365 حزيران 2019

- -

3

69131723263133

384350536064687879

8487

96100106

114116118120122125

الغالفان األمامي والخلفي: حازم نمراوي/ األردن

مفتتح:

- القصة القصيرة ......................................................................................................................

ملف العدد: القصة القصيرة- شهادات إبداعية ورؤى شابة

- مقدمة امللف: القصة القصيرة والكتابة الجديدة ............................................................

- يجب أن ترخي ساقيك يف ماء البحر قبل أن تكتب عن البحر ........................................

- فيما أبحث عن صوتي..! .......................................................................................................

- انقالب األمكنة ىلع جغرافيتها املألوفة ........................................................................

- الكتابة فعل املقاومة ضد املوت والكراهية والقبح ......................................................

- ىلع أنقاض سيرة “أحمد عبداهلل” بنيت مجدي القصصي ............................................

- الفراشات تخبر أبناءها نصف الحقيقة عن ضوء املصباح ................................................

- الكتابة حين تبحث عن التخييل تربك الطمأنينة ............................................................

دراسات:

- الثورة الرقمية ثورة ثقافية ..................................................................................................

- “الشرق العربي”: اتجاهات الصحيفة األردنية املطبوعة األولى .....................................

- “هب لي عينا ثالثة” لـ”مفلح العدوان” .............................................................................

- التكنيك السردي وتقانة الوصف يف أقاصيص سامية العطعوط .................................

عرية “رشدونيوس” لـ راشد عيسى .................................. - سطوة العلو يف الهوية الش

- “قصائد دون سن الرشد” .....................................................................................................

- رواية “جسد ضيق” لهويدا صالح: معركتنا يف مواجهة الواقع .....................................

هب .................................................................................................... - املالذ اآلمن: قصة الذ

- مقاربات ظاهرة التطرف وأسبابها ......................................................................................

فنون:

- “اللون الباحث عن شكله” قراءة يف أعمال الفنان حازم نمراوي .....................................

- النحت العراقي من “الروح املحلية” إلى “سلطة املادة” ................................................

تراث:

- ألف ليلة وليلة- رحلة أدبية مفتوحة اآلفاق .....................................................................

- شهرزاد يف التشكيل الرسم ...............................................................................................

- فن املوسيقى والغناء يف ألف ليلة وليلة .......................................................................

إبداع:

- مواويل لطفل الغيم- شعر ..................................................................................................

- ولـد طاعـن بالعشق- شعر .................................................................................................

عر- شعر ................................................................................................................ - غزالة الش

- أمنيات ىلع ذراع املشمش- قصة ....................................................................................

- قصتان ....................................................................................................................................

نوافذ ثقافية: ....................................................................................................................

سميحة خريس

يوسف ضمرة

عامر الشقيري

د. أماني سليمان

ناصر الريماوي

ماجدة العتوم

أحمد أبو حليوة

عبدالرحيم العدم

إنعام القرشي

فيل د. فيصل أبو الط

د. ماجد توهان الزبيدي

د. نزار قبيالت

نضال القاسم

محمد خضير

جميلة عمايرة

سمير أحمد الشريف

د. عبد الفتاح شهيد

د. عبداهلل العساف

عبد الرؤوف شمعون

خالد خضير الصالحي

د جميلة محم

محمد محمود فايد

مجدي إبراهيم

قيس الطه قوقزة

عمر أبو الهيجاء

إياد شماسنة

د. ليندا عبيد

بكر السباتين

محمد سالم جميعان

365

-

حجر مثل ي وتنق�ض ة القص�ي القصة تومض

لها، اندياحات ال حدود تاركة الماء، ي �ض يرمى

حياة الخاطف البسيط الفعل داخل حاملة

راته وغاياته. ليست متكاملة تتعلق بالرامي وم�ب

الخادعة البساطة تلك عىل ة القص�ي القصة

استسهالها تم ذلك مع عليها، تبدو ي ال�ت

ض الحقيقي�ي العشاق من فقط وقلة مطوال،

ة، استطاعوا فهم تلك المهمة الثقيلة القص�ي

ولعل فائض الهواة قاد إىل ترهات مثل “موت

بداعي االإ الصنف لكن زمانها، ونهاية القصة”

ص د والتحول والقدرة عىل تقم يصمد بالتجد

أرواح جديدة كلما لزم االأمر.

شهدت بنفسي عىل تجربة الجيل القادم من

ثالث ع�ب االأردن ي �ض ة القص�ي القصة كتاب

بداعية، حمنا فيها أنا وجمع ورشات للكتابة االإ

من الشباب اليافع؛ رجاال ونساء، حول تخوم

القصة القصيرةسميحة خريس/ األردن

3

4

ة القص�ي القصة قلب إىل ض ذاهب�ي الكتابة،

تحديدا، تجلت أشياء وغابت أخرى، لم يكن

هؤالء يشبهوننا، فظروف جيلهم غ�ي ظروف

االأدبية وذائقتهم حساسيتهم أن كما جيلنا،

شغفا فيهم وجدت ي ولكن�ض تماما، مختلفة

ر بعمق حول لرحلة البحث عن المع�ض والتفك

أحلك ي �ض وذلك تقوله، أن القصة تريد ما

الظروف، فكث�ي من االأحالم تراجعت وماتت

ي حملت القصة طويال، كما لم الرومانسية ال�ت

يعد هناك شغف حقيقي بحيل اللغة وفتنتها

بدت الوجودية االنزياحات ح�ت وأالعيبها،

ي �ض الجديد الجيل أن ي

يع�ض مما وعبثا، عبئا

ة يحاول إيجاد أسلحته مواجهة القصة القص�ي

واختيار الفضاء الجديد الذي يحلق فيه.

يبحثون وهم بشجاعتهم نؤمن أن بد ال

نرقب كما مختلف، ونرص وسالح معركة عن

لهذا حقيقية بانتفاضة ض آمل�ي تجربتهم

ي خضم موج بداعي الذي يجدف �ض نف االإ الص

ة واية، سنفرح كلما قرأنا قصة قص�ي رهيب للر

هشة من أنياب الملل اع الد ض لشاب استطاع ان�ت

جمعا هناك فإن وللحق ر، والمتكر والعادي

الخطوات د د م�ت كان بعضهم عليه، يعول

وبعضهم االآخر مندفعا عجوال يتوخى الن�ش

من تخلو ال بمجملها الرحلة ولكن والشهرة،

انقطاع ف أتخو كنت وإن الواعد، االأمل

من الكتاب بها مر ي ال�ت التجربة ض ب�ي روب الد

إىل العودة ي يع�ض مما الشباب، ض وب�ي جيلنا

البناء يمكن زخم هناك بينما الصفر، نقطة

صه، كما ال بد من تجاوزه، ليكون عليه وتفح

كتابها تثبت عية و�ش مع�ض الجديدة للتجربة

للعالم أضافوا الذين ض المبدع�ي قائمة عىل

جديدا.

أراهن عىل االأمل، وأن حجارة كتابنا من الشباب

ي الفضاء بفتنة مى بمهارة الصياد، تدور �ض س�ت

ي الماء أثرا بليغا من دوائر تنداح ك �ض نحلة، وت�ت

ي االأعماق. د �ض د طح وموسيقى ت�ت عىل الس

5

ملف العدد: القصة القصيرة

شهادات إبداعية ورؤى شابة

6

مقدمة الملف:القصة القصيرة والكتابة الجديدة

يوسف ضمرة/ األردن

ي البالد ي االأردن كسواه �ض

ع المشهد القص�ي �ض يتنو

ات التغ�ي كانت طالما حتمي أمر وهو االأخرى،

كانت وإذا متواصلة. دينامية تمتلك االجتماعية

وبولوجي الثقافة بمفهومها الشامل -أقصد االأن�ش

ي �ض المؤثرة العوامل من رئيسا عامال تعد هنا-

ات االجتماعية، كما يجمع مؤسسو ورة التغ�ي ص�ي

علم االجتماع أو آباؤه “ماركس وفي�ب ودوركهايم”،

الوعي أشكال أر�ت من واحدا يعد بداع االإ فإن

االجتماعي. والأنه كذلك، فإن عالقة جدلية تربطه

ات االجتماعية. ورة بالتغ�ي بالرصض

بحث ي �ض نفسه نسان االإ يجد االأساس هذا عىل

دائم عن أدوات تطوير إبداعه؛ فهو من جهة ال

يريد تكرار ما سبق من تجارب ح�ت لو كانت عىل

فإنه أخرى جهة ومن االأهمية، من ة كب�ي درجة

تصيبه ي ال�ت االجتماعية ات التغ�ي بمواكبة ملزم

كفرد وكجماعة ينتمي إليها.

بمنعطفات االأردنية ة القص�ي القصة مرت لقد

ي �ض وبتسارع آخر، حينا وبكمون حينا حادة

ي �ض االأساسية العنارص أصابت ي

ال�ت التحوالت

نتيجة أو مجا م�ب كله ذلك يكن ولم القصة.

كان وإنما تنفيذها، جرى موضوعة خطط

ة، رة أو المتغ�ي نتيجة طبيعية للمفاهيم المتطو

وثقافية -سياسية االجتماعية بالتحوالت ارتباطا

التحوالت أن ننس أن دون واقتصادية-

أصبحت الثقافية، رأسها وعىل االجتماعية،

ض ي عالم يصغر أمام �عة التواصل ب�يمتسارعة �ض

الثقافات والمفاهيم واالأفكار.

ي االأصل ة الحديثة، لم تكن �ض إن القصة القص�ي

أن بعضهم عى اد لو ح�ت ا، عربي ا أدبي جنسا

المقامات تشكل بدايات القصة العربية. وحينما

ق، أصبح ض الغرب وال�ش ي ب�يحصل التالقح الثقا�ض

من الطبيعي أن تتأثر الثقافات بعضها ببعضها

عىل قادرة نفسها الشعوب فوجدت االآخر،

ي التعب�ي عن أحالمها وآمالها من خالل أسلوب ف�ض

7

جديد، ولم يكن ذلك معيبا، حيث العرب الذين

سياقات وطوروهما ضمن والشعر ال�د وا خ�ب

هذه هضم ي �ض صعوبة يجدوا لم مختلفة،

ا. ا وموضوعي ية فني الوسائل التعب�ي

، وظهر ي ض بهذا الجنس االأد�ب تأثر االأردن وفلسط�ي

رواد الكتابة القصصية، الذين كان لهم الفضل

عليها، والبناء ات الخ�ب هذه نقل ي �ض العظيم

صفحات من صفحة قص�ي وقت ي �ض لتصبح

كل -مثل لكنهم . ي العر�ب بداعي االإ المشهد

أن إىل الحد، هذا عند توقفوا - مبا�ش متلق

التجربة خجل تعان لم الحقة، أجيال ظهرت

المستوردة، بل اقتحمتها بجرأة وقوة، وأصبحت

د. تزاحمها دون أي ترد

هذا ي �ض العظيمة الرواد محاوالت استثنينا وإذا

ة القص�ي القصة إن القول يمكن فإنه السياق،

الستينات أواخر ي �ض بدأت االأردن، ي

�ض الحديثة

السبعينات ي �ض جت وتوه المنرصم، القرن من

ومطلع التسعينات ي �ض وانتقلت والثمانينات،

عة ومتشابكة. االألفية الثالثة إىل آفاق عدة متنو

الحديثة للقصة المؤسس الجيل خاض لقد

لفن تؤسس جديدة تقنيات عن البحث تجربة

ر، ويتجذ خ سي�ت الأن ماسة بحاجة كان جديد،

االأجيال منح الذي االأمر بحق، حدث ما وهو

ذاتية قيود دون بعيدا، التحليق فرصة الالحقة

سة. وموضوعية عانت منها االأجيال المؤس

فقد خضع المؤسسون لما يشبه القواعد الصارمة

ة ي أحيان كث�يي بدت �ض

انتقاء الموضوعات ال�ت ي �ض

-نوعا بإرادة جمعية. وهو ما حد كأنها مفروضة

-أي وهي الكتابة، ي �ض المغامرة ركوب من ما-

ر. ا من مفاتيح التطو المغامرة- تعد مفتاحا أساسي

التكنيك آفاق ي �ض التحليق من يتمكن أحد فال

بالمغامرة، يتسلح لم ما والالمحدودة الواسعة

ر من قيود االأنا الجمعية، ومفاهيم وما لم يتحر

ة القص�ي القصة ظلت وعليه السائدة. الثقافة

ة المفاهيم الجمعية لالأدب زمنا ال بأس به أس�ي

ن الموضوعات كانت محدودة إىل بشكل عام. والأ

حد ما، فإن التكنيك ظل أس�ي هذه الموضوعات

ات اجتماعية وسياسية عامة، إىل أن حدثت تغ�ي

الثقافة ر من هيمنة التحر الكتاب فرصة منحت

السائدة.

“تداخل يسمى ما ظهر االأساس هذا عىل

ي ال�ت الن�ش الكتابة، وظهرت قصيدة ي

االأجناس” �ض

مربع إىل الكتابة نقل ي �ض جدا كب�ي دور لها كان

الموضوعات ي �ض الخوض قبل والخاص، الذات

زمنا سادت ي ال�ت للشعارات والخضوع الجمعية

. غ�ي قص�ي

ر، لم يكن مفاجئا، حيث كان عىل أن هذا التطو

وآخر. ض ح�ي ض ب�ي االأوىل الكتابات ي �ض برأسه يطل

حمدان أبو جمال تجربة مثل تجربة ولعل

تؤكد غزالن” وثالثة ة كث�ي “أحزان مجموعته ي �ض

قعوار فخري مثل قاص التقطه ما وهو ذلك.

ي “ممنوع لعب الشطرنج” وبدر عبدالحق وهند �ض

أبو الشعر منذ بداياتهما مطلع السبعينات. لكن

االأساسية العنارص الحفاظ عىل الالفت هنا هو

وهو والشخوص، الحكاية وخصوصا للقص،

الجديدة الكتابة ي �ض أساسية قاعدة يعد لم ما

الجديدة التجارب بعض ضت تم�ي حيث ا”، “زمني

ة جدا- بالتقليل من ي القصة القص�ي-وخصوصا �ض

8

ي أهمية الحكاية، واستعاضت عنها بالمفارقة ال�ت

أصبحت سمة أساسية لها.

كة واضحة؛ ي القصة الجديدة قواسم مش�تإن �ض

مغايرة، جديدة تقنيات تستخدم عموما فهي

متفلتة من قواعد صارمة سادت زمنا طويال، وإن

ست لهذا ي أسي الثمانينات هي ال�ت

كانت القصة �ض

تأثرت بقصيدة الجديدة القصة إن ر. كما التطو

ض ب�ي نفرق أن أحيانا الصعب من وصار ، الن�ش

، وهو ما جعل من المفارقة القصة وقصيدة الن�ش

ي القصة الجديدة. لكن هذا ال يمنع ثيمة أساسية �ض

ي لم تتخل عن الواقعية ج بعض التجارب ال�ت توه

ر تطو كأنها التجارب وبدت هذه بل القص، ي �ض

طبيعي للواقعية االأوىل؛ واقعية خليل السواحري

نقل الذي مدانات عدي ثم ، شق�ي ومحمود

الواقعية إىل مربع الحداثة الناضج..

ض القصة الجديدة أو بعضها، فهو أما أهم ما م�ي

المقدرة عىل تحويل الذات إىل موضوع، وأقصد

الكاتب نلمح أخذنا بحيث الكاتب، ذات هنا

اف اع�ت وهو مواربة، دون قصصية شخصية

الذي االأمر الكتابة، ي �ض وقيمتها بالذات رصيح

لم يكن موجودا بهذا الوضوح من قبل إال نادرا؛

تخصيص إىل “أفكار” مجلة ي �ض بنا حدا ما وهذا

كتاب لبعض إبداعية شهادات ن يتضم ملف

من ونماذج الشاب، الجيل من ة القص�ي القصة

. وقد أردنا من خالل الشهادات نتاجهم القص�ي

بشكل والناقد عموما، القارئ ويقف نقف أن

ة خاص، عىل رؤى الكتاب الجدد للقصة القص�ي

بداعية ومفاهيمهم لها، والكشف عن الجوانب االإ

ي والثقافية لدى هذا الجيل وتطلعاته وطريقته �ض

الكتابة.

را ما قد أصاب ما يمكن تأكيده هنا، هو أن تطو

ة، بغض الطرف عن قيمته الفنية القصة القص�ي

ي لن تظهر قبل مرور وقت كاف والموضوعية، ال�ت

لم أننا أبدا ي يع�ض لكن هذا ال التجربة. الختمار

أن نستطيع مهمة، تجارب أمام أنفسنا نجد

نعول عليها بالنسبة لمستقبل القصة، مع التأكيد

ارتباك، أو ة ح�ي ي �ض تضعنا تجارب وجود عىل

االأمر الذي يحتاج إىل درس وبحث ونقد متعمق،

ر التطو وآفاق الحقيقية الجدوى عىل للوقوف

ة المستقبلية للقصة القص�ي

9

يجب أن ترخي ساقيك في ماء البحر قبل أن تكتب عن البحر..

عامر علي الشقيري/ األردن

شهادة إبداعية:

الوهادنة خربة خاص- -بتبجيل االآن ر أتذك

ويدغدغ الشباك زاوية ق يخ�ت الذي والضوء

يكن لم عفوا ، يحقيب�ت وأحمل أنهض ، ي

طفول�ت

بعد الكتب.. به أشد حزاما كان حقيبة؛ ثمة

الكتب ض ب�ي من وأخرج ة للمق�ب ه أتوج المدرسة

القراءة لزياد قاسم وأستأنف “الخا�ون” رواية

ي عنوانها ح�ت اللحظة!هناك... ولقد طارد�ض

االآن، ح�ت رائحته ر أتذك صغ�ي قبو ثمة كان

موظفا ووضعت ة صغ�ي لمكتبة البلدية لته حو

فيه، وكنت مصدر إزعاج هذا الموظف.

ة عىل جمال أبو حمدان وتيس�ي ي المق�بتعرفت �ض

وهاشم ضمرة ويوسف هلسا وغالب السبول

ي ض والفالفل، وأخذو�ض غرايبة.. تقاسمنا التبغ والخ�ب

اللحظة، ح�ت منها أعد لم نزهة ي �ض معهم

ي أطل منها ال�ت النافذة القباة” هي ة كانت “مق�ب

عن كتبت بت.. وجر الساحر.. العالم ذلك عىل

الطابور ي �ض واالأساتذة االأوالد ق صف .. ض فلسط�ي

الصباحي.. وتورطت!

جدا ة القص�ي القصة لماذا القصة..؟ لماذا

الصمت كل ي أ�ب ي أورث�ض لقد الواقع ي

�ض تحديدا؟

ي االأرض.. كان وما زال يخترص عمرا كامال المتاح �ض

وكان عرق، بحبة أو واحدة بكلمة التعب من

االألم.. القليل يخترص سنوات طويلة من كالمه

الرغم من ة جدا عىل القص�ي القصة ي لقد أورث�ض

ذلك رغم سيظل لكنه الخط، يفك بالكاد أنه

ي التاريخ!أعظم قاص �ض

ي مجلة ت �ض ي الجامعة، ون�ش

بدأت بكتابة القصة �ض

ي لصحيف�ت ي

الثقا�ض الملحق ي و�ض جديدة” “أقالم

ي ي هذا الجنس االأد�ب“الدستور” و”الرأي”، استهوا�ض

ة جدا تشبه قطة المظلوم نقديا، القصة القص�ي

10

ها الجميع وتعاطفوا معها ثم دخلوا لطيفة أحب

ي الخارج! بيوتهم وأغلقوا االأبواب وتركوها �ض

ة” فربما المسألة لها عالقة أما بخصوص “المق�ب

ي أخاف منها ال�ت باالأشياء ألتصق بالخوف، كنت

العدوى تلك وانتقلت منها.. الهروب من بدال

أخافها.. ي ال�ت االأشياء عن أكتب كنت للكتابة؛

الموت الجمال المال...إلخ.

ي البال ح�ت تختمر، أتذوقها، تولد الفكرة، تظل �ض

ي الليل أرش عليها شيئا من ملحي وأتركها... عادة �ض

ابنها غطاء تعدل أم مثل دها وأتفق إليها أعود

ي مالحظات هاتفي، نها �ض ي ليلة باردة، أدو

الوحيد �ض

وأعلمها بيدها وآخذ وتهذيبها بتشكيلها وأبدأ

، فأخرجها للجمهور وأقول لها: ي ح�ت تك�بالمسش

“هذه عائلتك الجديدة!”.

عىل تواظب أن يجب ا حقيقي ساردا تكون كي

القراءة، والقراءة وحدها ال تكفي، يجب أن تغامر

ي الزقاق ح�ت ف قبلة حارة �ض وتتألم، يجب أن تق�ت

ي ماء البحر تكتب عن الحب، وأن ترخي ساقيك �ض

قبل أن تكتب عن البحر.. الخيال وحده ال يكفي

فهو بحاجة إىل تجربة تسنده وتأخذ بيده.

ي المتلقي أك�ش من المتخصص، وربما هذا يعني�ض

وليس العادي للقارئ أكتب ، الشخ�ي ي مأز�ت

كيف وأتخيل القارئ مكان نفسي أضع للنقاد،

ي أصحو، كيف ي ويجعل�ض

أن هذا النص سيصفع�ض

ي عىل وربما سيساعد�ض ، داخىلي ي

�ض عميقا سيحفر

الجائع.. القارئ رغيف القصة المحنة.. اجتياز

الذي الساخن الرغيف جدا ة القص�ي القصة

وكلما جوعه، وسيسد الجائع القارئ سيلتهمه

ي المتناول..جاع سيجده �ض

ولكن.. للناس، ومدها االأرغفة ض خ�ب سأواصل

عندما أجوع..

من سيمد ىلي برغيفه الساخن..

وسط كل هذه الرداءة؟!

قصص قصيرة جدا

قصص: عامر الشقيري

الأبيض

إال أن ترتديه، لكنها ال تقدر االأبيض؟ ألم تكره

ستكون كارثة بحدوث غامض هاجس يالزمها

ي يومها تحاول طرد هذا سببا رئيسا فيها، وتم�ض

ي أشد الهاجس الغريب الذي ال ينفك يحارصها �ض

ي التملص منه، تعد ساعات انهماكها وال تفلح �ض

بابتسامة المريض وتستقبل والمحاليل االأدوية

تأخذ المهنة، ظروف عليها فرضتها عريضة

ح له بإسهاب طوله ووزنه وترافقه إىل غرفته.. ت�ش

عن لالمتناع الملحة الحاجة وعن المكان، عن

العملية.. قبل ض والتدخ�ي اب وال�ش الطعام

تضيف: “إذا شعرت باالألم اضغط عىل هذا الزر

هكذا”، وتضغط عىل الزر مطوال.. تضغط عليه

بقوة وإرصار.

الطابور

ي الطابور، كان الذي أمامي يحمل ضمة انتظمنا �ض

يقضم خلفي والذي ليمون، وشتلة بقدونس

اشق ث بغضب ولعابه ي�ت تفاحة ويتأفف ويتحد

11

م الطابور قليال .. تقد يكيفما اتفق ويصطدم بأذ�ض

أن ي بإمكا�ض وصار أساريري، وانفرجت فارتحت

أهرش كتفي. قال صوت من الخلف: “يقولون إن

الغد”. قبل ي عليه، ولن يمسش الطابور مغضوب

وقال صوت من االأمام: “كلها أقاويل.. االزدحام

ي أوروبا، اذهب إىل حالة طبيعية وتحصل ح�ت �ض

ي الحياة �ض المريخ وستجد من يحبطك..”، “وهل

المريخ سهلة؟”، سأل أحدهم، فضحك الجميع.

الهواء وصار الخريف حل الفصول.. لت تبد

ج وأعود حاال”، قال ، سأتزو يباردا.. “احجز ىلي مكا�ض

عاد الحقا الدور.. وذهب. ي �ض ي

يلي�ض الذي الرجل

أطول. زمنا ي يع�ض مما العدد وزاد أطفاله، مع

وأصبحت الرجل بيد ي ال�ت الليمون شتلة ت ك�ب

االأطفال.. ونبت عىل عليها تعربش شجرة وارفة

تجارية ومحال بائسة أحياء الطابور جوانب

امتداده. عىل القهوة عربات ت وانت�ش شعبية،

ح واق�ت محفظتها، �قت سيدة رصاخ سمعنا

ي مؤخرة الطابور أن الحاجة صارت ملحة شيخ �ض

طة! لمخفر �ش

العقاب

غضبا، تستشيط الصف إىل المعلمة دخلت

قذفت ثم صوتها، أنهك ح�ت ووبخت زمجرت

قطعا االأرض إىل ارتد طبشور بأصبع اللوح

ض أحمد، ة.. أشار الجميع إىل الطالب المسك�ي صغ�ي

هذا كل سبب “أنت جديد: من فانفجر صوتها

ي تلك اللحظة تحديدا زعاج ها.. هيا معي”، �ض االإ

دخلت المديرة، فازداد االأمر تعقيدا، سألت: “ما

االأمر؟”، “مشاغب جدا ويجب معاقبته”.. فقررت

ان”. الف�أ غرفة إىل “خذوه الفور: عىل المديرة

ي تلك اندفع طالبان وسحباه من ذراعيه وألقياه �ض

الغرفة.. ظل أحمد صامتا ولم يبك.. ظل كذلك

مت نحوه بضعة طوال الوقت.. ح�ت عندما تقد

ذ وانهماك! ان وبدأت تلتهمه بتلذ ف�أ

أك�ث من لص

ي تيب ما يزال يجوس �ض كان الهوس بالنظافة وال�ت

رت فجأة أنها نسيت أن تغسل رأسها عندما تذك

للتو، وأخذت سحابة اتسخت ي ال�ت القهوة ركوة

مسحت “هل د: وتتمد البيت ي �ض تطفو كآبة من

غرفة نوافذ فتحت هل الجلوس؟ غرفة طاولة

ي قد ر ال�ت النوم للتهوية؟ من سيلم حبات السك

وهي ذلك حدث لو فيما السجادة عىل تسقط

تنفعل وأخذت أساها تفاقم البيت؟”، خارج

رها من هذه وهي تغسل ركوة القهوة وتبدي تذم

ي الخارج ي باتت ال تطاق. العصاف�ي �ض

الحياة ال�ت

تطلق والسيارات منتظم غ�ي نحو عىل تزقزق

قليل عما هو ي سيأ�ت مقيتة. بعشوائية أبواقها

يخلع مالبسه ويلقي بها هنا وهناك كيفما اتفق،

قهوته، يعد وهو المطبخ ي �ض جواربه ك وسي�ت

القهوة، ركوة أو الفنجان يغسل لن وبالطبع

مع صديق؛ حدث موعد ي �ض الخروج ينوي وقد

أثناء مكالمة عادية دون خطة. ستوبخه عىل هذا.

من مندهشة مقعدها وهي ي �ض السيدة تململت

ساهم تحديدا، الزاوية تلك ي �ض العطونة رائحة

يط الالصق ضها عىل شم تلك الرائحة ال�ش ي ترك�ي�ض

حركتها شلت ي ال�ت والقيود فمها م يكم الذي

الملثم الرجل أخذ . الكرسي ي �ض جيدا وثبتتها

12

المال إىل “سيصل رت: فك ل، ض الم�ض ي �ض يتجول

ي مكان تقليدي.. ورق مناديل أ �ض ب�عة الأنه مخب

ي الصالون، تحت االأغطية. قضم تفاحة وألقاها �ض

ذلك. صعقها قدمها، وصلت ح�ت تدحرجت

دخل المطبخ، أخذ يسكب كل ما تطاله يده عىل

بيده ودعكها مالبسها أحرصض الالمعة.. االأرضية

أمامها.. ثم بال عليها... كاد يغمى عليها وألقاها

عندما شاهدت اللص يخربش عىل الحائط ويقفز

ل فارغ اليدين! ض فرحا قبل أن يغادر الم�ض

“بنادول”

بعود تبغ لفافة يشعل الردهة.. ي �ض يقف رجل

السجائر يشعل الذي الرجل م )أح�ت ثقاب

با .. بدا طي يبعيدان ثقاب( يصوب مسدسه ناحي�ت

ذلك من الجنحة، هذه إىل ومدفوعا ومسالما

ن عليك يا رجل.. النوع الذي يدفعك للقول: “هو

هيا أطلق النار!”.

تدلق الجلوس.. غرفة ي �ض عارية السيدة بع ت�ت

ي المغسلة وتعود )ستندم الحقا وتبتاع الويسكي �ض

تتابع ب..”، ال�ش عن “سأتوقف أخرى(... زجاجة

ا عن عالم السالحف. برنامجا وثائقي

ي يط الـ”بنادول”؟! أمهل�ض “بنادول”! أين تركت �ش

أيها القاتل العزيز بضع دقائق كي أخمد الصداع!

يط �ش عن بتأن أبحث الوقت.. عىل أتحايل

ض أن أصحو من ي تلك االأثناء يف�تالـ”بنادول”. �ض

ا.. لماذا ال تتسىل بقتل حلمي هذا وأضحك كث�ي

أصل ريثما العلوي الطابق ي �ض ة السك�ي ي

جار�ت

الصيدلية وأعود �يعا؟!

أضحك العرق.. ي يبلل�ض نومي من أصحو

وأشعل “بنادول” حبات ثالث أبتلع .. يلسذاج�ت

فأنا عناء.. وبعد ثقاب بعود أشعلها سيجارة..

تحمل االأخرى اليد ن الأ واحدة.. يدا أستخدم

به إىل رأسي مسدسا تصو

13

فيما أبحث عن صوتي..!د. أماني سليمان/ األردن

شهادة إبداعية:

)1(

الحرية فعل اللذيذ، التمرد فعل الكتابة

وانبثاق ذاتها، حول الذات وجدل االختياري،

... ي الكىلياالأنا �ض

، يع�ض تبحث أخرى أنا الكتابة، ي

�ض ي أرا�ض هكذا

وأنا أبحث عنها، وبينهما أراود الواقع كي يخفف

مع يتداخل كي الحلم ي ويستجدي�ض وطأته،

ي يومي.التفاصيل �ض

ي ال�ت ، والواقعية ي

ي تساوم لغ�تال�ت ض الشعرية ب�ي

القص، ي �ض الولوج لعبة ألعب ال�د، يتطلبها

االأديب بأنوية ومرة العارف، الناقد بذكاء مرة

يتم بأن ترغب ال بتلقائية ومرة العاطفية،

ها، وإنما تنكتب عىل سجيتها فيما أتشوق تأط�ي

ي نهاية المطاف أن يتشكل بنية مختلفة.�ض

من أمل ال حلوة، لعبة هي دوما، د أرد وكما

افها، وال أمل من االأمل بأن تنكتب يوما عىل اق�ت

نحو أريده وأسعى جادة نحوه، كي تصبح الكتابة/

تع�ب وكي مغايرة. شيقة فة مثق ممتعة القصة

وكي مجموع، ضمن فردانية من أمثله بما ، ي ع�ض

ي يمثل�ض جمعي عقل هو بما المجموع عن تع�ب

ي أدرب نفسي عىل أن�ض بشكل ما، عىل الرغم من

ان خارجه. الط�ي

خديعة من الرغم عىل احة ض م�ض ي أرا�ض هكذا

اب، وقريبة رغم وهم االنزياح، عارفة بما االق�ت

أريد، جاهلة بنتيجة اللعبة.

)2(

وكانت مبكرا، للن�ش الدعوات كل ي تغو�ض لم

رحبا بابا االأول- -عمىلي الثقافية الصحافة

ع واالنجرار نحو ي من الت�اتزا�ض ي

للغواية، حما�ض

ي ما بعد زهو الكتاب االأول الذي يدفع للندم �ض

-الذي يكون قد نضج- من بما يتكشف لصاحبه

14

سذاجة أو ركاكة ال تتواءم مع منظوره/ منظوري

ي أجل تجلياته البهية، وبما للكتابة بما هي خلق �ض

ي آخر مطافات النبوة هي سمو نحو ما جعلها �ض

افها اق�ت أو الكتابة امتهان يبدو ال لذا معجزة؛

فعل لكنه للطمأنينة، يدفع عمال هوايتها أو

الطمأنينة مع تتماس فلن جادا كنت إن قلق،

ي إذن من الورطة االأوىل ي اتزا�ض

بعده البتة...! حما�ض

ي القصصية ح�ت ي إصدار أوىل مجموعا�ت

فتأنيت �ض

صارت عىل سوية ال تستدعي عض أصابعي كلما

أعدت قراءتها.

)3(

ي ي �ض ي االأد�ب أبد منشغلة بالقصة بوصفها در�ب لم

ي اقص �ض بدء اهتمامي بالكتابة، كانت )فعولن( ت�ت

، ملتبسة بصور شعرية تحاكي القلب والوطن ي قل�ب

با وخياالته والطبيعة، بدايات يرسمها إيقاع الص

االأول المركز فنلت الشعر كتبت الرومانسية،

ي ض تجرأت فيهما عىل المشاركة �ض ض اللت�ي ي المرت�ي

�ض

أن غ�ي االأردنية، الجامعة ي �ض شعرية مسابقات

ي ي رأسي لم تسدد حاج�ت

الموسيقى والتفعيالت �ض

لرسم عالم رغبت أن أروح باتجاهه بهدوء خاص

تشكل ي ال�ت ي

ذا�ت الصفر/ نقطة من متخلصة

ته؛ أس�ي أظل أن أرغب ال فرديا ا غنائي محورا

ي القصة �ض ن

فموسيقاه موجعة وأنينه دائم، والأ

الشعر كثافة من تنطلق منظوراتها من واحد

وتظل مشدودة عىل نحو ما به مع إمكانية جذبها

ظلت ضمنية رغبة والأن عنه، أبعد هو ما إىل

ي إىل �د وتدوين اليومي منذ بدأت كتابة تشد�ض

االأساسية، لم الدراسة ي صفوف نشاء �ض االإ درس

يكن بعيدا أن أنحي الشعر اختيارا واعيا/ هاربة

ما مقاربة ي �ض نفسي أورط وأن ألمه، كارثية من

تشكله القصة وال�د عموما من جماليات دقيقة

ورحبة وقادرة عىل التماس مع الذات وما وراءها

ي ظل �ض ي بادئ االأمر أس�ي

وما بعدها، وإن ظللت �ض

الشعر ومعيته.

)4(

مجموعة إنتاج فيها أريد مرة كل ي �ض ر أفك

قصصية، بما يسمى “االنزياح”، ولعل تخص�ي

لطالب واالأسلوبية البالغة تدريس ي �ض االأكاديمي

ي تطبيق ، يلزم�ض البكالوريوس والماجست�ي ي

مرحل�ت

ورة تستدعي من ما أدرسه عىل نفسي أوال؛ من رصض

اطات ع، ال عن اش�ت االأديب المغايرة وك� التوق

ي الذي يكتب فيه ومحدداته النمطية الجنس االأد�ب

الذي الجنس ي �ض نتاج االإ عموم عن وال فقط،

ي ما كتب وأنتج؛ يكتب فيه فقط، بل عن ذاته �ض

تقديم عىل مرة كل ي �ض يعمل أن االأوىل من إذ

ي السابقة، ما يعدل بكتابته الجديدة عما قدمه �ض

لمجموعته صدى الرابعة مجموعته تكون ال كي

ي لمعرفته واالنتهاء االأوىل مثال أو يكون من الكا�ض

عليه وحسب! له واحد عمل قراءة تجربته من

اح عن ذاته باستمرار بتقديم عوالم ورؤى ض أن ي�ض

مبتكرة، قصصية أفكار أو وشخصيات مغايرة،

يبحث عن مصادره أخفق، وأن يجرب وإن وأن

القراءة ي �ض يجتهد وأن عنها، وبعيدا أعماقه ي

�ض

ا وفكريا، وأن ال ين�ش أي عمل وتثقيف ذاته فني

ظالل أو ارات اج�ت أو نفسية بواق مجرد يكون

لعمله أو أعماله السابقة.

15

)5(

ه المفتاح إن شئت(، ض )شخوص الكاتبة(، و)سم ب�ي

و)جوار الماء( ثمة خطوط تتخالف وتتال�ت )ولعل

ذلك يكون لجدة التجربة( عىل مستوى الرؤى من

، غ�ي أن كل واحدة منها جهة وعىل مستوى الب�ض

فيها ك المش�ت كنت -وإن المتفردة ذاتها تمثل

لتجربة ظال كان منها الواحدة فإنتاج جميعا-

لكل أعطيت مستقلة، ورؤيوية وفكرية نفسية

عن بعيدا وتنكتب لتنساب ي الكا�ض وقتها منها

ضغط الرغبة بالن�ش أو لذته وزهوه.

كل انبثاق أستذكر خاصة ومتعة جم بهدوء

بقراءات المجموعات تحظ لم ربما مجموعة،

الثالثة المجموعة قليال استثنينا إذا )إال مناسبة

خليل “االأديب بجائزة فازت ي ال�ت الماء” “جوار

أن غ�ي ،)”2018 لعام ة القص�ي للقصة قنديل

والقلق بالمسؤولية شعوري من يقلل لم ذلك

إنها الحقا، ض مم�ي عمل نتاج الإ التطلع حيال

مصدر منظوري ي �ض تظل أن عليها ي

ال�ت الكتابة

يستمر كي والحفر، للبحث وغواية ورهبة، رغبة

غف الذي دونه لن أكتب يوما قصة أعلن بها الش

الخاص. يصو�ت

تميمة خضراء

قصة: أماني سليمان

امرأة مرت لما تمرح مع صاحباتها، كانت ي �ت جد

ة بختكن وقالت لهن: “أرسم عىل وجوهكن خرصض

فأضمن ، ض والحاجب�ي الذقن فوق متفرقة نقاطا

ض الكث�ي وجن باكرا، وتنج�ب ض سالمة مستقبلكن، ت�ت

كور الذ ناث، يطيعكم القليل من االإ من الذكور

ي ظهوركن طاعة عمياء، تعشن طويال، وال تنح�ض

إال متأخرا”.

بخفة، تضاحكن بعضهن، إىل الفتيات نظرت

أفواههن، عىل أكفهن إحدى بعضهن وضعت

الخدين. عىل ض الكف�ي كلتا وضعن بعضهن

تبادلنها وحوارات واالأكتاف، بالعيون إيماءات

بصمت وقلق.

وقالت لهن، بأكتافها هزت ي ال�ت الوحيدة ي

�ت جد

: بصوت فيه إرصار ال يتواءم مع عمرها الصغ�ي

“أنا أريد أن أجرب”.

ارتعبت بعضهن وركضن باتجاه بيوتهن.

، ي�ت جد أم شهقت ح�ت ا، كث�ي االأمر يطل لم

بت عىل صدرها، وهي تبحلق غ�ي مصدقة ورصض

ض البيت مختالة ب�ي باتجاه القادمة ي �ت ي وجه جد

�ض

عىل ربط ما ء يسش المدقوق، بوجهها صاحباتها

ابنتها وجه ي �ض نظرت تلبسها، ما سحر قلبها،

بعمق، ثم ابتسمت قائلة: “كم أنت جميلة!”.

لرجل وأوكلوا سحرتا، ض امرأت�ي أن البلدة ي �ض شاع

وران عىل بيوت الحي محذرا من غجرية ترمي الد

ات، وتدق وجوههن سحرها عىل الصبايا الصغ�ي

بلون أخرصض باهت، وت�ق عقول أمهاتهن، فال

ض أن�ت “كم ويقلن: يبتسمن بل بناتهن، ض يعاق�ب

جميالت”.

ظلت طويال، الغجرية عن ي �ت جد أم بحثت

ي ي كل عام، فقد قيل إنها تمر �ض

قب حضورها �ض ت�ت

دة، ولم يأت الموسم إىل بلدتنا منذ مواسم محد

ي السادسة ي قد غدت �ض

�ت تلك الحادثة. كانت جد

16

�ا وأخذتها بيدها، ها أم أمسكت ض ح�ي ة، ع�ش

ي البلدة المجاورة، عند غجرية سمعت بوجودها �ض

وقبل البلدة، أبناء وجهاء من كث�ي فقد خطبها

عن يصدر غريب صوت كان الخطبة، تتم أن

فينفض مسنة، نعجة صوت يشبه ي �ت جد فم

الخطيب، بل إن بعضهم أصابته الخوفة، ونأى

بعيدا عن البلدة، قيل إن منهم من غادر باتجاه

العاصمة.

البخور، ين “تحرصض : ي�ت جد الأم الغجرية قالت

والرصاص البخور ض تسكب�ي الرصاص، وكرات

النار، وتضعينها عىل ، نحاسي وعاء ي �ض

ابنتك ض ك�ي وت�ت الرصاص، فينصهر

وأنت استطاعتها، قدر منه تشتم

ض تسكب�ي ثم المعوذات، تقرأين

الرصاص فيعود الوعاء، فوق الماء

تأمليها عة، متنو هيئات عىل ليتجمد

آل ي ال�ت االأشكال فهم وحاوىلي جيدا،

ض إليها الرصاص بعد ذوبانه، ستعرف�ي

الحظ ومنع قلبه الحسد ب رصض من

الجميل عن ابنتك، ثم خذي الوعاء

ي ما فيه عند باب البيت”. واسك�ب

ها، بحذاف�ي الفكرة ي �ت جد أم طبقت

واختارت وقت الصباح الباكر، قبل أن

تستيقظ النساء لعجن طحينهن وعلف

االأشكال، ي �ض نظرت ض وح�ي دجاجاتهن.

الرصاصات قد تجمدت عىل هيئة كانت

البلدة صبايا عيون تشبه ة، كث�ي عيون

كلهن

*مقطع من قصة جديدة

17

انقالب األمكنة على جغرافيتها المألوفة

ناصر الريماوي/ األردن

شهادة إبداعية:

ي الكتابة القصصية، لم تكن عفوية ي االأوىل �ض

رغب�ت

النوايا، ي �ض اءة ال�ب حد إىل البديهي القدر بذلك

لكنها تولدت بعد انقالب االأمكنة عىل جغرافيتها

ا، ، ليغدو كل منها هاجسا يومي ي داخىليالمألوفة �ض

، قبل أن تطلق تلك االأمكنة خلفي ذلك ييطارد�ض

االآخر؛ القرين المستبد، بملكاته القاسية وأحكامه

ي استلهام جائر لكل مظاهر االنقالب القاطعة �ض

آثار من تخلفه بما العديدة، االرتدادية وهزاته

مفاجئة عىل النفس.

وانتهى محرضا، االآخر القرين- بدأ ، ىلي بالنسبة

الرغم عىل دون سبب، للسخط وجالبا زا مستف

ي االبتكار، وإنكاره لذاته، من براعته الالمتناهية �ض

. إال أنه كان كذلك بالنسبة ىلي

االآخر القرين- مواجهة ي �ض ي

جعلت�ض أماكن ثالثة

متسارعة ألفة احتدام بعد المستفزة، وملكاته

ي �ض منها كل انقالب ليكون وبينها، ي

بي�ض وهائلة

ي الوقت ذاته.ا مؤرقا وجاذبا �ض ي حدثا نوعي

حيا�ت

لطفولة المهد بمثابة كان والذي ول، االأ المكان

قديمة أزقة جدران فوق وقائعها أغلب نقشت

ض وب�ي االأردنية، الزرقاء مدينة ي �ض منسي لحي

بعد الأعود فيها، المدرسي التعليم سبورات

طفال المعتادة جغرافيته عىل المكان انقالب

بتلك القديم، بيته حوش إىل يهفو ا، صغ�ي

بلعبة يلهو وهو العالية، السماوية الفسحة

ألبوم طفل؛ بها يلهو لعبة كأغىل مختلفة،

جرائد..

ي صباح كل جمعة وهو يزدان بصفحة ليفيض �ض

ي صحيفة “الرأي” أخرى جديدة لملحق الثقافة �ض

العنوان ليك�ب “الدستور”، أو صحيفة االأردنية...

ي �ض يقرأ ، صغ�ي طفل أفق بمقدار يص�ي ح�ت

غ�ي مطبوعة بصفحات العتيق الحوش زاوية

كتبه المدرسية، يبكي ثم يهرب أو يحتمي بعرق

را: “اقرأ دروسك، ي الصوت محذض يأ�ت الدالية ح�ي

اترك عنك الجرائد يا ولد..!”.

18

ك لمع�ت المهد بمثابة فكان ، يالثا�ض المكان أما

الصبا ومطلع الحكايات الراسخة، الضاربة بعمق

ظالل تحت دمشق.. ي �ض وال�و الكينا أشجار

مصبات وح�ت بردى، نهر ضفاف عىل الحور،

وعبق الشام، وغوطة قاسيون أسفل ، ض الحن�ي

فات هناك تسكن القلب القهوة القديم عىل �ش

وتأ�ب أن تغادره ح�ت يومنا هذا.

يعنيه، بما يطغى فهو الثالث، المكان وأما

بتلك ا جلي ز لي�ب المتتالية، انقالباته بحضور

ي ض أصالة الما�ض ي الجمع ب�ي

الخصوصية النادرة �ض

تناقضاته بكل الخليج.. ؛ الحارصض وشموخ

ي وهي المعيشية والثقافية، إال أن أصالة الما�ض

ي داخىلي باستفزاز محض ع�ب ذلك القرين- تسود �ض

االآخر لينعكس أثرا جميال ال ينس وعبقا يحكي عن

النفط، اندياح قبل اللؤلؤ لصيد بحرية رحالت

الأتبع مرغما تلك االأصالة، ع�ب معراج عرصي نحو

ي دوما عىل الجانب ، الأجد�ض ي

بدايات القرن الما�ض

ي ي تشهق �ض

، أطالع االأبراج ال�ت ي ي د�باالآخر للخور، �ض

اجع وجه الغيم عىل برها المقابل، أراها وهي ت�ت

يد القديمة فوق أرض غ قرية الص ض وتختفي، لت�ب

الخليج، سواحل الطينية ببيوتها تحيط جرداء

تس�ت عتيقة، شعبية وزرات يرتدون وبأناس

ض يعلو وجوههم سأم ي ح�يمراء، �ض أجسادهم الس

االنتظار لمراكب صيد طال انتظارها.

دورا نفسها، عىل الثالثة االأماكن النقالب كان

االأمر، أول ما اشتباك فض ي �ض وفاعال ا حقيقي

، لكنها ي داخىليالأتورط بعدها بالتباسات عديدة �ض

إىل أفضت حيث االأجمل، هي كانت وللصدق

تأثيث غالبية القصص لدي، وح�ت يومنا هذا.

الطيفية التحوالت وليد االآخر، القرين- ذلك

انقالب كل بعد داخىلي ي �ض والملتبسة المتتالية

جذري لالأمكنة، والذي يحيلها إىل حلم حر محلق

ال ي بأن�ض ف أع�ت الراكدة، جغرافيتها عىل يطغى

كتلك عميق فهو براعته، وال ملكاته عليه أنكر

ي االأمكنة، ولكن�ض ي تلك

الخفي �ض المدن بمظهرها

قه الكب�ي أمامي، ولم ال أكون أك�ش أكره فيه تفو

ي ي �ض

ي أكره عجزي وسطحي�تف، بأن�ض وضوحا وأع�ت

حضوره.

االأخبار ات ن�ش كانت وبينما ، اللياىلي إحدى ففي

ووصفه الطقس ذم عاتقها عىل تأخذ المتلفزة

بالناس ا سينحدر كوني اعتباره حدثا أ عىل بالس�ي

الصور ألبوم ح أتصف كنت العقوبة، لة ض م�ض إىل

فوتوغرافية صورة إىل النظر وأطيل القديمة،

، االأبيض واالأسود، أحاول استعادة ض ذابلة باللون�ي

ض ي بصديق�يء ما فيها، صورة قديمة، جمعت�ض ي

سش

عىل المطل المقهى ذلك الروشة، مقهى ي �ض

ي الزرقاء، وكنت أنا عند طرف “مخيم العودة” �ض

الكادر.

تدخل القرين- االآخر بال مناسبة حقيقية، وقال:

من ينبعث الصورة، جمه ت�ت واضح ض أن�ي “هناك

وتنهيدة االأغلب، عىل الكادر، خارج ما نافذة

ض الكراسي ولم يلتفت إليها مرتجعة، سقطت ب�ي

أحد..!”.

تدرك “أال وقال: كعراف وجهي ي �ض حدق ثم

هذا؟”.

عما أبحث أنا فقط ، ييهم�ض “ال برود: ي

�ض أجبت

تقوله الصورة علنا”.

انفجر صائحا: “إياك، فليس كل ما تقوله الصورة

19

ربما ثالث، للون محتمل غياب هناك صحيح،

ي الركن البعيد من الساحة”.ابتلعته النافذة �ض

أجبته بال مباالة: “عىل أي حال هي مجرد صورة

فوتوغرافية وليست قصة أكتبها”.

كانت وإن “ح�ت يقول: وهو بازدراء ي ع�ض أشاح

يجب، مثلما اصطيادها ي �ض تفلح فلن قصة،

شأنك شأن االآخرين..!”.

ي الصورة د �ض وكان عىل حق.. فأصوات حجارة ال�ض

لم تنقطع، عىل الرغم من أننا تفرقنا ذلك النهار،

ثالثتنا لم نعد، وظلت الصورة.

ا ومغ�ب حارا الطقس كان نهارا، التاىلي اليوم ي �ض

من النائية الضاحية تلك ي �ض العادة غ�ي عىل

.. الزرقاء. يمدين�ت

بلونها والمدينة خالية، شبه الشوارع كتبت:

ما شيئا تنتظر وكأنها ساكنة الخانع، ، ي ا�ب ال�ت

ببالدة..

انبثق القرين- االآخر بنظراته الساخرة، ح�ت قبل

خاطفة بنظرة الورقة مسح ن، أدو ما يرى أن

ي �ض يدي من ي

يجذب�ض غيظه وهو ومعتمة، كظم

نزق، نحو عنق النافذة وقال: “انظر، هذا ليس

لقصة سيأبه فمن كذلك كان وإن ح�ت غبارا،

كهذه؟”.

غبار هذا “لنقل، فواصل: أجب، ولم تسمرت

ثقيل يجوس الشوارع االآن، يكو�ض

رأس وشج ض يوم�ي منذ سقط ضك ن�ي فتات وبأنه

ي االأجواء.المدينة، ثم تناثر وعلق �ض

ذلك إثر عىل كانت المرتفعة، المدينة، حرارة

السقوط المفاجئ، وأما المناخ فال شأن له، فما

رأيك؟”.

إىل يش�ي وأخذ مفاجئة يا بهست�ي انتفض ثم

أسفل وتحديدا الصيف، ذلك البيت، حاكورة

ي التكعيبة المدارية الطائشة لعرائش الظل، وال�ت

خال سقفها إال من بعض العروق الضامرة، كان

ي وبينه بي�ض يقلبها راح لفكرة تواقا االآخر القرين-

المنخور، الدالية جذع إىل النظر ي يشارك�ض وهو

: “أال يشبه كهال واهنا، عقيما؟”. الناحل، قال ىلي

، ض الياسم�ي شتلة إىل أجيب أن قبل ي تخطا�ض ثم

المورفة بدهاء فوق جدار الجارة المجاور، قال

ي مكر: “منذ م�ت وهذه الشتلة تضن علينا بعبق �ض

الرائحة؟”.

ي لم أفهم ما يعنيه، مال نحوي ض أدرك أن�ض وح�ي

: “جذع الدالية كهل عقيم ي ضيق وص�بهامسا �ض

وتلك الشتلة مخادعة..!”.

أنسنة تخسش “لماذا ي وجهي: �ض رأسه وصاح هز

االأشياء؟”.

ي لكن�ض شافية، إجابة دون االآخر القرين- رحل

ي القصصية..كنت بعدها أنجز أوىل مجموعا�ت

القصصية ي مجموع�ت تليها ثم ،2009 يا” “جال�ي

ميد” 2010، ثم المجموعة القصصية الثانية “م�ي

الثالثة “وردة لصيف واحد”، وكنت كلما قصدت

الزرقاء، ي لمدين�ت المجاورة المدينة عمان..

الملهمة، كي أكتب شيئا عنها، كنت أفتقد القرين-

تتيه بالكتابة وع ال�ش فعند غيابه، الألعن االآخر

ي الوقائع، وأنس، دون سبب واضح، أو ذنب م�ض

لتتمرد ببعض قص�ي ي أم�ض ما أحيانا أو ، ي

م�ض

قاسية بشبحية القصصية شخوصها بعض

ل مرغما. وفوقية طائشة فأقف، وأعد

ثم التقينا، أنا والقرين- االآخر بعد قطيعة زمنية

20

طويال، ر تأخ الذي ببوحه ا أخ�ي ي ليلقا�ض جائرة،

قال بهدوء: “عمان ال تدعم خاصية البحث عن

. وأما الحر أحد يا صديقي، فهي تحتضن الكث�ي

ي الزرقاء، كان ربع موجة ذلك الذي أفزع الخلق �ض

. أما الصورة الفوتوغرافية ، ليس أك�ش النهار المغ�ب

ليقف وانسحابه االأخ�ي تصلب وبعد العتيقة،

أن عىل أكيدة داللة إنما الكادر، حافة عند

ثالثهم، كان لونهم”.

لمجموعة الطريق أمامي يفتح ذاك ببوحه كان

موجة “ربع أسميتها ة، وأخ�ي جديدة، قصصية

حر”، دون أن يدري، مجموعة قصصية صدرت

عن وزارة الثقافة االأردنية ضمن سلسلة إبداعات

ي العام 2017.�ض

لون ثالث

قصة: ناصر الريماوي

كانوا ثالثة رجال، خارج الكادر..

وا غبش الصبح الفق�ي بالضوء والصدى، دون ع�ب

لم أحادي، كلون المرتجل الرمادي ذلك ، يمسش

سيد الرواق ي �ض البياض ليظل المصور، يلتقطه

الساحة.

السواد، كان المجاور، المقهى ي �ض الجدار عىل

الشوارع.. والفتات للشجر نافرة، قديمة، ظالال

ثالثتهم بالطمأنينة، توحي عتمتها موحشة، وال

طار. وأن غياب ض داخل االإ أجمعوا عىل غرابة االأن�ي

ي �ض الصباح أفسد قد للصدى، الحقيقي اللون

الصورة.

ي آخر الصورة..جم �ض ض الم�ت استوقفهم ذلك االأن�ي

ض ب�ي أفزعتهم ، الكراسي ض ب�ي تفشت تنهيدة ثمة

حفنة المفردات العديدة، كمصطلح عميق.

فليس حذر، عىل “كونا لرفيقيه: أوسطهم قال

كل ما تقوله الصورة صحيح، هناك غياب محتمل

ي الركن البعيد للون ثالث، ربما ابتلعته النافذة �ض

من الساحة..!”.

يصغي كان ضامر، رجل وجه من تقطر رهبة

عىل وماتت ايينه �ش تصلبت ما �عان لهم،

جدار خارج الكادر.

ربما ابتلعته النافذة أيضا.

* * *

واحدا.. عىل واحدا بهم ي نهارا، سنأ�ت الغد، ي

“�ض

ي الصورة”.ض �ض الرغم من فداحة اللون�ي

الصبح، ينتظر هزيل، آخر، رجل قاله ما هذا

وسط د، الممد الليل قتامة عىل فزع ي �ض ويطل

الساحة.

ضه الوميض، ض اع�ت كان يحتمي بظل الستائر، ح�ي

وسقط، ارتباك ي �ض تع�ش مبتعدا، للخلف، ففر

ء. يي سش

بعدها لم يعد يراهن عىل الضوء �ض

ي استياء عىل هامش ضئيل لتلك الصورة، خط �ض

ضد الليل مع كنت االأمسية، )تلك يوم: ذات

نارة...! أعمدة االإ

لها، أمان وال خبيثة، كانت الشوارع برندات

ي غفوة الناس، أخذت فوانيسها السقفية معها �ض

بالليل لتلتقي البيوت، ض أع�ي عن بعيدا انسلت

خفية، ثم عادت من دونها..

21

الوهج واحة ض تق�ض راحت البيوت، مصابيح

!.. الممكنة، وتهتف للشوارع: اللهم نفسي

سماء من بضوئها فرت الليلة، تلك النجوم

المدينة، والقمر حبسته غيمة(.

من الصورة، أعىل من تهبط د، ال�ض طاولة رأى

طار، وعاد نقطة تخطاها الوميض، إىل خارج االإ

طواعية، بينهم هبطت المقهى، ي �ض لتحط بها

وهو غيظه، ابتلع بفرح.. ثالثتهم فها تلق ض ح�ي

أعمدة وضد ء، يسش كل ي

�ض الليل مع “أنا يؤكد:

نارة”. االإ

* * *

المرأة الصامتة، تجمدت خلف النافذة الوحيدة..

تنبس ولم لمرات، الصبح، تع�ش عىل شهدت

بكلمة..

لم تحسم أمرها بعد، عىل الرغم من وجودها

أنها غ�ي الساحة، وأمام الكادر، وسط بينهم،

فضاء نحو أنينها فو�ض أطلقت ثم دت تنه

ضت أمرها للصباح. الصورة الخارجي، ثم فو

لهاث ليلفحها د ال�ض توقف دت، تنه كلما كانت

الثالثة أمام الطاولة.

الصورة: تلك خلف الحقا سطور ببضع علقت

وحدي. عليها شهدت فاشلة.. محاوالت )ثالث

الصباح لق ض ي�ض كان مرة، كل ي و�ض الليلة، تلك

تسنده بالرصيف، يرتطم ثم السور حافة عن

غيظ، ي �ض مكبال للشمس تعيده ثم الطريق،

ي �ض تراقب لكنها عجة، ض م�ض بدت الساحة أشجار

صمت وتكتفي بالنظر نحو زجاج النوافذ.

العصاف�ي تهب كانت للصباح، محاولة كل عند

سفلت عىل سعة ثم تعود خائبة، وهي تلعن االإ

صدره.

ي �ض الشمس يوبخ وراح يغامر، ولم ر تأخ الهواء

ي صدره نواة زوبعة..�ه وينتظر، تتحرك �ض

ة. ر تأجيلها مرغما لساعات الظه�ي قر

ي يوم وليلةثالث محاوالت فاشلة �ض

لم يشهد عليها أحد سواي(.

د، يلفحها لهاثهم حول د المرأة، فيتوقف ال�ض تتنه

. تلك الطاولة.. فتبكي

* * *

د تتواصل.. أصوات حجارة ال�ض

الزقاق قلب وح�ت المقهى بوابة من تتدحرج

عبوره، الليل عىل المحظور الممتد، الوحيد،

تقرع االأبواب المصفدة، والنوافذ، كرشق المطر.

ي الناس �ض الليل... ال محالة”، قال لنا “سيجلبون

ا منهم لم يخاطر. فزع. لكن أحد

قرب الشاردة، نارة االإ أعمدة الصدى تسلق

الساحة، ليجدها وحيدة، ومشغولة، تفتش عن

ي الرمل، ح�ت كؤوس الشاي لم نورها الشاحب �ض

تزل مغمورة وساخنة، منذ زمن، ولم يلتفت إليها

أحد.

لم يعد ما يجري لعبة.. بقصد التسلية.

المغ�ب الكادر خارج -وكانوا تفرقوا ثالثتهم

الليل هم أذن الرصيف بثوب بالدخان- سد أك�ب

فوق وتشتعل المصابيح تومض كي االأسود،

رؤوس االأعمدة.

22

جمع أوسطهم منافذ الصخب الفالتة من ساحة

ي جيب قميصه، فعاد الصمت المقهى، ودسها �ض

للزقاق.

الوحيدة، للنافذة بانتباه أصغى أصغرهم

“رصاخ الساحة، عىل إغماضة بنصف المطلة

ي طفل يشق ستارة المهد، ويخرج منها، مما يع�ض

ي �ه. امرأة”، قال �ض

إطار يدوس ب، يق�ت وهو كان ، أك�ش جذبته

ا لنا، ، ح�ت وقع، صار مرئي ي حذر ويع�بالصورة �ض

وسط الكادر.

تحت بها يرمي ظل مثلهم، د ال�ض بحجارة رمى

ثم الصبح نح ي�ت مرة، كل ي و�ض باح، الص أقدام

لق، يرتطم بالرصيف، ويفشل. ض ي�ض

وكان الصدى، بحبل تعلقا منهم، اثنان ظل

ثالثهم.. لونهم

23

الكتابة فعل المقاومة ضد الموت والكراهية والقبح

ماجدة العتوم/ األردن

شهادة إبداعية:

ت أن أكون كاتبة، فهكذا وجدت ي اخ�تال أظن أن�ض

ي االأمر نوعا من . أحسب عىل نحو ما أن �ض نفسي

ي كان يكتب الشعر عىل الرغم من أنه الوراثة، فأ�ب

لم ين�ش شيئا من شعره، وخال والدي كان شاعرا

هم ديوان غ�ي مطبوع، وهناك غ�ي له إذ أيضا،

وإضافة العائلة. ي �ض الن�ش أو الشعر يكتب ن مم

ي بيت علم وثقافة. لعامل الوراثة فقد ترعرعت �ض

ي كان والدي يحرضنا عىل القراءة والكتابة، ويش�ت

ي أصعب ظروفه �ض الشعر ودواوين القصص لنا

باستمرار تتابعنا ي والد�ت وكانت أحيانا. المادية

ي بالكتاب دون كلل أو ملل. هذه الظروف ربطت�ض

أسميه ما داخىلي كت وحر والكتابة وبالقراءة

تهدأ قد “سوسة”، أنها أظن الكتابة. “سوسة”

دا حينا، لكنها ال تلبث زمنا طويال ثم تثور مجد

واالأقالم االأوراق إىل ض الحن�ي آالم معها وتث�ي

والكتب.

االبتدائية المرحلة ي �ض الشعر كتبت ي

أن�ض أذكر

ا عن مشاعر كما كتبت الخواطر والمقاالت تعب�ي

، مثل الحزن عىل فراق صديقة أو يكانت تجتاح�ض

انتقلت معلمة إىل الشوق ومثل ح�ت خصامها،

من شابه وما الدراسية، ي حيا�ت ي

�ض فراغا وتركت

ي ي كانت تفعل فعلها �ض

هذه المشاعر الطيبة ال�ت

. داخىلي

ة ف�ت ي �ض القصة كتبت ي

أن�ض اف االع�ت من بد ال

االأربع السنوات خالل وذلك ما، نوعا متأخرة

جامعة ي �ض وآدابها ية ض االنجل�ي اللغة دراسة أثناء

مرتبطة ي أن�ض أشعر السبب لهذا وربما موك، ال�ي

ومكان ول، االأ الكتابة مكان الأنها موك، بال�ي

لها ي ول، ولذا يظل حني�ض

االأ المختلطة المشاعر

ول ي االأ

ي االأوىل وفرحي االستثنا�أ�ت ي إىل قص

يعيد�ض

بتلك الوالدة.

ض أنظر ي ح�ين يكتبون ربما، فإن�ض ين مم ومثل كث�ي

الصادرة مهزومة” “أحالم االأوىل ي مجموع�ت إىل

ي ، وأن هذه ال�ت عام 2002، أشعر أنها ليست ىلي

24

، وال بد أن يي القصص لم تعد تشبه�ض

تطوف �ض

عام الصادرة ا” جد رت “تأخ الثانية المجموعة

وظروف وتقنياتها لغتها ي �ض ا كث�ي تختلف 2010

ال “باب الثالثة المجموعة ستكون كما كتابتها،

االأهلية الدار عن العام هذا الصادرة يغلق”

تجربتنا أن أقصد ، نتغ�ي فنحن تماما. مختلفة

وقراءاتنا تختلف العالم إىل ونظرتنا تختلف

ي لكن�ض ، ي

إصدارا�ت أزمان تباعدت أيضا. تختلف

بشأن القلق عن أو الكتابة عن يوما أتوقف لم

بالكتابة وأهذي أكتب، ي أن�ض أحلم فأنا الكتابة،

أعماىلي أؤدي ي مثل كل أم إن�ض إذ الوقت، طوال

ي البيتية، بينما أكون أكتب دون لية وواجبا�ت ض الم�ض

كل ومثل الحاسوب، أو والورقة للقلم الحاجة

درس كل ي �ض ي

أن�ض وأشعر عمىلي أؤدي موظفة

أتوقف يوما ي أكتب، وأرجو أن ال أعطيه لطالبا�ت

عن الهذيان بالكتابة.

الراهنة العربية الظروف أن من الرغم وعىل

واالأحبة مهزومة، االأحالم نرى تجعلنا محبطة،

مع أتفق ما ا فكث�ي مغلقة، واالأبواب متأخرين،

ا ما أتساءل نفسي عىل التوقف عن الكتابة، وكث�ي

الذي دي ال�ت زمن ي �ض نفعله ما كل جدوى عن

ي أعتقد أن “السوسة” ستظل تفعل نعيش، لكن�ض

كل وتسجيل الكتابة فينا ز فتحف االأوىل، فعلتها

طريقته وفق كل عنه؛ والتعب�ي حولنا يدور ما

ي معرض الخاصة، ووفق زاوية نظره الخاصة. و�ض

أسأل ض ح�ي ي فإن�ض الكتابة، جدوى عن الحديث

: “لماذا أكتب؟”، أجد أن االإجابة عن هذا نفسي

السؤال تشبه الرد عىل سؤال آخر من قبيل: “لماذا

ا كان أو ح�ت شجرا أو نهرا؟”، فنحن نحب، ب�ش

ن الحب يجعلنا نرى نحب الأننا نحب، ونحب الأ

أجمل ما هو موجود فيمن نحب، كما إنه يظهر

حياة، الحب ن الأ نحب نحن و فينا، ما أجمل

وهكذا هي الكتابة: حب وجمال وحياة.

ي لكن�ض أيضا، متأخرة القادمة المجموعة ي

تأ�ت قد

ض ن�ش مجموعة سأكون إبان ذلك الزمن الفارق ب�ي

يكون هذا فربما بالكتابة. أهذي أخرى وإصدار

إخفاقات ظروفنا نعيش أن الحياة، من نصيبنا

أن سنأمل لكننا آالمها، ي ونعا�ض الحالية العربية

يعيشه أفضل زمن عن ض سيتمخ كله هذا

أبناؤنا الأننا كآباء سنظل نرجو أن تكون الظروف

ي الوقت ي سيعيشونها أفضل مما هي عليه �ض

ال�ت

ي لست لكن�ض أكون سوداوية، أن أريد الراهن. ال

الخوف ض ب�ي وذاك، هذا ض وب�ي جدا، متفائلة

سا توج ي قل�ب عىل الي�ى يدي أضع واالأمل،

قلمي االأخرى بيدي وأمسك قادم، غد من

وأواصل فعل الكتابة؛ فعل المقاومة ضد الموت

والكراهية والقبح، فعل الحب والحياة.

الصورة

قصة: ماجدة العتوم

مسبق، قرار ودون واضح، سبب دون هكذا

ي ذلك اليوم وبعد انتهاء الدوام؛ أذهب وجدت�ض

بحجة ، ىلي شخصية صورة اللتقاط محل إىل

منذ مدته انتهت الذي السفر جواز تجديد

ي حقيقة االأمر ي االأفق.. و�ض

شهور، وال سفر يلوح �ض

25

اللتقاط نفسي ح�ت استعداد عىل أكن لم ي أن�ض

فتحت ي ال�ت اللحظة منذ معكر مزاجي صورة،

ي ذهبت. وبعد جهد هذا الصباح، لكن�ض ي

فيها عي�ض

ي أن أغ�ير الذي طلب م�ض ي ومن المصو

جهيد م�ض

ي وابتسام�ت ي

شف�ت وزمة يعي�ض ونظرة رأسي حركة

اليأس من أصابه ن كالنا الأ مرات عديدة.. وربما

، فلقد انتهى ض ي الطرف�يالحصول عىل صورة تر�ض

العناء كل هذا آل كيف أفهم لم االأمر بصورة

إليها.

ض وستكون الصور جاهزة”، هكذا “تعاىلي بعد يوم�ي

ر، ومضيت. قال ىلي المصو

هناك الصور. وأخذت عليه عرجت ض يوم�ي بعد

أخرى ، وصورة الصغ�ي الحجم من ي صور ثما�ض

بحسب ي خش�ب إطار ي �ض ر المصو وضعها ة كب�ي

. وال أدري لماذا سألته أن يفعل! لكنه فعل. ي طل�ب

أي ي �ض أفكر ل ض الم�ض إىل وعدت الصور حملت

ي غرفة نومي عىل مكان أضع الصورة المؤطرة. �ض

ال ال.. لل�ير؟ المجاورة االأدراج عىل الحائط؟

ي مكان نومي.. �ض ي عبئا زائدا عىلي

أريد أن أرا�ض

ي غرفة الضيوف ذهبت إىل غرفة الجلوس، هنا؟ �ض

مثال، داخل الخزانة الزجاجية حيث تجلس بعض

ال أناس ي ا�ض ال، س�ي والصور؟ والتذكارات التحف

الرسميات تلك سوى وبينهم ي بي�ض وثيقة عالقة

والتكلفات.. إذن هي غرفة الجلوس.. حيث يجلس

بون جدا بوصفهم من أهل البيت. وهناك المقر

ض بهذه ب�ي المقر أريد أن أسمع رأي علقتها فعال.

رأيتها ما غ�ي عىل اليوم رأيتها ي ال�ت الصورة

ي لكن�ض الصورة، أفهم لم باالأمس، باالأمس.

اليوم كرهتها، أي مجهود عال بذلته الأظهر هذه

فبدتا يق عي�ض اخ�ت أي ضوء الحزينة؟ االبتسامة

؟ ياااااه.. هذه صورة قبيحة. فكرت أن ض جاحظت�ي

أي مكان، لكن جرس ي أعدل عن فكرة وضعها �ض

الباب رن؛ فنسيت أمرها وانشغلت بالباب ومن

قرع الباب.

م�ض ذلك اليوم ولم أعاود التفك�ي بتلك الصورة

ي غرفة الجلوس. المنسية معلقة عىل جدار ما �ض

؛ دخلت إىل الغرفة حيث ي صباح اليوم التاىليو�ض

ي عليها؛ ي شعاع ضوء سقط من قل�بالصورة، راع�ض

فرح، عن تنم االبتسامة صارت ح�ت فأضاءت

انفتحتا عىل دهشة.. يوبدا كأن عي�ض

أنه بد “ال يقول: الغرفة آخر من جاء صوت

ا” ر بارع.. لكن صاحبة الصورة جميلة حق مصو

26

على أنقاض سيرة “أحمد عبدالله” بنيت مجدي القصصي

أحمد أبو حليوة/ األردن

شهادة إبداعية:

ظروفا عاش إنسان ي أن�ض أم قاص أنا هل

فظننت ا، كتابي عنها للتعب�ي دفعته استثنائية،

ي كاتب؟!بعد أعوام أن�ض

أيلول من ين من عمري وتحديدا شهر ي الع�ش�ض

ي مخيم العام 1994 خطت يدي أوىل قص�ي �ض

ي ي العاصمة السورية دمشق أثناء دراس�ت

موك �ض ال�ي

،” يطفل�ت يا “هيا عنوان تحت وذلك الجامعية،

ي “الشيخ ي العام نفسه كتبت قص�ت

ومن بعدها �ض

ت ية، ون�ش ض نجل�ي ي ترجمت إىل اللغة االإوالثلج” ال�ت

كا أم�ي ي �ض محكمة جماعية قصصية مجموعة ي

�ض

)Snow in Amman( عنوان تحت 2015 عام

ي القصصية االأوىل ي مجموع�ت

تا �ض ض ن�ش وكال القصت�ي

ي العر�ب الجيل الصادرة عن دار الشتات” “سع�ي

بدعم من وزارة الثقافة االأردنية عام 2004.

قبل ذاك كنت قد عشت عقدين من الزمن تسيد

“عبدالله ي أ�ب انفصل إذ البطولة، القدر فيهما

أبوحليوة” الذي تعود أصوله البدوية إىل إحدى

عن المحتلة ض فلسط�ي جنوب السبع ب�أ عشائر

إحدى قرى إىل تنتمي ي ال�ت أبوريا”، “فوزية أمي

قضاء الخليل المحتلة عام 1948 من قبل اليهود

الصهاينة.

دمشق ي �ض مولدي من شهور بعيد وأمي عدت

ي مدينة الزرقاء، حيث عام 1974 إىل بيت أهلها �ض

ينية المطلقة من ج ابنته الع�ش والدها، الذي زو

لم وأنا أمي، مع ي يبقي�ض أن رفض آخر، رجل

كان من فما والنصف من عمري، العام أتجاوز

ي منذ عام 1975.ي وربت�ض

ي إال أن أخذت�ض والدة أ�ب

االأوىل ي ذاكر�ت بدأت الزرقاء... مدينة ي

�ض وهناك

تتفتح عىل وجه عجوز سبعينية )إنزيله المسامره(

ر المعف وجهها عىل تجاعيده الزمان خط ي ال�ت

اب ووشم البالد المغتصبة ذات نكبة أخرجتها ب�ت

أرضها، من وبناتها وابنها وزوجها هي ق�ا

الغربية، الضفة ي �ض العروب مخيم ي

�ض لتستقر

ق النهر ومن بعدها نكسة تدفعها للجوء إىل �ش

27

بعد وفاة زوجها وضياع بقية بالدها، واضطرارها

لة ي مدينة العمال والعسكر، متحمإىل االستقرار �ض

وحفيدها، هي وحدها والعيش الحياة ضنك

ومعها بضع أغنام وبعض دجاجات تشكل مصدر

والحاجة، العوز ما نوعا يقيها لها، بسيط رزق

وهي المرأة االأبية الروح والجميلة الطباع.

جت بناتها ي بعد أن كانت قد زو�ت عشت أنا وجد

ي االأردن، وفرض عليها ابنها الوحيد فراقه الثالث �ض

ي سورية بعد التحاقه بقوات الثورة الفلسطينية �ض

، للتتقاسم حياته يمطلع سبعينات القرن الما�ض

وت بعد ذلك ثالث عواصم عربية هي دمشق وب�ي

ي االأوىل عاش جل لجوئه، وفيها أودع وتونس، و�ض

ة الشهداء عام 2006. ي مق�بجثمانه الطاهر �ض

ان وجهي بعد حادثة الن�ي ي العام 1978 أكلت �ض

ي هذه ، فأفقدت�ض ي

ي كادت تودي بحيا�تالحريق ال�ت

ي الوقت الحادثة جماال عابرا ال بد زائل، ولكنها �ض

الجمال من آخر بعدا لروحي أعطت نفسهه

ان ن�ي كل إليه الوصول تسطيع ال الذي الخالد

رادة االأرض، خاصة بعد أن أصبحت شابا قوي االإ

جميل الروح مفعما بالحياة والتفاؤل، عىل الرغم

ي مما لحق بوجهي من تشويه ظاهر، لم يمنع�ض

االأدبية ي حيا�ت ي

�ض قدما يالم�ض عىل االإرصار من

ي النجاح ا �ض ي الثقافية، وجعىلي درسا عملي

ونشاطا�ت

ي من قريب واالأمل والثقة بالنفس لكل من عرف�ض

أو بعيد.

عمري، من السادسة ي �ض كنت 1980 العام ي

�ض

فبعد ، يحيا�ت ي

�ض ستبدأ الثالثة المرحلة وكانت

ت ي ك�بالعيش مع االأم المنجبة واالأم الجدة ال�ت

العمة االأم إىل ي تأخذ�ض الحياة كانت ومرضت،

ة ولكنها عزيزة أرملة فق�ي أبوحليوة(، وهي )ثريا

ي �ض وتعيش أطفال خمسة ي تر�ب وحكيمة النفس

عندها ي �ت جد ي

وضعت�ض حيث عمان، العاصمة

المرأة بيت هذه ي و�ض لها، السادس االبن الأكون

والثانوي، االأساسي تعليمي يت تلق العصامية

ي مع لتدخل�ض وقد تكبدت الكث�ي من الرجاء حد الد

الهاشمي ي �ض الوكالة مدرسة ي

�ض ول االأ الصف

ا كامال بسبب رت عاما دراسي ، بعد أن تأخ الشماىلي

يكن لم إذ أملكها، ي ال�ت الثبوتية االأوراق نقص

وال قديمة، سورية ميالد شهادة سوى ي بحوز�ت

عائلة ي �ض أحي لم أصال ي

الأ�ض معي، عائلة دف�ت

ي تقوم عىل العيش كل الطبيعي للكلمة ال�ت بالش

مع الوالدين أو أحدهما عىل االأقل، وكاد العمر

مشيئة لوال الحياة، طوال تعليم دون ي �ب يمتد

المعروفة العصامية االأمية المرأة وهذه الله

نوفان( )أم المربية المرأة بلقب ي مذكرا�ت ي

�ض

وتثقيفي أيضا ي تربي�ت حسن عىل حرصت ي

ال�ت

من الرغم عىل كانت وأنها السيما ا، اجتماعي

ومضيافة كريمة المتواضعة االقتصادية حالتها

. هامة واالأنفة الكث�ي وفيها من الش

ة ي العام 1989 التقيت بوالدي بعد خمس ع�ش�ض

ي االأردن وهو سنة من ميالدي والغياب، إذ كنت �ض

ي سورية، وذلك بعد حصوىلي عىل جواز السفر، �ض

دخل أن وبعد لسنوات، حثيثة محاوالت بعد

االأردن حقبة الحياة الديمقراطية وإنهاء االأحكام

ي أيضا رؤي�ت العرفية، وربما االأغرب من كل ذلك

من ض سن�ي ع�ش بعد أيضا العام ذلك ي �ض الأمي

ي �ض وهي عمان العاصمة ي

�ض كنت حيث الفراق،

عنها أبتعد أن شاء القدر ولكن الزرقاء، مدينة

28

ي ي دفعت�ض

عقدا كامال، ح�ت جاءت تلك الحادثة ال�ت

للقاء بها، ويضيق المجال ها هنا عن �دها.

ض من عمري كنت مجتهدا وطوال العقدين االأول�ي

ي ال�ت )أبوحليوة( ي

عائل�ت من وقريبا ي مدرس�ت ي

�ض

ي باسم كان أبناؤها وبناتها صغارا وكبارا ينادون�ض

وكأنه والدي واسم اسمي أي عبدالله( )أحمد

رجالها ومحبة إعجاب مثار وكنت واحد، اسم

أن أبنائهم من يطلبون كانوا الذين ونسائها

ي النجاح وتجاوز الصعوبات، ي قدوة �ض

يتخذوا م�ض

وهذا ما جعل معظم بيوت العائلة تفتح أبوابها

بكل للكث�ي منهم العديدة ي زيارا�ت ، وتستقبل ىلي

ي قريبا فرح وسعادة، وهذا بدوره أيضا ما جعل�ض

ي ال�ت العائلة قلوب معظمهم، وجعل هذه من

أدين لها بالكث�ي االأحب إىل فؤادي.

االأردن ي �ض العامة الثانوية شهادة عىل حصلت

ي �ض الجامعية للدراسة وذهبت ،1993 عام

عىل دمشق جامعة من حصلت إذ سورية،

أن بعد العربية، اللغة ي �ض البكالوريوس شهادة

ض الخصال عشت الأربعة أعوام مع والدي المم�ي

ي الشخصية والنضال والهائل الجود والكرم وال�ش

ي مخيم “أبوأحمد بالل” ومع زوجته “ليىل أيوب” �ض

ي بذلك تنتقل من االأم االأم موك، وكانت حيا�ت ال�ي

إىل االأم الجدة فاالأم العمة ومن ثم االأم الخالة

ة. كما كنت أنادي االأخ�ي

ين من عمري وخالل المرحلة الجامعية ي الع�ش�ض

بدأت أهتم بقراءة الدواوين الشعرية والقصص

المقاومة أدب عىل ي قراءا�ت وانصبت والروايات،

الجامعية السنة ي �ض كنت ولما ، الروسي واالأدب

ي �ض عت و�ش القصصية الكتابة بدأت الثانية،

” ومن ي ي مع “منتدى توفيق زياد االأد�بنشاطي الثقا�ض

،” يالفلسطي�ض الديمقراطي ي

الثقا�ض “المنتدى ثم

ض ي الذي لم يتوقف منذ ذاك الح�ينشاطي الثقا�ض

وح�ت االآن، وكان السؤال:

ي إنسان عاش ظروفا استثنائية هل أنا قاص أم أن�ض

أعوام بعد فظننت ا، كتابي عنها للتعب�ي دفعته

ي كاتب؟!أن�ض

أن بعد والكاتب، نسان االإ : ض الحال�ي كال كنت

ي ع�ش ي إحداهما، وقد تطلب االأمر م�ض

عت أ�ض توق

، أو باالأحرى الأقنع “أحمد سنوات كي أقنع نفسي

، والبطل الحقيقي لكل عبدالله” بطل كل ما م�ض

ض ي الثالث�يما هو آت، أن أحمد أبوحليوة قاص. و�ض

القصصية ي مجموع�ت أصدر كنت عمري من

ا، كب�ي نجاحا القت ي ال�ت الشتات” “سع�ي االأوىل

الثانية القصصية ي مجموع�ت ة كث�ي بأعوام تلتها

ي شهدت حفالت توقيعها حضورا “رجل آخر” ال�ت

الزرقاء ومدينة عمان العاصمة من كل ي �ض الفتا

ي ومنطقة الرصيفة، وهذا ما أكد ىلي حجم مكان�ت

عن بعيدا كقاص والثقافية االأدبية الساحة ي �ض

، لتكون المحصلة النهائية بعد ذلك ية حيا�ت س�ي

، يكله، وبعد ربع قرن من الكتابة والعمل الثقا�ض

والفعاليات القصصية االأمسيات مئات إقامة

المملكة، محافظات من العديد ي �ض االأدبية

الساحة ي �ض ي

ثقا�ض وناشط ككاتب اسمي وترسيخ

م ض ما يقد الثقافية االأردنية بحسن ما يكتب وتم�ي

، لقاء القص�ي ي االإمن إبداع، وبأسلوبه الدرامي �ض

حد الذهاب إىل ما يسمى بالم�حة القصصية،

وأنا الذي بت منذ خمسة ع�ش عاما وح�ت االآن،

العام واالتحاد ض االأردني�ي الكتاب رابطة عضو

29

البيت ومدير ومؤسس العرب، والكتاب لالأدباء

ي للثقافة والفنون. االأد�ب

“الحجه فاطمة”

قصة: أحمد أبو حليوة

،) ي�ت )جد ه... جد ة وجد أبيه ة وجد ته جد هي

أباه يناديها، وهكذا وجد الدنيا هكذا وعى عىل

ده أفراد عائلته ه يفعالن، بل هذا ما كان يرد وجد

فاطمة” “الحجه يرون عندما ة الب�ش الحنطية

السمراء اللون.

اها من تقول الحكاية إن جد العائلة االأك�ب اش�ت

ي أحبها وتع� سوق للرقيق أيام البالد لزوجته ال�ت

عائلة من الباقية الطفلة إنها وقيل إنجابها،

ولكن وقيل... وقيل أفريقيا، من قدمت منكوبة

ي كان ي الموضوع أنه أهداها لزوجته ال�ت

المهم �ض

ض من الزواج، ف�ت بها ا بعد حول�ي ا جم يحبها حب

كة تربيتها عىل حد تعب�ي وربتها كأنها ابنتها، وب�ب

شيخ القرية الحافظ للقرآن آنذاك، رزقت بأبناء

جميعا وها اعت�ب وقد ، ض بسن�ي ذلك بعد وبنات

الجميع تساوى النكبة وبعد ى، الك�ب أختهم

الغوث وكالة وأمام طابور الخيام، برد ظل ي �ض

لالأعىل صوتا الغلبة وكانت بل المؤن، الستالم

وأشد )ردحا(، وقد امتلكت “الحجه فاطمة” ومنذ

إىل باالإضافة بجدارة، المقومات تلك صغرها

بنيتها الجسدية الضخمة والقوية.

وجريئة، شجاعة وطنية فتاة كانت إنها يقال

تخبئتها جراء للخطر نفسها عرضت ولطالما

واحد سكنتهما ض مخيم�ي ي �ض وأسلحة ض لفدائي�ي

عىل هؤالء وساعدت قه، �ش وآخر النهر غرب

ذاك ضد ناجحة عسكرية بعمليات القيام

الكيان الغاصب، واالأجمل من ذلك كله أنها كانت

ض ووطني�ي ض وقومي�ي ض شيوعي�ي من الجميع تساعد

ض الصادق�ي ض المنتم�ي من ض ويساري�ي ض ويميني�ي

من بأرواحهم للتضحية ض والساع�ي لقضيتهم

أجل حرية بالدهم، وعىل الرغم من أنها لم تكن

، إال أن يتفهم تركيبة هذه التنظيمات وماذا تع�ض

توجز كانت ي ال�ت ة الشه�ي عبارتها يذكر الجميع

تها بقولها: “المهم إنهم فيها الحالة والغاية برم

اليهود... وبقاتلوا فدائية إنهم المهم فدائية...

إلىلي �قوا أرضنا”.

بعد ثاقبة ونظرات واثقة، شخصية ذات كانت

ال قوة عنرص أنه عىل اختالفها إىل تطلعت أن

ض ال ذل، ضعف، وإىل تاريخها عىل أنه نقطة تم�ي

الثامن من عمرها العقد ج، وباتت بعد و ض ت�ت لم

قبل الرجال إليها يلجأ ي ال�ت العائلة ة كب�ي هي

السديد رأيها وأخذ حل معضالتهم، ي �ض النساء

وغالبا لهم، آمرا قاطعا رأيا كان ما غالبا الذي

كن ي الال�ت للنساء بالنسبة توبيخ كث�ي ما يصحبه

يهبنها، بل ويخفن من تزويجها الأزواجهن، وقد

ة ي فعل ذلك أك�ش من مرة، وجلب رصضنجحت �ض

لهذه أو لتلك.

ض ومؤتمر الدولت�ي إنهاء االنتفاضة من خالل حل

اع، هذا ما تناقلته وسائل ي الرصض طر�ض للسالم ب�ي

عالم والقنوات التلفزيونية، و)الحجه فاطمه( االإ

د بحزن: “الحكي الفاظي فاظي، العدو عدو، ترد

والحق حق”، وبعد ذلك هالها ما رأت من وقائع

30

ض ب�ي اللدودين.. ض الخصم�ي ض ب�ي االتفاقية حفل

ي نكسة نفسية عميقة، الحق والباطل، فدخلت �ض

وتدهورت حالتها الصحية بشكل ملحوظ.

جثمانها، لتشييع كلها العائلة تجمعت اليوم

ي �ض الحي وأفراد ة العش�ي وجهاء فعل وكذلك

المخيم، حيث كانت من أوائل من سكنه ة مق�ب

داخله بشعبيتها عرفت ي وال�ت النكسة، بعيد

والعالج ي العر�ب الطب تقديم عىل وبقدرتها

عىل تقدر لم أنها إال السحر، وفك باالأعشاب

القضاء ومعرفة شيفرة العودة، تخطي طالسم

ض لتلك االأرض ومن وما عليها أيضا. عىل الحن�ي

انتهت طقوس الجنازة الحزينة بعد صالة الجمعة،

وعاد عدد كب�ي من الجمع الغف�ي إىل بيت االأجر،

فاطمة” “الحجه بوجود فوجئوا الجميع أن غ�ي

لمن العزاء واجب م تقد ، ض المستقبل�ي رأس عىل

بقوا عىل قيد الحياة واللجوء

31

الفراشات تخبر أبناءها نصف الحقيقة عن ضوء المصباح

عبدالرحيم العدم/ األردن

شهادة إبداعية:

الصف ي �ض كانت للكتابة فيها لجأت مرة أول

عىل كتبت ي أن�ض يومها أذكر ، ي

االبتدا�أ السادس

قصاصة ورق:

ي قادرا “أمل أنت جميلة جدا للحد الذي يجعل�ض

ب )حموده الكرش( من أجلك”. عىل رصض

ي مدرسة ي الصف الخامس �ض

* أمل: أجمل بنت �ض

بط. البنات المقابلة لمدرستنا بالض

س المدرسة، �ش ي �ض أقوى ولد الكرش: * حموده

أ الطباع. وس�ي

طريق ي �ض القصاصة رمي عىل يومها أجرؤ لم

ولم أنوي، كنت كما الدوام نهاية بعد )أمل(

ي ذلك مطلقا؛ كل ما ب )حموده( ولم أفكر �ض أرصض

ي تابعت كتابة القصاصات ح�ت اليوم فعلته أن�ض

كلما وقف غول العجز ي درج الخزانة ووضعها �ض

ي ناب الزمن من ض ما أريد، أو كلما عض�ض ي وب�ي

بي�ض

ي يد الخيبة عىل خدي.كتفي أو صفعت�ض

إىل أويت كلما ورصت واالأيام اللياىلي توالت

حو ض الص ي أكون فيها ب�يي اللحظات ال�ت

، و�ض يفراسش

والنوم، تتعلق عيناي ال شعوريا بضوء المصباح

المتدىلي من سقف الغرفة -أخاف العتمة- فينفتح

مثل ي �ض رجل ىلي ويخرج الذاكرة، خزانة درج

كث�ي ورق ورق؛ من لكنه جدا ي ويشبه�ض عمري

بقسوة ويجثم هش متآكل ومصفر، ينقض عىلي

كتفي، من ي يهز�ض ، ي

يخنق�ض يكاد صدري، فوق

وقصاصات صفحات فشيئا شيئا يتساقط ثم

فوق بعضها بعضا، ويص�ي كأنه كتاب، فأنهض

ة كث�ي فراشات شكل عىل يط�ي ؛ فيط�ي الألتقطه

ي السقف.. وهكذا كل ليلة !نة نحو المصباح �ض ملو

نصف أبناءها تخ�ب الفراشات )بالمناسبة..

س تلم لهم ك المصباح، وت�ت الحقيقة عن ضوء

قة؛ المح�ت بأجنحتهم ومعرفته ي الثا�ض النصف

تستدعي الحقيقة الكاملة المعاناة واالألم(.

المبكر عىل يف� صحوي كان هذا إن أدري ال

ي أصابع يدي كل يوم !االألم الشديد والخدر �ض

ي ن�ش ري �ض وال أدري إن كان هذا يف� -أيضا- تأخ

مخذول رجل “يوميات ض القصصي�ي مخطوطي

32

ض والمكتمل�ي فراشة” جناح عىل ليليا و”إىل جدا”

منذ وقت بعيد، ح�ت هذه اللحظة.

قصتان

عبدالرحيم العدم

“عالحديدة”

ا كث�ي ضحكنا أمس، )حموده( صديقي عرس ي �ض

ا جد مقرب بيده كصديق أمسك وأنا )الزفة( ي �ض

ي هذه المحنة الشديدة يقف إىل جانب صديقه �ض

والموقف الذي ال يحسد عليه.

اث الجميل، ي له من ال�ت كانت الفرقة أمامنا تغ�ض

ي الغناء إىل هذين وأذكر أنه لما وصلت الفرقة �ض

: ض المقطع�ي

“ عالعود اليابس علق جاكيته عالعود اليابس

ما حدا البس مثل جاكيته ما حدا البس!”.

“ عالحجر قاعد ها يلىلي بره عالحجر قاعد”.

أن ىلي وأشار بعنف يدي عىل ضغط أنه أذكر

أتوقف عن الضحك وأن أخرس تماما؛ أعتقد أنه

هذا ي �ض الوحيد أنا الحقيقة ي

�ض ي الأ�ض ذلك فعل

الجمع الغف�ي المبتسم من حوله الذي يعرف أن

ي أنا، الذي أعرته إياه الجاكيت الذي يلبسه جاكي�ت

الوحيد وأنا المناسبة، لهذه ومكويا( )مغسوال

أيضا الذي يعرف تماما أنه ليس )عالحجر قاعد(

بل )عالحديدة( !

تك.. تك..

ة الكب�ي الساعة دقات ليست بالتأكيد هذه

ي غرفة الجلوس، فهي معطلة منذ زمن.المعلقة �ض

ي �ض الساقطة المتقطعة الماء قطرات وال صوت

المطبخ، ي �ض )الحنفية( تحت ي

المعد�ض الحوض

كيف ذلك والمياه مقطوعة هذا االأسبوع ؟!

ي تقف ببالهة وال صوت )المروحة( المتخلفة ال�ت

ي زاوية الغرفة كفزاعة للذباب والناموس فقط.�ض

عىل يتكتك ومطر ورياح.. )برد ليس وبالتأكيد

ن الجو غ�ي عي كاظم الساهر؛ الأ الشباك( كما يد

. جميل وال شاعري، بل حار وجاف ومغ�ب

المزعج، الرتيب الصوت هذا ي أعصا�ب يث�ي

كالمجنون أجول عن مصدره، للبحث ي ويدفع�ض

ي أركان البيت بحثا وال فائدة!�ض

ي ته القاتلة، ويساعد �ض يتنامى الصوت وترتفع وت�ي

كون المطبق المريب. ذلك هدأة الليل وهذا الس

الصوت مصدر عن الكشف ي �ض ي

محاوال�ت تبوء

النوم ي �ض ي

محاوال�ت هي كما بالفشل جميعها

الـ)تك.. زال وما االآن فجرا الخامسة إنها أيضا،

ي رأسي مثل تك.. تك.. تك.. تك.. تك...( يصدح �ض

ي صخر صلد. مطرقة نحات �ض

ها باكرا، العمل إىل الخروج سوى حال أجد ال

هو )عبود المجنون( كما يطلق عليه أهل الحارة،

، ض بشعره الكثيف ولحيته الكثة وعينبه الجاحظت�ي

ي زاويته المعتادة من الحارة، ألقي عليه يجلس �ض

ية المعتادة. دها بضحكته الهست�ي التحية، ف�ي

“ما عرفت أنام الليلة يا عبود !”.

وبتأتأته الغريبة بلكنته ويرد بعمق إىلي ينظر

الجميلة المضحكة:

ك تك.. تك.. تك.. تكسب “أنا قلت لك من زمان بد

راحتك

ال تظلك تك.. تك.. تك.. تكتب!”

33

الكتابة حين تبحث عن التخييل تربك الطمأنينة

إنعام القرشي/ األردن

شهادة إبداعية:

كنت وكم الطفولة، منذ حلمي هي الكتابة

أحاول دائما أن أكون مستعدة له الأكشف حقيقة

ي ال�ت الدروس من ها أعت�ب بل ، بداخىلي نسان االإ

ي أولويا�ت وأول لها، مخلصة أكون أن ي

�ض قت وف

عىل نفسي شحنت ة، المتغ�ي عمري مراحل ي �ض

االأمر بداية ي �ض ومتخيلة ملمة إنسانة أكون أن

حلم تحقيق ي �ض أنجح أو أجتاز أن أستطيع كي

الكتابة.

ي بأن�ض نفسي أصنف أن أستطيع ال االأمر حقيقة

ث ي ال أك�تكاتبة حقا أم ال، بل إن حقيقة االأمر أن�ض

نفسي رؤية أحاول بأن ث أك�ت كما بالتوصيف

لة. حالمة ومتخي

ي أعود للوراءدعو�ن

ي �ض شأن من لها وما المكتبة وإىل للطفولة

، وكيف كانت الكتب جزءا ال يتجزأ منها، يطفول�ت

ي وكيف كان تأث�ي والدي “رحمه الله” الذي شجع�ض

ه وأعت�ب بالكتاب، االهتمام وعىل القراءة عىل

، مهما يأجمل هدية أحملها الأي مناسبة لصديقا�ت

كتاب..! أي عنا يمنع لم المناسبة. نوع اختلف

ي �ض ي

وأخوا�ت ي وإخوا�ض أنا لنا متاحة مكتبته وكانت

ي ما زلنا نحتفظ أي وقت نشاء، هذه المكتبة ال�ت

ت معنا ي تورثناها عن والدنا بعد أن ك�ببها، وال�ت

وزادت كتبها ح�ت أصبحت تحتل غرفة خاصة بها.

من خالل هذه الكتب دخلت إىل عوالم مختلفة،

والقصص والشعر االأساط�ي كتب ي �ض وأبحرت

ها. والتاريخ وغ�ي

ي أوصاىلي وحينما أمسكت كتابا للمرة االأوىل، �ت �ض

أقرأ لم أن قررت ض باعثها، وح�ي أدرك لم رجفة

ي قادرة عىل التوقف، كانت قصة “الجميلة أجد�ض

والوحش”، لم أستطع النوم ليلتها قبل إنهائها،

ذلك بطلها، منامي ي �ض استقبلت أيضا ي

لكن�ض

الوحش المرعب الذي تحول إىل أم�ي جميل. كنت

أستطيع رؤية كل ما قرأته بالكلمات واضحا، بل

34

ي تحدثت مع ي أستطيع أن أتمادى بالقول إن�ض

إن�ض

، من حيث يالوحش، وتعاطفت معه، ووجدت�ض

ال أدري أعقد صداقة رائعة معه لعله يتخىل عن

بطلته وأصبح أنا من تستحقه أك�ش منها.

ت مع الكتب ك�ب

منذ فيه اكتشفت رحيبا عالما المكتبة كانت

، وأرحب أفقا، البدء عالما آخر محلقا وأك�ش غ�ض

ي الحياة. الكتب ا �ض ة جد وإن كنت ما أزال صغ�ي

بنظرة الحياة مواجهة ي علمت�ض . أك�ب ي

جعلت�ض

ا، المكان االأول الذي مختلفة. كانت المكتبة، حق

كتبها ع�ب ىلي ورسمت لماحة، نظرة ه ع�ب نظرت

غمرة ي �ض ح�ت الحياة، هذه ي

�ض ي در�ب المتنوعة

أراه ما كل أن أجد الطبيعية الحياة ي �ض مشاغىلي

، ي من المعا�ض

وأسمعه وأحس به هو كتابة بمع�ض

ي ذا�ت ألفي أو ، عىلي نفسها ت�د رواية أو قصة

واالأزمنة واالأمكنة االأشخاص تفاصيل تتلقط

أول نحن ألسنا حكاية! منها لتخلق واالأحداث

الحكايات والقصص؟؟

يي حيا�ت

عر �ن الش

كان والدي شاعرا، وكنت أرى أصدقاءه الشعراء

ي ي جلسات أدبية ونحن نلعب �ض

يأتون لزيارته، �ض

ل قبل الخروج للحارات، كنت أسمع الشعر ض الم�ض

ي لم أكن ا عىل الرغم من أن�ض وكان يروق ىلي كث�ي

لنسمع يجلسنا ي مساء أ�ب وكان وأحببته، أفهمه،

ق بوجهه ما كتب من قصائد جديدة ونحن نحد

وانفعاالته االأحب عىل قلوبنا، ح�ت أصبح الشعر

أن بعد الكتابية، ي بدايا�ت ي

�ض �يعة انعطافة

مع جنب إىل جنبا المقال كتابة ي �ض باكرا بدأت

بالمدرسة وأنا الكث�ي منها ت ن�ش ي وال�ت القصة

مهووسة كنت و”الرأي”. “الدستور” ي صحيف�ت ي

�ض

أبا أعشق الشعراء، وكنت تمثل بعض بمحاولة

عىل كنت يوم جيدا وأتذكر ، يالحمدا�ض فراس

ي قررت ي الصف االأول إعدادي أن�ض

مقعد الدرس �ض

كتابة القصة. وتذكرت قصة “الجميلة والوحش”،

مخيمات ي �ض كنا يوم . ي �ب خاصا شيئا وخلقت

عجلون لمراكز الشباب وأعلن عن مسابقة لجميع

، صممت أنواع االأدب من قصة ومقال وشعر ون�ش

خلق أعيد وكيف الخاص، عالمي ر تصو عىل

ض أكتب القصة. العالم من حوىلي ح�ي

الشباب جميع عىل االأوىل بالمرتبة بها فزت

ي المراكز الشبابية، وكان اسم القصة والشابات �ض

.” ة دنان�ي “مريم”، تسلمت خاللها هدية و”ع�ش

الكتابة والصورة وفاء للتخييل

وصورة بالكتابة، وذلك الوفاء يستحق التخييل

الكلمات ع�ب ل نتخي فمن خاللها لتجليته. رائعة

أسئلتنا طرح يعيد آخر عالما ي يب�ض أن يمكن ما

ي ربما زودنا عقلنا بها االأوىل عن أك�ش االأشياء ال�ت

ض من معارف واستقرت فيه وتمثلناها. الكتابة ح�ي

المتشكلة الطمأنينة تربك التخييل عن تبحث

هذا أن عىل وهمية. أخرى طمأنينة لصالح

التخييل ال يمكن له االستمرار بصورة طبيعية إن

الكاتب. تام من طرف التحام بعملية يحظ لم

الصعيد ما عىل هذا بأن ضعفا ض يق�ي ي عىل إن�ض

ا باردا ال روح فيه ويفقد عمقه وأهميته سينتج نص

ولن يكون مقنعا.

35

ي أستدعي اف بأن�ض من هنا رصاحة أستطيع االع�ت

رة ي مصو، “ولكو�ض ي

كل شخصيات قص�ي وروايا�ت

طابع لها ي كتابا�ت ي

�ض الصورة وجود فإن أصال”

نتحاور جلسات نعقد إليها، يضيف مما آخر

أي وعبور االأسئلة وطرح التفاصيل ي �ض خاللها

مغلقة أبوابا أمامي تفتح االأسئلة ة فك�ش زمان،

ي ي �ض

عىل أبطال قص�ي وأسجل حوارات تساعد�ض

ي العثور عىل جعل المتلقي أيضا يشارك معي �ض

ي يستمتع بها من خالل إجابات لتلك االأسئلة ال�ت

�د جميل.

ي يقال عن بعض شخصيا�ت بما أهتم ي

فإن�ض لذا،

ي أو يجزم بعض القراء بأنها حقيقية ي تشبه�ض

ال�ت

ي الخاصة، أو حياتهم، وهذا يودي ي حيا�ت

الوقوع �ض

ض الكاتب بنا نحو السؤال عن العالقة الحقيقية ب�ي

ي أحب أن أؤكد ي حياته الخاصة، إال أن�ض

وإنتاجه �ض

إذ االأدب، عالم ي �ض به أؤمن مما ليس ذلك أن

كتابة قصص وشخصيات لطالما اعتقدت أن عىلي

ي أحب أن أن�ض أنكر ، ال ي

غ�ي حقيقية وبعيدة ع�ض

لكن أحيانا، رؤاي عن الأع�ب إىل نصو�ي أتسلل

ي ا عن تقديم قص�ي أو روايا�ت هذا يختلف كث�ي

عىل أنها حقيقة.

طقوس الكتابة لدي

العمل من االستقالة وبعد العمر خالل من

أميل ي أن�ض أشعر أصبحت للكتابة، والعودة

بالقراءة؛ الشغوفة وأنا كنت مما أك�ش للوحدة

ال كي ل ض الم�ض زوايا بعض ي �ض أ أخت�ب كنت حيث

ي أحد، لكن الكتابة تحتاج إىل أدوات أخرى يزعج�ض

ض قبل أن تط�ي الفكرة، وإىل الهدوء وعدم ك�ي لل�ت

المقاطعة، وعندما كنت أشعر أن موجة الكتابة

كان سواء بقدمي ما أخلع كنت بقوة ي تالحق�ض

ي كل مكان ي حافية أتجول �ض

حذاء أو جوارب وأمسش

مع التحمتا قد قدمي أن أشعر ل ح�ت ض الم�ض ي �ض

فوق بنفسي ألقي ، حوىلي عمن وأنفصل االأرض

الورق لمدة طويلة لتخرج الفكرة كاملة إما قصة

ا... أو رواية أو ن�ش

ولوعي الأ م�ث

جميع من لكاتبات قص�ي وع لم�ش خططت

ي كمجموعة قصصية، وعملت أنحاء الوطن العر�ب

ليخرج سنوات الثالث قرابة وع الم�ش هذا عىل

إىل النور بداية العام 2019، تحت عنوان “مرايا

فنانة و)27( كاتبة ـ)77( ل بمشاركة قصصية”

احتفلنا ناجحا جميال وعا م�ش وكان تشكيلية،

المكتبة دائرة ي �ض 28/5/2019 بتاريخ إشهاره ي

�ض

الوطنية.

ي ي القصصية، وال روايا�ت

لم أشأ أن أطبع مجموع�ت

الذي وع الم�ش هذا من أنتهي أن قبل الثالث

ي ولكت�ب لها أشهد كتجربة الحب. بكل أنجزته

الالحقة إنشاءالله شهادة طيبة، خاصة وأنها لم

تصدر بعد.

“دميتي”

قصة: إنعام القرشي

واالأخرى ، يالأخ�ت االأشقر عر الش ذات مية الد

ي كنت أحب “لعبة ، لكن�ض عر االأسود ىلي ذات الش

بقايا من أمي تصنعها كانت ي ال�ت العروس”

36

بالكحل ض واسعت�ي ض عين�ي لها سم ف�ت االأقمشة،

ا بأحمر الشفاه. االأسود، وفما صغ�ي

إىل ضممتها كلما ض الطح�ي رائحة أشتم كنت

ي �ض ء ي

سش كل تصنع أمي كانت فلقد صدري..

الحكايات.. الفرح.. الثياب.. .. ض الخ�ب حياتنا..

مى.. واالأمان. الد

وأصدرت ، النف�ي المدارس أجراس أعلنت

إنها االألعاب، جميع فاختفت االأوامر؛ االأمهات

بداية العام الدراسي الجديد.

لم إليها ي شو�ت لكن .. ض يوم�ي يوما.. تناسيتها

من الرغم عىل عنها، أبحث وأخذت .. ييفارق�ض

ي أمنيا�ت بقايا مع اختفت بأنها أدرك كنت ي

أن�ض

ي ركن ما من أركان البيت.ة، �ض الصغ�ي

لم أكن أجرؤ عىل أن أسأل أمي عن تلك “العروس”

ي بهما.ض أخفتها ع�ض ي صنعتها ىلي بيديها اللت�ي

ال�ت

ي كل مكان.. فعلت ي هاجس البحث عنها �ض

تملك�ض

المخنوق أنينها سمعت أن إىل كلل.. دون ذلك

تحت كومة من ألعاب محطمة، وممزقة، هناك..

تجميع مكان من بالقرب ، صغ�ي مستودع ي �ض

القمامة. فلقد ع�ش عليها حارس العمارة، متسخة،

ج اللون االأسود ض مجروحة، وحزينة.. بعد أن ام�ت

ت مالمحها... ولم تعد ي وجهها باالأحمر.. فتغ�ي�ض

سوى إحدى المخلفات المهملة.

غبار، من بها علق ما نفضت لها، اعتذرت

الصيف ي �ض سألقاها ي

إن�ض أذنها.. ي �ض وهمست

بعناية، االأخريات بجانب وضعتها ثم القادم.

وعيناي ال تفارقانها.

ء الذي يعدت إىل البيت، وأنا ال أعي ما هو السش

ي صدري.. بال شكوى! ي �ض

يؤلم�ض

وإعداد الكتب، تيب ب�ت مشغولة أمي كانت

وأجلس لها.. د أتود أن عىلي وكان الحقيبة،

بجانبها، دون أن تشعر بما أشعر به.

لمحت . يغرف�ت إىل واتجهت ، ي

حقيب�ت حملت

رفوف تزينان والسوداء، الشقراء ؛ ض الدميت�ي

ي المنسية.الخزانة بأناقة، وتذكرت دمي�ت

: ي نفسيقلت �ض

حيح.. هنا يجب أن تكون”. “هذا مكانها الص

، بشعري المبلل، ض عدت م�عة، حافية القدم�ي

ي دمي�ت الأحرصض العتيقة، االأشياء كومة إىل

المسكينة، وأضعها بجانبهما.

طويال.. عنها أبحث أن إىل حاجة ي �ض أكن لم

ي الحاوية.. فلقد كانت هناك... مع بقية االأشياء، �ض

ق!! تح�ت

37

38

الثورة الرقميةثورة ثقافية

تأليف “ريمي ريفل” ترجمة “سعيد بلمبخوت”

فيل/ المغرب د.فيصل أبو الط

الحارصض عرصنا ي �ض الرقمية التكنولوجيات ذ تتعو

“كل االآتية: العبارة جنباتها عىل نقشت بتميمة

ي متناول الجميع بمجرد لمسة ء أصبح متاحا �ض ي

سش

زر”. وبموجب ذلك، صارت حياتنا اليومية منذورة

مكانات االستثنائية ي أروقة االإقامة �ض أك�ش فأك�ش لالإ

عالم داخل العنكبوتية، الشبكة توفرها ي ال�ت

االأقرباء والغرباء عىل حد يتواصل فيه ي ا�ض اف�ت

وتارة مستعارة، بمظالت تارة ض محتم�ي سواء،

اعة التقنية ووسائل التواصل أخرى بما تتيحه ال�ب

الذات وتحقيق التبادل حرية من االجتماعي

ال ي ال�ت وتراكماته اليومي وتخليصها من ضغوط

تنتهي.

ي كتاب: “الثورة الرقمية، وضمن هذا السياق يأ�ت

Remy ريفل” “ريمي لمؤلفه ثقافية” ثورة

سعيد العربية إىل ترجمه والذي ،Rieffel

بلمبخوت ضمن سلسلة عالم المعرفة بالكويت

عىل الضوء ليسلط ،)2018 -462يوليو )العدد

يجابية والسلبية للتكنولوجيا الرقمية ات االإ التأث�ي

وعىل ومستقبله، ه حارصض ؛ يالثقا�ض العالم ي

�ض

ي �ض ي الب�ش التواصل شهدها ي

ال�ت االنعطافات

واستعمالها ونية لك�ت االإ الوسائط ر تطو ظل

المكثف لدى أفراد المجتمع. وقد انطلق الكاتب

من فكرة مؤداها أن “الرقمي يعت�ب مجاال تتعايش

مع اختالفها عىل الثقافية المنتجات خالله من

“ريمي قسم ا، منهجي التكنولوجية”. االأقطاب

ريفل” كتابه إىل مدخل وثالثة أجزاء وخاتمة.

عما بالحديث كتابه مدخل “ريفل” يستهل

ض االنجذاب ي تنوس ب�يأسماه “الحالة الرقمية” ال�ت

من العنكبوتية الشبكة به تزودنا لما الحماسي

واكتساب التواصل ي �ض ومتنوعة هائلة إمكانات

ض وب�ي االآخر، مع التبادل وثقافة المعلومات

حياتنا ي �ض الرقمي التأث�ي مخاطر من التخوف

وإفقار الشاشات عىل إدمان من به يسب قد وما

اللحظة عيش إىل ونزوع ة المبا�ش للعالقات

39

ليخلص اضية. اف�ت بروابط المسنودة الراهنة

هو: جوهري سؤال طرح إىل ذلك بعد الكاتب

للتجديد ا حقيقي مصدرا الرقمي يعت�ب “هل

؟”، أما االإجابات الممكنة عنه هذا السؤال يالثقا�ض

فمنها مثال: “أن نخرج من مساك االأفكار القديمة،

والبحث المالحظة ي �ض ع ن�ش ثم العامة، واالآراء

الراهنة”، التحوالت لفهم ي العقال�ض والتحليل

تكز أساسا عىل وأن “تحليل الرهانات الرقمية س�ي

مقاربة سوسيولوجية للمشكالت... مع االستعانة

وح�ت والنفسية الفلسفية التساؤالت ببعض

االقتصادية”.

تكنولوجي ـ”سياق ب المعنون االأول الجزء ي �ض

الفصل الكاتب يخصص جديد”، واقتصادي

ـ”الرقمي: التكنولوجيا الجديدة االأول الموسوم ب

: ض مصطلح�ي عىل الضوء لتسليط واستعماالتها”

: يض أصله الالتي�ض االأول هو “الرقمي” المتأرجح ب�ي

digitus الذي يفيد: االإصبع، لتحديد التكنولوجيا

الحديثة digital technology مفضلة إذن مع�ض

ض المصطلح الفرنسي اللمس، وبراعة االأصابع. وب�ي

الذي يتجه نحو numérus “الرقم”، ليخلص إىل

أن الرقمي “يعت�ب مصدرا للممارسات االجتماعية

ويغ�ي المعرفة تعريف يعيد حيث الجديدة..

عالقتنا يغ�ي كما المعلومات... ولوج طرق

ال جذريا لعالقتنا بالمجال بالكتابة، ويفرض تحو

ي نت” ال�ت ن�ت ي فهو “االإ

والزمن”. أما المصطلح الثا�ض

ض ب�ي العالقات فيه تقوم “عالما الكاتب ها يعت�ب

االأشخاص عىل أساس المساواة والتعاون، وتكون

وعىل وبالمجان الحال ي �ض متوافرة المعلومة

الفور”، بيد أن هذا الفضاء االأك�ش حرية وشساعة

ي تفاقم بعض المشكالت المتعلقة قد يسهم �ض

بضمان المحافظة عىل خصوصيتنا وعىل وقوعنا

ي قبضة الهوس الرقمي جراء االستخدام المفرط �ض

الكاتب يدافع ذلك، ومع ونية. لك�ت االإ للوسائط

ض التقنية والمجتمع، فيقرر عن مزايا العالقات ب�ي

ورة بالرصض يؤدي الرقمي ال “استعمال أن متفائال

إىل تغي�ي إنسانيتنا وإفقار تعدديتها؛ يتعلق االأمر

عميقا بتجربة شخصية كونية من شأنها أن تغ�ي

ريفيل” “ريمي ويختم ومداركنا”. معارفنا من

“التكنولوجيات أن مفادها بفكرة الفصل هذا

تجعل ي ال�ت الخصوصية بتلك ض تتم�ي الرقمية

مستفيدين نفسه- الوقت ي -�ض ض المستخدم�ي من

مصدر وأنها عالمية.. االإ للمحتويات ض ومنتج�ي

تسليتنا نمط عيشنا وطرق ي �ض المؤثرة ات التغي�ي

وإخبارنا وتثقيفنا وربط عالقاتنا باالآخرين”. وهكذا

ي ا�ض يجد الفرد نفسه داخل دوامة العالم االف�ت

ه غ�ي مع للتواصل كرها أو طوعا ه يع�ب الذي

التكنولوجيات قوة مكمن هو وهذا ا. واقعي

ي آن.الرقمية ومصدر خطرها �ض

ـ”ثقافة ب ي من مؤلفه الثا�ض الفصل الكاتب يعنون

ي والتوصية: السوق الرقمية”، وتحت مظلته المر�أ

يناقش ما سماه “اقتصاد المعلومة ع�ب الشبكة”.

ي الصفوف وتبعا لذلك تتموقع السوق الرقمية �ض

االأمامية الأنها “توفر تنوعا من حيث الشكل وحجم

المستهلك فيها يكون بطريقة المتاح.. العرض

قادرا عىل الوصول، لينهل بإرادته ويختار بنفسه”.

عالم االإ لوسائل الرئيس الدور الكاتب ويؤكد

ض ي تحقيق الشهرة لدى الكتاب والفنان�يالرقمية �ض

ع�ب الدعاية عن الناتج عالمي االإ “النجاح حيث

40

كب�ي سمعة االجتماعية يضاعف بشكل الشبكات

”. هذه الشهرة/ السمعة يتحكم ف به أك�ش المع�ت

تصنيف يستطيعون الذين المستهلكون” فيها

حة عليهم وفق المق�ت العروض وترتيب مختلف

والنجيمات بالمالحظات إليها المرموز المؤثرات

الرؤية سوق أصبحت ثم ومن التصويت”. أو

الشبكات داخل ي الثقا�ض الرواج بتالبيب ممسكة

هو المهم “أن مبدأ من انطالقا االجتماعية

يكون أن ورة بالرصض ليس االأهم وأن المالحظة،

وتبعا منظورا”. يكون أن بل ا، إبداعي أو ا أصلي

نت ن�ت االإ عىل شهرة االأك�ش ض “الفنان�ي فإن لذلك

هم االأك�ش شهرة كذلك خارج الشبكة”.

ي من الكتاب: “عالقة ي الجزء الثا�ض

يناقش الكاتب �ض

وفيه والمعارف”، بداع واالإ االآخر، مع أخرى

ية وعالئقية: يعرض للفصل الثالث “ثقافة تعب�ي

دور تحديد ي �ض ع ي�ش وهنا ترابطي”. حضور

“الشبكات االجتماعية، عن طريق روابط الصداقة

للمناقشة الوقت بعض )قضاء والمؤانسة

ح، والتبادل مع بعض االأصدقاء، واللهو، والتصف

هذه وخلف ذلك(”. إىل وما التعليقات، وترك

اضية أك�ش ي توفر ظهور عالقات اف�تالشبكات ال�ت

الويب “يسهم الواقع، ي �ض تتوافر ي

ال�ت تلك من

تبادالت غ�ي مسبوقة ومختلفة أشكال ترسيخ ي �ض

ا وزيارة الصفحة ي المنتدى، كل رسالة تث�ي رد)�ض

الشخصية ورسالة شخصية(”، من االأقارب أو من

الغرباء.

ازدهار أسباب لبيان ذلك بعد الكاتب ينتقل

الشبكات االجتماعية: وأولها “هو تقاسم ما يكنه

الهوية.. مجهوىلي أشخاص مع بداخله نسان االإ

ض االأقارب.. وثالثها وثانيها المحادثات العائلية ب�ي

ك الذي يركز عىل هوية المدون التنسيق المش�ت

االآراء تبادل ورابعها الشخصية.. كفاءته ويقيم

ح الكاتب الفروق الوظيفية ض الجمهور”. ويوض ب�ي

التواصل ومواقع االجتماعية الشبكات ض ب�ي

تفضل ي ال�ت المدونات “فعكس االجتماعي.

الرئيس، الدور الكتابة تؤدي حيث منتجات

فالشبكات االجتماعية ترتكز عىل الشكل الشفهي

المستند إىل المحادثة”. وينبه الكاتب عىل ثنائية

“حيث ، يا�ض االف�ت العالم ي

�ض والتجىلي الخفاء

االأمور من الكث�ي نت ن�ت االإ مستخدمو يظهر

عطلتهم(.. قضاء ومكان الشخصية، )صورهم

الوضوح إليه: هون يتوج الذي الجمهور وفق

إىل بالنسبة والظالم قربا، االأك�ش إىل بالنسبة

االآخرين”. وبعبارة أخرى “يتم االستخدام المكثف

للشبكات االجتماعية بشكل عام وفق ثالثة أشكال

ية، والمنطق العالئقي، والبحث أساسية: التعب�ي

اف”. لكن االأمور تتعقد كلما اتجه الفرد عن االع�ت

إىل إبراز ذاتيته بشكل مفرط، وهو ما حدا بالكاتب

” حيث يالمر�أ جسية وطغيان إىل نقد وجوه “ال�ض

جسيتنا ل�ض واجهات مثل تظهر الشبكات “بدأت

الرؤية بخصوص اتيجيتنا اس�ت تعكس ومرايا

ي مجتمعاتنا”. وهنا يتساءل “ريفيل”: والسمعة �ض

من الكث�ي لك يكون أن الواقع ي �ض ي

يع�ض ماذا

االأك�ش والجواب الفيسبوك؟ عىل “االأصدقاء”

تفاؤال هو: أن الصداقة )أن يصبح المرء صديقا

الأحد عىل الويب( ال تعكس الصداقة الحقة، بل

- ض باتجاه�ي أو -أحادية االتجاه مجرد وجود صلة

صار وجودنا إن بل .” ض شخصيت�ي يصفح�ت ض ب�ي

41

ي استعان بها الكاتب موشوما بمقولة “ديكارت” ال�ت

أتفاعل ي الأن�ض أنا موجود االآتية: المقولة لصياغة

إطار ي �ض اجتماعية”. وذلك تقنية- آلة وشبكة مع

عملية “تخضع أجزاء من ذات الفرد لنظرة االآخرين

الكاتب هذا عليها”. ويختم المصادقة أجل من

الفصل باستعراض المؤانسة الرقمية عند “الجيل

ثقافة ي �ض “يسبحون الذين االأحداث أو الرقمي”

رقمية تمنحهم إحساسا قويا باالنتماء لمجموعة

كة”. متقاربة االأذواق ومراكز اهتمام مش�ت

تعاونية ـ”ثقافة ب الموسوم الرابع الفصل ي �ض

إىل الكاتب يتطرق بداعية” االإ الوفرة وتطورية:

ما أسماه “ثقافة التقاسم” حيث “يتعلق العالم

ومن التبادل”، وحرية المفتوح بالولوج الرقمي

بامتياز “تمثل ي ال�ت ويكيبيديا موسوعة نماذجها

نبتعد عن للمحتويات.. وهنا نتاج تشاركي رمزا الإ

شكل الثقافة المطبوعة ونعتمد حكمة الجمهور”.

ثم ينتقل الكاتب بعد ذلك للحديث عن المؤلف

ي الزمن الرقمي، لينبه إىل أن “الكث�ي من الكتاب �ض

ا أك�ش من أي وقت م�ض باستعمال مطالبون حالي

تخزين من نهم تمك ي ال�ت الرقمية االأجهزة

النصوص، تنقيح إعادة وإمكانية .. ض المضام�ي

والتصحيح الشبكة، ع�ب المصادر إىل والوصول

ض حول الكتاب تجاه ”. ويحدد ريفيل موقف�ي ىلياالآ

ول فإن الويب الشخصية الرقمي: بالنسبة إىل االأ

عالنات.. ويج الكتاب واالإ تشكل واجهة، ومجاال ل�ت

ي فإن الويب تشكل مجاال لربط وبالنسبة إىل الثا�ض

الكتابة”. من جديدة أشكال وتجريب العالقات

ي نهاية هذا الفصل من أن “ثقافة التسلية ويحذر �ض

الطريق ي �ض هي الويب ع�ب ة المنت�ش والمتعة

عية، أو عىل االأقل، تهميش الثقافة نحو إزالة �ش

ي إىل التقليدية بشكل تدريجي”، وهو ما قد يف�ض

ض المعرفة والمتعة”. “استخدام يخلط ب�ي

متكيفة ـ”ثقافة ب المعنون الخامس الفصل ي �ض

دة االأصوات: كتابات عىل الشاشة” يسافر ومتعد

والكتابة للقراءة االأوىل االأزمنة ض ب�ي الكاتب بنا

بلفافة بدءا التاريخ، ع�ب دعاماتهما ر وتطو

دى، ومرورا بالمخطوط، الورق ومخطوطات ال�ب

التواصل ازدهار إىل ووصوال الطباعة، اع فاخ�ت

والقراءة”. الكتابة الذي “خلخل طرق ي و�ض لك�ت االإ

النص يتيحها ي ال�ت العمليات “ريفل” د يعد كما

والقطع والتحويل الكتابة قبيل: من الرقمي

التوزيع بال حدود. ينضاف إىل والحذف وقابلية

والهواتف )الحواسيب القراءة طرائق ع تنو ذلك

الذكية واالألواح الرقمية..( وابتكار أجناس جديدة

والفيديو..(. والتغريد )المدونة الكتابة من

إليه ينظر ما الرقمي عادة أن إىل الكاتب ويش�ي

ه معززا لقراءة مخترصة : االأوىل تعت�ب ض من زاويت�ي

ومت�عة وسطحية، فيما الثانية تؤكد أنه يشجع

ي فهمنا لالأحداث. ليستنتج أن نشاط الدماغ ويغ�ض

نت يتطلب ن�ت “االستعمال المكثف للحاسوب واالإ

ي التقليدية ال�ت الص�ب واالنقطاع، بخالف القراءة

تتطلب البطء والعزلة والهدوء”.

الكتاب من الثالث الجزء ي �ض الكاتب يستعرض

وفيه والسياسة”، عالم االإ مع أخرى “عالقة

ي �ض المعلومة “ثقافة السادس للفصل يعرض

االستخدامات”، ي �ض انعطاف الراهن: الوقت

“الصحافة عىل الضوء الكاتب يسلط حيث

يجري ي ال�ت الطريقة ا جزئي ت “غ�ي ي

ال�ت الرقمية”

42

إعادة ي �ض سببا فكانت الجمهور، إخبار بها

لمواد ض ض والمستهلك�ي المنتج�ي ض ب�ي االأدوار توزيع

ونية”. ويرى “ريفيل” أن لك�ت الصحافة الورقية واالإ

الصحافة الرقمية صحافة تجارية “تفضل الرؤية

وتأث�ي بث المعلومة.. بغض النظر عن أهميتها أو

ترتبط تفاعلية صحافة أيضا أنها كما أصالتها”،

السوسيو- والحالة الشهادة، ـ”مستوى ب ا طبقي

.” ض اقتصادية وسن االأشخاص المعني�ي

“ثقافة الكتاب السابع واالأخ�ي من الفصل ي ويأ�ت

ديمقراطية نحو ومواطنة: جديدة تشاركية

: ياالآ�ت بالسؤال الكاتب ونية”، حيث يستهله إلك�ت

“هل تعت�ب التكنولوجيات الرقمية فرصة أو خطرا

السؤال هذا عن الجواب الديموقراطية؟”. عىل

ي ما سماه الكاتب “التواصل السياسي ع�ب يكمن �ض

، وبالضبط كي نت”، مستشهدا بالمثال االأم�ي ن�ت االإ

ي قام بها الحملة االنتخابية الرئاسية الرقمية ال�ت

ي الواليات ي العام 2008 �ض

الرئيس “باراك أوباما” �ض

الرقمية عالم االإ وسائل من مستفيدا المتحدة..

“راهنت حيث االجتماعية، الشبكات وباالأخص

من نت ن�ت االإ بواسطة قناع االإ عىل بقوة الحملة

وتعبئة عالية بنسبة ض المتعاطف�ي كسب أجل

أولوية الناخب إىل الوصول وصار .” ض الناخب�ي

ليخلص االأصوات، واستقطاب التأييد لكسب

ي إحداث تغي�ي الكاتب إىل أن “الويب ستستمر �ض

السنوات ي �ض السياسة تشكيل عادة الإ أعمق

المقبلة”.

تؤطر الرقمية التكنولوجيات أصبحت عالم ي �ض

عزلته منا واحد كل يرعى المستقبلية، آفاقه

القريب، البعيد االآخر إىل ليتعرف الخاصة

ي ال�ت الرقمية التكنولوجيات مناجم عىل اعتمادا

نحو والكتابة القراءة توجيه تعيد أن شأنها من

الرقمي العرص ي �ض والقارئ للكاتب يحقق ما

ي �ض نة )المضم وأصواته ي

الما�ض استحضار ظالل

ج�ا يمثل ي ا�ض اف�ت عالم اف واست�ش ) ي

الور�ت

المكانة وتعزيز والتقاسم التبادل آفاق النفتاح

عوالم ي �ض )المجسدة اضية واالف�ت الواقعية

بما والمنتديات..(، والمدونات الرقمية الثقافة

غرف ض ب�ي الممتدة المسافات تجس�ي يضمن

ض ب�ي أفضل تواصل عىل مفتوحة وأخرى مغلقة

الثقافة إىل الوصول سبل تيس�ي وعىل الب�ش

بمختلف أشكالها وتجلياتها

43

“الشرق العربي”اتجاهات الصحيفة األردنية المطبوعة األولى

)1926-1923(د. ماجد توهان الزبيدي/ األردن

“إمارة بالد ي �ض المطبوعة الصحافة ظهور ر تأخ

ها من البالد العربية ي االأردن”، مقارنة مع غ�ي�ت �ش

ر المجاورة، الأسباب عديدة، لعل من أبرزها تأخ

حركة وتخلف والمطابع، الطباعة استعمال

عن فضال ، ييطا�ض ال�ب االنتداب عهد ي

�ض التعليم

ي ي كانت تصبغ حياة سواد الناس �ض

حالة الفقر ال�ت

ض من تأسيس الدولة االأردنية. العقدين االأول�ي

ي كتابه ففي المجال االأول، يذكر “خليل صابات” �ض

”)طبعة 1958(، ي ق العر�ب ي الم�ش“تاريخ الطباعة �ض

ي االأردن، �ت ي إمارة �ش

أن أول مطبعة أنشئت فعال �ض

ي ست �ض ي سبق وأن تأس

هي مطبعة خليل نرص، ال�ت

مدينة حيفا الفلسطينية عام 1909م، ثم نقلها

( إىل عمان، مع يي المارو�ض

ي اللبنا�ض صاحبها )العر�ب

اتصاالت بعد 1923م، عام “االأردن” صحيفته

، كما ض ض االأم�ي عبدالله بن الحس�ي جرت بينه وب�ي

ة، وطبعت فيها أول صحيفة ذكرت مصادر كث�ي

الجريدة : ي العر�ب ق “ال�ش هي مطبوعة أردنية

مطبعة أول لكن االأردن”، ي �ت �ش مارة الإ الرسمية

ي العام ي االأردن، رأت النور، �ض

�ت مارة �ش رسمية الإ

ي ال�ت للحكومة، الرسمية المطبعة هي 1925م،

الجريدة : ي العر�ب ق “ال�ش صحيفة طباعة تولت

ي االأردن”)1(. �ت مارة �ش الرسمية الإ

العام ي �ض أنه ذكر ا، أردني ا عربي باحثا أن إال

الحكومة مطبعة معدات “عرضت 1926م

ع اها محمد نوري السمان الذي �ش للبيع، فاش�ت

ي ي تأسيس”المطبعة الوطنية” �ض

ي العام 1925 �ض�ض

ا ا طموحا نشيطا، متمكن عمان، وكان الرجل عصامي

ي مطبعته من حرفته، فلم يتوان عن االستعانة �ض

ض الذين زامل بعضهم بالمهرة من العمال والفني�ي

ية”، واستقدم بعضهم االآخر ي “المطبعة االأم�ي�ض

المطبعة ، ونجحت ض من سوريا ولبنان وفلسط�ي

ي أعمالها بفضل ما وفره لها صاحبها من أسباب �ض

لوازمها لطباعة الحكومة فاعتمدتها التقدم،

إىل المطبعة هذه وبقيت المطبوعات، من

44

والمجالت حف الص معظم تطبع الحقة عقود

االأردنية،عدا الكث�ي من الكتب والرسائل)2(.

االأردن ي �ت إمارة �ش بالد ي

�ض يطبع أو ، ين�ش ولم

سوى الميالدي، ين الع�ش القرن ينات ع�ش ي �ض

المسلمة” المرأة كتاب واحد فقط، هو “حقوق

لمؤلفه “نديم المالح” وطبعته المطبعة الوطنية

عام 1928)3(، وكان المالح قد ن�ش كتابه “نموذج

،1922 عام القدس ي �ض سالمية” االإ الفضائل

ي �ض ظهر وقد المقدس. بيت مطبعة وطبعته

؛ ض أردني�ي ض لمؤلف�ي أخرى كتب ثالثة العقد هذ

يقي”، وطبع ال�ش ـ” محمد ل الصبا” ي “أغا�ض أولها

دمشق،عام ي �ض العربية الحكومة مطبعة ي

�ض

طبية”، وفوائد “كلمات صحية ي والثا�ض 1921م،

لمؤلفه الدكتور “حنا القسوس”، وطبعته مطبعة

ت ن�ش أن بعد ،1924 عام بدمشق االإصالح

ق “ال�ش صحيفة خالل من ذلك قبل محتوياته

ي االأردن”.�ت : الجريدة الرسمية لحكومة �ش ي العر�ب

وقلة لبالدنا، الطباعة دخول موضوع وحول

ي ي االأردن”، فإن�ض

�ت ي عهد “إمارة �شالن�ش العلمي �ض

ي ال�ت والحكومات ي

يطا�ض ال�ب االنتداب أن ح أرج

ع حالة الطباعة كانت تأتمر بأمره، لم تكن لتشج

الوعي ة لوت�ي ت�يع من لذلك لما ، والن�ش

، بأطماع ذلك ض ض العرب االأردني�ي ي للمواطن�ي الشع�ب

االنتداب وأهدافه ومراميه السياسية واالقتصادية

ودعمه تخطيطه وخاصة البالد، ي �ض والعسكرية

للمهاجرين الصهاينة من اليهود الذين لم يخفوا

ض فلسط�ي ي �ض االأرض عىل السيطرة ي

�ض أطماعهم

ي االأردن.�ت و�ش

“الميثاق” ت صحيفة التعليم، فقد ن�ش أما عن

ي المملكة “، ي تقريرها “أزمة التعليم �ض

االأردنية، �ض

ي بتاريخ 26/11/1949، ما يوجز حالة التعليم �ض

ي التقرير: ة االنتداب، وقد ورد �ض البالد طيلة ف�ت

الدولة االأردنية ست ض سنة عندما تأس “منذ ثالث�ي

كانت مديرية المعارف –آنذاك- تدير أربع مدارس

وتدير االآن، الموجودة المدراس هي ثانوية،

ننكر ال واالأولية، االبتدائية، المدارس من عددا

أنه أقل من الموجود االآن بقليل، كانت تس�ي عىل

ي ومجانيته بأنواعه، مبدأ إلزامية التعليم االبتدا�أ

عدد أن نجد )1949( سنة ض ثالث�ي بعد واليوم

ولم يزد لم كما هو، يزال ال الثانوية المدارس

إلزامية مبدأ إلغاء إال اللهم جديد، عليه يطرأ

الصفوف ي �ض ح�ت مجانيته وإلغاء التعليم،

تعتنقه فرنسا تزال ال الذي المبدأ االبتدائية،

وتعمل به”.

العام التعليم ي �ض ض الباحث�ي كبار أحد أن إال

اف �ش الإ يخضع “كان التعليم أن رأى ، ياالأرد�ض

وكانت ة، مبا�ش ي يطا�ض ال�ب االنتداب سلطات

تطبيق إىل ترمي التعليمية االنتداب سياسة

ض دارة، وانصياع المعلم�ي ي االإالمركزية الشديدة �ض

السلطات تصدرها ي ال�ت للتعليمات ض داري�ي واالإ

45

يطانية، وإىل التطابق معها، وجعل التعليم ال�ب

لوزارة وكيل أبرز لكن وجامدا...”)4(، تقليديا

مارة، رأى “أن المال كان دوما ي عهد االإالمعارف �ض

بوية”)5(. هو العائق أمام المشاريع التعليمية وال�ت

هور الصحيفة األولى: عوامل الظي

�ض االأول عددها ”،الصادر ي العر�ب ق “ال�ش كانت

28 أيار عام 1923، أول صحيفة حكومية رسمية،

ولم شهرية، نصف وأحيانا أسبوعية، صدرت

الرسمية والبالغات االأنباء ن�ش تقترص عىل تكن

السياسية المقاالت تن�ش كانت بل ، ض والقوان�ي

والقصائد، العالمية، واالأنباء والعلمية واالأدبية

ف وأ�ش عمرها، من االأوىل الثالث السنوات ي �ض

مديرا بصفته يقي، ال�ش محمد تحريرها عىل

ض عاما للمطبوعات، ثم اقترصت عىل ن�ش القوان�ي

عالنات الرسمية، بناء عىل واالأنظمة والبالغات واالإ

ي فورتنان كوكس”، ي “ه�ضيطا�ض طلب المعتمد ال�ب

ت دوائره االستعمارية بأبعاد النفس بعد أن أحس

فكر من والنابعة الصحيفة، مواد ي �ض القومي

محمد ي العر�ب واالأديب المفكر عليها ف الم�ش

استقالل بعد ثانية، عنوانها وتغ�ي يقي، ال�ش

تسمى:”الجريدة فصارت 1946م، عام االأردن

الرسمية للمملكة االأردنية الهاشمية”، وهي ما تزال

رئاسة ي �ض الرسمية” الجريدة “مديرية تصدرعن

ي ي تأسيسها ودورها والجهة ال�ت

الوزراء)6(، وتماثل �ض

العثمانية الرسمية الصحف ومولتها، أصدرتها

ي والياتها العربية ي أصدرتها الدولة العثمانية �ض

ال�ت

،1876 عام ض فلسط�ي ي �ض يف” ال�ش كـ”القدس

ي بغداد عام 1869، وح�ت “الوقائع و”الزوراء” �ض

مرص حاكم بإصدارها أمر ي ال�ت المرصية”

ي 3 محمد عىلي باشا، وصدر العدد االأول منها �ض

أبرز من وكان ،)7(”1828 ديسم�ب االأول/ كانون

رفاعة لها االأوائل والمحررين عليها، ض ف�ي الم�ش

تع�ض وكانت عبده، محمد مام واالإ الطهطاوي،

بالجانب الرسمي من قرارات الدولة المرصية إىل

ي موضوعات سياسية جانب ن�ش مقاالت وأفكار �ض

. واقتصادية وفكرية ش�ت

الرسمية الصحيفة تأسيس قانون جاء وقد

13 أيار عام 1923م، ي( المؤرخ �ض ي ق العر�ب )ال�ش

ي خمس مواد أهمها)8(:رقم )148( �ض

منطقة ي �ض رسمية جريدة س تؤس :)1( المادة

.) ي ق العر�ب ي باسم )جريدة ال�ش ق العر�ب ال�ش

مدير قبل من الجريدة هذه تدار :)2( المادة

عند مساعدون له ض ويع�ي المالية بإدارة مرتبط

االقتضاء.

ي الحال ا �ض المادة )3(: تن�ش هذه الجريدة أسبوعي

ي االأسبوع.ض �ض ة ويمكن إصدارها مرت�ي الحارصض

المظهر ببساطة ) ي العر�ب ق )ال�ش اتسمت وقد

بأسلوب وأخبارها مقاالتها وكتبت تيب، وال�ت

ي والجد والرزانة، ، فاتسمت باالأسلوب الرا�ت ض رص�ي

أن إال رسمية، صحيفة أنها من الرغم وعىل

ي تعالج القضايا أعمدتها كانت حافلة بالمقاالت ال�ت

نسانية، االإ وح�ت سالمية واالإ والقومية الوطنية

بل رسمية، محلية مجرد صحيفة تكن لم فهي

كما االأردن، نطاق يتعدى اهتمامها مجال كان

، فقد ض عالن عن االأنظمة والقوان�ي تعدى نطاق االإ

بجرأة، المطروحة القومية القضايا مع تفاعلت

الهاشمي، النهضوي وع الم�ش رأسها عىل وكان

46

ض بن يف الحس�ي مت سجال حافال لنشاط ال�ش وقد

عىلي قائد النهضة العربية، أثناء زيارته إىل االأردن.

وقد بينت لنا الصحيفة من خالل أعدادها بشكل

واالقتصادية التعليمية النهضة بدايات عام،

االأردن، ي �ت �ش إمارة ي

�ض واالجتماعية والزراعية

وإقامة والمعاهد المدارس بإنشاء تمثلت ي وال�ت

خالل من العامة االأحوال وتنظيم ي المشا�ض

ض االأوضاع ي استهدفت تحس�يرادات السنية ال�ت االإ

االقتصادية واالجتماعية والصحية)9(.

سد ” ي العر�ب ق “ال�ش إصدار من الهدف وكان

، والن�ش والتوثيق الرسمي عالمي االإ الفراغ

ودولية وعربية محلية سياسية مضامينها وكانت

واجتماعية، وأدبية وصحية وتعليمية وزراعية

ض ك�ي ال�ت إىل تتحول أن قبل عالنات، االإ وبعض

ية، االأم�ي رادات واالإ الرسمية، البالغات عىل

ودعت واالأنظمة)10(. ض والقوان�ي الدفاع وأوامر

” إىل االإصالح السياسي واالجتماعي ي ق العر�ب “ال�ش

عن مواضيع ت ون�ش بوي، وال�ت واالقتصادي

عن وردت قصص وبعض النسل، تنظيم

ي صحف مرص ي تعرض لها االأردن �ض

الهجمات ال�ت

وسوريا، وعكست الصحيفة فكر “الثورة العربية

غلبت إذ العثمانية(، الدولة )ضد ى” الك�ب

السياسة عىل مضامينها فشكلت نسبة 46 بالمئة،

26,5 ي العر�ب والخ�ب بالمئة، 13,2 وإعالنات

بالمئة، والعالمي 14,5 بالمئة)11(.

جاهات افتتاحيات “الشرق العربي” اتق “ال�ش افتتاحيات معظم يقي ال�ش كتب

عديدة، موضوعات ي �ض جاءت ي

ال�ت ”.... ي العر�ب

االأفكار، ابط م�ت فصيح جزل رائع ي أد�ب بأسلوب

كالمثقف العادي القارئ يدركه ممتنع، سهل

ي موضوعات أردنية وإقليمية ودولية.الواعي، �ض

وما “والقلم ول: االأ العدد افتتاحية ي

�ض جاء

ي مطلع ها �ض يسطرون. إن هي إال صحيفة نبدأ بن�ش

ي العر�ب االتحاد بشائر ي يوم هزت �ض فجر جديد.

إىل العظيم الموىل بنور ض متطلع�ي القلوب، منا

) عىلي بن ض )الحس�ي الهاشمية الجاللة صاحب

منقذ العرب والساعي لتأسيس وحدتهم وجمع

كلمتهم والنهوض بهم إىل مصاف االأمم الحية،

ي “ع�ب االأردن”، ناظرين إىل أن حكومتنا القائمة �ض

وأجزاء البالد العربية... ثم ها إن حكومته اليوم

ق “ال�ش باسم الرسمية الصحيفة هذه تن�ش

ي إعالن االأوامر واالأنظمة ” لتكون لسان لها �ض ي العر�ب

عىل القائمة القومية دعوتها ورسول ض والقوان�ي

أساس الحكمة والفضيلة والعمل الصحيح....”.

)4/6/1923( ي الثا�ض العدد افتتاحية وجاءت

الصفحة عىل ” والحارصض ي الما�ض ض “ب�ي بعنوان

ض نهضة أمة يقي ب�ي االأوىل كاملة، قارن فيها ال�ش

السابقة وواقع نهضتها م التقد ي عهود العرب �ض

الرابع العدد افتتاحية جاءت بينما المعارصة.

فيها رأى القومي” “التكامل بعنوان )18/6(

ض الناطق�ي يقي: “...إن مستقبال عظيما ينتظر ال�ش

تكاملنا طريق العرب مع�ش فلنسلك بالضاد،

من سواء مطمئنة وقلوب ثابتة بخطا القومي

الوجهة االأخالقية أم العلمية أم االقتصادية أم

ي كل وجهة، ل �ض السياسية”، ثم أخذ الكاتب يفص

والتاسع الثامن العددين افتتاحية جاءت بينما

ح �ش الدول” “تصنيف عنوان تحت )23/7(

47

المستقلة الدول أشكال الصحيفة محرر فيهما

ض جاء عنوان افتتاحية ي ح�يوالمحمية والتابعة، �ض

كاتبها “... قال مرص” “يا )30/7( العا�ش العدد

محمد والشيخ لسعد نهتف لم نحن نعم

وكل يوسف عىلي والشيخ كامل ومصطفى عبده

أن مرص هي مهوى العتقادنا إال نابغة، مرصي

السياسية ض أحزابهم تفرق ب�ي العرب، لم أفئدة

وطرقهم االإصالحية... ولم نبتهج بكل مظهر من

مظاهر انتصار القضية المرصية إال العتقادنا أن

العربية الشجرة فروع من باسق فرع مرص هي

تباعد أن والله علينا يعز أنه غ�ي ى.. الك�ب

ض ح�ي ي �ض مرص”، ض وب�ي بيننا المخزية الدسائس

)30/8( بعنوان ي ع�شالثا�ض العدد افتتاحية كانت

إن “أجل، فيها: جاء ومما السياسية”، بية “ال�ت

بنسبة العامة ائطها ل �ش لتتبد السياسية الحياة

بية ال�ت ونضوج الدوىلي ي الحقو�ت الفكر ارتقاء

ي االأمة، وإنك إذا قلبت صحف التاريخ السياسية �ض

عظيما فرقا حوادثه ض مضام�ي أرتك السياسي

الحقوق وأوضاع السياسية الحياة مظاهر ي �ض

والحديث... قديمها ض ب�ي ما تقارن يوم الدولية

ي لم تكن كأوضاع السفارات الدائمة مثال، تلك ال�ت

ع وتوس السياسي النضوج وليدة إال الحقيقة ي �ض

الصالت الدولية... كذلك قل عن محكمة السالم

ي �ض االنتخاب مظاهر وعن الهاي، ي

�ض الدائمة

لمانية ال�ب الحياة أوضاع المتحدة وعن الواليات

، وعن جمعية االأمم المقبلة....”. ض نكل�ي ي بالد االإ�ض

” ي العر�ب ق “ال�ش افتتاحيات عينة من يىلي ما ي و�ض

من أعداد مختلفة من الصحيفة االأردنية االأوىل،

ة من أعداد مختارة: قمت باستخالصها، مبا�ش

مارس آذار/ 2 ي �ض الصادر 94 العدد تضمن

: الشباب ي1925م، افتتاحية بعنوان “من مذكرا�ت

الشاهد، يقي- ال�ش وصف نت تضم الشهيد”،

العرب أحرار من ثلة باشا، جمال عدام الإ

وت، بب�ي ج ال�ب ساحة ي �ض المشانق أعواد عىل

ي عبدالغ�ض ي العر�ب والمفكر ي

الصحا�ض قول وناقال

“مرحبا المشنقة: لحبل تقدم عندما العريسي

الجماجم عىل إنما االأبطال، أرجوحة يا بك

المملكة أساس جماجمنا فلتكن العروش، تب�ض

وال الحبلة هاتوا “طولتوها، وقال: العربية”،

نشوف وجوهكم”.

ي 11 أيار/ مايو- 1. تضمن العدد 103، الصادر �ض

فيه ض ب�ي “الشهداء”، بعنوان مقاال ،1925 ماي

يقي تأث�ي إعدام الشهداء العرب بيد جمال ال�ش

باشا عىل العرب.

/ يالثا�ض كانون 12 بتاريخ ،87 العدد تضمن .2

” ي العر�ب أيها “يا بعنوان افتتاحية ،1925 يناير

ي المد�ض النهوض بأسباب “االأخذ دور حول

القومية، حياتنا جميع ي �ض العرصية واالأوضاع

بالعلم إال يكون ال رهنا الحكومي واتجاهنا

والعمل والنظام وأن تكون العدالة هي القوة...

الناس ض ب�ي العمومية المصالح لضمان البالد ي �ض

سعيدة البالد فتعيش طبقاتهم، اختالف عىل

واالضطرابات القالقل تعرف ال يحة مس�ت

وينرصف الشعب عىل اختالف فئاته إىل االأعمال

المنتجة... “.

كانون 19 بتاريخ الصادر ،88 العدد اشتمل .3

“عظة بعنوان افتتاحية عىل 1925 يناير / يالثا�ض

كلمة مدلول عىل يقي ال�ش فيها ركز التاريخ”

48

ي خاطب بها االأنصار الخليفة أبو بكر الصديق ال�ت

يناوئون هموا حينما ساعدة، ي ب�ض سقيفة ي

�ض

سالم االإ أمر بها فتدارك المهاجرين، إخوانهم

ي الله وجمع كلمة العرب عىل قريش، فكان -ر�ض

ي وساطته للشجاعة والحكمة عنه- المثال االأكمل �ض

وبعد النظر، وقد آثر المصلحة العامة عىل كل ما

عداها حرصا عىل العزة القومية والكرامة الملية”.

كانون 26 بتاريخ الصادر ،89 العدد حوى .4

49

“ويا بعنوان افتتاحي مقال عىل ،1925 ي الثا�ض

قوم”، تح� فيه الكاتب عىل حال العرب مقارنة

أعرقت لقد “واح�تاه، االأخرى: االأمم مع

يتأخر... يزال ما ي والعر�ب م، التقد ي �ض الشعوب

غريبا يزال ما وهو وطنا، الجو من واتخذت

ي ض إخوته وب�ض ته، وب�ي ، وعىل أرض ع�ت ي ال�ب

ح�ت �ض

ي جلدته... ونحن معا�ش العرب غرباء عن االأمم �ض

ي طرقنا ومعارفنا ومعامالتنا، عقولنا ونفوسنا... �ض

لنكاد المالية... وصالتنا االجتماعية أوضاعنا ي �ض

نرجع إىل جاهليتنا االأوىل...”.

ا للعدد 92، المنشور يقي مقاال افتتاحي كتب ال�ش

العربية”، ـ”الحكومة ب ي 16 شباط 1925،عنونه �ض

ي ي الباحثون �ض

بدأ فقرته االأوىل بالقول: “قلما ع�ض

تكوين القومية العربية الحديثة بتاريخ الحكومة

وجهة من وارتقائها نشوئها واستقراء العربية

أحزاب من عنها نشأ ما تتبع أو علمية، نظرية

ا اجتماعي عا تتب يعية، ت�ش ومذاهب سياسية،

ا”. تحليلي

” والكتابة ي ق العر�ب وقد توىل إدارة صحيفة “ال�ش

يقي باالإضافة إىل عدد من بها السيد محمد ال�ش

محمد أمثال والشخصيات والمفكرين االأدباء

، محمود الكرمي، حنا القسوس، يطاهر الحسي�ض

الدكتور ناجي االأصيل، محمد المحيسن، ومحمد

نديم المالح وآخرون)12(

المصادر والهوامش:

ي ي الصحافة االأردنية �ض

ين، االأدب �ض )1( حجي، شكري ج�ب

مارة، عمان، وزارة الثقافة، 2002، ص30. عهد االإ

ي �ت ي �ش

�ض ض المؤلف�ي قاموس كايد مصطفى، )2( هاشم،

ص107، ،1995 العسكرية، المطابع عمان، االأردن،

التعريف ي �ض الوطنية المطبعة أصدرته كراس عن نقال

بأعمالها.

)3( االأخرس، محمود، الببليوغرافيا الفلسطينية االأردنية،

عمان، جمعية المكتبات االأردنية، ص255.

عمان، االأردن، ي �ض العام التعليم أحمد، التل، )4(

منشورات لجنة تاريخ االأردن، 1992، )سلسلة البحوث

والدراسات المتخصصة7-(، ص89.

)5( الروسان، صباح “هذه مشاريعنا”، الن�، العدد1،

يومية أردنية صحيفة )الن�: ص2، ،20/3/47 تاريخ

أسسها المحامي صبحي جالل القطب(.

)6( الزبيدي، ماجد توهان، الدوريات االأردنية )-1921

،) 1995(، دراسة تحليلية ببليوغرافية، )رسالة ماجست�ي

بغداد، الجامعة المستنرصية، 1996، ص37-38.

ض ي فلسط�ي)7( خوري، يوسف قزما، الصحافة العربية �ض

وت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، -1876 1948، ب�ي

1976، ص3.

)http://jordanheritage.jo/newspaper: )8 نقال عن:

االأردن تاريخ ي �ض االأوائل ربيع، محمد الخزاعلة، -

الحديث، 2003، ص119.

، الصحافة االأردنية وعالقاتها يم، أميمة بش�ي )9( - �ش

ض المطبوعات والن�ش )-1920 1983(، ص23. بقوان�ي

ة الصحافة االأردنية، عمان، )10( عبيدات، شفيق، مس�ي

، ص45. ض ض االأردني�ي نقابة الصحفي�ي

الصحافة ر تطو سليمان، عصام الموس، )11(

االأردن، تاريخ لجنة عمان، ،)1997 1920-( االأردنية

1998)منشورات لجنة تاريخ تاريخ االأردن- 58(، ص88.

، مصدر سبق ذكره، ص23. يم، أميمة بش�ي )12( �ش

50

“هب لي عينا ثالثة”لــــ ”مفلح العدوان”

د. نزار قبيالت/ األردن

ي االأرد�ض والقاص الكاتب منتج نقرأ أن يمكننا ال

ض يتعلقان مفلح العدوان دون العبور من مفهوم�ي

ة بمفهوم القصة لديه، أولهما؛ أن القصة مبا�ش

ي ترا�ش لمستند تركن العدوان لدى ة القص�ي

كان الت هويته أ�ض ووجودي بكافة مالمحه وتشك

الكاتب االآخر هو صوفية اث، والمحور ال�ت هذا

ية والحرصض التاريخية للمستمسكات بأن وإيمانه

وهناك، هنا منه تنبلج الذي ونداءها روحها

فالفالسفة يقولون: “إن العالم ليس ما نراه لكنه

ما نسمعه حينا ويرانا هو دائما”، لذا فإن ديدن

ض ب�ي القابع الفراغ ملء هو الدوام عىل الكتابة

الحارصض والمستحيل، الممكن والروحي، المادي

االلتقاطة وبتلك تحديدا فالقاص والغائب،

أن يريد ال ويضخمها ها يك�ب ي ال�ت البسيطة

يستكشف الغائب أو المتواري حسب، بل يريد

من جهة أخرى أن يقرب المسافة بينهما بقدر ما

تحثه وال تشبعه هذه الفاصلة المكانية والزمانية

ض ما هو قابع فعال وما لم يقع، أو نود لو أنه ب�ي

فإن ذلك وإزاء يقع. أن له نتوقع أو يقع، لم

الكاتب المتحسس لهذه الرصاعية يشعر بقصور

بأعضاء د و ض ال�ت أو نفسه ض تمك�ي ي �ض وبرغبته أداته

، فهو يؤمن إذ ذاك بأنه بات بحاجة وحواس أك�ش

ض ثالثة أو عىل يد ثالثة كما إىل الحصول عىل ع�ي

فالكمال دوما، سادسة حاسة إىل الحاجة هي

مراجل ثالثة عىل إال يستقيم ال االستواء ومنه

عىل االأقل.

ي البحث عن الثالث نابعا نسان �ض ويبدو إلحاح االإ

من سلمية روحه، ومن ميله لوجود منطق لالأشياء؛

دا ال طائل ي تزوي قصورا، وأربعة تع�ض

ض تع�ض فاثن�ي

ض الواقعي ي تحقيق تآلف ب�يمنه، كل ذلك رغبة �ض

العدوان مفلح مذهب فإن لذلك والمستحيل،

يرغب ال الأنه ا �يالي ليس هذه مجموعته ي �ض

تقنية أو كأداة منه واالستفادة الحلم إدراك ي �ض

المساحات من المزيد إضاءة ي �ض تساعده ربما

51

والواقعة المدركة المساحات لصالح المعتمة

ي ولوج الحلم نفسه وإحداث تحت الضوء، بل �ض

االأساس ي �ض ا مبني الحلم هذا لكون فيه تعديل

ي عىل الواقع وما هو إال امتداد له ومنه، فمثال �ض

قصة “أيام االأستوت الستة”، جاءت فكرة االأيام

السبعة، االأسبوع أيام فكرة من الحلمية الستة

الكاتب استثمر عشاء” حفلة ي �ض “لص قصة ي

و�ض

وخدمة الممكن إحداث ي �ض بداع االإ طاقة فيها

عىل إليه طقسه وإعادة الرزاز- -مؤنس الغائب

ض القصت�ي ض هات�ي ففي غيابه، حتمية من الرغم

نجد أن لغة القص ليست �يالية بقدر ما هي

ي مستحيل ممتد من رحم الممكن.إعمال �ض

والحلم المقلقة، ة والح�ي الدفينة، االأ�ار

ي االأشياء، كلها باستذكاراته، والتحوالت الشنيعة �ض

ي العنونة الفرعية الأجزاء هذه المجموعة ظهرت �ض

ط الكاتب لمن يريد الدخول ي اش�تالقصصية ال�ت

ض ثالثة، فقد امتالأت إليها الدعاء للحصول عىل ع�ي

وحتمية القدر بجسامة االأمر أول ي �ض العينان

الكون واستسلمت لالأسطورة وللخرافة، وبالرعب

أحدنا ن تمك فلو منها، اب باالق�ت التفك�ي بمجرد

الهذيان لتوقف الثالثة ض الع�ي الحصول عىل من

وتم االندهاش عقد وتساقط الغرابة وانتفت

، ولصار الخيال أك�ش إنتاجية يالتسامح مع الجنو�ض

الهلوسة أسئلة ولصارت التحقق، عىل ومقدرة

وعة وقانونية. م�ش

عند يقف العنوان العدوان ك ي�ت لم وهكذا

الرؤية فلسفة إذ نشاء، واالإ الطلب حدود

الطلب هذا أهلت لديه والتواصل واالإحالل

مرة ثالثة ض ع�ي إىل فيه احتيج الذي جي وال�ت

يحتمل أن يمكنه الرأس بأن ي يسش ما واحدة،

والقلب العقل انشغال نتيجة ثالثة ض ع�ي وجود

ي والذي ي البحث عن الغائب والحدسي والالمر�أ

�ض

ي الوقت الذي ي تحديد موقعه �ض

فشلت العينان �ض

ض إدراكه. وبل شعر به القلب والعقل معا محاول�ي

ويقال إن ثمة عينا حدسية فعال تتغذى من غدد

، وبهذا ض ض أعىل الجب�ي ي الرأس ومكان هذه الع�ي�ض

ي هب ىلي عينا ي قصته: “ر�بيقول مفلح العدوان �ض

ض فقط عىل ثالثة: دعوت، بعد أن شعرت أن عين�ي

الدروب تلك لكشف تكفيان ال وجهي خريطة

تتداخل، الطرق وأنا وحدي، ومتاهة الجديدة،

تلتقي تتوق الأن نقطة إىل ي أن تصل�ض تريد كأنها

فيهاـ وأنا ال أدركها بما أوتيت من نظر...”.

ة والبص�ي ، ض عين�ي مقترصا عىل البرص يبدو وهنا

لكنها ياالأر�ض تدارك ي

�ض تسهم ثالثة ض ع�ي عىل

52

ي �ض استمروا بمن تلحق لن ذاك الرغم من وعىل

ض يتعلق االأمر رحلة غيابهم إىل كبد السماء، فح�ي

ض بمص�ي من بلغت أرواحهم السماء تختفي الع�ي

الثالثة ويعود االستفهام مرهقا لمن طلب ورجا

عمن مختلفا ليبدو أيضا محاولة ي �ض ثالثة عينا

يشبههم وال يفهمهم.

القدر، لمواجهة الوحيد المنفذ هي الكتابة

طية الحياة وضجرها وربما لتحقيق نرص عىل �ش

ي تجعل مطالبنا غ�يوتلبسها بنا، إنها الوحيدة ال�ت

ي آن. والكتابة هي الوحيدة سخيفة وموضوعية �ض

ي فصل بها مفلح القادرة عىل تأط�ي المفردات ال�ت

ة، والحلم، مجموعته هذه، وهي “ال�، والح�ي

والتحول”.

تفرض ة والمح�ي المقلقة االأسئلة هذه ولعل

ي يناظرها أو ي أو زما�ض

مكا�ضض بطبيعة الحال وجود ح�ي

تصدر منه، لذا حرص العدوان عىل خلق بينيات

الثابت والمتحول ض ب�ي الواقعة الثنائيات ض كل ب�ي

ل ض ض الظاهر والخفي، ففي قصة “غفوة” اخ�ت أو ب�ي

ملفتة برمزية ي نسا�ض االإ الوجود رصاع العدوان

ي ي كف والكون بضجيجه وعبثه �ض

جعلت الصقر �ض

ض غفوة الصقر وأبدية الحياة كف أخرى، لكن ب�ي

ي والكون ر الصقر الغا�ض ض ليذك أذان يصدر كل ح�ي

المتجدد منذ االأزل:

مما ودهشة ويأس، بملل، كرسيه، إىل “عاد

سكونهما إىل وأعادهما جناحيه ضم يحدث..

االأزىلي ونام!!

ه عال شخ�ي

بت ضجة الكائنات من أذنيه، فلم يسمعها، واق�ت

ي �ض مستمرة وهي قلقها، عىل يعلو صوته وبقي

.”!! عبثها، محتمية بصمته االأزىلي

ي يتوارى عنه ولعل هذا االأزل وكذا الضجر الكو�ض

االآخر ذلك كل بحجم ث تك�ت ال بغفوة الصقر

ان الحريق من بأزليته، والذي لن تتوا�ض ن�ي يالكو�ض

الحريق كان “حريق” قصة ففي عليه، االإجهاز

الوحيد القادر عىل أن يدوس عىل كل ذلك، لكن

ليس بطريقة “الصقر” الالمبالية؛ فقصة “حريق”

القادرة الوحيدة الحتمية النهاية إىل ذهبت

الصقر أن فبما ، يالكو�ض التضاد هذا وقف عىل

والكون لم يستجيبا ال إىل صوت المؤذن وال إىل

طفاء وال إىل صافرات صوت صافرات سيارات االإ

الحريق فإن الزمان، ي �ض م تتقد ي

ال�ت القطارات

هذه وأمام ذاك. كل التهام عىل القادر وحده

إحدى لبطل العدوان يتم�ض الحتمية النظرية

ي ال�ت الزمن فمراحل طفال، يعود لو قصصه

ي حضن االأم والمدرسة وحضن جميلته استبقها �ض

وساحات عمله أحالته إىل أمنية العودة طفال ولو

حلما.

ي نسان إىل ملئها تكمن �ض ي يرنو االإ

فالنواقص ال�ت

مفاعيل والخوف، وهي والحزن والحلم الجوع

إىل نسان االإ وعي وسعى الحياة عنها أفرجت

لكن يعوزها، بما تكملتها خالل من طمسها

النتيجة أن وطأة الحياة وواقعيتها الدسمة تجعل

من أجل ي نسان يرتد إىل الحلمي واالأمل الغي�ب االإ

دحض فو�ض الكون غ�ي المستقر وانتظار الفرج

من السماء:

مركبة وسينتظر صخرة، عىل رداءه سيضع ...“

ي قادمة إليه من السماء، تجرها خيول من نار تأ�ت

تحمله معها، لتكون نهاية تليق به...”

53

التكنيك السردي وتقانة الوصف في أقاصيص سامية العطعوط

قراءة فنية في مجموعة “كأي جثة مباركة” نضال القاسم/ األردن

مع شوطها العطعوط سامية الكاتبة بدأت

الثمانينات أواسط منذ القصصية الكتابة

مجموعتها صدرت حيث ، يالما�ض القرن من

“جدران بعنوان 1986 عام االأوىل القصصية

ي �ض واسعة أصداء ولقيت الصوت”، تمتص

الكتابة. ي �ض لالستمرار لها حافزا مما شكل حينه،

” فقد شكلت أن�ش الثانية “طقوس أما مجموعتها

ي كتابتها، حيث زاد اهتمامها بقضايا نقلة نوعية �ض

ي هذا العالم، وقد حازت نسان �ض المرأة، وغربة االإ

بداع االإ مسابقة ي �ض االأول المركز عىل المجموعة

، وقد تابعت الكاتبة ي الفكري لدى الشباب العر�ب

ي مجموعاتها القصصية تطوير أدواتها وأساليبها �ض

الالحقة من خالل مزج االأشياء والكائنات وإعادة

بعيدا عن فيها الموجودة البيئة صياغتها ضمن

، بل باالتكاء مجددا عىل خشونة ض م�ي اللجوء إىل ال�ت

الواقع وتقريريته الحياتية، حيث صدر لها بعد

“طربوش منها بداعية االإ االأعمال من عدد ذلك

موزارت” و”�وال الفتنة” و”قارع االأجراس/ أن�ش

ي مجال العنكبوت” و”بيكاسو كافيه”، وصدر لها �ض

بعنوان كتاب ى الك�ب عمان أمانة عن النصوص

ي مجال ي عام 2016. أما �ض

” �ض ض ي القدم�ي“بوذيا حا�ض

ي عام 2013 روايتها االأوىل الرواية فقد صدرت �ض

ي بعنوان “عالميدان رايح جاي”، وهي أول رواية �ض

. ي االأردن تتناول أحداث الربيع العر�ب

وتواصل العطعوط اشتغالها عىل نصها االبداعي

مؤخرا لها صدر فقد ، ض عميق�ي وجهد بدأب

مجموعة قصصية عن دار االأهلية للن�ش والتوزيع

هذا نصوص وتعد مباركة”، جثة “كأي بعنوان

القص�ي االأسلوب من جدا قريبة الكتاب

نفسه، الوقت ي �ض والصعب والمركب الشيق

ومختلفة، عدة ض مضام�ي فضاءاتها ع�ب وتحمل

من تخلو وال المعيش اليومي بالمحيط تشتبك

54

أسلوب المرير، ضمن الواقع فلسفة

بلغة الالذعة السخرية من يخلو ال

أغوار س�ب ي �ض عالية وتقنية مشعرنة

هذه وصلت وقد ية. الب�ش النفس

لجائزة الطويلة للقائمة المجموعة

ي �ض العربية ة القص�ي للقصة الملتقى

،2018 2017- للعام الثالثة دورتها

ي دورة “إسماعيل فهد إسماعيل” وال�ت

والجامعة ي الثقا�ض الملتقى ينظمها

ن وتتضم الكويت، ي �ض كية االأم�ي

صفحة 120 ي �ض الواقعة المجموعة

وبغالف الفت المتوسط، القطع من

ة ي بساطته ورهافته، 36 قصة قص�ي�ض

هي رئيسة محاور أربعة عىل موزعة

وممحاة الحرب )كراسة التواىلي عىل

البحر تع�ب لم عائلة ة وس�ي البحر

ي قعر الخوف(. وعىل الرغم من تقسيم ومدن �ض

المجموعة إىل أربعة أجزاء إال أن القارئ يالحظ

حد إىل متشابهة المجموعة وعوالم أجواء أن

بعيد. وتش�ي عناوين القصص إىل دورات الحياة

المتنوعة بأفراحها وأحزانها، وم�اتها ومعاناتها،

نسان باالإ واالجتماعية النفسية الحالة وتقلبات

الحاالت كل ي �ض ولكنها السوي، وغ�ي السوي،

تش�ي إىل شخصيات متطورة ومتحولة تنتقل من

حال إىل حال، ومن سلوك إىل آخر.

المجموعة هذه ي �ض الكاتبة أسلوب ض

ويتم�ي

بالوقائع يزخر واقع من الالفتة بالسخرية

المؤلمة من خالل مزج االأشياء والكائنات، وإعادة

يحاء صياغتها بشكل تقريري مبا�ش بعيدا عن االإ

وخاطفة لديها �يعة تكون فالصورة ، ض م�ي وال�ت

ال�د الحكائية من خالل منظور مادتها وتقدم

للواقع ي الذا�ت الوعي عىل المحمول الموضوعي

بالدهشة يمتاز ي ف�ض واقعي ي تعب�ي وبأسلوب

ثارة. واالإ

تحديدا المجموعة هذه ي �ض ا كث�ي سامية وتهتم

عن التعب�ي أجل من الوصف تقانة بتسخ�ي

جوهر أفكارها ورؤاها ال�دية، وإذا ما استعرضنا

أن سنجد مباركة”، جثة “كأي مجموعة قصص

حيث االأك�ب االأهمية الوصف تقانة توىلي الكاتبة

ا( موضوعي أم ذاتيا أكان )سواء الساردة تعمل

لوضع الوصفية، ية التعب�ي طاقاتها تجنيد عىل

كيبية الخاصة بمنح الحدث والمكان اللمسات ال�ت

55

لعملها المكونة االأخرى واالأشياء والشخصية

ال�دي هويته القادرة عىل الوصول إىل المتلقي،

ومن ثم ترتيب العالقة القرائية بينهما عىل نحو

أن الالفت ال�دي بحسها تدرك فهي سليم،

لسياسة تخضع أن دون من الرواية أو القصة

تأثيثها بالشكل ي �دية وصفية واضحة تسهم �ض

عىل تتجىل أن يمكنها ال والمناسب، المطلوب

الرؤية، بحيث تكون القادرة عىل تمثيل الصورة

والزمن والمكان والشخصية للحدث حامال

وتمظهر بوضوح المتلقي إىل تصل بطريقة

المتلقي فيه يتحسس الذي النحو ، عىل ض عالي�ي

الفضاء ال�دي بكل ي� وسهولة.

ض نعرف بأن العطعوط تكتب الرواية أيضا، وح�ي

كتاباتها ي �ض أك�ش الوصف قيمة ندرك أن يمكن

ال�د ي �ض الدراما االستفادة من إىل حيث تسعى

والعكس أيضا، وهو ما يجعل من تقانة الوصف

ال�دي أدبها ي �ض وعميقة واسعة ية تعب�ي قيمة

بطريقة أيضا، والدرامي ) يوالروا�أ )القص�ي

ض قوة ال�د وقوة الدراما. تفاعلية وتناوبية ب�ي

ي وإذا كانت السخرية السوداء هي السمة االأبرز �ض

الحياة ع�ب للعديد من مظاهر العطعوط رصد

ي أي حال قصصها، فإن هذه السخرية ال تحيل �ض

من ينظر لمثقف متعال موقف إىل االأحول من

اتهم برجه العاىلي إىل ضعف أمثاله من الب�ش وع�ش

من أك�ش ي �ض تؤكد فهي وحماقاتهم، وأخطائهم

موضع أن ما تكتبه ينبع أساسا من شعور عميق

غ�ي عليهم شفاق االإ ومن الب�ش مع بالتعاطف

نصوصها، من الكث�ي أن كما نفسها، مستثنية

ي ينتمي أبطالها إىل عالم الكتابة خصوصا تلك ال�ت

بها تختم ي ال�ت قتل” “جريمة كقصتها واالأدب،

ي حقيقتها عن هواجسها �ض هذه المجموعة، تع�ب

ككاتبة وعن شكوكها وتساؤالتها حول الشخصية

مع�ض االأدب ووظيفته وعالقته بالحياة.

وسيكون من السهل عىل قارئ “كأي جثة مباركة”

بذور عىل المجموعة قصص أغلب ي �ض يع�ش أن

ي وال�ت العطعوط سامية لدى التجريبية عة ض ال�ض

ي القصة جعلت منها واحدة من أبرز المجددين �ض

الحكائية باعتماد ا، جد ة القص�ي أو المينيمالية

الموجزة والمقصدية الرامزة لموقف أو مشهد أو

الذاكرة عىل تمر للجدل ة مث�ي استفزازية لحظة

فينسجها منتجها المبدع بجمل مكثفة، موجزة،

مركزة عىل الفكرة باعتماد البناء المشهدي المتكأ

ة موسومة بالحركة والتوتر؛ مما عىل جمل قص�ي

رصاع ي �ض المتجسد الدرامي النسق من يقربها

االستعارة عىل قائمة بلغة واالنتماءات االأفكار

عن تكشف ي ال�ت االنزياح بالغة ضمن والمجاز

يحقق الذي ي المعر�ض ومخزونه المنتج ذهنية

أن معناه الكتابة تجيد )أن تشيخوف: مقولة

تجيد االختصار(.

أما بخصوص االأقصوصات، وهي تشكل ما يقرب

المجموعة، فهي أشبه بسبائك من ثلث قصص

�دية متماسكة وشديدة الضغط اللغوي، لكنها

، ومث�ي واسع دالىلي فضاء ذات نفسه الوقت ي �ض

وتحتاج إىل قراءة مركزة خاصة تتالءم مع طبيعتها

والثقافة والقيمة والداللة بالمع�ض واكتنازها

والرؤية، وهو ما يضفي عليها خصوصية جديدة

يجعل متلقيها قادرا عىل التفاعل معها بسهولة

وإثارة وتحريض عىل فك شفراتها وإدراك معانيها

56

، باعتبار أنها تقدم ض ي ال تتوقف عند حد مع�ي

ال�ت

ا وآخر عميقا مصاحبا له.مع�ض مبا�ش

ا وصفيا عاليا ض لذا، فإن العطعوط تستخدم ترك�ي

يخلو غالبا من التفاصيل واالستطاالت والتوسع

ي ي تشخيص العنارص وإلقاء الضوء الوصفي الكا�ض

�ض

تكثيفية بصورة الوصف تقانة وتستعمل عليها،

موقع داخل وسيميائية وتلميحية الية ض واخ�ت

لغوي شديد االختصار والتمركز، بهدف تحقيق

شارة أو العالمة الوصفية المطلوبة بأقل جهد االإ

لغوي، يدفع المتلقي نحو قراءة �يعة تصل إىل

االجتماعية الحال تناسب رؤية �يعة اكتشاف

العرص لرؤية وتستجيب يحياها، ي ال�ت والثقافية

وتقاليده ونواميسه.

ي �ض الوصف وتقانة االأقصوصة ض ب�ي العالقة إن

مجال النظر إىل الحدث عند القاصة سامية هي

قياس ي �ض التهاون يمكن ال جدا وطيدة عالقة

الحدث تركز عىل حضور فهي ال�دية، قيمتها

ي مساحة �دية أك�ب من عنارص ي أقصوصاتها، �ض

�ض

والشخصية والزمن كالمكان االأخرى، القص

ض ال�دي الضيق الذي ن الح�يها، الأ واالأشياء وغ�ي

ض محدود ال يسمح تشغله القصة عموما هو ح�ي

بعمل وفاعلية الكث�ي من العنارص القصصية كما

ة. ي القصة القص�يهي الحال �ض

هذه المواصفات كلها، المرتبطة بوسائل التعب�ي

بالقصة هنا المحدد ال�دي الشكل ضمن

ة جدا، ال يكون لها مع�ض دون أن تحقق القص�ي

تطمح فهي والتلقي، القراءة ميدان ي �ض وظيفتها

ق ال�ب تأليف قصة ذات موقف تصل ب�عة إىل

ي �ض أسئلته من الكث�ي عن وتجيب المتلقي، إىل

ة الصغ�ي االإجرائية والتفاصيل والوجود الحياة

ي هي عماد الحياة لدى الكث�ي من الب�ش أبناء ال�ت

، ي هذا العرص، حيث ال�د تفكيك للتقليد االأد�ب

المفتوح النص معه يستع�ي لالأجناس وخلط

والنكتة واالأسطورة الفكري التأمل يجمع الذي

البالغية وقصيدة الن�ش عىل أي محاولة للتصنيف.

ي هذه المجموعة القصصية أما العتبات النصية �ض

تقل شأنا عن نقدية ال أهمية تنطوي عىل فهي

، ويمكن معاينتها بوصفها القص�ي ض الم�ت قيمة

بنظر أخذنا إذا القص�ي ض للم�ت موازيا متنا

االعتبار عنوانات قصص المجموعة وأخضعناها

العنونة عتبة تمثل وبصفتها ، يالعتبا�ت للتحليل

جثة “كأي المجموعة بعنوان قياسا الصغرى

عىل ى، الك�ب العنونة عتبة يمثل الذي مباركة”

مناسبة هنا القصصية العتبات من يجعل نحو

مهمة للمقاربة النقدية.

ضت القصص جميعها بلغة يمكن وصفها وقد تم�ي

ثرة الكتابية، بـالسلسة؛ فلقد خلت من زوائد ال�ش

لقة ض واالستطرادات غ�ي المنضبطة، والجمل الم�ض

أسلست كما ومقتضياته، ي الكتا�ب الوعي خارج

سالمة ع�ب لنصوصها متابعته للقارئ القاصة

يقع ما عادة عيب أي من النادر وخلوها اللغة

فيه كث�ي من الكتاب!

المجموعة قصص عن الحديث أن والحقيقة

بالفعل يستعيد المرء يجعل و”مستفز” مغر

قراءتها مرة ثانية، فقصة مثل “عائد من الجبهة”

ي النفس من شاعرية رغم ألم الفقد وما تبعثه �ض

ض ي صفحت�يالها للحالة كلها �ض ض الموجود فيها واخ�ت

فعال عجاب واالإ بالغبطة الواحد يشعر حسب،

57

من هذه القدرة. وهكذا تتفوق صيغة التمثيالت

أي عىل الصدمة عنرص عىل القائمة المشهدية

صيغة خطابية أخرى، باستثناء التكرار المعجمي

والمدينة واالأشالء، والدم الجثث لمفردات

هذه خاوية، ة، مغ�ب صورة عىل تتأسس ي ال�ت

ي ي تطابقت مع الفضاء العام وال�ت

المعجمية ال�ت

“مطلوب جدا: ة القص�ي القصص مع اكتملت

جثة” )1( و)2(.

ي كتابة “سامية” أيضا قدرتها ربما يكون أبرز ما �ض

وهي ، القص�ي المشهد “تكثيف” عىل العالية

ي الكتاب المعارصين، فكث�ي مهارة قل أن نجدها �ض

ي تفاصيل منهم يستهويهم ال�د، فيغوصون �ض

عديدة قد تشتت القارئ عن القصة أصال، وقد

ي حاالت نادرة- مفيدة وفارقة! يمكننا أن تكون -�ض

ة مثل “تخمة ي قصة قص�ينلحظ ذلك ببساطة �ض

ي قد ال يتخيل أحد أن تقوم عليها الحرية” وال�ت

ة” استطاعت العطعوط أن تقدم لنا “قصة قص�ي

واحدة من أجمل قصص المجموعة حيث تقول:

ي حاول فيها عبور البحر الكب�ي ي المرة الثالثة ال�ت

)�ض

جثته الأن جدا سعيدا كان االأخرى، الجهة إىل

استطاعت الوصول إىل شواطىء البالد الجميلة،

ال مشهد الحرية(.. تخمة الناس يعيش حيث

ا” “الكام�ي تثبت “سامية” ولكن الدقائق، يتعدى

ي فقرة واحدة!عليه وترصد تفاصيله بدقة �ض

“خمس مثل ا نسبي االأطول القصص ي �ض ح�ت

سامية سل تس�ت ال وطفال” رجال وسبعون نساء

أن تعلم وكأنها وتفاصيله، المشهد وصف ي �ض

را عاما بعد أن تعرف عىل فكرة لدى القارئ تصو

آخر، بشكل المشهد إليه تنقل بها فإذا النص،

سال أو إطالة ال طائل اف شديد ودون اس�ت باح�ت

ذاتها حد ي �ض القصة أن من الرغم عىل منها،

حوت عددا من االأبطال “االأطفال الذين ارتفعت

ي لم تتعد أصواتهم بالبكاء” و”الفتاة السوداء ال�ت

.” ض فريقيت�ي ض االإ ة من العمر” و”االمرأت�ي الثانية ع�ش

إن شخوص العطعوط، كونها شخوصا مقهورة،

ي الوقت نفسه هذا القهر، هي شخوص ترفض �ض

الممكنة، نهاياتها ح�ت المواجهة ي �ض ي

وتمسش

تاريخها وواقعها ودوافعها ي �ض متباعدة شخوص

وأغلب الخيال، من أحيانا مأخوذة وموروثها،

والمدن واالأزقة الشعبية الحارات من االأحيان

مبعدة عالمها عن نائية الهامشية. شخوص

وظهورها، أقدامها ي �ض التعب يدب مبتعدة أو

تضطرم أرواحها بالرغبات واالأحالم.

ي ض عدة حكايات تجعلها متتابعة �ض م الكاتبة ب�ي وت�ب

قصص تبدو وكأنها قصة طويلة واحدة، ويعطي

58

هذا التقارب ال�دي للمجموعة نوعا من الروائية

من الكاتبة تعيشها موازية لحياة المتقطعة

بطالت وأبطال خالل عوالم عديدة تنسجها ع�ب

قصصها، خالصة إىل ما يشبه شخصيات متناهية

النفسي لها، العالم الولوج إىل الدقة من حيث

المكتوبة الشخصيات عن ي ضم�ض دفاع وع�ب

ذعان للواقع كة من االإ والمنتهية إىل مصائر مش�ت

ي آن معا. واالمتثال الأحكامه الغيبية والعبثية �ض

يشبه ما إىل االأدبية رؤيتها العطعوط وتحيل

بضم�ي إياها راوية مطولة قصصية متواليات

ض القارئ، ي بينها وب�يالمتكلم ما يمهد لتناغم قرا�أ

بها تفتتح ي ال�ت الفاصل” “الخط قصة ففي

يشبه لما الكاتبة تؤرشف القصصية مجموعتها

الحلم قوامها حقيقية لحياة موازية حيوات

لية ض م�ض مذكرات عن المحض البوح ي �ض والرغبة

ي بوحها من مرارة وسخرية عالية من واقع ب �ض تق�ت

المتواليات المؤلمة. ويتكرر شكل بالوقائع يزخر

ي قصص المجموعة، فقد تم القصصية كذلك �ض

هما ض قسم�ي إىل جثة” “مطلوب قصة تقسيم

“مطلوب جثة”)1(، “مطلوب جثة”)2(، أما قصة

“مهاجرون”، فقد تم تقسيمها إىل خمس قصص

ض “السك�ي قصة ي �ض الحال هي وكذلك ة، قص�ي

ي تم تقسيمها إىل أربع ذات المقبض االأسود” ال�ت

ة. قصص قص�ي

القص أسلوب إىل ي قصصها �ض العطعوط وتلجأ

ي ذي الحبكة الدرامية النمطية ووفق تقطيع زم�ض

ي فعل متصاعد للتعب�ي عن شفافية الزمن ودوره �ض

ع�ب لحكاياتها ي أد�ب مونتاج من مستفيدة ال�د،

ية توظيف أك�ب طاقة ممكنة من الوصف والتعب�ي

ي قصصها عن االأماكن واالأشخاص واالأزمنة، كما �ض

و”أجمل ” ض المقبض�ي ذات الخشبية “العربة

ي ذلك لغة هينة وبسيطة للداللة ”، متبعة �ض ي

لوحا�ت

عىل مناخات �دية تحيل القارئ إىل بيئة العمل

أحداثها عىل مغلقة مقطعية كوحدة القص�ي

بامتياز. كاتبا الواقع ومنتهية كمصائر يكون فيها

” ض المقبض�ي ذات الخشبية “العربة قصة ففي

، يالف�ض عداد االإ الشديدة المفارقة من قدر ثمة

نقل ي �ض يعمل الذي الرجل، تتبع عند وال سيما

الجثث من المعركة عىل عربة، وبالتحديد الجثث

ليبدأ بيته إىل ليلة كل يعود المكتملة، ومن ثم

عمال آخر يحبه، بحيث ينظف عربته من الدم،

وشقيقته عماد المقعد ابنه ه ض ي�ض كي ويعطرها

ي يوم ما- كي ينقل جثتيهما لميس، ولكنه يعود -�ض

. ض ت�ي الصغ�ي

بتجسيد تنشغل فهي حرب”، “ذاكرة قصة أما

هذا الواقع المريض، الذي أنتج هذا القدر من

والموت، الحياة لمع�ض المختلطة المفاهيم

يع�ب حيث الوطن، لمع�ض القلق المفهوم كما

تناقش مشهدية مجازية بلغة ذلك عن الطفل

هذا المفهوم بوصفه مع�ض غ�ي مدرك، فالوطن

واهمة. أيديولوجيات أو ضيقة مصالح ليس

ي أمست الوطن الذي تحول إىل خيم اللجوء ال�ت

، فال جرم أن تحتمل ي نسان العر�ب قدرا لواقع االإ

رهاب، المنتجة لالإ الدينية للتيارات نقدا القصة

وأطفال النكاح، جهاد مفردات ذلك ي �ض بما

ي ال�ت الحرب، هات تشو من ذلك وغ�ي السفاح،

أفرزت جنونا ال تطيقه اللغة.

ي من القصص نقرأ “ممحاة البحر”، ي الجزء الثا�ض

�ض

59

الكئيب، اللغوي مناخها ي �ض المجموعة تبقى إذ

ض عىل اللجوء وفعل العبور، ك�ي ولكنها تتجه إىل ال�ت

باالتكاء عىل مرجعية دينية بمع�ض العبور بوصفه

ملجأ أو مخلصا، ولكن العبور ال يكتمل، إنه عبور

ي ال�ت التشوهات كافة كما االإجهاض من ي

يعا�ض

ون ، الذين يع�ب ض ض والالجئ�ي تطال نفوس المرتحل�ي

البحر، بحيث يتحول إىل كائن. هذا البحر الذي

قضم آالف الجثث، وهي ترتحل هربا من الموت

المؤكد إىل الموت المحتمل، وهنا يكمن الفرق،

فعىل الرغم من أن الموت قائم بينهما، بيد أن

والوصول الحرية قدر عن بحثا تذهب الجثث

ي قصة “تخمة الحرية”، له، عىل شكل جثة كما �ض

الذي ي العر�ب الواقع هجاء صيغ تتعاىل وهكذا

أجل من الحيوات وإفناء بالقمع، إال ف يع�ت ال

السلطة.

المستوى هذا ي �ض القصصية المجموعة م تتقد

ي بكافة تعقيداته الثيمي لتطال قضايا زمننا العر�ب

تقشف آلية وضمن متقنة، قصصية ب�ض ع�ب

واضح، ع�ب التخفف من كافة الزيادات والحشو

إىل تلجأ فهي والتوصيف، الحدث عىل مستوى

موجات من الخطاب أشبه بهزات داللية نصطدم

بها، أو يصطدم بها المتلقي، وبالتحديد نهايات

ي تعيد برمجة الفعل التأويىلي لحركة القصص ال�ت

ينتهي كي يتصاعد ثم ومن يبدأ، الذي الحدث

بصدمة الفناء.

ي الجزء الثالث من المجموعة نقرأ قصة “عائلة �ض

الذي الجنون صوغ لتعيد البحر”، تع�ب لم

ي أوطاننا، حيث نعيش جزءا من شتاتنا يتملكنا �ض

، وتشظينا ح�ت نتحول إىل كائنات بأذناب، الداخىلي

ي من قهر تراتبية المجتمع، ممثلة أو مسوخ، تعا�ض

الدينية والمجموعة واالأب، الدولة، بسلطة

أن جرم فال المتناهية، تراتبية هي والطائفية.

مريض عىل مستوى كائن إىل تتحول مجتمعاتنا

جمعي.

االأجواء هذه ي �ض القصص تستمر وهكذا،

ي ي الجزء الرابع بعنوان “مدن �ض

المشحونة، كما �ض

إنسانيتنا، تبتلع ي ال�ت المدن تلك الخوف”. قعر

فالمدن ومعنويا، ماديا ي نسا�ض االإ وجودنا وتنهي

عن إال تكشف ال فإنها اختلفت مهما العربية

وجه بشع، فالكل يتب�ض ثقافة مصادرة حق االآخر

المقبض ذات ض “السك�ي قصة ي �ض كما الحياة، ي

�ض

بالبيع امرأة حق تصادر السلطة حيث االأسود”

ي ة، وغ�ي ذلك من القصص ال�ت عىل بسطة صغ�ي

أنتجتها مشوهة، عربية مدن مسالك عن تع�ب

مجتمعات الحداثة المجهضة والنخب الوطنية،

االأنساق من قدرا تحتمل القصص فإن وبهذا

القائمة النتائج لمسوغات بيان عن تكشف ي ال�ت

الوجودي للمكون والجثث الموت ر تصد عىل

المجموعة هذه إن القول يمكن ولهذا ، ي العر�ب

ي توصيف م مقاربة شديدة الصدق والعمق �ض تقد

عن الناتجة العربية االأزمات جوانب من جانب

ي ثقافة الموت. تب�ض

بقي أن أقول إن هذه المجموعة القصصية تشكل

ة الكاتبة، وقد اشتملت عىل ي مس�يا �ض را نوعي تطو

من الرغم عىل بداعية االإ العنارص من الكث�ي

ي بعضها، وتلك مسألة طبيعية مواطن االإخفاق �ض

النضج مرحلة لبلوغ الدائم نسان االإ سعي ي �ض

ي الكامل الف�ض

60

سطوة العلوعرية “رشدونيوس” ة الش في الهوي

لــــ ”راشد عيسى”محمد خضير/ األردن

ي رسم ذاكرتهم، فتسايل إرثهم ون أخفقوا �ض كث�ي

بداعي من مداد من ال يملكون الحقيقة كاملة. االإ

لجمهور أنفسهم تقديم عن عجزوا أنهم كما

عراء الذين ث هنا عن بعض الش الغاوين، وأتحد

ي ة ال�ت بداعي هادة االإ تكاسلوا عن فهم مفهوم الش

مجاملة، أو مواربة دون اعر الش تجربة تخترص

إىل تحتاج بداعية- االإ هادة الش -أقصد فكتابتها

ى يتعد إبداعي ضخم ة، وموروث عبقرية خاص

ة المدرسي فوف الص بطوالت عن الحديث فكرة

الت التأم من بكث�ي نر ض ي�ت أن كاتبها االأوىل، وعىل

حياته مراحل من مرحلة كل رسم عىل القادرة

وب�د الرقيب، وسطوة لق” “الس عن بعيدا

من ء يبسش المألوف تخطي عىل قادر تخييىلي

هادة أن ترتدي ثوب التشويق، وال يمكن لهذه الش

للقارئ الكاتب بوح هي إنما واية، الر أو ة القص

كاتبه. ة بس�ي االأدب إذابة عىل قادر فخ برشاقة

ة أسماء برزت وأثثت لهذا الجنس من الكتابة، وثم

هم. كبهاء طاهر، وصنع الله إبراهيم، وغ�ي

شجاعا أنموذجا يعد االآن، ته حرصض ي �ض نحن وما

ض تمخ وما عرية الش النفس عن الحديث ي �ض

القصيدة ن الأ الدهشة، أعقبتها أخيلة من عنها

من خوفا نظموها من س�ي تحتمل ال بطبيعتها

ي المخالف لما أورده ابن قتيبة �ض ي الخ�ي

الوقوع �ض

د عراء وعىل لسان االأصمعي الذي أك عر والش الش

، وبأنه إذا ولج إىل الخ�ي عر نكد بابه ال�ش بأن الش

ان بن ثابت الذي كان ب لنا مثال حس ضعف، ورصض

61

سالم. يعد شاعرا فحال قبل االإ

ما عال وارتفع، علينا أن نصعد ومن أجل ارتقاء

العتبات الصطياد الجمال، فقد أثث راشد عيس

ي تمنحنا فرصة من العتبات ال�ت ه بكث�ي سطوة علو

هذه أن لنكتشف رشدونيوس، سلم صعود

العتبات تشابه أحجار هرم “خوفو” الذي يسمح

االآخر الجانب من الهبوط ثم بصعودها، لك

سع ة لم تكن تت بعدما تحسب نفسك سكنت قم

ه. لغ�ي

د مثل عر الجي العتبة االأوىل، وعبارة: “الش ض وما ب�ي

ي ضم”، وال�ت سم النحل، يشفي االأفكار من الرومات�ي

، االأخ�ي الغالف ة أرضي فائض عىل بزهو تجلس

مما كث�ي عىل لالنقالب القارئ تدفع فكرة ة ثم

عر الش جاوزت ي ال�ت االأضمومة هذه خارج قرئ

من الفتنة اللغوية. بكث�ي

الهوية إىل ذاهب الكتاب أن من الرغم وعىل

إال خالصة، ة عربي ورة بالرصض هي ي ال�ت عرية الش

عروة فاتحا ة، المناطقي حزام غادر اعر الش أن

حطم أن بعد بعيدا ليحلق ة، الكوني قميص

االأزرار، مستعمال إزميله كما فعل مايكل آنجلو،

عنوانا لتستوي ة العربي من رخام العتبة فنحت

ولجت إذا ثم ... ياليونا�ض العمق ي

�ض ضاربا ا كوني

االأضمومة؛ أحالت يد الفنجان قراءتك إىل متعة

قد ي ال�ت القهوة احتساء ي

�ض المتعة تلك تشابه

ر، وكالهما يعدالن المزاج. تكون حلوة، أو بال سك

الفنجان” “يد انية الث العتبة اعر الش وينهي

أظنها ي ال�ت عيسويه” بن “رشدونيوس بتوقيعة

أمست بحيث القصد، تربك خبيثة مزاوجة

62

أثينا وفارس، ي عرية خليطا من ماض�ي الهوية الش

ة. ويكأن حفيد الجن هذا، يريد لكن بجذور عربي

، وال حدود لممالك خياله. ي اعر كو�ض القول إن الش

فينا تبعث أخرى، عتبة عر؟” الش أيها أنت “ما

خالف ض ح�ي اعر الش أوجد الذي ؤال الس فكرة

خرة دون أن يعملوا أولئك الذين جلسوا إىل الص

جرة والش الحصان، رأس ليجدوا معاولهم فيها

ار الهاربة إىل بياض المرمر الذي يعجز شهوة نق

الخشب.

لم يستطع بن عيسويه، وعىل مسافة ست أوراق،

سؤال عن يجيب أن كلمة ألف عن يفيض وما

عر؟” الممتد منذ الثة “ما أنت أيها الش العتبة الث

ل شاعر حظيت أذناه بوقع الموسيقى -فانفلت أو

ع- وح�ت المتوق لسانه من عقال العادية إىل غ�ي

الخاتمة! قبيل البوق صوت سيشهد آخر شاعر

عر فقط، مهما حاولنا ىلي عر هو الش وسيبقى الش

عنق المعرفة، فهو مس دائري ال زوايا تجمع له

من كأس ي �ض الحياة اعتصار عىل القائمة فطرته

. هشة... عىل االأقل الد

أنت هل سألته: ة، العا�ش ي �ض طفلة به اتصلت

اعر الراحل راشد عيس؟ فأجابها: نعم. ولم الش

به، سمع قد يكن لم الذي رحيله عىل ب يعق

أينما الحيوات عىل القادر اعر الش فطرة لكنها

ي عر أ�ب ي عتبة أخرى أسماها “الشحلت به. وهذه �ض

ي العظيمة”، وقد ذكر هذين ، واللغة أم الحقيقي

إىل الحياة وأخذاه أخالق علماه نهما الأ الوالدين

ما قصيدة حملته ال�اق من شاعر مسامحة

مكتف بالقصيدة، كانت له؛ إىل تحقيق حلمه، غ�ي

فسطا بكل حب عىل اسم راشد “االأب الحقيقي

لقصيدته” ليحمل اسم ولده البكر بعدما شاف

63

احتاجها السارق بأن توقع لقاء نظر رصف من

كبطاقة دخول إىل جائزة تعينه عىل دراسة أودت

إىل وظيفة.

ة المفقودة، وفيها يحسم ي ثم كانت العتبة النص

ي عرصها ي ال تكفي �ض

راشد أمر جودة القصيدة ال�ت

ا. وهذا أمر يغفل عنه جمع من ما دام الشاعر حي

عراء الذين أهملوا دربة حناجرهم عىل دوزنة الش

العتبة هذه ي و�ض رشدونيوس، موسيقيا. النص

ة الغ�ي منظومة وإسقاط بالحكمة عر الش جاوز

الذي كعبه علو أ�ار يفضح فهو االآخر، من

صوته وظف بعدما وحدها، بالقصيدة كان ما

وقدرته عىل م�حة االأشياء.

عيس، راشد بهم تأثر وشعراء شاعرات هناك

فادة االإ مفهوم ي �ض ألفناه ما خالف عىل ه لكن

ونار الصحراء، كانوا: بهم تأثر فمن االآخر، من

بفكرة تأثر كما وزيتونتها، البلد وديك الحطب،

الحذاء، هامسا الأبيه: “ليتني أفعى يا أيب حتى ال

يكون يل أرجل حتتاج إىل أحذية”، وكذلك النهر، عند جدا/ يضحك بأن احلق “للنهر فأورده:

املنبع/ هو يعلم أكثر منا/ إن وصل البحر فلن رشدونيوس، ي

�ض الفادح أثره اي للن وكان يرجع”، ي المراعي. أيضا، الحصان

دا �ضفقد عاش مثله م�ش

ي اجتاحت اج وصباحات القرية والمرأة ال�ت وال�

نجوان ليس شعره ويزيد... وهو القائل: “الد ي ثل�ش

الذي وإنام حياته، يف النساء كثرة يعيش من يعيش كثرة احلياة يف امرأة”.

القصيدة جلست العربية، اللغة إىل رسالة ي و�ض

لفت يريد الشاعر وكأن ، ض صفحت�ي ي

�ض وحيدة

النظر إىل مكانة العربية، أو كأنه يريدها بعيدة عن

موسيقاها تحمل وهي كاملة لتصل وحات ال�ش

ومعناها، وفيها اشتغل رشدونيوس عىل حداثوية

ي ما أعجزت اللغة: الفكرة ال�ت

يتي أنت مهام العص دبلجني “حر

مت تدجيني وحوسبتي وحاول الصرت إال كنت يل شجرا فام تصح

وما تعوملت إال كنت خصخصتي”

أنيقة، ة إبداعي شهادة إىل تحيلنا ة كث�ي عتبات

هشة تصديقا أدوار الدتبادل فيها الشعر والن�ش

ي و�ض والمؤانسة، متاع االإ ي

�ض التوحيدي حيان ي �ب الأ

قال: تحديدا، عندما ين الخامسة والع�ش الليلة

نظم كأنه ض “أحسن الكالم ما... قامت صورته ب�ي

كأنه نظم”. ، ون�ش

ن�ش

فلم الخطى، ض ب�ي باعدت هذه ي شهاد�ت ي

�ض

حدائق تصعدون لعلكم العتبات كامل أصب

وما والحكمة... الشعر، تقطفوا كي رشدونيوس

هو أبعد

64

شد”: “قصائد دون سن الريخوخة قصائد تعاين الوحشة والحب والش

جميلة عمايرة/ األردن

عليها، تع�ش قد ي ال�ت التعريفات أجمل من

الكائن لتعريف الذاتية ة الس�ي ي �ض تصادفها أو

ي لنفسه، هو ما تع�ش عليه هنا:نسا�ض االإ

“أنا وحشة الكلمات الزائدة

ي يحذفها الشعراء ال�ت

لكي تصبح قصائدهم أجمل”.

بن ض “حس�ي السوري الشاعر به يعرف ما هذا

الجديدة الشعرية مجموعته ي �ض نفسه، حمزه”

ي “قصائد دون سن الرشد” الصادرة عن دار أثر �ض

ي مفتتح المجموعة.الدمام- السعودية )2019(، �ض

أثناء الشاعر يمحوها ي ال�ت الكلمات تلك كل هو

كتابته لقصيدته، مرة أو ثالثا، فيحذف ويضيف

ليعود ويمحو من جديد.

تلك بكل حمزة” بن ض “حس�ي هو هذا تماما،

لتبقى الممحوة الكلمات تحسها ي ال�ت الوحشة

لها فرد ي ال�ت الوحشة العتمة! ي

�ض بعيدا هناك

ة. ض المتم�ي المجموعة هذه ي �ض قصيدة من أك�ش

أو كلل القصيدة بال تؤرقه الذي الشاعر وحشة

ين ة تزيد عن “ع�ش د لمد ملل، وتلح عليه بال ترد

ي رأسه حينا آخر، إىل أن عاما” تراوده حينا وتدق �ض

يح ض اطاتها العديدة، ل�ي استجاب لها مذعنا الش�ت

االسم الذي التصق به “الشاعر صاحب الديوان

بعنوان ثانية بمجموعة النور وترى الوحيد”،

“قصائد دون سن الرشد”.

العنوان: في الداللة المواربةما الذي يقصده الشاعر بهذا العنوان الذي يث�ي

التساؤل، بل وااللتباس لدى المتلقي؟! ما الذي

وأشدها الكلمات بأقرص للقارئ يوصله أن أراد

أهليتها تغادر ا قصائد لم تكثيفا؟ هل هي حق

العنوان، يش�ي كما بعد؛ الرشد سن تبلغ ولم

“مرغما” الشاعر وليدعها ، للن�ش استحقاقها أي

65

بعد طول النور وترى ومشيئته، غ�ي هواه عىل

احتباس؟

وملتبسة مواربة عديدة العنوان دالالت يحتمل

ي واقع االأمر وعند المتلقي، بالوقت ذاته، هي �ض

ت االأوىل، أي تعد بداياتها قصائد غادرت مبكرا

بهدوء واستقرت طويلة! بسنوات الرشد سن

مجموعة ومنذ مفارقه، شعرية بلغة لة محم

الشاعر االأوىل “نائم بثياب االأحد”.

هنا يجد القارئ نفسه أمام عنوان يث�ي التساؤل

ي ذهن المتلقي، يحب الشاعر أن يوقع المتلقي �ض

مزاجه يطيب كما وعناوينها قصيدته براثن ي �ض

وقصيدته، ناقال له حالته أثناء الكتابة وما قبلها،

من جهة أخرى هو عنوان “جاذب” كما القصيدة،

تبتعد ح، ترص وال تومئ تقول، وال تحيل فهي

الكآبة أو الشفيف الحزن من ي حاالت �ض ب وتق�ت

أو اليأس، تشد القارئ من ياقته، ليقرأ وليعاين،

وهي بغصة يشعر متسائال، را متفك ليتوقف

تصف حالته تماما. هنا نحن أمام قصائد مفارقة

ة، لكنها ذات دوي قوي وعميق. ومغايرة وقص�ي

والتكثيف، ال ض االخ�ت تعتمد بلغة كتبت قصائد

كل ي �ض تتوالد ي

ال�ت الشعرية الصورة عىل متكئة

حالة.

الوقت كل هذا الشاعر، وطوال أن هنا د المؤك

الذي استغرقه لن�ش هذا الديوان، لم يتوقف عن

دون كتابة فال الكتابة. آخر: بمع�ض أي القراءة،

ورة. قراءة، والكاتب الجيد هو قارئ جيد بالرصض

، فهي لديه مسألة أخرى شائكة أما مسألة الن�ش

عند أتوقف ي أجد�ض ولهذا أهمية. ذات وليست

ما عىل للداللة ، الن�ش ي أع�ض المسألة؛ هذه

الشخصية الشاعر رؤية ولتوضيح إليه، ذهبت

وكتابتها بل المالأ، ها عىل ن�ش وآلية بالقصيدة،

والتعامل معها، تستحق أن نتوقف عندها، ولذا

ها أورد مقطعا هنا من شهادة له عن الشعر ن�ش

قبل سنوات:

هذا . نفسي مع ث للتحد طريقة عر الش “كان

أنه ظننت ما وهذا البداية، ي �ض أظنه كنت ما

سيستمر الحقا. ولكن هذا الظن �عان ما تعرض

مع ي حدي�ش بنقل ي

طالبت�ض مستمرة لتهديدات

عر معي، إىل العلن. عر، وحديث الش الش

طريقة إىل أيضا، ب�عة اهتديت، ، يجه�ت من

قبل من مسموعا أكتبه الذي عر الش تجعل

ي أوال بالطبع. االآخرين، ومسموعا م�ض

ة الن�ب دامة الإ مقبوال حال االهتداء هذا كان

ة ذاتها ي أحب أن أكتب بها. وهي الن�بالخافتة ال�ت

قت ي أعيش بها أيضا، إذ لطالما ظننت، وصدال�ت

ي أ�ض حد إىل خافت نفسه ي

عيسش أن الظن، هذا

ي أحرك أقل ما يمكن من الهواء كنت متأكدا من أ�ض

ض االأحياء. القصد أن الكتابة، وأنا أشق طريقي ب�ي

ض الشاعر والقصيدة، ي االأساس، عملية مؤلمة ب�ي�ض

فكيف إذا كان المطلوب من الشاعر أن يري هذا

االألم لكي ض هذا أن�ي أو أن يرفع االألم لالآخرين،

أن دا، القصد، مجد قبلهم؟ يكون مسموعا من

جلبة تحدث أن عليها يصعب خافتة كتابة أي

كل جلبة من القصيدة. إضافية أعىل من صوت

هذا النوع مؤذية لروح القصيدة ومزاجها.

بذلك ف أع�ت لم -وإن ىلي مؤلما كان ولهذا،

أو عىل مسامع جهارا- أن ألقي الشعر عىل من�ب

الجمهور. كيف أقرأ شيئا كتبته لنفسي عىل آخرين

66

ال أعرف إذا ما كانوا سيعاملون ما كتبته بالعناية

ض ، وح�ي الفائقة ذاتها؟ هذا ما كنت أسأله لنفسي

ي مناسبات نادرة كهذه- يستحسن كان بعضهم -�ض

القصيدة أن ق أصد أن ي يريح�ض كان أقرأه، ما

ولم الخفيضة، تها ن�ب إىل استدرجتهم نفسها

يستدرجوها هم إىل منطقة الضوضاء الجماعية”.

ض بأن الشاعر نفسه نستطيع أن نضيف بكل يق�ي

القصيدة تستدرجه وحاد، نزق بمزاج يتصف

تها ي البداية كما هي حياته برمبهدوء،عىل مهلها �ض

“خافتة وبال ضوضاء” إىل أن تصبح مسألة ملحة

أو كتابتها، من فالت االإ عىل المقدرة يمتلك ال

بها، متورطا نفسه ي وجد ال�ت الحالة من الفكاك

تكثيفا الكلمات، وأشدها بأقل القصيدة فيكتب

كما سطرين، أو واحد بسطر لتجيء اال ض واخ�ت

يدير وجهه أن تماما وقبل يريد محوها كان لو

للجهة االأخرى!

لنقرأ القصيدة التالية:

عر “لقد تركت الش

ي رأسياالستعارات تتدافع �ض

وأنا أرشدها إىل شعراء لم يطبعوا أعمالهم بعد”.

قصيدته يكتب أن أعماقه من يود أنه لو كما

المؤلمة، الكتابة عبء ويحمل عنه، آخر شاعر

من بداياتها، فال يكلف حياته شيئا سوى قميص

واحد خفيف كالمصطاف.

وربما لو كان هناك من الشعراء من يشبه كتابته

ل وزر الكتابة وكتب بكل هذا أو قصيدته لما تحم

االألم والوحشة، أو لو يملك أن ينكر أنه صاحب

د! هذه القصائد لما ترد

يكتب معلنا بال مواربة:

عر منذ سنوات “تركت الش

لكن قصائدي القديمة

.” يما تزال تخدم�ض

أو:

ي كلها فت من حيا�ت ي تخف

“لو أن�ض

فال يبقى منها إال قميص خفيف

ه به المصطافون خارج حياتهم”. ض كالذي يت�ض

هذا هو مزاج شاعر متفرد، يعتمد عىل الحواس

مبتعدا القطيع، ي قصيدته، ويكتب من خارج �ض

يبدو فضاء ويخلق والمستهلك، المتداول عن

قا، لكنه يتسع محتمال التأويل عند كل قراءة: ضي

“ليس لديك سوى هذه الكلمات المستعملة.

وعليك أن تكتب شيئا جديدا”.

القصائد: محاور إنسانيةحاالت عدة هذه مجموعته ي

�ض الشاعر يعاين

ض وب�ي والحب، والوحشة الوحدة ض ب�ي ل تتنق

الشيخوخة والعزلة والغربة.

ي الوحشة نقرأ: �ض

ي القلب.ي كل ليلة تربض الوحشة �ض

“�ض

ي البيتكما تربض �ض

ي غرفة النوم.و�ض

الشاعر وهو ب من المطبخ، فيتم�ض لكنها ال تق�ت

ك المصابيح مضاءة، ي�ت

ب مرة للمطبخ عل الوحشة تق�ت

67

ض يديها”. اي�ي وعىل مهل هناك تحز �ش

ي باب الوحدة، فنقرأ:أما �ض

“يحتفظ ىلي دوما

ي أدراجه: االأسبوع”. بأحد كئيب �ض

أو:

“لو نزلت االآن

لرأيته رماديا

البحر الذي يبدو أزرق من الطابق العا�ش

أما أنت فما من جدوى أبدا

ي االأعىل وحيد �ض

وحيد عىل الرصيف”.

ها من القصائد االأخرى. وغ�ي

ي الشيخوخة نقرأ للشاعر:و�ض

ي الطريق من المطبخ إىل غرفة النوم“�ض

ي السن”. م �ض أتقد

ها من القصائد. وغ�ي

ي الحب، فيقول:أما �ض

“أحببتك

ي وحيدا بطريقة أفضل”. ن ذلك كان يجعل�ض

الأ

أو:

ون عليك “سيع�ش

ففي كل قصيدة

ا. ا صغ�ي فتحت شق

ودفنت اسمك”.

أو:

ي “ليس قل�ب

ي فيه بثياب البيت”. إذا لم تتمسش

أو:

“يقولون ىلي

عر. إن نفسي ليس طويال بالش

ه عىل مقاسك”. حسنا، ولكن

كما تماما لة ض ومخ�ت مكثفة ة، قص�ي قصائد هي

ك أثرا قويا عند هو مزاج الشاعر ونزقه، لكنها ت�ت

المتلقي

68

ق” لهويدا صالح: رواية “جسد ضيمعركتنا في مواجهة الواقع

سمير أحمد الشريف/ األردن

البساطة، ي �ض تكمن وعبقرية ممتع، سهل ب�د

ولغة سلسة رصينة تتخللها مفردات وحوار عامي

الكاتبة هويدا طرحت البيئة، يعكس خصوصية

بالحديث والروح الجسد أزمة ها نص ي �ض صالح

أزماتها استيعاب عن تضيق ي ال�ت االأجساد عن

وظروفها القاهرة غ�ي العادية.

الكتاب -عتبة النص عنوان إليه يحملنا ما هذا

الذي المضمون ص فيلخ الغالف ا أم االأوىل-

يتمحور حول دقائق حياة الطفلة “فردوس” وما

ي محطات عمرها، غالف يزينه الرمادي آلت إليه �ض

ي واالأسود، وصورة طفلة غ�ي واضحة المالمح، و�ض

واضحة بمالمح نفسها الطفلة الصورة خلفية

وتحمل لعبتها.

ع، هداء، وعىل غ�ي المتوق ثالث عتبات النص االإ

لالأم يكون أن والمأمول لالأب الكاتبة تهديه

تتب�ض المؤلفة وأن السيما ال، أو للبنت االأقرب

قصاء والتهميش والحقوق المنقوصة التصدي لالإ

ي ي تواجه المرأة، وانتصارها لها ولقضاياها ال�ت

ال�ت

يتغول عليها الرجل والمجتمع وبنات جنسها.

اختيار عىل قدرتنا كعدم ، الكث�ي الكاتبة تطرح

من نحب نتيجة مواضعات اجتماعية وعقائدية،

وما “الصعيد” مناطق ي �ض المرأة أحوال ء ي

وت�ض

المرأة اشتباكات راصدة ظلم، من عليها يقع

مع ما يحيط بها ويتقاطع مع تفاصيل وجودها،

فكرا وإحساسا ووجودا، وكشف العوالم ال�ية

والكنيسة، الصعيد مجتمع ي �ض النساء لحيوات

المشاعر عىل والوقوف الواقع، قبح لتعرية

وأدها، المرأة تحاول ي ال�ت فينة الد المصادرة

وتالمس أحوال شخصيات مأزومة قلقة تتنازعها

العالقة أفق راسمة متباينة، وقناعات أهواء

االأزمة مفاصل عىل تقف كما ونفيه، باالآخر،

ي االأ�ة والمدرسة والجامعة، الطائفية وجذورها �ض

69نسان طفال وبالغا، ومكان العبادة، مما يتلقاه االإ

اجتماعية ي عن ذلك من رصاعات ينب�ض ما ورصد

الفرد، عىل ذلك وانعكاس وطائفية، ونفسية

سسيولوجية وثيقة فالنص وقناعات؛ سلوكا

. ي لعادات الصعيد ومخزون تراثه الشع�ب

ي ال�ت وعناوينها ، ض الثالث�ي ة القص�ي فصولها ي

�ض

قوال أو جملة أو شخص اسم بكلمة/ جاءت

رسمت المقدس، الكتاب من عبارة أو مأثورا

الرواية بدقة أعماق شخوصها ومالمحها النفسية،

وكتبت بجرأة الفتة، تعرية المغيب الذي نحاول

ي إشكالية تناسيه والسكوت عنه، سواء أكان ذلك �ض

أو المعتقد عن االرتداد حرية أو االآخر قبول

قصاء ض الطوائف، أو عمليات االإ حالة االحتقان ب�ي

ي دور نسان، ح�ت �ض ي تمارس ضد االإ

واالإخصاء ال�ت

العبادة، أو الحب المصادر الممنوع، أو مطلق

تهميش المرأة.

ي اليوم التاىلي بة دخول الفتيات. �ض ق “...جلست م�ت

، مثىلي ريفية أصول من تبدو فتاة أول دخلت

وترتدي طرحة طويلة عىل فستان واسع وطويل.

ي لغة فصيحة: السالم عليكم ورحمة قالت ىلي �ض

السالم. وعليكم بابتسامة فرددت وبركاته، الله

ي عن اسمي، فقلت نرجس، فأردفت:سألت�ض

ي نرجس إيه؟أيوه يع�ض -

به تسمى نرجس اسم أن أعرف ي الأن�ض ابتسمت

تريد الفتيات مسلمات ومسيحيات، وحتما هي

أنها فرغم اسمي، من الدينية ي هوي�ت د تحد أن

بنات هناك حتما لكن بة، محج غ�ي ي وجدت�ض

االسم، لحيلة فلجأت محجبات، غ�ي مسلمات

70قلت:

- نرجس حنا عبدالمسيح.

غارت االبتسامة من وجهها تماما، وقالت بصوت

كأنها تشده بحبال من ب�أ عميقة:

– أهال وسهال.

وجلست صامتة تماما، كأنها نزل عليها سهم الله.

أيضا وكانتا االأخريان، البنتان دخلت ثم

ومالبسهما عرصي، مظهرهما لكن ، ض مسلمت�ي

مختلف. اجتماعي وسط من أنهما عىل تدالن

أمل بخيبة ض أصيبتا الفتات�ي لكن التعارف. وبدأنا

، سوف ي نفسي�ض قلت ي مسيحية.

أن�ض ض عرفتا ح�ي

ي نفسي بعالقة يبدأ االآن القلق والحذر، كنت أم�ض

، لكن من الواضح أنهن يودية مع زميالت حجر�ت

يحات لوجودي...”. غ�ي مس�ت

“فردوس” طفولة من يبدأ متنام �دي بخيط

ح�ت الرئيسة، المحورية الرواية شخصية

حياتها آلت بما واالنتهاء وعمرا، وعيا نضوجها

ي تستدعيها بكل تفاصيلها ع�ب ي الرواية ال�ت

إليه �ض

من التداعي يحمله ما بكل الداخىلي المونولوج

حافل نص ع�ب الكاتبة تأخذنا البوح، حميمية

وتوثيق دقيق لحياة يثراء معر�ض يتضمنه من بما

والصعيد، االأديرة ي �ض وطقوسهم، ض المسيحي�ي

ح�ت محاولة الهروب من سوأة الواقع ولو بالحلم.

تعت�ب فصول الرواية متتاليات قصصية متماسكة

ا، تداخل فيها ال�د بالحلم، ورصدت قسوة فني

الواقع ومرارته، ونقدت نظام الرهبنة، وكشفت

” وعالقة عجوز ي العوالم الخفية للراهبات )“في�ب

ال�د أساليب ي �ض ع بتنو مثاال(، بفردوس الدير

بضم�ي المتكلم أو المخاطب، أو توظيف تقنية

جاع أو تيار الوعي، أو توظيف االستذكار أو االس�ت

تقنية النص المدور، أو تقنية الحذف، أو الرسم

أو العلم، كىلي الراوي توظيف أو المشهدي،

71

الكتاب أثر االأسطرة، وبلغة ظهر عليها بوضوح

وتوظيف بالعامية المطعم والحوار المقدس،

ي �ض بجالء ظهر الذي ي

المعلوما�ت اء وال�ش الحلم،

ة”. ض بكت ق�ب فصل “ح�ي

ـ”محمود” ب وعالقتها المسيحية “فردوس”

عضت ي ال�ت والمرأة االأمل، رمز مثلت المسلم،

محاولة ي �ض حلم تحقيق أجل من جراحها عىل

ي منطقة ألغام العادات �ض �ي لك� المألوف بالس

سخة. والقناعات السلبية الم�ت

ي مسار تمرد هل يمكننا اعتبار هذا النص خطوة �ض

الطائفة فقدان خطورة عىل تنبيه أم ؟ االأن�ش

لبداية والتأريخ الرصد هو هل لحقوقها؟

من مرص صعيد ي �ض المتطرفة الجماعات تشكل

ثمانينات ي ض عىل حد سواء �ض النصارى والمسلم�ي

ما لهيمنة المقاوم الصوت أم الفارط؟ القرن

بوي ال�ت والموروث بالتقاليد يتلفع ذكوري هو

السالب، وبالتاىلي المناداة بهدم السلطات والب�ض

ي تعمل عىل تفكيك وتفتيت المجتمع؟ال�ت

الجوهر ي �ض الغوص فرادة مع ذلك، كل إنه

، ورسم النص بواقعية اجتماعية، تماهى ينسا�ض االإ

الذي باالجتماعي، بالعقائدي السياسي فيه

والهيمنة القمع من بناء تأسيس نتيجته كانت

والتطرف، وفضح ما يعتور عالقة الرجل بالمرأة

والندية المساواة عىل تنهض ال سلبيات، من

عالقة حدودها تؤطر والتفاهم، ام واالح�ت

وامتالك بالمسود، والسيد للمملوك المالك

ل النص الجسد، بعيدا عن أشواق الروح، ليسج

نسان. من ثم وباختصار: االنتصار لوجع االإ

عىل الوقوف مسلمة كاتبة تتوىل أن مدهش

العالقات، من الشائك الفضاء هذا تخوم

عالم لتدخل الشائكة، االأسالك هذه واقتحام

طائفة أخرى، فتتبع ما فيه من سلبيات وتعرض

ض جريء. ما يواجهه من تحديات، بطرح جاد متم�ي

التاريخ لهدم مخلصة محاولة الرواية هذه

الرسمي من أجل كتابته بماء نص وواقع جديد،

الحارصض عىل باالتكاء ووعيا وصدقا عمقا أك�ش

المسكوت عنه؛ مما نحاول جميعا تناسيه وغض

ايد ض ي ت�ت نسان العر�ب أبصارنا عنه، كيف ال وأزمة االإ

نسان انتماءه ويزداد كل يوم؟ وكل صباح يفقد االإ

إحساسه باالضطهاد؟

مضمونا رائد جماىلي فكري منجز العمل هذا

وأسلوبا، أوصل لنا وعي الدكتورة “هويدا صالح”

وقراءتها تتبعها ي �ض والباحثة، والمفكرة المبدعة

للواقع الذي يتشكل سلبا أمام الفرد.

نسانية االإ اللمسة تلك النص، ي �ض الملفت لعل

ض ب�ي بالتقسيمات تر�ض وال وتقرب، د توح ي ال�ت

“فردوس” قرار ي �ض ذلك كان الوطن، مكونات

ية لصالح المسيحية بنقل ملكية الجمعية الخ�ي

“المنيا”، الأبرشية وليس االجتماعية، الشؤون

. ض ض ومسيحي�ي فهي تعالج المر�ض جميعا، مسلم�ي

نسانية الشمولية يحسب للكاتبة امتالكها للرؤية االإ

، ينسا�ض االإ الجوهر ي

�ض تعمقت ي ال�ت العميقة،

نا بمص�ي للتفك�ي وأحاسيسنا بعقولنا وأخذت

يئة، ال�ب غ�ي السياسة قهر نتنفس كأحياء

والتقاليد الهجينة، والثقافة المزور، والتاريخ

والر�ض السطحي، والتدين المتهالكة،

تقسيمات ضمن الناس وتصنيف باالمتهان،

المحتوم باتت قدرنا

72

هب المالذ اآلمن: قصة الذنافس على أكثر معادن العالم إغراء” هب: الت في كتاب “الذ

لـ”ماثيو هارت”د. عبد الفتاح شهيد/ المغرب

معادن أك�ش عىل التنافس هب: “الذ كتاب

GOLD: THE RACE FOR THE )1(إغراء العالم

من ،”WORLD’S MOST SEDUCTIVE METAL

عالم الصادرة عن سلسلة العلمية الكتب أهم

ي والصحا�ض للكاتب ة، االأخ�ي السنوات ي

�ض المعرفة

هب ي الذص �ض م “ماثيو هارت”؛ المتخص المخرصض

واالألماس. ونقله إىل العربية د.محمد مجد الدين

ص المتخص ي العر�ب واالقتصادي الباحث ؛ باك�ي

نسخته ي �ض الكتاب يقع واالأعمال. المصارف ي

�ض

دفتيه ض ب�ي ويضم صفحة، 300 ي �ض العربية

فيها يحكي فصال. ع�ش ي واث�ض جم، للم�ت مقدمة

االأماكن أك�ش خالل من هب” الذ “قصة الكاتب

ي احتضنت فوراته المتتالية، وعىل لسان أهم ال�ت

هب مجرى التاريخ. ت بالذ ي غ�يالشخصيات ال�ت

وجه ي �ض مود الص عىل ة كب�ي قدرة ذو هب الذ

الزمن وتقلباته، فبعد أن كان قديما رمزا للخلود

باالأمس غدا الرفيعة، االجتماعية والمكانة

التبادالت لتنظيم عنه غ�ض ال وسيطا القريب

ض تعصف التجارية، ثم صار اليوم مالذا آمنا ح�ي

االأزمات االقتصادية باالأوساط المالية. ومن خالل

ي العالم؛ وع�ب ى �ض زيارة لمعظم المناجم الك�ب

الجيولوجيا لعلماء مهم ي بيبلوغرا�ض رصيد

هب الذ طفرات ي �ض ض الفاعل�ي واالقتصاد

ة وخ�ب رصينة علمية وبمعرفة المتتالية،

“هارت” ينتهي لندن؛ ي �ض هب الذ ببورصة

دائما، ية بال� محاطة هب الذ تجارة أن إىل

أروقة مكائد إىل أقرب وأعرافها تقاليدها وأن

وأن التجاري، العمل أصول إىل منها الحكم

هب “فكرة مجردة”، وال يمل من التساؤل: الذ

قيمته؟! هب الذ يستمد أين من

73

حاضرة تحت أرضية؛ أو بوابات الجحيم

ي إقليم “جوتينغ” منجم “مبونينغ” Mponing �ض

ي جنوب أفريقيا، أعمق حفرة صنعها Gauteng �ض

عمالقة، متاهة االأرض؛ سطح عىل نسان االإ

ي ظروف قاسية يتالسش خاللها أربعة آالف رجل �ض

إىل وصلت قد هب الذ تجارة يرون وهم جدا.

والخوف ثانية، كل يتغ�ي عر والس السعار، حد

ول ض يذكي حالة ارتفاع االأسعار. تستغرق رحلة ال�ض

ي هذا المنجم تحت أد�ض الطبقات الجيولوجية �ض

ي ظروف ساعة كاملة، باستعمال آالت عمالقة، �ض

د تتجس لها. تحم ي الب�ش الجسم عىل يصعب

وقعت ي ال�ت هب الذ غواية “مبونينغ” منجم ي

�ض

ضحيتها البالد برمتها، حيث تختلط فيه حسابات

الجريمة عوالم ومكائد العالمية، التجارة

جنوب مسار عن ينفصل ال هب فالذ المحلية.

معينا ما مرحلة ي �ض كان وقد ، السياسي أفريقيا

ي ض عىل إفساده “و�ض عىل بناء البلد، وهو االآن مع�ي

جنوب أفريقيا ثمة كليبتوقراطية )حكومة فاسدة(

إفساد أن غ�ي هب”)2(. الذ حياض عىل تتغذى

الذهب للنفوس ليس جديدا؛ ففي ربوع العالم

وعنيفة وفتاكة وحشية مغامرة “كانت الجديد

ي �ض وتقيأتها بكاملها حضارة ابتلعت وإجرامية،

صورة مسكوكات نقدية”.

ق نحو أوروبا؛ هب المتدف نهر الذواإلمبراطور المخنوق

قصة ي �ض االأساسية المحطات من هذه كانت

سبان قوة جبارة ض حشد االإ هب الدرامية، ح�ي الذ

ي �ض الناس “إدخال أجل من البحار وراء ما إىل

هب. دين الرب”، وعينهم عىل مجاميع كنوز الذ

ي بالد تاوانتنسويو نكا” �ض اطورية “االإ وهاجموا إم�ب

ي قلب ما يعرف اليوم بتشيىلي Tawantinsuyo �ض

ض نسمة، و80 ألف مقاتل ة مالي�ي وكولومبيا، بع�ش

74

متمرس تحت إمرة ملك/ إله )أتاوالبا(. زحف عليها

ثلة مع ارو” ض ب�ي “فرانسيسكو يدعى طريق قاطع

بالمكر استطاعوا الذين ، المر�ض الغرباء من

نكا” “االإ اطورية إم�ب إسقاط والدهاء والخديعة

مقابل وطلبوا إلههم، ملكهم/ وأ� العظيمة،

هب. ة بالذ إطالق �احه ملء غرفة كب�ي

إلحاح تحت اطورية، م�ب االإ ذهب فوا ض فاست�ض

ض نكا” المأسور عىل جنوده المرابط�ي اطور “االإ إم�ب

هب، ليتالسش بعدم الهجوم، وصهروا أطنان الذ

الفنية االأعمال من ض السن�ي آالف معه وتتالسش

هب ي االأفران. كان نهر من الذنكا” �ض من إرث “االإ

اطور م�ب الإ يضمن أن دون أوروبا، نحو ق يتدف

طوريته سالمتها، بل تعرض م�ب نكا” حريته والإ “االإ

اعتنق أن بعد سبان االإ يد عىل خنقا عدام لالإ

نكا” هي االأوىل أو المسيحية... وليست حضارة “االإ

هب. ي حمأة الذي تباد �ض

ة ال�ت االأخ�ي

جال؛ د الر سيهب أو عبيد الذ

هب الذ غنائم ق وتتدف القصة، تستمر وهكذا،

م الكث�ي من ع اقتصاد أوروبا وت�ب إىل أوروبا ويتوس

الكمبياالت. نظام ويظهر التجارية، الصفقات

هب هو ظهور الذ قصة ي �ض المهم ر التطو لكن

يقابل أن عىل يقوم والذي هب”، الذ “معيار

بائك الس احتياطي الوطنية العملة عرض

وطة. دة م�ش هبية، وفقا لنسبة محد الذ

فورة انطلقت 1848 يناير / يالثا�ض كانون ي

و�ض

كات المناجم، ست �ش ي كاليفورنيا، وأسجديدة �ض

قت مليارات وكان العمال عبيدا أو كالعبيد، وتدف

مركزا بريطانيا وشكلت هب. الذ من الدوالرات

75

هب الذ كذلك ألمانيا واختارت ا، عالمي ا مرصفي

نا اخ�ت “لقد سياسييها: أحد فقال معيارا،

ن الأ ولكن ذهب، هب الذ ن

الأ ليس هب، الذ

تسقط ض القوان�ي فبدأت بريطانيا”. بريطانيا

حركة ي �ض هب الذ وظل نقدا، باعتبارها الفضة

حيث واالأوروبية، كية االأم�ي ض القارت�ي ض ب�ي دائبة

هب العالم الصناعي والتجاري. حرك معيار الذ

ي قرار �ي ومفاجئ، القوة كيون، �ض ليحيد االأم�ي

ي هذا المعدن.المتجسدة �ض

انقالب كامب ديفيد؛ قد الوهمي أو الن

خرجت بريطانيا، وتلتها سبع وأربعون دولة من

هب بال انتظام بحثا هب، واندفع الذ معيار الذ

ي تلقاها بات ال�ت عن المالذات االآمنة. ونظرا للرصض

تمنع ض المتحدة قوان�ي الواليات الدوالر أصدرت

البالد، ي �ض هب الذ كل هب، وصادرت الذ اكتناز

الحرب اندالع مع منه حصصها ارتفعت كما

ي 1939.العالمية �ض

ن الواليات المتحدة وبعد تحقيق النرص، ونظرا الأ

ي �ض النقدي هب الذ من بالمئة 75 تمتلك كانت

ض دولة عىل ربط العالم، وافق ممثلو أربع وأربع�ي

ب ونص هب الذ بدل كي االأم�ي بالدوالر عمالتهم

نتيجة أنه غ�ي العالم. احتياطي عملة الدوالر

منه، ف التخو بدأ الدوالر، عرفها ي ال�ت المشاكل

قومية “ال الذي هب الذ إىل من جديد والعودة

له”.

المركزية المصارف ي �ض الدوالر تراكم وأمام

مديونية صك يمثل منها وكل العالم، حول

م التضخ تحدي وجراء ، كي االأم�ي هب الذ عىل

ه أنظار العالم نحو وارتفاع االأسعار، ونظرا لتوج

هب النقدي إىل أد�ض الدوالر، وتراجع مخزون الذ

كي “نيكسون” وفريقه مستوياته؛ كان الرئيس االأم�ي

ينتظرون ديفيد كامب منتجع ي �ض االقتصادي

وإزاحة الزناد. عىل للضغط المناسب الوقت

بفك النقدي النظام داخل موقعه من هب الذ

عرف ما وهو هب، والذ الدوالر ض ب�ي االرتباط

ـ”صدمة نيكسون” Nixon Shok. نتج عن آنذاك ب

بات الرصض أشد من موجعة بة الصدمة رصض هذه

هب ع�ب تاريخه الطويل “فهو لم ي تلقاها الذال�ت

يعد عملة صعبة، وال شيئا يمت بصلة إليها، بل

نسان”. ي مخيلة االإا �ض أصبح نقدا وهمي

هب األميركي؛ بحر الذمن “ماجي كريك” إلى “جولد

سترايك” ع�ب هب الذ قصة ي

�ض ا أساسي فاعال كا أم�ي تظل

قصة الفصل هذا ي �ض الكاتب ويحكي التاريخ،

الذي روبرتس” “جاكسون كي االأم�ي الجيولوجي

قادته رحلة جيولوجية روتينية إىل إنجاز اكتشافه

ي وادي “ماجي كريك” هب �ض العظيم لمكامن الذ

ي وسط شمال نيفادا، حيث وقع عىل بحر عظيم �ض

هب الخفي ذي الكميات االقتصادية عىل من الذ

موقع من قوى مما ميال، ض أربع�ي يمتد منحى

هب العالمية. ي خارطة الذالواليات المتحدة �ض

هب الذ لسعر المسبوق غ�ي االرتفاع وبفعل

ي الما�ض القرن من والثمانينات السبعينات ي

�ض

يد عىل جديد، من التنقيب حمالت نشطت

76

العرص ي �ض هب الذ عن ض المنقب�ي أعظم أحد

للذهب. “باريك” كة و�ش مانك” “بي�ت الحديث

س أس النازي، الموت نجا من الذي الرجل هذا

العالم، وبعد ي �ض هب الذ تنقيب عن كة أك�ب �ش

كته أرباحا قت �ش ايك” حق اء منجم “جولد س�ت �ش

يستخرجون كته �ش جيولوجيو كان حيث ة، كب�ي

أسهم وهكذا شهريا. هب الذ من أوقية مليون

ي تشكيل مناخ استثماري ايك” �ض منجم “غولد س�ت

ز “سوق ي الواليات المتحدة والعالم. وعزمهم �ض

فئة بظهور نشاطا أك�ش أضحى الذي هب” الذ

هب الجديدة، وبتشكل سوق من استثمارات الذ

. ض جديدة، اصطلح عليها بسوق االأحالم: الص�ي

“لينغلونغ”

هب الصيني وقصة الذإىل )2008( سنوات غضون ي

�ض ض الص�ي لت تحو

ي العالم، بعد أن أوىل الدول المنتجة للذهب �ض

ل المتأص الشيوعية االأيديولوجيا عداء طوعت

د تهد ي ال�ت الخاصة وة لل�ش رمزا باعتباره هب للذ

هب، القيم الشيوعية. ونمت احتياطاتها من الذ

الدوالر عالم ي �ض نافعة ط تحو أداة باعتباره

المتقلقل. وخالل زيارة الكاتب لمنجم “لينغلونغ”

ة م كمية كب�ي ي شبه جزيرة شاندونغ، يقدالواقع �ض

ض منذ من المعلومات جمعها حول طرق الصيني�ي

ي �ض وعاداتهم هب، الذ عن التنقيب ي

�ض القدم

التعامل معه.

فتح هو االأساس الحدث كان 1993 العام ي �ض

وعىل االأجانب، ض ب�ي المنق أمام االأبواب ض الص�ي

ى الك�ب كات ال�ش بعض انخراط من الرغم

ن الأ الوفاض، خاوية خرجت فقد وجهودها

يقبل ال ا، وطني موردا يعت�ب ض الص�ي ي �ض هب الذ

الصينيون أن يكون تحت سيطرة االأجانب.

شان تشانغ إىل الصعبة رحلته الكاتب يصف

منجما فريقه مع بلغ حيث منغوليا، ي �ض هو،

- ييديره اللصوص، وآثار المغول والرصاع الصي�ض

ي المنطقة. فيصف الكاتب المغوىلي تلقي بظاللها �ض

غ�ي ض المنقب�ي وانتشار والنقل، التنقيب عمليات

ر مجلس ي ضوء هذا الوضع يحذ... و�ض ض القانوني�ي

مناجم تستنفد ض الص�ي أن من العالمي هب الذ

ثم المحموم. التنقيب بهذا الحالية هب الذ

الموجودة هب الذ كمية ما أعلم “ال يستدرك:

ذلك يعلم وال االأرض، تحت ض الص�ي لدى

الصينيون وحدهم العالمي، هب الذ مجلس

ات مؤ�ش عنهم صدرت إذا لكن ذلك، يعلمون

إىل هب الذ سعر تفع س�ي عندئذ هب، الذ نفاد

المنطق سيغيب وحينئذ جدا، عالية مستويات

ي”. الب�ش

سبايدر )العنكبوت(؛ هب أو أسرار تجارة الذ

هب الذ فقيمة له، منطق ال هب الذ سوق

ي أعمال التنقيب، و”سبايدر” تتجاوز ما يستخرج �ض

االأسواق ي �ض المتداولة االستثمار صناديق من

العالمي، هب الذ مجلس خلقها ي ال�ت المنظمة،

ب�عة بالتجاوب للمستثمرين تسمح ي وال�ت

ي مزاج االستثمار. وقد العنكبوت مع أد�ض تغي�ي �ض

هب الذ سعر استقرار ي �ض “سبايدر” صندوق أثر

اء كميات ؛ االأوىل من خالل تسهيل �ش ض من ناحيت�ي

التبعات ي �ض واالأخرى وبيعها، بائك الس ة من كب�ي

77

الهيكلية الآلية عمل الصندوق االستثماري.

يجابية االإ لالآثار ذلك بعد الكاتب يعرض ثم

ط التحو سبيل ي �ض هب الذ الستخدام والسلبية

هب العالمي إقناع الجهات ومحاوالت مجلس الذ

ضمن من هب الذ بجعل المختصة المرصفية

ا للسيولة أفضل االأصول المالية ومصدرا أساسي

قبال الكب�ي للمصارف المركزية الوقائية، أمام االإ

الجنوبية وكوريا وروسيا والمكسيك ض الص�ي ي �ض

أن غ�ي هب. الذ من احتياطها لزيادة وأوروبا

التالعب أمر كان لما ق يتحق لم المطلب هذا

التنقيب كات �ش ومراقبة سهال، هب الذ بسعر

واالضطرابات لالأسواق، الصقور ض بأع�ي ى الك�ب

نتيجة لظروف سياسية )تداعي بها ي تعصف ال�ت

تجارية حسابات أو مثال( ي القذا�ض معمر نظام

ي �ض الثقة وتراجع ط(، التحو صناديق )تكتيكات

ي تتحول إىل سلسلة ي أك�ب أسواقه، ال�ت

هب �ض الذ

من أفالم الرعب لالأموال المذعورة. فكان الدوالر

هب دعامة ارتكازه الذ كي هو المالذ؛ وفقد االأم�ي

ومع بالنقود. الرسمية عالقته انقطعت عندما

كانت وإن هب، الذ تجارة ة وت�ي تهدأ لم ذلك

أعرافها وتقاليدها محاطة بالكث�ي من ال�ية، إذ

إنها أقرب إىل مكائد أروقة الحكم منها إىل أصول

العمل التجاري.

هب، الذ لعالم ة ض المم�ي الخصائص من ية ال�

ة والنصف صباحا ي العا�شد سعره بلندن �ض يتحد

المصارف قبل مجموعة من عمل، يوم كل من

تحديد خالل من العالم. ي �ض النافذة الخمسة

أعداد عندها تتطابق ي ال�ت التوازن نقطة

. هذه واحدة فقط من خفايا ض ين والبائع�ي المش�ت

عامة تعامل ذلك صعوبة ومن ة. الكث�ي هب الذ

الناس به، فتحويله إىل سيولة نقدية ليس سهال،

والتحويل رحلة عذاب للعصابات االإجرامية، لم

تنته فصولها ح�ت اليوم.

بالجثث، هب الذ خلف اللهاث مشهد يكتظ

المالية المؤسسات بها تقوم ي ال�ت والصفقات

، مما يجعل سوق العالمية بدهاء منقطع النظ�ي

ة والخوف. وعىل الرغم هب مزيجا من الح�ي الذ

فإن فيه، مشكوكا مالذا يظل هب الذ أن من

هب؟ الذ قيمة مصدر ما يطرح: الذي التساؤل

ء يتجاوز التفك�ي يلعله “إحساس ملح بوجود سش

الواعي، وهو ليس الغريزة، وإنما قد يكون ذاكرة

ي يمكن ات ال�ت باطنة موروثة”، وهذا من التفس�ي

أن تحمل بعضا من الصحة.

هب في غابة الخيزران؛ الذهبية في أفريقيا أو األدغال الذ

هب روح المغامرة وعالم الحلم د فورة الذ تجس

اء والشغف، وهو ما ألفاه الحالمون الواعد بال�ش

ي أدغال أفريقيا. هناك نشأت وة والمغامرة �ض بال�ش

كانت ي ال�ت اطوريات م�ب االإ من سلسلة وبادت

من و�ا حياتها من جزءا هب والذ المناجم

أ�ارها، وعامال من عوامل سقوطها وإبادة أهلها.

بريطانيا قادت ي ال�ت ” ي

“أشان�ت اطورية إم�ب فكانت

اطورية حمالت عسكرية الإخضاعها. ثم كانت إم�ب

وحاكمها بدورها بادت ثم سادت ي ال�ت ” “ماىلي

حركة ي و�ض موس”... “مانسا المسلم االأعظم

وعالقتها اطوريات م�ب االإ هذه ي ما�ض ض ب�ي دائبة

هذه وحارصض أفولها، ثم وازدهارها هب، بالذ

78

كات �ش إليها تتسابق ي ال�ت االأفريقية الدول

الرصاع من جزءا وتشكل االأجنبية، التنقيب

�ود تمتد فيها؛ الدائر والعسكري السياسي

ومناجم ران ض الخ�ي غابات ي �ض الكاتب ومشاهدات

ي غرب أفريقيا.هب �ض الذ

آخر منجم نحو أخرى رحلة بدأت ذلك وبعد

ي الشمال ” �ض يخطف االأنفاس وهو منجم “كيباىلي

الديموقراطية. الكونغو لجمهورية ي �ت ال�ش

ي أنه “يخترص حس وتتجىل أهمية هذا المنجم �ض

ن والأ المعارصة... هب الذ فورة ي

�ض الكامن ثارة االإ

هب إىل عنرص اضطراب ل الذ د تحو قصته تجس

ووحشية”. فبعد أن نالت الكونغو استقاللها من

بلجيكا تعاقبت مجموعة من االأحداث عىل منجم

ض والميليشيات ” انتهت بسيطرة االأوغندي�ي “كيباىلي

المتمردة عليه. مع كل ما يرافق ذلك من أعمال

محركها هب الذ كان واستعباد ووحشية، ترويع

االأساس.

كات �ش ض ب�ي تسويات حصلت 2003 العام ي �ض

وات ال�ش الأجل لعابها يسيل ي ال�ت التنقيب

ا ف فعلي ي ت�شالطبيعية، والعصابات القبلية ال�ت

هب ع�ب الذ التنقيب. فتجارة عىل إدارة عمليات

هب القنوات غ�ي القانونية تتفوق عىل تجارة الذ

قيام عوامل ج يؤج مما القانونية، القنوات ع�ب

هب، إىل جانب االأحقاد حرب جديدة يغذيها الذ

سعر “ارتفاع أن أفريقيا ي �ض والمؤثر العرقية.

هب” ال ينعكس عىل واقع الناس الذين تنت�ش الذ

جذوة وجوههم ي �ض وتنطفئ االأوبئة، بينهم

االأمل.

هب ومع نهاية هذا الكتاب فال يبدو أن قصة الذ

قد آذنت بنهايتها، كما ال يظهر أن الحرب حوله

قديما هب الذ كان فإذا أوزارها. وضعت قد

يستمد قيمته من استخداماته الدنيوية واالآخروية

قد اليوم فإنه والشعائر، الطقوس ي �ض لدوره

االقتصادية. كوارثه من للب�ش آمنا مالذا أصبح

ي شهدها ي االأزمة المالية ال�ت

فمع ترنح االقتصاد �ض

أفضل هب الذ ق حق ين والع�ش الحادي القرن

هب ي التاريخ. وبذلك احتفظ الذطفرة صعودية �ض

بقيمته باعتباره المالذ االآمن وقت االأزمات، دون

هذا تسوغ جديدة استخدامات أي يكتسب أن

وأعماق ال�ب أدغال ي �ض عنه المحموم البحث

البحر

الهوامش:

هب: التنافس عىل أك�ش معادن العالم )1( ماثيو هارت، الذ

، سلسلة عالم المعرفة، إغراء، ترجمة محمد مجدالدين باك�ي

الكويت، ت2/ والفنون واالآداب، للثقافة ي الوط�ض المجلس

نوفم�ب 2018، العدد 466.

ض عالمات التنصيص بعد، هو منقول حرفيا ي ب�ي)2( كل ما يأ�ت

من كالم المؤلف.

79

ف وأسبابها مقاربات ظاهرة التطرد. عبدالله مطلق العساف/ األردن

مندرجا منه كان ما سواء التطرف، ظاهرة تعد

أم ي الثقا�ض أم النظري العنف مسمى تحت

بها مرت عامة، إنسانية ظاهرة المادي، العنف

ي مختلف مراحل تاريخها، ية �ض المجتمعات الب�ش

آخر. دون مجتمع عىل تقترص ال فهي وبالتاىلي

ي تظهر عند مجموعة والمؤكد أن نزعة التطرف ال�ت

اختالل إىل تش�ي المجتمع، ي �ض الناس من ما

واالجتماعية االأخالقية القيم منظومة ي �ض واضح

التطرف، يمارسون الذين االأفراد لدى والثقافية

ولذا فإن دراسة هذه الظاهرة تستدعي الوقوف

تحليل عن فضال المنظومة، هذه تحليل عىل

جملة العوامل السياسية واالقتصادية، خصوصا

ي �ض ة كب�ي تحوالت تشهد ي

ال�ت المجتمعات لدى

سلوك ي �ض ا سلبي ينعكس ما المختلفة، ظروفها

بأشكاله التطرف نحو ونزوعهم أفرادها، بعض

ة. الكث�ي

ومما ال شك فيه أن مجتمعاتنا العربية قد أخذت

بفعل هذه التحوالت تشهد، ومنذ عقود قليلة،

بالخطر تنذر درجة إىل الظاهرة، هذه تنامي

الكب�ي عىل الدولة والمجتمع بشكل عام، فنتائج

التطرف وما يتبعه من عنف أو إرهاب أو ممارسات

، يمكن أن يهدد منظومة ي ذات طابع عنيف وسل�ب

للدولة. السلم المجتمعي، واالأمن السياسي

مجتمعية كحالة االأردن مثال أخذنا ما وإذا

والعنف التطرف أنماط دراسة ووطنية، وحاولنا

يرتبط أنه نجد وأخرى، ة ف�ت ض ب�ي ز ي�ب الذي

إليهما االنتباه علينا ينبغي ، ض ت�ي خط�ي ض بداللت�ي

جيدا.

يصنف ي االأرد�ض المجتمع أن االأوىل: الداللة

مجتمع شاب/ شباب. من حيث إن نسبة الشباب

ة، وكب�ي مرتفعة نسبة تعد العمرية الفئات من

التطرف وسلوك العنف ثقافة أن والمعلوم

دائما المستهدفة فهي الشباب، بفئة يرتبط

تجنيد إىل تسعى ي ال�ت المتطرفة الجماعات من

تتوجه أنها أو صفوفها، ي �ض الشباب هؤالء

ومنارصتهم تأييدهم لكسب خطابها ي �ض إليهم

تب�ش ي ال�ت واعتقاداتها بها، تؤمن ي

ال�ت لقضاياها

لالندفاع ميول من يحملونه بما فالشباب بها.

المغامرة 80 وخوض الفكرية والحماسة العاطفي

عند دائما المفضل الحقل يمثلون والتجريب،

أصحاب الخطاب المتطرف.

الداللة الثانية: أن الثورة التكنولوجية االتصالية،

نت وما توفره من مساحة ن�ت وعىل رأسها شبكة االإ

تعد االجتماعي، التواصل منصات من مهولة

ا من االأفكار سالحا ذو حدين، ذلك أن جزءا كب�ي

العنف ثقافة من عظيمة ومساحة المتطرفة،

وأوساط ثنايا ي �ض تحصل بأيديولوجيته والتبش�ي

، من خالل الشبكة العنكبوتية يا�ض العالم االف�ت

ة أمام الدولة المعلوماتية، ما يطرح تحديات كب�ي

واالأكاديمية المدنية والمؤسسات والمجتمع

والثقافية.

توظيف يمكن كيف هو هنا المهم السؤال إن

االجتماعي، بالتواصل الخاصة المنصات هذه

االأفكار ن�ش ي �ض فعاال ا إيجابي سالحا تشكل لكي

وبالتاىلي المزدهرة، الحياة وثقافة يجابية، االإ

نسانية واالأخالقية إدامة تحديد خطاب القيم االإ

الصائبة، أو الصحيحة واالجتماعية والدينية

ض ب�ي ، ي/ مواط�ض ي

تجذير خطاب وط�ض ذلك وفوق

عىل هؤالء ز ويحف القيم، هذه يعزز االأفراد،

سلوكهم ي �ض وإنسانيتهم مواطنيتهم ترجمة

. ي يجا�ب االإ

القرن من االأخ�ي العقد منذ االأردن شهد لقد

الجماعات من عددا االآن وح�ت ، يالما�ض

أفرادها يميل ي ال�ت المتطرفة، والحركات

ي تحقيق أهدافها، رهاب �ض الستخدام العنف واالإ

والواقع أن هذه الجماعات لم تكن معزولة عن

بدت أنها كما إقليمية، وأخرى محلية ارتباطات

دول تشهدها ي ال�ت واالأحداث بالظروف متأثرة

81

ي هذه الظاهرة الجوار. عىل أن الداللة االأخطر �ض

ض مضام�ي من يتضمنه بما التطرف، خطاب أن

ي �ض حساسة أوتار عىل وبعزفه جياشة، عاطفية

وجد قد الشباب، فئة عند سيما ال المجتمع،

له حواضن هنا وهناك عند بعض االأفراد، الذين

بهذه ا وحركي ا تنظيمي ض منخرط�ي يكونوا لم وإن

إال أنهم قد وقعوا تحت التنظيمات المتطرفة،

مع ض متعاطف�ي وأصبحوا الخطاب، هذا تأث�ي

حركات التطرف.

لكن الظاهرة أصبحت أك�ش خطورة منذ االحتالل

تأث�ي امتد فقد ،2003 عام للعراق كي االأم�ي

إىل العراق ي �ض العاملة المتطرفة الجماعات

قليم المحاذي لالأردن، االأردن، واليوم يشهد االإ

الفو�ض العام 2011 حالة من أي سوريا ومنذ

ي والسياسي د عىل المستوى االأم�ض رباك المعق واالإ

والعسكري، وأصبحت سوريا مرتعا خصبا لش�ت

تنظيم رأسها وعىل المتطرفة، الحركات أنواع

. ما ينذر بكث�ي من السوء إن لم ي رها�ب داعش االإ

مع التعاطي ي �ض السياسي العقل منطق ينترص

. يي الداخل االأرد�ض

امتدادات هذا الوضع �ض

قد العالم ي �ض وقوة حصانة الدول أعظم إن

الذي رهاب واالإ العنف مظاهر أمام تصمد ال

ودولية، وإقليمية محلية عنارص فيه تتدخل

ت أشكال التطرف المختلفة وبالتاىلي فإذا ما انت�ش

وعليه رهاب. واالإ اعات ض ال�ض إىل لق ض ت�ض فقد

السياسية السلطة أمام التحدي حجم فإن

ومؤسسات المختلفة، بقواه ي االأرد�ض والمجتمع

الدولة االأكاديمية والتعليمية والثقافية، وروابطه

ومنتدياته، ومثقفيه ومفكريه، وشبابه ومتعلميه،

منظومة إيجاد ي �ض ويتمثل ا، جد كب�ي بل ، كب�ي

أهدافا اتيجيات الوطنية، تتب�ض متكاملة من االس�ت

مقاربات إىل وتستند االأمد، طويلة واضحة

ي ليس فقط إىل تشخيص عقالنية حقيقية، تف�ض

حلول وضع ي �ض تبا�ش وإنما ودراستها، الظاهرة

االأفكار شيوع دون للحيلولة ناجعة، واقعية

المتطرفة، وما يصاحبها من أعمال عنف وإرهاب،

ي الوطن.يدفع ثمنها الجميع �ض

التطرف ظاهرة تناولت ي ال�ت الدراسات إن

إىل مجموعة ة جدا، وقد خلصت رهاب كث�ي واالإ

ي تعزز نمو هذه الظاهرة، وتوفر من االأسباب ال�ت

المتطرفة، فضال الجماعات لظهور تربة خصبة

ي من شأنها أن توفر عن حواضنها االجتماعية ال�ت

وغ�ي المعنوي الدعم ض المتطرف�ي االأفراد لهؤالء

المعنوي، وغ�ي ذلك من المالذات االآمنة لهم.

أوال: االأسباب السياسية، وتدور حول اعتقاد بعض

الجماعات الدينية وغ�ي الدينية، وح�ت الكث�ي من

االأفراد بتبعية االأنظمة السياسية للخارج. وانتهاج

الحريات، عىل التقييد سياسة االأنظمة هذه

، ض ض والناشط�ي وممارسة االعتقاالت بحق السياسي�ي

وعدم السماح بحق الممارسة السياسية لهؤالء.

ثانيا: االأسباب الدينية، وتدور حول اعتقاد الكث�ي

تمارس السلطة أن المتطرفة، الجماعات من

يؤخذ ال الدين وأن والدين، الدولة ض ب�ي فصال

ي الدولة والمجتمع.يع �ض بنصوصه كمصدر للت�ش

حيث واالجتماعية، االقتصادية االأسباب ثالثا:

المتطرفة الحركات جمهور أغلب أن يالحظ

أو لوائها تحت المنضوين من رهابية االإ أو

الفئات من هم أفكارها، مع ض المتعاطف�ي

82

ض عن العمل، أو ة، ومن العاطل�ي االجتماعية الفق�ي

أنهم نشأوا نشأة اجتماعية مضطربة وغ�ي سوية.

بعضهم يرى حيث الثقافية، االأسباب رابعا:

ي �ض تعود وسلوكه، وثقافته التطرف موجات أن

الحداثة عىل الفعل ردات إىل منها مهم جزء

ي تحدثها موجات ات الثقافية والقيمية ال�ت والتغ�ي

ض الثقافة الخارجية، ما يخلق قلقا لدى التقليدي�ي

، الذين يخشون عىل هوية المجتمع ض والمحافظ�ي

وقيمه الدينية واالأخالقية.

االأسباب هذه إىل ننظر أن يجب ال أننا عىل

بوصفها رهاب، االإ إىل وتحوله للتطرف المولدة

هي بل بعضها، عن مستقلة أو متفرقة أسبابا

متشابكة بطريقة معقدة مع بعضها بعضا.

الدولة أمام التحدي فإن االأحوال، مطلق ي �ض

المجاميع مواجهة ي �ض االأردن ي

�ض والمجتمع

الشعبوي الخطاب منابع وتجفيف المتطرفة،

المختلفة، بأشكاله العنف وثقافة ، يوالتجييسش

الفردي والمجتمعي والجهوي، والعنف السياسي

ا جدا، ا وكب�ي رهاب، يبدو كب�ي المتسم بطابع االإ

االأمنية المقاربات الخروج من عقلية بد من وال

تقمع مقاربة إنها إذ والتطرف، العنف لمحاربة

إىل ض ح�ي من التطرف ظهور تجىلي كب�ي حد إىل

ي عىل منابته وأصوله وجذوره آخر، ولكنها ال تق�ض

واالقتصادية، واالجتماعية والسياسية الثقافية

حرب والفقر”؛ “الفكر الجذور هذه رأس وعىل

ي مجال الثقافة واالأفكار، ومعها حرب االنتصار �ض

االنتصار ضد الفقر والبطالة والتهميش والفساد،

لكن رأس سنام كل هذا هو الديمقراطية، ومزيد

السياسية والمشاركة العامة، الحريات من

الحقيقية.

هكذا يمكن فتح قنوات التواصل والحوار، وهكذا

اكة ي إطار مواطنة �شيمكن نجاح دمج المجتمع �ض

وتكامل وعدالة اجتماعية وحريات عامة

83

84

ون الباحث عن شكله” “اللقراءة في أعمال الفنان حازم نمراوي

عبد الرؤوف شمعون/ األردن

عن للكشف سعيه ي و�ض نمراوي” “حازم

مع بي� تتقاطع ي ال�ت المالمح الفنية؛ مالمحه

أمام الخضوع يرفض وكأنه بدا الخصوصية،

داد ض ي أو الظاهرة البرصية، ل�يياء المر�أ ض سطوة ف�ي

انفتاحا عىل عالم المتخيل بحيث تتسع مساحة

عة ض م ال�ض االأشكال غ�ي المحدودة... ذلك الأنه يقد

عة ض ال�ض هذه ات، مث�ي من عداها ما عىل اللونية

ي تخضع الشكل إىل نص برصي قابل للتشكيل ال�ت

بحرية مطلقة. وحدها االألوان إذن ووفق إيقاعات

، فتصبح ي تمارس حيويتها عىل سطح العمل الف�ض

بديال أخاذا عن بقية عنارص العمل، يحدث هذا

بصورة تلقائية.

م ي كانت تقدي هذا انقالب للمعادلة ال�ت

أرى أن �ض

كل الباحث عن لونه ليص�ي اللون الباحث عن الش

شكله.

ألوان مه تقد وما الجمالية الصياغة أن أعتقد

، ي“حازم” من تفاعالت قد ال تصل إىل سكون نها�أ

عن فصاح االإ المبكر من لعله آخر؛ بمع�ض أو

د. فهل اللون دعوة للمغامرة!؟ وهل تكوين محد

غياب التكوين الذي يتخطى المكان والزمان عىل

عىل للمغامرة!؟ تستجيب بأدائية يتفرد السطح

مغرية أحاسيس جملة من بداخلها لما االأقل

زة له. بداع ومحف لالإ

تلك “حازم” أعمال ي �ض ي

يستوقف�ض ما جملة من

عن الباحثة الدقة والبالغة القيمة اللحظة

عن تكشف ال غامضة روح عن أو كامن جوهر

ي عمق العمل. لعلها حالة مفتوحة � تواجدها �ض

لعملية المشاهدة البرصية أو هي لحظة التحول

العابر من وجود غ�ي متشكل إىل وجود آخر خارج

مالحظة مع مرئية، ظاهرة أي مدلول أو نطاق

ده. سعيه الإحداث التشكل و يتقص

الرقيقة الحركة من ء يوبسش متناهية ببساطة

نكاد نمسك بثنائية االأرض والسماء، لكن االأرض

عن لنقل السماء، تشبه ال والسماء االأرض غ�ي

محاولة تكاد تبدو مؤكدة من حوار درامي اللون

ض االأفقي والعمودي، ويأخذ ، ب�ي ض االأعىل واالأد�ض ب�ي

85االندفاعية الحركة من مكتظا أفقا الحوار هذا

ه من إيقاعات تصادمية كموسيقى أمواج وما تث�ي

وناحية االأعىل ناحية ومتناثرة متالطمة مندفعة

ذات اللونية الحركات هذه مثل إن االأسفل.

التقنية الحرة تولد حياة فنية عىل السطح ال شك

ي أغلب أعمال نشهد رونقها وتفاعالتها الداخلية �ض

الفنان “حازم نمراوي”... وإن حدث ذلك التباين

اتجاه أو قيمته ي �ض أو اللون درجة ي

�ض الطبيعي

م داللة حسية جمالية عىل حركته، كل هذا يقد

قه لفك ما ذكرته سابقا ق اللون وتواصل تدف تدف

من غموض غائب بغياب الشكل.

أجزاء وكأنها ا، أسلوبي ببعضها المتصلة بلوحاته

-وبهذه الفنان يعلن ة، كب�ي جدارية لوحة من

مفتوحة، حرية بداع الإ الالوعي قدرة الطريقة-

هنا إىل الحساسية الواضحة والمتجهة لعىلي أش�ي

ا الإحداث أنساق لونية معتمدة عىل ما تبثه تلقائي

الدرجات وانعكاس اللون ي �ض ضوئية قيم من

دة الحرارة. االأعىل لالألوان كطاقة حيوية متجد

إنها لحظة أخرى تدعو إىل تكثيف الطاقة اللونية

ي اتجاهات مختلفة.وبثها �ض

ي المر�أ ض ب�ي والحدس، التأمل ض ب�ي إذن هكذا

اق، إال أن توافقهما والمتخيل، نقاط التقاء واف�ت

الفنان تجربة ض يم�ي ما هو كب�ي حد إىل معا

ؤية. نجده للوصول إىل مستوى عال من حوار الر

إىل صياغة ل توص قد والحدس المالحظة وع�ب

ي تجريد برصي يعتمد ديناميكية عنرص الحركة �ض

ع د والقابلة للتنو مثل هذه الصياغة القابلة للتجد

فكرة أو المسبق التخطيط فكرة تجاوزت وقد

86

. يط مبد�أ االنطالق من تصميم مسبق ك�ش

ي المث�ي عند “حازم” أنه يأخذ االأنماط المألوفة �ض

التفرد ي �ض رغبته وما الجد، مأخذ الحديث الفن

المتبعة المنهجية لتفاديه معقول سبب إال

ن تتضم غالبا ي ال�ت المنهجية هذه الرسم، ي

�ض

لقد المواد. متعددة واختبارات تقنية طقوسا

نتائج لتحقيق كافيا إيجازا اللون غنائية ي �ض وجد

مع والتأقلم التلقي نظرية من تخرجه تشكيلية

المرجعيات.

هذه مثل مبدع، أي ذاتية تلك حال أي عىل

أو إشهارها يمكن أو معلنة ليست الذاتية

اف بها بسهولة، حيث من ضمنها االنتشاء االع�ت

ض ب�ي أو واالآخر ض الح�ي ض ب�ي واالأسلوبية والمراوغة

ورة الرصض تحكمها المراوغة وأخرى،هذه مرحلة

الالوعي باستبدال ع تنو حاالت ي �ض تمر ض ح�ي

من للمتخيل... بديال ي المر�أ إحالل أو بالوعي

تجربة أن أرى ما، حد إىل المربك البعد هذا

الفنان “النمراوي” لن تكون محصورة داخل نسق

تشكيىلي واحد، فبحكم تجربته وزمنها نراه ينتقل

تجليات و الطبيعية ة ض الم�ي ذات موضوعاته ي �ض

تمتلك ي وال�ت )land scape( أعمال ي

�ض الطبيعة

الدافع تولد أن شأنها من حسية خصائص

ي المشهد من طبيعة مرئية إىل الإحداث التحول �ض

ب لة، فيتنامى االأداء الحركي لونا ليق�ت أخرى متخي

ر من شكل سابق كل المتحر من التجريد ومن الش

له.

بعنرص الحركة كأساس من هنا، أعتقد أن ما يع�ب

الأي تحول هو مبدأ صحيح وثابت، وبالتاىلي يمنح

ذاك، أو هذا وبعد االختبارات، حرية الفنان

العمل تأخذ تشكيلية لحلول الثمينة الفرصة

ا عن بداياته. ي تبتعد كث�يي لتلك المسافة ال�ت

الف�ض

ي أعمال “حازم نمراوي” ر الفت �ض هو مجرد تصو

يقاعية لالألوان من ي تتبع حلول الحركة االإخاصة �ض

موزعة إيقاعات ، ض الجانب�ي وعىل أسفل إىل أعىل

والهدوء، ة الحد ض وب�ي ودة، وال�ب الحرارة ض ب�ي

والمتوتر االنفعاىلي التعب�ي هاجس مع فتلتقي

اللون بعالقاته إليها أو مع دواع جمالية يسعى

المتضادة... وسواء توفر هذا البعد أو ذاك، ففي

الخصوصية تشكيل ي �ض ا مهم دورا لعبا تقديري

الفنية المطلوبة لهذه التجربة الطموحة

87

حت العراقي.. النمن “الروح المحلية” إلى “سلطة المادة”

خالد خضير الصالحي/ العراق

لم يواجه النحت والرسم العراقيان مأزق )الهوية

كانت الرسم ففي متماثلة، بطريقة الثقافية(

: تقاليد اللوحة المسندية الغربية يالمعارصة تع�ض

ي الثقافة العربية، وهي ما أفرزه ي ال مثيل لها �ض

ال�ت

يح، الت�ش ض قوان�ي من يطالية االإ النهضة عرص

تقاليد من ويعارضها يقابلها، وما والمنظور،

إىل سالمي، واالفتقار االإ الرسم ي �ض الكتب تزويق

قضية حلت لقد والمنظور. يح للت�ش ض قوان�ي

ي الرسم بي�، مقارنة االأصالة )الروح المحلية( �ض

سالمي، االإ الرسم تراث إىل: بالعودة بالنحت،

المحلية والموضوعات القديم، ي والرافدي�ض

)االأصالة أوراق اختلطت بينما والفولكلورية،

ض ي النحت، ولم يتي� فرزها؛ فقوان�يوالحداثة( �ض

للنحت الغابرة التقاليد إىل هنا تنتمي يح الت�ش

إىل يح الت�ش انتفاء وينتمي القديم، ي الروما�ض

النتاجات النحتية االأشد حداثة وتجريبية، لذلك

ض )فتحي صفوت، ول من النحات�يواجه الرعيل االأ

، يجواد سليم، خالد الرحال، عبدالرحمن الكيال�ض

ي حكمت، إسماعيل فتاح، صالح القره محمد غ�ض

اح حلول عملية لتطبيق خطاب ( محنة اق�ت غوىلي

ي تتبع “جماعة بغداد للفن الحديث”، وهل هو �ض

المكتشفة االآثاريات وك� ، ض االأركولوجي�ي خطى

ي تتبع ض النهرين(، أم �ض وبوتاميا )بالد ما ب�ي ض ي م�ي

�ض

تقاليد إغريقية تنتمي هي االأخرى لتقاليد غابرة؟

جواد سليم -1921( سليم جواد النحات( )الرسام/ مثل

عن )التعب�ي إىل الدعوة ي �ض الحربة رأس )1961

ففي النحت، ي و�ض الرسم ي

�ض المحلية( الروح

المنسجمة المزاوجة ي �ض ا جاد بحثا أنجز الرسم

االأكاديمي الفن جوهريا: ض مختلف�ي ض فن�ي ض ب�ي

ي شكل بتقاليده المتوارثة منذ عرص النهضة، وال�ت

الفن ض وب�ي الفقري، عمودها والمنظور يح الت�ش

اطات اش�ت وفق لكليهما يفتقر الذي سالمي االإ

القتيل(، )الشجرة أعماله فكانت النهضة، عرص

)1956 شارع ي �ض )زفة ،) ي

الر�ت يأكالن )طفالن

88

ض النمط�ي هذين ض ب�ي الجمع ي �ض جادة محاولة

منحوتاته انتمت بينما الرسم، من ض المتناقض�ي

من الرغم وعىل مختلفة، تقاليد إىل مة المجس

موضوعاتها )الفولكلورية( فقد حملت منحوتات:

ات تأث�ي ،)1954 أسطوري و)حيوان )االأمومة(،

ض السياسي ي مور”، وحملت )السج�ي أستاذه “ه�ض

السلكي عملة ي �ض ” ي

“جاكومي�ت ات تأث�ي )1953

ي الرابعة فجرا(. )القرص �ض

“نصب الحرية” )1961(

قضية حل ي �ض نجاحا سليم جواد ق يحق لم

ذ ونف كرسام خطط حينما إال المحلية( )الروح

المزاوجة ع�ب النجاح ذلك تحقق وقد كنحات!

ض النحت ي هي مرحلة وسطى ب�يي “ريليفاته” ال�ت

�ض

والرسم، وأبرز هذه الـ”ريليفات” )نصب الحرية(

القديم ي الرافدي�ض الفن مؤثرات فيه جمع الذي

جورنيكا حصان )رأس الحديث و)الرسم(

بيكاسو(، وقد أتاحت الدراسة المعمقة اكتشاف

ي هذا العديد من الخصائص الشكلية والداللية �ض

ن من )14( قطعة تم النصب الشه�ي الذي يتكو

كخلفية االأبيض الحجر من إفريز عىل تثبيتها

لتحقيق سليم جواد رغبة أن ونعتقد للنصب،

ورية للتعب�ي عن الروح المزاوجة “الريليفية” الرصض

تصميم اح اق�ت إىل دفعته ي ال�ت هي المحلية

خلفية عىل رسم( )نصف بارز كنحت النصب

مسطحة.

من تشكلت كتابات الحرية نصب حول ظهرت

عنه ت ن�ش ي ال�ت المقاالت مئات وربما ات، ع�ش

ي �ض كانت أهمها أن إال إنجازه، بعد طوال عقود

إبراهيم ا ج�ب النقاد: قراءات تمثل كتب ثالثة

آل حسن شاكر ا وأخ�ي الرصاف، وعباس ا، ج�ب

ي توظف آليات سعيد وكانت قراءته الوحيدة ال�ت

هت قراءتا ، بينما توج ي إنتاج المع�ضقراءة فعالة �ض

ا والرصاف إىل قارئ عابر، فغلبت عليهما لغة ج�ب

الفهم ومجمل الوثائقي، والتجميع العواطف،

نصب والأهداف للفن، االأيديولوجي الرسمي

لتنوير سعيد آل قراءة اتجهت بينما الحرية،

إىل الوقت طوال يهدف الذي الفعال المتلقي

89

. يي اكتشاف وخلق المعا�ض

تطوير آلياته �ض

بهدف الحرية لنصب طويلة قراءة منا قد لقد

عليها قامت ي ال�ت ال�ية( )االأبنية اكتشاف

ي أماكن ناها مفصلة �ض معمارية النصب، وقد ن�ش

عديدة، ونلخص عناوينها هنا فقط:

)كلمات( ى ك�ب وحدات العربية: الجملة بنية -

واحد واتجاه )حروف(، صغرى وحدات تضم

ض إىل اليسار(. للقراءة )من اليم�ي

لمعمارية مطابقة : يالرافدي�ض الفن خصائص -

االأختام االسطوانية المتجهة، و)الوضع االأمثل(

ي لقطة واحدة.ي نظر �ض

وجمع زاوي�ت

مماثل اتجاه استخدم النصبية: المحاور -

) ض السياسي لقضبان منحوتات )االأمومة( و)السج�ي

الشارع ي �ض و)زفاف القتيل( )الشجرة ولوحات

.)1957

الشهيد(: والطفل )االأم والبذرة الثمرة بنية -

)االأم( هالل بشكل ي ال�ت االأمومة منحوتات

تحتضن كرة )الطفل(= )بذرة داخل التفاحة(.

المحلية تخطي محاولة االأيديولوجيا: هيمنة -

الفجة والعناية بمادية المنحوتة.

- مستوى وحدات النصب: بناء نصب الحرية من

طها قطع منفردة ومجموعات، أربع وحدات تتوس

الحدث)آل دراما ذروة نبلغ حيث الشمس

ا(. طهما الشمس)ج�ب سعيد(، أو مجموعتان تتوس

- التتابع الثيمي: أوال- التظاهرة والشهداء، ثانيا-

الثورة، ثالثا- البناء.

البرصي(: )االأيديولوجي- العالقة مستوى -

يع�ض التنفيذ كان بينما برصية( )خارج الفكرة

بمادية العمل.

دائرية خطوط وجود الهيكلية: الب�ض مستوى -

�ية تؤلف بنية حلزونية وأخرى ارتفاعية شاقولية

تتبعها)آل سعيد(.

منحوتات غالبية البنائية: النصب متجهات -

النصب جانبية )ريليف(، بينما هنالك منحوتتان

الثور( )منحوتة االأمامي والجزء الطفل( )رأس

لتحقيق الوضع االأمثل.

بارزا نحتا النصب أنجز النحت: نمط - مستوى

ي �ض وتطبيقها ببعدين الرسم قيم )استلهام

النحت(.

ي الفن السومري.ي النظر �ض

- جمع وجه�ت

الشخصية)آل الحضارة شظايا استخدام -

سعيد(.

)بداية، االأرسطوطاليسية القواعد فاعلية -

ووسط، ونهاية(.

ض الرسم والنحت. - الجمع ب�ي

خشونة =( التنفيذ مستوى الثانوية: اللغات -

الشاقوىلي والسكون، الحركة التنفيذ(، ونعومة

وفيل واالأمامي، ر، المدركات الشكلية )ال�ب والمدو

الريليف والمدور، التحوير ومماثلة الواقع(.

: قيام جواد سليم بتقطيع أقدام ي- البعد الدي�ض

قالته ما وهو التجسيم، وتحريم المنحوتات

)نزيهة سليم(.

محمد غني حكمتض النحات�ي أك�ش حكمت ي

غ�ض محمد النحات كان

تأثرا بأستاذه جواد سليم، وكان ذلك التأثر أساس

ض العمالق�ي ض ب�ي توطدت ي ال�ت الحميمة الصداقة

للفن بغداد )جماعة إىل فانضم بعد، ما ي �ض

90

المؤثرين كبار لقاء فرصة له فكانت الحديث(،

وطارق ا ج�ب إبراهيم ا ج�ب : يالعرا�ت التشكيل ي

�ض

سعيد آل حسن وشاكر علوان ورسول مظلوم

ي إيطاليا وخالد الرحال، وساهم خالل تلمذته �ض

ي تاريخ قامة أك�ب النصب شهرة �ض ات الإ ي التحض�ي

�ض

العراق الحديث؛ )نصب التحرير(، وأكمل تثبيت

من وكان سليم، جواد وفاة بعد النصب قطع

ي الحديث، فقد ي النحت العرا�ت

المؤثرين الكبار �ض

ونز ض وال�ب ض الط�ي كان قادرا عىل تنويع الخامات ب�ي

ا نحتي أسلوبا وشكل والخشب، والمرمر والحجر

ليلة ألف أجواء من فقط ليس ا مستمد ا عراقي

، ض والمهتم�ي الكتاب من الكث�ي يقول كما وليلة،

قدرته كانت منحوتاته خصائص أهم إن بل

أجاد ي ال�ت االأوىل( )المادة بروح االحتفاظ عىل

وهي ذائقته، عىل وهيمنت بها، االشتغال

ي كان متفردا �ض ، فقد ض بالط�ي أو بالخشب النحت

الخشبية من خالل غابة متشابكة االأبواب نحت

لها يحو أحيانا كان ي ال�ت واالأقواس االأهلة من

لها تحو من الرغم وعىل ونصب، منحوتات إىل

وقتذاك من مادتها كمنحوتة من الخشب إىل مادة

مادة روح فان بغداد(، أشعار )نصب ونز ال�ب

انتهت الذي ونز ال�ب عىل تهيمن بقيت الخشب

عىل حافظت منحوتة أبرز وإن المنحوتة، إليه

( الذي تم افتتاحه ي ض هي )تمثال المتن�ب روح الط�ي

عام 1977 مقابل المكتبة الوطنية وسط بغداد.

االأبواب نحت ي �ض التجريد إىل اتجاهه يتجىل

مرصف باب ومنها “الريليفات”، من ها وغ�ي

بعد اختفى الذي البرصة محافظة ي �ض الرشيد

أشكال من ا مستمد وكان ،1990 أحداث

النصب تلك وأهم العربية، والحروف االأهلة

وهو بغداد”، “أشعار نصب كان )التجريدية(

وتعاريج ي العر�ب الخط تالفيف من كروي شكل

ي �ض االآن موجود العربية، والنصوص الحروف

ي بغداد. شارع حيفا �ض

ي غ�ض محمد أنجزها ي

ال�ت االأعمال آخر وكانت

حكمت أربعة نصب: )العراق ينهض من جديد(

91

أو )إنقاذ العراق( والذي تم افتتاحه عام 2013،

ي �ض ي العر�ب الفارس ساحة من مقربة عىل ويقع

ساحة ي �ض ويقع و)بغداد( المنصور، منطقة

االأندلس، و)الفانوس السحري( أو )مصباح عالء

ي الوط�ض الم�ح قرب الفتح ساحة ي

�ض الدين(

ي يوم 24 كانون االأول ببغداد الذي تم افتتاحه �ض

2011، و)أشعار بغداد(.

خالد الرحالالحديث النحت ض ب�ي المزاوجة هاجس كان

النحات والنحت االأشوري قد هيمن عىل تجربة

خالد الرحال الذي كان يستع�ي تقنيات وصياغات

ه ليعيد صياغتها و)تحديثها( شكلية يدخلها مخت�ب

ي استقاها ته ال�ت لتالئم منحوتاته، وكان يمزج خ�ب

المعارصة باعتبارها مرتكز إيطاليا ي من دراسته �ض

اث د بماء ال�ت االأهم والذي يبقى ناقصا ما لم يعم

هي جلجامش ملحمة أشكال فكانت االأشوري،

مة متضخ تبدو ي ال�ت لمنحوتاته القياسي المعيار

)تجريدية( النصب أك�ش ي �ض وح�ت العضالت،

ي والعر�ب ي العرا�ت اث ال�ت من أشكاله يستع�ي كان

سالمي. االإ

ي ال�ت النصب من المجهول( )الجندي نصب إن

بأنها ربما دار عليها جدال كب�ي و�ت شائعات

أيديولوجية اعتبارات بسبب زالة لالإ ستتعرض

خارج جمالية، ترى أن نصب )الجندي المجهول(

ي قام بها النظام السابق، يمثل رمزا للحروب ال�ت

يرانية )-1980 1988( السيما الحرب العراقية- االإ

تقول بينما قتيل، مليون من أك�ش خلفت ي ال�ت

عرصية سمة يضفي إنه، الجمالية المقاربة

بغداد، للعاصمة المعمارية بالفخامة وشعورا

مفتوح تقليدي، محارب درع من يتألف وهو

إىل السماء، ومتحف تحت االأرض، يضم الكث�ي

من الرموز، ويبدو النصب من بعيد مثل هضبة

ي محورها سارية العلم كز �ض اصطناعية عالية، ت�ت

. وشيد الصحن يي المنحوت بشكل أسطوا�ض

العرا�ت

بالظروف تتأثر وال للصدأ تتعرض ال مواد من

ض ي أرجاء المكان يلمس الزائر تناغما ب�يالجوية. و�ض

الفوالذ والنحاس والرخام والزجاج، ويقع النصب

مت لالحتفاالت، حيث أقيم ى صم ي ساحة ك�ب�ض

النرص المجهول، وقوس الجندي بجانب نصب

ي العام 1989، لتصبح المنطقة مليئة بالنصب �ض

المعمارية.

صب تهديم الني مرت بها النصب

كانت أهم المراحل الحرجة ال�ت

بعد إزالتها إىل بعضهم سعى ض ح�ي العراقية

ماضوية رموزا باعتبارها صدام، نظام سقوط

ي تاريخ العراق، وتتلبس تش�ي إىل حقبة دموية �ض

بأنها أحيانا النصب حججا رصيحة إزالة دوافع

وأنها البعث حزب أو السابق”، “النظام تمثل

ت إزالة تندرج تحت قانون اجتثاث البعث، فتم

ة( لخالد الرحال، و)نصب اللقاء(، )نصب المس�ي

عن عبارة وكان النصب، أجمل من واحد وهو

وكان االآخر، أحدهما يحتضن ض شاهق�ي جدارين

مه د.عالء بش�ي الطبيب الشخ�ي لصدام. مصم

(، و)نصب الطيار عبدالله وهدم )نصب االأس�ي

تحته، من يمر نفق بناء بحجة وأزيل ،) ي لعي�ب

ويعتقد المهتمون أن العديد من النصب ضمن

ورد الفنية وقيمتها أهميتها لكن الهدم قوائم

92

ومنها: هدمها، يمنع الذي هو ض المثقف�ي فعل

المجهول(، الجندي و)نصب النرص(، )قوس

و)نصب الشهيد(، )نصب النسور( للفنان الراحل

ج لجنة إزالة النصب ان السعدي الذي تتحج م�ي

ي كونه يرمز لقتال “الجارة إيران”.�ض

التفك�ي إىل بعضهم تدفع ي ال�ت االأسباب إن

نظرة هي النصب من العديد بإزالة والمطالبة

بينما االجتماعية، للقيم حارسا نفسها تضع

قيم عن تدافع قيمية نظر وجهة تعارضها

نفسها تضع ض الفكرت�ي وكلتا معاكسة، مناقضة

دم تهدر وكالهما تمثلها، ي ال�ت للقيم حارسة

ب جماىلي يحاكم المنحوتة بعنارصها المادية مق�ت

عىل ق تلف ي ال�ت ال�دية بالهوامش ينشغل وال

المنحوتة.

عبد الرحيم الوكيلكانت أوىل محاوالت التمرد عىل الثوابت الفكرية

، تجربة يي أحكمت قبضتها عىل النحت العرا�ت

ال�ت

سنة بابل ي �ض )ولد الوكيل عبدالرحيم النحات

1936، وتتلمذ عىل يد الرواد: جواد سليم وخالد

النحت لفن إخالصه من الرغم وعىل الرحال(،

ي بريطانيا، ومعايشته االأكاديمي، إال أن دراسته �ض

قد هيبورث” و”باربارا مور”، ي “ه�ض الأعمال

هه نحو فن النحت الحديث، فكان ي توجأثرت �ض

أجزاء ض ب�ي والعالقات العمل، مادية عاليا ر يقد

المنحوتة، والكتلة والفراغ، وعالقة تلك العنارص

بالمكان وبالفضاء، بما يشبه الموسيقى الداخلية،

، ض ي ينشغل بها بعض النحات�يوليس ال�ديات ال�ت

فكانت ، ض ص�ي المتخص غ�ي ض المتلق�ي وغالبية

ي تنأى عن أعماله تعتمد عىل االأشكال المجردة ال�ت

ي الواقعية، وال�ت صات والمرئيات مشابهة المشخ

ض يد المتلقي يستدعي تلقيها إيجاد صلة لمسية ب�ي

سلسلة وبينها لالإحساس بمادية المنحوتة، وع�ب

د الجسم الكروي، ي تجسمن االأعمال الفنية ال�ت

ي �ض الحداثة فارس الوكيل عبدالرحيم مما جعل

. يالنحت العرا�ت

93

إسماعيل فتاح التركك، فور عودته انخرط النحات إسماعيل فتاح ال�ت

من إيطاليا 1964، بتغي�ي )أهداف( الفن التشكيىلي

: رسما ونحتا؛ فأقام أول معرض شخ�ي يالعرا�ت

واتصف الواسطي، قاعة ي �ض 1965 العام ي

�ض

، لم يستسغها، يبقطيعة مع منجز الرواد العرا�ت

ون، فأثارت ردود أفعال شديدة، لها الكث�ي ويتقب

جمهور بها فاجأ لوحات “مجموعة م قد حيث

لجدة كب�ي تحد أمام ووضعهم المشاهدين

ي �ض المعرض صادقا كان تكوينه... وغرابة طرحه،

أد�ض إىل والشكل اللون ي �ض واقتصاده اله، ض اخ�ت

ي لمتذو�ت ة كب�ي “صدمة وشكل مظفر(، حد”)مي

أسلوبا عنهم ك ال�ت حاد إذ ومتابعيه، النحت

بل داغر(. وموضوعات”)�ش

نصب الشهيدتماثيل بغداد، ي

�ض ك، ال�ت فتاح إسماعيل أنجز

أما ، يوالرصا�ض نؤاس وأبو الكاظمي هي: واقعية

أهم أعماله فهو )نصب الشهيد( الذي أقيم عام

ه من درر النصب ، ونعت�ب ض ي شارع فلسط�ي1986 �ض

والتصميم الحديثة، المعمارية ذات العراقية

عىل شكل قبة عباسية ي شديد االقتصاد، “وقد ب�ض

، ض ض نصفيها غ�ي المتقابل�ي مفتوحة بشكل يباعد ب�ي

فوق أقدام خمسة بطول ترتفع ي ال�ت والراية

حيث االأرض تحت أمتار ثالثة وتغوص االأرض

ق يتدف الذي والينبوع ثريا، شكل عىل تشاهد

ماؤه إىل داخل االأرض..”.

الشهيد( )نصب أن كامل عادل الناقد ويرى

الظلمات”، من ديموزي “خروج دالالت يمتلك

وانشغاالته ك، ال�ت هات بتوج رأينا يؤكد وهو

ي القديم، ولكن بشكل لم بمحركات الفن العرا�ت

ي وهم التعريف لالأسلوب يجرفه إىل االنشغال “�ض

أو للهوية”، مما جعله واحدا من دعائم الحداثة

المهمة أن وأدرك ، يالما�ض القرن منتصف ي

�ض

االأوىل، لكل فنان اتخاذ الحرية قانونا ال بديل له،

وأن يعيد قراءة كل منجزات االأزمنة الماضية وفق

قانون الحرية ذاته.

حدود تجاوز نموذجا فتاح، إسماعيل كان لقد

ي الرسام والنحات والمعلم، ليسهم �ض فعاليات

دفع التمرد والتجديد نحو ذروته، باتجاه االإجهاز

ي تخلفت عن جيل عىل القالبية stereotype ال�ت

إزاحتها عن ي العرا�ت الفن ي تطلب من

الرواد وال�ت

كاهله.

صالح القرة غوليإسماعيل جهد ت وأتم أعقبت ي

ال�ت الخطوة إن

كانت الحداثوي الخرق إحداث ي �ض ك ال�ت فتاح

القرة غوىلي )-1933 2003( النحات صالح منجز

أوال؛ منها: الأسباب متفردا أثرا ترك الذي

ي كان يشتغل بها: كالقار، خصوصية الخامات ال�ت

القنب، وحبال والحديد والوبر، الماعز، وشعر

ي �ض وظائفها لها خام ومواد ... والق�ي واالأسالك،

الحياة اليومية: كالعتالت، والعجالت المعدنية،

الصيد، وشباك والحبال، االألمنيوم، وأنابيب

وعدة صيد السمك )الفاالت(، وخيوط الصوف،

ثانيا؛ متفردا. وجماال ملمسية حققت وقد

شخوصه. واستطالة منحوتاته، أحجام ضخامة

وثالثا؛ السمات االأفريقية لشخوصه، وهي أهم

94

أبرزها: كان ي ال�ت أعماله ي

�ض المتفردة السمات

أسطوري و)كائن ،)1993 والهدهد )بلقيس

1968( وصنعه من القرون الطبيعية وعجلة من

النفايات إضافة إىل قطع من الصفائح الحديدية،

ي من حيث الهيئة، جاعال منها تكوينا أشبه بالب�ش

خالل من رمزيا تجريديا حداثويا تكوينا محققا

اث ي تعد من ال�تاالستعانة بالكائنات المركبة ال�ت

ي القديم، وتجريد الشكل من كل التفاصيل العرا�ت

التشبيهية والمحاكاة. إن استخدامه لمواد غرائبية

ي �ض اليومية الحياة ي

�ض وظائفها لها الطبيعة من

به أحد ي نحت تجميعي لم يجرعمل تجميعي �ض

(، فتجميع مواد خام متعددة ض قبله )من العراقي�ي

أوروبا، ي �ض ظهر قد كان واحد ي

ف�ض عمل نجاز الإ

ي �ض التلصيق )التجميع( مصطلح معها وظهر

. يأواخر الخمسينات من القرن الما�ض

Magdalena البولندية النحاتة كانت لقد

، غوىلي القرة صالح مجايىلي من Abakanowicz

عام وتوفيت 1930 عام وارسو قرب )ولدت

المجسمة منحوتاتها تمالأ نحاتة كانت ،)2017

نصبا أعمالها جل وكانت والمتاحف، المعارض

، وتحولت عام 1960 من النحت ي الك�بمتناهية �ض

ي �ض المشدودة، الخيش خيوط إىل التقليدي

Galerie Kordegarda يمعارضها المبكرة تلك �ض

ي لوزان 1962، وتركت، ي معرضها �ض

ي 1960، و�ض�ض

وتحتل عمال، 150 من يقرب ما رحيلها، بعد

فهل الفن، عالم م�ح عىل بارزا مكانا اليوم

القرة صالح ض وب�ي بينها متبادلة ات تأث�ي هنالك

؟ غوىلي

عيدان الشيخلي 1932- -بغداد الشيخىلي عيدان النحات واصل

عن الحثيث والبحث “القالبية”، خرق طريق

تجاوز ي �ض يصب سعيه فكان معها، القطيعة

ي ال�ت كيبية ال�ت النحتية أعماله أك�ش ي

�ض الواقع

الداخلة الخامات من الكث�ي فيها استخدم

تقنيات وفق النحتية، االأعمال تلك تكوين ي �ض

متعددة.

اتحاد كريم )2010 1940-( كريم اتحاد النحات يكن ولم

ليتوا�ض عن إحداث حجم محسوس من القطيعة

إنتاج أجل من وواقعي، مألوف هو ما كل عن

أسلوبه عىل ي �ض “اعتمد إذ خاصة، نحتية تجربة

طريقة إخراج أعماله النحتية، وشخوصه الممثلة

لها استطالة، ومجنحة، بقوام ممشوق، فكانت

ض بأسلوب تجريدي، ومنظمة من وطويلة الساق�ي

را من تقاليده دة، فكان االأك�ش تحر مفردات متعد

العالمية لالأشكال محاورة واالأك�ش المحلية،

) يي ومارينو ماري�ض

الحديثة )جاكوم�ت

95

96

ألف ليلة وليلة.. رحلة أدبية مفتوحة اآلفاق

د/ سورية جميلة محم

كتاب سحري مبهر، يفتح االأبواب لعوالم أخاذة

والتصورات، والرؤى بالخيال مشغولة وآ�ة،

ومتنوعة والمغامرات، والوقائع بالصور مليئة

بالحوادث واالأمكنة والشخصيات.. إنه “ألف ليلة

وليلة”، مجموعة من الحكايات الشعبية الرحالتية،

ا وأجزاء خيالية، تتداخل ي تتضمن جزءا واقعيال�ت

شعر ويتخللها والعامية، الفصحى ض ب�ي لغتها

ض حكاية ض وأربع وست�ي ي مئت�يمصنوع. يقع الكتاب �ض

ويعد وليلة، ليلة ألف عىل �دها- ي -�ض ت قسم

ي التاريخ نجازات االأدبية �ض من أهم االأعمال أو االإ

المعرفية البنية ي �ض الكب�ي ه لتأث�ي نظرا ، ي

نسا�ض االإ

بسحره واحتفاظه االأجيال، مر عىل والقيمية

ض الناس ع�ب العصور. وألقه ورواجه ب�ي

المصادر أهم وليلة من ليلة ألف تعد حكايات

ودراسة واالطالع، المعرفة أغراض تحقيق ي �ض

ق عموما، وتزخر بكم هائل عادات وتقاليد ال�ش

ناقد ع�ب وقد نسانية. االإ والقيم المعارف من

فرنسي عن أهمية هذا الكتاب بقوله إنه: “سوف

يظل من خالل سحره، الكتاب الوحيد �ض االأدب

ننتهي عندما نرغب الذي شك- -دون العالمي

ة أن نبدأ فيه من جديد، من قراءة صفحته االأخ�ي

ض بأنه أفضل نص يبلغ رسالة، دون أن والذي يتم�ي

يبدو عليه عىل االإطالق أنه يريد ذلك”.

يعتمد ملخص الكتاب حول رواية شهرزاد، ابنة

ي كل ليلة، وزير الملك شهريار؛ جزءا من حكاية �ض

تتعمد فيها أن تتوقف عند مقطع مشوق لتكمله

ي الليلة التالية، وهكذا تبقي عىل اهتمام شهريار �ض

الليلة ي �ض يحررها ح�ت وليلة، ليلة ألف طوال

االأوىل بعد االألف. من أشهر حكاياته: “عالء الدين

ض والمصباح السحري”، وحكاية “عىلي بابا واالأربع�ي

ي وال�ت البحري”، “السندباد ورحالت حرامي”،

ي أصبحت شخصياتها أبطاال تتداول أسماؤهم �ض

معظم بلدان العالم.

أصوله وجذورهوبيئاته الكتاب جذور حول االآراء اختلفت

الثقافة ض وب�ي حكاياته ض ب�ي والعالقة التاريخية،

قون والباحثون ي ظهرت فيها، وبحث المست�شال�ت

97

ي �ض وأشاروا أصوله، ي

�ض سواء حد عىل والنقاد

دراسات عدة إىل أنها قد تعود إىل مصادر هندية،

أن ون كث�ي ويرجح قديمة. عربية أو فارسية، أو

، )هزار أفسانه( جمة عن أصل فارسي الحكايات م�ت

مشافهة روايات كانت وأنها خرافة(، )االألف أو

ي خزائن الكتب. متناثرة، أو مخطوطات مودعة �ض

– يتمكنوا ولم تأليفه، أزمنة حول اختلفوا كما

لذلك، معينة تاريخية حقبة وضع من أيضا-

ح بأنه ألف عىل مراحل، أضيفت إليه بعض ويرج

التحوير عمليات ها غ�ي عىل وجرت القصص،

والحذف واالإضافة. كما وتعددت االآراء حول إن

ك. كان المؤلف واحدا، أو أن العمل مش�ت

أصول عن أحمد” عثمان “حياة الباحثة تقول

ض الباحث�ي من كث�ي “اجتهد الحكايات)1(: وتاريخ

ض التعرف عىل كاتب ض محاول�ي ق�ي العرب والمست�ش

ي فاقت الواحدة بعد االألف 1001 كما ” ال�ت “اللياىلي

ض ذهبوا ق�ي المست�ش أن العنوان، إال يحوي ذلك

بعيدا بأن “كاتب” اللياىلي قد يكون من بالد فارس

زعمهم”. يؤيد ما ذلك ي �ض وعندهم الهند، أو

ض العرب إىل أن هوية بينما يذهب بعض الباحث�ي

عند الحال هي كما عربية، هوية هي ” “اللياىلي

ي دراسة ي “هادي حسن حمودي” �ض

الباحث العرا�ت

وعمرها مؤلفها د تس�ت وليلة ليلة “الف بعنوان

وبيئتها” فيقول)2(: “إن مؤلف اللياىلي واحد، وهو

محمد بن سكرة الهاشمي، البغدادي، وإن اللياىلي

وهذا المستقلة، البغدادية شخصيتها اكتسبت

وليست ، ض المولف�ي متعددة ليست أنها ي يع�ض

متعددة االأوطان واالأقوام”.

لهذه االأوىل جمة ال�ت أن إىل الدراسات تش�ي

كانت العربية عن ي الغر�ب اث ال�ت إىل الحكايات

جاالن” “أنطوان الفرنسي ق المست�ش يد عىل

لفت من أول بذلك فكان بباريس، 1704 عام

لم وقت ي �ض بها وعرفهم إليها، ض الغربي�ي نظر

بعده ولتصبح قبل، من تعرفها أوروبا تكن

جمتان ي اللغات. أما ال�تض إىل با�ت جم�ي مقصد الم�ت

“إدوارد ترجمة هما: ية ض االنكل�ي باللغة تان ض المم�ي

وليام الين” عام 1840، وترجمة “الس�ي ريتشارد

المجتمع إىل ه تأث�ي ليمتد 1885 عام بورتون”

ترى الكتاب طبعات وعن وفلسفته. االأورو�ب

لهذا طبعة أهم أن القلماوي” “سه�ي الباحثة

ي مرص، ي طبعت �ض

الكتاب، هي طبعة “بوالق” ال�ت

مرصي، أصلها هندية نسخة عىل واعتمدت

الطبعة ومن هذه ،1833 سنة كلكتا ي �ض طبعت

خرجت معظم الطبعات المتعددة)3(.

تأثيره على اآلداب والفنونالعالمية والعربية من استمدت االآداب والفنون

أو ونقال اقتباسا إما ، الكث�ي وليلة” ليلة “ألف

توظيفا واستلهاما، وظلت حكاياته وأجواؤه مصدرا

98

، ض والمبدع�ي واالأدباء الكتاب من الكث�ي لوحي

ي موضوعاتهم وأفكارهم. يخصب خيالهم وي�ش

بداعات الإ إلهام مركز إىل ” “اللياىلي تحولت كما

منها فاقتبس ، ض والموسيقي�ي ض والرسام�ي ض الفنان�ي

)قصص و”شو�” ة(، الع�ش )االأيام “بوكاشيو”

موضوع ” “شكسب�ي منها واقتبس كانتوبوري(،

”، واقتبس ض إحدى م�حياته، كما أشاد بها “مارك�ي

لم :” “فولت�ي عنها وقال قصصه، إحدى منها

ي ألف ليلة وليلة أك�ش أكتب “الرواية” إال بعد قراء�ت

وليلة” ح�ت ليلة “ألف تزال وال مرات. من ع�ش

وتداوال جدال االأدبية المؤلفات أك�ش من اليوم

ها إشباعا لدى االتجاهات النقدية المختلفة وأك�ش

داود محفوظ الباحث يقول والتحليل. للدراسة

سلمان)4(: “نتيجة لتأث�ي كتاب ألف ليلة وليلة فقد

بولو، ماركو منها رحالت الرحالت كتب ت انت�ش

مصادر بعد ما ي �ض أصبحت ي

ال�ت الكتب وهي

وقصصهم وأمثالهم، الشعوب عادات تدرس

حيث نفسه، االأدب إىل التأث�ي هذا وتعدى

.” ي ي االأدب الغر�بقية �ض ت مؤثرات �ش انت�ش

استلهام ألف ليلة وليلة في قصص األطفال

ض ب�ي ربطت ي ال�ت المتينة العالقة بخاف ليس

كفرع االأطفال أدب ض وب�ي كمصطلح، اث ال�ت

جميع عند بقوة ظهرت بل ا، نسبي حديث ي أد�ب

طواعية خافيا يعد لم كما واالأمم. الشعوب

و”ألف للتوظيف. وقابليتها –خصوصا- القصة

اثية ال�ت الكتب ض ب�ي مرموق ككتاب وليلة” ليلة

فإنه المجال، هذا ي �ض ة كب�ي مكانة ذو العالمية،

أدب ة مس�ي أثرت ي ال�ت المصادر أهم من يعد

للكث�ي من رواد مؤلفي قصص االأطفال، ومنهال

ا، ي العالم وما يزال.. فاستفادوا منه كث�ياالأطفال �ض

والحكايات، القصص من الكث�ي منه واقتبسوا

سواء من خالل مواقف أو حوادث أو شخصيات

ي متضمنة، وذلك الحتوائه عىل بعض المواد ال�ت

مصدرا “الكتاب” كان وقد للصغار. تصلح قد

االأدبية االأعمال من رائعة مجموعة الستلهام

أدب ر تطو مراحل االأطفال ع�ب ض ب�ي ي راجت ال�ت

ي تطوره �ض جمة حكاياته أثر كب�ي االأطفال، وكان ل�ت

99

“يعد :)5(جلوىلي د.العيد الباحث يقول عموما.

ي أثرت اثية ال�ت هذا الكتاب من أهم المصادر ال�ت

ي كث�ي من بلدان العالم، فقد ي أدب االأطفال �ض

�ض

انطلقت منه آثار فنية خالدة”. وقد أقبل الكث�ي

ي بلدان العالم عىل توظيف قصص من الكتاب �ض

هة لالأطفال، ي أعمالهم الموجالكتاب وحكاياته �ض

بداعية واستثمروه لتطوير أساليبهم وأدواتهم االإ

إلهام بمصادر تزويدهم ي و�ض لهم، الكتابة ي

�ض

ي �ض السندباد حكايات ي

وتأ�ت ومبدعة، جديدة

طليعة الحكايات المستلهمة.

ولعل من أك�ش االأدباء العرب استلهاما للكتاب هو

ي هذا المجال، ” الذي يعد رائدا �ض ي

“كامل الكيال�ض

“السندباد بعنوان لالأطفال أوىل قصصه فكانت

مجموعة منه استلهم كما .1927 عام البحري”

العرب الكتاب ومن أعماله. من وخالدة ة كب�ي

الضخم ي االأد�ب اث ال�ت هذا من استلهموا الذين

سليمان والشاعر يوسف، التواب عبد الكاتب

هما. ويمكن القول إن من النادر وجود عيس وغ�ي

ي لم يستثمر الكتاب لصالح االأطفال، كاتب عر�ب

وقدرته والمتعة، بالفائدة الكتاب المتياز نظرا

خيالهم، واستثارة االأطفال تفك�ي تنمية عىل

والدهشة ع بالتنو المشبعة باالأجواء وامتيازه

روح إشاعة عىل ومقدرته والحكمة، ة والع�ب

المغامرة والفكاهة والمرح.

ه عىل االآداب وعن أهمية “ألف ليلة وليلة” وتأث�ي

العالمية عموما، واالأدب الموجه لالأطفال بشكل

“انتفع :)6(يالهي�ت نعمان د.هادي يقول خاص،

ض الذين وضعوا اللبنات ون ب�ي االأوائل الذين يعد

الحكايات من الغرب ي �ض االأطفال الأدب االأوىل

جمة قية عموما والعربية خصوصا.. فكانت ل�ت ال�ش

كب�ي تأث�ي االأوروبية اللغات إىل وليلة ليلة ألف

االأطفال الأدب ا أم كانت ي ال�ت الحكاية نشأة ي

�ض

الحكايات ض ب�ي “من قوله: الكاتب ويتابع اليوم”.

اث، حكايات ي وضعت لالأطفال استنادا إىل ال�تال�ت

من ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، وقصص طريفة

عن جحا وأشعب، إضافة إىل عدد من الحكايات

أهمية أن إال الشفاهي”، ي الشع�ب اث ال�ت من

الشديد والحذر الحذر، توخي تمنع ال الكتاب

أثناء انتقاء المادة أو الحكاية منه والعمل عليها،

وتحقق االأطفال، مستويات مع تتناسب بحيث

فيهية المطلوبة بوية وال�ت فيهم غاياتها ال�ت

الهوامش والمراجع:

يتجاوز سحر وليلة.. ليلة “ألف أحمد، عثمان د.حياة )1

22-6- بتاريخ ن�ش االأنطولوجيا، موقع والمكان”، الزمان

.2017

ي للثقافة والفكر واالأدب، عن و�ض 2( ديوان العرب، موقع إلك�ت

مقال )ألف ليلة وليلة( الكاتب محمود سعيد، 25-1-2011.

، “ألف ليلة وليلة”، موقع االأنطولوجيا، ن�ش 3( د.رافع يح�ي

بتاريخ 2-6-2017.

وسحر جذور وليلة.. ليلة “ألف سلمان، داود محفوظ )4

اس- باب ذاكرة الثقافة، 26-4-2014. ”، موقع ن�ب وأساط�ي

القصص ي �ض ي العر�ب اث ال�ت “استلهام ، جلوىلي العيد د. )5

اتحاد ، ي االأد�ب الموقف مجلة الجزائر”، ي �ض لالأطفال ه الموج

الكتاب العرب بدمشق، ع400، آب 2004.

المعرفة، عالم سلسة ، يالهي�ت نعمان د.هادي انظر: )6

الكويت، 1988.

100

شهرزاد في التشكيل والرسم

محمد محمود فايد/ مصر

حيث ، ي الشع�ب اث بال�ت الحكاية مفهوم يرتبط

يمكن ما الشعبية، ة الس�ي شأن شأنها تحمل،

ي للتاريخ. أن نسميه التفس�ي النفسي أو الوجدا�ض

نفسي تعويض بمثابة، الحقيقة ي �ض هذا ويعت�ب

الواقع يتجاوز لكي ي الشع�ب الفنان إليه يلجأ

محدود الال صوب والمكانية، الزمانية بحدوده

عقولهم تحتاجه ما للناس ليطرح ومكانا، زمانا

وعواطفهم من تعويض.

أو ا، تاريخي حدثا ي الشع�ب الفن يقتبس وهكذا

بشكل صياغته فيعيد التاريخ، أبطال من بطال

أن التاريخية االأحداث تلبث ال ثم ، يتعوي�ض

سا ي تصنع متنفتتوارى خلف تراكمات الخيال ال�ت

أن من الرغم وعىل الشعبية. للمشاعر ا حقيقي

كي الزمان رحاب ي �ض طويلة رحلة قطع التاريخ

المأثورات فإن االنحياز، شوائب من يتخلص

وليلة”، ليلة “ألف حكايات ومنها الشعبية،

أحداثا باعتبارها وأهميتها بقيمتها احتفظت

إن القول يمكننا لذا، الخيال. يغلفها تاريخية

من يقرأ اللياىلي باعتبارها تاريخا، سيجدها تحفل

سيجدها خياال باعتبارها يقرأها ومن بالخيال،

التاريخ، كان وإذا التاريخية. ض بالمضام�ي تحفل

يحمل لنا الواقع أو جزءا منه، فإن حكايات ألف

أو غ�ي مادي لنا جانبا غ�ي ملموس ليلة، تحمل

من ذلك الواقع التاريخي نفسه.

التشكيل، وحكايات ض ب�ي الفصل لذلك، يصعب

التصوير بينهما، الثابت ن الأ وليلة”. ليلة “ألف

والرسم، عىل الرغم من اختالف أدواتهما الفنية؛

-التشكيل والحكاية- عن ض الفن�ي حيث يصدر كال

رابط وجود عن فضال نفسها. دراكية االإ الملكة

ن الفنان، والقاص يكونان كب�ي ودائم بينهما؛ الأ

وااللتحام، التقارب من نفسها الدرجة عىل

المجال مثل: االأمور، من الكث�ي ي �ض فيتشابهان

النفسي الذي ينبعان منه، ويؤثران فيه ويتأثران

تشكيل إعادة عىل تعتمد رؤية فالفن، به.

الواقع، ي �ض تحدث ي

ال�ت والعنارص الظواهر

والقدرة عىل صياغة أفكارها والتعب�ي عنها، بشكل

من آفاق إىل ويقفز واالعتياد، الرتابة يتجاوز

بداع، ومحاولة تقديمه مشخصا باعتباره إعادة االإ

101عىل باالعتماد جمالية، وصياغة خلق، إنشاء/

ية وما إىل ذلك، مما يمكن الرموز والصور التعب�ي

من خالله، أن يتمثل المبدع، سواء التشكيىلي أو

القصاص، هذا العالم ويقرأه قراءة فنية تحاكي

ئا منب النحو، هذا عىل الفنان، ي ليأ�ت الطبيعة.

العاطفية ي باالأما�ض ي

ويسش النفسية، باالنفعاالت

أو شخصية أمام حدث ما، المجتمعية والقيم

ما أفرزها التاريخ عىل أرض الواقع.

ي نص اللياىلي لقريحة المبدع ي هذا السياق، يأ�ت

�ض

عن خالله، من ليبحث ، ي االأد�ب أو التشكيىلي

ه ونظ�ي ، يالحكا�أ النص ض ب�ي ما العالقات أسس

. إضافة لما يستند إليه المبدع من رؤية التشكيىلي

ي فتأ�ت التشكيلية، والعنارص للقيم استلهامه ي

�ض

الوليدة، بداعية االإ وعنارصه ورموزه شخوصه

الساحرة، الحكايات خيط عن ينفصل ال بشكل

الساحرة التشكيلية والعنارص القيم فتشاركها

نفسها .

التشكيل بفنون وليلة” ليلة “ألف قاص تأثر

تأثر برصية، حكايات نحو فاتجه والرسم،

من العديد واستلهم المجاورة بالحضارات

ي قصصه. وارتقى الصور واللوحات والمنحوتات �ض

والرسام، التشكيىلي الفنان مرتبة إىل القاص

فرسم لوحاته وشكل منحوتاته بالكلمة، واستمد

واالأيقونية اللونية تفاصيلها التشكيل فنون من

والداللية. مما أثرى “ألف ليلة وليلة” بالكث�ي من

واالأساليب الفنية واالأصول التشكيلية، القيم

غربا الفنانون، استلهمها لطالما ي ال�ت ية، التعب�ي

لعالقات وصياغاتهم معالجاتهم ي �ض قا، و�ش

ي ال�ت الشعورية وللحاالت بالخيال، الواقع

وتشكيالتهم ورسوماتهم اتهم تعب�ي تعكسها

وداد األورفلي

102والصياغات ات التعب�ي تلك وعالقة المختلفة،

“ألف بها تتفرد ي ال�ت النوعية الفنية بالمعاي�ي

وخيالها التصويرية، للغتها إضافة وليلة” ليلة

الجامح.

“خياالت دراسته ي �ض الرزاز د.مصطفى يقول

حال ر نتصو “لعلنا وليلة”: ليلة ألف ي �ض الفنان

من وموقفهم اختالفهم، عىل اللياىلي مؤلفي

كانت ي ال�ت والتصوير والنحت الرسم فنون

ي ة ومخفية عن االأنظار، تعا�ض ي تلك الف�ت

محارصة �ض

االأمر ك”. ال�ش شبهة من خوفا الحظر من نوعا

إىل ظهور والكبت، القمع ذلك معه أدى الذي

ا، من خالل نصوص تلك الفنون والتعب�ي عنها ن�ش

ال بتقنياته كل الفنون والتشكيالت ض الحكايات، مخ�ت

نة، والملو رة المصو والجداريات والمنحوتات

ة بوادي االأردن؛ مثل: قصور خربة المفجر وعم�ي

ض والروم وكل مرئياته لفنون الفراعنة والساساني�ي

التصويري لقاص الخيال ألهب مما ، ض والصيني�ي

الزمة وتقنيات مهمة بأفكار وزوده ، اللياىلي

المطلسم كالفارس المتحركة، التماثيل ر لتصو

عدو ب اق�ت ما إذا يصيح الذي المدن، حارس

ها من الفنون المتعددة بالغة من أسوارها، وغ�ي

يقي ض ف�ي بالميتا يقي ض الف�ي يتداخل الخيال، حيث

حكايات ي �ض السالفة، المنحوتات فوظف تماما.

ي مثل “مدينة النحاس”، واالأحجام المبالغ فيها، �ض

ي حكاية سندباد، الطافية( �ض )الجزيرة أو الحوت

والحية االأفيال، أفراخه م يلق الذي الرخ ي و�ض

بوجهها الذهب طبق تتوسط ي ال�ت البلورية

االآدمي.

عىل المرئية الفنون تلك انعكاس يكن ولم

تؤيده بل شارد، اض اف�ت مجرد راتهم، تصو

ي امتالأت بالعديد ض ال�ت كتابات الرحالة والجغرافي�ي

شهرزاد بريشة الفرنسية صوفي أندرسن

نافورة مصباح الدين - ساحة الفتح -بغداد -

محمد غني حكمت

103

ي وصفها ياقوت الحموي من منجزات البلدان ال�ت

هم. ، وغ�ي دريسي ي وابن بطوطة واالإوالقزوي�ض

ما التشكيىلي الوعي اللياىلي من امتلك قاص لقد

ق وأثرى نصوصه االأدبية، عىل الرغم من أنه عم

سوى بالكلمة، عما أراد توصيله شفاهة لم يع�ب

تقريرية أداة أو تدوينا. ولم تكن قصصه مجرد

ي ة، بل كانت ذات قيم وعنارص تشكيلية �ض مبا�ش

االأول، داللة عىل مدى خصب مخيلته، المقام

وثراء نصوصه.

فإن الرسام، بفرشاة اللياىلي مبدعو أمسك وكما

بخيال يرسمون استلهموها، الذين المصورين

ت “ج�ي يرى لذلك . اللياىلي أبدعوا الذين أولئك

أن وليلة”، ليلة ألف “موسوعة ي �ض جيلدر”

ي �ض اللياىلي من ا ذهني نقله “تم البرصي العنرص

العرص ما قبل الحديث، من خالل التشبيهات،

الشعر”. مقطوعات تضمنتها ي ال�ت واالستعارات

بالفعل، القائمة، الموازاة باين”، “جون ويؤكد

ض هذه االأشعار، وفنون التشكيل والرسم. مما ب�ي

قا. ض غربا و�ش ض والرسام�ي ألهم التشكيلي�ي

شهرزاد ترحل غربارائعة أعماال وألهمتهم ض الفنان�ي شهرزاد فتنت

ظلت نفسه الوقت ي و�ض نسانية، االإ تراث أثرت

ي والمعرفة والحكمة والذكاء، �ت مثاال للجمال ال�ش

فاستوحوا أسطورة، شهرزاد لهم بدت أن بعد

لم االآن وح�ت اللوحات، أجمل شخصيتها من

لوحات ل يتأم ومن بداع. واالإ لهام لالإ منبعا تزل

اللياىلي سيدرك أهمية توظيف نصوصها المكتوبة

التشكيلية الحركة ي فنا�ض كبار عند بسخاء،

روا يطو أن الغريب من يكن فلم العالمية،

ع�ب والكاريكات�ي والرسم التشكيل ي �ض إبداعاتهم

الرسوم أوال ت فك�ش وعوالمها؛ نصوصها فقه

طبعاتها رافقت ي ال�ت والتوضيحية يينية ض ال�ت

؛ و�ض محفوظات المكتبة الوطنية ض لمئات الفنان�ي

، منها: بباريس عدة رسوم تمثل نماذج من اللياىلي

“الجارية”، “امرأة من الحريم”. إضافة الستلهام

ي واالأوا�ض واالأثاث االأزياء تصميمات ي

�ض موتيفاتها

الحدائق وتنسيق الداخلية والزخرفة والعمارة

والشمعدانات الموسيقية واالآالت والحىلي

بيات. والسجاجيد والم�ش

أبدع الفنان “دي الكروا” لوحات، مثل: “المهرج

يلعب ي عر�ب “فارس عربية”، “معركة ،” ي العر�ب

شهرزاد تحكي - كيي راسموس نيلسن

104ـ”بيكاسو”، لوحة عىل جواده”، “نساء الجزائر”. ول

مطلقا زا، متحف فيها ويبدو ،” ي�ت ال�ش “الديك

ومن شهرزاد. حلم من للصحوة رمزا صياحه

أجواء اللياىلي استوحى “رينوار” )-1841 1919م(

1954م( 1869-( و”ماتيس” االنطباعية، رائد

لوحاتهم. أجمل كامب”، و”دي الوحشية، رائد

قية”. واستوحى “فان دونجن” لوحته “راقصة �ش

وشكل “إنج تيسييه” من شخصية شهرزاد لوحات

)1824م- وم” “ج�ي واستلهم باالأنوثة. مشعة

الرقيق”، “سوق لوحاته ي �ض اللياىلي 1904م(

كي االأم�ي وتأثر قية”. �ش “امرأة الحريم”، “حمام

بحكاية 1905م( )1840م- جيفورد” “روبرت

الرخ، البحري” عن حادثة ك� بيضة “السندباد

“ج. الرسام وأبدع الرخ”. “بيضة لوحته فأبدع

لوحات والعفريت” ضمن “التاجر لوحته فورد”

ح الحكايات حفرا. توض

شهرزاد غرام ي �ض وقعوا الذين ض الرسام�ي ومن

)1886م1957-م( نيلسن” ي “ك�ي الدانمركي

ورسم لشهريار، تحكي وهي بلوحة ها فخص

ض ي�ي ض ة من -1918 1922 ل�ت ي الف�تين لوحة �ض ع�ش

، مجلداتها. من الطبعات النادرة المرسومة للياىلي

ي ال�ت ع�ش ي

االث�ض بأجزائها المعارف دار طبعة

رسمتها النمساوية “أستيال بونكز”.

ي أواخر 2014 صدر كتاب يضم 50 لوحة من و�ض

قرن، نصف منذ ” داىلي ـ”سلفادور ل لوحة 100

جنسانية موضوعات معالجا اللياىلي الأحداث

وأيروتيكية.

شهرزاد تعود شرقاي

ين، نحت غ�ض ي منتصف سبعينات القرن الع�ش�ض

أبدي كشاهد وشهريار” “شهرزاد نصب حكمت

د عىل شهوة الفن للحياة، وشهوة الحكاية للتجد

عبدالرازق قيس أبدع البرصة، ي و�ض بغداد. ي

�ض

الواقعية من البحري” “السندباد نصب العمر

نصب شهريار شهرزاد

- محمد غني حكمت- البصرة

105التذكاري النصب يوجد مسقط ي

و�ض ية. التعب�ي

“السفينة صحار سفينة السندباد”.

اللياىلي الرمال” حكايات “قرية تجسد الكويت ي �ض

ا، عالمي نحاتا 73 صممها رملية، بمنحوتات

طوابق، ثالثة بارتفاع قلعة الرئيسة المنحوتة

نارية” تتخللها نافورة مائية تخرج منها “مؤثرات

. أما اللوحات التعريفية والتوضيحية أثناء الحكي

من ن فتمك ، اللياىلي حكايات بعرض الخاصة

التعرف عىل أدق التفاصيل المرتبطة بحكاية كل

مجسم. تحتوى القرية عىل أك�ش من 70 منحوتة.

حرامي”، ض واالأربع�ي بابا “عىلي حكاية أجواء ومن

نفسه النمط عىل لمغارة، ي ف�ض تشكيل استلهم

بماكيتات ونماذج تحاكي ذهبها وياقوتها ومرجانها.

ي وللفنان الجرافيكي عوض الشيمي تجربة مهمة �ض

افتتحت الجزائر، ي و�ض . اللياىلي فولكلور استلهام

لون “ألف افية االح�ت معارضها أول كنونه حياة

، اللياىلي عىل اتكأت حيث ،2013 عام ولون”

ي �ض متجذرا ومعنويا ا جمالي تراثا منها مستمدة

لوحة 23 خالل من الجزائرية، العربية الذاكرة

الفنية وتقنياتها التشكيلية بصمتها تعكس

باستخدام الفينيل.

تعيد لوحة ض ثالث�ي يكن سعد أبدع سورية ي و�ض

علوان حسن �د العراق، ي و�ض . اللياىلي صياغة

عىل لوحاته تقوم حيث ، اللياىلي من حكايات

وداد العراقية أبدعت كما االأسطوري. الخيال

بأسلوب اللياىلي قصص تروي لوحات االأورفىلي

ض وخاص يربطها ببيئتها البغدادية. وللفنان متم�ي

. القطري عبدالعزيز يوسف 20 لوحة تحكي اللياىلي

مجموعته النمش خالد أبدع الكويت، ي و�ض

السندباد”. أبناء خطى عىل بحار “االإ التشكيلية

وللفلسطينية منال ديب مجموعة لوحات “عودة

جمالية برؤية المرأة فيها مت قد ي ال�ت شهرزاد”

فنية �دية

نصب السندباد البحرى بالبصرة ساحة

الطيران للفنان قيس عبد الرزاق

أسمنت + حديد مسلح

106

“فن الموسيقى والغناء

في ألف ليلة وليلة”رؤية المستشرق االسكتلندي “هنري جورج فارمر”

مجدي إبراهيم/ مصر

سالمية االإ أيامهم ي �ض قيون ال�ش استخدم

ي �ض تعادل ة كث�ي مواطن ي

�ض الموسيقى السعيدة

ي �ض اليوم الموسيقى استخدام مواطن عها تنو

إىل الغربية، ويعزو “كمباريو” سبب ذلك أوروبا

ي تاريخها بمظاهر أن الموسيقى ارتبطت دائما �ض

ي ذاتها” الحياة االجتماعية.. ولم تكن قط “غاية �ض

كما يقول الفالسفة، الأننا دائما نخضعها لبعض

قوى الحياة العامة المهمة.

من ا كث�ي تحىلي ي ال�ت الموسيقية القطع وتعت�ب

ات ذات االأهمية ض قصص ألف ليلة وليلة من المم�ي

ي ذلك الكتاب الذي وصفه “برتون” بأنه ة �ض الكب�ي

. ي ة عجيبة من االأدب الشع�ب ذخ�ي

ي جورج ق االسكتلندي “ه�ض أما دراسة المست�ش

ي نعرض ي ألف ليلة وليلة، وال�ت

فارمر” للموسيقى �ض

هنا أهم مواضيعها )بحسب رؤية فارمر(، ففيها

بعض القسوة، ونستطيع أن نغتفر هذه القسوة

ي الغالب مفتاح الحق، وقد اهتم “فارمر” الأنها �ض

ا؛ وعملي نظريا العربية الموسيقى ي �ض بالبحث

آالتها ورجالها وكتبها واتجاهاتها والمؤثرات فيها،

” لدراسة فأخضع قصص ألف ليلة وليلة “اللياىلي

ي اتبعها شاملة طبق عليها المنهج واالأهداف ال�ت

العربية”، الموسيقى “تاريخ الكب�ي كتابه ي �ض

الجوانب لكل ولكنها شاملة فهو صورة مصغرة

ي ألف ليلة وليلة.الموسيقية �ض

الموسيقى في ألف ليلة وليلة

بالخمر وليلة ليلة ألف ي �ض الموسيقى ترتبط

ي أغلب االأحيان، وقد رماها المسلمون والنساء �ض

القصائد مطالع ض وتب�ي باللعنة، المتشددون

أنهم لم يستعملوا الموسيقى لمجرد الجري وراء

“غذاء” الموسيقى كانت فقد المحرمة، اللذات

ي أذكاره.ي والدراويش؛ إذ تؤازره �ض

للصو�ض

ي االأرا�ض ي

�ض أوجه إىل الموسيقى فن ووصل

107

ي مالهي الطبقات الراقية والمتوسطة، سالمية �ض االإ

التقليدية العربية الموسيقى ولدت إذ

كما فيها، ونمت االأجواء هذه ي �ض )الكالسيكية(

ي ظهرت فيها أيضا القصيدة والقطعة والنتفة ال�ت

ي ذلك مثل “النوبة” تعت�ب قطعا موسيقية مثلها �ض

ي تضم الموسيقى االآلية والهوائية، ومع ذلك ال�ت

لم تتعد موسيقاهم النوع الذي نسميه موسيقى

الغرف.

” االأوىل أن يعزف ي قصص “اللياىليوكانت العادة �ض

مثل للدق آلة مع منفردا عزفا إما العود عىل

، أو تأليف ض الدف أو الطبل لمرافقة أحد المغن�ي

مجموعة آلية للتسلية.

مع الناي استعمال عن االأحيان بعض ي �ض ونقرأ

العود، أو الناي أو الشبابة منفردين، وإن استعلموا

معها الدف أو الطبل طلبا لالتساق واالنسجام،

ثم نرى الصنج والسنط�ي يكمل أحدهما االآخر،

أك�ب أما معا، والقانون والدف العود ونرى

تتألف من فكانت ” “اللياىلي ي �ض مجموعة موسيقية

أن ونستطيع والناي، والقانون والصنج العود

ولكن “جوقة”، لفظ المجموعة تلك عىل نطلق

ذلك االجتماع لم يكن مألوفا، بل من المحقق أنه

، ض ض االأول�ي ض والعباس�ي ي أيام االأموي�يلم يحدث �ض

وإن اجتمعت لدينا عدة أمثلة مصورة لمثل هذه

ي ما بعد.المجموعات من االآالت �ض

ض المتشددين النغماس وذهبت معارضة المسلم�ي

ي المالهي المحرمة الطبقات العليا والمتوسطة �ض

أن ويبدو الرياح.. أدراج ” “اللياىلي ره تصو الذي

طائفة أخرى من الشعب كانت تعزف موسيقاها

االأحدب فعل كما الخمر تثملها ض ح�ي الخاصة

تكون أن ويجوز معه. دفه يأخذ كان الذي

ترتبط أن دون كالمروحة” “منعشة الموسيقى

بالخمر والنساء، وعىل هذا الوجه نرى الموسيقى

ته، أو لدى غالبية الشعب، مثل الحمامي ودربك

والزبال الفوال عند أو ومزماره، االأسود العبد

ي أثناء الغناء كما تردد ذلك اللذين كانا يرقصان �ض

ي مواضع ”، وقد استخدمت الموسيقى �ض ي “اللياىلي

�ض

للمريض، للدراويش، وعالج ة، فهي ملهمة كث�ي

سة ومحم للوقور، وم�ة للخليع، وملهاة

وراء آخر ء يسش فالموسيقى ذلك ومع للجندي،

االأحيان بعض ي �ض نلمح وإننا االأمور، تلك كل

تطور من الرغم عىل لذاتها، قدروها أنهم

فة المتفرغة من ض الطبقات الم�ت صورتها العليا ب�ي

سالم العمل... وإننا لنعرف أن أعاظم مفكري االإ

ي وابن سينا، نظروا إىل الموسيقى عىل مثل الفارا�ب

108

الموسيقى وتظهر أذهانهم، شغل علم أنها

تفخر ض ح�ي ” “اللياىلي ي �ض العلمية الصورة بهذه

د” القينة بمعرفتها لفن الموسيقى. “تود

تأثير الموسيقىض الكاتب فارمر مدى تأث�ي

، يب�ي يي الفصل الثا�ض

و�ض

الموسيقى فيقول:

ي هي العر�ب الفنان بها يمدح أعظم صفة كانت

وكانت داوود، ي الن�ب بمزام�ي موسيقاه تشبيه

ي اللياىلي هي: “صوته العبارة الجارية عىل االألسن �ض

ي يشبه مزام�ي آل داود”... وكانت العبارة الثانية ال�ت

يمدح بها المغنون؛ تشبيه غنائهم بالتغريد، وأن

ي كبد السماء”.روعته “توقف الط�ي �ض

ي �ض داود يرافق كان الط�ي بأن القرآن ويرصح

الط�ي تغريد وا اعت�ب الصورة وبهذه التسبيح،

مؤلف داود بموسيقى شبيها فارمر- –بحسب

ي أثناء سماعها ، واستدلوا بموت الط�ي �ض المزام�ي

عبارة وشاعت القاتل”، “سحرها عىل الموسيقى

ي �ض الموسيقى عن الكالم صدد ي

�ض طربا” “يقتل

. ي االأدب العر�ب

ي �ض بنادر الموسيقى سماع عند الموت وليس

القصص العربية، وكان الفالسفة والعلماء العرب

، يالكو�ض النظام من جزءا الموسيقى ون يعت�ب

“الرباعيات عن اللطيفة بتصوراتهم فربطوها

ي حكاية “نور ي تغنت بها المغنية �ض

المجتمعة” ال�ت

الدين ومريم العوادة”.

الموسيقيونفي ألف ليلة وليلة

” “اللياىلي ذكرتهم الذين الموسيقيون اتخذ

ي �ض تصنيفهم ويمكن لهم، مهنة الموسيقى

أربعة أقسام: المغنون، المطربون، المغنيات،

أوقات ي �ض البالط ي

�ض ون يحرصض وكانوا والقيان،

ي �ض ستار وراء من فيعرفون ـ”النوبة”، ب تعرف

”، ويذكر أن ض حجرة خاصة كما يقول المؤرخ “ل�ي

اربها و�ش الديباج من كانت الستائر هذه إحدى

بريسم وحلقاتها من الذهب. من االإ

ي ة �ض ي ألف ليلة موسيقي بارع نال حظوة كب�ي

ومغ�ض

البالط، ما جلب له مرتبا ثابتا وهبات دائمة تكفي

احتياجاته.

109

لكونه العربية؛ ي �ض ) ي

)االآال�ت المطرب سمي وقد

يعزف عىل آلة الطرب أو “آلة اللهو”، فاستعملوا

ي مستهل ض االآالتية �ض ض الموسيقي�ي ذلك اللفظ لتمي�ي

قصور ي �ض كذلك المطربون وظهر حياتهم،

اف. االأ�ش

تلقت فنها الغالب حرة ي “المغنية” فكانت �ض أما

ي الحفالت الخاصة عندما كانت قينة، وكانت تح�ي

ي االأعياد المدنية والعامة بالعزف عىل الطنبور �ض

ما ولكنها مغنية، القينة كانت كذلك والدينية،

زالت جارية، وإنما تسميها غالبا مغنية أو جارية،

باالإضافة تحدد قيمتها ي ال�ت وكانت مواهبها هي

ي لالأصفها�ض ) ي

)االأغا�ض وتؤكد الفاتن، جسدها إىل

كن المغنيات بعض أن وليلة( عىل ليلة و)ألف

ض يتلق�ي من وتقديرا عظيما خاصة يأخذن هبات

بيوت ي �ض نشأن وإنما الرقيق، ي سوق

�ض دروسهن

مواليهن.

وتاريخ بعض هؤالء ذو أهمية بالغة؛ إذ يكشف

ق ي حياة ال�شور الكب�ي الذي لعبوه �ض لنا عن الد

كل أن ثبت وقد واالجتماعية، العائلية ي العر�ب

” “اللياىلي ذكرتهم الذين الرجال ض الموسيقي�ي

إسحق أبو منهم ، ض خرافي�ي وليسوا تاريخيون

ي بالط الهادي إبراهيم الموصىلي )ت804م( مغ�ض

الموصىلي “إبراهيم حكاية ي �ض وظهر وهارون،

“أبا مرة”، والشيطان”؛ إذ يزوره الشيطان ويك�ض

ي البيت يجيبه ي له غناء عجيبا كأن كل ما �ض

ويغ�ض

ي معه من حسن صوته، فيذهب إىل القرص ويغ�ض

للخليفة سمعها ي ال�ت الموسيقى ويردد فورا

هارون.

كذلك نجد يونس الكاتب )ت765م( بطل حكاية

ي فيها ي يغ�ض

“يونس الكاتب والوليد بن سهل” ال�ت

يونس ويطلب الوليد، االأم�ي أمام تلميذته مع

ي مقابل التنازل عن جاريته، خمسة آالف درهم �ض

أخرى، مالية هبة مع الدراهم االأم�ي فيعطيه

ي يونس �ض ولما صار االأم�ي خليفة عام 743م غ�ض

بالطه بدمشق.

أيضا أشار الذي ي لالأصفها�ض ) ي

)االأغا�ض كتاب أما

إىل القصة، فرصح باسم الزائر العجيب، وسماه

المواضع بعض ي �ض الموصىلي عن ونقرأ إبليس،

ي حكاية ي الدين” وهو �ض االأخرى، فهو مؤلف “مح�ي

رسول وهو الجليس” وأنيس عىلي الدين “نور

فاضل بن “عبدالله حكاية ي �ض هارون الخليفة

به تمتع الذي التقدير مدى ض تب�ي ي

ال�ت وإخوته”

ي البالط.. ي �ض

هذا المغ�ض

110

)ت850م( الموصىلي إبراهيم بن إسحاق وكان

العرص ي �ض ظهروا الذين ض الموسيقي�ي أعظم

ليلة “ألف وتصفه سالمية، االإ للحضارة ي الذه�ب

ض الموسيقي�ي الموسيقى. ومن ي �ض بارع بأنه وليلة”

�يج بن عبيدالله ” “اللياىلي ي �ض المشهورين

)ت726م(، ومعبد بن وهب )ت743م( اللذان

صدقة بن وصدقة ، ياالأغا�ض بتأليف اشتهرا

، وهما أقل أهمية. و”زرزور” الصغ�ي

يذكر فلم وليلة” ليلة “ألف ي �ض الموسيقيات أما

“نعم” أولهن قليلة؛ أسماء إال منهن التاريخ

طفلة، وهي “الربيع” يسمى ي كو�ض باعها ي

ال�ت

وقد تمتعت بذكاء وجمال وثقافة، وعرفت أنواع

نعمة من وتزوجت والمالهي، واالآالت اللعب

جعلت ومواهبها النادر جمالها أن إال الله،

ي االستيالء عليها الحجاج حاكم العراق يحتال �ض

ولكن )ت705م( عبدالملك للخليفة ويهديها

حسن حظ زوجها جلب لهما خاتمة سعيدة.

مثقفة جارية وهي ،” الكب�ي “البدر والثانية

ي قرص جعفر بن الخليفة موس الهادي نشأت �ض

ض االأم�ي محمد الخليفة أحبها ي وال�ت )ت786م(

واختطفها عىل الرغم من أنف جعفر الذي منحه

بالذهب والفضة ترضية بدال منها زورقا مملوءا

اها الخليفة ي اش�تله. والثالثة “قوت القلوب” ال�ت

هارون مقابل خمسة آالف دينار من سوق الرقيق

العلوم الموسيقية، ولمعرفتها لجميع لمواهبها

آالت جميع ب ورصض الشعر ونظم والفنون

تعلمت ي ال�ت الجليس” “أنيس وهناك الطرب،

الفقه وأصول والتفس�ي واللغة والنحو الخط

االآالت عىل ب والرصض والتقويم والطب والدين

آالف ة البرصة ع�ش ملك كلفت وهذه المطربة،

دينار.

الموسيقيات كل فاقت ي ال�ت “تودد” ننس وال

البغدادي، الحسن ي أ�ب قينة وكانت مواهبها، ي �ض

والرقص، والغناء والفنون العلوم ي �ض وبرعت

من التاريخية الشخصية وهي “محبوبة” أما

إىل فتنسب وليلة” ليلة “ألف وقيان مغنيات

البرصة؛ أهداها الموسيقي عبيدالله بن طاهر إىل

الخليفة المتوكل )ت861م( وكانت فائقة الحسن

ب بالعود وتحسن الغناء وتنظم والجمال، وترصض

الشعر وتكتب خطا جيدا.

111

اآلالت الموسيقية في ألف ليلة وليلة

” عىل النحو ي “اللياىليتصنف االآالت الموسيقية �ض

: التاىلي

الجنك، الطنبور، العود، الوترية: االآالت .1

. القانون، والسنط�ي

ي، 2. االآالت الهوائية: الناي، والشبابة، الناي الت�ت

، وآلة الزمر. المزمار، البوق، النف�ي

الدربكة، الطار، الدف، المتذبذبة: االأغشية .3

الطبل، والكوس.

4. المواد الرنانة: الكاسات )الكؤوس(، الجالجل،

الناقوس، الخالخيل، القالقل، االأجراس،

والقضيب.

وكان العود هو االآلة المفضلة دائما لدى العرب،

، العود ي” ثالثة أنواع: العود العرا�ت وتذكر “اللياىلي

ي �ض الشك يزيد ومما الهندي.. والعود الجلقي،

ي أن جلق هي وجود العود الجلقي شك العلماء �ض

دمشق نفسها، أو العود الهندي لعدم استعمال

كان أنه وربما طويل، زمن منذ الهند ي �ض العود

ما ا وكث�ي بغداد. ي �ض الهنود العمال صنعها آلة

” عن أوتار العود، ولكنها لم تذكر ث “اللياىلي تتحد

ي أي موضع، وكانت أوتاره أربعة عددها الفعىلي �ض

سالم، وكان العود يوضع ي االأيام االأوىل من االإ�ض

أو ا أفقي يمسك وكان الحضن، أو الحجر عىل

صدره أعىل من مؤخرته، ولم يتفقوا عىل الوضع

وكانت الحضن، ي �ض يكون صدره ض إال ح�ي االأخ�ي

أصابع رؤية من العازف تمكن ة االأخ�ي الطريقة

المؤرخ وقد صور العزف. أثناء ي �ض الي�ى اليد

ي حجر العازفة وعنقه مائل ” العود وصدره �ض ض “ل�ي

ي الوضع نفسه الذي نراه عليه.إىل كتفها، أي �ض

العنق الطويلة العيدان من نوعا الطنبور وكان

من ا عام استحسانا ينل ولم الصدر، ة الصغ�ي

والري فارس ي �ض أك�ش حبا لقي ولكنه العرب،

ستان وبالد الديلم، ولعل ذلك سبب عدم وط�ب

عندئذ وكان واحدة، مرة إال ” “اللياىلي ي �ض ذكره

متصال بأحد الفرس، أما الجنك أو الصنج فنوع

ية “هارب” ض نجل�ي ي نطلق عليها باالإمن العيدان ال�ت

الجنك ض مرت�ي اللياىلي وتسميه عال، صدر وله

، االأصىلي إىل موطنه نسبة ذلك ولعل العجمي،

جع تاريخه عند العرب إىل القرن أما القانون ف�ي

”، والمعلوم ي “اللياىلي، ويظهر عدة مرات �ض العا�ش

ا، وظهره مسند أنهم كانوا يمسكون القانون رأسي

واحدة، بيد عليه بون ويرصض العازف، صدر إىل

ي أخذتها أوروبا عن العرب وهذه هي الطريقة ال�ت

ي �ض القانون وكان القانون، منهم استعارت ض ح�ي

إال السنط�ي يظهر وال ، السنط�ي يسمى سورية

” حيث يستعمل مع الجنك ي “اللياىليمرة واحدة �ض

واالآالت االأخرى لتسلية االأم�ي الذي أدنفه الحب

ي حكاية “جانشاه”.�ض

، والناي نوع مما نسميه “فلوت” وهو اسم فارسي

ي القديم “القصابة” وال حينما طرد االسم العر�ب

، مرة بمصاحبة العود ض ” إال مرت�ي ي “اللياىلييظهر �ض

ي ”، والثانية �ض ض ي عيسي وقرة الع�ي ي حكاية “حب أ�ب

�ض

العجمي” “عىلي حكاية ي �ض الممتع الحاوي جراب

حيث يرافقه الطنبور.

الصغ�ي الناي يقابل ما الشبابة- أيضا وهناك

يشبه ما المزمار- أو والزمر ي، الت�ت والناي

“ريدبيب” بمعناها الخاص، وكان يستعمل أحيانا

112

ي الموسيقى داخل المنازل واالأفراح، مع العود �ض

وهناك البوق من عائلة النف�ي أو الناقور، والدف

والدف “تمبورين”، االأوروبيون يسميه الذي

نوع )أك�ب والكوس والطبل، والطار، ، الموصىلي

السحرية، والطبلة باز، والطبل الطبول(، من

غشاء ولها الكأس شكل عىل )طبلة والدربكة

العرب، عند المفضلة االآلة وكانت واحد(،

ي استعملت والكاسات، والجالجل )النواقيس( ال�ت

ض الجمال والخيل، والقالقل والخالخيل. ي تزي�ي�ض

عىل ب يرصض قضيب وهو القضب، ي يأ�ت ا وأخ�ي

ي �ض يقاع االإ الغالب ي

�ض ويعطي رنانة، مادة أي

الموسيقى القديمة ببالد العرب.

صناعة الموسيقى في ألف ليلة وليلة

علم ي �ض متمايزة فكرية مدارس ثالث وجدت

” وكان ي تناولتها “اللياىلية ال�ت الموسيقى خالل الف�ت

، االأساسي “فيثاغوري” االأحوال جميع ي �ض السلم

والمدارس الثالث هي:

السابع القرن القديمة، من العربية المدرسة .1

. إىل العا�ش

من غريقية”، االإ الفلسفة اح “�ش المدرسيون .2

. القرن التاسع إىل الثالث ع�ش

3. المدرسة المنهجية، من القرن الثالث ع�ش إىل

. السابع ع�ش

” إما غنائية أو آلية، وليست ي “اللياىليوالموسيقى �ض

”، وإنما ي “اللياىلية �ض صور الموسيقى الغنائية كث�ي

ض بيت�ي فيستخدمون “القطعة” عادة يستعملون

ي �ض “النتفة” ي يسم ما تؤلف العادة ي

�ض ثالثة أو

ض البيت�ي استعمالهم سبب كان وربما الغالب،

عندهم الغنائية الموسيقى ي �ض القاعدة أن

أنهم الطبيعي ومن ، ض موسيقيت�ي ض عبارت�ي وجود

طويلة، صورا ض االأحاي�ي بعض ي �ض استعلموا

الغنائية المقطوعات معظم يصحب وكان

“خاتمة و)ختم( آلية”، “مقدمة و( )ب�ش عادة

” ال تذكرهما، وإنما موسيقية”، وإن كانت “اللياىلي

ي يصاحبانها.تش�ي طبعا إىل االأغنية ال�ت

و)نوبة كاملة( )نوبة غناء عن ” “اللياىلي ي �ض ونقرأ

ض شارتان من حكايت�ي مطربة(، وقد أخذت هاتان االإ

البغدادي” الصياد “خليفة حكاية هما ض قديمت�ي

التاجر”، وأخت المهدي بن “إبراهيم وحكاية

ض آخرين ويبدو من المرغوب فيه وجود اصطالح�ي

ي حكاية ي الموسيقى االآلية، إذ يوجد �ض

ض �ض مستعمل�ي

تستعمل عبارة وجاريته” البغدادي “المفلس

ي يختلف قليال عن ي )طرق( و)طريقة( بمع�ض

كلم�ت

ي المقبول والمعروف.المع�ض

ي العدا�أ الموقف إىل “فارمر” يش�ي الختام، ي

و�ض

من ض المسلم�ي الفقهاء بعض وقفه الذي

ي الموسيقى، وذلك الشعور الذي كان مريرا جدا �ض

”، ونرى ذلك الموقف ي تناولتها “اللياىلية ال�ت الف�ت

ي الحسن اللبق” المغرم بالموسيقى ي حكاية “أ�ب�ض

والمالهي االأخرى إىل درجة جعلت إمام المسجد

، فعاقبه وشيوخ الناحية يشكون مسلكه إىل الواىلي

ا انه... ومع ذلك ليست الموسيقى �ش زعاجه ج�ي الإ

، وإن المرء ي ذاتها، وإن كانت قد تصاحب ال�ش

�ض

ليضطر أحيانا إىل العجب مما إذا كان لم يوجد

ء من يوراء كل هذه المعارضة من المتشددين سش

الحسد لنجاح الموسيقى

113

114

مواويل لطفل الغيم...شعر: قيس الطه قوقزة/ األردن

ة البحر أنا ضف

ض أغنية الهارب�ي

وأحالم من ال ينامون

عراء... ونافذة الش

أعلم أتيت مع الغيم ح�ت

من غافل الوقت كيف يواري

وعوده

وكي يتعلم أن يمنح

صدوده... ض الياسم�ي

ي أنا حزن ذاك الجنو�ب

ي صديق الفراشات قل�ب

واالأبرياء...

ولدت الأمنح ناي اليتامى

نشيده...

سع االآن ىلي ولكم ال مكان سيت

خيمة عشق تضج بأحالم غ�ي

ض من خذلتهم مواعيدهم قاب قوس�ي

أو ضحكة البسطاء...

دة ولدت قبل أن يكشف وابتسامة سي

خدوده ض فت�ي الماء للش

أنا شاعر الورد...

عراء الحديث ل من علم الش أو

... ض وء والياسم�ي عن الض

من أغنيات المرايا وما قد تي�

وما ظل

من عتبات الجهات الوحيده

ك�ت جميع القواعد...

�ت عىل لحن أغنية

كان صوت )الكمنجات( فيها حزينا...

يا وكنت أريد ال�ش

ماء البعيده أردت احتضان الس

115

ض االأرض بالياسم�ي وأن أمالأ

يوعدت معي بيد أ�ض

بقيت سوايا...

وا من خياىلي وراودت من ع�ب

ي القلب لكي يفتح الوقت �ض

سلـما قديما

وحربا جديده...

أنا شاعر الورد

ك ي تحر ة صو�ت بح

صمت الجميالت حينا

وحزن الممرات حينا

ض ي عىل وجنت�ي وقل�ب

تقال تر�ب من ال�ب

هوايا... ي �ض ليك�ب

ى من فيما تبق وين�ش

االأمنيات وروده

وأتقنت كل لغات العصاف�ي

ي لم أنتبه لكن�ض

ي المسك” خلفي... أن جند “أ�ب

ي فأكملت س�ي

عىل لحن أغنية جبلت

مع تراب الخطايا

، ومت

لتحيا

القصيده...

116

ولد طاعن بالعشقشعر: عمر أبو الهيجاء/ األردن

كم مرة

ي الريحتركت اسمي معلقا �ض

فتحت أبواب القلب للناي

قلت: أيها الولد الذي

ي بالرحيلباغت�ض

ألم تذق لحم القلق

ي غيبة الروح�ض

ست هذي الروح كم مرة تحس

ونمت طويال

ي االأشياءكم تملكت�ض

ض الموال والسؤال ب�ي

فأذهب بعيدا

ال أخسش لغة البحر

ع كأس الرحلة كنت أتجر

ي الليلوكل العمر خيط دمع �ض

ي رسمتها عىل الزندالبالد ال�ت

ي أول الرصاص واالأغنياتتشهد أ�ض

فيا أيها الولد الطاعن بالعشق

ي وحيداما كنت تم�ض

تنقش عىل ساللم العودة

مع�ض الرعد

قناديل القلب

ي االأرضتوقظ �ض

رقصة الجسد المتفرد بالحب

ي ديمومة المكان وتغ�ض

اشف االأرض ي �شتكمل �ض

ض الناي أن�ي

كم مرة

أنكرك الحلم

ي وحشة االأرجاءطاف بك الليل �ض

أت بريق المساء كم مرة توض

ولم تزل تدق الغيم

مع ار الد تقرأ اخرصض

ي رأس الط�ي�ض

كم مرة

أيها الولد المريض بسواك

117

كم مرة خانك شقيق الدم

وبقيت واقفا

مثل السيف فردا

كم مرة..

آه .. كم مرة؟

118

عر غزالة الششعر: اياد شماسنة/ فلسطين

قالت له نجمة:

خذا ي االأعىل؛ فراح متال� �ض

ضوء العىل موىل.

وللخيال غزال ليس يدركه؛

إال الذي

صغاء والقوال. ف االإ اح�ت

ء يمسكه ي ال سش

ي أرضه شغفا؛ �ض

ي قلبه استوىل.إال المجاز الذي �ض

حري يشكل المعبد الس

قافية

ويجعل الحرف محرابا

. لمن صىل

له متون المرايا الخالدات،

باب وقد سال الض

نيا، وما خال. عىل الد

له القيام اليسوعي الذي ارتفعت

به الحكايات

ح�ت أصبحت حبىل.

ز جذع الرؤى؛ فاساقطت طربا يه

ليطعم القلب

خل، والنخال. � الن

* * *

وء يخيط بالض

، وال يكاد يتبع ض قلب المتعب�ي

ض الكحال. إال االأع�ي

، له ض ل�ي ول بقلوب االأ محم

تأويل ما جاء،

ما وىل. أو تفس�ي

وكل فتنته: حسن وفتنته،

رب ل الد من أو

المنتهى وصال. ح�ت

ي ولدتقبل ابتكار المواويل ال�ت

ي ناي راعية�ض

119

دى جزال. ألقى الص

يختار من جلنار القلب خيمته

يقيم، ح�ت

ومن ظل العال ظال

وفصله خامس االأسماء

مذ عرفت فؤاد آدم، ح�ت

. أورقت فال

* * *

، تشاء ف� قالت له غيمة: أ�ض

يلسوف يأ�ت

عر مخضال. إليك الش

كئا لسوف يرتفع المعراج، مت

عىل القصيدة،

مفتونا بما يتىل.

نيا، ي الدستعلن الحب �ض

وقد قتلت أبناءها،

ثم جاءت تمدح القتىل.

ال شكل للعالم الممتد دونك

ك؛ ال خيار غ�ي

خذ شكال. إن لم يت

عىل الصفحات البيض، ح�ب

ال ألق؛ إال وجاء له بالفكرة الجذىل.

كأنه وانحناء الماء

ي دمه �ض

هر لما جرب الميال. ة الن مس�ي

لون استقوا منه شعائرهم واالأ

سوه وقد

بفروض أتبعت نفال.

واالآخرون لهم

بعث الفينيق عىل رماده،

مثل قيس يلتقي ليىل.

سة وللبنفسج أحكام مقد

ي صفحة�ض

عر ي الشأصبحت �ض

ال تبىل.

ي هو الوحيد الذ

لم تنخلع يده عن البالد،

ولم تقبل لها ذال.

الذي تبقى مكارمه هو االأخ�ي

ض ي العالم�ي �ض

ة ثكىل تواسي أم

120

أمنيات على ذراع المشمش

قصة: د.ليندا عبيد/ األردن

بح الأيلول جسد غض محتقن بالماء، يستيقظ الص

ي جسده، يقف أمام المرآة يحلق لحيته، يعدل �ض

شعره، يفتح النوافذ، يمد أصابعه، يدغدغ وجنة

الشجر فتسقط حفنة من االأوراق المصفرة فجرا

من كف عاشق أنيق يحب أن يلبس حبيبته عىل

بمهارة فشيئا شيئا القديمة ثيابها يسقط ذوقه،

ف، يدغدغ أنوثتها، تتلوى تذوب مثل رجل مح�ت

مطر، وإذ يبدأ موسم الخصب يلبسها ثوبا كامل

العشق حكايا وتبدأ ، العصاف�ي اوج ض ت�ت الفتنة،

براعم غضة ما مسها عابر بسوء، فيحفر العشاق

وترسل الينابيع، وقرب الشجر فوق أسماءهم

عىل الحكايات فتبتهج ي الذه�ب شعرها الشمس

ي الغابة.فات االأكواخ �ض �ش

تنبش بهية صندوق الذاكرة، تجلس عىل الكنبة

أيلول أصابع اودها ف�ت النافذة، قرب القديمة

د ماء لذيذ، وتبتسم إذ ترى والدها المحتقنة ب�ب

وبعض ة كث�ي بأكياس محمال الجيش من عائدا

قبل االأوىل بقبالته لتحظى إليه فت�ع تعب،

إخوتها، وبنصيب االأسد من أكياسه. يضمها إليه،

صوت ويعلو جبينها، عىل وتضعها يده تقبل

ي اعتادت أن تع�ب حارتهم نهاية سيارة البوظة ال�ت

االأسبوع احتفاء بكرم العم جمال، يتجمع أطفال

فتنادي إجا...”، جمال “عمي ويهتفون: العائلة

معهم: “عمي جمال إجا... عمي جمال إجا”.

ة أم�ي بنفسها ،فتحس أكياسه عمي جمال يضع

البوظة، سيارة إىل ويتوجه يده، تمسك ض ح�ي

ويتناثر للجميع. ي ويش�ت دينارين البائع يناول

ي أنحاء الحارة، فأفراد عصابة “الكف المشاغبون �ض

بناء يستكملون أنفسهم يسمون كما االأسود”

يدورن والبنات اللعب. الستئناف حجار بع الس

المشمش شجرة تحت الدمى ويصنعن ض الط�ي

إنه يرقد ي قال جدها مرة ال�ت البستان ي

ة �ض الكب�ي

عىل طة أ�ش النساء بط ف�ت مبارك، رجل تحتها

أغصانها لتحقيق أمنياتهن.

121

ففتحية العقيم تريد أن تنجب ولدا ذكرا، وأم

لم أجهله والأمر الذكور، من تريد ستة محمود

تريد عمر أم وعائشة بنتا. منهن واحدة تتمن

ن كل ، وتن�ش غسيلها الملو أن يحبها زوجها أك�ش

ة والغيظ. اه نساء الحارة، فتأكلهن الغ�ي صباح ل�ت

الحصول عىل ي �ض يساعدها أن منه تريد ي

وجد�ت

ي الجنة يتناسب مع عدد حبات سبحتها مقعد �ض

الطويلة. وحدها بهية تمسك كف أبيها العسكري

تعود معه إىل البيت بال أمنيات.

قماش قطعتا كتفه عىل أوسمة، بال كان ي أ�ب

تان. كان يمالأ أكياسه بالموز والتفاح وكومة صغ�ي

كيسه ي و�ض الجيش، دكان من يها يش�ت معلبات

، وثالث علب من المكعبات ياالأخ�ي لعبة ىلي والأخ�ت

ي الذكور، وبعض قطع الحلوى أحيانا.الإخو�ت

البيت ي ي طيب القلب مثل أشجار الحقل، و�ض أ�ب

جوز وشجرة ، ض ت�ي أشجار ست لبيتنا المجاور

مشمش وشجرة السحاب، تمس عمالقة عجوز

عالية، وكث�ي من أشجار اللوز والزيتون والخوخ.

مثل المشمش يطا عىل شجرة يعلق �ش لم ي أ�ب

تان سوداوان حانيتان نساء حارتنا. له عينان صغ�ي

شكل عىل ندبة االأي� ذراعه وعىل نهر، مثل

حذوة فرس قالت أمي إنها إصابة عمل.

بهية جسد يخربش الغض بجسده أيلول

ض من عمرها، ولم تعد ي الثالث�يبلسعاته، وبهية �ض

عصابة أفراد تزوج حارتهم. ترتاد البوظة سيارة

ي الال�ت “الكف االأسود” وسافر بعضهم، والصبايا

رصن المشمش شجرة تحت ض الط�ي يدورن كن

عىل طة أ�ش أحالمهن يعلقن وأمهات زوجات

أغضان الشجرة.

تفتش القديمة الكنبة عىل تجلس بهية وحدها

عن أكياس أبيها الغائبة، تمد يدها لتمسك بكفه

ة، تنساب إىل أذنيها موسيقى ته أم�ي فتص�ي بحرصض

بوظة، ينادون االأوالد وصوت السيارة، تلك

جمال عمي إجا... جمال “عمي معهم: فتهتف

إجا”.

تغص الدموع بحلقها، ينظر إليها أيلول بإشفاق،

، يعانقها، تتكور عىل الكنبة، تنبش الصندوق أك�ش

بالسواد، وتطل ى نسوة بغيضات متشحات ف�ت

أفاع وعقارب سوداء من الحناء الملتصق بأكفهن،

ض يتحدث عن ض طويل�ي وصوت مذيع فظ بشارب�ي

الحدودي يط ال�ش عىل لنا بواسل جنود مقتل

قرب العراق. كيف له أن يحتمل خشونة الرصاص

بوظة؟ ودون أكياسه، دون أعيش كيف وبرده،

دونه؟ وحيدة ي ويدع�ض كفي يفلت أن له كيف

ض وبعين�ي اللوز، رائحة له طيب، بقلب رجل ي أ�ب

الكتف، عىل ض ت�ي صغ�ي ض يطت�ي و�ش ، ض ت�ي صغ�ي

االأسبوع نهاية ي �ض أكياسا تحمل نحيلة وبأصابع

ض يعود. ح�ي

، وأنا لم ي ي الخارج يا أ�بد شديد �ض يدي فارغة وال�ب

أعد بهية!

تنظر بشعرها، يعبث الصندوق، أيلول يغلق

يطا عىل من النافذة وتقول: “لماذا لم تربط �ش

؟”. ي أغصان شجرة المشمش يا أ�ب

امرأة وبهية المشمش، شجرة أمام يقف أيلول

ذراع عىل الصغ�ي وشاحها تربط ض الخمس�ي ي �ض

شجرة المشمش بانتظار عودة أبيها الذي يحمل

ات ض عىل الذراع، ولم يحب الحرب ون�ش يطت�ي �ش

االأخبار أبدا

122

تان قصبكر السباتين/ األردن

ية سلمى والحمامة البر

ف سأع�ت خائفة.. أعد لم فضلك.. من “لحظة

عليه”.

وتقاطرت عينيها، أسبلت ثم ذلك سلمى قالت

ضوء تحت الالمع جبينها من العرق حبيبات

عينيها ي الدموع من طر�ض انسابت ثم المصباح،

ي مجرى الحزن وصوال .. ح�ت ذابت �ض ض المتورمت�ي

ي بغماز�ت أحاطت ي

ال�ت والسحجات الكدمات إىل

سلمى فاستطعمت جماله، ه تشو الذي فمها

ي ال�ت الدموع ملوحة ال�ير عىل مسجاة وهي

ابتسامتها الحزينة، وقد بدت ي قت لتغور �ض تدف

كانية.. ض الصخور ال�ب ي القفار ب�يكدحنونة نبتت �ض

ي ازدردتها ح�ت أوشكت وكان لطعم المصيبة ال�ت

كل مع الموت تتم�ض جعلها ما الغثيان، عىل

فبدا له، تخي بوسعها وكان سقيم.. قلب نبضة

تدب ي ال�ت الحياة إىل الخروج يرفض ض جن�ي كأنه

الفو�ض والضجيج؛ لوال ما وقع عليه نظر فيها

السوداوين بعينيها النافذة.. خلف من سلمى

ي غياهب السؤال:ض �ض التائهت�ي

ية ال�ب الحمامة سلمى.. يا إذن الحل هو “هذا

ي ذلك!”.ي العقيمة.. كيف فات�ض

أجابت عن تساؤال�ت

ي ال�ت الحمامة تلك بمشهد مأخوذة سلمى كانت

يحتوي الذي العش بالهديل.. االأجواء مالأت

وكان العاتية.. الرياح تحاذفته صغارها عىل

إليها يصل الغرفة صمت ق تخ�ت وهي ها صف�ي

ي النافذة.. ا كالموت من خالل فتحة التهوية �ض حاد

حت بها الرياح يث�ي ي طووكان مشهد الزغاليل ال�ت

ي إنقاذ إحداها.. الشفقة، بينما الحمامة تجاهد �ض

الرياح عن به تتوارى ثم بمنقارها فتلتقطه

العاتية خلف أصص الزهور المركونة عىل حافة

النافذة.. وصار بوسع سلمى وهي تراقب المشهد

بثبات ها مص�ي الحمامة تواجه كيف تتعلم أن

123

.. أثناء نقلها العش إىل مكانه الجديد.. وبدا وتحد

الزغب عىل لمع الذي ها استجابت لصغ�ي كأنها

أضاءته الذي المصباح بفعل الطري جسده

االأجواء ي �ض خالطت وقد غرفتها، ي

�ض الممرضة

المتناثرة الغيوم المغيب حمرة النافذة خارج

وها مكفهرة.. سماء ي �ض بعضها تطارد كقطعان

ا ومع�ب ه، بأم ا مستج�ي منقاره يفتح الزغلول هو

بدودة إليه لتعود قليال غابت حينما جوعه عن

التقطتها بمنقارها فتسد بها جوعه.

صغارها.. الأجل ذلك تفعل أن أيضا عليها كان

ليلة كل مخمورا يأتيها الذي القاسي فزوجها

يفعل ما فعلته الرياح المعربدة بعش الحمامة..

ي وجه العاصفة الهوجاء.. كأنه يطوح بصغارها �ض

وها هم أوالدها الصغار منذ االأمس يضغطون

ي غيابها إىل عليها لتعود إىل البيت الذي تحول �ض

خرجوا ح�ت للفكرة رفضها عن ت فع�ب جحيم..

الفاجعة لهول يبكون وهم غرفتها من باالأمس

من الرغم وعىل كاد.. أو قلبها فانهار عليهم،

ي وجه الزمن المر:ذلك رصخت �ض

ناكر المهدورة.. ي حيا�ت م سم من إىل أعود “لن

للجميل”.

حشاياها ي �ض يتصاعد أخذ أبنائها رصاخ لكن

ها الملتهبة ح�ت أوشك أن يدفعها لتتنازل عن حق

مرة أخرى.. ثم تسأل نفسها:

ر المتكر به الكاذبة ورصض ض وعوده ل�ي “وهل ستتحم

ي أمامهم يح صغارك أن تها�ض لك يا بلهاء! هل س�ي

ي بجلطة! هذا هراء يا سلمى.. بوسعك ح�ت تصا�ب

أن تحافظي عىل أوالدك وأنت قوية! هذا ممكن

ينعم كي ك عش عن الظالم أبعدت لو فقط

ي االأبناء بالراحة والسالم.. وخاصة أن الجاهة ال�ت

ة مي شكوى بحق أحرجت والدك باالأمس كي ال تقد

أنت فها الحمامة.. أيتها بأس ال ردك!! تنتظر

ض براحة البال وآخر .. أراك تنعم�ي ي ي قل�بض �ض تهدل�ي

رت أمرا أ بريشك الناعم.. فقد قر زغاليلك يستد�ض

.” ي صوا�ب سيشفي غليىلي ويعيد إىلي

ي �ض سلمى غرفة إىل الممرضة دخلت وفجأة

ورة ره برصض المستشفى مع ضابط االأمن.. وهي تذك

أن ال يثقل عىل سلمى باالأسئلة. وكان االأخ�ي قد

ب من رأس سلمى يجاب.. ثم اق�ت أومأ برأسه باالإ

تناولته الذي ن المسك بفعل اخية م�ت كانت ي ال�ت

قبل ساعات؛ كي يسمعها سؤاله.. قائال بانتباه:

تك مستعدة؟ - هل حرصض

لم ثقيال حمال عن صدرها ترفع كأنها ابتسمت

ة مليئة بالتحدي: يعد يحتمل.. قالت بن�ب

أ نفسي للحديث. - لحظة من فضلك.. ح�ت أه�ي

مالمح لتستحرصض ذاكرتها ي �ض تغوص هي وها

وحش بات يشكل خطرا عىل أ�تها.. كأن زوجها

بيتها، ي �ض تعربد ترحم ال عاتية بعاصفة أشبه

فتقتلع نوافذ االأمان فيه ح�ت بات من فيه دون

ء ي.. سش ض غطاء؛ كأنهم من سكان المقابر المحروم�ي

مخيف دفعها لتقول للضابط بثبات:

جنا، تزو منذ ي قتل�ض .. ي �ب ذلك فعل الذي هو -

د فوات�ي وجعي كاملة. وعليه أن يسد

ل البيانات، بينما سلمى تتأمل وكان الضابط يسج

عش الحمامة الذي هجع فيه الهديل عىل حافة

النافذة..

ها ينامان االآن بأمان.. “ربما كانت الحمامة وصغ�ي

وسوف أنعم بذلك منذ هذه اللحظة”.

124

د وعكة مجر

سعل الرجل من أعماق قلبه ح�ت ارتد الرذاذ إىل

وجهه المكفهر، ثم وضع يده عىل بطنه الضامر

عا: متوج

“آه يا زمن”.

فتك الذي الوجع طعم ذلك بعد ظ وتلم

بمعدته، قاصدا عيادة الطبيب عند المنعطف،

العفاريت عيون كأنها تحارصه االأوهام وكانت

دة بنذير الشؤم تتقافز من حوله، موحية المتوع

يفتح كشبح يناجزه كأنه بدا الذي بال�طان له

عت حدقات عينيه من أشداقه ليفتك به. توس

هول المفاجأة وقد الح له الموت من

عىل كأنهما الخوف، حجب وراء

ابتسامة لكن قريب.. لقاء

هازئة استوقفته حفيدته

استمطرها ي ال�ت باالأوهام

تاركا يصحو كأنه الوجل..

الكوابيس، ظهره خلف

كلماتها الرقيقة م عب�ي سيتنس

عه: وهي تود

“مع السالمة يا جدو..”.

ض ح�ي عىل غشته ي ال�ت السعادة فتغمره

بعبق ح المن�ش صدره إىل حفيدته رفع غرة..

بها يدور وأخذ أنامله.. عطر الذي ض الياسم�ي

ض الغرف ح�ت بوابة الشقة الضيقة، ثم ب�ي

يلثم وجهها بقبالته بعد ظمأ وخوف،

ي متاهات القفار.. كمن وجد ضالته �ض

أن الباب بعد كها عند وها هو ي�ت

يئة ال�ب ضحكاتها من فارتوى روحه، أسعفت

ن مفاجئ.. وأخذ بعدها العذبة ح�ت شعر بتحس

لحفيدته ح يلو ثم بارتياح.. الصعداء س يتنف

بيديه:

“تسلمي يا روحي..”.

ويستعجل الرجل خطواته ليستلحق موعده مع

واالأشباح، الهواجس ترافقه أن دون الطبيب

ي أعماقه: “مجرد وعكة” دا �ض مرد

125

ثقافة عربيةن الحلم والواقع/ ي الثقافة العربية ب�ي

اب �ن الغ�ت

حليم بركات

اب من زاوية ي كتابه عىل ظاهرة االغ�تز المؤلف �ض يرك

نسانية والفلسفة العلوم االجتماعية والنفسية واالإ

اب، ض دواعي غموض مفهوم االغ�ت واالأدب، ويب�ي

ي يرتكز إليها.ع تحديداته والنظريات ال�ت وأبرزها تنو

العالقات طبيعة ي �ض مجمله ي

�ض الكتاب ويبحث

واالأنظمة والمؤسسات نسان االإ ض ب�ي السائدة

ي السياسية واالأوضاع االجتماعية العامة السائدة �ض

ي المعارص، وما يتصل بها من نزوع المجتمع العر�ب

والمصالحة والرفض والتناقض االستغالل نحو

واالنسجام، من ناحية، وخضوع الشعب لمشيئة

ي المجتمع من ناحية أخرى.القوة المسيطرة �ض

تتصل اب االغ�ت حالة أن الكتاب فصول وتظهر

والسياسي ي والثقا�ض االجتماعي التفكك بمشكالت

والطائفية والطبقية والتبعية القيم وتدهور

والسلطوية، وهو ما جعل عالقات الرصاع تغلب

نسان عىل عالقات التعايش، وهو كذلك ما أحال االإ

ومجتمعه نفسه عن ب مغ�ت كائن إىل ي العر�ب

ومؤسساته، وألجأه إىل المساومة والتكيف.

عن إجابة الكتاب من االأول الفصل جاء وقد

ي �ض السائد النظام يسهم حد أي إىل التساؤل:

كائن إىل وتحويله وقهره وتدجينه نسان االإ إفقار

ي ي عالقته بنفسه والعالم والمؤسسات ال�ت

عاجز �ض

مفهم غموض عن ناهيك ضمنها؟ من يعمل

126

ي غموضه، كما يتبدى اب والمؤثرات الفاعلة �ض االغ�ت

. يي الفصل الثا�ض

�ض

مصادر المؤلف فيه فتناول الثالث، الفصل ا أم

الداخلية العربية، الحياة ي �ض العجز أو اب االغ�ت

منها والخارجية. ثم انتقل بالحديث عن البدائل

ي نسان العر�ب والخيارات السلوكية المتاحة أمام االإ

الال أو االنسحاب ي �ض تبدو كما ابه، اغ�ت لتجاوز

الواقع، لالأمر واالستسالم والخضوع مواجهة،

العمل أو الفردي بالتمرد المواجهة بديل ا وأخ�ي

الثوري ضمن حركة سياسية أو اجتماعية.

إىل بالمؤلف حدا ما هو االأخ�ي البديل وهذا

، اب السياسي ي الفصل الالحق عن االغ�تالحديث �ض

ن الدولة من الهيمنة عىل دا عىل عملية تمك مشد

ي �ض ي

المد�ض المجتمع تعطيل أو بسحق المجتمع

ي ل �ض اب تأص البلدان العربية كافة، وكيف أن االغ�ت

الشعب نفسه خادما العربية ح�ت أصبح الحياة

للدولة بدال من أن تكون الدولة خادمة للشعب،

ي �ض يرى المواطن راح المؤلف- -بحسب وبهذا

الدولة سيفا مسلطا فوق عنقه.

ي العائلة، فيصبح اب �ض ويقارب المؤلف مسألة االغ�ت

الفرد ليس مسؤوال عن ترصفاته الشخصية حسب،

بل عن ترصفات االأعضاء االآخرين وبخاصة الذكور

ى أن بنية العائلة العربية هي بنية ناث. ف�ي تجاه االإ

أبوية بطريركية يحتل فيها االأب واالأم رأس الهرم،

ويكون تقسيم العمل واالأدوار عىل أساس الجنس

والعمر.

اب ي معالجة المؤلف لمسألة االغ�تولن نستطرد �ض

ي الدين، فبإمكان القارئ أن يشكل وجهة النظر �ض

الخاصة به إزاء ما يطرحه المؤلف.

ي حقائب الظل/ محمود الشل�ب

ي هذا الديوان إىل بلوغ شعرية النص ع الشاعر �ض ض ي�ض

الحداثة درجات أق� لتحقيق اللغة عىل اتكاء

ي �ض والمضمون الشكل قصائده ي

�ض فينجدل ،

ية واحدة ع�ب كيميائيات لغوية تتفاعل وحدة نص

مجازات ي �ض فيها العروضية التفاعيل مخرجات

ي القصيدة ي إعالء شأن الجماىلي �ض

ورمزيات تسهم �ض

لم ة، صاعدا عىل الس ، متجاوزا التقريرية والمبا�ش

بة. الموسيقي إىل رهافة الصورة الشعرية المرك

ض قصيدة يضم هذا لديوان ما ينوف عىل الثمان�ي

دت موضوعات القول فيها، لة تعد ض مكثفة ومخ�ت

ي معطيات ي يقنص الشاعر فيها المع�ض ويولده �ض

ال�ت

ي وعيها عىل ذاتها وعىل االآخر تتشابك فيها الذات �ض

الوجود من أ�ار ومكنونات، ملفعة ي وعىل ما �ض

: يي والف�ض

بالتوتر والقلق الذا�ت

“ماذا لو عاد االأمس

وعدنا أطفاال

يض الما�ض ي ع�ي

ورأينا المستقبل �ض

وانسابت ذاكرة كاالأنهار إىل الشطآن

... ...

127

ماذا لو عدنا نقرأ آثار االأقدام

ونكتب شكوى االأعوام

ونركض خلف �اب الوهم

ي بستان االأملماذا لو عدنا أمنية �ض

وأحسنا تأويل الرؤيا

دراك....”. وتبادلنا االإ

ثقافة عالميةدراستها، مناهج نشأتها، الخرافية: الحكاية

فنيتها / فون دير لين، ترجمة نبيلة إبراهيم

يرى المؤلف أن الحكاية الخرافية ال يمكن فصلها

عن بداية المراحل االأوىل للدين والقانون والتقاليد،

ض عى فهم علم الفولكلور وعلم حضارات وأنها تع�ي

نسان االإ حياة ر تطو من تكشفه بما الشعوب،

وكشفها ونقلها والدينية، واالجتماعية الروحية

من الرغم وعىل الشعوب. ض ب�ي العالقات بعض

النظر إليها بوصفها حكايات العجائز، فقد ظلت

فعاشت تها، وجد بحيويتها محتفظة الحكاية

ي زمن الحروب ي القرن السادس و�ض

عرص ازدهار �ض

ي مرص مجموعة حكايات الصليبية، كما تطورت �ض

ألف ليلة وليلة.

وينوه المؤلف بما يراه علماء االأساط�ي الطبيعيون

محاكاة أنها من الخرافية الحكاية ي �ض والفلكيون

وبولوجيون ض يرى االأن�ش ي ح�يللظواهر الطبيعية. �ض

مواضيع أن والنج، تايلور، مثل المؤلف- -وفق

أما دينية. رات تصو عن تصدر الخرافية الحكاية

الخرافية الحكاية ف�وا فقد ومدرسته فرويد

بوصفها رمزا للظواهر الجنسية.

الشعبية الحكاية ض ب�ي الين دير فون ويفرق

والحكاية الخرافية، ويرى أن أهم قانون ملحمي

الموضوع حول ض ترك�ي ي �ض يتمثل الخرافية للحكاية

الحكايات من أنماط إىل ويش�ي رئيسة. شخصية

وكذلك اتها، وتفس�ي الحيوان كحكايات الشعبية

ض الحكاية الخرافية واالأحالم، ممثال بما التداخل ب�ي

ي روايته “االإخوة كارامازوف” أورده دوستويفسكي �ض

وتولستوي.

ويعرج عىل الحديث عن ارتباط الحكاية الهزلية

ي رهما �ض ي تطو

بالحكاية الخرافية، وأنهما تتوازيان �ض

كث�ي من االأمور.

128

بفصل حاول وليلة ليلة ألف المؤلف وقد خص

ض العقلية العربية من ميل فيه أن يصل إىل ما يم�ي

ي ، وما اكتسبته من سمات تسش بداع القص�ي إىل االإ

ببصمات لكل من الرافد الهندي والرافد الفارسي

ات هذا المنتج ال�دي عىل العقلية العربية. وتأث�ي

ي الثقافات العالمية.ي �ض الشع�ب

/ يالنقد الثقا�ن

آرثر إيزابرجز، ترجمة وفاء إبراهيم

ي عىل ي تعريفه لمفهوم النقد الثقا�ض

يتكأ المؤلف �ض

والثقافية المعرفية المجاالت ض وب�ي بينه المقارنة

والنقدية االأخرى، لتوضيح نطاق فاعلية المفهوم،

بالدراسات ي الثقا�ض النقد عالقة أوضح فقد لذا

ي وعي ي �ض

الثقافية الراقية والشعبية. فالنقد الثقا�ض

ا خاصا بذاته”. المؤلف “نشاط وليس مجاال معرفي

ي -كما يرى المؤلف- بوجهة نظر ويرتبط النقد الثقا�ض

قد تكون ماركسية أو تأويلية أو تفكيكية أو نسوية،

وأن هذا النمط من النقد يواجه مشكلة الغموض

ي لغته، لطبيعة المصطلحات المستخدمة فيه. �ض

اقتباسات المؤلف م يقد المشكلة هذه ولتجاوز

، وكذلك يمن النصوص االأصلية لنقاد النقد الثقا�ض

العمل عالقات ح توض تخطيطية نماذج يرسم

ي بعنارصه من خالل وجهات النظر المختلفة، الف�ض

والنقدية، االأدبية المصطلحات ح إىل �ش فيعمد

النظرية التأويل، االأدبية، االأجناس النص، مثل:

... الشكلية، نظرية التلقي، المونتاج والمع�ض

بعض إىل الرابع الفصل ي �ض المؤلف ويتطرق

ي السيموطيقا وعالقتها بالنقد المفاهيم االأساسية �ض

والعالمات، الرموز تعمل كيف ح وي�ش ، يالثقا�ض

وتمثيل تجسيد بأنها ووسمها الصور، وتحليل

أنماط الدالة باالأمثلة حا موض ما، ء يلسش برصي

الصور.

نظرية ض ب�ي العالقة دراسة عىل المؤلف ويقف

هذا ي �ض م ويقد ، ي

الثقا�ض والنقد النفسي التحليل

أفكار يونغ وفرويد، لكون منهجهما أبرز المجال

النفسية مناطقنا فهم ي �ض يساعدنا النفسي

المناطق وهي والمكبوتة، والالعقلية والعاطفية

ي يتصل بها الفنانون المبدعون.ال�ت

المؤلف يدرس الكتاب من االأخ�ي الفصل ي و�ض

، يالثقا�ض والنقد االجتماعية النظرية ض ب�ي العالقة

ا من الحقول لكون علم االجتماع يغطي عددا كب�ي

عالم والثقافة والمجاالت ذات االتصال بوسائل االإ

ي �ض يتناولها ي

ال�ت الثيمات كل ويربط الشعبية.

كتابه من خالل انعكاساتها عىل تقنيات التواصل

الحديثة.

ي ض الكتاب هو لغته السهلة والميسورة ال�ت

وما يم�ي

تتوافق مع مختلف الطبقات الثقافية، فعىل الرغم

ص موضوعه إال أنه يقارب وعي القارئ من تخص

العادي، كما القارئ النخبوي