247
س س أ ة ض ه لن أ دة رأش ل أ

ÃÓÓ ÇáÏÚæÉ ÇáÑÇÔÏÉ - Taufik's Weblog€¦  · Web viewهذا ما أجبر آباء الأمم في جميع الأزمنة على الاستعانة بتدخل السماء

Embed Size (px)

Citation preview

أسسالرا شدة النهضة

القصص أحمد

أسس النهضةالراشدة

منشورات منالثقافية الوعي رابطة

لبنان - طرابلس

األولى الطبعةم1995- هـ1416

األمة داروالتوزيع والنشر للطباعة

135190ص.ب: - لبنان بيروت

نن قبلكم من خلت قد يروا س في فس انظروا األرض ف ف ان كي ة ك عاقب

ذبين ذا* المك ان ه اس بي دى للن وه ة وا وال* للمتقين وموعظ وال تهن

ؤمنين كنتم إن األعلون وأنتم تحزنوا مكم إن* رح يمسس وم مس فقد ق الق

رح ه، ق ك مثل ام وتل داولها األي بين ناس ذ ءامنوا الذين الله وليعلم الن ويتخ ه شهداء، منكم الظالمين يحب ال والل

وا الذين الله وليمحص* ق ءامن ويمحالكافرين.

عمراـن 141-137ـآـل

الكتاب محتويات

9............................الـمـقـدمة

: فلسفة األول القسم17........................................النهضة

. النهضة- وفل سف ة 19............المؤ رخو نالغربي- الفكر في النهضة فل سفة

24.......................................................المعاصر.. النهضة- 34.....................................سر

. الخاط ئة- والنهضة الصحيحة 40النهضةوالحضارة- اإلسالمية الحضارة بين

44.........................................................الغربية.

: الحضارة الثاني القسم61...................................اإلسالمية

. 65.........................................الحضارة- . المبدأ- 73.................................اإلسالم

-" الـله" رسـول محمد الـله إال إله ال. لل مسل مين الفكرية 80..........القاعدة

7

. والدولة- والمجتمع الحياة نظام اإلسالم.....................................................................88

. : تعالى- الل ه رضو ان نيل 96.....السعادة. الروحية- والناحية 105...................الروح

. بالو حي- اإلسالمية األمة 118.........نهضةسائر- من اإلسالمية الحضارة براءة

128....................................................الحضارات.

: المجتمع الثالث القسم134...................................اإلسالمي

. ونهضته- 138.............................المجتمعالرسو ل- .منهج المجتمع تغيير 145.في

الحضاري- واالحتكاك اإلسالمي المجتمع. 152......................................................والف كري

. : والو اقعية- المبدئية بين التغيير دعاة183

والمراجع 204..............المصادر

8

ة دم ق ال موالسالم والصالة العالمين، رب لل ه الحمد

اهتدى ومن وصحبه آله وع ل ى محمد سيدنا عل ى: وبعد الدين، يو م إلى بإحسان واتبعه بهديه

مجتمعها وقيام اإلسالمية، األمة نشو ء منذوآله ع ل يه الل ه صل ى الل ه رسو ل ع هد في ودولتها،

متطاولة، قرونا اإلسالمية األمة عاشت وسل م،حضارتها في تدانيها دولة وال أمة ترى ال وهي

. وعزتها وقو تها ونهضتهاوآله عل يه الل ه صل ى الل ه رسول ع هد في

العربية، الجزيرة في اإلسالم دولة قامت وسل مذلك في إمبراط و ريتين أعظم بالد وتاخم تالروم: وإمبراط و رية فارس إمبراط ورية التاريخ

. عهدها أول منذ بهم ا واحتكت البيزنطيين،جحافل تنطلق الراشدين الخل فاء ع هد وفيالعالم إلى رسالة اإلسالم تحمل المجاهدين،

كفر ديار من البالد لتحو ل العرب، جزيرة خارج. إسالم دار إلى

9

بعد فارس، إمبراط ورية أقدامهم تحت فتنهار . وتندحر القديم التاريخ من قرونا دام عم روشمال الشام بالد ع ن الروم إمبراطو ريةاإلسالمية الحضارة أمام الساحة مخل ية إفريقية،

مئات منذ الرحمة إلى تاقت أمم شأن ترفع كيالسنين.

دولة تستم ر األمو يين، الخل فاء ع هد في ثمهضاب الشرق في مخترقة ، التو سع في اإلسالم

إلى تصل حتى أنهارها، ع ابرة وسهو بها آسيا . وتستمر الهند وتخوم الصين سو ر مشارف

إلى تصل حتى غربا المضي في الغازين جحافلجبل مضيق لتعبر ثم األط ل سي، المحيط شو اط ئ

الحدود لتتاخم األندلس في متوغل ة ط ارق. لفرنسا الجنوبية

العباسيين الخل فاء ع هد في ذلك، وبعد التو سع في وتستم ر اإلسالمية الف توحات تتكرس

. ع صر العصر ذلك ويكو ن نس بيا أقل نحو ع ل ى ولوالفقهية والمذاهب اإلسالمية الثقافة ازدهار

وروائع العمران عظيم وقيام الف كرية، والم دارسليصبح واالكتشافات، العل وم وعجائب المدنية

الدنيا وجنة األرض منارة اإلسالمي المجتمع. الشعوب سائر نظر في الساحرة

الل ه يف تح ، الهجري الخامس القرن وفيبالد أهم ها جديدة، بالدا المسل مين عل ى تعالى

10

) ( يطهر حيث ، الصغرى آسية األناضو ل " النفو ذ " بقايا من البالد تلك السالجق ة المجاهدونحدود يتاخمو ا حتى الروم ويدحرون البيزنطي

. الق سطنطينية عاصم تهممعها لتحمل تحل القرن ذلك نهاية أن إال

إلى خالفتهم وتفكك المس لم ين تش رذم عاقبة . تعالى الل ه فيسل ط متناحرة وسل طنات إمارات

من انطل قت التي الصل يبية الحم الت جحافلالعصو ر ظ ل مات في الغارق األوربي الغرب

آسية عابرة ط ريقها فتشق وهمجيتها، الو سطى وصوال كلها الشامية الس واحل لتحتل ، الصغرىمجازر تحصد حيث األقصى، المسجد أرض إلى

المسل مين من األلو ف عش رات المتو حشين هؤ الء . جيو ش فتحشد األقصى الم سجد في ذبحا

من الغادرة الم دمرة الصاع قة تل ك بعد المسل مينللم سل مين والثأر والمقدسات البالد تحرير أجل

وكرامتهم.ع ل ى الشام بالد يحررون المس لم ون يكاد وال

والظاهر الدين صالح أمثال أبطال مجاهدين يدهذه الشرق ناحية من تداهم هم، حتى بيبرس،تهلك دمارا، وأع ظم همجية أشد غزوات الكرة،وتذبح واليابس األخضر وتأكل والنسل الحرث

ع ن فضال والش يوخ والولدان النساء من الماليينع اثوا: الذين والمغو ل التتار غزوات إنها الرجال

11

ع لى اقتحمو ا حتى ودمارا، خرابا األرض فيسنة بغداد خالفتهم عاصم ة ه ، 656المسل مين

وفقأوا بغدادي خل يفة آخر وقتل و ا أهل ها، وذبحواورمو ا. التاريخ، ع رفها مكتبة أعظم ودمروا عينيه

ضفتيه، بين معبرا منها فجعل وا دجلة، في كتبهامن تراث وط وي الكتب، بم داد دجلة نهر واصطبغ

... أقالم أضاء تها بل سو دتها التي الصف حاتالم جتهدين وثمرات العباقرة بأفكار النساخ،

وفصاحة األدباء وبالغة الش عراء وتجل يات ... األمة تاريخ من مظلم ة صفحات لتفتح العرب

والشام فارس بالد تصبح حيث اإلسالمية،والمتو حشين الكفرة لل مجرمين مرتعا والعراق

... حقا إنها البشر لحو م أكل ة الدماء ظ مأى ... وتراجع مخيف انحطاط حقبة مظل مة صفحاتخم سة والغرب الشرق لها دان أمة من ، عجيب

قرون. صفحاته، في المتعمق لل تاريخ، الناظ ر أن إال المجتمع ع ل ى يحكم حين بأحداثه، المستنير

ال فإنه باالنحطاط، العصر ذلك في اإلسالميوالدول المجتمعات سائر مع مقارنة بذلك يحكم

. ع هد سابق مع مقارنة هي بل عل يها قياسا وال . أصاب ما عل ى أنه، ذلك ع ل يه وقياس المسل مين

ع لى تو جد تكن لم وهزيمة، ضعف من المسل مينورقيهم حضارتهم في تدانيهم أمة األرض وجه

12

أذلوهم الذين الم سل مين أعداء وأن وتق دمهم،رفعة وال برقي عل يهم تغل بو ا ما دماءهم وسفكو ا

الهمجية. الغزوات من موجات هي وإنم ا حضاريةوتثو ر تفور أمثل تها، من العديد التاريخ ع رف التي

الشعو ب ع ل ى لتق تحم الزمان، من فجاءة فيغرة، حين عل ى بالدها ضعفها عو امل ع ن الغافل ة

ومأجو ج يأجوج أفسدت كما األرض في ولتفس د . تنطفئ أن تلبث ال ولكنها القرنين ذي زمنالتاريخ دمغ أن بعد شو كتها، وتنكسر جذوتها

. قفاها ... عل ى بل جبينها في عار وصمةديارها إلى تعو د الصل يبيين جحافل هي فها

في استقرارها رغم والعار، الخيبة أذيال تجرالسنين، من القرنين يداني ما اإلسالم بالد بعض

وع ادات اإلسالمية بالحضارة تأثرت وقد . هي وها مدنيتهم ببعض وتنعمت المسل مين،

جيش ضربات أمام تتهاوى المغول جحافلليدحر مصر، في قو اه استجمع الذي المماليك

مع ولكن، أتوا حيث من ويعيدهم المعتدين هؤ الءانطل قو ا فقد ونكو صهم، مجيئهم بين مهم فرق

ديارهم إلى وعادوا وثنيين، مشركين ديارهم منويعتنقو ن أفواجا، الله دين في يدخلو ن وهم

. بدينهم ويدينون ضحاياهم عق يدة ... سابق ليس تأنفو ا المسل مو ن ع اد وهكذابيضة حم اية المماليك فتولى وع زهم، مجدهم

13

في ومقدساتهم حرماتهم ع ن والذود المسل مينالعربية والجزيرة والعراق والش ام مصر بالد

. بني قبيل ة قامت األناضول وفي إفريقية وشمالالسالجقة، أسالفها ع ن الراية لتحم ل عثم ان

فل و ل من نهائيا األناضو ل أرض مجاهدوها وليطهرع ل ى ذلك بعد ليق تحم وا بل البيزنطيين،

األوربية، القارة داخل أراضيهم البيزنطيينسنة اإلمبراطو رية 1453وليقرروا عهد نهاية م

الل ه صل ى الل ه رسو ل وع د محققين البيزنطية،" " هرقل ع اصمة بفتح وسلم وآله عل يه

الق لب السنين، مئات بقيت، التي القسطنطينيةإلى ولتتحول العاتية، اإلمبراط و رية لتلك النابض

اإلسالم "مدينة سنة إـسالمـبول" لتتحو ل بلظ ل 923 في اإلسالمية، الخالفة ع اصمة إلى ه

. العثمانيين الخل فاءوجيوش بعدها، ط وال سنو ن مضت

. وصل فق د ودولها أوربا ممالك تهدد المسل مينأوربا ديار مقتحمين العثمانية الخالفة مجاهدو

اإلمبراطو رية عاصم ة فيينا أسو ار إلى الشرقيةالالتينية أوربا بذلك مهددين المقدسة، الرومانية . الغربيين لدى آنذاك ونش أت بأسرها والجرمانية

: " إلى" السبيل كيف وهي أال ، الشرقية المسألةخيار من يكن ولم اإلسالمي؟ الخطر من التخل ص

والحرص العثمانيين، الخل فاء استرضاء إال آنذاك

14

وبين بينهم فيما السل مية العالقات عل ىالمسل مين.

كي لل غرب، فرصة كان الس لم هذا أن إالوفي ودولته، ومجتمعه أحو اله في النظر ينعم

. لقد حياته ع ليها تقو م التي الحضارية األسس والمجتمع مجتمعه بين الجو هري الفارق أن أدرك

الل تين الحضارتين في يكمن إنما اإلسالمي،الصراع وأن المجتمعين، هذين من كال تصو غانوليس الحضاري الصراع هو إنما الحقيقي

في. عاش التي الحضارة أن واكتشف العس كرياالنحطاط، من هي الوسطى العصور خالل كنفها

قوية حضارة تو اجه ألن مؤ هل ة يوما تكن لم بحيث . اإلسالمية الحضارة هي البنيان، شامخة األركان

سقو ط تل ت التي القرون كانت وهكذاع ليها يطل ق والتي البيزنطية اإلمبراط و رية

اسم الغربيو ن "المؤ رخو ن الحديـث" ،التاريخوالحضارية والثقافية الفكرية المخاضات مرحل ة

الثامن القرن نهاية مع أسف رت التي العس يرة،الغربية الحضارة والدة عن الميالدي عش رالعل مانية من أسس ع لى قامت التي المعاصرة،

. الرأسمالية والل براليةأن للغرب أتاحت التي التاريخية الف سحة تل ك

وأسس الحضارية وهو يته أحواله في يتأملالتفكير في تحجر مع مترافقة كانت مجتمعه،

15

انعدمت بحيث الم سل مين، أذهان عل ى أط بقوع اش اإلسالمي، المجتمع في الفكرية الحيوية

الفقهاء من الماضين تراث ع لى المسل مو ن ونمط ونظامهم بدينهم معتزين اإلسالم، وع ل ماء يرون وال جيشهم، وقو ة دولتهم وهيبة عيش همقو تها أو بحضارتها تضاهيهم دولة أو أمة حولهم

التي والتخل ف االنحطاط ع و امل إلى يفطنو ن وال . ع شر التاسع القرن وخالل كيانهم في دبت

أال جديد، فارق الف ارق ذلك إلى أضيف ، الميالدي. العسكرية القو ة فارق وهو

الدول قوة تعاظ مت القرن ذلك ففيالثورة قيام مع ذلك وترافق أوربا، في القو مية

الجيوش تمد مادية قو ة تحولت التي الصناع يةالنقل ووسائل الجديدة األسل حة بأنو اع األوربية التو سع ع ل ى لها ع ونا كانت التي والبحرية البرية

. المسل مين بالد ومنها العالم، بالد في االستعماريوهبوط تراجع في العثم انية الدولة قوة كانت بينما

مؤ سساتها عم قد اإلداري الف ساد وكان ، سريع. عضدها من تفت االقتصادية واألزمات

مع تترافق العسكري الغزو بغارات فإذا . بالد تقضم األولى الفكري الغزو غارات

أنو ف وتمرغ اآلخر تلو الو احد المسل مينالم ثقفين تربك والثانية التراب، في المسل مين

المجتمع وتصيب المسل مين، بين الرأي وأصحاب

16

. الحرب تنته ولم والحيرة الضياع من بحالةأسفرت وقد إال القرن هذا بداية األولى العالم يةتاريخهم خالل بالمسل مين ألمت نكبة أعظم عنهزيمة. مجرد تكن لم النكبة هذه الطو يل

ديار من شاسعة أراض ضياع وال عس كرية،الم سل مين، أرواح من األلو ف إزهاق وال اإلسالم،

. لهو ية ضياع إنها بكثير ذلك من أبعد هي بلوالمادي، الم عنو ي لكيانهم وسقو ط المسل مين، لل مجتمع وتقو يض اإلسالمية، لل حضارة وتو ار

اإلسالمي.تاريخهم ماضي في المسل مو ن ع اش لقد

بكل ولكنهم، وضعف وهزيمة انحطاط من حقباتولم الحقبة، هذه من أسو أ يعيشو ا لم تأكيد،هذا في ذاقوها التي الذل مرارة يو ما يذوقو ا

الحدود، أبعد إلى ع ل يهم، انطبق حتى القرن،: وسل م وآله ع ل يه الل ه صل ى الله رسو ل حديث

ـكل" من األمم عـليـكم تـداعى أن يوـشـك" ـقصعـتها عـلى األكـلة تداعى كـما أـفق" يومـئذ؟: " بـنا ـقـلة أمن الله، رـسول يا ـقـيل

" تكونون: ولكن ـكثـير، يومـئذ أنـتم ـقالـقـلوب من الـمهابة ينـتزع السـيل كـغـثاء غـثاء

: " ـقال الوهن ـقـلوبكم ـفي ويجـعل عـدوكم

17

" : " الـدنـيا" حب ـقال الـوهن؟ وما ـقـلـنا" الـموت . (1)وكراهـية

األمة أن في عاقل يماري يعد لم وهكذا،تحمل ما بكل انحطاط حالة تعيش اإلسالمية المدى في القائل ون اختل ف وإن أبعاد، من الكل مة

. أصبحت وبالتالي االنحطاط لذلك النسبيواإلصالح والتغيير والرقي النهضة أط روحات

... أهم من البناء وإع ادة والهدم والبناءالم ثقفين أذهان شغل ت التي األط روحات ، المجتمع أبناء من والكتاب والم فكرين

واستأثرت أقالمهم وفرغت جهو دهم فاستهل كتأو مخل صين أكانوا سواء وأحاديثهم، بمجالسهم

. ضائعين تائهين أو واع ين ، عم الءالثقافي التأثير أن الو اضح من وكانالسياسي الغزو كرسه الذي والحضاري والف كري

األكبر النصيب له كان اإلسالمي، لل عالم الغربي . وصو ل وكان والجهود األط روحات تلك توجيه في

وسياسة الغربية الحضارة عين عل ى صنعو ا أناسقيام في ع امال الحكم، سدة إلى دولها

واإلعالمية والتعل يمية التربوية المؤ سس اتوغير منها الرسمية والتو جيهية، والثق افية . فكانت الغربية الحضارة أساس ع ل ى الرسمية،

1: . . - أنظر أحمد لإلمام واللفظ وأحمد داود أبو رواهرقم الحديث .2246المسند،

18

النهضة مس ألة ناقشت التي األط روحات معظموالف لس فات التعاريف لها ووضعت واالرتقاء

بآخر أو بش كل متأثرة والتفاصيل، واألسسبو صفها كامل، بش كل الغربية بالحضارة

" وصل ت" ما وغاية المعاصرة اإلنسانية الحضارةأط روحات إلى االرتق اء، مسيرة في البشرية إليه

" " من الحضارة تل ك محاسن اقتباس إلى تدعو " تتو افق متميزة حضارة وإخراجها هضمها أجل

" تالقح إلى تدع و أخرى وإلى ، الحضارية هويتنا معاالرتقاء ... من مزيد أجل من وتفاع ل ها الحضارات

. ومق والت آراء من هنالك ما إلىتل ك كانت خطو رة، األشد األط روحات أن إال

- ثم ومن وفهمه اإلسالم دراسة ع لى دأبت التيأو - الغربية، الحضارة مع يتو افق نحو ع ل ى إبرازه

. األمر معها يتعارض ال األقل ع لى أو معها، يتكاملتراث مجرد إلى اإلسالم تحول بخطر أنذر الذي

كهنو تيا دينا ع ليه واالستبق اء غابر، تاريخي حضاريهيبتها تفرض حضارة أية مع للتعايش قابال روحيا

حضارة سيما وال الدولية، الساحة عل ى وسل طانها. والدولة والمجتمع الحياة عن الدين تفصل

في مل يا، النظر إعادة من بد ال كان لذلكتقو م الذي واألساس وفل سفتها النهضة مسألة

هو وما الفل سفة، بتل ك اإلسالم صل ة هي وما عل يه،أجل من اإلسالم يقدمه الذي الحضاري البنيان

19

األمة مو قع وأين األساس، ذلك ع لى بنائهونظامه اإلسالم حضارة من اليو م اإلسالمية

الغربية الحضارة تأثير عن بعيدا ع يشه، وط ريقةحمل ة من السوقة وأهو اء المعاصر، الو اقع وضغط

الثقافية والسل ع األفكار ومروجي الدعو ات . من وذلك هناك أو هنا من الم ستوردة االستهالكية

للتغيير وفعال، إيجابي حركي عم ل قيام أجلاهتداء ، واالرتقاء النهو ض نحو قدما المجتمع ودفع

الله صل ى محم د نبيه عل ى تعالى الل ه أنزل بما: . قال الذي العظيم الل ه وصدق وسلم وآله عل يه

مـبـين} * وكـتاب نور الـله من جاءكم ـقدالسالم سـبل رضوانه اتـبع من الـله به يـهدـي

بإذنه الـنور إلى الظـلـمات من ويخرجهممستقـيم { صراـط إلى .(1)ويـهديـهم

الشام األول 3ط رابل س ..1416ربيع ه وز 31 م .1995ت م

القص ص أحمد

اآليتان - - 1 المائدة .16و 15سورة20

قسم األول ال

ف ة ة ف ل س ض الن ه

21

22

النهضة وفلسفة المؤرخون

- - من والزالت النهضة مسألة كانت لقدالمؤرخين ألغلب الشاغل ة األساسية المو اضيع

: لماذا تتحقق؟ كيف النهضة؟ هي ما والم فكرينهل تل ك؟ انحطت ولم اذا األمة؟ هذه نهضت

التكنو لوجيا في القضية هل أو الدين؟ في القضيةوثق افة؟ فكر قضية هي أو والم دنية؟

تفسير محاولة في كثيرا انشغل و ا المؤ رخو نالقديم التاريخ منذ واالنحطاط النهضة حركة

. عل ى حصل ما فيراقبون الم عاصر التاريخ وحتى: اآلتي النحو

l نهضة العالم يشهد القديم، التاريخ فيحتى انحدارها ثم الحضارات من مجموع ة

والسومرية الم صرية كالحضارة زوالهاواليونانية والفارسية والبابلية واألشورية

هي ع ظيمة، ع ريقة بنهضة ويختم وغيرها،من انطل قت التي الرومانية الحضارة نهضة

حو ض ثم أوربا لتجتاح اإليطالية روما مدينةالبحر ذلك من لتجعل بأكمل ه المتو سط البحر

. رومانية بحيرة

23

l - الق رن خالل أي الوسطى العصور بداية مع - اإلمبراطو رية تنهار الميالدي الخامس

حضارة أوربا في أنقاضها عل ى لتقو م الرومانيةباالنحطاط تميزت التي الوسطى العصور

والتي الظلم ات، بعصور وسميت والتخل ف، قرونا أوربا عل ى بظالمها مخيمة استمرت . يشهد بينما الحديث العصر حتى متطاولةعريقة، عظيم ة نهضة العصو ر تلك في الشرق القرن أوائل اإلسالم شمس بزوغ مع وذلكاإلسالم حضارة توسعت حيث ، الميالدي السابعالصين من الممتدة البالد رحابها في لتشمل

مخترقة غربا األطل سي المحيط إلى شرقا اجتاحت أن بعد فرنسا، حدود إلى وصوال أوربا . الحضارة هذه وتس تمر األندلس بالد أو إسبانياالشعوب ع ل ى بظاللها تورف متطاولة قرونا

قبلة آنذاك اإلسالمي العالم فكان اإلسالمية،في األرضية والجنة التائهين ومنارة األنظار

. الشعو ب سائر نظرl القرن إط اللة مع أي الحديثة، العصور في

نهضة بو ادر أوربا في تبدأ عش ر الخامسالغربي التاريخ بداية مع ثم ارها تؤتي جديدة

ع شر الثامن القرن أواخر أي المعاصر،اليو م الغربية الحضارة تعد والتي ، الميالدي . العالم فيه يشهد الذي الو قت في لها امتدادا

24

وانحدارا اإلسالمية للحضارة ملحو ظ ا انحساراالعالم وصل حيث االنحطاط، باتجاه لل مسل مين التاسع القرن أواخر الحضيض إلى اإلسالمي

. العشرين القرن وخالل عش رl بعض في العالم يشهد العشرين القرن وفي

تعمر أن تستطع لم جديد نمط من نهضة البالدالنهضة وهي أال ع قود، سبعة من أكثرسنة حياتها بدأت التي م1917الشيو عية

القرن أفو ل قبل انبثاقها أرض في لتمو تفي قياسيا رقما ضربت ربما والتي العش رين،

الذي الهائل الدور رغم الحضارات، عم ر قصرالقرن خالل الدولية السياسة في لعبته

العش رين.والمفكرين المؤ رخين تفسيرات تعددت لقد

. رأى من فمنهم تل ك واالنحطاط النهضة لحركةحتمي أمر انحطاطها ثم الحضارات نهضة أن

في الحيوية دبيب سوى له تف سير ال ط بيعيثم الذروة، إلى ووصولها الشعوب من شعب

زوال وبالتالي مو تها، ثم ومن الحيو ية تلك انحساريبدأ حيث اإلنسان، شأن هو كم ا الحضارة تل ك

مرورا ويكبر يشب ثم طف ال بمولده عم رهثم الرجو لة، ذروة إلى وصو ال والعنف وان بالشباب

بالكهولة مرورا الو راء إلى منتكس ا يعو د . من المو ت إلى وصوال العجز ثم فالشيخو خة

25

" " األلماني الفيل سوف شبنغل ر المفكرين هؤ الءسنة يذهب 1936المتو فى التاريخ أن إلى"الذي

فائق ة عضوية تكو ينات فريدة، مستقل ة حضارات ردي مصيرها منها لكل ترات وتم ر الف و ء بف النش

ار وت، واالزده ده والم ارة أن وع ن الغربية الحض تي دأ ال رن من تب ام من - أي عش ر التاسع الق قي

مالية ار مرحل ة دخل ت - قد الرأس ان االنهي وك.(1)"اإلقطاع عصر في ازدهارها

نتيجة هو الحضارات رقي أن رأى وبعضهمالتحدي ذلك كان سواء الش عو ب، تو اجهه تحد

أو وط بقاته، الو احد الشعب فئات بين أي داخليا،نشاط إلى يؤدي مم ا وآخر، شعب بين تحديا كانالنخبة استجابة عن ينتج المجتمع في حيوي

التحديات، تلك لمواجهة الم جتم ع ذلك من الو اعية . التفسير هذا ويمثل لنهضته سببا ذلك فيكون

" " سنة المتو فى اإلنكليزي تو ينبي 1975المؤ رخفكرة في شبنغل ر وافق العالم تاريخ "أنالذي

ير برى دورات في يس ات من ك االرتف اع لـلحضارات كل ية محصل ة وهو واالنخفاضات

تي المختل فة ها: الميالد بالمراحل تمر ال نفسأ نه (2)والتدمير" والتف كك والس قوط والنم و إال ،

1. شبنجلر- - مادة الفلسفية الموسوعة2. توينبي- - مادة الفلسفية الموسوعة

26

ا لنهضة لظاهرة ذكرناه ا لذي ا لتعليل .(1)أضافأ ن توينبي فيرى ا لحضارا ت، سقوط عن أمافي ا الستمرار عن ا لخالقة ا لنخبة عجز هو سببه

بداية واجهتها كما ا لمستمرة التحديات موا جهة: فيقول في الخالقة األقل ية تنحط "عندمااألمر،

اريخ ات من مجتمع أي ت أقل ية إلى المجتمع الق وة تحافظ أن تحاول مسيطرة لم مركز عل ى ب

العنصر ط بيعة في الهدام التبدل هذا تستأهل ه، تعد االنفصال )األكثرية( عل ى البروليتاريا يحفز الحاكم

ذاب في وحريتها تل قائيتها عن والتخل ي عنه االنج الحضارة سق وط يشكل ومحاكاته)... ( وهكذا إليه

كيانه يكن لم واحد مجتمع داخل محاربة ط بقة اري النمو دور في الحض ما ذاته عل ى منقس

".حادة انقس امات..(2).في دائما هي البشرية أن يرى من وهناك . نراه الذي الفرق وأن النهضة نحو مطرد ارتقاء

االنحطاط أو الرقي مستو ى في وأخرى أمة بينفي غيرها سبقت الشعوب بعض أن إلى مرده

" " سرعان المتخل فة الشعوب وأن التقدم مسيرة . االنحطاط وأما سبقتها التي بتلك ستل حق ما

عل ى إليه فينظرون نهوضها، بعد بأمة يحل الذي1 - : للتاريخ- اإلسالمي التفسير خليل الدين عماد عن نقال

.74ص- 2 - : للتاريخ- اإلسالمي التفسير خليل الدين عماد عن نقال

.84ص- 27

من األمة انتقال ع ن ناتجة مؤ قتة انتكاسة أنهمن تخرج ما سرع ان وأنه أخرى إلى مرحل ةإلى ولترتقي نهضتها لتستأنف تل ك انتكاستها

. قبل ذي من أعل ى مستو ىهما شهيرين مفكرين لدى التفس ير هذا ونجد . بين مهم ا فرقا هناك أن إال وماركس هيغل

األفضل الشكل أن يرى هيغل أن وهو أال االثنين،الشكل هو رقيا واألكثر اإلنساني لل مجتمع

الغرب دول إليه وصل ت الذي الرأسمالي الل براليبروسيا دولته أ ن. (1)والسيما ماركس يرى بينما

يصل حين يكون ا لمجتمع إ ليه يصل شكل أرقىالدولة تعقب التي ا لكاملة ا لشيوعية مرحلة إلى

.(2)االشتراكيةفي هيغل نظرية إحياء يحاولون الذين ومن

- العم لي النمو ذج انهيار بعد والسيما األيام هذه - األصل ذو األميركي الكاتب ماركس لنظرية

" " صيته ذاع الذي فوكوياما فرانس يس الياباني " واإلنسان التاريخ نهاية كتاب إصداره بعد مؤخرا

إلى" وصل التاريخ بأن فيه يبشر الذي األخيرذات الل برالية بانتصار الفضلى األخيرة مرحل ته

1. هيغل- - مادة الفلسفية الموسوعة2 - الفكر- أعالم كتاب من مقال ماكانتاير أالسدير

ص - كرانستون موريس تصنيف .103السياسي28

أنم اط من سو اها ما كل ع ل ى األميركي الطراز. األخرى العيش

بها تكل م التي التفس يرات بعض هذهالنهضة حركتي لفهم والمفكرون المؤ رخو ن

أجو اء. في القارى ء ألضع فقط أوردتها واالنحطاطلفهم أو لل نهضة فل سفة لو ضع بذلت التي الجهود

. أخصص لن لذلك التاريخ عبر الحضارات حركةفي السائدة هي ليست أنها ذلك لنقدها، بحثا

وإنم ا المثقفين، أوساط بين المعاصر عالم ناالل برالية النظرية هي اليوم السائدة النظرية

المعاصرين المثقفين معظم بها تأثر التي الغربية - تختلف- والتي الشيو عية سقوط بعد والسيما

. التالي الفصل لها وسنخصص كل ها، عنهاحركة لتفسير سنطرحه الذي فهمنا وسيكو ن

تل ك كل ع ل ى الرد بمثابة واالنحطاط النهضة. االتكال. وعل يه المو فق والله النظريات

29

الفكر في النهضة فلسفةالمعاصر الغربي

الم عاصر التاريخ في الغرب مفكري أغل ب إنعصر- أفكار لبعض استمرارا أفكارهم وتعد

مدى - في كامنة القضية أن رأوا األوربية النهضة . ما بقدر أنه فرأوا اإلنسان بها يتمتع التي الحرية

اإلبداع ع ل ى قدرته تبرز بالحرية اإلنسان يتمتعالتقدم إلى حتما ذلك به فيؤدي واالبتكار، واإلنجاز

واالستبداد. لل عبو دية خضع إذا ما بخالف والنهو ضع ن يعجز حينئذ فإنه أنو اعها، بش تى والق يود حتما ذلك به فيرتكس واإلنجاز، واإلبداع الحركة

. والتقهقر والتخل ف االنحطاط إلى اإلنسان بين يق ف ع ائق أهم أن رأوا وقد

بأوهام تعلق ه هو والعمل الحركة في وحريتهالروحانية بالكائنات يسمى وما والكهنو ت الغيب

. حين الشعو ب أن هؤ الء ويرى المحسو سة غيروالنزعة أذهانها، عل ى الديني التف كير يسيطر

تبتعد فإنها ودولتها ومجتم عها حياتها ع ل ى الروحيةوتبقى المحسو س، الو اقع مع التعاط ي عن

والحياة المادة وراء فيما لل تعل ق مشدودة

30

الدينية لل مف اهيم أسيرة وتبقى ، والكونالحركة حرية وبين بينها تحو ل التي والكهنوتية

الواقع إهمال إلى بها يؤدي مم ا ، واإلبداع واإلنتاج. انحطاط ها إلى وبالتالي الحياتي

نظريتهم عل ى شاهدا األوربي التاريخ وع دوا : كانت الوسطى العصو ر إن قالو ا حيث تل ك،

يرى الم تدين األوربي وكان وروحانية، تدين عصوروالنهضة، التدين بين تعارض هناك كان إذا أنه

: يفضل فإنه والمادة، الروح بين أخرى وبعبارةالنهضة ع ل ى االنحطاط مع الم ترافق التدين

. الكف ر أو والضالل اإللحاد مع المترافقةالف لس فة ع ل ى مبنية النظرة تل ك كانت وقد

: أي وجسد، روح من مكون اإلنس ان إن تقو ل التيوإن المادية، والناحية الروحية الناحية فيه إن

متناقضتان اإلنس ان تركيب في الناحيتين هاتينحس اب عل ى إال ناحية إشباع يمكن ال بحيث

إلى. ويس مو يتطهر أن اإلنس ان أراد فإذا األخرىع لى الروح يغل ب أن عل يه فإن المالئكة مصاف

وينصرف ومشاغل ها ومتاعها الدنيا فيعتزل الجسدبالغيب واالرتباط والتقشف العبادة شؤون إلى

. الدنيا أراد هو إن أما الروحانية إلى والنزوعيكون فإنه وزخرفها بعم ارتها واالهتمام ومتاع ها

واالبتعاد، الروح ع ل ى الجسد تغل يب قرر قد حينئذ

31

وط ل ق المالئكة، ونقاء النفس ط هر عن بالتالي،. اآلخرة وخسر الغيب

ديـورانـت يصف لدى ول النزع ة هذه: فيقو ل الو سطى العصو ر في وجه "وقدالمتدينين

ير يحيين من كث عل ى العم ل إلى كل ه هم هم المس اب يو م يستقبل و ا أن رهيب الحس اهرين ال من ط

مل ذات من لذة كل في يرون لذلك فكانوا الدنس، أخذوا ولهذا الشيطان ، غو ايات من غو اية الحواس ددون الم ين و ن الجسم بع هوات لكبت ويعمل الش دني، التعذيب أنو اع من وبكثير بالصو م انو ا الب وك

رون يقى إلى الريبة بعين ينظ بز المو س والخ و ر األبيض ات األجنبية والخم الدافئة والحمام رون الل حية، وحل ق ذه في وي ال ه تهانة األعم اس.(1)لل عيان" الو اضحة الجل ية الل ه بإرادة

سائر ع ن اإلنسان يميز الذي العقل أن كماالكو ن حقائق عل ى للتعرف ويؤهل ه المخل وقات

من واالحتقار االزدراء لقي والحياة واإلنس انللدين عدوا تصو يره حد إلى الكهنو ت رجال

- يق ول كما األوربيين من العامة فكان واإليم ان، - يؤ منوا أن الحزم من بأن "يشعرون ديورانت

تي باألجوبة ال بها ينطق ال دين رج دوها ال ويؤ ك دا اوفهم. ولو يزيل تو كي قد الكنيس ة أن مخ ترفت ارة تخطىء بأنها اع يب ت ارة وتص رى ت أخ

ج- - - 1 الحضارة قصة ديورانت .282ص- 11ول32

دوا ا، ثقتهم لفق انوا ولعلهم فيه ابو ن ك في يرت رون المعرفة رة أنها وي رة الثم جرة الم لل ش المحرمة الذي السراب أو بالحكمة، ينطق تحريم ا

ويهم الناس يضل و ا ويغ ذاجة جنة من ليخرج الس العق ل استسل م الشك. وهكذا من الخالية والحياة

ان الو سطى العصور في ات أغلب في لإليم األوق االت، اده كل وجعل والح وع ل ى الل ه عل ى اع تم ة، ذه رجل يثق كما الكنيس ام ه العل م األي ب

.(1)والدولة" هو لـوثر وها الديني مارتن اإلصالح رائد

البروتستانتي بالمذهب يسمى ما أسس الذيالو سطى العصور روح إلعادة جهده بذل والذي

المجتمعات إلى يتس رب العق ل بتأثير شعر بعدماويدع و العقل عل ى العنيف هجو مه يش ن األوربية

: باألقدام ودوسه رجمه إلى ال "أنت الناس تطيع تقبل أن تس ل، اإلنجيل من كال والعق

دهما كل .. إن.لآلخر الطريق يفسح أن يجب فأح يحية عق يدتنا آيات تي المس عنها الل ه لنا كشف ال ام كل مته في تحيل ة العق ل أم مس ا ومنافية تمام

ول بر هو العق ل .. إن.وزائفة لل معق دو أك ع ان نائع أفجر .. إنه.لإليم يطان ، ص فتك كبغي الش

رب بها ذام، الج دام تو طأ أن ويجب والج باألق

ج- - 1 السابق .13-12ص- 16المرجع33

ذفها.وحكمتها هي عل يها ويق ضى الروث .. فاق ب ".العم اد في .. وأغرقها.وجهها في..(1).

التاريخ في الغربيو ن المفكرون فهم لماكم ا - أي النحو هذا ع لى الدين والمعاصر الحديثرأوا - الو سطى العصو ر خالل أوربا في سائدا كان

والدولة والمجتمع الحياة ع ل ى الدين سيطرة أنفي المجتمع انحطاط في األساس العامل كانت

. الو سطى العصورالنظام المهم ة شواهدهم من وكان

كان الذي والق سوة الظل م في المو غل اإلقطاع يفكرة بتأثير قانعين له يخضعون األوربيون

يق ول فكما لل مل ك، الممنو ح اإللهي التفو يض : الزمنية الو جهة من المل ك "كانديورانت تابعا

ه، نى إلهي، حق من له بما يحكم لل الل ه أن بمع.(2)يحكم" أن في فو ضه ثم ومن يحكم، أن له أجاز

بالتاريخ االستشهاد في يمضون وهكذاالتاريخ - - إلى فيصلو ن العالم تاريخ وكأنه األوربيالقرن في اصطالحهم حسب يبدأ الذي الحديث

في النهضة بو ادر بين فيربطون ع شر، الخامسبين ينشب بدأ الذي الصراع وبين الق رون تل ك

الم جتم ع عل ى تسيطر التي الكاثوليكية الكنيس ةالذين والثوريين اإلصالحيين وبين بطابعها وتطبعه

ج- - 1 السابق .56-55ص- 24المرجعج- - 2 السابق .429ص - 14المرجع

34

. ط الئع فكانت السيطرة تل ك وجه في وقفواحركة في األمر بادىء متم ثلة المعارضة

برفع ط البو ا الذين اإلصالحيين البروتستانتيينوإماراتها، الحديثة أوربا ممالك عن البابو ي النفو ذ

البالغ بالتزمت اتسمت الحركة تل ك أن ورغمالتعصب من روما كنيس ة لدى ما فاق الذي

الحركة تلك أن إال والمعرفة، بالعقل واالستهتارالكنيسة من يجعل كان الذي الطو ق ذلك كسرت

مل وك جميع عل ى األع لى السل طان الكاثوليكيةوأمرائها طالبت (1)أوربا ا لحركة هذه أ ن والسيما

ا لممالك تلك عن والكنسي ا لبابوي ا لنفوذ برفع . زونجلي طرحها التي النقاط فمن واإلمارات

عنها ودافع ا لبروتستانتيين اإلصالح زعماء أحدأنه يطل ق التي الروحية لل سل طة أساس "البقوة،

ة" في اسم عل يها وفي المقدسة الكتب "الكنيس اليم يح. إال تع لطة أن المس دها الزمنية الس تؤ ي.(2)وسنته" المسيح تعاليم

الذين الفالسفة بعض ظ هو ر ذلك ورافقوهيم نة الكهنو تية الطروحات ع ل ى تمردواجاحدين مل حدين شكل عل ى سو اء الكنيس ة،

بعزل يطالبو ن ع ل مانيين شكل عل ى أو لل دين،ع ليه والحجر والدولة، والمجتمع الحياة عن الدين

ج- 1 السابق المرجع .262ص - 27راجعج- - 2 السابق .117ص - 24المرجع

35

حرية بإط الق وطالبو ا ، والبيت الكنيسة داخلومواهبه، وكفاءته بعبقريته فيها ليبدع اإلنسانوتطل عاته، نفسه ع ن بها يعبر التي األعم ال ولينجز

من مجتمع أي في النهضة سبب هي والتيالمجتمعات.هو الشهير ماـكياـفـيـليفها اإليطالي المفكر

سنة - المسيحية أن يعتق د "كان 1527المتو فى ائل - تعل م حاالتها أحسن في ة. فقد فض مغل و ط

انت و ع رأيه حسب تعل م ك ذل الخض ار وال وإنك د، اء الجس أمل حصر ثم لل طم، اآلخر الخد وإع ط ان الفرح اإلنس عادة ب و ت. بعد ما في والس الم

افيلي فكرة وكانت يلة عن ماكي نقيض عل ى الفض يحية. فق د المناقب مع كل ي ان المس تو حي ك يس ان نبل اة ومجد اإلنس ان األرض ، عل ى الحي وك

ذا أن يعتق د بر النبل ه إذالل في ليس عنه يع تزاز في بل النفس و ر" االع (1)الفخ را إلى . "ونظ

ان أنه اآلخرين ك ريه من ك ائتالف أن يعتق د معاص دين دنيا ال روض ، أمر وال عل ى األمل عق د فقد مف

نمطه عش ر السادس القرن إيطاليا في ينتصر أن و ري يحية عن التخل ي بعد الجمه كديانة المس

يزرع العصر تجاوزها ات ديانة مكانها ف ومؤ سس زة دينية ة، روما روح عل ى مرتك "ديانة أي القديم

السياسي- - -1 الفكر أعالم كتاب في مقال الندي أرنستوص - كرانستون موريس .42تصنيف

36

و ن ة" يك ها زمني اع ر تعزيز األساسي غرض مش.(1)وط نية" وفضائل

في الفرنسيين الكتاب جميع هاجم وقدثقافة آخر أو وجه ع ل ى ع شر السادس القرنالذات وعي عل ى مشددين الو سطى، العصور

. في ذروته ذلك بل غ واالبتكار الفردية تنمية وع ل ىلو اءها حمل التي النقدية مـيشالالشكوكية

سنة مونـتين .(2)1592الم توفى بزوغ ليش هد ع شر السابع القرن يأتي ثم

أن األوربيين والكتاب الفالسفة لدى االعتق ادأن يمكن والكون اإلنس ان ط بيعة ع ن الحقيقة

التفسير أدى نفس ه الو قت وفي بالعق ل، تكتش ف األديان بمقارنة واالهتم ام المقدسة لل كتب النقدي

. وفي الرسمية الدينية العقيدة هيبة إضعاف إلىإنكار في العل مية العصر روح انعكست الدين باب

مقاومة في وكذلك اإللهي، والو حي المعجزات . تف كير خصائص ومن الحماسي العاطف ي االندفاع

- " به" ع رفوا الذي االسم وهو المتنو رين الكتاببالفالسفة، - يل قبون كانوا والذين الحقبة تل ك في

يرون مثال كانوا مل حدين، ع ادة يكونو ا لم وإن أنهم - غير- من أنه صرف إنسانية أسس ع لىع ل ى الدينية عق يدته المرء يفرض أن المعقول

ص- - 1 السابق .43المرجعج- - - 2 الثانية المجموعة المعرفة .276ص - 4بهجة

37

الرحالت أخبار حولت وقد أخرى، أمة أو آخر فرد. األديان جم يع في المش ترك العامل نحو االهتم ام

. هنا من وجود لكل كمصدر بالل ه االع تقاد وهواإليمان وفكرة النبيل، الو ثني فكرة نشأت

بأن القو ل عل ى تنطو ي كانت التي بالل ه الطبيعيأو وشأنها، تجري تركها حتى الدنيا خل ق أن ما الل ه

" الساعة" غرار بو ب عـلى ألكس ندر قال كما" في اإلنسان" ـفـي .(1)1733سنة مقالـته

" الفالسفة يتتابع ع شر الثامن القرن وفيالحياة" ع ن الدين فصل فكرة ليؤ كدوا المتنو رون

. الم توفى مونتسكيو هو فها والدولة والم جتم ع 1755سنة مل حدا يكن لم أنه من الرغم عل ى ،

بشدة الدين ورجال الكنيسة .(2)ينتقدسنة ـفولـتـيروكذلك والذي 1778الم توفى

اإلنجيل ية النظرة التاريخية مؤلفاته في نقد خطوط ا ورسم المجتمع تطو ر ع ن والم سيحية

. تقو م التاريخ ففل سفة اإلنسانية لتاريخ عريضة لل مجتمع التقدمي التطور فكرة أساس ع ل ى عنده

ضد ناضل وقد الل ه، إرادة ع ن استق الل في. الدينية الخيالية بالشطحات سماه وما الكهنو تية

الهدف الكاثو ليكية والكنيسة الم سيحية وكانت

ج- - 1 السابق .359-356ص 4المرجع2." مونتسكيو- - " مادة الفلسفية الموسوعة

38

الرئيس العدو اع تبرها حيث لتهكمه الرئيس.(1)لل تقدم

هو و وها روسـ جاـك كتابه جان اع تبر الذي " الفرنسية" الثورة ع مدة االجتم اعي العقد

الفرنسي الش عب إنجيل أصبح والذي الكبرىوإنكار بالل ه اإليمان إلى يدع و الثو رة، عق ب

.(2)الو حي الحياة عن ا لدين فصل إ لى وبالتالي ، ا لحكام بعدهم ومن ا لشرائع وا ضعي أ ن ويرى

ا لله إلى والشرا ئع القوانين ينسبوا لم والملوكوإ نزا ل ا إللزام صفة يعطوها أ ن أ جل من إال

مخالفتها، من ا لشعب قلوب في الرهبة: ال استخدام يستطيع ال المشرع أن "فبمافيقول

ل طة إلى يل جأ أن فعليه المحاجة، وال القو ة من س و د أن يمكنها آخر نو ع دون تقنع وأن عنف دون تق

ذا ام. ه بر ما إفح اء أج األزمنة جميع في األمم آب تعانة عل ى دخل االس ماء بت بو ا وأن الس إلى ينس

الشعوب تطيع لكي الخاصة، حكمتهم فخار اآللهة ذي السامي العق ل ).. .( هذا وق يرتفع ال إدراك ف

ذي العق ل هو العاديين، الناس رع به يضع ال المش ام واه عل ى األحك دين، أف و د الخال لطة ليق بالس

ذين أولئك اإللهية زهم أن يمكن ال ال الحكمة تزح رية. ولكن ان لكل يحق ال البش يجعل أن إنس

1." فولتير- - " مادة السابق المرجع2." روسو- - " مادة السابق المرجع

39

ون أن وال تتكل م اآللهة يك دقا دما مص بىء عن ين.(1)ترجم انها" أنه الناس

سنة الكبرى الفرنسية الثورة جاء ت وأخيرا1789 المجتمع ع ن نهائيا الكنيسة وأقصت ،

: . ديورانت ول يقو ل والس ياسة كانت "لقدوالدولة عل ى وإما الدولة عل ى إما السابق ة الثو رات معظم

ة، بت أن ون در الكنيس ض دهما نش وقت في مع ا و رة ).. .( أما واحد ية الث اجمت فإنها الفرنس ه

ا، والكنيسة المل كية طلعت جميع بمهمة واض الركيزتين اإلط احة مهمة هي مزدوجة ومخاط رة ب

.(2)القائم" االجتماع ي لل نظام والدنيو ية الدينيةالم فكرين من المعاصرون يعد وهكذا

عل ى حيا دليال األوضاع تل ك الغربيين والم ؤرخينالمتعاظ م الرقي مقدار تناسب حيث نظريتهم،

نف وذ انحسار مقدار مع أوربا في فشيئا شيئاالدين انحسار وبالتالي ، المجتمع ع ن الكنيس ة . الثورة في وجدوا ثم العامة الحياة ع ن والتدينالبرهان الم عاصر تاريخهم افتتحت التي الفرنسية

ع ن الكنيسة أقصيت حيث نظريتهم ع لى األكبر التفويض نظرية عل ى وقضي المجتمع واقع ، المجتمع في العامة الحريات وأط لق ت اإللهي،مسيرتها األوربية النهضة حركة فاستكمل ت

ص- - - 1 االجتماعي العقد روسو جاك .85جانج- - - 2 الحضارة قصة ديورانت .397ص - 42ول

40

بها يفتخر التي ثمارها وتثم ر أكلها تؤ تي وبدأت. اليوم إلى الغربيو ن

لدى الحضارية التاريخية النظرية هذه إنظ هور وراء كانت التي هي الغربيين المفكرين

بداية منذ الغرب اع تنقها التي العقل ية العق يدةوقيادة ألفكاره، قاع دة وجعل ها الم عاصر التاريخ

ع ن " الدين فصل ع قيدة وهي أال لمجتمعه، فكريةالحياة".

حركة أية تفس ير في هؤ الء مضى وهكذايريدون فعندما النظرية، تلك خالل من نهضو ية

ثم ومن الشيوع ية النهضة ظاهرة تفسيرغياب إلى النهضة تل ك يعزون فإنهم انحطاط ها،

الشيو عي - المجتمع في الحياة ع ن الديني التأثيروتقو ل اإللحاد ع ل ى تقوم الشيو ع ية أن والسيما - ارتباط إلى وبالتالي الشعوب أفيو ن الدين إن

. أما والحياة والو اقع بالمادة الشيوع ية الشعوب " " في فمرده ، الحضارة لتل ك السريع االنحطاط

وإنما الدين، وغياب اإللحاد إلى ليس رأيهم . اإلنسان يس تهدفها التي فالحرية الحرية النعدام

والعبو دية الدين لرجال الخضوع من بانعتاقهحو له حين الشيوع ي النظام إياها سل به ، لل غيب

إلى ، لل غيب والعبو دية الدين لرجال الخضو ع عنالحاكم، والحزب للدولة والعبودية الخضو عالشيو عية عل ى المنتفضة الش عو ب إلى وينظرون

41

العبو دية من االنعتاق تريد أنها زاوية من اليو مبركب ولتل حق حريتها تمارس أن أجل من لل دولة

. الل برالي يقو ل الل برالية الغربية الحضارةـفـوكوياما المتطرف كل ما:ـفرانسـيس " تربت انية اق اني األلف نهاية من اإلنس فإنه الث

تين أن يالحظ تين األزم لطية المزدوج التس تراكية، احة في تتركا لم واالش إال المعركة س

شم ولي: هي ط ابع ذات محتمل ة واحدة إيديو لوجيا ة، الديمقراط ية دة الل برالي الفردية الحرية عق ي

.(1)الشعبية" والس يادةالمعاصر الغربي المف هوم خالصة هي هذه

. ولن التاريخ في والنهضة االنحطاط حركتي عن . فإنه النظرية هذه نقد في لنتوسع كثيرا نستعجلبأن المحك عل ى النظرية تل ك نضع أن يكف ينا

النهضات نماذج من واحدا نمو ذجا عل يها نعرضعل يه تنطبق كانت إن فنرى التاريخ، ع رفها التي . أخرى بعبارة أو النهضة، فل سفة شأن فم ن ال أم

" ع ل ى" ينطبق أن صحيحا، كان إن النهضة تعريف . مانعا، جامعا يكو ن أن يجب فالتعريف نهضة كل

ع ل ى طرحوها النظرية تل ك أصحاب أن والسيما. مستم رة قاع دة أنها

1- - األخير- واإلنسان التاريخ نهاية فوكوياما فرانسيس.68ص

42

الحضارية النهضة سر ع ن هؤ الء سألنا فإذا يعجزون فإنهم الو سطى، العصو ر خالل اإلسالميةالسالف ة نظريتهم وفق الظاهرة تل ك تفسير عن

أجل من الم ختل فة التف سيرات فيتكل فو ن الذكر، . التي اإلسالمية الحضارة فعصو ر نظريتهم إثبات

عصور كانت التاريخ عرفها نهضة أع ظم شهدت - بم ا اإلسالمية الحضارة كانت بل وع بادة، تدينعل ى - تقو م عيشها وط ريق ة ودولتها مجتمعها فيهاقبل بما اإلنس ان تربط روحية ع قيدة أساس

. بعدها وما الدنيا الحياةوالدليل الحي البرهان هو الم ثال فذلك

تفسير في الغربية النظرية فساد عل ى القاط ع . صحتها تثبت فالفكرة واالنحطاط النهضة حركتي

لم إن فسادها ويثبت ، الواقع ع ل ى بانطباقهاتل ك شأن هو كما الو اقع ذلك عل ى تنطبق

النظرية.الخطو رة من مسألة هي النهضة وفلس فة

هو كما ظنية نظرية تكو ن أن يجو ز ال أنه بحيث . يقينيا فكرا تكون أن يجب بل النظرية تلك شأن

عل ى قادرا الم حس وس، الواقع ع لى ينطبق جازمالل حضارات انحطاط وكل نهضة كل تفسير

. الصحيح التفسير

43

ر ة س ال ن هض

مجتمع في واالنحطاط الرقي يحدد الذي إنهو . حضارتهما، كانت فإن ع ل يها يقوم التي

كانت إن أما يرتقي، أن أمكنه راقية حضارته يوما كنفها في النهضة يعرف لن فإنه منخفضة

. األيام منالمجتمعات في الحضارات ع ن نتكل م وحين

العيش ط رق عن نتكل م أننا يعني فهذا اإلنسانيةتل ك بها تتميز التي والعالقات السل وك وأنماط

فالحضارة. يـعرـف" المجتمعات عيـش طريقة" حدة عـلى مجـتـمع كل سل و ك بـها أن وبما ،

رهن هي ع يشهم وط ريقة وع القاتهم الناس أن يعني فهذا الحياة، ع ن يحمل ونها التي المفاهيم

عن" الحضارة المفاهـيم مجـموعة هـيعن. الحـياة" مثال الغربية المفاهيم فم جم وع ة

وكذلك الغربية، الحضارة تشكل التي هي الحياة

44

المفاهيم مجموع ة هي اإلسالمية الحضارة فإن . الحياة ع ن اإلسالمية

إلى واألمم الشعو ب يقود الذي فإن هنا من . أيضا الف كر أن كما تحمل ه الذي الفكر هو النهضة . فإنه الش عو ب انحطاط في هوالس بب يكو ن قد

الشعو ب من شعب يحم له الذي الف كر برقي . لدى الحضارة وما ينحط وبانحطاط ه يرقى

يشكل الذي الفكري البنيان ذلك إال المجتمع . رقي وما مشاكله وينظم ع القاته ويصوغ عق ليتهذلك رقي بمقدار إال انحطاط ها وما الحضارة تل ك

. انحطاط ه أو الفكر

اـلفـكر ـهو ومـا ـالرـاقـي؟ اـلفـكر ـهو فمـاـالمنخفـضـ؟

الشامل الفكر ذلك هو الراقي الفكر إنيعطي أن عل ى القادر المتم اسك، المتكامل

بسل و كه، يرتبط شيء كل ع ن رأيا اإلنساننظام إع طاء ويستطيع حدث، أي إزاء ومو قفا

من ناحية إغف ال دون كل ها الم جتم ع ع القات ينظم بحيث متناغما، متناسقا دقيقا تنظيم ا نو احيه،

نمطا أو العيش من نسقا المجتمع ذلك في يو جد ولون معين ط راز وذا منسجما السل و ك من

قو اعده، تتناقض وال معالجاته، تتضارب فال محدد،

45

. أن شأنه من فكر فهكذا بعضا بعضها يأكل والوتطبق تحم له التي البشرية الجماع ة من يجعل

نحو ارتقائيا يسير قويا متم اسكا مجتمعا نظامهع القات. ينس ق أن استطاع أنه ذلك النهضة

والتناقضات االضطراب من ويخل صه المجتمع. الداخل ية والصراع ات

الحصو ل كيف ية في تكم ن المشكلة ولكنالصف ات بتلك يتمتع الذي الراقي الف كر ذلك عل ى

. أين فم ن الشم ولية وتل ك التكامل بذلك ويتم يزذلك؟ لل مجتمعات

- ع ن فضال والتاريخ المحسوس الواقع إن - كهذا ف كرا أن يثبتان المس تنيرين والتفكير النظر . ذلك ل ه فكرية قاعدة بو جود إال يوجد أن يمكن ال

القاع دة ووجو د أساس، إلى يحتاج بنيان كل أنلذلك أساسا يصل ح أن ش أنه من الذي هو الفكرية

- . هي التي الف كرية القاع دة وهذه الفكري البنيان - بأن إال قاع دة تكون أن يمكن ال األساس الفكر

الكون عن كل ية فكرة تعطي ع قل ية عقيدة تكو نومآله، بأصله اإلنسان فتعرف والحياة، واإلنس ان . وهكذا منها والغاية حياته بطبيعة تعرفه وبالتالي

ذلك ع ليها يبنى ألن صالحة العق يدة هذه تكو نعقيدة تكو ن أن شأنها من أن كم ا الفكري، البنيانترع ى لل حياة أنظمة ع نها تنبثق بحيث سياسية

أفكارهم مع وتتو افق مجتمعهم في الناس شؤ ون

46

. مما بينهم السائدة والمشاع ر يحمل و نها التي متم يزا حضاريا كيانا المجتمع ذلك من يجعل

قيادة يعتنقها التي تل ك عقيدته وتكون ومنفردا، . الفكر وهذا النهضة نحو ارتقائيا به تسير له فكرية

الـمبـدئـي يسمى . (1)الفكر - ينبثق التي العقل ية العق يدة وهو فالمبدأ

- أوربا شعو ب إليه تف تقر كانت الذي هو نظام عنها . لم الشعوب تل ك إن أي الوسطى العصور في

. أساسه ع لى تنهض مبدئيا فكرا تمتل ك تكنواحد بدين تتدين كانت الشعو ب تل ك أن صحيح

العقيدة تل ك أن إال النصرانية، هي واحدة وع قيدةع قيدة مجرد وإنما سياسية، ع قيدة تكن لم

اآلباء ع ن تقل يدا الشعو ب تل ك تل قتها وجدانيةوالقساوسة مؤهلة (2)والرهبان تكن لم وبالتالي ،

، ا لمجتمع في نهضوية ألفكار قاعدة تكون ألنوالمجتمع للحياة أ نظمة عنها تنبثق لم وبالتالي

تبين روحية عقيدة مجرد هي وإنما والدولة،مجموعة إ لى ترشد كما بخالقه، ا إلنسان عالقة

. إ ذا وإ ننا واإلنسانية ا لروحية وا لقيم ا ألخالق من

1 :" " المبدأ- مبدأ مادة في الفلسفية الموسوعة في ورد . الناحية ومن للسلوك األساسية والقاعدة رئيسية، فكرة

ألي واألساس الرئيسي، المفهوم هو المبدأ المنطقية،نظام.

ج- - - 2 اللحضارة قصة ديورانت ول -12ص - 16راجع13.

47

لنظام أثرا نجد فلن كلها اإلنجيل صفحات قلبناشاكل ما أ و ا لعقوبات أو االقتصاد أو للحكم

قد. ا لكنيسة ورجال الملوك كان وإذا ذلكال فهذا ا إللهي وا لتفويض الدين باسم حكموا

ا ستمدت بقوا نين الناس شؤون رعوا أنهم يعنيوقوانين أ نظمة طبقوا بل ، واإلنجيل ا لدين من

من وكانت بصلة، المسيحية إلى تمت ال وضعيةبالنظام عرف ما وهي األنظمة، أنواع أحط

يقول. شريعة ديورـاـنتاإلقطاعي عن والش رائع العادات "كانت اإلقطاع: شيئا في واحدا ام اعي الحكم نظ ان حيث اإلقط اة ك القض

ائمو ن انو ن بتنفيذ والق دني الق ادة الم أميين. ع كل ة ثارت ما فإذا انون خاصة مش اب، أو بالق العق

ئل بر س اء أك المجتمع أع ض نا رت عم ا س به ج ذا شبابهم، أيام المشكل ة هذه في العادة ان وله ك

.(1)لل قوانين" الرئيس المصدر نفسه المجتمعأوربا: ع رفته الذي االنحطاط إن باختصار

إلى الحقيقة في مرده الو سطى العصور خالل. فيها سائدة كانت التي المنخفضة الثق افة تل ك

العصو ر في األوربية الشعو ب شأن كان وكما. الجاهلية في العرب شأن كان فكذلك الو سطى،

بينهم تربط سياسية عق لية ع قيدة لهؤ الء تكن فل موإنما عالقاته، بتنظيم مجتم عهم أواصر وتق وي

ج- - 1 الحضارة .434ص - 14قصة48

هي تقل يدية كهنوتية عق يدة يحمل ون كانو ا " تكو ن" ألن صالحة تكن لم وبالتالي ، الوثنية

لحركة فكرية قيادة وال ألفكارهم قاع دة . حيث ، منحطا المجتمع ذلك كان وبذلك مجتمعهم

والعش ائر الق بائل من جعل ت التي الق بلية سادتالحروب تشن تف تأ ال متق اتل ة متناحرة مجتمعات

والعصبية، الثأر إال شيء أجل من ليس بينها، فيما. الجاهل ي بالمجتمع الم جتم ع ذلك فعرف

- الرغم ع ل ى العربية الجزيرة شعو ب ولكن - ظالم من خرجت ما سرعان انحطاط ها منأوائل والرقي النهضة ضياء إلى االنحطاط

. مفاجىء انقالبي نحو عل ى الو سطى العصورالشعوب ع ل ى مخيما االنحطاط استم ر بينما

الحديث العصر حل ول حتى متطاولة قرونا األوربيةالقرن أواخر إال النهضة بو ادر تظهر لم حيثالقرن أواخر إال ثمارها تؤت ولم ع شر، الخامس

. ع شر الثامنالف ارق ع ن النظر سنصرف حال، أي عل ىوسرعة النهضتين هاتين من كل مولد بين الزمني

: اآلتي السؤ ال ونطرح العامل إثمارهم ا، ماحـتى الـمجتـمـعـين هـذين ـفي تـوـفر الذـي

حال من وخرجا النـهضة عوامل ـفـيهـما دبتالرـقي؟ حال إلى االنحطاـط

49

فل سفة من أسل فناه فيم ا يكمن الجواب إنالمجتمعين. هذين من كل في وجدت لقد لل نهضة

بمثابة كانت سياسية ع قل ية ع ليه مـبدأعق يدة قام. االرتقاء نحو الم جتم ع قاد شامل حضاري بنيان

اإلسالمي الدين ظهر العرب جزيرة ففيكلية فكرة تعطي عق لية عق يدة ع لى يقو م كمبدأ

الحياة قبل وع ما والحياة واإلنسان الكو ن عنوما قبل ها بما ع القتها وعن بعدها وع ما الدنيا

ع قيدة وهي محـمد  إله ال"بعدها، الله إال" الـله أعظم. رسـول انبثق العق يدة هذه وع ن

فنظم ودولته، ومجتم عه حياته في لإلنس ان نظاموما عق ائد من بينه بما بخالقه اإلنسان عالقة

ونظم والحج، والصو م كالصالة عبادات من شرعهوأحكام األخالق من شرعه بما بنفسه عالقته

بغيره ع القته ونظم والمل بو سات، المطعومات لل مجتمع أنظمة من شرع ه بما الناس من

لل حكم. نظام العق يدة تل ك عن فانبثق والدولةنظام ع نها وانبثق الخالفة، بنظام عرفتوزيعه وكيف ية المال مصادر لل دولة لالقتصاديبينالرجل ع القة ينظم اجتم اعي ونظام وإنفاقه،

للعقو بات ونظام األسرة، مشاكل ويعالج بالمرأة . عن األنظمة تلك انبثاق تم ثل وقد ذلك وغير

الق رآن من كل ها استنبطت بأنها اإلسالمية العق يدة

50

رسوله عل ى الل ه من وحيا نزال اللذين والس نة. محمد

انبنت فكرية قاعدة العقيدة هذه وكانتتحقق ت وبذلك العريقة، اإلسالمية الحضارة عل يهامس احة وتشمل لتتوسع العرب بالد في النهضة

يسجل لم بس رع ة منتشرة الم عمو رة، من عظيمة المحيط إلى شرقا الصين من مثيال، التاريخ لها

. ويصف غربا اإلسالمية ديورانـتاألط لس ي البالدأن فيرى الخالفة، ظ ل أمنو ا قد "الخل فاءفي

ار حياتهم عل ى كبير حد إلى الناس و دهم، وثم جه ذوي الفرص وهيأوا و اهب، ل روا الم اء ونش الرخ رون ستة مدى عل ى قاع في ق مثل قط تر لم أص

ذا اء ه دهم، بعد الرخ جيعهم وبف ضل عه تش و نتهم رت التعل يم، انتشر ومع وم وازده العل

فة واآلداب و ن والف لس والف ن ارا ية جعل ازده آس دى الغربية رون خمسة م اليم أرقى ق الم أق الع

.(1)حضارة" كل هبين رأينا كما الصراع أدى فقد أوربا، في أمامن والفالسفة والمل وك جهة من الكنيسة رجال

والدة إلى أخرى اللبرالية مـبدأجهة هو جديد،" " ، الحياة عن الدين فصل عق يدة ع ل ى تقو م التي

." " العقيدة هذه فكانت بالعلم انية يس مى ما أوأساسها ع لى قامت فكرية قاعدة السياسية

ج- - 1 الحضارة .151ص - 13قصة51

النظام عنها وانبثق الم عاصرة، الغربية الحضارةمن حرا اإلنسان جعل عل ى يقو م الذي الرأسمالي . إلى أدى ما وهذا ديني غير أو كان دينيا قيد أيهذا، يو منا إلى قائمة التزال التي الغربية النهضة

ط ريقة إلى وتحو يل ها المجتمعات غزو ع ل ى وتعملعيش ها.

. ذلك إنها لل نهضة الحقيقي التف سير هو هذاع قل ية ع قيدة في المتمثل الفكري االرتق اء وأصال المجتمع ألفكار قاع دة تصل ح سياسية

. مختصرة وبعبارة لحضارته وأساسا نظامه النبثاق :

" السـبـب " هـو أمة لدـى المـبدأ وجـود إننـهضـتها .ـفي

52

والنهضة الصحيحة النهضة

الخاطئة

والمؤرخين المفكرين معظم كان إذاع ن البحث حد عند يقفو ن الغربيين والف السفةأن الخطأ فمن وتفس يرها، وأسبابها النهضة

. نماذج أع طانا قد التاريخ هو فها ذلك ع ل ى نتابعهم . ، كاألخرى نهضة كل تكن ولم النهضات من عدةوأساسي بل ع ميق، جو هري اختالف هناك وإنما

. يكتفي أن الصو اب من فل يس وأخرى نهضة بينأن ع ليه بل نهضة، مطلق عن بالبحث اإلنسان

هناء إلى تؤ دي التي النهضة تلك عن يبحث: . أخرى وبعبارة الدائمة ط مأنينته إلى أي اإلنسان

فهذا فاسدة، وأخرى صحيحة نهضة هناك دام ما. الصحيحة تل ك يتحرى أن اإلنسان ع ل ى أن يعني

- - سر هو ونظامه بعقيدته الم بدأ كان إذامنبعها الصحيحة النهضة أن يعني فهذا النهضة،

. الذي ذلك هو الصحيح والمبدأ الصحيح المبدأ

53

العقل تق نع التي الصحيحة العقيدة عل ى يقو م. ط مأنينة الق لب فتم أل اإلنسانية الفطرة وتو افق

اإلجابة تعطي أن شأنها من العق يدة وهذهواإلنسان الكون عن الصائبة والف كرة الصادقة

. أي في للتطبيق القابل هو المبدأ وهذا والحياةبالنهضة لإلنسان الكفيل وهو مكان، وأي زمان

الصحيحة.خاط ئة، عق يدة ع لى يقو م الذي المبدأ أما

في يجد ما بق در إال لل تطبيق، قابال يكون ال فإنه مع ومتناغمة مو اتية وأوضاع ظروف من المجتمع

لل تطبيق قابليته تكون ما وغالبا وتو جهه، ط رحهأو أوضاع ع ل ى فعل رد ذاته بحد هو كو نه من آتية

شأن هو كما ما، مجتم ع في تف اقمت أزمات . القائم ون يكتش ف ما سرع ان ثم اللبرالي المبدأ

أن بعد مطبقا لالستمرار قابل يته عدم عل يه مع وتنافره لعق ولهم مخالف ته المجتمع يكتش فمن الم جتم ع ذلك يرتكس ما وسرعان فطرتهم،في السبب نف سه هو كان نظام ظ ل في جديد . إلينا مثال وأقرب الزمان من مضى فيما نهضته

الشـيوعي هو .الـمـبدأ تس تطع لم نهضة المبدأ ذلك أحدث فقد

من بل غ ما لشدة عقو د ع دة من أكثر االستم راراإلنس ان. فطرة صادمت ع قيدته أن ذلك الفساد

ال " فق الت سبحانه، الخالق وجو د نف ت حين وع قل ه

54

." تنزع اإلنسانية فالف طرة مادة والحياة إله يقطع والعقل المدبر، الخالق ع بادة إلى بطبيعتها

مخل وقة كل ها والحياة واإلنسان الكو ن بأن ويجزموع جز محدودية من فيها يظهر لم ا وذلك لخالق،

تدل التي واإلتقان اإلبداع آثار من فيها يتجل ى ولما . ع ن انبثق وبالتالي خل قها أحس ن حكيم مبدع عل ى

النظام هو فاسد عفن نظام العقيدة هذهالتاريخ ع مر من لحظة اإلنسان رفع االشتراكي،

إال صدره ع ن يتزحزح ولم الهاوية إلى به ليودي. شيء ع ل ى يقدر ال القوى خائر صريعا أرداه وقد

ظ هر الذي الرأسمالي الل برالي المبدأ أماأوربا، في الو سطى العصور أوضاع ع ن كانس الخ - . ع قيدة ع قيدته أن ذلك خاط ىء مبدأ أيضا فهو

. - روحية عقيدة ليس ت الحياة عن الدين فصللخالق - مخل وق اإلنسان بأن اع ترفت أن بعد فهي

ع ن - اإلنسان ذلك فصل ت بذلك تجزم ال أنها عل ما ": هذه عل ى خل قك الخالق إن له وقالت خالقه

كيفما أمرك لتدبر وتركك ع نك تخل ى ثم األرض" الذي. (1)شئت ا إلنسان فطرة بذلك فخالفت

خالقه ويرى ، محدودا قاصرا عاجزا نفسه يرى. كلها وحياته أ مره مدبر

1 - - : ج- الثانية المجموعة المعرفة بهجة - 4راجع ص 359.

55

- أصل هي التي العقيدة تل ك كانت وإذا - تكو ن أن الطبيعي فمن خاط ئة فاسدة المبدأ

التي والحضارة فاسدة، عنها انبثق ت التي األنظمة. منحرفة ع ل يها قامت

ومو افق للعقل مقنع مبدأ فهو اإلسالم، أماتعالى. الله أوحاها التي عقيدته أن ذلك لل فطرة

محمد رسو له الكل ية إلى الف كرة أع طتحين والحياة واإلنس ان الكون ع ن الصحيحة

قبل وع ما لخالق، مخل و قة جميعها أنها قررتيوم وهو بعدها وع ما تعالى، الل ه وهو الدنيا الحياة

وهي بخالق ه، اإلنسان ع القة وحددت القيامة،الحياة وتسيير ونو اهيه ألوامره االنقياد وجو ب

محمد رسوله عل ى أنزله الذي وربطت بالنظام ، الق يامة بيو م األرض هذه ع لى يعيش وهو اإلنسان

فو ض هو إن بالجنة وع دته بأن وذلك بعده وماونواهيه، ألوامره وانقاد سبحانه لخالقه أمره

. يصف وع صى وتمرد خالف هو إن بالنار وتو ع دته األرض إلى نزوله منذ اإلنسان رحلة لنا تعالى الل ه

: قائال الحساب يو م منها خروجه وحتىيأتـيـنكم} ـفإما جمـيـعا مـنها اهـبطـوا ـقـلـنا

عـلـيهم خـوـف ـفال هداـي تـبع ـفـمن هدـى مـني * وكذبوا كفروا والذين يحزنـون هم وال

56

ـفـيها هم الـنار أـصحاب أولـئـك بآياتـنا.(1)خالدون {

لعقل مقنعة العقيدة هذه كانت وبذلك: قائال الكريم القرآن يخاط به الذي أـفي} اإلنسان

} واألرض السـموات ـفاطر ـشـك .(2)الـلهلفطرة موا فقة ا لعقيدة هذه كانت وكذلكا لمدبر، ا لخالق عبادة إلى تنزع التي اإلنسان : قائال الكريم القرآن عنها تكلم فأقم} والتي

فطر ـالـتي ـاـلله فطرت حـنيفـا لـلدـين وجـهـكـاـلدـين ذـلك ـالـله، ـلخلـق تـبدـيل ال علـيـها ـالـناـس

يـعلموـن { ال ـالـناـس ـأكـثر وـلـكن .(3)ـالقـيمروحية عقيدة العقيدة هذه كانت فال (4)وهكذا ،

ا لناحية أ و والروح ا لمادة بين ا إلسالم في تعارض . هي الروح كانت فإذا اـلصلة الروحية ـإدرـاـك

بين بـاـلله ربط قد يكون اإلسالم فإن ، تعالىيسير بأن ا إلنسان أمر حين وا لروح المادة

صلته فيدرك ونوا هيه، الله بأوامر المادية أعمالهبين فيجمع ، باألعمال القيام حين تعالى بالله

. ا لوقت وفي تعالى الله ورضوا ن ا لدنيا عمارةبما سياسية عقيدة ا لعقيدة هذه كانت نفسه

اآليتان- - 1 البقرة .39 - 38سورةاآلية- - 2 إبراهيم .10سورةاآلية- - 3 الروم .30سورة4 " " هذا- في الروحية والناحية الروح موضوع أنظر

الكتاب.57

حياته في لإلنسان نظام من عنها انبثق. ودولته ومجتمعه

في النهضو ية الظو اهر بين الف رق ندرك هكذاالتفسير. ع ند نقف يجعل نا ما وهذا التاريخ

ما كل عن اإلسالمية النهضة لتميز الحقيقي . لنا بد ال كان وإذا كل يا تميزا النهضات من سو اها

وغيرها، اإلسالمية النهضة بين مقارنة ع رض منالعصور حضارة وبين بينها تكو ن أن الخطأ فمن

الوسطى العصور ألن ذلك األوربية، الو سطىنهضة عصور تكن لم الجميع باع تراف األوربية

. المقارنة فل تكن إذن انحطاط عصور كانت وإنماالحضارة ونهضة اإلسالمية الحضارة نهضة بين

. اليو م العالم ع ل ى تهيمن التي المعاصرة الغربية

58

اإلسالمية الحضارة بين

الغربية والحضارة

والتق نية والم دنية العم ران في التطو ر إن مهم ا أمرا كان وإن المادية، والنو احي والعل وم

في المقياس ليس أنه إال الحضارات، الستمراروال انحطاط ها، أو الحضارة رقي مدى ع ل ى الحكم

. كانت فإذا فس ادها أو صوابيتها مدى عل ىالمف اهيم من مجمو ع ة هي أسل فنا كما الحضارة

هذه فإن ، المجتمع في العيش نمط تكيف المجتمع في أوجدته ما إلى بالنظر تقو م الحضارة

من لإلنسان أمنته وما العيش في ط ريقة من . غريبا ليس لذلك والهناء واالط مئنان االستق رارالتي اإلسالمية الحضارة بين بمق ارنة نقو م أن

الوسطى العصور ط و ال الو اقع أرض ع لى تجل ت وصل ت ما ع لى المعاصرة الغربية الحضارة وبين . فجوهر وعل مي وتكنو لوجي مدني تطور من إليهاألولى بالدرجة هو الحضارتين هاتين بين التباين

59

المدني التقدم مدى في تباينا وليس نو ع ي، تباين. ذلك شاكل ما أو والتق ني

من كل بين البعيد النوع ي التباين كان وإذااستيفاء ع ل ينا الصعب من يجعل الحضارتين هاتين

تل ك من قس طا نذكر أن فبإمكاننا المقارنة،الفروق.

اإلسالم أن نجد السياسي، الصعيد فعلىع لى اإلسالمية األمة من يجعل أن استطاع

وألسنتها وألوانها وشعوبها قو مياتها اختالف . الل ه رسول تو في فقد واحدا أن مجتمعا بعد

أن وبعد اإلسالم، في كل ها العربية الجزيرة دخل تدار أصبحت أن وبعد فيها الشرك عل ى قضي

. وجاء ونظاما عق يدة كله باإلسالم تحكم إسالمفف تح الفتو حات، فتتابعت الراشدون الخل فاء بعده

النصارى من خل يط يسكنه وكان العراقوالفرس، العرب من والزرادشتية والم زدكية

من وقل يل العجم يسكنها وكان فارس وفتحتالفرس، بدين تدين وكانت والرومانيين، اليهو د

بثق افة يتثقف رومانيا إقل يما وكانت الشام وفتحتالسو ريو ن ويسكنه بالنصرانية ويتدين الرومانيين

العرب، وبعض الرومان وبعض واليهود واألرمنالبربر يسكنها وكان إفريقية شم ال وفتحت

. الخل فاء بعد وجاء الرومان يد في وكانتوخوارزم السند ففتحوا ، األمو يون الراشدين

60

الدولة أراضي ضم ن وأدخل وها وسمرقندمن والية وأصبحت األندلس فتحت ثم اإلسالمية،

متباينة. المتعددة األقطار هذه وكانت والياتهاوالعادات والتقاليد والدين واللغة القو ميات

العق لية مختل فة كانت وط بيعيا والثقافة، والق وانينصهرها ع مل ية كانت ولذلك النفس ية، مختلف ة

الدين موحدة منها واحدة أمة وتكوين ببعضها وع مال عسيرا أمرا والقو انين والثقافة والل غةيحصل ولم عادي، غير شيئا فيه النجاح يعد شاقا،

. اإلسالمية للدولة إال يتحقق ولم اإلسالم، لغيرالراية ظل ل تها أن بعد جميعها الشعوب هذه فإن

أمة صارت اإلسالم في ودخل ت اإلسالمية.(1)واحدة

الشعوب ديورانـتويصف انصهار: قائال اإلسالمية بالحضارة غير "اتخذوالق وميات

ل مين زمن مر عل ى المس العربية الل غة ال انا لس وا لهم، اب ولبس ة، الثي األمر انتهى ثم العربي

اق القرآن شريعة باتباع هم الم. وحيث واع تن اإلس دها تثبت أن عن الهل ينية عجزت يادة بعد قو اع س و ش تركت وحيث عام، ألف دامت الرومانية الجي ا، عل ى تغل بها ولم الو طنية اآللهة البالد وفي أمره تي أت ال ذاهب فيها نش يحية م عل ى خارجة مس

ص- - - 1 اإلسالمية الدولة النبهاني الدين تقي -162راجع163.

61

ذهب مي. في البيزنطية الدولة م ذه الرس ه اليم رت كل ها األق ادات العق ائد انتش والعب وا الجديد بالدين السكان وآمن اإلسالمية، وأخل ص

ه، كوا ل و له واستمس بأص ا إخالص اكا واستمس ياهم ير وقت بعد أنس دامى، آلهتهم قص الق تحوذ دين واس المي ال و ب عل ى اإلس ات قل مئ وأندونيسيا الصين من الممتدة البالد في الشعوب

رة والش ام فارس إلى والهند رب وجزي ومصر الع الهم وتم لك واألندلس، مراكش وإلى يطر خي وس اغ أخالقهم عل ى اتهم وص فيهم وبعث حي اال آم

اة بؤ س عنهم تخفف ا، الحي إليهم وأوحى ومتاع به ويعتزون يعتنق ونه من عدد بل غ حتى واألنف ة، العزة

وخمس ين ثالثمائة نحو األيام هذه في به من مل يونا ذا يو حد ،(1)األنفس دين ه و بهم ويؤ لف بينهم ال قل

ات من بينهم يكن مهما روق االختالف والف.(2)السياسية"

حق بات من كثير في اإلسالم انتظم لقدواحدة دولة في الشعو ب تل ك مختل ف التاريخالدول بعض انفصال التاريخ شهد وإذا موحدة،

لم فإنه اإلسالمية، الخالفة جسم عن واإلماراتالعرقية، أو الق ومية النزاعات إلى ذلك مرد يكن

ديورانت- 1 فيها كتب التي الحقبة في صحيح الرقم هذا. المليار المسلمين عدد فاق فقد اليوم أما كتابه،

ج- - 2 الحضارة .133ص - 13قصة62

ما بقدر اإلسالمي، الم جتم ع في تصدع إلى والوتسابق النظام تطبيق إساء ة إلى مرده كان

األمة أن بدليل السل طة، عل ى والعائالت األمراءبينها تفصل ولم قو ية شعو بها بين الل حم ة بقيت

. سياسية حدود أيع لى قيامه رغم اليوم، إلى الغرب نجد بينما

لم أنه إال واحدة، حضارته أن ورغم واحد مبدألتصبح وصهرها الق وميات تذويب يستطع

. هي فها واحدا سياسيا كيانا الغربية الشعوببها قام التي بونابرت المحاولة لتوحيد نابلـيـون

والتي المعاصر، األوربي التاريخ بداية مع أورباأمام تس قط الفرنسية الق ومية بالطاقة اغتذت

. هو ها ثم الم ختل فة األوربية القو ميات جدرانمدمرتين ع الميتين حربين يشهد العشرون القرن

أهم من أوربا في القومية النزع ات كانت . الوحدة مشروع هو وها وأسبابهم ا عو امل هما

بسبب أيضا جمة صعو بات يشهد اليو م األوربيةأن مع أوربا، شعو ب لدى القو مي التعصب

وإنما كاملة، وحدة ليست الم طروحة الو حدةوالسياسة االقتصادية الناحية ع ل ى تقتصر

والتربو ية الثق افية دون والعسكرية الخارجية. ذلك شاكل وما والمدنية واالجتماع ية

التاريخ فإن االقتصادي الصعيد ع ل ى أماقلم ا المعيشة من أوضاعا لنا يروي اإلسالمي

63

. النظام أحس ن فقد ع دالتها التاريخ شهدكاد بحيث الثروة تو زيع اإلسالمي االقتصادي يخلو تاريخه حقبات أكثر في اإلسالمي المجتمع . أركان أحد نتذكر أن ويكفي الحقيقي البؤ س من

كبير قدر بإيجاد يتكف ل الذي و األساسية، اإلسالم وهو أال ، المجتمع في االقتصادي التو ازن من

القرآن في ع نها تعالى الله قال التي الزكاة،لـلسائل  }الكريم: حـق أموالهم وـفي

الصدقات. (1){ والـمحروم سائر عن عدا . من نابع وهذا متعددة كثيرة كانت التي والعطايا إلى ترمي التي ا إلسالم في االقتصاد سياسة

ا ألساسية ا لحاجات لجميع ا إلشباع تحقيق ضمانإ شباع من وتمكينه كليا إ شباعا فرد لكل

يستطيع ما بقدر ا لكمالية فالطب . (2)الحاجاتيقول مجانا، للجميع مكفوال كان مثال

إع داد في كل ه العالم اإلسالم "تزع م:ديورـاـنت دادها الصالحة المستش فيات ا، وإم ال بحاجاته مث

ذي البيمارستان أن ذلك أه ال و ر أنش دين ن في ال ام دمش ق رون ثالثة ظ ل1160 ع الج ق يع

ير من المرضى دهم أجر غ دواء ويم ير من بال غ

اآلية- - 1 الذاريات .19سورة2- - اإلسالم- في االقتصادي النظام النبهاني الدين تقي

.62ص 64

ال مشتعل ة ظ لت نيرانه إن المؤ رخو ن ويق ول ثمن،.(1) سنة"267 تنطفىء

العبيد تستثن لم العدالة هذه إن حتىالرسول أوصى فل قد معامل ة المماليك، بحسن

يشهد كما الس يد فإن لذلك "كان ديوارنـتالعبد، ادة في معه يكن لم حد إلى معامل ته يحسن الع

زه وأ مرك انع في العامل مركز من أس المص رن في األوربية ر، التاسع الق ان لعل ه بل عش ك أحسن اال انع ، ذلك من ح ان ألنه الص عل ى أأمن ك.(2)منه" حياته

اقتصاديا ازدهارا اإلسالمية البالد وشهدت آنذاك القائمة الدول من لو احدة يكن لم مدهشا

ما نذكر أن نمو ذجا ويكفينا به، تحلم أن حتىحيث ديورانـتأورده األندلس في االقتصاد ع ن

الثالث الرحم ن عبد أيام في اإليرادات "بل غت قال: ار000،045،12 بي دين بر ذه ذا أن الظن وأك ه

ان وق ك رادات يف ات إي يحية البالد حكو م المس ذه مصدر يكن مجتمعة. ولم الالتينية رادات ه اإلي

رائب هو در العالية الض ان ما بق ك را ار من أث آث الح، الحكم دم الص ناع ة الزراع ة وتق ورواج والص

بشكل ديورـاـنتوكالم. (3)التجارة" يدل هذا

ج- - 1 الحضارة 360ص 13قصةج- - 2 السابق .112ص - 13المرجعج- - 3 السابق .293ص - 13المرجع

65

دولة تكن لم اإلسالمية ا لدولة أ ن على واضحيكن لم ا إلسالمي ا القتصاد وأ ن استعمارية،

ونهب ا لشعوب دماء امتصاص على قائماالشعوب كانت بل أ را ضيها، وثروات خيرا تها

االقتصاد بعدالة تنعم اإلسالم حظيرة تدخل التي . يقول ا إلسالم تدخل لم ولو حتى اإلسالمي

بوـل المستشرق لـيـن حكم "ـأسـتاـنلـي كتابه في:" إسبانيا في ط وال األندلس تنعم "لمالمسلمين

ادل، رحيم بحكم تاريخها ام في به نعم ت كما ع أي أن ديورـاـنتويذكر. (1)العرب" الفاتحين

يفضلون كانوا ما كثيرا ا ألندلس في المسيحيينالمسيحيين حكم على المسلمين وأ ن (2)حكم ،

ا لعثمانيين حكم تحت وقعت التي األقاليمحتى ا لبنادقة، أو البيزنطيين أ و وا ليونان كرودس

صارت فيها ا ألحوا ل أن ا رتأت نفسها المجر بالد حكم عليه سليمـانتحت كانت مما أ حسن إلى

ـهاـبسـبرج أيام .(3)ـآـلأن يستطع لم فإنه اليوم، الراقي الغرب أما

العالم استعمر أن بعد إال اقتصاده عو د يو قفشعو به ثروات ومصادر مو ارده عل ى وسيطر . وتمزيق ا تفكيكا يمعن يزال ال وهو دماء هم وامتص

ج- - 1 السابق .292ص - 13المرجعج- - 2 السابق .297ص - 13المرجعج- - 3 السابق .113ص - 26المرجع

66

متربعا يبقى حتى فيه، لل فتن وإشعاال العالم لبالد حاصدا آباره مستنبطا لمناجم ه ناقبا ع رشه عل ى

. غنى ورغم ط اقاته ومسخرا جنانه قاط فا أراضيه يس تطع لم الطائل ة وأمو اله الفاحش الغرب

بين الثروة تو زيع يحس ن أن الرأسم الي النظاممستو ى في الف روقات فنرى ، المجتمع أفراد

بالد أغنى في ونجد التصور، حد تفو ق المل كيةمن ماليين بل ألو فا المتحدة كالو اليات الغرب

أو المالجىء يسكنو ن الذين العمل ع ن العاط ل ين . هو ها المجارير ربما أو األزقة أو المستو دعات

وهو األميركية السياسة في الف اعل ين كبار أحدبرجـنسكـي القومي زبـغـنـيو األمن مستش ار

السابق األميركي كارتر لل رئيس والذي جيـميالدراسات مركز في مستشارا حاليا يعم ل

ناقوس يدق بو اشنطن والعالم ية االستراتيجيةتعصف التي المختلف ة األزمات من الخطر

الواليات ومجتمع عم وما الغربي بالمجتمعع ن كالمه حين فيقو ل خاص بشكل المتحدة

الرغم عل ى إنه والسياسية االجتماع ية المشاكلالصحي النظام مجال في هائل ة مبالغ إنفاق من

األمريكان المواطنين من الم اليين ع شرات أن إال ويشكو المطل و بة، الصحية بالرعاية يتمتعو ن ال

المرافق وتداع ي االجتماع ية البنية تهل هل منفقيرة سكانية أحياء تو جد حيث العم رانية

67

العالم دول أفقر في بالمو جو د شبيهة ومتداع ية " " العنصرية مش كل ة تجذر عن ويتكل م ، الثالث

مؤ لمة حقيقة إلى اإلحصاءات تشير حيث والف قر،يعيشو ن الذين األمريكيين نس ب أن وهي ومخجل ة

يشكلو ن الفق ر خط 7تحت مو اط ن ،35 مليو نيستظل سقفا منهم كبير قسم يجد وال أمريكي،

- برجنسكي تعبير حد ع لى الحالة وهذه ال-  به،الو حيدة العالم ية بالقو ة .(1)تل يق

ذلك فإن االجتماع ي، الصعيد عل ى أمامختل ف بين اإلسالمي المجتمع في التماسك

صعيد ع لى سيم ا وال وشرائحه وفئاته صعده . ونحن الم جتم عات من مجتمع يشهده لم األسرة

التي االجتماع ية األوضاع تل ك وصف عن غنى في األع داء بها شهد والتي اإلسالمي التاريخ شهدها

حتى قائمة كبير حد إلى التزال والتي أنفس همالغربية الحضارة أحدثته الذي التصدع رغم اليو م،

. مجتمعنا فيالغربي المجتمع إلى خاط فة نظرة ولكن

أخذ الذي واألسري االجتماع ي التفكك مدى ترينا . الكالم لنترك ونعو د جراحه وينكأ ع ضده من يفت

من لـبرجـنسـكـي يش كو اإلباحية "شيو ع حيث1 - العدد- الوعي مجلة عن - 86نقال كتاب عن مقال

. ." ص" برجنسكي ألفه الذي السيطرة حدود -22خارج23.

68

ابع أصبحت التي الجنسية ام "الط اة الع في لل حي الي ا" وبالت دد فهي أمريك الخل ية وبنية مكانة ته

بتفاقم وذلك األسرة، وهي المجتمع في األساسية كل ة مى ما مش تي باألسر يس وم ال أحد عل يها يق و ين تي )األم األب ا( وال ال فيها تنشأ غالب من أجي

ال ير األط ف رعيين، غ احب ما مع الش ذه يص ه األواصر تفكك في تتمثل خطيرة آثار من الظاهرة

ة. كما يو ع أن االجتماع ي ية اإلباحية ش من الجنس كما. (1)الخطر" اإليدز مرض تفشي أسباب أهم

من أوسع عل ى األخالقي الفساد "استشراء يشكو اق ائل ط ريق عن نط ة، اإلعالم وس إن إذ المرئي

وم ما كل ذه به تق ائل ه هو الترفيه باسم الو س كو سيل ة والعنف الجنس مفاهيم وبث الفساد نشر

ذب اهدين" لج عن. (2)المش تفحالويتكلم "اس اهرة تي والعنف الجريم ة ظ زداد ال ت دا تعق ي ول بإمكانية دنيين حص ل حة عل ى الم النارية األس هولة ثر بس ول من أك و ش معظم حص الم جي الع

ا، ذا عل يه افة ه ار إلى باإلض رامج األفالم انتش وب ة، عل ىالعنف تشجع التي التل فزيون ذا والجريم وه

رد أمريكا يجعل كل ه أع لى تنف رائم من نسب ب جعن. (3)العالم" في القتل يتكلم أ ن ينسى وال

ا لتي ا لظاهرة للمخدرات، ا لمذهل االنتشارص- - 1 السابق .23المرجعص- - 2 السابق .23المرجعص- - 3 السابق .23المرجع

69

ود ية محاولة إلى ناحية من "تع روب نفس من لل ه ائس، واقع رى ناحية ومن ب و ن إلى أخ ارة ك تج

درات ديل المخ ثر الب راء األك ول إغ عل ى لل حص ثروة رع ال ير بأس ق. وتش ارير ط ري أن إلى التق ارة درات تج در المخ حابها عل ى ت أص يصل مبل غ ا

مل يار100 إلى فساد. (1)سنو يا" على وكدليلعن يتكلم المجتمع أفرا د بين "اإلفراطالعالقات

اكم في اء، إلى التح اهرة وهي القض لها ليس ظ رى، دولة أية في مثيل ال أخ اء فرج القض

امو ن كلو ن أمريكا في والم ح ال ثل ث يش رج.(2)العالم" في القضاء

اإليطالية التجارة رابطة أع دتها دراسة وفيأن 1993سنة المتاجر 60اتضح من بالمائة

منتظمة أتاوات تدفع والمطاعم والحانات . الجريمة إن الدراسة وتقو ل المافيا لعصابات

سنويا األتاوات 25تكس ب وراء من دوالر مليار. البالد أنحاء في المحالت أصحاب يدفعها التي

هذه محالتها من المائة في مائة تدفع مدن وهناكوهي صقل ية، عاصمة بالرمو مدينة مثل األتاوة،

لها أساسيا ووطنا لل مافيا مركزا .(3)تعتبر

ص- - 1 السابق .23المرجعص- - 2 السابق .22المرجعالعدد- - )3 الوعي .44ص( - 71 - 70مجلة

70

إن رسمي إحصاء يق ول بريطانيا %34وفيو المطل قين مع % 22من يعيشو ن المطل قات من

خارج المو لودين نسبة وتبل غ زواج دون من شريك7الزواج بريطانيا ،28 في المو اليد من المائة في

في 1990وفي الزواج خارج طف ل ألف مائتا ولدوويل ز .(1)إنجل ترا

المجتمع ع ن ذكرناها التي الظواهر هذه كل - - طبيعية نتيجة فيض من غيض وهي الغربي

ولمفهو م الحياة عن الغربية النظر لوجهة وحتميةفي األع مال ولمقياس الغربي الذهن في السعادة

. المجتمع ذلكأهل ها، من لشاهد الكالم ترك في وسنستمر

-برجـنسـكيوهو الغربي المجتمع يسمي الذيما - فيقرر الوفرة إباحية بعالم األميركي والسيما

يل ي:مو ازين فيه اختل ت ع الم الو فرة إباحية عالمبمو ازين إبدالها وتم والش ر الخير وموازين األخالق

" تم " وهكذا ، قانو ني وغير قانو ني البش ر صنع منالفرد ضمير في الداخل ية الدينية القيم إقصاءتنفذها خارجية وقواع د قو انين مكانها ووضعت

تنتج فل م الق انونية، واألجهزة الشرط ة أجهزةالقو انين هذه في ع ديدة ثغرات لوجو د االنضباط

العدد- - 1 الوعي .10ص - 57مجلة71

الضوابط ولغياب أدبيا، مل زمة وغير خارجية وألنها. المطلق ة الداخل ية

من كذلك يشكو الوفرة إباحية ع الم أن ويرى " " " حيث " ، الطيبة الحياة و الحرية مفهو مي اختالل

لشهو ات العنان إط الق الحرية مفهوم أصبحومصل حة العامة بالم سؤوليات التقيد دون األفراد

انعدام تعني الحرية أصبحت وبالتالي ، المجتمعتترتب التي الحاالت باستثناء تماما الضو ابط

. قانونية عقو بات عل يها " " أساسا المرتبط الطيبة الحياة مف هوم أما

يعني - - برجنس كي يرى كما فهو السعادة بمفهو موالمتعة الل ذة ط ل ب الو ف رة إباحية قاموس في

ألجل واالستهالك المادة جمع ط ريق من الحسيةحد في غاية الوفرة أصبحت وبالتالي ، االستهالك

ويش ن السعادة، لتحقيق وسيل ة ال ذاتهااإلع الم برجـنسـكي عل ى قوية حمل ة الصدد بهذا

لقيامه الخصو ص بو جه التل فزيون وع ل ى الغربي والجري اإلباحية، مبادى ء نشر في األكبر بالدور

قيم وإشراب المحمو مة، والشهو ات المتع وراءبصف ة النسائي ولل عنصر لل ناشئة الو فرة إباحية

.(1)خاصة

1 - : العدد- الوعي مجلة عن .21 - 20ص - 86نقال72

العل و م يشمل الذي المدني التقدم أما- ذلك شاكل وما والطب والتكنو لوجيا والصناعة

لم - فإنه اليو م الغرب به يفتخر ما أبرز هو والذييعاني اللذين والتعاسة الشق اء أمام حائال يقم . وسائل هي والعل و م المدنية فإن مجتمعه منهماولخدمة العيش سبل لتيسير اإلنسان يستخدمها

كان فإن يحياها، التي الحياة ونمط العيش ط رازمنحرفة حضارة ع ن ناجما العيش من النمط هذا

لن المدنية هذه فإن فاسد ونظام خاط ىء وفكرشقاء إال عم وما واإلنس انية المجتمع ذلك تزيد

الفرنسي. الفيل سوف يقو ل غارودـيوتعاسة: الثمانينيات أوائل اإلسالم اع تنق "وكماالذي

دث اء في ح ار أثن ة، اإلمبراط و رية انهي الروماني و م نعيش تي "تعف ن مرحل ة الي اريخ" ال از الت تمت

و اها دون من كرية التقنية بالهيمنة س والعس روع لها ليس إلمبراط و رية الساحقة اني مش إنس

ويقول . (1)ولل تاريخ" لل حياة معنى يعطي أن يمكنا إلنكليزي الطبيعية العل و م "إن:جودالفيلسوف

ديرة القو ة منحتنا قد تعمل ها ولكننا باآللهة الج نس.(2)والو حو ش" األط فال بعق ول

التكنو لوجيا الغربية الحضارة استخدمت لقدمن األلو ف أبادت التي الذرية القنبل ة لصنع

العدد- - 1 الوعي مجلة عن .10ص - 63نقالج- - 2 الحضارة قصة .12ص - 1فهرس

73

والفتن الحروب الحضارة تل ك وأشعل ت البشر،. الحربية صناع اتها تسو يق أجل من العالم في

وأنتجت البيئة أفسدت هؤ الء لدى والتكنولو جيا. المختل فة العضو ية األمراض

الفتاكة األمراض تل ك أمام الطب نفع ماذا ثمالحريات حضارة أنتجتها التي المستعصية

من االنفالت حضارة والرذيل ة، والش ذوذ واإلباحيةواإلنسانية والخل قية الروحية الق يم إال.. .كل

شم ل! يجمع أن العل م استطاع هل المادية؟الجريم ة؟ يو قف أن استطاع هل الغربية؟ العائلة

منها يعاني التي النفسية لألزمات حال وجد هلهناك ؟ البشر ماليين

الدكتور هوـفـمان يقو ل السفير مراد - منذ اإلسالم اع تنق وقد المغرب لدى األلماني

:- سنو ات "لنتأملعدة المجتمع ذلك ضحايا معا فحسب . إنهم المزعو مة الحيدية وقيمة الصناع ي ون دون ما بكل يتمتع تق الل من يري ذاتي االس ال

د، إلى المهد منذ المؤ منة والحياة أو والحرية الل ح ية اإلباحية تي الجنس رف ال ال تع ورا أو محظ وأذواقها أنو اع ها اختالف عل ى والم خدرات محرما، زاج كل حسب ات وط ل ب، م راغ وأوق الف

ازات والعطالت ا، المكفولة واإلج وكافة قانو ني رء، بها يحل م التي المدنية الحقو ق عل ى لكنهم الم

و ن كل ه ذلك يحس ا فراغ ائال ودهم يمأل ه وج74

ون الفعلي، ان إلى ويتو ق دفء الحن ري وال البش تي الجماع ة قبل من ون ال و ن أو معها يعيش ينتم

ل طة وإلى إليها ذا كل .. وراء.روحي زع يم س ه ؤال يقبع ير س زى عن مل ح خط اة مغ أو الحي

.(1)الو جود"في إسهامات لنا سجل اإلسالمي التاريخ إنفي واكتش افات التكنو لوجيا في وإنتاجات العل و م

وسائر والعمران الفنو ن في وإبداعات الطباإلسالمية البالد من جعل ت المدنية، الشؤ ون

من إليه يفد من لكل فتانا ومشهدا رائعا متحفا . يقو ل والغرب اإلقل يم "كان:ديورانـتالشرق

و ر ارى بين المحص مرقند بخ اء في يعد وس أثن رن دى العاشر الق ات "إح ية الجن ع " األرض األرب وبي هي األخر الثالث وكانت ارس، جن و بي ف وجن

راق، بالد في بدمشق المحيط واإلقليم الع:(2)الشام" كبير جانب عل ى العرب "كانويقول.

اع ة أن ذلك وشاهد الفنية، اآللية المهارة من الس يد هارون أهداها التي المائية ارلمان إلى الرش ش

و ش. األصفر والنحاس الجل د من صنعت قد المنق انت دل وك و قت عل ى ت ان ال دن من بفرس المع ساع ة كل يفتحو ن المطل و ب العدد منه يسقط بابا

رات من نجة، عل ى الك حبو ن ثم ص ون ينس ويغل ق

ص- - - 1 كبديل اإلسالم هوفمان .29مرادج- - 2 الحضارة .107ص - 13قصة

75

:(1)الباب" . قائال الغربية آسية بالد "وبل غتويتابع اء من درجة المسل مين حكم تحت ناع ي الرخ الص

اري رن قبل أوربا بالد إليها تصل لم والتج الق.(2)عش ر" السادس

اإلسالمي المجتمع في المدنية سخرت لقدالشعوب إلبادة تسخر ولم البشرية لخدمة

تقو ل كما المس لم ون به قام فما وإذاللها،األلمانية هـونكة الفيل سو فة عم ل "لهو: زيـغريد

.(3)العالم" تاريخ في الكبير مغزاه له إنقاذيالبنيان أن يش هدون أنفس هم الغرب عل ماء إن

والفيزياء الطب وع ل وم والتكنولو جي، العل ميتوصل مما ذلك شاكل وما والهندسة والكيمياء

النظريات بدع امة بغالبيته قام اليو م الغرب إليهإبان اإلسالمي العالم حققها التي والم نجزات

. تقو ل نهضته هونكة عصور قدم "لقد:زيـغريد ل مو ن ة، أثمن المس البحث ط ريقة وهي هدي

ام مهدت التي الصحيح العل مي رب أم ط ريقه الغ.(4)اليو م" عل يها وتس لطه الطبيعة أسرار لمعرفة

هذه بيكن روجر أع لن "لما:ديورانـتويق ول مائة ج ابر أع لنها أن بعد أوربا إلى الطريقة بخمس

ج- - 1 السابق .108ص - 13المرجعج- - 2 السابق .108ص - 13المرجعج- - 3 الحضارة قصة .11ص - 1فهرسج- - 4 السابق .12ص- 1المرجع

76

و ر هو إليها هداه الذي كان عام ذي الن اء ال له أض بيل رب من الس دلس، ع ذا وليس األن ياء ه الض

إال نفسه رق" في المسل مين نو ر من قبسا .(1)الشا ألستاذ ـأسد ويقول )محمد ) فـاـيس :لـيوـبولد

اء أو النهضة "إن و م إحي ون العل األوربية والف ن تمدادها ادر من الو اسع باس المية المص اإلس

زى كانت األخص عل ى والعربية ثر في تع إلى األك ال ادي االتص رق بين الم رب، الش لقد والغ المي، العالم استفاد مما أكثر أوربا استفادت اإلس

.(2)الجميل" بهذا تعترف لم ولكنهاالتي العظيمة التكنو لوجية، الثو رة تل ك إن

الذرة اكتشاف من العشرون القرن شهدهاالحضارة إلى تعزى ال ذلك، وغير لل فضاء واختراق

المعل و مات تراكم إلى تعزى ما بقدر الغربيةفي المعرفية والقو اعد والنظريات واالكتشافات . تل ك إن أي الم دونة وسجالته البشري الذهن

ناهضة حضارة أي تنتظر كانت الصناعية الثو رةالحضارة دور كان أن فصادف يديها عل ى لتثمر

- . الشيو عية النهضة أن بدليل المعاصرة الغربية- الغربية للحضارة مناقضة من فيها ما عل ى

حققه الذي المستو ى نفس إزدهارها إبان حققتولوال والتكنو لوجي، المدني التقدم من الغرب

ج- - 1 الحضارة .292ص 13قصةص- - 2 الطرق مفترق على .59اإلسالم

77

الشيو عية المنظومة بكيان ألم الذي االنحطاطالغرب تزاحم لبقيت الس وفياتي االتحاد والسيما

. اليوم اإلسالمية الحضارة أن كما الم جال ذلك فيعادت ما إذا الدور ذلك تل عب ألن مرشحة أيضا

. جديد من إحيائها إلى اإلسالمية األمة أن تكتشف اليو م الغرب شعوب بدأت لقد

سبب هي بل لل سعادة سببا ليست تل ك نهضتهاوراء والسعي والخوف والق لق والتعاسة لل شقاء

السراب. : قال إذ العظيم الل ه والذين} وصدق

يحسـبه بقـيعة كسراب أعمالهم كفروا شـيـئا يجده لم جاءه إذا حـتى ماء الظـمآن

والـله حسابه اه وفـ فـ عـنده الله ـسريع  ووجد .(1)الحساب {

وأضيق ع مرا أقصر الشيوع ية كانت إذا وإنه بسبب عين بطرفة حضارتها فانهارت نفسااإلنس ان لعقل ونكايتها لل فطرة العنيفة مصادمتهاستلحق ما سرع ان الغربية الحضارة فإن وبديهته،

. الحضيض إلى الغربية بالشعو ب تصل أن بعد بهاهوت التي الم طرقة تل ك هي الش يوع ية كانت وإذاأصاب الذي المنجل ذلك أو اإلنسان، رأس عل ى

القاضية، بالضربة قتيال وأرداه برأسه فأط اح عنق ه

اآلية- - 1 النور .39سورة78

السم ذلك هي الرأسمالية الغربية الحضارة فإنبه يحس أن دون الجسد ع روق في يجري الذي

يل قى أن إلى فشيئا شيئا قواه فتخو ر اإلنسان . إلى تنبهو ا والذين نفس ه ع ن غافل وهو حتفه

دعا كما يدعو ن، الغربي بالمجتمع الم حدق الخطرالمتحدة برجـنسـكي مراجـعة" الو اليات إلى

عـلـيها تقـوم الـتي الـمادية لـلفـلسفة كاملةإلـى الحضارة هذه وإخضاع حضارتهاعـلى أن كما صارمة، ذاتـي نقد عـمـلـية

المجـتـمع بأن ـقـناعة إلـى تصل أن أمريكامطـلقة، وثـوابـت ـقـيـما يـمتـلـك ال الذـي

الـمـتـعة تحقـيق ـفـلسفة عـلى يقوم والذـيمحكوـم مجتـمع هو الـنزوات وإرضاء الذاتـية

. الصدد هـذا وـفي والذوبان باالنـهيار عـلـيهدروـس تفقه أن بأمريكا برجـنسـكي يـهيـب

وانهـيارها الحضارات ازدهار ـفـي الـتاريخعن وانحسارها الريادة مرتـبة تـبـوئها وـفي : أنه يـعـلـمنا الـتاريخ إن ـفـيقول الـمرتبة هذه

- عـلى تحاـفـظ لكي عظـمى ـقوة ألية بـد ال - تقوم حضارية رـسالة من الريادة دور

نمـوذجا وتكـون األخالق ـفضائل عـلـىبالقوة ال طواعية عن اآلخرين من يحـتذـى

الرـسالة... .واإلكراه هذه غـياب وـفيـسـيتم األمـيركـي الـنـموذج ـفإن الحضارية

79

الشيـوعـي النـموذج رـفـض ـكما رـفضه" ـقـبل من .(1)السوـفـياتـي

: تعالى بقوله منا إيمانا المسل مين، نحن أمالـتكونوا} وـسطا أمة جـعـلـناكم وكذلـك

عـلـيكم الرسـول ويكون الـناـس عـلى شـهداء سيبقى (2){ شـهيـدا ا لعالم أ ن يقين على فإننا ،

ا ألمة تعود حتى وأ زماته مشاكله في يتخبطرسالة ا إلسالم حمل إ لى جديد من اإلسالمية

ا لتشريع برحمة ينعم أن أ جل من العالم إلىمحمد به أرسل ا لذي .اإللهي للعالمين رحمة

المسلمون يستأنف أ ن بعد إ ال يكون لن وذلكالمجتمع بإعادة مجددا اإلسالمية الحياة

ونظاما عقيدة اإلسالم يعتنق ا لذي اإلسالمي إلى الرسالة وحمل وا لدولة، وا لمجتمع للحياة

. العالم: العزيز كتابه في القائل هو وجل ع ز والل ه

وعـمـلوا} مـنكم آمنـوا الذين الـله وعدكما األرض ـفي لـيسـتخلفـنهم الصالحاتلهم وليـمكـنن ـقـبـلهم من الذين اسـتخـلف

بعـد من ولـيـبدلنـهم لهم ارتضـى الذـي دينـهمبي يشركـون ال يـعـبدونـني أمـنا، خوـفهم

العدد- - 1 الوعي .25ص - 86مجلةاآلية- - 2 البقرة .113سورة

80

هم ـفأولـئـك ذلـك بـعد كفر ومن شـيـئا،.(3){ الفاسقون

اإلسالمي، بالعالم أل م الذي االنحطاط وأماترينا وحاضره تاريخه إلى نزيهة عميق ة نظرة فإن

المبدأ قصو ر بس بب ينحط لم اإلسالمي العالم أنالصحيحة. العقيدة هي فعقيدته اإلسالميوالمنطبق ة ولعقل ه، اإلنسان لفطرة المو افق ة

هو ونظامه والحياة، واإلنس ان الكو ن واقع عل ىتعالى الل ه عند من نزل الذي الصحيح النظام

كل في إنسانا بوصف ه اإلنس ان مشاكل لمعالجة . بسبب كان االنحطاط ذلك ولكن ومكان زمانالمبدأ لذلك فهمهم في المسل مين تقصير

. لتطبيقه إساء تهم وبالتاليع ل ى فعل ه يفعل سحريا دواء ليس فالمبدأ

أمة عل ى متوقف فعل ه إن بل ساحر، خيالي نحوتطبيقه تحس ن وبالتالي فهمه حق وتفهمه تعتنق ه

. آذنت اإلسالمية واألمة به مجتمعها وصياغةإلى الخالفة بتحويل رضيت أن منذ بانحطاط هاشأن وأهمل ت االجتهاد باب أغل قت أن ومنذ مل ك،الباب بذلك، نفس ها ع لى فأغلق ت العربية، الل غة

. االجتهاد أن ذلك نهضتها ع وامل منه تدخل الذيلفهم الو حيد الطريق هما العربية الل غة وفهم . بنيانها فبدأ تطبيق ه إلحسان وبالتالي اإلسالم

األية- - 3 النور .55سورة81

الحضارة فو جدت الهزال، وأصابه بالتآكل الفكريطريقها الرأسمالي المبدأ عل ى القائم ة الغربية

. الم سل مون وظ ن مف توحا اإلسالمي المجتمع إلى نهضت كم ا بهم ستنهض الحضارة تل ك أن

- حيث من تتعارض عق يدتها أن ونسوا بالغرب، - ال والتي يحمل ونها التي ع قيدتهم مع األساس

. ع نها بالتخل ي يو ما يفكرونما يغيروا حتى بق وم ما يغير ال الل ه أن وبم ا

بالعمل اليو م مكل فو ن المسل مين فإن بأنفس هم،ع ميقة دراسة جديد من اإلسالم دراسة عل ى

غشاوة، أية ع ن بمعزل واضحة، نقية صافيةالتي الفكرية والسم وم اللو ثات كل ع ن وبعيداالغزو مع وفدت أو االنحطاط عصور عبر تراكمت

مجتمعهم يصو غوا أن أجل من الغربي، الفكرييعو د حتى وأنظمته ومشاعره اإلسالم بأفكار

لل شعو ب تنير التي المنارة اإلسالمي المجتمع. والخالص الهداية درب واألمم

: قال إذ العظيم الل ه لـله} وصدق األرض إنوالـعاـقـبة عـباده من يشاء من يـورثها

.(1)لـلـمـتقـين {

اآلية- - 1 األعراف .128سورة82

الثاني ال قسم

ارة ة ال ح ض اإلس الم ي

83

84

: تعالـى قال الله ضرب كيف تر ألم ة كلمة مثال ب طي

بة كشجرة ابت أصلها طي في وفرعها ث

ماء ؤتي* الس ل أكلها ت إذن حين ك ب

ها، اس األمثال الله ويضرب رب هم للن لعل

رون ة كلمة ومثل* يتذك جرة خبيث كش

من لها ما األرض فوق من اجتثت خبيثة

ت* قرار وا الذين الله يثب القول ءامن ب

ابت اة في الث دنيا الحي رة، وفي ال اآلخ

ل ه ويض ل الظالمين، الل ه ويفع ما الل

يشاء.85

27-24إبراهيم

86

87

ارة الح ض

كل متي أكثر الـمدنية و الحضارةإن من هم ا- . بنا ويجدر هذه أيامنا في شيوع ا المصطل حات

ع موما الحضارات مو ضوع في نبحث ونحن - عند نقف أن خصو صا اإلسالمية والحضارة

: األولى الكل مة سيما وال الكلم تين، هاتين مدلو لمن الحضارة إليه نرمي ما القارئ يدرك حتى ،

. ال أن يقال كما صحيح الكل مة تل ك إيراد عند معنىاالصطالح ضبط أن إال االصطالح، في مشاحة

غاية في أمر استخدامه حين مدلوله وتحديدعل ى المعاني تل تبس ال حتى وذلك األهم ية،

. القارئ أو السامعكل مة معنى كم ا الحضارةإن هو الل غة في

في العرب ورد .( الحضر في اإلقامة: "لسان..( ر رة والحض رة والحض ة، : خالف والحاض البادي

تذكر". والريف والق رى المدن وهي فحين إذن،عكس ـالحضـارة هو ما بها يقصد فإنه ا للغة في

. هذا أ ن إال وا لقرى ا لمدن سكن أ ي البدا وة،حين ا لمقصود هو ليس للعبارة ا للغوي المعنى

عن الفكرية ـالحضـارة الكالم ا لنصوص في . لكلمة أصبح إذ ا لمعاصرة وا لسياسية والتاريخية

88

عن ـالحضـارة مختلف جديد ا صطالحي مدلول. ا ألصلي ا للغوي المدلول

إلى الواقع في تعو د االصطالح هذا ونش أةالغربيو ن درج ح ي ن وذل ك األوربية، الدراسات

ة " م ك ل است خ دام وترجم تها - "Civilisationعل ى - عن بها لل تعبير المدنية أو الحضارة العربية إلىأخذ الذي والعمراني والصناع ي المادي التطو ر تل ت التي الحديثة العصو ر خالل بسرع ة يطرد

سم يت والتي الميالدي عش ر الخامس القرن . مع تحو لت العبارة تل ك أن إال النهضة بعصورآخر مدلوال لتأخذ الم دلو ل ذلك عن الو قت مرور

شعب. يمل كه ما ع لى تطل ق أصبحت فقد جديداتراث من األمم من أمة أو ما مجتمع أو ما

من غيره ع ن بها يتم يز وإبداع ات وخصائصوالمفكرون. المؤرخون فأصبح المجتمعات

سالف ة عديدة حضارات ع ن يتكل مو ن والكتابوالحضارة. الق ديم ة المصرية كالحضارة ومعاصرة

والرومانية السو مرية والحضارة اليو نانيةأوربا وحضارة والهندية والصينية والف ارسية وأخيرا اإلسالمية والحضارة الو سطى العصور

الشيو عية والحضارة الم عاصرة الغربية الحضارة. ذلك شاكل وما

الل غة إلى الغربي االصطالح هذا نقل وقدو الحضارة هم ا ع بارتين باستخدام العربية

89

. تستخدمان الكل متان هاتان فأصبحت المدنية. الجديد االصطالحي المعنى ذلك ع ل ى لل داللة

أن هي االصطالح، هذا في المش كل ة أن إالكل مدلو له في يدخل و ن يستخدمونه الذين معظم

أفكار من يبدع ه أو يرثه أو ما مجتمع يمل كه ماومادية ع ل مية وإنجازات وفنو ن وتش ريعات

ذلك مميزات من هو ع ما النظر بصرف وغيرها،التراث ذلك من مميزاته، من ليس وما المجتمع

. يمل كها التي واإلبداع ات اإلنجازات وتل كمن مجتمع حضارة ع ن نتكلم حين أننا معالتي العيش ط ريقة عن نتكل م فإننا المجتمعات،

. وواضح المجتمعات سائر ع ن المجتمع ذلك تميزفي طريقة مجتمع لكل أن وحاضرا تاريخا لل عيانمنه تجعل المجتمعات سائر عن تميزه العيش

متميز ولون معينة شخصية ذات بشرية جماع ةتميز التي العيش في الطريقة هذه خاصة، وهوية

باصطالح عنه يعبر ما هي آخر ع ن مجتمعا.الحضارة

ذلك استخدام حين يل حظ أن يجب لذلكإال ضمنه يدخل ال أن مدلو له وتعريف االصطالح

تجعل التي المجتمع شخصية مقو مات من هو مامن غيره عن يختل ف معينا مجتم عا منه

األشكال تدخل فال عيش ه، ط ريقة في المجتمعات

90

في المجتمع يستخدمها التي الم ادية والو سائلمن غيره عن بها يتميز ال والتي الحياة شؤ ون

والطائرات. والسيارات فالمصانع المجتمعاتمن أمة تنتجها التي الم ادية اإلنجازات وسائرمن غيرها ع ن تميزها التي هي ليس ت األمم . فهذه هو يتها تعطيها التي هي وليست المجتمعات

" " البشر لكل وع امة ، حيادية ووسائل أشكالالتي. المجتمعات أن نجد فإننا والم جتم عات

بالمرصاد تقف ع يشها وطريقة بحضارتها تتمسكووجهات واألنظمة األفكار من وافد كل أمام

الوقت في تستفيد أنها إال الحياة، في النظراألشكال من مجتمع أو شعب أي ينتجه مما نفسهاألشكال تلك تكن لم ما الم ادية والو سائل

تصو غ التي حضارتها مع متعارضة والو سائل . الراقية الدولة تجد إنك بل حياتها وتميز مجتمعها

عل ى حريصة بها وتف تخر بحضارتها تتمسك التيمن األخرى البالد في إنجازه يتم ما كل مواكبة

والعل مية، والتقنية الفنية والم بتكرات االختراع اتالراقية األمة تحرص التي الق وة أسباب من هي إذ

. كل يعمل أن نستغرب ال فإننا لذلك امتالكها عل ىالحرب إبان والغربي الشرقي الحل فين من

والرأسمالي، الش يوع ي الم عسكرين بين الباردةمبتكرات من عدوه ينجزه ما مو اكبة عل ى

بعض في األمر بهم ا يصل قد بل وصناع ات،

91

والمخططات التصاميم سرقة إلى األحيان . وهذا والعسكرية والهندسية والصناعية العل مية

األشكال من والم بتكرات اإلنجازات هذه أن يعني الم جتم ع تطبع التي هي ليس ت المادية والو سائل

. يكو ن حين أما المتميزة وهو يته الخاص بطابعهوالدراسات واإلديو لوجيا بالعقائد متعل قا األمر

من كال تجد فإنك ذلك شاكل وما السياسيةط ريق عن إما للم واجهة، دائما متأهبا الفريقين

األفكار تل ك بين يحول سميك جدار ضربالدعاوة طريق ع ن وإما مجتمعه، إلى ووصولهاوالكتاب الم فكرين من جيشا يجند حيث المضادة

ضربا الو افدة األفكار يوسعو ن الذين والنق اد. وتشو يها ونق ضا

الم صطل ح نضبط أن ع ل ينا يحتم ذلك كلع لى الـعيـش الدال الـمجتـمع  و نـمـط ،هوية

األشكال مجمو عة ع ل ى يدل ما وبين بينه فنميزفي المستعم لة المحسوسة المادية والو سائل

الشعوب لجميع عامة هي والتي الحياة، شؤ ونكل مة. نخصص فإننا وبالتالي والم جتم عات

فيجعل الحضارة الم جتم ع يميز ما عل ى للداللةكل مة ونجعل العيش، في خاصة طريقة له

المادية الـمدنية واألشكال الو سائل ع ل ى دالة . واقع إلى وبالرجو ع الحياة شؤ ون في المستعمل ةمعين لو ن ذات مجتمعات يجعلها وما المجتمعات

92

مجم وع ة أن نجد العيش، في خاص ونم طهي الـمفاهـيم الحياة عن ما مجتمع يعتنقها التي

ط رازا له وتجعل وشخصيته هويته تعطيه التي . تل ك إن إذ العيش في التي الـمفاهـيم خاصا هي

وما ، المجتمع في بينهم فيما الناس عالقات تكيفدائمية، ع القات بينهم قامت ناس إال المجتمع

التي هي المجتمع في العالقات هذه وط بيعةوشخصيته هويته يمكن. (1)تعطيه عليه وبناء

بأنها ا لحضارة ـعن" تعريف اـلمفاـهيم مجموعة.ـالحـياة"

ذلك إلى نكون ما أحو ج المسل مين ونحنبين والـمدنـية التفريق أن. الحضارة ذلك

تحيا متم يزة أمة اإلسالمية األمة من جعل اإلسالمسائر ع ن التف رد كل يتفرد خاص نمط ذات حياة

. ذلك وما البشرية المجتمعات في الحياة أنماطعقيدة أساس ع ل ى قام اإلسالمي المجتمع ألن إال

العقيدة هذه عن انبثق اإللهي، الو حي مصدرهاونجم ت شامل ة أفكار ع ليها وانبنت متماسك نظام

في الناس ع القات فصاغت مشاع ر، عنها . اإلسالمية الحضارة فكانت اإلسالمي المجتمع

حضارة اإلسالمي الم جتم ع ذلك في تجل ت التيسائر عل ى التعالي كل تتعالى متم يزة متفردة

. البشرية الحضارات1." ونهضته- " المجتمع الكتاب هذا في راجع

93

في موجو دا المصطل ح ذلك يكن لم وإذافرقو ا الم سل مين فإن اإلسالمية، النهضة عصورواألمم الشعو ب من أخذه لهم يجوز ما بين عم لياع ليهم يحرم وما وأشكال، وسائل من األخرىعقائد من الحياة، ع ن مفاهيم هو مما أخذه

. وغيرها وأنظمة وتشريعات وفلس فاتاصطالح شيو ع فم ع هذا، عصرنا في أما

الحضارـي ومقو الت الحضارة و الـتفاعلالـثقاـفي الحضاري الـتـبادل الغزو وإزاء ،

اإلسالمية، البالد إلى الغرب من الوافد والثق افيفيما بوضو ح اإلسالم رأي إع طاء من بد ال فإنه

من إلينا يفد مما قبوله، يجوز ال وما قبو له يجوز. األخرى والدول والشعوب األمم

أما من الحضارةفنقو ل، أخذها يجوز ال فإنهمن مجتمع أي من وال األمم من أمة أيهي المسل مين حضارة أن ذلك المجتمعات،وهذه الحياة، ع ن اإلسالمية المفاهيم مجموع ةمبنية أو اإلسالم أفكار من منبثقة إما المفاهيم

إلى. الموحى الل ه دين هو اإلسالم أن وبما عل يهامن رسوله غيره مع التداخل يقبل ال فإنه ،

ع ن ويتسامى ، والمبادئ واألنظم ة المذاهب . في والناظ ر أخرى حضارة أي من االقتباس

الحضارة أن بجالء يل مس اإلسالمي التاريخمن سواها ما كل من بريئة كانت اإلسالمية

94

. أن لل مسل مين يجو ز ال إذ اإلنسانية الحضاراتاألنظم ة وال والفل سف ات العقائد يقتبسو ا

تعالى. الله قال من} والتش ريعات جاءكم ـقد * من الـله به يهدـي مـبـين وكـتاب نور الـلهمن ويخرجهم السالم سـبل رضوانه اتـبعإلى ويـهديـهم بإذنه الـنـور إلـى الظـلـمات

مسـتقـيم : (1){ صراـط سبحانه وقال ـاـتبعوـا} ،دونه مـن تـتبـعوـا وال ربـكم مـن ـإلـيكم ـأـنزـل مـا

} ـتذـكروـن مـا قـليال :(2)ـأوـليـاء وجل عز وقال ، عـليـكم  } وأـتممت ديـنكم ـلكم ـأـكملـت ـالـيوم

} ديـنا ـاإلسالم ـلكم ورـضيـت وقال . (3)نـعمتـيالله وخير الله، كتاب الحديث خير إن" رسول

وكل محــدثاتها، األمــور وشر محمــد، هدي الهدي:(4)ضاللة" بدعة والسالم ا لصالة عليه وقال ، ــذا أمرنا في أحــــدث "من ــ فهو منه ليس ما ه: (5)رد" والسالم ا لصالة عليه وقال "تركتكم،

يزيغ ال كنهارها ليلها البيضـــــــاء المحجة علىالتبكيت (6)هالك" إال عنها معرض في وقال ،

: لتتبعنوالذم قبلكم من الذين سنن " شبرا

اآلية- - 1 المائدة 16سورةاآلية- - 2 األعراف 3سورةاآلية- - 3 المائدة 3سورةالحديث- - - 4 الجمعة كتاب مسلم 43رواهالحديث- - - 5 األقضية كتاب مسلم 17رواهأحمد- - 6 4/126رواه

95

بشبر ضب جحر دخلــوا لو حــتى بــذراع، وذراعــاــه، رسول : " يا التـبـعتموهـم" قيل اليهــود الل

.(1)؟!" : "فمن ؟" قال والنصارىوالعقائد الفل سفات أخذ يجو ز ال عل يه، وبناء

جازت وإن منها، واالستفادة لتبنيها الكف ار من . يجوز وال أصحابها ومجادلة ع ل يها لل رد دراستها

أخذ وال وماركسية، لبرالية من المبادئ أخذ كذلكوملكية وجم هورية ديمقراط ية من الحكم أنظم ةأنظمة أخذ وال وغيرها، وكنفدرالية ودكتاتو رية

وال وغيرها، واشتراكية رأسمالية من االقتصادكالحرية الحياة عن النظر وجهات أخذ يجوز

أو الماركسية واالرتقائية والوجو دية واإلباحية . مفاهيم هي هذه كل أن ذلك غيرها أو الهيغل يةعقو ل أنتجتها واإلنسان والكو ن الحياة عن

تتنافى حضارات لل ناس رسم وا الذين المشرعين. لعباده تعالى الل ه يرضاها التي الحضارة مع

وهي الـمدنيةأما ، " األـشكال مجمـوعةشـؤون ـفي المسـتخـدمة الـمادية والـوسائـل

ما الحـياة" منها، واالستفادة أخذها يجوز فهذه ، الحضارة غير حضارة ع ن ناجمة غير دامت

الحضارة مع متعارضة تكن لم ما أو اإلسالمية، . بشريا نتاجا الحالة هذه في تكون فهي اإلسالمية عيش ط ريقة وال نظر وجهة عن معبر غير حياديا

الحديث- - - 1 العلم كتاب مسلم 6رواه96

. أخذ كما وذلك الحضارات من حضارة عن والحين الرسو ل الفرس من الخندق حفر أسل و ب

في عنه الل ه رضي الفارسي سل مان إياه أبل غهالخطاب بن عمر أخذ وكما األحزاب، غزوة

شكل وهي أيضا، الف رس من الدواوين أسلو باألع مال، وإدارة المالية الم حاسبة أشكال من

نهضتهم ع صو ر مر ع لى الم سل مون استفاد وكماأبدع تها التي المادية واإلنجازات العل وم من

هذه إن إذ لهم، والمعاصرة السالف ة الشعوبالشرعية القاع دة عل يها تنطبق األصـل"األشياء

" اإلباحة األـشـياء يجو ز. ـفي ع ليه وبناءأي من يقتبسو ا أو يأخذوا أن اليو م لل مسل مين

من المادية اإلبداع ات الشعوب من شعبكالطائرة وغيرها، وصناع ية ومدنية عس كرية

الطب ومعدات العس كرية واآللة والس يارة . بل العل مية والنظريات والمختبرات والهندسة

حين وذلك األحيان، بعض في ذلك وجب ربم اتعالى لقو له الق وة أسباب من الو سائل تل ك تكو ن

ـقوة} : من اسـتطـعـتم ما لهم أو (1){ وأعـدوا ، يتم ال مما وا لوسائل األشكال تلك تكون حين . في األعمال تصريف كان فإذا به إ ال الوا جب

إ دا رة بأنظمة ا لعمل يقتضي ا لدولة مؤسسات " " كانت وإ ذا ، ا لكمبيوتر أجهزة وإدخال األعمال

اآلية- - 1 األنفال 60سورة97

تنظيم ا لدولة من تقتضي ا لناس شؤون رعايةفال حديثة، بأساليب واألسوا ق والبناء السير

دولة أ ي من ا ألساليب تلك ا ستفادة في بأس . وا لوسائل ا ألشكال هذه كل أ ن ذلك ا لدول من

. ا لحضارا ت من بحضارة ترتبط ال المدنيةناجمة واألشكال الو سائل تل ك كانت إن أما

الحضارة مع ومتعارضة اإلسالم غير حضارة عنحكم تأخذ الحالة هذه في فإنها اإلسالمية،

. بها واالنتفاع أخذها لل مسل مين يجو ز فال الحضارة،الغرب في هي ع ارية امرأة صو رة أن ذلك مثال يرتبط المدني الشكل هذا ولكن مدني، شكل

والفساد االنحالل أنتجت التي الغربية بالحضارة . الشكل فهذا أشكالها بجميع الحرية باسم الخل قي يتعارض ألنه أخذه لل مسل مين يجوز ال مما المدني

يجب ع رضا المرأة تعد التي وحضارته اإلسالم مع . قتل وآالت الخمو ر مصانع وكذلك يصان أن

وأسواق الش رع ية، لل طريقة الم خالف ة الذبائح. شاكل ها وما الربو ية العقود عل ى القائمة البو رصة

أنتجتها ووسائل أشكال كل ها غير حضارةفهذهفال اإلسالم مع وتتعارض اإلسالمية، الحضارة

. أخذها يجوزكل المدنية، واألشكال الوسائل حكم ويأخذ

أو نظر بو جهة ترتبط كانت فإن ، واألزياء الفنو نللم سل مين يجو ز فال اإلسالم، غير دين أو حضارة

98

الرهبان. أزياء ارتداء لهم يجو ز فال أخذهايجوز ال إذ شاكل هم، ومن والكهان والراهبات

. بالكفار التشبه أن الكالم، هي الحضارةوخالصة

" الحـياة" عن الـمفاهـيم يجوز مجـموعة فالغير من منها شيء أخذ أو أخذها لل مسل مين

كامل ة حضارة أعطاهم إسالمهم ألن اإلسالم،وأما. - الـمدنيةمتميزة مجـموعة وهي

الـمسـتـعمـلة المادية والـوسائل األشـكالالحـياة ـشؤون - ـفي البش ر لجميع عامة فإنها

لم ما أخذها لل مسل مين ويجو ز والم جتم عات،. وحضارته اإلسالم مع تتعارض

99

الم الم ب دأ اإلس

عن يبحث وفطرته بطبعه اإلنسان إنحياة إلى ويس عى فاهة، والر والرقي السعادةسائر فو ق وع ل وه ارتفاع ه فيها يتجل ى كريمة

المخل وقات.السبيل عن القدم منذ اإلنسان بحث ولقدالو صو ل أجل من فاهية والر الرقي هذا لتحقيق

والفالسفة المفكرون فشرع السعادة، إلىوالعق ائد النظريات بوضع والم شرع ون

الناس وسار الهدف، ذلك أجل من واإلديو لوجياتونظرياتهم اتجاهاتهم اختالف ع ل ى هؤالء وراء

غايتهم. هؤ الء جميع حقق هل ولكن، وفلس فاتهمال ... . بالطبع الجو اب ؟ المنشو د وأمل هم

إلى الطريق يدركوا لم هؤ الء أن ذلكالصحيحة إلى الـنهضة وبالتالي .السعادة،

النهضة ع ل ى يحصل أن اإلنسان أراد إذايحصل أن عل يه السعادة ع لى وبالتالي الصحيحة

السويـ عل ى الـبشرـي فس لو ك . السلـوـكإلى بصاحبه يؤ دي أن في السبب هو اإلنسان

. السل وك هو فم ا االنحطاط إلى أو ؟ النهضة100

اإلنسان به يقو م ما مجمو ع هو السل وك إن . األع مال وهذه ومجتمعه حياته في أع مال منتل ك إلى األمر حقيق ة في جمعيها الطاـقةمردها

.الحـيوية اإلنسان بها يتمتع التيالحـيـوية التي الطاـقة هي اإلنسان في

. بها يقو م نشاهده التي باألع مال القيام إلى تدفعه لدى ما مجموع هي الحيوية، الطاقة وهذه

من وغرائز اإلنسان عضـوية والتي حاجات ، . أن يريد فهو إشباعها إلى بالحاجة اإلنسان يشعر

وأن يمتل ك وأن يل بس أن ويريد ويش رب، يأكل ... وغير ويبجل يق دس أن ويريد نف سه عن يدافع

إلشباعها، يسعى نراه التي الحاجات من ذلكالـنساء} من الشـهوات حـب لـلـناـس زينالذهـب من المقـنطرة والقـناطـير والـبـنـين

واألنعام المسومة والخـيل والفضة}... الدنـيا الحياة مـتاع ذلـك .(1)والحرث

هذه إشباع وسائل أن اإلنسان وجد وقدالتي األشياء في مو جودة والرغبات الحاجات

ع ل ى منها ليحصل فاندفع له، سخرت والتي حوله: . مشكل ة أمام نفسه وجد وهنا ويريده يحتاجه ما؟ حوله التي باألشياء االنتف اع ط ريقة هي ما؟ وغرائزه حاجاته إشباع ط ريقة هي ما أي

اآلية- - 1 الزخرف 32سورة101

والغرائز الحاجات وإشباع ، األشياء بتلك فاالنتفاعهو كما وتل قائية آلية ع مل ية ليس اإلنسان لدى

أمامه يضع ذهن اإلنسان لدى وإنما البهيمة، شأن. واإلشباع لالنتفاع والسبل الخيارات من الكثير

لالنتفاع معينة كيفية اإلنسان اختار فإذاوغرائزه حاجاته إلشباع معينة وط ريق ة باألشياء

هو فهذا معينا، سلو كا اختار قد يكون فإنهفي. السلـوـك اعتم دها التي الكيفية تلك إنه

بتصرفاته تتحكم التي القو اع د وتل ك رغباته إشباعومو اقفه ع نه، تصدر التي األفعال وردود وأفعالهوط ريقة يعاينها، التي واألحداث األشياء إزاء. حياته في تعترضه التي لل مش اكل عالجه

إلى نأتي السل و ك، ع رفنا أن بعد واآلن . الجوهري السوـي البحث السـلـوـك هو ما

وبالـتالـي الصحـيحة، الـنهضة إلـى الـمؤدـي؟ السـعادة يلي إلـى بما تبدأ : واإلجابة

بد فال ، الس وي السل وك ع لى العثور أردنا إذاأن ذلك الصحيح، الفكر ع ل ى الحصول من لنا

يكيف وهو بمف اهيمه، مرتبط اإلنس ان سل و ك. األشياء عن مفاهيمه بحسب الحياة في سل و كه

مع عالقاته مجمو ع هو قررنا كما اإلنسان فسل و كعن اإلنس ان ومفهوم حو له، من والناس األشياء

. منها موقفه له يعين الذي هو األشياء تل ك

102

سل وكه تكيف يحبه شخص عن اإلنس ان فمف اهيميبغضه شخص مع سلو كه من النق يض ع ل ى نحوه،سلو كه خالف وعل ى ع نه، الكراهية مف اهيم وع نده

. ع نه مفهوم أي لديه يو جد وال يعرفه ال شخص معبد فال اإلنسان بس لو ك نرتقي أن أردنا إذا لذلك

أوال، الصحيحة المفاهيم له نوجد أن إن} منما يغـيروا حـتـى بقوم ما يـغـير ال الـله

.(1)بأنفسهم {عن المفاهيم هذه وجو د يتأتى ال أنه إال

إلى مستندة كانت إذا إال ، عن األشياء الفكرالدنيا عن الحـياة نظر وجهة من نابعة كانت أي ،

في وجو ده معنى لإلنسان توضح الدنيا، الحياة . لنفسه حدد هو فإن منها والغاية الحياة هذهالمهمة وماهي الدنيا هذه في وجو ده من الغرض

ينظر أن استطاع الغاية تلك ع ل يه تفرضها التيسل وكه فيكيف ، األشياء إلى ثابتة نظرة خاللها من. نفسه مع منسجما يجعله نحو عل ى تجاهها

تركزا يتركز ال أيضا، الدنيا الحياة عن والف كريو جد أن بعد إال الكـون منتجا عن الفكر

الـدنـيا الحـياة ـقـبل وعما والحـياة واإلنسانبعـدها وما ،وعـما ـقـبـلها بـما عالـقـتها وعنهذا بـعدها وراء ع ما الكلية الف كرة بإع طاء وذلك ،

الفكرية الق اعدة ألنها والحياة، واإلنسان الكو ناآلية- - 1 الرعد 11سورة

103

. أن ذلك الحياة عن األفكار جم يع ع ل يها تبنى التيضمن حل قة هي الحياة أن ويدرك يشعر اإلنسان

من جزء فهي وبالتالي الحل قات، متصل ة سل سل ةهذه ع ن الكل ية الفكرة إعطاء كان لذلك كل،

حل هو الـكبرـى األشياء اإلنسان، الـعقدة عندوجه عل ى وجد أن منذ عل يه تلح زالت ما والتي . حلت ومتى يحلها مالم تق لق ه زالت وال ، األرضجزئية ألنها العقد، باقي حل ت الكبرى العقدة هذه

. ع نها فروع أو لها بالنسبةفإنه الحل هذا ع ل ى اإلنس ان حصل ما فإذا

القاعدة وع لى العق يدة، ع ل ى حصل قد يكو نع ن فرعي فكر كل ع ليها يبنى التي الفكرية

. وبعبارة الحياة أنظمة وع ن الحياة في السل و كعل ى حصل قد يكون "أخرى .المـبدأ"

الفكر ـفالـمـبدأ هو جميعا الناس اصطالح في . أن يصح وال أفكار ع ل يه تبنى الذي األساسي

تنبثق أساسيا فكرا كان إذا إال مبدأ الفكر يسمى . هو األساسي والف كر الحياة عن األفكار كل عنه

. الفكر وهذا مطل قا فكر قبل ه يوجد ال الذيالكو ن ع ن الكل ية الفكرة في محصور األساسي

أساسي، فكر غيرها يوجد وال والحياة واإلنس ان. الحياة في األساس هو الفكر هذا ألن

104

هذا باإلنس ان، الـمـبدأوإن ينهض بأن كفيل حال كان إذا إال الصحيحة النهضة به ينهض ال أنه إال

فيم أل العقل، ويقنع اإلنسان، فطرة يو افق صحيحا. ط مأنينة القل ب

إما ، شخص ذهن في ينشأ أن بد ال والم بدأبعبقرية وإما بتبل يغه، وأمره به له الل ه بو حي

. ينشأ الذي المبدأ أما الشخص ذلك في تشرقالمبدأ فهو به، له الله بو حي إنسان ذهن في

والحياة، واإلنسان الكون خالق من ألنه الصحيح، . وأما الصحة قطعي مبدأ فهو تعالى، الل ه وهو

تشرق بعبقرية شخص ذهن في ينشأ الذي المبدأمحدود ع قل من ناشىء ألنه باط ل، مبدأ فهو فيه

اإلنسان فهم وألن بالو جو د، اإلحاطة ع ن يعجز والتناقض واالختالف لل تفاوت عرضة لل تنظيم

النظام ينتج مما فيها، يعيش التي بالبيئة والتأثركان لذلك اإلنس ان، شقاء إلى المؤدي المتناقضفي باط ال شخص ذهن في ينشأ الذي المبدأ

عنها، ينبثق الذي نظامه وفي ما  }عق يدته اتـبـعوادونه من تـتـبـعوا وال ربكم من إلـيكم أنزل

.(1)أولـياء {الوحيد المبدأ هو اإلسالم كان هنا من

الل ه أوحاه الذي فاإلسالم الدنيا، في الصحيحمحمد نبيه إلى وتعالى الرساالت تبارك به وختم

اآلية- - 1 األعراف 3سورة105

يوافق حال لإلنسان فحل ها الكبرى العق دة إلى عم د. ط مأنينة والق لب قناعة العقل ويم أل الفطرة

والحياة الكو ن وراء أن اإلسالم بين فل قد كان ولذلك تعالى، الل ه هو خل قها خالقا واإلنس ان . بالل ه واإليمان تعالى الل ه بوجو د االعتقاد أساسه

ورسالته، محمد بنبو ة باإليمان يقترن أن يجببكل اإليمان فيجب الل ه، كالم الكريم القرآن وبأن

. تق ضي اإلسالمية العقيدة كانت ولهذا به جاء ماالل ه وهو به، اإليم ان يجب ما الحياة قبل يوجد بأنهيو م وهو الحياة بعد بما باإليمان وتقضي تعالى،مقيد الدنيا الحياة هذه في اإلنس ان وبأن القيامة،الدنيا الحياة صل ة هي وهذه ونو اهيه، الله بأوامرهذه اتباع ع ل ى بالمحاسبة ومقيد قبل ها، بماصل ة هي وهذه النو اهي، هذه واجتناب األوامر . عل ى حتما كان ولذلك بعدها بم ا الدنيا الحياةالقيام حين تعالى بالل ه صل ته يدرك أن المسل مبأوامر - - أع ماله فيسير سل وكه في أي باألعم ال

. ونواهيه الل هوفق أعماله اإلنسان يس ير أن أجل ومن

اإلسالمية العق يدة تكون وحتى ونو اهيه، الله أوامرالشريعة تعالى الل ه جعل لمف اهيمه، فكرية قاع دة

تنظم الحياة، نواحي لكل شامل ة شريعة اإلسالميةوتنتظم مشاكل ه جميع وتعالج كل ه، اإلنسان سل و ك

. من فعل لكل شرع يا حكما فأعطى أفعاله جميع

106

ينطبق العباد أفعال من فعل أي فإن العباد، أفعال: وهي الخم سة الشرع ية األحكام أحد عل يه. واإلباحة والكراهية والندب والتحريم الو جوب

تعالى : لكل} قال تبـيانا الكـتاب عـلـيـك ونزلـنا.(1){ شـيء

تكو نت الشرعية األحكام تل ك مجمو ع ومن . العبادات أحكام ع ل ى فعالوة الحياة أنظم ة

لنا شرع والمل بوسات، والمطعو مات واألخالقفي بما والدولة، والمجتمع للحياة أنظمة اإلسالم

لل حكم نظام من الداخل ية، سياستها ذلكسياستها وكذلك والتعليم، واالجتم اع واالقتصاد

والحرب والمعاهدات الجهاد أحكام من الخارجية : . وجل عز قال وغيرها أكـمـلت  }والس لم الـيوـم

ورضـيت نـعـمـتي علـيكم وأتـمـمت دينـكم لـكم ديـنا اإلـسالم .(2){ لـكم

الكفيل الوحيد المبدأ اإلسالم كان وبذلكإلى وإيصالها الصحيحة النهضة البش رية بإنهاض . عل ى شاهد خير التاريخ وإن الحقيق ية السعادة

. شهدت التي فالق رون العظيمة الحق يقة هذهأع ظم شهدت الصحيح بشكله اإلسالم تطبيق . البشر أراد وإذا اإلنساني النوع ع رفها نهضة

– -  اليو م ينعمو ا أن المسل مو ن رأسهم وع ل ى

اآلية- - 1 النحل 89سورةاآلية- - 2 المائدة 3سورة

107

إلى وتوصل ه وتكرمه اإلنس ان تعل ي بنهضةإلى اإلسالمي المبدأ يعيدوا أن فعل يهم السعادة،

المجتمع في تطبيقه خالل من الحياة معتركالظل م. دياجير من سيخرجو ن عندها والدولة

. الل ه وصدق والعدل النو ر رحابة إلى والظلم ات : قال إذ آمـنوا} العظيم الذين ولـي الـله

والـذين الـنور إلـى الظـلـمات من يخرجهممن يخرجـونـهم الطاغـوت أولـياؤهم كفروا

الظـلـمات { إلى .(1)الـنور

اآلية- - 1 البقرة 257سورة108

ه ال الله رس ول م حم د الله إال إل

للم سلمين الف كرية الق اعدة

: تعالى ـقـد} قال آمـنـوا الذين أيها يا نورا إلـيكم وأنزلـنا ربكم من برهان جاءـكم

به * واعتصـموا بالـله آمـنوا الـذين ـفأما مـبيـناوـفضل منه رحمة ـفي ـفسـيدخـلهم

مسـتقـيما صراطا إلـيه .(1){ ويـهديـهماإلنسان الذي الراـقـيإن اإلنس ان ذلك هو ،

لفكره له ـقاعدة يتخذ وتعين وفقها يسير معينة بنيانا أفكاره من وتجعل الحياة في نظره وجهة

وال أفكاره تتضارب فال متناغما، ونسق ا متكامالمنه يجعل مما بعضا، بعضها يأكل وال تتناقض

ثابت واتجاه معين لو ن ذات متميزة شخصية. واضح ورأي حازم ومو قف

تل ك يم لك ال الذي اإلنسان القاعدةأماغير الفكرية األفكار من مزيجا يحمل فإنه

من مزيج هو وإنما متكامل، وال متجانس

اآليتان- - 1 النساء 175-174سورة109

. تضرب فكرة فكل والمتنافرات المتناقضات . يثق ال اإلنس ان وهذا اآلخر يأكل رأي وكل األخرى

يثبت يصدره،وال برأي يجزم وال يحم لها، بفكرة مهب في دائم ا هي يتخذه،وأفكاره موقف عل ى

. بها تمر نسمة أية مع تتطاير ألن عرضة الريح،متل ونة مضطربة شخصية منه يجعل ما وهذا

الشخصية إنها "ضعيفة، .الـمنخفضة "أن المس لم ين لعقيدة وجل ع ز الل ه أراد لذلك

. كافة وسل وكه كل ه الم سل م لتف كير أساسا تكو نتعالى : ـفـي} قال ادخـلوا آمـنـوا الذين أيها يا

كاـفة ليست . (1){ السلم ا إلسالمية فالعقيدةتفكير من جزء ا تتناول ا لدينية، ا لعقائد كسائر

محدودة كمية على فقط بظاللها وتلقي اإلنسان . لمسلم يتأتى ال ا لتي ا لعقيدة هي بل أفكاره من

كل يبني أ ن إال فهمها حق ويفهمها يعتنقهاأي يحمل ال وأن عليها، وآ رائه وثقافته أفكاره

ا لعقيدة من يجعل ما وهذا يناقضها، فهم أ و رأيفـكرـية اإلسالمية آية. قـاعدة أول نفهم وهكذا

ا لله رسول على : نزلت رـبك} ـباسم إقرـأخـلق .(2){ ـالذـي

يستحضر أن المس لم ع لى وجب هنا ومنحين أفكار، من وتقتضيه تحويه وما عق يدته

اآلية- - 1 البقرة 208سورةاآلية- - 2 العلق 1سورة

110

يرى وحين ، بحث أي يقرأ وحين فكر، ألي يستمع . لن ذهنه فإن وبذلك خبر أي ويسمع حدث أي

. يحمل ها التي عق يدته مع يتعارض مفهو م أي يتقبلع ل ى الجازم الجو اب هي اإلسالمية فالعقيدةلدى الكبرى العقدة تشكل التي األساسية األسئل ة

اإلنسان. أصل عن القاط عة اإلجابة إنها اإلنسانتفسر التي وهي مآلها، وعن والحياة والكون

. أجل ها من يحيا التي والغاية وجو ده معنى لإلنسانثقافة لكل األساس تكون بأن جديرة كانت وبذلكحياته في ط ريقه له ينير الذي والسراج اإلنسان

تعالى : قال ـفأحـييـناه} الدنيا، ميـتا ـكان من أوكـمن الـناـس ـفـي به يمشي نـورا له وجعـلـنا

مـنها بخارج لـيـس الظـلمات ـفي .(1){ مـثلهالصحيحة ا لعقيدة هي ا إلسالمية ا لعقيدة وألن

أنبيائه، كل إ لى تعالى الله أ وحاها ا لتي الحقة كل من موقفا ا إلنسان تعطي بأن كفيلة كانت

: تعالى قال وحدث، ورأ ي عـليـك} فكر وـنزـلنـاشـيء { ـلـكل تـبيـانـا .(2)ـالـكتـاب

وهما الكريمتين، ا آليتين هاتين إلى انظر. ا إلسالمية للعقيدة ا لجوهرية السمة هذه تبينان

طيبة} ـكـلمة مـثال ـاـلله ضرب ـكيف تر ـأـلمفـي وفرعـهـا ـثـابـت ـأصـلهـا طيبة ـكشجرة

اآلية- - 1 األنعام 122سورةاآلية- - 2 النحل 89سورة

111

* ربـهـا ـبـإذـن حيـن ـكل أـكلـهـا تؤتـي ـالسماءيـتذـكروـن ـلعـلهم ـللـناـس ـاألمثـاـل ـاـلله وـيضرب

}(1).الكريمة اآلية تذكرها التي الطيبة الكل مة إنالعق يدة هي المفس رين أغلب فسرها كما

: ع باس ابن قال "اإلسالمية، الـكلــمــة ال " الـطـــيـــبة الـله إال وابن إلـه مجاهد وقال ،

":  جريج اإليـمان" الطـيبة فالله. (2)الكـلمةالطاهرة، ا لطيبة بالشجرة ا إلسالم يشبه تعالى

األرض في ثابت ا لشجرة تلك أصل أن فكما أ صل هي عقيدته فإن اإلسالم كذلك قوي، مكين

أ ساسا يكون ألن صالح يقيني، جازم به مقطوعووجهة وآرا ء وأفكار أ حكام من فروعه لكل

اآلية. ذكرتها ا لتي الشجرة تلك هي وكما نظرا لنخلة أنها ا لنبوية ا آلثار تذكر أكلها (3)والتي تؤتي

اإلنسان ويأكل الورق، من تعرى فال حين، كلوتمرا، ورطبا بلحا السنة مدا ر على ثمرها من

أكله يؤتي ا إلسالم، فكذلك الشجرة تلك هي كماإ مدا د عن يعجز فال ، تعالى ا لله بإذن حين كل

اآليتان- - 1 إبراهيم 25-24سورة2 - الجزء- القرآن ألحكام الجامع القرطبي، تفسير راجع

ص- 359التاسع3 - ج السابق، 359ص- 9المرجع

112

فكر أي إ زاء الالزم بالموقف وإ سعافه المسلم. ا ألحدا ث من حدث أ و رأي أو

: تعالى قو له يأتي ذلك بعد الـله} ثم يثـبـتالحياة ـفـي الـثابـت بالقـول آمـنوا الذين

}... اآلخرة وـفـي ا آلية (1)الدنـيا هذه فتؤكد ، . ا بن يقول كما ا لثابت فالقول ذا ته المعنى

هو ".عباس ـالـله" ـإال ـإله اإلسالمية ال فالعقيدة وطيدا ثابتا إ نسانا ا لمسلم من تجعل ا لتي هي

. الحياة ا ستحقاقات كل أمام : تعالى قوله في بـالـله} وتأمل يؤمـن ومـنعـليم شيء ـبـكل وـاـلله قلـبه د عز. (2){ يهـ فالله

اإليمان أ ن ا لكريمة ة ا آلي هذه ف ي يخ برنا وجل-  به هو- العقائد من أ وجب بما اإليمان وبالتالي

. ذكره يرد حين والقلب ا إلنسان قلب يهدي الذي قال العقل، غالبا به يرا د فإنه الكريم ا لقرآ ن في

: فتـكوـن  }تعالى ـاألرـض في ـيسيروـا ـأفلم} ـبـها ـيعقـلوـن قلوب يكون. (3)لـهم وبذلك

ما كل في له موجها للعقل مرشدا بالله اإليمانا لله ختم ولذلك حياته، في اإلنسان يعترض

بقوله : اآلية علـيم } {تعالى شيء ـبكل ،وـاـلله

اآلية- - 1 إبراهيم 27سورةاآلية- - 2 التغابن 11سورةاآلية- - 3 الحج 46سورة

113

القادر وهو شيء كل يعلم ا لذي هو ا لله إ ن أيكما حياته، في يلزمه ما اإلنسان يعلم أن على

: تعالى قوله ـالـله} {في وـيعلمـكم ـالـله وـاتقوـا(1).

الذين المسل مين ميزت سمة أهم هي هذه . فأولئك اإلسالمي التاريخ صدر في اإلسالم حمل وا

ع قائد يحمل ون الجاهلية في كانو ا الذين الصحابةالفو احش ويقارفون األوثان ويعبدون الكف ر

والتخلف االنحطاط حياة ويحيو ن البنات ويئدونأولئك الجاهل ية، العصبية القبل ية بأخالق ويتخل قو ن

اإلسالمية العقيدة أصبحت أن بمجرد تحولو اتل ك وكأن آخرين، أناس إلى تفكيرهم قاع دة

أخرى نفو سا داخل ها في تحو ي أصبحت األبدان . منهم الرجل فإذا تحو يها كانت التي تل ك غير

الجاهل ية ع قائد كل ترفض متميزة شخصية يصبحمفاهيم ها وتزدري الهابطة عاداتها وتأنف

. القاع دة بتل ك وإذا العف نة البالية وتق اليدهاالرشاد الفكرية ط ريق لهم تنير الجديدة

ع لى والناس حقيقتها عل ى األشياء لهم وتكشفبمثابة هي عظيمة بثقافة عقو لهم وتم أل قدرهم،

عل ى قام الذي العظيم والصرح الشامخ البنيانيو صف منهم الواحد اصبح حتى المتين، األساس

. القرآن سل و كه بأن بحقاآلية- - 1 البقرة 282سورة

114

من ع ليها انبنى وما الفكرية، القاع دة وبهذهذلك يحدثوا أن استطاع و ا وأنظمة، وأحكام أفكارمن لتتحو ل العرب جزيرة في الشامل االنقالب

النقي الصرف اإلسالم إلى المنحطة الو ثنيةالرسول عل يه ودع الذي الم سل مين  الصافي،

: ة على "تركتكم قائال ليلها البيضاء المحج. (2)" هالك إال عنها يزيغ ال كنهارها أ يضا وبها

، ا لعالم فاتحين ا لعربية ا لجزيرة خارج انطلقواوضمائرها أذهانها في تحمل أ مما ليواجهوا

من كان فما مزدهرة، وحضارا ت عريقة ثقافات قواعدهم وهجروا سالحهم ألقوا أ ن إ ال هؤالء

التي اإلسالم عقيدة على مقبلين الفكرية ولم وا لثقافات، ا لحضارا ت كل أمامها انهارت

. دين وال فكر قوتها أ مام يصمدواجهو ا حين األوائل المسل مين هؤ الء أن ذلك

إلى ع مدوا األخرى، والحضارات الثقافات . وميزوا أساسها من فنس فوها الف كرية قو اع دها

تلك من الفكرية قاع دتهم مع يتعارض ما بينأذهان من ونف وه بل ورفضوه، فردوه المعارف

المعارف من معها يتو افق ما وبين أصحابه،إثرائه في وأسهمو ا منه واستفادوا فأخذوه

عل و م. فيه أخذوا الذي الوقت في فإنهم وإنمائهوالحساب والهندسة والكيم ياء والفيزياء الطب

مسنده- - 2 في أحمد اإلمام .4/126رواه115

العس كرية والف نون اإلدارة وع ل وم والف لكواألشكال العل وم من وغيرها والمالحية والحربية

يفكروا لم قوتهم، أسباب من وجعلو ها المدنية والتشريع واألنظم ة واألديان العق ائد اقتباس في

مم ن. الناس بعض وجد وإن وإنه واإلديو لوجياتباسم زورا وعرفو ا اليونانية بالفل سفة تأثروا

بالفل سفة تأثروا مم ن أو المسل مين، الفالسف ةقل ة كانو ا هؤ الء أن إال الفارسي، بالف كر أو الهندية

التيار ع ن يعبروا ولم اإلسالمي المجتمع عزلهم. آنذاك اإلسالمية لألمة الفكري

عصور بالمسلمين حلت حين ولكن التي ا لميزة تلك عن يغفلون بدأوا انحطاطهم

فكرية، قاعدة كونها من عقيدتهم بها تميزتا لتي وا لمذا هب واآلرا ء األفكار يتقبلون فبدأوا

. من كثرا أ ناسا فرأ ينا وتنافيها معها تتعارضويجرون الفلسفة في يتكلمون المسلمين

مع ا ألساس حيث من تتعارض كونها رغم ورا ء هااإلسالم بها جاء ا لتي الصحيحة ا لتفكير طريقة

كونها ورغم خاللها، من عقيدته طرح والتيمن اإلسالمية العقيدة مع تتعارض أفكارا تحوي

. الكفر إلى بعضها أوصل وربما ا ألساس، حيث

116

باآلداب يتغنو ن الم سل مين من أناسا ورأيناع ن متغافل ين أو غافل ين األوربية ثم الجاهل ية

. اإلسالمية النظر لو جهة معارضتهاا لتي وا لتربية وا الجتماع ا لنفس وعلوم

راحة بكل وتدرس تؤخذ أصبحت فسادها، يظهرا لشرعية ا لمعاهد في أحيانا وتدرس بل ضمير،ومخالفة فاسدة أ فكار من فيها مما الرغم على

. منهجها فساد على عالوة لإلسالم مع ينجرفون للتاريخ ا لدارسون وأصبح

للتاريخ نظرتهم في وفالسفته الغرب علماءعلى ويطبقون التاريخ، لحركة تفسيرهم وفي لهم وردها ا لتي ا لنظريات ا إلسالمي تاريخهمهي ا إلسالمية الحضارة إن يقولوا كأن الغرب،

وهندية جاهلية من السالفة للحضارات امتداد . وجدت وربما بل وفارسية ورومانية ويونانية

وا لمؤرخين الباحثين من ا لمتدينين بعضمن بعض ا بتكرها ا لتي ا لنظرية مع ينساقون

" " الغربيين من األنتروبولوجيا بعلماء يسمون األصل في يكن لم اإلنسان بأن تدعي والتي

عن يميزه ما هناك يكن لم وبالتالي ، مفكرا . التي ا لنظرية وهي قردا كان وربما ، البهائم

، وا الرتقاء ا لنشوء عن داروين نظرية مع تتوا فق117

ا ألحياء لعلم ا لدارسين بعض ا ستساغ والتي ) ( مع بها القول المسلمين من البيولوجيا. األساس حيث من ا إلسالم لعقيدة معارضتها

بالعلوم يسمى لما ا لدارسون أما مع يتعارض ما بين يفرقوا فلم السياسية،

ال وما ا لمعارف تلك من ا لفكرية قاعدتهما لفكر بين يفرقوا لم أ ي معها، يتعارض

- يحرم والتي جهة من وأنظمته السياسي - واألنظمة ا لشرع غير من أخذها اإلسالم

يجوز وا لتي أخرى جهة من ا إلدا رية والقوانينعنه الله رضي ا لخطاب بن عمر أخذ كما أخذها

. واألنظمة األفكار يأخذون وباتوا ا لدوا وين نظامإ لى ويصلون بل والغرب، الشرق من السياسية

اإلسالم بأن يقولوا كأن باإلسالم، إ لصاقها حدحر نظام نظامه بأن أ و اشترا كي أ و ديمقرا طي

. ذلك شاكل ما أو لبرالي أويعو دوا لم فإنهم لالقتصاد، الدارسو ن ومثل هميحرم التي االقتصادية األنظمة بين يفرقو ن

االقتصاد ع لم وبين الشرع غير من أخذها اإلسالموحل األهل ية الثروة تنمية وسائل في يبحث الذييجوز والتي ذلك، شاكل وما االقتصادية األزمات

. الشرع ية األحكام مخالفة عدم بشرط أخذها118

االشتراكي النظام بين يفاضل و ن وراحوااألصل ح، النظام هو ما ليقرروا والرأسمالياقتصادي نظام أع ظم يم لكون أنهم عن غافل ين

. العالم فيأصبح فقد والق وانين، التشريع حيث من أما

إلى التحاكم يستس يغو ن المس لم ين من كثيربالتشريعات خصو ماتهم تف صل التي المحاكم

العق يدة عن تنبثق لم التي الو ضعية والق وانينالحكام يرع ى بأن يقبل ون وأصبحو ا اإلسالمية،

. والق وانين التشريعات بتل ك شؤ ونهم الفكري التخبط من جدا قليل ة نماذج هذهالعقيدة تغييب نتيجة اإلسالمية األمة تعانيه الذي

غريبا فل يس الحياة، من فكرية كقاع دة اإلسالميةالحالة هذه في المس لم ين نرى أن كهذه حال مع

هويتهم فقدوا فقد والتردي، االنحطاط منأن لهم فأنى الحضارية، ومم يزاتهم وشخصيتهم

! سبيل فال ؟ المقاتل هذه كل مع النهضة يدعو اسابق إلى العو دة أجل من اليوم، لل مسل مين

العقيدة باعتم اد إال ونهضتهم، وقو تهم عزهمـفكرية اإلسالمية جديد ـقاعدة من عل يها يبنون

. والحضاري الفكري صرحهم

119

الم اإلس ام وال مجت مع ال ح ي اة نظ

وال دول ة

ليس أن تاريخه أول منذ اإلنسان اكتشف لقدألن بحاجة هو وإنما منفردا، وحيدا العيش بإمكانه

الشعور ذات تقاسمه بشرية جماع ة ضم ن يعيشاألهداف نفس لتحقيق وتسعى واألحاسيس،

. لها يسعى التي والغايات أن جازم بشكل أدرك اإلنسان هذا أن ذلك

ولتأمين ورغباته حاجاته إلشباع يحتاجه مما كثيرا . الو قت في اآلخرين لدى مو جود حياته متطل بات

واإلمكانيات الطاقات من فيه هو يمل ك الذيمن كثير فهناك اآلخرون، يحتاجه ما والم واهب

مو اجهتها ع ن اإلنسان يعجز الحياة استحق اقات . يعيش القدم منذ اإلنسان رأينا هنا من بمفرده

ع لى أط ل ق صغيرة، أو كبيرة بشرية جماع ات فياسم الجماع ات .الـمجتـمعهذه

120

ليتبادلوا الناس يجتم ع الم جتم ع ذلك فيالعالقات بينهم بذلك وتق وم ، والم نافع المصالح

ع ل ى تحافظ أن شأنها من التي الدائمية . ذلك ع ن ونتج والمصالح المنافع تبادل استمرارية

واألع مال، والحرف المهن في الناس تخصصوالتاجر والبناء والحرفي والصناع ي الفالح فو جد

يعالج الذي والطبيب الناس بين السل ع ينقل الذيرغباتهم يرضي الذي والفنان أمراضهم

: . تعالى... قال وهكذا ـقسـمـنا} ونزعاتهم نحنورـفـعـنا الـدنـيا الحـياة ـفي مـعـيشـتهم بـيـنهمبـعضهم لـيتخذ درجات بعـض ـفوق بـعضهم

سخريا .(1)...{ بـعضابش كل البشرية الم جتم عات أدركت وقد

وال ع القاته تدوم حتى المجتمع أن أيضا، جازمالقواعد بمثابة هو نظام من له بد ال وينهار، يتفكك

تنظم والتي أعضاؤه بها يتقيد التي السل و كيةالناتجة المش اكل وتعالج فيه الناس بين العالقات

في سلطة قيام من بد ال وأنه العالقات، تلك عنالنظام ذلك حف ظ ع ل ى تقو م الم جتم ع ذلك

وتم نع به المجتمع شؤون ورع اية وتطبيقه . إن الناس ألن مخالفيه يد عل ى وتأخذ مخالفتهأراد كيفما مصل حته منهم فرد كل ليحقق تركوافإن وهواه مزاجه ع ل ى اآلخرين من غاياته ولينال

اآلية- - 1 الزخرف 32سورة121

يأكل التي الغاب شريعة إلى سيتحو ل المجتمع أسماك إلى الناس لتحول أو الضعيف، فيها القو ي

سينهار وبالتالي الصغير، منها الكبير يأكل . رأينا هنا من مجتمعا كونه عن ويتحو ل المجتمع

داخل يتعارفو ن التاريخ فجر منذ الناسع لى ويحرصو ن معين نظام ع ل ى مجتمعاتهمترع ى لسل طة يذع نون دائما ورأيناهم تطبيقه،

كل ع ل ى به االلتزام وتف رض النظام بهذا شؤ ونهم . السل طة هذه له المخالفين يد ع ل ى وتأخذ األفراد

أيضا وع رفت السياسية بالسل طة عرفتبالدولة.

مشكل ة أمام أنفسهم وجدوا الناس أن إالهذا : لهم أين من وهي أال األمر، ذلك حيال مهمة

بمطل ق الناس يلتزم أن ليس ت فالقضية ؟ النظام . أثره. نظام ولكل متعددة كثيرة فاألنظمة نظام

، بالم جتم ع ينهض نظام فهناك ، الم جتم ع في . يؤدي نظام هناك المجتمع به ينحط نظام وهناك

إلى به يؤ دي غيره وهناك اإلنسان، سعادة إلى . أمام اإلنس ان يضع مما والتعاسة الشقاءالنظام اختيار مسؤ ولية وهي أال كبيرة، مسؤ ولية

لعالقات بتنظيمه يؤ دي الذي والصالح الصحيحتل ك ع ن الناتجة لل مشاكل ومعالجته الناس

الجماع ة لتل ك الصحيحة النهضة إلى العالقات. والرفاهة والهناء السعادة إلى وبالتالي البشرية،

122

هذه قدر ع ل ى المجتمعات من كثير يكن ولمحيث هذا، يو منا وإلى التاريخ قديم منذ المسؤ ولية

اختياره آثار من يعاني الشعوب من كثير زال ال . هداية مسؤ ولية أن وبم ا لل نظام الخاط ىء

بد فال الم سل مين، نحن عاتقنا ع لى تقع البشريةعل ى لل حصو ل الس وي الطريق إيضاح من لنا

: . لها فنقو ل الصحيح النظامسبحانه الل ه ع ند من يكون أن إما النظام، إن

من يكو ن أن وإما والكو ن، والحياة اإلنسان خالق . مصدره يكون أن إما أي نفسه اإلنسان عند

. هو المصدرين فأي العقل يكو ن ان وإما الو حيالصحيح ؟ المصدر

ع ل ى المس اءلة هذه الكريم القرآن ط رح لقدفقال الذهن، وإع مال التف كير ع ل ى ليحثهم البشر

الـله؟} {سبحانه : أـم أعـلم أءنـتم .(1)ـقل أن هي السؤ ال، هذا عل ى البدهية واإلجابة

ع اجز اإلنسان عقل أن يرينا المحسو س الو اقعلحياة نظاما يكون ألن الصالح التشريع إبداع عن

النظام. هو المطل وب النظام ألن ذلك اإلنسانأي إنسانا، بو صفه اإلنسان مشاكل يعالج الذي

البشرية، والغرائز العضو ية الحاجات إشباع يعالجعن البشري العقل يعجز البشرية الكو امن وهذه

اآلية- - 1 البقرة 140سورة123

يصل ح ما يعل م حتى دقائقها وإدراك أغو ارها سبر. تشريع أو نظام من لها

خل ق الذي فهو وتعالى، سبحانه الخالق أماوكو امن العضو ية وحاجاته وغرائزه اإلنسان

من النف س لهذه يصلح ما يعل م الذي فهو نفسه، : . تعالى قال ومعالجات خـلقـنا} أنظم ة ولقد

ونحن نفسه به توـسوـس ما ونـعلم اإلنسان} الوريـد حـبل من إليه وقال ،(1)أـقرب

ـاـللطـيف} سبحانه: وهو خـلـق مـن ـيعـلم ـأال.(2)ـالخـبير {

فإنه المعالجات، ويضع اإلنسان يش رع وحينبوصفه اإلنسان مشاكل يعالج ال األمر حقيق ة في

وإنما والغرائز، الحاجات إشباع ينظم ال أي إنسانا، باإلنسان ألمت ظ اهرية عرضية مشاكل يعالج هواألمكنة، من مكان وفي األوقات من وقت في

هذا غير في يطبق ألن النظام هذا يصلح ال بحيث . حتى مخفقا يكو ن ما وغالبا الزمان وذلك المكانبدل الضرر وجالبا الجزئية، المسألة معالجة في

العالج.فإنه سبحانه، الل ه ع ند من اآلتي النظام أماصالح فهو وبالتالي إنسانا، بو صفه لإلنسان تشريع

غرائزه في اإلنسان ألن ومكان، زمان لكلاآلية- - 1 ق 16سورةاآلية- - 2 الملك 14سورة

124

تبدلت مهما يتغير ال هو هو العضو ية وحاجاته ... والعصو ر ـفطر  }األزمان الـتـي الـله ـفطرة

الـله لخـلـق تبـديل ال علـيها .(1)...{ الـناـسع رضة اإلنسان ع قل فإن ذلك، عل ى عالوة

. يراه ما أن ذلك والتناقض واالختالف لل تفاوتغيره يراه قد لإلنسان التشريعات من صالحا فالن نظاما يضع مشرع كل فإن وبالتالي خاط ئا، فاسدا . نف سه الشخص يراه ما أن كم ا اآلخر ع ن يختل ف

نرى لذلك فاسدا، غدا يراه قد صالحا اليو متشريعاتهم ويغيرون يعدلو ن دائم ا المشرعين

في كالفأر لهؤ الء بالنس بة البشرية أصبحت بحيثوتشريعاتهم، نظرياتهم بها يجربو ن المختبر

. وصدق أشواكهم عل ى وتق لبت بنيرانهم فاصطل تقال : إذ العظيم أهـواءهم} الل ه الحق اتـبع ولو

ـفـيهن ومن واألرض السـموات ...{ لفسدت(2).

من اإلنسان يتلقاه الذي ا لتشريع أمايطرأ ال ا لذي ا لدائم ا لثابت ا لتشريع فإنه الوحي،

ا لخالق من ألنه تغيير، وال تبديل وال تعديل عليه. نوم وال سنة تأخذه ال ا لذي الحكيم العليم

اآلية - سورة - 1 30الروماآلية - سورة - 2 71المؤمنون

125

قاصر إ نسان بين ا لبعيد، ا لتباين ذلك وبعد عليم خالق وبين وبيئته، بأهوا ئه متأثر عاجز

: بالبشرية يجدر فممن قيوم حي لطيف حكيما لله من أم اإلنسان أمن ؟ نظامها تستقي أن : من أ م العقل من أخرى وبعبارة ؟ تعالى

؟ الوحيا لمساء لة تحمل التي اآليات هذه في أنظر

: معا ا لبدهية الصحيحة واإلجابةـإـلى} يـهدـي مـن شرـكاـئـكم مـن ـهل قلـإـلى دـي يهـ أفمن ـللحـق ـيهدـي اـلله قل ـالحـق

ـيـهدـى ـأـن ـإال ـيهدـي ال ـأمن ـيتـبع ـأـن ـأحـق ـالحـقـتحكمون ـكـيف ـلكم (1){ فمـا

ـلقوم} حـكمـا ـالـله مـن أحسـن ومـن(2)يوقـنوـن {

زـين} ـكمـن ربه مـن ـبيـنة علـى ـكـان ـأفمـنـأـهوـاءهم وـاـتبعوـا عمله سوء (3){ له

ـهدـى} بـغير هوـاه ـاـتبع ممـن أـضل ومـناـلله { (4)مـن

اآلية - سورة - 1 35يونساآلية - سورة - 2 50المائدةاآلية - سورة - 3 14محمداآلية - سورة - 4 50القصص

126

واألوامر القاط عة اإلجابات تل ك إلى اسمع ثمالجازمة :

ـإيـاه} ـإال ـتعـبدوا ـأال ـأمر ـلله ـإال ـالحـكم ـإنـال ـاـلنـاس ـأكـثر ولـكـن ـالقـيم اـلدـيـن ذلـك

(1){ يـعلمون

ـتبع} فمـن ـهدـى منـي يـأـتينـكم فإماـيشقـى وال ـيضل فال (2){ هدـاـي

وال} رـبكم مـن ـإـليـكم ـأـنزـل ما اـتبـعوـاـأوـليـاء دونه مـن (3){ تـتبـعوـا

فاـتبـعوه} مسـتقيمـا ـصرـاطي هذا وـأـنسـبيله { عـن بـكم فتفرق ـاـلسـبل تـتبعوـا (4)وال

ا لقرآ ن في ا لجازم ا لنهي جاء هنا منتعالى ا لله حق على ا لتعدي عن لإلنسان الكريم

والوعيد ا لشديد ا لذم وجاء للبشر، ا لتشريع فينفسه : عند من ويحرم فيحل يشرع لمنـاـلـكذب} ـألسنـتكم ـتصف لمـا ـتقوـلوـا وال

ـالـله علـى لـتفتروـا حرـام وـهذـا حالـل هذـا

اآلية - سورة - 1 40يوسفاآلية - سورة - 2 123طهاآلية - سورة - 3 3األعرافاآلية - سورة - 4 153األنعام

127

ال اـلـكذب اـلله علـى يفـتروـن ـالذيـن ـإـن ـالـكذب(1){ يفـلحوـن

رزق} مـن لـكم ـاـلله ـأنزـل مـا ـأرأـيتم قلـلـكم أذـن ـآـلله قل وحالال حرامـا منه فجـعلتم

ـتفترون { ـالـله ـعلـى (2)ـأم

ـبغـير} ـأـهوـاءهم ظـلموـا ـالذيـن اـتبـع ـبلـلهم وما ـاـلله ـأضل مـن يـهدـي فمـن علم

* فطرت حنيفـا لـلدـيـن وجهـك فـأقم نـاصرـينـلخلـق ـتبديل ال ـعليـهـا ـالـناـس فطر ـاـلتـي ـالـله

ال ـاـلنـاس أـكـثر ولـكـن اـلقيم اـلدـيـن ذـلـك ـالـله(3)يـعلمون{

محمد رسو له عل ى تعالى الل ه أنزل وقدومجتمعه حياته في لإلنسان نظاما جعل ها شريعة

ع ن كل ية فكرة تعطي ع قيدة عل ى وبناها ودولته،فكرية قاع دة وتشكل والحياة، واإلنسان الكو ن

في لسل و كه فكرية وقيادة اإلنسان أفكار لكلتعالى. : قال جاءـكم} الحياة ـقد الـناـس أيها يا

مـبـيـنا، نورا إليـكم وأنزلـنا ربـكم من برهانبه واعتصـموا بالـله آمـنوا الـذين ـفأما

وـفضل منه رحمة ـفي ـفسـيدخـلهم

اآلية - سورة - 1 116النحلاآلية - سورة - 2 59يونساآلية - سورة - 3 30الروم

128

} مسـتقـيما صراطا إلـيه وقال (1)ويـهديـهم ، : وـكتـاب  }سبحانه ـنور ـالـله مـن جـاءـكم قد

سبل * رـضوـاـنه ـاـتبع مـن ـاـلله ـبه يـهدـي مـبيـنـاـلنور ـإـلى اـلظـلمات مـن ويخرجـهم ـالسالم

مستقيم { ـصرـاط ـإلـى ويـهدـيـهم .(2)بـإذنه لجميع شامال نظاما شريعته سبحانه وجعل

الس لو ك كل نظمت حيث الحياة، نو احيبين عالقة السل و ك هذا كان سو اء اإلنساني،بين أو ونف سه، اإلنسان بين أو وخالقه، اإلنسان

: . تعالى قال واإلنسان عـليـك  }اإلنسان ونزلـناـشيء { لكـل تـبيانا .(3)الكـتاب

حين بخالقه اإلنسان ع القة اإلسالم نظم فقد . ع القته ونظم العبادات له وشرع العقائد له بين

المطعومات وأحكام األخالق له شرع حين بنفسهالبشر. سائر من بغيره ع القته ونظم والم لبو ساتالتي والعقو بات المعامالت أحكام شرع حين

والم جتم ع الحياة في البشرية الميادين كل شم لت : تعالى قال لكم  }والدولة، أكـملـت الـيوـم

لكم ورضـيت نـعـمتـي علـيكم وأتـممـت دينـكم ديـنا .(4){ اإلسالم

اآلية - سورة - 1 174النساءاآلية - سورة - 2 16المائدةاآلية - سورة - 3 89النحلاآلية - سورة - 4 3المائدة

129

ع القة ينظم روحي دين مجرد ليس فاإلسالمالعبادات من بمجمو عة وبنفسه بخالقه اإلنسان

البعض يريده وكما الناس بعض يظن كما واألخالق . والعقيدة كامل ونظام شامل دين هو بل اآلخر،

هي روحية، ع قيدة كو نها ع لى عالوة اإلسالمية . في لإلنسان نظام ع نها انبثق فقد سياسية عق يدة

. ع ل ى اإلسالم وأوجب ودولته ومجتمعه حياتهأنزل بم ا تحكم هم دولة لهم تكون أن المسل مين

: . سبحانه قال تعالى إلـيـك} الل ه أنزلـنا إناأراـك بـما الـناـس بـين لـتحكم بالحـق الكـتاب

ـاـلله} وقال . (1)الـله { ـأنزـل بمـا ـيحـكم لم ومـن} ـالـكـافروـن ـهم الدولة . (2)فـأوـلئـك هذه ونظم

وا الجتماع، واالقتصاد للحكم أ نظمة شرع حين نظاما أعطى وحين ، للتعليم سياسة رسم وحين

ا لسياسة رسم وحين للبينات وأحكاما للعقوبات. للدولة الخارجية

- أن بعد المسل مين ع ل ى تعالى الله حرم وقد - البشر أنظمة يأخذوا أن الهداية هذه جاءتهمسو ى شرع كل ع د حيث الو ضعية، والق وانين

. ط اغو تا شريعته: سبحانه الـذين} فقال إلـى تر ألم

وما إلـيـك أنزل بـما آمنـوا أنهم يزعـمون

اآلية - سورة - 1 105النساءاآلية - سورة - 2 44المائدة

130

إلى يـتحاـكمـوا أن يريدون ـقـبلـك من أنزلويريد به يكفروا أن أمروا وـقد الطاغوت

} بـعيـدا ضالال يضـلهم ان .(1)الشيطان

ادة ع : الس وان ن ي ل ت ع ال ى الله رض

يسعى التي وا لغاية ا ألمل هي السعادة إنبغض المعمورة، هذه على عاش إنسان كل إليها حتى أو عرقه أو لونه أو ا نتمائه عن النظر

شخصيته.السكينة عل ى يحصل أن يتمنى إنس ان فكل

. بين الفرق ولكن الدائمة والطمأنينة النفسيةبين حتى أو وأخرى، شخصية بين أو وآخر، إنسانع ل ى السعادة يفهم هؤالء من كال أن وآخر، مجتمع

. الخاصة بطريقته لتحق يقها يسعى وبالتالي نحو،حق قوا هؤالء كل ليس أن بالطبع يعني وهذاصحيحا، واحدا مف هوما لل سعادة أن ذلك السعادة،

من وكثير لها، ثاني ال واحدة ط ريقة ولتحقيقها

اآلية - سورة - 1 60النساء131

لها وسعو ا الفهم ذلك بغير السعادة فهمو ا الناس. سبيلها فضل وا الطريقة تل ك بغير

األوثان ع بادة في حياتهم قضو ا الذين إنساع ات قضوا والذين واألبطال، والكواكبويتبتل و ن، يتعبدون الزوايا في وليل هم نهارهم

الثروات تحقيق في حياتهم قضو ا الذين وأوالءالل ذة وراء سعيا قضو ها الذين هؤ الء أو الضخمة

والم خدرات، الخمو ر عل ى واإلدمان والش هوةممارسة ع لى ويمسو ن يصبحون الذين وأولئك

... ما يفعل و ن أولئك كل أنواعها بشتى الجريم ةفهمو ا وألنهم السعادة، إلى بالو صول أمال يفعلو ن

الم وصل أو السعادة هو الحياة من النمط ذلك أن. السعادة إلى

باالنتحار، القرار يأخذون الذين أولئك حتىالسعادة، عل ى بالحصو ل أمال ذلك يفعل و ن فإنهم

عل ى أو حياتهم، يحد الذي الجدار ذلك باختراقالتي التعاسة من الهروب يحاولون هم األقلفيم ا السعادة يجدون لعلهم الدنيا، في تمثل ت

وراءها.العالم تسود التي المادية المذاهب معظم إن

- - إلى تنظر الغربية الحضارة رأسها وعل ى اليو مناتجة حيوية بطاقة يتمتع حيا كائنا بو صفه اإلنسانتكم ن مش كل ته وأن العضوية، وحاجاته غرائزه عن

132

الجو عات، لتل ك المادي اإلشباع من تمكنه في . بكثرة تعظم فالسعادة يسعد يش بعها ما بقدر وأنه

. اإلشباع بقل ة وتنقص اإلشباعاألشياء من الشخصية الحرية كانت هنا من

السعادة ألن الغربية، الحضارة لدى المقدسة " وال " ، الجسدية المتع من قدر أكبر نيل هي لديهمإال الس عادة تحقيق من اإلنسان تم كين يتأتى

ضوابط أو حدود دون ويشتهي يريد ما يف عل بتركه. بها ينضبط

المجتمع نرى أن الطبيعي من كان لذلك الس لو ك في الفو ضوية من الحال هذه عل ى

في يفكر هناك اإلنسان يعد لم حيث الشخصي،وبدأ العنان لغرائزه أط لق وإنما إشباعاته، تنظيمفي وتمادى ، لإلشباع جديدة وسائل ع ن يبحثأداة إال ع قل ه يعد ولم الغريزة، وراء االنسياق

. الشذوذ فانتش ر واللذة اإلشباع فنو ن في لإلبداعبرجالهم األمر ووصل المحارم، وزنا الجنسي

أنواع وكثرت البهائم، مواقعة إلى ونس ائهم. شاكل ها وما والخم ور المخدرات

لتحقيق الوسائل أهم من هو المال أن وبم اأبرز من الضخم ة الثروات تحقيق أصبح المتعة،

. فكرة أن وبم ا الغربي المجتمع في العل يا المثلفلق د الغربيين، ع قول ع ل ى سيطرت الحريات

133

بالطريقة ماله يكسب أن لإلنسان يحق أصبحع ن الربا، أو التجارة ط ريق عن سواء يريد، التي

أو الصناع ة ط ريق ع ن العهر، أو اإلجارة ط ريقحرية. حد قد الرأسمالي النظام كان وإذا القمار

: يبدأ حيث تنتهي الحرية إن فقال اإلنسانيو قف أن يستطع لم فإنه اآلخرين، ع ل ى االعتداء

الحريات فكرة أن ذلك الحد، ذلك ع ند الناس أكثربنود من الغربية العقل ية عل ى سل طانا أقو ى كانت

إال االع تداء عن الغربي اإلنسان يمتنع فال القانو ن،. القانو ن يطاله حين

كالمافيا المنظمة العصابات كثرت لذلكالحشيش، وأنو اع الم خدرات تجارة وراجت

األعراض ع ل ى االع تداء ظ اهرة واستشرتالقانون مالحق ة رغم واألرواح، واألمو ال

والش رط ي.من أيضا هما والنفوذ الشهرة أن وبم ا

أصبحا لإلنس ان المتعة لتحقيق المهمة الو سائل . هنا من الغربي اإلنسان لدى الغايات أسمى من

الغربية الحضارة نظر في إنس ان أسعد فإنمن قدر أع ظم حاز الذي ذلك هو الـمالوأتباعها

. والشـهرة والسلطةالغربي المجتمع يصبح أن إلى أدى ذلك كل

. حيث الضعيف فيها القوي يأكل التي كالغابة

134

الرابح هو آكله ليكون الرغيف عل ى الناس يتسابقع لى ويتزاحمون والتقدير، االحترام يستحق الذي

السل طة وعل ى القو ي، ليعتل يها المناصب. األقوى ليتسل مها

أن يدرك اليو م الغربي الم جتم ع بدأ وهكذا،إلى أوصل ه السعادة، ابتغاء ط رقه الذي الباب

. والضنك والشقاء التعاسةقد هؤالء أن نتيجة كانت المظاهر هذه كل

بإشباع يتعل ق فيما ثالثة جوهرية أمو ر عن غف لو ا؟ اإلنسانية الجوع ات

العضوية أولها الحاجات كانت إذا أنه ، كغريزة الغرائز وبعض والنو م، والشرب كاألكل

غريزة فإن ماديا، إشباعا تش بع والبقاء النو ع إشباع ا إال تش بع أن شأنها من ليس التدين كغريزةالمدبر الخالق إلى بالحاجة شعورا بوصفها روحيا، . أغفل فل ما معه الصل ة إقامة نحو وتو جها

كبيرة فجو ة أحدثوا الروحية الق يمة أمر الغربيو نهذه في كالل طيم جعل ته البشري الوجدان في

الحياة.الـثاني، فيما أما المهمة الم شكل ة فإن

كيفية هي إنما والغرائز، العضو ية بالحاجات يتعل ق . الطبيعي فاألمر ذاته بحد اإلشباع وليس اإلشباع ، اإلشباع وسائل له تتيسر أن لإلنس ان بالنسبة

135

يل بسه الذي والل باس يأكله الذي الطعام يجد فهويشتهي، الذي والجنس يريد الذي والم ال

لإلشباع حوله التي األشياء يستخدم أن ويس تطيع . فيها تكو ن التي فالحاالت يشاء وقت أي في

حاالت هي ومفقو دة نادرة اإلشباع وسائل. أوانها في تعالج طبيعية غير استثنائية

فهو ، اإلشباع تنظيم أو ، اإلشباع كيفية أما اإلنسان سعادة إلى إما يؤدي أن شأنه من الذي

. شقائه إلى وإما : ال أم الناس يأكل هل ليست فالقضية

وال ال، أم يل بسو ن هل وال ، يأكل ون كم أم يأكل و نال أم نس اءهم رجالهم يعاشر هل وال يتمل كو ن، كمال : أم يعيشو ن هل ليس ت آخر، بم عنى يتعاشرون،

: الناس. يأكل وكيف ماذا هي القضية بل يعيش ونيتعاشر وكيف يتمل كون وكيف يل بسو ن، وكيف

: . كيف هي القضية آخر بمعنى ونس اؤهم رجالهم؟ يعيش ون

الـثالـث، األمر أن أما فهو ع نه، غف لو ا الذيإشباعها في ويتمادى غريزته يش بع قد اإلنسانإشباعها، دون وتحول األخرى عل ى تطغى بحيثإشباعها، ع ند الغرائز بين تناسق هناك يعود فالوالحيرة االضطراب إلى باإلنس ان ذلك فيؤ دي

136

اإلنسان شأن هو كما الشقاء إلى أي والق لق،. اليو م الغربي

السعادة لتحقيق الصحيحة الطريقة إن إشباع ا وغرائزه حاجاته إشباع في تكمن لإلنسان

يغفل ال بحيث الغرائز بين يوازي منسقا منظما. األخرى ع ل ى تطغى واحدة يدع وال غريزة،

أبرز أن هو إليه التنبه يجب ما أهم وإنهي سل وكه ع ل ى أثرا وأظ هرها اإلنسان في غريزة

ـاـلتديـن على .غريزة يعي حين ا إلنسان أ ن ذلكإلشباع مدفوعا نفسه ويرى ا لدنيا، ا لحياة هذه

كل من به تحيط ا لنعمة أن فطريا يدرك جوعاتهله مسخرة جوعاته إ شباع وسائل أ ن ذلك جانب،

الحياة، قيد على يكون أ ن قبل من ومتيسرةالمعتدلة وا لحرا رة والطعام وا لماء فالهوا ء

من له حياة ال ا لتي ا لعيش وسائل من وسوا هاأو منه فعل أ ي دون وسخرت له أمنت غيرها،

صاحب عن للبحث مدفوعا نفسه فيجد جهد،وأ سبغت بالحياة عليه أ نعمت ا لتي ا لقدرة تلك

عن يعرب أ ن أ جل من وباطنة، ظاهرة نعمهاله مقدسا ومبجال، إياه عابدا وامتنانه شكره

الدهر. قديم منذ ا إلنسان رأينا لذلك ومتذلالخالقه معرفة عن ضل إذا حتى متدينا عابدا

. يعبدها مزعومة آ لهة وأوثانا رموزا ا تخذ سبحانه

137

استحقاق أمام يقف حين اإلنسان ذلك إن ثم : أشبع كيف والقل ق بالحيرة يشعر العيش

من األشياء أستخدم كيف أع يش، كيف جوع اتي، ناقص أنه فيشعر ؟ الحياة أواجه وكيف حولي

إلى بحاجة وأنه وحياته، أمره تدبير ع ن عاجزتدبير منه ط البا إليه فيل جأ سبحانه، خالقه تدبير

. كل ها وحياته أمرهجوهر - هي التي التدين غريزة إن وباختصار،

- ذلك هي اإلنسانية إلـى الفطرة االحتـياجالـعجز عن الـناـشىء الـمدبر، الخالـق

. اإلنسان تكـوين ـفي الطـبـيـعيفي الجو هرية الناحية هذه أغف لت إن وهكذا،

البعيد الم ادي اإلشباع ط ريق ع ل ى ووضع اإلنسان، - عن بعيدا أي تعالى بالل ه الصل ة إدراك عن

- حائرا مضطربا قل قا سيبقى فإنه الروحانية يركض كم ن يجدها، فال السعادة ينشد نكدا تعيس ا

. السراب وراء : هؤ الء ع ن تعالى قوله اآلن والـذين} لنتأمليحسـبه بقـيعة كسراب أعمالهم كفروا

شـيـئا يجده لم جاءه إذا حـتى ماء الظـمآنـسريع والـله حسابه اه ـفـوفـ عـنده الـله ووجد * لجيـ بحر ـفـي كظلـمات أو الحسابـفـوـقه من موج ـفـوـقه من موج يـغشاه

138

أخرج إذا بـعـض ـفـوق بعضها ظلـمات سحاب نورا له الله يجـعل لم ومن يراها يكـد لم يـده

نـور من له .(1){ ـفـما هو لل سعادة اإلسالم تصوير كان هنا منإلى المؤدي هو ط ريقه وكان الصحيح، التصو ير

. اإلنسان فطرة وافق أنه ذلك اإلنسان سعادةعرف حين صحيحا إشباعا التدين غريزة فأشبع

الصحيحة الصل ة له وأقام سبحانه بخالقه اإلنسان . ثم ع بادات من وشرع عقائد من بين بما معه

أنظمة من شرع بما وحياته أمره له دبر حينيطل ق فل م كل ها، جو عاته إشباع تنظم لل حياةالمسار في ووضعها ونس قها نظمها وإنما الغرائز . مسيرا المسل م اإلنسان أصبح وبذلك الصحيح

. ونو اهيه الل ه بأوامر حياتهالل ه بأوامر يل تزم ما بقدر اإلنس ان فإن لذلك،

اإللهي، بالنظام سلو كه ينضبط ما وبقدر ونو اهيه، . المفهو م ندرك وهكذا السعادة لنف سه يحقق

بأنها لل سعادة تـعالـى الصحيح الـله رضوان ،نـيل. سبحانه رضوانه عن البعد في هي التعاسة وأن

حين وتعالى سبحانه ربنا به يخبرنا ما وهذايقو ل :

اآليتان- - 1 النور 40-39سورة139

مبـين} * وـكـتاب ـنور ـاـلله من جـاءـكم قدسـبل رضوـانه اـتبـع مـن ـاـلله به يـهدـي

.(1){ ـالسالموـهو} ـأنـثى ـأو ذـكر مـن ـصاـلحا عمل مـن

طيبة حيـاة فـلنحيـينه .(2){ مؤمنـتبع} فمـن ـهدىـ منـي يـأـتينـكم فإما

يحزنوـن ـهم وال ـعليـهم خوف فال .(3){ هدـاـياسـتقامـوا} ثم الله ربـنا ـقالـوا الذين إن

يحزنون هم وال علـيهم خوـف .(4){ ـفالالفريق بين مقابل ة لنا تعالى الل ه يعرض ثم

فيق ول : الشق ي، وذلك السعيدـيشقى} وال ـيضل فال ـهدـاـي اـتبـع فمـنمـعيشة له فإـن ذـكرـي عـن أـعرـض ومـن

.(5){ ضـنكـا مع تكو ن قد السعادة فإن المفهو م، وبذلك

أقبل ما إذا وزخرفها الدنيا الحياة وزينة التنعم منضبطا ونو اهيه الل ه أوامر ملتزما ع ل يها اإلنسان

. معرضا الدنيا عل ى أقبل هو إن أما شرعه بحدوديشعر لن فإنه حرماته، مق تحم ا سبحانه أمره عن

اآليتان- - 1 المائدة 16-15سورةاآلية- - 2 النحل 97سورةاآلية- - 3 البقرة 38سورةاآلية- - 4 األحقاف 13سورةاآلية- - 5 طه 124سورة

140

تستقر لن نفسه أن ذلك ادعاها، مهما بالسعادةاستشعار دون ط مأنينة ال إذ يطمئن، لن وقلبه

. تعالى الل ه رضو انالضيق مع السعادة تترافق قد أيضا، وبذلك

ساحة في يقاتل حين فالمسل م والشدة، واالبتالءفإنه لإلزهاق ونفسه لإلهراق دمه معرضا المعركة

يستشعر أنه ذلك والفرح، النشو ة بعظيم يشعرمن شعيرة بأعظم بقيامه تعالى الل ه رضو انالل ه كل مة تكون أن أجل من وبالجهاد شعائره،

. لالضطهاد يتعرض حين شأنه وكذلك العل يا هي. المبدئي والمو قف الحق كل مة أجل من والتنكيل

والعزة بالنشو ة يشعر ع نه الل ه رضي بالل هو فهاالمحرقة الصحراء رمال فو ق الصخرة تحت وهو

." أحد " أحد ترديد ع ل ى مصراوالسالم الصالة ع ليه يو سف سيدنا هو ها ثمالسجن يفضل حين الرائع المثل لنا يضرب

المتعة ع ل ى تعالى الله رضو ان مع المترافقزوجة تهدده فحين سبحانه، سخطه مع المترافقة

: قائل ة نفسه} العزيز عن راودته ولقـدبه آمره ما يفـعل لم ولـئن ـفاسـتـعصم

الصاغرين من ولـيكـونا يجيب (1){ لـيسجـنن ،

اآلية- - 1 يوسف 32سورة141

: ا لرائع ا لجواب ـأحبـ  }ذلك ـاـلسجنـ رب قـاـلـإـليه ـإليـ يدعوـننـي .(1)...{ مما

رضو انه بغير سعادة ال أن تعالى الل ه ويؤ كدمن العديد في ونعيمها بالجنة وعده يقترن حين

ال الجنة نعيم وكأن سبحانه، برضوانه اآليات،قائل : من عز فيقول الرضوان بذلك إال يكتم ل

جنات} والـمؤمـنات الـمؤمـنـين الـله وعدـفـيها خالدين األنهار تحتـها من تجرـي

ورضوان عدن جـنات ـفي طـيـبة ومساكنالـعظـيم الفـوز هـو ذلـك أـكبر الـله .(2){ من

ـتجرـي} عدن جنـات رـبهم عند جزـاؤهمرـضي ـأـبدـا فيـها خـالديـن ـاألـنهـار ـتحتـها مـن

رـبه خشي لمـن ذلـك عـنه ورضوا عنـهم { ـالـله(3).

اآلية- - 1 يوسف 33سورةاآلية- - 2 التوبة 72سورةاآلية- - 3 البينة 8سورة

142

روح روح ي ة والناحية ال ال

وحتى اإلسالم، ظ هور وقبل بعيدة، قرون منذفكرة الش عو ب بعض لدى سادت المسيحية، قبلمكو ن هو إنم ا الوجو د هذا أن مؤداها الو جود، عن

: اثنين ع نصرين والروح من يراه. الـمادة فم اهو إنما الم حس وسة األشياء من حوله اإلنسان

. اآلخر الجانب وأما الو جو د من المادي الجانبالعالم أو الروح فهو ع ادة اإلنس ان عن المغيب

هو. الو جود في الجوهر أن ويرون الروحاني . " ضمن" له ع رضا إال ليس ت مادته وأن ، روحه

العو الم تحديد في األفهام تعددت الفل سفة هذهخالق ع ل ى الروح ع بارة يطل ق من بين الروحانية،

أو المالئكة ضم نها يدرج ومن سبحانه، الو جود." األرواح " من ذلك غير أو الجن

. اإلنس ان إلى نظرتها الفل سفة تل ك في المهممن مكو نا اإلنسان تصو ير أي ذاتها، النظرة فهي

اثنين : - الـمادةعنصرين الجس د - .والروحوهيهذين أن مفاده اع تقاد هؤ الء لدى ساد ولقد

تناقضهما عن ناتج دائم صراع في هم ا العنصرينوالروح. الجس د بين الصراع وهذا وتنافرهما

143

أن إما أمرين؛ أحد عن إنسان كل لدى سيس فرالجسد يتغل ب أن وإما الجسد، ع ل ى الروح تتغل ب

. الروح انتصرت فإن الروح فقد عل ى الجسد علىا لذي ا لتقي والنقي ا لطيب الخير ا إلنسان وجد

ا لحياة ونتن وا لمادة ا لجسد عالم فوق يسمو . فهذا ا لروح، على ا لجسد ا نتصر إ ن أما الدنيا

مستوى إلى ا نحط شرير إ نسان إ زاء أ ننا يعنيعن وبعد ونتنها، ا لدنيا أ وحال في وغرق البهيمة

. السامية األروا ح عالمالجسد، عـلى الروح تـنـتصر كـيف أما

الروح عـلى الجسد ينـتصر فإن  وكـيف ؟ - - روح ع ن عبارة هو هؤ الء نظر في اإلنسان

والتحرر االرتق اء من ويمنعها الجس د يأسرها . تنتصر فحتى العل يا األرواح ع الم إلى والس مووقهره إضعافه من بد ال الجس د ع لى الروح تستطيع وحتى الروح، ع ل ى يقو ى ال حتى وإذالله

. عل ى فإن لذلك، قيو ده من والتحرر منه التفل تفي حياته يقضي أن بروحه االرتقاء يريد من

لرغباته يستجيب ال بأن جس ده، ضد معركةوزخرفها الدنيا الحياة متاع ع ن فيبتعد وشهواته،

الطعام مر من صلبه يقيم ما إال يأكل فال ونعيمها،عل ى يضع وإنما الثياب، نو اعم يل بس وال وزهيده،

" وال " الرثة، والثياب الخشن الصو ف رقاع كاهل يه األرض في يسيح وإنما الذلول الدواب يركب

144

األيام نو ائب في الرأس حاسر القدمين حافيوإنما الفارهة البيوت يس كن وال الل يالي، وع واتيع ل ى ينام وال الزرية، واألكو اخ الو ضيعة الدور

يفترش وإنما األرائك ع ل ى يتكئ وال الفرشالمرأة الرجل ويهجر اليابسة، والبسط األرض ويعيش النو ع، شهوة ويكبتان تهجره، والم رأةالجس د قهر في أوقاته ويقضي ، الرهبان حياة

... وهكذا العبادة ودور والتكايا الزوايا في وإذاللهعل ى معه يقو ى ال حدا الجسد ضعف يصل أن إلى

األرواح ع الم إلى وتس مو منه فتنف لت الروح، أسرذلك أمام والق ضايا الحقائق وتتكشف العل و ي

الحواس ط ريق عن ليس واضحة، جل ية اإلنسانع ن وإنما ذلك، وغير وسمع بصر من الجسدية ." " تلك تتدرج وهكذا الو جداني الكشف ط ريق

- - هؤ الء زعم في تصل أن إلى االرتقاء في الروحتعالى اإللهية بالذات أي العل يا بالروح االتحاد إلى

. ذلك ع ن الل هجسده، ألهواء يستجيب الذي اإلنسان أما

الدنيا الحياة متع وينال وشهواته، رغباته ويش بعفقد زينتها، من ويأخذ ثمرها ط يبات من ويأكل

الجسد، ذلك مع والفناء بالموت روحه عل ى حكمع داد في وأصبح ومادتها الدنيا أوحال في وغرق

. الفاسقين األشرار

145

نمط وصاغت سادت التي الفل سفة هذهالصيني والم جتم ع الهندي المجتمع في العيش

تل قي اليوم إلى زالت وال العصور قديم منذإلى تسل ل ت والتي المجتمعات، تل ك ع ل ى بظاللها

وآرائهم، وكتبهم اليونان الفالسف ة بعض أذهانالعقيدة انحراف في عظيم تأثير لها كان

عظيم أثر لها كان وبالتالي وتعاليمها، النصرانية . ذلك الو سطى العصو ر في أوربا مجتمعات في

الشام بالد في انتش رت حين النصرانية الديانة أنفي أي الرومانية، اإلمبراط ورية أنحاء في وبعدها

وأحبار قساوسة من أتباع ها تأثر األوربية، البالدوغزت وأوهامها أفكارها تشعبت التي بالفل سفاتالديانة تل ك فانقل بت وشو شتها، الناس أذهان

والحكام القياصرة تدخل بعد السماوية . دخل مما فكان جديدة أخرى ديانة والف السفة،وقد والجسد، الروح ع ن الفل سفة تل ك فيها،التي العقيدة مع تناغما النصارى لدى صادفت

إلى وحواء آدم نزول منذ كلها الحياة إن تقو لع قاب مرحلة هي إنما الق يامة يوم وحتى األرضع ل يه آدم ارتكبها التي األولى الخطيئة عل ى

لإلنسان يحق ال فإنه لذلك حواء، وزوجه السالمفي والرفاهة والهناء االستقرار عن يبحث أن

والعذاب والشق اء بالذلة يقنع أن ع ليه وإنما الدنيا،في والنعيم الس عادة يل قى أن إلى الدنيا في

146

اآلخرة، لذة كل في يرون لذلك "فكانواالحياة يطان، غو ايات من غو اية الحواس مل ذات من الش

و ن الجسم بعالم ينددون أخذوا ولهذا لكبت ويعمل هوات وم الش ير بالص واع من وبكث ذيب أن التع

.(1)البدني"البالد في النصرانية انتشار ومع وهكذاالحياة ع ل ى تنعكس الفل سفة تل ك أخذت األوربيةجانب إلى نشأ أن فكان والسياسة، والم جتم عويل يه الم لك يعل وها التي السياسية السل طةسل طة هي جديدة سل طة ، واإلقطاع يون األمراء

) ( في البابا األعظم الحبر يترأسها التي الكنيس ة ." " تنازع ت وهكذا الرسو لي الكرسي حيث روما

: سلطتان الزمـنـية المجتمع و السطـلةالروحـية ع بارة السلطة وجاء ت هناالزمـنـية ،

والروح المادة أن وبما المادية، لعبارة كمرادفعل ى إحداهما تتغلب حتى دائم صراع في هم ا

الصراع ينشب أن الطبيعي من كان فقد ، األخرى. والروحية الزمنية السل طتين بين فيما أوربا في

كان التدين، ع صو ر الو سطى، العصور فيع لى الروحية السل طة تنتصر أن الطبيعي من

الم لو ك بعض أذل حد إلى الزمنية، السل طةفكان التراب، في أنوفهم ومرغ واألباط رة

الذي ذلك هو الش رع ي المل ك أو اإلمبراط و ر1 - - - ج الحضارة قصة ديورانت .282ص - 11ول

147

فيحكم الرعايا ع لى الحكم سلطة روما بابا يقل دهفي تمثل إلهي بتفو يض رع اياه الـتقـليـدالمل ك

الكنيسة الـعـلماني رأس من ناله الذيبه ينزل الذي األمير أو لل مل ك والو يل الكاثوليكية،

. كنسي حرمان قرار بحق ه ويصدر الكنيس ة غضبع ل يها حض التي الصل يبية الحروب نجاح وكان

- بالد معظم ها استهدف وقد العظام روما أحبار - من إفريقية وشمال الشام في المسل مين

وسلطتها الكنيسة مو قع ع ززت التي العو امل . القرون أن إال الوسطى العصو ر في أوربا عل ىالمل و ك وليعود الكنيسة قبضة من لتو هن تو الت

. أفو ل فمع جديد من ع قالها من للتف لت واألمراءع ادت أغراضها، واستنفاد الصليبية الحروب نجم

السل طة كفة ع ل ى ترجح الزمنية الس لطة كفة - بداية بين أي الحديثة العصو ر وفي الروحية،

عشر - الثامن القرن ونهاية ع شر السادس القرن وسطع المجتمع ع ل ى ما حد إلى الدين تأثير ضعف

" " وفقدت أوربا، في ، التنوير فالسف ة نجمخالل به نعمت الذي السل طان ذلك الكنيس ة

لسل طة مبرر مجرد وأصبحت الو سطى، العصور . الق رن بداية ومع الحاكمين واألمراء المل و كوالدولة المجتمع عن الدين فصل تم ع شر التاسعشؤ ون في التدخل ع ن الكنيسة وأقصيت نهائيا،

عل ى قاصرة مهم تها وأصبحت والحكم، السياسة

148

شاكلها، وما والزواج العبادة وشؤ ون الكهنو تالتي الروحية الف اتيكان دولة لل كنيسة وأصبح

لل نصارى الكهنو تية الش ؤون رع اية تتو لى. كله العالم في الكاثوليك

بين الناس شو ؤن رعاية توزعت وهكذا الم جتم ع تحكم سل طة منف صل تين، سل طتينالداخلية الس ياسة شؤون وتسير وع القاته

الدينية الش ؤون رع اية تتو لى وسل طة والخارجية،. الزمنية السل طة ع ن بمعزل والكهنوتية

فل سفة أثر هو والروح هذا عل ى الـمادة تل كوحتى الزمان قديم منذ والشعوب األمم بعض

. بعد بقو ة نفسه يطرح الذي والسؤ ال هذا يو منا : هو العرض تـلـك هذا ـصحة مدـى ما

هذه ـفـي اإلسالم رأـي هو ما ثم ـ؟ الفـلسفةـ؟ الـمسألة

المو ضو ع هذا لبحث تصدوا ممن كثيرا إنجذورها، من المشكلة يبحثوا لم الم سل مين، من

ليس الف لس فة تل ك أصحاب مع خالفهم أن وظ نو االتفصيل في خالف هو وإنما األصل حيث من هو

. مع سل مو ا معظمهم أن أعني والبناء والتف ريعثم وروح، جسد من مكو ن اإلنس ان بأن خصو مهمبها يعامل أن يجب التي الكيفية في نازع و هم

اإلسالم إن منهم كثير فق ال والروح، الجسد

149

بحيث والجسد، الروح بين ما التو ازن ع ل ى حافظأن دون يتطل به وما غذاء ه منهما لكل أع طى

باإليمان الروح فغذى اآلخر، عل ى أحدهم ا يطغىالجسد غذاء ونظم والقربات، واألذكار والعبادات

والمل بو سات المطعومات أحكام من شرع ه بما. وغيرها والزواج

: حساسة مشكل ة معالجة إن نقول ولكننافي والعم ق الدقة من مزيدا تتطل ب كهذه

. فيطرح فيها المطروحة واآلراء األفكار محاكمةتل ك عل يه تقوم الذي األساس لمحاكمة السؤ ال

من: حقا مكو ن اإلنسان هل الـمادةالفل سفة؟ والروح

من كثير لدى وقع المسألة في االلتباس إنفيه اإلنسان أن من معل وم هو ما بسبب الناس

وبخروجها يحيا بو جو دها حياته، سر هي روح، : يقو ل. تعالى الل ه أن ومن ونفخـت}  يمو ت

روحي { من ويقول : (1)ـفـيه وـنفخ  }، سوـاه ثموـاألـبصار ـاـلسمع ـلـكم وجعل روحه مـن فـيه

تشـكروـن ما قلـيال ذلك. (2){ وـاألفـئدة غير ومنالروح عن تتكلم ا لتي واألحاديث اآليات من

. من كثير سلم وهكذا ا إلنسان في وكينونتها

اآلية- - 1 الحجر 29سورةاآلية- - 2 السجدة 9سورة

150

اإلنسان إن تقول ا لتي الفكرة لتلك المسلمين. غذاء ه منهما لكل وإ ن وروح جسد من مكونفي النظر إنعام تستو جب الدقة أن إالالتي بالروح المقصود هو ما لمعرفة الفكرة

. مشتركة كل مة هي الروح فكل مة ع نها يتكل مو ن . لغة في وردت فقد المعاني من العديد تحتمل . تلك فمن معان بعدة الكريم القرآن وفي العرب

: تعالى قوله في ورد ما به} المعاني نزل * من لـتكـون ـقـلبـك عـلـى األمـين الروح

} جبريل (1)الـمـنذرين هنا بالروح وا لمقصود ، . قوله في ورد ما ا لمعاني تلك ومن ا لسالم عليه

: مـن  }تعالى اـلروح قل ـاـلروح عـن وـيسأـلوـنـك قليال ـإال ـالـعلم مـن ـأوتـيتم ومـا ربـي ،(2){ ـأمر

التي ا إلنسان روح هنا بالروح والمقصود. ا إلنسان يموت وبخروجها ا لحياة توجد بوجودها

ا إلنسان عليه يطلع ال شيء ا لمعنى بهذا والروحالجسد في تدب التي الحياة وهو أثره، رأى وإن . أطلقت وبالجملة وا لحيوية ا لحركة فيه وتبعث . صاحب قال معان عدة على ا لروح عبارة

" ـاـلصحـاح" والجمع ويؤ نث يذكر الروح ": مخـتار م ىاألرواح رآن . ويس وجبرائيل وع يسى الق

والجن المالئكة إلى والنس بة روحا، السالم عل يهما

اآليتان- - 1 الشعراء 194-193سورةاآلية- - 2 اإلسراء 85سورة

151

ذا والجمع الراء بضم روحاني كل روحانيون . وك.(1)بالضم" روحاني روح فيه شيء

هي ليست كلها الم عاني هذه أن إالوالروحانية الروح عن يتكلم ون حين المقصودة

. والحياة واإلنسان الكو ن في الروحية والناحية هو آخر معنى يراد اـصطالحـي وإنما ،مـعنـى

نجدها أن يمكن التي الل غو ية المعاني من وليس . أراد وإذا القديمة العربية الل غة معاجم في

أن عل يه فإن ما، اصطالح معنى يدرك أن الباحثاالصطالح ذلك فيه ورد التي النصو ص في يدقق

الذين أولئك إليه رمى الذي المعنى ع ل ى ليقف . يجد النصو ص تلك معظم في والمدقق به تكل مو ا

كل مة يستخدمو ن هؤ الء الروحانـيةأو الروحأنالروحـية أو به الـناحـية يشعر عما للتعبير ،

وجل، عز بخالقه لصل ته إدراكه حين اإلنسانقيامه حين بالروحانية يشعر المؤمن إن فيقال . وحين حج أو صيام أو صالة من العبادة بشعائر

. الروحية بالناحية يشعر الل ه، مل كوت في يتأملاالبتهاالت يس مع حين أيضا بالروح ويش عر

. ذلك شاكل وما العبادة دور يدخل وحين واألدعيةسر هي التي بالروح له صل ة ال المعنى وهذا

اإلنس ان في تس ري األخيرة هذه إن إذ الحياة،

1- - الصحاح- مختار الرازي بكر أبي بن محمد اإلمام." روح " المادة

152

اإلنسان وفي بالروحانية يشعر الذي المؤ منبالتالي يش عر ال والذي الل ه لو جو د الم نكر المل حد

. الروحانية أو الروحية بالناحيةنعرف أن يمكن عل يه الـناحـية وبناء

سبحانه الروحـية لل ه مخل وقا الشيء بكو ن . أشياء ليس ت والحياة، واإلنسان فالكو ن وتعالى

هي وإنما والروح، الم ادة هما ع نصرين من مكو نةتركيبها في يو جد وال فقط مادة من مكونة أشياء

. تتصف أنها إال آخر روحـية شيء ليست بـناحية وهو ، اع تباري أمر هي وإنما تركيبها، من جزء ا

. الكون في الروحية فالناحية لخالق مخل و قة كو نهافي الروحية والناحية لخالق، مخل وقا كونه هي

الروحية والناحية لخالق، مخل و قة كونها هي الحياةالخالق لذلك مخل و قا كونه هي اإلنسان في

- الذي. االصطالحي بالمعنى والروح سبحانه - هي ع نه تـعالـى نتكل م بالـله الصـلة .إدراـك

إدراكه هو الروحانية أو بالروح اإلنس ان فشعوروعبد له مخل وق إنه حيث من تعالى بالل ه لصل ته

. وجل عز وتدبيره لقدرته خاضعع ن لل كالم مجال هناك يعو د ال فإنه هنا، من

هناك وأن وروح، جسد من مكو ن اإلنسان أنأن اإلنسان عل ى وأن العنصرين، هذين بين صراع ا

. وإنما بينهما يو ازي أن أو الجسد ع ل ى الروح يغل ب : التالي السؤال هو يطرح تأثـير الذي مدـى ما

153

- الروح - بالله الصل ة إدراك هي عـلـىالتي؟ وسـلوـكه وحياته اإلنسان

فيه أن هو اإلنس ان، سل و ك أصل طاـقةإن. حيـوية بالطاقة ونعني باألع مال القيام إلى تدفعه

يندفع التي والجو عات الدوافع هنا الحيوية . واقع في دققنا وإذا إشباع ها إلى بطبيعته اإلنسانهي الحيو ية الطاقة هذه أن وجدنا اإلنسان هذا

ع ن عضوية عبارة الغذاء حاجات إلى كالحاجة ، يبق ى أن لإلنسان يمكن ال مما ذلك وغير والنو م

. ثم يشبعها لم إن الحياة قيد التي الـغرائزعل ىبالقل ق يش عر إنه بحيث بإلحاح إلشباع ها يندفع

. يش بعها لم إن واالضطرابيل زمها اإلنسان لدى والغرائز الحاجات هذه

. يكو ن أن إما النظام وهذا إشباع ها ينظم نظام . فإن اإلنسان ع ند من وإما تعالى الله عند من

أو نظام دون والغرائز الحاجات تلك أشبعتذلك كان وجل، ع ز الل ه غير عند من بنظام

. أشبعت إن أما فيه روح ال ماديا إشباع ا اإلشباعبه الصل ة إدراك عل ى بناء الل ه عند من بنظام

ومدبرا،. خالقا بالل ه اإليم ان عل ى بناء أي تعالى مسيرا صحيحا إشباعا يكون اإلشباع هذا فإناإلنسان. يشعر التي الغرائز تل ك بين ومن بالروح

إلشباعها الـتدين بالحاجة يظهر غريزة التيوالتبجيل التقديس نحو اإلنسان نزوع في أثرها

154

. واألقدر األقوى وإكبار والتذلل والعبادةلدى الطبيعيين والعجز بالنق ص فاإلحساس

إلى بالحاجة الشعور إلى تل قائيا يؤ دي اإلنسان . إال التدين بغريزة عنيناه ما وهذا المدبر، الخالق

تشبع أن إما الغرائز، كسائر الغريزة هذه أن خالقا تعالى بالل ه اإليمان عن بمعزل ماديا إشباعا

المل و ك أو الكواكب أو األوثان كعبادة وذلك مدبرا، أن وإما المخل و قات، سائر من غيرها أو األبطال أو

من نظام وفق الل ه بعبادة روحيا إشباعا تشبع. وجل ع ز عنده

بالل ه اإليمان أساس عل ى قام لما اإلسالم إنوحياته اإلنسان في الروحية الناحية قرر تعالى،

هذه إن حيث من الكون، مادة من به يحيط وما . إنه ثم تعالى الل ه هو لخالق مخلو قة هي األشياء

روحي، أساس عل ى تقو م كل ها الم سل م حياة جعل . أن ذلك به يقو م عمل لكل مالبسة الروح وجعل

لحياة شامل نظام هي شريعة شرع تعالى الل هوبالتالي مشاكل ه، لكل ومعالجات كلها اإلنسانشرع يا، حكما العباد أفعال من فعل لكل جعل

القيام حين به يل تزم أن الم ؤمن ع ل ى يجب ربا تعالى بالله إيمانه عل ى بناء وذلك بالعم ل،

مطاع ا، معبو دا يـؤمـنون  }وإلها ال وربـك ـفالال ثم بـيـنهم شجر ـفـيـما يحكمـوـك حتـى

ـقضيـت مما حرجا أنفسهم ـفـي يجدوا

155

} تسـليـما في . (1)ويسـلمـوا يلتزم حين فالمؤمن - بناء - ونواهيه ا لله بأوا مر مادة وهي كلها أفعاله

ا إليمان على بناء أي بالله، الصلة إدرا ك علىبالروح، ا لمادة مزج قد يكون فإنه تعالى، بالله

هو روحي، أ ساس على كلها حياته وقامت. اإلسالمية العقيدة

: يشبع هل ليس ت المسألة فإن عل يه، وبناء وليست ؟ يشبعها ال أم ورغباته حاجاته اإلنسان

: أم: الجسد ، يشبع ماذا هي وال ؟ يش بعها كم أيضا : ؟ الروح أم الجس د ، يغلب ماذا هي وال ؟ الروح

. بحث محل األسئل ة هذه تكون أن الخطأ فمن : هو البحث محل اإلشباع ، كـيف وإنما يكو ن

؟ يق وم أن يجب أساس أي وع ل ىتكو ن التق وى أن ظن من أخطأ فقد لذلك،

وهجران والمل ذات المتع عن والبعد بالتقشف . التقشف ذلك يمارس فقد ومتاعها الدنيا نعيم

منه فأين ، اإليمان حق بالل ه يؤ من ال كافر إنسان وأحاديث الكريم الق رآن آيات إن بل ؟ التقو ى

الدنيا الرسو ل خلق تعالى الل ه بأن تصرحأن ع ل ى ، لإلنسان فيها ما كل وسخر ومتاع ها

. وجل ع ز ونواهيه أوامره وفق أي بحقها، يأخذها: يقو ل تعالى } فالل ه آدم بنـي ـكرمنا ولقـد

من ورزـقـناهم والبحر البر ـفي وحمـلـناهماآلية- - 1 النساء 65سورة

156

خلقـنا مـمن ـكثـير عـلـى وـفضـلـناهم الطـيـبات} :(1)تفضـيال سبحانه وقال ،{ مـا   لـكم وسخر

إـن مـنه جمـيعـا األرـض فـي ومـا اـلسموـات فـيـيتفـكروـن لقوم آلـيـات ذـلـك عز (2){ فـي وقال ،

: ـأخرج  }وجل اـلتـي ـاـلله زيـنة حرم من قلـللذـيـن هـي قل ـاـلرزق مـن وـالطيبـات لـعبـاده

ـالقـيامة ـيوم خـالصة ـالدنـيا ـالحـياة فـي ـآمـنوـاـيعـلموـن لقوم ـاآلـيـات ـنفصل وقال (3){ ـكذـلك ،

: عباده على بنعمه مذكرا وـاألـنعـام }سبحانهتـأـكلون ومنـها ومـنافع دفء فيـهـا ـلكم خلقـهـاوحيـن* ـتريحون حـيـن جماـل فـيـها وـلكم

* لم ـبلد إـلـى أـثقـالـكم وـتحمل تسرحوـنرـبـكم ـإـن ـاألـنفـس بشـق ـإال بـالـغيه تـكونوـا

* وـالحمير واـلبـغاـل وـالخـيل رحيم لرؤوف} ـتعـلموـن ال مـا وـيخلـق وزـينة ،(4)لـترـكـبوـها

هذا تتضمن التي ا آليات من ا لكثير ذلك وغيرالمعنى.

التق وى الناس بعض فهم النبو ة ع هد وفيسألو ا وعندما والجسد، النف س وقهر بالتقشف

الل ه رسول عبادة ع ل ى عن فنذروا تقالو ها،من بها الل ه أنزل ما قاسية تكاليف أنفس هم

اآلية- - 1 اإلسراء 70سورةاآلية- - 2 الجاثية 13سورةاآلية- - 3 األعراف 32سورةاآلية- - 4 من النحل اآلية 5سورة 8إلى

157

وأنهم صنعا يحس نون أنهم يحسبو ن وهم ، سل طان . الل ه رسو ل خبرهم بلغ فل ما التقوى شعر أصابو ا

الذي اإلجراء فاتخذ الم نحرف، الفهم ذلك بخطر . ع ن البخاري روى فقد الظاهرة تل ك تستحقه

: قال أنه مالك بن جاءأنس إلى رهط ثالثة " ، النــبي عبــادة عن يســألون النــبي أزواج بيــوت

نحن : وأين فقــالوا تقالوهــا، كــأنهم أخــبروا فلما وما ذنبه من تقــــدم ما له غفر قد ؟ النــــبي من

أبــدا. الليل أصــلي فأنا أنا : أما أحــدهم تأخر. قـال : آخر أفطرـ. وقــال وال الدهر أصوم آخر: أنا وقال

الله رسول أبداـ. فجاـء أتزوج فال النساء أعتزل أنا إني والله أما ؟ وكـذا كـذا قلتم الـذين : أنتم فقال

ــاكم ــاكم لله ألخش ــه، وأتق ــني ل وأفطر أصــوم لكــلي ــدـ، وأص ــزوج وأرق ــاء، وأت عن رغب فمن النس

.(1)مني" فليس سنتيوبين المتعة بين تعارض هناك يكو ن ال وبهذا

من. الطعام ط يب يأكل الذي فاإلنسان الروحنعمته، ع لى تعالى الل ه حامدا الحالل، الرزق

الطعام، بل ذة شعو ره مع بالروح أيها} يشعر يارزـقـناكم ما طـيـبات من كـلوا آمـنوا الذين

تـعـبدون { إياه كـنـتم إن لـله وقال (2)واشكروا ، : ـتحرموـا} سبحانه ال آمنوـا ـالذيـن ـأيـهـا ـيا

1 - الحديث- - النكاح كتاب البخاري 5063صحيحاآلية- - 2 البقرة 172سورة

158

اـلله ـإـن ـتعـتدوا وال ـلكم ـالـله ـأحل مـا طـيبـات} ـاـلمعتديـن يكسب . (1)اليحـب الذي وا لتاجر

أ يضا يشعر ا لعميم والمال الوفير الربحورا عى ا لشرعية األحكام ا لتزم هو إن بالروحانيةالصالة عليه قال تجارته، في والحرا م الحالل

: التاجر والسالم النبيين مع األمين الصدوق " الزوجية. (2)والشهداـء" والصديقين ا لحياة وفي

والسالم ا لصالة عليه أحدكم بضع "وفي :يقول شــهوته أحــدنا أيــأتي الله رسول : يا صدقة" قالوا

في وضعها لو : " أرأيتم قال ؟ أجر فيها له ويكونــعها إذا فكذلك ؟ وزر فيها عليه أكان حرام في وض

.(3)أجرا" له كان الحاللوسل و كه لإلنسان الشرعية النظرة هذه الم جتم ع في الحياة ميزت التي هي وتق واه،

الدولة وقوة نهضته عهو د خالل اإلسالميشرخ. المجتمع ذلك في يو جد يكن فل م اإلسالمية

الدولة في يعرف يكن ولم والروح، المادة بين . إذ وروحية زمنية سل طتين بين صراع اإلسالمية

شؤ ون ترع ى واحدة سل طة إال هنالك يكن لمالعقيدة ع ل ى وبناء اإلسالم، بنظام الناس

. تعالى بالله الصل ة إدراك عل ى بناء أي اإلسالمية،اآلية- - 1 المائدة 87سورةالتاجر- - - 2 في باب البيوع كتاب سننه في الدارمي رواه

الصدوق3 - رقم- - الحديث الزكاة كتاب مسلم بابه 53رواه في

159

. روحي أساس عل ى تق وم سياسية سل طة فالدولةبمحاكم اليو م يعرف لما وجود هناك يكن ولم

محاكم هناك كان وإنما شرعية، وأخرى مدنيةالناس بين الخصو مات أنواع كل تفصل إسالمية

متعل قة كانت سواء اإلسالمي، الشرع بأحكام) ( الشخصية األحوال االجتم اع أو المال أو بالحكم

. المجتمعية العالقات من ذلك غير أودول فيه سيطرت الذي الزمان أتى أن إلى

اإلسالمية، الدولة وهدمت بالدنا، عل ى الغربالحياة معترك ع ن اإلسالم نظام وأقصتقاصرة الدين شؤون وجعل ت والدولة، والم جتم ع

األحو ال يسمو نه وما واألخالق العبادات عل ىالو ضعية. األنظمة تطبق دوال وأقامت الشخصية

.الـمادية الدولة ع ن الدين وتفصلروحية سلطات اإلسالمية البالد في فو جدت

" " إلى المحاكم وقس موا ، المفتي في تتمثلبالقو انين مدنية الخصو مات فصل تتو لى

شاكل وما والم ال بالحكم يتعل ق فيما الو ضعيةومحاكم الشؤ ون شرعـيةذلك، رع اية تتو لى

" من " الشخصية األحو ال يسمو نه ما أو االجتماع ية. وإرث وط الق زواج

حياتنا يحكم الذي العيش من النمط هذاتعالى الله يرضاه الذي النمط هو ليس اليو م،

160

. فإن لذلك اإلسالمية الرسالة في لنا ورسمهعل ى يعم لو ا أن هي المصيرية المس لم ين قضية

اإلسالم نظام وإع ادة اإلسالمية الحياة استئنافكل عل ى يقضوا وأن ، والمجتمع الحياة معترك إلى

تقسيم من الدولة، عن الدين بفصل يوحي ماتنصيب ومن وشرع ية، مدنية إلى المحاكملألوقاف وزارات إقامة ومن روحية، سل طات

. اإلسالم نظام فف ي ذلك شاكل وما والم ساجدوع لى الله، أنزل بما تحكم واحدة سل طة هناك

: . تعالى قال الله ط اعة في ط اعتها المسل مينوأطـيعـوا  } الـله أطـيـعوا آمنـوا الـذين أيها يا

تـنازعـتم ـفإن منـكم األمر وأولـي الرـسولإن والرسـول الـله إلـى ـفردوه ـشيء ـفيخـير ذلـك اآلخر والـيـوم بالـله تـؤمـنون كـنـتم

} تأويال .(1)وأحسن

اآلية- - 1 النساء 59سورة161

بالوحي اإلسالمية األمة نهضة

نهضة أن السابق ة، الفصو ل في قررنا لقدمردها إنما ودولته ومجتمعه حياته في اإلنسانتعطي عقل ية ع قيدة عل ى يقوم مبدئي فكر إلى تكون والحياة، واإلنسان الكون عن كل ية فكرة

عن األفكار ع ل يها تنبني فكرية قاعدة بمثابة والمجتمع لل حياة أنظم ة عنها وتنبثق الدنيا الحياة

تلك. هي الصحيحة النهضة أن قررنا كما والدولةالمبدأ وأن الصحيح، الم بدأ ع ل ى تقوم التيفطرة يوافق الذي المبدأ ذلك هو الصحيحالغرائز وسائر فيه التدين غريزة فيقرر اإلنسان

عل ى قائما يكو ن و الصحيح، اإلشباع ويش بعهاوانطباقها ع قيدته بصحة العقل يقطع بحيث العق ل

. قررنا ثم ومن والحياة واإلنس ان الكو ن واقع عل ىوما العقل ية بعق يدته اإلسالم هو المبدأ ذلك أن. أنظمة من عنها وانبثق أفكار من ع ل يها انبنى

ط بيعة عند نتوقف أن نريد الفصل هذا فينهضة ط بيعة لندرك ومضم ونه اإلسالمي المبدألنقف ثم ومن ومقوماتها، وأركانها اإلسالمية األمة

اإلسالمية لألمة يجوز ال التي الحم ر الخطو ط عل ى

162

منطقتي بين الفاصل الخط بو صفها تخترقها أن. واالنحطاط النهضة

ع ند الو قو ف األولى بالدرجة منا يقتضي وهذاالمبدأ أساس هي التي اإلسالمية العق يدة

كما فهمها، عل ى يتو قف اإلسالم وفهم اإلسالمي،. اع تناقها عل ى يتو قف اعتناقه أن

أن شهادتي عل ى يق وم اإلسالم ـإال إن ـإله الـالـله رسوـل محمدـا وـأـن وهاتان. ـالـله

اإلسالمية الشريعة لسائر بالنسبة الشهادتان. ا لفروع سائر عليه قامت ا لذي ا ألصل هما

أن شهادة ـالـله أما ـإال ـإله أ ن ال تقرر فهي ، ا لخالق ا لرب بوصفه تعالى ا لله إ ال بحق معبود ال

هي. وا لعبودية ا لمعبود، هو فاإلله المدبرا ألمر وتفويض الكامل والتذلل ا لمطلق الخضوعتعالى. الله سوى ما كل فإن وبالتالي للمعبودا لحية، وغير منها ا لحية واألصنام، ا ألوثان من

آلهة تكون ألن تصلح ال ا لبشرية، وغير البشرية هي بل شيئا، تخلق أن تستطيع ال أ نها ذلك تعبد،

وهال شأنها عظم ومهما محدودة، مخلوقةسبحانه خالقها إزا ء حقيرة صغيرة فإنها أمرها

وأ بلغ أقوى لدليل وهولها عظمتها إن بل وتعالى،... ا لعدم من أ وجدها الذي خالقها عظمة على

163

ـكل} خـاـلق ـهو ـإال ـإـله ال ربـكم ـاـلله ذـلـكمفاـعبدوه { .(1)شيء

نظر تلف ت التي اآليات تل ك إلى وانظردونه من لألنداد ع بادته سخف إلى اإلنسان

وتعالى : سبحانهوـالشمس} وـاـلنـهـار ـالـليل آـيـاته ومـن

ـللقمر وال ـللشمس تسجدوـا ال وـاـلقمرـإيـاه ـكنتم إـن خلقـهـن ـالذـي لـله وـاسجدوـا

.(2){ تـعبدوـنفـاستمعوـا} مـثل ضرب ـاـلنـاـس ـأيـهـا يـا

ـلـن ـالـله دوـن مـن ـتدعون ـاـلذـيـن إـن له،يسلـبـهم وـإـن له، ـاجتمعوـا ولو ذبـاـبا يخـلقوـا

ضعف منه، ـيسـتنقذوه ال شـيئـا ـالذبـابواـلمطـلوب { .(3)ـالطاـلـب

القرآن لنا يرويها التي القصة تل ك وفييجادل وهو الس الم عل يه إبراهيم ع ن الكريمالناس : عل ى األلو هية ادع ى الذي النمرود

ربه} فـي ـإبرـاهـيم حـاج اـلذـي ـإـلى تر ـأـلمرـبي ـإبرـاهـيم قاـل ـإذ ـاـلمـلك، ـالـله آـتـاه ـأن

وأميـت، ـأحيـي ـأـنا قاـل وـيميـت، يحـي ـالذـيمـن بـالشمس ـيـأتـي ـاـلله فـإـن إـبراـهيم قـاـل

اآلية- - 1 األنعام 102سورةاآلية- - 2 فصلت 37سورةاآلية- - 3 الحج 73سورة

164

. ـالذـي فبـهـت ـالمغرب مـن بـهـا فأت ـالمشرقـالظاـلميـن ـاـلقوم يـهدـي ال وـاـلله .(1){ ـكفر

الل ه خلق ه لشيء تصح ال فالعبادة إذنالخالق لذلك فق ط تؤدى أن يجب وإنم ا سبحانه،الو حيد فهو خلق ه، فأحسن شيء كل خل ق الذي

عل يه يطرأ وال الكمال بصفات يتصف الذيسواه ما كل بل االحتياج، وال العجز وال النقصان

. سبحانه إليه محتاجسبحانه لله األلوهية توحيد فإن وهكذاا لمطلقة اإلنسان عبودية تكون أن يعني وتعالى

ا لقرآ ن يتكلم وحين ، وتعالى سبحانه لخالقهمفهوم يعطيها ال فإنه العبودية، عن الكريم

وإنما ، فقط ا لعبادية وا لشعائر ا لروحية الطقوساإلنسان من والمطلق ا لكامل ا لخضوع بها يعني

في يعيش بأن وذلك حياته، جميع في ، تعالى للها لله أوا مر حسب أعماله را مسي ا لدنيا هذه

له مفوضا نفسه، له ما مسل ونواهيه، تعالى . معنى يكون وبذلك عيشه في عليه متوكال أمرهالتدبير في سبحانه توحيده أيضا، ا أللوهية توحيد

. إ لى أنظر العباد أ فعال على والحكم والتشريعوحده له هو إ نما ا لحكم أن يقرر وهو تعالى قوله

اآلية- - 1 البقرة 258سورة165

وعبادته الله على وا لتوكل بالتوحيد ذلك ويقرن... وجل عز

ـإيـاه} ـإال ـتعـبدوا ـأال ـأمر ـلله ـإال ـالحـكم ـإـنـالقـيم ـاـلدـين .(1){ ذلـك

وعـليه} ـتوكـلـت عـليه ـلله إال ـالحـكم إـناـلمتوـكلون .(2){ فـليتوـكل

وـله} واآلخرة ـاألوـلى فـي ـاـلحمد لهـترجـعوـن { وإـليه .(3)ـالحـكم

ـلقوم} حـكمـا ـالـله مـن أحسـن ومـن.(4)يوقـنوـن {

وـهو} ـلحـكمه مـعقـب ال ـيحـكم وـاـللهـاـلحسـاب { .(5)سرـيع

الناس تنهى وهي ا لكريمة ا آلية تلك وتأملعند من ويحرموا فيحلوا يشرعوا أ ن عنوحده له الذي تعالى الله على فيفترون أنفسهم

سبحانه : يقول حيث ، ا لتشريع حقـاـلـكذب} ـألسنـتكم ـتصف لمـا ـتقوـلوـا وال

ـالـله علـى لـتفتروـا حرـام وـهذـا حالـل هذـا

اآلية- - 1 يوسف 40سورةاآلية- - 2 يوسف 67سورةاآلية- - 3 القصص 70سورةاآلية- - 4 المائدة 50سورةاآلية- - 5 الرعد 41سورة

166

ال. ـالـكذب ـالـله عـلى ـيفتروـن ـاـلذـين ـإن ـالـكذب.(1){ يفـلحوـن

يش رع ون الذين يذم وهو سبحانه وقوله.. الشرائع لل ناس

ـالديـن} من لـهم شرعوـا شركـاء لـهم ـأم}... ـاـلله ـبه ـيأذـن ـلم .(2)مـا

األولى : الشهادة فإن الـله وبذلك إال إله ،السبحانه الل ه إال بحق مش رع وال معبو د ال أن تعني

أن. اإلنسان ع ل ى يجب الذي النظام أن أي وتعالى هو به أعم اله ويسير وفق ه حياته جم يع في يسير

. سبحانه الل ه شرع ه الذي النظامع ل ى تحتم العظيمة الشهادة هذه فإن وبعد،

: التالي الس ؤال هو اإلنسان التشريع ـكان إنأين ومن مـعرـفـته لي أين ـفمن تـعالـى، لـله

؟ أتـلقاه لألولى مكملة ا لثانية ا لشهادة جاء ت لذلك

: فتقول عنها، نتج ا لذي ا لسؤا ل على ومجيبةـاـلله رسوـل التي محمد ا لشريعة إن أي ،

التي الشريعة هي للبشر تعالى الله ارتضاهامحمد على نزل أنزلت الذي ا لوحي طريق عن

. فإنه ولذلك السالم عليه جبريل األمين ا لروح بهاآلية- - 1 النحل 116سورةاآلية- - 2 الشورى 21سورة

167

محمد على الوحي نزول يريد بعد لمن بد ال ، أ ن من والتشريع األلوهية في تعالى الله توحيد

محمد به جاء ا لذي الدين هو ،يتبع أنه ذلكسبحانه ا لمشرع اإلله من ا لرسالة حمل الذي

تدبير إلى المحتاج ا لناقص ا لعاجز ا إلنسان إلى . كثيرة كريمة آيات جاء ت وقد وهدايته خالقه

... ا لمعنى ذلك تؤكداألمر} مـن شرـيعة عـلى جعـلنـاـك ـثم

يـعلموـن ال ـالذيـن ـأهوـاء تـتبع وال .(1){ فـاتـبعـهـافـاتـبعونـي} ـالـله تحـبوـن كـنتم ـإـن قل

غفور وـالـله ذـنوـبـكم ـلـكم وـيغفر ـاـلله يحـببـكم.(2){ رحـيم

ـيحـكموـك} حتـى ـيؤمنون ال ورـبك فالـأنفسـهم فـي يجدوـا ال ثم ـبيـنهم شجر فـيمـا

} ـتسليمـا وـيسـلموـا قضيـت مما .(3)حرجـاـالصـالحـات} وعملوـا ـآمنوـا وـاـلذـين

من ـالحـق وهو محمد ـعلـى ـنزـل ـبما وـآمنوـاـباـلـهم { وـأصـلح سيئـاـتهم ـعنـهم كفر .(4)رـبـهم

اآلية- - 1 الجاثية 18سورةاآلية- - 2 عمران آل 31سورةاآلية- - 3 النساء 65سورةاآلية- - 4 محمد 2سورة

168

محمد ع ل ى نزل الذي الو حي أن وبم اوالحياة واإلنسان الكون عن كل ية فكرة أع طى

وكان مبدأ، الدين ذلك كان لل حياة أنظمة وشرع - - الذي الو حيد المبدأ اإلسالم أي المبدأ ذلك . تميز سر وهذا البشر عن ال الو حي عن صدر

. عن ناتجة نهضتها فإن اإلسالمية األمة نهضةوتقيدها اإللهي، الوحي به جاء لم ا وفقا عيش ها

لعباده ارتضاها التي وسننه ونو اهيه الله بأوامر. الصحيحة الوحيدة النهضة كانت لذلك المتقين،

الكو ن حركة مع يتناغم فيها البشر سل و ك أن ذلكخاضعة وهي معها، ويتناسق المخل وقات، وسائر

قيد عنه تحيد ال لها تعالى الل ه أراده الذي لل نظامتل ك. تقرر التي اآليات تلك إلى وانظر أنمل ة

الحقيقة..واألرـض} اـلسموـات فـي مـن ـأسلم وـله

يرجعوـن وـإـليه وـكرـها .(1){ طوعـاذـلك} لـهـا ـلمسـتقر تجرـي وـالشمس

مـنازـل * قدرـناه وـالقمر ـاـلعـليم ـاـلعزيز تقدير * اـلشمـس ال ـاـلقدـيم ـكـالـعرجون عاد حتـى

ساـبـق ـالـليل وال ـالقمر تدرـك ـأن لـهـا يـنبـغيـيسـبحوـن { فلـك فـي وـكل .(2)ـالـنهـار

اآلية- - 1 عمران آل 83سورةاآليتان- - 2 يس 40-38سورة

169

دخـان} وهـي ـاـلسمـاء ـإلـى ـاسـتوـى ـثمقـالـتا ـكرهـا ـأو طوعـا ـاـئتيـا وـلألرـض لـهـا فقـاـل

فـي * سمـاوـات سـبع فقضـاهـن طاـئعـين ـأتـينـاأمرهـا سماء كل في وـأوحـى .(1){ يوميـن

وـاألرـض} ـالسبع ـاـلسمـاوـات ـله ـتسـبحبحمده يسبح ـإال شـيء مـن وإـن فيـهنـ ومـن

حـليمـا ـكاـن ـإنه ـتسـبيحـهم ـتفقـهوـن ال وـلـكـن .(2){ غفورـا

والعيش السل و ك ذلك مع يتناغم ما أهم ومنتل ك معه، ويتناسق الو حي بشريعة المتقيد

وتعالى سبحانه الله خل قها التي اإلنسانية الفطرةع ز ذكرها والتي المدبر، الخالق عبادة إلى نزاعة

الكريمة اآلية في لـلدين} وجل وجهـك ـفأـقمعـليـها الـناـس ـفطر الـتي الـله ـفطرة حنـيفاالقـيم { الدين ذلـك الـله لخلـق تـبديل .(3)ال

بين تربط التي الكثيرة اآليات جاء ت هنا ومنالنعم إسباغ وبين تعالى الل ه بش ريعة االلتزام

والطمأنينة باألمن والتمتع الخيرات وتف جر : تعالى قو له مثل اسـتقامـوا} والرفاهة، وألوـ

}... غـدـقا ماء ألـسقيـناهم الطريقة .(4)عـلـى

اآليتان- - 1 فصلت 12-11سورةاآلية- - 2 اإلسراء 44سورةاآلية- - 3 الروم 30سورةاآلية- - 4 الجن 16سورة

170

: سبحانه آمنوـا  }وقوله ـاـلقرـى ـأهل ـأـن وـلوـاـلسمـاء من ـبرـكـات عـليـهم ـلفتحنـا وـاـتقوـا

كـاـنوـا بمـا فـأخذـنـاهم ـكذـبوـا ولـكـن وـاألرـض.(1)يـكسبون {

وهي الكريمات اآليات تل ك إلى اسم ع ثمالذين لقو مه الس الم ع ليه نوح خطاب لنا تروي

فيها : وفسقو ا األرض في ط غو ا { غفـارـا ـكاـن ـإنه رـبـكم ـاستـغفروـا فقلـت

* ويمددـكم* مدرارـا علـيـكم ـالسماء ـيرسلـلـكم ويجـعل جـنات ـلكم وـيجعل وـبنيـن بـأموـاـل

.(2){ ـأنـهـارـاالذين المؤ منين يعد تعالى قو له إلى واسمع

: األرض في باالستخالف الصالحات يعم لو نوعـمـلوا} مـنكم آمنـوا الذين الـله وعد

كما األرض ـفي لـيسـتخلفـنهم الصالحاتلهم وليـمكـنن ـقـبـلهم من الذين اسـتخـلف

بعـد من ولـيـبدلنـهم لهم ارتضـى الذـي دينـهمبي يشركـون ال يـعـبدونـني أمـنا خوـفهمهم. ـفأولـئـك ذلـك بـعد كفر ومن شـيـئا

.(3){ الفاسقون

اآلية- - 1 األعراف 96سورةاآلية- - 2 نوح 12-10سورةاآلية- - 3 النور 55سورة

171

التي المجتمعات تعالى الله يتوع د وبالم قابلوتف سق األرض في وتطغى ربها أمر ع ن تعرض

لنا ويضرب ، الشقاء ووقو ع العاقبة بسو ء فيهابظلم ها : أهلكها التي المجتمعات تل ك ع ن األمثال

آمـنة} ـكانت ـقرية مـثال الله وضربمكان كل من رغدا رزـقها يأتـيها مطـمئـنةلـباـس الله ـفأذاـقها الـله بأنـعم ـفكفرت

يصـنـعون كانـوا بـما والخوـف .(1){ الجوعناتجة اإلسالمية األمة نهضة كانت هنا، من

ونو اهيه، الله بأوامر الكامل التقيد ذلك عنبالوحي المحكم االلتصاق ذلك ع ن ، أخرى وبعبارة

محم د ع ل ى نزل تلتصق ،الذي ما بقدر وإ نهما بقدر وسلوكا فكرا بالوحي اإلسالمية األمة

ا لمعين ذلك عن تبعد ما وبقدر وترتقي، تنهضمعادلة هذه وتنخفض، تنحط ما بقدر الصافي

وهذا األيام، من يوم في تخرق أن يمكن ال ثابتة،. ذلك على شاهد خير اإلسالمي التاريخ هو

في باإلسالم حياتهم المسل مو ن صاغ فعندما - والخالفة النبوة زمن األول اإلسالمي المجتمع

- خير وتحقق المثل ى نهضتهم حققو ا الراشدةتل ك ع ل ى الخل ل يطرأ بدأ حين ثم ومن القرون،

المجتمع في السل و ك وبدأ الفريدة الصياغة

اآلية- - 1 النحل 112سورة172

نزل التي واألحكام القو اع د عن ينفصل اإلسالمياألمة جس م إلى يتسرب االنحطاط بدأ الو حي، بها

يتناسب االنحطاط ذلك مقدار وكان اإلسالمية، المجتمع سل و ك بين قام الذي الشرخ مقدار مع

ازدادت الشرخ ذلك اتسع كل ما وكان الوحي، وبينع ن الو حي شريعة غابت أن إلى انحطاط ا، األمةإلى فو صل وا ودولتهم ومجتمعهم الم سل مين حياة

. االنحطاط من األسفل الدركيحرصو ا أن المسل مين واجب كان هنا من

ال صافيا نقيا فهم ا اإلسالم فهم ع لى الحرص أشدباإلسالم التزامهم يكون حتى شائبة، تشو به

الل ه أنزله الذي بالوحي التزاما وأحكامه وأفكارهمحمد سيدنا يحكمو ا عل ى أن ع ليهم يحتم وهذا

بأن وذلك اإلسالمي التشريع مصادر إلى نظرتهمبها جاء التي المصادر من إال أحكامهم يستقو ا ال

. فيها استقر لكو نه اإللهي الو حيتل قيهم المس لم ون حصر حين الماضي ففي : القرآن األربعة بالمصادر اإلسالمية لل شريعة

بناء ذلك فعلو ا إنما والقياس، واإلجماع والس نة. الو حي غير من الش ريعة أخذ يجوز ال أنه عل ى

رسو له إلى أوحاه الذي الل ه كتاب هو فالقرآن،- محمد . والسنة والمعنى ما بالل فظ كل وهي

- تقرير أ و فعل أ و قول من ا لرسول عن صدرعن ينطق ال ا لرسول ألن الوحي عن تعبر إنما

173

. ما هي فالسنة يوحى وحي إال هو إن الهوى. ا للفظ دون بالمعنى الرسول إلى أوحيالصحابة - إجماع غالبا به ويقصد اإلجماع وأما

أثنى- الذين الصحابة ألن الو حي، عن يعبر فإنهيمكن ال الكريم القرآن في مجم وع هم ع ل ى الل ه

من دليله ع ل ى يطل عو ا لم شيء ع ل ى يجمعوا أن رسول شرع يا دليال إجم اعهم كان وبالتالي ،

. عنا خفي دليل ع ن يكشف لكو نهع ن يكشف مصدر أيضا فهو القياس، وأما

- . بعض يظنه كم ا ليس الق ياس أن ذلك الو حيهو- وإنما العقل، من لل حكم استنباط ا الناس

جاء ت التي الش رع ية بالعل ة األحكام عل ى استداللإن أي سنة، أو قرآن من الشرع ية النصو ص بها

بعل ة الشتراكهما يكون إنما آخر ع ل ى حكم قياسوسنة، قرآن من الشرعي النص بها ورد واحدة

من استنباط ا بالقياس االستدالل كان وبالتاليالو حي.

وتشريعه لإلسالم المسل مين فهم كان هكذاعصور في أما اإلسالمية، النهضة ع صو ر فيمصادر المسل مين لدى كثرت فق د هذه، االنحطاط

تل ك من كثير أصبح بحيث وتعددت التشريع ليس به واالستدالل بالوحي، له ع القة ال المصادر

العقل من وإنما الو حي، من لل شريعة تل قيا

174

األمة زاد مما ذلك، شاكل وما والمصالح والو اقع. وتقهقرا وتراجعا انحطاط ا اإلسالمية

- الو حي وهو اإلسالم نصرة تريد ألمة فعجبامحمد ع ل ى ل نز تستقي -   الذي هي بينما

الوحي، غير من وتشريعها أ حكامها من الكثير. ا لوحي عنه نهى بما لنصرته وتسعى

بقو له فنذكر نعو د أن إال أخيرا يسعنا ال لذلكتعالى :

فـاتـبعونـي} ـالـله تحـبوـن كـنتم ـإـن قلغفور وـالـله ذـنوـبـكم ـلـكم وـيغفر ـاـلله يحـببـكم

.(1){ رحـيم

اآلية- - 1 عمران آل 31سورة175

اإلسالمية الحضارة براءةالحضارات سائر من

واألفكار الحضارات مجمل في الناظ ر إنظ اهرة يجد التاريخ، ع بر الشعوب سادت التي

لدراستها ع ندها التو قف يحسن باالهتمام، جديرةأو. ، ببعض بعضها الحضارات تل ك تأثر وهي مل يا

. بعض تكون وقد بعض من بعضها انبثاقأنها إال سبقتها، التي لتل ك امتدادا الحضارات

. فكيف أخرى وميزات جديدة بسمات ع نها تميزت؟ الظاهرة هذه تفس ير لنا يمكن

هي الحضارة إن نق ول مجمـوعحينالحـياة عن مجم وع ة الـمفاهـيم أنها يعني فهذا ،

نواحي مختل ف تتناول الكم، كبيرة األفكار من واجتماع واقتصاد حكم من ، والم جتم ع الحياة

. تل ك كانت فإذا ذلك وغير وفن وسياسة وقانونفإننا البشرية، األذهان أو العقو ل نتاج هي األفكار

بعضها الحضارات تأثر حتمية إلى بالتأكيد سنصل. سلبيا تأثرا أو إيجابيا تأثرا سواء ، ببعض

األفكار تل ك أنتج الذي البشري العقل أن ذلكمحدود هو إنم ا مفاهيم، ذلك بعد الناس واتخذها

176

. يبدع فإنه يبدع وحين معل و مات من أوتي ما بقدر. الذهن في المعلو مات من خزين عل ى بناء

معل ومات من يمل ك ما بقدر إال يدرك ال فاإلنسان . أن يعني ال واإلبداع المحسو س الو اقع بها يفسر

بالو اقع لها صلة ال جديدة أفكارا ينش ىء اإلنسانإدراك هو بل الس ابقة، بالمعلو مات أو المحسو س

ألحد يسبق لم جديدة فكرة إنتاج أو جديد، شيء الو اقع إلى استنادا أيضا ولكن أنتجها، أن

. أن األمر في ما وكل الس ابقة والم عل وماتفأخرج الـمـبدع معينة، معطيات بين ربط قد

أول فكان أخرجها، أن ألحد يسبق لم جديدة فكرةالف كرة تل ك صحة ع ن النظر بغض وذلك بها، قائل . يبدعو ن حين المبدع ين فإن وبالتالي خطئها أو

فإنهم التخيالت، ربما أو والنظريات األفكارسابقة معل ومات من يمل كو ن ما بقدر ذلك يفعلو ن

. أذهانهم في تجري التي الربط ط بيعة وحسبالمبدع أو المف كر يتأثر أن الطبيعي ومن

فيها يعيش التي واألوضاع به تحيط التي باألفكاربأفكار فيخرج يفكر، وهو تالبسه التي والظروفتحيط التي األفكار جنس من إما هي ونظريات

الحالين كال وفي إزاءها، ع كسي فعل رد وإما به، . تأثر ظ اهرة لنا يفسر ما وهذا بها متأثر هو

- . الحضارات تلك فإن ببعض بعضها الحضارات - ما شعب لدى ما مجمو ع هي القول سبق كما

177

التي األفكار مجمو ع أي الحياة، عن الم فاهيم منالعقو ل تل ك نتاج هي األفكار وتل ك اع تنقها،

عن بعضها ويأخذ ببعض بعضها يتأثر التي واألذهانبها يتميز جديدة أفكارا وتبدع اآلخر، البعض

. اآلخر البعض عن البعضما نفسر أن نستطيع األساس هذا وع ل ى

تأثر من والباحثو ن المؤ رخو ن ع نه يتكل مبالحضارة وغيرهم ا والبابل ية األشورية الحضارتينالرومانية الحضارة تأثر أو مثال، السو مرية

ل ها الس ابقة اليو نانية كما  -  بالحضارة هي بل - اليو نانية الحضارة تأثر أو لها امتداد يقو لون... الق ديم األدنى والش رق مصر بحضارات

نفهم أن نستطيع أيضا، األساس هذا وع ل ىالعصو ر في أوربا حضارة بين العالقة ط بيعة

المعاصرة الغربية والحضارة الو سطى " األخيرة" تل ك بين العالقة وأيضا ، الل برالية

. " هاتين" ففي الشيو عي الحضاري المش روع و. عكسيا كان أنه بم عنى سلبيا، التأثر كان الحالتين

باسم المل و ك وتسل ط الكنيس ة تحكم فإنظ ل في الظل م واستفحال اإللهي، التفو يض

أو والعبد، السيد حيث اإلقطاعي، النظامالروحية األجواء ومس اورة والفالح، اإلقطاع ي

العصور خالل والتخل ف االنحطاط ألوضاع والتدين

178

في تجل ى ع كسيا، فعل رد أنتج ذلك كل الو سطى،والدولة، والمجتمع الحياة عن الدين فصل فكرة

العامة الحريات وفكرة الديمقراط ية فكرة وفياعتقاد وحرية تمل ك وحرية شخصية حرية من

. الل براليين المفكرين لدى رأي، وحريةبعد الرأسمالي المجتمع أوضاع كانت ثمظ ل م من والم وظ فين العمال معاناة حيث ذلك،

والش ركات المصانع مالك الرأسماليينتركز وحيث وعسف هم، الخاصة والم ؤسسات

البرجوازيين، من قل يل ة فئة يد في األمو ال رؤوس المجتمع أفراد من الساحقة األغل بية تجد ال بينما

. أنتجت األوضاع هذه كل الرمق يسد يكاد ال ما إالوأصحاب المف كرين لدى ع كسيا فعل ردالنظريات في تجل ى االقتصادية، النظريات

األهل ية الثروة توزيع نحو تنزع التي االشتراكية " " الم جتم ع في ع ليه هو مما إنصافا أكثر نحو عل ى

وأكثرها. النظريات تل ك أهم من وكان الرأسمالي حاولت التي الماركسية، االشتراكية تماسكا

داخل الو اقع أرض ع ل ى تطبيقها البلش فية الثو رة. السوفياتي باالتحاد ع رف ما

التي اإلسالمية الحضارة مثال أخذنا إذا أماسنجد فإننا الو سطى، العصو ر بداية مع انتشرت

. إلى الناظ ر أن ذلك ع ليها ينطبق ال الكالم ذلكارتباط أي أو تأثر أي فيها يجد ال نشو ئها بداية

179

تأثرا ال الم عاصرة، أو لها السابقة بالحضارات نمطا أوجد اإلسالم أن ذلك سل بيا، تأثرا وال إيجابيا

أنماط كل عن االختالف كل مختل فا العيش من انق البا وأحدث والمعاصرة، له السابقة العيش

من ناحية يترك لم بحيث المجتمع في جذريامن التغيير فيها وأحدث وط الها إال نو احيهالتي العربية الجزيرة من انطالقا أساسها، خل ت قرون لعدة الجاهل ية عيش نمط اع تادت

والمحيطة المجاورة بالبالد وانتهاء ومروراالرومانية الحضارات سادتها التي والبعيدة

. وغيرها والف ارسيةالرأسمالية الغربية الحضارتين أن نجد وبينم ا

- حضارة ع ل ى انقالبا قامتا اللتين والش يوع ية - إال الو اقع أرض ع ل ى توجدا لم الوسطى العصور

تتابع حيث قرون ع دة ط الت إرهاصات بعدفكرة تل و فكرة يبدعو ن والفالسفة المفكرون

ليرممو ا مفكرون جاء حتى األخرى تل و ونظريةمبدئين منها ويصو غو ا المتناثرة األفكار تل ك

قرون بعد إال التطبيق مو ضع يوضعا لم كامل ين : بينما أقو ل العسيرة، الحضارية الم خاضات من

أن نجد الحضارتين،فإننا هاتين في ذلك نجدفي االنقالب ذلك أحدثت التي اإلسالمية الحضارة

دخل ت التي الشعو ب وسائر العربية الجزيرةمحمد إعالن منذ انتشارها بدأ في حظيرتها لها

180

ثالثة بعد ثمارها وآتت العربية، الجزيرة قل ب مكةالمدينة في ارتكزت حين والدتها من ع اما عش ر

" " بعش ر ذلك بعد انتشرت ثم ، يثرب المنو رةذلك بعد لتتابع العربية، الجزيرة كل في سنو ات . قرن يمض ولم الق ديم العالم سائر في مسيرتهاتمتد شاسعة مساحة تظل ل أصبحت وقد إال واحد

حيث غربا، األط ل سي إلى شرقا الصين منتل ك في السابقة الحضارات كل عن صف حا ضربتإلى وغيرها وهندية وبيزنطية فارسية من البالد

. رجعة غير:) ( فايس ليوبولد أسد محمد األستاذ يقول

والبحث التنقيب في أوغل نا مهما أننا إذن " واضح ارات من سل ف فيما ر، حض نجد فل ن البش ا تو قيت

ا تطيع معين دده أن نس نح دءا ارة ب ا، لحض أو م نعين أن وال لمو لدها، تاريخا دا ح ال يز فاص بين يم

ارة رى ولت حض رق وأخ و ر عل يها أش دت الن وتب لل وجو د.

لف نا ما لكل واحدا استثناء هناك ولكن من أس اد استثناء قو ل، ذهل لغرابته تك و ل ت وتنعقد العق

اس عرفه فيما البشر تاريخ يذكر فل م األلسنة، الن رزت واحدة حضارة سو ى حضارات من ود ب لل وج اظ رين واس تو ت واحدة، دفعة الغيب عالم من لل ن

و لها عل ى قائم ة ترة في أص دودة ف اريخ من مح ت

181

ر، ارة شك وال تل ك البش ذة حض و ع من ف فريد ناإلسالم. لحضارة وإنها

ارات كل قامت فل ئن رى الحض أت األخ ونش دا روي دا راث من روي وى بما الماضي ت من ح

روب رأي ض ارات ال ر، وتي تغرقت الفك في واس اص شكل ها إلى تبل ورها دد وكيانها الخ المح ادا آم ارة انفردت فل قد الزمن، من ط ويل ة الم حض اإلس دها ها وح اة إلى بانبجاس ابق دون الحي أو عهد سانتظار.

ارة، هذه جمعت وقد أتها، فجر من الحض نش ش امل ة. مكتمل ة لحضارة األساسية المقو مات كل

امت الم، واضح مجتمع في فق نظرته له المع ريعي نظامه وله الحياة، إلى الخاصة الكامل التش

دد نهجه وله ات المح راد، بين لل عالق هم األف بعض هذا داخل ببعض. المجتمع

رة قيامها يكن ولم بها زخر تقاليد ثم ي، ارات وليد وال الماض ة، فكرية تي ولكن متوارث

ارة، هذه انت الحض دة ك دث ولي اريخي ح فريد ت(1)الكريم". القرآن تنزيل وهو

1 . ص- الحضاري والتحدي 20 - 19اإلسالم182

- سيما وال الغربيين المفكرين إن - المثقفين من العل مانيين ثم منهم المستش رقين

تطبيق ع ن العجز يطيقوا لم اإلسالمي العالم فيالحضارة ع لى اإلنسانية الحضارات تواصل نظريةاإلسالمي التاريخ في يتل مسو ن فراحو ا اإلسالمية،

يمكن التي واآلثار والنصو ص واألحداث الظو اهرامتداد هي اإلسالمية الحضارة أن الدع اء امتطاؤها

من لها والمعاصرة السابق ة الحضارات لسائر . أن إال وغيرها وهندية وفارسية ورومانية جاهل ية

كانت الم حاوالت هذه بأن يق طع النزيه الباحثيحاول كالذي المستحيل، لباب ط رق وأنها عبثا

. ولده من ع مرا أصغر الو الد أن إثباتذهن إبداع ليست اإلسالمية الحضارة أن ذلك

هي بل ع قو ل، مجم وع ة حتى وال بشري، ع قل أو . اإلسالمية فالحضارة الحكيم اإللهي الو حي من

عن هي اإلـسالمـية المفاهيم مجمـوعةاستقاها. الحـياة إنما المفاهيم هذه وكل

ع ل ى بنوها أو الو حي نصو ص من المسل مو نمن وحي وهم ا والسنة، الق رآن أي الوحي نصو ص

: سبحانه القائل الـهوـى  }الل ه عن يـنطق ومايـوحى وحي إال هو ا لمفاهيم (1){ إن وهذه ،

عن كلية فكرة تعطي عقلية عقيدة على مبنيةعقيدة هي وا لحياة، واإلنسان ـإال الكون ـإـله ال

اآلية- - 1 النجم .4سورة183

ـالـله رسوـل محمد ا لحضارة. ـالـله كانت وبذلكنواحي كل تتناول مبدئية حضارة اإلسالمية

... وا لدولة وا لمجتمع الحياة : تعالى } قال تبـيانا الـكتاب عـلـيـك ونزلـنا

وبشرـى ورحـمة وهدـى ـشيء لـكل.(1){ لـلـمسـلـمين

اآلية- - 1 النحل .89سورة184

الثالث القسم

اإلسالمي المجتمع

185

186

: وسلم وـآـله عـليه اـلله صـلى ـاـلله رسوـل قـاـل

كل من العلم هذ ا يحمل

عدوله، خلف

ون ه ي ن ف ن ع

ح ري ف ين ت ال ال غ

187

ال مبط ل ين وانتحالالجاهلين وتأويل

ـالـبيـهقي روـاه

188

189

ه ض ت ه ال م ج ت مع ون

البشري التاريخ يس تعرض حين الباحث إن تل فت رئيسة ظ اهرة يجد وعمق، بروية ويتأمل ه . حيث من المجتمعات تفاوت وهي أال انتباهه

من تفاوتها أخرى وبعبارة واالنحطاط، الرقي. واالنخفاض النهو ض حيث

سجل هي حقيقتها في التاريخية فالنصوصوجه ع ل ى عاشت التي البش رية المجتمعات لحياة

. المجتمعات هذه بين تق ارن وحين البسيطة هذه حيث من سواء بينها، فيما واضحا فرقا تجد فإنك

النم ط حيث من سواء أي المستو ى، أو النو ع . إننا بل واالنحطاط الرقي حيث من أو الحضاري،

بذل ها مجهودات عل ى و ص النص تل ك في نطل ع- نظريا والسي اسي و ن والفالسف ة المفكرون

بها - والسير بمجتمعاتهم النهوض أجل من وع مل ياغايته تحق يق في أفلح من ومنهم األرقى، نحو

. فشل من ومنهم كثيرا يشغل اليو م إلى المو ضو ع هذا زال والعل ى والسياسيين، والمفكرين الباحثين من

. يشغل هم وسيبقى ومذاهبهم، اتجاهاتهم اختالف

190

الماضي في اإلنس ان هو اإلنسان أن ذلك. والمستقبل والحاضر

هذه عن بمعزل لسنا الم سل مين ونحنالرقي استهدفنا تاريخنا فجر منذ فإننا القاع دة،أساس عل ى راق مجتمع إقامة إلى وسعينا

الل ه رسو ل ع هد منذ أسالفنا أفل ح وقد اإلسالم،سبحانه الل ه أن والسيم ا الهدف، هذا تحقيق في

من سبيل ه لهم ورسم عل يهم أوجبه قد وتعالىالرسو ل ع لى الو حي من نزل ما فق ال خالل ،

وعـمـلوا} تعالى: مـنكم آمنـوا الـذين الـله وعدكما األرض ـفي لـيسـتخلفـنهم الصالحاتلهم وليـمكـنن ـقـبـلهم من الذين اسـتخـلف

بعـد من ولـيـبدلنـهم لهم ارتضـى الذـي دينـهمبي يشركـون ال يـعـبدونـني أمـنا خوـفهمهم ـفأولـئـك ذلـك بـعد كفر ومن شـيـئا

.(1){ الفاسقونمن بحال مجتمعنا أصبح وقد اليوم أما كان عاقل، فيها ينازع وال عل يها يحسد ال االنحطاط

السبيل ع ن لل بحث جديد من العودة من بد النهضة، أيما وليس ، المجتمع نهضة إلى المؤ ديالوحيدة النهضة هي التي اإلسالمية النهضة وإنما

الصحيحة.

1( - اآلية- النور (.55سورة191

رسم قد اإلسالم أن فيه شك ال ومما. اإلسالمي المجتمع إقامة سبيل لل مسل مين

. إال مجتمعهم لنهضة الطريق رسم أخرى وبعبارةقبل وتطبيقها فهمها يمكن ال الطريق هذه أن . ذلك مجتمع هو حيث من المجتمع واقع معرفة

وإعطاء المشاكل معالجة في اإلسالم ط ريق ة أن: التالي النحو ع لى هي الحل ول

لل و قو ف: أوال عم يقا دقيقا فهما الواقع فهم. معالجتها تراد التي المش كل ة حقيق ة عل ى

لف هم: ثانيا التشريعية النصو ص إلى العو دةالمش كل ة وتل ك الواقع بذلك المتعل قة النصو ص

في الل ه حكم معرفة الغاية وتكو ن تشريعيا، فهمامن والحل ول المعالجات ألخذ وذلك المسألة، تل ك

الرسول ع لى نزل الذي .  الو حي عل ى: ثالثا الشرع ية المعالجات هذه تطبيق

. المطروحة المشكل ة لحل الو اقع ذلك واقع معرفة من أوال البد كان هنا من

بد ال أي ، مجتمع هو حيث من البشري المجتمع. الم جتم ع تعريف من

الم جتم ع إلى ينظرون الناس من كثيرا إنال خاط ئا تعريفا فيعرفو نه عابرة، سطحية نظرة

: . هو المجتمع إن فيقولو ن واقعه عل ى ينطبق . هذا لتعريفهم وتبعا الناس من أفراد مجموع ة

192

أو بالمجتمع النهو ض لكيفية تصورا يضعون. : الم جتم ع يصل ح الفرد أصل ح فيق ولو ن إصالحه

. التعريف يكو ن فحتى التعريف ذلك فل نحاكم . ويكو ن مانعا جامعا وصفا يكون أن يجب صحيحا

كل عل ى ينطبق كان إذا جامعا التعريف هذاغير ع ل ى ينطبق لم إذا مانعا ويكو ن ، مجتمع

. المجتمعسنجده ا لواقع على ا لتعريف هذا طبقنا وإذا . مجتمع كل ألن جامع، فهو مانع غير أنه إال جامعا

. غير أ نه إ ال أ فرا د مجموعة بالضرورة يحوي . ذلك المجتمع سوى ما على ينطبق ألنه مانع،

يكونون ال ا ألفرا د من مجموعة مجرد أن: . مثاال ذلك على ولنضرب مجتمعا بالضرورة

واحدة سفينة يركبو ن الناس من مجمو عة إن بل غ ولو حتى ع ددهم، كثر مهما مجتمعا يشكل ون ال

. هؤالء أليس الجم يع باتفاق وذلك األلوف،. األفراد من مجموع ة

أن يعني هذا مجتمعا؟ يشكل وا لم فل ماذا. خاط ىء وبالتالي قاصر، عريف الت

ال الباخرة، ظ هر عل ى األلو ف أن نجد وفيمامن مئات بضع أن نجد فإننا مجتمعا، يشكلو ن

193

وذلك مجتمعا، يشكل و ن صغيرة قرية في الناس. الجميع باتف اق أيضا

الذي التعريف ذلك هو الصحيح فالتعريفيشكلو ن الذين الناس بين الجو هري الف رق يل حظ

وبين قرية، في مئات بضع كانوا ولو مجتمعادون األوقات من وقت في اجتمعوا الذين الناس

. األلو ف عشرات بل غو ا ولو مجتمعا يشكل وا أنالقرية أهل أن في يكمن الجو هري الفرق وهذاع لى حافظت دائمية ع القات بينهم قامت

وأعطت متماسكة وحدة منهم وجعل ت تماسكهم - - متميزة شخصية ألفرادهم وليس لمجمو عهم

. بينما محددة هو ية المجمو ع لهذا أصبح بحيثأكثر ليسو ا األلو ف يعدون الذين الباخرة ركاب

دائمية، ع القة أية تربطهم وال ط ريق رفاق من. الرصيف ع ل ى النزول بمجرد سيتف رقو ن فهم

ا لناس من مجموعة هو فالمجتمع إذن،ذلك يقوم بها دائمية، عالقات بينهم تؤلف . هذه كانت فإن يتميز وبتميزها المجتمع

وإن را قيا المجتمع ذلك كان را قية العالقات. منخفضا كان منخفضة كانت: التالي السؤ ال يبرز وهنا

194

راـقـية، الـعالـقات هذه تكون كـيفمنخفضة؟ تكون في وكـيف يكم ن الجو اب

. العالقات بهذه تتحكم التي العو امل معرفةترينا المجتمع واقع إلى العميقة النظرة إن

، أشياء ثالثة فيه الناس بعالقات يتحكم الذي أنواألنظمة هي والـمشاعر .الـمفاهـيم

الـمفاهـيم يكو ن أما اإلنس ان أن فذلك ، ما يفعل فهو يحمل ها، التي لمفاهيمه تابعا سل و كه

تقوم وحتى خطأ، يراه ما ويترك صو ابا، يراهالمفاهيم تكو ن أن البد الناس بين العالقةالمصل حة، ع لى اجتمعو ا الناس أن ذلك مشتركة،

تو حدت إذا إال ط رفين بين العالقة تقو م وال . اختل فت إذا أما الم صل حة حو ل لديهما المفاهيم

. العالقة تقو م فل ن المصل حة، حول المفاهيمالـمشاعر التي وأما الم فاهيم أن فذلك ،

جنسها، من مش اعر بها ترتبط الناس، يحمل هاتتوحد أن البد بينهم، العالقة تقو م وحتى

عل يها، اجتم عو ا التي الم صل حة تجاه مشاع رهمويغضبو ن صو ابا يرونه لما جم يعا فيفرحون

. األفكار وهذه خطأ يرونه لم ا جم يعا وينزعجو نمنها يتكو ن التي هي العام والم شاعر الـعرـف

. الم جتم ع في

195

األنظـمة فيه وأما تقوم مجتمع كل فإن ، . وتفصل ع القاته وتنظم شؤونه ترعى سل طة

تتبناه نظام حسب ذلك كل فيه، الخصو ماتيعني مما به، الم جتم ع أفراد جم يع وتل زم وتطبقه

عالقات في كبير أثر له سيكو ن النظام هذا أن. المجتمع

أناس هو المجتمع أن لنا يظهر وهكذا . وإن وأنظمة مشتركة ومشاعر أفكار تربطهم

األفكار تلك بحسب ف يصن المجتمع هذارأسمالية مثال كانت فإن واألنظم ة، والم شاعر

شيوع ية كانت وإن رأسماليا، المجتمع كان كل هاكان إسالمية كانت وإن شيو عيا، المجتمع كان

. إسالميا المجتمعمعينة هوية ذا الم جتم ع ذلك يكو ن فحتى

المجمو ع ة تل ك تكو ن أن يجب متم يزة وشخصيةبحيث متجانسة، واألنظمة والمشاع ر األفكار من

. بعضا بعضها يناقض المن مزيجا يحمل مجتمعا أن فرضنا فل و

- الحال هو كما واإلسالم ي ة الرأسمالية األفكارلذلك - يكون لن فإنه اإلسالمية البالد من كثير في

فإنه وبالتالي محددة، هو ية وال معين لون المجتمع - وال- النهضة يعرف لن هذه حاله ع ل ى مادام

. األشكال من بشكل

196

بين ما مجتمع في شرخ قام لو ما وكذلكط ب ق بحيث األنظمة وبين فيه العام العرف

المجتمع مفاهيم مع تتناق ض أن ظم ة الحك ام- اإلسالمي  ومشاع ره العالم معظم شأن هو كما

نار - فيه تتقد مضطربا مجتمعا سيكو ن فإنه اليو مفإنه وبالتالي والم حكومين، الحاكمين بين العداوة

. النهضة أو الرقي وصف عن البعد أشد بعيدأفكاره برقي يرقى المجتمع إن ثم

. يم كن وال بانخفاضها وينخف ض وأنظمته ومشاع رهراقية واألنظمة والمشاع ر األفكار تلك تكون أن . وهذه واحدة فكرية قاع دة ع ل ى مبنية تكون أن إال

ع قل ية ع قيدة تكون أن يجب الفكرية القاع دةوالحياة، واإلنس ان الكون ع ن كل ية فكرة تعطي

لكل وأصال األفكار لكل مبدأ تكون أن تصل ح حتىاألنظمة.

مجتم عا يكو ن ، المجتمع أن الكالم وخالصة - األفكار وهو العام ع رفه كان إذا ناهضا - وكانت ع قل ية، ع قيدة ع ل ى مبينا والم شاعر . العقيدة هذه تكو ن وبذلك عنها منبثقة أنظم تهوالقيادة ، الم جتم ع ع ليه يقو م الذي األساس هي

. النهضة نحو بيده تأخذ التي الفكريةبالنهضة ينعم مجتمع إيجاد أردنا فإذا

مجتمع بإقامة إال يتأتى ال ذلك فإن الصحيحة،

197

العقيدة ع لى يق وم مجتمع بإيجاد أي إسالمي،ومش اعره أفكاره تكو ن بحيث اإلسالمية،

. اإلسالمية العقيدة أن ذلك إسالمية كل ها وأنظمته. باط ل سواها وما الصحيحة العقيدة هي

اليوم المس لم ين مجتم ع واقع إلى نظرنا وإذا مجتمع أنه وجدنا الكالم، من سبق ما ضو ء عل ى

. وإن أفكاره أن ذلك االنحطاط وصف ع ل يه يصدقمن كبيرا قسما فيها أن إال إسالميا منها كثير كان

معظم ها ورد والتي اإلسالمية غير الدخيل ة األفكارع ن الدين فصل كأفكار الغربية، الحضارة منشابه وما والديم قراط ية العامة والحريات الحياة

ذلك.من رغم فكذلك المشاع ر، حيث من أما

اإلسالمية، مشاع رها من كثير عل ى األمة حفاظالزائفة، المشاع ر من كثير المجتمع في تفشت

. وغيرها والق بلية والو طنية كالقو ميةاألنظمة أغل ب فإن األنظمة، حيث من وأما

كف ر أنظم ة هي المسل مين بالد في تطبق التي. الوضعية القو انين من وهناك هنا من استوردت

فيه يعيش الذي المجتمع أصبح وهكذااألفكار من مزيج من مش كال المسل مو ن،

اإلسالمية، وغير اإلسالمية واألنظمة والم شاعر

198

من بشيء ينعم ال منخفضا مجتم عا منه جعل مماالنهضة.

كو ن من الرغم عل ى أنه يعني، ذلك أن كماهذا أن إال مسل مين، المجتمع في س النا أغلب

اإلسالمي، المجتمع وصف ع ل يه ينطبق ال المجتمع. إسالميا مجتمعا ليس أنه أي

199

تغيير في الرسول منهجالمجتمع

الله رسول بعث جاهلي، لقد مجتم ع فيالجاهلية، واألنظم ة والمشاع ر المفاهيم تسو ده

مجتمع إلى المجتمع هذا يحو ل أن مهمته فكانتبإزالة وليس أفراده، بتغيير ليس وذلك تم اما، آخروإنما منهم، بدال آخرين بأفراد واإلتيان أفرادهبإزالة أي وأنظمته، ومشاع ره مفاهيم ه بتغييرأفكار وإيجاد وأنظمته ومشاعره الكفر أفكار

. إسالمية وأنظمة ومشاع رذلك؟ في اتبعها التي الطريقة فما

رسو ل لس يرة واالستقراء التدقيق خالل منتنقس م الل ه أنها لنا يتبين الوحي، نزول من ابتداء

: مراحل ثالث إلى - األولـى أ تكتل: الـمرحلة إع داد مرحل ة

بالثقافة وتثقيفه اإلسالم، أساس عل ىاإلسالمية.

الـثانـية ب - الصدع : الـمرحلة مرحل ة. المجتمع مع والتف اعل بالدعو ة

200

الـثالـثة ت - : الـمرحلة ع مل يا اإلسالم تطبيق. اإلسالمية الدولة خالل من

والتوسيع التف صيل يل ي وفيما

201

: األولـى الـتثقيف ـالمرحلة مرحلة

202

قام سنو ات، ثالث الم رحل ة هذه استمرتالل ه نفو س رسول في العقيدة بغرس خاللها

فيهم يقو ي وكان ع نهم، الل ه رضي الصحابةالعقل ية والبراهين األدلة ط ريق عن اإليمان

ويثقفهم اإلسالم أحكام ويعل مهم القاط عة،األدلة لهم ويقيم الحية، اإلسالمية بالثقافة

واألنظمة والمف اهيم العقائد فس اد ع لى والبراهينوع لى. تعالى، الل ه ذكر ع لى ويحثهم الجاهل ية

بالل ه اليقين من مزيد أجل من الكو ن في التفكرالروحانية فيهم ويبعث له، الطاع ات من ومزيد

. قل وبهم من وينزع والتهجد والتالوة بالصالةوالعصبية الجاهل ية كالحمية الجاهل ية، مشاع ر

اإلسالمية الم شاعر فيهم ويبعث القبل ية،الصادقة، اإلسالمية الم فاهيم مع المنسجمة

ولل مؤمنين، ولل رسو ل لل ه الوالء ع ل ى فيعودهمكانو ا ولو وأوليائه، لل شيطان الو الء ع ل يهم ويحرم

عشيرتهم، أو أبناءهم أو إخو انهم أو آباء هموإزهاق الحق إحقاق أجل من الهمم فيهم ويش حذ

معها يطيق ون ال حالة إلى يصل و ا أن إلى الباط ل، . تغل ي فالعقيدة نف وسهم حبيس المبدأ يبقى أن

في تتزاحم الصادقة والمفاهيم صدورهم، فيوع ادات قناع ات من يحويه بما والو اقع أذهانهم،

ال وظ ل م بالية مهترئة فاسدة وأنظمة وتق اليدالقو م شرار من وتسل ط يحتمل، ال وفساد يطاق

203

وظ ل م الطو اغيت، من وتجبر اآلفاق، وشذاذللكيل، وتطفيف لل بنات، ووأد لل مستضعفين،

لل ناس أ جل وافتراس من وتقاتل بالربا، . إ لى ويدعوهم يحفزهم ا لواقع هذا العصبية

. تقويمه أ جل من مجابهتهالرسو ل حتى واستمر المرحلة هذه في

الثقافة في نضجو ا الذين الصحابة من تكتال أع داإلسالمية العق لية فيهم تكو نت فقد اإلسالمية،

. اط مأن وبذلك إسالمية نفسية نفسيتهم وأصبحتمن تكتال أوجد أنه إلى والس الم الصالة عل يهبالل ه المو صولة الناضجة اإلسالمية الشخصيات

. بصل ة الجاهل ي المجتمع إلى تمت وال تعالى،بالدع وة لل صدع مستعدا أصبح التكتل أن وأيقن

. جاهل يته بكل القائم الم جتم ع لمجابهة مستعدا

: ـالـثاـنية الصدع ـالمرحلة مرحلةالمجتمع مع والـتفاعل بالدعوة

الرسول استمر المرحل ة، هذه بناء في فيذلك إلى وأضاف عددها، وزيادة وتثق يفها كتل ته

في واألشد واألصعب األخطر كانت أع مال عدةوهذه الصحابة، تكتل ع اشها التي الدع وة حياة

: هي األعم ال

204

الجماهـيرية - 1 لنشر الدعوة الجهرية. اإلسالمي العام الرأي وإيجاد اإلسالم

الفكرـي - 2 وأنظمته الصراع الكفر لعقائدالخاط ئة واألفكار الفاسدة ولل عادات وأفكاره

إلى والدع وة زيفها ببيان المغل و طة، والم فاهيمتركها.السـياـسي - 3 فيه الكفاح تق صد الذي ،

وحكم الكفر ع ل ى إلصرارهم قريش، زع ماءالدع وة وجه في ولو قو فهم الكفر، بأنظمة الناس

اإلسالمية.حمل هذه، بالدع و ة الجهر مرحلة في

معه الرسو ل تحم ل التي الكتل ة وأظ هر الدع وة . هذه كانت فقد ذلك وفو ق متحدية سافرة الدعو ةفي والمجتمع قريش كفاح تتضمن بذاتها الدعو ة

وعبادته الل ه تو حيد إلى تدع و كانت ألنها مكةع ن واإلقالع األصنام ع بادة ترك وإلى وحده،

فاصطدمت وفقه، يعيشو ن الذي الفاسد النظامالرسو ل سفه فق د كل يا، اصطداما   بقريش

الرخيصة، بحياتهم وندد آلهتهم وحقر أحالمهم . ع ليه ينزل الظالمة ع يشهم وسائل عل ى ونعى

صراحة لهم ويقو ل فيهاجمهم وما  }القرآن إنكملها أنـتم جهـنم حصـب الـله دون من تـعـبدون

205

عليه (1){ واردون يعيشون الذي ا لربا يهاجم ثم ، في تعالى فيقول أصوله، من عنيفة مهاجمة

: الروم ـفـي} سورة لـيربـو ربا من آتـيـتم وماالـله عنـد يربو ـفال الـناـس ويتوعد (2){ أموال ،

: تعالى فيقول وا لميزا ن، ا لكيل يطففون }الذين * عـلى اكـتالـوا إذا الذين لـلمطففـين ويـل

* أو كالـوهم وإذا يسـتـوـفون الـناـسيخسرون { في (3)وزنـوهم يقفون أ خذوا ولهذا ،

تارة بالتعذيب وأ صحابه هو ويؤذونه وجهه،دينه، وضد ضده وبالدعاوة أ خرى، وبالمقاطعة

مكافحة على وا ستمر ، يهاجمهم ظل أنه غيرا لفاسدة، العقائد وهدم الخاطئة، اآلرا ء

. يدعو وكان الدعوة نشر سبيل في والمجاهدةوال يلوح، وال يكني، ال صراحة، بكل ا إلسالم إلىما رغم يدا هن، وال يحابي وال يستكين، وال يلينما ورغم ا ألذى، صنوف من قريش من القاه

. مشقات من يصيبهمن نصير وال له معين ال أعزل فرد أنه ومع

سافرا جاء فإنه سالح، وال معه ع دة وال الناس،يتطرق ال وإيمان، بقو ة الله لدين يدع و متحديا،

الدعو ة، تكاليف احتمال ع ن ضعف أي إليه

اآلية- - )1 األنبياء (.98سورةاآلية- - )2 الروم (39سورةاآليات- - )3 المطففين (3-1سورة

206

لذلك فكان أجل ها، من الجس ام باألع باء والق يام كانت التي الصعوبات ع ل ى التغل ب في األثر كل ه

. الناس وبين بينه لتحول وجهه في قريش تضعهاالرسول استطاع الناس وقد إلى يصل أن

الحق قوة وأخذت الل ه، دين ع ل ى فأقبل وا ويبل غهم،يوم كل يزداد اإلسالم نور وأخذ ع ل ىالباطل، تعل و

عباد من الكثير فأسل م العرب، بين انتشاراقريش زعماء أخذ بل النصارى، ومن األصنام

. له قل و بهم وتهفو لل قرآن يسمعونفكر بين الكفاح المرحل ة هذه في تجل ىكتلة من ذلك بدأ وكافرين، مس لم ين بين وفكر،

الرسو ل خرج حين في الصحابة أصحابه ومعهكتلة وفي قبل، من العرب تعهده لم ترتيب

الرسول. صار الحين ذلك ومنذ ينش ر  واحدة سافرا نهارا جهارا كافة الناس عل ى الدعو ة

والتثقيف. الجماع ية الدع وة لهذه فيكو ن متحدياحقدها ازداد إذ قريش، عل ى أثر الجماع ي

تتخذ وبدأت منها، يقترب بالخطر وأحس ت بادىء كانت أن بعد لل مقاومة، الجدية الخطو اتالكفاح فتجل ى لدع و ته، وال لمحمد تأبه ال األمرالكريم القرآن نزل فلق د فأكثر، أكثر السياسي

مكة، زعماء وأحد الرسول عم لهب أبا يهاجم : تعالى قال ما} * حيث وتب لهـب أبـي يدا تـبـت

* نارا سـيصلـى ـكسـب وما ماله عـنه أغـنى

207

لهـب يهاجم ، (1){ ذات ا لكريم ا لقرآ ن ونزلالفكرية المحاربة تولى الذي ا لمغيرة بن الوليد

: تعالى فقال للدعوة ـكاـن} واإلعالمية إـنه كال * * فكر ـإـنه صعودـا سـأرـهقه عنـيدـا آليـاتـنا

قدر * * ـكـيف قـتل ـثم قدر ـكيف فقتل وقدر * * ـأدبر* ـثم وبسر عبـس ثم نظر ـثم

ـإـن * * ـيؤثر سحر إال ـهذـا إنـ فقـاـل وـاستـكـبر} * سقر سأصـليه ـالـبشر قولـ ـإال .(2)هذـا

النبي على وا الضطهاد ا ألذى وعلى  فازدا دأصحابه.

أفق إلى نقل ها أثر الجماع ية لل دع و ة كان لقدوالعذاب المش قة إلى حم لتها نقل كان وإن ، أوسع

. في اشتعاال النار يزيد وكان األذى صنوف وتحمللل ظل م الرسول مهاجمة قريش، زعماء نفو سمكة، يسود كان الذي واالستعباد والق سوة

هذه فكانت وأع مالهم، الكفار ألحو ال وكشفهمن الدور هذا وكان المراحل، أشق من المرحلة

. األدوار أع ظمالرسول أنشأ أن الذي منذ الصحابة تكتل

يستهدف كان اإلسالم إلى بالدع وة معه صدععرف من مكة، في السائد العام العرف تغيير

. تغيير أن ذلك إسالمي عام ع رف إلى جاهل ي عام

اآليات- - 1 اللهب 3-1سورةاآليات- - 2 المدثر 26-16سورة

208

ع مل ية في األهم الخطوة هو العام العرف ذلكإلى الجاهلية من به واالنتقال المجتمع تغيير

حق يقة في هو ما العام العرف ذلك فإن اإلسالم،أفكار من المجتمع لدى ما مجمو ع إال األمر

. ما فإذا ومو اقفه وع القاته سل و كه تكيف ومشاع رمكة في بغالبيتهم الناس واع تنقه اإلسالم انتشرفي واع تمل ت أفكاره، حم لو ا قد يكو نون فإنهم

قد العام العرف يكو ن وبذلك مش اعره، نفو سهمع مو مي - ع لىنحو ولو اإلسالم أساس عل ى تشكلاإلسالم- يتلم س ع ام رأي وجو د إلى يؤدي مما . المجتمع بين يعو د لن ع ندها وآرائه مو اقف ه في

النظام يو ضع أن إال إسالميا يصبح أن وبينالسل طة خالل من التطبيق مو ضع اإلسالمي

والس لطة الحكم أهل أسلم سو اء والحكم،أو بأنفسهم، الحكم سدة إلى اإلسالم وأوصل وا

مكة في العام الرأي يصبح أن بعد بالقو ة أط يحوا . يم كن وبذلك إسالمية حياة يعيش أن يريد إسالميا

. اإلسالمي لل مجتمع األولى النواة تصبح أن لمكةلل رسو ل يتحقق لم ذلك أن مكة، إال في

المكيين من اإلسالم في دخلو ا الذين أن فرغميصل و ا لم أنهم إال الم رحل ة، تل ك في عددهم زادالعرف إن معه يق ال أن يمكن الذي الحد إلى

زال فما إسالميا، أصبح المكي العام والرأي العام والرأي الجاهل ي، العرف هو السائد العام العرف

209

. مع األمر وصل وقد الجاهل يين رأي هو العامفي الرسو ل المجتمع تجم د أن إلى مكة في

بين تفاع ل أي هناك يعد لم بحيث وتحجر وجههمارسه الذي اإلرهاب بسبب الناس وبين الدعو ة

نف سه تحدثه من وكل اإلسالم تجاه قريش صناديد . ع ل يه الرسو ل دفع مما الجديد الدين في بالدخول

جديد مجتم ع ع ن البحث إلى والسالم الصالةمكة، عن بديال يكون لعل ه اإلسالم نش ر فيه يحاول

مرحل ة من فيها تنتقل الدع وة الرتكاز نقطةخالل من العمل ي التطبيق مرحل ة إلى الدعو ة

الوافدة. الق بائل ع ل ى نفسه يعرض وصار الحكمبأن يثرب أهل تعالى الل ه أكرم أن إلى مكة، إلى

والرسو ل اإلسالم نصرة أهل .يكو نو افي الم دينة من وفد أسل م حين ذلك حصل

الرسو ل يدي ع ل ى الحج مو اسم وع ادوا أحد ، في وليأتو ا اإلسالم إلى قو مهم ليدع وا المدينة إلى

قلو بهم انشرحت الذين من بم زيد التالي المو سمالصالة ع ل يه الرسول فبايعو ا اإلسالم، لهداية

معهم فأرسل العقبة، عند الصحابي والس المالل ه رضي عمير بن مصعب البارع الداع ية الجل يل

ولينشر فيه ويفقههم اإلسالم ليعل مهم عنه، . وجود عل ى سنة تمض ولم المدينة في اإلسالمالعام العرف تشكل وقد إال المدينة في مصعب

زع ماؤها دخل أن بعد المدينة في اإلسالمي

210

. العرف تكف ل وبذلك اإلسالم في أهلها ومعظمأركان من بركنين المدينة في اإلسالمي العام

والش عو ر المفهو م وهما أال اإلسالمي المجتمعفل م اإلسالمية، العقيدة عل ى المبنيان اإلسالميان

الرسول يأتي أن إال ليضع  يبق المدينة إلىالتطبيق موضع العق يدة تل ك عن الم نبثقة األنظمة

قام قد يكون وبذلك والحكم، السل طة خالل من. األول اإلسالمي المجتمع

الرسو ل هجرة كانت المدينة وهكذا إلى حيث اإلسالم، مجتم ع تأسيس لم سيرة تتو يجا

كل ع ل ى اإلسالم أنظمة بتطبيق وصو له منذ شرعوالتعل يم واالجتماع واالقتصاد الحكم في الصعد،

. ووصل والخارجية الداخل ية والسياسة والعقو باتالـثالـثة إلى بذلك تطبيق الـمرحلة مرحل ة ،

من أي والسل طان، الحكم خالل من ع مل يا اإلسالم." الدولة " خالل

211

اإلسالمي المجتمع

والف كري الحضاري واالحتكاك

هي اإلسالمية الحضارة إن نقو ل حينفهذا الحياة، ع ن اإلسالمية المفاهيم مجموع ة

العقيدة هي اإلسالمية الحضارة أن يعنيع نها نتج وما أنظمة من عنها انبثق وما اإلسالمية . يكون ما بقدر فإنه وبالتالي أفكار من ع ل يها وبنيوفق سائرا ونواهيه، الل ه بأوامر متقيدا المجتمع

الحضارة فيه ستتجل ى تعالى، الل ه نظام . واضحا اإلسالمي الف كر يكو ن ما وبق در اإلسالميةوبقدر تطبيقه، سيحسنو ن الم سل مين أذهان في

إسالمية حضارتهم ستكو ن وصافيا نقيا يكو ن ماالفكر. يداخل ال أن والصفاء بالنقاء ونعني صرفة

. غير فكر أي ألن غريب فكر أو دخل أي اإلسالميله تل ويث هو اإلسالمي الفكر في يقحم إسالميمن. - وحي وهو اإلسالمي الفكر أن ذلك وتش ويه

- يمكن وال الباط ل، هو سو اه وما الحق هو الل ه . الحضارة يميز ما أسلف نا كما وهذا يجتمعا أن لهما

بصل ة تمت ال إنها حيث من غيرها، ع ن اإلسالمية. أخرى حضارة أي إلى

212

الفكر به اتس م الذي النق اء مدى فماخالل وحياتهم المسل مين أذهان في اإلسالمي

هذا؟ عصرنا وإلى اإلسالمي التاريخأن وتعالى سبحانه الله حكم ة اقتضت لقدأشد بعيدين أميين قوم بين باإلسالم الوحي ينزل

المعقدة والحضارات المدنية عن البعدواألمم، الشعوب أذهان شوشت التي والم تشابكةمـنهم} رسـوال األمـيـين ـفي بـعـث الذـي هو

ويـعلـمهم ويزكـيهم آياته عـلـيهم يـتـلولفي ـقـبل من ـكانوا وإن والحـكمة الكـتاب

مـبـين { .(1)ضاللفي الجاهل ي المجتمع بين الفرق تل مسنا إذا

أن نجد المجتمعات، سائر وبين العربية الجزيرة ولو شيء ع ند نقف تجعل نا مهم ة فروقا هناك

هؤ الء بين الوحي نزول في الحكم ة من يسيرالعرب.

أحاطت التي واألجواء الحياة طبيعة تأمل نا إذاهي البساط ة وجدنا العربية، الجزيرة في بالعربي

. حوله يراها التي فاألشياء حياته في األبرز السمةأن اإلنسان استطاع وربما قل يل ة، الصحراء في

في والنخيل والمياه والجبال بالرمال يعدهاالبيوت وبعض والخيام والدواب واإلبل الو احة

اآلية- - )1 الجمعة (2سورة213

في والشمس الماشية وبعض البسيطة الطينيةمن والقل يل الليل، في والنجو م والقمر النهار

. حين الكريم القرآن هو وها غيرها األشياءع ليه يقع ما األمثل ة ضرب في يراع ي يخاط بهم

: فيقول اإلبـل} نظرهم إلـى يـنظرون أـفال* * رـفـعت كـيف السـماء وإلى خـلقت كـيف

* األرض وإلى نصـبـت ـكيف الجبال وإلـىـسطحت { .(1)كـيف

وأفكارهم عقائدهم إلى نظرنا إذا وكذلكعبادة في تتل خص وهي تافهة، بسيطة سنجدها

باألموال والتفاخر العش يرة وتعظيم األوثانوالشيم الق يم ببعض التم سك مع والبنين،

والكرم والنجدة والمروءة والش جاع ة كالشهامة . العقائد تلك لبساط ة وتبعا ذلك شابه وما

وع القاتهم وتقاليدهم عاداتهم كانت واألفكار،. التعقيد ع ن البعد كل وبعيدة بالبساط ة تتسم

التشو ش ع ن بعيدة صافية أذهانهم كانت وبالتاليبذاكرة تم يزهم يفسر كله ذلك ولعل والتعقيد،

األنساب حفظ في تجل ت ما أكثر تجل ت قو ية. واألشعار واألسماء

التي المحيطة المجتمعات سائر وأماكالرومانية الق ديم ة الحضارات فيها انتشرت

كانت فإنها والصينية، والهندية والف ارسيةاآليات- - )1 الغاشية (20 - 19 - 18 - 17سورة

214

أذهانها في ازدحمت متمدنة، مثقفة مجتمعاتالف لس فات أغدقتها التي والم عل ومات األفكار

والثقافات والحضارات والنظم واألديان . وكانت والمتل و نة والمختل فة المتعددة والم عارفمدنية من فيها بما بالتعقيد تتسم فيها الحياةالناس أذهان جعل مما مادية، ووسائل وع مران

. والتكل ف بالتعقيد تتسم مشوشة فيهاأكثر مؤ هل ين الصحراويو ن العرب كان وهكذا

من والرسالة النبو ة فيهم لتكون هؤ الء جميع منألن مهيأة كانت أذهانهم أن ذلك تعالى، الل ه

التافهة واألفكار العقائد ع ن بسهو لة تتخل ىنزل الذي الجديد بالفكر اقتنعت ما إذا السطحيةوبين بينه يخل طو ن فال تعالى، الل ه عند من وحياذلك ألن السابقة، الفكرية المو روثات من غيره

جديدة وحضارة جديد دين وجو د إلى يؤ دي قدهي وإنما اإلسالم، وال األولى الجاهل ية هي ليست

. طعم وال لون وال له هوية ال االثنين من مزيجهذه حال سيكو ن ما نتصور أن أردنا لو أما

المجتمعات في أمرها بادى ء انتشرت إذا الدعو ةأن فبإمكاننا مثال، الهندية أو الفارسية أو الرومانية

بالدين أحاط ت التي الصورة ذهننا في نستحضرالرومانية اإلمبراطو رية في انتشر حين النصرانيوالو ثنية المس يحية من مزيجا أصبح حيث

. وكذلك وغيرها والهندية اليو نانية والف لس فات

215

التي المبتدع ة الف رق صورة استحضار يمكنناالجزيرة خارج انتشاره بعد اإلسالم ع ن انسل خت

إال األمر حقيق ة في بدعها كانت ما والتي العربيةالغابرة والفل سفية الو ثنية لألفكار اقتباسا. وبهتانا زورا اإلسالم إلى نسبها ومحاولة

النو اة يكو نو ا ألن أهال العرب كان وهكذانقية اإلسالمية الحضارة فيها تتجس د التي األولىلو ث أو لبس أي من خالية واضحة مبلو رة صافية

. دخن أو دخل أوـفـي الـنقاء ذلـك اـستـمرار مدـى ـفـما

الـله رـسول محـمد بـعد من اإلسالمي الفكر ؟

عهد منذ اإلسالمي الفكر تاريخ في الناظ ر إنالل ه يجد رسول بعده، من قرون بعدة ومرورا

إلى فكرها نقاء ع ل ى حافظت اإلسالمية األمة أنتفكيرها في انضبطت أمة تو جد ولم بعيد، حد

وفق سيرها في واستقامت هويتها ع ل ى وحافظتاألمة حال كان كما الفكرية وقيادتها نظرها وجهة

القاع دة. كانت اإلسالمية فالعقيدة اإلسالمية. أفكارهم عل يها المسل مو ن يبني التي الفكرية

- - كانت والسنة القرآن وهي الوحي ونصوص . األمة وكانت والدولة الحياة ألنظمة المصدر

حضارة أو فكر أي من األخذ عدم عل ى حريصة

216

في اإلسالم سو ى ما كل أن ذلك اإلسالم غير. الضالل سو ى الحق بعد ليس ألنه كفر، هو نظرها

فق د يجب، كما يس تمر لم الو اقع هذا أن إالاإلسالمي الفكر معها يعد لم حالة إلى وصل نا

حتى نقيا يعد ولم المسل مين، أذهان في واضحاوط البها، الشريعة ومدرسي العل ماء أذهان في

وأصبح األذهان، إلى كثيرة لو ثات دخل ت حيثمنها وهو اإلسالم إلى ينسب األفكار من كثير

. هو وما بدأ؟ ومتى التل و ث؟ هذا أسباب فما براءفهم إلى النقاء وإع ادة منه لل تخل ص الطريق

لإلسالم؟ المسل مينبأفكار بعضها الش عو ب تأثر أن البدهي من

تل ك بين الفكري لالحتكاك نتيجة يكون بعضفكر. انهزام إلى يؤ دي قد االحتكاك هذا الشعوبوقد باآلخر، فكر تأثر إلى يؤدي وقد فكر، وانتصار. باآلخر منهما واحد كل الفكرين تأثر إلى يؤ ديأن منذ اإلسالمي الف كر أن يرينا والتاريخ

فكر أمامه يصمد لم األفكار، من بغيره احتكفهمه حق يف همه من له تسنى قد مادام مطل قا، . أصبح حين أما وجه أحسن عل ى بالتالي ويحمل ه

سنحت فق د الفاهمين، الو اعين لل حمل ة فاقداوإنما ع ل يه، ال باالنتصار، األفكار من لغيره الفرصة

. الم سل مين عل ى

217

من لكثير اإلسالمي الفكر تعرض لقدإلى تؤ دي أن شأنها من التي والعو امل الضغوط

تعالى الل ه أن لو ال تحريفه ربما أو وتشويهه تل ويثه : القائل وهو بحفظه الـذكر} تكف ل نزلنا نحن إنا

} لحاـفظـون له ا لضغوط. (1)وإنا تلك هي فماا لثقافة على تأثيرها مدى وما والعوا مل

اإلسالمية؟

المكية، الم رحل ة وخالل اإلسالم ظهو ر معالرسو ل الل ه خاض رضي الكرام وصحابته

الكفاح جانب إلى الفكري الصراع عنهم،الكفر فيه يعل و الذي الوقت في السياسي،

. تلك توصف أن ويمكن الم جتم ع في والكفار تقع كانت حيث مل حمية مرحل ة بأنها بحق المرحلة

. الم همات أصعب من مهمة الرسو ل ع اتق عل ىالكفار، صناديد أمام مستضعفا أع زل يقف فهوويسفه آلهتهم، ع ليهم ويعيب بدينه، ويو اجههمدع وته ويطرح آبائهم، تراث ويحقر أحالمهم،

. قناة له تل ين وال يداجي وال يداهن ال سافرا متحدياوأسباب قو ة من يمل كون ما إلى الكفار فيعمد

اآلية- - )1 الحجر (9سورة218

. الترغيب أو لل ترهيب إما يستخدمو نها ووسائل والنساء والجاه المال عل يه يعرضون فتارة

أن عل يه فيعرضون يس اومو نه وتارة والم لك،عل ى أو أيضا، هو آلهتهم يعبد أن مقابل إلهه يعبدوا

. فشل ت فإذا وتحقيرها سبها ع ن يكف أن األقل الترهيب وسائل إلى ع مدوا هذه الترغيب أساليبومقاط عة وتشريد لهم وتعذيب لل صحابة قتل من

. فهل ذلك وغير وسياسية واجتماع ية اقتصاديةوهل الدعو ة عل ى التأثير في الضغو ط تل ك نجحت

اإلسالمي؟ الفكر في أثر لها كان - هو الله رسو ل يكن لم لو نتصور أن لنا إنع ن - يتنازلون قد الدع و ة حمل ة أن الدع وة حامل

أع داءهم ويداهنون ومواقفهم أفكارهم بعض المجتمع نقم ة من يخف فوا حتى ويس ايرونهم

بعد لدينهم أتباعا إليهم يستميل و ا وحتى والحكام،عق ليات يو افق نحو ع ل ى ع ل يه التعديالت إجراءأصحاب من كثير يفعل كم ا وأمزجتهم، الناسالرسول. أن من الرغم وعل ى معصو م الدعو ات

يحذره الكريم القرآن أن إال ذلك، منه يتصو ر الالتي الشيطانية الحبائل تل ك في الو قو ع من

المداهنة السيما ، قريش صناديد يحيكها : . تعالى فيقو ل والتم لق تطع} والم سايرة ـفال

} * ـفـيدهـنون تدهن لو ودوا .(1)الـمكذبـين

اآليتان- - )1 القلم (9 - 8سورة219

يصرفوا أ ن كادوا الكفار بأن تصرح اآليات وبعضا لله الرسول تثبيت لوال اإلسالم بعض عن

: تعالى قال حين له، كـادوـا  }تعالى وـإـنـلتفترـي ـإلـيك ـأوحـينـا ـاـلذـي عـن لـيفتـنوـنك

* ـأن وـلوال خلـيال الـتخذوـك وـإذـا غيره علـينـا* قلـيال شيـئا ـإـليـهم ـتركـن ـكدت ـلقد ثـبتـناـك

ـثم ـاـلممـات وضعف ـالحـياة عف ضـ ألذقنـاـك ـإذـا} ـنصيرـا ـعليـنا ـلـك ـتجد في . (1)ال القرطبي قال

: ا آليات هذه لل نبي قريش أكابر قو ل "هو تفسيررد نجل س حتى والم والي السقاط هؤ الء عنا : أط

مع معك ك، ونس ذلك فهم من تى ب ه. نهي ح عن أن لنا قتادة: ذكر وقال  الل ه برسو ل خل وا قريشا بح إلى ليل ة ذات ويف خم ونه يكل مو نه الص

الوا: إنك ويق اربو نه، ويس ودونه أتي فق يء ت ال بش يدنا، يا سيدنا وأنت الناس، من أحد به يأتي وما س ثم يريدون، ما بعض في يقاربهم كاد حتى به زالو ا

مه ك، من الل ه عص زل ذل الى الل ه وأن ذه تع ه ولم ا.اآلية.. اك أن }ولوال األية هذه نزلت {.ثبتن..

نفسي إلى تكل ني ال السالم: الل هم عل يه قال اآلية، الل ه رسول عباس: كان ابن .. وقال.عين ط رفة

و ما، ذا ولكن معص ركن لئال لألمة تعريف ه أحد ي ركين إلى منهم يء في المش ام من ش الل ه أحك.وشرائعه" تعالى

1 ( - من- اآليات اإلسراء (75حتى 73سورة220

الرسول ع اشها التي األجو اء هذه فإن وهكذا، من الكثير جل بت مكة، في الكرام والصحابة

رأينا أننا إال الدع وة، حمل ة ع ل ى الم ادية الضغوطالدع وة عل ى تأثير أي لها يكن لم الضغوط هذه أن

وقائد النبو ة، حق بة فهي اإلسالمي، الفكر ع ل ى والالل ه رسول محمد هو أن الدعو ة لل كف ر فأنى ،

. الرسو ل تخطى وقد ذلك في المرحل ة يفل ح تل كالل ه أنزل بم ا تحكم ودولة دار لإلسالم وأصبح

بعد. الدع وة حمل ة ع ن الضغو ط تل ك وزالت تعالىحكام وأصبحوا الكف ار، ط غيان من تخل صو ا أن

اإلسالم وضع حيث المنو رة، الم دينة في مجتمعهم . إال سنين ع شر تمض ولم والتطبيق التنفيذ موضع

ع ل ى كل ها العربية الجزيرة في اإلسالم انتشر وقدالل ه رسو ل صافيا، يد نق يا فيها اإلسالم وط بق ،

. وجه أحسن وع ل ى

ا لرسول وفاة الكرام بعد الصحابة تابع ، الله بكتاب يحكمونهم خلفاء فبايعوا المسيرة،ا لتي باألنظمة شؤونهم ويرعون رسوله وسنة

. الخلفاء وكان ا إلسالمية ا لعقيدة عن انبثقتا لحفاظ على ا لحرص أشد حريصين الرا شدون

لوث أ ي من وبرا ء ته وصفائه اإلسالم نقاء على

221

. اإلسالمية ا لدولة ا تساع إ ن حتى دخل أوا ألفكار باقتباس يغرهم لم أ طرافها وترا مي . ا لحضارة بين ففرقوا واالقتصاد الحكم وأنظمة

. وفرقوا وا لعلوم ا لثقافة بين وكذلك والمدنية . فرفضوا ا إلدا رية والقوا نين الحكم أنظمة بين

ما كلها الحياة وأنظمة وا لثقافات الحضاراتمن يلزمهم ما وأ خذوا ا إلسالم، غير من دامتكما وذلك اإلدارية، والقوا نين وا لعلوم المدنية

ا لدوا وين نظام أ خذ حين ا لخطاب بن عمر فعلكالدوا ئر إدا ري أ سلوب من أ كثر يكن لم الذي

تطبيق حسن تضمن ا لتي والسجالت واإلدا رات. الدولة تبنته الذي النظام

ط و ال نقائه ع لى اإلسالمي الف كر حافظ وقد . أنه إال بعدهم، من وكذلك الراشدين الخل فاء عهد

تتسرب الل وثات بعض بدأت األمو ي العهد خالل. باإلسالم فيخل طونها المس لم ين أذهان إلىالفكر الختراق المحاوالت أوائل من

. ع مد فقد األحاديث دس عمل يات كانت اإلسالميفيها يدسو ن النبو ية األحاديث إلى اإلسالم أع داء

الرسو ل يقل ها لم مكذوبة ولكنهم أحاديثومفاهيم إسالمية غير معاني وضمنو ها زوروها

ويعم لو ا المسل مو ن يأخذها حتى اإلسالم، تناقض

222

. ع ل ى كذبوا وبالف عل اإلسالم ع ن فيبعدوا فيها بمااألحاديث الرسو ل بين دسوها كثيرة أحاديث

. فطنو ا المسل مين أن غير الناس بين وأشاع وها فهب مؤ امراتهم، عل ى وقضو ا الزنادقة لهؤالء

ويضعون الحديث يجمعو ن الحديث ورواة العل ماءالصحيح الحديث ويبينو ن وأوصافهم رواته تاريخ الحديث حف ظ حتى المكذوب، من الضعيف من

ع ن التابعين تابعي في الحديث رواية فحصرت. رواية أي بعدهم تقبل ولم الصحابة، ع ن التابعين

وبينت منهم، واحد كل وع رف الرواة وحصرالمسل م بإمكان أصبح حتى الحديث، كتب ط بقات

من ضعفه من صحته يعرف أن الحديث تتبع إذا . الدولة فإن ذلك وفو ق ومتنه سنده بمعرفة كذبه،

من بيد الزنادقة هؤ الء يد ع لى ضربت اإلسالمية جزاء القتل منهم الكثيرين جزاء كان حتى حديد

الل ه رسو ل ع لى األحاديث افترائهم وبذلك عل ى ، عل ى وال اإلسالم ع ل ى المؤ امرة لهذه يكن لم

. الثقافة داهم الخطر ولكن يذكر أثر ثقافته. آخر ط ريق من اإلسالمية

الفكري االحتكاك بدأ حين ذلك حدثرومية من بالدها، الم سل مون فتح التي بالشعوب . وكانت وغيرها وقبطية وهندية وفارسية نصرانيةثقافات اإلسالمي الفتح قبل تحم ل الشعو ب تل ك

. ع لى وكان نفو سهم في األثر عميق ة وأفكارا

223

لخو ض سو اع دهم ع ن يش مروا أن المسل مين. اإلسالم إليهم يو صل وا حتى هؤالء مع فكري صراع

، السبب لهذا شرعت إنما اإلسالمية فالفتو ححتى والدع اة لل عل ماء انتشار يعقبه فتح كل وكان

. بعضهم فخاض أفو اجا الل ه دين في الناس يدخل ينتش رون كانو ا الذين الكتاب أهل مجادلة غم ار

العراق، وبعض إفريق ية وشمال الشام بالد فيالفارسيين الم جو س مجادلة غم ار بعضهم وخاضوصينيين هنو د من الوثنيين جادل وبعضهم

وغيرهم. انتصارا المسل مو ن يحقق أن البدهي كان لقد

واألديان والحضارات الثق افات كل ع ل ى ساحق االمف توحة، الشعوب من الكفار يعتنقها كان التي

دخل ت لقد بل ط واال، سنين األمر يستغرق ولمالبصر لمح من بأسرع اإلسالم البالد تل ك شعوب

وهجرت واألمم، الشعو ب تاريخ حساب فياإلسالم حضارة في وانصهرت وثق افاتها حضاراتها

. بثقافته وتثق فتالذي والفكري الحضاري الصراع هذا أن إال

الثقافات سائر ع لى الم سل مون فيه انتصر ببعض يصابو ا أن دون يمض لم والحضارات،

" الم عركة،" ميدان في المتناثرة الفكرية الشظايا . وكان ع نيف جد الف كري االصطدام كان فقد

الشبهات يثيرون األخرى األديان أصحاب

224

أساس ألن العقائد، في المس لم ين ويجادلون. بها المتعل قة واألفكار العقيدة عل ى مبني الدعو ة

اإلسالمية، الدع و ة عل ى المسل مين حرص فكانالكثيرين حم ل قد خصومهم ع لى لل رد وحاجتهم

لتكون الفل سفية األفكار بعض تعل م ع ل ى منهم . مسائل تسربت فقد خصو مهم ضد سالحا بيدهم

وأمثالهم النس اطرة نصارى من الهوتية فل سفية واط ل ع الم سل مين، بين أرسطو منطق وع رف

الف لس فة، كتب بعض ع ل ى المسل مين بعضالسريانية إلى اليو نانية من كثيرة كتب وترجمت

اليونانية من الترجمة صارت ثم العربية، إلى ثماألفكار وجو د عل ى مساع دا هذا فكان العربية، إلى

اليهو دية. وخاصة األخرى األديان وكانت الفل سفيةاليونانية، بالفل سفة تسل حت قد والنصرانية

كل ه ذلك فكان الف لس فية، األفكار لل بالد وأدخل تعل ى المسل مين حمل ت فل سفية أفكارا موجدا

دراستها.فلس فية دراسة تكن لم الدراسة تل ك أن إال

ع ل ى لل رد فلس فية أفكار دراسة وإنما كامل ة،لل مس لم ين يتسنى كان ما ألنه واليهود، النصارىالفالسف ة أقوال عل ى االط الع بعد إال الردبالمنطق منها يتعل ق ما السيما اليو نانيين،

بالف رق. اإلحاط ة إلى اندفعوا ولذلك والالهوت . البالد أصبحت وبذلك وحججها وأقوالها األجنبية

225

وكل اآلراء كل فيها تعرض ساحة اإلسالمية . الجدل أن والشك فيها ويتجادل الدياناتمتعددة مسائل ويثير والتفكير النظر يستدعي

بما األخذ ع ل ى فريق كل وتحم ل التأمل، تستدعيإلى مؤثرا والتفكير الجدل هذا فكان ع نده، صح

جديدا نهجا ينهجو ن أشخاص إيجاد في كبير حد . ع ليهم أثرت وقد والنقاش والجدل البحث في

في كبيرا تأثيرا تعل مو ها التي الفل سفية األفكارفتكون أفكارهم، بعض وفي استداللهم، ط ريقة " " ونشأت خاصا، فنا وصار الكالم ع لم ذلك جراءجماع ة المسل مين بين اإلسالمية البالد في

." المتكل مين"تأثرهم كان المتكلم ين هؤ الء أن صحيح

ع ليه يبنون الذي وأساسهم بالقرآن، هو األساسي - الف لس فة تعل مو ا وقد أنهم إال القرآن، هو بحثهم

- خصو مهم ضد بها وتس لحو ا الق رآن عن لل دفاعيخالف والتف كير، البحث في خاص منهج لهم صار

ويخالف الصحابة وأقو ال والحديث القرآن منهجفي اليو نانيين الفالسفة منهج نفسه الوقت في

وتدليلهم وتقريرهم .(1)بحثمالثق افية الساحة ع لى الكالم ع ل م ظ هر حينع ل ماء من ع نيفة مواجهة القى اإلسالمية

1- - : األول- الجزء اإلسالمية، الشخصية النبهاني راجع(.50حتى 47ص)

226

. في ط ريقة أدخل إنه إذ وفقهائهم المسل مينكما ومخالف ة اإلسالمي الحس ع ن غريبة البحث

. العقائد بحث في والسنة القرآن لمنهج أسلف ناوكان الكالم ع ل م الفقهاء معظم ع ارض لذلك

. قاله ما ذلك من شديدا المتكل مين في حكمهم: عنه تعالى الل ه رضي الش افعي حكمي "اإلمام

ربو ا أن الكالم عل ماء في اف بالجريد يض بهم ويط ال والعشائر القبائل في ذا ويق زاء ه رك من ج ت

وقال . (1)الكالم" عل م في وأخذ والس نة الكتاب: البر عبد ابن في واآلثار الفقه أهل "أجمع اإلمام

ار جميع دع أهل الكالم أهل أن األمص وال وزيغ ب ط بقات في األمصار جميع في الجميع ، عند يعدون

اء . وإنم ا اء العل م ه، والف قه األثر أهل العل م في. (2)والف هم" والم يز باإلتقان فيه ويتف اضلو ن

ينتشر الكالم ع لم بدأ الزمن مرور مع أنه إال ، العل ماء معظم لدى قبوال ويل قى واضح بشكل

" " لعبارة مرادفة الكالم عل م عبارة أصبحت حتى " " " " كثيرا إن بل ، الدين أصول أو التو حيد عل مالكالم وع ل م المتكل مين عل ى ينكرون بقو ا ممنمنهجه ووفق مسائله في الخو ض إلى انزلقوا

. أسو أ من وكان فيه وقعوا ما إلى يف طنوا أن دون

ص- - )1 إبليس (.107تلبيسج- - 2 وفضله العلم بيان (.95ص - )2جامع

227

نحو ع ل ى الفق ه أصول ع لم مع اندمج أنه آثاره. العل وم أجل من هو الذي العلم ذلك شو ه

" " كان والمتكل مين الكالم عل م ظ هور ولعلبسائر المسل مين لدى الفعل ي التأثر باكو رة

. ذلك بعد تو الت وقد والحضارات الثقافاتلألمة الفكري البنيان أصابت التي التأثير موجات

اإلسالمية.وانتش ار والمتكلم ين الكالم عل م ظهو ر فبعداالط الع أصبح وترجماتها، الفل سفية المؤ لفات

األمور من وغيرها، اليو نانية الف لس فة عل ىظ هور إلى أدى مما المسل مين، بالد في المتيسرة

" " لم الذين المسل مين بالف السفة ع رفوا منجوانب بعض ع ل ى االط الع عل ى ع مل هم يقتصر

ذلك تخطوا بل ع ليها، والرد الفل سف ية األبحاثعل ى والسير كامل ة دراسة الف لس فة دراسة إلى

" " . الكندي هؤ الء أشهر ومن كامل بشكل منهجهاسنة "260المتو فى " الفارابي بعده جاء ثم ، ه

. " " " وغيرهم" حيان بن جابر و سينا ابن و هؤ الء فل سفة عد من كثيرا أخطأ وقد " اإلسالم" إلى تمت ال أنها ذلك ، إسالمية فل سفة

تاما، تناقضا اإلسالم مع تتناقض هي بل بصل ة،من كثير حيث من أو األساس حيث من سو اء

هذه. فإن األساس حيث من أما التفاصيل

228

الو جود في أي الكو ن، وراء ما في تبحث الفل سفةفي يبحث إنم ا فإنه اإلسالم بخالف المطل ق،

: تعالى فيقو ل ، فحسب المحسوسات وفي الكو نواختالـف  } واألرض السمـوات خـلق ـفي إن

البحر ـفي تجرـي الـتي والفـلـك الـنهار الـلـيلالسـماء من الـله أنزل وما الناـس ينفع بـما

وبث موتها بعـد األرض به ـفأحـيا ماء منالرياح وتصريف دابة كل من ـفـيهاواألرض السـماء بين الـمسخر والسحاب

يعقـلون لقوـم في (1){ آليات البحث ويمنع ، به بالتسليم ويأمر الكون، وراء وفيما الله، ذات

يأمر ما حد عند والوقوف مطلقا، تسليمايسمح أن ودون زيادة، دون من به باإليمان

. التفاصيل حيث من وأ ما بحثه محاولة في للعقليعتبرها كثيرة أبحاثا ا لفلسفة هذه في فإن

العالم بقدم تقول أبحاث ففيها كفرا، اإلسالمروحاني ا لجنة نعيم إ ن تقول وأ بحاث ، أ زلي وأنه

يجهل ا لله إن تقول وأبحاث ماديا، وليس قطعا صراح كفر هو مما ذلك وغير الجزئيات،

ا إلسالم نظر .(2)في

اآلية- - )1 البقرة (.164سورة2 - - : ص- األول الجزء اإلسالمية، الشخصية النبهاني راجع

(.125حتى 122)229

لم الفالسفة هؤ الء أن هو ذكره، الجدير أن إاليتبعهم ولم مذاهب، أو جماع ات يكونوا أن يبل غو ا يعبرون يكونو ا لم أنهم أي المسل مين، من جمهو ر

قسم ع ن حتى وال اإلسالمي، العام الرأي عنبعين. أبحاثهم أخذ الصواب من ليس لذلك منهاألمة في السائدة الثقافة دراسة حين االعتبار

. أو كتابا كتب من كل فل يس آنذاك اإلسالميةفإنه ، الم جتم ع في فكريا تيارا يشكل مصنفا صنفلدى أفكاره تنتشر أن إال األهمية تل ك له تكو ن ال

. الف السفة هؤ الء نرى إننا بل الناس من جمهو رينظر كان الذي العام الرأي قبل من منبوذين

أبحاثهم إلى ، والسخط بل الريبة، بعينالعام الرأي أن والسيما الفكرية، وانحرافاتهم

الم جتهدين آراء من مو اقف ه معظم يس تلهم كانتل ك أمام بالم رصاد وقف وا الذين والف قهاء . هؤ الء إن القول ويم كننا الفكرية االنحرافات

التي باألهمية التاريخ ط و ال يحظوا لم الفالسف ة . وربم ا والمعاصر الحديث التاريخ في بها حظو ا

في اإلسالمية قبل الغربية البالد في صيتهم ذاعالتي االستشراق حركة نتيجة الم عاصر، التاريخ

الضالة الفرق شأن من اإلع الء نحو دائما تو جهتالفرق من وغيرها القرامطة أمثال والم بتدع ة

أمثال الفالسفة شأن من اإلع الء وكذلك الباط نية،وابن حيان وابن والكندي والفارابي سينا ابن

230

إظ هار. دائما المستشرقو ن هؤالء وحاول رشدالمتنو رين الم فكرين صو رة في الفالسفة هؤ الء

جمو د ع ل ى انتفضوا الذين المبدع ين والعباقرةكانوا والذين وتزمتها، وتخل فها الوسطى العصور

الدولة رجاالت من والرجعيين الفقهاء ضحيةع صر. مفكري يصورون كانو ا كما تماما وحكامهاالذين المتنورين الفالسفة أو األوربية النهضة

والظل م الديني االستبداد وجه في انتفضواوالكنيسة الدين رجال مارسه الذي والتعسف

. وثقافته بالمجتمع المتحكم ونذلك في ضئيال هؤ الء شأن يكن مهم ا ولكن،

األفكار لبعض ممرا كانت أبحاثهم أن إال ، الو قتفي وتتركز تنتشر أن لها يكن لم التي الفل سفية

العل ماء بعض لها أسدى أن لو ال المسل مين أذهانوأبرز ع ل يها، الش رع ية الصفة بإضفاء جل يل ة خدمة." التصوف " ع نو ان تحت صنف ما األفكار تل ك

بادىء وا لتصوف ا لصوفية أفكار دخلت حينا إلسالمي ا لعالم في ا لثقافي ا لميدان إ لى األمر

وغيرها وا لفارسية ا لهندية الكتب ترجمات عبرعاملها أ فكارها، وأ خذوا ا لناس بعض واعتنقها

231

- - وا لفقهاء العلماء مقدمتهم وفي المسلمونكان بل والفالسفة، الفلسفات سائر عاملوا كما

وذلك وضوحا، وأكثر قسوة أ شد إزا ء ها موقفهممن ا إلسالمية ا لعقيدة وبين بينها ا لشقة لبعد

. ا لصوفية ا لفلسفة أن ذلك األساس حيثبها تأثر والتي وا لصين ا لهند من الوا فدة

ظهور قبل وحتى بل ا لمسلمين، قبل النصارىيخالف ما واآلرا ء ا ألفكار من حوت اإلسالم،

. ففيها بنظره صريحا كفرا ويعد بل اإلسالم،إ لى المتصوفة وارتقاء وا التحاد، ا لحلول أفكارفي ا إللهية الذا ت تجسد أو ا إللهية، ا لذا ت سدة

بحدوث ا العتقاد وفيها ا لمتصوفة، شخصذلك، شاكل وما المتصوفة أ يدي على المعجزات قبوال يلقى أ ن ا ألشكال من بشكل يمكن ال مما . كان لذلك المسلمين قبل من تجاهال حتى أو

" الصوفية" األفكار أخذوا ا لذين األفرا دوالحالج عربي بن ا لدين محي مثل واعتنقوها

في عليهم المغضوب ا لمنبوذين من وغيرهماعدا د في ومعدودين ا إلسالمي، المجتمع

. ا لمرتدين والكفار الزنادقة

232

الصو فية فيه بدأت الذي الو قت جاء أن إلىالعل ماء بعض من العناية لقيت حين القبول، تل قى

ع لى وأخذوا بالرعاية تكفل و ها الذين المسل مينالعق يدة يخالف مما وتنق يتها تهذيبها عاتقهم

" حامد. أبو اإلمام هؤ الء أبرز من وكان اإلسالميةسنة" المتو فى األمر. 505الغزالي هذا أن إال ه

ع ل يه تقوم الذي األساس تبني إلى لألسف أدىجمل ة هي الصو فية أن ع ن فضال الصو فية،

عل يه وسابقة اإلسالم ع ن غريبة فكرة وتف صيالزمنا.

أن هو الصو فية، ع ليه تق وم الذي فاألساسفيه أن أي وروح، مادة من مكو ن كل ه الو جود

والذي يرى ال الذي والغيبي المحسو س المادي . مكو ن نظرهم في اإلنسان وكذلك الروح سم وه . - - وكانو ا الروح ومن الجسد وهي مادة من

وإلى الم طل ق الشر أنها ع ل ى المادة إلى ينظرون . فإن وبالتالي المطلق الخير أنها ع ل ى الروح

كل تعم ل متناقضتين ناحيتين من مكون اإلنسان . يتغلب أن فإما األخرى ع ل ى تطغى أن ع ل ى منهما

درك إلى اإلنسان فينحط الروح ع ل ى الجسدأن وإما ، األرض ووحل والشر والرذيل ة الدناءة

مصاف إلى فيرتقي الجسد ع ل ى الروح تتغل ب األرض مادة ع ن وينسل خ واألولياء المالئكة

إلى ارتقائه ذروة في يصل حتى والجسد والتراب

233

وتل مس االكتساب ط ريق من ال والمعرفة العل و موالتجل ي، الكشف ط ريق من وإنما األسباب،

" " عل ى الكرامات ا أو المعجزات تحصل وحتى." الصالحين " األولياء أيدي

وغيره كالغزالي عل ماء وبجهو د وهكذا،وط قو سها، وشعائرها الصو فية فكرة انتشرت

" رياضة دروب تس لك المتصو فين أفو اج فبدأت " وتعذيب التقشف خالل من ، والروح النفسوزخرفها الدنيا الحياة متاع ع ن والبعد الجسد

العمل واحتقار األسباب وترك المجتمع وهجر. والتكايا الزوايا في والمكو ث السياسي والنضال

ويصل الجسد عل ى الروح تتغل ب حتى ذلك كل . " أن" مع واألولياء المالئكة مصاف إلى األتقياء

" " ليست الصو فية عل يها تقو م التي الفل سفة تل ككل له مخالفة هي بل ، شيء في اإلسالم من

عوامل. (1)المخالفة من الفكرة تلك كانت وهكذا تدفع فهي ا إلسالمي، ا لمجتمع في الهبوط

إ لى ا لحياة وا زدرا ء المجتمع هجر إ لى اإلنسانفاقد ا لغاية عديم إ نسانا المتصوف من يجعل حدإ لى يؤدي عمل وال لديه نشاط فال الهدف،

سبحانه ا لله تقوى من أ ساس على ا لدنيا عمارةفقال األرض في اإلنسان ا ستخلف ا لذي وتعالى

وـاستـعمرـكم} له: ـاألرـض مـن ـأنشأـكم هو

1." " : الروحية- والناحية الروح الكتاب هذا في راجع234

} ا ندمجت. (2)فـيهـا أن إبالة على ضغثا وكانا لتي الغيبية ا لقدرية مع تلك ا لصوفية فكرة

أ و ا لريح مهب في كالريشة ا إلنسان بأن تؤمنإلرا دة قيمة فال األموا ج، تتالطمها ا لتي كالخشبة

هذه في ما فكل جهده، وال لقدرته وال اإلنسانيملك ال محكمة خطة نتيجة يحصل الدنيا

. على يخفى وال منها شي ء في ا لتأثير اإلنسان على مدمر خطر من المفاهيم تلك في ما واع

. ا لمجتمعات من مجتمع أيحركة فيها انتشرت التي المرحل ة تل ك وفي

انتشرت العباسية، الخالفة زمن وهي الترجم ة، المذاهب بعض ولدى اإلسالمية البالد بعض في

األفكار ع ن خطرا تقل ال جديدة فكرة اإلسالمية . من الفكرة هذه أتت المرة هذه ذكرها السابق

بالدهم المس لم ون فتح الذين الفارسيين ثقافةكسائر اإلسالم في ودخل و ا دولتهم وأسقطو ا

. اإلسالمية الدولة راية تحت دخل ت التي الشعوباإلسالم في دخلت الش عو ب تلك أن الشك

ع ل ى الحاقدين بعض أن إال صادقة، مخلصةوسل كو ا اإلسالم بل باس تستروا وأهله اإلسالم

من اإلسالم يطعنو ا أن أجل من النفاق دربمن الفكرية مو روثاتهم معهم فحمل وا داخله،دسها محاولين السابقة البائدة وأديانهم ثقافاتهم

اآلية- - )2 هود (.61سورة235

. ثمرات من فكان اإلسالمية والثق افة اإلسالم فيمن قسم صفو ف بين انتشرت أن الدس ذلك

" " الو صاية وفكرة األئمة ع صم ة فكرة المسل مين . الفكرة تل ك وملخص المعصومين لألئم ة بالخالفة

الرسو ل بعد المسل مين يترك لم تعالى الل ه أنال إذ البيعة، طريق عن ينصبونه له خل يفة ليختاروا

ومهم ة المسل مين شؤون رع اية تترك أن يجوز . عين وإنم ا ويصيبون يخطئون ألناس الدين حفظ

الشرعيو ن الخل فاء هم بأسمائهم أئمة سبحانهوهم الو حي، بنص والس الم الصالة عل يه لل رسول

، الشرع ومخالفة الم عصية عن المعصو مين منالخالفة، منصب يتولى أن غيرهم ألحد يجو ز وال

الشرع عل ى معتد هو المنصب ذلك تولى من وكل. الخالفة في المعصومين األئمة لحق ومغتصب

الفارسي التاريخ في النظر ينعم والذيالثقافة بين االرتباط مدى يدرك وحضارته

." المل ك " كان فل قد األئمة ع صمة وفكرة الفارسيةلإلرادة ممثال بصفته الناس يحكم الفارسي

يعتقدون الفارسيو ن كان بل قرارات "أناإللهية، وع ل ى نفسه، اإلله إليه يو حيها إنما وأحكامه المل ك

ذا اس ه ان األس انون ك الممل كة ق تم دا من مس روج كل وكان اإللهية اإلرادة ذا عل ى خ انون ه الق

يعد قبيل. (1)اإلله" إرادة عل ى خروجا من وليس

ج- - - 1 الحضارة قصة ديورانت (.418ص - )2ول236

ا ألئمة عصمة فكرة أن ا ألرجح على المصادفةتتركز زالت وال فارس بالد في وترعرعت نشأت . فكرة فإن ، حال كل وعلى اليوم إلى فيها

منتشرة كانت ا إللهي ا لتفويض بموجب الحكمدولة منها تخلو أن يندر بحيث ا لعصور، تلك في

. ا لدول من

وا لفكرية ا لحضارية ا لمؤثرا ت دخلت هكذافي ا لثقافي الميدا ن إ لى ا ألخرى تلو الوا حدة

ا لفكر نقاء المسلمين أ فقد ما اإلسالمية، األمة. ا لحدود من حد إلى ووضوحه وصفاء ه

األمر يصل لم األحوال، من حال بأي أنه إالتتغير أو هويتهم، المسل مو ن يفقد أن إلى

. المؤ ثرات تل ك فكل شخصيتهم وتسل ب حضارتهمإيمان ع ل ى لتقو ى األيام من يو م في تكن لم

بتشريعهم وثقتهم بعقيدتهم المسل مين . اإلسالمية العق يدة زالت فال اإلسالمية ومفاهيمهم

ع ليها الم سل مون يبني التي الفكرية القاعدة هيإليه أرشدا وما والس نة الق رآن زال وال أفكارهم، . كانوا إنما الكالم وع ل ماء لديهم التشريع مصادر

المنطق دراسة في وجهدهم ط اقتهم يبذلون237

العق يدة وجعل و ا اإلسالمية، العقيدة تثبيت بغاية . الذين والفالسفة ألبحاثهم أساسا اإلسالمية

لهم يكن ولم أفرادا بق وا الم سل مين بين ظ هروا . العام الرأي في يذكر شأن

ومجانبتها وفس ادها خطرها عل ى والصوفيةالعقائد مزاحم ة ع لى تقو ى تكن لم لإلسالم

" . األئم ة ع صمة وفكرة المسل مين لدى األساسية " المذاهب بعض أتباع تتعد لم بالخالفة والو صاية

الغالبية لدى قبوال تجد ولم باإلمامية، ع رفت التيفكرة كونها عن فضال المسل مين، من العظمىأتباعها خالفها لق د بل لل تطبيق، قابل ة غير خياليةوالحكم الس ياسة مارسو ا حين أنف سهم وحمل تها

أو البو يهيين يد ع ل ى سو اء عنها، بمعزل. غيرهم أو الصفو يين أو الفاط ميين

األكبر السهم أصحاب أن كل ه ذلك من واألهموالتو جيه العام الرأي تشكيل في واألع ظم

." " الفقهاء كانو ا اإلسالمي العالم في الثقافيالتأثر عن بعيدين تأكيد بكل كانو ا وهؤالء

. كانت فل قد اإلسالمية غير واألفكار بالثقافاتلغة العربية الل غة دراسة ع ل ى تنصب أبحاثهم

الل غو ية المدلوالت فهم وع ل ى والسنة، القرآناستنباط أجل من والسنة لل قرآن والش رع ية

. بها المس لم ين سل وك وضبط الشرعية األحكاممجتمعهم في وع القاتهم المس لم ين فحياة

238

الشرعية األحكام مجم وع ة تسيرها كانت ودولتهملحاكم يكن ولم والس نة، الكتاب من المستنبطة

باألنظمة وضعية أنظمة استبدال في يفكر أن. ذلك ع ل ى يتجرأ أن أو اإلسالمية

وأتباع هم المستش رقين بعض حاول ما وأماالف قه أن من ترويجه المتغربين الم ثقفين من

والسيما التشريعات، من بغيره تأثر قد اإلسالميبل الصحة، من له أساس فال الروماني، التشريع

. الحقيق ة من لها حظ ال خرافة حق ا هوالمسل مين، من واحدا أن أحد يرو لم أنه ذلك

الفقه إلى إشارة أشار قد فق هاء، غير أو فقهاءسبيل ع ل ى وال النق د سبيل ع ل ى ال الروماني

ال أحد يذكره ولم االقتباس، سبيل ع ل ى وال التأييد،يكن لم أنه ع ل ى يدل مما بالكثير، وال بالقل يل

. بحث مو ضع يكو ن أن ع ن فضال ، حديث موضعاليونانية، الفل سفة ترجمو ا المس لم ين بعض وإن

أو كل مة أي منه تترجم لم الروماني الفقه ولكنأنه الجزم ع ل ى يبعث مما كتاب، ع ن فضال جمل ة

. فتحها بمجرد البالد من وط مس ألغي قد خاطب الل ه أن يعتقدون المسل مين إن ثم

ع ليهم وحرم البش ر، جميع اإلسالمية الش ريعة في : قال حين التشريعات لـله} وضع إال الحكم { إن

239

(1): سبحانه وقال مـن} ، ـإـليـكم ـأنزـل ما ـاـتبعوـاـأولـياء دوـنه من ـتتـبعوـا وال ويرون (2){ رـبـكم ،

كافر، اإلسالمية بالشريعة يؤمن ال من كل أنهو اإلسالم، حكم غير حكم أ ي أ ن يعتقدون فهم . هذا يعتقد فمن أخذه عليهم يحرم كفر حكم حكم غير يأخذ أ ن يمكن ال به ويعمل االعتقاد

عصر. ا ألول ا لعصر في والسيما اإلسالمالفقه فيه ا ستقر الذي ا لعصر وهو الفتوحاتفقهية مذا هب لدى وتبلور وازدهر اإلسالمي

كالمذهب هذا يومنا إلى الشأن عظيمة. وغيرها وا لمالكي وا لحنفي الشافعي

حكم من أ هلها إلنقاذ البالد يفتحون فالمسلمون جاؤوا ا لذي ا لكفر حكم يأخذون فكيف الكفر،

! فالحقيقة اإلسالم؟ حكم مكانه ويضعوا ليزيلوهأ حكام اإلسالمي ا لفقه أن ا لمحسوس والوا قع

إ لى أ و والسنة، ا لكتاب إلى مستندة مستنبطة . يكن لم إذا ا لحكم وإ ن أدلة من إ ليه أ رشدا ما

أ حكام من يعد ال ، شرعي دليل إ لى مستندا. اإلسالمي الفقه من يعد وال اإلسالم،

وما والفقهاء المجتهدين وجود كان وهكذاوتنافس فقهية ومناقشات مناظ رات من يجرونهالفقهية، المسائل في األصوب الرأي درك عل ى

اآلية- - )1 األنعام (.57سورةاآلية- - )2 األعراف (.3سورة

240

اإلسالمي، لل مجتمع األمان صمام ذلك كل كانع ل ى يطرأ أن يم كن خل ل أي لمعالجة والضمان

. الكبرى الطامة كانت ولذلك اإلسالمي المجتمعباب إقفال قضية في المسل مو ن انزلق حين

الفكرية. الحيو ية أن يعني ذلك كان فقد االجتهادسبب هي والتي المسل مين لدى األساسية

. وربما باإلعدام عل يها حكم قد ونهضتهم ارتقائهمفي وظل ما جورا األحكام أكثر هو الحكم ذلك كان . كل عل ى واجبا أصبح فقد اإلسالمي التاريخ

ال أن والفقهاء العل ماء ذلك في بما المسل مينقبل استقرت التي الم ذاهب أط ر عن يخرجو ا

. االجتهاد باب إقف الالم جتهدين من مجم وع ة ظهر أنه صحيح

وتابعو ا االجتهاد باب إغالق لف كرة يأبهوا لم الذينمن القى اإلقفال ذلك أن إال الفريضة، تل ك أداء

التفكير جمو د في بالغ أثر له كان ما االستجابة . عصر في شهدنا إذا فإننا والعل ماء العلم وشح

مثل ع ظيمة فقهية مدارس ظ هو ر الفقه ازدهارنعثر نعد لم فإننا والمالكية، والحنفية الشافعية

بل االجتهاد، باب إغالق بعد الظاهرة تل ك عل ىبعد ظ هروا الذين والم جتهدين الفق هاء معظم كان

. القديمة المذاهب تل ك إحدى إلى ينتسبو ن ذلكباب إغالق أن الباحث يتوقع أن الطبيعي من

األفكار من مزيد تغلغل إلى سيؤدي االجتهاد

241

من مزيد وإلى الم سل مين ثقافة إلى الو افدة . الو اقع أن إال اإلسالمي العالم في الفكري التل وث

. لدى الف كري البنيان أن صحيح ذلك غير كاناالجتهاد، باب إغالق بعد مناعته فقد قد المسل مينالفكرية اللو ثات لتغل غل كافيا يكن لم ذلك أن إالالل و ثات تل ك أن ذلك البنيان، ذلك إلى والثق افية

. بها احتك التي فالحضارات آنذاك وجود لها يعد لم اندفاع مع اإلسالمي التاريخ ص در في المسل مو ن

- رأسها وعل ى ة اإلس الم ي الفتو حاتوجو د - لها يعد لم والفارسية الرومانية الحضارتان

. سقطت فارس فدولة الدولية الس احة ع ل ى يذكرالحضارة وريثة البيزنطية واإلمبراط ورية

. الغربية وأوربا األخيرة أنفاسها تلف ظ الرومانيةالعصو ر دياجير في تعيش كانت الكاثوليكيةحضارية رسالة من وما وانحطاط ها، الو سطى . والتتار والمغو ل العالم إلى تحم لها لديها

كانوا بعد، اإلسالم يعتنقو ا لم الذين والتركمان . حركة أما تخلف ا وأكثر انحطاطا منهم أشد

والثقافات المعارف عل ى واالط الع الترجم ةواستنفدت معين حد ع ند توقفت فق د السابق ة

سيدة. اإلسالمية األمة بقيت وهكذا أغراضهاالسياسية ع ن فضال والثقافية الحضارية المبادرة

التراث ع لى تعيش وبقيت الدولية، الس احة فيالف قهاء جهو د وانصبت السابق، الفقهي

242

القديمة الف قهية المصنفات شرح ع ل ى المتتابعينعل ى الش روح وربما المتو ن عل ى الش روح وكتابةوربم ا المصنف ات تل ك تل خيص عل ى أو الشروح،

. شروحها تل خيصمئات استمرت التي األجو اء تلك وخالل

فكريا ينازع ها من اإلسالمية األمة تجد لم السنينانتصرت حين بنفس ها ثق تها وازدادت وحضاريا،الصل يبيين ط ردت أن بعد ع سكريا أع دائها عل ى

في اإلسالمية الخالفة وع ادت والتتار، والم غو لاإلسالمي العالم معظم لتو حد العثم انيين عهد

الذي الجيش وتمل ك العالم في دولة أقو ى وتكون . الثقافية أوضاع هم إلى المسل مو ن فركن يقهر ال

ما إذ ع موما، والحضارية والتشريعية والف كريةالخطر إلى وينبههم حو لهم يدق ناقو س من

. بهم المحدق

الكيان أن ليثبت بعد فيما جاء التاريخ ولكنمن قدر ع ل ى واحدة حضارة ينتظر كان اإلسالمي

تتزعزع حتى بمواجهته تقف ، والنهوض الرقي . قد اإلسالمية األمة كانت فإذا بنيانه وينهار أركانه

بسبب فكريا األمم جم يع ع ل ى الماضي في تغل بتفهمه وتحسن تحم له الذي العظيم المبدأ

243

إيمانها قو ة بس بب ع سكريا وانتصرت وتطبيقه،في والشهادة لل جهاد وحبها الروحية وط اقتهاكيان فيه يقوم الذي الوقت جاء فقد الل ه، سبيل

يحمل ه بما وفكريا حضاريا المس لم ين يو اجه جديدبه يتم تع بما ع سكريا ويواجههم جديد، مبدأ من

. كيان وهو أال وتكنو لوجية صناعية قوة منصورته تكاملت الذي الم عاصرة الغربية الحضارة

. هنا ولسنا الميالدي ع شر التاسع القرن بداية معالذي والمادي العسكري الصراع في البحث بصددفبحثنا الغربية، والدول اإلسالمية الدولة بين نشب

بين والثقافي الفكري االحتكاك عل ى منصب . أن إال والحضارات الثقافات وسائر المسل مين

أهميته يكتسب والمادي العسكري الصراع ذلكع ل ى لل غرب تفو ق من عنه أسفر لما البحث فياألمر عل يها، انتصاره ثم ومن اإلسالمية الدولة

أفق دتهم عنيفة بصدمة المسل مين أصاب الذيوتشريعهم، وثقافتهم وحضارتهم بأنفس هم ثقتهم

بها أصيبت إصابة وأبلغ صدمة أع ظم تل ك فكانترسالة تحمل األمة تل ك أن ولوال اإلسالمية، األمة

لل باحث لحق الق يامة، يو م إلى الخالدة الل ههي كانت الصدمة تل ك إن يقو ل أن المراقب

والحضارة اإلسالمية لألمة القاتل ة اإلصابةاإلسالمية.

244

تاريخها عبر اإلسالمية األمة واجهت لقدوصوب، حدب كل من األع داء من الكثير الطو يل

منذ معه الصراع استمر الذي اللدود العدو أن إالالدول هو هذا يو منا وحتى اإلسالمي التاريخ صدر

التاريخي العدو هذا تمثل سو اء األوربية،المسل مو ن حاربها التي البيزنطية باإلمبراط و رية

عام أسقطو ها أوربا 1453حتى بم مالك أم م،ديارها المسل مو ن اقتحم التي الكاثو ليكية الغربية

الغربية بالدول تمثل ت أم ، األندلس عبرأساس عل ى قامت التي الحديثة االستعمارية

. الل برالية الرأسمالية هو جديد حضاريرسالة من األوربية لل دول يكن لم ولما

العصور خالل العالم إلى تحمل ها حضارية ، األخص عل ى الم سل مين بها وتو اجه الو سطى،

. لذلك الصل يبية الحروب هو الوحيد سالحها كانوال العظيم، الخطر ذلك آنذاك تشكل تكن لم

راقية عريقة حضارة ع ل ى تقو م أمة ع لى سيم الم ذاتها الحروب تلك إن بل اإلسالمية، كاألمةفي القتها التي الظروف لو ال النجاح لتالقي تكن

داخلي ونزاع وتشرذم تفكك من اإلسالمي العالم . عاد أن ما لذلك واإلمارات الو اليات ع ل ى وتس ابق

عاد حتى صفو فهم تو حيد إلى المسل مو ن . أن إال بالدهم إلى الخيبة أذيال يجرون الصل يبيو ن

الغربي المجتمع بدأ حين كانت الكبرى الطامة

245

كيانا منه جعل ت جديدة أسس ع لى يتشكلوالمفاهيم األفكار من يم لك جديدا حضاريا

بأسره، العالم به يواجه أن يستطيع ما واألنظمةالمارد كانت التي اإلسالمية األمة والسيما

. السنين مر ع ل ى ألوربا المخيفلتنتصر المعاصرة الغربية الحضارة تكن لم

يكن ولم اإلسالمية، الحضارة عل ى األيام من يو ماذلك اإلسالمي، الم بدأ ع ل ى ليتفوق الغربي الفكرع ل ى يقو م الذي وحده هو اإلسالمي المبدأ أن

النظام هو ونظامه غيرها، دون الصحيحة العق يدةالصالح الو حيد النظام فهو تعالى، الل ه أنزله الذيالفكري. صراعه في الغرب انتصر فإذا لإلنسان

ع ل ى ينتصر لم فإنه اإلسالمية األمة مع والحضارييعل ى وال يعل و الذي الل ه دين فاإلسالم اإلسالم،

من وال يديه بين من الباط ل يأتيه ال والذي عل يه،الم سل مين. ع ل ى الغرب انتصر وإنما خل فه

بقوة اإلسالم يأخذون يعو دوا لم الذين أنفس هم،. السابق في شأنهم كان كما ووع ي وفهم

اندالع ومع ع شر، التاسع القرن بداية معفاتحتها كانت والتي الغرب، في التحرر ثو رات

عام الفرنس ية معالم 1789الثو رة تتبل و ر أخذت م،بنيانها ويتكامل الم عاصرة الغربية الحضارة

أفكار أساس ع لى الغربي المجتمع وقام الفكريبعد الل برالية الرأسمالية في تتمثل جديدة وأنظمة

246

. تل ك أن وبم ا اإلقطاع ية األنظمة تس وده كانت أنعق يدة - - أساس عل ى أسل فنا كما تقو م الحضارة

والمجتمع لل حياة أنظمة ع نها تنبثق سياسية عق ليةالتي النهضة تل ك الغرب في أحدثت فقد والدولة،

أنها إال الصحيحة، النهضة الم سل مين نحن نراها التف كيرها تبل د أمة وجه في لتقف كافية كانتنظامها تطبيق وأساءت أفكارها وتحجرت

" " هي العظيمة، حضارتها هامش عل ى وع اشت. اإلسالمية األمة

تزدهر ع شر التاسع القرن في الغرب هو هاأساس عل ى السياسية مؤ سساته وتتكو ن حضارته

ويمضي كبير حد إلى مجتمعه ويستقر قو ي،وعسكريا، اقتصاديا ويق وى النهضة، نحو مرتق يا

وقت في وتكنو لوجيا، وعمرانيا مدنيا ويبدعالواحد ثغو رها وتفقد اإلسالمية الدولة فيه تتصدع

واألزمات المشاكل فيها وتتفاقم اآلخر، تل وع سكريا، وتضعف واالقتصادية، السياسية

والتكنولو جي، المدني الصعيد عل ى وتتخل ف . مختصرة بعبارة االنحطاط نحو بس رع ة وتهو يالحضارة لصالح هائلة بسرع ة تميل الكف ة أخذت

الغربية. الذي الذهو ل إليها مضافا ، األوضاع تل ك كلع دوها بتفو ق أيقنت بعدما اإلسالمية األمة أصاب

مفتو حة األرض جعلت النحو، هذا عل ى عل يها

247

األمة ع ل ى جديد نو ع من حربا الغرب ليشنأسل حة من أمضى سالحا فيها يستخدم اإلسالمية،

. سالحها حضارية حرب إنها الصل يبية الحروبوميدانها الحياة، وأنظمة النظر ووجهات األفكار

. العامل كان ولما والمناظ رات والمعرفة الثقافةحتى الحروب في األهم العامل هو المعنوي

البداية من تنذر األجو اء كانت منها، الفكرية . أن ذلك المس لم ين ع ل ى الغرب بانتصار

وتفو ق تخل فهم من لمسو ا ما بسبب المسل مينبمف اهيمهم الثق ة يفق دون بدأوا عل يهم، عدوهم

ضعيفة معنوياتهم جعل ما اإلسالمية، وأنظمتهمويفتخر الم عنو يات بارتف اع يتمتع عدو أمام

." الحديثة " العصرية وأنظمته وأفكاره بحضارتهأذهان في التساؤالت تزاحمت وهكذا

هل: تخل فنا؟ لماذا الغرب؟ نهض لماذا المسل مين أن يمكن هل وتركناها؟ القو ة بأسباب الغرب أخذ

اإلسالم فهم نا لعل نا صحيحة؟ غير مفاهيمنا تكو ن ! بمحاسن أخذ الغرب لعل خاط ىء نحو عل ى

أسباب! الغرب من نأخذ أن يجوز أال إسالمناكنا أن بعد النهضة أسباب منا هو يأخذ ألم نهضته؟

والحضارة! اإلسالم بين التوفيق يم كن أال روادها؟من األنظمة بعض نقتبس أن يجو ز أال الغربية؟ع ند بما االنتف اع يحرم اإلسالم هل الغرب؟

اآلخرين؟...248

أذهان أربكت التي التساؤالت تل ك وأثناءسهامه يرشق الغرب راح وشو شتها، المسل مين

وأحكامه وحضارته اإلسالم بها يهاجم الفكرية . ذلك فأدى ع يشه ونمط وأنظم ته ومعالجاته

في الغربية الحضارة تكون أن إلى الحال بطبيعةالدفاع، حال في اإلسالمية واألمة الهجو م، حال

. اإلسالم حمى ع ن ذابا ناجحا دفاع ا كان ليته وياإنه وقال الخالفة نظام الغرب هاجم لقد

النظام هو البديل وإن دكتاتو ري، فردي نظامط غيان. إنه وقال الجهاد وهاجم الديمقراط ي

لل شعو ب وحرمان السيف بقو ة لإلسالم ونش ر . وقال الزوجات تعدد هاجم المصير تقرير حق من . رابطة وهاجم لكرامتها وامتهان لل مرأة ظ ل م إنه

وإن وتزمت تعصب إنها وقال اإلسالمية األخوة . هاجم الوط نية أو القو مية هي الصحيحة الرابطة

من فالبد رجعية إنه وقال الدين بأحكام الحكم. والس ياسة الدولة عن الدين فصل

عل ى المسل مين لدى الدفاعي الرد هو فمااالتهامات؟ وتل ك الهجوم ذلك

األمة اع ترت التي االنسالب حالة إن يجب وأنه متهمة، بكو نها تقبل جعل تها اإلسالمية

يهاجمه ما أن مع التهم، نف سها ع ن تدفع أن

249

حسن وهو برذائل، وليس فضائل هو الغرب . فقدوا قد كانوا لما المس لم ين أن إال قبحا وليس ، مضت قرون نتيجة الذهن وألمعية التفكير حيوية

. الحقائق تل ك إلى ينتبهوا لم مقف ل، االجتهاد وبابإنه ويقو لو ا الخالفة نظام ع ن يدافعوا أن فبدل

تكو ن أن إال يمكن ال القيادة وأن الصحيح النظامكفر نظام الديم قراط ية إن يقولو ا وأن فردية،

لل ه حق هو بينما لل شعب التشريع حق تجعل ألنهاقالو ا ذلك بدل كاذبة، خادعة فكرة وأنها تعالى،

في الحكم وإن اإلسالم من هي الديمقراط ية إنعين وهي الشو رى عل ى يقو م اإلسالم

يجاهدون. بأنهم يفتخروا أن وبدل الديمقراط يةالتي الحواجز تحطيم أجل من والحكام الدولبينما إلىالعالم، رسالة اإلسالم حمل أمام تقف

من الدماء وتسفك تقاتل والدول األمم من غيرهموسل ب أهل ها واستعباد البالد ع لى السيطرة أجل

: حرب هو الجهاد إن قالو ا ذلك من بدال ثرواتها،البالد ع ن العدوان لصد إال تجوز وال فقط دفاعية

اإلسالمية.ويصروا اإلسالم أحكام ع ل ى يثبتو ا أن وبدل

هو الزوجات بتعدد الس ماح إن فيق ولو ا عل يهاخل ق الذي تعالى الل ه عند من ألنه الصحيح النظام

هو السم اح هذا وأن له، يصل ح ما ويعل م اإلنسانوالرذيل ة الزنا تفشي دون يحو ل الذي النظام

250

قيد اإلسالم إن قالو ا ذلك من بدال النساء، وبو ارخاصة، حاالت في إال به يسمح ولم الزوجات تعدد

. ذلك شاكل ومابين التو فيق في المسل مو ن مضى وهكذا

أحكام خلطوا حتى واإلسالم، الغربية الحضارة. وأنظمته وأفكاره الغرب بأحكام وأفكاره اإلسالم

يتأثر ولم مضت السنين مئات كانت وإذاأفكار من الق ليل بالقل يل إال المسل مو ن

فإن بها، احتكو ا التي والثقافات الحضاراتحربه الغرب خاللها شن السنين من عش راتكافية كانت المسل مين، ع ل ى والفكرية الحضارية

من ممقو تا سمجا مزيجا ثقافتهم من تجعل ألن. الغربية الحضارة وأفكار اإلسالم أفكار

يزالو ن ال المسل مو ن كان حين الم اضي فيأن رفضو ا وحضارته ومجتم عه الغرب يحتقرون

واإلبداع ات المنجزات حتى ، شيء أي منه يأخذوا بعض حاول وحين المادية، والتكنولو جية المدنية

في واألشكال والو سائل األساليب تحديث الو الةبعضهم إن حتى الفقهاء جابههم اإلسالمية، البالد

. تفو ق حين أما والهاتف المطابع استخدام حرموانبهر اإلسالمية الدولة وهدد واضح بشكل الغرب

والصناعي المدني وتفو قه بالغرب المسل مو ن . أمام األبو اب شرعت فقد اختلف قد األمر فإن

الحضارة بين تفريق دون الغرب من يرد ما كل

251

. وبدأت والعل م الثقافة بين تف ريق ودون والم دنية، . فغزتنا الفكرة تل و الفكرة تغزونا الغرب أفكارالعامة الحريات فكرة وغزتنا الديم قراط ية فكرة

مع ذلك كل الو طنية، وفكرة القو مية وفكرةاألفكار تل ك فتنسب باإلسالم، بالتمسك التظاهر

. المسل مو ن فيقو ل بريء منها وهو اإلسالم إلىصان واإلسالم اإلسالم، من الديمقراط ية إن

لل قو ميات يحفظ واإلسالم العامة، الحرياتالحس ع زز واإلسالم وكرامتها، خصو صيتها

." " وهكذا األوط ان عن بالدفاع أمر حين الو طنينف سها وتفرض الغرب من تأتي فكرة كل أصبحتوبهتانا، زورا اإلسالم في تق حم العام الرأي عل ى

" لدى " بها نسمع لم جديدة فقهية قو اع د بو اسطةاألحكام " تغير ينكر ال قاع دة مثل األوائل، الفقهاء

" " فثم الم صل حة تكو ن حيثما وقاعدة األزمان بتغير " " الشريعة مرونة عن الكالم وبو اسطة ، الل ه شرع

. ذلك" شاكل وما وتطورها

اإلسالم بين التو فيق ع ل ى الحرص ذلك أن إالسلطان زوال بعد يتالشى أخذ الغربية والحضارة

البالد وخضوع اإلسالمية، الخالفة وهدم اإلسالم

252

تحكم لحكومات العشرين القرن في اإلسالميةاإلع المية المؤ سس ات وتقيم الل ه، أنزل ما بغير

بو صفها الغربية لل حضارة تروج التي والتعل يميةتطور من اآلن حتى البش رية إليه وصل ت ما غاية

النظام هو نظامها أن وعل ى ورقي، وتق دم . قناعة إلى أدى مما العصر لهذا الصالح اإلنساني

لم وأحكامه ومعالجاته اإلسالم نظام أن مفادها . المثقفين معظم فأع رض هذا لزماننا صالحة تعد

والحضارة اإلسالم بين التو فيق محاوالت عنوضوح بكل تتعارض أفكارا وحمل وا الغربية،

الدين فصل فكرة فأصبحت اإلسالم، مع وصراحةاألنظمة إلى التحاكم وأصبح ع اما، رأيا الدولة عن

وراء االنسياق وأصبح طبيعيا، أمرا الو ضعيةغضاضة ال شيئا وشعاراته الم ستعمر سياسات

محل. حل ت الو ط نية ثم القو مية والرابطة فيه . لإلسالم مناوئة شعارات وانتشرت اإلسالم رابطة

شعار مثل نظره، ووجهة لله  "ونظامه ما دع" لقـيصر لقيصر وما لله" وشعار لـله الدين

" لـلجمـيع أطهر" وشعار والـوطن اإلـسالـم" بالسـياـسة تـلـويـثه الدول. من ع داء ظ هر وحين

اتجه المسل مين ببالد وط معها الرأسمالية الغربيةوفلس فتها االشتراكية نحو المثق فين من كثير

التشدق إلى األفراد من كثير وصل حتى ونظامها،. المادية الديالكتيكية باع تناق واالفتخار باإللحاد

253

بحث، محل والحضاري السياسي اإلسالم يعد فل ميكترثو ن الم ثقفو ن يعد ولم تاريخيا، تراثا إال الل هممخالفتها أو لإلسالم أفكارهم مو افقة مدى إلى

بالحياة. نظرهم في له شأن ال فاإلسالم لهبين عالقة هو وإنم ا والسياسة، والدولة والم جتم ع

ال ، والبيت المسجد ومجاله ، فقط وخالقه اإلنسان. السياسة وال والم جتم ع الحياة

تعالى الله تكفل الذي الدين ذلك أن إالالم خل صين المؤ منين من ثل ة يف قد لم بحفظه

ونظاما دينا باإلسالم تم سكهم ع ل ى بق وا الذين. واإللحاد العل مانية تيارات مع ينجرفوا ولم لل حياة،

الفكرية الساحة رواد ليصبحوا دورهم فجاءالطروحات كل سقطت حين والثق افية

من اإلسالمي العالم إلى الو افدة والش عارات . مع جهو دهم تضافرت فقد الشرق من أو الغرب

لتدفع المستجدة السياسية والظروف األوضاعالق رن هذا من الس بعينيات منذ اإلسالمية األمة

ونظاما دينا باإلسالم جديد من التم سك نحوالتوجهات كل ولترفض والدولة والمجتمع لل حياةوالم خالف ة لإلسالم المعادية والطروحات واألفكار

له.جديد من األمة تحو يل في ع امل أهم إن إذن،

المسل مين من دع اة وجو د كان اإلسالم باتجاهتحول حتى الجارف التيار بعكس يجذفون بقو ا

254

. هذا أن إال بعيد حد إلى لهم مو ات نحو عل ى التيارع اد والف رج، الخير بشائر من فيه ما ع لى التحولمنذ باألمة حاق الذي المدمر الخطر معه ليحمل

اختالط وهو أال بغزوها، الغربية الحضارة بدأت أن . حين المسل مين فإن إسالما ليس بما اإلسالم

والخالص الحل بو صفه اإلسالم نحو يتحو لون بدأوالم منها، يعانو ن التي الم تردية األوضاع من

وثقافتها الغربية الحضارة تأثير من يتخل صو افرضتها. التي واألجو اء األوضاع أن كما وأنظمتهاالسنين عش رات منذ عل يهم الحاكمة األنظمة

يحو ل سميكا جدارا الم سل مين أذهان حو ل ضربتع يشه وط راز اإلسالمي النظام رؤية وبين بينهم . يعو دوا فل م ونقية واضحة حق يقية رؤية ومجتمعه ونمط اإلسالم نظام شكل تصور يستطيعونالق ائمة األنظمة عن بمعزل اإلسالمي المجتمع

. ع القات من أفرزته وما مؤ سسات من فيها بماحركات قامت ، الو اقع لهذا ومسايرة

لل حياة نظاما بو صفه اإلسالم تتبنى وجماع اتنحو ع ل ى اإلسالم تطرح أنها إال والدولة، والم جتم ع

الدولي والقانو ن الغربية الحضارة مع يتعارض الع ن كامال بديال تطرح وال المتحدة، األمم وشرع ة

سائر وفي اإلسالمية البالد في القائمة األوضاع . اإلصالحات بعض تقترح وإنما العالم بالد

يؤ هل ها نحو ع ل ى اإلسالم وتفهم والتعديالت،

255

المحل ية السياسية األوضاع مع لل تعايشالرأي يرضي نحو وعل ى والدولية، واإلقليم ية

فكريا ويتأثر باإلسالم شعو ريا يرتبط الذي العام. الغربية بالحضارة

ساهرة ع ينه بقيت الذي المستعم ر والكافرسيطرته من المسل مين تحرر دون لل حيل و لة

اإلسالم أن األخيرة الس نوات في أدرك ونف وذه،يأتي ولن المسل مين، عل ى نفسه يفرض سيبق ى

. لل حياة نظاما بو صفه الدين هذا فيه يندرس يو مالتي األط روحات تغذية إلى جديد من فعمد

والق انون الغربية الحضارة يوافق إسالما تعرض مع ويتساير المتحدة، األمم وشرعة المدني

. إذا أنه ذلك يوم إلى يو م من ثو به ويبدل الزمنفل يصل إلىالسل طة، اإلسالم وصول من البد كانبالقو ل إسالمية دولة الدولة يعل نو ن أناس

العل مانيين الحكام من سل فهم ط بقه ما ويطبقوناألط روحات. تل ك أمام المجال يف سح فراح بالفعل

ط و قا ويضرب وروادها، ومف كريها وحركاتهاإلى يدعو ن من عل ى إعالميا وتعتيما حديديا

أن العلم تمام يعل م ألنه مبدئية، دع و ة اإلسالمبالد في الكفر دابر ستق طع التي هي الدعو ة هذه

ويسل مها بأفكارها المجتمع ينصهر حين المسل مينالقيادة.

256

الدع وة بين صراع من الصراع تحول وهكذاإلى واإللحادية، العل مانية والدعو ات اإلسالمية

والفهم لإلسالم النقي المبدئي الفهم بين صراع. لإلسالم والمضل ل بل والمشو ش، المل و ث

257

التغي ي ر دع اة واقعي ة الم ب دئ ي ة ب ي ن وال

حركة - وهي الم بدئية الدع وة أن المعلو م من - فإن ، منحط مجتمع في نشأت إذا سياسيةبهذا النهو ض ع ل ى العمل تكو ن أن يجب مهمتها

العرف. بانحطاط ينحط المجتمع أن وبما المجتمعويرتقي فيه، المطبقة واألنظم ة فيه الس ائد العامالدع وة مهمة فإن واألنظمة، العام العرف برقي

المجتمع تغيير ع لى العمل حينئذ تكو ن المبدئيةع ن أي واألنظمة، العام العرف تغيير ط ريق عن

والمفاهيم والق ناعات األفكار مكافحة ط ريق - وهي الق ائمة واألنظمة السائدة والم شاعر - أفكار محل ها تحل أن أجل من لل مبدأ مخالفة

راقية وأنظمة ومشاع ر ومف اهيم وقناعاتوصحيحة.

أن الم بدئية الدعو ة عل ى أن يعني وهذا أتت ألنها يو م أول منذ الفاسد بالواقع تصطدم

يعيشه الذي الو اقع عن غريب جديد بشيءبما. تتمس ك أنها المجتمعات ط بيعة فمن الناسع نها تتخل ى وال وقناع ات وتقاليد أع راف من عندها

258

العمل من سنين إلى األمر يحتاج بل بسهو لة،المرير والصراع المتو اصل والكفاح الدؤوب

يبدأ حتى الدع اة قبل من الجل ود والم صابرةتبدأ وحتى وأفكارهم قناعاتهم عن بالتخل ي الناس . فإن لذلك جديدة هيئة عل ى تصاغ مشاع رهم

المجتمع تغيير تريد التي السياسية الحركاتمجابهة يوم أول منذ تتو قع أن عل يها به والنهو ض . فحمل ة وخذالنها وجهها في ووقو فهم لها، الناس

الناس، أمزجة يخالف بما يتكل مو ن الدعو ةيعده ما وهذا وتق اليدهم، ع اداتهم ويخالفو ن

التي التقاليد ع ل ى وخروجا لل عرف تحديا المجتمع. القداسة يشبه ما الو قت مع اكتس بت

كل أن وجدنا التاريخ، حو ادث راجعنا وإذا والتعصب بالم حاربة تجابه كانت جديدة دع و ةالشعوب لدى وخاصة القديم، ع لى والجمو د

في. الحقيقة هذه تتجلى ما وأكثر المنحطة . يبعثو ن كانو ا فل قد الس الم عل يهم الرسل دع و ات

االنحطاط، ظ ل مات في غارقة شعو ب إلى غالباالمبنية واألديان العقائد اع تناق إلى فيدعو نهم

فكريا، بهم النهوض ع ل ى يعمل و ن أي العقل، عل ى. والشتم واإليذاء والمحاربة باالستهزاء فيو اجهو ن

: تعالى قوله في العـباد} تأمل علـى حسرة يابه ـكانوا إال رـسول من يأتـيهم ما

259

: (1){ يسـتهزئـون تعالى قوله وفي ما} ، كذلـكقـاـلوـا اال رسوـل مـن قـبلـهم مـن اـلذـيـن ـأتـى

مجنون ـأو اآليات (2){ ساحر هذه إ لى وا نظر ، رسلها، كذبت ا لتي وا ألقوا م الشعوب تعدد التي

: تعالى ـنوح} فيقول قوم قبلـهم كذبـتفدعا * وازدجر مجنوـن وقـاـلوـا عبدنـا فـكذـبوا

فـانـتصر مـغلوب ـأنـي من (3){ رـبه عز ويقول ، : *  }قائل ـأـبشرـا فقـالوـا ـباـلنذر ـثمود ـكذـبت

* وسـعر ضالـل ـلفـي إذـا ـإـنا نـتبـعه وـاحدا مـناـكذـاب ـهو ـبل ـبينـنا مـن علـيه ـاـلذـكر ـأءـلقـي

األشر * اـلـكذـاب مـن غدا سـيعـلموـن .(4){ أشرحول الم جتم ع التف اف إن نقو ل، هنا من

ع ل ى يدل ال به تق وم يو م أول من سياسية دع و ةفاشلة الدعو ة هذه أن ع ل ى يدل قد بل نجاحها،

لماذا؟. مخفقةمن حو ل تل تف أن الش عو ب ط بيعة من ألن

تل تف فعندما وغاياتها، وقناع اتها أفكارها يمثلمن ما سياسية حركة حول المنحطة الشعوبمن هي الحركة هذه أن يعني فهذا يوم، أول

أفكار من يحم ل ما وتحمل ، الم جتم ع هذا جنس

اآلية- - )1 يس (.50سورةاآلية- - - 2 الذاريات (.52سورةاآليتان- - )3 القمر (.10 - 9سورةاآليات- - )4 القمر (.26حتى 23سورة

260

شأن شأنها منحطة أنها أي وقناعات، وتصورات. المجتمع

في السياسية الحركات مهمة كانت إذاأن البدهي فمن به، النهو ض هي المنحط المجتمع

ومش اعرها العام، لل عرف مغايرا فكرها يكو نال بف كر تتمتع أنها أي الطاغية، للم شاعر مخالفة

، الم جتم ع هذا تغيير به تستطيع ، الم جتم ع به يتمتعع دم كان ربما بل له، معنى ال وجو دها فإن وإال

بالناس يرتقي أن يريد الذي ألن أفضل، وجو دهافاقد أن البداهة ومن راقيا، يكو ن أن أوال هو عل يه

. يميز ما وهذا يعطيه ال الدعواتالشيءعن الـمـبدئـية بالمبدأ تلتزم الدعوات التي.الـواـقعـية الو اقع تساير التي وهي

الواـقـعـية التي ـفالدعوات الدع وات هياألمة، تعيشه الذي الق ائم الو اقع بفساد تشعر

هذا من تنتقل ولكنها التغيير، بو جو ب وتش عرهذا يسبق أن دون العمل، إلى فو را الشعورمنها يعاني التي المشكل ة حقيقة في تفكير العم ليراد التي الفكرة في التفكير ودون ، المجتمع

الطريقة في وال أساسها، ع ل ى بالمجتمع النهو ضمحدد، هدف إلى الوصو ل أجل من ستسل كها التي

مدروسة، غير ع فو ية مرتجل ة بأعمال فتقو م. هادفة غير تكون ما وكثيرا

261

من مستم دا األمر حقيقة في ع مل ها فيكون الو اقع جعل ت إنها أي تعيشه، الذي الفاسد الو اقع - يكو ن- أن بدل الم عالجة مصدر فساده رغم . الو اقع مع تكيفا ع مل ها يجعل مما المعالجة موضع

هذا ع ل يها يقو م التي لألسس وتكريس ا الفاسد. المجتمع

يسو د ع ما تعبيرا الدعو ات هذه تكو ن وبذلك،ومق اييس وقناعات أفكار من المنحط المجتمع

عن. يعبر لمن تنقاد الشعو ب أن وبما ومشاع رسو ف الناس فإن وتوجهاتها، ومشاع رها قناع اتها . وبذلك يو م أول منذ الدع وات هذه حو ل تل تفتكريس في تساهم رجعية الدعو ات هذه تكو ن

، المجتمع يعيشه الذي المتخل ف الفاسد الو اقعوالعل م الشرعية ثو ب بإضفاء تق وم ع ندما وخاصةوإلصاق الفاسدة، والقناع ات األفكار ع ل ى والف قه

. هذا أن إال بها الف قهية والشو اهد الش رع ية األدلةمبدئيين دع اة بتأثير ينهض أن له قدر إذا المجتمع

لن التي الدع وات تل ك ع ن يتخل ى ما سرعان فإنه. وأهدافه قناع اته تمثل ذلك ع ند تعو د

الـمـبدئية أما تحس الدعوات التي فهي ، هذا من فتنتقل ، المجتمع وتخلف الو اقع بفساد

لمعرفة فيه والتعمق الواقع دراسة إلى اإلحساسال المشكلة يجهل الذي ألن المش كل ة، حقيقة

. دراسة المجتمع فتدرس يحل ها أن منه يتصو ر

262

ومقاييس وقناعات أفكار من فيه بما عم يقةمعرفة إلى تؤ دي عميق ة دراسة وأنظمة ومشاع ر

يف تقر ما معرفة وإلى العق يم، الفاسد من الصحيحمن دخل ه وما ومش اعر، أفكار من المجتمع إليهفهم إلى وتؤدي فاسدة، غريبة ومشاع ر أفكار

ثم الناس، شؤون بها ترع ى التي األنظمة واقع - لنا بالنسبة وهو مبدئها إلى تنتقل ذلك بعد

- الصحيح العالج عن خالله من لتبحث اإلسالمالمفاهيم مجموع ة في يتمثل وهو لل مشكل ة،

. الم جتم ع تغيير سيتم أساسها ع ل ى التي واألنظمةالـمـبدئية ع ن والدعوة بالبحث تقو م حين

بالو اقع تتأثر ال ، المجتمع تغيير تريد به الذي العالج . أن يجب فالمعالجة الناس يعيشه الذي الفاسد

الفاسدة األوضاع كل من البراء ة كل بريئة تكو ن . فيه تكون الذي الوقت ففي بالمجتمع تل م التي

تس تمد الفاسد بالواقع مل تصق ة الواقعية الحركةمن الخروج تمل ك وال منه ومعالجاتها تصو راتها

فو ق حل قت قد المبدئية الحركة تكو ن تأثيره،ومالبسات، ظ روف من فيها بم ا واألوضاع األجواء

نحو ع لى حقيقته عل ى لتدركه الو اقع فوق حل قتالم نشودة النهضة ولتستش رف وأدق، أشمل

ع لى األمة وضع تريد التي المرسو مة والغايةبيده لتأخذ المجتمع إلى ذلك بعد تعود ثم ط ريقها،

. والنهو ض االرتق اء ط رق في263

المجتمع بمواجهة الم بدئية الدعو ة تبدأ وهكذاالقديم الف كر بين الصدام ويبدأ بدع وتها، المتخل ف

الدع وة تحمل ه الذي الجديد والفكر البالي،تحكم التي األنظمة سياسة وبين المبدئية،

حمل ة يطرحها التي والمعالجات جهة من المجتمع . الحركة يجعل الذي األمر أخرى جهة من الدعو ة

ويخيل ، الواقع ع ن غريبة األمر ألول تبدو المبدئيةإلى يم ت ال آخر عالم من أتت قد وكأنها لل ناس . في يكو ن الو اقع هذا أن إال بصل ة مجتمعهم

الدع وة حمل ة تطمئن التي البشائر من الحقيقةالقاه ما يالقون ألنهم السو ي، الطريق ع ل ى بأنهم

واجهوا حين التاريخ عبر دائما الدع وة حمل ة. المنحطة المتخل فة الشعوب

الحركات تعيشه الذي الو اقع هذا أن إال. ويتبدل يتغير أن يل بث ال األمر، بادى ء المبدئية

بدع وتهم، ينطلق ون حين المبدئيو ن فالدعاةفكرية معركة ساحة إلى دخل وا قد أنفسهم يعدون

. المعركة ساحة منتصرين منها يخرجو ا أن يجبالتخلف ظ الم في الغارق الم جتم ع هذا هي

عن الحقائق يستر الذي الظالم هذا واالنحطاط،صدق وال الباط ل زيف يدركو ن فال الناس، أع ين

بين التم ييز الظالم هذا في يستطيعو ن ال الحق،بين أو والف اسد، الصالح بين أو والخطأ، الصحيح

. الذين الدع وة حم لة ولكن والكذب الصدق

264

ع ل ى األمو ر ويدركون البصر بحدة يتمتعونوالقناعات األفكار بمصادمة يبدأون حقيقتها

. الصحيح الفكر يصطدم فعندما البالية واألنظمةبالمفاهيم الراقية والمفاهيم السقيم، بالفكر

شرر االصطدام هذا جراء من ينقدح المنحطة،الباط ل عو ار لل ناس فينكش ف الس احة يضيء

الحق صدق الحـق  }ويل مع الله يضرب كذلـكما وأما جفاء ـفـيذهـب الزبـد ـفأما والـباطل

} األرض ـفـي ـفـيـمكـث الـناـس وهكذا . (1)يـنفعيوجد أن إلى ا لشرر، ويتكرر المصادمات تتكرر

ا لدعاة، حمله الذي ا لمبدأ على العام الوعي إلى ثم ومن عام، رأي إ لى ا لوعي هذا ويتحول

دعوة ا ألمة فتحتضن المجتمع، في إ يجابية حركةوتلبي ورا ءهم وتسير قضيتهم وتحمل المبدئيين

إ لى معهم تصل حتى ، عنهم وتدا فع ندا ء اتهمالحياة وا ستئناف اإلسالمي ا لمجتمع بناء إعادة

اإلسالمية.الله رسو ل مع حصل ما . وهذا عندما فهو

واجه القل ة، الصحابة ومعه بالدعو ة، بالجهر بدأ . وواجه الجاهل ي مكة مجتمع من ع نيفة مجابهة

حد إلى األمر ووصل والحصار، واإليذاء االستهزاء . غريبا جسم ا المس لم ون وعد أتباعه بعض قتل . يحمل ه الذي الفكر قو ة ولكن الق ائم المجتمع عن

اآلية- - )1 الرعد (,17سورة265

ومن وصبره به إيمانه وشدة والس الم الصالة عل يهوإعالئه، نشره أجل من األهو ال تحمل ع لى معهاإلسالم، عل ى العام الرأي إيجاد إلى أدى ذلك كل

اإلسالمية الدولة إلقامة مواتية األجو اء وأصبحت. ع مل يا اإلسالم وتطبيق الم دينة في

التغيير يحققو ا لن الدعو ة حمل ة أن إالحاولو ا أو المل توية الطرق اتبعو ا إذا المنشو د

أو الناس تمل ق جربو ا أو الفاسد، الواقع مسايرة- . المتو قع فمن والضالل الكفر أفكار حمل ة داهنو ا

الدع وة غمرات ليخو ضوا الدع اة ينطل ق عندما - أن الم جتم ع مع بالتفاع ل ويبدأون فكرتهم إلى

مسايرة إلى تدع وهم التي لإلغراءات يتعرضوارضا كسب أو السوقة، مداهنة أو ، األوضاع

ع ن واألهو ال المصاع ب تثنيهم قد كما الناس،إلى وتدفعهم المرسو م، الطريق ع ل ى االستق امةإلى بالدع وة تؤ دي قد وأساليب وسائل عن البحث

. النظر الكريم القرآن لفت وقد والتق هقر االنكف اءالرسو ل خاط ب حين الحقيق ة هذه :إلى قائالأوحـيـنا} الذـي عن ليفـتـنونـك كادوا وإن

التخـذوـك وإذا غـيره عـليـنا لـتفـترـي إلـيـك * ترـكن ـكدت لقـد ثـبـتناـك أن ولـوال خلـيال * ضـعف ألذـقـناـك إذا ـقـلـيال ـشيـئا إلـيهم

266

عـلـيـنا لـك تجد ال ثم المـمات عف وضـ الحـياة .(1){ نصـيرا

حذر عل ى يكو نو ا أن المبدئيين الدعاة فعلىلها، يتعرضو ن التي االمتحانات هذه من تام

بين االحتكاك ط بيعة أن يدركو ا أن دائما وع ل يهمالذي التصادم الكل ي، التصادم هي والكفر اإلسالم

الباط ل ويزهق الحق الحق} يعل ي جاء وـقل} زهـوـقا ـكان الـباطل إن الـباطل ،(2)وزهق

للكفر الشنعاء ا لهزيمة إلى يؤدي ا لذي التصادمـالـباطل} وأهله عـلى ـباـلحـق نقذف ـبل

ممـا ـاـلوـيل ولـكم زاـهـق هو فـإذـا فـيدمغههو. (3){ تصفون وا لكفر ا إلسالم بين فالفرق

وا لظالم، النور وبين ، وا لباطل ا لحق بين الفرقوبين والشر، ا لخير وبين والضالل، ا لهدى وبين

مجال وال للتالقي، مجال فال وا لنار، الجنة. للمفاوضة مجال وال للمساومة،

الله رسو ل هو فيه فها بدأ يوم أول منذوثقة، بحزم الناس يخاطب نراه دع وته بنشر

تامة، وصرامة وجرأة بقو ة والكفار الكفر ويو اجهالمعالم، واضحة سافرة متحدية دعو ته ويطرح

لل بس مجال أي تبقي والمعاني،ال األلفاظ محددةاآليات- - )1 اإلسراء (.75 - 73سورةاآلية- - )2 اإلسراء (.81سورةاآلية- - )3 األنبياء (.18سورة

267

فيها لل خو ف وال أثر فيها لل تردد وليس الش ك، أوالكفار،. أحالم مس فها ينزل القرآن فبدأ تأثيرع يشهم ط ريق ة ويشين آلهتهم عل يهم يعيب

. حين فهو وتقاليدهم بأع رافهم ويس تهزىء البالية، : يق ول نراه األصنام تـعـبدون} يتناول وما إنـكم

واردون لها أنتم جـهنم حصب الـله دون من}(1) : ويقول ومنـاة *  }، وـاـلعزـى ـاـلالت ـأفرأـيتم

* * ـاألـنثـى وله ـالذـكر ـأـلكم ـاألخرـى ـالـثاـلثة * أسمـاء إال ـهي ـإـن ضـيزـى قسمة ـإذـا تـلك

ـبـها ـالـله أـنزـل ما وآـبـاؤـكم ـأـنتم سمـيتموهـا * ومـا ـاـلظـن ـإال يـتبـعوـن ـإن سـلطـان مـن

رـبـهم مـن جـاءـهم وـلقد ـاألـنفـس تـهوـى} ا ألعمى (2)ـالـهدـى تقليدهم يتناول وحين ،

: يقول تراه عنهم ورثوه لما وتقديسهم آلبائهمبل} قـاـلوـا ـالـله ـأـنزـل ما اـتبـعوـا لـهم قيل وـإذـا

ال ـآبـاؤهم كـاـن أوـلو ـآـباءـنا علـيه ـأـلفيـنا مـا نـتبع} ـيـهتدوـن وال شيئـا يتناول (3)يـعقلون وحين ،

: يقول نراه وا لنقد بالذم الطغاة ـتبـت} الحكام * وما مـاـله عـنه ـأغـنى ما وـتب ـلـهـب ـأـبي يدـا

} * ـلـهـب ذات ـنـارـا سـيصلـى ويفضح (4)ـكسـب ، : يقول حين بالعقاب ويتوعده ا لمغيرة بن الوليد

اآلية- - )1 األنبياء (.98سورةاآليات- - )2 النجم (.23 - 18سورةاآلية- - )3 البقرة (.8سورةاآليات- - )4 اللهب (.3 - 1سورة

268

* مشـاء} همـاز مـهيـن حالـف ـكل ـتطع وال * * ـبعد ـعتل ـأـثيم مـعتد لـلخير منـاع بـنميمتـتلـى * * ـإذـا وبـنيـن ماـل ذـا كـاـن ـأـن زـنيم ذلـك

* سـنسمه ـاألوـليـن ـأسـاطير قاـل ـآـياـتنـا علـيه} ـالخرطوم ا لعالقات (1)علـى يتناول وحين ،

مثال ا لكيل تطفيف عن يتكلم نرا ه الفاسدة : ـاـكتـالوـا *  }فيقول ـإذـا ـالذيـن لـلمطففيـن وـيل

* ـأو ـكاـلوـهم وـإذا ـيسـتوفوـن ـاـلنـاـس علـى * ـأنـهم ـأولـئك ـيظـن ـأال يخسروـن وزنوـهم

} * عظيم ـليوم حاول . (2)مـبعوثوـن وحينالله رسول مساومة أ ن الكفار عليه فعرضوا ،

جاء سنة، إ لهه يعبدوا أن على سنة آ لهتهم يعبد حازما الوحي من ـاـلكـافرون} الرد ـأـيـها ـيـا قل

* مـا* عـاـبدون ـأـنتم وال ـتعبدوـن مـا ـأعـبد ال * * ـأـنتم وال عـبدـتم ما ـعاـبد ـأـنا وال ـأعبد

} * دينـ ولـي ديـنـكم ـلـكم ـأعبد مـا ،(3)عـابدوـنبين الكاملة ا لمفاصلة اآليات هذه فقررتبعد فليس أ نوا عه، بكل الكفر وبين اإلسالم . على ا لعروض عرضوا وحين ا لضالل إ ال الحق

أ ن أ جل من والسالم ا لصالة عليه الله نبي: حاسما منه الرد جاء دعوته عن لو " واللهيتخلى

يســاري في والقمر يميــني في الشــمس وضــعوااآليات- - )1 القلم (.16 - 10سورةاآليات- - )2 المطففين (.5 - 1سورة3. الكافرون- سورة

269

أهلك أو الله يظهــره حــتى األمر هذا أترك أن على.(1)تركته" ما فيه

. قبل من العزم أولي األنبياء منهج هو وهذا : تعالى قوله إلى أسـوة  }أنظر لكم كانـت ـقد

ـقالوا إذ مـعه والـذين إبراهـيم ـفـي حسـنةمن تـعـبدون ومـما مـنكم برءاء إنا لقـومهم

وبـيـنكم بـيـنـنا وبـدا بكم كفرنا الـله دونبالـله تـؤمنـوا حـتـى أبدا والـبـغضاء الـعداوة

} يظهر (2)وحده ا لكريمة اآلية هذه ففي ، المؤمنون يتخذه الذي الصارم الموقف بوضوح

قناعاتهم يخالف ما كل إ زا ء ا لصحيحة بالعقيدة حياتهم ووقفوا بصحتها قطعوا ا لتي ومفاهيمهما لسالم. عليه إبراهيم سيدنا أ علن فقد ألجلها قومهم عقائد كل من ا لتامة ا لبراء ة معه والذين

حربا وأ علنوها ، وتقاليدهم وعاداتهم ومفاهيمهم ا لحق ينتصر أ ن إلى ، وا لباطل ا لحق بين ضروسا

. ا لباطل ويزهقأنفسهم وباع وا الطريق هذا الدعاة سل ك إذا

ولم شريعته، وتنفيذ كلم ته إع الء أجل ومن لل ه،لهم رسمها التي الشرع ية الطريقة ع ن يحيدوا

: العزيز كتابه في القائل تعالى هـذه} الل ه ـقل

1 - عليه- الله صلى الله رسول مبادأة هشام ابن سيرة. منهم كان وما قومه، وسلم

اآلية- - )2 الممتحنة (.4سورة270

ومن أنا بصـيرة عـلى الله إلـى أدعـو سـبـيـليمن أنا وما الـله وسـبحان اتـبـعـني

} فإن (1)الـمشركـين ذلك بكل ا لدعاة قام إ ذا ، وسينجز وعده لهم سيحقق الشك سبحانه الله

: سبحانه القائل وهو ـاـلله} نصره، ـتنصروـا ـإـنـأقدـامـكم { ويـثبـت .(2)يـنصرـكم

من كل ط بيعة ع ل ى األضو اء سل طنا أن وبعدرسمنا أن وبعد والواقعية، المبدئية الدعو تين،

تتوفر أن يجب التي والصفات األساسية الخطو ط الذي الو اقع إلى ننتقل الم بدئية، الدع و ة في

أجل من األخير، القرن في اإلسالمية األمة عاشتهمنهما كل حق ق وما الفريق ين كال إنجاز نقو م أن

. الو اقع أرض عل ى ع قب اإلسالمية الخالفة هدمت أن بعد

اإلسالمية األمة ع اشت األولى العالمية الحرببها أحس رهيبة، واالنحطاط الضياع من حالة

. فلق د وتو جهاتهم انتماء اتهم بمختل ف الناس جميعالعسكري االحتالل تحت اإلسالمية األمة عاشت

اآلية- - )1 يوسف (.108سورةاآلية- - )2 محمد (.7سورة

271

سل طة تحت وبقيت الزمن، من ردحا المباشرما بغير الم سل مين بالد يحكم الذي المستعمر

الناس، ع لى ع مالء حكاما وينصب الل ه، أنزلوفكره ثقافته وينشر البالد، خيرات وينهب

األمة، عل ى ع يشه نمط فرض ويحاول وحضارته،بينهم ليحو ل الناس أخالق إفساد في ويم ضي

. وشريعتهم بدينهم التمسك وبيندعاة نشط ، األوضاع تل ك عل ى فعل وكردبقصد ع فو ية مرتجل ة بأعم ال وقامو ا مسل مو ن،الدعاة لهؤ الء يكن فل م الفاسد، الواقع مواجهةدراسة لديهم تكن ولم النهضة، عن واضح مفهو م

عل ى لل نهضة يعمل ون التي الفكرة ع ن وافيةلذلك ستسل كها، التي الطريقة عن وال أساسها،مل توية ط رقا وسل كوا تافهة، صغيرة أهدافا وضعوا

. في فهم الظروف بتبدل يو م كل تتبدل ومرتجلةإلى الفاسد بالواقع متأثرين كانوا ع مل هم ط ريقةلهم حدد الذي هو الواقع هذا إن بحيث بعيد، حد

إنهم عم لهم وط ريقة وأط روحاتهم أهدافهمالو اقعيون.

مع هؤ الء تعاط ي ذلك، ع لى مثاال لنأخذوشريعته اإلسالم ع ن الغريبة الوافدة األفكار

. يدرسوا أن فبدل منها مو قفهم لنرى وأفكاره،ع لى وفهمها واقعها إدراك أجل من األفكار تل ك

بدل لإلسالم، ومخالفتها زيفها ليبينو ا ثم حقيقتها

272

بينها ويوفقون ويحمل و نها يتل قفو نها رأيناهم ذلك. اإلسالم وبين

مع كل يا يتناقض نظاما تشرع فاالشتراكيةهؤالء ،من بعض بنظر أصبحت، اإلسالم، نظام

عنو ان حمل ت الكتب بعض أن لدرجة اإلسالم، " اإلسالم" إن تق ول أن وحاولت ، اإلسالم اشتراكية

. باالشتراكية أتى من أول هوعقيدة أساس ع ل ى تقو م التي والديمق راط ية

" الس يادة" تجعل والتي ، الحياة ع ن الدين فصلاألنظمة تشريع حق الشعب تعطي أي ، لل شعب

لدى ، أصبحت الديمق راط ية هذه لل حياة، والق وانين . نظام فيصفون اإلسالم من ، هؤالء من الكثير

ويصفو ن بالديمقراط ي، اإلسالمي الحكمبالديمق راط يين،  الرسو ل الراشدين وخلف اءه

" " لكل مة مرادفة الشو رى كل مة ويعدونوهكذا قو ل.. .الديمقراط ية، ذلك فم ن

وما عصرنا معرفة إلى محتاجون "نحنأحدهم: ه، ة،.. . إن ذلك ومن يتطل ب الديمقراط ي ير هي الديمقراط ية ري التعب ميه عم ا العص نس

والحكمة بالشو رى ، اإلسالمية والثق افة الفقه بل غة الة ؤمن ض دها إن الم ونحن .. ،.بها أحق فهو وج

ل مين دها بها ن رحب كمس رى ونؤ ي اإلس الم أن ون

273

يعتبرها ا لعاملين(. 1)منه" جزء ا أحد يقوله وممانحنالمسلمين: " أبعادها بكل الديمقراط ية مع

دد عل ى نعترض وال والش امل، الكامل وبم عناها تع زاب، عب األح ذي فالش ار عل ى يحكم ال األفك

" . (2)واألشخاصع قيدة عن انبثقت التي الحريات فكرة أما " تجعل" والتي أيضا، الحياة ع ن الدين فصل

حق وتعطيه ضابط أو قيد أي من حل في اإلنسانوحق الشخصية حياته في شاء كيف ما التصرفالتفو ه وحق عقيدة، أي واعتناق دينه ع ن االرتداد

قيد دون يريد وكيفم ا يريد ما تمل ك وحق كالم بأيمن هؤ الء بنظر الحريات هذه أصبحت شرط، أو

الكتب فم ن وأهدافها ومق اصدها الشريعة أسسيحمل كتاب المسل مين الحركيين أحد ألفها التي

." " اإلسالمية الدولة في العامة الحريات عنو انقياس ع لى الشرعية األحكام تف صيل فيه يحاول . يقو له ما ذلك من المعاصرة الديم قراط ية الدولة حاكما أو خل يفة تكو ن أن لل مرأة يجوز أنه من

إلى المساواة تؤ كد اإلسالم عم ومات "أناستناداا لله (3)واألنثى" الذكر بين رسول حديث أ ن مع ،

في- - 1 حلقات األوسط الشرق شباط 9و 7و 6و 5جريدةم.1990

العدد- - 2 العالم .1986حزيران 21 - 123مجلةاإلسالمية- - 3 الدولة في العامة الحريات الغنوشي راشد

.129ص- 274

أمر ولي ا لمرأ ة تكون أ ن تحريم في واضح .(1)امرأة" أمرهم ولوا قوم يفلح " لنالمسلمين

تقرير شأن في قاله ما االعتق اد" "حريةوكذلكعقوبة ا لقتل يكون أ ن نفى حيث اإلسالم في

زمن ا لمرتد قتل أ ن وادعى اإلسالم، عن للمرتدالظروف ا ستدعتها تعزيرية عقوبة كان النبي

آ نذاك عليه (2)السياسية قوله وضوح رغم ، وا لسالم .(3)فاقتلوه" دينه بدل "منالصالة

تكشف فيض من غيض هي التي األمثل ة هذهالدع اة تأثر مدى الفاسدة الـواـقعـيـينلنا باألفكار

من الغالب في هي والتي المجتمع في السائدة. الغربي الف كري الغزو لوثات

وكيفية الشريعة إلى نظرتهم حيث من أماالو اقعي بم نهجهم متأثرة كانت فقد لها فهمهم

. بعيد حد إلى أيضاوالتطبيق الدرس في اإلسالم فطريقة

: الو اقع يف هم أن كالتالي هي الم شاكل ومعالجةمعرفة إلى يؤدي ع ميقا فهم ا حقيقته عل ى

مناط هي والتي معالجتها يراد التي المشكل ةالشرعية النصوص تفهم ذلك بعد ثم الحكم،

المغازي- - - 1 كتاب البخاري .4163رواهاإلسالمية- - 2 الدولة في العامة الحريات الغنوشي راشد

.50-49-48ص- الحديث- - 3 رقم البخاري .3017صحيح

275

الشرع ي الحكم ألخذ الو اقع بهذا الم تعل قة واألدلةقد المش كل ة تكو ن وبذلك ، عل ىالو اقع وتطبيقه

. بالشرع عو لجتالواـقـعـيـين الطريقة، ولـكن هذه يتبعو ن ال ،

الو اقع من للو اقع معالجتهم يستمدون وإنما النصوص إلى ذلك بعد يعو دون ثم ومن نفسه،بالم عالجة ليل صقو ه دليل عن ليبحثوا الشرعية

األدلة أع ناق تلو ى أن إلى ذلك أدى ولو الو اقعية، . ما وهذا معالجاتهم لتوافق الشرعية واألحكام

بحيث ، التشريع مصادر مجال تو سيع إلى دفعهماألصو ليون بها تكل م التي المصادر جم يع تشمل

تل ك صحة مدى في النظر دون اختالفهم، عل ىأمامهم. واسعا المجال يكو ن حتى وذلك المصادر

أي أو يحمل و نها فكرة أي عل ى دليل عل ى لل عثو ر . فباإلضافة يتخذونه موقف أي أو يتبنونها معالجة

ع ل يها اتفق التي األربعة التشريع مصادر إلى وإجماع والسنة القرآن وهي األصو ليين، جمهو ر

غير بالمصادر يأخذون نراهم والقياس، الصحابةوشرع. المرسل ة والمصالح فاالستحسان الثابتة

والعقل الصحابي وفتو ى والعرف قبلنا منمجرد هي بل ، لل تشريع كأدلة تثبت لم وسواها

. ألغراضهم سخروها ذلك ومع شبهة،إلى الـواـقعـية دفعتهم التي هي أيضا

بالقو اع د والتمس ك الجديدة، القو اع د استحداث

276

ال ما حمل و ها التي الق واع د إلى باإلضافة الضعيفة، . بق اعدة فقالو ا معان من تـغـير" تحتمل يـنكر ال

" والـمكان الزمان بتـغـير إنوقالو ا األحكاـمومتطورة مرنة بق اعدة الشريـعة وتمس كو ا ،

" الـله" شرع ـفـثم الـمصـلحة تكون حـيـثما " هذه " بحجة يكون بنظرهم مصل حة يرونه ما فكل

قاعدة وع ممو ا ، الشرع من القاع دة" الـمحظورات" تـبيح هذه الضرورات ،

ومحظو رات الهالك ضرورة تتناول التي القاع دةالمطعومات، غير لتشمل عم موها الطعام،

. الكماليات حتى ولتشم لمعالجة أي يظهروا أن تسنىل هم وبذلك

. ذلك ع ل ى واألمثل ة الشرعي بالمظهر واقعيةبه قام ما المثال سبيل عل ى منها نذكر كثيرة، " " في المشاركة إباحة أرادوا حين الفق هاء بعض

عل ى بأدلة فيها أتو ا دراسة وضعوا فقد الحكم،في تتل خص الل ه أنزل ما بغير الحكم جواز

يو سف أن ادع وا حيث قبل نا من بشرع االستداللواستدلو ا الل ه، أنزل ما بغير حكم السالم عل يه

الل ه أنزل ما بغير الحكم أن رأوا حيث بالمصالحلل مس لم ين، مصل حة يحقق الحكام مع مشاركة

ما بغير الحكم تحريم في القطعية اآليات وع طل وا . رأس ع ل ى النجاشي وجو د أن ادع وا ثم الل ه أنزل

بغير الحكم جواز ع ل ى دليل الحبشة في السل طة

277

كان النجاشي أن تناسو ا أو ونسو ا الل ه، أنزل ما إع الن عل ى يجرؤ يكن لم ألنه إسالمه يخفي

إسالمه بين المدة وكانت قومه، أمام إسالمهالل ه رسو ل إن حتى جدا، قصيرة يعل م  ومو ته لم

) ( الو حي ط ريق ع ن مو ته يو م إال .(1)بإسالمها ألحكام تطبيق في التدرج بعضهم أباح وعندما

على منجما الوحي بنزول استدل الشرعية،ا لله كيفية. رسول في بحث ا لمسألة أ ن مع

وتطبيق نزوله، كيفية في ال الشرع تطبيق فعل من الوحي ونزول ا لعباد أفعال من الشرعفعل على العبد فعل يقاس فكيف ، تعالى الله

الله؟

كان الواـقـعـيون وهكذا مسايرين الدعاةممثل ين ألفكارهم مو افقين الناس ألهو اء

فيه قام الذي الوقت في وتطل عاتهم ألهدافهممـبدئـيـون ويعمل ون دعاة األمة قضية يدركون

االنحطاط حالة من بالناس االنتق ال عل ىإلى الفكري، التخلف في المتمثل ة واالنخفاض

الثقافة بث ط ريق عن والرقي النهضة حالة. الصافية النقية الصحيحة اإلسالمية

1 - - : ص- من اإلسالم إلى الدعوة المحمود أحمد أنظرص 308 .315إلى

278

الم بدئيين الدع اة بين المعركة بدأتواألنظمة الس قيمة واألفكار جهة من وأفكارهم

انتصار األفق في الح حتى أخرى، جهة من البالية. الم بدئي والعمل الصحيح الفكر

تنفض الجماهير بدأت المعركة هذه بداية معالدع اة أفكار وتحم ل الواقعية، أصحاب حول من

يوم كل لل عيان يظهر صدقها أخذ التي المبدئيين،آمال مو ضع المبدئيو ن وأصبح فأكثر، أكثر

أصحاب فيه يصبح الذي الو قت في المسل مين،بالرجعية اتهام محل الواقعية األط روحات

أفكار من فيه بم ا الفاسد الواقع ومسايرة. وأنظمة وثقافة وقناعات

المـبدئـيون قام ع ميقة الدعاة دراسة بعدالمسل مو ن، فيه يعيش الذي المجتمع لواقع

وأوضاعه وأنظم ته ومشاع ره أفكاره فدرسوااإلسالمية لل فكرة ع ميقة دراسة وبعد السياسية،

لطريقة دقيق وفهم مبل و رة نقية صافية ألخذهاالرسول طريق في تتمثل وهي الدع وة، .حمل

ألجل الف كري الصراع غمار خوض ع ل ى وع زمو ا. اإلسالمية الحياة واستئناف األمة نهضة تحقيق

أجل من المجتمع مع التفاع ل غمار هؤ الء وخاض والمجتمع لل حياة نظاما اإلسالم األمة تحمل أن

وأفكار أنظمة من سواه ما بكل ولتكف ر والدولة،الحياة استئناف يصبح أن أجل ومن ، ومبادىء

279

الل ه أنزل بما الحكم ع ودة ط ريق ع ن اإلسالمية،في ويناضل و ن المسل مو ن ألجلها يعمل قضية

سبيل ها.الدع اة العام الرأي وواجه التفاع ل، وحصل

في شأنه ع نيفة، مو اجهة األمر بادى ء المبدئيين تتعرض التي المتخل فة المجتمعات كل شأن ذلك

وأع رافها وع اداتها تقاليدها في يخالف ها لمن . دليل هي المو اجهة هذه أن إال عيشها وط ريقة

الواقع فساد ع ن المبدئيين الدع اة ترفع عل ىالدعاة جعل ما وهذا وأنظمته، ومشاع ره بأفكاره

ألن قناعاتهم، عل ى ويثبتون دعو تهم ع ل ى يصرونيغيرهم أن ال المجتمع يغيروا أن هو عم لهم

. المجتمعدخيل، فكر كل ليواجهوا الدع اة هؤ الء قام

فهم لإلسالم، مغاير توجه وكل وافدة، ثقافة وكلرسو ل حديث الفهم حق من":  الل ه يفهمو ن

ـفـهو مـنه لـيـس ما هـذا أمرنا ـفـي أحـدثالمؤلفون. (1)رد" فيه يؤلف ا لذي ا لوقت ففي

وا لديمقرا طية االشتراكية لينسبوا الكتبقام لإلسالم، وا لحريات وا لوطنية والقوميةكفر، وأ نها ا الشترا كية فساد ليثبتوا المبدئيون

من هيبتهم وليسقطوا دعاتها وجه في وليقفواوأ نها الديمقراطية عفن وليبينوا ا لناس، أعين

األقضية- - - )1 كتاب مسلم (.17رواه280

حيث من اإلسالم مع تتناقض وأنها رجسا لقومية عوا ر وليكشفوا والتفاصيل، األساس

تفاهة وليظهروا ونتانة، وارتكاس ا نحطاط وأنهاا لحريات أ ن وليوضحوا ومصطنعيها، الوطنيةا لحضارة من وهي الشرع أ حكام من تفلت هي

عار وأ نها شي ء، في ا إلسالم من وليس الغربيةا إلسالمية، كالعقيدة عقيدة تحمل أ مة على

ا لبشر أنظمة من ا لكاملة ا لبراء ة ليعلنوا قامواا إلسالم بين ا لشاملة والمفاصلة الوضعية،

التي والقوا نين ا ألنظمة فساد وليظهروا وغيره،قوله متمثلين األمة، شؤون بها "يحمل :ترعى

ــون عدوله، خلف كل من العلم هذا تحريف عنه ينف.(1)الجاهلين" وتأويل المبطلين، وانتحال الغالين

يتحروا أن اإلسالم حمل ة ع ل ى المبدأ حتم لقدالتي وثقافتهم أفكارهم في والصف اء النقاء . ع لى لزاما فكان الناس إلى دع وة يحمل ونهاإلى الدع و ة يحمل ون وهم المبدئيين، الدعاة

من ع قائدهم ينقو ا أن وأحكامه، وأنظم ته اإلسالمالتاريخ قديم منذ بها عل ق دخل أو لو ث أي

. أن ع ل يهم لزاما وكان هذا عصرنا وإلى اإلسالميلألحكام الصافي النقي المصدر ع ن يبحثوا

1 : - لمحمد- المصابيح، مشكاة أيضا راجع البيهقي رواهالحديث العلم، كتاب .248التبريزي،

281

إليه أرشدا وما والسنة القرآن وهو الشرعية، . " " أن ع ل يهم لزاما وكان التشريع أدلة من قطعا

الدليل ع ل يها دل التي التشريعية القو اعد يعتم دوااألحكام يتحروا وأن صحيح، باستدالل الشرعي

قوة تكو ن وأن ، األقوى الدليل إلى المستندةاجتهاد بين المفاضل ة حين الم قياس هي الدليليوافق عم ا النظر بصرف وآخر، رأي وبين وآخر،

وعالقات العشرين القرن وواقع العصر نظام . مصدرا الواقع فل يس الرأسمالي المجتمعاألحكام، ع ل ى دليال المصلحة وليست لل معالجات،" الحضارة العشرين الق رن حضارة وليست

. يجوز" وال وأحكامه اإلسالم ع ل ى حكما الغربية والمجتمع الفاسد الو اقع مع يتكيف أن الم بدأ عل ى

. الو اقع عل ى إن بل الرأسم الية والعالقات المنحطوع ل ى اإلسالم، ليوافق أي المبدأ، ليو افق يتغير أن

ليصبح المجتمع تغيير مسؤ ولية تق ع الدعاةالضربات توجيه ط ريق عن وذلك إسالميا، مجتمعا

وما الفاسدة عالقاته ضد واإلع المية الفكريةزائفة ومشاع ر خاط ئة أفكار من بها يتحكم . المبدأ عل ى بالثبات إال يتأتى ال وهذا بالية وأنظمة

حيد دون ومعالجاته، وأحكامه وأفكاره بعق ائدهالل ه رسو ل حديث ولنتذكر عنها، شعرة " أال قيد

دار، حيث الكتــاب مع فدوروا دائرة اإلسالم رحا إن

282

تفــارقوا فال ســيفترقانـ، والسلطان الكتاب إن أال.(1)الكتاب"

في الحكم نظام ع ن الدع اة يسأل فحينالخالفة نظام هو يقو لوا أن فواجبهم اإلسالم،

ط ريق عن شؤ ونها رع اية األمة فيه توكل الذيبما ليحكمها الكامل ة، السل طة تفو ضه رجال البيعة،

اآلخرة، في الل ه أمام مسؤ وال وليكو ن الل ه، أنزلرعاية من يمارسه ع ما الدنيا في الرع ية وأمامالحكم. نظام شكل يفصل وا أن وواجبهم الشؤ ون

مارسه وكما الش رع ية األدلة ع ل يه دلت كمامحمد الل ه بعده، رسول من الراشدون والخل فاء

. المعتبرة الفقهية الكتب في أحكامه وردت وكماأقربها ع ن ليبحثوا الم عاصرة النظم يتو سل و ا أن ال

" " زورا اإلسالم بها فيسمو ا اإلسالم روح إلى : اإلسالم في الحكم نظام فيقو لوا وبهتانا،

. ذلك غير أو برلماني أو جم هوري أو ديمقراطيفي االقتصاد نظام ع ن يس ألون حين وع ل يهم

األحكام مجم وع ة عل يه دلت بما يجيبو ا أن اإلسالمالتي والمال باالقتصاد المتعل قة الشرعيةأحكام من أكانت سو اء الفقه كتب في استقرت

المنو ط ة األحكام من أم الفردية، المعامالتوتبو يبها. األحكام هذه ترتيب في ضير وال بالدولة

1 : - رواه وقال الزوائد، مجمع في الهيثمي الحافظ رواهالطبري.

283

لم واجهة ويؤ هل ها إليها الرجو ع يس هل نحو عل ى . أن يجو ز ال ولكن المعاصرة الو ضعية األنظمة

: اإلسالم إن الحر االقتصاد أفكار تروج حين يقال،النظام إلى االقتصادي نظامه في يكون ما أقرباألفكار. إلى الدعو ة تروج حين يق ال، أن أو الحر

تشريعه: في ينزع اإلسالم إن االشتراكية : . إن يقال أن أو اشتراكية نزع ة االقتصادي

الحر النظامين مزايا بين جم ع اإلسالمواالشتراكي.

براء ة يؤكدوا أن حمل ته، عل ى يم لي المبدأ إنتميزه عل ى يبرهنوا وأن نظام، كل من اإلسالم

والم ذاهب المبادىء من سواه ما كل عنيقو م الذي األساس حيث من سواء واألنظمة،

من أو عنه، نجم الذي مصدره حيث من أو عل يه، والمجتمع لل حياة نظاما تجلى الذي مضمونه حيث

والدولة.اإلسالم نظام فأساس األساس، حيث من أما

محم د " الل ه إال إله ال عق يدة اإلسالمية، العقيدة هو ." الرأسم الي النظام أساس بينم ا الل ه رسول

." " النظام وأساس الحياة ع ن الدين فصل عق يدةال " ع قيدة الشيوع ي ". االشتراكي مادة والحياة إله

اإلسالم نظام فمصدر الم صدر، حيث من وأمامحمد الله رسول ع ل ى أنزل الذي ثم } الو حي

وال ـفاتبـعها األمر من ـشريـعة علـى جعـلـناـك

284

يعـلـمون { ال الذين أهواء مصدر (1)تـتـبع بينما ، وأ هوا ؤهم ا لبشر عقول ا لوضعية األنظمة

. كتب فإن ا لمضمون، حيث من وأ ما وعبقرياتهم اإلسالمي ا لمجتمع وتاريخ اإلسالمي الفقه

أن على دامغة حية ألدلة اإلسالمية، والدولةمن ونمطا وتشريعيا حضاريا كيانا لإلسالممن حضارة أ ي إ لى بصلة يمت ال العيشوأ نه ا لتشريعات، من تشريع أ ي وال الحضاراتتاريخ يعرف لم برا ءة سواه ما كل من بريء

. مثيال لها الحضاراتبق وة، يأخذوا أن الدع و ة حمل ة عل ى وهكذا،حكم وكل معالجة وبكل إسالمية، فكرة بكل . حكم بتبرير مطالبين فل يسو ا اإلسالم يعطيه

" " تعدد" تبرير ع لى مجبرين وليسو ا ، الجهاد " " " يد" قطع وال ، الطالق حكم وال ، الزوجات

بأنهم" االفتخار ع ليهم بل غيرها، وال السارقالل ه شريعة إنه البش ر، ع رفه نظام أع ظم يحمل ون

. لل عالمين رحم ة المهداة الو اقع يو افق ع ما يبحثوا أن لل دع اة يجوز وال

أو ضعيفا اجتهادا كانت ولو فيأخذونها أحكام من . يأولو ا أن يجوز وال ضعيفة أدلة إلى مستندة كانت

" العصر " روح لتو افق الش رع ية والنصو ص الحكام . يجو ز وال الغربي الحضاري النمط هو الذي

اآلية- - 1 الجاثية .18سورة285

إخفاؤها، أو وتعديل ها األحكام بعض ع ن التنازل ببعض وط معا لشرهم واتقاء لل سالط ين استرضاء

. حق وكل مة ثابت، مو قف الدع وة بل ع ندهم ما. ربهم بإذن واآلخرة الدنيا شرف الدعاة بها ينال

وتل ك النهج ذلك ع ل ى المبدئيين ثبات إنوظ ل مهم اضطهادهم إلى أدى المو اقف،

وقطع والس جن والتشريد بالقتل ومو اجهتهملتش ويه اإلعالمية الدعاوات وترويج األرزاق المجتمع جعل مما الناس، أع ين أمام صورتهم

إزاء وذلك ، األحيان بعض وجههم في يتجمدضد يمارس الذي واإلعالمي المادي اإلرهاب

. ويؤيدهم حولهم يل تف ومن الدعاةأع ظم يعتنقو ن الذين يثن لم ذلك كل أن إال

السم اوات عرضها بجنات ويحلم ون عق يدةلها، حياتهم نذروا التي دعو تهم عن واألرض

قضية القضية أن ورأوا ألجل ها، األهو ال وتحمل و االحياة إجراء إزاء ها واتخذوا موت أو حياة

: تعالى. الل ه قو ل دائما يتذكرون فهم والم وتيأتكم} ولـما الجـنة تـدخـلـوا أن حسـبـتم أم

مسـتهم ـقـبـلكم من خـلوا الذين مـثليقـول حتـى وزلزلوا والضراء الـبأساء

الله نصر مـتى معه ءامـنوا والذين الرـسولـقريـب الـله نصر إن .(1){ أال

اآلية- - )1 البقرة (.214سورة286

الل ه رسو ل مع حصل بم ا ذلك أشبه وما . حاصرت فقد ويحميهم يؤ يدهم ومن وأصحابه

رسو ل عن دافعو ا أنهم ألجل هاشم، آل قريشالحق   الل ه دعو ة ينصر أو يعين من كل وحاربت

. في الم جتم ع فتجم د اإلسالم كل مة إلى يصغي أوالله رسو ل المراقب وجه موقف الناس ووقف ،

. إال األمو ر إليه ستؤ ول ما ينتظر الذي والم ترقبالله رسول عن أن يبحث ودأب دع وته ع لى صبر

سبحانه الل ه أكرمه حتى لل دع وة، آخر مجالالل ه نصر بذلك وتحقق الم دينة أهل بإيمان وتعالى

. الكريم لرسو له تعالىهم المـبدئـيون وها هذه، الدعاة أيامنا في

تفتح التو فيق أبواب رأينا دع وتهم عل ى صبروا لمالتحتضن األمة ع ادت ما وسرع ان جديد، من لهم

ع ل ى ثبتوا الذين الو اع ين المخل صين أبناء ها . في الناس أمل يصبحون وهاهم ودعو تهم مبدئهم

هي وها كل الخالـفةالتغيير، ع ل ى أصبحتاألفق في تل و ح النصر بشائر هي وها لسان،

العل يا هي الل ه كل مة فيه تكو ن جديد بمجد وتبش راإلسالم ويكون السف لى، كف روا الذين وكلم ة

ويعل ي الناس حياة يحكم الذي هو النق ي الصافيالتخل ف آلثار تعالى الله بإذن وجو د ال حيث شأنها،الو اع ين المخل صين لغير يعل و صوت وال والظالم،

. األمة هذه أبناء من287

الدعو ة، ط ريق في الجهود من مزيدا إناستئناف أجل من المبدأ رسمه الذي الخط وع ل ى

نهضة بو الدة تبشر أن شأنها من اإلسالمية، الحياةحياتها اإلسالمية للحضارة تعيد جديدة راشدة

ولألرض هو يته ولل مجتمع وع زها كرامتها ولألمةمنارتها.

نداء لل ناس، أخرجت أمة خير يا لكم نداء إنه : بقوله الل ه ناداهم من يا الذين} لكم أيها يا

دعاـكم إذا ولـلرـسول لـله اسـتجـيـبوا آمنـوابـين يحول الـله أن واعـلـموا يحـييـكم لـما

تحشرون { إلـيه وأنه وـقلـبه .(1)الـمرء

اآلية- - )1 األنفال (.24سورة288

والمراجع المصادرهوامش في أسماؤها الواردة

الكتاب

ـكبديل .هوفمان مرا د- ـاإلسالم - د ترجمة - غريب محمد غريب - مجلة األولى ا لطبعة

. بافاريا ومؤسسة ا لكويتية النور ـاـلطرق مفـترق عـلى أ سد- -ـاإلسالم محمد

. د - فروخ عمرترجمة 1987 - العلم دا ر. بيروت للماليين،

اـلحضارـي وـالـتحدـي عشرة- ـاإلسالم بأقالم - العربي، الكاتب دا ر ا إلسالم علماء من

.1412م 1992بيروت - ه ـالسيـاسي ـالفـكر موريسإ عدا د- ـأعالم

- كرا نستون ا لثالثة - 1991ا لطبعة النهار دا ر. بيروت للنشر،

ـالمعرفة -بـهجة مصورة- علمية موسوعة. وا إلعالن وا لتوزيع للنشر ا لعامة الشركة

لـلتـارـيخ اإلسالمي الدين عماد- ـالـتفسـيرا لخامسة- خليل - 1991الطبعة العلم دا ر

للماليين. إـبلـيس عبد الفرج أبو اإلمام الحافظ - تـلبـيس

المتوفى البغدا دي الجوزي بن الرحمن ،597 289

- تحقيق ا لمكتب - الحرستاني فارس عصامها ألولى ا لطبعة بيروت، ، -1414اإلسالمي ه

م.1994 وفضـله ـاـلعلم بـياـن عمر أبو اإلمام- جامع

سنة القرطبي البر عبد بن يوسف ا لمتوفى462. . ت - - د مصر الجيزية، الطباعة إ دارة ه

ـالقرـآن ألحـكام محمد الله عبد أبو- ـالجـامـع- القرطبي األنصاري أحمد بن ا لكتاب دا ر

. . ت - د بيروت العربي، ـاإلسالمـية ـالدوـلة في ـالـعامة -ـالحريـات

- الغنوشي راشد الوحدة دراسات مركزبيروت - .1993العربية

ـاإلسالم إـلـى -ـالدعوة المحمود- أ حمد - األولى - 1995ه ، 1415الطبعة ا ألمة، دار م

بيروت. ـاإلسالمية -النبهاني الدين تقي- ـالدوـلة

ا لخامسة .1994الطبعة بيروت - ا ألمة، دا ر ـاـلدـارمي عبد بن الله عبد اإلمام- سنـن

(.255ت ) السمرقندي الدا رمي الرحمن ه ـالـنبوية ) هشام ابن- ـالسيرة سنة ا لمتوفى

: 218أ و 213 - ) وتخريج تعليق عبد د. عمره

290

- تدمري السالم - ا لطبعة العربي الكتاب دا ر.1993الرا بعة

اإلسالمية - ـالشخصية األول ا لجزء تقي،ا لرابعة - النبهاني الدين دار - 1994ا لطبعة م

. بيروت األمة، ـالـبخارـي الله عبد أبو الحافظ لإلمام - صحـيح

سنة البخاري إسماعيل بن محمد ا لمتوفى256. ه

مسـلم بن مسلم الحسين أبي لإلمام - صحـيحسنة النيسابوري القشيري الحجاج المتوفى

261. ه ـاالجـتماعـي ترجمة - روسو جاك جان - ـالـعقد

.قرقوط ذوقان بيروت - ، ا لقلم دا ر ـالحضـارة - قصة - ديورا نت ول ترجمة

. بيروت - ا لجيل، دار الكتاب من مجموعة ـاـلفوـاـئد ومنـبع ـالزوـاـئد نور للحافظ - مجمع

)الهيثمي بكر أبي بن علي الدين المتوفى ( 807سنة بيروت المعارف، مؤسسة 1406ه - م.1986ه

ـاـلصحـاح -الرا زي بكر أبي بن محمد - مخـتارلبنان - .1992مكتبة

291

ـأحمد ـاإلمـام - مسند حنبل بن أحمد اإلمام سنة) - 241المتوفى ) مرا جعة صدقي ه

بيروت- العطار الفكر، م.1994دا ر ـاـلفلسفية - ـالموسوعة من لجنة وضع

بإشرا ف ا لسوفياتيين، وا ألكاديميين م.العلماء دا ر - كرم سميرترجمة - ب. يودين و روزنتال

بيروت - .1987الطليعة، ـاإلسالم فـي ـاالقـتصادـي - ـالـنظـام تقي

- النبهاني الدين الرا بعة - 1990ا لطبعة دا ر . بيروت األمة،

ـاألخـير وـاإلـنسـان ـالـتاريخ - نـهـاية تأليف - فوكوياما فرا نسيس بإشراف مطاعمترجم

بيروت - صفدي ا لقومي، اإلنماء .1993مركزـالوعـي - - ) تصدر ) ثقافية فكرية جامعية مجلة

في ا لمسلم الجامعي ا لشباب من ثلة عنلبنان.

292

293