دروس تربوية من األحاديث النبوية.العمل لغير )مظاهر سوء الخلق

الله.الرضا بالقضاء والقدر(

الدرس األول

من مظاهر سوء الخلق

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: )ال تحاسدوا، وال تناجشوا، وال تباغضوا، وال تدابروا، وال يبع

بعضكم على بيع بعض، وكونوا عبد الله إخوانا، المسلم أخوا المسلم: ال يظلمه، وال يخذله، وال يحقره. التقوى ها هنا –ويشير إلى صدره، ثالث

مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه،

وماله، وعرضه( أخرجه مسلم.

وعن قطبة بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله علية وسلم يقول: )اللهم جنبني منكرات األخالق، واألعمال، واألهواء، واألدواء( أخرجه

الترمذي، وصححه الحاكم. واللفظ له.

من مظاهر سوء الخلق:

- الغلظة والفظاظة: فتجد كثيراW من الناس فظاW غليظاW ال يتراخى وال يؤل[ف، وال يتكلم إال بالعبارات النابية التي تحمل في طياتها

الخشونة والشدة والقسوة.

عبوس - ومن مظاهر سوء الخلق: الوجه وتقطيب الجبين، فكم من الناس ال

تراه إال عابس الوجه مقطب الجبين ال .يعرف التبسم واللباقة

سرعة - ومن مظاهر سوء الخلق: الغضب، وهذا مسلك مذموم في الشرع والعقل، وهو سبب ألمور ال تحمد عقباها.

:Wومن مظاهر سوء الخلق أيضاالتنابز باأللقاب، وهذا مما نهانا الله عنه وأدبنا

بتركه فقال تعالىوقf ب[عeد[ fس fفeال fم eس[ االسeْئhب hاب e بhاأل[لeق[ وا fو[ال[ ت[ن[اب[ز (:

اِإلhيم[انh ( ؟ومع هذا النهي إال أننا نجد أن غالبية الناس ال

يعرفون إال بألقابهم السيْئة، وهذه األلقاب مما يثير العداوة ويسبب الشحناء.

ومن مظاهر سوء الخلق:الكبر، فهناك من يتكبر في نفسه ويتعالى على

بني جنسه فال يرى ألحد قدراW وال يقبل من أحد عدالW وال صرفاW، والكبر خصلة ممقوتة في الشرع

والعقل.ومن مظاهر األخالق السيْئة:

الغيبة والنميمة .. فكم فسد بسببهما من صداقة وكم تقطعت أواصر، وهاتان الخصلتان ال تصدران

عن نفس كريمة، وإنما تصدر من أنفس مهينة ذليلة دنيْئة، أما الكرام فإنهم يترفعون عن مثل هذه

الترهات.

الدرس الثاني:

العمـل لغيـر اللـه

عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت

فيك حتى استشهدتقال كذبت ولكنك قاتلت ألن يقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم

العلم وعلمه وقرأالقرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفهاقال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك

القرآنقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال

هو قارىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف

المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفهاقال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق

فيها إال أنفقت فيها لكقال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به

فسحب على وجهه حتى ألقي في النار

· اعلم أن العمل لغير الله أقسام :

- فتارة يكون رياء محضا ، بحيث ال يراد به سوى 1مرآت المخلوقين لغرض دنيوي ، كحال المنافقين

كما قال الله –في صالتهم ، عز وجل:} وإذا قاموا إلى الصالة قاموا كسالى

يراؤون الناس وال يذكرون الله إال قليال { .· وكذلك وصف الله تعالى الكفار بالرياء في قوله : } وال تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء

الناس ويصدون عن سبيل الله { .- وهذا الرياء المحض ال يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصالة والصيام ، وقد يصدر في الصدقة

الواجبة أو الحج ، وغيرهما من األعمال الظاهرة ، أو التي يتعدى نفعها ، فإن اِإلخالص فيها عزيز ، وهذا العمل ال يشك مسلم أنه حابط ، وأن صاحبه

يستحق المقت من الله والعقوبة.

- وتارة يكون العمل لله ، ويشاركه 2الرياء ، فإن شاركه من أصله ،

فالنصوص الصحيحة تدل على بطالنه وحبوطه أيضا .

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ) يقول الله تبارك وتعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عمال أشرك فيه

معي غيري ، تركته وشريكه (

- وأما إن كان أصل العمل لله ، ثم طرأت 3عليه نية الرياء ، فإن كان خاطرا ودفعه ،

فال يضره بغير خالف ، وإن استرسل معه ، فهل يحبط عمله أم ال يضره ذلك ويجازى

على أصل نيته ؟الراجح أن عمله ال يبطل بذلك، وأنه يجازى

على نيته األولى.· أخذ الغنيمة في الجهاد:

إن خالط نية الجهاد مثال نية غير الرياء ، مثل أخذ أجرة للخدمة ، أو أخذ شيء من

الغنيمة ، أو التجارة ، نقص بذلك أجر جهادهم ، ولم يبطل بالكلية ، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : ) إن الغزاة إذا غنموا غنيمة ، تعجلوا ثلثي أجرهم ، فإن

لم يغنموا شيْئا ، تم لهم أجرهم (

الدرس الثالث:كيف يكون الرضا بقضاء الله

· قال تعالى: ) إن�ا كل شيء خلقناه بقدر (. fضا بالقضاء تحقيق ا يدعو المؤمن إلى الر� �· ومم

إيمانه بمعنى قول الن�بي� - صلى الله عليه وسلم - : ) ال يقضي الله للمؤمن قضاءW إال كان خيراW له : اء شكر ، كان خيراW له ، وإنe أصابته �إنe أصابته سر

اء صبر ، كان خيراW له ، وليس ذلك إال للمؤمن ( �ضررواه مسلم.

· هاتان درجتان للمؤمن بالقضاء والقدر في المصائب :

§ الدرجة األولى : أنe يرضى بذلك ، وهذه درجة� . Wعالية� رفيعة جدا

hنeذhإhب �يب[ة� إhال hصfم eنhاب[ م ص[ا أ[ قال الله تعالى : } م[

. } fب[هeل دh ق[ eي[ه hاللهhب eنhمeؤfي eو[م[ن hاللهجل[ ، فيعلم �- قال علقمة: هي المصيبة تصيبf الر

أن�ها من عند الله ، فيسل�مf لها ويرضى .

eأن �- قال أبو الدرداء: إن� الله إذا قضى قضاءW أحبيfرضى به .

- وقال ابن مسعود: إن� الله بقسطه وعدله جعل[ وح[ والفرح في اليقين والرضا ، وجعل الهم �الر

والحزن في الشك� والسخط.- وقال عمر بن عبد العزيز: أصبحت ومالي سرور�

إال في مواضع القضاء والقدر .ه كل�ه في fفمن وصل إلى هذه الدرجة ، كان عيش - Wحاhال نعيم� وسرور� ، قال الله تعالى : } م[نe ع[مhل[ ص[. } Wط[ي�ب[ة Wي[اة يhي[ن�هf ح[ eحfل[ن ؤeمhن� ف[ fو[ م fث[ى و[هeنf وe أ

مhنe ذ[ك[ر� أ[لف: الحياة الطيبة : هي الرضا �- قال بعض الس

والقناعة.- وقال عبد الواحد بن زيد: الرضا باب الله األعظم

وجنة الدنيا ومستراح العابدين .

والدرجة الثانية : أنe يصبر[ على البالء ، وهذه لمن لم يستطع ضا فضل� مندوب� إليه ضا بالقضاء ، فالر� الر�

مستحب ، والصبرf واجب� على المؤمن حتم� ، بر خير� كثير� ، فإن� الله أمر[ به ، ووعد[ �وفي الص

ا hن�م[ عليه جزيل[ األجر . قال الله - عز وجل - : } إاب� { . هfمe بhغ[يeرh حhس[ ر[ eون[ أ[ج fرhاب �يfو[ف�ى الص

· الفرق بين الرضا والصبر :ها عن التسخط مع fفس وحبس�بر: كف� الن �- الصوجود األلم ، وتمن�ي زوال ذلك ، وكف� الجوارح

عن العمل بمقتضى الجزع .- والرضا: انشراح الصدر وسعته بالقضاء ، وترك

fوجد[ اِإلحساس eتمن�ي زوال ذلك المؤلم ، وإنباأللم .

وح ه لما يباشر القلب[ من ر[ fف - لكن الرضا يخف�ضا ، فقد يزيل اليقين والمعرفة ، وإذا قوي الر�

اِإلحساس باأللم بالكلية .

بعض ما ينافي الرضا بالقضاء والقدر:- االعتراض على قضاء الله الشرعي 1

الديني .- ترك التوكل على الله .2- السخط بما قسم الله .3

- الحزن على ما فات .4- النياحة واللطم وشق الجيوب .5- تمني الموت لضر نزل أو بالء .6

- عدم الرضا بالمقسوم من الرزق .7- الجزع والهلع .8

ثمرات الرضا بالقضاء والقدر:- اِإليمان بالقدر طريق الخالص من الشرك؛ ألن المؤمن يعتقد أن النافع والضار، والمعز والمذل، والرافع والخافض هو الله وحده سبحانه وتعالى.- الثبات عند مواجهة األزمات، واستقبال مشاق

الحياة بقلب ثابت ويقين صادق.- أنه يهدئ روع المؤمن عند المصائب وعند فوات

المكاسب، فال تذهب نفسه عليها حسرات، وال يلوم نفسه أو يعنفها، بل يصبر ويرضى بحكم الله تعالى، ويعلم أن هذا هو عين قضاء الله وقدره.- أنه يدفع اِإلنسان إلى العمل واِإلنتاج والقوة

والشهامة؛ فالمجاهد في سبيل الله يمضي في جهاده وال يهاب الموت.

) hهhل hاع يeرh ك[ف[ ) إhن� الد�ال� ع[ل[ى الeخ[eeْْeeeeeee التنسونا من صالح دعائكمْْْ