النجاسة السياسية

: دراســـة السياسيـــة النجاســـة

فــياليمـــــن

القبلي( التابو )جمهورية

الدكتورمجلـي علـي حسـن

الجنائي القانون علوم أستاذ بوك: فيس

http://www.facebook.com/[email protected] إلكتروني: بريد

اإللكتروني: الموقعhttp://hasanmegalli.com//ar/index.php

األولــى[ ]الحلقــة

]في كتب الفقه الشرعي النجاسات عشر وفي اليمن أضيف إليها النجاسة الحادية عشر وهي

)النجاسة السياسية([.

: تمهيـــد يرجع سبب هذه الدراسة الموجزة عن )النجاسة

السياسية المرتبطة بطرد الجاني( إلى الصراع الذي ال زال محتدما بين الرئيس السابق )علي عبدالله صالح( وخصومه من قادة مراكز القوى القبلية والعسكرية والرأسمالية الطفيلية الذين اشترك معهم، قبل االنقالب عليه في االستبداد

باليمن ونهبه.

/tt/file_convert/577ccd1f1a28ab9e788b913a/document.doc1

http://hasanmegalli.com//ar/index.php

mailto:[email protected]

http://www.facebook.com/drhasan.megalli

وقد خاض الرئيس السابق المشير )علي عبدالله صالح( وال زال معركة ضارية ومصيرية

عادلة ضد محاوالت تغريبه، أي نفيه خارج اليمنوطنه ومسقط رأسه، أكد في حوار معه:

هذايريدون أن يخرج )علي عبدالله صالح( من البلد، وطنه، ومسقط رأسه، يخرج اآلخرين لكن هو لن يخرج.

ثم قرر جازما : ال، أكبر كبير وأكبر دولة في العالم ال تستطيع أن تفتح

فمها على )علي عبدالله صالح( وتطلب منه أن يترك.(1)وطنه

وأثناء اشتداد الصراع المسلح بين مراكز القوى تلك اقترح )أحد أوالد الشيخ المرحوم عبدالله األحمر "صادق"( أن يرحل هو و )اللواء علي

محسن األحمر( و )المشير علي عبدالله صالح األحمر( في طائرة واحدة خارج اليمن لكي ينعم

الناس فيه بالسالم واألمان. وهذا أثر من آثار )طرد الجناة( وفكرة )النجاسة السياسية(، ولكن بصيغة أخرى، هي موافقة الجاني على طرده ومن معه

وليس تهجيره من اليمن قسريا. وفيما يخص المهاجرين السياسيين من التنظيم السياسي التابع له )المؤتمر الشعبي العام( والذين وقفوا في صف من يريد تغريب )علي صالح( خارج

اليمن، أكد بألم: نحن لم نخسر بل استفدنا برحيل بعض العناصر

المحسوبة على المؤتمر، بل أعتبرها )تطهيرا( للمؤتمر،.(2)القواعد )طاهرة(

منصور، حاوره: محمد صالح(، عبدالله )علي السابق الرئيس مع حوار)?( 1 (579) العدد اليوم(، )اليمن صحيفة جمعان، هاني الضيفي، رصد: نبيل

م.26/1/2014 وتاريخم. س.)?( 2


ويالحظ القارئ أن عقيدة )النجاسة السياسية(هي المسيطرة لورود كلمة )تطهير( و )طاهرة(؟!

النتائج المستخلصة من هذه الدراسة عديدة. وقد أوردنا بعضا من الشواهد التي تؤكد أن حكام

اليمن القبليين والعسكريين كانوا وما زالوا، يديرون الوطن بعقليات بدائية وبروح جاهلية ال

يستطيع أن يخفيها بريق الشعارات الزائفة وأنهم باستثناء االستثناء الذي يؤكد القاعدة أصحاب تفكير ذي جذور بدائية مهما تظاهروا بغير ذلك، كما تؤكد هذه الشواهد أن مفهوم الجريمة السياسي ال زال

يخضع ألعراف ومفاهيم القبيلة البدائية في اليمن، وأن الذي يحكم العالقات السياسية فيه وخاصة

بين، ما نسميه تأدبا، )مراكز القوى(، بينما هو في حقيقته )العصابات الحاكمة(، هو الضحالة المعرفية والفكر البدائي الثأري القبلي والذي أرى أن يطلق

عليه )الطاغوت السياسي(. حقا إن القبيلة ال يمكن أن تتحول إلى دولة مهما حاول زعماؤها التظاهر

بغير ذلك. فما هي حقيقة التغريب )الطرد من الوطن(،

وما تاريخه وما هو موقف الشريعة والدستوروالقانون منه؟

هذه األسئلة وغيرها كثير نجيب عنه فيالصفحات التالية:

: و ـــ التاب وم ـــ مفه تصور البدائيون الجريمة والتصرفات الخارجة عن أعراف القبيلة والعشيرة، نشاطا ضارا يؤدي إلى التلوث بالدنس الذي يلوث بدوره، فضال عن


دث الضرر، كافة األشخاص المحيطين به، وذلكحم.(1)ديةعالمالنجسة بسبب طبيعته

وقد كان هذا االعتقاد من مقومات المسئولية مجال تنظيمالموضوعية المادية والجماعية في

القبلية والبدويةبالمجتمعات وضبط العالقات وإحاطتهترغب في حمايته، وحماية ما البدائية،

حرمت المساس به تحريماحيث بهالة من القدسية غيبيا، ولذلك يكون االعتقاد بأن هناك قوة خفية

تحمي المحرمات وتعاقب علىوأعراف وحشية حجر الزاوية في احترامها وتقديسها.هو انتهاكها

في أساسه: محظور بدائي هو إذن(التابوـ )ف ثم صار تحريما، قبلي أو عشائري طاغوتي ... الخ

هو مقدس، وهو يلعب باحترام كل ماا مرتبطاديني دورا أساسيا في توجيه السلوك األخالقي والديني

إزاء طقوس أيا كان نوعه حجر أو شجر أولإلنسانإنسان أو مفهوم مجرد.

: التابـــو موضـــوع التقديس )التابوي( على طفل معينبصنقد ي

، مما يؤدي إلى تفوقه علىحاكمةمنحدر من ساللة اآلخرين بمن فيهم كافة أفراد أسرته، وعلى رأس

الجميع أب الطفل المقدس وأمه. محاولة لتأديب الطفل المذكور تعتبرةوأي

)التابو( يتعرض الفاعل بسببه للعقاب انتهاكا لـالغيبي.

الباحثين في بعض القبائلوقد الحظ أحد المعاصرة، أثناء زيارته لها، أنها تعيش حالة قلق

انظر في النجاسة بمفهومها الديني ووسائل التطهر منها. المرجع)?(1 )المنتزع المختار من الغيث المدرار المسمى بشرحالفقهي الزيدي الهام:

مطبعة حجازي، هـ1357طبعة ، ألبي حسن عبد الله بن مفتاح، األزهار(.في مصر ومطبعة غمضان صنعاء


بناوترقب شديدين، وكان سبب ذلك، هو أن ال وكان في-لة ياألكبر للعائلة الحاكمة في القب

قد وقع خصام بينه وبين أبيه-التاسعة من عمره بن إال أن حرماقبل ذلك ببضعة أيام، فما كان من ال

، وخصصهادار العائلةعلى أبويه وأشقائه دخول زوح عنـلنفسه، ومن ثم اضطرت األسرة إلى الن

ورقف الولدطعالبيت، وظلت كذلك، إلى أن ت ، ورفع الحرمان عنهم، بينما ظل هو طواللحالهم

زل ويتناول طعامه فيهـتلك الفترة، يستخدم المن أو في أي مكان يتراءى له في القرية، وكان يمارس حياته باستمتاع كاملة وبسعادة، بهذا

أن،الموقف، الذي يبيح له، بحكم حيازته للقداسةيفعل ما يشاء.

تستخدم كرمز(تابو)والخالصة أن كلمة في المجتمعات البدائيةوالتحريم للتجريم

والمتخلفة، وينصرف مدلولها، أسسا إلى إظهار.(1)حرمة موضوع ما

: التابـــو أســـاس هو(، من حيث أساسه السيسولوجي، التابو)

عقابيتمثل في محظور اجتماعي، جزاء إتيانه، عه على المخالف، القوى الغيبية أو الكائناتتوق

... الخ، ومن( الجن والعفاريت)الخفية المسخرة ، يعاقب، أيضا(التابوية)يجرؤ على انتهاك الحرمات

نفسه، نتيجة تأثير األرواح فيه، لدرجة تصل إلى حد وذلك عن طريق(االنتحار)ه بنفسه حإزهاق رو

اإليحاء السيكولوجي، فينصرف عن األكل، وال يذوق

م )المحظور( )الممنوع( في انظر)?(1 : دار(التابو)البدائي القبلي المحر م "باللغة اإلنجليزية".1952كليف، بناء ووظائف المجتمع البدائي، لندن،

م "باللغة اإلنجليزية".1936، دراسة اإلنسان، نيويورك، (لينتون)كذلك:


طعم النوم الهانئ وتتفاقم حالته المرضية شيئافشيئا، حتى يقضي نحبه.

ومن أنواع )التابو( السياسية المعاصر في اليمن ما يطلق عليه الحكام وأتباعهم )الخطوط

الحمراء( و )الثوابت( و )المصلحة الوطنية( وهي مفاهيم مجردة ومطاطة ال حدود لها وال مضمون

إال بمقدار ما تخدم مصالح القائلين بها والقائمينعليها.

: ي ـــ الجان رد ـــ ط م أو المحظور االجتماعي والدينيرحإن الم

هو(،التابوالمسمى في المصطلح األوروبي ) كالمرض المعدي، يصيب صاحبه بالعدوى كل من

يخالطه، فإذا كان المحظور بسيطا، أمكن التخلص ارة، أو التطهرفمن نجاسته ببعض الوسائل كالك

بالنار أو الماء والضوء، أو نقله إلى شيء معين أو الكي، أو القفز فوق النار في(إحراق الشعر)

نعام كأضاحي،أحفالت الرقص البدائي، أو بذبح ال والتي ينبغي إزهاق أرواحها بدال من اإلنسان الذي

ثم نقله إلى الحيوان،(التابوي)كان مصابا بالتلوث وضحى به ليفدي نفسه به.

وقد وفرت المحرمات )التابوية( حماية ضرورة للتشكيالت والقيم والقواعد االجتماعية البدائية

العشائرية والقبلية، دون حاجة إلى جهاز دولة يسن النظم ويقوم بتنفيذها، إذ يكفي أن يصير أمر

معين موضوعا للتجريم، حتى يمتلك أفراد الجماعة الخوف إزاءه ويتجنبوه ويرهبوه وقد يعبدوه، كنتيجة

.(1)للخوف منه أو من فرط الرجاء المعلق عليه

: د.ماريت، دائرة معارف الدين واألخالق، الجزء الثاني إن أردتقارن )?(1 "باللغة اإلنجليزية".(181 )م، ص1921عشر، طبعة


واإلنسان أو الحيوان أو النبات أو الجماد الذي االعتقادفقد ساد قتل عمدا أو تسبب بالقتل خطأ،

بأنه قد تعرض، نتيجة تدخل قوى ضارة، كان مجرد وسيط لها، للتلوث، وهو ما كان يستلزم القضاء

على هذه القوى ممثلة في شخصه بقتله، أوالتخلص منها بطرده ونفيه، باعتباره وعاء لها.

على أن النجاسة واإلثم قد يكونان من الجسامة، بحيث ال تكفي وسائل التطهير العادية

،للتخلص منهما، فيصيب الجماعة البدائية الهلع خشية انتقال العدوى إلىخوفا على مصالحها و

.(1)أفرادها وكما أن الشخص اآلثم قد صار، بإتيانه المنهي

مور بفعله، مركزاأعنه أو االمتناع عن فعل الم للنجاسة ومصدرا للعدوى بها، مما يتحتم معه طرده

من وسط القوم كشكل من أشكال التخلص منه، بقيةباعتباره أمسى مصدرا للخطر على حياة وأمن

وقيادتها القبلية أوالجماعة البدائية مصالح الجماعاتوهكذا نالحظ أن العشائرية أو العائلية. الموصوم باإلجرام والتعديالبدائية، قد اعتبرت

عدواعلى معتقدات القبيلة أو العشيرة أو العائلة لها يجب التخلص منه ومن األشياء التي لمسها

، الجزء الرابع، المجلد األول، ال3كذلك: فون ويلهم، علم النفس الشعوبي، ط كــذا اإلنســان في العـالم،، "باللغة األلمانية"(398 )م، ص1920يبزج ألمانيا، ومـــا بعـــدها "باللغـــة(536 )م، ص1958، نيويـــورك، لنـــدن، 2البـــدائي، طاالنجليزية".

فرويد، األعمال الكاملة، الجزءكذلك: عالم النفس األلماني: سيجموند انظر إن "باللغة األلمانية"، أيضا (26 )م، ص1940السابق، التابو، لندن،

أستاذنا في جامعة القاهرة، د.ثروت أنيس األسيوطي، كتابأردت: .(6 )، ص(مبادئ القانون) وكتاب (الحق)

انظر كلمة )نجاسة( ومعانيها في اللغة اليمنية القديمة )الـمسند()?(1 ( من153 ميالدية: ص )275 قبل الميالد إلى 200خالل )دولة سبأ(

كتاب: )المعجم السبئي( )باإلنجليزية والفرنسية والعربية(، أ. ف. ل. بيستون، جاك ريكمانز، محمود الغول، والتر مولر، دار نشريات بيترز،

م، )منشورات جامعة صنعاء(.1982لوفان الجديدة، مكتبة لبنان، بيروت،


والنجاسةأيضا باعتبارها مصدرا للدنس والشراالجتماعية.

ويتضح من ذلك، أن غرض الجماعة البدائية من عقوبة النفي، من حيث أساسها التاريخي، هو

اتخاذ إجراء وقائي لها، بالتخلص من مرتكب االجتماعي أو الديني أو االقتصادي أوالمحظور

وكل ما يتعلق به.)السياسي(

: ة ـــ تاريخي ذة ـــ نب في القانون اليمني القديم كانت تطلق كلمة

على من(ثيرن) على من يتم نفيه، وكلمة (طردن) يثير المشاكل للجماعة كما سيلي في الصفحات

المقبلة. وقد ظهرت البوادر األولى لهذا النظام في صورة الهروب، حيث لم تكن توجد سجون يحجز

فيها وعدو الجماعة، أو سلطة(النجس)الشخص ، وإنما كانهاعليا ترغمه على الرحيل من وسط

يخير بين االغتراب عنها زمنا قد يطول أو يقصر بحسب نوع الجرم، والظروف التي وقع فيها

ومحله، يعود الشخص بعدها كما كان، أو العيش منبوذا تعيسا بين الجماعة كالحيوان العقور

)القتلالمريض. وفي الجرائم الماسة بالحياة لم يكن يقامالعمد - القتل الخطأ - تسبيب الموت(

، إذا اعتدى فرد من العشيرة على آخر(1)القصاص منها اعتداء قاتال ألن المقاصصة به من شأنها أن

تعبير بدائيوفقهاء القانون،بين العلماء للسائد طبقا ،القصاص هو )?(1 عن العدالة األخالقية، حيث ابتدعت الجماعات البدائية، إضافة إليه، نظام نصوص القصاص في:انظر. ]التخلي عن المعتدي فيصير دمه مهدورا

(69 حتى 50)المواد م 1994( لعام 12رقم )قانون العقوبات اليمني منه. كذلك شروحاتنا للقانون المذكور ومنها على سبيل المثال، كتابنا:

)جرائم االعتداء على الحياة والسالمة الجسدية في القانون والقضاء اليمني(، المقرر األكاديمي على المستوى الثالث، كلية الشريعة والقانون،

م، دار جامعة صنعاء للطباعة والنشر.2013جامعة صنعاء، الطبعة الثانية


تتسبب في هالك حياة عضو آخر فيها، مما يعرض . كما أن سكوتها(1)قوتها للضعف وحياتها للخطر

عن القاتل، من شأنه أن يصيب بقية أعضائها بعدوى النجاسة، من جراء انتهاك المحرم

، فكان الحل هو التغريب أو النفي، أي(التابوي) تخلي الوحدة االجتماعية عن الجاني وطرده من

كنف حمايتها. يفنب والمرغ العرب كان يسمى المىولد

، وكانت النماذج األولى للتخلص من(2)خليعا ، ال تتم إال بعد إجراء طقوس أو المشتبه بهالمعتدي

وشعائر، تستهدف تحقيق فصل جذري بينه وبين اإليضاح.جماعته كما سيلي

وفي األزمنة المغرقة في القدم كان إذا أسرف اإلنسان في ارتكاب الجرائم واستمر مستهترا

سائرا في ارتكاب الموبقات ال يبالي وال يحاسب متناعاته، وال يتبع نصائح أهلهانفسه على أفعاله و

وأوامرهم، فقد يؤدي ذلكوزعماء قبيلته وعشيرته إلى خلعه وطرده من بين أهله، معاقبة له وتخلصا

من جرائره ومن المسئولية التي قد تتولد من أعماله هذه فتجر عليهم المصائب والكوارث وتلحق

بهم األضرار. ويكون ذلك بإعالنه للناس في المحالت العامة وفي المواسم وبإشهاد شهود على

انظر على سبيل المثال: هيلي، مقدمة لترجمة شرح قانون العقوبات (16 )م، ص1872 باريس، الطبعة الرابعة، (روسي)لمؤلفه اإليطالي

"باللغة الفرنسية". ذلك أن القحط الشديد في بعض الفترات التاريخية، فتت البشر إلى )?(1

تجمعات صغيرة، فتعين على العشيرة أن تحافظ على القليل لديها من الرجال، فإذا اثكلت في واحد منها، لم يكن لصالحها أن تضحي بآخر، كما كان ال يتصور، في الوقت ذاته، بقاء الجاني في كنف العشيرة لما يجره

قارن: د..نفي الجاني هو الحل المالئم آنذاككان ذلك من مصائب عليها ف.(28 )األسيوطي، المرجع السابق، ص

في اللغة العربية، منذ الجاهلية، تعنيأو )المخلوع( (الخليع)وكلمة )?(2 قبيلته أو عشيرته عنها، وتخلت عن حمايته إزاء(خلعته)الشخص الذي

وسلوكيات قبيلته-القبائل والعشائر األخرى، ألنه خرج عن قيم وأعراف ، وهناك مقاربة في المعنى بين )طريد القبيلة( وأو عشيرته أو عائلته

)الرئيس المخلوع( في المصطلح السياسي المعاصر في اليمن؟!


ذلك حتى يعرف، فتسقط المسئولية عن أهلالطريد المخلوع.

الخارج عنوكان يعبر أهل اليمن القديم عن بلفظةقواعد المنظومة االجتماعية السائدة

أي الطريد، وهو من يقوم بأعمال مثيرة(طردن) فيزعج الناس ويعتدي عليهم بذلك. وهم يطردون

مثل هؤالء األشخاص تخلصا منهم. ويعلنون عن الطرد ليقف الناس على اسم الطريد، فيتجنبونه أو

ينزلون به ما يستحق من عقاب، إذا ارتكب عمالمؤذيا لهم.

وقد نفى أهل )الحجاز( خلعاءهم إلى ، وهو جبل عرف بنفي الخلعاء إليه(حضوضي)

وربما كانت هناك أمكنة أخرى في جزيرة العرباتخذت منفى ينفي إليه الخلعاء عقابا لهم.

: التغريب وإعالن الطريد مصير أو النفي من العقوباتالطرد أو الخلع أو اللعن

البدائية الموغلة في نفق التاريخ البشري. ومؤداها رفع كل أنواع المسئولية القانونية المترتبةهو

من حمايةالخليع والطريد عائلة وعشيرة على طاعوت القبيلة بسبب أن لغتها البدائية حلت عليه، وكذلك عن قبيلته إن خلعته أيضا، فإذا ارتكب جناية

ه أو يدافع عنهي المسئول عنها، فال يحمهصار وحد أحد إذا اسقط أهله عنه كل ما كان عليهم من

(العصبية)حقوق التضامن العشائري والقبلي تجاهه.

فإذا قتل أو اعتدي عليه فال أحد يسأل من أهله وعشيرته وقبيلته، أو يأخذ عندئذ بحقه، لسقوط العصبية عنه. ويكون حينئذ معرضا للقتل في أية

لحظة، مطاردا من الناس لفرط جرائره، فهو


كالمجرم الفار من العدالة الذي أسقطت عنه الجنسية، ال يجد أحد يؤويه، وال مكانا يقبله، خشية

إلحاق األذى بمن يفعل ذلك. ويكون الخلع والطرد علنا وبإشهاد شهود.

واألغلب أن يعلن عنه في المواسم بأن يقف األب أو زعيم القبيلة الذي يريد خلع أبنه وسط الناس،

خلعت ابني أو خلعت فالن من القبيلة))ثم يقول أو العشيرة.. فإن جر لم أضمن، وإن جر عليه لم

.((أطلبه ويعرف الخلعاء بأسماء أخرى تدل على الصعلكة

صعاليك)واالزدراء، مثل الصعاليك. وذكر أن ذؤبانها ويقال الذؤبان والضليلين.(العرب

)المطرود(وقد كان النفي مؤداه سلب المنفي أي نوع منال ممتلكاته وحسب، بل وحرمانه من

الشرعية أوالقبلية والعشائرية أنواع الحماية القانونية، باعتباره خارج نطاق حمايتها في وطنه، ال لكونه ال يتمتع بأي حق من حقوق المواطنة في

.(1)المنفى التغريبوالجدير بالمالحظة في هذا المقام أن

مكانا في ظل الدولةالسياسي لم يجد له بما في ذلك دولة األئمةاإلسالمية الحديثة

ألنه كلما تعاظم مقدار الجماعة تضاءلاليمنيين، شأن األهمية التي توليها لتقصير أعضائها الذين لم

والنفي السياسي الحديث ينطوي على هذا المعنى أيضا. )?(1


وبذات المقدار الذي كانيعودوا يشكلون خطرا ما على المجموعة، ومن ثم، لم يعدعليه في الماضي

ضروريا طرد الجاني من كنفها وحرمانها من . ومن الجديرالسالم الذي كان يتمتع به في ظلها

بوسعال يعود بقيام الدولة القوية، ،أنهبالمالحظة )الثأر السياسي( أو الخاص )الثأراالنتقام العام

أن يطلق لنفسه العنان.الفردي(

: دراســـة السياسيـــة النجاســـة

فــياليمـــــن

القبلي( التابو )جمهوريةالدكتور

مجلـي علـي حسـنالجنائي القانون علوم أستاذ

بوك: فيسhttp://www.facebook.com/drhasan.megalli



[email protected] إلكتروني: بريد اإللكتروني: الموقع


الثانية[ ]الحلقــة

: والرومـــان اليونـــان في اليونان القديمة كان يتم النفي بالتصويت

الشعبي بأن يكتب اسم المرشح للنفي على صدفة أو ورقة زيتون حيث كان يصوت على النفي وقد يكون مؤبدا، ما بين ثالثة وستة ألف مواطن. وقد

بعاد أو النفي السياسي يكفي،إكان التفكير في ال غالبا، ليجعل الرجل السياسي يتقي مواطن الزللأو تتوفر بإزائه شرائطه فيقع في براثن العقوبة.

ينصح بأن(أرسطو)وكان الفيلسوف اليوناني ال ينفي من توافرت له أسباب السلطة المفرطة

ومظاهرها، ولكن بأن ال يتاح ألحد أن تتوفر له أساسا كي ال يصبح من مراكز القوى. واألصل أن

النفي في اليونان القديمة كانت مدته عشر سنوات ثم صارت خمسا وتبدأ خالل عشرة أيام من صدور

القرار، ولكن هناك ما يدل على أن المنفي كان قد يستدعى قبل مضي المدة. والمهم أن هذا اإلجراء لم يكن اتهاما: ولذلك كان ال يترتب عليه آثار - بعد

النفي – ال في النفس وال في المال. وإنما كان الغرض من النفي هو وقاية النظام السائد من

المواطن الذي يقرر المواطنون في الجمعيةالوطنية في اجتماعها السنوي المحدد لذلك نفيه.

أما في )روما( القديمة فكان النفي يشمل السياسيين والمجرمين العاديين في جرائم قد

تصل عقوبتها إلى اإلعدام كدس السم لإلنسان، مما يقطع بصحة القول بأن النفي لم يكن عقوبة



mailto:[email protected]

وإنما وسيلة لإلفالت من العقاب، ولقد عرفت كافة الدول القديمة والمعاصرة النفي المؤبد أو المؤقت

كوسيلة للتخلص من كافة األشخاص الخطرين سياسيا أو اجتماعيا كالساسة المعارضين

والشحاذين المشردين والعاهرات والقوادين أحيانا،والمصابين بأمراض معدية كالجذام.

: العقـــاب ســـر يفسر البعض أسباب شدة رد الفعل االنفعالي،

أو األشخاصالذي يثيره انتهاك حرمة األشياء بأن أعضاء الجماعة البدائية كانوا يشكلون،،المقدسة

بسبب قلة عددهم وتماسكهم الشديد وإحاطتهم هيمنرة، اصح نوعا من القالع الم-بأعداء من الخارج

وخوفعليه جنون مرضي بكونهم في حالة حصار لذا كانت أول الواجبات المفروضة، شديد من الخيانة

على أعضاء الجماعة هي التضامن الكامل معها واإليمان باإلله الحامي لها،وديدنها وااللتزام بدينها

ومن ثم، كانت أكثر الجرائم خطورة وشفاعة هي عنوالديني )االرتداد( الخيانة واالنشقاق األخالقي

أو(التابو)الجماعة حتى لو كانت مجرد لمس موضوع التلفظ بقسم كاذب. وحيث كان بعض العقوبات –

ينطوي – وخاصة بالنسبة للطبقات الدنيا على قدر كبير من القسوة فقد كان يحكم على الواحد من

ذوي المكانة الرفيعة باإلبعاد من البالد. أما األفراد العاديين فعقوبتهم تكون القتل أو الجلد أو األشغال الشاقة التي يقضونها في المناجم والمحاجر، بل قد

يكون الصلب بعد القتل هو الجزاء على بعضهم كان اليمنيون القدامى يستعملون هذه، أحيانا

من يستهتر بعرف القبيلة ويقومضد العقوبات بأعمال منكرة ولو كانت هي قول الشعر الغزلي وال يصلح نفسه، فكانوا يحكمون عليه بالجالء عن أرض

القبيلة أو العشيرة واالبتعاد عنها مدة ذات تحديد


وتعيين، وقد ال تحدد فهو نفي وإجالء. وقد بقيت األعظمهذه العقوبة في اإلسالم فأمر الرسول

صلى اللهوخاتم األنبياء محمد بن عبدالله بن هاشم عليه وآله وسلم بالتغريب وأمر الخلفاء بذلك، قصرها

ولكن في أو ولي األمر، القاضيقرار من على جرائم أخالقية معينة ولمدة محددة.

: المخنثـــين نفـــي من عجائب تحوالت العقوبة في العالم عبر

الزمن أن التغريب أي النفي خارج الوطن أو ، بينما(1)الموطن كان عقوبة تطال )المخنثين(

صارت، بفعل هيمنة ثقافة الثأر البدائية القبلية / العسكرية االنكشارية، عقوبة يتم توقيعها ضدالمعارضين السياسيين أو الحكام المخلوعين.

ورد في بعض كتب التراث ما يلي: وعلى المحتسب أن ينفي المخنثين من البلد، إلجماع

أهل البيت عليهم السالم على ذلك، مع الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه نفى مخنثا، مع الحكم بن أبي

العاص. والمخنث الذي تم نفيه هو )هيت( وكان من سبب نفيه ما روي أنه كان يدخل على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل يوما دار أم سلمة ورسول الله صلى الله عليه

وسلم عندها، فأقبل على أخي أم سلمة عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة، وقال: إن فتح الله عليك بالطائف غدا فعليك

ببادية بنت غيالن بن معتب فإنها مبتلة هيفاء، شموع نجالء، إن قامت تثنت، وإن قعدت تبنت، وإن تكلمت تغنت، تقبل

بأربع وتدبر بثمان، مع ثغر كاألقحوان، وثدي كالرمان، أعالهاقصيب، وأسفلها كثيب، وبين رجليها كالقعب المكبوب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع

كالمه: لقد غلغلت النظر، ما كنت أحسبك إال من غير أولي اإلربة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك من

المخنث - بفتح النون وشدها - من يشبه النساء في حركاته وكالمه.)?(1


كالمه ويظن ذلك نقصا من عقله، فلما سمع منه ما سمع، قال لنسائه: ال يدخل )هيت( عليكن. وأمر أن يسير إلى

خارج. فبقي هنالك حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ولي أبو بكر كلم فيه فأبى أن يرده، فلما ولي عمر كلم فيه فأبى أن يرده، فقيل له: إنه قد كبر وضعف

واحتاج، فأذن أن يدخل كل جمعة. قيل: ويرجع إلى مكانه. )2/700 ، وأبو داود، 9/274]أخره البخاري، فتح الباري،

4949.]) وروى الفاكهي من طريق حماد بن سلمة: حدثنا أبو سنان عن الزهري وعطاء الخراساني: أن أصحاب النبي

صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص فقالوا: يا رسول الله ما له؟ قال: )دخل علي شق الجدار وأنا مع زوجتي فالنة فكلح في وجهي. فقالوا: أفال نلعنه نحن؟ قال: ال، كأني أنظر إلى بنيه يصعدون منبري

وينـزلونه. فقالوا: يا رسول الله أال نأخذهم؟ قال: ال(، ونفاهرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى الطبراني من حديث حذيفة قال: لما ولي أبو بكر كلم في )الحكم( أن يرده إلى المدينة، فقال: ما كنت ألحل

.(1)عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم

: التاريخ إلى عودة ف التغريب الجماعي عند الجاهليين وفيرع

مبراطوريات العظمى فترة من الزمن،إبعض ال ويقصد به إجالء جماعة من موضع سكنهم، فقد

كان الفرس يجلون القبائل المعادية لهم عن مواضعها ويرسلونهم إلى أماكن أخرى، وفعل

راجع إن أردت: كتاب )االحتساب(، تأليف: اإلمام الناصر للحق الحسن)?(1 هـ(، تحقيق: حي الشهيد العالمة األستاذ304 - 230بن علي األطروش )

الدكتور عبدالكريم أحمد جدبان، مكتبة التراث اإلسالمي، الجمهورية(.57 - 56م، ص )2002هـ - 1423اليمنية، صعدة، الطبعة األولى،

تم التحقيق والصف واإلخراج في )مركز الحكمة للدراسات والبحوث(،صعدة.


. وكان التغريب يسود(2)الروم ذلك بالعرب أيضا الجزيرة العربية واليمن قبل اإلسالم وبعده بزمن

طويل وحتى عهد قريب وفحواه نفي الشخص خارج القبيلة أو المدينة إذا كان يخشى خطره، بعد

أن اتضحت خطورته، في الغالب األعم، من الجريمة التي ارتكبها كما سبق اإليضاح. وقد لوحظ

أن ظهور بوادر خطر على الدولة المهيمنة، يؤدي بها إلى التشدد في الجزاء أكثر فأكثر واستخدام

، والتعبير(2)عقوبة النفي كسالح فعال ضد خصومها عن ذلك في األحكام والقوانين الصادرة عنها التي

تقوى وتلين وفقا للوضع االجتماعي والسياسي قيمة- حسبما أرى -المنبثق عنها، والتي ترتدي

أرفع بكثير من مجرد االنفعاالت االرتكاسية المجردة. ومن األمور الملفتة للنظر بخصوص

عقوبة النفي أنها كثيرا ما كانت تصيب أشخاصا شهيرين بفعل طموحاتهم وكثرة انتقادهم لألوضاع

السياسية وقوة مركزهم. دور منخم وفيها وقع إخراج ال1249ودخلت سنة ))

الدور بأمر اإلمام وضبط جماعة من األعيان والسادة ووقع الجمع بين المخدرات والرجال في محل واحد ولم يزل

الضبط واإلفزاع يوما كامال وفي ذلك اليوم هتكت المناصب ض وسكبت المدافع يوما كامال وفي أخر ذلكاوأبيحت األعر

النهار يوم الثلوث في ربيع من العام المذكور سلكوا الرجال في سالسل الحديد والنساء من وراءهم ووكلوا بهم الخدم والعسكر وأخرجوهم إلى قاع الخير قاصدين بهم التغريب

.((في جزائر البحر

، المجلد(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم)جواد على، د. )?(1الخامس.

ورد في بعض المصادر التاريخية: بأنه قام باألمر بعده محمد بن أحمد )?(2 بن الحسن، صاحب الدعوات الثالث، واستقرت على المهدي، وعارضه ،68المعارضون من آل القاسم، فمنهم من طرده، ومنهم من حبسه، ص

، م. س.كتاب حوليات يمانية، تحقيق العالمة عبدالرحمن الحبشي


كذلك كان النفي يشكل في اليمن وسيلة لتهديد بعض الموسورين بقصد حملهم على رشوة

. وقد صار التهديد(3)بهميالمسئولين تفاديا لتغر بالحرمان من المزايا غير المشروعة أو الحقوق

المشروعة أو نشر فضائح المسئولين والموسرين وسيلة معاصرة لالبتزاز بدال عن التغريب.(األغنياء)

وقد يلبس الطمع في ثروة وجاه الخصم لبوسا يلبس ثوب )التطهيرلثأر الخاص الذي زائفا، كذلك ا

الصالحمن النجاسة السياسية( ومزعوم تحقيق مراكز القوىقادة كما في سعي بعض ،العام

لالنتقام منوالعسكرية المتواشجة معها القبلية فعل هو وكما (علي صالح)الرئيس السابق

باالشتراك معهم أيام الوئام، حيث مارس انتقاما اليمنيين السابقينمن الحكام سياسيا بشعا

حيث، وأعوانهمملكيين واشتراكيين وجمهوريين العقارية والمنقولة ...تم نفيهم ونهب ممتلكاتهم

جثاميندفن بل ومنع وعدم السماح بعودتهم الخ، .في اليمنبعضهم

)إنها عقلية التابو القبلية( البدائية التي ال زالت تحكم اليمن وتتحكم فيه إلى اليوم؟! مهما لبست

من مسوح التقدم والثورية فوق طين العصور الغابرة الجاثم على عقولهم ووحشية األعراب المتربعة على أرواحهم والساكنة قلوبهم. قال

سبحانه وتعالى: )) (( صدقاألعراب أشد كفرا ونفاقاالله العظيم.

وحق النفي أو التغريب خوله كثير من الفالسفة والفقهاء القدامى لصاحب السيادة )ولي األمر( إذا ارتكب الشخص جريمة تستوجب نفيه إلى خارج البالد لما يشكله بقاؤه في المجتمع من خطر

على أناسه. ، بقلم مؤلف(اليمن في القرن التاسع عشر)و أحوليات يمانية )?(3

وما بعدها.(626 ) ص،س. م.(، مجهول)


وقد كان النفي والتغريب يرتبط، غالبا، بالفساد ويتضمن معناه ويعتبر قرينة على سوء سيرة من

إشاعةالوقع عليه، ولذلك كان يلجأ بعض الحكام إلى ضد خصومهم السياسيين المنفيين بأنهم إنما عوقبوا

بالطرد والنفي لسبب فسادهم وانحرافهم عنصراط الدين المستقيم.

أنوفي ظاهر األمر أن اإلمام نهى المنكر وزعم ))بين( المخرجين من المدينة هم الفسقة المستحلون )المغر

لمحارم الله وهذا خالف الشريعة فمن تقرر زناه وهو محصن وجب عليه حد الزنا وهو الرجم ومن كان بكرا جلد مائة جلدة

رسولفنعوذ بالله من الجهل ورمي الناس بما لم يكن فيهم ، وأشار( حجر وال هدم مسلمةلخراب مك)الله )ص( يقول

إلى الكعبة وتسميت هذه المتفق )حق العناصرة( وهي من.(1)((الهفوات ال قوة إال بالله

وقد يكون التغريب أو الطرد خارج البالد أو المدن وسيلة لالنتقام من أصحاب الديانات األخرى،

:ورد في بعض الكتب التاريخية ميين الذين دخلواالجمالي: أن الذسيدي ومن مناقب ))

هم ب ر وغمع والده واضروا بالمساكين، وقع بهم ونهب بيوتهم وتمم أعمال )قبةمن صنعاء لسوء بغيهم مع أبيه بالمسلمين،

طلحة( إال أن األساس على غير أساس، وكان جليل القدرر البرية في زمن قحط سليم الطوية إال أنه قام بين أس والمرء يفر من أخيه ووالده وبنيه، ومنهم من يضيع دينه

.(2)((ويقوم بدنه في تلك المحال

: والتغريب التركي االحتالل

.(52 ) ص،س. حوليات يمانية م. )?(1(.98 ) ص،س. اليمن في القرن التاسع عشر، م. )?(2


طرد المحتلين األتراك للمواطنينانتشر اليمنيين من بالدهم في ظاهرة لم يألفها اليمنيون

من قبل. ورد في أحد المراجع التاريخية ما يلي: وبعد حبس الرجل وتغريبه أمر الباشا أحد القواد))

يتقدم على جهة(أحمد رشدي)البوش ممن تحته يقال له و( المصري)اليمن فعزم فأول عمل لقيه مشائخ عنس

، إال وقد وقع بهما(ذمار)رج ا، وغيرهما إلى خ(الشغدري) ونزلهم من فوق خيلهما على رؤوس األشهاد وحبسهما في

وصادرهما مصادرة وسلموا(ذمار)عرضي العسكر في فلوسا جمة، وكذلك أهل المدينة وما خرج منها إال قرب في

وجرح كل قلب سليم وصادر كل واحد(يريم)أجلهما ودخل على تسليم وربط وكربج في البطون والظهور حتى نائب

.(1)(( طلبه وربطه بعمامته(يريم)الوقف في

على أن من عجائب االحتالل التركي لليمن أنه في الوقت الذي كان األتراك ينفون الزعماء

السياسيين اليمنيين من بالدهم إلى )استانبول( ال ينفون العاهراتعاصمة المحتل التركي كانوا

من اليمن وإنما على العكس من ذلك يجلبوهن من شتى بقاع األرض إلى )صنعاء( وغيرها من المدن

اليمنية للترفيه على الجنود والضباط األتراك وأعوانهم من اليمن، وذلك عكس ما هو مقرر في

الشريعة اإلسالمية التي كان األتراك أثناء احتاللهم لليمن يتشدقون بأنهم يقيمون الخالفة اإلسالمية

فيها؟!. كذلك كان يفعل البريطانيون في )عدن( أثناء احتاللهم لجنوب اليمن فيما يخص نفي اليمنيين

.(32 ) ص،س. حوليات يمانية، م. )?(1 بل إن عقوبة النفي الجنائي ال زالت قائمة في القانون اليمني المعاصر،

( من قانون اإلجراءات الجزائية تنص على أنه إذا عفا ولي537فالمادة ) الدم عن القصاص مطلقا أو بشرط الدية على أن ال يقيم الجاني في

الناحية أو القرية أو المدينة التي )كان( يقيم فيها المجني عليه )القتيل( أوفروعه أو إخوانه التزم الجاني بذلك.


إلى شمال الوطن وجلب العاهرات من مختلفالبلدان إلى جنوبه.

وفي قانون العقوبات التركي المطبق في بعض مدن اليمن أثناء االحتالل العثماني لها كانت

عقوبة )النفي( أو )الطرد( إحدى العقوبات ( منه 121 األساسية في القانون. وقد ورد بالمادة )

ما يلي: أو تحاشوه ونبذوه وكان(بالمدينة)إذا تضرر أهل الحي ))

هذا الشخص سيء السيرة بين الناس، أبعد هذا الشخص من حيه أو قريته. فإن رفضه أهل المكان الذي أبعد إليه، نفي

من اإلقليم بأكمله، وال يتخذ هذا اإلجراء قبل أن ينظر.((الشخص لمدة أيام عساه يرعوي عن ضالله وإال صار نفيه

ونقرأ في أحد المراجع التاريخية اليمنية تأكيدالذلك ما يلي:

وكل من اتهموه أنه اجتهد في الفساد طلبوهم)) وحبسوهم وقيدوهم وإذا عينوا الدولة عليهم أدب فلهم

الفضل ولو آالف، وال يبقوا في الحبس أو يرسلوهم إلى.(1)((اسطنبول

القانون التركي الذي كان مطبقا فيكذلك نص المادة )في اليمن أيام االحتالل العثماني لليمن

( منه على ما يلي:93 يمنع المجذومون من مخالطة الناس وينفون من))

.((البالد ويتضح من ذلك أن عقوبة النفي شملت حتى

المصابين بأمراض معدية. اليمنية، بحث منشور للمؤلف فيها بعنوان:(القسطاس)انظر: مجلة )?(1

يونيو ويوليو(، 14 و 13)قانون العقوبات التركي في اليمن، العددان ، وقد تم نشر البحث المذكور بعد تطويره وتوسيعه في كتابم1999

سيصدر قريبا. راجع ملخصا للبحث في صفحة التواصل االجتماعي الخاصة. http://www.facebook.com/drhasan.megalliبالكاتب



وفي مجال الفقه والسياسة الشرعية فإن (أحمد بن سليمان)بعض األئمة المجتهدين كاإلمام

ذهب إلى ضرورة قتل المجذومين حرقا ألن الله يكرههم، فلو كان يحبهم ما أصابهم بهذا المرض

في هذا النظريشبهه واإلمام المذكور ،الخبيث ( الذيهتلر)التفكير النازي في ألمانيا أثناء حكم

جاء بعد اإلمام المذكور في أوروبا بمئات السنين.

: واالجتثاث التغريب أو(االجتثاث)التغريب مرتبط بفكرة

العسكرية لياتق التي تسيطر على الع(االستئصال) حتىت ثجتوبسببها االقبلية الحاكمة في اليمن

بل وتلكالرؤساء والزعماء من كتب التاريخ أسماء المحفورة على واجهات المباني التاريخية كالقصور

الخ.الملكية ... ولذلك كان من رؤساء اليمن من يطلب السالمة

بطلب نفيه كما فعل الرئيس السابق القاضي )عبدالرحمن اإلرياني(، ونائب رئيس الجمهورية

السابق )د. عبدالرحمن البيضاني(، ومنهم من يقوم بنفي نفسه بنفسه كالرئيس السابق المشير

)عبدالله السالل(، وذلك باالتفاق على ذلك مع بعض قادة مراكز القوى القبلية والعسكرية وذلك

بدال من اغتياله.كتب أحد ضباط المخابرات السابقين:

والمرحوم الشيخ ( أحمد ناصر الذهب ) الشيخ عندما أصر هوو ( السالل ) على اغتيال المشير أبو شوارب( مجاهد )

(عبدالناصر)بالحديدة على ساق العزم للعراق بترتيب من كان قد انتهى في إدارة شئون اليمن(المشير)ألن دور

( عثمان ) و ( النعمان ) و ( اإلرياني ) ألهلها (مكة)سلم وتوأمثالهم فهم أدرى بشعابها.


يتحاوران في (مجاهد) والشيخ (عبدالله)فوجدت الشيخ ـ وغيره، ف(عبدالرحمن) الذي فيه القاضي سلم السكن

للمشير والشيخ يرفض(الذهب)صر على اغتيال م(مجاهد) المشير اليوم مسافر وهو قد أصبح أمانة) :قائال، بقوة

ألمله في ( مجاهد ) استبشر . فلما ظهرت عليهما (بوجوهنال فبادرت بالقو شراي وتوجس الشيخ منتأييدي له : أوال

مناضل منذ الثالثينات وقد أكلت السجون والقيود(السالل) فقاد الثورةجسمه. وثانيا لقد تقدم حيث تأخر سواه

)المنفى وثالثا ها هو على وشك الرحيل . والجمهورية في هدفنا من الحركة النوفمبريةوهذا ما نبغيه السياسي(

.(1)(؟!مجاهد)سلميا فتألم ويتضح من ذلك أن النفي من الحياة باغتيال

الخصم كان وال زال إحدى الوسائل األساسية التي يستخدمها قادة مراكز القوى القبلية والعسكرية الطاغوتية لطرد خصومهم السياسيين من مسرح

الحياة والقتلة، في هذا المضمار، يستخدمون المجرمين الخارجين على القانون والموالين

للنظام الحاكم من طريدي العدالة والفارين من وجهها أدوات اغتيال لصالحهم، بدال من تغريبهم أي نفيهم )الخارجين على القانون( خارج مناطق

نفوذ الشيخ أو القائد العسكري أو محمية داعيةالدين الكهنوتي.

صحيفة اللواء محمد علي األكوع، )حين منع الشيخ قتل السالل(، )?(1.م2008 يناير 9( األربعاء 178 العدد )"،يمنية")الوسط(


Documents

النجاسة السياسية