١

كوميديا اال�سجام

قصص قصرية

١٩٩٧كتبت هذه النصوص عام : ملحوظة

طبقا لقوانني امللكية الفكريةא אא

א .אא

א א أو عـرب االنرتنـت(א اى أو املدجمــة األقــراص أو مكتبــات االلكرتونيــةلل

א )أخرىوسيلة אא.

.א א

٤٥

رســـالفه ...............................................اإلهـداء

...............................................يادوبـك

..................................................طارق

( ..... )...............................................

٤٦

...............................................األرشيف

.................................................معلهش

.............................................هكذا كالحلم

.....................................يفانهدان يرتجان خف

............................................اسمها مارى

.......................................أحمد حبيبه يتذكر

...................................عشيقة الحاج معوض

............................ما حدث بينى وبين أم حمادة

..............................................أرز باللبن

..............................................ال تصدقوه

..........................................ينسانى الموت

.....................................حنان مدفوع األجر

..................................................النمرة

...........................................ثالث غيمات

....................................عن الجرئ والجميلة

...........................................المارد المرح

.............................................شعر البنات

...............................................أبو بخيت

٢

اإلهــــــــــــــــــــــداء

سأعبر حزن أمى ولهفة حبيبتى

وسأتوجه لذلك الرائق الجميل الـذى أحـرج رقابـة

أنا كنت .. كداب قوى .. كداب يا خيشة " المصنفات بأغنية

"وى فاكرك فهل

"اليمها حبيتين " فلما قالت له الرقابة

.. طيب يا خيشة وكلك طيابـة " كانت أغنيته الجديدة

" ... زعلت منك حتى الرقابة

٣

كـــيادوب

هذه مملكة الدانتيل األبيض والنهود الجريئة، أدخلهـا

تلمحنى علـى البعـد . كل صباح أميرا متوجا بأمر الوزارة

.الواقفات على البوابة بالكاب األحمر فتيات األمن

!اتفضل يا أستاذ -

.واحدة ترحب والثانية ، تجذب الترباس الحديدى

حضرتك مدرس االنجلش الجديد ؟-

. ضحكات مبللة بالندى وعيون واسعة، ماكرة أخلفها ورائى

أشيل طاجن ستى وأنا أخطو عبر كوكبة القمصان البيضـاء

بوس القدم وأبـدى النـدم حتـى أ. تشف عن لون السوتيان

. نصف الطرقـة كـى أمـر – يادوبك –يتكرمن ويفسحن

وال أستطيع أن أطالب بـأكثر . أعرف أن هذا منتهى الكرم

من ذلك وأنـا أعبـر طرقـة مملوكيـة، طويلـة، عـامرة

...باألرداف

٤

طـارق

" أذكر أنه كان يوم االحتفال بمولد النبوى، أى يـوم

والبهجة الموسمية التى تترقبها " البط الشينى ودكر " " الحالوة

. عزبة نائية لم يكن بطل الحرب والسالم يعرف عنها شـيئا

كان الحر كالهم الثقيل والترعة تجرى بماء صـاف، وحـين

" .طارق " تحلقوا حول الطبلية، الحظوا غياب

بالتفاصيل طـارق – وعلى –ودون أن أثقل عليكم

والتيار الناعم يجرفه فى هـدوء حتـى كان نائما على بطنه،

اعترضه أخيرا فرع كافور، ودفعته التيار الصغرى برفـق

نحو الشاطئ وتكاثرت عيدان الحطب وأوراق الصفصـاف

الجافة وتجمع الزبد حول جثة أخى التى تبـدو اآلن منتفخـة

...قليال

***

٥

حين غرق أخى فى الترعة، قضم الحزن قطعة مـن

ونخر السوس . كانت آنذاك وردة جميلة تتفتح قلب أمى التى

أعصاب أبى حين وصلته الرسالة المشئومة وهو فى الغربـة

" .روح يا مصرى تعالى يا مصرى " يعمر بالد

أمى كفت عن ارتداء الملون، ولم تعد تقـف

وأبى سخط على صديق عمره الـذى تالعـب . أمام المرآة

بعـبارات مـن نـوع بأعصابه فى المقدمة الطويلة المليئة

وتمنى أن لو كان قد " نثق فى إيمانك باهللا " " نحسبك صبورا

.ألقى إليه بالخبر فى هدوء وبساطة

" ما عادلناش قعاد فى البلـد دى " أمى قالت

وانتقلنـا " . اللى تشوفيه " وأبى عاد فى نفس األسبوع وقال

بطنـه، نحن الثالثة إلى مدينة صغيرة يزحف فيها النيل على

وتجر عرباتها الكارو أحصنة عجوز، ويحب حريمها الجارة

وينادين ابنها الوحيد حسب هـذا االسـم " أم طارق " الجديدة

وأن طارق هو اسم أخى " محمد " دون أن يعرفن أن اسمى

الكبير الذى رأيت جثتـه طافيـة وسـط العيـدان وأوراق

..الشجر

***

٦

فــاألرشي

الـذى " والبنـك .. " تة فرغت الحدو .. توتة توتة

نعمت حوافه من كثرة استناد أكواعهم عليه، ورجرجة الزيت

المدعم وهو ينزلق من قمع صفيح إلى جركن بالستيك سـعة

لترات، والشمس الضاحكة المنقوشة برداءة على صـابون ٥

الغسيل، وفتلة الدوبارة التى فشلت فى تكميم أفـواه كـراتين

المدبب للمجرفـة وهـى شاى الحكومة الرخيص، والطرف

تشق تالل سكر غير مكرر، والقراطيس المصنوعة من ورق

اللحمة، وأكياس الزهـرة المثبتـة بمسـمار علـى البـاب،

والعفاريت الصغار وهم يشيرون ألصابع الحلـوى الملونـة

أمشـى ( فيشخط فيهم صاحب المحل ) حتة حالوة يا عم (

والخـرج . .والحمـارة الملولـة ) .. اتحل وبرك منك له

والنهد األبيض المحندق لبنت صاحب المحل وهى .. المفتوح

وعتمة بير السلم التى احتفظـت بلهـاث .. تناولنى بضاعة

..أنا .. وأنا .. أنفاسنا فى أرشيف الزمن اللعين المراوغ

***

٧

معلهش

إنها شـهوة . ليست رغبة مجنونة هذا الذي يتملكنى

بسى الداخلية، ألمر ما يحبـك الشهوات، أن أخرج حاال بمال

المطر وأنت بمالبسك الداخلية، أعتذر لكرات الثلج المتساقطة

!أقول معلهش . نيابة عن عيال العزبة

لدستة أسباب خارجة عن إرادتنا لن نستقبلكم اليـوم

:بأنشودة

!خلى الدنيا ترخ .. علي يا بو مخ

:وكذا لن يتاح لنا تقديم أوبريت

!رخى على قرعة بنت اختى رخى يادنيا

..! بارضو

تقـدرن – يا كرات الـثلج األنيقـات –الدنيا مشاعل وأنتن

.الموقف أكيد

ثم يهيء لى فجأة أننى قد ظفرت بالعذر األكيد، فأصنع مـن

إذا كانـت : كفى بوقا وأضغط بقدمى فى الوحل وأنا أزعق

!ألعاب الكمبيوتر بتلحس عقلنا إحنا يا كبار

٨

لحلمهكذا كا

من خلف شيش النافذة رأيتها تندفع فجـأة، العربـة

. الكارو يقودها فالح طيب يلهب مؤخرة الحمار بعصا غليظة

وكان قـد شـق شـيكارة . كان مرتديا أفرول الجيش القديم

بالستيك لم تأخذ الجمعية الزراعية ثمنها من لحمـه الحـى

وفردها معطفا يقى الرأس والظهر من ضربات المطر، ثـم

ولوال صيحته التى مازالت ترن فى أذنى . مرق هكذا كالحلم

ولوال أثر عجالت العربة التى دهست الغشار الثلجـى " حا "

.المتكوم على حافة الطريق، لظننتنى بالفعل أحلم

كان ذلك شبه مؤكد حين نظـرت . رأيت المطر يهدأ

.إلى سطح الترعة

نفعاال وأكثر ومن فوق سطوح البيوت ، غدت المزاريب أقل ا

رزانة، ولم تعد المزاريب تقذف سيوال، بل سرسوبا هادئـا،

.طويل البال

انفرج تكتل السحب الداكنة قليال، وأطلت السماء على

وتسللت أشعة الشمس مبللة . األرض بعشرات العيون الزرقاء

٩

وهى تمسح أوراق الكافور المغسولة بالمطر، وظلت واجهات

.م طالءها ترشح ببطء البيوت التى لم يتكلب صعلوك تمطـى . رأيته أول من يهم بمغادرة جحره

حمـل . تاله صـاحب المقهـى . وهز ذيله ثم مضى لحال سبيله

مقطف النشارة الذى وصى عليه الصنايعية فى الورشة المجاورة،

يبغى تأمين ممر آمن وسط الوحل يصعد بالمشاه إلى . وبدأ يرش

فى المالية اللف مطرح ما تحب، بل وال تدب الرجل . سلم المقهى

.حيث مدق صغير بزغ تلقائيا على حرف الطريق

جدى الخـارج " ياهللا حسن الختام " ثم رأيته ال يعبأ بـ

من البيت يحمل فأسا صغيرة تناسب نحول ساقيه بعد أن نكسـه

فـرش عـود قـش ! الرحمن عيال ال قبل به بثقل الفأس الكبيرة

. ظهره إلى الجدار فى موضع نجا من غارة المطروجلس مستندا ب

أخرج من جيب الصديرى علبة البفرة، ثم سعل بقوة وبصق مـع

رأيته يرقب مياه البحيرة الصغيرة التى خلفها المطر . النفس األول

. وهى تذهب فى المجرى العميق الذى حفره أمس باتجاه الترعـة

المجرى فانسـد، وإذا مرت عربة نقل ودهست بعجالتها العمياء

...ضرب كفا بكف، وغمغم فى هدوء

***

١٠

نهدان يرتجان خفيفا

مرة أخرى، أفتح شيش النافذة قليال فألمحها عند آخر

تلـم طـرف " . رصة المواعين "ساللم الترعة منحنية على

.. تـدعك . هدومها بين ركبتيها وتدعك بالسلك والصـابون

ا غير محتملة، تفـرد وحين تصبح الشكة فى ظهره .. تدعك

الجسد العفى للحظات، وتمسح بظهر كفها العرق من علـى

.جبينها ثم تعاود الدعك بنفس الهمة واإلصرار

. مرة أخرى، أخرج فأشعر بحرقان خفيف فى الجفن

والتراب ينتظر واحدا ابن حـرام يمشـى . كنا فى عز القيالة

ء نحو مضيت فى هدو . حافيا على الطريق ليشوى بطن قدميه

وكان الشبشـب . دليت الجردل حتى امتأل عن آخره . الساللم

وكـان الجـردل . وكنت أخشى أن أتزحلق . الصينى قد ابتل

ثقيال نوعا ما، وكنت أخشى أن تنزلق المياه منه، فتأخذ بالها

.من أنه غير ثابت بيدى

أفرغت الجردل فى الحفرة المحيطة بجذع أول نخلة،

رفعت بصـرى إلـى . ة على الفور فشربت األرض العطشان

كانت أراضيهم . النخالت الباقيات بامتداد الشاطئ أمام البيت

١١

جردل هنا، وخمسة ٤ووجدتنى أحسبها، ". شراقى " بالمثل

وشعرت بـالعرق . جردال ٢٩هناك، إذن مطلوب لكل نخلة

وقلـت . سريعا ينبت تحت إبطى وبالحرقان يزداد فى عينى

لو كان الواحد يعرف يشخر، أو على لنفسى كان يبقى جميل

وإال فما معنى أن يكون لديك . بشكل مقنع " أحه " األقل يقول

الخرطوم الطويل وحنفية بحوض واطى فى الزريبة، ومـع

ذلك تكون مضطرا الستعمال الجردل، ال لشـئ سـوى أن

حكمة اآلباء تؤكد أن المياه المرشحة ال تفيد الزرع مثل مياه

.الترعة

وضعت الجردل بالمقلوب وجلست . إلى الساللم عدت

كانت رصـة المـواعين التـى . قبالتها على قاعدته الناعمة

وكانت مستمرة . بدأت تعلو " التشطيف " دعكتها وفى انتظار

فى دعك ما تبقى بـنفس التركيـز دون أن ترفـع عينيهـا

وكان نهداها الممتلئان فى لـون الحليـب . الخضراوين إلى

وقلت لنفسى جميل إن زراير فتحـة الصـدر . ايرتجان خفيف

وكان يبقى أجمل لو كانت قد استغنت عـن . الثالثة مقطوعة

..دبوس قليل الحيلة تشبكه كبديل فال يستر شيئا

١٢

اسمها مارى

الـذى ال أحبـه وال " مريم " ال حاجة لى اآلن باسم

ال حاجة . أكره ما يثيره من ذكريات مسلية عن جذع النخلة

الذي كان يهتف به البطـل فتأخـذ " ماريا " أيضا بأسم لى

.حذرها وهما يقاتالن الوحش االلكترونى الشرير

...............................

اسمها مارى

***

١٣

أحمد حبيبه يتذكر

–نتكدس . تمطر وابال أو رذاذا يرتعش قلبى الخالى

االنـزالق فـى على شريط الطرقة محاذرين –أوالد وبنات

.الحوض الذى فجره المطر عيونا ومناقع بلون الطين

هنا فاجأني اخضرار شواربنا، وهنا تلقيـت أسـرار

الرجولة األولى، وهنا أضنت أمعاءنـا سندوتشـات خـالتى

" .الفراشة"عزيزة

السندوتش بقرش ينبه المعدة ثـم يتركهـا هائجـة،

. مستثارة تطلب المزيد

:كل منا على العيال أصحابه وعزوته والحل أن يلف

!لقمة .. حبيبى ... أحمد

وأنا أحمد حبيبه ال أتعب نفسى فـى أيـة محاولـة

إن هى أال بصقة واحدة على السندوتش فى يـدى ! للتهرب

...فإذا باأليدى الممدودة تختفى وإذا بالسائلين يطفشون

***

١٤

عشيقة الحاج معوض

وإنما .. وال يحزنون " ا حاج" لم يكن الحاج معوض

هو العرف الذى جرت عليه نفس العزية النائية فـى تـوقير

.شيخ كبير زوج ابنه وستر بناته

والحاج معوض الذى لم يذق ماء زمزم ولـم يـرم

مـن " غازيـة "الجمرات، مازال ساعده األيمن يحمل وشـم

غوازى الغجر رآها منذ عشرين عاما فى فرح ابـن شـيخ

وراءها فى العزب والكفور بضع ليال قبل أن يرده البلد، فهج

.أوالد الحالل إلى عقله وامرأته

. مات الحاج معوض دون أن يحج بيت اهللا الحـرام

ولم يخف الشيخ عبد اهللا خطيب المسجد استياءه من حكايـة

: قال –الوشم هذه

معوض ماكانش بيركعها وصـورة الزانيـة علـى -

نار جهنم يتقلب عليها دراعه هتتحول إلى قطعة من

.وهو فى القبر

وهمس أحد الحاضرين وهو ينظر بإشفاق إلى الجسد

:المسجى على السرير

وأيه الحل يا موالنا ؟ -

١٥

وعلى مدار ساعتين، كانت الجثة موضوعا لألخذ والرد قبل

أن يغسلوها ويرشوها بعطر رخيص ثم يهيلوا عليها التـراب

التـى " مياه النـار " هزمته ليستقر جدى باطن القبر عاشقا

...أزالوا بها صورة الحبيبة من على ساعده المفتول

***

١٦

ما حدث بينى وبين أم حماده

" صـاحبة النـزل "دعونى أوال أذكركم بقصة أسمها

كتبها درويش طيب اسمه عبد الحكيم قاسم، فالولـد المـاكر

تملك عتـادا رأى صاحبة البنسيون سمينة، ورآها إسكندرانية

ورآها وحيدة تعيش بال ظل رجـل، . رهيبا من الشخر واألح

والولد الماكر كان مفلسا، ظل يتعقبها بعيـون تنـدب فيهـا

.رصاصة

ثم أصبح يزنقها ويشم لحمها الطرى، وأخيرا أولج لسانه فى

فمها برائحته الكريهة، وتهـاوت القلعـة السـكندرية أمـام

وحلف الولـد . الراية البيضاء الضربات المركزة، وارتفعت

على المصحف أال يفضحها حين يحدث هذا الذى سيبقى سرا

بينهما، هذا الذى جعل الست تطير من الفرحة وهى تهـيء

فـص " جسدها، هذا الذى لم يحدث أبدا، ال ألن الولد فجـأة

..بل ألن عبد الحكيم قاسم درويش طيب " ملح وداب

١٧

أرز باللبن

تعجبنى وترانى البنت فأعجبهـا، وهـذا أرى البنت ف

أن يهبنى األصدقاء مفتاحـا : فقط ما يجعل القاهرة محتملة

أنيقا لشقة حقيرة، أدخلها بصحبة نهدين مغـرورين، أظـل

.متوترا والبنت تريح رأسى على ركبتيها

وحين . تنحنى على بصدرها ثم تلقمنى الحلمة فأتلقاها ملهوفا

تماما فى الحجر األنثـوى الكبيـر، أهدأ، أكون قد انكمشت

وتطبطب على الكف الحانية، وتخـدرنى الهدهـدة اللذيـذة،

وتتناهى إلى أذنى أصداء أغنية عذبة قادمة من بعيـد، ثـم

..تدعونى المالئكة إلى وليمة أرز اللبن

***

١٨

ال تصدقوه

باألمس لم تكن القاهرة غوال يفـح الصـهد ويأكـل

ألمس لم تكن غوال يفح الصهد ويأكـل القاهرة با . األسمنت

يا اخوتى قاهرتكم لم تكن غوال يفح الصهد ويأكل . األسمنت

.أنا لست نبيا .. يا مارى .. األسمنت

!أنا ال تعنينى الحداثة فىشئ .. يا وائل

***

١٩

ينسانى الموت

كانت أمى كلما تذكرت شيئا كانت قد نسـيته وهـى

: وتقول على الفور، كأنما تعتذر تكلمنى، تشهق فى خفوت

" .ينساك الموت"

فى كالمها، لكن ما حـدث هـو أن التيـار " الزمة " مجرد

الكهربى فجأة انقطع، وسمعت درفة النافذة تفتحها ريح نفـد

صبرها، وعلى الفور ابتل سريرى بـرذاذ عنيـف لمطـر

.مذعور

خبأت وجهى وغصت تماما تحت البطانية دون أمل

نسانى هذا الهادئ، الواثـق، القـابع هنـاك خلـف فى أن ي

...الباب

****

٢٠

حنان مدفوع األجر

هذه المرة لم تكن أمى هى التى تدفع رأسـى برفـق

تحت الصنبور ولم تكن هي التي تتخلـل أطـراف أناملهـا

.خصالت شعرى بحنية

ينساب شالل المياه الدافئ مختلطا برغاوي الصابون

ح يجفف شعري ، الولد الذى رأى األتربة وبفوطته النظيفة را

ثـم .. العالقة بشعرى تترسب فى حوض ناصـع البيـاض

...يمضى فى هدوء يدعك أذنى ويسمح على عينى برقة

***

٢١

النمــرة

النمرة العفية التى ال تنهكها طعناتى، النمـرة التـى

جدائل . تشخر وتعض وفى لحظة الوصول تعصرنى عصرا

ي، انتصاب حلمتها السوداء، صهد مؤخرتهـا شعرها اإلفريق

النمرة التى تحتفظ بنسخة من مفتـاح . وأنا أخبئ فيه وجهى

والعين التي وقعت على أتربـة . والباب الذى انفتح . الشقة

. وتجشات زينة، واهتز ثـدياها . تكسو المقعد الجلدى القديم

كنت تحت الدش أرقب . وتحركت بفمها رائحة بيرة رخيصة

هى أم ومطلقة ومصـابة . ثف البخار على زجاج الباب تكا

, بالربو تنتظرنى على السرير دون أن تعبأ باتساخ المـالءة

" حمـامتى " وأنا منزو فـى ركـن الحمـام أتأمـل حيـرة

..الصغيرة

****

٢٢

ثالث غيمات

بعد منتصف الليل، وضعت سماعة التليفون، وقلبـى

.مثقل بالغيوم

: وأقصى ما قلته لم أستطع االعتراف

– رغم كل شـئ – هذه المؤسسة التى نعمل بها لديها -

.قلب صغير سيفتقدك

:فقالت

ال أظن-

:فقلت

على األقل، مفتاح األسانسير سـيحن إلـى ضـغطه -

.إصبعك

ولم أعرف أبدا إن كان هذا السكوت . وسكت . فسكتت

..عالمة رضا

ـ . احل الشـمالى لكنى تمنيت لها أسبوعا سعيدا فى الس

افتحى .. وأنت فى الشاليه : وقبل أن تضع السماعة، قلت لها

الشباك وطلى على البحر الكبيـر األزرق والسـما البعيـدة

..الزرقاء، ولو خطرت على بالك، ال تترددى فى االتصال

٢٣

:قالت

أكيد-

وكان ال بد أن أضع السماعة اآلن، ألن الوصيفات بعـد

ل سيتسللن إلى مخدع األميرة ليضـعن ساعتين بالتمام والكما

..قلبى وثالث غيمات فى شنطة سفرها

***

٢٤

عن الجرئ والجميلة

-١- فالحالة ضنك، ! هذا هو األوكازيون السنوى لإلحباط

وفلوس الجوائز مغرية، لكن من أين لنا باالنفعال، نحن الذين

ل ، نظ ١٩٧٣ و ١٩٦٧ولدوا فى السنوات القليلة الساخنة بين

نعيد قراءة بيانات كوبون االشتراك، نتأمـل شـروط هـذه

..المسابقة السنوية، وأبدا ال يضطرب فينا هذا الهدوء -2-

"لسنا كتاب مناسبات "

:يقول الرفاق وهم ينسربون إلى عبر الباب

" .نحن قوم ال نكتب إال إذا انفعلنا، وإذا انفعلنا ال نغالى "

ات جيش الدفاع كأسماك الزينـة على الشاشة تتهادى مروحي

تحلقـوا حـول . داخل الحوض، والرفاق أعدوا النسـكافيه

يرشفون من أكواب ضـخمة . الجهاز لمشاهدة فيلمهم الجديد

واألم لبنانية نفد منها الورق فخلعـت " مج " ملونة يسمونها

.حجابها األبيض لتغطى بقية الجثث

مصباح عالء الدين ليس بحوذتنا، لنأمر الخادم فتفرز "

" .أقالمنا فنا ملتهبا يليق بهذه الحرب، ويخلد ذلك اإلنسان

٢٥

-3-

تجاوزت المسألة مجرد الشعور بالراحة حين غادر الرفـاق

.شقتى

ألذ مـا فـى . وبالفعل لم تمض ساعة حتى وصلت األميرة

أنك آنئذ ما أن . ل هوى ممارسة الهوى أن يكون هناك بالفع

وتشـهق . تفتح لفتاتك الباب، حتى ترفعها من على األرض

هى مأخذوة من جنونك لتبدأ أنت السفر الطويل، الخالد نحـو

؟ " الجـرئ والجميلـة " فيم يزيد عنا أبطـال . غرفة النوم

.مستلقيا على ظهرى وحبيبتى ينام عريها على صدرى

:تهمس

!يبدأ العبور ؟لقد انتهت القصة ولم -

طويـل .. هادئـا .. فأنفث فى وجهها خيطا مـن الـدخان

...البال

***

المارد المرح

٢٦

خمـس مـرات ! وأحمد أبو ازدحمد طلع دين أمه ..

يقـف علـى . يخلع الجالبية المزودة بفتحات تهوية عديـدة

ومهما . فى قلب الترعة " باللباس " الكوبرى ثم يغطس وهو

الخضراء الجارية، ومهما لعلع صوته المنكـر دغدغته المياه

انس الدنيا وريح بالك، فال بـد أن تـأتى اللحظـة : بأغنية

.المكتوبة ويطلع أحمد أبو ازدحمد من الترعة

ثوان وتكف قطرات المياه عن التساقط مـن شـعره

ويشتعل السباخ المبلول أسفل قدميه، ثم سريعا يجف اللبـاس

و ازدحمد بالحاجـة إلـى غطسـة وينبت العرق، فيشعر أب

.وهكذا فى كل مرة وكأنك يا بو زيد ما غزيت . جديدة

لكن أرنبا أسود ينزلق فجأة من فوهة الحر ليفتـرش

ال بد . أرنب فحل ورأسه كبيرة . فى هدوء التراب الحارق

نعم ذكر ال يخاف أحمد أبوازدحمد ، بل ويتثـاءب . أنه ذكر

يحمله أحمد فى حجرة، وينطلق . مستسلما لقبضتيه القويتين

ولكن ما إن يقطع بضعة أمتار حتى يتحـول . به نحو الدار

األرنب إلى قوالب طوب تثقل حجرة فيدحرجها على األرض

.من سكات

٢٧

وقيل أن يخلع الجالبية تأهبا للغطسة الجديدة، يسـمع

ويعـرف أنـه . زفرة حمار قريبة، يتأمله أبو ازدحمد جيدا

. ثمنه فى سوق الجمعة بالشئ الفالنـى ) وى حصا( حمار

.يقترب منه ويربت على رقبته الحليقة

! يارب يا هادى -

يزحف للخلف قليال . ويقفز على ظهر الحمار .. هوب

ومـا إن . حتى يتفادى النتوء العظمى البارز لسلسلة الظهر

لكن . يرتاح فى جلسته حتى يبدأ فى ركل البطن بقدميه خفيفا

ينحنى أبو أزدحمد بجذعه تماما ويلـتقط . ار ال يتحرك الحم

يوسع الحمار ضـربا علـى . عود حطب من على األرض

وبدال من أن يحرك الحمار ساكنا، إذا بـه . رقبته ومؤخرته

وينكمش حتى تالمس قدما أبو ازدحمد .. ويتضاءل .. يهبط

.ثم مؤخرته األرض

أبـو قـرن ولم يختلف األمر كثيرا مـع الخـروف

على فروته الغزيـرة " يملس " مقصوف، فما كاد أبوازدحمد

لتجعل منه مجرد دوامة هوائية " فسية العفريت " حتى هبت

.صغيرة لم تلبث سوى لحظات قبل أن تنقضى

....................................................

٢٨

ال أعرف إن كان أهالى قريتنا الزالوا يتسامحون مع

المردة ؟مرح

***

٢٩

شعر البنات

!اظهرى أيتها الساحرة

اظهرى ولن تقاتلى عيال يتيما، بل ستواجهين ملكا رأسه

..برأس أبى الغضب وفيجا الكبير

لـم يخـرق . لم يظهر شئ . فنجل عينيه، طقطق أذنيه

فلينتظر إذن حتـى . الخنجر المسموم كيس الشبورة المنفوخ

وواصل مرعـب . من تناول الفطور تنتهى الشمس الكسالنة

والتراب المبلول بالندى يتعـرف علـى . الساحرة مغامرته

.ينزلق تحت أصابعه فيصبح عجينا . صندله

ألقى بالحلقة الحديدية ألعلى، ولوال الشبورة لكان نط

الفائت عوالتقطها أحسن من مدرب السيرك الذى أقيم األسبو

.فى حوش المدرسة

تلك الشبورة المكارة أبيض من . ف ذلك الشبورة تعر

على مـن . وعلى من تضحك . غطاء كفن جدو تعرف ذلك

تمثل طيبة منى أخته وهى عروسة عريسها عجوز منـاخيرة

.أنه أنصح من أبى العريف وفقسها من أول مرة . قد الكوز

!صح

٣٠

!مظبوط

هذه الشبورة هى أخت الساحرة الشريرة وبنت عن الندى

ويعتـق . ه تايه عن وكره، ليعرف أن اهللا حـق إلهى يقرص

أكوام القش والزير وخاليا النحل وصبايا التـوت والخـروع

فى دوائر نوشعر البنات الالتى يبكين اآلن وتتساقط دموعه

.كبيرة

كان ظهـرا . فجأة ضربة سيف أطارت حبل سؤاله

. أحمر عاليا ورأس ضخمة يراها بوضوح فى المياه الرائقة

، كومة " لطش " بخبرته أنها قادرة قرض عشر سنانير قدر

قش ألقاها أمامها، ثم أتى بكومة أخرى ووضـعها وراءهـا

يا بنـت .. ياه . شمر وباسم اهللا نزل القناية . بمسافة كافية

كيف فى ثانية تصحو من نومها تشق الميـاه كأنهـا ! اإليه

.اآللى ذو المقص يفر أمام مازنجر

..ة وبدأت المطارد

وهـو . هى فى مياه مثلجة ال ترتفع أكثر من شـبر

هى تقترب من أحد . على ضفتين ضيقتين يركض بساق فتلة

.. تضطرب فى درة أنفاس هائجـة .. تقترب .. الحاجزين

٣١

وتمتد يـده الكماشـة .. تتفلفص .. تصطدم بالفخ المنصوب

..تطبق .. تطبق

. بق على الذيل العـريض اللـزج ..........تطـ

تمامـا . وبعيدا بعيدا يظهر ثم يختفى خط من المياه العكـرة

مثلما انسحبت معظم قوات الشبورة على أثر تهديد تلقته مـن

رسل الشمس الذين قالوا انما نحن مقدمة جيش مؤخرته عند

. كان كل ذلك زبدا علـى فطيـرة . ملكة القرص األصفر

..من قدراته أمكنه أخيرا تنويع قفزاته وإظهار ما خفى

٣٢

أبو بخيت

-1- كجـم ٥٥٥أعرف اآلن كيف أفك مدفع كوسة زنـة

وكيف أن ذلك بخت عظـيم يؤهـل . ثانية ٤٥وأنصبه فى

.على خط النار فى البصرة " الهاونجيه "لالنضمام إلى

...وتمشى البلية

...وتبقى العملية فى النملية

-2-

ائقون عصبيون الس. الناس تنظر إلى البيادة باحترام

:فى تعاطفهم

! بسرعة يا دفعة -

يكشرون حـين يـرون األفـرول – أصحابى –الكمسارية

وكيف ال ؟ وبالمحفظة .. وأنا فى سابع فرحة طائر . الزيتى

. كارنيه يشرح القلب الحزين ويزغلل فى عيون اإلرهـابيين

..أخيرا جندى مجند بأهم سالح فى الجيش

..هنا مركز تدريبى

٣٣

فى حضن هرم سقارة الشاهد الوحيد علـى خرقنـا

قد تحتل السوس .. المضطر يركب الصعب . حظر التجول

.. فى العفونة " الجراى " والحصى المآلن أرز و ) المفول (

!ولكن الماء

والخزان فوق . والماء فى الخزان . ال بد من الماء

وبعد األكل . والعميد يأكل أرزا مع المالئكة . حجرة العميد

والمـاء فـى . والحمام يلزمه مـاء . ال بد من حمام منعش

! والجوع كافر لكن العطش ملحد .. الخزان

. نكتــم أنفاسنــا . نحمل أكفاننا علـى أكتافنـا

.. فى أيدي الحرس نزوغ " الكالشنكوف " وبعيـدا عن

وصلت لجنة ! كل واحد يردم عليها : وعميد يصرخ

نركب الرمل حتى نهاية المعسـكر ونـردم ..التفتيش إذن

ودومـا بختنـا . منكتين على قطع الجاتوه وأطباق المهلبية

!حلو

فنودع دون دمـوع أربـع . ال يدوم التفتيش طويال

نعـود . دورات مياه مخصصة لنا نحن األربعة آالف رأس

نضع الجاتوه . من جديد إلى دوراتنا المفتوحة قبلى وبحرى

٣٤

أنه ليس هناك فى هذه الـدنيا الواسـعة .. وقنين والمهلبية م

..أحسن من البساط األحمدى -4-

..دماغى أسالك شائكة

االستعانة بالصبر حتى ينتهـى . لكنها خطبة الجمعة

الواد حسن الواقف على المنبر من قراءة ورقة عليها توقيـع

...ثم .. الجهات المختصة

دوى صفار إنذار

بركة يا جامع

قنابلدوى

. فـورا يمتثـل لألمـر . دخول العميد وصرخته فى حسن

ينـتظم تـوا طـابور , يخرج من عبه راية بيضاء صغيرة

-دقة قلبى . حاجبى المرفوع أنا الوحيد دون راية . الصبح

يرددون هتاف حسن المنبرى دون -والجميع ملوحين بالراية

..صوت يصلنى

..ضحكتى والصداع صايع

...ت ناس والعتمة بن-5-

٣٥

دمـاء . وحدى أنا فى هذا الملجأ الغـويط الوسـيع

فى الملكـى . أشالء ملتصقة باألسمنت أربط الحزام . يابسة

حـين . أقاوم بزلطة تحت لسـانى . أيضا يربطون الحزام

تنهار مقاومتى أبل حلقى بجرعة واحـدة ثـم أحكـم غلـق

. عبان تسفر جوالت التفتيش بين الصخور عن ث . الزمزمية

!وهم ياجمل .. أقشر الجلد . أنزع الرأس -6-

المدخر فـى –أرتوى فقط حين تتكسر فقاقيع البول

أمتلئ حقا مـن الجثـث الشـهية . على شفتى –الزمزمية

.المحنطة بالرمل

!تصرف : الجيش يقول لك

صغير ينهش وسط ليل أسود " كاراجيتش"وما أنا أال

.من قرن الخروب

بقـرمش األذن بـدال مـن . الرجل على أنها كتف يستطعم

...الدماغ

-7-

٣٦

تساعدنى فتحات متناثرة على تعقـب أنفـاس الليـل

. أطارد األيام والليالى بعالمات أخطها بقطعة جير . والنهار

...ثم انقطع السلك .. بدأت متحمسا يشغلنى موتور الهمة -8-

م من كروش ال أشك مثقال ذرة أن كرشى اآلن أعظ

..موجهى اللغة اإلنجليزية

...شمعى الملمس .. رخو أنا

أما شعرى فوال .. لحيتى أعظم من لحية قلب الدين حكميتار

.شعر أم الشعور -9-

اللهم باستثناء . ضيقة كعين األومباشى . زيتية . أيام مموهة

لم . عن األلغاز والفوازير " أستعد ٩"يوم استغنيت فيه عن

بل قلت لالنهيـار العصـبى " باآليش" فى حاجة للرقص أعد

!أعلى ما فى خيلك اركبه

. التقطتـه – أذن الـدولفين –كان خافتا لكن أذنى

ورأيتنى مفروما فى خالط فرحـة باغيـة طاغيـة وبـاب

المخزون االستراتيجىمن غرائز القتال وشـهوات القـنص

:ينفتح

مين هناك ؟-

٣٧

السقاطة درجتين وسـحبت األجـزاء أنزلت . لم أنتظر ردا

..فارتطمت طلقة التهويش بالسقف

:كلمات مرتعشة تتماسك ..وحصل المراد من رب العباد

أنا.. ما من داع -

!أنطق - :صوت تائه قليل الحيلة .. وجه أسمر منكس

محمد فارح عيديد.. محمد --10-

وأنى لى أن أعرف الجنرال عيديد سره باتع إلى هذا

٢٥آى نعم سمعت أن سعره قد استقر أخيـرا علـى ! الحد

لمن يرشد عنه لكن أن تبلغ بركاته درجة متدل . ألف دوالر

علـى أرض المخبـأ –حبل فى نهاية ! من إحدى الفتحات

...مقطف سياحى لعينه مآلن

-11-

دخت

أفقت

زعقت

٣٨

من أين لنا هذا ؟.. ياجنرال -

ن الجنرال، بـل جاء الرد كعواصف دهشور، ليس م

صوت غريب أشد هـديرا . من الحيطان والسقف واألرض

أعنف وشا من محطة الكهرباء . من سواقى الهدير

صوت أخرسنا جبروته فخضعت أعناقنا فى تسـليم

:مطلق

!البنت حرة والولد شرانى .. إحنا الشباب أكالين الضانى --12-

ل فتحت على لم تأخذ سنة الجاموسة، ب.. شمس الشموسة

تعاقبتى بسالمتها على إبالغى عن هذا العيديد، على . النار

تذكرنى بالسور المكهرب يحوط اآلن . استالمى المعلوم

..زنزانته

..أرى ظال

...نداهة تبتسم

. عش جبانا تمـت مسـتورا : تسعفنى حكمة جدى

. عشت أياما أخر أشارك الرئيس المؤمن البحث عن الـذات

العميد زعـالن . ارتفاع حرارة جبهتى . غير ظريفة رعشة

أجاهد كى أنفذ األمـر . يأمرنى بفتح فمى . يصوب الطبنجة

!تمام يا فندم : قائال

٣٩

-13- .حين أفقت كان جذع الشجرة

.وحين تجاسرت كان اللون األحمر

حين قلت العمر واحد والرب كـان شـريط الرمـل

..لبصر مفروشا بالورد، ممتدا مد ا

والسلم نايلو .. كان الجوادان أبيضين والعربة حرير

..ف نايلو

..الكرباج فى يدى

تغتسـل . ينقلب الوميض توهجا . يومض كل شئ

علـى .. يـركض الجـوادان . تختبئ عينى . الرمال بالنور

.الجانبين تلمع أشجار مانجة وتفاح -14-

!ليتنى ما تركت عينى تغادر مخبئها

..كقرص الشمس وجه

كرنفـال .. يتجلى ما ال يخطر على قلبـى . تقترب العربة

تحيله إلى بستان من المسك .. فقاقيع ملونة تتطاير في الفراغ

...أقترب فإذا بالوجه يسد األفق تماما . والعنبر

٤٠

قطعان المهـا ترعـى . أقواس قزح تحدد الحاجبين

األيمن وتصب فى تنبع أنهار الخمر من الخد . داخل العينين

:األيسر، ينساب الصوت ناعما هادرا

!شف بختك يا روحى .. بسرعة شهريار -

:تدغدغ كيانى فلبيت وأنا أخر ساجدا

.. تبارك موالنا الحب وعاليت -

أمام البيت األبـيض . أجدنى فجأة على جناح أحد الجوادين

.يتركنى

:ينفتح الباب

! لألمام سر -

...تمة وبقايا نور يشع من الكرباج طرقة طويلة مع

.فقاقيع النور نفسها تنعس على أكتاف حاسرة

...عواصف البرفان .. أشجار الشعر الذهبى

إن الهمسـات . والموضع ال يحتاج مالحظة قويـة

تتجمع قطـرة قطـرة حتـى – وأحيانا الغمزات –واللفتات

.. مـا تصير عينا رائقة تتخذ مجرى شفافا يصب فى مكان

وأمضى بين موائد .. نعم إنى أتتبعه .. مكان على أن أتتبعه

أطأ مكاتيب .. أخطو عبر كئووس الهوى والشمبانيا .. الفل

٤١

أثبت وردة العذارى فى جيب . أغتسل بدمع العشاق . الغرام

ألمح أول ما ألمح أزهار البنفسج، جـذورها فـى . الجاكيت

. جانبا مـن الركبـة األرض ، سيقانها فارعة تصعد مغطية

تلتف دورتين حول الوسط وأخرى عند الصدر ثم تهبط إلـى

عنـد . عند الرأس يتحلق زوجان من الكناريـا ... األرض

...القدمين نافورة مياهها خضراء

غصبا عنـي انهـارت .. وصدقونى حاولت فلم أفلح

:أعصابي ولقيتنى أنفجر فى حالة هستيرية نادرة

؟ لمن هذه الفردوس-

...يحمل جسدى إلى قعر الجحيم " آرو " أنقذنى صاروخ

. لم تعد العربة المجرورة بحصانين تنتظر جنـابى

أبـدا ال أجـد مليكتـى . أذهب مؤقتا بهيلكـوبتر خاصـة

وتسـريحة .. أثور رغم أن العظم وهـن منـى . المالئكية

.اشتعلت شيبا " .. البانك"

!أنت يا فالح -

!وى مون بير - نا قمر بنفسجى ؟كان ه - !ألف مرة شرحت لك يا مون بير ! مون بير -

٤٢

..يحمر وجهى فى المرايا . انتفض مصعوقا

!!معمل غباء أنا ! ألف مرة ! نعم ياروح أمك -

يأكـل . يطيب خاطرى . تنشق األرض عن المدير -

..يصفع الولد صفعة كده وكده . بعقلى حالوة اسئلتى شـمس . لكننى أحد المناضلين من أجل اإلنسان

أهمل . أتناسى البرستيج . أكظم غيظى . ينبغى طلوعها

أرفع . أمسح دمعه . أجده يبكى . لحظة أصول اإلتيكيت

.وجهه المنكس فى مواجهتى نماما

!يا عبيط

يتالمس أنفانا

أوال قبل كل شـئ . اسمعنى جيدا وال تركب دماغك -

عـن ال بد أن يستقر فى ضميرك اننى لم أكن أتكلم

شفافية الركبة التى أبانت عن عظم مرمـرى ، وال

– أمام عينـى –عن قوام جعل ملكات ميامى يخلعن

وال حتى يا راجل عن صدر جعـل .. التيجان فورا

فساتين سـواريه - بمشورتى –مارلين وليزا تقتنيان

...بفتحات صدر ضيقة طيب معاليك تقصد إيه ؟ -

٤٣

.شئ أجل من أن يسمى - !دتك وتوضح لو تتكرم سيا - .سيادتىفى سن والدك - ؟..يعنى -يعني يكفيك أن تعرف أن هذه الليلة ال تعنينـي فـي -

..شئ ...أكيد الليلة الثانية بعد األلف -ليلة ما إن همسـت .. أبدا يا حضرة المدير الظريف -

بها فى أذن مادونا بطرف من خبرها حتى أقسمت بحـق العـذراء ثـم

ـ ف فـورا عـن طبـع كتابهـا بالرابعة الطـاهرة أن تتوق

" ...الجنس"

::ينفذ صبر المدير

! كفى ألغازا فارغة -

تنقلب روحـى . يتوغل . يتسلق الخدر اللذيذ ساقى

أنبطح علـى . أظن المدير يصفق . فى كنكة مياه على النار

تصل أربع بنات حسـب .. يتجمع الزبد حول فمى .. المائدة

٤٤

الجنبين، ينفضـن جيـوبى، يقلبننى على .. مقاسى المفضل

..يعبثن بشعرى الفضى .. ينظفن المحفظة

..سالمتك .. مالك شهريار -

..تلفحنى الضحكات الفنية المثيرة

!يا سالم لو يعود الذى مضى

..لو ترجع أيام الثور الشقى والبقرات الظامئات

..ال فائدة

مالى ال أستطيع الرد عليهن ؟

..طيب نظرة

..ال مفر

..ع صايع صدا

..عتمة بنت ناس

-17-

.يقظ وعارف .. ها أنا من جديد

..ضوء خافت

:أسمح بنتا تهمس .. ال أثر للمدير وزبانيته

!اآلن

٤٥

يحملننـى . يضعنها على الفراش . يخلعن األرواب

...وهن بالمايوهات

:أضرع

ماذا ستفعلن بى ؟ -

حـاال نجهـز . باق ربع سـاعة .. إطمئن موالى -

.الكفن لينا طيعـا . بكل أشواق أبى حامد الغزالى يزغرد قلبى

يغطس جسدى تحـت ثالثـة أرواب بيضـاء مبللـة بمـاء

...منقوشة بعشرات من النجوم السداسية الكحلى .. الياسمين

***