ة الجزائرية الديمقراطية الشعبيةالجمهورية الجمهوري وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي

كلية اآلداب واللغات

قسم اللغة واألدب العربي

لغة واألدب العربي مسار: أدب قديم.مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في ميدان ال

: إشراف األستاذة: إعداد الطالبة

رزيقة طاوطاو .د / . العمري نفيسة

السنة الجامعية:

ه.3417ه/3416

م. 5136م/5132

ميمية بشار بن برد في مدح

أبي جعفر المنصور

-مقاربة سيميائية -

دعاء

هدإء إ

ان كر وعرف ش

مقدمة

أ

مقدمة

والسالم على نبينا محمد وعلى آله الصالحات، والصالتالحمد هلل الذي بنعمته تتم بعد. وسلم أماوصحبه

عناية فهو صوت شعري لقي يعد بشار بن برد عالمة مميزة في سماء الشعرية العربية، ويعزى ذلك إلى ء القيس،ى وعده النقاد في مرتبة إمر والحديث، بلالقديم والدارسين فيالنقاد

في "ميمية بشار بن بردبـ لهذا الموضوع الموسوم لذلك جاء اختيارنا وملكته الشعريةقوة لسانه عره ،واخترنا ش والجمالية فيمدح أبي جعفر المنصور" في محاولة لقراءة مظاهر التجديد

الطرح التالي:تقوم إشكالية البحث على قصيدة "أبا مسلم " حيث

برد؟مسلم لبشار بن ميزت قصيدة أبا التي والبراعة الفنيةفي تلك الجمالية السر ما -1

با مسلم"؟عن دالالت التي يطرحها نص" أ الكشفالسيميائي،إلى أي مدى يمكن للمنهج و -2

السيميائي؟مثل المنهج ءةالنشأإلى أي مدى يمكن مقاربة نص قديم، بمنهج حديث و -3

وكيف يمكن لإليقاع الشعري أن يتحول إلى دالالت إيحائية في النص؟ -4

مدخل إلى بحثي من خالل تقسيم منهجيةعن هذه التساؤالت خطة وقد وضعت ألجل اإلجابةوصراع وتاريخيا، الشعوبيةسياسيا األولالعصر العباسي – يلي: أوالفيه ما أدرجت

العربي.قصيدة المدح في الشعر -الحضارات، ثانيا

وماهيتها، أما ثالثا: السيميائية ،العصور، الجاهلي، اإلسالمي، األموي، العباسيالمدح عبر ثم يلي:ه ما يفت فالسيمياء والسيميولوجيا، وظجاء بعنوان بين فقد الفصل األول

ونشأتها.السيمياء والسيميولوجيا،الموضوع الرئيسي لسيميائيات ،السيميولوجيا

الفصل الثاني فقد جاء المعاصرة، أماعند الغرب،اإلتجاهات السيميائية -العرب، بعند -أ يلي:فيه ما الشعري، وأدرجتبعنوان سيميائية الخطاب

مقدمة

ب

اللغة العنوان، سيميائيةالعتبات النصية، سيميائية برد، سيميائيةالمدحية عند بشار بن األلفاظوتراكيب، الداخلي وما يتضمنه من ألفاظ فيها: اإليقاعالصورة الشعرية نجد سيميائيةالشعرية ،

ة.والقافيالخارجي الذي يشمل كل من الوزن وتكرارات، وتضاد، واإليقاع

كذلك على الوصف االعتماد السيميائي، معفي مقاربة النص على المنهج اعتمدتوقد النص.جمالية في وهيمنة ظواهرللمعرفة مدى شيوع والتحليل واإلحصاء

بشار بن برد باإلضافة إلى مراجع أهمها، ديوانعلى كوكبة من المراجع عتمدتكما ا و الموسى "قصيدة المديح "، فيروزي الرؤية والفن شوقي ضيف "العصر العباس أخرى مثلمحمد مصطفى ،"وظيفة اللغة""محفوظ ، "نجيبمعجم السيميائيات أألحمر" "فيصلاألندلسية

أحمد حمدان "األسس ابتسام كارل بروكلمان" تاريخ األدب العربي"، بوشوارب "شعرية التفاوت"، األدبي، دراسةداللية النص القادر فيدوح" عبد"، الجمالية لإليقاع البالغي في العصر العباسي

سيميائي أنثروبولوجي المعلقات، تحليلالملك مرتاض "السبع ، عبدالجزائري سيميائية، للشعر لشعرية نصوصها"

أهمها، ضيقلعل علمي، و كما لم تخل هذه المهمة من صعاب شأنها شأن أي بحث استوجبالمادة العلمية مما كثرةأخرى، بحث وبحوث الجهد العلمي بين هذا ال تشتتو الوقت،

المنهج السيميائي معالمه أن البحث، باعتباريفيدني في وتلخيص الجوهر، الذيعلي تمحيص كثيرة ومتفرعة.

يسعني إال أن أن أتقدم بجزيل الشكر، لألستاذة الفاضلة المشرفة "رزيقة وفي األخير ال لى إتمام رسالة تخرجي، جزاها هللا خيرا على ما بذلته من جهد في وطاو "التي ساعدتني عاط

أوفق في هذا أن الجامعي، وأرجوالطاقم وتسامح، وكلصبر أبدته من البحث، وماتصحيح ن كان على يقين فمن فضل هللا العمل المتواضع فإن وقع زلل في اللسان فهو من الشيطان وا

وكرمه علي.

مدخل العباسي العصر-3 اوال:

العصر العباسي االول 3-3

وتاريخياالعصر العباسي سياسيا 5 – 3

رد ب نبشاربوصراع الحضارات، الشعوبية 1 – 3

قصيدة المدح في الشعر العربي ثانيا:

المدح لغة ا:

المدح اصطالحا ب:

المدح في العصر الجاهلي :5-3

المدح في العصر االسالمي :5 –5 المدح في العصر االموي :1 –5

في العصر العباسي المدح 4 –5

السيميائية: ثالثا:

ج: لغة

د: اصطالحا

مدخل

5

مدخل

. العصر العباسي:3فر بمزيد العناية من قبل ظ إذاهمية أ كثر العصر العباسي من بين العصور األ يعتبر

القديم.العربي لألدبقمة التطور الفني والمؤرخين ألنهالدارسين

ه 132حقبة طويلة بين سنة في التقسيم التاريخي للزمن متداقد ن العصر العباسي وأل

لى عدد من العصور إدب هذا العصر على تقسيمه داخليا أفقد درج مؤرخو ،ه 252سنة و

و أتاريخية حداثبأن مبررات هذا التقسيم الذي يرتبط أودراسة كل عصر دراسة مستقلة على

الثورة العباسية في حدثتها أن النقلة الكبيرة التي ألي بعض مظاهر الحكم لم تعد مقنعة تغيرات ف

طار العام لحياة الدولة الجديدة الذي اإلظلت تمثل ،عامةحياة العرب والمجتمع االسالمي

ي ، فكل الصراعات التي و جوهر أن يعيبه تغير جذري أستوعب كل ما بداخله من تنوع دون ي

بعضها وطأةطار الدولة العباسية منذ بدايتها قد ظلت مستمرة حتى نهايتها تخف إتمثلت في

1ستمرارية يظل هو السمة العامة للعصر كله .حينا ، ولكن عنصر اإل

الوقت في ومتداخلن العصر العباسي عصر معقد بالغ التعقيد أقول ال وبهذا يمكن

فهناك على سبيل المثال صراع بين الشيعة حيان مربكا ألا وفي بعضنفسه تداخال مذهال

هل السنة.وأ نفسه هناك صراع بين المعتزلة وفي الوقت الحكم،شرعية والعباسيين حول

.11ـ9، ص 1991، 1سماعيل، الشعر العباسي الرؤية والفن، المكتبة األكاديمية، طعزالدين إ -1

مدخل

6

فتحنا المجال للحديث عن العصر العباسي يجب علينا ان نسلط الضوء على الفترة إذاو

ولى.األالعباسية

األول:العصر العباسي 3- 3 أكيف هي ول ،يمكن ذكرها في العصر العباسي األ هم الخطوط العريضة التيأ لعل

والي فرسا و غير هاشمي يخلص الم إللمامالعباسيون لقيام دولتهم عن طريق الدعوة السرية

م و بين العرب في مية ، محققا لهم المساواة المشروعة بحكم االسالم بينهأفرس من حكم بني

الجيوش الفرسانية أقلبو سرعان ما جتماعيةاالالسياسية و و قتصاديةاالجميع الحقوق

ن علأ و ،ا موية حتى قضت عليها قضاء مبرم كل ما لقيها من مقاومة للدولة األمكتسحة

أبناء بها من دون استأثرواصحاب الحق الشرعي في الحكم و الخالفة و بذلك أنهم أالعباسيون

نصارهم يدعون أكما جعل ا جعل كثيرين منهم يثورون عليهم طول العصر ،م ويين م ل عمهم الع

صحاب أنهم أيون يعلنون العباس كانلى ذلك سبيال في حين إرا كلما وجدوا لبيتهم العلوي س

ما أ، ستبداداالشد ما يكون أ استبداديحكم في و تمادوا في الحكم و السلطان ، هيحق اإلال

ا م راج و الضرائب الفادحة م خدوات مسخرة لجميع الأون ن يكأيهم عن أالشعب فلم يزد في ر

موكان منهيدي الفرس أ كثرها فيوأعلى المناصب أ وحقا كانتدفع لقيام ثورات مختلفة .....

.1العباسيين نكبوهم نكبات متتالية نأالوزراء القواد غير أكثر

.19ص 1992، سنة 6، دار المعارف، القاهرة، الطبعة 2شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، ج - 1

مدخل

7

مجدهم في استردادن يريدو والعرب، فالعربالعالقة بالعداء الشديد بين الفرس تسمتا إذا

ن يستعيدوا أ وألنهم يريدون يكتفون بما لهم من مجد حادث في الدولة والفرس الموي العصر األ

1.محقا ويمحقوا العربالقديمة الساسانيةمجد دولتهم

دباء العباسيين فرضا سواء الحياة السياسية و ت الحياة العباسية نفسها على األلقد فرض

و ما كان يشيع جتماعيةاالو الحياة أحداث مختلفة أنظم و ظروف و ما كان يجري فيها من

و الحياة أ في المجون و زندقة و زهد و نسك غراقإ و ،ءناترف و شغف بالغ فيها من تحضر و

و نشاط الحركة العلمية و نقل علوم ،العقلية و ما التحم بها من ترجمة الثقافات االجنبية

قد بسط ،الشعوب المستعربة ووضع العلوم اللغوية و التاريخ و العلوم الدينية و الكالمية و

الشعر العربي حينئذ ازدهارا زدهاراحول ول الكالم شوقي في كتابه العصر العباسي األ حمدأ

ون ملكتها و سابقتها تمثال كب الشعراء على العربية يتقنونها و يتمثلأراميا لقوله مثال : اذا

الرصانة و حينا يجمع حينا بين الجزالة و مصنيسلوب ألى ، نافذين بذوقهم التحضر ادقيقا

ليه من إت المترجمة و بما كانوا يستمعون عميقا بالثقافا تأثرهمكان يجمع بين الرقة والعذوبة و

التي ال تكاد الحواضرثار في عقولهم و نفوسهم كثيرا من المعاني و آمحاورات المعتزلة مما

على بال ، هي صفحة الشعر التعليمي الذي ألسالفهمفتحوا صفحة لم تكن تخطر تحصى و

.2و القصص الحيواني منظومات طريفة مثال ا فيه من المعارف و التاريخ واألضاعفو

.19المرجع السابق ص - 1

.16، 10، ص 2111، 16األول، دار المعارف، القاهرة، ط شوقي ضيف، العصر العباسي - 2

مدخل

8

عالم.... ومن أ القوافي كانت مجهولة نماطا منوأوزانا لم تكن معروفة أواكتشفوا للشعر

افأم ،"بو تمام"وأ "،الوليد ومسلم بن" ،"يةهالعتا بوأ"و "نواسوأبو "، بشار " "عصرلالشعر في ا

التجديدية، وعناصر مزاوجة دقيقة بين عناصر الشعر التقليدية يزاوجوان أفسن للشعراء بشار

الحضارية المستحدث، وسيولهيتدافع فيه تيار القديم الموروث دون تعويق لتيار الجديد بحيث

.1والعقليةواالجتماعية

همزة وصل بين التيار القديم يعتبر ذورواده إهم زعماء التجديد أ فبشار ابن برد يعد من

و الحديث فهو يتماشى وروح عصره.أ لجديدوالتيار ا

كذلك نسلط الضوءن أعلينا نه من الواجب إعن العصر العباسي ف وبمواصلتنا الحديث

همية عن الجانب أ ول فوق الجانب األذ ال يإ ،والجانب التاريخيمن الجانب السياسي ،على كل

يقودنا كذلك ماوهذا عنصران مالزمان للعصر كمالزمة الروح الجسد، عتبارهمااالثاني ب

في هذا السياق بالشاعر المجدد الحضارات، ونستدلوصراع الشعوبية،للحديث عن ظاهرة

كإضاءة.برد. بشار

وتاريخيا:العصر العباسي سياسيا 3-5

يؤذن بمقتل للهجرة و هو التاريخ الذي 132العصر العباسي سياسيا و تاريخيا سنة أيبد

موية و قيام الدولة العباسية بن محمد و من ثم سقوط الدولة األ مروان مية،أخر خلفاء بني آ

الخليفة ختاراو ،لى العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى هللا عليه و سلم إالتي تنتسب

.6ضيف، العصر العباسي األول، ص شوقي -1

مدخل

9

هي التي اسماها بعد ذلك نصور ، بقعة طيبة بني فيها حاضرة لدولته الجديدة وبو جعفر المأ

العباسية المترامية االطراف صبحت عاصمة الخالفة العباسية و حاضرة الدولة أالتي بغداد و

سي غربا ومن طللى المحيط األإواسط الهند شرقا أو الصين التي كانت تمتد حدودها من و

ولة اتسعت رقعة الدو ،شماال الصنقاليةالروم الى بالد الترك و ،جنوبا السودانالمحيط الهندي و

سان و ما وراء النهر والعراق بين جناحيها بالد الهند و خرا ضمتو عظيما ساعااتالعباسية

وطان كثيرة كان يعيش فيها منذ القدم أهي مغرب و اليران والجزيرة العربية والشام ومصر و ا و

ازدهر الشعر في ذلك العصر ازدهارا كبيرا شهد بذلك واللغة والثقافة و ة في الجنس شعوب متباين

وسليقتها تمثال ويتمثلون ملكتهااالدباء على العربية يتقنونها أكب والنقاد والدارسون اذالمؤرخون

وبين الرقة، والرصانة حينامصفى يجمع بين الجزالة سلوبأالى دقيقا ناقدين بذوقهم المتحضر

بتكارواساليب جديدة، أ استخداملى إشعراء العصر العباسي ودفع التحضرخر. آ حيناوالعذوبة

من وكل واحدجواهر تختار في عقود وكأنما هيلفاظ األ ختياراوأجاد وافي رائعة معاني

يتخذ من الكلمات التي يحسن وقعها في وسلبه بمان يثبت مهارته في صياغته أالشعراء يحاول

.1في القلوب صنع الغيث في التربة الكريمة والتي تصنعالسمع

ومشاكل هواءهم أ دودة لشعراء فانطلقوا يعبرون عن منح العصر العباسي حرية ال مح

.2وروح العصرتتماشى وظواهر شتىقضايا وعبروا عنو التهيب أدون الخوف عصرهم

زين كامل الخويسكي، سالم عبد الرزاق سليمان، في األدب العباسي واألندلسي، دراسات ونصوص، دار - 1

.0ص م ،2116المعرفة الجامعية، د ط

. 9 ، دس، ص1ط عبد الفتاح نافع، الشعر العباسي قضايا وظواهر، دار جرير، - 2

مدخل

10

رد:بن ب...بشار وصراع الحضاراتالشعوبية 3-1 656ه 132ول و الثاني )ريه األدب العباسي في عصالشعوبية في األنزعة برزت

قوام األمفاخرة كانت تقوم على جنبية خصوصا ، و هي كلمة منسوبة الى الشعوب األو ه(

خرى من النبط األبناء الشعوب أغيرهم من من فرس و روم وهنود و على العرب جنبية األ

العمارة ....،الشعوبية لفنون و او اآلدابفي العلوم و فضل بما كان لهم من منوهين السريان و

ال سيما الفرس منهم ومفاخرة العرب لهم والرد على العرب جنبية قوام األتمثلت في مفاخرة األ

ابن "و ه(255ت ) "الجاحظ"المسلمين ية من العرب و وا على الشعوبمن الذين رد يضا و أعليهم

ن ابن قتيبة و بديع أشارة من اإلغيرهم و البد و 1،ه(393)ت "بديع الزمان الهمداني"و"قتيبة

ين الفرس ن من الفرس من كان يؤمن بالتسوية بأو صول فارسية أ،كانا من الزمان الهمداني

د ن ع م ك م ر ك أ ن إوا ف ار ع ت ل ل ئ با ق ا و وب ع ش م اك ن ل ع ج و )سالم لقوله تعالى : العرب كما جاء بها اإلو

. 31 اية جراتح: ال(م تقاك أ لا

"بالتقوى إال فضل أعجميليست العربي على :"لى هللا عليه وسلم(وقول الرسول )ص

عقلي بعدما ترجم نفعالياسلوب أباسي قامت على ن الشعوبية في العصر الع أالمالحظ و

، واليونان والهنود وغيرهم وفلسفات وفنون وآداب للفرسخرى من معارف مم األاأل آدابمن

-8الخميس،،بشار بن برد أنموذجا ،الشعوبية وصراع الحضارات -نجاح هادي كبة، صحيفة التآخي - 19http: altaklm

مدخل

11

هذه نأكما خصوصا،صول الفارسية ستقرة في نفوس الشعراء من ذوي األغير م حركةوهي

سبابها:ومن أدبية سياسية غير عسكرية أالحركة كانت

في وبين العربجنبية قوام األبناء األأ وغيرهم من: الصراع الحضاري بين الفرس أوال

ثارت الحضارة العربية بالحضارة الفارسية أ والمادية والروحية فقدمختلف صنوف الحياة العقلية

1الحضارة الفارسية بالحضارة العربية ثرت بدورهاوأ

ن تضطرب أالشعوب دون وتمتزج هذهن تختلط هذه االمم أ يدتر افأ" حسين: يقول طه

في فأمان تفرضه في الخيال أ...ذلك شيء تستطيع وعادات خالقواالمتزاج ألهذا االختالط

2."سبيلالحياة الواقعية فليس اليه من

ترجمات كتب الفرس خالل يعود إلى الصراع منا السبب الثاني لبروز الشعوبية فوأم

خصوصا على يد ابن المقفع كاألدب الكبير واألدب الصغير وكليلة ودمنة واليتيمة ورسالة

لغاء اآلخر ،أما السبب الثالث، محاولة رفض الكتاب العرب والفرس 3الصحابة وكتب أخرى، وا

وهو نوع من الصراع الحضاري السلبي بين اآلداب والمعارف في حين يتمثل السبب الرابع في

إشاعة أكبر الحكم العباسي المجون والخمرة والغناء واللهو والعبث )في القرن الثاني للهجرة( مما

ب يربطون بين المجون واللذة وبين الشعوبية والزندقة، وال سيما إذا عرفنا جعل كثير من الكتا

19-18الخميس ،بشار بن برد –الشعوبية وصراع الحضارات –ح هادي كبة، صحيفة التآخينجا - 1

،http ataklm 9المؤرخ 2111 نقال عن، صحيفة التأخي، الشعوبية وصراع الحضارات.– 69ج ص األربعاء، طه حسين، حديث - 2

.019في تاريخ األدب العربي العصر العباسي األول، ص شوقي ضيف،ينظر: - 3

مدخل

12

أكثر من هؤالء الشعراء الذين مارسوا المجون من أصول فارسية شاعت ألسنتهم ثقافة الفرس

القديمة )...( وقد قضى العباسيون على هذه الثورة بعد سنين طويلة أنهكهم بالمال والرجال ألن

ولت دون الوصول إليهم قد كانت ثورة الزنج صراعا حضاريا مع مرافقها من أهوار البصرة تح

عيوب إنسانية ولإلشارة في ذلك إلى بشار الذي عاش في هذا العصر أنه لم يمدح أحدا من

بني أمية سوى سليمان بن هاشم بن عبد الملك وأجاز سليمان بشارا على مديحه فاستثقلها

من قاطبة بهذه األبيات.وردها، وهجا سليمان وآل مروان

ى س ي ن عن ال إن أم ى. من من ق ب ض الي د

. يطان الشيطان يس الش دو م خ و عن ال ع

ولم يلد بشار بمديحه على السفاح وعلى المنصور من خلفاء بني "ويضيف البصير،

لبقية الشعراء المتهمين بشار كان مرآة عاكسة بميميته، ول عل العباس أنه هجا الثاني هجاءا مرا

ولعل أكثر األغراض الشعرية التي نظم من خاللها 1ندقة والشعوبية لما هو معروف منه،بالز

بشار شعره نجد المدح

:قصيدة المديح في الشعر العربي ثانيا :ن اإلنسان بطبيعته أرضا خصبة في كل اآلداب خاصة وأ وهو حسن الثناء لهذا القي

إليه معظم شيوعا، مالوالمديح من أكثر الفنون األدبية ،يميل إلى الثناء ويسعد بألفاظ المديح

نجاح هادي كبه، صحيفة التآخي، الشعوبية وصراع الحضارات، بشار بن برد أنموذجا، - 1

مدخل

13

الشعراء ونظموا فيه القصائد الكثيرة إلى تعدد مآثره الفرد أو الجماعة ـأما الم عاني التي يدور

عر تمعهم الذي يعتمد على مستمدة من بيئة العرب الصحراوية ومج المديح كانتحولها ش

كرام الضيف واإلالفروسية، فكان الشعراء يمدحون بالجود والعزة والشجاعة باء والفتك باألعداء وا

النسب.ورعاية الجار وصفاء

فالمديح كان يهتم في المقام األول بمدح القيم اإلنسانية للمحافظة عليها وترسيخها في

قية تربوية في الجاهلية كان المدح جماعيا أكثر منه النفوس من هنا نؤكد أن للشعر وظيفة أخال

فرديا وكان يمتاز بالصدق والعفوية ولكنه في العصور التالية أصبح تكسبا وأصبح الشاعر

يتفنن في اشعاراته تشابيهه لدرجة الغلو. والجدير بالذكر أن المديح قيل أوال لمجرد االعجاب

1ف والتكسب فأصبح مهنة تدر كثير من المال.وأخيرا قيل للتزي ثانياالصادق قيل للشكر

وبناءا على ذلك نستنتج أن قصيدة المدح تحتل مكانة مرموقة ودورا فعاال في إثراء الشعر

العربي عامة.

الشعر ديوان العرب، لعل هذا القول من أقوال المسلم بها ألن الشعر رافق العربي منذ

نبوغ شاعر من بين أفرادها ،ألنها تتوسر فيه أن يكون العصور األولى فكانت القبيلة تحتفل ل

عنها، حامال همومها ناطقا بلسانها لذلك كان الشعر مرأة تنعكس عليها جنديا مدافعا مدافعا

صورة الحياة التي يحبها الشاعر وكان لهذا الشعر منذ والدته محتوى جسده من خالل تصويره

د سراج الدين محمد، موسوعة المبدعون المديح في الشعر العربي، دار راتب الجامعية، بيروت، د ط، - 1

.6ص،س

مدخل

14

والسياسية االجتماعيةن الشعر م ه م ا، اختلفت الظروف لهذه الحياة وعكس نمط معاشها، فلما كا

راقة، فنحن نريد أن نرى رسالة يؤديها...أو لما كانت قصيدة المدح غصنا من شجرة الشعر الو

جال حافال بتغيرات الحياة العربية منذ كيف كانت هذه القصيدة بما فيها من موصوفات، س

1ندلس.الجاهلية ومن أواخر لجوء العربي في األ

القبلية، فالمدح في الشعر العربي القديم كان من األغراض الرئيسة التصاله بالحياة

يجد الشاعر خصامه في هذا المدح وفرسانها، والالشاعر فيه عن قبيلته ويمدح سادتها يدافع

ألنه يعود إليه وهو فرد من أفراد قبيلته.

:لغةالمدح -أ آبادي مدحه كمتعة: مدحا ومدحة: أحسن الثناء عليه... جاء في كتاب القاموس لفيروز

.2والمديح واألمدوحة ما يمدح به جمعه: مدائح واماديح

وفي موسوعة 3وذكر ابن منظور في اللسان:" المدح نقيض الهجاء وهو حسن الثناء"

4المبدعون المديح في الشعر العربي لسراج الدين محمد المدح هو" حسن الثناء".

دس لكتاب، دمشق، د ط، فيروز الموسى، قصيدة المديح األندلسية، دار النشر، المكتبة العامة السورية ل - 1

.9ص

.11-9المرجع نفسه ص، - 2

.01، دار صادر للنشر والتوزيع، بيروت، ص12، مج 1ابن منظور، للسان العرب، ط - 3

.6ص العربي ، الشعر في المديح المبدعون موسوعة محمد، الدين سراج - 4

مدخل

15

:اصطالحاالمدح -بهو وصف الشاعر غيره بالجميل والفضائل وثناؤه عليه في حين يذهب البعض إلى أن

ذا مدح الشاعر الميت يكون المدح هو الشعر ذاته فإذا مدح الشاعر النساء يكون غزال، وا

ن الشاعر قد يكون متكسبا وينال ذا مدح الشاعر نفسه فهذا الغرض مديحا ،وا غرضه رثاء ،وا

العطاء والهدايا ،أو يكون غير متكسب ويرفض أن يأخذ شيئا ألنه ميسور الحال على قصيدته

والشاعر عنما يمدح شخصا فهذا يعني أن هذا الشخص له موقف أو عمل مميز يستحق هذا

حيث نيع هرم بن سنان والحارث بن عوف المدح كما قال الشاعر بن أبي سلمى عندما هره ص

السالم بين قبيلتي عبس وذبيان في الجاهلية ،قول ساهما في وضع أوزار العرب ،ونشر

الشاعر:

ي دان ل ن عم ي مينا دت ما الس ل ع لى****و ج حيل م ن حال ك م س م بر و

كت ما ذ بيان ع بسا ت دار ما و ق وا ت فانوا****ب عد د طر ب ين ه م و م ع 1م نش

:المديح في الجاهلية 5-3 عليهاب بالفضائل المتعارف بدافع االعجا،نظم شعراء العرب في المديح منذ الجاهلية

لضيافة والبطولة والتغني بالكرم وحسن ا ،الشاعر أن يرفع من شأن قبيلته وأحالفها هم فكان

ب.سوالعرض وصحة الن

كانون ،11 العدد، الثقافة مجلةال العربي، الشعر فيالمديح رضغ سلوم، درغام سلوم - 1

.02صم،2111،الثاني

مدخل

16

والدة انت القبيلة تفتخر بكان للشعر في الجاهلية مكانة كبيرة لدى الملوك والعظماء وك

أعدائها. مرفع من شأنها ويهاجي هاشاعر في

عتاب الملوك أ لشعراء عند تطور فن المديح في الجاهلية وأصبح صناعة يبيعها ا

، وأدرك هؤالء أثر الشعر في تخفيق أهدافهم فقربوا الشعراء وأغدقوا عليهم المال، والزعماء

خاصة المناذرة والغساسنة ففتحوا قصورهم للشعراء الذين تنافسوا في مدحهم واستطابوا ترف

جزى هللا خيرا، لما ذكر اسمه أبا " ري:الك بن حماري الفز مثل مدح عروة ابن الورد لماالعيش.

....فالمدح فن الذوق العالي واألدب الحر وضده الذم والهجاء .1ذلك ألحي أصعدوامالك، أن

والدرجات، فالشاعر يتوجه بمدحه لمن يعظمه فيشيد به بين األنام ويرفعه أسمى المنازل

ايب على من يهجوه.معيصب فيه الشاعر بميع ما يراه من الهجاء الذي وبالعكس

والكرم، والشجاعة ،بالممدوح كالعفة الالئقةت وعلى الشاعر أن يركز على الصفا

أو عظيما الممدوح، ملكاويضع كل هذا في موضعه بحيث يكون مالئما لحال والعدل، واالقدام

.حتى يكون المدح موضوعيا هادئاأو كاتبا ويبرز األعمال واآلثار التي تتصل به

المعلى: رهطتيم القيس بن حجر يمدح بني ىءل امر كما قا

2مصابيح الظالم. مبنو تي ****عشا امرؤ القيس بن حجرر أق

.11سراج الدين محمد، موسوعة المبدعون المديح في الشعر العربي، ص - 1

،دط ،القاهرة ،دار الكتاب الحديث ،تاريخ العرب في العصر الجاهلي عبد الرحمان عبد الحميد علي، - 2

.216،صم 2118ه ، 1128

مدخل

17

أن يجوز رضاه ويجاهد في ،شاعر يخاطب فردا واحدا هو ممدوحهفي شعر المدح ال

ر مدحه هو نفسه الذي يجر من بعد ذلك على نش عطائه، والممدوح حوله، ليجوزورضا من

فالمادح مضطرا الى أن يرى على ذوقين ال ذوقا واحدا ذوق الممدوح المتلقين،بين جماهير

القائم. وتلكومن حوله أوال ثم ذوق جمهور المتلقي أو ما يمكن نطلق عليه الذوق األدبي

فالممدوح في أغلب األحيان ....()يعاد. الشعر، أوخاصة ينفرد بها المدح دون بقية أغراض

أو وزيرا أو من كبار رجال الدولة .وطبيعي أن يكون له من الشخصيات العامة حاكما كان

حريص على أن يرضى عنه -الى جانب ذلك–ذوقه الخاص فيما يجب أن يمدح فيه ولكنه

يسبغ عليه الشاعر الصفات التي يحب الجمهور أن يتصف بها ن الجمهور ،ولذلك يحرص أ

الخاصة، اضافةه ميوله ودوافعه والشاعر نفسه ل ،،سواء تحلى بها حقا أو لم يتحلى.الشعراء

كل هذه األذواق والميول للحكام، تتجمعالى خضوعه للصورة التراثية المأخوذة من الشعر القديم

بل لتؤلف صورة الممدوح وواضح أنها صورة ال يمكن أن ننسبها الى مصدر دون آخر ،والدوافع

تتآزر فيها مصادر شتى ......

راعوا الفئة ،صافا محددة يجب أن تخلع على الممدوحو ومن ثم نجد النقاء يصنعون أ

النظر على سلوكه ولعل ابن رشيق جمع من به، وغضواالتي تنتمي اليها والعمل الذي يقوم

كان الممدوح ملكه لم يبال الشاعر كيف قال إذا" :فات أكثر مما جمع غيره عندما قالهذه الص

ال .... ولذلكخطته والتجاوز بهفاياك الرعية"من "كان سوقة .... وانوال كيف أطنب فيه،

مدخل

18

على .... عيبيجب أن يمدح الملك ببعض ما ينتجه في غيره من الرؤساء وان كان فضيلة

مروان:ابن عبد، الملكاألخطل قوله في

1عاري الخوان وال جدب. ألبيض الالخالفة منهم **** ولقد جعل هللا

االسالم:المديح في صدر : 5-5ائل التي كان الجاهلي يتجلى بها ضأ تطور على الشعر المديح ألن الفسالم طر مع اإل

أن القيم االسالمية جاءت لتحل مكان االسالمية، وبما دخل عليها التعديل من وجهة النظر

القيم الجاهلية فقد كانت بحاجة الى من يعززها ويتغنى بها نظام الشعراء بهذا الدور يمدحون

االسالم.عن وسلم، ويدافعون يه الرسول صلى هللا عل

مع االسالم استمر المدح الذي يتغنى بالفضائل الثابتة ودخلته تشعبات متنوعة تمدح الرسول

يتاء الزكاة والصالة والحج ا ودخلته معان جديدة كالعدل و ،ى هللا عليه وسلم وقادة الفتوحاتصل

بالواقع.والصوم والجهاد والتقوى لدليل ارتباط الشعر عامة

ما كان منه يحرص على الموروثات الجاهلية التي ال إم الشعر حر نشير الى أن االسالم لم ي

استمع الرسول صلى هللا عليه وسلم الى الشعر وخاصة الذي يعبر عن الوحي، وقدحرمها

وفي مدحه الذي دافع عن االسالم. "حسان بن ثابت"مثاليات االسالم، وكان له شاعره الخاص

يقول: والسالم:لرسول عليه الصالة

د ه ش ي و وح ل ي ا وده ش هللا م ن م **** م ات خ ة و ب ن ه لل ي ل ع ر غ أ

.110-116،صم 2111-ه1121 ،1طحسن نصار، في الشعر العربي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، - 1

مدخل

19

م ي ال ف ال ق اذ ****سمهالى إ م ه الن ب ي اس له اال م ض و د ه ش أ ذن ؤ الم س خ

1. د م ح م ذا ه و ود م ح م ش ر ع و ال ذ ف ****ه جل ي ه ل م اس ن م ه ل ق ش و

اشتدت الخصومة بين مؤيد ومعارض لها في عصر اإلسالم بعد انتشار الدعوة

له الشاعر حسان وسلم، فتصدىاإلسالمية )...( وظهر أبو سفيان لهجاء النبي صلى هللا عليه

فيقول:بقصيدة يمدح الرسول )ص( ويرد على أبي سفيان ويقدم الصفات الحميدة للرسول

"اء ف الو ه ت يم هللا ش ين م ا أ ف ني ح اه ر ا ت ك ار ب م ت و ج ه "

"2.اء د ا الف م رك ي خ ا ل م ه كر ء فش ف ك ب ه ل ت س ول جوه أته "

واصلوا طريق أسالفهم المخضرمين،نا أن الشعراء ظاإلسالم ال حذا مضينا في فترة إ

مدائحهم صورة مماثلة انتغرارها، فكفأخذوا قصيدة المدح الجاهلية وبنوا قصائدهم على

المقدمة ثنهجت نهجا من حي الكبرى، فقد العريقة، ومقوماتهالقصائد الجاهلية في خطوطها

3.اتمتهاخ في الرحلة التي تنتهي الىوانتقالها

أمية.ي ليصل إلى عصر بني بضي في قصيدة المدح في األدب العر ونم

األموي:المديح في العصر :5-1أصبح المديح في العهد شديدا، حيثرا اة قد تغيرت في العصر األموي تغينرى أن الحي

نشأت فلقد ،حزبيةاألموي بالصبغة الحزبية السياسية مع تحول العصبة القبلية إلى عصبة

.21-19ص ،سراج الدين، محمد موسوعة المبدعون المديح في الشعر العربي - 1

.01لوم غرض المديح، في الشعر العربي،صسلوم درغام س - 2

دمشق ،منشورات الهيئة العامة السورية للكتابة ،تحليلية قصيدة المديح األندلسية دراسة ،فيروز الموسى - 3

.10ص 2119 ،د ط

مدخل

20

بأنه معين، يمدحهكل شاعر إلى حزب احز .... اناليه وااز حاألحزاب ولكل حزب شعراء ان

الخلفاء األمويون الشعراء على المدح وأغدقوا عليهم معارضه، شجعاألحق بالخالفة ويهجوا

كبيرة.األموال حتى تهافت الشعراء على الخلفاء والوالة والقادة وبالغوا في صفات الممدوح لدرجة

وهكذا يظهر غرض المديح حب للممدوح وا عجابا بخصاله الحميدة وينزل أثرا في حياة

الشاعر وقد يخلد الممدوح بفضل قصيدة الشاعر.

ينها سلوك الجماعة ونمط معاشهم ولما كانت الظاهرة الفنية ظاهرة جماعية يؤثر في تكو

رت قصائد المدح في العصر األموي كث الوضع، لذلكن قصيدة المدح البد أن تتأثر بهذا إف

1.ب الشعراء بشعرهم ازديادا ملحوظاوازدادت تكس

إلى المال فراحوا ،"فأدرك الخلفاء األمويين دور الشعر في حياة العرب وحاجة الشعراء

، «سلطاتهم فكثرت قصائد المدح وانتشرت.... الناس، لتأييديشترون منهم المديح ويذيعوا له في

وينشروا ،بسخاء في سبيل أن ينالوا مدائحهماء يغدقون األموال على الشعراء كان الخلف وقد

2أحزابهم السياسية.

.19- 22ص ،قصيدة المديح األندلسية دراسة تحليلية،فيروز الموسى - 1

نقال عن فيروز م، 1919، 2ديد في الشعر األموي، دار المعارف، مصر، طشوقي ضيف، التطور والتج - 2

.21ص الموسى، قصيدة المديح األندلسية،

مدخل

21

العباسي:المديح في العصر 5-1حاشية من ،انقسمت الدولة اإلسالمية في العهد العباسي وأصبح لكل خليفة و أمير

فعاش الشعراء في بذخ وتنقلوا بين العواصم يبيعون الشعر في ،الشعراء يتنافسون في مدحه

منه.كسد قللوا منه، وانأسواق المديح فان كان له رواج زادوا

وفي العصر العباسي غنى الشعراء كثيرا في معاني المدح وزيفوا عواطف فخرج شعرهم

والفارس.إلمام والكريم اوجاءت المدائح ذات نغمة واحدة تقريبا فالممدوح دائما هو ،عن الحقيقة

طرأ تغيير على الصورة الشعرية فأصبحت مركبة وايجابية ومبتكرة تعتمد في كثير من

.وأعدائهاألحيان على المقارنة بين الشخص الممدوح

بشار بن برد في مدح المهدي بغزل:

.وسؤددا دو غم الع لى الر زا ع ع و ****ة ف ال خ ت ي هللا ب سول ر ث ر و

1ا.د م ر و أ أ ناه ي ع ضتق د ق ل م ك اع دف **** ال و ل الدين اة م وأنتم ح

لفاء واألعيان هانات الخإ أ في كتب األدب أخبارا وفيرة عن ولذلك فليس مستغربا أن نقر

ال يبالون بغير العطاء ،لى مؤنسين لممد وحيهمإولى لوا بالدرجة األالذين تحو ،المتوالية للشعراء

الظفر الممدوحين، بعدوالنوال ......وكثيرا ما ذاق الشعراء مرارة السب والطرد من مجالس

والتراشق، وكثيرا ما أغرى الممدوحون الشعراء بعضهم ببعض فيشتد بينهم الهجاء إليهمبالدخول

.11-18ص سراج الدين محمد، موسوعة المبدعون، المديح في الشعر العربي - 1

مدخل

22

ه من سجن المتناع .... ومنهمضيق صدرهوا عنه غمة جن الممدوح ويفر شيء اال لييسروا عل ال

.1هوحعن قول الشعر في بعض رغبات ممد

،على األطاللقوف الشاعر في مستهلها هو و ن التقليد المتبع في القصيدة المدح و إف

كان من رحيلهم بعد ذلك حتى لم يبق من بأحبابه، وماوتذكر األيام الخوالي أيام صباه وأنسه

آثارهم سوى النؤى واألحجار.

نتيجة –وجد الشاعر العباسي أن هذا التقليد ال يمت الى حياته في المدينة بصلة وليس

في الوقت نفسه قد صار مع الزمن جزءا أساسيا نفسه، ولكنأي أبعاد شعورية حقيقية في -لذلك

رزت المشكلة ان األغلبية العظمى من شعراء الى ما قالوه من ثم ب المدح. ومنمن بنية قصيدة

مدائح في ذوي الشأن .........

وقد انعكس هذا الصراع في مواقف الشعراء المختلفين من هذه المشكلة فبعضهم رفض

صل عنه بالحديث في موضوع آخر يتمن الضروري االستعاضة التقليد، ورأىااللتزام بذلك

آثر أن يعزل قضية اإلبداع .... وبعضهمه الحية التي يعيشها في مجتمعه اال قويا بتجاربصتا

الشعري عن تجارب العصر ووجهه الحضاري وذوقه الخاص، متشبثا بالنموذج التقليدي بوصفه

دار النشر الوفاء لدنيا الطباعة ،مدخل لقراءة الشعر العباسي ،محمد مصطفى أبو شوارب شعرية التفاوت - 1

.10-11ص م ، 2112 ، 1االسكندرية ط ،والنشر

مدخل

23

بالمثل األعلى الشعري القديم وتمثلوه فوق الزمن .... واآلخرون تمسكواالمثل األعلى الشعري

1المتغير.

ما بدأت ببشار بن برد ن الدعوة الى ترك تقليد الوقوف على األطالل إن أ لنقو ويمكننا أن

2:ورد له الجاحظ ببيتين يقول فيهمارأس المجددين فقد أ

.يل و ط م يو س ب ح ي ل ك ب ي س ن م **** ول ل في ط س ب ح م ي ل ك ب ي ف ي ك

يل ح ار م د سم بر وقوف ن ع **** ال غ ش ل اب س ح وال ث ع في الب ن إ

ما يطرحه الدين االسالمي من قضايا تتعلق بحياة االنسان في العالم ن أقول بريد يوكأنه

يستحقه أن يشغل الشاعر نفسه به أما ذلك التقليد العربي في الوقوف على األطالل اآلخر، ما

3.له في ظل الحياة الدينية الجديدةفال مكان

والمديح أهم غرض وصل بشارا بالتراضي القديم ،فقد حافظ فيه محافظة شديدة على

حيث المنهج الذي أو من ،جزالة الصياغة ورصانتها ومتانتهاسننه الموروثة ،سواء من حيث

ب والغزل ووصف البعير أو نسيلذ كانوا يقدمون بين يديه وصف األطالل واإيسار القدماء ،

ا في الصحراء مستطردين الي وصف مشاهدها الطبيعية .وما يجري فيها الناقة ورحلتهم عليهم

ناثرين في أطراف قصيدهم بعض من حيوان ثم يخرجون من ذلك المديح بمآثر األفراد والقبائل

.120، ص م1991، 1ة األكاديمية، طية والفن، المكتبر العباسي، الرؤعزا لدين إسماعيل، الشع - 1

.190ص عزا لدين إسماعيل، الشعر العباسيينظر - 2

.122ص والفن، عزا لدين إسماعيل، الشعر العباسي الرؤية - 3

مدخل

24

.وكل ذلك احتدا به بشار في كثير من مدائحه ، بل لقد احتذى نفس المعاني واألخيلة ، كمالح

ية مكثرا فيها من و ظم بعض مدائحه على غرار أراجيز ر نده أن نوبلغ من شدة هذا االحتذاء ع

) باطل الحي بذات الصمد( .وتراه :وزتهجهو معروف في أر الغريب الوحشي على نحو ما

يصرح في بعض مدائحه بأنه بناها أعرابية وحشية حتى يرضى ممدو حيه بالغريب .

ذا تركنا إطار المديح ومقدماته الى معانيه التي ساقها في وصف الخلفاء والوالة وجدناه وا

يخلع عليهم نفس الشيم الرفيعة التي طالما خلعها الجاهليون واإلسالميون على ممد وحيهم من

1الكرم والمروءة والشجاعة والنجدة ....

وله مع ذلك ما استفاض حراع تجاه الى الذوق الجديد والصإلاوقد كان من أبرز مظاهر

الشعرية، أيواقعية التجربة اآلن ب في العصر العباسي منذ وقت مبكر من دعوة إلى ما نسميه

أن يشتق الشاعر موضوعات شعره مما يعنيه في حياته وفي بيئته المادية واالجتماعية

ظل المدح، فالمدحية لقصيدة يالطل مسألة المقدمةهذا الصراع بشكل واضح في الخاصة. وبرز

من الموضوعات الشعرية المطلوبة في العصر العباسي بل لعله صار في ذلك العصر أكثر

2استفاضة منه في أي زمن مضى.

: علم السيميائيات *

.219سراج الدين محمد، موسوعة المبدعين المديح في الشعر العربي، ص - 1

.121ص 1991الرؤية والفن، عزا لدين إسماعيل في الشعر العباسي - 2

مدخل

25

المعرفية مجموعة من العلوم أصوله من استمدمن المعروف أن علم السيميائيات علم

األمور الصعبة جدا لذلك يستوجب علينا في بداية هذه له، منمفهوم عام تحديده وا عطاء فإن

بالرغم من صعوبة التوصل إلى ، ومختلف المفاهيم اإلصطالحيةالجذور اللغوية تتتبعالدراسة

،وسنحاول من خالل المبحث الموالي التعريف باسيميائية كمقاربة ومضبوطةتعريفات محكمة

للكشف عن جمالية المدح عند بشار.

يميائية:الستعريف

لغة: -أوم :)أن في لسان العرب إلبن منظور جاء يم ة والسيمياء العالمة وس م ة والس و وجعل الس

ر فين وجل:لقوله عز السيمة(عليه ين مسومة عند ربك للم س ار ة من ط ج م ح ليه ل ع س . ""ل ن ر

.34-33 الذريات

عن الحسن أنها معلمة ببياض وحمرة )...( وقال أبو بكر قولهم عليه الزجاج: روي قال

سمت أ خ وذة م ن و ن اه ع ال مة و ه ي م م ، وهيسمة حسنة م ع والخيل وفي التنزيل العزيز أ س

يم ا وقيل الخيل الموسومة )...( الموسومة إبن العالمة. وقال والسوم ة وهيهي التي عليها الس

"السيما مقصورمن الواو "، قال الجوهري: الغنم، وقالبي السيم العالمات على صوف األعرا

يم تعالى " . 29ية "الفتح /اآل اه م ف ي و ج وه ه م س

مدخل

26

يما والسيميا ممدودين، وأنشدقال "وقد يجيء السد بن العنقاء الفزاري يمدح عملية الس

ماله:حين قاسمه

.ر ص ى الب ل ع ق ش ت ال ء يا يم س ه ا ****ل ع ف يا ن س هللا بالح اه م ر م ال غ

ياؤها في األصل واوقال السيما وفي حديث الخوارج سيماهم التحليق أي عالمتهم )..(

1."(م اه م س م ب ه ف ر ع ")ت هللا تعالىقال وهي العالمة يعرف بها الخير والشر.

:اصطالحا-بعالم السيميائية يتفق أ ال-االشارات( دراسة ) –ول االساسي األتثناء تعريف السيمياء باس

وسع التعريفات قول امبرتوايكو لى ما يتضمنه مصطلح السيميائية وأحد أع

(UMBERTOECO )" تتضمن السيميائية ليس اشارة،تعنى السيميائية بكل ما يمكن اعتباره

يماءاتصوات االشارات شكل كلمات وصور األ تأخذمن منظور سيميائي و خر.شيء آ وا

2.شياءوأ

تعطي كريستيفا وجماعة )تيل كيل(، للدرس )السيميائي( امتداده االقصى باعتباره منهجية

وتطبيقات سوسير تاريخية وانظمة دالة. اإلنسانيةالعلوم

-118ص،دس،دار صادر للنشر والتوزيع، بيروت 12، مج 1مادة )سوم(ط-إبن منظور، لسان العرب، - 1

112 -111.

.28، صم2118، بيروت ،1ر، أسس السيميائية، تحقيق ميشال زكرياء، طالل وهبة، طيدانييل تشاندل - 2

مدخل

27

ي العلوم التي يقتبس عنها هي إعادة تقسيم لموضوعها أو نماذجها ونقد هذه النماذج أ

كنظام.دون انتصابه ذاته،ولنفسها كنظام حقائق وهي نمط تفكير قادر على تعديل

مادا على افتراض مظاهر دراسة لكل مظاهر الثقافة كما لو كانت االنظمة للعالمة اعت

نظمة عالمات في الواقع الثقافة كأ

/1اللسانية/ النفسية/االجتماعية. والمنهج السيميائي تركيب لدراسات االنتروبولوجية

وايا نظر متعددة بالرغم من ذلك عرف هذا العلم فوضى مصطلحية كبيرة جدا واخذ ز

SEMIOTIQUEللمصطلح صل اللغوي المصطلح شيء بالغ الضرورة وفي األن تحديد فإ

كما يؤكد بيرنارتوسان –ت عظم الدراسات اللغوية أنه يعود الى العصر اليوناني فهو آم اكدت

الذي يعني خطاب وبامتداد LOGOSالذي يعني عالمة SEMEIONE أصل يونانيمن

العالمات وهذا الرأي يؤكد عليه باحثون تعني العلم في السيميولوجيا علم LOGOSكلمة أكبر

2عرب

األدب أن تابه السيمياء العامة وسيمياءخر اورده عبد الواحد مرابط في كوفي تعريف آ

المعاصر، أيلي وموسوعي ينبغي النظر اليه في ضوء خصوصيات الفكر السيمياء علم شمو

التخصصات الضيقة فكر ما بعد الحداثة الذي يقوم على التقاطعات المعرفية ويتجاوز الحدود و

.19، ص1980، المغرب، 1عاصرة، دار الكتاب اللبناني،طدبية المسعيد علواش، معجم المصطلحات األ 1-

م2111هـ، 1111، 1حمر، معجم السيميائيات، الدار العربية للعلوم ناشرون، لبنان، طفيصل األ ينظر-1

.11ص

مدخل

28

برز في هذا الصدد شمولية السيمياء اإلستمولوجية الوضعية وقد أرستها والمعزولة التي أ

وعيتها من خالل نظرياتها المؤسسة لها اوال لذلك فقد ذكر في هذا الكتاب تصورات كل وموس

1رنيست كاسيرر وشارل موريس سندرس بيرس وأ دوسوسير وشارل من فيردينان

علم متقاطع المعرفة يتوسع ليظم اليه مختلف العلوم والمعارف وتخترق إذافالسيمياء

ووافية ك فهي عبارة عن بنية معرفية شاملةمناهجه ومفاهيمه مختلف المجاالت والميادين ولذل

.2ة او باراديجم جديد بتعبير توماس كون جديد

لداللة عامة نظريةنها في تعريفه للسيميائية بأ (ROBERT )وجاء في قاموس روبارت

و نظرية لالدلة ومعنى وسيرها في المجتمع وفي علم النفس تظهر الوظيفة ا داخل الفكر أوسيره

السيميائية في القدرة على استعمال الرموز، فالسيميائية عبارة عن سيميائيات لها فروع ولها

وهي:اشتقاقات ولها اتجاهات معاصرة

3الثقافة سيميائية-3 الداللة يةئسيميا-2 ية التواصل ئسيميا -1

معرفي متميز ومرموقة ذات نشاط تلت مكانة بارزة فالسيميائيات في الفكر المعاصر اح

السيميائية وتعتبر ،سلوبهل واالمتدادات ومن حيث التحليل وأصو خاصة من حيث جانب األ

اللة و علم الدأشارات اإلنها علم على حد تعبير فيصل األحمر في كتابه معجم السيميائيات أ

عبد الواحد مرابط، السيمياء العامة، وسيمياء االدب من اجل تصور شامل، الدار العربية للعلوم ناشرون، - 1

.212، ص1ط

.211المرجع نفسه، ص- 2

انيو ميشال اريفييه، لوي باينيه واخرون، السيميائية )االصول، القواعد والتاريخ(، تقديم عزدين مناصرة،-3 .11، ص2118، عمان، األردن،1دار مجدالوي للنشر والتوزيع، ط

مدخل

29

ن كل شيء في أبستمولوجية الدالة حسب تعبير غريماس على وذلك انطالقا من الخلفية اإل

بكل شيء، وهي عالقة بكل الموجودات حيها ة حالة بث غير منقطع لالشارات فالمعاني لصيق

تلقي لكي يشرع وجامدها، عاقلها وغير عاقلها، وما علينا نحن المتلقين سوى ابداء بنية في ال

. 1اعملية معقدة مفادهاال تفكيك الشبكاة االشارية للمعاني المحيطة بنالعقل في

.8فيصل أحمر، معجم السيميائيات، ص - 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

31

ابين السيمياء والسيميولوجي الفصل األول: .السيمياء والسيسيولوجيا-3

.الرئيسي لسيميائياتالموضوع -5

.السيميولوجيا ونشأتها-1

.عند الغرب-عند العرب، ب-أ

.االتجاهات السيميائية المعاصرة-4

.سيميولوجيا التواصل4-3

.سيميولوجيا الداللة 4-5

.سيميولوجيا الثقافة 4-1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

32

:بين السيميائية والسيميولوجيا -3والسيميولوجيا، ذكرت حسنة عبد السميع تشابك الذي يوجد بين السيمياءلتداخل و نظرا ل

أنماط المديح، أن ذلك التداخل كان مريعا في الكتابات الغربية والعربية هفي كتاب لها عنوان

يوحي في أكثر األحوال بأنهما حدان لمفهوم واحد ويتجاهل الفروق الجوهرية اليسيرة التي تفصل

الموسوعي بصيغة هومين في قاموسهم اهذين المف ،هذه عن تلك حيث يقدم تودوروف وديكرو

علم وهي( (Sémiologieأو السيميولوجي ا( Sémiotique)السيميائية العطف والتخيير

1العالمات

ا يحيل على مفاهيم فلسفية {أمريكي}ويفهم من ذلك أن السيميائية معطى ثقافي أساس

هو أدنى إلى العالمات {أوروبي}شاملة وعالمات غير لغوية بينما السيميولوجيا معطى ثقافي

كثيرا ما يرادفون بين على أن علماء العالمات في معجمهم. اللغوية والمجال األلسني عموم ا،

2المصطلحين ويتساهلون في استبدال أحدهما باآلخر.

يستدعي ((Sémiotiqueولذلك يمكننا أن نستخلص م ما سبق أن القول بالمصطلح

( (Marque distinctiveاإلغريقي للحد الذي يحيل على سمة مميزة حتما إدراك المفهوم

3أثر قرينة عالمة منذرة دليل عالمة منقوشة أو مكتوبة بصمة تمثيل تشكيلي.

، 1الشعر الجاهلي، دار عين الدراسات اإلنسانية واالجتماعية طحسنة عبد السميع، أنماط المديح في - 1

.11 ص،2110

تودوروف، المعجم العلمي نقال عن يوسف أغليسي،"إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي - 2

. 220م،ص:2119-هـ1111، 1طالجزائر،الجديد

.228ص ديد،إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الج،ييوسف أغليس - 3

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

33

: الرئيسي للسيمائياتالموضوع 2-السيميائي االصطالح عليه في يطلق أي ما هو السيرورة المؤدية إلى إنتاج الداللة

إنتاج الدالالت إلي في التصور الداللي الغربي هي الفعل المؤدي السيميوزالسيميوز و

على الذي يحيل ما اعتباره عالمة ،وهذا التصور من خاللها شيء التداولية أي سيرورة يشتغل

فعل لكل عتباره غايةهالم سيلف بالويس في اصطالح لوظيفة السيميائية (السيميوز )ا

إلى كالهما نضروف في تعليم المؤسسين األولين سوسور و بورس ىسيميائي ،يجد أصوله األول

القيم سلسلة من فكل فعل ينتج لحظة تحقيقه الوجود والتداول الداللة باعتبارها بداية سيرورة في

: منالسيميولوجيا ونشأتها .1الستعمالا االجتماعي وتواضع الداللية تستند في وجودها للعرف

بعد أن أرسى )فيرديناندي إال لم يظهرإذ علم حديث النشأة ياتالمعروف أن علم السيميائ

سوسير(

أصول اللسانيات الحديثة في بحر القرن العشرين، مع اإلشارة إلى أنه قد كانت هناك

.ثيين الغربي والعربي على حد سواءأفكار سيميائية متناثرة في الترا

.00ص، م2111،،دطسعيد بن كراد، السيميائيات، مفاهيم وتطبيقاتها، منشورات الزمن، الدار البيضاء - 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

34

عند العرب:-أالمشاغل إذ أولي البالغيون باالنساق الداللية لم يكن التراث العربي بعيدا عن هذه

تصنيف ا وكشف ا عن قوانينها، ويتضح ذلك في أطروحات الفالسفة اإلسالميين من أمثال الغزالي

وابن سينا و..... الخ.

نسخها عنوان )كتاب الدار النظير في أحوال التعليم.(بففي مخطوطة تنسب البن سينا

يقول "علم السيميا"محمد بن إبراهيم بن مساعد األنصاري ورد في مخطوطة فصل تحت عنوان

فيه علم السيميا، علم يقصد به كيفية تمزيج القوى التي في العالم األرضي ليحدث عنها قوة

ا أنواع قمة ما هو مرتب على خواص األدوية المعدنية يصدر عنها فعل غريب، وهو أيض

واآلالت هو على الحيل الروحانية ومنه ما ،بعضها مع بعض ية النباتية، وتعفنوالحيوان

.والسرعة الحركةخفة اليد بهو مرتب ومنه ما المصنوعة

"كتاب بن المولى شمس الدين الفناري تحت عنوان "محمد شاه"وفي مخطوط آخر كتبه

يلي: يماوف"علم السيميا" هـ ورد فصل تحت عنوان1221أنموذج العلوم سنة

ثالثة وهذه األصول ،وهو ما يتعلق بتصريف الحروف وفيه ثالثة أصول–"إنما من الحالل

الوباء، وقطعوظيفتها، طرد ،األرقام و ،غير مفهومة تحتوي على بعض الحروف و تخطيطات

..... الخ الحمى، البرودةإزالة العالء،

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

35

أسرار مأسرار الحروف، فعلوكذلك نجد ابن خلدون يخصص فصال من مقدمته لعلم

المسمى بالسيميا نقل ومنه من الطلسمات إليه في اصطالح التصرف -كما يقول–الحروف وهو

فاستعمل استعمال العام في الخاص وظهر عند غالة المتصوفة عند ،من غالة المتصوفة

ر وظهور الخوارق على أمييهم والتصرفات في عالم العناص،جنوحهم إلى كشف حجاب الحس

وزعموا أن ،وتدوين الكتب و االصطالحات في مزاعمهم في تنزل الوجود عند الواحد في ترتيبه

الكمال األسمائي في مظهره .....وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في األسماء فهي

في األكوان على هذا النظام في األكوان في لدن اإلبداع األول تنقل في أطواره وتعرب ,سارية

1وهو من تفاريع علم السيمياء ..... .،ه نحدث في ذلك علم أسرار الحروف عن أسرار

وفصل آخر من فصول ابن خلدون مقدمة ابن خلدون يتطرق لعلم السحر والطلمسات

بغير العناصر، إما"علوم بكيفية تتأثر نفوس البشرية بها كل التأثيرات في كل فيعرفها بأنها

معين أو بمعين من األمور السماوية".

ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان فتصفح كتب السريان والكلدان واألقباط واستخرج

الصناعة. وفي الصناعة وأكثر الكالم فيها

آن اينو ميشال آريفيه، لوي باينيه وآخرون السيميائية )األصول، القواعد، التاريخ(، للنشر والتوزيع - 1

.29-28، ص:م2118دط،عمان، األردن،

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

36

يقول تأثرت العرب بالمدرستين ،وفي خالصة لعادل فاخوري حول السيمياء عند العرب

وقد وجدت السيمياء في علوم في مجال علم الداللة )الفارابي وابن سينا( ،الرواقية ،المشائية و

الى حقل البيان ما إ و ،قل المنطقحالمناظرة و األصول والتفسير و النقد وهي تعود أما إلى

فالداللة عند العرب القدامى تتناول اللفظة في األثر النفسي أي ما يسمى بالصورة الذهنية ،أما

ها دالة على األلفاظ ،لكن دورها ليس ضروريا عند ابن سينا إلى أن عتباراالخل بعين الكتابة فتد

من العالمة (Référentخالفا ألرسطو ،وابن سينا ال يستثني في األمر الخارجي )المرجع

اللفظية مع هذا نجد يحيى العلوي يقترب من موقف دي سوسير وي ضيف أن الحقيقة في وضع

داللة على المعاني الذهنية دون الموجودات الخارجية .األلفاظ إنما هو

ل يحيى فاخوري إلى خالصة تقول يوفي نهاية كتابه علم الداللة عند العرب يح

م الداللة لبمساهمة مهمة في ع واألصوليون والبالغيون العرب"المساهمة التي قدمها المناطقة

ن إطار الداللة اللفظية، وتوصل العرب انطالقا من المفاهيم اليونانية، وقد كانت محصورة ضم

مجال أبحاث الداللة على أصناف العالمات ومن الواضح أنهم استمدوا الداللة يمإلى تعم

1اللفظية نموذجا أساسيا، كذلك فأقسام العالمة عند العرب قريبة من تفسير بيبرس.... الخ

والطلمسات التي تعتمد ،وهكذا نجد أن السيمياء عند العرب تتصف أحيانا بعلوم السحر

وأحيانا تتصف بالسيمياء وعلم الداللة وأحيانا أسرار الحروف، والرموز والتخطيطات الدالة،

بالمنطق وعلم التفسير والتأويل.

.11المرجع السابق، ص: 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

37

في خالصته حول "السيمياء عند العرب" أن العرب "عادل فاخوري "وعلى حد تعبير

1الفارابي وابن سينا(.)لم الداللة تأثروا بالمدرستين المشائية والرواقية في مجال ع

:عند الغرب-ب

: سوسير دي- 3في مقطع أصبح االستشهاد به شهيرا ألنه قام بعمله الذي ط بع أيضا بعد وفاته نعني

تنبأ دي سوسير لوالدة علم مستقل هو م1916رات في اللسانيات العامة ،الصادر عامضمحا

عن األفكار ،اللغة نظام من العالمات التي تعبر « حيث قال: "Sémiologie"السيميولوجيا

وصيغ احترام ،والطقوس الرمزية ،وممن هذه الناحية فهي مماثلة للكتابة وأبجدية الصم و البكم

واإلشارات العسكرية يورث هذه المماثلة تبقى اللغة أهم األنظمة ...ولذلك يمكن أن نؤسس علما

ا من علم النفس االجتماعي يدرس حياة العالمات داخل الحياة االج تماعية فيشكل هذا العلم جزء

ومن أهم 2عالمة باليونانية(.-semieonوسنطلق عليه اسم علم العالمات أو السيميولوجيا )

أرائه الشهيرة

نما تتقرن الأن العالمة اللغوية أوال: ن مفهوما بصورة سمعية ليس قر شيئا باسم وا

أو فيناأي الجانب المادي بل هو األثر النفسي الذي يتركه الصوت المسموع ،الصوت المسموع

فالنسق بين التصور و الصورة السمعية هو ،عبارة أخرى التصور الذي تنقله لنا حواس للصوت

1ديثة، دار الطليعة بيروت طعادل فاخوري،"علم الداللة عند العرب"، دراسة مقارنة مع السيمياء الح- 1 .0، ص:1980

.10-11المرجع السابق، ص:- 2

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

38

صورة سمعية( مرتبطا -و العنصران)مفهوم،عالمة و العالمة اللغوية هي وحدة نفسية مزدوجة

لقد اعتدنا أن نسمي باسم العالمة ،جود الواحدة منهما وجود اآلخرارتباطا وثيقا ويتطلب و

ويشير عادة في "عالمة"العالقة الترابطية بين المفهوم والصورة السمعية غير أن المصطلح

االستعمال الشائع إلى الصورة السمعية فقط.

ل تصور يجب أن يفهم داخ"أنور المرتجي "ثانيا: إن الدليل في تعرية السويسري يقول

الذي يتضمن أفهوم الكل والعالقة. Systèmeعام هو نظام

حيث ال يمكن فهم وظيفة األجزاء إال في عالقتها االختالفية مع الكل، فاألجزاء داخل

لها معنى في حد ذاتها عندما ينظر إليها معزولة، وهو ما يعبر عنه دي سوسير يسالنظام ل

الوحدات اللغوية ت عد في عالقتها التعارضية.الذي يفترض أن valeurبمفهوم القيمة

عمل فردي لإلرادة اللغة منظومة من العالمات تعبر عن فكر ما أما الكالم فهو ثالثا:

1والعقل.

فحدد اإلشارة على أنها تتكون من ،ة اإلشارات اللسانية كالكلمات ياهتم سوسور بخاص

راح المعاصرون إلى وصف بأنه الشكل الذي تتخذه اإلشارة "الدال"دال ومدلول ويميل الش

ألتي ليست اإلشارة يميز سوسور بين الدال والمدلول كو ،والمدلول بأنه المفهوم الذي ت رجع إليه

لكن بين مفهوم )مدلول(وطراز صوتي)دال(.وليس النموذج اللسانية صلة بين شيء واسم،

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

39

اع النفسي الذي يولده ألن الصوت محسوس الطراز الصوت ي هو االنطب الصوتي صوتا،

الصوت عند المستمع كما يصله كمعطى عبر أحاسيسه وال يمكن تسمية الطراز الصوتي

وبذلك يمكن التمييز بين الطراز الصوتي ،عنصرا )ماديا( إال بمعنى أنه يمثل انطباعات الحسية

ثر تجريدا و العنصر اآلخر المرتبط به في اإلشارة اللسانية وهذا العنصر اآلخر هو عامة أك

1هو أفهوم.

: نموذج اإلشارة السوسوري 3الرسم البياني

، 1961باالستناد إلى فردينان دي سوسور المحاضرات اللسانية باريس سنه المصدر:

1532: الصفحة

بتصرف 19-18س السيميائية، ص:لير، أسدانيال تشاند -1

، نقال عن دانيال 108الصفحة:، 1960فريدينان دي سوسور،"المحاضرات اللسانية، باريس، سنة: - 2

.10ير أسس السيميائية، ص:لتشاند

المدلـــــول

.................................................................

الـــــــدال

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

40

ويمكننا أن نشرح المخطط السابق بمخطط آخر باعتبار أن العالقة بين الدال والمدلول

الخط األفقي المتقطع الداللة، ويسمى)داللة(، وتعبر السهام في مخطط سوسور البياني عن

.والمدلول الحاجزالذي يفصل بين الدال

والطراز الصوفياألفهوم 5-3الرسم البياني

""ادفع"" )عندما يجدها شخص على باب أكثر، الكلمةوبأخذ مثال لساني يتضح المعنى

معنى أنها إشارة تتألف من: دكان( يحملها

)ادفع( دال: الكلمة-

.................................................................

..

2

0

1 1 مدلول-1

دال-2

الحاجز-1

داللة-1

داللة-0

-

1

شجرة

2

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

41

الدكان منتوج لبيع وانطالقا من هذا يمكن أن نستنتج أن اإلشارة تتألف من مدلول هو أفهوم:-

مزيج من دال شكل. فاإلشارةيوجد دال يهل أي معنى وال مدلول ال يعبر عن ومدلول والدال

.ومدلول خاص

:charles sandres peirce :بيرسسيمياء شارل سندرس -5مهما ءتتخذ السيمياء عند بيرس طابعا شموليا إذ تتخذ موضوعا لها كل شيء وأي شي

شيء كيفما كان رياضيات أخالق بدا دراسة أي ن أ"لم يكن بمقدوري أ كان يقول بيرس:

دراسة سيميائية وبذلك فالسيمياء البيرسية تقدم نفسها ىعلوم إل تاريخ، ميتافيزيقا ،اقتصاد،

بصفتها منطقا عاما يستوعب كل الظواهر ،ويسعى إلى صياغة قواعد مجردة وقيم شاملة

علم الفكر الذي هو -يقول بيرس–للتمييز بين الصحيح و الخاطئ إن المنطق بمعناه العام

تستند هذه السيمياء البيرسية إلى سياق فلسفي تفسيري تجسده العالمات انه السيمياء العامة،

نط و هيغل يسمى "نظرية المقوالت وهي عبارة عن ظاهرتية خاصة ،ذات امستوحى من ك

مفاهيم ومصطلحات مخصوصة ومبتكرة تدرس العناصر البارزة على مستوى الفكر لكي تميزه

نفها ضمن مقوالت عامة .وتص

أنها، كيانوقد اعتمد بيرس هذا التصنيف المقوالتي في تصور العالمة السيميائية فرأى

"شيئا أخر وفق عالقة معين.عبارة عن شيء ما يعوض بنسبة إلى شخص األبعاد: فهيثالثي

شيء ثالث أو صفة ما "وبعبارة أخرى العالمة هي كل شيء يجدد شيئا ثانيا لإلحالة إلى كل

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

42

( représentationيحيل عليه الشيء األول ذاته وبنفس الطريقة "فالشيء األول هو الممثل )

1."(interprétant) والشيء الثالث هو المؤولة (objetوالشيء الثاني هو الموضوعة )

"مؤولتها من جهة أخرى ـ من جهة وب العالمة عبارة عن ممثلة مرتبطة "بموضوعها"

تجعل هذه الموضوعة بتلك المؤولة مشابهة لعالقة الممثلة بالموضوعة أي أن وذلك بطريقة

تحدد -وفي نفس الوقت-شيء معها عالقة معينة غير أنها أيضانالممثلة تتحدد الموضوعة وت

تصن ع بينها وبين الموضوعة عالقة مطابقة )تقريبا( للعالقة التي بينها وبين هذه الموضوعة

نفسها

وركيزتها في نفس الوقت هي الحامل ألنها (kehiculeduامل العالمة )فالممثلة: هي ح

تقدم نفسها في الغالب داخل خليط من الممثالت األخرى التي تنتمي إلى عالمات أخرى في

ألننا نعدها ة التي نريد دراستها وهي "الركيزة"مسياقات مختلفة فتركز عليها ونعدها حامال للعال

إليها بموجب اعتمادها كممثلة.دالة على موضوعة نصل

كان قابال لإلدراك أم غير قابل الممثلة، سواءفهي كل ما تحيل عليه أما الموضوعة:

تعنيه المؤولة. وماثله تمحتى للتخيل )اإلحساسات المبهمة مثال( فالموضوعة إذن هي ما

.81-09عبد الواحد مرابط، السيمياء العامة وسيمياء األدب من أجل تصوير شامل ص - 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

43

انية فالعالمة تتوسط بين الممثلة والموضوعة، وتجعل األولى على الث ةل و ؤ ين الم حفي

ممكنة إذا نظرنا إليها من زاوية الممثلة، وموجودة، إذا (والموضوعةبينها أي )بين الممثلة

نظرنا إليها من زاوية الموضوعة، ومدركة إذ نظرنا إليها من زاوية المؤولة.

لم يقف بيرس عند حدود رسم هذه المكونات الثالثة للعالمة بل ميز في كل منها

فقد رأينا كيف أن الممثلة تتضمن مستويين هما "حامل" العالمة و"العماد" أما ادا،مستويات وأبع

وهي التي تحيل عليها العالمة في ذات مباشرة موضوعتين الموضوعة فهي بدورها تنقسم إلى

مباشر ودينامية وهي الموضوعة الواقعية التي تشير إليها العالمة إال موضوعة غيرهو

تنقسم إلى ثالثة أنواع مؤولة مباشرة ...مؤولة غير مباشرة ثم التيلمؤولة ل بالتلميح وتترك

1المؤولة النهائية...

وتفريعاتها من خالل يةيمكن أن نبين مفهوم العالمة عند بيرس ومكوناتها األساس

.80---81المرجع السابق ص - 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

44

1الجدول التالي:

الــعالمـة

المؤولة الموضوعة الممثلة

غير المباشرة غير مباشرة المباشرة ركيزة العالمة حامل العالمة

مباشرة

النهائية

تباينت طريقة كل من سوسير وبيرس في طبيعة تناولهما السيميائي واختالفهما في

والظاهرتية ،التي تقوم عنده على المنطق تسميته إذ نجد بيرس يطلق عليه اسم السيميوطو

ومركزية الحير فاذا كانت الظاهرتية هي الدراسة التي تصف خاصيات الظواهر في مقوالتها

هي المنطق ومنطق بيرس الثالث عند الوجود بوصفه كيفية ووجودا وضرورة، فان السيميوطيقا

2هو منطق العالمات.

وبناء على ما سبق المنطق بمفهومه العام عند بيرس ليس إال اسما أخر لسيميوطيقا

فالسيموطيقا نظرية شبه ضرورية لنظام العالمات و العالمة بدورها قسمها إلى ثالث عناصر ،

3)مبدأ التثليث( والذي سبقنا في ذكره.

.82ص،عبد الواحد مرابط ،،السيمياء العامة وسيمياء األدب من اجل تصور شامل -. 1

.06ص،1980،1،دار توبقال للنشر،المغرب،طمبارك حنون،دروس في السيميائيات - 2

.09ص ،ظر عبد هللا إبراهيم وآخرون في معرفة األخرين- 3

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

45

:Romanja Kobson رومان جاكبسون:-3عند معه في وضع األسلوبية، والشكالنين الروسيعود الفضل إلى رومان جاكبسون

أي أن في مركز تقاطع مجموعة من المفاهيم نقطة التقاء اللسانيات بالنصوص األدبية،

ومجموعة من االنتاجات محددة من حيث والمناهج المتطورة )التي هي اللسانيات البنيوية(،

اللحظة التي عرفت فيها أعمال جاكبسون نذوم المتلقي. علىواالنتماء، واألثر الشكل

وهي لم تترك هذا البنيوية،أصبحت األسلوبية علما منهجيا يقوم على مبدأ والشكالنين الروس،

المبدأ حتى يومنا هذا.

ويعتبر رومان جاكبسون الرجل المثالي الذي فعل أكثر من غيره للحفاظ على دعوى

مقوالت البنية لوصف لغة النصوص واالعتماد على لبنيوية في دراسة األدب،المناهج اللغوية ا

ظهااألدبية وتنطلق مقوالته وأفكاره في خصائص وتوسيع تلك الخصائص وا عادة تنظيمها، روا

ن البنيوية منهج يتخذ علم وأ ن األدب في مقامه األول لغة،عالمات من فكرة البنية وأعلم ال

اهتمام بشدة البحث االختيار، وينصبعتمد إلى تطوير ثنائية التأليف و اللغة أساسا له لذلك ي

دال لألدب.1على تحقيق الوظيفة الشعرية.

: نظرية التواصل-قبل أن يتطرق رومان جاكبسون إلى الوظيفة الشعرية قدم صورة مختصرة عن العوامل

المكونة لكل صورة لسانية فأكتشف أن كل عنصر من العناصر المبنية للكالم يولد وظيفة في

.01مشال اوريفيه: السيميائية أصولها وقواعدها ص 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

46

عملية التخاطب اللساني تأليفا الخطاب، وتكون نوعيا عن الوظائف األخرى في الخطاب، تتميز

1ات الوظيفة الغالبة.مة بسيغطبصمع بروز إحداها فتكون بنية الكالم م ف،لجملة هذه الوظائ

للسؤال: ماللغة وذلك في إطار بحثه عن إجابة اوظائفسمة يحدد رومان جاكبسون

هو نفسه موضوع الشعرية وهذه الوظائف هي: فنيا؟ وهذايجعل من الرسائل اللفظية أثرا لذيا

ل، المرسل" جاكبسون بأن لكل عامل رى ي قناة االتصال" الشيفرة، السياق، ،إليه، الرسالة المرس

وهي على الترتيب كاألتي: مختلفة،من تلك العوامل )الوظائف( وظيفة لسانية

وظيفة ميثا لسانية، وظيفة مرجعية، وظيفة شعرية، هامية،فوظيفة ا "وظيفة انفعالية،

وظيفة انتباهية".

أنها تستمد خصوصيتها من هيمنة الوظائف، إال غلب هذه وكل رسالة تتكون من أ

ل كوظيفة واحدة على الوظائف األخرى، فالتركيز على الرسائل يطبع الوظيفة الشعرية للغة، ف

2حدث لغوي ال يتحقق إال بتوفر هذه العناصر.

ويمكن تمثيل هذه العناصر مع وظائفها في المخطط التالي:

.108ص:، م1982، 2عبد السالم المسدي، األسلوبية واألسلوب، الدار العربية للكتاب، طرابلس، ط 1

دار توبقال الدار البيضاء ،رومان جاكوبسون، قضايا الشعرية، ترجمة، محمد الولي ومبارك حنون- 2

.21، ص م1988المغرب،

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

47

)وظيف

اللفظية الشعرية التي تشدد فيها الرسالة على ،لعل األمر الذي يشغلنا أكثر في السياق هو

يقول في وصفه "رومان جاكبسون "إذ نجد ،نفسها ولكن هذا ال يعني إلغاء الوظائف األخرى

للوظيفة الشعرية :"إن تحليل النظم يعود كليا إلى كفاءة الشعرية ويمكن تحديد الشعرية باعتبارها

ة الشعرية بالمعنى الواسع للكلمة بالوظيفة الشعرية ذلك الفرع من اللسانيات الذي يعالج الوظيف

وظيفة افهامية

سياق

اليهمرسل الرسالة مرسل

اتصال

ةوظيفة انفعالي )وظيفة شعرية(

)وظيفة انتباهية (

سنن

)وظيفة ميثاليسانية شارحة(

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

48

نما تهتم بها أيضا ال في الشعر نفسه، حيث تهيمن هذه الوظيفة على الوظائف األخرى للغة ،وا

نما تهتم بها أيضا خارج الشعر. 1خارج هذه الوظيفة على الوظائف األخرى للغة ،وا

نمافالوظيفة الشعرية ليست مختصة بالشعر والمسرح ي موجودة في الرواية ه فقط، وا

واللوحة الفنية ...الخ والسنما

:Julia Kristevaجوليا كريستيفا -4تعد السيميائية في النقد األدبي من أبرز المعالم التي أخذت بعدا آخر مع البلغارية جوليا

فالتحليل الداللي الذي تقوم كريستيفا في نطاق التأسيس لسيميائية مفتوحة على سائر العلوم،

يجد نفسه منتميا إلى الخلجة الفرودية، وفي مستوى آخر -كما تقول–عليه السيميائية في نظرها

ماركسي هذه المرة وبالعالقة مع الذات وخطاباتها يقوم التحليل الدالئلي بالشكلة التي يهدف بها

2التفكيك دون أن يقترح أي نسق عام مغلق

قد فتح أفقا جديدا للسيميائية على يد البلغارية كريستيفا، بعد أن قامت ير النسق إن تحض

3بتركيب الخطاب السيميائي بالتحليل النفسي، وهو ما صار يعرف بالسيما أناليز

وقد فسح ذلك المجال أمام السيميائية إلعطاء دور فعال للقارئ في مرحلة تالية لما بعد البنيوية

كما ظهر عند روبرت شولز في كتابه "السيميائية والتأويل" حيث التوفيق بين المنهجية

.11رومان جاكسبون،قضايا الشعرية،ص: - 1

جوليا كريستيفا: علم النص، ترجمة فريد الزاهي وعبد الجليل ناظم، دار توفال، الدار البيضاء المغرب، - 2

.18، ص 1991، 1ط

.92ص م ، 2،2111ترجمة محمد نظيف،إفريقيا الشرق،لبنان ،طبرنان توسان: ما هي السيميولوجيا - 3

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

49

نجد مارسيلود داسكال يصف 1السيميائية وبين حقل القراءة، الذي يتيح تحت وطأة التأويلية

م.1969كرستيفا بأنه تصور مهم للسيميولوجيا منذ عام مشروع

لخطوط الرئيسية لسيميائية قا كعلم نقدي أو كنقد للعلم، نجده يحدد اطيخالل مقالته السيميو فمن

2ا التحويلية.كريستيف

المبدأ األول لكريستيفا أنهاضد حصر السيميولوجيا في دراسة أنساق التواصل، فهي ال

صري لالقتراحات السويسرية المعروضة من قبل جورج مونان وبرييتو، ونجدها تقبل التأويل الح

تتجاهل قول سوسير بأن اللسانيات يمكن أن تصبح النموذج العام للسيميولوجيا". وتتشبت بقوله

"بأن "اللسان ليس إال نسقا خاصا، فهي ترى في هذا القول وجود إمكانية بالنسبة للسيميو طبقا

ن قوانين داللة الخطابات باعتبارها أنساقا للتواصل وتفكر في ميادين أخرى نستطيع التخلص م

سيفا بالنسبة لكري -وتعد القطيعة مع التأويل الحصري لحقل السيميولوجيا signifianceلتدليل

يمكن من االستمرار في شكلنة االنساق -فإن مشكل السيميولوجيا المعاصرة بكامله

يماس وتقدم نقد تدافع كريستبفا عن مواقف بارث وغر لتواصل، و السيموطيقية، من وجهة نظر ا

المفهوم السوسيري للتدليل، بتحديد خصائص التدليل الذي ينبغي أن يحل التدليل موضوعا

3.خاصا للسيميولوجيا

.202، صم2111، 2األردن، ط،سامي علية، اتجاهات النقاد العرب في قراءة النص الشعري الحديث - 1

.01وآخرون السيميائية أصولها وقواعدها ص ميشال أوريفيه - 2

.01، ص المرج نفسه - 3

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

50

ونجد السيميائي برنارتوسان يعترف لجوليا كريستيفا بالمهارة التركيبية الكبيرة في إدغام

وجي وتحليل نفسي ]...[ باسترجاع المصطلح اليوناني القديم مصطلحي، سيميول

(Sémiotique)1

أما في ما يخص السيميائية في األدب نقول: "بالنسبة للسيميائية ال وجود لألدب إنه ال

يوجد إال باعتبارها كالما كباقي الكالم موضوعا جماليا إنه ممارسة سيميائية خاصة تتميز عن

ا تجعل انتاج المعنى قابال في إشكالية لالحتواء واالمساك" فالنص باقي الممارسات لكونه

إذا 2األدبي منضور إليه باعتبار ممارسة وال يمكن أن تشبهه بمفهوم األدب المحدد تاريخيا،

تتبعنا الخطوات التي سلكتها كريستيفا نجد أن نظرتها للنص تتخذ مفاهيم دقيقة النص مثل

اللغة وذلك بأنه عالق من الكالم التواصلي الهادف إلى األخبار جهاز تراسلي "يعيد توزيع نظام

3المباشرة وبين مختلف أنماط الملفوظات الداخلية وااللتزام بها"

وانطالقا من هذا التفكير تتحول الصورة لدى كريستيفا إلى صورة إنتاجية وهو ما يعني:

ة توزيع )هدم/بناء(../ أن عالقة النص باللغة التي تتموضع فيها هي عالقة إعاد1

.92برينار توسان: ما هي السيميولوجيا، ص - 1

.92ميشال أورفيه وآخرون، السيميائية وأصولها وقواعدها، ص - 2

،دراسة في األصول والمالمح واإلشكاليات بشير تاوريت: محاضرات في مناهج النقد األدبي المعاصر - 3

.111ص م ،2116، 1نشر،طدار الفجرللطباعة و ال،النظرية والتطبيقية

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

51

./ إن النص هو بناء النصوص، في فضاء نصي تلتقي فيه مجموعة من الملفوظات 2

1المأخوذة من نصوص أخرى، ويبطل أحدها مفعول اآلخر.

، الذي 1914واصلت كريستيفا هذا المسعى في كتابها الالحق "ثورة اللغة الشعرية" عام

نص وباطنة التكويني، مع اللجوء المستمر إلى مفاهيم يتزاوج فيه الرمزي والسيميائي، ظاهرة ال

وفي 2وتصورات مفترضة من نظرية التحليل النفسي عند فرويد وتطوراتها المختلفة المعاصرة.

صدد هذا تقول كريستيفا: "إن النص يحفز في سطح الكالم خطا عموديا يبحث فيه نماذج هذا

فعل صدى، الدال وتعني بالتدليل: هذا العمل التدليل ]...[ ويبلغ النص هذا الخط العمودي ب

3المتعلق بالتمايز والتنظير والمجابهة الذي يحدث داخل اللغة.

: المعاصرةاالتجاهات السيميائية 4-تعد الثورة المعلوماتية التي أحدثتها السيميائية من بين أهم العوامل التي ساعدت في

لمفترقات سوسيو وبيرس في مجال دراسة ظهور تيارات واتجاهات عديدة انبثقت كنتيجة

العالمة، وقد تشبعت هذه االتجاهات السيميولوجية نظرا الختالف مسالك باحثيها الذي يرجع

4إلى تنوع في الفهم اللساني واختالف األيديولوجيات المؤسسة لكل منهم.

.111السابق ،ص المرجع - 1

م، 2119ه،1،1111،الجزائر،ط يوسف أوغليسي: إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد - 2

.200ص

.01ميشال أورفيه وآخرون، السيميائية أصولها وقواعدها، ص - 3

. 111، معجم السيميائيات، ص ر فيصل األحمرينظ - 4

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

52

اتجاهين ( عن هذه االتجاهات وصنفها إلى Mercelle Discal) 1تحدث مارسيلو داسكال

رئيسيين:

./ االتجاه األول:3

وهو المدرسة الفرنسية أو على وجه الخصوص المدرسة األوروبية التي انبثقت عن

سوسور ويمثلها كل من )بونيس، بربيتو، جورج، مرنان، روالن بارث(

./ االتجاه الثاني: 5

اب، سيبوك...(، هو المدرسة األمريكية المنبثقة عن بيرس ويمثلها كل من )موريس، كارن

وما يالحظ عن هذا التقسيم لمارسيلو داسكال هو، اغفاله التجاه أو مدرسة تعتبر من أهم

المدارس السيميولوجية وهي المدرسة الروسية التي يمثلها إيفانون ولرتمان.

:2وأما محمد السرغيني فيقسمها إلى ثالثة أقسام

االتجاه األمريكي والذي يمثله بيرس بامتياز

االتجاه الروسي: ممثال في الشكالنية الروسية

والذي يقسمه إلى فروع على النحو التالي: ./ االتجاه الثالث: 1

مارسيليو دسكال: السيميولوجيا المعاصرة، ترجمة مجموعة من األساتذة المغربيين، افريقيا الشرق، الدار - 1

.08،ص1980 ،2البيضاء، ط

الدار البيضاء، المغرب، محمد السرغيني: محاضرات في السيميولوجيا، دار الثقافة للنشر والتوزيع، - 2

.19م،ص1980، 1ط

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

53

سيميولوجيا غير خاصية الداللة وينقسم بدوره إلى األشكال التالية:أ./

اتجاه بارث: طبق مقاييس اللغة على أنظمة غير لغوية وتتبعه تالمذته

ميوطيقة: ويضم مجموعة من الباحثين: )ميشال أورفيه، جان اتجاه مدرسة باريس السي

كلود كوكي... وعلى رأسهم غريماس.(

.اتجاه السيميوطقيا المادية: وتتزعمه جوليا كريستيفا

.1اتجاه األشكال الرمزية: ويمثلها مولينو وجان جاك ناتي وقد أطلق عليه مدرسة ايكس

خصص فصل بأكماله للحديث 2السيميائيات "في حين نجد مبارك حنون في كتابه دروس في

عن االتجاهات السيميولوجيا، حيث نجده قد أعطى تقسيما مغايرا لمن قبله إذ قسمته إلى سبعة

فروع وهي: سيميولوجيا سوسير، سيميوطيقا بيرس، رمزية كاسي، سيميوطيقا الثقافة وسنكتفي

ائية وهي عددها ميشال أورفيه في في هذا المقام بالحديث عن االتجاهات األبرز في السيمي

كتابه السيميائية أصولها وقواعدها إذ حصرها في ثالثة اتجاهات وهي:

( :سيميولوجيا التواصلSemiotic of communicationn)

( :سيميولوجيا الداللةSemiotic of sematic)

( :سيميولوجيا الثقافةSemiotic of culture)

.02في السيميولوجيا، ، ص محمد السرغيني: محاضرات - 1

.81دروس في السيميائيات. ص ،مبارك حنون - 2

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

54

: سيميولوجيا التواصل 1-4أكد أصحاب هذا االتجاه بأن وظيفة اللسان األساسية هي التواصل، وال تختص الوظيفة

نما توجد أيضا في البنيات السيميائية التي تشكلها األنواع األخرى غير اللسانية، باأللسنة، وا

رادة المتكلم في التأثير على غيره إذ ال يمكن للدليل 1غير أن هذا التواصل مشروط بالقصدية وا

. أي أن تنظر للوظيفة 2يكون أداة التواصل القصدية ما لم يشترط التواصلية الواعية أن

التواصلية على أنها تختص بالرسالة اللسانية فحسب، بل تتعداها إلى البيانات السيميائية التي

تتشكل منها العقول غير اللسانية األخرى.

التواصل كانت علية لسيميولوجياكما يؤكد معظم الباحثين في هذا المجال أن الوالدة الف

على يد: ادريك بيوسينس، الذي يرى بأن بإمكان تعريف السيميولوجيا بوصفها: "دراسة طرق

3التواصل".

الذي يحدد التواصل بحيث يمكن -وحده–في حين يرى بريتو أن استعمال العالمات هو

وهو في –يها المرسل الحديث عن فعل تواصلي أو فعل معنمي )سيمي( في كل لحظة يحاول ف

(Indicationإمداد مرسل إليه بأمارة أو إشارة معنية )-طور انتاج عالمة ما

4ويمكن تقسيم هذه األمارات أو المعنيات إلى ثالثة أقسام

.80فيصل األحمر: معجم السيميائيات، ص - 1

.11ميشال أوريفه: السيميولوجية أصولها وقواعدها، ص - 2

.80فيصل األحمر: معجم السيميائيات، ص - 3

.88، ص المرجع نفسه- 4

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

55

بحالة الطقس في –وهي وقائع ذات قصد مغاير لإلشارة تعمل السمك ./ األمارة العفوية:3

اليوم الموالي.

وهي األمارات التي تريد أن تعطي الدالالت التواصلية للغة ./ األمارات العفوية المغلوطة: 5

كاستعمال شخص لهجات أخرى لنحسبه أجنبيا.

وهي األمارات التي تهدف إلى تبليغ ارسالية مثل إشارات المرور. ./ األمارات القصدية:1

فعاال إال إذا كان أداة تواصلية قصدية وتعد العالمة أداة تواصلية قصدية والدليل ال يكون

(Arbitraryلذا انحصر عندهم موضوعات السيميائية في الدالئل على مبدأ االعتباطية )

!*كما أن لسيمياء ليتواصل عند موريس محوران

أ./ محور التواصل:

وهو إما تواصل لساني... أو تواصل غير لساني.

ب./ محور العالمات:

الدال والمدلول يشكالن عالمة ينبثق منها أربعة أصناف إشارة ومؤشر ويتلخص في أن

1وهو عند بريتو يماثل العالمة األيقونة، الرمز، الذي يسميه موريس لعالمة العالمة.

.81ون، معرفة اآلخر، ص ينظر: عبد هللا إبراهيم وآخر - 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

56

عليه، فقد 1وفي هذا المحور ميز مارتيني نوعين من العالقات الزمنية بين األيقونة وما تدل

( أو النموذج Le Planالذي عليه مثلما هو الحال في تصميم ) تأتي األيقونة زمنيا قبل الشيء

المجسم الذي نعتمده في بناء منزل أو عمارة وقد تأتي بعد هذا الشيء الذي تدل عليه، مثلما

هو الحال في الصورة الفتوغرافية.

أما الرمز فهو عالمة تدل على شيء ما بموجب اتفاق أو تعاقد أو عادة ومن ذلك مثال

ان الذي يدل على العدالة، والحمامة التي تدل على السلم""الميز

:سيميولوجيا الداللة روالن بارث2-4 تنطلق سيميولوجيا الداللة أيضا من تصورات سوسير غير أنها تتجاوز التواصل وما

يستلزمه من المقصدية لدى مستعملي العالمات... وتركز بالمقابل على آليات الداللة داخل هذه

العالمات وداخل أنساقها السيميائية ،ويمثل في هذا االتجاه الداللي في أعمال غريماس المتعلقة

وأعمال ليبني ستراوس في مجال الدراسة األساطير، بيد أن تصورات التي اقترحها بارث بالسرد

لبناء هذا االتجاه تعد نموذجا تمثيليا في هذا الصدد، وذلك ألنها تتعلق بالجوانب العامة

واألسس القاعدية الممكنة اعتمادها في كل المجاالت ،بغض النظر عن المجاالت التطبيقية

بارط من دراسة مجموعة متنوعة من الوقائع اليومية في الحضارة الغربية الخاصة انطلق

الهندسة -االشهار -المقال الصحفي -الصورة -السينما -المسرح–المعاصرة )المصارعة الحرة

.02-01، 22-21ينظر: عبد الواحد مرابط، السيمياء العامة، سيمياءاألدب من أجل نص شامل، ص - 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

57

الفنون التشكيلية( ورأى أن هذه األصناف الداللية جميعها يمكن أن تدرس ضمن -المعمارية

لمفاهيم اللسانية لتحليل تمظهرت الثقافة الجماهيرية.مثيولوجيا سيميائية توسع ا

وقد صاغ بارث مبادئ نظرية السيميائية من خالل أربعة مستويات استقاها جميعا من

اللسانيات )سوسير وهييلمسليف(

./ مستوى اللسان والكالم1

./ مستوى الدال والمدلول2

حور التراكيبي والمحور ( أي المSysteme( والنسق )Suntagme./ مستوى المركب )3

االستداللي.

( وفي المستوى األول الحظ Connotation( وااليحاء )Denotation./ مستوى التعيين )4

بارث أن التصور السوسيري يرتبك إما تعلق االمر باالنساق غير اللسانية فالسان عند سرسير

ى الكالم إال أن يستهلك هذه مونتيجة للكالم فيها اللسان يتكون من مجموعة من القرارات وما عل

1القرارات وينفذها دون أن يصنعها.

وفي المستوى الثاني ينطلق بارث من مفهوم العالمة السوسيري، ثم يضيف إليه تفريغات

لويش هيلمسلفير )شكل/ مادة( التي يرها، مفيدة في دراسة األنساق غير اللغوية خصوصا

سة في محتويات أخرى غير محتوى نسقها الخاص.عندما يتعلق األمر بنسق ذي مدلوالت منغر

.02عبد الواحد مرابط: السمياء العامة وسيمياء األدب من أجل تصور شامل، ص - 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

58

أما في المستوى الثالث يستحضر بارث أيضا تصورات من سوسيرو جاكوسن حول

محوري التراكب واالستبدال فيطبقها في اتساق اللباس والطعام واألثاث والمعامر، وقد خلص

اس والطعام ( في كل من اللبSyntagame( والمركب )Systemeبذلك إلى تحديد النسق )

واألثاث والمعامر... الخ في حين تطرق بارط في المستوى الرابع إلى ثنائية التعيين وااليحاء

حيث يدرس االنساق الداللية المذكورة أعاله وفق تموصلين داللين التمنصل األول يشمل داال

ل آخر يتولد ومدلوال وعالقة داللية أما التمنصل الثاني فيتخذ في األول بمجموعة داال لمدلو

1عنهما معادال له أخرى غير مباشرة، أي داللة ايحائية.

ومن خالل ما تطرقنا إليه يمكن أن نستنتج أن هذا االتجاه جاء كرد فعل على أصحاب

سيميولوجيا التواصل إذ يعبر الرائد األول له هو روالن بارث، الذي قلب المقولة السوسيرية التي

جزء من علم العالمات العام، ليؤكد في كتابه درس السيميولوجيا ترى بأن اللسانيات ما هي إال

. كما أنه أعطى أولوية كبيرة للغة إذ 2"أن" السيميولوجيا نفسها استمدت مفاهيمها من اللسانيات

يرى بأنها ال تستنفذ كل إمكانيات التواصل سواء بقصدية أو بغير مقصدية وبكل أشياء

3.اعتباطية أو غير اعتباطية الطبيعية والثقافة سواء أكانت

ومن هنا جاء رأيه في أن اللسانيات أصل والسميائيات فرع، خالفا لسوسير. كما أنه

)روالن بارث( يعتبر أن النص ثمرة اللغة ويعني به نسيج الدالئل والعالمات التي تشكل العمل

.01السمياء العامة وسيمياء األدب من أجل تصور شامل، ص ،عبد الواحد مرابط - 1

، 2درس السيميولوجيا، ترجمة عبد السالم العالي، دار توبقال، الدار البيضاء، المغرب، ط ،روالن بارث - 2

.21، ص 1986

.12السيميائية أصولها وقواعدها، ص ،ميشال اورفيه - 3

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

59

نما بف تقوم به عل الدور الذياألدبي ويرى أن اللغة تحارب داخل اللغة، الكن طريق التبليغ وا

ودليل هذا قول بارث حول قلبه ألطروحة سوسير القائل بعموم 1الكلمات وتشكل هي مسرحه.

على العالمة وخصوصية علم اللغة "يجب منذ اآلن تقبل إمكانية قلب االقتراح السوسيري،

ليست اللسانيات جزءا، وال فصال من علم العالمات العام ولكن الجزء هو علم العالمة باعتباره

.2فرعا من اللسانيات"

: يا الثقافةسيميولوج3-4 بعد أن تطرقنا إلى االتجاهين التواصلي والداللي نصل إلى ثالث هذه االتجاهات وهو

االتجاه الثقافي الذي يمر كل من النوعين السابقين )سيمياء الداللة، سيمياء الثقافة(.

يرتبط اتجاه سيمياء الثقافة بمجموعة من العلماء والباحثين السوفيات المعروفين باسم

فمن أهم 3(Rossi Landiاعة موسكو، تارتو، وااليطاليين خصوصا منهم روسي الندي )جم

رواد هذا االتجاه نجد بوري لوتمان، ايفانوف، تودروف )االتحاد السوفياتي( وروسي، الندو،

4أمبرتو ايكو )إيطاليا(.

.21ن بارث: درس السيميولوجيا، ص الرو - 1

.91 ص اآلخر، معرفة في: وآخرون إبراهيم هللا عبد - 2

.00عبد الواحد مرابط: السيمياء العامة وسيمياء األدب من أجل تصور شامل، ص - 3

.21ميشال أوريفيه: السيميائية أصولها وقواعدها، ص - 4

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

60

ترتيب وبناءا على ما سبق تتأسس الثقافة على أنماط سيميائية متدرجة من ناحية وعلى

.1متراكم للمجال الغير الثقافي الذي يحيط بها من ناحية أخرى

يعد المحدد األول لنمط الثقافة هو البنية الداخلية التي تتأسس انطالقا من الترابط بين

األنظمة سيميائية فرعية.

ترى جماعة تارتو أن المفهوم األساسي لعلم السيمياء هو "النص" ومفهوم النص ال يعني

نما كل ما يحمل معنى متكامال )احتفال عمل فني، قطعة لديهم الرسالة اللغوية فقط وا

.2موسيقية... الخ(

الظواهر الثقافية موضوعات تواصلية وأنساق داللية اعتبارتنطلق سيمياء الثقافة من

والثقافية عبارة عن إسناد وظيفة لألشياء الطبيعية وتسميتها وتذكرها. وهي بذلك تكون مجاال

اصليا تنظيميا لألخبار في المجتمع اإلنساني، وعلى هذا فإن السيميائيات ترتبط باللسانيات تو

وخاصة اللسانيات البنيوية والتحليلية ولسانيات الخطاب.

كما نجد أصحاب هذا االتجاه يرون بأن العالمة تتكون من بناء ثالثي )الدال، المدلول

يثقف نوعا ما مع بناء بيرس، وتبعا لذلك والمرجع(، وهو تصور مختلف عن تصور بارث و

استخدم أصحاب هذا االتجاه مصطلح السيميوطيقا "البيرسي" بدال من مصطلح السيميولوجيا

.00 ص شامل، تصور أجل من األدب وسيمياء العامة السيمياء: مرابط الواحد عبد - 1

.00، ص المرجع نفسه - 2

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

61

السوسيري فاألنظمة السيميائية تقوم وظيفتها التواصلية متساندة على الرغم من كونها بنايات

في معين.عضوية جوهرية ما دامت تترابط داخليا وخارجيا برابط ثقا

كما يمكن أن تشكل ثقافات متعددة وحدة ثنائية عامة في إطار جغرافي عرفي، ديني،

1كثقافات الشعوب اإلسالمية.

أما بالنسبة لمصطلح النص عندهم فهو يتجاوز حدود المكتوب وينظر إليه على أنه

ة وفي الثانية عالمة كاملة أو متوالية من العالمات، يشكل في الحالة األولى وحدة غير مجزأ

إلى خواص ومالمح مميزة فالثقافة عندهم هي مجموعة من األنظمة السيميائية الخاصة

المتدرجة، ويمكن اعتبارها آلية خاصة تتولد عنها تلك النصوص المرتبطة بمجموعة من

الوظائف، كما أن النصوص المبدعة، تحتوي على ذاكرة المشاركين فيها، فهي تستوعب ثقافة

ثقافة معينة لنصوص من ثقافة أخرى إلى إشاعة، وبث بعض أنماط استيعابيؤدي أخرى إذ

السلوك وبعض أبنية الشخصية خالل فترات طويلة.

هناك مجموعة من االتجاهات التي اهتمت بالثقافة، وترى أنه ليس للعالمة أي قيمة إال إذا

قيمة تواصلية معينة. كما أنه ال وضعت في وسط ثقافي معين يكسبها داللتها الحقة، وينيط بها

شأن لها معزولة مفردة، بل البد من اندراجها في نظام محدد في مداراته.

.116ص منشورات دار األديب ،الجزائر،ينظر: حبيب مونسي نظريات القراءة في النقد المعاصر، - 1

الفصل األول: بين السيماء والسيميولوجيا

62

يتفق االتجاه الروسي واالتجاه اإليطالي في التركيز على سيميوطيقا الثقافة هو: "أن

تجاهاالالظواهر الثقافية ذات مقصد ية تواصلية" كما أن أصحاب مدرسة تارتوا وأصحاب

اإليطالي قد شكلوا إتجاها سيميوطيقيا خاصا بالثقافة حمل على عاتقه الكثير من العناصر

.1الثقافية ودروسها دراسة سيميوطيقية، كانت لها مدارتها وما زالت

ويمكن أن أقول في هذا الصدد أن هناك اتجاهات أخرى لم أذكرها ألن اهتمامي كان

تتجسد في الدراسة التطبيقية. منصبا أكثر على عناصر جوهرية

.111فيصل األحمر: معجم السيميائيات، ص - 1

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

64

سيميائية الخطاب الشعري الثاني:الفصل

داللة األلفاظ المدحية عند بشار -3

سيميائية العتبات النصية -5

ة العنوان.سيميائي-3

الشعرية.سيميائية اللغة -5

لنص:*التركيب النحوي

األفعال.-أ

األسماء.-ب

الضمائر.-ج

الشعرية.سيميائية الصورة -1

القديمة:*الصورة الشعرية في البالغة العربية

التشبيه.-أ

اإلستعارة.-ب

الكناية.-ج

االنزياح.-د

الرمزية. اإليحاءات-و

اإليقاع.سيميولوجيا -4

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

65

*اإليقاع الداخلي:

.والتراكيباأللفاظ -أ

التكرار.-ب

الصوتي.التكرار -

بالنداء.التكرار -

بالنفي.التكرار -

التضاد.-

الخارجي:*اإليقاع

الوزن -أ

القافية.-. ب

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

66

:1برد بن بشار قال*"

وال سال عما قليل بسال ****أاب مسلم ما طول عيش بدائم

ويصرعه يف املأزق املتالحم.****امللك اجلبار ي قتحم الردىعلى

عظيم ول تسمع بفتك األعاجم****كأنك ل تسمع بقتل مت وج

م كسرى رهطه بسيوفهم وأمسى أبو العباس أحالم نئم****ت قس

ي هديك مثل ابن هاشمجهارا ومن ****من اهلامشيني الدعاة إىل اهلدى

ام عليه غدا أرحييا عاشقا للمكارم****جاللة أقول لبس

عليه وال جري النحوس األشائم**** وقد كان ال يشى انقالب مكيدة

وجوه املنااي حاسرات العمائم****مقيما على اللذات حىت بدت له

كائم****وقد ترد األايم غرا ورمبا وردن كلوحا ابدايت الش

وكان ملا أجرمت ن زر اجلرائم****ومروان قد دارت على رأسه الرحى

وال تتقي أشباه تلك النقائم****فأصبحت جتري سادرا يف طريقهم

وت عري مطاه لليوث الضراغم****جتردت لإلسالم ت عفو سبيله

عليك فعادوا ابلسيوف الصوارم****نصر الدين أهلهفما زلت حىت است

فلست بناج من مضيم وضائم****فرم زورا ينجيك اي ابن وشيكة

وما زلت مرؤوسا خبيث المطاعم*****حلى الل قوما رأسوك عليهم

يكون ظالما للعدو املزاحم****سراج لعني املستضيء واترة

برأي نصيح أو نصيحة حازم ****شورة فاستعنإذا بلغ الرأي امل

.011-011، الديوان، شرح حسين حموي، ص برد بن بشار -1

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

67

ورى عليك غضاضة ة للقوادم****وال جتعل الش مكان اخلوايف ق و

ر كف أمسك الغل أختها ر سيف ل ي ؤيد بقائم****وما خي وما خي

احلزم ليس بنائم نؤوما فإن ****وخل اهلوينا للضعيف والتكن

شبا احلرب خري من ق بول املظال****وحارب إذا ل ت عط إال ظالمة

ورى امرأ غري كامت****وأدن على القرىب املقرب نفسه وال تشهد الش

وال تبلغ العليا بغري املكارم ****فإنك ال تستطرد اهلم ابملىن

وإن كنت أدىن ل تفز ابلعزائم****القوم مقبال إذا كنت فردا هرك

أريب وال جلى العمى مثل عال ****وما قرع األقوام مثل مشيع

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

68

I. :األلفاظ المدحية عند بشار

ر ما ينفقه من المال الوفير توفى غرض المدح فهو الوسيلة التي لعبشار بن برد اعتمد

الذي يحتاجه لينفقه في حياته وفي مالذته، لذا كان مبالغا في مدائحه طمعا في رضا الممدوح

حافظ فيه على نهج القدماء بالتراث، فقدوا غرائه بالعطاء ويعد المديح أهم غرض وصل بشارا

اعر في خطابه الشعري ستعان الشفقد ا 1سواء من حيث جزالة األلفاظ ورسانتها ومتانتها.

منها:بألفاظ دالة عن المدح واستعملها إلرضاء الممدوح ونذكر

حيث وظف بشار بن برد هذه الصفاة لتلميع 2(،سراج، مشيع، أريب، عالمي )الملك، الجبار،

التي تحشاها بعدما غير بعض أبيات القصيدة فكلها االتهامصورته ونفي الشكوك وأصابع

بعد واألماني خصوصامدح بها الشاعر ممدوحه ليس حبا بل رغبة وطمعا في المال صفات

ذلك على استبدال الكنية وجعل الخطاب في مدح (، فأرغمه)أبا مسلماألول انهزام الممدوح

أبي جعفر المنصور.

II. :سيميائية العتبات النصية

المعاصر ألهميتها في تعد العتبات النصية من أهم القضايا التي يطرحها النقد األدبي

ولقد أصبح تشكل اليوم حقال معرفيا قائما بذاته. إضاءة وكشف أغوار النصوص،

.ى، موقع العراق، ديال2221، 2111 ،11رايرفبالخميس، بن برد، فالح الحجية، بشار -1

.011-011م،ص1992-ه1112، 1المجلد الثاني، ط ، ،يحسين حموبشار بن برد الديوان، شرح -2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

69

النص الموازي، ،المصاحب، المناص مثل: النصإن لهذا الحقل مصطلحات عدة

المؤلفين واإلهداءات والمقدمات ...وقد سميت خطاب المقدمة وتحيط به من عناوين وأسماء

هو ماجلي بالنسبة إلى عتبة البيت فهي األساس والركيزة فيماعتبات النص بهذا المصطلح "

1التي يقوم عليها النص"

العنوان: سيمياء-1وجب بادئ ذي بدء يتداول، فقدبه يعرف وبفضله لشيء كاسملما كان عنوان النص

الوقوف عنده لكونه عتبة البد من تفكيكها قبل العبور إلى عابر النص.

فكل األعمال األدبية مفايح أولية تؤشر للعالم الداللي في خطابها، فإن أبرز مفاتيح النص

"العنوان" بوصفها عالمة سيميائية توحي بالكثير.

واأليقونة ((Indexفي المؤشر ممثلة «chspeircie» ومع أن المفاهيم التي ميزها بيرس

(Icone) (والرمزsymbole ذات أهمية في فهم منطق )لعناوين أننا نجد بعض ا العنونة، إال

2.النصية تخضع لعوامل خاصة

يشكل عنوان الخطاب الشعري الذي بين أيدينا إحدى العالمات السيميولوجيا البارزة

المدخل األول الذي يستطيع القارئ من خالله القصيدة، فهوالتي تعمل على كشف قناع

شارة إلى عنوان القصيدة يجب علينا الذكر بأنه االنتظار، أوأفق تحضير أفق التوقعات وا

.221م، ص2111-ه1111، 1الدار العربية، ناشرون، الجزائر، ط فيصل األحمر: معجم السيميائيات، -1

.11م، ص2111ط، د الجزائر، وظيفة اللغة دراسة تطبيقية، نجيب محفوظ: -2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

70

يعبر مطلع القصيدة إذ أن الخطاب الشعري في القديم غالبا ما كان يخلو من العنوان، فيتخذ

ن عالم العبارة إلى عالم أخر هو أقرب ،"أبا مسلم" عنوان ينقلنا م1مطلع الخطاب كعنوان له

إلى عالم اإلشارة بالمفهوم الرمزي.

أصبح العنوان يعد العنوان بالنسبة للشاعر انجاز لعملية معقدة يصعب تحقيقها، فلقد

مسار اهتمام الشعراء ي ختار بعناية لتمثل واجهة العمل األدبي والشعري خاصة ،وهنا يعترضنا

ي يعد من أهم العناصر التي تعترض القارئ أو الباحث عند دراسته العنوان "أبا مسلم" الذ

للنص، فقد استخدم بشار بن برد هذا العنوان أو المطلع كوسيلة لتضليل الممدوح الثاني أبا

دخاله في اليقين والتصديق بأنه الممدوح الفعلي، فالعنوان رغم قصره إال أنه جعفر المنصور وا

عينيه له العلماء والنقاد بأنه يمتاز رغم عما اعترف واضعهيعادل نصا كامال كيف ال، و

.بالفطنة والذكاء والمراوغة

فعنوان القصيدة ليست كلمة عابر وضعت اعتباطيا من طرف بشار بل تم انتقاؤها

فعال.كمطلع لخطابه الشعري بدوافع وضغوط متفاوتة متمثلة في خوف ونفي لما كان

العنوان" مطلع القصيدة وهو نفسه الفاتحة النصية والتي هذا الخطاب الشعري يمثل" ي وف

تحيط بعتبة النص وتعطيه صورة حقيقية لمعالم القصيدة الشعرية ككل ،والتي تعكس مدى

النضج الفكري للشاعر بشار بن برد فالعالقة التي تربط أبا مسلم بالخطاب الشعري عالقة

.116، صم2111، 1دار الفجر، ط وايقاع الشعر العربي، العروض، عبد الرحمان تبر ماسين: -1

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

71

اللة واحدة هما)النص وعنوانه( أحداهما من نصين يشيران إلى د تكامل فالنص الشعري يتكون

مقيد موجز واألخر طويل ،فالنص أو الخطاب الشعري إبداع ونضام سيميائي ذا أبعاد داللية

وأخرى رمزية ،تغري الباحث بتتبع داللته ومحاولة فك شفراته الرامزة ،بداية من العنوان يمثل

بؤرة النص وصوال إلى خاتمة النص .

صوغه كعنوان للقصيدة إذ جاء ف هذه األحرف والكلمات ليوظيتأحسن فالشاعر

، حتى يصغي القارئ أو االنتباهأبا مسلم" فالنداء مفاده جلب بصيغة نداء فتقدير قوله "يا

المتلقي إلى القصيدة بصورة تمعنية وتأملية

البنية النحوية للعنوان:*

منصوب ألنه من األفعال الخمسة لحرف نداء محذوف تقديره يا أو أدعو وهو أبا: منادى

مضاف

مضاف إليه. مسلم:

ولعل المجاز هو الباث األكبر لروح اإلبداعية داخل أي عمل شعري حيث يعمل على

يضع القارئ وسط قراءا عدة فبشار الجمالية، لكونهخلق مسافة الوتر أو ما يسمى بالمسافة

الموت( إذ يعتبر ذلك –)الحياة (، الكره-هذا الخطاب يساوي بين مناقضين )الحب بن برد في

العيش ضمن برزخه الخاص، اعتادالحياة خليط من تلك المتناقضات فقد الحقيقة، ألنقمة

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

72

في صراع مع هذه الثنائية في سبيل إرضاء أخرى، فهوالشر من جهة والخير من جهة

كره.الالممدوح حتى وان كان يكن له

الحسرة، المأزق= ،الرأي الشورى = فمن بين الثنائيات المستعملة في القصيدة نجد:

/الضعف، الشر، القوة/ظالما، الخيركذلك نجد سراجا / فتك، واألضداد =قتل

الحرب/السلم...إلخ

إن األسئلة العميقة التي تطرحها الكتابة هي سعي حثيث وراء الكمال فالحقيقة التي

فالشاعر في خطابه الشعري ،كان يعبر عنها الشاعر متاورية ومخفية خلف ألف حجاب

إذ تعتبر كل عبارات القصيدة سهلة ،يسعى في ضرب من ضروب التخفي وراء المجهول

والمخاتلة في المعنى االنزياحاضحة في أعماقها ،تقوم على متناولة في ظاهرها مبهمة وغير و

عتبة من عتبات باعتبارهو مطلع القصيدة أة العنوان ءوالمبنى وهذا ما ينتاب القارئ بمجرد قرا

ذا النص ومفتاح من مفاتحه ،"فأبا مسلم" باب نلج من خالله إلى عالم الخطاب الشعري وا

ح الكثير من مطالب الشاعر فالبحث في أبا مسلم هو نجد أنه الفتة توض دققنا في أهميته

أنه لديه إيحاءات داللية مرتبطة بعالم النص ،فالمقصود في البحث في صميم النص إذ

1الخطاب الشعري هو "أبا مسلم الخرساني".

.011ص، شرح حسين حموي ،الديوان بشار بن برد، - 1

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

73

سنتوصل مختلفة وعديدة ولعل أقربها ما الحتماالتفالعنوان رغم داللته يبقى خاضعا

نية الداللية، فعنوان الخطاب الشعري قصير يضم كلمتين وهما اسمين نكرين إليه من خالل الب

بالثبات.فاألسماء عادة ما توحي

la carre sémiotique السيميائي:لمربع *اكثيرا باألشكال الداخلية ،لدالالت النصوص ايعد غريماس من السيميائين الذين اهتمو

تحتاج إلى معلومات خارجة خاصة وأن هذه األخيرة عبارة عن كيانات داللية قائمة بذاتها ال

عنها، لذلك فقد رأى أن الدراسة التحليلية الدقيقة لنص تتم من خالل مستويين :المستوى

ط حي والمستوى الع ميق الذي نحدد من خالله الب التي تحدد الطريقة التي نيات العميق ة ،الس

يكون عليها الوجود األساسي للفرد أو المجتمع ،كما يرى غريماس أن المعنى يقوم على أساس

يتم إال بمقابلته بضده وفق عالقة ثنائية متقابلة وقد صاغ اختالفي وبالتالي تحديده ال

1غريماس أفكاره من خالل ما سماه بالمربع السيميائي.

نداء تضاد دعاء

نداء الدعاء ما تحت التضاد ال

.211-229معجم السيميائيات ،ص فيصل األحمر: -1

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

74

خر:آيدة يمكن أن نبينه من خالل مخطط من جانب عرض القص ام أ

مدح تضاد غنى

تحت الضاد هجاء فقر ما

اللغة الشعرية: سيميائية -5ون وشرط الزم كارتبطت بالعالم كم الفرد، فقدولما كانت اللغة هي ما يضمن كينونة

هذا العالق بين اإلثنين هو ما يحقق كينونة الفرد، أداة إدراك العالم، باعتبارهالتجربة الفرد

ربحت فيه العالم وخسرت اللغة في وضع "أنت وجوده،وبإقصاء أحدهما اللغة والعالم تلغي

المسافة هو، تقليص بالضبطتسعى إليه ولكن، العالم عندك اآلن قلق ألن اللغة تنقصه وما

".بين اللغة والعالم

بل شرطه وال يمكن تحقق انتاج واللغة ليست محاكاة للفكر،فالنص األدبي شكل لغوي

داخلها.المعنى إال

:"إن اللغة هي LE BINIZولذلك فليس بغريب أن يقول عنها الفيلسوف األلماني لبينيز

شيءخيرا من أي –أصدق مرآة للعقل اإلنساني، وأن التحليل الدقيق لمعاني الكلمات يمكننا

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

75

ليات العقل أو يقول عنها أكبر فالسفة نظرية المعنى "فتجينشتين" إن حدود: وآخر من فهم ع

العمل األدبي إبداعا لغويا في أي مستوى من اعتباروفي ضوء 1عالمي هي حدود لغتي "،

بي دراسة ت طبيقية ت ت مثل وانطالقامستوياته من قناعتنا الراسخة بأهمية دراسة لغة العمل األد

م ف اهيم وآليات الرصد النقدي في م داخله الكبرى ،فالمبدعون والفنانون هم وتستثمر كثيرا من

اخل اللغة وت سكن اللغة داخلهم على حد تعبير "نجيب محفوظ". كنون د 2و حدهم الذين ي س

أنه يسكن داخلها ويخلق جميع الحدود الخاص، إذبشاربن برد جاءت تعبيرا عن عالمه فاللغة

ك أبلغ الشعراء القدامى.والحواجز ليكون بذل

إن محاولة اكتشاف مالمح البعد الفني لشعرية القرنين الثاني والثالث الهجريين تقود

الدراسة مباشرة لبحث عناصر األداء الفني للغة ،الصورة ،الموسيقى، البناء، في مرحلة أولية

ساسية لهذه لقراءة هذه الشعرية محاولة تعميق عن طريق التركيز على بعض المالمح األ

للفن الشعري في هذا العصر الرئيسيةالشعرية ،ممثلة في سماتها الفنية التي تشكل المقومات

بوصفها دعائم يعول عليها الشاعر تعويال كبيرا في أداء رؤيته والتعبير عن ذاته وطرحها من

عرب من خالل القصيدة ،وقد توزعت اللغة الشعرية بين أربعة أنماط رئيسية إثر انتقال ال

ستقرارهم في المدن :أولها ن م ط الجزالة والفحولة وقوة البادية إلى الحضارة بعد اإلسالم وا

.61، صم1999، 1قراءة النص، الدار البيضاء، ط لحسن حمامة: -1

.10-11وظيفة اللغة، ص محفوظ:نجيب -2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

76

الجرس وقد غلب هذا النمط على القصيدة القديمة، التي احتفظت بتقليد بيتها من حيث المعجم

1الشعري وطبيعة األداء اللغوي الذي يملئ الفم.

عض موضوعات الشعر القرن الثاني هجري التي ويبدو هذا النمط بشكل ملحوظ في ب

تميل إلى اإللتزام ببدوية اللغة الشعرية، ومن ذلك منح بشار في بعض قصائد المديح التقليدية

المجددين ولعل ميميته في مدح أبي جعفر ضمن الشعراءإال أنه قد تجاوز ماهو قديم، ليدخل

التجديد.المنصور تجسد ذلك

لم م ا ط و الم وال ****بدائم ع ي ش ل أب ا م س ال م ع م ا ق ل يل ب س م س

ا د م الر ت ح ل ى ال م ل ك ال جب ار ي ق م ****ع ق ال م ت ال ح ر ع ه ف ي ال م أ ز ي ص 2.و

تيار السهولة اندفاعا محموما على النقيض من الجزالة في طريق ي سر النمط الثاني:

لوب وجماه ر ي ة بارة وسهولة ال لغة ورشاق تها "وقد مالت هذه اللغة في كثير من األحيان األ س ال ع

تطيع أن يفهمها الكثير من الع ناصر الغير عربية الذين آلت من البساطة والسهولة كي ي س

يطرون على كل " األدبية.ب م ا في ذلك الحركة شيءإليهم شؤون الدولة وأصبحوا ي س

ويأتي النمط الثالث:)المتانة والسالسة( مزيجا من النمطين السابقين فهو يأخذ من

استبدالومن ثانيهما سهولة في غير ركاكة أو وحشية،أولهما متانة في غير إغراب أو

شعرية التفاوت، مدخل القراءة الشعر العباسي، دار الوفاء لدنيا الطباعة ،محمد مصطفى أبو شوارب -1

.80م، ص2112والنشر، دط، إسكندرية،

.011صشرح حسين حموي ،الديوان، بشار بن برد -2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

77

أطلق على هذا الجرس، وقدفتجتمع له فخامة األسلوب، ورقة الحاشية مع سالمة العبارة وقوة

سم األسلوب المولد وهو غالب على كتابات كثيرة من الشعراء والكتاب النمط من التعبير ا

الشعراء تمثيال الشعري، أكثرالمجددين فبالصياغة التعبيرية ويعد بشار في كثير من نتاجه

.1لهذا النمط الذي يبلغ ماداه في شعر أشجع

ع تولى اللغة الواصفة فتح مكنون العالقة اإلعيباطية الغامضة بين التعبير والمحتوى ف ت س

الداللية.الحقيقة العالمة، الستكشافبذلك إلى بلوغ نواة

هذا يظهر جليا في ميميته التي الشعر، ولعل كان بشار كثير التصرف في فنون

مدح بشار إبراهيم بن عبد هللا العلوي لما والفرزدق، إذفضلها أبو عبيدة على ميميتي جرير

م إبراهيم غير بشار عنوان قصيدته ومدح بها خرج عن بني العباس بالب ز رة فلما إن ه ص

2المنصور.

لك من قبل إذ وظف بشار في هذه النص الشعري لغة راقية سلسة سلك بها طرق ا لم ت س

يصور بقوة أنه لم يأخذ شيء من غيره على حد تعبير األصفهاني في كتابه األغاني فهو،

قاد في كتابه تتركه حاست ا ال ما أي خاصة به ع والشم من أثار في النفس ،وقد ع ر ف ال ع م س

اع ات أن ذلك من أثار فقدان حاسة البصر، ومن ثمة يرى ابن الرشيق في ق يراضه الم راج

.91-89 ، ص محمد مصطفى أبوشوارب،شعرية التفاوت-1

، 1دار المعارف كورنيش النيل، ط ترجمة: عبد الحليم النجار، األدب العربي، تاريخ،كلمانكارل برو-2

.96ص.1119القاهرة،

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

78

استعانإذ فقوة بشار في شعره تتجلى من خالل لغته، 1الذهب أن بشار هو امرؤ القيس ،

باللغة الواصفة موجهة إلى مسامع عامة الناس دون ت ب ذ ل لغوي بتطويع اللغة وببحر ر اقص

قابل للغناء والطرب في عصره ،وشعر حضري ناعم يهدهد به على المكشوف والرمز والتلميح

وكأنه يخشى أن تنسى أذنه فيما تراه أعين اآلخرين وي ح س الم بصرين ببصيرت ه م دون إحساسه

نه ال يخجل من تكرار المعنى قائال :ي فوق إحساسهم وا

تار ا اخ م ع وا ق ل ب ي و ل ت د ل ب ال وارت ق ى ****ف ق ر ه وا للب ف بال ق 2.ب ال ع ي ن ي ب ص

فمطلع الخطاب الشعري الذي نحن بصدد دراسته عبارة عن حكمة مفادها أن اإلنسان

المطاف بالموت فهو حتمي على كل البشر، ولقد عبر مهما طال عيشه إلى أنه سينتهي به

الناس:ه بطريقة معنونة مجالها لغة بسيطة مفهومة لدى عامة نع

.3وال مسالم عما قليل بسالم ****طول عيش بدائم أبا مسلم ما

االنتصارأولهما، فاللغة الشعرية في هذا الخطاب تتناول حقالن دالليان أساسيان:

المدح:والعزيمة والشجاعة كحقل داللي يحيل إلى

دى م الر ت ح ب ار ي ق ل ى ال م ل ك ال ج م ****ع ق ال مت ال ح ر ع ه ف ي ال مأز ي ص 4و

.90، صكارل بروكلمان ،تاريخ األدب العربي - 1

.91صنفسه ينظر: المرجع -2

.011ص ،الديوان ،شرح حسين حموي،بشار بن برد -3

.011المصدر نفسه: ص -4

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

79

الهزيمة والمأزق والشدائد لقوله: وثانيهما:

م ع ب قت ل م ت و ج أ ن ك ل م ت س ت ك ****ك م ع ب ف ل م ت س يم و م ع ظ 1.األ ع اج

تقوم على لغةفي صيغة بالغة العمق والتأويل ألنها ومفرداتهوتمتد عبارات النص

معبرة.التأمل وهي لغة صافية

:للنصالتركيب النحوي * واألسماء والضمائر. األفعال دراسةالعناصر:ويتم من خالله تحليل النص الشعري وفقا لهذه

الفعل: -أ

2قترن بزمان وهو ماضي ومضارع وأمر.ادل على معنى في نفسه هو ما

دراكوهو حركة والحركة لها القابلية احساسها ورأيتها وسماؤها فالحركة إذا بلغت ما وا

3يصدر منها صوت مسموع.

وقد انقسمت األفعال في هذا الخطاب الشعري إلى ثالثة أقسام من خالل الجدول التالي:

.011صالسابق ،المصدر ، -1

.26، ص1األردن عمان، ط قواعد صرف قواعد، دار أسامة، موسوعة اللغة العربية، نبيل أبو حلتم:-2

، 1منهج علمي في فقه اللغة، دار البداية، عمان، األردن، ط الداللة المشتركة، ،هاني عبد الرحمان- 3

.8م، ص2112-ه1111

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

80

أفعال األمر ألفعال المضارعة ا األفعال الماضية

دارت، أجرمت، كان بدت وردن،

أمسك، بلغ، لحا، ،نزر، تجردت

فزع، األقوام، جلى هرك، ،كنت

يصرعه تجري تسمع يقتحم،

تعري تلتقي تعفويخشى

ينجيك أقول يأيد تقربا

حارب تعطىاستعن جعل تكن

أذن تسطرد تبلغ

15 13 3

حصائية ألفعال النص بأزمنتها الثالثة الماضي المضارعإيمثل هذا الجدول عملية

36وهذه األفعال تفيد التغير والتحرك والتحول وعدد األفعال في هذه القصيدة تناهز األمر

23،5/°النسبة المئوية له. أمافعال وتعود هذا التنوع إلى األحداث التي كانت مصاحبة

نحو قوله: من األبيات ما وجدت فيها األفعال الماضية

ة ك يد ف الت م ى ان ش ان ال ي خ ق د ك ائ م .****و ر ي الن حو س األ ش ج ه وال ل ي 1ع

فالفعل كان فعال ماضيا ناقصا يدل على زمن أو حدث قد مضى وفاة وقوله أيضا:

2.م ائ ر الج ر ز ن مت ر ج ا أ م ل ت ان ك و ****اح الر ه س أ ى ر ل ع ت ر دا د ان ق و ر م و

يدالن هما فعالن ماضيان وعالماتهما تاء التأنيث الساكنة، توأجرم /الماضي دارت نوالفعال

على زمن منذ اكتشاف خفيات هذه األمور واألفعال الماضية في هذه القصيدة كثيرة ومتنوعة

.011، ص،شرح حسين حموي الديوان ،بشار بن برد -1

.011المصدر نفسه، ص - 2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

81

الماضية، تأتي األفعال المضارعة وهي عكس األفعال الجدول، وبعدهاكما هو مبين في

وهذا 1.واالستقبالدل على معنى في نفسه مقترن بزمان يحتمل الحال المضارع هو ما فالفعل

نجده في مجموعة من األبيات مثل قوله: ما

دا ت حم الر بار ي ق لى ال م لك ال ج م .****ع ق الم ت ال ح ر ع ه في ال م أ ز وي ص

وقوله كذلك:

بيل ه الم ت ع فو س ت اإلس د ر و ار م ****ت ج يوف الص ري م طا ه ب الس ت ج .2و

كلها أفعال تدل على حدث الحال والحاضر تعفو، تعري( ،يقحم، يصرعهفاألفعال:)

أما األمر فقد والتزال القصيدة حافلة بالفعال المضارعة كما هو مبين في الجدول السابق،

استعمله كذلك الشاعر ليخاطب ممدوحه ويواجه له القول بالمدح مثل قوله:

ل غ الر أ ت ع ن ي إ ذ ا ب ور ة ف اس از م .****الم ش يحة ح يح أو ن ص ب ر أ ى ن ص

، 1، ط1المكتبة العصرية، ج جامع الدروس العربية، راجعه عبد المنعم خفاجة، مصطفى الغاليني: -1

.11م، ص1986-ه1116

.012-011ص المصدر السابق،-2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

82

وقوله كذلك:

ار ب إذ ل م ت ع طي إال ظ ال م ة ح بى ال ****و ب م ن ق ب ول ال م ظ ال م.ح ش ر

ب ال م ن ى م ت ط ر د ال ه ن ال ت س ار م ****وآذ ك ر الم ي ا ب غ ي لغ ال ع ل .1و ال ت ب

أفعال تدل على األمر فانسجام تبلغ( ،استعن، حارب، تستطرد)األفعال فلكل من

األفعال الثالثة وتظافرها يشكل مفهوما عاما للقصيدة وينشط ذهن القارئ ليجعله يستوعب

دراك أزمنتها الي تحمل في طياتها مدحا وفخرا.بصورة دقيقة معالم الخطاب وا

:األسماء-ب

يخلو أي نص تعد األسماء من المعالم الكبرى في النص فلكل اسم داللته ومعناه فال

هو مزيد، وهو "كلمة تدل على معنى في هو مجرد وما منها شأنها شأن األفعال فيها ما

نفسه وغير مقترن بزمن "كما نجده مبين في قوله:

ة اض ل ي ك غ ض ور ى ع ع ل الش ان ****وال ت ج م م ك و اد و اف ي ق و ة ل ل ق .2ال خ

غضاضة مكان الخوافي قوة قوادم، نحو: الشورى،إذ نجد مجموعة من األسماء في البيت

الخطاب الشعري في الجدول فبعضها نكرة والبعض األخر معرفة ويمكننا أن نحصر أسماء

اإلحصائي التالي:

.011-011المصدر السابق: ص - 1

.011ص المصدر نفسه، - 2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

83

األسماء

ك سالم ،الملك، الجبار، المأزق، المتالحم، المتوج، عظيم، فت مسالم، أبا، مسلم، دائم ،

الألشائم، ،سيوفهم، أبو العباس، أحالم، نائم، انفالت، مكيدة، النحوساألعاجم، كسرا ،رهطه

أسه، الذات، وجه ،المنايا، حاسرات، العمائم، األيام، غرا، كلوحا، باديات، الشكائم، مروان، ر

م،، وزرا ابن الرحا، الجرائم ،سادرا، طريقهم، النقائم، اإلسالم، سبيله ،مطاه السيوف، الصوار

، يم، صائم ،قوما، مرؤسا، خبيث المطاعم، لبسام ،جاللة، غرا، اريحاوشيك، ناجم، مض

ح، عاشقا، المكارم، سراج، عين، المستضيا، ظالما ،العدو، المزاحم ،المشورة، رأي، نصي

، قائم، نصيحة، حازم ،عضاضة، مكانا الخوافي، قوة، القوادم، خير، كف، الغل، اختها، سيف

لعليا، ائم، ظالمة، خير، قبول، المطاعم، الهم، المنى، اخير، الهوينى، الضعيف،، نؤوما، ن

المكارم قودا، القوم، مقبال ،العزائم، األقوام، العمى.

تكرر مرتين األولى معرفة

والثانية نكرة

رأ ي االسم مرات3تكرر االسم

خير

اسم111

إلى يمثل هذا الجدول عملية احصائية لألسماء المتواجدة في النص اذ يصل عددها

ومن العملية اإلحصائية °/° 16،41يناهز اسم فنسبتها المئوية في النص تصل إلى ما 111

لألسماء المينية في الجدول نستنتج أن نسبتها في هذه القصيدة أكثر من نسبة أفعالها بأزمنتها

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

84

وهي في مجملها تتراوح بين نعوت واوصاف مثل: واالستقرارالثالثة فهي تدل على الثبوت

وأخرى مثل قوله: الملك الجبار، عظيم

1.ل عالم ث أريب وال جل ى العم ى م ****وما فزع األقوام مث ل مشع

ن كان وهما وتضليال لحقيقة ما وقد جاءت هذه النعوت وصفا ومدحا ألبي جعفر المنصور وا

ما أسماء شخصيات أ أن الشاعر أحسن التعبير وبرع في تلميع صورته أمام ممدوحه،إال

معروفة لدى الشارع فقد كانت حاضرة في المضمون الشعري إذ استدل بها الشاعر ليعزز

شعره مثل قوله: ويتأصلمقامه

2.وأمسى أبو العبا س أحالم نائم ****تقسم كسرى رهطه بسيوفهم

لى أنه ال ل فتك.يعتز بالعجم وانهم أه فالشاعر يشير إلى فتك العرب بالعجم والملوك وا

أيضا:وقال

3مائ ر الج ر ز ن ت م ر ج ا أ لم ان ك و ****اح ه الر س ى رأ ل ع ت ار د د ق ان و ر م و

.011بشارد بن برد: الديوان، ص - 1

.010، صنفسهالمصدر - 2

*كسرى=ملك الفرس

*الرهط=القوم

*أبو العباس=الوليد ابن يزيدابن عبد الحكم وعثمان

.011المصدر نفسه، ص - 3

*الرحى= حجر الطاحون

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

85

دارت على مروان الدوائر فانهزم شر هزيمة باإلضافة إلى أسماء بعض الجمادات معنى: لقدب

مثل: السيوف كقوله:

بيله م ت ع ف و س ال س ت اإل د ر وا ر م ****ت ج 1.وت ع ر ي م ط اه بالسيوف الص

أسماء بعض الحيوانات وكان حيوان الفرس كمثال إذ شبه أيام السعادة بأفراس وكذلكوالشكائم

غر الوجوه وأيام البأس بأفراس كوالح شامسات نحو قوله:

بما ر ق د ت ر د األ ي ام غ ر ا و ائ م . ****و ك ي ات الش ا ب اد ل وح ن ا ك د ر 2و

هو هو قديم وما وتوحي هذه األسماء بمعالم حياة بشار التي كانت عبارة عن انسجام مع ما

بمقدمة الطاللية واستبدلهاجديد اذ أنه يعتبر من أهم الشعراء المجددين فكسر نظام المقدمة

ة فالخاتمة الجيدة لها ليجسد لنا حسن النهاي بحكمة االبتداء. وانتهى نوحي لنا بحستحكمية

ا كبيرا في نفسية هي النهاية التي تترك أثر و حسان العمل األدبي عند المتلقى تدور في اس

شاقتها ونضجها وحالوتها ر لقي وهي آخر ما يبقى في األسماع فيجب أن يجتهد في تالم

كتابه وال يختمكتابه المثل السائر فقال "وجزالتها. وقد تحدث ابن األثير عن أثر الخاتمة في

.012، صالسابقالمصدر - 1

*الشكائم = ج شكيمة وهي الحديدة التي توضع في فم الفرس.

011المصدر نفسه،ص -2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

86

من هذا القول الذي طاب سمعا وزكا اصال وفرعا وتصرف في اساليب البالغة فجاء بأحسن

1".وشفعاوترا

الضمائر: -ج

في النص الشعري. الحظناه العربية، وهذا مافي بناء معالم القصيدة ودورا كبيراحضورا لضميرولقد كان

صاحبه ه حقيقةظم وسمي ضمير ألنه يحتوي في سر لفوتدل عن المتكل االسم"كلمة تنوب عن الضمير:

اما عن انواع الضمير في الخطاب الشعري فهي على نوعين: 2ويقابله االسم الظاهر."

وهو الذي متصل: *ضمير ،تقل عن الكلمة ويأتي منفصال عنهامس منفصل: وهو ضمير*

تي:اآلواألمثلة في القصيدة كثيرة نمثلها في الجدول الكلمةيكون جزءا من

الضمائر

ينجيك، رأسوك، عليهم، عليه، أختها، سبيله، معطاه، نسيوفهم، عليه، رأسه، طريقهمكأنك،

فإنك، هرك.نفسه،

32

هللا الشهيري،من صور التلقي في النقد العربي القديم قسم اللغة العربية ،كلية التربية ضافر بن عبد -1

،جامعة الملك فيصل .

معجم الميسر في القواعد والبالغة واإلنشاء والعروض، دار الكتب العلمية لبنان محمد امين الضناوي، -2

.10ص، م1999ه 1121 1ط

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

87

خر آلى إبه الشعري فقد تنوعت من نوع استعان بشار بنسبة معتبرة من الضمائر لبناء خطا

مثل: سيوفهموضمائر الغائب فإنك،رأسوك، نحو: كأنك، ينجيكمنها الضمائر المخاطبة

ضمائر المخاطب وهذا وجدنا ضمائر الغائب تفوق نسبة من ذنفسه، إ، طريقهم، رأسه، سبيله

ن يستعين بضمير أمدوحه في غيابه فكان من الضروري كان يمدح م شاربن ألى إراجع

تقدر نسبتها واألسماء، إذقل نسبة من األفعال أن الضمائر بمجملها أ عنه إال الغائب داللة

%9.31: ـبفي النص

يدينا نظام إشاري دالأإليه ،أن النص األدبي الذي بين ن نتوصلأوفي األخير ما يمكننا

لغوي و اللغة فيها متكلمة عن ذاتها و متكلمة عن األشياء خارجها وفق الصورة التيوهو بناء

ترى بها األشياء ولذلك فإن أي كالم باللغة البد أن يكون باللغة وفي اللغة وال يغادرها إلى

غيرها وال يستعين بغيرها ،عليها تفسيرا وتحليال ، والبحث السيميائي في اللغة بحث في

فكل لغة البحث في داللتها ومعانيهاو للرموز عتباطيةاإل باألنظمةواألشكال الخاصة الوظائف

فن جمعي في التعبير وتنطوي على عدد من العوامل الصوتية واإليقاعية هي في ذاتها

إن الكتابة عن النص ما هي والتركيبية والجمالية والمزية التي ال تشاركها فيها أي لغة أخرى.

نمعرفي احتفالإال هو ذاته والنص ول النص ال يمكن إال أن يكون نصالخطاب ح به، وا

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

88

األدبي يظل غير منجز مادامت قراءاته متواصلة بل إنه في دالالته يتضاعف مثل متوالية 1لتعدد قراءاته . رياضية تبعا

:الصورة الشعرية سيميائية-1

المصطلحات األدبية أهمية أشدها صلة أكثركان مصطلح الصورة وما يزال من

تمثل األدبي، فالصورةاالدبية وذلك لما له من أهمية بالغة في العمل بمقاييس الجودة

2واقعه. والتعبير عنفي نقل تجربته وسائط الشاعر الشعر، وأهمجوهر

ما لها من كما تبرز أهميتها كذلك في إحداث التأثير في المتلقي قارءا أو سامعا ، ول

وليدة الخيال الذي يجمع المتضادا في فالصورة قدر كبير من المتعة الوجدانية للنفس البشرية،

بوتقة واحدة وهي بذلك تمثل أسمى مراتب البيان و اإلبداع ،فهي تحرك العاطفة وتهز

وتسمو باألحاسيس وترتقي بالوجدان فتنبض النفس بالحيوية والقوة وتتجاوب مع المشاعر ،

فمصطلح الصورة استعمل منذ القديم بمعان صداء الحياة وأسرار الجمال في الطبيعة والكون،ا

متعددة فقد قال أرسطو ذات مرة "إن التفكير مستحيل من دون صور "،وقال أيضا أن الصورة

مام صورةأ"نكون فعندما يقال "وثب كاألسد إذ أنها ال تختلف عنها إال قليال استعارةأيضا

عالقة هي: محور فالصورة الشعرية 3.استعارةندما يقال "وثب األسد "نكون أمام ولكن ع

ا، السيميائية و النص األدبي ، منشورات جامعة عنابة باجي مختار اعمال ملتقى اللغة العربية و آدابه -1

.189-180، الجزائر ،ص دط

2111، 1داب، القاهرة، طاآل علي الغريب محمد الشناوي، الصورة الشعرية عند األعمى التطيلي، مكتبة-2

لدى اإلمام علي، امعة القرويين حجاجية الصورة، في الخطابة السياسية، جنقال عن كمال الزماني 10ص

.12، 11م، ص 2112، األردن ،1رضي هللا عنه، عالم الكتب الحديثة، ط

18المرجع نفسه ص-3

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

89

"وهي خيال إبداعي يعيد تشكيل صور أشياء ،1لطبيعة وجوده اإلنسان بالكون وأساس إدراكه

2تأليف صور جديدة وعوالم ممكنة". لم ندركها أو

على الخيال والمبالغة وذلك ،فالخطاب الشعري لدى بشار بن برد له عالم خاص قائما

ية مستحيلة خيال يتخللها صور من خالل تجاوز الواقع باستخدام صور غريبة خارقة للمعهود ،

مام صورة أ ووضعهليصل إلى مفاجئة المتلقي واالبتكارء من اإلبداع وغير متوقعة فيها شي

فنية رائعة ذات بناء جمالي فاتن ،من خالل توظيف الصورة البيانية المتاحة في ذهنه إذ

بتوظيف الصور اعتنوافبشار من الشعراء الذين ،يرتكز عليها إلبراز معالم فطنته وذكائه

الصورة باعتبارها اساس الخطاب نصه الشعري نلمس توظيف الشعرية الفنية إذ من خالل

يخلو أي نص من هذه الصور ألنها تتعلق بالعملية اإلبداعية لشاعر، حيث ال الشعري

التأملية التأويلية للخطاب الشعري "ابا مسلم" نجدها تبلغ من الجودة درجة كبيرة فهي وبالقراء

االستعارةومن بين هذه الصور الموجودة في هذه القصيدة التشبيه ، مليئة بالصور الفنية،

الكناية .

شبيه:تال-أ

غتراب ،دار المطبوعات كاميليا عبد الفتاح،الشعر العربي القديم ،دراسة نقدية تحليلية لظاهرة اإل -1

.111م ،ص 2118السعودية ،دط ،الجامعية

م 2118األدبي، بين النظرية والتطبيق عالم الكتب الحديث، األردن، دط ، محمد القاسمي، قضايا النقد -2

.191ص

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

90

أو تقريبه الشيءالتي يريد البليغ الوصول إلى تعين اإليضاح التشبيه وسيلة من وسائل

"والتشبيه ،1"صفة في الشتراكهمااخر بشيء شيء"صورة تقوم على تمثيل المخاطب وهومن

في: أركان يقوم عليها المتمثلة هول 2لون من ألوان التعبير اإلنساني الذي عرفته األمم جميعا".

آخر بشيء شيءعلى تشبيه أساسا يقوم الشبه، إذ التشبيه، وجهبه، أداة المشبه، المشبه

وظفه الشاعر إذ شبه األشياء بأشياء أخرى ومتنوع، فقدحيث نجد التشبيه في هذا النص كثير

دقيقة مثل قوله: وتقريبه بصورةلتوظيف المعنى

م م .ت ل م ت و ج ****ع ب ق كأنك ل م ت س ع اج ت ك األ م ع ب ف ل م ت س يم و 3ع ظ

"متوج " وهو الملك الذي قبل وذكرإذ أن الشاعر أراد تذكير أبا مسلم بقتل الملوك من

أبا مسلم في خياله، وشبهه استحضريضع التاج فوق رأسه وهذه صورة تشبيهية فالشاعر

المشبه التشبيه" كأن"، تحذيره، فحرفان يذكره بهدف فأرادبالغافل الذي عمى النسيان ذاكرته

المشبه به محذوف،وقوله أيضا:،"أبا مسلم"

مي اش ع اة إلى ال ه د ى***م ن اله يك مث ل إ ب ن فاطم *ن الد د م ن ي ه ار ا و ه 4.ج

ا قريش التي تنحدر منهم الرسول صلى هللا عليه وسلمو هاشم فيوالهاشمين من قوم بني

بشار:أصل البيت قبل أن يحور فيه

.10م، ص 2111ه 1111، 2يوسف ابو العدوس، التشبيه واالستعارة، دار الميسرة، األردن، ط -1

،1ط،محمد بركات حمدي البالغة العربية في ضوء األسلوبية ونضرية السياق، دار وائل األردن -2 .90م، ص 2111

.011ص شرح حسين حموي،بشار بن برد، الديوان، -3 .012المصدر نفسه،ص -4

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

91

م ين م ن اط د ي **** الف اة إلى الم ه ع ديك م ثل إبن ف ا طم .الد م ن ي ه ار ا و ه 1ج

أيضا:وقوله

ر اج ل ع م ***** ي ن الم ست ضيئ وتارة س ا ل عد وي الم زا ح 2ك ون ظ ال م

بالنسبة للعدو المزاحممستضيئ، والظالم إذ شبه بشار بني هاشم بالسراج أي النور لعين

(سراج، ظالمبه ) (، المشبههاشم بني)محذوفة، المشبه واألداة

ويقول كذلك:

ا ث ل م شيع **** وم ا ف ز ع ي ب و ال ألق وام م ل ى أر الم .ج ثل ع م ى م 3األع

لذي تدين له األقوام بالطاعة والسيادة البد أن يكون شجاعا مقداما ،ذكيا ن اأ يعني بهو

كما أنه ال يجلو العمى مثل العلم و العلماء ففي هذه الصور التشبيهية يبدوا الجمال ،فطنا

و اإليحاءات التي يوحي بها التشبيه هدفها تقريب المعنى وتصويره في قالب فني جميل ،الفني

إنما يدل على نضج فكر الشاعر وبراعته في تصوير المعاني، فالشاعر يعتمد في ندلإوهذا

وبذلك ينفرد في صياغة شعره ليتمكن من إلى موقف من مواقف واستهاللهالقارئ انفعالإثارة

ن تقديمه حسيا عنه اختلفقرينا للرسم مشابها له في طريقة التشكيل والصياغة و التأثير ،وا

.012بشار بن برد، الديوان، ص -1

.011المصدر نفسه ص -2

. المشيع=الشجاع،األريب =الذكي

.010المصدر نفسه ص -3

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

92

في المادة التي يصوغ بها ويصور بواسطتها فالشاعر يقدم المعنى بطريقة تجعله قادرا على

إثارة صور بصرية في ذهن المتلقي تقديما يستبدل فيه المعنى الحقيقي بمعنى اخر مصور

نما الذي يتغير هو الشكل أو تبدالاالسدون أن ينتج عملية هذه تغير في المعنى األول وا

1.الصورة التي قدم بها ذلك المعنى

: االستعارة-ب

معنى الحقيقة في ادعاءوهي " 2مقامه"، قام غيره إذهي "تسمية الشيء باسم االستعارة

تشبيه حذف أحدأنها ،البين، وواقعهاللمبالغة في التشبيه مع طرح ذكر المشبه من الشيء

واستعمالهللغة مجازية استخدامهفي األسلوب من سحر هو فمن أعظم ما 3،"طرفيه

تسم العقل الحديث كما واالستعارة والمجاز والخرافةبالمثل االستمتاعف للتشبيهات المناسبة

صورة أو معنى أو استبدالبسواء وهي من الجانب النفساني البدائي، سواءاوسمت العقل

4المجاز.ثمة يكون لدينا ضمنا خالل قصة ومن يجري االستبدالخر وأحيانا آموقف محل

ية، لدى اإلمام علي رضي هللا عنه، عالم الكتب اسكمال الزماني، حجاجية الصورة في الخطابة السي -1

.16ص م 2112 ،1األردن، ط،الحديثة

ابن عبد هللا شعيب احمد، بحوث منهجية في علوم البالغة العربية، ابن خلدون، دار ابن حازم -2

.116،صم2118بيروت،

الجيل، بيروت هيثم هالل، معجم مصطلح األصول، تعريفات لغوية، شروحات لكتب األصول، دار -3

ص.2111،20ه،1،1121ط

منشأة المعارف، اإلسكندرية، دط البالغة العربية، تأصيل وتجديد، مصطفى الصاوي الجوبني، -4

.102-112، صم1980،

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

93

"تطوير للتشبيه البليغ بحذف أحد طرفيه وجه التحديد وهي علىأساسها التشبيه فاالستعارة

.1إمعانا من األديب في تناسبي التشبيه"

الغرض نتباه، ولعللالفي الخطاب الشعري لبشار بن برد ملفت االستعارةنجد توظيف

قوله:منها هو تقريب الصورة وتوضيح المعنى للمتلقي ومثال ذلك في

ائ م ر ات ال ع م اس ن اي ا ح وج وه ال م ت ل ه **** ت ا ب د لى اللذ ات ح .م ق يم ا ع

قد ت ر د ي ات و ا ب اد ل وح ن ك د ر ب م ا ****و ر ائ م األ ي ام غ ر و ك 2.الش

يام السعادة بأفراس غراأشبه فقد للحرب بحسر العمائم وكشفها استعدادهالمعنى من هذا شبه

ذكر الشاعر المشبه األيام وحذف المشبه به وهي كوالح، فقدلوجوه وأيام البؤس بأفراس

شكيمة وهي الحديدة التي توضع في فم الفرس الشكائم، جمعاألفراس وترك أحد لوازمه وهي

أيضا: مكنية، ويقول استعارةعلى سبيل

ا ن ي خل ال ه و م ل ي س بن ائ م. و ز ا ف إن ال ح م ****ن ؤ 3الضع يف ال تك ن

شبه الحزم بشخص يقضان وهو أموره، فقدوالمعنى يشير إليه بأن يكون حازما في

مكنية، استعارةمشبه به وهو اإلنسان وترك أحد لوازمه وهو النوم على سبيل ال المشبه، وحذف

:قوله بديعة في استعاريةنجد صورة كما

.01، دت، ص1عبد ه عبد العزيز قليقلة، البالغة االصطالحية، دار الفكر العربي، لبنان، ط -1

.011،011 حموي، صشرح حسين ،بشار بن برد، الديوان -2

.011، ص المصدر نفسه -3

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

94

ر م ت ن ز ر ان ل م ا أ ج ك ا****و ح ه الر ل ى ر أ س ت ع ا ر و ان ق د د م ر ر ائ م و 1.ال ج

الصورة، في هذه فقد ذكر الشاعر شر هزيمة، والمعنى لقد دارت على مروان الدوائر فانهزم

الذي يطحن بحجر الطاحون وترك أحد وهو مروان وحذف المشبه به وهو الشيء المشبه

مكنية. استعارةلوازمه وهو الرحا على سبيل

نذكر أخرى إذ شبه الشاعر األعداء بالكالب االستعاريةهذه الصور باإلضافة إلى

يقول:الممدوح على أخذ بطانيته من أهله إذ ويحرصالوحيد، يستضعفون المنفرد

ن ى ث م ت ف ز ب ال ع ز ائ م . ن ت أ د ب ال ****و ا ذ ا ك م م ق و ك ال ق ا ه ر د ن ت ف ر 2إ ذ ا ك

فقد ترك الشاعر المشبه وهو "أبا جعفر المنصور "وحذف المشبه به وهو الكلب وترك

مكنية. استعارةأي نبحك على سبيل "هرك"،لوازمه وهي أحد

أكثر يتحتاج إلى تأويل عقلي االستعارةنتوصل إلى أن االستعاريةومن هذه الصور

ا اعمق من ذلك الذي تقدمه العالقة الواضحة بين طرفي التشبيه ،وقد يتصور لنا أن وخفاء

يمعن النضر يكتشف أن هناك هذه األبيات تقوم على روابط موهومة ومضطربة ،ولكن من

بين هذه التشبيهات ولكن ليست واضحة بل خفية وترجع هذه العالقة إلى وحدة األثر عالقة ما

عبارة عن تركيب االستعاراتفهذه ، المشبه في جميعهاو النفسي بين كل من المشبه به

.011ص بشار بن برد ،الديوان،شرح حسين حموي، -1

*الرحى = حجر الطاحون،أي رحى الحرب شدتها.

.011المصدر نفسه، ص -2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

95

مدة ، قائمة الموضوعية الجا من الغموض و اإلبهام على الحقيقة لقي وشاحات فهي انيوجد

لتشكل الصورة الشعرية الجديدة . وتشخيص المعنى الذهني على البعد المجازي،

الكناية:-ج

والمراد بالكناية . 1"و تذكر شيئا يستدل به على غيرهأ غيره،وهي أن تتكلم بشيء وتريد "

ولكن يجيء ن يريد المتكلم إثبات معنى من المعاني فال يذكر باللفظ الموضوع له في اللغة أ

نما أجرى هذا 2."إلى معنى هو تاليه ورد في الوجود فيومئ به إليه ويجعله دليال عليه سماإلوا

وللكناية ثالثة 3"كناية.سميت غيره ولذلكمعنى ويظهر على هذا النوع من الكالم ألنه يستر

الكناية عن نسبة فمن خالل الخطاب موصوف، وعن صفة، الكناية عن هي: الكنايةأقسام

قوله:ففي أيدينا سنعرض مجموعة من الكنايات الذي بين

م ك س س ي وف ه م ***ت ق ره ط ه ب س ال م ن ا ئم ر ا ا أ ب و ال ع ب اس أ ح س .4*و أم

العباس هو الوليد بن يزيد بن عبد الفرس، وأبووالمقصود بكسرى في هذا البيت ملك

الحكم وعثمان البنيهبالهوي والشراب أخذ البيعة متهتك، إنهمكالملك بن مروان شاعر رقيق

ذكر الشاعر هذه داره، فقدعليه قواده فاغتالوه في اأمية وثارو عليه بنوافحقد صغيرين، وكانا

.122م، ص 2116ه،1126، 1ط،القاهرة عاطف فضل، البالغة العربية دار الرازي،-1

.10ص،1داب، القاهرة، طاآل علم البيان، مكتبة العالية،عبد المتعال، الصعيدي، البالغة -2

.199م، ص2111العربية، دار قباء، القاهرة، دط ، عائشة حسين فريد، البيان في ضوء األساليب-3

.011شرح حسين حموي، ص بشار بن برد الديوان، -4

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

96

ثبات كاالستداللالحادثة االنتقام، الغضب، الصورة كناية عن صفة و هي حجته، فهذهوا

كذلك : د، والتهديد، ويقولالحق

ا ن ال ي ق د ك ف ال ت م ك ي دة ***و ى إ ن ش ر ي الن ح و س خ ل ي ه و ال ج ائ م .*ع 1األ ش

لئوتتفا بمرور الطير الوحش عن يسار المسافر وتتشاءمتتطير تكانأن العرب ومعنى

السعد والبخت وهي على ألوهامبارورا با العباس كان مغأن أبالمرور عن يمينه فالمعنى يريد

كذلك:الكناية في قوله والبخت والتطير. ونجدبأوهام السعد سبيل كناية عن صفة الغرور

**و ال ة اض ور ى غ ض ع ل الش م .ت ج و اد و اف ي ق و ة ل ل ق ان ال خ ل ي ك **م ك 2ع

الطائر القصير مع الطويل في الجناحين يكسبانه قوة وقدرة على التحليق وهو كناية عن فريش

. واالتحادوالقوة االلتحامصفة

.011شرح حسين حموي ،ص بشار بن برد الديوان، -1

*النحوس =الحظ السيء.

.011در نفسه ص المص-2

*الخوافي،و القوادم = ريش الطائر.

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

97

:االنزياح-د

أو والباحثين بالعدولما يسميه بعض النقاد أو االنزياحوبداية البد من اإلشارة إلى أن

حتى لقد عده نفر من أهل أركانمن السيميائية يعد أهم ما قامت عليه االنحراف

1االنزياح.كل شيء فيها وعرفوها بعلم ،االختصاص

يتمثل في هذا النص من خالل التعارض الحاصل بين الحالة النفسية الداخلية فاالنزياح

في بناء هذه القصيدة ،وما أرغمه على دفن مشاعر وتغير أقواله فحالته لبشار وغايته األولية

كالمه إلى معنى اخر وممدوح اخر إرغاما فإنزاحالممدوح الفعلي تحطمت ، النفسية حول

،لماذا هذا التناقض بين الحالة النفسية التساؤلإلى القارئ وليس حبا فهذا التعارض يدفع

دخل على إبراهيم بن عبد هللا بن حسن بن علي صاحب األغاني أن بشار لشاعر وقوله روى

ة يهجو فيها المنصور ويشير على إبراهيم برأي يستعمله في أمره بن أبي طالب فا أنشده قصيد

فلما قتل إبراهيم خاف بشار فقلب الكنية و أظهر أنه كان قالها في أبي مسلم الخرساني

،وحذف منها أبياتا وغير بعض الكلمات بسواها كما لو أنها قيلت في أبي مسلم ،فكان ظالع

غيره إلى) أبا مسلم( ،وكان البيت الثاني عشر القصيدة )أبا جعفر ما طول عيش بدائ م (، ثم

المغرب، ينظر كوهين جان بنيه، اللغة الشعرية، ترجمة محمد الولي ومحمد العمري، دار توبقال للنشر، -1

.16م ص1986، 1ط

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

98

ابن سالمة ( ثم غيره إلى )فرم ينجيك يا ابن وشيكة ...(وكان البيت منها)فرم وزنا ينجيك يا

.1الدعاة ...(غيره إلى )من الهاشمين...( الفاطميينالخامس عشر منها )من

القصيدة:دليل ان القصيد قيلت لغير أبي جعفر المنصور البيت العشرين من وأكبر

ي ي ر م ن أ ن ت ع ط ب خ ر ب ا ال ح م ة ****ش ال ي إ ال ض ار ب إ ذ ل م ت ع ط ح ال مة .و 2ض

كان األجدر من بشار أن يحذف هذا البيت أو يغير فيه كما فعل في بعض أبيات

البيت برهان على أن القصيدة قيلت في تحريض محمد إبراهيم على حرب ففي، هذادة القصي

منع المنصور إياهما من الخالفة بعد أن كان عهد بها أخوه السفاح بظالمةالمنصور وأراد

بين الحالة الشعورية السيف، فالعالقةجمع شباة وهي طرف الشين(والشبا )فتح إليهما بمكة،

حياء لماإقصاء لشعوره عالقة وأقوالهالنفسية النص نرى بأن الخيبة صدقا، ففيفي نفسه وا

إرادته.بشار رغما عن استبدلهالمدح والفرح مظهرالبعد األقوى وأن والحزن هو

الرمزية:اإليحاءات -و

تشويق،ليضفي المعنى غموضا وراءه الشاعر بعدة رموز في نصه الشعري استعان

الحاضر التوازن، فالرمزإلى ف من حدة بعضها البعض وصوالخف البعض فالحياة مناقضة لت

والنماء.الذي يذكره الشاعر بالموت ينقضه عطاء الممدوح الذي يمثل رمز الخصب

.011 الديوان، شرح حسين حموي، ص،بن برد بشار -1

.011المصدر نفسه، ص -2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

99

الذي يحمله والماضي والمستقبلبشار ثنائية الحاضر استخدموفقا لسياق األبيات

فقد الرموز، األبيات شرحا معنويا على الغالب متوافقا مع هذه الشاعر كان يشرح الممدوح، فا

"جهة مرور الطير"رمزا لشدة الحرب وهولها،و "الرحى"رمزا لشجاعة و"الصوارم "ذكر الشاعر

...إلخ، فاألبيات تحتاج فهما جماليا و رمزيا على األصح . كرمز للخير أو الشر

نب كثيرة من الحياة المتعلقة بالشاعر "بشار سيميائية قد تكشف عن جوالإن الدراسة ا

أن ممارسة أظهرتثنائيات عديدة التقاءبن برد "وسلوكه وجماليات خطابه الشعري في ضوء

لذي يلوح محتضنا حياة الذات القائمة على االموت ذاته،الحياة ممارسة للموت في الوقت

المجتمع. والسخرية منوعلى التحدي األشياء، اختيارالحرية المطلقة في

اإليقاع:سيميولوجيا – 4يعد اإليقاع من أهم البيانات التي تقوم على أساس التحليل والداللة في القصدة الشعرية

والنصي للسامع وما تأكيد القدامى على النفسي أساسا، باإلشباع"فاإلمتاع الموسيقي مرتبط

داللة اال واالرتواء أقصى درجات المتعة عنصرين "الوزن والقافية "كشطرين أساسيان لبلوغ

1إلى إيقاعات داخلية تفجر مكبوت النص. الشعري، إضافةعلى البعد الجمالي لهاجس القول

النص األدبي، دراسة سيميائية للشعر العباسي، ديوان المطبوعات، قسنطينة، عبد القادر فيدوح، داللية -1

.11، ص م1991، 1ط

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

100

الداخلي:اإليقاع 4-3في دفقاتها والشحنات اإليقاعيةالعالئق فيما بين الوزن ونقصد بها مجموعة من

ثمة الكلمة، ومنمع قوى تفاعل تتالءممكنونات وتموجات نفسية الشعورية وما ينتج عن ذلك

ينبغي النظر إلى الموسيقى الداخلية على أنها وليدة الدفقة في أحاسيسها المنبثقة من قوى

في إدراك الذات المتفاعلة مع خصوصية تمايز مثيرات الحدث والربط بينه وبين متباعداته

1الشاعر.

عديدة تختلف من قصيدة إلى أخرى سنذكر ما وتشاكل عناصرويكمن هذا اإليقاع في تناغم

برد. ابنوروده في قصيدة المدح لبشار الحظنا

والتراكيب: األلفاظ -أ

تبليغ الشاعر إلى جماعة ودوره، فيالعرب منذ سالف العصور بقضية اللفظ اهتملقد

والحوشية، ، والهجر، والغرابةيكون خاليا من الحروف المتنافرة فاشترطوا أن المتلقين،

إنما العبور في النفس والشأنمبثوث في وتفسده، فالمعنىتشوه المعنى هاباعتبار والغالطة

المتلقي.الطريق السليم للوصول إلى قلب وروح

1ر القلم العربي، سوريا، طابتسام أحمد حمدان، األسس الجمالية لإليقاع البالغي في العصر العباسي، دا -1 .21م ص1990-ه1118

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

101

لملك، تسمعمسلم، ا"أبا مسلم " :) القصيدة،التي يتبناها الشاعر في هذه األلفاظومن

األعاجم، المنايا، الجرائم، السيوف، الصوارم، تعفو، سبيلهم، طريقهم، رأسه، الرحا، صائم،

قوله:كذلك التراكيب المختلفة مثال ذلك ووظفنؤوما...إلخ( ،المكارم، المشورة، استعن

.بقائم لم يؤيد ر سيف ي أمسك الغل****وما خ ف ر ك ي ا خ م و

نا ي ار ب اله و ح ع يف الو م ل يس للض ز ا ف إن ال ح 1.ب نائم تكن****ن ؤوم

مس محكم السبك ،بعيد عن فالخطاب الشعري الذي بين أيدينا واضح وضوح الش

إنما يدل على قدرة الشاعر رقيقة عذبة متداولة وهذا إن دل ألفاظه التكلف ،الغموض و

االستخدامللطاقات الناجمة عن استغاللهأحاسيسه وعواطفه وحسن إيصالالمتمكنة من

عن "فاإليقاع ال يتولد إيقاعيةإبداعية ر البالغي وأساليبه المتنوعة ترتكز في جوهرها على نظ

الفن البديعي وحسب ما فيه من إيقاع صوتي بل يشكل كل عناصر الفن الشعري من مظاهر

تي وداللي إذ تقوم بين هذه الجوانب عالقات متواحشة أسلوب تركيبي وخيال تصويري وصو

بطريقة استطاعتربط الدال بالمدلول والشكل بالمضمون وفق نظام إيقاعي خاص .فالشاعر

جو النص بأسلوب محكم يترك أثر بليغ في قلب المتلقي مثل قوله : فنية أن يسيطر على

ذن ال ا وا م بال م ن ى****و ال ت بل غ تستطرد 2العليا بغير مكارم . له

أيضا:وقوله

.011ص،الديوان، شرح حسين حموي ،بشار بن برد -1

.011صالمصدر نفسه، -2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

102

ذا بلغ الرأي المشورة فاستعن****برأي نصيح أو نصيحة 1حازم.وا

فقد عمد إلى تكثيف الممدوح(ونظرا للغرض الذي كان الشاعر بصدد إيصاله للمتلقي )

عظيم، متوج( وحيتوحي بالسيادة والريادة ) )الملك، المتوج( وهي الموحية، مثل باأللفاظنصه

والمقاومة.توحي بالشجاعة لسلطة، و)الصوارم، السيوف(بالقوة وا

"فاإليقاع الباطن أو يستحسنه المتلقي القصيدة فيها من الروعة واإلصابة والدقة ما

2"عليه.وال نستطيع أن نتقبض نراه، ندركهإيقاع نحسه وال الداخلي هو

التكرار: -ب

من تكريره معنى ثاني زائد على وال ينشأ ورود اللفظ مرتين أو أكثر، "نعني بالتكرار

ا فتتطابق فيه حركة الدوال ،وحروفها و األول إال ما قد يتولد من السياق ،وقد يكون التكرار تام

وورد في لسان العرب 3،"في بنى الكلمات االختالفموضوعها حديثا أو ناقصا فيقع

يكر وتكرار الكر الرجوع على الشيء ومنه ،الترداد والترجيع من كر،"التكرار بفتح االء

رت عليه الحديث و كركرته إذا رددته عليه وقد توزعت أساليب النفي ،والنهي 4."التكرار وكر

المحملة بالتوجيه واإلرشاد الذي يحمل في طياته مدح إيحاءاتهاالقصيدة نشر امتدادعلى

.011، صالسابقالمصدر -1

رجاء عيد، التجديد الموسيقي في الشعر العربي، دراسة تأصيلية تطبيقية بين القديم والجديد، منشأ -2

.11ص دس،المعارف اإلسكندرية، مصر دط،

كيبية، محمد كراكي، خصائص الخطاب الشعري، في ديوان أبي الفراس الحمداني، دراسة صوتية وتر -3

.111م، ص 2111دار هومة، الجزائر، دط ،

، مادة كرر.1ت ج.د 1ط بيروت، لسان العرب، دار إحياء، التراث العربي، ابن منظور، -4

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

103

،الجبار ...إلخ ، وقد العظيمالمدح الممدوح ،ملقية وشاحا من صفاتمن أجل نيل رضى

،و التي تشكل روي القصيدة إذ أنها ذات دور موسيقي المكسورةالشاعر بحركة الميم استعان

جراء ما وقع حول الخالفة للممدوح وانفعال وانكسارهام ،أما عن الكسر ففي طياته حزن

الشعر.لصوتية تولد تأثيرات تنغيمية تزيد من موسيقية ا تاألول . فهذه التكرارا

التضاد: -ج

المعنى وتتجلى، فقدباألضداد يتضح ف 1"فالضدية نوع من العالقة بين المعاني "،

قوله: ألفاظ، مثلوظف الشاعر الضد في سبيل توضيح دالالت

2. م ائ ك الش ات ي اد ا ب وح ل ا ك ن د ر ا ****و م ب ور را غ ام األي د ر ت د ق و

لفضتي غرا وكلوحا مما جعل الطباق استخدمفالتضاد في هذا البيت جاء خفيا حين

أيضا:وقال يتوارى وراء المعاني فيتجلى من خاللها ليساهم في رسم حالة الشاعر،

3.م اح ز الم للعدو ظالما ون ك ****ي ة ار ت ستضيا و ين الم ع ل اج ر س

الشاعر واو العطف التي وردت في وسط األسطر في كل االنتباه اعتمادلعل ما يلفت

( ثم جاءت في بداية األبيات 23، 21، 21، 11، 12، 11، 9، 4 ،3، 2 1من األبيات )

1والمعنى، دراسة في داللية الكلمة العربية، دار وائل، األردن، ط لفظمهدي أسعد عرار، جدل ال -1 .60صم 2112

.011ص حسين حموي ، شرحبشار بن برد، الديوان، -2

.011المصدر نفسه ص -3

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

104

( وهي تدل على توالي األحداث التي ذكرها الشاعر .22ـ 21 19، 13ـ ،11، 3، 1، 5رقم )

النغم.وخفة الوزن وسهولة نسياباإلشيء من يضفي وتعاقبها، مما

يرى "هيوتيد" أن الصيغة اإليقاعية ليست تكرارا متشابها فحسب بل تقوم على

ليس أي قالب بل هو قالب متكرر يقوم على القالب، ولكن أووالتمايز داخل البنية االختالف

حركة كذلك إنها ولكنها ليستحركة مقوسة توحي لنا أنها تكرر نفسها والتشابه، إنهالحدة

حركة الشعر في دقيقة، ألنهلباعث داخلي ال يمكن أن يصف أو يقاس بطريقة انطالق

1.ثم زواله جيشانه، وتحويمه

الخارجي:قاع ياال 5- 4النص ليس صورة لألصوات الداخلية علىالطاغي الروي(إن الصوت الخارجي )

واالنكسار المخفوض، وكلها االمتداد المفتوحالمتتالية والتي تتخذلها ساللم صوتية مختلفة بين

، الذي المرتكز الحصينالتي هي بمثابة ص، وهيللنصلة حميمية النفس وجدانية الذات ذو

ذا وفريرتكز عليه الصوت هو تثريه تعزز داخلية بنوعيه، أصواتلإليقاع الخارجي، وا

2.وصوت خارجي يزينه ويؤويه

القديم عرف في تاريخ النقد العربي خارجي، فقد يخلو أي نص شعري من إيقاع ال إذ

بشار بن برد تدخل في مفكرة الشعر العربي القديم ومقفى، فقصيدةالشعر كالم موزون أن

.22ابتسام أحمد حمدان، األسس الجمالية لإليقاع البالغي، العصر العباسي ص -1

شعرية نصوصها، دار البصائر، الجزائر، دط عبد الملك مرتاض، السبع المعلقات تحليل أنثروبولوجي،-2

.292ص م 2112

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

105

ما يستدعي بنا القدامى، وهذانهجه التي تخضع إلى البناء العمودي التقليدي الذي سار على

ا تركيبتين أساسيتين في بناء الجانبإلى الوقوف أمام ظاهرتي الوزن والقافية باعتبارهم

العمودية.الموسيقي الخارجي للقصيدة

الوزن: –أ

فال يمكن تخيل ،الخارجي للقصيدة العمودية عيقالإليعتبر الوزن عنصرا أساسيا

اإلنسان، فالإذ "تخرج المقاطع الصوتية منسجمة مع جهاز النطق عند دونهن مالقصيدة

ذ شعر بذلك يعني ان ثمة خلل في نطق المقطع يشعر مع خروج هذه المقاطع بأية صعوبة وا

1"الصوتي.

بين أيدينا "أبا مسلم" تنتمي في بناءها اإليقاعي إلى أشهر وأ قدم البحور تيفالقصيدة ال

ريق إذ يعتبر بحر حيوي فيه جرس موسيقي عذب جسده الشاعر عن ط الطويل( )البحر

بة األلى في الرت العروضية يأتيفالبحر الطويل من حيث األهمية ،واألسلوبيةغوية، قدراته الل

يتركب الشطر من أربع تفعيالت تفعيالت، حيثمن ثماني ركبموهو من البحور المركبة

:تيوهي كاآلكل تفعيلتين مكرر مرتين

2فعول مفاعيل فعولن مفاعيلن****فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن .

الجزائر ،قاع الخارجي دراسة تحليلية تطبيقية، دار األيام يواإلصالح يوسف عبد القادر في العروض، -1

.28، ص 1ط

.11ص 2111سنة ، 1عبد الحكيم عبدون، الموسيقى الشافية للبحور الصافية، العربي لنشر، القاهرة ط-2

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

106

يكون البحر الطويل النفسية، فقدلحالته انعكاساالشاعر بالبحر الطويل استعانولقد

ولكن ال على هدوء النفس واطمئنانها أو على األقل شيء مطمئن في النفس كامن فيها، داال

1المعلقات.بمقدار على حد تعبير عبد الملك مرتاض في كتابه السبع تراه يتخرج منها إال

القافية: –ب

طريق الدور الفعال الذي وذلك عن وموسيقية،تؤدي القافية في الشعر وظيفة جمالية

بقافية االلتزاميعد ، لذلك"الشعري قاعية لنص الشعري فهي "تاج اإليقاع يجسده من الناحية اإل

عن هذا شعرية، والخروجطرف الشاعر منذ بدء القصيدة إلى نهايتها ضرورة معينة من

عديدة وكذلك ثقيلة، وأصابع نقديةموسيقية الخطء، وعيوبالضرورة في يوقعه ب االلتزام

أساليب، والمعاني تنقصهاألذان من سماع نصه الذي يبدو مضطرب المعالم، استهجان

وسميت بالقافية ألنها 2"فالقافية" تكرار صوتي يأتي في نهاية البيت". والربط، وعناصر الوحدة

وردت لقد ظهرت القافية جليا في النص الشعري "أبا مسلم "إذتقفو الكالم أي تأتي في آخره و

3،ئم ،ئم ،ئم ،.....عم ،ئم ...( )لم، حم، جم، ئم، ئم، ئممع نهاية كل بيت على النحو التالي

فالقافية تعد محور لإليقاع الداللي القائم على نوع من الدرج في الشطر األول إلي

متنوعة كما هو مبين في هذا الخطاب سواء كانت موحدة أو الثاني، فالقافيةنتيجة في الشطر

.111- 299عبد الملك مراض، السبع المعلقات، تحليل أنثروبولوجي، سيميائي لشعرية نصوصها، ص -1

زوالد ديكرو، القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان، ترجمة، منذر عياشي، المركز الثقافي العربي أ -2

.098ص 2110، 2المغرب، ط

. 011 ،012، 011بشار بن برد الديوان، شرح حسين حموي، ص -3

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

107

الروي في هذا فيه، فاحرفساسيات الوحدة والربط أغنى لشعر العمودي عنها ألنها من ال

الشاعر، إذلنفس الذات، وصوتبر عنها بحرف ع الشفوية فقدالنص الشعري هو الميم

ينطوي الكم على الوردة قبل أن وكماالجنين، الشفتان تنضمان عليه كما ينضم الرحم على

1تنشق عنه.

فالميم المنونة بتنوين الكسر والتي تشكل روي القصيدة ذات دور موسيقي هام فالميم حين

ونحو لصوت إلى األسفل نحو القلب منكسرة أي تلقي با لصوت، فهيبامحتفظة ضلتتكسر

حرف مكسور غير ممدود وهو الصوت المقترب من النفس والروي الذي هو عبارة عن الداخل

الصوت ليعمل على إرسال هذه توظيفوقد عمد الشاعر على كسر الميم من أجل 2،والذات

بثها إلى نحو القلب والذات ثانيا ثم اإلحالة بها أوال، ثم يبثها نحو األسفل لتياالداللية القيم

أن الشعراء يسردون األحداث ا وقعت في ذلك على أساس أخيرا، وذلكإلى الماضي العابر

الماضي.

"ترنيمة إيقاعية خارجية تضيف إلى الرصيد الوزني طاقة جديدة هي:فالقافية إذا

البدء من نفسية، ويستطيعقوة حتى يستعيدفيها الشاعر دقة جرس، يصيبوتعطيه نبرا وقوة

3جديد.

ساكنا.كان آخرها ما ومقيدة متحرككان آخرها مطلقة وهي ما والقافية نوعان:

.290ليل أنتر بولوجي سيميائي لشعرية نصوصها، صد الملك مرتاض، السبع المعلقات تحعب-1

.290المرجع نفسه، ص .-2

.110، صم2111، 1ثريا محي الدين، الميزان الجديد في علم العرو ض والقافية، دار وائل، األردن، ط-3

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

108

كالتالي:بيات األولى من النص الشعري وقد كان تقطيع األ

ال م . ال م ع م ا ق لي ل ب س ل م م ا ط ول ع يش ب دائم ****و ال م س 1أ ب ا م س

م ا ل م ن ع م ****و ال م س ائ من ن ب د ي ش ل م م ا ط ول ع ال م ا ق ل يل ن أبا م س .ي ب س

//1/1//.1//1/1//.1/1//.1//1 //1//1//.1/1/1//.1/1//.1//1

.فعولن، مفاعيلن مفاعيلن،**** فعولن، فعولن، مفاعيلن، فعولن، مفاعيلن

محذوف. سالم، * سالم، سالم،محذوف*** سالم، سالم، سالم،

2على الملك الجبار يقتحم الردا ****ويصرعه في المأزق المتالحم.

ب ار ب ل ل م لك ل ج م ع ت ح ا *ي ق د ر ق ر ر ع ه و ف ل م أ ز ي ص م ي*** و ح .ل مت ال

//1//./1/1/1//.1//./1//1 //1//./1/1/1//.1//./1//1.

مفاعيلن، فعول، مفاعلن.**** فعول، فعول، مفاعلن، فعول، مفاعيلن

.محذوف، سالم، مقبوض****مقبوض، مقبوض، سالم، مقبوض محذوف

ت ك م ع ب ف ل م ت س يم و ت ل م ت و ج ****ع ظ م ع ب ق أ ن ك ل م ت س م .ك 3األ ع اج

.011بشار بن برد الديوان، شرح حسين حموي، ص -1

.011، صالمصدرنفسه -2

.011،صالمصدر نفسه -3

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

109

م ي ت ك األ ع اج م ع ب ف ل م ت س م ن و ي و جن **** ع ظ ت ل م ت و م ع ب ق ن ك ل م ت س أن .ك

//1//./1/1/1//.1//./1//1 //1/1//.1/1/1//1/1/./1//1

،مفاعلن. مفاعيلن، فعول*** فعول، مفاعيلن، فعول، مفاعلن *فعول،

سالم، سالم، محذوف.سالم، ***محذوف *مقبوض، سالم،مقبوض،

ال م ى أ ب و ال ع ب اس أح ي وف ه م **** وأ م س ر ى ر ه ط ه ب س م ك س س 1ن ائ م.ت ق

ب اس ى أ ب و ل ع ب ي وف ه م **** و أ م س ر ى ر ه ط ه و ب س م ك س س س .ت ق ال م ن ائ م ن أ ح

//1//./1/1/1//.1//./1//1****//1/1//.1/1/1//.1/1/1//.1//1.

.فعولن، مفاعلنمفاعيلن، فعولن، ****، مفاعلنمفاعيلن، فعولفعول،

محذوف. سالم، سالم، سالم،****مقبوض، محذوف مقبوض، سالم،

ابقا، ط رأ القصيدة من البحر الطويل كما ذ كر س ومن خالل التحليل ن جد أن القصيدة

ر في القصيدة وعلة( وقد)زحاف عليها تغير كلها وهومس التفعيالت زحاف واحد وتكر

ساكنا التفعيلة متى كان بحذف خامسزحاف مفرد يسمى الق ب ض وقد مس الفعيلة "فعولن"

فهي الحذف وهي إسقاط السبب الخفيف من فعول، أمافحذفت النون فعولن تصير لة الع

العلة.التفعيلة وقد يجري هذا الزحاف مجرى

.011بشار بن برد الديوان، شرح حسين حموي، ص -1

الفصل الثاني سيميائية الخطاب الشعري

110

إن القصيدة الشعرية ليست مجرد أصوات وتراكيب تدغدغ آذان السامع بإيقاعها بل

خاص ،مما يثير لدى المتلقي إنها لحضة حياتية، خلقها فنان مرهف وفقا إليقاعه النفسي ال

يقاعها ،وليس حتميا أن يشعر المتلقي باإليقاع ذاته ألنه، يملك تكوينه الشعور بزحم الحياة وا

الفكري والنفسي المختلف وبالتالي تختلف أصداء اإليقاع من متلقي إلى آخر ،وعلى الرغم من

التوازن إلى المتلقي وعند إذ ذلك يبقى اإليقاع العامل الفعال في تنظيم المشاعر، و إعادة

برازه يصبح اإليقاع الخارجي المتمثل في الوزن والقافية ،عنصرا هاما في رفع وتيرة اإليقاع وا

ذلك اإليقاع للقصيدة ال يقتصر ر الفنون على تنظيم المشاعر...فكان الشعر أقد"ومن هنا

كة الصور ،حركة على اإليقاع الصوتي وحسب بل يدخل فيه كل من حركة إيقاعية ،حر

1."المعنى ،وحركة اللغة

،128ص ،األسس الجمالية لإليقاع البالغي ،ابتسام أحمد حمدان -1

خاتمة

112

خاتمة

حال الممتع في عالم القصيدة العباسية، ومع أكثر شعرائها حداثة وتجديدا بعد هذا التر

ذكر بعضها ليكون دليال على بعضها اآلخر.نصل إلى ذكر أهم نتائج الرحلة ون بشار بن برد

إحدى المناهج النقدية التي تحاول أن تنطلق من النص لتعود إليه، باعتباره تعد السيميائية

بعد أن أرسى السويسري )فيردينان ديسوسير( أصول إذ لم يظهر إال حديث النشأة اعلم

اللسانيات الحديثة في بحر القرن العشرين.

صر ألهميتها في تعد العتبات النصية من أهم القضايا التي يطرحها النقد األدبي المعا -

إضاءة وكشف أغوار النص، ولقد أصبح تشكل اليوم حقال معرفيا قائما بذاته.

يعتبر العنوان من المفاتيح األولية لنص بوصفه عالمة سيميائية توحي بالكثير، فمن خالله -

القديمة لم تكن تحظى يتم التعرف على فحوى النص ودالالته مع اإلشارة إلى أن القصائد

فالعنوان ليس كلمة عابرة وضعت اعتباطيا بل يتم فيستعان بمطلعها كعنوان لها،بعنوان

انتقائها بدوافع وضغوط متفاوتة.

لما كانت اللغة هي ما يضمن كينونة الفرد، فقد ارتبطت بالعالم كمكون وشرط الزم لتجربة -

الوظائف، واألشكال الفرد باعتبارها أداة إدراك النص، والبحث السيميائي في اللغة بحث في

الخاصة باألنظمة االعتباطية للرموز النصية والبحث في داللتها ومعانيها.

تعد الصورة الفنية من أهم مظاهر العبقرية الشعرية عند بشاربن برد، إذ تتجسد في -

استعارات عبارة عن تركيب وجداني محض لقى وشاحا من الغموض واإلبهام على حقيقة

خاتمة

113

على البعد المجازي وتشخيص المعنى الذهني لتشكل جوهر قائمة موضوعية جامدة فهي

الصورة الشعرية الجديدة.

عالم خاص قائم على الخيال والمبالغة وذلك من خالل بشار بن برد عند الخطاب الشعري

تجاوز الواقع باستخدام صور غريبة خارقة للمعهود يتخللها صور خيالية مستحيلة وغير

متوقعة.

تنظيم المشاعر وا عادة من خالل المستوى اإليقاعي للقصيدة مدى تمكن بشار منويتجلى لنا

خالل إيقاعه الموسيقي القابل للغناء، والطرب وتصوير لحظته التوازن إلى المتلقي، من

يقاعها. الحياتية وفقا إليقاعه النفسي الخاص، مما يثير في المتلقي الشعور بزخم الحياة وا

في مفكرة الشعر العربي القديمة التي تخضع للبناء العمودي وهيكل رتدخل قصيدة بشا -

فيها إيقاع داخلي يظهر جليا في كل من، األلفاظ، التكرار بأنواعه تقليدي والذي يتجسد

يقاع خارجي، يندرج فيه كل من الوزن، القافية باعتبارهما ركنان أساسيان لموسيقى والتضاد وا

النص.

قاعي، ينتمي إلى أشهر البحور الشعرية وهو البحر الطويل.النص في بناءه اإلي -

بشار، وسلوكه وجماليات خطابه إن الدراسة السيميائية قد كشفت عن جوانب كثيرة من حياة -

أن الحياة ممارسة للموت في الوقت ذاته. الشعري في ضوء التقاء ثنائيات عديدة وأظهرت

ملحق

115

م لحق: ه(166-96)"سيرة الشاعر بشار بن برد

نسبه.1-

ونشأته. مولده-2

.علمه-3

شخصيته.في تكوين نفسيته-4

شعره.-6

وفاته.-1

ملحق

116

: نسبه1-

م ن وقيل أذ رنكد بن بيرسان قيل شروستان بندار بن برخوخ بن ابنهو بشار بن برد ب ه

كذا(بدك بن نبروسيج ) ابنفيروز بن كردية ...غبن منوشهر الملك بن كيانيه منشوجورانا

إبراهيم الخليل.

وفي هذه السلسلة أفراد من ملوك الفرس فلذالك كان بشار يفتخر بمحتده وقيل أن أباه هو

العبيد برد، وتسميةبعض الناقلين إسم والده ، وظنه""برخوخ كان اسمهل منسلم وقيل أن أو

بذلك افتخرأبناء الفرس وهو من خراسان وقد من الموالي من العرب، وبشار"ببرد" معروفة عند

شعره.ب

وأما رفع نسبه إلى إبراهيم الخليل عليه السالم فذلك من أغالط ثلة من المؤرخين

أن الفرس من ذرية إبراهيم وذلك لم يقله أحد من علماء الذين، تو همواالقاصرين والقصاصين

اإلسالم.أن ذلك من موضوعات بعض مؤرخي الفرس في األنساب والمظنون

"وقع أبوه "بن برد في الفيء في عامر،وكان بشار مولى لبني عقيل بن كعب من بني

عبدا طرخستان فصاره وأصله من 31من أعاجم وراء النهر في حدود سنة سبى الملهب،

من بني عقيل وتزوج المرأة"لحيرة القريشية " زوج الملهب بن أبي" صفرة " ثم وهبته موالتة خيرة

1ب.المله امرأةعند

.9ابن عاشور، ص ربن برد، الديوان شرح محمد الطاه ينظر بشار -1

ملحق

117

وأعتقت العقيلية ببشار العقيلية، ندكان برد طيانا يضرب اللبن حاذقا ولد له بشار وهوع

جاء في العقيلي، وقدكان أئمة األدب يلقبونه ببشار عقيل، ولذلكبعد موت أبيه فصار مولى

أخبار بشار ما يفيد أن أمه كانت تسمى "غزالة "وكان له أخوان أحدهما يسمى "بشرا" واآلخر

أحد أخويه كان أن ألمه، ويقالانهما كان أخويه ويفيد الجاحظيسمى "بشيرا" وكان قصابين

"بالمرعث"وكان يلقب بشار يكنى "أبا معاذ" مؤوفة، وكانأعرج و اآلخر ناقص اليد فهم ذرية

1أشعارهم.فيكون من جملة الشعراء الذين لقبو بكلمات وقعت في

:ونشأتهمولده -5

وأصله فارسي ه عند بني عقيل96ولد في نهاية القرن األول للهجرة المباركة أي في سنة

قائال:ولد بشارا أعمى وقد وصف نفسه وذكر، وقيلسبق كما

.للعلمعميت جنينا والذكاء من العمى **** فجئت عجيب الظن

2الجسم.ضخم * طويل**الخلقة *موئال ذميم

على حرفة صناعة أولم يكن بشار بحكم عاهته التي ولد بها وهي العمى مهيأ لتعلم

وقد كان الشعر،ظهر بنبوغه المبكر في قول العلم، وقدغير التردد على المساجد لطلب

يتعلق به الشعر أغراضفكان أول غرض من ساحة للهجاء،و "المبرد "بالبصرة سوقا للشعر

رغب منه، وقدشكواهم لناس، وكثرةأن أباه كان يضربه بسبب تعرضه الهجاء، ويقالبشار هو

.11ص ينظر بشار بن برد الديوان، شرح محمد الطاهر ابن عاشور، -1

عراق، ديالى.، موقع ال21،2الساعة 2111، 11بشار بن برد، ، الخميس فبراير ،فالح الحجية ، -2

ملحق

118

مشهودا له اللغةفي البادية، ليكون نحو بها، فييممبشار أن يكون متمكنا من العربية خبيرا

.واقتدارهبتمكنه

حيث لم يكن مهذبا بل كان ينقاد لكل نزعاته ا،وكان بشار قبيح المنظر واألخالق مع

1السيئة.

تعلمه: -4

تعلم في مدينة البصرة حيث كانت حاضرة من حواضر الثقافة والعلم واألدب في بني عقيل

ترددهإضافة إلى ا،مفرطذكاءا ذكياوكان اللغة العربية بشكل جيد البادية، فتعلموذهب إلى

واألهواء المختلفة. نحللالملل واإلى محاورات أصحاب بالمساجد، يستمعحلقات المكلمين على

شخصيته:حالته النفسية في تكوين – 2

فقد تأثر فيها بأصله الفارسي فكان حاد المبزاج سريع الغضب وكان عماه الوالدة له تأثير

بالمرارة واألسى وحقده على نفسه يف قرارةفي نفسيته ايضا حيث قيل أنه كان يشعر في

تشكيل بالغ فيكان لمستوى الحياة الفقير التي عاشها بالحرمان و التخلف أثر المبصرين، كما

نفسية هذا الشاعر وحقده على المجتمع الذي عاش فيه ومن هم حوله فظهرت بوادر الشعوبية

ة.في سن مبكر لديه

ص م ،2119، 1داب، القاهرة، طتطوره، وقيمته الفنية، مكتبة اآل محمد أبو األنوار، الشعر العباسي، -1

116 .

ملحق

119

على وقومه الفرس، يقسوكان ينحاز بنفسه نفسه، إذبشار شخصية تغلغلت الشعوبية في

مضاد لمن كان األغلب الظن كان سالحه الحاد كرد فعل والذعة، وعلىالعرب بسخرية مريرة

نفسه شعوبيته على حقيقتها في هرظ اللغوية، في ومقدرته يستهين به وبشخصيته، وبشاعريته

1أحد.غير هياب من

"قد كان من المعقول أن تكون بشار:ويقول طه حسين حول موضوع آفة العامى في حياة

أن بشارا به، لو ليه ورفقهمع إياه وعطفهماآلفة التي إبتلي هللا بها بشارا مصدرا لحب الناس

يعرف مكانته منها ولكن البائسين من يحتملها، وكيف اآلفة، وكيفعرف كيف يتلقى هذه

البؤس، أوهذا ويسؤن احتمالألنهم والسخط عليهميجعل هللا البؤس مصدر النقمة منهم

فة ولكنه أساء احتمال آفة كما أساء وضعه ...أصاب هللا بشارا بهذه اآليضعونه في غير م

2عليهم ". عندهم، ثقيالبذكائه وحدة ذهنه فأصبح بغيضا إلى الناس مذموما االنتفاع

شعره: -6

عشر ألف قصيدة ولكن ما وصل اثنىومن أخباره أنه روي عن نفسه أنه أنشد أكثر من

رخين األدب أن ما ؤ لماسوى مبالغة هائلة ويعلل بعض يرى في هذا القول شعره ال إلينا من

، موقع ديالى العراق.2221، الساعة 2111سنة 11بن برد، الخميس، فبراير فالح الحجية، بشار -1

.119، اشعر العباسي، ص، نقال عن محمد أبو األنوار2طه حسين، حديث األربعاء، ج -2

ملحق

120

في عصره قد واالجتماعيةوصل إلينا أقل بكثير مما قاله بشار حيث أن الرقابة الدينية السياسية

1وفاته.حذفت كثيرا من شعره بعد

مدح لتي تناوله ،وأبرزها عنده الا أبدع بشار إبداعا متميزا في جميع األغراض الشعرية

في أغراضه الشعرية ،وأخذ سمته ةكما أضاف الحكمة التي كانت مبثوثالهجاء والفخر والغزل ،و

تعبير لألصالة وفخامة ااالقوى وصورته الحية في شعر المدح وقد كان مدحه يتميز بالقوة و

وغرابته أحيانا ويستوعب فيه الخيال العربي في تقاليد المدح ،ولكنه في الوقت ذاته جديد بما

وفي المقدمات و كذلك أبدع إبداعا جديدا في الغزل واالجتماعيةله من جدة الحياة الفكرية يحم

قوله بالجدة والطرافة ،وهو يعد صاحب الخيوط أألولى البارزة في ناس في أالغزلية ،وقد أحس

كل ذلك المذاق المحدث الذي يمثل الحياة الجديدة تيار الشعر العربي الحديث ،إذ نجد لديه في

التي الظروفسيما شخصيته و ليمثل خالئق نفسه ،و لذي او واالجتماعيةفي أبعادها الثقافية

2كونتها.

بن برد. فالح الحجية، بشار-1

.111ينظر محمد أبو األنوار، الشعر العباسي ص -2

ملحق

121

وفاته: -1

،قالوا ":إن بالزندقةجميع الرواة على أنه مات مقتوال من ضرب ضربه على التهمة اتفق

إلى البصرة للنظر ألمورها فلما وصل البطائع مر بدار كان بشارا على االنحدارالمهدي أعزم

ر انا ،فلما أ ح س بمرور" المهدي "،خاف أن يعرفه فأندفع بشار يؤذن ،فقال ك كان س سطحها ،و

دي ،من الذي يؤذن في غير وقت ؟قالو بشار ،فقال :علي به ثم أمر صاحب الزنادقة أن المه

يضربه بالسياط وأن يجلده بها فلما ضرب بسبعين سوطا أشرف على الموت فألقى في صدر

تبع جنازته أحد غير أمه وما السفينة حتى مات ،فحمله الماء إلى البصرة ،فأخذه ،أهله فدفنوه،

1.كانت باطلة ضهم بعضا وقيل أن تهمة الزندقةر عامة أهل البصرة بموته وهنأ بعوتباش

.19الطاهر عاشور، ص شرح محمد ينظر، ديوان بشار بن برد، -1

قائمة المصادر والمراجع

123

ع قائمة المصادر والمراج

.عن اإلمام نافع ،ورش الكريم، روايةالقرآن

أوال المصادر:

م.1992ه1،1412الثاني، ط حموي، المجلدحسين برد، الديوان، شرحبشار بن .1

سحب الطباعة الشعبية للجيش ، عاشور بنر االطاه شرح محمد، الديوان، برد بن ربشا .2

.1،2،3م، مجلد2111،الجزائر، دط

المراجع:ثانيا

والنص األدبي، منشورات جامعة عنابة اعمال ملتقى معهد اللغة العربية وآدابها، السيميائية .3

.م1995باجي مختار د.ط عنابة الجزائر ،

ابتسام أحمد حمدان، األسس الجمالية لإليقاع البالغي في العصر العباسي، دار القلم العربي، .4

م.1991-هـ 1413 1سوريا، ط

ر ابن عبد هللا شعيب احمد، بحوث منهجية في علوم البالغة العربية، ابن خلدون، دا ابن .5

.م2113بيروت، ،حازم

م.2114أحمد كشك، القافية تاج اإليقاع الشعري دار غريب، القاهرة دط .6

أزوالد ديكرو، القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان، ترجمة، منذر عياشي، المركز الثقافي .1

. م2111، 2العربي المغرب، ط

صول، القواعد والتاريخ(، تقديم عزدين انيو ميشال اريفييه، لوي باينيه واخرون، السيميائية )اال .3

م.2113األردن، عمان،، 1والتوزيع، طدار مجدالوي للنشر مناصرة،

قائمة المصادر والمراجع

124

م.2،2111الشرق، لبنان، ط نظيف، إفريقيامحمد السيميولوجيا، ترجمة توسان، ماهيبرنان .9

والمالمح في األصول المعاصر، دراسةبشير تاوريت: محاضرات في مناهج النقد األدبي .11

م.2116، 1ط، والنشرالفجر للطباعة والتطبيقية، دارالنظرية واإلشكاالت

1محي الدين، الميزان الجديد في علم العرو ض والقافية، دار وائل، األردن، ط ثريا .11

،2114.

جوليا كريستيفا: علم النص، ترجمة فريد الزاهي وعبد الجليل ناظم، دار توفال، الدار البيضاء .12

1991، 1المغرب، ط

م 2111-ه1421، 1طالدينية، القاهرة، الثقا فة العربي، مكتبةحسن نصار، في الشعر .13

حسنة عبد السميع، أنماط المديح في الشعر الجاهلي، دار عين الدراسات اإلنسانية .14

م. 1،2115واالجتماعية ط

بيروت، ،1زكرياء، وطالل وهبة، طميشال السيميائية، تحقيقير أسس لال تشانديداني .15

م.2113

رجاء عيد، التجديد الموسيقي في الشعر العربي، دراسة تأصيلية تطبيقية بين القديم والجديد، .16

دط. ،منشأ المعارف اإلسكندرية، مصر

روالن بارث: درس السيميولوجيا، ترجمة عبد السالم العالي، دار توبقال، الدار البيضاء، .11

1936، 2المغرب، ط

قائمة المصادر والمراجع

125

محمد الولي ومبارك حنون دار توبقال الدار ترجمة، الشعرية، قضايا رومان جاكوبسون، .13

.م 1933المغرب، البيضاء

واألندلسي، دراساتزين كامل الخويسكي، سالم عبد الرزاق سليمان، في األدب العباسي .19

.2116 ،ط الجامعية، دالمعرفة ونصوص، دار

2111 2، طسامي علية، اتجاهات النقاد العرب في قراءة النص الشعري الحديث األردن .21

.م2113البيضاء ، الزمن، الدار وتطبيقاتها، منشورات كراد، السيميائيات، مفاهيمسعيد بن .21

، كانون الثاني 13سلوم درغام سلوم، عرض النظرية في الشعر العربي، مجلة الثقافة العدد .22

.م2113

م.1939، 2المعارف، مصر، ط األموي، داروالتحديد في الشعر ضيف، التطورشوقي .23

م.2114، 16، ط المعارف، القاهرةالعباسي األول، دار ضيف، العصرشوقي .24

.1992، 6 المعارف، القاهرة، الطبعة ، دار2 الثاني، جالعباسي ضيف، العصرشوقي .25

صالح يوسف عبد القادر في العروض، واإلقطاع الخارجي دراسة تحليلية تطبيقية، دار .26

دس. ،1األيام الجزائر ط

الشهري، من صور التلقي في النقد العربي القديم قسم اللغة العربية، كلية ضافر بن عبد هللا .21

التربية، جامعة الملك فيصل.

دار الطليعة، دراسة مقارنة مع السيمياء الحديثة، "علم الداللة عند العرب"، فاخوري، عادل .23

م.1935 ،1بيروت ط

قائمة المصادر والمراجع

126

م.2116ه،1426، 1القاهرة، طعاطف فضل، البالغة العربية دار الرازي، .29

م.2111عائشة حسين فريد، البيان في ضوء األساليب العربية، دار قباء، القاهرة، دط، .31

م.2111 1ط ،عبد الحكيم عبدون، الموسيقى الشافية للبحور الصافية، العربي لنشر، القاهرة .31

م.2113، 1العروض، وايقاع الشعر العربي، دار الفجر، ط ،عبد الرحمان تبر ماسين .32

الحديثالكتاب الجاهلي، دارتاريخ العرب في العصر ،رحمان عبد الحميد علىعبد ال .33

.م 2113 ،ه 1423 دط القاهرة

م.1932، 2عبد السالم المسدي، األسلوبية واألسلوب، الدار العربية للكتاب، طرابلس، ط .34

.س ، د4دار الفكر العربي، لبنان، طعبد العزيز قليقلة، البالغة االصطالحية، .35

دس ،1العباسي قضايا وظواهر، دار جرير، ط نافع، الشعرعبد الفتاح .36

عبد القادر فيدوح، داللية النص األدبي، دراسة سيميائية للشعر العباسي، ديوان المطبوعات .31

م.1993، 1قسنطينة، ط

.1عبد المتعال، الصعيدي، البالغة العالية، علم البيان، مكتبة اآلداب، القاهرة، ط .33

مرتاض، السبع المعلقات تحليل أنتربولوجلي، شعرية نصوصها، دار البصائر عبد الملك .39

م.2112الجزائر، دط ،

السيمياء العامة، وسيمياء االدب من اجل تصور شامل، الدار العربية مرابط،عبد الواحد .41

.1ناشرون، طللعلوم

م1994 ،1األكاديمية طالمكتبة ،العباسي الرؤية والفن اسماعيل، الشعرعزالدين .41

قائمة المصادر والمراجع

127

علي الغريب محمد الشناوي، الصورة الشعرية عند األعمى التطيلي، مكتبة اآلداب، القاهرة .42

.م2113 1ط

، موقع 2.23، الساعة 2114سنة 13فب رايرفالح الحجية، بشار بن برد، الخميس، .43

ديالى العراق.

يوسف غازي ومجيد م.ترجمة1961 :باريساللسانية، فريدينان دي سوسور،"المحاضرات .44

م.1936، الجزائرية، دط النصر، المؤسسة

فيروز الموسى قصيدة المديح األندلسية دراسة تحليلية منشورات الهيئة العامة السورية للكتابة .45

م. 2119ط دمشق د

كارل بروكلمان: تاريخ اآلدب العربي، ترجمة: عبد الحليم النجار، دار المعارف كورنيش .46

ة.، القاهر 4النيل، ط

كاميليا عبد الفتاح، الشعر العربي القديم، دراسة نقدية تحليلية لظاهرة االغتراب، دار .41

م.2113المطبوعات الجامعية، السعودية، دط ،

كمال الزماني، حجاجية الصورة في الخطابة السياسية، لدى اإلمام علي رضي هللا عنه عالم .43

م.2112 ،1الكتب الحديثة األردن، ط

كوهين جان بنيه، اللغة الشعرية، ترجمة محمد الولي ومحمد العمري، دار توبقال للنشر .49

م.1936، 1المغرب، ط

م.1999، 1لحسن حمامة: قراءة النص، الدار البيضاء، ط .51

قائمة المصادر والمراجع

128

مارسيليو دسكال: السيميولوجيا المعاصرة، ترجمة مجموعة من األساتذة المغربيين، افريقيا .51

.1931سنة ،2البيضاء، ط الدارالشرق،

م. 1،1931،دار توبقال ،المغرب،ط دروس في السيميائيات مبارك حنون، .52

1محمد أبو األنوار، الشعر العباسي، تطوره، وقيمته الفنية، مكتبة اآلداب، القاهرة، ط .53

م. 2119

محمد السرغيني: محاضرات في السيميولوجيا، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الدار البيضاء .54

.1931، 1طالمغرب،

محمد القاسمي، قضايا النقد األدبي، بين النظرية والتطبيق عالم الكتب الحديث، األردن، دط .55

م. 2113

،األردن،محمد بركات حمدي البالغة العربية في ضوء األسلوبية ونظرية السياق، دار وائل .56

م. 2113 1ط

ي، دراسة صوتية محمد كراكي، خصائص الخطاب الشعري، في ديوان أبي الفراس الحمدان .51

م.2113وتركيبية، دار هومة، الجزائر، دط ،

دار النشر الوفاء ،شعرية التفاوت مدخل لقراءة الشعر العباسي ،محمد مصطفى أبو شوارب .53

.م2112سنة ، 3ط،سكندرية اإل،لدنيا الطباعة والنشر

كندرية أة المعارف، اإلسمصطفى الصاوي الجوبني، البالغة العربية، تأصيل وتجديد، منش .59

م.1935،دط

قائمة المصادر والمراجع

129

1جامع الدروس العربية، راجعه عبد المنعم خفاجة، المكتبة العصرية ج الغاليني: مصطفى .61

م.1936-ه1416، 1ط

فظ والمعنى، دراسة في داللية الكلمة العربية، دار وائل، األردن لمهدي أسعد عرار، جدل ال .61

م.2112 1ط

م.2111دط، نجيب محفوظ: وظيفة اللغة دراسة تطبيقية، الجزائر، .62

األردن الداللة المشتركة، منهج علمي في فقه اللغة، دار البداية، عمان ،هاني عبد الرحمان .63

م.2112، هـ ـ1ط

.م2111ه 1431، 2يوسف ابو العدوس، التشبيه واالستعارة، دار الميسرة، األردن، ط .61

،الجزائر الجديد يوسف أوغليسي: إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي .65

م.2119ه،1431 1العاصمة،ط

المعاجم: ثالثا

م.2113، 12، مج1بيروت، ط ،إحياء التراث العربي العرب، دار منظور، لسانإبن .66

، المغرب1اللبناني، طالكتاب المعاصرة، دارالمصطلحات األدبية علواش، معجمسعيد .61

م1935

ه 1431، 1،لبنان طفيصل األحمر،معجم السيميائيات،الدار العربية للعلوم ناشرون .63

م.2111

قائمة المصادر والمراجع

130

الكتب واإلنشاء والعروض، دارالمسير في القواعد والبالغة الضناوي، معجممحمد أمين .69

م.1999هـ 1421، 1لبنان، ط العلمية

الجيل األصول، دارلكتب لغوية، شروحات األصول، تعريفاتمصطلح هالل، معجمهيثم .11

م.2113هـ 1424، 1طبيروت،

:المجالترابعا

الخميس برد بن بشار – الحضارات وصراع الشعوبية –التآخي صحيفة كبة، هادي نجاح .01

.httpataklm9المؤرخ2111 18-19

الموسوعات: خامسا

الجامعية، راتب دار العربي، الشعر في المديح المبدعون موسوعة محمد، الدين سراج .02

دط، دس. بيروت،

.1ط عمان، األردن أسامة، دار قواعد، صرف قواعد العربية، اللغة موسوعة ،حلتم أبو نبيل .01

.دس

فهرس الموضوعات

132

أ ............................................................................................................. مقدمة

0............................................................................................................. مدخل

0........................................................................................... :العباسي العصر. 3

6............................................................................... :األول العباسي العصر 3- 3

8.................................................................. :وتاريخيا سياسيا العباسي العصر 3-5

11 .................................................... :برد بشاربن... الحضارات وصراع الشعوبية 3-1

12 ................................................................ : العربي الشعر في المديح قصيدة: ثانيا

11 ................................................................................................ :لغة المدح- أ

10 ........................................................................................ :اصطالحا المدح-ب

10 ................................................................................ :الجاهلية في المديح 5-3

18 ......................................................................... :االسالم صدر في المديح: 5-5

19 ........................................................................ :األموي العصر في المديح: 5-1

21 ....................................................................... :العباسي العصر في المديح 5-1

20 ............................................................................................ :السيميائية تعريف

20 ......................................................................................................... :لغة-أ

26 ................................................................................................ :اصطالحا-ب

11 ............................................................. والسيميولوجيا السيمياء بين: األول الفصل

12 ...................................................................... :والسيميولوجيا السيميائية بين -3

فهرس الموضوعات

133

11 ...................................................................... : للسيمائيات الرئيسي الموضوع2-

11 ................................................................................................. :العرب عند-أ

10 ............................................................................................... :الغرب عند-ب

10 ............................................................................................ :سوسير دي- 3

charles sandres peirce: ............................... 11 :بيرس سندرس شارل سيمياء-5

Romanja Kobson: ........................................................ 10 :جاكبسون رومان-3

10 ........................................................................................... : التواصل نظرية-

Julia Kristeva: ................................................................. 18 تيفاكريس جوليا-4

01 .................................................................... : المعاصرة السيميائية االتجاهات4-

01 .............................................................................. : التواصل سيميولوجيا 1-4

06 .................................................................... :بارث روالن الداللة يميولوجياس2-4

09 ................................................................................. : الثقافة سيميولوجيا3-4

61 ............................................................... الشعري الخطاب سيميائية: الثاني الفصل

I. 68...................................................................... :بشار عند المدحية األلفاظ

II. 68 ............................................................................ .:النصية العتبات سيميائية

69 ......................................................................................... :العنوان سيمياء-1

la carre sémiotique ....................................................... 01 :السيميائي المربع*

01 .............................................................................. :الشعرية اللغة سيميائية -5

09 ................................................................................... :للنص النحوي التركيب*

فهرس الموضوعات

134

99 .................................................................................. :اإليقاع سيميولوجيا – 4

111 .................................................................................... :الداخلي اإليقاع 4-3

111 .................................................................................. :الخارجي االيقاع 5- 4

112 ........................................................................................................ خاتمة

110 ........................................................................................................ :م لحق

121 .................................................................................. والمراجع المصادر قائمة