207
ل ي هُ س عارّ ش ل ا ض ي م و ر م ج ل ا ارج وص.. خ ص نال ك الأ;pma& ش1

00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

عار س�هيل الش

الجمر وميض

األشكال نصوص.. خارج

1

Page 2: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. والقامة القيمة

! الوجوه، تتشابه قد بعض حجم يك$$ون وق$$د النواي$$ا، تتشابه ال وأبدا س$$عر يساوي ال القطن سعر إنما الذهب، من القليل من أكبر القطن الثلج بي$$اض وليس يختل$$ف، المعنى لكن األلوان، تتشابه وقد الذهب، فوق الشمس وهج وال العروس، كثوب الميت كفن وال اللبن، كبياض

الضلوع. بين الجمر كوهج الوجوه، مس$$تقيمة قام$$ة ك$$ل وال بمنحن، الس$$نون أحنت$$ه ظهر كل وليس

العقل. في ورجاحة التعامل، في رزانة على دليل وال$$رحم ال$$دم وص$$لة ، ال$$روح بقراب$$ة تق$$ارن ال النس$$ب وقراب$$ة

يس$$تخدم ك$$ان إذا الش$$مس وم$$اذنب والفك$$ر، اإلب$$داع بص$$لة التوزن بعض كان إذا العظماء ذنب وما العيون؟ لعمي البصيرة عميان نورها

]فرZقون ال وإخوتهم أقربائهم ! ي البه$$ائم عن وسلوكهم تفكيرهم في أبدا! فوقه$$ا يمش$$ي من كان إذا الغالية األرض ذنب وما والدواب؟ رخيص$$ا

قيمتها؟ يعرف وال�تب م$$ا اليساوي قد الغالي الورق من كثير !، في$$ه ك بقي ول$$و ش$$يئا

بين يحم$$ل ق$$د والخفي$$ف األس$$مر ال$$ورق وبعض أغلى، لظ$$ل أبيضوالوجود. الكون حقائق طياته

نفسه، نزوات يضبط ومن فضيل، والحمقى السفهاء يداري ومن�ع$$زم أن وس$$خف أفض$$ل، عقل$$ه جن$$وح ويكبح والبع$$وض العق$$ارب ت

بالطع$$ام متخم$$ة وبطونن$$ا نن$$ام أن وجوع واألعراس، الوالئم لحضور ومن اآلخ$$رين، وك$$ره بالحس$$د نفوس$$نا تغ$$ني أن وفق$$ر جائع، وغيرنا ونطبقه$ا حولن$ا من عي$وب على فق$ط عيوننا نفتح أن والحقد األنانية

عيوبنا. إلى ننظر حين�خ$$رج ال مالح$$ة وأرض أخ$$وتهم، في خ$$ير ال أعداء، وإخوة س$$وى ت! واألنهار، الينابيع تجف وقد الملوحة، والحس$$د الحق$$د يج$$ف لن وأب$$دا

الصدور. من! الثم$ر إنم$ا وجميل$$ة، حس$نة، هيئ$$اتهم س$$رو، شجر الناس ومن طيب$$ا

في واعوج$$اج الظ$$اهر، في اس$$تقامة كالم$$آذن " وبعض$$هم يحملونه، للحمقى وفي وص$$ديق نفس$$ه، ع$$دو والس$$فيه، والجاه$$ل الب$$اطن" ، النف$$وس في تثم$$ر لن فإنه$$ا طيب$$ة، الكلم$$ة ك$$انت ومهما والسفهاء،رع إذا القمح ينبت وال المريضة، من المط$$ر يمط$$ر وال الرم$$اد، في ز� يضيء الفحم وال الدخان، بالنار. كوي إذا إال

دف$$ع ق$$د اش$$تراها من ك$$ان وإن رخيص$$ة الض$$مائر بعض وستبقىاألرض. كنوز ثمنها

2

Page 3: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! ونصبح قاماتن$$ا ك$$انت ول$$و ح$$تى نحب، من على بخلن$$ا إذا أقزام$$ا! واألكثر يغشنا، ال من نغش أن وخبث طويلة، بغش نحن نب$$دأ أن خبث$$ا! ننتصر أن وجبن وضعف أنفسنا، منا. وأرق أضعف هم من على دائما

ش$$ربه، على أح$$د يج$$رؤ ولن أسود فسيبقى غليناه مهما والزفت! فسيبقى بالعسل خلطناه مهما والخل العسل. وسيفسد خال

! يهض$$م لم إذا بالمع$$دة الطع$$ام يضر وقد أن كم$$ا الفم، في جي$$دا فهمهم بس$$بب يحمله$$ا من تفك$$ير تش$$ل ق$$د والمب$$ادئ القيم بعض

لها. السيء العق$ل يح$رك وم$ا ق$زح، ق$وس إنتاج على بقادر ضوء كل وليس

ال$$ذي ذل$$ك عن يختل$$ف الخصر ومايهز الغريزة، يحرك الذي ذاك غير�ط$$رب وال القلب، يهز به$$ا ويس$$مو ال$$روح ي وعظيم، س$$ام فن ك$$ل إال

وهض$مه الط$بيخ بأكل يقاس أو اليوزن الرؤوس داخل األفكار وهضم القمام$$ة، من متحرك$$ة كومة هي قيمة، دون من وقامة البطون، في

جانبه. إلى تجلس أو ، به تمر من كل وتضر برائحتها تؤذي

3

Page 4: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. الجرح في ملح

فوق الدخان وليس الجرح، على بل البحار، في الملح ليس ثنايا في بل الحطب، في النار وليست العيون، في بل الحريق،

وذيول األفاعي، أنياب في السم وليس الروح، وحواشي القلب وداخل ألسنتهم، وفوق البشر، بعض أسنان في بل العقارب،كالمهم.

من أفيد وليس جدواه، في إنما الحكي، في الثمر وليسها، غير في النصيحة من أرخص يوجد وال مكانه، في الصمت محلأهله. غير في واألدب

من كمثل ذلك يحرثها، لم أرض في حبوبه الفالح يبذر أن غباء منها يخرج أن أمل على الصخور ويسقي البحر، في القمح يزرع

يتون. النخل والز

ية يسبقه والجميل، الصالح العمل إن والتفكير الطيبة الناآلخرين. قبل صاحبه، على بالعواقب يقع المؤذي والعمل السليم،

دون المغامرة عن واإلحجام اإلقدام، عدم من أشجع وليس فمه اإلنسان يعلم فكما تفكير، دون رد من أسوأ هنالك وليس عقل،�عطي الصبر، على نفسه يدرب أن عليه األكل، على فرصة رأسه وي

فكير من للمعدة يحدث .. وما السليم والفهم الصحيح، للت! وعصبية هضمية اضطرابات الطعام من ال الرأس، من يأتي ما غالبا

من أصعب يوجد وال الطعام، تناول من أسهل وليس نتناوله، الذينرى..! ما وإبصار نسمع، ما هضم

�لنا ما سببها المعدة "وقرحة من مانأكله ال الداخل، من يأكالخارج."

�دخل باليد عن نمنعه قد نفسها وباليد بطوننا، إلى طعامنا نا، نبعدهم نفسه وباللسان إلينا، الناس نقرب وباللسان اآلخرين، عن

من رفع] منه والغاية اإلنسان، لصالح استخدامه في نملك ما فقيمةعليهم. الدوس ال حولنا،

الزرافة: أحدهم سأل وقد

؟! هكذا طويلة رقبتكZ لماذا

4

Page 5: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

: فقالت

.. فمي من خروجه قبل بكالمي أفكر تجعلني الطويلة الرقبة ثرثرة مع قصيرة رقبة من خير نافع، قليل كالم مع طويلة ورقبةكثيرة.

"أن واحد، ولسان بأذنين اإلنسان خلق من الحكمة ولعليقول". ما ضعفي يسمع

! أطيب، عمل يرافقه أن ينبغي الطيب الكالم لكن عن بعيدا اليدين، وتقبيل الجوخ، وتمسيح الرخيصة، والحيل والنفاق الدجلالذقون. ولعق

الرجل على لكن إنسان، كل على وعزيزة غالية، "فالحياةمنها" أعز الشرف النبيل،

Zم، العال]م ينقص وال جديدة آلة يوم كل في نخترع فنحن العل الذي الوحيد الشيء وإن إلحيائه، ال ولقتله لتحريره، ال اإلنسان ألسر

اإلنسان، أخاه يحب بأن اإلنسان إقناع عن عجزنا هو ينقصنا مازال الخبز نأكل ومثلما يومي، خبز إلى المحبة نحول بأن وإخفاقنا عقولنا إلى السامية القيم بعض ندخل أن علينا ينبغي بسهولة، وما ونورها؟ دفؤها يصلنا لم إذا الشمس نفع وما نفسها، بالطريقة

العطشى؟ يروZ لم إذا الماء فائدة

والطير الكبير الطير منه يشرب كالنبع، الحكيم والعاقل مكافأة ينتظر وال واألبيض، األسود بين عطائه في يفرق وال الصغير،

عطائه. على

"الكنز أنه المحبة، يدعونه الذي العظيم، الكنز هذا أعجب ومنبالقسمة." يتكاثر الذي العالم في الوحيد

ر بالحق، نطق إذا اللسان جمال خشونة عن لطيف بكالم وعب وال التأم، إذا منه أقسى شيء وال والخشب، النهر وجفاف الحياة،تسامح. إذا منه ألين شيء

الماء في وجدت وقد تواضع، كبير كل وأشرف أجمل وماوأفهم: فهم لمن وطوبى موعظة،

5

Page 6: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

!، الكائنات ألجل وجد الماء "إن على شهرة أية يطلب وال جميعا المنحدرة األمكنة في بالبقاء يقتنع عظمته على وهو وعطائه، تدفقهأحد." يرتضيها ال التي

م يمن، وال حياته الماء يعطي �كر] م�كرميه. فيهين اإلنسان، وي

6

Page 7: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

شبع... على أكل يصطاد كي شديد وحرص طويل، صبر إلى الذئب يحتاج

مناورات عدة سوى طعامه لتخليصه ضباع ثالثة تحتاج ال وقد الغزال،.. خبيثة

ضعفاء. ثالثة يغلبه الوحيد، القوي إن

أن حين في العاصفة، تواجه أن تستطيع المجتمعة واألشجار جذورها كانت إذا إال بسهولة، الريح تقتلعها قد الوحيدة الشجرةعميقة.

!، " ويبني !." يحفر من عاليا عميقا

البشر: من أنواع ثالثة الحياة وفي

عاداته. ونبل بشجاعته، الذئب، يشبه من منهم

الطبيعي الطعام قليل، قبل كان الذي الغزال، يشبه من ومنهمللذئب.

القديمة العالقة تلك من المستفيد الضبع ذاك الثالث والنوع بين

والمفترس. الفريسة

ليأكل.. يعيش من الناس "ومن

ليعيش" يأكل من ومنهم

إليه.. وينسبه غيره طعام يسرق من ومنهم

البشر. عالم من أرحم الحيوان عالم ويبقى

وبنادقهم.. وسهامهم أيديهم تصطاد بما يكتفون ال بشر فهناك.. حولها بمن لتبطش تمتد بل

أكثر شبع، على يأكلون الناس .. وبعض جاع إذا يأكل والحيوان جوفهم في ما يتقيئوا أن بمقدورهم "حتى جوع، على يأكلون مما

غيرهم." حصة ليأكلوا

�قدم .. ال وتألم جاع .. مهما الحيوان إن أو صغاره، أكل على ي صورة سوى والضواري الوحوش تملك ال المقابل وفي رفاقه، وتتلون البشر عند الوجوه تختلف حين في لوجهها، ووحيدة واحدة، قيل: بأن ربما لون.. ولذلك ومئة وجه، مئة الواحد للفرد ليصبح

7

Page 8: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

ألنه وجه، من أكثر له واإلنسان حيوان، ألنه واحد وجه له الحيوان،إنسان.

! لإلنسان الله خلق "وقد !، وجها بقية لنفسه يصنع ولكنه واحداالوجوه."

الفتاكة، وقنابله وصواريخه، آالته، صنع في اإلنسان تقدم وكلما! ازداد كلما نفسه. عن ابتعادا

من الظلمة اشتدت كلما الفضاء، إلى طلعاته كثرت وكلماحوله.

! يكون الناس، أرواح ثمنه يكون حين التقدم إن فا !. تخل وانحدارا

! مانع من ليس "المانع المريخ، سطح إلى اإلنسان يصل أن أبدااألرض." سطح فوق جائعة الناس تبقى أن هو

أدواته، بتطوير العصر هذا إنسان يهتم أن المحزن ومن على والتقدم الحقيقي "فالتطور إنسانيته، تطوير يتناسى أو وينسى،

أدواته." ال اإلنسان، ينمو أن هو هذا، كوكبنا

! إن ! إنسانا ! طيبا وأشرف أجمل لهو وعقله، لباسه في ونظيفاعقله. في وقذر لباسه، في جميل إنسان من مرة بألف

ويقال:

.. جميلة "النظافة

عقولنا". في كانت إذا أعظمها ما ولكن

8

Page 9: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

معهم نعيش .. الذين هؤالء

خلفه يترك ال أبيض، كسحاب .. وبعضهم المطر يحمل بعضهم! إال وإذا أطيب، وحديثه طيبة، رائحته كالعطر، وبعضهم شاحبة، ظالال!، بك مر رك ما فسيترك صامتا برائحته. يذك

إنهم الكرام، مرور حياتنا في يمر الناس من اآلخر والبعض اآلخر وبعضها وحلو، م�ر مثمر، أشجارها بعض واسعة، كثيفة، كغابة

متمرس. حطاب لفأس إال يصلح وال يابس،

! هنالك أن كما المليء الجاف، منها األنهار، يشبهون ناسا عذبة، بمياه المليء ومنها الفارغة، الكرتون وعلب النايلون بأكياس! االثنين بين يجمع ما ومنها والشجر، البشر تسقي تحسه .. أحيانا! ! كرمانة، ممتلئا الكبريت. من فارغة علبة بأنه تشعر وأحيانا

، بعضها مذاق ه مهما والبعض مرارة، أكثر اآلخر والبعض م�ر زدت! ! إال يزداد ال وحالوة طيبا !. علقما وزفتا

تصلحه، أن تستطيع وال يجرح، أن على متعود بعضهم!." أصبح قومته وإذا المعوج، "كالمنجل سكينا

! فستدفع عاشرته إذا وبعضهم !، ثمنا بين يعش ومن غاليا ولدغة ببطء، يفتك قاتل، سم� على إال يحصل فلن والعقارب األفاعي

منها. شفاء ال

القلب". تدمي الصديق وطعنه الجسد، تدمي العدو "وطعنة

في يترك ولن وثقافة، معرفة تزداد عاشرته إذا وبعضهم الليمون ومذاق المسك، طعم فمك وداخل الحب، إال نفسك

و العلZم عقلك وفي البنفسج، و العنبر رائحة أنفك وفي والتفاح،. اإلنسانية من الكثير الكثير قلبك داخل و ، التواضع

والبعض مفتوحة، يبقيها .. وبعضهم بالمناسبات يفتحها بعضهموالحديد. باإلسمنت يغلقها اآلخر

والعلم بالمعرفة وجهلها. وتحيى بأميتها والشعوب األمم تموتوالقراءة.

9

Page 10: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

والكتب عمره، من كثيرا أضاع فقد القراءة، يعرف ال ومن قليلة تبقى والعبر، الساحرة بالقصص المليئة والممتعة الجميلةحروفها. فك يعرف ال لمن الفائدة

يشبه ما اإلنسان داخل يحدث بالقراءة، العينان تبدأ حينالبرق.

ثمينة، قطع على فيدلنا والقلب، النفس يضيء البروق بعض وتنتظر الداخلية، غرفنا داخل هناك، بعيد زمن منذ موجودة نادرة،

الضوء.

جيوشا نهزم النور من وبقليل دالنا، من العتمة تطرد القراءةالظالم. من

فما البروق، توليد على قادرة تقرأ التي العيون جميع وليست .." والكتب الفم في يبدأ الجيد "والهضم أوال والهضم األكل، في يهم

باألكل. الفم عالقة تشبه بالعيون وعالقتها

كلتا وفي هضم دو يبتلع من ومنهم فهم دون يقرأ من فمنهمالمعدة. في وارتباك للوقت تضييع الحالتين

كل هي النجاح في الرغبة وإنما شيء، كل ليس النجاح "إنشيء"

وطلب النجاح في الرغبة وإنما شيء، كل ليست القراءة كذلكشيء. كل هي المعرفة على واإلصرار وفهمها الحكمة

! كم قل ولكن قرأت، كتابا كم تقل "وال فهمت" سطرا

ماء والجهل واإلنسان، النبات يحيي العذب كالماء القراءة إنيشتريه. أو يشربه أحد وال والورود، األشجار جذور يحرق مالح

10

Page 11: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

األرض فوق ج.ثث

األحياء عدد يفوق األرض، تحت األموات عدد أن تصدقوا ال.. فوقها

ولم بيننا، تتحرك جثثهم تزال ال زمان، أيام من أموات هنالك�دفن وتخرب، وتتملق وتكذب .. تنصب وتسهر وتشرب بعد.. تأكل ت

تعرف وال والخنزير، الغزال بين وال والشعير، القمح بين تفرق والة كمثل األرض فوق وحياتها الوادي، من القمة �ركت جث دفن، دون ت

الرائحة. وقد قوة ازدادت مشت واذا رائحتها، فاحت جلست إذامنها. بكثير أفضل المدفونة الجثة تكون

اللحم مصدرها األحيان غالب في النتنة الرائحة وليستلة، و المتفسخة الجثث من المتعفن أكثر روائح هناك بل المتحل

! وأشد قذارة الجثث! من سما

المنبعثة الرائحة تلك أعني أو أقصد وال الفم، روائح هي تلك أما عالج، لها روائح فهذه المتعفنة، واللثة المنخورة، األسنان بين من

!. لها أن أعتقد فال اللئيم، والشتم البذيء، الكالم رائحة عالجا

مربوطة غير حذاء عروة كمثل مثله المهذب غير واللسان ال الكالم يحسن من كل إن ثم وترميه، صاحبها تربك قد جيد،، بشكل

لسانا يخلق الجيد والفهم له، !اجيد مستمعا يكون أن من له بد،! ! العادي الطين من الفنان يد تخلق كما حكيما عادية. غير أشكاال

الصواب يقتل الخاطئ والفهم األجوبة، يوحد السليم والفهم أقل زفيره يكون فلن الفاسد الهواء يستنشق ومن أعدائه من ويكثر

،! والقوي طباعهم، سيتعلم الضباع بين يعيش الذي والضعيف فساداعليها. يعلو

تضيفه بينما دمرتها، الضعيفة العقول أصابت إذا المحن أن كما! منها وتأخذ تجاربها إلى الكبيرة العقول !. دروسا وعبرا

قيل: وقد ويديه، لسانه في تكمن الحقيقية اإلنسان صورة إن�قاس ليس لكنه مهم، الخارجي والشكل بفعله، ويقوم بقوله، المرء ي

من أفضل النشيط الطيب الحمار يكون قد النتيجة وفي ضروريا، أفعاله بل قبحه، يعيبه ال القبيح والوجه الكسول، األبيض الحصان

11

Page 12: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

مع السيئ الخلق من أروع عادي، وجه مع الجيد والطبع وأقواله،جميل. وجه

كل ليس ولكن اللسان، تدعى التي العضلة تلك يمتلك جميعنا معنى، بال كالما يحمل الذي واللسان الكالم، على بقادر لسان له من

فراغ. داخله وفي عال صوته كبير، كطبل

ذقتها" أينما من مالح طعمها متشابهة، البحار جميع "مذاق إن!. ستجده جئته أين من الناس بعض كذلك مالحا

على وتبقي الداخل، من تأكلك المتحركة الجثث تلك وبعض إليك، وتنم النميمة، تنقل والذم، بالخداع تأكلك نظيفة، سليمة ثيابك

والطيبة. الصداقة مدعية عنك، وتنقل

! بقميصه يوسف إخوة أتى لما ألبيهم وأعطوه بالدماء ملطخا يعقوب أخذ يوسف، أكل قد الذئب أن زاعمين السالم عليه يعقوب

وقال: وبكى، وجهه على ووضعه القميص

! كاليوم رأيت ما والله يمزق ولم ابني أكل هذا، من أحكم ذئباقميصه!

في بيننا تحدث تزال ال قصة وهي إخوته، مع يوسف قصة تلكرت، قد القمصان كانت .. وإن يوم كل قد القتل وأدوات تغي

تطورت!

12

Page 13: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

ثوب .. والفكرة جسد اللغة

كانت .. وإذا الثمار تجمع يد اللغة .. فإن ثمرة الفكرة كانت إذا!، األفكار وتمشي الخيوط تلك تحيك التي اإلبرة هي اللغة فإن خيوطا

الخيط كذلك وحيدة، وتقطب تنسج أن لإلبرة يمكن ال أنه .. وكما بهاتحمله. إبرة وجود دون الثوب يصنع أن يمكنه ال

.. ناعمة بإبر حيكت أثواب وهناك

.. خشنة بإبر خيطت أخرى وأثواب

بكثير أفضل رائعة، بطريقة المحاك الخشن الثوب يبدو وقدسيء. بشكل المحاك الناعم الثوب من

! تحمل أن بإمكانها واللغة ذاته الوقت وفي ثقيلة، أفكارا رخيصة قوارب يحمل الذي .. كالنهر خفيفة أفكار حمل بإمكانها! التي اللغة إنما تافهة، تكون أن للفكرة يمكن أنه كما غالية، وسفناالروعة. في غاية تحملها

أصحابها رؤوس في ماتت عظيمة أفكار هناك وبالمقابلنهم عدم بسبب أو لغتهم، في لضعف الورق إلى إخراجها من تمكتعبيرهم. في ركاكة

كسيدة تبدو قد رديئة، بلغة تخرج التي العظيمة والفكرةعجالت. دون قديمة سيارة تركب فاتنة، جميلة،

.. جيدة لغة جانب إلى الجيدة الفكرة تسير أن الجميل من الكلمات من ممكن قدر بأقل الكبيرة األفكار تصل أن واألجملالجيدة.

! والمفيد !، كان إذا يح�فظ دائما من خير الجيد، والقليل مختصراع آسن، بحر دفعة تجرعه من أفضل مراحل، على الدواء وتجر

! نسمعه وما المعدة، يضر قد للرأس يصلح وما واحدة، يثير قد همسا! !، ضجيجا تصدر التي والعجلة المعنى، تحجب الكالم وكثرة وغضبا

! !، صوتا ! مزعجا ! عمرها يكون ما غالبا .. طويال

الفكرة كذلك جناحين، دون يطير أن للطائر يمكن ال أنه كما! تحلق أن يمكنها ال الجميلة تشبهها. لغة حملتها إذا إال عاليا

13

Page 14: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

من بد ال الجسد يطير .. ولكي جناح والفكرة جسد، واللغة هناك يكن مالم يرتفع أن للجناح يمكن ال أنه كما تحمله، قوية أجنحةبه. مربوط جسد

األجنحة جميع وليست لتطير، و�لدت األجساد كل وليست أنه كما ممطرة، كبيرة بيضاء سحابة كل .. وليس لترفرف و�جدتالثمر. تحمل الخضراء األشجار كل ليست

ذاته، بالحجم ليس .. إنما الناس جميع وترى العين تنظر وقد! يبدو من هناك ومنهم قصيرة، قامته بدت ولو حتى أعيننا في كبيرا

طويلة. قامته كانت ولو حتى قزما، يبدو من

أن أحلى وما بقامته، وليس بقيمته يقاس النهاية، في فاإلنسان وإذا كثيابه، نظيفة أفكاره تكون وأن قامته، مع المرء قيمة تتناسب

!، اللغة كانت تراها التي واألماكن، واألشياء الناس هي فاألفكار عيناترى. وال تنظر الرديئة .. والعين وتبصر ترى الجيدة والعين العين،

وال تنظر التي العيون أكثر وما تبصر، التي العيون أقل وماترى.

14

Page 15: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

أعلى .. ارتفاع أكثر عمق

ترتفع أن وقبل يفيض، بل يتوقف، ال مياهه من النهر يتعب حين! األشجار ! جذورها تمد أن من لها بد ال عاليا وكل األرض، في عميقا

!، يحفر من !، بنيانه يكون أن من بد ال عميقا تسقط أن وقبل شامخا خضراء، صغيرة ندية مكانها تركت قد تكون األرض، على الزهرةرنا عليه. كانت الذي الغصن سيحملها التي بالثمار تذك

.. سيأتي آخر شيء على ليدل إال الحياة، في يتوقف شيء ال تكون تسقط حين والزهرة الفيضان، من له بد ال يمتلئ، حين والنهر

أن من بد ال األرض، تحت تنمو حين والجذور ثمرة، مكانها عقدت قدالسطح. على آخر نمو يقابلها

الشمس مع سنولد صباح كل وفي يوم، كل في الليل يرحلجديد.. من

من بد فال موعدها، عن تأخرت وإذا الوالدة، تأتي الحمل بعدالوليد. أو أحدهما: األم موت

الحركة قيد على دمنا .. وما آخرون بشر بعدنا من ليولد نموت كبير منزل فالحياة سيأتي، من الستقبال فلنستعد واإلحساس،

حين. إلى وضيوف نزالء ونحن للجميع، ويتسع واسع،

ا، إال تتكون فلن حلقة، الحياة كانت وإذا حلقاتها نحن من ال والحلقات، الدائرة تلك ضمن يعيش من وكل وثوانيها، وعقاربها

فيرتفع وتفكيره بوعيه يسمو من وقلة الدائرة، محيط من أبعد يرىالمحيط. من أبعد ليرى

السماء ترى أن تستطيع فلن البحر من خرجت إذا السمكة فيها ترى كانت التي نفسها بالطريقة والعصافير، والنجوم والشمس

تخرج وحين البحر، داخل تسبح كانت حين واألشياء األحياء تلك كلتها ألن الماء، إلى العودة سوى هدف لها يكون فلن الماء من جن

اليابسة. على وليس المحيط في موجودة

هم من بيننا يعيش كان وإن بسمكة، ليس اإلنسان إنمايحصى.. ال وعددهم األسماك، بمستوى

15

Page 16: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

من أبعد ليرى وبخياله بوعيه االرتفاع على قادر الناس بعضالبشر. من قليلة لقلة إال ذلك يحدث وال أكثر، ويفهم ويستمتع أنفه،

بعد إال يتوهج ال والفحم توهجها، من بد فال النجوم، التمعت إذا داخل فينا، موجودة صفات والتوهج وااللتماع فالضوء للنار، تعرضه كالعجين إليها، المعرفة إدخال سوى منا تنتظر وال وأجسادنا، رؤوسنا

!. ليصير النار ينتظر الذي خبزا

�دخل وحين ذلك في مثلنا ونضيء، ونتوهج نلتمع إلينا المعرفة ن لتصبح البذرة وتكبر القمح، فينبت الحقل على نديرها ساقية كمثل أعلى إلى مياهها لترفع الساقية، تلك من الجذور وتتغذى وردة،الشجرة. في غصن

تنعكس طيبة أفعالنا تكون ما وبقدر فعل، وردة فعل، هناكوالمحبة. بالفائدة حولنا من وعلى علينا، بالضرورة

الغضب فعل وردة النمو، هو يأكل حين الطفل فعل ردة الجبال على الريح تهب وحين االنفجار، الضغط فعل وردة الندامة،

! تأخذ أنها حين في الغبار، سوى منها تأخذ لن الجبال من كثيراالجميلة. والورود المثمرة، باألشجار المكسوة

!، يبقى لن ببطء ينمو الذي والطفل الطري والعود صغيرا تحت ستقع الصفراء والورقة الثمر، ويحمل يوم ذات يقسو سوف

الثمار وحتى مكانها، خضراء لورقة المجال لتفسح الكبيرة الشجرة! تبقى لن الناضجة ! هناك ألن الغصن، على مكانها في طويال ثمارا

الحياة. في وفرصتها الخروج، تنتظر وشابة يانعة جديدة

لن الذي آدم ابن بعكس نفسها، مع متصالحة الطبيعة هي كميشبع. وال به يأكل واسع، فم له دام ما شيء، أي يرضيه

ناشف خبز

من بأصابع تكتب أن أما مألوف، شيء فهذا بالقلم، تكتب إن!! مألوف غير يبدو ما فهذا والوجع، بالدم مغمسة جمر، أبدا

محدد.. هدف للكتابة ليست

األهداف.. جميع على تدلنا الكتابة ذاته، الوقت وفي

16

Page 17: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

�رسم حينما تطير لكنها أجنحة، المبدعة للكلمة وليست فوق تالورق..

يسمع، ما ويعي يرى، ما يفهم حين بالتطور اإلنسان يبدأ! تقرأ وعندما !، كتابا من األولى بالدرجة تأتي الكتاب ذاك فأهمية مهما ترى ال العين دامت ما جميلة تكون لن فالكتب الكتاب، لهذا فهمك

واألسود. باألبيض مصفوفة كلمات سوى فيها

إليها سيدخل الشمس ضوء فإن شفافة، نفوسنا تكون وعندما من أسرع األرض فوق انزالقها يكون الصافية .. فالمياه بسهولة األشياء عليها تقف المنبسطة واألرض الموحلة، المياه انزالق

الوعرة. األرض على تقف مما أقوى بثبات واألحياء

النفوس.. هي هكذا

.. وعرة وأراض منبسطة، أراض

الضوء. ضد محصنة عقولها وأخرى العقول، شفافة أجسام

قوس الشمس ضوء من يجعل أن يستطيع عقل كل ليس إنما كذلك يدخلها، شيء كل تهضم أن تقدر ال المعدة أن كما قزح،

بحدود. إال شيء كل تفسير يستطيع ال العقل،

من كل وليس الطيران، على بقادر أجنحة له من كل وليسالتحليق. عن بعاجز� أجنحة له ليس

.. كالورود والمعرفة

قوية لكنها والبساتين، الحدائق في بوجودها ضعيفة.. القوة تستمد ضعفها ومن العطرة، وروائحها بحساسيتها

.. خلودها تأخذ عطرها ومن

فيما ليخرجها داخله، في فتنبت العقل، يتشممها الورود وبعض! بعد بة روائحا .. حولها من تعطر كلمات شكل على طي

�شبع والبهائم الحمير تأكلها الورود "وبعض جوعها." بها لت

واألكل.. الشم بين وشتان

17

Page 18: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

والبلع.. المضغ وبين

من كان إذا طعمه من الكثير سيفقد إنما ونافع، طيب العسلوالتذوق. الذوق حاسة فقد قد يتناوله

! يهم ال نا أبدا ب تعلقنا .. أو وغيرها فاكهة من للحوامض ح� عدم واألهم التذوق، حاسة نمتلك أن .. المهم والموالح بالسكاكر

للذوق. فقداننا

كالمهم في نجد .. وال بشراهة والحلويات العسل يأكل بعضهمالعسل. على يدل شيء أي أفعالهم أو

وكالمهم أفعالهم في نجد ذلك ومع ناشف، خبز يأكل وبعضهمالعسل. من أطيب أشياء!

؟!". الكالم يتذوق ال باله فما الطعام، يتذوق اللسان دام "وما

18

Page 19: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

والبناء الهدم لعبة

يوجد وال غيره، ويعظ ينصح أن اإلنسان على أسهل ليس محاورتهم أما سهل، اآلخرين شتم بالنصيحة، العمل من أصعب! فصعبة . جدا

التجريدي: الفن عن يقول صديق لي كان

جانب إلى أو بعضها، فوق .. ألوان سخافة ! هذه رسم "هذا!" مبتدئ دهان أي به يقوم عمل هذا مالمح، وال لها حدود ال بعضها،

أهميته، من يقلل الفن، لغة يفهم ال من كل أن اعتقادي في هذه يقول القمر، وغناء الورود، بكالم عالقة له ليس من وكل

خزعبالت.

.. والمسافات األماكن وتلك اللغة تلك معرفة أنفسنا نكلف ال في ألسنتنا على حاضر والذم والقدح اللئيم، والنقد الشتم حين فيوقت. كل

!، الماء شرب يجد الكسول إن نقل عليه سهل والم�جد صعباآخر. إلى مكان من الجبل

جيرانه، على اللوم يضع الجبال صعود يستطيع ال من وكل على اآلخر والبعض زوجاتهم، على اللوم يضعون اللئام وبعض

الضيقة. أحذيتهم

يعتمد النشيط والمجد بلسانه، ويصل يصعد الخامل الكسولمكان. كل إلى ليصل ورجليه عقله على عمله في

وتقصيره صاحبه، عقل قصر من إال يأتي ال اللسان طول إن يطعم ال العسل عن الكالم "وكثرة األجاويد، فعل من وتهذيبه! تسمى ال فالطريق العسل، عليها." مشينا إذا إال طريقا

-2-

!، سنوات عشر منذ منزلنا من القريبة المدرسة جدي بنى تقريبا!، كان ذلك عمله خالل بذله الذي التعب إن مرة، ذات لي قال كبيرا

19

Page 20: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

واللعب إليها بالدخول الطالب وبدأ المدرسة افتتاح بمجرد زال لكنه باحتها في

كبيرة.. ضجة على استيقظا صباح وذات

بالمدرسة ضخمة شاحنة اصطدمت لقد وهدمتها

اإلنسان حال كذلك

.. وسنوات سنوات نموه يستغرق قد

دقيقة يحتمل ال فقد هدمه أو قتله أما الكثير، يلزمه يكبر فلكيطويل. بطيء والبناء قاتل، سريع الخراب صغيرة، برصاصة واحدة

إلى حاجتها من أكثر واللين اللطف إلى بحاجة الحياة إن. والعنف القسوة

البصيرة. ينعش العليل النسيم بينما البصر، تعمي قد العاصفة

يلزمه حياته في الفرد يستمر ولكي المرونة، يلزمها والحياةوالحب. التأني من والكثير الصبر، من الكثير

قد الهوجاء والعاصفة مرونته، في تكمن الخيزران يقال: قوة! تستطيع ال حين في والبيوت، الشجر تقتلع األعشاب تقتلع أن أبدا

الطرية. والحشائش

لصالبتها" تتساقط واألسنان للينه، يبقى اللسان "إن

كالعربات أجسادنا

السائق بمثابة وعقولنا

واالبتعاد السليمة، الطرق نحو أجسادنا نقود أن .. ينبغي لذا حولنا ننظر وأن نسرع، أال علينا والمنحدرات، الوعرة الطرق عن

اآلخرين. لعربات وننتبه وأمامنا،

لم إذا سننحدر وبسرعة مكان، كل إلى سنصل قدنا إذا بهدوءد السرعة. بحدود نتقي

20

Page 21: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

-3 -

بقدر منه األرض تستفيد ال قد بغزارة المطر يتساقط حين تجتاح وانهيارات فيضانات تحدث فقد بهدوء، تساقطه من استفادتها

.. الغزير المطر أثناء وأشجار وبيوت عربات من يصادفها من كل قد زخات شكل على وروية، ببطء المطر ونزول الثلوج هطول بينما

! يخفف وببساطة. بسهولة األرض وتمصه الكوارث، تلك من كثيرا

! تهدم ال الطبيعة إنما ولكن لبنائه، مستعدة وتكون إال شيئاوخجول. صامت وبناءها مدمر سريع هدمها

.. الحياة تنمو وصمت هدوء في

ويحترق. يموت النضوج، قبل الضوء إلى يخرج من وكل

والعتمة النور لعبة إنها

والظهور االختباء

والنضوج االختمار

والبناء... الهدم

21

Page 22: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

العقل .. سفير اليد

التي األيدي تلك هي اإلنسانية عرفته سفير وأعظم أجمل لعلجيل. إلى جيل من والحضارة والمعرفة العلم تزال، وال إلينا نقلت

أن يمكننا كيف الناس، معظم يمتلكها التي اليد هذه دون فمنل أو نتصور عالمنا؟! نتخي

�بنى باليد �حرث والقالع، والمصانع والبيوت القصور ت األرض، وت�زرع وال بها نعتني أن أروع فما بها، وتدار اآلالت وتصنع الحقول، وت

الصوف ونلبسها أظافرها ونقلم آخر، إلى حين من نغسلها ننساها،والصقيع. البرد من ليحميها

اليد هي كذلك البشر، بين وتعارف تواصل أداة اللغة أن وكماعرنا وتدون اليد تكتب لم ولو الورق، إلى اللغة بنقل تقوم التي Zش

بعيد. زمن منذ واندثرت حضارتنا لضاعت وبطوالتنا وتراثنا

د "فالكتابة إلى يعود والفضل الزوال، من وتحفظها اللغة"، تقي وأفراحنا وأحزاننا وكرهنا حبنا ينقل آخر عصب إنها األيدي، تلك

.. خاللها من اإلنسان يتنفس ثالثة رئة .. إنها أعيننا أمام ويجسدهاويموت. يختنق دونها ومن

من وتنقلها صاحبها أشياء تحمل وجميل، طيب .. إنسان اليد�عينه آخر، إلى مكان وأدب قيم من داخله في ما إخراج على وت

ما بكل االحتفاظ على تساعده بل بذلك، تكتفي .. وال وفن وجمال ولوحاته كتبه .. فتحمل وقلبه وعقله روحه من وأخرجه أبدعه

والغبار. العث عن بعيد آمن مكان إلى الثمينة ومقتنياته

والخطط الكبيرة، والمشاريع العظيمة، والصور األفكار إن! تجد لم ما عقيمة، فارغة ستبقى الفذة، �خرجها مبدعة يدا إلى ت

الوجود.

الصور تلك تحميض على تساعدنا صغيرة، بآلة أشبه فاليد الفلم سيحترق دونها ومن أعيننا، خلف القابعة والخطط واألفكاردخان. كسحابة وجميل، رائع هو ما كل ويتالشى

ويشجعها ويواسيها، يده اإلنسان يلحظ أن الجميل من لهم العون وتقديم الناس لمواساة به قامت ما كل على ويشكرها

22

Page 23: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

قف أن والقبيح المؤسف ومن الحاجة، وقت دنيئة ثقافة يده المرء يث والنفاق، والخداع البطش على ذلك وتساعد هذا، تمدح ورخيصة،الجوخ. وتمسيح

-2 -

تصفق. ال الواحدة يقال: اليد صحيح

! فعلت إذا الجميع تصفيق تنال قد لكنها �بهج شيئا القلب، ي إلى العقل من نقلت إذا الجميع إعجاب .. ستنال الروح وينعشمدهشة. منحوتة أو ساحرة، لوحة أو عظيمة، رواية الورق

! وحيدة، إنها الواعية الشجاعة اليد .. تلك منعزلة وأحيانا أكثر نفكر وجعلنا الصورة، قلب على القادرة المبدعة، المتمردة،

نرى مما

.. هي وحيدة

!، يعيش الذئب "ووحدة ! منعزال العالية، الجبال في متمردا." القطيع عن تستغني أو تبتعد أن تستطيع ال والخراف

-3-

وترى وأعصاب، وأرجل واعين ذاكرة، الماهرة لليد يكون قد! يحدث وهذا أحيانا، صاحبها يراه ماال نسمعهم إذ المبدعين، مع كثيرا

يصرحون:

اختارتها التي هي يدي بل روايتي، أو قصتي نهاية أختر لم )أنا وأوجدتني رسمتني التي هي أصابعي بل لوحاتي أرسم لم أنا .. أو..( الورق على

23

Page 24: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

تضغط قد لكنها ضعيفة، أنها صحيح الواحدة، باليد تستخفوا فال تطعن قد بالتأكيد، لكنها تصفق، ال أنها ! "وصحيح وتقتل الزناد على

"!

24

Page 25: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وكثير قليل

ال أحيانا ألوانها، وتعدد كثرتها ورغم الحياة، في كثيرة طرق ثمة! يكون وأحيانا فرعي، طريق وثمة المطلوب، المكان إلى تؤدي تربياالمنشود. الهدف إلى بنا يؤدي

يعرف ال من ومنها المبتسم، منها حولنا، من عديدة وجوه وثمة حاجته، لقضاء ويفتعلها البسمة يتصنع من ومنها االبتسام، معنى

مطلبه. على بحصوله تلك بسمته وتنتهي

ننتظر وجه نحبه، واحد وجه هناك الوجوه، تلك كثرة وعلىيأت. لم ولو حتى بانتظاره نبقى وسوف تماما، نعرفه وجه قدومه،

�عطى التي األماكن تلك هي كثيرة �منح التي تلك وقليلة بثمن، ت تمقابل. دون

بينها، الحدوث قليل البرق إنما فضائنا، في كثيرة غيوم ثمة التي النجوم تلك هي قليلة إنما السماء، في شاسعة مساحات وثمة

تزورها.

الجفاف سوى تعطي وال وقاسية، صلبة عديدة، أيد وثمة والقتل والبطش الكسر على وقادرة وملونة، طويلة أيد� والصقيع،

والحب الدفء تمنح التي األيدي تلك هي قليلة وإنما بارد، بدمواألمان.

الريح وجه في الوقوف على القادرة األشجار تلك قليلة عمق على تتوقف وصمودها الشجر قوة .."وإنما والعاصفة

العميقة! الجذور تلك معدودة هي جذورها." وكم

الذي الحذاء مقاس كبر رغم الخطوات، بعض قصيرة هي وكمترتديه.

يعرقل بل خطوه، يوسع ال الكبار ألحذية الطفل "وارتداءسيره"

أفكارها! صغيرة هي وكم الرؤوس، تلك كبيرة هي وكم

!، لتكون فقط خ�لقت الرؤوس وبعض موضعه "والذيل أذياال! صاحبه". خلف دائما

25

Page 26: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

أصابع على تعد تكاد ونجاحاتنا الحياة، في إخفاقاتنا هي كثيرة األصابع إنما بالحبر، تكتب التي األصابع تلك كثيرة هي اليد.. وكم

نادرة. والوجع بالدم تكتب التي

في نعرف ال قد "لكننا بعضها، مثل ليست اليد أصابع أن صحيح؟!" نحن إصبع أي كثيرة أحيان

الذين أولئك هم قالئل لنا، الخير يودون الذين هم قالئلافتراسنا. في يرغب ال من هم وقالئل أعيادنا، في يتذكروننا

الكثير! البعض أسخف وما القليل، البعض أروع ما

أن يمكننا وال أصحابها، تؤنب التي الضمائر تلك قليلة هي وكم!. يملكون ال الذين الناس عدد نحصي ضميرا

! الظل بتقويم يجتهد أكثرنا والطبيعة األعوج، العود متناسيا الخريف يكون ألن أكثرنا يكافح حين في الربيع، لنا لتصنع تجتهد

! الفصول. جميع على معمما

كثيرة أشياء وثمة رعاية، إلى تحتاج الحياة في قليلة أشياء ثمةاقتالعها. إلى تحتاج

." باإلهمال واألشواك بالعناية، تنمو الورود "وإنما

.. .. سيأتي كثير من قليل أصدقائي، يا وهذا

26

Page 27: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الحفا في ستبقى

الفجل سعر من أقل سعرها وصار الكتب، رخصت إذ حتى من أغلى "وبطونهم عارية، الناس بعض عقول فستبقى والبصل

رؤوسهم".

!، وف�رقت الورود ق�دمت إذ وحتى األكثرية فسنجد مجانا! تأكلها البشر من العظمى ع شمها من بدال بعطرها. والتمت

ونتعرف والحكمة، المعارف بطونها من لننهل الكتب و�جدت إلى لتضيف وجدت يناسبنا، ما منها ونأخذ الشعوب حضارات على

طعامنا بأوراقها نلف أن ال والعبرة، المعنى وقلوبنا عقولناوالفالفل. و"سندويشات" الشاورما

عن اللسان وبخل المعرفة، إلى العقل فقر الحقيقي، الفقر إن عن الفكر وعجز والعطاء، المساعدة عن اليد وقصر الحق، نطق

سع لم إذا فكري أضيق اآلخرين."وما أفكار استيعاب :!" فكر لكل يت

أسوأ وما والعظم، اللحم على إال تحتوZ لم إذا قامتي أقصر وما! كنت إذا حظي وهربت، الحب ! ودعاني وقصرت المنح على قادراني ومودتهم حبهم من وثقت وحين ، إلبداعي اآلخرون وحبني غر

فتكبرت. ذلك

! ينتظر من كل إن ! يصبح وعطائه لحبه مقابال ولو حتى فقيرا وعاريا متخمة، معدته كانت لو ىحت وجائعا النعمة، ذوي من كانباأللبسة. تضيق خزائنه كانت لو حتى

تغذية سوء هنالك بل فقط، البدن يصيب ال التغذية سوء وإن ع�سر وإن بالروح، ويعصف بالنفس ويفتك الرأس يضرب أفظع

!( في هضم عسر هناك بل المعدة، على يقتصر ال الهضم أكثر)تلبكا عمى ليس الحقيقي العمى و حولنا، من واستيعاب تعاملنا طريقة! األشد الصمم و القلوب، بل العيون، أذناه خ�لقت الذي ذاك ألما

! لتكونا عليها "يصعد سلم في كدرجة أقل، وال أكثر ال للكالم، ممرا". تصعد وال تنزل فال هي أما النازلون، عليها ينزل و الصاعدون،

ليلعب المنزل تدخل وتركها لدجاجاته، أنيقة أحذية أحدهم صنع تنقر مزعجة، وصارت تبيض، تعد لم الدجاجات ولكن صغاره، معها

27

Page 28: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

في األنيقة الجلدية األحذية وانقلبت ذاك، بأجنحتها وتضرب هذا!. سالسل أرجلها وقيودا

... الحفا في عمرها بقية ولتبقى حافية، لتمشي و�لدت لقد

! السهل، في أعشاشها لتبني تنزل أن الصقور إقناع نحاول عبثا! ! القطيع، مع تعيش أن الذئاب إرغام نحاول عبثا أن نحاول وعبثا

! األرانب نعلم وأن أجنحة، للسالحف نجعل على فيها تتغلب حيال. الثعالب

! ... نحاول عبثا

. لتحسدها ولدت والصغيرة لتطير، و�لدت الكبيرة فالعقول

28

Page 29: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

حديد .. على مطر

تعب، دون صباح كل في تشرق الشمس أن يظن من واهم��سقط الغيوم أن يؤكد من واهم واهم وسهولة، بيسر علينا مطرها ت

ر من غرة. حين على تأتي العاصفة أن يفك

يحصل ال األرض، إلى الوديعة الشمس أشعة وصول إند ال ضوءها، فيها نستقبل التي نفسها بالطريقة بعد إال الدفء يتول

بمراحل مرت أن بعد إال الشمس أشعة تالمسنا وال عسير، مخاضوبداخلها. الشمس فوق حدثت وتفاعالت

ولدت لما ذلك ولوال هناك، حدثت النار من عاتية عواصفوالدفء. النور من الطاقة تلك ووصلتنا

تبخر لوال ليحدث ذلك كان ما المطر، إلينا حملت التي والغيوم! مشكلة وتجمعها القطرات وتكاثف البحر، مياه الغيوم من كتال

والعاصفة والوديان، والسهول الجبال نحو ذلك بعد الريح تسوقها لوال تحدث لم طريقها، في شيء كل واكتسحت فجأة، هبت التي

خمر الطويل. واالنتظار المؤلم الت

واالبداع. الخلق هو كذلك

بمراحل ومروره وتحضير، استعداد هو بل شيء، ال من يأتي ال�خرج الحقيقي المبدع يعانها ومضنية عصية، عواطفه، الوجود إلى لي

وأمطاره. وثلوجه وعواصفه،

القلب ينعش وعطرها ووديعة، وناعمة جميلة األزهار نرى نحن العتمة، في المدفونة البذرة رؤية عن نتغافل أو نغفل لكننا والروح،

تعيش التي وعتمتها بردها م�حولة الخروج، طالبة! وتتألم تعاني والتي�طرب النفس، تسحر ورقة جمال إلى فيها العين. وت

الشمس نور يخفي "كما المبدع ألم يخفي الساحر اإلبداع إننارها".

أية األسباب يعيرون وال بالنتيجة البشر يهتم عام، وبشكلأهمية.

29

Page 30: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

كل الجيد، والتحضير الصادق، واالستعداد المستمر، العمل إنالثمر". الزهر يسبق ،"مثلما النتيجة يسبق ذلك

الناس، كسائر ويتنفس ويشرب يأكل إنسان المبدع أن صحيحيحس�ون". مما وأرفع أرقى إحساسه "أن والمؤكد أيضا الصحيح لكن

فما ، موهبة إلى بحاجة وليس سهلة، عملية اإلبداع أن ير] ومنب.. "فهو أن إال عليه ومن إنسان، كل يدعيه بحيث البساطة من يجر

". إنسان كل يطوله ال بحيث االرتفاع

الباردة، القهوة شرب من أسهل عملية ونقده اإلبداع قراءة إنتاجه أما ورقة، حمل من وأخف الماء، صنبور فتح من وأبسط ويغلو ثرثرة، يصبح حين الكالم يرخص وقد نفسها، بالطريقة فليست

! حولنا من الكالم نجد لذا معنى، على يحتوي عندما فزلكة ألنه كثيراخيره. المسحوب كاللبن قيمة، بال وثرثرة معنى، بال

التحضير من مراحل بعدة الرياضي اإلنسان عضلة تمر القوة، سينتج العضلة تعب إن وصلبة، قوية، تصبح حتى والتدريب،

ال وقد المرض، ويقتل الصحة سيعيد المر الدواء شرب أن كما! نستفيد في غال� الشمعة نور ألن النهار، في الشموع ضوء من أبدا الحاالت، بعض في إال وخسارة، هدر فهو الضوء في أما العتمة،ذور !. كالن مثال

والبحر منها، اللحن الستخراج مدرية أنامل إلى بحاجة واألوتار مطر الرديئة األقالم وبعض الشاطر، الصياد إال أسماكه يعطي ال

!، إال الحديد المطر يزيد وما حديد، على الجيدة األقالم وبعض صدأ!. إال التراب المطر يزيد وما تراب، على مطر خصبا

! هنالك إن الذهب "استخراج على يتدربون الحياة في رجاال وصيت الذهب سمعة عن بعيدة أغراض في ليستخدموها والياقوت"،

بين المحبة ويزرع التقوى ليستخرج "خ�لق الرجال وبعض الياقوت،! األرض كنوز من أثمن الناس." وهذه . جميعا

30

Page 31: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. ك.نMا العتمة في

أن قبل العتمة في كان حي كائن كل أن الطبيعة مفارقات منالنور. إلى يخرج

غطاها القمح وحبة معتم، دافئ رحم داخل كان فالجنين الضوء، تنتظر عتمة داخل فأصبحت التربة حرث أثناء التراب

كانت النور، إلى خارجة وهدوء ببساطة األرض تشق أن قبل والوردةوالشمس. الريح لمواجهة واستعدت تكونت قد

وتتبلور تخرج أن قبل الرأس داخل تنبت العظيمة واألفكارد عتمة هناك الواقع، وفي الورق، فوق ال وأخرى والحياة، الضوء تول

الظالم. من المزيد سوى تعطي

ولكن به، واالستمتاع الضوء رؤية من الحياة في أجمل ليسالعميقة. نفوسنا من الضوء ذلك ينبع أن واألروع األجمل

! الحب أليس ! ضوءا ؟! عظيما

! لآلخرين، نمنحها حين السعادة أليست ! دفئا ؟ ونورا

نتقاسمها عندما والمساواة والحرية والشجاعة التعاون أليس! تصبح ؟! ينضب ال كنزا

.. الكنوز وتتكاثر الضوء، يولد الكنز ذاك ومن

.. الزمن هذا إنما

.. المر الزمن

ها، نفوسنا الضباب فيه "غطى الشموس." فيه وقلت وكفن

والقلة: الكثرة في المفارقات ومن

تستطيع وال العميان، من مدينة يقود أن يستطيع المبصر إن! تقود أن العميان من مدينة !. مبصرا واحدا

! "وإن ! مصلحا أكثرية." حقيقيا

31

Page 32: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! ويصبح بأخيه، اإلنسان ويقوى ! ضعيفا وقف إذا للكسر قابال! والصالح العقل عالمات من والمشاورة التيار، وجه في وحيدا

والقوة.

عبس: بني من لرجل قيل وقد

صوابكم؟! فقال: أكثر ما

ألف فكأننا نشاوره فنحن واحد، حازم وفينا رجل ألف نحنحازم.

الصغيرة: باألشياء تتعلق أخرى ومفارقة

اهتمامنا نعرها لم التي البسيطة األشياء أن الحياة أعاجيب من أرخص فالملح مستقبلنا، وعلى علينا، تؤثر قد األحيان من كثير في

ا ومن األرض، وجه على مادة أغلى أصبح فقد وإذا شيء، يستطيع منملح؟! دون من طعامه يأكل أن

على شيء ينبت وال بها، إال تدور ال الحياة، عصب والمياهالمياه. باركته إذا إال األرض

ماء! دون من العالم لنتصور

وقوعه. احتمال أو تصوره يمكن ال ما ذلك

! كان إذا قميصنا في زر ذلك ارتداء يزعجنا فقد مفقوداالقميص.

قد زيارة أو حفلة في ونحن انقطعت إذا حذائنا في وعروةجلوسنا. وتقلق حراج، إال لنا وتسبب تكدرنا

يستحسن ال أنه كما صغير، ويتممه إال الحياة في كبير يوجد ال ومن وقاماتهم، أماكنهم صغرت مهما واألشخاص األشياء احتقارح، للنمو قابلة كانت إذا الصغيرة األشياء نحترم أن واجبنا والتفت

إذا ماء ونقطة صغيرة، شرارات سوى تشعلها لم الكبيرة فالحرائق�حدث ال فقد الصخر على سقطت !] ت قد سقوطها تكرار لكن يذكر، أثرا

بالتكرار.( إنما بالقوة، .. )ليس البشر بيوت ويثقب الصخر يحفر

األجواء.. رائحته عطرت تحرك إذا صغير.. لكن الفل يقال: زر

32

Page 33: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! كان وإن صغير والجاهل !، شيخا كان وإن كبير والعالZم كبيرا! !. حدثا يافعا

33

Page 34: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الطين .. إلى الطين من

!، واليزال ولدنا، منذ حولنا من الوحل و�جد وسيبقى، موجودا لحماية والحظائر والبيوت والقالع الحضارات منه أجدادنا بنى وقد

والضواري. والوحوش والحر البرد من ومواشيهم أنفسهم

.. عائدون وإليه جئنا، الطين من

تلك كانت لقد الحياة، خرجت الطين ومن آدم، خ�لق الطين من مرور ومع عارفة، كانت فيها عملت التي األصابع ألن مقدسة، المادة! ماء الطين وأصبح المعرفة، على الجهل طغى والزمن، الوقت وترابا

غير. ال

مع طيبة صداقة األول اإلنسان بنى والخليقة، الخلق بداية في! وجعله والوحل، الطين ويسخره نفسه، به يحمي يده، في سالحا

بنو أدخله أن بعد إال األرض فوق تنته لم الطين وحضارة خدمته، في الطريقة رخص بسبب الوحل، فرخص وتفكيرهم، نواياهم إلى البشرفيها. يستخدم التي

والقالع القصور وبنى ذلك، كل فعل قد الوحل كان وإذا بنا فكيف بكثرة، حولنا الموجودة البسيطة المادة وهو والحضارات،

واأللماس؟! الذهب عن تحدثنا إذا

وفي فرفعهم، به ارتفعوا الطين، قيمة عرفوا أناس بيننا وحل إلى أيديهم بين والذهب األلماس تحول ناس هنالك المقابلوطين.

مفعوله، في الدواء قيمة مثلما استخدامه، في الشيء قيمة إن عليها يحصل ال اللؤلؤة أن كما لطالبيها، إال نفسها تعطي ال والمعرفة

األعماق. في الغوص تحمل على قادرة نفسه كانت من إال

لم إذا سيؤذينا ربما واألفاعي العقارب سم على حصولنا لكن أن المعرفة فعلى دواء، إلى سم من تحويله طريقة أيدينا تعرف زهرة، البذرة من تجعل أن الحياة وعلى ألماس، إلى الفحم تحولنخلة. البليحة ومن

لن العمالقة والنخلة وتموت، ستجف الطين دون من والبذرةالمتماسك! الوحل في عميقة جذورها كانت إذا إال العاصفة تواجه

نفوسنا إلى يدخل حين أسوأه وما الطبيعة، في الطين أروع ما! وعقولنا

34

Page 35: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

أرخصه وما وشعيرنا، قمحنا فيه ونزرع نحرثه عندما أغاله ماالسامة! للحشرات ملجأ يكون حين

في اليوم وصار ومعنى، قيمة أجدادنا أيدي في للطين كان وفوق رؤوسنا، فوق به نتراشق القمامة، من كومة األيدي بعض.. الورق وفوق ثيابنا،

تمسك التي اليد في بل الطين، في ليست الحقيقة القيمة إن�قاس تصرف كل "وقيمة به، هنالك وليس نتيجته، من ال منه بالقصد ت

األشخاص." في السفاهة بل المهن، في سفاهة

أما إزالته، سهل الرفوف، وعلى والخزائن األسرة تحت والغبار التنظيف مساحيق كل معه ينفع فلن والعقول النفوس في الغبار

مجتمعة.

الذهب سبائك داخله في يخفي قد والوديان الجبال في التراب إلى بحاجة نحن األعماق تلك إلى وللوصول األلماس، وعروق

�خفي قد اإلنسان، كذلك والبحث، والتنقيب والجهد المعرفة تربته تعلم إال عليه وما الثروات، من الكثير الداخلية كيف يعرف لكي الت

ذاته. عن البحث يبدأ

إنه األعماق، إلى يغرق أن يمكنه ال والغبار، والفارغ، والخفيف، مكانها في الجمرة وستبقى وضيع، ألنه ويرتفع يعلو الذي كالدخان

عليها. يتطاول من وتحرق حولها، م]ن� تدفئ ثقيلة،

35

Page 36: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. موت أجمل

! يفكروا أن دون الناس يحيا عام، بشكل .. بالموت كثيرا

ة القادم. موته ليتأمل يقف من قل

القريب. البعيد الضيف ذاك ينتظر من قلة

الجميل. الذئب ذاك ليصادق الشجاعة يمتلك من قلة

يوم ذات يفاجئنا سوف ونؤجله، ونهمله، ننساه، شيء كلبحضوره.

ستكون لذا حدوثها، إلى يؤدي الكوارث حدوث توقع عدم إنة قوية، الصدمة يتوقعون الذين أولئك بعكس أقوى، الجسد وهز أطرافهم وارتجاف أقل، ستكون صدمتهم حدوثه، يمكن ماال حدوث وإرادة أعلى، وبعزيمة أقوى، ستكون للحريق ومقاومتهم أخف،

كالحديد.

.. يحيي موت هناك

�ميت وغياب .. ي

�فرح موت �فلج .. وموت ي .. ي

للناس" راحة الطالح وموت لنفسه، راحة الصالح "وموت

.. والدبابير كالذباب ومزعج مقرف حياتنا في البعض حضور

ا بعضهم وغياب .. بال وراحة حياة عن

في ترحمها السماء لكن الموت، من عام كل في األرض تدنو السهول، وجفاف الحقول، يباس فوق غيومها فتبكي األخيرة اللحظة

القمح. وسنابل الورود وتنبت الربيع، يأتي البكاء وبعد

ال تموت .. فاألزهار اآلخر ويترك البعض يأخذ مواسم، للموت البرد في وتموت تذبل مواسم، لحياتها ألن بل عنها، الماء النقطاع

إجازة وأعطاها أخذها الموت يوم، ذات ستعود لكنها والصقيع،! ليريحها عقولهم ونفاق روائحهم من ليريحها البشر، أيدي من قليال

وألسنتهم.

36

Page 37: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. الورود تلك هي مسكينة

�ؤخذ الناس. إلرضاء الناس قبل من وتستخدم ت

القبور. وإلى األعراس إلى معهم يأخذونها

البشر بها يعتني اآلخرين، أمام صورتنا لتجميل وسيلة إنها وشذاها عطرها ومنحنا العطاء، سوى لها غاية فال هي أما لغاية،

ومحبة. بسخاء

مقابل.. دون أعمالنا عطر نمنح أن أروع وما

! ننتظر أن دون إليهم. وإحساننا لآلخرين، مساعدتنا على ردا

ن يصادقه، ال من مع الموت هو قاس عرف من مع وحنون وليوضه. معه يتعايش كيف وير

والنفاق النميمة وزوال فينا، الكذب موت موت، أجمل ولعلنفوسنا. من

! نجده وال الموت نتمنى أن موت، وأصعب

37

Page 38: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. والمنخور المحظور

وعما مايشاء، كتابة باستطاعته أن الكاتب يعرف أن المهم منيشاء...

فوق يريد ما فيها سيسكب التي الطريقة تلك هي أهمية، األكثر إنماالورق...

! ويعطيها الهدية، قيمة يزيد وما !، رونقا التي الطريقة هي إضافيابسيطة. هدية كانت ولو حتى فيها، ستقدم

األدب عالم في حمراء وإشارات ومحاذير مواضيع، هنالك ليسضج، تد�عي ومواهب الوصول، عن تعجز عقول توجد إنما والفن، الن

منخورة. لكنها

تجعل السليمة، واللغة العميقة، والفكرة الجيدة، الرؤية إن فوقها، القفز األطفال وباستطاعة وقصيرة، سهلة، الحواجز جميع

يتخذها البعض، طريق تسد التي والصخور وحولها، بها والتمتعقالعهم. لبناء قواعد اآلخر البعض

على قادر منا وكل المواضيع، مع التعاطي كيفية هو يهم، وما جميع وليست بصياد، صياد كل ليس إنما للصيد، الغابة إلى الذهاب

الحب في وقع من كل وليس متشابهة، نسمعها التي األصوات الضروري من ليس أنه كما بعداء"، يركض من كل "وليس بعاشق،

الكبيرة المواضيع عن يكتب أن القلم يمسك من كل على والواجب ليوهم والمعاجم القواميس بلغة يكتبه شيء كل يتناول أو ليكبر،

ن، أنه اآلخرين والصرف. النحو بمواضيع وفهيم ومتعلم متمك

!، يجعله لن للمواضيع تعظيمه إن لن العالية لغته وإن عظيما!، معنى! ولغته جديدة، رؤية موضوعه أعطى إذا إال ترفعه، إنما إضافيا العميق البسيط يبدو الكلمة،"وقد وبساطة المعنى، قوة في البالغة

! قراءته، بسهولة نستطيع الذي ا كتابته حاولوا إذا كثيرين على عصيالورق." على

أرخص "والملح الطويلة، الطريق تصنع القصيرة الخطواتف�قد." إذا أغالها يصبح لكنه المواد،

38

Page 39: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

بسيطة لنا تبدو حياتنا، في والمواضيع األشياء بعض إن وقصر إليها، نظرنا من إال يأتZ لم ورخصها بساطتها إنما ورخيصة،

لها. رؤيتنا

التهاب يوجد إنما والفن، األدب دنيا في حمراء خطوط يوجد ال قوله، يريدون فيما حاد وسعال عقولهم، في وجفاف البعض، لغة في

وال العفن، إال يكتب ال وقلم كالخشب، وعائمة يابسة سطحية وفكر األدب في والمنخور المحظور بالضبط هو وهذا الخل، إال يشربوالفن.

العود وليس العتمة، في الطريق إلى يهدينا الشعلة ضوء إنالشعلة. يحمل الذي

أصابعنا، تحترق فقد بالعود، سنمسك أين من نعرف لم وإذا في ونضيع صراخنا، سيعلو عندئذ وتنطفئ، األرض على الشعلة وتقع

الظالم.

يشبهون جميعهم والروائي، والشاعر والنحات الرسامالمحامي.

! يجد أن يستطيع الذكاء، حاد بارع، محام وهناك لجميع حلوال!، المعقدة، المشكالت الكبيرة األقفال ذات لألبواب ومفاتيح ومخرجاالفوالذية. والجنازير

ضليل المماطلة همه محام، وهناك األمور، وتعقيد والتعتيم، والت إلى وأخذه المدعي، وتخويف المحاكمة، جلسات سير وعرقلة

أنه لموكله واإليحاء الربح بهدف ذلك .. وكل هنا إلى وإحضاره هناك،والصغير. الكبير رأسه على ومر الكثير، عرف

لألسف، إنما والحرف، المهن لجميع واحترامي تقديري ومعقيمتها. من ويخفض مهنته إلى يسيء من هناك

مة، مواضيع الفن ودنيا األدب عالم في يوجد ال عظيمة، أو محر ساحرة معالجات "توجد بل عادية، وغير ومحظورة خارقة أو

المواضيع" لتلك وعظيمة

الموضوع بين التوفيق نستطيع أن المعادلة، هي هذه نكون وأن والفكرة، اللغة وبين والخارج، الداخل بين والمعالجة،

39

Page 40: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

ال عينه الوقت وفي شيء، كل وأفكارنا لغتنا تشبه وأن نكتب، مثلماذاتها. إال تشبه

ر السليمة باللغة نسمو الجديدة وبالفكرة شيء، كل عن نعبنطفو. وال نصفو، للمحاذير العظيمة والمعالجة وبالرؤية بأحاسيسنا،

ما والفكرة ودالة، شفافة وعميقة، بسيطة اللغة كانت وكلا وجديدة، قوية وشمولية، واضحة وقصور األدب، قالع إلى أقرب كنالفن.

40

Page 41: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وصفيح تنك

بها التعامل فإن ومفيدة، أصيلة تكن لم إذا القديمة، العادة المالية األوراق مع كالتعامل أصعب، يكون قد واستمرارها صعب،

فقر إلى ينقلب أن يلبث ما الذي بثرائنا، نفرح البداية في المزيفة،مدقع.

بة، الجديدة، والعادة ! تطبيقها يكون قد الطي البداية، في صعبا! يكون قد معها بالتعامل نشرع حينما نتائجها لكن وقع. وغير جميال مت

ا من الجديد؟ حذاؤه يضايقه لم من

.. معها ويتالءم القدم يحب أن يلبث ما الحذاء لكن

! وتزداد ستستمر، فإنها جيدة، الجديدة، العادة تكون وحين طيبا الوقت يزيده ال الذي الناي، منه المصنوع القصب كعود الوقت، مع!. رقة إال وحنانا

القدم، نمرة عن بنمرتين الضيق كالحذاء المالئم، غير والجديد! والمشي كارثة، واستمراره صعب، احتماله انتعاله من أهون حافيا

مرة. بألف

تجلب دامت ما لنا جيدة بالضرورة ليست عادات هناك إنماوالنجاح. الثروة لمروجيها

التخلص أصعب ما ولكن العادة، تتكون أن سهل البداية، وفي�نتزع وقد منها، حظ سوء تحته. "ومن مختبئة وتبقى صاحبها جلد يخلص سرعة أن العالم، هذا سرعة من أكبر الطيبة، العادات من الت

! الحياة تكون وقد السيئة، العادات من التخلص !، حلما علينا لكن فارغاالفاضل." والسلوك النبيلة، بالعادات نمأله أن

! ليست العادة أن الغريب، العجيب ومن "لكنها ذاته، بحد قانوناالقانون." قوة لها

السلم بها ينزل أن "فعليه العفنة عاداته من التخلص يرد ومنالنافذة." من بها يلقي أن ال درجة، بعد ودرجة برفق،

! يزال ال القديم، وبعض وضعتها أينما الذهبية، كالعملة صامدا كقطع وبعضها الوحل"، في د�فنت إذا تذوب "ولن أصيلة، فستبقى

41

Page 42: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

بدأت لكنها األمر، بداية في متوهجة بيضاء كانت والصفيح، التنك الذهب، يتركون الناس وبعض الصدأ، عليها وتراكم الوقت، مع تسود

التنك. تلميع ويحاولون

الصدأ، عنها يزيل من إلى بحاجة ليست الكريمة األحجار إن كل في وتنظيف مسح إلى بحاجة والتنك تصدأ، ال األساس في ألنها

عاطل. أساسه ألن وقت

والصفيح؟ التنك يشبهون أناس بيننا أليس

الطرق وهوامش المزابل على النفايات هذه أكثر وماوالمستنقعات.

الكثير تشفي وعادات األمراض، أخبث من أسوأ عادات هناكاألوبئة. من

ة، بعادات يتمسك الذي واإلنسان سم، إلى دمه ينقلب مضرسكين. إلى ولسانه مخالب، إلى ويده

42

Page 43: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! حريتي أفهم كيف

بعكس أم الريح أمع حرية، أزداد أن أردت إذا أركض كيفالريح؟

فوق أقفز فهل بسياراتي، عمان أو بيروت إلى أذهب أن أحببت وإذاد أم السيارات، !؟ ألصل المرور بقواعد أتقي سالما

أصل وسوف الريح، مع ركضت إذا سرعتي يقول: تزداد المنطق إندت� إذا بيروت إلى السرعة. وحدود المرور بإشارات تقي

.. ونجاحنا وصولنا عن المسؤولة هي إذا ال$ هذه

بمواعيد وألتزم وقتي وأنظم أدرس أن علي ينبغي أنجح فلكي وأبقى أرسب فسوف ألتزم لم إذا و ودوامي، وبرنامجي مدرستي

. صفي في

د. أن األغلب وعلى كذا، أفعل أن علي ينبغي أنجح لكي أتقي

المسؤولة. الحرية إنها

بقواعدها. أتقيد تجعلني التي الحرية

�كسر، وج�دت القواعد أن صحيح المبدعين، قبل من إنما لت مبدع وألنه القصة، كتابة قواعد يكسر المبدع الحثالة، من وليس

يمكن فال قصصه، في وواضحة موجودة، القصة قواعد ستبقى والحوار والشخصية الحبكة عن ويتخلى قصة يبدع أن لكاتب

القواعد، عن يتخلى أن يمكنه ال باختصار التنوير، ولحظات والحدثها، إليها يضيف فهو والحرف الفنون بقية مع الحال وكذلك ويطور

.. األخرى والمهن

المستمر، التدريب يتطلب تحليق وكل لقواعد، خاضع إبداع كل! بقي وإال الطيران، لفن العميقة والمعرفة !. زحفا قا !وتمل ونفاقا

حرية. يزداد أن يستطيع الحرية قوانين اإلنسان يكتشف وحين

وا الحرية قانون عرفوا القدماء "اجدادنا القوة هذه فسخر اليوم أننا األرض" كما أعماق من المياه فرفعوا لخدمتهم، العظيمة

د من مع هي .. الحرية وشالالتها األنهار، جريان من الكهرباء نول

43

Page 44: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الحرية يخالفها، من كل بصر تعمي وسوف جانبها، إلى يمشي أن "بشرط واإلبداع والخلق والتطور التقدم على اإلنسان ستساعد

القوانين، تلك معرفة على بقادر شخص كل قوانينها". وليس يعرفوالعباقرة. األفذاذ من الناس جميع أصبح وإال

كما أننا، رغم عمي، ابن أو أخي طينة عن تختلف طينتي إن األشواك إال تعطي ال بساتين هناك إنما واحد، بستان يقال: من

السامة. والعقارب الزاحفة، والحشرات

من جميل إبريق إلى تحول رطب، وطين لين طين هناك!، لينا بقي لكنه الفخار، ! ورطبا يوضع لم ألنه والكسر للعطب وقابال

وسيبقى يجف، لكي للريح يتعرض ولم كافية، لمدة الشمس في! ! سيبقى تشوه، لم الشمس ألن هشا إلى تدخل لم الريح ألن رطبا

ناضجة." تكن لم إذا مضر الفاكهة "وتناول وأعماقه، مسامه

ون، والذين هي هذه أن ويدعون ويحطمون، ويشتمون، يكسر اإلعاقة من أكثر المعوقين الناس، من العجزة هم أولئك الحرية،

وعجزوا فكرتهم، إيصال عن عجزوا المزابل، على الزاحفين ذاتها، حولهم، من على فثاروا وتصوراتهم، مشاريعهم بعض تحقيق عن

!. الناس ونبذهم أوال، أنفسهم فخسروا أخيرا

والبراهين، والحقائق والقوة المعرفة لغة هي الحرية لغة إن موعد يحين ومتى أحصد، ومتى أزرع متى أعرف أن هي الحرية

القطاف.

�سمى ال والمبدع ! ي وحلق، وخلق وأدهش أضاف إذا إال مبدعا المعرفة من هناك، من قادمة والمعرقة والخلق اإلدهاش وهذا

واألماكن. واألشياء للناس العميقة

،! شرط. هناك إذا

يكفي .."فال وأوتاره وريشته لغته على المبدع ليلعب ثم ومن البداية في بد ال بل الكرة، قذف في الجامحة الرغبة هدف لتسجيل

الملعب." أرض على وتنظيم بإتقان اللعب من

وإبداعها، عملها في الكبيرة حجمها، في الصغيرة النحلة إن مكان، كل في تحلق طليقة حرة الواقع في نراها أننا رغم منظمة

44

Page 45: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

"ولو أهداف، له وبحثها معنى، له تحليقها .. إنما شيء كل وفوقالعسل." على حصلنا لما الفراشات حرية أعطيناها

.. حريتي هي تلك

بالوقت وااللتزام ومعرفة، وضوابط بقواعد المشروطة الحريةوالناس.

45

Page 46: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. مفتاح حاسة لكل

وكسرها محتواها، أفرغنا إذا معنى أو قيمة بال البيضة تصبح فلن األقدام داستها إذا يابسة، ورقة ذلك في وتشبه أسهل، يكون كتلك الفارغ والرأس يذكر، شيء بأي األقدام تلك أصابع تشعر

! ويصبح أحد، به يهتم ال البيضة، اليابسة. الورقة تلك كوزن خفيفا

!، العقل كان "وكلما أثقل" حمله كان خفيفا

نستطيع ال كذلك بالميزان، الضوء قياس يمكننا ال ومثلما كانت فمهما عليهم، األضواء تسليط بمجرد األدباء بعض على الحكمفيها. العتمة تنظيف يمكننا ال بيضاء، القماش قطعة

�جهض وال النور، إال العتمة يطرد وال وال المعرفة، سوى الجهل يدفنه. بعد إال القمح ينبت

ذاك عن يختلف صوته الغصن، على يغني الذي والعصفور الماء، تبخر ال المتدنية والحرارة األقفاص، داخل المسجون العصفور

!. تجعله لن المرتفعة الحرارة أن كما متجمدا

األرض كانت ومهما الخاص، مفتاحه الحياة في شيء لكل المرض من خالية سليمة الحبوب تكن لم فإذا وطيبة، خصبه

!. فيها تنبت لن والسوس، أبدا

ومفتاحها الخاصة، مهمتها حواسنا من حاسة لكل أن كما النظر ومفتاح اللسان، التذوق ومفتاح األنف، الشم فمفتاح الخاص،األصابع. اللمس ومفتاح العين،

نتذوقه وما تشمه، أن لعيوننا يمكن ال بأنوفنا، نتشممه وما استثناء، قاعدة لكل كان وإن تتذوقه، أن ألصابعنا يمكن ال بألسنتنا تدركه أن بل تراه، أن لقلوبنا يمكن ال بعيوننا نراه ما أن فصحيح نشعر قد إنما بأصابعنا، سماعه يمكننا ال بآذاننا ومانسمعه وتحسه،أخرى. بطريقة داخلنا وفي حولنا، من األصوات بذبذبات

مثل مثلها نراها، وال بها نحس الشمس، كأشعة السعادة إنحنا "فإذا الوردة، بسهولة نجده العطر." العطر نجد فلن الوردة شر

بالسكين. عنه بالبحث وليس الشم، حاسة خالل من

46

Page 47: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

يفسر أن العقل وعلى واإلحساس، االدراك القلب مهمة تعمق وكلما أصعب، تفسيره كان أعمق، اإلدراك كان وكلما ويحلل،

المنطق إلى أقرب تحليلنا كان واألشياء، باإلحياء إحساسناوالصواب.

47

Page 48: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. وسكر ملح

همومه، تزدد بها، التمتع يفقد الحياة، على حرصه يزدد م]ن�قلقه... ويكبر

القليل" سوى إليه يضم فلن الكثير يطوق "ومن

الحياة.." ألجل نخ�لق ولم أجلنا، من الحياة خ�لقت وقد

!. حزننا يزداد سعيدة، حياتنا تكون ما وبقدر ابتعادا

إن أجمل وتصبح جميل، هو ما لها فعلنا إذا ممتعة الحياة تصبحنا منحنا .. حولنا من يعيشون للذين حب

إنما لآلخرين، واألموال الهدايا بتقديم فقط يأتي ال والحب!، القلب يزيد قد قديم صديق وبين بينك مصافحة طيبة وكلمة دفئا

وارتباكها. أعصابهم اهتزاز من تهدئ ربما حولك، لمن تقولها

اللسان" تخدش ال الطيبة، "والكلمة

ال ثمين وكنز المصالح، من خلت إذا سامية عاطفة والحب الوحيد الكنز "فهو الحب، إال ق�سمت، إذا تقل العالم كنوز كل ينفد،بالقسمة". يتكاثر الذي العالم في

وتنانيرها، النساء بعض كفساتين قصيرة، الحياة دامت وما! فلماذا عليها، يقال: ضيوف كما ونحن، على ونصر أكثر، نقصرها إذا

! موقنون أننا رغم امتالكها، ؟! يوم ذات عنها راحلون أننا تماما

على فيفيض األمطار، بمياه حياته في يمتلئ من الناس ومن! حوله من واألوساخ، المجارير بمياه يمتلئ من .. ومنهم وعطاء! خيرا

غيره. إلى مياهه تصل أن قبل ويختنق فيغرق

نتجنب قد رائحته، من حوله م]ن� يسلم ال قد لألسف، وإنمابعيدة. مسافة حتى تطاردنا الرائحة إنما اآلسنة، المياه في الوقوع

عليه." ندوس بما ال إليه، نسعى بما حياتنا في "والعبرة

48

Page 49: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

السماء، من والنجوم والبروق الشهب يلتقط من هو والمبدعدها ويجسدها أغنية أو منحوتة، أو لوحة، شكل على الواقع في ويخل

انفجارها". قبل يصورها أن المبدع وعلى صابون، فقاعة .. "فالحياة

وما قزح، قوس ألوان زوال أسرع وما البرق، عمر اقصر ما تدوينها ثم ومن القصيرة، األعمار ذات الروائع تلك التقاط إال عليناالورق. على رسمها أو الصخر على

! قليلة، حياتنا في الجميلة األشياء إن الوقوع، نادرة وأحيانا! شتوية عاصفة "والسعادة ماتزول". سريعا

ه، في الناس يقع من سعيد يبادلهم الذي ذاك واألسعد حبنفسه. الشعور

غيره ماعند إلى ينظر ومن ويعش، يرض] عنده بما يقتنع و]م]ن�!. فسيبقى ويحسده فقيرا

يستغني" من "والغني

إلى تحتج لم وإذا أسيره، أصبحت ما شخص إلى احتجت "وإذا!،" إنما بقيت أحد بالمد والعطاء، باألخذ إال تستمر ال الحياة سيدا

"كالسكر والناس والشقاء، بالفرح والظالل، بالضوء والجزر، كالمعادن وبعضهم الحياة، في كليهما عن لنا غنى ال والملح،

وصفيح." تنك وأكثرهم الماس، وأندرهم ، الحديد واألحجار،"أصلبهم! أحد بنا يرضى فلن وإال، بالناس، نرضى أن إال علينا وما

49

Page 50: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. والمجرى النهر

ه سوف المعرفة، يحصل كيف يعرف ال من كل ذات جهله يضر إلى يؤدي المخصص غير المكان من الساخن اإلبريق فإمساك يوم، المفيدة، المعرفة على حصولنا كذلك لحمها، وتشويه األصابع، حرق

إلحاق دون إليها للوصول الطريقة إدراك إلى بحاجة والساخنة،جسمنا. من جزء بأي الضرر

تخزنها لكنها تراها، التي المناظر تحمل ال العين أن صحيح! كانت إذا وتتذكرها سليمة لعين إال التذكر يحدث وال بصيرة، عينا

في وهناك الفرن، إلى الطحين لنقل أداة فالعين سليم، وعقلم الداخل، تحرق األفران وبعض هادئة، نار على وخبزه عجنه يتوفحم. رماد من قطع إلى وتحوله العجين،

حاجاتنا، لنقل عربات إال ماهي أجسادنا وأطراف حواسنا إن إلى أجسادنا لنقل وسيلة أقدامنا الغايات، لتحقيق وسائل إال ماهي

آخر، إلى مكان من أمتعتنا حمل على تساعدنا وأيدينا العمل، اللوحات، .. ورسم والقصص الرسائل كتابة في تفيدنا وأصابعنا الخبرة نقل وسائل من عظيمة وسيلة والعين الموسيقا، وعزف

! والمعرفة، !، ال نقال إلى عيوننا تنقلها نقرأها التي الكلمات صنعا لري البساتين إلى المياه النهر مجرى ينقل كما وحواسنا، عقولنا إلى والحياة الخبرة لنقل المعرفة هي والمياه مجرى، .. العين الزرع

منها وأستفيد المعرفة أحفظ وأن شيء، أعرف أن والبشر، الشجرآخر. شيء

القراءات وبعض ونسياننا، جهلنا نسبة تقل ثقافتنا ازدياد وبقدر إصابتنا احتمال من ويخفف الذاكرة، يقوي وبعضها العمر، يطيل

المبكرة. بالشيخوخة

توجد أن قبل الرأس في وج�دت واللوحة والنغمة الكلمة إن و�جدت األقدام أن .. كما التلوين وريش الموسيقية واآلالت األقالم

إلى آدم بني ينقله أن قبل الطبيعة في وجد والجمال العجالت، قبلالقماش.

.. مياه من الرأس يحمله ما لتفريغ مجرى إال القلم وما

.. القماش إلى اللوحة كهرباء لنقل سلك إال الريشة وما

50

Page 51: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

التي النغمات إليصال زاجل حمام إال الموسيقية اآللة وماالروح. بها وتموج القلب، بها يفيض

�جهد ما بسهولة أنساه سوف حفظه، على وعقلي نفسي أ تتالشى شخصية، مصلحة على القائمة كالصداقة منه، انتهائي لحظة

المصلحة. انتهاء لحظة كالدخان

ه وما �حب عندما فنحن معي، وسيبقى بيسر، سأتعلمه بإرادتي، أ�جبر لن القفص، داخل وهو بالعصا ونطارده الغناء، على العصفور ن

ا، وذعره خوفه سوى يمنحنا د فسوف وشأنه، تركناه إذا أما من يغر!. كان ولو حتى مسجونا

بنعومة تسحبني سوف وأقاومها، أصارعها، التي والموجة تلك من جعلت� قوتها، وسايرت معها، مشيت القاع.. وإذا إلى وهدوء! القوة سوف وبالتالي بها، واستمتع خدمتي، إلى تنقلب لي، عونا

�بقيني السطح. على الموجة تلك ت

بين العسل يتحول وبالجهل دواء، إلى السم نحول بالمعرفةوداء. سم إلى أيدينا

بنافع. طيب ماهو كل قاتل.. وال سم كل وليس

51

Page 52: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. والنار الفحم

الحقيقة: في يهم الذي ما

�عرف أن �قال؟ أن أو ت ت

في عنها اإلجابة والمبدعين األدباء بعض حاول مهمة هذه أن اإلجابة، في الجميل الشيء هو .. وهذا مختلفة بطرق أعمالهم،

�قنع أن على جواب، من أكثر للسؤال يكون �متع ي .. آن في وي

�سأل ! ن ؟ ولمن ؟ نكتب لماذا أحيانا

أن كما آلخر، كاتب من إجابتهما تختلف السؤاالن وهذان إجابته غير حياته، من مرحلة في عنهما يجيب أن يمكن نفسه الكاتب

ماضية. مرحلة في

اإلجابة. إنضاج في يفيد اآلخرين من والتعلم والعمر فالتجربة

�عرف أن الجميل �قال الحقيقة ت كان وربما مختلفة، بطرق وت كأن لآلخرين، ونوصلها نقولها التي الطريقة هو الحقيقة في األجمل�فهم أن على مباشر غير بشكل بها نصرح مباشر. بشكل ت

.. الفن في ذلك ويتضح

بسيطة الحقيقة تحمل التي األغنية أو الكلمة كانت فكلماد أجمل اآلخر إلى وصولها كان مباشرة، وغير ومفهومة، !. وأش تأثيرا

!: نقول كأن مثال

السماء في النجوم التماع حولنا،كان من العتمة ازدادت "كلما!" وأكثر أقوى ألقا

ذاته، بحد النجوم سببه ليس السماء، في الرائع النجوم فتوهج�حيط التي العتمة تلك بل بنا. ت

الجملة: هذه نقرأ كأن أو

!" األمواج تصعد أن يمكن ال الصخور "بدون عاليا

رة العقول في مفعولها إنما هادئة، بسيطة، كلمات غير الني!، بسيط اليد، كأصابع واحد.. فهي بمستوى العقول جميع وليست أبداالقوة. في وال الطول، في ال متساوية، ليست

تفرزه وما القشور، مناقشة مهمتها صغيرة، عقول هناك�رهات من الحياة .. وسخافات ت

52

Page 53: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

األشخاص" مناقشة الحال. "مهمتها متوسطة عقول وهناكوبنايات.. أموال من منهم كل يملك وما عائلة، أية من

مناقشة الحياة في ورسالتها .. "مهمتها كبيرة عقول وهناكالمبادئ"

-2 - لتتوهج، النار تكوها مالم سوداء ستبقى السوداء، الفحمة

�كوى العظيم باأللم يشبه ما ليخلق صاحبه، حياة فتتوهج الفحم ي�خدر، المعجزة. "فاللذة يطهر" واأللم ت

وكئيبة، خامدة، سوداء تبقى صفات واليأس، والحزن األلم فتصبح الخاص، فرنه في ويخبزها ويعجنها صاحبها يطحنها مالم

يقتل الحزن بعض ألن طيبة، تكون أن بالضرورة وليس أرغفة،ة المخبوز العجين وبعض يحييه، وبعضه صاحبه، بة بني �شبع قليلة طي ي�ؤكل". ال باألذى، المعجون الخبز "وبعض ي

�جمل قد الفن إن شعلة البائسة حياته من ويجعل اإلنسان، ي مثله، عظيم إنسان إلى بحاجة العظيم الفن .. إنما وقدوة ومنارة،�قاتل وتحميه تحمله صادقة موهبة إلى بحاجة أجله. من وت

رائعين شجعان، أقوياء، وحامليه أصحابه من يجعل الفن،! �خيفون، بل ، يخافون ال بالفوالذ، مجبولة وأعصابهم إراداتهم وكبارا ي

القضبان. وراء وهم حتى

وتشوه وتقلق تزعجنا قد الحياة في نراها التي المناظر بعض الطريق، قارعة على لشحاذ حقيقي مبدع بريشة لوحة لكن بصرنا،

�خلد قد حاذ، هذا ت �خلد قد أي الش والمألوف، العادي المنظر ذاك ت إليه نظرتنا لكن قليل، قبل الداخل من إحساسنا وأقلق أزعجنا الذي

اللوحة. داخل تجسد أن بعد تختلف

وغناها ولحنها موهوب شاعر كلماتها كتب أغنية نسمع قد أو! يخفف قد إنسان، أو شعب مأساة عن آخر، موهوب من كثيرا! ويعطينا يساعدنا مأساتنا، ! أمال على يعيش وبمن ، حولنا بمن جديدا

كوكبنا. أرض

! يبدو "فما ! يظهر قد الطبيعة في قبيحا ! جميال الفن" في ساحرا

حياة على بالضرورة ينعكس ال قد الخارج، من الجسد تشوه الحفر موهبة يمتلك لكنه أعرج، المرء يكون فقد الداخل، من صاحبه

�نسينا الحجر،. تماثيله في النحت أو الخشب، على وتجعله عرجه ت

53

Page 54: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! !، مشيته منظر كان مهما أعيننا في جميال المرء يكون وقد م�ربكا الجميلة، العيون عشرات تراه ماال يرى لكنه واحدة، بعين أعور،

وتجسيدها النور، إلى خروجها هو الرؤية تلك في المهم إنما الملونة،الورق. على

إذا جدوى بال ستبقى ومفيدة، عظيمة، كانت مهما "فاألفكار،�ن صاحبها عجز بها" البوح عن وج]ب

.. فحمة ستبقى

.. النار تنتظر سوداء، فحمة

54

Page 55: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. والنحل النمل عن

�عجبت النحل عمل من عجبت به. وأ

ب، عن إال يبحث ال أنه "كيف وإذا العسل، سوى يعطي وال الطي! تؤذي ال النحلة، ماتت سقوطها" في أحدا

عطائها في الكبيرة حجمها، في الصغيرة العظيمة، النحلة تلك وما ومدحها، عنها، التكلم إال بعد منها نتعلم لم التي تلك وتواضعها،

وما النصيحة، أسهل وما يشبهها، من أقل ! وما بها يتشبه من أكثر! بها العمل أصعب

حول والزوابع العواصف يثيرون الذين بعض من وعجبت أعلى، بصوت� بداع وإال عال، بصوت الثقافة يدعون أنفسهم،

ويرمونها غيرهم، أشجار على القذرة بأظافرهم يتطاولونبأوساخهم.

�رمي التي وحدها المثمرة األشجار أن تناسوا، وربما تأحد. تحتها يستظل ألن حتى تصلح ال مثلهم، واليابسة بالحجارة،

ثم ومن وتستطيل، لتطول ألسنتهم شحذ في يتعبون وهمالقريب. قبل والبعيد والبشر الحجر لتؤذي

إال يتحرك ال "فالسكين السكاكين تشبه أولئك بعض ألسنة إنليجرح"

والصفير، الزعيق سوى لهم هم ال الذين أولئك أمر من عجبتزمير طبيل"، والت قامته وكبرت صوته، قوي من كل أن معتبرين والت أن بالهم في يخطر أن دون به، الناس إعجاب وازداد ثقافته، ازدادت! هي الفارغة، واألواني الطبول لم ولو والضجيج، الزعيق تصدر أيضا

! األصوات تلك أصدرت ما فارغة تكن

�قال: ي

باب يفتح صغير ومفتاح صغير، ولد يقوده الكبير الجمل إنالقلب. وتنعش الروح تعطر حلوة وكلمة قلعة،

!، البعوضة لسعت "وإذا !، الحصان يبقى حصانا وتظل حصانابعوضة" البعوضة

-2-. وأجمل أعجب أمره والنمل

55

Page 56: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

والكسل، التقاعس بدل والسعي الكالم، على العمل يفضل إنه! الكائنات أكثر من النمل إن ! عمال ذلك ومع األرض، وجه على ونشاطا

! نسمع "لم األيام" من يوم في تكلم أنه أبدا

! نتعلم لن أن قادرين غير دمنا ما والحياة، الحكمة من شيئا ثمنه.. له عظيم عمل وكل النمل، وصمت النحل، عمل من نتعلموالرفس. الذم من نصيبه ينال سيء عمل وكل

منا العمر بنا تقدم كلما غيرنا، وتجارب تجاربنا، من أكثر تعلمنا ثمن "ندفع وبالمقابل أجسادنا". وحيوية شبابنا نضارة تعل

النظيف، العمل اإلنسان يتعلم أن من وأعظم أجمل شيء ال�علمه أن قبل به يعمل أن واألجمل لغيره. ي

!، .. كالوجوه وأشكال أنواع والمعارف ومنها الجميل، منها تماما�حيي، معرفة وهناك القبيح، �ميت. وأخرى ت ت

! إال تصلح ال واليابسة العطاء، همها المثمرة فالشجرة وقودا اليابس، منهم الشجر، يشبه من الناس ومن والمدافئ، لألفران ليكون و�جد ينقص، ال وغيابه يزيد، ال وجوده ومنهم المثمر، ومنهم! �كتب وهمزة القطيع، في رقما �لفظ". وال وصل: "ت ت

عرف من وعلى عنده، فوقف حده، عرف من على والسالملغيره. وعلمه به، فعمل المعروف،

56

Page 57: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

المر العشب

ن من كل ليس !، صار األنيقة، بالثياب تزي من كل وليس أنيقا!، أصبح يديه فتح �، واسع فم كل وليس كريما البطن انتفاخ وليس بنهم

شبع. دليل

حلوة ثمرة كل وال الزرع، تنبت موحلة أرض كل وليست�غرق عالية موجة كل وال بنافعة، امتلك من كل وليس حولها، من ت! ! قوية أسنانا وال وشبع، أكل الذهب حاز من كل وال الهضم على قادرا

من كل وليس بقاطعة، ضربة كل وال بضارب، سيفه رفع من كل! أمسك !، صار قلما !، غدا الجامعات في تخرج من كل وال أديبا مثقفا

القمم تسلق من كل وال مسموعة، المرتفعة األصوات كل وليست إلى غاص من كل وال طار، بيديه رفرف من كل وليس وصل،

!، صار تزوج من كل وليس لؤلؤة، يده وفي عاد األعماق رجال!، صار أنجب من كل وال انقلب الحب في وقع من كل وال أبا

عاشقا.

يد كل وليس سامع، متكلم لكل الدوام على يوجد وال الكالب عليه تنبح من كل نظيفة. "وليس بالصابون مغسولة

،! ! خوف وال لصا من األرض على يجلس من على أبداالسقوط".

!، يعطي ال المطفأ العود البرغش لطرد إال يصلح وال دفئا وليس خفيف، ألنه الدخان انتشار من أسرع وليس والذباب،

المنازل بالمطر.. وبعض المحملة السحب من أثقل هنالكق ن رغم واسع وبعضها اتساعه، على ضي �زي المرء ضيقه. "وي

نه" المكان ال فيه، الذي المكان يزي

بفصاحة مواهبهم سفاهة يخفون الخطباء وبعض العطاء، منخفضة لكنها مرتفعة، أصواتهم تبدو وقد ألسنتهم،

! كان إذا الكبير المصباح فائدة وما !. الزيت من فارغا

من كل وتدفئ تضيء دخان، بال نار الحقيقية المواهب�شعلها كيف عرف بقلبه. ويكتبها بروحه، ي

57

Page 58: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

بسرعة األقالم بعض تنمو أن العجيب، الغريب ومن التلفزة، شاشات على وضحاها ليلة بين .. فنراهم مدهشة

الكتابة، وأسرار كيفية عن يتحدثون الصحف، أوراق وفوق سيدخل لمن ونصيحتهم حولهم، بمن ورأيهم لها، ومفهومهم

الفن. ودنيا األدب عالم

�فخ ولم فطاروا، بالهواء، عقولهم فانتفخت فيهم، ن! يرون يعودوا ! ارتفاعهم ازداد حولهم، من أحدا فصغروا، كثيرا

يراهم. أحد يعد لم وبالمقابل

! ليس الورود بين ينمو أن والعليق الشوك على غريبا المر، "والعشب وعطرها، بسحرها المتواضعة الجميلة،

مو". سريع الن

�شبع تحته، ما يلعق من كل إن نظافة، األرض سي! ورأسه خاوية، معدته وستبقى عر من إال فارغا والغبار، الش�

!، طعامه يبتلع حولها من كل أن األفعى تظن وقد وقد بلعا هي للدفاع الوحيدة الوسيلة أن فيعتقد حذوها، الثور يحذو

الرفس. هي للحوار المجدية والطريقة النطح،

وفعل األفعى، ظن لهم حولنا، ممن البعض من وكم! الثور

58

Page 59: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

المعرفة .. وثمن الكالم داء

قول في اآلخرين من ليهرب واإليحاء الرمز لغة اإلنسان خلقنفسه. ومن منهم أكثر اقترب قد يكون ربما الطريقة وبهذه يشاء، ما

�فهم التي الكلمة إن األخطر الكلمة هي وجه، من أكثر على ت الذي كالسكين االستخدام، في والعبرة واألدب، الفن عالم في

.. هو وغيرها الخياطة وورشات والحقل المنزل أعمال في يخدمنا! قادر نفسه شرايينه. وتقطيع اآلخر، ذبح على أيضا

.. كالمدية الكلمة

.. استخدام من وأكثر وجه من أكثر لها

في الكلمة وضع على القادرة تلك هي العظيمة والموهبةالصحيح. سياقها

الوصفة تلك هي خالدة، الكلمات بعض يجعل ما ولعل�فسر أن أي وجبلها، تركيبها في المستخدمة السحرية على الكتاب ي

في خدم قد كان فهو واحدة، لعملة وجهان له ويكون وجه، من أكثر! ما يوم وكأنه عصرنا ليخدم اليوم يأتي هو .. وها العصور من عصرا

�تب ا ك القريب. باألمس عن

ذلك ..( هو ورسم وموسيقى ونحت أدب )من العظيم فالفن�وحي الذي يسميها" وال األسماء إلى يرمز عليه، يدل وال بالطريق "ي فوق يجري ما نرى أن علينا ونحن السماء، في الغيوم بين يبرق

األرض.

ما يراه. ما تفسير على بقادر يرى من كل ليس إن

آخر. شيء والرؤية شيء، فالنظر

-2-

.. أصدقائي يا تيأسوا ال

59

Page 60: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

�باع قد واألبراج، والموضة األزياء عن أو الطبخ عن ما كتاب ي خفيف، لكنه هائل .. الكم شعر ديوان أو ما رواية من مرة بألف أكثر

األعماق. في ويختبئ ثقيل، ألنه قليل والنوع

.. تيأسوا ال

وفي يوم كل في ويظهر يطفو السطح على الفارغ رأيتم إذا العلب من كومة كونه عن يزيد ال ذلك مكان.. إن كل وفي وقت، كل

! النايلون وأكياس الفارغة، . الصابون فقاعات من .. وبعضا

تحمل ال دامت ما ومنتصبة، شامخة، األشجار أغصان ستبقى،! .. وتنحني ستتواضع فقط وقتها وامتألت، حملت إذا أما ثمرا

.. اإلنسان وهكذا

يتواضع والعاقل بعد، يمتلئ لم شجرة كغصن رأسه الجاهلغيره. من أكثر يعرف ألنه كالمه ويقل

!، �تازدد "وكلما ! �تازدد علما بجهلي" علما

�قال" ال "حيث من للكالم أهمية يعطون قد الناس بعض يومغزاه. الكالم لمعنى

! كنت] وإذا وال تجرح ال بطريقة فيه تفكر ما قول على قادرا!، تتردد فال حولك، من تخدش والجرأة، الوعي تمتلك أن بشرط أبدا

.. الكثير يقدم وأن يفعل، أن باستطاعته والجرأة، الوعي يمتلك فمن

.. الكالم من أحق فالصمت تعرف لم وإذا

الكالم" نتعلم مثلما الصمت نتعلم أن "وعلينا

.. عبرة أو حكمة خلفه يخفي صمت كل .. ليس ولكن

والفراغ الغبار سوى تخفي ال المغلقة، القالع فبعض

المال يخفي كما أحيانا، الغباء يخفي أنه الصمت حسنات ومنغباؤهم." ظهر افتقروا، إذا "والذين األغنياء، بعض حمق

.. علمه ال لحمه يزداد الثور، نمو ينمو العلم، القليل "والرجل

..." أغنى كان كثر كلما العقل، إال رخص كثر إذا شيء وكل

60

Page 61: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

-3-

معرفة يزداد الخبرة، الكتساب ويسعى اإلنسان يتعلم حين فينظر الشوائب، من عيناه وتتخلص روحه، تصفو ويسمو، بالحياة

رائقتين. صافيتين، بعينين األشياء إلى

لتفتح تطير وأشرعه أجنحة لعقله ويصبح ويكبر، صدره يتسعالعالم.. أبواب

م، تتدرب أن بعد إال تطير ال الطير فراخ إن العقل وكذلك وتتعل�حلق ال ! ويذهب ي والمعرفة الحياة، من الخبرة يكتسب أن بعد إال بعيدا

والصبر. بالقراءة

ملونة، وصغيرة، كبيرة وجديدة، كثيرة مفاتيح المعرفة تمنحه من والموصدة المغلقة األبواب بها ليفتح مختلفة، أشكال وذات.. وسنين سنين

الجاهل الخاص، مفتاحه باب ولكل أبواب، البشرية وللنفوسالطيبة. بالكلمة يفتحه والعاقل لسانه، أو قدمه من برفسة يفتحه

فقد القلب لئيم أما اللسان، تخدش ال الطيبة يقال: الكلمة! خشب من باب مقبض يدير بأن صغير طفل إقناع عن يعجز

ذات جدتي سمعت وقد طفل، ابتسامة تشبه الطيبة الكلمة! تفتح أن أردت ألبي: "إذا تقول يوم جميلة، كلمات فأحفظ دكانا

تبتسم" كيف تتعلم أن وحاول

! ويقف المعرفة يهدم ما أن غير صبر قلة طريقها، في عائقا أن وربما نصبر، أن علينا يجب نتعلم فلكي إرادته، وضعف اإلنسانالمعرفة. على نحصل لن المعادلة هذه ودون نخسر،

اإلنسان." ذكاء ضعفي يساويان واإلرادة الصبر "وإن

يقال:

! تعطيك التجربة إن رأسك. شعر] فقدت قد تكون أن بعد مشطا

61

Page 62: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

عليه نحصل الذي المشط ذاك ما حد إلى تشبه والمعرفةرأسنا. لشعر خسارتنا مقابل

!. تعطي أن األخذ، وثمن ثمن، الحياة في شيء لكل أوال

والجهد، الوقت منا تأخذ أن بعد إال تعطينا ال األرض أن كماية ذلك كل من واألهم بة... وكذلك الن تضيق التي الكتب الطي

داخلها، في والبحث وسعينا، اجتهادنا، بقدر تعطينا بها، األرصفة تقل وبالمقابل أكبر، المعرفة من نصيبنا كان أكثر، اجتهدنا وكلما

! ازددنا كلما وشبابنا نضارتنا !.. وكأن علما على الحصول ووعيا! يأخذ المعرفة !. أعمارنا من أجرا سلفا

! يزدد يعرف من .. وجعا

! الصدر يضيق وربما العقل يكتسبه بما أحيانا

-4-

ألبنية وكرهي قلب، ظهر عن طرقها أحفظ جعلني للغابة حبي يوم، كل نهاية في ينسى غريب، رجل إلى حولني المتالصقة، المدنالوحيدة. غرفته إلى يعود كيف

واألحياء األشياء رؤية على قادرة لكنها ورقيقة، ناعمة العين أن تستطيع وال تنظر تقدر، وال .. ترى حولها من والخشنة الصلبة،

! الخراب هذا توقف

نراها، أن دون وتقتلع تدمر وهي بها نشعر كالعواصف، وأيد� وأصابع الورود، وخنق الضوء، اغتيال بغية العتمة في تمشي وأقدام! العسل تعطي بعض خفيه عليه تضع أن بعد العقارب بسم ممزوجامويه التوابل .. للت

! تنصب وأيد أصابع الزيتون أشجار فوق خضراء قضبانا لتضليل مميتة الصقة مادة سوى األخضر اللون وما والسنديان،

األشجار تلك أقل وما األيدي، تلك أكثر وما تقع، وجعلها العصافير! المؤامرة أمام تقف التي

62

Page 63: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

غايتنا المقصات إلى حاجتنا تصبح األظافر تستطيل حين تقليم إلى وحاجتنا آخر، شيء والقدرة شيء، الرؤية إنما القصوى،األظافر. مصارعة عن مختلف أمر األظافر

أسهل وليس وضعيفة، بسيطة والقدرة وقوية، جامحة الرغبة ألي "يمكن الحلم، تحقيق من أصعب شيء يوجد وال نحلم، أن من

شيء، التصويب يصيب، أن إنسان ألي يمكن وال يصوب، أن إنسان.." آخر شيء الهدف وإصابة

الورود .. أما يوم كل في نرويه الذي ذاك هو العظيم األمل إن نهاية في تموت وربما تذبل، فقد واحد لصباح الماء عنها نمنع التي

! النهار

-5- ال العظيمة والقوة آخر، مكان من ال القلب، من الشجاعة تبدأ

العضالت تلك استخدام في بل المفتولة، العضالت في تكمن والبسالة الحقيقية، القوة إن إليهم، المودة ونقل اآلخرين، لمساعدة

عليك، خوفهم في بل منك، اآلخرين خوف في ليست والفروسية! يملك ومن والضمير، الفكر شجاعة هي شجاعة أجمل ولعل أفكاراقلبه. مع تلك أفكاره تساوت كأرنب، ضعيف وقلبه وجريئة، حرة،

! مرتبط القلب إن ! ارتباطا بالدلو، الحبل كارتباط بالعقل، وثيقا�نزل من هي والشجاعة حين ترفعه التي وهي البئر، إلى الدلو ي

ع القلب يمتلئ، والشجاعة الجسد، أنحاء وإلى العقل إلى الدم يوز�نتج طاقة إلى الدم ذاك بتحويل تتكفل .. أما حولها ولمن لها الخير ت يصلح ال آسن� ماء� إلى الدم ذاك يحول فقد والنفاق، والخنوع الجبن

صاحبه. ويقتل يضر بل لشيء،

.. شيء كل يبدأ القلب من

للمشاعر ومنظم وسيط والعقل الكبير، هوالمعمل�نتج، القلب واألحاسيس، يصرف. والعقل ي

عبر ومشاعره أحاسيسه تصريف في يكمن القلب ربح إن خضعت قد والعواطف المشاعر تلك تكون أن بعد واليدين، اللسان! العقل يكون ما وبقدر لها، العقل لتنظيم !، منظما تعود ما بقدر واعيا

بح ومشاعرنا أحاسيسنا علينا .. والنجاح بالر

إال الورد من النحل ينقل وال نحل، عقولها أزهار، القلوب وبعض قلوب .. وهناك ودواء عسل إلى ليحوله العطرة، الروائح

63

Page 64: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

إلى والسموم المرض نقل مهمتها بعوض، عقولها كالمستنقعات،.. الناس

.. بيننا النحل أقل وما

.. !! حولنا من البعوض أكثر وما

64

Page 65: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الحطMابين فؤوس

!، نولد استثناء دون جميعنا تلك في تكمن وقوتنا ضعفاء، صغارا.. والصريخ والزعيق البكاء في حياتنا من القصيرة المرحلة

.. مانريد على للحصول ونصرخ نبكي

البعض عند ويبقى البكاء، بعضنا عن .. يذهب نكبر وعندماموتهم. حتى اآلخر

! .. نولد استثناء دون .. صغارا

.. الصفر من حياتنا ونبدأ

!، يصير البعض .. الصعود في يتدرج وقد واحدا

! يبقى والبعض . صفرا

!، يظل الكبير الشجاع يد في والسيف صاحبه، بيد ويقوى سيفايابسة. عصا كونه عن يزيد ال الجبان يد وفي

�أخذ اليد وقوة كعود نفسها، اليد من ال القلب، إرادة من ت! احتراقه يكون سوف الجمر داخله في كان إذا يحترق، يطرد كامال

! احتراقه يكن لم وإذا الدخان، بناره �عمي سوف كامال من كل بدخانه يحوله.

عنه وتطرد تبخره، ما حرارة من بد ال المطر يبلله من وكل�عطي ال رطبة ستبقى الباردة والقلوب الرطوبة، من المزيد إال تقة. الطحالب المتسل

البرد متحملة بصمت األشجار تنمو اإلنسان، عكس وعلى الناعمة الورود وتشق ومقصاتهم، الحطابين وفؤوس والصقيع

الشمس نحو رؤوسها رافعة الضوء، إلى بهدوء وتخرج الصلبة األرض بضوئها تمددنا والشمس إلينا، والثلوج المطر الغيوم .. وتحمل

والغيوم والورود األشجار من نسمع أن دون يحدث ذلك وكل ودفئها،! صوت أو همسة أي والشمس

�بدع أن ورائع مفيدة، بأعمال نقوم أن جميل وعقولنا قلوبنا ت الجمال ذلك يزيد ما إنما ساحرة، وقصائد لوحات أيدينا خالل من

65

Page 66: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! ! والسحر جماال بقلة الممزوجة والحكمة الصمت يرافقه أن هو سحراالعمل. وكثرة الكالم،

!، الناس بعض يثرثر قد شيء أي قول عن عاجزون ألنهم كثيرا�عمي ثرثرة كان إذا الكالم أرخص وما مفيد، الصدور وتخنق بدخانها ت

ر إذا الصمت أغلى وما السليمة، الكالم يعجز ومواضيع أشياء عن عبصفاتها. إلى الوصول أو عنها، التعبير عن

وتكلم حدث وإذا العارفين، العظماء، سمات من سمة الصمت في سنة محصول فيجمع دقيقة في ساعة كالم يوجز فقد أحدهم،

الفارغ والرجل المعدة، يمأل ال الطعام عن الكالم كثرة يوم، قد دبوس رأس وأي الداخلي، بفراغه يرتفع بالهواء، المعبأ كالبالونيسطحه.

إال يصدر ال والصفير الغبار، إال بقوتها تأخذ ال القوية والزوبعة حد إلى تشبه قد العالية األشخاص بعض وقامات خاو�، شيء كل عن ثمرها في منخفضة قاماتها، في مرتفعة الحور، أشجار كبير

عارية ألنها والشخير الصفير عنها فيصدر الريح، فيها يلعب ،اوعطائهالعطاء. من فارغة الفائدة، من

في يكثر ومن والعي، الكالم كثرة النفس ضعف من يكون وقد في ويزيد يستطيل ومن خمير، دون الكثير كالعجين فائدة دون كالمه

احترامه. يقل سوف بالتأكيد ثرثرته

صدع، منه أكثرت وإن نفع، منه أقللت إن كالدواء، "والكالم!، الثرثرة وليست بال كالرماية تفكير بغير والتكلم مرض، إنها عيبا أفكار دون والكلمات الفئران، تلتقط ال المواء كثيرة وقطة تصويب،

ما �حسن ومن إكس، كأشعة وهي فوق إلى ترتفع قل استخدامها يشيء". كل بها يخترق

الواعظين." أكبر وصمتها، صغرها على النملة وتبقى

66

Page 67: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. .. وتطير الكتابة تتعلم كيف

! السهل من ليس أو القصة كتابة يتعلم أن المرء على أبدا هنا .. والموهبة موهبة باألساس لديه يكن لم ما الشعر، أو الرواية

�وهم ال أساس لبنائه يكن لم فمن البناء، أساس مثل بأن نفسه ي!، يبني أن يستطيع األرض. فوق يرتفع أو عاليا

الكثير مع الموهبة عدم من أفضل قليلة، كانت .. ولو الموهبة! أعرف .. وال والشهادات العلم من الدكاترة بعض يصر لماذا تماما

دقين، قين، المتش كتابة يتعلم أن يستطيع اإلنسان أن على المتملالموهبة. وجود إلى الرجوع .. دون القصة أو الشعر

ولمواكبة لعصرنا ضروري ذلك .. كل والتطور والمعرفة العلم الكتابة، في اإلبداعية المواهب بغياب إنما المتقدمة، الحضارات

أيضا يقاس األمم تقدم فمقياس ومبتورة، ناقصة، حضارتنا تبقى عصرها في يعيشون الذين المبدعين الروائيين أو فيها، الشعراء بعدد

سعادتها. أو وآالمها األمم تلك شعوب عن .. ويكتبون

رين األدباء يصنع أن يمكنه ال العلم لكن .. والمفك

الجميل، وجنونها الكتابة، لوثة دمهم زمرة وفي يولدون هؤالءوالخلود. العبقرية وبذور العظيمة، األفكار ومعهم يأتون هؤالء

! العبرة .. الوالدة في إذا

إياها، يحرمه أن العلم يستطيع وال أجنحة، وله يولد من هناك الريش من قليل رأسه في ينبت أن أمل على ويعيش يولد وبعضهم األحجار فوق القفز على تساعده الريشات تلك .. لعل والزغب

. الجافة والسواقي الصغيرة،

ورخيصة، سهلة الرخو، الزمن هذا في الكتابة أصبحت لقد العام في نفسه يجرب الغناء، أو بالرقص العام هذا في ينجح ال فمن

مكسر أصبحت الكتابة .. وكأن والقصائد الرواية كتابة في القادماآلخرين. حقول على والمتطفلين للفاشلين األخير والحصن عصا،

دمه في ومتجذرة المرء، في أصيلة تكون حين والكتابة لن الصدأ، طبقة عليه علت مهما الذي الذهب، تشبه وأعصابه،

67

Page 68: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وما الشوائب، من الكثير صلبه في يكون الذي التنك بعكس يصدأ،! والغبار الصدأ عاله إذا بالك

سم من يجعل الذي الموهوب كالطبيب الموهوب الكاتب!، يده في السم يبقى الرديء والكاتب دواء، األفاعي أودى وربما سما

! بحياته. أحيانا

موهبة، فالتجارة موهبة، إلى بحاجة الحياة هذه في شيء وكل كيف يعرف التي الموهبة تلك نجاحه سبب الناجح والمهندس الدروس حفظ غير أخرى موهبة لديه الناجح واألستاذ يستخدمها، استخدام لكن ذلك، في مميزة طريق له ربما بل للطالب، وإعطاءها

!، لصاحبها قاتل محلها غير في الموهبة ولآلخرين. أوال

االستعمال، سهلة أصحابها يد في تكون األصيلة والمواهب والحقول، الزرع يسقي الذي الناعم الرقيق، الشفاف كالماء

�حدث ولين، بسهولة وأبنيتها المدن أساس ويخترق برفق الخراب ويعنف. أو قوة دون

! الموهبة يتعلم أن يحاول ومن ! ذلك سيجد حتما ا كأن عليه، عصي ليستعد الجمر فوق يركض أن أو يطير، كي بيديه يرفرف أن يحاول

للسباق.

68

Page 69: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. أجنحة

الموهوبة لألجنحة نفع أو قيمة فال لتزحف، ح�لفت قد كنت إذا.. أجنحة دون من فستحلق قوية، إرادتك كانت وإذا ألطرافك،

من أقبح ليس ولكن األرض، فوق اإلنسان يمشي أن جميل! والمشي الوقوف يستطيع كان إذا زحفه

إلى مكان من االنتقال على وتساعدانه الجسد، القدمان تحمل.. نهار ليل يركض جسد، عليهما مربوط عجلتان، هما آخر،

أبعد صاحبهما تحمل آخر، نوع من عجالت .. هنالك وبالمقابلالقراءة. عجلة إنها تحمله، أن األرجل تستطيع مما

كما وللعجالت عيون، وللقلب أجنحة، للعقل يصبح بالقراءة اليابسة، المتعبة، النحيفة، العجالت .. منها وألوان أشكال العيون،

أجساد تحمل ... عجالت عليها يمشي وم]ن� الطرق من واليائسة، أو رغبة دونما أصحابها ال مرتخية، مرتجفة، ضعيفة، عجالت ح�ب

معدودة. ألمتار عليها من رفع على تقوى

حيثما بأصحابها تركض للكسر، قابلة وغير قوية، عجالت يقابلها. يريدون

.. عجالت الكتب

السليم، ومنها السقيم، منها القوي، ومنها الضعيف، منها كتب تنفع، مما أكثر تضر بمضمونها، ومريضة نحيلة، تكون والضعيفة

ة ركيكة، من تحمل ال وهي الدود، وينهشها السوس، ينخرها هش! الهاوية إلى إال يقرؤها

والعجلة الضعيفة العجلة بين تفرق ال الرؤوس بعض إنما القمة وبين والثقيل، والخفيف والسمين، الغث وبين القوية،

والقشور، واللب والرماد، والثلج والفلين، والحديد والوادي،ها والبندورة ! تظن بر وتحسب المقشور، البطيخ من قطعا !، الت ترابا

!، والغمد . بيض اللؤلؤ وحبات سيفا أفاع�

69

Page 70: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الجميل ومنهم الوقور، السيد .. منهم كالناس الكتب "إنسع والدنيا والخليع، والوضيع والجاهل، الخائن ومنهم الساحر، لكل تتهؤالء."

!.. عيونهم .. وللكبار عيون لألطفال أيضا

�قاس ال الصغيرة، العين لكن كبيرة، تكون قد واللون، بالحجم ت واللعب، اللهو جانب إال الحياة من ترى ال لكنها وجميلة، واسعة

الرخيصة. واألشياء السخيفة، والمواضيع الضيقة، والزوايا

بكثير، منها أكبر هو ما ترى التي تلك هي الكبيرة، العيون إن .. وتستفيد أغلى هو وما أجمل، هو وما أبعد، ماهو صغرها على ترى! تنام أن يحزنها وقد حياتها، في لحظة كل من

العيون تراه ال ما وتبصر ترى الصغار، األطفال بعض عيونالسن. كبار لبعض الواسعة

! المثابر العامل إال ينبشه ال المطمور، العبقرية "وكنز كان شيخا!" أم شابا

وال سماء، دون من نجوم وال وتربة، أرض دون من شجرة ال على يضيق قد اتساعه، على والعالم وقراءة، تجربة دون من عقلالقراءة. يعرف ال من

إلى قارة من بها وتهاجر الطيور، أجساد األجنحة تحمل وكما إلى الوادي من تحمله العقل، أجنحة الكتب. هي .. كذلك قارة

! به وترحل القمة، كون. إلى كون من بعيدا

القراءة تنتظر معتمة عقول

بالقراءة.. إال العقل يضيء ال

!، فتحمله العقل أشرعة على تهب ريح، القراءة كل وإلى بعيدامكانه. في جالس العقل وصاحب مكان،

! العقل يجعل بالقراءة والجهل !، مستنقعا !، آسنا !، ساكنا وال خامال! إال الوقت يزيده حوله. من البعوض واجتماع وقذارة، تعفنا

70

Page 71: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

أن وكما العقل(، من أعز مال وال الجهل، من أشد فقر )وال أشعة لدخول وآخر، وقت بين تفتح نوافذ، إلى بحاجة المنازل

كذلك الروائح، وخروج الرطوبة، وهروب النظيف، والهواء الشمس! مفتوحة تبقى نافذة إلى بحاجة اإلنسان جسم ! دائما على وأبدا

والعلم. المعرفة

! مكانها النافذة، وتلك مكان أي في وليس الرأس، داخل تحديداآخر.

والبعض مفتوحة، يبقيها وبعضهم بالمناسبات، يفتحها بعضهموالحديد. باألسمنت يغلقها اآلخر

تها والشعوب األمم تموت بالمعرفة وتحيا وجهلها، بأميوالعلم. والقراءة

ماء والجهل واإلنسان، النبات يحيي العذب كالماء والقراءةأحد. يشربه وال والنباتات، األشجار جذور يحرق مالح،

! أضاع فقد القراءة، يعرف ال ومن والكتب عمره، من كثيرا تبقى الساحرة، والقصص واألمثال بالحكم المليئة والممتعة الجميلة

حروفها. فك يعرف ال لمن الفائدة قليلة

يشبه ما اإلنسان داخل يحدث بالقراءة، العينان تبدأ حينالبرق.

ثمينة، قطع على فيدلنا والقلب، النفس يضيء البروق بعض وتنتظر الداخلية غرفنا داخل هناك، بعيد، زمن منذ موجودة نادرة،

الضوء.

! نهزم النور، من وبقليل داخلنا، من العتمة تطرد القراءة جيوشاالظالم. من

فما البروق، توليد على قادرة تقرأ، التي العيون جميع وليست!، الهضم هو األكل، في يهم الفم"، في يبدأ الجيد و"الهضم أوال

باألكل. الفم عالقة تشبه بالعيون، وعالقتها والكتب

وفي هضم، دون يبتلع من ومنهم فهم، دون يقرأ من فمنهمالمعدة. في وارتباك للوقت، تضييع الحالتين، كلتا

71

Page 72: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

كل هي النجاح في الرغبة وإنما شيء، كل ليس النجاح )إنشيء(

الحكمة طلب في الرغبة إنما شيء، كل ليست القراءة كذلكشيء. كل هي والمعرفة

! كم تقل و)ال ! كم قل ولكن قرأت، كتابا فهمت(. سطرا

يقوى المفيدة، الكتب وبقراءة ويكتمل الجسم يقوى الصحي باألكلويكبر. العقل

72

Page 73: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.... والضرورة التMكرار

�بس والمطر والضوء الريح على الجذور انكشفت إذا الشجرة تتي السماء وثلوج وحرارتها، الشمس ضوء أن من الرغم على وتموت، وعوامل مقومات أهم ومن الشجرة، لنمو ضرورية ورياحها ومطرهاواستمرارها. صمودها

المخيفة الكبيرة، األخرى واألجزاء ظاهر، بعضه كاألشجار، واإلنسان! والخطرة، ة المتألقة، المبدعة وأحيانا أعماقه، في هناك مخفيضناه إذا الكاميرا فيلم يحترق كما صاحبه، يحرق قد وظهورها عر

للضوء.

! اإلنسان من وتسمع نرى يصلنا، ال والكثير كالمه، من بعضا! ! وجها ! وجوه... ونلحظ تختبئ الوجه ذاك وخلف له، واحدا من قليال

!. نلحظها ال وأخرى أعماله، أبدا

يقوم وما ضرورة، المخبأة وأحالمه المخفية، أعماله تكون قد وبعض وممل، قاتل التكرار وبعض تكرار، ظاهرة أعمال من به

ومفيد. ضروري الضرورة

غني بين تميز ال إنها غيرها، عن األحالم يميز ما أجمل ولعلوتلميذ. أستاذ وبين وأمي، مثقف وبين وفقير،

بالعدل الناس على أشعتها توزع تشرق حين كالشمس، إنها هو يهم�ها ما وحرارتها، أشعتها تقع من على يهمها وال والمساواة،

! لهم يحلو ما بأشعتها الناس ليفعل ثم الشروق،

ال فإنها ورائعة، وممتعة وساحرة، عظيمة األحالم كانت ومهما! تفرق بداخلها. تنام أو تزورها، التي الرؤوس بين أبدا

�وقظ أحالم وهناك ! كان ما بداخلنا ت فيصبح سنين، من نائما أزهار وتقتل قلوبنا، في األمل تخدر أحالم وهنالك ضرورة، الحلمسها، الروح ! مضجر تكرار إلى الحلم ينقلب عندئذ وتيب

وينقلب ورقة، بهدوء بساتيننا بجانب جرى إذا مفيد النهر "إن!" وفاض امتأل إذا كابوس إلى

73

Page 74: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! معه نلعب وقد الخيرات، لنا ويجلب ساحر، البحر ومنظر أحياناأمواجه. ونمتطي

إليه؟ نظرتنا ستكون كيف البحر غضب .. إذا لكن

وأراضينا، بيوتنا أمواجه وغمرت اليابسة، إلى ألسنته امتدت إذا؟! سنفعل ترانا فماذا

الضرورة، هي والحدود بحدود، إنما مفيد، الحياة في شيء كلينفع. مما أكثر يضر تكرار، النقصان أو والزيادة

غنى ال عناصر جميعها الشمس، وأشعة والريح والثلج المطر! تتهاطل غيومها استمرت إذا السماء أن بيد عنها، وللطبيعة لنا مطرا

،! والبشر. المواشي وتغرق البيوت تدمر كوارث تحدث فقد وثلجا

الشجر ليس وتقتلع القرى تخرب فقد أليام عصفت إذا الريح والبنايات... و المدن بل فحسب،

إلى األرض تنقلب درجات، عدة حرارتها ارتفعت إذا والشمسالبقاء. من أرحم الموت يصبح عندئذ جحيم،

�سرع..تلك لم إذا بسرعة أصل ضرورة. أ

تكرار. أسرعت..وتلك إذا رجلي وأكسر أسقط و

�عيد أن ضرورة هذه وتصبح أفهم، كي أفهم، ال ما قراءة أ!، القراءة أعدت قيمة،إذا أو له معنى ال تافها، تكرارا الضرورة مرارا

شيئا.. أستوعب أن دون

سخ أن وتكرار يوم، كل في نستحم أن الضروري ومن تت في وأشرب آكل أن ضروري تتحرك، قمامة إلى وتتحول أجسادنا وقتها والشرب، األكل سوى حياتنا في نجد لم وإذا المناسب، الوقت

! حياتنا تختلف لن على نمشي أننا سوى البهائم، جيراننا عن كثيرا! ونرتدي قدمين، وعلى األرض فوق عراة يزحفون وهم أنيقة، ثيابا

حقيقتهم." من يخجلون "وال األشجار،

�حب أن الضرورة أنفسنا نحب أن والتكرار الناس، جميع تفقط.

74

Page 75: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

تبقى أن والتكرار اآلخرين، ونساعد أيدينا نمد أن الضرورةلتعطي. ال لتأخذ، إال أبعد تمتد وال نقودنا، تحرس جيوبنا داخل أصابعنا

سع هضبة، شكل على القمة تكون أن ضرورة للجميع، تت! تضيق الجبال، كرؤوس القمة تكون أن وتكرار إليها. بالواصلين أحيانا

نراها ال العالية.. قد والبنايات األشجار جذور تشبه الضرورة يشبه والتكرار بضراوة، األرض وتشق موجودة، لكنها تنمو، وهي

بين سقوطها ونتوقع نراها الصفراء، واألوراق اليابسة، األغصانوأخرى. لحظة

والتكرار، بالضرورة تتعلق التي األشياء معرفة إلى نصل وحتى التفاصيل، نسيان عدم مع شاملة، الحياة إلى نظرتنا تكون أن البد

تأتي ال النظرة وتلك والهدوء، واالتزان المرونة من الكثير فيها نظرة عليهم تمر أن بعد إال لحاهم، تنبت ال "فالصغار وضحاها، ليلة بين

والمراهقة." الطفولة مرحلة

! جميعنا أننا القصيرة، الحياة هذه في الغريب لكن قد تقريبا أفكاره، تطول بذلك لعله طويلة، ويبقيها يهذبها وبعضنا لحانا، نبتت

! ويصبح ؟! الضرورة و التكرار، بين الفرق، معرفة على قادرا

وشعير تبن

للغيمة وال مخالب للذباب وال نور للعتمة وال ظالل، للضوء ليس تملك ال أنها رغم شيء كل النار وتهضم أمان، للخائن وال أشواك كثرة رغم مستقيم بشكل يمشي أن السلطعون على وصعب معدة،أرجله.

شيء كل ويلفظ السباحة يعرف ال ثقيل شيء كل البحر ويبتلع�شبع ال والعصفور بأمواجه، أستخف خفيف، على لكنه البطون، ي�طرب� صغره لتطيب الورود ووجدت عطشها، ويروي الروح، ي

�ؤكل ال المنافس بطنه ملء سوى يهمه ال جائع وكل الموائد، على لت المشوية األرض فراخ كل سيلتهم أنه يجوع حين يظن وقد بالطبيخ

في ذهنه عن ويغيب والبحيرات األنهار جميع ذلك بعد سيشرب ثم! لمعدته أن الجوع، لحظات ! سقفا رغبته عكس عنده، تمتلئ وحدودا

يصل أن الصعب من األحالم، وهضم االبتالع، وهم تمنحه التي

75

Page 76: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

د األذى عن رغبته لجم إذا إال اإلنسان أخيه إلى اإلنسان نزواته، وقي ذلك كل من واألجمل لها، قاع ال بئر في نميمته ودفن طمعه وسجن

الطيبة الروائح فينشر وقت، كل في لآلخرين، الخير حقيقة يتمنى أناآلخرين. أنوف في تدخل ال كي الكريهة روائحه ويحبس

الكبير والليئم، الطيب والجيد، السيئ الكالم، أن العجيب ومن اآلخرين آذان على وقوعه لكن نفسه، المكان من يخرج والصغير،

فالكالم الحديد، عن والفلين النار، عن الرماد كاختالف يختلف�حدث والغايات بالمصالح المغلف وغير والجميل الطيب في الراحة ي والسخيف اللئيم الكالم بينما القلب، في واالطمئنان النفس

ويقص القبور، وينبش النفوس، ويحرث الوجوه، يقلب والسفيه�طلب ال غيره ينقد أن أحب ومن الروح، أجنحة يصحح أن منه ي

من المطلوب إنما تماما، منها نخلو ال جميعنا ألننا أوال، أغالطه يخرب، وال يطور يهدم، وال يبني الذي الصحيح النقد يتعلم أن حضرته�عمي، وال يضيء سامة. ال سامية، نظر وجهات لتقديم ويسعى ي

اء النقد قوالب في توضع ال الشتيمة ... ولكن مشروع البن!، صاحبها من تجعل ال ما، نص إلى توجه التي والنقيصة النقد، ناقدا يعرف لمن شريفة ومهنة الحكماء، ورسالة العظماء مهمة فالنقد

الفارس ويشبه ضمير، عنده لمن الضمير، يشبه ومعنى الشرف،األصيلة. الخيول قيمة يعرف لمن

! جميل النقد ! األكثر الشيء ... ولكن أيضا من ومشروعية جماال حمل من كل عقل وليس حولنا، من فيها ننقد التي الطريقة هو النقد

! الذهب تعتلف ولكنها والياقوت، الماس تحمل الحمير فبعض" المعا !" والشعير التبن

76

Page 77: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الوحل ... في العوم

القناعة ماتت وإذا المكان، اتساع ينفع يعد لم الصدر ضاق إذا انعدم واذا فوالذ، من أسنان وألفواهنا حديد، من أظافر أليدينا نبت

وإذا الثعالب، أصوات ارتفعت النمر مات واذا الرذيلة، كثرت الحياءح ! كنت واذا قيمته، عرفنا الماء ش إلى داعي فال المشي على قادرا

إلى حاجة فال مسموعا الهامس صوتك كان واذا التراب، على زحفك!، رفعه ! كنت واذا عاليا إلى داعي فال بالعسل األفعى قتل على قادرا

تستمع ألن ضرورة فال البحر لك شهد واذا الرصاص، تستخدم أنالضفادع. ونقيق الساقية لخرير

ثوب على ضيوف وأجسادنا قصيرة حياتنا أن أدركنا دمنا ما!؟ تكديرها أو أعمارنا لتقصير نسعى فلماذا األرض،

نا الورد ر �نعشنا الحديقة، في منظرها يس� إذا عطرها وي معه وأخذها قطفها على يصر البعض لكن شمنا، بحاسة المسناها

عمرها من أطول عمرها الحدائق في .. هناك السرير أو البيت إلىالبيوت. داخل أيدينا بين هنا

فلماذا الكبيرة، العتمة داخل مهمة الصغيرة الشمعة كانت وإذا وقت بضوئها يليق مكان في ونحفظها النور، أيام في عليها نحافظ ال

الحاجة؟

حين مضجرة وتصبح وتقصر مليئة، تكون عندما حياتنا "تطولها الفراغ." يكفن

�نفق حياة وإن" �قاس أن ينبغي جدارة عن ت أنبل: بمقياس تبالسنين". ال باألعمال

يصح وال نهاية، ال ما إلى بالمطر حبلى تبقى أن للغيوم يمكن ال! النبع يبقى أن األبد. إلى مياهه محتجزا

ومثلما األزهار، لتفتح موسم هناك كما للوالدة، وقت هنالك السكون، بعد يحدث ثوران هنالك الطبيعة، في يحصل هدوء هناكح من منهم الناس، بعض أعمار هي كذلك كاألزهار بالمواسم يتفت

! فيثور زمنه يأتي من ومنهم والورود، !، إبداعا السوداء فالبذرة وسحرا

77

Page 78: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! أعطت قد هي ها في دفنت بذرة كل ليس إنما حمراء، وردة أخيراالضوء! إلى للخروج استعداد على كانت التراب

�نتج الفحم جميع وال يؤكل، اللحم كل وليس !، ي يد كل وال جمرا الحق قول عن عاجزة عوجاء قامة كل وال صدقة، تطلب ممدودة

بمنهزم." ظهره أدار من كل "وال

على يحافظ أن فعليه الشجرة، ثمر يأكل أن أراد )ومن!( أزهارها أوال

�عيد لن والمرجان بالياقوت المكسورة الرقبة وإحاطة إليها ي بوجع يذهب أن بالمرمر المرصع للتاج يمكن ال أنه "كما استقامتها،

ارتدائه". بمجرد الرأس

يهدم أن فعليه معوج، طريق في باستقامة يسير أن أراد "ومن! العقل". إال عوض، الحياة في شيء كثيرة.. ولكل بيوتا

برك في ال الماء، في يسبح أن فعليه العوم، تعلم أراد ومنالطين. ومستنقعات الوحل،

78

Page 79: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.... وبراكين ورود

لم إذا بعضها النار .. وتأكل ماتطحنه تجد لم إذا نفسها المعدة تطحن من تجد وال تجوع حين صغارها العقارب .. وتلتهم تأكله ما يصادفها

الرغبة .. وبقدر ماتعضه تجد ال عندما جسدها األفعى .. وتعض تلدغه! أحدنا يكون .. قد الجوع بقدر ال األكل يكون لكن الموت حد جائعا؟! يأكل .. فكيف والقهر والهموم بالحزن متخمة رغبته

! جسده ليبقى فقط يكون وأكل حدث واذا .. الوقت بعض حيا لينابيع الباقي وتترك حاجتها، السماء مطر من تأخذ التي كاألزهار األرض

الرعد صوت أسمع ولكي الغبار، ويملؤه يصدأ غمد بال والسيف!، أصغي أن علي !، رأسي رفع علي البرق أرى كي أوال أنظر أن ال عالياالوحل. إلى

من المجانين كثرة سبب هو وهذا قلة، الدنيا في " والعقالء." حولنا

! ترك من كل وليس بفاضل خلفه أثرا

صار القصب في نفخ من كل وليس وأشكال، أنواع فاآلثار،! �عطي نفخ كل وال عازفا !، ي في سمها بنفخ تقتل األفاعي فبعض لحنا

أن يمكن ال لكنه الذئاب من األغنام يحمي قد والسياج الوجوه، ماس" إلى الفحم بتحويل الزمن يتكفل وكما األمراض"، من يحميها إلى القمح حبوب بتحويل أشعتها تقوم حين الشمس تفعل كذلك

سنابل.

نزرع.. أن إال علينا وما

! نأكله عليه نصبر وما ناضجا

�نتج وما فاألرغفة صالح، غير يكون أن بالضرورة ليس بيوم ي! تصير وأهم أخطر شيء هنالك إنما سريع، ظهورها دقائق، خالل خبزا

الخفاء.. في يحدث

العتمة في العجين اختمار إنه

السكون بعد العاصفة ومجيء

79

Page 80: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

المطر بعد النهر وفيضان

بالريش... أجنحتها اكتست أن بعد الصقور وتحليق

والتعب العذاب عقب القمة إلى الوصول ونجاح

المستمر التدريب بعد العضالت وبروز

التمرين عقب العود أوتار من الساحرة النغمات وخروج لألصابع الطويل

ح األرحام، في األجنة ونمو وغليان التراب، في البذرة جذر وتفت الينابيع واستعداد الغيوم، بين البرق وانتظار األرض، داخل البراكين

الربيع.. فصل لقدوم

... عنا خفية يحدث ذلك كل

االنفجار يحدث ما لحظة وفي

الينابيع وتتدفق الغيوم تبرق

رماده.. فوق الورود وتولد البركان يثور

80

Page 81: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الكتابة وجع

-1-

الجميل الوجع إنه

نور إلى الظلمة تحويل وجع

أمل إلى واليأس

والدة إلى والمخاض

حياة إلى والموت

ولم الكتابة، أمتعتني مثلما حياتي في شيء يمتعني لمني تني، مثلما أحد يتحمل لقد أعطتني، مثلما أحد يعطني ولم تحمل مقابل الكثير منحتني وتحملتني، حملتني حياتي، في الكتابة أعانتنيلها. ووفائي إخالصي

-2-

أو العظم من ليست األدب عالم في الكلمة أن صحيح�خدمت إذا لكنها ، والكبريت الرصاص والوقت المكان في است

وتصهر وتغرقها، السفن وتخترق العظام تكسر فإنها المناسبينيابس. هش ماهو كل وتحرق الحديد

وتخفض، ترفع وتحيي، تقتل األدب عالم .. في هناك الكلمةعبر صغير فم يطلقها وتقصره، العمر تطيل هو عما الورق على لتالفم صاحب من وأرفع الفم حجم من أكبر

ذلك وتوظيف معناها، في تكمن وخطورتها وخطيرة، قوية إنها. الصحيح المبنى في المعنى

اإلكثار من أفضل جديته مع المجالس في الكالم من واإلقالل�فضل األدبي العمل وفي وسخافته، هزله مع منه الكالم يكون أن ي

وقتل ضر تناوله من أكثرنا واذا نفع، منه أقللنا إذا كالدواء،

-3-

81

Page 82: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

والعدالة واإلبداع الحق إلى دعت إذا كبيرة الكلمة قامة إن استخدمت إذا الشأن، قليلة هزيلة وتصبح والمساواة، والحريةضليل والزيف الباطل إلى للدعوة زمير والت والت

حدين ذات إنها

! كالفأس تماما

أكثر ليجعلها الشجر لتقليم الفأس ذاك يستخدم من منهم وكسر األشجار لقطع ذاته الفأس يستخدم من ومنهم ونماء!، عطاءالبشر. .. وقتل الحجر

عين الكلمة

أنواع وللعيون

داخلك في ما حتى فترى إليك تنظر التي العميقة الجميلة منها وال إليك تنظر التي .. تلك )المسطحة البليدة العيون ومنها بوضوح،

وجدناها المبدعة الطيبة الكلمة عن البحث في اجتهدنا تراك( وكلما نحن نذهب أن يجب فالحظ الحظ، ذلك في تشبه وهي بانتظارنا،

النعام ريش من هزاز كرسي فوق ننتظره أن ال إليه،

�عطينا واللغة التي كاألرض وعليها، فيها وعملنا اجتهادنا حسب ت! فيها نعمل ! موسما األجر لنا وترد مواسم فتكفينا وإخالص، بجد كامال

! مضاعفا

-4-

كسعر رخيصا سعرها يكون متملقة دنيئة الكلمة تكون وحين�تبت الذي القلم فكر من وقادمة ومعبرة صادقة تكون .. وعندما به ك

�تبت الذي القلم ويتحول غاليا، سعرها يصبح شجاع، وقلب حر به كالرجال. من قبيلة إلى

مفيد بمختصر صاحبه يعبر أن من الكالم بالغة على أدل وليستذييل. أو تطويل أو شرح دون ويريد، يرغب عما

أهداف له يكون أن دون – مكان أي في – الكالم فكثرة وكثرة ضده، إلى تقلبه الشيء في أحيانا فالمبالغة كقلته، ومعان،

82

Page 83: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

أكل ولعقولنا لنا فخير نريد، ما عكس إلى تؤدي سوف الخنجر شحذ .. كالقمح الكلمة الرديء. إن التفاح من كيس تناول من جيدة تفاحة! طحنها يجب �ستحسن .. وال الورق على وسكبها عجنها قبل جيدا ي

غير فالعجين القلب، في واختمرت الرأس تذوقها إذا إال بها النطق! والمختمر الناضج �نتج جيدا ! بالضرورة ي مر. مذاقه خبزا

83

Page 84: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وعقارب ديدان

�نتظ]ر ال الض$$باع من وال الجثث، نهش عن تك$$ف أن الديدان من ي يطلب أن بمقدوره أحد وال بالفضالت، أجسادها تسمين عن تمتنع أن النب$$اح، عن التوق$$ف الكالب من وال الضوء، في البقاء الخفافيش من طع$$ام سرقة الثعالب من وال الزحف، عن االمتناع الحشرات من وال

اآلخرين. ب$$اللون ريشه دهن بمجرد وديعة حمامة إلى ينقلب لن والغراب

والغي$$وم الطيور، أجنحة من ابتلعت مهما تطير لن واألفاعي األبيض،! والظالل الص$$ور، له$$ا التقطن$$ا إذا مكانه$$ا تبقى لن حرك$$ة تتب$$ع دائم$$ا

لمحوه$$ا. وليس يكفي الضوء من فقليل اشتدت مهما والعتمة النور،!، ينس$$ى ال لكنه ذاكرة، للمطر ت$$رى لكنه$$ا عي$$ون، للش$$مس وال أح$$دا

ال$$براكين لث$$وران وال أرج$$ل، لألنه$$ار وال أجنح$$ة، للسحب وال الجميع،ميعاد.

ال الذباب وابتالع فجاجة، أكثر نقدنا كان معرفتنا، تضاء]لت وكلما، ر قد لكنه يضر الجس$$د، يج$$رح ال اللئيم والكالم والمزاج، الشهية يعك

اليملك أنه رغم بالعظام ويفتك اللحم، ينهش قد واللسان القلب، بل! . أسنانا

ر وال لن والحم$$ار العس$$ل، أطعمن$$اه وإن عادات$$ه من الثعلب يغي! يصبح ! يخط أن صعب والقلم األحصنة، سروج ألبسناه إذا حصانا كالما

!. رأسه على وضعنا وإن ذهب من تاجا من وص$$بر بق$$وة يق$$ارن ال عليهم، ليتغلب اآلخ$$رين يصارع وم]ن�

أج$$ل من ي$$ركض ومن عقله، ونزوات جسده، شهوات ليكسر يصارعاآلخرين. أمام يركض من أمام ضعيف نفسه،

م$$رة ب$$ألف أجم$$ل الخ$$ير، طريق في الساعية العرجاء والساق في والحج$$ارة ال$$تراب لوض$$ع الس$$اعيتين الس$$ليمتين، الس$$اقين من

اآلخرين. طريق في$$ؤه اليابس والشجر متقاربة، وأغصانه ظليل، المثمر والشجر

متباعدة. وأغصانه شحيح،! وسيبقى والعفن، القذارة طعامه والخنزير أك$$ان س$$واء خ$$نزيرا

قصر. حديقة في أم زريبة، في من أس$$وأ الن$$اس بعض وكالم مرتف$$ع، نباح$$ه الجب$$ان والكلب

عنها(. وينبح الكالب يقتني )وبعضهم عضهم،

84

Page 85: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

قص$$د، غ$$ير من أح$$د إلى أساء إذا الضمير بتأنيب يشعر والبعض عليك، قمامته رمي في متعة يجد وبعضهم الحسرة، من يموت فيكاد

حي. وأنت دفنك في كبيرة ولذة ثيابك، في النار وإشعالتموت.. النحلة لسعتك وإذاسمها. تجدد العقارب، لدغتك وإذا

85

Page 86: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الوحل في ورد

أن كم$$ا الب$$دن، اس$$تحمام كثرة من تأتي ال النفوس، في نظافة األظ$$افر وتقليم البط$$ون، ش$$بع ال العين ش$$بع ه$$و الحقيقي الش$$بع ليس ي$وم ك$ل في األس$نان وتنظيف طاهرة، األصابع يجعل ال ودهنها

! عالقة له وتهذيبه. اللسان بتنظيف أبدا والنفخ هض$$مه، الس$$ليمة المعدة على يسهل لكن مر، الدواء وبلع

أحم$$ر ال$$دم يص$$لها القلوب وبعض الجمر، على النفخ غير الرماد في! لتض$$خه فتع$$ود األف$$واه من وكث$$ير أفع$$ال، أو كالم ش$$كل على س$$ماوالبصل. الثوم رائحة سوى منها تشتم� وال والعسل التمر يدخلها

!، تبق جميلة، وصارت الذيول استطالت ومهما ص$$غر ومهم$$ا ذي$$وال في انقلبت ال$$تي ال$$ذيول هي وكث$$يرة رأس$$ا، فس$$يبقى الرأس، حجم!، المر الزمن هذا ! م$$ازال ال$$رؤوس من قل$$ة أن كم$$ا رؤوس$$ا محافظ$$ا

ومكانه. اسمه على! يك$$ون قلم$$ا الكب$$ير واألن$$ف جميال أو مب$$دع وج$$ه في ك$$ان إذا إال

األص$$ابع بين س$$يبقى رص$$اص، أو ح$$بر من أك$$ان والقلم ، محس$$ن يأكله$$ا خش$$بة إلى س$$ينقلب الم$$ذهب والقلم ون$$ار، جمر من العارفة

الوجدان. وقلة النفاق سوى التعرف التي اليد في السوس�ص$$ر ض$$وء، دون من ببصيرته يرى واألعمى الي$$رى بص$$يرة دون والم�ب

والورود. بالضوء طريقة فرشنا وإن الش$$مس، ويحتض$$ن الن$$ور، يمتطي أن مب$$دع ك$$ل على ويس$$هل

تاف$$ه بأن$$ه واالعتراف حق، كلمة قول والحسود الحاقد على ويصعبالكبار. أمام ودنيء وقزم ورخيص،

الن$$ار يزي$$د فلن ب$$القش النار يطوق ومن ! إال تح$$ترق أن بع$$د اش$$تعاال! يرتفع أن أمل على األطفال بالونات في ينفخ ومن أصابعه، عن قليال يبقى ولن بلعومه، فسيلتهب األرض، السطح. على إال

البيض والفطور لونه، عن يختلف الجسم في فعله األسود والعنب! أو ال$$بيض يس$$لق فلن اش$$تد مهم$$ا القم$$ر وضوء قاتلة، ماتكون غالبا�نضج �سكت لن النباح ارتفاع أن كما والتين، القمح ي الذئاب. جوع ي

العتم$$$ة، في مانرتكب$$$ه وبين الض$$$وء، في مانفعل$$$ه بين وش$$$تان ظلم$$ة في ت$$رى ج$$ذور هناك مادامت والثمار األغصان على والخوفالتراب.

من كان وإن مضر واألناني والمنافق بعيدة، ألنها مفيدة والشمسالمقربين! أقرب

ال أس$$نانه توجع$$ه فمن عظيم، ح$$دث س$$ببه أليم وج$$ع ك$$ل وليسضميره. ويعذبه قلبه، يوجعه بمن يقارن

86

Page 87: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

�سم ولم ! الرصاص ي رصاصا دع] ولم ثقيل، ألنه إال ! الخش$ب ي$� خش$با ين. خفيف ألنه إال كالفل

!، تت$$نزف الج$$راح جمي$$ع وليست يكس$$و ال$$تي الطي$$ور ك$$ل وال دم$$ا الثلج، عليه$$ا يتس$$اقط المرتفعة الجبال كل وال تطير، الريش جسمها

! ثمين كل وال تذوب، القمم على الهاطلة الثلوج كل وال لألك$$ل، صالحاالجياع. بطون لملء ال للزينة وجدت الغالية الجواهر فبعض

يس$$تطيعون العالية وإرادتهم بصبرهم إنما قلة، الصالحون والناس ال$$ورد يش$$ين ولن الفاس$$دة، المجتمعات داخل حتى والعطاء العيش

�خرج وإن اللؤلؤ قيمة تقل ولن الوحول، في نبت إذا الجوري من اس$$تالمالحة. البحار

87

Page 88: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وذيول رؤوس

عق$ولهم ب$تزيين يهتمون األرض، فوق قلة واليزالون، العقالء كان والثي$اب، ب$الحلي أجس$ادهم بزخرف$ة اهتم$امهم من أك$ثر بالحكم$ة، الض$$مير، وراحة التسامح ووسائدهم النجوم، وضوء القناعة فراشهم ألخي$$ه اإلنسان ظلم ينتهي أن صالتهم ، الناس محبة اليومي وخبزهم

والن$$اس األرض، ك$$وكب عن الج$$وع يختفي أن وأمني$$اتهم اإلنس$$ان،! أطولهم كالفصول، وأجملهم والعواص$$ف، الغبار يثير الذي ذاك عمرا

!، أقصرهم الروح. ويمتع القلوب يبهج ذاك بعمره إنما عمرا ومن$$ه الفض$$فاض، الواس$$ع من$$ه األث$$واب، يش$$به بعض$$هم وكالم

ق، القصير أكمام. أو أزرار بال أغلبهم وكالم والعفن، البالي ومنه الضي فيط$$ور األف$$ادة، اآلخ$$رين يمنح ال$$ذي الذكاء أنواع: منه ولذكائهم

انتش$ار من ويح$د يقض$ي ونبي$ه، نبيل طبيب كمثل حوله، ومن نفسه في وج$$د ال$$ذي الذكاء ومنه معه، ومن نفسه يحمي وبذلك األمراض،

منهم وأل$$وان، أشكال وللنقاد حياتهم، اآلخرين من ليأخذ البعض حياة بين يجمع من ومنهم بها، ليطير غيره أجنحة أخذ من ومنهم الزاحف،

في وعش$$$رة اليابس$$$ة على ي$$$وم كالض$$$فدع، ف$$$نراه الخص$$$لتين،دغ، في الداكن$$ة ط$$ريقتهم النق$$اد ولبعض المس$$تنقع، وأقالمهم الل$$

قليل$$ة، بقاي$$ا س$$وى للنص تش$$ريحهم في نج$$د فال النق$$د، في معتم$$ة! ! البقاي$ا تل$$ك ماتكون وغالبا عنه$ا س$$لخ أن بع$$د الثعلب تركه$ا عظام$اوأكله. اللحم

لطي$$ف، النقد وبعض والحصى، الشوك ويرش الطريق، يعتم نقد ويج$$بر الس$ليم، يش$جع يكس$رها، وال النص بيد يأخذ يجرح، وال يوحي

ورفق. محبة بكل المكسورة المناطق! كلمة كل تبحث مايص$$ل منها إليها، وتصغي تسمعها أذن عن دائما األك$$ابر، ص$$حب م]ن� ك$$ل فيض$$يع. )وليس مايض$$ل ومنه$$ا ويهت$$دي، يم$$ر أن دون األذن ي$$دخل بص$$حبتهم(. فم$$ا اهت$$دى لكالمهم، واستمع

!، فيها يمكث لن القلب في الثاني$$ة، األذن من مايخرج وسرعان طويالاألذن. تسمعه لم وإن سيبقى، القلب يدخل وما

ال$$ذين أق$$ل وما األخير..(، الرمق حتى ونبقى جائعين، حياتنا )نبدأ تج$وع ال$ذين أكثر وما والمعرفة، الحكمة إلى وعقولهم قلوبهم تجوع

والحليب. اللحم إلى بطونهم وأثم$$ر، وأزه$$ر أين$$ع الكب$$يرة العقول على الطيب الكالم وقع وإذا

! الكالم بقي والمحروقة، الجافة العقول على سقط وإذا وظلت طيب$$احسدها. وكثرة بجهلها ومحروقة جافة، العقول تلك

88

Page 89: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

أة األرض ف$$$وق المط$$$ر وتس$$$اقط الثلج، هط$$$ل وإذا ألن المهي$$$ المطر وقع وإذا الثمر، أغصانها على وأثمر الشجر، فيها نبت تخصب،

! صعب العاقر األرض على والثلج أص$$ل ل$$ه ش$$يء وكل تحبل، أن جدا�خ$$اف وج$$ذور رهب أو علي$$ه، الي قلي$$ل من الح$$ذر ينبغي إنم$$ا من$$ه، ي$$�

! ج$ذوره تك$ون وال$ذي األص$ل، وع$ديم الموهب$ة الس$طح، على غالب$ا م$$ع أساس$$ه فيطف$$و والمس$$تنقعات، ال$$برك بعض وطح$$الب كنباتات

! كان إن يعرف وال والحصى، الرمل فيه ويختلط بنائه، !، أو قدما جناح$$ا! ! ح$$ذوة، أم حص$$انا !، أم عين$$ا ! مخ$$رزا !، أم رأس$$ا الي$$ابس، والغص$$ن ذيال! سيبقى ! بيبسه، منتصبا ر ولن ثمره، وقلة بفراغه شامخا ج$$وهره يتغي$$

له! تصفيقنا وعال مدحناه مهما

89

Page 90: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

... وبحار ج�ثث�

النفس وفاكه$$ة العافية، الجسد " وربيع القراءة، في العقل صحة القل$$وب "مفتاح و والوفاء، الصداقة الحياة وعطر والتعفف، " الرضا الم$$رء ومقت$$ل نزوات$$ه، كبح الب$$دن وقف$$ل الطيب$$ة"، الكلم$$ة القاسيةدخل لس$$انه، بط$$ول في بالص$$مت العاق$$ل ونج$$اة اليفهم، فيم$$ا والت$$�مكانه.

وث$$روة الض$$مير، نقاء في الروح فيها.. وراحة العمل األرض وملحالحسن. الصيت اإلنسان

إذا األش$$ياء أقس$$ى يك$$ون قد األشياء، أرق أنه و�صف الذي والماءالطرية. أقدامنا تحت والبراكين الزالزل تختبئ ثار.. وقد! ك$$ان اآلخ$$رين... إن من يأتي$$ه م$$ا بك$$ل يف$$رح الن$$اس بعض وردا! أخ$ذوها حج$ارة ك$ان ب$ه.. وإن استمتعوا ومن قالعهم، لبن$اء أساس$ا

�عد يفهم يحصى. وال يعد، ال يفهم ال ومن اليد، أصابع على ي تص$$يب ال "والص$$اعقة الحس$$اد ازداد وكلم$$ا الع$$الي"، ال$$بيت إال

،! س$$قف وال س$$قف، وللجس$$د نفوس$$هم، وجفت هزالهم، ازداد حسدالنزواته.

والنفاق... والدجل للحسد حدود ... وال حدود وللعقل والياسمين... العاق$$ل كالورد الكتب داخل الموجودة المعرفة إن ذل$$ك عن يعج$$ز والتاف$$ه، والحاسد بها، ويستمتع منها يستفيد الحكيمفيأكلها.

يض$$ر وال وفك$$ر، علم لك$$ل الخ$$ام الم$$ادة هي والمعرفة والقراءة! كنت إذا البح$$ر إذا مياه$$ه من والينقص في$$ه، الس$$باحة على ق$$ادرا

أن ه$$و إليه$$ا ويس$$يء البحار يضر الذي الشيء أمواجه، من استفدتسطحه. على عائمة وجثة أمواجه، على قذارة تكون

م$$رآة ك$$ان علينا... ف$$إذا انعكاسه يكون لألشياء فهمنا يكون وكما! سوى يعكس لن مكسورة، مشوهة، ! مش$$وهة، وجوه$$ا غ$$ير ومالمح$$ا! ك$$ان وإذا واض$$حة، ! كالم$$اء، ص$$افيا من$$ه سيش$$رب ك$$النجوم، متألق$$اطريقهم. النجوم ألق وسينير العقالء،قة وس$$تبقى ل$$ه، ق�سم بما اقتنع من عين في رحبة الحياة إن ض$$ي

األخ$$ذ ح$$دود في بقي من وك$$ل الل$$ئيم، الحس$$ود نظ$$ر في وفارغ$$ة!، س$$يبقى والطلب، ص$$دره إلى يض$$م ال الكث$$ير، يط$$و�ق "ومن فق$$يرا

القليل". سوى إنم$$ا والش$$راب، بالطع$$ام معدت$$ه يمأل أن لإلنسان يمكن بسهولة

دخل وأن والقناع$$ة، والخ$$ير بالرض$$ا وقلب$$ه نفسه يمأل أن الصعوبة ي$$�

90

Page 91: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

. قديم كل منه وينزع مفيد، جديد كل عقله إلى مضر ش$$يء ك$$ل يمل$$ك من الحي$$اة في هنالك ونج$$د واألدب، ال$$ذوق إال األدب توزي$$ع على قادر لكنه اليومي، قوته سوى اليملك من بالمقابلبلد.. على واألخالق

91

Page 92: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

ومزابل قمم

يقش$$ر وأن بعيني$$ه، الليم$$ون يعص$$ر أن آدم ابن على الص$$عب من الج$وز قش$رة يكس$ر وأن بأذني$ه، الطع$ام يهض$م وأن بش$مه، الموز

بالكلمات. وبعض الرق$$اب، كس$$ر باس$$تطاعتها العيون بعض هناك وبالمقابل

وحص$$ة حصته يأخذ الشم وبعض النمل، دبيب سماع بمقدورها اآلذان ق$$د ب$$ل فحس$$ب، الظه$$ور يقص$$م ال الكالم وبعض اله$$واء، من غ$$يرهالعظام. عن اللحم يسلخ

في الع$$زم توظي$$ف إنم$$ا وعظيم$$ة، عظمى قوى حياتنا في هناكرب إذا مفيد الزيتون فزيت وضعف، مرض محله غير �ك$$ل أو ش$$� م$$ع أ

القمح نس$$قي أن النس$$تطيع لكنن$$ا الجس$$م، ب$$ه د�هن إذا أو الطع$$ام،ه، شيء كل تطهر النار أن كما الزيتون، بزيت والتفاح ليس إنما تمس

ح$$ة، الجروح بلهيبها تشفي أن الضروري من نوره$$ا يعي$$د أن أو المتقياألعمى. بصر

له$$ا، والتص$$دي إيقافه$$ا، الس$$واعد على صعب هبت إذا والعاصفة وزه$$رة، ش$$جرة بين أو وس$$فينه، م$$ركب بين تفر�ق ال القوية والرياح

تل$$ك بإمك$$ان وليس والشجر، الحجر وتقتلع الثمر تضر مدمرة، قوتها وزه$$ر ال$$ورد برحي$$ق تحتف$$ظ أن أو الط$$ير، ف$$راخ تحمي أن الق$$وة

الع$$دو، نيران من الجنود تحمي قد العظيمة القالع أن كما الياسمين،بجنودها. والفتك إليها الدخول من األمراض منع عن تعجز لكنها

على يعيش وق$$د والث$$وار، اللص$$وص تحمي ق$$د العالي$$ة والجب$$ال داخله$$$ا في تخبئ أن لبعض$$$ها ويمكن واألرانب، الثع$$$الب س$$$فوحها داخ$$ل ويقيم يس$$كنها بمن الجب$$ال قيم$$ة تق$$ل وال والزالزل، البراكينكهوفها.

س$$كنها إذا ذنبه$ا ليس وال$ذنب الجمي$$ع، بارتفاعه$ا الجب$$ال تحمي على ص$$باح ك$$ل في تش$$رق الشمس أن كما ثائر، إليها التجأ أو خائن

أو جب$$ل، قم$$ة على أش$$عتها وقعت إذا يغيظها ولن والقصور، المقابرر لن وض$$ياؤها البش$$ر، مزابل من مزبلة أو نمس تحت$$ه تم$$دد إذا يتغي$$فهد.

! وك$$ل ، األس$$فل من إليها ينظر من على بعيدة القمم جميع ودائماالقمم. فوق يقف من كل إلى بالنسبة وصغير ضئيل أسفل

أغلى، الحرير لكن الحرير، من أثقل والحصى الحجارة تكون وقدما الخبز، من أغلى واللحم النف$$ط، من أرخص والم$$اء أب$$رك، الخبز إن

أبقى. الم$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$اء لكن

92

Page 93: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! ليس$$ت والشجاعة، والقوة الكثرة إن ووق$$ار، حكم$$ة دلي$$ل دائم$$ا طف$$ل اس$$تيعاب عن عقل$$ه يعج$$ز ق$$د كيلو مئة رفع عليه يسهل ومن

ل ال الجريح الصقر حول الثعالب وكثرة صغير، الص$$قور نب$$ل من يقل$$وعظمتها.

�غرق وقد س$$مكة خنق عن أمواجه وتعجز والفيلة، الجZمال البحر ي الن$$ار، تش$$تعل القش من وبقلي$$ل يابس$$ة، خش$$بة إغ$$راق أو ص$$غيرة،

واحدة. شرارة توليد عن عاجزة تقف العالم وأنهار! لين$$ال يكتب وم]ن ن كمن وش$$هرة، مج$$دا �م$$دح، يتحس$$ ويس$$مع لي! !، صفيرا ع$$ابس ووجه حاقدتين بعينين المرآة في ينظر ومن وتصفيقا

تزي$ده فلن وروح$ه بقلب$ه ينظر ومن البشعة، صورته سوى يرى لن ، الحياة !. رقة! إال وجماال

93

Page 94: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

... ثمر بال زهر

ك$$ل وال ، صحا فتحهما من كل وال ، نام عينيه أغمض م]ن� كل ليس وال ، غرق الماء فوق مشى م]ن كل وال ، انكوى الجمر على قبض من. مات جاع من كل وال ، شبع أكل من كل

! وليس داخ$$$ل فق$$$ط موج$$$ودة والخ$$$ردة النفاي$$$ات أن ص$$$حيحا. المزابل إلى بعد تذهب لم كثيرة قذارات هناك بل ، الحاويات

فاهة " وليست " . األشخاص في بل ، المهن في الس! كان مهما عملنا قيمة مZن نرفع م]ن نحن ! متواضعا ونحن ، وبسيطا

! ويجعله ، ويرخصه يخفضه من . عظم مهما تافها�زه$ر م$ا ك$ل وال ، ينم$و القلب في ماينبت كل وليس العق$ل في ي

�ثمر �خرجه ما كل وال ، ي �ؤكل األرض ت البح$$ر ف$$وق يطف$$و م$$ا كل وال ، ي. بغريق البحر يبتلعه ما كل وال ، بخفيف.. بنافع حلو كل وال ، م�ضر م�ر كل وال

�ثم$$ر عشق كل وال ، ح�ب دليل غيرة كل وليست ! ي ك$$ل وال ، زواج$$ا. نبيلة أفعاله كانت ، فعل من كل وال فعل، قال م]ن�

(2) اللوح$$ة وس$$حر ، فيه$$ا يقيم من نف$$وس في يكمن البيوت وجمال

يتلخص الح$$دائق وروع$$ة ، المحترق$$ة أص$$ابعه ال الفن$$ان روح س$$ببه الطحالب جذوعه وعلى والشجر األشواك، جانب إلى الورود باجتماع

، الزب$$د أمواج$$ه وف$$وق والبح$$ر ، الحص$$ى تحته$$ا ومن والس$$اقية ، يكتم$ل ال اللي$ل وجس$د ، الس$ماء حولها ومن والطيور عته إذا إال رص$. القمر قلبه داخل وتألأل ، النجوم

ة تبني ال واحدة ونحلة ونه$$ر ، حديق$$ة تص$$نع ال وحيدة وزهرة ، خلي. والسفن القوارب حمل عليه يصعب ضحلة مياهه

تمط$$ر أرض غيم$$ه ولك$$ل ، روح$$ه سحر ولكل ، ثمنه جمال ولكل مأس$$اته قلب ولكل ، بريقها نجمة ولكل ، وسادة رأس ولكل ، فوقها

طري$$ق ولك$$ل ، ب$$ه ي$$تربص ق$$ط ف$$أر ولك$$ل ، مخب$$أ ثعلب ولك$$ل ،ة ولك$$ل ، رواده مقهى ولكل سالكوها، تجلس أن تس$$تحق قام$$ة قم$$

مستفيد صفقة ولكل ، م�زور جائزة ولكل ، أسبابه حZمل ولكل ، عليهااد ناجح ولكل ، ، مخ$$رز عين ولك$$ل ، ينتظره$$ا ذئب نعجة ولكل ، حس

ولك$$ل ، حب$$ل رقب$$ة ولك$$ل ، س$$كين عنق ولكل ، براكينها أرض ولكل من نص$يبه بح$$ر ولك$$ل ، عواص$فه شتاء ولكل ، حطاب يابسة شجرة

ش$$ارب ولكل ، فوقه طير ، طير " ولكل كالبها مزبلة ولكل ، الغرقى... نهاية مستبد ولكل ، حساب ظالم " ولكل مقص

94

Page 95: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

95

Page 96: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. وقشور أعماق

وردة، ظم$$أ ت$$روي أن تس$$تطيع فلن الع$$الم، بح$$ار اجتمعت إذا والعط$$ر السفن حمل على بقادرة ليست الشاسعة الصحارى ورمال

الس$$يئة الع$$ادة تغي$$ير اليس$$تطيع العس$$ل وأك$$ل الج$$وع، عن يغ$$ني الالنجس. والطبع والطعن ب$$ه اللعب عن أعاقه$$ا اليد في المذهب السيف ثقل وإذا

!، ص$$ار ال$$رخيص الكالم ك$$ثر في$$ه. وإذا على ب$$ل األذن، على ال ثقيالالظلمة. إلى الرحيل البوم على وجب الشمس طلعت وإذا القلب،

يج$$ني وألن األن$$وف، في كرائحت$$ه الفم، في المسك طعم وليس! كألم$$ه الجل$$د في واإلبر الشوك ألم وال والبلح، الكرز الشوك من أبدا القف$$ا في الس$$كين كطعن الصدور في الخناجر غرز وال ، العيون في

والظهر. في الفضاء في وتظهر الطيور، آالف يوم كل في السماء في تمر

القلب، تلفت ال$تي الطي$ور تل$ك هي قليلة إنما النجوم، آالف ليل كل الكب$$يرة األشجار كل الروح. وليس تبهج التي النجوم تلك هي ونادرة! تعطي !، ثمرا ! بالض$$رورة يحم$$ل مس$$تقيم ج$$ذع ك$$ل وال حل$$وا أغص$$انا

وال والخش$$ب، بالطين باحتكاكها يحدث السيوف شحذ وال مستقيمة، بع$$اجز اللس$$ان حجم ص$$غر وال البصر، شدة على دليل العيون اتساع

كبرت. مهما النميمة نقل عن في يعيش م$$ا إنم$$ا أعماقه، ال السفن يحمل الذي هو البحر وموجالسطوح. على حياته يمضي الذي بذلك يوزن ال األعماق أح$$د فال نفس$$ها، بالطريق$$ة نضوجه يكون ال قد بسهولة يؤكل وما

الهند. وجوز والزيتون الكرز حبات ونمو وتطور بحياة يفكرة الطري$$ة الحبات تلك واجهت كيف ذلك، يلحظ من الناس من قل ووحش$$ة الفج$$ر وب$$رودة ، الري$$اح وعص$$ف الش$$مس حرارة والطيبةوطيبة. نضج من إليه ماوصلت إلى وصلت حتى المعتمة الليالي

بس$$رعة ويحكم$$ون لها، ويصفقون الظواهر، الناس من كثير يرى ليتأم$$ل يقف من قليلة وقلة وقشور، سطوح من عيونهم ماتراه على

ومغزاها. األمور، بواطن في ويفكر متناس$$قة، وغير معوجة، وأغصانها جذوعها تنمو قد العنب ودوالي

بثمن. واستقامته إفادته، تقدر ال أوراقها تحت ماتنتجه لكن!، صلب كل وال ماء، سائل كل وليس !، م$$ايطفو كل وال حديدا ين$$ا فل

!، مايخاط كل وال !، الرماح ماتطعنه كل وال جروحا القلب وغص$$ة بطونار وم$ا الم$اء، واحتس$اء العس$ل ش$$رب اليزيله$ا �كب$$� الج$$اموس حجم ي

96

Page 97: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

ويرف$$ع العق$$ول يسمن الذي ذلك عن يختلف الثيران، أجساد ويسمنالنفوس. قدر من

97

Page 98: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وجراح شوك

طب$$اع تتغ$$ير .. ولن والغ$$زال الخ$$نزير والمط$$ر الثلج يس$$قي ق$$د وإن ال$$ذهب ل$$ون يتب$$دل ولن ، الغزالن من أكثر شربت وإن الخنازير

! دفناه ! شهورا ! س$$يبقى والشوك ، والرماد الوحل في وسنينا إن ش$$وكا من يغ$$ير لن وال$$ورد الح$$دائق، س$$ياج ف$$وق أو وردة، غصن على كانبطل. صدر على كان أو منافق داسه إذا عطره أو لونه

ومن يوقظوه$$ا؟ أن الن$$اس من تنتظ$$ر الش$$مس كانت متى ومنذ! انحنت الجب$$ال ق$$ال: إن امتطى أن$$ه تش$$دق ومن للعواص$$ف؟ يوم$$ا

البرية؟ والخيول الريح بضوء يحتفظ أن وال ، بأصابعه الجمر يحرك أن باستطاعته أحد ال

ينظ$$ف أن وال يدي$$ه، بين الثلج يخ$$بئ أن وال ، النه$$ار أثن$$اء النج$$وم حيث من الع$$ودة على الس$$نونو يج$$بر أن وال بلسانه، بلحسها العقول

أتت. ال األقالم ك$$ذلك الي$$د، ع$$زم بمقدار تقطع السيوف شفرات وكما

ر تؤث رؤوسها. بري بقدر ال أصحابها، عقول وحجم علو بقدر إال فق$$د أوان، ك$$ل في مقب$$ول خ$$ير ك$$ل وال ، مفي$$د ت$$أثير كل وليس

ح وقت الثلوج وتتساقط الصخور، فوق الغيوم تمطر وق$$د ، الزهر تفت. أوانه غير في الوضع وقت ويحين األحمال، من بالكثير الحمل يأتي

في ال$$زالزل تحدث وأن زمانها، غير في البراكين تثور أن وضعفأهله. غير على والمطر العلم يقع أن وخسارة مكانها، غير

! ك$$ان الجب$$ال رأى من ك$$ل وليس وليس$$ت ص$$عودها، على ق$$ادرا ال$$رؤوس ك$$ل وال نفس$$ها، األثق$$ال حم$$ل على ق$$ادرة الظه$$ور جمي$$ع جمي$$ع وال متش$$ابهة، الي$$د بصمات جميع وليست اإلنحناء، عن عاجزة أو العاص$$فة عن تح$$دث من كل وليس للشرب، صالحة مياهها األنهارالعواصف. عين في يكون كمن رآها،

! الذقون وحلق !، يصبحوا أن ألصحابها يتيح لن ، باكرا أن كم$$ا رجاال وق$$د النمو، عن تتأخر عقولها إنما بسرعة، ترتفع األجسام من الكثيرأمهاتها. ولدتها كما مكانها تبقى

الحليب ش$$رب يحب بعض$$هم لكن الم$$اء، شرب الناس يحب وقداته غدت الحليب شرب من كل ليس إنما أكثر، من ك$$ل وال بيض$$اء، ني ش$$رب من ك$$ل وال األذى، في رغبت$$ه انطف$$أت ب$$اللبن عطش$$ه أطف$$أ! صار الماء ع من ك$$ل وال عذب$$ة، أعمال$$ه وانقلبت شفافا بال$$دروع ت$$درقلبه. رق الحرير لبس من كل وال عزمه، قوي

ر لن الزه$$ر ورحي$$ق لن األرض وكن$$وز الحامض$$ة، النف$$وس يعط$$

98

Page 99: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

�شبع العفنة. القلوب يداوي لن النحل وعسل الصدئة، الضمائر ت ال$$ورود، عط$$ر ين$$ال أن أم$$ل على صدره، إلى الشوك يضم ومنبالجراح.. جسده تخض�ب وقد حين بعد سيصحو

99

Page 100: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وحراشف زعانف

! وس$$يبقى ال$$رخص ك$$ان �رخص$$ون ال$$ذين أولئ$$ك ص$$فة دائم$$ا ي

له$$ا بممارس$$تهم لكن راقي$$ة، مهن ويمارسون حولهم، من ويسفهون

رخيصة. يجعلونها

�اء والقواعد األساسات في ويضع األبنية، بناء في يغش الذي فالبن

! الهشة والحجارة الخشب ال$$ذي والك$$اتب والحديد، االسمنت من بدال

! عظيم$$ة مواضيع عن يكتب ! سيص$$بح أن$$ه ظان$$ا يحص$$ل لن عظيم$$ا إال

مفكك$$ة، ولغ$$ة رديء، بأس$$لوب المواضيع تلك تناول إذ الذع نقد على

�غ$$رق ق$$د السفينة رخوة, وقائد وفكر إلى يص$$غي ال ك$$ان إذا ركابه$$ا ي

األعاص$$ير هب$$وب من بالتح$$ذيرات يأخ$$ذ وال الص$$حيحة، المش$$ورة

والعواصف.

! يمارسون أولئك كل ليس$$ت ممارس$$تهم طريق$$ة إنما جميلة، مهنا

!! بجميلة أبدا

د الذي العصفور إن اد ألج$$ل يغ$$ر والعاص$$فة بعص$$فور، ليس الص$$ي

ليس$ت الغرب$ان ونعيب الض$فادع، نقي$$ق بس$بب وتهب تغض$ب ال$تي

بض$$وء، ليس وآخ$$ر عاش$$ق بين يف$$رق ال$$ذي القم$$ر وض$$وء بعاصفة،

ليس الحجارة سوى يسقي وال فقط، مجراه ألجل يجري الذي والنهر

بنهر.

وم$$اذنب قبيحة، فيها تنظر التي الوجوه كانت إذا المرايا ذنب وما

إن وردة ال$$وردة خفي$$ف؟! وس$$تبقى شيء كل اقتلعت إذا العواصف

حمار. أكلها إذا أو جميلة، سيدة عطرها شمت

صدر تشق لن فإنها وحادة، قاطعة السيوف شفرات كانت ومهما

بة نص$$الها تخ$$رج أو البح$$ار، الغي$$وم، بين دخلت إذا بال$$دماء مخض$$

وح$$رارة ال$$ريح لمواجه$$ة مس$$تعد ه$$و ما كل تحتها سينبت والشمس

الشتاء. وثلوج الصيف،

! يخش$ى قش من رأسه والذي ومن والن$ار، ب$النور يحلم أن دائم$ا

100

Page 101: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! ليكون و�لد ! بوقا وك$$ثرت ثروت$$ه، زادت مهما يمتلئ لن لآلخرين وطبال

ا وإن الزواح$$ف، نص$$يب من وسيبقى كان والزحف معارفه، ن$$رى كن$$

! اليوم !، تع$$ود أن تحاول والعقبان الصقور من كثيرا أن محاول$$ة فراخ$$ا

! كاألرانب القفز تتعلم ية والطيران، الرفرفة من بدال ريش$$ها عن متخل

اها مستبدلة وأجنحتها ومناقيرها على تس$$اعدها وحراشف بزعانف إي

ض$$فاف عن$$د وس$$ابحة الطين، ف$$وق زاحف$$ة حياته$$ا بقي$$ة تقض$$ي أن

المستنقعات.

101

Page 102: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

والعاصفة القش

�بن] لم عليه$ا، لن$دوس خ�لقت األزهار وال تحتها، من لنمر الجسور ت وال يج$$ري، كي و�ج$د المس$تنقع وال منبع$$ه في ليبقى النه$ر يوجد ولم

تمض$$ي لكي ول$$دت النس$$ور وال ترحل، كي األرض من نهضت الجبالأعشاشها. قش] على حياتها

! كث$$يرة مف$$اتيح تدخل وقد !، قفال من ه$$و وحي$$د مفت$$اح إنم$$ا واح$$دا! العي$$نين وإغم$اض يج$$رح، مص$قول غ$ير زج$اج وكل يفتحه، لن جي$$دا الرؤوس يمنع لن األبواب وإحكام النوافذ وإغالق ينسى، القلب يجعل

تحلم. أن س$$وف المناس$$ب ال$$وقت في نطفئه$$ا لم إذا صغيرة شرارة وكل

د شرارات. تول�صيب ال طلقة وكل ! المتمرس الصياد ستعلم ت الخ$$برة، من مزي$$داالبندقية. كسر إلى الصبر القليل الصياد وستدعو

يختم$$$$ر، حين العجين ف$$$$وران يحج$$$$ز لن الص$$$$غير والمعجن بعواص$$ف، ليس$$ت الخفي$$ف القش لتقتل$$ع تهب ال$$تي والعواص$$ف

واألرض بجب$$ال، ليست الصقور، صغار حماية عن تعجز التي والجبال والحب$$ال ب$$أرض، ليست النبيلة، والنفوس العالية، بالهمم تضيق التي بحب$ال، ليس$ت والعص$افير، الفراش$ات رق$اب حول فقط تلتف التي

�غرق ال التي والبحار ال الذي والمطر ببحار، ليست والثقالء، السفهاء تبمطر. ليس الجميع يسقي

كب$$$يرة ش$$$جرة من هنال$$ك وليس تحت من ب$$داياتها وك$$$انت إال! ترى التي والجذور التراب، �نتج س$$وف العتم$$ة، في جيدا الض$$وء في ت! ! قوية، أغصانا ! ناضجة، وثمارا صلبة. وجذوعا الص$$عود يب$$دأ أن دون الجب$$ل قم$$ة إلى الوصول بمقدوره أحد وال

! قدميه، في الشوك يدخل أن دون وصل من وكل الوادي، من س$$ريعاويتهاوى. ويتعب سينحني

!، الثقيلة الصخور تحمل أن الريح على ويصعب على ويه$$ون بعي$$دا الخ$$بز رغي$$ف ك$$بر ومهم$$ا األنه$$ار، مج$$اري يحف$$ر أن الرقي$$ق الم$$اء

! فسنحتاج صغيرة. لقيمات إلى تقطيعه إلى دائما ك$الملح ومفس$د، مض$ر، كالهم$ا الزائ$د، والم$دح الكث$ير، والنق$د

العجين. في الزائد الماء أو الطعام، في الكثير من وك$$ل خفيف، هش فهو ينحني أن يقدر وال ينكسر، صلب وكل

ثقيل. صلب فهو ينكسر، وال اإلنحناء على يقدر هشاش$$ة من ب$$ل الجس$$د، ض$$عف من ي$$أتي ال اإلرادة وض$$عف

102

Page 103: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وعضالته. الجسد قوة ال القلب، مصدره الهمة وعلو النفس، وبق$$در أس$$رع، فيه$$ا الغ$$رق كان أكثر، موحلة األرض كانت وكلما

اتس$$اع يك$$ون اللي$$ل حجم وبق$$در أك$$ثر، ال$$ورود تك$$ون الربي$$ع اتساع!، انقلب حده عن زاد حلو وكل الصباح، ا أعلى، القالع ك$$انت وكلما مر

قها كان ج$$ديرة غ$$ير جدرانها، تسلق يسهل التي والقلعة أصعب، تسل�سن أن يرفض الذي والخنجر قلعة، تكون أن العفن. ويأكله يصدأ، ي

103

Page 104: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وشموس نفوس

ف أن ص$$$عب �غل$$$ زرع وأن ب$$$الورق، الجم$$$ر ي في العواص$$$ف ت$$$��حلق وأن الفناجين، ق وأن الش$$جر، ب$$أوراق ال$$ذقون ت التماس$$يح تحل$$

من ألن القش؛ إغ$$راق باس$$تطاعتها البحار وال بالريش، كسيناها وإن على يع$$وم أن يرض$$ى ال$$ذهب وال وال$$رخص، الخف$$ة القش طب$$ع

جارح$ة، مؤذي$ة، س$تبقى اللئيمة واألظافر ثقيل، كريم ألنه السطوح؛األصباغ. بأغلى ط�ليت ولو حتى

إذا ص$عوبة تج$د ق$$د الخش$ب، في الحف$ر على المعتادة واألصابعبت مفي$دة الق$وة تك$ون وال الص$خور، في الحف$ر ج$ر� يط$ور فيم$ا إال النجوم! وم$$ا ولهيب قوة أعظم فما النفس، شهوات ويحجب العقل، القلي$$ل يكفيه$$ا األرض س$$طحها! لكن ف$$وق الش$$مس ح$$رارة أقسى

ومحب$$ة بس$$الم عليه$$ا من يحي$$ا كي الرهيب$$ة الق$$وى تل$$ك من القلي$$لوهدوء.

أخ$$ذ عن الن$$اس يعجز فقد بالنار، واشتعالها النجوم عظمة ورغم من كوم$$ة إح$$راق أو ش$$معة، إلش$$عال لهيبه$$ا من صغيرة شرارة ولو

! البعد كان وربما اليابس، الورق القرب من بكثير وأجمل أفضل أحياناالشديد.

وغ$$اب سافر من كل وال بقريب، قريب كل وال بأخ، أخ كل وليس! صار م$$اتت واألص$$دقاء، األحب$$ة من مات من كل وال الروح، عن بعيدا

المجالس. في ذكرهم وانقطع القلوب، في مودتهم يح$$ني والذي سمها، يتحمل أن عليه العقارب، مصادقة يريد ومن

كي ظه$$ره يح$$ني ال$$ذي ذاك غ$$ير المعرف$$ة، نه$$ر من ليش$$رب رأسهعال. عليه تدوس أو األوالد، تمتطيه الن نلح$$ظ ال وقد مكان، كل في نراها ذلك مع وجه، للريح يكون ال قد! ! للعواصف أن مطلقا !، مخالبا في يق$$ف من ك$$ل تقتل$$ع لكنها وأضراسا

! للمطر يكن لم وبالتأكيد طريقها، برق$$ة لكن$$ه أني$$اب، أو أس$$نان يوم$$ا! يحفر ونعومة ! عميقا والصخور. األودية في عميقا تل$$ك وج$$ذوره مض$$مونه في يش$$به قد وعظيم حقيقي إبداع وكل

الص$$دور في فعله$$ا نلح$$ظ والنج$$وم، والمط$$ر والري$$اح العواص$$ف فاإلب$داع ذل$ك، تفع$$ل ونعوم$ة برق$$ة ص$فير، أو ض$جة دون والعق$ول�ش$$بع الض$$وء، يدخلها أن أحبت نفس كل يضيء ,الحقيقي السامي وي

غير سليم فكر كل وينمي والمعرفة، العلم إلى جائعة عقل معدة كل، ف$$العقول والنف$$اق، والحس$$د بالحق$$د منخ$$ور القاح$$ل منه$$ا أراض�

!، أجرد، سيبقى بالمياه رويته مهما والذي والمتصخر، المتصحر، جاف$$ا

104

Page 105: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

!، ويبقى الم$$اء يش$$رب يكفي$$ه وال$$ذي الخص$$ب، الطيب ومنه$$ا ناش$$فا�خرج كي السماء مياه من القليل والورود. والشجر الكأل ي القمر قيمة يعرف وال بطونهم كانت من أما صادق، عاشق كل إال! جائعة القمر في يروا فلن للطعام، دائما ومق$$ابر مظلم$$ة أراض$$ي إال

موحشة. ولن العتم$$ة، س$$وى ي$$رى فلن الكه$$وف عتم$$ة في يس$$كن ومن وال الصراص$$ير، وأص$$وات الخف$$افيش، أجنح$$ة رفرف$$ة س$$وى يس$$مع�ق$$اس ! األعم$$اق إلى ب$$الغوص يغ$$امر من حي$$اة ت اللؤل$$ؤ عن باحث$$ا

مستس$$لمين الش$$واطئ على الجالس$$ين أولئ$$ك بحي$$اة والمرج$$ان والمس$$$قوفة المح$$$دودة، بعق$$$ولهم مكتفين الم$$$زمن، لكس$$$لهموالحديد. باإلسمنت

وأروع أغلى تص$$بح ق$$د لكنه$$ا حي، كائن كل على غالية الحياة إن م$$اهو ك$$ل عن والتنقيب المعرف$$ة، عن البحث في صاحبها قضاها إذا

مجهول. لن والض$$غينة، الحقد لنورها ويضمرون الشمس، يكرهون والذين

!، وأرجح حكم$$ة، أك$$ثر فهي بالمث$$ل، الشمس تعاملهم وس$$يكون عقال تترك فسوف غابت وإذا يوم، كل في عليهم الشروق هو الوحيد ردها

وحقيقته$$ا نوره$$ا وعن عنها، ويدافع غيابها، في حتى يحبها، من خلفهانهاية... ماال إلى

105

Page 106: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الوحل .. ثقافته زمن

هوية. الحياة في شيء لكل بن$$اء الص$$قور وهوي$$ة القمم، الجب$$ال وهوي$$ة العط$$ر، الورد فهوية أب$$رقت، لما الليل ولوال التأللؤ، النجوم وهوية األعالي، في أعشاشها

العاص$$فة وهوي$$ة ارتفعت، لم$$ا الترب$$ة ول$$وال الثم$$ار، الش$$جر وهوي$$ة نسبه، ليس الحقيقة، اإلنسان وهوية الدجل، المنافق وهوية االقتالع،

عمله. بل الفض$$يلة، تكون العطاء وبحجم الهمم، تسمو العمل أهمية وبقدر

وزخرف$$ة الجم$$ال الج$$راح، عمق يحدد الذي هو الخناجر نصل وطولمقابضها.

! يكن لم إذا الفائدة قليل والفأس دون والجن$$اح عصا، إلى مربوطا الفرق تلحظ قلما المتعبة والعين األرض، على يرفرف سيبقى جسد

ك$ه أص$ابع دون ومخلب والعتم$ة، الضوء بين �خ$اف ال تحر وفم من$ه، ي العدال$$ة تتحق$$ق أن صعب ضمير دون وقاض سيعض؟ كيف ناب دونتنتصر. ال شهداء دون وثورة يديه، على

أم$$واج دون من وبح$$ر تعيش، ال تحمله$$ا ج$$ذور دون من وش$$جر وس$$دود مج$$رى دون من ونهر ونقلها، السفن حمل عليه صعب� وريح�غري عالية قمم دون من وجبال سدى، مياهه تضيع ! الت قها، أحدا بتس$$ل

النمل. يأكله أن البد الجراح كثير ونمر األوالد، إال فس$$يبقون ال$$ثروات وأص$$حاب األغنياء، بعض مراتب بلغت ومهما

في وهن$$اك وحرارتها، بضوئها والمتاجرة الشمس شراء عن عاجزينوأشعتها. الصباح شمس بعيد حد إلى تشبه ضمائر الحياة

على ق$$ادرة الع$$الي والنس$$ب والق$$وة، الثروة، أن يظن من وأهم�! جعله ! أو أديبا !، فنانا فتلمي$$ع حين، إلى لكنه$$ا تس$$اعد أنها صحيح مبدعا!، يدوم لن بالذهب ودهنه التنك كنس المك$$انس مهم$$ة وستبقى طويال

! ال$$ذيول وس$$تظل الحري$$ر، من مص$$نوعة كانت وإن األرض وإن ذي$$والأماكنها. بدلت

ذهب لن والياس$$مين الورد بماء الضباع وغسل تن$$ة، برائحته$$ا ي$$� الن لن الخن$ازير، مس$امع على األش$عار وأرقى القص$ص أجم$ل وق$راءة

ر ن أو يب$دل ولن الموحل$ة، الخن$ازير ثقاف$ة من يغي$ �حس$ طبعه$ا من يجس، ودون الخن$$ازير، ثقاف$$ة من مس$$توى أق$$ل حولن$$ا، ممن وكثر الن

المقززة. ورائحتهم الضباع طبع الحص$$رم وأك$$ل الجل$$د، كس$$لخ ال$$ريش نتف أن يعتقد من ضعيف

األرانب وص$$يد الرواي$$ة، ككتاب$$ة الم$$ذكرات وكتاب$$ة العنب، كأك$$ل

106

Page 107: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

األظ$$افر، كقل$$ع الض$$رس وقلع والعقارب، السالحف كجمع والغزالن�رد. أن يمكن الشرف وذهاب النفس، كجلد الظهر وجلد ي

وال الجم$$ر، ف$$وق والقهوة الشاي كغلي العروق في الدم غلي وال أقس$$ى الظه$$ر، في الخنج$$ر وطعن الصراصير، كثورة البراكين ثورة

ينتظ$$ر من وج$$د الغ$$ني م$$ات وإذا القلب، في طعن$$ه من م$$رة ب$$ألفر، الزمن هذا في يجد ال فقد الفقير، مات وإذا المقابر، إلى حمله الم$]

عليه. يصلي من أو يدفنه، من

107

Page 108: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

منا� األرض أ

يض$$يق وال والخفي$$ف، الثقي$$ل وتحم$$ل والب$$ذيء، الس$$فيه تحتم$$ل الك$$ريم، لك$$رم وتف$رح القميء، ش$$تائم على ترد وال بالبخيل، صدرهاالعاصفة. وسكون األمطار هدوء بعد للسماء وجهها ويبتسم

ا، أكثر تعرف فهي وجودنا، قبل و�جدت وأشجارها بجبالها وترى من تري$$د مخل$$وق، يس$$معه ال م$$ا ك$$ل وتس$$مع ن$$رى، مم$$ا أبع$$د ووديانه$$ا!، مصلحتنا تف$$رط وال والمع$$ادن، الماء بطنها في لنا تختزن فهي دائما

السماء. من عليها تسقط مطر بحبة وإذا وال$$زالزل، البراكين رجالها مكانها، تبقى العواصف هبت وإذا! لكنه$$ا أش$$جارها، تأك$$ل فق$$د جسدها، فوق الحرائق اشتعلت لن أب$$دا

حجارتها. وهضم ترابها، أكل على تقوى واألزامي$$ل بالخن$$اجر ص$$درها نش$$ق العظيمة، األم هذه هي غريبة

�خرج والمعاول، في الحف$$ر زدن$$ا وإذا والتف$$اح، والزيت$$ون ال$$ورد لنا فت الين$$ابيع من المزي$$د منحن$$ا س$$وى رده$$ا يك$$ون فلن وأك$$ثر، أكثر قلبها

والياقوت. واأللماس األرض فكم$$ا م$$ا، ح$$د إلى أم$$ه االبن يش$$به قد أخرى، ناحية ومن ابن ه$$و ك$$ذلك والطاق$$ة، والق$$وة وال$$ثروات بالخيرات جوفها ممتلئ

والمرج$$ان، والزم$$رد والي$$اقوت وال$$ذهب األلم$$اس جوف$$ه في آدم،والعواصف. والبراكين، والزالزل،

الطاق$$ات تل$$ك لجمي$$ع الص$$حيحة المف$$اتيح معرف$$ة ه$$و يهم وم$$ا�فتح أن أهمي$$ة واألك$$ثر واألب$$واب، والمك$$ان المناس$$ب، ال$$وقت في ت

المالئم. تكش$$ف ال$$تي األرض، كأمن$$ا بنفسه، ثرواته اإلنسان يكتشف وقد

�خ$$رج نفس$$ها عن األش$$جار رحمه$$ا من وتل$$د الين$$ابيع، بطنه$$ا من فتقيصرية. عمليات دون والبراكين

م$$ا أح$$د في$$أتي العملي$$ات، تل$$ك مث$$ل إلى الناس بعض يحتاج وقدر المدفون$$ة، كن$$وزهم لتظه$$ر قل$$وبهم أب$$واب ويفتح ث$$رواتهم، ليفج$$

! والموج$$ودة من فكم العميق$$ة، ومغ$$اورهم كه$$وفهم عتم$$ة في أص$$ال وبحاج$$ة معروف، غير مازال وتحتها األرض سطح فوق كثيرة مناطق

ل$$و البش$$ر حي$$اة تغ$$يرت وربما النور، إلى وإظهاره عنه، الكشف إلى! حدث �شZف أن مثال معروف$$ة تكن لم مذهل$$ة وطاق$$ة جدي$$دة ث$$روة اكت

قبل! من األرض لسكان م$ا ويس$تثمر ويس$تخرج يكتشف كيف يعرف من إلى بحاجة نحن

وتك$$بر ، األرض وأه$$ل األرض لص$$الح وأص$$ابعه بص$$يرته اكتش$$فته

108

Page 109: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وهك$$ذا حنون، وأم مخلص، أب خلفها كان إذا الطير، كفراخ المواهب إنس$$ان كل دم زمرة في و�جZدت وضعيفة، صغيرة بذار المواهب، هي

ة كالفراخ، تولد البداية في ، أو الحرك$$ة على تق$$وى ال وض$$عيفة، هش$$ ال$$ريش جس$$مها ويكس$$و ، تك$$بر ال$$زمن م$$ع ثم ، والزح$$ف القف$$ز

فتطير! ساعدها ويشتد ، عودها فيقوى ، واألجنحة ذل$$ك يح$$دث وال رعته$$ا ال$$تي والي$$د ، س$$ليمة الب$$ذار ك$$انت إذا إال

غ$$ير تنش$$قته ال$$ذي واله$$واء نقي$$ة، ش$$ربتها ال$$تي والمي$$اه ، نظيف$$ةمسموم.

أرض دون ش$$جر وال ، تل$$دها بح$$ار دون وأعاص$$ير عواص$$ف وال يغطي$$ه صدف دون من لؤلؤ وال ، تحتضنه سماء دون رعد وال ، تحمله

تراه! عين دون برق وال ،

109

Page 110: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

كاأللغام .. ومحابر� كالسيوف أقالم�

ذكر حرك$$ة وال ، أق$$دامنا تحت تختم$$ر وهي لل$$براكين ص$$وت ال ت$$� ، للعطر صوت ال أنه كما وفلقها، الجبال لضرب تستعد وهي للزالزل

واي$$ا، رائح$$ة وال للثلج، طعم وال ! ش$$كل وال للن عي$$ون وال للغي$$وم، ثابت$$ا وال للعواص$$ف، أجنحة وال للريح، أرجل وال للورود، أظافر وال للجذور،

ال م$$ا إلى ي$$دوم لي$$ل وال للعتم$$ة، ظالل وال ي$$أتي، حين للموت ضجيجنهاية. يمتن$$ع الياسمين وال بالعصي، بضربة حولنا من الضباب ينقشع وال

أن كم$$ا ش$$تمناه، أو وجه$$ه في عبس$$نا إذا ال$$بيض أزه$$اره إعطاء عن بمق$$دورها اآلس$$نة الس$$اقية وال المحس$$ود، كرامة من يقلل ال الحسد كن$$اب الف$$أر ن$$اب وال الخراف، كجلود الخنازير جلود وال البحر، تعكيرالنسور! كأجنحة الدجاج أجنحة وال الفيل،

واضع، الكبيرة النفوس وزينة عن ي$$دافع أن الش$$جاع وفض$$يلة الت�قاس يهضمه، أن ال الحق أن كم$$ا باألخ$$ذ، ال بالعط$$اء النبيلة األيدي وت وتجمدها وسكونها باستكانتها ال وجريانها، وليونتها برقتها قوية المياه

مكانها. في! بقي إذا الس$$يف ويصدأ لم إذا الب$$ذور وتختن$$ق غم$$ده، في ط$$ويال

إذا ال$$رحم داخ$$ل الج$$نين ويم$$وت حينه$$ا، في التراب تحت من تخرجالنور. إلى يظهر ولم أشهر تسعة عليه مضت

د]ت Z$$مط$$ر، الغي$$وم وو�ج� لتش$$رق، والش$$مس لتلتم$$ع، والنج$$وم لت. والعواصف لتثور، والبراكين لتهب! ال$$برد وط$$رد أخ$$رى، بحرائ$$ق الحريق إطفاء البعض يحاول وعبثا

وتس$$ويد بالح$$ار، الح$$ار وتس$$خين بالس$$اخن، الس$$اخن وتبريد بالبرد،واد موته!! بعد الميت وشنق بالسواد، الس

! ليس العم$$ر وطول ليس القام$$ة وقص$$ر الق$$در، ط$$ول على دليال ليس$$ت البعض ل$$دى الم$$ال وقلة الكرامة، قصر على دليل بالضرورة

! الرؤية. في ضيق أو العقل قلة على دليال وينبت الكبيرة، العيون من وأبعد أعمق ترى قد الصغيرة فالعيون

بلح$$ة داخ$$ل مخب$$وءة ك$$انت الكب$$يرة والنخل$$ة البص$$ل، من ال$$نرجس متواض$$ع عش وداخ$$ل حنط$$ة، حق$$ل ينبت قمح س$$نبلة ومن صغيرة،

الذئاب. جراء وتكبر الصقور، فراخ تحيا إال يت$$وهج ال والفحم توهجه$$ا، من بد فال النجوم، التماع ازداد وإذا�نتج ال والورود بالنار، ! ت مثلها ورودا ص$$غير وك$$ل باإلهمال، ال بالعناية إال!، يبقى لن ببطء ينمو ذات يقس$$و س$$وف الط$$ري العود أن كما صغيرا

110

Page 111: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

!، ويحمل يوم، المج$$ال ليفسح تساقطه من البد اليابس والورق ثمارامار وحتى شابة، خضراء ألوراق ب$$ة بالض$$رورة ليس$$ت الناضجة الث طي

�س$$قطها لم وإذا الم$$ذاق، �س$$قطها س$$وف أح$$د، ي ها، ي وتلفظه$$ا س$$ن! هنالك ألن أشجارها، فرص$$تها تنتظ$$ر ومفي$$دة، حل$$وة، جدي$$دة، ثم$$ارا

والحياة. الضوء إلى لتخرج واإلنس$$انية، الحب وقي$$د والحري$$ة، الحي$$اة قي$$د على دمن$$ا وم$$ا تطهر ونار جمر ومن ورجال، ورود من سيأتي من الستقبال فلنستعد

�بس� كل وتحرق وفساد، عطن كل ونفاق. ي! لننتظر واس$$ع، م$$نزل فالحياة كاأللغام، ومحابر] كالسيوف، أقالما

سع وت$$رحب السليم الطعام تستقبل المعدة وكما والكبير، للصغير يت أحراره$$ا الحي$$اة، هي ك$$ذلك وتتقي$$ؤه، العفن الطع$$ام وتلف$$ظ ب$$ه،

! بهم م�رحب� وأبطالها ظالل س$$وى ليس$$وا وأن$$ذالها وس$$فهاؤها ، دائماهم حياة، كل وعلى عليها، ثقالء ونزالء فارغة، لغيمة� حين. إلى لكن

111

Page 112: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. والبصيرة البصر

مالمح الط$$رق .. وتأخ$$ذ عليه ينمو الذي العظم شكل اللحم يأخذعليها. تتساقط التي الجبال جسد والثلوج خطواتنا،�حب، م]ن� بنظرات القلب ويحيا ويحل$$و الخ$$ير، بفع$$ل الي$$د وتك$$بر يه النفس وترتفع الحق، بنطق اللسان وتس$$مو الش$$هوات، عن ب$$التنزأصحابها. خ�لق سمو بقدر الروح

�ثمر غ$$ذاءها تس$$تمد والزه$$ور بأرضه، ويهتم يرعاه لمن الشجر ويراب، من السماء. من تأخذه عطرها لكن الت

فض$$يلتها اليد وتأخذ الفم، من ال الحنجرة من قوته الصوت ويأخذ! ال$$دم كان فإذا األصابع، من ال الدم من ا ! ك$$ان وإذا ، نقيت نقي$$ فاس$$دا

فسدت. لفه$$ا من خ$$ير والض$$وء لله$$واء وتعريض$$ها الج$$$راح، وكش$$ف" .حدوثه من أبطأ الجرح واندمالوتضميدها. "جاح في ورغبتي ل قراءاتي وكثرة نجاحي، نصف الن ه$$رم من تقل$$

ذاكرتي. وتفسخ حياتي أبع$$د، ترى حتى وواسعة جميلة العيون تكون أن بالضرورة وليس

! الحذاء وال ي$$دخل م$$ا المهم "وليس أس$$رع، القدمان تجري حتى أنيقامنه". يخرج ما المهم ، الفم

، النس$ور عليها يستقبل قمة له مادام ، ولونه الجبل حجم يهم وال! يعنينا وال �نتج رأسه كان إذا القلم شكل كثيرا ! ي !، كالما ف$$رق وال مض$$يئا ال$$زرع ليس$$قي يج$$ري الم$$اء م$$ادام ، الس$$ماء وم$$اء األرض م$$اء بين

.. والبشر! كنت] إذا الضوء منه يأتي الذي المكان يهم وال الرؤي$$ة، على قادرا

ض$$رورة وال ، المس$$اعدة تق$$ديم تستطيع كانت إذا اليد شكل يهم وال! ! كان إذا الدواء لطعم أبدا فاء على قادرا Zالش .

! الحZمل مايكون وبقدر أق$$ول م$$ا أش$$رح وكي اإلنحن$$اء، يكون ثقيالأحسن. بشكل أفهم أن علي حسن، بشكل

الشهوة" . قلت ، القدرة ع]ظ�م]ت� "وكلماهر يكون ما وبقدر !، الن �خاف عمقه وبقدر أكثر، رواده يكون نظيفا ي

صيحة، تكون العقل وبحجم منه، القناعة. تكون النفس غنى وبقدر النما اتس$$اع ألن أخط$$ر؛ فوق$$ه الس$$ير ك$$ان أوسع، الطريق كان وكل

�غري المكان بالسرعة. حولنا م]ن� ية رذائله، استيقظت اإلنسان فضائل نامت وإذا أه$$ون الق$$دم وزل$$

ة من مرة بألف ينف$$ع فال القلب، في المرارة كانت »وإذااللسان. زل

112

Page 113: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الفم". في السكر�وزن ال الفراشة ومثلما ان، ت �ق$$اس ال العق$$ول ك$$ذلك بالقب$$ بحجم ت

حامليها. هجرته$$ا الش$$جرة وقعت وإذا المب$$ادئ، انهدمت العقل ضاق وإذاابين، ف$$ؤوس حوله$$ا وتك$$اثرت الطي$$ور ع�ب الم$$اء غال وإذا الحط$$ ص$$]آكليه. قل الطعام م]ل�ح وإذا شربه،

مرة كانت وكلما أسهل. قطفها كان أنضج، الث�ؤك$$ل طير "وكل !، يعيش ال لحم$$ه ي ل$$ك] يك$$ون أن يكفي وال ط$$ويال

اآلخرين". أمام به والسير حمله تستطيع أن المهم مبدأ، ك$$ل وال تنبت، الب$$ذار جمي$$ع وال ص$$الحة، المب$$ادئ ك$$ل وليس$$ت

�صيب، الر�صاص كل وال آسنة، البرك كل وال عميقة، األنهار جميع وال ي�ؤكل، لحمها الطيور بصيرة". مكفوف بصر، مكفوف كل "وال ي

113

Page 114: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

مزمنة ... ورطوبة داكنة ظلمة

من المف$$اتيح وال والخش$$ب، القش من الجي$$دة األقف$$ال نع�تص$$ ال رؤوس وال النع$$ام، ريش من الس$$يوف ش$$فرات وال الي$$ابس، ال$$ورق والفلين، الن$$ايلون من القالع أبواب وال المقوى، الكرتون من السهام

والحديد. الفوالذ صلبها في يدخل لم لو ارتفعت األبنية وال إذا قواع$$د، دون من ناءZكالب بوترق وعذاب قلق دون من واإلبداع

ليس تض$$حية دون من الحب أن كما السقوط، من عليه شي�خ ارتفع يع$$رف ال وقلب بق$$وة، ليس$$ت رحم$$ة دون من جب$$ارة وق$$وة بحب،

ولحي$$ة نجم$$ة، تس$$مى ال بري$$ق دون من ونجم$$ة بقلب، ليس الشفقة األشواك، من كومة سوى ليست وأدب وعلم معرفة دون من طويلة

النفوس. وضعاف العقول، صغار بمظهرها تغر الناعم$$ة الرقيق$$ة األنام$$ل وال الرجول$$ة، تصنع الخشنة األصابع وال

وأنوثتها. المرأة روعة عن المسؤولة هينقيب البحث في المض$$ني والتعب الكث$$يرة، الق$$راءة إن عن والت

بقاء مع بصيرتهم انطفأت الذين أولئك فيد�ي ال والضوء والعلم الحكمة! طعامهم يبتلعون الذين وال بصرهم، وال س$$ليمة، أسنانهم بقاء مع بلعا

أم$$ل على البحار شواطئ عند ساهرين عمرهم يقضون الذين أولئك والي$$اقوت الم$$اس لتمنحهم األعم$$اق من جميل$$ة حوري$$ات تخ$$رج أن

انتظارهم. طولو سهرهم، على مكافأة وم$$ا النف$$وس، عتمة بل الوجوه، ضيء�ي أن ال الضوء، في يهم فما ليس وجريان$$$ه ق$$$هتدف في ويس$$$تمر يبقى كي العظيم النه$$$ر يفي$$$د

الجانبي$$ة األنه$$ر تل$$ك ب$$ل ، المس$$تمر الثل$$وج وتس$$اقط األعاص$$يرالعام. مدار على يهتغذ التي الصغيرة والسواقي وق$$د ، القل$$وب بص$$ر�ت أن ب$$ل العيون، ترى أن ال الحقيقي والنظر

بوص$$لة، مئ$$ة هدي$$ في ك$$ان وإن الش$$واطئ على وه$$و الجاه$$ل يضيع ح$ول ك$$ان وإن الض$فادع بين حلةالض$ الس$واقي في األحمق ويغرق ي$$أكلوا أو يش$$ربوا لم وإن العق$$ول قليل$$و ويختن$$ق نج$$اة، ط$$وق عنقه.! شيئا

المزاب$$ل رواد س$$وى يص$$طاد لن المزاب$$ل عن$$د المنص$$وب والفخي بالم$$اء ال$$رأس وغسل النايلون، وأكياس الفارغة العلب جمع ومحب

من ن$$ةالمتعف الس$$امة، األفك$$ار يزيل أو يمحي لن والصابون الساخن سرائر كانت من يعطر لن والقرنفل الورد بماء الوجوه ودهن داخله،

الص$$حراء، كأف$$اعي وخبيث$$ة الش$$وارع، كإس$$فلت قاتم$$ة نفوس$$همالمستنقعات. وتماسيح

114

Page 115: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! األقزام ويجد وأص$$حاب الجب$$ال قمم بها ليذموا كثيرة أشياء دائماالعالية. الهمم

الفض$$ل، ذوي س$$بيل في ع$$ثرة يقف الذي اللئيم الحسود "ومثل وال أكل$$ه، س$$وغت فم$$ا ح$$ار طع$$ام في س$$قطت سامة حشرة كمثل

س$$وى ش$$يء عم$$ل على يقدر ال أعمى والحسود الهالك، من سلمت يستطع لم إذا بالسواد فوقه ما كل خيلط كاللهيب وهو ، الفضائل ذميحرقه". أن

ال$$رأس ق$$در من يح$$ط ال س$$اكنيها، س$$وى األم$$اكن يطيب ال و إال على واإلصرار الواحد، بالرأي بثوالتش والمعرفة، العلم وقلة الجهل! واألرنب حمامة، البعوضة جعل !، مسوالن ،جوادا بجعة والغراب صقرا

! والثعبان فراشة، والعقرب بيضاء، اللؤلؤ. من عقدا! العط$$ر يبقى ال النهاية، وفي على المعت$$ادة األص$$ابع ف$$وق ط$$ويال

! تخشى ال والعتمة الخفاء، في والطعن األذى خش$$يتها من أك$$ثر ش$$يئا س$$اطع م$$ا ض$$وء مباغت$$ة لحظ$$ة في ي$$أتي أن من وفزعه$$ا ورعبه$$ا وتحمي$$ه ،خلفه$$ا ئ$$هوتخب خفي$$ه،�ت ك$$انت س$$ر ك$$ل يكشف و ، يفضحهاالمزمنة. ورطوبتها ،الداكنة بظلمتها

115

Page 116: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الفجر يشنقها العتمة

وال األص$$ابع الجم$$ر ويك$$وي يلتهمه$$ا، أحد وال شيء كل النار تلتهم يأخ$$ذها، أح$$د وال طريقه$$ا في ش$$يء كل العواصف وتأخذ يكويه، أحد

إليها. بالواصلين قممها تضيق وال والثلوج، الصخور الجبال وتحمل! حياتنا في نجد وقد يض$يئون، وال يحرق$$ون كالن$ار، أفع$الهم أناس$ا واللحم، الجل$$د الجم$$ر يكوي كما وسكون، بصمت حولهم م]ن� يكوون

س$$كين، بال يجرحون صخب، أو ضجيج بال يصادفهم من كل ويقتلعونرصاص. دون من ويقتلون! نجد أخرى، جهة ومن والجب$$ال، الجZم$$ال ص$$بر لهم آخ$$رين، أناسا يخت$$بئ وق$$د والس$$فيه، الق$$ذر ويتحمل$$ون والكب$$ير، الص$$غير يحمل$$ون

أصابعهم. بين والعطر أيديهم، في والورد صدورهم، في الجمرمل$$ق، الظه$$ور يحب$$ون ال ]ل�هم والنف$$اق، واالس$$تعراض والت مث$$ل م]ث

الص$$خور بين النائم$$ة واأللغام الثلوج، قمم تحت تعيش التي البراكين والربيع البلحة، داخل والنخلة الغمد، في المخبأ والسيف واألعشاب،

وراء والش$$مس الخري$$ف، فص$$ول بعد األخضر والورق الشتاء، داخل بين وال$$برق العتم$$ة، وراء والفج$$ر األرض، ظ$$ل خل$$ف والقمر الليل،

انتظار. طول بعد والوليد الغيوم، ومثلم$$ا البش$$ر، من أح$$د مس$$اعدة دون الش$$مس تش$$رق ومثلما

العظيم$$ة، المب$$ادئ هي ك$$ذلك الص$$خور، بين مجراه$$ا األنه$$ار تحف$$ر بنفس$$ها، مكتفي$$ة ب$$ذاتها، غني$$ة النبيل$$ة، والحرية الشجاعة، والصفات

وعظيمة. رائعة لتكون منافق أو جبان شهادة إلى بحاجة وليست�دمل !، ويبقى الوح$ل في الماس وي حياته$ا الض$باع وتقض$ي ماس$$ا

باع جانب إلى !، وتبقى الس ر أن الصعب ومن ضباعا طباعها. تتغي! وحص$$دتها الطين، في نبتت وإن ال$$ورود ص$$فات تتب$$دل لن وأب$$دا

واي$$ا، رائح$$ة وال والخيان$$ة، الغ$$در أص$$ابع وميض يس$$بق ص$$وت وال للن عق$$ل وال للحب، أجنح$$ة وال للثلج، طعم وال للم$$اء، ل$$ون وال ال$$برق، من المش$$$اعر يحمي ال$$$دروع لبس وال للظ$$$الم، قلب وال للث$$$ور،

تك$$ون الم$$ال بك$$ثرة وال الخ$$بز، عن يغ$$ني العس$$ل أكل وال االنكسار، لم إذا تنتص$$ر الثورات وال الشجاعة، تكمن العالي بالصوت وال الهيبة،

�ر] ويراق. الدم ي كل على و]جZب الجليد ذاب وإذا الجليد، ذاب الشمس طلعت وإذا

باحة يع$$رف ال م]ن� ال واألنه$$ار الفيض$$ان، من الغ$$رق يخش$$ى أن الس$$ ال والبح$$ار واألف$$اعي، التماسيح بعض منابعها على سيطر إذا تتضايق والسم رؤوسهم، في العفن يحملون أفراد فيها ليسبح نزل إذا تتعفن بمن وتك$$ترث تهتم ال وال$$براكين ال$$زالزل من وكث$$ير أني$$ابهم، داخ$$ل

116

Page 117: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وسطوحها. قممها فوق يمشي! تحمل وهي حياتها من الكثير األنهار تقضي فقد وجماع$$ات أفرادا

اء. ك$$ذلك جبن$$اء ، مه$$ترئين فاس$$دين والمحيط$$ات، البح$$ار هي أخس$$ يس$$تخف أن ينبغي ال إنم$$ا وتحتم$$ل، تحم$$ل وال$$براكين، وال$$زالزل

�عطي فمثلم$$ا وص$$برها، وجل$$دها بتحمله$$ا وتهب ليأخ$$ذ، يع$$ود النه$$ر ي ال$$زالزل وتض$$رب الس$$كون، في وتختم$$ر تنض$$ج أن بع$$د العواص$$ف

ويش$$نق انتظ$$ار، ط$$ول بع$$د البراكين وتثور وتصدعها، العالية الجبالطويل. دامس ليل بعد العتمة الفجر

117

Page 118: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

... ... والعاصمة القفص

اإلنسان فضيلة تظهر ال النفس وج$$ه يتضح وال الصالح، بالعمل إال سامح، إال القلوب تكبر وال بالت يختمر وال الناس، حب قوتها كان إذا إال

العجين إذا يفس$$د وقد محدد، لوقت والضوء األعين عن اختفى إذا إالطويل. لوقت الظلمة في أبقيناه أو األوان قبل النور إلى أخرجناه األرض عن يرتفع ال الشجر أن وكما ! ج$$ذوره امت$$دت إذا إال عميق$$ا

�عطي ال الحقيقي اإلب$$داع ك$$ذلك ال$$تراب، في ثم$$اره ي ك$$انت لمن إالبصره. من أقوى بصيرته

واللؤل$ؤ والج$واهر الجم$ر عن باحث$ة األعم$اق إلى أصابعه فتنزلالقلوب. وعتمة ، النفس ظلمة في

وأعم$$اق المحيط$$ات وظلم$$ة البحار عتمة في موجودة الكنوز إن إلى ليخرجه$$ا ويدخل يغوص من تنتظر هناك والوديان.. إنها الكهوف

النور.! الغائص يكون أن الغوص في يهم وما ! متعودا با الص$$بر، على متدر أنفاس$$ه حبس من ك$$ل الك$$نز.. وليس إلى ليص$$ل أنفاس$$ه فيحبسعاد. األعماق إلى نزل من كل وال بغائص،�قعت وإن الصخور تلين وال غلين$$اه إذا ل$$ذهب ا يذوب وال ، بالماء ن

�ؤكل وال ، النار على وص$$عب والعس$$ل، اللحم م$$ع طبخ وإن الحص$$ى ي�بلع أن الخناجر ت البلعوم. وسطحت الحناجر مز�قت إذا إال

األف$$اعي طبع ومن العقارب، جحور في تبيض أن الصقور وتخجل ص$فات ومن أص$حابها، تبتل$ع أن بع$د غيره$ا بي$وت على تس$تولي أن

قممها. إلى ليصل يغامر من بكل الترحيب العالية الجبالف ال$$ذي ذاك عن طعم$$ه يختلف العتمة في يجفف وما تحت يجف$$

تمطر ال والسحب ، الشمس يكتم$$ل ال والقمر بالمطر، حبلت إذا إال !، النهار مادام تتألق ال والنجوم الشمس، عليه تشرق أن بعد إال طالعا

تف$$رح ال واألرض بع$$د، ي$$أت لم الربي$$ع طالم$$ا تتفجر ال والينابيع إذا إالللناس. خيراتها أخرجت

ليس الم$$$اء إلى والعطش ، بج$$$وع ليس الطع$$$ام إلى والج$$$وع عطش وإطف$$اء ، ب$$الطبيخ معدته بملء آدم ابن اكتفى وإذا ، بعطش

الكث$$يرة األخ$$رى الكائن$$ات وبين بين$$ه فرق هنالك يعد لم بالماء، فمهاألرض. أمنا وجه فوق وتزحف تدب التي

أ وأن ، األقفاص في العواصف تسجن أن وسذاجة �خب في الجم$$ر ي! الثلج يبقى وأن ، األفواه البراكين. تحته من غلت إذا ثلجا

! تصبح لن الفئران وذيول وغل�فت ال$$ذهب بم$$اء د�هنت ول$$و رؤوسامرد، بالياقوت ة باألفكار المشبع والرأس والز ، النبيل$$ة والقيم ، الح$$ر

118

Page 119: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

! سيبقى ! رأسا و�جد... أينما مرفوعا

119

Page 120: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

البعيد .. ذاك جميل�

فرجل البحر يبتلع �طبخ ، يغص وال الس$$ �قل�م تلين، وال األحج$$ار وت وت�قط$$ع ، جدي$$د من لتنم$$و تع$$ود لكنه$$ا ، األظافر وال األش$$جار رؤوس وت

. تموت! يخرج المطاحن يدخل ما كل وليس �نقع ما كل وال ، طحينا بالماء ي

! يصبح �مط$$ر م$$ا ك$$ل وال ، للهضم قابال ! ينبت الس$$حب علي$$ه ت أو قمح$$ا! !. يصير الشمس تجففه ما كل وال ، زيتونا زبيبا

كمثل ، بعيدة بقيت طالما جميلة! تبقى واألحياء األشياء من وكثير ، منها يقترب من كل وتحرق تشوي لكنها ، بعد عن ساحرة ، النجوم ق$$د البح$$ار ودخ$$ول ، علي$$ه صعودنا قبل مرة بألف أجمل كان والقمر!، الص$قر قيم$ة وال ، منه$ا الخ$روج من أسهل يكون ا وه$و كقيمت$ه حي$ في ال$$ورد ورائح$$ة ، الدواب ركوب عن يختلف الذئب وركوب ، ميت

�ق$$ارن ال الحس$$ناء م$$ع والس$$باحة ، الفم في طعمه$$ا غ$$ير ، األن$$ف يالتماسيح. مع بالسباحة

! الرأس يجعل وما عره جمال وال ، نسبه وال ، حجمه ليس كبيرا ش$$]�هض$$م في$$ه، يدخل ما بل ، ! وي بن ، جي$$دا عير والت ، البه$$ائم طع$$ام والش$$

والفراش. النحل قوت الورود ورحيق شوائبه من يخلص ال والذهب السم وغلي ، األفران أدخلناه إذا إال

! العميقة والجراح ، زالل ماء إلى يحوله لن الكالم سببها يكون ما غالبا يح$$ني ال الثقي$$ل "والحم$$ل ، الخن$$اجر ونص$$ال الس$$يوف ش$$فرات ال ،

! القلب" ، بل ، الظهر م$$ا ، الس$$طوح على الج$$ذور م$$اتنبت ونادرا وقلح راب تحت الورود تتفت . الت

ة تكون ، قرونها نمو يتأخر التي الثيران إن ، قرن لكل سهلة ضحي�خاف حبال دون الجبال يتسلق وم]ن �خشى ، منه ي والمظالت ، عليه وي

هب النيازك من ال ، والمطر الثلج من حامليها رؤوس تحمي قد والش$$.

طبيل ، والصفير زمير والت "الطرش$$ان" يض$$ر لن ارتف$$ع مهم$$ا والتم ال والدرج ، العميان تزعج ال القبيحة المناظر أن كما يص$$عد بمن يهت! كان إن ، عليه ينزل أو ! أو لصا ! يكون قد النسيم أن كما ، شريفا ق$$ادرا

!. كان ولو حتى الحريق اشتعال زيادة على مسموما�خيف التي األمراض هي وكثيرة �عدي مما أكثر ت ال$$تي .. والثعالب ت

، ش$$جاعة قلوبها جعل في ذلك يفيدها لن ، الذئاب عواء تقليد تحاول في ال$$ركض يش$$به ال ، الن$$اعم العشب فوق والركض ، نبيلة وطباعها

. الطين ومستنقعات ، الوحل برك! يصبح لن الشعراء أقالم يرث ومن ، شاعرا عر� كان إذا إال من الش�

120

Page 121: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

Zد ، دمه فصيلة واألمراء األبطال ثياب يرتدي ومن ، وسيبقى ، معه و�ل! يص$$ير أن ص$$عب ! أو بطال ، أم$$يرا ، طبع$$ه من البطول$$ة ك$$انت إذا إال. وشيمه لونه من والكرام األمراء وصفة

، غيم$$ة بياض كل وال ، نجمة بريق كل وال ، قبلة جنوب كل وليس وال ، نعج$ة ف$$روة كل وال ، جمرة احمرار كل وال ، فحمة سواد كل وال! انقلب الحكماء بكالم تكلم من كل عن$$ه فقس$$ت من ك$$ل وال ، حكيما

!. صار البيضة ديكا

121

Page 122: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. والقشور اللب

من ص$$در ويض$$يق ، النواف$$ذ فتح ول$$و ح$$تى بص$$احبه الدخان يضر�دخن لم ولو حتى يستنشقه �م$$رض قليل$$ه مدت$$ه المنتهية والدواء ، ي ، ي

واحد طرف من والحب ، شفة أول من شاربه يسكر الفاسد والخمرببطء. يقتل لكنه ، أطول يدوم ،

أص$$غر قوائم$$ه أن رغم ، والجم$$ل والفي$$ل النعامة األرنب ويسبق ، ح$$ادة غ$$ير أنه$$ا رغم الطعام األسنان وتقطع ، أرجلهم من وأضعف. مسنون غير كان ولو حتى الجسد الخنجر ويخترق

! صاحبه من تجعل ال الحكي وكثرة ! إنس$$انا ك$$ثرة أن كم$$ا ، متفوه$$ا�عمي. بل ، يدفئ ال الدخان ي

ه$ا غ$ير الج$وزة قش$رة أن كم$ا ، الحكم$ة غ$ير والفهم وطعم ، لببار ملمس أن كم$$ا ، ي$$ابس وه$$و طعم$$ه غ$$ير المسلوق الحمص الص$$�

الق]شر. قبل مسكه عن يختلف المقشورار أكل من الفائدة معرفة هو الفهم يكون قد الحكم$$ة إنم$$ا ، الصب في وإبره أشواكه تدخل أن دون وتقشيره ، عليه الحصول في تكمن

. جلودنا سترمي التي الماهرة اليد إنما ، القوس شراء إنسان ألي ويمكن

�صيب القوس يس$$كنه ومن ، جس$$د ك$$ل في متوفرة ليست الهدف وتنارة ، عليه يتدفأ عمن يختلف الجمر تأكله$$ا وال األسماك تصطاد والس

�لبZس ، تش$$ربه وال المط$$ر تحم$$ل والغي$$وم ، ! الجب$$ال] الثل$$وج� وت أثواب$$ا�بقها إلى تطال$ه م$ا ك$ل تح$ول لكنه$ا ، حم$راء النار وألسنة ، باردة وت�دفن ، وسواد فحم . يختنق أو يموت وال التراب في القمح وي

! صار اللعب على تفرج من كل وليس وأن ، شيء ترى فإن ، العبا يختل$$ف ش$$يء األربعة بأطرافك تزحف وأن ، آخر شيء بيديك تجرب

. شيء كل عن تسير ال التي السيارة يشبه من أكثر وما أق$$ل وم$$ا ، أرب$$ع على إال

تخترق ال التي السيوف يشبه من . منفردة إال

! صار المقص انفتح وإذا وجب االنتظ$$ار أراد وم]ن ، للقطع مستعدا عليه$$ا يطبق لن فإنه الطرائد الفخ انتظر ومهما ، الصبر تعلم عليه إال

!. كان إذا منصوبا�ؤكل الفخاخ تصطاده ما كل وليس م]ن ك$ل ليس أن كم$ا ، لحمه ي

. معدته امتألت ، بالطعام حلم�تعب ال المس$$تقيمة والط$$رق ! عليه$$ا يمش$$ي من ت أن كم$$ا ، كث$$يرا

122

Page 123: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

�غرق ال البحر جاعت مهما التي الوحوش "مثل ، السباحة يعرف من يصغارها". تأكل لن

الوسط من العصا حمل عليه ينبغي الحبل فوق المشي أراد ومن.

وا مهما والصغار Zر� �صيبهم لن كب ق$$ذرة فالبعوض$$ة ، التواضع نعمة ت! ! سيبقى والذئب ، نسر جناحي فوق وقفت ولو حتى وضئيلة دائما ذئبا

القضبان. داخل كان ولو بحثه يدوم لن ، األفاعي !عن باحثا ، المستنقعات في يخوض وم]ن�

! ! فاألفاعي ، طويال . عنها يبحث م]ن تنتظر دائما

123

Page 124: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

تنطفئ ... وال تغيب

وينط$$وي يم$$وت، وال الش$$جر وينح$$ني تنكس$$ر، وال األص$$ابع تنثني معه$$ا تأخ$$ذ وال العواص$$ف وتهب ينقط$$ع، وال الف$$والذ ش$$يء ك$$ل إال الش$$مس وتغيب يغ$$رق، وال الس$$باحة يعرف من كل ويغوص خفيف،

تنطفئ. وال! بس$رعة يكبر ومن ص$وته يك$ون ومن وي$زول، سيتالش$ى س$ريعا

�صاب أفعاله من أعلى �ش$فى ال ق$د مزمن بالتهاب الصوتية حباله ست ي لم إذا األرض عن يرتف$$ع لن النس$$ور ب$$ريش جس$$ده ي$$زرع ومن منه،أ األصل في قلبه يكن يص$$بر من على خوف وال ويطير، يحلق ألن م�هي من مكاف$$أة ينتظ$$ر أن دون من الخ$$ير يفع$$ل من وعلى يرى، أن قبل�ؤمل ال الدسم من خال� طعام وكل أحد، وك$$ل يسمنوا، أن آكليه من يوالعلم. العقل أصحاب عند عليه يعو�ل ال المعنى من خاو� كالم

ش$$روط على الموافق$$ة بالضرورة يعني ال الراكضين مع والركضباق، اللعب كث$$يرة أحي$$ان في يجع$$ل ال قد للكبار الص�غار ورفقة والس�

!. الصغار كبارا�ر �ب ]ك ما األرانب، وتسمن النعاج وت ! يبقى تفكيره$$ا إن بأك$$ل محص$$ورا

وتحم$$ل وال$$ذئاب، الثع$$الب من بالخوف مشغولة وقلوبها الحشيش،تحمله. بما عقلها يثقل ال وبالمقابل ثقيل، شيء كل والحمير الجمال

(2)ة أولئ$$ك ون$$ادرون الطري$$ق، نهاي$$ة إلى ليص$$لوا يص$$مدون من قل$$ وس$$كون، بص$$مت النف$$وس أعم$$اق إلى الغ$$وص يجي$$دون ال$$ذين

إلى واالس$$تماع القل$$وب، أوتار على العزف يتقنون الذين ومعدودونالشجر. ورقص الثلج بهطول واالستمتاع القمر، وغناء النجوم همس

!، العواص$$ف هب$$وب في يج$$دون من قليل$$ة قل$$ة ح$$دوث وفي أمال!، ال$$براكين وث$$وران ال$$زالزل ل$$ورق� حي$$اة! الخري$$ف مجيء وفي خ$$يرا

قوي$$ة أغص$$ان وف$$وق الي$$ابس، ال$$ورق مك$$ان ويك$$بر لينمو آت� أخضر�وعرجاء. معوج�ة وغير مستقيمة، م$$ع ويتكل�م يتعام$$ل كي$$ف وعرف أدرك من يوجد لم اليوم، وحتى

وأغ$$اني، قص$$ائد منها ليصنع الشمس جدائل بأصابعه ويداعب الروح، ومن بريقه$ا، األزه$ار ن$دى ومن ض$وءه، يأخ$ذ كي$ف البحر موج ومن

العواص$$ف، هب$$وب الص$$حارى س$$كون ومن براكينها، األرض صقيع إالة بالخير بطونهم قبل أرواحهم امتألت الذين أولئك ففاض$$ت ، والمحب! تنظ$$ر أن دون من والعط$$اء والروعة بالسحر حولهم من على مق$$ابال

أحد. من جزية أو

124

Page 125: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

غم على فين$ا تن$ام كث$يرة أشياء لي$ل وركض$نا اس$تيقاظنا من ال$ر! – يقظ$$ة تبقى أخ$$رى وأشياء نهار، ا رغم$$ا في غرقن$$ا ول$$و ح$$تى – عن$$�

عميق. سبات� يظهر لن المظاهر تشغله ومن الص$$ابون، من ص$$غيرة كفقاعة إال بين مكان$$ه س$$يبقى بالقش$$ور يهتم وال$$ذي قص$$ير، وعمره$$ا فارغ$$ة

ممن الكث$$ير ويغ$$رق تغ$$رق، ال بالم$اء األخش$اب ابتل�ت وإذا القش$ور،ماء. قطرة تصيبهم أن دون من حولنا

125

Page 126: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

�ظهر الليل عتمة نجومه ت

قيمتها وترتفع مكانها، في و�لدت إذا مفيدة واألحياء األشياء تصبح! يك$ون ف$الثلج أوانها، في جاءت إذا فص$ول في يهط$ل حين ض$روريا

نت$ه إذا وجمال$ه أهميت$ه وت$زداد والص$قيع، ال$برد وحفظت$ه القمم، خز! ماء! ليظهر األرض، بطون الربيع. فصل في عذبا الش$$مس، أص$$ابع جففته$$ا أرض� على س$$قط إذا مفي$$د مط$$ر وك$$ل

تها �حص$$د أن الجمي$$ل ومن ال$$ريح، أجنحة ويبس موس$$مه، في القمح ي�قطف وأن مواس$$م في العواص$$ف تهب أن ورائع أوانه، في الزيتون ي

، ج$$ذر� ك$$ل معه$$ا تأخ$$ذ أن واألروع د،ووالرع البرق غص$$ن� وك$$ل عفن�فاسدة. ثمرة� وكل منخور�،

ك، م$$ا ك$$ل العي$$ون ت$$رى أن ض$$روري يس$$تطيع ال م$$ا وك$$ل يتح$$ر�بص$$ر ت$$راه، م$$ا تحل$$ل أن هو ضرورة األكثر ولكن الحراك، الغ$$ائب وت

عنها. كمن ال بعين$$ه ي$$رى وم]ن بقلب$$ه، يس$$مع كمن ال بأذني$$ه يسمع وم]ن

! الح$$واس فليس$$ت ووجدان$$ه، بروح$$ه ي$$رى بعين$$ه، عض$$و� على حك$$را للقلب ك$$ذلك وش$$فاه، وأس$$نان وألس$ن وأنوف عيون للوجوه فمثلما ال العض$$و مك$$ان فق$$ط يختل$$ف وم$$ا ذاته$$ا، الح$$واس وللعقل وللروح

للش$$جر أن كم$$ا باطن$$ة، وأخ$$رى ظ$$اهرة، أعض$$اء فهنال$$ك ، وظيفت$$ه�رى، أصابع التراب. تحت مختفية وأخرى ت

س$$طح ف$$وق يج$$ري وما وأعمق، أخطر يكون العادة في والباطنأرحامها. في وينمو أحشائها، في يغلي الذي ذاك عن يختلف األرض

درك الكب$$يرة القل$$وب بعض وبعض أش$$كالها، ال األش$$ياء مع$$نى ت$$� العق$$ول وبعض لمعانه$$ا، ال المع$$ادن حقيق$$ة تعي العظيم$$ة األرواح

معرف$$ة »ويستحيل خفته، ال الثقيل الكالم لتتأمل فقط تقف الحكيمةالكلمات«. قوة معرفة دون البشر

منقار. طير لكل وال طعم، رائحة لكل وال ظالل، حي لكل وليس وللخف$افيش ظ$$ل؟ الظلم$ة في الن$$امي للج$$ذر ك$$ان م$تى ومن$$ذ

عيون؟! وللعواصف أجنحة، وللرياح طعم، وللهواء مناقير،

! إدراك$$ه يك$$ون ق$$د فهم$$ه، العقل على يعصى وما ك$$ل على س$$هال! ومعناه كبير، قلب طاهرة. روح لكل ممتعا

ر ولوح$$ات وقص$$ائد ألح$$ان هنال$$ك نق$$ف وق$$د حواس$$نا، في تم$$ س$$هلة تك$$ون ق$$د لكنه$$ا بكلم$$ات، ش$$رحها أو تفس$$يرها عن ع$$اجزين

نفوسنا. عتمة في البرق كوميض ووقعها قلوبنا، على الهضمر وم]ن ل وم]ن يسمعها، كمن ال األصوات يتذك كمن ال الوج$$وه يتخي

126

Page 127: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

قه، كمن ال العطر يمسك ومن يراها، كمن ال بالماء يغتسل ومن يتنشفيه. يغرق

حدث غير الحب وعذاب ال$وادي، ه$$وة غ$ير الجب$$ل وقم$ة عنه، الت غ$$ير والحي المع$$افى، غ$$ير والم$$ريض كملمس$$ها، ال األف$$اعي وس$$م

الميت.! األشجار تحمل وال ! النسور تفرخ وال تخصها، ال ثمارا ليس$$ت فراخا

ك$$ل إال البح$$ار تبتلع وال مجاريها، غير في األنهار تجري وال صلبها، من! كان م]ن هش، ي$$ابس� أو ف$$ارغ ك$$ل إال األم$$واج تلف$$ظ وال عليه$$ا، عبئا

! العالية والجبال ي$زداد وال جيرانه$ا، العميق$ة الودي$ان تك$ون م$ا غالب$ا إال النهر يجف وال حولها، من حالكة العتمة كانت إذا إال النجوم التماع

]ض�ب] إذا عر يش$$يب وال النب$$ع، ن علي$$ه، طوي$$ل زمن م$$رور بع$$د إال الش$$�! !، األكثر األنهر كانت »ودائما !« األكثر األنهر هي عمقا هدوءا قص$$يرة أجنحت$$ه ك$$انت وإن فسيطير، القوية األجنحة يمتلك وم]ن

علي$$ه ص$$عب الجن$$اح مقص$$وص ك$$ان وم]ن واد�، ق$$اع في يحي$$ا وك$$انجبل. قمة من انطالقته كانت ولو حتى االرتفاع حتى مكانه، في ووقع أوانه، في جاء إذا وضروري مفيد شيء كل االرتف$$اع على األجس$$اد بعض مس$$اعدة في كب$$يرة أهمي$$ة لها الذيول

أمامهم. ال أصحابها، خلف تكون أن والطيران.. بشرط والتوازن

127

Page 128: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

ثقيل الخفيف.. حZمله العقل

واجتث$$اث تخ$$ديرها، بع$$د المنخ$$ورة أس$$ناننا قل$$ع علينا السهل من إزالة في تكمن الصعوبة إنما وتلميعها، وتنظيفها حولها، من السوس وعص$$ابات الفس$$اد زم$$ر من ال$$دم وتطه$$ير النف$$وس، بعض أوس$$اخ

يق. الطحالب والعل وح$$ول األس$$نان في فق$$ط يتواج$$د الس$$وس أن البعض يظن ق$$د

وج$$ذوع الحج$$ارة وتحت األرض داخ$$ل تعيش والدي$$دان األض$$راس، الجس$$د، من مكان كل في السوس انتشار أن عنهم ويغيب األشجار،

د بل والشحم، اللحم على نخره يقتصر وال لتعيث وأظ$$افره أنيابه تمت! ا وإن والقلوب، النفوس في فسادا في مؤامرت$$ه يحفر وهو نراه ال كن

يتمكن أن بع$$$د س$$$تظهر فنتائج$$$ه الجس$$$د، وعتم$$$ة الفم، ظلم$$$ةالعظام. في ويستوطن ويص$$عب وميالنه$$ا، اعوجاجه$$ا بداي$$ة في األس$$نان تق$$ويم ويسهللبها نموه$$ا بع$$د اس$$تقامتها يمكنن$$ا الط$$ري فالغص$ن واكتماله$ا، وتص$

الكب$$يرة األغص$ان تق$ويم علينا يصعب بينما نريد، جهة أي إلى تحويله المس$$تنقعات في س$$كونه أو الماء تجمد فال كسرها، بعد إال واليابسة

ه بل والجبروت، القوة يعطيه الذي هو مع وتأقلمه تعاطيه وليونة رقتحوله. م]ن

األحي$$اء ق$$وة هي ك$$ذلك دفنه$$ا، في القمح ب$$ذار حي$$اة أن وكم$$اا اختفائه$$ا في تكمن األش$$ياء وعظم$$ة عيونن$$ا عن وغيابه$$ا لحين، عن$$

واألعاصير، الثلوج بعد الينابيع تعود كما تعود، أن تلبث ما لكنها لمدة،العتمة. بعد والفجرر وال وال الوح$$ل، مس$$تنقعات على س$$قط إذا الش$$مس ضوء يتعكر ! عاش$$ت وإن الخن$$ازير ع$$ادات تتغي$$ الغ$$زالن م$$ع جنب إلى جنب$$ا

القص$ور في س$$كنت وإن الس$ود الغرب$ان قيمة تزداد وال والعصافير، الطين في نبت وإن عط$$ره ويتس$$مم الورد معنى يرخص وال العالية،

القبور. وبين داخ$$ل ك$$انت إذا فقط بسهولة الحركة على قادرة األلسن وجميع

رى ال ب$$رق ك$$ل أن كما المطبقة، األفواه في ح$$دث إذا إال التماع$$ه ي$$�العتمة.

أو يدخل$$ه أح$$د وال حي وك$$ل ش$$يء ك$$ل ت$$ركيب في الماء ويدخل يحتض$$نه، جن$$اح وال األجنح$$ة جمي$$ع الفض$$اء ويحتض$$ن ص$$فاته، يحمل

فن ك$$ل البحر ويحمل ل تحمل$$ه، س$$فينة وال الس$$ كالم الك$$ريم ويتحم$$ر بهم، صدره يضيق أن دون اللئام األفك$$ار، جمي$$ع الح$$ر الفك$$ر ويحر

128

Page 129: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

�منح يقيده، أن م�ستعبد فكر أي على ويصعب لكن للجمي$$ع الحناجر وتة !، الطيور لجميع أن كما يغني، من قل ما ريشا ويرتفع، يطير من قلة إنبريشه. يحلق أو

كم$$ا تخلقه$$ا، وال الحقيقي$$ة الموهبة تخدم العليا الشهادات وحملهم$$$ا ال$$$رأس يحمالن الق$$$دمين أن ران ال لكن والس$$$يف عن$$$ه، يفك$$$

يابس$$ة عص$$ا أو الثلج، من قطع$$ة مث$$ل مثل$$ه الجبان يد في المسلول يمنح$$ه ال لكن$$ه القلب يحمي ق$$د الف$$والذي وال$$درع نه$$ر، في مرمي$$ةجاعة. اإلقدام والش

! لكنه$$ا الشجر، لكل ضرورية والجذور �ؤك$$ل، م$$ا ن$$ادرا ة فهي ت م$$رها المذاق م$$ار تغذي لكن الش$$مس وم$$ذاق األرض، حالوة وتعطيه$$ا الث

وطاقتها.�ش$$رب ال والغيوم �عطي ال القم$$ر أن كم$$ا المط$$ر، تحم$$ل أنه$$ا رغم ت ي

،! ما نورا نه وال غيره عن يعكسه إن جباله. قمم أو وديانه في يخز! مفعول$$ه الثقي$$ل الكالم ويبقى ة، النف$$وس داخ$$ل ض$$عيفا الهش$$

! وتأثيره الخفيفة. العقول في محدودا

129

Page 130: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

عليه محكوم� .. والظلم حاكم� العدل

�ول$$د ون، وردي$$ة ص$$باح، ك$$ل في الش$$مس ت ولطيف$$ة ناعم$$ة الل$$ خد على أم كقبلة إلينا وابتسامتها شعاعها ويصل الحقول، كفراشات

على الن$دى كأنه$ا وجوهن$ا، الحريري$ة بج$دائلها ت$داعب الولي$د، ابنه$اطويل. صيفي يوم صباح في الشجر أوراق

ما كنهايته. شيء كل بداية وال بدأ، كما ينتهي شيء ال إن!، و�ل$$دت ال$$تي فالشمس كالرخ$$ام، ناعم$$ة حين$$ذاك وك$$انت ب$$اكرا

ة ين، ك$$أوراق طري ة كبح$$يرة، هادئ$$ة الت ف$$وق المط$$ر كوق$$ع وم�س$$تحب ورقته$$ا بلينه$$ا تحتفظ وال اليوم، طوال كذلك .. التبقى عطشى أرض

وترتف$$ع، وتتص$$لب س$$تكبر إنم$$ا الوقت، كل حرارتها ولطف ونعومتهالهيبه$$ا، ويق$$وى حرارته$$ا س$$تزداد الس$$ماء كب$$د نح$$و ارتفاعه$$ا وم$$ع

تحت البق$$اء أو وجهه$$ا في الوق$$وف على يج$$رؤ أح$$د ال عندئ$$ذجدائلها. العظيم$$$ة الش$$$مس .. فح$$$تى األب$$$د إلى تبقى ق$$$وة .. ال لكن

! فتنزل لهيبها، ويخبو حرارتها حدة ستنخفض ! رويدا عرش$$ها، من رويدا الص$باحي، ولطفه$ا الوردي، لونها إليها سيعود وانخفاضها نزولها ومع

ة المس$$ير ذاك بع$$د لتغف$$و واألحي$$اء، لألش$$ياء أش$$عتها ملمس ورق$$األرض. الكبرى أختنا جسد خلف المضني

، لطيف$$ة بداي$$ة ومغيبه$$ا؟! له$$ا الش$$مس كطل$$وع حياتن$$ا أليس$$تارة وذروة متواضعة؟ بسيطة ونهاية ، جب�ول$$د الحياة في شيء فال ! ي م$$ا فج$$أة!، كب$$يرا ة ال$$والدة إن تب$$دأ الحق$$

ة صغيرة، أو شتلة أو كبذرة الجبال، فوق يتساقط كثلج وناعمة وطري إلى بثلوج$$ه ليص$$ل به$$دوء، ويك$$بر ص$$احبها وينم$$و يت$$درج موجة.. ثم

س$$نبلة، إلى وببذرت$$ه وال$$وادي، القم$$ة يغطي س$$ميك أبيض شرشف عاص$$فة إلى القليل$$ة وبأمواج$$ه مثم$$رة، خض$$راء زيتون$$ة إلى وشتلتهطريقها.. في الوقوف باستطاعته أحد ال هوجاء

ارتفع. حيث من لينزل يعود ذلك كل لكن!، ستذوب فالثلوج لتع$$ود الحم$$ل بع$$د ستنحني القمح وسنبلة يوما

اتها س$$تهرم وأثم$$رت ك$$برت أن بع$$د الزيت$$ون وش$$تلة األرض، إلى حب�ؤخذ عطاؤها، ويتوقف ب$$دأت كم$$ا تعود أنها أي أخرى، شتالت منها في

عنه$$ا وتتخلى النهاي$$ة في س$$تهدأ الهوج$$اء والعاص$$فة ص$$غيرة، ش$$تلةالبحر. وجه فوق بتواضع تسبح ووحيدة، رقيقة موجة لتعود أمواجها، لعض$الته، ال لعقل$ه اس$تخدامه في تكمن الحقيقي$ة اإلنسان وقوة

وتس$$تمر تبقى وال ال$$رأس، في مكانه$$ا الجب$$ارة الق$$وة أن أي إذا إال كل في بتداولها والمسموح بها، الم�عترف القوة هي تلك هناك، بقيت

130

Page 131: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

وإن يص$دأ وال ب$ه المعامل$ة تبط$ل ال ال$ذي كالذهب زمن، وكل مكاننته عفنة، أياد� في وقع قذرة. نفوس� وخز�

فاعلة القوة تكون وال كأشعة ولطيفة ورحيمة عادلة، كانت إذا إال ومكت$$نزة ب$$الخير ممتلئ$$ة ك$$األرض، واس$$عة كالم$$اء، رقيقة الشمس،

مان، وثمار القمح كسنابل امتألت زيتونة كأغصان بالسالم محملة الروانحنت. فتواضعت ، بالح]ب�د وال تترم$$ تيبس وال غاش$$مة، ق$$وة ك$$ل إال زائف$$ة س$$لطة ك$$ل إال

تنه$$ار وال رخيص$$ة، وعظم$$ة نيت قلع$$ة ك$$ل إال األطف$$ال عظ$$ام من ب$$�اليتامى. ولحوم

ة الق$$وة األب$$د، إلى قوي$$ة تبقى ال الحق$$ رحيم قلب رافقه$$ا إذا إال ذئب أو وعص$فور، نس$ر بين تف$رق ال عدال$ة وص$قلتها حكيم، وعق$لوغزال.! القوة على متماس$$كة تبقى كي يسندها شيء على تتكئ أن دائما

األص$$ابع، الك$$ف تحم$$ل وكم$$ا النه$$ر، مياه المجرى يسند كما تقع، وال واألرض ص$$وته، والرع$$د التماع$$ه، وال$$برق والمط$$ر، الثلج والسحابأشجارها.

!، غاش$$مة ب$$ذاتها المنف$$ردة والقوى وعظمته$$ا قوته$$ا تجم$$ع دائم$$ا لكنه$$ا جيرانه$$ا، من أخ$$ذه تستطيع ما كل وأخذ نفسها، حول بدورانها

د ثم يح$$ترق الوحي$$د، ك$$الحطب وتخم$$د تتالشى أن تلبث ما في يترم$$عناء وكالزوابع مكانه، م$$ا تف$$رق ثم الي$$ابس، وال$$ورق الغبار تجمع الرخاطفة. لحظة في جمعته

والحكم$$ة، الع$$دل، فه$$و للبق$$اء يص$$لح ش$$يء هنال$$ك ك$$ان وإن وج$$ه عن ال$$زوال يس$$تحق شيء هناك كان وإن الناس، بين والرحمة وإهان$$ة اإلنس$$ان، واس$$تحقار الظلم، فهو عليه، األسف ودون األرض،كرامته.

ومخالب أنياب

نولد فارغين إال من إنس$$انيتنا، بعض$$نا يكس$$و إنس$$انيته ب$$ريش ملون جميل من المحبة والتسامح والسالم، وآخرون يسلخونها عن

نفوسهم كما تسلخ جلود األفاعي عن أجسادها. نولد وفي داخل كل منا ماسة، بعضهم يعتني به$$ا كم$$ا تعت$$ني! ! المع$$ا األم برضيعها، فتغسله وتنظفه وتهيئته لي$$دخل المجتم$$ع قوي$$ا وال يخ$$$اف علي$$$ه من االنكس$$$ار، وآخ$$$رون تم$$$وت ماس$$$اتهم في

أحشائهم وتدفن هناك إلى األبد.

131

Page 132: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

ومن يرت$$دي ث$$وب الفض$$يلة، ولب$$اس الحي$$اء، وعب$$اءة الك$$رم! الخ$$بز الح$$اف، ال ! الملح، آكال والجود، ويصبر على من حول$$ه ش$$اربا�توقع منه إال أن يخرج لنا الورد من أرض$$ه الص$$لبة، ويعطى الحي$$اة ي!، كم$$ا يعطي الملح الم$$ذاق اللذي$$ذ ألطعم$$ة من حوله نكه$$ة وم$$ذاقا

كثيرة، ويحفظ اللحم من السوس، والقمح من العطن.!، وإن كس$$وا أجس$$ادهم الس$$مينة أجم$$ل ك$$ثر من يبقى عاري$$ا،! ا ب$$وا ب$$أطيب العط$$ور، إنهم كالحنظ$$ل كلم$$ا ازداد ري$$ األثواب وتطي ازداد مرارة، يشربون األدوية القاتلة للبكتري$$ا والفط$$ور، لعلهم في�طهرون نواياهم العفنة المريضة، الملتهبة بشهواتهم السامة. ذلك ي

! لكل سهم ولكل نقد، ألنه وم]ن يعمل في الضوء يتعرض دائما واضح وصريح وشفاف كالماء وكنور الشمس وكقرصها الذي يخل$$و من أي ظالل، وم]ن يعمل في العتمة يكون الجبن صديقه، والخيان$$ة

عشيقته، والذيول عشيرته، والغدر من طباعه.أليست الضباع من محبي العتمة والظالم؟!

أوليس السوس والخنافس والصراص$$ير من ه$$واة العيش فيظلمة األفواه، وبين ظالم الخرائب؟!

! !، ع$$ادال ! وص$$ريحا ليس أس$$هل من أن يك$$ون اإلنس$$ان واض$$حا!، إنها صفات تولد معنا، وترافقنا كل$$ون عيونن$$ا وبش$$رتنا، لكن ا وم�حب

البعض يحقنها بأهداف رخيصة، ويعودها عادات دنيئة.! م$$ا إلى العظ$$ام، والسوس الذي ينخر في اللحم سيصل يوما�قوم$$ه وه$$و ط$$ري، والم$$اء ! إذا لم ن والغصن األعوج س$$يبقى معوج$$ا! بتنظيف$$ه بالم$$اء المغلي والص$$ابون، كم$$ا اآلسن لن ينقلب ماء! عذبا أن الص$$بار الش$$ائك لن ت$$ذهب أش$$واكه ب$$النفخ عليه$$ا، أو ب$$الرقص

حولها والتصفيق لها. ومن قال إن اليد الظ$$اهرة هي الوحي$$دة الق$$ادرة على حم$$ل

! للجراح والخطر؟! األثقال، ونقل األغراض، والمعرضة دائما! أال يوجد في داخل كل منا أي$$د� داخلي$$ة تحم$$ل وتنق$$ل، وأحيان$$ا

ل وتنكسر؟! �ش تمرض وت�قط$$ع دون أن ن$$رى أيد تحمل المكاره كما تحمل المك$$ارم، وتذبل �سجن من غير أن يكون حوله$$ا قض$$بان وس$$جان، وت$$� دماءها، وت�حرق من دون أن نشم لها رائحة، وتموت بداخلنا وتشيخ وتسقط وت

�دفن؟! من غير أن ت أليست األيدي كاألنهار والمستنقعات.. بعض$$ها ع$$ذب وبعض$$ها آسن.. ومن طبع المستنقعات أن تحتض$$ن األف$$اعي، وتعيش حوله$$ا الزواحف والج$رذان، ومن طZب$اع األنه$ار العذب$ة ال$ركض والجري$ان

والتجدد في كل لحظة.

132

Page 133: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

ومن عظم$$ة البح$$ار أنه$$ا ت$$رد� للين$$ابيع مياهه$$ا، ومن روع$$ة�عيد النور لألرض في كل صباح، والقمم العالية عالي$$ة الشمس أنها ت بس$$ماحها للثل$$وج ب$$أن ت$$ذوب لتس$$قي ال$$وادي، والعواص$$ف ليس$$ت

�قلع. جبارة إال ألنها ال تأخذ معها إال كل من يستحق أن ي وك$$ل ن$$ار ال تعطي ض$$وءها إال إذا أخ$$ذت زيته$$ا من تحته$$ا، ووقودها ممن حولها، وكل فاكهة طيب$$ة ال تخل$$و من ب$$ذور وقش$$ور،! وكل يد وفيها أظافر، بعضها م�قلم، وبعضها استطال.. فانقلب أنيابا

ومخالب!

133

Page 134: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

باقية روح� .. و راحل� جسد�

1

ة ش$$يء لكل مثلما الحياة، في فضيلة شيء لكل .. ففض$$يلة هوي$$ غب$ار ونق$ل ال$دوران، على الط$واحين ومساعدة الغيوم، حمل الريحأخرى. إلى زهرة من الطلع

ك$$ل وإنض$اج والرطوب$ة، العطن تجفيف وفضيلتها الشمس وزينةم$$و، قابل$$ة ب$$ذرة وأهمي$$ة لي$$ل، ك$$ل بع$$د والظالم العتم$$ة وإزال$$ة للن

األشياء بتلك بل وضجيجها، وجبروتها بقوتها ليس وفضيلتها العواصفمعها. ستأخذها التي أو خلفها، ستتركها التي

رت مثم$$رة، ش$$جرة معه$$ا العاص$$فة أخ$$ذت ف$$إذا الجس$$ور، ودم$$ ص$$$يتها على ذل$$$ك انعكس ، البش$$$ر وش$$$ردت ال$$$بيوت، وه$$$دمتالبشر. قبل الحجر وكرهها وسمعتها،

ا اليابس$$ة، األش$$جار وقطعت الغب$$ار، طريقه$$ا في كنس$$ت إذا أم$$ الدنيئ$$ة، والنف$$وس الجبان$$ة، واألي$$دي الخفيف$$ة ب$$الرؤوس وأط$$احت�بجل أن استحقت �حب، ت عاصفة. اسمها يكون وأن وت

خبيث$$ة، أص$حابها نواي$ا ك$$انت إذا مضر وتدريبها العضالت تربية إني من مث$$ل ذل$$ك مث$$ل في يم$$ر من ك$$ل لينطح يترك$$ه ثم الث$$ور ي$$رب

الشارع. � على ونحف� � على س$$منة� من خ$$ير ، وحب وج$$وع� كرم وش$$بع� ل$$ؤم

ونفاق.

2

ة الحي$$اة.. هنال$$ك وفي هم من قل$$ وال$$ذهب الن$$اعم، الحري$$ر يغ$$ر الدنيا إلى ينظرون ال ألنهم الحلو، والطعم الالمع، مقلوب$$ة، بعي$$ون إال وعلى الكالم، قب$$ل العم$$ل وعلى الظ$$اهر، قب$$ل الب$$اطن على تحكم

ق كي$$ف ال يقط$$ع كيف السيف وعلى القامة، قبل القيمة �عل$$ وعلى ، ين كيف ال تنغرز كيف الخناجر �س$$] �عطي م$$اذا األرض وعلى ، ت وعلى ، ت

حجم على ال ، الش$$واطئ عن$$د المنارة ضوء وعلى ، يجلب ماذا البحر. وساكنيها المنارة

ة على يحكم$$ون فال ، البصر قبل البصيرة يعرفون الذين أولئك قل مظه$ر لهم حولن$ا ممن الكث$ير يك$ون فقد ، عطرها على بل ، الوردة ، واألف$$اعي الخن$$ازير كجلود ناعم ملمسهم ، عطر بال لكنهم ، الورود

ما ! تشفع ال ورقتها الجلود نعومة إن . عليهم تكون من لطبيعة أبدا

134

Page 135: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

ن إذا ال$$ذهب ي$$رخص وال عط$$ر يق$$ل وال ، الرخيص$$ة النف$$وس زي�خفي وقد ، والحمير الدواب به تعطرت إذا الورود والخ$$رق األسمال ت! البالية ! قلبا ! ، حكيما ! وعقال ة أولئك ، راجحا في م$الهم ق$$ل ال$ذين القل$ لكن ، الخارج من وداكنة ، خشنة ، الهند جوز ثمرة مثل مثلهم ، الدنياها . كالعسل وطعمها ، كالثلج لب

ال البص$$يرة يمل$$ك ومن ، مح$$دودة رؤيت$$ه تكون البصر يملك ومن. أعمى كان ولو حتى ، لرؤيته حدود

�خي$$ف الخفيف$$ة ال$$رؤوس وال ، أصحابه مات وإن الحق يموت وال تقرون. لها نبت وإن

، زه$$رة والجسد ، يسكنها من برحيل يرحلون ال ، كالقالع والكبار. عبيرها يبقى الزهرة رحلت وإذا ، عبيره والروح

135

Page 136: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

�جدد األرض نفسها.. ت

ها ال تعيش وتخلد إال فوق الورق، �ولد األفكار، لكن من الرأس ت�ه$ا مث$ل الحب$وب ال$تي ال يخ$رج منه$ا القمح أو ال$ورد م$ا دامت ]ل م]ث

نة في رطوبة األكياس وظلمة المستودعات. مخز وي$$$أتي الن$$$ور من الن$$$ار، والخ$$$بز من العجين، والزب$$$دة من الحليب، والمطر من البحار، والمياه العذبة من تحت صخور صلدة، وال$$برق من الغي$$وم، والعواص$$ف من الري$$اح، والجم$$ر من الفحم،

ب من الحصرم الحامض. والعنب الطيحب به إذا جاء في زمانه... وكل شيء م�ر

رع إال بع$$د �سمع إال بعد التماع البرق، وال األرض تز� فال الرعد ي حراثتها، وال الربيع تولد أزهاره إال بعد الزواب$$ع وهط$$ول الثل$$وج، وال! إال بع$$د عص$$ير زيتون$$ه، وال الم$$اء يغلي ل$$و لم تكن الزيت يصير زيتا! في العق$$ول تحته نار، وال األفك$$ار ت$$دوم وتبقى ل$$و لم تختم$$ر جي$$دا

العظيمة قبل كتابتها وخروجها إلى الواقع.يم الحليم س$$عة الص$$در، ومن ص$$فات الل$$ئيم س$$رعة Z$$ومن ش

ة الصبر. الغضب، وقل ومن مم$$يزات الودي$$ان أنه$$ا منخفض$$ة، ومن طب$$ع القمم أن تبقى عالية، وقيمة الياقوت لن تقل إذا كان حول عنق الخف$$افيش،م العق$$ارب أو د�فن في وس$$عر ال$$ذهب لن ينخفض ول$$و د�هن بس$$

مستنقعات الطين.!، ومهم$ا ومهما غصنا إلى أعماق البحار، فسيبقى ماؤها مالح$اس$$ع ل$$ه رئتان$$ا من ارتفعنا نحو األعالي فلن نحصل على أكثر مما تت األكسجين، ومن يدخل ليلعب في مالعب غيره، لعبة ال يتقنه$$ا فق$$د

.! !، ممال يجد كل ما حوله مضجراف$$رج على وحمل السيف سهل حتى على أيدي األطف$$ال، والت الذئاب ممتع من خلف القض$بان، ومن ي$راقب العواص$ف عن بع$د،ون معه$$ا، ورؤي$$ة القم$$ة من الس$$هل ال يختلف عن أولئك الذين يهب$$

كرؤيتها من قعر الوادي.! على م]ن ف]ق]د أسنانه، وكثرة أك$$ل الخ$$بز ! كان اللوز م�را ودائما! ! وادع$$ا �سمن إال البقر والعجول، وك$$ل بح$$ر يبقى بس$$يطا الحاف ال ي على من يتأمل أمواجه من بعيد، والعسل قليل الفائدة لمن يجمعه وال يأكله، وكل سماء واسعة قد يض$$يق فض$$اؤها على م]ن ال يع$$رف

حليق. الطيران والت!، ك$$$ان قلبه$$$ا ال$$$براكين، وأي$$$ديها وإذا ك$$$انت األرض جس$$$دا

العواصف، وأجنحتها البروق، ورأسها الجبال وروحها الزالزل.

136

Page 137: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

�ج$$دد بض، وال ترتاح إال إذا ثارت لت وهي ال تهدأ، أو تكف عن الننفسها، فتولد بذلك الحياة على سطحها من جديد..

137

Page 138: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

والتكامل االختالف

ما يجعل األشياء كبيرة من حولنا، ليس حجمها، بل معناه$$ا، وم$$ا�ع$$اش ليس وض$$وحها يجع$$ل الحي$$اة عزي$$زة غالي$$ة وتس$$تحق أن ت

وحقيقتها وغناها، بل مغزاها وعمقها وكرامتها.�قلم بعضهم يستمتع بمظه$$ر ال$$وردة وينس$$ى عبيره$$ا، وبعض$$هم ي! من الحدي$$د لتنجيهم أشجاره بقطع جذوعها، وآخ$$رون يبن$$ون س$$فنا من الغ$$$رق، وك$$$ثر أولئ$$$ك ال$$$ذين يش$$$يدون قالعهم من القش

والكرتون.�زهر، يختلف عن ذاك وم]ن ينظر إلى الوردة وهي تنمو وترتفع وت

! في التراب. �بصر بذرتها وهي تخرج جذرها عميقا الذي ي إن اللحظة التي تخرج فيها من البذرة ورقة طرية خض$$راء نح$$و! الضوء، يكون قد تكو�ن في المقابل جذر قاس له$$ا، يس$$عى من$$دفعا ببصيرته في عتمة الوحل وظلمة الطين، وفي اللحظة التي يشتعل! بالدخان، ولحظة غرق السفينة تكون فيها الحقل بالنار يشتعل أيضا الج$$رذان ق$$د قف$$زت هارب$$ة منه$$ا، وفي ال$$وقت ال$$ذي تهب في$$ه

العواصف يهب معها ويرافقها الحصا والغبار. وكل لحظة تسقط فيه$$ا ورق$$ة يابس$$ة تك$$ون ق$$د ت$$ركت مكانه$$ا! فسحة صغيرة، وفرص$$ة جدي$$دة لمش$$روع نم$$و ورق$$ة خض$$راء ب$$دال منها، ولحظة موت البذار ودفنها في التراب ليست في الحقيق$$ة إال

لحظة والدتها في رحم األرض مرة أخرى. إنه$$ا لحظ$$ات وأوق$$ات عادل$$ة نزيه$$ة تق$$وم به$$ا أختن$$ا الك$$برى الطبيعة، لتفسح المجال ألشكال جديدة من الحياة، وتعطى فرص$$ة لخروج روائح مختلفة عن سابقاتها، وثمار ذات طعم ونكه$$ة أخ$$رى�غ$$$ني األرض وت$$$ثري من عليه$$$ا، فتمنح ب$$$ذلك فرص$$$ة مؤك$$$دة ت

الستمرارها وبقائها. إنها لحظات االنطف$$اء واالش$$تعال، الس$$قوط واالرتف$$اع، الحم$$ل

والوالدة، الموت والحياة. تنوع جميل ساحر يحدث في عالمن$$ا، وف$$وق جس$$د أمن$$ا األرض، تن$$وع ال يكتم$$ل إال ب$$االختالف، وال يتج$$دد إال بالرحي$$ل، وال يرتف$$ع إال

بنزول جذوره إلى األعماق. إن وجه كل إنسان ال يكتمل بالعينين فقط، أو ب$$األنف وح$$ده، أوكام$$ل، باللسان أو الشفاه، فالتنوع واالختالف ضروري من أج$$ل الت فاليد غير الساق، واألصابع تختلف في ش$$كلها عن الك$$ف، وال$رأس غير الجناح، والجذع غير الرقبة، والسن غير الناب، والشفاه ليست

138

Page 139: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

بلسان، ومع ه$$ذا االختالف الواض$$ح في األعض$$اء من حيث الش$$كل والحجم والوظيف$$ة ف$$إن الجس$$د ال يمكن$$ه أن يكتم$$ل إال بك$$ل تل$$ك

األعضاء مجتمعة.�بنى القالع من حجر واح$$د، وال الجب$$ال بمق$$دورها االس$$تغناء وال ت عن الوديان والسهول، وال يتك$$ون ق$$وس ق$$زح من ل$$ون واح$$د، وال العواص$$ف تهب وتقتل$$ع إذا لم يرافقه$$ا المط$$ر، وتحم$$ل في ص$$لبها

ورحمها البروق والرياح.زه$$ا النج$$وم، وتط$$ير في فض$$ائها وال السماء بس$$ماء إذا لم تطر العص$$افير والفراش$$ات، وال البح$$ار بح$$ار إذا لم تحتض$$ن في بطنه$$ا اللؤلؤ والمرجان، ويتسع صدرها للكبير والصغير، وتختزن في قلبه$$ا

العواصف واألعاصير. وال صحارى من غير رمال، وال أزهار دون أش$$واك، وال وح$$ل من غير ماء، وال شمس من دون ش$$عاع، وال ب$$رق من غ$$ير التم$$اع، وال! كانت الجب$$ال رعد من دون صوت، وال صوت من غير صدى، ودائما أول من تس$$قط عليه$$ا الثل$$وج واألمط$$ار، وفي أعاله$$ا تقيم القمم،

تستقبل بحب وصدر رحب كل من أراد الوصول إليها.

139

Page 140: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

.. تبلع .. وأرض� تدفع أرحام�

�عرف ال الورود قيمة ت �حكم وال قطفها، حين ال شمها عند إال على يأحشائها. في تختزنها التي المطر كمية من بل أرتفاعها، من السحب

أعم$$اق في نج$$د وق$$د أودي$$ة، لها يوجد للجبال، قمم يوجد ومثلما والج$$الس الض$$وء، في المنش$$ور ذاك من وأحلى أغلى م$$اهو الوادي

العالية. القمة فوق عارية مكشوفة، الجبال و�لدت ! يغطيه$$ا وق$$د قممها، من إال أحيان$$ا

! يبقى وبعضها واألشجار، الثلوج بعض يه، راضيا ! بعر أما بصخوره، صلبا أم فارغة كانت إذا نعرف ال المغلقة كاألصداف فهي السحيقة األودية�خفي ات بطونها في ت اللؤلؤ. حب

جامح$$ة رغب$$ة اإلنس$$ان ل$$دى ك$$ان واألزمن$$ة العص$$ور م$$ر وعلى غ$$امض، م$$اهو ك$$ل عن األغطي$$ة وكش$$ف الطبيع$$ة أس$$رار لمعرف$$ةمجهول.. ماهو كل عن الشراشف وسحب

�ق$$دم جعلت$$ه والش$$جاعة الشجاعة، عنده ولدت والرغبة في$$دخل يأ البح$$ار، فيص$$عد ويخ$$اطر المحيط$$ات، أعم$$اق في فيغ$$وص ويتج$$ر

حولنا.. من الفضاء ليكتشفما ! يبقى ذلك كل إن لقدرات$$ه، ومعرفت$$ه لذات$$ه، اكتشافه أمام قليال واإلق$$$دام واإلرادة الق$$$وة إلى العالي$$$ة الجب$$$ال قمم تحت$$$اج فكم$$$ا

من العميق$$ة األودي$$ة في الموج$$ودة النف$$وس هي ك$$ذلك والشجاعة،! هي الجسد، يل$$زم م$$ا ك$$ل إلى تحتاج وبالتالي نزول، إلى بحاجة أيضاللصعود. أدوات من االنسان

نزول.. هنالك وأرتقاء، صعود هنالك فمثلما األعماق إلى ينزل وال وأمس$$ك ال$$وعي أدرك حكيم، عارف كل إال

والودي$$ان الس$$حيقة، الظلم$$ات إلى ون$$وره ادراك$$ه فح$$ول بالض$$وء،! الغالي$$ة والكن$$وز العميقة، نحن وم$$ا العتم$$ة، أجنح$$ة بين تعيش دائم$$ا

والشجاعة. اإلقدام وبعض النور من قليل فقط إليه بحاجة�رجى وال قيم$$ة ذات تك$$ون أن الطويل$$ة القامات من ي نبعت إذا إال! فليس وجذورها، منبتها من ال منها كرامتها وطول قيمتها أن ض$$روريا! األص$$ل يك$$ون ب$$ا فاألزه$$ار األغص$$ان، وتش$$مخ الف$$روع تحل$$و كي طي

! كانت الطرية القمح وسنابل الناعمة ة جافة بذارا والعنب المزاق، مر! كان الحلو ! حصرما ! يحم$$ل ق$$د المر والجذر الكروم، في حامضا ثم$$ارا الراي$$ة اليابس$$ة والعص$$ا الج$$وري، ال$$ورد الش$$وك يحم$$ل كم$$ا حلوة،

ر والثلوج الالمعة، السيف شفرة العتيق والغمد الجميلة، �بش بالربيع، ت!.. السفن بحمل والرياح بالتغيير، والعواصف بعيدا

إلى جي$$ل� من الجين$$ات بانتقال وذلك واألقرباء األخوة يتشابه وقد

140

Page 141: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الوج$$ه وجمال واألنوف، القامات وطول العيون، بلون فنتشابه جيل، ال األص$$ابع تش$$ابه يبقى لكن$$ه األص$$وات، ون$$برة الس$$واعد، وق$$وة

والب$$اطن معنا، يولد فالظاهر األعماق، ال السطوح وتشابه البصمات،فينا. بوالدته مكلفون نحن

وتعيش العليق، جانب إلى القمح ينبت ذاتها الموحلة األرض وفي يق$$ف وفوقه سبع ينام قد نفسها الظلمة وداخل األشواك، مع الورودصرصور. ويغني خفاش

�خفي العتمة لما ولوالها والظفر، باللحم وتأتي والضعيف، القوي تالنجوم. ولمعت البرق، ظهر

]عZش ألم ! ؟ البطون عتمة في أشهر تسعة ن�دفع ألم ! ن ؟ األرحام ظلمة من جميعاقة عتمة من نخرج ألم ! ؟ وأرحب أوسع عتمة إلى ضي

! األرض رحم يرضى وهل ! ؟ إليه وعودتنا ابتالعنا من بأقل يوما

141

Page 142: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

الفهرس

رقمالعنوانالصفحة 2والقيمة القامة

4 الجرح في ملح

7شبع على أكل

9 معهم نعيش الذين هؤالء

10 األرض فوق جثث

13ثوب .. والفكرة جسد اللغة

15 أعلى .. ارتفاع أكثر عمق

17 ناشف خبز

19 والبناء الهدم لعبة

22العقل سفر اليد

25 وكثير قليل

27 الحفا في ستبقى

29 حديد على مطر

32 كنMا العتمة في

35 الطين .. إلى الطين من

37 موت أجمل

39 والمنخور المحظور

42وصفيح تنك

44 حريتي أفهم كيف

47 مفتاح حاسة لكل

49 وسكر ملح

51 والمجرى النهر

53 والنار الفحم

56 والنحل النمل عن

58 المر العشب

60 الكالم داء

66 الحطMابين فؤوس

142

Page 143: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

رقمالعنوانالصفحة 69 وتطير الكتابة تتعلم كيف

71.. أجنحة

73.. القراءة تنتظر معتمة عقول

75 .. والضرورة التكرار

78وشعير تبن

80 الوحل في العوم

82 .. وبراكين ورد

84 الكتابة وجع

87وعقارب ديدان

89الوحل في ورد

91وذيول رؤوس

93وبحار جثث

95ومزابل قمم

97 ثمر بال زهر

99وقشور أعماق

101وجراح شوك

103 وحراشف زعانف

104والعاصفة القش

106وشموس نفوس

108الوحل .. ثقافته زمن

110 األرض أمنا

kكالسيوف أقالم k112كاأللغام .. ومحابر

114.. والبصيرة البصر

116مزمنة ... ورطوبة داكنة ظلمة

118الفجر .. يشنقها العتمة

120.. ... والعاصمة القفص

122 البعيد .. ذاك جميل

124والقشور اللMب

143

Page 144: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

رقمالعنوانالصفحة 126تنطفئ ... وال تغيب

128 نجومه ت.ظهر الليل عتمة

130ثقيل .. حمله الخفيف العقل

132عليه محكوم .. والظلم حاكم العدل

134 ومخالب أنياب

136باقية وروح راحل جسد

138نفسها تجدد األرض

140والتكامل االختالف

142تبلع .. وأرض تدفع أرحام

الشعار سهيل[email protected]

دمشق سوريا10955ص.ب:

144

Page 145: 00 كتاب وميض الجمر - سهيل الشعار

للمؤلف صدر

1996 قصصالموت بعدr أعود.1

كع اعترافات2 Mكنعان دار قصصدمشقي متس 1999

اتحاد قصصوعصافير حب3 العرب الكتاب2001 بدمشق

وزارة قصصالمدينة في الراكض الذئب42002 الثقافة

وزارة قصصالبلوط غابة52004 الثقافة

اتحاد قصصالمدينة ليل6 العرب الكتاب

2006

اتحاد قصصالعناكب7 العرب الكتاب

2009

145