العربي الفكر تاريخ

تأليفمظهر إسماعيل

العربي الفكر تاريخ

مظهر إسماعيل

هنداويسيآيسي الناشرمؤسسة٢٦ / ١ / ٢٠١٧ بتاريخ ١٠٥٨٥٩٧٠ برقم المشهرة

المتحدة المملكة ،SL4 1LD وندسور، ستريت، هاي ٣+ ٤٤ (٠) ١٧٥٣ ٨٣٢٥٢٢ تليفون:

hindawi@hindawi.org الإلكتروني: البريدhttp://www.hindawi.org الإلكتروني: الموقع

وأفكاره، المؤلف آراء عن مسئولة غير سي آي سي هنداوي مؤسسة إنمؤلفه. آراء عن الكتاب يعبر وإنما

سعيد. وفاء الغلاف: تصميم

٩٧٨ ١ ٥٢٧٣ ١٣٥٦ ٩ الدولي: الترقيم

الغلاف وتصميم وبصورة للكتاب الفني بالإخراج الخاصة الحقوق جميعبهذا الصلة ذات الأخرى الحقوق جميع سي. آي سي هنداوي لمؤسسة محفوظة

العامة. للملكية خاضعة العمل

Artistic Direction, Cover Artwork and Design Copyright © 2017Hindawi Foundation C.I.C.All other rights related to this work are in the public domain.

المحتويات

7 الإهداءالحضارة عن والنقل بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

9 اليونانية67 حيان بن جابر85 العلمي الفكر أسلوب109 المعري العلاء أبي معتقد117 والغاية القصد125 شوقي أحمد137 الديلمي مهيار147 برد بن بشار

الإهداء

يعقوبصروف الدكتور وصديقي أستاذي إلىعجزت إن الذي الأدبي ين الد من عندي له بما واعترافا الصداقة لذكرى إحياءالأرواح. عالم في وهو ذكراه اليوم أحيي أن من أقل فلا حيا، إليه يه أؤد أن عن

وتطوره نشوئه العربيفي الفكر تاريخاليونانية الحضارة عن والنقل بالترجمة

١

الحقيقي المنزع عن البعد كل بعيدة التأمل من نواح إلى تسوق قد منازع الإنساني للعقلالتي الخلافات في نظرت فإذا المعقولات، في النظر نحو الفكر تحريك في سببا كان الذيإلى بدء، ذي بادئ تدرك أن استطعت لما بالوجود، عهدهم أول لدى النصارى بين وقعت

مناظراتهم. وتنتهي خلافهم، يذهب سوف حد أيالقرون في الكنسية يع الش تناولتها مناقشات مبدأ المسيح طبيعة على الخلاف كانالتأمل وفي المعقولات في النظر في الأثر أكبر المسألة تلك في المذاهب لاختلاف وكان الأولى،

الفلسفي.بأول فيها الدين زعماء قام التي المسيحية مدن أولى من بأنها أنطاكية اشتهرتوفروع الفلسفة، شيوع في كبير أثر ذات كانت التي الفكرية، الحركات تلك من حركةبالحركة وقام لذكرها، محل لا طويلة دينية مناظرات بعد ذلك خاصة، اليونانية الفلسفةوكانا المصيصي»، «تيودوروس والآخر «دبودوروس» لأحدهما: يقال معلمان أنطاكية في

السلام. عليه — المسيح في الناسوتية كمال في الاعتقاد شديدي«نسطوريوس»، له: يقال أنطاكية رهبان من راهب المذهب لهذا المؤيدين أكبر وكانالفكرة لهذه «نسطوريوس» تأييد وتبع ٤٢٨م، سنة لها أسقفا القسطنطينية إلى انتقل

العربي الفكر تاريخ

٤٣١م، سنة «إفسوس» مدينة في ديني مجلس بعقد الأمر انتهى حتى حادة، مناقشاتواعتبر النسطوري، المذهب يضاد بما القائل الحزب وهو الإسكندرية، حزب فانتصر

هراطقة. وأتباعه نسطوريوسوالضرورات العقل حكم عن بعيدون نظراءهم أن في كامل اعتقاد على النساطرة كانوعلى شملهم، جمع إلى «إفسوس» مجلس حكم على مضيعامين بعد سعوا لذلك الطبيعية؛

تعاليمهم. لبث مقرا واتخذوها مصر نزلوا بهم، والاستبداد مطاردتهم من الرغم«الرها» إلى انتقلت بالأحرى أو Nisibis «نصيبين»1   مدرسة أغلقت العهد ذلك قبيلعقدت التي للمعاهدة تنفيذا الفرس إلى «نصيبين» مدينة سلمت ٣٦٣م سنة وفي .Edessaفي منتشرين مدرستها أعضاء وكان «يوليانوس»، الإمبراطور نارها أشعل التي الحرب إثروبذلك ٣٧٣م، سنة مدرسة وفتحوا «الرها»، في التجمع إلى فعادوا ذاك، إذ المسيحية الممالكالتي للكنيسة مركزا البيزنطية للإمبراطورية تابعة أرض في أنها ولو المدينة، تلك أصبحت

السرياني. باللسان زعماؤها ينطقيقبلوا لم الذين النساطرة زعماء من لأفراد موطنا ذلك بعد «الرها» مدرسة أصبحتبحجة ٤٣٩م سنة المدرسة تلك أغلق «زينون» الإمبراطور أن غير «إفسوس»، مجلس حكمالفارسية، البلاد إلى الهجرة سوى موئل من أهلها يجد فلم متطرفة، نسطورية صبغتها أن

٤٥٧م. سنة «بارسوما» كبيرهم رئاسة تحت فهاجرواأبناء يوالون النساطرة بأن الفرس ملك Piruz «فيروز» يقنع أن في «بارسوما» نجحالحروب كل في عاكفين هذا عهدهم على وظلوا لقوانينهم، خاضعين ويمضون فارس،فأصبحت «نصيبين»، في أخرى مدرسة النساطرة أسس ثم ذلك. بعد من وقعت التيالمسيحية أوجه من وجها كونت التي التعاليم تلك النسطورية، التعاليم منها تشع بؤرة

البحتة. الشرقية بالصبغة مصبوغاولم المسيحية، تعاليم ينشرون العرب، وبلاد آسيا جوف في النساطرة انتشر ثم ومنفي الخاصة تعاليمهم معها ينشروا أن أرادوا بل فقط، المسيحية نشر على عاملين يكونواالفلسفة من منتزعة ومذاهب بأقوال أفكارهم بث على يستعينون فأخذوا المسيح، طبيعة

مدينة وهي الجزيرة، نصيبين عن لها تمييزا الروم بنصيبين تعرف كبيرة الفرات شاطئ على مدينة 1

قصد ومن حران، وبين بينها ومثلها ثلاثة، أو أيام أربعة آمد وبين الروم نصيبين وبين عامرة. أخرىص٢٩٤). ٨ مجلد البلدان (معجم بها مر حران من الروم بلاد

10

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

كما اليونانية، الفلسفة في معلما الضرورة بحكم نسطوري مبشر كل فأصبح اليونانية،المسيحي. بالدين مبشر أنه

إلى المصيصي» «تيودوروس كتب الأخص وعلى زعمائهم، كتب النساطرة ترجمترجموا بل ذلك، على يقتصروا لم ولكنهم أفكارهم، بث على بها ليستعينوا السريانية؛يشد نصير أكبر فيها وجدوا لأنهم عليها؛ علقوا والذين أرسطوطاليس كتب من كثيرامن تشم لم أمم بين بها يبشرون كانوا التي العويصة، اللاهوتية المسائل فهم في عضدهممن بمبادئ عليها يستعن لم ما متعذرا، التعاليم تلك مثل نشر يجعل قدرا إلا المدنية ريح

التأمل. في ومباحث الفلسفةاليونانية الفلسفة نقل فيه يراع لم قالب في صب قد التراجم تلك من كثيرا أن غيرفي والطعن النساطرة، مذهب هو ديني، مذهب لبث ذريعة التراجم اتخذت بل لذاتها،حيث وحدها، الوجهة هذه من بالنقل الثقة فقلت الرومانية، والكنيسة الروم، قياصرةالنسطوري المذهب تعاليم من بكثير الفلسفة من قليل يختلط بأن تقضي الضرورة كانت

الرئيسي. الغرض وهو الديني، المذهب بث على بذلك للاستعانة بالعكس؛ أوأرسطوطاليس الأخصبفلسفة وعلى اليونانية، بالفلسفة أشعت التي النواة كانت تلكفي نرى وسوف البيزنطية، الإمبراطورية حدود خارج آسيا جو في الجديدة والأفلاطونيةالفلسفة تلك نقل من أول كانوا النساطرة مترجمي من جماعة أن كيف البحث هذا سياق

كله. العربي العالم في انتشرت وبذلك العربية، اللغة إلى السريانية منشيء كل شأن النقص من أوجها النسطورية الحركة في أن هذا رغم تجد أنك غيرالبيزنطية، الإمبراطورية خارج اليوناني بالعالم صلاتها انبتات فإن الإنسان، عن يصدر

آسيا. من محدودة بقعة في الانحصار بصبغة مصبوغة التعليمية حركتها جعل«إفسوس» مجمع حكم وصدر الكنيسة، أمام اتهم قد كان إن فإنه «نسطوريوس» أمارءوس في تعمل ظلت التي العظمى، مشاكلها من مشكلة أمام الكنيسة ترك فإنه عليه،بمدينة ٤٤٨م سنة في عقد آخر بمجمع الشيعية المناقشات انتهت حتى زمانا، الناسالرئيسية الكنيسة من أخرى فئة أخرجت أن نتيجته وكانت ،Chalcedon «خلقيدونية»

.Monophysites المسيح في الواحدة بالطبيعة المعتقدين فئة همبالطبيعة القائلين تبعت قد المصرية الكنيسة أن المؤرخين من كثير على الغالب والظنكون الذي وهو اليعاقبة، شيعة وأنشأ السروجي يعقوب قام السادس القرن ففي الواحدة،

11

العربي الفكر تاريخ

أن ذلك على دليل وأكبر أسسها، وأقام أعضائها شمل وجمع المصرية، اليعقوبية الكنيسةوأقباط «جاكوبيت»، اللاتيني العالم في هؤلاء اسم فإن يعاقبة، من مشتق «أقباط» اسم

إليه. تحريفا الأشياء أقربعن يخرجوا لم أعضاءها ولكن اليعقوبية، الشيعة بيزنطية إمبراطورية اضطهدتالطبيعة أصحاب من خاصة بصورة مستقل كقسم داخلها ظلوا بل الإمبراطورية، حدودعلى تعاليمهم، تبث الإمبراطورية خارج منهم طائفة وأرسلوا Monophysites الواحدةالدين، في نظرائهم لغة ترك في النساطرة اتبعها التي الطريقة نفس اتبعوا قد هؤلاء أنالسريانية اللغة عصر أن والحق السريانية، واللغة القبطية اللغة استعمال إلى وعمدوا

السريانية. اللغة إلى اللاتينية اللغة استعمال عن اليعاقبة برجوع إلا يبدأ لا الذهبيالسريانية اللغة بين حقيقيا فاصلا هنالك أن اللغات علم درس من لكل والظاهرلهجات انتحلوا قد اليعاقبة فإن الشرق؛ في والنساطرة الغرب في اليعاقبة استعملها كما

الجغرافي. وتوزعهم استيطانهم طبيعة إلى راجعا فيها السبب يكون أن يغلب حديثة،نفهم أن استطعنا واليعاقبة، النساطرة خروج من حدثت التي النتائج اعتبرنا إذاالنسطورية الحركة أن نجد بينا السريانية، اللغة إلى اليونان الفلاسفة أعمال ترجمت لماذاآسيا في وانتشرت اليوناني، التثقيف ثمار فيه تركزت الذي الوسط بالتدريج أصبحت قدالإسلام. انتشار تقدمت التي القرون بضعة خلال البيزنطية الإمبراطورية حدود خارجالمدرسة فلاسفة تعاليم وكذلك ائين، المش أرسطوطاليسوأتباعه تعاليم أن في خفاء ولامعارك في الخوض تعمد من كل على التأثير في بارز أثر ذات كانت الجديدة، الأفلاطونيةالفائدة كبير كان فإنه أرسطوطاليس، منطق وكذلك الزمان، ذلك في الدينية الطوائف

مزاعمهم. لإثبات ذريعة الدين زعماء اتخذها التي الجدل طريقة بنيت وعليهالكتب من كثيرا نقلوا الأصلية، لغتهم عن واليعاقبة النساطرة انفصل أن وبعدالفلسفية المؤلفات من كبيرة مجموعة اللغة هذه في فأصبح السريانية، اللغة إلى المسيحيةبقدر المؤلفات من القبطية اللغة إلى ينقل لم أنه في السبب أن على والدينية، والعلميةمسائل مواجهة إلى الحالات تدعهم لم مصر في اليعاقبة أن السريانية، اللغة إلى نقل ما

آسيا. في النساطرة كان كما الدين، في معضلةالرغبة وظهور المسيحية، الكنيسة في الدينية المجادلات بدء بين الواقع العصر كانمن كثير على خلاله علق ذهني، وإنتاج ترجمة عصر الفلسفة، درس في المسلمين عنديعن ولم ومذاهبهم، اليونان أفكار من كبيرة طائفة فيه واستعرضت الفلسفة، مسائل

12

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

والفلك، الكيمياء وعلم الطلب إلى عمدوا بل وحدها، بالفلسفة العصر ذلك في الناقلونوالفلك الكيمياء وبين الطب بين أن يعتقدون كانوا لأنهم كثيرا؛ العلوم تلك في فترجمواعلاقة الطبيعية الوجهة من الفلك لعلم بأن يقولون فكانوا أدنى، ونسبا قريبة آصرة

والمرض. والصحة والموت الحياة وحالات الأمراض، بنشوءأخرى، مدرسة أية في منها الإسكندرية مدرسة في ذيوعا أكثر الطبية المباحث كانتدارسو اضطر حتى مباشرة، باللاهوت علاقتها فكانت الحقيقي، بمعناها الفلسفة أماما على المستطاع، في ذلك كان ما بقدر الفلسفة وبين مباحثهم بين يفصلوا أن إلى العلومالعقل كفايات بين التفريق عن والعجز القدرة عدم من العصور تلك في الفكر عليه كان

البشري.العرب يدعوه كما — النحوي2 يوحنا أو John Philoponus فيلوبونس» «يوحنا كاندرسوا الذين أوائل من كان كما أرسطوطاليس، على علقوا الذين متأخري من — خطأأمره، من المحقق ولكن معروفة، غير فيها توفي التي والسنة الإسكندرية، مدرسة في الطب«يوستنيانوس» الإمبراطور فيه أغلق الذي الوقت في الإسكندرية مدرسة في يدرس كان أنه

ميلادية. ٥٢٩ سنة أثينا مدارسوكان ،Paul of Aeginae الأجانيطي» «بولس الإسكندرية فلاسفة مشهوري ومنمدرسة في تدرس طويلا زمانا كتبه وظلت العربي، الفتح فيه وقع الذي الوقت في يدرسبرنامجا، رسموا قد المدرسة أعلام وكان الطب، علم في كبيرة قيمة ذات كمتون الإسكندريةأن أراد من كل يدرسه الطب، لتدريس والتحصيل الدرس تاريخ في نوعه من الأول لعله

عمليا. الصناعة تلك يزاولمنها ليؤلفوا وترجموها «جالينوس»، مقالات من مقالة عشرة ست انتخبوا ولذلكموضوعات كرءوس المختصرات واتخذت بعضها اختصروا ثم المدرسة، في الطب برنامجإلى نزعوا ما أنهم الظن وغالب وتفصيلا. شرحا التعليمية المحاضرات نسقها على تلقىأنفسهم في أنسوا لما إلا فقط، موضوعات رءوس واتخاذها «جالينوس»، مقالات اختصار

يوحنا غير نحو أسقف يوحنا أن ،١٩١١ سنة مارس منتصف في صروف الدكتور العلامة أثبت 2لمصر العرب فتح وصف الذي التاريخ صاحب هو وأنه اسمه، من آتية نحو كلمة وأن الغرماطيقي،

له. مشاهد وصف

13

العربي الفكر تاريخ

«جالينوس» لهم يحدده كان مما لأبعد الدرس، في والتعمق الابتكار قوة من أساتذتهم وفيالأبحاث من للكثير منبعا الإسكندرية مدرسة أصبحت الزمان ذلك وفي مقالاته، فيالعلوم من وكثير الكيمياء، علم في بل وحدها، الطب مادة في لا النفع، المحققة المبتكرةالبحوث بمختلف تدوي بخلية العربي الفتح قبيل الإسكندرية مدرسة أشبه وما الطبيعية.

العلمية.من فيها كان ما على الرجعية، نتائجها من تخل لم الطيبة الحركة هذه أن بيدذلك في تؤثر أن بها وأجدر — التقاليد فإن الذهني، والتنوير والفلسفة العلم إلى نزعةفنزعت والفلسفة، العلم بعضوجوه أفسدت قد — هذا عصرنا في تأثيرها العصرأضعافعلى الضغط ابتغاء Philosophical Obscurantism الفلسفي» «الجمود ناحية إلى فئاتطريق من إدراكه أن اعتقاد على الفلسفة، من المجهول العالم إلى بها والرجوع العقول

الأقل. على مستطاع التنجيم وفن الطلسماتوالشعوذة، المفاسد العربمنضروب عند عليه تقع ما كثرة المباشرفي السبب هو هذاولا المسلمين، ولا الإسلام ذنب ليس ذلك في الذنب إن المؤرخين: كبار يقول ذلك كل وفيكما العربي، الفتح بعد الإسكندرية عن العرب ورثها وراثة ولكنها السامي، العقل ذنب

العرب. عن الوسطى القرون في الأوروبية Padua «بادوى» جامعة ورثتهاوراثتهم كانت لذلك الإسكندرية؛ مدينة في اليونانية بالآراء للعرب احتكاك أول كانفي بقدمهم العرب ودلف التنجيم، عندهم انتشر ولهذا سوريا، عن وراثتهم من أقرب منهاالإسكندرية نجم لأن ذلك مدنيتهم؛ عصور آخر حتى عاكفين عليه وظلوا الوعرة، مفاوزهخداع الحالات تلك مثل في الناس بلب يأخذ ما وأخص السريانية، أنوار أطفأ قد العلم فيفي العقل نواتج على العوامل تلك تأثير تحت العرب أكب لهذا الصيت؛ وبعد الشهرة

والفلسفة. العلم مباحث من السريانية تضمنت ما دون الإسكندرية،ذكره، بنا مر الذي الأجانيطي» «بولس مؤلفات نبتت الذهنية الصورة هذه وسط فيالتعاليم مادة الوسطى القرون في والعصراللاتيني العصرالعربي طوال مؤلفاته ظلت وقد

الطبية.التي الأولى النواة تكونت ففيها الكيمياء، لعلم منبتا الإسكندرية مدرسة كانت كذلكما كثيرا التي الأخر، الفنون من منه تفرع فيما أم العلم، هذا أفي سواء منها، العرب استمدفي Berthelot «برتيلو» مسيو الكبير المؤرخ يقول ذلك وفي والأوهام، بالخيالات امتزجت

14

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

العربية المادة «إن :١٨٩٣ سنة بباريس طبع الذي الوسطى»، القرون في «الكيمياء كتابهفي كتبوا الذين اليونان كتاب عن مأخوذ أو مترجم الأول قسمين: إلى تنقسم الكيمياء في

الأولى.» عن المباحث مستقلة ثانية عربية مدرسة يمثل والثاني الإسكندرية، مدرسةآسيا كنائس كانت الطبية، المباحث في غارقة الإسكندرية مدرسة كانت وبينما

التأملية. والفلسفية المنطقية المباحث في ممعنة ومدارسها، وأديرتهاعلم تدريس في فيلوبونس» «يوحنا تعليقات عن اليعاقبة يأخذ أن الطبيعي من وكان

ثانيا. شيوخهم من فيلوبونس ولأن أولا، بمصر لعلاقتهم المنطق؛في الصوري» مختصر«فرفوريوس إلى والنساطرة رجعوا بل لك، يفعلوا لم أنهم غيرفي يقرأ الكتاب هذا يزال ولا المنطق، لعلم كمدخل وأخذوه «إيساغوجي»، المسمى المنطق

العلم. لذلك كمدخل اليوم حتى الأزهرعلى وتطبيقهما النفس»، «علم والبسيكولوجيا الطبيعة» وراء «ما الميتافيزيقا في أماإلى اليعاقبة ميل كان فقد اللاهوتية، المسائل فهم على بهما الاستعانة في أو اللاهوت، علموتعاليمهم حياتهم كانت كما النساطرة، ميل من أقوى والباطنية الجديدة الأفلاطونيةالقديمة الطريقة إلى نزعوا قد النساطرة أن تجد أنك حين في الأديرة، في استكانة أكثرللعلم منبتا بدورها كانت أديرة، اتخاذهم دون يحل لم ذلك أن ولو المدارس، تأسيس فينظام إلى الأمر آخر في انقلب قد المدارس نظام أن تجد بك إذا ذلك على أنت وإذ والفلسفة.

الرهبنة.بها» «مارأ أن غير جميعا، وأعظمها النساطرة مدارس أقدم «نصيبين» مدرسة كانتعلى «سلوقية» في مدرسة أسس نسطوريا، أسقفا وسيم ، تنصر زرادشتي وهو MarAbha

«نصيبين». مدرسة نظامزرادشتية مدرسة المشهور الفرس ملك أنوشروان» «كسرى أسس بقليل ذلك وبعدالميلاد، من ٥٣١–٥٧٨ بين «أنوشروان» وحكم «خوزستان»، أعمال من «جنديسابور» فيجمعا فأضاف البيزنطية، سورية يحارب كان حينما اليونان، بتعاليم تأثر قد وكانالإمبراطور أغلق عندما اليونانية، بالفلسفة العارفين والفلاسفة اليونان، الفلاسفة من

أثينا. في والمدارس الهياكل «يوستنيانوس»وأضافهم، وفادتهم فأكرم سبعة، الفلاسفة من «كسرى» على وفدوا الذين وكانفيهما وألفوا والطب، المنطق فنقلوا الفارسية؛ إلى نقلها أو الفلسفة كتب بتأليف وأمرهم

15

العربي الفكر تاريخ

رواية في أن على ص٢٤٢)، الفهرست (راجع فيها الناس ب ورغ هو فطالعها كتبا،احتكاك لا الذين الوثنيون اليونان الفلاسفة ينقل كيف إذ كبيرا، شكا الفهرست صاحبأن حين في فارس، لغة إلى والطب المنطق كتب الفهلوية، الأخص وعلى بالفارسية، لهميثبت لم ما الشك ذلك يبقى القديمة، اليونانية بلغتهم إلا إلمام لهم يكون ألا الراجحعصر على متقدم عصر في الفارسية دراسة في سابقة لهم كان اليونان الفلاسفة أن

أنوشروان.المأمون فعل كما والمناظرة، للبحث المجالس عقد أنوشروان إن بعضالمؤلفين: ويقولأما أفلاطون»، تلامذة من أنه جالسوه الذين للإغريق «خيل حتى ونيف، بقرنين بعده منلهم المجالس وعقد العرب وفود مع أخباره لأن محتمل؛ فذلك العلم لمجالس أنوشروان عقدأنوشروان عهد لأن فيه؛ مشكوك فأمر الرواية بقية أما الأدباء، بين أمرها مشهور معروفةهذا إلى الفلسفة في أنوشروان فيه يبرز أن يعقل لا حد إلى قصيرا كان اليونان بفلسفةقبل الرابع القرن في علم أفلاطون أن الشك في أدخل الرواية يجعل ومما ، القصي المدىالميلاد؛ بعد السادس القرن في إلا والعلم الفلسفة مجالس أنوشروان يعقد ولم الميلاد،أفلاطون، تلامذة من تلميذ أنه مجلسه حضروا الذين اليونان الفلاسفة إلى يخيل فكيف

عام؟ بألف ذلك قبل من البلى أكلهم قد كان أفلاطون تلاميذ أن حين فيكتابه (راجع الرومانية الدولة سقوط مؤرخ «غيبون» العلامة الرواية هذه ذكر والذيص٢٩٨–٣٠٧). ثان جزء ،١٨١٣ سنة طبعة وسقوطها، الرومانية الإمبراطورية تداعي

قديم.3 عربي كتاب من الرواية هذه استسقى قد يكون أن من بد لا «غيبون» أن علىفلاسفة من عليه وفدوا الذين السبعة بأولئك «أنوشروان» اهتمام على يدلك وممابهم، ا خاص ا نص البيزنطية والإمبراطورية عقدها التي المعاهدة في وضع أنه اليونان،إلى العودة أرادوا لو فيما بهم الاستبداد وعدم والدينية، المدنية حريتهم به لهم ضمن

وطنهم.

روايته استسقى إنما غيبون أن تثبت رواية قديم عربي كتاب في قرأ أنه صروف الدكتور العلامة لي ذكر 3

تناولتها العهد بعيدة عربية بمصادر الأخص وعلى بالمصادر، الثقة أن على صحيح، عربي مصدر عنباختلاف تتباين ذاتها الثقة منازل أن كما كبيرا، اختلافا تختلف والإضافة، والحذف بالنسخ الأيدي

عنه. المنقول

16

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

Neo-Platonism الجديدة» «الأفلاطونية بتعاليم الآخذين من الفلاسفة هؤلاء كانالتعاليم هذه تذهب حد أي فإلى بالضبط، معروف غير الفارسية الحياة في أثرهم أن علىالمباحث أخذت ما ذلك بعد؟ فيما فارس في ظهرت التي التصوف صور على التأثير فيمن منتخبة «أشعار كتاب في «نيكولسون» العلامة كتب فقد الأستار. عنه تجلو الجديدة«الأفلاطونية بين تربط التي الآصرة تلك عن يكشف شيئا ١٨٩٨ كمبردج طبع الديوان»

فارس. في بها أخذ كما والباطنية الجديدة»،عن ١٩٢٠ سنة طبع الذي مؤلفه في فدبج أوليري» «ديلاسي الأستاذ عليه وعقب(ص١٨١–٢٠٧) الكتاب ذلك من السابع الفصل هو الصوفية، في فصلا العربي الفكروبين الجديدة»، «الأفلاطونية تضاعيف في المبثوثة الباطنية بين العلاقة أواصر فيه أوضحالتي التصوف صور على بعد فيما أثرها من كان وما الوثني، العصر في الفارسية الباطنية

الإسلام. بعد العرب وأبناء فارس بها اختصتاليونانية المؤلفات على مقصور غير «جنديسابور» مدرسة في التعليم أساس وكانإلى ترجمت وعلومها، وآدابها الهند فلسفة من تعاليم ذلك إلى أضيف بل والسريانية،من تخلصت حين الطب علوم نمت وهنالك القديمة، الفارسية اللغة وهي الفهلوية، اللغةيكون أن الأمر غريب ومن اللاهوتية. التعاليم به حوطتها الذي والاستبداد الضغط جوالنساطرة أشهر من فئة الحديث الجنديسابوري ثوبه في الطب علموا الذين أشهر من

المسيحيين.بن الحارث «جنديسابور» مدرسة في الإسلام قبل العرب من اشتهروا الذين ومنأعداء كأحد سينا ابن الرئيس ذكره الذي «النضر» وابنه كطبيب، بعد من عرف الذي كلدةوقتله فأسر «بدر»، يوم هزموا الذين مع وكان — والسلام الصلاة عليه — محمد سيدناالآداب زهر (راجع القيرواني الحصري إسحاق أبي رواية على صبرا، طالب أبي بن علي

فأنشدته: الحارث بنت قتيلة أخته صلى الله عليه وسلم للنبي فعرضت أول). مجلد ص٢٧

م��وف��ق وأن��ت غ��ادي��ة ص��ب��ح م��ن م��ط��ي��ة الأث��ي��ل إن راك��ب��ا ي��ات��ع��ن��ق ال��ن��ج��ائ��ب ب��ه��ا ت��زال إن م��ا ت��ح��ي��ة ب��أن م��ي��ت��ا ب��ه��ا أب��ل��غت��خ��ن��ق وأخ��رى ب��واك��ف��ه��ا ج��ادت م��س��ف��وح��ة وع��ب��رة إل��ي��ك م��ن��يي��ن��ط��ق لا م��ي��ت ي��س��م��ع ك��ان إن ن��ادي��ت��ه إن ال��ن��ض��ر ي��س��م��ع��ن��ي ه��ل

17

العربي الفكر تاريخ

ت��ش��ق��ق ه��ن��اك أرح��ام ل��ل��ه ت��ن��وش��ه أب��ي��ه ب��ن��ي س��ي��وف ظ��ل��تم��وث��ق ع��ان وه��و ال��م��ق��ي��د رس��ف م��ت��ع��ب��ا ال��م��ن��ي��ة إل��ى ي��ق��اد ق��س��رام��ع��رق ف��ح��ل وال��ف��ح��ل ق��وم��ه��ا ف��ي ك��ري��م��ة ص��ن��و أن��ت ه��ا أم��ح��م��دال��م��ح��ن��ق ال��م��غ��ي��ظ وه��و ال��ف��ت��ى م��ن ورب��م��ا م��ن��ن��ت ل��و ض��رك ك��ان م��اي��ع��ت��ق ع��ت��ق ك��ان إن ��ه��م وأح��ق ق��راب��ة ق��ت��ل��ت م��ن أق��رب ف��ال��ن��ض��ري��ن��ف��ق م��ن ب��ه ي��غ��ل��ى م��ا ب��أع��ز ف��ل��ي��ف��ت��دى ف��دي��ة ق��اب��ل ك��ن��ت أو

يظهر ما على صحيحة غير — حبسا أي — صبرا للنضر طالب أبي بن علي وقتلتقول: فإنها قتيلة، أخته شعر من

ت��ن��وش��ه أب��ي��ه ب��ن��ي س��ي��وف ظ��ل��ت

أولا، أسر أنه قتيلة، إلى نسبته صحت إن الشعر عليه يدل وما وتنال، منه تنهل أيقولها: كظاهر حبس وربما

م��ت��ع��ب��ا ال��م��ن��ي��ة إل��ى ي��ق��اد ق��س��را

الشعر نسبة في الأدباء بعض به يغمز ما أما بالسيوف، طعنا ذلك بعد من قتل وأنهوالشجن، الأسى وفرط العميق، الحزن ورنة الشعر ديباجة بطلانه عن فتنم قتيلة إلىيلتقي فنسبه الدار،4 عبد بن مناف عبد بن كلدة بن علقمة بن الحارث بن النضر وهو

الثالث. الجد في — والسلام الصلاة عليه — محمد سيدنا ونسب

Sharak «شركة» الهند أبناء من جنديسابور مدرسة أعلام من «الرازي» ذكر ممنالسموم في رسالة كتب Ganak «شاناك» له: يقال هندي ومنهم Qolhoman و«قلهومن»ترجمت بعد ومن الفارسية، إلى البرمكي خالد بن ليحيى التراجمة أحد بعد من ترجمها

الرشيد. هارون بن المأمون للخليفة العربية إلى

.١٩٢٥ سنة بمصر التجارية المطبعة طبعة ص٢٧ أول جزء الآداب زهر راجع 4

18

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

عن كتب بضعة الخاص طبيبه بواسطة الرشيد هارون عصر في وترجمتالتعاليم أصل تعرف أن المتعذر من إنه حتى الطب، علم في العربية إلى السنسكريتيةإلا مبتكرة، هي أم الهند، من أم الإغريق من مستمدة كانت إن العربي الطب في الشائعةالمستمدة الآراء بمنازع ومقارنتها وطبيعتها حقيقتها تفهم على والصبر المزاولة طول بعد

النواحي. تلك من كل من«حران»، في وثنية مدرسة وجدت فقد والزرادشتية، المسيحية المدرستين عن وفضلاحران وكانت أسسها! وأقام وضعها، من ولا تطورت! وكيف نشأت، كيف يعلم ولاالديانة لتعاليم موئلا وظلت الأكبر، المقدوني الإسكندر عصر منذ الإغريقي للتأثير مركزاوالظاهر نصراني، عالم إلى الوثني اليوناني العالم انقلب أن بعد القديمة، اليونانيةانتعشت قد كانت التي القديمة البابلية الديانة تعاليم من كثيرا ورثت قد «حران» أنبها ذهبت قد القديمة الديانة تلك صور أن إلا المسيحية، انتشار من الأولى القرون فيزعماء وضعها وكما الجديدة»، «الأفلاطونية فهمتها كما الوثنية اليونانية الديانة تطوراتآخر تمثل «حران» في الفكر حالات أن في ة مشاح ولا الإسكندرية، مدينة في الفلسفة تلكحيث الصوري» «فرفوريوس وضعهما كما الجديدة، والأفلاطونية اليونانية الوثنية أدوارعن الخارج العالم معترك عن بعيدة عيشة الحياة، أسباب بكل ممدتين عائشتين ظلتا

حيزهما.الثقافة مواد وأذاعت اليوناني، النسق على علمت التي المدارس من الرغم وعلىتاريخ في لمؤرخ يمكن لا التي الأخر المؤثرات من بكثير التعاليم اقترنت فقد اليونانية،معها نقلت سورية غزو من رجعت عندما الفارسية الجنود فإن أمرها، يغفل أن الفكر

اليونانية. الرفاهية مظاهر من وطائفة اليوناني، الفكر آثار من كثيرااليوناني بالفن الإعجاب من بطابع الغزوة تلك بعد فارس أبناء نفوس طبعت وكذلكأثمن الحرب في أسروا الذين اليونان والبناءون المهندسون وكان اليونانية، البناء وهندسةتدخل الغزوة تلك بعد بدأت فارس بلاد إن حتى المغانم، من الغازي الجيش به رجع ما

المباني. من تشيد فيما اليوناني البناء نسقمن عظيم قسط ذيوع على يدل الإسلام انتشار تقدمت التي القرون فتاريخ إذنزخارف وفي والبناء، والهندسة والفلسفة والعلم الفن فروع من كثير في اليوناني التأثيرإلا يتنفس لا آسيا غربي كان المقدوني، الإسكندر عصر منذ ذلك قبل ومن ذاتها، الحياة

الإغريقي. الفكر بآثار مفعم جو في

19

العربي الفكر تاريخ

٢

وافتتح فارس، بلاد إلى النسطورية الهجرة قاد الذي «بارسوما» ذكر قبل من بنا مروالعقل المحركة القوة هو «إيباس»، له: يقال معلم الرجل لذلك كان «نصيبين»، مدرسةمن أول أنه التاريخية المقارنة من ويظهر أيامها، أواخر في «الرها» مدرسة في المفكر

السريانية. إلى المنطق في «فرفوريوس» مختصر «إيساغوجي» ترجمأن على ذلك ويدل قدمنا، كما أرسطوطاليس لمنطق مدخلا الكتاب هذا ويعتبرلم أنه الغالب والظن النساطرة، بتدريسه عني الذي الرئيسي العلم يعتبر كان المنطق

ذلك. عند اليعاقبة نظر في اعتباره ليقل يكنعلق كما «الإيساغوجي»، كتاب على فعلق Probus «بروبوس» ظهر الوقت ذلك وفيكما أو العبارة، أي Hermeneutica «إرمانوطيقا» ومنها أرسطوطاليس، بعضكتب علىAnalytica الأولى» «وأناليطيقا Sophistica و«سوفسطيقا» أرمنياس» «باري يقولونفي المنطق طلاب إليها يرجع متون بمثابة التعليقات هذه فكانت القياس، أي priora

السريان. بلادالعرب أن تعرف أرسطوطاليس عن السريانية التراجم به خصت الذي الوصف ومنالذي الأسلوب وذات الطريقة، نفس اتبعوا بل العربية، إلى عنهم النقل على يقتصروا لم

أيضا. مؤلفاتهم في بل فقط، تراجمهم في لا السريانية، إلى المترجمون تبعهمقطعا يأخذوا أن العربي العصر قبل أرسطوطاليس على المعلقين عادة من كانعليه يعلقون كلمات، بضع عن يزيد لا وقد السريانية، إلى المترجم متنه من قصيرامقتضبة، إشارات على يقتصر وقد طويلة، صفحات عدة إلى التعليق يذهب وقد بإطناب،المدرسة في معلم كان لو كما الإيجاز، أو الإطناب إلى حاجة من الحال يقتضي ما حسب

الأولى. شرح من يفرغ أن بعد بأخرى ويلحق فقرة، يقرألوجدت القرآن، تفسير في نظرت أو الدين، لعضد «المواقف» كتاب في نظرت ولواتبعها كما الفلسفي، مؤلفه كتابة في نفسها الطريقة هذه اتبع قد الدين» «عضد أن

الله. كتاب تفسير في المفسرونBaumstrack «بومستراك» الأستاذ بعناية طبع فقد «الإيساغوجي» على التعليق أماالكبير الأستاذ طبع كما ،١٩٠٠ سنة ليبنرج في Aristotles bei den syrern كتاب فيفي Jornal Asiatique الآسيوية المجلة في الأولى» «الأناليطيقا Hoonacker «هوناكر»

.١٩٠٠ سنة وأغسطس يوليو عددي

20

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

اليعاقبة، مؤلفي أعظم ميلادية ٥٣٦ سنة المتوفى عيني» الراس «سرجيس وكانبالطب اشتغاله وكان والفلك، والهيئة والطب الفلسفة في مؤلفا كان كما مترجما، وكانوأمضى جالينوس، مؤلفات من الأعظم الجزء السريانية إلى ترجم أنه بيد الرئيسي، عملهمدرستها في والطب الكيمياء ودرس اليونانية، اللغة أتقن حيث الإسكندرية في زمنابالعراق، العين برأس فكانت نشأته أما العلم، ذلك بتدريس عهدها أول لدى الطبيةضمن البريطاني المتحف في اليوم حتى محفوظة جالينوس عن ترجماته بعض تزال ولا

.١٧١٥٦ والمجموعة ١٤٦٦١ المجموعةالمجموعة في محفوظ هو مما نتفا Sachau «ساخاو» المستشرق العلامة ونشرفضلا «ساخاو» ونشر ،١٨٧٠ سنة فينا في Inedita Syriaca سماه كتاب في الثانيةالكتاب، ذلك من خطية نسخة البريطاني المتحف وفي «الإيساغوجي»، ترجمة ذلك عنفي ومقالة لأرسطوطاليس، المقولات أي وقاطيفورياس؛ لفرفوريوس «المائدة» نشر كماDe Anima أنيما» «ده عنوان تحت المعروفة أرسطوطاليس مقالة ليست وهي الروح،المتحف في محفوظ المقولات في جزء ومنها مجلدات، سبعة في المنطق في مقالة وكتبالكون تعليل في الكتاب ذلك ضمن أخرى ومقالة ،١٤٦٦٠ المجموعة ضمن البريطانيأما الموضوعات، مختلف تتناول القصيرة المقالات من وعدد أرسطوطاليس، مذهب حسبالعلامة ونشرها جالينوس، مؤلفات على بناها القمر تأثير في مقالة ترك فقد الفلك علم في

«ساخاو».الكل وكان السواء، على واليعاقبة النساطرة بين «سرجيس» مؤلفات انتشرت وقدإنه ويقال: ثقاتهما، من وثقة والفلسفة، الطب في العليا المراجع من مرجعا يحسبونهالعرب، منه استسقى بما المنبثق النبع بعد فيها أصبحت الطب في سريانية مدرسة أسس

وقيامها. تأسيسها في كبير أثر له كان بل يؤسسها، لم أنه الراجح أن علىAhudemmeh «أخوديما» عاش — الميلادي السادس القرن أي — ذاته القرن وفيفيلوبونس» «يوحنا تعليقات فأدخل ٥٥٩م، سنة Tagrit «تغريط» في أسقفا أصبح الذيبعض ويقول السريانية: يتكلمون الذين اليعاقبة بين المدرسي الكتاب تكون أن علىالإنسان وفي الروح، وفي الإرادة، حرية وفي المنطق، تعريفات في مقالات ألف إنه المؤلفين:مكون أنه على الإنسان تركيب في أخرى ومقالات ،Microcosm صغيرا، عالما باعتباره.١٤٦٢٠ المجموعة ضمن البريطاني المتحف في محفوظة المقالة وهذه وروح، جسد من

21

العربي الفكر تاريخ

نكرر أن لنا حق صغيرا، عالما باعتباره الإنسان في كتب قد «أخوديما» أن صح وإنقد Microcosm الصغير العالم أو الإنسان فإن الشمس»؛ تحت جديد «لا القائل: المثلالتاسع القرن في الألماني الفيلسوف Herder «هردر» عقل في كبيرا فراغا فيه التفكير سدوعلاقته الإنسان بحث في همها حصرت مذاهب بل فلسفية، فكرات انتشرت كذلك عشر،

الغيبي. النظر إلى تعدت بل وأدبيا، وطبيعيا الفسيح الكون بهذاالعالم أي «الميكزوكوزم»؛ في «هردر» ومذهب النشوء، في «سبنسر» مذهب كانإلى يسوق الذي العميق التصور ذلك وإحداث الفكر، وحدة إثبات إلى يرميان الصغيركائنة لعلاقة خضوعا تقع الكونية الحوادث وأن ببقائها، تحتفظ الأشياء بأن الاعتقادالتوفيق يمكن الحياة هذه في والعلمي الديني النظر وجهتي وأن إدراكها، يمكن بينهما

بينهما.وصفا العالم وصف في همها الكتاب من طائفة حصرت عشر التاسع القرن فيتلك وسط في — معها تساءل حالة «هردر» عقل في كونت قد مؤلفاتهم إن حتى دقيقا،أين الأكبر: الكون هذا تنتاب التي التغيرات جوف وفي الطبيعة، بها صورت التي الصورة

الأصغر؟ الكون يوجدإنما العام، الإدراك من سحيقة أعماق في تتغلغل إذ العظيمة الدنيا هذه صور إنلحياة قيمة «أية «هردر»: تساءل كما التساؤل نعاود لكي أنفسنا؛ إلى الرجوع تلزمناالتغاير أوجه من تاريخها في وبما الخالدة، الخصائص من فيها بما والإنسانية، الإنسان

مجموعها؟» من الطبيعة هذه وسط فيرأس في قامت التي هي بذاتها الفكرة هذه كانت إن نعرف أن أردنا إذا أماالقرن في «هردر» عقل في التكون إلى عادت ثم الميلادي، السادس القرن في «أخوديما»محفوظات تكون أن فيغلب الزمان، من قرنا عشر ثلاثة بينهما والفاصل عشر، التاسع

بذلك. كفيلة الأوربية المتاحف

الفارسي» «بولس الميلادي السادس القرن خلال عاشوا الذين النساطرة مؤلفي بين منوقد أنوشروان، كسرى الملك إلى أهداها المنطق في مقالة كتب وقد ،Paul The Persian

.Analecta Syriaca المسمى كتابه في Land «لاند» مسيو نشرهاسوريا، العرب فتح الميلاد من ٦٣٨ سنة ففي العربي، الفتح فجر هذا كانبلاد فتحوا سنوات أربع وبعد واحدة، سنة في والعراق النهرين بين ما فتح وتبعها

22

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

في يؤثر لم الفتح هذا ولكن دمشق، في أمية لبني الملك استقر ٦٦١م وسنة فارس،بكل ممتعة العربي الحكم تحت تعيش طوائفهم كانت حيث المسيحية، الجماعات حياةوكل الذاتية، لشئونهم العرب حكامهم يتعرض ولم والدينية، السياسية الحرية ضروب

الجزية. ودفع الزمنية لقوانينها الخضوع هو إنما للحكومة منهم يطلب كان ماعلى وعلق المنطق، في مقالة Henanieshu «حنانيشو» كتب ٦٥٠م سنة وحواليولكنهم للنساطرة، كان كما الأثر ظاهرة مدارس لليعاقبة يكن ولم فيلوبونس»، «يوحنامقرا كان اليسرى، الفرات ضفة على «قنسرين» في لهم بدير ذلك عن استعاضواسيبوقط» «سويرس هنالك فيهم ظهر من أعظم وكان اليوناني، العقل منتجات لدرس«إرمانوطيقا» على تعليقا وألف العربي، الغزو قبيل عاش الذي — Severus Seboktفي أخرى ومقالة صغيرة، أجزاء إلا منه يبق لم لأرسطوطاليس — Hermeneuticaالتي المعضلات بعض وشرح Analyica Priora الأولى «أناليطيقا» على تعليقا القياسفقد الفلك علم في أما لأرسطو، الخطابة أي Rhetorica «الريطوريقا» في صادفهاالمتحف ففي الأولى أما «الأسطرلاب»، في وأخرى البروج»، منطقة «صور في مقالة كتبوأما «ساخاو»، المستشرق العلامة وطبعها ،١٤٥٣٨ المجموعة ضمن محفوظة البريطانيالجريدة في Nau «ناو» العلامة وطبعها «ساخاو»، مخلفات ضمن برلين ففي الثانية

.١٨٩٩ سنة الآسيويةوالمعروف ٦٨٤م، سنة يعقوبيا أسقفا Athanasins BaLad بالد» «أتناسيوس وكانفي اليوم إلى محفوظة الترجمة هذه تزال ولا السريانية، إلى الإيساغوجي ترجم أنه عنه

سيبوقط. سويرس تلاميذ من وهو الفاتيكان، قصرفي أسقفا وصار لسيبوقط، تلميذا Jacob of Edessa الرهاوي يعقوب كان كذلكالاصطلاحات إدخال عن عجز لأنه ٦٨٨؛ سنة هذا منصبه وترك ،٦٨٤ سنة Edessa الرهاوالرها، حلب بين «قيسون» في يعقوب» «مار دير في واعتزل لأبرشيته، التابعة الأديرة فيالمزامير، يعلم سنة عشرة إحدى أمضى حيث أنطاكية أبرشية في آخر دير إلى تركه ثمبالإغفال، تموت كادت أن بعد مواتها، أحيى حتى اليونانية باللغة المقدس الكتاب ويقرأالمقدس الكتاب يعلم أنه بحجة اضطهدوه أعداءه فإن هادئا؛ هنالك يعش لم أنه غيرذلك في وكتب فقط، أشهر بأربعة موته قبيل الرها إلى عاد ثم فسافر اليونانية، باللغةالمتحف في محفوظا يزال ولا الفلسفة، في المستعملة المصطلحات في طبيا مقالا الحين

.١٢١٥٤ المجموعة في البريطاني

23

العربي الفكر تاريخ

James Bishop of The Arabs «جورجيس» آنفا المذكور «أتناسيوس» تلاميذ ومنالمنطق في أرسطوطاليس كتاب كل ترجم وقد ٦٨٦م، سنة للعرب أسقفا سيم الذيالمتحف في اليوم حتى ترجمته من محفوظا يزال ولا Logical Organon «الأورغانون»الأولى، وأناليطيقا وإرمانوطيقا، قاطيغورياس كتاب ١٤٦٥٩ المجموعة في البريطاني

تعليقات. وعليه بتصدير مقدم الكتب هذه من وكل

يكونون الذين هم المقال، هذا سياق في الآن حتى ذكرهم عرض الذين الأعلام هؤلاء إنالعربي، الفتح حتى واليعاقبة النساطرة انفصل منذ القديمة العصور في الفكر تاريخكتب ما على الأعصر تلك طوال ظلوا قد بالسريانية المتكلمين أن لإظهار لكاف هذا وإنودرس بالطب، يعنوا أن يفتهم ولم عاكفين، الطبيعة بعد وما المنطق، في أرسطوطاليس

الأخر. العلوم فروع من كثيرالابتكار قوة من شيء على وقعت لما جميعا هؤلاء أعمال في بحثت إن أنك غيرفي ما جماع لأن الصحيح؛ الفلسفي التأمل أو العلمي، الدرس في تعمق على أو الحقيقي،فيها، جديدة تراجم إصدار مع أيديهم، بين الموجودة المتون نقل إلا يكن لم الحركة تلكسدت قد بدورها الأشياء هذه أن على بها، تحشى تفسيرية مقالات أو عليها، تعليقات أو

الإنساني. الفكر تاريخ في كبيرا فراغافي الانبعاث عن العلمية البحوث تلك يصد أثر من يحدث لم العربي الفتح أن علىالطلاب وكان الفلسفية، المدارس لشئون التعرض في يوما يفكروا لم أمية فبنو طريقها،

العرب. حكم تحت الحرية من حد بأقصى ممتعين السريانالدين لرؤساء العرب مطاردة في المؤرخين من المتعصبين بعض يرويه ما أماالخليفة إلى يلجئون المسيحية رؤساء بعض كان فقد أساسه، من فاسد فكله المسيحيالسبب ذلك وكان الدين، في إخوانهم من بالشكوى له ويضجون المسلم، العربيللنصرانية تعقبا المؤرخين بعض يسميه ما وهو النصارى. لشئون التعرض في الأكبر٧٤٠ سنة حتى والفلسفي العلمي بحثهم على المسيحية أساقفة واستمر لها، ومطاردةمنطق على تعليقا فألف النساطرة، لأساقفة رئيسا MarAbha أبها» «مار سيم حين

أرسطوطاليس.إذ العربية، تاريخ في جديد عهد بدء — للهجرة ١٣٣ سنة أي — ٧٤٠م سنة وكانتالتراجم وبدأت والعلم، الفلسفة تلقي في الاشتراك من قليل غير حظا يبدون أبناؤها أخذ

24

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

أهميتها تفقد لم السريانية باللغة الدراسة أن على العربية، اللغة في تظهر والتعليقاتالقرن في العبري» بن الفرج «أبي زمان حتى للفلسفة ومهدا للعلم موئلا ظلت بل فجأة،إلى نعود سوف السريانية، الآداب تاريخ به ينتهي الذي ،١٢٨٦ الميلادي عشر الثالث

فيه. الكلاموابنه إسحاق بن حنين من العربي العالم في للترجمة صحيحة مدرسة أول وكونتتلك المترجمين، من غيرهم مع الدمشقي، الأعسم حبيش أخته وابن حنين، بن إسحاقوالعلوم الفلسفة في اليونانية المتون لتنقل المأمون الخليفة بغداد في أسسها التي المدرسة

بعد. إليه نعود سوف ما وذلك العربية، إلىزمانا واشتغل نسطوريا، مسيحيا كان إسحاق بن حنين أن هنا ننسى لا أننا غيرفقط راجع أنه إلا السريانية، من ترجم إنه والمقول: السريانية، إلى اليونانية من بالترجمةوجزءا لأرسطوطاليس، وإرمانوطيقا لفرفوريوس، الإيساغوجي الصحيحة الرواية علىمن وجزءا de Anima أنيما» «ده المسماة الروح لأرسطوطاليسفي ومقالة الأناليطيقا، منالإسكندر وتعليقات الدمشقي، نيقولاس وتلخيصات — الطبيعة بعد ما — الميتافيزيقاDioscous وديوسقورس Galen جالينوس مؤلفات من الأعظم والجزء الأفروديسي،

وأبقراط. الأجانيطي، وبولسالغريب ومن الروح، في de Anima أرسطوطاليس مقالة إسحاق ابنه ترجم كذلكمن مرجعا عليها الأفروديسي الإسكندر وتعليق المقالة لهذه إسحاق ترجمة تصبح أنالنفس علم درس إلى اتجه قد الفكر لأن ذلك هذا؛ عصرنا في الفلسفة لدرس المراجع أهمبعد حالا المنطق درس عن يبتعد أخذ أنه كما الحديثة، الأعصر في — البسيكولوجيا —

حال.الطب في كثيرة مؤلفات ٨٥٧م ماسويه» بن «يوحنا الطبيب ألف العصر ذلك وفيانتخبهم الذين أحد إسحاق بن حنين كان كما وكان والعربية، السريانية باللغتينبغداد في بالعناية وحوطوهم والإجلال، الاحترام من رفيعا محلا واحلوهم العباسيونالكتاب من فئة هؤلاء وعاصر العربية، إلى اليونان فلسفة لينقلوا ملكهم، عاصمةزكريا «أبو العرب يقول كما وهو أرسطوطاليس، منطق على تعليقات كتبوا السريانيينبن جبرائيل بغداد في وثقفه جنديسابور، في صيدليا أبوه وكان ماسويه»، بن يوحناالحكماء أخبار (راجع المتوكل زمان إلى والواثق المأمون زمان في واشتهر بختيشوع.

مصر). طبع ص٢٤٨

25

العربي الفكر تاريخ

Dionisius bar بارصاليبي» «ديونسيوس علق المسيحي عشر الثاني القرن وفيالقرن أوائل وفي وأناليطيقا، وإرمانوطيقا وقاطيغورياس الإيساغوجي كتاب على Salibiالمحاورات، من مجموعة Jocob bar Shakako بارشاقاقو» «يعقوب كتب عشر الثالثPhysics والفوسيقى5   والمنطق الفلسفة في كثيرة مسائل على منها الثاني الجزء في تكلم

الطبيعة. بعد وما والرياضياتإبراوس» بار «غريغوري بالباحث الفلسفة نقل في السرياني العصر وينتهيAbu العيري» بن الفرج «بأبي الملقب وهو ذكره، تقدم الذي Gregory Bar Hebraeusوهو العين»، «إنسان كتابه في لخص وقد الميلادي، عشر الثالث القرن في L’Faragأرسطوطاليس عن ولخص لفرفوريوس، إيساغوجي كتاب المنطق، في ملخصات مجموعةالقياس، أي وأناليطيقا؛ العبارة، أي وإرمانوطيقا؛ — قاطيغورياس — المقولات كتابآخر كتابا وكتب السفسطة، أي Sophistica وسوفسطيقا الجدل، أي Topica وطوبيقاالكتاب هذا وسمى واللاهوت، الطبيعة بعد وما والفوسيقى، للمنطق مقدمات فيه لخصيقارب ما أو العلوم» «زبدة اسمه أن أذكر ثالث كتاب وله الحكمة»، «عيون نظن ما علىمن الكتاب ذلك واختصر أرسطوطاليس، فلسفة فيها جمع موسوعة عن عبارة هو ذلك،وألف البسائط، في «ديوسقورس» مؤلف السريانية عن وترجم آخر، عنوان تحت بعدالجغرافية في آخر كتاب وله إسحاق، بن حنين «مسائل» على بها أجاب الطب في مقالة

العربي. اسمه أذكر لا«بارابراوس» الاسم أما «أبولفرجيوس»6 باسم اللاتيني العالم في الفرج أبو ويعرف«هارون» أبوه وكان ،١٢٢٦ سنة أرمينية مدائن من مدينة في ولد العبري، أصله إلى فراجعموفورا، حظا منه نال حتى الطب دراسة في استعمق زمانا أبيه على تلقي أن وبعد طبيبا،

لها تمييزا «فوسيقى» بكلمة الطبيعي» «بالعلم ترجمتها على المصطلح وهي ،Physics كلمة ترجمنا 5

في واحدة كلمة ترجمة في إليه ومضاف مضاف استعمال بذلك ولنتنكب طبيعة أي Nature كلمة عنالترجمة. هذه على الاصطلاح في أسوة Music موسيقى كلمة العرب باستعمال ولنا اللاتينية،

في ملطية بقرية ولد الملطي، مارغريغوريوس الفرج أبو الدين جمال هو ص٨١ ٣٠ مجلد المقتطف عن 6

والرياضية اللاهوتية بالعلوم واشتغل أبيه، على الطب وقرأ أنطاكية، إلى أبيه مع رحل ثم الصغرى، آسياومؤلفاته اليعاقبة، على حلب ثم غوبا، أسقف وصار الأديرة بعض في انقطع ثم أنطاكية، في والفلسفيةالدول، تاريخ منهما والعربي ١٢٨٤م، سنة إلى ينتهيان والعربية بالسريانية تاريخان أشهرها ا، جد كثيرة

١٢٨٦م. سنة أذربيجان مراغة في وتوفي

26

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

في سببا واللاهوت، الفلسفة في وتنطسه واليونانية، والسريانية بالعربية معرفته وكانتذلك وبعد ،Antioch أنطاكية إلى انتقل ١٢٤٤م سنة وفي ذكره، ويرتفع صيته يذيع أنثم ومن سنة، عشرون العمر من وله «غوبا» في أسقفا وصار طرابلس، إلى ذهب بقليلحتى أسقفا وظل اليعاقبة، لأساقفة رئيسا ١٢٦٦ سنة وانتخب حلب، أبرشية إلى انتقل

.١٢٨٦ سنة أذربيجان بمراغة توفيأن إلا عهده، في المعروفة العلوم فروع من كثير في كتب قد كان إن الفرج وأبوالعالم تاريخ في وضعه كتابا تأليفه في الأخص على اللاتيني العالم في تنحصر شهرتهاللغة في مختصرا له كتب زمان وبعد أولا، السريانية في وكتبه زمانه، إلى الخليقة منذعن كلامه في تنحصر المستشرقين من كثير يقول ما على الحقيقية الكتاب وقيمة العربية،بعد بقي ما أما خان، جنكيز وغزوات والمغول والتتار كالعرب وأصلها الشرقية الأممله بد لا كان التي القديمة، اللغات من عدة على واقفا يكن لم لأنه بالأغلاط؛ فمملوء ذلك

أسانيده. ضبط على بها للاستعانة منهاDr. Pococke «بوكوك» الدكتور بعناية اللاتينية إلى العربي المختصر ترجم وقدبعناية اللاتينية ترجمته مع العربي المتن من جزء وظهر .١٦٦٣ سنة إكسفورد في وطبع

.١٧٨٨ سنة ليبزج في مطبوعا Brons and Kirsche وكيرش برونس الأستاذينالخطر له وظل وترجماتها، وعلومها السريانية في الثقات من الفرج» «أبو اعتبر وقدتاريخه من يؤخذ كما — يتعد لم أنه حين في طويلا، زمانا العلم طلاب نظر في الأكبرموسوعة في والفلاسفة الكتاب من سبقه عمن الجمع حد — المستشرقون حققه الذي

أبحاثهم. تضمنتالفلسفة فيها انتعشت طيبة بيئة بالمسيحية دانت التي السريانية الجامعات كانتالسريان بين تنم لم أنه على العرب، إلى كلاهما انتقل ثم ومن اليوناني، والعلم اليونانيةالسريانية، إلى ترجمت التي الكتب إن حتى العلمي، الرأي في والاستقلال الابتكار روحالمعتقد وكان السريان، إلى تنتقل أن قبل من أنفسهم اليونان يد من خرجت قد كانتدرس مما بقي ما أما أرسطوطاليس. منطق هو الإنسانية العلوم أساس أن عندهم الثابتالجديدة» «الأفلاطونية قواعد على يفسر أن معتقدهم على فيجب الأول المعلم كتب أوكان فيهما الإسكندرية مدرسة برنامج فإن والكيمياء الطب في أما عليها. علق ومنما على اقتصر لو الأمر هذا أن على العلمين، هذين في التثقيف إليه يصل ما أرقى معتبراخيرا لكان التوليد طب في الأجانيطي» «بولس تعاليم وعلى وأبقراط، جالينوس عن نقل

27

العربي الفكر تاريخ

مدرسة في ذائعا كان Mysticism الباطنية من قسط العلوم بتلك امتزج أن لولا للناس،وشاعت بالأساطير، العلم فتمازج «الإسترلوغيا»، التنجيم علم قوامه وكان الإسكندرية،النجوم من نجم مرور عند إلا المرجوة، فائدتها تفيد لا الطبية العقاقير بعض أن فكرةالإسكندرية، في الطب صبغت التي الخيالية الفكرات من المجرى ذلك يجري وما السيارة،سبيل في الانبعاث دون خطاه عاقت والشعوذة السحر من بصبغة العرب، عند بعد ومن

متعاقبة. أزمانا والرقي التقدمصرف، تدجيل عن عبارة كان والكيمياء الطب في العرب علم بأن القول إلى سبيل ولاقيمة مؤلفات العربية ففي والتحقيق، البحث مئونة يتجشموا لم الذين بعض يقول كمافي شاع الذي الفلسفي الجمود أن ولو شأنا؛ وأكبرها الخدمات أجل العلمين هذين خدمتالابتكار دون الباحثين خطى وعاق فيهما للتقدم تيار صد في السبب الغالب في كان مصر

طويلا.

من شبعت أرض في إلا يغرس لم الإسلام في والعلم والفلسفة اللاهوت أن نعتقد هنا منفيها خطت التي السبيل أما ألوانها، وتباين ضروبها اختلاف على اليونانية بالثقافة قبل

مفاوز: خمس فذات العرب إلى اليونانية الثقافةالعصور في الطب خدموا الذين وأول المسلمين، علم من أول كانوا الذين النساطرة، أولا:

الأولى.الجو في الجديدة والأفلاطونية الباطنية أدخل من أول كانوا الذين اليعاقبة ثانيا:

العربي.قد المدرسة هذه أن ولو جنديسابور، مدرسة الأخص وعلى فارس في الزرادشتيون ثالثا:

النسطورية. عناصر من قوي بعنصر امتزجتمؤخرا. إلا يأت لم الإسلام في أثرهم أن ولو «حران» وثنيو رابعا:

وظلت الأرسطوطالية، بالفلسفة صلة على يكونوا لم أنهم على العبرانيون، خامسا:شرائعهم درس على عاكفة Pambaditha «وبامباديثا» Sora صور في مدارسهم

التقليدية.من استمدوا وقد المتأخرة، العصور في إلا الفلسفة درس في العبرانيون يبدأ لماليهود الأطباء إن حتى الطب، علم إلى نزعة النساطرة عن ورثوا أنهم غير العرب، فلاسفة

28

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

الأطباء بين فمن ذلك، في النساطرة يبزوا لم أنهم غير بغداد، عمارية أوائل في ظهروا قدHistroire العرب عند الطب تاريخ كتابه في M. Leclerq «لكلار» العلامة يذكرهم الذيناليهود، من وثلاثة مسيحيا، طبيبا ٢٩ الميلادي العاشر القرن في de la Medicine Arabeثلاثة فكانوا عشر، الحادي القرن في اختلفت النسبة أن حين في حران، وثنيي من وأربعةتحفظ لا كثرة ذلك بعد من العرب الأطباء تكاثر ثم ومن اليهود، من وسبعة مسيحيين

غيرهم. وبين بينهم النسبة فيها

٣

يدي بين وكان إلا عاما، ثمانون الشام في أمية بني دولة سقوط على تمض لمزعماء من اشتهروا الذين وتعليقات «أرسطوطاليس» كتب ما أكثر عن مترجمات العربوأجزاء «جالينوس» كتب من الأكبر والجزء أفلاطون، وبعضكتب الجديدة»، «الأفلاطونيةحكماء كتب من غيرها وطائفة عليها، علقوا والذين الأطباء بعض كتب عن نقلت أخر

وفارس. الهند وكتاب اليونانالعلمية النهضة حركة إلا التاريخ، في لها مثيل من العلمية الحركة هذه بعد يأت لمفي عثمان بني دولة مؤسس الفاتح، محمد يد في القسطنطينية سقوط بعد إيطاليا في

أوروبا. ربوعبقيام أولهما يبتدئ عظيمين: قسمين إلى العرب عند الترجمة تاريخ وينقسمإلى ١٣٢ه/٧٤٩م سنة من أي الرشيد؛ هارون بن المأمون قيام إلى العباسيين دولةومترجمون كتاب نقلها الكتب من كثير العهد هذا في ترجم وقد ١٩٨ه/٨١٣م، سنةبنفسه، مستقلا يشتغل منهم كل وكان العباس، بني خلفاء عند الكبرى الحظوة نالواالوثنية أهل من الإسلام اعتنقوا الذين وبعض والإسرائيليين، المسيحيين من وأكثرهممن الخلافة كرسي على عقبوه والذين المأمون بقيام ثانيهما ويبدأ الأخرى، والدياناتبيت — الكبيرة الأكاديمية تلك تأسيس العصر هذا به يمتاز ما وأخص العباسيين،المشتغلين من صالحة فئة جدرانها بين فجمعت بغداد، في المأمون أقامها التي — الحكمةنقلت، التي أو ينقلونها، التي الكتب يصيغوا أن همهم وكان والترجمة، والفلسفة بالعلم

والحكمة. العلم أسرار على الوقوف العرب من العلم طلاب به يستطيع قالب فيمن وهو المقفع»، بن الله «عبد باسم مقرونا العربي العالم في للترجمة عهد أول كان

السفاح. أبو علي بن محمد يد على الإسلام اعتنق الديانة، زرادشتي فارس، أبناء

29

العربي الفكر تاريخ

مقتولا مات فإنه محزنة، كانت المقفع ابن نهاية أن على بطانته، في المقربين من وكانفقسا ترة، المقفع ابن وبين بينه وكان البصرة، حاكم سفيان إلى المنصور الخليفة بأمرالمقفع ابن إسلام إن ويقال: ١٤٣ه/٧٦٠م، أو ١٤٢ه/٧٥٩م سنة ذلك وكان قتله، فييعني اصطلاح والزنادقة زنديقا. يعتبر فكان للزرادشتية، أمينا ظل وإنه ظاهريا، كان

الليل. يقدسون الوثنيين من قوم وهم فاتك»7 بن «ماني أتباع «المانويون» بهوضعها الحلك، لظلمة وتقديسهم للمانونيين ذكر فيها قصيدة على عثرت ولقدالرواية ترجم قد وكان «مكبث»، رواية في شكسبير لقصيدة ترجمة إبراهيم بك حافظ

القصيدة: مطلع وإليك فقدت، الترجمة ولكن كلها،

ش��رار ص��ف��ح��ت��ي��ه ب��ك��ل��ت��ا ي��ط��ي��ر م��ج��ردا ن��ص��لا ال��ل��ي��ل ف��ي أرى ك��أن��يأوار إل��ي��ه ن��ف��س��ي وف��ي ف��ي��ن��أى ش��راس��ت��ي إل��ي��ه ف��ت��دن��ي��ن��ي أراه

الدماء: ونهمة القتل نزوة «مكبث» من تملكت أن بعد وقال

ف��رار ي��دي��ك م��ن ل��ي م��ا ش��ر وي��ا ت��ث��ب لا رش��د وي��ا ق��اط��ع��ن��ي ح��ل��م ف��ي��اوي��ح��ار ال��ق��ط��ا س��رب ب��ه ي��ض��ل م��ن��زلا ب��ج��وف��ك أن��زل��ن��ي ل��ي��ل وي��اس��ت��ار م��ن��ك ال��ش��ر أه��ل س��ر ع��ل��ى ف��ل��ي��ك��ن ال��م��ان��وي��ة ل��ي��ل ك��ن��ت وإنث��ار وب��ي��ن��ك ب��ي��ن��ي ي��ك��ن ل��م وإن ع��زي��م��ت��ي ��ت ص��ح ض��ن��ك��ان ي��ا ال��ف��ت��ك ع��ل��ىخ��س��ار ال��ق��ات��ل��ي��ن ع��ق��ب��ى أن ع��ل��ى وم��ال��ك��ي ع��م��ي واب��ن ض��ي��ف��ي س��أق��ت��ل

والقصيدة بضنكان، الفتك على يقدم أن قبل لنفسه «مكبث» مناجاة في هذا قالسنين. بضع منذ الأهرام جريدة نشرتها مطولة

وأخذ للميلاد، ٢٧٧ سنة سابور بن هرمز بن بهرام وقتله أردشير، بين سابور أيام في ماني ظهر 7

قال — السلام عليهما — موسى نبوة وينكر عيسى بنبوة يقول وكان والنصرانية، الماجوسية بين ديناأزليان وإنهما والظلمة، النور هما قديمين أصلين من موضوع العالم إن زعم ماني إن الفهرست: صاحب

معروف. أمر لليل المانويين تقديس إن على قديم، الأصل في وهو إلا شيء من ما وإنه سرمديان،

30

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

من فئات على تحديد غير من مطلقا «زنديق» لفظ استعملوا المسلمين كتاب أن غيرأخرى، آونة النصارى أو آونة، «زرادشت» أتباع به يعنى فكان الإسلام، عن الخارجين

العناصر. عبدة المجوس، به يعني كان ما وكثيرارواية ستارا الإسلام واتخاذه المقفع، ابن زرادشتية على الكتاب به يستدل وممابقول فتمثل النار بيوت من ببيت يوما مر المقفع ابن أن ذكر إذ الكتاب، بعض رواها

الأحوص:

م��وك��ل ال��ف��ؤاد وب��ه ال��ع��دى ح��ذر أت��ع��زل ال��ذي ع��ات��ك��ة ب��ي��ت ي��الأم��ي��ل ال��ص��دود م��ع إل��ي��ك ق��س��م��ا وإن��ن��ي ال��ص��دود لأم��ن��ح��ك إن��ي

يقول: كان ما كثيرا إنه وقيل:

ال��ن��ار ك��ان��ت م��ذ م��ع��ب��ودة وال��ن��ار م��ش��رق��ة وال��ن��ار م��ظ��ل��م��ة الأرض

بن «ماني تعاليم عن المانوية مبادئ من شيئا بالفعل نقل قد المقفع ابن أن علىطبع ص٢٩٣. ٨ جزء المسعودي يقول (بذلك العربية، إلى ديسان» «ابن وكتب فاتك»،

م). ليبزجوالفارسية اليونانية عن العربية إلى عديدة كتب نقلت المنصور الخليفة زمان وفيإلا أصلها في تكن لم والسريانية الفارسية عن نقلت التي الكتب أن على والسريانية،

اليونانية. عن تراجمالفهلوية في يدعى كان كما أو ودمنة»، «كليلة كتاب المقفع ابن ترجم ما وأشهروكان الكتاب، هذا المقفع ابن ترجم بيدبا»، الفيلسوف «أساطير القديمة والسنسكريتيةنقله القديمة، الهند لغة السنسكريتية، عن الفهلوية اللغة إلى أنوشروان لكسرى نقل قدالملوكية الخزانة من واستنسخه طلبه، في الهند بلاد إلى سافر أن بعد «برزويه» الحكيم

الهند. كتب من أخرى طائفة معالكتاب ترجم قد كان النسطوري «بوز» المبشر أن غير الفهلوي، الأصل فقد ولقدBickell «بيكل» المستشرقين بعناية الترجمة هذه وطبعت ٥٧٠م، سنة السريانية إلىمنه يبق ولم القديم، السنسكريتي الأصل فقد وكذلك ،١٨٧٦ سنة Benfey و«بنفي»الأساطير على يحتوى وهو ،Panchatantra «بانشاتنترا» كتاب في بعضها نشر آثار إلا

31

العربي الفكر تاريخ

كتاب في منها وبعض عشرة، والسابعة والعاشرة والتاسعة والثامنة والسابعة الخامسةعشرة، والثانية عشرة، الحادية الأساطير على يحتوى وهو Mahabharta بهارتا» «ماها

عشرة. والثالثةالنسطوري «بوز» ترجمة أن على يجمعون، يكادون هم أو المستشرقون ويجمعالأصل عن بدورها المأخوذة الفارسية، عن السريانية إلى المنقولة «بيدبا» لكتابالنسخة أما والإضافة، والحذف الوضع آثار من الخالية الترجمة هي السنسكريتي،التراجم كل في يظهر ما الانتحال آثار من فيها فظاهر المقفع ابن نقلها التي العربيةعن أخذت التي التراجم كل وفي السرياني، العصر أواخر في ظهرت التي السريانية،والإنجليزية والإسبانية والعبرية اللاتينية وإلى الحديثة، الفارسية إلى العربية النسخةذلك الكتاب هذا نال لما العربية؛ الترجمة لولا أنه على واليونانية، والألمانية والفرنساويةالمنتقاة. العربية الأساليب مثال يعد ودمنة كليلة في المقفع ابن وأسلوب البعيد. الصيتالمسعودي ويقول العباسي، المنصور الخليفة زمان في عمره أكثر المقفع ابن وعاشوالإنتاج الترجمة في خصيبا كان الزمان ذلك إن ليبزج): طبع ص٢٩١-٢٩٢ ٨ (جزءالفلك، في لبطليموس المجسطي وكتاب أرسطوطاليس، عن مقالات عدة فيه فنقل الأدبي،

اليونانية. عن أخرى ومواد الهندسة، في إقليدس وكتاب

علم في وأخرى الرياضيات، في مقالة يحمل بغداد إلى هندي وفد للهجرة8 ١٥٦ سنة فيباسم بعد من العرب عرفها التي Siddhanta «سدهانتا» مقالة فكانت الثانية أما الفلك،دراسة في جديد عصر بداءة نقلها فكان الفزاري»، «إبراهيم وترجمها هند»، «السند كتاب

نلليتو: الأستاذ وقال العرب. عند العلم هذا

بها يتعلق وما النجوم أحكام مجرد على المنصور الخليفة اقتصر وماالهيئة علم إحياء إلى بادر قليلة بسنين بغداد تأسيس منذ بل ضروريا،

١٥٦ه/٧٧٣م سنة يقول فهو مصر)، طبعة من ١٧٧ أو ليبك طبعة من (ص٢٧٠ القفطي ابن قول هذا 8

الهجري، الثالث القرن أواخر في المتوفى الآدمي بابن المعروف محمد بن للحسين الكبير الزيج عن نقلاسنة بلندن المطبوع مرذولة، أو العقل في مقبولة مقولة من للهند ما تحقيق كتابه في فيقول البيروني أما

١٥٤ه/٧٧١م. سنة وقع ذلك إن ص٢٠٨: ١٨٨٧

32

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

هنديا رجلا أن ذلك إلى دعاه والذي الهند، موارد من مستسقيا المحضمعرفة في ماهر وهو المنصور، علي السند وفد جملة في بغداد جاءأمته، علماء مذهب على الفلك أعمال وسائر وحسابها الكواكب حركات«إبراهمسبهطسدهانتا» اسمه السنسكريتية باللغة كتاب مذهب على وخصوصاوالرياضي الفلكي ٧ه أو ٦٢٨م/٦ سنة ألفه Brahamasphutasiddhantaالمنصور وكلف كهرمكه»،9 «فيا للملك Brahmagupeta «برهمكبتا» الشهيدالعربية اللغة إلى بترجمته أمر ثم الكتاب، مختصر بإملاء10 الهندي ذلكوما الكواكب، حركات حساب في أصلا العرب اتخذه منه كتاب وباستخراجعلماء بين اشتهر زيجا منه وعمل الفزاري11 ذلك فتولى الأعمال، من به يتعلقمذهب انتشار ابتدأ حيث المأمون، أيام إلى به إلا يعملوا لم إنهم حتى العرب

الفلكية. والجداول الحساب في بطليموسومذهب وعلم معرفة بالسنسكريتية فمعناه Siddhantaسدهانت لفظ أماحركات وحساب الهيئة علم في كتاب كل على اصطلاحا اللفظ ذلك وأطلق علمي،إلى المنسوب المصحح الهيئة كتاب «إبراهمسبهطسدهانتا» فمعنى الكواكب،«سد وهو الأخير، الثلث على مقتصرين اللفظ ثلثي العرب وحذف «برهم»،على وضبطوه الكلام، في والإتباع المزاوجة إلى لميلهم قليلا حرفوه ثم هانت»،بعض وسماه هند»، «السند فقالوا: الكتاب منها نقل التي البلاد أسماء وزنبن محمد تأليف هند» «السند وبين بينه تمييزا الكبير»، هند «السند المتأخرين

المأمون. عهد في الخوارزمي موسى

طبعة ص١٧٧ أو ليبزج، طبعة ٢٧٠ القفطي ابن كتاب في المذكور فيغر الملك وهو Vyaghramukha 9

مصر.البيروني كتاب من ص٧٤ في توجد وعشرون أربعة وهي هند، السند كتاب أبواب فهرست «ملحوظة»:

مقولة. من للهند ما تحقيق المسمىو٢١١. ص٢٠٨ مقولة من للهند ما تحقيق في البيروني كتاب راجع 10

في سأقوله ما فلتراجع الفزاري، إبراهيم بن محمد مصر) و١٧٧ ليبزج (ص٢٧٠ القفطي ابن سماه 11

قريب. عن ذلك

33

العربي الفكر تاريخ

الداهر»12 «الدهر هو هند» «سند تفسير إن قولهم: في العرب مؤلفو وأخطأاستعمال من قليل عن سأشرحه ما هذا ظنهم وسبب الدهور»،13 «دهر أوالبيروني يصب ولم هند، السند كتاب في الكواكب حركات لحساب سنين أدواريعرفه «والذي ص٧٣) مقولة من للهند ما تحقيق (كتاب في تامة إصابةويقع يتغير، ولا يعوج لا الذي المستقيم أي سدهاند؛ هو هندا سند أصحابنا14كان وإن النجوم، حساب علم من عندهم15 رتبته علت ما كل على الاسم هذا

زيجاتنا. على قاصرا

ص١٤٩ أول (ج الذهب مروج كتاب من السابع الباب أول في المسعودي قاله ما أماأحد «وهو «برهمن» خلط لأنه وأغلاط؛ خرافات فأكثره باريس) طبعة من ص١٥٠ إلىالحقيقي التاريخي الترتيب عكس ثم هند، السند كتاب صاحب «ببرهمكبت» الهند» آلهةوالثالث لآرجبهر، والثاني المجسطي، كتاب الحقيقة في أقدمها لأن ذكرها؛16 التي للكتب

الأركند.17 والرابع هند، السندغريبة طريقة السماوية الأجرام حركات حساب تعليم في الهندية الكتب وطريقةللنيرين تامة أدوار ألوف ألوف جملة وهي «كلب»،18 بالسنسكريتية يسمى ما على مبنيةمجتمعة خلقت الثابتة غير الكواكب كل أن زعموا الهند فإن المتحيرة، الخمسة والكواكب

بن زيج عن نقلا مصر) طبعة من و١٧٧ (ص١٧٥ ليبزج طبع و٢٧٠ ص٢٦٦ القفطي ابن هكذا 12

الآدمي.كتاب ومن باريس، طبعة من ص١٥٠ ج١ الذهب مروج كتاب من السابع الباب في المسعودي هكذا 13

ص٢٢٠. التنبيهالعرب. أي 14

الهند. عند أي 15ص٢٢٠. التنبيه كتاب في المعكوس الترتيب هذا أيضا ويوجد 16

مثلا شك فلا الترتيب، بهذا العرب عند عرفت أنها عليه يترتب لا أقدميتها حسب الفلك كتب ترتيب 17

من الثالثة الطبقة في كان وإن لبطليموس، المجسطي كتاب قبل عندهم عرف هند السند كتاب أن في(مظهر) الأولى. الطبقة في والمجسطي الأقدمية

.Kalpa 18

34

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

ثم الربيعي، الاعتدال منطقة في أعني الحمل، برج أول في زهراتها وجو أوجاتها معثانية كلها ستجتمع تامة أدوار ألوف ألوف وبعد السرعة، مختلفة حركات تتحرك أخذتالفائتة النجومية20 الشمسية السنين وجملة الحمل،19 أول في زهراتها وجو أوجاتها فيكتاب حساب على النجومية «كلب» سني وعدد «كلب»، تسمى الكليين الاجتماعيين بينفيتمم ،٤٣٢٠٠٠٠٠٠٠ ألف ألف وعشرون وثلثمائة ألف ألف آلاف أربعة «برهمكبت»وتسعمائة ألف ألف وثلاثين وستة وتسعمائة ألف ألف ألف عشر سبعة عطارد فيها مثلاويتمم تامة، دورا ١٧٩٣٦٩٩٨٩٨٤ وثمانين وأربعة وتسعمائة ألفا وتسعين وثمانية

تامة. دورا وثلاثين واثنين ثلاثمائة أوجه

النص وهذا — ١٩٠٤م سنة ليدن طبعة من ص٥٠٤ والشعراء الشعر كتاب في قتيبة ابن قال ولذلك 19

أن يذكرون الحساب «وأصحاب التراجم: كل على تحتوي لا التي ١٣٢٢ سنة مصر طبعة من ناقصجارية تزال لا وأنها هناك، من ها سير ثم برج، في واقعة مجتمعة جعلها النجوم خلق حين تعالى اللهتقول: والهند العالم. وبطل القيامة قامت إليه عادت وإذا فيه، ابتدأها الذي البرج ذلك في تجتمع حتىبقي ما بقدر منهم وبقي بالطوفان، الخلق فهلك منها يسيرا إلا الحوت في اجتمعت نوح زمان في إنهاشعر من بيتا يريد البيت»، على التنبيه به أردت بل صحيح، عندي لأنه هذا أذكر ولم الحوت. عن خارجا

نلليتو: الأستاذ ويقول نواس. أبي

«سنكا» من مثلا فنستفيد بابل. قدماء عن الاعتقادات هذه مثل أخذوا إنما الهند أن أظن وإنيالكاهن Berossosبروسوس إن «Seneca, Naturales, Quaestiones lll.P, 29 الشهير اللاتينياجتمعت كلما الطوفان «يكون أهله: قدماء عن كتابه في قال ق.م ٢٧٥ سنة النابغ البابلياجتمعت كلما العام الحريق ويكون الجدي، برج في المتحيرة الخمسة والكواكب والقمر الشمسحقيقة يفهموا لم حديثا ذلك سنكا بنص اعتنوا الذين أن الغريب ومن السرطان». برج فيما فليصحح النجوم أحكام أصحاب عند المشهورة العظمى القرانات مذهب باب من وأنه معناه،Schnabel: Apokalyptisch Berechnung der Enbzeiten bei Berossos الألماني: شنابل قاله

.Orientalistische Literaturzeitung, September 1910 col 402.

مفروض، ثابت نجم إلى للرجوع الشمس تستغرقه الذي الزمان هي Anné siderale النجومية السنة 20ا. جد يسير بشيء الانقلابية السنة من أطول وهي

35

العربي الفكر تاريخ

هند السند أيام الأيام وجملة هند21 السند سني «كلب» سني جملة العرب فسمتأصلا «كلب» من جزء ألف من جزءا الهند اتخذ ربما للحساب وتسهيلا العالم،22 وأيامآلاف أربعة مدة عن عبارة فصار «يك»،24 أو «مهايك»23 الجزء ذلك وسموا لحساباتهم،الناشئ الكسر بسبب تامة غير فيه الأدوار أن إلا سنة. ألف وثلاثين واثنين وثلاثمائة ألفالحساب بنوا وعليها الطريقة هذه إلى ذهبوا الذين الهند حكماء أحد أن وبما القسمة. عنالعرب عند «يك» سني جملة اشتهرت بالآرجبهر26 العرب عند المسمى آريبهط25 هواسم الآرجبهر أن زعموا القدماء العرب وبعض الآرجبهر،27 أيام أو «الآرجبهر» باسمالسند كتاب من مستخرج كتاب اسم إنه بل هند،28 السند سني من جزء ألف من الجزء

الثاني. من أقدم الأول أن مع هند29

أصحابنا يسميه الذي الاسم وهو «كلب ص١٦٩ مقولة من للهند ما تحقيق كتاب في البيروني قال 21

هند. السند سنيو٢٢١. ص٢٢٠ للمسعودي التنبيه وكتاب ص١٨٥ البيروني 22

.Mahayuga 23

.Yuge 24

للمسيح. الخامس القرن أواخر في كتبه ألف Aryabhata 25

الأخيرة الراء أما الاسم، هذا في وكذلك جيما، الأصلية الياءات أكثر بدلوا الهندية الألفاظ في العرب إن 26الراء إلى فانتقل الراء، وبين بينها فيما الدال هذه يخرجون والهند … «آرجبهد ص٢١١: البيروني فقال

فتصحيف. أحيانا يوجد كما بالزاي الآرجبهز أما آرجبهر»، وصارص٢٥. للبيروني الباقية الآثار كتاب 27

ممن طارق بن ويعقوب الفزاري إن ص٢١١: مقولة من للهند ما تحقيق كتاب في البيروني قال 28

الظن. ذلك إلى ذهبواكتاب الهند عملت «كيف ص٢١٠: التنبيه في وروى ص١٥٠ ج١ الذهب مروج في المسعودي قاله 29

والتاريخ» «البدء كتاب وفي هند»، السند من جزء ألف من جزء والآرجبهر هند، السند كتاب من الآرجبهرالآرجبهر أصحاب الثاني «الصنف ١٩٠١ سنة باريس طبعة من ص١٤٦ المقدسيج٢ طاهر بن للمطهرآلاف عشرة من جزء الفرقة هذه وسنو سنة، ألف وثلاثين واثنين ألف أربعمائة عالمهم سني جعلواالثاني بين الثالث الصنف ذكر لعدم ظاهر نقص النص هذا في ولكن وهكذا»، والهند السند من جزءصنف وصف ولا الثالث، الصنف وصف الباقي وإن «عالمهم» بعد شيء سقط أنه فالمحتمل والرابع،عليها بنى التي الهند عند هازروان المسماة السنين عدد يوافق سنة ٤٣٢٠٠٠ وعدد الآرجبهر، أصحابص١٦٧» طارق بن يعقوب في نقول ما «اطلب زيجة في الكواكب أوساط حساب طارق بن يعقوب

36

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

أثر لها فكان هند»، «السند كتاب مع الهندي ذلك بها وفد التي الرياضية المقالة أماواتخاذها الهندية الأرقام إدخال إلا أثر من لها يكن لم ولو الرياضيات، درس في كبيرعند العدد علم أثرها على تطور فقد خالدا، أثرا بذلك لكفى العربية، في للعدد أساساالهندية لغير العرب استعمال دائما يعوقها كان التي الحثيثة الخطى بتلك وسار العرب،

المهوشة. المعقدة الأرقام منمن ترك وماذا العربي؟ العقل على ذلك أثر كان «ماذا نتساءل: أن لنا يحق وهنا

الآثار؟»وجود يتقدم تاريخا الجبر لعلم أن على الجبر، علم السؤال هذا عند البال على يخطركان وماذا العرب؟ إلى انتقل وكيف نشأته، تاريخ لنعرف باختصار نتكلم لهذا العرب،

فيه؟ أثرهمأول هم ومن الجبر؟ علم وجد الأرض بقاع من بقعة أية وفي عصر أي في نتساءل:ذاع التاريخ من عهد أي وفي الوسائل؟ من وسيلة وبأية نشأ؟ وكيف فيه؟ كتبوا الذين

العلم؟ ذلكيكونوا أن من بد لا اليونان رياضيي أن عشر السابع القرن في السائد الاعتقاد كانالأعصر في بها عرف التي الصورة على الجبر علم لطبيعة دقيقا تحليلا استكشفوا قدقدم بثبات الإعجاب إلا يسعنا لا التي المعضلات تلك يحللوا أن استطاعوا وبه الحديثة،

فقط. النتائج وأظهروا التحليل طرق أخفوا وأنهم معالجتها، في كتابهمرياضيي أن على الحديثة المستكشفات دلت فقد الآن؟ تبددت قد الفكرة هذه أن علىمن يعرفوا لم وأنهم الهندسة، على اقتصرت ولكنها للتحليل، طريقة عندهم كان القدماءعلى كانوا الإغريق متقدمي أن لدينا يثبت لم إن أنه غير شيئا، الحديثة صورته على الجبرالتحليل مبادئ أن على تدل آثارا الأخيرة عصورهم في نجد فإننا الجبري، بالتحليل علم

لديهم. معروفة كانت الجبري

سنة ٤٣٢٠٠٠٠٠٠ جملة هازروان سمى ص١٥٢ ج١ الذهب مروج في المسعودي أن الغريب ومن —في وكذلك الهازروان»، هو عندهم وهذا عام، ألف عشر اثني في مضروبة سنة ألف وثلاثين ستة «مدةأي عاما»؛ عشر «اثني في الصحيح ولعل الهازروان، اسم ذكر دون من ولكن و٢٢١، ص٢٠١ التنبيه

انتهى. ٤٣٢٠٠٠

37

العربي الفكر تاريخ

دركاتها، أحط الرياضيات فيه بلغت عصر وهو الميلادي، الرابع القرن أواسط فيمن بالرغم أنه على تقدموهم، الذين كتب ما على يعلقوا بأن العلم بذلك المشتغلون قنع

الإنسانية. والمعارف العلوم بين به اللائق المكان يتبوأ الجبر علم بدأ ذلكعلم في كتابا Diophantes الإغريقي «ذيوفانتس» الرياضي كتب الحين ذلك فيالأولى، الست المقالات سوى منها إلينا يصل لم مقالة، عشرة ثلاث من يتكون كان العدد،لا الكتاب هذا أن غير الأصلي، الكتاب من عشرة الثالثة المقالة أنها يظن ناقصة، ومقالةالعلم، ذلك عليه يقوم أن يمكن ثابتا أساسا يضع ولكنه الجبر، علم في تامة مقالة يكونالكلام إلى عاد الرباعية، والمعادلات البسيطة المعادلات في قليلا كتب أن بعد المؤلف فإن

الجبر. بعلم مباشرة غير أو مباشرة علاقة ذات أخرى، رياضية مسائل فيوبين اليونانية اللغة في الجبر علم واضع هو «ذيوفانتس» إن يقال: أن يصح قدمن معروفة كانت كتابه في بثها التي الأولية المبادئ أن على تدل الدلائل أن غير الإغريق،بال، ذات مبتكرات فيها ابتكر وأنه كتب، فيما كثيرا عليها بنى قاعدة اتخذها وأنه قبل،نقلت حتى «ذيوفانتس» فيه تركه الذي الحد عند واقفا ظل العلم هذا أن الثابت ومن

العلمية. النهضة بدء في إيطاليا إلى مقالاته«ذيوفانتس»، كتاب على Theon ثيون ابنة 30Hypatia «هيباشيا» السيدة وعلقتAppolonius «أبولونيوس» كتاب على مقالتها فقدت كما الآن، فقد التعليق هذا أن غيروالتعصب الجهل ضحية ذهبت النبوغ، ذوات من سيدة وهي المخروطية، القطوع في

الميلادي.31 الخامس القرن أوائل في الديني

بها، وعاشت بالإسكندرية ولدت والفلك، بالرياضيات اشتغل من كبار من ٣٧٠–٤١٥ب.م هيباشيا 30

في المجسطي كتاب وعلى إقليدس مبادئ على علق وقد رياضيا، فيلسوفا وكان Theon ثيون ابنة وهيلجماعة كرئيسة بها اعترف قد وكان المدرسية، التعليقات هذه في كبيرا أثرا لابنته بأن ويقال الفلك،العلم من كبير جانب على وكانت الجديدة، الأفلاطونية اسم مذهبهم على يطلق كان الذين الأفلاطونيين

التعبير. وبلاغة والفصاحةالكتب من نسخة وجدت فقد العربية، اللغة إلى ترجم قد أبولونيوس كتاب أن تاريخيا والمحقق 31

في عليها عثر من أول بورلي مسيو وكان ،١٦٥٨ سنة كتب ثمانية إلى مقسم لأنه منه؛ الأولى السبعةالشرق من ليون مدرسة في الشرقية اللغات أستاذ غوليوس الأستاذ عاد الحين ذلك وفي فلورنسا، مكتبةصروف الدكتور الأستاذ ويذكر العربية، إلى يترجم لم الثامن إن وقال: السبعة، الكتب من عربية بنسخة

38

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

أنه ص١٢٦ الحكماء أخبار في وجاء «ذيوفنطس»: العرب عند الكاتب هذا ويدعىالجبر صناعة وهو وتصنيفه وقته، في مشهور فاضل الإسكندراني اليوناني «ذيوفنطس»ذيوفانتس فكأن الصناعة، هذه أهل عمل وعليه العربية، إلى خرج مذكور مشهور كتاب

الميلادي. الخامس القرن أوائل في الإسكندرية مدرسة نوابغ من كانفي اليونانية باللغة مكتوبا إليه ألمعنا الذي «ذيوفانتس»، كتاب كشف ما أول وكانقد يكون أن والراجح الفاتيكان، قصر مكتبة في الميلادي عشر السادس القرن أواسط

الفاتح. محمد يد في القسطنطينية سقطت ما عند إليها نقلالعالم في وأذاعه اللاتينية إلى ١٥٧٥ سنة Xylander «كزيلاندر» الكاتب وترجمةBachet ميزريا» ده «باشيه وضعها الأولى من أتم أخرى ترجمة ذلك وتبع اللاتيني،الفرنسوية، الأكاديمية أسسوا الذين الأعضاء أقدم من وهو ،١٦٢١ سنة de Mezeriacالكتاب في له عرضت التي المسائل فهم على ذلك فأعانه كبيرا، رياضيا «ميزريا» وكانأن يستطع لم بحيث والبلى النقص من كان ذيوفانتس متن أن غير أثبت، النقل في فكانظنا، النقص يتمم أو المعنى يحدس فكان ا، تام المواضع بعض في قصده المترجم يفهمعلى كثيرة إضافات M. Verma «فرما» مسيو الفرنسي الرياضي أضاف بقليل ذلك وبعدالتي والنسخة العدد، علم في اليونان من كتب من سير فيها تناول «ميزريا» تعليقاتتكن لم اللاتينية الترجمة أن على إتقانا، الكتاب طبعات أتم تعتبر Verma «فرما» طبعها

ترجمه. من أول كانوا العرب فإن الكتاب، لذلك ظهرت ترجمة أولأوروبا فإن الرياضيات، علم تاريخ في كبير شأن ذا كان إن «ذيوفانتس» كتاب إنكانوا العرب فإن العرب، طريق عن بل عنه، بدء ذي بداءة العلم ذلك تتلق لم الحديثةفيه كانت الذي الزمان ذلك في الحقيقية، قيمتها للعلوم عرف من أول اليونان بعدكاملة بعدهم من للذين وأدوها العلم، أمانة فحملوا الجهالة، ظلمات في غارقة أوروبا

العربي. العقل بثمار مزودة بل منقوصة، غيررياضيو كتب ما جمع في عناية أكبر صرفوا أنهم التاريخية تقاليد من ثبت ولقدعلم تقدم في كبير أثر ذات وشروحا تعليقات عليها وكتبوا كتبهم، وترجموا اليونان،

الكلية المدرسة مكتبة في حروف وأرقامها نقط، بلا حروفها المخروطية القطوع كتاب من نسخة رأى أنه.(٣٨ مجلد ص٤٠٥ المقتطف (راجع الطوسي نسخة أنها ويرجح ،١٨٨١ سنة ببيروت

39

العربي الفكر تاريخ

أوروبا عرفت لما العلوم تلك في العرب كتب ما لولا أنه ذلك على الدلالة في يكفي العدد،مثلا. إقليدس هندسة عن شيئا

الذي موسى، بن محمد رياضييهم، أحد إلى عادة الجبر استكشاف العرب ينسبتاريخيا والمحقق العباسي، المأمون الخليفة عهد في الميلادي التاسع القرن أواسط في عاشأذيعت قد كانت المقالة لتلك لاتينية ترجمة فإن الجبر، في مقالة ألف موسى بن محمد أنمن نسخة حفظ قد القدر أن على فقدت، أنها غير أوروبا في العلمية النهضة عصر فيسنة نسخت إنها فيها: ويقال إكسفورد، بجامعة «بودلي» مكتبة في تزال لا العربي الأصل«العربي فلان كاتبها بأن صفحاتها من صفحة أول في ناسخها وينوه ميلادية، ١٣٤٢الجبر في كتبت مقالة أول أنها على يدل ما فيه تعليق الصفحة تلك هامش وعلى القديم»،«محمد أن تثبت فإنها بالمؤلف تعريفها عن ففضلا المقدمة أما «المسلمين»، بين وأذيعتتناثر ما واحد كتاب في يجمع أن على العباسي المأمون الخليفة يحثه كان موسى» بنيعتقد أن في سببا الفقرة هذه وكانت الجبري، الحساب مبادئ من الرياضة كتب خلالمؤلفات عدة من جمعا هذا كتابه جمع موسى» بن «محمد أن العلوم تاريخ في الباحثونفي إليهم وصلت مؤلفات من أو العربية، البلاد في العلم طلاب أيدي بين متداولة كانت

أخرى. لغاتعادة تجر لم فإنه الرأي؛ بهذا الآخذين نظر وجهة يؤيد دليل من نجد لا أننا علىلمؤلفاتهم، يضعونها مقدمات في بأنفسهم يعرفوا أن غيرهم من ولا العرب من لا المؤلفينغيره، عمل من القول ذلك على فيها يعثر التي موسى» بن «محمد كتاب فمقدمة إذنأو موسى» بن «محمد زمان بعد الكتاب من نسخت لنسخة وضعت أنها أيضا والراجحنرجح ولهذا «بودلي»، مكتبة إلى وصلت حتى بالنقل الأيدي تداولتها ثم حياته، سني فيالصرف. الابتكار ناحية عن النقل ناحية فيه نميز أن يمكن لا موسى» «ابن كتاب أن

وصل بما عارفا الفلك، علم في متضلعا كان موسى» بن «محمد أن الرأي هذا يؤيدعنهم، وأخذ الهند عن نقل قد يكون أن فالراجح والحساب، العدد علم في الهند أهل إليهكيف عرفوا بل بالجبر، علم على كانوا الهند أهل أن إدحاضه إلى سبيل لا بما ثبت ولقدترجيحا: يقال أن يمكن لذلك Intermediate problems المحدودة غير القضايا يحلونالهندي لذلك مدينون العرب أن كيف عرفنا ولقد أصلا، الهند منشؤه العربي الجبر إناقتبسوا التي الرياضية المقالة وتلك الفلك في هند» «السند بمقالة بغداد إلى وفد الذي

الهندية. الأرقام منها

40

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

ما الجبري التحليل فإن الأخرى، الأمم عن النقل حد عند يقفوا لم العرب أن إلاالوفا أبو محمدا فإن وتنميته. إليه الزيادة في كتابهم أخذ حتى أيديهم في يقع كادعلى تعليقات كتب الميلادي، العاشر القرن من الأخيرة الأربعة العقود خلال عاش الذيكتاب ترجم وكذلك والباحثين، الكتاب من تقدمه من خلفها التي الرياضية المؤلفاتميلادية/٤٢٣ه، ١٠٣١ سنة الجبر علم في بالتأليف للعرب عهد آخر وكان «ذيوفانتس»،ترجمة تحدث ولم الوفا، وأبو موسى» بن «محمد خلفه كما الجبر علم تركوا أنهم علىيأتي: ما ص٣٨٥ ٢٨ مجلد المقتطف في جاء وقد بينهم، كبير أثر من ذيوفانتس كتاب

موضوعات إلى يضيفوا لم أنهم غير الجبر، بعلم والعرب الهنود اشتغل وقدعندهم وبقي العددية، المسائل حل في إلا يستعملوه ولم يذكر شيئا فيه اليونان

عاليا. حسابا يعتبرونه وهم متوعرا مسلكا

عصر في إلا العربية إلى ينقل لم ذيوفانتس كتاب أن إلى يرجع ذلك في السبب ولعلمجلد المقتطف في وجاء الغيبيات، نحو أخرى مرة فيه يتمشى أخذ قد العربي العقل كان

يلي: ما ٣٨٦ ،٣٨٥ ص٣٨٤، ٢٨

Diophante ذيوفنطس وضعه مؤلف الجبر أمر من إلينا انتهى ما وأقدمالباقية والسبعة فقط ستة منها لدينا كتابا، عشر ثلاثة في ٤٠٩م سنة المتوفىالدرجة من والسيالة البسيطة المعادلات في هي الأولى الستة ومباحث مفقودة،جميعها في والمجهول حلها، مع منشورة مسائل يتبعها فقط لمجهولين الأولىكان ما أي الثانية؛ الدرجة من المفردة المعادلات في كتاب ثم واحد، دليلهالسبعة ولعل القبيل؛ هذا من المسائل بعض حل مع فقط مربعا فيها المجهولبالتدريج ترتفع الكتب درجة لأن ذكر؛ مما صعوبة أكثر مسائل فيها المفقودةنبه من أول هو بل العلامات، استعمال إلى أحد يسبقه ولم الموجودة. الستة في

للطرح. علامة القصير الخط فاستخدم إليهافي كتابا الهندي Brahmagupta غوبتا» «براهما نشر ٥٠٧م سنة وفيحمل بابه في نفيس كتاب وهو الهندسة، في ذيل يلحقهما والجبر الحسابقبل الهنود بين سامية درجة راقيا كان الجبر علم بأن القول على الكثيرينالجبر علم واضع هو الهندي هذا بأن القول إلى آخرين ودعا غوبتا»، «براهما

41

العربي الفكر تاريخ

فالواضع ذلك كان فإن اليوناني، ذيوفنطوس كتاب على اطلع ولعله غيره، دونفي والفخر الشرف نازعه قد غوبتا» «براهما فيكون وإلا وحده ديوفنطوس هوكثير في ديوفنطوس كتاب فيشبه الهندي الرياضي كتاب أما الفن، هذا وضععنه، منقول بأنه القول البعضعلى حمل وهذا شيئا، عنه يزيد ولا الوجوه، منوالهيئة كالهندسة الرياضية العلوم سائر في الهنود باع قصر الزعم هذا ويعززفي اكتشاف أهل الهنود كان فلو المثلى، والخطة الأعلى المبلغ فيه لليونان عما

الجبر. من الحاجة إلى أقرب وهي الهندسة في لاكتشفوا الرياضياتكتابا الهندي Bhascara بهسكارا نشر عشر الثاني القرن أواخر وفيمن أو العرب من تناولها إضافات بعض مع غوبتا» «براهما كتاب فيه شرحفترجم الأمم، بين شأنه وارتفع الهندي الجبر أمر عظم الشرح وبهذا نفسه،الراغبين من بقليل ليس عدد ترجمه إذ شتى، بصور الإنكليزية إلى الكتاب هذا

نشره. فيالتاسع القرن من الأول الربع في أي طويل؛ بزمن غوبتا برهما بعد ثمبأمر كتابا المأمون كتب خزانة قيم الخوارزمي موسى بن محمد نشر الميلاديفهو الفن، هذا في بالعربية كتب كاتب أول وهو والمقابلة، الجبر في المأموننقله الذي العربي الاسم هذا أعطاه الذي وهو الجبرية، الاصطلاحات واضعالعرب أن للكثيرين خيل حتى المشرق، وعرب الأندلس عرب عن بلفظه الإفرنج

أحد. إليه يسبقهم لم وأنه الجبر، واضعو همالأصقاع، جميع في ذكره وطار والغرب، الشرق في الكتاب هذا اشتهر وقدالمعول هو وكان مختلفة، أزمنة في كثيرة لغات إلى وترجماته شروحه وكثرتموسى بن محمد أن اليوم الأوروبيون يشك ولا طويلة، مدة الفن هذا في عليهوله بغداد، في الكتب خزانة قيم كان فهو واليونان؛ الهنود عن العلم هذا أخذ

محتوياتها. على ويقف ركازها يستنبث أن الاستطاعةمجهولا الحاوية للكميات والضرب والطرح الجمع فهي الكتاب أبحاث أمابخطوط موضحة والطرح الجمع وطرائق مربعه. أو المجهول جذر أو واحدا،الثانية الدرجة من المفردة المعادلة على أمثلة بعض وفيه القيم، عن بها يعبرللكميات والترقية التجذير باب وفيه مبهمة، طويلة إيضاحات بعد محاولة

الواحد. الحد ذات

42

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

استخدام كيفية فيه بين كتابا فألف قرة» بن «ثابت تلميذه بعده وقامالفن، هذا في العرب كتب بعدهما وكثرت الاثنين، بين وجمع الهندسة في الجبرالأول، كتابه في محمد وضعه عما يخرج لم بعدهما ألف ما جميع أن غير

واليونان. الهنود من سبقه عمن هو نقل كما عنه نقلوا فكلهم

سنة بغداد إلى الرياضية والمقالة هند السند مقالة حمل الذي الهندي ذلك وفدبعد إلا يظهروا فلم العرب فلكيي كبار أما وصفنا، ما أثرهما من وكان ١٥٦ه/٧٧٢م،سنة توفي وقد الكندي تلميذ البغدادي معشر أبو أولهم وكان ونيف، قرن بنصف ذلك(طبع ص١٤٠ تراجمه من الأول الجزء في خلكان ابن وذكر ٨٨٥م، الهجرة من ٢٧٢تصانيفه من وأن المنجم، البلخي عمر بن محمد بن جعفر معشر أبو اسمه أن مصر):«أبومازار» باسم فيعرف اللاتيني العالم في أما الألوف، وكتاب الزيج وكتاب المدخل كتاب

.Abumazarالمؤلفات في ويعرف ٩٢٩م، الهجرة من ٣١٧ سنة المتوفى جابر بن محمد بعده ومنبلدة إلى نسبة «بالبتاني» يلقب كان لأنه Albategnius «البتاغنيوس» باسم اللاتينيةالرصد ابتدأ حران من صائبي البتاني أن القفطي ابن ونقل النهرين، بين ما في «بتان»

٣٠٦ه/٩١٨م. سنة إلى ٢٦٤ه/٨٧٧م، سنةالكتب من وله بسوريا، أنطاكية وفي الفرات، على الرقة مدينتي في العهد وأمضىذلكوطبعه الفاتيكان، مكتبة في محفوظ العربي أصله الصابي» «زيج المسمى المشهور زيجه١٥٣٧ سنة نورمبرج في Plato Tiburtinus تبيرتينوس» «أفلاطون لاتينية ترجمة في،١٦٤٥ سنة Bologna بولونيا في طبعه وأعيد ،De Scinetia Stellarùm عنوان تحتبطليموس، مقالات وشرح المجسطي، كتاب على تعليقات تطبع لم التي مؤلفاته بين ومنمضبوطا، يكن لم لأنه الزمني؛ بطليموس زيج وأصلح والجغرافية، الفلك في له ومقالةظلت وفلكية رياضية مستكشفات عدة وله العرب، عند نوعه من وجد ما أضبط وزيجهالأخص، على أوروبا مدارس وفي الوسطى، القرون في طويلا عهدا الفلك علم في العمدة

فيه. وتضلعه الفلك علم في قدمه لثبات العرب ببطليموس يلقب وكانسنة توفي أنه مصر) طبع  ١١٨  ص١١٧، ثامن (مجلد خلكان ابن وذكربأن وقال الحضر»، «قصر له يقال بموضع بغداد من رجوعه عند ٣١٧ه/٩٢٩مهي النسختين من أية أعلم ولا وأجود، أضبط الثانية وأن وثانية، أولى نسختان الزيج

الفاتيكان. مكتبة في المحفوظة

43

العربي الفكر تاريخ

أرباع بين فيما البروج مطالع «معرفة اسمه كتابا له أن خلكان ابن ذكر وكذلكتحقيق في ورسالة الفلك، أرباع أربعة شرح وكتاب الاتصالات، مقدار في ورسالة الفلك»،

بطليموس. مقالات أربع شرح وأنه الاتصالات، أقدارالأصل الحراني سنان بن جابر بن محمد الله عبد أبو باسم خلكان ابن وترجمه

المنجم. الحاسب البتانيالعبري: ابن قال

سنان بن جابر بن محمد الله عبد أبو مات وثلاثمائة عشرة سبع سنة وفيفي أحد يعلم ولا الكواكب، برصد المشهورين أحد بالبتاني المعروف الحرانيأصله وكان حركتها، وامتحان الكواكب أرصاد تصحيح في مبلغه بلغ الإسلام

صائبا. حران من

اللاتينية إلى ترجم قد وكان ،١٧٩٩ برومية حديثا طبع الذي الصابي الزيج في وجاءيلي: ما العربية» المقدمة «من ١٥٣٧ سنة بها وطبع

وعظيم الحظ جسيم من ذلك في لما النجوم؛ علم منزلة العلوم أشرف من إنالنهار وزيادة الأزمان وفصول والمواقيت، والشهور السنين مدة بمعرفة الانتفاعاستقامتها في الكواكب وسير وكسوفهما، ين النير ومواضع ونقصانهما، والليلأطلت لما وإني مناسباتها، وسائر أفلاكها ومراتب أشكالها وتبدل ورجوعها،وما النجوم، لحركات الموضوعة الكتب اختلاف على ووقفت العلم هذا في النظرابتنوه وما الأعمال، من فيها أصلوه ما في الخلل من واضعيها بعض على تهيأأرصادها قيست لما الزمان طول على النجوم حركات في أيضا اجتمع وما عليها،من النهار معدل فلك على البروج فلك ميل في وجد وما القديمة، الأرصاد إلىوأوقات السنين، أزمان وأقدار الحساب، أصناف من بتغيره تغير وما التقارب،وأوقاتها، الكسوفات بأزمان عليها يستدل التي ين النير واتصالات الفصولالمعروف الكتاب في بطليموس مذهب على وإحكامه ذلك تصحيح في أجريتما متبعا أثره، مقتفيا والروية، الفكر وطول النظر إنعام بعد بالمجسطي،العارضة والأسباب العلل على ودل وجوهه، من ذلك تقصى قد كان إذ رسمه،

44

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

فأمر حقيقته، في يشك ولا صحته، تدفع لا الذي العددي، الهندسي بالبرهان فيهعلى أرصاده في عليه يستدرك أن يجوز قد أنه وذكر بعده، والاعتبار بالمحنةطبع و٥١ ص٥٠ القفطي (راجع أبرخس على هو استدرك كما الزمان، طولاستعجم، ما فيه أوضحت كتابا ذلك في ووضعت نظرائه، من وغيره مصر)فروعه، من وشذ العلم هذا أصول من أشكل ما وبينت استغلق، ما وفتحتوصححت النجوم، صناعة في عليه ويعمل به يأثر لم الهداية سبيل به وسهلتوجدتها ما نحو على البروج فلك منطقة من ومواضعها الكواكب حركات فيهذلك إلى وأضفت الأعمال، من إليه يحتاج ما وسائر الكسوفين وحساب بالرصدالجداول من فيه الكواكب حركات استخراج وجعلت إليه، يحتاج مما غيرهكان وبها الرقة بمدينة فيه يحسب الذي اليوم من النهار انتصاف لوقت

كله. ذلك تحذيق على والامتحان الرصد

ص١٤٨»: ٣٩ مجلد المقتطف «عن يلي: ما البتاني وحققأبرخس وكان دقيقة، و٣٥ درجة ٢٣ هو النهار معدل فلك على البروج فلك ميل أن أولا:حسب وقد دقيقة. ٢٧ ونحو درجة ٢٣ الآن وهو دقيقة، و٥١ درجة ٢٣ حسبه قد٣٤ ونحو درجة ٢٣ البتاني زمن في كان وقد قليلا، يتغير أنه المتأخرون الفلك علماء

واحدة. دقيقة حد إلى وحسابه رصده في فأصاب دقيقةوكان ثانية، و٢٤ دقيقة و٤٦ ساعات و٥ يوما ٣٦٥ الشمسية السنة طول أن ثانيا:وهو ثانية، و١٢ دقيقة و٥٥ ساعات و٥ يوما ٣٦٥ حسباه قد وبطليموس أبرخسو٢٢ دقيقتين بمقدار البتاني فأخطأ ثانية، و٤٦ دقيقة و٤٨ ساعات و٥ يوما ٣٦٥

هو. رصده من لا بطليموس رصد على اعتماده في خطئه وسبب فقط، ثانيةالأرض مركز عن الشمس بعد إن فقال: الشمس، فلك إهليلجة حساب في دقق ثالثا:في كانت وإذا الأرض، قطر نصف مثل مرة ١١٤٦ يساوي الأبعد بعدها في كانت إذابعدها متوسط في كان وإذا الأرض، قطر نصف مثل مرة ١٠٧٠ يساوي الأقرب بعدهاا جد قريبة إليها وصل التي والنتيجة الأرض، قطر نصف مثل مرات ١١٠٨ يساوي

الآن. العلماء إليه وصل مماكل في ظهروا الذين الهيئة علماء كل بين الأرفع المحل في الأوروبيون ويحله

العصور.

45

العربي الفكر تاريخ

من درجة بقياس المأمون جعفر أبو الخليفة أمر للميلاد ٨٢٨ سنة حدود وفيمدونة الهيئة علماء من أربعة العمل بهذا وقام الأرضية، الكرة جرم لاستقراء الهاجرة

الفدا: أبو قال التاريخ. صفحات في أسماؤهم

المجسطي كبطليموسصاحب القدماء من طائفة الدرجة حصة بتحقيق قام قدستة الأرض على المتوهمة العظيمة من الواحدة الدرجة حصة فوجدوا وغيره،في المحدثين الحكماء من طائفة بتحقيقه قال ثم ميل، وثلثي ميلا وثلاثينأخذوا أن بعد فرقتين وافترقوا سنجار، برية في بأمره وحضروا المأمون، عهدفي الفرقتين إحدى وأخذت منه، افترقوا الذي المكان في محررا القطب ارتفاعأشد على وساروا الجنوبي، القطب نحو والأخرى الشمالي، القطب نحو المسيروانحط الشمال في للسائرين القطب ارتفع حتى الاستقامة، من أمكنهم ماما على وقابلوا المفترق عند اجتمعوا ثم واحدة، درجة الجنوب في للسائرينستة الأخرى ومع ميل، وثلثا ميلا وخمسون ستة إحداهما مع فكان وجدوه،

ميلا. وخمسون ستة وهو بالأقل فأخذ كسر بلا ميلا وخمسون

أحدهما واحد، آن في وقعا عملان أنهما والحقيقة واحدا، عملا إلا الفدا أبو يذكر ولمتدمر بين الشام بلد من الشمال إلى والآخر النهرين، بين ما بلاد في سنجار برية فيالخلافة في الهيئة علم في نبغوا الذين أشهر من وهو يونس، ابن أثبتهما وقد والفرات،

٣٩٩ه/١٠٠٨م. سنة توفي العباسية،علي: بن سناد وقال

على العظيمة الدائرة في درجة الملك عبد بن وخالد أحقق أن المأمون أمرنيالبحتري بن وعلي عيسىالإصطرلابي، بن علي وسار لذلك، فذهبنا الأرض، سطحفوجدنا وتدمر، فامية بين وصلنا أن إلى فتوجهنا نحن أما أخر، طريق منوبعثنا البحتري، بن وعلي عيسى بن علي كذلك ووجدها ميلا، ٥٧ الدرجة

واحد. آن في فوصل بالخبر

الأرصاد»، «مطالع كتابه في بحبش الملقب الله عبد بن أحمد رواية يونس ابن وذكروخمسين ستة أنها فوجدوا الدرجة، وقاسوا سنجار برية في ساروا العلماء أن وحاصلها

أميالهم. من ميل وربع ميلا

46

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

دقيق حساب وهو المثلثات، حساب فعمادها الدرجة قياس في الآن المتبعة الطرق أماو٤٤١). ص٤٤٠ م٢٨ المقتطف (راجع ا جد

٧٦٥م، الهجرة بعد ١٤٨ سنة بغداد مدينة العباسي المنصور الخليفة أسس أن وبعدوعينه جنديسابور مدرسة من بختيشوع» بن «جورجيس النسطوري الطبيب استقدمقصور في التطبيب وظيفة النسطوريون الأطباء توارث الحين ذلك ومنذ ملكيا، طبيبا

بغداد. في طبية مدرسة وأسسوا زمانا، الخلفاءعين جنديسابور إلى بالرجوع الخليفة له وأذن بغداد في «جورجيس» مرض ولماأن غير «الأقرباذين» الأدوية فن في كتابا ألف وقد صهاربخت»، بن «عيسى تلميذه مكانهرجوعه بعد جورجيس المنصور طلب «لما يقول: الحكماء» «أخبار كتاب صاحب القفطيسطح من سقطها سقطة من ضعيفا الطلب عند وجد وعوفي، مريضا جنديسابور إلىعوضه فسير فامتنع، المنصور إلى بالمضي هذا عيسى إلى وتقدم ذلك، عن فاعتذر داره،

مقيما.» بجنديسابور البيمارستان في هذا عيسى وبقي تلميذه، إبراهيمبغداد قدم عيسى أن يثبتون القفطي رواية من الضد على المؤرخين أكثر أن غير

بها. وطبللخليفة طبيبا وكان «جورجيس»، بن «بختيشوع» بغداد إلى ذلك بعد من وقدمعلى ليقوم فأرسل جبرائيل، ابنه قدم بعده ومن ١٧١ه/٧٨٧م، سنة الرشيد هارونورسالة المنطق لعلم مدخلا جبرائيل وكتب الرشيد، هارون وزير البرمكي، جعفر تطبيبDioscorus ديوسقورس عن أخذ الطب في وملخصا والمشاريب، التغذية في للمأمونوغير الروائح، في ورسالة كثيرة، طبية وصايا في وكتب الأجانيطي، وبولص وجالينوسثم ومن جنديسابور، مدرسة في أدخل ما أول كان الهندي الطب أن المعروف ومن ذلك،

أخيرا. تغلب اليوناني ولكن اليوناني، بالطب امتزجماسرجويه أو ماسرجس» بن «يحيى بغداد في الأطباء من اشتهروا الذين ومنكثيرة مترجمات وله زمانا، بغداد في الطب مدرسة رأس وقد John bar Maserjoyeاللغة إلى Syntagma غما» «سنتا كتاب مترجم إنه «أوليري»: الأستاذ ويقول ومؤلفات،

السريانية.مدرسة تجارب وعند تأليفا، والترجمة النقل حد عند واقفا العرب عند الطب وظلوالكيمياء بالطب تخالطت التي الأساطير تلك إلى قبل من أشرنا ولقد عمليا، الإسكندرية

47

العربي الفكر تاريخ

العرب في المحتوم أثرها مؤثرة ظلت قد الأساطير هذه فإن الإسكندرية، بمدرسة مصر فيعلم في الابتكار إلى يثب لم العربي العقل أن في سببا الأمر هذا وكان مدنيتهم، أيام طواللم الطب في الابتكار فإن زاولها، التي المعارف ضروب من كثير في شأنه مبكرا الطب

العربية. المدنية من متأخرة عصور في إلا يأتالسرخسي، الطيب بن أحمد العباس أبي على نقع الهجري الثالث القرن أواخر وفيوالمدخل لإيساغوجي، ومختصرا الروح، في مقالة كتب إنه ويقال: للكندي، تلميذا وكان

ليبرج). طبع ص٧٢ جزء٢ المسعودي (راجع الطب صناعة إلىواليهود المسيحيين يد في محصورة الطبية المباحث كانت السرخسي عصر وحتىJohn bar Serpion سيرابيون بن يحيى أو يوحنا له: يقال مؤلفا لتجد إنك حتى غالبا،الطب في يكتب الميلادي، التاسع القرن أواخر في — العربية كنيته على أقف ولم —اللاتينية في ذلك بعد من وطبعها ترجمات، عدة أحدها ترجم مختصرات السريانية باللغة

.Gerard of Cremonia الكريموني» «جيرار٣٢٠ه أو ٣١١ سنة توفي العربي، الطب أبا الرازي زكريا بن محمد بكر أبو ويعتبركما موسيقيا، مؤلفا وكان ،Rhazes «بالرازيس» اللاتينية كتاب ويلقبه ٩٣٢م، أو ٩٢٣كتاب من ثقات إلى الطبية مؤلفاته في يشير ما وغالب والطب، والأدب الفلسفة في كتب

واليونان. الهندوالاستعاضة الطبية المؤلفات في الصرف اليوناني العنصر إدخال أن في ة مشاح ولامؤلفو به قام ما أعظم كان القدماء، عن نقلا الإسكندرية مدرسة أطباء كتب عما بهالفوضى فيها سادت قد «الرازي» مؤلفات أن على الخدمات، من الطب لصناعة العربغير العرى مفككة المقالات من مجموعة سوى ليست فهي التأليف، بضعف ووصفتكتب ما إلى مؤلفاته عن الطب طلاب رجع وحده السبب ولهذا الحلقات، متواصلة«الرازي» مؤلفات في ما بقدر والنظام الألفة من فيها سينا ابن مؤلفات لأن سينا؛ ابن

التواصل. وعدم التفكك منبيمارستان في الأطباء رياسة تولى نبغ ولما كبر، أن بعد العلم «الرازي» تلقى ولقدقولهم: «الرازي» منزلة على وتدل الألسنة على جارية كانت التي الأمثال ومن بغداد،فكمله ناقصا وكان الرازي، فجمعه متفرقا وكان جالينوس، فأحياه معدوما الطب «كانوصفناها بما خليقة «الرازي» مؤلفات أن على الدلالة واضح يدل المثل وهذا سينا»، ابن

قبل. من به

48

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

الحامض وهو الزاج»، «زيت سماه ما واستكشف بالكيمياء «الرازي» واشتغلالعربية في واسمه الحديد، كبريتات باستقطار الأول واستحضر والكحول، «الكبريتيك»الطريقة تزال ولا الزاج»، «زيت أسماه سائل منه خرج استقطره فلما الأخضر»، «الزاجوأما اليوم، حتى استخراجه في متبعة الحامض ذلك استخراجه في «الرازي» اتبعها التي

مختمرة. وسكرية نشوية مواد باستقطار استحضره فقد الكحولوعلم حق أنه يعتقد لا كان مؤلفا الأخرى المعادن من الذهب استخراج في وألفتجاريبه على به ليستعين والمال الرزق ابتغاء إلا فيه ألف ما أنه الراجح ولكن صحيح،مؤلف، مائتي كانت إنها ويقال: القليل، إلا منها يبق لم كثيرة كتبا وألف الكيماوية،وكتاب ومداواتها، ووصفها الأمراض في كتبه أهمها، وهو «الحاوي» كتاب منها والباقيوكتاب الطب»، في «الفصول وكتاب والحصبة»، «الجدري وكتاب المنصوري»، «الطب«برء وكتاب إكسفورد، جامعة في الآن موجود وهو العبرية، إلى ترجم وقد «الكافي»،

الملوكي». «الطب وكتاب الصناعة»بغداد يسكنوا أن على النسطوريين للأطباء مشجع أكبر المنصور الخليفة وكاناللغات عن والفسلفية العلمية الكتب ترجمة في كبير ضلع له وكان فيها، ويعلمواأكبر، كان الأمر بهذا المأمون الخليفة اهتمام أن غير والفارسية، والسريانية اليونانية

تشجيعا. وأكثر أثبت والحكماء للعلماء وحمايته

٤

المدارس نسق على ٢١٧ه/٨٣٢م سنة بغداد مدرسة العباسي الخليفة المأمون أسس«بيت المدرسة تلك وسمى ذلك، قبل من مؤسسة كانت التي والزرادشتية النسطوريةتوفي الذي ،John bar Maswai  32«ماسويه بن «يحيى عناية تحت ووضعها الحكمة»

ذكره. بنا مر وقد ٢٤٣ه/٨٥٧م سنةفي العمدة كانت فقد الحميات في مقالته أما والعربية، السريانية في المؤلفين من وهو

والعبرية. اللاتينية إلى بعد من ونقلت طويلا، زمانا المرض ذلك دراسة

المترجمين وأكثر العرب فعل كذلك يحيى، باسم وحينا يوحنا، باسم حينا يترجم John اسم أن يلاحظ 32يحيى. آخر كتاب وفي كتاب في النحوي يوحنا مثلا يقال فقد —

49

العربي الفكر تاريخ

التي المجهودات إلى فترجع شأنا، الحكمة بيت بها قام التي الأعمال أكبر أماالمتوفى العبادي»، إسحاق بن حنين زيد «أبو الأخص وعلى وتابعوه، يحيى تلاميذ بذلهاعن النقل تاريخ في ذكره مر الذي النسطوري الطبيب ذلك وهو ٢٦٣ه/٨٧٦م، سنةأرسطوطاليس منطق من جزءا الطبية المؤلفات عن فضلا نقل فقد السريانية، إلى اليونانيةمزودا منها وعاد الإسكندرية، إلى رحل بغداد في زيد أبو درس أن وبعد «الأورغانون»،أداة بعد فيما استخدمها التي اليونانية للغة متقنا شائعة كانت التي الدرس ثمار بكل

والعربية. السريانية إلى للنقلالدمشقي، الأعسم حبيش أخته وابن إسحاق ابنه الحكمة» «بيت في معه واجتمعجالينوس عن مؤلفات وبضعة ،Euclid إقليدس مقالات العربية إلى حنين وترجم،Apollonius of Pergaeusالبرغوسي وأبولونيوس Archimidesوأرخميديس وأبقراطالغالب في ولد أرخميديس، بعد اليوناني العالم في بالهندسة اشتغلوا الذين أكبر وهوعاش فكأنه Ptolemy Philopater فيلوباتر بطليموس حكم في ومات ٢٥٠ق.م، سنةفقد اليونانية في كتبه ما كل أن غير كثيرا، وكتب تقريبا، عاما بأربعين أرخميديس بعدكما هؤلاء، غير عن زيد أبو ترجم وكذلك عنه، العرب ترجم ما إلا يبق ولم بتمامه،وقاطيغورياس، لأفلاطون Timaeus تيماوس وكتاب The Republic الجمهورية ترجمأرسطوطاليس، عن الكبير الأخلاق أي Magna Moralia الماغناموراليا و والفوسيقا،كاملة وترجمة الميتافيزيقا، من الثلاثين المقالة على Themistius تيمستيوس وتعليقاتفي أرسطوطاليس كتاب أيضا ترجم بل هذا على يقتصر ولم العربية، اللغة إلى للإنجيلوعن الكيمياء، دراسة في المراجع أهم من مرجعا طويلا زمانا ظل كتاب وهو المعادن،

الأجانيطي. بولس أخذ اليوناني أصلهمنها أخرى تراجم العربية إلى ترجم فقد الطب، في نقل عما ففضلا إسحاق ابنه أما،de Anima أنيما» «ده والروح والميتافيزيقا لأفلاطون، The Sophist «السوفسطائي»«باري أو وإرمانوطيقا Degeneratione et de Corrupotione والفساد والكونالسريانية، إلى حنين أبوه ترجمها المقالة وهذه لأرسطوطاليس، العبارة أي أرمنياس»؛

.Ammonius وأمونيوس الأفروديسي والإسكندر «فرفوريوس» على تعليقات ثمQuesta ben Loqa لوقا» بن «قسطا التأليف أفق في ظهر بقليل ذلك وبعد«الفلاحة كتاب كتب ما أشهر ومن كثيرا، وترجم اليونان بلاد في درس وقد البعلبكي،سنة لوقا ابن وتوفي ١٢٩٣ه، سنة بمصر طبع وقد السريانية، عن نقله اليونانية»

٣١١ه/٩٢٣م.

50

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

والنقل الترجمة تاريخ في الذهبي العصر الحقيقة في الهجري الرابع القرن وكانراجعا الأمر واقع في كان فإن العهد، ذلك في تم الذي العظيم العمل ذلك أما العرب، عندفي درسوها التي الأمثال واحتذوا السريانية، يتكلمون كانوا الذين المسيحيين من فئة إلىنقلها مباشرة، اليونانية عن ذاك إذ نقلت قد الترجمات من عظيما عددا أن إلا لغتهم،منهم المترجم كان ما وغالب إغريقية، في أو الإسكندرية في اللغة تلك درسوا مترجمونعن مترجمون هناك وكان معا، والسريانية العربية إلى اليونانية عن ينقل أن على قادرا

اليونانية. عن المترجمين بعد الثانية المنزلة في يعتبرون كانوا أنهم غير السريانية،بن متى بشر «أبو نذكر السريانية عن نقلوا الذين النساطرة المترجمين بين منAnalytica الثانية أناليطيقا العربية إلى ترجم وقد ٣٢٨ه/٩٣٩م، سنة المتوفى يونس»الكون كتاب الأفروديسيعلى الإسكندر وتعليقات لأرسطوطاليس والبويطيقا Posterioraالميتافيزيقا، من الثلاثين الكتاب على «تيمستيوس» وتعليقات لأرسطوطاليس، والفسادقاطيغورياس؛ على التعليق في مبتكرة مؤلفات وله السريانية، عن نقلها الكتب هذه وكل

لفرفوريوس. والإيساغوجي لأرسطوطاليس المقولات أيبعد يأتون اليعقوبيين مترجمي أن الكبيرة النهضة هذه تاريخ في الثابت ومنعدي» بن «يحيى العربية إلى السريانية عن منهم نقلوا الذين بين من وكان النساطرة،الترجمات من كثيرا راجع وقد إسحاق، بن لحنين تلميذا وكان ٣٦٤ه/٩٧٤م، سنة المتوفىمعانيها، به استقامت ما إليها وأضاف نقصها وأصلح المترجمون، بها عليه تقدم التيوالميتافيزيقا، والبوليطيقا والسوفسطيقا قاطيغورياس كتاب أرسطوطاليس عن وترجمقاطيغورياس على تعليقاته الأفروديسي الإسكندر وعن وتيماوس، القوانين أفلاطون وعنفي أرسطوطاليس بعد علم الذي Theophrastus «ثيوفراسط» وعن — المقولات —كتاب أرسطوطاليس عن زارة» بن عيسى علي «أبو ترجم وكذلك الأخلاق، كتاب اللوقيونيوحنا تعليقات مع Animalia الحيوانات وكتاب الطبيعي، والتاريخ قاطيغورياس،

فيلوبونس.فيما الكلام دون يحول حائل من ثمة فليس البحث من المبلغ هذا بلغنا وقد أما

أرسطوطاليس. مؤلفات من العرب عليه وقفعن العرب عرف ما أوليات من لأرسطوطاليس، المنطق أي «الأورغانون»؛ كانكتاب مع «الشعر» والبويطيقا «الخطابة» بريطوريقا كتاب معه عرفوا وقد الأول، المعلم

لفرفوريوس. إيساغوجي

51

العربي الفكر تاريخ

وكتاب الفوسيقا، منها عرفوا فقد الطبيعي العلم في أرسطوطاليس مؤلفات أماde الروح وكتاب ،Historia animalium الطبيعي الحيوانات وتاريخ الفساد الكونالانتحال، فظاهر العرب، عرفه الذي — العلوية الآثار — المتيورلوجيا كتاب أما ،Animaإلى الأخلاق وعلم الميتافيزيقا، الأدبية العلوم من عنه وعرفوا لأرسطوطاليس، وليسأنهم في كبيرا شكا هناك أن على الكبير، الأخلاق وعلم Niconacheàn Ethicsنيقوماخس

نيقوماخس. إلى الأخلاق عرفوابها، يعنوا ولم العرب، يعرفها لم أرسطوطاليس سياسة أن الأمر غريب ومن

لأفلاطون. الجمهورية بقوانين عنها واستعاضوافي غارقة العرب عند ظلت الحكومات نظم أن في المباشر السبب هو هذا أن ح ويرجالسلطتين بين والخلط الدين في الحكومة إدماج ذلك على وأعانهم الغيبي، النظر طيات

والإدارة. والقضاء التشريع سلطات بين التفريق وعدم والدنيوية، الدينيةيعرف لا الميكانيكا في وآخر المعادن في كتابا أرسطوطاليس إلى العرب نسب وقدولكن لغيره، أنهما إثبات في بكاف ذلك وليس شيئا، عنهما الحديثة العصور في الباحثونكتبه بقية في الكتابين هذين إلى يشر لم أرسطوطاليس أن لغيره أنهما يرجح الذي الدليل

عشر. التاسع القرن أوائل في اليوناني أصلها استكشف التيعلومهم مع لجنب جنبا ومشى عندهم، الإنسانية التعاليم قاعدة «الأورغانون» وظلالإنساني، العقل كفاءات في الوقوع طبيعي أمر ذلك أن والظاهر والفقه، كالنحو الأصلية،متسعا وجدت قد كانت إن الظاهرة هذه فإن الكلام، وعلوم المنطق يأتلف أن طبيعي أمرالمدرسية الفلسفة انتشار لدى أوروبا في ظهرت آثارها فإن آسيا، في امي الس العقل فيالعقل فكأن بالعرب، احتكاك أي الفلسفة؛ هذه لزعماء يكون أن قبل اللاتيني، العالم في. امي الس العقل عليها جرى التي القاعدة يعدوا لم ، الآريين التيوتوني والعقل اللاتيني

الأمم كل وبين عرفته، التي البلاد كل في أصيلا ثابتا علما أرسطوطاليس منطق ظللذلك الطبائع، منه تنفر ولم حل أينما العقول به رحبت اليونانية، بالفلسفة احتكت التيسوى ليست العرب كتب في عليها تقع التي واللاهوتية الفلسفية المناقشات كل أن نجدآصرة ذات جميعا نجدها ولهذا والبسيكولوجيا، الميتافيزيقا من أصولها مستمدة مسائل.de Anima الروح رسالة من الثالث والكتاب الميتافيزيقا، من عشر الثاني بالكتاب متينةبما بالاستعانة إلا العرب عند تفسر لم لأرسطوطاليس البسيكولوجيا أن قبل عرفناالألوهية من بصبغة اصطبغت وبذلك التعليقات، من الأفروديسي الإسكندر فيها كتب

52

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

وتعاليمها الجديدة»، «الأفلاطونية المدرسة بعد من أكملتها «الغيبيات» الطبيعة بعد ومافي كتاب وهو الأخص، على الإسكندري أفلوطين للشيخ «إيثولوجيا» كتاب من المستمدةالثاني المعلم يعنت أن في سببا وكان أرسطوطاليس، إلى خطأ نسب بالألوهية القولالفكرات تذع ولم وأرسطوطاليس، أفلاطون بين التوفيق سبيل في نفسه نصرالفارابي أبوكتاب ترجم أن بعد إلا العرب بين الجديدة» «الأفلاطونية في بالألوهية بالقول الخاصة

٢٢٦ه/٨٤٠م. سنة العربية إلى أرسطوطاليس إلى المنسوب «إيثولوجيا»تلخيص سوى ليس «إيثولوجيا» كتاب أن الحديثة البحوث من تثبت التي والحقيقةوضعه «التاسوعات»33 أي Enneads «إنياديس» يسمى كتاب من الأخيرة الفصول لثلاثةالسريانية إلى Naymah ناعمة» «ابن فنقلها ،Plotinus الإسكندري أفلوطين الفيلسوف

أرسطوطاليس. إلى منسوب مستقل كتاب صورة في الناس بين ونشرهاوأضل العلم مفاوز أظلم وأنه النقل، في أمينا يكن لم أنه المترجم هذا على يؤخذ قدكما العربية، اللغة في متقاربين وأفلوطين أفلاطون اسم أن ننسى لا أننا غير العلماء،يكون أن يبعد فلا أيضا، السريانية اللغة في متقاربين كانا وربما اللاتينية، اللغة في همافلسفة بأن القول من الإسكندرية مدرسة في شاع الذي بالرأي تأثر قد ناعمة» «ابنبينهما التوفيق وأن الجوهر، في مختلفتين غير أفلاطون، شيخه وفلسفة أرسطوطاليس

عاكفين. عليها ومضوا العرب، ورثها فكرة وتلك مستطاع،الأفروديسي، الإسكندر تعاليم بدراسة درسه اقترن «إيثولوجيا» كتاب ذاع ولماكتب ما في بارزا ظهر أثر لذلك فكان الجديدة، الأفلاطوني المذهب أصول يشرح وكلاهما

فروعها. سائر في الإسلامية الفلسفة كتب من العرببين ظهر فقد فلاسفة، يسموا أن بحق جديرون هم والذين الفلاسفة، يدي بين أمافي تشكل الإسلامية، بالصبغة مصبوغا الجديدة الأفلاطونية من ضرب كتبوا فيما العربالصورة هذه على ونقل رشد، ابن والفيلسوف سينا، ابن الرئيس كتب بما حالاته آخرعن يقل لا اللاتين بين أثره فكان أوروبا، في اللاتيني العالم في المدرسية الفلسفة إلى

تسعة يحوي مجلد وكل مجلدات، ستة في الصوري فرفوريوس تلميذه جمعها أفلوطين كتب أن يروى 33أفلوطين، وضع من لا فرفوريوس وضع من الكتاب اسم فكأن Enneads التاسوعات أسماها وأنه كتب،

الفلسفية. أعماله مجموعة على صرف الاسم وأن

53

العربي الفكر تاريخ

قاسية «باطنية» إلى انقلب الغيبي الفكر ريح المذهب هذا استشم ولما العرب، بين أثرهمن الضرب ذلك في سببا وكانت العرب، عند «التصوف» عنوان تحت ظهرت الأحكامتخالطت ما وكثيرا الخيالية، بروحها وشربته الباطنية نمته الذي التأملي» «اللاهوتأو به ممزوجة وظهرت الصحيح، الإسلامي باللاهوت المذهب ذلك في الشائعة الفكرات

الأبحاث. تلك تناولت التي المؤلفات سطور في جليا يظهر مزجا بها، ممزوجاالإسلامي، اللاهوت في تحنرت كما الجديدة» «الأفلاطونية لتلك الأولى التعاليم أماكان الذي — الفعال» «العقل ويسمونه — الإيجابي بالعقل الاعتقاد في أولا فتنحصرالسلبي العقل ثم الله، فيوض من فيض أنه على به، قال من أول الأفروديسي الإسكندريبعثها بقوة إلا هذا ينشط ولا وحده، الإنسان به ويختص — المستقل العقل ويسمونه —«إن يقول: إذ الأفروديسي مذهب إلا وتفصيله مبناه في المذهب هذا وما الفعال، العقل فيهبوحدة الفعال والعقل الهيولاني عقله بين يصل أن في ينحصر الحياة من الإنسان غرض

الباطنيين. وعند الفلاسفة عند تختلف الاتصال هذا طريقة أن غير متينة»،

هذا أن غير اليونان، عن العرب ورث ما أكبر من وهو الطب، علم الفلسفة بعد يأتيمسمما إلا العرب بين يظهر لم بيئتها، ومن الإسكندرية مدرسة من استمد وقد العلم،بضروب ممزوجة وأبقراط جالينوس تعاليم فظهرت المتأخرة، المصرية المدرسة بتعاليمفي خرج ما أكثر في الأثر شديدة العوامل هذه فظلت والتنجيم، والطلسمات السحر مناستمد وقد اليونان، عن نقل فقد الطب في الحقيقي الأثر أما العربية، المؤلفات من الطبوالزرادشتيون النساطرة كتب عما ذلك بعد من ثم الفلسفة، في النساطرة كتب من أولا

جنديسابور. مدرسة فيالوثنية حران مدرسة وكانت العرب، عند الطب في الحراني الأثر يدخل ذلك بعدبحران العباسي الخليفة المنصور مر ولما أيضا، الجديدة بالأفلاطونية وآصرة صلة ذاتالذين بعض به تزيى زي من عجبه أبدى بيزنطية، إمبراطور ليحارب جيشه؛ رأس علىملابس يرتدون الشعر، مهدلي فرآهم والولاء، التحية فروض ليؤدوا حران من قدمواولا زرادشتيين ولا نصارى ليسوا وأنهم أمرهم على وقف ولما أجسامهم، تلاصق ضيقةفأمرهم الإسلامي، ملكه في وثنية مستعمرة استكشف أنه علم الكتاب، أهل من ولا يهودفي يكون فإنه وإلا الحرب، من يعود أن قبل الكتب ذوات الأديان من دينا يعتنقوا أن

54

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

أو النصراني الدين وبعضهم الإسلام، بعضهم فاعتنق رقابهم، السيف حكم إذا حلأمرهم من حيرة في ظلوا هؤلاء أن غير الوثنية، لعقيدته أمينا بعضهم وظل الزرادشتي،من به يخلصون سبيل من به لهم ينصح ما تلقاء مالا أعطوه عربي مدره أدركهم حتىعلى القرآن، بنص الكتاب أهل من وهم صابئين، ينقلبوا بأن لهم فنصح الخليفة، سيفآمنين الصابئية انتحلوا الذين الحرانيون ظل ولكن عودته، في بحران يمر لم الخليفة أنارتدوا الزردشتية، أو المسيحية أو الإسلام اعتنقوا الذين أن حين في الجديد، النعت بذلك

الصابئية. عنوان تحت دينهم إلىتوفي العربي، العالم في حران مدرسة في عرف من أعظم قرة» بن «ثابت كانالمنطق في وترجم والعبرية، السريانية يجيد كما اليونانية، اللغة يجيد وكان ٢٨٩ه، سنةعليها أمينا ظل التي وتعاليمهم الوثنيين طقوس في وكذلك والطب، والتنجيم والرياضياتبن ثابت بن زهرون» «ويقال: هرون بن قرة بن ثابت الحسن أبو وهو لها، العهد ثابت

الحراني. الحكيم الحاسب مالاميروس بن مارينوس بن كرايا بن إبراهيم بن زكريافمهر الأوائل بعلوم واشتغل بغداد إلى انتقل ثم بحران صيرفيا أمره مبدأ في «وكانالعلم فنون في كثيرة تآليف وله الفلسفة، عليه الغالب وكان الطب، علم في وبرع فيها،فهذبه العبادي إسحاق بن حنين عربه الذي إقليدس كتاب وأخذ تأليفا، عشرين مقدارحران من وخرج الفضائل، في عصره أعيان من وكان مستعجما، كان ما وأوضح ونقحهأقام الفراتية، بالجزيرة كبيرة قرية توشا، كفر إلى فنزل مذهبه أهل وبين بينه لخلاففرآه به فاجتمع بغداد إلى راجعا الروم بلاد من موسى بن محمد قدم أن إلى مدة، بهاجملة في فأدخله بالخليفة ووصله داره، في وأنزله بغداد، إلى فاستصحبه فصيحا فاضلاو١٢٥ ص١٢٤ أول مجلد خلكان ابن (راجع الأولاد» وأولد بغداد فسكن المنجمين، من

أميرية). طبعةإبراهيم أحفاده ومن سنان، سعيد أبو ابنه منهم فكان العلم، قرة آل توارث ولقدوالفلك. الرياضيات في نبغوا هؤلاء وكل الفرج، أبو وإسحاق ثابت الحسن وأبو ثابت

بن الدولة معز أيام في ببغداد قرة بن ثابت بن سنان بن ثابت الحسن أبو وكانالطب في نظره في ثابت جده مسلك سلك وقد وجالينوس، بقراط كتب عليه وقرأ بويه،أول جزء خلكان ابن (راجع للقدماء.» الرياضية الصناعات وجميع والهندسة والفلسفة

الأميرية). مصر طبعة ص١٢٥

55

العربي الفكر تاريخ

المعروف الكلداني قيس بن على بن أحمد نقل فقد الفلاحة يسمونه كان ما أماعلى أملاه الكلدانية عن النبطية» الفلاحة «كتاب ٢٩١ه سنة عاش الذي وحشية، بابنبرلين في خطية نسخ ومنه أجزاء، خمسة وجعله ٣١٨ه سنة الزيات بن محمد بن عليأيضا الفلاحة ومن المصرية، الكتب ودار وباريس البريطاني والمتحف وإكسفورد وليدن

وحشية. ابن كتاب عن الفلاحة» «مختصر له: يقال للزيتوني كتابعن نقله اليونانية» «الفلاحة كتاب النصراني الطبيب لوقا بن لقسطا أن تقدم وقد

نلليتو. الأستاذ إلى فيه فنرجع هذا وحشية ابن كتاب أما السريانية،ورثوه ما الأول سببان: وإدبارها الأفلاك إقبال حركة في العرب لمعتقد أن والظاهرالمدرسة هذه عن ورثوه وما والباطنية، التنجيم إلى النزعة من الإسكندرية مدرسة عن

عاقلة. ذوات الأفلاك أن فكرة في أيضاالأفلاك إقبال صناعة الصناعة، أو الفكرة هذه ورثوا العرب بأن خطأ يقال ولقدأن غير العربية، اللغة إلى البابلي تنكلوشا كتاب ترجموا لأنهم الكلدانيين؛ عن وإدبارهاننقل ولذا اختلاقا، مختلق تنكلوشا كتاب أن وأثبت الفكرة، هذه نفى قد نلليتو الأستاذتحت كتاب في وطبعت المصرية، بالجامعة ألقاها التي محاضراته عن ذلك في قاله ماهذا اختلاق أن في لفكرتنا وإثباتا الأول: لرأينا إثباتا العرب» عند الفلك «علم عنوانلا الإسكندرية، مدرسة طريق من النزعة هذه فيهم قويت قد العرب أن على دليل الكتاب

حرفيا: الأستاذ قال غيرها، طريق من

ترجمة أنه بدء أول عليه المطلع يخال كتاب من نسختان34 أوروبا في تحفظتنكلوشا كتاب ليون مدينة نسخة في الكتاب واسم العربية، إلى تنكلوس تأليفالمولودين أحوال من عليه تدل وما الفلك، درج صور في القوقاني35 البابليوحشية،36 بن أحمد بن بكر أبو العربية إلى النبطية اللغة من نقله بها،

Catalogus codicum orientatium Bibliothecae Acadcmiae Lugduno Batavae, Lugdumi 34

Batavorum 1851–1877, t lll, P. 81, nr. 1047-V: Rosen, Les manuscrits arabes M L’institntبالمكتبة مصونة ثالثة نسخة ولعل des langues Orientales, St. Petersburg 1877, mr 191 20.

إيطاليا. مدن في Eirenze فيرنسي في Biblioteca Laurenziana اللورنتيانيةعن النهرين بين ما بلاد في عقرقوف تسمى قرية الآن وهي قوقان، إلى نسبة القوقاني والصحيح 35

قريب. عن ذكرها الآتي مقالته عن ص٤٤٩ Noldeke نولدكه اطلب بغداد، غربيأحمد». بكر «أبو والصواب: النسخة في كذا 36

56

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن أحمد طالب37 أبي بن علي أملاه— كذا — تنكلوشا «كتاب بطرسبورغ: مدنية نسخة وفي الزيات، الملك عبدعن أخذ ما على دلائلها وبعض الفلك درج صور في بابل أهل من القوفانيتطلع أن المؤلف يتوهم التي العجيبة الصور وصف الكتاب وغاية القدماء»،وأخلاق صفات ذكر ثم والستين، الثلاثمائة البروج درج من درجة كل معمن الثلاثين الدرجة إن مثلا: وقال المذكورة،38 الدرجة مولده طالع كان منإليه، ينظر أن أحد يطيق لا التي العظمى صورته في زحل فيها «يطلع الميزانجالس وهو والكزاز، البرد شدة من سنة ألف مسيرة على منه يدنو أن ولارأسه وعلى الأخرى، فخذ على رجليه إحدى جعل وقد ديباج، من رفرف علىمرآة فيه الشبج حجارة من طوق اليمنى يده وفي الأخضر، الزمرد من تاجرجله وفي الثلج، مثل بيضاء كبيرة ولحيته وتبرق، تلمع وهي محلاة كبيرةشديد أسود أخضر خزا بكساء مشتمل وهو السواد، جلد أسود ديباج ا خفبرج من عشرة السادسة الدرجة إن وقال: مطرق»،39 ساقط وهو السوادورجل أخضر، زمرد فصوص حواليه مدفون ذهب لوح فيها «يطلع العقربوأقاصيصه»،40 الملك قياما أخبار فيه يقرأ مصحف حجره في جالس شيخالحكيم عقويا فيها «يطلع القوس برج من التاسعة الدرجة في قوله وعلىيحدثها وهو حسناء، جارية بيده أخذ وقد جميلا، شابا كان إذ صورته فيالذي المقير الصن يمينها وعن إليها ويضحك أحد، يفهمه لا صغار بحديثسنة بموضعه الصن فبقي مات رآه فلما عمه، إلى الملك ريخانا رأس فيه حململك رسول جاءهم أن إلى مغلق دونه والباب إليه، ينظر ولا أحد، يمسه لاخرافات الكتاب وجميع فيه»،41 والرأس الصن وحرق البيت فدخل الفرس

طالب». أبي «على والصواب: النسخة في كذا 37

ما على ويحتوي العلوم أكثر ويتعلم فيها، النظر ويكثر الكتب يجمع فيلسوفا عالما يكون ذلك مثال 38

أكثرها. أو ومقاصده مطلبه ويبلغ عليه، الاحتواء يريد.Chwolson P. 463 135,, N. 200 39

.Chwolson P. 463 135,, N. 289 40

.Chwolson P. 455 137,, N. 294 41

57

العربي الفكر تاريخ

إلينا وصل ما على قابلناها فإذا البروج، فلك من درجة لدرجة يحكيها هذه مثلبل عظيما فرقا الكتابين بين وجدنا الحقيقي تنكلوس أو توكرس تأليف منطالب أبو أو وحشية ابن بالحري «أو القوقاني تنكلوشا ويركن شاسعا، بوناغريبة بأسماء ودعاهم الأوائل، بابل أهل حكماء إلى سأبين» حسبما الزياتريب فلا وغيرهما، الخسرواني وبرهمانيا أرميسا مثل واضحا اختلافا مختلفةالمختار بن علي بن أحمد لأبي النبطية الفلاحة في المذكور هو الكتاب هذا أن في

النبطي.42 وحشية بابن المعروفالاختصار، بغاية ولو النبطية،43 الفلاحة كتاب وصف إلى ذلك ويضطرنيحكيم سنين بألوف قبله ألفه الأصلي الكتاب إن مقدمته: في صاحبه قالضغريث وضعها بكثير تأليفه من أقدم كتب عن نقلا قوثامي اسمه بابليالنبطية أو الكسدانيين لسان من ترجمه وحشية ابن وإن وينبوشاد،وأملاه ٢٩١ه/٩٠٤م،44 سنة العربية إلى — القديمة البابلية اللغة والمراد —أحمد بن علي بن الحسين بن أحمد طالب أبي تلميذه على ٣١٨ه/٩٣٠م، سنةالغريبة والأسماء الأمور من الكتاب في وجد وبما الكلام بهذا فمغترا الزيات،وحشية ابن لولا ضاعت التي النفيسة الثمينة بابل آثار من أنه خولسن45 زعمأن ولتعلموا البعيدة، الاستنباطات ذلك من فاستنبط الزيات، طالب وأبوفقال والنبات بالطبيعيات منها أكثر السحرية بالعلوم تتعلق النبطية الفلاحةالنبطية الفلاحة كتاب — كذا — اليونانيين كتب من «وترجم خلدون:46 ابن

باللغات المتكلمين الحضر أهل اسم للهجرة الأولى القرون في العرب اصطلاح في النبيط أو النبط 42اتسعت الذين الأنباط أو النبط فليسوا النهرين، بين ما بلاد في خصوصا الشام، في الساكنين الآراميةمن ولاية ١٠٥م سنة وصارت دمشق، ونواحي فلسطين حدود إلى الشمالية الحجاز أرض في مملكتهم

الرومان. ولايات١٢٨١ه سنة ببولاق المطبوعة الراغب سفينة كتاب في باشا راغب محمد الكتاب هذا من شيئا نقل 43

.(٦٧٥ إلى (ص٦٧٠تسعين. والصواب غلط، «سبعين» ص٦٧١ الراغب سفينة كتاب وفي 44

ص١٩٨. السابق كتابه من ص٤٤٦ إلى ص٣٥ 45

١٣٢٧ سنة مصر طبعة من وص٥٥١ ١٨٧٩ سنة بيروت طبعة من ص٤٣١ خلدون ابن مقدمة 46

سلان. لدى الفرنسية الترجمة من ص١٦٥ وج٣

58

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

الملة48 أهل نظر ولما كبير، علم على ذلك47 من مشتملة النبط لعلماء منسوبةمحظورا، فيه والنظر مسدودا، السحر باب وكان الكتاب، هذا عليه اشتمل فيماذلك، في يعرضله وما وعلاجه غراسه جهة من النبات في الكلام منه فاختصرواالفلاحة كتاب العوام ابن واختصر جملة. منه الآخر الفن في الكلام وحذفواكتبه في مسلمة منه نقل مغفلا منه الآخر الفن وبقي المنهاج، هذا على النبطية

مسائله. من أمهات السحريةالسريانيين من بابل أهل في العلوم50 هذه وكانت آخر:49 موضع في وقالوالآثار، التآليف فيها لهم وكان وغيرهم، القبط من مصر أهل وفي والكلدانيين،أهل أوضاع من النبطية الفلاحة مثل القليل إلا فيها كتبهم من يترجم ولمالأوضاع.» ذلك بعد ووضعت فيه، وتفننوا العلم هذا منها الناس فأخذ بابل،سيما لا الكتاب، ذلك حقيقة عن الباحثين من خولسن بعد جاءوا الذين أماتأليفات من أنه على الناطقة البراهين فبرهنوا ونولدكه51 آنفا المذكور كتشمدكل المتخذين المحض العرب على الأجنبية الأمم تفضيل في المفرطين الشعوبيةكتاب فغرض مبتغاهم. إلى بلاغا مذمومة أو مكروهة، أم كانت جائزة وسيلةالحضارة مدارج في توصلوا قد بابل أهل قدماء أن إثبات النبطية الفلاحةفيما ولا الجاهلية في العرب منها تتقرب لم غاية إلى العلمي والتقدم والتمدن

الإسلام. بعدقرون منذ كليا اندرست قد القديمة وآثور بابل أحوال معرفة إن وحيثوالأخبار، والنوادر الأسماء النبطية الفلاحة صاحب اخترع الشرقيين، عندبالخرافات كتابه ونسج كلامه ووشى هام، واد كل وفي وموه، ولفق وزور

الفظيعة. والأكاذيب الشنيعة

السحر. بعلوم المرتبطة الفلاحة علم من أي 47الإسلامية. الملة أي 48

الفرنسوية. الترجمة من ص١٧١ وج٣ مصر، وص٥٥٤ بيروت، ص٤٣٤ خلدون ابن مقدمة 49

والطلسمات. السحر علوم أي 50Th. N. oldeke, Noch Einiges über die Nabataisch Landwirtschaft, Zeitschrift der 51

deutschen morgenländischen Gesellschaft, xxxlx, 1875, 445–455.

59

العربي الفكر تاريخ

تأليف ليس المحتمل على النبطية الفلاحة كتاب أن العجائب أعجب ومنمختلقات من هو إنما بل وصدره، الكتاب عنوان في قيل كما وحشية ابنوقت مات قد رجل إلى أي وحشية؛ ابن إلى نسبه الذي الزيات52 طالب أبيالنفاق تهمة من لنفسه وتبرئة المسلمين، إخوانه ذم من تخلصا التصنيف نشرالأحكاميات أصحاب عند الفعل ذلك مثل أكثر ما تدرون وأنتم والافتراء،وجاماسب هرمس إلى مثلا عزي تأليف من وكم والكيمياء، والسحرياتالمجريطي ومسلمة معشر أبي إلى نسب وكم الوهميين، حكماء من وغيرهماوحشية، ابن وجود في حتى مرتاب وإني بقرون، موتهما بعد ألف كتاب منعلوم في كتب عدة ٣١٢ إلى ص٣١١ الفهرست كتاب صاحب إليه عزا الذيحياته، أحوال من شيئا يفيدنا أن دون من الكيمياء في كتابا وص٣٥٨ السحر،بن جريثا بن الكريم عبد بن المختار بن علي53 بن أحمد بكر أبو وأسماؤهأجداده أسماء أن فترون الكسداني، — كذا — غلاطيا بن برطانيا بن بدنيالغات في أو النبطية، ومنها — الآرامية اللغات في لها أصل لا وهمية أسماءالمملكة ولايات من مشهورتين ولايتين أسماء وغلاطيا برطانيا إن بل أخرى،فيتضح العربية،55 إلى منقولين لبطليموس كتابين في أيضا ذكرا الرومانية54كتاب من نستفيد قلته. ما على وزيادة تزويرا، أشخاص أسماء جعلت أنهاعرفت إنما السحر في وحشية ابن تأليفات جميع أن أيضا ص٣١٢ الفهرستوحشية.56 ابن وجود حقيقة في ريبا يزيدني فذلك الزيات، طالب أبي برواية

.٤٥٥ إلى ص٤٥٣ نولدكه راجع 52

المختار. بن قيس بن علي ابن وقيل: 53

.Pannonia بنونيا أو Bithynia بيثونيا تحريف بدنيا ولعل — Galatia, Britannia أعني 54مقالات. الأربع وكتاب الجغرافيا وهما 55

إنما الزيات طالب أبا لأن له؛ محل لا وحشية ابن وجود في نلليتو الأستاذ شك أن استنتاجا المرجح 56وعلى منه، قريب شخص إلى ينسبها إنه أي وحشية؛ ابن لأستاذه السحر في المترجمة الكتب جميع ينسبيظن أنه إلا غريب اسم أنه ولو وحشية، وابن الزمان، في سيما ولا الأستاذ، من التلميذ قرابة الأخصيخلق أو معروف، غير اسما يختلق الزيات طالب أبا أن يعقل ولا عربي، وزن وعلي عربي اسم أنهأن يرجح بل الفنون، بتلك المشتغلين ثقة إليه ينسبها التي المؤلفات تنال أن ويؤمل له، مسمى لا اسما

60

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

حيان» بن «جابر اسم نقرن أن إلى مسوقين أنفسنا فنجد الكيمياء علم إلى نرجع ثمالباحثون يتحقق ولم الكيمياء، علم تاريخ في الأثر محققة شخصية ذو رجل وهو بحران،ولكن مولده. تاريخ من يتحقق تلميذا كان أنه على يدل التاريخ ولكن مولده، تاريخ منبالعلم عني عربي أمير أول وهو الأموي، خالد للأمير تلميذا كان أنه على يدل التاريخلجابر العلم ذلك في كثيرة مقالات وتنسب الكيمياء، علم في القدم ثابت وكان عالما، ليكون

إليه. النسب صحيح أكثرها أن على التقاليد وتدل حيان، بنالقرون في «الكيمياء كتابه من الثالث الجزء في M. Berthelot «برتيلو» مسيو يقولأن قيم تاريخي تحليل في «١٧٩٣ «باريس La Chemie en Moyen age الوسطى»التي الكيماوية المباحث نقل في ينحصر الأول قسمين: إلى ينقسم العرب كيماويي تاريخالعلم ذلك في العرب ابتكر ما في ينحصر والثاني الإسكندرية، علماء من فحول بها قاممن العلم هذا في ما كل ينسب أنه غير الإسكندرية، مباحث على عمدتهم اتخذوا أن بعدعلم في حيان بن «لجابر فيه: قال حتى حيان بن لجابر العربي العصر في الابتكارات

المنطق.» علم في قبله ومن لأرسطوطاليس ما الكيمياء،جابر، إلى نسبتها لديه صحت مقالات ستة ذاك كتابه في برتيلو مسيو ونشرالابتكار: من العلم ذلك في العربي العقل إليه وصل لما كمثال برتيلو مسيو ويعتبرها

وتعليقا. نقلا عليه عالة كانوا بعده من العلم هذا في الباحثين كل بأن ويقولتحويل وراء البحث على الكيمياء في مباحثهم يقصرون قرون طوال العرب ظل لقدمن أوسع بضلع الكيمياء فأخذت ذلك بعد فيما الفكرة انقلبت ولكن ذهب، إلى المعادنلذلك وكان القديمة، الأساطير من مطلقا تحريرا تتحرر لم أنها ولو الطب، بعلم العلاقة

ولو موته، بعد إلا إليه منسوبة الكتب هذه ينشر لم الزيات طالب أبا وأن موجودا، كان وحشية ابنالأمر أن غير بعده، من أثر الطعن لهذا ولظهر فيها لطعن معروف غير شخص إلى الكتب الزيات نسبالزيات، طالب أبي وضع من نلليتو الأستاذ تحقيق بعد الكتب هذه أن هو عندي شائبة تشوبه لا الذيهذه ورود أن غير وجوده، في للشك مجالا يجعل وحشية ابن نسب في معروفة غير أسماء اختلاق أن علىأو الكلدانيين من كان بل أصلا، عربيا يكن لم وحشية ابن بأن الظن على يحمل السلسلة آخر في الأسماءأنسابهم يحفظون لا هؤلاء أن والمعروف قبله، من الإسلام اعتنقا الأقل على جدين له وأن السريانيين،الرومانية الولايات أسماء من يتخذ لكي الزيات؛ طالب لأبي واسع مجال يفتح لهذا العرب، يحفظها كما

(مظهر). العرب أعين في تكريمه في مبالغة وحشية لابن أجدادا

61

العربي الفكر تاريخ

ثانيا: العنصرية، المواد لكل عام محلل إيجاد الأول: القدماء؛ عند أغراض ثلاثة العلمعلى العثور ثالثا: ذهب، إلى المعادن يحول الذي الفلاسفة بحجر يدعونه ما اكتشافكان كما العلم هذا موضوع إن والأمراض. العلل جميع يشفي دواء وهو الحياة، إكسيرالأخيرة، العصور في عرف كما الكيمياء لعلم قريبة أو بعيدة بآصرة يمت لا القدماء يدركهالعشرين القرن في يصبح لم الكيماوية بالتجارب بعضها إلى العناصر تحويل أن غيرضلة، بأهدابه تعلقوا القدماء أن عشر التاسع القرن أهل تصور الذي الخيالي الحلم ذلكالعرب عند العلم تاريخ في المؤرخون عليه أقر ما هو الموضوع هذا في يهمنا ما كل أن علىكبيرة القدر جليلة اختبارات أجروا وأنهم عظيمة، اختبارية كفاءات ذوي كانوا أنهم فيوالخطر الشأن من تلك لاختباراتهم كان ما الإدراك كل يدركوا لم أنهم ولو الفائدة،

الكبير.أسرار إذاعة من بالتحذير تبدأ استثناء بلا برتيلو مسيو نشرها التي المتون كل إنذكر يغفل أن تعمد قد المتن كاتب أن منها يدرك فقرات تتضمن ما وغالبا الصناعة، تلكالناس على فيفسدون يتثقفوا لم الذين العامة يتناولها لئلا والاختبارات التجاريب بعضيحولونه الذي الذهب من أيديهم بين يصبح بما والأخلاق، الآداب فتل وينكثون أمرهم

الأخرى. المعادن عنوأنهم ذهب، إلى المعادن تحويل إلى وصلوا أنهم عون يد العرب من والكيماويونالناقدين بعض أن غير الدعوى، تلك إلى بإشارات مملوء والتاريخ ذلك، سر على وقفوالها، صحة ولا عليها دليل لا دعواهم بأن يقولون الدعوى هذه ادعوا الذين معاصري منذلك بصحة يعتقد كان الفارابي نصر أبا الثاني، المعلم أن إلى المؤرخون أشار ما وكثيرامعدما، فقيرا مات أنه غير ذهب، إلى المعادن تحويل إمكان في اليقين ثابت كان وأنه الأمر،من كفاف في مات الاعتقاد، ذلك يعتقدوا لم ممن وهو سينا، ابن الرئيس أن تجد بينا

ذلك. أراد أنه لو كبيرة، ثروة يجمع أن مستطاعه في وكان العيش،صحة في أي المعادن، تحول كيفية في العرب من بالكيمياء المشتغلون اختلف ولقدالنحاس فيصير تتحرك بأنها بعضهم فقال الأولى، الصور في تعلم كانت كما الكيمياءغير، لا صورتها في إلا تتغير لا المعادن إن هؤلاء: غير وقال ذهبا، الفضة وتصير فضةكل ولكن كالذهب، فتصير الفضة وتصبغ كالفضة، اللون أبيض فيصير النحاس فيصبغذهبا والذهب نحاسا والنحاس فضة الفضة فتظل الأصلية لصفاته حافظا يظل معدن

بعدها). وما ص١٠٥ م٤١ المقتطف (راجع

62

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

فقال طريقتين؛ على الكيمياء علم في الناس «إن الظنون: كشف في خليفة حجي قالوالشيخ الشفا، كتاب في بمقدمات أبطله سينا، ابن الرئيس الشيخ منهم ببطلانه، كثيررسالة أيضا الكندي يعقوب وصنف إنكاره، في رسالة صنف تيمية، بن أحمد الدين تقياليقين، عن فضلا لامتناعه الظن يفيد شيئا يوردوا لم لكنهم غيرهم؛ وكذلك إبطاله، فيعقد الشرقية المباحث في فإنه الرازي، الدين فخر الإمام منهم إمكانه إلى آخرون وذهبرسالته، في قاله ما وزيف تيمية ابن الشيخ علي رد الدين نجم والشيخ إمكانه، في فصلاعلى والرد إثباته وبين الإشهادات»، «حدائق منها كتبا فيه صنف الطغرائي الدين ومؤيد

سينا. ابنلأن بعض؛ إلى بعضها المعادن تحويل مسألة إلا والإنكار بالإثبات هنا يقصد ولاالمدنية عصور كل في الكيمياء علم محور حولها دار التي هي الفكرة هذه أن الظاهر

العربية.المعادن: تحول إنكار في سينا ابن الرئيس قال

هذه أن إلا الذهب، بصبغ والفضة الفضة بصبغ النحاس صبغ بإمكان نسلمتصير التي — الخواص أي — الفصول هي تكون ألا يشبه المحسوسة الأموركان وإذا مجهولة، والفصول ولوازم، أعراض هي بل أنواعا، الأجساد هذه بها

إفناء؟ أو إيجاد قصد يقصد أن يمكن فكيف مجهولا الشيء

مثبتا: الرازي الإمام وقال

على يصح أن فوجب الجسمية، في مشتركة الأجسام لأن ثابت؛ العقلي الإمكانغيره عن الذهب انفصال فلأن الوقوع أما الكل، على يصح ما منها واحد كل

بينهما. منافاة ولا فيه التشابه يمكن منهما واحد وكل بالرزانة، هو

التحول: إثبات في أرسطو تعليل الفارابي ونقل

هو وإنما ماهيتها، في ليس بينها الذي والاختلاف بالنوع، واحدة الفلزات إنوكل العرضية، أعراضها في وبعضه الذاتية، أعراضها في فبعضه أعراضها، فيإلى منهما واحد كل انتقال يمكن فإنه بعرض، اختلفا واحد نوع من شيئينالانتقال، سهل مفارقا كان وإن الانتقال، عسر ذاتيا العرض كان فإن الآخر،

63

العربي الفكر تاريخ

أعراضها في الجواهر هذه أكثر لاختلاف هو إنما الصناعة هذه في والعسرا. جد يسيرا والفضة الذهب بين الذي الاختلاف يكون أن ويشبه الذاتية،

الأنصاري: إبراهيم بن محمد الدين شمس الإمام وقال

والكبريت الزئبق من الطبيعة صنعته ما نظير ذهبا يصنع أن المدبر أراد إذاوكيفية الجزأين، ذينك من واحد كل كمية أشياء؛ أربعة إلى فيحتاج الطاهرين،وأما التحصيل، عسر منها واحد وكل وزمانه، للطبخ، الفاعلة الحرارة ومقدارالفضة على ويلقيه مثلا، بالإكسير عنه المعبر وهو دواء يدبر بأن ذلك أراد إنبها المقصود — ورزانته الذهب لون ويكسوها فيها خالدا ويستقر بها ليمتزجإلى يحتاج بالتجربة ذلك فاستخراج — الحديث الاستعمال في النوعي الثقلفمقدماته بالقياس استخرج وإن وخواصها، المعدنيات جميع حال استقراء

ته. ومشق ذلك عسر في خفاء ولا مجهولة،

المنطقية، الأقيسة على مبنية نظرية كلها والمنكرين المثبتين أقوال أن هنا يلاحظ وممابالعمليات. لها شأن ولا

فلاسفة منهم فإن اليونان، عن الكيمياء مبادئ أخذوا العرب أن فيه شك لا ومماأصل النار بأن قال الذي الإفسوسي، هيرقليطس منهم العنصرية الأصول في بحثواوقد والتراب، والنار والهواء الماء أربعة: العناصر بأن قضى الذي وإمبيذقليس العناصر،الجواهر حركات من العالم بتكون قال الذي وديموقريطس الأربعة، بالاستقصات تدعىمعضلات حل في التمثيل قياس طريقة اتبع الذي كساغوراس وإنا للهيولى، المكونة الفردةالعناصر إلى يضاف أن يجب الأثير بأن قضى الذي وأرسطوطاليس الكونية، الطبيعة

العناصر. عنصر وأنه الأربعة،الذين الكهنة توسع الإسكندرية مدرسة طريق مصرمن إلى اليونان علوم انتقلت ولمافي ذهب إلى المعادن حولوا أنهم وزعموا الكيمياء، بعلم الاشتغال في العلوم يدرسون كانواالعاجل، الغنى في والطامعين الاستطلاع محبي من كثيرا فاضلوا المسيحية عصور أولالكيمياء، كتب كل بإعدام يأمرا أن وديوقلتيانوس ساويرس الإمبراطوران اضطر حتىومنها الموضوع، هذا في عمدتهم فكانت العرب أيدي إلى وصلت طائفة منها نجت ولكن

الكيمياء. في عندهم المستعملة اليونانية الألفاظ اقتبسوا

64

… بالترجمة وتطوره نشوئه في العربي الفكر تاريخ

اللاتينية، إلى حيان» بن «جابر عن مقالات عدة ترجمت الوسطى القرون خلال فيبلاد في أثر ذات كيماوية مدرسة تكوين في كبير أثر له وكان ،Geber «جيبر» ويدعونهنسب اللاتينية في كثيرة مقالات فكتبوا الصناعة بتلك العارفون كثر قليل وبعد الغرب،

الانتحال. ظاهرة أنها غير جابر، إلى أغلبهامسيو أن غير وجوهه، عديدة حوله من والقصص كثيرة، جابر عن الروايات أن علىونسب قريبة، آصرة ذا كان جابرا أن على تدل التاريخية الظواهر كل بأن يعتقد برتيلو

الهجري. التاريخ من الثاني القرن أوائل في حران إلى أدنى

١٩٢٤ برقين

65

حيان بن جابر

التاريخية ماهيته (1)

في العلم تاريخ يذكره من أشهر الله عبد بن حيان بن جابر موسى1 أبا أو الله عبد أبا لعلالنافع الأثر حيث ومن الشهرة، حيث من يقترن اسمه فإن العلماء، من العربي العصرالمؤلف «برتيلو» الأستاذ فيه قال ولقد والعمران، الحضارة رواد من العظماء بأسماءتاريخ في ينزل اسمه إن الوسطى»: القرون في الكيمياء «تاريخ كتاب وصاحب الفرنسويمن أول «برتيلو» عند جابرا فكأن المنطق، تاريخ في أرسطوطاليس اسم منزلة الكيمياء

الدنيا. تاريخ في باسمه تقترن علمية قواعد الكيمياء لعلم وضعبكتاب واشتهر Geber «جيبر» باسم اللاتيني العالم في حيان بن جابر عرف ولقدهذا بأن «هولميارد» البحاثة ويقول ،Summa perfectionis باسم اللاتينية في عرفكثيرا اللاتيني العالم في لجابر أن على «الخالص»، المسمى جابر كتاب عن مأخوذ الكتاببين وأعمها أشهرها الكتاب هذا أن غير «جيبر»، يعرفونه من إلى المنسوبة المؤلفات من«جيبر» باسم اللاتيني العالم في يعرف من وبين جابر بين الفرق أن على انتشارا، الناسولكن مختلفان، شخصان بأنهما القول إلى الأخيرة العصور في المؤلفين ببعض ذهب قدباسم اللاتيني العالم في المعروف بعينه هو حيان بن جابر أن أثبت قد «هولميارد» الأستاذعن اقتباسات أو تراجم هي الأخير الاسم إلى اللاتينية في المنسوبة الكتب كل وأن «جيبر»

نسبة. العربي أصلا، الفارسي العالم مؤلفات

الروايتان صحت وإذا موسى، أبو إنه يقولون: وآخرون الله عبد أبو اسمه إن المؤرخين: بعض يقول 1

موسى. والآخر الله، عبد أحدهما يدعى ولدان لجابر كان أنه على دلتا

العربي الفكر تاريخ

الخليفة بلاط في حيان بن جابر عاش الهجرة» من «الثاني الميلادي الثامن القرن فيكان أنه سيرته من والظاهر بالبرامكة، حسنة صلة على وكان بغداد، في الرشيد هارونشأنا الكيمياء علم على يعلقون كانوا البرامكة لأن المسلمين؛2 بخليفة منه بهم تعلقا أشدكتابه في جابر ذكر ولقد عميقا، درسا ويدرسونه العلم بذلك يشتغلون وكانوا كبيرا،ويقول العلم. هذا معضلات في وبينهم بينه وقعت التي المحاورات من كثيرا «الخواص»في الذائعة العلوم فروع في برز إنه الحكماء»:3 «تاريخ كتابه في جابر ترجمة في القفطيوطرق الطب بعلم الاشتغال من نصيب له كان أنه والظاهر الكيمياء، علم ولاسيما عهدهصناعة في بالعمل بالكيمياء العلم يقترن أن العهد ذلك في الشائع من كان لأنه العلاج؛

الطب.التأمل إلى تدعو التي الأسباب من بكثير حيان بن جابر اسم تحوط الأشياء هذه كل

خمسة: أشياء منها فالمحقق التاريخية ماهيته أما والنظر،الله».4 عبد «بن حيان بن جابر اسمه أن أولا:

ومنشأ. نسبة عربيا أصلا، فارسيا كان أنه ثانيا:والبرامكة. الرشيد عاصر أنه ثالثا:

الصادق. بجعفر ما صلة على كان أنه رابعا:الكيمياء. علم في العربية في ألف من أشهر أنه خامسا:

علمية. علاقة منها أكثر قومية عاطفة إلى راجعة الصلة هذه ولعل 2

فيها وله الكيمياء، صناعة في بارعا الطبيعية العلوم في متقدما كان الكوفي، الصوفي حيان بن «جابر 3

بعلم المعروف للعلم ومتقلدا الفلسفة علوم من كثير على مشرفا وكان مشهورة، ومصنفات كثيرة تآليفالمشاط بابن المعروف السرقسطي سعيد بن محمد وذكر الإسلام، أهل من المتصوفين مذهب وهو الباطن،نظير لا مسألة ألف يتضمن الإصطرلاب عمل في تأليفا حيان بن لجابر رأى أنه الأندلسي الإصطرلابي

مصر). طبع ص١١ الحكماء تاريخ (راجع له.»في المعروف غير الجد على الله» «عبد اسم صرف في المتبعة كالعادة معروف لغير تسمية الله عبد ولعل 4

ما. شخص نسبة

68

حيان بن جابر

ومولده حياته (2)

بالضبط يعرف ولا موسى، أبي بكنية يذكر وقد الكوفي،5 حيان بن جابر الله عبد أبو هوفي بطوس إما ولد أنه على يجمعون يكادون المؤرخين من الثقات كل ولكن ميلاده، مكانترجموا الذين أن على بالعراق، حران في وإما فارس، بلاد من الشرقي الشمال في خراسانرأسه،6 مسقط طوس أن يرجحون وتاريخه المشرق بعلوم المشتغلين من حياته عنصديقا وكان الكوفة،7 مدينة في حياته من شطرا قضى أنه على الثقات كل يجمع وكذلكينسبه وقد بغداد، بلاط في الزمان من ردحا عاش وأنه الرشيد،8 هارون وزراء للبرامكةغيره يذهب أو Wastenfeld واستنفلد المستشرق فعل كما طرطوس؛ إلى الباحثين بعضالمسمى المؤلف في d’Herbelot «دريبلو» المستشرق فعل كما حران، من صابئ أنه إلى

ص٣٦٠. Bibliotheque orienatale الشرقية» «المكتبةالإفرنج من جابر حياة عن ترجموا الذين بعض أقوال من عليه عثرت ما أغرب ومنالذي الوحيد الخطأ هو هذا وليس الأندلس،9 بلاد من إشبيلية إلى نسبه بعضهم أنعلماء «أشهر جابرا أن التراجم بعض في ذكر فقد جابر، ترجمة في الأوروبيون فيه وقعأنه تجد ثم نعت،11 كل عن مجرد «عربي» أنه آخر موضع وفي وفلاسفتهم»،10 العرب

الفهرست. كتاب في النديم ابن راجع 5

رأس مسقط بطوس ولد قد حيان بن جابر يكون أن الراجح «إن :Holmyard هولميارد الأستاذ يقول 6ص٤٢٠). ١٩٢٥ سنة شهر عدد Science progress مجلة (راجع المشهور الفارسي الشاعر الفردوسيفي الحفر أثناء في عليه، عثر قد الكيماوي حيان بن جابر معمل إن «يقال: هولميارد الأستاذ قال 7

١٩٢٥ سنة يناير عدد Science progress مجلة (راجع الزمان» من قرنين منذ بالكوفة منازل أنقاضص٤٢٠).

المعروفة. كتبه من كثيرا إليهم أهدى بأنه ذلك على يستدل 8أفلح بن وجابر حيان، بن جابر بين الاسم في تشابه إلى راجع الخطأ هذا في السبب أن كثيرا يرجح 9

الهجري». الخامس «القرن الميلادي عشر الحادي القرن في عاش الذي المعروف الفلكي الإشبيليأنه: ذكر حيث ١٦٧٨؛ سنة لندن في بالإنجليزية المطبوعة جابر لمؤلفات Russell روسل ترجمة راجع 10

.The most Famous Arab Prince & Philosopher١٥٤١م. سنة Nuremberg نورمبرج في جابر مؤلفات من المطبوعة النسخة راجع 11

69

العربي الفكر تاريخ

مخطوطة وفي العجم، ملك بأنه نعت المخطوطات من مخطوطة13 وفي العرب،12 ملكحتى الأوروبيين أن على يدل وهذا الهند،14 بملك يدعى ١٥٠٠م سنة قبل كتبت نادرةعلى قاصرا كان بشخصه علمهم كل وأن حيان، بن جابر شخصية يحققوا لم قريب عهدالمدرسة إلى انتسب فارسي، أنه حين في «عربي» أنه يعتقد كان غالبهم وأن «شرقي»، أنه

العربية. الكيماوية

عشر سبعة الرشيد هارون بثقة ممتعين ظلوا البرامكة أن المحققة التواريخ من يستدلبحياة نرجع أن نستطيع هذا فعلى ١٧٠–١٨٨ه، ميلادية ٨٠٣ إلى ٧٨٦ سنة من عاماالتي السنة وهي ٧٦٥م/١٤٨ه، سنة على سابق تاريخ إلى وشبابه فتوته عهد في جابرالميلادي الثامن القرن من الأخير الربع في يقع رجولته عهد وأن الصادق، جعفر فيها توفيفيقول الظنون» «كشف كتاب في خليفة حجي أما ٧٧٥–٨٠٠م/١٥٩–١٨٤ه، بين ما إلىالخطأ ظاهر القول هذا أن غير و٧٧٧م، ٧٧٦ سنتي بين ما أي ١٦٠ه؛ سنة توفي بأنهالوجود المحققة العلاقة تلك بالبرامكة، جابر علاقة وذكرنا السابقة الاعتبارات راعينا إذا

التاريخية. المراجع من بكثيرالعرب كيماويو عانى مما كثيرا الطلب» «نهاية كتابه في روى فقد الجلدقي15 أماأنه حيان بن جابر عن وذكر والمصاعب، الاضطهاد من العلم بهذا اشتغالهم أول لدىومكانته، لحرمته الجهلاء انتهاك من كثيرا قاسى أنه كما عديدة، مرارا الموت من خلصالصناعة أسرار ببعض الإفضاء إلى اضطر وأنه وفضله، علمه على يحسدونه كانوا وأنهموأن وجعفر، الفضل وابنيه البرمكي يحيى وإلى الرشيد هارون إلى — الكيمياء أي —أن وعرف البرامكة في الشكوك الرشيد ساورت ولما وثروتهم، غناهم في السبب هو ذلكآخرهم، عن وقتلهم وجاههم، بمالهم بذلك مستعينين العلويين إلى الخلافة نقل غرضهم

النسخة هذه تطبع أن الغريب ومن ١٨٤٢م، سنة Danzig دانزج في مؤلفاته من المطبوعة النسخة في 12

جاسوا قد كانوا الأوروبيين أن مع العرب ملك بأنه جابر فيها ويدعى عشر، التاسع القرن أواسط فيلجابر. ترجمة من كتاب منها يخلو لا المشهورة العربية التراجم كتب وكل الشرق، خلال

.Liber bracticus Gaberis de inveatigatione perfectai Majistrii بإكسفورد بودلي مكتبة في 13

١٤٧٣م. سنة طبع Liber qin Flos maturarum iocanr-1493 14

١٣٦٠م/٧٦٢ه. سنة توفي العرب كيماويي تاريخ على الاطلاع واسع مؤلف 15

70

حيان بن جابر

حتى مختبئا ظل حيث حياته16 على خوفا الكوفة إلى يهرب أن حيان بن جابر اضطررواية على المعروف أن الرواية هذه في يهمنا ما وكل احتجابه. بعد فظهر المأمون أيامرواية صحت إذا ولكن ١٦٠ه/٧٧٦-٧٧٧م، سنة توفي أنه خليفة وحجي النديم ابنلم المأمون لأن طويل؛ بزمان العهد هذا بعد عاش قد جابر يكون أن من بد فلا الجلدقيكبيرا مجالا توسع المتناقضة الروايات وهذه ١٩٨ه/٧١٣م، سنة إلا الخلافة عرش يرتق

والتأمل. للبحث

مؤلفاته (3)

بين كانت التي الأصلية كتبه قائمة أما وتأليفا، كتابة العلماء أكثر حيان بن جابر كانفي ذكرها التي القائمة أن تجد ولذلك فقدت، فقد الفهرست صاحب النديم ابن يدي

كاملا. يعتبر أن يصح كمرجع عليها يعتمد لا ناقصة الفهرستوكان ا، تام مرجعا واتخذها عليها فاعتمد الألماني Flugel «فلوجل» العلامة أمامن الملتفون وتلاميذه هو جابر حياة في بحثه اعتورت التي الأخطاء أكبر من ذلكعن أخذها التي الكتب لأسماء «برتيلو»18 ترجمة أما نحوه،17 البحث في الناحون حوله،يدرك أن يستطع لم أنه على دلالة ذلك وفي صحيح، غير فأكثرها النديم لابن الفهرستالنقلي. والخطأ التصحيف من فيها وقع ما يحقق لم وأنه ا، تام إدراكا الأسماء معنى

منسوبة أسماءها الألسن تناقلت التي جابر مؤلفات كل نذكر أن أردنا إذا أماأربعة إلى مقسمة المعروفة كتبه أشهر هنا نذكر ولكنا كبيرا فراغا يشغل ذلك فإن إليه،

أقسام:أو معروفة طبعات منها يوجد التي والكتب الفهرست صاحب ذكرها التي الكتب الأول:

محفوظة. مخطوطات

المؤرخين. بعض عند للكوفة نسبته في السبب هو هذا 16

جابر عن مقالاته في بإنجلترا الملكية الطبية الجمعية في العلمي القسم رئيس هولميارد الأستاذ راجع 17

حيان. بنجابر عن مقالاته في بإنجلترا الملكية الطبية الجمعية في العلمي القسم رئيس هولميارد الأستاذ راجع 18

حيان. بن

71

العربي الفكر تاريخ

أوروبا. في وعرفت الحديث العربي العالم في تعرف لم التي المشهورة كتبه الثاني:موجودة وإما فقط، بالاسم معروفة إما وهي الفهرست، في المذكورة الكتب الثالث:

بالفعل.عناوينها. إلا تعرف لم التي الكتب الرابع:

الكتب من «السموم» كتاب أن على جابر في كتاباتهم على وقفت من أكثر أجمع ولقدبعد. سنرى كما ذلك من الضد على الحقيقة ولكن اسمها، إلا منها يعرف ولم فقدت التي

التي والكتب الفهرست صاحب ذكرها التي الكتبمحفوظة مخطوطات أو معروفة طبعات منها يوجد

.١٨٩١ سنة الهند في بالزنكوغراف نقل الأول، الأس إسطقس كتاب (١)سنة١٨٩١. الهند في بالزنكوغراف نقل الثاني، الأس إسطقس كتاب (٢)

أن ويظهر ،١٨٩١ سنة الهند في بالزنكوغراف نقل الثالث، الأس إسطقس كتاب (٣)الإسطقس. بكتاب الفهرست صاحب عند المعروف هو الكتاب هذا من الثالث الجزء

يذكره ولم المتقدمة، الثلاثة الكتب إلى يضاف وهذا الإسطقس، تفسير كتاب (٤)الفهرست. صاحب

Bibliotheque الأهلية المكتبة من العربي بالقسم نسخة منه الأول، الواحد كتاب (٥)ذكره الذي الكتاب بعينه هو أنه وأرجح ٢٦٠٦ رقم المجموعة في بباريس Nationale

الكبير. الواحد كتاب باسم الفهرست صاحب٢٦٠٦ رقم بالمجموعة بباريس الأهلية بالمكتبة نسخة منه الثاني، الواحد كتاب (٦)

الصغير. الواحد كتاب باسم النديم ابن عند المعروف أنه ويرجحفي منه مقطوعات أخذت وقد الأركان، كتاب بعينه هو أنه يرجح الركن، كتاب (٧)رتبة كتاب بأن هوليمارد ويقول للمجريطي، الحاكم» «رتبة كتاب من السابع القسمالأركان كتاب باسم له كتابا نفسه جابر ذكر وقد المجريطي، إلى خطأ نسب الحاكمأحمد بن مسلمة القاسم أبو فهو المجريطي أما — الحجر» «نار كتابه في الأربعةالفلسفة درس ٩٦١–٩٧٦م الثاني الحكم حكم في مدريد مدينة في عاش الذي المجريطيكتب أنه ويظن الصفا، بإخوان صلة على وكان الشرق، في والكيمياء والفلك والرياضياتأكثر وقد الكيمياء، في المكتوب الفصل ذلك في بما المعروفة، رسائلهم من فصول بعض

الحاكم. رتبة كتاب في ذكرهم من

72

حيان بن جابر

.١٨٩١ سنة الهند في الزنكوغراف نقل البيان، كتاب (٨).١٨٩١ سنة الهند في الزنكوغراف نقل النور، كتاب (٩)

الزئبق كتاب باسم أحدهما كتابين الفرنسوي المؤلف برتيلو طبع الزئبق، كتاب (١٠)مجموعة العربي القسم في ليون مكتبة من ونقلهما الغربي، الزئبق باسم والآخر الشرقي،

.٢٦٠٦ رقم بالمجموعة بباريس الأهلية بالمكتبة نسختان ومنهما ،٤٤٠ رقم.٥ نمرة ٧٧٢٢ رقم بالمجموعة البريطاني بالمتحف نسخة منه الشعر، كتاب (١١)

وذكره ٢٦٠٦ رقم بالمجموعة بباريس الأهلية بالمكتبة نسخة منه التبويب، كتاب (١٢)البريطاني). بالمتحف ٨٢٢٩ رقم المجموعة (راجع الطغرائي،

مؤلفات ضمن العنوان بهذا محفوظة البريطاني المتحف في المكنونة، الدرة كتاب (١٣).٧٧٢٢ رقم بالمجموعة حيان بن جابر

مختصر أنه يرجح الفضة، وكتاب الذهب كتاب أي القمر؛ وكتاب الشمس كتاب (١٤)بالمكتبة نسخة ومنه الطلب، نهاية في الجلدقي ذكره وقد السبعة، الأحجار كتاب عن

.٢٦٠٦ رقم بالمجموعة بباريس الأهليةويرجح ٢٦٠٦ رقم بالمجموعة بباريس الأهلية بالمكتبة نسخة منه التراكيب، كتاب (١٥)

التراكيب. كتاب باسم الفهرست في ذكر الذي أنهالحيوان. حياة كتاب بعنوان جابر إلى نسبه كتابا الجلدقي يذكر الحيوان، كتاب (١٦)بالمتحف نسخة منه المحفوظة الأسرار» «سر كتاب أنه يرجح الأسرار، كتاب (١٧)عدة الطغرائي منه ذكر الذي هو وأنه ،«١٤ نمرة ٢٣٤١٨ رقم «بالمجموعة البريطانياللاتينية وفي ،(٨٢٢٩ رقم البريطاني المتحف مجموعة (راجع مواضع عدة في مقطوعاتوكايوس جوفنيل كلية في Secreta secretorim عنوانها جابر إلى تنسب مخطوطةCorpus Christi كرستي كوربس كلية وفي ١٨١ رقم Govnille & Caius college

.٩٩ رقم كمبردجمجموعة عن مأخوذا برتيللو طبعة الأحجار» «أرض كتاب لجابر الأرض، كتاب (١٨)

.٢٦٠٦ رقم بالمجموعة بباريس الأهلية بالمكتبة نسخة ومنه ،٤٤٠ رقم ليدن.٢٦٠٦ رقم بالمجموعة بباريس الأهلية بالمكتبة نسخة منه الثاني، التركيب كتاب (١٩)رقم وبالمجموعة ٤٠٤١ رقم البريطاني بالمتحف نسخة منه الخواص، كتاب (٢٠)

.٢٣٤١٩The book الإنجليزية من الكتاب هذا اسم هولميارد العلامة ترجم التذكير، كتاب (٢١)وليس المعروف، الإنتاج عنصر في بالبحث خاص إذن فهو of rendering masculin

73

العربي الفكر تاريخ

مذكورة العنوان بهذا مخطوطة البريطاني المتحف وفي الذهني، التذكير مجرد عن بمأخوذ.١٢ رقم ٧٧٢٢ بالمجموعة جابر مؤلفات ضمن

(راجع الكتاب هذا من صغيرة مقطوعات بعض الطغرائي ذكر الاستتمام، كتاب (٢٢)الطلب، نهاية كتابه في الجلدقي ذكره وكذلك ،(٨٢٢٩ رقم البريطاني المتحف محفوظاتLiber بعنوان: جابر إلى ومنسوب اللاتينية في المعروف الكتاب اسم يقابل الكتاب وهذا

.da investigatione perfectioniسنة١٨٩١. الهند في بالزنكوغراف نقل الأحجار، كتاب (٢٣)

الطلب. نهاية كتابه من الثامن الجزء في الجلدقي ذكره الروضة، كتاب (٢٤)الأحجار. منافع كتاب بعنوان ٤١٩٩ رقم مخطوطة برلين مكتبة في المنافع، كتاب (٢٥)

سنة١٨٩١. الهند في بالزنكوغراف نقل الإيضاح، كتاب (٢٦)مجموعة باشا راغب بمكتبة بالقسطنطينية نسخة منه أفلاطون، كتابمصححات (٢٧)

.٤ رقم ٩٦وذكره ،٢٦٠٦ بالمجموعة بباريس الأهلية بالمكتبة نسخة منه الضمير، كتاب (٢٨)

الإكسير. خواص في الضمير كتاب باسم الطلب نهاية من الثاني الجزء في الجلدقي،٤٤٠ بالمجموعة محفوظة بليدن نسخة عن مأخوذا برتيلو طبعة الموازين، كتاب (٢٩)Liber de ponderibis artis بعنوان: المعروف هو الكتاب هذا أن هولميارد مستر ويظنفي ص١٠٣ ١٦٥٤ رقم بباريس الكيماوية الجمعية مكتبة في نسخة منه المحفوظة

المكتبة. فهرست«كتب باسم كتابا ألف أنه ذكر قد جابرا أن الفهرست صاحب ذكر الملك، كتاب (٣٠)تحت جمعت كتب عدة من يتكون كان المذكور الكتاب أن على صح، إن يدل وهذا الملك»،٤٤٠ رقم بليدن نسخة عن الملك كتاب طبع برتيلو أن الزعم هذا يؤيد ومما واحد، عنوانالمكتبة في برتيلو طبع عما مختلفة أخرى نسخة توجد حين في العربية، المجموعة مننقلت الملك كتاب من نسخة عن مختلفتان النسختان وهاتان ،٢٦٠٥ رقم بباريس الأهليةاللاتينية إلى نقل الكتاب هذا أن هولميارد ويرجح ،١٨٩١ سنة الهند في بالزنكوغراف١٦٥٤ رقم بباريس الكيماوية الجمعية محفوظات (راجع Borelliusبوريليوس وذكره

.Rivista sicula بعنوان أيضا Carini كاريني وذكره ص١٠٣)البريطاني بالمتحف وأخرى ٧٠ رقم بودلي بمكتبة نسخة منه الرياض، كتاب (٣١)

.٥ رقم ٧٧٢٢ المجموعة

74

حيان بن جابر

الحديث العربي العالم في تعرف لم خطر ذات كتب

جابر مؤلفات الفهرست صاحب فيه ذكر الذي الجدول في قلمون، أبي كتاب (٣٢)الفرنسوية إلى الكتاب هذا اسم برتيلو ترجم وقد قلمون»، إلى «كتاب بعنوان كتابا يذكر

.Livre a Qalamoc (Plus-etre fait-il) lire le livre du Cameleon عنده فكان«فلوجل» البحاثة أما Chameleon وبالإنجليزية الحرباء معناها Caméleon وكلمةتقرأ وأنها النقل، في خطأ أو تصحيف الفهرست في قلمون» «إلى قراءة أن فيقرركلمة لأن شكا؛ يحتمل لا «فلوجل» قرره ما إن «هولميارد»: ويقول قلمون» «أبيحشرة وهي Jasper باسم الإنجليزية في المعروفة للحشرة اسم العربية في قلمون» «أبي

قلمون. وأبي والذباب والنون بالضب العداء في المثل ضرب وقد الذباب، تأكلأخطأ قد برتيلو إن هولميارد: ويقول الفهرست، في ذكر ح» و د «ب ال كتاب (٣٣)هذا، البدوح ما يفسر أن غير من al-Badouh البدوح كتاب قرأه إذ الاسم قراءة فيالأحرف هذه مجموع لأن ح»؛ و د «ب ال كتاب هي الصحيحة القراءة بأن ويقولعلى نرى نزال لا فإنا برتيلو، قراءة صحة أرجح أني غير ،٢٤٦٨ العددية القيمة يمثلكما ٢٤٦٨ الرقم لا الأصح وهو ،٨٦٤٢ الرقم وتحتها «بدوح» كلمة الخطابات بعضهولميارد قال كما يستعمل كان ولعله والإنجاز، السرعة يفيد طلسم وهو هولميارد، ذكرهذا من ساسي دي والعلامة الوضع، في تعسرن إذا الوالدات على تسهل طلسمية كتعويذة

الرأي.Liber باسم اللاتينية في المعروف بعينه وهو الفهرست، في ذكر المجردات، كتاب (٣٤)

بوريليوس. أيضا وذكره دوزي)، (راجع خطأ الرازي إلى ونسب denudatorum.Liber mutatorium باسم اللاتينية في المعروف وهو التصريف، كتاب (٣٥).Liber de xxx verbis باسم اللاتينية في معروف كلمة، الثلاثين كتاب (٣٦)

في عربية نسخة منه Liber xv باسم اللاتينية في معروف عشر، الخمسة كتاب (٣٧).٣٦٣ رقم بإكسفورد ترينتي جامعة مكتبة

العالم في المعروف الكتاب نفس أنه هولميارد يظن سقراط، مصححات كتاب (٣٨)رقم بودلي مكتبة في نسخة منه Ad landem Socratis dixit Geberis باسم: اللاتيني

.١٤١٦اللاتيني العالم في معروف وهو وصف، أتم ووصفه برتيلو ذكره السبعين، كتاب (٣٩)

.١٠٧٦٤ بالمجموعة البريطاني المتحف في Liber Lxx باسم

75

العربي الفكر تاريخ

Gerard of الكريموني» «جيرار وترجمه الفهرست في ذكر المجسطي، كتابشرح (٤٠)وأخرى ،٢٣٣ بالمجموعة بإكسفورد كرستي كوربس بجامعة مخطوطة منه Cermona

كمبردج. جامعة بمكتبة وثالثة بودلي، بمكتبةترجمة ومنه ،٧٧٢٢ بالمجموعة البريطاني بالمتحف نسخة منه الوصية، كتاب (٤١)و١٣٨»، ٩٢٥ «مجموعة بكمبردج ترينتي جامعة في Geberi testamentum لاتينية

طبعات. عدة الترجمة هذه طبعت وقدمن خليط بها فيراد الكيمياء في الملاغم أما الحاكم، رتبة في ذكر الملاغم، كتاب (٤٢)نصف أو كبيرة كتل أو بلورات هيئة على يكون معدن الملغمى المعادن وفي وزئبق، معدنوزئبق، فضة من مؤلف وهو صريرا، أحدث قطع أو قصم إذا فضيه، اللون أبيض سائلالقوام حبيبية اللون بيضاء كالحمص الحجم صغيرة حصىمعدنية فهو الذهب ملغم أماذهب ثلثها الاصفرار إلى ضاربة بيضاء موشورات هيئة على تكون وقد التفتت، سهلة

زئبق. وثلثاهاكتاب إن الكيمياء» «تاريخ كتابه في Hoefer «هوفر» يقول الخالص، كتاب (٤٣)Summa باسم اللاتيني العالم في المعروف الكتاب عنه أخذ الذي الأصل هو الخالص

ببرهان. هذا قوله يؤيد لم أنه غير ،perfectionis

فقط بالاسم معروفة أو موجودة إما وهي الفهرست، في المذكورة الكتب

الحكمة. صندوق كتاب (٤٤)الفعل. إلى القوة في ما إخراج كتاب (٤٥)

القاهرة. بمكتبة نسخة منه الحدود، كتاب (٤٦)المجموعة في البريطاني بالمتحف نسخة منه الأستار، وهتك الأسرار كشف كتاب (٤٧)إنجليزية بترجمة مصحوبا لوندرا في وطبعه القاهرة، بمكتبة وأخرى ٥٤ رقم ٧٧٢٢

.Luzae & Co «لوزاك» ونشره ،١٨٩٢ سنة R. Stule «ستيل» للأستاذالقاهرة. بمكتبة نسخة منها الكيمياء، في رسالة (٤٨)

القاهرة. بمكتبة نسخة من الفلسفية، والحكمة الإلهية الصنعة علم في كتاب (٤٩)٢٦٢٥ بالمجموع بباريس الأهلية بالمكتبة نسخة منه الذهب، إكسير خواص كتاب (٥٠)سنة Science progress بمجلة ونشر هولميارد العلامة الإنجليزية إلى وترجمه ،٦ رقم

ذكره. المار الخواص كتاب من رسالة أنه خطأ ذكر حيث ص٢٥٨، ١٩٢٢

76

حيان بن جابر

عربي. قسم ٤١٧٧ رقم برلين بمكتبة والمماثلة، المقابلة كتاب (٥١)قسم ٤٤٠ رقم ليدن بمكتبة مخطوطة نسخة عن برتيلو طبعه الرحمة، كتاب (٥٢)بن محمد الله عبد أبي تأليف من الكتاب هذا إن فيقول: هولميارد الأستاذ أما عربي،نفسه اسم ذكر مؤلفه أن هذا على ودليله جابر، عن المقطوعات من كثيرا فيه ذكر يحيى

الكتاب. من موضع من أكثر فيرقم بباريس الأهلية المكتبة في نسخة ومنه برتيلو طبعه الصغير، الرحمة كتاب (٥٣)

.١٨٩١ سنة الهند في بالزنكوغراف ونقل ،٢٦٠٥عربي. قسم ٤٤٠ رقم ليون مكتبة في نسخة عن برتيلو طبعة التجميع، كتاب (٥٤)

هذا ألف أنه جابر وذكر ،١٨٩١ سنة الهند في بالزنكوغراف نقل التجريد، كتاب (٥٥)الميزان. في كتبه سلسلة من حلقة يؤلف وأنه له، مؤلف ١١٢ بعد الكتاب

.٧٧٢٢ رقم البريطاني بالمتحف نسخة منه السهل، كتاب (٥٦).٧٧٢٢ رقم البريطاني بالمتحف نسخة منه الصافي، كتاب (٥٧)

الإحراق. كتاب (٥٨)التخليص. كتاب (٥٩)الإبدال. كتاب (٦٠)

الرياض. زهر كتاب (٦١)الجلدقي. ذكرها الأخيرة الأربعة الكتب هذه

بوريلوس وذكر ،١٣ رقم ٢٣٤١٨ بالمجموعة البريطاني المتحف في الأصول، كتاب (٦٢).Liber Radicum عنوان تحت اللاتينية إلى ترجم أنه

الطلب. نهاية من الثاني الجزء في الجلدقي ذكره النفوس، مهج كتاب (٦٣)الطلب. نهاية من الثاني الجزء في الجلدقي ذكره الرحمة، كتاب شرح كتاب (٦٤)

.٨٢٢٩ رقم نسخة البريطاني وبالمتحف الطغرائي، ذكره العفو، كتاب (٦٥)الطغرائي. ذكره الراحة، كتاب (٦٦)

الطغرائي. ذكره المكتوم، السر كتاب (٦٧)الطبعة في العنوان بهذا مؤلفا برتيلو ذكر وكذلك الطغرائي، ذكره العوالم، كتاب (٦٨)رقم بباريس الأهلية المكتبة في نسخة الكتاب هذا ومن الموازين، لكتاب أخرجها التي

.٢٦٠٦الذهب. كتاب (٦٩)

77

العربي الفكر تاريخ

الفضة. كتاب (٧٠)النحاس. كتاب (٧١)الحديد. كتاب (٧٢)الأسرب. كتاب (٧٣)

القالي. أو القصدير كتاب (٧٤).٢٦٠٦ رقم بباريس الأهلية بالمكتبة نسخ الستة الكتب هذه ومن

اللاتينية في ي سم معدن الصيني والخار الصيني، الخار أو الخارصيني كتاب (٧٥)على صرف اسم إنه دوزي: ويقول والحديد: الزنك من تركيب أنه ويرجح Katesim

.٢٦٠٦ رقم بباريس الأهلية بالمكتبة نسخة ومنه وحده، الزنكالإيجاز. كتاب (٧٦)الحروف. كتاب (٧٧)الكبير. كتاب (٧٨)

.٢٦٠٦ رقم بباريس الأهلية بالمكتبة نسخ الثلاثة الكتب هذه ومنبرتيلو وطبعه ،٢٦٠٦ رقم بباريس الأهلية بالمكتبة نسخة منه الحجر، نار كتاب (٧٩)

.٤٤٠ رقم ليون بمكتبة نسخة عن

عناوينها إلا تعرف لم كتب

الأربعة. كتاب (٨٠)التصعيد. كتاب (٨١)الأطيان. كتاب (٨٢)التنقية. كتاب (٨٣)

الطلب. نهاية في تعليق بلا الجلدقي ذكرها الأربعة الكتب وهذهالتنزيل. كتاب (٨٤)المنتهى. كتاب (٨٥)

الخواص. كتاب في نفسه جابر ذكرهماالغربي. الزئبق كتاب في جابر ذكره الخمسين، كتاب (٨٦)

الموازين. كتاب في جابر ذكره الأدلة، كتاب (٨٧)الصغير. الرحمة كتاب في جابر ذكره الكون، صفة كتاب (٨٨)

78

حيان بن جابر

الموازين. كتاب في جابر ذكره الحكماء، تدبير كتاب (٨٩)السموم. كتاب (٩٠)

إلا تعرف لم التي جابر كتب بين السموم كتاب ذكر إلى هنا اضطررت ولقدبعد. سيبين كما صحيح غير هذا أن حين في أوروبا في الشائع للرأي مجاراة عناوينها

السموم كتاب (4)

الطبية المادة وفي الكيمياء في السموم لأن السموم؛ كتاب حيان بن جابر مؤلفات أشهر منالباحثين أكثر أن الظاهر أن غير الطب، بعلم علاقة الأشياء أشد من Materia Medicaيعثروا لم ساسي وده وهولميارد روسكا الأستاذ مثل من فئة بينهم ومن المستشرقين، من٥٨ بالمجلد نشرت مقالة على المقتطف في عثرت أني غير السموم، كتاب من نسخة علىالبحث: لفائدة إتماما يأتي مما منه نجتزئ السموم كتاب عن شيء على و٤١ ص٤٠

بمصر التيمورية بالمكتبة نسخة منه السموم، اسمه كتاب حيان بن ولجابرجعفر تلميذ الصوفي حيان بن موسىجابر أبو هو الكتاب مؤلف إن فيها: يقالوإذا خراجية، وخمسمائة ثلاث سنة بشيراز نسخت النسخة هذه وأن الصادق،التي العربية الكتب أقدم إذا فهو حيان بن جابر إلى الكتاب هذا نسبة ثبتتفي خليفة حجي ذكره ما على للهجرة ١٦٠ سنة توفي جابرا لأن إلينا؛ وصلتجابرا أن أخرى رواية وفي ميلادية، ٧٧٦ سنة يطابق وذلك الظنون، كشفالأقوال تضاربت وقد للهجرة، ٨٥ سنة توفي وهذا يزيد بن لخالد تمليذا كانالثالث القرن في بحران وقيل الكوفة، في وقيل طوس، في فقيل رأسه، مسقط في

صابئا. كان وإنه الهجري،والصلاة الحمدلة من خلو ولكنها بالبسملة مبدوءة النسخة وهذهالنساخ. من زيادة البسملة ولعل صابئيا، كان أنه على يدل وهذا والتسليم.

فصول: ستة إلى مقسوم والكتابالقاتلة، والسموم المسهلة الأودية مع وحالها الأربع القوى أوضاع في الأول:

الحيوانات. أبدان منها المركبة والكيموسات الطبائع تغير وحالمن يسقى ما وكمية والرديء منها الجيد ومعرفة السموم أسماء في والثاني:

الأبدان. إلى إيصالها وأوجه يسقى، وكيف منها، واحد كل

79

العربي الفكر تاريخ

بعض تخص والتي الأبدان، سائر في الفعل العامة السموم ذكر في والثالث:الحيوانات أبدان من تخصبعضالأعضاء والتي بعض، دون الحيوان أبدان

بعض. دونالأبدان في عنها العارضة والحوادث المسقاة السموم علامات في والرابع:حيلة لا مما بالإياسي والحكم علاجه إلى والمبادرة بالإخلاص فيها والإنذار

فيه.عنها. الحادثة الحوادث وذكر المركبة السموم والخامس:

تكد لم أخذت فإذا أخذها، قبل السموم أخذ من الاحتراس في والسادس:منها. الاحتراس بعد من شربت إذا السموم في النافعة الأدوية وذكر تضر،الأولى فمثال وحجرية، ونباتية حيوانية أنواع: ثلاثة إلى السموم قسم وقدالبحري، والأرنب الإيل، وذنب السلحفاة، ولسان النمر، ومرارة الأفاعي، مرارةوقرون البيش، الثانية ومثال الكلب، والكلب والعقارب والذراريح والضفدعوالكسيرة، ماثل، والجوز والشيلم والشوكران، الأسود والبنج والأفيون، السنبلوالخربق والدفلى والبلاذر الشذاب وصمغ والكمأة، والقطر، قطونا، وبزروالزئبق الزنجار الثالثة ومثال والحلتيت، الثعلب وعنب واليبروج واللفاح

الذهب. وبرادة الحديد وبرادة والطلق والشب والزاج والنورة والزرنيخعليهم، اعتمد كأنه وأطبائهم اليونان فلاسفة ذكر من المؤلف أكثر وقدوجالينوس بقراط أطلق قد كقوله السموم فعل عن العلمي الكلام في سيما ولامن الحيوان أجسام في شيء لا أنه الطبية المهنة أصحاب وسائر وأندروماخس،

البدن. قاعدة وأنه الدم، من أكرم الأخلاط

الصادق جعفر على تلمذته (5)

جعفر السادس للإمام تلميذ أنه حيان بن جابر حياة عن كتبت التي التراجم أكثر في يقعالزماني التاريخ في وليس ٧٦٥م، إلى ٧٠٠ أو ٦٩٩ ١٤٧ه، إلى ٨١ أو ٨٠ الصادق19

طالب. أبي بن علي بن الحسين بن العابدين زين علي بن الباقر محمد بن الصادق جعفر الإمام 19

80

حيان بن جابر

١٩٥ه، إلى ١٢٣ أو ١١٢ سنتي بين ما عاش قد جابرا أن المرجح فإن ذلك، يناقض مابالكيمياء. اشتغل قد جعفرا أن في يقع الكبير الشك ولكن ٨١٠م،20 إلى ٧٤٠ أو ٧٣٠

21Ruska روسكا الأستاذ غبارها أثار مسألة في النظر لنحقق إلماما البحث هذا نتركالشيعة وأن والسنيون، الشيعيون عظيمين، قسمين إلى ينقسمون المسلمين بأن يقول فإنهأكثر وأنهم شتى، معتقدات فيه ولهم طالب، أبي بن علي ويقدسون الفرس، من غالبهمالصادق جعفر كان وإذ الآخرين، نظرائهم من الإسلامية الباطنية أي الصوفية؛ إلى نزعةمكانة ويحلونه كبيرا، احتراما الشيعيون يحترمه لذلك طالب، أبي بن علي بيت سليليبعد ولا فارسي، وهو جابر، يكون أن يرجح روسكا فالأستاذ ولهذا نفوسهم، من عاليةوصداقة، صلة بينهما كانت وأنه الصادق، بجعفر احتك قد صوفية22 نزعة ذا كان أنهجعفر وبين جابر بين كانت علاقة أن روسكا الأستاذ به يرجح الذي هو القول وهذا

الصادق.حيث آخر، رأي إلى هذا بعد يذهب بل الحد، هذا عند يقف لا روسكا الأستاذ أن غيربأن يقول أن أخرى جهة من ويريد الكيمياء، بعلم يشتغل لم جعفرا أن يثبت أن يحاوليؤلف ولم العلم، بذلك يشتغل لم وأنه فعلا، منتحلة جعفر إلى المنسوبة الكيمياء كتببه، الاستمساك على تحمله التي الأسباب من كثيرا موردا الرأي هذا في يمضي وهو فيه.تصوره يبعد مما بأنه يقول فهو ذكرها، التي الأسباب من واحدا سببا نورد أننا غيرودمشق، وبغداد الإسكندرية في وذاع انتشر قد كان وإن الكيمياء، بعلم الاشتغال أن

عددي — Chemistry & Indusitry — والصناعة الكيمياء مجلة في هولميارد الأستاذ تحقيق راجع 20

وهذا ١٨٠ه، سنة توفي جابرا أن الظنون كشف في خليفة حجي وذكر ،١٩٢٣ سنة أكتوبر و١٢ ٥سنة توفي وهذا يزيد، بن لخالد تلميذا كان أنه أخرى رواية في أنه على هولميارد، الأستاذ لتحقيق مناقضتحقيق وعلى قمرية، سنة ٧٥ جابر وفاة عن الظنون كشف ورواية خالد وفاة بين فالفرق ٨٥ه/٧٠٤م،عاما ٨٣ يعادل وهذا شمسيا، عاما ٧٠ أو الأكثر على عاما ٨٠ من أكثر جابر يعمر لم هولميارد الأستاذ

معا. والبحث للشك كبيرا مجالا يوسع وهذا قمريا، عاما ٧٢ أو الأكثر على.١٩٢٤ سنة لبرج هيد في مطبوع ثان جزء العرب كيماويو كتابه في Prof. Roska — روسكا للأستاذ 21

.Arabische alchimesten. Vol. II Heidelburg 1924الصوفي حيان بن جابر مؤلفه أن يذكر بمصر التيمورية المكتبة في المحفوظ المخطوط السموم كتاب في 22

الحكماء تاريخ (راجع الصوفي، حيان بن جابر بأنه القفطي وترجمه الصادق، جعفر تلميذ — كذا —مصر). طبع ص١١١ القفطي

81

العربي الفكر تاريخ

أركان أحد الصادق، جعفر يعيش كان حيث المدينة، إلى وصل قد يكون أن يحتمل قدبالزئبق الشيعية الدعوة عن اشتغل قد يكون وأن العظام، أئمتها من وإمام الشيعة،بعض، إلى بعضها المعادن تحويل طريقة حيان بن جابر أمثال بتعليم أو والفوسفور،غير، لا بالكيمياء يشتغل لم جعفرا بأن الاعتقاد حد عند يقف لا الرأي، هذا على واستناداتلميذا كان جابرا أن فيها ذكر والتي جابر إلى المنسوبة الكتب كل بأن معتقدا يمضي بللعصرهما. التالية العصور مختلقات من وأنها جابر، على مدخولة تعتبر أن يجب لجعفرمرجحات لا وترجيحات الشك مواضع من كثيرا روسكا الأستاذ مذهب في أن على

الآتية: للأسباب وذلك لها،لم بالمدينة حياته كل أمضى الصادق جعفرا أن بها الموثوق التواريخ في يستدل لم أولا:

يبرحها.علم لدراسة مركزا كانت المدينة أن يعرف لم أنه في روسكا الأستاذ قول أن ثانيا:درس قد جعفر الإمام يكون أن مطلقا تنافي لا صحته فإن صحيحا، كان إن الكيمياء

آخر. مكان في الكيمياءكانوا وأنهم أولا، الفارسيين أيدي بين إلا ويثمر ينتعش لم الكيمياء علم أن ثالثا:

به. الاشتغال على يعكفونالباطنية. أشعارهم في الكيماوية المصطلحات يدخلون كانوا ما غالبا الصوفيين أن رابعا:على كان وإذ الكبار، وأئمتها الشيعة عمد من كان إذ جعفرا بأن نقول ولهذا خامسا:كان بأنه الاعتقاد دون يحول ظاهر سبب من يوجد لا فلهذا فارس، بشيعيي اتصالتجريبي. عملي طريق من يكن لم إن الأقل، على نظري طريق من الكيمياء بعلم يشتغلقبلا، ذكر الذي السموم كتاب مقدمة من مرجح هو كما صوفيا كان جابرا أن سادسا:

الحكماء. تاريخ في له القفطي ترجمة ومنأن يبعد ولا له، شيخا منهم صوفي كل يتبع أن الصوفية الطريقة في العادة أن سابعا:منه سمع قد يكون أن يبعد ولا الصوفية، في جعفر على بالفعل تلمذ قد جابر يكون

الكيمياء. في شيئامشتغلا كان جعفرا أن يثبت لم ولو حتى تدل، لا والاحتمالات الحقائق هذه كليكن لم جعفرا أن يثبت لم أنه كما وجابر، جعفر بين الصلة حبل انبتات على بالكيمياء،

وأغراضها. الكيمياء بمبادئ عارفا

82

حيان بن جابر

رأي يكون أن يحتمل وقد نواحيه، مشعبة وجوهه عديدة ذلك في القول أن علىتنقصه. البراهين أن غير الواقع، هو يكون وقد صحيحا، روسكا الأستاذ

التاريخ في منزلته (6)

أكان وسواء التاريخ، في الخالدة الأسماء من حيان بن جابر اسم أن في شك من ليسته، برم الشرق مفاخر من فإنه كوفيا، أم خراسانيا صابئا، أم مسلما فارسيا، أم عربياينحون الذين بعض ننبه أن الخاتمة هذه في نود لهذا كلها، الإنسانية مفاخر من بلوالإقساط النصفة أن على وعلومهم، مدنيتهم في العرب ننتقص أن نريد إننا بقولهم عليناأسباب بتوافر إلا أسبابهما تتوافر لن التاريخ، مباحث في النظر لدى سيما لا القول، فيإخوانه أرسطوطاليس سأل كما متسائلين البحث هذا نختتم ولهذا الرأي، في الاستقلال

بالمحبة؟»23 أولى فأيهما والحق، أفلاطون اختلف «إذا التلمذة: في

المقتطف. من ١٩٢٦ سنة ويونيه مايو بعددي نشرت 23

83

العلمي الفكر أسلوب

قرن نصف خلال مصر في وتطوره نشوؤه

السبل واختلاف الفن، نزعات وتغير أدبية، أم علمية أكانت سواء الفكر، أساليب نشوءمنازع كلها الانفعالات، أجلها من تثور أو العواطف فيها تتمشى أو الآمال تنتحيها التيالتي الاجتماعية الظواهر وراء تختفي كامنة، حياة للأمم أن على دلالتها شيء على تدل لاالفكر لأساليب بأن مؤمنين هذا بحثنا في مضينا إن أننا على نا، حس تحت آثارها تقعالصدور في تجيش التي للآمال وأن وتتحول، تتغير مناهج النفس لنزعات وأن نشوءا،تثبت ولا تتبدل ومنازع خاصة، مناح المشاعر بها تمتلئ التي والانفعالات والعواطفمن إليها وما الفكرية للأساليب بأن الاقتناع كل مقتنعين ذلك في نمضي فإنما حال، علىجهد خاضع وتطورها نشوءها وأن الأفراد، كحياة ينقضي أجل الكامنة، الحياة مظاهرأو شيئا، السنين تلك حقيقة من نعرف أن الصعب من كان وإن الحياة، لسنن الخضوع

أمرا. خوافيها من نستبينتجيش التي المبهمة الغامضة «الآمال تلك مجموع من الأمم في الكامنة الحياة تتكونعن التعبير أو شهوتنا إقناع عن عاجزون وهم آدم، أبناء من المؤلفة الآلاف صدور فييهتم أو أحد يعرفها أن غير من الحياة عالم في تمر التي والهزائم والسقطات حقيقتها،والتتابع التواصل من سلسلة في ممتدة الناس صدور في تعيش التي والرغبات إنسان، بهابها يتشبث التي والمحاولات حياتهم، صور من ما صورة في تتشكل أو متناهية، غيربها تبعث أو عليهم، الطمع يمليها التي العملية المشكلات حل إلى الوصول ابتغاء الناس

العربي الفكر تاريخ

في طمعا سدى، العلم محبو ينفقها التي الطويلة الساعات وتلك النفوس، في الحاجةالتي هي الحياة أستار وراء المخبوءة المجهودات هذه جماع الطبيعة، أسرار على الوقوفإلا الحياة سطح على ظاهرا منه يطفو ولا الأمة»، «فكر نسميه الذي الهيكل ذلك تكون

المادية.»1 المنتجات أو الفن أو العلم أو الأدب من صورة في بارز ضئيل جزءتصوراتهم أعماق وفي وعواطفهم، وانفعالاتهم وآمالهم الناس مشاعر ففي وإذنالقصية الأغوار تلك في لتفتش «ديوجنيس»؛2 بمصباح مسترشدا تتغلغل أن عليك يجبالحياة أسرار من شيء عن تعبر أو الفكر أساليب في تتكلم أن أردت إذا ضالتك، عنصميم في التغلغل من تبلغ أن عن عاجز محالة لا أنك على الأمم، تضاعيف في الكامنةتحرك التي الأسباب إلى عندها تبلغ أو العلمية، الحقيقة فيها تلمس نهاية إلى الأغوار تلك

ما. طريقا الحياة في تتبع أن على وتقسرها الجماعاتتقصي في سفرنا منها نبدأ ابتداء نقطة على الوقوع أن ا حق علما نعلم هنا منالأمم حياة في وراءه بحثنا نحن إن مناله، بعيد أمر الفكر أساليب من تغير التي الأسبابابتداء نقطة منها لنتخذ الملموسة الحياة ظواهر إلى نرجع أن علينا يجب لهذا الكامنة،التي الظاهرة الأسباب ندرس وأن الفكر، فيه يتمشى الذي المتجه عن شيئا بها نتقصىأو مذهب أو لفكرة الاستنامة أو غيرها، دون سبيل اتباع إلى البشرية بالجموع حدتتلك وراء المستترة الحقيقية الأسباب معرفة مستطاعنا في أن يوما نتصور أن دون مبدأ

الظواهر.كل امتصت عظيمة وحوادث فاصلة، حركات بقيام التاريخ عصور بعض خصتلتجد إنك حتى والتخيلية، العقلية العناصر كل فيها واندمجت النشيطة، العاملة القوىما عصر في المنبعثة القوى كل لتخضع إما بأمرها مستبدة مضت قد الحركات تلك أنجرفت وقد تلفيها أن وإما بذاتها، فكرة تثبيت أو معين، غرض إبراز سبيل في للعملالصور مختلف من فيه ما بكل يوجه والجلاد، التنازع من جو إلى شيء كل أمامهاوالأمثال والعناصر، الفكر قوة حوله من تلتف الذي الرئيسي الحادث تزكية إلى والقوى

الطبعة من و١٦ ص١٥ عشر التاسع القرن في الأوربي الفكر نزعة مقاله في مرتز الأستاذ راجع 1

العربية.عن سئل فإذا منار، مصباح يده وفي النهار، وضح في يمشي كان الكلبية المدرسة من يوناني فيلسوف 2

إنسان. عن أفتش أجاب: ذلك

86

العلمي الفكر أسلوب

اليهودية، تاريخ أخبارها يقص التي الطويلة القرون تلك منها كثيرة التاريخ يرويها التيالمدنية عن فيه تقشعت الذي والزمان النصرانية، الكنيسة فيها أينعت الأولى والعصور

الفرنسوية.3 الثورة وعهد البروتستانتي، الإصلاح وزمان اللاهوت، سلطةابتداء نقطة وراء باحثا نفسك تعنت أن البحث يعوزك لا العصور هذه مثل فيالزمان من أخرى قرون على تمر أنك حين في أساسا، لبحثك وتتخذها عليها، ترتكزبقوة يجذبون أشخاص أو الفكر حوله من يلتئم حادث من فيها تجد فلا سراعا، مراحول الناس عقول عواطفهم، تأجج أو انفعالاتهم، قوة أو مشاعرهم، ثورة أو عقولهم،نقطة تجد أن عن تعجز قد عليها، ترتكز ارتكاز نقطة منه تتخذ مبدأ أو مذهب أو فكرة

التاريخ. عصور من برمته عصر في عليها ترتكز ارتكازأمة تاريخ في بأمنيتك تفوز وقد أمة، تاريخ في ذلك على تقع أن عن تعجز وقدمنذ بل قرن، نصف منذ القريب تاريخها في لا الحديث، مصر تاريخ في تقع فهل أخرى،من التأم حادث على اليوم، إلى مصر أرض نابليون غزا أن منذ الزمان، من ونيف قرن

الأدبية؟ أو العلمية الفكرة أساليب من يغير لأن يكفي التئاما الفكر حولهالجيش أقدام وطئت فقد الفكر، أساليب تغير في بين أثر من نابليون فتح يترك لمأعمق في بل الزمان، كهف من فجوة في مصر وأهل وتركتها، مصر أرض الفرنسوي

مشاعر. لهم اهتزت ولا انفعال، فيهم انفجر ولا شاعرية، فيهم تحركت ما فجواته،أكبر ذاك إذ كانوا الأزهر، علماء أكبر فإن دليل، من النظرية هذه لإثبات يعوزنا لا

قلب. لهم نبض ولا عرق فيهم يهتز ولم مطامعه، تحقيق على لنابليون عونالأوصال مفكك ذاك إذ كان الكامن الفكر أو الكامنة الحياة أن هذا كل في السبببقوة فينوء بذاته مبدأ أو معينة فكرة حول يلتئم فلم الأثر، ضعيف العناصر، مشتتالطبيعة. له تخطها التي السبيل في الانصراف عن تصده التي العقبة تلك على التئامه

فيها يقال قد ارتكاز نقطة الكبير علي محمد عصر من نتخذ أن نستطيع لا كذلكغايات نحو سوقا المصرية الجماعات سيقت مصر، في الفكر أسلوب تغير في السبب أنهامن الغايات تلك وراء ينتظرها بما تشعر ولم سبيلها، في مسوقة أنها يوما تعرف لمالجيش غزوات في لا واضحا، جليا هذا تجد زعمائها، رءوس في تجول كانت التي المقاصدالمتعلمين نوابغ من أخرج ما كثرة على العهد ذلك فإن والمعرفة، العلم ميدان في بل وحده،

مرتز. عن 3

87

العربي الفكر تاريخ

مما شيئا يجمع أن استطاع واحد يخرج لم أوروبا، إلى الكبير المصلح أوفدهم الذينما. غاية حول المصري المجتمع في الكامن الفكر قوة من السابقة الحكومات مظالم بددتهإلى ورجعنا عشر، التاسع القرن أواخر في مصر انتابت التي الحوادث تركنا فإذاكوامن من يحرك أن استطاع واحد مصري على العهد ذلك طول في نقع لم الأشخاصمن خرج واحد رجل على نقع ولكنا ما، مبدأ أو مذهب حول شتاتها ويجمع الفكر،على فيه نقع أن طبيعته تبينا ما إذا نستطيع دورا مصر مسرح على ليلعب آسيا جوفذلك أحدث ما بأن قانعين البحث ذلك في نمضي لا أننا على عليها، نرتكز ارتكاز نقطةقائما يزال لا الذي القديم، تمثيل في نزعته طبيعة بل ارتكازنا، نقطة هو أثر من الزعيمنقطة منها نتخذ أن نستطيع التي هي العادة، وحكم التقليد قوة من أوتي ما بكل بيننانقول أن لنا جاز إن مصر، في العلمي الفكر أساليب تغير في ناحيتها من ننظر ابتداء

تبدل. أو تغير أسلوبا له وأن علميا، فكرا مصر في بأنزعماء من غيره على يمتاز لا وهو الزعيم، ذلك هو الأفغاني الدين جمال السيدوالدعوة السياسي، للتأثير سبيلا الدين قوة من يتخذ أن أراد بأنه إلا بشيء المتدينينالنفوذ لمقاومة العدة وإعداد الإسلامية، الشعوب استقلال فكرة حول القائمة السياسية

الإسلامي. الشرق في الأوروبيعليها عكف التي العتيقة العلمية الأساليب منتحيا الأفغاني الدين جمال السيد تعلمالعصور من لعصر مكبرة أو مصغرة صورة بذلك فهو الوسطى، القرون منذ العرببالهياكل عصره في الأشياء أشبه السياسية بنزعته وهو الإنساني، الفكر تاريخ في البائدةمن إيغالا العصور أبعد إلى بتاريخها رجعت وإن بجثمانها بيننا تعيش التي الحفريةالسيد مثلها التي العلمية العرب نزعات إلى إلماما بأنظارنا نرجع لهذا الزمان، أحشاء

والاستنتاج. المقارنة إلى سبيلا ذلك من لنتخذ عشر، التاسع القرن في الأفغانيالفكري الرقي من وقف وفلسفتهم، علومهم في بحق العرب وريث الأفغاني والسيدلسانه به تحرك أو يراعته دبجت ما كل في فكان الغيبي، النظر عند ووقف وقفوا، حيثوما الأبحاث، مختلف من كتبهم خلال تناثر ولما آبائه، مباحث من اختلط لما حيا مثالاالذي الغيبي النظر وحد تآليفهم، به اتصفت الذي الوضع متنافر من مجلداتهم تضمنتليخرج بالفن العلم فيها اختلط كتب من أبرزوا ما أمثال بإبراز جدير العرب عنده انتهىفي وانحلال تهوش من الإنساني الفكر بلغ ما على عنوان هي فلسفة، مجموعها من

الوسطى. القرون

88

العلمي الفكر أسلوب

الكون عالم في البشري العقل إليه وصل استكشاف أعظم الثقل جاذبية ناموس كان إذا«أوغست الكبير الفيلسوف عنه كشف الذي الثلاث» «الدرجات قانون فإن والفساد،متابعتنا وأن الإنسانية، الطبيعة في البشري العقل إليه وصل استكشاف لأكبر كونت»بإيجاز فيه الكلام نتابع لذلك أبحاثنا، حولها تدور التي النواة لهي القانون هذا لشرح

البحث. لفائدة إتماماوجود على يدلنا الأزمان، كل وخلال ناحياته، كل من الإنساني الإدراك درس إنوالتجاريب الاجتماعي، النظام حقائق من نستبينه العقل، له يخضع ضروري قانونبد لا معرفتنا، فروع من فرع وكل ومدركاتنا، الأولية فكراتنا كل فإن الثابتة، التاريخيةالتخيلية، التصورية أو اللاهوتية الأولى مختلفة، حالات بثلاث التوالي على يمر أن منهو هذا الواقعة، أو الإثباتية اليقينية والثالثة المجردة، أو الغيبية الميتافيزيقية والثانيةفيه الإنساني العقل بأن القانون هذا في القول نحصر أن ويمكننا الثلاث. الدرجات قانونكل في وطبيعته الأشياء، حقائق من للتأمل مختلفة طرق ثلاث ينتحي لأن كفاءة بطبيعتهتتضاد أنها قلنا إذا نبالغ لا إننا بل الاختلاف، تمام الأخرى عن تختلف الطرق تلك منللتفكير أساليب ثلاثة بالأحرى أو الفلسفة من ضروب ثلاثة ينتج هنا من التضاد، تماميبدأ ضرورية فخطوة الأول الأسلوب أما الأخرى، تتافي منها كل الظواهر حقيقة اكتناء فيفيمثل الثالث الأسلوب وأما مصادرها، عن البحث أو الحقائق تفهم سبيل في العقل بهاإلا الثاني الأسلوب وليس الملموسة، البارزة الحقائق على ارتكازه حالات آخر في العقل

الأسلوبين. بين تتوسط انتقالية خطوةالأسباب وفي وحقائقها، الأشياء طبيعة في يبحث فإنه اللاهوتية الدرجة في العقل أماتحت تقع التي الأشياء كل من والقصد والماهية الأصل في يبحث الكاملة، والعلل الأولىالظواهر كل بأن يسلم أو يفرض وهنالك المطلقة»، «المعرفة في يبحث الجملة وعلى الحس،

المرئية. الطبيعة وراء تختفي كائنات عن الصادر المباشر الفعل إلى ترجع الطبيعيةصورة إلا ليست وهي الغيبية، الميتافيزيقية الحالة في أي الثانية؛ الدرجة في أماالطبيعة، على السائدة الكائنات فرض يستبدل العقل فإن الأولى، الدرجة عن معدلةإحداث مستطاعها في نظره، في الوجود محققة شخصيات أو مجردة قوات بفرضمنها كل نسبة إلا الظواهر تفسير من الدرجة هذه في يعني ما وليس الظواهر، مختلف

الأول. مصدره إلىطريقة اطرح قد يكون العقل فإن اليقينية، الدرجة وهي الأخيرة، الدرجة في أماالأخيرة والعلل ومنقلبه، الكوني الوجود وأصل المجردة، الأسباب وراء العقيم البحث

89

العربي الفكر تاريخ

هنالك تحكمها، التي السنن معرفة سبيل في بجهوده وألقى الظواهر، إليها تعود التيحقائق تفسير في الحال هذه في تكلمنا فإذا المعرفة، أساس ليكونا والمشاهدة العقل يتحدالحقائق من مجموعة وبين الظواهر، من ظاهرة بين صلة إيجاد عن نخرج فلا الكون،

اليقيني. العلم تقدم بحسب تدرجا عددها يقل التي العامة

أو أدب أو علم من الفكر، صور من العرب أبرز ما في التحليل هذا بعد نظرت فإذاعصر في يبرز بأن جدير هو ما والتشعب التخلخل آثار من فيها أن وجدت فن، أو فلسفةذاعت والنقد، التحليل طريقة إلى يعدها لم الغيبي الشك طريقة على الفكر فيه عكفعن حران ووثنيي واليهود النساطرة من وجلهم المترجمون، نقلها فلسفية مذاهب بينهممدرسة لهم فليس ابتكارها، إليهم ينسب فلسفية مدارس عندهم تجد لا ولكنك اليونانية،تصبح لم الأخص على رشد ابن إن بل مثلا، سينا ابن أو رشد ابن أو الفارابي إلى تعزىبذكره وتشيد أرسطوطاليس، تفسير في إليه ذهب الذي الفلسفي مذهبه تعتنق مدرسة لهالوسطى، القرون في أوروبا جامعات إلى كتبه انتقلت أن بعد إلا حياضه، عن وتذودبدء عند أوروبا في فلسفية مدرسة وانقلب العرب، عند فرديا رأيا ظل الفلسفي فالمذهبجلي فرق ذلك اليقيني، الأسلوب على عكوفها بدء عند فقل شئت إن بل العلمية، نهضتها

اليقينية. والدرجة الغيبية الدرجة الإنساني، العقل بهما يمر معينتين درجتين بينمدارس المعتزلين أو للأشاعرة أو نيين للس إن يقولون: إذ الناس بعض يخطئ وقدوببعض بالفلسفة استعانت لاهوتية مذاهب مجراها يجري وما هذه جماع فإن فلسفية،عليه غلب من أفرادها من يكون أن يصح وقد أفكارها، بث على بعض دون ضروبهامن إليه يدعو ما جهة من مجددا نعتبره قد مثلا عطاء بين فواصل الفلسفي، النظر

والديني. والفلسفي العلمي النظر في العقل إليه يرشد ما واتباع الرأي حريةإلى ونشأتها أصلها في ترجع بحق، مدرسة تدعى أن صح إن المعتزلين، مدرسة ولكنالباطنيون وكذلك الصرفة، الفلسفة إلى رجوعها من أكثر بالفلسفة، المشوب الديني النظرأخذوا الذين يقول كان كما الوجود، بوحدة يقولون فلاسفة إنهم نقول: فقد «المتصوفة»ولكن الإسكندرية، مدرسة في الجديدة الأفلاطونية أصحاب وأساتذتهم الفرس من عنهمفي الفلسفية الفكرة تطور في أثر لها وكان رأيها ذاع إليه تنسب مدرسة لأحدهم يكن لم

العصور. من عصر خلال المجرداتقليلة، لوجدتها العرب عند الصرفة العلمية المؤلفات في أخرى نظرة نظرت لو وأنتبطابع وسمت مؤلفات وهي النبات، وخصائص والكيمياء الطب في منها بعضا إلا اللهم

90

العلمي الفكر أسلوب

كانت التي المعرفة فروع في مؤلفاتهم به وسمت الذي الطابع عن كثيرا يختلف تراه لاإن المؤلف أن تجد الحيوان، أو النبات في كتبوا فيما نظرت إذ كذلك عهدهم، في ذائعةفي الكلام فمن الوصف، حد يتخط لم والأدب، التاريخ من فروع بين الخلط من تحرريوسعوا أن أرادوا مؤلفين بعض وهنالك العلاج، في نفعه إلى الحيوان أو النبات صفاتونفعها الطلسمات أو السحرية النباتات خصائص في الكلام فتناولوا تآليفهم دائرة منفوضعوا والفن الفلسفة بين مزجوا قد آخر حين في تراهم بل الغيب، وتفسير التمائم فيقوله: لدى فيثاغورس عن إليهم نقلت كلمة على الغالب في اعتمادا الفلسفة في الموسيقى

موسيقى.» العالم عدد، «العالمحد عند وقفت عقلية العرب، عن الأفغاني السيد ورثها التي هي بذاتها العقلية هذهالأسلوب إلى بها يسلم أن الممكن من كان سبيل كل وتنكبت ه، تتعد لم الغيبي الأسلوبالفكر قوى من تبدد ما يجمع الأفغاني السيد أن الهين السهل من كان ولقد اليقيني،في جديد مبدأ حول الفكر قوة يجمع وأن عليه، المتعذر من كان كما الأسلوب، ذلك حولمدى أبعد غاية نحو بقوتها لتدفع المبددة المجتمع شعب حوله من تلتئم الفلسفة أو العلمالأفغاني السيد استجمع ما إن : بحق ونقول نقول، لهذا آبائهم. أفكار إليه انتهت مماالحية النواة تلك على بجماعه ناء قد الغيبي الأسلوب على القائم القديم الفكر عناصر منعاقت ولكن محوها، على تقو فلم الأمة أفكار في اليقيني الأسلوب حول تتجمع كانت التي

الصحيحة. الحرية سبيل في الانبعاث عن تعوقها تزال ولا خطاهاسلبي أثر الشرق في فقل شئت وإن مصر، في الفكر حياة في الأفغاني السيد فأثربأسلوب صدمتها قوة الجماعات تلقت رجعية كأداة إلا الفكر تاريخ في يذكر لا صرف،سبيل لتتبع الغيب، سبيل بهما تتنكت الإثباتية، والنزعة اليقيني الأسلوب هو حديث،

الشهادة.تهدم ولكنها ومعاولها، بفئوسها قائمة تزال لا الرجعي الأسلوب ذلك قوة أن علىالنهاية في لتنهار قدماها، عليه ترتكز الذي الجذع بمعولها وتقطع قدمها، تحت ماغالبا بل الغيبي، النظر سبيل تتبع ظهرانينا بين القائمة القديمة فالمدرسة بددا، وتذهبعلى تبني أخذت الجديدة المدرسة أن حين في ذلك اللاهوتي، النظر إلى سعيا ترجع ماظاهرة لأعيننا تنجلي بوادرها قليل عما نرى سوف كبرى، نهضة أساس اليقيني النظر

الكثيفة. الغيب حجب وراء من

91

العربي الفكر تاريخ

ونتائجها، الأشياء مقدمات في طويلا النظر إنعام على يقوون لا الذين من سمعنا طالمابنهضة البدء حد تعدت قد ١٩١٩ ثورة وأن حديثة، فكرية نهضة بدء العربية الثورة أنالعلم عالم في بل وحده، السياسة ميدان في لا الأفكار، في عظيم تطور خاتمة لتكونالمغامر هذه في بأنفسهم يسوقون الذين مع بأنفسنا نسوق لا أننا على الاقتصاد، وميدانشاعرين غير تبتلعنا التي اللينة رمالها في أقدامنا بنا تغوص أن حذر المتعسرة، الوعرةوأهدى طريقا، لأقوم خشونتها على الحقائق مواجهة فإن ملمسها، ونعومة بليونتهاكثورة الثورة هذه أن لنا تثبت لأن كافية العرابية الثورة في واحدة نظرة إن سبيلا.بآثار الحياة ظاهر إلا تتناول لم وأنها شيئا، الأمة في الكامنة الحياة من تمس لم ،١٩١٩يكفي البحر، شاطئ على الرمال فوق الصبية يد تخطها التي الآثار كتلك الزوال، سريعة

موجاته. من واحد موجة مد بآثارها للذهابأغوار في الكامنة الحياة عليها ترتكز التي القواعد تلك من شيئا الثورتان تتناول لمالجيش، ضباط بين المساواة نحو العرابية الثورة في الفكرة اتجاه فإن الجماعات، عقليةتكفيان لظاهرتان سابقة، ولا فجأة الأخيرة الثورة في والهياج التحطيم لهيب واندلاع

إليه. نذهب ما لإثبات وحدهماوهولباخ لامتر وأصحابه، ديدرو الإنسيكلوبيذيين، دعاية على الفرنسوية الثورة قامتمجهود على بل الوضاحة، فولتير آداب وعلى الاجتماعي، روسو عقد وعلى وهلفتيوس،بتلك ديكارت عهد منذ المنتقاة الأمة طبقات في الكامن الفكر تعهدوا العظماء من سلسلةالأفراد نفس في الخفية الحياة أغوار من غور أبعد إلى أثرها يذهب التي الثابتة الفكراتأي ١٨٧٩؛ سنة إلى ١٥٩٦ بين ما الفترة في تتكون الثورة عناصر فأخذت والجماعات،يصيحون: باريس أهل فيه خرج الذي اليوم إلى الحياة هذه نسيم ديكارت تنفس أن منذ

السلاح. إلى السلاح، إلىعلى الجامعات فيها دأبت الزمان من قرنين في الفرنسوية الثورة عناصر استجمعتالمثل، أرقى الجماهير أعطوا الرجال من فحول بها وقام والفلسفية، العلمية المذاهب بث

المثلات. بأقسى تعهدوه مستبدون الفرد، لحكم المستنيم الشعب رقاب في تتحكم كماالمتعلمين، عدد إلى بناظر صحيحا، تاريخا تضع أن أردت إن ذلك، كل في أنت ومافرنسا في المتعلمين عدد على يربى عدد المتعلمين من اليوم مصر في يكون أن الجائز فمن«الماغنا وثيقة الشعب زعماء انتزع عندما إنجلترا في عددهم على أو بثورتها، قامت عندمافي انظر كم»، مسألة لا «كيف مسألة هنا المسألة فإن المستبد، الطاغية يد من كارتا»

92

العلمي الفكر أسلوب

من حركة أية عليها قامت التي القواعد في انظر ثم فرنسا، ثورة عليها قامت التي القواعدنهضة أساسها حركة بين جليا، الفرق تستبين هنالك فإنك مصر، في العنيفة الحركاتتتفقان قد الحركتين أن على شيء، لا على قائمة حركة وبين عناصرها، تكون فكرية أدبيةلا كلتيهما تخلفها التي الآثار بين هنا نقيس ولكننا المبدأ، وسمو القصد نبالة حيث من

عليهما. الباعثة الأسباب بين

من يلتئم حادث على الحديث المصري التاريخ جنبات في نفتش الآن حتى مضينا لقدالفكر أساليب تغير في سببا ذاته في ويكون منها، نبدأ ابتداء نقطة لنتخذه الفكر حوله

الآن. حتى إليه صبونا فيما أخفقنا أننا في ريبة ولا مصر، فيأدبية نهضة آثار على وقعت الحديث مصر تاريخ في وجهك وليت أينما أنك علىالذكاء قوة بين المكافأة سبيل في جادة وسعت البحث، في الحديثة الروح تشربت علميةشبت فهل الحديث، العصر حاجات وبين والاجتماعية، الفردية الشعب حياة في الكامنةمن ودعامة المشترك، الجهد من أساس لها كان أم كالطفيليات؟ بذر بلا النهضة هذه

الأفراد؟ جهودالأولى العقود ثمانية في الفكر في حوله من يلتئم حادث على نقع أن عن عجزنا إنسنة في المصرية الثورة أن في معتقدنا لذلك وأضفنا مصر، في عشر التاسع القرن منالحقيقي السبب وراء البحث إلى نسعى أن لزمنا الأمة حياة ظاهر إلا تمس لم ١٩١٩لا كنا وإن الكتاب بعض يقول كما والأدب»، العلم «نهضة ندعوه ما عليه قام الذي

تجاوزا. إلا الاستعمال هذا صلاحية على نجاريهمعصر على نقع فإنا والأدبية، العلمية والمجلات الصحف نهضة إلى رجعنا إذا أماوأوائل عشر، الثامن القرن أواخر في الأدبية إنجلترا نهضة فيه بدأت الذي بالعصر شبيهفي نمضي أن نستطيع لا أننا على كثيرا، يتشابهان العصرين فإن عشر، التاسع القرنالقول وبين بيننا يحول لا هذا أن إلا كتابا، المقال هذا صلب من نخرج أو المقارنة، هذهفالمجلات السياسية، بالجرائد منه بالمجلات تأثرا أكثر كان مصر في العلمي الفكر بأنوحدها المجلات والأدب»، العلم «نهضة ندعوه تقدم من نحس فيما الأكبر الخطر لهاالحديث، اليقيني الأسلوب عباب في الخوض سبيل أمامنا وأفسحت بيدنا أخذت التي هيلتتكيف العميق الغيبي الأسلوب بحر يجتاز وهو مصر، في الفكر دفة قادت التي وهيالمجرد، الفكر ظلمات من فيها بما القديمة الحياة سحب بددت صورة على «النهضة»ضئيل. قدر إلا أشعتها من إلينا يصل لم الذي اليقيني الأسلوب شمس عن لنا لتكشف

93

العربي الفكر تاريخ

وعسى أتوقع، أنني غير الفكر، حوله من يلتئم حادث على هذا كل في تقع لا أنك علىالأسلوب ظلمات من الخروج سبيل في خطوناها التي الخطوة أن قريبا، ذلك يكون أنالأسلوبان فيه يتصادم ميدان إلى سعيا تقودنا سوف اليقيني، الأسلوب وضح إلى الغيبيتحطمت وقد الغيبي، الأسلوب عن غبارها ينكشف عجاجة الفكر جو في يثير تصادماالأصلاب القوي الجبار بهامة قائما اليقيني الأسلوب وتترك قوائمه، واندكت جوانبهللأنام سبله مهدت الذي الدرب في ليسير القرون، رقاد من هب وقد الشرق، على مشرفا

والارتقاء.4 النشوء نواميس

العلمي الفكر أسلوب (1)

وعتب5 نقد

قد الفاضل كاتبه فرأيت العلمي»، الفكر «أسلوب مقال الماضي فبراير مقتطف في قرأتتحدث ذكره وعلى الأفغاني، الدين جمال السيد بالمرحوم فمر وجماعات، لأفراد تعرضالأخيرة، السياسية مصر حركة عن تحدث كما العربية، الفلسفة أو العربية العقلية عنالنزيهة الحقيقة وحرمة التاريخي الإنصاف يوجب كثيرة قضايا ذلك خلال ووردت

هذه. كلمتي في لبعضه التعرض أريد ما وذلك مناقشتها،التي وهي — كونت أوغست — درجات من الثانية الدرجة في العرب الكاتب وضعوأنها الأول، مصدره إلى منها كل بنسبة إلا الظواهر تفسير في تعنى لا بأنها وصفهاوالمشاهدة العقل فيها يتحد ولم العالم، تحكم التي السنن معرفة في بمجهودها تلق لمالأسلوب حد عند وقفت «عقلية بأنها عقليتهم وصف وأخيرا المعرفة، أساس ليكونااليقيني»، الأسلوب إلى بها يصل أن الممكن من كان سبيل كل وتنكبت ه، تتعد لم الغيبياليقيني الأسلوب نواة على بجماعها ناءت قد الأفغاني الدين جمال في العقلية تلك وأنتزال ولا خطاها عاقت ولكن محوها، على تقو فلم الأمة أفكار في تجتمع كانت التي

يهول. أن الكاتب أراد ما آخر إلى الصحيحة، الحرية سبيل في الانبعاث عن تعوقها

.١٩٢٦ سنة فبراير بمقتطف نشرت 4ببرلين. — الخولي أمين بقلم ١٩٢٦ سنة أبريل بمقتطف نشر نقد 5

94

العلمي الفكر أسلوب

كتب الذي المرحوم، الإمام الأستاذ لتلميذه الدين جمال أورثها قد العقلية هذه ولكنصاحب بمناقشة تفضل حين كتب، ما الكونية السنن حديث عن قرن ربع حوالي منذوالمسببات بالأسباب يقولون لا العرب أن فيها زعم كهذه، دعوى في رشد ابن فلسفة كتابلتلك ومثالا العلمي، الفكر لأسلوب صورة خير ومتانته حكمته في كتبه ما يزال ولا تدينا،فيه، نظر أو راجعه أن صنعا يحسن مناله في وهو شاء، بما الكاتب نعتها التي العقليةالأمة لها وستدين بحق مكانها التاريخ لها يعرف الدين جمال هذبها التي العقلية هذهالكاتب ينكرها التي نهضتها فروع مختلف على الفضل بسابغ جيدا نفسها تعترف يوم

أيضا.به يشهد مما شيئا وقدر الثالثة الدرجة مرقاة أول في فوضعهم تعطف وهلاالعرب أن من الحديثة الجامعات أساتذة يقرره ما أو الأجانب، من المنصفون المؤرخونأمثال كتب من ترجم فيما الشهادات هذه يرى وأنه واحكم»، «جرب قاعدة واضعو همللقوم يشفع وهلا هذا، من والمجلات الصحف في نشر وما لوبون»، و«جوستاف «سيديو»لهذا الأساس كانت عملية وكيمياء تطبيقية، وهندسة تحقيقي، وفلك تجريبي، طب عندهوتصحيح الطبيعية، العلوم في عميقة وملاحظات صحيحة ومشاهدات الحديث، العلم

العلوم؟ هذه أهل به ويعترف التاريخ يسجله مما هذا وغير يونانية، لأخطاءإمعان من الشكوى مر يشكون العربي العقل هذا آثار دارسي أن الكاتب يقدر وهلابديهيته، إلى الأمر ينتهي حتى بالبرهان والمطالبة الفروض وتقليب الأفكار في القومعقلية أخرجتها للبحث نظما للقوم وأن العقلية، المسلمات أو المشاهدة على ويرتكزإلى وشدة بقوة تدفع كانت بل العمل، جرى وهكذا الله، خلق هكذا تقول تكن لم ناضجةالآن نرى مما وأمتن منطقية أسلم فيه قواعدهم تزال ولا والبحث، والتدبر والفكر النظرالاتهام هذا مثل على يقدم لئلا أحكامه بها يقيس أن للكاتب أنصح أزال ولا ونسمع،يعرف حتى يعتدل ولا شبهة، ولا برهان دون القاسي والحكم الشنيع والتهكم المجرد

فيهم. المنصفين رأي على ينزل ولا شيئا، للقومنقلها مذاهب بينهم ذاعت أنه إلى وأشار فلسفية، مدارس للعرب أن الكاتب وأنكرمنقصة هذا في يرى كأنه إلخ، … حران ووثنيي واليهود النساطرة من وجلهم المترجمونلأنها الحق؛ من شيء ليسفي وهذا والجنس، الدم عربية حضارة كانت الحضارة وكأن ما،العصبية، فوارق عنها وأزال بينها ألف التي الأمم يد وعلى كنفه في نشأت الإسلام، حضارةحين على والمعرفة، العلم سبيل في وأجناسهم نحلهم اختلاف على أفرادها جهود فتسابقت

95

العربي الفكر تاريخ

رواق يمتد كان حين ظلها وتقلص الأمين، بقتل الثاني القرن في العربية العصبية قبرتوالوثنيين النساطرة نقل في شيء فلا والمزاج، اللسان العربية الإسلامية الحضارة هذهلأن المدارس؛ هذه عن الكلام نطيل فلا هذا، في للحديث القراء عند وقت ولا واليهود،في ترجع أنها إلا بحق، مدارس تدعى أن يصح قد المعتزلة مدارس أن اعترف قد الكاتبالأشاعرة، مدارس وعن عنها قال كما بالفلسفة، المشوب الديني النظر إلى ونشأتها أصلهاوببعض بالفلسفة استعانت لاهوتية مذاهب مجراها يجري وما المدارس هذه جماع وأنفي اللاهوت هذا ما يقول أن — الله أصلحه — له فهل بعض، دون الفلسفي النظركان الذي وما نظرية، بحث أو مذهب لتحرير القوم عقده إسلاميا مجمعا وكم الإسلام،قرنا الإسلام إليه احتاج الذي وما للدين؟ فهما الناس أصدق وهم الأول السلف يتلقنهمن عقبة تذليل سبيل في الفلسفة بعد به استعان الذي ما ثم الفلسفة؟ قبل ونصفاأن الزمن وشهادة التاريخ حكم أن إلا فعلت؟ قد المسيحية تكون قد ما نحو على عقباتهالصرفة، الفلسفة إلى ترجع أبحاث إنها بل الفلسفة، يسبق لم الكلاميات هذه في الخوضليس أن يعرف أن مكنته ففي إسلامي، بلد في يعيش والكاتب الدين، إليها يحتج لم التيكان البدوي وأن ورسوله، عبده محمدا وأن الله إلا إله لا أن شهادة إلا الإسلام قواعد فيوخاضت هذا، كل خلقت ذلك بعد الفلسفة وأن قصيرة، جلسة في القواعد هذه يتلقنشيء شابها صرفة، فلسفية كانت التي القوم مدارس عمل وذلك عنه، نهى فيما حتى

الفلسفي. النظر شابها دينية مدارس لا الديني، النظر منإذ مقاله في وردت أخرى عبارة إلى الكاتب ذكره الذي اللاهوت حديث ويقودنيترجع ما غالب بل الغيبي، النظر سبيل تتبع ظهرانينا بين قائمة القديمة فالمدرسة يقول:«مرتز» عن الكاتب نقله مما شيء اللاهوتي النظر هذا ولعل اللاهوتي، النظر إلى سعياوزمان اللاهوت سلطة المدنية عن فيه تقشعت الذي «والزمان يقول: إذ مقاله صدر فيإن كثيرا: منحاه ينحون القوم من رأيتهم ومن للكاتب فأقول البروتستانتي»، الإصلاحكنيسة لديهم إن اللاهوت، أمر من الأوروبيين عن تسمعونه ما غير آخر شيء الإسلاموحاكموا وحرموا ما يوما العقل سبيل في وقفوا قد ويحلون، يربطون ورجالا وسلطةفي رياسة لا أن حين على شيء، يشبهه يكاد ولا هذا، من لديكم ليس حين على وعذبوا،لفظ اللاهوت هذا أن حين على إحلال، ولا اعتراف ولا ربط ولا حل ولا سلطة ولا دينكم،بشيء، يتقيد ولا شخصا يقدس لا حيوي عملي إصلاح الإسلام لأن الإسلام؛ في له معنى لاوعلى لمنحه، شكرا العقل استعمال ويجعل والأرض، السموات في ما نظر على ويحض

96

العلمي الفكر أسلوب

الكتاب أن إياها، العقلية صاحب الدين جمال تلميذ الإمام، الأستاذ المرحوم يقول حينأنه مع قواه، ويحد العقل سبيل في يقف لئلا العلوم نظريات لتقرير يعرض لا الكريمالزمن وعدوا اللاهوت سلطة القوم شكا فلئن إصلاحه، تعميم في ويستنهضه يستثيرهالأصحاء، وأنتم منهم تشكوا فلا عصرجديد، فاتحة المدنية عن سلطته فيه تقشعت الذيللإسلام يقيمون فذهبوا السلطتين حديث سمعوا الذين الأتراك خطأ مثل في تقفوا ولاهذه ولكن مختلفة، مظاهر في يبدو الخطأ هذا وأرى روحية، سلطة صاحب وخليفة بابا

نريد. ما إلى وإشارة إلماما هذا وحسبنا أخرى، فرصة فإلى لها تتسع لا العجالةتذكير ولا نقل إلى به أرجع ولا الصرفة، العلمية المؤلفات قلة القوم على المؤلف وأخذالشرق عنه أخذ مما أكثر الشرق عن نهضته في الغرب ترجم ما أن يظهر الإحصاء بأنقدرها، يقدرها والكاتب مذكورا المجلات في فهو هذا من شيئا أنقل لا قريب. عهد إلىولكني الشتات، هذا لجمع أموال من ويرصدون جهود من الغربيون يبذل بما أذكره ولابنا يحسن وإنه آذاننا، به سمعت ولا عيوننا عليه تقع لم ما القوم كتب من إن له: أقولعوادي وأن علمنا، إليه يصل لم ما الدنيا في يكون قد أنه نقدر وأن نتريث أن النفي قبلالحياة عن ما صورة نعرف لا الآن حتى وأننا لنا، بقي ما أكثر على سطت قد الدهرأساس على قامت الغرب نهضة أن نتذكر وأن أولا، نبني أن لنا وخير لإسلامنا، العلميةدقائق في يتخصصون الغرب رجال أولاء وهاهم وبعثه، القديم إحياء من عريض متينمدنيتهم رقي وفي نهضتهم، بدء في بهم لنا كانت لو فحبذا الأمور، توافه في بل الفروعونستخرج آدابنا، ومبهمات تاريخنا، مجاهل ونرود حضارتنا، فروع فندرس ما، أسوةمداد نقطة في قرون وعمل أجيال، وجهد العربية، الحضارة نضع أن بدل ميراثنا، دقائقطلبتنا شكوى بألم تسمع حين على رهيبة، مطلقة وعبارة شاملا، ا عام حكما بها نخطحين العلوم مختلف في — المستشرقين غير — أساتذتهم أمام خجلهم من هنا المصريينأستاذ يلفتهم وحين ما، لحظة بها يسمعوا لم لسلفهم وآراء أشخاص عن يسألونهموعلى كذلك، أنه البحث من يسير بعد فيظهر عربيا، ليس يراه علمي اسم إلى التشريحويدلونهم عربية أبحاثا النهائية رسائلهم مواضيع الأجانب أساتذتهم لهم يختار حينعلينا به يجود ما إلا تاريخنا من نعرف لا حين على أو لديهم محفوظات في مراجعها علىقد ما الأنقاض في فلعل رفق؛ في نهدم أن قبل بنينا لو فحبذا ومستشرقوهم، باحثوهم

الجديد. بناء في لنا يسلمفي الموسيقى وضعوا أنهم «حتى بالعلم الفن يمزجون بأنهم القوم الكاتب ورمىأن مع الوخز في يتلطف لم وهكذا فيثاغورس»، عن إليهم نقلت كلمة على بناء الفلسفة

97

العربي الفكر تاريخ

اليوم تزال لا نظريات فيه ولهم العلم، يدرسون فلاسفتهم كان وإنما وفن، علم الموسيقى— برلين في هنا يوجد — مخطوط كتاب البغدادي المؤمن عبد الدين ولصفي حديثة،كما وغيرهم، الألمان من الإخصائيون به يعجب صرفة علمية نظريات مناقشة إلا ليسوهو — الأزهار — بالأراييح وعلاقتها بالألوان، الأنغام علاقة في نفسية أبحاثا لهم أنالنفس وعلم الموسيقى أستاذ برلين جامعة في ويدرسه شيقا، جديدا بحثا يعتبر مامخطوطة رسالة الفيلسوف وللكندي Von Horn Postil بوستيل هورن ڨون البروفسوربها أعجب وقد الشيقة، الأبحاث فيها تناول — برلين في أيضا توجد — الموسيقى فيالذي الحفني محمود الدكتور الفاضل المصري الشاب مع واشترك لاخمن الألماني الأستاذإحياء على يعملان يزالان ولا وتفسيرها، الرسالة هذه إحياء في ببرلين الموسيقى دراسة أتمصناعة دعوها فقد العملية الموسيقى أو الموسيقى فن وأما الآثار. هذه نفيس من غيرهايكن فلم الصنائع، من غيرها بين الصناعة هذه فضل مقدمته في خلدون ابن وذكر الغناء،ومعبد وإسحق زرياب يكن لم كما صنعة، أصحاب ولا مغنين ولا ملحنين العرب فلاسفةيتابعون وسادتنا قدوتنا الأوروبيين أن في الفاضل كاتبنا يرى وما فلاسفة. وشيعتهمالشأن هو كما جامعاتهم، في الفلسفة قسم في الموسيقى ويدرسون الخلط، هذا في القومويعطى يختاره، آخر وعلما والفلسفة العلمية الموسيقى الطالب يدرس إذ برلين؛ في هناحدة من تخفف الخطأ في لقومنا السادة مشايعة فلعل الفلسفة، في دكتور لقب ذلك بعد

إليهم. نقلت كلمة على معتمدين يكونوا فلا عليهم الكاتب

العلمي6 الفكر أسلوب حول ثان: ملحق

باب صدر في المقتطف نشره الذي المقال ذلك معا والعجب الإمعان من بكثير قرأتالفكر أسلوب مقالي نقد كاتبه فيه تناول والذي الماضي، العدد في والمناظرة المراسلةنفسه، من المقال ذلك في أوردتها التي الفكرات تأثير ذهب حد أي إلى أعلم ولست العلمي،كتبت فيما يقيني كان مهما أنه على بالغا، كان الأثر أن مقاله أسطر من الظاهر أن غيرراسخا، العرب عند العلمي الفكر أسلوب في أرى ما صحة في اعتقادي كان ومهما ثابتا،

القديمة. المدرسة أساليب على عكفوا رجالا به أقنع أن مطلقا أتوقع لا فإني

.١٩٢٦ سنة أبريل بمقتطف نشر العلمي للفكر أسلوب في السابق النقد على ردي 6

98

العلمي الفكر أسلوب

حقيقة في الشك من بشيء الممسوس الغيبي النظر حد عند العربي الفكر وقف لقدعلى نفسه الإنساني الفكر مقدرة في وكذلك الظاهرات، إليها تعزى كانت التي الأسبابوبكثير نقرر ولكن حلها، عن عجزوا أنهم عليهم نعيب أن لنا كان ما مشكلات معالجةأفينكر حلها، إلى الوصول إلى بهم لتؤدي تكن لم فيها نظرهم طريقة أن الاقتناع منننتهي؟ أن اليوم نريد حيث من والفلسفي العلمي نظرهم بدءوا قد العرب أن مثلا ناقدناوأنهم والعلم، الفلسفة غايات إلى الوصول ابتغاء الماهيات في بالنظر بدءوا أنهم أينكرحقيقية هي ما معرفة إلى منها لينتهوا وتعليلها «الأعراض» الظاهرات في النظر أغفلوا

الأشياء؟المسلمون أو العرب عليه عكف الذي الغيبي الأسلوب بين المقارنة في قليلا نمضيفي الفلسفة عليه وجرت باكون وضعه الذي اليقيني والأسلوب فادعهم، شئت كما أويعتقدون كانوا العرب فإن الرياضيات؛ إزاء الأسلوبين موقف مثلا خذ الحديثة، العصوردراسة أن الأكرمين، العرب أساتذة أحد أفلاطون رأسهم وعلى الحكماء، غيبيو اعتقد كماوالوصول والاستبصار البحث على العقل رياضة سوى عملية فائدة من لها ليس العددالمادة أدران من النفس وتجريد الموجودات، حقائق معرفة إلى البحث هذا طريق منالهندسة أو الحساب علم لدراسة يجعلوا لم إنهم بل بعدها، ما إلى بالفكر والتعاليأو كالتجارة المعاملات ضروب من ضرب في مادي كسب إحراز أو ما عملية فائدة منالحاجيات تلك العمران، في الجماعات إليها تحتاج التي الأولية الحاجيات أو الصناعةلورد أما التاريخ، عصور كل في يذكر وزن من العلوم هذه لدراسة كان لما لولاها التيالأقدميون يعتقد كان التي المادية المنافع من ينتج بما قدرها العلوم لهذه فعين باكونقالوا فقد العدد، علم في شأنهم الهندسة في العرب وشأن العضال، الإنسانية مرض أنهاإن مذهبه: في المتخرجين أو تلاميذه من كتبه إليهم وصلت لمن أو لأفلاطون مجاراةالقصد بهم نبا وإلا المادية المنافع لإحراز بها يتذرعوا ألا يجب الهندسة بعلم المشتغلينالموجودات؛ كنه إدراك عن يصرفه بالماديات العقل اشتغال لأن منها؛ الغاية إصابة عنأصحاب المحدثون أما المطلق، والخير المحضة الحقيقة معرفة إلى التوصل أو ماهياتها أيمن تنتج ما بقدر إلا فائدة من لها ليس الهندسة بأن قالوا فإنهم اليقيني الأسلوبعلى الرياضية العلوم تأثير ينكروا لم أنهم حين في ذلك العملية، حياتنا في مادية فائدةالعلوم تأثير بأن قالوا إذ معينة، حدودا لآثارها فوضعوا بتة، المعقولات وضروب الآدابكبير الأسلوبين بين الفرق أن نجد وكذلك صرف، عرضي المعنوية الوجهة من الرياضية

99

العربي الفكر تاريخ

معرفة أن يعتقدون المسلمون الأخص وعلى القدماء كان فقد الفلك، علم في النظر لدىعلى يحثوا ولم كبير، شأن بذات ليست الحركة هذه وكيفية السماوية الأجرام حركةعنه ينتج لما بل والمواقيت؛ الفصول كمعرفة المنافع من عنه ينجم لما بالفلك الاشتغالمآرب الفلك في فله الحديث الأسلوب أما المطلقة، الحقائق معرفة على النفس رياضة من

المستحدثات. استكشاف في المنحصرة المادية المنفعة مبناها أخرى،وكتب الجنيني؛ انقلابه في عميقة مباحث وله الحيوان علم في أرسطوطاليس كتب«والأكمة الحيوان حياة كتابه في الدميري ومنهم الحيوان، كتابه في الجاحظ ومنهم العربفي ينظر أن لناقدنا فهل المخلوقات، عجائب كتابه في القزويني ومنهم التذكرة»، كتابه فيمفصلات عنهم تغيب ألا الواجب من وكان أرسطوطاليس، بكتاب ويقارنها الكتب هذهأرسطوطاليس منطق أصبح لماذا نفسه: وليسائل لنا؟ أو علينا ذلك بعد ليحكم كتب، مافي والنساطرة اليعاقبة يدي بين كان كما القرآن، بعد الأولى المنزلة في العرب يدي بينالأخص وعلى — المنطق أن هذا في السبب أن ينكر هل والإنجيل؟ التوراة بعد الأولى المنزلةلفلسفة عون وأكبر الغيبي الأسلوب على يكب إذ للعقل مرض أكبر — الجدلية نواحيه

اليقيني؟ الأسلوب على القضاء سبيل في الغيبياتمن أول الإسلاميون ولا وضعها من أول العرب فليس واحكم» «جرب قاعدة أمابلغ ما على الفلسفة تاريخ في عليها علق من أول وديمقريطس أبيقورس فإن اعتنقها؛بالتنجيم الفلك يخلط لم الفلك في الإسلاميين من باحث أي ناقدنا لنا وليظهر علمي، إليهوليبين ذهب؟ إلى المعادن تحويل على يعكف لم منهم كيماوي وأي الطوالع؟ وكشفحيز إلى النظر حيز من بينهم ذاعت التي بالعلوم يخرجوا أن حاولوا قاعدة أية على لنا

علما. لدنه من يزيدنا ولعله بهذا، جهل على فلعلنا التطبيق؟الصعب من ولكن واحكم»، «جرب كلمتي يكتب أو المرء يتفوه أن الصعب من ليسثمينا الكلام لأصبح إليه مرقاة بشيء التفوه مجرد أن فلو القاعدة، هذه يطبق أنبأغلى تشترى وأن تكتز أن بها الأجدر ولكان نرى، مما قيمة أغلى الكتب ولأصبحتعرفه شيء واحكم» «جرب فإن ذلك، نقيض الواقع ولكن تيوغينيس، يقول كما الأثمانالعلمية، لأبحاثهم أساسا القاعدة هذه يتخذوا لم الأسف مع ولكنهم اليونان، عن العرببكثير أقول أن أستطيع ولكني لها، حكم لا الشواذ هذه أن غير شواذ، هناك يكون وقد

أيضا. شواذ لا أن التعيين منتجيزها ولا العقل يقبلها لا أشياء ذهب إلى المعادن تحويل في الرازي يكتب ألمالوضع الوالدات على تسهل طلسمات في البدوح كتاب حيان بن جابر يكتب ألم التجربة؟

100

العلمي الفكر أسلوب

شيء من وهل الكيماويين؟ من العربي العصر عرف من أكبر بعد وهما عليهن؟ تعذر إذاعلم من الغيبي الأسلوب موحيات من التخلص وإلى التجربة إلى أحوج هو العالم هذا فيالحكماء»، «تاريخ صفحات يقلب أن إلا عليه فما بعيدا بالناقد أذهب ولماذا الكيمياء؟ليرينا «نلليتو»، الأستاذ بتحقيق العرب عند الفلك تاريخ في عليها المعتمد الكتب من وهورجعت ما إذا حتى المنجم» «الحاسب أنه ترجمته أول في يأت لم ذكرهم ممن فلكي أيالحصى وضرب الطير زجر إلى أدنى هي أشياء على وقعت المنجم» «الحاسب كتب إلى

الإنسانية. المعرفة عالم في شيء أي إلى منها السقاء، وضرب الغربان ونعيباليقيني؛ العلمي بالأسلوب نعني ما فهم أخطأ أنه الناقد كتب ما كل من والظاهرالدرجة مراقي أول في العرب نجعل أن توسل إذ حدة؛ تأخذه ولم النقد، في ترفق فإنهأو فكرة العلمي الأسلوب لأن ذلك «كونت»؛ درجات من اليقينية الدرجة أي الثالثة؛ولا رمزا ولا شخصا ليست إنها الحقائق، وراء باحثا يمضي إذ الإنسان بها يهتدي قاعدةالنحلة تلك تصبح بحيث الفكر، ينتحلها ونحلة المدنية، به تطبع طابع هي بل تمثالا،من فيهم وظهر فرض إذا أو وحكم، جرب من العرب في وظهر فرض فإذا شاملة، عامةأو طابعا، للمدنية كان ذلك أن على يدل لا ذاتي فردي عمل ذلك فإنما وقرر، استكشف

وديدنا. نحلة العام للفكر كانلا الاحترام، من قلوبنا في له نحمل ما على فإننا الأفغاني، السيد إلى به فلنرجع وبعدالدهريين؟ على الرد رسالة ذكر ناقدنا أتى وهل الغيبي، الأسلوب على العكوف من نبرؤهأن محاولا عشر، التاسع القرن معلم إلى«داروين»، به وجه الذي النقد ذكر أتاه هلمذهب أن قوله إلا العلم حقائق به يدفع قول من يجد فلم النشوء، في مذهبه ينقضلماذا؟ سألته وإذا برغوثا؟ يكون لأن وبالفيل فيلا يكون لأن بالبرغوث يفضي «داروين»من فيها ما على الرسالة تلك من ذلك غير له أذكر ولا خرطوما! لكليهما لأن أجابك:من درجة أية إلى يقدر أن في الكاملة الحرية لناقدي تاركا الخلط، وفاضح الخطأ فاحش

العلم. حقائق تقرير في الأفغاني أسلوب يبلغ كونت قانون درجاتولكنها الحاضر، العصر في فلسفة أو علما أصبحت قد تكون أن فجائز الموسيقى أماكثيرا فإن ببعيد؛ ليس وهذا غير، لا فن مجرد كانت بل العرب، زمان في كذلك تكن لمالغيب ناحية فكرات مجرد أو نظريات إلا قصير زمان منذ تكن لم الحديثة العلوم من

الشهادة. ناحية على تربي فيهاعلى أو العرب على أعيب أني الناقد ذهن إلى تبادر طريق أية من أعرف ولستهذا أليس قبلهم، من الفلسفة لمذاهب حران ووثنيي واليهود النساطرة نقل الإسلاميين

101

العربي الفكر تاريخ

إذا الإسلاميين أو العرب من النيل محمل على كلامي يحمل فلماذا التاريخ؟ يرويه ماإليه احتاج الذي «وما — الله أصلحه — يقول هو وكذلك التاريخ؟ يرويه ما قررت أنابين تذع لم اليونانية الفلسفة أن خطأ يعتقد كأنه الفلسفة» قبل ونصفا قرنا الإسلامتاريخ يقرأ أن إلا خطأه به يصلح شيء على أحيله وما العباسي، العصر في إلا العرببالشرق، اتصالهم من وجيزا وشيئا الرومانية، الكنيسة عن والنساطرة اليعاقبة انفصالالعرب كان إن ليعرف الإسلام، ظهور قبل وفارس ومصر وسورية بالعراق الأخص وعلىلم إنهم أم ووثنيين، ويهود نصارى بعد وهم السرياني العالم من الفلسفة عرفوا قد

العباسي. العصر في إلا يعرفوهاولا Theology كلمة من يعني ما سوى به أقصد لم أني فالحق اللاهوت ذكر أماعنه ذلك وما الثيولوجية، المذاهب بكثرة امتازوا قد المسلمين أن ينكر الناقد أن أظنكم تساءل: فإنه اللاهوت، اصطلاح من أقصد عما البعد من لكثيرا رده في أن على ببعيد،لا اللاهوت فكرات أن يعتقد كأنه نظرية؟ بحث أو مذهب لتحرير الإسلام في اجتمع مجمعأن كاف أنه وأظن خلقيدونية، أو إفسوس أو نيقية كمجمع مجامع تكون حيث إلا تقوماستنفدت ما بقدر المسلمين جهود من استنفدت قد وقدمه القرآن خلق مسألة أن يتذكرمجالس وبين إفسوس مجمع بين فرق كبير وأي النصارى، عند الجهد من المسيح طبيعةكبير وأي قديم؟ أم مخلوق هو وهل القرآن، مسألة في للبحث يعقدها كان التي المأمونوإهانته وسجنه حنبل بن أحمد الإمام جلد وبين الكنيسة من النساطرة طرد بين فرقالقدرية، هي وما الاعتزال، هو ما لنا فليظهر وبعد القرآن؟ قدم في برأيه استمساكه إزاءبقية هي وما السنيون؟ هم ومن الأشاعرة، هم ومن المرجئة، هي وما الجبرية، هي وما

نظرية. بحث أو مذهب لتقرير قامت فئات تكن لم إن المعروفة؟ الفئاتأسأله: أن دون يحول لا ذلك ولكن هذا، من لأكثر البحث في معه أذهب أن أريد وماكل نترك العصبية؟ فوارق الإسلامية الأمم عن الإسلام مدنية أزالت عصر أي وفي متىالأندلس، في العرب قبائل بين العصبية فوارق الإسلام مدنية أزالت هل لنسأله: آخر شيءسبيل في خلافا أشد وهي إلا تفارقها ولم خلاف، على وهي إلا إسبانيا تطأ لم وهيمن تزل لم العصبية الفوارق كانت فإذا وطأتها؟ مما للعصبية انتصارا والملك السيادةفوارق أن نعتقد بنا فكيف الفرنجة، حروب من غمرة في بعد وهم أنفسهم العرب بين

الناقد؟ يدعي كما الإسلامية الشعوب بين من زالت قد العصبية

102

العلمي الفكر أسلوب

بعده يرمينا لا لعله المقتطف صفحات على ناقدي إلى به أبعث أن رأيت ما ذلكفي نسعى الحق هو ولكن قديم، لأنه القديم من بالنيل ولا جديد، لأنه للجديد بالتعصب

والسلام. واعتساف، ثورة في لا وتريث، هوادة في إليه الوصول سبيل

7 رد العلمي: والبحث العرب

مظهر بك أسماعيل الفاضل بها أنحى مصر، في الفكر أسلوب في مقالة الخاطر على وردذلك من العكس وعلى الإطلاق، على غيبيا أسلوبا وسماه كتبوه، فيما العرب أسلوب علىأقوال لبعض لوائه وناشرو اليقيني الأسلوب أرباب هم الأقدمين اليونان أن في بت فقد

العقل. وتحكيم والتجربة الاستقصاء في لهمالكون هذا في شيء كل أن مقالاته كتب حينما الفاضل بال عن يغرب ألا أود وكنتأن مثاله دائما؛ الشطط من يخلو لا مطلقة كهذه أحكام إرسال وأن يقولون، كما نسبيالعكس وعلى ضخما، مجلدا يملأ ما العلوم من كثير في يونان علماء «خلط» من لديفيها العرب مؤلفات من وكذا كذا أن بها يثبتون عظام أوروبيين لعلماء كثيرة أقوال لديسابق، وهم كل عن مجردة وتجارب استقراء على المبنية العلمية الأفكار من يدهش مافي المحترم الكاتب قرره لما معاكسة تكون مطلقة قاعدة ذلك من نستنتج أن يجب فهلتقدمنا من كل على فنحكم الأوروبيين العلماء بعض نجاري أن يجب هل أو مقالاته؟ممن لست أي ذاك؛ ولا هذا أرى لست البارحة؟ إلا ينشأ لم اليقيني الأسلوب أن ونقولالعلمية أبحاثهم بعض في ساروا فاليونان كهذه، أمور في مطلقة قواعد وضع يرتئون

آخر. بعض في عنه وحادوا اليقيني الأسلوب علىالعرب من اليقيني الأسلوب إلى أقرب اليونانيون يكون وقد العرب، أجدادنا وكذابل عليهم، إذن غضاضة فلا الغيبي، الأسلوب باتباع الإسلام أو العرب يتفرد ولم إجمالا،باقي ينير منارا والهنود والفرس اليونان علوم من المستمدة علومهم كانت العكس علىاليوم، عقولنا تقره لا الذي الحشو من فيها كان مهما المظلمة العصور هاتيك في الأقوامفيه المستقبل أبناء يرى الدهر من حين سيأتي أنه من يقين على وأنا اليوم عقولنا أقول:

.١٩٢٦ سنة نوفمبر بمقتطف نشر الشهابي مصطفى بقلم 7

103

العربي الفكر تاريخ

في عشواء خبط نخبط وأننا العلمية، تجاربنا من كثير في هدى غير على الآن نسير أنناالغوامض من كثير التباس وسببه المحض، العلمي الاستقراء إليها أوصلنا مادية قواعد

البعيد. أو القريب المستقبل في سيتبين مما عليناأنفسنا من معلمي مع مرات بضع ضحكت أوروبا في أدرس كنت عندما أنني أتذكرأن العلماء ظن ولكم والحشرات، النبات في نجربها كنا تجارب في إخفاقنا أثر علىتخبطا وتخبطوا فأخفقوا ريب بلا الغاية إلى سيوصلهم العلمية تجاربهم في أسلوبهمعلى الحكم برأيي يجوز ولا بعد، فيما منه غيرهم ضحك أو أنفسهم هم منه ضحكواالأمور من كتبهم في كان مهما مطلقا حكما غيبي أسلوب أصحاب بأنهم وحدهم العربتلامذة وهم فالعرب الراهنة، الحقائق إلى منها والتنجيم الشعوذة إلى أقرب هي التيستظل حقائق فأثبتوا اليقيني الأسلوب اتبعوا ممن قليل غير عدد فيهم قام اليونانيينكاليونانيين كانوا العرب بأن نقول أن يجب أنه الرأي وخلاصة الأبد، إلى لهم فخراومن آخر، بعض في واليقيني أبحاثهم، بعض في الغيبي الأسلوب يتبعون والرومانيين

معروفة. كانت التي والفنون العلوم جميع بل وحدها الفلسفة نعني لا أننا البديهيأسلوب أصحاب إنهم فنقول: صارما حكما جميعا الغابرة الأقوام على نحكم أن وإماكارت وده نيوتن إسحق عهد في إلا يوجد لم اليقيني الأسلوب وإن الإطلاق، على غيبياليونانيين الحكم يشمل الثانية الحالة وفي كونت، أوغست عهد في أي ذلك؛ من أقرب أوذلك يفسر فلا القديمة والأقوام اليونانيين دون بالحكم العرب خصصنا إذا أما ريب، بلا

اليوم. إلى سادوا منذ العرب أصابت بلوى شر الشعوبية بأن إلا

العلمي8 الفكر أسلوب حول

المقتطف محرر الأستاذ سيديبرأي فيها أدلى والمناظرة المراسلة باب في قصيرة نبذة الشهابي للأستاذ قرأتكل أن أذكر أن علي الواجب من كان بأنه فيه قال العلمي الفكر أسلوب فيحكما أحكم أن قبل الحقيقة هذه لاحظت أني لو وأحب نسبي، العالم في شيء

.١٩٢٦ سنة ديسمبر بمقتطف نشر الشهابي الأستاذ على ردي 8

104

العلمي الفكر أسلوب

التي تلك نسبية مسألة تكون كيف أدري ولست نسبية، مسألة في مطلقافإذا التاريخ؟ عصور من عصر به صبغ المدنية من طابع في الحكم تتناولعلى ذلك يدل فهل الميكانيكي، الإنتاج عصر هو الحديث العصر بأن مثلا قلناطابع أن معناه بل كلا العقلي؟ الإنتاج حتى الإنتاج أنواع كل عدم عصر أنههو أليس مطلقا؟ حكما ذلك أليس الميكانيكي، الإنتاج هو الحديثة المدنيةالغيب، بطابع طبع قد العلمي العرب أسلوب بأن قلنا وإذا صحيحا؟ حكمامعناه ولكن الشهادة، أسلوب اتباع على قوة كل عدموا أنهم هذا معنى فليس

طابعا. للعرب فأصبح حينئذ، شاع الغيبي الأسلوب أنأن الثابت فإن تاريخي، برهان وهو آخر، برهانا الرأي هذا على لنا أن علىمن أكثر الإسكندرية مدرسة طريق من إليهم انتقلت قد العلمية العرب وراثةوالكيمياء، الطب في بل وحدها، الفلسفة في لا آخر، طريق أي من إليهم انتقالهاوبين والفلك، الطب بين خلطت التي الغيبية الأساليب تلك العرب أخذ وعنهاوأخلاف المنطق، في الصوري فورفويوس ورثة الواقع في فهم والكيمياء، الفلكترجم الذي الإسكندري أفلوطين خلفاء بالأحرى أو الإلهيات، في ناعمة ابنوفي الفلسفة في الأفروديسي الإسكندر وتلاميذ الإيثولوجيا، كتاب ناعمة ابن عنهذلك غير إلى المنفعل، والعقل الفاعل والعقل السماوية، الأفلاك بحياة القولولا وحدها، التصور قوة إلا لها مبعث لا التي الغامضة المبهمة الأشياء من

الغيبي. الأسلوب إلا لها منبتكتاب كل أن ينكر لا الأستاذ أن وأظن اليونان، إلى ذلك بعد نعود ثمموري وجلبرت وماهافي ووندلبند جومبرتز الأعلام منهم الحديث العصرأقدر القديم اليوناني الشعب أن على أجمعوا قد وهوفدنج وزيللر وأردمانوعلى العلمي التفكير على القدرة حيث من السماء وأظلته الأرض حملته شعب

والنقد. الحليلفي مطوية بداياته له ونجد إلا حديث علم من ما أنه ينكر لا أنه وأظنالحديث العصر أساتذة كان فإذا آثار، من اليوناني الشعب خلف ما ثنايابدء من الأرض شعوب على تفوق من اليوناني للشعب كان بما اعترفوا قدالتي الشعوب مع العرب عددت أن وجريمة ذنبا يعد فهل اليوم، إلى الخليقةوالأنجلوسكسون الألمان فيهم بما العقلية، الكفاءة حيث من اليونان عليها تفوق

105

العربي الفكر تاريخ

وغيرهم والهنود والكلدانيون والمصريون العصرالحاضر، في اللاتينية والشعوبالغابرة؟ العصور في

على الغرب علماء ولا العرب على العجم فيه أنصر مقام في فلست وبعدالشعوبية. لمبدأ الناصرين من الأستاذ نظر في لأكون الشرق علماء

رأيت الذي رأيي بأن يقنعني دليل أو ببرهان اليوم حتى أفز لم أني علىأزال لا قيل ما كل من الرغم على وأني صحيح، غير العلمي الفكر أسلوب فيغيبيا أسلوبا كان والفلسفة العلم في البادية أسلوب أن اليوم حتى أعتقد

صرفا.

رد9 العلمي: والأسلوب العرب

الله حفظه المقتطف تحرير رئيس الفاضل سيديمن ١٩٢٦ ديسمبر جزء في مظهر إسماعيل الفاضل الأستاذ كتبه ما قرأتالعلمي الفكر أسلوب حول السابق الجزء في ذكرته ما على ا رد الأغر المقتطف

العرب. عندحري الشعب فهذا يشاء؛ ما القديم اليوناني بالشعب يطنب أن للأستاذالشعوب كل على وغيرهم الكتاب من ذكر من مع يفضله أن أيضا وله بذلك،التفكير وعلى ونقدها الكونية الحادثات تحليل على القدرة حيث من الحاضرةبالعرب يتعلق لا الرأي هذا دام ما رأيه في أجادله أن أريد لا فأنا العلمي،أزال لا قيل ما كل من الرغم على «وإني قوله: الكاتب على آخذ لكنني وحدهم،غيبيا أسلوبا كان والفلسفة العلم في البادية أبناء أسلوب أن اليوم حتى أعتقدهل أولا: نتساءل؛ أن يجب ومعناه إيضاح، إلى تحتاج الجملة فهذه صرفا»،بأن حكمنا إذا ثانيا: لا؟ أم طابعا لهم كان غيبي أسلوب أصحاب العربأم الطابع بهذا وحدهم انفردوا فهل طابعها الغيب كان العلمية أساليبهم

قبلهم؟ درجت أو عاصرتهم التي الأخرى الشعوب فيه شاركتهم

.١٩٢٧ سنة يناير بمقتطف نشر الشهابي الأستاذ بقلم 9

106

العلمي الفكر أسلوب

والعلوم الفلسفة أن على اليوم إلى كونت أوغست أيام منذ الفلاسفة أجمعفي كارت وده باكون عهد منذ إلا الغيبية الأساليب من تتجرد لم المعروفةحوادث تعليل في سواء الأقوام فجميع العلوم، في وغاليليو وكبلر الفلسفة،فالعلل الأحد، فالإله فالآلهة أولا الأصنام لإرادة خاضعة بجعلها أي الكون؛عن أخيرا البشري العقل عدل أن إلى التتابع، على عنها، المنفردة بها الكامنةالنظر إلى ومدبرها وغايتها الكائنات أصل في البحث عن وانصرف ذلك كلالحين ذلك ومنذ بموجبها، الكون حوادث تسير التي الطبيعية النواميس في

وتتقدم. تتسع العلوم أخذتغير في كونت أوغست وخصوصا اليقينية، الفلسفة أصحاب ذكر فقدإلا محضا يقينيا أسلوبا يتبعوا لم اليونانيين أن الستة، مجلداته من موضعفلسفة في ثم وإقليدس، أرخميدس فيها رجالهم أعظم ومن الرياضيات في

أرسطو.والنبات الفلسفة في بحثوا الذين اليونانيين والعلماء الفلاسفة باقي أماعلى الغيبي الأسلوب يغلب كان فقد وغيرها، والطب والزراعة والحيوانوتاريخ القديم التاريخ في تذكر مدنية لها التي الشعوب باقي وأما أبحاثهم،إذا إنه بحيث غيبية، هي والفلسفية العلمية أبحاثهم فمعظم الوسطى القرونهذه أيام به طبعت الذي الطابع في الحكم وأريد النسبية، في البحث عدم أريد

غيبي. أنه بسوى نعته يمكن فلا الشعوبالموضوع هذا حول الأسبق المقتطف عدد في ذكرته ما أن ذلك من يتضحالذي العلمي الأسلوب عن مطلقة قاعدة اتخاذ أريد إذا أنه ومفاده يتغير، لملا استثناء بلا الجميع طابع فالغيب القديمة الشعوب في انتشارا أكثر كان

وحدهم. العرب طابعبأن أي الرأي؛ بهذا سلم إذا مظهر إسماعيل مع اتفاق على فأنا وبعدبل الغيب، بطابع طبع علمي أسلوب ذوي كانوا بكونهم يتفردوا لم العربالطابع، بهذا وسمها يجب ومعهم قبلهم عاشت التي المتمدنة الشعوب كل إنالمدنية في إلا للعلوم طابعا صار حتى كفته ترجح لم اليقيني الأسلوب وأنالأسلوب بهذا العرب إفراد في رأيه على الأستاذ أصر إذا أما الحديثة، الأوروبية

الثاني. العالم في نلتقي أن إلى مناظرتنا تدوم وقد نتفق أن المتعذر فمن

107

العربي الفكر تاريخ

العلمي10 العرب أسلوب

المقتطف محرر سيديفيها وافق كلمة الماضي يناير مقتطف في الشهابي مصطفى للأستاذ نشرتمجبين على وسم قد الغيب أن العلمي العرب أسلوب في رأي من أرى ما علىأن غير من الفرصة هذه تمر أن أريد لا أني على خالدا، طابعا العلمية آثارهمالقرن أواخر في أوروبا في شاع قد الغيبي الأسلوب أن في رأيي عن للأستاذ أعبروباكون نيوتن به جاء مما الرغم على عشر، التاسع القرن وبداية عشر الثامنقلبي صميم من أود لأني الحقيقة هذه نشر إلى أبادر ذلك، قبل من وديكارتلن أننا فالراجح فيه، نلتق لم إذا فإننا الشهادة؛ عالم في والأستاذ ألتقي أن

والسلام. الأخيرة، كلمته نهاية في الأستاذ أشار كما الغيب عالم في نلتقي

.١٩٢٧ سنة مارس مقتطف في نشرت الموضوع في كلمة آخر 10

108

المعري أبيالعلاء معتقد

والخالق الدين في

مسبوقا أكون قد فكرة مذهبه في لي أن لولا شيئا المعري العلاء أبي في لأكتب كنت ماذلك فيه انتحى العلاء أبي معتقد تناول بحثا اليوم حتى أقرأ لم كنت وإن فيها، بالبحثالعلاء أبي في مختلفون الناس أن والحقيقة عقيدته، في النظر لدى أنحوه الذي المنحىصرف إلهي أنه أم الله، بوجود يعتقد أنه تدينه عليه يوجب ثم ومن متدين؟ هو هلومدبره، ومبدعه الكون هذا حالات وصرف العلل علة أنه اعتبار على الله بوجود يعتقدالفلاسفة من فإن الله، جانب في بالإنسانية الاعتناء أمر مستقلا الأديان، يجحد ثم ومنبعد وبمنقلبه الأرض هذه فوق الإنسانية بحالات العناية أمر بأن يقول من الإلهيينبمقتضى الإنسان فيها سيق باطلة تصورات كونها عن تخرج لم أشياء هي إنما الموت،— وتعالى سبحانه — الله وأن به، الحافة الطبيعية العالم بحالات جهله وبقدر غريزتهكائنة، هي وكما كانت، كما تظل أن علمه في مقتضىنواميس على الأحياء وبرأ العالم خلقفهو تتبدل، ولا تتغير لا أزلية أبدية النواميس هذه تكون أن علمه في وسبق ستكون، وكماالعناية أمر يكون ذلك وعلى مجموعه، في الكون ومدبر الكليات مصرف الرأي هذا علىفي سبق لما مناقض فعلها جزئية أمورا الموت، بعد الأرضوخلاصه فوق الإنسان بسعادةليس وقتا أمضيت أنني وأذكر هذا، رأيهم الفلاسفة لبعض أذكر يكون. أن القديم علمه

العربي الفكر تاريخ

من لنستخلص العلاء أبو كتب ما نتصفح المعروفين الأدباء مشهوري أحد مع بالقليلالآراء من كثير على فوقفنا الدين، في وبفكرته الله بوجود اعتقاده على يدل شيء كل آثارهوجود في العلاء أبي عقيدة فيها تظهر أبيات في النزعات مختلف من وألوان المتناقضةتجمع أن تلبث لا أنك غير ريبة، بها تحف ولا شبهة، تشوبها لا واضحا جليا ظهورا الله

قوله: تذكر ثم الله بوجود اعتقاده على يدل مما العلاء أبو قال ما كل

ن��ق��ول ك��ذا ص��دق��ت��م ق��ل��ن��ا ق��دي��م إل��ه ل��ن��ا ق��ل��ت��مف��ق��ول��وا ألا زم��ان ولا م��ك��ان ب��لا زع��م��ت��م��وهع��ق��ول ل��ن��ا ل��ي��س م��ع��ن��اه خ��ب��يء ل��ه ك��لام ه��ذا

بأنه يسلم فهو — وتعالى سبحانه — الله في عقيدته حقيقة في الريبة بك تحف حتىمكان! أو زمان بلا بأنه يسلم أن عليه يأبى عقله ولكن حكيم، — وتعالى سبحانه —ثم الأشياء، ومبدع العلل علة وأنه حكيم، الله بأن نعتقد أن يمكن كيف هذا؟ كل فكيفذلك في السبب والمكان؟ بالزمان الحد من صفاتها في المعلولات يشارك نفسه الوقت في

تعليله. يمكنوسايرني الطبيعية، جسمك حالات في النظر إلى برهة المتريث الباحث أيها معي ارجعيسلم العلاء أبا أن في السبب لنا تعلل بنتيجة منه نخرج منطقي طبيعي بحث في هنيهة

زمان. ولا مكان بلا بأنه يسلم أن يستطيع لا ثم حكيم، الله بأنعلى تدل صفات من فيك وليس وتشم، وتذوق وتسمع وتلمس تبصر إنسان أنتهذه في وأنت الخمس، بالحواس تسميتها على اصطلح التي الصفات هذه غير وجودكحديدا، تسميتها على اصطلحت مادة هي الأصم، الحديد من كرة يديك بين تقلب الآونةتعرف حيزك؟ عن خارجة الكرة هذه أن تعرف أن يمكن كيف ذلك بعد نفسك سائلوجدت إذا تذوقها وقد الأرض، على ألقيتها إذا رنينها وتسمع وتلمسها تراها لأنك ذلكحاسة فقدت أنك فرضت فإذا رائحة، منها تنبعث كانت إذا تشمها وقد طعما، عندك لهابها، تشعر أن عليك تعذر اللمس حاسة فقدت وإذا تراها، أن عليك يتعذر فإنه البصرصلبا جسما أصابت ما إذا رنينها تسمع أن عليك استعصى السمع حاسة فقدت وإذاإلا حيزك عن خارج وجود من الكرة لهذه تعرف لا أنك هذا على يترتب إذن عليه، تلقىفيك، كائنة إدراكات إلى راجع الكرة وجود من تدرك ما فكل وإذن حواسك، طريق من

110

المعري العلاء أبي معتقد

عليك يمنع الحواس فقدان بأن القول عليك يتعين هذا وعلى حيزك، عن خارجة وليستمطلقا تستطيع لا هذا كل مع أنك مع حيزك، عن خارجا حقيقيا وجودا للكرة تدرك أنقد عقلك لأن ذلك المادي؛ وجودك وعن حيزك عن خارجة ليست الكرة بأن تعتقد أنآخر وجودا لها وأن وجودك، عن بعيدة عنك خارجة بأنها معتقدا يمضي أن عن ركببأن ساعة شخص اعتقد فإذا عقله، تركب هذا وعلى الإنسان جبل هذا على وجودك، غيرنقول فعندها الاعتقاد، هذا على سائرا عمله يؤدي وأخذ وجوده في داخلة حيزه في الكرةبأن إلا تسلم لن بل لا ألفة، العقل لأن ذلك ألفته؛ وتفككت اختل قد العقل ميزان بأنطريق من بوجودها الشاعر الإنسان جسم حيز عن خارجا حيزا المكان من تشغل الكرةفلنتركه المناطقة، كل به سلم كما الطبيعي بالعلم المشتغلين كل به سلم أمر هذا حواسه،

قريبة. بآصرة إليه يمت آخر بحث إلى هنيهةأعلم ولست ترجمة، الناسوتية» «الفكرة له وضعنا اصطلاح الحديثة الفلسفة فيلكلمة ترجمة هنا الاصطلاح أستعمل أني غير الواقع، على الترجمة هذه انطباق مقداربشيء — وتعالى سبحانه — الله بتزويد القائلة الفلسفية الفكرة أي «إنثروبومورفزم»؛تخرج لن الله بأن الاعتقاد في مضينا أن على البشرية، والصفات الإنسانية الخصائص منالعقلية نماذجنا حسب أذهاننا في تتحيز أشياء عن — الشبائه عن تجلت — صفاتهلا واثنين اثنين أن أو الأرض حول تدور الشمس بأن نقول ما بقدر الخرق من فيه لأمراعتقادنا مع وهلة أول لدى يتنافى أمر المحسوسات، وجود ننكر ما بقدر أو أربعة يكونانأن نستطيع لا هذا كل مع أننا غير الأولى، علتها أنه بمقتضى للحوادث مخالف الله بأنهذا لأن العقلية؛ نماذجنا لنا تصوره قالب في مصبوبة غير فكرة الأشياء موجد في نكون

الفانية. الذوات طوق عن يخرجنموذج على مكون الخالق بأن الاعتقاد عن الناس أبعد فإنه «إسبينوزا» مثلا لك خذأن يلبث لم «مارتينو» دكتور أن غير وفكر» «امتداد عن عبارة الله بأن قال ولذلك عقله،الطبيعية؟ حالاته في النظر من إلا وفكر امتداد الله أن له أتى أين من قائلا: فكرته نضهذا وعلى والعقول، الأجسام به تتصف ما أخص هما أمران والفكر الامتداد لأن ذلك

وغيرهم. وسبنسر هيجل مثل فلاسفة إليه ماذهب بقية فقسفي لاأدري شاك الرجل أن وجدت العلاء، أبي فكرة إلى هذا بعد رجعت فإذالأنه ذلك حكيم؛ الله بأن عقله ألفة إلية توحي الطبيعية، الظواهر في حسي المحسوسات،ولا زمان بلا أنه ينكر ولكنه عقله، خصائص على إياها مطبقا الله في الحكمة يقيس

111

العربي الفكر تاريخ

بأن معتقدا فيه يمضي الذي الوقت في عقله بألفة يحتفظ أن يستطيع لا لأنه مكان؛التي وحواسه الطبيعية جسمه حالات أن حين في والمكان، الزمان عن خارجا شيئا هنالكعن خارج شيء في الاعتقاد مجال توسع لا حيزه، عن خارج هو ما طريقها من يدركأولهما شيئان والمكان الزمان لأن الحركة؛ حد عن أوضح بطريقة أو والمكان، الزمان حدوضع قياس من إلا يعرف لا سطح وثانيهما والمتأخر، المتقدم جهة من الحركة قياس

حركتها. من إلا يدرك ولا الأجرامأعزو وإليه حكيم، الخالق بأن العلاء أبي تسليم في السبب أعزو وحده هذا إلىيجب الكاملة العلة بأن المناطقة قول ذلك إلى أضفت فإذا مكان، ولا زمان بلا بأنه نكرانهفإذا المنطق، إلى هذا قوله في يستند إنما العلاء أبا أن كيف عرفت معلولها معها يوجد أنالكون أي معلوله؛ بأن القول ذلك اقتضى زمان بلا — وتعالى سبحانه — الله بأن قيلبأنه لك قيل قديما كان فإذا حادث، أنه وإما قديم، أنه فإما حالتين: إحدى من له بد لاثم ناقصة كانت علته بأن لك قيل حادثا كان وإذا بالزمان، الحد عدم في للعلة مشاركفي تذهب أن أردت ما إذا نهاية، من له تعرف لن بحث في تدخل دواليك وهكذا كملت،المجردات في لاأدريا كان بأنه قولك من لأبعد الله في معتقده ناحية من العلاء أبي بحثقاسها إذا إلا حقيقة عن يرضى لا الطبيعة، نظام في نطره لدى حسيا الغيبي، والنظرألفة بها القول وافق إذا أو الحواس طريق من أتته إذا وإلا الطبيعية جسمه حالات على

بقوله: منها نكتفي كثيرة، التقاليد في العلاء أبي شك على والدلائل عقله،

آدم إث��ر آدم ق��ب��ل��ه ه��ذا آدم ي��ك��ون أن ج��ائ��ز

وقوله:

ع��رس ك��اب��ن آدم اب��ن أن ل��وه ق��ا ب��م��ا أدي��ن ولا ق��وم ق��الب��ح��رس م��س��م��ى ول��ك��ن��ه ه��ر ال��د ع��ل��ى أب��وه م��ا ال��ن��اس ج��ه��لط��رس ب��ع��د م��س��ت��ن��س��خ ط��رس ره��ن ل��ق��وم ق��وم رواه ح��دي��ث ف��ي

وقوله:

ال��ن��ق��ل ي��ه��ذب��ه��ا ح��ت��ى غ��ي��ره إل��ى روح��ه ي��ن��ق��ل ال��ج��س��م أن ي��ق��ول��ونال��ع��ق��ل ب��ه أت��وك م��ا ي��ؤي��د ل��م إذا ض��ل��ة ي��خ��ب��رون��ك م��ا ت��ق��ب��ل��ن ف��لا

112

المعري العلاء أبي معتقد

جاحدا كان أنه إلى نذهب هذا، من أكبر شيء إلى العلاء أبي عقيدة في نذهب بلالممسوسة اللاأدرية ومطاوعات الشك من كثير على فيدل شعره أما فيها، متشككا للأديانبين الإنسان فيه يترواح أن الشك طبيعة ومن بعيد، بعد حد إلى الفكرية المرونة بأثرالخير بذلك يذكره إنما فإنه مرة، بخير الدين ذكر إن أنه تجد أنك على ونقيضه، شيءيعنى قد أمره ومدبر الكون بارئ أن يعتقد لا وبأنه له، بجحوده ذلك بعد من ليصارحكالسوي، الصراط ليهديه الرسول تلو بالرسول إليه يشفع من عناية الناطق بالحيوانمعتقدا للأديان جاحدا كان أنه في العلاء أبي عقيدة في نقول أن نريد ما يتلخص لهذاهي البشرية الطبيعة نواحي من ناحية أحط من مستمد نموذج إلى ينزل اعتقادا باللهشواهد أردت وإن مكان، ولا زمان بلا يتصوره أن يستطيع لا ولهذا الحس، إدراك ناحية

قال: ما بعض فإليك الأديان جحوده على

دس��ائ��س ال��ض��م��ي��ر ح��س��ن ع��ل��ى ف��ك��ر غ��ال��ه��ا ال��دي��ان��ة إل��ى رك��ب��ت وم��ت��ىق��ائ��س ي��ق��س��ه ل��م ي��ق��ل��د خ��ب��ر ك��ل��ه��ا وال��ش��رائ��ع ي��ع��ج��ب وال��ع��ق��لرس��ائ��س وه��ائ��دون م��ت��ن��ص��رون وم��ع��ش��ر وم��س��ل��م��ون ��س��ون م��ت��م��جوك��ن��ائ��س م��ع��م��ورة وم��س��اج��د ت��ع��ب��دا ت��زار ن��ي��ران وب��ي��وتح��ب��ائ��س ال��ش��رور ف��ي ك��ل وط��ب��اع ك��واك��ب��ا ي��ع��ظ��م��ون وال��ص��اب��ئ��ون

الفكرات تلك حقيقة يفسر إنما هذا بقوله وهو تقليد، الشرائع بأن يقول إذن فهوإذا يرضيها أن دائما يحاول التي التقليدية وراثته على أي ضميره؛ حسن على تدس التيوالصابئين واليهود والنصارى والمسلمين المجوس بأن يقول وهو الدين، أمور في فكر ماسواء، الشرور في تراهم ولذلك طبيعتهم، من تزك ولم نفوسهم من أديانهم تهذب لمجحوده آيات من آية وتلك الدنايا، في الرسيس البشري الطبع حكم في شرع وأنهموأن وظيفته، تأدية عن العلاء أبي رأي في عجز ثم للهداية شرع الدين كان فإذا للأديان،وعلام الدين فعلام فيهم! غالبا البشر طبع يزال لا الشرائع مراسيم اتباعهم بعد الناس

قوله: إلى ارجع ثم هذا؟ كل من العقل يبقى شيء أي وعلى الشرائع؟

م��ه��ل��ل��ه ال��ح��ق��وق دون ون��ف��وس��ك��م ف��ق��ل��وب��ك��م أف��واه��ك��م ه��ل��ل��ت إنم��ح��ل��ل��ه ال��ك��م��ي��ت ف��ي��ه أل��ف��ي��ت أن ب��م��ن��ي��رة ت��ورات��ك��م م��ا آل��ي��ت

113

العربي الفكر تاريخ

م��س��ل��ل��ه ال��ق��ض��اء م��ن ال��س��ي��وف ت��ل��ك ف��إن��م��ا ال��غ��م��ام ب��رق ت��أم��ن��وا لام��ذل��ل��ه ال��ح��ذار م��ن ال��ص��ع��اب ج��ع��ل ص��ادق ال��ح��وادث ف��ي اف��ت��ك��ار ق��الم��ض��ل��ل��ه وال��م��ج��وس ح��ارت وي��ه��ود اه��ت��دت م��ا وال��ن��ص��ارى ال��ح��ن��ي��ف��ة ه��ف��ت

يكون: هذا وعلى

ل��ه ع��ق��ل لا دي��ن وآخ��ر دي��ن ب��لا ع��ق��ل ذو الأرض؛ أه��ل اث��ن��ان

فيه؛ معتقدنا وهذا «ديئست» المتأخرون يقول كما كان العلاء أبا أن لك يتجلى هنالا عقل ذو أولهما اثنان الأرض أهل أن فعنده بالله، معتقدا للأديان جاحدا كان أنه أيالعلل بعلة أي بالله؛ يعتقد فهو ولذا علة، بلا يوجد أن يمكن معلولا بأن عقله يسلميكون ولذا — العلاء أبي رأي في — المتناقضات بين يجمع دين ذو وآخر الأشياء، وبارئ

قوله: إلى عد ثم عقل. بلا

وإن��ج��ي��ل وت��وراة ي��ن��ص ق��ان وف��ر ت��ق��ص وأن��ب��اء وك��ف��ر دي��نج��ي��ل ب��ال��ه��دى ي��وم��ا ت��ف��رد ف��ه��ل ب��ه��ا ي��دان أب��اط��ي��ل ج��ي��ل ك��ل ف��ي

والفرقان الأولين عن التنزيل كتب تقصها التي والأنباء فيهما والنزاع والكفر فالدينمن واحد جيل يتفرد لم وأنه بها، يدان أباطيل نظره في هي إنما والإنجيل والتوراةالتقاليد ترك هو الهدى؟ ذلك هو وما العلاء، أبو يراه الذي بالهدى الإنسانية أجيالكل — وتعالى سبحانه — الله معرفة ثم مستقل، عقل يفندها ولم يقسها لم التي الدينيةتنافر بمقتضى لأصبح غيره جيل هدى جيل اتبع فلو وإلا عقليته، تحتمل ما بقدر إنسان

ويقول: العلاء. أبي عند الفكرة تسلسل يقتضي كما الأباطيل من النظر وجهات

واع��ت��زال ال��م��ذاه��ب ف��ي وج��ب��ر س��وء وع��ب��ي��د ق��ادر إل��هت��زال ولا ال��خ��ط��وب ت��زل ول��م ول��ي��ل وض��ح ان��س��رى وب��ال��ك��ذبال��غ��زال اق��ت��ن��ص م��ا ال��وح��ش ل��ص��ي��د ت��دع��و ال��ذئ��ب ف��ي ح��اج��ة ول��ولا

114

المعري العلاء أبي معتقد

في واختيار جبر إلى ذهبوا سوء عبيد وبرأ الأشياء برأ قادر إله في يعتقد بذلك فهوقوله: مثل ذلك في فكرته على يدلك ولا واعتزال، المذاهب

ي��ف��ع��ل م��ن ع��ل��ى ظ��ل��م ف��ع��ق��اب��ه م��ج��ب��را ال��ك��ب��ائ��ر ف��ع��ل م��ن ك��ان إنت��ج��ع��ل م��ن��ه��ا ال��ب��ي��ض ال��ح��داد أن ع��ال��م ال��م��ع��ادن خ��ل��ق إذ وال��ل��هوت��ن��ع��ل ب��ال��ح��دي��د ت��ل��ج��م ب��ال��خ��ي��ل أع��ص��م��وا رج��ال ب��ه��ا ال��دم��اء س��ف��كال��م��ش��ع��ل ال��ح��ري��ق ال��ص��در ف��ض��غ��ائ��ن ف��راش��ة ال��ض��م��ي��ر ف��ي ن��ار ت��م��س لا

يريد لا الله بأن يعتقد إذن وهو الإنسان، أفعال في بالاختيار يقولون ممن إذن هوشهواته نتاج ومن الإنسان اختيار من ذلك على الشر فعل وأن يعلمه، كان وإن الشرالسيوف أن يعلم كان المعادن خلق عندما فالله عقله، مخترعات ومن بل وانفعالاته،بها سفكها بها؟ الدماء سفك الذي من ولكن منها، صنف من تصنع الباترة المهندهحسب ويسيروها جماحها ليردوا الحديد وألجموها المطهمة الخيل بظهور اعتصموا رجال

إرادتهم.لا المحض الخير لأن الشر؛ بفعل يأمر لن محض خير الله أن العلاء أبو يعتقد— وتعالى سبحانه — الله ينزه إنسان يعتقد أن يمكن فكيف محضا، خيرا إلا عنه يصدرولضميره لنفسه مخلصا محض خير الله بأن يقينه في ويكون شر إرادة منه تصدر بأنقدرا إنسان على ارتكابه يجعل لا ولكنه شر، أنه الشر يعلم الله عقله؟ لألفة مرضياأو عقابا، الكبائر مرتكب يستحق أن العقل بديهة مع لتنافى وإلا يقولون، كما مقدوراالأقدار مشيئة حسب مسيرة آلة إلا يكون لا الحال تلك في الإنسان لأن ثوابا؛ الخير فاعلمن كثير يوافقه وعليها العلاء، أبو يقول الفكرة بهذه عقوبة، ولا مثوبة من تستحق لا

الباحثين. متنطسيالعلاء أبي فكرة بين ونقارن حقه، البحث هذا فيها نوفي أخرى فرصة لنا تتاح ولعلهالإنساني الفكر طبيعة من شيء على يظهرنا ذلك فإن الخيام، عمر فكرة وبين الفلسفيةنهاية لا والتفاوت التغيير من أشكال في متدرجة جيل إلى جيل من الفكرات تنتقل وكيف

صورها. لتنوع

١٩٢٦ برقين

115

والغاية القصد

الطبيعة بعد وما الطبيعة في

اض��ط��رار؟ أم ال��م��س��ي��ر ذا أق��ص��د ال��م��دار ال��ف��ل��ك أي��ه��ا ب��رب��كان��ب��ه��ار؟ م��ن��ك أف��ه��ام��ن��ا ف��ف��ي ش��يء أي ف��ي ل��ن��ا ق��ل م��س��ي��ركت��دار؟ ب��ه ال��ف��ض��اء ه��ذا س��وى ف��ض��اء وه��ل ال��ف��ض��اء ن��رى وف��ي��كأوار؟ ل��ه ال��دروع ل��ج��ج ع��ل��ى ف��رن��د أم ال��م��ج��رة ذا وم��وج

طريقا للفلسفة الأولى القرون ظلمات في فشق الفكر أرسله شعاع أول ترامى أن منذحكم في سبقت غاية وأية العالم؟ خلق لماذا الإنسان: تساءل المجهول، العالم خفايا إلىجواب على تقع أن أردت إن نظام؟ من فيه نرى ما على قائما الكون هذا ليخرج القدرإزاء لاأدريا كن أدري؟ لا فأجب: يقينك، من تصدع ما أدلته بقوة ويرأب غلتك ينقعفي قصد من أهنالك سئلت: إذا أما التقاليد، من إليك ينقل بما تحفل ولا الوعر اللغز هذابد لا نعم، وقل: الأدريين، إجابة فأجب الإنسان؟ خلق لأجلها غاية من وهل العالم؟ خلقماهيتها من أعرف لا مخبوءة وغاية كامن قصد الشامل النظام هذا وراء من يكون أنتكمن أن من بد فلا الحكمة، مقتضى على تدبره قوة على يدل إذ النظام هذا فإن شيئا؛والارتقاء النشوء من فيه ما بكل متجه نحوها، نظامه في سائر هو غاية ظواهره وراء

العليا. ذروتها عند والانتهاء القصي سمتها بلوغ إلىآثارها من إلينا وصل التي اليونان، بلاد في الفلسفة فجر بزغ أن منذ الناس انقسمفمنهم فريقين: إلى الأولى، القرون عن البشري العقل ورثه ميراث أكبر نعتبره ما العقلية

العربي الفكر تاريخ

القوة هذه وأن بعنايتها، وتحوطه بحكمتها تدبره قوة الظاهر النظام وراء بأن قال منفي مبثوث هو بما عليهما نستدل غاية، إلى وتسوقه قصد إلى بالعالم تسير أن من بد لاأن على يدل لا شيء من نواحيه في نلحظ ولا خلل، ينتابه لا نظام من العالم هذا أطرافنفسه، حالات على الخارجي العالم حالات يقيس إنما الإنسان إن هؤلاء: ويقول موجدا، لهمن مكبرة صورة سوى ليس حائط على زجاجية عدسة من المنعكس الشبح أن فكماالعلامة يقول كما العالم، بهذا الخاصة النظريات كذلك العدسة، في الكائن الشبح ذلكنماذج على عادة تسبك الإنساني العقل نظريات من مكبرة صورة سوى ليست كروزيار:على منطقية فكرة العالم في يكون أن يستطيع لا هذا وعلى الذاتية، تجاريبنا من تستمد

الأول. مثال هذا البشرية، والذاتية العقل بحدود مقيدة غير المطلقة، حقيقتهمما الرغم على الصرف العماء عن صدر قد العالم هذا بأن يقول من الفلاسفة ومنبضعة من تدرك أن يمكن لا والغاية بين، غير العالم في القصد وأن نظام، من فيه يظهرالموضوعة، بطرقه شيئا منها يدرك أن للعلم يمكن ولا مقتضاها، على العالم يسير نظمكانت ولما وحدها، الحواس على إلا يعتمد لا العلم كان ولما الإنساني، الحس طريق من إلاقصدا، العالم خلق في أن على طبيعتها تدل لا تجاريب سوى العقل إلى تنقل لا الحواسالظواهر وراء تكمنان وغاية بقصد نسلم أن نستطيع فلن غاية، الإنسان خلق في أن أووإن والحركة، المادة من موات كتلة العالم إن الحواس، طريق من ذلك لنا ثبت إذا إلاوالقوة المادة لتفاعل مختلفة أعراض سوى ليست الإنسان خصائص وكل والفكر الحياة

الثاني. الفريق مثال وهذا دقائقها، تحرك التيأن تريد الفريقين أي فمن فخور، فرح لديه بما الفريقين هذين من فريق كلبعده من لنفسك تكون أن يمكنك قصير بحث في خطاك معي ل ونق قليلا تابعني تكون؟

عليها. يقوم التي الحقائق م بتفه العناية بعض عنيت إذا مستقلة، فكرةبدونها يمكن لا أولية حقائق ببضعة يعتقد أن على مقسورا الإنساني العقل خلقالخلق بقية عن تفضله التي المعاني من معنى كل فيها ينحصر التي بألفته تحتفظ أنوهم حياتهم في منصرفين الناس ترى لهذا مكانة، وأحط نسبا الطبيعة في منه الأدنيوأنهم المدركة، القوة يسمونه جوانحهم بين يكمن شيئا يملكون بأنهم تام شعور علىالمتنوعة الضروب هذه وأن والشعر، والموسيقى الجمال حس يدعونه آخر شيئا يحوزونالمبهم الغامض الشيء ذلك بجانب ظاهرة أولية كأشياء لهم تظهر إنما الكامن الحس منمعتقدا يمضي أن عقله ألفة اكتملت إنسان يستطيع لا التي الخفية الإرادة يسمونه الذي

118

والغاية القصد

أن على تظهرنا بنتيجة منها لنخلص مباحثنا نسوق لهذا حقيقي، وجود لها ليس بأنالطبيعية. الظواهر كل وراء تكمنان والغاية القصد

وجودا للإرادة أن سلموا إن لأنهم ولماذا؟ حقيقيا، وجودا للإرادة أن الماديون ينكرولما القول، هذا على تترتب التي النتائج من مطلقا يخلصوا أن استطاعوا لما حقيقيامدبرا خالقا للعالم بأن الإلهيين مع معتقدين إلا هذا قولهم من يخرجوا أن أمكنهمالإرادة بأن يقولون تراهم ولذا الكون، نواحي في جلية حكمته وتظهر إرادته، تبدو حكيمامن للقصد المثبتون به يقول مما الضد على المادية، المخ دقائق لاهتزاز عرضا إلا ليستفعل إلى عقلية حركة من الانتقال إلا ليست الإرادة بأن معتقدين يمضون إذ العالم خلقإرادة عقلك في تقوم إذ المشي حركة تنفذ إنما فإنك مثلا تمشي أن أردت فإذا طبيعي،

هواها. تتبع أن على منك رغما تحملكالصحيحة السببية في الاعتقاد حيث من يختلفون والإلهيين الماديين أن ندرك هذا مناهتزاز في ينحصر الإرادة في الحقيقي السبب إن الأولون: يقول الإرادة، عليها تقوم التيعن عبارة الإرادة إن الإلهيون: ويقول العقلية، الصفات كل تنتج التي المادية المخ دقائقمنه سبب إلى تعود لا فهي ولذا الإنساني، العقل بها يتصف التي الخاصيات من خاصية

بذاته. قائم حقيقي وجود لها وإنما تستمد،عرض سوى ليست وأنها حقيقيا، وجودا للإرادة أن وأنكرنا الماديين تابعنا فإذاالمادية، المخ دقائق اهتزاز عن عبارة الماديين عند هي التي الحقيقة السببية أعراض منالتي الدلائل نفس وعلى حائل، الأخرى العقلية الخاصيات كل إنكار وبين بيننا يحل لموالقوى الخصائص كل ننكر أن نستطيع للإرادة الحقيقي الوجود الماديون بها ينكرعند نقف لا بل والموسيقى، الجمال وجود ننكر أن نستطيع الأخرى، الإنسانية والمدركاتوالعواطف، الفكر منازع بين حقيقيا فرقا هنالك أن إنكار إلى ثم من فنمضي وحده، هذاالأشياء هذه أن اعتبار على الرذائل، من ومضاداتها الفضائل على السبيل هذه ونقضيمنورائنا من نترك ولا الإنساني العقل قضايا كل نقضيعلى بل حقيقي، وجود من لها ليسإلا اللهم صحيحة قيمة له يكون أن يستحق شيء من برمتها البشرية الحياة في هذا بعد

والحركة. المادة من مواتا كتلةألفة تفقد حيث إلى سعيا أمامهم يسوقونك الماديون، يسوقك الوعر المزلق هذا إلى

صحيحا. إحساسا جوانحك بين به تحس ما أمام حائرا وتقف عقلك،وتتدافع تتجاذب المادة دقائق أن أعتقد أن على مقسورا خلقت إني نفسك، تناجيودقائقه جواهره فإن أضغطه، أن أردت إذا وكذلك حجرا، أكسر أن أردت إذا لأني

119

العربي الفكر تاريخ

المادة من دقيقتين أن كيف أدرك لا أني حين في ذلك الحالتين، كلتا في إرادتي تقاومشبكية إلى يحمل أثيرا الفضاء في أن أعتقد وكذلك تتدافعان، أنهما حين في تتجاذبانولم الأثير أر لم أني حين في الأصوات، مختلف أذني صماخ إلى وينقل الضوء، عينيروعك في يهمس العلم، لطرائق إرضاء الحواس. طريق من وجوده تثبت بتجربة أتناولهبأن روعك في يهمس إدراكه؛ حسيا عليك امتنع وإن هذا بغير تعتقد لا بأن العقل وحيوجوده ينكرون قد الفلاسفة أن من الرغم على حقيقيا وجودا بك المحيط المادي للعالمالكائن بعالمك الاعتقاد إلى الخارجي، بالعالم الاعتقاد من تتدرج هذا وعلى ثابتة، كحقيقةسمو وبين والرذيلة، الفضيلة بين حقيقيا فرقا هناك بأن تعتقد فطرتك، تضاعيف فيوأن شر، الذات وحب الأنانية أن تدرك السفلى، النزعات إسفاف وبين الروحانية المداركبين العقل عالم في كائنة فروقا هنالك أن تدرك الجملة وعلى خير؛ الذات وإنكار الغيرية

والعواطف. الفكر منازلوألفيتهم الماديين إلى رجعت فإذا عقلك، روعك في ويهمس نفسك تناجيك بذلكبعضها مختلفة غير دقائق اهتزازات إلى بينها تفريق بلا جماعها المعاني بهذه يرجعونشيء من يصبح فلا مطلقا، شيئا الفروق تلك من تدرك ولا ما، اختلاف أي بعض عنهذه بأن المنطق بحكم الحجة أنفسهم يلزمون إنما بأنهم الاعتقاد من يقينك في أثبت هو

حقيقيا. اختلافا بعض عن بعضها يختلف لا المعانيبوجود الاعتقاد على مقسورا نفسك تجد فإنك الإرادة؛ إلى ثانية هذا بعد ارجع ثمدقائق اهتزازات عرضيلازم سوى ليست بأنها الماديين معتقد من الرغم على لها حقيقينظام إليه يعود سببا منك تتطلب عقلك ألفة بأن وشعرت بهذا اعتقدت فإذا المادية، المخالأول بالسبب علم من يصل أن اختبارك مستطاع في ما كل كان وإذا المادي، العالمعن عبارة الماديين مزاعم رغم هي التي لإرادتك، العقلي الفعل في ينحصر الأولى والعلةعلى قسرت قد مادمت المحتوم، من أصبح المادي؛ الفعل إلى العقلية الحركة من الانتقالوخصائصه تكوينه ومقتضيات عقلك ألفة بمقتضى ترجع أن عليها، فطرت التي فطرتكبعد تبحث أن لك وليس خالق، إلى أي عاقلة؛ لإرادة معلول الكون هذا بأن الاعتقاد إلىطريق من العلم يثبته حقيقيا وجودا العالم تدبر التي العاقلة الإرادة لهذه أن في ذلكفيك؛ الكائنة الحواس على المعتمد العلم طريق من تبحث أن لك ليس أنه كما الحواس؛تتجاذب كيف لك يظهر أو المادي، العالم وجود لك يثبت دليل عن حيزك، عن تخرج ولاعلى ترد أن تستطيع ألا على جبلت أنك وتعلم تدرك ما كل وإنما وتتدافع! المادة دقائق

120

والغاية القصد

إليك يوحي ما بصحة الاعتقاد على مقسورا خلقت الذي بنظامه تحتفظ وأن ألفته، عقلكالحكمة مقتضى على العالم يدبر حرة إرادة ذي خالق بوجود مؤمنا مضيت إذا إلا به،

المحدودة. البشرية قواك تدركه لن مبلغا المعاني سمو من البالغةالمحيط العالم حالات يقيس أن على مقسور الإنسان أن ثانية ونكرر هذا بعد نعودوإنما كاملا، صحيحا إدراكا العالم علة يدرك أن يستطيع لا وأنه نفسه، حالات على بهحركاته إرادته تدبر كما تدبره إرادة للعالم أن يدرك أن في محصور مستطاعه في ما كل

الحياة. في وأفعالهخصائص من خاصية الإرادة دامت وما ونظاما، ألفة للعقل بأن سلمنا قد دمنا ومااكتملت عقل عن إلا تصدر لا الإرادية الأعمال في القصد حكمة أن هذا على فيترتب العقل،عنه فتصدر ألفته اكتملت الذي العقل أما العقل، ألفة إلى إلا مصدرها في ترجع ولا ألفته،

الحكمة. مقتضى على الأشياء تسير إراداتعن بعدا أو قربا الأفعال نسبة تكون ونظام ألفة من العقل في يكون ما وبحسبالقوة إرادة دائما تقاس النهج هذا وعلى البشرية، الطاقة بقدر المدركة الحكمة مقتضىالقصد بأن نعتقد أن يقتضي السبيل هذه على الفكرة تسلسل أن كما للكون، المدبرة

ألفته. اكتملت عقل عنهما ينفك لن أمران والغايةخطرات من المعري العلاء أبو يقول كما تسلم، لا مجموعها في الفكرات هذه أن غيروتتساورك الفكرات هذه بك تحيط نفسه، العقل ألفة وعلى الضمير حسن على تدسفي تفكر أن أزمعت ما إذا والحيرة الشك غمرات في لتلقيك اليقين قوة منك منتزعةمقسورا هذا في الإنسان يفكر ما وغالبا الإنسان؟ خلق أجلها من التي والغاية القصدهذه إزاء الفكر وقوف أن ننكر لا وإنا غرائزه، بحكم إليه مدفوعا طبعه بمقتضى عليهفي يمضي أن من عاقبة وآمن سبيلا، أسلم الصرفة اللاأدرية موقف وأمثالها الأشياءوالإلحاد، الجحود أعماق إلى فيها يتردى السحيقة المهواة حيث إلى فتكتسحه منها التأملكل خلق أجلها من التي والغاية القصد في التفكير عن تنصرف أن أمكنك إن أنك غيرأنت خلقت أجلها من التي والغاية القصد في التفكير من تخلص أن تستطيع فكيف شيءإذا الأخص وعلى بنتائجها، تحوطك التي الحقائق من عدد صحة في المعتقد المفكر الكائندليل أعظم هي القصية نفسك وخطرات الخفي فكرك أن ا، محق ذلك في وكنت اعتقدت

عملا! أو تفكيرا نهاية إلى فيه تبلغ لن عالم وسط في وجودك على عندك يقومتكتمل أن تلبث فلا نبذا القدر ينبذها حية جرثومة العالم هذا إلى الإنسان يخرججوف إلى البعيد الأزل جوف من به منحدرا الفناء به يذهب أن يلبث لا ثم سويا، بشرا

121

العربي الفكر تاريخ

من تأملت كما وأنت ذهب، أين إلى ولا أتى أين من تعرف فلا تفكر اللامتناهي، الأبدبعد ومنقلبك نشأتك في التفكير عن تسليك سلوى من كله العالم في تجد لا الحالات هذهقصرت، أم طالت مرحلة، عمرك من تقطع أن تستطيع لن الحياة في متاعب إلا الموت،هموم مكفيا تولد، أن قبل كنت حيث تظل أن الحكمة من كان أنه تعتقد أن غير من

أحزانها. عن بعيدا الدنيا الحياةالعسر علام واللذة؟ الألم علام والبغض؟ الحب علام الحياة؟ هذه في ما كل علامكل خلق شيء ولأي ضده؟ أمر لكل ونصب نقيضه شيء لكل وضع شيء ولأي واليسر؟اليأس من أصلا أعرق نفسك في الأمل يكون أن الغيب مشيئة سبقت حكمة ولأية شيء؟مع الانبعاث عن عاقلا للفكر أدري بلا وكفى أدري، لا الحقة: الفلسفة تقول الحياة؟ في

نهاية. إلى منها تبلغ لا مجدبة فلوات في التأملفيها وقعت الحديثة العلوم مباحث إلى بعدها ورجعت الفلسفة تركت إذا أنك غيرحولك، من حلكته تشتد ظلام من الحياة هذه يكتنف ما بعض سناه يضيء شعاع على

منها. والقصد حياتك حالات في تأملت كلماالمهذبة النفس تحتذيها الأخلاق فضائل من أمثالا الأجيال كل في الفلاسفة وضعتظهر فضائل وهي والغيرية، الذات إنكار الأمثال هذه من العليا، ناسوتيتها بها لتكملوللهيئة له تابعون هم الذي المجموع وإزاء البعض بعضهم إزاء الأفراد سلوك في واضحةالفضائل هذه به تقتضي ما اتباع أن غير الحياة، في صوالحهم عليها تقوم التي الراعيةعلى هذا مجبر، غير مختارا تفعله لا أو تفعله قد اختياري أمر الإنساني الاجتماع فيولكن الظروف، باختلاف يختلف حكما الحالتين كلتا في والآداب للعقل أن من الرغمالعليا الحيوانات وكل الإنسان أن عشر التاسع القرن أواسط في أثبت قد الحديث العلممعدوم فيه الاختيار وأثر يتبدل، لا ثابت فيه الجبر أثر الغيرية من ضرب على مقسورون

البتة.الوسطى القرون في الطبيعي التاريخ مجلدات تضمنتها التي الأساطير تصفحت إذاأن على علمي طريق من يدل أن يمكن شيء على وقعت لما عشر، التاسع القرن أوائل حتىلأي تفقه أن لتستطيع تكن لم إنك بل الأرض، هذه فوق الحياة خلق في قصد من هنالكواضحا، جليا الباحثين لأعين يظهر كان الارتقاء من سلم في الأحياء نظام وضع الأسبابنظريته ووضع داروين شارلز العلامة قام حتى قرونا، فيه السبب تعليل عن عجزوا وإن

الفارط. القرن أواسط في الطبيعي الانتخاب في

122

والغاية القصد

الصفوف وحفظ الطبيعي بالانتخاب والارتقاء النشوء نظرية النظرية، لهذه كان لقدتبلغ أن يمكن لا ما الحديثة العلوم فروع كل في الأثر من البقاء، على التناحر في الغالبةظهر منذ فيها الفكرة وتطور العلوم تقدم تاريخ على تقف حتى صحيحة بفكرة منه،١٨٥٩ الأنواع أصل كتاب ظهور حتى ١٧٥٩ الجرماني وولف فردريك كاسبار العلامةلهذه كان مهما أنه على الجلى الآثار من داروين العلامة نظرية ذيوع على ترتب وماالمباحث في آثارها أن بحق، وأعتقد أعتقد، فإني الحديثة، العلوم في أثر من الفذة النظريةالنظرية هذه في شيء من ما أنه هذا فوق واعتقد العلوم، في أثرها عن تقل لا الفلسفيةفي القصد إثبات في صرفة فلسفية ناحية من الإنساني العقل على التأثير في مدى أبعدالكون نظام أن على دالا واضحا يبدو الذي القصد ذلك ببعض، الأحياء بعض علاقةوتختفي قصدها يكمن مدبرة إرادة فعل إلى منشئه أصل في الراجع الثابت الطبيعيالعليا الأحياء حتى شيء قطره عن ينفلت لا شامل نظام هو إنما الظواهر وراء غايتها

ذاته. الإنسان فيها بما والدنياالأحياء نظام في القديمة الفكرة قلب أثر الحياة علم في داروين لمباحث كان لقدالتاريخ في والباحثين الحيوان علماء فإن والتركيب»، بالصورة الخاص «أي المرفولوجيالأشياء هذه إلى وما التركيب وجمال الصورة وحسن اللون أن يعتقدون كانوا الطبيعيولا بالوصف، يتناولونها التي الحيوانات صور بحثهم لدى عليها يقفون كانوا التيسوى ليست البالغة، الطبيعة عظات من فيها استقراؤه يمكن مما بشيء عليها يعلقونالالتذاذ شهوة إقناع أو الجمال، لحس إرضاء إلا الحية الصور بها تتصف لم أشياءالجمال، صور كل الأحياء في يحدث لم الخالق أن اعتقادهم وكان الإنسان، في بها والمتعةهذا وعلى الصامت، الحيوان يدركه لا شيء لحقيقة المدرك الناطق الحيوان ليرضي إلاهذا في مصبوبة الفلسفية القصد فكرة أن على عديدة. قرون طوال عاكفين ظلوا الاعتقادينزل استمكانا والتشريح الأعضاء وظائف علم في الباحثين عقول من تستمكن لم القالب

الأخرى. العلمية العقائد منزلةأن عشر الثامن القرن أواخر حتى الوسطى القرون في المألوف من كان أنه علىبين المكافأة مسألة تتناول مبهمة غامضة حالات من التأمل على الباحثين بعض يعكفوظلت بآثارها، مكتنفة تعيش التي البيئة وبين وبينها بعض، نحو بعضها المخلوقاتالمعروفة نظريته داروين وضع حتى والريب الشكوك تساورها السامية الفكرة هذهالطبيعة نظام في القصد فكرة على الباحثون بعده من فطبقها والارتقاء، النشوء في

123

العربي الفكر تاريخ

أمثالا الحيوانية المراتب سلم في الراقية الحيوانات فيها اتخذت حالات من مقتطعا تطبيقامن جزءا أو عضو كل أن في ثابت بسيط معتقد على تقوم داروين نظرية فإن تؤيدها،إما بالنفع تعود أن من بد لا العضويات، في والباطنة الظاهرة الخصائص كل وأن عضو،ما وأنه الغابرين، أسلافه من لسلف فائدة ذات كانت أنها وإما بالذات، الكائن ذلك علىاستحدث قد العضويات طبائع في المختلفة والغرائز العديدة الخصائص من خاصية منمقتضى وعلى غيرها، أخر كائنات في واللهو الجمال لشهوة إرضاء أو النفع لمجرد فيهاإما راجع الكائنات في المختلفة التراكيب وجود في السبب يكون الطبيعي الانتخاب ناموسلأسلافها مفيدة كانت لأنها وإما تضاعيفها؛ في ثابتة للبقاء تنتخب ولذلك لها مفيدة لأنها

الأعقاب. في موروثة انتقلت ولذلكوعلى الحية الكائنات على الفلسفية القصد نظرية تطبيق في الأولية الفكرة هذهبقسط الارتقاء في ضارب النشوء في آخذ الكون أن فكرة إليها مضافا استتباعا، الطبيعةالخلق من القصد في التفكير لدى ظلام من يكتنفها كان ما بعض العقول عن تزيح وافر،ثبت فإذا واحد، طريق في بالأحياء ذاهبا الحياة يتلو الذي الموت وفي برمتها الحياة وفينهائيا، حلا الطبيعة في القصد مشكلة تحل فهنالك الخلود، إلى يسلم الطريق ذلك أنالعقل تظلل الكثيفة الغيامة تلك ظلت الصرف، الفناء إلى يسلم الطريق ذلك أن ثبت وإذا

نقدرها. لا أزمانا الإنساني

١٩٢٦ برقين

124

شوقي أحمد

جاسر» «محمود نفسيته1 على شعره ودلالة

لتتدلى والتضحيات القرابين لها نقدم وأن الشعر، آلهة نستوحي لأن حاجة من بنا ليسالشعري الخيال ذلك جو تاركة العالم هذا حضيض إلى وتهبط الأعلى، الأولمب سماء منأن يمكن لا والتي والخبر، المبتدأ في المنحوسة الصور المعكوسة الدنيا هذه مادية إلىما إذا جافة همسة آذاننا في لتهمس والعقول، الأفهام بكد إلا والأثر المؤثر بين فيها يميززهير، حكمة ومن هانئ، ابن رقة من فيه قائلة شوقي بشاعرية علمها نستدر أن أردنارميت الصفات هذه من فبأية متشابكة، وحلقات متخالطة أقدار نواس أبي خلاعة ومن

كيانه. مجموع في أصبته جملة بها رميت فإذا شوقي، نواحي من ناحية أصبتذلك سماء في الاستعلاء في النفس نجهد أن أو الشعر، آلهة نستوحي حاجة ولأيةالعلم، منهم لنستجدي الأرضي عالمنا إلى ليهبطوا الآلهة إلى ضارعين نبتهل أن أو الأولمب،لحمة، بها وأشدهم نسبا لها وأقربهم صلة، بها الدنيا هذه أهل أعرق من شوقي وشاعرناغير أميرها فهو الشعر بإمارة تفرد العصر، هذا في العربي العالم شعراء أكبر هو شاعرأن الشبائه عن المنزه بأمره، فيها الحاكم البيان دولة وسيد إمارته، في الآن حتى الموروثالخيال، دنيوي أرضيالشاعرية شاعر هذا كل من الرغم على أنه غير شبيه، فيها له يكون

بك. شوقي بتكريم الخاص بعددها الأسبوعية السياسة في نشرت 1

العربي الفكر تاريخ

من فمدح الدولة، في يناله مأرب أو السياسة في يقضيها لحاجة إلا المثاليات إلى ينزع لملم شاعرية وأية الاستجداء، إلى حاجة غير من به واستجدى المديح، إلى به حاجة غيرهبات بين حظوظها المتراوحة الدولات مآرب عليه طمت خيال وأي السياسة؟ تفسدهاالسياسة شعره في عالج من الشعراء من ذا ومن الشهوات؟ حضيض إلى ينزل ولم القدرمن وأفلت الحكم مآرب بأطوافه أخذت من منهم ذا ومن الوهم؟ سقطات من وسلم

والضجر؟ الهم كبواتالفسيحة البلاد تلك في نبت آخر، شاعر الشرق جنبات وبين شوقي من مقربة علىالأطراف مترامية متسعة رحابا الدنيا تاريخ في مرة لأول الآريون غزاها عندما كانت التييتقون ملجأ منها فاتخذوا ثمراتها، وجنوا بها انتفعوا أن الغزاة يلبث لم غابات، تكسوهامرتعا فيها وجدوا كما القاتلة، الاستوائية الرياح وهجمات المحرقة الشمس حرارة بهالقرى بها يبتنون ومواد التضحيات، وتقديم للتوسل يوقدونها ونارا لماشيتهم، خصيباالقديمة الغابات تلك وليدة الفاتحون بذورها غرس التي المدنية كانت لهذا والأكواخ؛الطبيعي الوسط وذلك البيئة هذه صميم وفي أكلها. وآتت أينعت الرحيبة جنباتها وبينالطبيعة بحياة المدنية تلك حوطت ولقد وحده، بطابع خاصوطبعت بلون المدنية تلونتنواحيها وتباين مظاهرها بمختلف لها فكان بردائها، واتشحت بلبانها وتغذت الرحبةوالخلود، الوجدان شاعر السماوي، الشاعر نشأ البيئة هذه وفي آصرة، وأمتن علاقة أكبر

طاغور. نشأ هنالك والزهادة، النسك شاعر اللانهاية، في الفناء شاعربينهما الوساطة موقف تقف أن أو الشاعرين بين تقارن أن حاولت أنك ولوناحية أية في المشابهة من وجها بينهما تجد أن الحيل ولأعيتك للتوفيق، الحيلة لأعوزتكبوحي تفيض شاعرية بين التوفيق يريد من موقف يكون وكيف شاعريتهما. نواحي منيستمد خيال بين التوسط يستطاع وكيف والأمراء؟ الملوك بوحي تفيض وأخرى الآلهة،الفرق إنما أحلام؟ كلها بل زائلة، كلها نهايات من يستمدها وآخر اللانهاية، من موحياته

نار. من وقبس نور من شعاع بين كالفرق الحالتين بينإذ نفسه وصف له فاقرأ تعرفه لا كنت إذا أما طاغور؟ تعرف أنت فهل وبعد

فيقول: المدنية، الحياة عن منعزل كهف باب على جالس ناسك ثوب في يتمثلها

لقد شأني. من يصبح لم والأعوام الشهور وكذلك والأيام الليالي تقسيم إنالهشيم وكأنه الدنيا أمواجه فوق ترقص الذي الزمان مجرى عندي تعطل

126

شوقي أحمد

طيات في غارقا وحدي أعيش المظلم الكهف2 هذا في اليابسة. الأغصان أوأعماقها ذات من تفرق جبل في كبحيرة يتحرك لا هادئ الأبدي والليل نفسي،الراكد5 الماء بركة وفي يتساقط. ومنها الصدوع4 به تنضح الماء3 القصية.الدنيا أطراف إن اللاشيء. تعويذة أرتل أجلس إني القديمة،6 الضفادع تسبحالمضيئة الزمان قطع من المنحوتة والنجوم خط، وراء خطا أمامي تنكش

وتفنى. تنقرض النار كأقباسفترات بعد يستيقظ إذ شيفا، الإله به يزودني الذي ذلك فلي، الافتتان أما

اللانهاية. فناء في منفردا وحيدا نفسه ليجد الأحلام في يقضيهابذاتي. المنفرد العظيم الواحد أنا حر: أنا

بعض ضد قلبي أجزاء بعض أثرت الطبيعة أيتها عبدا لك كنت عندماالتي الشهوات علي وسلطت الدنيا، سبيل في انتحارا دموية حرب في وبعثتهافمها، يسعه ما كل تلتقم وإنها بعضا، بعضها يأكل أن إلا غاية من لها ليسبعثت بما قذفتني لقد ظلي! أتبع مجنونا تائها عدوت لقد وفرقا. ألما تني فأمضوهي — القاسرة ميولي أما الشهوات. خلاء إلى الخلب لذائذك وميض من عليالغذاء استحال حيث نهاية، بغير قحط إلى بي أسلمت فقد — وأشراكك حبائلك

بخارا. والماء تراباقسمي أقسمت رمادا؛ عندي وأصبحت دنياي دموع صبغت ما إذا حتىالمسئمة، الكاذبة الظواهر جماع يا أنت غضبي. عليك ولأصبن منك لأنتقمنأشعة وحاربت اللانهاية، سكن بالظلام احتميت لقد الدائم. الخداع مبعث ياخائرة هامدة وتركتها سلاحها، أفقدتها حتى يوم بعد يوما الخداعة الضوء7

قدمي. تحت القوى

نفسه. أي 2الشهوات. 3الميول. 4

نفسه. طيات 5

الدنيوية. الأحقاد 6الشهوة. مولدات 7

127

العربي الفكر تاريخ

عن انكشف أن وبعد والشهوات، المخاوف من تحررت أن بعد والآنعالم إلى فلأخرجن وضاءة، بريئة عقلي قوى أشعت أن وبعد الضباب، بصريبمزحزح ولا ملموس غير قلبه، ذات على ولأجلسن ثانية، مرة والبهتان الكذب

مكاني. عن

قوله: ذهنك عن يغيب أنه أظن فلا شوقي أما طاغور، هو هذا

روح��ان��ي ال��ح��س��ن وه��ذا ال��ت��راب م��ن ب��ش��ر إن��ن��ا ع��ن��ا ج��م��ال��ك ص��ون��ي

رفيع مقام ذات غادة بطلتها كانت ساهرة ليلة في لحادثة وصفه عنك يغيب وهليقول: إذ

ب��ال��ع��ن��م م��وم��ئ��ة لأت��راب��ه��ا ق��ال��تال��ع��ل��م ال��ع��رب��ي ـ��ت��ى ال��ف��ـ ذل��ك��ن م��ني��ن��م ل��م س��اك��را ل��ي��ل��ت��ه ي��ب��ي��تال��ق��ل��م رب ذل��ك ت��ج��اه��ل��ت��ه؟ ق��ل��نل��م ال��ن��ج��م خ��ف��ي إن ال��ذي م��ص��ر ش��اع��ر

الزعامة لواء لأحدهما عقد شاعرين بين وساطة في نتورط أن هذا بعد يمكننا فهلهذا في نضعها أن بأنفسنا نربأ الوثنية؟ عالم في الزعامة لواء وللآخر التوحيد، عالم في

مطمع. غير في فتطمع المحال طلب نسومها وأن الموضع،ونرفع العربي، العالم في الإمارة لواء لشوقي نعقد فيها، نتلكأ فلا المفاضلة أماوكفى الأرضية، كرتنا من الشمس تكسوها التي البقاع كل على الزعامة لواء لطاغورالعربي العالم في يقودها للشعر، دولة العشرين القرن بداية في له تكون أن فخرا الشرق

طاغور. كله العالم وفي شوقي،الوصف، في هوميروس من أنبغ شوقي نجعل ألا النقاد من الكثيرين على يعز قدمن وأمتن الإنسانية، الحياة بحقائق شكسبير من وأعرف الرواية، في دانتي من وأمتعفي شوقي نضع ألا عليهم يعز قد بل بالفلسفة، صلة جوتة من وأعرق اللغة، في ملنأصبح ولقد كلها، الدنيا شعراء لبناته نجعل هرم قمة على نغرسه ألا أو وحده صف

128

شوقي أحمد

على نسج شوقي ألأن لماذا؟! أدري ولست ثابتا، ومعتقدا إيمانا البعض عند الزعم هذاأحيا لأنه أم الطرائق؟ من إليه نزعوا ما غير إلى ينزع ولم فحاذاهم القدماء منوالأشعاره فخرجت الحديثة العصور مميزات من بقليل مزجها ثم القديمة، الأساليب مواتلها تجد قد الحضارة، وطراوة البداوة سليقة من وخليطا والحديث، القديم من مزيجاوالمترفين؟ الأمراء منهم خالط من الأخص وعلى العباسية، الدولة شعراء في كثيرة أمثالاالمدح في المفرطين مع نفرط أن ولا مغالاتهم، من المغالين نجاري أن نستطيع لا إنا اللهمالخارج. في لها حقيقة لا شخصية في ونتكلم موجودة، غير صورة شوقي من فنخرج

الأساليب في مجدد إنه ويقولون: جديد، قالب في الشعر أفرغ قد شوقي إن يقولون:الثاني بالزعم يشوهوها لم الأولى بالحقيقة القائلين إن ولو الشعرية، القوالب في تجديدهشعراء من شاعر كل على ينطبق حق أنه على والصواب، الحق من كثير قولهم في لكانالنزعة وهذه ما، قالب في الشعر تفرغ نزعة شاعر فلكل والحديثة، القديمة العصورومن كاتبا، الكاتب ومن شاعرا، الشاعر من ن يكو الذي الفطري الاستعداد إلى راجعةأن هذا استتبع الفطرية، والميول النزعات تتماثل أن المتعذر من كان وإذا عالما، العالمجديد، إنه يقال: قد قالب في الشعر إفراغ على خاصة قدرة الشعراء من شاعر لكل يكون

القاعدة. هذه يعد لم وشوقيحتى لشوقي إثباته النقاد من أحد يستطع لم فزعم الأساليب في التجديد أماوقصيدة البردة، ونهج الأندلسية، وهي قصائده أفخم أن من هذا على أدل وليس الآن،لقصائد جعلت مكانة القديم الأدب في نالت قديمة؛ قصائد على فيها نسج قد كارنارفونعظمة إلى حنين فمن الذكريات، فيها تمازجت وحلاوة جديدا، النفوس في وقعا شوقيعلى الإيقاع في شغف إلى وحده، شوقي شاعرية إلا تخرجه لا قالب في مصبوبة القديم،روعة واستوقفته هانئ ابن ة برق هام من إلا إليها يصل ما صورة على الحديث أوتار

زهير.النهضة عصر تقدم الذي العصر ذلك في نسبيا جدبا العربية اللغة أجدبت لقدالعصر ذلك يكن لم المماليك عصر فإن على، محمد بنهضة غالبا ندعوها التي الحديثةجديدا فيه كسبت قد الأدبية الصناعات أو اللغة إن فيه: يقال أن يصح الذي الأدبيمؤلفات فإنها المظلم، العهد ذلك خلال ظهرت التي المؤلفات كثرة من الرغم على مبتكرا،وكتاب الأعشى، صبح كتاب فإن التراجم، تدوين على أكبت ما وكثر بالفقه عنيت ما غالب

129

العربي الفكر تاريخ

تعد أن يمكن لا العصر، ذلك مفاخر من وهي العرب، لسان وقاموس الأبصار، مسالكعظمى، معاجم أو كمراجع الأدبية قيمتها من الرغم على الصحيح، بالمعنى تجديد كتبالآن قيمته تزيد لا المماليك عصر في خرج مما وأمثالها الكتب هذه قيمة أن حدسي وفيوقيمتها الطبيعي، التاريخ في لينيوس معلمة أو العظمى، وجروبر إرش موسوعات عنالمماليك فعصر إذن اللاتينية، في المعلمة أو الألمانية، في الموسوعة كقيمة العربية اللغة في

أبدا. تجديد عصر يكن لم ولكنه إنتاج، عصر كانشبيها العلوية النهضة عصر في الأدبية الحركة على حكمي يكون أن أخشى أني علىولكنه إنتاج؛ عصر شبهة ولا كان فإنه الشعر، حيث من المماليك عصر في عليها بحكميوأغضينا وحده، الشعر ناحية من النهضة في ننظر أن أردنا إذا تجديد، بعصر ليسنعتقد حركة وهي العصر، ذلك في الترجمة حول قامت التي التجديد حركة عن الطرفالبعض يراه قد حكم لنا كان العظمى، الآثار من علي محمد أخرج ما أثمن من أنهاأربعة شعراء سوى مصر في يظهر لم الماضي القرن طوال ففي معتدلا، والبعض قاسيا،دولة يمثلون الذين أنهم بحق نعتبر أن يمكن قد وحافظ، وشوقي وصبري الباروديالقديمة، العصور شعراء من متباينة ونماذج مختلفة صور مجموعهم في وهم فيه، الشعرالعباسي، العصر شعراء من الأمر غالب في مستمدة آثار الصفات من فيهم ما وأكثرالخالدة الابتكارية الآثار باعتبار لا جديدا حادثا العصر هذا في شوقي ظهور كان لهذاعصر بعد كبيرا إخصابا أخصب أنه باعتبار بل العربي، الشعر تضاعيف في بثها التيأن على الأخص. على مصر وفي العربي، العالم في الشعر ملكة فيه تجدب كادت طويلالآثار من فيها ما وأبين النواحي، تلك أظهر أن غير المتعددة، نواحيه له شوقي إخصابصناعته أهل من الكثيرين يبز ومصور ماهر، وصاف فهو الوصف، على الكاملة قدرتهشبب من منهم بقليل وليس المديح، في يبزه من المعاصرين الشعراء ففي وحديثا، قديماالوصف مضمار في يجاريه أن يستطيع من منهم ليس ولكن شوقي، إليه يبلغ لم بما

والتصوير.

نبحث وأن وتؤدة، هوادة في شوقي نبحث أن نود وكنا سريعا، القلم يجري ألا نود كناوالأساليب، المعاني في مبتكر إنه يقولون: إذ النقاد من الكثير له يدعيه ما الأخص علىتضع جديدة بطريقة العربي الشعر دولة يغن ولم جديدا، شيئا يبتكر لم أنه والحقيقة

130

شوقي أحمد

في وتنيسون بيرون أو الفرنسوي الشعر في هوغو فعل كما فاصلا والمحدثين القدماء بينإلمامه فإن الابتكار، هذا مثل على العصر هذا شعراء أقدر أنه حين في الإنجليزي، الشعرالمعاني من قليلا أن كيف نعجب إننا حتى كبير الفرنسويين وبآداب الفرنسوية باللغة

الشمس: يخاطب وهو آمون عنخ توت في كقوله ابتكاراته، من أنها نظن التي

وت��ه��دم��ي��ن��ا ال��ح��ي��اة وت��ب��ن��ي��ن وال��م��ن��اي��ا ال��م��وال��د ت��ع��ي��ن��ي��ن

أن على المعروف. الشاعر شيلي خيال ومن الإنجليزي، الشعر من مستمدة هي إنماالأول، النقص من أنكى نراه قد آخر نقص إلى يتعداه بل الحد، هذا عند يقف لا الأمرإلا شيء من بينها يجمع لا أبيات عن عبارة الناس بين المشهورة شوقي قصائد أكثر فإنوليست متصلة، غير منفصلة حلقات عن عبارة شوقي عند فالقصيدة نظمها، شوقي أنقصائده أكثر يرتب أن أديب كل استطاعة وفي الأجزاء، مترابط النواحي متلائم واحدا كلاعليك يلتبس أن غير من وطردا عكسا القصيدة تقرأ أن بعده يمكنك بحيث جديدا ترتيبامن أنها عليك يستبهم أن غير ومن الشاعر، إليها رمى التي المعاني من واحد معنىإن فقل: شئت إن بل متصلة، غير شوقي عند فالفكرة روحه، ومن بل شوقي صناعةالفكرات هذه أن العجب أعجب إن غير معنى، منها كل وفي فكرة أبياته من بيت كل فيبأي أدري ولست الأجزاء، متصل النواحي متلائم كلا تكون لا مجموعها في المعاني وتلكضرورية تكن لم إن لوازمه، من لازمة أم وعبقرية، نبوغ أهي الظاهرة: هذه نسمي شيء

الغريبة. خاصياته من نعتبرها أن من أقل فلا الشعراء، مستوى فوق لرفعهتحلل أن أردت إذا وأنت قصائده، مطالع من الكثير ضعف شوقي في ما وأغربهذا في الشعراء كنابغة عليه حكمك في تمضي أن استطعت ما نظمه من الكثير مطالعالفارق أن على والجلال، الروعة في أخرى آية مطالع نظرك يستوقف أن غير من العصرلنظهر قليلا المقارنة هذه نمضيفي لهذا كبير، قبحه يروعك ما وبين جماله يروعك ما بين

جليا. إظهارا الصفة هذهقوله: بين مثلا قارن

ال��غ��اب��ري��ن��ا ال��ق��رون أح��ادي��ث خ��ب��ري��ن��ا ي��وش��ع أخ��ت ي��ا ق��ف��ي

131

العربي الفكر تاريخ

قوله: على روعة من المطلع هذا في ما وقس

ال��ع��م��ر أق��ص��ى الأرض ف��ي وب��ل��غ��ت ال��ع��ص��ر ع��ل��ي��ك ط��ال ال��ه��ول أب��ا��غ��ر ال��ص ح��د ج��اوزت أن��ت ولا ش��ب ال��ده��ر لا ال��ده��ر ل��ذة ف��ي��ا

لا غريب تناقض من البيتين هذين في ما بجانب يقاس لا هنا المطلع ضعف فإنالأرض في بلغ قد الهول أبا أن فكيف الحال، مقتضى مسايرة عن العجز إلا فيه سبب

الصغر؟ حد بعد يتجاوز لم أنه وكيف العمر، أقصىقوله: أذكر ثم

ب��ن��ي��ك س��ي��وف ع��ل��ى ب��ن��ي��ت م��ل��ك ي��ه��ن��ي��ك وق��ل أن��ق��رة ن��اد ق��م

قوله: بجانب

ت��ب��ور أم ت��خ��ل��د ال��ن��ف��س وال��ق��ب��ور أع��ل��م ال��ل��ه

الله لعلم مساويا القبور علم جعل كيف بل القبور؟ إلى العلم نسب أنه كيف وانظربوارها؟ أو الأنفس بخلود

قوله: قارن أو

ال��ب��ل��ب��ل أم��ي��ر وي��ا ال��ك��ن��ار م��ل��ك ي��ا ص��داحال��م��وص��ل ق��رب ورزق��ت ب��م��ع��ب��د م��ن��ك ف��زت ق��د

بقوله:

ال��ج��ه��اد م��ث��ل ال��ع��ل��م ن��ش��ر وف��ق��ت، ال��ب��لاد ب��ه��ذي ال��ع��ل��م ن��اش��ر ي��ا

قوله: أو

ال��ح��رم الأش��ه��ر ف��ي دم��ي ب��س��ف��ك أف��ت��ى وال��ع��ل��م ال��ب��ان ب��ي��ن ال��ق��اع ع��ل��ى ري��م

132

شوقي أحمد

بقوله:

ال��ب��دور ع��ل��م ج��اءه��ا ه��ل ال��ق��ص��ور ذات ي��ل��دزا س��ل

قوله: أو

وال��ح��رم��ا س��ي��ن��اء م��ن ال��س��ف��ح وع��ظ��م وال��ه��رم��ا ال��ن��ي��ل ح��ي��ي ال��ري��ح راك��ب ي��ا

بقوله:

ل��لأق��دار ال��ده��ر ف��أم��ر ف��أق��ب��ل الأع��ذار ب��اس��ط ج��اءك ال��ده��ر

قوله: أو

ال��ع��رب خ��ال��د ج��دد ال��ت��رك خ��ال��د ي��ا ع��ج��ب م��ن ال��ف��ت��ح ف��ي ك��م أك��ب��ر ال��ل��ه

بقوله:

ع��ب��اس ع��م��ات ف��ي ال��ل��ه وب��ارك م��ل��ك م��ن ع��ب��اس ف��ي ال��ل��ه ب��ارك ي��ا

قوله: أو

ك��ت��اب��ه ب��ط��ي ره��ن ام��رئ ك��ل أس��ب��اب��ه وف��ي أع��ي��ا م��ا ال��م��وت ف��ي

بقوله:

ال��ص��ح��ف ال��زم��ان ه��ذا وآي��ة آي��ة م��ض��ى زم��ان ل��ك��ل

مطالعه عدد أن تجد أن غير من بعيدا المقارنة هذه تمضيفي أن تستطيع لا أنك علىروعته. وتستوقفك جماله يستهويك ما عدد على كثيرا أربى قد الضعيفة

من عليها نسدل أن أو عنها الطرف نغض أن يجب لا أخرى هنة لدينا أن علىكاملا، اتساقا النفس فيها يتسق ما شوقي قصائد من قليلا أن فالحق سترا، التفريط

133

العربي الفكر تاريخ

الأثير تموج مخيلته في المعاني تموج إلا سبب من شوقي شعر في الظاهرة لهذه وليسالمعنى أن تجد لهذا طويلا، زمنا واحدة صورة على مشاعره استقرار وعدم الفضاء، فيحضيضا، فأصبح انهار وقد البناء، ذلك تجد أن تلبث لا ثم موضع، في ويقوى يتسق قداللغة، قوة مع يتساوى ما الاستمرار قوة من أعطيت قد كانت نابغتنا مشاعر أن فلوخرج ما العصرخير هذا في شوقي لنا لأخرج الغريبة، القوالب تلك في صبها على والقدرة

العصور. كل في العربي الشعر منفيها له يشق لا قصائده تتخلل قصيرة مقطوعات لشوقي أن تجد هذا أجل ومنعلى هذه مقطوعاته أفضل وإني مميزاته، أخص هذه أن وعندي ومعنى، أسلوبا غبار

مراعاة. أشد الاتساق وروعي النفس فيها اتصل وإن غيره، من برمتها قصائدأشبه ثورة ولكنها متأججة، ونفسا ثائرة روحا شوقي جنبي بين أن على هذا يدلكإذ الهشيم نار أو ناعمة، عليك تمر أن تلبث لا ثم هوجاء، فتية تهب إذ الرياح بثورةإنما شوقي يدي بين والصناعة أخرى، في رمادا وتصبح لحظة، في الألسن مندلعة تتأججمعانيه تسمو نفسه ثورة تشتد فحيث الطبيعية، الفطرية الصفات هذه لجماع تخضعإليها ينزل لم منزلة إلى معا والشاعرية المعاني هبطت نارها خبت فإذا شاعريته، وتقوىالنار تلمس مشاعره يمس بحادث نفسه تتأجج وحيث العصر، هذا شعراء من الكثيرونالشعر وعلى عليها طوى ونامت، العاصفة هدأت فإذا كلماته، بين بل أبياته بين ساريةعليه يحسده لا الذي المستوى إلى بشعره ينزل الطبع، ولين الفطرة ميوعة من سترا

صناعته. أهل من الكثيرونتأجج يكون كيف انظر بل شوقي، قصائد من كثير في عليه تقيس واحدا مثلا إليكوالمثل، الغايات إلى الوثاب الأمل بنيران الألسن مندلعة هي إذ بالسحر تفيض العاطفة

الشعر. معها ويموت فتموت شعلتها تنطفئ كيف انظر ثمملنر: مشروع قصيدة مطلع في قال

س��رب��ه وم��ن ال��رم��ل رب��رب م��ن ب��ه واس��ل��م ال��ق��ل��ب ع��ن��ان اث��نك��ث��ب��ه ع��ن الأرداف م��رت��ج��ة ب��ان��ه ع��ن ال��غ��ي��د ت��ث��ن��ي وم��نل��ب��ه ع��ل��ى ال��ل��ب ذا ي��غ��ل��ب��ن ال��ظ��ب��ا ال��م��ن��ك��س��رات ظ��ب��اؤهرط��ب��ه وم��ن ال��در ن��اع��م م��ن ل��م��ح��ة ف��ي ال��ح��س��ن رق��اق ب��ي��ضق��ض��ب��ه ع��ل��ى ال��ورد ي��وان��ع أص��ل��ه م��ن ال��ن��رج��س ذواب��ل

134

شوقي أحمد

ش��ه��ب��ه ع��ل��ى ال��ح��س��ن ف��ي وزدن ال��دج��ى س��م��اء الأرض ع��ل��ى زنس��رب��ه ف��ي الآم��ن ال��ق��ط��ا م��ش��ي ه��ي��ن��ة ع��ل��ى أس��راب��ا ي��م��ش��ي��نه��دب��ه م��ن الآج��ال ت��ن��ت��ب��ه ال��ك��رى ب��غ��ي��ر وس��ن��ان ك��ل م��نغ��رب��ه ع��ل��ى ال��س��ح��ر غ��رائ��ب ب��اب��ل م��ل��ك��ا ت��ل��ق��ى ج��ف��ن

من ينته ولما انطفأت ما فإذا بالعاطفة، نفسه تلتهب إذ شوقي شعر يكون هذا علىقوله: إلى العليا السماء هذه من ينزل قصيدته، نظم

غ��ض��ب��ه م��ن س��ر م��ا أو س��اء م��ا غ��د ف��ي ل��ك��م أو ع��ل��ي��ك��م أم��رك��ع��ب��ه ولا ج��ود ب��ح��ات��م ده��رك��م ف��م��ا ت��س��ت��ق��ل��وه لاق��ض��ب��ه ولا ال��ح��ق ق��ن��ا ع��ل��ى ن��ط��ل��ع ول��م ال��ح��ق ن��س��م��عغ��ص��ب��ه ع��ن ب��ال��ش��دة ي��ع��ج��ز م��ا ب��ع��ض ال��ف��ت��ى ب��ال��ل��ي��ن ي��ن��الع��ت��ب��ه وف��ي ل��ل��ده��ر ال��ص��ب��ر ف��ي أن��س��ك��م ف��ل��ي��ك��ن أن��س��ت��م ف��إن

قوله: إلى

ب��ه ي��ت��ق��ي��د ل��م زم��ان��ك��م ت��ح��ب��ون��ه لا ق��ي��د رب ي��اق��رب��ه ف��ي ل��ل��ن��اظ��ر ك��ال��ص��ب��ح م��س��ت��ب��ع��د ال��ظ��ن ف��ي وم��ط��ل��بح��ج��ب��ه ف��ي ال��غ��ي��ب ه��ذا دام م��ا م��ؤم��ن م��ن ي��ج��م��ل لا ال��ي��أس

الدين وفي نكبرها، جولات القومية في فله الصور، متعدد الألوان كثير شاعر شوقينواس، أبا فيها يبز كاد مرقصات الخلاعة في وله طويلة، وقفة عندها الأديب يقف خطراتمنها لشيء نعرض لا أشياء المواقف هذه غير في وله العباسيين، عصر في الخمريات شاعرالموطن، هذا في نستحق مما أكثر منه نملأ أن الصحيفة هذه فراغ على منا حرصا الآنقومياته في هو فهل المتعددة، شخصياته لشوقي إن يقولون: الذين من لست أني علىإذا أما الوصف؟ في منه شخصية أبرز دينياته في هو وهل خمرياته؟ في منه أثرا أبينعلى النواح على بالقدرة خصته قد فإنها هذا من بشيء شوقي خصت قد الطبيعة كانتقوائمها، الزمان ثرى في وغاصت قائمها اندك أن بعد الشرقية المدنية من الزائل المجدأو الشام دمشق رثى أو العباسيين، مدنية على ناح أو المصريين، مجد بكى إن فإنهجاءت ومدنية زال، مجد من له كان فيما ممثلا الشرق يبكي إنما فإنه الأندلس، طليطلة

135

العربي الفكر تاريخ

مجده على النائح عليه الباكي الشرق شاعر فهو آثارها، ودرست فدالت الأزمان عليهااصطبغ. صبغة وبأية كان، ناحية أية وفي الشرق ذلك تكون لون أي في القديم

له عون أكبر الوصف على الفطرية قدرته كانت مواقف ذلك في لشوقي أن والحقلغير إلا تتسع لم التي الدائرة تلك عن به يخرج كاد تصويرا فيها مشاعره تصوير علىبين الجلاد فكرة القديمة، الفكرة تلك إلى مصروفة السياسة دائرة شوقي، له خلق مافي السيادة ولتكون الآخر، على أحدهما ليسود بل متكافئين، ليكونا لا والغرب، الشرق

الثاني. دون للأول الدنياوهو الشعر نظم منذ ي اللج السياسة بحر في مغمور وهو بد من لشوقي يكن ولممقسورا كان أشياء تلك بالاستقلال، يشبب وأن الخلافة، بذكر يشيد أن من صباه، فيالدعاية ناحية إلى هذا في وهو أشعاره، حوله من تدور الذي المحور يجعلها أن علىبشاعر ظنك وما نفسه، عليها تنطوي كانت التي المشاعر وصف إلى منه أدنى السياسيةمن له يكن لم الخلافة؟ لدولة تابع البيت وهذا كنفه وتحت علي محمد بيت في يشبوزالت ركنها هدم إذا حتى كلها، أوروبا على ينصرها وأن الخلافة، بذكر يشيد أن بدذكريات مع مطوية النسيان من واحد غلاف في القديمة الشاعر وأحلام أصبحت دولتهافيجد الثاني عباس كنف في يشب بشاعر ظنك وما نواحا، ولا رثاء تستحق لا الماضي،الحكومة، يقود المراس شديد سياسي رأسهم وعلى لبلاده المحتلين مع دائم صراع في أميرهخدمة والجلاء، بالاستقلال يتغنى أن بد من له يكن لم الجيش؟ يقود عنيد جندي وآخر

للشاعرية. إرضاء ولا للشعر، خدمة لا السياسة لأغراضالناحية هذه في وهو والشرقيين، بالشرق تشبيبه في شاعريته شوقي أرضى إنماوشاعر لغة، العربي الشرق شاعر بحق فهو الأخرى، منازعه كل في منه نزعة أصح

ووجدانا. عاطفة كله الشرقالنقد في الحديث العصر نزعة يرضي بحثا شوقي بحث في نستطرد أن أردنا إذا أمانجمل لهذا الأبحاث، هذه من الأسبوعية السياسة إليه قصدت عما ننبو شك لا فإناأرضينا قد نكون ولعلنا الجديد، العصر نزعة الأسطر هذه في أرضينا أننا وجملته القول،التي الحقيقة عن بعيدا خيالا لا حقة صورة نراه كما صورناه بأن الكبير شاعرنا

والسلام. قبلنا، من هو ويقدسها نقدسها

136

الديلمي مهيار

نسبيته على شعره دلالة

يقولون كما الثقافة، ونهضة الأدب ميدان في حولنا من اليوم القائمة الأمثال في كان لئنأدباء لنا رسمها التي الأساليب احتذاء في الإفراط من شيء على يدل أن يصح مثل منظلوا الأسباب من سبب لأي تعرف لا نبغاء دراسة في التفريط من أو الماضي، القرنوكذلك الأمثال، تلك أخص لمن الديلمي مهيار اسم إغفال فإن العصور، طوال مهملينغير بائرة، شخصيات بعض دراسة على الأدباء عكف الأسباب من سبب لأي تعرف لاالأدباء بذل ما بأقصى العربي الأدب عصور كل في خصت وبورها جدبها على أنهاوالشعراء الأدباء بين مهيار اسم أن تجد وهل والاستقصاء، بالبحث عناية من والباحثونمن قامت نزعات عن عبر وكلاهما فحل، شاعر وكلاهما الرومي؟ ابن من حظا بأسعدالحياة صورة إلا هي وما نفسيته، إليها استحالت صورا الجزل الشعر في ورسم حولهاستيعابا استوعبها وكلاهما غريبا، عنها كان كلاهما لغة، أوضاع في تجلت الصحيحة

موروثة؟ وعبقرية أصيل نبوغ على يدلظروف مقتضى على ظواهرها يحرك كامنا ا سر الحياة في أن إلا هذا من نعرف لاالأدباء سمر نواس أبو يكون لماذا شيئا، مؤثراتها من ندرك أن نستطيع لا ولكنا نعرفها،اسم أو مهيار اسم يذكر ولا آن كل في المتأدبين قبلة المتنبي يظل ولماذا عصر، كل في

العربي الفكر تاريخ

في منهما وأدنى منزلة، الأدب في منهما أقل شعراء يذكر أن بعد إلا مرة، الرومي ابنتكاد هذا في السبب المرات؟ من ألوفا الشمقمق، وأبو وصردر الجن كديك مكانة الشعروآخر ، آري خيال من مستمدة سليقة به تجود شعر بين الفرق في نظرت أنت إذا تلمسهتوابعه، بكل الآري العقل بين والفرق الأصل، سامي خيال من تستمد سليقة تخرجهكلاهما، أخرجها التي المدنية في جلي بينهما فالفرق السامي، للعقل المباينة جهد مباينبه يمتاز ما أخص فإن الفنون، وبقية والموسيقى والشعر الدين صور في بين هو كماوفي الآرية، فارس دين ففي المتناقضات، بين الجمع على والقدرة التنويع حب الآري العقليمضيان الظلام، وعنصر النور، عنصر عنصران العالم في الأصل أن تجد الوثني عصرهاالسامية الأديان في تجد لا أنك حين في الشر، يمثل والآخر الخير يمثل وأحدهما متعاقبين،العقل بأطراف الآخذة الوحدة فكرة إلا اللهم قيد كل من المطلق التوحيد سوى شيء منتجد مناحيها، تشعب وعلى صورها اختلاف على الفنون في الحال وهكذا جهاته، كل منالعقل أن حين في ا، تام اتحادا الألفة بفكرة الآري العقل في اتحدت قد الجمال فكرة أنالجميلة المفردة الأجزاء بين من يكون أن عن وعجز الجمال، فكرة إلا يدرك لم امي الس

جمال. من أجزائها في وما تلتئم ألفة فيها وحدة بحقامي الس العقل يستسغ لم أجلها من التي الأسباب أخطر من سبب هذا أن أتخيلمنه ينفر شيء على شعرهما ظاهر في تقع لا أنك على الرومي، ابن شعر ولا مهيار شعرأنه غير هو؟ ما تقول أن تستطيع لا خفي لسبب ولكن العربية، الديباجة تأباه أو الأدبالسامي، العقل ومنتجات الآري، العقل منتجات بين الفرق من ذكرنا ما الأمر غالب فيفي أثرها نحدد أن لدقتها نستطيع لا صورا المختلفة النفسيات على كلتاهما تعكس إذ

ا. تام تحديدا والعقول الأنفسأنتجها التي والفلسفة الآري، العقل أنتجها التي الفلسفة في نظرت إذا الحال وكذلكلا الآري، العقل أنتجها التي الغيبيات صور أحط أن مثلا تجد فإنك السامي، العقلفي الحال وكذلك الفلسفة، في امي الس العقل أنتجها التي الغيبية الصور أرقى تطاولهاأرقى تطاولها لا امي الس العقل أنتجها التي التوحيد صور أحط فإن السامي، العقلالمسيح دين يعش لم الأسباب من ولأي الدين، في الآري العقل أنتجها التي الصورالعقل لأوضاع مناف المعروف بثالوثه لأنه الأصلية؟ السامية بيئته في — السلام عليه —ليعيش أوربا إلى نزح لهذا الآري، العقل لنزعات ملائم هو ما بقدر ولخصائصه، امي الس

ومنزعا. وراثة الآري العقل من المستمد التيوتوني العقل ثنايا في هنالك،

138

الديلمي مهيار

الفارسي الكاتب مرزويه بن مهيار فهو اليوم فيه نتكلم أن نريد الذي شاعرنا أمافلا العجمة، في عريقان الفارسية في أصيلان فارسيان اسمان ومرزويه ومهيار الديلمي،

النسب. ناحية من ولا التاريخ، ناحية من لا الفارسية نسبته في إذن مطعنالحسن أبي الرضي الشريف يد علي كان إسلامه إن ويقال: وأسلم، مجوسيا كانوإنه الأدباء: مؤرخو يقول كما الشعر، نظم في تخرج وعليه شيخه وهو الموسوي، محمدسنة الحقيق على وأسلم الهجرة، من ٤٢٨ سنة وتوفي أستاذه، قصائد من كثيرا وازنلم أنه وعندي المحتوم، الأجل يدركه أن قبل عاما وخمسين ستة عاش فكأنه ٣٩٤ه،يوازن وأن الأديان، بين يختار أن استطاع عنده مدى العمر من أدرك أن بعد إلا يسلممنوها إسلامه بعد نظمها التي قصيدته نتناول عندما سترى كما دينا، له ليختار بينها

نفسه. وخصائص حالاته من بالكثيرفي تجده لا ما السبك وحسن التركيب متانة من وفيه وحدها، ديباجة مهيار لشعرقصائده في نفسه طول أن غير حوته، التي البيئة إلى انتموا الذين عصره شعراء من كثيرترى لا فأنت ولذا النسق، وجمال السبك وحسن الانسجام قوة من شيئا عليه يضيع قدقد قليلة وهي القصيرة، مقاطيعه في تراه ما بقدر الصحيحة شاعريته قوة في مهياراالوصف، في أحدهما مقطوعاته، من بمثالين هنا ولنأت الكبير، ديوانه في الندرة حد تبلغصبري شاعرنا إلا يدانيه لا مقطوعاته في مهيارا أن على بهما لنستدل الفخر في والآخر

النيلوفر: وصف في مهيار قال المحدثين: في

ال��ظ��م��ا ت��ش��ك��و والأرض ري��ان��ة ال��ض��ح��ى ن��ئ��وم ال��ل��ي��ل س��اه��رةال��دج��ى ب��أم��ر إلا ظ��ب��اؤه ت��ق��ت��ن��ص ل��م ال��س��رب ف��ي رائ��ح��ةل��م��ا م��ن ل��ه��ا م��ا ش��ف��ت��ي��ه��ا ف��ي ي��ك��ن ل��م وإن ف��وه��ا م��ل��ت��ئ��مال��ص��ف��ا الأف��اع��ي س��م ون��اق��ع ��ه��ا س��م ن��اق��ع م��اء ح��ي��ةل��ه��ا ف��ي ك��ل��ه��ا م��ج��ت��م��ع��ات ع��دة أل��س��ن��ا م��ن��ه��ا ت��ع��ط��ي��ك

في فهو مهيار، نزعة على وقعت التأمل فيه وأطلت الوصف هذا تأملت إذا وأنتيتناوله مما ذلك غير أو أريجه أو زهره وجمال بالنفس أخذه يتناول لم للنيلوفر وصفهالاستقراء نزعة عقله في تغلب شاعر وصف النيلوفر وصف بل وصفهم، في العرب شعراء

139

العربي الفكر تاريخ

وأما النزعات، من الآري العقل عليه طوى ما أخص من نزعة وهي والمشاهدة، والاختبارمفاخرا: فيها فيقول الثانية المقطوعة

ب��ي ت��س��أل ف��م��ض��ت س��ع��د أم ق��وم��ه��ا ن��ادي ب��ي��ن ب��ي أع��ج��ب��تح��س��ب��ي م��ا ع��ل��م��ه��ا ف��أرادت خ��ل��ق��ي م��ن ع��ل��م��ت م��ا س��ره��اال��ن��س��ب ع��ن��د ي��رض��ي��ك م��ن أن��ا ي��خ��ف��ض��ن��ي ن��س��ب��ا ت��خ��ال��ي لاال��ح��ق��ب رءوس ف��وق وم��ش��وا ف��ت��ى ال��ده��ر ع��ل��ى اس��ت��ول��وا ق��وم��يب��ال��ش��ه��ب أب��ي��ات��ه��م وب��ن��وا ه��ام��ات��ه��م��و ب��ال��ش��م��س ع��م��م��واأب��ي م��ث��ل أب ال��ن��اس ف��ي أي��ن إي��وان��ه ع��لا ك��س��رى؛ وأب��يوالأدب ل��ي الإس��لام ش��رف وع��ل��ى ال��ق��دام��ى ال��م��ل��ك س��ورةن��ب��ي خ��ي��ر ع��ن ال��دي��ن وق��ب��س��ت أب خ��ي��ر ع��ن ال��م��ل��ك ق��ب��س��ت ق��دال��ع��رب ودي��ن ال��ف��رس س��ؤدد أط��راف��ه م��ن ال��ف��خ��ر وض��م��م��ت

وهي وعظمته، الكبير الشاعر ذلك نفسية فيه تتجلى الذي الفخر بالغ من وهذالم أنه على لتدل فإنها الدين، وأثر القومية ونزعته نفسه عزة على الدلالة من بلغت إنإليها يلجأ كان التي الروح تلك عصره، في سادت التي للروح مماشاة إلا المديح إلى يلجأقوم أن على آخر، طورا السياسية المآرب لقضاء ومتابعة طورا الحاجة لجوء الشعراءغيرهم قوم يسعد لم لقوم الحقب، رءوس فوق ومشوا فتى الدهر سادوا الذين مهيارالمتنبي قول هذا من فأين ومنزعا، لغة العربي أرومة، الأعجمي شاعرهم كفخر بفخر

مثلا:

ال��ص��ب��ر وم��ع��ي ك��ذا ق��ول��ي وم��ا وح��ي��دا ال��ده��ر ف��وراس��ه��ا م��ن خ��ي��لا أح��ارب

البارودي: شاعرنا قول منه أين بل

ال��ده��ر وال��ت��ف��ت الأف��لاك ت��ف��زع��ت س��ي��ف��ه غ��رب س��ي��د م��ن��ا اس��ت��ل إذا

استلت، ما إذا الأفلاك تتفزع التي والسيوف الدهر، فوارسها من التي الخيل فإنالدهر، سادوا الذين القوم ولكن الكلام، في مصوغا العبقري الشاعر خيال إلا بشيء ليستوبقية الدنيا، سادوا كيف تظهر أن المستطاع من قوم هم الحقب رءوس فوق ومشوا

140

الديلمي مهيار

العربية المدنية زمان في حتى كانوا إذ الحقب؛ رءوس فوق مشوا وكيف ظلام، في العالمأعلامهم. منكسة أرضهم، مغزوة بعد وهم الإنساني، الفكر سادة

أخلص وأنه صادقا، كان إسلامه أن حياته حالات من كثير ومن مهيار، شعر من الظاهرموضعا شعره كل في ترى فلست القديم، الوثني لدينهم أهله إخلاص المنتحل لدينهأبياته من بيت بها يفيض فكر خطرة ولا بل الأولين، آبائه دين إلى حنينه على يدل واحدالوثنيته بحنين واحدة ساعة تحركت قد نفسه كوامن أن على منه تستدل أن يمكن بحيثيتبدل لأن الضمير مرتاح النفس راضي مقتنعا للإسلام أسلم أنه على دليل ذلك الأولى،فإن مثلا، المقفع كابن ظاهرا إسلاما أسلموا ممن كثير من الضد على بالإسلام، الوثنيةيوما مر أنه روي فقد وجوهه، متشاكلة حوله من والقصص كثيرة إسلامه عن الروايات

الأحوص: بقول فتمثل الزرادشتيين بيوت من نار ببيت

م��وك��ل ال��ف��ؤاد وب��ه ال��ع��دى ح��ذر أت��ع��زل ال��ذي ع��ات��ك��ة ب��ي��ت ي��الأم��ي��ل ال��ص��دود م��ع إل��ي��ك ق��س��م��ا وإن��ن��ي ال��ص��دود لأم��ن��ح��ك إن��ي

نفسه نزعة على تدل رواية على أقع ولم بل هذا من شيئا أجد فلم مهيار شعر في أماعليه الله من أن لما نظمها التي قصيدته في وإن غيره: بقول متمثلا أو ناظما الوثنية إلىيقول كما النصرانية إلى ميل من صدره في يتردد كان عما الله صرفه أن ولما بالإسلام،وراحة النفس صفاء على يدل فإنما شيء على دل وإن واسترسالا، وعظة لبلاغا مؤرخوه

فيها: يقول التي قصيدته وهي الثابت، لمعتقده الرشيدة والدعوة الضمير

ذن��وب��ا وص��ل��ن��ا م��ا ت��ق��ى ه��ج��رن��ا ت��ج��ي��ب��ا لا أن ل��ك ال��ه��وى دواع��يال��غ��ي��وب��ا ال��ع��ي��ون أري��ن أم��ور ان��ج��ل��ت ح��ت��ى غ��رورك ق��ف��ون��ان��ص��ي��ب��ا ف��ي��ن��ا ل��ك ت��دع ل��م ن��ه��ى ب��ه��ا ب��ل��غ��ن��ا أو ل��ه��ا ن��ص��ب��ن��اق��ش��ي��ب��ا ��ا غ��ض ال��ش��ب��ي��ب��ة وغ��ص��ن م��ق��ب��لا ل��ه��ا ال��زم��ان وه��ب��ن��ام��ش��ي��ب��ا وش��ب��اب��ا ه��رم��ا ص��ب��ى ي��ح��ول أن ل��م��خ��وف��ن��ا ف��ق��لش��ي��ب��ا ال��ش��ي��ب ك��ره إذا ول��دن��ا أن��ن��ا ��ت��ن��ا ل��ع��ف وددن��اق��ري��ب��ا أو ن��ائ��ب��ا ع��ش��ي��رت��ه أخ��ي��ك ع��ن ص��ح��ب��ت��ي أخ��ا وب��ل��غ

141

العربي الفكر تاريخ

ط��ي��ب��ا ال��خ��ل��د م��واق��ده��ا وخ��ب��ث رب��ه��ا ن��ارك��م م��ن ت��ب��دل��تال��ذن��وب��ا ي��س��ت��ب��ق��ون ب��أي��ة م��س��ت��ب��ص��را ع��ن��ان��ي ح��ب��س��تال��م��ج��ي��ب��ا دع��وت ل��و ون��ادي��ت��ك��م ال��م��ص��ي��خ وج��دت ل��و ن��ص��ح��ت��ك��مي��ت��وب��ا أن م��ث��ل��ك��م��و ض��لال��ة ف��ي ال��ل��ه وع��د ف��ق��د أف��ي��ئ��وا

قبل مهيار نفسية إليها استحالت صور عدة على تقع وحدها القطعة هذه ومنإذا البحث مستفيض من لشيء استيفاء هنا نعددها كثيرة حالات على وتستدل إسلامه،في مكانة من يشغل وبما الإجلال، من يستحق بما مهيار في الكلام نتابع أن أردنا نحن

الأدب. عالمأشواطا. الشهوة موحيات وراء وجرى الهوى تابع أنه أولا:

ما وشهدتا خافيا، كان ما فأبصرتا لعينيه انجلى حتى الغيب عن له كشف أنه ثانيا:يعتنق أن قبل حينا بالتصوف اشتغل أنه على دليلا الإشارة هذه في ولعل غيبا، كانوالعلم الأدب الرضي الشريف عن يتلقى فارسي يشتغل أن بغريب وليس الإسلام،ننسب فإننا هذا، صح إذا أما المتشعبة، طرقهم في الباطن أهل يجاري وأن بالتصوف،

المتصوفين. بطرق اشتغاله إلى الهم وعميق الحزن رنة من شعره في ما أغلبوفتوته، شبابه شرخ في أي إقباله؛ في والزمان الأمور تلك وراء للبحث نصب أنه ثالثا:أسلم قد كان فإذا الشباب، طور قضى أن بعد إلا يسلم لم أنه على يستدل هذا ومن،٣٩٤ القصيدة هذه فيه نظم الذي العام في إسلامه وكان عمره، من الثلاثين في وهوفي إلا يمت لم وأنه التاسع، العقد منتصف إلى عمر فكأنه ٤٢٨ه عام في ووفاته

والثمانين. الخامسةنصيب. من نفسية في الهوى لدواعي يبق لم حتى إسلامه قبل أرشد أنه رابعا:

رجح سبب من ما وأنه والنصرانية، الإسلام عقيدتي بين يتراوح عهدا بقي أنه خامسا:أسباب من وتمكنه للمسلمين، ومعاشرته العرب بآداب اشتغاله إلا الإسلام كفة عنده

الدهور. على الباقية الحية الإسلام نواة القرآن، لغة هي التي العربية اللغةمن نفسه إليه استحالت عما تعبر جلية ظاهرة صفة من مهيار شعر في تجد لاالكاره فيها الزاهد نظر الحياة في ونظره صروفه، وعلى الدهر على النواح صفة إلا الصورالعلاء، أبي طابع من هو فلا التشاؤم، من بشيء مشوب غير الحياة في زهده أن غير لها،

142

الديلمي مهيار

لشعراء المألوفة الصورة عن وبعده الحياة عن زهده في هو بل الخيام، صفاء من هو ولاوحده. نسيج عصره

هو إذا العبقرية، ذوي النبغاء من به ينال بما مهيار من نال قد الدهر أن والظاهروجوههم في وسد الحظ، بسوء خصهم أو الفقر من بناب عضهم أو بخصاصة عليهم ناءمنهم وأحط قدرا الأدب في منهم أقل هم ممن ولكثير أمثالهم، من لغيرهم فتح باب كلومثال والشجاعة، الصبر مثال أهله ومن الزمان من شكواه في تراه ولهذا مكانة، العلم فيوكثيرا اسمه، إلا اليأس من تعرف لا التي الكبيرة الأنفس به تفيض الذي الحي الأملنجتزئ لهذا الأبدية، أكفان في أبدانهم مع يطوى حتى جنوبهم بين حيا أملهم يبقى ما

قال: الحياة، في العريض أمله وعلى نفسه، حقيقة على تدلك شعره من قطع ببضعة

ش��ي��ب وه��ن ال��م��ش��ي��ب م��ع ع��ل��ي ت��ن��ح��ى الأي��ام أرى ب��ال��ي ف��م��ان��ج��ي��ب ف��رس رح��ل��ه ح��ق��ي��ب��ة ي��ح��وي ال��ود س��ح��ي��ل م��ن ع��ذي��ريذي��ب ع��ل��ي وه��و ارت��اش غ��داة وأض��ح��ى م��ح��ص��وص وه��و ل��ي وف��ىرح��ي��ب وج��ان��ب��ه خ��لائ��ق��ه ع��ن��ي ت��ض��ي��ق ع��ل��ي وم��ح��س��وددب��ي��ب ول��ه��ا ك��م��ي��ن��ة ورب ��ي م��س ب��ل��ي��ن ف��غ��ر ل��ه ل��ط��ي��تن��ي��وب ف��ي��ه وف��ي ج��وان��ب��ه أخ��ي��ف��ت م��خ��ت��م��ر ع��ض��اض ت��وقوث��وب أب��دا ق��ب��وع��ه وت��ح��ت م��س��ت��م��ي��ت��ا ي��ح��ذر ��ل ال��ص ف��إنال��غ��ض��وب الأن��ف ح��م��ان��ي غ��ض��ب��ت م��ا ف��ل��و ي��رض��ي م��ا ب��ع��ض أن��ل��ن��يال��رك��وب ب��ي اس��ت��م��ر إن إل��ي��ك ط��رف��ي ع��ن��ان ي��رد ه��ذا وم��نأءوب ف��لا الإي��اب وت��ن��ت��ظ��ر ب��ع��ي��دا إب��ل��ي ب��ي ع��ن��ك س��ت��رم��ي

أخرى: قصيدة في وقال

ون��وائ��ب��ه ص��رف��ه إلا ه��و وم��ا أع��ات��ب��ه ال��زم��ان أخ��لاق أي ع��ل��ىم��خ��ال��ب��ه ص��م وه��و ج��روح��ي وج��اف��ت ش��ف��اره ب��ت��ر وه��ي أدي��م��ي ت��ف��رىص��اح��ب��ه أوق��د ب��اخ م��ا إذا وداء ه��ذه ب��ع��د ه��ذه ��ي ت��ق��ف ن��دوبأح��اس��ب��ه لا ت��ارك��ت��ه ف��ق��د وزدن ذن��وب��ه ب��ع��د ح��ي��ن��ا ي��دي ش��غ��ل��توس��ال��ب��ه ع��ل��ي ي��ن��ح��ي وض��ارب��ه ت��م��ائ��م��ي وان��ت��زع��ت س��لاح��ي ط��رح��ت

143

العربي الفكر تاريخ

ع��ق��ارب��ه ه��ن ال��ل��ي��لات م��ن وس��ود س��ي��وف��ه ه��ن الأي��ام م��ن ب��ب��ي��ضف��أغ��اض��ب��ه م��رة وأع��ص��ي م��رارا راض��ي��ا ي��ران��ي ح��ت��ى أدام��ج��ه

مطلعها: قصيدة في بالغة شكوى وله

ع��ادات��ه��ا ع��ل��ى ال��دن��ي��ا ب��ه��ا ت��ج��ري أخ��وات��ه��ا م��ن ��ل��ف ك��ال��س ت��ك��ن دع��ه��ا

يقول: وفيها جديد، عام بدء في كتبها ولعله

ل��ه��وات��ه��ا ف��ي الأط��م��اع ب��ك ق��ذف��ت ع��ث��رة أول ق��ل��ب ي��ا ه��ذه م��اش��ب��ات��ه��ا وح��د وط��أت��ه��ا ث��ق��ل م��ن ل��ف��ض��ل��ة أل��م��ت وإن ع��ل��م��ت م��ا ه��يع��ث��رات��ه��ا ع��ل��ى ب��ل��ع��ا ت��ن��ت��ص��ر ل��م أزل��ي��ق��ة ال��م��ن��ى ف��ي ل��ك خ��ط��وة ك��مب��ش��ت��ات��ه��ا م��ول��ع خ��ل��ف��ك وال��ده��ر ت��ض��م��ه��ا ي��داك ط��ف��ق��ت وذخ��ي��رةم��ه��وات��ه��ا ف��ي ف��س��ق��ط��ت ب��غ��روره��ا م��س��ن��دا ظ��ه��رك أل��ج��أت ووث��ي��ق��ة

المشهورة: الأبيات هذه القصيدة هذه ومن

ف��ه��ات��ه��ا ال��ك��رام ب��ه ي��ض��ام م��م��ا ب��ق��ي��ة زم��ان ي��ا ع��ن��دك ك��ان إنم��ي��ق��ات��ه��ا ع��ل��ى ت��ج��ري أن ب��د لا أق��داره��ا م��ن ال��ع��وج��اء ع��ل��ى ص��ب��راب��ح��دات��ه��ا ط��ري��ق��ه��ا ت��س��ت��ق��ي��م أن وب��ال��رض��ى م��ن��ك ب��ال��س��خ��ط ول��ع��ل��ه��ا

انسجاما، وأكثرها عبارة، وأمتنها ديباجة العلاء أبي مراثي إلى فأقربها مراثيه أماالعرب مراثي أمتن من وهي الرضي، الشريف حياته ورفيق وصديقه أستاذه في فمرثيته

ومطلعها:

ال��ن��دي وخ��لا ال��ن��دى غ��اض ف��ت��واك��ل��ي ي��د ولا أراك ل��ف��م لا أق��ري��شأرم��د م��ن وان��ظ��ري ظ��ه��رك ب��ز م��ن واس��أل��ي ب��أوق��ص ف��ال��ت��ف��ت��ي خ��ول��س��تب��م��ه��ن��د ولا ب��م��ط��رور ت��ق��ض��ى ح��اج��ة رائ��د ف��ل��س��ت ال��دخ��ول وه��ب��يت��ن��ق��د ال��م��ذل��ة ح��ب��ل ع��ل��ى ت��ج��ذب م��ت��ى أن��ق��اض��ا ال��ح��س��ب��ي��ن ذو ك خ��لا

144

الديلمي مهيار

ف��ع��ردي ال��ك��م��اة ت��ص��ادم��ت وإذا ف��ل��ج��ل��ج��ي ال��خ��ص��وم ت��ش��ادق��ت ف��إذاي��ن��ش��د ل��م ك��أن��ه وك��اد ع��ن��ه��ا ق��ال��ي��ا ط��وف ال��ح��س��ن��ات ن��اش��د ي��اال��م��ت��وق��د ال��ح��اط��ب ل��ف��أس خ��ورا ب��ع��ده م��ن ه��اش��م أراك��ة ع��ادت

يقول: وفيها

ال��م��ف��س��د ص��لاح ف��ي ع��ي��ش��ك وع��ق��ق��ت ح��ف��ظ��ه��ا ف��ي ض��ائ��ع��ا ع��م��رك أن��ف��ق��تل��ل��م��وق��د ودخ��ان��ه��ا ض��وئ��ه��ا م��ن وال��ق��رى ال��ه��داي��ة ل��ل��س��اري ك��ال��ن��ارم��ت��ع��ود ب��ق��ارح م��ن��ه وت��ن��اط ف��ؤاده ال��ه��م��وم ي��س��ع راك��ب م��نم��ه��دد غ��ي��ر ال��ب��ي��د ف��واق ي��س��ري ه��ددت��ه م��ا ف��ه��و ال��ت��ط��رح أل��فل��ل��م��ه��ت��دي وإن��ه ي��ض��ل ع��ن��ه��ا وك��أن��ه ال��ظ��م��ا ع��ل��ى ال��م��ي��اه ي��ط��ويم��زود غ��ي��ر وي��س��ي��ر أه��ل��ه ع��ن م��ودع غ��ي��ر ي��ث��ور ال��ح��ص��اة ص��ل��بالأب��ع��د ال��ط��ري��ق أم��م م��س��ت��ق��رب م��ف��ازة اب��ن ع��ل��ى ج��وي��ت��ه ع��دل��تم��م��رد ب��ه��ن ص��رح ع��ل��ى ي��م��ش��ي ك��أن��ه ��راب ال��ض إث��ر ع��ل��ى ي��ج��ريم��ص��ع��د م��ن ب��م��ث��ل��ه��ا ال��ه��ض��اب ورب��ى م��ه��ب��ط م��ن ب��م��ث��ل��ه��ا ال��وه��اد ي��م��ش��يي��ق��ص��د ل��م م��ث��ل��ه��ا ال��م��ن��اس��ك أم ف��إن��ه��ا ال��ت��لاع م��ن ق��رب��ت ق��ربال��م��س��ج��د ب��ب��اب ن��ق��ض��ا ف��ت��ن��ي��خ��ه ب��ي��ث��رب ت��ري��ح ح��ت��ى ب��ه رأب��اب��م��ح��م��د م��ح��م��دا ف��ع��ز وان��زل ح��اس��را ش��ح��وب��ك ع��ل��ى ال��ت��راب واح��ثي��ول��د ل��م وك��أن��ه ال��ه��دى م��ن��ه ت��ل��د ل��م ك��أن��ك ح��ت��ى ان��ط��وى وق��ل

ومنها:

ب��أدرد ع��ض��ض��ت أو م��ث��ل��ك ع��ج��م ع��ن ب��ل��ي��ن ال��زم��ان م��ن غ��م��زت ول��ئ��نال��م��ب��رد ح��د م��ن��ه وي��أخ��ذ وط��ل��ى م��غ��ف��ر م��ن ح��ك��م��ه ي��أخ��ذ ف��ال��س��ي��فال��ي��د م��ج��ن��ون م��ن��ه أص��اب��ك ل��ك��ن ي��د ل��ه ت��ن��ل��ك ل��م ي��ع��ق��ل ك��ان ل��و

كلها، بها لجرى قلمي طاوعت ولو الأبيات، بهذه القصيدة هذه من أجتزئ وإنييقف سياق أو تركيب، أو معنى من فيها وليس سواه، على تفضله موضع فيها فليسوحسن السبك قوة من النحو هذا على يائها إلى ألفها من وهي الأدبي، ذوقك سبيل في

البيان.

145

العربي الفكر تاريخ

بالحسان التغني عن صرفته قد زمانه صروف ولعل أقل، وتشبيبه قليل، نسيبه ومهيارشيئا له نذكر الشعراء من كثيرا بها يبز جولات المجال هذا في له أن على بهن، والتشبيب

قال: الاستدلال، سبيل على

ه��ن��د دار ي��ا ال��ب��ل��ى ع��ن��ت ع��ل��ى ب��س��ال��م��ات ال��دي��ار وم��ا س��ل��م��توع��م��د خ��ط��أ م��ن رب��اك ت��ص��ي��ب ال��غ��وادي م��ف��وق��ة ب��رح��ت ولام��ك��دي وال��ع��ام ال��ح��ي��ا وم��ج��دب��ة ه��اد وال��ت��رب ال��ث��رى ب��م��وق��ظ��ةب��ع��دي ال��غ��ي��ث س��ق��اك م��ا ف��ف��ض��ل ع��ي��ن��ي م��ط��رت��ك م��ت��ى أن��ي ع��ل��ىق��ص��دي ال��س��ي��ر اس��ت��ق��ام م��ا وغ��ي��رك ف��ؤادي ي��ج��ذب��ن��ي إل��ي��ك أم��ي��لخ��دي ث��راك ك��أن ب��وط��أت��ه��ا ال��م��ط��اي��ا ت��ب��دل��ك أن وأش��ف��قوج��دي ب��ال��ب��ي��ن وواج��د ح��ش��اي ف��م��س��ت��ع��ي��ر أراه م��ا ب��ك أرىع��ه��دي ب��ق��اء ال��ن��ح��ول ع��ل��ى ب��ق��ي��ت ج��س��م��ي ن��ح��ول ن��ح��ل��ت إذ ول��ي��ت��كع��ن��دي ل��ل��ده��ر غ��درة ب��أول م��ن��ه��م خ��ل��وت ي��وم أه��ل��وك وم��ارغ��د ال��ب��ي��ض��اء ع��ل��ى ل��ي وع��ي��ش ب��أن��س��ي ف��ع��ل��ت م��ا الأي��ام س��لوص��د ص��ل��ة م��ن ث��وب��ي��ه ع��ل��ى ح��ب��ي��ب رش��أ م��ن الأح��داج وف��يوع��دي ال��ع��ل��م��ي��ن ب��ذي ي��ن��ج��ز ول��م وع��د ك��ل ي��ن��ج��ز ث��م ي��م��اط��ل

بنعت، لك ننعته أو بوصف لك نصفه إن ما الديلمي مرزويه بن مهيار فهذا وبعد،يحيط أن من الأدب في لأوثق وديباجته شعره فإن نفسيته، من صورة لك نصور إن ومافي المتأدبين ألسنة على يجري مما كثير من الأدب في لأعرق وإنهما مثلي، كاتب قلم بهماوأوفر حظا أوفى الجم وأدبه شعره ومن مهيار من يكون الجيل هذا فهل العصر، هذا

الأقربين؟ أسلافه من نصيبا

146

برد بن بشار

عصره حالات ومن منه صورة

١

لنقد تعرضا آدم أبناء أكثر أنهم ترى ولهذا باطنا، وأجلاهم نفوسا الناس أبين الشعراءولا إسفافا، الناس كل من بأكثر وليسوا وحواء، آدم طينة من بعد أنهم على الناقدين،تخرج لا فنية موهبة ما، بموهبة تمتاز خاصة طبقة فهم مكانة، الآداب في منهم أعلىالناطق، الحيوان مجموع من الطبقات بقية بها تمتاز التي المواهب بقية عن حكمها فيجلية نفوسهم، خطرات في بينة شعرهم في مفضوحة نفسية الشعراء نفسية أن والحقيقةعن الشاعر عجز ولولا الناس، نفسيات من غيرها دون ملموسة تكون تكاد بل واضحة،عن الناس أبعد لكان شعرا، بها والترسل كتمانها عن الإرادة وفقد نفسه، هواجس ضبطأول سبب إرادته وضعف الشعرية، قدرته أسرار من سر هذا فعجزه الشاعرية، صفةالعالم حقائق عن يعبر إنما أنه ظانا نفسه، في ما تصوير إلى تسوقه التي الأسباب من

وحده. نفسه في إلا تقوم لا خطرات من يصور بما الناس من غيره نفسيات وعنفي النهر فاض وقد أصيل، ذات النيل شاطئ على أديب صديق مع يوما أسير كنتصديقي فوقف الذهبية، الشمس أشعة النحاسية صحفته على وانعكست آب، شهر آخرها أمض نفس في العريض الأمل انسياب الطبيعة جوف في المنساب المتدفق النهر أمام

العربي الفكر تاريخ

أول على وكتب معي كان كتابا أخذ أن لبث فما يرى، ما عظم من بهت وقد الفراق،منه: صفحة

وت��ب��ج��ي��ل ت��ع��ظ��ي��م ل��ش��خ��ص��ك م��ن��ي ن��ي��ل ي��ا ال��ل��ه وأن��ت أن��ت ال��ل��هوت��ه��ل��ي��ل ت��ك��ب��ي��ر ال��ن��ف��س ف��ي��أخ��ذ ق��اط��ب��ة ال��ن��ف��س م��لء ج��م��ال��ك ي��ب��دو

هو بل شاعر، أنه عنه أعرف ولم النظم، بصناعة المشتغلين من صاحبي يك ولمضئيلة تلوح نزعة هي فإنما الشعر، إلى نزعة نفسه في كانت وإن الناثرين، كبار من ناثرفيستجمع المناسبة هذه يذكر ولعله هذا، اليوم يقرأ ولعله والاختبار، البحث حب بجانبيكمل ولعله بعض، برقاب بعضها الآخذ المتلاطمة أمواجه ومشهد النيل مرأى مخيلته فيوصف في بل الفائض، النهر وصف في بليغة قصيدة فيخرج السنين، من عشر منذ بدأ ما

المتخالطة. الصور من نفسه به فاضت ماجعل كيف نفسه عن كشف كيف النيل، إلى الصديق ذلك خطاب في رأيت فهل وبعد،وفي النيل، في ممثلا نفسه ملء الطبيعة جمال بدا وكيف الله، مع واحدة منزلة في النيلالنحاسية النهر صفحة على الأصيل عند الشمس أشعة فيه انعكست الذي الظرف ذلكنفسه في يترك فلم جوانبها وملأ أطرافها، الصديق نفس على الجمال ذلك فأخذ الجميلة،الوجود وحدة وإن أخرى، صورة أو مذهب أو معتقد أو فكرة أية ليسع خال مكان منغيرهما، شيء ولا والنيل، الله إلا الأديب شاعرنا عند شيء من العالم في تترك لم التصوفيةفضحت قد الآونة تلك في الصديق نفس بها فاضت التي الخطرة هذه أن في ريبة من وماتلك أن عن ت فنم الخارجي، مظهرها دون الكامنة حقيقتها على وأظهرتها نفسه سرائرالدين صور من الفكر خلق ما كل من فيها أثبت لكانت الوثنية عقائد حوطتها لو النفس

الأرض. هذه فوقالحب مظاهر من وجهه على ارتسم مما صديقي ملامح في معي نظرت أنك ولووذلك الحيرة تلك بأن لاعتقدت والحيرة، الانقباض من بشيء مشوبين والعطف الشديدتتناحر إذ النفس في الوراثية التقاليد بين تنازع على دلالتهما شيء على يدلان لا الانقباضوكأن الظروف، من ظرف تأثير تحت النفس أطراف منها كل تملك أن سبيل في جادةنفسه حقيقة من ة نام تراها الحزن من مسحة الصديق ذلك وجه على خطت ما الطبيعةالمرح مظاهر من وحركاته كلامه في يلوح مما الرغم على — حديث وبلا حتى شعر بلاتلك في وجهه على لاح وما إخفائه، في نفسه جهد وإن نفسه سر لتفضح إلا — والجذل

148

برد بن بشار

انفعال إلا صفة من صفاته على زاد وما شيء، من النيل فيها يخاطب أخذ التي اللحظةالقدرة يد خطته الذي العميق الحزن ذلك مسحة معها ازدادت شديدة بكآبة ممسوس

محياه. علىالشعر فإن الشاعر، نفسية حقيقة على صحيحة دلالة الشعر يدل النسق هذا علىاللغة في ليسبك أغوارها، أعمق ومن بل النفس، أعماق من الخارج الصارخ الصوت هو

الخطاب. عالم إلى الوجدان قرارة من بعثته التي النفسية على حيا عنواناحاجات أمر من يكن ومهما والشعراء، الشعر العصرعلى روح تأثير من يكن ومهماجلية تبدو للنظم صناعة إلى الأحيان بعض في تقلبها إذ الشاعرية في وتأثيرها الحياةولا الشاعرية لها تحركت ما لحاجات قضاء الشعر صور من وغيره المديح في واضحةشعره في تعثر أن من ولابد مطلقا، القدر من يفلت لن الشاعر فإن النفس، بها فتنتشيء إلى أو الطبيعة إلى أو الله إلى بها يرسل مناجاة أو قصيرة مقطوعة أو خطرة علىعن إلا شيء عن الدنيا في تنم ما عنه، التعبير يستطيع ولا به يشعر قد مبهم معنى أو

نفسه. عناصر كل حولها من التأمت التي نواتها وعن فطرته دخيلةيبعثه الذي الشعر الانفعال، شعر هو إنما الشاعر نفسية على الشعر صور أدل إنتكلف ولا العقل، وازع ولا الإرادة حزم من بشيء مشوب غير النفس في خالص انفعاللتستدل قصيد من شاعر أخرج ما مجموعة في تبحث أن أردت فإذا الصناعة، ناحية منأن ولا الخفية، معانيه وراء التغلغل تتعمد ألا عليك يجب فإنما نفسيته، على منه بشيءانفعاله بعث شعره من المواضع أي في تبحث أن عليك يتعين بل تشبيهاته، وراء تغوصيخرج أن يريد ما وراء ليسير عقله عقال عن وعرى معانيه ضبط في إرادته عن وتجردتخطئ لا القاعدة هذه أن لأتخيل وإني إليه، الوصول يريد غرض على معقود معنى منالبحث على والصبر الأناة وطول والحذر الحيطة من لذلك يقتضى بما تطبيقها أمكن إذا

الملاحظة. وقوةأن لك لبان التزامها على نفسك ورضت القاعدة هذه إتباع على ثابرت أنك ولويسرا تكون ما أبعد وأنها المخضرم، الشعر في منه أيسر الجاهلي الشعر على تطبيقهاالانفعال إلا يعرف كان ما الجاهلي الخلق فإن ذلك، بعد من الشعر على التطبيق فيالمديح ناحية العربي، الشعر نواحي من ناحية أخطر في حتى النفس جوانب يملك لشيءجمال شوهت حتى فساد كل المدنية عصور في فسدت فقد الناحية هذه أما والهجاء،كان ما قبل من والهجاء المديح فإن والانسجام، الصناعة ناحية من إلا اللهم الشعر،

149

العربي الفكر تاريخ

وقد واضحة، دلالة يدل انفعال تأثير تحت إلا الشعراء من شاعر خيال بأحدهما ليفيضبها يتصف حقيقية صفات بضع على بل وحده، الشاعر نفسية على لا ذلك، غير تكون

. المهجو أو الممدوحالجشع عوامل وحوطتها الشعرية، النفسية على والترف المدنية حاجات ضغطت فلماالواقع، على يدل شعرا تكون أن عن والهجاء المدح بمواضع خرجت بمؤثراتها الاجتماعيمن صورة ففسدت والباطل، بالحق والأمراء الأغنياء أكف الشاعر بها يستدر صناعة إلىفي يكتبوا أن يريدون لمن بالدرس فياضا نبعا تظل أن الممكن من كانت الشعر صورالشعراء كتب ما تقلب بعد وأنت مدنيتهم، عصور في العرب من اشتهروا الذين أشخاصتمام تختلف صورة على إلا تقع فلا التاريخية، المدونات إلى ترجع ثم وزير، أو أمير فيالمدونات تجد لا إنك ثم فيه، المقول الشعر مخيلتك في يطبعها التي الصورة عن الاختلافتاريخي بحث في عليها الاعتماد يمكن قويمة بسنادة تزودك لا النقص من صورة على إلاالحقائق، تقرير في الأقلام حرية دون حالت قد الجاه أهل سطوة فإن نفسي، تحليل أومحشوة إلا فيه كتبت الذي الزمان أشخاص في تتكلم قلما التاريخ مدونات لتجد إنك حتىفي الاستقلال من بشيء سابق زمان أشخاص في تتكلم تجدها ثم الشعر، شأن بالمديحللكاتب منقولة صورة الأقل على لأنها مساورة؛ كل فيها يساورك الشك ولكن الرأي،أن المحتمل من ولكن صحيحة، تكون وقد الرواة، من تلقفها من ألسنة على للمدون أو

وافتراء. خطأ تكونبن بشار في يكتب أن أراد إذا الكاتب ذهن في تجتمع أن يجب الأسباب هذه كلوتعرف بشارا تعرف وأنت وتحليلها، نفسيته معرفة على شعره بدرس مستعينا برد،الإسلامية والمدنية الإسلام تاريخ في لا عظيم، تاريخي انقلاب بدء من قريب عصر عصره،الإمبراطورية موارد وبدأت بغداد في للعباسيين الأمر استتب الدنيا، تاريخ في بل وحدهما،والانغماس الترف صنوف من تستطيع ما بكل الجديدة العاصمة تزود العظمى الإسلاميةفإنها مثلا، المأمون أو الرشيد عصر في مبلغها بشار عصر في تبلغ لم إن شهوات فيالمدنية أن فكرة ذهنك في تولد لأن الروماني؛ الفساد صور بأخبث قستها إذا تكفي صورةكثير في البذور تلك نبتت وقد إنحالها، بزور معها حملت قد وكانت حلت أينما الإسلاميةإلى البادية عن منقولة أعماقها، في دفينة كامنة دائما ظلت ولكنها المدنية، تلك أطوار منحال منيعا ا سد إلا البيداء كانت ما النفسية، الصفات من أساس على مرتكزة الحاضرةوأوسطه، العباسي العصر أوائل في بغداد في به تجلت الذي المظهر بذلك ظهورها دون

مثابته. والأحراش والجبال مباءته السهول كانت جديد شعب بتغلب وانتهى

150

برد بن بشار

وما الأدب، كتب طريق من إلا الاجتماعية بغداد حياة في تتغلغل أن تستطيع لا إنكلا مجموعه في أنه على القصص، متعدد الوجوه كثير الأطراف مشعب الكتب تلك ترويهوالمبالغة الملذات على الإكباب فكرة إلا فكرة من ذهنك في يولد ولا بشيء نفسك يحوطنفرت أم الآداب شريعة به أرضيت سواء مستطاع طريق بكل حيازتها في والافتنان فيهافإن الكثيرة، الأدب كتب مجاهل في به أطوف ولا بعيدا بالقارئ أذهب أن أريد ولا منه،التي الحسيات فلسفة في صحيحة تكون تكاد صورة إلا هو ما وليلة ليلة ألف كتابيكفي بل الإسلامية، بالمدنية أيامها أزهر في بغداد في أعناقهم وأذلت الناس فكرة تملكتذلك مدنية من صحيحة صورة ذهنك في لتطبع بغداد في النخاسين بسوق تطوف أنعهد آخر عن التاريخ صفحات لنا تصورها التي الصورة بتلك الأشياء أشبه هي العصر،

نكبتها. قبل بومبي بمدينة مرالموضع في أقيمت وقد بغداد، مدينة في الجواري سوق شهدت ولقد عربي: كاتب قالوالشركسيات والجرجيات والروميات الحبشيات فيهن فرأيت النخاسين، بسوق المعروفوالجواب العذبة الألسنة ذوات ومصر واليمامة والطائف المدينة مولدات من والعربياتالذي الفاخر اللباس من عليهن بما يعرض اللاتي الغانيات من بينهن وكان الحاضر،عليها ويكتبن والجوهر بالدر ينظمنها التي العصائب من يتخذن بما بعده، غاية لاالخد «وضع العصائب: بعض على فرأيت الطرب، لأهل يحلو كلاما الذهب بصفائحهلالا جارية صدر في ورأيت له»، كنا لنا كان «من بعضها: على ورأيت عز»، للهوى

عليه: مكتوبا

ي��ران��ي م��ن ف��ت��ن��ة وخ��ل��ق��ت ال��ج��ن��ان ح��ور م��ن أف��ل��ت

أخرى: عصابة في وقرأت

ه��لال أم ال��ع��ص��اب��ة ف��ي أش��م��س رج��ال ي��ا ق��ول��وا ب��ال��ل��ه ألا

يأتين ثم المقام، يردن لا حيث من ا سر يتحلصن كن المترفات الغواني «وبعضغير ومواليهن الناس من أحد على سوقهن يقع أن إلى الرقباء عيون عن متواريات السوق

ببضائعهم.» التجار تصرف مثل بيعهن في النخاسون فيتصرف عالمين،

151

العربي الفكر تاريخ

ما التي الروح تلك العصر، ذلك روح على الأدلة كبيرة ضئولتها على الصورة هذهروما صورة إلا هي وهل والفساد، الانحلال إلى إلا فيها القائمة المدنية خطوات تقود كانتاتخذوهم اللائي النساء بعدد السنين يعدون الرجال كان حيث مدنيتها عصور آخر فيلا فلانة ابن فيقال أمهاتهم، إلى بل آبائهم، إلى ينسبون لا الأبناء كان وحيث عشيقات،

فلان! ابنإلينا وصل ما إلا الشعر من لنا ليخرج كان ما برد، بن بشار حوط الذي الجو ذلكعلى به يستدل أن يمكن ما بكل إلا البحث مورد من بشيء ليزودنا كان وما بشار، عنإلا نشأتها أول منذ بغداد في العباسية الدولة جسم في يدب أخذ الذي الفساد عناصر

قليلا.شيء في لتؤثر كانت ما مضلة، ضالة وشهوات مفاسد إلا المعتم الجو ذلك في تجد ولاالاجتماعي، البناء ساندة وهي الأسرة، تكون التي الاجتماعية الروابط في تأثيرها بقدر

المدنيات؟ قيام في ركيزة وأولفي البحث إلى ثم من وتمشيت ذاك إذ الأسرة نظام في تبحث أن أردت لو ولعمركتهبه برجل تستقل أن إلا المتمدينة الأزمان كل في أرادت وما تريد، التي المرأة أخلاقحبها، من تخصه ما بقدر حبه من ويخصها عواطفه، من يهبها ما بقدر عواطفها منكانت عليها القائم المجتمع رابطة وأن بائرا، كان الأسرة نظام أن بحق معي ترى ألاصدوع يرأب لم الأوصال، مفكك نسيج عن عبارة كانت ذاك إذا الحياة وأن مفصومة،في ترضى ما بمقدار إلا اللهم وزن، من للمرأة فيه يقم ولم مدني، نظام فيه الاجتماعوهل الحياة؟ في عناصرها فاسد من الطبيعة أخرجت ما أحط هي شهوات من الرجلالإماء فيها تحكمت وقد الآداب، متناسقة العواطف متلائمة أسرة تتكون أن المستطاع منمتنافرة مراميهن، متضاربة الرجال، شهوات على متطفلات إلا يعشن لا كن اللواتيمركزة فضائلهن، الرذيلة بجانب متضائلة رغباتهن، الشهوة حول متناثرة مصالحهن،جامحات هائمات التقوى، عن بعيدات الإثم، من قريبات أفكارهن، والحسد البغض حولما أفسد إرضاء سوى الدنيا في مطمع من وما الحياة، في لهن حاجة من ما شاردات،من ي ينم مجال من للرجل تجد هل بعد، وأنت الصفات؟ من الرجل نفس عليه انطوتقائمة الخنوثة صور إلا يرى لا وهو به فكيف المنزلي؟ معهده إلا فيه الرجولة صفاتبه نازلة والشرف، العفة مواضع عن به مقصية الفساد، مواضع فيه تزكي حوله، من

152

برد بن بشار

صفات فيه قاتلة الرجولة، شرة منه سالبة والمفاسد، الدنى إلى به هابطة الحضيض، إلىالصميمة؟ الذكورة

بن بشار عصر في فكرت كلما فيه الأثر شديدة وتظل ذهني في تتحيز الصورة هذهالعصر في فكرت إن أنك على الأخلاقية، ناحيته من العباسي العصر في فكرت وكلما برد،أن على الإنسانية، الأعمال كل شأن وكمالات مناقص فيه لوجدت الأدب حيث من العباسيبين المفاضلة إلى وجنوحهم والأنساب، بالألقاب المنابذة إلى الأدباء نزعة فيه أراه ما أنقصالحقيقي الأدب عن انصراف على تدل أنها فيها ما أقل ظاهرة وهي الكتاب، أو الشعراءذلك فوق أنها بل ذكرت، إذا تفيد ولا تركت، إن تضر لا أشياء إلى الأكمل الوجه علىالناس أحسن إن الرواة: قال الأدبية، الصناعات وفي الأدب، فنون في الضعف مواضع من

يقول: حيث القيس امرؤ الجاهلية في ابتداء

ال��ب��ال��ي ال��ط��ل��ل أي��ه��ا ص��ب��اح��ا ع��م ألا

يقول: وحيث

وم��ن��زل ح��ب��ي��ب ذك��رى م��ن ن��ب��ك ق��ف��ا

يقول: حيث القطامي الإسلام وفي

ال��ط��ل��ل أي��ه��ا ف��اس��ل��م م��ح��ي��وك إن��ا

يقول: حيث بشار المسلمين ومن

م��ت��ي��م��ا أج��اب ل��و ع��ل��ي��ه وم��اذا ي��ت��ك��ل��م��ا أن ب��ال��ج��ذع ط��ل��ل أب��ى��م��ا ت��وه إلا ي��ع��رف��ن لا م��لاه��ي وب��ال��ل��وى ب��ق��ي��ن آث��ار وب��ال��ف��رع

فكلاهما القيس، امرئ وتيرة على الناسجين من إلا والقطامي بشارا أن أعتقد ومافي حزن رنة الطلول على النواح في لتجد وإنك البوالي، الطلول خاطب ابتدائه حسن فيذكريات الذكريات، إلا فيها تولد لا النفس في الحزن من تبعث ما على وهي عميقة، النفسوالدليل الأثر، الشديدة الانفعالات من يتخللها بما الحية الذهنية والصور الخاوية المنازل

153

العربي الفكر تاريخ

قد بشار قاله بيت أمتع أن القيس امرئ منوال على نسجا قد والقطامي بشارا أن علىالمشهور. القيس امرئ بيت نسق على لينظمه نفسه يجهد زمانا ظل

ال��ب��ال��ي وال��ح��ش��ف ال��ع��ن��اب وك��ره��ا ل��دى وي��اب��س��ا رط��ب��ا ال��ط��ي��ر ق��ل��وب ك��أن

بشار: فقال

ك��واك��ب��ه ت��ه��اوى ل��ي��ل وأس��ي��اف��ن��ا رءوس��ن��ا ف��وق ال��ن��ق��ع م��ث��ار ك��أن

قلة، جمع «أسياف» لأن سيوفه؛ من أقل فإنه نقد؛ من يخلو لا البيت هذا إن علىيقول: حيث الشعراء أغزل بشارا إن ويقولون:

ال��ع��ش��اق م��ص��ارع وأخ��ش��ى ـ��ك ع��ي��ن��ي��ـ س��ح��ر اش��ت��ه��ي وال��ل��ه أن��ا

على أولى، به ذلك لكان حياته على العشاق وأحرص المحبين أجبن بأنه قالوا ولوالمفاضلة من القول في الإقساط لفضيلة أعق هو مبحث من الأدب مباحث في أجد لا أننيفأنت الشعر، مذاهب من فيه اختلفوا فيما الوساطة أو بينهم الموازنة أو الشعراء بيننسيج وأنه غيره، شاعر فيها يدركه قلما صفة الشعراء فحول من شاعر لكل أن تجدالشاعرية لأن بغيره؛ تشبه أو تقليد من مستمد أساس على قائم غير وحده الشاعرية منوهذا الموروثة، الصفات تماثلت إذا إلا الشاعريات تتماثل ولن النفس في موروثة سليقة

وقوعه. متعذر مناله بعيد أمرالشاعرية من نسيج اليوم فيه نتكلم الذي شاعرنا أن في مطلقا شبهة تحوطنا لا وإنابقية أن كما غيره، لشاعر تتهيأ لم الموروثة الصفات من مزيجا شاعريته في وأن وحده،الفن هذا أهل من غيره ولا بشار فيها يشاركهم لا صفات منهم لكل الشعراء فحول

عليه. المطبوعينعلى شعره دلالة ناحية ومن الشاعرية ناحية من بشار بحث في تعترضنا أنه على

كثيرة: موانع نفسيتهالنظام ناحية من فيه عاش الذي العصر حقيقة ندرس أن نستطيع لا أننا أولها:وإنها قبل، من وصفناها التي الصورة غير صورة أذهاننا في تولد دراسة الاجتماعي

بشار. شعر من إلينا وصل فيما الذيوع كثيرة آثارها لصورة

154

برد بن بشار

إلينا يصل ولم قصيرة، ومقطوعات نتف إلا بشار شعر من إلينا يصل لم أنه وثانيها:قوة لدرس كاف شعره من إلينا وصل ما أن أعتقد أنني على كاملة، قصيدة شعره من

نفسه. حقيقة على بها والاستدلال شاعريتهشعر إلينا وصل كما كاملا، إلينا وصل لو بشار شعر أن في هذا بجانب أشك ولندراسة في كبير مورد منه لنا لكان الشعراء، من غيرهما أو المعري العلاء أبي أو المتنبي،آثار من إلينا وصل ما فإن العصر، ذلك في قامت حالات على به والاستدلال عصرهاندمج قد كان الكبير الشاعر ذلك أن على واضحة دلالة تدلنا قلتها، على الأدبية بشارصورة فهو حوله، من قامت التي المدنية بعناصر دمه وامتزج ا، تام اندماجا جوه فيخارجة أنها فيه، ذاعت التي الروح على الدلالة من فيها ما أقل صورة العصر، ذلك منمن بشيء موشاة غير الشعر في مفضوحة صورة الشاعرية، نفسه ملء شاعر نفس منبالصناعات محلاة ولا خطابياته، ولا ببيانياته ولا النثر بجمال مغشاة ولا الكلام صناعة

العصر. ذلك كتاب إليها لجأ التي البديعيةالنثرية الصناعات إلى تلجأ ما بقدر العباسي العصر روح عن تبعد لا فأنت وبعدمنها تستدل قد مكذوبة صورة إلا العصر ذلك صور من تعطيك لا فإنها فيه، ذاعت التيأو الأساليب جمال من شيء على منها تستدل وقد انحطاطها، أو اللغة رقي من شيء علىوتكون إلا الحقيقية، العصر ذلك روح على بها للاستدلال إليها تلجأ لا ولكنك فسادها،بمراجع تزويدك عن العصور أبعد عصرهو في التنقيب نواحي من ناحية أوهن إلى لجأت

والضمير. الحق يرضي بحثا الأدبي العلمي للبحث دعامة تتخذ أن يصح

٢

الذي لعصره صادقة صورة بشار كان وكيف برد، بن لعصربشار تحليلنا ينتهي هنا إلىالنزعات عن تعبير أحسن يعبر قلته على بشار من إلينا وصل ما أن وكيف فيه، عاشصدور في الثائرة العواطف بها جاشت التي الانفعالات وعن العصر ذلك في قامت التيمتخذا وأستطرد باستفاضة الأشياء هذه في الكلام في أتورط أن أشأ ولم والنساء، الرجالإليه ذهبت ما صدق على أدلة والأمراء العظماء مجالس ومن أمثالا، الأدب كتب منوالبراهين الأدلة من النفس إلى أسبق بصحبته الشعور يكون يكاد شيء في الإطالة حذرمما لأكثر والشرح الوصف في نتورط أن هذا بعد نريد لا أننا على والعقلية، التاريخية

155

العربي الفكر تاريخ

التحليل هذا من لنخلص برد بن بشار نفسية تحليل في نمضي لهذا قبل، من به أدليناالتي العاطفية النيران بتلك المشبوبة الثائرة المتوهجة نفسيته على شعره دلالة في بفكرة

فيه. عاش الذي العصر صبغتبذاته، مرمى ولمعانيهم وحده، نغم أذني في لشعرهم شعراء ثلاثة العربية في أعرفقبلهم، من يلجه لم حيز إلى العربية شعراء شغله الذي الحيز من يخرجون يكادون بل

بالضاد. نطق شاعر بعدهم ولافي ترفع ولا الأسلوب، في سبك ولا اللغة، في متانة على مقصورا الحيز هذا وليسالعقلية حيز هو بل الشعر، صناعة في الشعراء به يتفوق مما ذلك إلى ما ولا المعاني،تنطبع التي والنفسية والمديح، الهجو في حتى هي كما الحقائق إلى تنظر التي الإيجابية

وألوانها. صورها اختلاف على الاجتماعية نظمه تحفها الذي الزمان صور عليهاوأولهم الرومي، وابن برد، بن وبشار الديلمي، مهيار هم الثلاثة الشعراء هؤلاءلتجد إنك حتى والزهد التصوف بطابع فانطبع له؛ وراوية الرضي للشريف تلميذا كانعصر في عاش برد بن وبشار الشعرية، نزعته في الأثر بين شعره في الظهور شديد ذلكالروماني العالم عن اقتبست كما المدنية بصور مفتونا خليعا فكان والفتنة الخلاعةالرومي وابن المبالغ، أقصى منها بلغ لقد حتى الحسيات في تطوح وكلاهما والفارسي،رقيقا، عبدا تصوراته وفي عبدا، خياله وفي عبدا، أخلاقه في فكان بالمال ي اشتر عبدا كان

وصفه. وبالغ بيانه وقوة شعره جودة من الرغم علىالشعر في وحدهم نسيج فكانوا العربية العقلية عن بعيدون أنهم هذا في السبب ولعلبعد العربي الدم عن بعيد الرومي وابن فارسي كلاهما وبشارا مهيارا فإن الشاعرية، وفيالآريين أصول فيها تتمشى عقلية الفارسية العقلية أن في خفاء ولا الأرض، عن السماءلم جولات الفلسفة في لهم والذين القديمة، العصور في الممالك ودوخوا الهند غزوا الذينأن العربية أهل من أحد الآن إلى يستطع لم آثار اللغة في ولهم أحد، فيها غبارهم يشقيؤمنون لا حسيون ذلك فوق وهم قدرها، من ويحط قيمتها من يسقط بما منها ينالالتي الأديان إلى رجعت لو إنك حتى المشاعر، قبل العقل يحكمون إثباتيون بالحس، إلاهذه وضعوا الذين كأن بارزا متجليا الطبيعة أثر إلا منها دين في رأيت لما فيهم انتشرتأن إلا الدين صور من وضعوا بما يريدوا ولم الطبيعة، إلا الواقع في يعبدوا لم الأديانولكن الدين، طريق من إليهم يتخايل مثل أساسه إدماجا الطبيعة في الإنسان يدمجوا

سعيا. الطبيعة إلى بهم ليرجع

156

برد بن بشار

الإسلام، قبل فارس بلاد في ظهورا الأديان آخر يكون ويكاد فاتك، بن ماني دين خذ٢٧٧ سنة سابور بن هرمز بن بهرام وقتله أردشير، بن سابور أيام في ماني ظهر فلقدعيسى بنبوة يقول وكان والنصرانية، الماجوسية بين دينا أخذ بأنه العرب: ويقول للميلاد،الدين حقيقة إلى هذا من أقرب هو ما يذكر الفهرست صاحب أن غير موسى، نبوة وينكرهما قديمين أصلين من مصنوع العالم بأن «يزعم» ماني أن فيذكر ماني، به ظهر الذي

قديم. أصل من وهو إلا شيء من ما وأنه سرمديان، أزليان وأنهما والظلمة، النوردين أن والحقيقة كلها، الحقيقة لا الحقيقة بعض الفهرست صاحب قال ما وفيأرى وإني تواترها، أو الأضداد تفاعل والثاني المطلق، القدم الأول أصلين؛ على يقوم مانيهذا صاحب به يرد لم معنى في التفاعل استعمال من أرجح الأضداد تواتر استعمال أنالطبيعة وأن سرمدي، أزلي قديم عندهم شيء فكل تماما، الكلمة هذه إليه تؤدي ما الدينبأن يقل لم ماني فكأن أيضا، قديمة فهي تفنى، لا ولكن تتواتر أضداد على قائمة كلهاتتواتر التي الأضداد أظهر من والظلمة النور بأن قال بل والظلمة، النور العالم في الأصل

الأضداد. من غيرهما تواترلحقائق تفسير أنه وضعه الذي بالدين يقصد لم فاتك بن ماني أن يظهر هنا منفي يدمجها به، الحافة الطبيعة إلى قصد بل الدعوى، طريق من والغيب الطبيعة بعد ماالمعتقد أساسه اندماجا الطبيعة في الناس يندمج أن هي بنتيجة، هذا من ليخلص الدينلا الآرية العقلية بأن قلنا إذا نبالغ لا بل الآرية، العقلية تتخيله ما بالذات وهذا واليقين،في الاندماج تحاول الحواس طريق ومن بالحواس أولا تؤمن عقلية فهي هذا، إلا تنتج

الطبيعة.بحت، سامي دين وهو المسيحي، الدين وغزاها أوروبا في الآري العقل استقر ولماامي الس الدين قلبت أن الهندوجرمانية الطبيعة من المتأصلة الأوروبية العقلية تلبث لمفي آثارها مظهرة وتبرز المحسوسات فيه تتجلى دين إلى الطبيعة بعد وما الغيب إلى النازعالعقلية تسمح ولم الاسم، إلا أوروبا في مريم ابن عيسى المسيح دين من يبق فلم شيء، كلفبرز طبيعتها، وافق ما إلا جوها في ويعيش يبقى بأن الدين هذا من لشيء الأوروبيةأدمجها الذي النمط نفس على لا الطبيعة، فيه اندمجت ثوب في قليل بعد النصراني الدينالتواتر وحي من لا الفكرة وحي من استمدت أخرى صورة على بل فاتك، بن ماني بهفي الاندماج إلى نزاع الآري العقل أن في يتفق النهاية، في يتفق ذلك كل ولكن والامتداد،براق وهاج فهو ذلك، من الضد فعلى امي الس العقل أما ا، تام اندماجا الطبيعي الوسطشيئا. منه يعلم أن الصرف العقل يستطيع لا بما العلم على متهافت الغيبيات إلى وثاب

157

العربي الفكر تاريخ

العرب شعراء وبين الشعراء من ذكرنا من بين الفرق في تتجلى بذاتها العقلية هذهتجد لقد حتى عقليتهم، يستمدون ومنه الصحيح امي الس الدم عروقهم في يجري الذينبشارا إن بل الرومي؛ وابن مهيار شعر من الكثير يستسيغوا لم الإعراب من الأدب أهل أنالعصر أهل تصورات وبين منازعه بين توافق من فيه كان لما إلا بينهم شعره يتواتر لمولم الرومي، وابن مهيار قبله من انطوى كما بشار لانطوى هذا ولولا فيه، عاش الذيالعرب آثار عقولهم من حت ام الذين الأدباء من الأقلون وإلا الدواوين بطون إلا تعرفهما

الأزمان. بعض خلالتجديدا العربي الشعر أساليب في جددت التي الفئة تلك من بشارا أن نعتقد هذا علىالحية الذوات بأوصاف يصفها الصرفة المعقولات إلى يعمد ولم الخيال، أساسه يكن لمالخيالية الأشياء تلك إلى ينزع ولم وهجائه، مديحه في حتى الحقائق إلى عمد بل الكائنة؛

السامية. الدماء عروقهم في جرت الذين الشعراء من غيره عليها عكف التيتستطيع فقد العرب إلى نزعة فيه إن يقال: قد شيء على بشار شعر في وقعت إذا أماشعره في أثر لذلك يكون أن المحقق ومن عربية، أمه فإن طبيعي؛ سبب إلى فيه ترجع أنالحقائق إلى الاحتكام صفة الآرية، الصفة هي فيه الغالبة الصفة أن غير عقليته، وفي

مبين. عربي قالب في المعنى يستوحيها المحسوسات وإلى الملموسةطخارستان فرس من أبوه وكان بالولاء، العقيلي يرجوخ بن برد بن بشار هوفتزوجت عقيل بني من امرأة إلى المهلب ووهبه صفرة، أبي بن المهلب سبي في به وجيءللهجرة ٥٥ سنة حوالي بالبصرة شاعرنا مولد وكان بشارا، منه وولدت إليها ونسب بهالأعراب إلى بالاختلاف مولعا عقيل بني في بشار ونشأ ٦٧٤-٦٧٥م، سنتي في الواقعةالبعض عده حتى بيان، وقوة لسان، فصاحة غرارهم على فشب بالبادية، يخيمون الذينالبصر، مكفوف بشار ولد ولقد اللغة، ضروب في الشعراء من بشعره يستشهد من آخروقوة الطبيعة صفاء مع بهما وكفى الأذنين، إلا المعرفة إلى له وسيلة لا عاش ما فعاشالفرس موالي من المجددين أول هو ومجددا، مجيدا شاعرا بشار من يخلقا أن الشاعريةوإن تها جد على الباقية معانيهم وخالد خلفوها التي وبآثارهم بهم العربية تفخر الذين

الزمان. أخلققد الروايات أن على وجوهه، متعددة والقصص كثيرة بشار حول من والرواياتفن أي إلى منه الهجاء إلى أميل كان وأنه سنين، سبع ابن وهو الشعر قال أنه على اتفقتيستطيع ما المواهب من ويكون فتيا الشعر إلى نفسه تنزع أن جرم ولا الشعر، فنون من

158

برد بن بشار

بن بشار بلغ ما الشعر من يبلغ أن مقدوره في يكون اللغة؛ معاور طريقها من يذلل أنمات. أن إلى عليه وظل شبابه؛ سني في برد

التجاوز ومن المفاضلة، أولهما ضربان، إلا الأدبي النقد ضروب من العرب يعرف لموهذا واللغة، الاتساق طريق من والألفاظ المعاني نقد وثانيهما أدبيا، نقدا هذا ندعو أنبدايات إلا النقد من يعرفوا لم العرب إن نقول: أن نستنكف لا هذا على النقد، مدارج أولإنها منها: بقي فيما نقول أن مكرهين نقبل وقد نقد، إنه بعضها: في نقول أن نأثم قد

الحديث. العصر في عرف ما على أدبي نقدالكثير في الفعل شديدة تزال لا آثاره كانت وإن الدور، هذا نتخطى نكاد أننا علىبشار، في نتكلم أن أزمعنا وقد أننا غير هذا، عصرنا في والنقاد الكتاب أقلام تبرزه مماالذين النقاد رأي أورد أن الأوفق من أرى فإني نفسيته، فيه نحلل برأي له نعرض وأنقال السبيل، لنا ينير الحق من شيء بلوغ على برأيهم أستعين لعلي قبل من فيه تكلموا

أنه بشار في الزيات الأستاذأبواب طرق وإنه (٢) نافقة. كانت سوقه لأن الهجاء؛ الشعر في تكلم ما أول (١)أنه على ونقدته الشعر رواة بين الاتفاق وإن (٣) عليها. وزاد قبله فتحت التي الشعربين جمع وإنه (٥) الغزل. ورقة المجون في مجددا كان وإنه (٤) المولدين. طبقة رئيسوإنه (٧) والحديث. القديم بين الأوسط الحد شعره وإن (٦) الحضر. ورقة البدو جزالة

الجاهليين. في القيس كامرئبشارا فيه تتناول نقد في إليه تركن أن يصح جديد على هذا مجمل في تقع ولست

حديث. نمط علىشعر إن بشار: لطبيعة فهما النقاد أكثر من عندي وهو — العقاد الأستاذ وقالالرقة فيه تغلب وحضري الجفوة، فيه تغلب بدوي الأول (١) قسمين: إلى يقسم بشارالأعراب، لغة إلى أقرب كان القديمة الشعر أغراض في نظم إذا وإنه (٢) والنعومة.حواشيها «رقت التي الشائعة المألوفة اللغة إلى أقرب كان والمجون الغزل في نظم وإذاالدنيوي والمزاج الحيوية الطبيعة على تدل شعره روح وإن (٣) عباراتها.» وسلسلتحنين ولا شعره في إلهام فلا (٤) القريب. الواقع عالم في يحسها كما الأشياء يتخيل الذيالحكمة من ينظم ما عليه تملي الدنيا تجربة ولكنها خيال، ولا بدوات ولا أشواق ولاعلى الكثيرة الشواهد شعره عن تؤخذ لأن العرب؛ أدباء أصلح وإنه (٥) والغزل. والوصفالخصوص على فرنسا أدباء بعض بها اشتهر التي الواقعية الطبيعية الطريقة أساليب

الأخير. القرن في

159

العربي الفكر تاريخ

بشار عقلية تحليل إلى رجع لو العقاد الأستاذ أن على واقع، حق كثيره الكلام وهذالطبيعة تعليله في كان مهما أنه على الحقيقة، كبد يصيب أن لاستطاع إثنولوجيا تحليلاأورد إنما ذلك في فإنه الحسية، عقليته حقيقة بذلك ليعلل بالدنيويات؛ تمسح من بشارأجداده عن الآرية بشار وراثة في الكامن الجوهر إلى يبلغ ولم علة، ليكون الشيء عرضإمعانا الحديث النقد صنوف من عليه وقعت ما أبلغ من النقد هذا أن على الفرس،التحليلي النقد عليها يقوم التي الأولية للعناصر يقولون كما أو الأصول، إلى التعمق في

الصحيح.الجيد وإن (٢) ا. جد المادة غزير شاعر (١) بشارا إن حسين: طه الأستاذ وقالأكثر في المعاني يتكلف كان إنما مخلصا، ولا شعره في صادقا يكن لم المادة هذه فيالطبع رقيق لينا ولا محببا يكن لم وإنه (٣) أيضا. والأوصاف الألفاظ ويتكلف الأوقاتبرع الذي الفن تعرف أن أردت إن وإنك (٤) مبغضا. جبارا قويا كان وإنما والحاشية،

أيضا. قتله الهجاء وإن الهجاء، قتل أنه الحق وفي الهجاء، فن فهو بشار فيهنفسية من يفهم لم حسين طه الأستاذ أن لك يثبت ما الدلائل من القول هذا وفيليس المادة غزير شاعر بشارا إن فالقول: شيئا، بشار طبيعة من حلل ولا شيئا، بشارإلى بالقياس فذلك والأوصاف والألفاظ المعاني يتكلف أنه وأما بشار، نقد في بجديدالشعراء وبين بينهم الفرق على يقف لم الذين الساميين الشعراء من للأستاذ المحبينلأن بصحيح؛ فليس الهجاء قتل بأنه القول وأما الآرية، الدماء عروقهم في تجري الذينيؤمن لا الجزئيات على بالاعتماد العامة الأحكام وإرسال تمامه، على يصلنا لم بشار شعرأن كيف أدري ولست الهجاء؟ قتله بشارا بأن قوله المادي والدليل والخطأ، الزلل معه

الهجاء؟! قتل من يقتل الهجاءالشعراء من وإنه (٢) وأشعرهم. المحدثين رأس (١) بشارا إن ضيف: الأستاذ وقالوإنه (٣) والعباسية. الأموية الدولتين أدرك وقد الشعرية، الأساليب في انقلابا أحدثوا الذينوبكثير بالعادات استخف وإنه (٤) العرب. على وحمل القديم الأسلوب بمخالفة اشتهرالشعراء أشعر من وإنه (٦) الدين. في رجعية آراء له وإن (٥) الدينية. المسائل من

ويفعل. يقول بما مبالاة وأقلهم مجونا وأكثرهمالأستاذ أسبابها يعلل لم مقررات إلا ليس — نقدا نسميه أن صح إن — النقد وهذاالأول القرن في ناقد أي مستطاع في وكان الحديث، العلمي الأسلوب على صحيحا تعليلا

العشرين. القرن في ضيف الأستاذ قال ما يقول أن الهجرة من الثاني أو

160

برد بن بشار

الهجاء بأن قالوا الذين الأخص وعلى بشارا، نقدوا الذين من كثيرا أن والحقيقةفي الهجو أن أفهمه والذي صحيحا، فهما الشاعر يفهموا أن يستطيعوا لم مظاهره أظهرالصفة إن بل بشار، نفس في أساسية صفة يكن ولم أخرى، لنزعة تبعا كان بشار شعرما كل في به درجت التي وهي الهجاء، إلى به دفعت التي فهي الإباحة، كانت الأساسيةالعقلية أن هذا في والسبب المألوف، على الخروج مظاهر من بشار شعر في عليه تقعأيام في ببشار حف ما والعمرانية المدنية الأسباب من بها حف إذا الواقعية الطبيعيةالعقل في احتكمت التي الفكرات تلك غرار على صرفة، أبيقورية انقلبت العباسية الدولةميل من بشار في تجد ما نشأ هنا ومن الغربية، الإمبراطورية أيام أواخر في الروماني

غاية. ولا له حد لا أعمى إطلاقا الأشياء كل وإطلاق للهجاءأن يمكن كيف تحليليا أدبيا نقدا بشار نقد في نمضي أن قبل نتساءل قد أننا علىفي أشك لا أني على القليل؟ إلا شعره من إلينا يصل ولم صحيحا، حكما بشار في نحكموأدق الهجاء، في قيل ما بأقذع يزودنا قلته على بشار شعر من إلينا وصل ما مجموعة أنقيل ما وأدق التشبيب، في قيل ما وأمتع الوصف، في قيل ما وأحلى الغزل، في قيل ماالأساليب بين به التفريق يمكن فيما قيل ما وأجدد الفخر، في قيل ما وأعظم المديح في

العربي. التحضر وأول الإسلامية النشأة عهد من القريبةالتي المرآة فهي أخلاقه، في إليه فانظر حقيقته، في بشارا ترى أن أردت إذا أنك علىالاندماج إلى تنزع عقله طبيعة لأن بالدنيويات؛ يتعلق صرف حس رجل بشارا تريكفي لأمثاله تحبيبا الأشياء أكثر من حوله من قامت التي الحضارة وكانت الطبيعة، فيآثار من أثرا إلا العفة عن وبعده وابتذاله النساء إلى وصبوته الخمر إدمانه أفليس الدنيا،جبنه أما خصبة؟ بيئة على فيه ووقعت نزعة فيه صادفت إذ به حفت التي الحضارةولا يزول، لا الحق قول بأن اعتقاده إلا سبب من له فليس والحسام المقال من وخوفهتشترى لا ثمينة الحياة أن ويقينه مثلا، لجرى مرة قيل لو ما الدنايا من فيه وإن ينسى،

الأولى. وتربيته نشأته من أثرا هذا في ولعل بعزة. ولا بشرف تباع ولا بمالوكان والعباسية، الأموية الدولتين أدرك شاعر وهو روحا، هجا بشارا بأن رويوروح بشار بين وكان العرب، كلام حفظ من أكثروا الذين الرواة ومن الفضلاء منبالسيف ليضربنه لقيه إذا فأقسم قدره، من يحط بما روح سيف بشار فوصف مهاجاة،به، يستجير المهدي إلى فوره من وقام وخاف بشار ففزع المؤمنين، أمير حضرة في ولومن حلفت فقد بشار، إلا شيء كل في أطيعه المؤمنين أمير عبد أنا قال: روح حضر فلما

161

العربي الفكر تاريخ

بضربه فأفتوا بالعلماء وجيء دعوتك، بشار أجل ومن المهدي: فقال غموسا، يمينا أجلهدليلا كان هذا صح وإذا النساء. تأوه وتأوه تألم روح عليه هوى فلما السيف، بعرض

آياتها. وأبلغ مظاهرها أهم إلا الحياة ليست التي الطبيعة في وتفانيه الدنيا حبه علىعلى دليل هذا وفي المرة، بعد المرة آبائه صفات إلى طافرا نزع قد أنه نجد كذلكأهل فقت شيء بأي مرة سئل فقد فطرته، تضاعيف في المنبثة الرسيسة الآرية صفاتهيبلغ لم تعبيرا عقليته حقيقة عن الواقع في عبر جوابا السؤال هذا على فأجاب عصرك؟الطبيعة وصف في تعبير إليه يبلغ أن يمكن لا بما نفسه عناصر وفضح شعره، في إليهظهرت، مظهر أي وفي مشت الحياة اتجاهات من متجه أيما في الإثباتية والعقلية الحسية

بشار؟ أجاب بماذا أتعلم

— غيره قريحة عليه تورده بما بالك فما — قريحتي على تورده ما كل أقبل لمومعادن الفطن مغارس إلى ونظرت فكري، ويبعثه طبعي به ويناجينيفأحكمت قوية وغريزة جيد بفهم إليها فسرت التشبيهات ولطائف الحقائقما والله متكلفها، من واحترزت حقائقها عن وكشفت خيرها، وانتفيت سيرها،

به. آتي مما بشيء الإعجاب قط قيادي ملك

كانت الأشياء حقائق في العقول احتكام على تطبيقها عم إذا بذاتها المبادئ هذه. الآري العقل بها يختص صفة وتلك المحسوس، الواقع إلى والنزوع الفكر حرية بعينهايمكننا لا الذي مفتاحه فهي الطريق، هذه من إلا بشارا نعرف أن نستطيع لا أننا والواقع

نفسيته. مستغلق بغيره نعالج أن

162