وافكار حروفالجهل بنية

البليهي إبراهيم

حصره المطلوب فليس دراسته دون يحول ال للجهل الالمحدود المحيطمنابعه على التعرف هو المقصود وإنما جزئياته، ودراسة أنواعه وتحديد

عناصره لتحليل الممكنة الوسائل عن والبحث طبيعته عن والكشفبه الناس وتعريف بنيته وتفكيك

عناصر من مكون أنه يعني ال مركبة بنية ذو بأنه شيء أي وصف إنفالجسم البنى، من مجموعة بداخلها تحوي البنية تكون قد وإنما بسيطة

أيضا يتضمن وهو والتعقيد التركيب شديدة بنية المثال سبيل على البشريوالجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي الجهاز بنية بداخله

متكاملة بنية يمثل جهاز وكل المعقدة، األجهزة من وغيرها البوليالبنية. تمثل الشديد التعقيد ذات األجهزة هذه مجموعة إن ثم ومترابطة

وإنما الحسية األمور على مقصورا المضاعف التركيب وليس للجسد الكليةوالقيمية واالجتماعية الثقافية واألوضاع المعنوية األمور على أيضا يندرج

المجتمعات وأوضاع األفراد أحوال بها تتحدد التي البنى من ..وغيرها

) تتكون ) ال فإنها التخلف بنية شأن هو كما التعقيد شديدة البيئة كانت فإذاالمعقدة البنى من مجموعة أيضا بداخلها تضم وإنما بسيطة عناصر من

وأوسع وأعمق وأضخم أعقد من هي مثال واالجتماعية الثقافية فالبرمجة

1

ومتشابكة وراسخة وصلبة قوية بنية ذاتها وهي التخلف، بنية مكوناتاألركان راسخ بناء وهي التعقيد شديد نسيج انها القوام، ومتماسكة األجزاء

عن أبوابها وتغلق العقل أضواء من نفسها تحمي بل بذلك تكتفي ال وهيتزداد وبذلك النيرة لألفكار اإلصغاء من ذويها وتحذر الممحصة المعارف

لبنية الكبرى القواعد هي علما المظنونة فالجهات الزمن طال كلما رسوخا..التخلف

النهوض موانع واشد الحضارة عوائق أقوى من هو علما المتوهم الجهل انمع يتآلفون انهم المجتمعات، من الكثير في الناس معظم شأن وهذا

جاهال االنسان يكون ال الحالة هذه وفي المحض الحق هو بحسبانه الجهلالبحث عن تصده مانعة نفسية حواجز الحقائق وبين بينه وانما فقط

. اإلشكال ان ذهنه في مستقر هو ما بسالمة وتقنعه المراجعة من وتمنعه علما جهله يحسب الذي ألن علما، توهمه في وإنما الجهل وجود ليسفيله، والتعصب به التمسك يواصل بل الجهل تجاوز على يعمل أن يمكن ال

تبديدا وأشدها البشرية المصائب أكبر من المركب الجهل فإن وبذلكوالحروب وللعداوات الفهم لسوء خلقا وأكثرها اإلنسانية للطاقة

بخالف عابرا عرضا ليس المركب فالجهل والجماعية الفردية والصراعات . إن والتآزر والرسوخ الصالبة شديدة بنية هو وإنما الناس غالب يعتقد مانادرة فردية مشكلة بوصفه المركب الجهل مع يتعاملون الغالب في الناس

األصل هو المركب الجهل ان بينما الحاالت بعض في الناس بعض تعتريجذري فرق وهنا والمراجعة، للفحص تخضع لم التي الثقافية التركيبات فينظرة اليه ينظر ان وبين وعابر نادر فردي كعرض معه التعامل يتم ان بين

وعامة كبرى انسانية كمعضلة تظهره ...واقعية

2

وظروفه اليومية اإلنسان حاجات بتأثير وتكونت نشأت قد الثقافات كل إنلتحقق علمي بحث بأي مسبوقة غير تلقائية استجابة تأتي وهي المعيشية

هذا وبسبب البيئة مع والتالؤم الظروف مع التكيف من نوعا لإلنسانالجانب الثقافات كل على طغى فقد للعلوم السابق التلقائي التكوين

والتصحيح الالحق التدارك من نوع فهي العلمية الروح أما الوجداني،ركام اكتشفت التي الثقافات في إال العلمية الروح هذه تنشأ ولم المتأخر،

أساسا الفاحصة المراجعة فاعتمدت للعلم السابقة الثقافات في األوهامرواسب هي األذهان محتويات أغلب أن يظهر وبذلك واإلجازة للتحقق

زائفة أو مختلطة معارف الغالب في فهي تمحيص، ألي تخضع لم تلقائية . لهم تبدو ألنها المركب الجهل من الغالب في انها ممحصة معارف وليست

معظم أذهان تحويه ما أن رغم للشك وال للنقاش قابلة غير واضحة حقائقكمعلومات يأتي قلته مع وهو يسير نزر هو الممحصة الحقائق من الناس

قد فكلها االتجاه وقاعدة الرؤية ومنطلق التفكير طريقة أما مبعثرةبسائط ليسمن المركب فالجهل مراجعة أو تمحيص أي دون تأسست

تعقيدا البشرية الحقائق أشد من هو وإنما ...الحقائق

والمعضالت المشكالت من الكثير مصدر هو عمال المظنون الجهل انيحدد علما له ينشىء ولم عنه غفل قد اإلنسان فإن ذلك ومع اإلنسانية

تأثيره وامتداد سلطانه وقوة عمله وآليات ومنابعه واسبابه طبيعته للناسيعدوا ان اعتادوا قد الناس ان الى االغفال هذا ويعود وجوده خفاء وعوامل

ال الذي األمي هو او يعلم ال الذي هو الجاهل ان يتصورون فهم عدما الجهليحصل حتي فارغا يظل الفرد ذهن أن ويعتبرون والكتابة القراءة يحسنتماما خاطئ التصور هذا ولكن الفراغ هذا فيمتلئ العلم علي اإلنسان

التلقائية الرواسب من معقد بخليط تمتلئ هي بل فارغة تبقي ال فاالذهانالثقافية البيئة تحويه ومما الممحصة غير المرتجلة االخبار ومن

اال ليس المجتمعات معظم في الخليط هذا وغالب والطبيعية واالجتماعيةالمستقرة للجهاالت ...توطيدا

3

ان وبسبب االفراد وعي بزوغ قبل تحصل البرمجة هذه او التعبئة هذه انويتداخل يتكدس وانه للوعي سابقا يكون التراكمي التلقائي االمتالء هذا

غالبا تمتلئ االذهان فان لذلك والتحليل بالفحص يصاحب ان بدون ويستقرواألخالقي والمعرفي القيمي التأسيس ان موثقة وغير زائفة بتراكماتاالرتجال ثقافة من العفوي بالتشرب تلقائيا يتم انسان ألي والذوقي

يدرك ال قد مجتمع أي في اإلنسان ولكن والمحاكاة، والتقليد والمشافهةعادات تأمل هو اذا اال وعيه بزوغ قبل تم الذي لذهنه المبكر االحتالل هذا

في الحاجة تشتد لذلك المغايرة المجتمعات في الناس وتصورات وتقاليدالصارم والفحص الدقيقة للدراسة التراكمات هذه اخضاع الى مكان كل

أذهانهم احتلت التي الجهاالت الناس يعرف ان اجل من المستمر والبحثيتولى وبهذا عقولهم، لها خضعت التي العميقة البرمجة مصادر ويذكروا

التي بالمحتويات تعريفهم الجهل وعيهم علم بزوغ قبل نفوسهم بها امتألتمراجعة وال تحليل وال فحص دون ورسخ استقر قد االمتالء هذا ألن

وجود قبل والمراهقة الطفولة في يتكون إنسان ألي النفسي فالتأسيسفإن صحيحة معارف وتعلم اإلنسان كبر فإذا والفحص التحليل على القدرةلتتفق المعلومات تتحور بل السابقة البرمجة تزيح ال والمعارف العلوم هذه

السابق الذهني المحتوى .مع

) وعلم ) العلوم وفلسفة الثقافية االنثروبولوجيا الثقافي اإلنسان علم إنالعلوم من وغيرها هذه كل التاريخ وفلسفة النفس وعلم المعرفة اجتماع

اساسية، أفكارا الجهل علم مجال في العمل يريد لمن تقدم االنسانيةمبعثرة إضاءات من العلوم هذه اليه توصلت بما االكتفاء ينبغي ال ولكن

والبحث للدراسة يخضعه به خاص علم للجهل يكون ان يجب وانماالعلوم لعلم مقابال بارزا عنوانا ويكون ..والتحليل

4

بها نهض التي الرائدة كالدراسة النفس علم في الدراسات بعض بينت لقدوالقيمي المعرفي النمو ان الى ومدرسته بياجيه الفرنسي العالم

الصغر، في غرسه تم لما استمرار إال هو ما الكبر في والذوقي واألخالقيامتدادا كانت اذا اال والسلوك الفكر على مؤثرة معرفة تتكون فال

صنيعة هو وانما ذاته معلم ليس فالفرد الطفولة، منذ ثابت لجذر واستطالةبيئة وألية مكان أي في انسان كل يثور ذلك ومع فيها، نشأ التي البيئة

للمراجعة باخضاعها طالبته أو وقيمه وتصوراته أفكاره اتهمت إذا انتسبوالتصورات األفكار هذه اختار الذي هو أنه يتوهم ألنه التقييم وإعادة

بها ع تشب وإنما اختيارها أو تكوينها في دور أي له يكن لم أنه بينما والقيميستوجب وهذا وعيه، بزوغ قبل سلوكه لها وانصاع نفسه بها وتطبعت ذهنه

الجهل طبيعة الجميع لدى تتحدد حتى دراسته وتعميم الجهل علم تأسيسوتتحدد للوعي السابقة والذوقية واألخالقية المعرفية البرمجة وطبيعة

والتاريخية واالجتماعية والبيئية والبيولوجية الثقافية الجهل .مصادر

االتساع هذا وأن حدود له ليس وأنه له نهاية ال الجهل بأن يقال قدالذي ولكن معرفته، دون ويحول للدراسة قابل غير يجعله الالمحدود

نهاية ال التي المجهولة األشياء استقصاء ليس الجهل علم يفعله أن نتوخىاإلنسان تجعل التي النفسية اآلليات كشف هو منه المطلوب وإنما لها

إشراق قبل ذهنه احتلت التي واألباطيل الخرافات عن الدفاع في يستميتفي مستقر هو ما تتناول حقائق ألي اإلصغاء فيرفض عقله وتبرمج وعيهحدود ال التي المجهوالت في البحث ليست الجهل علم مهمة إن أعماقه،

بالمعرفة الشغف موت إلى تؤدي التي العوامل عن الكشف هي وإنما لهاوخوفهم التساؤل عن وعزوفهم المغلقة الثقافات في الناس معظم عند

أي من وتوجسهم الموضوعي النقاش من وحذرهم الجديدة األفكار منمن أن كما الممحصة، غير المسلمات على األضواء تسليط يريد شخص

5

الحقائق لسماع المبدئي الرفض أسباب تشخيص الجهل علم مهامالجهل فعلم األفكار، بين مواجهة ألية الداهم بالخطر المتأجج والشعور

على والتعرف عمله آليات ووصف ذاته الجهل طبيعة تحديد منه مطلوبما يماثل وهو البناء على اإلقدام قبل التربة بجس شبيه وهذا مكوناته

واكتشاف اإلنسان، جسم بنية على التعرف من الطبية العلوم فعلتهعلى اإلقدام قبل استجاباته وإدراك طبيعته وتحديد وقابلياته دفاعاته

علم لنجاح أساسيا شرطا كانت الجسم عن الحقائق هذه فمعرفة العالج،الجسم طبيعة العلماء حدد لقد عالجها على للقدرة شرطا وكانت األمراض

ي كل بشكل المرض طبيعة على تعرفوا كما عمله آليات على فوا وتعراآلليات على تعرفوا كما الجسد إثخان في ينجح بها التي اآلليات وعلى

آليات تنشيط على يعملون صاروا وبذلك الجسم في الكامنة الدفاعيةهذه تحققت لما المزودجة المعرفة هذه ولوال الهجوم آليات وإخماد الدفاع

الجهل علم يفعله أن نتوقع ما وهذا المدهشة الطبية .النجاحات

فليس دراسته دون يحول ال للجهل الالمحدود المحيط أن يظهر وبهذاهو المقصود وإنما جزئياته، ودراسة أنواعه وتحديد حصره المطلوبالممكنة الوسائل عن والبحث طبيعته عن والكشف منابعه على التعرف

. وعدم األمراض تنوع إن به الناس وتعريف بنيته وتفكيك عناصره لتحليلليس لها حدود ال فاألمراض المرض طبيعة تحديد من يمنع لم محدوديتها

جيل كل فمع دائم، واتساع مطردة زيادة حالة في إنها بل فحسب هذاإخضاعها فيتم قبل من بها للناس علم ال جديدة أمراض تظهر جديد

الدفاعية واآلليات األمراض لطبيعة المفهوم ضوء على والبحث للدراسةوكذا أسبابه ومعرفة المرض طبيعة على المسبق التعرف ولوال لالجسام،

لألمراض قابلياته وفهم دفاعاته على والتعرف الجسم طبيعة معرفةفالرؤية الطبية العالجات نجاح ممكنا كان لما للعالج استجاباته وإدراك

واكتشاف ودفاعات كبنية الجسم وعن وآليات كمفهوم المرض عن العامةالطبية العلوم أساس هي استجاباته كيفيات حددت التي والتجارب قابلياته

الموضوع لكن له الجهل إخضاع نريد الذي هو وهذا المتنوعة وتطبيقاتها

6

وعلم النفس وعلم االجتماع علم وأساتذة المفكرين جهود تضافر يتطلباإلنسانية العلوم في والباحثين األساتذة من وغيرهم .التربية

والمرض الجهل كابد قد األرض هذه على وجوده منذ البشري الجنس إنمعظمها عالج في ونجحت لألمراض علوما اإلنسانية أنشأت وقد والفقر

أسباب وعرفتء حدوده وقاست مواطنه على فتء وتعر الفقر ودرستءلم التجاوز محاوالت بعض ولكن لمكافحته النظريات ووضعت انتشارهالفقر، استدامة على وتعمل المرض تحتضن الجهل بنية ألن بالنجاح تكللوالمهني والتعليمي واالجتماعي العلمي التخلف لمشكالت الناجع العالج أما

العوالم مشكالت من وغيرها والصحي واالقتصادي واإلداري والسياسيأخضعت قد اإلنسانية كانت فإذا الجهل، علم بتأسيس فهو المتخلفة

األكبر والعائق األخطر العدو وهو الجهل فإن للدراسة والفقر المرضوآليات تكوينه كيفية ويصف منابعه يحدد علم له يكون أن ينتظر مازالأهله، عن االحتجاب على قدرته ويكشف انتشاره مدى ويقيس عمله

العوائق معرفة إن اإلمكانات على التركيز من أهم النهوض موانع فمعرفة�ق العوائ على التعرف بدون أما اإلمكانات، لنجاعة األكبر الشرط هي

المشاركة من يتمكن أن مجتمع أي على يستحيل فإنه والثقافية النفسية ونافعا ناجعا استخداما استخدامها حتى أو المعرفة إنتاج في

والتعلم للمعرفة التلقائي االكتساب بين النوعي الفرقاالضطراري

البليهي إبراهيم

7

إنها الطفولة مرحلة في به تتبرمج بما ا تلقائي الفردية الذات ل تتشكبهذا مغتبطا ويستبقيه بالفرد يتحكم يبقى الذي الحاسم التأسيس مرحلةا تلقائي مبرمج كائن أنه حقيقة عن ويغفل بذاته ذاته صنع أنه فيتوهم التحكم

سوى ليست والسلوكية الذهنية وعاداته وقيمه واهتماماته تفكيره وأن .. طفولته في به تبرمج مما تلقائي انسياب

مرحلة في يتم وهو والوعي للعقل تشكيل هو التلقائي التأسيس هذا إنليست المرحلة هذه في المكتسبة المعرفة إن للمعرفة التلقائي االكتساب

تتكون وبها نفسه الوعي وتشييد ذاته العقل لبناء لبنات هي بل معلوماتبالثقافة يتبرمج التلقائي ب التشر بهذا فالفرد مسارها ويتحدد الذات

من منظم عون غير ومن مقصود جهد دون من اللغة ويكتسب السائدةالعقل لبناء كلبنات ا تلقائي معالجته تتم الدماغ إلى الحواس تنقله فما أحدبين وجسور روابط وإقامة الدماغ خاليا بين ومشابك مسارات وتكوين

.. المختلفة م التحك أنظمة

) اإلنسان ) طبيعة مع يتفق الذي التعلم هو التبرمج التلقائي االكتساب إنفالقابليات عمره طول الفرد مع غالبا يبقى الذي ل التشك وهو التلقائية

ا تلقائي وتعالجها الحواس بواسطة ا تلقائي البيئة مؤثرات تتشرب المفتوحةالتعلم أما الحقيقة من نصيبها وعن محتواها عن النظر بغض بها ل وتتشك

غير من المجتمعات كل في الدارسون ويدفع إليه يقاد الذي االضطراريلت تشك قد لذات يأتي فهو إليه بالحاجة إحساس وال منهم ذاتية رغبة

له تستجيب ال لذلك التلقائية اإلنسان لطبيعة مضاد إنه تحدد قد ولوعيبمجرد بالنسيان ينسلخ ا خارجي طالء ويبقى بصعوبة إال اإلنسان قابليات

.. االمتحان أداء من االنتهاء

فإن اختراقها يصعب صلدة حواجز المختلفة الثقافات بين يوجد أنه وكماالمغايرة األفكار تستبقى الدارسين ذوات في قائمة الحواجز هذه نفس

8

وتقاوم ترفض المستقرة فالفكرة الذهنية بنياتهم خارج الطارئة والعلوم .. الدخيلة الفكرة

ثقافي كائن اإلنسان أن تؤكد الواقع وحقائق العلوم كشوف أن رغم ولكنهذه كانت ا أي فيها ينشأون التي البيئة بمعطيات يتبرمجون األفراد وأن

وعميقا واسعا انفصاال المختلفة األمم ثقافات انفصال تؤكد كما المعطياتوعادات اهتمامات وأنواع قيم ومنظومة وتصورات تفكير طريقة أمة فلكل

النوعية االختالفات هذه وأن األخرى األمم عن مختلفة وسلوكية ذهنيةفال والزيت الماء كتضاد ا تلقائي متضادة عوالم أفرادها بجميع األمم تجعل

وعادات واهتمامات وقيم وتصورات وتفضيالت أولويات تتفهم أمة أية تكادهذه بين الفاصلة الحواجز اجتياز يمكن ال وأنه األخرى األمم حياة وأسلوب

الوعي تحقق إذا إال وعاطفيا ذهنيا المتمايزة المتدابرة أو المتباعدة العوالمغلوائها من للتخفيف كثيفة استثنائية جهود بذل وجرى بوجودها الحاد

جسور تبقى ذلك كل بعد وحتى والتعايش والتفاهم للتواصل جسور وإقامةتفككت حين حصل كما السريع لالنكسار وقابلة ة وهش ضعيفة التواصل

بعضا بعضهم يقتل ثقافيا المختلفون واألصدقاء الزمالء فصار يوغسالفياالمتحكم هو التلقائي فالتبرمج المتبادل التحريض بعد فظيعة بضراوةبسهولة يتقوض براجماتي سطحي سلوك فهو التعايش أما الحقيقي

وسرعة..

مازالت الصارخة الواقعية بتجلياتها العلمية الحقائق هذه وتداول تفهم إنأدل وليس عامة إنسانية ثقافة تصبح ولم ضيقة علمية دوائر في محصورةقوبل الذي الشديد االستنكار من والكثيفة الماثلة الحقائق هذه غياب على ) تؤكد ) الكتاب هذا ضد الفعل فردود لهنتنجتون الحضارات صراع كتاب به

ومستنكرة غائبة حقيقة مازالت حادا انفصاال الثقافات انفصال حقيقة أنكما الحواجز يستبقي االستنكار وهذا الغياب هذا إن المعضلة تتضاعف وهنا

األوهام يستبقي أنه كما استحكاماتها ويضاعف وجودها يكرس ربما أو هيبإزالة جاد اهتمام دون من التطور مفتاح هو التعليم أن تعتبر التي الكبرى

9

يظل وبذلك العلوم تأثير تعوق التي الصلدة العميقة الثقافية العوائقأن من بدال التخلف تكريس عوامل من المجتمعات من الكثير في التعليم

في خصوصا العالم كل في النظامي التعليم إن النهوض، عوامل أبرز يكونالثقافات بين الفواصل وتعميق توسيع في فعاال سيبقى المنغلقة الثقافات

الثقافات بأن االعتراف تم إذا إال بينها فيما القطيعة أسباب ويؤججينحصر مازال بينها فيما التالقح وأن حادا تمايزا متمايزة عوالم المختلفة

.. والشكليات المظاهر في

البرمجة طبيعة إدراك على تتوقف المجتمعات كل في التعليم جدوى إنغير من اإلشكاالت حل يمكن فال الثقافية للفواصل الفهم وتعميم التلقائية

غاية ضئيلة العالم كل في النظامي التعليم نتائج وستبقى بها االعترافللتبرمج الحاسمة الفاعلية والمتعلمون المعلمون يعرف أن إلى الضآلة

التي البيئة بمؤثرات ا تلقائي يتبرمج كائن فاإلنسان الطفولة في التلقائيالالحقة المعلومة تقاوم السابقة المعلومة أن ا علمي ثبت وقد فيها ينشأ

هذا كان وإذا إليه باألسبق يتشكل فالعقل لصالحها تحيلها أو وتطردهاسبقت معلومتين بين ا تلقائي يحصل األسبق لصالح دائما المحسوم الصراع

أشد والعواطف للعقل التلقائية البرمجة فإن الذهن إلى األخرى إحداهماوبجميع مقوماتها بكل الذات ألن مغاير تصور ألي مقاومة وأعنف رفضاومعاييرها ورؤيتها وعيها منه وتستمد التلقائي التبرمج بهذا معجونة آلياتها

الحكم وهي الحارس وهي المعيار وهي الوعي شكلت التي فهي وأحكامهاوال لته شك التي البرمجة معايير بواسطة شيء كل إلى ينظر فاإلنسانالذات في ويسري ا كلي المستحوذ التنويم هذا من اإلنسان يفيق أن يمكن

النسق خارج تبقى نادرة استثنائية فردية حاالت في إال الحياة سرياناليونسكو تحشده كثيف عالمي جهد من بد فال فيه رة مؤث وغير السائدالعقل تحرير على للعمل العالقة ذات األخرى العالمية والمنظمات

واسعة نوافذ وفتح الثقافات بين الراسخة القطيعة عوامل من البشريوالتحاور للتواصل كافية جسور وإقامة المتبادلة للرؤية ومتنوعة

والتعايش..

10

: والكيمياء الفيزياء العلمية المواد نفس يدرسون العالم كل في الطالب إنحسب المواد تختلف ثم العصر علوم من وغيرها األحياء وعلم والرياضيات

العائق بل االختالف مصدر هو هذا ليس ولكن مجتمع كل وتاريخ ثقافةيقول وكما التلقائية الثقافية البرمجة في النوعي االختالف هو الحقيقي

(( :) التعليم ) تتيح الثقافة النهج كتابه في موران إدكار الكبير المفكرفينشأ ومعاييرها شروطها نطاق خارج دونهما تحول أيضا لكنها والمعرفة

)) هي هنا المقصودة فالثقافة وثقافته المستقل الذهن بين التنافر عندئذعالم من الفرد ينقل الذي هو التبرمج هذا إن البيئة من التلقائي التبرمج

يواصل أن له يتيح وبذلك الثقافي والتنميط التحديد عالم إلى القابلياتوطريقة معاييرها ووفق بها تبرمج التي الثقافة شروط ضمن لكن التعلمالصاعقة الحقيقة هذه ويدرك الفرد يستيقظ حين أما بها الخاصة التفكير

ومعايير وشروط تفكيره استقالل بين المواءمة مأزق في يصبح فإنه .. يقظته قبل به م تتحك كانت التي الثقافية البرمجة

من ننطلق أن يجب فإننا النظامي التعليم نتائج تقييم نحاول حين إننا : مسارات ثالثة ضمن يتعلم اإلنسان أن حقيقة

نمو فكل الذات به تتشكل الذي التلقائي التبرمج هو الحاسم األول المسارتأتي التي الضخمة الشجرة مثل إنه التبرمج لهذا وامتداد استطالة هو

.. البذرة لتلك امتداد مجرد تبقى لكنها وتمتد وتتفرع تعلو إنها لبذرة امتدادا

وهذا متأججة ذاتية فردية برغبة المدفوع التعلم فهو الثاني المسار أماتبرمجت مما الذات ا كلي أو ا جزئي به تتحرر نادر استثنائي نوع هو المسار

اإلبداعية التطورات كل مصدر هو المسار وهذا تلقائي ذاتي اندفاع إنه به،المسار هذا ولكن والحضارية، واألدبية العلمية المجاالت مختلف في

وليس استثنائي فردي مسار فهو الرواد األفراد أو المبدعة بالفئة محصورواالنقياد القيادة على أو واالتباع اإلبداع على تقوم البشرية الحياة ألن عاما

11

تستقر أن وال المجتمع حياة تنتظم أن يمكن فال واالستجابة الريادة على أو .. تقود المتميزة والقلة ا تلقائي تنقاد الكثرة تكن لم لو

الماليين مئات إليه يساق الذي فهو التعلم مسارات من الثالث المسار أمامن المتدرجة الدراسية المراحل في األرض أقطار كل في الدارسين منتأثير له ليس المسار وهذا الجامعية المرحلة نهاية حتى االبتدائية المرحلة

) أنه ) على التعارف جرى فقد وأخالقا فكرا الذهنية البنية على جوهريكل في الشكوى ولكن المهنية األعمال مجاالت في للدخول يؤهل

فهو للطاقات وإهدار واألموال لألعمار ضياع أنه من تتصاعد المجتمعاتللعمل اإلعداد مدة تكون وبذلك جيل كل أعمار من قرن ربع يستغرق

من العمل لمواقع الخريجون يأتي ذلك كل ومع ذاته العمل لمدة مماثلةمن الضياع كلمة ماتحمل بكل د المؤك الضياع إنه مهنية، مهارات غير

معنى..

يكتسبها وإنما معلومات حفظ من المهنية المهارات يكتسب ال اإلنسان إنأو المهارات غياب إن والمتعة باالندفاع المصحوبة ة الحي الممارسة من

ا دراسي فيها يتخصصوا لم أعماال يمارسون الناس أن بسبب ليس ضعفهاإال المهارة اكتساب يمكن وال األصل هو الكالل ألن وإنما البعض يدعي كما

المجال إن األداء في المتعة وتوفر العمل في الرغبة مع بالممارسةالمهارات الكتساب سبيل فال النظري المجال عن ا نوعي يختلف العملي

على قادر السوي اإلنسان إن ا عاطفي المشحونة بالممارسة إال العمليةبل نظرية دراسة دون من األعمال معظم في المهنية المهارة اكتسابالرغبة توفر بشرط اشة الجي والممارسة الكثيف السريع التدريب بواسطة

.. به واالستمتاع العمل في

الخريجين أكثر أن الدراسات تظهر فاعلية األعظم وهي أمريكا فيخبير يؤكد وكما الدراسية تخصصاتهم عن كليا تختلف مجاالت في يعملون

12

(( : من أكثر بأن زيجلر زيج في% 80التحفيز الجامعات خريجي كل منأبدا بصلة يمت ال حقل في يعملون تخرجهم على سنوات عشر بعد أمريكا

: )) فيقول أهدرت التي األعمار على يتحسر ثم فيه شهاداتهم مانالوا إلى )) أعمال)) في المشاركون ينخرط الحروب وفي تصدق ال مضيعة من يالها

فإن لذلك وكفاية بسرعة المهارات ويكتسبون بها يتخصصوا لم دقيقة (( : ما يذكر يعد لم بأنه ساخرا يقول غواريسكي جيوفاني اإليطالي الكاتب

)) أقطار كل في الماليين مئات إن الطب أم الحقوق درس قد كان إذاولكن بأهميتها اقتناعا ليس المعلومات من أشتات لحفظ يضطرون األرض

العمل مجال لدخول فرصة تتيح شهادة على للحصول الوحيد السبيل ألنها .. نسيانها فيتم المعلومات أما

طول رغم النظامي التعليم عقم من بمرارة تشكو المجتمعات كل إنعن ناتج الخلل أن البعض ويتوهم حل عن تبحث المجتمعات وكل مدته

تعارض من آت الخلل أن عن وغفلوا إخالصهم عدم عن أو المعلمين ضعففريدة مبادرة إلى نشير وهنا التلقائية اإلنسان طبيعة مع النظامي التعليم

للمعلمين امتحان بإجراء قامت فقد تايالند في التعليم وزارة عليها أقدمتالتي المواد في وإنما نسوها قد حتما التي القديمة المواد في ليس

فاضحة النتيجة جاءت فقد التجربة داللة تتضاعف وهنا تعليمها يمارسونمؤقتة معلومات عن إال يسفر ال االضطراري التعلم أن تؤكد وكاشفة تماما

نتائج هي التعليم يحققها التي فالنتائج منها الغرض ينتهي أن بعد تنسىمن إال وقابلياته وعواطفه عقله فتح يمكن وال تلقائي كائن فاإلنسان مؤقتة

من بل عميقة ذاتية رغبة وليسعن ا مضطر التعلم يواصل فالذي داخلهتعلمه ما كل بسرعة ينسى سوف وظيفة أو شهادة على الحصول أجل

رسوب تايالند في للمعلمين أجريت التي االمتحانات أظهرت هنا ومنتم% 80 قد أنه الحالة في واألغرب عميقة داللة ذات النتيجة وهذه منهم

من بدال تنمو معلوماتهم أن ويفترض تعليمها يمارسون مواد في امتحانهمإن ثم العكس، أثبتت النتائج لكن أذهانهم في ونامية حية فتبقى تتآكل أن

على يحصلوا لم أنهم أو كاملة تكن لم إجاباتهم أن على يقتصر لم األمر

13

وهي وعاما ا جماعي الرسوب كان وإنما معلمين بوصفهم الدرجات أرفع .. وصاعقة فاضحة نتيجة

كل على تنطبق بالتأكيد ولكنها تايالند في المعلمين تخص ال نتيجة إنهامختلف في الجامعيين كل على تنطبق بل العالم كل في المعلمين

مهما له مهنة العلمي البحث يكن لم من كل على تنطبق بل المجاالتالخريجين امتحان تكرار على أجمع ه كل العالم أن ولو شهادته علت

مفزعة النتائج لكانت وأخرى فترة بين العليا الشهادات وحملة القدامىربع تستغرق التي التعليمية العملية في ا جذري النظر إعادة يستوجب وهذا

بالضياع يصرخ فاضح خواء عن تنجلي ذلك ومع الدارسين أعمار من قرنمعيارا اتخاذها هو ذلك من واألسوأ والطاقات واألموال األعمار في

يختلف فاألداء العملية المجاالت في داللة أية تحمل ال أنها مع للكفايات .. المعلومات عن ا نوعي

اختالف ورغم العقيم النظري التعليم من النمط هذا على العالم اعتاد لقدوسرعة المحصول ضآلة هي دائما النتيجة فإن وآخر مجتمع بين المحتوى

العقل منافذ يسد قد التعليم إن بل فحسب هذا ليس ونسيانه تآكله .. واالنغالق بالعطالة العظيمة اإلنسانية القابليات ويصيب

مؤلف وهو ماكسويل جون ومنهم الخواء هذا إلى الكثيرون ه نب لقدويدير كثيرة لغات إلى كتبه وتترجم ا عالمي ومقروء معروف أمريكي

وتنمية قابلياتهم الستثمار الناس ومساعدة للتدريب منظمات مجموعة ) دراسي ) يوم أول في أنه كيف اء البن الفشل كتابه في يتذكر وهو قدراتهم

لن طالبه نصف بأن األستاذ أعلن حين صعق الجامعة من األولى السنة في )) حقائق )) إلى ماكسويل ه نب لقد لعبة التعليم أن أدركت ويقول ينجحوا

: نقاط في تتلخص غيره الماليين بها جر

14

فالطالب االلتزام على وليس اإللزام على قائم النظامي التعليم أن األولىإكراه اإللزام أن ومعلوم ثالث خيار أمامه وليس يرسب أو يحفظ أن إما

الحرية ) كتابه في مورتي كريشنا د أك وكما القابليات تنسد اإلكراه ومع ..)) (( :) بليدا الذهن يجعل اإلكراه أن واألخيرة األولى

: أنه يحس ال معلومات حفظ على نفسه يرغم الدارس أن الثانية النقطة .. مستقبله في وال حاضره في ال له مهمة أنها يرى وال إليها بحاجة

: كثيفا جهدا يبذل الدارس أن ماكسويل جون أبرزها التي الثالثة النقطةبسرعة فينساها يحتاجها ال معلومات لحفظ عمره سنوات أزهى في وشاقا

للطاقة فظيع هدر من فياله قسرا حفظه مايتم كل مصير هو فالنسيان ..!! الماليين لمئات وإنما واحد لفرد ليس والوقت

: ما بأهمية اقتناعا الحفظ في يجتهدون ال الدارسين أن الرابعة النقطةفحفظ عالية درجات على الحصول أو النجاح أجل من وإنما يحفظون

كان ماكسويل فجون وسيلة مجرد هو وإنما لذاته مطلوبا ليس المعلوماتيعتبر ذلك ومع التخرج في األوائل الخمسة أحد وكان دراسته في متفوقا

محاه الذي الحفظ في عمره من سنوات أضاع وأنه شيئا يستفد لم أنهالنسيان..

: الدارسين توهم والثقيلة الطويلة النظامية الدراسة أن الخامسة النقطةعن ا نوعي يختلف العملي األداء أن الواقع أن بينما للعمل تؤهلهم أنها

.. مهنية مهارات دون من األعمال مجاالت يدخلون فهم النظرية المعرفة

15

هدفه مؤقت شيء هو الحفظ بأن يدركون الجميع أن إلى يشير وممامادة كل امتحان موعد يعرفوا أن البد الطالب أن االمتحانات في النجاحولو االمتحان فيها سيكون التي المادة يجهلون وهم لالمتحان يأتون فالأنها يعلمون الجميع أن يؤكد وهذا االحتجاج حقهم من لكان خطأ حصلراسخة معارف يحملون كانوا فلو بالنسيان سريعا تنمحي وقتية معلومات

تمام للواقع مغاير وهذا وقت أي في لالمتحان جاهزين لكانوا وجاهزةالمغايرة..

والمثيرات للمواقف اإلنسان استجابات تلقائية

البليهي إبراهيم

في ومخزونة مكتسبة وقدراته وخبراته ومهاراته اإلنسان معارف إنفي كان إذا إال ا ذاتي عتادا اليكون وهو إليه ينضاف بما فاإلنسان قابلياتها تلقائي اإلنسان في االستجابات تدفق أو انسياب فلوال دائمة جاهزية حالة

ولصار العسر بالغة اإلنسانية الحياة لكانت والمثيرات المواقف مختلف في , له يسر سبحانه الخالق ولكن والعجز الكالل مستويات أدنى في اإلنسان

بمنتهى ا تلقائي تستجيب آليات من منحه بما الحياة متطلبات مواجهة .. والكفاية والدقة السرعة

بأن اهتم إذا له تضمن مذهلة وبتجهيزات عظيمة بقابليات الله هيأه لقد , جديرة حياة له ويكفل ذاته عن يرضيه الذي الالئق بالمستوى قدراته يبني

لمسؤوليات لتهيئته وتطويرها القدرات هذه تنمية في فيستمر يحياها بأنهي اإلنسان فتلقائية ومتقن وسريع دقيق وأداء عظيمة وإنجازات ضخمة

الوعي حركة تنتظر وال ا تلقائي للمثيرات تستجيب إنها الحياة في عدتهالبطيئة..

16

( : شيء كل أعطى سبحانه أنه كما تقويم أحسن في اإلنسان الله خلق لقد .) هدى ثم خلقه

تنطق ومذهلة باهرة عظيمة آية اإلنسان في الحيوية األجهزة أداء تلقائيةنفسه فتجيش والخشوع بالدهشة اإلنسان عقل وتمأل الخالق بعظمة

القلب في األحاسيس هذه وتتفاعل والجالل والجمال الروعة بمشاعرجسده فيختلج العظيم للخالق وإجالال ا وحب وامتنانا دهشة فتحتشد والعقلمن خلية كل في اإليمان ويتألأل نفسه مكونات وتتجاوب جلده ويقشعر

خالياه

( : ) من ) فينا ما كل الوعي فهم نحو كتابه في دينيت دانييل العالم يقولرد وماكينات والعصبونات المضادة األجسام ومن الهيموجلوبين جزيئات

.. من بدءا للتحليل مستوى كل على جسمنا في ما كل المنعكس الفعل .. تؤدي ماكينات من يتكون كله هذا مخنا ذلك في بما الجزيئي المستوى

.) رائعا تصميما تصميمها تم مدهشة مهمات� أبكم صمت� في

بين التوازن استمرار على يتوقف ة وي الس اإلنسان حياة انتظام إنالحاشدة الهرمونات بين التوازن على يتوقف كما واالستجابات المثيرات

.. المهدئة والهرمونات

الدقة بالغة التشغيل ذاتية بأجهزة اإلنسان سبحانه الخالق جهز لقدوشدة وظائفها وتنوع األجهزة هذه تعدد ورغم والتناغم والتكامل والجاهزية

17

بمنتهى ومتآزرة ومتناغمة منتظمة تبقى السوية الحالة في فإنها تعقيداتهااستجاباتها وتنوع بوظائفها متمايزة تبقى كما واالنضباط والسرعة الدقة

يعتري خلل بأي وتتأثر تؤثر لكنها متناهية بدقة محددة وظائف له جهاز فكلهذا أصيب إذا اآلخر البعض بوظيفة يقوم بعضها إن بل األخرى األجهزة

.. مدهش وتكامل دقيق بإيقاع تعمل فهي عطب أو بضعف اآلخر

ألزم من هما مفاتيحها وامتالك البشرية، الطبيعة على التعرف إن .. المستويات على والحيوية األهمية بالغ مطلب إنهما لإلنسان المعارف

اهتم لذلك اإلنسانية؛ الفاعلية تتوقف فعليه واإلنسانية واالجتماعية الفرديةأشد من أفراد� وجهود اهتمام فاستغرق الطبيعة هذه بآليات النابهونبافلوف الشهير العالم مقدمتهم في ويأتي نبوغا وأرفعهم نباهة الباحثين

إنني : ) القول إلى والحاسمة والدقيقة الصبورة تجاربه بعد انتهى الذيالنصر على نعثر سوف الطريق هذا على بأننا اليتزحزح يقين عن مقتنع

: وقوانين نظام معرفة الكبرى مشكلته على البشري للعقل النهائي .) البشرية الطبيعة

جهود بعده تتابعت ثم والتشريط البرمجة آليات بافلوف اكتشف لقداألفراد لكل وتيسيره وتعميقه الفهم توسيع يحققوا أن أجل من عظيمة

الطبيعة معرفة للمهتمين أتاحت التي العظيمة االكتشافات فتوالت واألممعظيمة إمكانات للناس فتهيأت العجيبة آلياتها إدراك من نتهم ومك البشرية

ليس ولكن رغبوا إذا وسلوكهم تفكيرهم على والسيطرة قدراتهم لتطويرأثمن وأهدروا الفرص أعظم الناس أكثر أضاع وبذلك الرغبة هذه من أندر

غالبا استجاباتهم وبقيت التلقائي بالتبرمج محكومين فبقوا اإلمكاناتبتفكيرهم م وتتحك بهم تعصف التلقائية الهرمونية بالتدفقات محكومة

.. ومواقفهم وسلوكهم

18

أو وحاشدة حافزة هرمونات من تفرزه وما الصماء الغدد اكتشاف إنفهم يسرت التي المحورية االكتشافات مقدمة في يأتي ومهدئة مثبطة

توفر التي المدهشة التجهيزات عن الستار وأزاحت البشرية الطبيعة .. وكفاية ودقة بسرعة المواقف مختلف في االستجابة تلقائية لإلنسان

األجهزة أهم من هي متنوعة هرمونات من تنتجه بما الصماء الغدد إنوالعواطف والجسم العقل وتحشد الفعل بردود ا تلقائي تتحكم التي

اإلنسان مزاج في تتحكم إنها بل والمواقف للمثيرات الفرد ليستجيب .. وقراراته وسلوكه ورغباته خياراته في وتتدخل احتياجاته في ر وتؤث

جسدي : ) في اإلدرينالين مادة سرت بقوله انتابته حالة وصف اب الكت أحد ) هي فالهرمونات رأسي تفجر أن الحرارة كادت حتى قدمي أخمص من

مثبط هو ما ومنها وحاشد مثير هو ما فمنها تهدئه أو الشخص تثير التيفإن األحوال كل وفي واألسبق واألدوم األقوى هي اإلثارة ولكن ومهدئ،لحظة تجتاحه قد فالمرء العجيبة الصماء الغدد تفرزه بما محكوم اإلنسانحاشدة هرمونات من الغدد هذه تفرزه بما كيانه كل فيحتشد عارم غضب

قد حماقات يرتكب أو هاربا يندفع أو يهاجم أو نفسه عن فيدافع وملهبةالتي البذاءة أو الطالق أو العدوان أو القتل حماقة يرتكب فقد حياته تفسد

هرمونية تدفقات تجتاحه وقد الضرر أفدح غيره وعلى عليه تجلب قدمستقبله على ويقضي سمعته يدمر خطأ فيرتكب طائشة لنزوة تدفعه

على يتدربوا بأن وتعليمهم التلقائية بطبيعتهم الناس تعريف فإن لذلكعلى يعتادوا حتى ذلك على المران ويواصلوا والتعقل باالنضباط مواجهتها

عليها السيطرة يحقق بما واإلثارات الغضب فورات فيواجهوا ة وي الرمنها فينساب التبرمج إلى يؤدي فالتكرار تلقائية استجابة التعقل فيصبح

... ا تلقائي انسيابا السلوك

19

بانتظام ذاته ب يدر لم ما به م تتحك تلقائية باستجابات� مرتهن اإلنسان إنيقول وكما وتعقل وانضباط وصرامة بوعي المثيرات مواجهة على ودقة

والتحليل ) النفسي الطب كتابه في برن إريك الشهير النفس عالممقدار(: ) وفي رغباته في بشدة تؤثر الفرد لدى الصماء الغدد إن النفسيهذه بها يستخدم التي السرعة وكذلك إلشباعها يستخدمها التي الطاقة

( : أجهزة( أحد يختل عندما أنه التلقائية اإلنسان آليات من أن ويؤكد ، الطاقة .) والتصرف والشعور الفكر كفاءة بزيادة يعوضه الجسم فإن الجسم

التكيف على قادرا ليكون اإلنسان بنى قد سبحانه الخالق أن ويوضحويسعى تلطيفها يحاول ثم عليها يتعرف فهو به المحيطة البيئة مع التلقائي

ذلك وكل عنه الهرب أو معه التكيف اليستطيع عما االبتعاد أو بها للتحكم .. تلقائية باستجابات يحصل

ماهي ) بعنوان فصال طومسون آرثر جون السير االسكتلندي العالم يعقد ) راجعه( ) قد كتاب وهو العلم ر تحي مشكالت كتابه في وذلك الهرمونات؟

تطورات من استجد ما وأضاف المؤلف وفاة بعد جافي برنارد العالم ( : المواد مصدر هي الصماء الغدد فيه جاء وقد المجال نفس في علمية

.. الجسم أجزاء كل على الدم يوزعها والتي بالهرمونات المعروفة الهامةمتعاونة .. تعمل بحيث الداخلية النشاط أوجه وتوازن تنظم الهرمونات

يعمل بعضها ولكن يثير أو ج يهي أو ك يحر الذي الشيء تعني هرمون وكلمةيقل ماال تصب صماء غدد تسع وهناك والتهدئة، التسكين على ذلك بعكس

) عن يتحدث ثم ، دمائنا مجرى في المختلفة الهرمونات من نوعا ثالثين عنالفرد : دم في تدفق إذا فهو اإلدرينالين لهرمون القوية التلقائية المفاعيل

..) يحشد) إنه ينفع أو يضر استعداد وهو للعراك مستعدا جسمه يصبحوارتكاب الشطط إلى يدفع قد لكنه الموقف لمواجهة اإلنسان طاقاتاالندفاع وتوقي واإلنجاز للعمل فاعليته استثمار من بد فال الحماقات

.. عنه ينتج قد الذي الطائش

20

إلى يحيله قد ولكنه قدراته ويحشد اإلنسان طاقة يجدد اإلدرينالين إن .. والشراسة بالعنف متفجر كائن

تدفقت فإذا دقيق تلقائي بتناغم تعمل كلها والعاطفة والعقل الجسد إنمن أطول ا زمني يمتد أو الحاجة يفوق تدفقا الحاشدة الهرمونات بعضالتلقائية هذه اختلت الخمول يجلب تضاؤال إفرازها تضاءل إذا أو المطلوب، ) الدكتور ) الطاقة بواعث كتاب مؤلفا يقول وكما اإلنسان حياة واضطربت

( : ) ( ) جميل) كائن إنك اإلنسان يخاطبان وهما ستانفورد والدكتور ، تودفيما المترابطة والعاطفية البدنية الطاقة أنظمة من عدد من مؤلف مركب

.) عميق بشكل بجسمك يرتبط عقلك وإن بينها

التلقائي األداء بانتظام وينتظم يتأسس والوثيق العميق الترابط هذا إنالتلقائية اضطربت فإذا والعاطفة والعقل للجسم الدقيق والتناغم الصارم

.. اإلنسان حياة ومعها بها اضطربت

أمام نكون واستجاباته وتجهيزاته وقابلياته اإلنسان تكوين نتأمل حين إننا : ووجدانا وجسدا عقال اإلنسان تكوين من أروع فليس الكائنات أروع

دقيقة الحركة ذاتية بأجهزة سبحانه الخالق جهزه فقد وإبداعا ومهارةوالمثيرات للمؤثرات تستجيب متنوعة حيوية وظائف وذات وعديدة

تأتي وبذلك مدهش تلقائي بشكل والظروف واألوضاع والمواقفواختالف المؤثرات وتنوعات الظروف تقلبات مع متكافئة االستجابات

الحياة صعوبات مواجهة من اإلنسان تمكين أجل من وذلك المواقف .. مذهل بأداء ا تلقائي ذلك ويتم المتنوعة ومثيراتها السريعة بإيقاعاتها

.. .. .. .. أواالطمئنان الفزع أوالغفلة االنتباه الغباء أو الذكاء أواالنطفاء التوقد إن.. .. .. .. أوالغضب الرضا أواألرق النوم أوالتوتر الهدوء أواإلحجام اإلقدام

21

.. .. ... انفتاح االنطواء أو االنبساط أواالكتئاب االبتهاج أوالحزن الفرح .. .. .. ذلك كل الرفض أو القبول النفور أو االنجذاب أوانسدادها القابليات

وكهربائية كيميائية تفاعالت عن ناتجة تلقائية استجابات إال ليس منه وأكثرتقتضيه لما طبقا تهدئتها أو الطاقة لحشد مستثارة هرمونية وتدفقات

الحالة...

في كمفرت والدمار يقول وكما الهرمونية بالتدفقات محكوم اإلنسان إن ( :) أصاب ) فإذا الهرمونات توجد القائمة رأس على علمية فتوحات كتابه

جسم في تتحكم التي العشرين الغدد هذه بين من صماء غدة التغييرأن .. نعلم نحن ذلك عن ينجم قد ما يتصور أن اليستطيع أحدا فإن اإلنسان

قلقا تجعله وحيوية طاقة الجسم على يضفي النكفية الغدة نشاط ازدياد) العاطفية.. اإلنسان حياة من ر يغي الكظرية الغدة نشاط وازدياد مضطربا

( : البشري : ) ( الكائن ويقول كهروكيماوي جهاز إال هو ما المخ بأن يجزم ثمافتقر إذا التوازن هذا يختل بحيث الدقة بالغ توازن حالة في كيماوي نظام

.. التوازن ونظرية الدبوس رأس على المقدار في التزيد حيوية مادة إلىعلى والتعرف الهرمونات باكتشاف نطاقها واتسع دعمت قد الكيماوي ( : ) أن علينا الهرمونات عمل أخذنا وإذا ويقول تفرزها التي الغدد عمل

في كامل كيماوي كيان إال هو ما فالجسم اإلنسان عن فكرتنا من نعدلمواد طريق عن نفسه إصالح على القدرة يمتلك الدقة بالغ اتزان حالة

.) والهرمونات والفيتامينات المعادن أهمها كيماوية

وكاملة التشغيل وذاتية االستجابة تلقائية اإلنساني الجسم أجهزة إنهذه أدت فإذا المتنوعة وظائفها ألداء تهب اللحظة نفس في إنها التأهب

حاجة حدثت كلما األداء لتكرار الدائم التأهب حالة إلى عادت الوظائف .. تتكامل وإنما تتداخل وال التتعارض السوية الحاالت في فإنها ذلك ومع

22

للحياة العجيب االنتظام هذا يحقق الذي هو بينها فيما الرائع التناغم إنا تلقائي لتستجيب دائما متأهبة إنها واالضطراب والخلل التداخل دون ويحول

التلقائي األداء انتظام من أروع فليس والتزام وصرامة ودقة بفاعليةذهنية تلقائية استجابات من ومايقابلها الحي الجسد ألجهزة الدقيق

.. وسلوكية وعاطفية

الحي الكائن داخل الحيوية العمليات في الصارمة الدقيقة التلقائية هذه إنالتلقائية هذه فبواسطة اإليجابية التلقائية وأسلسصور وأجمل أدق تمثل

التفاعل يتحقق كما العجيب وتآزرها الرائع وتناغمها الباهر انتظامها يتحققاألعضاء بين المذهل التكامل ويحصل المختلفة مكوناتها بين المدهش

وال تتقاعس فال تام واستنفار دائم تأهب حالة في إنها والخاليا واألجهزة .. المختلفة األجهزة بين التكامل هذا إن تغفل أو تنسى وال تتأخر وال تهمل

أو ينساب إنه التلقائي األداء في والدقة التلقائي التعاون صور أروع يمثلوكل بل عضو وكل جهاز كل يؤدي وإنما تأخير وال تقديم فال تلقائيا يتدفق .. عجيبة وفاعلية صارمة ودقة شديد بانضباط به المنوط الدور خلية

طبيعته مفاتيح على يتعرف وأن ذاته يعرف أن اإلنسان مهام ألزم من إنصارت ولقد استجاباته، تلقائية على ويسيطر قابلياته استخدام يجيد لكي

ودماغه اإلنسان عن ودقة بوفرة متاحة الدقيقة المفصلة المعلوماتوأثرها كيانه داخل التلقائية االستجابات وطبيعة وغدده العصبي وجهازه

.. عنده األفعال وردود وطباعه وعاداته، وسلوكه تفكيره على الحاسم

التأثير : التلقائية االستجابات عن استجدت التي المعارف أبرز من إنوانضباط متناهية بدقة تعمل فهي للهرمونات والمذهل والعجيب السريع

تكررت أو االضطراب اعتراها فإذا عجيبة وسرعة مدهش وتوازن صارملبعضها استنزاف حدث المعتاد المعدل يفوق بشكل المقلقة اإلثارات

وبسبب المستمرة المقلقة الحاالت مواجهة عن وعجز إفرازها في وتقلص

23

في أما اكتئاب، يحدث قد المتصل االستنزاف وهذا الممتد االضطراب هذاانفراط� سوى الطارئ الجنون فليس الجنون يحدث فقد القصوى الحاالتالطارئ فالجنون المنضبط وغير المتأجج التفكير كبح عن وعجز� للتلقائية

بعض بغزارة تتدفق حين يحدث وهو للكوابح انفراط بل للذكاء ذهابا ليسأو تتقلص وبالمقابل والكورتزول االدرينالين مثل واإلثارة الحشد هرمونات

والكبح التهدئة هرمونات من وغيره الدوبامين مثل أخرى هرمونات تجفإمكانات به تنعدم شديدا اختالال الهرموني التوازن اختالل عن ينجم فهو

.. التفكير على الذاتية والسيطرة التعقل تتيح التي والتهدئة والكبح التروي

مكان كل في القرون خالل الناس بها تبرمج التي الواهمة التصورات إنعقله ومكونات قابلياته وعن الطبيعة هذه مفاتيح وعن اإلنسان طبيعة عن

وعواطفه وعقله بجسمه تتحكم التي اآلليات وعن أفكاره مصدر وعن .. بجسمه اإلنسان إن الحقيقية طبيعته عنه وتحجب الفهم تعطل مازالتوتحركه داخله في تتفاعل مدهش عجيب كائن وسلوكه وعواطفه وعقله

الفاعلية بهذه جعلته التي المعقدة العجيبة األجهزة من مذهلة مجموعة .. الموهن الكالل بذلك أو العظيمة

التفكير في تلقائي كائن اإلنسان أن هو هذا كل من يهمني الذي إنباحترام إال المهارات اكتساب وال الحقيقي التعلم له يتحقق فال والسلوك

إال األفراد بعض أعمال في تتجلى التي الباهرة الكفايات فليست تلقائيتهوالتحفز؛ والجاهزية واالمتالء للتبرمج المفتوحة القابليات لهذه ثمرة

تمتلئ ثم ر التأث شديدة فارغة بقابليات يولد فهو إليه ينضاف بما فاإلنسان .. قصدا أو ا تلقائي إليها ينضاف بما

المعارف من بالجيد يتبرمج أن فإما به يتبرمج بما مرتهن فرد كل إنمن بخليط أو منها بالسيئ يتبرمج أو واألخالق واالهتمامات والمهارات

والعاطفية والجسدية الفكرية فاعلياته أن فالمهم والرديء الجيد

24

منه يفيض وما به يتبرمج بما مرتهنة كلها أدائه ومستوى وكفاياته واألخالقية .. سلبا: أو إيجابا ا تلقائي

ومذهلة باهرة عظيمة آية اإلنسان في الحيوية األجهزة أداء تلقائية إننفسه فتجيش والخشوع بالدهشة اإلنسان عقل وتمأل الخالق بعظمة تنطق

القلب في األحاسيس هذه وتتفاعل والجالل والجمال الروعة بمشاعرجسده فيختلج العظيم للخالق وإجالال ا وحب وامتنانا دهشة فتحتشد والعقلمن خلية كل في اإليمان ويتألأل نفسه مكونات وتتجاوب جلده ويقشعر

التلقائي األداء على تتوقف والنفسية الجسدية اإلنسان صحة إن خالياهوالتكامل والتآزر بالتناغم زاخرا األداء فيأتي جسده أجهزة لجميع الصارم

والعقل الجسد وتناغم وعنفوانها الحياة فانتظام واالنضباط والدقةالمدهشة التجليات من ذلك وغير اإلبداعية بالطاقات وفيضانه والعاطفة

اختل التلقائية هذه ارتبكت فإذا الدقيق التلقائي األداء هذا على تتوقفخطوط وتداخلت والعواطف والعقل الجسد أداء واضطرب الحياة نظام

االتصال..الطب وليسفي بالحرب العالم هز الذي الطبيب

البليــهــي إبراهيم

ولكنني لشخصه جيفارا تشي عن أكتب ال أنني الحظ قد القارئ لعلفهو تلقائي كائن فاإلنسان البشرية الطبيعة مفاتيح بعض إلبراز عنه أكتب .. به يؤمن لما يندفع إنه التلقائية الذاتية وباهتماماته العميقة بقيمه مقود

كرامته عن والدفاع ذاته لتأكيد يسعى إنه عنه معلومات تلقى لما وليسحقوقه على العدوان أو إذالله أو تحقيره يحاول ممن واالنتقام

25

المدرسي التعلم بين الربط ضررا وأشدها شيوعا األوهام أكثر من.. وحصر وتقييد تأطير فهو للثاني مناهض األول ألن واإلبداع االضطراري

استقالل قابليات على وتقضي الفردية النزعة تذيب ذهنية عادات يخلق إنهالتفكير.

اليمكن االزدهار وحداة التقدم ورواد واإلبداع والفعل الفكر قادة إن قصدا استنباتهم يتعذر نادر استثنائي نبات هم وإنما إلنتاجهم التخطيطقاحلة كانت مهما أرض أي في ا تلقائي ينبتون فإنهم ندرتهم رغم لكنهمفاعليتهم ويؤكدون والقحط، الجفاف من بلغت مهما بيئة أية في وينمون

جيل يأتي حتى ة حي ريادتهم فتبقى قرون بعد إال لهم يستجب لم لو حتى .. الريادة هذه قيمة يدرك

النسق إلى ينظرون فإنهم لذلك أنفسهم نتاج فهم النسق خارج إنهمذهنية مسافة وجود إن مغايرة، ورؤية ناقد وعقل فاحص بفكر السائد

غير فهم لة المحل الفاحصة الرؤية من نهم تمك السائد وبين بينهم كافيةواالجتماعية الثقافية اإلعاقات يدركون يجعلهم ما ا ذهني مؤطرين

من بلغ مهما للواقع مستسلمة وتستبقيها مجتمعاتهم تكبل التي والسياسيةالمنغلقة والرؤية الخارقة الريادية الرؤية بين النوعي االختالف وبهذا السوء

محكوما ليس الخارق فالرائد الحضارية الطفرات انبثاق يتحقق السائدةوتحركه ضدها الغالب في فهو السائدة والمفاهيم والتصورات بالمعايير

... مغايرة مضيئة رؤية

أن غريبا ليس فإنه لذلك خارقة نوعية طفرات تمثل الريادية األعمال إنآخر مجال أي من أو األطباء بين من العصر قادة أبرز من العديد يظهر

أوعى فهم إطار بأي محدودين وال تخصص بأي محكومين غير فالروادالتحديد أو التنميط أو للتأطير يخضعوا أن من وانطالقا تحررا وأشد وأقدر

26

التخصصفي تصاحب التي واألوهام والحدود القيود من له الحصر ما أو ... المفاهيم وتقزيم التقييد أولوية على اعتادت التي المتخلفة المجتمعات

التاريخ أغالل من ر وحر الصين ثورة قاد صن يات صن الصيني الطبيب إنوفتح العصور ركام من وخلصهم األرض وجه على سكاني تجمع أكبر

في فأدخلهم التحديث مجاالت في لالنطالق أهم وهي األمل أبواب للصينيين . العصر حضارة

يات صن وقيادة بتأثير كانت الخانقة الطويلة عزلتها من الصين خروج إن ... األمة له تهيأت أن بعد تونغ ماوتسي ظهر ثم صن

الحرب في النصر إلى فرنسا قاد كلمنصو جورج الفرنسي الطبيب أن كما وناقدا عنيدا ومخاصما المعا ا صحفي كان وبعده ذلك وقبل األولى العالمية

... التقدم وحداة التصحيح قادة أحد كان فقد الموقظ للجدل ومثيرا حادا

ودفعهم العصر أضواء على الصينيين عقول فتح قد صن يات صن كان وإذاوأعاد النصر إلى فرنسا كلمنصو قاد وكذلك الحرية لنداء وا يهب أن إلى

قاع من ماليزيا انتشل قد محمد مهاتير فإن للفرنسيين واألمن الحريةمن نماذج سوى الباهرون القادة هؤالء وليس االزدهار ذروة إلى التخلف

. ذواتهم نتاج كانوا الذين والقادة الرواد األطباء

في فانطلقوا التأطير ضيق من وتحرروا التخصص أسر من انفكوا لقد ... واإلبداع اإلنجاز آفاق

27

في أيضا منهم ظهر فقد األطباء بين من عظماء قادة يظهر كان وإذارادوفان الطبيب البوسنة صرب زعيم أمثال من المعاكس االتجاه

. سنوات وقبل البوسنة مسلمي ضد اإلبادة عمليات قاد الذي كرادجيتشبشكل اإلبراهيمي الحرم في المصلين قتل على اسرائيلي طبيب أقدم

العميقة بالدوافع محكومون فالناس والرعونة الفظاعة بالغ عشوائي اضطرارا فيه ينتظمون الذي النظامي التعليم أما نفوسهم في ة المستكن

كتأشيرة المهني هدفه يتجاوز ال حاالته أحسن في إنه سطحي مكون فهو ... العيش لقمة توفير وسائل من ووسيلة العمل مجال لدخول

من الثالث بع الر في الطب وليسفي بالحرب العالم هز الذي الطبيب أماتلك في كان الذي جيفارا تشي األرجنتيني الطبيب فهو العشرين القرن

في النوم وغرف المكاتب في ترفع صوره وكانت لسان كل على الحقبةالمواليد وكان اإلعالم ووسائل األجواء تمأل أخباره وكانت العالم كل

جيفارا التلفزيونية المراسلة مثل البنات من كانوا لو حتى اسمه يحملونأكثر. : ) بأنه سارتر بول جان الفرنسي الفيلسوف وصفه وقد البديري ) أوهام في هائما كان بل حالما إنسانا كان فقد عصره في كماال الرجال

الحدودية الحواجز على للقضاء كلها اإلنسانية توحيد إمكانية وأحالم . والمشاحنات المظالم وإنهاء ة والطبقي والعنصرية

سببا تجد لن البشرية أن يعتقد كان الحالم الوهم هذا مع واندفاعاإشعال يواصل كان لذلك أسبابها على القضاء بعد والنزاعات للحروب

إلنهاء العصابات حرب نيران ويخوض لالشتعال قابل مكان أي في التمردأسبابها على بالقضاء واهما يحلم كان ألنه األبد إلى المنظمة الحروب

لكن : ) سأموت ومتى كيف اليهمني يقول كان الدائم لم الس العالم ليسودواالستبداد الظلم ضد األرض يمأل الثوار من عدد أكبر يبقى أن يهمني

. سيطر( لقد والوهم الخيال في إيغاال الحالمين أشد من بذلك وهو والفقرنشاطه وأجج سلوكه ووجه تفكيره فاستغرق المحال الحلم هذا عليه

الظلم شيوع من ألمه شدة مايؤكد سلوكه ففي حادة تناقضات في وأوقعه

28

اإلنسانية المساواة تحقيق أجل من واحتراقه واالستبداد والقهر والفقرموقفه في متوحشا كان بل وفظيعا قاسيا كان بالمقابل لكنه المطلقة

سلوكه فانقسم والفقر والقهر الظلم شيوع في السبب أنهم يعتقد ممن ... المتوحشة والقسوة المتناهية الشفقة بين

تقدم وسلوكه ومواقفه أفكاره على والتعرف جيفارا تشي سيرة قراءة إنأن يرى فهو كستلر آرثر المبدع المفكر مقولة صدق على ا نموذجي شاهدا

السلحفاة أن فيعتقدون مطبق بعمى يصابون حالمة بفكرة المؤمنين( : ) إن ) الفكرية الخمور كتابه في كستلر يقول باق الس حصان من أسبق

إنه الجبال زحزحة على فقط قادرا ليس إنه حقا عجيبة قوة اإليمان .) سباق� حصان الرنجة سمكة بأن تؤمن يجعلك أن يستطيع

غير يكونون مستغرق معتقد أو مهيمنة فكرة على المنغلقين المؤمنين إنمن بصيص ألي يسمحون وال به آمنوا فيما الشك من قدر ألي مستعديناالتحاد انهيار قبل الماركسيين حال هي كما المطلق إيمانهم يخترق الضوء

من وغيره لوبون غوستاف لتأكيده جاهد الذي المعنى وهو السوفياتيباهر بنجاح شرحه كما االجتماعي النفس وعلماء والفالسفة المفكرين

الحركات ) : طبيعة حول أفكار الصادق المؤمن كتابه في هوفر إيريك .. القصيبي( غازي العظيم الفقيد العربية إلى ترجمه وقد الجماهيرية

في يمعنون أحيانا لكنهم التقدم رواد هم المندفعين الحالمين هؤالء إنبصياغة يحلمون ألنهم الرعب ونشر والتدمير للقتل روادا فيصيرون الجنوح

تامة مغايرة قائم هو لما مغايرة جديدة صياغة اإلنساني الوجود ... للتحقيق قابلة غير واهمة � أحالم أجل من الفظائع ويستبيحون

29

تحقيق بإمكانية أعمى عميقا إيمانا آمن فقد الحالمين أكبر من جيفارا كانأي التعرف أحالمه أن يعلن وكان الناس بين المطلقة التامة المساواة

ويرى الواقع أثقال يدرك كان فقد بالمستقبل الثقة هذه كل ومع حدوداإلنساني الحلم هذا تحقيق دون تحول التي الراسخة الصلدة الموانع

متناقضا يبدو الذي النداء بذلك الراسخ الواقع هذا يواجه كان لكنه العظيمواقعيين : ) كونوا يقول كان فقد الواهمة وأحالمه جيفارا تفكير اليعرف لمن ) فكيف الثانية الجملة مع تتناقض األولى الجملة فكأن المستحيل واطلبو

! مضادة فالواقعية المحال؟ يطلبون نفسه الوقت وفي واقعيين يكونونالموانع كل إدراك تعني الواقعية بأن يؤكد أن أراد جيفارا لكن للمحالالنفسية وبالحمايات المنيعة بالحصون مدجج فالواقع الراسخة الثقيلة

تصورا األذهان في يخلق أن الوقت نفس في أراد أنه غير القوية والماديةقوة بلغت ومهما راسخا كان مهما للزوال قابل بأنه الواقع عن جديدا

مهما المأمول وبأن تحميه التي الحراسات ويقظة بها، يتحصن التي القالعباستحالة واالعتقاد الواقع رسوخ عن فالتصورات يتحقق قد محاال بدا

حين بينما المحاوالت وتوقف المبادرات وتئد العزائم توهن التي هي تغييرهمن تعتبره السائدة التصورات كانت ما أن نجد الحضارة تاريخ نتأمل

قد الخارقة الريادية وبالجهود المغايرة الجديدة بالتصورات فإنه المحاالتوالهاتف الطائرة وليست الحياة بداهات من بات بل شائعا واقعا صار

أبعد من يعتبر ماكان بعض سوى المستقرة والديمقراطيات والتلفزيوناإليجابية االجتماعية وباالستجابة الخارقة بالريادات هي فإذا المحاالت

بداهات من وكأنه نظرهم يلفت وال الناس يعيشه واقعا صارت الكافية .. واالجتماعية الثقافية األوضاع عن يقال ذلك ومثل األزل منذ الحياة

فرؤيتنا تغييرها اليمكن التي الثوابت من بأنها إليها ينظر التي والسياسية... اإلخفاق أو النجاح إلى تقود التي هي سلبا أو إيجابا والمحال الممكن عن

الخارقة الجهود أن ندرك وأن أعماقنا محتويات على ف نتعر أن علينا إنللعقل مخالطة متأججة عميقة دوافع من تنبع الخطيرة والمغامرات

يستخدم بل معلومات على حصل ألنه اليندفع فاإلنسان والوجدانوتحقيق تحركه التي العميقة القيم منظومة وإنجاح لتفعيل المعلومات

30

الروسي الكاتب يورد الصدد هذا وفي تؤرقه التي واالهتمامات األهداف ) قصة ) الحزين الفتى أنشودة عن البحث كتابه في أكسيونوف فاسيلي

مغرم بل معجب إنسان من حولته حياته من مبكر وقت في لجيفارا حدثتبأية إليها يمت شيء وألي ألمريكا كرها يتأجج ثائر إلى أمريكي هو ما بكل

وعن البشرية الطبيعة عن وعميقة كبيرة داللة تحمل قصة وهي صلةمن الموقف هذا كان فلو ا تأثير واألدوم عمقا واألكثر قوة األشد الدوافعالبالغة أهميته تأتي وإنما أهمية له كانت لما خاصة فردية حالة يمثل جيفارا

ويفر االحترام، لكسب يسعى فاإلنسان عامة بشرية لظاهرة امتداد أنه منأو سمعته أو كرامته عن دفاعا يموت فقد اإلهانة يتحمل وال العار من

في : ) هيجل األكبر الفيلسوف يقول وكما إذالله في يتسبب ممن انتقاماوحده (. ز التمي أجل من الموت حتى الصراع كان البدء

ضدها فقاد أمريكا على حقده ألهبت التي جيفارا قصة أهمية تأتي هنا ومنهو ما بكل مغرما كان أن بعد العالم من عديدة أمكنة في شعواء حروبا

( : يجعل الذي هو ما مندهشا مازلت أكسيونوف فاسيلي فيقول أمريكيالمعادية المشاعر يظهر وأوربا وروسيا الالتينية أمريكا في الناس من عددا

!! ؟ العنف من القدر بهذا ألمريكا

سأل !!( : ) مرة ذات يقول ثم كله هذا يكتنف هستيري غريب شيء هناكفشن الشديد الكره ذلك أمريكا يكره لماذا جيفارا الثائر سوفياتي شاعر

النامية األمم واستعبادها األمريكية االمبريالية على عنيفا هجوما جيفاراالتحرر حركات وقمع والتوسع الجشعة االحتكارات خالل من اقتصادياجيفارا إجابة أن وجد السوفياتي الشاعر ولكن ذلك إلى وما الوطنية

شخصي شيء هناك كان إذا عما منه فاستفسر شافية تكن لم السياسيةقصة يروي جيفارا شرع الصمت من لحظات بضع وبعد مشاعره وراء

الشاعر .. من سمعتها كما سأرويها غريبة

31

كما مراهقا ا صبي كان عندما األمريكية المتحدة الواليات يقدس جيفارا كانموسيقى ألوان وأحدث هوليود تخرجها التي البقر رعاة بأفالم مولعا كان

يرى به إذا المطار بجوار ا مار دراجته راكبا يوم ذات كان وبينما الجاز ) يطول ولئال أمريكا إلى باق الس جياد من بمجموعة تحميلها يجري طائرة

الفرصة ينتهز أن باله في خطر أنه إلى نشير بأن نكتفي القصة سردالشيء وهو أمريكا إلى فيصل حلمه ليحقق الجياد مع الطائرة في فيختفي

أمريكا إلى الطائرة وصول بعد األمريكيون اكتشفه وحين فعل الذيأغفر : ) لن بقوله ح صر وقد مهانا كسيرا وطنه إلى وأعادوه وأذلوه ضربوه

( : ) كل أكره بغضب وأضاف الطائرة تلك في بي ماصنعوه أبدا لهمالواثقة ونظرتهم المتغطرسة ومشيتهم الهادئة وأصواتهم األمريكيين

.. ) البذيئة وابتساماتهم

أما أعماقه في المتأججة العميقة الدوافع سوى اليحركه اإلنسان هو هكذاتؤدي أن بعد بالنسيان منها يتحرر ثم لحفظها فيضطر الباردة المعلومات

.. الشكلية المهمة

عريضة آماال ونعلق المعلومات أهمية تأكيد في ساذجة مبالغة نبالغ إنناعن ونغفل الثقيل الجامد ومحتواه القسري بأسلوبه النظامي التعليم على

مهمة التكون فالمعلومات قيمه ومنظومة اهتماماته تحركه اإلنسان أنواالهتمامات كة المحر العميقة القيم مع توافقها بقدر إال فاعلية وذات

... المثيرة التلقائية

الحظ كما الفالسفة من كثير الحظ وقد ذاته هي اإلنسان عند قيمة أهم إنالرفيعة المكانة ونيل االحترام لكسب اإلنسان سعي بأن النفس علماءالسلوك دوافع أقوى من االحتقار أسباب من والفرار العار من والخوف

من الرعب ويحركه العار من الخوف يجتاحه اإلنسان فإن لذلك البشري

32

اإلذالل ألوان من لون ألي تعرض أو أهين إذا غضبا ويتأجج االحترام فقدان . االحتقار أو

أم األفراد مستوى على سواء ودائمة حاسمة فاعلية ذو الدافع هذا إنبعد األلمان به أحس الذي فالهوان األمم أم المجتمعات أم الجماعات

حول الجارف القوي االلتفاف إلى دفعهم الذي هو األولى العالمية الحربودمرت العالم زلزلت التي العارمة االستجابة تلك له فاستجابوا هتلر

... البشر من مليونا خمسين حياة بإزهاق وانتهت أوطانا

ينضاف بما اإلنسان بأن تؤكد منها متعددة جوانب في جيفارا تشي حياة إنوالدته أوان قبل ولد فقد جسمه قوة أو ضعف عن النظر بغض قابلياته إلى

وبسبب عمره طول والزمه الربو مرض وعاجله هزيال عليال فنشأ بشهرواإلقدام االستقالل على بتنشئته لكنه العسكرية الخدمة من أعفي ذلك

العصابات لحرب قيادته أثناء كابد المستغرق القوي التلقائي وباهتمامهفيشتد اللقاح حب فيها ينتشر التي الغابات وسط وعاش الظروف أقسى

فاعلية يؤكد هذا وكل واندفاع وصبر بعزيمة ذلك واجه لكنه الربو عليهمن يقال ما خرافة على ا إضافي شاهدا يقدم كما التلقائية العميقة الرغبة ) ذلك : ) يخالف الواقع أن نجد بينما السليم الجسم في السليم العقل أن

واإلحجام واإلقدام والوجدانية الفكرية الناحية من فاإلنسان تامة مخالفةيتبرمج وبما قابلياته إلى ينضاف بما وإنما بجسده ليس والسلوك واإلرادةألية وقابلة وفارغة مفتوحة تأتي التي قابلياته تتلقاه بما محكوم فهو به

... محتوى وألي صياغة

طفل وهو قام وقد جسده هزال رغم طفولته منذ مغامرا جيفارا كانذلك على أبوه وشجعه هوائية دراجة على الجنوبية أمريكا بلدان في بجولة

. العراء في ينام وكان الحياة قسوة يعتاد أن أجل من

33

من ونفور التقييد من وهروب وتغيير وانتقال حركة كلها حياة عاش لقدإلى انتقل الطب كلية في تخرجه من سنة فبعد الواقع مع ف التكي

أربع مدة الثوار وتدريب تنظيم وتولى كاسترو فيدل إلى وانضم المكسيكتم وحين هافانا في الداخلين أول هو وكان كوبا على انقضوا ثم سنواتصار بل طبيبا بوصفه الصحة لوزارة اختياره يتم لم الثورة حكومة تشكيلكوبا ترك ثم للصناعة وزيرا ثم الكوبي المركزي الوطني للمصرف رئيسامرة وانخرط عاد ثم وغيرها والصين والجزائر مصر مثل كثيرة بلدانا وزار

يبلغ أن قبل الحياة فودع اغتياله تم حتى العصابات حرب في أخرىمازالت أسطورة لنفسه خلق القصير العمر بهذا ولكنه العمر من األربعين

... العالم كل في أصداؤها تتردد

وتأجيج الثورات إشعال مواصلة على ا مصر بقي أنه األمر في الغريبالثورة : ) يقول كتب فقد النتائج من مفجوعا كان أنه رغم العصابات حروب

) االكتشاف بهذا ا حري وكان ، األوغاد ويستغلها ويرثها الشرفاء يصنعهاإلى بقي لكنه عليه سيطرت التي الحالمة األوهام من يوقظه أن الفاجع

بإيمان� مدفوعا المعارك ويخوض المشاق يواجه حياته من لحظة آخرنشاطه كل فيه فأفرغ تفكيره واستغرق نفسه على استحوذ قد راسخ

أمريكا !!! على حقده أن يؤكد هذا أن وربما اغتياله تم حتى له ذاته ورهنالضجيج ذلك لكل األعمق الدافع كان مراهقا تلقاها التي اإلهانة تلك بسبب

... األرض به مأل الذي

ولكنني لشخصه جيفارا تشي عن أكتب ال أنني الحظ قد القارئ ولعلفهو تلقائي كائن فاإلنسان البشرية الطبيعة مفاتيح بعض إلبراز عنه أكتب .. به يؤمن لما يندفع إنه التلقائية الذاتية وباهتماماته العميقة بقيمه مقود

كرامته عن والدفاع ذاته لتأكيد يسعى إنه عنه معلومات تلقى لما وليساالستهانة أو حقوقه على العدوان أو إذالله أو تحقيره يحاول ممن واالنتقام

القيم وهذه االهتمامات هذه كانت لو حتى بقيمه االستخفاف أو باهتماماته... وهوانه وتخلفه بؤسه سبب هي

34

بالحاجة اإلحساس بمقدار تأتي االستجابة قوة

البليــهــي إبراهيم

الذي المجتمع في السائد النسق تخرق أنها الخارقة الريادات في األصلتصوراته تصحيح أو أوضاعه وتغيير تطويره إلى وتدعو وتتجاوزه فيه تظهر

مغاير أسلوب ابتكار أو قيمه منظومة ترتيب إعادة أو باهتماماته االرتقاء أواألوضاع قصور تعلن فكأنها فيه الحياة مجاالت من مجال أي في للسائد خطأ أو اإلصالح يستوجب خلال تكشف أو تجاوزها على وتحث القائمة

تعري أو عليه السكوت اليصح عاما جورا تدين أو التدارك يستحق مزمنابه وتتلوث العقول يفسد تضليال تفضح أو بالتدهور يؤذن واسعا فسادا

المجتمع وتوتير والعنف والتدابر والغلظة الجهالة نحو فيدفع العواطفالناس قابليات به تتعطل ا ثقافي تحجرا تحلل أو البانية قدراته وشل

البناء اتجاه من بدال ت ومشت مدمر هو بما القابليات هذه تتبرمج أو اإليجابيةفرع أو العلم مجال في للسائد وتجاوزا خرقا الريادة تأتي وقد واالبتكاراإلدارة مجال في أو التقنيات مجال في أو الفنون مجال في أو فروعه من

فالريادات السائد وتتجاوز المألوف تنقد التي االختراقات من ذلك غير أوتحقق على تتوقف والفاعلية اإلثمار لكن التقدم وحافزة حادية هي

.. الكافية اإليجابية االستجابة

: جناح جناحين على ينهض مجال أي في التقدم أن هو إليه التوصل أريد مافإن وعامة وقوية إيجابية االستجابة جاءت فإذا االستجابة وجناح الريادةهو ليس الحضارة لتقدم األكبر فالعائق وفاعلية بسرعة يتحقق التقدم

قدرة عدم إلى العجز هذا يعود وإنما الخارقة الريادات إلى االفتقارالخالقة الريادات محتوى تفهم على المجتمعات

35

فإنها للسائد مغايرة تأتي واألمكنة األزمنة كل في الخالقة الريادات وألنوربما صارم عنيد برفض ا تلقائي فتقابل مقاومة سلبية باستجابات تواجهقد نادرة حاالت في لكن القائمة األوضاع قبل من مستأصل أو خانق

وسريعة إيجابية للريادة االستجابة فتأتي العوامل من مجموعة تتضافرأوروبا في به قوبل الذي الفياض اإليجابي الرد وهو ومستمرة وقوية

عمال الطباعة اختراع كان فقد الخامسعشر القرن في المطبعة اختراعألنه حار بترحيب فقوبل التأثير وشديد النفع وعظيم األهمية بالغ ا ريادي

منه تستريب ا فكري اختراقا وليس محض تقني مجال في للسائد اختراقإليه محتاجه فهي الحاسمة أهميته تدرك أوروبا كانت فقد القائمة األوضاع

فبادرت تنتظره كانت فكأنها العظيمة اإليجابية لنتائجه ومتعطشةاالختراع جاء لقد للواقع معارضا فكرا تحمل لم هنا فالريادة له باالستجابة

عامة االستجابة فجاءت قائمة أوضاعا ليعارض وليس ملحة حاجة ليحقق .. وقوية وسريعة

مجتمعات ومازالت اإلغريقي العصر منذ كانت األوروبية المجتمعات إنفي الكئيبة المظلمة االنقطاع فترة باستثناء المعرفة إلى ومتعطشة قارئة

كانوا كما الكتب توفر عدم من يعانون الناس وكان الوسطى العصوربخط مكتوب هو لما القراءة صعوبات إلى إضافة أثمانها ارتفاع من يعانونجاء وكما الفاتح الرائع االختراع هذا قبل سائدا كان الذي الوضع وهو اليد

: ) ستيبتشفيتش ) الكسندر للدكتور الكتاب تاريخ كتاب من األول الجزء فيواألغنياء) الحكام غير شرائها من يتمكن فلم جدا غالية الكتب كانت

) كانوا أوروبا في الفئات كل من الناس أن يؤكد وهذا والكنائس واألديرةجاءت لهذا الجميع متناول في لتصبح الكتب بها تتوفر وسيلة إلى متلهفين

الريادة بين العضوي التكامل وبهذا وعامة وقوية إيجابية االستجابةاالتجاهات كل في اآلفاق فتح قد الفاصل االختراع هذا فإن واالستجابةوالمعارف األفكار في هائلة وثبة لإلنسانية وحقق المجاالت جميع وفي

36

معروفة تكن لم مجاالت في والتقدم واإلبداع اإلنتاج أبواب وفتح والوسائلممكنة تكن لم والجرائد الصحافة فكرة فإن المثال سبيل وعلى قبل من

بالكتب وفرة من يستوجبه بما التعليم تعميم وكذلك الطباعة توفر قبلالحياة مقومات من له حصر ال مما ذلك غير إلى الدارسين أفواج بعدد خارقا حدثا المطبعة اختراع كان لقد الطباعة رتها يس التي المعاصرة

التأثير وشامل الفاعلية سريع اإليجابية االستجابة قوة بسبب وكان وفارقاالقراءة فجعل المعرفة احتكار وأنهى العقل آفاق وفتح العلم سبل ر فيس

االختراع بهذا بقوة يرحبون الناس جعلت قد العوامل هذه إن للجميع متاحةوبأشكال زهيدة بأثمان متاحة وصارت الكتب توفرت فبه والعجيب البسيط

.. وممتعة مريحة القراءة فباتت جميلة

الطباعة اختراع أن يعتبر بيكون فرانسيس اإلنجليزي الفيلسوف فإن لذلك ) ( : أما العالم أنحاء كل في األشياء كل ر غي قد والبوصلة والبارود

وابتكار الطباعة اختراع أن اعتبر فقد كوندرسيه دي الفرنسي الفيلسوف .. البشري: العقل لتقدم األساسية المعالم من الكتابة

بتأثيره جوتنبرج يوحنا األلماني المطبعة مخترع أن األمر في والمدهشالكتب نسخ مجال في المشتغلين من يكن لم المعرفة مجال في العظيم

يعمل كان وإنما والتعليم بالتعلم وال بإنتاجها وال بها عالقة ذا عمله يكن ولمآلية وسيلة إيجاد ألهمية فطن بصيرته ونفاذ وفطنته بذكائه لكنه حدادا

الطلب بتلبية تتكفل كبيرة بكميات بالجملة إنتاجها أجل من الكتب لطباعةالنسخ رتابة تنهي اآللية الوسيلة هذه ألن أوروبا في الكتب على المتنامي

نشر وتتيح المعرفة احتكار تنهي كما إنتاجه وضآلة وصعوباته وكآبته اليدوي . هذا إن الكتب عن الباحثين لرغبة وتستجيب بسهولة والمعارف األفكار

وقد لحلها فسعى الملحة العامة اإلنسانية الحاجة أدرك الذكي الحدادأوروبا كانت وقت في الباهر الحل هذا جاء وقد المطبعة اختراع من تمكن

حركة كانت فقد وانتشارها األفكار توقد وبدأ العقل حياة فيها ت دب قدوغيرهم وبترارك ودانتي أبيالرد أفكار وكانت إيطاليا في بدأت قد اإلحياء

37

فكانت كبيرا تأثيرا أوروبا في وأحدثت انتشرت قد اإلنسانيين من .. وعارمة عامة فكرية لطفرة تتهيأ األوروبية المجتمعات

الثقافي المجال في الجارف العام التأثير هذا صاحب جوتنبرج يوحنا إنقضوا ممن هو وال األكاديمية األلقاب أصحاب من يكن لم والحضاريمتوقد عقل صاحب كان وإنما المدرسي التعليم مقاعد في السنوات

من الماليين يحققه مالم لإلنسانية فحقق الملح اإلنساني باالحتياج فأحسسريعة له االستجابة جاءت وقد األلقاب وحاملي الجامعات خريجي

حالة في أوروبا كانت المطبعة اختراع من تمكن حين ألنه وعارمة وشاملةوإنما أخرى دون بفئة محصورا الكتب إلى االحتياج يكن فلم فكري غليانبما تهتم فئاتها وجميع األوروبية المجتمعات كل في الطبقات كل كانتتاريخ ) كتاب من الخامس المجلد ففي المعرفة ويتيح القراءة سبل يوفر

( : وسيلة( إلى ماسة الحاجة كانت يقول روذنشتين جون كتب العالمحركة أثار الذي الفكري االختمار ذلك بسبب اآلراء بنشر كفيلة سريعةالمفكرون العباقرة يبلغ ولم الديني اإلصالح حركة يثير أن وأوشك النهضة

. ) د ويقول الوقت ذلك في مابلغوه الكثرة من العصور من عصر في ( :) لقد ) الكتاب تاريخ كتابه من الثاني الجزء في ستيبتشفيتش الكسندر

.. حينئذ الجميع أراد فقد عظيم بحماس اختراعه جوتنبرج معاصرو استقبلمن االستفادة والجامعات والمواطنون والكنيسة واألمراء اإلحياء رجاليفسر جوتنبرج الختراع العظيم الحماس هذا إن الجديدة اآللة هذه خيرات

إال اليحدث وكما أوروبا أرجاء كل في الطباعة انتشار سرعة ذاته حد فيالواسعة بالمساعدة جوتنبرج اختراع حظي فقد اإلنسانية تاريخ في نادرااألهمية إلى واعين كانو الوقت ذلك في الجميع ألن التفهم حسن ولقي

الطباعة لتطور األولى العقود في مانجد كثيرا ولذلك االختراع لهذا الكبيرةمن جاء خارق عمل وأنه الله من فضل االختراع هذا بأن المدون الرأي

) بأنه لوثر مارتن البروتستانتية مؤسس ووصفه اإلنسان لخير السماء ) في) حاسما عامال المبطعة اختراع كان لقد اإللهية النعمة هبات أسمى

عصر فجر فانبلج والجهل التحجر عصور ركام من لتتحرر أوروبا تهيئة

38

األوروبية الحضارة شجرة فاتصلت الوسطى العصور ظالم وبدد النهضة .. اإلغريقية بجذورها

عام صادرة المطبعة اختراع عن تاريخية وثيقة إنه : ) 1499تتحدث لتؤكد ) لذلك العباقرة هؤالء أمثال بها يولد أن األلمانية لألمة العظيم الشرف لمن

أن هولندا ادعت ومجيد عظيم هو لما بق الس ادعاءات في كالعادة فإنهأن وتؤكد االدعاء تنفي الوقائع لكن االختراع صاحب هو مواطنيها أحد

المجد هذا صاحب فهو جوتنبرج يوحنا األلماني هو الحقيقي المخترعكوستر جانزون لورنز للهولندي تمثاال هولندا أقامت ذلك ومع الشامخ

بقي لذلك الهولندي االدعاء لهذا اليلتفتون والباحثين المؤرخين ولكن .. اإلنساني التاريخ في الخالدين العظماء أبرز عداد في جوتنبرج

االختراع بهذا العام األوروبي االبتهاج بسبب أنه إلى روذنشتين جون ويشيرخالل الحدود كل فاخترق كلها أوروبا في سريعا انتشر الطباعة فن فإن

األثرياء دفع مما وعارمة عامة االستجابة كانت فقد عاما وثالثين خمسةهذا في المستثمرون ووجد الجديد الحيوي المجال هذا في االستثمار إلى

مما الثقافية المؤسسات ومن الحكومات من مشجعة تيسيرات المجال : يثير مما إنه المؤرخين أحد يقول وكما بسرعة تنضج الطباعة جعل

التي الكتب به ظهرت الذي الكمال وذلك البالغة الدقة تلك حقا الدهشة .. المطبوعة الكتب باكورة أنها عادة يظن

وظهرت اإلنسانية الحركة نمت اإلغريقي التراث وإحياء المطبعة فباختراعفكان جديد أوروبي وعي وتبلور البازغة المعرفة وعمت الفردية النزعة

وصفها كما أوروبا فصارت وعظيما وواسعا عميقا تأثيرا االختراع هذا تأثيرالسليم: ) العقل إلى يعود والعالم جديد من يولد فالعلم إيراسموس

) مايكل الدكتور ينتهي أن غريبا يكن لم لذلك ثانية يزدهر الكريم واألدبكتابه في جوتنبرج يوحنا يجعل بأن اإلنساني للتاريخ دراسته بعد هارت

39

( ) المرتبة) في األوائل الحضارة( 8المائة في تأثيرا األكثر هم ممنفقد فيه العظمة مجاالت وتنوع امتداده على التاريخ عظماء بين اإلنسانيةوكما والمكان الزمان في وممتدا وشامال وعظيما ا وقوي سريعا تأثيره كان

: والتطور النماء قصة هي الطباعة قصة كانت روذنشتين جون كتب) العام( ) الحضارات تاريخ من الثالث المجلد في جاء ذلك ومثل المستمر

ففيه كروزيه موريس بإشراف الفرنسيين العلماء من مجموعة كتبه الذي ( : وتحقيقا للحضارة ملحة حاجة عن تنفيسا الطباعة اختراع جاء يقول

مكدود مطاف� ونهاية اإلنسان ضلوع بين تلجلجت طالما وآمال لرغائبوقد المجتمع حاجات يشبع الجديد التقني االختراع انتشار جاء وقد جهيد

للتحرر عربونا واعتبرته الطباعة باختراع حارا ترحيبا الكنيسة رحبت ) : هكذا العصر لهذا نورا الطباعة كانت أوغسبورغ أسقف فكتب الفكري

ال ألنها وعارمة عامة الخارقة الريادة لهذه األوروبية االستجابة كانتمحايد تقني فتح هي وإنما االستمرار لها يراد قائمة أوضاع مع تتعارض

وحشد قيوده وفك العقل لتحرير أو االنغالق من للمزيد يستخدم بأن قابل .. البانية طاقاته

: جناحين على ينهض مجال أي في التقدم أن هو إليه التوصل أريد ما إنوعامة وقوية إيجابية االستجابة جاءت فإذا االستجابة وجناح الريادة جناح

هو ليس الحضارة لتقدم األكبر فالعائق وفاعلية بسرعة يتحقق التقدم فإنقدرة عدم إلى العجز هذا يعود وإنما الخارقة الريادات إلى االفتقار

يظهرون الخارقون فالرواد الخالقة الريادات محتوى تفهم على المجتمعاتوهنا العامة اإليجابية االستجابة تخلف من الخلل فيأتي المجتمعات كل في

قديما ظهرت قد الطباعة فكرة أن من البعض مايدعيه مناقشة من البداألختام فكرة عن اليختلف الصين في ظهر ما أن الحقيقة بينما الصين في

الجدة كل جديدة تقنية فهي الطباعة أما المجتمعات كل في المعروفة مذهال اختراعا كان وقد عجيب اختراع إنها ومتحركة منفصلة فالحروفهذا مثل يظهر أن ممكنا ليس أنه المؤكد ومن مرة ألول ظهر عندما

فلن البيئة إليه ودعت الحاجة به أوحت فقد قارئ مجتمع في إال االختراعألن أحد له يلتفت فلن الصين في ظهر ولو مثال صيني مخترع أي فيه يفكر

40

لوسيلة متطلعا يكن ولم قارئا مجتمعا آنذاك يكن لم الصيني المجتمع غالبا هي الشرقية فالمجتمعات المكتوبة المعرفة توفير إلى تؤدي

الصين في قديما المعروفة األلواح فكرة بقيت لذلك مشافهة مجتمعاتينتج ولم تتطور ولم له أوجدت ما حدود في وظلت األختام لفكرة امتدادا

.. فاعل ثقافي ر تغي أي عنها

متعطشة بيئة في ظهرت وقد مدهشة نوعية قفزة هي المطبعة ففكرةشاملة طفرة أحدث قد أوروبا في المطبعة اختراع فإن لذلك للمعرفة

التكامل يظهر وهنا والسياسية واالجتماعية المعرفية المجاالت كل عمتللفكر العميقة الجذور إلى ذلك ويعود واالستجابة الريادة بين العضوي

بالقراءة الشغف وشيوع األوروبية الثقافات في العقالني الفلسفيفي محورية قيمة بوصفها الموضوعية الحقيقة عن بالبحث الناس واهتمامفي المطبعة اختراع منحت التي هي مجتمعة العوامل فهذه الثقافات تلك

من والمغاير الجديد عن يبحثون كانوا هناك فالناس األهمية هذه كل أوروباالحضارية الطفرة هذه أثمر مما والتصورات والمفاهيم والمعارف األفكارالحدث هذا عن كتبه الذي الفصل في روذنشتين جون فإن لذلك الهائلة

( : ) الحضارة ) تقدم سرعة تتوقف يقول العالم تاريخ كتاب ضمن المحورياختالف على المعرفة تبادل بها يتم التي الصعوبة أو السهولة مدى على

بها.. واالحتفاظ المعرفة تبادل في أثرا الوسائل أبعد والطباعة أنواعهاالحضارة تقدم سرعة في المفاجئ االزدياد فضل اختراعها إلى ويرجع

وعظيمة( ثرية أوروبا في المفصلي االختراع هذا ثمار جاءت لقد األوروبية .. وشاملة ومتنوعة

مرتهنة المطبعة باختراع أوروبا في تحققت التي الباهرة النتيجة هذه لكنمجتمعات في االختراع هذا جاء فلو المجتمع في السائد التفكير باتجاه

منغلقة ثقافة ضمن أو بالقراءة شغوفة غير أو المشافهة ثقافة تعتمدالطارئة األفكار مقاومة باتجاه وتتحرك واالكتفاء الكمال بادعاءات ومكبلة

بكتب المجتمع غمر فيجري تماما عكسية النتائج تصير أو أحد به يهتم فلن

41

الوافدة األفكار وتهاجم السائدة التصورات خ وترس القائمة األوضاع س تكرالعظيم التأثير هذا كل االختراع لهذا صار لذلك استثنائية حالة فأوروبا

إلى أوروبا من قرون منذ انتقلت قد الطباعة أن ذلك يؤكد ومما الشاملمن الكثير في والتقدم التغيير على حافزا صارت فما القارات كل

وتأصيل النكوص من للمزيد كبيرا عونا صارت وإنما المتخلفة المجتمعاتالحضارة مع تتعارض كتب� طوفان نشر في كثيرا وساعدت المتحجر الواقع

بقيت لذلك جنسه من نموه شيء فكل الحديث الفكر وتهاجم المعاصرةفي االزدهار تجارب تجسيدات رغم تخلفا تزداد المتخلفة المجتمعاتمقومات وجاهزية الحديثة والفكرية العلمية الكتب ووفرة والغرب الشرق

.. المجاالت كل في مذهل تقدم من العالم في ماتحقق كل

االستفادة تحققت لقد ا نوعي تختلف االستجابة فإن الغربي العالم في أماالرائد هذا تمجيد يكرر الغرب ظل ثم ووفرة بسرعة االختراع هذا مناالجتماع عالم أن درجة إلى الثوري بدوره ويشيد جوتنبرج يوحنا العظيم

) ( : فقد جوتنبرج ة مجر بعنوان كتابا ألف ماكليوين مارشال هربرت الكنديمنذ المطبعة اختراع أثمره مما تنهل بقيت كلها اإلنسانية أن اعتبر

القرية ) مقولة صاحب وهو الطباعة محل الكمبيوتر حل حتى اختراعهابسببه( المؤلف واكتسب واسعا ا عالمي اهتماما الكتاب لقي وقد الكونية

.. عالمية ومكانة واسعة شهرة

متنوعة علمية مجاالت من كثيرون باحثون أفكاره تداول كتابه صدور ومنذوالوسائط الطباعة ثورة عن يتحدث مهم كتاب فصدر آخرون حذوه وحذا

) ( : فه أل وقد اإلنترنت إلى جوتنبرج من واضحة داللة ذو وعنوانه األخرىفي للطباعة األساسي الدور نا بي وقد يورك وبيتر بريجز آسا هما أكاديميان

تداول وسرعة الكتب فوفرة لوثر مارتن بها قام التي اإلصالح حركة إنجاح) لوثر: ) إسكات فتعذر دائمة ثورة إلى اإلصالح حركة حولت األفكار

.. المطبعة الختراع الكبرى النتائج إحدى سوى هذه وليست

42

المؤرخة فإن وحاضرا ماضيا المخترع هذا تبجيل في ماقيل كل ورغم ( : المغبونة الثورة كانت الطباعة أن ترى إيزاينشتاين اليزابيث األمريكية

) أن تعتبر فهي التقدير من الواجب حقه يأخذ لم تغيير كفاعل دورها وأنالتي وهي الصاعدة الجديدة أوروبا لوالدة مهدت التي هي الطباعة

والفاعلية النمو بوسائل وإمدادها باألفكار إشعالها تواصل استمرتوفي اإلصالح حركة وفي النهضة حدوث في األهم العامل كانت فالطباعة

التقنية النتائج وفي العظيمة المعرفية األنهار تدفق وفي العلمية الثورة.. عنها تمخضت التي المذهلة

العالم بهما يتغير خارقة لريادة إيجابية استجابة

فغامر كولمبس رحلة لتجهيز استجيب متكرر ورفض طويل انتظار بعدالعوائق من وواجه المخيف، الظلمات بحر يسمى كان ما باختراق

... . إن وصفه اللغة تستطيع ماال والمخاطرلالشتعال قابلة كانت لبيئة شرارة مجرد كان لوثر

الشرق مفتاحعظيمة آفاقا وللحضارة لوطنه ففتح نفسه علم التلقائي باهتمامه

الحضارة خطوات أنجزوا تلقائيا المندفعونلها يستجاب حين الفكرية للريادة باهرة نتائج

" أي " تتحمل وال اإللكتروني الرياض رأي عن تعبر ال المنشورة التعليقاتعن ولإلبالغ النشر، مسؤولية كاتبها ويتحمل ذلك، حيال قانونية مسؤولية

" تعليق " كل أسفل التنبيه زر على الضغط يرجى مخالف تعليق أيالسائد التيار عن المبكر التلقائي لالنفصال نموذج

43

البليهي إبراهيم

الرؤية ذوي المثقفين أبرز من برديائيف نقوال الروسي الفيلسوف كانحظي لذلك العشرين القرن من األول النصف في العالمية اإلنسانية

خمسة له صدر لقد والمؤرخين والباحثين والنقاد الدارسين باهتماموتمت واإلنسانية الفكرية القضايا مختلف بعمق فيها تناول كتابا وعشرون

فهو العربية اللغة ومنها العالمية اللغات ألكثر بعضها أو الكتب هذه ترجمةنشأ فقد مبكرا بنفسه انفرد لقد اللغات مختلف في مقروء عالمي مفكر

.. .. حياته في تدخل أو توجيه أي من نافرا الستقالله ساعيا بفرديته واعياالتصورات تحتلها أن من قابلياته فسلمت المستقل التفكير على فاعتاد

منذ بنفسه نفسه فبنى المسبقة التلقائية األفكار أو الخاطئة الجماعية ... مستغرق قوي باهتمام طفولته

العالم قادت التي األفكار ويستولدون المعرفة ينتجون المبدعين الرواد إنالثقافات إلى المعرفية اإلضافات ويواصلون يبدعون أنهم كما االزدهار إلى

الخلط.. ويزيلون األخطاء ويصححون األوهام يقاومون إنهم البشريةمن أكثر على تدل ال فهي الشهادات أما العقل، عطالة أسباب ويكشفون

االستخدام حسن ومحاولة التلقي على القدرة

44

ي كل السلوك إنساني التفكير عقالني النزعة فردي برديائيف كانالجوهر بوصفها أساسية محورية قيمة اإلنسان فردية اعتبر االهتمامات

إنه اإلنسانية القيم منه وتستمد التقدمية االتجاهات عليه تتأسس الذيوإنما الجزئية المشاكل أو اليومية االهتمامات تستغرقه لم الكلية برؤيته

وهذا المتبادلة التأثيرات ذات المعقدة بتشابكاتها الكبرى القضايا استغرقتهوالتفاهات الحماقات يكتشف اإلنساني الرائد إن العالميين؛ الرواد شأن هو

الثقافي النسق حماقات حاد بشكل يدرك كما عام بشكل البشريةالتبرم فيحرقه بحياته ويتحكم به يحيط الذي والسياسي واالجتماعي

... المقاومة طاقة ا تلقائي ذاته في وتتفجر

مندمجا ويبقى السائدة بالثقافة ا تلقائي يتبرمج أنه اإلنسان في األصل إنفيظل اليومية الحياة في ومستغرقا العام التيار في وذائبا المجموع في

ثقافة مجتمعاتهم نتاج هم عموما فالناس السائدة العامة بالغفلة مأخوذانشاط كات ومحر تفكير وطريقة اهتمامات ومنظومة وقيما ووجدانا وعقالفي لكن المستحكمة العميقة بالبرمجة ا تلقائي تتحرك ثقافية آالت إنهم

االستغراق هذا من ا تلقائي األفراد أحد يتحرر قد جدا نادرة استثنائية حاالتالعارم، العام التيار ضد فيسير المجموع عن وعاطفيا ا ذهني وينفصل العام

الصلدة بقوالبها ا تلقائي مصوغ إنه نتاجها وهو بيئته ابن هو اإلنسان إنبما مأخوذ إنه االندماج بهذا وغارق الصياغة بهذه ومغتبط فيها ومندمج

أنه يتوهم فهو يعلم ال أنه يعلم وال ذلك يعلم ال لكنه ا تلقائي قابلياته تشربتههذا إن جهده ومحض اختياره من هو فيه يفكر ما كل وأن ذاته صائغ هو

إنها بأجمعه البشري المستوى على ضررا وأقواها انتشارا األوهام أشد منأعنف وتقاوم الحقائق أقوى أمام تصمد التي والجماعية الفردية الغيبوبة

فيفيق ا تلقائي أحدهم ينفلت الغامر التلقائي االندفاع هذا وسط لكن الهزات ... برديائيف نقوال حالة هي كما الجماعية الغيبوبة هذه من

45

لتعليم االنصياع رفضت النافرة فرديته ولكن الحربية المدرسة أهله أدخلهوالسياسي الفكري لنشاطه ولكن الجامعة دخل ثم العمياء بالطاعة يقضي

بالنسبة الجامعة تكن فلم الجامعية الدراسة يكمل فلم منها طرده تم فقدشعور عن يكن لم بالجامعة التحاقه إن بل معرفة لتحصيل مرجعا إليهولكنها تعطيه لما سابقا جاءها فقد معلومات من تقدمه ما إلى بالحاجة

من جياشة وساحة األفكار لصراع بالحيوية زاخرا ملتقى إليه بالنسبة كانتتابعا وليس متبوعا بوصفه الصراع ذلك في بقوة فانخرط التنوير ساحاتأحد سنه صغر رغم كان فقد متعلما وليس ما ومعل متأثرا وليس را ومؤث

... التنوير قادة

.. .. يستسلم أن رافض التدجين من مشمئز التطويع من نافر بطبعه إنهمسيرته عن يقول بقيمته واالستخفاف الفرد تذويب على يصر الذي للواقعأزال: )) ما وأنا قررت لقد سلطة بأية بتاتا أعترف ولم أعرف لم الفكرية

يبلور لم فكري إن مني أعلى هو لمن أذعن أو أوامر ألية أخضع ال أن طفال )) من نفوره جاء هنا من محدد تقليدي نموذج ألي وفقا إطالقا نفسهوالتأطير التحديد أو المدرسي للتفكير ورفضه الطبقي واالنتماء التمذهب

األكاديمي...

من تبرم لقد ومتسعا ومتنوعا ومتينا عميقا تعليما بنفسه نفسه علم لقدالتفكير تكريس أجل من بل الفراغ عن بحثا ليس المدرسية البيئة

بمقاعد يضيق يكن لم إنه األعماق الختراق الجاد والبحث المستقلالفالسفة كبار قرأ بأنه نفسه عن يقول كما ولكنه للتسكع ليتفرغ الدراسة

: ودستويفسكي وتولستوي ونيتشة وشوبنهاور كانط المبدعين وكبارالرابعة يتجاوز أن قبل واإلبداع الفكر عمالقة من وأمثالهم وتورجيفوالفن واألدب الفلسفة أعماق في مبكرا أبحر لقد عمره من عشرة

سابقا كان بل عمره مثل في هو لمن تعليم ألي سابقا بذلك فكان والتاريخالحصول يتحقق التي الروتينية الشهادات أرفع يحملون الذي من للكثيرين

46

هي وإنما تميز أي على تدل ال لكنها محددة متطلبات في باالنتظام عليها ... الشكلية بمتطلباتها التزموا إذا العادية القدرات ألصحاب متاحة

إبداعية داللة ذات ليست األكاديمية الشهادات بان مقتنعا برديائيف كانلذلك لإلبداع المضادة ة التبعي على شاهد إنها بل إليها بحاجة ليس وأنه

لم ألنه الفخرية الدكتوراه منحه كامبردج جامعة قررت حين الحيرة أصابتهالمبادرين بتوقعات يليق بما إال الكريمة المبادرة هذه مع يتعامل أن يرد

ذات في لكنه باالمتنان الكرم تقابل أن البد الكريمة فالنفس الكراميرى كان بالعكس بل شيئا إليه يضيف التكريم هذا أن يحس يكن لم الوقتولكن نمطية رسمية مؤسسة من لالعتراف باحتياجه يوحي التكريم هذا أن

ألنه ممتعضا كان داخله في أنه غير الشهادة قبول سوى أمامه يكن لم ... منها أكبر نفسه يرى

خاطب الفخرية الدكتوراه لمنحه كامبردج جامعة أقامته الذي الحفل وفي ... ..(( : هذا أكرم فما الثاني سقراط هذا بقوله الحاضرين الجامعة مدير )) الستالم دعاه ثم للحرية كفيلسوف تكريمه إلى أدعوكم ضيفا الفيلسوف (( : االعزاز من بمزيد كامبردج جامعة يشرف أنه معلنا الفخرية الدكتوراهالذي برديائيف نيقوال الحر للمفكر الفخرية الدكتواره تمنح أن والتقدير )) جامعة من اإلطراء هذا كل ورغم اآليات أعظم الفكر تاريخ في سجل

ألنه التكريم لهذا ا ممتن يكن لم فإنه وعالمي تاريخي اعتبار وذات عريقةأعظم الفكر مجال في العالمية ومكانته واألدبية الفلسفية إنجازاته أن يرى

في بمرارة لذلك أشار وقد الشهادة هذه لمثل محتاجة تكون أن منرفض الذي العقاد محمود عباس العربي الفكر عمالق نتذكر وهنا مذكراتهفي يعني كان لها قبوله ألن القاهرة جامعة من الفخرية الدكتوراه قبول

الريادية مكانته مع يتنافى وهذا رسمية تزكية إلى بحاجة أنه نظرهمن أي وبين بينه للمقارنة مجال فال موقفه في تماما محق وهو واإلبداعية

للفراغ ستارا مايكون كثيرا الذي الخادع اللقب هذا يحملون الذين اآلالف ... الفارغ االنتفاش مساحة توسيع في فيسهم والخواء

47

العالم قادت التي األفكار ويستولدون المعرفة ينتجون المبدعين الرواد إنالثقافات إلى المعرفية اإلضافات ويواصلون يبدعون أنهم كما االزدهار إلى

الخلط.. ويزيلون األخطاء ويصححون األوهام يقاومون إنهم البشريةمن أكثر على تدل ال فهي الشهادات أما العقل، عطالة أسباب ويكشفونعلت مهما الشهادة فحامل االستخدام حسن ومحاولة التلقي على القدرة

موقع أي خالل من يحاول إنه المبيعات مأمور أو التسويق جهة يشبه .. منتجي من بكثير أدنى مهمته إن أكثر ليس ماتلقاه يسوق أن يشغله

طليعة في ويأتي االزدهار إلى العالم قادت التي األفكار ومقدمي المعرفة ... برديائيف نقوال ومنهم والفالسفة المفكرون األفكار منتجي

الزهو ألبنائها تتيح كبير نفوذ ذات ارستقراطية أسرة في برديائيف نشأأن على وصمم النفج هذا من اشمأز لكنه اآلخرين على واالستعالء بالذات

في يقول د تشي وإنما تورث ال فالمكانة التعسفية التقاليد هذه مثل يقاوم (( :) وهذه ) عنها انفصلت ثم األعيان طبقة من ولدت والواقع الحلم كتابه

مع أعقبتها التي األخرى والقطيعة إليه أنتمي الذي المجتمع مع القطيعةالباطني حياتي تاريخ في األساسيتين الحادثتين تؤلفان الثورة في شركائيالفكر حق على للحصول صراعي من جزء وهما السواء على والظاهري )) يطلع أن له وأتيح عظيمة بقابليات ولد برديائيف إن اإلبداع وحق الحر

فنشأ الرفيع االستثنائي الفكر بهذا قابلياته فتشكلت الحر الفكر على مبكرافي يوغل وراح شديدة بغربة فأحس فيه يعيش الذي الوسط عن غريبا

واالبتذال التلقائية التفاهة مع التكيف على قادر غير وبات الغربة هذه ... الضجيج وسط وحيدا الفريد بعقله فعاش السائد

وكل التعصب أنواع كل ومحاربة الخالق اإلنساني للعمل نفسه نذر لقديدرك كان لكنه السخيف والنفج الكاذب االدعاء أنماط وكل التمييز أشكال

((: المبدع العقل فيه يصطدم عالم في يعيش أنه يعرف فهو المهمة صعوبةالجموع بين نشاز هو المثقف اإلنسان أو فالمفكر والغباء والبالدة بالجمود

48

فلم(( االزدهار مقومات توفر رغم التخلف طوفان هيمن لذلك البليدةمفكريها د بتفر ت وأقر الريادة امتياز أدركت التي المجتمعات سوى يزدهر

... لروادها واستجابت

في التلقائي االندماج هي الكبرى البشرية المعضلة أن برديائيف أدرك لقدويبقيه إنسانيته الفرد يسلب المجموع في الذوبان هذا ألن العام التيار

إن وضعه حقيقة يعلم أن غير من العام التيار باندفاع مأخوذا فيظل إمعة (( : واالتصال العزلة بأن يؤكد جعله قد البشري الواقع لهذا برديائيف إدراك

... العالم من جزء بأنني إطالقا أشعر لم للحياة أساسيان الروحي ... منذ كنت معينا مركزا أو محددا مكانا فيه أحتل أنني أو الموضوعيأتخذ كنت كما بي يحيط الذي العالم عن يختلف عالما أسكن طفولتي

)) لم فإنه لذلك حريتي ماينتهك كل من وأحاذر العالم ضد الدفاع موقفويخنق يضايقه كان الجموع وسط فوجوده بها خال إذا إال بذاته يحس يكن

(( : أكون عندما حاالتها أشد في بالوحدة أشعر إنني فيقول الفريدة روحه .. تشتد حين الوحدة هي الناس بين بالوحدة والشعور اآلخرين بصحبة

حدتها((.

العامة السذاجة طوفان يهوله أن البد برديائيف مثل بعمق يفكر من إنالقضايا في الغفلة شديد لكنه اليومية أموره في ا ذكي الشخص يبدو فقد

اإلنساني الواقع هذا مع يتكيف أن برديائيف يستطع لم لذلك الكبرى (( : صداما ثمة أن أدركت وعيي استيقظ عندما فيقول ذاته عن المأخوذ

.. طريقة وكل اليومي والوجود المألوفة والعادات األشياء وبين بينيوالحنين نفسي إلى النفور تبعث كانت الناس بين للحياة مستقرة

)) طوفان هو اليومية الحياة طوفان إن اليومي الوجود عالم عن لالنفصال ... الجور وتبادل التيار مع واالندفاع الجاد التفكير وإهمال والغفلة البالدة

49

بقي البلشفية الثورة قامت ولما القيصري العهد في معارضا كان لذلكاإلرهاب يرفض المقدار بنفس لكنه االستبداد يرفض فهو بحريته متمسكا

سجنه تم كما كطالب الجامعة من طرده تم القيصري العهد ففي الثوريالفلسفية مكانته ا ذاتي أثبت ولكنه سيبيريا في العزل منطقة إلى وإبعاده

نقده يطق لم لينين أن غير موسكو بجامعة للفلسفة استاذا تعيينه فتمفعاشفي السوفييتي االتحاد خارج ونفاه الجامعة أستاذية من ففصله

العهدين في النافر وضعه عن كتب وقد مات حتى فرنسا في ثم ألمانياباإلرهاب:)) إطالقا يسمح مما يكن لم تمردي أن بيد متمردا كنت يقول

الثوري.. اإلرهاب ولكن المذل نظامه وعلى العالم على تمردت الثوري.. (( ))... الحرية هي الروح ويقول ومطالبه العالم لمعايير وخضوع ارتداد

.. .. الحرية بمسألة وثيقا ارتباطا مرتبطة التمرد ومسألة الروح هي والحرية .)) للحرية شديد ميل على ينطوي التمرد

(( : على حياتي طيلة عكفت نفسه عن يقول بامتياز الحرية فيلسوف إنه (( : )) طفولتي منذ الحرية تزوجت لقد ويقول الحرية من فلسفة صياغة

أضأل.. كانت وأفعالي تفكيري كل في االستقالل روح تحركني المبكرة: )) ويقول والعداء االحتجاج من عاصفة نفسي في تثير العبودية مظاهر

.. ومرجعه)) الحرية من اإلنسان ومنشأ آخر شيء كل فوق الحرية أعشقالحرية.. وضعت ولقد شرطه وهي للوجود األولي المصدر هي الحرية إليها

)) الحرية في إال السعادة يجد ال كان فلسفتي أساس في الوجود من بدالوال لذاتها الحياة حب من يتمكن لم بأنه فيقول الحقيقة عن الحر والبحث

(( : غير أحب أن اليمكن فأنا يؤكد ثم بها اني المج التعلق هذا يفهم أن )) ق الخال الفعل نشوة وغير اإلبداع على القدرة

(( : الوجودية إمام بأنه العقاد محمود عباس العربي المفكر وصفهبإيمان(( إال معنى من للحياة ترى ال التي المؤمنة الوجودية لكنها الروسية

تكتسب ال فالحياة واسطة دون ا فردي إليه وااللتجاء بالخالق اإلنسانوليس بنفسه الفرد إليه يتوصل الذي العميق اإليمان بهذا إال أهميتها

50

(( : مع تلتقي ال العقاد يقول كما برديائيف وجودية إن ا تلقائي تبرمجاالضمير مسائل في الفرد بتقديسحق اإليمان في إال الفرنسية الوجودية

.)) ) نقيض ) طرفي على ذلك بعد والفرنسية الروسية المدرستان تنفصل ثم (( : محنة عرف الذي للمفكر مثال خير برديائيف كان لقد العقاد يقول ثم

وثار الشيوعيين استبداد أنكر كما القياصرة استبداد فأنكر اإلنسانية الحريةحتى وغاص ماركس كارل سلطان على ثار كما الكنيسة سلطان على

من نفوره إليها ألجأه التي المذاهب من مذهب كل في العميق القرار قسيسا ثم الثورة دعاة من داعية فكان الضمير بحرية وشغفه الطغياناإليمان إلى معا التجربتين من خرج ثم لآلخرة منذورا الدنيا عن معرضا

ال الذي الفرد الضمير طريق عن الكون وخالق اإلنسان بين بالصلة )) الفرنسيين الوجوديين عن اختالفه ورغم الناس من ألحد عليه سلطان

كتب وكما وكامو وسارتر مارسيل ومنهم ملحوظا عليهم تأثيره كان فقد .. (( : في وتطورها الوجودية ميالد في أهميته برديائيف جارودي روجيه عنه

)) لم لكنه الفرنسيين الوجوديين بالفالسفة ر أث لقد فيها الريب أكيدة فرنسا ... بهم ر يتأث

والمعارضون له المؤيدون به فاهتم تجاهله يمكن شخصا برديائيف يكن لم: وناقديه خصومه من وهو اليزين الكسندر عنه كتب وقد ومواقفه لفلسفته

وهي)) المقاالت ومئات كتابا وعشرين خمسة من أكثر برديائيف كتب .. بما لغة خمسعشرة إلى ترجمت أعماله لفكره حقيقي تركيب بمثابة

)) كل إلى فلسفته امتدت الترجمات هذه طريق وعن اليابانية فيها ... تأثيره بذلك فامتد المجتمعات

جورج المعروف الماركسي الفيلسوف هو آخر خصم عنه كتب كما ) فكرة: )) ) عن والفردية الذاتية المعروف كتابه في برديائيف ر يعب بليخانوف : بها يأتي التي التصحيحات إن قائال الرأسمالي للمجتمع المتدرج اإلصالحيتجدد أن إلى القائم المجتمع ثغرات جميع سترفأ بالذات الرأسمالية تطور

51

)) هي كما عليه معترضا ذلك عنه يورد وهو كامال تجددا االجتماعي نسيجه ... الماركسية مع يتعارض فكر ألي الماركسيين عادة

(( : أن استطاع روسي مفكر أول هو برديائيف أن فيرى شستوف ليف أما )) إنه أيضا الخارج في بل فحسب وطنه ليسفي مسموعا صوته يجعل

... ا محلي مفكرا وليس عالمي مفكر

ومبدع . . )) حر النادرين الرجال من واحد برديائيف دافي م م عنه وكتبويكافح وعادي يومي ماهو فوق يطفو ر مفك حر ألنه ومبدع معا آن في

يريد فيلسوف معا آن في وعنيف وديع إنه والتشيؤ اإلسفاف ضد بعنف )) الفكر خيط مبكرا التقطت قد قابلياته عظمة إن الفكر بقوة العالم تغيير

... تدجين أي من نافرا ا حر مفكرا البداية منذ فجعلته الجاد

الفيلسوف وهم آخرين فالسفة وثالثة برديائيف بين المقارنة تتكرروالفيلسوف بوبر مارتن النمساوي والفيلسوف ماريتان جاك الفرنسيعلي الدكتور بينهم التشابه أوجه لخص وقد تيليش بول األلماني

) فالسفة ) فكلهم معاصرة فلسفية تيارات كتابه في محمد عبدالمعطي .. على اهتمامهم يركزون أنهم كما بالله مؤمنون إنهم مؤمنون وجوديونتتحقق ال الفرد فإنسانية الفردية مسلوب ا امتثالي يبقى لئال الفرد اإلنسانالفرد اإلنسان تذيب التي األنساق من وتحرره لفرديته وعيه بمقدار إالالفردية مقوماته الفرد عن يحجب الذي النسق بحر في نقطة وتستبقيه

... الذاتية وخصائصه

وتنوع تفكيره عمق لتأكيد يكفي كتبه لعناوين سريعا استعراضا إنوسيبقى جهده وفرادة إنجازاته وعظمة نشاطه مجاالت واتساع اهتماماته

... إسهاماتهم إلى النظر ولفت بهم التذكير يعاد الذين العظماء من واحدا

52

www.ibrahimalbleahy.com

واالتجاه المسار تحدد الثقافي التأسيس ريادة

البليهي ابراهيم

اليونانية الثقافة جعل قد والمفتوح اش الجي الثقافي التأسيس ذلك إنمثلتها التي البطولة حقبة فبعد السريع للتطور وقابلة ونامية منفتحة ثقافة

ل مث الذي الفلسفي للفكر سا مؤس طاليس ظهر هوميروس إبداعاتالبشري الفكر في نوعية طفرة كانت فالفلسفة البليد االنتظام مع قطيعةالوسائل به ماتسمح بقدر للمعرفة ا حر وإنتاجا سائدا كان لما نقدا وكانت

متاحة كانت التي

قابليات فصاغت مختلفة ظروف خالل تكونت متباينة كيانات الثقافاتمغايرة تفكير طريقة أمة لكل صار وبذلك متنافرة صياغات إليها المنتمين

بالقوالب جيل كل قولبة ا تلقائي وتجري األخرى، الثقافات في سائد هو لماوتعود حاسم، حتمي تلقائي ثقافي تسلسل في قبله الذي للجيل الثقافية

البداية بنقطة محكومة ثقافة فكل منها ألي األول التشكل إلى كلهاوشحنتها اندفاعها فزادت بها ت مر التي المزلزلة الكبرى وباألحداث

أو فيها كانت التي الخلق طاقة بددت أو اتجاهها رت غي أو اإلبداعية بالطاقةاألسبق يحتله فالعقل األهم هي البداية نقطة تبقى ولكن مسارها حولت

53

كان أم األجيال عبر توارثه انتظام يتواصل ا جماعي عقال أكان سواء إليه .. السائدة للثقافة التلقائي ب التشر طريق عن ا تلقائي يتبرمج ا فردي عقال

كتب حين مدهش جامع بنص األعرج واسيني المبدع ذلك عن ر عب لقد .. كل : ) تترتب عليها البدايات هي الحياة في األشياء أصعب يقول

الحماقات(.

تطورات: من الدنيا تشهده وما اإلبداعات كل أيضا عليها وتترتب ونضيفبه ويتبرمج قابلياته إلى ينضاف بما اإلنسان إن بالبدايات تتحدد فالنهايات

أو مزايا ومن سلبيات أو إيجابيات من ا تلقائي منه فينساب عليه ويعتاد .. الثقافة اتجاه يحدد الذي هو الثقافي فالتأسيس نقائص

قوله لكن األفراد حياة يقصد الجامع القصير بنصه األعرج المبدع أن ومععلى بل مجتمع وكل مذهب وكل فئة وكل جماعة كل على أيضا ينطبق

الفارغة والقابليات إليه األسبق يحتله فالعقل بأجمعه البشري الطوفانوتحكم سطوة من اإلفالت يستطيع أحد من وما أوال، إليها يصل بما تتبرمج

االنتظام تلقائية تنكسر حين جدا نادرة استثنائية حاالت في إال البداياتاالتجاه بينما االتجاه تحدد البداية ألن مزلزل قوي بتأثير إال التنكسر وهي

.. ا تلقائي رفضه يجري وما ا تلقائي قبوله يجري وما والمحتوى المسار يحدد

مازال الذي البشري العقل على الحديثة العلوم تأثير ضآلة جاءت هنا ومنخالل تراكمت التي لة المضل والبداهات واألوهام بالخرافات مشحونا

.. وداحضة كاشفة عظيمة علمية كشوف من تحقق ما كل رغم القرون

54

مساره وفي تدفقه انتظام وفي مجراه شق في النهر تشبه ثقافة كل إن .. بنقطة محكوم ومحتواه ومساره اتجاهه إن اضمحالله أو وغزارته واتجاههمن وينحدر التكون في يبدأ النيل فنهر فيه تصب التي وبالروافد انطالقه

من فيها مما يتغذى الدول من بالعديد ويمر أفريقيا أعماق في الجبال ذرىالحياة نمط يتحدد وبذلك ضفافه على الحياة وتنمو أرضها ويغذي روافدإنها الثقافات وكذلك طموحاته ومنتهى وأدواته واهتماماته بشواغله

األولي التأسيس بذلك واالتجاه المسار فيتحدد كبير ثقافي بحدث� تتأسساتساعه فيزداد المجرى إلى الروافد تتدفق ثم واالهتمامات القيم وتتكون

.. إليه المنتمون الناس ويتكاثر محتواه ويغزر

إلى أدت التي هي اليونانية للثقافة المنفتحة الحرة اإلبداعية البدايات إناالستثنائي التطور وإلى الفلسفي، الفكر ظهور وإلى الفردية النزعة بزوغ

في العجيب االستثنائي اليوناني اإلشراق ذلك إلى ثم السياسي النظام فيولكن أوروبا في الوسطى العصور في حجبه تم إشراق وهو المجاالت كل

. بتأثيره وازدهروا استعادوه األوروبيين

يعتبرون وهم اليونانية الثقافة إلى ينتمون لغاتهم بمختلف األوروبيين إن) ( ) األوديسة ) و اإللياذة مع انطالقه بداية كانت األوروبي الثقافي النهر أن

بهذا األوروبيين اهتمام ويتجلى هوميروس، المدهش العبقري لذلكعام في فإنه المثال سبيل وعلى صعيد من أكثر على عقد 1987المؤسس

) العبقرية ) عن مؤتمرا وريك بجامعة اإلنسانية للدراسات األوروبي المركزتم وقد أخرى بحوث في ذكره تكرر كما بحث من بأكثر هوميروس وخصوا ) وقد ) : ، الفكرة تاريخ العبقرية عنوان يحمل كتاب في المؤتمر بحوث جمعسوى الجماعي األكاديمي الجهد هذا وليس محمد، عبدالواحد محمد ترجمه

بعبقريته واالعتراف بإبداعه واإلعجاب به االهتمام مظاهر من واحد مظهرالبداية لتلك الثقافي بانتمائهم القوي واإلحساس الثقافية ريادته وتأكيد

.. الوهاجة الزاخرة

55

الحدث بذلك األوروبيين يربط جوته األشهر األلماني الفيلسوف كان لذلكفيقول : الكبير الثقافي

في) يبقى األخيرة سنة آالف ثالثة دروس من يتعلم كيف اليعرف الذي) اإللياذة( ) ملحمتيه في هوميروس مع األووربية البداية يجعل إنه الظالم ) قد) هوميروس إلبداع اكتشافه بأن الذاتية سيرته في يؤكد كما األوديسة وله : ) قدر الجمالي حسي لكن فيقول بالفن الهتمامه بالنسبة حاسما كان

أشرقت فقد للفن المعادية األشباح كل ضد القوى بأروع محصنا يكون أن ( : ) عبقرية صاحب بأنه موست جلن البرفيسور ويصفه هوميروس شمس ( : الرجل( أيها أوه هوميروس فينادي بترارك اإليطالي الشاعر أما ، أصيلة

( ) الشاعر بأنه فيصفه دانتي أما تتكلم أسمعك أن شغوف أنا كم العظيمالمهيمن(.

منذ ثم العظيم اإلغريقي العهد في للمبدعين ملهما هوميروس كان لقداألعمال بعض على نطلع أن ويكفي يلهمهم ومازال األوروبية النهضة بزوغكان كم لندرك إلبداعه وامتدادا له تقليدا تأتي التي األوروبية اإلبداعية

.. هائال تأثيره

) يقول ) كازنتزاكي نيكوس الشهير المعاصر المبدع زوربا رائعة صاحب إنتركوا : ) الذين الناس أحدد أن حاولت أني لو والفكرية الذاتية سيرته في

وزوربا وبيرجسون ونيتشه وبوذا هوميروس لحددت نفسي في عميقة آثاراالذي الشمس قرص مثل األخاذة العين مثل لي بالنسبة هوميروس فاألول

.) ملحمة كتب قد فإنه به ره تأث شدة وبسبب الشافي ببهائه الكون ينير ) كولن ) وصفها وقد هوميروس أوديسة منوال على األوديسة بعنوان ضخمة

) ملحمة ) بأنها الحديث األدب في والالمقعول المعقول كتابه في ولسون .. صفحة مئة سبع في تقع وبأنها رائعة

56

بكل الزاخرة األوروبية لالنطالقة عنوانا الهومرية اعتبروا قد األوروبيين إنمنفتحة اجتماعية وقوانين متطورة سياسية نظم من إليه انتهت ما

مختلفة وكشوف خارقة جديدة واختراعات فارقة، متنوعة وإبداعاتمسبوقة غير مذهلة عميقة واختراقات باهرة ريادية ومغامرات عظيمة،

والتأويالت والتخريجات الدراسات الهومرية حول فتنوعت الحاالت كل فيمنوالها، على والكتابة عنها الحديث يواصلون ومازالوا األوروبيون واستمر

التحول معالم وتحديد منها واالستفادة إليها والرجوع بها االرتباط وتأكيد .. األوروبي التميز مصدر هي التي اإلغريقية الحياة في خاللها من الحاسم

) ( إبداع ) ( أول وهما عجيبة ثقافية طفرة األوديسة و اإللياذة لت مث لقدفي الموغل الزمن ذلك في باهر إبداعي عمل ألنهما ولكن مدون إغريقي

ونسي واحد فرد عمل من أنهما في يشككون كانوا البعض فإن القدمسكان من الماليين اجتمع فلو ا فردي إال اليكون اإلبداع أن المشككون هؤالء ) ولكن ) والسالم الحرب رواية يبدعوا أن مجتمعين استطاعوا لما موسكو

.. الكثيرة إبداعاته من كواحدة أبدعها تولستوي هو واحدا فردا

كتب قد وبأنه والشعراء الشعر ضد أفالطون بأن يعرفون المهتمين إن ) يعتمدون ) أنهم يرى ألنه الشعراء بدخول اليسمح األكاديمية مدخل على

في يسهمون بذلك وأنهم بالحقيقة اليهتمون وأنهم وحده، الخيال علىعن يقول ذلك رغم ولكنه األسطوري الخيالي الفكر في األذهان إغراق

هوميروس :

منذ) به لهوميروسشعرت الودي االحترام من بنوع ملزم بأنني أعترفالشعراء أولئك لجميع والمرشد األصيل األستاذ كان فقد أظفاري نعومة

.) الحقيقة حساب على رجال نكرم أن الخطأ من ولكن المجيدين

57

تأسست فقد اليونانية للثقافة حصل الذي الهائل النوعي التطور يظهر وهناقيود من المتحرر الشعري اإلبداع على البطولي العصر في البدء في

في اليونانية الثقافة فجنحت الحقيقة بمتطلبات المحكوم وغير التحققفي وأمعنت البطل وتقديس األبطال وتمجيد الخيال في اإلغراق إلى البدء

وفتحت الفردية النزعة لبزوغ مهدت نفسه الوقت في ولكنها األساطيرالذي الفلسفي الفكر إشراق إلى أفضى قد المستقل،وهذا للتفكير اآلفاق

في واإلمعان الخرافات من والتحرر الحقيقة نحو السعي همه صاراإلبداع مستوى من اليونانيون يثب لم فلو والتحقق والنقد التمحيص

لما ا تلقائي المنتظم السائد مع الفلسفية القطيعة مستوى إلى الشعريبه ماتميزوا كل في العظيم فامتيازهم الباهر االستثنائي ز التمي بذلك صاروا

والنقد للتوقف أسس الذي الفلسفي الفكر إشعاع هو الحقيقي مصدرهوالسياسية العلمية االنطالقة إلى دفع وبذلك الحكم وتأجيل والقطيعة

.. آنذاك األرض في سائدا كان ما كل عن تختلف التي واالجتماعية

تأثير له كان وهيسيود بندار أمثال من خلفوه ومن هوميروس إبداع إنكتابه في جيمس سكوت ويؤكد اليونانية الثقافة مسيرة توجيه في عظيم ) ( :) وأن) م يعل أن هي اليونانيين نظر في الشعر وظيفة بأن األدب صناعة

. وطنية أكثر أناسا ينتج وأن اإلنسان حال يحسن

) عن ) اليوناني األسلوب كتابها في هاملتون أديت األمريكية الباحثة وتنقل : قوله ميدلتون الدكتور

من) .. ينبوع األول دعما األكثر الكأس يقدم هوميروس ولكن يذهل بندارالمتوالية (. األمواج من هادئ أرجواني بحر واآلخر الهائل، الصعود

58

فكان اليونانية القبائل كل شاعر كان بل قبيلة� شاعر هوميروس يكن لمعلى اليونانيين لكل مفخرة إبداعه كان فقد لذلك ألمة تأسيسا شعرهالمؤسس فكان واحد ثقافي انتماء خلق في أسهم وبذلك قبائلهم اختالف

.. الفريدة اإلغريقية للروح األول

الثاني ) البعث بعنوان له بحث في موست جلن البروفيسور ويستعرضأعظم( : ) إبداع امتالك لهوميروس أتيح فيقول هوميروس تأثير للهومرية

( : ) مع يبقى اإلبداعي خياله يؤكد ثم اإلطالق على آخر كاتب أي إبداع منأعظم بأنه الدوام على االعتراف يتم أن عجبا وليس النظير منقطع ذلك

اإلبداع وهو أال للشعر أساس هو فيما تفوق من أعظم فهو الشعراء .. مدى أوسع إن العظام العباقرة عمل يميز الذي المختلفة بدرجاتهاألمور سائر على يسيطر الذي واالجتهاد والتعلم اإلنسانية للدراسة

.) بري فردوس هوميروس عمل إن اإلبداع، هذا يبلغ أن منها أي اليستطيع

المؤرخون إليهما يعود ثرية مرجعية ومازالتا كانتا واألوديسة اإللياذة إنالمجاالت مختلف من والدارسون والفالسفة والمبدعون والنقاد واألدباء

ازدهار من أوروبا إليه انتهت ما نحو الطريق معالم فيهما فيجدونفرنسي مؤرخ وهو جلوتز جوستاف فإن المثال سبيل وعلى باهر استثنائي

) اإللياذة ) على كثيرا يعتمد اإلغريقية المدينة كتابه في كان اجتماع وعالمويكرر الديمقراطية، نحو التدريجي التحول مسيرة تتبع في واألوديسة

. الملحمتين هاتين من االقتباس

الكتب من منظومة من مكون جماعي عمل� ضمن الكتاب صدر وقد ) التقديم ) في جاء وقد ، اإلغريقية المعجزة أسموه عما المهمة العلمية

اإلغريقية الظاهرة عن العلمي المشروع على المشرف للكتاب كتبه الذي ( : سبيل في اجتماعية هيئة تصور هوميروس قصائد بأن بير هنري العالم

صوت د ستؤك التي الديمقراطية عناصر ن نتبي هوميروس فعند التطور

59

الفرادة ..( نحو االتجاه مؤشرات الملحمتين هاتين في يجد إنه الشعبالعصر ذلك في مسبوقة غير فريدة سياسية كظاهرة اليونانية الديمقراطية

.. الحديثة ديمقراطيته في الغرب احتذاه الذي النموذج بوصفها ثم

كان اليونانية الثقافة في الفرد اإلنسان احترام بأن بير هنري يؤكد ثمأنها كما الخالق الفلسفي الفكر بزوغ عوامل أهم من وهي فريدة ظاهرة

( : ازدهرت لقد فيقول الباهر الديمقراطي التحول عناصر أهم منماتهبه بقدر القوة من المدينة يهب الذي الفرد تحرير بفضل الديمقراطية

( : ).. قوي تأثير للفرد كان اليونان بالد في يقول آخر مكان وفي ، الحرية من ) الفريدة التجربة تلك ومن التشريع وعلى السياسية النظم على واضح

السياسي تطوره المعاصر العالم استمد الرائع الديمقراطي للنظام ( : أدى قد اإلغريقية بالصبغة العالم صبغ إن بير هنري يقول وكما الحديث

.).. المدينة نظم نشر إلى

أعظم هو الفاعلة المتوازنة بمؤسساته الديمقراطي النظام ابتكار إن ... اإلنسانية اإلنجازات

) كتبه ) طويال فصال العالم تاريخ كتاب في فنجد الدارسين اهتمام ويتنوععن جاردنر الدكتور

( : ) مباين) اليونان في البطولة عصر يقول وفيه البطولة عصر في اليونان ( : ) معرفتنا أن يؤكد ثم له والالحقة عليه السابقة للعصور المباينة أظهراإللياذة العظيمتين الملحمتين من معظمها في مستقاة البطولة لعصر

عهد من المتحضر العالم عند األدبية المقتنيات أنفس من وهما واألوديسةميسورنا في تجعالن الملحمتين هاتين فإن هذا وعلى هذا يومنا إلى اليونان

60

الصورة هذه على وصفه في أبدعتا بما وخلقه الشعب هذا حياة ل نتمث أن .) القديم األدب في وصف اليدانيها التي الحية الوافية

( : واألوديسة اإللياذة يدرسون كانوا اإلغريق آخر موضع في ويقولالشعب عند المنشود للكمال المقرر المثال أنهما على بهما ويتمثلون

في معدودتين الحين ذلك من واألوديسة اإللياذة وأصبحت اإلغريقي ) اإلطار كان هوميروس إبداع أن أي اليونانية للروح صورة الخافقين

الجامع اإلطار هذا داخل إنهم ثم اإلغريقي االنتماء حشد الذي الثقافيالوثبة تلك إلى وانتهوا حياتهم وأسلوب قيمهم ومنظومة فكرهم طوروا

العصور في الغربيين طفرة وراء السبب كانت التي المعجزة الحضارية .. إلهامهم مصدر البداية تلك يعتبرون جعلهم ما الحديثة

يوفرون جعلهم قد البداية بتلك الغربيين ولع بأن حسين طه يوضح وكمامستويات مع تتناسب هوميروس إلبداع متعددة ترجمات لغاتهم بمختلف

( : طبقات من طبقة وأمريكا أوروبا في تجد فلن فيقول وأعمارهم الناسفي واألوديسة اإللياذة لتقرأ لها ميسرة والسبل إال يقرأون الذين الناس

الترجمة في وتقرؤها الدقيقة الترجمة في تقرؤها عناء وال مشقة غير .) المنال قريبة سهلة ملخصات في شاءت إن وتقرؤها المقاربة

محل الغربية المجتمعات في زال وما كان هوميروس إبداع أن يعني وهذا .. المعرفية المستويات كل من الناس وإقبال عناية

كل : ) فيقول هوميروس إبداعات عند هيجل األكبر الفيلسوف ويتوقفالشخصية خصائص على وكامال ا حي اشتماال يمثل هوميروس عند بطل

عن تكشف النبيلة اإلنسانية للروح المتعددة فالجوانب ومالمحها األدبية ) عن ) يقال أن يمكن نفسه والشيء أخيل الفرد اإلنسان هذا في كنوزها

61

هؤالء من واحد فكل وأندروماخي وهكتور وأغاممنون واياكس أوديسيوس ..) متكامل حي إنسان منهم واحد وكل متكامل مستقل عالم هو

المطلق االمتياز تأكيد يحاول وهو فإنه بوب الكسندر اإلنكليزي الشاعر أمايؤكد هذا في وهو هوميروس على يفصله أن من أنسب اليجد لشكسبير

أجل من ذلك جاء كان وإن حتى واألوديسة لإللياذة الكبرى األدبية القيمة ( : يوصف أن يستحق كاتب هناك كان إذا فيقول شكسبير عبقرية تأكيد

ينابيع من فنه يستمد يكن لم نفسه هوميروس إن شكسبير، فهو باألصالةالمصرية، والقنوات المصافي خالل يمر كان فقد التلقائية بهذه الطبيعة

النماذج أشكال بعض أو الثقافة أصباغ بعض من خاليا يأتيه يكن ولم .) اليقين وجه على فإلهام شكسبير شعر أما عليه السابقة

( :) إن ) اليونانية التجربة الرائع كتابه في بورا كتبه بما المقال وأختموالطرواديين اليونانيين بين الطويلة الحرب أحداث يروي كان هوميروس

أن إلى أبدا يشر ولم الرجولة، فضائل كل في الفريقين بين ساوى فقد ( : ) البدايات إن يقول ثم الغرباء األجانب من لكونهم شأنا أقل الطرواديين

من األخير الجزء في هوميروس قصائد مع تبدأ اإلغريق لتاريخ األولىنرى أن العبقرية عيون خالل من نستطيع وهنا الميالد قبل الثامن القرن

التقريب وجه على نرى أيضا وهنا ماتوا وكيف والنساء الرجال عاش كيف ( : ) اليونانية الحضارة ارتكزت لقد يقول ثم خالص هيليني هو ما كل بداية

ومستحدثات القديم، التراث بين دقيق توازن على عظمتها أوج فياألفكار(.

. االلتزام بين واالقتحام االنتظام بين متوازنة اليونانية الثقافة كانت هكذاوهم. عندها ينشأ فلم إليه المستمرة واإلضافات التراث تمجيد بين واإلبداع

األشياء كل وتستنطق السحب كل تستمطر كانت وإنما واالكتفاء الكمال .. واالزدهار والتطور النماء من المزيد أجل من

62

اليونانية الثقافة جعل قد والمفتوح اش الجي الثقافي التأسيس ذلك إنمثلتها التي البطولة حقبة فبعد السريع للتطور وقابلة ونامية منفتحة ثقافة

ل مث الذي الفلسفي للفكر سا مؤس طاليس ظهر هوميروس إبداعاتالبشري الفكر في نوعية طفرة كانت فالفلسفة البليد االنتظام مع قطيعةالوسائل به ماتسمح بقدر للمعرفة ا حر وإنتاجا سائدا كان لما نقدا وكانت

وانفتحت إصالح ومنجز قانون كرجل صولون ظهر كما متاحة كانت التيكما السائد زلزلوا الذين السفسطائيون فظهر اآلفاق كل اإلغريقيين أمام

التوليد منهج وابتكر الحقيقي الفلسفي التفكير وطد الذي سقراط ظهرنموذج أول بركليس وقاد أرسطو ثم أفالطون عليه وتتلمذ التحقق ومنهجللعمل األفضل النموذج يعطي بذلك فكان البشرية الحياة في ديمقراطي

النبيل السياسي

معارفه بتنوع يذهلهم ومازال الباحثين فأذهل نفسه علمإبداعاته وروائع

البليــهــي إبراهيم

هذا وبسبب ويلهم يبهر ما دافنشي تراث في يجد جيل وكل باحث كلجاءت التي األجيال كل في مؤثرا بقي المدهش الثراء وهذا العجيب التنوع

بوصفه عنه تتوالى الدراسات زالت فما االهتمامات تنوع حسب بعدهمجاالت تنوع وفي مواهبه تعدد في فائق فهو الخارق للنبوغ األروع النموذج

إبداعه

63

االنفتاح بين قرنا وعشرين خمسة خالل األوربي العقل تقلبات فيفيه بما ر تحر أن إلى واإلبداع الكالل وبين واالنطالق الجمود وبين واالنغالق

إن الخوارق وينجز اآلفاق يجوب فراح والمعوقات الرواسب من الكفايةالمسار تأخذ أن تريد التي للمجتمعات كاشفة إضاءات كله هذا في

فبعد المعاصرة العالمية الحياة في اإليجابي واإلسهام االزدهار نحو الصحيحقبل والخامس السادس القرنين في اليوناني للعقل المدهشة الفورة

فدخلت المشعة الفورة تلك فأخمدت العوامل من مجموعة تكالبت الميالدالعظيم الثقافي األساس ذلك وبين بينها فصل طويل سبات في أوربا

. أوربا في اإلغريقي الفكر بذور انتشرت أن بعد حصل اإلخماد ذلك ولكن

إغالقه وأحكمت األوربي بالعقل الكنيسة أمسكت طويلة قرون فخاللشأن هو كما به تبرمجه وما عليه تمليه ما لغير يتشوف تفكير أي وحاربت

القرون خالل اإلغريقي الفلسفي الفكر فانكمش المغلقة الثقافات كلوحل العقل على النقل واستولى العقلية اإلغريق علوم وكمنت الوسطىالناس وبقي التقدم بدل التقهقر نحو الحركة واتجهت التجديد محل الترديد

تجهيل من به أوهموا بما واغتبطوا عمياء ثقة في األقوال نفس يكررونالفائق الكمال وأنه المطلق الحق توهموه فقد وتحجر وانغالق وتضليل

الوهم ذلك تتوارث األوربية األجيال وصارت الكفاية عن يفيض الذيأبواب وأغلق العواطف وصاغ العقول احتل الذي المسيطر العميق

الحقيقة بامتالك الله اختصه قد مجتمع في بأنهم برمجوا فقد التساؤلالذي الفاصل االمتياز بهذا يغتبطوا أن عليهم وبأن المطلقة النهائية

لهذه األوربيون فاستسلم وغبطة باعتزاز به يكتفوا وأن به الله اختصهمالجهل د يجس الذي الوهم بهذا مبتهجين وبقوا المخدرة العمياء الغبطة . تجلياته بأوضح األعمى التسليم ويمثل معانيه بأعمق ب المرك

الغبطة لتلك وخالفا والبليد الطويل العام االستسالم ذلك وسط ولكنفراحت المتوقدة الريادية العقول بعض أوربا في بزغت العمياء الساذجة

64

: للجهل مستسلما ليبقى األوربي العقل أصاب ماذا وحرقة بحدة تتساءلومهدرة مهانة اإلنسان إنسانية ستظل متى وإلى به ومغتبطا المركب

إنساني مسعى في األفذاذ أولئك ونشط ومذابة؟ مطموسة فرديته وتبقىالناس ليكتشف المطموسة اإلنسان فردية يوقظ أن به يحاول عظيم

بالتعزيز ترسخ ثم ا تلقائي به تبرمجوا الذي ب المرك الجهل ركام بأنفسهمأن الخارقة االستثنائية العقول هذه وجدت وقد المستمر والتأكيد الدائم

اليوناني التراث إحياء يستلزم المستحكمة البرمجة من الناس تحريرالعقل ثقافة إلى أوربا إعادة أجل من اآلفاق على المنفتح العقالني

طليعة في دافنشي ليوناردو وكان قرون عشرة دام انتكاس بعد الفاحصتعدد وفي والتفرد والنبوغ الريادة في مدهشا مثاال كان وقد اإلحياء روادالعقل ومرونة البصيرة ونفاذ النفس على واالعتماد والعصامية المواهب

االهتمام بمحض آخر إلى مجال من االنتقال على والقدرة التجدد وقابلية . التلقائي الذاتي

االجتماعية باالستجابة مرتهنة تبقى الخارقة الفردية الريادة نتائج لكنوذات متنوعة دافنشي ليوناردو ريادة كانت فلقد الكافية اإليجابية

عن وعجزوا المجاالت بعض في له الناس فاستجاب متفاوتة مستوياتإيطاليا لكن كثيرة مجاالت في رائدا كان فقد أخرى مجاالت في مجاراته

مجاالت في إال ا إيجابي له لتستجيب ا ثقافي متهيئة تكن لم عموما وأوربامتهيئة كانت البيئة ألن المجاالت هذه في عارما قبوال وجد حيث الفنون

. له تستجيب بأن ا ذهني مستعدة وكانت لفهمه ثقافيا

مذهال سبقا لعصره سابقا دافنشي كان فقد واالختراع العلم مجال في أماأجيال بعد األوربية المجتمعات تهيأت أن إلى لريادته االستجابة فتأخرت

إذا إال للريادة ا إيجابي التستجيب فالمجتمعات الباهرة النوعية النقلة لهذهال الطبيب مثل فالرائد إليه بالحاجة وأحست ر التغي على القدرة ملكت

ويطمئنون به ويثقون لعالجه حاجتهم يدركون الذين إال يعالج أن يستطيعكل في يظهرون فالرواد الكبرى البشرية المعضلة هي وهذه لكفايته

65

الخلل يأتي وإنما الرواد إلى االفتقار من الخلل يأتي فلن تقريبا المجتمعاتإلى يؤدي مما الريادة تتضمنها التي القيمة إدراك عن البيئة عجز من دائما

تفصله قد الرواد فأعظم ألفكاره القاصم الرفض أو بالرائد االستخفافزمنه في مؤثرا يكون فال لالجتياز قابلة غير هائلة مسافة عصره عن ا فكري

المؤلف الثقافية الظاهرة لهذه انتبه وقد طويلة أزمانا مجهوال يبقى وربما ) وضعه ) الذي فالمعيار األوائل المائة كتابه في هارت مايكل الدكتور القدير

ال نتيجة وهي الناس في التأثير واتساع عمق هو به والتزم الرواد لتقييمهذا وبسبب إيجابية استجابة البيئة باستجابة بل الريادة بعظمة ترتبط

دافنشي عظمة رغم بأنه الكتاب مقدمة في يوضح المؤلف فإن المعيارتتحقق فلم لعصره سابق ألنه األوائل المائة من استبعده قد فإنه

مجال في خصوصا إبداعه مجاالت بعض في تأثيره حصر مما له االستجابةالفن.

المؤرخ الفيلسوف إليه سبقه وإنما التأكيد بهذا هارت مايكل ينفرد ولمقصة ) من والعشرين الحادي الجزء في كتب فقد ديوارنت ويل العظيم

(( : نظرة( ذا يكون أن دافنشي ليوناردو مثل رجل بوسع كان يقول الحضارةالمتشوف الطلعة بعقلية علوم عشرة من أكثر يمس وأن شاملة كونية

.. قد الجمال حب كان الكبرى العلمية المعامل من خالية كانت البالد ولكن علما ليصير ينمو الحقيقة حب يكن لم ولكن جليال فخما ا فن صار حتى نضج

)) وقوية التأثر سريعة وهي العواطف يخاطب الفن إن العصور تلك فيأوربا في شائعة كانت دافنشي فيها أبدع التي الفنون أن كما االستجابة

أنه كما حارا وترحيبا شديدا إعجابا وجد بل مقاومة البيئة من يجد لم لذلكوأن الفنون جمال الناس يدرك أن األوربية المجتمعات في السهل من

فهي تشجعها كانت وإنما الفنون تحارب لم الكنيسة ألن بروائعها يتأثرواالثقافة من فهي اليومية طقوسها في وتستخدمها العام نشاطها من جزء

الطارئة األفكار تحارب كانت فالكنيسة وقوي دائم حضور ولها السائدةالرسم تشجع كانت وبالمقابل الموضوعي والبحث الموقظة والتساؤالتلكنها اهتماماتها صلب من هي التي الفنون وبعض والموسيقى والنحت

وانفتاح ونقد تجرد من يعنيه وما الحديث بمعناه العلم ضد كانت

66

لذلك مستمر وتصحيح واحتماالت وتقويض وتمحيص وتحليل وموضوعيةملك أن درجة إلى بالغ بتقدير الفن مجال في دافنشي إبداعات قوبلت

له وأظهر اإلكرام غاية فأكرمه فرنسا إلى إيطاليا من استدعاه فرنساالفنية بإبداعاته االنبهار شديد كان فقد واإلعجاب واالحترام الود من الكثير

الخارقة.

متهيئة البيئة تكن لم ديورانت أشار فكما واالختراع العلم مجال في أمابالعلم يهتم فال فهمه على قادرة هي وال الثورية الريادية أفكاره الستقبال

الثورة تحصل لم لذلك المطلقة الحقيقة تملك بيئة في بأنه أوهم منالشك وحصل الخاطئة المسلمات من الكثير تقويض تم حين إال العلمية

هو ر التغي فهذا الحقيقة من الموقف ر تغي وبذلك الكنيسة ادعاءات فيولم المثمر الموضوعي للبحث األهم المقوم وهو للتعلم األولي الشرط

أجيال خالل الكنيسة كانت فقد متوفرا دافنشي عصر في الشرط هذا يكنتملك وأنها تعالى الله باسم تتحدث بأنها أوربا في الناس برمجت قد ممتدة

عمياء ثقة بها ويثقون تسليم بكل إليها يصغون فصاروا المطلقة الحقيقةسائد هو مما شيء في يراودهم الشك يكن ولم به تبرمجوا بما فاكتفوا

لمحاربة وتحفزوا كليا اعتمادا الكنيسة على الحقيقة مجال في اعتمدوا لقدفكانت خارقين روادا كانوا فقد أمثاله وقليلون دافنشي أما يعارضها من

غالبا بقيت قد الخالقة وأفكاره الرائدة العلمية دافنشي بحوث أن النتيجةالسائد إلى االطمئنان لشيوع االهتمام تجد وال مؤثرة وغير مفهومه غير

فهمه على قادرة تكون الحقة أجياال تنتظر الخارقة أفكاره وظلت . له تستجيب بأن ومستعدة

دافنشي تفكير اختالف هويزنجا يوهان الشهير الهولندي المؤرخ أكد وقد خارقا تجاوزا تجاوزه قد فهو ا نوعي اختالفا عصره في السائد التفكير عن

كتابه في هويزنجا فيؤكد له اإليجابية االستجابة عن المجتمع أقعد مما ) : أن) يستطع لم النهضة عصر أن الثقافي التاريخ في نظرات وأفكار أعالم

يستثني ولكنه المعيقة وتصوراتها الوسطى العصور أثقال من يتخفف

67

(( : في العصرية للطريقة ممثال دافنشي ليوناردو كان فيقول دافنشيجانحة التزال مجملها في كانت النهضة أن بيد والحقيقة الصدق عن البحث)) عليه واالعتماد الثقة بالمصدر االعتقاد حيث من القديم االتجاه نحو

وكان الحقيقة عن الحر بالبحث التزم وقد ا تجريبي باحثا كان فدافنشيوالتحقق والفحص واالستقصاء والتشريح والمعاينة التجريب على يعتمد

عن مختلفا بذلك فكان األعمى بالتقليد يرضى يكن ولم ذاته مرجعية فهوإنهم بأنفسهم أنفسهم يصنعون الخارقين الرواد إن فيها ظهر التي البيئةالراكدة البيئة نتاج وليسوا ذواتهم نتاج فهم تطوعهم وال الظروف يطوعون

ا هز يهزها ما يأتيها حتى به ومغتبطة الركود على منتظمة تبقى التيمزلزال.

اإلعجاب يكن لم إبداعه مجاالت وتعدد دافنشي نبوغ مجاالت ولتنوعفكره في تجد األجيال استمرت وإنما آخر دون بجيل محصورا به الشديدمثل مبدعا معاصرا ا عالمي مفكرا أن درجة إلى ويلهم يبهر ما وإبداعاته

الثالث المجلد في فيقول إعجازية بصيرة ذو بأنه يصفه ويلز جورج هربرت (( :) من ) مجموعة عن الغربية أوربا تفجرت اإلنسانية تاريخ معالم كتابه من

هذه أفراد أبكر ومن صيتا الناس أبعد بضيائها خسفت المتأللئة األسماءوهو دافنشي ليوناردو جالال وأعظمهم المتأللئة الكواكب من المجموعة

وبعلم الطبيعي والتاريخ بالطبيعة عالما كان إعجازية بصيرة له رجلرجل أول وهو جدا الشأن عظيم فنانا كان كما مهندسا وكان التشريح

مألها مذكرات دفاتر فأنشأ للحفريات الحقة الطبيعة أدرك عصريبإمكان اقتناعا يظهر وهو اليوم إلى عقولنا تذهل ماتزال بمالحظات

)) تراث في يجد جيل وكل باحث فكل ا عملي إمكانا الميكانيكي الطيرانالمدهش الثراء وهذا العجيب التنوع هذا وبسبب ويلهم يبهر ما دافنشي

فما االهتمامات تنوع حسب بعده جاءت التي األجيال كل في مؤثرا بقيفهو الخارق للنبوغ األروع النموذج بوصفه عنه تتوالى الدراسات زالت

. إبداعه مجاالت تنوع وفي مواهبه تعدد في فائق

68

يدهشه ما فيه يجد جيل فكل اليتوقف بدافنشي الشديد اإلعجاب إن ) من ) ضخم كتاب وهو العام الحضارات تاريخ كتاب إلى نعود فحين ويبهره

موريس بإشراف معاصرون فرنسيون أكاديميون كتبه مجلدات سبعة)) الفن )) نابغة يسمونه الذي دافنشي من مذهولين نجدهم كروزيه )) نظرهم )) في فهو الموسوعية والمواهب الخالق النبوغ ذو بأنه ويصفونه

)).. هذه)) كل اجتماع من مذهولون إنهم الكبير والمهندس والعالم الفنان (( : الثقافة الفذة شخصيته في فجمع واحد فرد في والكفايات القدرات

)) يدرك وكان النهضة عصر في لإلشعاع صحيحة صورة فكان الحضاريةحتى المقيم الخواء عن ويترفع السائدة بالجهاالت فيضيق وفرادته امتيازه

وخواءهم الناس تفاهات يدرك كان ألنه والغطرسة بالكبرياء وصفوه إنهماالهتمام مستويات إلى والنزول الواقع مع للتعايش مضطرا كان لكنه

فهمه عن عجزوا حين الناس الهتمامات يستجيب أن اضطر فقد السائدة . اهتمامه مستوى إلى االرتقاء يستطيعوا ولم

) من ) عدد كتابته في شارك الذي العالم تاريخ كتاب إلى نعود وحينالخامس المجلد في نجد هامرتن جون السير بإشراف والباحثين المؤرخين

تراث ) عن باترسون رومين كتبه والشمول التركيز شديد دقيقا بحثات( هب والفنية الفكرية الحرية من قوية ريحا أن إلى النظر ليلفت النهضةبوصفه دافنشي ليوناردو عن بالحديث بحثه ويستهل أوربا على إيطاليا من

يتطلع كان وأنه بالحرية مولعا كان أنه وليؤكد النهضة يمثلون من أعظمأن يدرك ألنه الحياة وتزدهر السالم ليحل كلها اإلنسانية بها تنعم أن إلى

الحرية وهي مزاياها أبهى من ومحرومة حقوقها أعظم مسلوبة البشريةبأن الناس إيقاظ أجل من وأنه اإلنسان إنسانية تتحقق بها التي المنضبطة

طيورا يشتري كان حرية من ينالون ما بمقدار مرتهنة وجودهم قيمةبانطالقها فيستمتع الفضاء في لتنطلق يطلقها ثم أقفاص في محبوسة

سجانيه من يتحرر أن عليه وأن األسير كالطائر اإلنساني الفكر أن مؤكدابنفسه ويبحث وانفتاح بطالقة فيفكر المسلوبة إنسانيته اإلنسان ليستعيد

على قائمة قناعات من إليه مايتوصل وفق الحياة في وينطلق الحقيقة عن . والتحقق واالستقصاء البحث

69

رافائيل أمثال النهضة عصر في الفنانين مواهب تعدد إلى الباحث ويشير(( : من يقول ثم استثنائية فريدة حالة دافنشي أن يعتبر لكنه انجيلو ومايكل .. لم أنه ذلك يشغله كان ما هو حقا الفن هل نعرف أن حالته في العسير

العضوي شكلها في الطبيعة في أصيال باحثا أيضا كان بل اما رس فقط يكنومارس العلمية بالمالحظات مليئة ضخمة مذكرات ترك العضوي وغير

عن األخرى ورسالته التصوير في الشهيرة رسالته ذلك أثمر وقد التشريح كثيرا ورسم اآللي واالختراع الكيميائية المواد في تجارب وأجرى الطيران (( : )) يقبع سر على تنطوي دافنشي شخصية كانت يقول ثم الخرائط من

لغز في ليفكر المجتمع اعتزل ما وكثيرا اختراقه يتعذر كثيف حجاب خلف )) النهضة عصر في المثقفة النخبة أن إلى الباحث يشير ثم اإلنسانية الحياة

تهمهم الذي االنتهازيون هناك فكان مختلفين اتجاهين في سارتكانوا وآخرون دافنشي يقابلهم والمادية المعنوية الخاصة المكاسب

في ما كل ويبذلون الحجب اختراق ويحاولون الحياة معنى ينشدون . والعمق واألصالة الصدق أهل فهم األعماق إلى للنفاذ وسعهم

) ( طويال فصال العطار مختار المؤلف يخصص الجميلة الفنون كتاب وفي (( : نموذج دافنشي مستهله في فيقول دافنشي إبداعات بعض ليستعرض

الغطاء يكشف جاء الزمان فلتات من فلتة أنه على اثنان اليختلف فريد: والفن العلم ميادين من ميدانا عشر اثنى في تفوق أفضل حياة لنا ويتيح

وقواعد والجيولوجيا والعمارة والتشريح والنحت التصويري الرسموالميكانيكا الطبيعة وعلوم الحربية والهندسة المنظور وقوانين الطيران

... طرقها التي المعرفة ميادين من واحدا تأملنا إذا والكوسمولوجيا والفلك )) اهتمامه يوجه مجال أي في يبدع فهو حياته له نذر أنه إلينا ل خي دافنشي

عليه ز رك الذي المجال هو هذا أن مجال أي في باحث ألي ل ليخي حتى إليهالمجاالت إلى انتقل إذا ولكنه طاقته واستفرغ فيه واستغرق دافنشي

. واإلبداع الفرادة من المستوى نفس في وجدها األخرى

70

أو العلوم تاريخ في كتاب أي فإن إجماع محل كانت دافنشي ريادة وألنالتشريح علم تاريخ أو النهضة عصر تاريخ أو الفنون تاريخ أو االختراع تاريخ

عند يتوقف أن بد ال ألوربا والحضاري الثقافي التاريخ أو الطيران تاريخ أوالثاني المجلد ففي تأثيره واستمرار إبداعاته وتنوع الباهرة بريادته دافنشي ) رينيه ) بإشراف العلماء من فريق أنجزه الذي العام العلوم تاريخ كتاب من

: أي على تستعصي متعددة موارد ذات عبقرية دافنشي أن يؤكد تاتونمع النظرية وكذلك الحقيقة مع الجمال حد يت دافنشي عالم ففي تصنيف

التطبيق.

طريقة ) على تفكر كيف كتاب عنه صدرت التي الكتب أحدث ومنشيفرة( ) رواية أن كما رواجا الكتب أكثر من فصار غلب لمايكل دافنشي

أدت( وقد اللغات جميع في لسان كل على جعلته قد براون لدان دافنشيأثاره مما التحقق تستهدف علمية لدراسات المجال فتح إلى الرواية هذه

. فرانس وماري لونوار مردريك أصدرها التي كالدراسة براون

قد دافنشي تجربة في أن هو لي بالنسبة أهمية األكثر المضمون إنجانب في فكانت االستجابة أما تجلياتها أروع في الريادة ظاهرة تجسدت

واالختراع العلم مجالي في بالسلبية سمت ات ولكنها وقوية إيجابية الفنالمجتمع عجز عن تعبيرا كانت وإنما ومقاومة رفض سلبية تكن لم أنها غير

بمسافة لعصره سابق ألنه أفكاره استيعاب على قدرته وعدم فهمه عن. آنذاك لالجتياز قابلة غير

نفسه علم إبسن هنريك الحديث المسرح أبوالمسرح كتاب أئمة يكون أن عميقة داللة وذات الفتة إبداعية ظاهرة إنها

في: يتعلموا ولم أنفسهم علموا قد وبرناردشو وإبسن شكسبير الثالثةوالكتابة القراءة غيرهم من يتعلموا بأن اكتفوا لقد والجامعات المدارس

وصاروا فأبدعوا المجاالت كل يقتحمون فانطلقوا ذواتهم على اعتمدوا ثم

71

لهم فانفتحت والتنميط التأطير من مبكرين تحرروا لقد خالدين أعالمااستحوذ الذي المجال في وروادا أئمة فصاروا القابليات فيهم ونمت اآلفاق

مقلدين غافلين أتباعا يظلوا أن من بدال مبدعين وأصبحوا ذواتهم على .. مرددين مستسلمين مريدين يبقوا أن من بدال أئمة وباتوا

ذواتهم تعليم في أنفسهم على اعتمدوا قد المسرح كتاب أئمة كون إنبأجمعه فاإلبداع استثنائية، هي وال فريدة ظاهرة اإلبداع مضمار في ليستبشكل وتحلق الحواجز تخترق التي المتوثبة القلة سوى اليضم استثناء هو

يقدم. وإنما آخر، دون من مجال في محصورة غير الظاهرة هذه إن منفردوالريادة، والقيادة واألعمال والفنون العلوم مجاالت في اإلبداع تاريخ

جموع من اليأتون غالبا المبدعين أن تؤكد التحصى شواهد والكشوفالتفرد مصدره اإلبداع وإنما وأكاديميا، مدرسيا المؤطرين المؤدلجين

. مبكرين يعتمدون فالذين المفتوحة اآلفاق في واالنطالق القوالب ورفضمستحكمة تصورات في مسجونين غير أحرارا يبقون أنفسهم على

وتبقى نامية مواهبهم فتظل باالكتفاء واهم وشعور مغلقة ومسارات . شكسبير وقبله إبسن إن متوثبة مرفرفة طليقة متجددة مفتوحة قابلياتهم

القابليات، مفتوحي المواهب طليقي الفكر أحرار بقوا قد برناردشو وبعده.. مرددين مريدين أو مقلدين أتباعا يظلوا أن من بدال مبدعين روادا فصاروا

من عنصرا المسرح يكن لم العربية الثقافة في بأنه التذكير من البد وهناأن ثقافتنا طبيعة وليسمن مجلوب وافد عنصر هو وإنما التليدة عناصرها

هذه تهدأ وال المقاومة أشد تقاومه بل خارجها من هو لما تستجيبإيجابية فاعلية دون من العرب نحن بقينا لذلك الزمن، امتد مهما المقاومةنوعية تغيرات على وتعتمد بالجديد جياشة حضارة ألنها العصر حضارة فينرفضها مطالب وهي األداء، وأساليب والقيم والتنظيم والتعبير التفكير في . يبقى أن غريبا ليس فإنه لذلك واالنتفاش والوثوق الصلف بمنتهى تلقائيا

الكمال بعدم االعتراف يعني المسرح قبول ألن هامشيا عندنا المسرحوجوده واحترام المغاير الفكر مع التعايش يعني كما النقد وقبول

72

العرب نحن مازلنا الذي األفق وهو فيه اإليجابية العناصر من واالستفادةثقافتنا في الناس غالب عند المسرح بقي لذلك وعنف بشدة نرفضه

للمغاير الرافض الثقافي الموقف هذا وبسبب ومستنكرا مرفوضا عنصرا . العرب فنحن للمسرح العظيمة القيمة اليدركون بيئتنا في الناس مازال

العالم في المسرح كتاب يحتلها التي العالية بالمكانة النشعر عموماشكسبير مكانة بأن والنعلم عموما، المزدهرة المجتمعات وفي الغربي

. إن عليها تعلو إنها بل نيوتن مكانة عن التقل االنجليزي المجتمع في مثالهذا ولكن القومية، مفاخرهم أعظم من يعتبرونه ومازالوا كانوا االنجليز

الثقافة في غريبا مازال الدراما رواد من بارز لرائد والتقدير االهتمامالعدد قليلة قلة وهم الصارم الثقافي التأطير خارج هم من باستثناء العربية

.. التأثير وضئيلة

وتنمية الزائف الوعي تفكيك في عظيما دورا للمسرح بأن الندرك إننا:) الشعب ) مدرسة المسرح كتابه في بكير أمين يقول وكما السليم الوعي

.. أعظم) بتحقيق خليقة الوقت ذات في وهي الفنون أم هي الدرامايستهدف التي الرسالة مدى البعض اليدرك وقد الغايات وأسمى األهداف

به يقصد مكان مجرد المسرح أن منهم ظنا المجتمع في نشرها المسرح) الكبرى الكارثة لتحطيم األحداث يسبق أن دائما مهمته فالمسرح الترفيه

بأسلوب الناس عموم إلى فتصل األفكار أعظم تتجسد المسرح ففي .. موقظة مستفزة مثيرة جياشة ومعالجات مفهوم

ويغوصفي المتنافرة واالتجاهات المتعارضة األفكار يعرض المسرح إنمرئي حي بتجسيد ذلك يفعل إنه الحقائق، ويكشف الخفايا ويجلو األعماق

العقل أن كيف بسهولة يدركوا أن للناس فيتيح الفهم، وسهل ومسموعيقول وكما الترهات، بمختلف يغتبط وكيف التناقضات، لكل قابل البشري

( : يبقى أن يجب مجال في نعمل نحن كريج جوردون الشهير المسرحي ) .. فالمسرح اآلخرين في نؤثر ثم نتأثر دائما فنحن الحر للتبادل مفتوحا

يكشف إنه الشنيعة، ونقائصه الهائلة بإمكاناته ذاته أمام عاريا اإلنسان يضع

73

يضحك اإلنسان ويجعل األطراف كل بها تتلبس التي البشرية الحماقاتإمكانات يدرك كما هبوطه عمق فيدرك مآسيه من يبكي أو حماقاته من

ارتقائه..

اليطيق جعله فاعال قويا إحساسا وتفرده بفرديته إبسن إحساس كانلم ولكنه بمضض اإلعدادية المرحلة فأنهى المدرسي التطويع عمليات

الثانوية المرحلة ينهي أن قبل النظامية الدراسة فترك الصبر يستطعكثيرين آخرين مبدعين مع تتكرر ظاهرة وهي اإلعدادية بشهادة فاكتفى

.. أخرى مقاالت في بتفصيل أتناولها سوف

تهدف التي التنشئة على وتمرده والتدجين للتنميط القوي إبسن رفض إنالصارخة ودعوته المجموع في ودمجها وتذوبيها الفردية الذات طمس إلىالعوائق كانت مهما وسلوكا فكرا المستقلة بفردياتهم الناس يتمسك أن

في النرويجي المجتمع جعل قد الرفض هذا في وصراحته وضوحه إناضطرته ورسمية شعبية مضايقات له فحصلت ذلك منه اليطيق البداية

بعد إال النرويج إلى يعد ولم إيطاليا في استقر ثم ألمانيا إلى يهاجر أن إلىااللتزام فيه يتجسد باهر حي نموذج أمام أننا نجد وهنا سنة وعشرين سبع

( : هو شأنا الناس أعظم بأن وصرامة بوضوح يعلن فإبسن بالمبدأ الصارم ) تجسيدا ومواقفه سلوكه فكان وحده بقي ولو بمبادئه ملتزما يقف الذي

. لهذا المدركة الفريدة فرديته في تتجلى اإلنسان إنسانية إن التأكيد لهذا .. الناس في ذلك يتحقق أن أندر ما ولكن التفرد

على صامدا وظل بها آمن التي بالمبادئ ملتزما وحيدا إبسن وقف لقدصمد لقد اإلرادات، أقوى توهن التي والمشاق الصعوبات كل رغم موقفه . ولم يتراجع لم إنه عنه وطنه رؤية تغيرت حتى وشموخ بشجاعة بمفرده

هو فإذا تحجره من أفاق الذي هو كله الوطن وإنما يضعف ولم يهادنتعده النرويج فصارت أهميته ويدرك له فيستجيب التقاليد أوهام يتجاوز

74

والرسمي الشعبي الرفض طوفان أمام إبسن صمد لقد الكبرى، مفخرتهاهو وإذا أوهامه عن ويتخلى جهله من يفيق نفسه الوطن فإذا قرن ثلث

حوله ويلتف أنجبه الذي الرائد إلى ينجذب هو إذا ثم رفضه عن يتراجععالمات من بارزة عالمة فيجعله واالحترام اإلكبار له ليعلن به ويحتفي

باحتفاالت تكرارا ذكراه ويحيي التماثيل له ويقيم األوسمة فيمنحه أمجاده، ) للفلسفة ) الفخرية الدكتوراه بمنحه أوبساال جامعة تشرفت كما حاشدة، .. آثاره وكل إبداعاته على يحتوي باسمه متحف إنشاء جرى كما

فصار إبداعاته مع كلها أوربا تفاعلت بل وطنه على به االهتمام يقتصر ولم ) وصارت ) العالم كل إلى تأثيره وامتد اإلبسنية إليه ينسب مذهب له

األوربية البلدان في عرضها ويتكرر األقطار كل في تعرض مسرحياتهتحمس وقد والبصر السمع ملء ومازال كان لقد وساما الدانمارك ومنحته

كثيرا عنه وكتب شكسبير من أهم يعتبره جعله شديدا حماسا برناردشو له .. آخر مبدع ألي يمنحه لم بحماس

باألوهام معجونا كان أنه وعيه وثبة بعد عميقا إدراكا أدرك قد إبسن إنيؤديها أن وعليه كبيرة مسؤولية أمام فبات مجتمعه في السائدة التلقائية

أشق هو به انعجنت مما ذاته تحرير أن يعلم كان لكنه ومهارة وصبر بقوةالذات لتكوين اإللحاح شديدة جادة مهمة إنها المحاوالت، وأعسر المهام

إنه النفس، داخل المهيمنة الظالم قوى تحطيم يقتضي وهذا جديدا، تكوينا . كان وقد الصحيح الوعي فضاءات إلى الزائف الوعي سجن من خروجمقاومة ومع أوال الذات أعماق مع وطويلة شرسة معركة أنها يعرف إبسن ( : تقاتل أن يعني تحيا أن وضوح بكل يعلن كان لذلك ثانيا السائدة الثقافة

في ذاتك تدين أن فيعني تكتب أن أما المظلمة القوى شبح ذاتك في ) داخله من به تتحكم التي المظلمة القوى يقاتل فالرائد محاكمة جلسة

النسبي التحرر هذا وبعد وعيه بزوغ قبل تلقائيا شكلته التي القوى إنهاأكثر لتحريرها الذات مع المعركة يواصل لكي الكتابة إلى يلجأ لقابلياته

ومع شكله الذي الثقافي المحتل مع صراع في يبقى فإنه ذلك يفعل إذ وهو

75

عليه واعتادت ألفته عما بشراسة وتدافع التحرر هذا ترفض التي البيئة .. به وتشكلت

) ( : خطأ على دائما األغلبية بأن يؤكد حين ورائع وعميق إبسن حكيم هو كمتكونت التي تصوراته من تحرر هو إذا إال صحيحا تفكيرا اليفكر فاإلنسان

بشيء يراها لكي كافية مسافة ذاته وبين بينه يضع أن يقتضي وهذا تلقائياوإلى مجتمعه إلى ينظر أن اليستطيع أنه كما والموضوعية التجرد من

نظرة أمجاده مصدر يعتبره الذي التاريخ وإلى فيه السائدة الثقافةفي التلقائي االنتظام من وعواطفه بعقله خرج هو إذا إال فاحصة موضوعية

إنها ووجدانه، بتفكيره عنه منفصل وهو ويفحصه يراقبه وصار السائدوفاعلية بضراوة تصدت التي المستحكمة الكبرى األبدية البشرية المعضلة

المعطيات هذه فبقيت الكاشفة العلوم ولجميع الخارقة األفكار لكلاإلنسانية ينقذ ناجع حل إيجاد على قادرة غير والغرب الشرق في العظيمة

أخطاء وهي األغلبية أخطاء في الذوبان من ويحررها الراسخة أوهامها منالتناسل بواسطة وتستمر الزمن بامتداد تتكاثر والزمان للمكان غامرة

.. التلقائي الثقافي

ألن مايكفي واإلشادات والمعلومات المراجع من إبسن عن لدي توفر لقدبالقليل أكتفي سوف الضيقة المساحة هذه في لكنني كامال كتابا عنه أكتب

وبناء التعلم أن مقنع كنموذج خالله من أثبت أن يهمني وألنه له تتسع الذييتعلم ال وإنما التعليمية، بالرتابة يتحقق أن اليمكن متينا علميا بناء الذاتوإنما فقط ليعرف ال تلقائيا فيندفع داخله في الرغبة تتأجج حتى اإلنسان

. أمام فنحن القيادة أو العمل أو الفن أو الفكر أعالم من علما ويصبح ليبدعببعض مكانته تأكيد مطلوبا يكون لذلك بأهميته الدنيا تعترف صارخ نموذج

.. والدارسون النقاد عنه قاله ما

76

عبر ) والمجتمع الفن كتابه من الثاني المجلد في هاوزر آرنولد عنه يقولشخصية(: ) هي الحديثة الدراما تاريخ في الرئيسية الشخصية إن التاريخ

) يعبر) ألنه أيضا بل القرن في مسرحية موهبة أعظم ألنه فقط ليس إبسن ) درامي تعبير أقوى لعصره األخالقية المشكالت عن

مشهور مبدع أديب أيضا وهو سنو تشالز السير اإلنجليزي الفيزياء عالم أما ) للثورة ) فهما األكثر الكاتب ويعتبره به يشيد الثقافتان كتابه في فإنه

في وعميقة واسعة عامة إيجابية آثار من عنه تمخضت وما الصناعيةمبدعين أن إلى بذلك يشير وهو اإلنسانية األوضاع وفي اإلنساني التفكير

الصناعية الثورة يعادون ريد هربرت السير أمثال من آخرين ونقادا .. كارثة ويعتبرونها

) األوربية ) اآلداب تاريخ إلى مدخل كتابه في فإنه حاتم عماد الدكتور أما .. ( : إبسن األكبر المسرحي الميدان ودخل فيقول األكبر المسرحي يعتبره

) في التغيير رواد من إبسن إن العالمية المسرحية في انعطافا أحدث الذيعن وتصوراتهم الناس تفكير في وإنما فقط المسرح في ليس أوربا

ويسعى الفرد اإلنسان بوضع مهموم فهو والمجتمع والحياة اإلنسانبقضايا اهتم لذلك بالمغبونين معني أنه كما المجتمع طوفان من لتحريره

عالجها التي اهتماماته من نماذج سوى هذه وليست العمال وقضايا المرأة .. إبداعاته في بقوة

إنه بإبسن اإلعجاب شديد كان فإنه برديائيف نقوال الروسي الفيلسوف أما ..( :) وقد ) والواقع الحلم كتابه في عنه قاله ومما متأججا إعجابا به معجب

.. يحركه نبيا نبيا أطالع كما وطالعته إلبسن العظمى األهمية اكتشفت ( : ) كثيرا إبسن أقرأ وكنت آخر موضع في ويقول اإلنسان تحرير إلى الحنينبل بالحياة وشعوري المتحول موقفي عن يعبر مما الكثير عنده فوجدت

نزعتي ) اآلخرون مايسميه وكان المفضلين كتابي من واحدا أصبح لقد

77

) في صداه يتردد الشخصي للمصير الشديد ووعيي الخطيرة الفردية ( : المأساة( كتاب هم المفضلون وكتابي أيضا آخر موضع في ويقول إبسنوبلزاك وديكنز وهوفمان وبايرون وجوته وسرفانتسوشكسبير اليونانية

) على إبسن يقدم إنه إبسن جميعا فوقهم أحببت كما هوجو فكتور وأحببت ..!! وجوته شكسبير أمثال من واإلبداع الفكر عمالقة

الواحد ) القرن مفاتيح بعنوان اليونسكو أصدرته الذي الكتاب وفيأفكار( أن كانتاراث راما العلمي الهندي المجمع رئيس يرى والعشرين

: فيقول البعض أفهام على يستعصي فهمها يجعل مما جدا متقدمة إبسنكانوا) ولكنهم الحديث األدب في بالغا تأثيرا أثروا قد إبسن مثل أدباء إن

) لكانت كامال فهما فهمه من الناس تمكن فلو القراء بعض مستوى فوق .. وأبهج أعظم النتائج

: ) يقول ) وفيه الكتب بين ساعات كتابه في أورده مقاال العقاد عنه وكتبالشعر) ذروة في بهما وحلق إيطاليا في نظمهما بروايتين شهرته وعلت

) إن المواقف وتدبير الشخصيات وصف على الظاهرة والقدرة والبالغةإلى فاضطرته وطنه في شديدة مضايقات وجد األولى إبداعاته بعد إبسن

العالم واعترف شهرته طارت أن بعد ولكن إيطاليا إلى واالنتقال هجره ( : معززا إليه فثاب العقاد يقول وكما إليه وطنه نظرة تغيرت بإبداعه كله

وعده أوربا إلى سرت قد شهرته وكانت والتقدير بالتبجيل محفوفاحماسة في السبعين ببلوغه واحتفلوا القومية مفاخرهم من النرويجيوناألمة فشيعته الثمانين أبواب على وهو ومات تمثاال له وأقاموا وشمم

) النرويجيين األدباء من ألحد مثلها يسبق لم رسمية جنازة في والحكومة

عام اإلسكندرية 1906وفي مكتبة بها وشاركت بمئويته، كله العالم احتفلمختارات إصدار جرى المناسبة ومع النرويج سفارة مع بالتنسيق بمصر

القومي المشروع ضمن نشرها تم مجلدات ثالثة في إبداعاته من

78

) عددا ) بالكويت العالمي المسرح من سلسلة نشرت ذلك وقبل للترجمة،. . ود الحافظ عبد الله عبد د بجهد اإلشادة من البد وهنا مسرحياته من

. شاهين وفوزي يوسف وكامل حكيم ورندا الراعي علي ود النادي أحمدوزكية حراز مختار ونيرفانا موسى سالمة ورؤوف الصبور عبد وصالح

التي المؤلفات بعض ترجموا كما إبداعاته ترجموا الذين هم فهوالء خيرهم، .. عنه صدرت

المسرح ) كتابه في رياضعصمت أشار وقد بقوة حاضرا مازال إبسن إن: ) ويقول ومتجدد مستمر إبسن بمسرحيات االهتمام أن إلى بريطانيا في

) ادريان) ) به قام الدمية بيت إبسن لمسرحية ممتازا إخراجا لندن شهدت ) ( الرئيسي نورا دور فيها ولعبت بريطانيا في المخرجين ألمع أحد نويل

شكسبير فرقة ممثالت أقدر من واحدة وهي كمبل تشيريل الممثلة ( : من( غاية على مسرحية كونها إلى إضافة الدمية بيت يقول ثم الملكيةأفضل هذا يومنا حتى فإنها الشخصيات وتصوير الدرامي البناء في اإلتقان

) المرأة حقوق عن دفاعا كتبت درامية وثيقة

:) الحديث ) المسرح بعنوان له دراسة في كوين االنجليزي الناقد ويقولوالعقد) ) عشر التاسع القرن في مسرحي كاتب أعظم إبسن هنريك كان

) في ثمن بأي الفرد يناصر إبسن كان لقد العشرين القرن من األول ( : ) على إبسن إن كوين ويقول الروحي وانحطاطه المجتمع صغار مواجهة

.. حياة أية زيف عن واألكاذيب الحقيقة عن يتحدث إنما أعمق مستوى ) نفسها بحقيقة التعترف

( : في إبسن عن مؤلفوه يقول المسرح قاموس من األول الجزء فيبالعمق للحياة نظرته وتتسم العالم في العظام المسرح كتاب مصاف

شاعري تعبير مع واالقتصاد المعمار بدقة مسرحه ويتسم والشمول ) وأمريكا.. أوربا في المسرح في األثر بالغ إلبسن كان عميق

79

( : أول يعد الموسوعي المعجم في عكاشة ثروت الدكتور عنه وكتبالنقاد بعض ليعده حتى تأثيرا وأعمقهم العصريين المسرحيين المؤلفينالتأليف على الفائقة قدرته حيث من سوفوكليسوشكسبير مصاف في

االجتماعية االتجاهات تغيير في قوي أثر لمسرحياته كان وقد المسرحي،يؤديه أن المسرح مايستطيع مدى على التاريخ في األولى للمرة برهنت إذ

. االجتماعي للسلوك تغيير من

) عن اليعبر بمعجمه عكاشة إن ومنهجيته بتفانيه ممتازا كاتبا إبسن وكانفي إبسن عن السائد النقدي الرأي يدون هو وإنما فقط الشخصي رأيه

.. العالم وفي الغرب

هنريك ) كتاب عنه صدرت التي الكتب آخر فمن به، االهتمام يتوقف وال ) وقد: لوند إريك ستاين النرويجي للمبدع الشيء أو شيء كل إبسن

نهاية ) المدهشة الرواية كاتبة وهي خيرهم زكية المبدعة الكتاب ترجمت ) بلغة مكتوبة المضمون باهرة الحجم ضخمة رواية وهي الخطير سري

رواية إنها وروعة بغزارة تتدفق إنها عميق ومحتوى عذب وأسلوب راقيةهذه كل فيه تجتمع أن إبداعي عمل وحسب ومفيدة وممتعة مثيرة

.. أبدعته من وتهنئة بعناية القراءة ليستحق العناصر

بمقدار إال لإلبداع مواهبه وتنمو لالستقبال قابلياته التتفتح اإلنسان هو هكذاوالرغبات واألشواق القيم تحركه تلقائي كائن فاإلنسان داخله من مايتوهج

التي المعلومات وليس والكره والحب والصراع والتنافس والطموحات.. اضطرارا يتجرعها

بأكمله لجيل عنوانا فصار نفسه علم التلقائي باهتمامهالبليــهــي إبراهيم

80

ال تعميمها يمكن ال التي الفردية الخصائص من الخارقة األفكار إنتاج .. وعلى المجاالت كل في واإلنجازات التطورات و بغيره وال بالتخصص

: كافية مالية ووفرة خارقة فكرة أعمدة ثالثة على تنهض المستويات كافة .. حازمة قوية وإرادة

والطاقات واألموال واألعمال األعمار من أهدرت ما كل بعد اإلنسانية إنالتعلم على قسرا األجيال يقسر الذي النظامي التعليم تعميم مجال في

وأن اإلنسان تلقائية يدمر القسري التعليم بأن تكتشف سوف االضطراريأنها كما والعطاء األخذ في لقابلياته األساسي المفتاح هي التلقائية هذه

هذا من نجوا ألفراد المجاالت كل في بتطورها مدينة بأنها تكتشف سوفويطمس التلقائية الذاتية األشواق ويطفئ القابليات يغلق الذي القسرخنادق في ا ذهني ويضعهم الدارسين ويدجن االمتثال ويكرس الخيالفيها تؤثر وال تحركها فال تلقائية اإلنسان فطبيعة مسورة معزولة

بقيم مدفوعا يكون أن البد اإلنسان إن بل كانت مهما وحدها المعلوماتإن داخله من تحركه قوية تلقائية وباهتمامات لنفسه مخالطة عميقة

... أعماقه من وتتدفق ذاته في تتفاعل تلقائية بدوافع إال يتحرك ال اإلنسان

العلوم وتاريخ العصور امتداد على الحضارية التحوالت تاريخ تتبعت لقدسنوات فخالل المجاالت مختلف في اإلبداعات وتاريخ االختراعات وتاريخ

الرواد أكثرية أن فوجدت اإلمكان قدر وشامل واسع باستقراء قمت طويلةأنفسهم بنوا عصاميين كانوا والفعل الفكر وقادة والمخترعين والمبدعين

أمثال من المستغرق القوي التلقائي االهتمام ذوي من كانوا فقد بأنفسهمرايت واألخوين وماركوني وات وجيمس وليفنهوك ومندل ودالتون فراداي

81

المتاحة المساحة تتسع ال ومن جوبز وستيف قيتس وبل وفورد وأديسون ... لذكرهم هنا

هؤالء أمثال بواسطة نهض أنه نجد األمريكي االزدهار تاريخ نقرأ وحينألقل إال يتعرضوا فلم فردياتهم نقاء على ا نسبي حافظوا الذين العصاميين

بالمواجهة قدراتهم وبنوا المفتوحة قابلياتهم أوا فعب التنميط من قدرخارقة باستبصارات نفوسهم كوامن فتدفقت المشكالت مع المباشرة

من تحرر الذي فورد هنري الطليعة في ويأتي عالية بمهارات وفاضتواجه لقد مستغرق قوي تلقائي باهتمام نفسه فعلم المدرسي التنميط

ذاته وطور فأنضجته وثقة وأمل وإقدام مفتوح بعقل الحياة صعوبات مبكراالرجال أقدر من فصار الحر واالنفتاح الذكية والمثابرة الشاق بالعمل

كل إلى تأثيره امتد ثم األمريكية المتحدة الواليات في التنمية قادوا الذينالجريء واإلقدام التجارب وتنويع التفكير في المرونة لهذه هيأه وقد العالم

حر القابليات مفتوح فبقي واألكاديمي المدرسي للتنميط ض يتعر لم أنهتحدد وال مسبقة أفكار ده التقي الخيارات متعدد الخيال منطلق التفكير

ولم نهائية مات مسل خياله تطفئ وال مسورة عازلة ذهنية خنادق خياراتهباندفاع يتحرك كان وإنما البليد والترديد األعمى االنقياد بعادة يتبرمج

فيه ذاته ويجد إليه ويميل يناسبه أنه له يلوح اتجاه أي في واثق تلقائيفي االختيار مجاالت وتتنوع خياله ويتسع تجاربه وتنضج معارفه فتنمو

نفسه...

التحديد من وسالمته المدرسي التنميط من فورد هنري عقل ر تحر إنبأن يؤمن وكان الجريء واإلقدام الواثق لالنطالق هيأه الذي هو األكاديمي

قابلياته وتعطل إرادته وتشل ده تقي التي هي نفسه عن اإلنسان تصوراتالمجهول واقتحام االختراق على القدرة تمنحه التي هي بالعكس أو

كل في الخيال وإطالق االبتكار على والقدرة اآلفاق في والتحليقواالستعداد األبعد األفق إلى والنظر الخيارات بتنوع واإلحساس االتجاهات

((: إذا يقول كان الذي فهو المنال بعيدة كانت مهما األهداف لتحقيق

82

)) طاقة إن الحالتين كلتا في محق فأنت قادر غير أنك أو قادر أنك اعتقدتذاته عن بتصوره كلها مرهونة إحجامه أو وإقدامه سيره واتجاه اإلنسان

يبلغ فسوف وإقدام وتصميم بعزيمة للهدف ويتجه نفسه من واثقا كان فإذاعن عاجز أنه يتصور ابا هي مترددا كان إذا أما وبعيدا عاليا كان مهما الهدفعن برؤيتك محكوم فنشاطك عاجزا ا هامشي يبقى فسوف أهدافه تحقيق

من المجاالت شتى في المجتمعات قادة كان لذلك سلبا أو إيجابا ذاتكباالنقياد عوا يتطب ولم بأنفسهم أنفسهم بنوا الذين والجرأة اإلقدام ذوي

:) نحن ) هكذا كتابه في براندون هنري يقول وكما البليد واالمتثال األعمىجميع)) في الناس بخيال يستأثروا أن فورد هنري أمثال من رجال استطاع

)) فورد هنري باسم ارتبط قد المعاصرة أمريكا تاريخ إن األرض بقاعنيل البروفيسور األمريكي المؤرخ نجد لذلك العصاميين الرواد من وأمثاله

الرواد هؤالء عن الكتابة في العلمي جهده من الكثير يستغرق بالدوينكما آخر بكتاب أديسون يخص كما كامل بكتاب فورد هنري فيخص األفذاذاألدب استغرقه أمريكي طبيب وهو ثالث بكتاب وليمز كارلوس وليم يخصمهني مجال ألنه دراسته بمجال يهتموا ولم الشعري بإبداعه الناس فعرفهوهنا إبداعية إنجازات ويحقق اإلطار يخترق حين إال االهتمام اليثير رتيب

المجال في وانطلق الضيق المهني التخصص نطاق تجاوز قد يكون ... الفسيح اإلبداعي

) الثقافة ) معالم بتحديد المهموم بالدوين هنري األمريكي المؤرخ هذا إنالرواد هؤالء شقها مسارات في يجري أمريكا تاريخ أن يرى األمريكية

(( :) ( مدى على انشغلت لقد األمريكية القيم كتابه في فيقول العصاميونكتب في ذكرت وقد الحديثة أمريكا لحياة مجمعة سير وضع في سنوات

حياتنا في ساهموا الذين من ومرموقة بة مرك شخصيات ألربع سابقةووليم فورد وهنري إديسون توماس عن كتبي كانت وقد المعاصرة

.. ننا يمك المشترك التاريخ لقيمة األكبر الفهم إن راي ومان وليمز كارلوس )) هم الخارقين هؤالء أن يعتبر المؤرخ فهذا بذكاء المستقبل مواجهة من

وإقدام فردية من به تتميز بما المزدهرة األمريكية الثقافة لوا شك الذين

83

بالنفس الثقة الخارقين هؤالء من تستلهم أن األجيال على وأن ومغامرة ... وأكمل وأجمل أفضل هو بما الحلم ومتابعة المجهول واقتحام

وشهرته فورد هنري مكانة طغت العشرين القرن من األول النصف فيروزفلت تيودور الرئيس جعل مما األمريكي الرئيس وشهرة مكانة علىالناس عرف وقد الرئيس شهرة حجب قد فورد سطوع أن من يشكو

بالجملة اإلنتاج طريقة وابتكاره للسيارة اختراعه طريق عن فورد هنريحقق األول فاالختراع بالجملة االنتاج خط أو التجميع بخط مايعرف وهو

طفرة فحقق الثاني االبتكار أما اآللية النقل وسائل في هائلة طفرةاإلنسانية الحياة في ا نوعي تطورا يمثل وكالهما اإلنتاج كثافة في عظيمة

متباينة مجاالت إلى لتمتد تنوعت فقد كثيرا ذلك تجاوزت إسهاماته لكنذاتها النباتات ومن النباتات نفايات من السيارات وقود إنتاج كمحاولة

دخل مصادر لتنويع كبيرة جهودا بذل كما والديزل للبنزين كبديل ... الزراعة وميكنة المزارعين

) كتبه ) وثري ودقيق عميق كتاب وهو والثقافة التكنولوجيا كتاب فيميالرد رينولد البرفيسور المؤرخ كتب وقد والباحثين العلماء من مجموعة ) فالناس ) الريف خدمة في وتكنولوجيته فورد هنري علم بعنوان فصال ويك

التي الحراثة األمريكي للريف قدم لكنه فورد سيارة وإنتاج باختراع عرفوهالمجال في أيضا عظيما تأثيره فكان الزراعية التنمية في أسهمت

(( : الحياة في عميقا تأثيرا فورد هنري ر أث ويك المؤرخ يقول الزراعي بطال فأصبح العشرين القرن من األول النصف في أمريكا في الريفية

الرجل إلى والتقدير اإلعجاب بعين ينظرون قوم بين دنيويا وقديسا شعبيااألمريكيين(( احترام ظاهرة أمام التوقف من البد وهنا العصامي

بهم ويقتدون البالغ واالحترام الشديد باإلعجاب يحيطونهم فهم للعصاميينأهم للرواد فاالستجابة تطورهم أسباب أهم من وهذا ألفكارهم ويستجيبون

استجابة المجتمعات أسرع من األمريكي فالمجتمع ذاتها الريادة منالخارقة الفردية الريادات بين العضوي التكامل وبهذا لرواده إيجابية

84

هذا األمريكي المجتمع حقق الكافية اإليجابية االجتماعية واالستجابةنفسه يبني الذي العصامي يبهرهم فاألمريكيون المطرد الباهر االزدهار

فورد قارنوا لقد الفارغة األلقاب حاملو بها يحلم ال إنجازات ويحقق بنفسهصانعي أبرز من منهم كثيرون واعتبره لنكولن ابراهام األشهر بالرئيستاريخ من حاسمة تاريخية لفترة عنوانا اسمه وكان األمريكي التاريخ

) عنه ) ذكرت وقد الفوردية اسم عليها يطلق األمريكية المتحدة الوالياتالمرء يحتاج فال تعريف أي من أشهر اسمه بأن األمريكية الصحف إحدى

... عنه ينوه أو به يعرف أن إلى

) فورد ) سيارات يتذكرون فورد عن يسمعون حين العالم كل في الناس إن (( : أن في الشك فيقول األخرى إسهاماته من الكثير يبين ويك المؤرخ لكن

األمريكية الزراعة على التكنولوجيا تطبيق مجال في لفورد إسهام أعظمالقوة محل تحل أن يجب الميكانيكية القوة أن على إصراره في يكمن إنما

(( : )) النموذج جعل لقد ويقول المزرعة في عصر Tالحيوانية تدخل أمريكامن األول الشطر في اجتماعية ظاهرة أعظم العمل هذا وأصبح المركبات

)) بالهم في تخطر فورد ذكر يرد حين الناس أكثر إن العشرين القرنعن ويغيب وروكفلر كارنجي مثل مغامر محظوظ أعمال رجل صورة

تنموية رؤى وصاحب ك محن وإداري باهر مخترع فورد أن أذهانهممجاالت عدة في مدهشة نجاحات حقق أعمال ورجل رائدة واجتماعية

وتمتد والمال والتنمية الصناعة تتجاوز عظيمة إنسانية رؤية له وكانت ... األمريكية الثقافة في عظيما تأثيره وكان العالم كل إلى وطنه خارج

(( : حقق مما أكثر الناس عادات من ر غي فورد فإن روجرز ويل كتب وكما )) روجرز نظر في أنه أي وبرناردشو شابلن وشارلي وموسيليني قيصروامتد اب والكت السياسيين من وسلوكهم الناس تفكير في تأثيرا أشد

أجل من الكثيفة الواسعة الغابات حيث البرازيل إلى فورد نشاطالمطاط إنتاج أجل من وكذلك النباتات من المحركات وقود استخالص

(( : وبناء األرض تمهيد بوسعهم أن فورد علماء تعلم وهنا ويك يقول وكما

85

الصرف مشروعات وإقامة األمراض على والسيطرة المستشفيات )) فورد كان لقد المطاط شجر زراعة في تماما ينجحوا لم ولكنهم والتبريدكما وهو الصويا فول إنتاج وتوسيع توطين على فعمل االهتمامات متنوع

(( : والتكنولوجيا العلم لتطبيق فرصة أفضل فورد أكسب الذي ويك يقول) ( )) البالستك اللدائن بصناعة االهتمام فضل له كان كما الزراعة مهنة على

في رائدة آراء له كانت كما كثيرة صناعات في للحديد كبديل وإبرازهاالزدحام وتقليل ناحية من الريف لتنمية المدن عن المصانع إبعاد ضرورة

عنه بحثه ويك ويختم أخرى ناحية من التلوث مصادر وإبعاد المدن فيآراء: )) كانت األمريكي الريف وميكنة التكنولوجيا عن آراءه إن بقوله

)) كبير بوقت لزمانها وسابقة وتقدمية مستنيرة

وكان متنوعة اهتماماته وكانت مفتوح عقل صاحب كان فورد هنري إنوأن يتردد ال أن اإلنسان على بأن يؤمن وكان مقداما وكان المواهب متعدد

اإلبداعات فكل إقدام دون نجاح فال أمانيه وتحقيق أفكاره لتجسيد يندفعبالجرأة وتحققت بأفكار بدأت العظيمة اإلنجازات وجميع الرائعة

هارولد األمريكي النفس عالم كتب ذلك وعن الكثيف والجهد والمغامرة (( : فورد هنري كان عندما ديترويت في أعيش ا شاب كنت لقد يقول فينك

تسير عربة يجعل أن هو يبغيه كان ما وكل السيارات صناعة يبدأ أن يحاولمن له خيرا سيكون سيارات بضع صنع مجرد أن تصوره في وكان بالبنزين

سيارة يصنع أن خطواته أولى وكانت إديسون شركة في كميكانيكي العمل )) يعتبر العالم هذا إن غيرها يصنع ثم يبيعها أن الثانية خطوته وكانت تتحركفقد حد عند تقف ال طموحاته أن كيف فيوضح المبدع للعصامي مثاال فورد

نشاطه امتد بل بذلك يكتف لم لكنه صناعية امبراطورية يبني أن من تمكن (( : يشتري نفسه ل يتخي لم إنه فيقول عظيمة واسعة متنوعة لمجاالت

المالحية والخطوط الحديدية والسكك الحديد مصانع ويبني الحديد مناجم )) أن ليؤكد الحقائق هذه يسجل العالم هذا إن عام كل سيارة مليون وإنتاج

الدارسون يتجرعها معلومات ليست اإلنجاز وقدرة األداء ومهارة العلمخاوية مزركشة شهادات هي وال تلقائي ذاتي اهتمام غير من قسرا

وإيمان صادق واندفاع خفاق وخيال ق خال فكر هي وإنما ومنيمة وخادعة

86

الموصول المنظم والجهد واالنفتاح باإلقدام مرهونة األهداف بأن عميق ... لإلبداع واالقتحام لإلنجاز االنتظام بين المراوحة أو والجمع

المضيئة النماذج عن يبحثون لمن ملهمة فورد هنري تجارب إشراقات إنهو مشروع أي في المهم أن مايؤكد تجاربه ففي التنتهي إشراقات وهي

فحين فقط المادية باإلمكانات مرهون فأمر التنفيذ أما المبدئية الفكرةنابع مشروع أي إنجاز السياسي أو اإلداري المسؤول ويقرر المال يتوفر

مختلف من الكوادر فإن الكافي المال يملك وهو خالقة فكرة منوالدة هو فالمهم تنجزه حتى روتيني بشكل تعمل سوف التخصصات

ذهنه في بلور فورد هنري فإن المثال سبيل وعلى االتجاه وخلق الفكرة( محرك اختراع ( 8فكرة مؤمنا وكان ممكن ذلك أن مقتنعا وكان سلندرات

ولكن المنافسة في حاسما يكون سوف المحرك في التطوير هذا بأنإصراره وعند ذلك استحالة له أكدوا المصنع في والمصممين المهندسينتأكيدهم واجه ولكنه االستحالة مؤكدين إليه عادوا ثم الفكرة تنفيذ حاولوا

المختصين من االستحالة ادعاء بين الجدل ر وتكر وحازم مضاد بتأكيدوخطأ فورد موقف صحة النتيجة وكانت اإلمكانية على منه واإلصرار

وهنا فورد تصوره الذي بالشكل المحرك تطوير فتحقق المهندسين دائما كان حيث النتائج وأجل المعاني بأحفل تنبض التي مقولته صدقت

كلتا: )) في محق فأنت قادر غير أنك أو قادر أنك اعتقدت إذا يقولألن(( عاجزا فيظل بتصوره محكوما يبقى االستحالة يتصور فمن الحالتين

جهده وتعرقل طاقاته احتشاد وتعطل ذهنه على تسيطر المحال فكرةوكأنها الفكرة عقله في د تتجس الذي أما المحاولة من وتمنعه إرادته وتشل

وطاقاته الوعي وحضور الالوعي مخزون فإن ناطقة حقيقة صارت قدوتحقيق الحل إلى للوصول وتتعاضد تتشابك والحركية والوجدانية الذهنية

(( : معنى اليعرفون الذين عن أبحث إنني يقول فورد كان لذلك اإلنجازالممكن(( عن وتصورنا أنفسنا عن بتصورنا مرهونة فالنتائج المستحيل

والمحال...

87

ال تعميمها يمكن ال التي الفردية الخصائص من الخارقة األفكار إنتاج إنوعلى المجاالت كل في واإلنجازات التطورات إن بغيره وال بالتخصص

: كافية مالية ووفرة خارقة فكرة أعمدة ثالثة على تنهض المستويات كافةفي شائعة مشكلة لحل مقنعة إجابة أمام نكون وهنا حازمة قوية وإرادةحقالن وهما العملي واألداء النظرية المعرفة بين الخلط وهو العربي العالم

العمل بين نخلط كما األداء أربك خلطا بينهما نخلط لكننا ا نوعي مختلفانالمستشفيات مديري أن مثال اعتدنا فلقد المهني والتخصص اإلداري

وخلط خطأ وهذا أطباء يكونوا أن البد الصحية للشؤون العامة واإلداراتتوهمنا أن إلى والخلط الخطأ في اإلمعان بلغ لقد بل عنه التخلي من البد

يكون أن البد الصناعة وزير وأن طبيبا يكون أن البد الصحة وزير أنأننا والغريب اإلدارية القدرة ة خاصي مع يتنافى خاطئ تصور وهو مهندسا

شركة مدير من شخص ينتقل حيث المزدهرة األمم تجارب من النستفيد رئيسا ليكون حتى أو الصحة أو للدفاع وزيرا ليصير ممثل أو مصرف أو

تطبيقا فطبقناها ثقافتنا على طارئة التخصصات فكرة إن للجمهوريةالقدرة هذه يملكون ال بمن واستبدلهم القيادية الكفايات ذوي أحبط خاطئاثقافة فصار شديدا رسوخا الوقت بمرور الخاطئ التطبيق هذا فاكتسب

إدارية وبعادات خاطئة ذهنية بتصورات محكومين أصبحنا وبذلك سائدةلغير األمر وتسند للكفايات ومعطلة لألداء مربكة سليمة غير واجتماعية

... ا طبي ماهرين كانوا وإن حتى ا إداري القادرين

تمثل أمة وتحرير بأكمله وطنا يقود قد بل ناجحا ا إداري يكون قد الطبيب إنأو الصين في صن يات صن الطبيب فعل كما األرض سكان عدد خمس

فرنسا في كلنمصو جورج الطبيب أو ماليزيا في محمد مهاتير الطبيبإدريس ويوسف تشيخوف مثل مبدعا كاتبا الطبيب يكون وقد وغيرهمالشيء أما وغيرهم حسين كامل ومحمد ناجي وإبراهيم مناع وعبدالله

فإدارة المهني والتخصص اإلداري العمل بين الخلط فهو الخاطئبين النوعي الفصل إن ا طبي عمال وليست إداري عمل هي المستشفيات

في ر نتعث مازلنا ولكننا المزدهرة المجتمعات في السائد هو المجالينفي اإلدارية األعمال إسناد خطأ عن يقال وما العصر أبجديات مع التعامل

88

مثل أخرى تخصصات عن أيضا يقال لألطباء الصحية المؤسساترفيع نوع وهو قيادي عمل اإلداري فالعمل المتباينة الهندسية التخصصاتحتى تخصص بأي تكتسب ال اإلدارية فالقدرة واستثنائي خاص األداء من

التخصص لمجرد ناجحا ا إداري يكون لن اإلدارة علم في الجامعي األستاذالتخصص وليس النجاح أساس هي تكون قيادية قدرة يملك يكن مالم

أن ومعلوم التخصص عن كليا مختلف امتياز اإلدارية القدرة إن النظري ... النظرية المعرفة عن ا نوعي يختلف مجاالته وجميع أنواعه كل في األداء

العصامي للنجاح كمثال عنه أكتب وإنما كشخص فورد هنري عن أكتب العظيمة مجاالت في وأبدع بذاته قدراته وبنى بنفسه نفسه علم فقد الباهر

األمريكي المجتمع غير في ظهر لو ولكن بأكمله لجيل عنوانا وصار متنوعةاليكاد كادحا عامال بقي لربما للرواد ويستجيب العصاميين يحترم الذي

... بنك أو مدرسة أو لعمارة حارسا حياته يمضي أو يومه قوت يكسبعالمي مبدع إلى سفينة ظهر على كادح من

البليهـي إبراهيم

عمال من فانتقلوا جذرية دالت تب حياتهم تبدلت الذين البحارة يذكر حينإلى العضلي العمل ومشاق البحار ومخاطر أمواج مع يتعايشون كادحين

وأشد األفكار وأنضج األساليب بأعذب تلقائيتهم تفيض عالميين مبدعينإنجازاتهم وعن عنهم تتحدث الدنيا تظل سوف وإثارة تشويقا اإلبداعاتوهرمان كونراد جوزيف مقدمتهم في يأتي والخالدة الباهرة اإلبداعية

... مينة ا وحن ملفل

الحياة صعوبات واجه وإنما النظامي التعليم يواصل لم كونراد جوزيف إنمستغرق، قوي تلقائي باهتمام ا ذاتي نفسه وعلم إنضاج ما أي فأنضجته مبكرا

89

المدرسي التنميط من ر وتحر القامع األيديولوجي التأطير من فنجا . الفكر متوثب المعارف متنوع القابليات منفتح فبقي المغلق،

طرح يعتمد أن البد بل المعلومات إعطاء على التعليم يعتمد أن يصح اغير والتوجيه والخيارات البدائل وتأكيد القابليات واستنفار التساؤالت

لكن الدارسين في والمسؤولية الثقة وغرس اإلجابات مظان نحو المباشر سائرا فبقي الضروري التحول هذا عن بعيدا مازال العالم كل في التعليم

أنظمة في الخطأ هذا درجات في شديد تفاوت على الخطأ الطريق فيالعالم في التعليم

مسلمات وال معيقة كوابح دون اآلفاق في فانطلق ذاته نتاج كان لقدكل من القراء بإبداعاته ويستمتع الدنيا به تهتم ا عالمي مبدعا فصار حاجزة

اللغات..

أن تستحق الفتة إنسانية لظاهرة نموذجا يمثل العالمي المبدع هذا إناهتمام محل هي ما بقدر وعميقة واسعة علمية لدراسات موضوعا تصير

وإنما اإلبداعية الظاهرة في فريدا ليس فهو وفكرية إبداعية كظاهرة النقادالمدرسي للتنميط يخضعوا لم الذين األفراد من المبدعون يظهر أن يتكرر

المجاالت كل في اإلبداع حركة وتتبعت تابعت سنوات فخالل واألكاديميهذه فوجدت العصور امتداد وعلى األمم مختلف وعند المراجع آالف فيالتعليم ضرر حول استفهام عالمة ألف يضع بشكل البروز شديدة الظاهرة

م تعل فال للتساؤالت وإطفاء للقابليات إغالق من عنه ينجم وما االضطراري

90

حاجة أو متجددة جامحة رغبة من النابع التلقائي االندفاع حرارة بتوفر إال .. ملحة وعاطفية ذهنية

يستثار أن يجب وأنه اإلنسان تلقائية تؤكد البارزة الظاهرة هذه إنالمسؤولية وتأكيد االستثارة هذه دون من أما قابلياته وتنفتح لتتفاعل

التعليم يبقى فسوف التحديد وعدم والمرونة الطالقة غير ومن الذاتية .. التلقائية اإلثارة ويطفئ القابليات يغلق ألنه الضرر شديد بل عقيما

ارتباط تأكيد على يشهد مثال سوى كونراد جوزيف العالمي المبدع وليسسنوات بعد وثب فقد التلقائي باالندفاع واإلنجاز واإلبداع الناجع م التعل

المخاطر، يواجه ومغامر جسمه، عضالت يستخدم كادح عامل من طويلةإلى العاتية األمواج تتدافعها سفينة ظهر فوق مستمتع راغب ومستثار

ا كلي مختلف مجال في عالية بمهارة عقله كفايات يستخدم مدهش مبدعالتعلم في أعمارهم يقضون الشعوب مختلف من الناس ماليين بينما

مالم بقايا واستخدام ترديد محاولة محصولهم نهاية وتكون االضطراري متعثرا كليال االستخدام فيأتي معلومات من حصلوه مما النسيان يمحه

مستوى في الحاالت أحسن في فيبقون المبدعين إلنجازات باهتة كأصداءمستوى في وليسوا ومردديها ناقليها أو المعرفة أو المعلومات مستخدمي

واالقتحام واالختراع واألدب والعلم الفكر مجاالت في المبدعين أو منتجيهاوالريادة..

جرى أن منذ التعليم على باهظا ثمنا تدفع زالت وما دفعت الشعوب إنمنه البد ومدخال المهنية للكفاية معيارا الدراسية الشهادات فصارت تعميمه

. الرزق وتأمين والعمل للوظيفة

91

ينتظمون العالم بلدان مختلف في والكبار الصغار من الماليين مئات إن غالبا الدراسة يواصلون ويظلون أعمارهم من السادسة بلوغهم منذ فيه

ورغم الحاالت بعض في أكثر وربما قرن ربع قرابة وعسر وتأفف بمللللكفاية كمعيار أخرى وسيلة يجد لم العالم فإن النتائج وضآلة المدة طول

باعتماد الكالل هذا تجاوز تقترح التلقائية نظرية فإن هنا ومن التأهيل أوالمبادرة ومبدأ اإلثارة ومبدأ الفردية المسؤولية ومبدأ التحديد عدم مبدأ

... الناجع م للتعل عنها البديل أساسية كعوامل

التعليم بأن تؤكد العالم كل في مستفيضة ودراسات لها الحصر شواهد إنالشهير االنجليزي الناقد قال وكما البشرية للطبيعة مضاد اتجاه في يسير

أعاقت :) قد اإلجتماعي والمحيط التعليم تقاليد بأن ريد هربرت السير ) في للتعليم ه موج الحاد النقد وهذا وكبتته العصر هذا أبناء لدى النبوغفي التعليم أوضاع أما المفتوحة الثقافات ذات المزدهرة المجتمعات

مستوى في تأتي فالنتائج مأساوية أوضاع فهي المغلقة الثقافاتالفجيعة...

ل يتمث وال فرضا عليه يفرض ما اليستسيغ فهو تلقائي كائن اإلنسان إنالبليدة للتلقائية مفارقا تكوينا الذات فتكوين اضطرارا إليه يضطر ما ذهنهاألعمى التلقائي االنتظام من الذات بها تنعتق كافية قوية بوثبة إال اليتحقق . مستقال ا إبداعي تكوينا الذات تكوين في االنطالق لتبدأ السائد في

يبدأ وإنما اختيارا اليأتي التلقائي االنتظام من الذهني االنعتاق هذا إنمجال في قوي باندفاع يبحث الفرد فيبدأ عادية غير صادمة باستثارة

الذي المتوقد االستغراق هذا إن نفسه تهدأ أن إلى فيه فيستغرق اإلشكالولتتكامل ل والتمث لالستقبال الذات قابليات ح لتتفت المبدئي الشرط هو

مرنة مالئمة ظروف ثمرة هو وإنما باإللزام اليأتي والعطاء للتدفق طاقاتهااالتجاهات فيها وتتجادل المتعارضة األفكار فيها تتنافس ومثيرة ومفتوحة

92

بها وتتفاعل القابليات بها وتنفتح العواطف وتستفز العقل تستنفر المختلفةمن الطفولة في ا تلقائي تتبرمج أنها اإلنسان قابليات في فاألصل الطاقات

حاالت في إال له المغاير ل التتقب ثم التبرمج بهذا الذات ع فتتطب اختيار دونانكسار بمثابة هو وإنما اختيارا ع التطب من انفكاكها اليكون نادرة استثنائية

االستقالل آفاق في فيندفع التلقائي االنتظام من الفرد وانفكاك للتلقائيةوالتفرد...

إذا أما ا تلقائي إليه يندفع بما أو ا تلقائي إليه ينضاف بما يتبرمج اإلنسان إنبرغبة يحس وال إليها بالميل اليشعر وهو دراسية مواد ع تجر إلى اضطرالناقد المبدع يقول وكما منها لالنعتاق الفرصة ن يتحي فإنه نحوها جارفة

) ( (( : وكتبنا المدرسية فدروسنا عنيدون اب الكت نحن مورجان تشالزنوجه قد األمر آخر تعنينا التكاد المدرسية وعقوباتنا ومكافآتنا المدرسية

العالم هو نعرفه أن قلوبنا أعماق في مانريد ولكن المدرس إلى عيونناذلك هو ليس ونذكره نحبه الذي فالشخص الدراسي الفصل هذا خارج

الذي ذلك هو وال العليا الحقيقة يعتبره لما المترب بتخطيطه يرمينا الذيهو بل العذاب سوط علينا ويصب السبورة على السماء خريطة يرسم

بعيوننا نحن سماءنا نرى ويدعنا الفصل نافذة عن الستار يزيح الذي ذلكالتربية وظيفة أعتقده ما هو الرؤية هذه من البشر وتمكين نحن

الحقيقية ((.

طرح يعتمد أن البد بل المعلومات إعطاء على التعليم يعتمد أن يصح فالغير والتوجيه والخيارات البدائل وتأكيد القابليات واستنفار التساؤالت

لكن الدارسين في والمسؤولية الثقة وغرس اإلجابات مظان نحو المباشر سائرا فبقي الضروري التحول هذا عن بعيدا مازال العالم كل في التعليم

أنظمة في الخطأ هذا درجات في شديد تفاوت على الخطأ الطريق فيحالة تجاوز على قادر غير العالم الزال عام بوجه أنه غير العالم في التعليم

البشرية الطاقة في والهدر لألموال واالستنزاف األعمار في الضياعال وأنه تلقائي كائن أنه على اإلنسان مع يتعامل لم ألنه النتائج في والهزال

93

بالبرمجة ال تسل قابلياته إلى ماتسلل إال تكوينه في يؤثر وال ذاته في يتفاعل ... التلقائي الذاتي واالندفاع باإلثارة أو التلقائية

ألف تقيم األمم مختلف وعند المجاالت كل في اإلبداعية التجليات إن وسلبا إيجابا به تتحكم التي هي لإلنسان التلقائية الطبيعة أن على برهان

البيئة تهيئة هو مايمكن أقصى وإنما األذهان في حقنه اليمكن فالعلمريادات من االستثارة عنه تنجلي لما االستجابة ثم وإثارته العقل إليقاظ

الفنان : )) على آراءنا نفرض أن لنا ليس مورجان تشالز يقول وكما إبداعية ) ه.. ) فن يتجاوز لم إن له الويل لكن آرائه عن ر يعب أن الفنان حقه من

من (( للجاهز ترديد هو العالم كل في فالتعليم عنه بعيدا ويحمله تعليمهاإلنجازات من متوفر هو لما وممل رتيب واستخدام والفنون العلوم

أن وال مبدعا يكون أن اليمكن المستوى هذا عند يقف فالذي اإلبداعيةفي فالمعلم المنشدين أو المرددين من واحد هو وإنما إضافة أية يقدمإنه التسويق موظف أو المبيعات مأمور يشبه الغالب في هو المدرسة

غالبا أنه إال المجاالت مختلف في مبدعون أنجزها معلومات تقديم يحاولواألكاديميون المعلمون أما رتابة وأكثر المبيعات مأمور من حماسة أقل

هي وإنما األكاديمي أو التعليمي الوضع نتاج إبداعهم يكن فلم المبدعونيستنزف الوظيفية بالواجبات األكاديمي انشغال إن بل فردية خصائص

اإلبداعي االنطالق من يحرمه ما اهتمامه ويستغرق وقته ويشغل طاقته ... إبداعية قابليات يملك كان لو حتى

) التأثير ) شديد كاتب كونراد نفسه علم الذي العالمي المبدع هذا أن ومعالكثيرون المعجبون يقرؤه ا عالمي االنتشار واسع ا إبداعي المكانة رفيع ا فكريالباحثون بدراسته وينشغل اللغات، كل في والعلماء والفالسفة األدباء من

من القراء عامة بقراءته ويستمتع الجامعات مختلف في واألكاديميونعنه أكتب ال أنني إال العالم لغات معظم إلى إبداعاته وتترجم األمم مختلف

توصلت التي والنظريات األفكار بعض لتأكيد عنه أكتب وإنما السبب لهذاأن لنظرية شاهد أنه كما التلقائي االهتمام لعبقرية نموذج فهو إليها

94

) كونراد) لجوزيف الكثير يضيف لن المقال فهذا تلقائي كائن اإلنسانمهمة بإضافة يأتي لن المقال هذا فمثل عنه تتحدث المراجع مئات فأمامي

أنه نعلم أن ويكفي اآلفاق تطبق وشهرته بامتياز معروف فهو به للتعريفمن الذي وهو راسل برتراند مثل كبيرا فيلسوفا الفذة بإبداعاته فتن قدكونراد كتابات في وجد لكنه إعجابه ينال من أندر فما أحد يعجبه أن النادروقصصه رواياته جميع قرأ فقد يلتقيه بأن قوية رغبة فيه وأوجد إليه ماشده

وإعجاب بفتنة قرأه لقد واستمتاع وتمعن دراسة قراءة ماكتبه وكلإال اللقاء من متهيبا كان لكنه لقائه في يرغب وهو سنوات فظل واستيعاب

طريق : ) عن كونراد بجوزيف فت تعر يقول ذلك وعن عليه فه يعر بوسيطلم ولكني بكتبه معجبا كنت وقد موريل أتولين الليدي المشتركة صديقتناتركه انطباع أول وكان إليه أحد يقدمني أن دون به التعرف على أجرؤ أكن

واضحة أجنبية لكنة في اإلنجليزية يتكلم كان فقد الدهشة هو نفسي فيعالقة(. : ) أية تغاير كونراد بجوزيف عالقتي كانت أيضا راسل ويقول للغاية

وللمصير اإلنسانية للحياة معينة نظرة نتقاسم كنا آخر إنسان بأي تربطني .) للغاية متينة بوشائج البداية منذ ربطتنا نظرة البشري

الذي الكبير الفيلسوف هذا إعجاب على يستحوذ أن استطاع مبدعا إنمن أكثر قول إلى أحتاج ولن استثنائي إنسان لهو إعجابه نيل الصعب منهي األم كونراد لغة أن فرغم مهمة أخرى إنسانية ظاهرة إلى ألشير ذلكفعاشفي الطفولة مرحلة نهاية في بولندا غادر أنه ورغم البولندية اللغة

تستبقيه اإلنسان تلقائية أن إال عمره سنوات معظم انجليزي وسط�أما ا تلقائي با تشر البولندية اللغة ب تشر فقد قابلياته إلى باألسبق محكوما

الخارق والجهد الطويلة المعايشة ورغم ما تعل مها تعل فقد اإلنجليزية اللغةأنه رغم عليه غريبة بقيت أنها إال معها والتكيف اإلنجليزية اللغة إلتقان

اللغة في غارق فهو عنها وللتعبير ذاته لتكوين أداته هي فاللغة مبدع كاتبملصق هو وما الذات، في ذائب هو ما بين الفرق يظهر وهنا وقته طول

.. التثبيت قوة بلغت مهما إلصاقا

95

بولندية أسرة ومن بولندا في مولود فهو األصل بولندي كونراد جوزيف إنخالل اإلنجليزية اللغة م تعل ثم بولندا في كلها الطفولة مرحلة وأمضى

حصل ثم البريطاني التجاري األسطول في بحارا العمل من عاما عشرينفصارت تقريبا عمره كل بريطانيا في وعاش البريطانية الجنسية على

كل فيها وكتب اإلبداع ولغة القراءة ولغة الحياة لغة هي اإلنجليزية اللغةفترة باستثناء عمره مجموع عليه الطارئة اللغة هذه مع وعاش إبداعاته

اللغة على طارئ أنه على تدل نافرة بنبرة يتكلمها بقي ذلك ومع طفولته .. بريطانيا في ا لغوي ا أجنبي بقي وأنه اإلنجليزية

كائن اإلنسان أن على ا قوي شاهدا تقوم القوية بداللتها الواقعة هذه إنولسانه وعواطفه عقله فيصوغ قابلياته يحتل الذي هو األسبق وأن تلقائي

قاحال كان مهما طفولته فيه أمضى الذي المكان إلى مشدودا ويبقى ... الحياة مقومات من ومحروما

.. بها تتشكل مؤثرات أية الستقبال جاهزة فارغة بقابليات يولد اإلنسان إنبعقله فيتحكم إليه األسبق يصوغه ألن تهيئه المفتوحة التلقائية هذه إن

ا محب خلق كونراد جوزيف أن فرغم تفكيره وآليات ولهجته ولغته وعواطفهعاشكل قد وأنه وأعماله أفكاره في مقداما للمجهول عاشقا للمغامرةظل ذلك كل رغم أنه إال طفولته مرحلة باستثناء بريطانية بيئة في عمره

وكتاباته وإبداعاته أحاديثه وكانت والمكانية، والثقافية اللغوية بالغربة يشعرمن مجتث بأنه عميق إحساس عمره طول يالزمه فبقي الغربة بهذه تنطق

بأن عميقة أخرى داللة يحمل وهذا عليه غريبة بيئة في ومغروس بيئتهاالقتالع بمثابة هو األسبق هذا من تحريره وأن باألسبق، محكوم اإلنسان

يبدو : ) اللذان والشيئان راسل براتراند يقول وكما التكوين وإعادة التامهو : مما والخوف الوحدة هما آخر أمر أي من أكثر كونراد يشغالن أنهمابين يعيش وهو به يشعر نفسه كونراد كان ما لمقدار عجبت ولكم غريب

إرادي بجهد يكبتها كان والتي الرجل هذا بها يحس وحشة من االنجليزصارم(.

96

اإلحساس هذا تجسيد على الهائلة وقدرته بالغربة الشديد إحساسه إنادوارد الفلسطيني المفكر إليه شدا اللذان هما باهر وإبداع رفيع بأدب

هارفارد جامعة من الدكتوراه درجة ونال شديدا اهتماما به اهتم فقد سعيد ) ادوارد ) ظل وقد ، الذاتية السيرة ورواية كونراد جوزيف عن بأطروحتهولفت به التذكير يواصل وبقي المبدع بهذا اإلعجاب أشد معجبا سعيداإليه شدته التي القوية الرابطة وإبراز عنه الكتابة وتكرار إليه النظر

... اهتمامه محاور من ا أساسي محورا فصار بإبداعه وفتنته به وربطته

فيه ولد الذي المكان غير في كان إذا بالغربة يحس بطبيعته اإلنسان إنوأشدها الصحاري وأغبر البقاع أجدب إلى يحن فهو طفولته فيه وأمضى

ويزهد الرخاء بيئة ويهجر والوفرة والغنى الخصب من ويعود وفقرا قتاماووفرة األشجار وتعانق األنهار تدفق بالبقاء واليغريه الحضارة بتجليات

قابلياته إلى األسبق هي كانت أنها لمجرد الجدباء بيئته إلى فيعود االخضرارإليها : مشدودا فبقي والعاطفية الذهنية

الفتى يألفه األرض في منزل كم

منزل ألول أبدا وحنينه

كونراد جوزيف كتابات إلى منجذبا نفسه سعيد إدوارد وجد الجامع بهذاالعالقة : تلك قامت هنا ومن نسيب للغريب غريب فكل دائما يقال وكما

االنجذاب هذا عن ر عب الذي سعيد وإدوارد كونراد بين المتينة الفكريةوعدم : ) باالقتالع اإلحساس بثقل تشعر كونراد تقرأ حين كقوله مرارا

.) مثله والخسران الضياع مصير يصور أن يستطيع أحد ال والغربة االستقرار

97

كونراد : ) عمل فيها صادفت مرة أول شعرت لقد آخر مكان في ويقولقصة أقرأ بل فقط الشخصية قصتي أقرأ ال الصور من وبصورة أنني

على تستحوذ آسرة بطريقة معا بت رت حياتي من كسر من مكتوبةليس كونراد أن أظن الحين ذلك منذ بشبكته عالق اآلن إلى وأنا المشاعر

ذات الرمزية للحكايات عظيم كاتب هو بل للقص عظيما كاتبا فقطفي . وكثافة قوة تزداد الرؤية من محددا نوعا لديه إن األخالقي المغزى

) الناس ماليين لكن تستثار حين السخية المواهب إنها فيها أقرأه مرة كل اغترابا يعيشون عليا شهادات نالوا منهم وكثيرون مغتربون األمم كل من

بيئات في يعيشون الثقافة في وغرباء المكان في غرباء فهم التعقيد شديدالوضع هذا ولكن واألديان والعادات واللغة الثقافة في بيئاتهم عن تختلف

أما مبدع يعيشها حين إبداعي عامل فالغربة مبدعين منهم يجعل لم المثيرتحويلها يستطيعوا أن غير من آالمهم يجترون فيبقون الغرباء من الماليين

آخر وطن أي في أو وطنه في كونراد عاش ولو إبداعية نصوص إلىوذو مستثار فهو اإلبداعية لقابلياته مثيرة كثيرة أخرى عوامل يجد فسوف

ومهما عاش أينما سيبدع فهو السخية مواهبه إلى إضافة مغامرة شخصية .. اإلثارة عوامل تغيرت ومهما البيئات تنوعت ومهما الظروف اختلفت

العالم بهما يتغير خارقة لريادة إيجابية استجابةالبليهي راهيم

فغامر كولمبس رحلة لتجهيز استجيب متكرر ورفض طويل انتظار بعدالعوائق من وواجه المخيف، الظلمات بحر يسمى كان ما باختراق

. وصفه اللغة تستطيع ماال والمخاطر

98

تغييرا أحدثت قد اإليجابية االستجابة لها تحققت أن بعد كولمبس ريادة إنالمغامرين أمام األبواب كل وفتحت واألفعال واآلمال التصورات في ا جذري

ريادة ألنها تلكؤ دون لعرضه يستجاب أن المتوقع وكان المجاالت كل فيعن وال السائدة، ثقافتهم من شيء عن يتخلوا بأن الناس تطالب لم عملية

األساسية معتقداتهم

تسفيه من الرواد يواجهه لما نموذجا تعد المغامر الرائد هذا قصة إنقد كانت الفكرة ولكن متكرر برفض عرضه ووجه فقد ومخاطر ورفض

الكف يستطع فلم ذاته أعماق على واستحوذت اهتمامه، كل استغرقتكل ويطرق العرض، يكرر وثقيلة طويلة سنوات ظل بل اإللحاح عن

. المرتقبة العظيمة المكاسب تعداد في ويسهب األبواب

له استجيب حتى الطرق واصل لكنه والمهين الموهن بالصد قوبل لقدوإلحاحه إصراره فلوال المذهلة، العالمية بنتائجه عمره مشروع فحقق

عليه هو عما مختلفا العالم ولكان الفاصلة، الرحلة تلك تمت لما وصبرهالعرض، فواصل يرتاح يتركه لم المستغرق القوي االهتمام ولكن اآلناالكشتاف وتم االستجابة تحققت حتى اإللحاح في واستمر اإلغراء وكرر

الكرة من مجهوال كان الذي النصف الكتشاف الطريق فتح وبذلك المذهلالرؤى. باكتشافه رت فتغي وجوده يتصور أحد يكن لم نصف وهو األرضية

العالم ودخل األوضاع به وتبدلت العقول به وتفتحت العواطف، به واهتزتيتردد لم لذلك والمغامرة؛ والبحث والنشاط التصور من جديد عصر في

) كولمبسفي ) يضع أن في األوائل المائة كتابه في هارت مايكل الدكتوروعظمة اإلنسانية الحياة في التأثير اتساع حيث من التاسعة المرتبة

النتائج.. 99

مستغرق قوي تلقائي اهتمام وخلفه إال عظيم عمل ليسمن وهكذافالقدرات المهمة إنجاز ويتحقق الهدف، بلوغ يتم أن إلى ومستمر

باهتمام متوقدة الذات كانت إذا إال بالعطاء وتتفجر ح التتفت اإلبداعيةمن الطاقة تتدفق فقط الحالة هذه ففي داخلها من ومستنفرة تلقائي،

يضطرم حين فالفرد الشمس، توقد من الضياء يتدفق كما الذات أعماقبه ر تتغي ربما خارق ريادي لعمل� يؤهله قد ذلك فإن أعماقه في االهتمام

. بأجمعهم األرض سكان أوضاع

هذا وباستمرار التلقائي اهتمامه توقد بدرجة محكومة اإلنسان فاعليات إنإلى تدفعه التي هي التلقائية الذاتية اإلنسان فاهتمامات النهاية حتى التوقد

تملؤه التي وهي واإلصرار، والمثابرة والمغامرة والصبر واإلخالص التضحية . وهي المثبطات تواترت ومهما العوائق تكاثرت مهما واإلقدام بالثقة

. كانت وقد كولمبس المغامر المكتشف في متوفرة كانت التي الخصال .. الحديث العصر فاتحة المؤرخين أكثر نظر في إنجازاته

كان فقد ممتدة سنوات الزمه مثيرا حلما كولمبس كريستوفر عاش لقدفلم واليابان والهند بالصين يربطها طريقا الغرب من ألوربا يفتح بأن يحلم

سنوات ظل وإنما عابرة نزوة عن ناتجة الخطيرة االستكشاف رحلة تكن . ملوك على شديد بإلحاح ثم إيطاليا أمراء على يعرضها وهو طويلة

ثماني األسبانية السلطة مع محاوالته واستمرت وأسبانيا، وإنجلترا البرتغالمرة من أكثر بالرفض قوبل وقد وصبورة، لحوحة محاوالت وهي سنوات

لم ولكنه ومستشارين لجان تقارير إلى يستند المتكرر الرفض هذا وكانوملحة ضاغطة فهي تؤرقه كانت فالفكرة المحاولة عن يتوقف ولم ييأس،

تجهيز األسبانية السلطة قررت وأخيرا اهتمامه، وتشغل تحاصره فظلت .. الرجال من وعشرين وبمائة سفن بثالث الرحلة

100

عبقرية لنظرية قويا شاهدا تقدم ألمريكا كولمبس اكتشاف قصة إنفهذا واالستجابة الريادة لنظرية ا قوي شاهدا تقدم كما التلقائي، االهتمام

جديد وعصر جديدة، لرؤية األوربي العقل هيأ قد أوروبا هز الذي االكشاف . في فأسهم التصورات به رت تغي لقد متنوعة مجاالت في جديدة وريادات

. العالم تغيير

قوي تلقائي باهتمام ومصحوبا مسبوقا كان الفاصل االكتشاف هذا إن . إلقناع وطويلة خارقة جبارة جهودا كولمبس بذل لقد ومستمر مستغرق

. عليه، وألحت الفكرة شغلته لقد الخطيرة العجيبة رحلته بتمويل القادرينالعظيم اكتشافه سيحدثه الذي التغيير الخالق بخياله تصور قد وكانأصبحت. ثم بالخيال ذهنية مغامرة البداية في الفكرة كانت المدهشاستغرقته لقد الكبرى نتائجها تعيش ومازالت كلها الدنيا عاشتها حقيقةاالكتشاف وحقق الخطيرة، المغامرة على فأصر كليا استغراقا الفكرة

التقنية واالختراعات العلمية الكشوف عن يقال ذلك ومثل العظيم،وكذلك السياسية، واإلصالحات االجتماعية والتطورات الفنية واإلبداعات

وأن الذات، أعماق من وبقوة تلقائيا نابعا يكون أن البد خالق نشاط كلباإلكراه فرضا مفروضا وليس مستغرق قوي تلقائي باهتمام مصحوبا يبقىبأكثر الشأن هو كما الذات من نابعا وليس اضطراري بجهد أو والقسر،

.. والدارسين العاملين

غاية في كانت بل خطيرة مغامرة كانت أمريكا استكشاف رحلة إنبأصعب.. المحفوف المظلم المجهول نحو اش جي اندفاع إنها الخطورة

قصفتهم البدائية سفنهم ففي الضعف في غاية وبوسائل المخاطرالظالم ضاعفت التي السحب بهم وأحاطت األمواج وغمرتهم األعاصير،

الغزيرة، وأمطارها المنذرة وبروقها المزلزلة، برعودها األجواء ومألتالمسيطرة الفكرة ولكنها وبالضياع بالغرق مهددين الرحلة طيلة وكانوا

أعظم حققت فالرحلة الخوارق تتحقق فبهما المستغرق القوي واالهتمامفي تسيمر روبرت البروفيسور األلماني كتب وكما إليه، تسعى كانت مما

101

(: ) قدميه : ) كولومبس كريستوفر وضع عندما الفالسفة صحبة في كتابهأي يعرف يكن لم الخامسعشر القرن نهاية في األمريكية األرض على

.) التاريخ في ستؤديه دور أي وال اكتشفت، قد عمالقة قارة

اقتنع أن بعد الغرب من والهند بالصين أوربا ربط يريد كولمبس كان لقدهذا أن كما عظيم، شأن لهما سيكون قارتين اكتشف ولكنه األرض بكروية

) األرضست ) أن بذلك فتبين أستراليا ثالثة قارة الكتشاف مهد االكتشاف ... ثالثا وليست قارات

الخامس المجلد كولمبسفي رحلة عن هامرتن جون السير المؤرخ كتب (: ) تاريخ ) في الرحالت من عرف ما أعظم كانت العالم تاريخ كتابه من

ارا بح وعشرين مائة كولمبس مع خرجوا الذين البحارة عدد كان العالمنظرهم وقع العاشر األسبوع نهاية وفي بهم أبحرت سفن ثالث حملتهم

.) .. جديدا عالما كان عليه ماعثر إن األرض على

) لم :) الخالدة العظيمة النتائج هذه لكن الخطورة بالغة نتائج حقق لقديجابه كولمبس يكن فلم الرجال أقوى تسحق بمجابهات إال تتحقق

الصعاب أرعبتهم الذين رفاقه عليه ثار وإنما فقط والمخاطر المجهولعليه د فتمر الهالك نحو هدى غير إلى يسيرون أنهم رأوا فقد واجهتهم التي

األخريين السفينتين مالحو طالبه كما السفينة نفس في له المرافقونيواصلوا أن وافقوا عسيرة مفاوضات وبعد أسبانيا، إلى فورا بالعودة

يستجيب فسوف أرض أي إلى يصلوا لم فإن فقط أيام ثالثة الرحلة.. األمريكية األرض ألسنة من لسان أول إلى وصلوا وأخيرا ويعود لضغطهم

) أمام ) يتوقف الغربية القيم تطور عن كتابه في فوركيه فرانسوا إنتحوالت ثالثة أحد باعتبارها الجغرافية االكتشافات هذه أحدثته الذي التحول

102

ا مس األوربي العقل مس أمريكا فاكتشاف اإلنساني التاريخ في عظمىوأمريكا الجنوبية أمريكا هي جديدة قارات ثالث لتكتشف أوربا ت فهب مثيراذلك قبل أما معروفة غير كانت التي الجزر ومئات وأستراليا الشمالية

. مجهوال األرض نصف فكان

طور في مكدودة صغيرة دولة من بأسبانيا ارتقت قد الكشوف هذه إناألرض أقصى إلى حدودها تمتد عظيمة امبراطورية إلى الهش التكوين

األسبانية اللغة وانتشار أسبانيا، على الثروة تدفق االمتداد هذا عن ونتجمن كانت التي البرازيل باستثناء الجنوبية أمريكا دول جميع في وسيادتها

.. البرتغالية اللغة فيها فسادت البرتغال نصيب

عليه، ترتبت التي اإليجابية النتائج وضخامة االكتشاف هذا وألهميةعلى سواء يتوقف ال به االهتمام فإن عنه نتجت التي الكبرى والتغيرات

في يشارك الفن حتى بل الحضاري التطور أو االقتصاد أو التاريخ صعيدالعشرين القرن نهاية فعند اإلنسانية الذاكرة في ا حي وإبقائه به اإلشادة

كريستوفر ) بعنوان رواية فونتس كارلوس المكسيكي الروائي أصدرليغرس( المحض الخيال يستخدم وإنما التاريخية بالوقائع ليكتفي ال وبيضته

يسعى :) وهو أمه بطن في كريستوفر وجد منذ أنه قرائه نفوس فيشيء كل يرى كان هناك فيها ظل التي التسعة الشهور وطوال للمعرفة

فهو ولذا األخرى، األوطان وعن بالده عن الكثير وعرف الكثير له حكوا لقديولدون !!(. حين األطفال يفعل مثلما يبكي لن

ويثيرون األجيال، يلهمون فإنهم لهم استجيب إذا الفائقون الرواد هم هكذاخارقين استثنائيين كأشخاص الناس إليهم فينظر إنجازاتهم في الخيالوالدتهم أثناء أو أمهاتهم بطون في وهم حتى البشر عامة عن يختلفون

.. التفرد وتأكيد األهمية إبراز أجل من وذلك

103

(:) يشعر ) كان القوة بزمام تمسك كيف كتابه في غرين روبرت عنه يقول) ، عظيمة أشياء لتحقيق الناس بين من اختاره قد القدر بأن مبكر وقت منذ

ورفض طويلة ممانعة بعد له استجابت التي إيزابيال الملكة عن ويقول) (: ، عظيمة أشياء يحقق أن له مقدر كولمبس بأن اقتنعت قد بأنها متكرر

ويسحرهم،:) النبالء يفتن أن على مذهلة قدرة لكولمبس كانت ويقول شعورا يبرز كان فقد بها يتصرف التي الطريقة عن ناجمة كلها وكانت

ثقة كانت بل نفسه لترويج قبيحة عدوانية محاولة ثقته تكن ولم بالثقة .) رزينة هادئة بالنفس

نقطة ستصير وبأنها تنجح سوف مهمته بأن أعماقه من موقنا كان لقديطمح كان مما أعظم النتائج فجاءت واإلنساني األوربي التاريخ في تحول

إليه..

الجديد كتابه في كوودكو البولندي المفكر أن نجد الفكر مستوى وعلى ) كولمبس ) إنجاز أمام يتوقف متغير عالم في واالقتصاد السياسة والمثير

معبرا قصيرا نصا أتالي جاك الفرنسي المفكر من فيقتبس وإجالل بمهابةفيقول كولمبس عن يتحدث وهو المثيرة اللحظة بتلك الشديد إعجابه عن

ح:) تتفت والغباء العنف يتوارى عندما الوجيزة الصفاء فترات خالل أتالي ) عام أن يعتبر كالهما وكوودكو فأتالي ، الروث من كومة فوق 1492الزهور

الوالدة) .. عام هو العام فهذا المصيرية للتغيرات حاسما عاما كان ..) التالية الثقافية التأثيرات ولكل الحديث للعصر الحقيقية

بين العضوي التكامل لوال حصولها ممكنا يكن لم العظيمة النتائج هذه إنجاءت وإن حتى الكافية اإليجابية واالستجابة الخارقة، الفردية الريادة

.. لليأس باعث� ممض واستخفاف متكرر رفض بعد االستجابة

104

ومع الحضارة تاريخ في حاسمة تحول نقطة كان أمريكا اكتشاف وألنالنفسي التكوين يكن لم فلو حتميا يكن لم حصوله فإن البالغة أهميته

قبل من لعرضه الرفض استمر ولو المهمة، هذه لمثل هيأه قد لكولمبسكل في حاضرا يظل كولمبس فإن لذلك االكتشاف تحقق لما الممولين

الحقول..

البروفيسور األلماني السياسية العلوم أستاذ فإن المثال سبيل وعلى ) وما ) السياسة احتماالت يحلل السياسة تعمل كيف كتابه في فاغنر وولف

العالمية، األوضاع في كبرى تحوالت من فيها ر تغي أي على يترتبلسارت يظهر لم لو أنه فيرى كولمبس حققه الذي باإلنجاز ويستشهد

ذلك يتأخر فسوف آخر ريادي ظهور قدر فإن مختلف اتجاه في الحضارةاالحتماالت ماليين هي وإنما التاريخ منطق في حتميات يوجد فال عام مائتي

( : . الذي غير آخر مجرى سيأخذ كان فالتاريخ ويقول األقل على آالفها أوتغيرات بسبب آخر مجرى التاريخ يأخذ أن الممكن فمن حاليا نعرفه

حياة .. في المعقولة االحتماالت عدد اليبلغ قد صغير حدث أو بسيطةآالف إلى يصل لكنه مليارات بضعة البسيطة التغييرات هذه جراء كولمبس

.) أمريكا ذكر باإلمكان يكن لم وبذلك الهاوية شفير على غالبا كانت كثيرة

لتحوالتها المدركة غير واألسباب الحضارة اتجاهات حول االحتماالت إنكان وإنما كشخص، ظهوره عدم أو كولمبس ظهور في التنحصر الحاسمة

. يقول وكما الكشف بهذا يهتم فال آخر مسارا حياته تتخذ أن أيضا باإلمكانمن : .. واحد بعمل يقم لم أنه لو كولمبس أمر في لنبحث فاغنر وولف

لكان طفولته أحداث وحددت صممت والتي والمتنوعة الكثيرة أعمالهاألمريكية القارة رؤية دون إيطاليا في األمكنة أحد في فقير ككاهن انتهى

.. اإلطالق على

105

وحينئذ إنجلترا من األولى االنطالقة تكون أن ممكنا كان ذلك وعكسلو تحضرا أكثر سيصير العالم كان فكم إبهارا وأشد أعظم النتائج ستكون

كولمبس محاوالت أن نجد التاريخ نقرأ فحين إنجلترا من البداية انطلقتتحقيق من يئس أن بعد وأنه سنوات، ثماني دامت قد وحدها أسبانيا في

والملك االنجليزي الملك على الفكرة عرض ينوي كان االستجابةالوساطات بعض لوال االتجاه هذا في السير يبدأ أن وشيكا وكان الفرنسي،

األولى االنطالقه كانت فلو فعل وليته تحصل لم وليتها التردد، أنهت التيالجنوبية أمريكا ولكانت أفضل، العالم أوضاع لكانت إنجلترا من بدأت قد

كما مستقرة ديمقراطية وأنظمة شامال، ازدهارا اآلن تعيش الكثيرة بدولهافبعد االنجلوسكسون الثقافة إليها امتدت التي المجتمعات كل حال هي

أمريكا في فرنسا مع صراع وبعد إنجلترا ت هب كولمبس رحلة نجاحالثقافة فترسخت بالقارة ينفردوا أن االنجليز استطاع الشمالية

السيادة أن فلو كندا وفي األمريكية المتحدة الواليات في االنجلوسكسون ) هو ) كما متخلفة لبقيت والبرتغالية األسبانية الالتينية للثقافة صارت فيها

والبرتغال أسبانيا عن واالنغالق االستبداد ورثت حيث الجنوبية أمريكا شأنتصاحبها والديمقراطية واالزدهار االنفتاح فإن االنجلوسكسون الثقافة أما

: الثقافة هذه فيها سادت التي البلدان كل من واضح هو كما تحركت أينماأفريقيا، وجنوب ونيوزيلندا، وأستراليا، وكندا، األمريكية، المتحدة الواليات

.. وإسرائيل والهند، وسنغافورة، وماليزيا،

حتى يستقر اإلنسان اليدع فإنه استحكم هو إذا فكرة أو بقضية اإليمان إن (: . من أنه مقتنعا كان كولمبس عن هارت مايكل يقول وكما هدفه إلى يصل

المحيط عبر غربا باإلبحار آسيا شرقي إلى طريقا يجد أن الممكنطويلة .. رحلة كانت وعناد بإصرار الفكرة هذه تابع وقد رأسا، األطلسي

ولكن الرجوع في رغبتهم عن وكشفوا ارة البح قلوب في الفزع فدبلكولمبس رحلة أول أن تماما لواضح إنه االستمرار على أصر كولمبس

. وكان الرواد، عصر ن دش اكتشافه إن أوروبا تاريخ على ثوري تأثير لها كان ) العظيم اإليجابي بتأثيره االعتراف ولكن التاريخ في الفاصلة األحداث أحد

الالأخالقية القاسية معاملته في ا أخالقي يدينه أن من هارت مايكل يمنع لم

106

بل التعامل شريف وال األخالق، نبيل يكن لم فكولمبس األصليين للسكان .. العالم على التأثير عظيم كان ولكنه غليظا فظا كان

بها فتنبض جوارحهم بكل الفكرة يعيشون الذين الرياديين من كولمبس إنحياتهم بها وتصطبغ أعصابهم بها ر وتتوت عقولهم، بها وتمتلئ قلوبهم،

يعيشونها ويبقون وسلوكا تفكيرا فيها ويستغرقون مصيرهم، بها ويرتبط ) حيث ) ؛ حياتية ضرورة اإلبداعي الشطح كتاب في جاء وكما اليهدأ حلما

وبيل فاغنر، وريتشارد كولمبس، اسم جراسهورن ماير أنكه المؤلفة توردصفات أبرز أن وترى اإلبداعي، الشطح ذوي أشهر من باعتبارهم غيتس

عن اليتخلون وأنهم له، أنفسهم نذروا فيما مستغرقون أنهم األفراد هؤالءعسيرة مواقف لتحمل آليات� يبتكرون وأنهم وحدهم، بقوا لو حتى أفكارهم

وأن غيرهم في تؤثر المطلقة ثقتهم وأن الخارق، التفكير قدرة لديهم وأنوأنهم خارجي، حافز أي إلى بحاجة فليسوا داخلهم من تتأجج دوافعهم

.. تفوقهم من مقتنعون فهم جائرا كان مهما لهم اآلخرين بتقييم اليهتمون

واسع تأثير من عنها نتج ما وإبراز الجريئة المغامرة بهذه االنبهار يتوقف والالجزء ) ففي الحضارة مسيرة على حاسم تطور من عنه تمخضت (23وما

) عن ) كتبه الذي الفصل في ديورانت ويل يقول الحضارة قصة منأن:) الناس شعر إذ البشري العقل ألهم الفذ بالعمل االعتزاز إن كولمبس

والشعار االختصار وأنكر المادة، دنيا على تغلبت قد البشري العقل شجاعةهذا وأصبح خلفه الشيء وأن طارق، جبل عن الوسطى القرون في السائد

مفتوحا، : العالم وأصبح الحدود كل وزالت الكثير خلفه بل اآلن الشعارباإلقدام تتسم طاغية بموجة الحديث التاريخ بدأ واآلن ممكنا شيء كل وبدا

في( ينجح فلم اإلدارية الحنكة تنقصه المقدام الرجل هذا ولكن والتفاؤل مساعدا ترسل أن األسبانية السلطة من فطلب اكتشفها التي البالد إدارة

البديل، مع فاختصم عنه بديال أرسلت أسبانيا ولكن اإلدارة على يعينه مكبال أسبانيا إلى كولمبس أرسل البديل ذلك أن درجة إلى الخصام ووصلوفي مرات أربع المغامرة كرر فقد له تعرض الذي اإلذالل هذا ومع بالقيود

107

فقد عليه تقضي أن كادت هوجاء زوبعة داهمته األخيرة الرابعة الرحلةخمسمائة وغرق واحدة باستثناء أسبانيا إلى العائدة السفن كل غرقت ) أرسل ) الذي نفسه الحاكم غرق كما بوباديال الحاكم مع كانوا رجل

في وكتب فظيع هول بعد فنجا نفسه كولمبس أما مقيدا مهانا كولمبسلي :) أمل بارقة كل وضاعت أيام تسعة لمدة تائها ظللت يقول مذكراته

إن الزبد يغطيه األمواج عالي هائجا كهذا بحرا قط عيناي تر لم الحياة فيتبد .. ولم للسير فرصة أية لنا تتح لم إنها بل فحسب تقدمنا تمنع لم الرياح

يلسعنا نار من شواظا ترسل اليوم هذا في بدت كما مخوفة قط السماءبعنف تتوالى البرق ومضات وكانت بشدة البرق وتفجر اللهب، كألسنةولم تنفجر، أن توشك السفن أن جميعا اعتقدنا حتى مروعة وبصورة

آخر، طوفان أنه إلي ل خي حتى تتدفق المياه كانت فقد األمطار تتوقف ..) المروعة آلالمهم حدا ليضع الموت وتمنوا القوى منهوكي الرجال وكان

كد يصاحبه مستغرق قوي باهتمام إال التتحق العظيمة اإلنجازات هي هكذاتعبت كبارا النفوس كانت فإذا العناد حد يبلغ وإصرار طويل وصبر مرهق،

.. األجسام مرادها في

تغييرا أحدثت قد اإليجابية االستجابة لها تحققت أن بعد كولمبس ريادة إنالمغامرين أمام األبواب كل وفتحت واألفعال واآلمال التصورات في ا جذري

ريادة ألنها تلكؤ دون لعرضه يستجاب أن المتوقع وكان المجاالت كل فيعن وال السائدة، ثقافتهم من شيء عن يتخلوا بأن الناس تطالب لم عملية

تنحصر فلم شيء كل النهاية في شملت النتائج ولكن األساسية معتقداتهمواألفعال األفكار مجاالت إلى امتدت وإنما المغامر استهدفه ما في

النشاط حالة إلى الركود حالة من نقلها اهتزازا أوروبا فاهتزت واألوضاع.. والمغامرة والتوقد

108