المادة فلنيابة العامة لوبالنسبة

رئيس الجمهورية من بين نواب رؤساء محاكم االسـتئناف أو مستـشارى محكمـة الـنقض أو

ولم يوجب القانون فى تعيين النائب العام أخذ رأى أو موافقة . المحامين العامين األول على األقل

األمر الذى يلقى بظـالل اختصاصات الرئيس مجلس القضاء األعلى مما يجعل تعيينه من مطلق

رغم أنها تحمع بين سلطتى االتهام والتحقيق األمـر الـذى النيابة العامة استقالليةمن الشك حول

يدعو إلى ضرورة الفصل بين السلطتين وجعل سلطة النيابة العامة مقتصرة على االتهام فقط فـى

. ستقالليةر أكبر من االحين يودع التحقيق فى يد القضاء الذى يتمتع بقد

فى النظام القضائى المصرىالمحاكم االستثنائية ٦-١-١

المحاكم االستثنائية هى المحاكم التى تقع خارج منظومة القضاء الطبيعى وتفتقر كليا أو جزئيا إلى

( الذى نظمه نادى القضاة بمـصر وقد تعرض مؤتمر العدالة األول .ضمانات المحاكمة العادلة

لتحديد معنى القضاء الطبيعى فذكر فى توصياته أن المناط فى القـضاء ) ١٩٨٦إبريل ٢٤-٢١

أن يكون القضاء محددا وفق قواعد قانونية مجردة فى وقت سابق على نشوء الدعوى " الطبيعى

، بما مؤداه أن يعد قضاء استثنائيا كل قضاء ينشأ فى وقت الحق على نشوء النزاع أو ارتكـاب

كى ينظر فى دعوى أو دعاوى بعينها ، وأن تتوافر فيه الضمانات التى قررها الدسـتور الجريمة ل

والقانون وفى مقدمة هذه الضمانات أن يكون مشكال من قضاة أخصائيين فـى العمـل القـانونى

وأن تكفل ألطراف الدعوى .... وعدم القابلية للعزل ستقالليةومتفرغين له متوافرة فيهم شروط اال

وأن يكون القانون الذى يطبقونه ملتئما مع الدستور ....ق حقوق الدفاع وضماناته كاملة جميعا حقو

" وفى إطار من االحترام العميق لحقوق اإلنسان وضماناته

يمكن حصر المحاكم االسـتثناية وبإنزال هذا المعيار متعدد األبعاد على النظام القضائى المصرى

والمحاكم العسكرية والمحاكم التى يدخل فى تشكيلها عنـصر محاكم أمن الدولة : فى صور ثالثة

. ومحكمة األحزاب وأبرز مثال لها محكمة القيمشعبى

محاكم أمن الدولة ٧-١-١

٢٠

يـنظم القـانون ترتيـب " على أن ١٧١محاكم أمن الدولة بنصه فى المادة قيام الدستور أقر

" الواجب توافرها فيمن يتولون القضاء فيها اكم أمن الدولة ، ويبين اختصاصاتها والشروط مح

النوع األول المحـاكم : وجد فى مصر نوعان من محاكم أمن الدولة يوحتى وقت قريب كان

، والنوع الثـانى المحـاكم الدائمـة ١٩٥٨ لسنة ١٦٢المشكلة بمقتضى قانون الطوارئ رقم

المحـاكم إاليرة ولم تبـق وقد ألغيت المحاكم األخ . ١٩٨٠ لسنة ١٠٥المشكلة وفقا للقانون

األولى التى يعد وجودها مرهونا بكون حالة الطوارئ معلنة فى البالد وهى معلنة فى مـصر

. ١٩٨١منذ عام

الجرائم التى ترتكب بالمخالفـة لقـرارات نظر طوارئ هو –واختصاص محاكم امن الدولة

نية من المادة الـسابعة مـن وقد نصت الفقرة الثا . الحاكم العسكرى العام فى حالة الطوارئ

قانون الطوارئ على أن تشكل فى كل محكمة ابتدائية دائرة من دوائر أمن الدولة الجزئية من

حكمة وتختص بالفصل فى الجرائم التى يعاقـب عليهـا بـالحبس أو الغرامـة مأحد قضاة ال

ص بالفصل فـى وتشكل دائرة أمن الدولة العليا بمحكمة االستئناف من ثالثة مستشارين وتخت ،

الجرائم التى يعاقب عليها بعقوبة جناية وبالجرائم التى يعينها رئيس الجمهورية أو من يقـوم

ويجوز استثناء لرئيس الجمهورية أن يأمر بتشكيل دائرة . مقامه أيا كانت العقوبة المقررة لها

مـا يعادلهـا أمن الدولة الجزئية من قاض و اثنين من ضباط القوات المسلحة برتبة نقيب أو

على األقل ، وبتشكيل دائرة أمن الدولة العليا من ثالثة مستشارين ومن ضابطين من الضباط

وفى جميع األحوال يكون تعيين أعضاء محاكم أمن الدولة بقرار من رئيس الجمهورية . القادة

١٠لضباطبعد أخذ رأى وزير العدل بالنسبة للقضاة والمستشارين ورأى وزير الحربية بالنسبة ل

كما أجازت المادة الثامنة من القانون لرئيس الجمهورية فى المناطق التـى تخـضع لنظـام .

قضائى خاص وبالنسبة لقضايا معينة أن يأمر بتشكيل دوائر أمن الدولة المنصوص عليها فى

وتطبق المحكمة فى هذه الحالة اإلجراءات التى ينص عليها رئيس . المادة السابعة من الضباط

. مهورية فى أمر تشكيلها الج

ويبدو من استقراء احكام اختصاص محاكم أمن الدولة طوارئ أن لها نوعان من االختصاص

اختصاص عام وهو المحاكمة عن الجرائم التى تقع بالمخالفة ألوامر سـلطة الطـوارئ ، :

واختصاص استثنائى فيتمثل فيما نصت عليه المادة التاسعة من القـانون مـن حـق رئـيس

يعاقب عليها قانون العقوبات العـام إلـى الجمهورية أو من يقوم مقامه فى إحالة الجرائم التى

.تى أجازها المشرع بضم عسكريين لعضوية هيئة المحكمة لم يستخدم رئيس الجمهورية حتى اآلن الرخصة ال 10

٢١

بإحالـة ١٩٨١ لسنة ١وقد صدر أمر رئيس الجمهورية رقم . طوارئ –محكمة أمن الدولة

طوارئ وهى الجرائم المنصوص عليهـا –بعض جرائم القانون العام إلى محكمة أمن الدولة

ــواب األ ــى األب ــاب ال ف ــن الكت ــرر م ــانى مك ــانى والث ــواد ول والث ــى الم ــانى وف ث

من قانون العقوبات باإلضـافة إلـى جـرائم تعطيـل ١٧٩و١٧٧و١٧٦و١٧٥و١٧٤و١٧٢

١٩٥٤ لـسنة ٣٩٤القـانون ( سـلحة والـذخائر وجرائم األ ) ١٧٠-١٦٣من ( المواصالت

ـ و ) ١٩٢٣ لـسنة ١٤القانون ( وجرائم التجمهر واالجتماعات العامة والمظاهرات ) رائم ج

وجـرائم المـساس بالوحـدة ) ١٩٤٩ لسنة ٨٥القانون ( اإلخالل بالنظام فى معاهد التعليم

وعدد من الجرائم األخرى مثـل الجـرائم التـى تقـع ) ١٩٧٢ لسنة ٣٤القانون ( الوطنية

. بالمخالفة لقانون األحزاب السياسية

أنـه ال يجـوز بالمحاكم العاديـة وتتميز إجراءات محاكم أمن الدولة طوارئ عن إجراءات

ولرئيس الجمهورية حفظ الدعوى قبل تقـديمها ، اإلدعاء أمامها مدنيا للمضرور من الجريمة

المقبوض عليهم قبـل إحالـة كما يجوز له األمر باإلفراج المؤقت عن المتهمين ، للمحكمة

. المـتهم ؤقت عن قرار المحكمة باإلفراج الم ويجوز له أن يعترض على ، الدعوى للمحكمة

أو أن يلغى كل ، وله أيضا بعد صدور الحكم أن يخفف العقوبة وأن يبدل بها عقوبة أقل منها

مع حفظ الدعوى أو مع كما يجوز له إلغاء الحكم . العقوبات أو بعضها أو أن يوقف تنفيذها

قاضيا بـالبراءة األمر بإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى فإذا صدر الحكم بعد إعادة المحاكمة

.وجب التصديق عليه فى جميع األحوال

–محـاكم أمـن الدولـة النظام القانونى ل وواضح من استعراض النصوص السابقة مساس

نتيجة للسلطات الواسعة التى يملكها رئيس الجمهورية سواء فى ، القضاء استقالليةطوارئ ب

وتبدو أقـصى .فى قراراتها وأحكامها و فى التدخل ل المحكمة أو فى تحديد اختصاصها أ تشكي

صور هذا المساس فيما هو منصوص عليه من عدم قابلية أحكام هذه المحاكم للطعـن عليهـا

. بأى وجه من الوجوه

المحاكم العسكرية ٨-١-١

" منه التى تقضى بأن ١٨٣ضاء العسكرى منصوص عليه فى الدستور المصرى فى المادة قال

" رى ويبين اختصاصاته فى حدود المبادئ الواردة فـى الدسـتور ينظم القانون القضاء العسك

ورغم أن القضاء العسكرى نظام معترف به فى كثير من النظم القانونية باعتباره قضاء مهنيا

٢٢

الجرائم ذات الطابع العسكرى البحت ، فقد توسـع المـشرع المـصرى فـى نظريختص ب

ا من صور اختصاص محاكمة المدنيين فـى اختصاصه توسعا مبالغا فيه بحيث اسند إليه كثير

جرائم القانون العام ، بل إن المادة السادسة من القانون أعطت لرئيس الجمهورية متى أعلنت

أن يحيل إلـى القـضاء ) ١٩٨١وهى معلنة فى مصر كما ذكرنا منذ عام ( حالة الطوارئ

. العسكرى أى جريمة منصوص عليها فى قانون العقوبات

تهديد الذى يمثله القضاء العسكرى للحقوق والحريات العامـة وأبرزهـا الحـق فـى ويبدو ال

التـى ستقالليةمحاكمة عادلة أنه قضاء غير مستقل فقضاته ال يخضعون لضمانات الحيدة واال

تحيط بالقضاء العادى ولم يشترط القانون أن يكونوا مؤهلين تأهيال قانونيـا ولـست لهـم أى

ون للعزل فضال عن أنهم يخضعون بحكم النظم العسكرية لتعليمـات حصانة قضائية وهم قابل

والتقاضى أمامه ال يتم على درجتين بمعنى أن أحكامه غير قابلة للطعن عليها .وأوامر قادتهم

وقد جرى العمل منذ الثمانينيات على إحالة قضايا العنف المسلح وقـضايا .أمام درجة أعلى

. لعسكرى التيار اإلسالمى إلى القضاء ا )نظام المدعى العام االشتراكى ( محكمة القيم ٩-١-١

يكون المدعى العـام " على نظام المدعى العام االشتراكى بقوله ١٧٩نص الدستور فى المادة

االشتراكى مسئوال عن اتخاذ االجراءات التى تكفل تأمين حقوق الـشعب وسـالمة المجتمـع

ويحـدد . كاسب االشتراكية والتزام السلوك االشـتراكى ونظامه السياسى ، والحفاظ على الم

القانون اختصاصاته األخرى ويكون خاضعا لرقابة مجلس الشعب وذلك كلـه علـى الوجـه

."المبين فى القانون

لـى إنـشاء ع بشأن حماية القيم من العيب الذى نص ١٩٨٠ لسنة ٩٥ثم صدر القانون رقم

( تتشكل محكمـة القـيم . القيم ومحكمة القيم العليا محكمة : مة القيم وهى على درجتين كمح

من سبعة أعضاء برئاسة أحد نواب رئيس محكمة الـنقض وعـضوية ثالثـة مـن ) ٢٧م

وتشكل محكمة . مستشارى محكمة النقض أو محاكم االستئناف وثالثة من الشخصيات العامة

وعضوية أربعـة مـن القيم العليا من تسعة أعضاء برئاسة أحد نواب رئيس محكمة النقض

ويتولى وزير .مستشارى محكمة النقض أو محاكم االستئناف وأربعة من الشخصيات العامة

العدل فى بداية كل عام تشكيل محكمة القيم ويصدر قرارا بذلك بعد أخـذ موافقـة المجلـس

نائبـه ويمثل اإلدعاء أمام محكمة القيم المدعى العام االشتراكى أو . األعلى للهيئات القضائية

٢٣

. أو أحد مساعديه ، ويقوم بسلطة التحقيق التى تقوم بها النيابة العامة أمام القـضاء العـادى

ـ بالفصل فى كافة المنازعـات التـى يقيمهـا ال ) ٣٤م( وتختص محكمة القيم دعى العـام م

وتخـتص . االشتراكى فضال عن بعض االختصاصات األخرى المحددة على سبيل الحـصر

. ليا بنظر الطعون فى أحكام محكمة القيم محكمة القيم الع

وقد نظم قانون حماية القيم من العيب اإلجراءات التى تتبع أمام محكمة القيم بما يؤكـد أنهـا

تمثل نوعا من القضاء االستثنائى وأفرد لها نظاما خاصا من اإلجراءات نص عليه فى المواد

الحق المدنى أمام المحكمة وحظـرت االدعاء ب ٣٥ فحظرت المادة . من القانون ٣٨-٣٥من

لمحكمـة القـيم جميـع ٣٨ المعارضة فى األحكام الغيابيـة وأضـافت المـادة ٣٧المادة

. االختصاصات المقررة قانونا لسلطات التحقيق

على أن اعتبار قضاء القيم ونظام المدعى العام االشتراكى برمته من قبيل القضاء االسـتثنائى

المحكمـة وإنما مرده أيضا إلى طبيعة تشكيل فيه اإلجراءات المتبعة ال يرجع فقط إلى طبيعة

.شرعية الجرائم والعقوبات فى قضائها وغياب مبدأ

.ا من يعرفـون بالشخـصيات العامـة م يشترك فى عضويته محكمتى القيم فمن حيث تشكيل

انونيـة القضاة وحيدتهم فضال عـن عـدم تـوافر الخبـرة الق استقالليةوهؤالء ال يتمتعون ب

١٩٧٣ وقد رأت الجمعية العمومية لمحكمة استئناف القاهرة فى إبريل سـنة .والقضائية لهم

واستندت فى رأيها إلـى أن نـص . أنه ال يجوز اشتراك أفراد الشعب مع القضاة فى الحكم

من الدستور على أن يسهم الشعب فى إقامة العدالة ينصرف إلى المراحل السابقة ١٧٠المادة

إذ أن السماح باشتراك أفراد الشعب مع القضاة فـى إصـدار ، حقة على صدور الحكم والال

من الدستور الذى يقرر حق المواطن فى االلتجاء إلـى ٦٨األحكام يتعارض مع نص المادة

أما عن إخالل نظام محكمة القيم والمدعى العام االشتراكى بمبـدأ شـرعية . قاضيه الطبيعى

أخذه بما يسمى المسئولية السياسية التى تستتبع تدابير تطبق إما على الجرائم والعقوبات فهو

أفعال غير محددة سلفا تمثل مساسا بقيم المجتمع االشتراكى وإما على أفعال سـبق تجريمهـا

بمقتضى قانون العقوبات وفى هذا نوع من ازدواجية القضاء وازدواجية العقوبة عـن الفعـل

بها محكمة القيم وإن وصفت بأنها تدابير سياسية إال أنها تـصل والتدابير التى تحكم . الواحد

. إلى حد التجريد من األموال بل وسلب الحرية تحت مسمى الحفظ فى مكان أمين

ولقد تضمن البرنامج االنتخابى لرئيس الجمهورية فى االنتخابات الرئاسية التى أجريت مؤخرا

. تبعه من قضاء القيم إلغاء نظام المدعى العام االشتراكى وما ي

٢٤

محكمة األحزاب ١٠-١-١

بشأن نظام األحزاب السياسية وتعديالته على إنشاء لجنـة ١٩٧٧ لسنة ٤٠نص القانون رقم

لشئون األحزاب السياسية برئاسة رئيس مجلس الشورى وعضوية وزراء العـدل والداخليـة

ائية السابقين أو وكالئهـم مـن والدولة لشئون مجلس الشعب وثالثة من رؤساء الهيئات القض

وتختص هذه .غير المنتمين لألحزاب السياسية يصدر باختيارهم قرار من رئيس الجمهورية

اللجنة بالنظر فى المسائل المنصوص عليها فى قانون األحزاب بـدءا مـن تلقـى ودراسـة

قـة أو اخطارات تأسيس األحزاب والتحقق من الشروط المنصوص عليها فى القانون والمواف

االعتراض على قيام الحزب ووقف نشاط الحزب بعد قيامه ووقف إصدار الصحف الحزبيـة

ولها أن تطلب من المحكمة اإلدارية العليا حـل الحـزب .ووقف قرارات الحزب وتصرفاته

والطعون فى قرارات هذه اللجنة تنظر أمام الدائرة األولى للمحكمة اإلدارية .. وتصفية أمواله

ئاسة رئيس مجلس الدولة على أن ينضم إلى تشكيلها عدد مماثل من أعضاء مجلـس العليا بر

حزاب ويطلق على هذه المحكمة إسم محكمة األ . الشعب يختارهم المجلس فى بداية كل دوره

وقرارات هذه اللجنة غير .وهى محكمة ذات تمثيل شعبى ال تقتصر على العناصر القضائية .

. قابلة للطعن فيها

المحكمة بال شك محكمة استثنائية وال تدخل فى تعريف القضاء الطبيعى الـذى نـص وهذه

مـن فعضوية أعضاء مجلس الـشعب الـذين . الدستور على حق المواطنين فى اللجوء إليه

وعدم قابلية أحكامهـا . الحزب الحاكم يحرم المحكمة من صفة الحيدة المرجح أن يكونوا من

.ن ضمانة أساسية من ضمانات المحاكمة العادلة للطعن فيها يحرم المتقاضين م

المؤسساتيةلقضاءا ستقالليةا ١-٢

: فى انظيمه مال يلىا مؤسسيا إذا تحققاستقالليةيمكن القول أن القضاء فى دولة ما مستقل

على شئونه ويقرر ما يراه وحده دون غيره أعلى مستقل للقضاء يشرف مجلس إذا وجد -أ

. سواء فيما يتعلق بتعيين القضاة أو التفتيش عليهم أو ترقيتهم أو نقلهم أو تأديبهم بالنسبة لها

. إذا وجدت ميزانية مستقلة للقضاء تخضع لسلطة مجلس القضاء األعلى -ب

. إذا تمتع القضاة بحرية التعبير وحرية تشكيل منظماتهم المهنية -ج

٢٥

) يةنبذة تاريخ( مجلس القضاء األعلى فى مصر ١-١-٢

لـسنة ٦٦ القضاء رقم استقالليةورد النص على مجلس القضاء األعلى ألول مرة فى قانون

يشكل برئاسة رئيس محكمة النقض وبعضوية الوكيـل حيث كان ) ٣٩-٣٤ المواد (١٩٤٣

وكانت . الدائم لوزارة العدل ورئيس محكمة استئناف القاهرة ورئيس محكمة القاهرة االبتدائية

محل انتقـاد ) باعتباره ممثال للسلطة التنفيذية ( كيل الدائم لوزارة العدل بالمجلس عضوية الو

وكانت اختصاصات المجلس فـى مجملهـا ١١ .ستقالليةبعض رجال القضاء لمساسه بمبدأ اال

. اختصاصات استشارية بحتة فله حق التوصية دون سلطة القرار

على النص علـى مجلـس ١٢ يوليو وقد حرصت قوانين القضاء التى صدرت فى عهد ثورة

٤٣بالقـانون ( القضاء األعلى مع التعديل فى عضويته باستبعاد الوكيل الدائم لوزارة العدل

فيما يسمى بمذبحة القضاء إثر األزمة التى ثـارت بـين المجلس إلى أن ألغى ) ١٩٦٥لسنة

بأكمله وعلى رأسه والتى عصف فيها بالجهاز القضائى ١٩٦٩السلطة التنفيذية والقضاء عام

ما سمى بالمجلس األعلـى ١٩٦٩ لسنة ٨٢ واستبدل به القانون رقم .مجلس القضاء األعلى

يتشكل هذا المجلس األخير من رجال القضاء وحدهم بل أيـضا مـن ال و.للهيئات القضائية

ريـة ممثلى بعض المهن القانونية التى أدخلت تحت مسمى الهيئات القضائية وهى النيابة اإلدا

يرأس هذا المجلس رئيس .وإدارة قضايا الحكومة التى تتولى الدفاع عن الحكومة فى قضاياها

سميت فيما بعد بالمحكمة ( ورئيس المحكمة العليا الجمهورية ويضم وزير العدل نائبا للرئيس

ورئيس محكمة النقض والنائب العام ورئيس إدارة قضايا الحكومة ومدير ) الدستورية العليا

وواضح أن . النيابة اإلدارية وأقدم نواب رئيس مجلس الدولة ورئيس محكمة القاهرة االبتدائية

بأن يدخل فى عدد القضاة من ليـسوا القضاء استقالليةهذا المجلس األخير قصد بإنشائه سلب

وعضوية نائبـه ) رئيس الجمهورية ( لرئيس السلطة التنفيذية كذلك و بتقرير رئاسة المجلس

. لمجلس وزير العدل فى ا

وقد طالب القضاة فى مؤتمراتهم والجمعيات العمومية لناديهم بإلغاء المجلس األعلى للهيئـات

القضائية والعودة إلى مجلس القضاء األعلى إلى أن تحقق لهم حل تـوفيقى باإلبقـاء علـى

٢٧١ ، ص ١٩٩١) طبعة نادى القضاة ( محمد آامل عبيد ، استقالل القضاء ، دراسة مقارنة ، القاهرة 11 ١٩٦٥ لسنة ٤٣ والقانون رقم ١٩٦٣ لسنة ٧٤ و القانون رقم ١٩٥٩ لسنة ٥٦ والقانون ١٩٥٢ لسنة ١٨٨القانون 12

٢٦

لـى إ ليكتسب وجوده حصانة دستورية ، و ١٩٧١ بل والنص عليه فى دستور األول المجلس

والذى أعاد إلى الوجود مجلس القضاء األعلى ١٩٨٤ لسنة ٢٥جانب ذلك صدر القانون رقم

التشكيل واالختصاصات ٢-١-٢

فهـو . وحـدهم الحكم ويتشكل مجلس القضاء األعلى القائم اآلن فى مصر من رجال قضاء

لعـام وأقـدم برئاسة رئيس محكمة النقض وعضوية رئيس محكمة استئناف القاهرة والنائب ا

وهو . اثنين من نواب رئيس محكمة النقض وأقدم اثنين من رؤساء محاكم االستئناف األخرى

وكان قانون السلطة القضائية قبـل ومجلس ذو والية عامة على كل ما يتعلق بشئون القضاء

ثمة مسائل تكون فيها موافقـة ينص على أنه ٢٠٠٦ لسنة ١٤٢تعديله بمقتضى القانون رقم

ولكـن ١٣ . دون أن يكون رأيه إلزاميـا س وجوبية ومسائل أخرى يكتفى فيها بأخذ رأيه المجل

ة مجلس القضاء األعلى وجوبية فى كافة المسائل قالتعديل األخير الغى هذه التفرقة وجعل مواف

فموافقة مجلس القضاء األعلى وجوبية فى تعيين نـواب ) .المادة األولى ( التى تعرض عليه

، مة النقض ك وتعيين مستشارى مح ، لنقض بناء على ترشيح جمعيتها العمومية رئيس محكمة ا

وتعيين رؤساء محاكم االستئناف ونوابهم ومستشاريها ورؤساء المحاكم االبتدائيـة ، وتعيـين

النائب العام المساعد والمحامى العام األول وباقى أعضاء النيابة إذا كان التعيين منطويا علـى

رجال القضاء وأعضاء النيابة العامة ، وندب رئيس وأعضاء المكتب الفنى ترقية أو من غير

لمحكمة النقض ، وندب مدير وأعضاء نيابة النقض ، وغير ذلك من أمور خاصـة بالنـدب

والنقل وتحديد مقار العمل واإلعارة وإحالة القضاة إلى المعاش ألسباب صحية وفصل معاونى

.ية النيابة أو نقلهم لوظيفة غير قضائ

يكتفى فيهـا كما أصبحت هذه الموافقة بالتعديل األخير وجوبية أيضا فى المسائل التى كان

وشـغل تشمل تعيين رئيس محكمة النقض من بين نواب رئيس المحكمة وبأخذ رأى المجلس

مناصب مساعدى وزير العدل ووكالئهم وتعيين النائب العام المساعد والمحامى العام وبـاقى

ذا كان التعيين غير منطـو علـى إمن بين رجال القضاء والنيابة العامة ابة العامة أعضاء الني

ترقية ، وشغل وظائف مدير إدارة النيابات ووكالئها وأعضاء هذه اإلدارات واعضاء التفتيش

وتحديد القـضايا ،القضائى بالنيابة العامة بطريق الندب من بين رجال القضاء والنيابة العامة

. وما بعدها ٢٩٢جع ص نفس المر 13

٢٧

التى تنظر أثناء العطلة الصيفية ومشروعات القوانين المتعلقة بالقـضاء والنيابـة المستعجلة

ظل رأى مجلس القضاء األعلى فى شغل وظائف مـساعدى وزيـر العـدل وإنهذا .العامة

) ٤٥م ( استشاريا حتى بعد التعديل األخير

عليهـا فـى وثمة مسائل أخرى متفرقة يصدر المجلس قرارات فيها مثل وضع الئحة يسير

عمله والفصل فيما يعرضه وزير العدل من قرارات الجمعيات العمومية التى ال يوافق عليهـا

وما يرى إحالته من أمور متعلقة بالتفتيش على القضاة والفصل فى تظلمات رجال القضاء فى

. تقارير الكفاية المعدة بواسطة إدارة التفتيش وغير ذلك

١٩٨٤ لـسنة ٣٥األعلى وفقا لما ورد فى القانون رقـم ورغم أن اختصاص مجلس القضاء

سـتقاللية اال تقريـر يمثل تطورا إيجابيـا نحـو ٢٠٠٦وتعديل قانون السلطة القضائية سنة

فإن قصور تشكيله عن تمثيل مختلف قطاعـات القـضاة أمـر المؤسسى للقضاء فى مصر

، ويبدو ذلـك فـى تحديـد وتدخل السلطة التنفيذية فى شئون القضاء ما زال ماثال ، ملحوظ

.اختصاصاته

فرغم أن تشكيل المجلس يضم شيوخ القضاة إال أن تمثيل الجمعيات العمومية للمحاكم ما زال

. ١٩٤٣ لسنة ٦٦ القضاء رقم استقالليةمفتقرا على عكس ما كان عليه الحال فى قانون

القضاءموازنة ٣-١-٢

نصوصا خاصـة قبل تعديله األخير ١٩٧٢ لسنة ٤٦لم يتضمن قانون السلطة القضائية رقم و

ن تضمن جدوال ملحقا بمرتبات وبدالت القضاة وأعضاء النيابـة وقواعـد إبميزانية القضاء و

لقانون هذا القصور ونص على إضافة المـادة لوقد تالفى التعديل األخير .لتطبيق هذا الجدول

عامة موازنة سنوية مستقلة تبدأ ببداية التى تنص على أن يكون للقضاء والنيابة ال ٥ مكرر ٧٧

. السنة المالية للدولة وتنتهى بنهايتها القضاء فى مصراستقاللية األخير وأثره على تعديل قانون السلطة القضائية ٤-١-٢

سـتقاللية التعديل األخير لقانون السلطة القضائية بمصر حقق خطـوات ملموسـة نحـو اال

الـسلطة ستقاللية نص عليه الدستور والمبادئ الدولية الالمؤسسى للقضاء كسلطة فى سياق ما

وتتمثل أهم إيجابياته فى أنه جعل موافقة مجلس القضاء األعلى وجوبية فى أغلـب . القضائية

٢٨

المسائل التى تهم القضاء وقيد إلى حد كبير سلطة وزير العدل فى شئون القضاء خاصة فـى

ونص على اختصاص القضاء بموازنـة . لعامة له إشرافه على المحاكم وألغى تبعية النيابة ا

ووفر مزيدا من الضمانات للقضاة عنـد . مستقلة تكون الوالية عليها لمجلس القضاء األعلى

. التأديب

الكامل ستقالليةولكن مازال التنظيم التشريعى للسلطة القضائية فى مصر قاصرا عن توفير اال

قى التعديل األخير لقانون السلطة القضائية على العديد من فقد أب . للقضاء وفقا للمعايير الدولية

مـا زال وعلى سبيل المثـال . لتدخل فى شئون القضاء تمكنه من ا اختصاصات وزير العدل

وإنشاء المحـاكم الجزئيـة ) ٥م( الوزير مختصا بندب أعضاء المكتب الفنى لمحكمة النقض

ويصدر قراره بالئحة التفتيش علـى ) ١٣و ١١م ( وتعيين مقارها وتحديد دوائر اختصاصها

وله أن يعترض علـى ) ٢٤م ( أعضاء نيابة النقض بعد أن يضعها مجلس القضاء األعلى

وله أن يرشح المستـشارين )٣٦م (قرارات الجمعيات العامة ولجان الشئون الوقتية بالمحاكم

لقـضائى ووكـالء وله أن يرشح مساعد الوزير لشئون التفتـيش ا ) ٤٤م ( بمحكمة النقض

ولـه ) ٩٩م ( وله أن يقترح إقامة الدعوى التأديبية ضد القاضى ) ٤٦م ( وأعضاء اإلدارة

ش أو نقله إلى وظيفة أخرى غيـر قـضائية إذا ظهـر أن اأن يطلب إحالة القاضى إلى المع

وله حق الرقابة واالشراف االدارى على )١١١م( القاضى فقد أسباب الصالحية لوالية القضاء

وللوزير ) ٧٨م ( وما زال التفتيش القضائى يتبع وزير العدل . )١٢٥م ( النيابة وأعضائها

. ضد القضاةأن يقترح على النائب العام إقامة الدعوى التأديبية

ولم يستجب التعديل األخير لمطالب كان يطالب بها نادى القضاة مثل أن ينص القـانون فـى

القضاء ، كما استقالليةتصاصاته فى رعاية القضاة وكفالة صلب مواده على نادى القضاة واخ

ما قد يمثله ذلك من إغواء للقضاة بعمال غير قضائية أبقى القانون على إمكانية ندب القضاة أل

ـ التعديل كما أبقى .وتأثير عليهم بواسطة السلطة التنفيذية اتعلى جـواز تفـويض الجمعي

األمر الذى يبقى على إمكانيـة ) ٣٠م (العمل بالمحاكم العمومية للمحاكم لرؤسائها فى توزيع

. اسناد قضايا معينة لقضاة بذواتهم ، وغير ذلك

المزايا المادية للقضاة وتأثيرها على حيادهم ٥-١-٢

٢٩

رغم أنه ال توجد بيانات موثقة حول المزايا المادية التى قد تمنحها السلطة التنفيذيـة للقـضاة

م فى عملهم القضائى أو فى األعمال األخرى التى قد تسند إلـيهم ومدى تأثير ذلك على حياده

إال أنه توجد بعض المؤشرات المهمة التى يمكن رصدها فى ، مثل اإلشراف على االنتخابات

. هذا الصدد

من قانون السلطة القضائية على أنه يجوز ندب القاضـى ٦٢وعلى سبيل المثال تنص المادة

ئية أو قانونية غير عمله أو باإلضافة إلى عمله وذلك بقرار من وزير مؤقتا للقيام بأعمال قضا

من ذات القانون على أنه يجـوز إعـارة القـضاة إلـى ٦٥كما تنص المادة .........العدل

الحكومات األجنبية أو الهيئات الدولية بقرار من رئيس الجمهورية بعـد أخـذ رأى الجمعيـة

. وافقة مجلس القضاء األعلى موالعامة للمحكمة التابع لها القاضى

من قانون السلطة القضائية يجيز ندب القاضى بموافقة مجلس القضاء ٦٣كما أن مفهوم المادة

. األعلى للتحكيم سواء كان أطرافه أشخاص القانون الخاص أو العام

ذيـة بواسطة الـسلطة التنفي وهذه كلها مصادر للدخل المادى اإلضافى للقضاة التى قد تستخدم

. فى التأثير عليهم والمساس بحيدتهم ) إن لم تخلص النوايا (

عمل على أن تسند لبعض القضاة بعد انتهاء واليتهم القـضائية ومن ناحية أخرى فقد جرى ال

. مباشرة مناصب رفيعة فى الجهاز اإلدارى بالدولة كمناصب المحافظين

مل غير عمله أو إعارته للعمـل لـدى ومن ناحية المبدأ ال يمكن الجزم بأن ندب القاضى لع

استقالليةيؤثر على أو تعيينه فى منصب رفيع بعد انتهاء واليته جكومة أجنبية أو هيئة دولية

القاضى فى أثناء قيامه بعمله ، ولكن هذا التأثير غير مستبعد حتى من الناحيـة النظريـة أن

القضاء وسيلة لترغيـب القـضاة يكون الندب أو اإلعارة أو الوعد بالمنصب بع زوال والية

واستمالتهم لجانب السلطة التنفيذية خاصة عندما تكون لها مصلحة فى قضايا منظورة فعال أو

. قضايا متوقعة

القـانون فـى أن اإلغداق المالى على القضاة عند قيامهم بمسئولياتهم التى أناطهـا بهـم اكم

أو لم يقم لكونـه لقاضى سواء قام بعمله وصرف المكافآت السخية ل اإلشراف على االنتخابات

فى قائمة االحتياط من شأنه أن يثير شبهة رغبة السلطة التنفيذية فى استمالة القـضاة للتـأثير

على االنتخابات لصالح مرشحيها بصرف النظر عما إذا كان هذا التأثير قد تحقق فعال فعـال

. من القضاة فى حاالت قليلة أو لم يؤت ثماره لدى الجموع الغفيرة

٣٠

ميزانية السلطة التنفيذية باعتبـار ذلـك أمـرا ومن هنا تبدو أهمية فصل ميزانية القضاء عن

. القضاء وللنأى به عن مظنة التأثير استقالليةواجبا لدعم ١٤

الشخصية القضاةيةاستقالل ١-٣

ير فى عملهم حـال هم كأفراد والنأى بهم عن شبهة التأث استقاللية القضاة هنا استقالليةيقصد ب

ولهذا حدد قانون السلطة القضائية واجبات القضاة بما . قيامهم بواجبهم بالفصل فى المنازعات

كما رتب القانون للقضاة حصانة خاصة تمكنهم . يبعد بهم عن مظنة الميل والهوى واالنحياز

لمصرى قد فضال عن أن قانون العقوبات ا .من ممارسة عملهم دون الخضوع لتأثير خارجى

اسـتقاللية ويـرتبط ب . جرم التدخل فى عمل القضاة أو ممارسة عمل من شأنه التأثير عليهم

القضاة كأفراد تقرير مبدأ عدم قابليتهم للعزل وإفرادهم بنظام تأديبى يكفل لهم ضمانات خاصة

وسيتم التعرض لهذين النقطتين األخيرتين فى موضـع الحـق عنـد . عمال على استقرارهم

.ديث عن ضمانات استقرار القضاة الح

واجبات القضاة ١-١-٣

: وما بعدها كما يلى ٧٢وقد حددها القانون فى المواد

وال يجوز لـه القيـام بعمـل ال يتفـق يحظر على القضاة القيام بأى عمل تجارى •

ولمجلس القضاء األعلى أن يمنع القاضى من مباشـرة . القضاء وكرامته استقالليةو

. يرى أن القيام به يتعارض مع واجبات الوظيفة وحسن آدائها أى عمل

يحظر على القاضى االشتغال بالعمل السياسى وال يجوز لـه الترشـيح النتخابـات •

أو المجالس المحلية أو التنظيمات الـسياسية إال بعـد ) أو الشورى ( مجلس الشعب

. ياسية كما يحظر على المحاكم إبداء اآلراء الس. تقديم استقالته

ال يجوز منح " انتهت فيه إلى أنه٢٠٠٦ فى إبريل حديثا لها وفى هذا السياق فقد أصدرت المحكمة اإلدارية العليا حكما 14

أعضاء نحمة األحزاب السياسية من المستشارين بدالت ومكافآت تميزهم عن زمالئهم من مستشارى مجلس الدولة نظير حضورهم

كمة وذلك حتى يظل مستشاروا مجلس الدولة بمنأى عن عن أى مظنة أو شبهة قد يتأثر بها مرفق العدالة فإذا ما رأى لجلسات المح

المجلس األعلى للهيئات القضائية منح ميزة مالية ألعضاء محكمة األحزاب السياسية فإن هذه الميزة يجب منحها لكل شاغلى نفس

".صية الوظيفة القضائية حتى ال تصبح ميزة شخ

٣١

. ال يجوز للقاضى إفشاء سر المداوالت •

ويجوز لوزير العـدل أن . يجب على القاضى أن يقيم فى البلدة التى بها مقر عمله •

يرخص للقاضى لظروف استثنائية فى اإلقامة فى مقر المحكمة االبتدائية التابع لها أو

. فى بلد آخر يكون قريبا من مقر عمله

. غيب عن مقر عمله قبل إخطار رئيس المحكمة ال يجوز للقاضى أن يت •

ال يجوز للقاضى أن ينقطع عن عمله لغير سبب مفاجئ قبل أن يرخص له فى ذلـك •

١٥. كتابة الحصانة القضائية ٢-١-٣

يقصد بالحصانة القضائية القواعد اإلجرائية التى خص بها القانون القضاة فى معـرض الجـرائم

الحـاطتهم بـسياج يـضمن ثل خروجا عن القواعد العامة وذلك لضمان التى قد يرتكبونها بما يم

والحصانة القضائية بهذا المعنـى مقـررة لقـضاة الحكـم 16. القضاء وحيدة القضاة استقاللية

. وألعضاء النيابة

أنه ال يجوز فى غيـر ١٩٨٤ لسنة ٣٥ بعد تعديله بالقانون وقد نص من قانون السلطة القضائية

بس بالجريمة القبض على القاضى وحبسه احتياطيا إال بعد الحـصول علـى إذن مـن حاالت التل

عند القبض على القاضى أو أما فى حالة التلبس فيجب على النائب العام . مجلس القضاء األعلى

قرر إما ي أن مجلس فى مدة األربع والعشرين ساعة التالية ولل المجلس حبسه أن يرفع األمر إلى

عند عرض األمر عليه مجلسبس أو اإلفراج وللقاضى أن يطلب سماع أقواله امام ال استمرار الح

مدة الحبس فى القرار الذى يصدر بالحبس أو باستمراره ، وال يجوز اتخـاذ أى مجلس حدد ال يو.

ذن إإجراء من إجراءات التحقيق مع القاضى أو رفع الدعوى الجنائية عليه فى جناية أو جنحة إال ب

وبناء على طلب النائب العام ، ويجرى حتما حبس القضاة وتنفيذ العقوبـات المقيـدة مجلسمن ال

) ٩٦مادة ( للحرية بالنسبة لهم فى أماكن مستقلة عن األماكن المخصصة لحبس السجناء اآلخرين

كيل لجـن ثالثيـة مـن رئيـسه ش بت١٩٨٤ إبريل ٥وقد أصدر مجلس القضاء األعلى قرارا فى

مة استئناف القاهرة والنائب العام فوضها بالفصل فى المـسائل التـى مـن وعضوية رئيس محك

وبالتـالى صـار مـنح اإلذن . اختصاصه فيما عدا ما يتعلق منها بالتعيين أو الترقية أو النقـل

المجلد " استقالل السلطة القضائية واستقالل القضاء " راجع ، عطية مهنا ، ضمانات المسئولية التأديبية للقضاة ، المجلة الجنائية القومية 15 ٥٣٠. ، ص ١٩٩٥نوفمبر / الثامن والثالثون ، مارس

. وما بعدها ٥٣٧ية القومية ، المرجع السابق ، ص عبد العظيم وزير ، المسئولية الجنائية للقضاة ، المجلة الجنائ. د 16

٣٢

من قانون السلطة القضائية من اختصاص هذه اللجنة بـالتفويض ٩٦المنصوص عليه فى المادة

١٧.من المجلس

كمة القضاة عن الجرائم التى تقع منهم خرج المشرع عن قواعـد االختـصاص احمبوفيما يتعلق

المكانى رغبة منه فى أال يحاكم القاضى أمام المحكمة التى يعمل بها وجعل من اختصاص مجلس

القضاء األعلى بناء على طلب النائب العام تعيين المحكمة التى تفصل فى الجنايات والجنح التـى

.تقع من القضاة

جرائم العدالة والتأثير على القضاة ٣-١-٣

توجد فى قانون العقوبات عديد من النصوص التى تهدف إلى حماية العدالة من ناحيـة وحمايـة

. القاضى من التأثير عليه من ناحية أخرى

كل موظف توسط لدى قاض أو محكمـة لـصالح أحـد بالحبس أو الغرامة تعاقب ١٢٠فالمادة

تعاقب بنفس العقوبات وبالعزل كل قاض امتنع عن الحكم ١٢١ والمادة .را به أو إضرا الخصوم

أو صدر منه حكم ثبت أنه غير حق وكان ذلك بناء على سبب من األسباب المذكورة فى المـادة

تنص على أنه إذا امتنع أحد القضاة فى غير األحوال المذكورة عن الحكم ١٢٢ والمادة .السابقة

تعاقب بالحبس والعزل كل موظف عمومى استعمل سلطة ١٢٣ والمادة .لغرامةيعاقب بالعزل وا

وظيفته فى وقف تنفيذ األوامر الصادرة من الحكومة أو أحكام القوانين واللوائح أو تأخير تحصيل

األموال والرسوم أو وقف تنفيذ حكم أو أمر صادر من المحكمة أو من أى جهة مختـصة ، كمـا

. كل موظف عمومى امتنع عمدا عن تنفيذ حكم أو أمر مما ذكر يعاقب بالحبس والعزل

تعاقب فى عقوبات ١٣٣فالمادة . وثمة نصوص أخرى تهدف إلى توفير الحماية للقضاة والمحاكم

فقرتها الثانية كل من أهان محكمة قضائية أو أحد أعضائها وكان ذلك أثناء انعقاد الجلسة بالحبس

تعاقب بالحبس والغرامة أو بأيهما كل من أخل بوسـيلة مـن وسـائل ١٨٦او الغرامة ، والمادة

مـن قـانون ١٨٧كما تعاقب المـادة . العالنية بمقام قاض أو هيبته أو سلطته فى صدد دعوى

العقوبات بنفس العقوبات كل من نشر بإحدى الطرق المتقدم ذكرها أمورا من شأنها التأثير علـى

دعوى مطروحة أمام أى جهة من جهات القضاء فى الـبالد أو القضاة الذين يناط بهم الفصل فى

فى رجال القضاء أو النيابة أو غيرهم من الموظفين المكلفين بالتحقيق أو التأثير فى الشهود الذين

٥٥٠عبد العظيم وزير ، المرجع السابق، ص 17

٣٣

قد يطلبون آلداء الشهادة فى تلك الدعوى أو فى ذلك التحقيق أو أمورا من شأنها منع شخص مـن

ر أو التأثير فى الرأى العام لمصلحة طرف فى الدعوى أو التحقيق ألولى األم اإلفضاء بمعلومات

. أو ضده

حرية القضاة فى التعبير وفى التنظيم النقابـى ١-٤

عدم جواز اشتغال القضاة بالسياســـــــة ١-١-٤

حكما صريحا بحظر اشـتغال – تضمن كال من قانونى السلطة القضائية ومجلس الدولة

من ٩٥ من القانون األول ، والمادة ٧٣المادة ( لدولة بالعمل السياسى القضاة وأعضاء مجلس ا

، كما منع كالهما القضاة من ترشيح أنفسهم النتخابـات مجلـس الـشعب أو ) القانون الثانى

اسـتقاللية الهيئات اإلقليمية أو التنظيمات السياسية إال بعد تقديم استقاالتهم وذلك حرصا علـى

٧٣ السابقة على المادة ٧٢نزاهته وهو ما هدف إليه أيضا نص المادة القضاء وحيدته وضمان

من قانون السلطة القضائية فيما نص عليه من أنه ال يجوز للقاضى القيام بأى عمل تجـارى أو

القضاء وكرامته ، كما أن هذا الحظر وذاك ما هو إال إعمال لمبدأ استقالليةأى عمل ال يتفق و

وظيفة القضاة هى الفصل فى المنازعات التى تتطلب الحيدة والنزاهـة ف .الفصل بين السلطات

فيمن يضطلعون بها ، أما العمل السياسى فيختص به أعضاء السلطتين التنفيذية والتـشريعية أو

.غيرهم

ولكن يثور التساؤل عن حدود هذا الحظر ؟ لقد نصت المـادة األولـى مـن قـانون

على أن للمصريين حق تكـوين األحـزاب وأن لكـل ١٩٧٧ لسنة ٤٠األحزاب السياسية رقم

مصرى الحق فى االنتماء ألي حزب سياسى وهذا هو المبدأ العام الذى ينطلق من مبدأ المساواة

منه فيمن ينتمي لعـضوية أى ٦فى الحقوق والواجبات ، بيد أن القانون ذاته اشترط فى المادة

. أال يكون من أعضاء الهيئات القضائية –ا ضمن الشروط األخرى التي أورده –حزب سياسى

ويكشف هذا النص عما استقر عليه العرف والتقاليد من أن انتماء القضاة إلى األحزاب السياسية

أمر محظور باعتباره عمال سياسيا وهو حكم يتسق مع منع القضاة من ترشيح أنفسهم لعضوية

.اسية األخرى إال بعد تقديم استقالتهم أو التنظيمات السي" مجلس الشعب " المجلس التشريعى

٣٤

والمالحظ أن القانون لم يحرم القاضى من حق الترشيح بإطالق ولكنه تطلب منه تقـديم

استقالته بداءة ، وإذا فإن االنتماء إلى حزب سياسى أو الترشيح لعضوية المجلـس التـشريعى

يعد بصريح نص القـانون ) الخ ...المجالس الشعبية والمحلية " والتظيمات السياسية األخرى

.اشتغاال بالعمل السياسى ومن ثم فهو محظور على القضاة

حرية الرأى والتعبير ولكن هل يمتد ذلك إلى غير ذلك من الحقوق السياسية وعلى رأسها

وهل يعـد ....... إبداء الرأى فى انتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء السلطة التشريعية ومنها

العمل السياسى ؟ذلك اشتغاال ب

فى المادة األولـى ١٩٥٦ لسنة ٧٣لقد أوجب قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية رقم

منه على كل مصرى ومصرية بلغ ثمانى عشرة سنة ميالدية مباشرة الحقوق الـسياسية التـى

ب وهى إبداء الرأى فى كل استفتاء يجرى طبقا ألحكام الدستور وإبداء الرأى فى انتخا –عددها

" الـسلطة التـشريعية " رئيس الجمهورية وانتخاب أعضاء مجلـس الـشعب والـــشورى

ولم يستثن القانون القضاة من ممارسة هذه الحقـوق كمـا فعـل –والمجالس الشعبية المحلية

بالنسبة لضباط وأفراد القوات المسلحة وهيئة الشرطة والذى نصت الفقرة الثانية مـن المـادة

من أداء هذا الواجب طوال مدة خدمتهم بالقوات المـسلحة أو الـشرطة ، األولى على إعفائهم

ومن ثم فإن القضاة يتمتعون بهذه الحقوق مثلهم مثل غيرهم من المواطنين وال يعد ذلك اشتغاال

منهم بالعمل السياسى ، إذ أن االشتغال بالعمل السياسى يتطلب نوعا من االحتراف ، أما إبداء

و إسهام أو مشاركة فى الحياة العامة وهو واجب وطنى علـى حـد تعبيـر الرأى فيما سبق فه

التى نصت على هذا الحق ضمن البـاب الثالـث الخـاص – منه ٦٢الدستور ذاته فى المادة

بالحريات والحقوق والواجبات العامة ، والخالصة أنه يجب التفرقة بـين االشـتغال بالعمـل

مة ، إن المشاركة هى حق من الحقـوق العامـة التـى السياسى وبين المشاركة فى الحياة العا

يتساوى فيها القضاة مع غيرهم من المواطنين عمال بمبدأ المساواة أمام القانون الذى نص عليه

منه ، بل إن القضاة أولى من غيرهم بممارسة هذه الحقوق بما ٤٠الدستور المصرى فى المادة

هم اسـتقاللية وال يتناقض ذلـك البتـة مـع لهم من ثقافة وخبرة ورجاحة رأى ووضوح رؤيا

اسـتقاللية وحيدتهم ونزاهتهم ، وهو ما يتفق أيضا مع ما تضمنته اإلعالنات العالمية المتعلقة ب

أما االشتغال بالعمـل الـسياسى – " ١٩٨٥ ، إعالن ميالنو ١٩٨٣إعالن مونتريال " القضاء

وفى كثير غيرهـا مـن دول – على سبيل األحتراف فهو أمر محظور على القضاة فى مصر

ه ، إن العمل استقاللية لما قد ينشأ عنه من تأثير على حيدة القاضى ونزاهته أو مساس ب –العالم

٣٥

السياسى يتطلب من المشتغل به إتخاذ مواقف معينة أو االنحياز والتعصب لـرأى أو فكـر أو

قضاة وهو مـا بها دائما المبادئ معينه ومن ثم فهو ينزع عنه صفة الحيدة التى يجب أن يتحلى

يهز الثقة فى القضاء

حول حدود حق القضاة ٢٠٠٦ ، ٢٠٠٥ولقد ثار الجدل فى مصر فى العامين األخيرين

فى المشاركة فى المسائل العامة وهل تعد بعض صور هذه المشاركة اشتغاال بالعمل الـسياسى

لقد , ن العام مما هو مباح لهم مما هو محظور عليهم أم أنه يدخل فى نطاق المشاركة فى الشأ

ثار هذا الجدل بمناسبة طلب نادى القضاة تعديل قانون السلطة القضائية طبقا لمشروع كان قـد

القضاء وحسن تمثيل القضاة فى مجلس القضاء استقالليةأعده النادى منذ سنوات بما يكفل دعم

يار رئـيس الجمهوريـة بجعلـه من الدستور الخاصة باخت ٧٦األعلى ، وبمناسبة تعديل المادة

بدال من تـسمية شـخص واحـد واسـتفتاء –بطريق االنتخاب المباشر من بين عدة مرشحين

، نتخابه وانتخاب أعضاء مجلس الشعب وإشراف القضاة على عملية ا –المواطنين على اختياره

عـدة " األم النـادى " فلقد أصدر نادى قضاة اإلسكندرية وتبعه نادى القضاة الرئيسى بالقاهرة

بعد اجتماعات حاشدة للجمعية العمومية لكل منهما شارك فيها عـدد كبيـر مـن -توصيات

ذكرت مجلة نادى القضاة أن عدد الحاضرين فى الجمعية " القضاة وأعضاء النيابة العامـــة

خمـسة آالف " ٥٥٠٠ بمقر النـادى بالقـاهرة بلـغ ١٣/٥/٢٠٠٥التى عقدت فـــــى

طالبوا فى هذه التوصيات بإصدار مـشروع نـادى القـضاة –" وكيل نيابة وخمسمائة قاض و

بتعديل قانون السلطة القضائية الذى وضع جانبا وتراخـى استـصداره لـسنوات بمـا يكفـل

الحقيقى للسلطة القضائية والحد من اختصاصات وزارة العـدل وجعـل ميزانيـة ستقالليةاال

إدارة التفتيش القضائى بدال من وزارة العدل ، كمـا القضاء تابعة لمجلس القضاء األعلى وكذا

ـ وفعليـا اطالبوا بتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية ووضع ضمانات تكفل إشـرافاً حقيقي

للقضاء على االنتخابات الرئاسية وانتخاب أعضاء مجلس الشعب ويـضمن نزاهـة وشـفافية

ك االنتخابات ، كما طالبوا بإلغـاء قـانون االنتخابات كما قرروا تشكيل لجنة لمتابعة وتقييم تل

الطوارئ والمدعى العام االشتراكي ومحاكم القيم والغاء المجلس األعلى للهيئات القضائية الذى

يرأسه رئيس الجمهورية ويحل محله وزير العدل وحددوا موعدا الجتماع الجمعية العمومية قبل

اركة القضاة فى اإلشراف عليها على ضوء انتخابات مجلس الشعب للنظر فى مدى إمكانية مش

وانتهت إلـى ٢٠٠٥االستجابة لمطالبهم واقتراحاتهم وقد عقدت هذه الجمعية فى شهر سبتمبر

الموافقة على قيام القضاة باألشراف على االنتخابات بعد االسـتجابة لعـدد مـن اقتراحـاتهم

٣٦

ل قانون السلطة القضائية ، وقـد وطالبت فى الوقت ذاته بسرعة استصدار مشروع النادى بتعدي

قام عدد من الفضائيات بنقل وقائع هذه االجتماعات كما استضاف عدداً مـن قـضاة محكمـة

النقض ومحاكم االستئناف الذين أفصحوا عن مطالبهم بشأن قانون السلطة القضائية وآراءهم فى

اال بالعمل السياسى وتدخال العديد من المسائل العامة ، مما دعا البعض للقول بأن ذلك يعد اشتغ

فى شئون السلطتين األخريين، فى حين ذهبت األغلبية من الكتـاب والـصحفيين وجمعيـات

المجتمع المدنى وبعض األحزاب السياسية إلى أن من حق القضاة كمـواطنين المـشاركة فـى

ـ دود شئون وطنهم خاصة وأن كثيراً منها يتصل بطريقة أو بأخرى بوضع السلطة القضائية وح

وذهب رأى ثالث متعقل –ها وثقة المواطنين فى قضاتهم وحيادهم ونزاهتهم استقالليةواليتها و

إلى أن من حق القضاة المشاركة فى هذه المسائل بإبداء آرائهم ومقترحاتهم وإعـالن مـواقفهم

مما يدخل فى إطار حرية التعبير ولكن عليهم أن يسلكوا السبل والقنوات التى تتفـق وتحـافظ

ه وتنأى به عن أن ينخرط فى الصراع السياسى بين استقالليةعلى هيبة القضاء وتقاليده وتحفظ

ويكون ذلك من خالل نوادى القضاة ومجالسهم دون الخروج إلـى وسـائل –القوى المختلفة

اإلعالم المختلفة واألمر على هذا النسق يتصل أيضا بحق القضاة فى التعبير عن آرائهم كقضاة

.وكمواطنين فى المسائل العامة" لمسائل المتعلقة بالقضاء فى ا"

منه حرية الرأى والتعبير عنه بطريـق النـشر ٤٧لقد كفل الدستور المصرى فى المادة

بكل الوسائل للكافة ومن بينهم القضاة ، وقد استقر العمل وجرى العـرف علـى أن يمـارس

ى الذى جرى على إصدار بيانات تتنـاول القضاة هذا الحق أما من خالل مجلس القضاء األعل

المسائل التى تتعلق بالقضاء أو تهم القضاة أو الرد على بعض ما يثار بشأنهما أو فـى الـدفاع

أو مجلس إدارة النادى " الجمعية العمومية " عن القضاء ، وإما من خالل نادى القضــــاة

افع عـن مـصالحهم وعـن حمايـة المنتخب من هذه الجمعية باعتبار أنه يمثل القضاة والمد

رفض القضاة من خالل الجمعية ١٩٦٨هم، ولطالما مارس النادى هذا الحق ففى عام استقاللية

العمومية لنادى القضاة دعوة الدولة لهم لالنضمام للتنظيم السياسى الوحيد آنذاك وهو األتحـاد

فى ١٩٦٧ مصر فى عام األشتراكى وعبروا عن رأيهم فى كثير من المسائل العامة بعد هزيمة

مارس والذى لقى ترحيبا وإشادة مـن العديـد مـن ٢٨بيان أصدره النادى عرف باسم بيان

٣٠/٣/١٩٥٤النقابات المهنية وطوائف الشعب ، كما سبق ومارسه قضاة مجلس الدولة فـى

بعد االعتداء على رئيس مجلس الدولة آنذاك الدكتور عبد الرزاق السنهورى من بعض جموع

المتظاهرين بحديقة المجلس المدفوعين من قبل الحكومة اعتقاداً منها أن مستـشارى المجلـس

٣٧

يناوئون ثورة يوليو ، فأجتمعت الجمعية العمومية لمجلس الدولة وقررت استنكار هذا الحـادث

المروع وإرسال كتاب سرى إلى رئيس مجلس الوزراء تطالب فيه بالضرب على أيدى العابثين

لمقصرين فى أداء واجبهم لرد هذا االعتداء ، كما مارسه نادى القضاة ونادى مجلس ومحاكمة ا

الدولة فى السنتين األخيرتين نظرا لما تشهده مصر من أحداث وتغييرات فعقدت العديـد مـن

األجتماعات والندوات والجمعيات العمومية وعبر فيها القضاة عن أرائهـم فـى كثيـر مـن

وحة على الساحة كما عرضوا لطلباتهم ومقترحاتهم بشأنها وبشأن القضاء المسائل العامة المطر

وقانون تنظيمه ، والمالحظ أن أغلبية القضاة كانت تتحفظ دائما على الظهـور فـى وسـائل

للتعبير عن أرائهم ونـادرا مـا كانـت محطـات التلفـزة أو – خاصة الفضائيات –اإلعالم

فى أمر متعلق بالقضاء أو فى أحد المسائل أو الشئون الفضائيات تستضيف أحد القضاة للحديث

العامة وهو جزء من تقاليد القضاء التى استقرت على تجنب الظهور فى مثلها أو الحديث فـى

مثل هذه األمور والمسائل حفاظا على صورة القضاء ومكانته أمام المواطنين وحرصـاً علـى

ا طرفا فيما يثار على المأل من مسائل سياسية ه وحيدة قضاته وبعدا بهم عن أن يكونو استقاللية

واجتماعية وغيرها وهو ما قد يتيح لآلخرين تناول القضاء والقـضاة بالنقـد أو التجـريح أو

، ولكن لوحظ فى اآلونة األخيرة أن عدداً من القضاة بدأ فى التحلل من هذا التقليد وذلك ليقالتع

وإبداء الرأى من خاللهما فى , االت فى الصحف بالظهور على شاشات التلفزيون أو كتابة المق

عديد من األمور المتعلقة بالقضاء أو المسائل العامة بل ومناظرة غيرهم فى هـذه المـسائل ،

وهو تطور أفرزته المتغيرات والمستجدات على المستوى الخارجى والداخلى ومنها تنامى قـوة

التصاالت ومنها زيادة عدد القضاة وأعضاء وتأثير وسائل اإلعالم والتطور المذهل فى مجاال ا

النيابة من الشباب نتــيجة تعيين آالف مــن أعضاء النيابة العامـة الجـدد خـالل

السنوات العشر األخيرة ، وما من شك أن القضاء كما يلعب دوراً فى تطور كل مجمتـع فإنـه

يظل دائما هو المكـان األمـن يتأثر بدوره بما يجرى فيه ، وعلى كل حال فإن نادى القضاة س

والمالذ الطبيعى للقضاة للمداولة ومناقشة أمورهم والتعبير عن أرائهم فى ثوب قـضائى يليـق

اتخـذ – شهرى فبراير ومارس –بمقام ومكانه القضاء فى مصر ، وفى األيام القليلة األخيرة

الثة مـن نـواب رئـيس مجلس القضاء األعلى قراراً بالموافقة على طلب النائب العام سؤال ث

فيما هو منسوب اليهم مـن اتهـام –محكمة النقض من بينهم رئيس نادى القضاة باألسكندرية

زمالء لهم من القضاة علنا بالتزوير فى انتخابات بعض الدوائر فى انتخابات مجلـس الـشعب

منظمـات األخيرة على أن يتم ذلك بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا ، وهو مـا آثـار القـضاة و

٣٨

المجتمع المدنى واألحزاب وكثير من طوائف الشعب إال أن النائب العام طلب مؤخراً من وزير

العدل ندب مستشار للتحقيق بدال من النيابة المذكورة وتم بالفعل ندب مستشارين ليقوما بتحقيق

ـ .هذه االتهامات ضاة وفى تطور مفاجئ أصدر وزير العدل قرارا بإحالة اثنين من كبـار الق

اإلصالحيين إلى لجنة الصالحية المنصوص عليها فى قانون السلطة القضائية تمهيـدا لتقريـر

وقد أثار هذا القرار ردود أفعال واسعة فـى مجتمـع . عدم صالحيتهما وعزلهما من القضاء

. القضاة وفى الرأى العام ما زالت تتقاعل حتى كتابة هذه السطور

االجتماعية للقضاهدور نادى القضاة فى الرعاية ٢-١-٤

ونصت المادة الثانية من نظامه األساسى ١٩٣٩إنشى نادى القضاة فى القاهرة فى فبراير

على أن الغرض من إنشاء النادى هو توثيق رابطة اإلخاء والتضامن بين جميع رجال القـضاء

ورعاية مصالحهم وتسهيل سبل االجتمـــــاع والتعارف بيـنهم وإنـشـاء صنــدوق

واالدخار لصالح األعضاء ومساعدة من يفقدهم النادى من أعضائه ــــــــاونللتعـ

ويعد إنشاء هذا النادى خطوة كبيرة فى تأكيد حق القضاة فى التمتع بحرية التعبيـر . العاملين

واالجتماع وتكوين الجمعيات لرعاية مصالحهم والتعبير عن طلباتهم وأرائهم واتخاذ كل ما يلزم

القضاء، ولذا فإن النادى يخضع منذ إنشائه لقانون الجمعيات الخاصة وسـجل قالليةاستلحماية

وتم شهره بوزارة الشئون االجتماعية التى تختص باألشراف على هذه الجمعيـات ، وإن كـان

القضاة يطالبون منذ سنوات بإخراج ناديهم من سلطة وأشـراف وزارة الـشئون االجتماعيـة

وقد صدر عدد مـن ( القضاة والنص عليه فى قانون السلطة القضائية واعتباره شأنا من شئون

وهو أيضا أحد مقترحات النادى لتعـديل –) األحكام من محكمة النقض التى تأخذ بهذا النظر

وقد رؤى منذ أول األمر أال يكون هذا التجمع للقضاة فى شكل إحدى –قانون السلطة القضائية

مثل المحاماة والطب وغيرها ، اقتناعا بأن القـضاء لـه وضـع النقابات المهنية كسائر المهن

خاص وأن دوره ورسالته تتطلب عدم انخراط القضاة فى تنظيم النقابات المهنية وبالتالى عـدم

خضوعهم فى مباشرة نشاطهم إلشراف أو وصاية أو مراجعة أية جهة مـن الجهـات التابعـة

د إليها القضاة حاليا إلخراج النادى من نطاق تطبيق للسلطة التنفيذية وهى األعتبارات التى يستن

ضوعهم لرقابة أو إشـراف سـلطة هم وعدم خ استقالليةقانون الجمعيات الخاصة حرصا على

.أخرى

٣٩

ويدير النادى مجلس إدارة ينتخب لدورة مدتها ثالث سنوات يراعى فى تـشكيله تمثيـل

بتدائيـة وأعـضاء النيابـة العامـة قضاة محكمة النقض ومحاكم االستئناف وقضاة المحاكم اال

والمتقاعدين ويجرى تجديد انتخاب ثلث عدد أعضاء المجلس سنويا ، ولقد استطاع النادى على

مدى تاريخه أن يكون مكانا لتجمع القضاة وتعارفهم والتعبير عن مطالبهم وهمومهم وآرائهـم

مات الثقافية والعلميـة لهـم هم مع تقديم كثير من الخد استقالليةوالدفاع عن مصالحهم وحماية

ورعاية أمورهم من النواحى األجتماعية بالتعاون مع وزارة العدل التى تقـدم اعانـات ماليـة

سنوية للنادى حتى يستطيع مباشرة أنشطته ، ولقد تطور األمر فى السنوات العشرين الماضـية

ندريه هى أول مدينة إلى إنشاء نواد فرعية فى عواصم المحافظات األخرى وكانت مدينة األسك

تم إنشاء نادى فرعى فيها بحسبانها ثانى أكبر المدن المصرية بعد العاصمة القـاهرة ولوجـود

تجمع كبير من القضاة وأعضاء النيابة يقيمون ويعملون فيها ثم توالى إنـشاء هـذه النـوادى

.الفرعية فى المدن األخرى

دولة سار فى تنظيمه وأنـشطته علـى وعلى النسق ذاته إنشى ناد مستقل لقضاة مجلس ال

درب نادى القضاة وأصبح بدوره مكانا لتجمع قضاة مجلس الدولة والـدفاع عـن مـصالحهم

.ورعاية شئونهم والتعبير عن آرائهم

القضاء فقد كان موقـف استقالليةوكما سبق وعرضنا لدور نادى القضاة فى الدفاع عن

نفيذية التى أرادت ضـم القـضاة إلـى التنظـيم فى مواجهة السلطة الت ١٩٦٩النادى فى عام

ه اسـتقاللية رافضا لهذا الضم إذ أنه يفقد القـضاء " األتحاد األشتراكى "السياسى الوحيد آنذاك

وحيدته ويفتح الباب لتدخل السلطتين األخريين فى شئون وفى شئون العدالة وكان من نتيجة هذا

أضمرت االنتقام من القضاة خاصة بعـد نجـاح الموقف تراجع السلطة عن هذه الفكرة إال أنها

جميع مرشحى قائمة التيار الرافض لهذه الفكرة فى انتخابات مجلس إدارة نادى القـضاة فـى

ضد قائمة تضم أغلب الذين يشغلون وظائف رئيسية فى وزارة العدل والنيابـة ١٩٦٩مارس

مارس فـصدر ٢٨ جاء فى بيان العامة والذين كانوا مؤيدين من السلطة التنفيذية وينكرون ما

قرار جمهورى بحل مجلس إدارة النادى وتشكيل مجلس جديد مـن أعـضاء معينـين بحكـم

مناصبهم كما صدر قرار جمهورى بإعادة تشكيل الهيئات القضائية مما سنعرض له فيما بعـد

١٩٨٤ ، ١٩٨٣لما تضمنه من عزل لعدد كبير من القضاة ، كما تزعم النـادى فـى عـامى

لة للمطالبة بتعديل قانون السلطة القضائية بحيث تمتد حصانة عدم القابلية للعزل إلى أعضاء حم

لـسنة ٣٥النيابة العامة اسوة بالقضاة وقد نجح مسعاه فى هذا الخصوص وصدر القانون رقم

٤٠

التخاذ موقـف ٢٠٠٦ ، ٢٠٠٥ متضمنا النص على ذلك وعاد نادى القضاة فى عامى ١٩٨٤

إشراف القضاة على االنتخابات العامة مطالبا بتوفير كافة الضمانات التـى واضح وقوى بشأن

تجعل من هذا األشراف إشرافا حقيقيا وكذلك فى صدد مطالبته بإصدار مشروع النادى بتعـديل

. القضاءاستقالليةقانون السلطة القضائية بما يكفل

ضمان األستقرار الوظيفى للقضاة ١-٥

لعزلمبدأ عدم قابلية القضاة ل ١-١-٥

أول دستور مصرى فى العصر الحديث – ١٩٢٣حرصت الدساتير المصرين منذ دستور

الحالى على النص ١٩٧١ وانتهاء بدستور ١٩٦٤، ١٩٥٨، ١٩٥٦ ، ١٩٣٠ ومرورا بدساتير –

على مبدأ عدم قابلية القضاة للعزل وإن كانت جميعها قد تركت للقوانين العادية تعيين حدود المبدأ

أفضلها مـن حيـث الـصياغة ١٩٧١ وقد كان الدستور األخير . وكيفية إعماله قهوتحديد نطا

ومنـذ عـام .واأللفاظ إذ نص على أن القضاة غير قابلين للعزل وينظم القانون مساءلتهم تأديبياً

تاريخ صدور أول قانون ينظم القضاء ظلت المسائل المتعلقة بتعيـين ١٩٤٣ وحتى سنة ١٩٢٣

الخ خاضعة لعدد من األوامر العالية والدكريتو واللوائح التى .... قلهم وتأديبهم القضاة وعزلهم ون

لم تكن تفرق بين القضاة وسائر موظفى الدولة من حيث قابليتهم للعزل ، وكانت تفرق بين قضاة

فكانـت تقـصر .المحاكم المختلطة وقضاة المحاكم األهلية وبين المستشارين وسـائر القـضاة

وظل األمر كذلك حتـى .نها حصانة عدم القابلية للعزل على األولين دون اآلخرين الضمانات وم

– الذى يعد قفزة كبيـرة وطفـرة تـشريعية ١٩٤٣ لسنة ٦٦ القضاء رقم استقالليةصدر قانون

القضاء ومبدأ عدم قابلية القضاة للعزل استقاللية فى تأكيد وضمان وتفعيل مبدأ –بالنظر لما سبقه

المبدأ جميع القضاة على اختالف درجاتهم عدا قضاة المحاكم االبتدائية الذين لم يمض إذ شمل هذا

ولكن القانون تطلب بالنسبة لهـم موافقـة . على تعيينهم ثالث سنوات فلم يتمتعوا بهذه الحصانة

مجلس القضاء األعلى على العزل ، وهو حكم ينتقص من قيمة هذه الضمانة التى تمثـل حجـر

القضاء خاصة وأن القضاة الجدد أحوج من غيرهم لهذه الضمانة حتـى استقالليةمبدأ األساس فى

من جانب السلطة التنفيذية التى كان لها الـدور – تهديداً أو ترغيباً –ال يخضع أحدهم لثمة تأثير

قـانون ( وقد ظل األمر على هذا النحو فى كل قوانين تنظيم القضاء التاليـة .الكبير فى تعيينه

لـسنة ٤٣ ، قانون ١٩٥٩ لسنة ٥٦، القانون رقم ١٩٥٢ لسنة ١٨٨بق . ، م ١٩٤٩ لسنة ١٤٧

٤١

بشأن السلطة القضائية ومد ١٩٧٢ لسنة ٤٦حتى صدر القرار الجمهورى بالقانون رقم ) ١٩٦٥

مستـشارى " منه مـن أن ٦٧هذه الضمانة إلى قضاة المحاكم االبتدائية فيما نص عليه فى المادة

–" ومحاكم األستئناف والرؤساء بالمحاكم االبتدائية وقضاتها غير قـابلين للعـزل محكمة النقض

صـدرت ١٩٥٢ يوليـو ٢٣ومن الجدير بالذكر أن قوانين تنظيم القضاء التى صدرت بعد ثورة

وهكذا أصـبح –كلها بقرارات من رئيس الجمهورية ولم تصدر بقوانين تم مناقشتها فى البرلمان

ين ضد العزل منذ بدء تعيينهم وهو إعمال صحيح لما نـص عليـه دسـتور جميع القضاة محصن

. منه ١٦٨ الحالى فى المادة ١٩٧١

وقد جرى العمل على تنظيم شئون النيابة العامة وأعضائها فى قانون تنظيم القضاء تأكيداً

كمـة للنظر إليها على أنها جزء ال يتجزأ من السلطة القضائية فى مصر أو على حـد تعبيـر مح

النقض المصرية أنها شعبة أصيلة من السلطة القضائية خاصة وأن غالبية النصوص فـى قـانون

إال أن أعضاء النيابة العامة لـم .السلطة القضائية يخضع لها القضاة وأعضاء النيابة العامة معا

عـدم يتمتعون بحـصانة ١٩٨٤ لسنة ٣٥يكونوا قبل تعديل قانون السلطة القضائية بالقانون رقم

القابلية للعزل فكانوا قابلين للعزل أو النقل لوظائف أخرى غير قضائية وبغير الطريـق التـأديبى

وهو ما يمكن استغالله بالنسبة للقضاة بدورهم إذ أن القانون يجيز النقل من النيابة العامـة إلـى

يفقد هذه الحـصانة القضاء أو العكس ومن ثم فإنه يجوز تعيين القاضى فى النيابة العامة ومن ثم

وكان التساؤل يثور دائما بالنسبة للنائب العام هل يجوز عزله أو نقله إلى وظيفة أخرى .بالتالى

من ٤٤/٢بغير الطريق التأديبى بقرار من رئيس الجمهورية الذى يستقل بتعيينه طبقاً لنص المادة

، بل وقد حدث هذا بالفعـل " ١١٩المادة " قانون السلطة القضائية دون الرجوع لمجلس القضاء

بتعيين النائب العام آنذاك مديرا لهيئة النيابـة فى السبعينيات إذ صدر قرار من رئيس الجمهورية

ومعنى ذلك أن أعضاء النيابة العامة بمختلف درجـاتهم .اإلدارية وتعيين مستشار آخر بدال منه

ير قضائية رغم أن القانون المـصرى كانوا جميعا مهددين بالعزل أو النقل إلى وظائف أخرى غ

خولهم سلطة إجراء التحقيق االبتدائى فى القضايا الجنائية وهو عمل قضائى بحت يتطلب أن يتمتع

من يقوم به بتلك الحصانة األساسية ، ولذا فقد طالب القضاة وغيرهم من طوائف الشعب بضرورة

٣٥قق ذلك أخيراً بصدور القانون رقـم إسباغ هذه الحصانة على أعضاء النيابة العامة ، وقد تح

٤٦ بشأن تعديل بعض أحكام قانون السلطة القضائية الصادر بالقرار بالقانون رقـم ١٩٨٤لسنة

منه على سالفة الذكر وجعل الحصانة تشمل جميع رجال ٦٧ الذى عدل نص المادة ١٩٧٢لسنة

٤٢

-ظائف فى سلم الوظـائف القـضائية القضاء والنيابة العامة ، عدا معاونى النيابة وهى أدنى الو

تأكيداً للواقع العملى مـن عـدم " أعضاء " وليس " رجال " ويالحظ أيضا أن القانون استعمل لفظ

وجود قضاة أو اعضاء فى النيابة العامة من اإلناث حتـى اآلن رغـم أن نـصوص الدسـتور

نون السلطة القضائية ذاك حكمـا والقانون ال تمنع ذلك بل تأخذ بمبدأ المساواة وقد تضمن تعديل قا

يجيز للنائب العام أن يطلب عودته إلى العمل بالقضاء وفى هذه الحالـة ١٩٩/٢جديداً فى المادة

يعود إلى أقدميته بين زمالئه وفق ما كانت عليه عند اختياره نائبا عاما ، وبذلك أسبغت الحصانة

. بل وشملت النائب العام ذات١٨٨٣ها فى عام القضائية على أعضاء النيابة العامة كافة منذ نشأت

النص على عـدم قابليـة أعـضاء ١٩٧٢ لسنة ٤٧وقد تضمن قانون مجلس الدولة رقم

المادة " ا القضاة المجلس من درجة نائب فما فوقها للعزل وتمتعهم بسائر الضمانات التى يتمتع به

. من القانون٩١

لعزل منذ قديم بموجب نصوص فى الدساتير وفى القوانين ورغم إقرار مبدأ عدم قابلية القضاة ل

المنظمة للقضاء إال أن القضاء تعرض لحادثين تم فيهما انتهاك هذا المبدأ وإهدار تلك الحـصانة

وبدأ األمر بعزل رئيس المجلس الفقيـه " القضاء األدارى " وقع أولهما على قضاة مجلس الدولة

بعـد االعتـداء عليـه مـن – ١٩٥٤السنهورى فى أبريل المعروف الدكتور عبد الرزاق أحمد

وتعللـت الـسلطة ١٩٥٤مجموعة من الغوغاء فى فناء المجلس بتحريض من السلطة فى مارس

ضاربة عـرض ١٩٥٢ يوليو ٢٣بسبق توليه لمنصب وزارى وانتمائه لحزب سياسى قبل ثورة

ولة وتال ذلك فـى العـام التـالى الحائط بحصانة عدم القابلية للعزل طبقا لنص قانون مجلس الد

عزل عشرين عضوا من خيرة قضاة المجلس بإحالتهم إلى المعاش أو نقلهم إلى وظـائف ١٩٥٥

فى شأن تنظيم مجلس الدولة تحت مسم إعـادة ١٩٥٥ لسنة ١٦٥غير قضائية وذلك بالقانون رقم

ار إليه فعينوا فـى وظـائف تعيين أعضاء مجلس الدولة الحاليين أما الذين لم يشملهم القرار المش

مماثلة لوظائفهم فى القضاء أو وظائف عامة وكان ذلك فى حقيقته عزال لهـؤالء دون أى ذنـب

اقترفوه سوى عدم تعاونهم مع السلطة وإصدارهم العديد من األحكام إلى تكفل الحريات الفرديـة

.والحقوق العامة

ان وقع على مجموعة كبيرة من قضاة وقد تعرض مبدأ عدم قابلية القضاة للعزل النتهاك ث

وتم األمر تحت " بمذبحة القضاة " فيما سمى ١٩٦٩المحاكم العادية ومحاكم مجلس الدولة فى عام

١٩٦٩ لـسنة ٨٣ستار إعادة تشكيل الهيئات القضائية إذ صدر القرار الجمهورى بالقانون رقـم

٤٣

قوانين اإلصالح " الحاكمة عليها السلطة" وقد أطلقت –ضمن مجموعة من القرارات الجمهورية

صدرت فى نهاية أغسطس وفى غيبة السلطة التشريعية واستنادا إلى قانون التفويض –" القضائى

الذى يخول رئيس الجمهورية سلطة إصدار قرارات بقوانين فـى مـسائل ١٩٦٧ لسنة ١٥رقم

خالل خمسة عشر يوما من محددة ، وقد نص القرار المذكور على إعادة تشكيل الهيئات القضائية

وقد أصدر رئيس الجمهورية خالل هذه المدة القرارات الالزمة إلعـادة تعيـين , تاريخ العمل به

أعضاء الهيئات القضائية سواء فى وظائفهم الحالية أو فى وظائف مماثلـة بالهيئـات القـضائية

المشار إليها محالين إلـى األخرى ، كما نص على أن يعتبر من ال تشملهم قرارات إعادة التعيين

المعاش بحكم القانون ، وإجاز القانون لرئيس الجمهورية تعيين أى عضو من أعـضاء الهيئـات

القضائية الذين لم تشملهم قرارات التعيين المشار إليها فى أى وظيفة أخرى معادلة فى الحكومـة

خالل المدة المحددة ) التنفيذية رأس السلطة ( أو القطاع العام بل ومنح القرار لرئيس الجمهورية

آنفا كافة االختصاصات المقررة للمجالس والجمعيات والتشكيالت األخرى المنصوص عليها فـى

القوانين المنظمة للهيئات القضائية بالنسبة للتعيين والترقية والنقل وعلى أثر صدور هـذا القـرار

ين القضاة وأعضاء النيابة العامـة الجمهورى بالقانون صدرت عدة قرارات جمهورية بإعادة تعي

من القضاة وأعضاء النيابة العامة على رأسهم ١٢٧وقضاة مجلس الدولة ولم تشمل تلك القرارات

رئيس محكمة النقض وأربعة عشر من مستشاريها ورئيس وأعضاء مجلس إدارة نـادى القـضاة

لـس الدولـة ودون وثالثة عشر من قـضاة مج " الذى صدر قرار جمهورى بحل مجلس إدارته (

:دخول فى التفصيالت فإن أسباب صدور هذه القرارات تتمثل فيما يلى

وتضمن نقـداً ١٩٦٨ مارس ٢٨البيان الذى أصدرته الجمعية العمومية لنادى القضاة فى .١

لكثير من األوضاع العامة ورؤية القضاة بشأنها ورفضا منهم لمحاولة ضمهم إلى التنظيم

.د األشتراكى السياسى الوحيد األتحا صدور عدد من األحكام القضائية فى بعض القضايا ذات األبعاد السياسية والتى اصطدمت .٢

.باتجاهات وسياسات السلطة الحاكمة

مـن اكتـساح ١٩٦٩ مارس ٢١ عنه انتخابات مجلس إدارة نادى القضاة فى تما أسفر .٣

اء والنأى به عـن العمـل القض استقاللية مارس والمدافع عن ٢٨التيار المدافع عن بيان

.السياسى

٤٤

وبطبيعة الحال فأن ما تم يعد بكل المقاييس وبإجماع من المفكرين واألسـاتذة والقـضاة

القضاء ولم يقتـصر ستقالليةوسائر المهنيين انتهاكا صارخا لمبدأ عدم القابلية للعزل وال

ما أدى فى عام على فرد محدد بل شمل مجموعة كبيرة من أكفء وأنزه القضاة ، وهو

بجواز إعادة تعيين بعض أعضاء ١٩٧١ لسنة ٨٥ إلى صدور القرار بالقانون رقم ١٩٧١

كانت ١٩٦٩الهيئات القضائية بدعوى أن اإلجراءات التى صاحبت إعادة التشكيل فى عام

مشوبة بالعجالة ومبنية على تقارير ثبت أنها غير جادة وغير صـحيحة ومـشكوك فـى

٤٦ القرار اقتصر على إعادة تعيين بعض من تم عزلهم وأغفل عودة مصادرها ولكن هذا

لـسنة ٢١الطلب رقـم ( أصدرت محكمة النقض حكما تاريخيا ١٩٧٢ وفى عام –منهم

٨٣بالغاء القرار بالقانون رقـم ) ٢١/١٢/١٩٧٢ قضائية طلبات رجال القضاء جلسة ٣٩

مشوبا بعيب جسيم يجعلـه ألنه يقوم على أساس من عدم المشروعية وصدر ١٩٦٩لسنة

لـسنة ١٥عديم األثر لخروجه على نطاق الموضوعات المعينة بقانون التفـويض رقـم

بإعادة باقى القضاة الذين لم ١٩٧٣ لسنة ٤٣ صدر القانون رقم ١٩٧٣ وفى عام ١٩٦٧

ن يعادوا إلى وظائفهم السابقة ما لم يكونوا قد بلغوا سن التقاعد واعتبر هذا القانون المدة م

المشار إليه حتى تاريخ اإلعـادة مـدة ١٩٦٩ لسنة ٨٣تاريخ العمل بالقرار بالقانون رقم

.خدمة فى الهيئة القضائية

وبطبيعة الحال فإن إعمال مبدأ عدم قابلية القضاة للعزل ال يمنع مـن مـساءلتهم

حاليـا أو عاما ٦٨تأديبيا والمن إحالتهم إلى التقاعد عند بلوغ المقررة فى القانون وهى

إذا ثبت عجز القاضى ألسباب صحية عن القيام بأعباء وظيفته وكذلك إذ فقـد القاضـى

الصالحية لوالية القضاء أو إذا تبين أن القاضى غير كفء فى عمله بناء علـى تقـارير

والمالحظ أن قانون السلطة القضائية جعل طلب إحالة القاضـى –إدارة التفتيش القضائى

.زه الصحى من وزير العدل وأن اشترط موافقة مجلس القضاء األعلى إلى التقاعد لعج

من شأنه لو تعـسف فـى ١١١على ان قانون السلطة القضائية يتضمن حكما فى المادة

، إذ تنص المادة علـى مـا تطبيقه أن يفرغ مبدأ عدم قابلية القضاة للعزل من مضمونه

الـصالحية لواليـة القـضاء لغيـر إذا ظهر فى أى وقت أن القاضى فقد أسباب : " يلى

األسباب الصحية ، يرفع طلب اإلحالة إلى المعاش أو النقل إلى وظيفة أخرى غير قضائية

من وزير العدل من تلقاء نفسه أو بناء على طلب رئيس المحكمة إلى المجلس المشار إليه

٤٥

ـ ١٨ ٩٨فى المادة دب عنـد ، ولهذا المجلس إذا رأى محال للسير فى اإلجـراءات أن ين

االقتضاء أحد أعضائه إلجراء ما يلزم من التحقيقات ، ويدعو المجلس القاضى للحـضور

وبعد سماع طلبات ممثل النيابة العامة ودفاع القاضـى أو مـن . أمامه بميعاد ثالثة أيام

ينوب عنه يصدر المجلس حكما مشتمال على األسباب التى بنى عليها إما بقبـول الطلـب

. لى المعاش أو نقله إلى وظيفة أخرى غير قضائية وإما برفض الطلب وإحالة القاضى إ

وواضح من صياغة المادة أن إحالة القاضى إلى مجلس التأديب لعدم صالحيته ال يـرتبط

بتحديد منضبط للمخالفات اإلدارية أو الجرائم الجنائية التى قد يكون القاضى المحـال قـد

بغير ضوابط لوزير العدل الذى له وحده أن يقـرر ارتكبها فتقدير عدم الصالحية متروك

. ما إذا كان القاضى صالحا لتولى القضاء أو غير صالح فى غيبة أى معيـار منـضبط

وتزيد خطورة األمر أن إجراء تحقيق مع القاضى المحال متروك لمطلق تقـدير مجلـس

. لطريق التأديبى التأديب وهو ماقد يتحول معه األمر فى النهاية إلى فصل للقضاة بغير ا

نقل لل نظام ٢-١-٥

منه المبدأ العام ٥٢ فى المادة ١٩٧٢ لسنة ٤٦وضع قانون السلطة القضائية رقم

فى شأن نقل القضاة أو ندبهم أو اعارتهم مقرراً أنه ال يجوز ذلك إال فى األحوال وبالكيفية

لتفاف عليـه ولكفالـة اإلالمبينة فى القانون ، وذلك تأكيدا لمبدأ عدم القابلية للعزل وعدم

اطمئنان القاضى فى عمله وعدم إتاحة الفرصة لسوء استخدام النقل ترغييـا أو ترهيبـا

ومـا ٥٣ وقد بينت المـواد .لمجاملة البعض أو استمالتهم أو انتقاما من البعض األخر

:بعدها القواعد التى تحكم هذه األمور الثالثة على التفصيل التالى

كمة استئناف القاهرة ومستشاروها ال يجوز نقلهم إلى محكمة أخرى إال رؤساء دوائر مح .١

.برضائهم وموافقة مجلس القضاء األعلى

يكون نقلهـم إلـى محكمـة ) عددها سبع محاكم ( مستشارو محاكم األستئناف األخرى .٢

استئناف القاهرة تبعا ألقدمية التعيين وبمراعاة أن يكون النقل من محكمة استئناف إلـى

رى وفقا لترتيب معين حدده المشرع فى القـانون ويـصدر القـرار مـن رئـيس أخ

ومع ذلك يجوز بقاء المستـشار فـى –الجمهورية بعد موافقة مجلس القضاء األعلى

مجلس تأديب القضاة ويرأسه رئيس محكمة النقض وعضوية أقدم ثالثة من رؤساء محاآم االستئناف وأقدم ثالثة من مستشارى محكمة 18

)٩٨م ( النقض

٤٦

فالمعيار الذى –المحكمة التى يعمل بها بناء على طلبه وموافقة مجلس القضاء األعلى

ة استئناف أسيوط هى أقدمية مستشار يحكم النقل من محكمة إلى أخرى بدءا من محكم

.-األستئناف بين أقرانه

قضاة المحاكم األبتدائية ينقلون بقرار من رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلس القـضاء .٣

وحدد مـدة تحكميـة لكـل ، وقد قسم القانون المحاكم األبتدائية إلى مناطق .األعلى

فجعل من القاهرة واألسكندرية والجيزة وبنها منطقة أولى ومدة العمـل فيهـا .منطقة

وجعل من بنى سويف والفيوم والمنيا وباقى محاكم الوجـه البحـرى ، خمس سنوات

.منطقة ثانية ومدة العمل بها أربع سنوات ثم الثالثة سنتان

قل إلـى محـاكم ويجوز بناء على طلب القاضى وموافقة مجلس القضاء األعلى أال ين

المنطقة األولى ليبقى فى المنطقة الثانية أو الثالثة وأال ينقل إلى محاكم المنطقة الثانية ليبقـى

فى المنطقة الثالثة ويستثنى من قيد المدة بالنسبة إلى محكمتى القاهرة واألسكندرية القـضاة

السابق بدرجة الحاصلون فى أخر تقدير لكفايتهم على درجة كفء بشرط أن يكون تقديرهم

فوق المتوسط وذلك تمشيا مع سياسة الحوافز التى حرص قانون الـسلطة القـضائية علـى

انتهاجها رفعا لمستوى كفاية القضاة وتشجيعا للمجيدين منهم حـسبما أوضـحت المـذكرة

والبين من القانون أنه اشترط موافقة مجلس القضاء األعلى فى كـل حـاالت .األيضاحية

ثل ضمانة هامة للقضاة خاصة وأن المجلس ال يضم سوى قضاة بل هم األكبـر النقل بما يم

سنا وخبرة ، كما أن المشرع رأى أن تكون القاعدة األصلية هى عدم استمرار القاضى فى

محكمة واحدة لمدة طويلة أو لألبد حرصا على حيدته ونزاهته ونأيا به عن إقامة عالقـات

حكمة التى يعمل فيها حماية له من تأثير تلـك العالقـات ، أياما كانت مع مواطني دائرة الم

ويسير مجلس القضاء األعلى على احترام تلك القواعد فى أغلب األحيان وعدم تقرير أيـة

استثناءات إال فى حاالت قليلة وألسباب وجيهه تتطلب ذلك وإن كان المجلس فى توسع فى

بخـالف –ضى فى محاكم منطقة معينـة بعض األوقات فى تطبيق الحكم الخاص ببقاء القا

بناء على طلبه مراعاة ألزمة المساكن وحرصا على استقرار أسر القضاة –المنطقة األولى

وتيسير أمور معيشتهم ، كما أن المالحظ أن نقل مستشارى محاكم االستئناف جـاء أكثـر

التقديريـة لمجلـس انضباطا من نقل القضاة وأعضاء النيابة العامة ، إذ تنعدم فيه الـسلطة

القضاء األعلى فقد نظمه القانون تحكميا وفقا لما سلف ، ومما يتصل بما سلف ما نص عليه

القانون من جواز ندب القاضى أو عضو النيابة للعمل فى محكمة أو نيابة أخرى غير التابع

٤٧

جهة لها وكذلك جواز ندب أحد مستشارى محاكم األستئناف للعمل بمحكمة النقض وذلك لموا

الضرورات العملية وقد جعل القانون ذلك من اختصاص وزير العدل وإن قيد المدة بجعلهـا

– فى شـأن القـضاة –ستة أشهر قابلة للتجديد واشترط أخذ رأى الجمعية العامة للمحكمة

وموافقة مجلس القضاء األعلى، كما أجاز القانون بذات الشروط ندب القاضى مؤقتا للقيـام

ة أو قانونية غير عمله باإلضافة إلى عمله على أال تزيد المـدة عـن ثـالث بأعمال قضائي

سنوات ، وقد انتقد نادى القضاة والبعض الحكم المذكور لما جرى عليه العمل مـن نـدب

باإلضـافة –القضاة لوزارات ومؤسسات الدولة بل وبعض الشركات والمؤسسات والبنوك

ر بصورة سلبية على وضع القضاء والقضاة وقـد وهو ما يؤث -إلى التدريس فى الجامعة

ولذا فقد طالب الكثيرون و منهم القضاة بالغاء أى .هماستقالليةيؤثر على حيادهم وينال من

باستثناء التدريس فى الجامعة ، مع زيادة مرتبات القـضاة إذ أن –صورة من صور الندب

ضى لمساعدته على مواجهة أعبـاء الباعث على الندب فى األغلب األعم هو زيادة دخل القا

الحياة المتزايدة ، بيد أن مجلس القضاء األعلى لم يستطع حتى االن وضع قواعد صـارمة

هذا وقد جرى العمل على ندب بعض القضاة بقرار من وزير العـدل إلـى .فى هذا الشأن

ـ اكم كثير من إدارات وزارة العدل ، كما جعل القانون لوزير العدل نـدب مستـشارى مح

األستئناف لرئاسة المحاكم األبتدائية وذلك بقرار منه بعد موافقة مجلس القضاء األعلى وهو

ما قد يثير فى بعض األحيان شبهة تدخل السلطة التنفيذية فى القضاء وإمكان تأثيرها علـى

وقـد حـاول .القضاة عن طريق إغراء البعض منهم بندبه للعمل فى أحدى تلك الجهـات

ء األعلى الحد من هذه السلطة بتحديد مدة الندب بحد أقصى خمـس سـنوات مجلس القضا

.وضرورة موافقته على الندب

فإن قانون السلطة القضائية جعل ذلك ) داخل نفس المحكمة ( أما عن النقل النوعى

من اختصاص الجمعية العامة لكل محكمة وجرى العمل على أن تجتمع الجمعية العامة لكل

بدء العام القضائى وتعد مشروع ترتيب وتأليف الدوائر المختلفـة الـذى يعـده محكمة قبل

رئيس المحكمة بعد مشاورات مسبقة يجريها مع القضاة وإدارة التفتيش القـضائى ، كمـا

جرى العمل على تفويض رئيس المحكمة فى مباشرة هذا االختصاص خالل العام القـضائى

بعض الدوائر وإسناد قضايا معينه لبعضها وهو أمـر ومن ثم فإن فى إمكانه تعديل تشكيل

. ألنه قد يحمل شبهة التأثير على القضاءمحل نقد كبير

٤٨

١٩مساءلة القضاة وتأديبهم ٣-١-٥

المادة ( على جميع المحاكم اإلدارى نص القانون على أن لوزير العدل حق األشراف

وللجمعية العامة حق االشراف علـى كما نصت نفس المادة على أنه لرئيس كل محكمة )٩٣

رئيس المحكمة من تلقاء نفسه أو بناء علـى قـرار ، كما نص على أن ل القضاة التابعين لها

، كما نص علـى ) ٩٤/٤المادة ( بعد سماع إقوالهم قضاة حق تنبيه ال الجمعية العمومية بها

وزير العدل اقتراح من بناء على من تلقاء نفسه أو أن تقام الدعوى التأديبية من النائب العام

، كما نص القانون على أن وزير العـدل ) ٩٩ / م (أو رئيس المحكمة التى يتبعها القاضى

هو الذى يرفع طلب إحالة القاضى إلى المعاش أو نقله إلى وظيفة غير قضائية سـواء مـن

أن القاضى فقـد أو بناء على طلب رئيس المحكمة المختص إذا ظهر – الوزير –تلقاء نفسه

ما زالت االختصاصات الموكولة لوزير العدل ، و ) ١١١م ( أسباب الصالحية لوالية القضاء

حل نقد من كثيـرين مـن القـضاة فى مجال تأديب القضاة حتى بعد التعديل األخير للقانون

ليهم وأساتذة القانون وغيرهم لما تثيره من احتمال تدخل فى شئون القضاء والقضاة والتأثير ع

هم وهى باإلضافة إلى ذلك تفتأت على اختصاصات مجلس القضاء األعلى استقالليةوالنيل من

المختص بنظر كل ما يتعلق بشئون القضاة ، وبالنسبة ألعضاء النيابة العامة فلقد نص القانون

علـى اإلدارى وللوزير حق الرقابة واألشـراف ، على أنهم يتبعون رؤساءهم والنائب العام

).١٢٥م ( يابة وأعضائها الن

أما فى مجال المساءلة الجنائية فإن القضاة واعضاء النيابة العامة يحاكمون أمام المحاكم

العادية عن الجرائم الجنائية التى قد تنسب اليهم وإن كان القانون قد أنـاط بمجلـس القـضاء

ات استثناء مـن أحكـام األعلى تحديد المحكمة التى يحاكم أمامها القاضى فى الجنح والمخالف

، كما تطلب القانون فى غير حاالت التلبس بالجريمة الحـصول ) ٩٩( االختصاص العامة

على إذن من مجلس القضاء قبل القبض على القاضى أو حبسه احتياطيا وتطلب فى حـاالت

ساعة بشأن هـذين اإلجـراءين ٢٤التلبس رفع األمر بمعرفة النائب العام إلى المجلس خالل

ويكون للمجلس أن يقرر استمرار الحبس أو اإلفراج عن القاضـى ، كمـا تطلـب القـانون

. .% ٣٧. (على ان العملية التأديبية تدار باستقاللية أجرى عليهم االستبيان الميدانى من الذيننسبة قليلة إال توافق ال 19

) محايد % ٣٦ ال يوافق، ٢٧موافق، % ٣٧: عادلة فتأتي النسب آاآلتي وما إذا آانت بشأن قرارات اللجنة التأديبيةأما .لية التأديبية األمر الذى يشير إلى عدم ثقاة من أجابوا على االستبيان فى العم

٤٩

الحصول على إذن من المجلس قبل اتخاذ أى إجراء من إجراءاتً التحقيق مـع القاضـى أو

ورتب القانون على حبس القاضى سواء بناء على أمـر ) ٩٦م ( رفع الدعوى الجنائية عليه

أعمال وظيفته مدة حبسة كما أجاز لمجلس التأديب أن يأمر بوقـف أو حكم وقفه عن مباشرة

القاضى عن مباشرة أعمال وظيفته أثناء إجراءات التحقيق أو المحاكمة عن جريمة وقعـت

وحسنا فعل المشرع إذ حصن القاضى – ) ٩٧م( وإن كان ذلــك ال يحرمه من مرتبه ,منه

اية أو جنحة وجعل األمر بيد مجلس القـضاء ضد أى إجراء قد يتخذ ضده عند اتهامه فى جن

األعلى حماية للقاضى من أى إجراء جائر قد يتخذ ضده لسبب أو آلخر بغية التنكيـل بـه أو

.األنتقام منه ألسباب سياسية أو غيرها

وقد حرص المشرع المصرى على تقرير المسئولية التأديبية للقضاة وأعضاء النيابـة

عزلهم وتقوم هذه المسئولية على فكرة الخطأ الذى يمثل انحرافـا فـى العامة والتى قد تنتهي ب

السلوك ، فالوظيفة ليست مجموعة من المزايا واالمتيازات التى يتمتع بهـا شـاغلها ، بـل

مجموعة من التكاليف والواجبات تفرض عليه ويلتزم بأدائها وهى إما واجبات إيجابية تـشمل

ام بها ، وإما واجبات سلبية تشمل األعمـال المحظـورة األعمال التى يجب على القضاة القي

عليهم وتقام الدعوى التأديبية ضد القاضى بسبب إخالله بواجبات وظيفته إيجابا أو سلبا وهـو

ما يعرف باسم المخالفة التأديبية وهو يختلف عن الجريمة الجنائيـة التـى تتـسم بالتحديـد

.والحصر

قوم على أساس أرقى قواعد الـسلوك والفـضائل ألن ومعيار مسئولية القضاة تأديبيا ي

جالل وظيفة القضاة وسمو رسالته يقتضي من غير شك شدة المساءلة وعسر الحـساب وألن

وقـد نظـم . القضاة يجب أن يأخذوا أنفسهم بأوفى الفضائل ويبتعدون عن مواطن الشبهات

٩٣" تأديبيا فى مواد عدة قواعد مساءلة القضاة ١٩٧٢ لسنة ٤٦قانون السلطة القضائية رقم

وطبقا لها فإنه يختص بتأديب القضاة مجلس تأديب خاص مشكل من قضاة بحكـم " ١١٥ –

مناصبهم برئاسة رئيس محكمة النقض وقد أحاط القانون المحاكمة التأديبية بعـدة ضـمانات

العدل أو رئيس وزيراقتراح أهمها أن ال تقام الدعوى التأديبية إال من النائب العام بناء على

المحكمة التى يتبعها القاضى وال يكون ذلك إال بعد إجراء تحقيق جنائى أو إدارى يتواله أحد

القضاة الذى تتحدد درجته بحسب درجة وظيفة العضو المحقق معه ولمجلس التأديب إجـراء

الته إلـى تحقيق أو ندب أحد أعضائه لذلك ، وتنقضى الدعوى التأديبية باستقالة القاضى أو إح

المعاش وأن كان ذلك ال يؤثر على الدعوى الجنائية أو المدنية وتكـون جلـسات المحاكمـة

٥٠

والنطق بالحكم سرية وللقاضى أن يحضر أمام مجلس التأديب وأن يقدم دفاعه كتابة أو شفاهة

كما أن له أن ينيب عنه أحد رجال القضاء للدفاع عنه ، ومن المستحيل أن تحدد مقدما الوقائع

التى يمكن أن تكون سببا لمساءلة القضاة تأديبيا ولكن القانون نص على عدد مـن الواجبـات

التى يلتزم بها القاضى ومنها على سبيل المثال واجبه فى اإلقامة فى البلدة التى بها مقر عمله

وواجبه فى الحضور لعمله وعدم التغيب عنه ومنها حظر القيام بأى عمل تجارى أو أى عمل

القضاء وكرامته وكذا االشتغال بالعمل السياسى ، ومنها واجبـة فـى استقالليةال يتفق و آخر

عدم افشاء سر المداوالت ، بل أن القاضى يجب عليه أن يراعى فى حياته الخاصة األمتنـاع

ال يتفق مع كرامة القـضاء ووقـار القاضـى – ولو كان فى ذاته مشروعاً –عن أى سلوك

هات ، إذ ال يمكن الفصل بين الوظيفة وحياة القاضى الخاصة فى كـل وبعده عن مواطن الشب

األحوال ، فإذا كان خطأ القاضى بسيطاً ال يستوجب محاكمته تأديبيا فإنه يكفى توجيه تنبيه له

على ما ذكرنا من رئيس محكمته أو من وزير العدل ، أما إذا كان الخطأ كبيراً تعين إحالتـه

. وقد حدد القانون العقوبات التأديبية وجعلها اثنتين هما اللوم والعـزل إلى المحاكمة التأديبية

وفى النهاية فإنه مادام األمر فى يد مجلس القضاء األعلى فإن فى ذلك ضمانة كافيـة لعـدم

.إساءة استخدام المساءلة التأديبية سبيال لتهديد القضاة أو االنتقام منهم

حيادال / النزاهة-٢

يةات المؤسستالضمانا ١-٢

نظام االختصاص القضائى ودوره فى تأييد الحياد ١-١-٢

على كفالة حق التقاضى للكافة وحـق ١٩٧١نص الدستور المصرى الصادر فى سنة

، ولكن الدستور خال مـن نـص علـى ) ٦٨المادة ( المواطن فى االلتجاء لقاضيه الطبيعى

ظر جميع أنواع القضايا والمنازعات، ولكنه اختصاص القضاء العادى بالوالية القضائية أى بن

نص على اختصاص مجلس الدولة كهيئة قضائية مستقلة بالفصل فى المنازعات اإلدارية وفى

منه ١٥ نص فى المادة ١٩٧٢ لسنة ٤٦الدعاوى التأديبية بيد أن قانون السلطة القضائية رقم

الدولة تختص المحاكم بالفصل فى فيما المنازعات اإلدارية التى يختص بها مجلس ( على أنه

٥١

أى أن القانون وأن أعطـى المحـاكم ) كافة المنازعات والجرائم إال ما إستثنى بنص خاص

–العادية كأصل عام االختصاص بنظر كافة المنازعات لكنه عاد ونص على مبدأ االسـتثناء

عض المنازعات وبالفعل فقد أعتاد المشرع المصرى أعمال هذا االستثناء عن طريق إخراج ب

من آن آلخر من والية القضاء العادى وإسناد االختصاص بها إما إلى محاكم خاصة أو محاكم

استثنائية مما ينال من مبدأ الحياد القضائى والحق فى اللجوء إلى القاضى الطبيعى وهـو مـا

كمة وعلى سبيل المثال فقد أنشئت مح . خلق أيضا نوعا من تعدد جهات القضاء وازدواجيتها

لتختص األولى بمحاكمة موظفى الدولة ١٩٥٣ ومحكمة الثورة فى عام ١٩٥٢ فى عام غدرال

والمؤسسات العامة الذين تعتبرهم لجان التطهير من المفـسدين وتخـتص الثانيـة بمحاكمـة

المتهمين بالعمل ضد مصلحة البالد وضد الثورة ، كما نص الدستور المصرى أيضا علـى

والذى لم يصدر –محاكمة رئيس الجمهورية وأخرى لمحاكمة الوزراء إنشاء محكمة خاصة ل

على القضاء العسكرى وترك ١٨٣ كما نص الدستور فى المادة . بعد القانون الخاص بهمها

والـذى خـول ١٩٦٦ لسنة ٢٥للقانون تنظيمه وبيان اختصاصاته التى تكفل بها القانون رقم

القانون العام التى يرتكبها العـسكريون بـل ومـد المحاكم العسكرية سلطة الفصل فى جرائم

اختصاصها إلى المدنيين فى بعض الحاالت دون أدنى مبـرر ، كمـا أسـتحدث المـشرع

التى تختص بنظر دعـاوى المـسئولية ١٩٨٠ لسنة ٩٥المصرى محاكم القيم بالقانون رقم

بمقتضى قانون الطـوارئ السياسية التى يقيمها المدعى العام األشتراكى ، كما أوجد المشرع

محاكم أمن الدولة وهى محاكم استثنائية تقـوم عنـد إعـالن حالـة ١٩٥٨ لسنة ١٦٢رقم

الطوارئ فى الظروف األستثنائية ، وعادة فإن هذه المحاكم تخضع ألحكام إجرائية خاصـة

يـر تفتقد فى كثير من الحاالت للضمانات المقررة ، كما قد يتولى القضاء فيها قضاة مـن غ

القضاة العاديين أو من غير المؤهلين تأهيال قضائيا أو قانونيا ، ولذا فـإن أغلبيـة القـضاة

والمتخصصين يدعون إلى توحيد جهات القضاء وإعطاء القضاء العادى الوالية علـى كافـة

المنازعات ، أما عن نظام االختصاص فى القضاء العادى فقد جعله المـشرع فـى قـانون

رى خاضعاً لمعيارين متميزين األول هو موضوع الدعوى وهو االختصاص المرافعات المص

القيمى أو النوعى والثانى هو مكان المحكمة وهو االختصاص المكانى أو المحلـى وهـذين

المعيارين انما ينطبقا على اختصاص محاكم أول درجة ، أما اختصاص المحكمة األستئنافيه

مة أول درجة التى أصدرت الحكم المطعون فيه فكل محكمة فإنه يتحدد تلقائيا بالنظر إلى محك

٥٢

تتبعها عدة محاكم أول درجة تستأنف أحكامها لديها، أما الطعون بالنقض فإنها ترفع هاستئنافي

.جميعها إلى محكمة النقض

والعبرة فى تكييف الدعوى لتحديد االختصاص بها ليس بما يضعه الخصوم بها بل بما

وقائعها لحظة المطالبة القضائية وقد تضمن قانون المرافعات فى المواد من تتبينه المحكمة من

بيان قواعد االختصاص وكيفية تقدير الدعاوى فى حالة كون االختصاص قائمـا ٦٢ إلى ٢٨

على أساس قيمة الدعوى وببيان االختصاص المحلى فى حالة اختصاص كل محكمة مكانيـا

ع المنازعات والمحكمة المختصة بها ، وقد استقرت أحكام بدائرة جغرافية معينة كما بين أنوا

.القضاء على تطبيق هذه األحكام بما يضمن مبدأ الحياد القضائى

ويالحظ أن المشرع المصرى جعل بعض القضايا من اختصاص محكمة مـشكلة مـن

هيال على قاض فرد بالنظر لقلة قيمتها ماديا أو بالنظر لكون محل النزاع قريبا من المحكمة تس

المتقاضين وجعل البعض اآلخر من اختصاص محكمة مشكلة من ثالثة قضاة بالنظر إلى كبر

.قيمتها أو أهمية المنازعة

نظام التفتيش على القضاة وأثره فى مكافحة الفساد ٢-١-٢

نص قانون السلطة القضائية الحالى فى الفصل السادس منه على مبدأ التفتـيش علـى

منه على تشكيل إدارة للتفتيش القضائى بوزارة العدل لكى تقـوم ٧٨المادة القضاة ونص فى

لم يأخذ المشرع المصرى بنظـام -بالتفتيش على أعمال القضاة والرؤساء بالمحاكم األبتدائية

ونص على أن تؤلف هذه اإلدارة من مـدير ووكيـل –التفتيش على قضاة محاكم االستئناف

لنقض أو محاكم األستئناف وعدد كـاف مـن المستـشارين يختاران من مستشارى محكمة ا

والرؤساء بالمحاكم اإلبتدائية وعهد لوزير العدل بوضع الئحة للتفتيش القضائى بعـد موافقـة

وبطبيعة الحال فإن هـذه اإلدارة تتبـع ١٩٦٥ وقد صدرت فى عام –مجلس القضاء األعلى

قى أعضائها من اختصاصه وأن كان وزير العدل وتخضع ألشرافه ويكون اختيار مديرها وبا

القانون قد اشترط موافقة مجلس القضاء األعلى على هذا األختيـار ويجـرى شـغل جميـع

الوظائف السابقة بطريق الندب من المحاكم على ما سلف وقد نظم قانون الـسلطة القـضائية

٥٣

على خـضوع والئحة التفتيش نظام التفتيش ودرجاته وكيفية تظلم القضاة منه ويجرى العمل

القاضى فى المحاكم االبتدائية للتفتيش بصفة دورية أثناء عمله فى تلك المحاكم ويتم ذلك عـن

طريق اختيار مدة محددة تكون غالبا ثالثة أشهر يجرى فيها حصر قضايا القاضى وفحـصها

ووضع تقرير عن عمله وتقييمه وبيان اإليجابيات والسلبيات واألخطاء وذلك بمعرفـة أحـد

فتشين باإلدارة ممن هم أقدم من القاضى المفتش عليه ويعرض التقرير على لجنة داخليـة الم

باإلدارة تقوم بوضع تقدير لمستوى العمل ويخطر القاضى بصورة من التقريـر ولـه حـق

االعتراض على بعض ما ورد به أو االعتراض على درجة التقييم وتنظر لجنة برئاسة مدير

عتراض وتفصل فيه ، كما أن له التظلم إلى مجلس القضاء األعلـى التفتيش أو وكيله هذا األ

.بعد ذلك الذى له الكلمة األخيرة فى هذا الصدد

وقد نصت الئحة التفتيش القضائى على أنه ال يجوز فحص أى تصرف قـضائى فـى

دعوى ما زالت منظورة أمام القاضى المطلوب فحص تصرفه وأن التفتيش يتنـاول فحـص

ايا فى الفترة التى يحددها رئيس التفتيش كما بينت أقـسام تقريـر التفتـيش ومـا جميع القض

يتضمنه وأن التقرير يودع فى الملف السرى للقاضى وترسل له صورة منه وله االعتـراض

. يوما من تاريخ إخطاره بها ١٥عليها خالل

ـ ن أمـور كما نصت الالئحة على أن جميع الشكاوى التى ترد ألى إدارة بـالوزارة ع

متعلقة بالقضاة والرؤساء بالمحاكم اإلبتدائية تحال إلى إدارة التفتيش القضائى ولرئيس التفتيش

إحالة ما يراه فيها إلى رؤساء المحاكم المعنيين لفحصها وتحقيقها وموافاة التفتيش بالنتيجـة ،

إال إذا كـان كما نصت الالئحة على أنه ال يجوز اتخاذ أى إجراء فى شكوى ضد أحد القضاة

مبينا بها أسم مقدمها وموطنه ما لم تكن مشتملة على وقائع يرى مدير التفتيش أنهـا جـديرة

كما أن رئيس التفتيش يمكنه أن يقرر أن أى شكوى متعلقة بالـسلوك –بالفحص أو التحقيق

الشخص للقاضى أو التصرف اإلدارى تحفظ خارج ملفه السرى أو إحالتها بعد التحقيق فيهـا

وقد جرى العمـل –لى اللجنة المختصة بالتفتيش التى تملك اقتراح توجبه مالحظة للقاضى أ

على إنشاء إدارة داخلية للشكاوى تتلقى الشكاوى ضد القضاة وعرضها على رئيس التفتـيش

–والتحقيق فيها إذ رأى ذلك وعرض النتيجة عليه ثم على اللجنة المختصة ثم وزير العـدل

صاص إدارة التفتيش القضائى بتحقيق الشكاوى ضد القـضاة والرؤسـاء وما من شك أن اخت

٥٤

بالمحاكم االبتدائية بل وبفحص عملهم يمكنها من اإلسهام فى مكافحة االنحرافات وأوجه الفساد

المختلقة التى قد يرتكبها بعض القضاة وذلك عن طريق إحالتهم إلى مجلس التأديب المخـتص

.عليه وتوقيع عقوبة اللوم أو العزل

تقاليد القضاء ودورها فى تحقيق الحياد والنزاهة ٣-١-٢

تضمن قانون السلطة القضائية بعض األحكام التى تبين واجبـات القـضاة واألعمـال

وكرامـة اسـتقاللية المحظورة عليهم مثل القيام باألعمال التجارية أو أى عمل آخر ال يتفق و

.. شيح لعضوية البرلمان أو افشاء سر المـداوالت القضاة واالشتغال بالعمل السياسى او التر

كما تضمن قانون المرافعات بيان حاالت عدم الصالحية وحاالت رد القضاة وتنحيتهم كمـا

منه على أسباب رد القضاة وهى جميعا تدور حول ضمان حياد ١٨٤نص القانون فى المادة

التنحى من تلقاء نفسة إذا قام أحـد القاضى ونزاهته فى نظر النزاع وقد أجاز القانون للقاضى

هذه األسباب بعد عرض األمر على رئيس المحكمة األبتدائية أو المحكمة فى غرفة المـشورة

ونظم القانون كيفية تقديم طلب الرد ونظره والفصل فيه والجزاءات التى توقع على المتقاضى

. وهى كلها مسائل سيجرى التعرض لها الحقا الذى يسىء استخدامه

وباإلضافة إلى ما تقدم من حاالت وأسباب فإن تقاليد القضاء التى ترسخت على مـدى

أكثر من مائة عام منذ أن شهدت مصر نظم القضاء الحديثة بل والتى تعد جزءا من التـراث

القضائى فى اإلسالم والتى تشكل فى مجموعها منظومة مـن القواعـد األخالقيـة الرفيعـة

والتى تهدف إلى ضمان حياد القضاة ونزاهتهم والنأى بهم عن مـواطن والسلوكيات الفاضلة

وقد حرص القضاة جيال تلو جيل على التمـسك –الزلل أو الشبهة وتأكيد ثقة المواطنين فيهم

كمـا حـرص المعهـد –بهذه القيم والتقاليد ونقلها إلى من بعدهم وإلى األصغر واألحـدث

قاليد فى نفوس أعضاء النيابة العامة والقـضاة الجـدد القضائى على غرس هذه القيم وتلك الت

بتعريفهم بها وبما يسلكه من يتولون تدريبهم من سلوك أمام أعينهم بحيث تصبح جـزءا مـن

شخصياتهم وال تقتصر تلك التقاليد على سلوكيات القضاة أثناء ممارستهم لعملهم بل تمتد إلـى

.جوانب عديدة فى حياتهم ومسلكهم الشخصى

٥٥

النزاهة والحياد للقضاة كأفراد٢-٢

ندب القضاة ألعمال فى السلطة التنفيذية أو تعيينهم فيها بعد تقاعدهم ١-٢-٢

منه ندب القاضى مؤقتا للعمل فـى أعمـال ٦٢أجاز قانون السلطة القضائية فى المادة

ى الجمعيـة قضائية أو قانونية غير عمله أو باإلضافة له بقرار من وزير العدل بعد أخـذ رأ

وقـد ازدادت حـاالت نـدب –العامة للمحكمة التابع لها وبعد موافقة مجلس القضاء األعلى

القضاة ألعمال فى السلطة التنفيذية أو التشريعية فى بعض الفترات بما قد يؤثر على حيـادهم

ولذا حاول مجلس القضاء األعلى الحد بقدر اإلمكان من حاالت الندب تلك وإن ظلت أعـداد

لقضاة المنتدبين للسلطتين األخريين بل ولبعض الشركات والمؤسسات والبنوك تـصل إلـى ا

نسب كبيرة بما يؤثر على أداء العمل القضائى وجودته بل وقد تؤثر فى بعض األحيان علـى

.حياد القاضى

على تعيين القضاة بعد تقاعدهم فى ثمة - إال فى حاالت قليلة – ولكن لم يجرى العمل

فى السلطة التنفيذية خاصة وأن سن التقاعد للقضاة يفوق سن التقاعد فى الحكومـة ، مناصب

ولكن يجرى فى بعض الحاالت المعدودة تعيين بعض كبار رجال القـضاء بعـد تقاعـدهم

ولعـل تحـسين –) مجلس الشعب ومجلس الشورى ( أعضاء فى احد المجلسين التشريعيين

.األمثل للقضاء على هذه الظاهرة مرتبات القضاة ومعاشاتهم هو الحل

نظام توزيع العمل بمحاكم االستئناف ومدى تأثيره على حياد القضاة ٢-٢-٢

عن طريق – بل وفى كل درجات المحاكم –يجرى توزيع العمل فى محاكم االستئناف

الجمعية العامة للمحكمة فى بداية كل عام قضائى ـ وعادة ما يعد رئيس المحكمة مـشروعا

لتوزيع العمل قبل بدئ العام القضائى ويعرضه على قضاة المحكمة ويتحرى رغبـاتهم فـى

نوعية العمل الذين يرغبونه ويقوم بالتشاور مع إدارة التفتيش القضائى بوضع مشروع نهائى

يعرضه على الجمعية العامة لقضاة محكمته فى أول العام يتضمن عدد الدوائر ونوع القضايا

٥٦

كل دائرة وأسماء قضاة كل دائرة وعادة ما توافق الجمعية العامة على هـذا التى تختص بها

ولكن جرى العمل أيضا على تفويض رئيس المحكمة فى بعـض اختـصاصات . المشروع

الجمعية العامة ومنها تشكيل الدوائر وتوزيع القضايا عليها أثناء العام القضائى والمفروض أن

الت الطارئة كمرض أحد القضاة أو تغيبه وغير ذلك مـن هذا التفويض قصد به مواجهة الحا

ولكن ينال من ذلك استخدام هـذا التفـويض فـى غيـر .أسباب تطرأ أثناء العام القضائى

موضعه ولغير الهدف المبتغى من تقريره ـ كما أن العمل جرى فى محاكم االستئناف على

يابات جزئية معينة أو يختص بنظـر أن تختص كل دائرة بنظر القضايا التى تقع فى دائرة ن

ولكن يحدث أن يقـرر رئـيس .القضايا التى تبدأ بأرقام معينه تحدد قبل بدء العام القضائى

المحكمة إحالة قضايا بعينها الى دوائر غير دائرتها األصلية وهو أمر وان كان محدودا جـدا

.إال أنه محل نقد ويتصادم مع مبدأ الحياد القضائى

طة رؤساء المحاكم االبتدائية ومدى تأثيرها على حياد القضاة سل ٣-٢-٢

منه مقار المحاكم االبتدائية وجعلها فى كل عاصـمة ٩بين قانون السلطة القضائية فى المادة

من عواصم محافظات الجمهورية كما بين أن كل محكمة تؤلف من عدد من الرؤساء والقضاة

مة االستئناف وذلك بقرار من وزير العدل بعد أخـذ وأنه يندب لرئاستها أحد مستشارى محك

رأى مجلس القضاء األعلى وعادة ما تمتد مدة الندب الى خمس سنوات حسبما قرر مجلـس

القضاء األعلى فى أخر قراراته وقد تمتد الى أكثر من ذلك استثناء ، وقد خول قانون السلطة

) ٩٣م ( ف علـى قـضاة المحـاكم القضائية رؤساء المحاكم سلطات متعددة منها األشـرا

) ٩٤م ( وتوجيه تنبيه الى القضاة بخصوص ما يقع منهم مخالفا لواجبـاتهم أو وظـائفهم

وحق طلب إحالة القاضي الى ) ٩٩م ( واقتراح إقامة الدعوى التأديبية ضد أحد القضــاة

ـ كما أن رئيس ) ١١١م ( ية حالمعاش أو النقل الى وظيفة غير قضائية لغير األسباب الص

المحكمة االبتدائية هو الذى يعد مشروع توزيع العمل وتشكيل الدوائر فى بدايـة كـل عـام

قضائى كما أنه يختص بالتحقيق فى الوقائع التى تحال إليه من التفتيش القضائى مـن خـالل

الشكاوى التى تقدم ضدهم ـ وكلها سلطات واختصاصات تعطـى وضـعا خاصـا لـرئيس

االبتدائية ولكنــــها ال تخوله بطبيعة الحال التدخل فى القضايا التـى ينظرهـا المحكمة

القضاة ، ولكن هل يجرى العمل على ذلك بالفعل ، وهل يقتصر عمل رئيس المحكمة على

٥٧

إدارة الشئون اإلدارية والمالية لمحكمته أم أنه يتدخل فى الشئون القـضائية ، يطـرح ذلـك

من حين ٍآلخر أن وضع وسلطات رئيس المحكمة اإلبتدائية قد تمكنه من السؤال دائما ، ويثار

التأثير على القضاة بما يخل بالحياد المفترض فيهم ولكن األمر يتوقف علـى مـدى تمـسك

هم وحيادهم ورفضهم أى تدخل فى عملهم الفنى على األقل وهو أحد تقاليـد استقالليةالقضاة ب

قضاة قبل أن يكون مبدأ عاماً يظل العمل القضائى ونصا فى القضاء التى يتمسك بها أغلبية ال

الدستور المصرى يحظر التدخل فى شئون العدالة وقد يقتضى األمر إعادة النظر فى وضـع

. وسلطات رئيس المحكمة االبتدائية

النظام اإلجرائى ومدى إسهامه فى تحقيق الحياد والنزاهة ٣-٢

ى المصرى عديدا من القواعد القانونية التى تهدف إلـى نحقيـق يتضمن النظام اإلجرائى القضائ

مبـدأ حريـة :الحياد والنزاهة لعل أهمها الذى تجدر اإلشارة إليه فى هذا المقام هو مـا يلـى

علنية الجلسات ، وقابلية األحكـام للطعـن ومبدأ المواجهة فى الخصومة ، ، و وضمانات الدفاع

.فيها أمام درجة قضائية أعلى

حرية وضمانات الدفاع مبدأ ١-٣-٢

فال يجوز الحكم على شخص أو لـشخص دون سـماع . وهذا مبدأ أساسى فى النظام اإلجرائى

القانون للمدعى شرح دعواه فى صحيفة دعواه وفـى دفاعـه الـشفوى والكتـابى فيتيح. دفاعه

لرد على دعـوى المـدعى ويتيح للمدعى عليه ا . بجلسات المحاكمة وحتى إغالق باب المرافعة

. وتقديم الدفاع والدفوع والطلبات العارضة وغير ذلك من سبل الرد على الدعوى

والمرافعـة ) مرافعات ١٠٢م ( ومن مظاهر حرية الدفاع تمكين الخصوم من المرافعة الشفوية

بطـالن ويعتبر اإلخالل بحق الدفاع سبب مؤديا إلى . الكتابية وتقديم ودحض األدلة فى الدعوى

. الحكم الصادر فى الدعوى

مبدأ المواجهة بين الخصوم ٢-٣-٢

٥٨

تمكين كل خصم من العلم بطلبات خصمه ودفاعه حتى وهو مبدأ لصيق بمبدأ حرية الدفاع ومؤداه

تكون إجراءات الدعوى متضمنة إجراء مناقشة بين الخصوم فى حجج كل منهم نحت سمع وبصر

" حقيقة الدعوى من خالل األضواء المتعارضة التى تلقى عليهـا بحيث يكشف القاضى " القاضى ٢٠

ومن تطبيقات هذا المبدأ وجوب توجيه المطالبة القضائية إلى الخصم اآلخر ، وإذا كـان يجـوز

١٢٢م ( توجيه الطلبات العارضة شفاهة فى الجلسة فيجب أن يكون ذلك فى حضور الخـصوم

الصادرة بإجراء من إجراءات االثبات إلـى مـن لـم ويجب إعالن منطوق األحكام ) مرافعات

ويجب تمكين الخصوم مـن اإلطـالع علـى ) من قانون اإلثبات ٥م( يحضر جلسة النطق بها

٢١ ) . ١٦٨م ( األوراق والمذكرات التى يقدمها الخصم اآلخر

مبدأ المساواة بين الخصوم ٣-٣-٢

فيجب االعتراف لكل .سى لنزاهة القضاء وحيدته فالمعاملة المتساوية بين خصوم الدعوى مبدأ أسا

وهذا المبدأ هو الوجه التطبيقى العملى لمبدأ حيـاد القاضـى ، . خصم بحقوق متساوية فى الدفاع

ويجد تطبيقه فى الكثير من نصوص قانون المرافعات مثل حق الخصم فى الرد علـى مـستندات

م ( شهود نفى فى مقابلة شـهود اإلثبـات والحق فى تقديم ) ٩٧/٢م ( خصمه وطلباته العارضة

مرافعات من أن يكون المدعى عليه آخر من يتكلم حتـى ١٠٢وما تنص عليه المادة ) إثبات ٦٩

٢٢. يتساوى فى فرص الكالم مع المدعى

مبدأ عالنية الجلسات ٤-٣-٢

مية هذا المبدأ فى وتبدو أه . ويقصد به السماح للجمهور بمتابعة جلسات المحاكمات ونشر وقائعها

. كونه يوفر رقابة من الجمهور على إجراءات القضاء بما يرسخ هيبة القضاء وثقة الجمهور فيه

٣٩٤ ص ١٩٨٦/١٩٨٧ راجع ، وجدى راغب فهمى ، مبادئ القضاء المدنى ، القاهرة ، دار الفكر العربى ، الطبعة األولى 20 ٢٩٤نفس المرجع ، ص 21 ٢٩٥نفس المرجع ، ص 22

٥٩

على أن هذا المبدأ ال يمنع من جواز عقد جلسات سرية تقررها المحكمة من تلقاء نفسها أو بنـاء

) . مرافعات ١٠١م ( على طلب الخصوم للمحافظة على النظام العام أو اآلداب أو حرمة األسرة

٢٣. على أنه يجب فى جميع األحوال النطق بالحكم فى جلسة علنية وإال كان باطال

الضمانات القانونية لنزاهة وحياد القضاة ٥-٣-٢

الضمانات اإلجرائية التى تكفل نزاهة القاضى عند نظـر يشتمل القانون المصرى على كثير من

ضـمانات : اإلجراءات هذه الضمانات إلى طوائـف أربعـة ويقسم فقه . الدعوى والفصل فيها

والطائفـة الثانيـة هـى هم المؤسسى والفـردى ، استقالليةوظيفية تتعلق باختيار القضاة وتأمين

ضماتات متعلقة بعدم صالحية القاضى لنظر قضايا معينة ، والطائفة الثالثـة تتعلـق بـضوابط

واألخيرة تتعلق بالحماية الجنائيـة والتأديبيـة لعمـل وإجراءات مسئولية القضاة والطائفة الرابعة

٢٤. القاضى

سـواء عـدم ويجدر تسليط الضوء فى هذا المقام على الطائفة الثانية المتعلقة بصالحية القـضاة

، كما نتعرض أيضا للمسئولية المدنية للقضاة عن أخطائهم أو مـا الصالحية المطلقة أو النسبية

التعرض لها فى مواطن متفرقـة مـن فيجرى الضمانات األخرى أمايعرف بدعوى المخاصمة ،

.هذا التقرير

المطلقةعدم صالحية القضاة ٦-٣-٢

من قانون اإلجراءات الجنائية ٢٤٧ و من قانون المرافعات ٤٩٨ و ١٦٥و ١٤٦ تضمنت المواد

المقام األول إلى وهى تهدف فى ، عدم صالحية القضاة من قانون السلطة القضائية أجوال ٧٥و

و إبعاد القاضى عن نظر الدعوى التى تحيط بها ظـروف تـرجح ضمان نزاهة القاضى وحيدته

ظـروف : وتنقسم هذه الظروف كما قدرها المشرع إلى فئات ثالث . عند الحكم فيها ه عدم حياد

رقى على درجة كبيرة من األهمية تجعل القاضى غير صالح مطلقا لنظر الدعوى ، وظروف ال ت

إلى هذه األهمية ومتروكة للخصم إن شاء طلب رد القاضى بسببها عن نظر الدعوى ، وما عـدا

٣٩٦نفس المرجع ، ص 23 . وما بعدها ١٨٣راجع ، وجدى راغب ، المرجع السابق ، ص 24

٦٠

ذلك فهو متروك لضمير القاضى إن استشعر الحرج حتى لظروف غير منـصوص عليهـا فـى

. القانون أن يتنحى عن نظر الدعوى

: فى قانون اإلجراءات الجنائية عدم الصالحية -١

من قانون اإلجراءات الجنائية بأن يمتنع على القاضى أن يشترك فى نظر ٢٤٧دة وقد حددتها الما

الدعوى إذا كانت الجريمة قد وقعت عليه شخصيا أو إذا كان قد قام فى الـدعوى بعمـل أمـور

الضبط القضائى أو بوظيفة النيابة العامة أو المدافع عن أحد الخصوم ، أو أدى فيها شـهادة ، أو

عمال أهل الخبرة ، ويمتنع عليه كذلك أن يشترك فى الحكم إذا قام فى الـدعوى باشر عمال من أ

بعمل من أعمال التحقيق أو اإلحالة ويمتنع عليه أن يشترك فى الحكم فى الطعن إذا كـان الحكـم

.المطعون فيه صادرا منه

: حاالت عدم الصالحية فى قانون المرافعات -٢

قريبا أو صهرا ألحد الخصوم إلى الدرجـة الرابعـة ، أو إذا إذا كان القاضى : هذه الحاالت هى

كان للقاضى أو لزوجته خصومة قائمة مع أحد الخصوم فى الدعوى أو مع زوجته ، أو إذا كـان

وكيال ألحد الخصوم فى أعماله الخصوصية أو وصيا عليه أو قيما أو مظنونا وراثته لـه ، إو إذا

لرابعة بوصى أحد الخصوم أو بالقيم عليه أو بأحـد أعـضاء كانت له قرابة أو مصاهرة للدرجة ا

مجلس إدارة الشركة المختصة أو بأحد مديريها وكان اهذا العضو أو المدير مصلحة شخصية فى

الدعوى ، أو إذا كان للقاضى أو لزوجته أو ألحد أقاربه أو أصهاره على عمود النـسب أو لمـن

ه مصلحة فى الدعوى القائمة ، أو إذا كان القاضى قـد يكون هو وكيال عنه أو وصيا أو قيما علي

أفتى أو ترافع عن أحد الخصوم فى الدعوى أو كتب فيها ولو كان ذلك قبل اشتغاله بالقـضاء أو

، أو إذا كان قد طلب كان قد سبق له نظرها قاضيا أو خبيرا أو محكما أو كان قد أدى شهادة فيها

رد دعوى تعـويض أو قـدم ضـده بالغـا إلـى جهـة رد القاضى فرفع القاضى على طالب ال

االختصاص فيصبح غير صالح لنظر الدعوى التى طلب فيها رده ، وإذا رفعت علـى القاضـى

دعوى المخاصمة وحكم بجواز قبولها فيصبح القاضى عندئذ غير صالح لنظـر الـدعوى التـى

. حصلت المخاصمة بسببها

قضائية حالة عدم الصالحية فى قانون السلطة ال-٣

وجود قرابة أو مصاهرة إلى الدرجة الرابعة بـين : من القانون وهى ٧٥وقد نصت عليها المادة

القضاة فى الدائرة التى تنظر الدعوى ، ووجود قرابة أو مصاهرة حتى الدرجـة الرابعـة بـين

.القاضى وممثل النيابة أو ممثل أحد الخصوم أو المدافع عنه

٦١

) حاالت رد القضاة ( النسبية عدم صالحية القضاة ٧-٣-٢

. وهذه الحاالت أقل قوة من الحاالت السابقة من حيث مظنة تأثيرها على حياد القاضى ونزاهتـه

لذلك فهى ال تؤدى بذاتها إلى عدم صالحية القاضى بنظر الدعوى ما لم يطلب ذلك أحد الخصوم

ذا كـان إ: ونجملها فيمـا يلـى ) ١٤٨م ( وحاالت الرد هذه وردت فى فى قانون المرافعات .

وإذا جدت للقاضى أو لزوجته خـصومة للقاضى أو لزوجته دعوى مماثلة للدعوى التى ينظرها ،

مع أحد الخصوم أو مع زوجته بعد قيام الدعوى المطلوب رد القاضى عن نظرهـا وبـشرط أال

قاضى التى له منه يكون الخصم قد أقامها بقصد رد القاضى عن نظر دعواه ، وإذا كان لمطلقة ال

ولد أو ألحد أقاربه أو أصهاره على عمود النسب خصومة قائمة أمام القضاء مع أحد الخصوم فى

الدعوىأو مع زوجته ما لم تكن الخصومة قد أقيمت بعد قيام الدعوى المطروحة علـى القاضـى

أحد الخصوم أو بقصد رده ، إذا كان أحد الخصوم خادما للقاضى أو كان القاضى قد اعتاد مؤاكلة

مساكنته أو كان قد تلقى منه هدية قبل رفع الدعوى أو بعده ، وإذا كان بين القاضى وبـين أحـد

. الخصوم عداوة أو مودة يرجح معها عدم استطاعة الحكم بغير ميل

من قانون اإلجراءات الجنائية علـى كـل ٢٤٩ من قانون المرافعات والمادة ١٤٩وتوجب المادة

قام به سبب من أسباب الرد المتقدم ذكرها أن يخبر المحكمة فى غرفة المشورة أو قاض يعلم أنه

وللخـصوم إذا . وذلك لإلذن له بالتنحى بسبب الرد – حسب األحوال –رئيس المحكمة االبتدائية

لم يبادر القاضى الذى قام به سبب من أسباب الرد بالتنحى أن يطلبوا رد القاضى وفقا لإلجرءات

٢٥. دها القانون التى حد

التنحى الجوازى عن نظر الدعوى ٨-٣-٢

من ١٥٠وفى غير األحوال السابقة المتعلقة باسباب عدم الصالحية أو حاالت الرد أجازت المادة

. قانون المرافعات للقاضى أن يتنحى عن نظر الدعوى إذا استشعر الحرج من نظرها ألى سـبب

يعرض أمر تنحيه على المحكمة فى غرفـة المـشورة أو ويجب على القاضى فى هذه الحالة أن

، عدم صالحية القضاة ، فى بحث استقالل السلطة القضائية وايتقالل القضاء ، المجلة الجنائية القومية ، سابق اإلشارة ، ص عطية مهنا 25

. وما بعدها ٤٥٣

٦٢

للنظر فى إقراره على التنحى لـضمان وجـود مبـرر – حسب األحوال –على رئيس المحكمة

٢٦. حقيقى للتنحى وإن لم يلزم القانون القاضى باإلفصاح عن سبب تنحيه

) المسئولية المدنية للقضاة ( مخاصمة القضاة ٩-٣-٢

هى دعوى يرفعها المتقاضى وفقا إلجراءات حدده القـانون ضـد القاضـى أو دعوى المخاصمة

عضو النيابة بطلب التعويض عن الضرر الذى لحقه بسبب خطأ القاضى أو عضو النيابـة عنـد

٢٧. قيامه بوظيفته

وحـاالت . من قـانون المرافعـات ٥٠٠-٤٩٤وقد نظمت أحكام المخاصمة المواد من •

وقع من القاضى أو عضو النيابة فى عملهما غش أو تدليس أو المخاصمة تنحصر فيما إذا

، وإذا امتنع القاضى عن اإلجابة علـى عريـضة ) ٤٩٤م ( غدر أو خطأ مهنى جسيم

قدمت له أو عن الفصل فى قضية صالحة للحكم بعد إعذاره مرتين على يد محضر ، وفى

. الحكم عليه بالتعويضات األحوال األخرى التى يقضى فيها القانون بمسئولية القاضى و

نزاهة القضاء والتغيرات االقتصادية الهيكلية فى مصر ١٠-٣-٢

شهدت مصر منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضى تغيرات هيكلية فى نظامها االقتصادى ، فتم

التحول بفعل أدوات تشريعية من نظام االقتصاد المركزى المخطط إلى اقتصاد السوق الذى يقـوم

وقد نتج عن هذا التحول تغيرات جوهرية . ى المشروع الخاص والمبادرات االقتصادية الفردية عل

فى البنية الطبقية للمجتمع المصرى بظهور طبقة األثرياء من رجـال األعمـال وتآكـل الطبقـة

الوسطى وتدهور األوضاع اإلقتصادية ألصحاب الدخول الثابتة ومنهم الموظفون الذين يتقاضـون

كمـا نـتج عـن . من الدولة ومن غير المسموح لهم قانونيا االشتغال باألعمال الخاصة أجورهم

تطور المشروع االقتصادى الخاص انتشار التعامالت الرأسمالية وما تبع ذلك من وجود منازعات

قضائية ذات قيمة اقتصادية مرتفعة لم تكن معروفة فيما مضى ، وهى نفس الظاهرة التى شهدتها

اخر القرن الثامن عشر وآذنت بإعادة هيكلة القضاء فى خطوات متدرجة بدأت مـن مصر فى أو

. مطلع القرن التاسع عشر وبلغت ذروتها مع نهاية القرن

٢٠٢وجدى راغب فهمى ، المرجع السابق ، ص 26 . وما بعدها ٤٩٣قومية ، سابق اإلشارة ، ص مخاصمة القضاة ، المجلة الجنائية ال–عطية مهنا ، ضمانات المسئولية المدنية للقضاة 27

٦٣

وال يمكن الزعم بسهولة أن التغيرات الهيكلية فى االقتصاد المـصرى وآثارهـا علـى الحـراك

م القضائى المـصرى نتيجـة تقاليـده االجتماعى وعلى نظام األجور قد أثرت بالسلب على النظا

ومع ذلك فـإن األوضـاع المعيـشية . الراسخة وقيمه المتوارثة التى تؤكد على الحياد والنزاهة

للقضاة قد تدنت بال شك مع موجات التضخم المتالحقة رغم الزيادات المتالحقة أيضا فى أجـور

أثيرات عصر هيمنة المال وااألعمال وال يمكن إال فى مجتمع القديسين والمالئكة تجنب ت . القضاة

على بعض القضاة وهذا ما شهده الرأى العام المصرى بين آونة وأخرى من صور النحرافات قلة

من القضاة سرعان ما يتصدى لها الجهاز القضائى بالحسم السريع وفقا لما هو متوافر من آليـات

لمتكرر لرواتب القضاة تجنيبا لهم من وهذا يدعو لضرورة النظر فى الرفع ا . تأديبية بل وجنائية

. عثرات الفساد وأيضا من عثرات الوقوع تحت تأثير ضغوط السلطة التنفيذية

القضاة كفـــــاءة -٣

٢٨التعيين فى السلك القضائـــى ١-٣

جرت التشريعات المنظمة لشئون القضاة فى مصر على أن يكون شغل الوظائف

عن طريق السلطة التنفيذية فكان يصدر مرسوم فى العهد الملكى القضائية بإسلوب التعيين

أو قرار رئيس الجمهورية فى العهد الجمهورى وذلك بعد التشاور مع مجلس القـضاء أو

.بعد موافقته ولم يحدث فى مصر إطالقا األخذ بنظام االنتخاب أو مجرد االتجاه إليه

واعد موضوعية محـددة الختيـار وقديما لم يكن النظام القضائى المصرى يتضمن ق

القضاة ، وكان تعيينهم يتم بمرسوم ملكى يصدر بعد موافقة مجلس الوزراء بنـاء علـى

اقتراح من وزير الحقانية ، وفيما عدا الشروط العامة التى استلزم المشرع توافرها فـيمن

معينه يعين فى وظائف القضاة كاشتراط الحصول على درجة علمية فى القانون وبلوغ سن

لـم تكـن –والتمتع بالحقوق المدنية وعدم الحكم على المرشح فى جريمة مخلة بالشرف

عبر أغلبية من أجرى عليهم االستبيان من الخبراء عن عدم رضائهم عن نظام التعيين فى السلك 28

فى حين% ٣٠ ال تتعدى نسبتهم يتم تعيين القضاة استنادا إلى معايير موضوعية وشفافةه انالقضائى فالذين يرون . ذلكال توافق على % ٤١نسبة

٦٤

توجد أية قيود تحد من سلطة وزير الحقانية أو تحول دون تحكم السلطة التنفيذية فى هـذا

الـذى نـص فـى ١٩٢٣التعيين وظل األمر على هذا النحو حتى لما بعد صدور دستور

تعيين القضاة يكون بالكيفية والشروط التى يقررها القانون ، إذ لم منه على أن ١٢٦المادة

فيما ٦٦ بالقانون رقم ١٩٤٣يصدر هذا القانون سوى بعد عشرين عاما إذ صدر فى عام

القضاء ، فكان أول قانون ينظم القضاء ويتضمن قواعـد وشـروط استقالليةسمى بقانون

اإلضافة إلى الشروط العامة أال يكون قد حكم محددة الختيار القضاة وتعيينهم ومن أهمها ب

على المرشح من المحاكم أو مجالس التأديب ألمر مخل بالـشرف وأن يكـون محمـود

السيرة حسن السمعة وأن يتم التحقق من صالحيته وكفايته لمنصب القضاء كما بين القانون

رأى مجلس القضاء كما تطلب أخذ – من بينها –الفئات التى يجوز اختيار رجال القضاء

األعلى قبل التعيين وظل األمر فى مجمله يسير على هذا النهج فى قوانين تنظيم القـضاء

الـذى جعـل شـغل الوظـائف ١٩٧٢ لسنة ٤٦المتتالية حتى صدر القانون الحالى رقم

بعـد موافقـة ) ٤٤م ( القضائية سواء بالتعيين أو بالترقية بقرار من رئيس الجمهورية

ضاء األعلى فيما عدا وظيفة رئيس محكمة النقض فاقتصر القانون على مجـرد مجلس الق

.أخذ رأى مجلس القضاء األعلى

وقد وضع القانون شروطاً محددة يجب توافرها فيمن يولى القضاء هو تمتعه بالجنسية

ة عاما بالنسب ٣٨المصرية وأال يقل سنه عن ثالثين عاما بالنسبة لقضاة المحاكم االبتدائية و

عاما بالنسبة لمستشارى محكمة النقض وحصوله علـى ٤١لمستشارى محاكم االستئناف و

م ( إجازة الحقوق باإلضافة إلى شرطى حسن السمعة وعدم صدور أحكام مخلة بالـشرف

، كما تطلب القانون مدة خبرة معينة تختلف بحسب درجة المحكمة التى يعين فيهـا ) ٣٨

ى وظائف القضاة من بين القضاة السابقين بحسب درجـة القاضى وجعل القانون التعيين ف

المحكمة التى سوف يعيين فيها أو يرقى اليها أو من بين وكالء النائب العـام وأعـضاء

مجلس الدولة أو النيابة اإلدارية أو هيئة قضايا الدولة أو المحـامين أو اسـاتذة كليـات

ائى ووضع القانون شروطا معينة من الحقوق أو المشتغلين بعمل يعتبر نظيرا للعمل القض

حيث الخبرة أو الدرجة الوظيفية لمن يعين من هذه الهيئات بحسب درجة المحكمـة التـى

المواد من ) ( محكمة النقض - محاكم االستئناف –المحاكم االبتدائية ( سوف يعين فيها

ـ – ) ٤٣– ٣٩ ة العامـة كما تطلب بالنسبة لمستشارى محكمة النقض أن ترشحهم الجمعي

ويعين رئيس محمة النقض من بين نواب الـرئيس بعـد موافقـة للمحكمة أو وزير العدل

٦٥

العمل منذ قديم على اختيار أقدم نواب رئيس محكمـة قد استقر و مجلس القضاء األعلى

النقض ليشغل منصب الرئيس ولم يستثن من هذه القاعدة سوى حالة عجزه الصحى فيختار

ويعين نواب رئيس النقض بموافقة مجلس القضاء األعلى بناء على .من يليه فى األقدمية

.ترشيح الجمعية العامة لمحكمة النقض

أما بالنسبة ألعضاء النيابة العامة فقد اشترط القانون الشروط العامة ذاتهـا التـى

اشترطها بشأن القضاة وإن وضع حدا أدنى للسن بالنسبة لدرجتى معاون نيابـة ومـساعد

، كما أجاز القانون التعيين فى وظـائف النيابـة ) ١١٦المادة )( سنة ٢٠ ، ١٩( ة نياب

العامة األخرى المختلفة أما من خالل الترقية من الدرجة السابقة مباشرة أو من بين رجال

القضاء ، كما أجاز التعيين من جهة ثانية فى وظيفة وكيل النائب العام من بـين الفئـات

لدولة وهيئة قضايا الدولة و النيابة األدارية والمعيدين بكليات الحقوق األخرى فى مجلس ا

ن ، كما اشترط القانون أال تقل نسبة التعيين من المحامين المشتغلين بالمحامـاة يوالمحام

- )٢٩ ومساعد ومعاون النيابة العامـة اعن الربع فى وظائف وكيل النائب العام وما دونه

ين نائبا عاما أن يكون من بين نواب رؤساء محاكم االستئناف كما اشترط القانون فيمن يع

أو مستشارى محكمة النقض أو المحامين العامين األول بالنيابة العامة وأن يصدر بتعيينـه

قرار من رئيس الجمهورية ولم يتطلب موافقة أو أخذ رأى مجلس القضاء األعلى فيـستقل

.رئيس الجمهورية بتعيينه

على أداء كل من رئيس محكمة النقض والنائب العام اليمين القانونية كما نص القانون

وبالنسبة –أمام رئيس الجمهورية أما باقى أعضاء النيابة العامة فيؤدونها أمام وزير العدل

لباقى المستشارين والقضاة فيكون إداء اليمين أما أمام الجمعية العامة لمحكمة الـنقض أو

ر محاكم االستئناف بحسب وظيفة القاضى وبالنسبة لقضاة مجلس أحد دوائرها أو أحد دوائ

الدولة فقد وضع قانون مجلس الدولة الشروط ذاتها الواردة بالنسبة للقضاة مع إضافة شرط

( الحصول على دبلومين من دبلومات الدراسات العليا من كليات الحقوق بالنسبة للمندوبين

ويعين أعضاء مجلس الدولة بمـا ) ٧٣المادة ( )أدنى الوظائف القضائية بمجلس الدولة

فيهم رئيسه بقرار من رئيس الجمهورية ويكون تعيين الرئيس مـن بـين نـواب رئـيس

ويكـون ) مماثل لمجلس القضاء األعلى ( المجلس بعد أخذ رأى المجلس الخاص للمجلس

. وهذا النص ال يجد طريقه للتطبيق ألسباب ال يمكن تفسيرها إال بالتعصب المهنى للقضاة ضد المحامين 29

٦٦

لـس وبعـد تعيين نواب رئيس المجلس ووكالؤه بناء على ترشيح الجمعية العمومية للمج

موافقة المجلس الخاص أما باقى األعضاء من النواب والمنـدوبين المـساعدين فيـشترط

.موافقة المجلس الخاص

إما عن معايير التعيين فى سلك القضاء فى الواقع العملى فقد خـال القـانون سـواء

سن بالنسبة للقضاة العاديين أو قضاة مجلس الدولة من النص على أية معايير بما يضمن ح

االختيار بحسبانه اللبنة األولى واألساسية فى ضمان وجود قضاة أكفاء يتمتعون بالنزاهـة

مجموع معين من الدرجات أو على تقدير معين فلم يشترط القانون ضرورة حصولهم على

ولم يتطلب اجتيازهم امتحان مـسابقة كمـا ، عند دراستهم فى كليات الحقوق أو تخرجهم

ربية واألوروبية أو انخراطهم فى برامج إلعدادهم أو تأهيلهم لتولى أخذت بعض النظم الع

وظيفة القضاء اللهم فيما ذكرناه بالنسبة للمندوبين بمجلس الدولة الـذى تطلـب القـانون

ضرورة حصولهم على دبلومين من دبلومات الدراسات العليا فى كليـات الحقـوق قبـل

جلس المخصوص فى مجلس الدولة علـى وقد جرى مجلس القضاء األعلى والم .تعيينهم

اتباع أسلوب المقابلة الشخصية فى اختيار المرشحين لتولى أدنى الوظـائف فـى النيابـة

بعـد جمـع ) وظيفة مندوب مـساعد –وظيفة معاون نيابة ( العامة أوفى مجلس الدولة

ى بعض المعلومات عن المتقدم من خالل أجهزة األمن عن أسرته وسمعته وخاصة عن مد

وجود نشاط سياسى سابق للمتقدم أو اعتراض من تلك الجهات أو صدور أحكام قـضائية

ضده فى الجرائم الجنائية أو سبق اتهامه فيها أو أحد أفراد أسرته المقربين وذلك إعمـاال

.لشرطى عدم صدور أحكام مخلة بالشرف وحسن السيرة والسمعة

قين من خريجـى كليـات الحقـوق وبعد أن كان العرف قد جرى على تعيين المتفو

بحسب درجات تخرجهم ترخصت مجالس القضاء المتتالية وقامت بتعيين أعداد كبيرة فـى

وظيفة معاون نيابة عامة أو وظيفة مندوب مساعد فى مجلس الدولة من الحاصلين علـى

درجة مقبول عند التخرج من كليات الحقوق وذلك على مدى الـسنوات الخمـسة عـشر

وبعد أن كان ذلك يتم فى أضيق الحدود ولنفر قليل من خريجى كليات الحقـوق السابقة ،

وبعد مضى فترة معينة يكونوا قد اشتغلوا فيها بالقانون فى المحامـاة أو بعـض الجهـات

بل وتعدى األمر ذلك إلـى .الحكومية أو المؤسسات أو البنوك مما يكسبهم بعض الخبرة

القضاء دون التقيد بمجموع الدرجات مما يعـد إخـالال أبناء رجال تعيين أعداد كبيرة من

رجال الشرطة فى وظائف معـاون كما تم التوسع فى تعيين . بمبدأ المساواة أمام القانون

٦٧

ومساعد نيابة ومندوب مساعد بمجلس الدولة بحسبان أنهم يدرسون القـانون فـى كليـة

من االعتراض ويـصطدم الشرطة ويحصلون على درجة الليسانس وهو أمر يقابل بكثير

بمبدأ المساواة وال شك أن له تأثيره السلبى على مستقبل القـضاء وكفاءتـه ومـصداقيته

وحيدته ، ولذا فإن توصيات المجالس القومية المتخصصة والخبراء تنادى كلها بضرورة

االقتصار على تعيين المتفوقين من خريجى كليات الحقوق ممن يحصلون طـوال سـنين

لى درجة جيد على األقل وبشرط اجتيازهم امتحان مـسابقة يتميـز بالـشفافية الدراسة ع

واحترام مبدأ المساواة ثم انخراطهم فى برامج لإلعداد والتأهيل و اجتيازهم امتحان التخرج

قبل تعيينهم فى وظائفهم وهو النظر الذى أخذ به مشروع قانون تحويل المركـز القـومى

يمية قضائية الذى أعدته لجنة خاصة فى وزارة العدل مـشكلة للدراسات القضائية إلى أكاد

ويقتصر األمر حاليا على –على مستوى عال وإن كان هذا المشروع لما يرى النور بعد

مقابلة شخصية للمتقدم توجه إليه فيها من رئيس وأعـضاء مجلـس القـضاء األعلـى أو

تغرق دقائق معـدودة وبنـاء المجلس الخاص فى مجلس الدولة بعض األسئلة البسيطة وتس

دون اى معايير واضحة ومحددة يتم على أساسها االختيار –عليه يتم اختياره بغير معقب

إذ جرى العرف على أن يصدر رئيس الجمهورية قرار التعيين وفقا لما انتهى إليه مجلس

وقد ثـار –القضاء أو المجلس الخاص من ترشيحات دون تدخل منه فى هذا الخصوص

ثير من اللغط حول مدى جدارة المعينين فى الوظيفتين السابقتين فى القضاء وفى مجلس ك

الدولة واستحقاقهم لهذا التعيين وعما إذا كانت هناك اعتبارات غير الكفـاءة تتـدخل فـى

كما جرى العرف والعمل على عدم تعيين قضاة أو أعضاء فى النيابة العامة أو –تعيينهم

إذ أن ) مساعد نيابـة –معاون نيابة ( رجات التى تلى أدنى الوظائف مجلس الدولة فى الد

شغلها يتم بطريق الترقية ممن يشغلون الدرجة السابقة سواء من أعضاء النيابة العامـة أو

وال يتم حاليا ولسنوات سابقة عديدة تعيين أى قضاة أو –القضاة أو أعضاء مجلس الدولة

األخرى التى يحـددها القـانون كالمحـامون وأسـاتذة أعضاء نيابة عامة من بين الفئات

.وهو ما يفقد القضاء عنصر الخبرة وتجديد فكرة وحيويته ... الجامعة والوظائف النظيرة

وثمة ظاهرة جديرة بالمالحظة وهى الزيادة المطردة ألعداد خريجى كليات الـشرطة

وهذا بال شك ينعكس سلبا . وضباط الشرطة السابقين الذين يعينون فى المناصب القضائية

على تقاليد القضاء إذ يأتى هؤالء إلى السلك القضائى محملين بالتقاليد الشرطية العـسكرية

٦٨

وال تقيم وزنا كبيرا للحريات العامة وحقوق االنسان وهى ستقالليةالتى تفتقر إلى طابع اال

. تقاليد تتنافى تماما مع القيم الراسخة فى العمل القضائى

حق النساء فى التعيين فى القضاء ١-١-٣

وكـذلك القـوانين – كما خلت الدسـاتير الـسابقة –يخلو الدستور المصرى الحالى

المنظمة للقضاء من أية نصوص تحظر تعيين النساء فى القضاء بل إن الدستور الحـالى

بـات ينص على مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون وتساويهم فـى الحقـوق والواج

العامة وعدم التمييز بينهم فى ذلـك بـسبب الجـنس أو األصـل أو اللغـة أو الـدين أو

، كما نص على أن الدولة تكفل التوفيق بين واجبات المرأة نحو ) ٤٠م ( العقيــــدة

م (األسرة وعملها فى المجتمع ومساواتها بالرجل فى ميادين الحياة السياسة واالجتماعيـة

ذلك فلم يتم تعيين أى امرأة فى مناصب القضاء والنيابة العامة حتـى ، ورغم ) ......١١

الذى عينت فيه أول امرأة قاضية فى المحكمة الدستورية العليـا وتـم ٢٠٠٣عام يناير

رغم أن المرأة فى –اختيارها من بين المحامين المشتغلين ولكن لم يتلو ذلك تعيين سواها

األخرى فـى المحامـاة واالستـشارات القانونيـة مصر تعمل فى جميع مجاالت القانون

والتدريس فى كليات الحقوق منذ بداية العصر الحديث كما تضم كل من هيئة قضايا الدولة

وهى هيئة تابعة لوزارة العدل تتولى تحقيـق ( وهيئة النيابة اإلدارية ) محامو الحكومة (

ساء من خريجات كليـات الحقـوق عددا كبيرا من الن ) المخالفات اإلدارية لموظفى الدولة

وأعضاء هاتين الهيئتين يتمتعون بكثير من المزايا التى تعطى للقضاة عدا تلـك المتعلقـة

وقد انقسم المجتمع إلى فريقين فريـق –بوظيفة القضاة وهى حصانة عدم القابلية للعزل

وباالستناد إلى يرى ألسباب تاريخية وأخرى متعلقة بالعرف والتقاليد والصعوبات العملية

بعض المذاهب الفقهية عدم جواز تعيين المرأة فى القضاء أو النيابة العامـة بينمـا يـرى

الفريق الثانى جواز ذلك خاصة وأن بعض المذاهب واآلراء الفقهية تجيز تعيينها فلم تجمع

كلها على تحريم اختيارها كقاضية ، وقد أصدر مجلس الدولة المصرى حكمين فى حقبـة

مسينيات يقر فيه حق المرأة فى تولى مناصب القضاء وعزا عدم تعيينها الى عنـصر الخ

.المالءمة التى تستقل بها جهة اإلدارة فى نطاق سلطتها التقديرية

٦٩

ترقيات القضاة ٢-١-٣

أخذ قانون السلطة القضائية وقانون مجلس الدولة بنظام ترقية القضاة وإن وضع لـه

مية والكفاية أو األهلية كما سـماها القـانون والمقـصود عدة ضوابط أهمها قاعدتى األقد

بالترقية تنصيب القاضى أو عضو النيابة فى مركز وظيفى أعلى من المركز الذى يـشغله

وقد رتب القانون القضاة فى وظائف متتابعة بحيث تكون الترقية إلحداها من الوظيفة التى

أدرج " كـادر " ة كما وضع القانون جدوال تسبقها مباشرة سواء فى القضاء أو النيابة العام

فيه أسماء القضاة فى كل وظيفة بحسب أقدمية قرار تعيين لكل منهم ، وتخضع الترقيات

:للضمانات التالية

يصدر قرار الترقية من رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلـس القـضاء األعلـى أو .١

أال يتـدخل رئـيس المجلس المخصوص فى مجلس الدولة ، وقد استقر العمل على

الجمهورية فى أمور الترقية ويعتمد ما أقره مجلس القـضاء األعلـى أو المجلـس

.المخصوص فى مجلس الدولة

تكون الترقية على أساس معيارى األقدمية والكفاية ، بمعنى أن تكون أقدمية العضو .٢

تاليـة هى األساس فيرقى أقدم األعضاء فى الوظيفة السابقة بحسب عدد الوظـائف ال

المطلوب الترقية إليها بشرط أن يكون العضو مستوفيا شرط الكفاية وذلك من خـالل

حصوله على درجة معينة فى تقارير التفتيش الفنى على عمله الـذى تجريـه إدارة

.التفتيش القضائى بوزارة العدل

اء أعتبر القانون ترقية القاضى أو عضو النيابة العامة من تاريخ موافقة مجلس القـض .٣

األعلى ال منذ تاريخ صدور قرار رئيس الجمهورية حرصا على مـصلحة القـضاة

وتحسباً لتأخر صدور القرار المذكور مما قد يترتب عليه من حرمان القاضـى مـن

.الزيادة المالية فى راتبه حتى صدور القرار

الت تكون الترقيات بين القضاة مرة واحدة كل سنة خالل العطلة القضائية إال فى حـا .٤

.الضرورة وذلك حرصاً على استقرار القضاة والعمل القضائى

أجاز القانون الترقية للكفاية الممتازة فى وظائف القضاة والرؤساء بالمحاكم االبتدائية .٥

بشرط أن يكونوا قد أمضوا سنتين فى وظائفهم وحصولهم على درجة كفء فى آخر

.تقديرين لكفايتهم

٧٠

–قضائى فى وزارة العدل أو تلك التابعة للنائب العـام هذا وتقوم إدارة التفتيش ال

بتقييم عمل العـضو –بحسب ما إذا كان العضو يعمل قاضياً أو عضواً فى النيابة العامة

خالل مدة معينه تتراوح ما بين شهرين وثالثة أشهر من خالل اإلطالع على قضاياه وتقييم

يش ويعرض تقرير التفتيش على لجنـة عمله بدرجة معنية من درجات حددتها لوائح التفت

داخلية باإلدارة كى تضع هذه الدرجة ثم يخطر القاضى به ويزود بنسخه من التقرير ولـه

أن يتظلم من هذا التقرير خالل مدة معينة أو يبدى مالحظاته على ما ورد به إلى مجلـس

عـدل بإخطـار القضاء األعلى وهو الذى يفصل فى هذا التظلم وقد ألزم القانون وزيـر ال

( القضاة وأعضاء النيابة العامة الذين حصلوا على تقدير متدنى حدده القانون بدرجة معين

بدرجة كفايته وجعل للقاضى حق التظلم لمجلس القضاء من ) أقل من المتوسط –متوسط

هذا التقدير وهو الذى يصدر قراره فى شأنه بصفة نهائية ، كما ألزم القانون وزير العدل

لسبب غير متصل بتقارير – ممن استحقوا الترقية -ا بإخطار من يتقرر عدم ترقيته أيض

الكفاية حتى يتيح له التظلم للمجلس المذكور والخالصة أن القرار النهـائى فـى مـسائل

الترقية يختص به مجلس القضاء األعلى ويقتصر التفتيش على القضاة وتقييم عملهم علـى

أى من هم فى درجة قاض أو رئيس بالمحكمة االبتدائية وعلى من قضاة المحاكم االبتدائية

يشغلون الوظائف المماثلة فى النيابة العامة أى مساعدو ووكالء النيابة العامة ورؤسـائها

وال يمتد إلى من بلغ درجة أو وظيفة مستشار فى محاكم االستئناف أو الدرجة المعادلة لها

األمر فى مجلس الدولة فيقتصر التفتيش على المندوبين أى محام عام بالنيابة العامة وكذلك

المساعدين والمندوبين والنواب وال يمتد إلى المستشارين ، ويثور النقاش من حين إلى آخر

حول مدى مالئمة التفتيش على المستشارين بمحاكم االستئناف وإن كانت أغلبيـة القـضاة

قضايا التى اختص بها القاضى واألحكام ترفض ذلك ، وإذا كان التفتيش يتناول مراجعة ال

التى صدرت فيه ومدى سالمتها فأنه عادة ال يمتد إلى تقييم كيفية ممارسة القاضى لعملـه

وعالقته بزمالئه وتعامله مع األطراف األخرى سواء المتقاضين أو العاملين فى المحكمـة

ذا مدى قدرتـه علـى أو المحامين ومظهره وكيفية إدارته للجلسة والعمل بصفة عامة وك

إجراء البحث القانونى ، ومن ناحية أخرى فإن عدم ربط الترقية بالتدريب يمثل جانبا سلبيا

فى نظام الترقيات يجب العمل على تالفيه بالنص على ذلك صراحة فى قـانون الـسلطة

. حرصا على ضمان فعالية القضاء وكفاءة العمل القضائى –القضائية

٧١

تدريب القضاة ٢-٣

تدريب القضاةنظم ١-٢-٣

لم يتضمن قانون السلطة القضائية الحالى أو القوانين السابقة عليـه أى نـص يتنـاول

وقبل إنشاء المركز القومى للدراسات القضائية بموجب قرار رئيس –مسألة تدريب القضاة

لم يعرف القضاء المصرى استراتيجية محددة أو معـالم ١٩٨١ لسنة ٣٤٧الجمهورية رقم

يب القضاة اللهم بضع محاوالت محدودة لعقد بعض الدورات التدريبية للقضاة واضحة لتدر

الجدد وظل األمر كذلك حتى صدر القرار المشار إليه بإنشاء أول معهد قضائى يتبع وزارة

العدل ويرأس وزير العدل مجلس إدارته ويضم كأعضاء رئيس محكمة النقض والنائب العام

ركز وآخرين بعضهم بحكم وظيفته وبعضهم بطريق التعيين ورئيس مجلس الدولة ومدير الم

من خارج القضاء ، والهدف من إنشاء هذا المركز على ما جاء بالمادة الثانية من القـرار

الجمهورى هو إعداد وتدريب أعضاء الهيئات القضائية وتأهيلهم علميا وتطبيقيـا لممارسـة

عملى ألعوان القضاء والعاملين بالجهـات العمل القضــائى واالرتقاء بالمستوى الفنى وال

المعاونة للهيئات القضائية وجمع ونشر وحفظ الوثائق والتشريعات واألبحاث والمعلومـات

ويختص مجلس اإلدارة بوضع السياسة العامة للمركز ومتابعة تنفيـذها . والمبادئ القانونية

محكمة النقض أو محاكم ويختار مدير المركز من بين مستشارى .... وإقرار خطط التدريب

االستئناف بطريق الندب وتتكون هيئة التدريس والتدريب من أعـضاء الهيئـات القـضائية

العاملين والمتقاعدين وبعض أساتذة الجامعات والخبراء وكلهم غير متفرغين فليس للمركـز

هيئة تدريس دائمة وتتكون ميزانية المركز بصفة أساسية من االعتمادات المخصـصة لـه

بديوان عام وزارة العدل ضمن موازنة الهيئات القضائية وهى موازنـة محـدودة جـدا ال

تتجاوز مليون ونصف جنيه مصرى وقد بدأ المركز نشاطه بعقد دورات تدريبيـة لتأهيـل

–وإعداد أعضاء النيابة العامة الجدد فور صدور قرار تعيينهم وذلك لمدة إثنا عشر شـهراً

سير على ذلك أغلب المعاهد المماثلة وعلى رأسها مدرسة القـضاء وليس قبل التعيين كما ت

ويجرى منهج الدورة على إلقاء محاضرات نظرية فـى بعـض الموضـوعات –الفرنسية

المختارة التى يتطلبها العمل فى النيابة العامة مثل قانون العقوبـات وقـانون اإلجـراءات

تحقيق الجنائى وغيرها باإلضافة إلى دراسة والعلوم الطبية الشرعية وقيم وتقاليد القضاء وال

جميع أنواع القضايا الجنائية فى مجموعات صغيرة من المتدربين من خالل قضايا حقيقيـة

٧٢

مع إكساب المتدربين مهارات التحقيق والمرافعة وتحرير المذكرات والبحث القـانونى مـع

منذ إنشائه وحتى اآلن علـى دراسة أحدى اللغتين اإلنجليزية أو الفرنسية وقد استمر المركز

وإن تراوحـت " دورات التكوين األساسى ألعضاء النيابة العامة الجدد " عقد هذه الدورات

بدأ المركز ١٩٩٥مدتها بين ستة أشهر فى بعض األحيان الى سنة كاملة و اعتبارا من عام

ين أعضاء النيابة الذين يتم اختيارهم من ب -فى عقد دورات التكوين األساسى للقضاة الجدد م

–العامة الذين بلغوا سن الثالثين سنة ووصلوا إلى درجة وكيل نيابة مـن الفئـة الممتـازة

أسابيع فى فصل الصيف إبان العطلة القـضائية ٦وجرى العمل على عقد هذه الدورة لمدة

حتى يمكن تفرغ األعضاء للدراسة والتدريب وتشمل الدورة محاضرات نظريـة وقاعـات

ب فى مجموعات صغيرة فى دراسة القضايا وإجراء البحث القانونى وتسبيب األحكام للتدري

فى عقـد دورات ١٩٩٧ كما بدأ المركز أيضا منذ عام –وإدارة الجلسات وإدارة الدعاوى

وفـى إطـار –التكوين األساسى ألعضاء مجلس الدولة الجدد من المندوبين المـساعدين

النيابة العامة جرى العمل على عقد دورات متخصـصة التكوين األساسى للقضاة وأعضاء

عديدة فى مختلف أنواع القضايا مثل قضايا األحوال الشخصية واألسرة والقضايا التجاريـة

والجنائية وغيرها لمدد قصيرة تتراوح بين ثالثة أيام وأسبوعين ، كما تعقد بعض الدورات

بات الجزئيـة وإدارة الجلـسات ورئاسـة المتعلقة بمهارات العمل القضائى مثل إدارة النيا

الدوائر القضائية الثالثية كما يعقد المركز على مدى العام القضائى العديد مـن المـؤتمرات

والندوات وورش العمل التى تتناول أهم الموضوعات القانونية والقضائية ويستفيد منها عدد

عالية ونتائج التدريب هو عدم ولعل أهم ما ينال من ف . كبير من قضاة جميع درجات المحاكم

متابعة المتدربين بعد انتهاء الدورات التدريبية وتقييم مدى استفادتهم منها وهو ما يتطلـب

فـى هـذا –وضع آلية للتعاون مع رؤساء المحاكم المختلفـة وإدارة التفتـيش القـضائى

ن نقل وترقية الخصوص كما ينال من نتائج التدريب ما تتضمنه الحركة القضائية كل عام م

عديد من القضاة وبالتالى تغيير نوعية العمل والقضايا التى يختصون بهـا والتـى جـرى

كتبـة " تدريبهم عليها ، أما بالنسبة للعاملين بالمحاكم والنيابة العامة من معاونى القـضاء

فال تعقـد لهـم أى دورات " الخ ..التحقيق وسكرتيرى الجلسات وأمناء السر والمحضرين

ريبية سواء للجدد منهم أو للقدامى وهو ما يمثل جانبا سلبياً يؤثر تأثيراً سلبيا على فعاليـة تد

العمل القضائى كما أن اختيارهم يتم دون أى معايير أو شروط محددة وواضحة وهـو مـا

٧٣

ترتب عليه تدنى مستوى األداء وتأخر الفصل فى الدعاوى لسنوات عديدة وهو محل شكوى

.المحامين من المتقاضين و

وفى محاولة لإلصالح تضمن مشروع قانون تحويل المركز القومى للدراسات القضائية

إلى أكاديمية للقضاء إنشاء ثالث معاهد متخصصة األول هو معهد القضاة والثـانى معهـد

أعوان القضاء والثالث معهد الخبراء وتضمن المشروع األخذ بنظـام المـسابقة المفتوحـة

ين فى العمل فى النيابة العامة أو مجلس الدولة أو هيئة قضايا الدولة والنيابـة الختيار الراغب

اإلدارية وأن ال يتم التعيين فى الوظائف القضائية إال بعد اجتياز المرشح لـدورة التكـوين

شهراً واجتيازه امتحان التخرج ، كما أخذ المشروع بالنظام ١٨األساسى التى تستمر لمدة

. معاونى القضاء وتعيينهم وتدريبهم نفسه فى اختيار

وواقع التدريب القضائى اآلن يحتاج إلى تطوير بما يؤدى إلى رفع كفاءة القضاة بـصفة دوريـة

..ومستمرة وبما يؤدى إلى تواكب التدريب مع احتياجات ممارسة العمل القضائى بكفاءة

ئي القضا النظامفعالية -٤

مفهوم الفعالية وعناصره ١-٤

يقصد بفعالية القضاء تأثيره الفعلى فى واقع المجتمع تأثيرا يؤتى محصلته األخيـرة فـى تحقيـق

الهدف من قيام سلطة القضاء وهو نشر العدل والفصل فى المنازعات بكفـاءة وفقـا للـضوابط

فالعدالة . ووصول الحقوق إلى أصحابها فى وقت مناسب ، الموضوعية واإلجرائية المقررة سلفا

فهى عدالة مبتورة ضيقة شأن العدالة المتلهفة والمتعجلة دون مقتضى ا أيض ايئة ظلم بين شأنه البط

إذا نجح فى ترسيخ قيمة الشرعية فى المجتمع وإعالء حكم القانون ويعتبر القضاء فعاال . الصدر

ع حق أنه ما ضا إلى اإلطمئنان اإلحساس بسيادة العدل و وصيانة الحقوق والحريات العامة وإشاعة

. وراءه مطالب فى أجل معقول

: يهدف إلى الكشف عما يلى يث عن فعالية القضاء دوالح

هل يسهم النظام القضائى فى حسم المنازعات وتحقيق العدالة ؟ •

٧٤

إجـراءات ( ؟ أم فى إعاقتها اإلجراءات القضائية فى تحقيق الفعالية القضائية وهل تسهم •

) تنفيذ والطعن فى األحكام لت ارفع الدعاوى وسير الخصومة ومشكال

؟ دور الجهاز إلدارى للمحاكم فى تحقيق الفعالية القضائية أو إعاقتها وما هو •

مناسبة لتحقيق وظيفة القضاء ؟ التجهيزات للوجستية للمحاكم وهل •

واقع مشكالت الفعالية القضائية ٢-٤

ل قراءة تحليليلية لما هو متـاح ويحاول التقرير الماثل الكشف عن بعض هذه الحقائق من خال

. من إحصاءات قضائية

تراكم القضايا وتأخر الفصل فيها ١-٢-٤

الوقت الذى يستغرقه نظر المنازعة حتـى الوقت فعالية القضاء لقياسهمة ملاؤشرات ن أحد الم إ

زمنية معينة ، كما أن عدد القضايا التى ينظرها القاضى ويفصل فيها فى مدة . الحكم النهائى فيها

ونسبة األحكام التى يجرى تعديلها وإلغائها عند الطعن فيها ، تعتبر مؤشرات مهمة علـى فعاليـة

التـى ية ئفى اإلحصاءات القـضا وأهم مصدر متاح للحصول على هذه البيانات يتمثل . القضاء

التقاضـى التى تبرز عدد القضايا المنظورة أمام كل درجة من درجات تصدر عن وزارة العدل و

وعـدد ،، وعدد الطعون ترفع ونسبتها إلى عدد القـضايا المنظـورة ونسبتها إلى عدد القضاة

األحكام التى تصدر بإلغاء أحكام المحاكم األدنى ونسبتها إلى عدد هده األحكام ، ومتوسط المـدة

. عقول التى تستغرقها الدعوى حتى يفصل فيها ، ونسبة األحكام التى يتم تنفيذها فى وقت م

مدنى وجنـائى وأحـوال ( ٢٠٠٠/٢٠٠١غ عدد القضايا المتداولة أمام المحاكم المصرية سنة لب

أربعة عشر مليونا وثالثمائة أربعة وتسعين ألفا وثالثمائة واحد وخمسين ١٤٣٩٤٣٥١) شخصية

قـضية ١٣٣١٥٧٧ قـضية جنائيـة و ١٠٨١٣١٦٧ قضية مدنية و ٢٢٤٩٦٠٧منها . )قضية

.ة أحوال شخصي

مسنشارا بمحكمة النقض ٢١٩ قاضيا منهم ٣٤٦٦فى ذلك العام وبلغ عدد قضاة الحكم فى مصر

.بالمحاكم االبتدائية وجزئياتها رئيسا وقاضيا ١٦٧٨ بمحاكم االستئناف و مستشارا١٥٦٩و

٧٥

مع األخذ فى االعتبارا تفـاوت ( على عدد القضاة ٢٠٠١/ ٢٠٠٠قسمنا عدد القضايا سنة فإذا

كان نصيب كل قاضى مايزيد عن األربعة آالف ومائة قضية بمعـدل ) القضايا فى المحاكم عدد

خمسمائة وعشرين قضية كل شهر من األشهر الثمانية للعمل القضائى فى مصر ، وهـو عـدد

المعتـرف بهـا الدولية الفصل فيه عن روية وكفاءة وتبصر وفقا للمعايير ستحيل على القاضى ي

.لعمل القاضى

والنتيجة التى تترتب على عجز القاضى عن الفصل فى هذا الكم الهائل من القضايا هو ترحيـل

.القضايا من عام إلى آخر دون الفصل فيها

فـى تبقية دون الفصل فيهام عدد القضايا ال إجمالى إذا ما نظرنا إلى وتبدو هذه المالحظة صائبة

١٤٩٩٣٧٥بلغ عـدد هـذه القـضايا ة والتجارية ففى القضايا المدني . ٢٠٠١ عام جميع المحاكم

قضية وفى قضايا األحوال الشخـصية بلـغ ١١٤٢٠٢٢وفى القضايا الجنائية بلغ العدد ، قضية

. قضية ٨٠٩٠٨٣عددها

تدنى نسبة الفـصل ىوالنتيجة التى تترتب على تبقى أعداد كبيرة من القضايا دون الفصل فيها ه

% ٣٩,٢٤وفى قضايا األحوال الشخـصية % ٣٣,٣٥ والتجارية التى بلغت فى القضايا المدنية

أى أن حوالى ثلثى القضايا المنظورة أمام الدوائر المدنية والتجارية واألحوال الشخصية ال يفصل

. فيها وترحل إلى العام القادم

لغ عدد قضايا لتراكم أعدادها أكثر وضوحا أمام محكمة النقض إذ ب وتبدو مشكلة تأخر الفصل فى ال

مائة ألف ( ١٠٠٩٨٦ عدد ٢٠٠١ / ٢٠٠٠القضايا المدنية والتجارية المنظورة فى العام القضائى

٨٩٩٢٢ قضية والمتأخر من سنوات سابقة ١١٠٦٤ الجديد منها ) وتسمائة وثمانية وستون قضية

قضية إلى ٩٩٤٥٥ورحلت % ١,٥ قضية بنسبة فصل ١٥٣١قضية ولم تفصل المحكمة إال فى

٣٠٣ عدد ٢٠٠١بلغ سنة ( وهذا يرجع إلى قلة عدد مستشارى محكمة النقض .ات التالية السنو

وبلغ عدد الطعـون فـى ١٠٥٢٥١مستشارا فى جميع الدوائر فى حين بلغ عدد الطعون المدنية

. طعنـا ١٩٨٩٦٣ وبلغ عدد الطعون فى أحكام محاكم الجنح المستأنفة ٢١٣٤٨أحكام الجنايات

ألـف قـضية لكـل عن بمعدل يزيد ٣٢٥٥٦٢ن أمام محكمة النقض بلغت أى أن جملة الطعو

. مستشار

فع بشكل ملحوظ عنهـا ت تر الجزئية أن نسبة الفصل فى القضايا الجنائية على أنه من المالحظ

% ٨٠,٨ نـسبة ٢٠٠٠فى القضايا المدنية والتجارية وقضايا األحوال الشخصية إذ بلغت عـام

أن هذه ، ويرجع ارتفاع نسبة الفصل فى القضايا الجنائية إلى % ٧١,٢٣ نسبة ٢٠٠١وبلغت عام

٧٦

النوعية من القضايا ال تثير اإلشكاليات القانونية التى تثيرها القضايا المدنية والتجارية فضال عـن

وجود مصلحة أكيدة للمتهمين وللمجنى عليهم فى سرعة الفصل خاصة إذا كان المـتهم محبوسـا

الذى يؤدى إلى عزوف أطراف الخصومة من األفراد عن اللجوء إلـى وسـائل احتياطيا ، األمر

.تعطيل الفصل فى الدعوى التى يلجأون إليها فى القضايا المدنية والتجارية

الزيادة المفرطة فى عدد هذه القضايا تدفع إلى رغمولكن ارتفاع نسبة الفصل فى القضايا الجنائية

كل قضية مـن بهدفاع والحقوق اإلجرائية للمتهمين وما تحظى التساؤل عن مدى توافر حقوق ال

ولعل معيار إلغاء الحكم بإجراء طعـن الحـق .وقت القاضى لكى يفصل فيها عن تؤدة وبصيرة

. يعد معيارا مقبوال به لقياس مدى كفاءة العمل القضائى فى المرحلة األدنى

بعض المحـاكم يا الجنائية المنظورة أمام القضا عدد من واقع االحصاءات القضائية أواللنفحص

. جزئية لنتبين الكم الهائل من القضايا التى يتعين على القاضى أن يفصل فيها فى كـل جلـسة ال

٧٦٧٥عـدد ٢٠٠١محكمة شبرا الجزئية فى القاهرة بلغ عد قضايا الجنح الجديدة فيها سنة ففى

قـضية ٦٩٩٥ضت فيها بعقاب المـتهم فـى قضية فصلت فيها جميعا دون بواقى للعام التالى وق

مـن أى أنها قضت باإلدانة فيما يزيد عن االثنين وتسعين فى المائـة . قضية ٦٨٠وبالبراءة فى

.إليها حالة القضايا الم

القـضاة ( أسـبوعيا مرة واحدة دوائر الجنح تعقد فى المحاكم الجزئية دائرة من كل وإذا كانت

من ٨٦ وكان العام القضائى وفقا لنص المادة )ددة فى دوائر مختلفة الجزئيون يكلفون بأعمال متع

قاضى الجزئـى كان عدد الجلسات التى يعقدها ال قانون السلطة القضائية يتكون من تسعة شهور ،

ى حكم ف أى أن القاضى ي ) شهريا جلسات ٤ xأشهر عمل ٩( جلسة ٣٦سنويا لنظر الجنح

.ضية ق٢١٣سة الواحدة فى حوالى الجل

قضية كلها جديدة ١١٥٤٢ فى نفس العام بلغ عدد قضايا الجنح مثال وفى محكمة مصر الجديدة

. متهما وببراءة ثمانين متهما ١١٤٦٢فصلت فيها المحكمة جميعها خالل العام فقضت بعقاب

قاضـى جلسة واحدة أسبوعيا لكان معنى ذلك أن ال قاضى الجنح بالمحكمة يعقد فإذا افترضنا أن

. قضية ٣٢٠يزيد عن فى الجلسة الواحدة فى عدد يتظر ويفصل سنويا

ويحق التساؤل حـول الكيفيـة تلك أمثلة على كم القضايا المنظورة أمام محاكم الجنح فى مصر ،

مكن للمحكمة مع هذا العدد الهائل من القضايا الذى تفصل فيه كل جلسة من تـأمين حـق يالتى

وإبداء الدفوع والطلبات وتحقيق هذه الدفوع وتلك الطلبـات وسـماع شـهود الدفاع فى المرافعة

٧٧

اإلثبات والنفى وتحقيق األدلة الفنية وغير ذلك من اإلجراءات التى يستلزمها إظهار وجه الحقيقـة

وهل يمكن للقاضـى أن يـسبب أحكامـه . فى ظل ضمانات المحاكمة العادلة فى العدالة الجنائية

من القضايا التى يفصل فيها يوميا؟ لقـد شـاع لألدلة فى هذا الكم الهائل بهدوء وروية وتمحيص

لجوء القضاة فى محاكم الجنح الجزئية إلى مايعرف بنماذج األسباب وهى عبـارة عـن أسـباب

سابق اإلعداد يتم مهره على أوراق القضية وتمـأل فيـه ) أكلشيه ( لألحكام مطبوعة على خاتم

األمر الذى يعنى أن القضاة . ة مثل اسم المتهم ورقم القضية وغير ذلك البيانات الخاصة بكل قضي

ال ينظرون فى القضايا باعتبارها حاالت متفردة تستتبع كل منها معاملة عقابية خاصة فى إطـار

بل باعتبارها مفردات لنوعيـات مـن القـضايا ، السلطة التقديرية التى يمنحها القانون للقاضى

. ية بصرف النظر عن الفروق الجوهرية فيما بينها تستتبع معاملة جماع

هذه العبء الزائد على القضاة فى قضايا الجنح والمخالفات الجنائية البد وأن يـتعكس بالـضروة

ها أو تعديلها عند الطعن عليهـا سـواء بالمعارضـة أو ؤعلى ارتفاع نسبة األحكام التى يتم إلغا

. االستئناف

والتـى تمـت ٢٠٠١بية الصادرة من محاكم القاهرة للجنح الجزئية سنة فجملة عدد األحكام الغيا

حكمـا بنـسبة ١١٥٥٣ حكما وألغى ٢٢٧٢٠ حكما عدل منها . ١٦٨٥٠٧المعارضة فيها بلغ

ومن المعروف أن المعارضة فى األحكام الغيابية تتم أمـام . من األحكام الصادرة % ٢٠حوالى

االستئنافات التى ترفع عن األحكام الصادرة من محـاكم أما. نفس المحكمة التى أصدرت الحكم

فترتفع فيها نسبة األحكـام ) االبتدائية ةدائرة الجنح المستأنفة بالمحكم ( الجنح أمام محكمة أعلى

بالبراءة وإلغـاء حكـم محكمـة أول ففى محكمة شمال القاهرة حكم . التى يتم تعديلها أو إلغاؤها

استئنافا ١٤٢٤٠ استئنافا من جملة ٢٣٤٨تخفيف العقوبة فى قضى ب و ، استئنافا ٩٦٧ فى درجة

مـن مجمـوع األحكـام % ٢٣أى أن نسبة التعديل فى أحكام محاكم أول درجة بلغت حـوالى

قـضية ٨٥٥١وفى محكمة دمنهور حكم بتخفيـف العقوبـة فـى . الصادرة من الدرجة األولى

% . ٤٠ قضية بنسبة حوالى ٢٣٠٧٥ قضية من أصل ٩٣٠٩ قضية بمجموع ٧٨٥البراءة فى بو

قضية بمجموع ٢٨٤٠قضية وبالبراءة فى ٣٦٨٨حكم بتخفيف العقوبة فى وفى محكمة الزقازيق

وفى محكمة أسوان حكـم . %٦٠ قضية بنسبة حوالى ١١٠٣٣ قضية من أصل إجمالى ٦٢٢٨

ا الحكم من قضية عدل فيه ٤١٤ قضية بمجموع ٥٧ قضية وبالبراءة فى ٣٥٧بتخفيف العقوبة فى

وهكذا ال تقل نسبة األحكام الجنائية التى تعدل فى االسـتئناف % . ٢١ قضية بنسبة ١٨٩٣أصل

فإذا أضفنا إلى ذلك األحكام التى تعدل باإللغاء أو التخفيف فـى % ٦٠وقد تصل إلى % ٢٠عن

٧٨

م التـى نسبة األحكا تراوحت ل %٢٠مرحلة المعارضة فى األحكام الغيابية التى تدور حول نسبة

األمر الذى ال يجد تفسيرا إال ، % ٨٠و % ٤٠ أحكام المحاكم الجزئية الجنائية بين بين من تلغى

. أن كاهل قضاة المحاكم الجزئية مرهق بالقضايا المتراكمة ب

عنـد الطعـن عليهـا ) أحكام محاكم الجنح المستأنفة ( فإذا نظرنا إلى ما يلغى من هذه األحكام

لدينا أن الحكم القضائى الذى يصدر عن قضاء مثقل باألعباء ليس بالضرورة بطريق النقض تأكد

بقبول الطعن ونقض أمام محكمة النقض فعدد الطعون التى قضى فيها موضوعيا . لحقيقة ل اعنوان

طعنـا مـن جملـة ٨٦٣٣هو ) المقدمة من المتهمين ( ٢٠٠٠/٢٠٠١الحكم فى العام القضائى

أى أن األغلبية الساحقة من أحكام محاكم الجنح % ٩٤بة تصل إلى قبلت شكال بنس ٣٠ طعنا ٩٠٩٦

المستأنفة تنطوى على عوار يوجب نقضها إما لمخالفة القانون أو لخطأ فى تأويلـه وتفـسيره أو

فإذا علمنا أن . لقصور فى التسبيب أو فساد فى االستدالل أو غير ذلك من موجبات نقض األحكام

عقوبات قصيرة المدة غالبا ما تصدر بعد ب األحكام الصادرة ون على أحكام محكمة النقض فى الطع

وألن الطعن بالنقض ال يوقف تنفيـذ استيفاء العقوبات لطول أمد التقاضى وازدحام جدول القضايا

ئيـة وبحقـوق ألدركنا أى ضرر يلحـق بالعدالـة الجنا ك ، لالعقوبة مالم تأمر محكمة النقض بذ

.المتهمين من جراء ذلك

التأثير السلبى على العدالة ودورها فى واإلدارية اإلجرائيةالمسائل ٢-٢-٤

وغالبا ما يلجأ الخصوم إلى استخدام الرخص اإلجرائية المقررة فى القانون لتعطيل الفـصل فـى

ن إلى رفع دعاوى كيديـة ال يالمدعكثير من يلجأ من ناحية أخرى الدعاوى المرفوعة عليهم ، و

بجرجـرتهم ( مع الغير لـصالحهم هم مجرد الرغبة فى حسم صراعاتبل جه الحق يقصدون بها و

فى وقت ال تمثل فيه الرسوم القضائية عبئا ينوء بـه كاهـل ) أمام المحاكم حسب التعبير الدارج

حتى أصبح القضاء فى مصر وسيلة لحسم الصراعات بـين األزواج والجيـران .٣١المتقاضين

ألوا ساحات المحاكم بدعاوى تافهة القيمة يرهق بها كاهل القـضاة وزمالء العمل وغيرهم ممن م

. وينشغلون بها عن مهمتهم األصلية فى حسم النزاعات الجدية حول تطبيق القانون

١٩٧ ص ٢٠٠٠/٢٠٠١وزارة العدل ، تقرير االحصاء القضائى السنوى 30 , The Rule of Lawين فى آتابه راجع دراسات الحالة التى قام بها الباحث األمريكى ناثان براون لعينة من المتقاضين المصري 31

Courts in Egypt and The Gulf States , Cambridge University Press,1998 والذى ترجمه إلى العربية الدآتور محمد .٢٠٠٤نور فرحات تحت عنوان ، القانون فى خدمة من ، الناشر سطور ، القاهرة

٧٩

إمـا برفـع تهم لحق الدفاع فى الدعاوى ممارس فى إلى التعسف ومن ناحية اخرى يلجأ المحامون

وسائل متعـددة لتعطيـل باتباع اه الرأى العام ، أو دعاوى ال مصلحة لهم فيها لمجرد جذب انتب

مثل طلب التأجيل لإلعـالن وإلعـادة اإلعـالن و الدعاوى المرفوعة على موكليهم الفصل في

وال يتورعـون عـن الطعـن لإلطالع واالستعداد ولتقديم المستندات ولالطالع على المستندات

ال يتورعون عن اللجوء إلـى كما اق الخصم بالتزوير على المستندات المقدمة ضدهم لمجرد إره

رد المحكمة إذا رأوا فى ذلك وسيلة لتأخير الفصل فى دعوى من المرجح أن يكون الحكـم فيهـا

وقد ال تواجه هذه الحيل برفض حاسم من القضاة نظرا ألنها تقـدم لهـم طـوق . لغير صالحهم

قومون بتأجيل نظر الدعاوى لألسباب غيـر اإلنقاذ أمام الكم الهائل من القضايا المنظورة أمامهم في

ورغم نصوص قانون المرافعات التى تهـدف إلـى التقليـل مـن . الجدية التى أبداها المحامون

استخدام وسائل تعطيل العدالة إال أن هذه النصوص ما زالت غير ناجعة سواء للحد من الـدعاوى

ويلعب الخبراء الـذين . ى الدعوى الكيدية أو لمواجهة حيل الخصوم ومحاميهم لتعطيل الفصل ف

كثيرا ما تستعين بهم المحاكم فى الدعاوى المدنية والتجارية والجنائية دورهم فى تعطيل الفـصل

التباطؤ فى إعداد تقاريرهم فى ظل مناخ عام من عدم الثقة بهـا البطء أو فى الدعاوى عن طريق

. ٣٢إلشاعات كثيرة حول نزاهة الخبراء وحيدتهم

موظفيـه عبء الهائل الذى يقع على الجهاز اإلدارى بالمحاكم فإن قطاعات واسعة مـن رغم ال و

العاملين وغيرهم من أمناء السر والمحضرين كثير من فال. لعدالة ل حقلعب دورا بالغ السوء فى ت

( بـل مـن فى النيابات والمحاكم ال يتعيشون من رواتبهم الزهيدة التى يتقاضونها مـن الدولـة

الرسمى الذى والرشاوى التى يحصلون عليها من المتقاضين إما مقابل قيامهم بعملهم ) ياتاإلكرام

. وإما نظير تحايلهم على القانون إضرارا بالخصوم اآلخرين يؤجرون عليه من الدولة

لجأ فغالبا ما ي . وليس من اليسير أن يتم تنفيذ األحكام النهائية الصادرة فى المواد المدنية والتجارية

حكوم ضده بعد استنفاد كل صور الطعن إلى استخدام رخصة إشكاالت التنفيذ بطريقـة كيديـة مال

إال وإن كان األثر الواقف لمجرد رفع اإلشكال ال يثبت إال لإلشـكال األول . لمجرد تعطيل التنفيذ

ـ ذ إن كثيرا من المحكوم ضدهم يوعزون لغير الخصوم برفع إشكاالت تهدف إلـى عرقلـة التنفي

كما أن الكم الهائل من األحكام النهائية الصادرة فى مواد الجنح والمخالفات يلقـى . بمجرد رفعها

متأخر من سنوات سابقة : هى آالتالى ٢٠٠١ن بيانات مصلحة الخبراء لعام إلى أ٢٠٠٠/٢٠٠١ يشير اإلحصاء القضائى لعام 32

أى أقل من الثلث ( قضية أعد فيها التقرير ٣١٣٣٧٨ قضية أنجزت منها ١١٤٧٨٦١ وحملتها ٩٨٤٩٥٩قضية ، قضايا جديدة ١٦٢٩٠٢راجع المصدر السابق ) ن ثلثى عدد القضايا أى أآثر م( قضية ٨٠٥٣٠٧ قضية أنجزت دون تقرير وبقيت للسنوات القادمة ٢٩١٧٦و )

٢٦٣اإلشارة ص

٨٠

على وحدات تنفيذ األحكام بالشرطة التى تمارس عملها تحت إشراف النيابة العامة أعباء ثقيلـة ال

. طاقة لها بها

الخاتمة والتوصيات:الفصل الثالث

يمكن التوصل إلـى ، الماثل من استعراض أوضاع القضاء فى مصر بعد أن انتهى التقرير

) كمؤسـسة ( مجموعة من االستخالصات العامة تقوم على ضرورة التفرقة بـين القـضاء

فللقضاة فى مصر تقاليـد مهنيـة ذات جـذور . والقضاة كأفراد عند تقييم القضاء المصرى

ديث فى أواخر القرن التاسـع حاء المصرى ال ليبرالية يتوارثنوها جيال بعد جيل منذ نشأة القض

وهذا ال ينفى أن التغيرات االجتماعية واالقتصادية والثقافية التى تعرضت لها مـصر . عشر

ولكـن مـع ذلـك تبقـى قـيم الحيـدة . على هذه التقاليد بشكل أو آخر تأثيرهاقد مارست

لـديهم عززها إحساس طاغ والنزاهة قيما راسخة فى ضمير القضاة المصريين ي ستقالليةواال

. بالتفرد االجتماعى

أما النظام التشريعى الحاكم للسلطة القضائية فهو فى مجمله يعزز هيمنة السلطة التنفيذية على

فالقضاء االستثنائى منصوص عليه فى الدستور فى مواضع متعددة األمـر . مؤسسة القضاء

كل المنازعات ويحرم المواطن من حـق الذى يحرم القضاء الطبيعى من الوالية الكاملة على

و الدستور يجمع قضاء الحكم مع بعض الوظائف القانونية تحت . اللجوء إلى القضاء الطبيعى

وتقـع . مظلة ما يسمى بالمجلس األعلى للهيئات القضائية الذى يرأسه رئـيس الجمهوريـة

لتشريع العادى فى مصر و يكرس ا .المحكمة الدستورية العليا خارج منظومة القضاء الطبيعى

رئيس ( فالتعيين فى المناصب القضائية الهامة . هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية

من سلطات رئيس الجمهورية ، ويملـك ) محكمة النقض والنائب العام ورئيس مجلس الدولة

سواء فى بة العامة رجال النيا اسعة بالنسبة للقضاة والمحاكم والنيابات و ووزير العدل سلطات

ومبدأ عدم قابلية القضاة للعـزل رغـم كونـه . أو فى التفتيش أو التأديب اإلدارى اإلشراف

مبدأ نظرى يمكن اإلطاحة به إذا وفى قانون السلطة القضائية هو منصوص عليه فى الدستور

لطة وخاصة عندما يحتدم الـصراع بـين الـس ذاته لزم األمر باالستناد إلى نصوص القانون

٨١

وميزانية القضاء هى جزء مـن ميزانيـة . القضاء استقالليةالتنفيذية والسلطة القضائية حول

. وزارة العدل

يـسمح للـسلطة التنفيذيـة أن أمـر وهيمنة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية فى مصر

فـى مـنح تستخدم المزايا المادية للتأثير على القضاة عن طريق الندب واإلعارة واإلغـداق

كما أن السلطات الواسعة التى يتمتع بها رؤسـاء المحـاكم االبتدائيـة ومحـاكم . المكافآت

القضاء وتلقى شبهات على قيام هؤالء بتوزيع قضايا معينة ذات استقالليةاالستئناف تنال من

. حساسية خاصة للسلطة التنفيذية على قضاة معينين

وصا عقابية تجرم التدخل فى أعمال القضاة أو التأثير وقد تضمن النظام القانونى المصرى نص

عليهم وتهدف إلى حماية أمنهم الشخصى كما نظم القانون حصانة قضائية للقضاة وضعت لهم

. نظاما خاصا للمساءلة الجنائية

ورغم ما هو مقرر قانونا وطبقا للتقاليد القضائية من عدم جواز اشتغال القضاة بالـسياسة إال

ينصرف إلى مصادرة حريتهم فى إبداء الرأى والتعبير عنه بما ال يتعـارض مـع أن ذلك ال

واليوم فإن حرية القاضى فى التعبير عن رأيه وحق التنظيم النقابى للقـضاة . عملهم القضائى

من األمور الساخنة المطروحة للنقاش العام فى مصر بسبب الخالف المتصاعد بـين نـادى

قضاء األعلى حول دور القضاة فى اإلشـراف علـى االنتخابـات القضاة والحومة ومجلس ال

وحول مشروع قانون السلطة القضائية الجديد الذى يتعذر فى الدهاليز الرسـمية والحكوميـة

. للقضاة ستقالليةبسبب توجس الحكومة من منح مزيد من اال

ؤسسية والناحية ويتضمن القانون فى مصر ضمانات تكفل حيدة ونزاهة القضاة من الناحية الم

. كما أن النظام اإلجرائى يحتوى على كثير من المبادئ التى تكفل النزاهة والحيـاد . الفردية

ومع ذلك فإن التغيرات الهيكلية فى االقتصاد المصرى والتحوالت االجتماعية التى حدثت فى

. اد القضاة المجتمع فى العقود الثالثة األخيرة قد تكون قد تركت أثرا سلبيا على بعض آح

وثمة معايير واضحة وصارمة لقياس كفاءة القضاة وترقيتهم وتـأديبهم وإن كانـت أصـابع

. السلطة التنفيذية فى الترقية والتاديب واضحة بجالء فى السلطات التى يتمتع بها وزير العدل

ك ومع ذلك فقد شاب التعيين فـى أول الـسل . يحتاج إلى تطوير وثمة نظام لتدريب القضاة

القضائى كثيرا من الشوائب فى السنوات الماضية ، إذ لم يعد التفوق فـى مرحلـة الدراسـة

الجامعية هو المعيار األوفى لألفضلية فى التعيين بل تدخلت اعتبـارات الوسـط اإلجتمـاعى

واالعتبارات الشخصية حتى بات من المسلم به أن أبناء رجال القضاء الحاصلين على إجـازة

٨٢

عينون بطريقة آلية فى سلك القضاء مع ما يمثله ذلك من إخـالل بمبـدأ تكـافؤ فى القانون ي

ويتم . كا زادت نسبة تعيين رجال الشرطة وخريجى كلياتها فى المناصب القضائية . الفرص

.ذة الجامعات فى المناصب القضائيةعن عمد إهدار النصوص الخاصة بتعيين المحامين وأسات

وهى محكمة كمـا ذكرنـا ( اين قاضية بالمحكمة الدستورية العلي ورغم إقدام الدولة على تعي

فقد توقف األمر عند ذلك ، وما زالت الدولة عازفة عن ) تخرج عن منظومة القضاء الطبيعى

تعيين النساء فى المناصب القضائية من أول السلم القضائى وليس هناك تبريـر معلـن لهـذا

. التمييز بين الرجال والنساء

فأمام . يتمثل فى فعالية النظام القضائى لتحدى األكبر الذى يواجه القضاء المصرى على أن ا

الكثرة الهائلة فى عدد القضايا بمختلف درجات وأنواع المحاكم تـستغرق المنازعـات وقتـا

ومع تراكم عدد القضايا يجرى التجاوز عن حقـوق اجرائيـة . طويال حتى يتم الفصل فيها

وال تأخذ كثير من القضايا خاصة . قرينة البراءة فى المساءل الجنائية كثيرة مثل حق الدفاع و

األمر الذى يكشف عن نفسها عن زيادة فى محاكم الدرجة األولى حقها من الدراسة والفحص

ويسئ المتقاضون غالبا اسـتخدام حقـوقهم . معدالت إلغاء وتعديل األحكام عند الطعن عليها

ن اللجوء إلى أى رخصة إجرائية لمنع خصمهم من الحصول وهم ال يتورعون ع . اإلجرائية

وتلعب عدم كفاءة وعدم نزاهة الجهاز . ولقى تنفيذ األحكام مشكالت وعقبات جمة . على حقه

. المحاكم دورها فى تعطيل العدالةاإلدارى فى

ويبدو من العرض السابق أن إصالح القضاء فى مصر فى حاجة إلـى حزمـة كبيـرة مـن

. التشريعية واإلدارية واللوجستيةالخطوات

بدءا مـن تعـديل : فتعديل التشريعات المعوقة لإلسقالل المؤسسى للقضاء بات أمرا مطلوبا

الدستور بإلغاء كافة صور القضاء االستثنائى حتى تعديل قانون السلطة القضائية بمـا يكفـل

وال بد من رفـع كـل . المعتمدة ها عن السلطة التنفيذية وفقا للمعايير الدولية استقالليةحقيقة

سلطة لوزارة العدل عن شئون القضاء كما ال بد ان يكون التعيين فى المناصـب القـضائية

جلس الدولة على أسس موضوعية وأال يترك مالكبرى كالنائب العام ورئيس محكمة النقض و

رقيـة وتأديبـا والبد أن تكون أمور القضاة تعيينا وت . األمر لمترك تقدير رئيس الجمهورية

ونقال فى يد مجلسهم الذى يراعى فى تشكيله أن يشتمل على المناصـب القـضائية الكبـرى

. عضوية ممثلين لمجتمعات القضاةبجانب

٨٣

القضاة نادى بين يدور اآلن شارة إلى أمرين بمناسبة الخالف الذى إلوفى هذا السياق فالبد من ا

وقـد سـبق أن . من ناحية أخرى التنفيذية السلطة مجلس القضاء األعلى و وبينمن ناحية

ألمحنا فى صلب هذا التقرير على أن الخالف يدور حول ما يأخـذه نـادى القـضاة علـى

االنتخابات التشريعية من تجاوزات وحول التعثر الذى يقابله مشروع قانون السلطة القـضائية

القـضاء استقالليةأجل فى نضاله من أن نادى القضاة قد اقتصر حتى اآلن الحظة ن ا م أول.

فقط دون أن يمتد بمطالباته إلى تحديث النظـام القـضائى برمتـه ستقالليةعلى المطالبة باال

بالقضاء على المشاكل المتعلقة بفعالية القضاء وخاصة تراكم القضايا وقلـة عـدد القـضاة ،

ة لم يقل كلمتـه كما أن نادى القضا . وتعثر تنفيذ األحكام وغير ذلك مما سبقت اإلشارة غليه

فيما يتعلق بمدى توافر المعايير الموضوعية فى التعيين فى وظائف معاونى النيابة وهـى أول

دون التعرض للمشاكل األخرى ستقالليةإن اقتصار النادى على المطالبة باال . السلم القضائى

إلصـالح قد يصم حركته بالطابع المهنى المنغلق حيث ال تمتد مطالباته اإلصـالحية إلـى ا

المالحظة الثانية أن التحليل الذى أورده التقرير ألهم مالمـح مـشروع . القضائى بشكل عام

قانون السلطة القضائية الذى شارك فى إعداده نادى القضاة يدل على أن سقف طموح النـادى

فالمشروع مـا . القضاء كان منخفضا عن المعايير الدولية المتعارف عليها ستقالليةبالنسبة ال

زال يحتفظ بالكثير من مظاهر هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية وإن كان بال شك

.القضاء استقالليةيحرز تقدما محسوبا ولكنه محدود على طريق

قائمة بأهم المراجع

رشدى فوزى رشدى ، تطر النظام القضائى المصرى فيما قبل إنشاء المحاكم األهلية ، •

١٩٩٧وراه نوقشت فى كلية الحقوق جامعة الزقازيق عام رسالة دكت

القضاء عن السلطة التنفيذية فى المواثيق والدساتير والمؤتمرات استقاللية سرى صيام ، •

١٩٩٥نوفمبر / مارس٣٨المحلية والدولية ، المجلة الجنائية القومية ، المجلد

٨٤

العالم العربى ، بحث منشور فى القضاء فىاستقاللية عادل عمر شريف وناثان براون ، •

المجلد الخاص بورشة العمل عن بناء القدرات والمعارف لخدمة حكم القانون فى البالد

.٢٠٠٦ إبريل ٨العربية ، بيروت

عبد العظيم وزير ، المسئولية الجنائية للقضاة ، المجلة الجنائية القومية ، المرجع . د •

.السابق

استقاللية" ولية التأديبية للقضاة ، المجلة الجنائية القومية عطية مهنا ، ضمانات المسئ •

١٩٩٥نوفمبر / المجلد الثامن والثالثون ، مارس " القضاء استقالليةالسلطة القضائية و

على الصادق ، المدعى العام االشتراكى ، تبعيته للسلطة التشريعية وعالقته بالسلطة •

. ، سابق اآلشارة التنفيذية ، المجلة الجنائية القومية

) طبعة نادى القضاة ( القضاء ، دراسة مقارنة ، القاهرة استقاللية محمد كامل عبيد ، •

١٩٩١

١٩٨٦ محمد نور فرحات ، التاريخ اإلجتماعى للقانون فى مصر الحديثة ، القاهرة ، •

ور ، محمد نور فرحات ، البحث عن العدل ، السلطة والقانون والحرية ، القاهرة ، سط •

٢٠٠٠

وجدى راغب فهمى ، مبادئ القضاء المدنى ، قانون المرافعات ، دار الفكر العربى ، •

.١٩٨٦/١٩٨٧القاهرة ،

وجدى راغب فهمى ، النظرية العامة للعمل القضائى ، رسالة دكتوراه بكلية الحقوق •

١٩٦٧جامعة عين شمس ، القاهرة

٢٠٠٠/٢٠٠١ى وزارة العدل ، تقرير االحصاء القضائى السنو •

:باللغة االنجليزية

The Rule of Law , Courts in Egypt and The Gulf States , Cambridge

University Press,1998 Brown Nathn ترجمه إلى العربية الدكتور محمد نور فرحات

.٢٠٠٤تحت عنوان ، القانون فى خدمة من ، الناشر سطور ، القاهرة