غزوة تبوك**** , يا من بعثك ربك رحمة للعالمين اللهم صل وسلم عليك يا رسول اهللا وقهر الناس جاء بسيف مسلط لقد كذب الذين يدعون إن محمد

بقوة وأدخل الناس في دين اإلسالم بالرهبة والخوف إنما كانـت حيـاة فقاد بنفسه ثمـان وعشـرون غـزوة كانـت كلها جهاد رسول اهللا

مـا وأخرها غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجـرة غزوة بدر أولهميبدأ الناس فيها بقتال وما نقض عهدا أو ميثاقا أو كان رسول اهللا

ولكن كان أعداء دين اإلسالم هم من يبدأون آمانا أعطاه ألحد أبدا بالقتال والحرب وخيانة العهود ونقض المواثيق وتحريض الناس كلها

الدين والقضاء عليه فكـان فرضـا علىأمـة اإلسـالم أن لحرب ذلك .تدافع عن نفسها وعن دين اهللا عز وجل

وفي شهر رجب من السنة التاسعة من الهجـرة حـدثت أحـداث جسـام غيرت مجرى و في العالم كله و كانت لها تأثيرها في دولة محمد

غـزوة فقـد كانـت هـى التاريخ وكان فيها العزة لدين اإلسالم وأهلهبأن دولة الروم قد حشـدت فقد جاءت األخبار إلى رسول اهللا تبوك

وأعدت لغزو أهل اإلسالم في عقـر دارهـم وقـد كـان الجيوش والعتاد قائـدا عيون في دول كثيرة يأتونه باألخبار فقد كان لرسول اهللا

يبـدأ بقتـال حصيفا ومعلما للزعماء من بعده فما كان رسـول اهللا واليوم عيون _ ما كان ينتظر حتى يأتي إليه األعداء ويباغتونه وأيضا

أهل اإلستعمار تغشى ديارنا في كل مكان بكل الحجج والسبل وتأتي على جاسوس منهم هنا أو هناك يستطلعون أخبارنا األخبار بالقبض

لكنـا " ص"ويحاولون أن يأخذونا على غرة ولولم نتعلم من رسـول اهللا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر (يقول اهللا عز وجل _ تهم نحن الذين نباغ

ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون ديـن الحـق مـن الـذين أوتـوا الكتـاب حتـى يعطـوا ◌

كانت هذه اآلية هي المحرك لقتال 29التوبة ) .م صاغرونالجزية عن يد وهأن هرقل وقد كان من األخبار التي وصلت إلى رسول اهللا , أهل الروم

في وكان رسول اهللا, قد قتل أحد قواد جيشه بعد أن علم بإسالمه في وجهته وال يعلن عنها حتى آخر الحروب السابقة كلها دائما يضلل

في غزوة تبوك فقد أعلن منذ البداية عن وجهته في الخروج إلى وقت إالوقد أعلن ذلك رسول اهللا ألن المكان دولة الروم قبل أن تأتي هي إليه

الذي سوف يذهب إليه الجيش هذه المرة بعيـد وفيـه مشـقة شـديدة والعدو الذي يواجهونه قويا ويملك من العتاد والسـالح الكثيـر فقـد

لذلك أراد رسول اهللاوقتها هى أكبر قوة في العالم كانت دولة الروم أن يعلم الناس بما هم مقبلون عليه وألنه ال يريد أن يخرج معه إال كل

وعن تبوك يقول أهل اإلستشراق والذين يحاربون ديـن , تقي مؤمن قويااإلسالم ويتهمونه بإنه دين تطرف وإرهاب وبطش فقالوا إن دولة الروم

راف الحجـاز فـي بـالد الشـام فكيـف يخـرج إليهـا كانت علـى أطـ المشقة إال لنزعة عدوانية وما ذكروا رغم علمهم ويتكبد كل تلك كانت في أواسط أوروبا ولم تكن على حـدود إن دولة الروم أيضا

ورغبة الحجاز فما الذي أتى بهم كل هذه المسافة إال لنزعة استعمارية أن يخـرج النـاس مـن أغـالل في القضاء على ذلك الـدين الـذي يريـد

اإلستعمار والعبودية فإنها تكون فـي ميـزان ديـن اإلسـالم فضـيلة وال من كـل إنها فضيلة تحرير العباد واألرض والعقيدة تكون نقيصة

بغي وجبروت واستعباد فذلك هو ديـن اإلسـالم مـن يـوم أن خلـق اهللا .األرض ومن عليها وهذا هو شرعه وهدفه

وأظهر األمر للناس قام أهل النفاق عن وجهته هللا عندما أعلن رسول ارجل يهودي اسمه وكما هى عاداتهم في كل زمان واجتمعوا في دار

سويلم ذلك اليهودي إنما أراد أن يؤلب الناس فجمـع فـي داره أهـل وأخذوا يثبطوا من عزيمة أهل النفاق ومنهم عبد اهللا بن أبي بن سلول

شـقر كقتـال العـرب تحسبن مبارزة بنـي األ اإلسالم ويرهبونهم فقالوا البعضهم بعضا واهللا لنراكم مكبلين بالحبال وإنهم يملكون جيشا

أهل وما أشبه اليوم بالبارحة فهم اآلن يخوفون _ وعتادا ال قبل لكم به اإلسالم بما يملك أعداء دين اإلسالم من األسلحة الحديثة من طائرات

كانـت _ ال حول لهم وال قـوة إال بـاهللا وقنابل ذرية وغيرها والمسلمونتلك الكلمات تخرج من بيت ذلك اليهودي فما سأل أحد من الذين

الم ويتهمونه بأنه جاء ليبطش باليهود وغيرهم يطعنون في دين اإلسوفـي السـنة ما الذي أبقى على هذا اليهودي فـي مدينـة رسـول اهللا

لـه كـل هـذا التـاثير علـى التاسعة من الهجرة آمنا مطمئنا في بيته و, ويحرضهم على عدم الخروج مع رسول اهللا ونصـرة ديـن اهللا الناس

فيرسل إلـيهم طلحـة بـن عبـد اهللا بهذا اإلجتماع ويعلم رسول اهللا والحقد تلك العداوة_ فيحرق بهم البيت فيهربون وال يجدوا لهم ملجأ

يورثونها جيال يرثونها ومتأصلة في نفوسهم على أمة اإلسالم إنما هى .بعد جيل

في عدم الخروج ويسوقون أهل النفاق أخذوا يعتذرون إلى رسول اهللا لو كان عرضا قريبا وسـفرا قاصـدا (واألعذار واهللا عز وجل يقول فيهم الحجج

ــاتبعوك ول ل ــقة ◌ ــيهم الش ــدت عل كــن بع ــه ◌ ــا معكــم وســيحلفون بالل ــو اســتطعنا لخرجن ل

ثم قالوا عنـدما يكـون 42التوبة ) .يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبونونجد لنا ملجأ ولكن هذا البعد وهذه األرض اللقاء نبتعد عن األعين

م أحدث بعض وهذا الكال, التي ال يعرفونها أين لهم باإلختباء والهرب األثر في نفوس جماهة من أهل التقوى واإليمان فتخلفوا عن الخروج مـع

والذي عندما عاد إلى بيته يوم الخميس أبو خيثمة ومنهم رسول اهللا وكان له زوجتان ووجد كل منهما وقد هيأت عريشها ورشته بالماء

س والنسيم قد هب فقال في نفسه محمد رسول اهللا وجيشه فـي الشـم بو خيثمة في ظل وطعام مهيأ وزوجة حسناء في عمله أوالحر والريح و

عريش واحدة منكن ثم انطلق خلف رسول اهللا مقيم واهللا ال أدخل نرى إنسانا من البعد يأتي فقال أصحاب رسول اهللا , يلحق بالجيش

فكان هو بالفعل وكأن رسول ليكن أبو خيثمة فقال لهم رسول اهللا , اهللا كان يعلم بيقين إن أهل اإليمان الحق ال يتخلفون أبدا عن نصرته

أي الدابة التي _ أبطأت به ركوبته ومثال آخر على ذلك هو أبا ذر فأخذ يمشي وراء الجـيش يقطـع المسـافة علـى رجليـه _ خرج عليها

ك في الخلف فقـال وعندما اقترب قالوا يا رسول اهللا هناك شئ يتحريرحم ثم يقول رسول اهللا , فكان هو فليكن أبا ذر لهم رسول اهللا

وقـد اهللا أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يـوم القيامـة وحـده إن أهل اإليمان كانوا يسارعون إلـى الجهـاد . تحقق ذلك فيما بعد

وصلى ويعلمون إن فيه الخير كله وكان منهم من ال يجد الزاد فقام ليس بي قـوة وال ودعا اهللا عز وجل وقال اللهم إنك فرضت الجهاد و

اللهم إني اتصدق ما يحملني عليه للجهاد زاد ولم يجد رسول اهللا ,عرضي أو مالي أو على كل مسلم بكل مظلمة لي عنده في جسدي

.فهو تصدق بالعفو عن الناس ك ألنه جاء في بجيش العسرة ذل وقد سمي هذا الجيش في هذه الغزوة

فطلـب رسـول اهللا مـن وقت جدب وعسـرة وال طاقـة لهـم بتجهيـزه يـا رسـول اهللا وقال فوقف عثمان المسلمين أن يتبرعوا لتجهيز الجيش

بعدتها ثم يزيد حتى تصل إلى اربعمائة بعير بعدتها وألف علي مائة بعير , بعد اليوم فيدعوا له رسول اهللا ويقول ما ضر عثمان ما فعل , دينار عدا

فقد كان أهل اإليمان والتقوى واليقين يعلمون إنهم لن يصيبهم إال ما ألنهـم يعلمـون إن لهـم أجـال كتب اهللا لهم كانوا ال يخافون المـوت كانوا يبذلون أمـوالهم فـي , محددا ولن يتأخر أو يتقدم ثانية واحدة

خلفه وهو خير سبيل اهللا ألنهم يعلمون أن ما أنفقتم في سبيل اهللا فهو ي

خرجنا يوم تبوك في قيظ شديد يقول عمر بن الخطاب , الرازقين حتـى إن الرجـل فنزلنا منزل فأصابنا حر شديد وكأن رقابنـا تقطـع

لينحر عيره فيأخذ فرثه فيعصره ويشربه ثم يضعه على فمـه وقـال أبـو ال إنك عودتنا الخير في الدعاء أال تدعو اهللا لنا قيا رسول اهللا بكر

يده إلى أوتحب ذلك يا أبا بكر قال نعم يقول عمر فرفع رسول اهللا .السماء فواهللا ما رجعت حتى هطل المطر من السماء فشربنا وسقينا

وقد كان في ذلك الجيش الذي خرج مع رسول اهللا بعض المنافقين قال لهم هل هى إال قال واحد منهم عندما قيل له اليست هذه النهاية

ة فكيف بأهل النفاق الذين يحاربون دين اإلسالم هذه األيام سحابة مار .فكيف بالشيوعية والعلمانية والذين على شاكلتهم

فقال واحد من أهل النفاق هذا رسول لى تبوك ضل بعير إفي الطريق , يزعم إنه يأتيه الخبر من السماء ضـل بعيـره وال يعـرف مكانـه اهللا

فقال في المألسمعه عندما قال ذلك لم يكن معه ولم ي ورسول اهللاحوله إن رجل يقول كذا وكذا ثم قال واهللا إني ال أعلم إال ما علمني من

وقد أنبأني بمكانها إنها في واديكم هـذا فـي شـعب اهللا عز وجل كذا حيث حبستها شجرة فسيروا إليها وأتوا بها فذهبوا فوجدوها

إنه ال يعلم إال ما علمه وقد قال رسول اهللا, كما قال لهم رسول اهللا وفـي هـذه اهللا أي ال يعلم الغيب وال يعلم ما في الغد وهو رسول اهللا

إنه يعلم الغيب وما في الغد من منجم أو سـاحر أو األيام نجد من يدعي غيره فال تصدقوه قولوا له أنت لست أفضـل مـن محمـد عليـه أفضـل

. الصالة والسالمإليه وأن بخروج جيش محمد لم هرقل ينطلق الجيش إلى تبوك ويع

, عدده ثالثين ألف مقاتل وقائدهم محمد عليه أفضل الصالة والسالم فيتذكر هرقل قائد الروم كيف إن جيش أقـل مـن هـذا فـي العـدد

كان قد هزم مائة ألف من جند الروم يـوم وبقيادة خالد بن الوليدوعلى هو أحد قواده مؤته فكيف سيواجه جيش إنما خالد بن الوليد

بجيشـه إلـى بنفسـه ففـر هرقـل هاربـا رأس هذا الجيش رسـول اهللا فـال يجـد ويأتيهـا رسـول اهللا , أواسط الشام وترك تبوك خاليـة

وهـى المحتلـة _ على أهل مدينة إيالت عندها أحد فيبسط سلطانه ه ملكها مستسلما يعقد معه عهدا ويأخذ منه الجزية حتىتيأوي_ اآلن

.ثم تتابع المدن من بعدها مدينة بعد أخرى تحت راية اإلسالم نتكوإلى تبوك ألربعة أسباب ألن جيش الروم قد أعد ولقد خرج رسول اهللا

.لذا فقد خرج مدافعا العدة لغزو أهل اإلسالم في المدينة

ه كانوا خرج لكي يؤمن إنتشار الدعوة إلى دين اهللا ألن هرقل وحلفاء يدخل اإلسالم يقتلون من

خرج لكي يقول ألهل البالد التي استعمرها الروم واستعملوها واستعبدوا أن أمامكم قوة تدافع عن المظلومين والمقهورين وترد كيد أهلها

. المعتدين وتخلص البالد والعباد من اإلستعمار واإلستعباده حيث لم أن يمحو األثر الذي تركته موقعة مؤت والرابعة أراد رسول اهللا

فـاعتبر يستطع طـرف منهمـا ان يحقـق نصـرا سـاحقا علـى اآلخـر ثني إانسحابا مشرفا لم يفقد فيه أرض أو عتاد وكان عدد الشهداء

.أن يمحو آثاره فأراد رسول اهللا عشر شهيدا فقط وفلسطين كلها محتلة والعـراق وأفغانسـتان فكيف بنا هذه األيام ية والتي احتلت بغير جنود أو سالح وإنما بالتبعية وغيرها من البالد اإلسالم

.ألعداء دين اهللا والعمالة ن يوما وما تجرأ هرقـل وجيشـه أن يفي تبوك عشر مكث رسول اهللا

توه فيها رغم ما لديهم من العدد والعتاد والسالح وكل هذه القوة أي .إلى المدينة منتصرا فعاد رسول اهللالجبارة

ل اهللا أمن سـ مسعود رضى اهللا عنه يقول قال رسول اهللا عبد اهللا بن . بلغه اهللا مراتب الشهداء وإن مات على فراشه الشهادة بصدق

انطلق الجيش راجعا إلى المدينة وعند ثنية الـوداع يلقـاه أهـل أهـل ,,,,,,,,من ثنية الوداع المدينة كلهم وينشدون طلع البدر علينا

عتديا في يوم من األيام ولكنه كان مدافعا ما كان م إن رسول اهللا بغير قهر أوإعتداء وما كان يقبل الظلم وال يؤخذ على عن ذلك الدين

كـان ذلـك , وأراد أن يعلمنا فهـل نـتعلم غرة وما كان من الغافلين .صمودا وانتصارا لدين اإلسالم وانهيارا مدويا ألعدائه

لذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم يا أيها ا: (يقول اهللا عز وجل

إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ◌ . ) فما متاع الحياة الدنيا فـي الـآخرة إلـا قليـل ◌ 38التوبة