132
46 د:ف العد ملدالرحمن بن أحمدمير عب منتدى احتضن الجوف توانلثامنة بعن في دورته اري السديجتماعية والمسؤولية اشمال .. مدينة وعد ال�سات ونقد دراسعرية و�سرديةص �سو� ن�ة واإبداع �سور خا�ص: بافقيه�ساعر علي ال

46 joba web الجوبة 46 aljoubah سكاكا الجوف

  • Upload
    -

  • View
    295

  • Download
    11

Embed Size (px)

DESCRIPTION

صدور مجلة الجوبة 46 : محور خاص بالشاعر علي بافقيه وحوار مع الروائي حمور زيادة و ملف عن منتدى عبدالرحمن السديري للدراسات السعودية صدر العدد السادس والأربعون من مجلة الجوبة الثقافية، حاملا معه العديد من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب، و ملف خاص عن منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري في دورته الثامنة بعنوان:مدينة وعد الشمال.. والمسؤولية الاجتماعية بمشاركة الدكتور زياد السديري و الدكتور عبدالواحد الحميد و الدكتور محمد القنيبط و الدكتور احسان بوحليقة و سلطان السديري و الدكتور محمد الهذلول و الدكتور فلاح السبيعي و الدكتور صلاح معاذ المعيوف و و الدكتور خالد قطيشات و سعود السعدون و عبداللطيف غصاب الضويحي . وتتسع فضاءات الجوبة لتشمل دراسات وقراءات في الإنتاج الإبداعي وإبداعات شعرية ونثرية بمشاركة فريد امعضشو و هشام بنشاوي و حمد الرشيدي و رشيد الخديري و مصطفى الصوفي و حمد عسيري و منيرة حسن العسيري و شيمة الشمري و نازك الخنيزي و تركية العمري و مسعده اليامي و فارس الروضان و إبراهيم زولي و سليمان العتيق و شاهر النهاري و الطاهر لكنيزي ، و محمد صوانة كما تقدم محورا خ

Citation preview

Page 1: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

46

ملف العدد:الجوف تحتضن منتدى األمير عبدالرحمن بن أحمد

السديري في دورته الثامنة بعنوان مدينة وعد الشمال .. والمسؤولية االجتماعية

درا�سات ونقدن�سو�ص �سعرية و�سردية

�سرية واإبداعحمور خا�ص:

ال�ساعر علي بافقيه

Page 2: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

1- ن�سر الدرا�سات والإبداعات الأدبيةيهتم بالدرا�شات، والإبداعات الأدبية، ويهدف اإلى اإخراج اأعمال متميزة، وت�شجيع حركة الإبداع

الأدبي والإنتاج الفكري واإثرائها بكل ما هو اأ�شيل ومميز.وي�شمل الن�شر اأعمال التاأليف والترجمة والتحقيق والتحرير.

مجالت الن�سر:الدرا�شات التي تتناول منطقة الجوف في اأي مجال من المجالت. اأ -

الإبداعات الأدبية باأجنا�شها المختلفة )وفقا لما هو مبين في البند »٨« من �شروط الن�شر(. ب- الدرا�شات الأخرى غير المتعلقة بمنطقة الجوف )وفقا لما هو مبين في البند »٨« من �شروط الن�شر(. ج-

�سروطه:اأن تت�شم الدرا�شات والبحوث بالمو�شوعية والأ�شالة والعمق، واأن تكون موثقة طبقا للمنهجية العلمية. -١

اأن تكتب المادة بلغة �شليمة. -٢اأن يرفق اأ�شل العمل اإذا كان مترجما، واأن يتم الح�شول على موافقة �شاحب الحق. -٣

اأن تقدم المادة مطبوعة با�شتخدام الحا�شوب على ورق )A4( ويرفق بها قر�ص ممغنط. -٤اأن تكون ال�شور الفوتوغرافية واللوحات والأ�شكال التو�شيحية المرفقة بالمادة جيدة ومنا�شبة للن�شر. -٥اإذا كان العمل اإبداعا اأدبيا فيجب اأن يت�شم بالتميز الفني واأن يكون مكتوبا بلغة عربية ف�شيحة. -٦

اأن يكون حجم المادة - وفقا لل�شكل الذي �شت�شدر فيه - على النحو الآتي: -٧الكتب: ل تقل عن مئة �شفحة بالمقا�ص المذكور. -

البحوث التي تن�شر �شمن مجالت محكمة ي�شدرها المركز: تخ�شع لقواعد الن�شر في تلك -المجالت.

الكتيبات: ل تزيد على مئة �شفحة. )تحتوي ال�شفحة على »٢٥0« كلمة تقريبا(. -اأبناء وبنات منطقة المقدمة من الأعمال الن�شر، في�شمل بالبند )ب( من مجالت يتعلق فيما -٨الجوف، اإ�شافة اإلى المقيمين فيها لمدة ل تقل عن عام، اأما ما يتعلق بالبند )ج( في�شترط اأن

يكون الكاتب من اأبناء اأو بنات المنطقة فقط.اإلى مكافاأة اإ�شافة اإ�شداره، يمنح المركز �شاحب العمل الفكري ن�شخا مجانية من العمل بعد -٩

مالية منا�شبة.تخ�شع المواد المقدمة للتحكيم. -١0

برنامـج نشر الدراسات واإلبداعـات األدبية ودعم البحوث والرسائل العلميةفي مركز عبدالرحمن السديري الثقافي

Page 3: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

2- دعم البحوث والر�سائل العلميةيهتم بدعم م�شاريع البحوث والر�شائل العلمية والدرا�شات املتعلقة مبنطقة اجلوف، ويهدف

اإلى ت�شجيع الباحثني على طرق اأبواب علمية بحثية جديدة يف معاجلاتها واأفكارها.)اأ( ال�شروط العامة:

واملراكز اإلى اجلامعات املقدمة العلمية والر�شائل الأكادميية البحوث املايل الدعم ي�شمل -١البحثية والعلمية، كما ي�شمل البحوث الفردية، وتلك املرتبطة مبوؤ�ش�شات غري اأكادميية.

يجب اأن يكون مو�شوع البحث اأو الر�شالة متعلقا مبنطقة اجلوف. -٢يجب اأن يكون مو�شوع البحث اأو الر�شالة جديدا يف فكرته ومعاجلته. -٣

اأن ل يتقدم الباحث اأو الدار�ص مب�شروع بحث قد فرغ منه. -٤يقدم الباحث طلبا للدعم مرفقا به خطة البحث. -٥

تخ�شع مقرتحات امل�شاريع اإلى تقومي علمي. -٦للمركز حق حتديد ال�شقف الأدنى والأعلى للتمويل. -٧

وجهة تغيري اإلى ت��وؤدي جذرية تعديالت اإج��راء التمويل على املوافقة بعد للباحث يحق ل -٨املو�شوع اإل بعد الرجوع للمركز.

يقدم الباحث ن�شخة من ال�شرية الذاتية. -٩)ب( ال�شروط اخلا�شة بالبحوث:

يلتزم الباحث بكل ما جاء يف ال�شروط العامة)البند »اأ«(. -١ي�شمل املقرتح ما يلي: -٢

تو�شيف م�شروع البحث، وي�شمل مو�شوع البحث واأهدافه، خطة العمل ومراحله، واملدة -املطلوبة لإجناز العمل.

ميزانية تف�شيلية متوافقة مع متطلبات امل�شروع، ت�شمل الأجهزة وامل�شتلزمات املطلوبة، -م�شاريف ال�شفر والتنقل وال�شكن والإعا�شة، امل�شاركني يف البحث من طالب وم�شاعدين

وفنيني، م�شاريف اإدخال البيانات ومعاجلة املعلومات والطباعة.حتديد ما اإذا كان البحث مدعوما كذلك من جهة اأخرى. -

)ج( ال�شروط اخلا�شة بالر�شائل العلمية:اإ�شافة لكل ما ورد يف ال�شروط اخلا�شة بالبحوث )البند »بــ«( يلتزم الباحث مبا يلي:

اأن يكون مو�شوع الر�شالة وخطتها قد اأقرا من اجلهة الأكادميية، ويرفق ما يثبت ذلك. -١اأن يقدم تو�شية من امل�شرف على الر�شالة عن مدى مالءمة خطة العمل. -٢

الجوف: هاتف 3455 626 014 - فاك�ص 7780 624 014 - �ص. ب 458 �سكاكا - الجوف

الريا�ص: هاتف 7094 281 011 - فاك�ص 1357 281 011 - �ص. ب 94781 الريا�ص 11614

[email protected]

Page 4: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ4

الثفافية، املنربية املنا�شط ويقيم والغاط، العامة يف اجلوف مكتباته بالثقافة من خالل املركز يعنى جملة عنه وت�شدر واملوؤلفني، الباحثني يخدم والدرا�شات، الأبحاث ودع��م للن�شر برناجما ويتبني )دار كال من: املركز وي�شم الثقافية، العربي، وجملة )اجلوبة( الوطن باآثار املتخ�ش�شة )اأدوماتو( العلوم( مبدينة �شكاكا، و)دار الرحمانية( مبحافظة الغاط، ويف كل منهما ق�شم للرجال واآخر للن�شاء.

وي�شرف على املركز موؤ�ش�شة عبدالرحمن ال�شديري اخلريية.

قواعد الن�سراأن تكون املادة اأ�سيلة. -1

مل ي�سبق ن�سرها ورقيا اأو رقميا. -2تراعي اجلدية واملو�سوعية. -3

تخ�سع املواد للمراجعة والتحكيم قبل ن�سرها. -4ترتيب املواد يف العدد يخ�سع العتبارات فنية. -5

ترحب اجلوبة باإ�سهامات املبدعني والباحثني والكتاب، -6على اأن تكون املادة باللغة العربية.

اإبراهيم بن مو�سى احلميد امل�سرف العام: �سكرتريا حممود الرحمي اأ�سرة التحرير: حمررا حممد �سوانة حمررا عماد املغربي

خالد الدعا�ص اإخـــراج فني: هاتف: 6263455)14()966+( املرا�شــــــالت: فاك�ص: 6247780)14()966+(

�ص. ب 458 �سكاكا اجلـوف - اململكة العربية ال�سعوديةwww.aljoubah.org/ [email protected]

ملف ثقايف ربع �سنوي ي�سدر عن

جمل�ص اإدارة موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديريرئي�شا في�شل بن عبدالرحمن ال�شديري ع�شوا �شلطان بن عبدالرحمن ال�شديري الع�شو المنتدب زياد بن عبدالرحمن ال�شديري ع�شوا عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال�شديري ع�شوا �شلمان بن عبدالرحمن ال�شديري

بحاث هيئة الن�سر ودعم الأرئي�شا د. عبدالواحد بن خالد الحميد ع�شوا د. خليل بن اإبراهيم المعيقل ع�شوا د. ميجان بن ح�شين الرويلي ع�شوا محمد بن اأحمد الرا�شد

االإدارة العامة - الجوفالمدير العام: عقل بن مناور ال�شميري

م�شاعد المدير العام: �شلطان بن في�شل ال�شديري

»اجلوبة« من االأ�سماء التي كانت تطلق على منطقة اجلوف �سابقا.املقاالت املن�سورة ال تعرب بال�سرورة عن راأي املجلة والنا�سر.

ISSN 1319 - 2566 ردمد�سعر الن�سخة 8 رياالت - تطلب من ال�سركة الوطنية للتوزيع

مركز عبدالرحمن السديري الثقافي

www.alsudairy.org.sa

Page 5: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

5 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

الـمحتويــــاتالعدد 46 - �ستاء 1436هـ - 2015م

الدورة الثامنة - الجوف22 محرم 1436هـ )15 نوفمبر 2014م(

مدينة وعد الشمال..والمسؤولية االجتماعية

اجلوف حتت�سن منتدى الأمري عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري

يف دورته الثامنة

6 ........................

�سرية واإبداع.. د. ميجان بن ح�سني الرويلي

101 .....................

محور خا�ص بال�ساعر علي بافقيه

72 ......................

............................................................ ٤الفتتاحيةملف العدد: الجوف تحت�شن منتدى الأمير عبدالرحمن بن اأحمد ال�شديري

... ٦في دورته الثامنة بعنوان مدينة وعد ال�شمال.. والم�شئولية الجتماعية

.... ٢٢درا�سات ونقد: الن��ص ملتقى الك�تابة والقراءة - د. فريد اأمع�ش��ش�و - موديانو« لـ»باتريك ال�شائع« ال�شباب »مقهى في الغياب �شعرية

٢٩ه�شام بن�شاوي................................................... النزعتين بين واوي( )�شيد الق�ش��ش�ي���ة مجموعت��ه في الحجي

٣٢»الروحانية وال�شاخرة« - حمد حميد الر�شيدي.................. الحتدام الدرامي وت�شظي الدللة قراءة في ديوان »ي�شقط �شقيا« -

٣٦ر�شيد الخديري.................................................. - الخل�ي�ج�ي��ة الق�شة فن في الجتماعية الحياة وهموم ق�شايا

.................................. ٤٢م�شطفى محمد علي ال�شوفي....... ٤٥ق�س�ص ق�سيرة: اأوجاع علي اأمقا�شم - حمد اأحمد ع�شيري ........................... ٤٧الزهرة البرية - منيرة ح�شن الع�شيري ............................. ٤٩ق�ش�ص ق�شيرة جدا - محمد �شوانه ....................... ٥0�شالح واأحالم �شوف ..!! - فار�ص الرو�شان ................ ٥٢الأ�شدقاء الثالثة- ق�شة لالأطفال - فاطمة اأحمد ...................................... ٥٤ديك النعناع - اإبراهيم �شيخ ............................ ٥٦ق�ش�ص ق�شيرة جدا - م�شعدة اليامي... ٥٧�سعر: ابتهالت اأمام الكعبة الم�شرفة - ن�شرين بنت ثاني الحميد................................... ٥٨ن�شو�ص �شعرية - تركية العمري٦0محاكاة - اأحمد قران الزهراني.................................... ................................ ٦٢رحيق بطعم الحريق - علي العلوي ..... ٦٣�شجرة الليل.. مغزول باإبر الفقد والهزيمة.. - اإبراهيم زولي٦٥كن كما اأنت - �شليمان عبدالعزيز العتيق.......................... .......................... ٦٦ل�شنا �شخو�ص رواية.. - الطاهر لكنيزي ........................................... ٦٧منديل - �شاهر النهاري ............................... ٦٨للبيت رب يحميه - اأ�شامة الزقزوق٧0�شهد الحب - نازك الخنيزي...................................... .......... ٧٢محور خا�ص: ال�شاعر علي بافقيه - حاوره: عمر بوقا�شم.......... ٨٩مواجهات: الروائي »حمور زيادة« - حاوره: مح�شن ح�شن٩٦بلقي�ص الملحم - حاورتها: �شم�ص علي............................. ....................... ١0١�سيرة واإبداع: د. ميجان بن ح�شين الرويلي١0٣نوافذ: روؤية للمنه��ج الجتم��اع��ي في النقد - د. �شبري حمادي....١0٥اأدباء يحكون مدنهم - �شعيد بوكرامي............................. ١٢٥دائرة الإنجاز - �شالح محمد اللحيد............................................................................................ ١٢٦قراءات............................ ١٢٨عين على الجوبة: د.اأحمد الدمناتي

الجوف تكت�شي بالبيا�ص وتنت�شي بالغيوم الثلجية يوم الأحد ٢0 ربيع الأول ١٤٣٦ه� الموافق ١١ يناير ٢0١٥م. �شورة الغالف: �شورة لهطول الثلوج بمنطقة الجوف، دومة الجندل - الأ�شارع، ت�شوير: جميل ال�شمري.

Page 6: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ6

للدرا�شات ال�شديري اأحمد العدد ملف منتدى الأمير عبدالرحمن بن يقدم هذا ال�شعودية في دورته الثامنة، المنعقد في مدينة �شكاكا بتاريخ ٢٢ محرم ١٤٣٦ ) ١٥ نوفمبر ٢0١٤ م(، بعنوان »مدينة وعد ال�شمال .. والم�شئولية الجتماعية«، ن�شج فيه م�شاركو المنتدى قراءاتهم لم�شروع المدينة وانعكا�شات اإن�شائها على واقع المنطقة ال�شمالية من مقر المدينة في طريف، اإلى عرعر و�شكاكا و غيرها.. في محاور منها الجتماعية والم�شئولية وال�شركات المتوقعة، التنموية والآث��ار ال�شمال وعد مدينة ومفهوم الم�شئولية الجتماعية؛ مقدمين تو�شياتهم التي توؤكد اأهمية المدينة والآمال

المعلقة على اإنجازها وتحقيق اأهدافها.

وتت�شع ف�شاءات الجوبة لت�شمل درا�شات وقراءات في الإنتاج الإبداعي واإبداعات الإب��داع جمع الذي بافقيه، علي بال�شاعر خا�شا محورا تقدم ونثرية، كما �شعرية ال�شعري بكافة اأ�شكاله؛ اإذ يقدم المحور �شهادات وقراءات، وحوارا خا�شا مع ال�شاعر يتميز الحداثية. ال�شعرية التجربة في المميزين ال�شعراء من يعد ال��ذي بافقيه بلم�شته الفنية الراقية التي يلتقط بها لحظاته ال�شعرية، والأ�شلوب العذب والأنيق في مداعبة ال�شور والأحا�شي�ص المتدفقة في زمن تحجرت فيه الماآقي، وتاآكلت فيه القيم

الإن�شانية الجميلة.

كما يقدم العدد حوارا مع الروائي »حمور زيادة« الأديب ال�شوداني البارز موؤخرا، و هو �شاحب رواية »�شوق الدروي�ص« الذي عد عديد من النقاد روايته فتحا في الأدب العربي عامة.. وال�شودانى خا�شة، واأنه يعيد كتابة تاريخ الكتابة ال�شودانية، وهو الذي ح�شل على جائزة نجيب محفوظ بعد اأيام قليلة من محاورة الجوبة له، كما دخلت

■ اإبراهيم احلميد

اف��ت��ت��اح��ي��ة ال���������ع���������دد

Page 7: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

7 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

روايته »�شوق الدروي�ص« في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية لأبرز منجزات الرواية العربية لعام ٢0١٥م.

وفي مواجهة اأخرى، تلتقي الجوبة الأديبة بلقي�ص الملحم التي تخ�ش�شت في اأدب العراق، وكتبت عنه في اأعمالها الأدبية كما لو كانت من اأهله.

في �شيرة واإبداع يطل الناقد الدكتور ميجان الرويلي، الموؤلف الم�شارك لكتاب »دليل الناقد الأدبي« من �شرفات الجوبة، مقدما �شيرته العلمية والإبداعية الحافلة الوليات اإل��ى و�شول الجوف، �شكاكا بمدينة م��رورا هديب مدينة من ب��داأت التي

المتحدة الأميركية والريا�ص .

وتجلياتهم، ولعهم مقدمين مدنهم الأدب��اء بع�ص يكتب مميزة.. �شهادات وفي بها ارتباطهم مدى وعن ن�شو�شهم، في دماوؤها تجري التي المدن عن معبرين من حالة ت�شوبها ميثولوجية عالقة عالقته يرى من فمنهم بذكرياتها؛ وتعلقهم تكت�شي ملتب�شة، عالقة يراها من ومنهم واقعية، منها اأكثر والأ�شطورية القدا�شة رداء الأمومة، واأحيانا رداء الع�شق، واأحيانا اأخرى رداء الألم والتيه؛ وبع�شهم يرى اأن المدينة التي تح�شر في كتاباته هي مدينة متخيلة، واآخر يرى اأن المدينة اأعطته ماءها وروحها وهواءها، واأن حنينه يعيده اإليها عبر دروب الكتابة؛ ومنهم من ي�شتلهم في بقوة حا�شرة الراأ�ص اأم المدينة تمثل اإذ واأزمنة؛ واأمكنة �شخ�شيات و اأحداثا الرمان ال�شي�قة م�شتعيدا زهر الأزقة الج�شد في الروح ب�شحبة تت�شرب ؛ الذاكرة

و�شعف النخيل و�شواقي الماء .

ــــةـــــــــ

ـيـــــــــــــ

حـــــــــــــا

ــــــــــــتــ

ـــــــــتـــــ

ـــــــــفــــــــ

ا

Page 8: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ8

في دورته الثامنة - الجوف

منتدى األمير عبد الرحمن بن أحمد السديري

للدراسات السعودية

مدينة وعد الشمال.. والمسئولية االجتماعية

Page 9: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

ددـــــــــ

ــــــــــــــع

ـــــــــلــــــ

ف اـــــــــ

ـــــــــــــــل

ـــــــــمـــــ

9 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

من التا�شعة ال�شاعة المنتدى افتتح ٢0١٤/١١/١٥م، ال�����ش��ب��ت ي���وم ���ش��ب��اح اإدارة م��ج��ل�����ص رئ��ي�����ص ك��ل��م��ات وت�����ش��م��ن في�شل ال�شديري، عبدالرحمن موؤ�ش�شة هيئة فكلمة ال�شديري، عبدالرحمن بن ع��ب��دال��واح��د ال��دك��ت��ور لمعالي ال��م��ن��ت��دى عام لمدير الندوة افتتاح فكلمة الحميد، وقد ال�شميري،، عقل الأ�شتاذ الموؤ�ش�شة �شركة تكريم المنتدى فعاليات �شملت اأرامكو ال�شعودية، وذلك نظرا لإ�شهاماتها

ب�شكل المملكة في والجتماعية التنموية في متميزة لممار�شة وتر�شيخها ع���ام،

مجال الم�شئولية الجتماعية.

لرئي�ص بكلمة الف��ت��ت��اح جل�شة ب���داأت بن في�شل ال��م��وؤ���ش�����ش��ة، اإدارة مجل�ص التي ال�شديري، اأح��م��د ب��ن عبدالرحمن العام المدير م�شاعد عنه نيابة األقاها الأ�شتاذ �شلطان بن في�شل بن عبدالرحمن المنتدى، ب�شيوف رحب الذي ال�شديري، فعاليات انطالقة لي�ش�شهدوا الذين جاءوا

■ اإعداد: حممود الرحمي – عماد املغربي

�سمن البرنامج ال�سنوي لمنتدى االأمير عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري في الثقافي ال�سديري عبدالرحمن مركز ا�ست�ساف ال�سعودية، للدرا�سات مركزه الثقافي بدار العلوم في مدينة �سكاكا بمنطقة الجوف دورة المنتدى ولمدة االجتماعية(، والم�سئولية ال�سمال.. وعد )مدينة بعنوان الثامنة، يوم واحد 2014/11/15م، بم�ساركة عدد من ذوي االخت�سا�ص في المملكة.

الجوف تحتضن منتدى األمير عبدالرحمن بن أحمد السديري

يف دورته الثامنة:مدينة وعد ال�سمال.. وامل�سئولية الجتماعية

22حمرم 1436هـ )15 نوفمرب 2014م(

Page 10: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ10

١٤٣٦ه����، للعام الثامنة دورت���ه ف��ي المنتدى الدورية المنبرية المنا�شط اأحــد يعد والــذي ال�شديري عبدالرحمن م��رك��ز يقيمها ال��ت��ي الثقافي، ويحر�ص من خاللها على تناول بع�ص بالهتمام الجديرة المعا�شرة، المو�شوعات

على م�شتوى الوطن.

دورات��ه مدى على تناول المنتدى اأن وذك��ر ال�شبع الما�شية، مو�شوعات عدة في المجالت وال�شحية والجتماعية والقت�شادية الثقافية فقد ال��ع��ام، ه��ذا في اأم��ا والإع���الم. والإدارة اختارت هيئة المنتدى اأن يكون مو�شوع الدورة والم�شئولية ال�شمال وع��د »م��دي��ن��ة ال��ث��ام��ن��ة: الجتماعية«، ا�شت�شعارا منها لما لهذا المو�شوع الملك م�شروع اإطالق مع وبخا�شة اأهمية، من عبداهلل لتطوير مدينة »وعد ال�شمال«، بمباركة من خادم الحرمين ال�شريفين حفظه اهلل، وما بم�شتوى نوعية نقلة من الم�شروع �شيت�شمنه التنمية القت�شادية التي �شتنعك�ص على المنطقة ال�شمالية في المملكة -باإذن اهلل- بالنفع والخير والجتماعية. القت�شادية التنمية مجالت في �شناعية لمدينة ال��م�����ش��روع ه��ذا يوؤ�ش�ص اإذ تعدينية، تعد الأكبر في نوعها في المملكة بعيدا

عن �شاطىء البحر.

وتابع قائال اإنه في ندوة المنتدى لهذا اليوم، �شيجرى تناول هذا المو�شوع بالبحث من خالل الأكاديميين م��ن نخبة يقدمها عمل، اأوراق والخبراء من جامعات وموؤ�ش�شات وطنية، وكلنا الفائدة ون��دوت��ه الملتقى ه��ذا يحقق اأن اأم��ل

المرجوة.

اأن اإلــى اأ�شير اأن ي�شرني قائال.. وا�شتطرد �شخ�شية المنتدى المكرمة هذا العام هي �شركة

اأرامكو ال�شعودية، ال�شركة التي لها تاريخ حافل في مجال الم�شئولية الجتماعية، والتي يتحدث في الأب��ح��اث ودع��م الن�شر هيئة رئي�ص عنها وع�شو الثقافي، ال�شديري عبدالرحمن مركز

هيئة المنتدى الدكتور عبدالواحد الحميد.

ب�شرف المركز ه��ذا ف��ي ن�شعد اإن��ن��ا وق��ال الوطن الثقافة على م�شتوى الإ�شهام في خدمة المركز مكتبات توفره ما خ��الل من العزيز، تقدمه وما والغاط، الجوف من كل في العامة منا�شطه تحييه وما الأبحاث، لدعم برامجه

المنبرية.

وكل هذه المبادرات ما كانت لتثمر لول اهلل وطننا في الــوارفــة الأمــن مظلة ثم وج��ل، عز الغالي، التي نهناأ بها والحمد اهلل، والتي ينبغي قول �شونها على دوما نحر�ص اأن علينا جميعا

وعمال.

هي الثمار هذه اأن اإلى هنا الإ�شارة وتجدر من بنات فكر الموؤ�ش�ص – يرحمه اهلل – الذي �شميم من انطلق رج��ل ا�شمه، المركز يحمل

�شلطان بن في�شل بن عبدالرحمن ال�شديريم�شاعد المدير العام

Page 11: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

ددـــــــــ

ــــــــــــــع

ـــــــــلــــــ

ف اـــــــــ

ـــــــــــــــل

ـــــــــمـــــ

11 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ثقافة هذا المجتمع، ومن منبعه الأول الأ�شيل.

تلبية على الجميع �شكر كلمته، ختام وفــي على واأث��ن��ى ال��م��ن��ت��دى، ه��ذا لح�شور ال��دع��وة ال��ج��ه��ات ال��راع��ي��ة ل���ه، وع��ل��ى اأع�����ش��اء الهيئة ــارك في ـــذي �ــش الــمــ�ــشــرفــة، وفــريــق الــعــمــل ال

تنظيمه.

اإ���ش��دارات معر�ص اإل��ى �شعادته اأ�ــشــار وقــد البهو ف��ي المقام المركز ف��ي الن�شر برنامج خارج القاعة، وذكر اأن اإ�شداراته زادت عن مئة

وثالثين اإ�شدارا ما بين كتاب ودورية.

كلمة هيئة المنتدى

الحميد عبدالواحد الدكتور معالي األقى ثم مركز ع��ن فيها تحدث المنتدى، هيئة كلمة عبدالرحمن ال�شديري الثقافي، الذي انطلق قبل نحو ن�شف قرن با�شم )مكتبة الثقافة العامة(، اأحمد بن عبدالرحمن الأمير معالي اأن�شاأها ال�شديري، رحمه اهلل، على نفقته الخا�شة، ثم تطورت على مر ال�شنين، حتى تحولت اإلى مركز الحركة في فاعل ب�شكل ي�شهم �شامل، ثقافي

الثقافية الوطنية.

عبدالرحمن الأم��ي��ر منتدى ع��ن وت��ح��دث ال�شديري للدرا�شات ال�شعودية الذي يقام ب�شكل يختار والــغــاط، الجوف بين بالتناوب �شنوي، المحلية ال�شاحة على الأهمية ذات الق�شايا والوطنية، لتكون مو�شوعا رئي�شا له. وقد اختارت ال�شمال وع��د »مدينة مو�شوع المنتدى هيئة والم�شئولية الجتماعية« لكي يكون مو�شوع هذا ال�شمال وع��د مدينة تحمله لما وذل��ك ال��ع��ام، للمناطق المحلي لالقت�شاد خ��ي��ر وع���ود م��ن في وبخا�شة الوطني؛ ولالقت�شاد ال�شمالية، �شياق الم�شئولية الجتماعية التي �شيتطرق اإليها

العديد من المتحدثين في هذا المنتدى.

ال�شخ�شية ال��م��ن��ت��دى هيئة اخ��ت��ارت ك��م��ا المكرمة وفق قواعد تربط بين مو�شوع المنتدى للتكريم؛ تختار التي ال�شخ�شية واإن��ج��ازات وقد طبيعية. اأم معنوية �شخ�شية كانت �شواء وقع اختيار الهيئة هذا العام على �شركة اأرامكو ال�شعودية، وذلك نظير اإ�شهامها التنموي البالغ وللمملكة فيها، تاأ�ش�شت التي المحلية للبيئة في متميزة لممار�شة وتر�شيخها ع��ام، ب�شكل

مجال الم�شئولية الجتماعية.

اأرامكو �شركة عن حديثه معر�ص في وذكر ال�شعودية التي كانت تعرف با�شم �شركة الزيت عام تاأ�ش�شت اأنها )اأرامكو( الأمريكية العربية العربية المملكة حكومة عت وق عندما ١٩٣٣م، ال�شعودية اتفاقية مع �شركة �شتاندارد اأويل اأوف منحت حاليا(، �شيفرون )�شوكال، كاليفورنيا الزيت عن للتنقيب امتيازا ال�شركة بموجبها على تعثر اأن اأرامكو وا�شتطاعت المملكة. في ١٩٣٨م، ع��ام تجارية بكميات ال��خ��ام النفط

معالي د. عبدالواحد الحميد

Page 12: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

مدينة وعد الشمالاإن�ساء مدينة وعد ال�سمال لل�سناعات التعدينية �سمالي مدينة طريف، هو وفاء لوعد خادم الحرمين ال�سريفين الأهالي منطقة الحدود ال�سمالية،اإذ �ستتوفر فيها لل�سباب الوظيفية الفر�ص لتوفير الم�ستدامة والتنمية ال�سناعة مقومات كافة اإنجازا اكتمالها عند والم�ساريع المدينة هذه و�ستكون النائية، المناطق وتطوير اآخر للوطن.. مماثل للإنجاز الذي تم - بف�سل من اهلل - في مدينة راأ�ص الخير

لل�سناعات التعدينية، وقبلها في مدن الجبيل وينبع ورابغ ال�سناعية.

ريــال مليار )26( الــمــ�ــســروع فــي المتوقعة المبدئية اال�ــســتــثــمــارات حجم يبلغ �سعودي، منها نحو )21( مليار ريال في مدينة وعد ال�سمال في م�سروع �سركة معادن لل�سناعات الفو�سفاتية، فيما �سينفق في هذه المدينة مبلغ )4.5( مليار ريال اإ�سافية الكهربائي الربط وكذلك والخدمات، وال�سكنية التحتية البنية الإقامة للم�سروع؛ و�سكة الحديد لمدينة وعد ال�سمال، اإ�سافة اإلى ثلثة اأر�سفة بحرية في ميناء راأ�ص اإلى اأن هذا الم�سروع �سي�سيف نحو خم�سة ع�سر مليار ريال �سنويا الخير، مو�سحا

الناتج المحلي.

�سيكون م�سروع �سركة معادن لل�سناعات الفو�سفاتية محورا اأ�سا�سا الإن�ساء مدينة بم�ساحة )440( اأر�سا الدولة التي خ�س�ست لها التعدينية ال�سمال لل�سناعات وعد اإلى جنب مع حقول الغاز اأن وجود خام الفو�سفات جنبا كيلو مترا مربعا، مو�سحا اأخرى مجاورة تجري فيها عمليات الجلميد ومناطق المتوفرة في منطقة حزم والم�ساريع التعدينية لل�سناعات ال�سمال وعد مدينة قيام يعزز ما حثيثة؛ تنقيب

الم�ساحبة.

Page 13: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

ددـــــــــ

ــــــــــــــع

ـــــــــلــــــ

ف اـــــــــ

ـــــــــــــــل

ـــــــــمـــــ

13 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

رت اأول �شحنة منه عام ١٩٣٩م. وفي عام و�شدتملك ال�شعودية الحكومة ا�شتكملت ١٩٨0م بداأت في عقد اأن كانت قد بعد اأرامكو، �شركة �شرائها في الما�شي القرن من ال�شبعينيات تاأ�شي�ص تم ١٩٨٨م عام وفي تدريجي. ب�شكل ال�شعودية بموجب مر�شوم ملكي، اأرامكو �شركة والتي حلت محل �شركة الزيت العربية الأمريكية

)اأرامكو(.

اإن قائال: اأرامكو عن حديثه في وا�شتطرد لمنتدى المكرمة ال�شخ�شية لتكون اختيارها هذا العام، جاء نابعا من تقدير المنتدى لوعي ال�شركة بمفهوم الم�شئولية الجتماعية في وقت الم�شطلح ه��ذا ي�شبح اأن قبل وحتى مبكر، متداول في الأدبيات الإدارية والقت�شادية على

النحو الذي نراه اليوم.

المنطقة في اأعمالها ال�شركة بداأت فعندما تفتقر المنطقة كانت المملكة، من ال�شرقية الأ�شا�شية بالتجهيزات ي�شمى مما الكثير اإلى قطاعات في وبخا�شة والجتماعية، المادية وال��م��ق��اولت؛ والموا�شالت وال�شحة التعليم

وكانت فر�ص العمل محدودة للغاية في المنطقة، وبع�ص الزراعية المجالت على تقت�شر وتكاد

الأن�شطة التقليدية.

على كبيرة اإ�شهامات اأرام��ك��و م��ت ق��د لقد فا�شتفاد الج��ت��م��اع��ي��ة، ال��م�����ش��ئ��ول��ي��ة �شعيد المجتمع المحلي كثيرا من اأن�شطتها، وتجاوزت تلك الأن�شطة المجتمع المحلي ال�شغير لت�شمل كانت وق��د المملكة. من وبعيدة كثيرة اأن��ح��اء منها ذاتية بمبادرات تتم اأرام��ك��و اإ�شهامات في الحكومة م��ن ومتابعة وبتوجيه اأح��ي��ان��ا، اأحايين اأخرى. وقد ازدادت وتيرة اإ�شهام اأرامكو ب�شكل خا�ص، الجتماعية الم�شئولية في مجال منذ منت�شف الخم�شينيات الميالدية من القرن

الما�شي.

واأ�شار في حديثه اإلى اأنه من ال�شعب ح�شر �شياق في ت�شب التي اأرامكو اإ�شهامات وتتبع وغير مبا�شر ب�شكل الجتماعية الم�شئولية للم�شئولية المختلفة التعريفات وفــق مبا�شر، اأن المثال، لكننا نجد، على �شبيل الجتماعية. اأرامكو قد اأ�شهمت عبر تاريخها في ن�شر التعليم

Page 14: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ14

�شواء المحلية، بيئتها ف��ي الأم��ي��ة ومكافحة اإ�شهامها عن ف�شال غيرهم. اأو موظفيها بين وال��م��وا���ش��الت وال��ن��ق��ل ال�شحة ق��ط��اع��ات ف��ي في بالتف�شيل معاليه اأو�شحها التي والثقافة اأن يمكن لما اأنموذجا اأرامكو جعل ما كلمته؛ الكبرى وبخا�شة القت�شادية، الكيانات تفعله النموذج عك�ص على المحلية. مجتمعاتها تجاه المقابل المتمثل في �شركات تنظر اإلى الممار�شة القت�شادية وفق مفهوم �شيق للربح؛ فتعي�ص في وتمت�ص بها، المحيطة المجتمعات عن عزلة المجتمع م تقد في ت�شهم اأن دون من خيراتها المحلي؛ �شواء ب�شراء عنا�شر الإنتاج الموجودة يتطلع الذي العمل عن�شر مقدمتها -وفي فيه اإلى التوظيف- اأم في �شخ مخرجات من اإنتاجها دورات خلق اأجل من المحلي، المجتمع داخل اأخ���رى ج��دي��دة م��ن الإن��ت��اج ال���ذي ي��ف��رز قيمة وبخا�شة وينع�شه؛ المحلي لالقت�شاد م�شافة عندما يكون القت�شاد المحلي في اأم�ص الحاجة

اإلى التطوير والتحديث.

افتتاح ندوة المنتدى

الموؤ�ش�شة ع��ام م��دي��ر ال��ن��دوة افتتح وق��د الأ�شتاذ عقل ال�شميري، بكلمة رحب فيها با�شمه ونيابة عن زمالئه العاملين بمركز عبدالرحمن ال�شديري الثقافي بالح�شور الكريم، �شاكرا كل اللجان من المنتدى لهذا بالإعداد اأ�شهم من ومديري العمل، اأوراق ومقدمي التح�شيرية، الجتماعية الم�شئولية و�ــشــركــاء الجل�شات، وهم: المنتدى هذا رعاية في �شاركوا الذين طيران المنتدى- ل�شيوف الر�شمي )الناقل STC، �شركة نا�ص، �شركة الت�شالت ال�شعودية بتيل ، المجموعة ال�شعودية لالأبحاث والت�شويق، البنك الأهلي(، وال�شركاء الإعالميين )�شحيفة

الريا�ص، وال�شرق الأو�شط، والقت�شادية(.

كما رحب ب�شخ�شية المنتدى في هذه الدورة لها التهنئة ال�شعودية”، مقدما اأرامكو “�شركة على هذا التكريم الم�شتحق عن اأعمال �شهدها الجميع في دورها التنموي، في مختلف مناطق

المملكة، وخالل مدة طويلة من الزمن.

يتطلع الجميع اأن كلمته �شياق ف��ي وذك���ر ب�شغف لما �شيبحث في هذا المنتدى في دورته الثامنة التي جاءت بعنوان: »مدينة وعد ال�شمال والم�شئولية الجتماعية«.. على اأمل اأن يكون هذا ال�شم بما يحمله من رمزية جميلة وعدا منجزا من الآلف لآم��ال ومحققا واأه��داف��ه، وقته في اأبناء ال�شمال �شبابا ورجال اأعمال، مع اإخوانهم ونثمنه ن��ق��دره وال��ت��زام��ا عموما، المملكة ف��ي بن عبداهلل الملك ال�شريفين الحرمين لخادم ببدء والأمر اهلل(اعتماده، )رحمه عبدالعزيز

تنفيذه.

الأ�شتاذ عقل ال�شميريالمدير العام

Page 15: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

ددـــــــــ

ــــــــــــــع

ـــــــــلــــــ

ف اـــــــــ

ـــــــــــــــل

ـــــــــمـــــ

15 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

وا�شتطرد قائال: اأرى من واجبي - وقد جاءت المنا�شبة مالئمة ومن دون تكلف- الإ�شارة اإلى دور هذا المركز الثقافي في ممار�شة الم�شئولية الجتماعية، تم�شيا مع تطلعات الموؤ�ش�ص يرحمه و�ــشــرورة ـــدور، ال هــذا باأهمية وقناعته اهلل،

ممار�شته من كل قادر على ذلك.

بن�شر الرحمانية مركز عناية اإلــى واأ�ــشــار المجالت في الإب��داع��ي المنطقة اأبناء اإنتاج ومحافظة المنطقة عن يوؤلف ومــا الثقافية، للجميع، و�شوله وتي�شير درا�ــشــات، من الغاط لذلك، الكافية المالية العتمادات وتخ�شي�ص المنطقة، با�شم الر�شينة ال��دوري��ات واإ���ش��دار العربي، للوطن الثقافية ال�شاحة واإبرازها على التطبيقية الدرا�شات باإجراء الباحثين وتكليف في مجالت ال�شحة والبيئة والعمران وغيرها.. للدور وممار�شة القناعة، لهذه تطبيقا يعد ما

اأداء في اإ�شهاما المركز هذا به ي�شطلع الذي الم�شئولية الجتماعية في مجال عمله.

ثقافي مركز على ع��بء ه��ذا في اأن ورغ��م اأنه اإل فردية، اإمكانات على كبير بقدر يعتمد قبل من المركز لهذا �شخر ما ثم اهلل، بف�شل اإثبات من تمكن عليه.. والقائمين الموؤ�ش�ص والإ�شرار ال��دوؤوب، العمل ب��اأن تاأكيدا وج��وده، على تحقيق الأهداف.. هو الذي يوفر الإمكانات

باإذن اهلل.

واأ�شار ال�شميري في نهاية كلمته اإلى اأن اإقامة والعديد ال�شنوي المنتدى ه��ذا لمثل المركز بع�ص تناق�ص التي والمحا�شرات الندوات من لثقافة دع��م اإل هو ما المجتمع.. اهتمامات في واإ�شهام ح�شاري، ب�شكل والتوا�شل الحوار هذه لخدمة العلني والتناف�ص التفاهم تحقيق

البالد المباركة.

Page 16: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ16

عبداهلل الملك م�شروع الورقة ا�شتعر�شت اإل��ى وت��ط��رق��ت ال�����ش��م��ال، وع��د مدينة لتطوير المدينة اإن�شاء فكرة لبدء التاريخية المراحل وما تبعها من مراحل التخطيط والإن�شاء المقرر عملها �شمن الجدول الزمني المعتمد للم�شروع.

وتحدث الباحث عن مراحل اإعداد المخطط العام لمدينة وعد ال�شمال، واأهم المعايير التي المخطط اإن��ج��از اأث��ن��اء بالعتبار اأخ��ذه��ا ت��م المدينة بق�شميها مكونات العام، ومن ثم �شرح والتفا�شيل المعالم واأهم وال�شناعي، ال�شكني

التخطيطية بالمنطقة ال�شكنية.

وق���دم ال��ب��اح��ث م��وج��زا لأه���م الإن���ج���ازات العمل ن�شبة تطور ومدى الم�شروع، اأر���ص على لإنجاز المتوقعة التواريخ من وعدد الإن�شائي،

بقية الأعمال الإن�شائية.

اعتمدت ال�شمال وع��د مدينة اأن واأو���ش��ح بمعايير �شبيهة الم�شاكن في الترفيه معايير كا�شفا ــى، الأعــل الــجــودة تمثل والــتــي الجبيل يومي لعمل الجتماعية الم�شئولية تحويل عن الموجود المحلي المجتمع خدمة اأ�شكاله من وعد مدينة األزمت اإذ ال�شمالية، المنطقة في ن�شبته بما اأعمالها في �شعودة تحقيق ال�شمال ١٢% من اأبناء المنطقة، والمدينة مركز للتنمية �شتة م��ن اأك��ث��ر ال��ي��وم حتى ا�شتقبل والتوطين المقاولين على طرحها يتم ذاتية �شيرة اآلف باإنفاق المقاولين لإلزام اإ�شافة لال�شتقطاب، في المحلية ال�شوق في العمل قيمة من %١0

المنطقة ال�شمالية.

الجل�سة الأولىاأدارها اأ. عبداللطيف ال�سويحي

)م�ست�سار اإعلمي موؤ�س�ص مركز الم�سرات الحديثة للدرا�سات(المحور:مدينة وعد ال�سمال والآثار التنموية المتوقعة

الورقة الأولى م�سروع مدينة وعد ال�سمال

المهند�ص �سعود بن محمد ال�سعدون)مدير برنامج تطوير المخطط العام لمدينة وعد ال�سمال بمنطقة الحدود( ال�سمالية

Page 17: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

ددـــــــــ

ــــــــــــــع

ـــــــــلــــــ

ف اـــــــــ

ـــــــــــــــل

ـــــــــمـــــ

17 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

لوجه وجها ال�شمال ال�شمال« »وعــد ي�شع من الرغم فعلى جديد؛ اقت�شادي اأف��ق اأم��ام لديها مزايا ال�شمالية ال��ح��دود منطقة اأن العمل م��ع المتوائمة الب�شرية م��وارده��ا منها »الوعد« ــوؤدي ي اأن الموؤمل من اأن��ه اإل ال��ج��اد، المحلي القت�شاد في نوعية تحقيق طفرة اإلى اأن ل�شيما برمتها؛ ال�شمالية والمنطقة لعرعر ال�شتثمارات المتوقعة من قبل الحكومة الموقرة المدينة لإن�شاء و�شينفق مليارا، )٢٦( تتجاوز ت�شيف اأن ويتوقع ري��ال، مليارات خم�شة نحو �شنويا ريال مليار ع�شر خم�شة ال�شمال« »وعد للمعلن وف��ق��ا الإج��م��ال��ي، المحلي الناتج اإل��ى

ر�شميا. وقد بداأت تاأثيرات هذا الإنفاق تفرز تغييرات فا�شتثمارات المحلي، الق��ت�����ش��اد تنويع ف��ي تحتية، ب��ن��ي��ة ع��ن��ه��ا: �شينتج ال�����ش��م��ال وع���د القيمة لتوليد محورية واآل��ة اقت�شادية، و�شعة متو�شطة ا�شتثمار فر�ص وتوليد القت�شادية و�شغيرة ومتناهية ال�شغر، وفر�ص توظيف بما يوؤدي اإلى تحقيق نقلة نوعية للمنطقة ونواحيها،

وي�شهم في تعزيز القت�شاد الوطني برمته.

لمدينة الم�شتقبلية القت�شادية الآفاق وعن الآف��اق اأن حليقة ب��و د. اأو���ش��ح ال�شمال وع��د اإلى ال�شبب ويعود بالفعل، واع��دة القت�شادية القت�شادي، التنوع اإل��ى المناطق ه��ذه حاجة خادم بينها التي المتوازنة التنمية عن ف�شال ال�شريفين يحفظه اهلل قبل نحو �شت الحرمين خطوات ت�شريع من بد ل ق��ال: حين �شنوات، التنمية في المناطق ال�شمالية، ويكون من خالل بنيه من للمواطن الأ�شا�شية الخدمات توفير تحتية وتعليم و�شحة متكاملة، اإ�شافة اإلى اإيجاد

من�شاأة اقت�شادية توفر فر�ص العمل.

ول كبيرة والآف���اق منطلق، ال�شمال ووع��د اإل بالإ�شرار والإنجاز المتوا�شل، يتم تحقيقها واإنتاج الفو�شفات لن يكون كافيا اإذا لم نقف عند توفير فر�ص العمل ودعم ال�شادرات ال�شعودية. المناطق ل��ه��ذه والنمو التنمية تحقيق ول��ك��ن بحاجة اإلى روؤيا مركزة على وعد ال�شمال وهيئة م�شاهمة ل�شمان ال�شمال منطقة لتطوير عليا

ال�شمال في القت�شاد ال�شعودي.

الورقة الثانيةوعد ال�سمال بين التنمية والنمو

د. اإح�سان علي بوحليقة- رئي�ص مركز جواثا اال�ست�ساري لتطوير االأعمال

Page 18: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ18

ثمرات م��ن واح���دة اإن الهذلول محمد د ق��ال على العمل في بالإ�شراع الكريم، الملكي التوجيه تحقيق تنمية متوازنة بين مناطق المملكة الإدارية، المجل�ص ت��و���ش��ي��ات ال��ح��ك��وم��ة ت��ب��ن��ي ف��ي تمثلت مدينة ب�����اإن�����ش��اء الخا�شة الأع��ل��ى، الق��ت�����ش��ادي �شناعية في منطقة الحدود ال�شمالية با�شم »مدينة البنية ت�شمل التعدينية«، لل�شناعات ال�شمال وعد الجتماعية، والمرافق لل�شناعة، الالزمة التحتية التحويلية ال�شناعية لال�شتثمارات جاذبة لتكون

الأخرى، واعتماد المبالغ الالزمة لذلك.

�شناعية ق��اع��دة ذات ك��ان��ت واإن فالمدينة تعدينية، اإل اأن البنية التحتية التي �شتنفذ )وقد بداأ اأن تكون جاذبة العمل على تنفيذها فعال(، روعي اأخرى. ولأجل تحقيق ذلك.. ل�شتثمارات �شناعية لإي�شال الالزمة التو�شيات ال��وزراء مجل�ص تبنى الجاذبية: تلك لتحقيق لزمتين خدمتين اأه��م ال���ش��ت��ث��م��ارات ���ش��ن��دوق بتكليف وذل���ك ال��ن��ق��ل، ال�شمال( )وعد مدينة بربط �شار و�شركة العامة – ال�شمال ح��دي��د ب�شكة التعدينية لل�شناعات المنا�شبة،؛ ب��ال��م��ق��ط��ورات وت��زوي��ده��ا ال��ج��ن��وب، لتقوم للكهرباء ال�شعودية لل�شركة مبلغ واعتماد

بربط مدينة )وعد ال�شمال( لل�شناعات التعدينية محطات ذل��ك ف��ي بما ال��ع��ال��ي ال�شغط ب�شبكة

التحويل.

التنمية بتوازن الكريم الملكي الهتمام هذا الجهات وم��ن الباحثين، م��ن الهتمام ي�شتحق تحقيق �شبل فــي والنظر الت�شافر الم�شتفيدة، �شك ول كان والذي الكريم، التوجيه هذا وتفعيل المباركة. الندوة هذه لإع��داد الأ�شا�ص المحرك وحيث قد اأتاح لي منظمو الندوة م�شكورين فر�شة على المبارك الم�شروع ه��ذا انعكا�شات ل��ق��راءة اأن الحديث ه��ذا في ف�شاأحاول المنطقة. تنمية بهذا لم�شروع المتوقع الأثر لقراءة اطرح محاولة في وا�شتدامتها التنمية، م�شتقبل على الحجم

منطقة الحدود ال�شمالية.

اأو �شوؤالين، على الإجابة تتطلب القراءة هذه النظر في بعدين:

من لال�شتفادة المنطقة جاهزية مدى الأول: يتعلق فيما الخ�شو�ص وجه وعلى الم�شروع، هذا بتوظيف الموارد المحلية في المنطقة، اإما مبا�شرة اأو عن طريق التعاقدات التي �شتن�شئها حاجة م�شروع

ال�شناعات المعدنية اأو ال�شناعات الأخرى.

يتعلق مــا اإلـــى النظر فهو ال��ث��ان��ي: البعد ام��ا با�شتعداد ال�شركات الم�شاركة في الم�شروع بمراعاة في لم�شاريعها الم�شتدام التنموي البعد تعظيم

المنطقة.

اأن اخ��ت��الف وعد ال��ه��ذل��ول ال��ب��اح��ث واأو���ش��ح الوعد هو وينبع ال�شناعية الجبيل عن ال�شمال حفظه ال�شريفين الحرمين خــادم وتطلع نف�شه، وتنويع الأقاليم في التنمية تباطوؤ لمعالجة اهلل المنطقة عبر هيئات ت�شويق اإلى داعيا القت�شاد، تطوير المدن بالمناطق ال�شمالية والغرف التجارية

ال�شناعية.

الورقة الثالثة البعد التنموي المتوقع لمدينة وعد ال�سمال على منطقة الحدود ال�سمالية

د. محمد بن هذلول الهذلولق�سم االقت�ساد جامعة الملك �سعود

Page 19: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

ددـــــــــ

ــــــــــــــع

ـــــــــلــــــ

ف اـــــــــ

ـــــــــــــــل

ـــــــــمـــــ

19 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

التزام باأنها الجتماعية الم�شئولية تعرف داخ��ل باأعمال بالقيام الخا�شة الجهات م��ن الخدمات لتح�شين فيها، تعمل ال��ت��ي البيئة الدولة في والإ�شهام مع والأن�شطة الجتماعية، البطالة، التي تواجهها، مثل: الم�شاكل محاربة والفقر، ونق�ص الخدمات، والإ�شكان، وتح�شين يتجاوز الجتماعية الم�شئولية فمفهوم البيئة.

الربح اإلى تقديم الخدمات للمجتمع.

المفهوم ب��ه��ذا ال��ع��ال��م دول اه��ت��م��ت وق���د فاعل ب��دور للقيام الخا�ص القطاع فا�شتحثت تجاه المجتمع. كما اأن هذا الن�شاط ينعك�ص على القطاع الخا�ص بتح�شين ال�شمعة والثقة وك�شب المملكة خطت وقد للمن�شاأة. المجتمع احترام العربية ال�شعودية خطوات جادة نحو الم�شئولية اإن�شاء على الموافقة خ��الل م��ن الجتماعية الهيئة م��ب��ادرات ودع��م الخيرية، الموؤ�ش�شات اأف�شل �شركة واإن�شاء جائزة العامة لال�شتثمار،

في ممار�شة الم�شئولية الجتماعية.

وقد تناول د. فالح ال�شبيعي في ورقته اأبعاد الم�شئولية الجتماعية ولخ�شها في ثالث نقاط الجتماعي؛ والبعد القت�شادي؛ البعد ه��ي:

والبعد البيئي.

تطورت الجتماعية الم�شئولية اأن وذك���ر الزمان م��ن ال��ق��رن ي��ق��ارب م��ا منذ فاأ�شبحت هما رئي�شا لكثير من الدول بل اإن الإ�شالم �شبق هذه عنها- الحديث من بد ل اإ�ــشــارة -وهــذه الأطروحات بمئات بل باآلف ال�شنين منذ البعثة الم�شئولية على الحنيف ديننا حث اإذ النبوية، من فهناك المواقف؛ من كثير في الجتماعية الأحاديث ومن الآيات الكثير التي تحث على اأن يتحمل كل فرد وكل جهة من الجهات م�شئوليته

نحو تقديم ما يمكنه في هذا ال�شاأن.

و في المملكة العربية ال�شعودية بداأ الهتمام بالترخي�ص الجتماعية الم�شئولية بمفهوم اأي�شا وب��داأ والجتماعية، الخيرية للموؤ�ش�شات اأرامــكــو �شركة مثل الكبيرة الــ�ــشــركــات حــث

الجل�سة الثانيةمدير الجل�سة د. محمد بن حمد القنيبط

)ع�سو هيئة تدريب بق�سم االقت�ساد الزراعي – جامعة الملك �سعود(المحور: ال�سركات والم�سئولية الجتماعية

الورقة الأولىمفهوم الم�سئولية الجتماعية

د. فالح بن فرج ال�شبيعي)ع�سو هيئة التدري�ص بجامعة االإمام محمد بن �سعود االإ�سلمية(

Page 20: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ20

لها ال��ت��ي ال�����ش��رك��ات م��ن وغ��ي��ره��ا ال�شعودية ب�شمات وا�شحة في تقديم اأو تمثيل الخدمة اأو

الم�شئولية الجتماعية.

اأن يرى النجاح... عوامل عن حديثه وفي هناك عدة عوامل ت�شهم في نجاعة الم�شئولية المطبقة ال�شركة اقتناع اأولها الجتماعية.. القتناع هذا الجتماعية، الم�شئولية لمفهوم �شمن ن�شاط اأو جــهــاز اإنــ�ــشــاء على ينعك�ص الهيكل التنظيمي لل�شركة، لتدعيم هذا الموقف اإدارة في الهيكل التنظيمي، لتقوم وتخ�شي�ص تلك الإدارة بالدور المطلوب منها، واعتبار هذا

البرنامج من الأن�شطة الرئي�شة لل�شركة.

تنعك�ص الجتماعية الم�شئولية اأن يرى كما اأي�شا على المنظمة المطبقة لها، وهناك فوائد كذلك تنعك�ص فهي للمجتمع فوائد اأنها فكما اأنها ال��ف��وائ��د ه��ذه م��ن نف�شها؛ ال�شركة على التعاون على البر، وهذا طبعا اأ�شكال �شكل من ينعك�ص على اأداء ال�شركة واقتناعها باأنها �شكل من اأ�شكال التكافل الجتماعي بما يح�شن �شمعة

المنظمة اأو ال�شركة في المجتمع.

الم�شئولية ب����اأن ورق���ت���ه ال��ب��اح��ث وخ��ت��م الخا�شة المنظمات مــن ال��ت��زام الجتماعية الدولة مع والإ�شهام للمجتمع خدمات بتقديم تواجهها من بطالة، التي الم�شاكل في محاربة

وتح�شين والإ�شكان، الخدمات، ونق�ص وفقر، يتجاوز الجتماعية الم�شئولية فمفهوم البيئة؛ ول للمجتمع. ال��خ��دم��ات ت��ق��دي��م اإل���ى ال��رب��ح الخا�ص للقطاع الجتماعية الم�شئولية تقت�شر البيئة لت�شمل تمتد ب��ل الأرب����اح، تحقيق على ذكرت كما وه��ي المجتمع؛ وفئات والعاملين والجتماعية، القت�شادية، الثالثة: باأبعادها في بنجاح ت�شهم التي العوامل وهي والبيئية، لل�شركة، الجتماعية الم�شئولية م��دى تطبيق واعتمادها للتنفيذ، واآلية ا�شتراتيجية وو�شع ن�شاطا مهما من �شمن اأن�شطة ال�شركة وهيكلها التنظيمي، كما للم�شئولية الجتماعية انعكا�شات

اإيجابية على ال�شركة.

Page 21: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

ددـــــــــ

ــــــــــــــع

ـــــــــلــــــ

ف اـــــــــ

ـــــــــــــــل

ـــــــــمـــــ

21 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

المجتمعات ن��ح��و ال�����ش��رك��ات م�����ش��ئ��ول��ي��ة واإن جديدة نظرية فكرة لي�شت بها المحيطة وتر�شخت تبلورت الحديث بمفهومها كانت القرن ف��ي موؤ�ش�شاتية ممار�شات واأ�شبحت وانت�شرت الغربية، المجتمعات في الع�شرين

بعد ذلك في معظم بالد العالم.

للم�شئولية والمتميزة الناجحة الأمثلة ومن العربية المملكة ف��ي لل�شركات الجتماعية بها اأمــر التي التابالين«، »�شركة ال�شعودية يناير �شهر في اهلل رحمه عبدالعزيز الملك عام ١٩٤٨م. و�شركة التابالين عبارة عن تجمع اإن�شاء مهمة اإليها اأوك��ل��ت اأمريكية ل�شركات العربي الخليج من البترول لنقل اأنابيب خط اإلى البحر المتو�شط بطول )١٦٦٤( كم وذلك الجزيرة �شبة حول اللتفاف م�شافة لخت�شار

العربية والتي تقدر بحوالي )٦000( كم.

المقايي�ص م�شروعا بكل »التابالين« تكن لم نفطيا خال�شا، بل يمكن القول اإنه كان م�شروعا تجاوز لقد معنى. من للكلمة ما بكل ح�شاريا الم�شروع وبمراحل هدفه المبا�شر )اإن�شاء خط اأنابيب بترول( بل اأ�شهم في اإن�شاء مدن ح�شرية

الحديثة، والم�شت�شفيات المدار�ص فيها �شيدت وعبدت والكهرباء، للمياه محطات واأقيمت المناطق �شكان معظم منها ا�شتفاد الطرق، بحق ق�شة جميلة تحكي »التابالين« ال�شمالية. لل�شركات الجتماعية لل�شراكة رائ��دة تجربة قبل م��ن يحتذى اأن��م��وذج��ا ت��ك��ون اأن ت�شتحق

ال�شركات في وقتنا الراهن.

الورقة الثانية عر�ض لتجارب ناجحة – التابالين اأنموذجا

د. �سالح بن معاذ المعيوف نائب مدير عام معهد االإدارة العامة ل�سوؤون التدريب

Page 22: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ22

غير تجربتين ورق��ت��ه ف��ي ال��ب��اح��ث ع��ر���ص الأول��ى: الجتماعية.. الم�شئولية في ناجحتين الم�شارف في الجتماعية الم�شئولية محا�شبة اأهمية فيها ا�شتعر�ص ٢0١٢م، لعام الإ�شالمية وم�شاكلها، الجتماعية الم�شئولية محا�شبة المنظمة، م�شتوى على الم�شاكل تلك مف�شال الجتماعية، وع��وائ��ده��ا التكاليف ومحا�شبة المحا�شبية المعايير خلق م�شكلة م�شتعر�شا المالئمة للقيا�ص المحا�شبي تو�شلت اإلى اأن اأحد البنوك يقوم بعملية قيا�ص التكاليف ب�شكل كمي، البنك اأن على فعليا، المنفقه المبالغ مو�شحا الآخر قام بعملية القيا�ص ب�شكل و�شفي لم�شاركته

في الم�شئولية الجتماعية بال تفا�شيل.الم�شئولية محا�شبة : الثانية التجربة وفي في ات�شالت �شركات ثالث لأكبر الجتماعية

مدينة دلهي الهندية.اإذ يتكون قطاع الت�شالت في مدينة دلهي الت�شالت خدمات تقدم �شركات ثماني من الح�ش�ص ال�شركات ذات اختار لكنه الخلوية، فر�شيات ث��الث و�شع وق��د الأك��ب��ر. ال�شوقية الت�شالت �شركات اإ�شهام عدم في تتلخ�ص في دلهي في تنمية مجتمعاتها عن طريق دعم والجتماعية، والثقافية الريا�شية الأن�شطة ت�شهم ول المجتمع، لأبناء العمل فر�ص وتوفير ال�شركات في الحد من التلوث الإ�شعاعي الناتج دعم في متباينة لنتائج متو�شال الأب��راج، عن والثقافية. والجتماعية الريا�شية الأن�شطة النتائج فاإن العمل.. فر�ص لتوفير بالن�شبة اأما عند الفر�ص تلك توفر كونها ج���دا؛ متقاربة الجتماعية،اأما م�شوؤوليتها لغاية ولي�ص حاجتها بع�ص اأنكرت فقد الإ�شعاعي، للتلوث بالن�شبة موؤذ، تاأثير اأي لالإ�شعاعات يكون اأن ال�شركات رف�شوا الإ�شعاعات ن�شب عــن �شوؤالهم وعند

وها معلومات �شرية. اإعطاء تلك الن�شب، وعد

الورقة الثالثة تجارب غير ناجحة في مجال الم�شئولية االجتماعية

د/علي خالد قطيــــ�شاتاأ�ستاذ القانون التجاري الم�ساعد بجامعة االإمام محمد بن �سعود االإ�سلمية

Page 23: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

ددـــــــــ

ــــــــــــــع

ـــــــــلــــــ

ف اـــــــــ

ـــــــــــــــل

ـــــــــمـــــ

23 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

في ختام فعاليات المنتدى، خرج الم�شاركون في ندوته بعدد من التو�شيات المتعلقة باإ�شاعة م��ف��ه��وم ال��م�����ش��ئ��ول��ي��ة الج��ت��م��اع��ي��ة ف��ي مجال الم�شاريع الكبرى التي تنفذ في المملكة، وتفعيل توجهات تلك ال�شركات من اأجل اإيالء المجتمع الهتمام فيه وت�شتثمر تعمل ال���ذي المحلي الالزم من حيث خدمة المجتمع، واإتاحة المجال الت�شغيل من ال�شتفادة اأج��ل من اأبنائه اأم��ام والخدمات التي تقام �شمن هذه الم�شاريع، ومن

اأهم هذه التو�شيات:

اعتماد ت�شريع خا�ص بالم�شئولية الجتماعية -١ر�شميا،

على الجتماعية الم�شئولية م��ب��داأ تعزيز -٢م�شتوى الدولة بتحفيز الجهات المطبقة لها، في الجتماعية الم�شئولية مفهوم واإدخ��ال الجتماعية الم�شئولية ثقافة ون�شر التعليم، المنهجية وج���دوى الإع����الم، و�شائل عبر باإتباع القت�شادية، المدن لإنجاز الجديدة منهجية تنفيذ ابتداء ولي�ص منهجية ت�شويق، وت��ط��وي��ر ح����زام م��ن ال��م��دن الق��ت�����ش��ادي��ة

جميع ف��ي الق��ت�����ش��ادي��ة ال��ت��ن��وع لت�شريع للقيمة« »مــولــدات واإي��ج��اد المملكة، اأنحاء النمو لتحقيق محورية( اإنتاجية )م�شاريع في والبلدات القرى في محليا القت�شادي لتكون ا�شتراتيجيا، المملكة، والتطلع اأنحاء بما للم�شتقبل جاهزة الح�شرية تجمعاتنا الرت��ق��اء وتحقيق تناف�ص. م��ن معه يجلب الحياة، وج��ودة ال��رف��اه بم�شتوى الم�شتمر يقوم على تنوع م�شادر الن�شاط القت�شادي

لتكون تنميتنا م�شتدامة.

اأن توؤخذ التجارب ال�شابقة في مجال تطبيق -٣وذلك العتبار بعين الجتماعية الم�شئولية

بتعظيم الإيجابيات وتالفي ال�شلبيات.

ال�شمال وعد مدينة في ال�شركات تقوم اأن -٤ب���اإي���ج���اد ف��ر���ص ع��م��ل ل�����ش��ك��ان ال��م��ن��اط��ق البيئة وحماية التنمية واإث���راء ال�شمالية، حقيقية ا�شتثمارية فر�ص واإيجاد المحلية، المن�شاآت وخا�شة وال�شركات للموؤ�ش�شات المتو�شطة وال�شغيرة في المناطق ال�شمالية.

التو�سيات

جانب من الح�شور

Page 24: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ24

»الن�ص كتابة وقراءة في االآن نف�سه«..!

هذه واحدة من االأفكار المتميزة التي تبلورت في بع االأخير من القرن النقد الحداثي الغربي، خلل الر

المن�سرم، قبل اأن تنتقل اإلى بيئات نقدية اأخرى؛ منها بع�ص األفينا الــذي المعا�سر، العربي النقدي الم�سهد

وتحليل تو�سيحا اإليها �سون ويتعر يتبنونها رجاالته د. المرموق الجزائري االأديــب وفي طليعتهم وتف�سيرا،

عبدالملك مرتا�ص، �ساحب التاآليف الكثيرة في م�سمار النقد االأدبي، الذي طالما عد الن�ص االأدبي ملتقى الكتابة

والقراءة معا. ترى كيف نظر اإلى الن�ص هذه النظرة؟

يطلق مرتا�ص »الن�ص«، في اأكثر تعريفاته اال�سطلحية جمهور بين رائــج هو لما م�سايرة مكتوب هو ما على لــه، اإذ غيره. وفي الغرب في والمعا�سرين المحدثين النقاد لغوي موؤلف من كيان وباأنه تــارة، لغوي ن�سيج باأنه حــدده دال ومدلول تارة اأخرى، وباأنه ن�سق كلمي ذو وجود مادي على الورق تارة ثالثة. وت�سترك هذه التحديدات جميعها في اإلحاحها على خا�سية الكتابة في اأي ن�ص اأدبي. وتن�ساف اإلى نف�سها، الخ�سي�سة على هذه ت األح اأخرى التعريفات هذه م�سيفة اإليها خوا�ص اأخرى اأحيانا؛ من ذلك قوله: »الن�ص االأدبــي، كما هو متعارف عليه، هو بال�سرورة ابتكار لكتابة اأن اإلــى اأنها ت�سعى اإلــى درجــة من خيال، تقوم على جمال، تجعل النا�ص يعتقدون كاأنها من واقع الخيال.«)1( وقوله: مهياأة تاأويلية والــقــراءة قـــراءة، والكتابة كتابة، »الن�ص

�سيء »اأي وقــولــه: القيامة.«)2( يــوم اإلــى المفتوح للتلقي اأم الكتابة الن�ص؟ �ساحب اأم الن�ص الحقيقة؟ في نقراأ

اإنه قابل، في كلمه هذا، بين الن�ص كاتبها؟«)3(؛ بحيث به اأراد تقابل اأي�سا( وكاتبها �ساحبه )وبين والكتابة

الترادف ال التقابل بمعنى الت�ساد والتعار�ص.

الـــنـــــــ�ـــض ــى ــق ـــ ــت ــل م

بـــــة الكــتاوالقــــراءة

■ د. فريد اأمع�شـ�شـو*

اجلوبة - �ستاء 1436هـ24

Page 25: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

25 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

و»الكتابة في حد ذاتها، اأ�شال، اإنما هي، في تثبيت ريكور، ب��ول ومنهم المعا�شرين ت�شور لقول ما كان ليكون لو لم تكن الكتابة«)٤(؛ اأي اإنها جهاز اأنها كما المنطوق. للكالم تالية مرحلة المعاني، عن والتعبير الأف��ك��ار، لإن��ت��اج معقد وتبليغ الم�شامين المختلفة اإلى المتلقين، ونقل

الأ�شياء والوقائع ونحوها.

»واج��ب مرتا�ص، يقول كما فاإنها، وعليه، محتوم على الكاتب: يوؤديه للمجتمع، ول ي�شتطيع الإفالت من فعله... ل ي�شعه، اإذا، اإل اأن يكتب، اإل اأن يقول �شيئا، اإل اأن يدبج ن�شوجا لغوية ينفخ فيها من روحه وخياله وعقله معا طاقات دللية جديدة ل توجد، اأو ل تكاد توجد، في المعاجم؛ لغته العالمين؛ دون من وح���ده هو لغته كاأنها ودفق جنانه، دفء من يمنحها لأنه وحده؛ هو حنانه، و�شخاء خياله، ما يجعلها تنطبع بطابعه، هذا كان واإذا الأدبية...«)٥( ب�شخ�شيته وتت�شم يثير ل الإبداعية الأدبية الكتابات في الطابع كبير نقا�ص، واأكثر الدار�شين �شائرين في اتجاه بتحرير يــنــادون كــثــرا نــقــادا فــاإن بــه، الت�شليم الكتابات التحليلية، اأو النقود، من هذا الطابع، على �شة الموؤ�ش المو�شوعية نحو بها والت��ج��اه معطيات علمية ملمو�شة، واإن كان هذا المطلب بالإحرى، اأو، - ل�شعوبة التحقق عمليا، ع�شير خالل ذاتيته من الناقد تمل�ص - ل�شتحالة ذوقه من وتخل�شه النقدي، الفعل ممار�شته

ال�شخ�شي.

والحق اأنه »ل يمكن اإق�شاء الذوق عن درا�شة الن�ص الأدبي؛ لأن ذلك مفتاح اأولي يمكن دخول الناقد �شادف ف��اإذا خالله. من الن�ص عالم فاإن مــا، ن�ص لدرا�شة ميال اأو نف�شه في ه��وى ر.«)٦( مبر اأو معلل غير يكون اأن يمكن ل ذلك الن�ص ب��اأن مرتا�ص اإق���رار م��ن ال��رغ��م وعلى الأدبي »اأثقلته التعليقات الذاتية، واأجحفته حقه الأحكام التقليدية التي تجنح نحو المبدع، وتذر

ت�شميها، اأ�شماء تحت ظهريا، وراءه��ا الإب��داع اإل يعني كل �شيء تبغيها؛ وكلها وبهدف غايات غم الر -على وت�شريحه«)٧(. الأدبي الن�ص نقد ذلك ا�شتح�شار على را م�ش نجده ذلك-، من راره على البعد الذاتي في الدرا�شة النقدية اإ�شح�شوره في الإبداع ال�شرف تماما. يقول: »اإننا العمل في ال�شخ�شي الطابع على نلح ما بقدر الفني ال�شرف، فاإننا نلح على توافر هذا المبداأ نلحظ اأن دون اأي�شا، النقدي العمل في ذات��ه

تناق�شا في الحكم ول تعار�شا في الراأي«)٨(.

اإلى يرمي بالكتابة، نربطه الن�ص، حين اإن يهيئ »اأن���ه اأهمها لعل ج��م��ة، اأه���داف تحقيق والت�شجيل، بالتقييد الأفــكــار لحفظ �شروطا ونقل والتركيز، التفكير من ال��ذاك��رة واإزاح���ة لــالأجــيــال ثــم حفظها الــنــا�ــص، بــيــن الــمــعــرفــة بين خلط اأو التبا�ص لكل ودرءا الالحقة«)٩(، اإل��ى مرتا�ص ب���ادر والكتابة، الن�ص مفهومي في الوقوع النا�ص عن و�شرف بينهما، التفريق ينبغي، ل اأن��ه »...ع��ل��ى فقال: اللتبا�ص؛ ذل��ك -ولنقرر ذلك تارة اأخرى- اأن يلتب�ص في الذهن غايتها فالكتابة الن�ص. بمفهوم الكتابة مفهوم ف ر�ش على حركتها تنه�ص عظلية ميكانيكية الحروف والتاأليف فيما بينها داخل لفظ واحد،

ثم ر�ص الألفاظ بع�شها اإزاء بع�ص...«)١0( .

وم��م��ا ع���رف ب��ه م��رت��ا���ص ال��ن�����ص، بو�شفه الغرب نقاد ببع�ص متاأثرا تنا�ص، اأنه مكتوبا، ية؛ تنا�ش ال��ن�����ص ع����دوا ال��ذي��ن المعا�شرين لي�ص الن�ص اأن اأكــد الــذي وبــارط ككري�شتيڤا، اأح��ادي، معنى عنه ينتج الكلمات، من »�شطرا اأر�شلها )»الر�شالة« لهوتي معنى عنه ينتج اأو اهلل(، ولكنها ف�شاء لأبعاد متعددة، تتزاوج فيها كتابات مختلفة وتتنازع، دون اأن تكون اأي واحدة عن ناتجة لأق��وال ن�شيج فالن�ص اأ�شلية؛ منها ن�شو�شه ومن الثقافة«)١١(. ب��وؤر من ب��وؤرة األف »ثمرة باأنه الن�ص فا معر قوله الإط��ار هذا في

Page 26: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ26

والمثاقفة«)١٢(، وال�شتماع القراءة ثمرات من اأخــرى ن�شو�ص وبين بينه »تفاعل نتاج وباأنه مجهولة ومن�شية في الغالب؛ اأي ن�شو�ص �شاردة اإنجاز اأثــنــاء تلفظها التي الــذاكــرة جيوب في وجيز بتعبير ية«)١٤( »تنا�ش وباأنه الكتابة«)١٣(، ويوؤكد ــيــة«)١٥(. الــتــنــا�ــش »نــتــاج وبــاأنــه ومكثف، مرتا�ص اأن التنا�ص قدر اأي ن�ص اأدبي؛ يالحقه ل الن�ص ه��ذا واأن اأبــــدا)١٦(، ويالزمه كالظل، اأو بوعي - يتنا�ص اأن بد ل بل ف��راغ، يولد من اأو غير مبا�شرة - مع وبطريقة مبا�شرة بغيره، له، مجايلة اأو �شابقة اأخ��رى ن�شو�ص اأو ن�ص هذه اأرقى ويظل التنا�ص. �شيغ من �شيغة باأي ال�شيغ التنا�شية العمد اإلى الن�ص المتنا�ص معه وتحويله لإدماجه في كنف الن�ص المولد. وي�شرح لنا اأحدهم هذا التحويل بقوله: »اإن الن�ص حين يدخل في عالقة تنا�ص مع ن�شو�ص اأخرى اإنما يقوم بعملية تحويل؛ اأي جعل الن�ص الآخر يدخل بو�شفه بنية من بنى العمل نف�شه، حيث ل يقتطع الن�ص بمحمولته وتاأثيراته وو�شعية �شكله كلها، واإنما يكون ال�شكل ذا وظيفة تتركز في نمو العمل التاأثير. اإح��داث على مقدرته وزي��ادة الجديد، تك�شف واعية، غير تكون ربما العملية هذه اإن اإنها الثقافة. لأنماط العميقة بات التر�ش عن رغبة الن�ص الجديد في تع�شيد م�شعاه لتو�شيل المعنى واإحداث التاأثير...«)١٧(. وجدير بالإ�شارة اإلى اأن التنا�ص لي�ص حكرا على مجال الأدب، بل يعد الذي ته، رم الإن�شاني الفكر يهم �شاأن اإنه �شل�شلة من ن متكو اأن��ه بمعنى متواليات؛ »فكر الأفكار تلك وال��م��ع��ارف؛ الأف��ك��ار من متوالية والمعارف لي�شت وليدة )الآن(، واإنما هي وليدة والتطلع القراءة، من ومتنوعة متعددة لحظات

في الن�شاط الغيري على الأ�شعدة كافة«)١٨(.

اإن الن�ص، بهذا المفهوم، بوؤرة تلتقي عندها بوؤر اأخرى، وبوتقة تن�شهر فيها ن�شو�ص اأخرى؛ الأمر الذي يجعله منفتحا على غيره من الكتابات

تعا�شره. التي اأو ت�شبقه التي �شواء والآثـــار، انفتاحا ينقتح نجده هذا، انفتاحه جانب واإلى اأنفا�ص د ت��ع��د المتعددة ال��ق��راءات على اآخ���ر الخالئق)١٩(؛ على حد تعبير محمد مفتاح. ويدل هذا التعدد القرائي على اأمر اأ�شا�ص، هو عطائية

الن�ص وتعدده.

لقد عرف مرتا�ص الن�ص، مكتوبا، بعطائيته متاأثرا كثيرة، موا�شع في وبتعدده ده وبتجدوفي المتميزين، الغرب نقدة بع�ص بتعريفات اإن ناقدنا يقول وكري�شتيڤا. بــارط مقدمتهم الن�ص »�شبكة من المعطيات الل�شانية والبنيوية لتكون بينها فيما تت�شافر والأي��دي��ول��وج��ي��ة، من عجيبا تاأثيرا مار�ص ا�شتوى ف��اإذا خطابا. على قائم فالن�ص اأخ��رى. ن�شو�ص اإنتاج اأجل دية بحكم مقروئيته، وقائم على التعددية التجدبحكم خ�شو�شية عطائيته تبعا لكل حالة يتعر�ص حيث مــن فالن�ص، الـــقـــراءة. مجهر ف��ي لها تعر�شه بتعدد د المتجد للعطاء قابلية ذو هو، للقراءة...«)٢0(. ويقول كذلك: »اإن الن�ص الأدبي ل يبرح المجال الذي اإن ا�شطربت فيه المزابر اأفرز لها من المعاني الكبيرة، والقيم الكريمة، هو ما ال�شديدة، والأف��ك��ار الجديدة، والنتائج واإذكاء القلوب، واإينا�ص النفو�ص، باإمتاع قمين والجمال ين�شب، ل الذي المتاع فهو الألباب. الذي ل يذبل، والمعين الذي ل ينقطع، والمعدن داأ، والقيمة التي ل تتغير ول تتبدل. الذي ل ي�شوهذا الن�ص بقدر ما تعمقت البحث فيه، واأطلت البعيد، اأفقه عبر العنان مطلقا اإليه، النظر بمخامرته، وك��ل��ف��ت معاي�شته، م��ن واأك���ث���رت واأولعت بمخالطته، اأعطاك من القيم والجواهر ما لم تكن تتوقع، ولفظ لك من النتائج العجيبة، وفيه، به، اإل ليكون البديعة، ما كان واللطائف الن�ص« »عــطــاء مرتا�ص ويــحــدد وحـــولـــه«)٢١(. ما اأدب��ي ن�ص اإي��ان��ا يعطيه اأن يمكن »م��ا باأنه من خالل البحث في مكامنه وزوايــاه.«)٢٢( وهو

Page 27: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

27 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

د اأزلي ل ينفد اأبدا: فكلما ا�شتعطاه قارئ »متجداأعطاه.«)٢٣( ويوؤكد ذلك، في مو�شع اآخر، قائال، و�شخاءاته غير محدودة، الن�ص »عطاءات اإن:

الثرة غير مجدودة«)٢٤(.

وبناء على ما ورد في هذه الن�شو�ص، نخل�ص الن�ص، ول�شيما الأدبي، معطاء، وغني، اإلى اأن ومتعدد الدللت، ومنتج، ومتجدد مع كل قراءة نقترئها، وكل كتابة ندبجها من حوله. وكان قد طرح بارط هذه الفكرة تحت عدة عنوانات، من مثل »الن�ص المتعدد« )Le texte pluriel(. ومن الأمور التي ل يختلف حولها النقاد المعا�شرون عطائية اأن كذلك، و�شابقوهم والحداثيون، القراءة، في وباآلياته بالقارئ، مرتهنة الن�ص وبقدراته ال�شخ�شية في مجال القراءة والتاأويل. فقد اأثبتت التجربة اأن ن�شا اأدبيا بعينه يقترئه اأكثر، تختلف موؤهالتهم وطاقاتهم في اأو اثنان وقراءاتهم متباينة، النتيجة فتاأتي ال��ق��راءة، يقول و�شطحا. وعمقا و�شيقا، �شعة مختلفة مرتا�ص مثبتا بع�ص الذي ذكرناه: »عطاء الن�ص اأي التناول؛ الأدبي مرهون بقدرة الدار�ص على اأنه خا�شع للمنهج المتطلع القلق الراغب الذي بق�شيدة يمر دار����ص مــن ــن فــكــاأي يعالجه. بــه فيح�شبها نف�شها، من تمكنه فال عجال، م��را قا �شحيحة وهي كريم؛ حتى اإذا جاء اإليها مترفف بتلط مت�شائال وعمقها، �شطحها ال متاأم بها، الم�شتع�شية، ومكامنها الخفية، اأ�شرارها عن

اأ�شعفته طائعة ب�شخاء«)٢٥(.

ولما كان نقادنا المعا�شرون �شديدي النبهار جهود نتائج من زاعمينها الأفكار، هذه بمثل دينها في ومرد المحدثين بخا�شة، الغرب نقاد اإلى بارط وغيره راحا معزوة عزوا �ش كتاباتهم اأو غير معزوة، فقد األفينا مرتا�شا، واإن كان، هو لنا من خالل الزمرة؛ كما بدا الآخر، من تلك اأن عطائية اإلى ينبه النقدية الحداثية، كتاباته الن�ص متجذرة في تراث العرب النقدي، قائال:

»العرب من الأمم التي تعاملت مع الن�ص الأدبي منذ وعطائيته، انفتاحيته م��ن اأ���ش��ا���ص على �شديدا كلفا يكلفون األفيناهم بحيث القدم، �شعر مثل الكبرى؛ الأدبــيــة الن�شو�ص ببع�ص اأكثر التراثية ال�شروح الذي و�شلنا من المتنبي

من ثالثين �شرحا اأو قراءة عنه«)٢٦(.

بو�شفه للن�ص �ص متمح ال�شالف الكالم اإن اإلى الحديث ل كتابة في الأ�شا�ص. والآن �شنتحومو�شوعا اأو ذات��ه، حد في ق��راءة بو�شفه عنه م النقدي الحداثي. فقد تقد للقراءة بمفهومها من ق���راءة؛ الكتابة - الن�ص اأن اإل��ى الإي��م��اء منطلق اأن النا�ص، حين يكتب، اإنما يقراأ فكره اأو الوجود وغير ذلك، وهو ينتج )اأو يبدع( اأ�شياء دونه - مقروءه اأو من د را - عن ق�ش م�شتح�شوما تراكم في ذهنه من تجارب واأفكار ونحوها؛

هذا من وجهة.

بو�شفه الن�ص، ينطرح اأخ��رى، وجهة ومن النقاد، تناوله على تعاقب للقراءة)٢٧(، حقال لين متو�ش ال��ث��ق��اف��ات، جميع ف��ي ال��ق��دم، منذ بمناهج قرائية مختلفة ومتفاوتة من حيث درجة ت�شتهدفها. التي الن�ص وم�شتويات فعاليتها، ويميز فيها مرتا�ص بين مناهج تقليدية، واأخرى »ق�شاراها الأول��ى اأن نا مبي حداثية؛ اأو حديثة نبيل هو وهل م�شمونه: حيث من الن�ص تناول اأو غير نبيل؟ وتناول اللغة من حيث �شكلها: وهل هي �شليمة اأم غير �شليمة؟ قبل اأن ت�شدر اأحكاما ق�شائية �شارمة على �شاحب الن�ص اأو له؛ وذلك القا�شي م��وق��ف م��ن اأي ع���ل؛ م��وق��ف م��ن كله مرد ل ال��ذي ر المتجب الحكم اأو المتغطر�ص، لحكمه. وكانت -غاية- هذه المناهج، في اأرقى ببيئته الن�ص �شاحب ربــط محاولة اأط��واره��ا، وزمانه وعرقه...«)٢٨(؛ في حين اأن الثانية اأنجع والمو�شوعية العلمية تن�شد درا�شة لكل واأل��زم

والحيدودة.

Page 28: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ28

طبق ل��ه، درا���ش��ة مقدمة في مرتا�ص يقول ن�شا ندر�ص اأن »محال البنيوي: المنهج فيها علمية درا�شة ف�شيحا، اأو كــان �شعبيا اأدب��ي��ا، المناهج مثل هذه اإلى نفزع اأن دون مو�شوعية اأحكاما النقد يعد فلم فيه. لتبنيها الحديثة تقوم لفظية درايـــة ول انطباعية، اعتباطية جمل وتقليب جاهزة، م�شطلحات �شرد على واآخر وذاك الن�ص هذا حول تقال محفوظة؛ نقد ال��ن��ق��د؛ يعد ول��م كبير. فيها تغيير دون واإنما �شبهه، اأو هــذا من �شيئا الأدبــي الن�ص فهم لمحاولة وقــواعــد اأ�ــشــول ذا علما اأ�شبح اإن ــاد...«)٢٩(. وحــي بمو�شوعية وتقويمه الأدب اإليها مرتا�ص في النقد هذه م�شاألة دعا علمنة ي�شتمر ولم الحديثة، بالمناهج عهده بدايات على الأخذ بها في نقوده التطبيقية، بل وجدناه، اإذ عنها؛ يتخلى الأخيرة، النقدية كتاباته في لأي التحليل مكننة د، ق�ش عن »نرف�ص، يقول: ن�ص اأدبي... وهي �شيرة ما اأكثر ما يتورط فيها فتغدو المغرب، وف��ي الم�شرق في لنا، زم��الء الأق��ل، ل هي اأو بع�ص كتاباتهم على كتاباتهم، واإنما خال�شة؛ عربية هي ول خال�شة، غربية دا( بين تراها تظلع )واأ�شطنع لفظ »تظلع« ق�ش

ذلك �شبيال«)٣0(.

اإن القراءة، بمختلف األوانها، وب�شورة اأقوى اأو حديثة مناهج الناقد ال��ق��ارئ/ يركب لما كان. لأي منقادة وغير �شعبة، عملية حداثية، وقد ا�شت�شف مرتا�ص هكذا خال�شة بعد تجربة »لقد فقال: الأدب���ي، النقد م�شمار في طويلة مار�شنا القراءة الأدبية زمنا متطاول فاألفيناها من ت��راه وما معتا�شة. ومهولة �شاقة، ع�شيرة اإل يتاأتى ل عر�شها... وبهاء ن�شجها، جمال

رية«)٣١(. ب�شيء ي�شارع الولدة القي�ش

وعلى كثرة ما تنوول الن�ص الأدبي بمقاربات خ لدى مرتا�ص نقدية متعددة ومتنوعة، فقد تر�شاأن ل طريقة قرائية يمكنها تقديم قراءة حا�شمة

ل مثالي كامل منهج يوجد »ل لأنه له؛ ونهائية النق�ص من بين يديه ول من ياأتيه ال�شعف ول ن�ص قراءة القراءة؛ »لي�شت يقول: خلفه.«)٣٢(. من نظرية ت�شتطيع مما الأدبية الن�شو�ص من النظريات الح�شم في اأمره. اإن اإجراءات نظرية فة لتح�شير وجبة ت�شت�شيرها القراءة ل ت�شبه و�شفي الــطــعــام طــهــي تــريــد حين مبتدئة �شيدة وكل واأزمانها بمقاديرها التزمت اإن مطبخها؛ اأو جيدة وجبة تح�شير لها ح�شل موا�شفاتها

مقبولة«)٣٣(.

باأي الن�شو�ص، من ن�ص درا�شة وت�شتهدف والــوقــوف ــواه، ــح ف فهم مناهجها، مــن منهج ه وخوا�ص جن�شه على م�شامينه، وتعرف خوا�شوك�شف ر�شالته، من والإف���ادة خ��الل��ه)٣٤(، من العالقات القائمة بين اأفكاره وعنا�شره)٣٥(. كما اأنها »تتيح لنا اأن نعرف كيف وقع ن�شج الإبداع، م��رام كلها الأم��ور اإن ه��ذه ــــب؟«.)٣٦( رك وكيف الناقد تح�شيلها، و�شعى وراء تحقيقها في رام مجموع درا�شاته النقدية، واإن كان الرجل يغلب فيها؛ )اأخ��رى( اآخ��ر على جوانب( )اأو جانبا مجتمعة، الغايات، تلك تحقيق �شعوبة لإدراكه

في درا�شة بعينها.

كتابة، الن�ص اأن يت�شح �شبق، مما انطالقا نف�شه. الإب��ان في قرائي ومجال قراءة اأنه كما فعاليتين بو�شفهما ــراءة، ــق وال الكتابة وبين انــفــ�ــشــال الــنــ�ــشــيــة، بــالــظــاهــرة مرتبطتين طبيعتيهما، لتمايز منف�شلتان فهما وات�شال؛ ومن ومنطقيا. �شببيا لترابطهما ومت�شلتان الفعاليتين الظاهرة ملتقى تلك هنا، تغدو تلك جينيت جيرار الفرن�شي الناقد اأك��د كما معا؛ فيه تنقرئ م��ا ه��و الأدب���ي »الن�ص ق��ول��ه: ف��ي با�شتمرار«)٣٧(. القراءة فيه وتنكتب الكتابة، ويقول الناقد ال�شوري منذر عيا�شي، في ال�شياق نف�شه، اإن »هاتين الفعاليتين وجهان لفعل واحد. فالقراءة ل تنفك تدور في فلك الكتابة، بل هي

Page 29: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

29 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

تنفك ل والكتابة اأخــرى. بطريقة ولكن كتابة ق��راءة بل هي ال��ق��راءة، فلك ت��دور في بدورها نقاد اأحــد ويــقــول اأخـــــرى)٣٨(«. بطريقة ولــكــن الجزائر المعا�شرين، في بحث له، كتبه لتحليل تحليال وط��ار الطاهر المرحوم رواي��ات اإح��دى النقدي للنظر الن�ص م�شهد »اإن �شو�شيولوجيا: رات موؤ�ش ثناياه بين يحمل والكتابة وال��ق��راءة واإيديولوجية ودللية و�شردية تجريبية بالغية

ه القارئ...« )٣٩(. توج

الحميمة ال�شلة الآخر، هو مرتا�ص، ويوؤكد بين ن�شاطي الكتابة والقراءة، ويعد الن�ص كيانا يت�شور اإذ الأم��ران. ه��ذان م�شتواه على يلتقي ما، اأدبيا ن�شا يكتب حين »الكاتب اأن الرجل قبل نف�شه، ال��وج��وه، بع�ص من يقراأ، هو اإنما اأن يقذف بما يقراأ اإلى قارئه اأو متلقيه. فبدون اإل��ى تــخــرج ن�شا مــن عــدم هــذه الــقــراءة التي

وجــود، ل يكون للن�ص الأدبــي وجــود اأبـــدا«)٤0(. ويقول، في الإطار نف�شه، اإن »الكتابة ل تكون اإل بف�شل القراءة؛ فهذه �شابقة عليها، ورائدة لها، فاإنما، اأكتب، حين باأني ذلك عليها. مة ومتقدفاأطرحه نف�شي؛ في ما اأق��راأ الحقيقة، في اأنا اأ�شتطيع ل واإني قرطا�ص. على من�شو�شا ن�شا قراأت، اإذا كنت اإل اآخر، اأكتب، من منظور اأن ، والكتابة اأم وقراأت، ثم قراأت... فكاأن القراءة ابنتها. اأو كاأن القراءة اأ�شل، والكتابة فرع منها، اأو مظهر لها«)٤١(. ويبدو اأن مرتا�شا، وغيره من الربط في هذا تاأثروا، قد المعا�شرين، النقاد الغرب بنقاد والكتابة، ال��ق��راءة بين الوطيد اأحد عنون الذي وبــارط كجينيت، المحدثين؛ نقلت والتي اللغة، درا�شاته حول اإحدى ف�شول والقراءة«، »الكتابة عنوان: تحت العربية اإلى

بعبارة »كتابة القراءة«)٤٢(.

باحث مغربي – جامعة محمد الأول/ وجدة. *عبد الملك مرتا�ص: الدكتور عبداهلل الغذامي كما عرفته، مجلة »عالمات في النقد«، جدة، ج.٤٣، مج.١١، )١(

مار�ص ٢00٢م، �ص١٤٨.مرتا�ص: نظرية الن�ص الأدبي، دار هومة للن�شر، الجزائر، ط.١، ٢00٧، �ص١١. )٢(

مرتا�ص: القراءة بين القيود النظرية وحرية التلقي، مجلة »تجليات الحداثة«، الجزائر، ع.٤، يونيو ١٩٩٦م، )٣(�ص٣٧.

مرتا�ص: �شعرية الق�شيدة، دار المنتخب العربي، بيروت، ط.١، ١٩٩٤م، �ص٧. )٤(المرجع ال�شابق نف�ش��ه، �ص٨٩-٩٤. )٥(

مو�شى ربابعة: القيمة وقراءة الن�ص الأدبي، عالمات في النقد، ج.٥٣، مج.١٤، ٢00٤م، �ص١٧0. )٦(مرتا�ص: بنية الخطاب ال�شعري، دار الحداثة، بيروت، ط.١، ١٩٨٦م، �ص٢٨٣. )٧(

مرتا�ص: »الن�ص الأدبي: من اأين؟ واإلى اأين؟«، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط.١، ١٩٨٣م، �ص٥١. )٨(مرتا�ص: في نظرية الن�ص الأدبي، مجلة »الموقف الأدبي«، دم�شق، ع.٢0١، ١٩٨٨م، �ص٨٩. )٩(

المرجع ال�شابق نف�ش��ه. )١0(رولن بارط: نقد وحقيقة، تر: منذر عيا�شي، مركز الإنماء الح�شاري، حلب، ط١٩٩٤م، �ص١٧. )١١(

مرتا�ص: فكرة ال�شرقات الأدبية ونظرية التنا�ص، عالمات في النقد، ج.١، مج.١، مايو ١٩٩١م، �ص٨٢. )١٢(المرجع ال�شابق نف�ش��ه. )١٣(

المرجع نف�ش��ه. )١٤(المرجع نف�ش��ه، �ص٨٣. )١٥(

مرتا�ص، عبدالملك: مدخل في قراءة البنوية، عالمات في النقد، ج.٢٩، مج.٨، �شتنبر ١٩٩٨م، �ص٩٤. )١٦(ناظم عودة: تحولت النظرية النقدية الحديثة، عالمات في النقد، ج.٥٣، مج.١٤، �ص �ص٢٤0-٢٤١. )١٧(

–«، دار – الجرجاني نموذجا البالغي للنقد ال�شيميائي التحليل الن�ص: محمد �شالم �شعد اهلل،: »مملكة )١٨(ط.١، رقــم١، المعرفي«، »النقد �شل�شلة ــد(، )اإرب الحديث الكتب وعالم )عمان( العالمي للكتاب ج��دارا

Page 30: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ30

٢00٧م، �ص١٢٣.محمد مفتاح: بع�ص خ�شائ�ص الخطاب، عالمات في النقد، ج.٣٥، مج.٩، مار�ص ٢000م، �ص٣٦. )١٩(

مرتا�ص: »اأ-ي: درا�شة �شيميائية تفكيكية لق�شيدة »اأين ليالي؟« لمحمد العيد«، ديوان المطبوعات الجامعية، )٢0(الجزائر، ط ١٩٩٢م، �ص٥٥.

مرتا�ص: في الأمثال الزراعية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط ١٩٨٧م، �ص �ص٥-٦. )من فاتحة )٢١(الكتاب(

مرتا�ص: الن�ص الأدبي...، م.�ص، �ص٥٤. )٢٢(المرجع ال�شابق نف�ش�ه، �ص٥٥، بت�شرف. )٢٣(

مرتا�ص: ممار�شة الع�شق بالقراءة، مجلة »نزوى«، م�شقط، ع.٨، اأكتوبر ١٩٩٦م، �ص٥٩، بت�شرف. )٢٤(مرتا�ص: اأ-ي، �ص١٨. )٢٥(

مرتا�ص: التحليل ال�شيمائي للخطاب ال�شعري، دار الكتاب العربي، الجزائر، ط ٢00١م، �ص١٦. )٢٦(مرتا�ص، عبدالملك: التحليل ال�شيميائي للخطاب ال�شعري، عالمات في النقد، ج.٥، مج.٢، �شتنبر ١٩٩٢م، )٢٧(

�ص١٤٣.نف�ش��ه. )٢٨( المرجع ال�شابق

مرتا�ص: الألغاز ال�شعبية الجزائرية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط ٢00٧م، �ص٤. )من فاتحة )٢٩(الكتاب(

مرتا�ص: �شعرية الق�شيدة، م.�ص، �ص٢٣٣. )٣0(مرتا�ص: ممار�شة الع�شق بالقراءة، مجلة »نزوى«، م�شقط، ع.٨، اأكتوبر ١٩٩٦م، �ص٥٨. )٣١(

مرتا�ص: التحليل ال�شيمائي للخطاب ال�شعري، �ص١٨. )٣٢(مرتا�ص: القراءة بين القيود النظرية وحرية التلقي، �ص١٣. )٣٣(

يعد، في نظره، مو�شوع نظرية وي�شميها جيرار جينيت )G. Génette( »جامع الن�ص« )Architexte(، الذي )٣٤(الأدب الداخلية. يقول: »لي�ص الن�ص هو مو�شوع ال�شعرية، بل جامع الن�ص؛ اأي مجموع الخ�شائ�ص العامة اأو المتعالية التي ينتمي اإليها كل ن�ص على حدة.« )»مدخل لجامع الن�ص«، تر: عبدالرحمن اأيوب، دار توبقال

للن�شر، البي�شاء، ط.١، ١٩٨٥م، �ص٩(يقول مرتا�ص اإن غاية الدرا�شة )اأو النقد(، في بعديها النظري والتطبيقي، »تمثل في الهتداء اإلى حقيقة )٣٥(اأو عالقة الدينيين، اأو تف�شيره بم�شطلح الغادميرية، الهرمينوطيقا بتعبير اأو فهمه بتعبير فل�شفي، الن�ص الدال بالمدلول بح�شب البنيويين، اأو الك�شف عن نظام الإ�شارة فيه بتعبير ال�شيميوتيكيين، اأو تفكيكه وت�شريحه على طريقة التفكيكيين.« )»الن�ص: نقده، نقاده والحقيقة الفعلية«، مجلة »كتابات معا�شرة«، بيروت، ع.٣،

مج.١، ١٩٨٩م، �ص١٩( مرتا�ص: في نظرية الرواية، �شل�شلة »عالم المعرفة«، الكويت، ع.٢٤0، ١٩٩٨م، �ص٤0. )٣٦(

.G. Génette: Figures II, Seuil, Paris, 1977, P18 )٣٧(منذر عيا�شي: الكتابة الثانية وفاتحة المتعة، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط.١، ١٩٩٨م، �ص٥. )٣٨(

عمار بلح�شن: �شراع الخطابات: الق�ص والإيديولوجية في رواية »الزلزال«، مجلة »التبيين«، الجزائر، ع.٧، )٣٩(١٩٩٣م، �ص١١٤.

»كيف يمكن جذب �شواد القراء اإلى القراءة الأدبية؟« )حوار اأجرته ميرزا الخويلدي مع مرتا�ص، عقب �شدور )٤0(كتابه »نظرية القراءة: تاأ�شي�ص للنظرية العامة للقراءة الأدبية«، وذلك على هام�ص مهرجان الجنادرية ١٩ في

الريا�ص(، جريدة »ال�شرق الأو�شط«، ع.٩٦٩0، بتاريخ ٢00٥/0٦/0٩، �ص١٢.مرتا�ص: القراءة وقراءة القراءة، عالمات في النقد، ج.١٥، مج.٤، مار�ص ١٩٩٥م، �ص٢0٢. انظر، اأي�شا، )٤١(كتابه »نظرية الن�ص الأدبي«، دار هومة للن�شر، الجزائر، ط.١، ٢00٧، �ص١٢ – مقاله »القراءة بين القيود

النظرية وحرية التلقي«، �ص١٧ + �ص٢٥.رولن بارط: الكتابة والقراءة، تر: عبدالرحيم حزل، مطبعة تان�شيفت، مراك�ص، ط ١٩٩٣م، �ص٩٥-١0٣. )٤٢(

Page 31: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

31 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

فـــي روايـــــة »مــقــهــى الــ�ــســبــاب الــ�ــســائــع« )تــرجــمــة المغربي محمد المزديوي، مقاليد، الملحقية الثقافية

ال�سعودية في فرن�سا، 2012م(، ي�سعى الكاتب الفرن�سي، اإلــــى تقديم لـــــلآداب 2014م نــوبــل الــحــائــز عــلــى جــائــزة

اأو كما ي�سميها ال�سارد لوحة بانورامية لباري�ص االأخرى، »المناطق المحايدة«، من خلل مقهى »كوندي«، التي تعد

قبلة للكتاب والفنانين ال�سائعين، و�سيرهم المتقاطعة مع المت�سافرة مع ال�سيرة هــذه »لــوكــي«، الــروايــة بطلة �سيرة

منها االأكــبــر زوجــهــا، كلفه الــذي »كيزلي«، تحريات محكي �سنا، بالبحث عنها، لمعرفة �سبب هجرها له، في�سطر اإلى اأن

ي�سلل زوجها، بعد اأن وجد نف�سه كباقي رواد المقهى م�سدودا اإليها ب�سكل غام�ص.

والتي لنف�سه، ال�سقية حياتها بــاأ�ــســرار »كــيــزلــي« احتفظ كانت بمثابة األغاز بالن�سبة اإلى اأ�سدقاء المقهى، ولكي يمنحها

وقد المتناول. عــن بعيدة نهائية، ب�سفة تــكــون، لكي الــوقــت الوجودي وت�ستتها للتخل�ص من �سياعها »لوكي« رحلة بداأت القراءة، عبر �سديق زوجها »غي دي من خلل ولوجها عالم كتاب بقراءة ون�سحها محا�سراته، بع�ص ح�سرت التي فير«، ا�ستبدلت، بقلم، اال�سم اأنها في يوم كاآبة، »اآفاق �سائعة«، حتى ال�سخ�سي في غلف كتاب »لويز العدم« با�سم »جاكلين العدم« �ساحب جملة »لوكي« تن�ص ولم الحقيقي(. ا�سمها )جاكلين هــذه تــكــن »لـــم : الــكــتــب منها ت�ستعير كــانــت الــتــي المكتبة، كنت في حياتي. اأي�سا محطة كانت بل مــلذا المكتبة فقط اأظــل فيها، فــي كثير مــن االأحــيــان، اإلــى �ساعة االإغـــلق. كان »اإ�سكملة« باالأحرى كان اأو الرفوف، من بالقرب مقعد ثمة

كبيرة، كنت اأجل�ص عليها من اأجل ت�سفح الكتب واالألبومات الم�سورة. كنت اأت�ساءل اإن كان على علم بوجودي. بعد ب�سعة

اأن يتوقف عن قراءته، ينطلق بجملة، وهي اأيــام، ومن دون الحقا، �سعادتك؟« تجدين هــل »اإذا، الجملة: نف�ص دائــمــا

قال لي اأحد االأ�سخا�ص، وبكثير من الثقة في النف�ص، باأن االأ�سوات. رنة هو ره تذك يمكننا ال الذي الوحيد ال�سيء

اإال اأنني، ال اأزال اليوم، وخلل ليالي االأرق التي اأعي�سها، اأ�سمع كثيرا ال�سوت ذا النبرة الباري�سية - �سوت ال�سوارع

المنحدرة- وهو يقول لي: » اإذا، هل تجدين �سعادتك؟« هذه الجملة لم تفقد �سيئا من لطافتها ومن لغزها«!

ــعــريــة �ــشـــاب ـــي ـــغ ال

»مقهى فــي الـــ�ـــشـــبـــاب الــ�ــشــائــع« لـ»باتريك

مــوديــانــو«

■ ه�سام بن�ساوي*

Page 32: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ32

وتعرفت المقهى، عالم »لــوكــي« اقتحمت الغريبة، وطباعهم رواده معظم على ب�شرعة رافائيل موري�ص الكاتبين: على خا�ص، وب�شكل من يتم�شى كان الأخير هذا اأدام���وف. واأرثير اأن اأح��ي��ان��ا، منها، يطلب ك��ان ج����وارب. دون ترافقه من المقهى اإلى فندقه، لأنه كان يخ�شى

الم�شي وحده، في الليل.

اأرجنتين، �شارع »لوكي« في اإقامته مع اأثناء حيث ا�شتاأجرا غرفة في فندق يقع في »منطقة

اأح���د مـــحـــايـــدة«، وحـــيـــث ل يمكن اأن يتعرف عليه هناك، الذين القالئل فالأ�شخا�ص ك����ان ي��ل��ت��ق��ي��ه��م ه���ن���اك من اأمواتا اأ�شبحوا اأنهم الممكن المدنية: الحالة اإلى بالن�شبة اأت�����ش��ف��ح واأن������ا ي����وم »ذات ���ش��ح��ي��ف��ة ق�����راأت ف���ي زاوي���ة مقالة ق�شائية« »اإعـــالنـــات ���ش��غ��ي��رة ع��ن��وان��ه��ا: »اإع����الن ــخــ�ــص يـــدعـــى ــــاب«. �ــش ــــي غ�شكنه في يظهر لم »تــاريــد« ول �شمعت اأخباره منذ ثالثين

اأن الكبرى البتدائية المحكمة وق��ررت �شنة، تعلن اأنه »غائب«. اأريت هذا الإعالن للوكي. كنا في غرفتي، �شارع اأرجنتين. قلت لها اإني متاأكد من اأن هذا ال�شخ�ص كان يقطن في ال�شارع مع نحو ع�شرة اأ�شخا�ص تم اإعالنهم »غائبين«، هم المجاورة البنايات جميع ف��اإن كل على اأي�شا. موؤثثة«. »بنايات كتابة: كلها تحمل لفندقي اأمكنة عبور ل يطلب فيها هوية اأحد وحيث يمكن

للمرء اأن يختبئ بها.

)...(

الذي فبراير، �شهر في اإلى العودة عن فيه توقفت ثلوج ت�شاقطت زوجها، بيت ونحن اإلينا، وخيل كثيرة، فــي �ــشــارع اأرجــنــتــيــن، اأنــنــا جبل في فندق في �شائعان �ــشــاهــق. لحـــظـــت اأنــــه من منطقة في العي�ص ال�شعب م��ح��اي��دة. وم���ن الأف�����ش��ل، ح��ق��ي��ق��ة، الق�����ت�����راب م��ن الو�شط. ال�شيء الأكثر اإثارة للده�شة في �شارع اأرجنتين،

Page 33: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

33 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

العديد اأح�شيت اأنني علما التي الباري�شية ال�شوارع من اأنه ل يتالءم مع ت�شبهه، هو ج��زءا يعد ال��ت��ي المقاطعة �شيئا، ي�شبه يكن لم منها. ال��ك��ل. ع���ن منف�شال ك���ان بهذه الطبقة من الثلوج ينفذ ال�����ش��ارع م���ن ج��ان��ب��ي��ه على اأع��ث��ر من اأن ال��ف��راغ. ع��ل��ي ال�شوارع قائمة على جديد �شوارع لي�شت فقط التي هي محايدة ولكنها ثقوب �شوداء

في باري�ص«.

***وجهة اإلى ال�شفر قررا ال�شيف، بداية وفي اأهمية، اأي لها تعد لم فالأمكنة محددة، غير وي�شبه بع�شها بع�شا: »هدفنا الوحيد من ال�شفر هو التوجه اإلى قلب ال�شيف، حيث يتوقف الزمن وحيث عقربا ال�شاعة ي�شيران دائما اإلى ال�شاعة

نف�شها: الظهيرة«.

فير« تحدث بــ »غي دي »كيزلي« لقاء وعند ع��ن م��الم��ح ب��اري�����ص ال��ت��ي ت��غ��ي��رت ك��ث��ي��را في يقطب وهــو »غــي« فتاأمله الأخــيــرة، ال�شنوات حول ت�شتغل ت��زال ما »ه��ل : و�شاأله حاجبيه، بطريقة ال�شوؤال ت�شاقط المحايدة؟«. المناطق اأنه لم يفهم مغزى تلميحه، ثم اإلى درجة فجة اأعطاه عنوانه في المك�شيك، وطلب منه زيارته وقال المعهود، وق��اره عن »غي« وتخلى هناك، في كثيرا اأفكر لي... »قل نف�شه: يناجي كاأنما

لوكي... ل اأزال اأجهل ال�شبب...«.

كان متاأثرا، وهو الذي كان يتحدث دائما من دون تردد، وبطريقة وا�شحة جدا، اأ�شبح يبحث

عن كلماته.

»اإن���ه���ا ب���اله���ة م���ا اأق����ول لك... ل �شيء يمكن فهمه... حين نحب �شخ�شا ما، ب�شكل حقيقي، يجب اأن نقبل جزءه ال�شبب ول��ه��ذا ال��غ��ام�����ص... ن��ح��ب��ه... األ��ي�����ص ك��ذل��ك، يا

رولند؟..«.

***

وفـــي �ــشــهــر نــوفــمــبــر. في بعد وم��ا �شباحا �شبت. ي��وم على ي�شتغل وهو اأرجنتين، �شارع في الظهيرة، مو�شوع المناطق المحايدة. وكان على موعد مع �شارع مغادرة قرر الخام�شة. ال�شاعة في لوكي �شفي اأنــه له بدا القادمة. الأي��ام في اأرجنتين »واأنه والمراهقة، الطفولة جراحات من تماما للبقاء �شبب اأي ل��دي لي�ص ف�شاعدا الآن من مختبئا في منطقة محايدة«. لكن الجرح الأكبر »لــوكــي«: ه��و �شي�شير حياته ف��ي ين�شى وال��ال »انــطــالقــا مــن هــذه اللحظة حــدث غــيــاب في بالفراغ اإح�شا�شا لي ي�شبب لم ف��راغ، حياتي، كل النظر. تحمل اأ�شتطيع اأكن لم ولكني فقط وهذه ومتوهج. حاد ب�شوء يبهرني الفراغ هذا

الحالة �شتظل على هذا الأمر، حتى النهاية«.

كانت »لوكي« موجودة في الغرفة مع �شديقتها اإلى خرجت الميت، ب��راأ���ص الملقبة »جانيت« ال��دراب��زي��ن. ف��وق م��ن �شاقا و�شعت ال�شرفة. حاولت �شديقتها اأن تم�شك بها، لكن بعد فوات الأوان. كان لديها الوقت للتلفظ ببع�ص الكلمات، كما لو اأنها كانت تكلم نف�شها، كي تمنح لنف�شها

ال�شجاعة: »انتهى الأمر. ا�شت�شلمي للتراخي«.

Page 34: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ34

عن واوي(، مجموعة ق�س�سية �سادرة حديثا )�سيد بيروت، عام واالإعــلم في والتوزيع للن�سر )بي�سان( دار

2013م، للكاتب واالإعلمي ال�سعودي هاني الحجي.

ن�سا ع�سر خم�سة نــحــو مــن المجموعة هـــذه تــتــكــون ق�س�سيا جعلت من البيئة )االإح�سائية( بعمقها التاريخي

والدينية والمعرفية االجتماعية وبجوانبها والح�ساري، المحور الرئي�ص، الذي تتحدث عنه هذه الق�س�ص باأ�سلوب

مــتــمــيــز؛ يــنــبــئ عــن اعــتــمــاد كــاتــبــه عــلــى مــخــزون تــاريــخــي وح�ساري وثقافي ومعرفي كبير، وعن امتلكه مهارة فائقة بال�سكل وطرحها المخزون هــذا عنا�سر عــن التعبير فــي وحقائقه؛ ومادته التاريخ مع يت�سادم ال الــذي المنا�سب، الما�سي لفل�سفة المعقدة المتاهات في القارئ يقحم وال بقدر نتائجها، كانت مهما ومجرياتها واأحــداثــه، بوقائعه ما كان يحاول من خلل طرحه هذا اأن يت�سالح مع واقعه بين العام التكاملي التوافق عنا�سر يوجد واأن المعا�ص، – ذاتــه الوقت – في مبتعدا وحا�سره؛ المجتمع ما�سي عن النزعات االأحادية ذات الميول النا�سزة، وعن اللهجات الخطابية المتقعرة المكرورة والمملة في اآن واحد، والتي زمــان اأي فــي مجتمع الأي االجتماعي الن�سيج ترتقي ال

ومكان، بقدر ما تنب�ش خيوط هذا الن�سيج، وتوقع التنافر الحاد فيما بينها.

في الحجي عتــه مجمو

لق�شـ�شـيـــة اواوي( )�شيد

بين النزعتين نية حا و لر ا «» ة خر ل�سا ا و

■ حمد حميد الر�سيدي*

اجلوبة - �ستاء 1436هـ34

Page 35: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

35 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

اأي�����ش��ا ع��ن دراي����ة ال��ك��ات��ب دراي���ة ك��م��ا تنبئ العامة الحياة بمظاهر الدقيقة ومعرفته وا�شعة، للمجتمع )الإح�شائي( من نواح متعددة: اجتماعية

وتاريخية واقت�شادية ودينية وح�شارية... اإلخ.

ول �شك اأن معرفة الكاتب معرفة كافية لمجتمع تغريه الكتابة عنه، مهما كانت مادتها ومو�شوعها هو اأمر في غاية الأهمية، ومن الأ�ش�ص التي يقوم عليها نجاح هذا الكاتب اأو ذاك في اأي عمل يقدمه

للقارئ، وفي اأي زمان ومكان.

ه��و )م���راآة ي��ق��ال: – ك��م��ا – اإذا ف��ال��ك��ات��ب واأكثر بيئته، من قربا اأكثر كان وكلما ع�شره(، �شدقا اأكثر عنها كتابته كانت باأهلها.. الت�شاقا

وواقعية وو�شوحا.

من اأما وم�شمونه، الطرح حيث من كله هذا حيث ال�شكل، فقد تنوعت ن�شو�ص هذه المجموعة بين )الق�ش�ص الق�شيرة( و)الق�ش�ص الق�شيرة

جدا(.

تنوع على الكاتب حر�ص ال�شكلين كال وف��ي بين التعبير اأ�شاليب وتعدد ال�شردي، الخطاب الأح���داث وع��ن اأدواره�����ا، ح�شب ال�شخ�شيات ووقائعها في جميع ن�شو�ص المجموعة، التي تراوح الو�شفي الأ�شلوبين وبين حينا، المبا�شرة، بين

والحواري، حينا اآخر.

المجموعة ه���ذه ن�شو�ص يت�شفح م��ن اإن بنزعتين حافلة جميعها اأنها يجد الق�ش�شية، وا�شحتين تخيمان على الجو العام لهذه الن�شو�ص

هما:

1-النزعة الروحانية

وهذه النزعة وا�شحة تماما، اإذ ا�شطبغت لغة تدينه، خاللها من اأظهر دينية ب�شبغة الكاتب وممار�شة ال��روح��ان��ي التفكير ف��ي وا���ش��ت��غ��راق��ه

بالن�شبة ال��دي��ن��ي ال��ج��ان��ب واأه��م��ي��ة ط��ق��و���ش��ه، بناء في الرئي�ص العامل هو اأنه وكيف للمجتمع،

حياة اأفراده.

الأ�شا�ص المعيار ذل��ك- اإل��ى -اإ���ش��اف��ة وه��و جميع في واأعمالهم واأقوالهم �شلوكياتهم لتقييم والأخ��روي��ة؛ الدنيوية حياتهم ب�شوؤون يتعلق ما الأم��ور رذائ���ل ع��ن بالنف�ص �شمو كذلك اإن��ه ث��م و�شفا�شفها في الحياة الدنيا، والموجب ل�شبرها الحياة، اأو ي�شيرها في هذه تجاه كل ما يحزنها ال�شامية النف�ص هذه تجده �شوف لما وا�شت�شعار الآخ��رة نعيم من كله ذل��ك مقابل في ال�شابرة

و�شعادتها الأبدية.

وعلى – الكاتب اإن ب��ل فح�شب، ه��ذا لي�ص العك�ص من ذلك – قد اأورد اأي�شا من خالل بع�ص مجموعته، في ونماذجها الق�ش�شية ال�شخو�ص للجانب المجتمع عنا�شر بع�ص ا�شتغالل كيفية رغ��ب��ة في اأف����راده، ف��ي ح��ي��اة واأهميته ال��دي��ن��ي، النماذج، ه��ذه مثل مع المجتمع تعاطف ك�شب اأي اأو تحقيقها يريد غاية اأي تجاه م�شاندته اأو

اإ�شكالية تواجهه.

�شخ�شية فــي لنا يتمثل النموذج هــذا ومثل ا�شمها حملت التي الق�شة وهي واوي(، )�شيد

Page 36: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ36

العجيبة ال�شخ�شية هذه اإن اإذ ككل، المجموعة )البوهيمية(، هي نموذج وا�شح يجمع بين الدين وقيمه و�شعائره وطقو�شه، من جهة، وبين ا�شتغالله في الوقت ذاته للجوانب الدينية في حياة المجتمع وتاأثيرها عليه، لك�شب وده وتعاطفه تجاه اأي مبداأ

يوؤمن به اأو غاية ين�شدها، من جهة اأخرى:

)�شيد واوي ظاهرة غريبة في مجتمع الأح�شاء في يدخل كان الرتيبة. الحياة على اعتاد الذي نقا�شات مع الجميع، ويختلف معهم، اإل اأنهم كانوا �شاللة من �شيد فهو اختالفاتهم، رغ��م يحبونه احترامه، ولــه و�شلم، عليه اهلل �شلى الر�شول،

�شوى مهنة يجد ل��م الأح�����ش��اء اإل��ى ع��اد عندما بها، وجهه م��اء ويحفظ منها يقتات الخطابة �شلوكيات ينتقد بداأ لكنه �شجيا، كان �شوته لأن المجتمع في خطبه، والمجتمع الإح�شائي لم يتقبل

هذا النقد ال�شريح.

بال�شفقات يكون ما اأ�شبه يعقدون كانوا فهم فلم النقي، ه��و المجتمع واأن ،... الماللي م��ع اأ�شحاب فرف�ص واوي؛ �شيد �شراحة يحتملوا عبا�ص حجي عند للعمل وانتقل قراءته، الماآتم في بيع الخ�شار، بعد اأن عطف عليه ب�شبب جوعه

وفقره...()١(.

برموز وغنية الجوانب، متعددة �شخ�شية اإن كثيرة ك�شخ�شية )�شيد واوي(، ل يمكن اأن نقول من ل نف�شها، مع متناق�شة �شخ�شية اإنها عنها ما بقدر اأفعالها، حيث من ول اأق��وال��ه��ا، حيث الظروف �شنعتها �شخ�شية اإنها نقول اأن يمكن واقت�شادية وت��اري��خ��ي��ة اجتماعية المحيطة: ودينية، واإن الجانب الديني، تحديدا، هو العامل الرئي�ص في بنائها وبروزها، حتى واإن جعلت من دنيوية لغايات مو�شلة و�شيلة اأحيانا الدين هذا

تعد – اأ�شا�شا – من الحقوق المباحة لها.

وهذا بدليل اأنه )لم يجد مهنة �شوى الخطابة وبدليل ب��ه��ا(!! وجهه م��اء ويحفظ منها يقتات للعمل عند حجي عبا�ص في اأنه )انتقل اآخر هو جوعه ب�شبب عليه عطف اأن بعد الخ�شار، بيع

وفقره.. اإلخ(.

وربما كان لهذه ال�شخ�شية ن�شيب من ا�شمها العربية: ثقافتنا الماأثورة في الحكمة تقوله كما اأمعنا لو اإننا ا�شمه ن�شيب(، بحيث له من )كل ن�شبة اأن لوجدنا )واوي( �شيد ا�شم في النظر ذات كثيرة اأ�شياء لنا يعني )الــواو( لهذه ا�شمه بع�شها على ومعطوفة ب�شخ�شيته، وثيقة �شلة

Page 37: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

37 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

والخطيب الدين، رج��ل فهو العطف: )واو( في الم�شقع، وهو المكافح اأو المثابر من اأجل اكت�شاب )لقمة العي�ص(، وهو المنتقد ل�شلوكيات مجتمعه. بال�شوؤون الخبير اأو ال�شيا�شي كذلك اأن��ه كما

ال�شيا�شية... اإلخ.

2-النزعة ال�ساخرة

اأي�شا وا�شحة تمام الو�شوح في ن�شو�ص وهي – ت�شير في ذاته الوقت – في وهي المجموعة، بها تلبد التي )ال��روح��ان��ي��ة( للنزعة م��واز خ��ط الم�شهد اأك�شبت العام لهذه الن�شو�ص، وقد الجو عمقا اأكثر جديدة، اأبعادا برمته العام ال�شردي

واأو�شع اآفاقا!!

لت�شمت – ب�شراحة – النزعة ه��ذه ول��ول بحت، وديني روحاني بطابع جميعها الن�شو�ص ي��ح��دده �شيق اإط���ار ف��ي نف�شها على ولنغلقت المغرقة وطقو�شه المت�شامية، وروحانيته الدين يعني ما الح�شي؛ الواقع عن بعيدا تاأمالتها، في وراء فيما و)���ش��رح��ان��ه��ا( و�ــشــرودهــا انهماكها الطبيعة اأو الالوعي، وهذا ما يوؤدي في نهاية الأمر والمحيط المعا�ص الفعلي واقعها �شلخها عن اإلى

بها، وكاأنه ل يعنيها في �شيء.

كثير في ال�شاخرة( )النزعة هذه لنا وتت�شح من ن�شو�ص المجموعة، اأهمها �شخ�شية الدكتور الكاتب عليه اأطلق كما منحا�ص( بن )مقحا�ص )ك��اري��ك��ات��وري��ة( بطريقة ال��م��رك��ب ال���ش��م ه��ذا مقحا�ص الدكتور اأنا بنف�شي: )اأعرفكم �شاخرة: في ال�شمالي. الفريج في ولــدت منحا�ص... بن يوم ولدتي توفي عمدة القرية، واأجه�شت بقرة اأم

كاتب من ال�شعودية. *)١( المجموعة، �ص ٨، �ص ٩.

)٢( المجموعة، �ص ١٩، �ص٢0..

المدر�شة �شقط التحاد �شحيلة، وفي يوم دخولي ويعلقون ي�شمونني اأ�شبحوا وبعدها ال�شوفيتي..

علي »منحا�ص بن المنحا�ص«.

اإل��ى اأ���ش��ل اأن عليكم...ا�شتطعت اأط��ي��ل ل الثانوية، من لتخرجي كبير جهد بعد الجامعة وفي اليوم الذي قبلت فيه بالجامعة، بداأت حرب الخليج الثانية، قد تعتقدون اأني طالب مهمل حتى دخولي وحتى البتدائية درا�شتي فترة ت�شتمر ال�شوفيتي التحاد هزيمة فترة بطول الجامعة، ب�شبب ال��درا���ش��ي ت��اأخ��ري ول��ك��ن باأفغان�شتان، موؤامرات مدر�شي الدين �شدي، كانوا يقولون عني العربية الأمتين على خطر وتخرجي اإمبريالي،

والإ�شالمية...()٢(!

لن�شو�ص ال���ق���ارئ ي��ج��د ال��ن��ح��و ه���ذا وع��ل��ى مجموعة )�شيد واوي( خلوها من النبرة المتعالية، الم�شطنعة، والنفعالت المتكلفة، والخطابية وانعتاقها من اأر�شيفية التاريخ القاتمة و�شراعاته ب��روؤى الما�شي وفل�شفة الم�شتهلكة، وجدلياته

مفتعلة قد ل تمت للحا�شر ب�شلة.

الكاتب قيام ه��و ال��ق��ارئ، يجده م��ا ك��ل واإن��م��ا نف�شها ع��ن للتعبير ل�شخو�شه المجال باإف�شاح ما ك��ل تجاه وم�شاعرها مواقفها وع��ن بنف�شها، ان�شيابية في المبا�شر تدخله وع��دم بها، يحيط من يحاول بحيث وت�شل�شلها، وترا�شلها الأح��داث وراء هذا كله عدم اإقحام نف�شه وراأيه وعاطفته على على يوؤثر ل كي الطبيعية، واأدواره��ا ال�شخ�شيات حرية كل من هذه ال�شخ�شيات على حدة، ومرونتها، والدور المخ�ش�ص لكل منها واأهميته ال�شرورية في

بناء م�شهد �شردي متكامل في نهاية المطاف.

Page 38: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ38

ن�ص كــل عــد على النقدية الــدرا�ــســات اأغــلــب »تتفق واالإيحاءات، الــروؤى، من �سعري جيد ف�ساء ال متناهيا

وال�سور التاأويلية الغزيرة التي ي�سب معظمها في بوؤرة الــذي والت�سدع النف�سي، والت�سظي الــدرامــي، الــ�ــســراع

اإلى �سوتين يحاور كل كثيرا ما تن�سق بموجبه الق�سيدة منهما االآخر«)1(؛ وهذه االأبعاد الثلثة نلم�سها في تجربة

واالحتبا�ص الــتــاأزم حــد و�سلت ال�سعرية، اللغافي محمد اأن ويبدو �سقيا«)2(. »ي�سقط االأخــيــر ال�سعري منجزه في

التمثل بالجنوح نحو اأكثر التجربة من�سغلة ن�سو�ص هذه اإزاء وكاأننا المعتم، العدمي االأفــق على منفتحة الدرامي، ذات اأن والواقع �ــســوداوي؛ تراجيدية نحو كل ما هو رحلة ال�ساعر مثقلة بالتفا�سيل والتوحد مع زمن طحلبي، ال ينم عن قرب االنعتاق من بوؤر االحتدام الدرامي. اإننا اأمام تجربة حالة المتلقي ذهــن فــي وتــتــرك تراجيدية، بــروؤيــا تنطبع بالعنوان بدءا بالتفجع واالنك�سار، واالإح�سا�ص ال�سرود من »ي�سقط �سقيا«، الذي يحيل اإلى الوجه التراجيدي لل�ساعر، مجازيا ف�ساء ككل، ال�سعرية التجربة فــي يتج�سد وهــو معتما، ي�سل حركة المعنى ال�سعري، ويدفعه لل�سقوط في ال�سلبية والفو�سى، وهذه التجربة ال يمكنها التجلي خارج

بل للأ�سياء، اللغافي بمعزل عن نظرة محمد اأو الروؤيا، م�ساحبتها عــن ف�سل جنائزية، الإ�ــســارات عاك�سة تــاأتــي

لكينونة ه�سة، ال تقوى على التخل�ص من �سطوة الزمن.

الحتدام الــــدرامــــي

وتـــ�ـــشـــظـــي الـــــداللـــــة

قــــــــــــــراءة فـــي ديـــوان »يــ�ــشــقــط

ـــقـــيـــا« �ـــش

■ ر�سيد اخلديري*

اجلوبة - �ستاء 1436هـ38

Page 39: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

39 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

تت�شاعف الأ�شئلة، جوهر في ال�شقوط بهذا »التوغل ي�شتدعي ما ال��وج��ودي، القلق ح��الت في وال��غ��و���ص وا�شتبطانه الن�ص، اأع��م��اق ف��ي لم التي اأ�شراره على الوقوف اأجل من عالمه، يقلها المبدع �شراحة -الم�شكوت عنه- و�شماته ال��ق��ارئ اإل��ي��ه��ا يتو�شل ل ق��د ال��ت��ي الجمالية العابر«)٣(؛ �شحيح، اأن هذه التجربة ال�شعرية لم تتجاوب ب�شكل مطلق مع العالم، لكنها »تنطوي ع��ل��ى م��ب��داأ ال��ت��ج��ري��ب ال��الم��ح��دود ف��ي اللغة �شورة في للمتلقي نف�شها وتقدم والأ�شكال«)٤(،

الح�شور والثبات في مدونة ال�شعر الإن�شاني.

1. البناء الدرامي

النفاذ من تمكنه ب�شيرة ال�شاعر يمتلك ومختلف؛ مغاير ب�شكل وروؤيتها الأ�شياء، اإلــى »فلم يعد ذلك الملهم الذي يهبط عليه الإلهام واإنما بالغيبوبة، اأ�شبه حالة في وهو ال�شعري، اأ�شبح عليه اأن يبذل اأخل�ص الجهد واأ�شناه في منحه التي الفذة الموهبة تلك ا�شتغالل �شبيل �شميم اإلى النفاذ من تمكنه والتي اإياها، اهلل فالموهبة �ــشــواه«)٥(، ي��راه ل ما وروؤي��ة الوجود، والإح�شا�ص المكابدة بل �شيئا، تفيد ل وحدها المعنى يمنحان ال��ل��ذان هما ال��وج��ود، بنب�ص ال�شعري قوة في الإيحاء والتعبير ال�شادق، وهذا ينطبق فهو اآخــر، دون �شاعرا يخ�ص ل القول العربية الق�شيدة اأن �شيما ال�شعراء، كل على ومحمد كثيرة، ومنعرجات ماآزق من تمر الآن ال�شعرية تتاأ�ش�ص تجربته اأ�شرنا- اللغافي -كما بغية الدللة، وت�شظي الدرامي الحتدام على لملمة الداخل وحفظه من النهيار، �شمن حركة الوجودي، وقلقها الذات مفارقات كل ت�شتوعب الم�شطلح ي�شميه ما تلغي »اإنها اأدق ب�شكل اأو النقدي القديم بالغر�ص، وت�شبح الحياة بجميع

هنا، م��ن الــرئــيــ�ــص«)٦(. مو�شوعها مفارقاتها بنبرة تنطبع ال���ذات، ح��ول الق�شيدة تتمركز تفجعية درامية، وتحاول اأن ت�شتوعب كل دللتها ال�شعري ال��ن�����ص وح��رك��ة ال�����ش��اع��ر روؤى وف���ق ال�شاعر يقول الذاتي، الن�شطار بفعل المدفوع

في ق�شيدة »كلها.. كاذبة يا اأبي«)٧(:

اأبييا اأبي

ال�سماءتمطر بالكاد

وجعاوعيون الكادحين

بائ�سةكما

ورقة الخريفي�سقط القلب

على عتبة الريحواالأنباء هذا الم�ساء

كاذبةلغة الحب كاذبة

االأيامومدينتي حين تبت�سم

كاذبةحتى اأمي

حين تطمئنني عن وطنيكاذبة

ق�سائد االأملواالأحلم

والروؤىواأنا�سيد االأطفال

والفتات ال�سلموالوعود

ومواثيق ال�سلمكاذبةيا اأبي

Page 40: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ40

يا جرحي الغائريا عمقي الدفين

ما علقة ال�سمت بن�ساز االأمكنة...؟

هذه مفا�شل كل في دراميا ت�شعيدا نلم�ص الق�شيدة/ البكائية. البداية تت�شربل في النهاية، وتر�شي بنيتها �شمن �شيرورة كبرى من الحركات ال�شاعدة اإلى ذروة الروؤيا ال�شعرية؛ ل �شيء يوحي ي�شرخ يعلو، ال�شاعر �شوت وح��ده ب��الن��ف��راج، اإن كل �شيء باطل وزائف، ويك�شف ملء الحياة: على الكثير من المفارقات التي »تحنط« ال�شعور الزمن �شطوة تتنامى المقابل، ف��ي ب��الأم��ل.. وهي تع�شف بكل الأماني والأحالم والروؤى التي »الأب« اأن يبدو ما وعلى ال�شاعر، قلب يحملها والمثالية، ال�شدق على يحيل ودللته، برمزيته محاولة وزي��ف��ه��ا، الحياة تقلبات مواجهة ف��ي ر�شم �شورة قاتمة، و�شوداوية للوجود، عن طريق على درامية بتوجهات ال�شعرية الذاكرة �شحذ �شكل �شراع بين الذوات، اإنها ق�شيدة تروم بناء ت�شل�شلي، �شعري نف�ص ا�شتدعاء عبر الطباقات من اآخ��ر، اإلى �شد من ال�شعري بالمعنى ينتقل دون �شعور بالرتابة، بل يتحرك وفق اإيقاع منتظم الن�شية وال��ب��ن��ى والجمل ال�شور لكل ومنظم والجمالية، داخل ت�شعيد درامي يعلو ويتقدم اإلى الأمام، حتى يتك�شر على عتبات ال�شمت كو�شيلة

احتجاج وتمرد على تناق�شات الحياة.

تجديد م��ن يجعل اأن ال�شاعر ح��اول »لقد التجربة وعنا�شرها الإبداعية طريقا لكل كتابة كتابته يفتح اأن ح��اول اأن��ه يعني وهــذا �شعرية، تلك على مجالت هام�شية بالن�شبة للمو�شوعات التي باتت م�شتهلكة بكثرة من طرف العديد من

ال�شعراء«)٨(.

الكتابة �شياقات اإل��ى يحيل بذلك وال��ق��ول

ت�شتمد فهي ال��ل��غ��اف��ي، محمد عند ال�شعرية طاقاتها التعبيرية من هواج�ص القلق الوجودي؛ وكاأي تجربة، ل بد لها من جذور اإبداعية ت�شتند الموجه فهي والتوالد، الولدة عملية في عليها والموؤ�ش�ص للحياة والكتابة. من هذه الت�شورات عن ب��ع��ي��دا الق�شيدة معاني ال�شاعر يعجن ال�شقوط في �شلبية الجترار والمحاكاة، بل عن »فال�شاعر ال�شعرية، الولدة بقيمة وعي متجذر هو حار�ص الأ�شياء المفقودة«)٩(، ومن ثم، فاإنه والبحث التقليدية، الخطابات بتجاوز مطالب من وت��ح��ري��ره��ا ب��ال��ذات، ال�شلة تجديد ع��ن

الجمود والعتمة.

لكن هذه الأبعاد الجديدة التي ي�شر محمد اللغافي على ا�شتنباتها في ف�شاءاته ال�شعرية، ل ينبغي لها التقوقع والتمركز في تيمة واحدة، بل هو معني في البحث لها عن اآفاق خارج الذات، واإن بدا الأمر �شعبا، نظرا لأن التجربة ال�شعرية الــذات بهواج�ص وثيق ارتباط لها ال�شخ�شية هو ال�شرط بهذا »فالوعي واإذا، وت�شدعاتها؛ وعي بالنقالبات الكبرى التي حدثت في الن�ص الكبير ال�شعري اأو المعرفي والقلب ال�شعري، الذي حدث في الكتابة ال�شعرية المعا�شرة«)١0(، فقد كان لهذا ال�شقوط في بنية تفجعية درامية اأن��ه��ا كانت ال����ولدات الأول����ى؛ �شحيح اأث��ر ف��ي خافتة مقارنة مع الديوان الأخير، اإل اأنها تنبئ المتلقي بح�شور ال�شقوط في وعي ال�شاعر، لكنه يحمل �شورة للمبدع الإن�شاني والتراجيدي؛ ففي ت�شوري، ل يمكن للمعنى ال�شعري اأن يكتمل من ورف�ص ال���ذات، بنية في ارت��ج��اج اإح���داث دون والــروؤى، والأ�شياء. للعالم ونظرتها م�شلماتها ول ريب اأن الق�شيدة عند محمد اللغافي تعي�ص داخل بنية من التفتت والتال�شي، وبموجب ذلك

Page 41: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

41 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

والغ��ت��راب، الحلم من م�شارا لنف�شها تر�شم ا�شتراطاتها يحدد درامي لبناء خا�شعة وتظل ال�شرح تن�شف هذا فتئت »ما فهي وم�شيرها؛ ال�شامخ من الداخل، موؤ�ش�شة قيمها ومنظوراتها

في محاولة الإجابة عن اأ�شئلة جديدة«)١١(.

2. ت�سدع الداخل

الدرامي بالت�شكل -�شمنيا- الداخل يتعلق اإنها المدار القول اآخر يمكن للق�شيدة، بتعبير المجموعة ن�شو�ص اأغ��ل��ب فيه تتحرك ال��ذي ال�شعرية، فهذه المكت�شبات لم تكن وليدة اليوم، ال�شعرية المتون ف��ي اأول���ى اإره��ا���ش��ات لها ب��ل عليها يتاأ�ش�ص قلنا- كما - وال��ت��ي ال�شابقة، اإ�شافة ال��درام��ي، البناء في وال��ت��درج التحول الذي التفتت بهذا يجهر فال�شاعر ذل��ك، اإل��ى يقول: ال�شعرية، تجربته م��دار على ي�شاحبه كل القيا�شات.. كل ال��وح��دات.. كل »فلتجهر العوالم المنك�شرة.. المن�شطرة.. كل الأفواه التي ل لجام لها.. لتجهر.. بانتكا�شة اأول حلم...«)١٢(، ظل في ين�شاأ اأن يمكن ل ال�شعر »اأن وال��واق��ع، عذابات من واإنما والطماأنينة«)١٣(، البال راحة

تختزل بكاء الروح واأنين ال�شدر.

الدفقات ك��ل منه تنطلق منطق اأم���ام اإن��ن��ا حتى والتوهج، بالتوتر ال�شاعر يمد ال�شعرية، تتحول الطاقة التي تنمو في الداخل اإلى مدارات والأ���ش��وات، والكلمات ال�����ش��ور فيها تتحرك يرتبط اأن ال�����ش��ي��اق، ه���ذا ف��ي ه��ن��ا وي��ع��ن��ي��ن��ا بحالت اللغافي محمد عند ال�شعري المعنى على بناء ثم والهدم، والغتراب التال�شي من الكائن بجدلية م��دف��وع بناء لكنه الأن��ق��ا���ص، في نا�شك بو�شايا والحلم، بالواقع والممكن، ق�شيدة« في ال�شاعر يقول الق�شيدة، هيكل

اأقتفي اأثرا ما....«)١٤(:

»تهدمين ما بداخلي من معابد«واأنا

اأ�سيد فيك معبدياأقتفي اأثرا

ترك و�سمه على ج�سد م�سرجفي دمه«

والبنائية الدللية قيمتها لها حركة كل هنا ثم الهدم النهاية: حتى البدء منذ والجمالية، البناء، وهذه ال�شور تتنا�شل معلنة تلك العذابات عبر امراأة اأثر يقتفي وهو ال�شاعر يعي�شها التي ممرات الحلم، وا�شح اأن »ال�شاعر ل يرى المراأة يراها واإنما واأع�شاب، ودم لحم من مخلوقة للجوامح وفقا المقادير �شاغتها نورانية �شبيكة من اأهوائه ال�شاميات«)١٥(، لكن لماذا هذا العزف على وتر التفجع والحزن، حتى في اأكثر اللحظات ت�شوري- -فــي الظاهرة هــذه �شبب انفراجا؟ كلي ب�شرخ م�شابة ه�شة، داخلية لبنية راج��ع وباأعطاب التف�شخ والتفتت، ودوما هناك فراغات في الذات ل يقدر على ملئها لأنها ولدت مملوءة

بالعذابات والفواجع، يقول ال�شاعر)١٦(:

فاتنة اأنتمقبلة على كل تفا�سيل الحب

واأنا كهليعد ج�سدي تفا�سيل خيباته

فاتنة اأنتواأنا اأ�سكن ج�سدا اأثريا

يمتد الطين يائ�سابيني وبينك

يتف�سد حزنييمتد ع�سقي الجنوني.

3. اللغة والمق�سدية

Page 42: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ42

تعامل محمد اللغافي مع بمنطق ق�شائده في اللغة الدللية الأبعاد مع يتالءم اختارها قد فهو والبنائية، فاللغة وتجربته؛ روؤيته وفق »لي�شت اأدوني�ص يقول كما لغته لي�شت ال�شاعر، ملك من يغ�شلها م��ا ب��ق��در اإل اآث����ار غ��ي��ره، وي��ف��رغ��ه��ا من في امتلكوها ال��ذي��ن ملك المبدع اأن وبما الما�شي، وال�شتباق، بالروؤيا يتحدد التي ال�شعرية ال��ل��غ��ة ف���اإن

يفرغها ما بقدر اإل لغته تكون ل ي�شتخدمها ومن بالم�شتقبل.«)١٧(، وي�شحنها ما�شيها، من هذا المنطلق، ن�شتطيع القول اإن محمد اللغافي معجم مــن لغته يمتح �شعريا اأ�شلوبا يمتلك رو�شي ع��ب��دال��ه��ادي - عك�ص فهو ب��ه، خ��ا���ص بقدر اللغوي، الف�شيف�شاء عن يبحث ل مثال- لحظة ي�شحنها لكنه ب�شيطة، لغة ي�شتخدم ما اأ�شلوبية- تفجرية، انطالقا من اإبداعه ب�شمات تردد يعني ل وهذا ومناخه؛ ومقروئيته ثقافته معجم �شعري بعينه، بل راهن على تعدد الروافد

اللغوية، بما يخدم دللة المعنى ال�شعري.

ــــى ديـــــوان »يــ�ــشــقــط �ــشــقــيــا«، وبـــالـــرجـــوع اإلوال��ت�����ش��دع ال��ق��ل��ق م���ف���ردات هيمنة �شنلحظ تمت�ص- يــتــفــتــت- ــظــى- ــش ــ� )اأت والغــــتــــراب: اإل��ى ت�شير اأف��ع��ال وه��ي ينق�شع-...(، تتفتق- هذا الحتدام الدرامي الذي ي�شكل بوؤرة المعنى نهائيا تتخلى هنا الأفعال بنية اأن مع ال�شعري، عن وظائفها الماألوفة، لتقوم بالربط بين الذات ودللت الن�ص ال�شعري؛ اإنها تت�شاعد، وتتناغم

الق�شيدة، ا�شتراطات مع لحركات م�شرحا فت�شبح عن ف�شال م�شتمر، ت��وال��د انخراطها في حركة الإيقاع ال���داخ���ل���ي؛ وت��ب��ع��ا ل��ذل��ك، ت�شير اللغة ال�شعرية نظاما والتجربة لالنفعال ناقال والروؤيا. �شحيح اأن ال�شعرية الجديدة، لذت بالفراغات م��ا اأو ال����ح����ذف، ون���ق���ط »�شعرية بـــ عليه ي�شطلح ل ــك، ذل اأن اإل البيا�ص«، يعني التخلي عن اللغة، ففي »كل ق�شيدة عظيمة ق�شيدة ثانية هي اللغة«)١٨(، ومحمد اللغافي راهن على »بالغة البيا�ص« كلغة ل�شبط كو�شيلة الحذف، نقط من فاأكثر ثانية، ال�شعرية، اللغة تجديد نف�ص واأخ���ذ ال��داخ��ل، نوعا تفر�ص الدرامية الم�شاهد توالي اأن �شيما م��ن ال��ه��دن��ة م��ع ال�����ذات.. ح��ت��ى ت��ن��دف��ع دللت »اأن ذلك ومق�شدية، بتدفق الأم��ام نحو الن�ص و�شائل ق�شد ولكل اإليه، ترمي ق�شد كتابة لكل واأ�شاليب توظف لإظهاره، واإذا كان الق�شد غير واإع��ادة وت��اأوي��ل بناء اإل��ى يحتاج واإن��م��ا معطى، اإلى دائما يحتاج فاإنه القارئ، قبل من ترتيب معنى اأولي على قدر من الو�شوح لتكون عمليات القارئ- البناء والتاأويل- منتجة وفعالة، واإل فاإن العدم، تقترب من الو�شوح الكتابة حين تجافي الأ�شا�ص هذا وعلى لـــه«)١٩(، مرادفة ت�شير بل الحدود ف��ي لها وج��ود ول منفى، اللغة ت�شير - يحر�ص اللغافي ومحمد والجمالية، الأدائية يقت�شيه بما المعنى اإلبا�ص على الحر�ص- كل ال�شياق، حتى يتمراأى في التجربة الذاتية، ف�شال عن هذا كله، فال�شاعر ل ينجرف مع اللغة كمكون

Page 43: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

43 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

جمالي، واإنما تظل محكومة بدرجة الأداء داخل �شياقات اإنزياحية وتاأويلية.

اأن ل ت�شتطيع الق�شيدة عند محمد اللغافي الوجودي، والقلق الكتابة هواج�ص عن تجيب اليومي م��ن تمتح ال��ت��ي اللغة ه��ذه ع��ن بعيدا مرغما نف�شه يجد فهو التفا�شيل، في والنب�ص خبايا عن تك�شف لأنها اللغة ه��ذه رك��وب على يتتالي �شعري اإيــقــاع بناء فــي وت�شهم الـــروح، ت��ارة، ال���روؤى وح���الت ال�شخب وي��ت��ج��اوب م��ع يبدو ال�شاعر اأن رغ��م اأخ���رى، ت��ارة وال�شكون وال�شفر والــتــ�ــشــدع الت�شظي بفعل مــدفــوعــا

التراجيدي اإلى عوالم الكتابة، ووا�شح، اأن هذه في بال�شعري ال�شخ�شي فيها يتداخل التجربة من قليل بنزر وتوحي ال��ذات، مع مطلق توحد ترخي حياتية، مفارقات ح�شور مقابل الأم��ل، فاإن يكن، ومهما ال�شاعر. نف�شية على بظاللها يمكن ل �شعرية تجربة اللغافي محمد ال�شاعر المغربي، ال�شعري الم�شهد في عليها التقافز للذات، فكان الوجودي الجوهر لأنها ولدت من بالطاقات مليئا �شعريا ديوانا �شقيا« »ي�شقط والأح��الم وال��روؤى، وي�شتح�شر بع�شا من جنون الزمن �شطوة مواجهة ف��ي وطقو�شه ال�شاعر

وتقلبات الحياة.

كاتب من المغرب. *بهاء بن نوار، الكتابة وهاج�ص التجاوز، �ص ٢١٧. )١(

محمد اللغافي، ي�شقط �شقيا، مطبعة انفو برانت- فا�ص- ط ١، ٢0١٢.٢م. )٢(مجلة جديد- تناول في النثر -ق�شيدة المطلقة العربية الق�شيدة في ال�شعرية النبرة م�شلم، �شبري )٣(

الرافد، عدد فبراير ٢0١٤م، ١٩٨، �ص ٦٢. �شلمان قا�شد، ق�شيدة النثر، �ص ٤٥. )٤(

علي ع�شري زايد، عن بناء الق�شيدة العربية الحديثة، �ص ١٢. )٥(محمد لطفي اليو�شفي، في بنية ال�شعر العربي المعا�شر، �ص ٤٤. )٦(

ديوان ي�شقط �شقيا، �ص ٧٧- ٧٨. )٧(يونيو الثقافي، عدد ٩٢٩، ١٧ العلم اإدري�ص عي�شى، ال�شعرية عند الولدة بع�ص رموز من�شف عبدالحق، )٨(

١٩٨٩م.خالد النجار، �شراج الرعاة- حوارات مع كتاب عالميين-، �ص ٨١. )٩(

�شالح بو�شريف، ملف حول« ال�شعر المغربي الحديث غزارة الإنتاج وهزالة التلقي، اإعداد دلل ال�شديقي، )١0(جريدة ال�شباح، عدد ١١٢٣.

قراءة في الخطاب الميتا لغوي عند اأدوني�ص،- ر�شالة جامعية- اإعداد: عالل الحجام، الملحق الثقافي- )١١(جريدة الإتحاد ال�شتراكي-، العدد ٢٨٩.

توطئة »لم يكن بيدي«، الديوان نف�شه، �ص 0٥. )١٢(اأحمد ملحم، التجني�ص في ال�شعر، مجلة الرافد، عدد مار�ص ٢0١٤م، �ص ٦٤. )١٣(

الديوان نف�شه، �ص 0٧. )١٤(زكي مبارك، الع�شاق الثالثة، من�شورات المجلة العربية، العدد ٤٤٢، �شتنبر ٢0١٣. �ص ١٨. )١٥(

الديوان نف�شه، نف�ص الق�شيدة، �ص 0٨- 0٩. )١٦(اأدوني�ص، زمن ال�شعر، �ص ٧٨. )١٧(

نقال عن ظواهر ن�شية، نجيب العوفي، مطبعة النجاح الجديدة، البي�شاء، ط ١، ١٩٩٢م، �ص ٢٣. )١٨(محمد عدناني، بنية اللغة في الم�شهد ال�شعر المغربي الجديد، مجلة عالم الفكر، المجلد ٣٤، عدد يناير- )١٩(

مار�ص، �ص ١١٩.

Page 44: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ44

بالتنوع عــمــومــا الخليج دول فــي الــقــ�ــص فــن تميز اأو الق�ص وتقنيات الفنية االأ�سكال حيث من والتطور

تاأثر هذا الفن االإن�سانية واالجتماعية، وقد الم�سامين االأدبي اإلى حد كبير بالمتغيرات والتطورات االجتماعية،

ت�سارعت التي الخليج دول وال�سيا�سية، في واالقت�سادية، وتيرتها ب�سكل كبير.. وبخا�سة بعد اكت�ساف النفط.

وهذه المتغيرات اأخ�سعت االآداب والفنون والثقافة اإلى بالمتغيرات اللحاق محاولة اإلــى دفعها ق�سرية مــوؤثــرات

اأو الم�سامين الفنية، االجتماعية، ومواكبتها في االأ�سكال االجتماعية، حتى ت�ستطيع اأن ت�سيق الهوة التي حدثت بين الحالة وبين المجتمع في ال�سطحية المادية المتغيرات

الثقافية والعلمية ال�سائدة...

يمتلك الفن الق�س�سي وظيفة فنية اإبداعية واجتماعية ون�سيج فنية، تقنيات خــلل مــن ي�ستطيع بحيث هــادفــة، �ـــســـردي مــحــكــم.. تــقــديــم اأخـــطـــر الــقــ�ــســايــا الــحــيــاتــيــة في

المجتمع.

الخليج في الق�سير للق�ص االجتماعية والم�سامين الــمــاديــة والــتــطــورات بالمتغيرات وثــيــق ب�سكل ارتــبــطــت

هموم عن الم�سامين هــذه فعبرت للمجتمع؛ الحديثة مركز ب�سكل الم�سروعة وطموحاتهم ومعاناتهم، اأفــراده

ومعبر بو�سوح، وذلك من خلل ال�سمات التي ات�سف بها هذا الفن والتي يمكن اإيجازها بالحاالت االآتية:

ـــا ـــاي ـــش ـــ� قوهــــــمــــــوم

الـــــحـــــيـــــاة الجتماعيةفي فن الق�سة الخلـيـجـيــة

■ م�سطفى حممد علي ال�سويف*

اجلوبة - �ستاء 1436هـ44

Page 45: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

45 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــــدــــــــــــ

ــقـــون

ت ــــــــا

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

شـــــــــرا�ــ

د

الحياتي بالواقع اأ�شا�شا الق�ش�شي الفن ارتباط والمعاي�شة اليومية لالإن�شان الخليجي، زادت من ارتباط المتلقي بهذا الفن، وجعلته يتابعه باهتمام بالغ، ور�شخت

لديه قناعة قوية وثيقة بهذا الفن.بالبيئة والع�شوية الوثيقة الق�ش�شي الفن رواب��ط عن وفعالية بو�شوح يعبر اأن القا�ص مكنت المحلية

معاناته وانفعالته بموؤثرات و�شور بيئة الحياة المحلية.ا�شتخدام الق�شا�ص للغة ال�شرد الق�ش�شي الب�شيطة جعلها المحلية البيئة من وم�شطلحاتها ومفرداتها، والإب��داع��ي��ة الفكرية القا�ص روؤي���ة تو�شيل على اأق���در مواقفه تف�شيالت التعبير عن في اأدق وكانت للمتلقي،

الجتماعية.اأي ت�شمل اأن يمكنها الق�ش�شية ال�شردية واللغة مو�شوع اجتماعي في الحياة، فال�شخ�شيات الق�ش�شية مهمومة اإن�شانية، كنماذج الواقع من الكاتب ين�شجها اليومية و�شراعاتها الجتماعية الحياة بق�شايا دائما

واإرها�شاتها.معظم على التقليدي الق�ش�شي ال�شرد غلبة ورغم المبا�شر، التقريري والخطاب الق�ش�شية التجارب الإن��ج��از، قيد المحلية الإب��داع��ي��ة التجربة ت��زال فما وتحتاج اإلى الوقت لتن�شج معالمها، وتت�شح اتجاهاتها، الفنية واأ�شاليبها باأ�شكالها وترتقي م�شامينها، وتتطور

المتطورة.تجارب الأدب��ي��ة ال�شاحة ف��ي م��وؤخ��را ظ��ه��رت وق��د ق�ش�شية مبدعة، قطعت مراحل بعيدة في هذا المجال، اجتماعية م�شامين اإل���ى المحلية الأط���ر وت��ج��اوزت نذكر حديثة، ق�ش�شية فنية ت�شكيالت ذات واإن�شانية منها تجربة الأدباء: محمد ح�شن الحربي، محمد المر،

عبدالرحمن ال�شجواني، ليلى اأحمد...وقد تعر�شت الن�شو�ص الإبداعية الق�ش�شية للكتاب في الخليج اإلى اأهم مو�شوعات الهموم الجتماعية التي

يعي�شها ويعاني منها المجتمع الخليجي ومنها:التي الظاهرة هذه وال�شعوذة: ال�شحر ق�شية اأول: ارتبطت عموما بالجهل وقلة الوعي، وغياب العلم الذي

اأعطى م�شاحة مهمة لهذه الموؤثرات الغيبية اأن تلعب دورا مهما في الحياة الجتماعية، وت�شكل ظاهرة متخلفة عن ركب التطور الح�شاري، مع ما تخلفه من موؤثرات �شلبية اأن هذه نلحظ لذلك المجتمع، في الأف��راد على عالقة الق�ش�شية الن�شو�ص م�شاحة مهمة في الظاهرة تحتل للمبدعين عند غالبية الق�شا�شين الخليجيين بم�شتويات

متعددة منها:القا�شة با�شمة يون�ص في ق�شة »ا�شتغاثة« تمزج بين واقع وم�شكالت الحياة الزوجية، وق�شية عدم الإنجاب، وممار�شة ال�شحر وال�شعوذة التي توؤدي اإلى تفكك الأ�شرة،

وتوتر العالقات الزوجية وتزيد عذابات الزوجين.الظواهر بين كثيرا يــمــزج الــمــر محمد والــقــا�ــص ال�شحرية غير المعقولة وبين الواقعية الفنية، في�شتخدم ق�شة في كما الجتماعي الهم عن التعبير في الرمز في �شيف مطر �شلمى والقا�شة المو�شيقي«. »الـــدب ق�شتها »هاجر«، ت�شتخدم عوالم الجن ال�شحرية في خلق خالل من الأ���ش��رة.. حياة في وال�شعادة الفرح، اأج��واء تاأثيرها على الزوج الذي يت�شم بعدم التزان النف�شي...

الأ�شرة في والزوجية الجتماعية العالقات ثانيا: الق�شا�ص، عند كبيرا هاج�شا ت�شكل اأ�شبحت التي م�شتوى وارتفاع الهائلة، المادية التطورات بعد خا�شة والعلمية الثقافية الهوة ات�شاع وبعد لالأ�شرة، المعي�شة بين الرجل والمراأة، وبروز طموحات جديدة للرجل في

تعدد الزوجات.والمفاهيم والتقاليد ال��ع��ادات م��ن كثير واأ���ش��ب��ح في للمراأة م��ري��رة معاناة يخلف ال�شائدة التقليدية العالقة الزوجية �شمن الأ�شرة، ومع الرجل تحديدا. وقد عبرت عن هذه المعاناة ب�شكل وا�شح مثال القا�شة �شلمى وال�شندوق »ه��اج��ر خا�شة ق�ش�شها ف��ي �شيف مطر ق�ش�شها في ت�شور الناخي �شيخة والقا�شة الأ�شود«. الرجل اإيقاعا دراميا تعي�ص تحت وطاأته المراأة، وتعاني من �شجيجه، والعالقة بين الرجل والمراأة عندها دائما

�شحيتها المراأة.اأما القا�شة اأميمة الخمي�ص فق�ش�شها تزخر ب�شور و�شكيات من �شياع ومعاناة المراأة، ومن النظرة الدونية

Page 46: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ46

للرجل الذي يمثل �شلطة المجتمع.ق�ش�شها في اأي�شا ت�شور الب�شر بدرية والقا�شة ال��ت��ح��ولت نتيجة دائ��م��ا الم�شحوقة ال���م���راأة ���ش��ورة الجتماعية التي يقودها الرجل المت�شلط والمتربع على

عر�ص ال�شلطة منذ القدم.والقا�شة �شريفة ال�شمالن تبرز قي ن�شو�شها معاناة المراأة من المتغيرات ال�شطحية التي حدثت في المجتمع

التي ت�شتهلك المراأة وت�شحقها �شيئا ف�شيئا.»تاء مربوطة«، العلي في يو�شف القا�شة فاطمة اأما بين دائما والمتوترة الت�شادمية العالقة ت�شور فهي تعاني نظرها وجــهــة مــن فــالــمــراأة وال���م���راأة؛ ال��رج��ل الم�شطهد فيه ت��رى وه��ي ال��رج��ل، قهر من با�شتمرار الكاتبة تعالج وطن« »وجهها ق�شة وفي للمراأة، الأبدي ق�شة وف��ي ال��زوج��ات. ت��ع��دد وم�شكلة ال��رج��ل، ت�شلط ظاهرة خ��الل م��ن ال��م��راأة لهموم تعر�ص ــبــومــة«، »ال

العنو�شة، لكن بحوارات هزلية ولغة دارجة. اأما العالقات الجتماعية عموما بين الرجل والمراأة، كنتيجة �شديد ببطء لكن مكانتها، تاأخذ ب��داأت فقد الرجل تبعية من التحرر وق�شية الجتماعي، للتطور والمراأة للتقاليد، والأعراف ال�شائدة، بقي يتردد �شداه تميزن فقد ال��ق��ا���ش��ات، ل��دى خا�شة ا�شتحياء، على العالقات عن الحديث عند الت�شريح وعدم بالمواربة الجتماعية، با�شتثناء القا�شة ظبية الخمي�ص التي تميز

طرحها بالجراأة وال�شجاعة والمواجهة.ثالثا: وق�شية الموت تحتل م�شاحة مهمة في ن�شو�ص ا�شتثناء دون الجميع يالحق ال��ذي القدر فهو الكتاب، المريرة والأح��زان الآلم يخلف والذي ا�شتئذان، ودون روؤية يتم طرحه �شمن لكن عموما والفقد، الفراق من ق�ش�ص في نرى كما والقدر والإي��م��ان للحياة فل�شفية وق�ش�ص هــادئ«، ر�شيف على »اأم�شيات المر محمد تختار التي الأخــيــرة«، »اليقظة في �شيف مطر �شلمى والكوابي�ص والخوف ال�شياع يعاني رجال لق�شتها بطال

واإرها�شات الموت.

وع��م��وم��ا ك��ان��ت ال��ه��م��وم وال��م��ع��ان��اة الج��ت��م��اع��ي��ة الق�شا�شين غالبية بين وم�شتركة واحدة ومو�شوعاتها والمبدعين في الخليج؛ فهم يعي�شون ذات البيئة والواقع والأ�شاليب المعالجات اأن غير والنتائج.. والمعطيات ومتنوعة ومختلفة متعددة، كانت العر�ص في الفنية والم�شامين ال��روؤي��ة تنوعت كما اآخ��ر، اإل��ى قا�ص من والمبا�شرة والوعي، وال�شطحية العمق بين والم�شتويات

كما نرى في النماذج الإبداعية التية:

النافذة«، على ــار »اآث مجموعتها في محمد فاطمة والإن�شاني، الجتماعي ال��ه��م هاج�ص عليها ي�شيطر بوعي فيها تعالج التي �شباحية« »حكاية ق�شة في كما وجراأة متميزة �شور معاناة الإن�شان من ق�شايا الت�شلط والعالقات الجتماعية، والم�شكالت والظلم والطغيان،

الزوجية والنحراف والف�شاد.

فهي »رائــحــة«، ق�شة فــي اأحــمــد ليلى القا�شة اأمــا القوية وخوفها على وطنها ومجتمعها من تظهر غيرتها الجهل، والتقاليد المتخلفة التي تجعله عر�شة للتحديات غزونا تحاول التي العالمية، والمتغيرات والموؤامرات الإن�شان انتماء واإ�شعاف الوطن، هوية وت�شويه ثقافيا،

العربي لوطنه وتراثه واأ�شالته.

والقا�ص نا�شر الظاهري في مجموعته »عندما ندفن على ي�شيطر الجتماعي الإن�شاني الهم نرى النخيل«، ق�ش�شه التي ي�شور فيها م�شاهد اإن�شانية متميزة بروؤية عميقة، ويبرز اأثر الغربة وال�شقاء والحنين اإلى الوطن، المغترب منها يعود التي الطويلة، الكفاح رحلة ف��ي محمول على نع�شه ج�شدا بال روح. ق�شة »اتهاد. كليج.

بيان«.

م��ت��ع��ددة م��ت��ن��وع��ة ق�ش�شية ت��ج��ارب ن���رى ه��ك��ذا ت�شرب نحو عام تجارب لكنها على الفنية، الم�شتويات ومكوناتها الخليجية، البيئة ف��ي العميقة ج��ذوره��ا

الطبيعية والجتماعية، واأي�شا لها نكهة خا�شة ومميزة.

كاتب من �شوريا مقيم في الأردن. *

Page 47: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

47 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

رةشــــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص ـــــــــ

ــ�شـــــــ

ـــــــــــ�

قـــــــ

اأوجاع علي اأمقا�سم*

■ حمد اأحمد ع�سريي*

لم يخبرني عن ذلك ال�شاب..

ول عن المكان..

ول عن �شر ال�شورة التي ل تفارقه..

م��ع ال��ف��ج��ر، ي��خ��رج اإل����ى م��زرع��ت��ه، ال�شبح وج���ه ي��ف��رك ط��ائ��ر.. كري�شة التراب يدو�ص قدميه. وخ�شونة بلحيته البارد برفق وكاأنه يخ�شى عليه الختناق.

يقول: فوق هذه الأر�ص وقفت �شغيرا،

اليوم اأن��ا وه��ا �شنيني، تناولت وعليها اأ�شتقبل نهارا قد يكون الأخير.

ما اأ�شعب اأن تودع كل الأ�شوات التي وتناديك معك، وتغني ت�شامرك، كانت

عندما تبتعد لتعود من غيابك.

تدفنهم بيديك، ومن ثم تدير ظهرك اإنها �شيئا.. لك يعنون ل وكاأنهم عنهم كما الموت اق��ت��راب فيها ن�شم حياتنا

اأ�سمعه يقول: االأوطــان التي نهرب منها نهارا ثني يوما عن وطنه.. كنت لم يحدونعود اإليها خل�سة مع العتمة ال ن�ستحقها. اإال اأنها تغفر.. ال تحمل بين تربتها اأحقادا

كما نفعل مع بع�سنا..!

لم يكن يحمل اأوراقا تثبت اأنه على قيد الحياة.. مجرد �سورة قديمة كانت ترافقه با�ستمرار ل�ساب نحيل يقف على �سخرة كبيرة، ومن خلفه اأ�سجار كثيفة.

Page 48: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ48

ن�شم المطر..

علي اأمقا�شم

في المطحونين زم��ن م��ن ب�شيط �شبح الأر�ص. عندما يحكي عن زوجته التي �شرقها ال��ط��اع��ون، ف��اإن��ه ي��م��وت اآلف ال��م��رات.. ل يتوقف عن فرك عينيه ب�شموخ الذين يوؤمنون باأن البكاء على الأحبة ل يجلب العار. ما زال اإلى غر�شتها التي الريحان �شجرة يتذكر جوار باب الدار الذي تكون حولهما من األواح

واأعمدة خ�شبية وبع�ص الحبال البالية.

ك���ان دائ��م��ا م��ا ي���ردد اأن���ه ع��ل��ى م�شارف الموت، لم يعد لديه مت�شع من العمر ليحلم.. اأن لتمنى يحلم اأن با�شتطاعته كان لو واأن��ه يلحق ب�شريكته ليهديها ريحانتها التي كبرت، لتغر�شها اإلى جوار ريحانة الجنة التي اأهداها

اهلل.

يعيد وكاأنه طويال.. يم�شي الغروب، قبل لأنه يح�شبها؛ اأن ن�شي التي خطواته ح�شاب والخوف.. والجوع العط�ص �شدة من فقدها

وربما لحزنه على من �شقطوا خلفه.

ع��ن��دم��ا خ��رج��ت م��ن ق��ري��ت��ي اأق��ت��ف��ي اأث��ر المدينة كان ليزال ظال يقترب من �شاعات جوار اإل��ى طويال يجل�ص الأخ��ي��رة. ال��غ��روب �شجرة الريحان، وعندما ت�شتد ال�شم�ص ينتقل

ليجل�ص في ظل جدار بال مالمح. ظل عجوز ل الفناء. على اأو�شك جــدار ظل في يجل�ص يتذكر الوجوه كثيرا، ومع ذلك هو يبت�شم لها وكاأنه ياأذن لها بعناق اأخير ينهي عط�شها بعد

م�شوار طويل من الجفاف.

يقولون اإنه اختفى، بحثوا عنه ولم يجدوه.

�شاهده من اآخر اإنه الأعــرج نا�شر يروي طريق قاطعا كعادته ال��غ��روب نحو يم�شي

الوادي نحو الإ�شفلت، ولم يعد بعدها.

توكاأ على ال�شباح اأنه عندما �شاهد ربما اإلى يلتفت اأن دون وم�شى عابر، �شوء اأول �شيء، ل والآن الريح، بعثرتها التي اأوراق��ه

مجرد ظل واختفى.

وفي الم�شاء، كانوا يتحدثون عنه، يقولون اأبي�ص.. كطيف الظالم خلف �شاهدوه اإنهم

كركام الورق المنثور.

كان مجرد ظل يجل�ص في ظل.. والظالل ال�شم�ص م��ع دائ��م��ا ت��رح��ل ك��ث��ي��را، تبقى ل تغازله كانت التي الريحانة حتى وال�شياء. جوارها اإلى مر كلما واأغ�شانها، برائحتها

نف�شت اأوراقها وانحنت حزنا عليه..

ل اأحد يعرف اإلى اأين ذهب علي اأمقا�شم والإ�شفلت الذي اأغواه ل يجيب!

من المجموعة الق�ش�شية/ رق�شة الغجر. *

Page 49: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

49 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

رةشــــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص ـــــــــ

ــ�شـــــــ

ـــــــــــ�

قـــــــ

ة الزهرة البري

■ منرية ح�سن الع�سريي*

ك��ان��ت.. وك��ان��ت.. وك��ان��ت.. ثم ها هي على بلقي�ص كاأنها عينيه اأم��ام تقف الآن

عر�شها المن�شود.

تتلفت ع��ط��ره��ا.. ف��ي��دث��ره ت��ت��ن��ف�����ص! وتتكلم ع��ي��ن��ي��ه��ا.. ���ش��ح��ر ف���ي ف��ي��وم�����ص فتن�شكب من �شرايينه قطرات مرتعدة في

رخيم �شوتها.

بادرها بت�شاوؤلت لم تكن على ل�شانه، اإذ يرمقها وهو اإليها، �شبقه قد كان قلبه اإن من متلعثما: ي�شاألها معا، وزه��و فرح في يكن لم ولم كنت، اأين البهية؟ اأيتها اأنت

قبل الآن، ولم الآن بالذات؟!!

باأهدابها خارطة تر�شم له، وهي قالت اأكثرت فقد حنانيك، وجهها: على وجهه

كانت عيناه ت�سعان �سعادة، ترق�سان فرحا، تكادان من ات�ساعهما تطويان االأر�ص؛ اأن تلهما ذلك الكيان المت�سق زهوا، وهو مذهول، ماأخوذ، ال يكاد ي�سدق اأنه التقاها.

لقد كانت ذات يوم حلما تغزله الم�ساعر، تتلب�سه؛ فيباهي بها مراآته ال�سغيرة.

كانت اأمنية تتغنى بها اأهدابه حين يطبقها؛ فت�سري بها دنيا الخيال ليال طويلة، ال تنتهي من ال�سهاد.

Page 50: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ50

علي ال�شوؤال.

قال لها: فاإني قبلك لم اأكن �شيئا.

فقالت: واأي �شيء هو اأنت الآن!

بك اأن��ت.. الآن هو اأنــا �شيء.. كل لها: قال اأنت، منك اأنت، لك اأنت.

في عميقة بقعة في غارقتان وعيناها قالت بحر عينيه، ول تكادان ت�شتقران، ول تدري اأهو ل اآخر �شيء اأم الفرح! اأم الخوف! اأم الخجل! تدري كنهه: حملتني ما ل يطيق ل�شاني اأن ينطق

به، فماذا اأقول؟!

النجالء المتاهة هــذه اأن تظنين اأو ــال: قوتوؤرجح بكياني، تعبث ملت ما التي الحالمة لفتاتها اأوردتي ال�شامئة لترياق �شاف من تحنان

هم�شها لم تقل �شيئا؟!

رفعت عينيها مت�شلقة قوامه الن�شف ممتلئ، في ت�شلل موح�ص ينبئ باحتالل، وكان ال�شمت اأفق �شوتها ي�شق �شدى بترنيمة ممو�شقة اأ�شبه الغيم المن�شدل على الجبال، فيحيلها اأغنية من

مطر، لكنها لم تقل �شيئا.

اأهزوجة وك��ان موعد، بال خاطفا لقاء كان اأن وقبل لكنه فقط، واح��دة ليلة الحظ غناها تتركه مغادرة، �شاألها في هدوء ممزوج بحيرة، جفني اأرق الــذي ذلــك �شيء اأي يهذي: وكاأنه اأن ما الــذي ذلك نــار..؟! من �شفيحة واأحاله تتهاوى حتى ا�شمك ح��روف بعذب ريقي يبتل برع�شة ي�شري قطعة! قطعة جلدي رقائق منه هال بالأ�شجار..! الخريف كحفيف كياني في

تف�شلت برد!

قالت: اأو لم تعرفه بعد!

ثم اإنه وقبل اأن ينب�ص ببنت �شفه، بادرته وهي اأجمل هو بل »ل«، اأن عينيه في الجواب ترمق منه واأكمل، هو اأحلى منه واأبهى، هو اأقوى منه، هو طاهر ونقي، لكنه هنا اأطهر واأنقى، ل اأجد له م�شمى وا�شحا، فقد تلب�ص القلوب، واتحد مع

ذرات الهواء، ونترات الماء.

له يعد لم بل مكان، لل�شوؤال يعد لم اإذا!! معنى.

.....

ا�شتدارت بهدوء وهي تودع المكان، وفيما هي تخطو.. تمتم ب�شوت يكاد من هدوئه اأن يمزق ب�شاآبيب متعلقتين عيناه وكانت الكون، �شكون

ظلها، كان كل حرف ي�شتعطف وتين نب�شها..

هل اآخ���ر! لقاء الأي���ام �شتمنحنا ه��ل ت��رى! �شيكون بروعة هذا اللقاء!

كان كمن يحدث نف�شه، وكانت ت�شمع تمتماته وهي مطبقة عينيها على حلم، و�شفتيها على األم،

ولم تجب، بل ظلت تم�شي حتى غيبها الظالم.

هكذا جاءت، وهكذا رحلت.

�شدو ي�شبه مما اإل وحــيــدا، اأدراجـــــه عــاد البالبل يمالأ �شمعه، ووهج م�شيء يمالأ ب�شره، وعبق من اأريج معتق كان قد لف ج�شدها وان�شل

من اأنفا�شها يعطر كل كيانه.

اأمل على يودعها ويمنيها.. نف�شه، ث ي��ح��داللقاء. ثم تمتم: اإلى اللقاء اأيتها الزهرة البرية

النقية.

قا�شة من ال�شعودية. *

Page 51: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

51 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

رةشــــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص ـــــــــ

ــ�شـــــــ

ـــــــــــ�

قـــــــ

ق�س�ص ق�سيرة جدا■ حممد �سوانه*

)1(حلمتفتح الطفلة عينيها..

تدور بهما في اأرجاء “الخيمة«..ثم تغم�ص من جديد؛

عائدة اإلى حلمها..

)2( اأمنية ، تم�شي ال�شم�ص حثيثا نحو غروب حتمي

تت�شارع الأنفا�ص،ي نف�شه، يمن

اأن،لي�ص بعد..

دفة )3( �شظل �شمتها ي�شكل واجهة اأمام ت�شاوؤلتهم..

كل م�شاء تطفىء �شمعة اأخرى، ثم تطلق نهر الدموع من عقاله..

نافذتها غيمة مرتقب، تظلل في �شباح غير حبلى..

)4( �شظايايتلوى اأمامه في �شورتين!

التي الع�شا هز قوة، من يملك ما باأق�شى في يده؛

نة �شورة اأخرى..! تطايرت �شظاياه، مكو

)5( ا�شت�شقاءووح��دان��ا زراف���ات يذهبون ثم ي�شت�شقون..

�شوب البحر القريب، للتنزه، والفرف�شة،

في ال��م��وؤذن ���ش��وت ع��ن اآذان��ه��م وي�شمون الم�شجد القريب!

)6( محاولةتوغل الموت وهو يطرق اأبواب مدينتي..

فتركت بابي م�شرعا!

)7(الكنزة الجديدةالمغزل.. اإب��رة تدير وه��ي ب�شغف يراقبها متاأمال الخيوط الملونة وهي تتحول ن�شجا يتمدد

ببطء �شديد، ولكن بجمال لفت.. مع كل م�شاحة جديدة من كنزة ابن الجيران، ح�شتي، �شتكون القرو�ص من كم اأح�شب كنت

من اأجرها. المعدنية متباهيا..اأتفنن بالقطع األهو بداأت اأن قبل وت���دور، ف��ت��دور الأر�����ص.. على برميها ؛ محدثة رنينا ماتعا، اأ�شابق اأخي الأ�شغر ت�شتقر

للحاق بها..ابنها ومعها الجارة ج��اءت اأ�شبوعين، بعد يرق�ص واأخ���ذ ال��ج��دي��دة، كنزته لب�ص ال���ذي

متباهيا..اأما اأنا فاختفيت وراء ظهر اأمي..!

قا�ص من الأردن. *

Page 52: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ52

�سالح واأحالم �سوف ..!!

■ فار�ض الرو�شان*

ال�شيف ح�����ش��ر ال��ع�����ش��اء، ���ش��الة ب��ع��د المدينة، اأهالي بموكب مهيب، بح�شور كل

حتى امتالأت �شاحات الحفل بالكامل..!!

»وجــار« من وبالقرب مــنــزو.. ركــن في ذلك »�شالح«.. ت�شلل و»المعاميل«، النار الم�شن الهادئ، بخطى مح�شوبة، ثم جل�ص دون اأن ي�شعر به اأحد، وتناول »مركى« عتيقا

رمى يده الي�شرى عليه بكل ر�شاقة..

للدرجة قويا الحفل اإذاع��ة �شوت ك��ان التي ي�شتطيع معها �شالح �شماع كل ما يدور

في ال�شاحة..

مذيع الحفل : الآن مع كلمة الوزير..

����ش���ج ال���م���ك���ان ب��ال��ت�����ش��ف��ي��ق وت��ع��ال��ت الهتافات..

ا�شتغرقت كلمة الوزير ربع �شاعة تقريبا، وكان كل ما فيها يعود اإلى »�شوف« .. �شوف نقوم بعمل .. �شوف نقدم لكم .. �شوف نبني لكم .. حتى غرق الم�شاء باأحالم »�شوف«، مليئة رومان�شية �شهرة اإل��ى الحفل وتحول يغيب ال��ذي المع�شول وال��ك��الم ب��الأح��الم

العقول..!!

ف��اح��ت رائ��ح��ة ح��ط��ب ي��وق��د م��ن �شدر التخديرية الوزير كلمات �شماع بعد �شالح

المملة والمكررة..!!

�شيجده م��ا اأن ي��درك �شالح ك��ان فقد المواطن في مثل هذه الزيارات والحفالت ل��ن ي��ك��ون اأك��ث��ر م��ن »���ش��وف« واأخــواتــهــا .. الب�شطاء باأحالم التي ع�شفت الكلمة هذه ولكنه .. مدينته كحال المن�شية المدن في

لوزير ي�سغل وزارة خدمية اأقامت المدينة حفل كبيرا في ليلة ال تتكرر كثيرا.. مهمة كان يزورهم زيارة تفقدية، وكان اأهم اأهدافه هو اأن يبيع على الب�سطاء بع�سا من الكلم وكثيرا من االأحلم الرومان�سية التي تمنح ال�سعادة بل مقابل كما يفعل

الوزراء من قبله..!!

هب االأهالي »فزعة« و »نخوة« مع الم�سئولين، متبرعين بما ي�ستطيعون من جهد ومال، لي�سبح حفلهم على اأعلى الم�ستويات.. احتفاء بال�سيف ومرافقيه، واأمل في اأن ما يقدمونه �سينعك�ص اإيجابا عليهم تطبيقا لمبداأ »اأطعم الفم ت�ستحي العين«، اأو

»من قدم ال�سبت يلقى االأحد«، طبعا هذا عدا حق ال�سيافة وا�ستعرا�ص »الكرم«..!!

الوالئم، واأعــدت بالوزير، يليق بما زين كبيرا »�سيوانا« المدينة اأمير اأقام لهذا، ونظم على �سرفه برنامج مميز..

Page 53: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

53 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

رةشــــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص ـــــــــ

ــ�شـــــــ

ـــــــــــ�

قـــــــ

ل اأن يتمهل في ظن ظنا ح�شنا هذه المرة، وف�شالحكم، ولهذا قرر الح�شور كم�شتمع من بعيد..

يغلي و�شالح الحفل من المتبقي الوقت مر من »�شوف«، حتى نبتت في ذهنه ع�شرات الأفكار المجنونة التي ل يمكن اأن تخرج من رجل بعمره،

وكان في كل مرة ي�شارعها..

و�شط بالذهاب الوزير وه��م الحفلة. انتهت الفاخرة، �شيارته يركب اأن وقبل بالغة، حفاوة

فوجئ بيد �شالح الخ�شنة تم�شك به من كتفه..!!

والت�شديد الح�شور كل بين من �شالح ت�شلل تطاير وقد الوزير �شيارة اإلى الأمني حتى و�شل

من بحر عينيه ال�شرر..!!

التفت اإليه الوزير با�شتغراب ثم قال : اآمر يا عم..

قال �شالح: »�شاأل �شائل بعذاب واقع«..!!

ا�شتغرب الوزير والأمير وكل من �شمع ما قاله �شالح..!!

قال الوزير : ما فهمت يا عم..؟!!

ق��ال �شالح: ف��ي ي��وم م��ن الأي���ام اأح�����ص رجل من اأهالي الجوف بظلم في عهد الملك في�شل، وبعث للملك ببرقية لم يكتب فيها �شوى هذه الآية اأ�شبوع حتى » �شاأل �شائل بعذاب واقع«، ولم يمر و�شلت لجنة كاملة من الملك في�شل، ولم ت�شافر

حتى اأزالت عنه الظلم..!!

قال الوزير: اأب�شر يا عم وما هو طلبك..؟!!

�شكت �شالح ثم قال : اأن تنقذنا من »�شوف«، اأو تنقذ النا�ص من عبثك اأنت والم�شئولين الموؤتمنين

على م�شالح النا�ص من بيع الأحالم..!!

في يق�شروا ل��م الأم���ر وولة بخير ال��وط��ن للكالم تتفرغون ولكنكم النا�ص، اأحالم تحقيق

والوعود اأكثر من التنفيذ.. فقد �شاب �شعري واأنا رحمة تحت نعي�ص المن�شية المدينة اأهالي وكل

»�شوف«..!!

���ش��دم ال���وزي���ر م���ن ك����الم ال��م�����ش��ن ���ش��ال��ح و�شراحته القوية، ولم يعرف اأن يجيب اإل بكلمة من من�شحبا �شيارته ركب ثم خير«..!! »ي�شير ولأجل النا�ص لأجل حق كلمة قال رجل مواجهة

الوطن ولي�ص لأجله �شخ�شيا..

�شالح اأ�شبح بينما ال��وزي��ر، �شيارة تحركت لكنه مجهول.. م�شيرا يواجه الأم��ن قب�شة في بعد اأح�شائه في تمطر ب��داأت ال�شماء ب��اأن �شعر الحفل الوزير في هذا �شمعها اأهم كلمة قال اأن

الرومان�شي الحالم..!!

ذل���ك ال�شوت ع��ن ع��ب��ر �شالح اأنه ت��ذك��ر المووؤد في �شدورنا منذ زمن بعيد، بعد اأن طغت كلمة على ال�شخ�شية والمكا�شب المجامالت الحق التي تقيم وتقوم من اأوكلت لهم م�شئوليات مهمة لبناء الوطن، فغاب العمل وكثر الكالم وزاد

الف�شاد..!!

الن�شح اأو اإلى اأن النقد الذاكرة به وعادت الرا�شدين والخلفاء الــفــاروق عهد في للحاكم مفتوح على م�شراعيه، فقد قام الفاروق - ر�شي راأى من النا�ص »اأيها فقال: يخطب - عنه اهلل منكم في اعوجاجا فليقومه«، فقام له رجل وقال: ب�شيوفنا، لقومناه اعوجاجا فيك راأينا لو واهلل فقال عمر: »الحمد هلل الذي جعل في هذه الأمة

من يقوم اعوجاج عمر ب�شيفه«.

وجاءه يوما رجل فقال له على روؤو�ص الأ�شهاد: من الحا�شرين بع�ص فغ�شب عمر: يا اهلل اتق لهم فقال الكالم، عن ي�شكتوه اأن واأرادوا قوله عمر: »ل خير فيكم اإذا لم تقولوها ول خير فينا

اإذا لم ن�شمعها«.

روائي وقا�ص من ال�شعودية. *

Page 54: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �ستاء 1436هـ54

ق�سة لالأطفال الأ�سدقاء الثالثة

■ فاطمة اأحمد*

لم يكن من عادة ال�شم�ص اأن تتاأخر عن موعدها.. اإنها تاأتي كل يوم لتر�شل اأ�شعتها منذ اأول الفجر، �شحيح اأنه كان ينزعج من الذهبية باأ�شعتها فتطرق باكرا.. قدومها زجاج نافذته.. وتدخل مت�شللة اإلى عينيه، �شباح ه��ذا انه�ص! وليد هيه، تقول: ثم

جديد..

كان يرجوها اأن تذهب بعيدا عنه؛ في�شد لحافه ب�شجر.. ويختبئ تحته، ويحاول اأن

يطرد اأي �شعاع اأتى ليوبخه لنومه الثقيل.

ولكن في هذا ال�شباح ل اأثر لأ�شعتها..!

التي ال�شم�ص ليتفقد متثاقال نه�ص تـــاأخـــرت، ونــظــر اإل���ى ال�����ش��م��اء.. ل��م تكن

الأف��ق وف��ي كئيبة، قاتمة كانت �شافية، زرقة ول ال�شم�ص تظهر لم كثيفة.. غيوم

ال�شماء..!

اأخرج وليد راأ�شه من النافذة ونادى:

اأين اأنت اأيتها ال�شم�ص؟

لماذا تاأخرت هذا ال�شباح؟

ذلك في نعا�شها من ال�شم�ص اأف��اق��ت ال�شباح البارد لتر�شل �شعاعا �شعيفا..

- »اأيها الفتى، ماذا تريد؟ ابتعد، دعني اأنام!«

عادتك من يكن لم ولكن، وليد: ق��ال التاأخير قبل اليوم..

وليد، ما يزال يغم�ص عينيه حتى وقت متاأخر من هذا النهار، رغم مناداة �سديقته ال�سم�ص له...

غ�سبت ال�سم�ص، عندما لم ي�ستجب وليد لها.. واأ�سمرت في نف�سها اأمرا..

في �سباح اليوم التالي، غفت ال�سم�ص خلف غيمة، بعد اأن تو�سدت �سحابة بي�ساء..

�سحا وليد من نومه، وترقب اأن ت�سرق ال�سم�ص لتاأذن عن مقدم يوم جديد، اأخذ يتململ ويتقلب في فرا�سه، ت�ساءل، هل تاأخرت ال�سم�ص هذا ال�سباح؟

Page 55: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

55 اجلوبة - �ستاء 1436هـ

ريةســــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص ـــــــــ

ــ�ســـــــ

ـــــــــــ�

قـــــــ

قالت ال�شم�ص: ولكني قررت هذا ال�شباح اأن نائما وجدتك اأتيتك فكلما مثلك؛ واأتاأخر اأنام

وبقيت وحدي..

- لكنني اأريدك الآن..!

اأجابت ال�شم�ص بتثاوؤب: لكنني اأريد اأن اأجرب الك�شل قليال..

في ال�شم�ص يرى اأن اعتاد اإذ وليد؛ تعجب وجهها في يو�شد واأن ي��وم، كل ن�شاطها كامل

نافذته حين توبخه وت�شخر منه ب�شعاع �شاطع.

نظر وليد اإلى غرفته المظلمة.. كانت كئيبة هذا ال�شباح.. فكر اأن ي�شعل م�شباحا...

اإنه يرغب الآن في الخروج، ول اأثر لل�شوء.. اإنه البيت! من خروجه عند �شمعة ينير ربما ال��ب��ذور ليرعى ال��ح��ق��ل؛ اإل���ى ل��ل��ذه��اب يحتاج

ال�شغيرة التي خباأها في الأر�ص موؤخرا..

ينتظرونه، الحقل في اأ�شدقاءه اأن �شك ل وينتظرون ال�شم�ص التي تاأخرت هذا ال�شباح.

تراقبه الوقت في هذا الوفية ال�شم�ص كانت ب�شمت.. �شحكت ال�شم�ص.. فهي تعرف اأنه لن

يكفيه �شمعه..

تنحنحت وتململت، واأطلت من خلف ال�شحابة ال�شوداء التي انهمرت بقطرات المطر... وعادت لت�شق اأ�شعتها طريقها اإلى الأر�ص وب�شاطها، بعد

اأن ا�شتيقظت من جديد.

وي�شير ال�شم�ص �شوء يتاأبط وهو وليد فرح الع�شب ينتظرهما كان الحقول.. نحو م�شرورا

الأخ�شر، والزرع، والخراف، والفرا�شات..

بتالتها �شت�شبغ فهي الــزهــرة.. تب�شمت

ال�شنابل ووقــفــت ال�شوء.. من الأح��م��ر باللون ال�شم�ص ل�شوء �ــشــوق فــي الجائعة ال�شغيرة

الدافئ.

وليد، مرحبا ال�شعداء: اليخ�شور تنف�ص الذي الغذاء لأج��ل ال�شم�ص �شوء انتظر كنت

يتغذى به النبات.

»النباتات �شديقة الأر�ص... تخزن الجليكوز، وتر�شل الأك�شجين للخارج ليتنف�شه الإن�شان«... �شديقته النباتات ي�شكر وه��و وليد ق��ال هكذا

و�شديقة الفالح.

فرحت ال�شنابل ومدت اأوراقا طويلة خ�شراء و�شيقانا..

على فهو بن�شاط؛ باكرا ي�شتيقظ وليد �شار موعد مع ال�شم�ص ليترافقا معا اإلى الحقول.

القمح حبات وليد وجد جميل، �شباح وفي انعك�ص ال��ذي الأ�شفر الذهبي اللون يك�شوها ال�شم�ص في عليها من لون الأ�شعة المر�شلة من

ال�شماء.

قال وليد بفرح: جاء الربيع..

تعاهد اأن م��ن��ذ اأج���م���ل ال��ح��ق��ول ����ش���ارت الأ�شدقاء الثالثة: ال�شم�ص والفتى وال�شنابل اأن

يتعاونوا معا..

وق��ال: وال�شنابل ال�شم�ص اإلـــى ولــيــد نــظــر الثالثة الأ�شدقاء وعا�ص اأ�شدقائي. يا اأحبكم جنة الحقل و�شار ال��وق��ت، ذل��ك منذ ب�شعادة

خ�شراء.

قا�شة من ليبيا. *

Page 56: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �ستاء 1436هـ56

ديك النعناع■ اإبراهيم �سيخ*

- اأعرف يا ابنتي، لكن �شباب اليوم فعل بي اأ�شواأ مما فعل بي الم�شيب..!

- هل تحكي لي ياعم ديك حكايتك؟- حكايتي.. حكاية ي�شيب لها الوليد..- لقد �شوقتني يا عم ديك ل�شماعها.

ما عرفت النعناع«، »ديك ب� اأع��رف اأنا -نف�شي اإل وكل من حولي يدعونني بهذا ال�شم.

- ولماذا اأطلقوا عليك هذا ال�شم؟- خ�ش�ص �شاحب المزرعة الذي يملكني ل��زرع منها �شغيرة قطعة ال��دج��اج، وب��اق��ي اأمي ح�شن تحت البي�شة في كنت النعناع، اأمن، وحين خرجت من البي�شة، خطوت اأولى الوقت م��رور ومع واإخوتي. اأم��ي مع خطواتي

تعلمت من اأمي كل �شيء.اإلى ماكر قط ت�شلل الأي��ام، من يوم وفي المزرعة، م�شتغال غياب الكلب عنها.. طاردني اأنا واأمي واإخوتي، تفرقنا في المزرعة، تبعني،

خفت منه كثيرا.. كنت اأجري واأتذكر تحذير فزع اأ�شابني وال��ث��ع��ال��ب.. القطط م��ن اأم��ي �شاهدت تنقطع، اأنــفــا�ــشــي كـــادت �ــشــديــد.. �شجيرات النعناع، جريت اإليها،اختباأت بينها، يعد فلم لوني، من القريب لونها علي فغطى

القط يراني.. تركني وذهب..ثم عاد الكلب وطرد القط..

تفقدت اأمي �شغارها، فلم تجدني معهم.. �شديدا، اأكلني، فحزنت حزنا القط اأن ت ظنلم لكنها فراقي، على البكاء في واأجه�شت ت في البحث عني في كل مكان.. تياأ�ص.. فجدحتى عني بحثها في وا�شتمرت تياأ�ص.. ولم ففرحت النعناع، �شجيرات بين علي عثرت �شحكة ت�شحك وهــي وقالت �شديدا، فرحا

ممزوجة بدموع الفرح:ديك يــا اأكــلــك الــقــط ظننت هلل، الحمد

النعناع.ال�شم ه��ذا علي غلب ال��وق��ت، ذل��ك منذ

.. ال تتحمل الوقوف الطويل كال�سباب من الدجاج. تعال يا عمي الديك، اأنت كبير في ال�سن

دمعت عيني الديك.. كفكف دموعه بجناحه االأيمن، قال وهو ينتحب:�سدق ال�ساعر اإذ يقول:

اأال ليت الزمان يعود يوما فاأخبره بما فعل �سباب اليوم فينا�سحكت الدجاجة ال�سغيرة، وقالت:

يقول البيت يا عم ديك: فاأخبره بما فعل الم�سيب.

Page 57: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

57 اجلوبة - �ستاء 1436هـ

ريةســــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص ـــــــــ

ــ�ســـــــ

ـــــــــــ�

قـــــــ

تلك منذ بــه اأعــــرف واأ�شبحت النعناع(، )دي��ك اللحظة.

- لكني اأود معرفة حياتكم القديمة في المزرعة يا ديك النعناع!!

كل فيها يزرع كبيرة، مزرعة يملك �شاحبي -اأنواع الحبوب والثمار. كنا - مع�شر الدجاج- ناأكل ما لذ وطاب، نلعب ونمرح، فنمالأ المزرعة باأ�شواتنا

الجميلة في كل وقت من اأوقات وجودنا فيها.- متى ت�شحون من النوم؟

بتوزيع الديكة، نحن قمنا الفجر، طلع اإذا -اأنف�شنا في اأرجاء المزرعة، لن�شدح بالأذان في كل

ناحية منها، فنوقظ من فيها..الواحد وعبادة والنجاح الفالح اإل��ى نناديهم الأحد.. واإذا طلعت ال�شم�ص كان الجميع في �شغله،

كل لما خلق له..- هل تقيلون وقت القيلولة؟

- نعمتنامون في قف�ص حديدي تنامون؟ هل واأين -

مثل هذا؟!- قف�ص حديدي!! واهلل ل اأعرفه من قبل حتى

وجدته هنا.- واأين تنامون اإذا؟

- فوق المنامة.- وما المنامة؟

تو�شع الأر���ص، تثبتان على - خ�شبتان كبيرتان خ�شبة من فوقهما، وتثبت عليهما.. �شناديق خ�شبية

اأو علبا، ننام مع�شر الدجاج داخلها.- هكذا في العراء تنامون؟

- نعم.

الذين الأولد خا�شة الأع���داء، تخافون األ -ي�شرقون الدجاج بالليل؟

كالب تكفينا والقطط الثعالب من الأع��داء -ل فاإنهم الزمان ذلك اأولد اأما �شرهم، المزرعة

ي�شرقون.

- وما الذي جاء بك اإلى هنا يا ديك النعناع؟

وهنا.. بكى ديك النعناع.. ثم جثا على الأر�ص..على وق��ف ثم قليال، وارت��اح دموعه، كفكف لكنه

رجليه، وقال:

فا�شطر كثيرا، دينا المزرعة �شاحب تحمل -لبيع مزرعته، فا�شتراها �شاب بما فيها.. كره وجود في وباعنا كبير، قف�ص في فيها، فجمعنا الدجاج

ال�شوق.

- وماذا تنوي فعله؟

- اإذا حل الأجل، هل للمخلوق راأي!!

- لماذا اأنت مت�شائم يا ديك النعناع؟

القف�ص ه��ذا عليه ي��غ��ل��ق م��ن ي��ت��ف��اءل وه��ل -الحديدي!!

نعم. ت�شحك: وهي ال�شغيرة الدجاجة قالت اهلل موجود، والأمر بيده، ع�شى اأن يجعل لنا فرجا

ومخرجا.

ابت�شم ديك النعناع للدجاجة ال�شغيرة وقال:

- ما اأجمل نظرتك للحياة، ليتني مثلك.

- من يتوكل على اهلل ل ياأتيه الياأ�ص، ول ي�شيبه القنوط من رحمته.

لي ولمن اعف عني، واجعل اللهم اأكبر، - اهلل معي مخرجا يا اأرحم الراحمين.

قا�ص من ال�شعودية. *

Page 58: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ58

ق�س�ص ق�سيرة جدا■ م�سعدة اليامي*

كتابال�شغير.. معطفه جيب م��ن قلمه اج��ت��ر التقيا ال�شغيرة.. محفظتها من قلمها �شحبت على الأم��ر بهم انتهى ثم ال�شطر.. بداية في

مفترق طرق؟!وفد

تمايلت ل��ه��ا، م��ج��ه��ز ه����ودج ع��ل��ى ت��ن��ق��ل��ت الجمل حركات مع ال�شقراء، �شعرها خ�شالت المح�شود من قبل الجمال! التي اأرخت �شفاها، وهي ترى وفد ال�شياحة القادم من الغرب تقوده

امراأة!�شعف

ال�شتاء، ف�شل ف��ي معطفه داخ��ل تجمدت الذي نثر البيا�ص فوق �شواد الأر�ص.

ماتت غرقا مع �شروق ال�شم�ص ال�شاخطة على عالقتهم، التي قوبلت بالرف�ص.

اأوراق عــلــى حياتها مــن تــبــقــى مــا عــا�ــشــت الربيع اأح�شان في عا�ص هو بينما الخريف، في عليه قلبها اأغدقه ال��ذي ال��دفء، متنا�شيا

لحظة �شعف!فراغ

ح�شنه من انتزعته ثم ال��رف، فوق و�شعته ثم درها، �ش ثم حجرها، فوق لت�شعه الدافئ، �شقط عينيها، النعا�ص داع��ب حتى وجهها.. بجوارها، لتداعب اأوراقه، اأنامل الهواء ال�شادرة

عن التكييف، المبدد لوحدتها.ل�سو�ص

التي �شموعه، �شدر على الل�شو�ص عــرج

اأطفاأها بماء العن�شرية ال�شحلة!فو�شى

رحلوا ثم �شجة، المكان،اأحدثوا افتر�شوا مخلفين، خلفهم فو�شى كبيرة!

ظماأت�شاعدت نظراته المتعط�شة، تتابع خطوات د العرق عن جبينه، ر�شف ج�شدها المائل، تف�ش

ماء باردا من خلف ال�شا�شة، لم يرو ظماأه!ت�سول

يتيم، اأن��ه علموا حينما كتفيه، على �شعدوا ففا�شت ال�شالطين خ��زائ��ن ب��وج��ع��ه ت�شولوا

خزائنهم ذهبا، بينما فا�ص ج�شده �شقما!اأمل

قالت له باألم منك�شر، اأدفئني فاإن خ�شالت �شعري البي�شاء، ل تزال تتناثر فوق كتفك اله�ص!

كفاحم�شت النحيل، خ�شرها حول ثوبها عقدت و�شط نف�شها اأثبت وجها ت�شوى ال�شم�ص تحت الحقول العجاف، فاأنبت حولها ف�شائل، �شرعان

ما اأثمرت.ذكرى

من ذل��ك �شمعت بــذكــرهــا، �شفتيه رطـــب قريب، ف�شبت نار الغيرة في فوائدها من ج�شد

تحت الثرى! اأخرى

الحياة، ف��ارق��ت اأن اإل��ى ذراعيها بين ن��ام فم�شح ذاكرته بالنوم بين اأح�شان اأخرى.

قا�شة من ال�شعودية - نجران. *

Page 59: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

59 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـعـــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

شـــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ـــــــ

ابتهاالت اأمام الكعبة الم�شرفة■ ن�سرين بنت ثاين احلميد*

ـــورى ــــ لـــلــــ دار خــــيــــر فــــــي خـــــــــــلـــــوة ــ�ــص ـــ ــف ـــ ـــ ومـــــنـــــاجـــــاة بـــفـــجـــر قـــــد تــن

ـــــــــــعــ�ــســـــــــــب ــــــــــواد مـــ هـــــالـــــك حـــــــــل بــ�ــص ــبـــ ــيـــ ـــ كــــــل مــــا فـــيـــه يــــغــــذي مــــا ت

مـــــن غـــــديـــــر زمــــــزمــــــي يــرتـــــــــــــــــويــدنــ�ــص ــــرو�ــــص لــــم ي ظـــامـــئـــا حـــــــل ب

ــــت وارف ــــي ــــب ــــن ل ـــــ ـــــ حـــــ غـــــائـــــب ــ�ــص ـــ كــــل مــــا فـــيـــه يـــــــداوي مــــا تــوجـــ

االإثـــــــــم ومـــا قــــ�ــــســــوة مـــــن تـــــائـــــب ــفــ�ــص بــظــلــم ثـــم و�ــســو�ــص ــن �ـــســـاور ال

نــــــب الـــــــــــذي لـــــيـــــواري �ـــــســـــوءة الــــــذــ�ــص �ــســتــر الـــرحـــمـــن مـــا اأخـــفـــى واأغــل

الــمــنـــــــــــــــــى غــــايــــات الـــــداعـــــون اأودع يفـل�ص يــرجــوه مــن لي�ص لحفيظ

ــمــن وا�ـــســـتـــكـــان الـــعـــبـــد لـــلـــمـــولـــى كــحــن ويغر�ص يــبــذر الــتــوبــة فــي الــ�ــس

انت�ســــــى كــــن الــــر حــجــر ثــنــايــا مـــن م�سك ونرج�ص مــن االأطـــيـــاب اأرج

ـــــا ـــ ـــ وح بــهـــ ـــــر ــــــ ــــة الــــــ ـــــ ــــلــــوات راحـــــ �ــــســ�ــص ـــ ـــ ـــ ن مــــــوؤ بـــحـــبـــال اهلل واتــــ�ــــســــال

ـــــي ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــــراتــــيــــل الــتـــ وتــــرانــــيــــم الــــت�ــص ــقــد ـــالـــون فــيــهــا بــالــم ـــدح الـــت �ـــس

�ســــدى كــــن الــــر فـــي الـــذكـــر والآي يــدر�ــص حين فيها ال�سمع ي�ستثير

قـــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــري لـــيـــلـــهـــا فــــي نـــاظـــرييــقــظ بـــالـــذكـــر ال يــغــفــو ويــنــعـــــــــــــــــ�ــص

ـــــلــمــا ـــ ـــ ـــ ـــ وح فـــيـــهـــا كـــ تـــ�ـــســـتـــريـــح الــــــــــرــ�ــص ــــــب الــــذنــــب بـــخـــبـــث وتــعــ�ــســعـــ ذئ

ــــا يــجــلــو بذخــ ـــفـــو الـــ�ـــس لـــهـــذا يـــا ــ�ــص ــف ـــ ـــ ن ــفــ�ــص فــمــا اأغـــلـــى واأ كــــدر الــن

ـــــوى ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــــهــــاوت كــــــل هــــامــــات الــغـــ وت

يـــن اأنــفــــــــ�ــص وا�ــســتــقــامــت بــعــمــاد الـــد

اأكاديمية و�شاعرة �شعودية. *

Page 60: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ60

ن�سو�ص �سعرية

■ تركية العمري*

طفلتي ،مخباأة في غرفة وردية ،يلعبها اأطفال النجوم ،

ويحر�سها القمر ...

طفلتي عندما تنثر ال�سم�ص ،

م�سك �سفائرها،ت�سحو كالن�سيم ،

فاأح�سنها ،واأزرع في �سعرها،

من الورد وردتين ،واقبلها قبلتين ،

في�سحك الزهر ...

طفلتي ،كل �سباح ،

يها ال�سغيرين ، تنتعل خفالع�سبيين،

وتعبر الطريق ،ويعبر المطر .

.. طفلتي ،

ت�سغلها دموع اأ�سدقائها ال�سغار ،

وت�ساألني دائما ،عن ا�سم اأم الع�سافير،واأين تذهب لـوحدها

طوال النهار؟ ومن يحني

كفوف ال�سجر ؟! ..

طفلتي ، مـلك .�سدو با�سم هـناك ،لو وطاأت بقدميها

اأديم الكون ،لغمر البيا�ص قلوب الب�سر .

طفلتي

Page 61: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

61 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـعـــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

شـــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ـــــــ

قا�شة و�شاعرة من ال�شعودية. *

غن لي �سامرية

�سديقتي

غن لي �سامريه ،

�سامرية عا�سق قديم ،

ترك لمحبوبته �سيفـه،

وق�سائد غواية ندية ،

) وما ا�ستراح ( .

..

غـن لي �سامـرية ،

ودع عيوني تمازح

تاأرجح كتفيك ،

ونعا�ص يديك ،

وهو يلم�ص وجنة الطار ،

فتثور غيرة ريحا فريه .

..

غن لي �سامرية ،

لنرق�ص ،

وتهتز االأر�ص ،

وتنبت من ج�سدينا ،

و�سوتينا ،

حبا فالنتينيا اأحمر ،

تخلد م�ساءاته �سامرية .

حبيبي ،

هيا ،

..

غن لي �سامرية .

ل�سدق �سديقتي ظبية .

..

�سديقتي ،

التي عرفتها منذ زمن ،

هناك في بلدة الكذب ،

وكانت تراني ،

واأنا اأرك�ص ،

خلف كلماتي ال�سغيرة ،

وتبت�سم .

ما تزال تحمل في جيوب معطفها ،

اأ�سياءها االأثيرة ،

ال�سدق ، و�سبح �سريرتها ،

واأ�سئلتها الحائرة الـمثيرة .

Page 62: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ62

محاكاة ■ اأحمد قران الزهراين*

، ربما االآن يحلو الحديث عن الحبعنها بكامل زينتها،

وتفا�سيل اأ�سيائها المرتجاة،�سعرها على و�سعتها الـــ الطرحة عن

الك�ستنائي،والكحل ي�سكن عينين من الزورد.

***

قلت: هلل ما اأجملك.، طعم »عينيك اأ�سهى قليل« من الحب

و»الروح من اأمر ربي«وال �سوت للعطر اإال على �سفتيك،

وال ثــــم مـــا يــ�ــســتــحــيــل الــــى جـــنـــة غير قولك: اإني اأحبك،

ال �سيء ي�سبهك االآن،اإذ كل ما فيك يغني عن االأ�سئلة.

***

لم التي الحياة فيك توقظ االآن ربما تنل من تفا�سيلها غير حلم الطفولة،

تحتل فيك م�ساحة �سوء من الوجد،تمكر،تغمر،، تحتد

ت�سرف،تبكي،

تعاند،لكنها �سوف تبعث فيك الحياة.

***

قلت: هلل ما اأجملك.بوح قلبك اأندى من الورد حال اختلل

الف�سول،ـــور في حــديــثــك عــ�ــســفــورة تـــرقـــب الـــن

رجفة العا�سقين الغلة،و�سحكتك الماء،

ال طعم للماء من دون �سحكتك الغ�سة الم�ستهاة،

وال �سيء ي�سبهك االآن،ال �سيء،

في البدء وال�سد.

***

حروفك ت�سب يديها بين االآن ربــمــا ع�سقا،

يكون على غير لن بالذي لها وتوحي رغبتها االأنثوية،

تقراأ،ترمز،

ترق�ص،تختال،

تغنج،

Page 63: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

63 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـعـــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

شـــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ـــــــ

تفتن،ت�سهق،

الظل ، كي توقظ المر ترتد عن غيها من تربة خلقتها يداك.

***

قلت: هلل ما اأجملك.الــتــراب نــبــ�ــص يــرقــ�ــص تم�سين حــيــن

انفعاال،يحاكيك في خفة الم�سي،

يخلق من نف�سه �سبها فيك،لكن: ال �سيء ي�سبهك االآن،

اإذ كل ما فيك يخلو من االأمثلة.

***

ربما االآن تاأتي بوزر الطفولة، غير موهومة بالحكايا القديمة،

ت�سبو،تخاطر،

ت�سمو،ت�ساك�ص،

تمعن،تناأى،

تماري،نحو الج�سر تعبر اأن دون تنت�سي فل

انفعاالتها،وا�ستعد ما توهمته في الطفولة،

�سجن بل فيها ت�سرح الحكايات وهــم واهن م�ستبد،

ووهم المكان الذي �سكنته على غير ما رغبة فيه،

الـــذي ظــل ي�سكو ت�ساد الــغــريــب وهـــم الم�ساعر،

وهم الم�سافر حال ارتباك المواقيت،ال تبتئ�ص بالذي قد تراه،

وخذ من عيونك ما قد ي�سف،وظل على روحك المرت�ساة.

***

قلت: هلل ما اأجملك.اإن رائــحــة الــقــمــح فــي راحــتــيــك عــبــور

الم�ساكين،اأردية الفقراء الك�سالى،

وم�سرى ر�سول الى قومه باليقين،وموال مغترب ظن في اأول االأمر اأن له

حظوة في الوجود،م�سى اإذ تاأريخها تــوؤنــب اأنــثــى ودفــتــر

، دون اأن تقراأ الحظ، اأو دونما تقراأ الحب

قد قلت: ال �سيء ي�سبهك االآن،ال �سيء،

حتى ملمح روحك�سد.. و�سد.

�شاعر من ال�شعودية. *

Page 64: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ64

رحيق بطعم الحريق■ علي العلوي*

)1(ر اأني �سرير رت اأب�س �س

واأني يد �سجنت في �سريرقني نقطة ريق تطو في الط

يد قني في الق�س ويطوير اأ�سير م�س

* * *

لم اأكن اأعلم �سيئا عن بلدياإنما كنت الغريب الغر

اأعياني الم�سيرينتهي بي البدء في البعد

وفي القربائت فاأنهي لحظة البدء ب�سمت �س

ير. اأو بكلم يتعب العمر الق�س)2(

ي حنين اأعود بخفنين وت�سبقني طرقات االأ

اأعود، ووحدي اأجر جدار الحنينعر ي�سفي فل ال�س

مع يكفي وال الدوفي ق�سمات الجبين

نين. �سنين تعد ال�س)3(

اأريـد كتابة ذاتي الجريحهولكن تجف دموع القريحهتـفر الق�سائد مـنها ومـنيني حروف ذبيحه فاأبدو كاأ

)4(اإنني مرتبك جدا

وحولي بع�ص جدران تزيد البعد بعدااأتماهى مع ظلي

ات ات ومر مت مر واأعيد ال�سختفي في كلماتي اإلى اأن اأ

ا واأعد الوقت عد)5(

ديقي �سديقي لم يعد اأبدا �سريق تجاهلني مــرارا في الط

اأهــاتفه عـلى رقــم جــديدتــرد عــلي األــ�سنة الـحريق

ــوت مـتعب مــثل المرايا و�سد كــالغريق د مــــــا اأرد يــــرد

)6(كل �سيء

على ما يراماحبنا هكذا كان �س

ير�سف الكلماتوينهي الكلم

)7(... وجاوؤوا اأبي بقمي�ص

وقد بللوه على عجلبنبيذ رخي�ص

ا اأنا واأمف�سكرت بدمعي

مع وردا وكان لي الدووجدا

ودائي العوي�ص

�شاعر من المغرب. *

Page 65: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

65 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـعـــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

شـــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ـــــــ

�سجرة الليل.. مغزول باإبر الفقد والهزيمة.. �سذرات

■ اإبراهيم زويل*

فــي الــلــيــل، فــي الــلــيــل فــقــط؛ الجنون حكمة، والذكريات حية ت�سعى!

عندما تح�سرين في البال، اأ�سراب من الطيور تحط على نا�سيتي.

كانت ال�سم�ص ت�ستبك مع العتمة، حين تهجيت على يديك كلمة »ح ر ي ة«، في من خــوف دون للبيت، الخلفي الفناء

القتلة. قـــــل( اأقـــــدر لــك هــذا كــعــا�ــســق )عــلــى االأالـــدور الــتــاريــخــي، الـــذي جعلني اأحــب

العذاب فجاأة.ال�سمرة المفرطة في وجوه الجنوبيين، في الم�سعورة ال�سم�ص ب�سبب لي�ست يفتر�ص �سر�ص، حــزن اإنها �سماواتهم،

ولى. قاماتهم منذ �ساعات والدتهم االألــيــلــك اأ�ـــســـعـــث اأغــــبــــر، واأنـــــــت مـــدجـــج

بمراهقتك االأولى. يا للف�سيحة!لك وتــقــول �ــســدرهــا، تفتح بجدية االأ

دون حياء: هيت لك.منذ �سنوات، واأنت تحتكرين الق�سيدة. لم اأعرف، اأنك بهذا الغمو�ص المقد�ص

يومئذ.على اأجـــروؤ ال قريبة، تكونين عندما اإطفاء الم�سابيح. ج�سدك معبد بوذي،

له طقو�سه المقد�سة. على �سرف الليل، تقيمين حفل اأمميا

في ج�سدي.النهار: �سللة معدلة من الليل، منزوع

عنه الوح�سة.�ـــســـاأغـــامـــر بــالــيــقــيــن، حــتــى ال تــتــكــرر

المذبحة.في الليل، ما ال ي�سبه الليل!

الخرائط �ساخ�سة في ح�سرة العط�ص، والــمــاء اليهتز - به - عط�ص ال مجاز

له جفن.في �ساعات ال�سحى، تتجمهر الق�سائد

تها. حول ظللك، في انتظار ح�ساأيتها االأيام.. ال اأحب مزاحك ال�سخيف.

مرافعة اإلـــى تــحــول �سيدتي، ج�سدك تاريخية، للدفاع عن الجمال المطلق.

اأريد ظلما، يكفل لي عريي. و�سائد لن�ستري وقــت اأمــامــنــا يــزال ال لــلــذكــريــات، ونــحــثــوا الــرمــل فــي وجــوه

النائمين.يعانق بــالــمــارة، المكتظة الــطــرق فــي ن�سعر اأن دون بوح�سية، ج�سدك ظلي

بتاأنيب ال�سمير.اإياك اإياك تغم�ص عينيها، ثم تهم�ص:

Page 66: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ66

اأن تقرب ال�سجرة. ها نب�سر نيرانهم تت�ساعد من كل الجهات، يوؤججون عداواتهم، ال�سوء لهم اإال م�سعل

الفتنة، واأ�سباحهم التي ي�سطحبونها منذ زل. االأ

الــبــال، ولــم تطرقي باب تــمــريــن فــي كيف الق�سيدة!

ال تكتب �سيئا، حين ال تكون ال�سماء قريبة منك.

الكثيرة في قمي�ص للثقوب اأكترث اأعد لم الليل.

في ال�سعراء كتبها التي ال�سالة الق�سائد اأمــام هادئة االآن تجل�ص الما�سي، ال�سيف

�سورتك، وتفوح منها رائحة غريبة. اأ�سل ولــم الحنين، من العالي ال�سلم هــذا

اإليك بعد! قدماك غارقتان في ماء حيائي.

تحت نافذة الغواية، تهزمني �سنابلك دائما.قل لنا اأيها ال�ساعر: كيف انتخبتك الكوارث،

وقلدتك تيجانها؟ج�سدك ب�ساتين تب�سر بعيون لي اأيــن من

اللنهائية.. عينان ال تكفيان!ي�سطاده المطر.. من لي�ص له مظلة.

هذا الج�سد الذي اأ�سكنه، لم يعد يكترث بي كثيرا.

قلب ال�ساعر مغزول باإبر الفقد والهزيمة.. المبجل. تعالوا لتروا الدم

وحيدان، اأنا والتبغ، ن�سطاد فرا�سات الليل.البرد يقطع الم�سافة بين ج�سدين في قبلة

واحدة.

مل، وغناء يمجد الحياة. الفجر محبرة االأ

مكثف ق�سف الليل، من االأخير الثلث في

من الوجع على قلوب العا�سقين.

الــعــ�ــســاق كــتــابــة لـــلـــجـــدران، دون ال مــعــنــى

المهم�سين، ورموزهم ال�سرية!.

لي�ص هناك داع للخجل.. ال اأحد بينكم يليق

بالموت.

الليل ي�ستعيد ولــــى، االأ الفجر �ساعات فــي

�سوء عينيه.

راأ�سي نافذة مفتوحة، هذا �سحيح، لكنها ال

تطل على اأحد.

»�ــســمــد« مــديــنــة تــرهــق الــمــعــنــى، وتحتفي

باآخر ع�ساقها، المبلل بالغواية.

تــثــاءب فــي هـــداأة الــفــجــر، ثــم األــقــى ع�ساه،

وخلفها رائحة التبغ الثمل.

رق، وهو يحرث حقول �سئمت من مهادنة االأ

مبرراته له قا�ص..بالتاأكيد بمخلب الــروح

ال�سرية!!

يرغب في ابت�سامة، لكن ملئكة الفرح لم

تاأت بعد!

هــا اأنــــت مــ�ــســلــوب فــي حــقــل الـــكـــلم، ترفع

يمينك مهددا بالق�سيدة، وطعم اللهب في

فمك.

�شاعر من ال�شعودية. *

Page 67: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

67 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـعـــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

شـــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ـــــــ

كن كما اأنت■ �سليمان عبدالعزيز العتيق*

قال اأهل الوجد..والوجد تباريح ارتحال

وتراجيع �سجنوانثياالت من البوح المعنـى.. والخيال:كن وجودا، اأيها االإن�سان في هذا الوجود

كن ح�سورا، في �سجلت الخلودكن كما اأنت واأعلن

عــ�ــســقـــــك الـــبـــاهـــي انــــحــــيــــازا.. الجــــتــــلءات الجمال

للريا�ص الخ�سر.. لغرابيب الجبالللنجوم الزهـر.. ال�ستدارات الهلل

لرحاب الطهر، في كل ال�سداقات الجميلتاللقاءات الحميمات،

الأخلق الرجال

لفيا�ص ال�سيح والقي�سوم ع�سقا.. للخـزامىولهبات ال�سبا حين تهادت..

ا�ستياقا ودالللغ�سون ال�سجر الواقف.. في واجهة الريح،

بهاءا واخـتـيال

لع�سافير الع�سيات، التي �سجت بت�سبيح،وحمد.. وابتهال

وتغنت في ال�سباحات احتفاءابانتثار النور من قارورة الليلواختباء ال�سم�ص خلف الغيم،

حين انبج�ست منه ا�ستهاءات ال�سحارى،وابتهاجات التلل

للظباء العفر لما وردت

لغدير المـنحنى، وردا.. على الماء الزالل

.. قد لف حواليه، ال�ستعال الموقد الليـلي

الحكايات الخليات، واأ�سواق ال�سهارى..

واختلجات الندامى

وادكار االرتحال

اأيها العا�سق:

فـــي لــيــل الــمــحــبــيــن مـــــــدارات، مـــن الــوجــد

المعنـى..

ومن ال�سوق

وفي�ص من تباريح الخيال

و�سراج كلما تطفئه الريح،

يعيد البوح نار اال�ستعال

اآه، ما اأعذب دمعا

�سال فوق الخد ع�سقا.. وتنزى،

من �سغاف الروح

من ذكرى بو�سط القلب

اأغ�سى ثم �سال

وا�ستدارت حوله اأطياف عمر

ى بنعيم القرب.. واللقيا قد تق�س

وب�ستان الو�سال.�شاعر من ال�شعودية. *

Page 68: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ68

ل�شنا �شخو�ض رواية..

■ الطاهر لكنيزي*

عود الر ت�سيعها فة كعا�س عجل على الــوعــودجــاءت كــل ــرت ــب واأق الهيام ـــزارات م ن�سفت

اأزهى البرود لحلمنا الـــورودتلك التي كانت تحوك باأنفا�ص مخة م�س النجوى ــج ــدب وت

بول تخ�سى الذ زهــرة اأنــي بيد ك ــز اأع بر كالطفل الملولقالت: والحب في زمني عديم ال�س

تطول ال قــد الهوى واأيـــام ل ف�س الهوى ــقــولاإن مـــا اأنــــــت اإال واهــــــم يـــا �ــســيــدي فــيــمــا ت

وؤال ها ال�س فوة الحب المثالل�سنا �سخو�ص رواية تكبو فينه�س ج�سد وروح في اعتقادي �س

نيا المحال قد ن�ستفيق غدا على االأنقا�ص بين ركام الخيالفلما نعي�ص على فتات الوهم في د

الع�سيق اأوفــــى طــالــمــا زاد لــلــعــ�ــســاق الرفيقالــحــلــم اأ�سلو مثلما بابة ال�س اأن�سو لكنني

ــم اأجـــد في روحـــه اإال رمـــادا مــن حريق ــو ل ..ل اأو �سب حلم و�ساخ ونحن في غير الطريق

المذيبطارت فخلفت الح�سا كهفا الأ�سداء النحيب �ص والياأ الح�سرات خاطري في وتوا�سجت

رهيب مت الغرير و�سمني �س الحلم �سمت مهيب موغل في حكمة ال�سيخ االأريب:وتبخر

الهديل مــاء �سربت لــو حمامة مثل تبك ف�ساف في الوادي ويكتئب االأ�سيلال لن يحزن ال�س

االأثيل بر وال�س لوان بال�س الروح �سروخ م ولتن�ص اإلفا كان وهما الب�سا عري الف�سول..رم

�شاعر من المغرب. *

Page 69: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

69 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـعـــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

شـــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ـــــــ

�شاعر من ال�شعودية. *

منديل■ �ساهر النهاري*

احتاج اليوم لمنديلمنديل من جوف االأر�ص

من ذرات رفات الجدمن درع لجنود المجداأبكي فيخفف عبراتي

اأ�سحك فيجفف دمعاتياأحتاج لمنديل اأخ�سريزهر في كفي باللوز

بالخوخ االأ�سفر والتينبجبيني ير�سم األوانوبحزني يم�سح األوان

اأحتاج لمنديل زاهمنديل ناعم اأعطاف

تجريه الن�سمة بال�سوقمن اأعلى ولفوق الفوق

لحبيب قد غاب �سلمهوتلفلف وجدا بكلمهويناظر من بعد البعدفلعل ال�سيف ينادينيولعل الخوف اإلى بعد

احتاج لمنديل حانييبعد عني حر ال�سم�ص حر ال�سوق وحر القهر

ي�ستر وجهي حين اأذوببين الرقة والمحبوبويلم�ص كفا ويذوبينثرني للبعد ال�سابع

يدنيني من قلب عطارد

اأحتاج لمنديل يدمعاإن الم�ص نب�سات الحزنفي قلب م�سنوع النب�ص

يطويني مثل االأحلميم�سح ت�سويق االأ�سطورة

يربطني بغ�سون الورداأحتاج لمنديل ثائر

ي�سطح بي بين االأزهاريعلق في �سوك االأهوال

ويغالب كل االأحوالاأحتاج لمنديل اأ�سفرمعقود في جرح �سياج

والحار�ص غ�سب وفحيحوالباكي قلب مذبوحاأحتاج لمنديل طائر

يحملني فوق االأعناقوي�سد النحر بترنيمةي�سمعها طير الورواراأحتاج لمنديل العمر

حر في قول اأو فعل�سدق يرفعني لل�سم�صبحبال من غزل العزمغ�سن يحملني للبدر

اأحتاج لمنديل �سحرييكفيني من لوعة عمري

ي�سحبني في غمة �سبريوينادي من حفرة قبري

ما اأحلى ذاك المنديل

Page 70: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ70

للبيت رب يحميه■ اأ�سامة الزقزوق*

منذ خم�سين عاما اأو تزيد ونحن نبكيك يا قد�ص

ننثر فوق جراحك هيكلك المغت�سب

مقد�ساتك م�سلى اأنبيائك

دماء ودموع

القري�ص الق�سيد

الم�سيحنلوذ بالذي كان

من �سفحات تاريخك المجيد ونجتر اأريج �سوؤددك التليد

منذ خم�سين عاما اأو تزيدونحن ن�ستجير بالعمائم

البي�ساء ال�سوداء ن�ستنطق �سيف خالد الم�سلول

اأ�سداء اأذان بلل �سبر اأيوب

ب�سري عمار

�سهيب جلد �سميه

�سواري �سراقه/ بقايا اأطلل ك�سري

و�سجاعة القعقاع وحكمة اأبو عبيدة

منذ خم�سين عاما اأو تزيد ونــحــن نـــوؤرق جــدنــا �ــســلح الــديــن في

مثواه نلوذ بحمي ر�سول اهلل

وندعو بقلوب خا�سعة واأكف ملوؤها

جراحات االأرامل واأنات الثكالي

وزفرات المبقورين من االأطفال ندعو عقب كل �سله

يا اهلل كاأننا ن�سترجي ما اأوعدنا به

وكاأننا قد تنا�سينا باأنا ل�سنا اأهل لهذا الوعد

ن�سترجي طيرا اأبابيل

Page 71: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

71 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـعـــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

شـــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ـــــــ

ع�سفا اأو ق�سفا

اأو حتي ريحا �سموما اأو نفثه من ملكة المقرب

جبريل اأو حتى عذاب كعذاب هود

اأو ثموديحل بالقوم الظالمين

اليهود الزناة الطغاة

ويريحنا نحن المتعبينبينما نحن لم نزل على حالنا

قاعدين وماكثين

نعد حبات االأرز في بوؤبوؤ المها ونغزل خ�سلت ال�سعر

على ومي�ص نهود العذارى نبارك �سعر اأبي نوا�ص الماجن

نربت علي كتف المجنون ون�ستلهم فحولة عنترة في الفرا�ص

تاركين الأقدامنا ولروؤوؤ�سنا

حرية الغو�ص في دوامات الرمل وفوق ري�ص النعام بينما اأنت يا قد�ص

على حالك تبقين عارية اأمام الجميع

جائعة ظماآنة

محا�سرة مرتعدة اأمام الجميع

�سوءاتك مباحة عوراتك متاحة

مقد�ساتك منتهكة والكل من اأمامك

ومن خلفك وعند اأعتابك

وعند حدودك وما وراء حدودك...

وجوم مح�ص اأطياف مح�ص اأ�سداء ومح�ص اأ�سباح

ال تملك من اأمرها �سيئا ال تملك �سوي التنديد

وال�سجب والخطب الع�سماء

الجوفاء وا�ستلهام التراث

للبيت رب يحميه للبيت رب يحميه

�شاعر من م�شر. *

Page 72: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ72

�سهد الحب■ نازك اخلنيزي*

في طريقي اإليكر�سمتك كرذاذ المطر

و�سكون الم�ساءدثرتك بين اأ�سلعي

كروؤي الحياةر�سمتك

كلوحة ع�سق �سيرياليةكمرا�سم �سلوات فتية

***

في طريقي اإليكتغنجت كعرو�ص �سرقية

ر�سمت باأحمر ال�سفاهاآالف الورود

الأتنف�سك ربيعا مخملياراق�ست حنايا اللحن

كطفلة �سقيةعلى ج�سد البحر

نثرت جدائل االأبجدية

***

في طريقي اإليك

راجعت حوارنا

مرات ومرات

من الم�سافات

ن�سجت لظى الطريق

طبعت ابت�سامتي

على �سفاهي الخجلى

لترق�ص النوار�ص

حتى مطلع الفجر

***

في طريقي اإليك

طويت البعد

امتطيت الحرف

رفعت راية اال�ست�سلم

تمردت مدن الغ�سب

على حائط المطر

ر�سمت ملمحك باالأرجوان

***

Page 73: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

73 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـعـــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

شـــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ـــــــ

في طريقي اإليكابتهلت في محرابيتوجتك بكرم عربيتباهيت بين الن�ساء

بثورة الحنينخبزت الطيب

ا�ستبحت النخيلاغت�سلت بماء الورد

***

في طريقي اإليكلم اأفرق

بين العقل والجنونلم ي�ستوعب

النب�ص م�ساعريلم اأبرر لجدائل العمر

�سر ق�سائديعانقت �سهام الحنين

وغ�سق ال�سمو�صغفوت على حلم

ب�سائره ميلد فجر

***

في طريقي اإليكتحت جنح الظلم

�سال حرفي عبير من نوررميت تقاويم الزمن

هرولت اإلى المجهولعارية القدمين

ابتكرت طرقا اأخرىت�سقط في البعد االأخير

من تراكم ال�سنينقبل نزوح القمر

وقبل اأن تغادر االأحلم ذاكرتي

�سهد الحب

***

في طريقي اإليكتمردت اأنوثة الحرف

على حافة القمر جمعت النجوم �سوءهاانبثقت خيوط الروؤي

مطرت ال�سماء ظماأ�سجدت ملئكة التقوى

على اأهازيج الرياحاحتفاء باكتمال ملحمة الحنين

في فردو�ص عينيك

�شاعرة من ال�شعودية. *

Page 74: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ74

�سعدت كثيرا باإنجاز هذا الحوار مع �ساعر كبير، له ح�سوره �سبعينيات منذ ال�سعودي ال�سعري الم�سهد فــي المتميز

يده�سك والـــذي بافقيه، علي ال�ساعر الــمــا�ــســي.. الــقــرن تن�سهر والتي ال�ساعرة، بذاته يحا�سرها التي بق�سيدته

بدفء الذاكرة، وتجربته الحياتية، وعمق ثقافته..، »جلل يقوداك حتما اإ�ــســداران 2007م«، »رقيات 1993م«، االأ�سجار في بها باح والأ�سباب..! جــدا، والمقل الكبير، ال�ساعر لهذا

ثنايا هذا الحوار..

بـ.. »م�ست لنقراأ هذا المقطع من ن�ص لل�ساعر، والمعنون امراأة«،

)م�ست امراأة خارج الباب م�ست امراأة في الطريق اإلى بيتها

الة الحي م�ست امراأة في الطريق لبقـم�ست امراأة

من يعيـد لمدفونـة وجههامن يعيـد يديها

من يعيد الحقول التي ذهبت في الغيابم�ست امراأة خارج الباب(،..

هذا المقطع بمثابة اإ�ساءة تقودنا للحوار، ولف�ساء ال�ساعر علي بافقيه..

ال�ساعر

عـــــلـــــي

فقيه با■ حاوره/ عمر بوقا�شم*

اجلوبة - �ستاء 1436هـ74

Page 75: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

75 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ــصـــــــــ

�ـــــــــا

خــــــــور

ــــــــــــــــــ

ـــــــــحمــــــــ

ظهور ق�شيدة التفعيلة بلغتها المختلفة..

»جلل االأ�سجار 1993م، »رقيات 2007م«، هذه ●االإ�سدارات حتما تقودنا لل�ساعر علي بافقيه، منذ ال�سعودية ال�سعرية االأ�سماء اأبــرز اأحــد لها كــان والــتــي الــمــا�ــســي، الــقــرن �سبعينيات ال�سعرية التجربة مــلمــح ت�سكيل فــي دور الحديثة ال�سعودية، �ساعرنا الكبير والمتميز، تلك اتجاه في ببوح خا�ص منك هل نحظى

المرحلة؟

ρ وعاي�شتها ع�شتها التي المراحل اأو المرحلة تبداأ المملكة، في ال�شعرية الحركة في فعليا اأع��رف ل الميالدية، ال�شبعينيات اأوائ���ل من ولكنها المرحلة، تلك تريد بخ�شو�ص بوح اأي بحق مرحلة ثرية وتاأ�شي�شية وخا�شة من زاوية في الجديدة الجمالية والقيم ال�شعرية اللغة اأي ظهور ق�شيدة التفعيلة ق�شيدتنا المحلية، الجديدة، وجمالياتها تماما، المختلفة بلغتها والمبا�شرة. ال�شائدة ال�شعرية للغة وتجاوزها هذه اأو الق�شيدة ه��ذه اأن نتذكر اأن علينا ن�شجت المحلية ق�شيدتنا في العميقة النقلة في الظهران، في حرم كلية البترول والمعادن، ب��ي��ن ي���دي ال�����ش��اع��ر ع��ل��ي ال��دم��ي��ن��ي اأواخ����ر

الميالدية، ال�شبعينيات وبدايات ال�شتينيات على اإ�ـــشـــراري ب�شبب مــحــظــوظــا ك��ن��ت وق���د والمعادن البترول كلية في بالت�شجيل العائلة اآف��اق تفتحت فهناك ١٩٧٢م، ع��ام اأواخ����ر واآف��اق والكتابة، القراءة اآف��اق اأمامي، كثيرة عرفت وهناك وال�شداقات، والكتب ال�شفر الت�شكيلية الفنون لغة وكذلك ال�شعرية، اللغة عليه. اهلل رحمة النزهة خالد �شديقي مــع ول الت�شكيلية، الفنون معار�ص نزور كنا وقد اأزال اأتذكر اندها�شي اأمام لوحات البق�شي في الت�شكيلية للغة تعلمي وبداية المعار�ص، اأحد

المذهلة التي دلني على دروبها خالد.اأدب��ي��ات ف��ي ١٩٧٤م ع��ام نحو الن�شر ب���داأت هناك بالدمام. اليوم جريدة وملحق الكلية، اأتجاوز وب��داأت الجديدة، الق�شيدة اكت�شفت اأنني اأذك���ر ف�شيئا. �شيئا ال�شابقة مرحلتي ال�شابي، القا�شم باأبي مغرما الظهران جئت الجدد ال�شعراء وبع�ص وجبران خليل جبران، الذين ي�شعب علي الح�شول على الم�شهورين والفيتوري ودروي�����ص ال�شياب مثل كتبهم.. اأي��ام كنت المرحلة ــذه ه قبل ــمــاغــوط.. والفي غ��ارق��ا وال��ث��ان��وي��ة المتو�شطة ال��درا���ش��ة اأو العمودي، قديمه ال�شعر العربي الكال�شيكي

مترامية �شا�شعة البالد اأن ميزاتها اأهــم من ال�شعودية ال�شعرية ال�شاحة الأطراف والثقافات، وهذا ي�سفي تنوعا وتعددا يثري العملية الإبداعية، وربما

يجعلها قابلة لإحداث نقلة في اللوحة ال�سعرية..!

المحيط والوعــي الوعيه، وفي داخله، في موجودة اأغالله العربي ال�شاعر الجتماعي..!

ق�شيدة النثر تختلف من ق�شيدة اإلى اأخرى، ومن �شاعر اإلى اآخر، ومن �شظية اإلى �شظية، بع�شها �شعر وبع�شها لون اأدبي

كانت اأمي تقول: اأنت تعي�ص على الورق.. وعندما جاءتني البعثة اأخذوا كتبي من مكانها وو�شعوها في م�شتودع كان في االأ�شل مطبخا.. وتركوها للعثة!!

Page 76: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ76

اأ�ستطيع فقط اأن اأقول اإن ال�ساحة الأدبية مبعثرة اإلى حد كبير، وتطغى عليها المزاجية، وال�سطارة الجتماعية، والعالقات العامة، والعالقات ال�سحافية..

اأ�شع ق�شائدي تلك في اأواخر ال�شبعينيات، ولكنني لم كتبت كثيرا وب�شغف في كتاب، ولم اأحتفظ بها؛ ب�شبب و�شعي االأكاديمي الم�شطرب، و�شخ�شيتي النافرة..

بعد النثر.. ق�سائد وبع�ص التفعيلة في الجديدة ال�سعرية اللغة اكت�سفت زياراتي تجاربي اأهــم بين ومن والفكر، الحياة في كثيرة وتجارب ــراءات قللكويت، وجلب الكتب ال�شعرية والفكرية التي كنت اأقراأ اأو اأ�شمع عنها وال اأراها

اأكثر لي�شت الم�شاألة اأن اأعتقد وحديثه، وكنت كنت مغرما فقد البيت، �شكل من خروج على من اأتخل�ص ولم والقافية، ال�شطرين ب�شكل عندما الثانوية، المرحلة بعد اإل الحالة هذه التفعيلة في الجديدة ال�شعرية اللغة اكت�شفت وبع�ص ق�شائد النثر. اأي بعد قراءات وتجارب اأهم بين من وكان والفكر، الحياة في كثيرة تجاربي في ال�شعر والحياة، زياراتي للكويت.. كنت التي والفكرية ال�شعرية الكتب وجلب اأراه��ا. حدث هذا بعد اأ�شمع عنها ول اأو اأق��راأ ن�شاأت فقد مكة. في والعائلة للبيت مغادرتي في عائلة محافظة جدا، وت�شكلت ذائقتي على ون�شرت كثيرا، وكتبتها العمودية، الق�شيدة

بع�شها.

ال�شبعينيات اأواخ��ر في وب�شغف كثيرا كتبت الميالدية، وربما تكون هي المرحلة التي كنت اأ�شع لم لالأ�شف ولكنني فيها، الإنتاج غزير بها؛ اأحتفظ ول��م ك��ت��اب، ف��ي تلك ق�شائدي الم�شطرب، الأك��ادي��م��ي و�شعي ب�شبب ربما الأ�شدقاء بع�ص يقول النافرة. و�شخ�شيتي خطاأ هذا اإن التجربة: تلك على تعرف ممن عبدالعزيز واأ�شتاذي �شديقي ومنهم كبير،

الأول��ى.. مجموعتي قراأ عندما الذي م�شري، من يجد لم لأن��ه وموؤنبا، �شارخا بي ات�شل ق�شيدة ه��ي ف��ق��ط، واح���دة ���ش��وى ق�شائدي عروة بن الورد التي اأنقذها هو رحمه اهلل، فقد ما ح�شل، ولكن هذا المجموعة. كانت خارج ولم اأعد اأكترث الآن. ولأنني ل اأومن بالكميات �شفوة ن�شرت فقد الإب��داع��ي��ة، الأع��م��ال ف��ي ق�شائدي في المجموعتين اللتين ذكرتهما في

�شوؤالك.

الم�شاألة �شخ�شية..!

�سردي، ● عمل اأو روايـــة »مــا« �ساعر يكتب اأن اأ�سبحت الحالة فهذه غريب، �سيء يعد لم الــعــربــيــة، الــثــقــافــيــة الــ�ــســاحــات فــي منت�سرة الحالة هذه و�سف يرف�ص من الكتاب فمن بين تــوا�ــســل طبيعيا يــعــده بـــل بــالــتــحــول، ف�ساءات الكتابة، ومن حق ال�ساعر اأن يح�سر في اأي ف�ساء اإبداعي؛ واإن هذه الحالة لي�ست يرى مــن ومنهم الــ�ــســاعــر.. على بالجديدة التي �سلبياتها ولــهــا الت�سنيف، عــقــدة اأنــهــا علي ال�ساعر الثقافية، ال�ساحة منها تعاني

بافقيه، ماذا يقول؟

Page 77: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

77 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ــصـــــــــ

�ـــــــــا

خــــــــور

ــــــــــــــــــ

ـــــــــحمــــــــ

بدر �شاكر ال�شيابال�شاعر محمد الماغوط

ρ بطبيعته والق�ص ال�شرد اإلى يميل من هناك اإلى الأعمال ال�شخ�شية، وهذا ما يجعله ميال الم�شاألة اأن ل��ي يبدو ول��ه��ذا رب��م��ا، ال��روائ��ي��ة يكتب اأن فــي ــة غــراب فــال بــحــتــة، �شخ�شية والأدوات ي��راه��ا، التي بالطريقة اإن�شان اأي عن للتعبير مالئمة يجدها التي الإب��داع��ي��ة

تجاربه ومكنوناته.

عمل كتابي ل اأعرف ت�سنيفه..!

هل لك تجربة مع كتابة الرواية؟ ●

ρ اأتمنى ذلك..، واإن ح�شل �شيء من هذا القبيلت�شنيفه، اأع���رف ل كتابيا ع��م��ال ف�شيكون

ولكنني اأ�شتبعد اأن يكون رواية.في حوار لي مع ال�ساعر عبدالعزيز المقالح، ●

يو�سف، �سعدي ال�ساعر قاله مــا عــن �ساألته اأيــ�ــســا �ــســمــن حــــوار لـــي كـــان مــعــه، اإذ قـــال: واأعتقد و�سعرائها، للعربية متحم�ص »اإنني الــلزم من لدن ال�سعر، فن يوؤخذ بالجد اأن �سعرنا بين المقارنة لكن الــعــرب، ال�سعراء

الــحــالــي، و�ــســعــر االأمــــم االأخـــــرى، لــن تجعل كــفــة الــمــيــزان تميل اإلـــى �ــســالــحــنــا. نــحــن ال المقالح: رد فكان باأغللنا«، مكبلين نــزال »... لكنني ال اأتردد عن القول باأن في �سعرنا على تتفوق لــم اإن تــ�ــســاوي نــمــاذج المعا�سر عالمي، �سعر مــن قــراأنــاه مما نــمــاذج بع�ص واأرى اأن االأحداث التي مر بها ال�سعراء العرب وجعلتهم اأرواحــهــم، �سهرت قد الحقيقيون يـــقـــتـــربـــون كـــثـــيـــرا مــــن الــمــعــنــى الــحــقــيــقــي

لل�سعر«.. ما راأيك؟

ρ ح�����ش��ب ���ش��وؤال��ك، ف����اإن ���ش��ع��دي ي��و���ش��ف ي��رىالكفة تميل لن لهذا باأغاللنا، مكبلين اأننا الأخــرى. الأمــم �شعر مع بالمقارنة ل�شالحنا ودللت عمق لها الأغ��الل مع�شلة اأن واأعتقد ج��دا، كثيرة العرب، نحن فاأغاللنا، كثيرة، بل اإنها متنوعة، وذات مخابىء �شحيقة تنهمر وهذه تغله. لكي ناحية كل من ال�شاعر على ال�شعراء اأن معظم درجة اإلى ناحية منطقية، العرب اأغالله موجودة في داخله، وفي لوعيه،

Page 78: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ78

الثقافة اأو الجتماعي المحيط لوع��ي وف��ي الجتماعية ال�شائدة.

بع�سها �سعر وبع�سها لون اأدبي

�سعرا«، ● ولي�ست اأدبــــي.. لــون النثر »ق�سيدة االأديــب محمد االأ�ستاذ »اأحياها« هذه مقولة

العلي في اإحدى مقاالته، ما راأيك؟

ρ ،اأخرى اإلى النثر تختلف من ق�شيدة ق�شيدة �شظية؛ اإلى �شظية ومن اآخر، اإلى �شاعر ومن تن�ص ول اأدبــــي، ــون ل وبع�شها �شعر بع�شها قلة �شابق. �شوؤال في ذكرناها التي الأغ��الل هم ال��ع��رب.. والمثقفين ال�شعراء م��ن فقط في اأغ����الل ب��ج��راأة وواج���ه���وا ك�شفوا ال��ذي��ن

داخلهم وخارجهم.

ال�ساحة الأدبية مبعثرة اإلى حد كبير

الناقد ● بــيــن االتــهــامــات ال�سطح عــلــى تطفو والمبدع، »النقد ال يواكب الحركة االإبداعية«، ي�ستحق الذي الجاد االإبداعي الن�ص »غياب

اأن يقراأ«.. هل تن�سف طرفا على االآخر؟

ρ ،الآخ��ر على طرفا اأن�شف اأن اأ�شتطيع ل ل. م��وج��ودة. غير الإن�����ش��اف اأدوات لأن وذل��ك الأدب��ي��ة ال�شاحة اإن اأق���ول اأن فقط اأ�شتطيع مبعثرة اإلى حد كبير، وتطغى عليها المزاجية، العامة وال��ع��الق��ات الجتماعية، وال�����ش��ط��ارة وهنا ذلك. اإلى وما ال�شحافية.. والعالقات ل اأقول جديدا، فهذا اأمر ل ينكره اأحد.. فقط اأتمنى من الأ�شاتذة والزمالء اأن يكترثوا بالنوع

بعيدا عن الأ�شماء وال�شفات.

الدمار والتخلف ماثالن اأمام اأعيننا..!

من ● ال�سعرية ال�ساحات يقيم ت�سنيف هناك بلد اإلى اآخر... فمثل، هناك �سعراء ي�سنفون كيف ــة، وجــدي تاألقا االأكــثــر باأنها �ساحاتهم

تقيم ال�ساحة ال�سعرية ال�سعودية؟

ρ المديح تكيل اأن �شاحة اأي �شالح م��ن لي�ص

اإذ ال�شعبة، الأيام هذه في وبخا�شة لنف�شها، الدمار والتخلف ماثالن اأمام اأعيننا في البلدان اأهم من ال�شعودية ال�شعرية ال�شاحة العربية. الأطــراف مترامية �شا�شعة البالد اأن ميزاتها يثري وتعددا تنوعا ي�شفي وه��ذا والثقافات، العملية الإبداعية، وربما يجعلها قابلة لإحداث نقلة حدثت مثلما ال�شعرية.. اللوحة في نقلة

مباغتة لم تكن متوقعة في الرواية المحلية.

لم يحن الوقت

لــيــ�ــص هــنــاك اأثــــر وا�ـــســـح عــلــى مــ�ــســمــون اأو ●التغيرات ظــل فــي االإبــداعــي، الخطاب �سكل ال�سيا�سية واالقت�سادية التي ي�سهدها العالم العربي في ال�سنوات االأخيرة، براأيك ما �سبب

غياب االأثر؟

ρ اأث��ر ولمالحظة لظهور الــوقــت يحن لــم ربما الأحداث وال�شطرابات القائمة الآن في العالم

العربي على الأعمال الإبداعية.

لم يفاجئني �سوؤالك

الــ�ــســحــافــة جـــذبـــت الــكــثــيــر مــــن االأ�ـــســـمـــاء ●االإبداعية.. األم تكن مغرية لك؟! ولماذا؟

ρ ندمت التي التجارب ال�شحافة من العمل في �شوؤالك. يفاجئني لم ولهذا اأخ�شها، لم اأنني جاءتني فر�شة في الدمام اأيام الجامعة، واأكثر اأذك��ر التخرج. بعد الريا�ص في فر�شة من الجزيرة، في زاوية علي اقترحوا الزمالء اأن وعندما دخلت مكتب الدكتور اإبراهيم التركي، تناول اأوراقي من يدي، واأخذني اإلى مكان خلف المكتب، به طاولة �شغيرة م�شتديرة، و�شع عليها اإلي كمن يقول: عليك واأ�شار الورق، كومة من بها، لم نتكلم، كان الرجل لطيفا معي، �شوف اإنني �شفر في ال�شحافة له لو قلت ي�شاعدني التجربة، خ�شرت لكنني العامة، والعالقات يبدو نف�شي: في قلت النبيل. الرجل وخ�شرت نافرا، اأبدو �شعلوكا واأنا ناجحا اإداريا الرجل

Page 79: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

79 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ــصـــــــــ

�ـــــــــا

خــــــــور

ــــــــــــــــــ

ـــــــــحمــــــــ ن�ص اأر���ش��ل نف�شها.. طريقتي اإل���ى وع���دت

الزاوية بالفاك�ص، ول اأزور ال�شحف، ول اأعرف يكن لم كثيرة، ب�شنوات قبلها م��رة، ل��م��اذا. وا�شحا الحربي ال�شاعر محمد جبر ال�شديق عندما قال لي في مكتبه في اليمامة: هم �شبعة كان يق�شد ثقافة جريدة اأ�شتغل لوحدي. واأنا اأيامها، اأ�شبوعية زاوية لي كانت اإذ الريا�ص، عام ١٩٨٦م. ولكن لو عر�شت عليه الم�شاركة، لجربت نف�شي، وتعلمت �شيئا منه ومن الزمالء وخديجة الحربي محمد اأن اأن�شى ول هناك، تخرجت عندما زارن��ي من اأول كانا العمري وين�شران يرا�شالنني وكانا البعثة، من وعدت ق�شائدي بين عامي ١٩٨0م و١٩٨٦م، هذه من الخطائين كما فاأنا من كبار الكثيرة اأخطائي

هو معروف.

الروابط والأخبار والمواقع

على ● زيارتها على تحر�ص التي المواقع ما ال�سبكة العنكبوتية؟

ρ ،الإل��ك��ت��رون��ي ب��ري��دي على مجموعتان ل��دي المعلومات من الكثير خاللهما من ت�شلني

والكتابات والروابط والأخبار والمواقع.

في م�شتودع كان في االأ�شل مطبخا!

.. هل لنا اأن نتعرف على محتوى مكتبتك؟ ●

ρ كانت اأمي- اهلل يرحمها- تقول اأنت تعي�ص علىالورق.. عندما جاءتني البعثة اأخذوا كتبي من الأ�شل في كان م�شتودع في وو�شعوها مكانها مطبخا، ثم انتقلوا بعد فترة اإلى جدة وتركوها في وال��ف��ك��ر. الأدب ف��ي كتبي معظم للعثة! ال�شابق، كان ال�شفر يعني الكتب، وكانت العودة بالكتب مغنما عندما تتخطى المداخل، وعيدا الآن الجدار. اإلى وتتكئ البيت، ت�شل عندما في والتحديق الكتب بت�شفيف اأهتم اأع��د لم

وجوهها الحميمة.

Page 80: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ80

�ساعر ي�سعب و�سفه..!»من اأين جئت اإلى البال؟

كيف اأقامت طيورك هذي الع�شا�ض

باأ�سجاري النائية؟«

ل يتو�شل علي بافقيه، في تجربته

الكبيرة، الق�شايا اأو اللغة الفريدة،

كما حدث مع معظم اأبناء جيله، بل

ال�شابق- المقطع في كما يحاول-

الحقيقية، الق�شيدة يالم�ص اأن

اأو اللغوية الر�شاوي كل من مجردة

الأيدلوجية. كثيرا ما يكتب ق�شيدة

يكتبها فح�شب.. ذاتها على تتكئ

في اأجو�ص « القلق: الخزاف ب��روح

كاأنما قلقا/ خالقا اأغ���دو الطين

يكتبها انفطرا«. خالقه من الطين

واأ�شفو/ في�شعب اأ�شفو/ « اإلى درجة ي�شعب فيها و�شفه: اأن ي�شل الذي يحاول المبدع بطموح

الدوام: الم�شاألة هنا حذلقة لغوية مجانية، بل هي تعبير عن هاج�ص يراوده على و�شفي«. لي�شت

درجة الكمال في الكتابة.

بافقيه الذي )ي�شعب و�شفه( �شاعر )يمتلئ بالغرفة( التي يراقب منها العالم، لم تعد الغرفة

غرفة بل اأ�شبحت العالم باأ�شره. يحاور التبغ ويدعي اأن حرفه �شغير في موازاة الدخان الذي يبكي.

هو لي�ص �شغيرا كما يقول، لكن طبيعة النحات الذي ي�شكنه، تريده دقيقا ول يفي�ص عن الحاجة

اأبدا. النحات الذي خلق ليزيح الركام، وليبحث عن جوهر الأ�شياء، ل يريد لكلماته اأن تكون عالة

على الحياة، بل �شببا من اأ�شبابها.

حين ل يكون فينا، �شاعرا يوا�شل نحته، »�شيره واأ�شئلته«، زهده في الثرثرة وال�شتعرا�ص، »فاأي

هواء يكون هواء؟/ واأي حياة/ تكون الحياة«

■ م�سفر الغامدي

Page 81: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

81 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ــصـــــــــ

�ـــــــــا

خــــــــور

ــــــــــــــــــ

ـــــــــحمــــــــ ال�ساعر الذي عا�ص وحيدا في الم�ستقبل

»�شاعر غابر في جزيرة العرب

يغاوي الجن وي�ساهرهم

ثم ينام جنب ناقته غاط�سا في الأوهام...«

والمفارقة الكبرى، اأن هذا ال�شاعر يعي�ض، وحيدا، في الم�شتقبل!

وحيدا يعي�ص ال��ذي الكبير، ال�شاعر هذا

�شيتذكره الماألوف، عن وخارجا ومحت�شدا

كذلك، بو�شفه البالد، في الثقافي التاريخ

على عملوا ال��ذي��ن الكتاب اأه��م م��ن واح���دا

الأوه���ام م��ن وتخلي�شه الم�شهد ت�شحيح

اإن��ن��ا اأم���ام ك��ات��ب »ل وجعله اأك��ث��ر و���ش��وح��ا.

يكف عن تاأمل ذاته وتاأمل العالم من حوله«.

وطوال معرفتي بهذا الفنان الكبير، فاإنني لم

اأجد من هو اأكثر منه اهتماما بتردي ال�شلوك العام وت�شوهه لدى المجتمع. واأنا �شخ�شيا قمت

اإلحاح بعد من الملفات ال�شحافية عن »ال�شلوك العام« في »البالد« و»عكاظ« بتحرير العديد

كبير ومتكرر منه؛ اإذ كان يمنح هذا المو�شوع النقطة العليا من الهتمام، وكانت لديه �شرخة

اإنه كاتب �شادق، ويحمل هما حقيقيا. وحين يرى كثيرون عظيمة يريد اأن ت�شل اإلى الجميع.

اأن ال�شاعر علي بافقيه هو من اأهم ال�شعراء الذين كتبوا �شعرا حديثا في المملكة، فاإنني، من

زاويتي ال�شحافية، اأعتقد اأن بافقيه هو اأي�شا واحد من اأهم الذين كتبوا المقالة ال�شحافية في

المالحق الثقافية، لكن هذه التجربة، للح�شرة، لم ي�شاأ لها ال�شتمرار، ربما ب�شبب عدم اإتقانه

واأكثرهم وعيا في مناق�شة الكتاب اأقدر ال�شاحة المحلية واحدا من العامة، لتخ�شر للعالقات

»الرقع« المظلمة التي تحيط بنا من كل �شوب.

■ عبدالعزيز اخلزام

Page 82: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ82

علي بافقيه منذ الخام�شة ع�شرة..!

اأذكر دائما اأن اأمي تحب ال�شعر والغناء واأبي التاأمل كثير الكالم قليل كان اهلل- -رحمهما ربما لميوله الت�شوفية؛ هذه نقاط موؤثرة. ولكن والمكتبات المكرمة، بمكة ال��ف��الح م��دار���ص اإلى جانب الحرم ال�شغيرة التي كانت متناثرة ت�شكيلي ع��ل��ى عملت ال��م�����ش��ع��ى، ع��ن��د ال��م��ك��ي ودخولي اإلى عالم القراءة في وقت مبكر جدا. !؟ البيت عن بعدها رغم المدار�ص هذه لماذا وزميال الفالح مدار�ص في طالبا الوالد ك��ان اأ�شر ولــهــذا اهلل، رحمه مالكي علوي لل�شيد على ت�شجيلي هناك رغم وجود مدر�شة بالقرب البا�ص اأرك��ب فكنت الحجون، في البيت من ذهابا ال�شبيكة اإلى اأم�شي ثم اأجياد، باب اإلى

واإيابا. مدار�ص الفالح ال�شهيرة.. حيث النظام الكتب، وا�شتعارة المكتبة، وح�شة ال�شارم يجعل ال��ذي �شيف ن��ور محمد ال�شيخ وكذلك بال�شعر لغرامه ممتعة؛ الدينية المواد ح�شة

وفنون اللغة العربية.

في المدر�شين اأحد مع مراجعة �شاعة بعد الكتب اكت�شفت هناك للعب. نخرج ال��ح��رم ابتدائي( )راب��ع��ة منذ ال�شغيرة والمكتبات ع�شوائية.. كقرءاآت بداأت ن�شميها. كنا هكذا

اأذكر منها اأحد مجلدات عنترة بن �شداد.

غرامي اكت�شفت المتو�شطة المرحلة في ــي اإحـــدى ــي الإلـــقـــاء ف بــالــ�ــشــعــر، و�ــشــاركــت فجريدة ف��ي �شادفت بالمدر�شة. المنا�شبات الندوة حوارا من �شمنه اقتراح لل�شعراء ال�شبان و�شعراء العبا�شي وال�شعر المعلقات بــقــراءة جواهر منها: الكتب من عددا وذكر المهجر، اأبو وعمر ال�شابي، القا�شم اأبو ودي��وان الأدب، هذه ف��ي وغ��ي��ره��ا. ما�شي، اب��و واإي��ل��ي��ا ري�شة، مكتبات اأ�شهر الثقافة مكتبة عرفت اللحظة القبة ف��ي مكتبة ع��رف��ت ث��م ال��م��ك��رم��ة، م��ك��ة )منطقة جنوب حارة الباب( تبيع كتبا رخي�شة وم�شتعملة، اأذكر كتاب اأمراء ال�شعر العربي في كتاب وهو المقد�شي، لأني�ص العبا�شي الع�شر من لثمانية ومختارات درا���ش��ات به ر�شين..

■ علي بافقيه

ال�شاعر علي بافقيه في المرحلة الثانوية

Page 83: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

83 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ــصـــــــــ

�ـــــــــا

خــــــــور

ــــــــــــــــــ

ـــــــــحمــــــــ اإلى اأو�شلني الكتاب المرحلة. هذا تلك �شعراء

المتنبي واأبي العالء المعري واأبي نوا�ص، وبقيت خليل وج��ب��ران ال�شابي القا�شم ب��اأب��ي مغرما اأدور حارات مكة للبحث عن جبران الذي كنت

كتبه التي اأراها على الغالف.

الأولى ال�شنة وفي ع�شرة الخام�شة في كنت الدرا�شيين الف�شلين نظام يكن لم - الثانوية المدر�ص من طلبت عندما - حينها به معمول المكتبة. اعتذر.. ا�شتعارة رباعيات الخيام من وقال: بيده كتبه بدفتر بعد فيما جاءني ولكنه على بيدي كله الدفتر اأفرغت بكرة(، )رجعه دفتر جديد لكي اأعيده في اليوم الثاني. في تلك المرحلة كنت اأكتب واأقراأ، عمر اأبو ري�شة، اإيليا في الأدب��ي والملحق قباني، ن��زار ما�شي، اأب��و الندوة وعكاظ، واأ�شع ع�شرة ريالت في البريد جاءني كتابين. اأو لكتاب بيروت اإل��ى اأر�شلها على لل�شياب واأ�شاطير( )اأزهار منها مجموعة عنوان مدار�ص الفالح، مكة. بعدها جاء م�شئول الإعالم ال�شاعر محمد عبدالقادر فقيه - والد اأب��ي اإل��ى فقيه- ع��ادل المهند�ص العمل وزي��ر واأعارني الثانوية، في مدر�شا نظنه كنا وقــال: بع�ص الكتب القيمة-رحمه اهلل- ولكنني توقفت

عن الطلب بالبريد خجال منه.

الف�شل الثانوي وجدت نف�شي في الثاني في قالها الزمالء اأح��د العلمي. للق�شم الدرا�شي اأجابه العلمي(، اأبغى الق�شم ما : )اأنا مبا�شرة المدر�ص باأن المدير اختاركم للعلمي، ومن اأراد لت�شجيله.. المدير اإلى فليذهب الأدب��ي الق�شم منده�شا كنت يدي. في اأ�شقط مخيرون. اأنتم

منده�شا وبقيت لالأدبي!!؟ اأذهب هل ومحتارا اإلى اليوم. ل اأن�شى ف�شل ال�شيد محمد ر�شوان، بي دفع ال��ذي فهو علي، الفالح مدار�ص مدير اأ�شبحت �شنوات ث��الث فبعد العلمي، للق�شم الظهران في والمعادن البترول كلية في طالبا للبترول ف��ه��د ال��م��ل��ك ج��ام��ع��ة الآن ه��ي ال��ت��ي

والمعادن.

اإلى ذهبت جديد. من ولــدت الظهران في بداية في الكتب. اأج��ل من با�شتمرار الكويت الأمر.. كانت هناك كتب بالبال، واأ�شماء �شعرية، اأدوني�ص، ال�شياب، مثل: وقراأتها عنها بحثت يو�شف. �شعدي دن��ق��ل، اأم��ل دروي�����ص، محمود الدم�شقي مهيار اأغ��ان��ي ق���راءة كثيرا اأع���دت وقف الجامعة لطالب حفلة في ثم لأدوني�ص.. ن�شا وقراأ المن�شة على الدميني علي ال�شاعر عنوانه )ق�شيدة حب اإلى فتاة غامدية(.. كانت طازجة جــديــدة �شعرية لغة مذهلة، ق�شيدة ال�شاعر الدميني علي عرفت بعدها ومتدفقة،

والإن�شان.

ب��ح��ق، ق����راءة وكتابة ��ة ث��ري ك��ان��ت م��رح��ل��ة من مجموعة خاللها عرفت فقد و�شداقات، عبدالعزيز منهم ال�شرقية.. المنطقة كتاب الدميني، ومحمد المليحان، وجبير م�شري، في زميلي ك��ان ال���ذي ال��ح��رب��ي عبيد ومحمد الثقافي الن�شاط زمالء اإلى وتعرفت الجامعة؛ الجامعة، مجالت في الن�شر وب��داأت الجامعي، عام ١٩٧٤م. نحو الأدب��ي اليوم وملحق جريدة اأنني لم اأخ�ص تجربة العمل ربما ارتكبت خطا في ال�شحافة، رغم اأن الفر�ص كانت �شانحة في

Page 84: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ84

الدمام وفيما بعد في الريا�ص.

اأحد اأم��ام فكنت الأكاديمي. �شجلي تدهور الآداب بجامعة اإلى كلية اأحول اأن اإما خيارين: الملك �شعود، اأو اأن اأترك هذه الفو�شى الجميلة واأنكب التي كنت غارقا فيها الغائرة في طبعي للعمل الخفجي اإل��ى فذهبت الهند�شة، على اأ�شا�ص وعلى الكويت في المكتبات والقرب من الجامعة اإل��ى ع��دت ث��م ال��ي��اب��ان، اإل��ى ابتعاث واأقفلت �شجلي الأكاديمي، واأ�شبحت موظفا في على الريا�ص. في للكهرباء العامة الموؤ�ش�شة وعد ببعثة لإكمال درا�شتي الجامعية والح�شول المدنية.. وهذا ما الهند�شة على تخ�ش�ص في

ح�شل.

بعد �شنتين في بو�شتن باأمريكا، وقع اجتياح بيروت، فخرجت من عزلتي.. و�شاركت الطالب العرب في فعالياتهم وتظاهراتهم، كانت تجربة جل�شات ع��دة ح�شرت بعدها ��ة، وث��ري ف��ري��دة �شديقي بمعية الفل�شطينيين الطالب لتحاد ر�شالة يعد كان ال��ذي الربعي اأحمد واأ�شتاذي ولكنني اأيامها، هارفارد جامعة في الدكتوراه بعد ح�شور اجتماعين اأو ثالثة.. لحظت العداء الجبهة و�شباب فتح �شباب منظمة بين ال�شافر لعزلتي. وع��دت لتناحرهم فتركتهم ال�شعبية كتبت عدة ق�شائد في بو�شتن منها )الخزاف(، و)الم�شافة(، و)اأ�شجار : اأوراق الحالج، بيروت اليمامة مجلة في ن�شرتا الأخيرتان ١٩٨٢م(،

التي كنت م�شتركا بها وت�شلني با�شتمرار.

عندما عدت من اأمريكا زرت مجلة اليمامة، ومن هناك انطلق بي ال�شديق ال�شاعر عبداهلل

الــذي نـــور عــبــداهلل ــتــاذ الأ�ــش ـــى اإل ال�شيخان عانقني كاأنه يعرفني منذ �شنين، وقال: يجب اأن تجمع ق�شائدك في كتاب، ومن خالل ال�شيخان تعرفت اإلى بقية المجموعة الرائعة في الريا�ص، الذين جميعهم دفعوا بي اإلى الن�شر في ال�شحف. عر�ص علي �شالح ال�شهوان و�شالح الأ�شقر كتابة وخطر الريا�ص، بجريدة الأدبي للملحق زاوية اقترحوا ولكنهم العا�شقة( )لوجه ا�شم ببالي ون�شرت التعريف فحذفت الثالثة” “ال�شفة ١٩٨٦م، ث��ال��ث��ة( )�شفة الأ�شبوعية ال��زاوي��ة عر�ص العا�شقة” عندما “لوجه ا�شم واتخذت علي �شديقي وعديلي فهد العتيق الكتابة لمجلة الجيل، وفي عام ٢000 م و٢00١م، كتبت زاوية )منازل( ن�شف �شهرية لملحق جريدة الجزيرة

الثقافي.

�شدرت مجموعتي الأولى “جالل الأ�شجار” اأواخر ١٩٩٣م، وكنت قد تخل�شت من ق�شائدي القديمة التي كتبتها قبل البتعاث عام ١٩٨0م، لم ولكنني ال�شحف.. في منها بع�شا ن�شرت بالن�شر اكتراثي لعدم �شببا اأعرف ل اأحفظها، لدي كانت ٢00٧م، عام في المرحلة، تلك في باإذاعة لقاء وفي �شعرية، مجموعة مخطوطة الريا�ص اأتيت على ذكرها مع ال�شديق ال�شاعر الو�شمي فاقترح طباعتها. وتم التفاق عبداهلل ع��ل��ى ط��ب��اع��ة ال��م��ج��وع��ي��ت��ن الأول�����ى وال��ث��ان��ي��ة، بعنوان واح��د كتاب في المجموعتان و�شدرت )رقيات يليه جالل الأ�شجار(عن طريق النادي الأدبي بالريا�ص والمركز الثقافي العربي بيروت

عام ٢00٧ م.

Page 85: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

85 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ــصـــــــــ

�ـــــــــا

خــــــــور

ــــــــــــــــــ

ـــــــــحمــــــــ التجربة ال�سعرية لدى ال�ساعر ال�سعودي علي بافقيه

محاولة لر�شد مداخل الكتابة

ي��ع��د ال�����ش��اع��ر ع��ل��ي ب��اف��ق��ي��ه م��ن ال�����ش��ع��راء الحداثية، ال�شعرية التجربة ف��ي المميزين بالرغم من قلة المنجزات التي اأ�شدرها؛ نظرا لحظاته بها يلتقط التي الراقية الفنية للم�شته والأنيق في مداعبة العذب والأ�شلوب ال�شعرية، ال�شور والأحا�شي�ص المتدفقة في زمن تحجرت الإن�شانية القيم فيه وت��اآك��ل��ت ال��م��اآق��ي، فيه الغرائز تلبية على التهافت مقابل الجميلة،

والماديات ال�شتهالكية المفرطة.

الكتابة بجمالية متم�شكا بافقيه علي ظ��ل الق�شيدة وخ�شو�شيات الأ�شيلة، ال�شعرية العربية المتناغمة مع اأهدافه وغاياته الإن�شانية الحداثة تجرفه لم اإذ الكتابة. من والتوا�شلية ومنها الأدبية الأجنا�ص لمورفولوجية الهدامة المرجعيات اإل��ى ال�شتكانة ترقه ول��م ال�شعر، تحنط التي الم�شكوكة والهيروغليفيات الثابتة الوهم. من متما�شكة بحبال وتربطها الكتابة، وبات ينتقي لب�شمته الأدبية ما بين هذا وذاك، منقبا عن الجمال حيث كان، من دون خلفيات اأح��ك��ام ول ��ه��ة، م��وج اإي��دي��ول��وج��ي��ا ول م�شبقة الق�شائد اإل��ى يعود ت��ارة فهو لأوان��ه��ا؛ �شابقة باأدبياتها م�شتعينا التراثية، القديمة العربية اإن�شاته معين م��ن اإليها وم�شيفا الخ�شبة، وم�شمنا والعالمية، العربية ال�شعرية للحداثة لها اأحا�شي�شه كاإن�شان ينتمي اإلى جوهر الع�شر، ملتهب الراهن، الإن�شان بروح مت�شبع وك�شاعر بنار الأ�شئلة الحارقة التي تق�ص م�شجع الب�شر ب�شرعته يجارى ول يهادن ل عولمي زم��ن في ومخترعاته التي تفاجئ العالم، وتغزو الب�شرية من دون ا�شتئذان، جارفة معها معطيات، ومبدلة

لأخرى، ومزعزعة لثوابت، ونا�شبة لقيم جديدة �شوت يميز ما لكن ن�شقها. وتناغم ت�شايرها اأنه بات متم�شكا بالأ�شيل في ال�شاعر؛ هو هذا وبالجميل الأحا�شي�ص، في وبالراقي التجربة،

من الأ�شكال الإ�شتطيقية.

1- المرجعية ال�سعرية

من بافقيه علي ال�شعودي ال�شاعر ينهل معين مرجعيات متنوعة، فهو ي�شعى اإلى اإعطاء زخم مرجعي لمحكياته ال�شعرية، ويرفدها بكل تخترق عربية �شعرية تجارب من يغذيها ما الأزمنة، �شواء على م�شتوى ال�شكل الذي يتدفق والثيمات المعاني م�شتوى على اأو المعنى، فيه نف�شيهما، فنحن ل نلفي ال�شاعر يقد�ص نموذجا لمرجعية الوفاء على اأب��دا يحر�ص ول واح��دا، برمته جنانا الإن�شاني الإبداع يجعل اإذ معينة، وبذلك التجربة. تهادن ل التي لخيله ف�شيحا ا�شتحقت تجربته ال�شعرية هذا التنوع والنفتاح لقيم �شوى تخل�ص ل يجعلها ال��ذي والنتهاك الجمال والإن�شان، وتتجاوز ما دون ذلك. فلي�ص ال�شكل هو المهم بالن�شبة اإليه، ول حتى الكتابة وت�شمو الب�شرية قيم تحترم لم ما اإذا نف�شها لذلك بالعناية. وتحوطها عنها، وتنافح بها، نلحظ باأنه حتى في حالة توزيع ال�شواد والبيا�ص على ال�شفحة له ما يبرره في قوانين الق�شيدة ال�شعرية، ذلك اأن اكت�شاح ال�شواد يبرز الموقف والمكان الزمان ملء اإلى والحاجة النفتاحي، باأ�شياء خارج الذات، كما يبرز فراغا داخليا يتم التعبير عنه؛ وعلى العك�ص من ذلك، يعد اكت�شاح النطوائي للموقف تاأكيدا لل�شفحة البيا�شات

■ اإبراهيم احلجري - ناقد من املغرب*

Page 86: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ86

والحاجة اإلى الوحدة واإلى زمان ثابتين تمالأهما اأ�شياء نابعة من الذات)١(.

بال�شكل الخا�شة المرجعيات م�شتوى فعلى �شيولته ف��ي��ه ي�����ش��ب ال���ذي ال��ق��ال��ب اأو ال��ف��ن��ي بين التنويع اختار فقد ال�شعرية؛ الم�شمونية الق�شيدة في متمثال القديم ال�شعري النموذج عمود معيار ع��ن المنبثقة العربية الهيكلية ال�شعر -كما حدده المروزقي على هام�ص �شرحه ق�شائد فكتب العربية- ال�شعرية للمعلقات عــمــوديــة تــقــوم عــلــى نــظــام الــبــحــر ال�����ش��ع��ري، وال�����ش��ط��ري��ن، وال������راوي، وال��ق��اف��ي��ة، وال��ع��ل��ل، للعالقة ع الموز الم�شابهة ونظام والزحافات، بين الدال والمدلول والم�شبه والم�شبه به؛ لكنه مقت�شيات ال�شكلي الهيكل ه��ذا في ا�شتدمج كيف اأن��ه بمعنى ال�شياق؛ ومقومات الحداثة، وجعله ال�شعري، التداولي ال�شياق مع ال�شكل قادرا على م�شاءلة معان محايثة ومعاي�شة؛ ولعل الغاية من ذلك، هي مخالفة الأ�شوات ال�شعرية العربية المتمردة التي فهمت الحداثة ال�شعرية على اأنها قفز على عمود ال�شعر وال�شكل ال�شعري الأ�شيل التقليدي النموذج اأن مدعية القديم، الع�شر ف��ي ر�شالته اأداء على ق���ادرا ع��اد م��ا اأ�شئلة ا�شتيعاب على ق��ادرا عاد وما الحديث، ال�شعراء والنا�ص في الزمن الحالي. ولكي يبين اأ�شا�ص لها اأن هذه النظرة هي نظرة قدحية ل لالأ�شول انتهاك مجرد هي بل حة، ال�ش من اأعمى اقتداء العربية، ال�شعرية الهوية واأقانيم ق�شائده يــقــر�ــص فـــراح الــغــربــي، بــالــنــمــوذج كل اإياها م�شمنا ال�شعري، العمود معيار وفق مقومات الع�شر؛ فكاأنك اأمام �شاعر من الع�شر اأو ع�شر النه�شة يعي�ص في اأو العبا�شي الأموي تجمع الجميلة ق�شائده فكانت الحالي، الزمن

بين اأ�شالة القديم وحداثة الق�شايا والأ�شيقة.

في الم�شت�شمرة الثيمات م�شتوى على اأم��ا

المرجعية اإلى تلمح والتي ال�شعرية، الق�شيدة علينا ي�شهل فاإنه القديمة، العربية ال�شعرية ــرات فــي مجموع ــش ــمــوؤ� الــعــثــور عــلــى بــعــ�ــص الال�شاعر ي�شتح�شر المثال، �شبيل فعلى �شعره، لدى �شائدة كانت التي ال�شعري الإلهام م�شاألة القدامى، خا�شة ما كان ي�شطلح عليه ب� »وادي عبقر« الذي كانت ت�شكنه توابع ال�شعراء العرب

من الجنيين. يقول علي بافقيه:

»كما يت�سور العا�سقزكما بت�سور المطعون

اأهلكني التاأملك�ساعر غابر في جزيرة العرب

يغاوي الجن وي�سايرهمثم ينام جنب ناقته غاط�سا في االأوهام«

البيئة وع��وال��م اأ���ش��داء ت���ردد ع��ن وف�شال وقيمها البدوية، بطقو�شها القديمة العربية بفنون وت�شبعها العي�ص، وب�شاطة ال�شامخة، لعلي ال�شعرية التجربة اأن نجد والقول، الأدب وت�شتح�شر اأم��ك��ن، م��ا اأفقها تو�شع بافقيه، على للتدليل بعينها، �شعرية وم��راج��ع اأ�شماء هذه العوالم والق�شايا ال�شعرية العربية القديمة القي�ص، وعنترة ال�شنفرى وامرئ الأ�شيلة، مثل باب م��ن لي�ص ال�شتح�شار وه��ذا العب�شي... ليذكر بل ال��دلل��ي، الح�شو اأو ال�شعري الهدر اأجيال الحداثة المعطوبة، اأن الق�شيدة العربية تزال ما لالأزمنة، المخترق ب�شكلها القديمة تحتفظ براهنيتها، وقيمها الجمالية التي تفوق، ال�شاحة من في كثير من الأحيان، ما تزخر به اأي يمتلك ول بال�شعر، له عالقة ل ع��اد ك��الم

مقوم من مقومات ال�شعرية.

يكتب ال�شاعر اأن نجد اأخ���رى، جهة وم��ن كبير وباحترام �شل�شة، بروح التفعيلة ق�شائد لتقاليد الق�شيدة الحداثية الحرة، كما نظر اإليها وقعد لها الأوائل، بعيدا عن النتهاكات النثرية

Page 87: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

87 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ــصـــــــــ

�ـــــــــا

خــــــــور

ــــــــــــــــــ

ـــــــــحمــــــــ العربية الق�شيدة بنية تطول التي الج�شيمة

الحداثية التي تفتقد في كثير من جوانبها، اإلى والدللية، الجمالية بقيمها ال�شعرية مقت�شيات بالرتباط رهينة يجعلها ما كل من تخلو كما ال�شاعر ي�شتح�شر وكذا واأ�شئلته. الع�شر بروح تجارب ومراجع �شعرية حداثية قوية مثل تجربة بات الذي لوركا، الإ�شباني الأندل�شي ال�شاعر الن�شية المنجزات في يترنح المدمى �شوته العربية �شعرا ونثرا... كما اأن ال�شاعر قال �شعره اأي�شا في �شكل �شيغ ق�شيدة النثر، ليبرهن لمن يتهمه بالتقليدانية اأنه قادر على الكتابة بو�شاطة كل القوالب والنماذج ال�شعرية المعروفة، خالقا نوعا من الت�شالح بين ال�شياغة والتيمة، وبين

المتن والمبنى.

2- الأنوية الم�ستبطنة

ح�شورا بافقيه علي لأ�شعار المتاأمل يجد الذات اأن ذلك عالية، فردانية لروح م�شتبطنا الكالم الورق، ويخرج تنكتب، مع مكتوبها على والأحا�شي�ص. بالم�شاعر ممزوجا �شعرا الرفيع وب��وؤرة الكتابة، ف��ي منطلقا ال���ذات ت�شكل اإذ التوتر التي تحدث عالم الن�ص، متحفزة بعوامل البراني العالم في يقع ما اأن ذل��ك خارجية، فيها، التاأثير عن بمناأى يكون ل ال��ذات؛ عن رورة، يتفاعل مع فال�شاعر ابن بيئته، وهو بال�شال�شياق المحيط به، يتاأثر ويوؤثر، يفعل وينفعل. اإنه ي�شعى اإلى خلق عالم فني قادر على الإيحاء بل فيه، الحا�شر الخارجي العالم ب�شراعية

اتجاه عالم فني ي�شعرنا بانك�شاره)٢(.

ويعد القول ال�شعري هنا اأحيانا، مالذا لدى له، ي�شكو الجواني، عالمه فيه ي�شكب ال�شاعر، تيمة عن فف�شال الداخلية، جراحه به ويم�شح الع�شق التي تذوت الخطاب ال�شعري، فاإن هناك اإ�شارات اأخرى للمعاناة الداخلية لل�شاعر. وهذا

الأمر لي�ص مق�شورا على ال�شاعر بافقيه؛ بل هو مرتبط اأ�شال بالتجربة ال�شعرية ككل، التي تعد خطابا جوانيا، وقول هجا�شيا ينبثق عن الفرد- ويعالج الوجوه، ي�شتعير اأن قبل اأول؛ ال�شاعر اإل��ى الأج��ن��ا���ص اأق���رب فهو الآخ��ري��ن، خيبات و�شدوه الأ�شيل، ديدنه والبوح الــذات، خطاب

الجريح.

يقول ال�شاعر في هذا ال�شدد:

عر�ص الفرح المر فيو�سارف العج

ع�سقي م�سارفكمحط طير على القلب

حطت نداةوحطت ح�ساة

ها اأنا االآناأ�سعل ناري ال�سغيرة

زرقاء زرقاء

تبغي اأنا تبغكموالم�سافة اأقرب من مدة

في ال�سلوع«.

3- التفكير المحايث للتجربة

في بافقيه علي لدى ال�شعرية الكتابة تدخل اإطار ما ي�شمى بالكتابة الواعية التي تجعل من والنفتاح وغ، ال�ش واأ�شاليب بالخطاب المعرفة المواقف وتمحي�ص وال��م��ع��رف��ة، ال��ع��ال��م على والروؤى من العالم، اأ�شا من اأ�ش�ص ا�شتراتيجيات ين�شجم مع حدود وعيه ال�شعرية. وهذا الكتابة كافة يجرب فهو الإبــداعــي، ا�شتغاله بطرائق وتفعيليا، ع��م��ودي��ا ال�شعري؛ ال��خ��ط��اب اأن����واع ومنثورا... �شابطا الم�شافة بين الأنواع، وواعيا فحينما وال��ف��ارق��ة، الم�شتركة بخ�شو�شياتها مجيد، حداثي �شاعر اأنه تجد بالتفعيلة يكتب

Page 88: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ88

بالعمود يكتب ولما النوع؛ هذا رواد من وكاأنه ولما زمنه، عن تاأخر �شاعر اأنه تجد ال�شعري، المجال، ه��ذا في خبير اأن��ه تلفي بالنثر يكتب �شواء كونه، عن ناهيك تجليه، بحدود وع��ارف كتب بهذا الأ�شلوب اأو ذاك، اأو �شب مادة في هذا القالب اأو ذاك، فاإن روح الع�شر و�شوؤال الإن�شان

تظالن عامال م�شتركا بين اآفاق الكتابة لديه.

4- الأنوثة المجازية

ال�شعرية، بافقيه تجربة المتتبعون ي�شنف ال��وج��دان��ي، اأو العاطفي ال�شعر خ��ان��ة �شمن اأ�شا�شية مو�شوعة ال��م��راأة اتخاذ في لإ�شرافه ن�شيجا الع�شق اختيار اإلى وجنوحه الكتابة، في والأمر ق�شائده؛ اأغلب بين م�شتركا مو�شوعيا هنا ل يخلو من تمويه ال�شتغال، اإذ ل يجب مقاربة ل فال�شاعر ال�شيقة، الزاوية الخطاب من هذه يعتمد القول بالت�شريح، بل بالتلميح، كما اأنه ل يورد ملفوظا اأو مقولة اإل وفق المقا�ص المفكر فيه وبه، اإذ اإن خطابه يرتهن اإلى ال�شتعارة والإحالة والتلميح بدل التقرير والت�شريح. وهنا، ل بد من تاأويل الخطاب، اإذ عادة ما تكون »المراأة« مقولة قيمية وخطابات عالمات تحت�شن ا�شتعارية متعددة ت�شتبطن في تلك المفردة الدالة البراقة ة في ال�شعر العالمي. ناهيك التي لها اإثارة خا�شي�شتوحيه ال��ذي ال��ع��ذري الع�شق مو�شوعة عن ال�شاعر هنا للتدليل على بالغة �شوفية رقراقة، القيم اإل��ى ال��ع��ودة على التحفيز منها الهدف الإن�شان، عليها جبل التي الرفيعة الإن�شانية وتختزل هذه القيم كلها في قيمة »الع�شق« بمعناه الآن، ي�شتعمل الذي القدحي بمعناه ال�شامي، ل نحو وال���ش��ت��دراج للتغرير ال��م��ادي��ات زم��ن ف��ي القيم انهيار اإن اإذ غريزية، بيولوجية حاجات كلها؛ يبتدئ من انهيار قيمة المحبة والع�شق في

تجلياتهما المختلفة والمتداخلة.

المذهب نف�شه؛ الناقد محمد جميل ويذهب حينما يوؤكد على اأن ال�شاعر بافقيه يقنع مفهوم مخيال لي�شتعيد اأمــكــن؛ ما ويو�شعه ــة« ــوث »الأنالبداوة بكل تجلياته، ويرمم ذاكرة قديمة، من رماد ن�شو�ص تظل تقرع الإن�شانية المفرطة التي تزخر بها اآذان بني الإن�شان، ويعتقد اأن تجني�ص ن�شو�شه وتاأنيث بافقيه، لدى ال�شعري الن�ص ينطوي على تعالق حميم بين تاأنيث الن�ص، وما من�شجمة �شعرية على يحر�ص تعبير من يقابله وال�شفافية، والرهافة، الرقة، حيث هويتها؛ مع »الأنــوثــة« معنى ير�شم ل فال�شاعر واللمعان. القريب الغزل مفهوم �شمن اإن�شانية كعالقة جمالي ك��م��ج��از الأن���وث���ة ي��خ��ت��رق ب��ل فح�شب، العديد عبر ذاك اإح�شا�شه عن معبرا للحياة، من اأطيافها، ومعانيها، واأ�شيائها في تاأويل يدمج

المعنى المجازي مع معناه الحقيقي)٣(.

وب�شفة عامة، يمكن القول اإن ال�شاعر يكثف المتفجرة الدللت اآثار ويقتفي الأنوثة، مقولة مقولة بذلك، لتكون، المتجاورة، المعاني من ال��رم��وز موظفا موحية، مختزلة لقيم حاملة اإلــى ودعــوتــهــا الـــذاكـــرة، �شحن على الــقــادرة الم�شتبطنة، ال�شاردة التفا�شيل عن الإف�شاح تو�شيل على قدرة اأكثر الق�شيدة تكون وهكذا واحد بقناع الأن��وث��ة لمعنى المحايثة ال���دللت الترميز، ويجعل منهما يكثفهما وتمظهر فريد،

غطاء �شميكا للفتنة)٤(.

يقول ال�شاعر:

»اآن لهذا القلب اأن يغنياأو اأن يعود عودا

اآن له اأن ير�سق الطريقاأن ير�سق الممر والزميل

والبيت واالإ�سفلت وال�سديقاآن لهذا القلب اأن يعودا«

Page 89: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

89 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ــصـــــــــ

�ـــــــــا

خــــــــور

ــــــــــــــــــ

ـــــــــحمــــــــ و�شائل ف��ي ال�شاعر ح���وارات بع�ص وت��ب��ي��ن

الإعالم اأنه واع بطبيعة هذا التوظيف المجازي وتداخالتها ال��م��راأة »تاأخذ يقول: اإذ لالأنوثة، في الأوفر الجزء والأنثوية الإن�شانية وتجلياتها وبخ�شو�ص »رقـــيـــات«)٥(، ال�شعرية مجموعتي م��ف��ردات )الــرقــة والــهــيــام وال�ــشــتــيــاق(، فهي اأبقى ال�شوية، و�شوف الإن�شانية الحياة مفردات عذريا... الأم��ر لي�ص وهائما. م�شتاقا واأم��وت الأمر في ما كل رجل، والرجل ام��راأة، فالمراأة في حبا �شويا، ب�شرا ال��م��راأة مع اأتعامل اأنني

المراأة والدفاع عن اإن�شانيتها)٦(.

5- المتناظرات الخطابية

بافقيه علي كتابة ف��ي الخطابات تتناظر التي ال�شيغ بكل ال�شعر يكتب فهو ال�شعرية، تاريخية: مراحل طيلة العربي ال�شعر عرفها ال�شعر، بعمود المرتبطة العمودية، الق�شيدة والمطورة له، ق�شيدة التفعيلة المرتبطة بال�شعر الحر وخ�شو�شياته المعروفة، ثم ق�شيدة النثر التي ال�شالفة المعايير قو�شت التي وانتهاكاتها

�شطرها النموذجان ال�شابقان.

بخ�شو�ص اأي�شا، التناظر اأ�شلوب ويتمظهر داخل التقابل خالل من ال�شعرية، الخطابات الديوان نف�شه، بين الأ�شكال والقوالب، اإذ ي�شبح �شيغتين، م��ن لأك��ث��ر مت�شمنا ال��واح��د، العمل فتتعاي�ص الأ�شكال والنماذج، وتتجاور. وفي ذلك اأو ر�شالة مغزاها اأن الإ�شكال ل يكمن في النوع اأ�شلوب الخطاب، بل يكمن في الدللة الم�شكوبة للقوالب وال�شياغات، اأهمية فيه، وكاأنه ل يعير دالة اأ�شبحت الأخــرى هي الأ�شكال بــاأن علما ال�شعراء تفنن لذلك، الحديثة؛ ال�شعرية في بالتنوع طافحة بق�شائدهم لوحات ر�شم في تجربته ح��ول ال�شاعر يقول والمعاني. والغنى الأول��ى ق�شائدي »كانت الخطابي: التعدد في العمودي. ال�شكل على �شئت- اإن بواكيري- اأو

ال�شبعينيات، ثم اكت�شفت ن�شرت منها قليال في بغياهب وذه��ل��ت ال��ت��ف��ع��ي��ل��ة، ق�����ش��ي��دة ج��وه��ر التفعيلة. ق�شيدة في وتجلياته و�شوارده الن�ص اأحيانا، تفعيلية ق�شائد الأخ��ي��رة مجموعتي وفي )عمودية(. تناظرية اأبيات بينها تت�شرب اإن نثر«)٨(. ق�شائد توجد الأول��ى)٧( المجموعة بالكلمات، واللعب وتراكمها، الأ�شوات تناظر وت�شاكل التركيب، ودورية المعنى وكثافته، وخرق احتمالية الخ�شو�شيات ه��ذه اأن على ال��واق��ع،

تتحقق بح�شب المق�شدية الجتماعية)٩(.

ال�شاعر تجربة ف��ي التناظر يقت�شر ول��م يتجاوز بل ال�شياغة، واأ�شاليب الخطاب على التجاهات م�شتوى على ليعرج الم�شتوى، هذا البداية ف��ي ت��اأث��ري »ك���ان ي��ق��ول اإذ ال�شعرية، ة وخا�ش والمهجري، القديم العربي بال�شعر الجامعة، اأي��ام ثم جبران، خليل جبران �شعر بداأ اهتمامي بال�شعر المعا�شر العالمي والعربي. اأنني كنت معجبا معينة، غير اأحدد مدر�شة لم اأكثر تدفقا رياليين في فترة معينة... هذا بال�ش

وعفوية عامرة«)١0(.

يطول التناظر اأن ــى اإل الإ�ــشــارة من بد ول الن�شية، التفاعالت م�شتوى هو اآخ��ر م�شتوى بقدر ال�شعرية الحداثة مع ال�شاعر يتفاعل اإذ والفلكلورية، التراثية المرجعيات اإلى يعود ما يعي�ص اأنه بحكم عليه نف�شها تفر�ص فالحداثة متغيراتها، واأما التراث والفلكلور فيقول عنهما: »الفلكلور ب�شكل عام، �شواء في القرية اأو البادية التجربة ث��راء به البحر اأو البر في المدينة اأو بالفلكلور الت�شرب اإن والإب��داع��ي��ة. الإن�شانية التي الأ�شاطير الن�ص اإلى ي�شيف قد والتراث نوعه، كان اأي��ا الإبداعي الن�ص اإث��راء باإمكانها اإذا كانت مت�شربة في خاليا الن�ص، وفي خاليا المبدع، ولي�ص على �شكل نتوءات. وهكذا، يمكن ا�شتخدام مفردات البداوة في اأهازيج المدينة. في كانت الب�شرية المجتمعات كل اأن نن�شى ول

Page 90: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ90

يوم من الأيام مجتمعات بدوية«)١١(.

ب��وع��ي المفعم ال��ح��ي��وي ال��ت��ن��اظ��ر ه���ذا اإن مفتوحا اأفقا الن�ص يجعل الكتابة، بخرائط على قادرا الخطاب، اأجنا�ص وعلى العالم على لالإن�شان المتجددة الآن��ي��ة الأ�شئلة ا�شتيعاب مع الأ�شكال، من ب�شكل يتفاعل، الــذي العربي والعولمة. الحداثة ت�شكبها التي الم�شتجدات لي�شت هنا؛ ال�شاعر يقيمها التي المعار�شة اإن ال�شعر في تتفوق اأن تحاول �شاذجة معار�شة فح�شب، بل هي معار�شة ا�شتعارت اإطارا قديما وحا�شر، ما�ص على اأحكاما خالله، من لتبث، المعار�شة، تتحول بتوجيهات. اأثناءه، وتوحي، فني، مختبر اإل��ى هنا، لها الموؤ�ش�ص بالمعنى وتتبادل المختلفة، الفنية التجارب فيه تتالقح المبا�شرة، وغير المبا�شرة التاأثيرات، خالله

للدللة على العالقة التفاعلية)١٢(.

خاتمة

بالثراء بافقيه علي ال�شاعر تجربة تتميز والتعدد، والنفتاح، خالقا بذلك، �شوته الممتد ال�شعرية بقيمه العتيق، الما�شي اإل��ى الجذور الن�شية، ال��ذاك��رة عبر المتجددة وف�شاءاته والجماعة ال��ف��رد اأ�شئلة لآف���اق والم�شت�شرف المتنا�شلتين من رحم التغيير الذي يطول العالم الفل�شفات وت��ب��دل الع�شر، مبتكرات بف�شل هذه تنتجها ال��ت��ي وال��ق��ي��م والإي��دي��ول��وج��ي��ات،

العقليات الجديدة.ت�شت�شمر ما بقدر بافقيه علي ق�شيدة اإن تجربة اإن�شانية فردية وجماعية، فهي اأي�شا تعد مخزونا ثقافيا، لما تزخر به من معطيات تراثية وفلكلورية، ولما تحمله بين طياتها من ن�شو�ص الفنية التحف ت�شمية عليها لتنطبق غائبة، بعالمه الإن�����ش��ان فيها يلتحم التي المكتملة، الجواني والبراني، وبمجاله الجغرافي المتعدد،

مبرزا اأثره الفاعل والمنفعل.

.Tajan, A. et G. Delage: écriture et structure, Payot, paris, France, 1968. P. 127 )١(يمنى العيد: في القول ال�شعري، دار توبقال للن�شر، الدار البي�شاء، المغرب، الطبعة الأولى، ١٩٨٧م، �ص. )٢(

.١٦٦محمد جميل اأحمد: علي بافقيه، مجاز ال�شعر والأنوثة، الحياة اللندنية، عدد ٧ غ�شت ٢00٧م. )٣(

المرجع نف�شه. )٤(علي بافقيه: رقيات، مجموعة �شعرية، الموؤ�ش�شة العربية للدرا�شات والن�شر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، )٥(

١٩٩٣م.العدد الأو�شط، ال�شرق جريدة في يو�شف، الرحمن فتح ال�شحفي بافقيه علي ال�شاعر مع اأج��راه حوار )٦(

١١0٣٤، بتاريخ ١٢ فبراير ٢00٧م.الثقافي العربي، بيروت، النادي الأدبي بالريا�ص والمركز علي بافقيه: جالل الأ�شجار، مجموعة �شعرية، )٧(

لبنان، ٢00٧م.حوار مع ال�شاعر علي بافقيه، �شابق الذكر. )٨(

البي�شاء، الدار العربي، الثقافي المركز التنا�ص(، )ا�شتراتيجية ال�شعري الخطاب تحليل مفتاح: محمد )٩(المغرب، الطبعة الرابعة، ٢00٥م، �ص. ١٦.حوار مع ال�شاعر علي بافقيه، �شابق الذكر. )١0(حوار مع ال�شاعر علي بافقيه، �شابق الذكر. )١١(

اأحمد زنيبر: المعار�شة ال�شعرية، دار ابي رقراق للطباعة والن�شر، �شال، المغرب، الطبعة الأولى، ٢00٨م، )١٢(�ص. ٥٢.

Page 91: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

91 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهـــــــ

ــــــــــــــــــ

جــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مــــــ

الرواية ال�شفاهية اأقرب للذهنية ال�شودانية، وروايتي لي�شت تاريخا للمهدية

االأدب تهمي�ض في اأ�شهمت العربية المركزية ال�شوداني، وفي جيل الغربة اأمل كبير في خلخلة

ال�سلبيات وا�ستعادة الح�سور

الت�سوف ال�سوداني ثقافة �سعبية اأكثر منه توجها دينيا، وحراكه ال�سيا�سي مهدد بالزوال

ثقافية لمو�شوعية يحتاج عربية« »نوبل تد�شين مفتقدة لدينا كعرب، والجوائز الحالية تكفي

الق�شة الق�شيرة جن�ض مختلف وم�شتقل عن جن�ض الرواية، والخلط بينهما خطاأ �شائع

اعتقادها في مت�سابه واقعها الدينية الحركات ملكية اليقين المطلق، وفهم ر�شالة اهلل في محاكمة

النا�ض وحكم االأر�ض

رغم اآالم الغربة وهموم االغتراب، يظل م�سغوال بم�سروعه عاتقه على حامل والق�س�سية، الروائية وتطلعاته االأدبــي الح�سور تحقيق عــبء الــــرواد، المهاجرين قافلة �سمن المعا�سرة، العربية الثقافة في ال�سوداني لــلأدب اللئق والمحافل المحلية والعالمية الم�سرعة، خا�سة في القاهرة محل اإقامته وغربته.. اإنه الروائي ال�سوداني ال�ساب »حمور زيادة« موؤلف »�سوق الدروي�ص« اأحدث الروايات ال�سودانية

في الم�سهد الثقافي الم�سري والعربي هذه االأيام، والتي يطرح من خللها نتاج ان�سغاالته بالعديد من اأ�سئلة الذات

الثائرة، واالآخر االإن�سان، عبر خلفية تاريخية رومان�سية، و�سفاهتها، الحكاية ارتــجــال بين جــامــع �ــســردي وبــنــاء

وثبوت الوثيقة ودقتها...

فكان بالقاهرة، ال�سوداني الــروائــي التقت الجوبة لها معه هذا الحوار:

الــــــــــروائــــــــــي ـــي ـــودان ــــ ــــ ـــش ـــ� ال

»حـــمـــور زيـــــادة« لـــــلـــــجـــــــــــوبـــــــــــة ـــة: ــــ ــــ ـــي ـــاف ـــق ـــث ال

�شوق الدروي�ض نتـاج باأ�شـئــلة ان�شــغـــالي ــن الــمــطــلــق ــي ــق ــي الـــــقـــــفـــــز عــلــى وال

االإن�شاني النموذج

■ حاوره: حم�شن ح�شن*

Page 92: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ92

الدروي�ص والمهدية

الثورة ● ا�ستلهمت الدروي�ص« »�سوق روايتك الـــمـــهـــديـــة.. لــــمــــاذا؟ وفـــــي هـــــذا الــتــوقــيــت

تحديدا؟

ρ ق�شدية ب��اأي معنيا ل�شت ال��رواي��ة ه��ذه ف��ي اأحداث انتقاد اأو المعا�شر، الواقع لمحاكاة »الزيني لي�شت الدروي�ص« فـــ»�شوق حا�شرة؛ بركات« التي اأراد بها موؤلفها جمال الغيطاني الواقع الداخلية، فهرب من نقد انتقاد وزير به يقدم رم��زي تاريخي مثال ل�شتح�شار تقديم غايتها منتهى رواي���ة، ولكنها نقده. حكاية ممتعة للقاريء، يجد فيها لذة الحكي الأدب من ه��و وه���ذا ال�����ش��رد، وا���ش��ت��ع��ذاب اأخرى اعتبارات اإلــى اإ�شافة نظري. وجهة

وانك�شار المطلق، اليقين اأ�شئلة اإث��ارة منها يكن ولم به، للموؤمنين بالن�شبة »النموذج« اأبدا �شمن غاياتها، محاكمة الربيع العربي، ال��ت��اري��خ ح��ت��ى اأو ال��دي��ن��ي��ة، ال��ج��م��اع��ات اأو

ال�شوداني.وهـــل كــانــت لـــذة الــحــكــي �ــســبــبــا فــي ترجيح ●

بالن�سبة اأخـــرى وتـــرك ق�س�سية تفا�سيل للثورة المهدية؟

ρ الم�شرية للرواية )مثال( انحزت فقد نعم، الغازي الجي�ص اإن تقول التي الإنجليزية عندما دخل في ١٨٩٨م، اأخرج جثمان الإمام رمى ثم واأح��رق��ه، القبة تحت من المهدي اأرى التي ال��رواي��ة وه��ي النيل، في بالرماد اأنها تتفق والتاريخ ال�شحيح، كما اأنها تواكب

Page 93: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

93 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهـــــــ

ــــــــــــــــــ

جــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مــــــ

لذة الحكي الروائي وتثريه اأكثر، بينما تركت الرواية التي تقول باأن »كت�شنر« �شردار الجي�ص الم�شري اأخذ جمجمة الإمام المهدي، واأراد اأن ي�شتعملها �شقالة للورق على مكتبه، لول اأن لندن احتجت على هذا العمل البربري، فقام بذكر اكتفيت فقد الجمجمة، بدفن كت�شنر بها، التاريخية لقناعتي الجثمان نب�ص ق�شة تنكرها جملة المهدي الإم��ام اأ�شرة اأن رغم

وتف�شيال.بع�ص ال�سودانيين يتهمونك بت�سويه الثورة ●

المهدية من خلل هذه الرواية، فما ردك؟

ρ اأول موؤمن اأمر ل يزعجني كثيرا، لأنني هذا ب��ج��دوى الخ��ت��الف ف��ي ال����راأي، وث��ان��ي��ا لأن اأ�شوات التهام لي�شت كثيرة، على الأقل حتى الروائي ي�شادف اأن الجيد من ولعله الآن؛ �شئنا - وعموما المعار�شة. الأ�شوات بع�ص عظيمة، ـــورة ث بــــداأت ال��م��ه��دي��ة اأب��ي��ن��ا- اأم ما عليه له وعليه له ما وانتهت كنظام حكم من الأخطاء، مثلها مثل الثورة الفرن�شية في حالمة، بداية رو�شيا، في والبل�شفية فرن�شا،

طرحته ما وهــذا تناق�شها. �شريرة ونهاية الرواية.

من ● �سلبيا اأنــك تقف موقفا ذلــك هل يعني الثورة المهدية؟

بالطبع ل، فاأنا على الم�شتوى الوطني فخور جدا اعترا�شات اأية لدي ولي�ص المهدية، بالثورة يتعلق فيما الوطنية الكلية الأح��ك��ام على عن تماما مختلف محور وه��ذا الثورة. بتلك ففي الروائية؛ والكتابة الأدب��ي التناول محور الإن�شانية اأعماق في غو�ص الدروي�ص« »�شوق الغائبة بفعل وا�شتخراج لمالمحها المهم�شة،

الحتفاء الثوري والنفاق ال�شيا�شي.لك بع�ص التحفظات على الرواية ال�سودانية ●

في تناولها للثورة المهدية.. ما هي؟

ρ وعلى ال�����ش��ودان��ي ال��ت��ن��اول على التحفظات الكتابات ج��اءت فقد اأي�شا؛ ال�شوداني غير وحتى والق�ش�شية ال��روائ��ي��ة ال�����ش��ودان��ي��ة الأ�شلوب، بالغية التناول اأحادية ال�شعرية اأوجه اإل تبرز فلم المهدية؛ بالثورة محتفية عن متجاهلة والبطولة، والتمجيد التبجيل بما الإن�شانيات تقديم ق�شد غير اأو ق�شد تحدث و�شرور ترتكب، وهنات اأخطاء فيها في حق الإن�شان ال�شوداني. بينما جاء التناول المهديون جاء حيث �شعيفا؛ ال�شوداني غير »جورجي لـــ المتمهدي« »اأ�ــشــيــرة روايـــة فــي زيدان« متعط�شين للدماء، �شهوانيين للن�شاء، الح�شناء الأ�شيرة مقابل في اأغبياء، اأ�شرارا اأ�شرها المهدي، والتي قتلته في الطيبة التي عبارة مجملها في الرواية وج��اءت النهاية، عن عدة �شفحات من ال�شب وال�شتم والقذف،

ما اأخرجها عن نطاق العمل الأدبي.

بين الما�شي والحا�شر

هل ترى في �سيرة »بخيت منديل« نموذجا ●

Page 94: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ94

متكررا في الم�سهد العربي حاليا؟

ρ هو اإنما فح�شب، العربي الم�شهد في لي�ص ككل؛ الإن�شاني التاريخ ف��ي متكرر ن��م��وذج فالإن�شان الم�شت�شعف الذي ل حيلة له، والذي كلما بدت له بارقة اأمل.. اأعيد من جديد اإلى اأ�شواأ منه، ما هو اإلى ربما بل الأول، المربع ثقافته ن��ط��اق خ���ارج بالكثير يحلم وال���ذي وبيئته، لكنه ل ي�شتطيع تحقيق الأمل والحلم. ده »بخيت منديل« في رمزية هذا نموذج ج�شاإليها ق�شدت اأنني مطلقا اأزع��م ل روائية، وربما رواي��ت��ي، ف��ي حا�شرة لكنها ق�شدا، تما�شت مع الكثير من مالمح الإن�شان العربي

في اأزمنة كثيرة.روايتك ● بين ما جــاء في ربــط النقاد بع�ص

عـــن جــيــ�ــص الــمــهــدي وبــيــن داعـــ�ـــص الــعــراق االآن.. ما تعليقك؟

ρ منطقية الربط هنا قد تكون مقبولة من حيثتاريخية الأحداث وت�شابهها بين جنود المهدي وجنود داع�ص الآن، ومن حيث كون الحركات الدينية بنت واقع واحد فتت�شابه، �شواء مالت اإلى الجانب ال�شوفي مثل الثورة المهدية، اأو مثل الن�شو�شي الفقهي الجانب اإل��ى مالت داع�ص... في النهاية ي�شتركون في اعتقادهم اهلل ر�ــشــالــة وفــهــم المطلق، اليقين ملكية وه��ذا الأر�����ص، وح��ك��م النا�ص محاكمة ف��ي كان حيث المهدية، ال��ث��ورة ف��ي م��اث��ال ك��ان يوؤمن ل م��ن كفرية في يعتقدون المهديون يكن لم ذاته ال�شابق الربط لكن بالمهدي؛ حا�شرا حال ال�شروع في كتابة الرواية خالل واع��دا، الم�شتقبل كان حين ٢0١١م مار�ص ول ل هي الأف��ق، في بادية داع�ص تكن ول��م و�شلت ما ول الأخ��رى، الجماعات تعقيدات

اإليه الأحداث في تون�ص وم�شر وليبيا.

بين الرواية والتاريخ

للرواية ● االأقـــرب اأنــهــا على روايــتــك ت�سنف اأنــنــا في تــرى وهــل راأيــــك؟ فما التاريخية

حاجة ملحة للرواية التاريخية؟

ρ شمن� رواي��ت��ي ت�شنيف ف��ي ك��ث��ي��را اأت����ردد �شيرة لي�شت ف��ه��ي ال��ت��اري��خ��ي��ة، ال���رواي���ات تاريخية لالإمام المهدي، ول هي ر�شد كامل لم�شيرة ثورته، وهي في م�شمونها بعيدة عن المعنى الكال�شيكي للرواية التاريخية، لكنني رغم ذلك ل�شت عاتبا على من ي�شعها في هذا

الت�شنيف.هــل تــعــد هـــذه الـــروايـــة وثــائــقــيــة بالمفهوم ●

االأكاديمي؟ وما االأكثر ح�سورا في الذهنية الوثيقة اأم ال�سفاهية الرواية ال�سودانية..

المكتوبة؟

ρ ،رواي����ة دق��ي��ق��ة علميا الــدرويــ�ــص هــي �ــشــوق الكال�شيكي، بالمفهوم وثائقية لي�شت لكنها والرواية ال�شفاهية هي الأ�شهر والأقوى تاثيرا منهم كثير عند اإنها بل ال�شودانيين، بين المكتوبة. من وم�شداقية وثوقية الأكثر هي ال�شفاهي بين اأوازن اأن حاولت جهتي ومن بينهما، ما اأحــدث �شرخا ل والمكتوب، حتى يخ�ص فيما الــروايــة ــارىء ق يالحظه وهــذا

Page 95: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

95 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهـــــــ

ــــــــــــــــــ

جــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مــــــ

للملوك التعاي�شي« »عبداهلل الخليفة ر�شائل والأمراء يدعوهم للدخول في الإ�شالم، ومن

بينهم الملكة فيكتوريا.الجيل الحالي ي�ستعي�ص غالبا بالرواية عن ●

التاريخ.. ما راأيك؟

ρ فرغم بالتاأكيد، عوي�شة ثقافية م�شكلة هذه اأننا في ع�شر المعلومات، اإل اأن الواقع ينبيء محركات لأن والتجهيل؛ الجهل من بالكثير وهي الخال�شات، على النا�ص عودت البحث وياأتي موثوقة، ول م�شمونة غير خال�شات اعتماد النا�ص على ال�شينما والرواية كم�شادر اإلى لي�شيف هما جديدا التاريخية، للمعرفة

الهموم ال�شابقة.وماذا عن م�سئولية الكاتب الروائي في هذا ●

االإطار؟

ρ عند بالوقوف ملزما لي�ص ال��روائ��ي الكاتب لأن المح�ص، التاريخي منظوره من الحدث والخيال الأدبي التناول وطبيعة يتنافى هذا

التاريخ ظهر ال��روائ��ي ق�شم ول��و ال��روائ��ي، اأن تلومه؛ لأن الرواية في تماما فال ت�شتطيع علميا. كتابا ل موازيا واقعا تمثل الأ�شا�ص دقة زادت كلما اأن���ه م��ن يمنع ل ه��ذا لكن كلما الروائي، بنائه داخل معلوماتيا الأديب قدم اأدبا جيدا. وفي النهاية لي�ص مقبول مثال »اأر�ص رواية من العراقي التاريخ اأ�شتقي اأن ث��ورة اأو منيف«، »عبدالرحمن لـــ الــ�ــشــواد« ١٩١٩م من ثالثية »نجيب محفوظ«؛ لأنه من التاريخية الم�شادر عن ال�شتعا�شة الخطاأ ومحركات بال�شينما اأو بالرواية، المح�شة الــبــحــث، ورغـــم اأنـــي فــي »�ــشــوق الــدرويــ�ــص« اإل كبير، بقدر التاريخية الدقة اإلى انحزت تاريخيا مرجعا اعتمادها من اأح��ذر اأنني للثورة المهدية، وهنا تتجلى م�شئولية القارىء

ولي�ص م�شئولية الكاتب.

بين تجربتين

اأ�سافت لــك »�ــســوق الــدرويــ�ــص« ككاتب ● مــاذا وتطوير الــحــكــي تقنيات حــيــث مــن روائــــي

االأداء ال�سردي؟

ρ من الدروي�ص �شوق في تطورت اأنــي اأعتقد حيث تقنيات ال�شرد والحكي، عني في روايتي الأول���ى »الــكــونــج«، والــتــي هــي روايـــة �شغيرة التي ــ�ــص« ــدروي ال »�ــشــوق عك�ص م�شغوطة، الحكي حيث من واأو�شع، اأكبر براحا اأخذت وتموجات ال�شرد في عوالم ممتدة، ومثلت لي لي واأ�شافت تجاوزتها مقلقة مخيفة تجربة

الكثير.رغـــم انــ�ــســغــال »�ـــســـوق الـــدرويـــ�ـــص« بــالــثــورة ●

بـــاالنـــحـــيـــاز اتـــهـــمـــت اأنــــهــــا اإال الـــمـــهـــديـــة، لرومان�سية مفرطة.. ما ردك؟

ρ نعم، هذا �شحيح، فجانب الرواية الرومان�شيوه��ذا حق واإف��راط��ا، ط��ول فيه البع�ص راأى حق لى ولي�ص ال�شواء، على وللناقد للقارئ جاءت فهكذا المعاذير، اإل��ق��اء اأو الت�شويغ النقد، حق وللجميع كتبتها، وهكذا الرواية،

Page 96: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ96

ولي حق الر�شا عما كتبت.لك تجربتان روائيتان، وتجربتان في كتابة ●

الق�سة الق�سيرة، هل هناك ملمح مختلفة بينهما؟

ρ ال�شردية طرائقها ف��ي الق�شة اأن قناعتي مختلف اأدب��ي جن�ص الق�ش�شية، واأ�شاليبها اأنها بع�شهم ي��روج كما ولي�ص ال��رواي��ة، عن من ا�شتراحة اأو الرواية، كتابة على تدريب اأكتب عندما واأن���ا الطويلة، ال��رواي��ة كتابة الق�شة قد اأ�شل بها اإلى �شتين �شفحة، بفعل مقت�شياتها واعتباراتها الق�ش�شية الخا�شة، الجبل«، قدمى عند »النوم في موجود وهذا مثل الق�شة كتابة على يقت�شر م��ن وقليل »األي�ص مونرو« التي ح�شلت على نوبل، بينما بين يجمعون الكتاب من العظمى الغالبية

الق�شة والرواية.لــكــن مــا االأقــــرب اإلـــي وجــدانــك الــ�ــســردي.. ●

الق�سة اأم الرواية؟

ρ ك��م��ا ق��ل��ت ���ش��اب��ق��ا، ال��م��ح��ك الأ����ش���ا����ص فيالحكي، لذة هو الخ�شو�ص بهذا اختياراتي وا�شت�شعار الإمتاع بالن�شبة للقاريء، ومقيا�ص اللذة والإمتاع كالهما مختلف في الق�شة عنه

وبالن�شبة ككاتب، لي بالن�شبة ال��رواي��ة، في للمتلقي كقارئ، ولكنهما في النهاية محركان وزمانهما وقتهما في الكتابة نحو اأ�شا�شان

المراوغ.

ال�سوفية ال�سيا�سية والم�ستقبل

الــمــ�ــســحــة الــ�ــســوفــيــة حــا�ــســرة فـــي اأحــــدث ●روايــــاتــــك، لــكــن مـــن خــــلل ا�ــســتــقــراءاتــك الــوا�ــســعــة لــتــاريــخ الــــ�ــــســــودان.. كــيــف تــرى ال�سلطة حكام في ال�سوفي التاأثير تفاوت

ال�سودانية؟

ρ بمعزل ال�شودان عن الحديث يمكن ل بداية انح�شر ج��دا غريب فب�شكل الت�شوف، عن في وا�شتقر ال��ع��رب��ي ال��ع��ال��م م��ن الت�شوف في الكبيرة ال�شيا�شية والأح��زاب ال�شودان، ثم.. ومن �شوفية، طرق اأبناء هي ال�شودان ياأتي ال�شودان حكام على ال�شوفي فالتاأثير فجعفر »ال�شوفية«؛ بيئتهم اأبناء كونهم من للموؤمنين اأم��ي��را نف�شه اأعلن حينما نميري الم�شلمين، الإخ������وان ج��م��اع��ة م��ن ب��دع��م منها اأكثر �شنية فكرة نف�شها في ترى التي �شوفية، كان يلب�ص المرقعة، ويرتدي مالب�ص ال�شوفي. الذكر حلقات وينزل المت�شوفة، ال�شودان في واأعــم اأ�شمل ال�شوفية والفكرة اإن ال��ولءات الأخ��رى المغايرة، حتى من كل يحبون ال�شودان في والمالحدة ال�شيوعيين ال�شوفية، فهي ثقافة �شعبية اأكثر منها توجها

دينيا!هــنــاك قابلية ما ● اأن الــكــلم هــل معنى هــذا

لــتــحــول الــحــركــات الــ�ــســوفــيــة اإلــــى حــركــات �سيا�سية حاكمة في ال�سودان؟

ρ ال�شوفية رم��وز من �شابقة محاولت هناك ال��ح��رك��ات م��ع ���ش��واء �شيا�شي، دور ل��ل��ع��ب ف���ي خ��الف��ات اأو ف���ي دارف������ور، ال��م�����ش��ل��ح��ة الم�شتوى وعلى بينهم، فيما الإ�شالميين ال��دور ه��ذا ينح�شر اأن اأت��م��ن��ى ال�شخ�شي ال�شيا�شي لل�شوفية، واأل ينمو اأكبر من ذلك،

Page 97: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

97 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهـــــــ

ــــــــــــــــــ

جــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مــــــ

وفي اعتقادي اأن في المرحلة القادمة �شتتغير اأمور كثيرة، وقد ل تجد ال�شوفية ذلك الحيز

الكبير الذي تتحرك فيه.

االأدب ال�شوداني والعالم

فــي تــقــيــيــم الــمــوقــف الــثــقــافــي الــعــربــي من ●الرواية ال�سودانية ت�سعر بالر�سا اأم بعك�سه؟

ρ الح�شور النظر عن الر�شا وعك�شه: ب�شرف الثقافي ال�شوداني في الو�شط الثقافي العربي بالثقافة العربية والمعرفة �شعيف، عموما ففي نوعية؛ معرفة فهي قليلة؛ ال�شودانية الطيب« »عــبــداهلل يعرفون الخليج منطقة كقامة لغوية و�شعرية، بينما هو غير معروف وبالن�شبة ال��ع��رب��ي. ال��م��غ��رب اأو م�شر ف��ي يعرف ال��ع��رب��ي ال��وط��ن �شتجد ل���ل���رواي���ة.. »الطيب �شالح«، ول يعرفون غيره في الغالب الأعم، وحاليا قد تجد بع�شهم يعرف الروائي بالتعرف يهتمون ل بينما ال�شر«، تاج »اأمير للثقافة ال�شيق الح�شور وه��ذا غيره، على اأول، ال�شودان اأهل نحن نتحمله ال�شودانية ويتحمله القاريء العربي الذي وقفت معارفه طبعا وهــنــاك وكــفــى، �شالح« »الطيب عند الإع���الم، منها اأخ���رى مو�شوعية ظ���روف هام�شا يمثل ال�����ش��ودان وك���ون وال��م��رك��زي��ة، ثقافيا و�شيا�شيا واجتماعيا مجهول لكثيرين.

ال�سودانيون ● ــــاء االأدب نجح هــل راأيــــك.. فــي الـــمـــهـــاجـــرون فـــي خــلــخــلــة هــــذا الــحــ�ــســور

ال�سيق للأدب ال�سوداني؟

ρ ال�شر« في »اأمير تاج بالتاأكيد، فالدكتور نعم قطر، ا�شتطاع النفتاح بالأدب ال�شوداني عبر اأي�شا، والخارج العربي الداخل على رواياته وو�شل اإلى قوائم »البوكر«. اأي�شا الأديب »عبد العزيز بركة �شاكن« كان يكتب داخل ال�شودان، نحو والترجمة ال�شوداني بالأدب يحلق والآن اأزعم واأن��ا النم�شا، في وج��وده عبر العالمية في به باأ�ص ل �شودانيا ح�شورا �شكلت اأنــي الم�شهد الروائي الم�شري، والذي ا�شتقبلني

لكن كبير. ب�شكل ودعمني حميما، ا�شتقبال ال�شودان في خلفنا ي��زال ما ه��ذا، كل رغ��م عدد من الأ�شماء الكبيرة من بينهم من ينتمي لجيل »الطيب �شالح«، ومنهم من ينتمي اإلى في لكثيرين مجهولون لالأ�شف وهم جيلي،

منطقتنا العربية.

كيف تقيم الجوائز العربية في االأدب قيا�سا ●بجائزة نوبل؟

ρ التغيير في اأ�شهم لمن تعطى جائزة نوبل الأغلب في وهي العالم، في وجدان والتاأثير ل تقا�ص بغيرها من الجوائز العربية، اأو حتى الغربية نف�شها، فنوبل حالة قد تفوق كل هذه دونها الأحيان بع�ص في تكون وقد الجوائز، لنظرتنا حتى تابع اأمــر وهــذا المنزلة، في في نجد فقد عام، كل عليها يح�شلون لمن ح�شول كاتب عليها ظلما لكاتب اآخر، وهكذا، الثقافي بين ما مت�شابكة كثيرة ولعتبارات ل�شنا كعرب نحن والقت�شادي، وال�شيا�شي موؤهلين لتد�شين جائزة بحجم نوبل من حيث والقيمة. والرمز المو�شوعية..الم�شمون، وبع�ص »البوكر«، مثل جوائز اأن واعتقادي للتجربة كافية الأخ��رى ال�شعودية الجوائز ال�شبعين تتجاوز لم التي العربية الروائية

عاما من الن�شج والعطاء.

زيـــــادة ● حـــمـــور يــطــمــح اإالم الــــخــــتــــام، فــــي م�ستقبل؟

ρ للقاريء ممتعة حكايات تقديم اأ�شتطيع اأن العربي، تعك�ص مكوناتي التراثية، واأن اأ�شتطيع ال�شفاهية من خالل ال�شودان تج�شيد حكايا عليه اأح�شل تقييم واأكبر المكتوب، ال�شرد في حياتي هو اعتراف القاريء بمتعة الحكي

ولذته، فيما اأكتبه اأنا ويقراأه هو.

Page 98: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ98

لـــن تــجــد اأديـــبـــة �ــســعــوديــة مــثــيــرة لــلــجــدل، تــطــاردهــا ال�سائعات اأينما حلت كظلها، مثل االأديبة والكاتبة ال�سعودية

تخبره حينما بع�سهم ي�سدقك لن التي الملحم، بلقي�ص اأنك التقيت بها؛ فهي في نظر هوؤالء بح�سب ال�سائعات اإما الده�سة لي�ص هذا جانب اأو �سخ�سية وهمية، لكن مقتولة الــوحــيــد فــي حــيــاة االأديـــبـــة الــمــعــجــونــة بــحــب الـــعـــراق حــد الذهول.. رغم اأنها لم تزره قط، فثمة جوانب ده�سة اأخرى، اأخــيــهــا الــ�ــســاب الـــذي ذهــب للجهاد في اأولــهــا اخــتــفــاء لي�ص العراق عام 2004م، وال اآخرها �سائعة قتلها من قبل ذويها،

فاإلى ن�ص الحوار..

ــ�ــض ــي ــق ــل بالـــمـــلـــحـــم ــه: ــوب ــج ــل ل

ــلــيــة ــل الــ�ــشالــثــقــافــيــة تـــتـــحـــكـــم بــالــو�ــشــط

ــــــي االأدب

■ حاورتها: �سم�ص علي

اجلوبة - �ستاء 1436هـ98

Page 99: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

99 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهـــــــ

ــــــــــــــــــ

جــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مــــــ

تــعــكــفــيــن عــلــى كــتــابــة روايــــــة حــــول مــاأ�ــســاة ●ــنــة والـــهـــر�ـــســـك.. لــــمــــاذا الــبــو�ــســنــة الــبــو�ــس

تحديدا؟

ρ ي�شاأله م��ا ��ا، م اإل��ى ح��د ي�شبه ال�����ش��وؤال ه��ذا الملحم بلقي�ص تكتب لم قرائي: من الكثير تعاي�شها لم اإلى مناطق وتذهب العراق، عن

اأو تم�شي على اأر�شها وتختلط بنا�شها..

يطلب موبيليا، بنجار لي�ص الحقيقي الكاتب منه كتابة ن�ص بمقا�شات محددة، وفق تاأطير اأن اأكبر من الكاتب المتلقي. يخدم م�شالح ها. لذا، فاإن طبيعة كتاباتي تنطوي يكون موجتحت اأ�شئلة الوجود ال�شعبة، والتي تحتاج اإلى عوالم اإلى الولوج كيفية في �ص وتمح تمعن اأم العراق كانت �شواء تجربتي.. عن غريبة

غيرها من الم�شاهد التي تل�شع القلم!

»علي والناقد بالكاتب نف�شي ر اأذك هنا لعلي ــا واأن ــص! ــاآ� م بكاتبة و�شفني الـــذي �شعيد« اأوافقه اإلى حد كبير في ذلك، لي�ص من باب التخ�ش�ص، ولكن من باب واقعية الن�شو�ص

ومتناوليها الذين و�شفوها بذلك اأي�شا.

فكري على تهبط ما هي اة المدم الإن�شانية وتلتب�ص به! فال تنفط عني حالة القلق اإل حين حدث ما وه��ذا ال���ورق، على دموعي اأ�شكب تماما واأنا اأ�شاهد ذكرى مذبحة �شربيرنت�شيا ا�شتفز ما التلفزيون، محطات اإح��دى على لت�شاألني: عاما ع�شر الثمانية ذات ابنتي ومن هي البو�شنة؟ لأجيبها عبر هذه الرواية اأخ��ذت لأن��ه��ا حياتي؛ م�شروع اأع��ده��ا التي الح�شول �شبيل في الكبير الجهد وقتي من �شرد في وحبكها ال�شحيحة، المعلومة على

ي�شتحق اأن يقراأ!

مـــن يـــقـــراأ لــبــلــقــيــ�ــص.. لـــن يــخــامــره ال�سك ●في الــكــلــي تماهيها ب�سبب عــراقــيــة، بــاأنــهــا كتابتها مع البيئة العراقية.. ما �سبب ذلك

التماهي؟

ρ حين اأ�شاأل هذا ال�شوؤال فكاأني اأ�شاأل: من اأنتيا بلقي�ص؟!

قدر ه��و ال��ع��راق ب��اأن ال��ق��ول اأ�شدقكم واأن���ا واأ�شعب! اأ�شعب واإجابة اأ�شعب و�شر �شعب، التماهي ربما يكون �شرب من التخيل اأمام ما

يمثله العراق لدي.

ب�شكل العراق عن تكتب اأن الغريب من نعم قت اأن تعي�ص فيه. لكن بلقي�ص حد دقيق دون وال��ب��ردي الق�شب لبيوت زيتية ل��وح��ة ف��ي الأه��وار بين قدرها فوجدت والم�شاحيف.. �شرح لتدخل ب�شاقيها، مياهه تخو�ص وهي

Page 100: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ100

الباحث يحكمها جلجام�ص. كان التي البالد نف�شه القلق اأم��ار���ص واأن���ا الحياة، �شر ع��ن -البحث الوجودي-: لم اأوؤمن بالماء العراقي دون غيره من الأنهار؟ والنخيل العراقي الذي في العراق ت�شاقط منه جذعا ه��ززت كلما قلبي؟ والحب العراقي الذي ابتكر مر�ص ليلى التي العراقية والح�شارة منه؟ ي�شفها ولم العراقي والفن تدميرها؟ على الغزاة اأق�شم الذي يدمي من حيث ل يعلم؟ والأدب العراقي منازع.! بال الإب��داع هرم عر�ص تربع الــذي وقبل هذا كله لم ي�شيطر علي هاج�ص النواح هل اأح��د. ي�شبهه ل ال��ذي العراقي وال��م��وت

يوجد دم اأزرق �شالح للكتابة؟!

كيف ل تريدوني اأن اأكتب عنه هذا الكم الهائل الرواية واأخيرا والق�ش�ص، الق�شائد، من الممالك »ح��ري��ق ٢0١٢م ع���ام ال�����ش��ادرة �شطورا لكم اأقتب�ص هنا دعوني الم�شتهاة«.. كتبتها من مفكرتي الخا�شة قبل اأن اأجيبكم:

الحياة ب��اأن لك و�شاأقول �شوؤالك اأخ��ذل لن بالنور رت ب�ش ال��ت��ي والإن�شانية الحقيقية ال��ذي ال��ع��راق ال���ع���راق. وال��ع��ق��ل تكمن ف��ي اأخت�شره لك في هذين الن�شين الق�شيرين:

لجرف ع��راق ي��ا تع�شره ل��و قلب »لبلقي�ص �شواهد القبور

دعني األم�شك ولو بالنظر اإليك«.

الأخبار: �شريط على بغداد يا تمرين »حين اأجرا�ص وت�شرب الأنهار، ج�شدي في تهدر اغبر كفتاة اإليك ينظرون جميعهم الــروح.. وجهها. اإل اأنا فاأراك ملكة تم�شين على ب�شاط

اأحمر..!«.

هل اأ�شفيت �شوؤالك؟ اأرجو ذلك.. مع التذكير باأن المعنى يبقى في قلب ال�شاعر يا �شم�ص!

في ● اأخـــيـــك اخــتــفــاء اإن الـــقـــول يمكننا هـــل العراق هي �سرارة التما�ص العاطفي االأولى اأي هـــذا لغيابه وهـــل الـــعـــراق، وبــيــن بينك

انعكا�سات على روح �سردك الحزين؟

ρ اأجل.. انطلقت نحو ذلك بالتزامن مع ق�شيةاأكثر باأن هذه الق�شية قربتني اأو لنقل اأخي، ذلك ح��دث ال��ع��راق��ي. والأدب الثقافة م��ن عبدالرحيم اأخي اتجه ٢00٤م،عندما عام �شبان مجموعة مع الــعــراق، ــى اإل »٢٢�شنة« ���ش��ع��ودي��ي��ن، ان�����ش��ي��اع��ا ل��ف��ت��وى وخ��ط��اب ال��� فيها دعــوا الذين �شيخا« وع�شرين »الثالثة اأجل من للعراق للذهاب ال�شعودي، ال�شباب وغيرهم ال��ف��ت��وى، اأ���ش��ح��اب فيما ال��ج��ه��اد، متنعمين برغد العي�ص والأمان، بينما ما تزال فراق بنار تكتوي ال�شعوديات الأمهات قلوب اأبنائهن الذين ذهبوا نحو الم�شير المجهول. د ثمة وجع اأداويه وثمة فقد اأبحث عنه واأتعملو اأخ�شى لأن��ي وج���وده؛ فر�شة ت�شييع ف��ي

انتهى الحزن اأن يجف قلمي ويبرد قلبي.

لــــمــــاذا خـــــلف كــــل الـــكـــتـــاب الــ�ــســعــوديــيــن ●والكاتبات تطاردك ال�سائعات؟

ρ تجر اأن �شاأنها من ا�شتثنائي ب�شكل الكتابة لنف�شها الأخبار المغر�شة. واأنا ل اأعني بذلك الكتاب بع�ص عن ال�شتثنائية اللغة تجريد ال�شعوديين. هذا اإذا اعتبرنا ال�شائعة نوعا من ولناأخذ الآخر! من والغيرة والتهمي�ص العداء مثال على ما كتب حول بع�ص كتابنا ال�شعوديين تف�شيق اأو تخوين اأو تكفير اأو ا�شتنقا�ص من

Page 101: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

101 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهـــــــ

ــــــــــــــــــ

جــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مــــــ

بع�شهم ب�شبب بع�ص كتبهم اأو مقالتهم. نعم هو وثمنها ال��ح��رة. لكلمتي ثمن هناك ك��ان التي الإ�شاعة وحكاية التوقف. ل ال�شتمرار من والأجنبية العربية المواقع مئات تناولتها �شحف ووكالت اأنباء ومدونات �شخ�شية، هي قلم اأي تطال اإ�شاعة مغر�شة كونها تتعدى ل يك�شف الحقيقة ويتكلم بمو�شوعية؛ و�شخ�شيا عدة ال�شحافة ف��ي ر�شميا بتكذيبها قمت التوالي اأخرى وعلى اأنها تعود مرة اإل مرات، اإن اأدري ول ه��ذا!! عامنا حتى ٢00٩م منذ ك��ن��ت م��ث��ي��رة ل��ل��ج��دل ح��ت��ى ت��ع��اد ط���وال ه��ذه في ما يوما اأتلق لم اأنني بالرغم ال�شنوات. حياتي ر�شالة تهديد اأو ما �شابه، فبريدي مليء بر�شائل ال�شالم والمحبة ل غير، وبالطبع هذه وهلل م�شيرتي على نهائيا توؤثر لم الإ�شاعة الحمد. ول اأعرف كاتبها بطبيعة الحال، لأنه

جبان ول يقوى اأن يف�شح عن ا�شمه!

لـــمـــاذا حــ�ــســورك عــلــى الــمــ�ــســتــوى الــكــتــابــي ●ال�سعودي المحلي الم�سهد في والم�ساركة مــــــحــــــدود.. خــــلفــــا لـــحـــ�ـــســـورك الـــعـــربـــي

والدولي؟

ρ الثقافية للية« اأقول بان »ال�ش اأن الموؤ�شف من الأدب��ي. وهذا ما الو�شط هي من تتحكم في يكر�ص مفهوم الواحد اأو الأنا الذي من �شاأنه التلميع على ويعتمد والتجارب، الوجوه يكرر دون البناء والبحث الحقيقي عن الأديب الذي

ي�شتحق.

هو المحدود الح�شور م��ن ذك��رت��ه م��ا ولعل ي�شل فحين حقي، في اأعدها نجاح عالمة وال�شويد لفنزويال وكتابي ومقالتي ن�شي

ال�شحافة ف��ي وين�شر ورو���ش��ي��ا.. ول��ب��ن��ان الآلف.. مئات وي��ق��راأه ويترجم الأجنبية، ولي�ص ال�شعودي الأدي���ب نجاح يعني فهذا حاجة في اليوم لأننا فقط. الملحم بلقي�ص اأن يفهمنا العالم كما نحن، ل كما يريد اإلى

لنا الإعالم غير المن�شف اأحيانا.

مغيبة ل�شت اإنني اأق��ول اأن الإن�شاف وم��ن بال�شكل الذي قد يفهمه القارئ، فم�شاركاتي واإن كانت محدودة، اإل اأنها كانت حا�شرة في

مهرجانات واأم�شيات ثقافية محلية.

من خلل تجربتك في كتابة الرواية. كيف ●وجــدت الــروايــة؟ وما هو راأيــك في المنجز

الروائي ال�سعودي؟

ρ التفا�شيل عن يتكلم اأن��ه ال�شعر في الجميل وهو ذاته! لتعري الإن�شان �شغف تداوي التي رغم للتعبير �شا�شعة م�شاحة ــدي ل ي�شكل ن�شو�شي. به تتميز الذي ال�شوري التكثيف

Page 102: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ102

وتبقى الرواية جن�شا اأدبيا ي�شلح لمن اأراد اأن ي�شرد الأحداث ويخرجها من قالب �شخ�شنة لما المتاأمل الذهني النفعال اإلى الم�شاعر،

حوله.

في اأعدها لي بالن�شبة ال�شخ�شية التجربة بدايتها، باعتبار �شدور رواية واحدة والأخرى اأ�شتمتع باأنني اأخفيك ول الكتابة. يدي بين على اأ�شتغل لأنني الــروايــة؛ كتابة في كثيرا البحث الم�شني للتاريخ، وكل ما يتعلق بالبقعة جوانبها؛ بكل عنها اأك��ت��ب التي الجغرافية التي الرواية الأخيرة، الرواية في خ�شو�شا والكتابة البحث جهد من مزيدا لها اأت��وق��ع

والدموع..!

فرفوف الـــروائـــي؟ ال�����ش��ع��ودي المنجز اأم���ا المكتبة وحدها ل ت�شتطيع اإجابتك عن �شوؤالك. التوقيع وح��ف��الت الطبعات اأع���داد حتى ول الرائجة! فما دامت الموؤ�ش�شات الثقافية باقية على حالها من الجمود، من دون العتراف بما

عندنا وما ينق�شنا. لدينا الإن�شان ولكن لي�ص فطرة لدينا وب��روزه. تقديمه يدعم ما لدينا اإبداعية وعقول تتطلع اإلى النفتاح، ولكن لي�ص لدينا قنوات تفتح اأمامه المجال. كل ما لدينا هو ال�شعوبات، والعقبات، والفتاوى الم�شادة،

والمنع، والإق�شاء، والأعراف.

ينق�شنا بمخرجاتها، الثقافة بناء ينق�شنا والنقابات الجميلة، الفنون ومعاهد الم�شرح والمهرجانات الثقافية، والق�شور الفنية، الذي المتميز الطابع ذات والدولية المحلية الثقافة لعجلة ال��م�����ش��اي��رة الن��ت��ب��اه. يلفت عن ينم مبهر عمل لكل والمحاكية العالمية ن�شوج توعوي باأهمية الثقافة: تربية وممار�شة

وذوقا..

ولعل الرواية ال�شعودية هي من اأهم الأجنا�ص الأدبية التي لقت غيابا لعملية النقد البناء ولو ب�شكل مقبول. هذا �شي�شعنا اأمام م�شهد مخز للرواية ال�شعودية التي اأثبتت جدارتها لت�شل اإلى البوكر مرتين على التوالي! وما اأعنيه من �شيفرز و�شللية، ثقافي وتحجيم نقدي غياب بالدراما ة المح�شو ال��رواي��ات م��ن المزيد عالمها اإلى و�شيدخل والمكررة؛ المت�شابهة دخالء يف�شدون ذائقة المتلقي، حتى ل يكاد

يفرق ما بين ما هو جيد وغير جيد.

اأم��ام ر يتفج ال�����ش��ع��ودي ال��روائ��ي الم�شهد جمهور يتفرج، و�شريعا ما يذهب اإلى فرا�شه، يدفع بع�شها عرو�ص من �شاهده ما وين�شى الحقيقية الرواية لأن وال�شحك! لل�شخرية هي من �شتقول لالأجيال القادمة »هكذا راأيت

من حولي« ل »هكذا راأوني..!«.

Page 103: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

103 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

داعـــــــــ

ــــــــــــــــــ

بـــــــ واإ

رةـــــــــ

ـشـــــــــــــــ

�ـــــ

ولد الدكتور ميجان بن ح�سين الرويلي في 1951/1/17م في منطقة الجوف - المملكة العربية ال�سعودية.

ن�ساأ وترعر بين واحات النخيل البا�سقة، حيث الخ�سرة والماء و�سفاء ال�سماء، وال�سحراء مترامية االأطراف في كل اتجاه.

جمع الدكتور ميجان بن ح�سين الرويلي بين النقد والعمل اهتماماته وتــبــرز جميعا. فيها فبرع والثقافي االأكــاديــمــي

االأكاديمية بالنقد االأدبي ونظرية الدراما والنظرية االأدبية دريــدا، جــاك وفكر التقوي�ص و الحداثة بعد مــا نظرية و

له �سخر الــذي والثقافي االأكــاديــمــي بالفكر تعلقه ومــدى حياته كاأ�ستاذ بارز للنقد والنظريات االأدبية المعا�سرة لما

بعد الحداثة.

له اأعمال ثقافية بارزة انت�سرت بين المهتمين والمثقفين، االأدبــي« الناقد »دليل الهام المرجعي كتابه اأبرزها لعل

بالم�ساركة مع زميله الدكتور �سعد البازعي.

ــتــور الــدكبن ميجان

ـــن ـــي ـــش ـــ� حـــي ـــل ـــروي ال

Page 104: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ104

التاأهيل الأكاديمي

الآداب كلية - الإنجليزية اللغة في بكالوري�ص -١عام حاليا(، �شعود )الملك الريا�ص جامعة -

١٩٧٧م.ماج�شتير في اللغة الإنجليزية، جامعة اأيوا- اأيوا -٢

�شيتي- الوليات المتحدة، مايو ١٩٨٢م.١٩٨٦م، ع��ام الإن��ج��ل��ي��زي الأدب ف��ي ٣- دك��ت��وراه جامعة نيومك�شيكو، مدينة الباكيركي - الوليات

المتحدة.)تخ�ش�ص وال���درام���ا الأدب����ي النقد التخ�ش�ص:

مزدوج(.منا�سب اأكاديمية

الآداب- كلية الإنجليزية- اللغة ق�شم رئي�ص -١جامعة الملك �شعود- الريا�ص ١٩٩٧-٢00١م.

اأ�شتاذ م�شارك ١٩٩٦م. -٢اأ�شتاذ م�شاعد ١٩٨٦-١٩٩٥م. -٣

ع�شو مجل�ص كلية الآداب: ١٩٩٦-١٩٩٨م -٤

الآداب ك��ل��ي��ة ب���ح���وث م���رك���ز م��ج��ل�����ص ع�����ش��و -٥١٩٩٤م-١٩٩٦م.

ع�شو مجل�ص مركز جامعة الملك �شعود للترجمة -٦٢00٢-٢00٤م.

عبدالرحمن ب��م��رك��ز ال��ن�����ش��ر هيئة ف��ي ع�شو -٧ال�شديري الثقافي.

الهتمامات الأدبية

النقد الأدبي ونظرية الدراما. -١النظرية الأدبية -٢

نظرية ما بعد الحداثة -٣التقوي�ص وفكر جاك دريدا. -٤

الن�سر والبحوث

كتاب في ق��راءة والبيان: ال��م��راأة بين الحيوان -١والتبيين، مجلة ف�شول، ١٢:٣ )القاهرة، البيان

خريف ١٩٩٣م(، �ص �ص: ٧٩-١0٧.الحديث: ال�����ش��ع��ودي الأدب ف��ي الق�شة ق�شة -٢)قوافل(، مجلة التاريخية، المقدمة في ق��راءة

)١٩٩٢م(، �ص �ص ٨٤-٩٦.اأ�شرار البالغة بين ال�شم�ص والآذريونة: قراءة في -٣كتاب الجرجاني، عالمات في النقد الأدبي، ١:٤

)١٩٩٢م(، �ص �ص: ٦٧-١١٩.الجديد، الن�ص ،Deconstruction التقوي�شية/ -٤

)١٩٩٦م(، ١٩١ -٢٣0.العربية المملكة الريا�ص، الأدب��ي، الناقد دليل -٥ال�شعودية )١٩٩٥م(، بالم�شاركة مع الدكتور �شعد

البازعي.الكتابة/ �شيادة بنيوية: بعد ما نقدية ق�شايا -٦ال��ن�����ص، ون��ه��اي��ة ال��ك��ت��اب، م���وت ال��ل��ف��ظ، م��وت

الموؤلف، نادي الريا�ص الثقافي ١٩٩٦م.اإلى جانب مقالت واأبحاث اأخرى عديدة باللغتين

العربية والإنجليزية.

Page 105: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

105 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

�سحيحة فر�سية اإلــى االجتماعي المنهج ي�ستند هي اأن ثمة �سلة موؤكدة بين الظاهرة االأدبية والظاهرة

االجتماعية؛ بمعنى اأن المجتمع ال بد اأن يعك�ص تاأثيره طبيعة اأن بيد وم�سمونها، الفنية الظاهرة بنية على

اأبرزت هذه ال�سلة خ�سعت الجتهادات النقاد، ول�سياقات علم اأحكام تطغى اأن ومنها النقدي، المنهج هذا مزالق

االجتماع وروؤاه على التحليل االأدبي ذي الطابع الجمالي، اأن الــمــنــهــج فــي ظــل هـــذا الــنــاقــد اإذا مــا حــــاول ال �سيما يف�سر الن�سو�ص االإبداعية، بحيث تبدو مجرد ظل باهت الن�ص جوهر يتجاهل وباأ�سلوب االجتماعية، للظواهر

الفني، ويخرج اإلينا با�ستنتاجات جافة ال روح فيها.

تحت االجــتــمــاعــي المنهج �ــســكــوت« »ويلبري�ص وي�سع يبرهن اأن ويــحــاول االجتماعية(، والمثل )االأدب عنوان على اأن الفن ال يتخلق في فراغ، واأن الفنان - وينطبق هذا د بزمان ومكان، وهو ي�ستجيب على كل فنون القول - محدلمجتمع هو جزءه المعبر الناطق. وما دام الفن يحتفظ بروابطه مع المجتمع، وهذا ال يمكن اإال اأن يكون قائما؛ اأم يتبع نظرية معينة اأكــان �سواء النقد االجتماعي فــاإن

لم يكن، �سيبقى عامل فعاال في النقد. ومن الوا�سح اأن تحدث حين المارك�سي النقد ق�سد �سكوت« »ويلبري�ص

باأن يكون ظل لنظرية معينة الذي ير�سى النقد عن وتابعا ذليل لها.

للمنهــج روؤية االجتمــاعــي ـــــي الـــنـــقـــد ف

■ د. �سربي م�سلم حمادي*

Page 106: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ106

ا�شتطاعت المارك�شية المدر�شة اأن المعروف، ومن عام رو�شيا ف��ي ال�شكالنية المدر�شة على تق�شي اأن ١٩١٦م، -١٩١٥ ع��ام اإل��ى اأ�شلها يعود والتي ١٩٣0م، وبلغت اأوجها بعد عام ١٩٢0م. والمدر�شة ال�شكالنية هي اإرها�ص بالمناهج النقدية التي ظهرت فيما بعد، وان�شب اهتمامها على البنية الفنية للن�ص، ومنها المنهج البنيوي

ذائع ال�شيت.

نماذج غزارة اإلى اإمبرت« اأندر�شون »اإنريك وي�شير اإذ بال�شرورة؛ الم�شموني الطابع ذات المارك�شي النقد و�شفها باأنها اأكوام من النماذج على المنهج الجتماعي الجتماعي النقد فكاأن المارك�شيون. النقاد الذي طبقه واأف��راد الكاتب بين الم�شترك الك�شر مقام عن يبحث ي�شاركه عنها، يعبر التي والتجربة الجتماعية طبقته فيها اأفراد اآخرون ومنهم المتلقي اأو القارئ، ف�شال عن اأن محتوى العمل الإبداعي غالبا ما ينه�ص على مالحظة اإذا، فمقام الك�شر الم�شترك - كما الت�شرف الإن�شاني؛ و�شفه اإمبرت - ي�شمل المبدع والن�ص والمتلقي على حد

�شواء، وبناء على روؤية النقد الجتماعي.

وينفتح النقد الجتماعي على المتلقي اأو الجمهور – كما عبر »ليفين ل. �شوكينج« في درا�شة له تحت عنوان: – بحيث يكون الجمهور وعلى مر الأجيال الذوق الأدبي في ما عمل يفوز عندما اإذ، الن�ص؛ ج��ودة معيار هو اأن بد ل كثيرة، اأجيال امتداد على ب�شهرته الحتفاظ يكون قد انتقل من طراز اجتماعي اإلى اآخر، ولأنه ا�شتطاع مزاجها في كثيرا تختلف جماعات اإلــى �شيئا يقدم اأن النف�شي، فاإنه يبرهن على اأنه يمتلك قيما فنية وم�شمونية بقاء في األي�ص محدد. ع�شر تجاوز على قادرة متفردة ولنا واأ�شالته؟ دليل على جودته الع�شور رونقه على مر في ال�شعر العربي الجاهلي -ك�شعر المعلقات على �شبيل ما رائعة، �شعرية نماذج تلته التي والع�شور ال�شتدلل- تزال تن�شجم مع ذائقتنا ال�شعرية، ونحلق معها في اأجواء �شعرية مده�شة، بل اإن ملحمة جلجام�ص – وينطبق هذا وقلوبنا، اأفكارنا اإل��ى تنفذ - والأودي�شة الإل��ي��اذة على من الرغم على ت�شمنته، ال��ذي الفن بعبقرية فنح�ص مرور نحو خم�شة قرون على كتابة ال�شيغة الأولى لها زمن

ال�شومريين، وكما تثبت ذلك الأرقام الطينية.

وف���ي ال��ن��ق��د ال��ع��رب��ي ال��ق��دي��م، ن��ج��د ج����ذور النقد طباطبا بن لمحمد ال�شعر« »عيار كتاب في الجتماعي �شبيل وعلى - ال�شعر« »عيار �شاحب ي�شير اإذ العلوي، الت�شبيهات بع�ص اأن اإلــى وا�شحة اإ�ــشــارة - ال�شتدلل – ل يمكن اأخــرى على ظواهر �شعرية هذا وينطبق –فهمها اإل من خالل التقليد الجتماعي الذي قامت عليه »فاإذا ن�شا طباطبا ابن اأورده ما تاأمل اإليه. اأ�شارت اأو اتفق لك في اأ�شعار العرب التي يحتج بها ت�شبيه ل تتلقاه عن ر ونق عنهما فابحث ت�شتغربها، حكاية اأو بالقبول، معناهما، فاإنك ل تعدم اأن تجد تحتهما خبيئة اإذا اأثرتها اأن من طبعا اأدق اأنهم وعلمت بها، القوم ف�شل عرفت ابن طباطبا هذه ويو�شح تحته«. ل معنى بكالم يلفظوا خالل ومن مقنع، باأ�شلوب عليها ويبرهن بل الم�شاألة، اجتماعية بظروف المرتبطة ال�شعرية النماذج ع�شرات ومعتقدية خا�شة؛ نذكر منها اأنهم يعالجون اللديغ بالحلي الفحل الجمل عين يفقاأون اأنهم اأو عليه، يعلقونها التي

حين يبلغ عدد الجمال األفا!

الإبداعية، الأعمال ع�شرات نجد هذا ع�شرنا وفي اأم ال�شردي.. يبدو اأكانت في مجال الفن ال�شعري �شواء اإلى للنفاذ الأمثل المدخل هو فيها الجتماعي النقد الم�شكوت عنه، والو�شول اإلى بوؤرة الن�ص الإبداعي؛ وعلى �شبيل المثال نذكر ثالثية نجيب محفوظ: »بين الق�شرين، وق�شر ال�شوق، وال�شكرية«، التي ر�شد فيها محفوظ تطور العمل هذا مثل اأجيال، ثالثة وعبر الم�شري المجتمع الجتماعي المحور تجاهل يمكن ل ال�شخم، ال��روائ��ي الذي قامت عليه هذه الثالثية. ومثل ذلك يقال عن كثير من الأعمال الروائية العالمية لـ»بلزاك« و»�شتاندال« و»ليو ماركيز«، غار�شيا و»جبريل و»دي�شتويف�شكي« تول�شتوي« وينطبق هذا تماما على ع�شرات الأعمال الأدبية الأخرى و�شروريا بل منا�شبا، الجتماعي النقد فيها يبدو التي اإلى مثل هذه الأعمال اآلياته من اأجل الدخول من خالل الفنية. ول نجد �شرورة هنا من تكرار زخم من الأعمال �شواء لها، مدخال الجتماعي النقد ي�شلح التي الأدبية اأم العربية باللغة م�شوغة الأدبية الأعمال هذه اأكانت

بلغات عالمية اأخرى.

اأ�شتاذ اللغة العربية في ق�شم اللغات الأجنبية بكلية و�شتناو – اأن اآربر - ميت�شغن – الوليات المتحدة الأمريكية. *

Page 107: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

107 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

بعينها؛ الزمتهم بمدن وثيقا ارتباطا الكتاب ارتبط والزموها؛ منحتهم �سخو�سها واأمكنتها، ومنحوها المجد

اإلى االأدبي �سعرا ورواية وق�سة.. �سعدوا بها من الواقع تارة.. منتمية وح�سا�سية بمنظور واقعها نقلوا الخيال.

ومتمردة تارة اأخرى. جيم�ص جوي�ص مع دبلن، بول اأو�ستر مع نيويورك، نجيب محفوظ مع القاهرة، اأورهان باموق

مع و�سيلين ل�سبونة، مع بي�سوا وفرناندو ا�سطنبول، مع باري�ص..

ن�سو�سك؟ فــي دمــاوؤهــا ت�سري الــتــي المدينة هــي مــا الــظــروف مــا هــي المدينة؟ بــهــذه اأ�سا�سا ارتــبــطــت ولــمــاذا التي �ساقتك اإليها؟ وما هي تجلياتها في كتابتك؟ ولماذا اأخــرى، نحاول اأ�سئلة �سمن كتبت عنها دون �سواها؟ هذه اختارها الــتــي بمدينته الكاتب عــلقــة عــن ا�ستق�ساءها

ف�ساء لت�سييد عوالمه االأدبية.

اأدبـــــاء

ن يحكو

ــهــم مــدن

■ اإعداد �سعيد بوكرامي*

Page 108: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ108

ثمة مدينة �شديمية ت�شكن الخلفية ال�شبحية لتخييل ق�ش�شي ورواياتي، مدينة لي�شت اأحادية واإن كان تماما، واقعية لي�شت والمعنى. ال�شكل ح�شورها الفعلي له وجود حقيقي. اأجل متخيلة عجائبي كم�شدر تنت�شب التي المدينة هي

هائل لكتابتي ال�شردية.

ما اأ�شبه اأنحدر من مدينة �شغيرة بالتاأكيد »مريرت«، ا�شم غريب بقرية جبلية ذات تكون وعالقتي الأنطولوجية بها هي عالقة ميثولوجية و�شائج هناك لي�ص واقعية. عالقة منها اأكثر مح�ص بل واأزليته. بالمكان تربطني اأمومية بقدر والحلم الخيال يغذيها رمــزيــة و�شائج الحلم لي�شت غرابة الغرابة. ل.. لمحدود من والخيال، بل غرابة الحياة اليومية نف�شها. ثمة

منفلتة، هند�شة ذات متخيلة، اأطل�شية مدينة »مريرت« ب الطفولية عالقتي اإليها ترتهن ل وكان عبرتها.. التي المدن مجمل بل وحدها. حكايتي عززت مريبة، حكاية بها ل�شطدامي خمة الأ�شل الموجودة في خيالي بالمدينة ال�ش

فقط.

مزاجها يروق ل الغجرية خلقتي كانت واإن اإل للمدن النهرية، والغابوية اأو المدن المنت�شبة فيها بما ال�شارية.. ال��خ��الءات ح��اف��ات على القرى الطاعنة في الن�شيان، فثمة مدن ملعونة فيها عبوري لحظوة كان طويال، فيها اأقــم لم الظفر بموجز تاريخها، مغربية،عربية، اإفريقية

واأوروبية.

اأ�شكالها، بين الدامغ الختالف برغم اإنها

القا�ص والروائي اإ�سماعيل غزالي - هاوية ديدالو�ص

المدينة كتاب؛ ثقب اأ�شود في رئة الوجود؛ هاوية

Page 109: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

109 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

وغ��واي��ات تجاربها عنف بين روائ��ح��ه��ا، بين الخلفية. �شوارعها في الكامنة ال�شرية الحياة ال�شر�ص بتعددها ت��ق��وي المح�شلة ف��ي ه��ي الرمزية بالمدينة والمبهمة المفتوحة العالقة الأ�شل.. المدينة المتغولة في خيالي وخيالي ل

غير.

ثمة مدن لم اأزرها فعليا.. اأي�شا تجمعني بها اأكثر من مدن عرفتها ولم عالقة قوية وغريبة ت�شتطع اأن تدمغ ذاكرتي باأثر جليل.. مدن �شافر اإليها خيالي، اأعرف خارطاتها ال�شرية، �شارعا غرفة، غرفة بيتا، بيتا زقاقا، زقاقا �شارعا،

�شرفة �شرفة، وحديقة حديقة...

تطاأها ل��م التي العجيبة ال��م��دن ه��ذه مثل �شبيل على تجارب فيها ع�شت واق��ع��ا، قدمي واق��ع بمثابة التجارب ه��ذه وك��ان��ت التخييل،

م�شاعف.

اإذا، ر�شمية ووا�شحة، ذات مرجع ل مدينة ي�شمل الهوية، ومت�شعب متعدد مكان بل وثيق. العجائبي( )بالمعنى ال�شحرية الجغرافيا كل يقت�شر ول المرئي، غير المتو�شط لالأطل�ص الأمر على حدود الأطل�ص المتو�شط.. بل ي�شمل وعربية اأخ��رى، مغربية واأمكنة مدن ف�شاءات واإفريقية وعالمية. فحين يتعلق الأمر بالأطل�ص كاأنها فالكتابة واخ��ت��الق��ا، واق��ع��ا المتو�شط بالأمكنة الأم��ر يتعلق وحين العالم. توؤطل�ص اأي�شا واختالقا، فالكتابة لي�شت الأخرى، واقعا بليد، �شياحي منطق يحكمها اأو نزهة، مح�ص لأطل�شيتي الفعلي ال��وج��ود تمحو مغامرة ب��ل ل ــخــراط ان هــي بلى واإفــريــقــيــتــي، ومغربيتي ان�شانية تجربة داخل حرة بمجازفة م�شروط، كلتا وفي ومفتوحة. نقي�شة مغايرة، وجمالية التجربتين محليا وكونيا، تنت�شب مدينة واحدة

هائلة ت�شتمزج كل هذا التعدد الالنهائي.

هناك مدن اأي�شا ل وجود لها اإل في حكايات كتاب مالعين. مدن مجنونة و�شريالية �شنعها كتاب اأ�شاو�ص تبدو اأ�شد واقعية من التي ت�شبهها اأو تحيل عليها. دخول هذه المدن المختلقة في في �شهولة يفتر�ص ل الكتاب، ه��وؤلء تجارب الخروج منها. فنحن نعي�ص فيها اإلى الأبد حتى واإن كنا ل نعي ذلك. مدن ل يمكن الخال�ص من عالماتها ومتاهة ال�شاهقة، هند�شتها بالغة مهما المت�شاربة.. رموزها وغواية الداغلة،

كانت مدمرة وب�شعة ومفزعة.

غير ربما اأ���ش��ال، لها وج��ود ل م��دن هناك منذورة كالفينو، اإيطالو طريقة على مرئية الدوامة ال��روؤى فيها تتنا�شل المتاهي. لل�شفر مويجاتها لتداغل �شاطئ ل كابو�شية كلعبة

ال�شاخبة.

مدن اأ�شبه بن�شاء خرافيات، غائرة و�شومهن في كنجوم يلمعن المارقة، اللحظة ذاكرة في

غ�شق الفراغ الأبدي.

م����دن ت�����ش��اع��ف م���ن ال��ر���ش��ي��د ال��م��ت��ع��دد ت�شكن هاوية التي الواحدة للمدينة والالنهائي

الخيال الخا�ص.

يذكرني المريب، الالنهائي التعدد ه��ذا ة لالأرجنتيني بورخي�ص، حول رجل انهمك بق�شوقتا طويال بر�شم خارطة للعالم، واكت�شف قبل

موته اأنه ر�شم وجهه في الأخير.

المكان، اأو بالمدينة العالقة كانت فكيفما اختراقية، اختالقية، ا�شتغوارية، ديدالو�شية، طقو�شية، اأي��ق��ون��ي��ة، ت��ك��راري��ة، ا���ش��ت��ع��ادي��ة، يبقى وافترا�شية...الخ، عمودية، ان�شطارية، عمل الكاتب اإزاء مدينته المبتكرة منطويا على ور، خطورة مزدوجة، ي�شبه في �شورة من ال�ش

ة بورخي�ص الملمح اإليها اأعاله. عمل بطل ق�ش

Page 110: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ110

القا�ص

محمد عزيز الم�سباحي

مراك�ص المدينة الأم

اأحيانا ملتب�شة، بالمكان الإن�شان عالقة الع�شق، رداء واأحيانا الأمومة، رداء تكت�شي واأحيانا رداء الألم والتيه... الن�شاز الملفت في هذه العالقة تج�شده عالقة الكاتب بالمدينة الخائنة... الع�شيقة اأو الحبيبة، اأو الأم، الالزم الوعاء بو�شفها المنفى... اأو المالذ

لحت�شان ما �شيرويه من اأحداث...

نجيب ن��ت��ذك��ر اأن ال����الزم م��ن ك���ان اإذا ف�شيكون ب��ال��ق��اه��رة، عالقته ف��ي محفوظ محفوظ نجيب اأن نتذكر اأن الأ���ش��وب م��ن اإل���ى معلمة من ت��ح��ول وال��ت��ك��رار ب��الإ���ش��رار مما اأكثر منها جزءا كان القاهرة... معالم اأماكنها عن كتب لأعماله، خلفية هي كانت كتب وقلوبها... ونفو�شها واأرواحها واأزقتها اأن يتكلم من عن نف�شه فيها. ل هم له �شوى عك�ص على داخ��ل��ه... م��ن تتكلم اأو داخلها كاتب اآخر من طينة فرانز كافكا، الذي رغم الت�شيك، عا�شمة ب��ب��راغ حياته ك��ل ق�شاء يكرهها ت��ط��ارده، وظلت يطاردها ظل فاإنه وتكرهه، خ�ش�ص روايته »المحاكمة« لير�شم وجهها التجريدي المحكوم بثنائية الحقيقة،

والخيال الواقع، والعبث...

اأع��ت��ق��د ج��ازم��ا اأن��ن��ي اأرت��ب��ط ف��ي كتابتي ت�شري في الحمراء اأ�شعر بدمائها بمراك�ص، عروق كل ن�ص اأكتبه، وب�شفة جلية في ن�شي البهجة مراك�ص »مــراكــ�ــص«... ب المعنون والحزن ال�شامت... المذابة من ثلوج الأطل�ص الكبير، والنازحة من حرارة »تافياللت« بوابة و�شهوب �شهول م��ن والمنفلتة ال�شحراء، مراك�ص ذل��ك.. وبعد ذل��ك.. وقبل الحوز... الذين كل ي... ���ش��ر خفي، ون�ص فكرة هي

حاولوا �شرده انهارت قواهم اللغوية...

ارت���ب���ط���ت ب��ه��ا ب��ف��ع��ل ح��ل��ي��ب اأم��ه��ات��ي ومع المتعددات)١(، المراك�شيات ومر�شعاتي حليبهن ر�شعت مراك�ص ممزوجة بحب اأهلها، واللغة المغربة اأ�شول لقنوني الذين اأهلي،

والتخييل... كما تفعل كل الأمهات...

دروب��ه��ا، ل��ي بالن�شبة م��راك�����ص لي�شت واأ�شواتها، ولغاتها، و�شخو�شها، وحوماتها، العالقات كتلة هي بل فح�شب... وروائحها التي تربطني بها، والتي والروابط والو�شائج

Page 111: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

111 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

خالل من ن�شو�شي داخ��ل مت�شللة تنبج�ص اللغة وال�شخرية وحكايات النا�ص، ومن خالل المثل المرتبطة برجالها المئات)٢(. اأ�شتطيع ق��راءات باإيقاع طبع وج��دان��ي اإن اأق���ول اأن الخيرات«. »دلــيــل ل »الجزولية« الجماعة قد كانت بها اأو عنها اأكتب اأن قبل وهكذا، المنقحة. غير الأ�شلية ن�شختي في كتبتني،

قد اأكــون »اأنــاي«، م�شتح�شرا اأكتب وعندما ا�شتح�شرت مراك�ص اأو ا�شتح�شرتني... حتى ت علي الحياة النفي من مراك�ص عندما فر�شاإلى مدن وف�شاءات اأخرى، ظللت منتميا اإليها

وجدانا ولغة وروؤيا...

اقروؤوا ق�شتي »مراك�ص« وقولوا لي )كيف جاءتكم؟(.

)١( كان من عادة الأمهات في الخم�شينيات وال�شتينيات من القرن الما�شي، اأن ي�شمحن ل�شديقاتهن وجاراتهن باإر�شاع اأولدهن حديثي الولدة، ليحققن لهم اإخوة اإ�شافيين، واأمهات ثانيات، وو�شائج قرابة مقد�شة.

�شليمان بن محمد ال�شيخ با�شتثناء والتوتر.. بال�شك م�شوبة بهم عالقتي ظلت التي رجال ال�شبعة )٢( ولي�ص الجزولي، الذي ولدت عند عتبة �شريحه... حيث ظلت القراءات الجماعية لكتابه، »دليل الخيرات« كل ليلة خمي�ص، ت�شدح بترتيل ا�شم محمد... وكان ا�شمي محمد... تطربني تلك الأمداح، فاأند�ص بين القراء مم�شكا

ن�شوانا بكتاب يمجدني..!

Page 112: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ112

لهذه ال��الزم��ة المقومات بمعنى مدينة اب��ن اأن��ا ال�شفة، وابن قرية ل�شياع المقومات في جيوب اآخرين.

الفخم ال��م��ب��ن��ى ث��ق��اف��ة دك��رن�����ص(، )ب��ي��ت لالأن�شطة وغرفا والأطفال، للكبار مكتبة يحوي في مجتهد لكل الأول المكان وهو والموظفين، غير اأو مفيد - نقد اأول �شمعت وهناك الأدب. مفيد - لكنه يظل الثمن الذى يدفعه الفرد داخل

اأول عتبات الثقافة في م�شر.

بركة اهلل كانت في اأ�شخا�ص عرفت معدنهم من اأول تنازل عن فارق العمر ل�شالح كبد وعيون الكتابة وتطويرها، وكان المقهى المكان المقد�ص الذي تقبل منه �شالح اأعمالنا من �شعر ونقا�شات

حول اأحالم واأحالم كالحرية لنا وللبلد.

المن�شورة، اإقليم من )دكرن�ص( مدينتي فرع على اأرب��ع��ة من اأي ك��ان المعتمد ومقهانا للنيل، المهم اأن اأجل�ص برفقة اأحد وثالثنا النيل، كنا نحوم حوله ككل الحيوات الأخرى: اأهل البلد، المدار�ص، والخ�شرة، ال��زرع من البلد وق��وت والبيوت �شعيدة الحظ بطلة تربط الجذور باليوم

التالي من الحياة.

ثم النيل.. ك��ان ال��ب��دء ف��ي اأق���ول: اأن يمكن م�شينا حوله.

وكتبت عن بال�شعودية الخبر في حاليا اأقيم مدينتي التى اأراها لأيام في ال�شنة:

تركنا البلدليبقى مت�سع في ال�سارع،

لناأكل، ليكون الخبز �ساحيا

قفاه كوجهه/ تام الحمرة والدقيقلي�ص لي ن�سيب

حتى من ر�سيف البلدية

ال�شوارع، األم تفرغ حمولتها من العين كانت م�شاهد فرح وحزن، حنين �شعب الو�شف لالأهل ل تبدو م��ن غربة ���ش��ن��وات ث��م��ان بعد والأخ����وة

تنتهي.. كل الموؤونة اأ�شعها اأمامي، ونتحاور.

كل حلمة في )دكرن�ص(حنان �سارب في البطن

اأكتب واأخبئ الحبر مع االأرزتحت �سقفة متربة،جعدها قلة الحيلة،

واأفطر على »كوبري« الم�سرف.

ل �شئ مميز في مدينتي غير ذكرياتي، وجود اأهلي فيها، ويكفيني واحد منهم كي اأخلدها في

دماغي.

ال�ساعر الم�سري

ع�سام خليل

مدينتي هي مقهاي )مدينتي هي مقهاي، والمقهى هو وقت الكتابة ومكانها(

Page 113: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

113 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

في دم��اوؤه��ا ت�شري م��ح��ددة مدينة ه��ن��اك لي�ص اأحيانا، كتاباتي، في تح�شر التي المدينة ن�شو�شي. تكون مدينة م��رة، كل في اأتخيل متخيلة، مدينة هي دقيقا اأك��ون اأن اأردت واإذا ق�ش�شي، لحدث م�شرحا بالمفهوم اأتخيلها ل اإن��ي ف�شاأقول جوابي، في اأكثر اأ�شرد واأنا بل هي وحدها تح�شر، للتخييل، ال�شحيح وبال ا���ش��م، ب��ال مدينة ه��ي ج��دي��دا. ق�ش�شيا ن�شا عليها. التعرف المتلقي خاللها من ي�شتطيع مالمح، اأعي�ص التي المدينة الغرابة عن هي ف�شاء غريب كل زرتها التي المدن من اأخ��رى مدينة اأي وع��ن فيها، فيها ون�شاأت ول��دت التي البي�شاء ال���دار واأع��رف��ه��ا، واأعي�ص فيها الآن، يمكن اأن اأ�شبهها ب » ف�شاء« مركز، من الع�شرات بداخله الأف��الم. لإنتاج كبير اأو م�شنع »الأمكنة« الأ�شتوديوهات التي ت�شم مناظر تتفاوت في داخل في ت�شورها. وكيفية بنائها ت�شكيلها، طريقة مدنا »اأمكنة«، اأبني الكبير، »الف�شاء« الم�شنع هذا بحاراتها و�شوارعها واأزقتها، فالدار البي�شاء كف�شاء ل تعنيني بالأ�شا�ص، بالقدر الذي يعنيني كيفية ت�شوري ما بكل مخيلتي في تح�شر التي »الأخـــرى« للمدينة

واأكتب البي�شاء، الدار مدينة اأكتب عن ل اأنا يوؤثثها. عن الأخرى التي اأتخيل، اأو تح�شرني لحظة الكتابة.

البي�شاء في الدار اأعك�ص مدينة اأن اأردت اإذا اأما ما، كتابة في اأ�شتح�شرها اأن اأ�شح وبعبارة ما، ن�ص فلن اأكتب بالتاأكيد اإبداعا.. بل �شاأكتب مقالة تتحدث، فلي�ص وعليه، فيها. الأمن وانعدام و�شخها عن مثال، وجدت فحيثما بعينها. بمدينة وثيق اأدبي ارتباط لي في راأ���ش��ي، في التي المدينة عن اإل اأكتب ل اأكتب. ال�شخو�ص فيها. حا�شرا اأك��ون التي ولي�ص مخيلتي.. والأمكنة هي خليط من هنا وهناك. قد اأ�شتعير مكانا �شريط في مثال �شاهدته اأوروبــيــة مدينة من عتيقا �شينمائي، واأ�شيفه اإلى مكان ر�شخ في ذهني من مدينة عتيقة في اأق�شى المغرب، واأ�شكل منهما ف�شاء يخدم مواجهة في موظف عن اأكتب وقد الق�ش�شي. عملي مدير عمل متعنت واأنا اأ�شتح�شر مكانا في قلب باري�ص. باأ�شره اأثناء الكتابة، العالم ل حدود جغرافية للكاتب في متناوله بقاراته، ببلدانه، بمدنه وقراه و�شخو�شه،

ف�شاءات لكتابته.

عبد الحميد الغرباوي قا�ص وروائي مغربي

Page 114: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ114

يحتمي الروائي بالمدينة، ي�شبط اإيقاع عالمه ب�شوارعها بناءها، بكلماته يعيد عالمها، على ونا�شها وروائحها. يتاأملها طويال: كيف ت�شكلت.. كيف تحولت؟ اأما كاتب الق�شة الق�شيرة، مثلي، المدينة يدخل والعابر. بالهام�شي، يحتمي فهو خائفا يترقب، ومهما عا�ص فيها تظل عالقته بها متوترة، وعدائية، ولو كان عداء م�شمرا. ل ير�شم لها �شورة كلية.. بل دائما يراها مجزاأة مت�شظية.

عالقة الروائي بمدينته، قائمة على الألفة التي بينما ممتد، �شردي كم�شروع ل�شتثمارها تدفعه �شوف �شردي ف�شاء اأي يعرف ل الق�شة كاتب قطار، اأو بمقهى، يكتفي ربما م�شتقال. يخو�ص اأنني اأذكـــر نهر. �شاطئ على كــافــور �شجرة اأو راأيت ذات مرة �شيدة اأنيقة تدلف اإلى كني�شة في كنت ولو الكعب«، الكويت، فكتبت ق�شة »خطيئة معمارها عن ذاتها، الكني�شة عن لكتبت روائيا

وتاريخها في الخليج المحافظ.

وعندما هبت عا�شفة رملية ل مثيل لها، كتبت عن تاأثير العا�شفة وتعرية الب�شر وال�شوارع تحت وطاأتها. كانت »العا�شفة« كفعل تدميري مباغت.. هي ما ي�شغلني في ق�شة »�شعر غجري تتطاير منه

الحجارة«، ولي�ص ر�شم مالمح مدينة الكويت.

لي�ص معنى ذلك اأن الق�شة الق�شيرة هي �شرد

ل ف�شاء له، لكنها متجذرة في »زمكانية« عابرة، زمكانيتين بين المفارقة في تتاأرجح وموؤقتة، اأجد عندما كثيرا معي ح��دث كما متباعدتين، م�شتثمرا، الكويت«، »القاهرة بين معلقا ن�شي والحياتية طيلة ال�شخ�شية تجربتي م�شتك�شفا اأو من بالت�شاوي، بينهما ق�شيتهما عاما ع�شرين اأنني غريب عنهما. جئتهما اأن�شى لحظة اأن دون من �شمال الدلتا، من قرية ب�شيطة ل تبعد كثيرا تع�ش�ص القرية في المتو�شط.. البحر عن �شخب ذكرياتي الأولى وطفولتي.. واأي�شا يراودني البحر

كثيرا في اأحالمي.

المدينة بين ما ن�شي، ف�شاء ت�شكل وهكذا، »القاهرة الكويت« كم�شادفة قدرية، اأو اإكراهية.. طفولة، حلم، كمالذ، البحر« »القرية ب��م��وؤازرة اأربع عبر والوعي. الرحلة اأول مفقود، فردو�ص مجموعات ق�ش�شية ن�شرت لي، ي�شعب اأن يت�شكل

ن�شي خارج هذا الف�شاء الرباعي.

�شورة م��ا، بطريقة ه��و الكاتب، ن�ص وك���اأن »القاهرة«، عن اأكتب فعندما الــذاتــي. لوجوده في ــرت �ــش كما الخا�شة، »قاهرتي« اأكتب فاأنا لها عالقة ول فيها، وتاألمت وراأيتها، �شوارعها عن اأي�شا المعبرة محفوظ، نجيب بـــ»قــاهــرة« اأن اإلى النقاد انتبه اأي مدى اإلى اأدري ذاته. ول ولي�ص القاهرة فقط.. �شرقي يكتب عن محفوظ

القا�ص الم�سري

�سريف �سبري

مدينتي ق�س�سي

Page 115: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

115 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

غربيها، وعن القاهرة الإ�شالمية اأكثر مما يكتب عن القاهرة الخديوية.. في الأخير، لم يكن يكتب عن تعقيدات المدينة الكبيرة بقدر ما كان يكتب عن حي الح�شين.. حيث ولد وراأى الوجود هناك.

ولأنني لم اأولد مثله فيها، فاإن م�شافة اغترابي �شرقا �شم�ص عين عن كتبت فقد اأق���وى، كانت ي�شغلني المكان قدر اأن و�شارع الهرم غربا، دون

ان�شغالي بالعابرين، والنازحين من الريف مثلي.

ال�شاطئ«، على »بي�شة لي مجموعة اآخر في النزوح بين المدن كنت م�شغول بفعل »الخروج«، مــرورا بعيدة، �شمالية قرية من ــدءا ب والــبــالد، اأو اأف�شل، حياة عن بحثا والكويت.. بالقاهرة

لالرتقاء اإلى طبقة اجتماعية اأعلى.

الخروج هو فعلنا الإن�شاني، الحميم، والعميق، ه��وادة، ب��ال نوا�شله ث��م الأم.. رح��م م��ن ن��ب��داأه لت�شبح المدن، كل المدن، مجرد نقاط انف�شال، تظل تراودنا اإلى ما ل نهاية، فيما ننف�شل عنها

�شورها الغائمة وذكرياتنا فيها.

وتتال�شى تنكم�ص بالمدينة وهي اأ�شعر ودائما في روحي، وفي ن�شي، كجغرافيا، فيما يكبر فعل

يحدث هل وهام�شيته. واألمه واغترابه الإن�شان ذلك مع الروائي؟ ل اأدري!

في الرواية، تبدو لي المدينة متزنة، وم�شتقرة: ولف��ت��ات. اأج���رة، و���ش��ي��ارات وب��ن��اي��ات، متاجر، �شاحبة فهي الق�شيرة، الق�شة في المدينة اأما فعلنا على وطاأتها تمار�ص ظلت واإن ومهتزة،

الإن�شاني، وم�شائرنا.

هل اأزعم اأن الروائي يلتقط �شورة فوتوغرافية الق�شيرة الق�شة كاتب اأما للمدينة؛ بانورامية فيكتفي بكتابة جملة بذيئة على �شورها المتهدم؟!

ل اأملك قدرة اإ�شدار اأحكام قاطعة، ومريحة، ق��راءة ف���اإن ال��خ��ا���ش��ة، تجربتي واق���ع م��ن لكن »القاهرة« اأو »الكويت« في ق�ش�شي، �شوف تتطلب وقتا و�شبرا للملمة �شظايا و�شذرات. وقد يكت�شف من يفعل ذلك اأن ما قلته عنهما ل ي�شتحق العناء، لأنه ل يختلف كثيرا عما يمكن قوله عن طهران اأو الريا�ص.. وربما هو قدري ككاتب ق�شة ق�شيرة الأقل يعجز عن اأو على يكتب عن مدن يكرهها، تلك الهام�شية. بالتفا�شيل ولعه ب�شبب روؤيتها

التفا�شيل التي تدو�شها المدن بال رحمة.

Page 116: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �ستاء 1436هـ116

ل كظل ج���دا، مني قريبة مدينة مراك�ص والملب�ص الم�شكن ف��ي ح��ي��ات��ي، ف��ي يفارقني في اأو ال�شتاء في والأل���م، الحب في وال��ك��الم، ال�شيف، في الطريق اإلى بيتي، اأو في قطار منها تعرفني، الت�شعة والأب���واب الأح��ي��اء، اإليها، اأو الذين نا�شها ومن لم�شاتي، من خطواتي، من كلما فائقة، وبمحبة ب��اح��ت��رام ، ف��ي يحدقون ما، توتر ج��راء باكتئاب اأو ما، بقلق اأح�ش�شت ب�شب اإحراج ما. اأبحث في مراك�ص، عن مو�شيقى دخلت كلما ال��زم��ن. ثقل اأ�شلعي ع��ن تخفف بهناء اأح�ص بيتها في بروحي، اأح�ص المدينة وذاكرة العاطفة تح�شر الحدود، تزول كبير.. الطفولة؛ قد اأبحث عن عثراتي، �شغبي الجميل، واإكراهاتها قدرها لل�شدفة العاقلة. وتلقائيتي وكلما خرجت من ب�شدر رحب. ن�شتقبلها التي مراك�ص، تتبدل اللغة والم�شكن وهوية الكلمات..

تكبر الحدود بين ال�شخ�شية وماآلها.

هواءها، روحها، ماءها، اأعطتني مراك�ص ع��روق��ي، ف��ي ين�شاب ال���ذي دم���ي واأع��ط��ي��ت��ه��ا الجنائن التي ت�شكعت في جنباتها، تعرفني من اأقدامي الم�شققة باأحجارها. اأعرف اأنني تعلمت فيها اأنواع الطيور، والأزهار والأ�شجار. واأعرف

الحياة. تعلم في كبيرا وقتا فيها �شيعت اأنني لكت�شاف اأخ��رى م�شاحات والمقابر الجنائن يتنف�ص ن�����ص المطلق الف�شاء حيث ال����ذات،

اأرواحنا التي ن�شقيها بماء ال�شوؤال.

فيه الفنا، جامع ف�شاء اأن��ك��ر اأن يمكن ل بحركات وروائ��ي��ة، �شردية ب��اأ���ش��وات ت�شبعت الغنية ال�شفوية، وبن�شو�شهم الحكواتيين.. تنتهي؛ ل التي والحوارات، والمالحم بالرموز م�شرح متحرك يمتد على طول اليوم من الفجر في ولي�ص الحكاية، ف��ي ال��زم��ن ال��ف��ج��ر؛ اإل���ى الليل حيث زوالها، اأو وال�شم�ص، الأر�ص دوران زمن مكثف بن�شو�ص اأخرى، تنفتح على حيوات

اأخرى، للزائر والقادم وابن الدار.

مرابطية- عمارة اأو تاريخا، لي�شت مراك�ص او موحدية-الكتبية- اأو المرابطية- القبة تاريخا اآخر، حديثا اأو معا�شرا، قبور ال�شعديين، ق�شر البديع الخ. ولكنها عمران ب�شري كما قال توؤرخ التي المعمارية هيبتها لها خلدون. ابن ا�شتقروا اأو منها، مروا واأ�شالف واأ�شر لأزمنة به اأتت من وكل ال�شبعة، الرجالت اأذك��ر بها، محبة الهواء والنخيل والكالم المر�شع والحرف اأح�شها في عالقاتي ال�شغيرة، البراق؛ ولكنني

ال�ساعر جمال اأما�ص

ال�شنابل تنبت حيث ال تدري

Page 117: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

117 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

بيتنا، في معلقة اأب��ي �شورة في اأ�شرتي.. في من راكمته بما الآت���ي، م��ن بالخوف تذكرني عثرات، في حرارة اأمي التي اأ�شبحت ل تعرفني

بعيونها، ولكن بلم�شة دمها في يدي.

عن وت��ب��ت��ع��د ع��ن��ي، تبتعد ال��ي��وم م��راك�����ص جلدها؛ الكت�شاح المعماري والعمراني والب�شري اإلى منزلنا، في اأدخل الداخلي والأجنبي.اليوم تبتعد اأ�شبحت التي القديمة- بالمدينة دربنا اأي�شا- ول اأعرف نا�شه، اأ�شادف اأجانب في كل

مكان، اأ�شبحوا جيرانا لأمي!

لم اأعد اأمر كما �شبق، ل يعرفني النا�ص كما حمرة اأفقد م�شاعفة، بغربة اأح�ص قبل، من

مراك�ص، واأخجل من اأ�شوارها، التي علمتني اأن اأقول ل لالنغالق والركون اإلى الداخل.

تمتح جديدة، �شعرية ن�شو�ص من اأكتبه ما فيه، ول��دت ال��ذي للحي المتعددة زياراتي من حي باب دكالة، كتابة للمحكي المكاني ومحكي خ��ارج الطفولة، مدر�شة وال�شباب؛ الطفولة نت�شكع اأق��ران��ي، مع الكرة األعب كنت ال�شور، في الجنائن، وفي المقبرة. نلعب لعبة الحرب، وده���اء، وم��ك��ر ذك���اء م��ن تملكناه بما ن�شتعد ونحتفل حجرة، اأق�شد قذيفة، كل من نحتاط من قليال نحت�شي الخ�شوم، على بانت�شاراتنا المهن نمتهن وم��اء(. مدقوق البي�شارة)فول وال�شجائر الخ�شار بيع ب��ال��ح��ي، ت��وج��د ال��ت��ي

Page 118: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ118

ال�شبار، اأق�شد ال�شوك، وفاكهة بالتق�شيط، وغيرها، حيث نق�شي النهار في ل �شيء، خا�شة في ال�شيف. نتعلم ما تي�شر من القراآن بالكتاب، نت�شاجر كل يوم تقريبا. كبرنا قبل الوقت،ا�شتغلنا كثيرا قبل �شن المراهقة. ا�شتغلت في عدة مهن في اأ�شرتي مع ال�شفر اأو الدرا�شة، كتب ل�شراء العطلة ال�شيفية. وبالمنا�شبة كانت م�شدر رزق وكانت اأب��ي، غياب خالل اأحيانا، ولأ�شرتي لي م�شدر علم ودرا�شة اأي�شا، لولها لكنت من بين منتخب اأطفال الحي الم�شردين، الذين ينامون على جنبات الطريق. ربما ال�شدف تاأخذنا اإلى ل حيث تنبت قد ال�شنابل لأن اأخ���رى، حقول

تدري.

في اأم�شي واأن���ا كتبتها، الأول���ى الن�شو�ص طرقاتها، بين جنائنها، ربما اأبحث عني في غيم الم�شافات؛ كتبت ن�شو�شي الأولى في حاناتها، وهوام�شها، عن الحب والألم والوطن، في »تاركة بول«، في »توفليحت« في الطريق اإلى ورزازات، غيرها وفي اأك��دال، وحدائق المنارة، �شهريج

من الأمكنة التي تحت�شنني كغريب العائلة.

اأحد يعرف �شغبي واأمــزق، ول اأحاول اأكتب، مجهول، لقاء في ربما وجدته ال��ذي الجميل، كما بالكلمات األ��ع��ب لأف���ك���اري، اأخ��ط��ط واأن���ا �شاحات في الخيوط ونا�شجي الأفــاعــي، حــواة اأول مرة عن اأكتب اأن المدينة. حين طلب مني مراك�ص، من طرف مجلة »اآفاق مغاربية«، بداية الت�شعينيات، لم اأتردد، كتبت ن�شا �شعريا بدون اأطالل مني وتنزف اأبكي مراك�ص »عن توقف، الفنان عن اأخ��رى مجلة في كتبت كما حــب«،

المراك�شي الراحل عبا�ص �شالدي، وغيرها.

الن�شو�ص التي اأكتبها اليوم ت�شبهني، تعك�ص تلم�ص بمراك�ص، الحياة في وطريقتي ثقافتي، فيها عالقتي بالكلمات والأ�شياء التي تلقيتها في

مختلف اأمكنة المدينة واأحيائها واأ�شواتها.

ليختفي تختفي، الجنائن تختفي، المدينة وفي الأر���ص في الم�شتثمرين في جيوب الهواء الهواء. الثقافة لي�شت نقطة اأولى في برامجهم، اإمكانات اإلى يحتاج ترفيه،ل نظرهم في لأنها وال�شمائر العقول خ��راب والنتيجة اعتبار، اأو مكاتب في اإل بها يوؤمنون ل الكتابة والقيم. الموثقين والعقاريين، هم يبحثون عن ن�شو�ص اأنا اأما والبنوك، الأ�شواق في باأر�شدتها ثقيلة اآخ��ذ عزلتي، ينع�ص جديد ن�ص ع��ن فاأبحث في اأ�شابعي واأتفقد الأم، عاطفة من جرعة اإل بع�ص كلمات اأملك حيطان بيت الطفولة. ل بئر بي في وتقذف راأ�شي ت�شدني من وحروف، وحدي وبقيت معاطفها، ورمت دمرتني اأفكار ول اأخطو ي��دي. في ثلج ا�شتعال من اإل عاريا كلما هوت األتفت، واأحر�ص نب�شا يكرر عثراتي، الكلمات رم��اد م��ن اأن��ب��ع��ث المنخف�شات، ب��ي

كطائر الفينيق.

يتبادلون ونا�ص كلمات، ن�شو�ص، مراك�ص البطل دور ل��ع��ب وف���ي ال���زم���ان، ف��ي الأدوار في فاأبحث اأن��ا اأم��ا لها. اأري��د كما الأ�شطوري دروبها، طرقها، مائها وتاريخها عن دمي، الذي بداأت تفقد هواءها، المدينة راأ�شي. ينب�ص في طقو�شها، بما حل بها من حداثة الزمن، ل اأطلب منها تعوي�شا عما اأخذته مني من اأ�شالء، فقط لغذاء توابل واأعطيها كياني، من ج��زءا اآخ��ذ

اأرواحنا، التي تحيا بماء الكلمات.

Page 119: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

119 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

الما�شي، القرن من الثمانينيات بداية في اأح�ش�شتني البكالوريا، �شهادة على ح�شلت لما �شبيها بع�شفور كبرت له فجاأة اأجنحة، واأ�شبح تكن لم بعيدا.. ويحلق الع�ص يترك اأن باإمكانه مدينتي مغادرة اإم��ا كثيرة، خيارات وقتها لي الجامعية درا�شتي لمتابعة »وزان« ال�شغيرة بقاع الجلو�ص اأو فا�ص، بمدينة الحقوق بكلية المباريات.. اإحــدى اجتياز انتظار في الــدرب من النوع هذا الجي�ص. اأو التعليم �شلك لولوج البكالوريا �شهادة كانت ما كل هو الوظائف،

وقتئذ تفتحه من اآفاق.

ولأني اخترت مغادرة الع�ص/ وزان اإلى فا�ص،

ف�شاءات في التحليق موا�شلة على عزم وكلي في مــرة ولأول �شعرت، والمعرفة، التح�شيل بوقع �شابقة، �شفريات من الرغم على حياتي، من تهاوت �شديدا علي المكان، فراق الفراق، الجبال. كل بداخلي وت�شدعت بنياني، ثقله

واكت�شفت كم اأحب هذه المدينة.

�شبحها في �شاأغادر كنت التي الليلة تلك كفقيدة المدينة اأناجي ب��ت اأن��م. لم المدينة، وت�شيعني الأخير، مثواها اإلــى اأ�شيعها عزيزة النائحات اإل ينق�شني يكن لم تيهي. اإلى هي من بحرقة اأفرغتني ال���وداع. اأن�شودة لتكتمل عديدة اأوراق���ا وبللت والكلمات، الخواطر كل

الروائي اأحمد الكبيري:

وزان تلك المدينة ...

Page 120: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ120

كنوع من الخال�ص. وكل ما كتبته تلك الليلة في عن كان ومائها، العين بملح ممزوجا مخيلتي »وزان« المدينة، ولي�ص عن اأي �شيء اآخر.. وزان المدينة وزان الذكريات. ودروب التاريخ عبق والمدا�شر والقرى التي تبدو من راأ�ص جبل اأبي هالل، تلمع و�شط خ�شرتها كما تتالألأ في الزرع �شقائق النعمان. وزان الزقاق والم�شجد والحمام الأ�شرحة وزان الكنائ�ص. واأجرا�ص وال�شوامع والأ�شطورة. الواقع وزان واأولياء اهلل. والمقابر و�شط يهوديا و�شما ر�شمت التي الم�شلمة وزان دقنها ك�شيالة تجملها، ا�شمه المالح. وزان محج اأهل الورع والبركات والدراوي�ص والباحثين فيها عن ال�شمانة وال�شلم والأمان كدار اأبي �شفيان. والرق�ص والت�شوف والمو�شيقى الأ�شالة وزان ال�شهد وزان والزهد. الح�شرة �شكاكين على الأ���ش��واق وزان الأل����وان. بكل ورب��ي��ع والجفاف البهائم وف��ن��ادق وال���دواب وال��م��زاب��ل والحلقة وال�شرفاء. النا�ص من العامة وزان والتائهين. ال�شيقة الأزق����ة وزان واط��ئ��ة. وب��ي��وت ق�شور والأفران الملتهبة و�شاعة �شاهقة ت�شهد ال�شماء اللهجة وزان ورم�شان. وموا�شمنا اأعيادنا على وعبق وال��زي��ت��ون التين و�شجر والخ�شو�شية

الرياحين.

اأكنه لهذه المدينة الجميلة هذا الحب الذي ف��ي ع��ي��ون��ي وع��ي��ون اأب��ن��ائ��ه��ا، ه��و ال���ذي جعل بعدما الكتابة، اإليها عبر دروب يعيدني حنيني فيها. وال���ش��ت��ق��رار اإليها ال��ع��ودة علي ت��ع��ذرت ف�شمفونية الحنين ت�شتعمل فيها كل اآلت الطرب الإن�شاني.. من ناي الحزن، وقيثار الألم، وعود وبيانو القهر، واإي��ق��اع ال���روح، وك��م��ان اللوعة، عذبة �شمفونية النحيب.. وم��واوي��ل ال��ع��ن��اق،

وموح�شة وقاهرة لما يكون المغني هو الفقدان.. الكاتب. هو الحفل في الوحيد الم�شتمع ويكون لذلك واأ�شكنها، ت�شكنني المدينة ظلت لقد الأول��ى رواي��ت��ي ف��ي ���ش��واء الحكاية م��ن جعلت م�شتعلة«، »مقابر الثانية اأو مطفاأة«، »م�شابيح المكان اإلــى للعودة مطية دافئة«.. »اأر�شفة اأو ا�شتك�شافه، لإع��ادة �شنين منذ افتقدته ال��ذي اإلى والنت�شار اإليه، العتبار رد بنية وتمثله اأهله، واإ�شماع �شوتهم للعالمين... تقول الناقدة مطفاة«: لـ»م�شابيح قراءتها في ك��رام زه��ور لال�شتر�شال فنية، ذريعة مجرد ال�شارد »عودة عن واأ�شئلته. واأنا�شه المكان عن الحكي في الزمن الما�شي الذي كان مفتوحا على الأحالم لم رتيبا زمنا بو�شفه الحا�شر عن والآم���ال، التحولت القت�شادية والجتماعية، مما يعرف والجريمة والجنون والنتحار العبث اإل��ى اأدى

والموت البطيء...«.

ال�شيرة �شياق في كتبته ما يدخل ل طبعا ما ب��اأن الع��ت��راف من بد ل ك��ان واإن الذاتية، هو ذاتي حا�شر بقوة �شمن العنا�شر الأ�شا�ص، بينها فيما والمتداخلة المتعددة والمكونات الناقد ي��ق��ول وك��م��ا تخييلي. عمل ك��ل لكتابة اأعمالي فيها تناول درا�شة في معت�شم محمد الروائية: »فاإذا كان ال�شفر محركا فعليا لل�شرد الإقامة المكان/ فــاإن مطفاأة«، »م�شابيح في وبين م�شتعلة«، »مقابر في لل�شرد فعلي محرك مفهومي الزمان والمكان يتغير ال�شرد ويت�شكل. ففي الزمان يجد ال�شرد حقيقته. لأنه ا�شتمرار ال�شرد يجعل المكان بينما وح��رك��ة. وت��ح��ول عاجزا عن التحول دون الح�شور القوي للو�شف الو�شف وخ�شو�شا ال��م��ت��ن��وع��ة.. بم�شتوياته

Page 121: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

121 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

في الدرا�شة نف�ص في وي�شيف، الم�شرود..« فقرة اأخرى: »اإن �شيرة المحجوب ل تروي فقط اإنها تروي حكاية مدينة حكاية حياة �شخ�شية،

وحكاية وطن...«.

دللته بكل المكان باأن اأ�شير اأن بد ل وهنا ولوعيي، وعيي في بقوة كان حا�شرا وحمولته على اعتبار اأن ما حاولت تمريره من خطابات هو العرفان من كنوع ال�شوء لت�شليط مني محاولة لها ي�شفع لم التي المدينة، لهذه لالعتبار ورد تاريخها ول موقعها ول زاويتها ول ن�شاليتها.. من اقت�شاديا لتنميتها الالزم بالهتمام تحظى اأن ذلك، من العك�ص على بل وثقافيا؛ واجتماعيا العتيقة، المغربية المدن من كالعديد تركت ه�شا�شتها، وتـــداري عزلتها تقا�شي لحالها، عر�شة لمخالب الفقر والجهل والبوؤ�ص والبدونة، ي�شتتبع ذلك من مظاهر النحراف، وتدني وما وتبدل الجريمة، ن�شبة وارتفاع التعليم، م�شتوى القيم. يقول ال�شاعر جمال المو�شاوي في قراءة ل� »مقابر م�شتعلة«: »اإنه من ال�شعب اإنجاز قراءة ال�شاخر المنتقد ال��روائ��ي العمل ل��ه��ذا واف��ي��ة عديدة ق�شايا على الإ�شبع و�شع اإل��ى الهادف في الوقت نف�شه، لكنها ق�شايا تلتقي في �شرورة اإعادة العتبار لالإن�شان، الإن�شان المغربي، ورفع بما فيه، الكامنة الطاقات وعن عنه التهمي�ص يعيد اإليه حريته في التفكير والنطالق، وتمكينه بعيدا يريد، الذي بال�شكل اأحالمه اعتناق من تحوله التي والو�شاية الخارجية التاأثيرات عن

اإلى كائن هجين ومدجن..«.

اإل اأني ككاتب، ل اأرى اأنه من الممكن اإعادة العتبار لالإن�شان وحفظ حريته و�شيانة كرامته، ما لم يكن هنالك اهتمام بمجاله وبيئته وذاكرته

وثقافته وقيمه. واأعتقد اأن ف�شاءاتنا كيفما كان نوعها، هي الكفيلة ب�شيانة هذه القيم والحفاظ على الهوية، بل هي الكتاب الحقيقي الذي �شيقراأ عندما ولذلك. اأج��داده��م. تاريخ حفدتنا فيه و�شفت الأمكنة في رواياتي ابتعدت بوعي، قدر

الإمكان، على اأن يكون و�شفي تقليديا.

»م�شابيح عن بوعزة محمد الناقد يقول ال�شمال من الــذات عــودة على »تركز مطفاأة«: اإل���ى ال��ج��ن��وب، ح��ي��ث ي��ت��ول��د ن�شق ج��دي��د ك��ان يد�شن الح�شارية، الرواية في ومغيبا مهم�شا المكان ا�شتعادة هو جديد م�شارا ال�شارد منه اأكتب واأنـــا وبالفعل الــــذات..«. بوعي المحلي للمكان و�شفي ي��ك��ون اأن ح��اول��ت ال��رواي��ت��ي��ن، ا�شتك�شافيا، انتقائيا ودقيقا ومركزا وبعيدا عن اأي غلو تكون الغاية منه، كما في بع�ص الكتابات، هي ت�شخيم العمل، وت�شويد اأكبر عدد ممكن من اإلى اإ�شافة المكان، من جعلت بل ال�شفحات، الأح��داث.. ركحه على تدور الذي الوعاء كونه وتت�شابك فيه الم�شائر، هو اأي�شا محور اأ�شا�ص في بناء الروايتين، وي�شاعد على تطور الحكاية وترابط الأحداث ب�شفته منتجا للثقافة والوعي والقيم والمواقف. وهو، ربما ال�شيء الذي يوهم اأنها مع وواقعيتها؛ الأمكنة بحقيقة ال��ق��ارئ، مجرد حالة وجدانية تعي�شها �شخو�ص الروايات.. كل من زاوية نظره، وذائقته الجمالية، ومكانته الأمكنة. لتلك العام الف�شاء داخل الجتماعية والدليل على ذلك، اأن العديد من قرائي، الذين زاروا المدينة بعد قراءتهم لرواياتي، لم يجدوا تلك عنها. كتبت التي المدينة تلك الواقع في ووجداني وذاكرتي خيالي في كانت المدينة،

ولغتي فقط!

Page 122: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ122

ي�شتمد التي الواقعية مرجعياته كاتب لكل منها مادته ومعطياته خا�شة على م�شتوى ال�شرد. فغالبا ما يوؤثر فيه عالمها الواقعي ويومياته التي ي�شيخ؛ اأن اإلى ال�شبا اأيام منذ ذاكرته، �شتوؤثث الراأ�ص اأم المدينة تظل المكان، غير لو وحتى اإبداعه في وحا�شرة الذاكرة، في بقوة حا�شرة ال�شردي في كل الأعمال، ب�شكل من الأ�شكال. اإن الأول، الأولى، والطعم الأولى، وال�شرخة الحياة لن العالم مع الأول والحتكاك الأول��ى، والقبلة يمحى اأبدا بتغيير المكان والزمان، وكاأن المدينة

التي نولد فيها تب�شمنا بطابعها الخا�ص.

م�شتوى على الأث��ي��رة مدينتنا م��ن ن�شتلهم واأزمنة... واأمكنة و�شخ�شيات اأحداثا الوجدان، الذي الذاتي الوجود ت�شكيل في مف�شلية نراها

يتحول، بفعل ميكانيزم الإبداع، اإلى وجود اإن�شاني ن�شت�شعره، الذي الم�شترك يكون ما فعادة كلي. ل��ل��واق��ع مالم�شتنا خ���الل م��ن ج��م��ع��ي، ب�شكل الذي والب�شيط العتيادي في متواجدا المعي�ص، اأيدينا دون اأن نعيه بحكم تكرره ينفرط من بين اأمام اأعيننا واإح�شا�شنا المفرط بتداخلنا المزمن اإنه يمالأ علينا كل الفجوات، وي�شكننا معه، حتى مثل الهو�ص.. من دون اأن يترك لنا فر�شة للتفكير بعيدا عنه، وتخيل عوالم اأخرى غريبة عنه كليا اأو جزئيا من غير اأن تكون له من خاللها تمثيال ما

ل�شماته وخ�شو�شياته.

اأفــرج«، »اأولد تدعى خ�شبة قرية في ولــدت بغطاء حافلة دك��ال��ة.. �شهل في ب��وداع��ة ترب�ص الكاليتو�ص واأ�شجار الكروم خا�شة وفير، نباتي

اإبراهيم الحجري- ناقد وروائي من المغرب

مازكان: مدينة ا�ستعادة الأحالم والت�سالح مع الذاكرة

Page 123: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

123 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

واأ�ــشــواقــهــا. وباحاتها جنباتها كــل تظلل الــتــي �شخ�شيتي وت�شكلت ذاك��رت��ي، فيها وترعرعت لل�شفر فر�شة لي تكون اأن دون من ف�شيئا، �شيئا مختلفة اأو غيرها مناطق لكت�شاف عنها بعيدا عنها. فغالبا ما كانت زياراتي العائلية ل تتجاوز ال�شمات ت�شترك الغالب في وهي دكالة، تخوم قبل اأكت�شف، لم نف�شها. والثقافية الجغرافية الع�شرين، عوالم غير هذه التفا�شيل التي ر�شعتها مع الحليب. لذلك ظلت هذه العوالم ت�شكنني لما اأنني اأح�ش�شت ال�شباب. ابتعدت عنها في مرحلة الخ�شب كينونتي: ذلك افتقدت جزءا مهما من والماء بالتراب تربطني التي والعالقة المترف، والطبيعة، وفي هذا البعد، كان يج�شد هذا الع�شق وروؤى واأحــــالم ا�شتيهامات �شكل فــي حــ�ــشــوره

و�شرود.

ق��د ي��ك��ون ه���ذا الف��ت��ق��اد ل��ل��م��ك��ان وال��زم��ان ال�شردية، للكتابة اأي�شا قويا دافعا الخ�شبين

والتو�شيف الكتابة خــالل من باأنني، اأ�شعر اإذ في ب��ق��وة وت��ح�����ش��رن��ي اأ�شتهيها الــتــي لــلــعــوالــم وف�شاءاتها، ب�شخو�شها وتحا�شرني بل الغياب، اأ�شتطيع القب�ص على تفا�شيل من ذاكرة من�شية، خالل ت�شكلت التي هويتي من ج��زء وا�شترجاع

الع�شرين �شنة.

جلت مثلما ال��م��دن ج��ل��ت ال��ع�����ش��ري��ن، ب��ع��د دكالة عا�شمة نحو غ��رب��ا وات��ج��ه��ت الأ����ش���واق، اأم ال��ق��ري��ة زاحــمــت الــتــي المدينة »مـــازكـــان«، الدماء اإلى ت�شللت والع�شق. الح�شور في الراأ�ص والخاليا مثل رذاذ ناعم، خفيف. و�شكنت القلب. لم اأرها يوما بعيدة عن قريتي المع�شوقة الأولى، كانت �شورة اأخرى للخ�شب الذي ترعرعت فيه، جه ح�شور بحري باذخ. المحيط الخ�شب الذي اأجوغابة المديدة، الواجهة في ال�شهير الأطل�شي الأولى والخطوات الذكريات تظلل التي الحوزية نحو الكتابة، والرمال التي طاردت فيها رفقة �شلة

Page 124: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ124

المحلق في الكلمات �شرب للكتابة.. الغاوين من ال�شم�ص... واأ�شعة النوار�ص من قريبا ال�شباب، والق�شور العتيقة التي تحتفظ بذاكرة من الوقائع والحروب والح�شارات والنت�شارات... والطق�ص ال��ج��م��ادات... ب��اع��ت��دال��ه ينطق ال���ذي ال��ب��ه��ي والــردهــات المما�شي في المحلقة والفرا�شات و�شارع �شندباد اإلــى الموؤدية الكبرى وال�شوارع يوم عن ع�شق تتفتح كل التي وال��ورود النخيل... جديد... كل ذلك حر�ص في الع�شق القديم الذي احت�شنته ذاكرتي في الزمن الطفولي الأول، وتوج هذه في الحلول تجديد لوعة الأما�شي عطر في التفا�شيل المورقة التي لن يتاأتى القب�ص عليها اإل

بالكتابة.

اأحتفظ لـ»مازكان«، بمحبة البدايات في نحت الأبجديات الأولى، والع�شق الأول للحياة والجمال. بب�شمة وثغورها واأ�شرحتها لمرا�شيها واأحتفظ وجداني في ال�شوفي ال�شرد تهييج في عميقة ال�شيدة �شريح ���ش��ورة راأي���ت كلما ال�شخ�شي. ور���ش��وم��ات ال����وادي، ح��ار���ش��ة البحرية عائ�شة الع�شيقات والع�شاق واأحالمهم الوردية في الظفر بالعري�ص، و�شريح ال�شيد اأبي �شعيب ال�شارية مانح العذارى، و�شريح الأمغاري الفتى العا�شق القادم من �شو�ص العالمة... اأتذكر �شورة �شيدي م�شعود ابن الح�شين الذي تاأتيه »فرائ�ص وتعود عرائ�ص«، واأتذكر ال�شورة الماثلة في وجداني: تلك ال�شبية ليل في وتركوها الحفظان، كبلها التي الجميلة والمتاه للكوابي�ص عر�شة مظلمة بخلوة الخوف ال�شاخرة ب�شمتها اأتذكر قــادم. �شفاء في اأم��ال م��ن ال��ق��ي��ود، و���ش��راخ��ه��ا ال��م��ج��ن��ون ���ش��دا على الرهيبة ال�شورة تلك ظلت الحفظان.. تهافت مخزونة وال��ج��اوي البخور ب��روائ��ح الم�شحوبة واآلما، في مخيلتي عذابات تجي�ص الذاكرة، في ويوقظ في مخاوف وهالو�ص واأ�شئلة مقلقة، ظلت تكبر معي. لذلك، تكاد ل تخلو كتاباتي من هذه

الطقو�ص تو�شيفا وتقوي�شا ونقدا...

»�شابون الأولى روايتي اأحداث ا�شتلهمت لقد تازة«، من تفا�شيل ذاكرة م�شحونة بوقائع فظيعة نعبر درب يوميا كنا بينما الطفولة، �شهدتها في �شيدي م�شعود بن الح�شين ذهابا واإيابا من البيت اإلى المدر�شة، وكنا نق�شي قيلولت ماأ�شاوية، ونحن اأ�شجار ظل تحت البينية، الح�شة في ن�شتريح بع�ص ك��ان حيث ال�شريح... ق��دام الكاليتو�ص ويهاجموننا هدوءنا، علينا ينغ�شون المجانين ويتخل�شون الحفظان، اإ�شار من يفلتون ما بعد وكثيرا والعميقة... القديمة الخلوات �شجن من بل يجدونه في طريقهم. اعتدوا على كل من ما وغالبا بع�شهم. لدى م�شتديمة عاهات واأحدثوا ما كان ينقطع التالميذ عن الدرا�شة تحت �شغط �شيدي و�شيوف المجانين ع���دوان م��ن ال��خ��وف م�شعود الأغراب، الذين يبيتون في العراء ويملوؤون اأج�شد ــا واأن اأح�ش�شت لقد كلها. القرية �شوارع اأنني �شردا، الذاكرة في المنقو�شة ال�شور هذه ي�شكنني، الذي العالم هذا ب�شاعة من اأتخل�ص

واأعو�شه بال�شفاء.

اأما روايتي الثالثة »العفاريت«، فتمثل امتدادا بالأجواء احتفائها حيث من ال�شابقة، للرواية الحمق ال�شت�شفاء من الح�شرة، نف�شها: طقو�ص ل �شوفي لتاريخ واإحيائها الج�شدي، بالتعذيب الأمر ويتعلق الم�شافهة، م�شتوى على اإل يتردد م�شعود ال�شيد بقدوم ترتبط واأ�شاطير بكرامات الخ�شوم، اأفرج«، و�شراعه مع »اأولد البلدة اإلى وتوا�شله مع �شالح دكالة الآخرين الذين تخرجوا من مدر�شة م�شتراية القريبة. وت�شترك الروايتان معا في انتقاد الو�شع الخرافي الذي يهيمن على التي الخ�شب اأج��واء وا�شتلهام والعباد، البالد ال�شردي وال�شتغال دكــالــة، منطقة بها تحفل الذاكرة وتفا�شيل المن�شي، المنطقة تاريخ على

ال�شخ�شية.

Page 125: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

125 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

تت�شرب بحميمية، المتال�شقة الحارات في الروح ب�شحبة الج�شد في الأزق��ة ال�شيقة، حيث بين مــن ال�شم�ص خيوط لــمــالقــاة الخطى تثب البيوت يمتد على والذي الوارف.. النخيل �شعف ي�شتقبل قلبي ك��ان هنا، المتال�شقة. الطينية الجمال، �شخب في الممتد يومه بدايات الحياة اأول كل نهار تتفت�ح فيه عيناي، اأت�شلل وح�دي فوق منزلقات الطين الأحمر، اأخذا بالح�شبان �شالمة يوما �شتزهر التي فهي الرقيقة؛ الجوانب نبتات

لتمنحني البهجة المن�شودة.

الطريق ع��ن الجيران ب�شاتين ي��زي��ح وكمن المطل الغربي ج�دي ب�شتان اإلى اأغدو بب�شرة، على البئر الم�شتركة -والتي نتناوب فيها مواعيد ال�شواقي.. في رقراقا الماء ين�شاب ال�شقاية- في ونقاوؤه في ج�شدي، برودتة تزال ما -وال��ذي �شغافي- كي ي�شقي �شجرة الرمان الق�شية، والتي اأ�شتريح متكئا على جذعها كي اأ�شاهد اأوراقها بين ذاكرتي. في الزهر �شورة فيطبع يتماوج، �شعاع

ول اأجمل من زهر الرمان حين يتفتح!

ليومي الح�شن ه��و ك��ان ال��ج��م��ال ه��ذا م��ث��ل لب�شتان اأعود الظهيرة في الحادثات! �شرور من �شعف تحت اأزرع بما لأعتني ال�شرقي النخيل

النخيل المتدلي.

تحت�شن مدينة في وال�شجر الماء ثنائية هنا الماء في جوفها لتن�شر منه الحياة!

الجفر، ا�شمها كان فيها ن�شاأت التي الحارة

ال��ب��ح��ر، وج��ن��وب��ي��ه��ا المطر، ي��ق��ع ح��ي غ��رب��ي��ه��ا و�شماليها ال�شعيب، و�شرقيها ال�شبخاء؟!

الماء هنا يحيط بكل الجهات وبكل م�شمياته!؟ ومرتع التاأ�شي�ص وزم���ن م��ك��ان ك��ان ه��ن��ا، وم��ن الزمن خليط يك�شو هذا اأن الأح��الم؛ فال عجب م�شادفة المن�شود، الرومان�شية وطريق الرهافة

ربما!

الأخ���رى ل�����ش��وؤون��ه��ا الأي����ام تنت�شلني وح��ي��ن هذه تنقلب الجتماعية، والمنا�شبات كالدرا�شة جوانبه، كل من التاريخ يجمع لمتحف المدينة فاأتنقل بين قالعها، وكاأني رجل من تلك الع�شور!

المنا�شبات في ح��ل��ته�ا تلب�ص �شكاكا كانت الأ�شداد تجمع وهي مختلف، ب�شكل الجتماعية اإيقاع �شوت اأن�شى ل فكما واح���دة، بوتقة ف��ي العر�شة في الأفراح، واأ�شوات ال�شعراء المجلجلة وهي تقود ال�شفوف بدق��ة ملحوظة، ل اأن�شى اأي�شا ال�شنوي الهجن �شباق في المطايا راكبي هيجنة الكبير، في حين تقفز بي الذاكرة لحقول البابونج الطبيعية في براري هذه المدينة العري�شة، حين ته��ب الن�شائم حاملة اأريجها لأنوف ت�شكن البيوت!

ولعطايا البراري هذه موا�شمها التي ينتظرها زحام و�شط اأق��ف حين بهيج، ب�شغف المولعون الربحالء ثمار من و�شيء وال�شمح الكماأ مــزاد الطبيعي في �شوق العرب ال�شعبي في حي المطر.. واأعود اأ�شتمع، مما اأكثر النا�ص حكايا اإلى اأنظر

بده�شة ل تبرح!

ال�ساعر ب�سام حمد ال�سالمة

�شكاكا .. زهرة الجوف وب�ستان ال�سمال

Page 126: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ126

ا�شتطيع ت�شمية هذا الزمن بزمن العذري��ة لها قبل اأن تنفجر الدنيا مع �شنوات الطفرة والنفتاح حين الع�شرين، القرن �شبعينيات منت�شف في الحياة نواتج اآخ�ر، جمع تاأ�شي�ص اإلى بنا اتجهت من �شتى اأ�شقاع الأر�ص، فبداأنا معها في مرحلة من المعرفة فيه ازدحمت جديد لتاأ�شي�ص لهاث ونواتج والفنية، الأدبية والقاهرة بيروت نواتج اليابان التقنية، فكانت ال�شينما والم�شرح والأندية ومناخ والمهرجانات التطوعي والعمل الريا�شية تغمر باتت التي ال�شمة هو والبناء المناف�شات مدينتي عو�شا عن الماء، وكاأني لم اأدرك اأن الماء

ين�شب!

رعاية م��ن مختلف ب���دلل اأن��ع��م كنت وفيما م��دي��ر ال��ت��ع��ل��ي��م، اآن�����ذاك، ال��دك��ت��ور ع����ارف بن بن عبدالحميد و�شعادة ممدوح الم�شعر، مف�شي اأن ا�شتوقفني ال�شباب، رعاية مدير ال�شلطان الخ�شبية لالأ�شتاذ ممدوح كان قد ح�شل ال�شارة عليها من القد�ص عام ١٩٤٧م! اأدركت حينها اأن �شكاكا هي المح�شن والحقل الذي يزرع بتاريخه اإلى يعيد �شخ��هم ثم المبدعين، نبت وح�شارته

الحياة مرة اأخرى.

بعد درا�شتي للمرحلة الثانوية، غادرت ل�شوؤون اأينما المكان روح ا�شتح�شر اأن��ي غير الحياة، فاأ�شتمع حين، كل كينونتها ريح واأج��د ذهبت، ما اأزال لحكايا الجدات تحت عري�ص النخيل في الليالي ال�شيفية الباردة والمقمرة، و�شوت اإيقاع العر�شة ممتزجا ب�شوت �شاعرها المهيب والذي

ل يزال يدق في �شمعي كما البارحة!

ول حبيبتي وجه يختلف ولم الحياة اختلفت جوفها، فهي لم تزل رحبة وغنية ومده�شة تع�شق خلل�ته قد وجهها كان واإن وت�شت�شقي، التعاي�ص، اإل قــ�شـين؟ قد بها حبيباتي ك��ن واإن الريح، تاأ�شي�ص تح�شن كما عرفتها، كريمة تزل لم اأنها النفو�ص التي ت�شتطيع فهمها، ول تنبذ من يجهلها!

وبين اأ�شراب في اأطاريف مزرعة غرب �شكاكا اأختلي بنف�شي في كل عودة، باحثا عن ح�شن هذه

المدينة العميقة.. واأحمد اهلل اأنني ولدت هنا..

هنا كانت اأيام التاأ�شي�ص لروحي، ول عجب اأن اأرادت �شاأن لها كان كلما هنا تحط الــروح هذه اأن تبوح به، ها هنا بين الروابي، في ذرى �شحر التالل، في �شكاكا، زهرة الجوف وب�شتان ال�شمال.

Page 127: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

127 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنــــــــ

دائرة الإنجاز■ �سالح حممد اللحيد*

المهارات والمعارف الالزمة في دائرة الإنجاز:

مهارات قيادية واإدارية.. ١مهارات �شخ�شية واإن�شانية.. ٢مهارات تكنولوجية.. ٣

المهارات هذه لمثل الأمثل ال�شتخدام اإن المطلوبة النتائج على الح�شول يعني وتعلمها،

في الوقت المتاح، وفي حدود الإمكان.

المهارات القيادية والإدارية

تقل دونها وم��ن للعمل، لزم��ة مهارات هي على تعتمد اأنها وميزتها المن�شودة. الكفاءة هي كما الأمثل. ال�شتخدام الموارد ا�شتخدام الطرق اإي��ج��اد اإع���ادة ف��ي التفكير على تركز والحلول في حالة حدوث خطاأ، اأو وجود م�شكلة، اأي )ال��ه��ن��دراة(؛ الإدارة بعلم ي�شمى ما وه��و على تعمل دائما فهي الإدارة، هند�شة اإع��ادة حالة في الب�شري العقل داخ��ل الأف��ك��ار تدوير وج���ود خ��ط��اأ م��ا لإي��ج��اد ح��ل��ول.. ول��ك��ن ب�شكل

مب�شط، ومنها على �شبيل المثال:

مهارات اإدارة الأزمات.. ١مهارة حل الم�شكالت.. ٢

مهارة �شيغة الخطط واتخاذ القرارات.. ٣

المهارات االإن�شانية وال�شخ�شية

وهذه المهارات نمار�شها في حياتنا اليومية، ــخــا�ــص بــعــ�ــشــهــم عن ــش ــي تــمــيــز الأ� ــت وهـــي الذات م��ن تنبع قيم على مبنية وت��ك��ون بع�ص، ال�شخ�ص، مثل التفاوؤل.. وهو النظرة اليجابية، وم�شدرها الثقة باهلل عز وجل، وهذه المهارات دون م��ن اكت�شابها الإن�����ش��ان ي��ح��اول م��ا دائ��م��ا مثل الن�شج، مرحلة اإل��ى لي�شل ي�شعر.. اأن مهارات التفاو�ص، فهي مهارة مهمة للمحافظة الم�شتركة الم�شالح وتحقيق العالقات، على

والأهداف بطريقة ودية.

المهارات التكنولوجية

والتدريب الط��الع تتطلب المهارات وه��ذه نتيجة ال��راح��ة، اإل��ى ال��رك��ون وع��دم الم�شتمر، وتكمن التقنية، عالم ف��ي ال�شريعة القفزات الذي يطراأ عليها الم�شتمر التغير �شعوبتها في دائ��م��ا، وم��ن��ه��ا م��ه��ارات ا���ش��ت��خ��دام الأج��ه��زة �شهولة على ت�شاعد التي والتقنيات الحديثة،

الإنجاز والتوا�شل مع الآخرين.

لتحقيق اأهداف االإن�سان وتطلعاته في هذه الحياة رغما عن الموؤثرات الخارجية، ال بد من المرور بما ي�سمى دائرة االإنجاز، فهي عملية م�ستمرة ن�سطة ال تقف عند هدف معين، فكل منا للإنجاز الحقيقية بالرغبة تبداأ لذا، فهي اإلى تحقيقها. ي�سعى التي تطلعاته وطموحاته له مرورا باالإرادة، ثم اتخاذ القرار، ثم تتوالى مراحل عملية التنفيذ حتى يتحقق الهدف المن�سود.

اإذا، هي باخت�سار فكرة يعقبها عمل، يعقبه اإنجاز.

الجوف - ال�شعودية. *

Page 128: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

اجلوبة - �شتاء 1436هـ128

من )اللتفات( م�شطلح تحويل الكتاب ه��ذا ح��اول وتغير اللغة، حركة عبر يتحقق الذي البالغي المفهوم اإلى ن�شق ومن اأخ��رى، اإلى حالة من البنائية م�شاراتها اآخر، وتبني مفهوم اللتفات الب�شري الذي يتحقق عبر حركة ا لمرئي الذي تخلقه اللغة واآليات تعبيرية اأخرى. وكيفية ت�شكلها، واإخراجها على ال�شفحة/ �شعرية المكان، اآخــر اإلـــى كتابي �شكل مــن ال�شاعر المبدع/ يتنقل اإذ مختلف في بنيته الب�شرية، ما يجعل من الن�ص مفتوحا

متحركا متعدد القراءة.تجاوز عبر تتحقق التي الب�شرية الحركة كانت واإذا ن�شو�ص ب�شرية متحولة، وامتزاجها، تخلق اأبعادا دللية، فاإنها تخلق التفاتا ب�شريا، وهذا ا�شتغال يت�شكل عبر البعد الب�شري في ظل وعي عميق. وهو الذي يطرح بموجبه الن�ص ا�شتخدام » ف�شاء �شوري« عن طريق اللغوية في مكوناته ال�شعراء للغتهم بطريقة خا�شة. وعن طريق اإدماج بنيات

�شيموطقية اأو اأيقونات غير لغوية في الخطاب.واللتفاف في اتجاهيه : اللغوي والب�شري يوؤدي اإلى التاأمل، وك�شر النمط والرتابة، ويحقق الإدها�ص، ول يعني الزدواج اإل��ى ي��وؤدي واإنما – اإل��ى، من فقط الن�شراف

والتماهي في اآن، بين المن�شرف عنه والمن�شرف اإليه.اأو الب�شري هو نتاج الإبداع الجديد اللتفات اللغوي الذي يعتمد على الحركة، والت�شعب، والمتداد، والزدحام،

والقدرة على التاآلف بين المتناق�شات.

�شدر اأخيرا عن دار مدارك للن�شر رواية »لولوه في باري�ص« للروائي فار�ص الرو�شان. الرواية في )٢١٢( �شفحة من وقد جاءت

القطع المتو�شط نقتطف منها:

)ك���ان���ت ال�����ش��اع��ة ت�����ش��ي��ر اإل����ى ال��ث��ام��ن��ة خالد خرج حينما فرن�شا بتوقيت والن�شف من بوابة �شالت مطار �شارل ديغول الدولي، �شيارات م��واق��ف جهة اإل���ى ات��ج��ه وحينما ج�شده في لذيذة ق�شعريرة �شرت الأج��رة، بن�شمات المحملة ال�شباح اأنفا�ص اأث��ر من

الخريف الباردة..

كان في حالة غياب تام، لم يدرك اأنه مر بكاونتر الجوازات، ول في �شالة العف�ص، ول اأم ج��وازه تم ختم يدري هل ول الجمارك، ل، ولكن ما يعلمه الآن - وهو متاأكد منه - اأن ظن التي باري�ص باري�ص، تراب فوق اأنه له قالت كما الأر���ص، على يبداأ بها الع�شق يبدو ولكن الحالمين، وق�ش�ص ال��رواي��ات يولد قد الع�شق اأن يوما يخبروه لم اأنهم اإليها، هناك حيث ي�شكن القمر في الطريق

وت�شبح النجوم(.

االلتفاف الب�شري من الن�ض اإلى اخلطاب : الكتاب

د، عبدالنا�سر هالل : املوؤلف

نادي اجلوف الأدبي - 2014م : النا�سر

لولوه يف باري�ض ) رواية( : الكتاب

فار�ض الرو�شان : املوؤلف

دار مدارك للن�سر 2014م : النا�سر

Page 129: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

129 اجلوبة - �شتاء 1436هـ

اتراء

ــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــقــ

ويتناول �شفحة، )٤٣٢( ف��ي الكتاب ج��اء اإ�شادات و�شهادات في حمود بن عبدالعزيز البدر وعلما الوطن، هذا قامات من قامة يعد ال��ذي من اأعالمه الذين عملوا ب�شمت، وتحملوا اأعباء

الم�شئولية بكل كفاءة واقتدار.

منذ وم�شيرته البدر �شيرة الكتاب يت�شمن الطفولة والتعليم، وم�شواره الطويل في ال�شحافة، كما عر�ص اإنجازاته العلمية والخيرية، وتجربته المتبادل الوفاء و�شور الدرا�شي، البتعاث في �شهادات على احتوى كما اأ�شدقائه، وبين بينه من البررة والأ�شدقاء واأمهم، والأحفاد الأولد اأمثال: د. اإبراهيم بن عبدالرحمن التركي، و د. اإبراهيم العواجي، والأ�شتاذ حمد القا�شي، و�شعد خزندار، وعابد الم�شيبيح، و�شعود البواردي، العمران، وعمران ال�شبيلي، عبدالرحمن ود. ومحمد الطيار، ومحمد الق�شعمي، وها�شم عبده

ها�شم، واآخرين...

ك��م��ا اح���ت���وى ع��ل��ى م��الح��ق و����ش���ور ووث��ائ��ق واأخبار، ور�شائل ومفيدة، طريفة وق�شا�شات

وخفايا واأ�شرار من اأر�شيف البدر،

يمثل هذا الكتاب المجموعة الق�ش�شية الرابعة المنطقة نادي عن �شدر النجيمي. محمد للقا�ص القطع م��ن �شفحات ١0٩ ف��ي الأدب����ي، ال�شرقية الق�شة فيه احتلت ن�شا، ٢٩ تحتوي المتو�شط..، فيها تنوع التي الن�شو�ص. غالبية جدا الق�شيرة

الخطاب والحدث، نقتطف منها:

)كنا ثالثة اأ�شدقاء يقفون في ح�شرة الطبيب.

ثمان بعد �شتموتون »ثالثتكم تام بو�شوح قال واأربعين �شاعة، اأحدهم �شمم �شرابكم«.

البحث يتوقف عن لن اأنه اأق�شم الأول �شديقي عن ترياق مهما تطلب ذلك من جهد اأو مال..

�شديقي الثاني وعدنا باأنه �شي�شتمتع بكل لحظة باقية من حياته. اأخبرنا اأنه �شيزور كل الأماكن التي بو�شعه زيارتها في اليومين المتبقيين له. �شيقابل كل الن�شاء اللواتي �شيقبلن المواعيد التي �شي�شربها ال�شت �شي�شتغل باأنه بابت�شامة ذابلة قال ثم لهن،

�شاعات الأخيرة من حياته في التوبة..

ب�شكينة جل�شت بهدوء، غادرتهم فقد اأن��ا اأم��ا الق�شة هذه كتابة في و�شرعت مكتبي، جوار اإلى

الق�شيرة(.

حمود البدر – الرب الكرمي : الكتاب

بدر العلي البدر وحممد عبدالرزاق الق�سعمي : املوؤلف

دار املفردات للن�سر والتوزيع - 2014م : النا�سر

قبل اأن ي�شعد جلهنم : الكتاب

حممد النجيمي : املوؤلف

الدار الوطنية اجلديدة للن�سر والتوزيع : النا�سر

Page 130: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

ــــةوبـــــ

جلـــــــــى ا

لـــــــــعـــــــــ

ني ـــــــــ

عــــ

اجلوبة - �شتاء 1436هـ130

من قب�ص م�شها كلما الده�شة رح��م في الغواية تكبر جنون باذخ ي�شيء العتبات المنهكة ب�شمت العزلة الفظيع، ولي�ص عادية، بطريقة الجوبة مجلة تولد اأن �شروريا كان و�شع في خبير محترف جراح م�شرط اأو قي�شرية بعملية الخرائط على الج�شد كلما تعبت اليد من ت�شخي�ص الحل. ولدت الجوبة ب�شحة جيدة وعافية مطمئنة.. على يد قابلة تقليدية خبيرة في توليد المجانين الأنيقين الذين يحدثون منعطفات حقيقية في الإن�شان والواقع والن�ص والكون واللغة. بمكيفات مجهزة خا�شة عيادة تكاليف دفع بالإمكان كان اأعلنت الرفاهية. ولأنها الجوبة في عز لتولد هوائية راقية اختارت ال�شعاليك، ال�شعراء ل�شاللة البدء منذ انت�شابها نهر اأو فاتنة، نخلة اأو هــادئ، �شط قرب المريحة ولدتها يمر بين غيمتين تكتبان و�شية التورط في بيا�ص قا�ص. الآن، تح�ص منذ ولدتها اأنها مبتهجة بح�شور مكثف، راق، نوعي، كتيبة قدمت متمرد. م�شاك�ص، مختلف، م�شاغب، مغاير، و�شاللة الكتاب، من متنوعة وقبيلة ال�شعراء، من محترفة ل تنقر�ص من النقاد، منحازة دائما للجديد والجيد، ذاك منذ به اآمنت ال��ذي المعقلن وخيارها الوجودي، �شرطها جعلها خالقا واإبداعيا جماليا اإرثا راكمت الأولى. ولدتها من المجالت الثقافية الأكثر غنى، والأكثر ح�شورا ومتابعة وقراءة في الم�شهد الثقافي العربي، تر�شم خطواتها باإتقان والمنعرجات لالنزلق، مهياأ الإ�شفلت وكاأن �شديد، وحذر

م�شتعلة بكمائنها واألغازها واأ�شرارها.الن�شو�ص با�شتمرار الجوبة مجلة تقدم نادرة بجراأة التي تنع�ص ذاكرة المتلقي وتحدث في كينونة تلقيه الجمالي درج��ات �شبع قوتها ت�شل عنيفة وزل���زال متتالية رج��ات العالم ه�شا�شة تحارب وكاأنها والمتعة، الغواية �شلم على تحفر والنيا�شين، والألقاب بال�شهرة معنية غير وخ��واءه، ب�شمت طريقها بين المنعرجات الوعرة، وتوؤ�ش�ص تاريخها الأ�شاطير بروح متيمة الخالي، الربع فلوات في الطفولي

وقوة الخرافات؛

لت�شتعير اإك�شير الخلود من ثقافات الميثولوجيا.

توؤ�ش�ص والمنتظم الدائم ح�شورها في الجوبة مجلة يتجدد بل اأب��دا؛ ي�شيخ ل واإبداعي ثقافي حلم لم�شروعية �شقية، �شيقة، غنية، بهية، اأن��ي��ق��ة، بطفولة با�شتمرار ا�شتقالليتها على لتحافظ الوقت مع يكبر وبعناد �شاقة. للجميل تنت�شر دائما المميزة. وخ�شو�شيتها وخ�شوبتها الكتابة، وهي تفتح مغارات المتخيل على ما هو في تجربة كوني واإن�شاني، حيث الرحابة تظفر بنقاء الإبداع وديمومته

واأبديته في قلب الكائن المبدع.

الرغبة نادرة عنف غزو بمتعة الجوبة ا�شتوعبت مجلة اإلى منفى من الن�ص، في القلب يعزفها التي الم�شتهاة والجزر الق�شية، الأرخبيالت تكت�شح اللغة كانت مقهى، البيا�ص ق��وة على منقبة المخيلة، اأق�����ش��ى ف��ي النائية باأخاديده الماكرة ك�شرك العنكبوت لالإيقاع بعناد الفري�شة.ل فر�شة لإيقاف توهج الحبر الذي اأ�شهم في تربية الجوبة على المغايرة في اقتنا�ص �شهوة الروؤية والروؤيا. اإنه التنا�شل وت�شر والوطن، البيت تترك حين المعنى لعظمة الفظيع في والمنافي. والحدائق المقاهي في برغبة الت�شكع على اآ�شرة لرحابة �شجنها من ال��ذات خ��روج الهادف الت�شكع

تع�شق المغامرة والختالف.

مجلة اأ�شبحت مرجعا عميقا مهما لكل ذات قارئة تعرف الكوؤو�ص من اأف�شل الأ�شلية الينابيع من ال�شرب اأن جيدا الينابيع في والأناقة. الجمال غاية في كانت واإن البلورية دائما تبني الخطاطيف اأع�شا�شها، وتكتب الفرا�شات تواريخ انتحارها الإرادي. الينبوع اأ�شل ومركز للخ�شوبة المتفردة.

القلب درب��ت لحوا�ص احتفالية دائما الجوبة �شتبقى ليعي�ص مجده بفائ�ص الغبطة والمتعة والغواية والده�شة.

�شاعر وناقد وباحث اأكاديمي من المغرب. *

مجلة الجوبة رت باألق ده�شتها غواية عم

■ د.اأحمد الدمناتي*

Page 131: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

من اإ�سدارات اجلوبة

Page 132: 46 joba web الجوبة 46 aljoubah  سكاكا الجوف

�سدر حديثا عن برنامج الن�سر في