84
مواردamnestymena.org ن على متوفرة اد عد الشرطةساننوق ا وحق18 ربيع2012

الشرطة و حقوق الإنسان

Embed Size (px)

DESCRIPTION

 

Citation preview

Page 1: الشرطة و حقوق الإنسان

احلدث

موارد ربيع 2012

مواردam

nes

tym

ena.

org

ىعل

ن اآل

رةوف

متعدد

الشرطة وحقوق اإلنسان

18 ربيع

2012

Page 2: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 2

»موارد« مجلة متخصصة في التربية على حقوق اإلنسانيصدرها برنامج الشرق األوسط وشمال أفريقيامنظمة العفو الدولية

أهداف المجلةالمساهمة في تطوير ثقافة حقوق اإلنسان في منطقة الشرق األوسطوشمال أفريقيا

مساهمات القراءترحب »موارد« بتلقي المقاالت والدراسات والبحوث الموثقة، المرتبطة مباشرة بمجال تخصصها أي التربية على حقوق اإلنسانترسل جميع المساهمات إلى المكتب اإلقليمي لمنطقة الشرق األوسط وشمالأفريقيا-منظمة العفو الدولية على العنوان التالي[email protected] :البريد اإللكترونيفاكس: 805665 -1 -961

ال تقوم »موارد« بنشر كل ما يردها من مساهماتاآلراء واألفكار التي تنشر بأسماء كتابها ال تمثل بالضرورة عن وجهة نظر منظمة العفو الدولية

منظمة العفو الدوليةبرنامجzمال أفريقيا

المكتب اإلقليمي - بيروت

هاتف: 961-1-805663/4+

البريد اإللكتروني [email protected]

الموقع االكتروني www.amnestymena.org

© حقوق النشر محفوظة لمنظمة العفو الدولية 2012 POL 32/004/2012 :رقم الوثيقة

اللغة األصلية: العربية

تصميم العددعبر حامد

صورة الغالف: شرطة مكافحة الشغب تتصدى لمحتجين في بلدة العوامية بالمنطقة

الشرقية من السعودية، مارس/آذار 2011. وكان المحتجون يطالبون باإلفراج عن

السجناء الشيعة المحتجزين بدونتهمة أو محاكمة منذ التسعينات.

© REUTERS/Zaki Ghawas

هذا العدد

Page 3: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012

هذا العدد

3

هذا هو العدد 18 من موارد، المجلة المتخصصة بالتربية على حقوق اإلنسان، التي يصدرها برنامج الشرق األوسط وشمال أفريقيا

في منظمة العفو الدولية ويعدها المكتب اإلقليمي في بيروت. نخصص هذا العدد لموضوع الشرطة وحقوق اإلنسان، كما يوفر

العدد في هذا السياق مجموعة واسعة من الموارد.

االفتتاحية¿ على طريق التضامن ومواجهة التحديات، منظمة العفو الدولية

¿ 10 معايير أساسية لحقوق اإلنسان موجهة إلى الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين، منظمة العفو الدولية

¿ مبادئ حقوق اإلنسان األساسية المتعلقة باستخدام القوة واألسلحة النارية، منظمة العفو الدولية - هولندا

¿ مدونة لقواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين، الجمعية العامة لألمم المتحدة

¿ استخدام القوة واألسلحة النارية من قبل الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين، مرفت رشماوي، مستشارة مستقلة لحقوق اإلنسان

¿ دور الشرطة في المجتمعات الديمقراطية، المحامي عبد الله خليل

¿ الحماية الدولية لحقوق اإلنسان أثناء مرحلة التحقيق، المحامي الدكتور ليث كمال نصراوين

¿ الشرطة وحقوق اإلنسان، القاضي الدكتور محمد الطراونة

¿ أجهزة األمن وحقوق اإلنسان، سالم الكواكبي

¿ التحول من أجهزة أمنية للنظام الحاكم إلى مؤسسات أمنية لدولة حديثة، عالء قاعود

Page 4: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 4

سلسلة أفريقيا وشمال األوسط الشرق منطقة شهدت عام، من ألكثر من الماليين العهد. ونزل القديمة األنظمة بعض ضد االنتفاضات من وباحترام حقوق للظلم، نهاية بوضع للمطالبة الشوارع إلى الناس العسكرية القوات وردت الحكم. طريقة في جوهري وبتغيير اإلنسان لقمع الحركات محاولة في متطرف بعنف عام بشكل األمن وقوات ما وغالبا المنطقة، أنحاء جميع في انتشرت التي االحتجاجية آالف فقتلت المظاهرات، لتفريق للغاية المفرطة القوة استخدمت تعسفا عددا واعتقلت مشروعة، غير بصورة واألطفال والنساء الرجال من أجل المعاملة سوء ضروب من وغيره للتعذيب فتعرضوا أكبر، أو ألغراض أخرى. انتزاع معلومات منهم أو أفعالهم معاقبتهم على

وتونس مصر في عقود لعدة السلطة في كانوا حكام مع إسقاط والمغرب، البحرين مثل بلدان في بإصالحات ووعود واليمن، وليبيا والتشريعية المؤسسية األطر على تغييرات بإجراء اآلمال انتعشت تونس في ومواطنيها. الدولة بين جديدة عالقة إلى تؤدي سوف التخطيط ويجري جديدة دساتير لصياغة هيئات إنشاء تم ومصر، هذه الدولية منظمة العفو واليمن. تدعو ليبيا في مماثلة لمبادرات شأنها من التي األساسية الضمانات الدساتير تضمين إلى الهيئات حماية الناس من االنتهاكات التي عانوا منها في ظل األنظمة السابقة وفرض الجائرة والمحاكمات التعسفية التعذيب واالعتقاالت مثل والتعبير، الجمعيات وتكوين حرية التجمع في حقوقهم على قيود العدالة. إلى االنتهاكات هذه عن المسؤولين تقديم عن ضمان فضال

في األمن لقوات جذرية بإصالحات القيام يجب نفسه، في الوقت اإلقليم في جميع أنحاء المنطقة، تلك القوات غير الخاضعة للمساءلة الملحة لإلصالح جلية في ضوء استمرار الحاجة إلى حد كبير. وتظهر حسني سقوط بعد مصر في المتظاهرون له تعرض الذي العنف العمل في تستثمر أن الحكومات على يجب لتحقيق ذلك، مبارك. لتحسين المحلية مع المجتمعات واالنخراط المهني، الشرطي

اإلفتتاحية اإلفتتاحية

العمل الشرطي

Page 5: الشرطة و حقوق الإنسان

5موارد ربيع 2012

وصلته بحقوق اإلنسان

اإلفتتاحية اإلفتتاحية

المتحدة األمم معايير ودمج ونشر وتعزيز بالتوافق، الشرطي العمل والممارسة. في القانون القانون بإنفاذ المكلفين بالموظفين الخاصة قوات شرعية استعادة في البدء من تتمكن سوف وعندها فقط، التي الحماية من أكثر تمارسه الذي بالقمع عرفت التي األمن خدمته. عليها الواجب من والتي المحلية وفرتها للمجتمعات

العملية من المساهمة في هذه إلى »موارد« العدد من يهدف هذا خالل مناقشة إمكانية اضطالع قوات األمن بمسؤولياتها في إطار حقوق التعبير والحق الحق في حرية تركزا على بعد عددين ويأتي اإلنسان. في حرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي، وهي من ناحية حقوق انتهكت دراماتيكيا من قبل قوات األمن خالل األشهر األخيرة في المنطقة، و من ناحية أخرى، حقوق يمكن أن تكون محمية في المستقبل إذا أدت اإلصالحات إلى التزام قوات األمن بمعايير العمل الشرطي المهني. بعد تسليط الضوء على عمل منظمة العفو الدولية لتوثيق وتنظيم الحمالت ضد انتهاكات حقوق اإلنسان ذات الصلة بالعمل الشرطي خالل العام معايير 10 العدد يعرض أفريقيا، وشمال األوسط الشرق في الماضي أساسية لحقوق اإلنسان موجهة إلى الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون الشرطي العمل حول تدريبي ودليل الدولية العفو منظمة وضعتها أنتجته وترجمته للعربية مؤخرا. كما يتضمن العدد عددا من المساهمات لحقوق اإلنسان الدولي للقانون العملي التطبيق كيفية تناقش التي في القانون بإنفاذ للموظفين المكلفين الموجهة الدولية والمعايير بالفائدة العدد يعود أن الطريقة ونأمل بهذه الشرطي. العمل مجال والمنظمات غير الفاعلة األخرى السياسية والجهات المشرعين، على المهتمين عن الصحفيين فضال الشرطة، إصالح إلى الداعية الحكومية

بالموضوع.

فيليب لوثر املدير املؤقت لربنامج الرشق األوسط وشمال أفريقيايف منظمة العفو الدولية

Page 6: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 62012

على طريق التضامن ومواجهة التحديات

املنرصمة، عرش األربعة الشهور إبان األعمار األشخاص من شتى تدفق ماليني الشابة، األجيال –وبخاصة واملشارب الشوارع إىل غالبا– النساء طليعتها ويف أفريقيا، وشمال األوسط الرشق بلدان يف من العديد برح وما بالتغيري. للمطالبة أقىص وجه يف الكفاح هذا يواصل هؤالء العسكر وقوات العنف من جانب درجات يحكمون أنهم يدعون ملن التابعة األمن

باسم هؤالء.

أناسا سوية االحتجاجات حشدت وقد فعقب مختلفة. ودينية إثنية طوائف من حقوق وانتهاكات القمع من سنوات الحكم والذمم، رفع هؤالء اإلنسان وفساد مسبوقني، غري وقوة باندفاع أصواتهم تونس ومرص بحكام اإلطاحة يف ونجحوا وبدا دهرا، حكموا الذين واليمن، وليبيا

حتى 2011 أنهم ال يقهرون.

اململكة من بدعم البحرين، وواجه حكام العربية السعودية، االحتجاجات بالعنف، وبما البرش، أرواح من باهظ وبثمن املجتمع، يف االنقسامات تعميق إىل أدى وباإلنصاف باإلصالح التزموا أنهم بيد حافة فعىل سورية، أما وباملصالحة. رئيسها، يستخدم بينما األهلية، الحرب هوادة بال الوحشية القوة األسد، بشار

لسحق االحتجاجات.

نضال منظمة العفو الدوليةجليا، االضطرابات نطاق أصبح حاملا »حالة إىل الدولية العفو منظمة انتقلت الالزمة املوارد وحولت األزمات« مواجهة اإلنسان حقوق لتطورات رصدها لزيادة

يف اإلقليم ولتصعيد حمالتها.

فقد دأب الباحثون وغريهم من الخرباء عىل الجثث، عرض وغرف املستشفيات زيارة واستعراض السجناء عن التفتيش وعىل أعداد ومقابلة املستشفيات، سجالت وشهود االنتهاكات ضحايا من كبرية وممثيل الحكوميني واملسؤولني العيان املنظمات غري الحكومية املحلية والعاملني حقوق ونشطاء واملحامني الصحيني وآخرين السياسيني، والنشطاء اإلنسان

كثر غريهم.

حقوق ملنظمات السماح لعدم ونظرا دخول من عديدة، هيئات بني اإلنسان، وتركيا لبنان إىل فرقنا ذهبت سورية، واألردن للتحدث إىل أشخاص فروا مؤخرا من سورية. ولم تسمح لنا السلطات اليمنية بدخول اليمن، ولكننا تمكنا أن نراقب عن كثب ما يحدث من تطورات عرب صالت مع أفراد ومنظمات أقمناها منذ زمن يف البالد. أشكال من وغريه الشكل هذا وساعدنا صحة مدى من نتحقق أن عىل األبحاث املضادة واالدعاءات االدعاءات من العديد

واجهت منظمة العفو الدولية تحديات لم تألفها من قبل تقتيض االستجابة لألحداث يف الرشق األوسط وشمال أفريقيا. وتوضح فرق منظمة العفو

فيما ييل كيف تعمل لدعم الكفاح من أجل الحرية والعدالة يف اإلقليم.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 7: الشرطة و حقوق الإنسان

7موارد ربيع 2012

وعىل اإلنسان، حقوق انتهاكات بشأن يحدث مما بعض وإعالن تقارير إصدار حقوق مضمار يف مهمة تطورات من يومي. شبه أساس عىل املأل عىل اإلنسان لحمالتنا األساس كذلك األبحاث وشكلت العاملية ولدعاوانا وعملنا اإلعالمي من أجل املتعلقة اإلقليم يف الناس مطالبات دعم

بالتغيري يف مضمار حقوق اإلنسان. كما أصدرنا التحركات العاجلة كل أسبوع للخطر معرضني أشخاص عن دفاعا الجسيم بسبب ما يواجهون من محاكمات يف غاية الجور، أو خطر اإلعدام أو التعرض

للتعذيب، أو بسبب اختفائهم.

البيانات عىل االطالع للمتابعني وأتحنا الصحفية والقصص اإلخبارية التي تغطي التطورات املهمة، وكذلك املقاالت الخاصة شبه بصورة الفيديو، وأرشطة واملدونات وقمنا ،www.amnesty.org عىل يومية

بالرتجمة والتكييف والرتويج ملا يكتب عرب العاملة وشبكاتنا الوطنية إعالمنا وسائل

عىل اإلنرتنت يف مختلف أنحاء العالم. وقبل االنتخابات يف تونس الختيار أعضاء 23 يف التأسيسية الوطنية الجمعية أكتوبر/ترشين األول 2011، نرشنا إعالنا وتحدينا اإلنسان. لحقوق نقاط 10 من بإجراء يتعهدوا بأن املرشحني فيه جماح كبح ذلك يف بما مهمة، إصالحات القضائي، النظام وإصالح األمن، قوات اإلعدام. عقوبة وإلغاء التمييز، ومكافحة ونظمت منظمة العفو الدولية حمالت كي توىل حيث اإلعالن، عىل املرشحون يوقع يف القيادي الدور تونس يف املنظمة فرع

جهود كسب التأييد.

من أشخاص أضاف مارس/آذار، ويف مناشدة إىل أسماءهم العالم أرجاء شتى استخدام عن املساءلة »اضمنوا بعنوان

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 8: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 8

املحتجني« بحماية وطالبوا املفرطة القوة يف البحرين. ويف أغسطس/آب، وبالتزامن مع إصدار تقرير »االعتقال املميت: الوفيات الشعبية االحتجاجات خضم يف الحجز يف اإللكرتوني املوقع بإنشاء قمنا سوريا«، يف لتسليط ،www.eyesonsyria.org التفاعيل الضوء عىل وفاة 88 شخصا يف الحجز، وفق

ما تلقينا من تقارير. دعت ليبيا، يف النزاع تفاقم عىل الرد ويف النزاع جانبي كال الدولية العفو منظمة إطالق وعقب اإلنسان. حقوق احرتام إىل أجل من اإلنسان حقوق أجندة »ليبيا: التغيري«، وتقرير »املعركة عىل ليبيا: القتل من ناشطون كتب والتعذيب«، واالختفاء الوطني »املجلس إىل العالم أرجاء شتى حقوق إحالل عىل لحثه الليبي االنتقال« اإلنسان يف قلب اإلصالح املؤسيس لضمان أن ال ترتكب امليليشيات انتهاكات لحقوق

اإلنسان. يف للمحتجني الوحشية املعاملة عىل وردا اليمن، سلطنا الضوء عىل مدى عمق أزمة

يف سيما وال البالد، يف اإلنسان حقوق لليمن«، الحقيقة لحظة »حانت تقريرنا ركزنا كما أبريل/نيسان، يف الصادر يتم التي األسلحة استخدام عىل األنظار انتهاكات ارتكاب يف اليمن إىل تصديرها فاضحة لحقوق اإلنسان وقمع املتظاهرين

السلميني. وحددنا ما ال يقل عن 10 جهات تزود اليمن بالسالح –وهي الواليات املتحدة األمريكية الخصوص، وجه عىل املتحدة واململكة وكذلك بلغاريا وجمهورية التشيك وفرنسا وأملانيا وإيطاليا وروسيا االتحادية وتركيا فورا التوقف إىل ودعوناها وأوكرانيا- والذخائر لألسلحة الرتاخيص إصدار عن وعن بنود من بها يتصل وما واملعدات

تصديرها ونقلها إىل اليمن.

السعودية، العربية باململكة يتعلق وفيما تعد الحكومة أن اكتشفنا أصدرنا، عندما تحركا اإلرهاب، ملكافحة وحشيا ترشيعا عىل يربو ما ن مك اإلنرتنت شبكة عىل

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 9: الشرطة و حقوق الإنسان

9موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

28,000 شخصا من مختلف أنحاء العالم العزيز عبد بن الله عبد امللك دعوة من مع القانون مسودة مواءمة إىل آل سعود كما اإلنسان. حقوق مع الدولية املعايري تقرير األول ديسمرب/كانون يف أصدرنا الذي السعودية«، يف األمن باسم »القمع القمع أعمال من جديدة موجة عىل ركز مكافحة وتدابري االحتجاجات سياق يف

اإلرهاب.

والبيانات العاجلة التحركات واستخدمنا تقيص يف اإليرانية السلطات لدعوة كذلك أثناء املفرطة للقوة الواضح االستخدام املظاهرات، وللدعوة إىل اإلفراج عن سجناء تعسفا. اعتقلوا ممن وغريهم الرأي وأحيل مرشوع قانون يف مجلس الشورى )الربملان( كان من املمكن أن يفرض قيودا الحكومية غري املنظمات عمل عىل جديدة عقب الدرس من ملزيد لجنة إىل املستقلة ضد حملة نظمنا كما ضده. تحرك االرتفاع الهائل يف استخدام عقوبة اإلعدام،

األول تقريرا فأصدرنا يف ديسمرب/كانون إعدام مرتكبي القتل: »إدمان عىل بعنوان من وحذرنا إيران«، يف املخدرات جرائم أنه قد أعقب مثل هذه االرتفاع فيما مىض بإجراءات وغالبا جماعية، إعدام عمليات

موجزة، ملعتقلني سياسيني.

األوسط الرشق يف األحداث تواصل مع بدورنا نحن سنواصل أفريقيا، وشمال أعضائنا وتعبئة االنتهاكات توثيق الذين األشخاص دعم أجل من ومؤيدينا املطالبة األوىل« الصفوف »يف يقفون فعال حقيقية وبضمانات وباملساءلة باإلصالح التضامن أجل ومن اإلنسان، لحقوق

معهم.

بشأن املستمرة التحديثات عىل لالطالع األوضاع يف الرشق األوسط وشمال أفريقيا،

يرجى زيارة موقعنا: amnestymena.posterous.com

Page 10: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012

إصدارات منظمة العفو الدولية إصدارات منظمة العفو الدولية

يمكنكم طلب إصدارات منظمة العفو الدولية عبر البريد اإللكتروني: [email protected]

10

Page 11: الشرطة و حقوق الإنسان

11موارد ربيع 2012

إصدارات منظمة العفو الدولية إصدارات منظمة العفو الدولية

يمكنكم تنزيل إصدارات منظمة العفو الدولية عبر زيارة مكتبتنا اإللكترونية: http://amnesty.org/ar/library

Page 12: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 12

معايير أساسية لحقوق اإلنسان موجهة 10 إلى الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين

مقدمة وضعت منظمة العفو الدولية، باالشرتاك مع مسؤويل الرشطة والخرباء من شتى البلدان، حقوق مجال يف األساسية العرشة املعايري املكلفني املوظفني إىل واملوجهة اإلنسان، مواثيق عىل القائمة وهي القوانني، بإنفاذ األمم املتحدة الخاصة بإنفاذ القوانني والعدالة أن اإلنسان. واملقصود بها الجنائية وحقوق إليها، وبرسعة، الرجوع تكون وثيقة يسهل وافيا تعليقا أو كامال رشحا تكون أن ال لحقوق الدولية املواثيق تطبيق إمكان عىل

اإلنسان املتعلقة بإنفاذ القوانني. الوعي إىل رفع مستوى الوثيقة وترمي هذه الربملان وأعضاء الحكوميني املسئولني بني ـ الحكومية غري واملنظمات والصحفيني أن يجب التي األساسية املواثيق ببعض تمثل جانبا من جوانب أي تدريب يف مجال السياسات وممارسات الرشطة. ومن املأمول استخدام من الرشطة سلطات تتمكن أن كنقطة العرشة األساسية املعايري هذه انطالق إلعداد اإلرشادات التفصيلية ألساليب التدريب واملراقبة لسلوك العاملني بالرشطة. أن من واجب جميع رجال الرشطة وال شك باملعايري زمالئهم جميع التزام يكلفوا أن ذات هنا املبينة فاملعايري ملهنتهم، األخالقية

أهمية أسياسية للنهوض بتلك املسؤولية.

منظمة العفو الدولية POL 30/04/1998 :وثيقة رقم

على جميع الحكومات أن تتخذ ما يلزم المكلفين الموظفين إلطالع تدابير من بإنفاذ القوانين، أثناء فترة التدريب األساسي والتنشيطية التدريبية الدورات وجميع التشريع نصوص على الالحقة، لمدونة وفقا لهم، وشرحها الوطني المتحدة األمم أصدرتها التي السلوك القانون بإنفاذ المكلفين للموظفين لحقوق الدولية المواثيق من وغيرها الموظفين على تنطبق التي اإلنسان المكلفين بإنفاذ القوانين. ويجب أن تكون هذه المواثيق متاحة على أوسع نطاق تحترم وأن العريض للجمهور ممكن الظروف. جميع في كامال احتراما ويجب أن تنعكس في جميع التشريعات والممارسات الوطنية، وأن تصدر التقارير تنفيذها. وال العامة بصفة منتظمة عن المواثيق هذه النتهاك مبرر أي يوجد مثل االستثنائية الظروف في وحتى حالة الطوارئ أو أية حالة طوارئ عامة. تتبع أن الحكومات جميع على ويجب ترمي للجميع وواضحة فعالة سياسة وتنفيذ المرأة في وضع إدراج قضايا إلى الخاصة والسياسات التدريب برامج

بالموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 13: الشرطة و حقوق الإنسان

13موارد ربيع 2012

معلومات أساسية

يشارك كل فرد يف تحمل مسؤولية »اإلعالن يف جاء ما بكل االلتزام ولكن اإلنسان«، لحقوق العاملي هناك عددا من املواد يف ذلك اإلعالن تتميز بصلتها الوثيقة بجهود إنفاذ

القوانني، وهي: والحرية الحياة يف الحق فرد •لكل

وسالمة شخصه )املادة 3(؛وال للتعذيب إنسان أي يعرض •ال للعقوبات أو املعامالت القاسية أو أو بالكرامة الحاطة أو الوحشية

املهينة )املادة 5(؛القانون، أمام سواسية الناس •كل بحماية التمتع يف الحق ولهم متكافئة عنه دون أية تفرقة )املادة

7(؛•ال يجوز القبض عىل أي إنسان أو

حجزه أو نفيه تعسفا )املادة 9(؛يعترب بجريمة متهم شخص •كل قانونا إدانته تثبت أن إىل بريئا بمحاكمة علنية تؤمن له فيها جميع عنه. للدفاع الرضورية الضمانات

)الفقرة األوىل من املادة 11(؛الرأي الحق يف حرية • كل شخص

والتعبري )املادة 19(؛ •لكل شخص الحق يف حرية االشرتاك يف الجمعيات والجماعات السلمية، وال يجوز إرغام أحد عىل االنضمام

إىل جمعية ما )املادة 20(.

صلة ذات أخرى وثائق وهناك أصدرتها الرشطة، بعمل مبارشة

األمم املتحدة، وهي الصكوك التالية والعدالة القانون، بإنفاذ الخاصة

الجنائية وحقوق اإلنسان: املوظفني سلوك لقواعد •مدونة

املكلفني بإنفاذ القوانني؛ التنفيذ أجل من إرشادية •مبادئ سلوك لقواعد ملدونة الفعال

املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني؛الفعالني والتقيص املنع •مبادئ نطاق خارج اإلعدام لعمليات القانون واإلعدام التعسفي واإلعدام

دون محاكمة؛•إعالن حماية جميع األشخاص من

االختفاء القرسي؛وغريه التعذيب مناهضة •اتفاقية العقوبة أو املعاملة رضوب من

القاسية أو الالإنسانية أو املهينة؛بالحقوق الخاص الدويل •العهد

املدنية والسياسية؛استخدام بشأن أساسية •مبادئ جانب من النارية واألسلحة القوة

املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني؛ملعاملة الدنيا النموذجية •القواعد باسم إليها الحقا )املشار السجناء

»القواعد النموذجية الدنيا«(؛بحماية املتعلقة مبادئ •مجموعة ألي يتعرضون الذين األشخاص أو االحتجاز أشكال من شكل بعد فيما إليها )املشار السجن

باسم »مجموعة املبادئ«(؛ •اتفاقية حقوق الطفل؛

•قواعد حماية األحداث الذين حرموا من حريتهم؛

ضد العنف عىل القضاء •إعالن

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 14: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 14

املرأة؛ للعدالة األساسية املبادئ •إعالن فيما يتعلق بضحايا الجريمة وسوء

استخدام السلطة؛أشكال القضاء عىل جميع •اتفاقية

التمييز ضد املرأة.

سلوك لقواعد »مدونة أرست وقد املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني« الدنيا« النموذجية و»القواعد من عددا املبادئ« و»مجموعة يتوقف التي والرشوط املبادئ عليها نهوض املوظفني بمهام إنفاذ

القوانني بصورة إنسانية، ومنها:إنفاذ أنيط بها •أن تكون كل هيئة وأن كله، للمجتمع ممثلة القوانني

تستجيب له وتخضع ملساءلته؛املعايري عىل الفعال الحفاظ •أن املكلفني املوظفني بني األخالقية وجود عىل يعتمد القوانني بإنفاذ عىل القائمة القوانني من مجموعة أسس فكرية سليمة، ومقبولة لدى

الجماهري، وذات طابع إنساني؛بإنفاذ مكلف موظف كل •يعترب العدالة نظام من جزءا القوانني منع إىل يرمي الذي الجنائية ومن وقوعها، من والحد الجريمة تأثريه موظف كل لسلوك فإن ثم

عىل النظام كله؛•يجب أن تلتزم كل هيئة من هيئات إنفاذ القوانني بنظام يكفل تطبيق اإلنسان، لحقوق الدولية املعايري ويجب أن يكون من حق الجمهور أن يفحص اإلجراءات التي يتخذها

املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني؛ اإلنساني السلوك ملعايري تكون •لن بإنفاذ املكلفني املوظفني جانب من كل آمن إذا إال عملية قيمة القوانني خالل من ومعناها بمضمونها منهم من ذلك وتأكد والتدريب، التعليم

خالل الرقابة.

بإنفاذ املكلفون »املوظفون أما جميع يعني فمصطلح القوانني« املعينني القانونية، باملهن العاملني يمارسون الذين واملنتخبني، منهم سلطة خصوصا الرشطة، سلطات واحتجازهم. األشخاص عىل القبض املصطلح تفسري يكون أن ويجب بحيث ممكن، حد أقىص إىل واسعا واألمن، الجيش رجال يتضمن كانوا حيثما الهجرة وكذلك مسؤويل يريد وملن السلطات. تلك يمارسون األمم وثائق من نسخ عىل الحصول القوانني إنفاذ مجال يف املتحدة والعدالة الجنائية وحقوق اإلنسان أن العليا لحقوق »املفوضية يطلبها من

اإلنسان«.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 15: الشرطة و حقوق الإنسان

15موارد ربيع 2012

المعيار األساسي 1

يتمتع أن إنسان كل حق من قدم على القانون، بحماية المساواة، ودون تمييز على أي من الحماية وخصوصا أسس، العنف أو التهديد. ويجب السهر حماية على خاصة بصفة تتعرض قد التي الجماعات األطفال مثل سواها دون لألذى والالجئين والنساء والمسنين

والنازحين وأفراد األقليات.

البالغة األهمية ذات العوامل من األول األسايس املعيار لتطبيق دائما الرشطة رجال ينهض أن الذي بالواجب األحوال جميع ويف وذلك عليهم، القانون يفرضه جميع وحماية املجتمع بخدمة للقانون انتهاك أي من األشخاص وهو ما يتمىش مع املستوى الرفيع من املسؤولية الذي تتطلبه مهنتهم. الكرامة تعزيز عليهم ويجب والحفاظ وحمايتها، اإلنسانية لجميع اإلنسانية الحقوق عىل

األشخاص، ومن بينها ما ييل:وسالمة الحرية يف الحق فرد •لكل

شخصه؛•يجب عدم إخضاع أي فرد للقبض أو

االحتجاز أو النفي بصورة تعسفية؛حرموا الذين األشخاص جميع •يتمتع التعرض عدم يف بالحق حريتهم من أو القاسية للمعاملة أو للتعذيب

الالإنسانية أو املهينة؛

•يتمتع كل فرد، دون أي تمييز، بحماية القانون عىل قدم املساواة مع غريه؛

•لكل إنسان الحق يف املحاكمة العادلة؛ •لكل إنسان الحق يف حرية التنقل؛

•لكل إنسان الحق يف عقد االجتماعات السلمية؛

•لكل إنسان الحق يف حرية التعبري.

بإنفاذ مكلف موظف ألي يجوز وال عىل يحض أو يرتكب، أن القوانني أي بارتكاب يسمح أو ارتكاب، غري أو التعذيب أعمال من عمل العقوبة أو املعاملة رضوب من ذلك املهينة، أو الالإنسانية أو القاسية أوامر إىل ينصاع بأنه يتذرع أن وال أو بوجود ظروف استثنائية رؤسائه نشوب خطر أو الحرب حالة مثل السيايس االستقرار عدم أو الحرب الطوارئ حاالت من حالة أي أو تلك ملثل مربرا ذلك باعتبار العامة، بصفة االهتمام ويجب األعمال. اإلنسانية الحقوق بحماية خاصة تصبح قد التي الجماعات ألفراد واملسنني، األطفال، مثل مستضعفة، والنازحني، والالجئني، والنساء،

وأفراد األقليات.

من املصادر: »مدونة لقواعد سلوك املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني«، )املواد املتحدة األمم التي أصدرتها عمل وبرنامج وإعالن )5 ،2 ،1

بكني )الفقرة 2-2-4(.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 16: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 16

المعيار األساسي 2

واالحترام التراحم إبداء يجب ضحايا جميع معاملة في خاصة بصفة بد وال الجريمة، سالمتهم على الحفاظ من

وخصوصيتهم.

الذين األشخاص هم الضحايا ذلك يف بما للرضر، يتعرضون أو والنفسية، الجسدية اإلصابات الخسائر أو العاطفية، املعاناة الجسيم االنتقاض أو االقتصادية خالل من األساسية حقوقهم من انتهاك القانون الجنائي، سواء كان ذلك بارتكاب عمل ما أو االمتناع عن األسايس للمعيار وتنفيذا ما. عمل الرشطة ما الثاني يجب عىل رجال

ييل:إليه تدعو ما اتخاذ يكفلوا •أن حماية لضمان تدابري من الحاجة التخويف من الضحايا وسالمة

واألعمال االنتقامية؛إبطاء دون الضحايا يبلغوا •أن الصحية الخدمات توافر عن رضوب من وغريها واالجتماعية

املساعدة الالزمة؛تعرضن الالتي للنساء يوفروا •أن ألعمال العنف ما يلزمهن دون إبطاء

من الرعاية عىل أيدي األخصائيني؛تتسبب ال للتحقيق أساليب •ابتكار التي املرأة كرامة امتهان زيادة يف

وقعت ضحية للعنف؛•أن يهتموا اهتماما خاصا بالضحايا

رعاية إىل حاجة يف أصبحوا الذين خاصة، إما بسبب طبيعة الرضر الذي العوامل بعض بسبب أو بهم لحق أو العرقي، االنتماء مثل األخرى اللون، أو الجنس، أو امليول الجنسية، أو الدين، أو اللغة، أو السن، أو الجنسية، أو اآلراء السياسية أو غريها، أو العنرصية األصول أو العجز، أو

االجتماعية وما إىل ذلك بسبيل.

املبادئ »إعالن املصادر: من األساسية للعدالة من أجل ضحايا الجريمة وسوء استعمال السلطة« الصادر عن األمم املتحدة )املبادئ 17(، واتفاقية ،16 ،15 ،14 ،4املرأة ضد التمييز عىل القضاء –التوصية العامة رقم 19 )الدورة

الحادية عرشة، 1992(.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 17: الشرطة و حقوق الإنسان

A 17موارد ربيع 2012

المعيار األساسي 3

إال القوة استعمال عدم يجب القصوى، الضرورة حالة في تقتضيه حد أدنى وإلى

الظروف.

األسايس املعيار تنفيذ يقتىض يلتزم أن يقتضيه، فيما الثالث، واجبهم أداء يف الرشطة رجال ما السلمية الوسائل باستعمال أمكنهم ذلك قبل اللجوء إىل القوة. إال القوة استعمال لهم يجوز وال الوسائل من غريها عجز ثبت إذا أي وجود عدم أو املهمة أداء عن أمل يف تحقيقها للنتيجة املنشودة. ويجب تطبيق املبدأ األسايس الثالث الرابع األساسيني للمبدأين وفقا استعمال كان وحيثما والخامس. عىل فإن محتوما، املرشوعة القوة

رجال الرشطة االلتزام بما ييل:•ممارسة ضبط النفس يف استخدامها مع تتناسب بطريقة والترصف املرشوع والهدف الجرم خطورة

املراد تحقيقه؛واحرتام واإلصابة الرضر •تقليل

وصون حياة اإلنسان؛أنواع جميع بتقديم •التكفل يف الطبية واإلسعافات املساعدة الشخص إىل ممكن وقت أقرب

املصاب أو املترضر؛•التكفل بإبالغ األقرباء أو ألصدقاء أو املصاب للشخص املقربني املترضر بما حدث له يف أقرب وقت

ممكن؛

رجال استعمال يؤدي •حيثما إصابة إحداث إىل للقوة الرشطة فعليهم وفاته، إىل أو ما بشخص إبالغ ذلك عىل الفور إىل رؤسائهم، القيام يكلفوا أن هؤالء وعىل بالتحقيقات الواجبة يف أي حادث

من تلك األحداث.

لقواعد »مدونة املصادر: من بإنفاذ املكلفني املوظفني سلوك األمم عن الصادرة القوانني«، و»املبادئ ،)3 )املادة املتحدة استخدام بشأن األساسية من النارية واألسلحة القوة بإنفاذ املكلفني املوظفني جانب القوانني« )املبادئ 4، 5، 6، 9(.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 18: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 18

المعيار األساسي 4

يجب تحاشي استخدام القوة عند مراقبة الشرطة للتجمعات يلجأ ال والتي المشروعة غير المجتمعون فيها إلى العنف، فإذا لجئوا للعنف، يجب على العنف تستعمل أال الشرطة حد بأدنى إال تفريقهم في

ممكن من القوة.

يف يشارك أن فرد كل حق من التجمعات السلمية، سياسية كانت أم غري سياسية، والتي ال تخضع املفروضة املحدودة للقيود إال طبقا للقانون، والتي ال غنى عنها يف أي مجتمع ديمقراطي لحماية العام النظام مثل املصالح بعض عىل ويجب العامة. والصحة التجمعات يف تتدخل أال الرشطة أجل من إال السلمية، املرشوعة يف املشاركني األشخاص حماية مثل هذا التجمع أو غريهم. وفيما ييل بعض ما يقتضيه تنفيذ املعيار

األسايس الرابع:أن الرشطة رجال عىل •يجب عند القوة استعمال يتجنبوا املرشوعة غري التجمعات مراقبة والتي ال يلجأ املجتمعون فيها إىل القوة استعمال كان وإذا العنف، ال مناص منه، كأن يكون ذلك مثال فيجب اآلخرين، سالمة لضمان استعمال تقرص أن الرشطة عىل الالزمة الحدود أدنى عىل القوة

يف الواردة األخرى لألحكام وفقا املعيار األسايس الثالث؛

النارية األسلحة استعمال يجوز •ال عند مراقبة الرشطة للتجمعات التي ال يلجأ املجتمعون فيها إىل العنف. النارية األسلحة استعمال ويقترص بصورة صارمة عىل األهداف املذكورة

يف املعيار األسايس الخامس؛استعمال الرشطة لرجال يجوز •ال القوة يف تفريق التجمعات التي تلجأ إىل العنف إال حني تعجز غريها من الوسائل عن ذلك وال يلوح أي أمل يف ويجب املنشودة، للنتيجة تحقيقها استعمال عند الرشطة رجال عىل الواردة باألحكام يلتزموا أن القوة

يف املعيار األسايس الثالث؛استعمال الرشطة لرجال يجوز •ال األسلحة النارية يف تفريق التجمعات إال العنف استعمال إىل تلجأ التي الوسائل استعمال أن يثبت حني األخرى األقل خطورة أمر غري عميل، وذلك أيضا يف أضيق الحدود الالزمة يف املذكورة األهداف أحد لتحقيق ووفقا الخامس، األسايس املعيار لألحكام املنصوص عليها يف املعيار األسايس واملعيار الثالث األسايس

الخامس.

األساسية »املبادئ املصادر: من واألسلحة القوة استخدام بشأن املوظفني جانب من النارية املكلفني بإنفاذ القوانني« )املبادئ

.)14 ،13 ،12 ،9

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 19: الشرطة و حقوق الإنسان

19موارد ربيع 2012

المعيار األساسي 5

القوة استخدام عدم يجب حين إال الموت إلى المفضية يكون ذلك محتوما بصورة صارمة حماية أو النفس عن للدفاع إما

ألرواح اآلخرين.

النارية األسلحة استعمال يعترب إال يف إليها التي ال يلجأ التدابري من الحاالت القصوى، وال بد من تنظيمه يرتتب ما بسبب صارمة بصورة اإلصابة أو املوت خطر من عليه تطبيق يتطلبه ما بني ومن البالغة. يلجأ أال الخامس األسايس املعيار رجال الرشطة إىل استعمال األسلحة التالية، للغايات تحقيقا إال النارية فيها قصور يثبت التي الحاالت ويف تحقيق عن خطورة األقل األساليب

هذه الغايات: عن الدفاع أو النفس عن •الدفاع أو اآلخرين من خطر وشيك كاملوت

اإلصابة البالغة؛بالغة جريمة ارتكاب استمرار •منع بالغا تهديدا تتضمن الخطورة

للحياة؛هذا مثل يمثل شخص عىل •القبض الخطر ويقاوم سلطة رجال الرشطة،

أو منعه من الهرب.

وال يجوز، في أي حال، استعمال إلى المفضية النارية األسلحة يتحتم حين إال عمدا الموت صارمة بصورة استعمالها

لحماية الحياة.

أن الرشطة رجال عىل ويجب وأن الرشطة من أنهم يعلنوا اعتزامهم عن بوضوح يفصحوا استعمال األسلحة النارية، وإتاحة إال ذلك، ملراعاة الكافية املهلة تعريض شأنه من ذلك كان إذا التسبب أو للخطر الرشطة رجال أو للموت اآلخرين تعريض يف إذا أو بالغة، بجراح لإلصابة تبني بوضوح أن ذلك ال يتفق مع ظروف الحادث أو ال جدوى منه. وينبغي أن تشمل القواعد واللوائح املتعلقة باستخدام األسلحة النارية من جانب املوظفني املكلفني بإنفاذ التوجيهية املبادئ عىل القوانني

التالية:•تحدد الظروف التي يرخص فيها للموظفني املكلفني بإنفاذ القوانني وأنواع النارية األسلحة بحمل األسلحة النارية والذخرية املرخص

بها؛األسلحة استعمال عدم •تكفل املناسبة، الظروف يف إال النارية خطر تقليل إىل األقرب واألسلوب

وقوع أرضار ال داعي لها؛النارية األسلحة استخدام •تحظر وقوع يف تتسبب التي والذخرية األذى الذي ال داعي له أو تنطوي

عىل مخاطر ال مسوغ لها؛النارية األسلحة مراقبة •تنظم لرجال وتسليمها وتخزينها اإلجراءات ذلك يف بما الرشطة، التي تكفل مساءلتهم عما يفعلون

بها؛

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 20: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 20

عند التحذير توجيه عىل •تنص األسلحة استعمال قبل االقتضاء

النارية؛ استخدام عند لإلبالغ نظاما •تضع رجال الرشطة لألسلحة النارية أثناء قيامهم بواجبهم والتحقيق يف ذلك.

األساسية »املبادئ املصادر: من

واألسلحة القوة استخدام بشأن املوظفني جانب من النارية املكلفني بإنفاذ القوانني« )املبادئ

.)11 ،10 ،9

المعيار األساسي 6

أي على يقبض أال يجب األسباب توافرت إذا إال شخص ويجب عليه، للقبض القانونية القبض عليه وفقا إلقاء أن يكون لإلجراءات القانونية للقبض على

األشخاص.

أن تكفل التي املهمة العوامل من األشخاص أحد عىل القبض يكون قانونيا وغري تعسفي، معرفة أسباب السلطات ومعرفة عليه، القبض املخولة لرجال الرشطة الذين يلقون هويتهم، ومعرفة عليه، القبض ومن ثم فإن تطبيق املعيار األسايس يقتيض، فيما يقتيض السادس

االلتزام بما ييل:

أو االحتجاز القبض إلقاء •ال يجوز بأحكام الصارم التقيد مع إال القانون، وأن يقوم به املوظفون أو

األشخاص املرخص لهم بذلك؛أو الرشطة سلطات عىل •يجب تتوىل التي السلطات من غريها االقتصار األشخاص، عىل القبض لها املخولة السلطات ممارسة عىل

بموجب القانون؛عليه، يقبض من كل إبالغ •يجب

وقت القبض عليه، بأسباب ذلك؛•يجب تسجيل وقت إلقاء القبض عىل عليه، القبض وأسباب الشخص، تحدد التي الدقيقة واملعلومات املوظفني وهوية احتجازه، مكان الذين القوانني بإنفاذ املكلفني يقومون بذلك، كما يجب إبالغ هذه الشخص إىل املسجلة املعلومات

املحتجز أو إىل محاميه؛يلقون الذين املوظفني عىل •يجب األشخاص أحد عىل القبض لذلك هويتهم عن يفصحوا أن الشخص، وإىل من يطلب منهم ذلك

من شهود إجراءات القبض؛•يجب عىل رجال الرشطة وغريهم من بالقبض يقومون الذين املسؤولني عىل يضعوا أن األشخاص عىل أسماءهم تحمل شارات صدورهم يتسنى حتى وظائفهم أرقام أو تحديد هويتهم بوضوح، كما يجب من أخرى شارات أية تكون أن شارات تحديد الهوية بارزة للعيان، الفصائل أو الكتائب شارات مثل

العسكرية؛

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 21: الشرطة و حقوق الإنسان

21موارد ربيع 2012

الرشطة مركبات تحمل أن •يجب تدل عالمات العسكرية واملركبات لوحات تحمل وأن عليها بوضوح

ذات أرقام يف جميع األوقات؛قيد شخص استبقاء يجوز •ال فرصة له تتاح أن دون االحتجاز حقيقية لإلدالء بأقواله أمام موظف قضائي أو أي موظف آخر يخول له القانون ممارسة السلطة القضائية، يف يحاكم أن املحتجز حق ومن يطلق أو معقولة مهلة غضون القاعدة تكون أال ويجب رساحه. العامة هي احتجاز األشخاص الذين يجوز ولكن املحاكمة، ينتظرون الشخص رساح إطالق يخضع أن

لضمانات املثول للمحاكمة؛يف إال األشخاص احتجاز يجوز •ال ويجب بها معرتف احتجاز أماكن أن يزورها بصفة منتظمة أشخاص وأن الخربة، ذوي ومن مؤهلون تتوىل تعيني هؤالء األشخاص سلطة التي السلطة عن تختلف مختصة تتحمل املسؤولية املبارشة لإلرشاف عىل إدارة مكان االحتجاز، وأن يكون هؤالء األشخاص مسؤولني أمام هذه

السلطة املختصة؛تجنب العادية الحاالت يف •يجب اللجوء، وطالبي الالجئني احتجاز شخص أي احتجاز عدم ويجب يطلب اللجوء إال إذا ثبت أن احتجازه إىل يستند وأنه وقانوني، رضوري، املواثيق تعرتف التي املربرات أحد الدولية بمرشوعيتها. ويجب أال تزيد فرتة االحتجاز، بأي حال من األحوال،

برضورتها املقطوع الفرتة عن لجميع تتاح أن ويجب القصوى. الكافية الفرصة اللجوء طالبي وأن احتجازهم، مسألة ملراجعة تتوىل هذه املراجعة سلطة قضائية أو سلطة مماثلة لها. وينبغي إحالة الالجئني باحتجاز املتعلقة األمور السلطات إىل اللجوء وطالبي »املفوضية إىل وكذلك املختصة، التابعة الالجئني« لشؤون العليا لألمم املتحدة وغريها من املنظمات

املعنية بمساعدة الالجئني.

املبادئ »مجموعة املصادر: من املتعلقة بحماية جميع األشخاص من شكل ألي يتعرضون الذين السجن« أو االحتجاز أشكال ،12 ،11 ،10 ،8 ،2 )املبادئ 20، 29(، و»القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة السجناء« )القاعدة املتحدة األمم و»اتفاقية ،)55الالجئني« بأوضاع املتعلقة 44 رقم والنتيجة ،)31 )املادة من النتائج التي أصدرتها اللجنة العليا املفوضية يف التنفيذية

لشؤون الالجئني.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 22: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 22

المعيار األساسي 7

جميع تمكين ضمان يجب فورا االتصال من المحتجزين بأفراد عليهم القبض عقب القانونيين وممثليهم أسرتهم طبية مساعدات بأي واالنتفاع

قد يحتاجون إليها.

شتى من املتوافرة الخربة تدل الساعات أن عىل العالم أنحاء األوىل أو األيام األوىل التي يقضيها املحبوس يف الحجز هي الفرتة التي غالبا ما يتعرض فيها لخطر سوء املعاملة، أو التعذيب، أو »اإلخفاء« افرتاض من بد وال القتل. أو لم الذين املحتجزين يف الرباءة وأن اإلدانة، أحكام عليهم تصدر وهكذا أبرياء، باعتبارهم يعاملوا فإن تنفيذ املعيار األسايس السابع

يقتيض، فيما يقتيض، ما ييل:وجه عىل املحتجزين إبالغ •يجب الرسعة بحقوقهم بما يف ذلك الحق يف التقدم بشكوى أو شكاوى من

معاملتهم؛يتكلم ال أو يفهم ال شخص •لكل السلطات تستخدمها التي اللغة عليه، القبض إلقاء عن املسؤولة الحق يف تلقي املعلومات ويف تلقي إذا مايل مقابل ودون املساعدات، مرتجم من الرضورة، اقتضت باإلجراءات يتعلق فيما فوري

القانونية التي تيل القبض عليه؛أجنبيا املحتجز الشخص كان •إذا

الرسعة وجه عىل إبالغه، فيجب املراكز بأحد االتصال يف بحقه القنصلية أو البعثات الدبلوماسية

للدولة التي يحمل جنسيتها؛املحتجزين لجميع السماح •يجب اللجوء طالبي أو الالجئني من باالتصال باملمثل املحيل »للمفوضية التابعة الالجئني« لشؤون العليا لألمم املتحدة، وبمنظمات مساعدة الالجئني، بغض النظر عن السبب الذي احتجزوا من أجله. فإذا قال يطلب إنه أو الجئ إنه املحتجز من خوفه عن أعرب أو اللجوء، عىل فيجب وطنه، إىل إعادته احتجازه يتولون الذين املوظفني

تيسري اتصاله بهذه املنظمات؛أو الرشطة رجال عىل •يجب السلطات املختصة األخرى أن تكفل تمكينا املحتجزين جميع تمكني كامال وبصورة عملية من الحق يف إبالغ أفراد األرسة أو غريهم، وعىل ويجب وجودهم. بمكان الفور، إبالغ جميع املحتجزين بهذا الحق. فإذا لم تتوافر لهم الوسائل املالية أقاربهم، إلبالغ الالزمة الفنية أو الحجز موظفو يبدي أن فيجب نيابة رسائلهم إلبالغ استعدادهم

عنهم؛أو الرشطة رجال عىل •يجب السلطات املختصة األخرى أن تكفل الخاصة الدقيقة املعلومات قواعد ومكان األشخاص عىل بالقبض احتجازهم ونقلهم من مكان ملكان

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 23: الشرطة و حقوق الإنسان

23موارد ربيع 2012

واإلفراج عنهم يف املكان الذي يستطيع أقاربهم وغريهم ممن يعنيهم األمر أن يطلعوا عليها فيه. ويجب أن يكفلوا عدم إعاقة األقارب عن الحصول عىل هذه املعلومات، وأن يكفلوا معرفتهم ذلك املكان ) أنظر أيضا التعليق عىل

املعيار األسايس الثامن(؛•يجب تمكني أقارب الشخص املحتجز فرصة أقرب يف زيارته من وغريهم بتبادل لهم احتجازه، والسماح بعد من باملزيد القيام معه الخطابات الزيارات إليه بصورة منتظمة للتأكد

من أنه ال يزال يف أحسن حال؛بعد املحتجز الشخص إبالغ •يجب توكيل يف بحقه فورا عليه القبض تساعده أن ويجب املحامني، أحد السلطات يف ممارسة هذا الحق. كما يجب تمكني كل شخص محتجز من بمحاميه، منتظمة بصفة االتصال ذلك يف بما رسية، يف يحادثه وأن عقد لقاءات معه عىل مرأى من أحد عىل ال الرشطة، رجال أو الحراس يساعده حتى أيهما، من مسمع املحامي يف إعداد دفاعه ويف ممارسة

حقوقه؛عىل مستقل، طبيب يقوم أن •يجب طبي فحص بإجراء الرسعة وجه دقيق للشخص املحتجز بعد احتجازه للتأكد من أنه يف صحة جيدة، ومن أنه ال يتعرض للتعذيب أو سوء املعاملة، واإلساءات االغتصاب ذلك يف بما توفري ذلك بعد ويجب الجنسية، كان حيثما والعالج الطبية الرعاية ذلك رضوريا. ومن حق كل شخص

أن محاميه حق من أو محتجز أو آخر يطلب إجراء فحص طبي االسرتشاد برأي طبي آخر. ويجب عن األحوال جميع يف االمتناع العلمية أو الطبية التجارب إجراء التي قد ترض بالحالة الصحية عىل أي شخص محتجز حتى ولو كان

يوافق عىل ذلك؛•يجب أن يكون لكل أنثى محتجزة بمعرفة الطبي الفحص يف الحق تقديم ويجب الطبيبات، إحدى وعالج رعاية من تتطلبه ما كل عدم ويجب وبعدها، الوالدة قبل استعمال القيود مع الحوامل إال إذا لم يكن هناك مفر من ذلك، ويجب تعرض أال األحوال من أي يف الجنني أو األم القيود سالمة هذه استعمال عدم ويجب للخطر،

القيود مطلقا أثناء الوالدة.

املبادئ »مجموعة املصادر: من املتعلقة بحماية جميع األشخاص من شكل ألي يتعرضون الذين

أشكال االحتجاز أو السجن« ،20 ،18 ،14 ،11 ،8 )املبادئ والنتيجة ،)29 ،25 ،24 ،22يف التنفيذية للجنة 44 رقم املفوضية العليا لشؤون الالجئني

التابعة لألمم املتحدة.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 24: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 24

المعيار األساسي 8

جميع معاملة يجب إنسانية. معاملة المحتجزين يجب تحاشي ارتكاب أي عمل سوء أو التعذيب أعمال من عليه الحض أو المعاملة، تكن مهما عنه التغاضي أو أي عصيان ويجب الظروف، أو عليه بالحض أو بارتكابه أمر

بالتغاضي عنه.

الفئات من املحتجزون يعترب وضعها، بحكم للرضر املعرضة املوظفني لسيطرة يخضعون إذ والذين القوانني بإنفاذ املكلفني عليهم، من ثم، أن يحموا املحتجزين من أي انتهاك لحقوقهم عن طريق التي لإلجراءات الصارمة املراعاة تهدف إىل احرتام الكرامة املتأصلة االحتفاظ ويعترب إنسان. كل يف العنارص من دقيقة بسجالت السليمة لإلدارة الالزمة األساسية توافر إن إذ االحتجاز، ألماكن السجالت الرسمية وإتاحة االطالع حماية عىل يساعد للجميع عليها بما املعاملة، سوء من املحتجزين املعيار وتنفيذ التعذيب. ذلك يف فيما يقتيض، الثامن األسايس

يقتيض، ما ييل: •ال يجوز إخضاع أي شخص يتعرض االحتجاز أشكال من شكل ألي العقوبة أو للمعاملة أو للتعذيب حق ومن املهينة، أو الالإنسانية أو

القوانني بإنفاذ املكلفني املوظفني األوامر يعصوا أن واجبهم من بل يجوز وال بذلك. إليهم تصدر التي املكلفني املوظفني من موظف ألي يحض أو يرتكب أن القوانني بإنفاذ أعمال من عمل أي عن يتغاىض أو التعذيب أو غريه من رضوب املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة، وال أن يتذرع بأوامر الرؤساء مثال استثنائية ظروف بوجود وال حالة الحرب أو خطر نشوب الحرب، غري أو السيايس االستقرار عدم أو ذلك من حاالت الطوارئ العامة كمربر

الرتكاب مثل هذه األعمال؛املكلفني املوظفني عىل التنبيه •يجب النساء اغتصاب بأن القوانني بإنفاذ من عمال يشكل لديهم املحتجزات التسامح يتم لن التعذيب أعمال بأن أيضا عليهم التنبيه معه. ويجب الجنيس اإليذاء صور من صورة أي األخرى قد تشكل رضبا من التعذيب أو املعاملة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة، وأن مرتكبيها سوف يحالون

إىل العدالة؛أو املعاملة • « مصطلح تفسري يجب أو الالإنسانية أو القاسية العقوبة نطاق أوسع يوفر بحيث املهينة« البدني األذى من الحماية من ممكن احتجاز ذلك يف بما النفيس، أو منه ولو تحرمه، قد ظروف يف املعتقل إحدى استعمال من مؤقتة، بصفة حواسه الطبيعية مثل السمع والبرص بمرور أم باملكان الوعي من أو األساسية باملبادئ وااللتزام الزمن.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 25: الشرطة و حقوق الإنسان

25موارد ربيع 2012

القوانني بإنفاذ الخاصة األخرى لعدم أيضا األساسية الضمانات من

وقوع التعذيب وسوء املعاملة؛•ال يجوز إرغام الشخص املحتجز عىل تجريم عىل أو اعرتاف، بأي اإلدالء عىل وال أخرى، صورة بأي نفسه شخص أي ضد شهادة بأي اإلدالء مع التحقيق أثناء يجوز وال آخر، التهديد توجيه املحتجز الشخص باستعمال العنف معه، أو باستعمال انتقاص شأنها من التي األساليب الحكم أو ما قرار اتخاذ عىل طاقته عىل األشياء. ويجب إجراء التحقيق مع وأن حارسات، بحضور املحتجزات بمسؤولية غريهن دون إليهن يعهد

إجراء التفتيش الذاتي للمحتجزات؛•يجب عدم احتجاز األطفال إال إذا لم يكون أن ذلك مفر، ويجب يكن من ممكنة. فرتة ألقرص احتجازهم االتصال فرصة لهم تتاح أن ويجب واألطباء، واملحامني باألقارب فورا أقاربهم أو األوصياء كما يجب إبالغ بمكان وجودهم. ويجب عليهم فورا األحداث وبني بني الحجز يف الفصل يف احتجازهم ويجب البالغني، مؤسسات منفصلة. ويجب حمايتهم يف بما املعاملة، وسوء التعذيب من ذلك االغتصاب واإليذاء الجنيس سواء من غريهن أو املسؤولني جانب من

املحتجزين؛•يجب عدم احتجاز الالجئني وطالبي يعتقلون ممن السيايس، اللجوء أماكن نفس يف جنائية، غري ألسباب قضايا ذمة عىل املحبوسني احتجاز

معاملة معاملتهم ويجب جنائية، الحجز أحوال ذلك يف بما إنسانية التي يجب أن تكون مالئمة ألوضاعهم

باعتبارهم الجئني؛املعتقلني والسجناء، الفصل بني •يجب منهم يطلب من إىل االستجابة ويجب يحتجز يف معتقل قريب من مكان أن جميع تمكني ويجب املعتاد. إقامته املعتقلني من ارتداء مالبسهم الخاصة إذا كانت نظيفة ومالئمة، أن تخصص لهم يقدم أن فردية، نوم غرف لهم الطعام املناسب وأن يسمح لهم برشاء وكذلك غريهم، من تلقيها أو الكتب من ذلك وغري الكتابة ومواد الصحف مع تتعارض ال التي النشاط وسائل

مصلحة العدالة؛•يجب االحتفاظ بسجالت للمعتقلني يف ذلك يف بما احتجازهم أماكن جميع العسكرية. والقواعد الرشطة مخافر مجلدا كتابا السجل يكون أن ويجب ال بحيث مرقمة صفحاته تكون وأن تتضمن أن ويجب به، العبث يمكن

املعلومات الواردة فيه ما ييل: إسم وهوية كل شخص معتقل؛

أو منهم كل عىل القبض أسباب احتجازه؛

قبضوا الذين املوظفني وهوية أسماء عىل الشخص املحتجز أو قاموا بنقله؛

إىل ونقله عليه القبض ووقت تاريخ مكان االحتجاز؛

تحقيق كل مدة وطول ومكان وقت أسماء أو الشخص واسم معه يجري ذلك معه أجروا الذين األشخاص

التحقيق؛

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 26: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 26

وقت مثول املعتقل ألول مرة أمام إحدى السلطات القضائية؛

معلومات دقيقة بشأن مكان االحتجاز؛عن اإلفراج وظروف ووقت تاريخ مكان إىل نقله أو املحتجز الشخص

آخر.يف تساهم التي األخرى التدابري ومن ما للمحتجزين املالئمة املعاملة توفري

ييل:والسلطات الرشطة رجال عىل •يجب ملمثيل تسمح أن األخرى املختصة عىل األطباء، ونقابة املحامني نقابة وكذلك الوطني، أو املحيل املستوى أعضاء الربملان، عىل أي من املستويني والهيئات الدولية أو املسؤولني الدوليني جميع بزيارة األمر، يعنيهم ممن ذلك يف بما الرشطة ومرافق مخافر بغرض قيود دون االحتجاز أماكن

التفتيش؛وهؤالء الهيئات لهذه السماح •يجب

املسؤولني بالقيام بزيارات مفاجئة؛وهؤالء الهيئات لهذه السماح •يجب مكان أجزاء جميع بدخول املسؤولني املحتجزين، جميع وزيارة االحتجاز تامة بحرية معهم املقابالت وإجراء

ودون حضور شهود؛وهؤالء الهيئات لهذه السماح •يجب متى زياراتهم بتكرار املسؤولني

شاءوا؛وهؤالء الهيئات لهذه السماح •يجب املسؤولني بتقديم توصيات إىل السلطات

بشأن معاملة املحتجزين؛املحتجزين، معاملة يف االلتزام •يجب كحد أدنى، باملعايري الواردة يف »القواعد

السجناء« ملعاملة الدنيا النموذجية الوثيقتني وكلتا املبادئ« و»مجموعة

أصدرتهما األمم املتحدة.

لقواعد »مدونة املصادر: من املكلفني املوظفني سلوك ،)5 )املادة القوانني« بإنفاذ املتعلقة املبادئ و»مجموعة األشخاص جميع بحماية الذين يتعرضون ألي شكل من السجن« أو االحتجاز أشكال ،21 ،12 ،6 ،2 ،1 )املبادئ مناهضة و»اتفاقية ،)23رضوب من وغريه التعذيب املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة« )املادة النموذجية و»القواعد ،)2السجناء« ملعاملة الدنيا ،88 ،86 ،85 ،55 )القواعد 91، 92، 93(، و»العهد الدويل املدنية بالحقوق الخاص ،)10 )املادة والسياسية« الطفل« حقوق و»اتفاقية الوثائق وجميع ،)37 )املادة املتحدة األمم عن صادرة أصدرتها التي 44 والنتيجة املفوضية يف التنفيذية اللجنة العليا لشؤون الالجئني التابعة

لألمم املتحدة.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 27: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 201227

المعيار األساسي 9

شخص أي إعدام حظر يجب خارج نطاق القضاء أو «إستبدال» أو ذاك، أو بهذا األمر إصدار أو ويجب أيهما، على التستر

رفض إطاعة بفعل هذا أو ذاك.

حرمان عن تماما االمتناع يجب أحد من الحياة عىل أساس تعسفي اإلعدام ويعترب تمييز، دون أو جرائم من القضاء نطاق خارج التي املرشوعة غري العمد القتل بارتكابها يأمر أو بتنفيذها يقوم يف مستوى شخص يشغل منصبا الحكومة، مستويات من معني الوطنية، الحكومة كانت سواء الحكومة أو الوالية حكومة أو املحلية، حتى لو كان دور املسؤول عن رضاه عىل يقترص الحكومي

تلك الجريمة.نطاق خارج اإلعدام مفهوم أما عنارص عدة فيتضمن القضاء

مهمة هي:•أنه متعمد ال عريض؛

مثل الوطنية القوانني ينتهك •أنه القوانني التي تحظر ارتكاب القتل التي الدولية املواثيق أو العمد من التعسفي الحرمان تحظر

الحياة أو كليهما؛لإلعدام املرشوع غري والطابع بينة يفرق القضاء نطاق خارج

وبني ما ييل:

•القتل الذي له ما يربره دفاعا عن النفس؛

القوة استعمال عن الناجم •املوت من جانب املوظفني املكلفني بإنفاذ ذلك رغم يتفق، والذي القوانني،

مع املواثيق الدولية؛الرصاع حالة يف يقع الذي •القتل القانون يحرمه ال والذي املسلح،

اإلنساني الدويل.

وجنود ضباط عىل املحظور ومن املقاتلني عىل وكذلك الحكومة، السياسية للجماعات التابعني بإعدام يقوموا أن املسلحة، أو تعسفية بصورة األشخاص أي رصاع دون محاكمة، يف غمار رصاعا يكن لم لو حتى مسلح، األعمال تلك إن إذ مباحا، دوليا الثالثة للمادة انتهاكا تعترب املشرتكة يف اتفاقيات جنيف )وهي التشويه أعمال أيضا تحظر التي أو القاسية املعاملة أو والتعذيب واحتجاز املهينة، أو الالإنسانية االنتهاكات ذلك من الرهائن وغري

الجسيمة(.األشخاص فهم »املختفون« أما الحكومة رجال يحتجزهم الذين مكان عن اإلفصاح عدم مع وجودهم وإبقاء مصريهم مجهوال. ويعترب »إخفاء« األشخاص انتهاكا

لحقوق اإلنسان.وال يجوز االستناد إىل صدور األوامر أو التعليمات من أي سلطة عامة، مدنية كانت أم عسكرية أم غريها،

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 28: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 28

اإلعدام عمليات الرتكاب كمربر خارج نطاق القضاء أو »اإلخفاء« يتلقى شخص كل واجب ومن أال التعليمات أو األوامر هذه مثل

يطيعها.الرشطة رجال جميع عىل ويجب وجميع املوظفني اآلخرين املكلفني بإنفاذ القوانني أن يكونوا عىل وعي أي يعصوا بأن وواجبهم بحقهم انتهاكات وقوع إىل يؤدي قد أمر خطرية لحقوق اإلنسان. وما دامت مرشوعة غري االنتهاكات هذه فيجب عىل رجال الرشطة وغريهم ويجب ارتكابها. يف يشاركوا أال غري األوامر عصيان إىل النظر وله واجبا، باعتباره املرشوعة األولوية عىل الواجب املعتاد بإطاعة األوامر عصيان وواجب األوامر. غري املرشوعة ينطوي عىل الحق يف

عصيانها.وواجب حق عىل النص ورد وقد عصيان األمر باملشاركة يف عمليات »اإلخفاء« ويف حوادث القتل خارج نطاق القضاء يف وثيقتني أصدرتها »اإلعالن األوىل املتحدة، األمم )املادة االختفاء« بحاالت الخاص 6(، والثانية »مبادئ املنع والتقيص خارج اإلعدام لعمليات الفعالني التعسفي واإلعدام القانون نطاق واإلعدام دون محاكمة« )املبدأ 3(، بشأن األساسية »املبادئ أن كما النارية واألسلحة القوة استخدام املكلفني املوظفني جانب من يف الحق تحمي القوانني« بإنفاذ

العصيان، إذ تنص عىل عدم إنزال أي عىل تأديبية أو جنائية عقوبة القوانني بإنفاذ مكلف موظف بهذه االلتزام باب من يقوم، املبادئ األساسية وبأحكام »مدونة بإنفاذ املكلفني املوظفني سلوك الصادر األمر بعصيان القوانني«، واألسلحة القوة باستخدام إليه استخدام عن اإلبالغ أو النارية

غريه من املوظفني لها.األسايس املعيار لتنفيذ املهم ومن التزاما الرشطة تلتزم أن التاسع صارما بجميع األحكام املنصوص الثالث، األسايس املعيار يف عليها واملعيار الرابع األسايس واملعيار

األسايس الخامس.

املنع »مبادئ املصادر: من لعمليات الفعالني والتقيص القانون نطاق خارج اإلعدام واإلعدام التعسفي واإلعدام األول )املبدآن محاكمة« دون والثالث(، واملادة الثالثة املشرتكة و»إعالن جنيف، اتفاقيات بني من األشخاص جميع حماية )الديباجة القرسي« االختفاء

واملادة 6(.

Page 29: الشرطة و حقوق الإنسان

29موارد ربيع 2012

المعيار األساسي 10

يجب على كل مرؤوس أن يبلغ أي عن العامة والنيابة رئيسه انتهاك لهذه المبادئ األساسية، جهده قصارى يبذل وأن الالزمة الخطوات اتخاذ ليكفل للتحقيق في هذه االنتهاكات.

الكاملة التحقيقات إجراء يجب انتهاك أي يف واملستقلة والفورية رجال يرتكبه اإلنسان لحقوق املوظفني من غريهم أو الرشطة يف بما القوانني، بإنفاذ املكلفني املبادئ لهذه انتهاكات أية ذلك تتوىل أن ويمكن األساسية، هذه إجراء مثال العامة النيابة التحقيقات، التي تهدف أساسا إىل تقيص الحقائق وإحالة املسؤولني وذلك العدالة، إىل االنتهاكات عن

ملعرفة:•هل وقع انتهاك لحقوق اإلنسان أو خرق للمبادئ أو للقانون الوطني؟ وإذا كانت اإلجابة بنعم، برز سؤال ذلك ارتكب الذي من هو: آخر

االنتهاك؟الجريمة ارتكب الذي كان •إذا املوظفني من اللوائح خرق أو تنفيذا ذلك كان فهل العموميني، لألوامر الصادرة إليه من غريه من

املوظفني أو بموافقتهم؟

تحقيقا العامة النيابة بدأت •هل جنائيا؟ وهل طلبت إحالة الدعوى إذا كان قد توافر لديها القدر الكايف

من األدلة املقبولة؟

لقواعد »مدونة املصادر: من بإنفاذ املكلفني املوظفني سلوك ،1 واملواد )الديباجة القوانني« األساسية و»املبادئ ،)8 ،2واألسلحة القوة استخدام بشأن املوظفني جانب من النارية القوانني« بإنفاذ املكلفني عن صادر وكالهما )الديباجة(

األمم املتحدة.

ترجمت هذه الوثيقة للعربية ونرشت ضمن

الرشطة عمل »دليل تكون كتيبات سلسلة

مركز عن الصادر الديمقراطية« النظم يف

القوات عىل الديمقراطية للرقابة جنيف

املسلحة، 2009.

Page 30: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 30

منظمة العفو الدولية - هولندا

عادة ما ترتبط صورة أفراد الرشطة باملعدات التي يحملونها لتمكينهم من ممارسة القوة وخصوصا القيود الحديدية، والعصا والسالح الناري )وإن كانت هذه قد تتفاوت من بلد إىل بلد(. ومع ذلك فإن معظم أعمال الرشطة ال تتطلب أي استخدام للقوة. وال يوجد إال عدد قليل من املهام التي يصبح فيها استخدام القوة أو التهديد باستخدامها رضوريا ومرشوعا لتحقيق الغرض الرشطي القانوني، ومن بينها االعتقال ومنع وقوقع العام. وملا كان استخدام بالنظام التي تتضمن اإلخالل الجريمة والتصدي لألحداث الدولة للقوة ضد أفراد شعبها من التدابري القصوى التي للدولة أن تتخذها، فقد وضعت معايري كثرية تهدف إىل الحد من استخدام الدولة لقوتها. ويف قلب هذه املعايري جميعا قضية ماذا يشكل االستخدام املرشوع للقوة. فعىل أفراد الرشطة إجراء تقديرات رسيعة بشأن طابع املخاطرة ودرجة التهديد القائم، واألسلوب املناسب للتعامل معه بحيث

يضمنون عدم تجاوز الحد األدنى من الرضر.وليس من الواضح يف جميع األحوال ما يعنيه تعبري »القوة« عىل وجه الدقة، وما إذا كان فعال معنيا قد استخدمت فيه »القوة« حقا. وسوف نعرف »القوة املرشوعة« بأنها أية قوة مادية من جانب الرشطة، وهي التي ترتاوح بني أساليب اليد املفتوحة وبني استخدام األسلحة النارية، إلرغام أشخاص عىل أداء يشء أو منعهم من أدائه، ابتغاء تحقيق هديف رشطي مرشوع. واملادة 3 من »مدونة لقواعد سلوك املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني«، الصادرة عن األمم املتحدة )ويشار إليها فيما بعد باسم »مدونة األمم املتحدة لقواعد السلوك«(، و»املبادئ األساسية بشأن استخدام القوة واألسلحة النارية من جانب املوظفني املكلفني بإنفاذ القانون« استخدام يتناوالن اللذان الرئيسيان امليثاقان هما األساسية«( »املبادئ باسم إليها )ويشار القراء بأن يطلعوا عىل النص الكامل لهما. وينبغي النارية. ونويص الرشطة للقوة واألسلحة اإلشارة إىل أنه ال يجوز التذرع بوجود ظروف استثنائية، مثل زعزعة االستقرار السيايس أو حالة الطوارئ العامة، لتربير أي خروج عن »املبادئ األساسية«. كما تجب اإلشارة أيضا عىل أن »مدونة األمم املتحدة لقواعد السلوك« و»املبادئ األساسية«، ال يرسيان فقط عىل الرشطة املدنية

بل أيضا عىل املسؤولني العسكريني أو مسؤويل أمن الدولة الذين يمارسون سلطات رشطية.املبادئ األساسية لحقوق اإلنسان بشأن استخدام القوة واألسلحة النارية بصفة عامة هي:

التناسب يجب أن يكون استخدام القوة مناسبا مع الهدف املرشوع املرجو تحقيقه ومع خطورة الجريمة.1

وعند تدريب الرشطة يجب إيالء عناية خاصة إىل:2سلوك وتفهم للرصاعات، السلمية التسوية بينها ومن القوة، استخدام •بدائل

الجمهور، وأساليب اإلقناع، والتفاوض والوساطة؛• الوسائل التقنية )بما يف ذلك األسلحة غري الفتاكة واملالبس الواقية ألفراد الرشطة(.

وال يمكن تحقيق التناسب إال إذا توافرت ألفراد الرشطة رضوب منوعة من التقنيات واملعدات، بما يف ذلك معدات الدفاع عن النفس )مثل الدروع والخوذات والقمصان الواقية من الرصاص

مبادئ حقوق اإلنسان األساسية المتعلقة باستخدام القوة واألسلحة النارية*

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 31: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 201231

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان ووسائل النقل التي ال تخرتقها الطلقات( وتقنيات اليد املفتوحة وأسلحة التعجيز غري القاتلة.3

المشروعية يعترب استخدام الرشطة للقوة مرشوعا إذا كان يلتزم بالقوانني الوطنية ولوائح الرشطة امللتزمة بدورها باملواثيق الدولية لحقوق اإلنسان. ويجب أن يتسم الهدف ووسيلة تحقيقه باملرشوعية. وتقول »املبادئ األساسية« يف الديباجة إن عىل الدول أن تأخذ هذه املبادئ يف اعتبارها عند وضع النارية، ويقول القوة واألسلحة الوطنية ولوائح عمل الرشطة فيما يتعلق باستخدام القوانني القوة واألسلحة الدول أن تعتمد لوائح ونظما وطنية بشأن استخدام املبدأ األول فيها إن عىل النارية وأن تراجع باستمرار القضايا األخالقية املرتبطة بها. ويجب أن تضم هذه اللوائح والنظم

مبادئ توجيهية تبني ما ييل:4تحديد مع نارية أسلحة فيها حمل الرشطة يجوز ألفراد التي الظروف •تحديد

أنواعها وذخائرها املسموح بها؛ال أرضار بإحداث مخاطرة بأقل النارية لألسلحة الصحيح االستخدام •ضمان

داعي لها؛ •حظر األسلحة النارية والذخائر التي تتسبب يف إحداث إصابة ال مربر لها أو تشكل

مخاطر دونما مربر؛ النارية وتخزينها وإصدارها، بما يف ذلك اإلجراءات الرقابة عىل األسلحة •تنظيم

التي تكفل مساءلة أفراد الرشطة عن األسلحة والذخائر الصادرة لهم؛•النص عىل رضورة التحذير، حيثما يكون ذلك مناسبا، قبل إطالق النار؛

يف النارية األسلحة املسؤولون فيها يستخدم حالة كل عن لإلبالغ نظام •إنشاء غضون أدائهم لواجبهم.

المساءلة ضمانا للمساءلة عن استخدام القوة واألسلحة النارية ال بد من توافر إجراءات كافية لإلبالغ عما

يحدث ومراجعته، ومن بينها: • عىل رضورة رفع تقارير األحداث: تنص »مدونة األمم املتحدة لقواعد السلوك«تقرير دون إبطاء إىل السلطات املختصة يف كل مرة تطلق فيها النار.5 وتضيف »املبادئ األساسية« أنه ال بد من كتابة تقرير تفصييل »يف حاالت الوفاة، واإلصابة عن املسؤولة السلطات إىل وتقديمه الوخيمة« العواقب من وغريها الخطرية

املراجعة اإلدارية والرقابة القضائية.6أفراد إن عىل • السلوك« لقواعد املتحدة األمم »مدونة االنتهاكات: تقول تقارير الرشطة اإلبالغ عن أي انتهاك للمدونة.7 وتلقي املبادئ األساسية العبء عىل كاهل الرؤساء فتكلفهم بأن يبذلوا قصارى جهدهم »ملنع« استخدام القوة أو األسلحة النارية دون وجه حق وأن »يحولوا دون ذلك أو يبلغوا بوقوعه«.8 وتنص كل من »مدونة األمم املتحدة لقواعد السلوك« و»املبادئ األساسية« عىل أنه ال تجوز معاقبة

أفراد الرشطة لرفضهم ارتكاب االنتهاكات أو إلبالغهم عنها.9 سلطات تتخذ أن إىل • األساسية« »املبادئ تدعو الفعالة: المستقلة المراجعة إدارية أو قضائية مستقلة إجراءات مراجعة فعالة يف كل حالة تستخدم فيها األسلحة النارية وكل حالة وفاة أو إصابة خطرية أو غريها من العواقب الوخيمة. كما يجب

Page 32: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 32

أن يتاح للضحايا أو أقاربهم أو غريهم ممن ترضروا باستخدام األسلحة النارية، أو ملمثليهم القانونيني، حق اتخاذ إجراءات مستقلة بما يف ذلك اإلجراءات القضائية.10

• ليس إتباع أوامر أحد الرؤساء ذريعة الستخدام القوة دون المسؤولية الشخصية:وجه حق.11 وبناء عىل هذا املبدأ فإن أفراد الرشطة يتحملون مسؤولية شخصية12، وكذلك ال بد من تحديد هؤالء أفراد الرشطة شخصيا. وعليهم أن يحملوا شارات

بأسمائهم أو بأرقام ظاهرة بوضوح.

الضرورة: يجب أن يعترب استخدام القوة إجراء استثنائيا 13 ويعني هذا أنه ال بد من محاولة استخدام وسائل غري عنيفة أوال، وال تستخدم القوة واألسلحة النارية إال إذا ظلت الوسائل املذكورة »غري فعالة أو ال تبرش عىل اإلطالق بتحقيق النتيجة املقصودة«.14 إذ »ال يجوز للموظفني املكلفني بإنفاذ

القوانني استعمال القوة إال يف حالة الرضورة القصوى ويف الحدود الالزمة ألداء واجبهم«.15

ونعرض فيما ييل بعض املبادئ العامة األخرى الخاصة باستعمال القوة واألسلحة النارية.• يجب أن يعترب أي استعمال تعسفي أو منحرف تجريم القوة غير المشروعة:الستخدام القوة واألسلحة النارية جريمة جنائية.16 وال تعترب طاعة أوامر الرؤساء األوامر تخرق تلك إذا كانت أو إصابة خطري يف حالة وقوع وفاة مقبوال دفاعا إطاعتها. لرفض معقولة فرصة الشخص أمام والحت واضحا خرقا القانون

ويجب أن يعترب الذي أصدر األوامر مسؤوال كذلك.17يف القيام، مسؤولية الرشطة أفراد يتحمل • الحادثة: بعد المساعدة تقديم أقرب وقت بعد استخدام القوة، بتقديم املساعدة واملعونة الطبية إىل أي شخص أصدقاءه أو املترضر أو املصاب الشخص أقارب وإبالغ مترضر، أو مصاب

املقربني.18 • يجوز استخدام وسائل السيطرة )القيود( للحيلولة دون هروب أدوات السيطرة:أحد السجناء، أو بناء عىل أوامر مدير السجن بالتشاور مع الطبيب املناوب، ملنع إيذاء نفسه أو اآلخرين أو اإلرضار باملمتلكات. وال يجوز استخدام السجني من مثل هذه القيود ملدة أطول من الالزم. وال يجوز مطلقا استخدامها بمثابة عقاب.

وال يجوز استخدام السالسل وال األصفاد الحديدة عىل اإلطالق.19 املبادئ • مسؤولية ابتكار ونشر استخدام أسلحة التعجيز غير القاتلة: تدعو »األساسية« إىل »الحرص يف تقييم« ابتكار ونرش أمثال هذه األسلحة والتي يجب أن يخضع استخدامها للرقابة الشديدة.20 ويبدو أن ذلك يضع عبئا عىل عاتق موردي هذه األسلحة ومستخدميها يتمثل يف ضمان تقليل األخطار الناجمة عنها عىل من

ال يعنيهم األمر من األشخاص ويف مراقبتها بروح املسؤولية. املبادئ • اختيار وتدريب حاملي األسلحة النارية من أفراد الشرطة: تضع »األساسية« رشوطا الختيار وتدريب واختبار أفراد الرشطة املرصح لهم بحمل وتقليل التوتر لفض الالزمة التقنيات مجال يف ذلك يف بما النارية، األسلحة

احتمال الحاجة إىل استعمال القوة.21وأخريا ، فيما يتعلق خصوصا باستخدام األسلحة النارية ،فال يجوز استخدامها إال22 :

اإلصابة أو باملوت الوشيك التهديد ضد اآلخرين، عن أو النفس، عن •للدفاع الخطرية؛

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 33: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 201233

•ملنع ارتكاب جريمة بالغة الخطورة تتضمن تهديدا شديدا لألرواح؛ •العتقال شخص يمثل األخطار املذكورة ويعارض سلطة الرشطة؛

•ملنع هروب السجني.

وذلك فقط عندما يثبت عدم كفاية الوسائل األقل عنفا عن تحقيق هذه األهداف. وال يجوز استخدام األسلحة النارية الفتاكة عن عمد إال إذا استحال تحاشيها لحماية األرواح، طي املدني. ويجب عىل أفراد الرشطة اإلعالن عن وهي حالة نادرا ما تنشأ يف العمل الرشرهوياتهم وإصدار تحذيرات واضحة باعتزامهم استخدام األسلحة النارية، وإتاحة مهلة كافية لالنصياع إىل التحذير، إال إذا كان من شأن ذلك أن يعرض أفراد الرشطة أو غريهم لخطر املوت أو الرضر الخطري أو إذا كان بوضوح غري مالئم أو ال فائدة منه يف الظروف القائمة.23 والتعليق عىل املادة الثالثة من »مدونة األمم املتحدة لقواعد السلوك« يضيف إنه

يلزم بذل كل جهد ممكن لتحايش استعمال األسلحة النارية، خصوصا ضد األطفال.

ما ال تقوله المواثيق ال تستطيع املواثيق أن تشمل كل جانب من جوانب العمل الرشطي، وهي ال تشملها يف الواقع،

وفيما ييل بعض الثغرات:؛ • فهي ال تقدم تعريفا »للقوة« وال »لألسلحة النارية«

• ال تحدد كيفية تنفيذها »املبادئ األساسية بشأن استخدام القوة واألسلحة النارية«يف الواقع وال تتضمن إرشادا عن الخطوات العملية؛

التهديد • ال يوجد تعريف ملسألة التناسب، وال تتضمن املواثيق تعريفا ملصطلح »الوشيك باملوت أو باإلصابة الخطرية«، فمتى يصبح التهديد وشيكا؟

•ال تشري املواثيق إىل تقنيات اليد املفتوحة، أي التقنيات التي ال تتطلب استخدام معدات، وال تحدد معنى األسلحة التي »ال تفيض إىل املوت«؛

إىل • وهي ال تحدد املقصود بالحاجة إىل التدريب املستمر واملحكم ،والحاجة املراجعة الدورية لقدرة أفراد الرشطة عىل تنفيذ الوظائف الرشطية ،وال تقيم

عالقة رصيحة بني هذا وبني استخدام القوة بصفة خاصة؛عىل • وال تحدد املواثيق ماهية وسائل السيطرة )القيود( التي قد تتضمن خطرا كبريا األرواح24. وهي ترتك تغطية هذه املجاالت للهيئات الترشيعية الوطنية وسلطات

الرشطة؛•وهي ترتك للهيئات الترشيعية الوطنية وسلطات الرشطة وضع اللوائح التنظيمية

الخاصة باستخدام األسلحة وتخزينها.

الوطنية أن تضع إجراءات عملية موحدة تشمل الفجوات أن عىل أجهزة الرشطة وتعني هذه الجوانب التالية:

؛ • تعريفات املصطلحات املستخدمة، مثل »األسلحة النارية«•ما يجوز استخدامه من أنماط القوة واألسلحة النارية؛

•الظروف املحددة التي تستخدم فيها هذه األنماط من القوة واألسلحة النارية؛ ذلك مسؤوليات بما يف النارية القوة واألسلحة استخدام الناجمة عن •املسؤولية

تقديم التقارير املفصلة؛

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 34: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 34

•املهام اإلدارية عىل مختلف املستويات والنظم، والرامية للتصدي لألحداث التي قد يلزم فيها استخدام األسلحة النارية؛

•الرشوط الالزمة للترصيح ألفراد الرشطة بحمل األسلحة النارية واستخدامها؛ •قواعد وتقنيات محددة لتجنب الحاجة إىل استخدام القوة؛

•األحكام الخاصة بإصدار وتخزين ونقل األسلحة؛ •األحكام الخاصة بضمان التدريب املستمر عىل استخدام القوة واألسلحة النارية.

* مقتطفات من الفصل الخامس من دليل »فهم العمل الرشطي« الذي نعرض له يف باب الكتب يف هذا العدد، والصادر عن منظمة العفو الدولية - هولندا، 2007.

1 المبادئ األساسية، المبدأ 5.

2 المبادئ األساسية، المبدأ 20.

3 المبادئ األساسية، المبدأ 2.

4 المبادئ األساسية، المبدأ11.

5 مدونة األمم المتحدة لقواعد السلوك، المادة 3.

6 المبادئ األساسية، المبدأ 6 ،12 و20.

7 مدونة األمم المتحدة لقواعد السلوك، المادة 8.

8 المبادئ األساسية، المبدأ 24.

9 مدونة األمم المتحدة لقواعد السلوك، المادة 8، والمبادئ األساسية، المبدأ 25.

10 المبادئ األساسية المبدءان 22 و23.

11 المبادئ األساسية، المبدأ 26.

12 اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان، التعليق العام رقم 31، الفقرة 18.

13 مدونة األمم المتحدة لقواعد السلوك، التعليق على المادة 3.

14 المبادئ األساسية، المبدأ 4.

15 مدونة األمم المتحدة لقواعد السلوك، المادة 3.

16 المبادئ األساسية، المبدأ 7.

17 المبادئ األساسية، المبدأ 26.

18 المبادئ األساسية، المبدأ 5.

19 القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، الصادرة عن األمم المتحدة، القاعدتان 33 و34.

20 المبادئ األساسية، المبدأ 3.

21 المبادئ األساسية، المبادئ من 1821.

22 المبادئ األساسية، والمبدأ 9 فيها مبني على التعليق على المادة 3 من مدونة األمم المتحدة لقواعد السلوك.

23 المبادئ األساسية، المبدأ 10.

إلى يؤدي أن يمكن ما خصوصا المحددة، السيطرة أساليب بعض على الحظر فرض إلى الدولية العفو منظمة دعت 24

استعراض الشرطي، العمل بشأن الدولية العفو توصيات منظمة ،2004 - هولندا، العفوالدولية بالقيود« منظمة »اإلختناق ودليل، ص 25.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

مصادر

Page 35: الشرطة و حقوق الإنسان

35موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

اعتمدت ونشرت على المأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة األول/ 17 كانون المؤرخ في 34/169

ديسمبر 1979.

المادة 1القوانني، بإنفاذ املكلفني املوظفني عىل الذي الواجب أن يؤدوا يف جميع األوقات، القانون عىل عاتقهم، وذلك بخدمة يلقيه من األشخاص جميع وبحماية املجتمع يتفق نحو عىل القانونية، غري األعمال تتطلبها التي املسؤولية درجة علو مع

مهنتهم.

التعليق)أ( تشمل عبارة »املوظفون املكلفون بإنفاذ عن املسؤولني املوظفني القوانني« جميع تنفيذ القانون الذين يمارسون صالحيات الرشطة، وال سيما صالحيات االعتقال أو االحتجاز، سواء أكانوا معينني أم منتخبني؛

صالحيات تتوىل التي البلدان يف )ب( سواء العسكرية، السلطات فيها الرشطة أكانت بالزي الرسمي أم ال، أو قوات أمن الدولة، يعترب تعريف »املوظفون املكلفون تلك ملوظفي القوانني« شامال بإنفاذ

األجهزة؛تشمل، أن املجتمع بخدمة يقصد )ج( ملساعدة خدمات تقديم خاص، بوجه مساعدة إىل املحتاجني املجتمع أفراد فورية ألسباب طارئة، شخصية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو من أي نوع آخر؛يقترص ال أن الحكم بهذا يقصد )د( والسلب العنف أعمال جميع تغطية عىل

واألذى وحدها بل أن يتخطى ذلك ليشمل كامل مجموعة املحظورات التي تقع تحت طائلة القانون الجنائي. وهو يشمل أيضا سلوك األشخاص غري القادرين عىل تحمل

املسؤولية الجنائية.

المادة2 يحرتم املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني، أثناء قيامهم بواجباتهم، الكرامة اإلنسانية ويحمونها، ويحافظون عىل حقوق اإلنسان

لكل األشخاص ويوطدونها.

التعليق)أ( إن حقوق اإلنسان املشار إليها محددة ومن والدويل. الوطني بالقانون ومحمية اإلعالن الصلة: ذات الدولية الصكوك الدويل والعهد اإلنسان، لحقوق العاملي والسياسية، املدنية بالحقوق الخاص من األشخاص جميع حماية وإعالن رضوب من وغريه للتعذيب التعرض املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية للقضاء املتحدة األمم وإعالن املهنية، أو العنرصي، التمييز أشكال جميع عىل جميع عىل للقضاء الدولية واالتفاقية واالتفاقية العنرصي، التمييز أشكال العنرصي الفصل جريمة لقمع الدولية جريمة منع واتفاقية عليها، واملعاقبة اإلبادة الجماعية واملعاقبة عليها، والقواعد السجناء، ملعاملة الدنيا النموذجية القنصلية؛ للعالقات فيينا واتفاقية

الوطنية التعليقات تذكر أن ينبغي )ب( عىل هذه املادة األحكام القانونية اإلقليمية أو الوطنية التي تحدد هذه الحقوق وتنص

عىل حمايتها.

مدونة لقواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين

Page 36: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 36

المادة 3بإنفاذ املكلفني للموظفني يجوز ال حالة يف إال القوة استعمال القوانني الالزمة الحدود وىف القصوى الرضورة

ألداء واجبهم.

التعليقاستعمال أن عىل الحكم هذا يشدد )أ( بإنفاذ املكلفني املوظفني قبل من القوة استثنائيا، أمرا يكون أن ينبغي القوانني ومع أنه يوحي بأنه قد يكون من املأذون أن القوانني بإنفاذ املكلفني للموظفني به الظروف تجعله ما القوة من يستخدموا وقوع تفادى أجل من الرضورة معقول القانوني االعتقال تنفيذ يف أو الجرائم مجرمون، بأنهم املشتبه أو للمجرمني يجيز ال فهو ذلك، عىل املساعدة أو الحد؛ هذا يتعدى بشكل القوة استخدام العادة يف الوطني القانون يقيد )ب( استعمال القوة من قبل املوظفني املكلفني التناسبية. ملبدأ وفقا القوانني بإنفاذ احرتام مبادئ يتعني أنه يفهم أن ويجب الصعيد عىل بها املعمول التناسبية يجوز وال الحكم. هذا تفسري يف الوطني يسمح بما الحكم هذا تفسري حال بأية يتناسب ال بشكل القوة باستعمال تحقيقه؛ املطلوب املرشوع الهدف مع

)ج( يعترب استعمال األسلحة النارية تدبريا أقىص، وينبغي بذل كل جهد ممكن لتاليف النارية، وال سيما ضد األسلحة استعمال استعمال ينبغي ال عام، األطفال. وبوجه األسلحة النارية إال عندما يبدى الشخص مقاومة مسلحة ارتكابه جرما يف املشتبه أو يعرض حياة اآلخرين للخطر بطريقة غري تطرفا األقل التدابري وتكون أخرى القبض إللقاء أو به املشتبه لكبح كافية عليه. وىف كل حالة يطلق فيها سالح ناري ينبغي تقديم تقرير إىل السلطات املختصة

دون إبطاء.

المادة 4يحافظ املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني ذات أمور من حوزتهم يف ما رسية عىل ذلك خالف يقتض لم ما رسية طبيعة متطلبات أو الواجب أداء االقتضاء كل

العدالة.

التعليقيحصل املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني، بحكم واجباتهم، عىل معلومات قد تتعلق أن يمكن أو لألفراد الخاصة بالحياة عىل وبسمعتهم اآلخرين، بمصالح ترض توخي ينبغي ولذلك الخصوص. وجه هذه عىل الحفاظ يف الشديد الحرص إفشاء ينبغي املعلومات واستخدامها، وال أو الواجب أداء بحكم إال املعلومات هذه خدمة العدالة. وأي إفشاء لهذه املعلومات عىل مرشوع غري أمر أخرى ألغراض

اإلطالق.

المادة 5ال يجوز ألي موظف من املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني أن يقوم بأي عمل من أعمال أو املعاملة رضوب من غريه أو التعذيب العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة، عنه، يتغاىض أن أو عليه يحرض أن أو املكلفني املوظفني من ألي يجوز ال كما عليا بأوامر يتذرع أن القوانني بإنفاذ أو الحرب، كحالة استثنائية بظروف أو التهديد بالحرب، أو إحاقة الخطر باألمن السيايس االستقرار تقلقل أو القومي، حاالت من أخري حالة أية أو الداخيل، الطوارئ العامة، لتربير التعذيب أو غريه من رضوب املعاملة أو العقوبة القاسية أو

الالإنسانية أو املهينة.

التعليقحماية إعالن من مستمد الخطر هذا )أ( للتعذيب التعرض من األشخاص جميع

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 37: الشرطة و حقوق الإنسان

37موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

العقوبة أو املعاملة رضوب من وغريه وهو املهينة، أو الالإنسانية أو القاسية العامة، الجمعية اعتمدته الذي اإلعالن هذه من عمل أي »)أن فيه: جاء والذي األعمال( امتهان للكرامة اإلنسانية ويجب أن يدان بوصفه إنكارا ملقاصد ميثاق األمم املتحدة وانتهاكا لحقوق اإلنسان والحريات األساسية املنصوص عليها يف اإلعالن العاملي الصكوك من )وغريه اإلنسان لحقوق اإلنسان(«؛ بحقوق الخاصة الدولية

ييل: كما التعذيب اإلعالن يعرف )ب( ألم ينتج عنه أي عمل بالتعذيب »يقصد أو عناء شديد، جسديا كان أو عقليا، يتم إلحاقه عمدا بشخص ما بفعل أحد املوظفني العموميني أو بتحريض منه، ألغراض مثل الحصول من هذا الشخص أو من شخص آخر عىل معلومات أو اعرتاف، أو معاقبته عىل عمل ارتكبه أو يشتبه يف أنه ارتكبه، أو تخويف أشخاص آخرين. أو تخويفه الذي العناء أو األلم التعذيب يشمل وال يكون ناشئا عن مجرد جزاءات مرشوعة حدود يف عليها، مرتتبا أو لها مالزما أو تميش ذلك مع »القواعد النموذجية الدنيا

ملعاملة السجناء«؛)ج( لم تعرف الجمعية العامة تعبري »املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة«، أكرب يضمن بشكل تفسريه ينبغي ولكن اإلساءة، أشكال جميع من ممكنة حماية

جسدية كانت أو عقلية.

المادة 6يسهر املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني األشخاص لصحة التامة الحماية عىل بوجه وعليهم، عهدتهم، يف املحتجزين لتوفري الفورية التدابري اتخاذ خاص،

العناية الطبية لهم كلما لزم ذلك.

التعليق)أ( توفر »العناية الطبية«، التي يقصد بها

املوظفني من أي يقدمها التي الخدمات واملساعدون األطباء فيهم بمن الطبيني، أو االقتضاء عند املجازون، الطبيون

الطلب؛)ب( ولنئ كان من املحتمل أن يكون هناك إنفاذ بعملية ملحقون طبيون موظفون القوانني، فإنه يجب عىل املوظفني املكلفني االعتبار بعني يأخذوا أن القوانني بإنفاذ يوصون عندما املوظفني هؤالء رأي بتوفري العالج املناسب للشخص املحتجز خارج من طبيني موظفني قبل من عملية إنفاذ القوانني أو بالتشاور معهم؛)ج( من املفهوم أن عىل املوظفني املكلفني العناية يوفروا أن أيضا القوانني بإنفاذ الطبية لضحايا انتهاك القانون أو ضحايا انتهاك حاالت خالل تقع التي الحوادث

القانون.

المادة 7يمتنع املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني إفساد أفعال من فعل أي ارتكاب عن أيضا مواجهة جميع هذه الذمة. وعليهم

األفعال ومكافحتها بكل رصامة.

التعليقالذمة، إفساد أفعال من فعل أي إن )أ( إساءة أفعال من أي مثل ذلك يف مثله ومهنة يتفق ال أمر السلطة، استخدام املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني. ويجب أن ينفذ القانون تنفيذ كامال فيما يتعلق القوانني بإنفاذ مكلف موظف بأي يرتكب فعال من أفعال إفساد الذمة، ألنه ليس للحكومات أن تتوقع إنفاذ القانون أو مقدورها يف يكن لم إذا رعاياها عىل نيتها إنفاذ القانون عيل موظفيها أنفسهم

وداخل أجهزتها ذاتها؛الذمة إفساد تعريف كان ولنئ )ب( يجب أن يكون خاضعا للقانون الوطني، يشمل انه مفهوما يكون أن فينبغي

Page 38: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 38

لدي اضطالع ما إغفال فعل أو ارتكاب هذه بصدد أو بواجباته، املوظف أو وعود أو لهدايا استجابة الواجبات، تلقى أو قبلت، أو طلبت سواء حوافز األشياء بشكل غري مرشوع أي من هذه إغفاله؛ أو الفعل ارتكاب تم متى

من »فعل عبارة تفهم أن ينبغي )ج( أعاله إليها املشار الذمة« إفساد أفعال

عىل أنها تشمل محاولة إفساد الذمة.

المادة 8القوانني بإنفاذ املكلفني املوظفني عىل املدونة. وهذه القانون احرتام منع استطاعتهم، قدر أيضا، وعليهم ومواجهة لهما انتهاكات أي وقوع رصامة. بكل االنتهاكات هذه

القوانني، بإنفاذ املكلفني املوظفني وعىل عىل يحملهم ما لديهم يتوفر الذين انتهاك وقوع وشك أو بوقوع االعتقاد سلطاتهم إىل األمر إبالغ املدونة، لهذه العليا وكذلك، عند اللزوم، إىل غريها من السلطات واألجهزة املختصة التي تتمتع

بصالحية املراجعة أو رفع الظالمة.

التعليقإدماجها بمجرد املدونة بهذه يعمل أ( فإن الوطنية. املمارسة أو الترشيع يف املمارسات أو الترشيعات تضمنت هذه يف الواردة تلك من أرصم أحكاما األرصم؛ األحكام بتلك يعمل املدونة عىل املحافظة املادة هذه تتوخى )ب( التوازن بني الحاجة إىل االنضباط الداخيل للهيئة التي تتوقف عليها السالمة العامة إىل والحاجة جهة، من كبري حد إىل من اإلنسان حقوق انتهاكات معالجة جهة أخري. ويجب عىل املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني أن يبلغوا عن االنتهاكات التي تقع يف إطار التسلسل القيادي وأال

قانونية إجراءات أية اتخاذ عىل يقدموا أخرى خارج نطاق التسلسل القيادي إال يف الحاالت التي ال يوجد فيها طرق رجوع أخرى متاحة أو فعالة. ومن املفهوم أنه ال بإنفاذ املكلفني املوظفني يجوز تعريض القوانني ألية عقوبات إدارية أو غري إدارية بسبب قيامهم باإلبالغ عن وقوع انتهاك لهذه املدونة أو عن وشك وقوع مثل هذا

االنتهاك؛)ج( يقصد بعبارة »السلطات أو األجهزة املراجعة بصالحية تتمتع التي املناسبة أو قائمة سلطة أية الظالمة« رفع أو الوطني، القانون بمقتىض قائم جهاز عىل أو القوانني إنفاذ هيئة داخل سواء له أو لها وتكون عنها، مستقل نحو صالحية، مستمدة من القانون أو العرف أو من أي مصدر آخر للنظر يف التظلمات والشكاوى الناجمة عن انتهاكات تدخل يف نطاق أحكام مدونة قواعد السلوك هذه؛

أن اعتبار البلدان، بعض يف يمكن )د( تضطلع الجماهريي االتصال وسائط يف املبينة للوظائف مماثلة بوظائف النظر بشأن أعاله )ج( الفرعية الفقرة هناك يكون فقد ثم ومن الشكاوى. يف بإنفاذ املكلفني املوظفني قيام يربر ما

القوانني. قوانني مع يتفق وبما أخرية كوسيلة أحكام مع وكذلك بلدانهم وأعراف بتوجيه املدونة، هذه من 4 املادة عن االنتهاكات إىل العام الرأي انتباه الجماهريي؛ االتصال وسائط طريق

بإنفاذ املكلفون املوظفون يستحق )ه( مدونة بأحكام يتقيدون الذين القوانني، االحرتام ينالوا أن هذه، السلوك قواعد والدعم الكامل والتعاون من قبل املجتمع تنفيذ عن املسؤولة الهيئة قبل ومن من وكذلك فيها، يعملون التي القوانني

قبل جميع العاملني يف إنفاذ القوانني؛

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 39: الشرطة و حقوق الإنسان

39موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

ميرفت رشماوي*ترجمة: فابيوال دينا

ومرشوعيته القوة استخدام مدى شكل التي القضية الرئيسية املستخدمة والوسائل الرشق منطقة يف املاليني حياة عىل أثرت القليلة السنوات يف أفريقيا األوسط وشمال املاضية، ناهيك عن األشهر املاضية. وقد بلغت املخاوف يف هذا املجال ذروتها عند استخدام ما بات املنرصم خالل العام يف املميتة القوة يعرف بـ»الربيع العربي«، األمر الذي أدى إىل إهالك اآلالف من األرواح عرب بلدان متعددة. وجرى استخدام هذه القوة ضد أشخاص إنما يطمحون للعيش بكرامة، ويطالبون بحقوقهم الناس عن مطالبهم هذه األساسية. وقد عرب واجتماعات خالل تجمعات األوىل بالدرجة غري عنيفة، غري العظمى غالبيتها يف كانت للقضاء سلطة الدولة استخدام تم أنه يقودون الذين السياسيني الخصوم عىل تشهد خسارة سوريا تزال وال املتظاهرين. يف النظام يستمر إذ يوميا األرواح عرشات قمعه املطالب البسيطة من أجل الديمقراطية استخدام خالل من اإلنسان حقوق وحماية

القوة الوحشية.

إىل ينظر ال الدويل القانون كان وإن لذا، هذا الواقع عىل أنه نزاع مسلح، غري أن تأثري الجسيمة واالنتهاكات املميتة القوة استخدام إىل يؤدي إنما به املرتبطة لحقوق اإلنسان حقوق انتهاكات للغاية من خطرية حالة

اإلنسان ترتبط عادة مع حاالت النزاع املسلح. هذا هو مدى خطورة الوضع القائم ويجب أن النظر عن املنظار، بغض ينظر إليه من هذا

التوصيف القانوني الستخدام القوة.

وإىل القوة استخدام إىل النظر يجب ولذلك حقوق من مع مجموعة سويا الرشطة دور إىل أن ينظر جدا خطري ألمر وأنه اإلنسان. انتهاكات الحقوق بمعزل عن بعضها البعض، مما يؤدي إىل عدم تقييم حدة التأثري املرتاكم

لهذه االنتهاكات تقييما صحيحا.

من الصحيح أن الحكومات ملزمة بالحفاظ املسؤولية وأنها تتحمل العام، النظام عىل النهائية لحماية األفراد الخاضعني لواليتها، يف يشاركون األفراد الذين فيهم بمن يف حقهم ويمارسون العمومية التجمعات حرية التعبري. ويتطلب الحفاظ عىل النظام العام أحيانا استخدام القوة يف هذه الحاالت، غري أن استخدام القوة هذا ليس بغري محدود القانون بحسب يخضع للتنظيم ال أنه أو وال القوة، استخدام فإن وبالتايل الدويل. إىل يخضع يجب أن املميتة، القوة سيما إىل يؤدي ال أن يضمن جدا صارم نظام يف اإلنسان بما لحقوق جسيمة انتهاكات يف والخسائر القانونية غري اإلصابات ذلك

األرواح.

التجمعات حاالت يف القوة استخدام يخضع توجيهية االضطرابات الداخلية ملبادئ أو

استخدام القوة واألسلحة النارية من قبل الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين

y

جوانب القانون الدولي لحقوق اإلنسان

Page 40: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 40

بما مختلفة، تغطي حاالت دولية ومعايري فيها االحتجاز، وحماية الحياة وأعمال الشغب والتجمعات سواء كانت هذه التجمعات سلمية أن قانونية. ويجب أو غري قانونية أو عنيفة، يف جميع القوة من استخدام الغرض يكون الحياة يف الحق حماية الحاالت مثل هذه والحرية وأمن األشخاص. ويف أي حال، يجب تأديتهم خالل القوانني، إنفاذ موظفي عىل واجبهم، أن يقوموا، قدر املستطاع، باستخدام وسائل غري عنيفة قبل أي يلجئوا إىل استخدام لهم يجوز وال النارية. واألسلحة القوة استخدام القوة واألسلحة النارية إال يف الحاالت التي تكون فيها الوسائل األخرى غري فعالة أو تفشل يف تحقيق النتيجة املرجوة )املبدأ 4 من املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن استخدام املوظفني جانب من النارية واألسلحة القوة

املكلفني بإنفاذ القوانني(.

استخدام معالجة إىل املقالة هذه تهدف وال القوة يف سياق الحاالت املذكورة أعاله جميعها القوة استخدام عىل األول املقام يف تركز بل واألسلحة النارية يف سياق التجمعات. وال نية أيضا يف تحويل هذه املقالة إىل تحليل معمق، بل الهدف منها تقديم ملحة عامة عن مجموعة باملعايري الصلة ذات األحكام من مختارة من قبل هيئات الخرباء وتفسريها الدولية

املختصة.

عن للمسؤولني يسمح أنه املالحظة وتجدر سياق يف القوة باستخدام إنفاذ القوانني النزاع املسلح، سواء كان دوليا أو غري دويل، ويف حالة التجمعات واملظاهرات وذلك بموجب القانون الدويل. وكثريا ما يتم الخلط االضطرابات إطار يف القوة استخدام بني إطار يف القوة استخدام وبني الداخلية وهاتان الدولية. غري املسلحة النزاعات حالتان مختلفتان كليا وتتمايز الواحدة عن منهما كل الدويل القانون ويعالج األخرى،

بشكل مختلف.

الفرق المرجعي: المستوى العتبة/ غير الدولية المسلحة النزاعات بين

واالضطرابات الداخلية

مثل الداخلية، والتوترات االضطرابات إن املعزولة أعمال العنف أو الشغب أعمال الطبيعة ذات األعمال من وغريها واملتقطعة املسلح »العنف عتبة دائما تبلغ ال املماثلة الذي طال أمده«، وهو رشط أسايس يف نشوء الشغب أما يف حاالت رصاع مسلح غري دويل. واالضطرابات التي ال ترتفع إىل مستوى النزاع املسلح، يجري تطبيق القانون الدويل لحقوق اإلنسان فقط، وبشكل خاص معايري استخدام املوظفني ودور واألسلحة النارية، القوة ومعايري وقانون القوانني، بتنفيذ املكلفني حقوق اإلنسان عامة، وال يطبق القانون الدويل اإلنساني. أما يف الحاالت التي يصل فيها التوتر مستوى إىل ترفعه معينة عتبة إىل والعنف الدويل القانون تطبيق يجري املسلح، النزاع الدويل القانون مع جنب إىل جنبا اإلنساني

لحقوق اإلنسان.

حول الدولية الحقائق تقيص لجنة الحظت التابعة يف ليبيا، الحرب وجرائم االنتهاكات األمم يف اإلنسان لحقوق للمجلس الدويل أن فقه القانون الدويل املتحدة، يف تقريرها غري النزاعات املسلحة تعريف لجهة تطور الدولية عىل أنها حالة عنف مسلح طويل األمد مسلحة وجماعات السلطات الحكومية بني منظمة أو فيما بني هذه الجماعات داخل دولة ما. »لذا فإن أي نزاع مسلح غري دويل يتطلب وأن النزاع يف مجموعات كطرف تشارك أن تكون هذه األخرية مسلحة ومنظمة. وال يمكن يتحول حالة عىل النزاع املسلح صفة إضفاء ينطوي ال ولكنه العنف إىل ما وضع فيها أو مجموعات مسلحة ومنظمة. عىل مجموعة

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 41: الشرطة و حقوق الإنسان

41موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

ووجدت لجنة تقيص الحقائق الدولية أنها عند تحديد ما إذا كان النزاع املسلح يف ليبيا نزاعا غري دويل، كان عليها أن تنظر يف شدة النزاع، عىل األرايض الصلة ذات السيطرة ومدى وطبيعة املجموعة املسلحة املعارضة للحكومة. وإن التدقيق يف طبيعة املجموعة املسلحة يشمل النظر يف عوامل مختلفة منها عىل سبيل املثال استطاعة هرمي، ومدى قيادي هيكل وجود )عىل منظمة عمليات تنفيذ املجموعات هذه سبيل املثال تنظم يف مناطق مسؤولية، وسائل انضباطية، أنظمة إىل باإلضافة االتصال(، تقدم وكيف الرتتيبات اللوجستية وطبيعة املجموعة نفسها )مثال، ما إذا كانت قادرة عىل

املشاركة يف مفاوضات(.« 1

وخلصت اللجنة بالتايل إىل وجود نزاع مسلح غري دويل يتعايش مع»نزاع مسلح دويل«، ابتدأ مع بدء الرضبات الجوية لفرض منطقة حظر مجلس عليها وافق التي فوق ليبيا للطريان قراره بعد 2011 مارس/آذار 17 يف األمن

رقم 2.1973

لكن من ناحية أخرى، ويف حالة سوريا، ذكرت اللجنة عىل »تعذر الحقائق أنه تقيص لجنة القوات بني القتال حدة مستوى من التحقق املجموعات من وغريها السورية املسلحة تأكيد مستوى أيضا عليها املسلحة. وتعذر الجيش املسلحة مثل املجموعات تنظيم السوري الحر.« 3 لذلك، خلصت اللجنة إىل أنها لن تطبق القانون الدويل اإلنساني عىل األحداث

الجارية يف سوريا منذ مارس/آذار 2011.

والخسائر العنف مستوى أن جليا يبدو لذا كافيا سببا حد ذاته يف يشكل ال األرواح يف مسلح، نزاع سوريا إىل يف يرفع الوضع الدويل القانون تطبيق يف بالتايل ويتسبب الدويل )القانون املسلحة بالنزاعات الخاص

اإلنساني(.

حماية إىل اإلنساني الدويل القانون ويهدف ضحايا النزاعات املسلحة وتنظيم سري العمليات العدائية. وهو يفرض عىل املشاركني يف القتال التمييز بني املقاتلني الذي يسمح بمهاجمتهم قانونيا، وبني املدنيني الذين يتمتعون بالحماية ضد أي هجوم باستثناء الحاالت التي يشاركون فيها مبارشة يف األعمال العدائية وفقط خالل وبالتايل يسمح األعمال. هذه يف مشاركتهم املسلح ضد النزاع القوة يف حاالت باستخدام أولئك الذين يشاركون مبارشة يف النزاع. كما القانون الدويل اإلنساني أيضا وسائل يحرص من القتال وأساليبه املستخدمة خالل القتال

أجل حرص الرضر إىل أقىص حد ممكن.

المكلفين الموظفين دور من الغرض بإنفاذ القانون

يجري يف هذه املقالة اعتماد تعريف املسؤولني عن إنفاذ القوانني الذي استخدم يف التعليق عىل املادة 1 من »مدونة األمم املتحدة لقواعد سلوك املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني«، وجاء عىل

الشكل التايل:

بإنفاذ املكلفون >املوظفون عبارة »تشمل القوانني< جميع املوظفني املسؤولني عن تنفيذ الذين يمارسون صالحيات الرشطة، القوانني االحتجاز، أو صالحيات االعتقال سيما وال البلدان يف منتخبني، أم معينني أكانوا سواء التي تتوىل صالحيات الرشطة فيها السلطات العسكرية، سواء أكانت بالزي الرسمي أم ال، أو قوات أمن الدولة، يعترب تعريف >املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني< شامال ملوظفي تلك

األجهزة«.

سلوك لقواعد املتحدة األمم »مدونة وتقدم )مدونة بإنفاذ القوانني« املكلفني املوظفني تفسريا والثانية األوىل مادتيها يف السلوك( األسايس من دور الغرض ملاهية واضحا

Page 42: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 42

وكيف القوانني، بإنفاذ املكلفني املوظفني ينبغي عليهم القيام بواجباتهم. ووفقا للمادة املوظفني »عىل يتوجب املدونة، األوىل من األوقات، جميع يف القوانني، بإنفاذ املكلفني عىل القانون يلقيه الذي القيام بالواجب عاتقهم، وذلك بخدمة املجتمع وبحماية جميع األشخاص من األعمال غري القانونية، عىل نحو تتطلبها التي املسؤولية درجة علو مع يتفق

مهنتهم«.

املوظفني دور بني طبيعية عالقة وهناك املكلفني بإنفاذ القوانني واحرتام حقوق اإلنسان يقع حيث وحمايتها، عاتق املوظفني عىل املكلفني بإنفاذ القوانني واجباتهم، أداء خالل ضمان واحرتام واجب حقوق اإلنسان، وهو ما الثانية عليه املادة تؤكد من مدونة السلوك، التي »يحرتم أن عىل تنص املوظفني املكلفني بإنفاذ قيامهم أثناء القوانني، الكرامة بواجباتهم، ويحمونها، اإلنسانية وأن يحافظوا عىل حقوق اإلنسان لكل األشخاص

وتوضح اللجنة املعنية بحقوق ويوطدونها«. اإلنسان املسؤولة عن اإلرشاف عىل تنفيذ العهد والسياسية بالحقوق املدنية الخاص الدويل أن االلتزامات املتعاقد عليها ضمن املعاهدات الدولية ملزمة اإلنسان لحقوق الدولية ونتيجة عامة. بصورة األطراف الدول عىل )التنفيذية الحكومة فروع جميع فإن لذلك، والترشيعية والقضائية( وغريها من السلطات من أي مستوى وعىل الحكومية، أو العامة املحلية، أو اإلقليمية أو الوطنية - املستويات

حقوق اإلنسان احرتام مسؤولية تتحمل وضمانها.4 وتوضح اللجنة أيضا أنه ال يمكن للسلطة التنفيذية أو الحكومة أن تقيل نفسها باملبدأ الدول اللجنة وتذكر املسؤولية.5 من لقانون فيينا 27 من اتفاقية املادة يف الوارد يجوز »ال أنه عىل تنص والتي املعاهدات لطرف يف معاهدة أن يحتج بنصوص قانونه الداخيل كمربر إلخفاقه يف تنفيذ املعاهدة«. لذا، القوانني بإنفاذ املكلفني عىل املوظفني يجب الترصف يف جميع األوقات بطريقة تتماىش مع

القانون الدويل.

حقوق لجنة وعلقت 6 من املادة اإلنسان عىل للحقوق الدويل العهد والسياسية، املدنية الخاص بالحق يف الحياة، من أنه عىل مشددة األطراف واجب الدول القتل أعمال تمنع أن ترتكبها التعسفي التي قوات األمن الخاصة بها، الحياة من الحرمان وأن سلطات الدولة قبل من لهو أمر شديد الخطورة. ولذلك، يجب عىل القانون أن يفرض رقابة صارمة التي من الظروف ويحد يد عىل من حياته شخص حرمان تجعل قد

هذه السلطات ممكنا.6

في النارية واألسلحة القوة استخدام التجمعات والمظاهرات

القوانني بإنفاذ املكلفون املوظفون يقدم قد يف النارية واألسلحة القوة عىل استخدام حاالت غري النزاع املسلح. ولكن عىل املوظفني واجبهم، يؤدون إذ القوانني، بإنفاذ املكلفني

ײيقع على عاتق

الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين

خالل أداء واجباتهم،واجب ضمان واحترام

حقوق اإلنسان.

ײ

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 43: الشرطة و حقوق الإنسان

43موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

وسائل ممكن، حد أبعد إىل يستخدموا، أن القوة استخدام إىل اللجوء قبل عنيفة غري أن يستخدموا لهم وليس النارية. واألسلحة القوة واألسلحة النارية إال حيث تكون الوسائل األخرى غري فعالة أو حيث ال يتوقع منها أن املبادئ من 4 )املبدأ املطلوبة النتيجة تحقق واألسلحة القوة استخدام األساسية بشأن بإنفاذ املوظفني املكلفني جانب من النارية القوانني(. ويذكر مقرر األمم املتحدة الخاص القضاء نطاق بعمليات اإلعدام خارج املعني الدول بحقيقة قائمة أال وهي أن معالجة حاالت االحتشاد الجماهريي تتطلب التخطيط املسبق الجيد ومرد ذلك إىل أنه ما أن تنفلت السيطرة

عىل الوضع فمن الصعب استعادتها.7

املكلفني للموظفني السلوك مدونة وتوضح يجوز ال أنه ،3 املادة يف القوانني بإنفاذ استعمال القوانني بإنفاذ املكلفني للموظفني القوة إال يف حالة الرضورة القصوى وىف الحدود الالزمة ألداء واجبهم. ويشدد التعليق عىل هذه القوة استعمال أن الحكم بحيث »هذا املادة، بإنفاذ القوانني املكلفني املوظفني قبل من أنه ومع استثنائيا، أمرا يكون أن ينبغي يوحي بأنه قد يكون من املأذون به للموظفني من يستخدموا أن القوانني بإنفاذ املكلفني أجل من معقوال الظروف تجعله ما القوة االعتقال تنفيذ يف أو الجرائم وقوع تفادي القانوني للمجرمني أو املشتبه بأنهم مجرمون، أو املساعدة عىل ذلك، فهو ال يجيز استخدام القوة بشكل يتعدى هذا الحد«. كما ويضيف التعليق أنه ال يجوز تفسري هذا الحكم عىل أنه تفويض باستخدام القوة بطريقة ال تتناسب ما وهذا املراد تحقيقه. املرشوع الهدف مع يوضحه املقرر الخاص املعني بعمليات اإلعدام القوة استخدام من أن القضاء نطاق خارج يجب أن يكون متناسبا ورضوريا، مشددا عىل تكون أن يتطلب أن »التناسب« حني يف أنه املنشود، الهدف بتحقيق متعلقة الفائدة

سينجم الذي الرضر تفوق أن أيضا يجب »الرضورة« فإن العنف، وعليه استخدام عن تقتيض استخدام الحد األدنى من القوة الالزمة

لتحقيق الهدف املرشوع.8

وتنص املبادئ األساسية حول استخدام القوة ملسؤويل يجوز ال عىل أنه النارية واألسلحة النارية ضد القوانني استخدام األسلحة إنفاذ األفراد ما عدا يف حاالت الدفاع عن النفس أو الدفاع عن اآلخرين ضد تهديد وشيك باملوت أو باإلصابة الخطرية، أو ملنع ارتكاب جريمة خطري تهديد عىل تنطوي الخطورة بالغة للحياة، أو للقبض عىل شخص يشكل خطرا من هذا القبيل ويقاوم سلطتهم، أو ملنع فراره )أو فرارها(، وذلك فقط عندما تكون الوسائل هذه لتحقيق كافية غري عنفا األقل األخرى األهداف. وال يسمح عموما باستخدام األسلحة النارية القاتلة عن قصد إال عندما يتعذر تماما

تجنبها من أجل حماية األرواح )املبدأ 9(.

القوة املميتة القوة، خاصة ويشكل استخدام يف أغلب األحيان يف سياق التجمعات، والتي قد أو وسلمية مرشوعة، غري أو مرشوعة تكون عنيفة، مخطط لها أو عفوية، أحد التهديدات التجمع، وحرية الحياة، يف للحق الرئيسية الحقوق من العديد أنها تنتهك إىل باإلضافة املعني الخاص املقرر يوضح وكما األخرى. تقوم القضاء، نطاق اإلعدام خارج بعمليات فرصة أية دون أيضا العفوية املظاهرات للحصول طلب مسبق أو إشعار لتقديم اعتبار يجب الحالة، هذه ويف ترصيح. عىل وال حمايته.9 يجب وبالتايل التجمع قانونيا يعرتف العهد الدويل سوى بالحق يف »التجمع ذلك، »ال ومع .21 املادة بموجب السلمي«، الحق هذا عن الحماية املتأتية الفرد يفقد معزولة أو متفرقة عنف أعمال نشوب عند تؤكد وكما حال، أي ويف الحشد«.10 داخل »ال سوريا، يف أحداث الحقائق تقيص لجنة

Page 44: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 44

حاالت يف املتظاهرين للعنف، استخدام يؤثر املنصوص الحماية يف حقهم عىل معزولة،

عليها يف القانون الدويل لحقوق اإلنسان«.11

القوة استخدام بشأن األساسية املبادئ إن املوظفني »عىل توضح أنه النارية واألسلحة املكلفني بإنفاذ القوانني، عند تفريق التجمعات غري املرشوعة، إنما الخالية من العنف، أن يتجنبوا استخدام القوة، أو، إذا كان ذلك غري ممكن عمليا، وأنه الرضوري« األدنى الحد عىل أن يقرصوه القوانني بإنفاذ املكلفني للموظفني يجوز »ال أن يستخدموا األسلحة األسلحة النارية لتفريق تعذر إذا إال بالعنف تتسم التي التجمعات عليهم استخدام وسائل أقل خطرا، وعليهم أن يقرصوا استخدامها عىل الحد األدنى الرضوري. القوانني بإنفاذ املكلفني يجوز للموظفني وال الحاالت النارية يف هذه أن يستخدموا األسلحة »9 املبدأ يف عليها املنصوص للرشوط إال وفقا الخاص املقرر ويساعد و14(. 13 )املبدأين املعني بعمليات اإلعدام خارج نطاق القضاء يف توضيح هذا مبينا أنه من حيث املبدأ »ال يجوز إطالق النار عشوائيا عىل التجمعات، وال يسمح أو محدد شخص الستهداف إال النار بإطالق أفراد يشكلون خطرا يؤدي إىل املوت أو اإلصابة األسلحة استخدام تربير يمكن وال الخطرية. النارية فقط ملجرد عدم قانونية تجمع معني أو

وجوب تفريقه، أو بحجة حماية املمتلكات.« 12

منع االنتهاكات

التي االنتهاكات عىل العقاب من اإلفالت إن خالل القوانني عن إنفاذ املسؤولون يرتكبها أداء واجبهم هو أحد األسباب الرئيسية لتكرار لذلك، يجب وضع االنتهاكات باستمرار. هذه قد تكون التي الحاالت عن لإلبالغ آليات حدثت فيها انتهاكات، للتحقيق بشكل مستقل وفوري يف األحداث التي وقعت، ولجرب الرضر يف ذلك بما وعائالتهم، الضحايا بحق الواقع فيها يطلق حالة كل ويف عليهم، التعويض

سالح ناري ينبغي تقديم تقرير إىل السلطات املختصة دون إبطاء.13

عندما يتسبب استخدام القوة واألسلحة النارية القوانني بإنفاذ املوظفني املكلفني جانب من يف إصابة أو وفاة، ينبغي عليهم تقديم تقرير إبطاء. وعىل دون الحادثة إىل رؤسائهم حول االستخدام عىل املعاقبة تكفل أن الحكومات التعسفي للقوة أو إساءة استخدامها من جانب املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني، باعتبار ذلك )املبدأين قوانينها بمقتىض جنائية جريمة أن يجب كما األساسية(. املبادئ من و7 6من رضر بهم يلحق لألشخاص الذين »يتاح ملمثليهم أو النارية، واألسلحة القوة استخدام القانونيني، إتباع إجراءات مستقلة تشمل إقامة هذا ينطبق وفاتهم، حالة ويف قضائية. دعوة من 23 )املبدأ عائالتهم« عىل الحكم بالتايل يجب فقط محاسبة وال األساسية(. املبادئ أيضا بل باستخدام القوة مبارشة الضالعني كان أو علم، عىل »كانوا إذا املسؤولني كبار يتوجب عليهم أن يعلموا، بأن املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني العاملني تحت إمرتهم يقومون للقوة املرشوع غري باالستخدام قاموا قد أو يف ما كل يتخذوا أن دون النارية األسلحة أو وسعهم اتخاذه ملنع هذا االستخدام أو وقفه أو اإلبالغ عنه« )املبدأ 24 من املبادئ األساسية(.

ما أن يتم إثبات وقوع انتهاك ما، من الرضوري ذلك، يف االنتهاكات، بما ضحايا أرضار جرب

التعويضات وإعادة التأهيل.

املقرر الخاص وعىل غرار ما شدد عليه كثريا املعني بعمليات اإلعدام خارج نطاق القضاء، من الحد إىل الرامية االعتيادية التدابري »فإن عمليات القتل عىل يد املوظفني املكلفني بإنفاذ الرشطة، أعضاء تدريب زيادة مثل القوانني، مع تنفيذها يتزامن لم إن ستبقى غري كافية اإلفالت ينتج وقد املساءلة. لضمان محاوالت من العقاب عن ضعف التنظيم الداخيل آلليات

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 45: الشرطة و حقوق الإنسان

45موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

فعاليته، وعدم للرشطة الداخلية الشؤون غري الربامج الرشعي، الطب غياب قدرات الوافية املتعلقة بحماية الشهود الذين يشكون عدالة جنائية وأنظمة السلطة، إىل اإلساءة غري مالئمة، ولجان تحقيق ضعيفة. وأما أحد العوامل الحاسمة التي تسهم يف حاالت اإلفالت من خاصة بصورة برز والذي العقاب من هو غياب العديدة الخاص املقرر تحقيقات املوظفني ترشف عىل خارجية مدنية رقابة

املكلفني بإنفاذ القوانني أو عدم فعاليتها.« 14

ولذا فمن الرضوري ضمان رقابة مدنية خارجية فعالة لعمل الرشطة واملوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني، تضمن أن ال يرتك للموظفني املكلفني األمن أن يحققوا بأنفسهم بالبالغات بإنفاذ ما أوضاع غالبا إىل يؤدي بما املقدمة ضدهم ترتدد الضحية فيها حتى عن اإلبالغ عن اإلساءة مبارشة إىل الرشطة خوفا من االنتقام، أو بكل اإلساءة عن اإلبالغ أن تعتقد ال ألنها بساطة

سيؤدي إىل أي تحقيق جدي.15

خطورة الجرائم: جرائم ضد اإلنسانية

من املهم أن ندرك أن االستخدام املفرط للقوة قد يؤدي إىل وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق تبلغ مستوى معينا بحيث اإلنسان، والتي قد يمكن اعتبارها جرائم ضد اإلنسانية. وقد تقع الجرائم ضد اإلنسانية بغض النظر عن وجود نزاع مسلح وتطبيق القانون الدويل اإلنساني. عمليات عىل أيضا التصنيف وينطبق هذا القتل غري القانونية خالل املظاهرات. ويشمل تعريف »الجرائم ضد اإلنسانية« يف املادة 7 من نظام روما األسايس للمحكمة الجنائية الدولية غري والسجن والتعذيب القتل مثل أفعاال القانوني عندما ترتكب كجزء من هجوم موجه واسع النطاق أو منهجي ضد أية مجموعة من

السكان املدنيني، مع علم مسبق بالهجوم.

يف األحداث بشأن التحقيق لجنة وخلصت

وقوات السوري الجيش أفراد إىل أن سوريا العام يف اإلنسانية ضد جرائم ارتكبوا األمن 2011. ووجدت لجنة التحقيق »أن نطاق هذه الهجمات ضد املدنيني يف مختلف مدن وقرى البلد، وتكرارها، ومستويات االستخدام املفرط القوات من وحدات يد باستمرار عىل للقوة املسلحة وقوات األمن املختلفة، وطابع التنسيق الذي يميز هذه الهجمات واألدلة التي تثبت أن كثريا منها قد نفذ بناء ألوامر صادرة عن كبار اللجنة تدفع أمور الضباط العسكريني، كلها إىل استنتاج مفاده أن الهجمات قد نفذت عىل

ما يبدو تبعا لسياسة تنتهجها الدول«.16

وخلصت اللجنة إىل أن الحجم الهائل للهجمات الواسعة التي شنتها القوات العسكرية واألمنية املدنية وطابعها الثابت، املدنيني واألحياء عىل تدمري لعمليات الواسع النطاق إىل باإلضافة تواطؤ بموافقة أو إال ممكنا ليس املمتلكات من القلق بالغ عن اللجنة وأعربت الدول.17 القتل العمد مثل ضد اإلنسانية الجرائم أن والتعذيب واالغتصاب وغريها من أشكال العنف من الخطورة الدرجة هذه مثل عىل الجنيس الحرمان أو السجن إىل باإلضافة وقعت، قد وحاالت االختفاء البدنية، الحرية من الشديد الالإنسانية واألفعال لألشخاص القرسي األخرى ذات الطابع املماثل يف مواقع مختلفة

من البلد منذ شهر مارس/آذار 18.2011

حقوق يف مختصة ومستشارة األصل فلسطينية *الرشق منطقة يف وخربة خاص اهتمام مع اإلنسان منصب سابقا شغلت أفريقيا. وشمال األوسط أفريقيا وشمال األوسط للرشق القانوني املستشار يف األمانة الدولية ملنظمة العفو الدولية. وتقدم حاليا إسرتاتيجية بتحليالت وتقوم استشارية خدمات من وعدد املتحدة األمم لصالح تقييم وعمليات

املنظمات الوطنية واإلقليمية والدولية.

ملزيدكم من املعلومات، الرجاء زيارة املوقع اإللكرتوني:

www.mervatrishmawi.co.uk

Page 46: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 46

1 أنظر تقرير لجنة تقيص الحقائق الدولية حول جميع االنتهاكات املزعومة للقانون الدويل لحقوق

اإلنسان يف الجماهريية العربية الليبية، HRC/A/17/44، 1 يونيو 2011، الفقرتان 63 و64.2 املرجع نفسه، الفقرات 63 -66.

3 أنظر تقرير لجنة تقيص الحقائق املستقلة يف سوريا، A/HRC/S-17/2/Add.1، 23 كانون

الثاني/نوفمرب 2011، الفقرة 99. 4 لجنة حقوق اإلنسان، الرأي رقم 31، طبيعة االلتزام القانوني العام املفروض عىل الدول األطراف يف

العهد. )CCPR/C/21/Rev.1/Add. 13(، 26 مايو/أيار 2004، الفقرة 4. 5 املرجع السابق.

6 لجنة حقوق اإلنسان، الرأي رقم 6: الحق يف الحياة، 30 أبريل/نيسان 1982، فقرة 3.

7 تقرير مقرر األمم املتحدة الخاص املعني بعمليات اإلعدام خارج نطاق القضاء، أو بإجراءات موجزة

وتعسفا، A/HRC/17/28، 23 مايو/أيار 2011، الفقرة 22. 8 املرجع السابق، الفقرة 49.

9 املرجع السابق، الفقرة 40.

10 تقرير مقرر األمم املتحدة الخاص املعني بعمليات اإلعدام خارج نطاق القضاء، أو بإجراءات موجزة

وتعسفا، A/HRC/17/28، 23 مايو/أيار 2011، الفقرة 42.11 أنظر تقرير لجنة تقيص الحقائق املستقلة يف سوريا، A/HRC/S-17/2/Add.1، 23 نوفمرب/

كانون الثاني 2011، الفقرة 86. 12 تقرير مقرر األمم املتحدة الخاص املعني بعمليات اإلعدام خارج نطاق القضاء، أو بإجراءات موجزة

وتعسفا، A/HRC/17/28، 23 مايو/أيار 2011، الفقرة 61.13 أنظر الفقرة )ج( من التعليق عىل املادة الثالثة من مدونة قواعد سلوك املوظفني املكلفني بإنفاذ

القوانني، وتقرير مقرر األمم املتحدة الخاص املعني بعمليات اإلعدام خارج نطاق القضاء، أو بإجراءات موجزة وتعسفا، A/HRC/17/28، 23 مايو/أيار 2011، الفقرة 63 .

14 تقرير مقرر األمم املتحدة الخاص املعني بعمليات اإلعدام خارج نطاق القضاء، أو بإجراءات موجزة

وتعسفا: دراسة حول آليات رقابة الرشطة، A/HRC/14/24/Add. 8، الفقرة 2. 15 املرجع السابق.

16 وتقرير مقرر األمم املتحدة الخاص املعني بعمليات اإلعدام خارج نطاق القضاء، أو بإجراءات

موجزة وتعسفا، A/HRC/17/28، 23 مايو/أيار 2011، الفقرة 102. 17 املرجع السابق، الفقرة 107.

18 املرجع السابق، الفقرة 108.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

مصادر

Page 47: الشرطة و حقوق الإنسان

47موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

عبد الله خليل*

مقدمة الرشطة انتهاكات انتشار الديمقراطية غري واالستبدادية الشمولية املجتمعات أبرز سمات لعل -1اإلنفاذ مع يتعارض اإلنسان احرتام حقوق أن املجتمعات ما يشاع يف هذه اإلنسان، وغالبا لحقوق الفعال للقوانني وأنه من أجل إنفاذ القوانني ومن أجل أن نقبض عىل املجرم ونضمن إدانته البد أن نخرج عىل القوانني، فإنفاذ القوانني بالنسبة ألجهزة األمن التي تفكر بهذه الطريقة ما هو إال حربا عىل الجريمة، وما حقوق اإلنسان إال عراقيل يلقيها أمامهم املحامون واملنظمات غري الحكومية العاملة يف مجال حقوق اإلنسان. لقد سقطت هذه اإلدعاءات واملزاعم تحت أقدام املتظاهرين واملحتجني يف بلدان »الربيع العربي« وثبت أنها ليست سوى خرافات كانت وأعتقد أنها ما زالت تعشش يف عقول أجهزة

إنفاذ القانون.

واملعنوي البدني التعذيب ممارسة أو املظاهرات إخماد يف للقوة املفرط االستخدام أن رأينا لذلك رجال وممارسات لسياسات املبارشة واآلثار املحتجزين، من واالعرتافات املعلومات عىل للحصول

الرشطة يف املجتمعات االستبدادية يتمثل يف:•فقدان الثقة العامة بحيث تتزايد يف هذه املجتمعات القالقل املدنية؛

•عرقلة املحاكمات العادلة والفعالة؛ •عزل الرشطة عن املجتمع؛

•تمتع املذنب بالحرية أو معاقبة الربيء وسيادة ظاهرة اإلفالت من العقاب؛ حكم • « معاناة، وشطر مفهوم أصابهم من مما الجريمة العدالة لضحايا توفر عدم القانون« وغياب عنرص القانون عنه بما يشكل سببا لتوجيه االنتقاد الدويل واإلعالمي

إىل الحكومات وزيادة الضغوط السياسية عليها.

2- تشكل إقامة العدالة بما يف ذلك وجود أجهزة إلنفاذ القوانني بما يتماىش تماما مع املعايري الدولية لحقوق اإلنسان أمرا أساسيا لإلعمال التام وغري التمييزي لحقوق اإلنسان وأمرا ال غنى عنه لعمليتي

الديمقراطية والتنمية املستدامة.

ورد يف ديباجة »اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان« املقولة أدناه:»وملا كان من األسايس أن تتمتع حقوق اإلنسان بحماية النظام القانوني إذا أريد للبرش أال يضطروا آخر

األمر إىل اللياذ بالتمرد عىل الطغيان واالضطهاد.«

إن الرسالة التي نقلتها هذه الديباجة واضحة تماما اليوم يف ثورات »الربيع العربي« وهى تعنى أنه لحقوق انتهاكات وقعت وحيثما اإلنسان، لحقوق انتهاكات تقع القانون حكم عىل الحفاظ بدون اإلنسان، اندلعت الثورات، وبأن انتهاك حقوق اإلنسان ال يمكنه أن يسهم يف الحفاظ عىل النظام أو

األمن العامني، بل يساهم يف تدهورهما.

دور الشرطة في المجتمعات الديمقراطية

y

Page 48: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 48

ويؤدي احرتام الرشطة لحقوق اإلنسان يف املجتمعات الديمقراطية دورا يف:

•بناء الثقة وتعزيز تعاون املجتمع؛ •املساهمة يف فض النزاعات والشكاوى بشكل سلمى؛

•نجاح املحاكمات القانونية؛ بالغة اجتماعية وظيفة يؤدى املجتمع من جزءا باعتبارها الرشطة إىل •النظر

األهمية؛• النزاهة يف إقامة العدل ومن ثم الثقة يف النظام؛

•رضب مثال يف احرتام القانون وتقارب الرشطة من املجتمع بحيث تصبح قادرة عىل الدولية، املعايري املبادرة يف تطبيق الجريمة ومكافحتها من خالل األخذ بزمام منع

والحصول عىل الدعم من وسائل اإلعالم واملجتمع الدويل والنظام السيايس.

3- إن هذه الدراسة ال تقدم الحل السحري لدور الرشطة يف املجتمع الديمقراطي وإنما تقدم رؤية ملا يجب أن يكون علية دور الرشطة يف هذا املجتمع من زاوية يراها الباحث هامة إلدارة حوار مجتمعي حول دور الرشطة يف دول »الربيع العربي« التي تمر بمرحلة انتقالية دقيقة من مرحلة االستبداد إىل مرحلة الديمقراطية، وال تتضمن مراجعات علمية بسبب انتشار االنتهاكات يف مرحلة ما قبل الثورات واستمرار أنماط هذه االنتهاكات من قبل رجال الرشطة أو بعض املليشيات الثورية أو االتجاهات الفكرية التي الرأي والتعبري القيود عىل حرية إتباع نهج معاداة اإلعالم والصحافة وفرض املزيد من تحرض عىل

وحرية الفكر والوجدان لبواعث ودوافع دينية وسياسية.

أوال: والية الشرطة في الديمقراطيات الحديثةتعنى والية إنفاذ القوانني باألساس بحماية حقوق اإلنسان والدفاع عن الحريات األساسية، والحفاظ القانونية واملمارسات السياسات خالل من ديمقراطي مجتمع يف الجميع ورفاه العام النظام عىل

واإلنسانية املنضبطة.

وقد نصت املادة 29 من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان عىل ما ييل: »)1( عىل كل فرد واجبات نحو املجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نموا حرا كامال.

)2( يخضع الفرد يف ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط، لضمان االعرتاف بحقوق الغري وحرياته واحرتامها العادلة ولتحقيق املقتضيات العامة واملصلحة العام للنظام واألخالق يف مجتمع ديمقراطي.

األحوال من بحال يصح ال )3(أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض األمم املتحدة

ومبادئها.«

يف الرشطة والية فإن لذلك

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

ײانتهاك حقوق اإلنسان ال يمكنه أن يسهم

في الحفاظ على النظام أو األمن العامين، بل يساهم في تدهورهما.

ײ

Page 49: الشرطة و حقوق الإنسان

49موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

الديمقراطيات الحديثة هي: •حماية حقوق اإلنسان؛

•الدفاع عن الحريات األساسية؛ •الحفاظ عىل النظام العام ورفاه الجميع يف مجتمع ديمقراطي من خالل السياسات

واملمارسات القانونية واإلنسانية واملنضبطة.

ثانيا: واجبات الشرطة في المجتمع الديمقراطيمن طائفة هناك كان اإلنساني، الشخص يف املتأصلة الكرامة من تستمد اإلنسان حقوق كانت ملا اإلعالنات واملبادئ التوجيهية التي نصت عليها رصاحة صكوك األمم املتحدة ومنها »مدونة قواعد سلوك النارية من القوة واألسلحة استخدام األساسية بشأن القوانني«، و»املبادئ بإنفاذ املكلفني املوظفني جانب املوظفني املكلفني بإنفاذ القانون«، واإلعالنات واملبادئ واألحكام الواردة يف صكوك األمم املتحدة لحقوق اإلنسان تم وضعها ال لعرقلة إنفاذ القوانني، وإنما لتوفري توجيه مفيد ألداء تلك الوظيفة يف

مجتمع ديمقراطي ويمكن إيجازها عىل الشكل اآلتي:•عىل املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني احرتام وطاعة القانون يف جميع األوقات؛

يلقيه الذي الواجب تأدية األوقات، جميع يف القوانني بإنفاذ املكلفني املوظفني •عىل األعمال من األشخاص جميع وبحماية املجتمع بخدمة وذلك عاتقهم، عىل القانون

غري القانونية، عىل نحو يتفق مع علو درجة املسؤولية التي تتطلبها مهنتهم؛•يمتنع املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني عن ارتكاب أي فعل من أفعال إفساد الذمة،

وعليهم مواجهة جميع هذه األفعال ومكافحتها بكل رصامة؛•يحرتم املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني الكرامة اإلنسانية ويحمونها، ويحافظون

عىل حقوق اإلنسان لكل األشخاص ويوطدونها؛القوانني لهذه انتهاكات من يقع عما اإلبالغ القوانني بإنفاذ املكلفني املوظفني •عىل

واملدونات ومجموعات املبادئ التي تحمي وتعزز حقوق اإلنسان؛•تراعي يف كل إجراءات الرشطة مبادئ الرشعية والرضورة وعدم التمييز والتناسبية

واإلنسانية.

ثالثا: المعايير الدولية لحقوق اإلنسان وعمل الشرطة في النظم الديمقراطيةحددت املادة 21 من »اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان« واملادة 25 من »العهد الدويل للحقوق املدنية

والسياسية« املبادئ الديمقراطية األساسية بأنها:

يف الحق بمقتضاه للشخص يكون )الذي والتمثيل املشاركة عىل القائم الحكم • املشاركة يف إدارة شؤون بلده إما بطريق مبارش أو غري مبارش(؛

• تقلد الوظائف العامة بالتساوي مع اآلخرين؛ ت نزيهة تجرى دوريا؛ • االقرتاع العام وعىل قدم املساواة بني الناخبني يف انتخابا

•احرتام الحريات األساسية. •

رابعا: إنفاذ حكم القانون الواجب من جوهرية حقوق هي املدنية الحقوق تحت املصنفة الحقوق •كافة

Page 50: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 50

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

احرتامها إلنفاذ حكم القانون وعليه فإن رجال الرشطة ملزمون بما ييل:الحق وهو للخطر يعرضها أو الحياة يف الحق يهدد فعل أي عن •االمتناع »العهد من 6 واملادة اإلنسان« لحقوق العاملي »اإلعالن من 3 باملادة املحمى

الدويل للحقوق املدنية والسياسية«؛الالإنسانية أو القاسية العقوبة أو املعاملة أو للتعذيب أي فرد •عدم إخضاع جريمة تعريف طائلة تحت يدخل فعل أي ارتكاب أو بالكرامة الحاطة أو من 5 املادة أو التعذيب« مناهضة »اتفاقية من 1 املادة يف الوارد التعذيب 7 من »العهد الدويل للحقوق املدنية »اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان« واملادة

والسياسية«؛•احرتام حق الفرد يف الحرية ويف األمان الشخيص؛

•عدم توقيف أي فرد أو اعتقاله تعسفا؛ لإلجراء وطبقا القانون عليها نص ألسباب إال حريته من فرد أي •حرمان املدنية للحقوق الدويل »العهد من 9 باملادة املحمي الحق وهو فيه املقر

والسياسية«؛املحرومني من اإلنساني ومعاملة جميع الشخص املتأصلة يف الكرامة •احرتام حريتهم معاملة إنسانية، تحرتم الكرامة املتأصلة يف الشخص اإلنساني طبقا

لنص املادة 10 من »العهد الدويل للحقوق املدنية والسياسية«.

كما يعترب حق الفرد يف افرتاض الرباءة والحق يف محاكمة عادلة منصفة عندما توجه إليه تهمة جزائية من الحقوق الجوهرية لحكم القانون وهذه الحقوق محمية بموجب »اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان«

)املادتان 10 و11( و»العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية« )املادة 14(.

خامسا: حيادية التحقيقات بشكل عامتفتيش وعمليات بهم واملشتبه والضحايا الشهود واستجواب التحقيق عمليات عىل جميع ينطبق

األشخاص وتفتيش املركبات واملباني واعرتاض املراسالت واالتصاالت ما ييل:

أو مربر بدون متشددة أو تعسفية أو قانونية غري تكون أن يجوز ال • متحيزة؛

• تكون موضوعية وشاملة وعاجلة ونزيهة وقانونية؛ • تشمل الفحص الدقيق ملكان وقوع الجريمة؛

• تسعى إىل جمع األدلة واالحتفاظ بها.

سادسا: كفالة حقوق المتهم رهن االحتجاز والتحقيقيتمتع كل متهم بحقوق يجب أن تكفلها إجراءات االحتجاز والتحقيق عىل الشكل اآلتي:

•لكل فرد الحق يف األمان عىل شخصه؛ محاكمة يف لها ارتكابه يثبت أن إىل بريئا يعترب بجريمة متهم شخص •كل

منصفة؛•لكل فرد الحق يف محاكمة منصفة؛

•ال يجوز تعريض أحد لتدخل تعسفي يف حياته الخاصة أو يف شؤون أرسته أو

Page 51: الشرطة و حقوق الإنسان

51موارد ربيع 2012

مسكنه أو مراسالته؛ •ال يجوز تعريض أي فرد لحمالت تمس رشفه وسمعته؛

أو الشهود أو املشتبه فيهم أو ذهني عىل •ال يجوز ممارسة أي ضغط جسدي الضحايا يف محاولة للحصول عىل معلومات؛

•يمنع منعا باتا التعذيب وغريه من رضوب املعاملة الالإنسانية أو املهينة؛ •يعامل الضحايا والشهود برأفة واحرتام؛

•احرتام رسية املعلومات؛ •ال يجوز إجبار أي فرد عىل االعرتاف بذنب أو الشهادة ضد نفسه؛

•حظر العنف أو التهديد؛ •احرتام املعتقدات الدينية واألخالقية؛

•احرتام حقوق املرأة ومركزها الخاص؛ •احرتام حقوق األحداث ومركزهم الخاص؛

•تصنيف املحتجزين والفصل بينهم؛ سالمة لضمان الالزمة التدابري عىل والنظام التأديب تدابري •اقتصار

املحتجزين.

سابعا: الشروط الواجب توافرها في أماكن االحتجازيجب أن تقترص أماكن االحتجاز عىل تلك املعرتف بها رسميا فقط عىل أن تلبي الحاجات اإلنسانية

والصحية وأن تتوفر فيها الرشوط التالية:• غذاء كاف؛

• ماء كاف؛ • مأوى مالئم؛ • كساء كاف؛

• خدمات طبية كافية؛ • تسهيالت وفرص كافية ألداء التمرينات الرياضية؛

• أدوات وتسهيالت كافية للعناية بالنظافة الشخصية؛ • أدوات لالتصال بالعالم الخارجي.

ثامنا: حماية وتعزيز حقوق اإلنسان ينبغي عىل الرشطة أن تتفهم أنها أداة لتحقيق تنظيم وتنسيق الحقوق السياسية بما يمكن األفراد والجماعات التمتع بتلك الحقوق بما يحقق ويضمن التوازن الصحيح بني النظام العام وممارسة األفراد والجماعات للحقوق، والحفاظ عىل الحياد وعدم التمييز بني الجماعات واألفراد الساعني إىل ممارسة

حقوقهم السياسية األساسية بطريقة دستورية ومرشوعة.

ويجب عىل الرشطة حماية الحق يف:اإلعالن العاملي • حرية الفكر والضمري والدين وهو محمى بموجب املادة 18 من »

لحقوق اإلنسان« واملادة 18 من »العهد الدويل للحقوق املدنية والسياسية«؛للعملية جوهرية بكونها الفكر، حرية شأن شأنها والتعبري الرأي •حرية يف رضورية كخطوة واآلراء األفكار توصيل عىل القدرة وتمثل السياسية،

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 52: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 52

ممارسة الديمقراطية وهذا الحق محمي بموجب املادة 19 من «اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان» واملادة 19 من «العهد الدويل للحقوق املدنية والسياسية».

الجمعيات يف واالنخراط االجتماعات من خالل اآلخرين مع باالشرتاك السياسة ممارسة يمكن وال السلمية إال إذا كفل القانون ممارسة الحق يف حرية االشرتاك يف االجتماعات والجمعيات السلمية وهي الحقوق املحمية بموجب املادة 20 من »اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان« واملادة 21 واملادة 22 من

»العهد الدويل للحقوق املدنية والسياسية«.

ثامنا: عمل الشرطة واالنتخابات الديمقراطيةالناخبني، ويحظر أعمال تخويف وترهيب االمتناع عن االنتخابية األمن والسلطات يجب عىل قوات الجامعات أو )الرشطة( التي تمارسها االنتهاكات الوحشية وغريها من األعمال التغطية عىل عليها

املوالية للحزب الحاكم أو بعض الجماعات املوالية ملرشح معني، ومن واجب الرشطة يف هذا اإلطار:دون االنتهاكات وقائع كل يف للتحقيق واملناسبة الكافية اإلجراءات •اتخاذ

تمييز؛•بذل كل ما يف وسعها للتعرف عىل القائمني باالنتهاك ومالحقتهم؛

•معاقبة القائمني باالنتهاك عقاب متناسب مع خطورة االنتهاك؛ • االمتناع عن النفي التام لحصول واقعة أو انتهاك– مثال »االختفاء القرسي«.

تاسعا: حماية الحق في التجمع السلميتؤدي الرشطة مهمة رئيسية يف حماية الحق يف التجمع السلمي عرب:

•تنفيذ القوانني والحفاظ عىل النظام؛ •ممارسة اختصاصها بشكل قانوني وفعال؛

•احرتام الكرامة املتأصلة يف الشخص اإلنساني؛ • حماية الحق يف الحياة ويف الحرية ويف األمان الشخيص.

ويجب عىل الرشطة مراعاة املبادئ األساسية بشأن استخدام القوة وهي:•التناسبية؛ •القانونية؛ •املساءلة؛

• الرضورة.

كما يخضع استخدام القوة ملجموعة ضوابط هي: •اللجوء إىل الوسائل السلمية أوال؛

•عدم استخدام القوة إال يف حالة الرضورة القصوى؛ • عدم استخدام القوة إال لألغراض املرشوعة إلنفاذ القانون؛

ي استثناءات أو مربرات الستخدام القوة بشكل غري مرشوع؛ • عدم التذرع بأ•تناسب استخدام القوة يف كل الحاالت مع األهداف املرشوعة؛

•ممارسة ضبط النفس يف استخدام القوة؛ •تقليل األرضار أو اإلصابات إىل الحد األدنى؛

• توافر مجموعة من وسائل استخدام القوة بدرجات متفاوتة؛

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 53: الشرطة و حقوق الإنسان

53موارد ربيع 2012

بدرجات القوة استخدام وسائل مختلف استعمال عىل الضباط •تدريب جميع متفاوتة؛

يب جميع الضباط عىل استعمال الوسائل السلمية. • تدر

وتتلخص ضوابط استعمال األسلحة النارية بالتايل:•ال تستعمل األسلحة النارية إال يف الرضورة القصوى؛

اآلخرين من خطر للدفاع عن أو النفس للدفاع عن إال النارية األسلحة •ال تستعمل وشيك كاملوت أو اإلصابات البالغة، أو منع استمرار ارتكاب جريمة بالغة الخطورة تتضمن تهديدا بالغا للحياة، أو القبض عىل شخص يمثل مثل هذا الخطر ويقاوم سلطة رجال الرشطة، أو منعة من الهرب، وال يجوز استخدامها إال يف الحاالت التي

يتأكد فيها قصور التدابري األقل خطورة؛يتحتم حني إال عمدا املوت إىل املفضية النارية واألسلحة القوة استخدام يجوز •ال

استعمالها بصورة صارمة لحماية الحياة؛• ضابط الرشطة أن يعلن أنه من الرشطة، أو يفصح بوضوح عن اعتزامه يجب عىلاستعمال األسلحة النارية، أو يتيح املهلة الكافية ملراعاة ذلك إال إذا كان ذلك من شأنه أو لإلصابة للموت اآلخرين تعريض التسبب يف أو للخطر الرشطة تعريض رجال ظروف مع يتفق ال أو منه جدوى ال ذلك أن بوضوح تبني إذا أو بالغة، بجروح

الحادث.

ويف حالة استعمال القوة أو األسلحة النارية يتوجب عىل الرشطة إجراء تحقيقات عند الطلب أو االقتضاء، وتقديم تقرير كامل وتفصييل بالحادث فضال عن تقديم املساعدة واإلسعافات الطبية إيل

جميع املصابني، وإبالغ أقرباء أو أصدقاء املترضرين بما حدث لهم.

النارية يمكن تلخيصها القوة واألسلحة الرؤساء مسؤوليات متعددة عند استخدام وترتتب عىل بالتايل:

•عىل الرؤساء اإلبالغ عن جميع وقائع استخدام القوة أو األسلحة النارية ومراجعتها؛ •تقع عىل الرؤساء املسؤولية عن أفعال أفراد الرشطة الخاضعني لقيادتهم إذا كان لم ولكنهم باإلساءات علم يكونوا عىل أن ينبغي كان أو علم الرؤساء عىل هؤالء

يتخذوا أي إجراءات ملموسة بشأنها؛•تمنح الحصانة للموظفني املكلفني بإنفاذ القوانني الذين يمتنعون عن تنفيذ أوامر

عليا غري مرشوعة؛ ارتكاب لتربير عليا بأوامر التذرع القوانني بإنفاذ املكلفني للموظفني يجوز •ال

تجاوزات لهذه القواعد.

* خبري مستقل لحقوق اإلنسان ومحامى بالنقض يف جمهورية مرص العربية

1. مدونة األمم املتحدة لقواعد سلوك املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني )املادة 3(.2. املبادئ األساسية بشأن استخدام القوة واألسلحة النارية من جانب املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

مصادر

Page 54: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 54

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

المحامي الدكتور ليث كمال نصراوين*

اإلنسان بحقوق الرشطة جهاز ارتباط إن أن ذلك وقانون، ودين ضمري ارتباط هو بني املبارش االتصال حلقة تعد الرشطة حيث الدولة يف والفرد اإلدارية السلطة الجهاز ذلك أمام اإلنسانية حقوقه توضع موضع اختبار حقيقي إما إهدارا أو احرتاما. الكافية الحماية أهمية توفري تأتي من هنا رجال مع تعاملهم أثناء األفراد لحقوق الرشطة والتي لم تعد مقصورة عىل الحماية الوطنية، القوانني توفرها التي الداخلية املعايري من منظومة إيجاد إىل تعدتها بل الدولية لحقوق اإلنسان والتي تهدف بشكل رئييس إىل توفري حماية دولية لألفراد أثناء يف وخصوصا الرشطة رجال مع تعاملهم التوقيف تشمل قد والتي التحقيق مرحلة تقييد مظاهر من كمظهرين واالحتجاز

الحرية الشخصية.يشكل التحقيق يف الجريمة الخطوة األساسية والغرض العدالة، إقامة طريق عىل األوىل الجريمة مرتكب وتحديد األدلة جمع منه حتى املحكمة عىل األدلة وعرض املفرتض وقد الرباءة. أو اإلدانة يف البت لها يتسنى التحقيق سري أثناء الرشطة رجال يمارس املخولة الحرية التوقيف وحجز صالحيات ارتكابهم يف املشتبه األشخاص تجاه لهم قد ما وهو التحقيق، موضوع الجريمة القبض إللقاء القوة استخدام أحيانا يلزم عليهم واحتجازهم. لذلك ولكي تسري عملية التحقيق يف الجريمة وفقا للمبادئ األخالقية فال بد من ضمان احرتام حقوق املشتبه بهم وكرامتهم اإلنسانية، وذلك من خالل مراعاة

مجموعة من املبادئ األساسية املتعلقة بعمل التحقيق واملستمدة أثناء الرشطة األخالقي والتي الدولية اإلنسان حقوق صكوك من

نعرض لها فيما ييل.

1- الحق في الحريةيعد هذا املبدأ من أهم املبادئ التي احتوى اإلنسان« لحقوق العاملي »اإلعالن عليها »لكل الثالثة منه عىل أن حيث نصت املادة عىل واألمان والحرية الحياة يف الحق فرد إنسان لكل أن مفاده ما وهو شخصه«،1 توقيف وأن الشخصية، الحرية يف الحق هذا مع يتعارض عامة كقاعدة الشخص التوقيف ألسباب يكون أن يجب لذا املبدأ. محدده يف القانون بعيدا عن التعسف ووفقا عليه نصت ما وهو مرشوعة، إلجراءات العاملي لحقوق »اإلعالن التاسعة من املادة أي اعتقال يجوز »ال أنه اإلنسان« بقولها

إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفيا«.الحرية مبدأ آخر هو الحق يف ويتفرع عن إىل املحتجز املتهم سبيل إخالء يف الحق عام بشكل يجب ال إذ محاكمته، تتم أن االستمرار يف احتجاز املتهم بارتكاب جريمة جنائية إىل حني محاكمته إال يف حاالت معينة يجوز فيها للسلطات األمنية أن تقيد حرية يكون عندما وذلك املحاكمة حتى املتهم ذلك رضوريا ملنعه من الهرب خارج البالد أو منعه من التأثري عىل الشهود أو إذا كان إطالق رساحه يشكل خطرا عىل الغري، وهو ما أكدت عليه الفقرة الثالثة من املادة التاسعة من »العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية« والتي تنص عىل أنه »ال يجوز أن يكون توقيف األشخاص الذين ينتظرون من ولكن العامة، القاعدة هو املحاكمة

الحماية الدولية لحقوق اإلنسان أثناء مرحلة التحقيق

y

Page 55: الشرطة و حقوق الإنسان

55موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

ضمانات عىل عنهم اإلفراج تعليق الجائز من أخرى مرحلة أي يف لكفالة حضورهم تنفيذ ولكفالة القضائية اإلجراءات مراحل

الحكم«.2

2- الحق في افتراض براءة المتهمإن املبدأ القانوني املستقر عليه يف القضايا الجزائية بأن املتهم برئ حتى تثبت إدانته يف تكريسه تم قد قطعي قضائي بحكم من عرش الحادية املادة من األوىل الفقرة والتي اإلنسان« لحقوق العاملي »اإلعالن بجريمة متهم شخص »كل أن عىل تنص قانونا إدانته تثبت أن إىل بريئا يعترب الضمانات فيها له تؤمن علنية بمحاكمة الفقرة يف وكذلك عنه«، للدفاع الرضورية »العهد من عرش الرابعة املادة من الثانية الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية« متهم كل حق »من أنه عىل تنص والتي بارتكاب جريمة أن يعترب بريئا إىل أن يثبت

عليه الجرم قانونا«. براءة افرتاض يف الحق ثبوت عىل ويرتتب

املتهم النتائج التالية: اإلدانة تتحدد أن يمكن ال •أنه جهة خالل من إال الرباءة أو تشكيال مشكلة قضائية إجراءات اتباع وبعد قانونيا املنصوص العادلة املحاكمة الوطنية الترشيعات يف عليها

ذات الصلة؛أي يدان أن يمكن ال •أنه شخص من جراء أداء عمل أو إذا إال عمل أداء عن االمتناع جرما يعترب الفعل ذلك كان وفقا للقانون الوطني أو الدويل

وقت ارتكاب الفعل؛ •أنه يجب أن تتم معاملة جميع التحقيق الجاري األشخاص سواء أبرياء باعتبارهم معهم واالحتجاز التوقيف قيد كانوا

أو أطلق رساحهم بكفالة أثناء التحقيق.

3- الحق في المعاملة الكريمةإن من حق املتهم أن يعامل معاملة حسنة كرامته صون بهدف ذلك وإنسانية، وسالمته البدنية والعقلية معا، وهو الواجب امللقى عىل عاتق الدولة بتوفريه لكل شخص من األشخاص املحرومني من حريتهم، وهذا »العهد من العارشة املادة عليه أكدت ما الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية« بالنص عىل أن »يعامل جميع املحرومني من الكرامة تحرتم إنسانية معاملة حريتهم اإلنساني«. كما نصت األصيلة يف الشخص الفقرة الثانية من املادة العارشة من العهد نفسه عىل رضورة »أن يفصل املتهمون عن املدانني، إال يف ظروف استثنائية، ويكونون لم أنهم اعتبار عىل حدا عىل معاملة محل

يدانوا«.

4- الحق في إجراء التحقيق بطريقة منصفة وعادلة

بطريقة املتهم مع التحقيق إجراء إن منصفة وعادلة يتطلب قيام رجال الرشطة أخالقية بطريقة التحقيق إجراءات بكافة ووفقا لقواعد قانونية مقررة، وأن يتم توفري

ضمانات دنيا نعرضها أدناه.أوال: أن يتم إبالغ املتهم رسيعا وبالتفصيل رجال عىل يتوجب إذ إليه، املوجه بالتهمة توقيفه عند شخص أي إعالم الرشطة إليه املنسوبة وبالتهم احتجازه بأسباب التهديد من تخلو يفهمها واضحة بلغة تطبيقا وذلك واملجازاة، باالنتقام والوعيد التاسعة املادة من الثانية الفقرة ألحكام من »العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية »يتوجب أنه عىل تنص التي والسياسية« هذا بأسباب توقيفه يتم شخص أي إبالغ إبالغه يتوجب كما وقوعه لدى التوقيف

رسيعا بأية تهمة توجه إليه«.

Page 56: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 56

إن طبيعة التحقيق قد تؤثر حتما عىل املدة فيها الشخص إبالغ يمكن التي الزمنية بالتهمة املسندة إليه إذ أن ذلك قد يستغرق إال الخطرة، الجرائم حاالت يف أطول وقتا أن عىل رجال الرشطة إعالم صاحب الشأن إليه يف أرسع بوصف دقيق بالتهم املسندة ممارسة من يتمكن حتى ممكن وقت حقوقه لحماية األخرى الدولية الضمانات

اإلنسانية.

الكايف الوقت املتهم منح يتم أن ثانيا: والتسهيالت املناسبة إلعداد دفاعه واختيار أن يف الحق متهم فلكل قانونيا. يمثله من يدافع عن نفسه إما بنفسه أو بواسطة محام إمكانيات لديه تكن لم فإذا اختياره. من مالية كافية لدفع تكاليف االستعانة بمحام، فيجب أن تقوم السلطات القضائية بتوفريها له مجانا كلما تطلبت العدالة ذلك. وهو ما أكدت عليه الفقرة الثالثة من املادة الرابعة بالحقوق الخاص الدويل »العهد عرش من »لكل أنه عىل بالنص والسياسية« املدنية متهم بجريمة أن يدافع عن نفسه بشخصه أو بواسطة محام من اختياره، وأن يخطر بحقه يف وجود من يدافع عنه إذا لم يكن له املحكمة حكما، يدافع عنه، وأن تزوده من ذلك، تقتيض العدالة مصلحة كانت كلما عىل أجرا تحميله دون عنه يدافع بمحام ذلك إذا كان ال يملك الوسائل الكافية لدفع هذا األجر«. كما أكدت عىل هذا الحق املادة السابعة من املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن دور املحامني بالقول عىل أنه »تكفل الحكومات أيضا لجميع األشخاص املقبوض عليهم أو املحتجزين بتهمة جنائية أو بدون بمحام االستعانة إمكانية جنائية، تهمة عن تزيد ال مهلة خالل حال وبأي فورا، ثمان وأربعني ساعة من وقت القبض عليهم

أو احتجازهم«.3ويرتبط بحق الشخص املحتجز يف توفري

املساعدة القانونية له أن يتاح له الوقت الكايف لالتصال مع محاميه والتشاور معه بحرية تامة يف أي وقت وبشكل رسي، بحيث يجوز املحتجز الشخص بني املقابالت تكون أن ومحاميه عىل مرأى من أحد موظفي إنفاذ القوانني، ولكن ال يجوز أن تكون عىل مسمع منه. كما يجب أن ال تكون أية اتصاالت بني كدليل مقبولة املحتجز ومحاميه الشخص ضد الشخص املحتجز ما لم تكن ذات صلة وذلك تدبر بجريمة أو مستمرة بجريمة من عرش الثامن املبدأ يف جاء ملا تطبيقا جميع بحماية املتعلقة املبادئ »مجموعة الذين يتعرضون ألي شكل من األشخاص

أشكال االحتجاز أو السجن« 4.1988

يمثل أن يف الحق للمتهم يكون أن ثالثا: والتي إبطاء، دون املختصة املحكمة أمام مستقلة قضائية جهة تكون أن يجب الجريمة قبل وقوع تأسست وغري متحيزة عليه أكدت ما وهو القانون. أحكام وفق العاملي لحقوق »اإلعالن العارشة من املادة إنسان »لكل أن تنص عىل اإلنسان« والتي الحق، عىل قدم املساواة التامة مع اآلخرين، مستقلة محكمة أمام قضيته تنظر أن يف حقوقه يف للفصل علنيا عادال نظرا نزيهة إليه«. توجه جنائية تهمة وأية والتزاماته الرابعة املادة األوىل من الفقرة كما جاء يف بالحقوق الخاص الدويل »العهد من عرش املدنية والسياسية« أن »الناس جميعا سواء لدى فرد كل حق من وأن القضاء أمام أو إليه توجه جزائية تهمة أية يف الفصل مدنية دعوى أية يف والتزاماته حقوقه يف أن تكون قضيته محل نظر منصف وعلني حيادية مستقلة مختصة محكمة قبل من

منشأة بحكم القانون«. محتجز شخص أي استبقاء يجوز ال لذا دون أن تتاح له فرصة املحاكمة العادلة يف القضائية السلطة أمام ممكن وقت أرسع

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 57: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 201257

املتهم محاكمة ضمانة أن ذلك املختصة، برسعة دون تأخري ترتبط بحقه يف الحرية الدولية للمعايري وفقا شخصه عىل واألمن »اإلعالن من الثالثة املادة قررتها التي الفقرة وكذلك اإلنسان«، لحقوق العاملي الدويل »العهد التاسعة من املادة األوىل من الخاص بالحقوق املدنية والسياسية« والتي تنص عىل أن »لكل فرد حق يف الحرية ويف أحد توقيف يجوز وال شخصه عىل األمان أحد حرمان يجوز وال تعسفا اعتقاله أو من حريته إال ألسباب ينص عليها القانون وطبقا لإلجراء املقرر فيه«. كما ينص املبدأ املبادئ »مجموعة من والثالثني السابع الذين األشخاص جميع بحماية املتعلقة االحتجاز أشكال من يتعرضون ألي شكل أن رضورة عىل 1988 لعام السجن« أو يتم إحضار الشخص املحتجز املتهم بتهمة جنائية أمام السلطة القضائية التي يحددها القانون وذلك عىل وجه الرسعة عقب إلقاء القبض عليه عىل أن تبت هذه السلطة دون تأخري يف قانونية ورضورة االحتجاز بحيث ال يجوز إبقاء أي شخص محتجزا عىل ذمة التحقيق أو املحاكمة إال بناء عىل أمر مكتوب للشخص يكون وأن السلطة، هذه من املحتجز الحق عند مثوله أمام هذه السلطة يف اإلدالء بأقواله بشأن املعاملة التي تلقاها

أثناء احتجازه.تعقيد درجة تؤثر أن الطبيعي من إن الفعيل الوقت عىل وجسامتها القضية املحاكمة، إىل املتهم تقديم يستغرقه الذي باإلضافة إىل أن طول مدة التحقيق قد يتأثر بعوامل أخرى كتوافر الشهود ومدى تعاون أن إال معه. التحقيق يتم الذي الشخص ذلك يجب أن ال يكون مربرا لرجال الرشطة لكي وفعالية برسعة التحقيق إجراء لعدم يف املختصة املحكمة عىل املتهم يتم عرض أرسع وقت ممكن، وذلك تطبيقا ملا جاء يف من عرش الرابعة املادة من الثالثة الفقرة

املدنية بالحقوق الخاص الدويل »العهد والسياسية« والتي تنص عىل حق املتهم يف عن زائد تأخري دون محاكمته »تجري أن

املعقول«.

مناقشة يف الحق للمتهم يكون أن رابعا: ممثله بواسطة أو بنفسه االتهام شهود استدعاء يف الحق له يثبت وأن القانوني، يف املطبقة الرشوط بذات الدفاع شهود الضمانات أهم فمن االتهام. شهود حالة الدنيا املتعلقة بالتحقيق واملحاكمة العادلة أن يكون للمتهم الحق يف أن يناقش شهود خالل من أو بنفسه سواء العامة النيابة محاميه، وأن يدحض اتهاماتهم من خالل شهود النفي الذين يجب أن ال يتم إبطاء أو

عرقلة دعوتهم إىل املحكمة. ودعوة مناقشة يف املتهم بحق يتصل كما الشهود حقه يف أن يزود مجانا برتجمان إذا املستخدمة اللغة يتكلم ال أو يفهم ال كان الشهادة ضد يف املحكمة، وأن ال يكره عىل نفسه أو عىل االعرتاف بذنب وذلك كما جاء يف الفقرة الثالثة من املادة الرابعة عرش من املدنية بالحقوق الخاص الدويل »العهد والسياسية«. كما يتصل بهذا الحق ضمانة أخرى هي رضورة أن يتم إجراءات محاكمة أي متهم بشكل علني وأمام وسائل اإلعالم، يف إال رسا محاكمة أية إجراء يتم ال وأن الحاالت املحددة حرصا يف القوانني الوضعية يف التوسع يجوز ال استثنائي وبشكل تفسريه أو تطبيقه وذلك ملا تقتضيه حماية

مصلحة العدالة.

5-الحق في احترام كرامة األشخاص المتهمين وشرفهم وخصوصياتهم

لحقوق العاملي »اإلعالن أضفى لقد خصوصيات عىل خاصة اإلنسان« حماية وسمعتهم ورشفهم وكرامتهم األفراد الثانية املادة التحقيق معهم وذلك يف أثناء

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 58: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 58

يعرض »ال أن عىل تنص والتي منه عرش أو الخاصة حياته يف تعسفي لتدخل أحد لحمالت أو مراسالته أو أو مسكنه أرسته عىل رشفه وسمعته، ولكل شخص الحق يف حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك متهم أي إخضاع يجوز ال كما الحمالت«. التعذيب أشكال من شكل أي إىل موقوف العقوبة أو املعاملة رضوب من غريه أو وهو املهينة أو الالإنسانية أو القاسية املتعلقة املبادئ »مجموعة عليه أكدت ما بحماية جميع األشخاص الذين يتعرضون ألي شكل من أشكال االحتجاز أو السجن« لعام 1988 والتي تنص يف املبدأ األول عىل رضورة أن »يعامل جميع األشخاص الذين االحتجاز أشكال من يتعرضون ألي شكل أو السجن معاملة إنسانية وباحرتام لكرامة الشخص اإلنساني األصيلة«. وكذلك جاء يف ملعاملة األساسية »املبادئ من األول املبدأ السجناء« لعام 1990 بأنه يجب أن »يعامل كل السجناء بما يلزم من االحرتام لكرامتهم

املتأصلة وقيمتهم كبرش«.5 ومن مظاهر احرتام كرامة وآدمية األشخاص التفتيش عمليات ورشفهم املحتجزين التي تتم سواء عىل األفراد شخصيا أو عىل الخاصة، واعرتاض أو ممتلكاتهم منازلهم ومراقبة مراسالتهم ورسائلهم واتصاالتهم الهاتفية الخاصة والتي يجب أن تتم بصورة قانونية وبالقدر الالزم فقط الذي تقتضيه مصلحة التحقيق ووفقا لألصول املنصوص الصلة. ذات الوطنية الترشيعات يف عليها الخاصة حياته احرتام حق إنسان فلكل يجوز وال ومراسالته، ومسكنه والعائلية هذا ملمارسة تتعرض أن العامة للسلطة الحق إال وفقا للقانون وبما تمليه الرضورة يف مجتمع ديمقراطي لصالح األمن القومي حماية أو الجريمة، ومنع النظام وحفظ حقوق حماية أو واآلداب، العامة الصحة

اآلخرين وحرياتهم.

بكرامة الصلة ذات األخرى املظاهر ومن والتي التحقيق أثناء ورشفهم األشخاص من وذلك التوقيف دولية بحماية تتمتع حيث األسلوب املتبع وأماكن ممارسته. فال يف إال املحتجزين األشخاص توقيف يجوز أماكن توقيف معرتف بها رسميا، وأن يتم عىل الفور تقديم معلومات دقيقة عن أماكن احتجاز األشخاص وحركة نقلهم من مكان أي أو محاميهم أو أرسهم ألفراد آخر إىل شخص آخر له مصلحة مرشوعة يف اإلحاطة االحتفاظ بسجل يتم وأن املعلومات، بهذه بأسماء باستمرار تحديثه يجري رسمي حريتهم من املحرومني األشخاص جميع يف كل مكان من أمكنة التوقيف وذلك عمال حماية »إعالن من العارشة املادة بأحكام القرسي« االختفاء من األشخاص جميع لعام 6.1992 وإذا كان الشخص املحتجز أو املوقوف أجنبيـا، فيجب أن يتم تعريفه فورا القنصلية املراكز بأحد يتصل أن يف بحقه يكون التي للدولة الدبلوماسية بالبعثة أو آخر بوجه لها يحق التي أو رعاياها من الدويل. للقانون طبقـا االتصال هذا تلقى كما يجب أن يثبت له الحق يف االتصال بأية منظمة دولية مختصة إذا كان الجئا أو كان منظمة بحماية مشموال آخر وجه أي عىل

حكومية دولية.ومن الضمانات األخرى ذات الصلة بإجراءات بحماية تتمتع التي واالحتجاز التوقيف املوقوفني األشخاص عزل رضورة دولية عىل ذمة التحقيق يف أية قضية جزائية عن املتهمني املدانني بحكم قضائي قطعي، وأن مع تتفق مختلفة بطريقة معاملتهم تتم كونهم أشخاص غري مدانني. كما يجب أن يتم فصل األحداث القارصين عن البالغني، عىل أن تتم محاكمتهم أمام محكمة خاصة إخطار يتم وأن ممكن، وقت بأرسع بهم فورا عليه الويص أو الحدث أمور أولياء بعد التوقيف وذلك تطبيقا للقاعدة العارشة

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 59: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 201259

الدنيا النموذجية املتحدة األمم »قواعد من إلدارة شؤون قضاء األحداث« لعام 7.1985 الرضورية التدابري جميع اتخاذ يجب كما لحماية النساء وال سيما الحوامل واألمهات واملرضعات منهم، وأن يتم توفري ضمانات خاصة لألطفال واملسنني واملرىض واملعوقني الخامس من املبدأ ملا جاء يف وذلك تطبيقا جميع بحماية املتعلقة املبادئ »مجموعة يتعرضون ألي شكل من الذين األشخاص أشكال االحتجاز أو السجن« لعام 1988.

الكرامة عىل الحفاظ مظاهر ومن وأخريا، اإلنسانية للمتهمني املحتجزين أثناء التحقيق حماية خصوصيات األفراد وعدم إفشاء أية معلومات رسية قد ترض بسمعتهم ومركزهم والضوابط األسس ضمن إال االجتماعي القانون. فرجال الرشطة التي ينص عليها باعتبارهم من فئة املوظفني املكلفني بإنفاذ عىل عملهم بحكم يحصلون قد القوانني لألفراد الخاصة بالحياة تتعلق معلومات املتهمني، لذلك ينبغي عليهم توخي الحرص الشديد يف الحفاظ عىل رسية تلك املعلومات وأن ال يتم إفشاؤها إال بحكم أداء الواجب أو خدمة العدالة، وذلك تطبيقا للمادة الرابعة من »مدونة قواعد سلوك املوظفني املكلفني تنص والتي 1979 لعام القوانني« بإنفاذ عىل رضورة أن »يحافظ املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني عىل رسية ما يف حوزتهم من أمور ذات طبيعة رسية ما لم يقتض خالف ذلك كل االقتضاء أداء الواجب أو متطلبات

العدالة«.86-الحق في عدم التعرض للتعذيب

واالتفاقيات املعاهدات جميع نصت لقد أثناء اإلجراءات التعذيب الدولية عىل حظر واملحاكمة التحقيق من ابتداء الجزائية فقد السجن. يف العقوبة بتنفيذ وانتهاء العاملي »اإلعالن من الخامسة املادة نصت لحقوق اإلنسان« عىل أنه »ال يجوز إخضاع

أحد للتعذيب وال املعاملة أو العقوبة القاسية السابعة املادة نصت كما الالإنسانية«، أو من »العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية« عىل أنه »ال يجوز إخضاع أحد للتعذيب أو املعاملة الالإنسانية أو الحاطة التعذيب مناهضة »اتفاقية أما للكرامة«. العقوبة أو املعاملة رضوب من وغريه لعام املهينة« أو الالإنسانية أو القاسية منها الثانية املادة يف نصت فقد 1984إجراءات طرف دولة كل »تتخذ أن عىل ترشيعية أو إدارية أو قضائية فعالة أو أية أي التعذيب يف أعمال ملنع أخرى إجراءات إقليم يخضع الختصاصها القضائي«.9 كما االتفاقية عىل الرابعة من ذات املادة نصت أن »تضمن كل دولة طرف أن تكون جميع قانونها بموجب جرائم التعذيب أعمال أي قيام عىل ذاته األمر وينطبق الجنائى، التعذيب ملمارسة محاولة بأيه شخص تواطؤا يشكل آخر عمل بأي قيامه وعىل

ومشاركة يف التعذيب«.

7- حظر الحبس االنفرادي لمدة طويلة والحق في العناية الصحية

إن احتجاز املتهم املحتجز حريته ملدة طويلة يف أماكن مخصصة للحبس االنفرادي يندرج تحت األفعال املحظورة أثناء فرتة التحقيق كونها تعد صورة من صور املعاملة القاسية أو الإلإنسانية التي حظرتها املادة السابعة من »العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية

والسياسية«. أما بخصوص الحق يف العناية الصحية، فقد تضمنت »مدونة األمم املتحدة لقواعد سلوك لعام القوانني« بإنفاذ املكلفني املوظفني منها عىل حماية السادسة املادة يف 1979»يسهر أن عىل بالنص املحتجزين صحة عىل القوانني بإنفاذ املكلفون املوظفون الحماية التامة لصحة األشخاص املحتجزين اتخاذ خاص، بوجه وعليهم، عهدتهم، يف

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 60: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 60

التدابري الفورية لتوفري العناية الطبية لهم كلما لزم ذلك«. كما تضمنت »مبادئ األمم املتحدة الخاصة بآداب مهنة الطب املتصلة سيما وال الصحيني«، املوظفني بدور واملحتجزين املسجونني حماية يف األطباء، من التعذيب وغريه من رضوب املعاملة أو املهنية أو الالإنسانية أو القاسية العقوبة »من أن عىل األول املبدأ يف 1982 لعام واجب املوظفني الصحيني املكلفني بالرعاية سيما وال واملحتجزين للمسجونني الطبية يوفروا أن املوظفني، هؤالء من األطباء والعقلية البدنية لصحتهم حماية لهم نفس من تكونان ألمراضهم ومعالجة النوعية واملستوى املتاحني لغري املسجونني أو املحتجزين«.10 كما نص املبدأ الرابع من املبادئ ذاتها عىل أنه »يمثل مخالفة آلداب الصحيون املوظفون يقوم أن الطب مهنة معارفهم باستخدام األطباء سيما وال ومهاراتهم للمساعدة يف استجواب السجناء واملحتجزين عىل نحو قد يرض بالصحة أو الحالة البدنية أو العقلية لهؤالء املسجونني أو املحتجزين، ويتناىف مع الصكوك الدولية

ذات الصلة«.

حماية في العامة النيابة دور -8أو التوقيف فترة أثناء المتهم حقوق

االحتجاز إن النيابة العامة تضطلع بدور أسايس أثناء مرحلة التحقيق يف حماية حقوق األشخاص افرتاض خالل من وذلك املحتجزين تتم لم الذين لألشخاص الرباءة قرينة التهم إليهم التي وجهت إدانتهم بالجريمة التي الجنائية األدلة واعتماد بارتكابها، سليم، قانوني بشكل عليها الحصول تم ورفض تلك التي يتم الحصول عليها تحت كونها القاسية واملعاملة التعذيب وطأة الخاصة اإلنسان لحقوق انتهاكا تشكل

باملتهم.

محاسبة يف العامة النيابة دور يظهر كما التعذيب وسائل استخدام عن املسؤولني األشخاص بحق القاسية واملعاملة مثل حدوث تكرار منع بهدف املحتجزين

هذه األمور يف قضايا مستقبلية.

الخالصة إن عىل الرغم من اهتمام األمم املتحدة بعد دولية معايري بسن قصري بأمد تأسيسها بارتكاب املتهمني األشخاص لحقوق حكوماتهم حرمتهم الذين و/أو جرائم من حريتهم وذلك من خالل إصدار صكني »اإلعالن دوليني بشأن حقوق اإلنسان هما الدويل اإلنسان« و»العهد لحقوق العاملي إال والسياسية«، املدنية بالحقوق الخاص شاملة مجموعة اآلن حتى يتوافر لم أنه األشخاص لحماية الدولية املعايري من الخاضعني أو املحاكمة رهن املحتجزين من ما وهو التحقيق، ذمة عىل الحتجاز املتهمني حقوق عىل سلبا يؤثر أن شأنه أثناء الرشطة رجال لدى املحتجزين من الفئة هؤالء فحقوق التحقيق. فرتة األشخاص ليست هبة أو عطية من الدولة، بالتايل يتعني عىل األخرية –ممثلة يف رجال هذه حقوق حماية العدلية– الضابطة الفئة من األفراد ضمانا لكرامتهم اإلنسانية املتهم وأن الرباءة افرتاض ملبدأ وتحقيقا برئ حتى يصدر بحقه حكما نهائيا قطعيا

من املحكمة املختصة قانونا.

الربيد اإللكرتوني: [email protected]

الدستوري القانون يف دكتوراه شهادة عىل حائز *من جامعة مانشسرت يف بريطانيا ويعمل حاليا أستاذ يف اإلنسان وحقوق الدستوري القانون يف مساعد

كلية الحقوق يف الجامعة األردنية.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 61: الشرطة و حقوق الإنسان

61موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

1. اعتمد اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان بموجب قرار الجمعية العامة رقم 217 ألف )د-3( املؤرخ يف 10 ديسمرب/كانون األول 1948.

2. اعتمد هذا العهد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة 2200 ألف )د-21( املؤرخ يف 16 ديسمرب/كانون األول 1966. تاريخ بدء

النفاذ: 23 مارس/آذار 1976. 3. اعتمدت هذه املبادئ يف مؤتمر األمم املتحدة الثامن ملنع الجريمة ومعاملة املجرمني

املعقود يف هافانا من 27 آب/أغسطس إىل 7 أيلول/سبتمرب 1990.4. اعتمدت هذه املبادئ ونرشت عىل املأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة

43/173 املؤرخ يف 9 ديسمرب/كانون األول 1988.5. اعتمدت هذه املبادئ ونرشت عىل املأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة

45/111 املؤرخ يف 14 ديسمرب/كانون األول 1990.6. اعتمد هذا اإلعالن ونرش عىل املأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة 47/133

املؤرخ يف 18 ديسمرب/كانون األول 1992. 7. تم إقرار هذه القواعد يف 29 نوفمرب/ترشين الثاني 1985 والتي تعرف بقواعد بكني

لعام 1985. 8. اعتمدت هذه املدونة ونرشت عىل املأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة

34/169 املؤرخ يف 17 ديسمرب/كانون األول 1979.9. اعتمدت هذه االتفاقية من الجمعية العامة وفتحت باب التوقيع والتصديق عليها

واالنضمام اليها يف القرار 39/46 املؤرخ يف 10 كانون األول / ديسمرب 1984، تاريخ بدء النفاذ: 26 حزيران/ يونيه 1987.

10. اعتمدت هذه املبادئ ونرشت عىل املأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة 37/194 املؤرخ يف 18 كانون األول/ديسمرب 1982.

مصادر

Page 62: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 62

أوال: عىل املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني، يف جميع األوقات، تأدية الواجب الذي يلقيه القانون عىل عاتقهم، وذلك بخدمة املجتمع وبحماية جميع األشخاص من األعمال غري القانونية، عىل نحو يتفق مع علو درجة املسؤولية التي تتطلبها مهنتهم وتشمل عبارة »املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني« جميع املوظفني املسؤولني عن تنفيذ القانون الذين يمارسون صالحيات الرشطة، وال سيما صالحيات االعتقال أو االحتجاز، سواء كانوا معينني أم منتخبني، أما يف البلدان التي تتوىل صالحيات الرشطة فيها السلطات العسكرية، سواء كانت بالزى الرسمي أم ال، أو قوات أمن

الدولة، يعترب تعريف »املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني« شامال ملوظفي تلك األجهزة.اعتقال للقانون بحيث ال يجوز القيام بأعمالها سندا ومن هنا يتوجب عىل األجهزة الرشطية شخص بدون سند قانوني وبناء عىل أمر قضائي مسبب وال يجوز لها اعتقال أي شخص بدون إتاحة الفرصة له لالتصال بمحاميه عىل أن يكون مخالفة ذلك تحت طائلة البطالن واملالحقة يف

حال إذا خالفت األجهزة الرشطية هذا املبدأ.

الشرطة وحقوق اإلنسان

القاضي الدكتور محمد الطراونة*

تمهيدالدولة إذا كان مطلوب من جميع مؤسسات احرتام وقضائية( وتنفيذية )ترشيعية حقوق اإلنسان وصونها والدفاع عنها وتوفرياألجهزة فإن برعايتها، الكفيلة الضمانات ولكن الدور نفس منها مطلوب الرشطية بدرجة أكرب كون هذه األجهزة تقوم بموجبالبلدان من العديد يف بدونه أو القانون والشدة القسوة عىل تنطوي قرسية بأعمال ويتم استعمال القوة من قبلها بشكل مفرطاألجهزة هذه تقوم كما األحيان بعض يف الشخصية بالحرية املاسة اإلجراءات ببعض وانتزاع واالستجواب والتفتيش القبض مثل

االعرتافات.تكون األجهزة هذه فإن أخرى جهة ومن بشكل سواء األفراد مع مبارشة مواجهة يف أو االعتصامات أو التظاهرات مثل جماعي أو بشكل فردى من خالل السلمية املسريات كمشتكني الرشطة ملراكز األفراد مراجعة املواجهة هذه شهود، أو عليهم مشتكى أو

تفرض عىل الدولة وأجهزتها الرشطية احرتامحقوق األفراد وحرياتهم األساسية.

اآلليات أهم من األجهزة هذه تعترب هنا من حقوق احرتام عليها يتوجب التي الوطنية تشهد التي الفرتة هذه اإلنسان خصوصا يف واالعتصامات التظاهرات ظاهرة تنامي

السلمية من أجل التغيري واإلصالح. ال يقترص هذا األمر عىل صعيد كل دولة عىلإىل بأرسة تنبه الدويل املجتمع أن بل حدة، أهمية دور الرشطة يف حماية حقوق اإلنسان.املتحدة لألمم العامة الجمعية قرار ويعترب رقم 34/169 الصادر يف 17 ديسمرب/كانون األول 1979 املصدر واألساس لذلك من خالل إقراره مدونة قواعد وسلوك املوظفني املكلفني

بإنفاذ القوانني )الرشطة(.هي بل اتفاقية أو معاهدة ليست واملدونة توجيهات تتضمن التي الصكوك من صك عالقة ذات مسائل يف والهيئات للحكومات حيث الجنائية والعدالة اإلنسان بحقوق طرحت هذه املدونة مجموعة من املبادئ التي تحكم عمل الرشطة يف مجال حقوق اإلنسان

.والتي يمكن إيجازها كما يرد فيما ييل

y

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 63: الشرطة و حقوق الإنسان

63موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

ثانيا: عىل املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني، أثناء قيامهم بواجباتهم،احرتام الكرامة اإلنسانية وصونها، واملحافظة عىل حقوق اإلنسان لكل األشخاص ورعايتها كون حقوق اإلنسان املشار الصلة: اإلعالن الدولية ذات الوطني والدويل. ومن الصكوك بالقانون إليها محددة ومحمية العاملي لحقوق اإلنسان، والعهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية، وإعالن حماية أو القاسية العقوبة أو املعاملة رضوب من وغريه للتعذيب التعرض من األشخاص جميع العنرصي، التمييز أشكال جميع عىل للقضاء املتحدة األمم وإعالن املهينة، أو الالإنسانية لقمع الدولية واالتفاقية العنرصي، التمييز أشكال جميع عىل للقضاء الدولية واالتفاقية واملعاقبة الجماعية اإلبادة جريمة منع واتفاقية عليها، واملعاقبة العنرصي الفصل جريمة القنصلية. للعالقات فيينا واتفاقية السجناء، ملعاملة الدنيا النموذجية والقواعد عليها،

حالة يف إال القوة استعمال القوانني بإنفاذ املكلفني للموظفني يجوز ال ذلك عىل وبناء الرضورة القصوى وىف الحدود الالزمة ألداء واجبهم. ينبغي أن يكون استعمال القوة من قبل املأذون بأنه قد يكون من أنه يوحي استثنائيا، ومع أمرا القوانني بإنفاذ املكلفني املوظفني معقول الظروف تجعله ما القوة من يستخدموا أن القوانني بإنفاذ املكلفني للموظفني به الرضورة من أجل تفادى وقوع الجرائم أو أثناء تنفيذ االعتقال القانوني للمجرمني أو املشتبه بأنهم مجرمون، أو املساعدة عىل ذلك، فهو ال يجيز استخدام القوة بشكل يتعدى هذا الحد.من هنا يتوجب أن يقيد القانون الوطني يف العادة استعمال القوة من قبل املوظفني املكلفني التناسبية مبادئ احرتام يتعني أنه يفهم أن ويجب التناسبية. ملبدأ وفقا القوانني بإنفاذ هذا تفسري حال بأية يجوز وال الحكم. هذا تفسري يف الوطني الصعيد عىل بها املعمول تحقيقه. املطلوب املرشوع الهدف مع يتناسب ال القوة بشكل باستعمال بما يسمح الحكم أو األطفال ضد سيما وال النارية، األسلحة استعمال لتاليف ممكن جهد كل بذل وينبغي املتظاهرين. وبوجه عام، ال ينبغي استعمال األسلحة النارية إال عندما يبدى الشخص املشتبه يف ارتكابه جرما أو مقاومة مسلحة أو يعرض حياة اآلخرين للخطر بطريقة أخرى وتكون القبض عليه. وىف كل حالة يطلق أو إللقاء التدابري األقل تطرفا غري كافية لكبح املشتبه به

فيها سالح ناري ينبغي تقديم تقرير إىل السلطات املختصة دون أبطاء.

ثالثا: يحافظ املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني عىل رسية ما يف حوزتهم من أمور ذات طبيعة العدالة. فقد يحصل أو متطلبات الواجب أداء االقتضاء لم يقتض خالف ذلك كل ما رسية املوظفون املكلفون بإنفاذ القوانني، بحكم واجباتهم، عىل معلومات قد تتعلق بالحياة الخاصة ينبغي ولذلك الخصوص. اآلخرين، وبسمعتهم عىل وجه بمصالح أن ترض يمكن أو لإلفراد هذه إفشاء ينبغي وال واستخدامها، املعلومات هذه عىل الحفاظ يف الشديد الحرص توخي املعلومات إال بحكم أداء الواجب أو خدمة العدالة. وأي إفشاء لهذه املعلومات ألغراض أخرى

هو أمر غري مرشوع عىل اإلطالق.

ال يجوز ألي موظف من املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني أن يقوم بأي عمل من رابعا: أعمال التعذيب أو غريه من رضوب املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة، بإنفاذ املكلفني املوظفني من يجوز ألي ال كما عنه، يتغاىض أن أو عليه يحرض أن أو القوانني أن يتذرع بأوامر عليا أو بظروف استثنائية كحالة الحرب، أو التهديد بالحرب، أو

Page 64: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 64

إحاقة الخطر باألمن القومي، أو تقلقل االستقرار السيايس الداخيل، أو أية حالة أخري من حاالت الطوارئ العامة، لتربير التعذيب أو غريه من رضوب املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة وهذا الحظر مستمد من إعالن حماية جميع األشخاص من التعرض املهينة، وهو أو الالإنسانية أو القاسية العقوبة أو املعاملة للتعذيب وغريه من رضوب األعمال( أي عمل من هذه »)إن فيه: والذي جاء العامة، الجمعية اعتمدته الذي اإلعالن املتحدة األمم ميثاق ملقاصد إنكارا بوصفه يدان أن ويجب اإلنسانية للكرامة امتهان وانتهاكا لحقوق اإلنسان والحريات األساسية املنصوص عليها يف اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان )وغريه من الصكوك الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان(«، و»يقصد بالتعذيب أي عمل ينتج عنه ألم أو عناء شديد، جسديا كان أو عقليا، يتم إلحاقه عمدا بشخص ما بفعل أحد املوظفني العموميني أو بتحريض منه، إلغراض مثل الحصول من هذا الشخص أو من شخص آخر عىل معلومات أو اعرتاف، أو معاقبته عىل عمل ارتكبه أو يشتبه يف أنه ارتكبه، يكون الذي العناء أو األلم التعذيب آخرين. وال يشمل أشخاص أو تخويف تخويفه أو مالزما أو مرشوعة جزاءات مجرد عن ناشئا مع ذلك تميش حدود يف عليها، مرتتبا أو لها السجناء«. ملعاملة الدنيا النموذجية القواعد

»املعاملة أو ومن املحظور عىل رجال الرشطة العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة«، أو تقوم أن ويتوجب االعرتافات النتزاع التعذيب من ممكنة حماية أكرب يضمن بشكل بعملها جميع أشكال اإلساءة، جسدية كانت أو عقلية، الدولة بحكم مسؤوليتها عن كما يتوجب عىل أعمال تابعيها مالحقة من يخالف ذلك وضمان حق األفراد بالتعويض من قبل الدولة فيما إذا

خالف موظفيها القانون بهذا الخصوص.

املكلفون املوظفون يوفر أن يتوجب خامسا: بإنفاذ القوانني الحماية التامة لصحة األشخاص املحتجزين يف عهدتهم، وعليهم، بوجه خاص، الطبية العناية لتوفري الفورية التدابري اتخاذ

لهم كلما لزم ذلك.

ويقصد »بالعناية الطبية«، الخدمات التي يقدمها أي من املوظفني الطبيني، بمن فيهم األطباء واملساعدون الطبيون املجازون، عند االقتضاء أو الطلب. ويجب عىل املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني إنفاذ بعملية امللحقون الطبيون املوظفون رأي االعتبار بعني يأخذوا أن القوانني كاألطباء الرشعيني عندما يوصون بتوفري العالج املناسب للشخص املحتجز من قبل موظفني بإنفاذ املكلفني املوظفني وعىل معهم. بالتشاور أو القوانني إنفاذ عملية خارج من طبيني القوانني أيضا أن يوفروا العناية الطبية لضحايا انتهاك القانون أو ضحايا الحوادث التي تقع

خالل حاالت انتهاك القانون.

ײ ال يجوز ألي

من الموظفين المكلفين

بإنفاذ القوانين أن يتذرع بأوامر

عليا أو بظروف استثنائية

لتبرير التعذيب.

ײ

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 65: الشرطة و حقوق الإنسان

65موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

عىل املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني االمتناع عن ارتكاب أي فعل من أفعال سادسا: إفساد الذمة ومواجهة جميع هذه األفعال ومكافحتها بكل رصامة، كون أي فعل من أفعال إفساد الذمة، مثله يف ذلك مثل أي من أفعال إساءة استخدام السلطة، أمر ال يتفق ومهنة املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني. ويجب أن ينفذ القانون تنفيذ كامال فيما يتعلق بأي موظف مكلف بإنفاذ القوانني يرتكب فعال من أفعال إفساد الذمة، ألنه ليس للحكومات أن تتوقع إنفاذ القانون عىل رعاياها إذا لم يكن يف مقدورها أو نيتها إنفاذ القانون عىل موظفيها أنفسهم وداخل أجهزتها ذاتها. و يجب أن يكون ذلك خاضعا للقانون الوطني، املوظف لدى اضطالع ما فعل إغفال أو ارتكاب وأن يشمل يكون مفهوما أن فينبغي الواجبات، استجابة لهدايا أو وعود أو حوافز سواء طلبت أو بواجباته، أو بصدد هذه قبلت، أو تلقى أي من هذه األشياء بشكل غري مرشوع متى تم ارتكاب الفعل أو إغفاله.

سابعا: عىل املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني احرتام القانون ومدونة السلوك وعليهم أيضا، وعىل رصامة. بكل االنتهاكات هذه ومواجهة لهما انتهاكات أي وقوع منع املستطاع، قدر املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني، الذين يتوفر لديهم ما يحملهم عىل االعتقاد بوقوع أو وشك وقوع انتهاك لهذه املدونة، إبالغ األمر إىل سلطاتهم العليا وكذلك، عند اللزوم، إىل غريها من

السلطات واألجهزة املختصة التي تتمتع بصالحية املراجعة أو رفع املظالم.

ثامنا: وبناء عىل ما تقدم، يتعني عىل الدولة اتخاذ التدابري اإلدارية والترشيعية املناسبة من بأعمالها وذلك الرشطية األجهزة قيام أثناء اإلنسان إىل حماية حقوق تهدف التي

خالل ما ييل: •إيجاد نوع من االنسجام أو اإلدماج ما بني املعايري الدولية الواردة يف مدونة سلوك املوظفني بإنفاذ القوانني والترشيعات الوطنية من خالل إدماجها يف الترشيع أو املمارسة الوطنية وإذا تضمنت الترشيعات أو املمارسات الوطنية أحكاما أشد من

تلك الواردة يف هذه املدونة يعمل بتلك األحكام؛تتوقف التي للهيئة الداخيل االنضباط إىل الحاجة بني التوازن من نوع •إيجاد عليها السالمة العامة إىل حد كبري من جهة، والحاجة إىل معالجة انتهاكات حقوق اإلنسان من جهة أخرى، إذ يجب عىل املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني أن يبلغوا أية اتخاذ عىل يقدموا وأال القيادي التسلسل إطار يف تقع التي االنتهاكات عن إجراءات قانونية أخرى خارج نطاق التسلسل القيادي إال يف الحاالت التي ال يوجد تعريض يجوز ال أنه املفهوم ومن فعالة، أو متاحة أخرى رجوع طرق فيها املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني ألية عقوبات إدارية أو غري إدارية بسبب قيامهم

باإلبالغ عن وقوع انتهاك لهذه املدونة أو عن قرب وقوع مثل هذا االنتهاك؛•إن أية دولة تضحى بالحرية وبحقوق اإلنسان بحجة األمن ال تستحق ال حرية وال أمن وهذا ما يتوجب إيصاله إىل الرئيس واملرؤوس يف األجهزة الرشطية وقد أثبتت التجارب املاثلة يف بعض البلدان صحة ما نقول حيث تبني أن األجهزة الرشطية أمام حركة أن تقف أنظمة هشة ال تستطيع املفرط هي العنف التي تستخدم

الشعوب التي تناضل من أجل نيل حقوقها؛•يتوجب عىل الدولة أن تعمل عىل إيجاد نوع من الربامج التدريبية لتأهيل أفراد

Page 66: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 66

الرشطة يف مجال حقوق اإلنسان؛•يتوجب عىل رجل الرشطة مراعاة قواعد السلوك القانوني أثناء عمله مثل افرتاض قرينة الرباءة عند التحقيق مع األشخاص ومراعاة قواعد املحاكمة العادلة ومراعاة

الضمانات القانونية لألشخاص عند القبض عليهم أو تفتيشهم أو احتجازهم؛ •يتوجب أن تعمل املحاكم عىل إقرار بطالن كافة األدلة املنتزعة من قبل األفراد أثناء

التحقيق الرشطي معهم إذا ثبت لها أنها أخذت تحت التهديد أو اإلكراه؛للمواطنني تقديم •إنشاء »أمبودزمان« )مكتب مظالم( لدى دوائر الرشطة يتيح اطالع يتم وأن القانون حدود تجاوز الرشطة أفراد من فرد أي بحق شكوى انتهاك عليه يثبت من بحق املتخذ اإلجراء الشكوى وطبيعة األفراد عىل مصري

حقوق األفراد وحرياتهم األساسية؛•إفهام رجال الرشطة أن العمل بموجب مدونة السلوك بشقيها األخالقي والقانوني هو التزام عىل عاتق الدولة تفرضه االتفاقيات الدولية املعنية بحقوق اإلنسان وأن الفرد )املواطن العادي( لم يعد يندرج ضمن صميم سلطانها الداخيل إنما أصبح

يف عالم اليوم أحد أشخاص القانون الدويل.املعنية الوطنية واملؤسسات واإلرشاف، بالرقابة املعنية القضائية األجهزة •قيام بحقوق اإلنسان ومنظمات املجتمع املدني بالدور املطلوب من أجل التفتيش عىل

أماكن التوقيف واالحتجاز للتأكد من عدم توقيف أحد خالفا للقانون؛التمييز بني املواطنني بسبب •يلتزم رجال الرشطة عند تعاملهم مع األفراد عدم الجنس أو العرق أو اللغة أو الدين أو بني املواطنني من رعايا الدولة واألجانب

املقيمني فيها.

خاتمةنجد وكما أسلفنا أن أية دولة ترعى ومن خالل كافة مؤسساتها الرسمية خصوصا املكلفة بإنفاذ القوانني منها حقوق األفراد وحرياتهم األساسية هي دولة التقدم والديمقراطية

وسيادة القانون وتدفع باألفراد لكي يكونوا عونا للسلطة العامة.والعكس صحيح فأية دولة تنتهك هذه الحقوق والتي ثبت من الواقع العميل أن النسبة األكرب منها تقع عىل يد األجهزة الرشطية هي دولة دكتاتورية وتدفع من خالل ممارسات موظفيها السلبية األفراد إىل التمرد والثورة ضد الظلم والطغيان وهذا ما ثبت جليا من أجل من والسلمية البيضاء الثورات تكن فلم العربي والربيع الياسمني ثورات خالل الخبز إنما من أجل الدفاع عن الحرية والكرامة التي امتهنت كثريا وكان رأس الحربة يف

هذا االمتهان األجهزة الرشطية.الجماعي األمن للمواطن هو جزء من الفردي األمن أن أن تدرك فهذه األجهزة يتوجب

وهو صمام األمان لدولة القانون والديمقراطية واحرتام حقوق اإلنسان.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

* باحث يف مجال حقوق اإلنسان وقايض محكمة التمييز األردنية.

Page 67: الشرطة و حقوق الإنسان

67موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

سالم الكواكبي

العمل منذ سنوات عدة عىل مرشوع من خالل القطاع بإصالح يتعلق و»مثايل« »طموح« األمني يف الدول العربية يف إطار مشاريع مبادرة اإلصالح العربي، استطعت أن ألم بعجالة بأهم العربية الدول من عديد يف القطاع أمراض وبما يمكن أن يكون طرائق متاحة إلصالحها. قبل انطلق البحثي/العميل املرشوع ولكن اندالع الثورات العربية، وبالتايل، فمعظم نتائج الباحثني يف أهم إعدادها التي عمل عىل أوراقه قابلة اآلن أضحت عرب، من خرباء املجال هذا للتحقيق يف بعض من الدول بعد أن كانت مجرد

آمال ومساعي طيبة. واالحتجاجات االنتفاضات رقعة توسع إن الجغرايف النطاق أرجاء مختلف يف والثورات العربي، والتي أدت إىل تنحي زعماء سياسيني أو أمنيني التصقت بهم عن حق صفة الدكتاتورية وهناك مستمرا. زال ما والفساد، واالستبداد الثورات أعمال« »جدول عىل الدول من عديد عىل الرغم من نفي أصحاب الشأن فيها احتمال أم عاجال الشعب إرادة سلطان تحت وقوعهم تلت التي االنتخابات نتائج كانت آجال. ومهما تغيري أنظمة الحكم االستبدادية يف مرص وتونس، ولم تحظى بقبول جزء مهم من حراك التغيري ومن مشعيل جمرة الحرية، ولكن من املؤكد بأن الجذري التغيري عملية يف سيساهم حصل ما عقود طوال هيمنت استبدادية نظم لطبائع

السياسة عىل الوطنية- الدولة إنشاء بعد -ما واالقتصاد واملجتمع بأبشع الوسائل القمعية.

بلبوس املستبدة األنظمة من عديد تنكرت لقد عالية جرعات أنتجت أنها من بالرغم القومية من الشوفينية يف خطابها السيايس وممارساتها بالرغم التقدمية املبادئ تبني القمعية. وادعت

من أنها مارست أسوأ أنواع رأسمالية العصابة أو احتكارية الزمرة واستولت عىل مقدرات البالد التي حكمتها. وطرحت مفاهيم الحداثة بالرغم واالجتماعية الثقافية سياساتها كل أن من الوسطى العصور مجاهل إىل شعوبها أعادت تفننت فقد نقديا. وأخريا، ومعرفة وفكرا علما كأداة لتطويعه العلمانية مفهوم بتسخري سياسية وهي التي أججت الرصاعات الطائفية اإلصالحية العملية وتقهقر املذهبي واالنغالق األول هدفها هدامة خطوات الديني. الفكر يف واألخري كان ولم يزل املحافظة عىل عرش السلطة املطلقة باالستناد إىل التعسف األمني ووجود فئة متمجدة ومتجمدة يوزع عليها ريع االستنزاف االقتصادي ملقدرات هائلة لتصبح تسبح بحمد الطاغية وبخصاله اإلنسانية وبعطاءاته التي ال

يقدر الجهال من عموم الشعب عىل تقديرها.وللثورة للتغيري األوىل الرشارة انطالقة ومنذ البحثية ومختربات املراكز استنفرت تونس، يف األسباب وتحليل لدراسة طاقاتها بكل األفكار جرى وقد ومحفزاتها. الثورات لهذه املفجرة تركيبة إىل الرجوع محاولة عىل االعتماد األنظمة وطبيعة فيها قامت التي املجتمعات املستمر التنبه مع تحكمها، التي السياسية وضع عدم إىل والدعوة بلد كل بخصوصية يف األحداث مجمل لفهم موحد قراءة مخطط النقاط إيجاد عىل أيضا هؤالء يعكف املنطقة. تقوم والتي االنتفاضات هذه بني املشرتكة السياسة بني الجدلية العالقة عىل بمجملها االقتصاد علماء كفة يرجح مما واالقتصاد، مقابل األوضاع، مكنونات فهم يف السيايس من أحيانا السيايس. ويكون االجتماع أصحاب ويبحثا تحاليلهما الطرفان يقابل أن املناسب جاهدين عن أطر مشرتكة تساعدهما يف النهاية معرفة ومحاولة املنطقة مستقبل تبرص عىل ونتائجها وتفاعالتها الثورة دينامكية إمكانية

أجهزة األمن وحقوق اإلنسان

y

Page 68: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 68

وبأي اتجاه جغرايف أو زمني. العمل الرضوري لفهم األسباب إضافة إىل هذا يف العاملني من اآلخر البعض يبدأ واملحفزات، مع الوقت نفس يف واملتآخي العلمي، البحث أوراق املتابعات السياسية والتوصيات اإلجرائية، إىل وضع دراسات تصورية للمستقبل يف البلدان طور يف هي التي تلك أو التغيري عرفت التي الديمقراطية بر إىل وصولها أمل عىل التغيري البرشية الخسائر بأقل االستبداد من والتحرر لتغطي الدراسات هذه وتتنوع واملادية. الجوانب كافة والتي يمكن للعمل البحثي أن يلم بمعطياتها وأن يكون قادرا عىل تحليل واقعها مجربة مناهج عىل باالعتماد مستقبلها وتبني وعىل طاقات وخربات وطنية عىل مستوى عال أو اللجوء من لديها عقد ال والتي املعرفة من زمالء وبمعارف بخربات لزم، إن االستعانة، فيقوم قاطبة. العالم دول يف لها زميالت أو به القيام ملا يجب بتقديم رؤاهم االقتصاديون تغلغل نظم يف وجذرية هيكلية إصالحات من فيها الفساد وتمأسس، وحطمتها تجارب هواة إيديولوجية. ستائر خلف التجئوا مخربني أو يعود القانونيون، فهم يراجعون نصوصا وأما الوطنية الدولة قبل ما عصور إىل بعضها عىل تساعدهم أمل نوافذ يجدوا أن ويحاولون إعادة البناء يف املجال الحقوقي والقضائي حيث قىض الطغاة واملستبدون عىل أي معنى للقضاء املستقل والعادل ودفنوا حقوق الناس يف أعماق والدستوريون والحجرية. الفكرية زنازينهم يسعون، باالعتماد عىل عملية مقاطعة رياضية لنصوص عدة، عىل إيجاد نص دستوري مالئم ملتطلبات دول غابت عنها الدساتري أو علق العمل بها تحت حجج عدة، أو أنها استبيحت من قبل أنظمة ال قانون لها وال دستور وال رادع. ومن الناحية الثقافية، يعمل عىل إعادة إحياء مفهوم القمعية والتي الذي أجهضته األنظمة املواطنة دفعت املواطنني إىل االنغالق املذهبي والطائفي والعرقي واملناطقي لكي تسيطر عليهم وتستغل

خالفاتهم املصطنعة يف حماية دوام حكمها.

ويف زحمة الورش العلمية والعملية، تربز قضية إصالح القطاع األمني كقضية أساسية ومصريية االنتقال قبل ومعالجتها عندها للتوقف تحتاج يمكن امللف هذا يف اإللحاح األخرى. األمور إىل أن يكون صاحب أولوية عىل الرغم من رضورة التوازي والتوازن يف معالجة ملفات ما بعد سقوط املستبد وآلته القمعية. البعض يعترب أن إصالح هذا القطاع هو األساس واملصدر لكل اإلصالحات أو تقدم أي لتحقيق مكان ال بدونه، املرجوة. إصالح أو ثورة أو تغيري ألن األنظمة السابقة، أو آلة أمنية التي هي يف حكم السابقة، قائمة عىل والعميل الجغرايف املجال ليس فقط يف متجذرة واملمارسات والنفوس العقول يف أيضا ولكن الواعية وغري الواعية. إنها كما يقول عنها صديقنا إبراهيم: حيدر املرموق السوداني الباحث األمنوقراطية والدولة األمنوقراطية. الدولة أو الشمولية أو القمعية الدولة مفهوم تتجاوز الديكتاتورية أو البوليسية، وربما هي تجمعهم كلهم يف سلة واحدة وتضيف عليهم سطوة أمنية عليا تتحكم بالقرار السيايس وبالقرار العسكري وبالقرار الثقايف وبالقرار االقتصادي وبالقرار يف خصوصا النموذج هذا تطور ولقد الديني. يف حتى يذكر مثيل ال حيث العربية، املنطقة الديكتاتوريات السابقة يف أمريكا الالتينية التي بوليسيا، وجابهت أو إما عسكريا كان طابعها معارضيها بعنف وقمع بمنأى عن جوانب الحياة السوفييتي النموذج يعترب وال نسبيا. األخرى أيضا األمنية املعالجة عىل واعتماده نهاياته يف مشابها ملا تخلله من توزيع »عادل« ملراكز القوى

بني الحزب الحاكم، الجيش واألمن. عزيز فالخصوصية يشء العربية الدول يف أما حتى يف املمارسة السياسية. وبالتايل، فيبدو أن موضوع إصالح القطاع األمني بكافة أبعاده هو نقطة االنطالق إلنجاح بقية الورش اإلصالحية. الناظمة لهذا القطاع القوانني ويف ظل ضبابية مبادئ أبسط عن والعضوي الدائم وانحرافه حجم وجود ظل ويف اإلنسان، حقوق احرتام »تردع التي القانونية االستثناءات من هائل

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 69: الشرطة و حقوق الإنسان

69موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

«عن أية محاسبة قضائية أو مالية أو أخالقية فاملشهد القطاع، هذا إىل باملنتسبني تتعلق الشفافية. وانعدام الغموض عىل يبعث مبدئيا إىل يحتاج املعقدة الورشة هذه يف والبدء تضافر جهود العاملني يف القطاع ممن يرغبون وجدوا، إن اإلصالح، بعملية البدء يف حقا وبمؤازرة أساسية ومبدئية من قبل الحقوقيني املتخصصني والناشطني املدنيني الذين شكلوا يف وقت من األوقات، الطريدة الثمينة لهذا القطاع وكانوا من أبرز ضحاياه. وبالتايل، تحتاج هذه ومدى بواقع املعرفة لتعميق حتما العملية كافة املجتمع بنى يف األمنية املؤسسات تغلغل ويف هيكلية الدولة من عاليها إىل أسفلها. وهذه املعرفة، التي لم تكن ممكنة يف كثري من األحيان األجهزة من عديد ألن الثورات، اندالع قبل تحجب هيكلياتها وال يعرف عنها إال اسمها أو مكان نشاطها، أصبحت متاحة يف بعض الدول، الفعالة اإلصالح برامج لوضع رضورية وهي

لبناء غد أقل سوادا. ولكن متشعبة، ليست املجال هذا يف املدراس يف ساهمت غربية تجارب عن الحديث يمكن القطاع عمل جوانب بعض إصالح محاولة السنوات العربية طوال الدول األمني يف بعض عىل اقترصت عموما وهي املاضية. العرش االهتمام بالجوانب التقنية والعملياتية. وكمثال عىل ذلك، العمل مع األجهزة األمنية الفلسطينية لرفع أداءها العملياتي بما يحقق األمن واألمان أيضا ولكن لها، الخاضعة املناطق لقاطني العبء وتخفيف اإلرسائييل للمحتل وأساسا، األمني عنه بتحويل جزء من مسؤوليات حماية هذا الجانب إىل األمن الفلسطيني. ويف دول أخرى، ساهمت برامج التعاون يف تعزيز الجانب التقني ملمارسات القطاعات األمنية. وانعدمت أو كادت عمليات التعاون يف مجال إصالح العقيدة األمنية السياسية السلطة حماية مبدأ من لتحويلها الدور الطبيعي املفروض أن ومن لف لفها إىل مواطنيها وأمان مأمن حماية وهو بها يناط األساسية لحقوقهم واضحة ورصيحة بمراعاة

املنصوص عليها يف االتفاقيات واملواثيق الدولية. بعض ساهمت النادرة، الحاالت بعض ويف اتفاقيات التعاون يف نرش »ثقافة« حقوق إنسان منقوصة. أعني بذلك، أنه جرت دورات تدريبية الدول بعض يف الرشطي القطاع ملنتسبي التسلطية تم تمويلها من برامج إنمائية أوروبية أو أمريكية كان لها وقع نفعي للطرفني. كيف؟ لقد شعر الطرف الغربي املساهم يف هذه العملية كاهله عن أزال قد بأنه التجميلية التدريبية عبء االتهامات الصحيحة التي ما فتئت تلتصق ملدة للديكتاتوريات بدعمه وتتعلق بسياساته أخرى، جهة ومن العربية. املنطقة يف طويلة تسلطي نظام عن املعرب العربي، الطرف قام يتلقى نجيب كتلميذ نفسه بتقديم استبدادي، النصح »اإلنساني« من اآلخر ويجرب أفراد قواته لكي منهم بعناية منتقاة مجموعة أو األمنية، الدروع الدورات وتوزيع ملتابعة هذه تتأثر، ال

التذكارية وعلب الحلوى يف نهايتها.سقوط بعد حتما ستختلف اإلصالح عملية علمية منهجية عىل أساسا وتعتمد الطغاة، املتقدمة الدولية الخربات من واستفادة والعاملثالثية يف نفس الوقت. هناك مجال واسع بعد الدول من عديد ما حصل يف لالطالع عىل أمريكا ففي الدكتاتورية. أنظمتها سقوط الالتينية وحدها، عرشات التجارب التي يمكن أن تكون ذات قدر كبري من الفائدة للدول العربية. تشابه كانت الدول هذه يف الديكتاتوريات املستبدة. العربية األنظمة طبيعة ما بصورة ومصالحة مراجعة عمليات حصلت ولقد القطاع. وما زال عدد ومقاضاة واسعة يف هذا يتابع الدول هذه يف املتخصصة املراكز من العملية اإلصالحية درءا لحصول أي انحراف أو

»حنني« ملاض غابر. األمنية األجهزة إخضاع عىل العمل ويعترب للحكومة وليس العكس، الخطوة األوىل يف عملية العميل واملبارش. وبالتايل، يكون وزير اإلصالح الداخلية املسؤول عن األجهزة األمنية والرشطية وال بالتأكيد. قانونية خلفية وذو حرصا مدنيا

Page 70: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 70

يمنع ذلك من أن يكون له مستشارين تقنيني، وليس سياسيني أو أخالقيني أو حقوقيني، من القطاع املعني بالعملية »التطهريية«. فالحقيقة جلية وهي تفيض إىل زيادة جرعة التطهري عىل املرجوة. الرتكيبة يف البحت اإلصالح جرعة املساحات مجمل يف وتغلغل توغل فاألمن وترسيخ وقد ساهم يف نرش والخاصة. العامة النسيج تشويه يف تساهم التي الخوف ثقافة

االجتماعي الوطني. من جهة أخرى، هناك عمل برملاني هام بخصوص مختلف عىل األمني العمل ومحاسبة مراقبة املنتخبة، الربملانات فعىل وبالتايل، مستوياته. أن عليها، الغالب السيايس اللون كان ومهما تكون هي املرجعية القانونية واألخالقية واملالية وزير ويكون األمني، القطاع ممارسات لكل بجالء الوزراء، مسؤوال من كما غريه الداخلية، أمام نواب الشعب وليس أمام قيادته السياسية أو حزبه السيايس أو جهاز أمني أكرب منه ومن األنظمة ظل يف الحال عليه كانت كما حاشيته البائدة. ومن املهام املنوطة بالربملانات أيضا أن وأن املتنوعة األمنية األجهزة ميزانيات تراجع تتوقف وأن واملحاسبة. الشفافية بمبدأ يعمل عملية الرصف الرسي بحجج مختلفة عىل هذه

األجهزة. لتحسني، اقرتاحها يتم التي اإلجراءات ومن إعادة هيكلتها األمنية، أو تغيري، عمل األجهزة بحيث يتم حرصها بجهاز أمني واضح املعالم أو جهازين يف أبعد تقدير. وهذا يساعد عىل وضوح الجهات قبل من املساءلة وتحفيز املسؤولية الرقابية الرسمية وغري الرسمية. فاملنظمات غري والتصدي اإلنسان بحقوق املعنية الحكومية يكون أن يجب أتت، جهة أية من لالنتهاكات لها دور أسايس يف املرحلة املقبلة. دورها لم يبدأ منذ اآلن، وربما كان هو األسبق، بحيث ساهم سنوات إبان االنتهاكات من العديد توثيق يف بنشاطاتها. أحاطت التي القيود رغم الجمر الرغم عىل بها، بأس ال خربة فلديها وبالتايل،

ليس إصالحية عملية إىل بعضها حاجة من ستساعدها إليها، للتطرق متاحا هنا املجال القطاع الخوض يف عملية إصالح وتطهري عىل األمني. ولها أيضا دور هام وأسايس يف تشكيل لجان العدالة واملصالحة التي ستقوم بمراجعة يف جرت التي الجسيمة االنتهاكات ملفات املايض ومحاسبة مرتكبيها بكل شفافية وطبقا

للقانون، وتعويض الضحايا وأرسهم.إضافة إىل املؤسسات الحقوقية، سيلعب اإلعالم دورا كبريا يف تسليط الضوء عىل املايض األسود ركيزة يشكل مما نصابها يف األمور ووضع ال أن يجب ملجتمع الجمعية للذاكرة أساسية ينىس حتى ال يمكن إعادة إنتاج املايض بصور

مختلفة من خالل إساءة استخدام السلطة.الخطوات األساسية يف عملية إصالح أهم ومن كافة إلغاء الرتكيز عىل وجوب األمني، القطاع األجهزة تحمي التي الدستورية غري القوانني من املساءلة القانونية يف حالة ارتكابها لجرائم الدول من كثري يف موجود وهذا تجاوزات أو

حتى اآلن.ويف النهاية، تبقى عملية املصالحة بني الرشطة جهة من والشعب جهة من األمنية واألجهزة أخرى، هي من أبرز املهام التي سيساعد إصالح من تماما مفقودة فالثقة إطالقها, يف حقيقي جهة تسلطية هذه األجهزة وممارساتها القمعية ارتباط جهة من وكذلك بها، التصقت التي املمأسس الفساد عن بالحديث عنها الحديث املستبدة السياسية السلطات ساهمت والذي األمنية األجهزة ضمن وترسيخه تشكيله يف لضمان السيطرة عليها ووالءها الكامل. فعملية إعادة الثقة إذا تحتاج إىل عمل دقيق ومنهجي هذا يف االستعانة ويمكن امللفني. هاذين عىل املجال بما قامت به حكومات ومجتمعات مدنية أفريقيا يف أيضا ولكن الالتينية أمريكا عدة يف ويف أسبانيا. عملية اإلصالح هي مسار دائم ال انقطاع فيه، وال يمكن أن يفيض إىل نتيجة إن للمراجعة والتطوير لم يكن مستمرا وخاضعا

يف مختلف مراحله.

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 71: الشرطة و حقوق الإنسان

71موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

عالء قاعود

يحتاج املرء للتسلح بدرجة عالية من العزيمة العمل عىل لكي يستطيع مواصلة واملصداقية الثورات أن فمع أفضل، عربي غد تحقيق كرست قد املايض- العام -خالل العربية بشكل وأوضحت، الجمود حالة ناحية من قاطع، الرغبة العارمة يف غد أفضل واستعداد العديدين للتضحية بالرخيص والغايل من أجل ما أن إال الراهن. املرتدي الوضع الخروج من األخرى، الناحية من الثورات هذه صاحب األنظمة طبيعة يخص مستورا جانبا كشف الحاكمة وأجهزتها عىل نحو شكل صدمة لكثري من املعارضني لتلك األنظمة والذين ناضلوا من أجل إسقاطها. فقد بات واضحا للعيان أن هذه األنظمة لم تعبث فقط بأبسط قواعد املحاسبة كانت نحو العام عىل املال والشفافية وحرمة الحكم أنظمة إىل الخصوص بهذا أقرب فيه أيضا ارتدت قد أنها بل الوسطى، القرون يف الدولة مؤسسات ببعض الحاالت من عدد يف

خاصة األمنية والعسكرية إىل الهاوية. فباتت العديد من هذه املؤسسات -وإن بدرجات مختلفة- أجهزة للنظام الحاكم، ومارس العديد منها سلوك عصابات إجرامية تجاه الثورة فيما طالب البعض اآلخر منها بالسمع والطاعة ورد الثورة، ضد مجازر ترتكب لم ألنها الجميل وذلك يف قلب للمعايري واملوازين وكأن السلوك يسلكه ال من وأن األصل هو بات اإلجرامي يستحق املكافأة وله حق السمع والطاعة. ومع تفاصيل واختالف التعميم بصعوبة التسليم املشهد من دولة عربية إىل أخرى إال أن ذلك ال يف السابقة/الحالية األنظمة طبيعة أن ينفي معظم الدول العربية وثقل الرتكة وتعقيداتها يستلزم تركيز الجهود -الهادفة للتغيري- عىل

ما االعتبار يف األخذ مع الجوهرية القضايا يصاحب ذلك من إشكاليات ومخاطر.

أن يمكن بما التسليم ومع املثال سبيل فعىل تساهم به برامج توعية أفراد الرشطة بمعايري حقوق اإلنسان -سواء عرب إدخالها يف مقررات أكاديميات الرشطة أو عرب تنظيم دورات وورش عمل- من رفع درجة إملامهم بتلك املعايري وهو لتلك احرتامهم يف ينعكس أن معه يأمل ما املعايري، إال أنه ال توجد أية شواهد حقيقة عىل صدق هذه الفرضية. لقد تم خالل العقد األخري يف الرشطة أفراد من اآلالف عرشات تدريب عدد من أكثر األنظمة العربية انتهاكا لحقوق اإلنسان وال يوجد أي مؤرش عىل انعكاس ذلك إيجابا عىل أداء أجهزة الرشطة يف تلك الدول. اإلرادة غياب ظل يف أنه القول معه ويمكن السياسية للنهوض بحالة حقوق اإلنسان بما يف ذلك محاسبة املسؤولني عن االنتهاكات فإن العاملني وعي رفع جهود من األكرب الجانب

باألجهزة األمنية هو بمثابة حرث يف البحر.

وبالطبع يرجع غياب اإلرادة السياسية للنهوض بحقوق اإلنسان إىل العديد من العوامل، إال أن تحليل الفهم السائد من جانب األنظمة الحاكمة لنا يتيح للسلطة وطبيعتها العربية الدول يف فهم مكامن الخلل الجوهرية بهذا الخصوص، فهناك فشل واضح عىل صعيد الدول العربية تبني وترسيخ ضمانات ممارسة فيما يخص دولة لبناء األساسية للمبادئ وفقا السلطة

حديثة.

األحدث الصورة تمثل الدولة كانت ما فإذا للجماعة السياسية وإذا ما كان األصل الثابت الجماعة صور جميع يف املشرتك والعامل

التحول من أجهزة أمنية للنظام الحاكم إلى مؤسسات أمنية لدولة حديثة

y

Page 72: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 72

السياسية هو وجود سلطة سياسية وانقسام املجتمع إىل حاكم ومحكوم أو آمر ومطيع أو أو مؤسسات حاكمة ومواطنني، راعي ورعية فإن أحد السمات التي يمكن التمييز عربها بني الجماعات السياسية هو الرابطة التي تتشكل عىل أساسها الجماعة السياسية، واألساس الذي تستند إليه السلطة فيها، وشكل هذه السلطة وطبيعة تنظيمها، وطريقة تنظيم العالقة بني هذه السلطة وأفراد الجماعة. إن قيام مؤسسات سياسية غري شخصية ومستقرة ودائمة نسبيا، ووجود موافقة جماعية عىل سلطة عليا ونزعة للوالء من قبل أفراد الجماعة السياسية لسلطتها واحتكار للعنف من قبل تلك السلطة هو أحد املقومات الرئيسية لنموذج الدولة الحديثة. أما فيما يتعلق بطبيعة السلطة يف الدولة الحديثة، للنهوض سياسية إرادة يف ذلك وانعكاس بحقوق اإلنسان، يمكننا أن نشري إىل أن ما يميز نموذج الدولة الحديثة يف هذا املجال هو استناد نظامها إىل عدد من املفاهيم واملبادئ املرتابطة،

من أهمها:للجماعة ملك •السلطة لحسابها تمارس السياسية، معني نظام مقتىض وعىل تضعه، وعليه فإن القائمني عىل السلطة هم ممثلني عنها وليسوا االلتزام وعليهم أصحابها، بقواعد معينة موضوعة من قبل ومعروفة السياسية الجماعة

سلفا؛ هي الدولة يف •السلطة يعني ما وهو للمؤسسات، ضمن مستمر تنظيم وجود يمارسون وأفراد قانوني، إطار وفقا املؤسسة اختصاصات القواعد تحدده الذي لإلطار

املنشئة لها؛الدولة يف السلطات •تنشأ قانونية سابقة لقواعد الحديثة وفقا

تحدد كيفية إسناد السلطة إىل فرد أو أفراد معينني، وتحدد اختصاصاتهم آليات وتؤسس واضحا، تحديدا للقائمني ومعاقبة محاسبة وقواعد عىل السلطة إذا ما ارتكبوا تجاوزات

أو انتهاكات. مرتابطة، واملفاهيم املبادئ فهذه وبالطبع القانوني للدولة النظام ويجب أن تنعكس يف الحديثة، عىل أن توضع الضمانات الالزمة التي

تكفل إعمالها وفرض احرتامها.

املمسكني أن نجد املبادئ هذه خالف وعىل بالسلطة يف الدول العربية وبعيدا عن الشعارات قوانني، من يسطرونه وما يطلقونها التي وليسوا السلطة أصحاب أنفسهم يعتربون وأوامرهم رؤيتهم يجعل مما لها ممثلني الشخصية »قانونا فعليا« ينسف أبسط أسس يف الدولة مؤسسات ويضع الحديثة، الدولة إىل املؤسسات هذه تتحول بحيث خدمتهم ال »إني طريقة وعىل الحاكم. للنظام أجهزة أكذب ولكني أتجمل«، قامت معظم هذه األنظمة بتأسيس العديد من املؤسسات »الديكورية« أو التي يتسم أداءها بالضعف أو املصابة بالشلل خاصة فيما يتعلق بإعمال القانون واملحاسبة

عىل انتهاكات حقوق اإلنسان.

واضحة وخطة متكامل تصور وضع يحتاج ومشاورات كبري جهد إىل الخلل هذا ملعالجة إليه االنتباه نلفت أن نود وما جادة، وطنية هنا أن ترسيخ املبادئ املتعلقة بطبيعة الدولة الحديثة وضوابطها يستلزم العمل عىل معالجة الخلل الراهن يف طبيعة وبنية األجهزة األمنية يف الدول العربية. فمما ال شك فيه أن هذه األجهزة وتمثل جوهرية، بنيوية مشاكل من تعاني واملجتمع الدولة عىل عبئا الراهن بوضعها إىل يهدف جهد أي بأن التسليم ويجب معا. يف اإلنسان لحقوق املرتدية بالحالة النهوض ويرتكز بل عىل، يشتمل أن له ينبغي بالدنا

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 73: الشرطة و حقوق الإنسان

73موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

إىل، القيام بعملية إعادة تقييم وهيكلة حقيقية لهذه األجهزة ومراجعة مدى صالحية العاملني بها وربما يستلزم األمر إعادة بناء بعضها من نقطة الصفر. وهذا األمر ليس بدعة بل ال مفر منه، كما توضح لنا تجارب مختلف الدول التي مواطنة دولة بناء نحو حقيقية نقلة حققت ديمقراطية، ترسخ لسيادة القانون بعد عقود الحالة من نظام مستبد، وكما توثق دراسات املجال. هذا يف اإلرشادية واألدلة والخربات ويجب أن تشمل هذه املراجعة فلسفة بناء هذه األجهزة، بحيث يتم كرس العوازل التي وضعت بني هذه األجهزة والعاملني فيها وبني املجتمع لغاية تمكني األنظمة الحاكمة من توجيه هذه األجهزة عىل نحو يخدم مصالحها، حتى وإن

تعارض ذلك مع مصلحة املجتمع والدولة.

عند املثال، سبيل عىل نتوقف، ييل وفيما تشملهما أن يمكن األهمية بالغتي مسألتني

هذه املراجعة.

أوال: رضورة مراجعة ضوابط القبول يف كليات أفراد إعداد وتأهيل الرشطة وفلسفة ومناهج فئات مختلف بتمثيل يسمح بما الرشطة املجتمع ويضمن عدم عزل أفراد الرشطة عن املجتمع. ومما يمكن األخذ به يف هذا الخصوص بكليات االلتحاق يقترص بأن املتعلق االقرتاح ال الجامعي تعليمه أتم من عىل الرشطة يمكن مراجعة الثانوية فحسب. كما الدراسة أال قاعدة عىل الرشطة بكليات الدراسة نظام تشكل فرتة الدراسة مصدرا للعزلة بني طالب الرشطة واملجتمع. ومن إيجابيات هذا االقرتاح أن يأتي انضمام الطالب إىل كلية الرشطة بعد تشكل مالمح شخصيته إىل حد ما، بما يحد من طغيان الرتاث السلبي الراهن للعملية التعليمية يف كليات الرشطة واألجهزة األمنية بشكل عام، وهو ما أفرز لنا أجياال من أفراد الرشطة منعزلة تماما عن املجتمع، ولديها فهم مغلوط لدورها

وعالقتها باملجتمع.

آليات مراقبة العمل عىل تأسيس ثانيا: يجب فعالة ألداء األجهزة األمنية والعمل عىل مواجهة ظاهرة اإلفالت من العقاب، إذ اتسم نهج بعض العقود األخرية بالتغني العربية خالل النظم القانون وسيادة اإلنسان حقوق باحرتام ينعكس ملموس واقع إىل ذلك تحويل دون أن الرغم من املواطن. وعىل عىل عالقتها مع آليات أسست قد العربية الدول من العديد اإلنسان، بحقوق لالرتقاء السعي بدعوى وتلقي الشكاوى املتعلقة بانتهاكها، والتحقيق فيها، إال أن الواقع يكشف عن عدم جدية هذا هذه فعالية وعدم الشكيل، وطابعه التوجه، القيام األمر يقتيض عليه، وبناء الخطوات. بعملية مراجعة جادة لآلليات القائمة، سواء بمنحها صالحيات حقيقية أو إعادة هيكلتها عىل نحو يكفل فعاليتها أو إلغاءها، وتأسيس آليات فعالة جديدة وكذلك مراجعة مدى أهلية العاملني بها. وال ينبغي االكتفاء هنا بالضمانات الخاصة باريس مبادئ يف الواردة واملعايري بتأسيس اللجان الوطنية لحقوق اإلنسان، إذ األدنى الحد واملعايري الضمانات تلك تشكل وال يمكن االعتماد عليها فقط، خاصة يف ظل بحالة للنهوض إرادة سياسية حقيقة غياب دائم العمل بشكل بل يجب اإلنسان. حقوق

عىل تطوير الضمانات واملعايري ذات الصلة.

العمل عىل املثال، يجب أن يرتكز وعىل سبيل وغريه التعذيب استرشاء ظاهرة مواجهة أو القاسية العقوبة أو املعاملة رضوب من الالإنسانية أو املهينة يف الدول العربية، والذي وصل إىل حد أن بعض أجهزتها األمنية لم تعد فقط، الحاكمة أنظمتها لحساب بذلك تقوم لبعض تابعة أمنية أجهزة لحساب أيضا بل الدول الغربية يف إطار ما أطلق عليه »الحرب رقابة آليات تأسيس ويجب اإلرهاب«. عىل الخصوص بهذا االستفادة مع فعالة، وقائية املبادئ وكذلك املختلفة الدولية التجارب من الوطنية الوقائية اآلليات بشأن التوجيهية

Page 74: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 74

التعذيب ملنع الفرعية اللجنة وضعتها التي والتي تأسست بموجب الربوتوكول االختياري التعذيب وغريه من رضوب التفاقية مناهضة املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو إنشاء إىل الربوتوكول هذا يهدف إذ املهينة. قبل منتظمة من بزيارات القيام قوامه نظام لجنة دولية وآلية وطنية مستقلة لألماكن التي يحرم فيها األشخاص من حريتهم، بغية منع التعذيب وغريه من رضوب املعاملة أو العقوبة وبمقتىض املهينة. أو الالإنسانية أو القاسية هذا الربوتوكول يجب عىل الدول األطراف فيه أن تنشئ آلية وقائية وطنية مستقلة واحدة أو أكثر ملنع التعذيب وغريه من رضوب املعاملة املهينة أو الالإنسانية أو القاسية العقوبة أو

عىل املستوى املحيل.

لبعض مقتطفات السياق هذا يف ونعرض الوقائية اآلليات بشأن التوجيهية املبادئ ملنع الفرعية اللجنة لتوصيات وفقا الوطنية

التعذيب.أعضائها واختيار اآللية تأسيس ينبغي أوال: مفتوحة وشفافة عملية عن طريق وتعيينهم من واسعة مجموعة فيها تشارك وشاملة املدني. املجتمع فيها بما املعنية، الجهات ويجب أن يتمتع أعضاء اآللية بالخربة والتجربة الالزمتني لضمان فاعليتها، فضال عن رضورة مناصب يشغلون أعضاء تعيني عن االمتناع

تثري تساؤالت عن تضارب املصالح. ثانيا: ينبغي مراعاة التنوع يف خلفيات املوظفني والدراية القدرة لديهم اآللية(، وأن تكون )يف االضطالع من يمكنها بما الالزمة املهنية بواليتها عىل نحو سليم. وينبغي أن يشمل ذلك يف جملة ما يشمله الخربات ذات الصلة يف مجايل القانون والرعاية الصحية. ويجب توفري املوارد الكافية ليتسنى لآللية العمل بفعالية، عىل أن تتمتع باستقالل مايل وتنفيذي لدى االضطالع

بمهامها.اآللية والية تحدد أن ينبغي ثالثا:

أو دستوري نص يف بوضوح وصالحياتها ترشيعي، وأن تتوفر الضمانات الستقالليتها، وأن يحدد الترشيع ذو الصلة فرتة والية عضو اآللية أو أعضائها وأي سبب من أسباب فصلهم. عىل يعملون الذين األشخاص يتعرض وأال تنفيذ مهام اآللية أو الذين تعمل معهم اآللية لتنفيذ مهامها ألي شكل من أشكال العقوبة أو

االنتقام أو أي عائق آخر نتيجة لعملهم.رابعا: ينبغي للدولة أن تسمح لآللية بزيارة أماكن من الدولة لوالية يخضع ما جميع الحرمان من الحرية أو أي من األماكن التي للدولة ينبغي كما كذلك، كونها يف يشتبه زيارات إجراء عىل اآللية قدرة تكفل أن اآللية تقررهما اللتني والوترية بالطريقة إجراء عىل القدرة ذلك ويشمل بنفسها. مقابالت خاصة مع األشخاص املحرومني من الحرية، والحق يف القيام بزيارات غري معلنة، يف جميع األوقات ولجميع أماكن الحرمان من

الحرية.الدولة سلطات ترشع أن ينبغي خامسا: أية تنفيذ بغية اآللية مع متابعة عملية يف توصيات قد تقدمها اآللية. كما ينبغي للدولة اآللية بأي مرشوع ترشيع قد يكون أن تخرب وأن اآللية، بوالية صلة له وتكون النظر قيد مالحظات أو اقرتاحات بتقديم لها تسمح بشأن أي سياسة أو ترشيع قائمني أو مرشوع تراعي أن للدولة وينبغي ترشيع. أو سياسة أي اقرتاحات أو مالحظات تقدمها اآللية بشأن

ذلك الترشيع.سادسا: ينبغي أن يتسم عمل اآللية بالشفافية للمراجعة عملها وآليات وسائل تخضع وأن والتقييم املستمر بغية تعزيز اآللية وتفعليها، واسع نطاق عىل وتوزع تقاريرها تنرش وأن تقدمها التي التوصيات تفعيل بما يساهم يف

من أجل االضطالع بواليتها.

لالتصال بكاتب املقال:[email protected]

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

Page 75: الشرطة و حقوق الإنسان

75موارد ربيع 2012

الشرطة وحقوق اإلنسان الشرطة وحقوق اإلنسان

يقوم هذا الدليل عىل افرتاض منظمات انتهاج أن مفاده يقر لنهج اإلنسان حقوق وواقعها الرشطة بمخاوف سوف الرشطة لغة ويتفهم من فاعلية أكثر يكون جانبا نفسه يعزل نهج ويكتفي باالنتقاد من موقعه الخارجي. واملؤكد أن مثل هذا النهج يتطلب أن يكون جهاز الرشطة إيجابيا يف تعامله مع حقوق بشأن القلق بواعث اإلصالحات ومع اإلنسان مبادئ أساس عىل القائمة حقوق اإلنسان إذا لزم األمر.

ويمكن ملنظمة العفو الدولية أن تلعب دورا مهما يف تطوير ويف باألمن املتعلق الخطاب الرشطة إصالح برامج دعم بما يتماىش مع مبادئ حقوق هذا ولتحقيق اإلنسان. الهدف، فإن ثمة حاجة لفهم األمن لقطاع شموال أكثر هذا ولجوانب عمله. ويطمح إرساء يف اإلسهام إىل الدليل

هذا الفهم.

العمل »فهم كتاب يهدف الرشطي« إىل إيضاح املفاهيم الدولية واملواثيق العملية

التي املواثيق من وغريها الرشطي، بالعمل تتعلق تسهيل إىل ثم من ويسعى يف الرشطة أجهزة تقييم مثل ويقوم معينة. بلدان أسايس بدور التقييم هذا الفعالة البحوث إعداد يف الحمالت وإسرتاتيجيات يف التأثري إىل تسعى التي باعتباره الرشطي العمل احرتام مستوى لرفع وسيلة حقوق اإلنسان وجعل العمل الرشطي متماشيا مع معايري بها املعرتف اإلنسان حقوق التقييم لهذا أن كما عامليا. فيما البت يف أساسيا دورا بالرشطة االرتباط كان إذا األهداف هذه لتحقيق

مناسبا. إىل موجه الكتاب وهذا منظمة إطار يف العاملني موجه ولكنه الدولية، العفو العريضة القاعدة إىل أيضا اإلنسان حقوق دعاة من

جميعا.العمل فهم كتاب ويسعى بني ما الجمع إىل الرشطي بمهنة الخاصة املفاهيم حقوق ومفاهيم الرشطة الطريق تمهيد وإىل اإلنسان التي الدراسات قراءة إىل املجالني. هذين يف أجريت تحديد إىل الكتاب ويسعى املعايري ووضع مشرتكة لغة الالزمة إلجراء تقييم ألجهزة حقوق عىل يقوم الرشطة

فهم العمل الشرطي: دليل لنشطاء حقوق اإلنسان

أنيكي أويس، منظمة العفو

الدولية هولندا،2007

Page 76: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 76

هذه إىل استنادا اإلنسان، املصادر املنوعة.

أربعة إىل الدليل وينقسم يقدم األول فالباب أبواب، العالقة ويستكشف القضايا وحقوق الرشطي العمل بني

اإلنسان. منه األول الفصل ويعرض »الرشطة عىل شاملة نظرة

وحقوق اإلنسان«. ونبدأ فيه بتعريف »الرشطة« الرشطة بني الصلة ونناقش وحقوق اإلنسان وكيف يميل دعاة حقوق اإلنسان إىل رؤية كان وكيف الرشطي العمل من آثار هذا استهداف دعاة

حقوق اإلنسان للرشطة. إىل الثاني الباب ويهدف تعمل الذي السياق وصف إحدى إن إذ فيه، الرشطة لم إن األساسية، الوظائف األساسية الوظيفة تكن عىل الحفاظ هي للدولة،

النظام العام.باستكشاف نبدأ ثم ومن و»اختال »النظام« مفهومي الثاني، الفصل يف النظام« الرشطة إن تحديدا ونقول بني من واحد جهاز مجرد الدولة أجهزة من عدد عىل الحفاظ عن املسؤولة أمني جهاز إطار يف النظام عىل فعاليته تعتمد أكرب املدني املجتمع مع التعاون

وقبول املجتمع املدني له. الفصل يف نلقى وسوف عىل أدق نظرة الثالث حددت التي األهداف

للرشطة وإىل املوارد )األفراد والفلسفات واألموال(

املطبقة لتحقيقها. الفصل يف ننظر وسوف الرشطة عالقة إىل الرابع

بمناخها السيايس. فمن العنارص الحاسمة التي كثريا ما تحدد طبيعة العمل الرشطة استقالل الرشطي القرارات اتخاذ يف النسبي

العملية. األهداف استكشاف وبعد الرشطي، للعمل الرئيسية عىل الثالث الباب يركز للرشطة املخولة السلطة

لتنفيذ أهدافها. الخامس الفصل ويتناول القوة؛ استخدام سلطة السادس الفصل ويناقش عىل القبض سلطة واحتجازهم؛ األشخاص السابع الفصل ويتناول الجنائي( التحقيق مهمة خاصة بصفة الرتكيز مع مع الشخصية املقابلة عىل هي )فهذه فيهم املشتبه فيها تنتهك التي املجاالت من أكثر اإلنسان حقوق

غريها.الرابع الباب يتناول وأخريا، يف الرشطة مساندة طرائق حقوق مبادئ عىل الحفاظ

اإلنسان. فلما كانت الرشطة قد منحت أن يمكن خاصة سلطات عىل خطريا تأثريا لها يكون تمتع األفراد بحقوقهم تمتعا كامال، فإنه من بالغ األهمية

عىل الرشطة تحاسب أن السلطات. لهذه استعمالها الثامن الفصل ويصف الداخلية املساءلة آليات جدوال ويقدم والخارجية، تقييم يف استخدامه يمكن من بلد يف الرشطة مساءلة

البلدان. تعزيز إىل ينظر كان وملا سياسات التدريب والتوظيف باعتبارها من وسائل تحسني فقد الرشطية، املمارسات التاسع الفصل يف ألقينا نظرة أدق عىل هذه الوسائل التي تتمثل يف املوارد البرشية تساهم أن يمكنها وكيف اإلنسان، بحقوق التوعية يف أيضا يحذر الفصل ولكن

من زيادة االعتماد عليها.الفصل ينظر وأخريا، تأثري أساليب يف العارش منظمات حقوق اإلنسان غري الرشطة عمل يف الحكومية االلتزام من تزيد وكيف اإلنسان. حقوق بمواثيق خاصا اهتماما نويل وسوف وكيف االرتباط، لقضية اإلنسان دعاة حقوق يرتبط مشكالت وأية بالرشطة، يمكن أن تنشأ وكيف يمكن

حل هذه املشكالت؟

من مقدمة الدليل

الوصلة عىل الكتاب تنزيل يمكنكم اإللكرتونية أدناه:

http://www.amnesty.nl/sites/default/files/public/policing_

ar_w.pdf

كتب كتب

Page 77: الشرطة و حقوق الإنسان

77موارد ربيع 2012

كتب كتب

من عنرص املرشد هذا مجموعة من املواد مقسمة إىل الرشطة لتدريب أقسام ثالثة وتضم اإلنسان. حقوق عىل الرشطة تدريب مجموعة وكتاب تدريب دليل أيضا معايري عن للرشطة جيب

حقوق اإلنسان.

الثالثة العنارص صممت وقد املجموعة منها تتألف التي اآلخر أحدها يستكمل بحيث الالزمة العنارص معا ولتقدم

عىل التدريب برامج إلجراء للموظفني اإلنسان حقوق القوانني وفقا بإنفاذ املكلفني للنهج الذي وضعته مفوضية األمم املتحدة لحقوق اإلنسان.

يقدم دليل التدریب )العنرص األول من املجموعة( معلومات ونظم مصادر عن معمقة اإلنسان حقوق ومعايري القوانني إنفاذ مجال يف اإلرشادات إىل باإلضافة الدولية والصكوك العملية

مرشد يقدم فيما املرفقة، من الثاني )العنرص املدرب املجموعة( مخططات لجلسات بطائفة املتعلقة التدريب حقوق مواضيع من عريضة اإلنسان والتدريبات الجماعية واملالحظات والتعليمات وعدد بالتدريب للقائمني مثل التدريب، أدوات من تستعمل التي الشفافيات يف الدليل مع جنب إىل جنبا التدريبية الدورات إجراء

لرجال الرشطة.واخريا كتاب الجيب )العنرص الثالث من املجموعة( ويقصد يف مرجعا يكون أن منه املكلفني املوظفني متناول القوانني، وهو يحتوي بإنفاذ عىل مئات من املعايري املحددة مرتبة حسب واجبات الرشطة

ووظائفها ومواضيعها.الذين املرشد مستعميل وعىل عىل الحصول يف يرغبون نسخ من الدليل وكتاب الجيب مرشد من إضافية نسخ أو بمفوضية االتصال املدرب األمم املتحدة لحقوق اإلنسان أو تنزيل نسختهم اإللكرتونية موارد صفحة زيارة عرب موقع عىل والتدريب الرتبية

املفوضية أدناه:h t t p : / / w w w. o h c h r . o r g / E N /PublicationsResources/Pages/

TrainingEducation.aspx

تدريب مجموعة وتهدف الرشطة إىل:

حقوق اإلنسان وإنفاذ القانون- المرشد في حقوق اإلنسان لمدربي الشرطة

مفوضية األمم املتحدة لحقوق اإلنسان، نيويورك وجنيف، 2002

Page 78: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 78

الدليل هذا يستهدف رئيسية بصورة اإلرشادي جميع الجهات واألشخاص العاملني يف املنطقة العربية إعداد إىل يسعون والذين لقطاع ناظمة ترشيعات األمن أو تطوير الترشيعات ويضم القائمة. األمنية

هؤالء الربملانيني، واملوظفني والخرباء العموميني، غري واملنظمات القانونيني

الحكومية. الشاكلة هذه عىل وهو األمنيني، للمسؤولني مفيد وال يستغني عنه الباحثون املهتمون والطالب

المعايير الدولية بشأن الشرطة دليل عمل الشرطة في النظم الديمقراطية

مركز جنيف للرقابة الديمقراطية عىل القوات املسلحة، جنيف، 2009

إعداد كبري مستشاري األمني العام ملنظمة األمن والتعاون يف أوروبا حول شؤون الرشطة

كتب كتب

¿ توفري معلومات عن معايري حقوق اإلنسان الدولية ذات

الصلة بعمل الرشطة؛املهارات تطوير تشجيع ¿وصياغة وتطبيق السياسات تلك لتحويل املطلوبة

املعلومات إىل سلوك عميل؛بدورهم املشاركني توعية ¿وتعزيز حماية يف الخاص وبإمكانية اإلنسان حقوق تأثريهم عىل حقوق اإلنسان

يف عملهم اليومي؛املسؤولني احرتام تعزيز ¿القوانني بإنفاذ املكلفني وحقوق اإلنسانية للكرامة وإيمانهم األساسية اإلنسان

بها.روح وتعزيز تشجيع ¿ملعايري واالمتثال الرشعية يف الدولية اإلنسان حقوق بإنفاذ املختصة الوكاالت

القوانني؛¿ مساعدة الوكاالت املختصة واألفراد القوانني بإنفاذ القوانني بإنفاذ املكلفني عىل توفري حماية فعالة من خالل االمتثال ملعايري حقوق

اإلنسان الدولية؛ومدربي معلمي تجهيز ¿التعليم لتوفري الرشطة حقوق مجال يف والتدريب املكلفني للموظفني اإلنسان

بإنفاذ القوانني.

من مقدمة الدليل

Page 79: الشرطة و حقوق الإنسان

A 79موارد ربيع 2012

تحكم التي بالترشيعات باعتباره األمنية القطاعات

أداة مرجعية هامة.يسعى هذا الدليل اإلرشادي يف املرشعني مساعدة إىل تلبية عىل العربية املنطقة مواطنيهم احتياجات مستوى إىل واالرتقاء

توقعاتهم. يتطلع الواقع، ففي تلقي إىل العرب املواطنون أجهزة من مهنية خدمات األمن وقوى الرشطة مجتمعاتهم، يف العاملة والتي يتحتم عليها أن تثبت وأن وتأثريها فعاليتها تؤمن احتياجات املواطنني. املواطنون يتوقع كما الرشطة أجهزة من العرب واألجهزة األمنية وعنارصها وبمعايري بالقانون االلتزام باإلضافة اإلنسان، حقوق إىل خضوعهم للمساءلة عن

أدائهم وسلوكهم. الدليل هذا يعمل ولذلك، ترسيخ عىل اإلرشادي يف الدولية املعايري لقطاع الناظمة الترشيعات الرقابة قبيل من األمن والحكم الديمقراطية،

والشفافية. الرشيد تقدم، ما عىل وعالوة الدليل هذا يستعرض اإلرشادي، بنسختيه العربية للقواعد واإلنجليزية، مع جنب إىل جنبا الدولية من ترشيعات عىل أمثلة العربية، املنطقة خارج

الفرصة يتيح ما وهو متخلف بني للمقارنة يف واملمارسات التجارب

هذا املجال.يشتمل هذا الدليل، الذي تم العربية باللغتني إخراجه واإلنجليزية، عىل سلسلة من تستعرض التي الكتيبات واألمثلة واملعايري القواعد من املستقاة العملية الترشيع مجاالت مختلف

األمني. السلسلتان وتتطرق الدليل هذا من األوليان الخاصة الترشيعات إىل تماشيا وذلك بالرشطة، العرب املرشعني إلحاح مع هذا يف املساندة طلب عىل غريه يفوق بشكل املجال

من املجاالت. األوىل السلسلة تتضمن الغامق( األزرق )باللون ثالثة كتيبات يمكن اعتبارها بعضها مع تشكل بأنها الرئييس اإلطار البعض الدولية والقواعد للمعايري التي الرشطة ألجهزة بصورة مهامها تمارس عن )الصادر ديمقراطية يف والتعاون األمن منظمة قواعد ومدونة أوروبا(، السلوك للرشطة األوروبية األوروبي(، )املجلس أساسية مبادئ وعرشة اإلنسان حقوق حول املكلفني املوظفني عىل مراعاتها القوانني بإنفاذ الدولية(. العفو )منظمة

السلسلة وتستعرض باللون )وهي الثانية الدليل من الربتقايل(، عىل العملية األمثلة بعض )الوطنية( الترشيعات الناظمة لعمل الرشطة. ويف أعضاء بذل السياق، هذا الدليل هذا تحرير إدارة عناية فائقة يف انتقاء أمثلة الوطنية الترشيعات حول العالم، من مختلف مناطق اعتماد عىل تشجع والتي الرشطة ألجهزة نموذج خدمة عىل تركز التي املجتمعات التي تعمل فيها. النماذج هذه تمثل وال من مقتبسة مناهج مجرد ومجتمعية ثقافية خلفيات أفريقيا قبيل من متباينة، إنها بل أوروبا، أو وآسيا مجموعة كذلك تعرض التي النماذج من متنوعة ونماذج الدول تعتمدها

خاصة بتنظيم الرشطة.

من مقدمة الدليل

كتب كتب

Page 80: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012 80

يتوجه هذا الدليل الذي أعدته اللجنة الدولية تدريب عن املسؤولني إىل الحمر للصليب وتعليم أفراد قوات الرشطة واألمن. وقد أعدت

محتويات الدليل كي تساعدهم عىل:

موضوع حول نظري تعليم إعداد 1- أو أكثر من املوضوعات التي تتناولها الفصول التالية، بغية تزويد املوظفني بجميع القوانني، بإنفاذ املكلفني يقتضيه بما ومستوياتهم، رتبهم األداء السليم ملهامهم من معرفة وفهم

لحقوق اإلنسان وللقانون اإلنساني؛وتكتيكات لتقنيات مفهوم تكوين 2- جديدة - وتطويع التقنيات والتكتيكات املوظفني لتزويد - قبل من املوجودة املكلفني بإنفاذ القوانني، بجميع رتبهم الرضورية باملهارات ومستوياتهم،

لكفالة األداء السليم ملهامهم؛مبادئ إدراج سبق، مما وانطالقا 3-

اإلنسان حقوق اإلنساني والقانون مناهج ضمن الحالية، التدريب مناهج وضع أو جديدة، تدريبية املستوى عىل سواء املعرفة/ ( النظري املستوى أو الفهم( )املهارات/ العميل إىل سعيا التطبيق( استمرارية كفالة والتدريب التعليم

يف هذا املجال.

عىل أن هذا الدليل لم يكتب بغرض توفري تعليم نظري

أن ذلك سواهم. دون واألمن الرشطة ألفراد محتوياته يمكن أن تكون ذات فائدة مماثلة ألفراد القوات املسلحة لدى قيامهم بوظائف مثال، يتولون، )حني القوانني بإنفاذ تتصل يجد أن ويمكن العام(. النظام حفظ مهمة املسلحة عموما، فضال عن القوات أفراد فيه مرجعيا نصا واألمن، الرشطة قوات أفراد يكون أن يمكن هذه، بصفة وهو مفيدا. وداريس القضاء رجال من اهتما موضع اهتماما يولون الذين العام الدويل القانون أن يمكن كما القانون، إنفاذ ملجال خاصا حقوق مجال يف العاملني عام بوجه يفيد

اإلنسان والقانون اإلنساني.

يضم الدليل ستة عرش فصال ترد تحت ستة إنفاذ عناوين رئيسية وتتناول شتى جوانب القانون. وقد سعينا إىل جعل كم فصل كيانا منفصال وقائما بذاته. ويبدأ كل فصل برشح يتناوله الذي املوضوع موقع يحدد موجز من البناء العام للدليل، كما إحاالت الفصول تتضمن كلما األخرى الفصول إىل ذلك، وعىل األمر. اقتىض استخدام للقارئ يمكن الذي بالرتتيب الدليل وردت به فصوله ابتداء من الفصل إىل األول الفصل األخري، كما يمكنه أيضا أن يدخل مبارشة إىل املوضوع يف باهتمامه يحظى الذي يجمع أن أو معني، فصل

بني أي عدد من الفصول.

من مقدمة الدليل

كتب كتب

الخدمة والحماية - حقوق اإلنسان والقانون اإلنساني

دليل لقوات الرشطة واألمن اللجنة الدولية للصليب األحمر، جنيف،

1998

Page 81: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012

عىل الدليل هذا صمم الصادر عن مركز املعلومات اإلنسان لحقوق والتأهيل منهجية عىل -اليمن- املشاركة واإلبداع الشخيص، إمكانية تتيح وبمرونة واإلسهام لالجتهاد املالئمة الفردي للمشاركني من أجل

إغناء التدريب بتجاربهم. وقد تم مراجعة معظم أدلة عن صدرت التي التدريب ومحلية دولية، منظمات لإلسهام شخصية وخربات تدريبية مادة تقديم يف للتطوير وقابلة مالئمة

واالستمرار.

يهدف الدليل إىل: مرجعية مادة توفري للمدربني موجهة منهجية تضم تقنيات إعداد وتقديم وتقييم التدريب املعتمد عىل والطرق والحوار املشاركة

الحديثة؛ التدريبية القانونية باملعارف اإلملام والحقوقية الخاصة باملعايري والترشيعات الدولية بحقوق املتعلقة الوطنية حقوق خاصة اإلنسان املتهم أثناء فرتات اإلحتجاز يستطيع حتى والتحقيق املعارف املدرب عكس هذه للفئة التدريب تقديم عند

املستهدفة؛

الوعي نرش يف اإلسهام اإلنسان حقوق بمبادئ االتجاهات يف والتأثري والتطبيقات من خالل تبني لحقوق الدولية املعايري بحماية الكفيلة اإلنسان

هذه الحقوق.

إىل الدليل تقسيم وتم جزئني رئيسيني:

األبواب وهو األول: الجزء التدريب بمبادئ الخاصة صفات من للمدربني واإلعداد الفعال املدرب التدريب، وتقديم للتدريب، تدريبية، لدورة والتخطيط

ثم تقييم التدريب. الذي األسايس الجزء وهو أثناء أي مدرب إليه يحتاج تدريب دورة عىل حصوله مدربني ومعلومات أساسية

يف تكوين املدرب.

الجزء الثاني: تدريب عملية وهو جلسات اإلنسان حقوق مجال يف إىل فيها واستندنا للرشطة املتحدة األمم تدريب أدلة املستوى كنتاج متطور عىل عاملية خربات ونتاج الدويل إضافتنا ومع متنوعة، املحلية املعايري ذلك إىل لتكون اليمنية للقوانني فعالة، تدريب جلسات ليتمكن اإلعداد ومحكمة من تقديمها أي مدرب عمل تحوي وهي املجال هذا يف عند مرتابطة موضوعات متكامل، بشكل تقديمها فإنها ستعني تقديم برنامج من يعزز متميز تدريبي اإلنسان حقوق مبادئ يف ترسيخها عىل ويعمل

أرض الواقع.

من مقدمة الدليل

دليل تدريب مدربي حقوق اإلنسان للعاملين في الشرطة

مركز املعلومات والتأهيللحقوق اإلنسان، اليمن،

2006

8181

كتب كتب

Page 82: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012

About This Issue

82

This is the 18th issue of Mawared, the human rights education magazine published by the Middle East and North Africa Programme of Amnesty International and prepared by the Regional Office in Beirut. This issue focuses on policing and human rights. The issue also provides a wealth of relevant resources.

Editorial

In solidarity and defiance, Amnesty International10 Basic Human Rights Standards for Law Enforcement Officials, Amnesty InternationalBasic human rights principles on the use of force and firearms, Amnesty International Netherlands

Code of Conduct for law enforcement officials, General Assemblyof the United NationsUse of force and firearms by Law Enforcement Officials, Mervat Rishmawi, independent human rights consultantRole of police in democratic communities, Abdullah Khalil, lawyerInternational protection of human rights during the investigation process, Dr Laith Kamal NasraweenPolice and human rights, Judge Mohamad TarawnehSecurity forces and human rights, Salam al-KawakibiTransformation from security forces of the regime to security institutions of a modern state, Alaa Kaoud

Page 83: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012

About This Issue

MAWAREDA magazine specialized in human rights education and

published by the Middle East and North Africa ProgrammeAmnesty International

Magazine GoalsTo contribute to the development of a human rights culture in the Middle

East and North Africa

ContributionsMawared welcomes receiving contributions in the form of articles or documented

research provided that they are linked thematically to its specialization in human rights education

Contributions should be sent to the Regional Office for the Middle East andNorth Africa of Amnesty International at the following email address

[email protected]: +961-1-805665

Mawared is not able to publish all the contributions it receivesThe opinions and ideas which are published in the names of their authors do

not necessarily represent the position of Amnesty International

Amnesty InternationalRegional Office for the Middle East and North AfricaBeirutTel: +961-1-805663/4

[email protected]

Websitewww.amnestymena.org

Index: POL 32/004/2012Original Language: Arabic© Amnesty International 2012

Magazine DesignIbar Hamed

Cover photo: Anti-riot police in a stand-off with protestors in Awwamiya, a town in the Eastern Province of Saudi Arabia, March 2011. The Protestors were demandingthe release of Shi’a prisoners beingheld without charge or trial since the 1990s. © REUTERS/Zaki Ghawas

Page 84: الشرطة و حقوق الإنسان

موارد ربيع 2012

MAWARED18

amne

stym

ena.o

rg

Ava

ilable

Now

At

ISSUE SPRING 2012

POLICE AND

HUMAN RIGHTS