8
لمحاضرة التاسعة اعداداتب كثرة الت العدد بسبّ ة, وسمي الترجمة السبعينيأتي مندد نجد عنوانه ي سفر الع البرية.ن أحداثه حدثت في البرية" وذلكر "فيلعبرية يسمى السفلسفر, أما با الموجودة في اشعب في أول نجد ال10 وا إلىبرية, ثم يصلر العدد في ال أصحاحات من سف قادشى جبل سيناء فصح من مصر إل تحرك بعد أولرض. فالشعبئي إلى النهاوصول ا برنيع, ثم الى سهول موآب الشعب إلران, ثم وصل ثم إلى برية حاى الخريطة مبينة عل كما هي عند سفر التثنية.ة القصة في, وهنا سوف نرى بقيردن نهر ا سفر العدد كثير نرى التحرك الجغرافي فيولة السفر نرى القسم ا تقسيمفي ا, فً جد( من1 10 ء, وهذا أخذ حوالي عند جبل سينا) 20 ( من يوم, ثم11 20 قادش برنيع في) وهذا استغرق38 ( خير من, الجزء ااً سنة تقريب20 - 36 ول موآب وهذا استغرق في سه) 6 أشهر. تقسيم السفر: ا أولادستعد : ارحيلل ل من سيناء،20 ا، يومعد( 1 : 1 - 10 : 11 ،) تشكيل أول جيش مقدس ائيلسر منجيل الول ا لشعب ...... عد( 1 : 1 عد10 : 10 ) ا ا ثانيرحيل : ال من سيناء إلي قادش برنيع،عد( 33 : 38 مسيرة.) جيشجيل الول ا ثم وفشلهم.38 عام من التيه حول برية قادش، وليس سيناء،عد( 13 : 3 ، 26 ؛14 : 33 ؛ تث1 : 2 ) ..... عد( 10 : 11 20 : 21 ) ا االث ثرحلة : ال من قادش إلي موآب،( 6 أشهر، عد33 : 37 ، 38 ؛ تث1 : 3 ؛ عد22 : 1 ،) تكوين و جيشجيل اللثاني. ا..... عد( 20 : 22 36 : 13 )

ةساتلا ةرضاحملا - ta3lim-ar.org§لمحاضرة-التاسعة.pdfنϴرشع نس نم رϮكذϠا لك نم عشϠا ءصحإب ϢϮϙϴ نأب ϳسϮم الله رمأ

  • Upload
    others

  • View
    15

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

التاسعةالمحاضرة

سفر العدد نجد عنوانه يأتي من الترجمة السبعينية, وسمي العدد بسبب كثرة التعدادات

الموجودة في السفر, أما بالعبرية يسمى السفر "في البرية" وذلك ألن أحداثه حدثت في البرية.

قادش أصحاحات من سفر العدد في البرية, ثم يصلوا إلى 10نجد الشعب في أول

برنيع, ثم الوصول النهائي إلى األرض. فالشعب تحرك بعد أول فصح من مصر إلى جبل سيناء

عند –كما هي مبينة على الخريطة –ثم إلى برية حاران, ثم وصل الشعب إلى سهول موآب

نهر األردن, وهنا سوف نرى بقية القصة في سفر التثنية.

جدا, ففي تقسيمة السفر نرى القسم األول نرى التحرك الجغرافي في سفر العدد كثير

( في قادش برنيع 20 – 11يوم, ثم من ) 20( عند جبل سيناء, وهذا أخذ حوالي 10 – 1من )

6( في سهول موآب وهذا استغرق 36-20سنة تقريبا, الجزء األخير من ) 38وهذا استغرق

أشهر.

السفر: تقسيم

مقدس جيش أول تشكيل (،11: 10 - 1: 1)عد يوما، 20 سيناء، من للرحيل : االستعدادأولا

هللا لشعب األول الجيل من إلسرائيل

(10: 10عد – 1: 1)عد......

وفشلهم. ثم األول الجيل جيش (. مسيرة38: 33)عد برنيع، قادش إلي سيناء من : الرحيلثانياا

( 2: 1تث ؛33: 14 ؛26 ،3: 13)عد سيناء، وليس قادش، برية حول التيه من عام 38

(21: 20 – 11: 10)عد.....

وتكوين (،1: 22عد ؛3: 1تث ؛38 ،37: 33عد أشهر، 6) موآب، إلي قادش من : الرحلةثالثاا

الثاني. الجيل جيش

(13: 36 – 22: 20)عد.....

نجد في سفر العدد جيلين مختلفين من البشر, الجيل األول هو الذي خرج من مصر

في البرية, أما الجيل الثاني فهو الجيل الذي سيدخل إلى أرض الموعد. نرى في سفر ومات

العدد جيل أخطأ ومات, ولكن هللا يكمل وعده مع جيل آخر يأتي بعده بالدخول ألرض الموعد.

الجزء األول من سفر العدد الجيل األول يستعد لدخول األرض, بينما في الجزء الثاني

ب لدخول األرض. الجيل األول هو الجيل الذي طلب الرب من موسى أن الجيل الثاني يتأه

سنة, وأما الجيل الثاني فهم أوالدهم الذين كانوا تحت 20يحصيه للجيش, وهو ماكان سنة وقتئذ

العشرين.

نرى الشعب يتذمر كثيرا, ونرى بعد ذلك الشعب يتذمر مرة آخرى, إال 19قبل خروج

الحالتين مختلف, والسبب في ذلك أن العهد كان قد قطع. أن التذمر في كل من

وهم هللا في ثقة أية إسرائيل شعب يظهر لم شعب". حيث "تذمر العدد سفر نسمي ربما

)إنها الرضي، وعدم التذمر من طويلة واحدة قصة العدد سفر إنالبرية. في المشقات يختبرون

يفنة، بن وكالب نون، بن يشوع إال نجد ال القديم الجيل ومنالعدد(. سفر في الرئيسية القصة

بسبب بالدخول له يسمح فلم بقوة، أخطأ موسي هللا نبي الموعد. حتي أرض دخال اللذان فقط

قطعه الذي للعهد األمين اإلله نجده الدوام علي شعبه، مع حاضرا مازال هللا أن إال هللا. غضب

الموعد، أرض في هللا ملكوت بهم ليؤسس فاتح لجيش ليحولهم إسرائيل شعب ينظم معهم. وهو

رهم حين في الرئيسية(. العدد سفر )فكرة أيضا، قديسين يكونوا بأن منهم وطلبه بقداسته يذك

(،10: 10 - 1: 1)عد سيناء، في يوما 20 سيناء، من للرحيل أوال: االستعداد

االجتماع خيمة وقداسة هللا، قداسة األول، الجيل جيش تشكيل

لمحاربة كجيش إرسالهم ليتم سيناء جبل سفح عند إسرائيل شعب يجهز هللا أننرى

عشرين سن من الذكور كل من الشعب بإحصاء يقوم بأن موسي هللا أمر كنعان. كيف؟ شعوب

الغرض هو هذا الالويين. كان سبط باستثناء للحرب الذهاب علي القادرين كل فصاعدا، سنة

د من مجموعات، أربعة إلي عشر اإلثنى األسباط تقسيم تم الجيش. ثانيا، ويرتب اإلحصاء. ليع

الجهات من االجتماع خيمة حول المجموعات أسباط. تحل ثالثة من مكونة مجموعة كل

لهذه بالنسبة الوسط المكان تحتل االجتماع خيمة مجموعة. كانت كل موقع تحديد مع األربعة

المسير ترتيب تأكيد تم هللا. أيضا علي يعتمد الجيش هذا نجاح أن يبين المجموعات. مما

ومرشدا قائدا، المقدمة في التابوت مع (،33-11: 10)عد في الترحال أثناء إسرائيل ألجناد

هللا. علي االتكال ألهمية تأكيدا للطريق،

التابوت واألسباط وخالفه. التحرك بالتحرك،نبه هللا على موسى أن هناك ترتيب خاص

ال يمكن أن يتدخل شخص في خاص،يتم كجيش والوقوف يتم بنفس الشكل. كل شخص له عمل

عمل شخص أخر ألن لك سوف يتسبب في خسائر كثيرة.

أما سفر لباسهم، رسامتهم،كيفية أدوارهم، الالويين،سفر العدد يتكلم باستفاضة عن

ص عن الكهنة. الالويين فهو يتكلم باألخ

ولكل واحد منهم ونسله عمل ومراري، قهات، جرشوم، أوالد،الوي كان عنده ثالثة

فقهات هم عائلة الكهنة الذين منهم آخر،وال يستطيع أن يعمل عمل شخص كالوي،معين

خاص،وهؤالء لهم عمل هارون،ولكن هناك نسل من قهات ليس من عائلة وأوالده،هارون

لهم بالكهنوت. نستطيع أن نرى التميز بين عمل كل من الثالثة أوالد في ولكن غير مصرح

(. جرشوم يحمل األساسات الكبيرة, أعمدة الهيكل وخالفه, ومراري يحملوا األوتاد 4-3عدد

واألشياء الخارجية. القهاتيين المنارة ومذبح البخور والمحرقة, والكهنة عائلة هارون هم وحدهم

من يحملون التابوت.

في األصحاح الثالث نرى هللا يأمر موسى بأن يعد الالويين, ويقرر بأن هؤالء الالويين

يكونون مفروزين ومخصصين له فقط, فاهلل له الحق بأن يأخذ البكر من كل عائلة, وذلك لكونه

هو من فدى كل األبكار في الخروج, لذا قرر بأن يأخذ الوي بدال من بكر كل عائلة.

ألف الوي, ثم آمر 22الالويين من سن شهر فما فوق, كانت النتجية عندما عد موسى

, فأخذ الرب أبكار الالويين عوضا عن بكر 22273بعد كل أبكار بني إسرائيل فكان عددهم

5بكر فدفع مكانهم 273بكر في إسرائيل, أما الزائدين من أبكار إسرائيل عن أبكار الالويين

ن هللا ال يمكن أن تعلو رحمته عن عدله. شواقل فداء, وفي هذا عبرة أ

ثم –هللا –( من سفر العدد يتكلم هللا عن فرز الالويين ألجل خدمته 8في األصحاح )

ألن لي كل بكر في بني إسرائيل من الناس يضيف أن فرز الالويين أيضا ألجل خدمة الشعب

ل بكر في أرض مصر قدستهم لي. فاتخذت الالوي ين بدل كل بكر في ومن البهائم. يوم ضربت ك

ني بني إسرائيل. ووهبت الالوي ين هبة لهارون وبنيه من بين بني إسرائيل ليخدموا خدمة ب

(. هئنذا قد أخذت إخوتكم الالوي ين من بين بني 19-17: 8ماع )عدإسرائيل في خيمة االجت

خيمة االجتماع ليخدموا خدمة ب (. وبعض المفسرين 6: 18)عد إسرائيل عطية لكم معطين للر

(, ويمكننا تطبيق هذا في العهد الجديد 8: 4والشراح يقرنون الشواهد السابقة مع النص في )أف

على كل شعب الرب, فأنت مسبي ألجل خدمة اآلخرين.

إسرائيل شعب يدخل أن الالويين. بمجرد سكن بمدن خاصة تعليمات نجد (،35)عد في

من الالويين استبعاد تم الوي. لقد لبني سكن مدينة 48 يخصصوا أن عليهم الموعد، أرض

ميراثهم. ليس هو نفسه هللا أن لالويين قيل عشر. لقد اإلثنى األسباط علي األرض تقسيم خطة

جمعها سيتم التي العشور خالل من تدعيمهم سيتم أنه كما كسبط، بهم خاص إقليم يمتلكوا أن لهم

الالويون احتاج هكذا، األمر كان وإن (. وحتى27-20: 18)عد إسرائيل، بني أسباط كل من

باإلضافة الالويين، أجل من المدن بعض سبط كل يخصص بأن هللا رتب لذا فيه للسكن ما مكان

الناس يعلموا أن الالويين علي كان أنه بهائهم. وبما أجل من المدن هذه حول مراعي أرض إلي

جهة من اإللهي الترتيب هذا أضاف االجتماع، خيمة خدمة واجبات إلي باإلضافة هللا شريعة

درجة. وعلي بأقصى الغرض هذا لتحقيق إسرائيل شعب بين الالويين تفريق ميزة سكنهم

طوا وال األراضي، هذه علي يحافظوا أن الالويين علي كان الدوام آخر. أحد ألي أبدا فيها يفر

( هناك وصايا مختلفة لها عالقة بقداسة الشعب, فاهلل ينبر على 6, 5في األصحاحات )

من النذيرين في الكتاب، تحركهم. ويتكلم أيضا عن شريعة النذير, أهمية القداسة في أثناء

النذر التطوعي اإلرادي يقدمه كل (.15: 1شمشون، ومن الممكن أيضا يوحنا المعمدان، )لو

من النساء أو الرجال بتكريس أنفسهم هلل لفترة محددة أو مدي الحياة. ونرى هنا مرة أخرى

ن خالل ثالثة أمور. أوال، ممنوع علي النذير أن يأكل أو يشرب مطالب هللا من أجل القداسة م

من الخمر، أو الخل، أو عصير العنب، أو المسكر، أو العنب الرطب، أو الزبيب. فالنذير يجب

د في ما يسر هللا، دون أن يسعي وراء المسكر. ثانيا، عليه أن يكون منضبطا في شهواته، ويج

قص شعر رأسه إال إذا تنجس. كما يحرم عليه الزينة البشرية. ثالثا، غير مسموح للنذير بأن ي

يجب عليه أن يتجنب لمس الجثث أو األجساد الميتة بما فيها أعضاء أسرته ألن كل ما هو مقدس

لك هلل الحي، وليس لعالم الموت. إن تنجس النذير يجب عليه أن يكفر عن نجاسته من هو م

س نحن أنفسنا بالكامل للرب في العهد الجديد؟ خالل الذبائح. إن كان األمر كذلك، فكيف نكر

بأن ال نكون عبيدا ألحد آخر سوى الرب يسوع.

(27-22: 6البركة الكهنوتية الشهيرة، )عد

ليس هارون وبنيه هم الذين يباركون، بل الرب هو الذي يبارك. وكلمة "يحفظ" في هذه

الكتاب المقدس لحفظ اإلنسان لشخص آخر. تشير هذه الكلمة علي الدوام البركة لم تشر أبدا في

ب وجهه عليك لحفظ هللا لإلنسان. هللا وحده فقط هو الحافظ. أما عبارة " " تعني قبول يرفع الر

بية (. والسالم في هذه البركة ال يعني هنا غياب الحرب لكنه الحالة اإليجا9، 8: 42هللا لك، )أي

من الملء، والكمال، والصحة. إن مثل هذا السالم ال يأتي إال من يهوه الذي يتكرر اسمه ثالثة

مرات للتأكيد علي تحقيق البركة.

ويوم فرغ موسى من إقامة المسكن ومسحه وقدسه وجميع أمتعته والمذبح وجميع

( 17: 40(, أفتتاحية األصحاح السابع نجدها توازي )خر1: 7)عد ومسحها وقدسهاأمتعته

ل الشهر أن المسكن أقيم. ل من السنة الثانية في أو ومن هنا نفهم أن وكان في الشهر األو

ية سيناء أحداث األصحاح السابع تمت قبل أحداث األصحاح األول, ب لموسى في بر وقال الر

ل الشهر الثاني في السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر )عد : 1في خيمة االجتماع في أو

( من سفر العدد هي أصحاحات يرويها موسى حدتث قبل األصحاح 9 -7فاألصحاحات )(. 1

. األصحاح السابع يتكلم عن العطايا, الثامن عن رسامة الالويين, والتاسع أول عيد السادس

فصح. األصحاح العاشر هو التحرك بعد االحتفال بالفصح. ليس دائما يكون الترتيب زمني في

كتابة األصحاحات, لذا وجب االنتباه عند الدراسة.

الجيل األول من إسرائيل وهم ( تتحدث عن تجهيز 10عد - 1وهكذا فإن األصحاحات )عد

رهم الرب بأهمية ومركزية العبادة، مع يستعدون للسير قدما نحو أرض الموعد. وأثناء ذلك يذك

ضرورة العيش بحياة مقدسة. وال يمكن أن يطالبهم هللا بأقل من ذلك ألنه إله قدوس. والرب

د عليه وأخف ق في الدخول إلي أرض الموعد بسبب مع شعبه ليقودهم لكن هذا الجيل األول تمر

خطيئته.

(21: 20عد – 11: 10ثانيا: من سيناء إلي قادش، )عد

إخفاق الجيل األول، الترحال، والتذمر، والتمرد، ودينونة هللا،

سنة من التيه في البرية 38والنتيجة

ومدة هذه ( إخفاق الجيل األول ودينونة هللا, 20-11نرى في الجزء الثاني )عدد

نرى إخفاق من الشعب 11. ففي أفتتاحية األصحاح هي تيهان في البرية سنة 38األصحاحات

ب فحمي 1ودينونة من هللا بالنار . وسمع الر ب ا في أذني الر وكان الشعب كأنهم يشتكون شر

ب التذمر األول بسبب (. 1: 11 وأحرقت في طرف المحلة )عدغضبه فاشتعلت فيهم نار الر

ثم نرى بعده تذمر آخر قادة اللفيف الخارج المشقة, وسمي الجزء الذي أشعلته النار "تبعيرة".

من مصر, وأنصاع لهم الشعب, وكان ذلك بسبب األكل واشتهاءهم لألكل المصري, وعاقبهم هللا

(. 35: 11بالوبأ بعد أن أرسل لهم ما يشتهونه من أكل )عدد –الشهوة قبر –في قبروت هتأوة

تذمر آخر من مريم وهارون على أخيهم موسى, كيف يتزوج 12نجد في األصحاح

موسى من المرأة الكوشية, وهل وحده من يكلمه الرب. يصرح الوحي اإللهي أن موسى كان

هارون, ثم عاقب مريم بالبرص لمدة سبعة حليم ولم يجيب بأي كلمة, ولكن الرب وبخ مريم و

إن هللا ال يمكن االزدراء به أو الشموخ عليه. هذه هي القصة الرئيسية في سفر العدد، أيام.

ونحتاج أن نتعلم منها اليوم. نحن ال نختلف شيئا عن شعب إسرائيل في تذمرنا وعدم قناعتنا.

نحن شعب متمرد.

أرسل (، والذي تلى قصة التجسس.15: 14-1: 13شعب في )عديأتي التمرد األكبر من جهة ال

موسى بأمر من هللا جواسيس ليتجسسوا أرض كنعان. لقد عادوا بتقاريرهم وهنا يمكن أن نري

العواقب. ركز الجواسيس علي العقبات، مثل قولهم بأن العمالقة في األرض، والمدن محصنة،

روا الشعب بالضربات التي وكبيرة، بدال من التركيز علي اإلله األمين حافظ العهد. لم يذك

ضرب بها هللا مصر، وال بالفصح، وال بالخروج العظيم، وال بتدبير هللا لهم الطعام والشراب في

البرية، وال باستعالن هللا المهيب لهم في برية سيناء. نجح الجواسيس فقط في بدء، ونشر التمرد

ينت كل الجماعة، وليس األفراد من أجل عدم اإليمان. بتبني الخوف، والشك فأد

(. لقد شكوا في أمانة هللا من جهة عهده، أي 23: 14احتقر الشعب الرب وازدروا به، )عد

أمانته من جهة خالصهم، وتحقيق ما وعد أن يفعله من أجلهم. إن خطية مثل هذه لهي شر

ولم يبدوا أي اهتمام ليعرفوا ويطيعوا كلمة هللا. بل عظيم. لقد أيدوا الرأي الديني الشائع،

شرعوا في تشييد جبهة أخالقية ليستروا بها عدم إيمانهم من خالل التعبير عن قلقهم من أجل

زوجاتهم وأطفالهم. وبدال من االعتراف بأنهم خائفون حتي الموت من دخول األرض، وعوضا

ا بال تحفظ باللوم عليه معتبرينه غير مبال بأوالدهم، عن اللجوء إلي هللا طلبا للمعونة ألقو

كانت دينونة هللا، هي الموت الفوري للجواسيس، ما عدا يشوع بن نون، وكالب بن وزوجاتهم.

يفنة، والحرمان من دخول أرض الموعد، والهزيمة بيد عماليق. إن العقوبة تناسب الجرم، إذ لم

. كما نجد في القصة أيضا التوبة الزائفة، (11: 4-7: 3عبيقدروا علي دخول أرض الموعد، )

(، حيث نرى فيها تصميم الشعب علي تصحيح سير األمور بالدخول إلي أرض 45-39: 14)عد

الموعد، وفي ذات الوقت لم يزل عازفا عن االستماع لكلمة هللا وطاعته. إن هذه القصة هي

لكن هللا علي الدوام إله النعمة. لقد منحهم هللا فرصة ثانية أيضا. ليعيننا هللا جميعا! قصتنا اليوم

من خالل الجيل الثاني، طالبا منهم أن ال يتمثلوا بآبائهم، بل يتقدموا لألمام نحو كنعان.

رؤيا ولكنهم فضلوا يمتلكونويجب مالحظة أن موسى وهارون ويشوع وكالب كانوا

فالوحدة أفضل من الرؤيا. لذا يجب سنة، 38الشعب أن يحتفظوا بالوحدة مع الشعب وتاهوا مع

وأن نتنازل عن الكثير في سبيل تحقيق الشخصية،اليوم أن نهتم بوحدة الكنيسة فوق رؤانا

الوحدة.

فمازال هللا يكلم شعبه عن القداسة للقداسة،يعطي الرب شعبه وصايا 15في األصحاح

عب يخون ويتذمر. معيار هللا عن القداسة ال يتغير وال يتهاون فيها حتى في الوقت الذي فيه الش

وال يتبدل بحال الشعب.

نري فيها المزيد من المقاومة، األولي( المزيد التذمر من خالل قصتين. 16يعرض لنا )عد

التي جاءت هذه المرة من رجال الدين، أي من قورح من القهاتيين بني الوي. هاجم موسي،

آخرين من القادة. ونقرأ عن 250، وثالثة آخرين معه إلي جانب وهارون كل من قورح

. فما ب ها الر ها مقدسة وفي وسط مضمون هجومهم بالقول، "كفاكما! إن كل الجماعة بأسر

ب؟"، )عد نهم هو لماذا يجب أن (. والمعني علي لسا3: 16بالكما ترتفعان على جماعة الر

نخضع لكما يا موسي، أنت وهارون حيث أنكما فشلتما بإخراج الشعب من أرض مصر المليئة

لقد تجاوب هللا مع هذه المقاومة بدينونة رهيبة بالطعام والشراب، واإلتيان به إلي برية قاحلة.

اتهم، إال أن بني حيث فتحت األرض فاها وابتلعت كل من قورح، وداثان، وأبيرام، وكل ممتلك

(. 11: 26قورح لم يموتوا، )عد

نزلت نار أيضا من عند الرب وأكلت الرجال المئتين والخمسين. كانت خطية قورح مزدوجة،

إذ تألفت من اتجاه التحدي والرغبة في السلطة التي غذاها الغيظ والحقد. أما التذمر الثاني، كان

ب م لموسي، وهارون، "تذمر جماعة بني إسرائيل كلهم، بقوله "، أنتما قد قتلتما شعب الر

(. إن كل 49: 16بسبب دينونة الرب لهم بالوبأ، )عد 14.700(. مات من الشعب 41: 16)عد

جماعة إسرائيل بأسرها لم تزل غير واعية بقداسة هللا، ودينونته للتمرد ورفضه أن يعامل من

ن قيل لهم أنهم لن يدخلوا أرض الموعد. فالشعب فلم يزل غير شعبه باالزدراء، حتي بعد أ

تائب.

نرى العديد من التذمرات, وفي كل مرة يعاقب هللا, وهذا العقاب يظهر مدى قداسته,

فعقاب هللا دائما يكون بمقدار قداسته, هللا يغضب غضب مقدس أمام التذمر, وهذا يذكرنا دائما

فيتعامل مع الشعب برحمته, إال أن الشعب يعود مرة ثانية فيتذمر. بأن هلل يوم دينونة, ثم يعود

ثانية فنخطئثم يتعامل هللا معنا برحمة ثم نعود نتوب،ثم نخطئ،وهذا هو حال الكثيرين اليوم