1 

وزارة التعليم العايل والبحث العلمي جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية

الفقه وأصوله : كلية الشريعة واالقتصاد قسم أصول الفقه : ختصص

العنوان

املاجستري مذكرة مكملة ملتطلبات درجة - ختصص أصول الفقه – العلوم اإلسالمية : شعبة

: إشراف الدكتور : إعداد الطالب حامت باي حكيم شوال

أعضاء جلنة املناقشة الصفة اجلامعة الرتبة األستاذ

الدكتور بلقاسم حديد

رئيسا جامعة األمري عبد القادر أستاذ حماضر

مقررا مشرفا و جامعة األمري عبد القادر أستاذ حماضر الدكتور حامت باي عضوا جامعة األمري عبد القادر أستاذ حماضر الدكتور حممد مزياين

عضوا األمري عبد القادر جامعة أستاذ حماضر الدكتور بوبكر بعداش : السنة اجلامعية

اآلراء األصولية لإلمام اللخمي يف باب دالالت األلفاظ من

- مجعا ودراسة – خالل كتاب التبصرة

1 

: ملخص البحث يتناول هذا البحث آراء اإلمام اللخمي رمحه اهللا األصولية يف باب دالالت األلفاظ من

. خالل كتابه التبصرة ، وقد جعلت هذا البحث مشتمال على مقدمة وفصلني وخامتة : املقدمة أما : فيها إشكالية البحث ، وهي تتمثل فيما يلي ذكرت فقد

رمحه ما مدى صحة كالم اإلمام املازري وكذا ابن عرفة يف اإلمام اللخمي - بأنه مل يكن بذاك املربز يف هذا الفن ؟ اهللا

- أن يكون اإلمام اللخمي يعترب من أكرب وأبرز علماء الذي رمحه اهللا وهل يصح فقيها وليس أصوليا ؟ املغرب يف الذهب املالكي

؟ هل التزم اإلمام اللخمي رمحه اهللا بأصول مذهبه الفقهية أم ال و - يكشف إىل نتيجة هو حماولة اخللوص البحث ، و كما ذكرت فيها اهلدف من وراء هذا

. اهللا ا رمحهم ابن عرفة إلمام ا وكذا له املازري اتهام اإلمام صحة مدى من خالهلا الوصول من خالل فروع التبصرة إىل عقلية الرجل يف تناول الفروع الفقهية باإلضافة إىل

هل هو كتلميذه املازري األصويل املربز أم ال ؟ اليت كما ذكرت يف مقدمة هذا البحث األسباب اليت جعلتين أختاره ، والصعوباب

واجهتين ، واملنهج املتبع يف هذا البحث ، والدراسات السابقة حوله ، واخلطة اليت سرت عليها خالل تناويل ملسائل هذا البحث ، باإلضافة إىل ذكر منهجية بينت من خالهلا طريقة

وأيت هذا البحث بذكر خامتة ذكرت فيها أهم النتائج املتوصل العمل يف هذا البحث ، : ، وهاهي ذي مفصلة إليها

: أسباب االختيار : عديدة من ذلك هذا املوضوع واألسباب اليت أدتين إىل اختيار

. كون اإلمام اللخمي أحد كبار علماء املغاربة املعروفني يف مذهب مالك - يف اال الفقهي ، مما حيفز الدارس يف حماولة كونه صاحب اختيارات يعرف ا -

. االطّالع على اختياراته األصولية

2 

، خاصة وأنّ من قبل يف حدود ما أعلمه واهللا أعلم بالدراسة عدم تناول هذا املوضوع - . الدراسات حول اإلمام اللخمي كلّها تقريبا تدور حول اختياراته الفقهية

: صعوبات البحث هذا وقد أحاطت يب صعوبات كثرية جلّها يدور حول استنباط املسألة األصولية اليت مل يصرح فيها اإلمام برأيه ، ذلك وأنّ استنباط أصل فقهي من فرعه ليس باألمر اهلين وال

. بالسهل امليسور ، واهللا املستعان : املنهج املتبع يف هذا البحث

املنهج التارخيي : ال شك أنّ طبيعة البحث اقتضت مني االعتماد على عدة مناهج وهي خاص باجلانب النظري أثناء فهو : ، واملنهج االستقرائي وكذا املنهج التحليلي فأما األول

ة راء األصولي اآل فهو حملاولة تتبع : وأما الثاين ، لعلمية ا ترمجيت لإلمام اللخمي وذكر حياته فهو لدراسة آرائه وحتليلها : ، وأما الثالث )) التبصرة (( قدر اإلمكان من خالل كتابه

. ومقارنتها بأصول مذهبه ملعرفة مدى التزامه مبذهبه أو عدم التزامه بذلك والسبيل اليت سلكتها يف هذا البحث تدور على أربعة فروع يف كلّ مسألة أصولية أو يف

صصت الفرع األول لتصوير املسألة األصولية املراد بياا ، وأما الغالب األعم ، وقد خ الفرع الثاين فهو لبيان مذاهب األصوليني فيها ، وأما الفرع الثالث فقد بينت فيه رأي اإلمام اللخمي رمحه اهللا يف املسألة األصولية ، وأما الفرع الرابع فقد ذكرت فيه األثر

له املسألة األصولية أو اليت صرح اإلمام اللخمي فيها من الفقهي الذي استنبطت من خال خالله ، وقد ركّزت يف دراسيت على الفرع الرابع ؛ وذلك لعالقة األثر باملسألة األصولية خاصة إذا كانت املسألة مستنبطة فالبد من نوع تفصيل يف هذا الفرع لبيان وجه

أغلب املسائل اليت تناولتها للمذاهب االستنباط ، وقد تعرضت من خالل األثر الفقهي يف الفقهية األربعة غالبا إذا كانت املسألة تقتضي ذلك إلثراء موضوع الرسالة ، فجاء هذا

. واهللا املوفّق للصواب البحث حمتويا على مقدمة وفصلني وخامتة : الدراسات السابقة

كون له دراسات سابقة ، إنّ أي موضوع يتناوله الباحث يف جمال حبثه البد من أن تسواء يف نفس املوضوع ، أو قريبة منه ، ويف حدود ما أعلمه أنّ هذا املوضوع مل يسبق

3 

طبع مؤخرا ، واجلدير بالذكر أنّ هناك دراسات يف )) التبصرة (( إليه أحد لكون كتاب : جانب اختياراته الفقهية املشهورة عنه فمن ذلك

عبد اخلالق : للباحث احلسن اللخمي يف العبادات االختيارات الفقهية لإلمام أىب • حتت حممد عبد اخلالق أمحد وهي رسالة دكتوراه نال ا مرتبة الشرف األوىل

إشراف الدكتورين صربي عبد الرءوف حممد أستاذ الفقه املقارن بكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات جامعة األزهر و فرج على السيد عنرب أستاذ الفقه

. املقارن بكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنني مشرفاً مشاركاً قهية من أول كتاب الطهارة إىل اإلمام أبو احلسن علي اللخمي واختياراته الف •

: حتت إشراف حممد ووري باري / مجعا ودراسة ومقارنة : اية كتاب اجلنائز . باملدينة املنورة محد بن محاد احلماد وهي رسالة دكتوراه : د . أ

اختيارات اإلمام اللخمي الفقهية من بداية كتاب الزكاة إىل اية أبواب الفقه • محد بن محاد : د . أ : ابراهيم جالو حممد حتت إشراف : إعداد دراسة مقارنة

. باملدينة املنورة وهي رسالة دكتوراه ، احلماد

اإلمام أبو احلسن اللخمي وجهوده يف تطوير االجتاه النقدي يف املذهب املالكي • . بالغرب اإلسالمي ، للدكتور حممد املصلح ، وهي عبارة عن رسالة دكتوراه

ن من االطّالع عليها لتعذّر ذلك ما عدا الدراسة األخرية للدكتور أمتكّ وهذه الدراسات مل حممد املصلح فقد استفدت منها كثريا ، وهي تدور حول االتجاه النقدي الذي متيز به

. )) التبصرة (( اإلمام اللخمي رمحه اهللا من خالل الفروع الفقهية املوجودة يف كتابه : خطة البحث

فيها عن اإلشكالية اليت تعتري البحث ، واهلدف من ورائه ، وأسباب تكلمت : املقدمة اختيار املوضوع ، والصعوبات اليت واجهتين خالل البحث ، واملنهج املتبع فيه ،

. والدراسات السابقة للموضوع ، وخطة البحث ه وفي )) التبصرة (( حياة اإلمام اللخمي ، ودراسة خمتصرة حول كتابه : الفصل األول

: مبحثان: حياة اإلمام اللخمي وحتته أربعة مطالب : املبحث األول

4 

. عصر اإلمام اللخمي : املطلب األول . امسه ونسبه وميالده ونشأته ووفاته : املطلب الثاين

. شيوخه وتالميذه ومكانته العلمية : املطلب الثالث . عقيدته ومؤلفاته : املطلب الرابع : وفيه ثالثة مطالب )) التبصرة (( دراسة خمتصرة حول كتابه : املبحث الثاين )) . التبصرة (( منهجه يف كتاب : املطلب األول )) . التبصرة (( مميزات كتاب : املطلب الثاين

)) . التبصرة (( اإلمام اللخمي وعلم أصول الفقه من خالل كتاب : املطلب الثالث )) . بصرة الت (( املآخذ على : املطلب الرابع : وفيه مخسة مباحث : املسائل األصولية املتعلّقة بباب الدالالت اللفظية : الفصل الثاين

: املنطوق واملفهوم ، وحتته أربعة مطالب : املبحث األول . حجية مفهوم املوافقة : املطلب األول . حجية مفهوم املخالفة : املطلب الثاين

. حجية مفهوم املخالفة يف غري كالم الشارع : املطلب الثالث : أنواع مفهوم املخالفة ، وفيه أربعة مسائل : املطلب الرابع . مفهوم الصفة : املسألة األوىل . مفهوم الشرط : املسألة الثانية . مفهوم العدد : املسألة الثالثة . مفهوم الزمان : املسألة الرابعة : والنواهي ، وحتته مخسة مطالب األوامر : املبحث الثاين . مفاد صيغة األمر : املطلب األول األمر املطلق هل يقتضي املرة أو التكرار ؟ : املطلب الثاين

األمر املطلق هل يقتضي الفور ؟ : املطلب الثالث . مفاد صيغة النهي : املطلب الرابع

النهي عن الشيء هل هو أمر بضده إذا كان له ضد واحد ؟ : املطلب اخلامس

5 

: العموم واخلصوص وحتته أربعة مطالب : املبحث الثالث هل للعموم صيغة ختصه ؟ : املطلب األول : صيغ العموم ، وفيه مخسة مسائل : املطلب الثاين لفظ اجلمع احمللّى باأللف والالم هل يفيد العموم ؟ : املسألة األوىل اسم اجلنس إذا دخلت عليه األلف والالم هل يفيد العموم ؟ : املسألة الثانية . اسم اجلنس املضاف : : املسألة الثالثة . أقل اجلمع : املسألة الرابعة

؟ النكرة يف سياق الشرط هل تفيد العموم : املسألة اخلامسة الصورة النادرة هل تدخل حتت العموم ؟ : املسألة السادسة العام هل هو حجة بعد التخصيص ؟ : املطلب الثالث : يف خمصصات العموم ، وفيه مسألتان : املطلب الرابع . ختصيص السنة مبثلها : املسألة األوىل هل خيصص العموم بفعله صلى اهللا عليه وسلم ؟ : املسألة الثانية

: اإلطالق والتقييد وحتته أربعة مطالب : املبحث الرابع هل بني املطلق والنكرة فرق ؟ : لب األول املط

. محل املطلق على املقيد إذا اتحد احلكم والسبب : املطلب الثاين . محل املطلق على املقيد إذا احتد السبب واختلف احلكم : املطلب الثالث . محل املطلق على املقيد إذا اتحد احلكم واختلف السبب : املطلب الرابع

: مسائل متفرقة وحتته ثالثة مطالب : املبحث اخلامس . ااز يف القرآن والسنة : املطلب األول . تأخري البيان عن وقت احلاجة : املطلب الثاين

. داللة االقتران : املطلب الثالث . وفيها أهم النتائج املتوصل إليها من خالل البحث : اخلامتة

: الل الدراسة تتلخص يف اآليت واملنهجية اليت سرت عليها خ. الرجوع إىل املصادر األصلية يف البحث بقدر املستطاع - 1

6 

احلرص على األمانة العلمية يف عزو األقوال األصولية إىل قائليها من كتبهم ، - 2 . إالّ إذا مل أمتكّن من احلصول على مصدر القائل ، فأنقل حينئذ بواسطة غريه

هب املشهورة على الكتب املعتمدة يف كلّ اعتمدت يف نسبة األقوال للمذا - 3 . مذهب يف الغالب

االعتماد على الرسم العثماين يف عزو اآليات القرآنية مع ذكر اسم السورة - 4 ورقم اآلية مع إثبات ذلك يف األصل اجتنابا لتثقيل اهلوامش ، وقد اعتمدت

. - جممع امللك فهد – على مصحف املدينة النبوية يث النبوية من الكتب الستة املشهورة ، وال أعدوها إىل قمت بتخريج األحاد - 5

. غريها إالّ إذا مل يكن احلديث فيها . إذا كان احلديث يف الصحيحني أو أحدمها فأكتفي بتخرجه منهما - إذا مل يكن احلديث يف الصحيحني أخرجه من السنن أو غريها إن اقتضى -

. األمر ذلك من حيث الصحة والضعف إذا مل يكن يف االلتزام ببيان درجة احلديث -

. الصحيحني اعتمادا على كتب التخريج املعروفة . قمت بشرح الكلمات واملصطلحات الغريبة - 6 . قمت بتعريف بعض البلدان اليت ذكرت يف الرسالة - 7 مل أترجم ألي واحد من األعالم املذكورين يف الرسالة نظرا لضيق الوقت - 8

وكذا لشهرة أغلبهم فلم أود تثقيل هوامش الرسالة بالتراجم ، إالّ ما كان يف فصل ترمجة اللخمي فقد ترمجت لشيوخه وتالميذه يف األصل ، وكذا ترمجت

. لبعض امللوك أو القادة يف هامش هذا الفصل رس علمية يف آخر الرسالة لتسهيل االستفادة منها ما أمكن وهي وضعت فها - 9

: كاآليت . فهرس اآليات القرآنية - أ

. فهرس األحاديث النبوية واآلثار - ب. فهرس املصطلحات والكلمات الغريبة - ج

7 

. فهرس الفرق - د . فهرس البلدان والقبائل - ه . فهرس املصادر واملراجع - و . فهرس املوضوعات - ي

هذا وإنين ال أدعي بأنين استوفيت املوضوع حقّه من البحث ، وال عاجلت كلّ مسائله كما ينبغي ، ومع ذلك فإني مل آل جهدا يف حماولة ملّ شتات هذا البحث ما استطعت إىل ذلك سبيال ، واهللا أسأل أن جيعله خالصا لوجهه الكرمي ، وينفعين به يف الدنيا و جيعله يف

 ڦ  ڄ  ڄ   ڄ  ڄ ﴿ يوم القيامة ميزان حسنايت  ڦ   ڤ  ڦ  ڦ     ڤ  ڤ    ڤ  . ] 89 - 88 : الشعراء [ ﴾ ڃ  ڃ

. وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وآله وصحبه وسلم : اخلامتة

: أهم ما ميكن التوصل إليه من خالل هذه الدراسة ما يأيتv ز ذو اختيارات فقهية بارزة تدل على نفسه أنّ اإلمام اللخميرمحه اهللا فقيه مرب

. االجتهادي أما من الناحية األصولية فليست له اختيارات ظاهرة ميكن احلكم من خالهلا على

. تضلّعه من هذا الفن كما هو الشأن يف علم الفقه أو الفروع الفقهيةv بعض القواعد األصولية يف كتابه ، ال يدلّ كون اإلمام اللخمي رمحه اهللا يستعمل

. ذلك على متكّنه وضالعته من هذا الفنv شيئا كرب حجم كتابه ، ومع ذلك فإذا استقرأت القواعد األصولية منه فال تعد

كثريا ميكن احلكم من خالله على عقلية الرجلّ األصولية ، خبالف التخرجيات . الرجل ونفسه االجتهادي فيها الفقهية فيلمح الناظر من خالهلا قوة

v ، اإلمام اللخمي رمحه اهللا صاحب اختيارات فقهية خالف مذهبه يف كثري منها خبالف االختيارات األصولية فلم خيالف مذهبه وال مجهور األصوليني يف أغلب هذه

: املسائل فمن ذلك

8 

موافقته ملذهبه ومذهب اجلمهور يف االحتجاج مبفهوم املوافقة ومفهوم - . املخالفة

موافقته للجمهور من أصحابه وغريهم يف االعتداد بأقسام مفهوم املخالفة ، - . كمفهوم الصفة ، ومفهوم الشرط ، ومفهوم العدد ، ومفهوم الزمان

موافقته كذلك ملذهبه ومذهب مجهور األصوليني يف كثري من املسائل - لوجوب ، وصيغة املتعلّقة بباب األوامر والنواهي ، كمفاد صيغة األمر ل

النهي للتحرمي ، واقتضاء األمر املطلق للمرة دون التكرار ، والنهي عن الشيء أمر بضده إذا كان له ضد واحد ، وإذا كان له أضداد فهو لواحد

. منها ال بعينه : يف باب العموم واخلصوص -

أثبت أنّ للعموم صيغا تدلّ عليه كما هو مذهب اجلمهور من األمة ، - لفظ اجلمع : وافقهم يف إفادة أغلب هذه الصيغ للعموم من ذلك كما

احمللّى باأللف والالم ، اسم اجلنس إذا دخلت عليه األلف والالم ، اسم . اجلنس املضاف

. أقل اجلمع ثالثة كما هو مذهب اجلمهور - . العام حجة بعد التخصيص كما هو مذهب اجلمهور - . مجهور العلماء السنة ختصص مبثلها مثل ما ذهب إليه - : يف باب اإلطالق والتقييد §

موافقته للجماهري يف محل املطلق على املقيد يف حالة اتحاد احلكم - . والسبب

موافقته للصحيح من مذهبه ومذهب الشافعي يف محل املطلق على - . املقيد قياسا يف حالة احتاد السبب واختالف احلكم

يف محل املطلق على املقيد بقياس إذا موافقته ألكثر أصحابه من املالكية - . اتحد احلكم واختلف السبب

. إثباته للمجاز يف القرآن والسنة كما قرر ذلك مجهور العلماء §

9 

. عدم جواز تأخري البيان عن وقت احلاجة §v أغلب املسائل األصولية املوجودة يف كتابه يكاد يكون من املتفق عليه عند

ذلك كان موافقا هلم يف أغلبها كما بينته ، حىت يف اجلمهور من األصوليني ، فل املسائل األصولية األخرى غري باب الدالالت اللفظية ، وهذا بين ملن استقرأ كتاب

. من أوله إىل آخره )) التبصرة ((v ح بالقواعد اإلمام اللخمي رمحه اهللا على الرغم من كرب حجم تبصرته فلم يصر

البعض القليل كمسألة النهي للوجوب حىت يقوم دليل الندب ، األصولية إالّ يف وعدم جواز تأخري البيان عن وقت احلاجة ، واألوامر على الفور ، واألمر للمرة ،

... والنهي عن الشيء أمر بضده إذا كان له ضد واحدv ة مسألة أصولية يف كتاب التبصرة تعريف أثناء تناوله ض هلا اللخمي مل أعثر على أي

للفروع الفقهية ، وحررها حتريرا بالغا كشف فيه اللثام عنها ، وهذا يدلّك على أنه ليس مبيال لعلم أصول الفقه ، ومع ذلك فال ميكن احلكم عليه بالضعف وعدم

. التحصيلv ّاللخمي رمحه اهللا بعد عن ذكر قواعد كالم اإلمام ابن عرفة فيه ، ودعواه بأن

قد يكون : كالم ابن عرفة هذا حيتمل احتمالني ، فاألول : لفقه ، أقول أصول ا كالمه رمحه اهللا يف اللخمي مبنيا على جمرد مثال فقهي فقط ، فإذا كان هذا فكالمه فيه نظر إذ ال ميكن احلكم على أي شخص حبال من األحوال من جمرد

له ابن عرفة سبق وأن بينت ، أضف إىل ذلك أنّ املثال الذي تكلّم من خال مثال فقد يكون كالمه مبنيا على معرفة : ا الثاين ، وأم وجهة نظر اللخمي رمحه اهللا فيه

دقيقة باإلمام اللخمي ، ومبدى حتصيله لعلم األصول فقال هذا الكالم ، وعلى كلّ حال يبقى كالم ابن عرفة حمتمال حيتاج إىل التدليل على صحته مبزيد حبث وتنقيب

. اهللا أعلم وv كالم املازري فيه ، وات د هامه بعدم اخلوض يف علم األصول ، مبين كذلك على جمر

مثال ، إالّ أنّ املازري رمحه اهللا باعتراضه على اللخمي يف املسألة األصولية املتعلّقةبباب النواهي عمم من خالهلا بأنّ الرجل قاصر يف علم األصول تعلّق حبفظه منها

10 

ا صرفها يف غري مواضعها ، باإلضافة إىل حكاية جتربة عاشها املازري مع ألفاظ رمب شيخه اللخمي ، واإلمام املازري رمحه اهللا لضالعته ومترسه يف علم األصول ، ال

ة وأنه تلميذه ، علم ، خاص ميكن القول البتة بأنّ كالمه جمرد دعوى غري مبنية على وقد ناقش شيخه تحصيله يف هذا الفن ، وهو أدرى حباله ، وب تتلمذ على يديه

اتهامه سببه اختالف املعتقد ، ، ودعوى بأنّ واعترض عليه يف عديد من املسائل حسن الظن بالعلماء يأىب ذلك ، خاصة إذا كان واحدا من أمثال املازري رمحه اهللا

. v صولية قوة أو ضعف الرجل األ )) التبصرة (( مل يتبني يل بوضوح من خالل كتاب

أغلب املسائل املبثوثة فيه هي من املسائل املتفق عليها بني اجلمهور ة وأنّ ، خاص نا ال نستطيع اجلزم بأنّ اللخمي رمحه اهللا ليس وحاصل ما ميكن قوله أن يف الغالب ،

. فيما يبدو يل واهللا أعلم بذاك املربز يف علم األصولين أعطيت املوضوع حقّه ، وال أمطت اللثام هذا ما أمكنين التوصل إليه ، وال أدعي أن

. عنه ، ولكن بذلت فيه القدر املستطاع والعلم عند اهللا تعاىلا يصفون وسالم على املرسلني واحلمد هللا رب العاملني سبحان ربك رب العزة عم .