بحوث اقتصادية

199 - 173.ص.ص المجلد ب،،2009 جوان - 31عددال

الناتج عن صناعة اإلسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث

- حالة مصنع االسمنت حامة بوزيان - ملخص

تتناول المقالة السياسات البيئية، سياسة منح اإلعانات الحكومية، سياسة التحديد

هذه و المنع، وسياسات أخرى، لنخلص بان السياسة المثلى تتشكل من توليفة من .السياسات

بالرغم من أن عملية قياس أضرار التلوث البيئي ال زالت في بدايتها إال أن هناك انطالقة جديدة وذلك عن طريق محاولة تكميم بعض آثار التلوث الصناعي، ثم تطبيق تلك العالقات اإلحصائية على التلوث الناتج عن مصنع االسمنت بالحامة

.قسنطينةن لنا من خالل إجراء الدراسة الميدانية إن النشاط اإلنتاجي للمصنع ينتج لقد تبي

عنه تكاليف اقتصادية معتبرة تتمثل خاصة في نقص في طاقته اإلنتاجية نتيجة ألسباب عديدة منها الغيابات الكثيرة للعمال بسبب األمراض ذات العالقة بالتلوث

كثيرة من أجل الحد من اآلثار وارتفاع تكلفة عالجهم، ويتحمل المصنع أعباء السلبية لظاهرة التلوث من خالل إقامة معدات للمعالجة وللتحكم في نسبة طرح الملوثات التي سجلنا ارتفاع نسبتها مقارنة مع المعدالت المسموح بها ولذلك نرى ضرورة اشتمال نظام التشغيل على معدات متطورة لمعالجة التلوث أثناء إقامة

.جنبه تحمل تكاليف إضافيةالمصنع مما ي

بموضوع البيئة خالل االهتمام النصف الثاني من القرن العشرين وتزايدت بسرعة وتيرة هذا االهتمام منذ انعقاد

عام ستوكهولم في مؤتمر عالمي للبيئة أولوهو موضوع ذو طبيعة متعددة 1972

، القانون، الكيمياء، البيولوجيا :االختصاصاتقد تأخر االقتصاديون في إقحام و االقتصاد

أنفسهم في موضوع البيئة بسبب اعتبار الموارد وغيرها سلع حرة، أي غير الهواء، الماء :البيئية

لم تكن تعتبر من عوامل اإلنتاج بالتالي نادرة و لم يكن يخصص لها عائد في العملية اإلنتاجيةو، غير أن )ار األرضباستثناء الريع المقابل إليج(

القطاع الصناعي وانتشار المصانع في كل مناطق ظهور إلى أدى –بدرجات متفاوتة –األرض

لد اخ بوجعدار .د كلية العلوم االقتصادية

وعلوم التسيير جامعة منتوري قسنطينة

الجزائر

Résumé Nous étudions dans cet article lespolitiques de l’environnement, lespolitiques d’aide gouvernementale, lespolitiques de lutte contre la pollution etd’autres politiques. Il résulte à traverscette étude que la politique optimale estune combinaison de toutes ces politiques.Bien que le calcul des coûts de lapollution soit dans ses débuts, nousessayons de quantifier certains effets de lapollution industrielle et d’appliquer lesfonctions statistiques sur la pollutionengendrée par la cimenterie de HammaBouziane à Constantine. Notre étude de cas a démontré quel’activité productive de l’usine engendredes coûts économiques énormes en raisonde la régression de sa capacité productive.Cette régression est due principalement àplusieurs facteurs parmi lesquels le taux

بدأ

2009 ، الجزائرجامعة منتوري قسنطينة ©

خالد بوجعدار

174

التلوث وإلحاق أضرار بالغة بالنسق البيئي

الحرارة على األرض، و كارتفاع في متوسط درجةظهور ثقب األوزون، والتناقص و التصحر،

يرة أعداد كب ض، وانقراالمستمر لمساحة الغاباتالحيوان، تلوث الهواء، اتساخ من أنواع النبات و

- هكذا أدت التنمية بمفهومها الضيق ...المياهإلى إلحاق أضرار بالغة -الزيادة في اإلنتاج

و بهذا برز العرض .باإلنسان في النهايةبالبيئة ويئي في عملية البيئة وبات من الضروري األخذ باالعتبار البعد الب المحدود لعناصر

" بالتنمية المستديمة"جديد للتنمية، ويعبر عليه التنميـة وظهر مفهوم"Développement durable"، التي ال تؤدي إلى نضوب الموارد أو ويقصد به التنمية

. تدمير األنساق البيئية

I مضمون االقتصاد البيئي شكاليات كبيرة تضم كل منها يمكننا تحديد مجال االقتصاد البيئي من خالل ثالثة إ

.إشكاليات فرعية تحديد المسؤوليات التاريخية للتلويثدراسة العالقة بين التنمية والبيئة و .1

ف مسؤولية دفع تكاليف بالتالي تحميل تلك األطراواألضرار باألنساق البيئية وتصادية كما قاالشاملة عن تطور الموارد البيئية وكذا إعداد صورة رقمية و المعالجة،

.نوعاوتدمير األنساق البيئية وتحويل التلويث و إعداد السياسة البيئية المالئمة للحد من .2

.الخارجية إلى تكلفة داخلية تتحملها المؤسسات الملوثة التكلفةمعالجة التلوث البيئي، وذلك من الطرق لقياس تكاليف أضرار وهج وإعداد المنا .3

وفير الهدف هو تعمليات المعالجة بمبالغ مالية وث وأجل التعبير عن أضرار التلوفي وقيام محاسبة للموارد البيئية و تنفيذ السياسات البيئيةالمعلومات الالزمة إلعداد و

.النهاية تصحيح األسعار لكي تعكس التكاليف الحقيقيةمية وأن فبالنسبة لإلشكالية األولى، فهي تتعلق أساسا بإبراز البعد البيئي في عملية التن

عملية التنمية بمفهومها الشامل التعامل العقالني مع الموارد البيئية جزء ال يتجزأ من القابل لالستمرار، كما يتم البحث على هذا المستوى في تحديد األطراف المسئولة و

و أنصارهم اديو البلدان المتخلفة يسعى اقتصتلوث واإلضرار بالنسق البيئي، وعن ال الفقراء في تلويث البيئةذا اإلطار إلى إبراز دور الفقر ومة في هفي الدول المتقد

.هدم عناصر النسق البيئي بدرجة ال تقل خطورة عن تلك التي يقوم بها األغنياءومستويات بيئة من خالل استعمالهم لوسائل ومواد العمل المتطورة وفاألغنياء يلوثون ال

مواد سائلة ات كثيرة من مواد صلبة وغازات وذلك نفايالعيش المترفة، حيث ينتج عن

élevé de l’absentéisme des travailleurs à cause des maladies liées à la pollution et le coût élevé des soins. Enfin nous confirmons l’hypothèse qui consiste à dire qu’installer des équipements développés pour limiter la pollution pendant la phase de l’installation de l’usine est plus bénéfique que d’acheter ces équipements après le démarrage de l’usine.

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

175

نتيجة المعاناة، باالستخـدام ي الطبيعة، بينما يقوم الفقراء وسامة غير قابلة للذوبان فستخدام مثل الغابات، اال(إتالف عناصرها ارد الطبيعة ومن ثمة تلويثهـا والمباشر لمو

األسمدة للمبيدات و العلمياالستخدام غير البحيرات والمباشر لمياه األنهار والتدهور البيئي هو إبراز موضوعية هدف من هذا الربط بين الفقر وال، و)...الكيماوية

مساعدة األغنياء للفقراء للتخلص من فقرهم، فالتوازنـات البيئية تقتضي في نفس تقتضي القضاء على الفروق المبالغ اقتصادية واجتمـاعية وسياسية و الوقت توازنات

بالتالي فإن القضاء على ت الدخل والمعيشة بين األفراد وبين الدول، وستويافيها في م الفقر يجب أن يكون محورا رئيسيا في اإلستراتيجية العامة للحفاظ على البيئة

كما ندرج في هذه اإلشكالية األولى مهمة إنجاز صور .تجسيد التنمية المستديمةوالغابات، المياه، (النوعي للموارد البيئية في العالم رقمية شاملة تعكس التطور الكمي و

)…،الطاقةأما اإلشكالية الثانية كما ذكرنا أعاله، فتتمثل في إعداد السياسات البيئية المالئمة، وقد تراوحت هذه السياسات بين خلق الحوافز، أي إشراك األطراف المتعاملة مع العناصر

حماية البيئية، وبين الحضر خاصة بتنفيذ إجراء الالبيئية في حمايتها بربط مصالحهم ال المنع في بعض الحاالت، والطرق لقياس تكاليف أضرار ومعالجة الثالثة تتعلق بإعداد المناهج و واإلشكالية

.ونركز في دراستنا على معالجة اإلشكاليتين الثانية والثالثة.التلوث البيئي

I.1 .ستخدام الموارد البيئية سياسة بيع حقوق الملكية وخلق سوق ال تتمثل في تحديد الحقوق على ملكية األصول البيئية، مما يسمح بإبرام العقود بين و

مالك األصول البيئية من جهة والمؤسسات الملوثة من جهة أخرى، وذلك إلرغام الملوث على تعويض صاحب األصل البيئي لقاء األضرار التي يسببها التلوث،

ل تفرض على الملكية الخاصة فقط، فقد تكون الملكية جماعية أو وحقوق الملكية هناك تحفظات عديدة حول فعالية هذه السياسة وكفاءتها في منع التلويث . عامة أيضا ]1[نظرا إلى

.عدم تجانسهاو تعدد األطراف المتضررة من التلويثتعدد مصادر التلويث و .1 .صعوبة تحديد حجم األضرار ومصادرها .2 .ة هذه السوق الجديدة، سوق التلويثعدم مرون .3

ة في هذه السوق عملية صعبة وتحتاج ـمما يجعل إبرام العقود بين األطراف المتعامل .إلى دعم

I.2 . السياسة الضريبية هي أن تقوم الحكومة بفرض الرسوم على كل وحدة من وحدات التلويث والتي و

بالتالي تحول التكلفة الخارجية و. لطبيعةجتها قبل إلقائها في اتفشل المؤسسة في معال .إلى تكلفة داخلية

خالد بوجعدار

176

:ما يعيب على السياسة الضريبيةوصعوبة تقدير الضريبة نظرا للتعقيدات التي ال تزال مطروحة على مستوى .1

.قياس أضرار التلوث بسبب نقص المعلوماتحتى في حالة توافر المعلومات فإن هذه السياسة كثيرا ما تصطدم .2

.يروقراطية و اإلدارة الفاسدةبالبوحتى في حالة نجاح الحكومة في تحصيل هذه الضرائب بكفاءة فقد تنفق .3

كثيرا ما يحتج و .مبالغها في مجاالت أخرى، في غير معالجة التلوث البيئي .دافعوا ضرائب البيئة حول هذه المسألة في انتقادهم للضرائب البيئية

I.3 .ة سياسة منح اإلعانات الحكومي ذلك عن طريق قيام الحكومة بإعانة مباشرة عن كل وحدة تلويث تقوم المؤسسة و

لكي تقوم الحكومة بتقديم مثل هذه اإلعانات و بمعالجتها قبل إلقائها في الموارد البيئية؛من المحتمل جدا أن يتم ذلك برفع المستوى العام ، وفهي مضطرة إلى زيادة مواردها

معالجة وحدات و تقديرا دقيقا لتكاليف أضرار م اإلعانات تتطلبللضرائب، ثم أن تقديالتلوث، باإلضافة إلى احتمال اصطدام مثل هذه السياسة بالبيروقراطية واإلدارة

إلى جيوب القائمين على تقديرها الفاسدة، مما يعطي فرصة لتحويل بعض اإلعانات .منحهاو

التقليل من التلويث إال أنها تبقى حتى لو حققت هذه السياسة بعض النجاح في فاشلة كإجراء لتحويل التكلفة الخارجية إلى تكلفة داخلية، حيث أن هذا األسلوب يعني

ستتحمـل كلفـة التلويث، و هذا ال ينسجم أن أطراف أخرى ال عالقة لها بالتلويث، .يح األسعاربالتالي لن يؤدي إلى تصحالدافع و -الملوث :مع المبـدأ االقتصادي العام

I.4 . سياسة التحديد و المنع عادة ما تلجأ الحكومة إلى إصدار قوانين تمنع منعا باتا إلقاء بعض النفايات التي

أو تلجأ الدولة أحيانا .تعتبر ذات خطورة عالية على اإلنسان، مثل المخلفات النوويةمن الجزيئات ³م /ملغ 50 إلى تحديد السقوف العليا للتلويث المسموح به، مثل تحديد

]2[العالقة في الهواء التي تلقيها مصانع اإلسمنتعلى وجود وجود بدائل أخرى لهذه الصناعات وإن نجاح سياسة ما تتوقف على

.إمكانية لمعالجة هذه النفايات بتكاليف معقولة أما نجاح سياسة تحديد السوق العليا للتلويث فتتوقف على تطوير أجهزة الرقابة

.سالمة الجهاز اإلداري القائم على تنفيذ هذه السياسةو

I.5. بعض السياسات األخرى الخدمات التي يترتب عليها طرح نفايات لدولة باحتكار إنتاج بعض السلع وقيام ا .1

.ذات خطورة عالية .النفايات استخدام بعض أدوات السياسة النقدية القروض الميسرة من أجل تنفيذ معالجة .2

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

177

كقيام الحكومة باإلعفاء أو الدولة بمنح بعض التحفيزات الضريبية،قياد .3جهزة الخاصة بمعالجة األض الجمركي على استيراد المعدات والتخفي

.التكنولوجيا النظيفةالملوثات وتشجيع الحركة الجمعوية المناهضة للتلويث وتدهور األنساق البيئية وتبرز .4

ر بالموارد البيئية التي يصعب أهمية هذه الجمعيات عندما يتعلق األمالـهواء، مياه البحر، األنـواع المختلفة من ( إخضاعها لنظام الملكية مثل

.)..الحيوانـات والطيور مما الشك فيه أن السياسة المثلى لمواجهة المشكالت البيئية عادة ما تكون توليفة و

بعض أدوات انات ودعة والضرائب واإلعالقوانين الرا :من هذه السياسات المذكورةالسياسة النقدية والسياسة التجارية و قيام الدولة بإنتاج بعض السلع التي تتميز بطرح أنواع خطيرة من الملوثات، باإلضافة إلى التحفيز على قيام سوق الستعمال الموارد

.البيئية و كذا تشجيع الحركة الجمعوية لحماية البيئةر على وجود بيئة اجتماعية إلى حد كبي نجاح مثل هذه السياسات يتوقف عي بيئي سياسية للتكفل بمشاكل البيئة، و نقصد بذلك، وجود إرادةسياسية سليمة، وو

إنفاق الموارد المالية انون والشفافية في تحصيل ومنتشر، وجود إدارة سليمة، سيادة القورة، خصوصا تلك التي إن الصعوبة المشتركة في تطبيق هذه السياسات المذك .للدولة

تقوم على خلق سوق الستخدام المـوارد البيئية الضريبية واإلعانات الحكومية، معالجة التلوث وهذا موضوع اإلشكالية الثالثة التقدير المالي الدقيق ألضرار و تتطلب

.في مجال االقتصاد البيئي

II .طرق قياس أضرار التلوث البيئي الناتج عن صناعة اإلسمنت نذكر أن موضوع قياس التلوث البيئي ظل ينعت إلى وقت قريب بالتكاليف غير

وبالرغم من أن صعوبات كبيرة " des coûts non quantifiables"القابلة للقياسالزالت تواجه عملية القياس والمتمثلة خصوصا في قلة المعلومات وتعداد أسباب

ضافة إلى عدم التطابق الزمني بين ، إالتلوث والطابع االحتمالي للضرر ومصادرك ، خصوصا تلظهور األضرار في كثير من الحاالتحدوث عملية التلويث و

، إال أن الجهود التي بذلها الباحثون خالل العقود األضرار المتعلقة بصحة اإلنسانالثالثة الماضية أسفرت عن تذليل الكثير من الصعوبات ومكنت من بلورة العديد من

.]3[والطرق اإلحصائية لتقدير أضرار التلوث والمعالجةاألساليب ي أهم هذه األساليب التي يمكن االستعانة بها لقياس أضرار تلوث الهواء وفيما يل :بالتحديد صناعة اإلسمنتب

أسلوب تفصيالت األفراد المتأثرين بأضرار التلوث ويتم ذلك باستخدام عملية -ا األسلوب على المبالغ التي يقبل األفراد االستقصاء، ويعتمد القياس وفقا لهذ

.لدفعها لتجنب الضررأسلوب رأس المال البشري، ويتركز على حساب القيمة الحالية للدخل الضائع -

خالد بوجعدار

178

نتيجة المرض والتعطل عن العمل وكذا التقاعد المسبق والوفاة المبكرة .والناتج عن اإلصابة بأضرار التلوث

اء الدوال اإلحصائية للضرر، يكون فيها مقدار تعتمد على بنالنماذج الكمية و - .الضرر كمتغير تابع ومجموعة العوامل كمتغيرات مستقلة

أسلوب المقارنة بين المناطق النظيفة و المناطق الملوثة، ويستخدم هذا -األسلوب خصوصا عند تقدير تكاليف األضرار على خصوبة األرض وقيمة

.العقارات والتكاليف الصحيةجتهاد القضائي حيث يجتهد القضاء في تقدير التعويضات قياسا بما أسلوب اال -

.هو معمول عند حدوث نفس الضرر ألسباب أخرى غير التلوث يتسبب انبعاث الغبار و الغازات من مصانع اإلسمنت في تلويث الجو وإلحاق

]4:[أضرار بالغة بعناصر البيئة التالية أضرار مباشرة على اإلنسان، .1 ر على قيمة العقارات،أضرا .2 أضرار على محاصيل الزراعية، .3 أضرار على القيم الجمالية للمنطقة كاتساخ المنطقة والرؤية المحدودة، .4 .أضرار على الماء .5

II.1 .قياس أضرار التلوث على اإلنسان هي عبارة عن مجموعة تكاليف العالج بسبب األمراض الناتجة عن التلوث

.الضائع نتيجة التوقف عن العمل باإلضافة إلى الدخل

وهي أيضا التكاليف الناتجة عن التقاعد المسبق نتيجة التأثر بأضرار التلوث، وتحسب . " Ridke" "رايدكر" تكاليف التقاعد بالصيغة المقترحة من طرف

an

n

ann

a

r

PnapnYNaD −

∞=

=

+=

∑∑)1(

يمكن الحصول وهي عبارة عن القيمة الحالية لمجموع الدخول المحتملة التي كان :عليها لو لم يصب الفرد بالضرر الناتج عن التلوث حيث

D : الضرر االقتصادي الناجم عن التقاعد المسبق. Pna : احتمال أن يصل شخص عمره a إلى العمرn.

Na : عدد األشخاص دوي العمرa والذين توقفوا عن العمل بسبب المرض خالل سنة معينة بفعل التلوث

Pn :إحتمال أن يعمل فرد عمره n فعليا. Yn : اآلجر الوسطى لشخص عمرهn .

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

179

r : معدل الخصم. a : سن التوقف عن العمل. n : سن التقاعد.

وكذلك التكلفة الناتجة عن الوفاة المبكرة بسبب األمراض الناتجة عن التلوث وبالتالي فإن الخسارة االجتماعية لهذه الوفاة وألن المتوفي ال يعمل وأيضا ال يستهلك

:تحسب وفقا للعالقة التالية

ana

n

annn

r

PnaPnCYNaD −

∞=

=

+

−=∑ ∑

)1(

)(

، ويالحظ أن التكلفة االقتصادية n مره هو االستهالك المتوسط لشخص ع Cnحيث . للوفاة المبكرة هي أقل من التكلفة االقتصادية للتقاعد المسبق

II.2 .قيمة العقارات قياس أضرار التلوث على يمكن قياس هذه األضرار بمقارنة القيمة السوقية للعقارات الواقعة في مناطق

ملوثة ومناطق نظيفة مشابهة لها من حيث البعد عن وسط المدينة وتوفر الخدمات كما :يمكن استخدام نموذج إحصائي من الشكل

V=F (P,X1,X2,X3,...Xn) : حيث : Vلبناية أو قطعة ارض ا (العقار قيمة(.

P :من الهواء 3م/مثال غ (التلوث مستوى(. X1.X2.X3..Xn :تفسيرية أخرى لقيمة العقار مثل المسافة بين موقع متغيرات، عدد الواجهات وغيرها، هذا النموذج يمكن من مدينة، مساحة العقارالعقار ووسط ال

.تقدير األثر الصافي لمستوى قيمة العقارات

II.3. قياس أضرار التلوث على المحاصيل الزراعية يتم تقدير الخسائر الناجمة عن الفقدان المطلق لمساحات معنية من األرض

ئر نتيجة ، كما يتم تقدير الخسا)وهي عادة األراضي المجاورة للمصنع ( لخصوبتهالها تقع ، وتكون الخسائر مساوية لعائد نفس األراضي مشابهة الفقدان النسبي للخصوبة

، أما في حالة الفقدان النسبي للخصوبة فيتم تقدير في مناطق نظيفة في الحالة األولى .الفرق في عائد هذه األراضي قبل وبعد تعرضها للتلوث

ابهة لها تقع في مناطق غير أراضي مشفرق في العائد بين هذه األراضي ووال ]5[الصافي للهكتار، ويستخدم عادة في هذا المجال مؤشر العائد ملوثة

خالد بوجعدار

180

II.4 .قياس تكاليف األضرار على القيم الجمالية يقصد عادة بأضرار القيم الجمالية، اتساخ المنطقة وفساد الرؤية في المناطق

" ويلسون" الغازات من مصانع اإلسمنت، يقترح الملوثة من جراء انبعاث الغبار و"Wilson "مينوط" و" "Minotte "لي لقياس كلفة االتساخ من جراء النموذج التا

:الجزيئات العالقة لكل نسمةC=1.85x-42

المتوسط السنوي لتركيز الجزيئات العالقة وبالتالي فإن كلفة االتساخ في X : حيث ]:6[ المنطقة الملوثة هي

C= n(1.85x-42) :هي عدد السكان في المنطقة الملوثة هي n حيث

تقدير كلفة االتساخ لكل " Cross" " كروس"و " Hambourg"" هامبورغ "كما يقترح :نسمة بالعالقة

C=2.56x-90.44 :وبالتالي فإن كلفة االتساخ في المنطقة الملوثة

C=n (2.56x-90.44)

.III دراسة تكلفة وآثار التلوث بمصنع حامة بوزيان حليـل وذلك قصـد قيـاس وت نتناول في هذا الدراسة حالة مصنع حامة بوزيان

علـى محـيط )صناعة اإلسـمنت (األضرار التي يخلفها النشاط اإلنتاجي التكاليف و، إذ أنه يؤثر سلبا على الجوانب الصـحية للعـاملين وللسـكان المجـاورين المصنع

للمصنع، كما أنه يؤثر على الجوانب البيئية األخرى مثل تدهور المنتجات الزراعيـة على ضوء هذه المالحظات العامة سنعمل . للطبيعة كميا ونوعيا وإفساد القيم الجمالية

.على تقييم حصيلة الجهود التي يقوم بها المصنع للحد من اآلثار السلبية للتلوث يرجع انبعاث الغبار بكثافة إلى مجموعة من األسباب أهمها

]7[ عند انطالق تشغيل الفرن، إن برودة نظام المعالجة بسبب التوقف عن العمل -

تكثف بخار الماء المحتوي على غاز الفرن، وهذا يعيق اسـتغالل يؤدي إلى .نظام معالجة المرسبات الكهروستاتيكية

.انقطاع التيار في حقل من أقطاب المرسبات الكهروستاتيكية -تعطل تقني للمرسب الكهروستاتيكي، مما يؤدي إلى ضرورة توقيف الفـرن -

.لمرسب الكهروستاتيكيوالرجوع إلى السبب األول، و عند تنظيف أقطاب ايؤدي إلـى توقـف تلقـائي % 0,8عن COزيادة نسبة أول أكسيد الكاربون -

.للمرسب الكهروستاتيكي لتجنب خطر االنفجار .CO عند تنظيف جهاز قياس داد قناة توصيل األكسجين، وعند انس - .توقف اشتغال ورشة مطحنة الخليط األوليعند هبوط التيار الكهربائي و -

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

181

:سجل الخسائر التاليةوعليه ت.III1 . الخسائر المسجلة في المنتوج على مراحل اإلنتاج خالل عملية اإلنتاج تضيع كمية من المنتوج في شكل غبار متطاير في الجو وفي

. نوضح مراكز االنبعاثات للغبار )1(الشكل : ويمكن توضيح ذلك كما يلي

ـ الحالة غير العادية. أوال ة التـي تكـون فيهـا المرشـحات ونقصد بهـا الحالأو لتعطل أو توقـف )ال تعمل بطاقتها القصوى (ليست جيدة سواء لقدمها )المصفاة(

.بعضها

ها المرشحات بصفةعادية وجيدة، وهي الحالة التي تشتغل في: الحالة العادية. ثانيا ).1(يمكن توضيح الكميات الضائعة في كل مرحلة من خالل الجدولونتوج على مختلف مراحل ن المتتبع للنتائج يرى مدى الضياع الذي يحدث في المإ

هذا في الحاالت الدنيا المقدمة . دج في اليوم 1026440.5المقدر إجماال بـ اإلنتـاج والواقع أن الضياع يفوق بكثير ما هو قبل مسؤول مصلحة إزالة الغبار، ولنا من

كذا الجزيئات العالقة في الهـواء و نإن ما يالحظ في المنطقة م. مصرح بهح المؤسسة المتنـاثرة على األراضي شيء كبير أدى إلى فساد الرؤية و قلل من أربا

.زيادة تكلفة االتساخ بالمنطقةو

.III2. قياس تكلفة أضرار التلوث الصناعي على الصحة بالمصنع :من خالل تحديد سيتم تقييم تكلفة أضرار التلوث الصناعي على الصحة بالمصنع

.2002الوضعية الصحية لعمال مؤسسة اإلسمنت حامة بوزيان لعام • .عناصر تكلفة اإلصابة بأمراض التلوث في صناعة اإلسمنت •

.III1.2. 2002الوضعية الصحية لعمال مؤسسة اإلسمنت بحامة بوزيان لعام طرف نتناول خالل هذا العنصر كل من األمراض المصرح بها اختياريا من

.عمال المصنع ونشاط القسم الطبي بالمصنع

األمراض المصرح بها اختياريا. ألعديد من األمراض، تطورت زيادة بعد مراجعتنا للقسم الطبي بالمؤسسة تبين وجود ا

).2(يمكن توضيح ذلك من خالل الجدولانا وتختلف باختالف نمط المرض، ونقصو :حدد من جهته مصدر األضرار كما يليالطبي بمؤسسة اإلسمنت للقسموفي تقرير

ة علـى مسـتوى مخبـر المجاري التنفسي) إثارة(و خاصة منها تهيج :كيميائيا • .كذا الدخان والغبار على مستوى أقسام الميكانيكالكيمياء، و

السيليكات و السيلس على مستوى و األغبرة المعدنية، و تشمل :المواد الفيزيائية • .لى مستوى التسليمالمحجر، وغبار اإلسمنت ع

خالد بوجعدار

182

على جميع مستويات مرحلة اإلنتاج وعلى مستوى المحجر وتنتج عن :الضوضاء •و الضوضاء الناتجة عـن عمـل . اهتزاز ورجفان األعضاء عند العمل بهذه الوسائل

.التلحيم والعمل اليدويو كذا آالت الطرق المعدني و ،ENGINSاآلالت اعية وهي غير كافية علـى مسـتوى اإلضاءة مختلطة طبيعية واصطن :اإلضاءة •

بعض المناصب، كورشة التسليم مثال، وسائل اإلضاءة تغطى بطبقـة مـن الغبـار، .فتصبح المصابيح رمادية اللون

رة وجود حرارة عالية بالقرب من الفرن، والحرارة الناجمة عـن عمـا :الحرارة • .مخبر الفيزياءالمراقبة، ومخبر الكيمياء، و

" غامـا "انبعاث مجموعة من األشعة التي تتمثل في أشـعة ونسجل هنا :األشعة •"GAMA " على مستوى فتحة قادوس السيكلون، وحول بناية توضيب المنتوج، وأشعة)x ( على مستوى مخبر الكيمياء، مولد أشعة)x( وعلـى مسـتوى قاعـة الصـور

.اإلشعاعية نشاط القسم الطبي . ب

).3(ئج يمكن توضيحها من الجدول أسفر تطور نشاط القسم الطبي على عدة نتاإن تقرير بالوضعية الصحية من شأنه أن يسمح لنا بتحديد أو حصر جـل المشـاكل

من بين األمراض المذكورة في ت ضرورية لدراسات أكثر تعمقا، وقصد وضع معدالـ ن الجدول المصرح بها اختياريا هناك أمراض مهنية منسوبة للتلوث و هي معتمدة م

من بينها الصمم المهنيو أمراض الجلـد المهنيـة ضمان االجتماعي، وقبل صندوق ال .أكزيما، وأمراض وارتباكات

أما الحاالت الفعلية التي ظهرت من هذه األمراض المهنيـة فـي المصـنع خـالل ).4(فهي موضحة في الجدول 2002، و 2000، و 1997الفحوصات الطبية للسنوات

ل عالقة تدهور شروط العمل لهذا المرض، كما تبقى إجراء دراسة طبية ونفسانية حوأن الحاالت التي ظهرت فعال من هذه األمراض المهنية في المصنع خالل الفحوصات

المشار إليه )4(الطبية التي تمت على بعض العمال هي التي تم توضيحها في الجدول : سابقا، وبالتالي فإن نسبة المرضى بسبب التلوث هي كما يلي

المرضى بسبب التلوث نسبة

عدد المرضى بسبب التلوث × ــــــــــــــــ=

إجمالي عدد المرضى

100

، نحصل على النتائج 2002، و 2000، و 1997بتطبيق ذلك على المعطيات السنوات و ).5(الموضحة في الجدول

وث بالمقارنـة مـع عموما نالحظ أنه هناك تناقص في نسبة األمراض بسبب التل لكن هذه النسب ناتجة عن األمراض ، وهذا يعتبر مؤشرا جيدا، و1997سنة األساس،

هـي ماعي كأمراض مهنية في الجزائر، والمهنية المعترف بها من قبل الضمان االجت

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

183

ال تعكس الواقع ألن هناك أمراض تكون هذه الصناعة هي المتسببة فيهـا بصـورة لها على الرغم من أنه في بعض الدول معترف على أنهـا كبيرة، لكن المشرع لم يدخ

:من األمراض المهنية، بعدما أثبتتها البحوث والدراسات العلمية وهي .االضطرابات العقليةأمراض القلق و - .مرض االضطرابات القلبية - . مرض سرطان الرئة - .بعض أمراض الجهاز الهضمي والقرحة المعدية -

اإلسمنت ببعض من هذه األمـراض إلـى األمـراض فإذا أضفنا عدد مرضى معمل :مثال، نجد ما يلي 2002المهنية المعتمدة في الجزائر لسنة

.مريض 12: أمراض الجلد - .مرضى 08: الصمم - .مرضى 10: العيون مرض التهاب مخاطية األنف و - . مريض 20: مرض التهاب القصبات الهوائية المزمنة - .مريض 37: القرحة المعدية - .مريض 16: ق و االضطرابات العقليةالقل -

مـن عـدد مرضـى السـكري % 30إذا أضفنا نسبة معينة و لتكن و - :بسبب التلوثعدد مرضى الضغط الشرياني بالمصنع، و

ــى مرضـــغط الضـ =الشرياني

27 ×30 حـاالت 8= ــــــــ

100

عـــدد ــى مرض=السكري

53 ×30 حالة 16= ـــــ ـ

100 مـريض، أي أن النسـبة 127هو 2002رضى بسبب التلوث في سنة يصبح عدد الم

:الفعلية للمرضى بسبب التلوث هيالنسبة الفعليـة للمرضـى بسـبب

=التلوث127

% 40= 100× ــــ 317

هـي 2002بالتالي نجد أن النسبة الفعلية للمرضى بسـبب التلـوث فـي سـنة و هذا ما ينبغي أخـذه بعـين تماما، و والنسبتين متباعدتين، %12.61وليست ،% 40

.االعتبار

.III2.2.عناصر التكلفة

التكاليف على مستوى القسم الطبي • .أجر العمالة الطبية جزء فقط ينسب إلى تكاليف األضرار الناجمة عن التلوث - .المعدات الطبية جزء فقط ينسب إلى تكاليف األضرار إهالك -

خالد بوجعدار

184

ي جزء فقـط ينسـب إلـى تكـاليف معدات النقل الخاصة بالقسم الطب إهالك - .األضرار بسبب التلوث

.معدات مكتب إهالك -من خالل المعطيات المقدمة من طرف القسم الطبي بمصنع حامة بوزيان، نتمكن من و

: الحصول على النتائج التالية

لوثنسبة المرضى بسبب الت× التكاليف على مستوى القسم الطبي = تكاليف األضرار الناجمة عن التلوث

: هي أي أن تكاليف األضرار الناجمة عن التلوث

=تكاليف األضرار الناجمة عن التلوث 1144360

دج 144303.8= 12.61× ـــــ 100

:إذا أخذنا بالنسبة الثانية التي استخرجناها نجد أنو

= تكاليف األضرار الناجمة عن التلوث1144360

دج 457744= 40× ــــــــ 100

أما بالنسبة لتكاليف األدوية والعالج السنوية للمصابين بأمراض مهنيـة، فهـي

:تحسب كما يلي

عدد المرات × تكلفة الوصفة = كلفة المريض الواحد

.دج 2.132.000= بالتالي تقدر مجموع تكاليف األدوية و • :كالتاليالتي تحسب جموع تكلفة المكوث في المستشفى ويضاف إلى هذا الم

عدد أيام المكوث× تكلفة اليوم الواحد = تكلفة المكوث في المستشفى

من حالة ألخرى، لتباين هذه الفترة من مرض آلخر ومن مستشفى آلخر ونظرا و .تعذر حساب هذا المجموع لغياب المعلومات الدقيقة، الخاصة بذلك

تعويض األجر خالل فترة العالج •األسـبوعية ات، التوقفات المختلفة عن العمل من غيـر الراحـة يقصد بالغيابو .راحات أيام األعياد والعطل السنويةو

مـن 78إلى 72إنها توقفات خاصة، نظمها المشرع الجزائري في المواد من – 82من المرسـوم رقـم 47إلى 30القانون األساسي العام للعمال، وفي المواد من

المتعلق بكيفيات تطبيق النصوص التشـريعية ]8[ 1992مبر ديس 11المؤرخ في 302من القانون األساسي العـام 72المتعلقة بعالقات العمل الفردية، هذا وقد أكدت المادة

للعمال بأن األجر ال يمكن دفعه عن مدة لم يعمل فيها العامل، مهما كانت وضعيته في

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

185

. حة في القانون أو في التنظـيم ماعدا الحاالت المنصوص عليها صرا. السلم اإلداريفيما يلي نتعرض لألسباب التي تجيز للعامل التغيب عن عمله دون أن يؤدي تغيبـه

انقطاع عالقة العمل، نتطرق لما يهمنا في البحث، وهو حالة المرض، لمعرفـة إلى .كيفية تعويض العامل في حالة العالج

]9[1983جويلية 2المؤرخ في 11 – 83من القانون رقم 14بالرجوع إلى المادة المتعلق بالتأمينات االجتماعية، نجد بـأن للعامل الذي يمنعه عجز بـدني أو عقلـي

:مثبت طبيا، عن مواصلة عمله أو استئنافه، الحق في تعويض يومي يقدر كما يليمن أجر %50من اليوم األول إلى اليوم الخامس عشر الموالي لتوقفه عن العمل •

واعتبارا من اليوم السادس عشر الموالي لتوقفه عن العمل . اليومي الصافيالمنصب .من األجر المذكور 100% %100أما في حالة المرض طويل األمد أو الدخول إلى المستشفى فتطبق نسـبة •

.اعتبارا من اليوم األول من توقفه عن العملأما بخصوص التعويض عن حـوادث العمــل واألمـراض المهنيـة، نتيجـة •

التي يتعرض لها األجير فإن القـانون )حوادث العمل، األمراض المهنية(المخـاطر يسمح للمتعرض بالحصول على تعويض ، ]10[ 1983جويلية 02المؤرخ في 13 – 83

وز العجـز الـدائم يومي، يعادل األجر اليومي للمنصب المتقاضى على أن ال يتجـا يتحول العجز إلى ربع وفق نسبة العجز واألجر الـذي يتقاضـاه ) 38حسب المادة (

إنه مجال واسع يطول شرحه ويصعب تطبيقه في حالتنـا )األجر المرجعي( المصاب .هذه لغياب المعلومات، الخاصة بالعمال قيد الدراسة

% 5.43يقـدر بــ 2001إن المعدل الوسطي للغياب المسجل في نهاية سـنة غيابـات ،ساعة تغيب، نجد علـى رأس الغيابـات 74138بمجموع ساعي يقدر بـ

من المجموع الكلي للغيابات، و توزع % 47.50ساعة تمثل 35212المرض بمجموع ).6(بقية أسباب التغيب تبعا لما هو موضح في الجدول

ن التلوث، فإن عـدد من األمراض في المصنع ناتجة ع % 12.61فباعتبار أن نسبة :ساعات الغياب بسبب التلوث يساوي

ساعة 4440.23= 12.61%×35212

من %31.03ساعة تمثل 23005نجد في المرتبة الثانية حوادث العمل بمجموع و ).7(تتوزع طبيعة هذه الغيابات كما هو موضح في الجدول مجموع الغيابات، و

المستويات التي تقع فيها والمتمثلة في يوضح تحليل أسباب هذه الحوادث، معرفةو نالحظ من الجدول أن . العوامل التقنية، والعامل البشري، و مراكز الر، وأدوات العمليمكـن د المراحـل الرئيسيـة لإلنتاج، ومن حوادث العمـل تحدث عن النسبة األكبر

شـبع إرجاع ذلك إلى تدهور نفسية العامل بسبب التلوث المتمثـل فـي الهـواء الم بالجزئيات العالقة، ولقد أثبتت الدراسات الطبية أن التلوث يؤثر سلبـا على العامـل

.أثنـاء تأديته لمهامه، فيصبح في وضعية قلقة

خالد بوجعدار

186

:وعليه فإن الحوادث التي تحصل عند عملية اإلنتاج تمثل

44 100 ×ــــ

66 66,67%

:، فتكـون النسبة هـي)الغبار(لوث من هذه النسبة سببها الت %50وإذا اعتبرنا :منه يكون عدد الساعات بسبب التلوث هوو % 33.33= 2÷ 66.67

ساعة %7667.57 = 33.33 ×23005

0%9.84ساعة تمثل 7294في المرتبة الثالثة نجد الغيابات بدون راتب بمجموع عدد ساعات الغياب سببها التلوث يكون %40فإذا اعتبرنا نسبة .من مجموع الغيابات

:بدون راتب بسبب التلوث هو .ساعة 2917.6= 0,40. 7294 %07.20تمثل 5280في المرتبة الرابعة نجد الغيابات بسبب العقوبات بمجموع

من هذه الغيابات بسبب التركيـز المتزايـد %20فعلى اعتبار . من مجموع الغيابات 0,20 .الغيـاب بسـبب التلـوث عـدد سـاعات ).التلـوث (للغبار داخل المؤسسـة

. ساعة 1056=5280×هي تمثل ساعة، و 2620في المرتبة الخامسة نجد الغيابات غير المبررة بمجموع

.من مجموع الغيابات% 03.53من الغيابات غير المبررة ترجع إلى إحساس العامـل بعـدم االرتيـاح %35كما أن

ية من التلوث، ومنه عـدد السـاعات والتذمر من شروط العمل في ظل تركيزات عال .ساعة 917 = 0,35. 2620يكون التأخر بحجم سـاعي قـدره بسبب العطل االستثنائية ووفي األخير نجد الغيابات :بالتالي فإن عدد ساعات الغياب بسبب التلوث هوو .، والنسبة تهمل796

= سـا 917.00 +سـا 1056.00+سـا 2917.60+ سا 7667.57 +سا 4440.23 .ساعة 2126 ≅ 2125.81= 8÷ 17006.55: يوم أي 2126سا، وتساوي 17006.55

إن تحديد تعويض األجر الذي يحصل عليه العاملين في المصنع خالل فترة العالج من :األمراض المختلفة الناتجة عن أضرار التلوث كاآلتي

عدد أيام الغياب بسبب × متوسط األجر اليومي

اعات اإلنتاج المرض نتيجة التلوثللعاملين بقط

دج 35565216.2 = 2126× دج 16728.70

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

187

النقص في الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة نتيجة أضرار التلوث •تتحدد قيمة النقص في الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة بسبب تغيب العاملين الناتج عن

أن المساهمة اإلنتاجية للعاملين في كل وحـدة اإلصابة بأضرار التلوث على افتراض .إنتاجية متساوية

وباستخدام عدد أيام الغياب بسبب ألضرار التلوث التي حسبت سابقا وذلك علـى :النحو التالي

تحديد قيمة اإلنتاج اليومي للعامل بسعر التكلفة عن طريق تحديد كمية اإلنتـاج - .إنتاج الطن اليومي للعامل وضربها في معدل تكلفة

تحديد قيمة النقص في الطاقة اإلنتاجية للشركة نتيجة تغيب العاملين عن العمـل -بسبب األضرار الناتجة عن التلوث عن طريق ضرب عدد أيام الغياب بسبب التلوث

.في قيمة اإلنتاج اليومي للعامل بسعر التكلفة )ساعات 8(ة عن طريق تحديد كمية اإلنتـاج تحديد قيمة اإلنتاج اليومي للعامل بسعر التكلف -

و قد تبين لنا .اليومي للعامل وضربها في معدل تكلفة إنتاج الطن الواحد من اإلسمنت .طن في السنة 6803.2أن الخسارة تقدر بـ

التقاعد المسبق والوفاة المبكرة : النقص في الموارد البشرية •ض بأمراض صـدرية، مري 1995الحالة المسجلة بالمصنع هو وفاة شخص في سنة

.سنة 24سنة، بعدما عمل 56توفي عن عمر يناهز ) الربو(ضيق التنفس تمثـل ) النقص في الموارد البشـرية (إن الضرر االقتصادي بسبب وفاة هذا الشخص :تكلفة إضافية على عاتق المصنع تكون كما يلي

( )

( ) an

nnaa

n

an nna

r

PPcyND −

∞=

=

+

−=∑ ∑

1

66عمل، وفاة مبكرة، وأن أمل الحيـاة ، سن التوقف عن السنة a =56 حيث أن .nسنة للرجال، أقصى ما يمكن أن يأخذه

Na =عدد األشخاص ذوي العمر aالمصابين أو المتوفين. Yn = دج 23660= األجر الوسطي المرجعي.

r = 10معدل الخصم، وليكن.% n = سنة 60= سن التقاعد.

Cn =دج، )مجموعة 13( من المنتوجات معدل النفقات السنوية للفرد حسب مجموعة .دج 8873,28= االستهالك تحقق

خالد بوجعدار

188

Pna = احتمال أن يعيش شخص عمرهa إلى غايةn وبالتالي فإن احتمال أن يعيشباعتبار أمل n سنة، هو 60سنة إلى غاية العمر 56هذا الشخص المتوفى الذي عمره

) سن التقاعد أقل من أمل الحياة(سنة 66الحياة هو P60-59 =1. Pna =، إلى غاية Pna= P60-56 = 1ليه وع

]11[وعلي العموم يمكن أن نعتبر65% = P 59 , 70% = P 58 , 75% = P 57 , 80% = P56 .

.دج 33732.53نجد أن تكلفة النقص في الموارد البشرية تقدربـ

تكلفة فقدان القيم الجمالية •قيم الجمالية تشمل تكلفتي أضرار االتساخ وفساد الرؤية، ونظرا إن تكلفة فقدان ال

منطقة لصعوبة قياس تكلفة فساد الرؤية سنقتصر على قياس تكلفة أضرار االتساخ فيحامة بوزيان و ديدوش مراد، حسب دالة الضرر لتكلفة االتساخ الناتج من الجزئيات

: تكون كالتالي" Minotte" "مينوط"و" Wilson" " ويلسون" العالقة التي وصفها كل من :تكلفة أضرار االتساخ للفرد في حامة بوزيان و ديدوش مراد هي

C = 1,85 x - 42 100: هـو قة في المتوسط، على مدار السـنة و تركيز الجزيئات العال= xحيث :، ومنه3م/ملغ

C = 1,85×100– 42 = 185– 42 = 143 DA . تساخ بالمنطقة أي ببلدية ديدوش مراد و الحامة بوزيـان أيـن تكلفة أضرار اال

ا من المصنع، تكـون نسمة، متوسط التركيز نفسه نظرا لقربهم 100.000يقطن بهما :تكلفة االتساخ

C = 100.000 (143) = 14300000DA. " كـروس " و) Hambourg( غوبتطبيق المعادلة التي وضعها كل من هـامبور

"Cross "ر تكلفة االتساخ لكل نسمة وللمنطقة أيضافي تقدي: C = 2,56x – 90,44 = 165.6 DA.

:ديدوش مرادتكلفة االتساخ في منطقة الحامة ووبالنسبة ل C = 100000 (165.6) = 16560000 DA.

الدراسة في حين بالنسبة للعمـال فالوضـع إن هذه التكلفة تشمل سكان المنطقة قيد مغاير إذ توجد منحة الضرر أو منحة االتساخ يقدمها المصنع لكافة العمال كـل حسـب

دج فـي شـكل منحـة 5526891.00موقعه من درجة تركيز الغبار، حيث يوزع مبلغ الغبار بالدرجـة األولـى ( تعويضية على العمال عما أصابهم من أضرار نتيجة التلوث،

يوضح توزيع هذه التكلفـة )8(، والجدول )وبعض الغازات الناجمة عن صناعة االسمنتالسؤال الذي يطرح هل هذا المبلغ، يعوض حقيقـة الضـرر الـذي . على مختلف الفئات

يصيب العامل، وهل اإلصابة تكون لجميع العمال بدون استثناء ؟

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

189

األجر القاعدي للعامـل، من %20إن فكرة توزيع هذه المنحة بنسب عالية تصل اعتراف ضمني بأن هناك تركيز عالي للغبار داخل المصنع، إن هذه المنحة الموزعة .على العاملين ال يمكنها بأي حال من األحوال تعويض صحة العامل وارتياحه النفسي

.III3.2 .تحديد تكلفة المعالجة بالمصنع يسمح بمعرفة تكلفة المعالجـة ألن إن نظام المعلومات المحاسبي في المؤسسة ال

.أنظمة المعالجة موزعة على أقسام عديدة انطالقا من نظام المعلومات هذا :يمكن أن نميز بين األقسام المساعدة والرئيسية التاليةو

.اإلدارة، التموين، األمن، الصيانة: األقسام المساعدة -فرن، مطحنة اإلسمنت، المحجر، المكسرة، مطحنة النيئ، ال: األقسام الرئيسية -

.التسليمجميع األعباء غير المباشرة حملت إلى قسم اإلدارة على مستوى التوزيع األولي، في حين حملت جميع أعباء األقسام المساعدة على مستوى التوزيع الثـانوي، وتعـرض الجداول التالية توزيع األعباء المباشرة وغير المباشرة خالل األشهر اإلثنى عشر في

.1995ة سنالمحجر، المكسر، مطحنة (طن مواد أولية منتجة :اختيرت وحدات القياس التاليةو

.أما بالنسبة للتسليم، وحدة القياس هي طن مباع )النيئ، الفرن، مطحنة اإلسمنتإن نظام المعلومات المعمول به وجميع اإلجراءات المتعلقة بسريان المعلومات ال

فة تكلفة المعالجة، وعليه وانطالقا من المحاسـبة التحليليـة تخدم هدف محاولة معر :المتوفرة يمكن أن نحدد تكلفة المعالجة بالطريقة التالية

بمعرفة تكلفة االستثمار ألنظمة المعالجة في كل قسم ولمعرفة تكلفة االستثمارات كلفة القسم بعد هذه النسبة نضربها في ت) بعد إعادة تقييمها( اإلجمالية لكل قسم رئيسي

ة التوزيع الثانوي فنحصل على تكلفة نظام المعالجة في ذلك القسـم أعبـاء مباشـر أعباء غير مباشرة، ثم نجمع هذه التكاليف لنحصل في النهاية على تكلفة المعالجة زائد

.أعباء غير مباشرة+ في المصنع، أعباء مباشرة سنوية للتلوث بمصنع حامة بوزيان، نحـاول بعد تحديد إجمالي تكاليف المعالجة ال

معرفة تأثير هذه التكاليف على اإلنتاج واألسعار، كذلك معرفة أثـر التغيـرات فـي استغالل الطاقة اإلنتاجية على معالجة التلوث وأثر ذلك أيضا على تكـاليف أسـعار

نت إن القدر األكبر من تكاليف معالجة التلوث في عمليـات إنتـاج اإلسـم .اإلسمنتمـن تكلفـة %16,08يتواجد أصال في مطحنة اإلسمنت، حيث تصل النسـبة إلـى

في حين نجد في المرحلـة الثالثـة ،%10,4المعالجة، تليها مرحلة طحن النيئ بنسبة وفـي ، %1,69من تكلفة المعالجة، ثم تأتي مرحلة المكسر بـ % 3,522الفرن بنسبة

% .1,21األخير نجد مرحلة التسليم

خالد بوجعدار

190

÷ نصيب الطن الواحد من تكلفة المعالجة = كلفة المعالجة للطن إلى سعر تكلفة الطننسبة ت .سعر تكلفة المعالجة

% .4,69هي في مصنع الحامة تساوي ووهذا يعني أن تكاليف معالجة التلوث تؤدي إلى ارتفاع تكاليف إنتـاج اإلسـمنت

ر اإلسمنت بشكل مماثـل وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع أسعا، %4,69بنسبة تقدر بـ بسبب الزيادة في تكاليف اإلنتاج الناتجة عن إضافة معالجة التلوث، وعليه فلوال هـذه

.دج للطن الواحد 80,50التكاليف لكان سعر تكلفة الطن الواحد من اإلسمنت أقل بـ بتطبيق أسلوب إضافة معدات معالجة التلوث إلى نظم التشغيل نحدد التكلفة اإلجمالية

.دج 2418193439.06التي تبلغ صنع، ومعدات المعالجة الجديدة، وركيبات الملت .دج 117068500أما بالنسبة لتكلفة معدات معالجة التلوث فتبلغ

وبالتالي تكلفة المرشحات لو تم تركيبهـا عنـد بدايـة إنشـاء المصـنع هـي .1982نار سنة دي )مع عدم األخذ بعين االعتبار عامل التضخم(دج 3047363441

.مرة 2,60= 114068500÷ 304736344,1: أي

يتبين من النتيجة ضرورة تطبيق أسلوب اشتمال نظام التشغيل على معدات معالجة التلوث في حالة إقامة مصانع جديدة من أجل تحقيق وفورات في تكاليف نظم

.معالجة التلوث بتلك المصانعحدة األضرار صيص مبالغ هامة من أجل التخفيف منهذا ويسعى المصنع جاهدا لتخ

السيما الخاصة بإزالة الغبار، إذ بلغت نسبة االستثمارات الخاصة الناجمة عن نشاطه ومـا ،2005بهذه العملية إلى إجمالي االستثمارات التي قامت بها المؤسسة في سـنة

.هي نسبة جد هامةو، % 07.43يعادل بالغ هائلة لصيانة األجهزة و اآلالت الخاصة بعملية إزالة كما أن المؤسسة تنفق م

دج، في حين يتوقع فـي سـنة 3500613.57مبلغ يعادل 2005الغبار، إذ بلغت سنة أن يجسد المصنع استثمارات هامة تهدف إلى حماية البيئة عن طريـق إزالـة 2007قهـا بالبيئـة حبالتـالي فمصنع الحـامة بوزيـان ورغم األضرار التـي يل و .الغبار

ة من محيط المصنع بشكل خاص، إال أنه يبذل مجهودات معتبروالمحيط بشكل عام، و دج من أجل تجسيد مشاريع 950.000.000هو يطمح إلنفاق مبلغ أجل إزالة الغبار، و

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

191

%40استثمارية قد تسهم في التخفيف من حدة تناثر الغبار المتواجد بالمنطقة ما يعادل .حسب التوقعات

ةاتمالخقياس بيئية وإن الغاية من هذا المقال هي محاولة وضع اإلطار المالئم لسياسات ال

من خالل دراسة ميدانية على صناعة الناتج عن صناعة اإلسمنت أضرار التلوثبصفتها من الصناعات ذات التأثير السلبي على –مصنع حامة بوزيان –اإلسمنت

.البيئةالمنهجي يساعد على تحديد مثل هذه التكاليف في بقية الصناعات، إن هذا اإلطار

كما أنه دعوة لالقتصاديين للتنبيه على األهمية الخاصة للبيئة في النظرية والسياسـة االقتصادية، حيث أن هناك اعتبارات بيئية هامة يجب على االقتصاديين األخذ بها عند

سـة توصـلنا إلـى بعـض النتـائج لدراعلى غرار هـذه ا .رسم السياسات التنموية :االقتراحات نوجزها فيما يليو

ج النتائ بعض ت يمكن إتباعها لحماية البيئة، وأهم هذه السياسات وهناك عدة سياسا •

:جوانب العقود فيها نجد سياسة بيع حقوق الملكية و خلق سوق الستخدام الموارد البيئية - السياسة الضريبية؛ - كومية؛سياسة منح اإلعانات الح - سياسة التحديد و المنع؛ - .بعض السياسات األخرى -إن الغاية من محاوالت القياس هو االهتداء لبناء نماذج وأساليب إحصائية مالئمة •

تساهم في قياس التلوث البيئي لعناصر البيئة الطبيعية، و بـاألحرى قيـاس تكـاليف ر ما لحق بـالمجتمع أضرار ومعالجة التلوث الصناعي بصفة عامة كقياس تحديد مقدا

.والبيئة من أضرار نتيجة قيام المؤسسات الصناعية بأنشطتها اإلنتاجية يتم قياس تكاليف األضرار الصحية للتلوث عن طريق استخدام مجموعـة مـن •

:األساليب منهاباستخدام )السلوكات(أسلوب تفضيالت األفراد المتأثرين بأضرار التلوث -

يمة المالية التي يرغب األفراد في دفعها لتجنب أضرار عملية االستقصاء لتقدير القالتلوث، أو استخدام الدراسات اإلحصائية لمكافأة األجر التعويضي لتقدير القيمة المالية

.التي يجب دفعها لألفراد لتعويضهم عن أضرار التلوثوالذي يعتمد على قياس القيمة الحالية للدخل أسلوب رأس المال البشري، -

.الضائعالنماذج الكمية، مثل نموذج قياس التكاليف اإلجمالية للتلوث، ونموذج مقارنة -

.اإلنفاق الصحي بالمناطق الملوثة والنظيفة

خالد بوجعدار

192

عن طريق االجتهاد القضائي حيث نجد في القوانين المدنية لمعظـم الـدول -المتقدمة بابا يتحدث عن تعويضات األضرار غير أن هذه األضرار لم يكن يقصد بها

ك التي يحدثها التلوث، ولكن االجتهاد القضائي أدخلها بعد أن طلب بعض المـدعين تل .المدنيين إصالح األضرار المادية والمعنوية التي سببها لهم التلوث

إن التعويضات التي منحتها المحاكم باإلمكان االعتماد عليها لتقـدير قيمـة - .الضرر والخسائر المادية المعنية

ليب قد ال تؤدي إلى نتائج دقيقة لكن يمكن أن تعتبر مرشدا لعمليات إن هذه األسا •تخطيط وتنفيذ برامج حماية األفراد من أضرار التلوث، خاصة في منـاطق التجمـع

.السكاني التي تنتشر فيها عناصر التلوثإن أضرار التلوث على الصحة البشرية تتوقف على درجـة التركيـز لعناصـر •

ل األضرار الصحية المرتبطة بـالتلوث، أمـراض الصـدر، التلوث في الجسم وتشمالسعال، ،)ضيق التنفس(، الربو )التحجر الرئوي(التهاب المجاري التنفسية، السيليكوز

القلق، التهاب العيون، أمراض الجلد خصوصا اإليكزيما، أمراض القلب، إضافة إلى .أضرار الكلى، والقرحة المعدية، وسرطان الرئة

مراض ما اعتمد في بعض الدول من األمراض المهنية في الصـيانة، من هذه األ •ففي صناعة اإلسمنت نجد األمراض المهنية المنصوص عليها والمسجلة رسميا فـي جداول تصنيف األمراض المهنية في الجزائر، والتهاب العيون، والتهـاب مخاطيـة

.الربوأمراض الجهاز التنفسي، ولصمم، واألنف، اتسمح للمريض أن يعالج ويتقاضى األجر، بل تسمح له الدخول في هذه األمراض •

عطلة طويلة المدى، وربما يحال على التقاعد المسبق، هذا يعني إضافة تكلفة إضافية يتحملها المصنع أو صندوق الضمان االجتماعي نتيجة للنقص الذي وقع في العنصـر

.البشريفر المعلومات ومدى مالءمتها إن اعتماد طريقة دون غيرها يتوقف على مدى تو •

.لظروف التطبيقلم نتمكن من الحصول على معلومات كافة عناصر التكاليف بالمصنع وما يأخذه •

كل قسم من الحسابات لعدم وجود محاسبة تحليلية متطورة تقدم لنا هذه المعلومـات، تقدم إضافة إلى عدم استخراج قسم من الحسابات لعدم وجود محاسبة تحليلية متطورة

لنا هذه المعلومات، إضافة إلى عدم استخراج قسم المعالجة كقسم ثانوي، فهـو تـابع لقسم الصيانة، فكان الزما علينا لقياس تكاليف المعالجة بالمصنع انتهاج أسلوب آخـر

.ارتأيناه مناسبا للوصول إلى نتيجة مقبولةـ • ات العـالج تتكون تكلفة اإلصابة بأمراض التلوث في صناعة اإلسمنت من نفق

والخسائر في كل من الطاقة اإلنتاجية والموارد البشرية، وقد تم تقدير تكـاليف هـذه :وتم التوصل إلى ما يليفي مصنع االسمنت بالحامة، العناصر

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

193

انطالقا من األمـراض التـي 2002إن نسبة المرض بسبب التلوث في سنة - 12.61إلسمنت هي يعتبرها القانون الجزائري أمراض مهنية تسببها صناعة ا

.من إجمالي األمراض %إن نسبة المرض بسبب التلوث انطالقا من األمراض التي تسـببها صـناعة -

اإلسمنت والتي ظهرت بالمصنع والقانون لم يدخلها كاملة ضمن األمـراض المهنية على الرغم من االعتراف بها في بعض الدول من األمراض المهنية

.وهي األقرب للواقع ،%40هي وقد توصلت الدراسة إلى تحديد التكاليف الناتجة عن التلوث خـالل سـنة -

:كالتالي ،2002دج باسـتعمال 144303.8أن التكاليف على مستوى القسم الطبي تقدر بــ ؛ %40دج في حالة االعتماد على النسبة 457744بينما تقدر بـ % 12.61النسبة

دج؛ 2132000ر بـ أن تكاليف العالج واألدوية اإلجمالية تقد النقص في الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة، نتيجة أضـرار التلـوث يقـدر بــ

دج؛ 31359852.31 .دج 33732.53النقص في الموارد البشرية يعادل

تبين أيضا أن التلوث الموجود في بيئة المصنع سبب تدهورا في صحة العـاملين •بين ألم وصـداع بسـيط إلـى حيث لوحظ انتشار جملة من األمراض والتي تتراوح

ما يترتب عن ذلك من أعباء مالية، جعلها تـدفع ضطرابات قد تكون مميتة أحيانا، وإوبشكل دائم منحة الضرر توزع على فئات العمال كتعويض لما يتعرضون لـه مـن

من األجـر القاعـدي للعامـل وهـي تعـادل المبلـغ %20تلوث تصل النسبة إلى إنه اعتراف ضمني بأن هناك تركيـز عـالي .لعمال دج شهريا لكل ا 5526891.00

من تكاليف األضرار الصحية التي يتسـبب %1,82للغبار داخل المصنع وأنها تمثل .فيها المصنع

يوم يقابله تعويض 2126إن عدد أيام الغياب بسبب المرض الناتج عن التلوث هو •مـن األمـراض األجر الذي يحصل عليه العاملين في المصنع خالل فترة العـالج

.دج سعر التكلفة 35565216.2المختلفة الناتجة عن أضرار التلوث هو المعاينة الميدانية وكذا القياسات المتوصل إليها تبين أن المصنع ال يتبع المواصفة •

كحد أعلى للطرح بل تبين أنـه 3م/ملغ 50بـ 1982المعلن عليها والمحددة في سنة .ي نسبة مرتفعة جداوه 3م /ملغ 100يطرح ما يعادل

من أهم أضرار التلوث للنبات انخفاض معدل النمو والناتج واألضرار التي تلحق •باألوراق، ومن أهم أضرار التلوث للمواد تآكل المعادن واألسطح المدهونة، وتشـقق المطاط وتعجيل ذبول أصبغة األقمشة وتخفيض قوة خيط النسيج، وتتضمن أضـرار

وإفسـاد . الـخ ... اتساخ المباني والنوافذ وتجهيزات المنـازل التلوث للقيم الجمالية المعلومات المتاحة الرؤية خاصة في المناطق الصناعية، وعلى الرغـم من محدودية

خالد بوجعدار

194

فإنه يمكن الحصول على بعض دوال الضرر آلثار التلوث بالنسبة لبعض أنواع النبات .والمواد واتساخ األسطح المدهونة

س تكاليف معالجة التلوث الصناعي تبين لنا أن مصنع الحـامة بالنسبة لنتائج قيا •بوزيـان يبذل مجهودات معتبرة من أجل إزالة الغبار، حيث يطمح إلنفاق مبالغ هامة في مشاريع استثمارية قد تسهم في التخفيف من حدة تناثر الغبار المتواجد بالمنطقة ما

فجوة بين األضرار التي يتسبب حسب توقعاتهم، مما يسهم في تقليص ال %40يعادل .فيها و االستثمار الموجه لمعالجة هذا المشكل

االقتراحاتينبغي إنشاء بنك للمعلومات يساعد على توفير المعطيات والمعلومات من أجـل •

.قياس تكاليف أضرار التلوث ومعالجتهضرورة اهتمام الجامعات الجزائرية بدراسة البيئة وخاصـة معاهـد االقتصـاد • .لحقوق، كأن يدخل قياس تكاليف أضرار ومعالجة التلوث كمقياس مستقلواينبغي وضع تقارير مفصلة عن األهداف االجتماعية للمؤسسة مـن قبـل اإلدارة •

.العليا، ثم قياس مدى تحقيق هذه األهدافضرورة وضع أيضا نظام ضريبي وسياسة ضـريبية مالئمـة وتكـوين نظـام •

جه البحوث المحاسبية في مجـاالت الدراسـات العليـا وأن تو. للمحاسبة االجتماعية .والمقاالت العلمية نحو هذه الدراسات

ينبغي االنتباه إلى ضرورة التفكير في إنشاء معهد عربي أو إقليمـي للدراسـات • .البيئية يهتم بالبحث العلمي في هذا الجانب

بالتنسـيق ضرورة االهتمام بالميدان المحاسبي وإنشاء جمعيات محاسبية والعمل •كجمعية المحاسـبين والمـراجعين (مع المنظمات المحاسبية الدولية، بما فيها العربية

لتبيان الدور الحقيقي لكـل مشـروع وتحديـد ) المصرية، الجمعية العربية للتكاليف .مسؤوليته اتجاه المجتمع، وللعلم أن المحاسبة في هذا المجال الزالت قاصرة

ديل الهيكل التنظيمي في المصنع فإنه ينبغي تطوير و تعأما بالنسبة لمصنع الحامة •إحداث إدارة متخصصة بحماية البيئة، تشرف على وضع السياسة العامـة لحمايـة و

خطط العمل لتحقيق التنمية المستدامة، كمـا ة، و تقوم بوضع االستـراتيجيات والبيئوتقييمهـا، وتحـدد بيئـة تعمل على مراقبة النشاطات و الممارسات المعنية بحماية ال

.المسؤوليات لكل قسم أو إدارة بشكل دقيقالسلطات والصالحيات وإقامة نظم المعلومات البيئية لتحسين إدارة البيئة حيث يعتبر وجود مثل هذا النوع •

.من النظم شرطًا أساسيا إلدراج االعتبارات البيئية في مختلف األنشطة .في مراحل اإلنتاج المختلفةتركيب أجهزة إنذار آلية لرصد الملوثات •

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

195

ات إجراء الصيانة الدورية الالزمة و رفع التقارير عن وضع المرشحات و الترسب •كما يجب تجديد المرشـحات . وضع عقوبات رادعةإن وجدت، و تحديد المسؤولية و

.المستخدمة بشكل سنويالعمل علـى سـرعة االهتمام بموضوع استرجاع وتدوير المخلفات الصناعية و •تنفيذ لما له من فائدة اقتصادية كبيرة فقد استطاعت مصانع االسمنت في أمريكـا أن ال

تـم المداخن من خالل عملية التكثيف وتعمل على تدوير بخار االسمنت الصادر عن و هـي . تحويله إلى إسمنت ناعم بيع بقيمة تفوق خمس مرات قيمة االسمنت العادي

) ال تزيد عـن خمـس سـنوات (ت قليلة قيمة تغطي تكاليف التكثيف خـالل سنـوا 12(.تدر أرباحا إلى جانب حماية البيئةو

المالحق

مديرية اإلنتاج بالمصنع :المصدر

خالد بوجعدار

196

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

197

خالد بوجعدار

198

2001التقرير السنوي، مصنع حامة بوزيان : المصدر

.2001التقرير السنوي لنشاط وحدة حامة بوزيان لسنة : المصدر

..…صناعة االسمنت السياسات البيئية وقياس أضرار التلوث الناتج عن

199

لهوامش او المراجعقياس تكاليف أضرار ومعالجة التلوث الصناعي مع التطبيق القط عبد الهادي عثمان، -1

.5-4ص ، ص1989على صناعة الحديد الصلب، رسالة دكتوراه، القاهرة، 2- Prud Homme , Le ménagement de la nature, les politiques contre la

pollution, Dunod, Paris, 1980, p.17. 3- Karl.Göran Mäler, Ronald E.Wyzga, La mesure économique des dommages

dans le domaine de l’environnement :un manuel technique, OCDE, Paris,1974, p.76.

تلوث الهواء، الدار العربية للنشر والتوزيع القاهرة، عبد الجواد أحمد عبد الوهاب، -4 .25، ص 1991

مركز اإلسكندرية للكتاب، رمضان نعمة اهللا، اقتصاديات الموارد والبيئة، داحم -5 .36، ص 1995اإلسكندرية،

أوراق اقتصـادية، مركـز البحـوث صبري عبد اهللا، األبعـاد االقتصادية لمشكلة البيئة إسماعيل -6 . 86، ص 1994والدراسات االقتصادية والمالية، جامعة القاهرة، القاهرة،

7- Rapport d'activité de l'E.R.C.E, Hamma Bouziane, Constantine, 1995, P. 07. .1982 سبتمبر 14 في الصادرة ،37 عدد الرسمية، الجريدة -8 .1983 جويلية 05 في الصادرة ،28 عدد الرسمية، الجريدة -9

.العدد نفس الرسمية، الجريدة -10على اعتبار المؤسسة تعمل ثـالث , 1995عليه من حسابات النتائج لعام يمكن الحصول *

.ورديات في اليوم وعلى مدار الساعة11- Annuaire statistique de l'Algérie, ONS édition, 1994, N° XVI, Résultats

1992, p.57. التقارير السنوية -12

.2002-2000-1997التقارير السنوية للصحة بمصنع حامة بوزيان − .2005-1999التقارير السنوية للعمل بمصنع حامة بوزيان من − .2001التقرير السنوي لنشاط وحدة حامة بوزيان لسنة − .2005 معطيات مؤسسة الحامة بوزيان لألفراد لسنة −

خالد بوجعدار

200