1

��� ا ا���� ا�����

قال تعاىل ) نهسأح ونتبعل ، فيالقو ونعتمسي ينالذ ، ادبع شرفب(

)الزمر (

آ��ب

� إ��ا��� وا�����ت ا����ة ����� ا"!�� � من ومتى وكيف

دراسة تحليلية في القران والسنة والتوراة واإلنجيل

ة للجميعحقوق النشر متاح

�� ��� ا��ا��

2

الجزء األول

: الفصل األول

البداية

: الفصل الثاني

زوال إسرائيل قبل ظهور المهدي

: الفصل الثالث

مختصر لمجمل أقوال المفسرين

: الفصل الرابع

وكل شيء فصلناه تفصيال

: الفصل الخامس

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

: الفصل السادس

تاريخ اليهود في التوراة والتلمود

: الفصل السابع

فلسطين عبر التاريخ

3

البداية

حيث يؤكد املؤلف يف هذا ) وليام كار ( لألدمريال الكندي ) أحجار على رقعة الشطرنج ( قبل عدة سنوات ، كنت قد قرأت كتاب د قراءيت هلذا الكتاب ، وبالنظر ملا جيري على أرض الواقع ، متلكتين بع. الكتاب بالشواهد واألدلة سيطرة اليهود على واقعنا املعاصر

وهم سائرون وما زالوا –فأحالمنا وأمانينا إذا ما سار الناس من حولنا على هدي ما يخططه وينفذه اليهود . حالة من اليأس والقنوط .ث اهللا األرض ومن عليها أصبحت هباء منثورا ، وستسري األمور إىل األسوأ يوما بعد يوم حىت ير –

مل أكن أعلم آنذاك أن بعد كل هذا الكفر والظلم والفساد الذي استفحل يف األرض ، وأخذ ينتشر يف أرض اإلسالم والعروبة انتشار اج النار يف اهلشيم ، بعد أن محيت آثار العيب واحلرام من مفردات قاموس أهلها ، ستظهر يف آخر الزمان خالفة راشدة على منـه

النبوة تعيد هذه األمة للحياة من جديد ، فأحاديث الفنت وما يكون بني يدي الساعة مل تكن معروفة للعامة قبل سنوات قليلة ، ومل تلقومؤخرا بدأ كثري من الدارسني والباحثني ، خيوضون غمار . كل البعد –حسبما حنب أن تكون –أي اهتمام كون الساعة بعيدة عنا

.من أحاديث ، منبهني لظهور الكثري من أشراطها الصغرى وحمذرين من قرب أشراطها الكربى ما جاء فيها

معرفيت بوجود تلك اخلالفة ، اليت ستقطع الطريق على أصحاب املؤامرة اليهودية العاملية ، وتلغي أحالمهم بسيادة العامل من القدس ، اجلديدة أعادت يل األمل ، بعد أن متلكين الكثري من اليأس والقنوط من أحوال أميت كانت يل مبثابة الضوء يف آخر النفق ، تلك املعرفة

اعترتين حالة من الفضول فأردت معرفة املزيد ، حيث ساعدين حيب القدمي للمطالعة ، فعدت ملطالعة كل ما يقع بني يدي . العجيبة عن القرآن العظيم وتفسريه ، فتبني يل أن العلم واملعرفة يهتكان من كتب على خمتلف مواضيعها ، من عقيدة وفقه وسرية وتاريخ فضال

.تابعة الكثري من أستار اجلهل بأمور احلياة األخرى ، ويزداد املرء ما إميانا ويقينا وصلة بربه وثباتا على دينه فازددت حبا للمعرفة وامل

هدي ، وأكثر ما حاز على اهتمامي من هذه األحاديث ، ما يتعلق مشلت مطالعايت يف تلك األثناء ، بعض الكتب اليت تناولت سرية املوبعد حتليلي لتلك األحاديث وحماولة الربط فيما بينها ، تبني يل بأن دولة إسرائيل احلالية . باملهدي وظهوره واملعارك اليت سيخوضها

حرب ، فتبادر إىل ذهين بعض التساؤالت ، لن تكون موجودة عند ظهور أمره ، وأن املهدي سيدخل القدس وبالد الشام ككل بالاليت كان ال بد يل من اإلجابة عليها بدافع الفضول يف البداية ، وأمهها كيف اختفت إسرائيل قبل ظهور املهدي ؟ ومن الذي كان سببا

يف اختفائها ؟

ير القدس ستكون بالوحدة العربية ، وهذا يعتقد عامة املسلمني اليوم ، أن الطريق إىل حتر –كما كان وما زال –كنت سابقا أعتقد د بال شك ضرب من اخليال ، أو بالعودة إىل اإلسالم وقيام اخلالفة اإلسالمية وهذا أيضا أمر بعيد املنال ، والواقع ال ينبئ بذلك فاليهو

ن أي جسم مسـلم أو عـريب ، اآلن يسيطرون على جمريات األمور ، أكثر مما نسيطر على زوجاتنا وأوالدنا ، فهم يراقبون ويحاربوحتول من حالة السكون إىل احلركة ، وكل احملاوالت اإلسالمية والقومية العربية النهضوية ، وئدت واشتريت وبيعت يف سوق النخاسة

.، فال أمل يف املنظور القريب حسب ما نراه على أرض الواقع

! ، متتص دماء قلوبنا وتعد عليها نبضاا ، لتثبت للعامل أننا ما زلنا أحياء ؟وأما إسرائيل فعلى ما يبدو أا ستبقى جامثة فوق صدورنا وكأن العامل ينتظر منا أن منوت أو نفىن ، فيسـتيقظ ! والعامل يأيت وينظر ويهز رأسه موافقا وميضي مطمئنا ، نعم إم ما زالوا أحياء

وكأنه بال خطيئة اقترفتها يداه –ة الثقيلة واملضنية ، اليت رميت على كاهله يوما ما فال فلسطني وال فلسطينيون ، لريتاح من تلك املهم .عاما وما زال حيا 50كي يرتاح من مراقبة طويلة لعملية احتضار شعب أدخل إىل قسم العناية احلثيثة منذ أكثر من –

4

ولكن األحاديـث النبويـة . أن إسرائيل ستبقى ولغاية هذه اللحظة ، فإنك تراه يقول ب –قبل ثالث سنوات –وبالنظر إىل الواقع الشريفة ترفض ما يقوله الواقع ، وتؤكد زواهلا قبل ظهور املهدي واخلالفة اإلسالمية ، ولكن كيف ؟ ومن ؟ ومىت ؟ ولإلجابة علـى

.هذه األسئلة كان ال بد من البحث ومن هناك وقبل ثالث سنوات تقريبا كانت البداية

" أوال ؛ عبارة : لمني يف بالدنا من معتقدات فيما يتعلق بتحرير فلسطني ، يتمحور حول ثالثة عبارات تقريبا ، هي ما ميلكه عامة املس" . وليدخلوا املسجد " ، وثالثا ؛ عبارة " عبادا لنا " املشهورة لدينا بني فلسطينيي الشتات ، وثانيا ؛ عبارة " شرقي النهر وهم غربيه ذه العبارات يف جمملها ، حصرت التحرير بقيام اخلالفة اإلسالمية ، حىت أصبحت من األمور العقائدية ، ويؤمن والتفسريات املعاصرة هل

.بصحتها الكثري من الناس إن مل يكن األغلبية العظمى

لمني حقيقـيني لـن أما حديث ال تقوم الساعة حىت تقاتلوا اليهود ويا مسلم يا عبد اهللا الذي غالبا ما نتدواله ، فهو يتحدث عن مسيتوفروا يف ظل هذه األجواء على املدى القريب ، أو يتحدث عن خالفة إسالمية ، ومما أعلمه أن اخلالفة اإلسالمية لـن تكـون إال بظهور املهدي ، وخالف ذلك مل أجد يف السنة النبوية من األحاديث ما يشري إىل هذه الفترة ، فهي مغيبة تقريبا إال من حديث هنا أو

.هناك

م ، ومن خالل البحث األويل يف العديد من املصادر أمسكت ببعض اخليوط ، اليت قادتين بـدورها 1998يف النصف الثاين من عام إىل اآليات اليت حتكي قصة العلو واإلفساد اليهودي يف سورة اإلسراء ، فطفقت أسرب معاين ألفاظها وعباراا وتركيباـا اللغويـة ،

هم جديد آليات هذه السورة ، خيتلف متاما عن معظم ما مت طرحه سابقا ، ومن خالل هذا الفهم استطعت اإلجابة فتحصلت على ف .على معظم تساؤاليت ، وتساؤالت أخرى كانت ترد يف ذهين ، بني حني وآخر أثناء كتابيت هلذا البحث

نت أفكاري تجابه باملعارضة أحيانا بعلم وأحيانا من غري علم عادة ما كنت أطرح ما توصلت إليه شفاها أمام اآلخرين ، وغالبا ما كا، وغالبا ما كان النقاش يأخذ وقتا طويال ، وكان هناك الكثري ممن يرغبون باملعرفة ، كل حسب دوافعه وأسبابه اخلاصة ، وكانـت

الناس أو وجدوه يف الكتب ، والواقع الـذي األغلبية تفاجأ مبا أطرحه من أفكار ، فالقناعات الراسخة لدى األغلبية ، مما مسعوه من .يرونه بأم أعينهم خيالف بصريح العبارة ما أذهب إليه

واملشكلة أن األمر جد خطري ، فالواقع اجلديد واملفاجئ الذي سيفرض نفسه خالل سنني قليلة ، عندما يأيت أمر اهللا وال ينطق احلجر س يف احلرية واالرتباك ، لتتالطم األفكار والتساؤالت يف األذهان تالطم املوج يف يوم كما كانوا يعتقدون سيوقع النا! والشجر بشيء

عاصف ؛ ما الذي جرى ؟ وما الذي جيري ؟ وما الذي سيجري ؟

وبـالرغم مـن . لذلك وجدت نفسي ملزما بإطالع الناس على ما حتصلت عليه ، وعلى نطاق أوسع من دائرة األقارب والـزمالء متثلـت يف هـذا . يت وتواضعها إال أين حاولت جاهدا ، أن أصهر كل ما توصلت إليه مما علمين ريب يف بوتقة واحدة حمدودية قدرا

الكتاب الذي بني أيديكم يف أول حماولة يل للكتابة ، كمسامهة متواضعة يف الدعوة إىل اهللا ونصرة لكتابه الكرمي قبل أن يوضع علـى األنباء املستقبلية بشكل خمالف ، ملا اعتادوا أن من آراء وتفسريات كثرت يف اآلونة األخرية ، تتناول احملك ، عندما يتحقق أحد أعظم

.ما تخرب عنه سورة اإلسراء من إفسادي بين إسرائيل

يا كما وحاولت جاهدا أن أقدم هذا الكتاب يف أسرع وقت ممكن ، بعد أن تأخرت سنتني وأكثر شغلتين فيها مشاكل احليـاة الـدن ومصائبها ، عن إخراج هذا الكتاب إىل حيز الوجود ، ومن مث ألسعى إليصاله إىل أكرب عدد من أمة اإلسالم ، لعله جيد فيهم من يلق

.السمع وهو شهيد

فإن أصبت فمن اهللا وإن أخطأت فمن نفسي وال حول وال قوة إال باهللا

5

قع خاص به على شبكة اإلنترنت ، وإن تعذر الدخول إليه لسبب أو ألخر هذا الكتاب سيكون بإذن اهللا متوافرا باستمرار ، ضمن موبكتابة عنوان الكتاب كامال أو أحد العبـارات ) www.google.com( ، فباإلمكان الوصول إليه عن طريق حمرك حبث جوجل

:املوجودة على صفحة الغالف ، حيث تستطيع من خالل هذا املوقع

.لكتاب احلصول على أحدث نسخة من ا .1

.إبداء أي مالحظة أو استفسار .2

.متابعة أطروحات جديدة قد تصدر للمؤلف مستقبال .3

هـ1422/ 4/ 29_ م 2001/ 7/ 20

املؤلف

6

تعقيب

من خالل ردود األفعال األولية لبعض األخوة ، سواء من قرأ أو من مل يقرأ الكتاب ، وجدنا أن الكثري من الناس ختلط ما بني أمرين ؛ هو : هو كشف الغيب الذي ال يعلمه إال اهللا ، وهو ما ال ندعيه يف كتابنا هذا ونعوذ باهللا من أن ندعيه ؛ واألمر الثاين : مر األول األ

.قراءة وبيان وتفصيل ما هو مكشوف أصال يف القرآن والسنة ، من علم الغيب مما أوحى سبحانه وتعاىل لرسوله عليه الصالة والسالم

قل لا يعلم من في السموات والأرض ( ، ويقول ) األنعام 59( ...وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ، ( وتعاىل يقول سبحانهإلثبات يف هذين املوضعني ليفيد احلصر ، أي وقد جاء أسلوب النفي ومن مث ا) النمل 65( الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون

حصر علم الغيب باهللا دون غريه ممن يف السموات واألرض ، وهذا ما يعلمه عامة الناس ويرددونه عن ظهر قلب ، وهذا مما ال خالف فيه ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، هل هذا احلصر مطلق ؟

وما كان الله ليطلعكم على الغيب ، ولكن الله يجتبي ( ء الذي جاء يف قوله تعاىل فإن كانت اإلجابة بنعم ، فما القول يف االستثنا …، إلا من ارتضى من رسول) 26( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا( ويف قوله ) آل عمران 179( من رسله من يشاء

تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ، ما ( حيث استثىن سبحانه وتعاىل الرسل عليهم السالم من تلك القاعدة ، إذ يقول ) اجلن 27(نيقتلمة لباقإن الع برذا ، فاصل هقب نم كملا قوو تا أنهلمعت تا ، ( ويقول ) د هو 49( كنرنأم نا موحر كا إلينيحأو ككذلو

52( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإميان ، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ،بني لنا أن اهللا سبحانه وتعاىل أطلع على غيبه من شاء من رسله ، وبذلك مل حيجب علم الغيب بالكلية عـن البشـر ، ليت) الشورى

واإلتيان باحلصر مث االستثناء يفيد بأن مرد العلم بالغيب أوال وأخريا هو عالم الغيوب ، وخاب وخسر من استقى علم الغيب من غريه .

علم اهللا ، مبا كان وما هو كائن وما سيكون ، مما اقتضت احلكمة اإلهلية كشفه للناس عن طريق أما ما كشف للرسل فهو بعض منالوحي ، وكثري من هذا الغيب خمطوط فيما ورثته البشرية من كتب األنبياء ، وفضال عما جاء به القرآن من أنباء الغيب ، فقد أخرب

وحاضرا ومستقبال ، وأفاضت األحاديث النبوية يف ذكر ما سيقع يف مستقبل األمة عليه الصالة والسالم بالكثري من أنباء الغيب ماضيا .من فتوحات وفنت وابتالءات وحمن وأشراط وأمارات للساعة

ول لكم إني ملك ، إن أتبع قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ، ولا أعلم الغيب ، ولا أق( وأما قوله سبحانه وتعاىل لرسوله الكرمي قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ، إلا : ( ، وقوله ) األنعام 50( إلا ما يوحى إلي ، قل هل يستوي الأعمى والبصري أفلا تتفكرون

تكن لوو ، اء اللها شممقول ريشبو يرذا إلا نوء ، إن أنالس نيسا ممر ، ويالخ نم تكثرتلاس ، بيالغ لمـون أعنمؤ188( ي غيب ، أو ال ينفي علمه عليه الصالة والسالم لبعض الغيب ، وما قيل له ذلك إال ليجيب من يسأله عما مل يعلم من أنباء ال) األعراف

. ما ال حكمة يف اإلخبار عنه مما علم

متيزت النصوص النبوية اليت تتحدث عن أحداث املستقبل ، سواء يف القرآن والسنة أو يف التوراة واإلجنيل بالتلميح ال بالتصريح ، فهي كاالستعارة والتشبيه وااللتفـات غالبا ما تصف الشخوص واألزمان واألماكن والظروف والنتائج ، باستخدام عدة أساليب لغوية ،

واالعتراض وما إىل ذلك ، مما هو غري مألوف ألناس هذا الزمان ، وخري مثال على ذلك هو ذكر اسم رسولنا الكرمي عليه الصـالة أو أكثر الناس ومعناها أمحد الناس) محد ( باملعىن ال باللفظ ، وأمحد لغة هي اسم التفضيل من ) أمحد ( والسالم يف التوراة واإلجنيل

.يف الواقع جاء بنفس املعىن مع اختالف اللفظ -حممد -محدا ، مع أن امسه

7

واحلكمة اليت قد ال يدركها الكثري من الناس ، من عدم وضوح النصوص النبوية ، هو بقاء نسبة ضئيلة من الشك ، حلرمان النـاس لألسباب واملسببات أن تأخذ جمراها ، من حيث الزمان واملكان والشخوص ذوي العالقة من الدافع لتعطيل جمريات األمور ، إذ ال بد

. ، حىت تتحقق النبوءات كما مت اإلخبار عنها

ولنا يف قصة فرعون مع موسى عليه السالم خري مثال على ما قد يفعله ارمون لتعطيل أمر اهللا ، عندما أمر بذبح مواليد بين إسرائيل علم من تأويلها ، بأن واحدا منهم سيكون سببا يف تقويض أركان ملكه ، ورغم ما اختـذه مـن إجـراءات كافة ، رد رؤيا منام

وتدبريات احترازية حلرمان هذا الطفل من احلياة ، إال أن مكر اهللا كان أعظم وأكرب ، وبالرغم من قدرته سبحانه على منع فرعون من .بأن تتخذ من األسباب ، ما هو كفيل بتحقيق املراد اإلهلي إيذائه دون تدخل بشري ، إال أنه أوحى ألم موسى

هذا ما كان من أحد ارمني والعتاة رد رؤيا منام ، فماذا لو أتاه نص صريح بأن الذي سيقوض أركان ملكه ، هو ذلك الطفـل الذي سيأيت به اليم إىل قصره ، فهل كان فرعون سيتخذه ربيبا ، أم ماذا سيفعل به ؟

س من أمر النبوءات الواردة يف القرآن والسنة مواقف شىت ، فمنهم من ال يرغب بالفهم ، ومنهم من ليس لديه القدرة على الفهم وللنا، ومنهم من يعتقد بأن ال جدوى من البحث يف أمرها ، ومنهم من حياكمها بناء على أهواءه وأحالمه ، فيأخذ ما اتفق وينكـر مـا

.اس ، عند احلديث عن املستقبل ، يقول مستنكرا ال يعلم الغيب إال اهللا ولذلك جتد بعض الن. اختلف

ذلك الكتاب لا ريب فيه هـدى ) 1( امل( وحنن كمسلمني مطلوب منا أن نؤمن بالغيب املخرب عنه يف القرآن والسنة ، لقوله تعاىل نيقتلم2( ل (يب ويون بالغنمؤي ينقونالذفني ماهقنزا رمملاة وون الصيمق )وأعظم الغيب هو وجود اهللا ، وحنن وآباؤنا ) البقرة 3

مل نعلم بوجود اهللا ومل نعرفه حق املعرفة ، ومل نعلم باليوم اآلخر وما سيجري فيه من بعث وحساب وثواب وعقاب ، إال من خالل وعال إىل حممد عليه الصالة والسالم ، وما دمنا آمنا باهللا وباليوم اآلخر من خالل كتابه ، فما لنا ال القرآن املوحى به من عند اهللا جل

.نؤمن مبا سواها من أخبار الغيب مما حواه هذا القرآن العظيم بني جنباته

اتنا ، ويزكيكم ، ويعلمكم الكتاب والحكمة ، ويعلمكم ما كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم ءاي( يقول سبحانه وتعاىل مل يبعث عليه الصالة والسالم فقط ليتلو علينا القرآن ، بل بعث أيضا ليزكينا وليعلمنا الكتـاب ) البقرة 151( لم تكونوا تعلمون

من قبل ، لنخلص من هذه اآلية وغريها من اآليات اليت جاءت بنفس النص ، أن هناك شيء امسه واحلكمة ، وليعلمنا ما مل نكن نعلم احلكمة ، يراد لنا أن نتعلمه من القرآن والسنة ، لكل ما ورد فيها من تشريعات وحدود وأوامر ونواهي وأخبار املاضي واملسـتقبل ،

.موضوعه قررها سبحانه يف أواخر اآليات ويف اية القصص كل حسب

ومن جممل اآليات اليت ورد فيها نبوءات مستقبلية ، تبني لنا وحسب ما تقرره تلك اآليات أن هناك حكما إهلية من اإلخبار عنـها ، :وقد حصرت هذه احلكم اإلهلية عموما يف أمرين

نوا ونذير للذين كفروا ، من الذين يعايشـون أن معرفة اخلرب قبل حتققه من القرآن أو السنة ، هي مبثابة زف البشرى للذين آم: أوال وهذا مما ميأل نفوس املؤمنني باألمل ، ويعطيهم الدافع للعمل ، دون كلل أو ملل ، ويلهمهم الصرب على ما . ظروف احلدث املخرب عنه

طغيانا وكفـرا ، لدرجـة أن أصام من األسقام والعلل ، وميأل نفوس الكفرة واملنكرين اخلوف والترقب واحلذر ، ويزيدهم حتديا و .يتحدوا اهللا ليرتل م ما يعدهم من العذاب ، كما هي عادة اجلبابرة والظلمة واملفسدين يف األرض

أن معاينة احلدث عند حتققه على أرض الواقع متاما كما ورد يف القرآن أو السنة ، سيكون بالضرورة سبب لزيادة إميان املؤمنني : ثانيا وزيادة يف اجتهادهم بعبادته ، وأما للذين كفروا فهو زيادة يف قهرهم وإذالهلم ، رغم كل ما أخذوه مـن إجـراءات برم وكتبه ،

.احترازية درءا ومنعا ألمر اهللا

8

أما من يدعي بأن ال حكمة وال فائدة من اإلخبار عنها ، وأن معرفتها على حقيقتها يبعث يف النفس اليأس والقنـوط والتواكـل ، ئك يقولون على اهللا ما ال يعلمون ، ملخالفتهم ملا اقتضته احلكمة اإلهلية من اإلخبار عنها ، ويدعون بأم أكثر حكمة وعلما من فأول

.أحكم احلاكمني وأعلم العاملني

ل رب العزة علـى أننا مل نكشف شيئا من الغيب ، وما قمنا به مل يتعدى حدود القراءة والتفكر والتدبر ، فيما أنز: وخالصة القول غة رسله وأنبيائه من أخبار الغيب ، وبذلنا ما وفقنا اهللا إىل بذله ، من جهد يف فهمها واستيعاا وتفصيلها وتبسيطها وتقدميها للناس بل

. يفهمونا ، وما لنا يف ذلك من فضل ، إن الفضل إال هللا

ه جمانا وحناول جهدنا إيصاله للناس يف شىت بقاع األرض ، ونشكر ويف اية األمر ، وبعد خماض عسري كان هذا الكتاب ، الذي نعرضكل من ساهم يف نشره ، وغايتنا سواء أصبنا أو أخطانا هي نفع الناس يف دينهم ودنياهم ، وإمنا األعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى

.

شرائها أو اإلعراض فصانعها بشري متهم ، حيث ال وبضاعتنا يف هذا الكتاب مستقاة من كتاب اهللا وسنة رسوله ، والناس أحرار يف وحي يوحى بعد وفاة املصطفى عليه الصالة والسالم ، وال نفرضها على أحد ولكن ال عليك إن اطلعت عليها ، فهي إن مل تنفعـك

بقراءة هذا الكتـاب ، فلن تضرك يف شيء ، مع يقيننا الشخصي بأا ال ختلو من الفائدة ، بل فيها الكثري كما أمجع معظم من حظي .وتذكر أنك حر فيما اعتقدت بشأن هذه البضاعة

أما بالنسبة ملسألة حتديد موعد من خالل العد ، فهو نتيجة لعملية عد يف كالم اهللا ومن كتاب اهللا ، وما هو بقراءة يف فنجان أو نظر ختطئ ، إال بعد أن تولدت لدينا قناعة ، بصرف النظر عن يف النجوم ، وما طرحنا الفصل اخلاص ذه املسألة ، واليت قد تصيب وقد

املواعيد املطروحة يف ذلك الفصل ، تقول بأن اية كل من إسرائيل وأمريكا قريبة جدا جدا ، وجمريات األمور سـتأخذ منحى مغايرا مرة من اخلوف والترقب رمبا تدوم لعدة ملا عليه احلال اآلن ، وسيكون التغري سريعا ومفاجئا ومضطردا ، حبيث تأخذ الناس حالة مست

.سنني

أما ما نود قوله لقراء هذا الكتاب ، هو أن يأخذوا بأحسن ما يف هذا الكتاب ، وأن يتركوا ما هو دونه ، متاشيا مع ما أخرب به أتباع يستمعون القول ، فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين فبشر عباد ، الذين ( رسله الكرام ، يف حق ما أنزله عليهم من اهلدي ، قال تعاىل

) .الزمر 18( هداهم اهللا ، وأولئك هم أولوا الألباب

اهللا ، ال هذا ما قاله رب العزة يف حق كتبه وما أنزل فيها من اهلدي على رسله ، فما بالك بقولنا يف حق كتاب أجنزه عبد من عبـاد ولن يصل إىل حد الكمال مهما بذل من جهد ، والعقل البشري له حدود وطاقات مهما بلغ من إبداع ، فإن أصاب يف شيء أخطأ

.يف أشياء ، وكل إنسان يف اية املطاف لدية قدر من احلكمة ، ليميز الغث من السمني فيما قرأ أو مسع

لونسأل اهللا أن يهدينا وإياكم سواء السبي

أضيف هذا التعقيب بتاريخ

هـ1423/ 1/ 1 –م 2002/ 3/ 15

املؤلف

9

زوال إسرائيل قبل ظهور المهدي

استفاضت كثري من املؤلفات لكبار العلماء واألئمة ، يف ذكر املهدي وسريته ، وأكدت على حتمية خروجه آخر الزمان ، ومن هؤالء ين والسيوطي والصابوين وغريهم ، وهناك من أفرد له بابا أو كان له مقاال يف كتاب على سبيل املثال ال احلصر ، ابن حجر والشوكا

وهناك الكثري من الكتب املتخصصة احلديثة ، مجعت أقـوال أولئـك . كالذهيب وابن تيميه وابن القيم والقرطيب والربزجني وغريهم ة فلريجع إليها فهي متوافرة بكثرة يف املكتبات هذه األيـام ، العلماء واألئمة يف املهدي وأحداث آخر الزمان ، فمن رغب باالستزاد

. واإلملام املسبق باألحاديث الواردة يف املهدي ، سيساعد كثريا يف فهم ما استخلصته من أفكار يف هذا الفصل

خبار املهدي ، بلغت حـد وأما من ينكر أحاديث املهدي فال التفات لقوله ، فاألحاديث الصرحية وغري الصرحية اليت أتت على ذكر أوأود أن أشري إىل . وما سنتناوله منها هو ما خيص موضوع هذا الكتاب فقط . التواتر املعنوي وقد ورد فيها ما يقارب األربعني حديثا

يف موضع ) ن وبالغص( يف موضع ) بالقدوس ( أن ذكر املهدي قد جاء يف التوراة ، حيث أن الترمجة العربية للنص التورايت ، تسميه مفسر النبوءات التوراتيـة ، ) نوستراداموس ( وقد تنبأ بظهوره . آخر ، وهذا النص موجود مع التعليق ، يف فصل النبوءات التوراتية

.وأشار إليه بألفاظ صرحية سنوردها يف فصل الحق

ل النبوءات التوراتية واإلجنيلية ، اخلاصة بأحداث وللحقيقة ، ومن خالل اطالعي على الكثري من دراسات وأحباث الغربيني ، اليت تتناوه النهاية ، تبين يل بأن اليهود والنصارى أكثر إميانا ويقينا من عامة املسلمني حبتمية ظهور املهدي ، وانتصاره يف كافة حروبه واختـاذ

د اقتربت ، ويعتقدون بأنه سيقود حتالفـا وألم يعلمون بأن النهاية ق. للقدس عاصمة مللكه وامتداده ملساحات شاسعة من األراضي عسكريا ضد الغرب ينجم عنه دمار احلضارة الغربية برمتها ، فهم يتوقعون ظهوره يف أي حلظة وخيشون أن يظهر وأن تقوى شوكته

ن ذلك املصـري وهم يف غفلة من أمرهم ، فلذلك جتدهم يحاولون جتنيد العامل بأسره ضد ما يسمونه باإلرهاب اإلسالمي ، خوفا م .املشؤوم الذي ينتظرهم عند ظهور أمره

: غربة اإلسالم فقال يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن ثوبان ، قال

قال : ل قائ ، ذئموي نحن لةق نمك :وودور عدص نم الله نعزنليل ، ويثاء السغثاء كغ كمنلكو ، ريكث ذئموي متل أنـة بابهالم م ، نهالو ي قلوبكمف الله فنقذليو ، كمنل فقم؟ قال : ال قائ نها الومو ول اللهسا ري: توة المياهكرا وينالد برواه أبـو ) ح

.داود وأخرجه أمحد ، وصححه األلباين

يبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، وهو يأرز بين المسجدين كما إن الإسلام بدأ غر: ( عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال .رواه مسلم ، وأخرجه الترمذي وابن ماجه وأمحد والدارمي ) تأرز الحية في جحرها

الفساد ، يتميز بوجود قلة مؤمنـة صـابرة قبل ظهور املهدي ستشهد األمة اإلسالمية عصرا حالك السواد من كثرة الظلم واجلور ومتمسكة بدينها ال حول هلا وال قوة تنتظر حىت يأيت اهللا بأمر من عنده ، وكثرة طاغية فاسدة ومفسدة متمسكة بدنياها هم غثاء كغثاء

.السيل

10

:جيش يغزو الكعبة بداية ظهور أمر المهدي يغزو جيش الكعبة ، فـإذا كـانوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قالت ( ها ، عن عائشة رضي الله عن_ رواية البخاري

مرهآخو هملبأو فسخض ، يالأر ناء مديبب ، : ر: قلتآخو هملبأو فسخي فكي ول اللهسا ري سلي نمو ، ماقهوأس يهمفو ، مه .رواه الشيخان ، وأخرجه والترمذي والنسائي وابن ماجه وأمحد ) يخسف بأولهم وآخرهم ، ثم يبعثون على نياتهم: منهم ، قال

يا رسول الله صنعت : فقلنا ( عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه ، : ت عن عائشة رضي اهللا عنها ، قال_ رواية مسلم ، حتى إذا كانوا يش قد لجأ بالبيتبرجل من قرالعجب إن ناسا من أمتي يؤمون البيت ، : شيئا في منامك لم تكن تفعله ، فقال

، بهم سفاء خديا بالبقال: فقلن ، اسالن عمجي قد إن الطريق ول اللهسا رـبيل ، : يالس ـنابو وربجالمو رصبتسالم يهمف معنلكا وهكون ملهيهماتلى نيع الله مثهعبى ، يتش رادصون مردصيا ، ودرواه الشيخان ، وأخرجه الترمذي والنسائي وابـن ) اح ،

.ماجه وأمحد

أمتي يجيئون من قبل الشام ، يؤمون البيت جيش من: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أم سلمة قالت _ رواية أمحد رادصمو ، بهم سفخ فةليي الحذ ناء مديوا بالبى إذا كانتح ، مهنم الله هعنمل يجرى لتش مه فقلت ، : ـفكي ول اللهسا ري

بهم فسخى ، فقال يتش مهرادصما ويعمثلاثا: ج برج نم مهنإن م برج نم مهنذا النص ، ورواته ثقات ، إال ) إن م رواه أمحد .واحدا وثقه البعض وضعفه آخرون

قلة ملبايعته على اإلمارة ، فيلجأ إىل احلـرم ربـا بداية ظهور املهدي ستكون يف مكة بإذن اهللا ، وفور معرفته تسارع قلة من تلك ال .ويعتصم به فيظهر أمره شيئا فشيئا ، فيبعث إليه جبيش يغزو الكعبة ، فيخسف به يف الصحراء ما بني املدينة ومكة

بارة توضح خمرج هذه األحاديث الثالثة متوافقة من حيث النص واملضمون ، غري أن احلديث الثالث وهو من رواية أمحد ، أضاف عتتفق والتفسري املنطقـي ، ) من قبل الشام ( ومع أن أحد الرواة ضعفه البعض ، إال أن تلك اإلضافة . ذلك اجليش ومكان اخلسف

.لألحداث املوصوفة يف مجلة أحاديث هذا الفصل

:لنخلص إىل ما يلي

.أن جيشا سيغزو مكة .1

م ، ويعجب رسول اهللا وحيق له العجب ، فما آل إليه أمر أمة اإلسالم هذه األيام ، وهذا اجليش من أمة حممد عليه الصالة والسال .2 .يثري ما هو أكثر من العجب والشفقة حىت يف نفوس أعدائنا

ومقصد هذا اجليش رجل من قريش يلجأ إىل احلرم ، وغايته وأد بؤرة اخلالفة اإلسالمية يف مهدها ، خوفا من أن تزلزل أركان .3 .ة الدنيا عبدة احليا

.يخسف ذا اجليش يف الصحراء قبل وصوله إىل مكة .4

!وخمرج هذا اجليش من قبل الشام ؟ .5

11

:عمران بيت المقدس يعقبه خراب المدينة المنورة يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمـة ، عمران بيت املقدس خراب : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن معاذ قال

، ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ، ثم قال وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال .رواه أبو داود ، وأخرجه أمحد ، وصححه األلباين ) . لحق كما أنك هاهنا ، أو كما أنك قاعد يعني معاذا إن هذا

تعمر بيت املقدس يف آخر الزمان برجوعها إىل احلكم العريب واختاذها عاصمة للملك ، فريسل حاكمها جيش إىل الكعبة عند ظهـور فيخرب املدينة املنورة يف طريقه إىل مكة ، ومن مث يخسف جبيشه قبل أن يصلها بالقرب من ذي احلليفة وهي ميقـات أمر املهدي ،

.إحرام أهل املدينة وبينها وبني املدينة ستة أميال أو سبعة ، وبينها وبني مكة مسرية عشرة أيام

:المهدي ال يغزو العراق وبالد الشام تن عع بافن نة ، قال عب : لمسو هليع لى اللهص ول اللهسقال ر ) : ثم ، ا اللههحفتفي فارس ثم ، ا اللههحفتب فيرة العزيرون جزغت

)يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الـروم : فقال نافع : قال لله ، تغزون الروم فيفتحها الله ، ثم تغزون الدجال فيفتحه ا .رواه مسلم ، وأخرجه ابن ماجه وأمحد

م ، ومن وجتمع جزيرة العرب لقتال املهدي وصحبه فيغزوا فيفتحها اهللا فتدين هلم ، ومن مث خيرجون إىل إيران فيفتحها اهللا فتدين هل .مث يغزون الروم فيفتحها اهللا ، ومن مث خيرج الدجال فيغزونه مبعية عيسى عليه السالم فيفتحه اهللا

ثانيا جزيرة العرب : ولو تدبرت هذا احلديث ستجد أن البلدان اليت سيغزوها املهدي عندما ميسك بزمام األمور ، هي بالترتيب ؛ أوال : لثا ثا أي إيران ،فارس : ومال ، : أي روسيا وأوروبا الشرقية ، رابعا الرجواملالحظ يف هذا احلديث ، عدم ورود ذكر فتح بالد الد

. الشام والعراق ، اليت ال بد للمهدي من املرور ا عند خروجه لفتح فارس ، ولفتح الروم الذين سيالقونه بالقرب من مدينة دمشق

!ائمة يف فلسطني ، أليس من األحرى باملهدي ومن معه حتريرها ، فور خروجه من جزيرة العرب ؟فلو كانت دولة إسرائيل ق

يظهر بوضوح يف هذا احلديث ، أن كل واحد من هذه األمور إشارة لوقوع ما بعده ، كما هو احلال يف احلديث السابق ، وكل منهما غزو الدجال ويقابلها خـروج الـدجال ، : ابلها خروج امللحمة ، وثانيا غزو الروم ويق: يتقاطع مع اآلخر يف نقطتني ، مها ؛ أوال

. ويضيف احلديث األول ثالثة أحداث هي عمران بيت املقدس وخراب يثرب وفتح القسطنطينية

:حتمية نزول الخالفة في بيت المقدس ، فقد دنت رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسةيا ابن حوالة إذا : ( ل عن ابن حوالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قا

م هذه يدي ناس ، مإلى الن بأقر ذئموة ياعالسو ، ظامالع ورالأما ولايالبلازل والزكأسر د ، وأخرجـه أبـو داود رواه أمح) ن .واحلاكم وصححه األلباين

عند خروج املهدي إىل بالد الشام سيتخذ القدس عاصمة خلالفته ، تنعم األمة اإلسالمية خالل سنوات حكمه بإقامة احلق والعـدل . ورفع الظلم واجلور عن أمة اإلسالم

:نستخلص من هذا احلديث ما يلي

.يت املقدس آخر الزمان ال بد للخالفة من الرتول يف ب .1

12

ونزوهلا هناك يعين بدء ظهور الفنت والكوارث الطبيعية ، ومن مث عالمات الساعة الكربى ، بداية بظهور الـدجال ومـن مث .2 . ونزول عيسى عليه السالم يف اية حكم املهدي

يب للقدس ، الذي تكثر فيه الفنت واحلروب ، رمبا تشمل احلكم العر) نزول اخلالفة ( وهنا ال بد لنا من أن نشري إىل أن عبارة .3 . واالقتتال واملوصوف بالظلم واجلور قبل ظهور املهدي

:نطق الحجر والشجر لمسـلمون اليهـود ، لا تقوم الساعة حتى يقاتل ا: ( عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال _ رواية مسلم

أو رجقول الحر ، فيجالشر وجاء الحرو نم يودهبئ اليتخى يتون ، حملسالم ملهقتفي رجـذا : الشه ، الله دبا عي ملسا ميرواه الشيخان ، وأخرجه أمحد والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ) . لغرقد فإنه من شجر اليهوديهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا ا

.ماجه بنصوص أخرى

هذا احلديث روي بعدة نصوص ، وهذا النص أشهرها وأكثرها تداوال بني العامة ، أما نطق احلجر والشجر فهو أمر خـارج عـن يعقل أن حتصل تلك املعجزة يف آخر الزمان ، قبل بدء ظهور أشراط الساعة الكربى على األقل حىت بظهـور املألوف والعادة ، وال

فمن املنطقي أال حيدث هذا األمـر ، قبـل . فنطق احلجر والشجر أكثر إعجازا من نطق عيسى عليه السالم يف املهد صبيا . املهدي ومن األرجح أن يتزامن هذا احلدث مع وجود عيسى عليه السالم لكي . ة الكربى ظهور األحداث غري املألوفة للناس كأشراط الساع

. يستقيم األمر ، فاملعجزات غالبا ما تأيت على أيدي الرسل وهذا ما تؤيده سورة اإلسراء كما سيتبني لنا الحقا

قال رسول اهللا : صرمي السكوين ، قال عن يك بن( ، فقد وردت يف حديث آخر وهذا نصه ) شرقي النهر وهم غربيه ( أما عبارة ، وال أدري أيـن أنتم شرقيه وهم غربيهلتقاتلن املشركني حىت يقاتل بقيتكم الدجال على ر األردن ، ( : صلى اهللا عليه وسلم

رواه الطرباين والبزار ، وقيل رجال البزار ثقات وضعفه األلباين )األردن يومئذ.

العبارة بأي من نصوص احلديث السابق على اختالفها ، وعلى ما يبدو لنا أن كال من احلديثني آنفي الذكر ، يصـفان ومل ترد هذه حدثا واحدا هو مقاتلة املسلمني للدجال ومن تبعه من اليهود آخر الزمان ، عند نزول عيسى عليه السالم ، حيث يقتل الدجال على

.اذ وعد اآلخرة ، بزوال العلو اليهودي يف فلسطني واألرض عموما بسنوات عديدة أبواب القدس ، وهو حدث سيقع بعد نف

:خالصة القول وبناءا على ما تقدم ، نقول أن زوال دولة إسرائيل أمر حتمي يتبعه زوال حلفائها من الغرب بالضرورة قبل ظهور خالفة املهدي ، وأن

يش سيتخذ مدينة القدس عاصمة مللكه ، ومن مث تدين له بـالد الشـام من سيقوم بتحريرها هو جيش عريب ، وأن صاحب هذا اجلوالعراق ، وأن فترة حكمه أو حكم من خيلفه ستكون حافلة بالظلم واجلور ، وعند ظهور أمر املهدي يف مكة يبعث حاكم مدينـة

. ا متجها إىل مكة فيخسف اهللا م األرض القدس جيشا إىل اجلزيرة ال قبل للمهدي ومجاعته به ، فيخرب املدينة املنورة لدى مروره

وآنذاك يظهر أمر املهدي ، فيهب إىل قتاله من رضوا باحلياة الدنيا واطمأنوا ا ، من أمة حممد عليه الصالة والسالم ، خوفا من عودة من الشهوات واحلرمات ، الـيت دين أكل الزمان عليه وشرب ، يدعوا إىل إخراجهم من غيهم وضالهلم ، وحرمام مما يتلذذون به

. استحلوها واستباحوها يف هذا العصر ، فاستعبدم فال فكاك هلم منها وال يرضون عنها بديال

13

فتكون أوىل مواجهات املهدي مع جيش آخر ، يجمع له من جزيرة العرب فينتصر عليهم حربا ، وبعد أن يستتب له أمر اجلزيرة خيرج مقاليد احلكم فيها تسليما عن طيب خاطر ، أو استسالما خوفا ورهبة ، ويتخذ مدينة القدس عاصمة خلالفته فيتسلم. إىل أهل الشام

. ، ومن مث خيرج إىل إيران فيفتحها ويعود إىل بالد الشام

مللحمة الكربى الفاصلة قد مجعت له جيشا قوامه قرابة املليون نفر ، فيخرج ملالقاها ، فتقع ا) نصارى الشرق ( ومن مث تكون الروم ( ومن مث خيرج إىل القسطنطينية . بني احلق والباطل بالقرب من دمشق ، فيكون النصر يف النهاية حليف املهدي ومن معه من املسلمني

يحصـر فيفتحها بالتهليل والتكبري من غري قتال ، وقريبا من اية حكمه خيرج الدجال فيعيث يف األرض فتنة وفسادا ، و) استنبول املهدي وصحبه يف الشام ، فيرتل عيسى عليه السالم فيهرب الدجال ومن تبعه من اليهود إىل القدس ، وهناك يلحقون به فيقتله عليه بل السالم ، ويتوىل املسلمون أمر البقية الباقية من اليهود ، فينطق احلجر والشجر فيبيدوهم عن بكرة أبيهم بإذن اهللا ، وهللا األمر من ق

. بعد ، واهللا أعلم ومن

هذا ما سيكون من أمر املهدي بإذن اهللا ، قدمناه بشكل خمتصر وموجز ، تناولنا فيه بعضا من سرية املهدي ، اليت تعرضت لفتوحاته . آخر الزمان ، مستندين إىل ما أوردناه من أحاديث صحيحة ، آخذين بعني االعتبار أحاديث صحيحة أخرى مل يتسع املقام إليرادها

: أما موضوع هذا الكتاب فهو يبحث إمجاال يف حدثني عظيمني مفاجئني قبل ظهور املهدي ويف وقت قريب جدا جدا ، ومها ؛ أوال . ايار احلضارة الغربية العمالقة ومظاهرها املختلفة واختفائها إىل األبد : اية الدولة اليهودية واختفائها إىل األبد ، ثانيا

:ايا هذا الكتاب ما ستجده يف ثن

.اإلجابة على التساؤالت املطروحة على صفحة الغالف ، فيما يتعلق بالدولة اليهودية ، ومصريها ومصري اليهود ـ

اإلجابة على كثري من التساؤالت اليت تدور يف أذهان الناس ، وتوضيح كثري من القضايا اخلالفية التارخيية فيمـا خيـص تـاريخ ـ . ل ، منذ نشأم األوىل حىت قيام الساعة وخاصة فيما يتعلق بتواجدهم يف فلسطني وجغرافيا بين إسرائي

. استقراء وحتليل ما جرى وجيري على أرض الواقع يف منطقتنا والعامل من حولنا ـ

غ أشـده يف العقـود فهم حقيقة الصراع الدائر بني الغرب والشرق ، وحقيقة العداء الغريب لألمتني العربية واإلسالمية ، والذي بل ـ .األخرية

تفسريات منطقية لألحداث املستقبلية ، مدعمة بالشواهد واألدلة من القرآن والسنة والتوراة واإلجنيل والواقع ، ووضعها ضـمن ـ .سياق زمين منطقي

14

مختصر لمجمل أقوال المفسرين

ول قليال يف بعض كتب قدماء املفسـرين لنسـتعرض جممـل قبل أن نبدأ يف اإلحبار يف معاين ومقاصد آيات سورة اإلسراء ، سنتجتفسريام هلذه اآليات ، وجممل ما أوروده من روايات وآثار عن اإلفساد والعلو يف األرض ووعدي األوىل واآلخرة ، ومـن هـؤالء

الشوكاين وابن اجلوزي ، والسيوطي القرطيب وابن كثري والطربي والبيضاوي ، والبغوي والنحاس والثعاليب ، وأيب السعود و: املفسرين .والنسفي واأللوسي

:تعريف بسورة اإلسراء

وتسمى اإلسراء وسبحان أيضا ، وهي كما أخرج ابن -وهو االسم التوقيفي هلا -سورة بين إسرائيل ، : " قال األلوسي يف تفسريه وقد أخرج ابن جرير عن ابن . كذلك بتمامها قول اجلمهور مردويه عن ابن عباس وابن الزبري ، رضي اهللا تعاىل عنهم مكية ، وكوا

إن التوراة كلها يف مخس عشرة آية من سورة بين إسرائيل ، وذكر تعاىل فيها عصـيام : (( عباس رضي اهللا تعاىل عنهما ، أنه قال عن الروح ، مث ختمها جل شأنه بآيات وإفسادهم ، وختريب مسجدهم واستفزازهم النيب وإرادم إخراجه من املدينة ، وسؤاهلم إياه

موسى عليه السالم التسع وخطابه مع فرعون ، وأخرب تعاىل أن فرعون أراد أن يستفزهم من األرض ، فأهلك وورث بنو إسرائيل من ابه ، وملا كانت بعده ، ويف ذلك تعريض م أم سيناهلم ما نال فرعون ، حيث أرادوا بالنيب ما أراد فرعون مبوسى عليه السالم وأصح

حبلول ركابه -أي املسجد األقصى –هذه السورة مصدرة بقصة ختريب املسجد األقصى ، افتتحت بذكر إسراء املصطفى تشريفا له )) " .الشريف فيه ، جربا ملا وقع من ختريبه

:اآليات

فإذا جاء وعد أولاهمـا )4(ن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبريا وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتــاب لتفسد (قال تعاىل هم وأمـددناكم ثم رددنا لكم الكرة علـي )5(بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا

إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم )6(بأموال وبنني وجعلناكم أكثر نفريا أو لوهخا دكم جدسلوا المخديلا وبريتا تلوا عوا مربتيلو ةر7(ل م ( مـنها جلنعجا وندع متدإن عو كممحرأن ي كمبى رسع

) 9(يعملون الصالحات أن لهم أجرا كـبريا إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنني الذين ) 8(للكافرين حصريا … ) 11(ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) 10( وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما

وا علمعتليلا وفصت اهلنء فصيكل شو ابسالحو ننيالس دإلسراءا 12(د (

) 4(وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا .وأوحينا إليهم يف التوراة وحيا مقضيا مبتوتا : بوقضينا إلى بني إسرائيل في الكتا

أو أرض الشام وبيـت املقـدس ، واملراد باألرض اجلنسلتفسدن يف األرض ، جواب قسم حمذوف ، : لتفسدن في الأرض مرتين .ومرتني إفسادتني

، واملراد به البغي والظلم والغلبة ، لتستكربن عن وله أن فرعون عال يف األرضمن قولتستكربن عن طاعة اهللا ، : ولتعلن علوا كبرياوهو ضد السفل وأصل معىن العلو االرتفاعطاعة اهللا تعاىل ، أو لتغلنب الناس بالظلم والعدوان وتفرطن يف ذلك إفراطا جماوزا للحد ،

.وجتوز به عن التكرب واالستيالء على وجه الظلم

15

اءف فإذا جا مدعو كانار ويلال الدوا خاسفج يدأس شدا لنا أولي بادبع كمليثنا ععا بمأولاه دعولا و5(ع ( ب املوعود ، وقيل والوعد مبعىن املوعود مراد به العقاب ويف الكالم تقدير ، أي فإذا حان وقت حلول العقا: فإذا جاء وعد أولاهما

. أي فإذا حان موعد عقاب أوىل اإلفسادتنيالوعد مبعىن الوعيد وفيه تقدير أيضا ، وقيل مبعىن الوعد الذي يراد به الوقت

مننعهم وفيـه خلينا بينهم وبني ما فعلوا ومل: " ، وقال الزخمشري ) البيضاوي ( البعث بالتخلية وعدم املنع :بعثنا عليكم عبادا لنا حيتمل أن يكون اهللا تعاىل ، أرسل إىل ملك أولئك العباد رسوال ، يأمره بغزو بـين إسـرائيل : " ، وقال ابن عطية " دسيسة اعتزال

" .فتكون البعثة بأمر منه تعاىل

يددأس شي بوصف البأس بالشديد مبالغة ذوي قوة وبطش يف احلروب ، والبأس والبأساء يف النكاية ، ومن هنا قيل إن: أول.

اجلوس مصدر ، وقولك جاسوا خالل الديار ، أى ختللوها كما جيوس الرجل لألخبـار أي " قال اجلوهري : فجاسوا خلال الديار فوا خـالل الـديار طا: " ، أي عاثوا وافسدوا وقتلوا وختللوا األزقة بلغة جذام مبعىن الغلبة والدخول قهرا ، وقال الزجاج " يطلبها

واجلمهور على أن يف هذه البعثة ، خرب هؤالء : " واجلوس طلب الشيء باستقصاء ، وقال األلوسي " ينظرون هل بقي احد مل يقتلوه " . العباد بيت املقدس ، ووقع القتل الذريع واجلالء واألسر يف بين إسرائيل وحرقت التوراة

.كائنا ال خلف فيه ، وكان وعد عقام ال بد أن يفعل ، أي ال بد من كونه مقضيا أي مفروغ منه قضاء : وكان وعدا مفعولا

) 6(ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا هملية عالكر ا لكمنددر ر عـن املسـتقبل " ، يقول األلوسي مث للعطف وتفيد التراخي يف الزمن : ثمفعب ، درنا موضع نددجعل ر

، أي رددنا اإلنسان أسفل سافلني من النار ، إال الذين آمنوا ) ثم رددناه أسفل سافلني( ، ويضيف يف تفسري قوله تعاىل " باملاضي ، أي الرجعة والدولة والغلبة على الذين وهذه الكرة بعد اجللوة األوىل ، " فلهم أجر غري ممنون بعد البعث واجلزاء وعملوا الصاحلات ،

. بعثوا عليكم

ننيبال ووبأم اكمنددأمأعطاهم اهللا األموال واألوالد :و.

تمعون ، ليصريوا إىل أعدائهم فيحاربوهم ، وهم اتمعون للذهاب إىل العدو ، أي والنفري أي القوم الذين جي :وجعلناكم أكثر نفريا .أكثر رجاال من عدوكم ، والنفري من ينفر مع الرجل من عشريته

وهجوا ووءسلي ةرالآخ دعو اءا فإذا جفله أتمأس إنو كملأنفس نتمسأح نتمسأح ـا إنكم جدسخلوا المدليو كم ) 7(دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا وهذا اخلطاب قيل أنه لبين إسرائيل املالبثني ملا ذكر ىف هذه اآليات ، وقيـل لـبين : إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها

إسرائيل الكائنني يف زمن حممد صلى اهللا عليه وآله وسلم ، ومعناه إعالمهم ما حل بسلفهم فلريتقبوا مثل ذلك ، وأن إحسان األعمال .وإساءا خمتص م واآلية تضمنت ذلك ، وفيها من الترغيب باإلحسان والترهيب من اإلساءة ما ال خيفى فتأمل

ةرالآخ دعاء وأي حضر وقت ما وعدوا من عقوبة املرة اآلخرة ، وجواب إذا حمذوف تقديره بعثناهم لداللة جـواب إذا :فإذا جاألوىل عليه ، فالظاهر فإذا جاء ، وإذا جاء للداللة على أن جميء وعد عقاب املرة اآلخرة ، مل يتراخ عن كثرم واجتماعهم داللة على

ازدادوا عددا وعدة زادوا عدوانا وعزة ، إىل أن تكاملت أسباب الثروة والكثرة فاجأهم وأم كلماشدة شكيمتهم يف كفران النعم ، . اهللا عز وجل على الغرة ، نعوذ باهللا سبحانه من مباغتة عذابه

16

كموهجوءوا وسيذف لداللة ما سبق عليه ، وهو جواب إذا ، الالم: لليسـوءوا أي بعثنـاهم الم كي ، وليسوءوا متعلق بفعل ح .، أي ليجعل العباد املبعوثون ، آثار املساءة والكآبة بادية يف وجوهكم ، إشارة إىل أنه مجع عليهم أمل النفس والبدن وجوهكم

جدسلوا المخديلاد فإن املر: " ، قال األلوسي واملسجد مسجد بيت املقدسالم كي ، والضمري للعباد أوىل البأس الشديد ، الالم: وبـل به بيت املقدس ، وداود عليه السالم ابتدأ بنيانه بعد قتل جالوت وإيتائه النبوة ومل يتمه ، وأمته سليمان عليه السالم ، فلم يكن ق

، أو حيمل قوله تعـاىل دخلـوه علـى ودفع بأن حقيقة املسجد األرض ال البناءداود عليه السالم مسجد حىت يدخلوه أول مرة ، " .احلق أن املسجد كان موجودا قبل داود عليه السالم كما قدمنا االستخدام ، و

ةرل مأو لوهخا دـم يدخلونـه : " كما دخلوه أي دخوال كائنا كدخوهلم إياه أول مرة ، قال األلوسي: كمواملراد من التشبيه أ " . ب إىل أن أوىل املرتني مل يكن فيها قتال وال قتل وال بوفيه أيضا أن هذا يبعد قول ، من ذهبالسيف والقهر والغلبة واإلذالل ،

أي ليدمروا وخيربوا والتبار اهلالك ، وليتربوا أي يدمروا ويهلكوا ما غلبوا عليه من بالدكم ، أو مدة علوهم ، :وليتبروا ما علوا تتبريا ذكـر ما ظرفية واملعىن مدة علوهم وغلبتهم على البالد ، تتبريا أي تـدمريا ، أي ما علوا عليه من األقطار وملكوه من البالد ، وقيل

.، ما علوا مفعول لتربوا ، أي ليهلكوا كل شيء غلبوه واستولوا عليه أو مبعىن مدة علوهم املصدر إزالة للشك وحتقيقا للخرب

)8(نا جهنم للكافرين حصيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعل كممحرأن ي كمبى رسوهذه العودة ليست برجوع لبقية بين إسرائيل عسى ربكم ، إن أطعتم يف أنفسكم واستقمتم أن يرمحكم ، :ع

.، وكان من الطاعة اتباعهم لعيسى وحممد عليهما السالم دولة وإمنا هي بأن يرحم املطيع منهم

.ذلك ألن املتقدمني من املفسرين اعتربوا أن حتصل املرتني كان قبل بعثهما عليهما السالم *

.وإن عدمت لإلفساد بعد الذي تقدم ، عدنا عليكم بالعقوبة فعاقبناكم يف الدنيا ، مبثل ما عاقبناكم به يف املرتني :وإن عدتم عدنا

لكافل منها جلنعجا وريصح أي حمبوسون يف جهنم ال يتخلصون منها :رين.

) 9(هم أجرا كبيرا إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لأقو يي هلتي لدهآن يذا القرإن ه أي إىل الطريقة اليت هي أصوب وقيل الكلمة اليت هي أعدل :م.

أي يبشر مبا اشتمل عليه من الوعد باخلري ، آجال وعاجال للمؤمنني :ويبشر المؤمنني الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبريا ري مطلق اإلخبار ، أو يكون املراد منه معناه احلقيقي ، ويكون الكالم مشتمال علـى تبشـري الذين يعملون الصاحلات ، ويراد بالتبش

.املؤمنني ببشارتني ، األوىل ما هلم من الثواب والثانية ما ألعدائهم من العقاب

)10(وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما ب جهنم ، أي أعددنا وهيأنا هلم فيما كفروا به وأنكروا وجوده من اآلخرة عذابا مؤملا وهو أبلغ من الزجر ، ملا أن إتيـان وهو عذا

ولعل أهل الكتاب داخلون يف هذا احلكم ، ألم ال يقولون باجلزاء اجلسماين ويعتقدون العذاب من حيث ال حيتسب أفظع وأفجع ، ، فلم يؤمنوا باآلخرة وأحكامها املشروحة يف هذا القرآن حقيقة اإلميان ، والعطف على أن هلم أجرا كبريا يف اآلخرة أشياء ال أصل هلا

، فيكون إعداد العذاب األليم للذين ال يؤمنون باآلخرة مبشرا به ، كثبوت األجر الكبري للمؤمنني الذين يعملون الصاحلات ، ومصيبة

17

ر املؤمنني بثوام وعقاب أعدائهم ، وجيوز أن تكون البشارة جمازا مرسال ، مبعىن مطلق األخبار العدو سرور يبشر به ، فكأنه قيل يبش .الشامل لألخبار مبا فيه سرور للمؤمنني

)11(ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ران بالشالإنس عدياللهم العنه وأهلكه وحنومها : اإلنسان على ماله وولده ونفسه بالشر ، فيقول عند الغضب ويدعو: و .

أي كدعائه ربه باخلري ، أن يهب له النعمة والعافية ، ولو استجاب اهللا دعاءه على نفسـه هللـك ، ولكـن اهللا ال : دعاءه بالخير .يستجيب بفضله

ضجرا ال صرب له : بالدعاء على ما يكره أن يستجاب له فيه ، قاله مجاعة من أهل التفسري ، وقال ابن عباس : وكان الإنسان عجولا .على السراء والضراء

) : 12(وكل شيء فصلناه تفصيلا ، أي بيناه بيانا غري ملتبس ، فأزحنا بغريهبيناه تبينا ال يلتبس معه : أي كل ما تفتقرون إليه يف أمر دينكم ودنياكم ، فصلناه تفصيال

.عللكم وما تركنا لكم حجة علينا

أقوال المفسرين في المبعوثين أوال وثانيا

:من تفسير القرطبي

يف املرة األوىل ، حني كذبوا إرمياء وجرحوه وحبسوه ، هم أهل بابل ، وكان عليهم خبتنصربعثنا عليكم عبادا لنا أويل بأس شديد ، جاءهم جنـد مـن : أرسل عليهم جالوت فقتلهم ، فهو وقومه أولوا بأس شديد ، وقال جماهد : قاله ابن عباس وغريه ، وقال قتادة

يتجسسون أخبارهم ومعهم خبتنصر ، فوعى حديثهم من بني أصحابه ، مث رجعوا إىل فارس ومل يكن قتال ، وهذا يف املرة األوىل فارسعن جماهد أنه جاءهم خبتنصر ، فهزمه بنو إسرائيل : وذكر املهدوي . ر ال قتل ذكره القشريي أبو نصر فكان منهم جوس خالل الديا

إن : وقال حممد بن إسحاق يف خرب فيه طول . مث جاءهم ثانية ، فقتلهم ودمرهم تدمريا ، ورواه ابن أيب جنيح عن جماهد ذكره النحاس ألف راية حتت كل راية ألف فارس ، فرتل حول بيت املقدس فهزمـه اهللا تعـاىل ، جاء ومعه ستمائة سنحاريب ملك بابلاملهزوم

فرجعوا إىل بابل ، مث مات سنحاريب بعد سبع سنني ، واستخلف خبتنصر وعظمت األحداث يف بين إسرائيل ، واستحلوا احملارم وقتلوا أول : وقال ابن عباس وابن مسعود . ئيل حىت أفناهم نبيهم شعيا ، فجاءهم خبتنصر ودخل هو وجنوده بيت املقدس ، وقتل بين إسرا

أن بعض العلماء ، : قتل شعيا نيب اهللا يف الشجرة ، وذكر ابن إسحاق املرة األوىلفسادهم يف : الفساد قتل زكريا ، وقال ابن إسحاق مث بعثنا عليكم عبادا لنـا أويل بـأس ( ىل يف قوله تعا: أخربه أن زكريا مات موتا ومل يقتل وإمنا املقتول شعيا ، وقال سعيد بن جبري

: ، وهذا خالف ما قال ابن إسحاق ، فاهللا أعلم وقيل هو سنحاريب من أهل نينوى باملوصل ملك بابل) شديد فجاسوا خالل الديار .قاله احلسن إم العمالقة وكانوا كفارا

:من تفسير ابن كثير

وجنوده ، جالوت اجلزريأنه : ء املسلطني عليهم من هم ، فعن ابن عباس وقتادة يف هؤال اختلف املفسرون من السلف واخللفوقد : اآلية ، وعن سعيد بن جبري ) مث رددنا لكم الكرة عليهم ( سلط عليهم أوال مث أديلوا عليه بعد ذلك وقتل داود جالوت ، وهلذا قال

، وقد وردت يف هذا آثار كثرية إسرائيلية ، مل أر نصر ملك بابلأنه خبت: وجنوده ، وعنه أيضا وعن غريه ملك املوصل سنحاريبأنه

18

تطويل الكتاب بذكرها ، ألن منها ما هو موضوع من وضع بعض زنادقتهم ، ومنها ما قد حيتمل أن يكون صحيحا ، وحنن يف غنية ومل حيوجنا اهللا وال رسوله إليهم ، وقد أخرب عنها وهللا احلمد ، وفيما قص اهللا علينا يف كتابه غنية ، عما سواه من بقية الكتب قبله ،

اهللا عنهم أم ملا طغوا وبغوا سلط اهللا عليهم عدوهم ، فاستباح بيضتهم وسلك خالل بيوم ، وأذهلم وقهرهم جزاء وفاقا ، وما ربك حدثين يونس بن عبد األعلى ، حدثنا : بظالم للعبيد ، فإم كانوا قد متردوا وقتلوا خلقا من األنبياء والعلماء ، وقد روى ابن جرير

ظهر خبتنصر على الشام فخرب : مسعت سعيد بن املسيب ، يقول : ابن وهب ، أخربين سليمان بن بالل ، عن حيىي بن سعيد ، قال ، وكلما ظهر بيت املقدس وقتلهم ، مث أتى دمشق فوجد ا دما يغلي على كبا ، فسأهلم ما هذا الدم ؟ فقالوا أدركنا آباءنا على هذا

فقتل على ذلك الدم سبعني ألفا من املسلمني وغريهم ، فسكن وهذا صحيح إىل سعيد بن املسيب ، وهذا هو : عليه الكبا ظهر ، قال املشهور وأنه قتل أشرافهم وعلماءهم ، حىت أنه مل يبق من حيفظ التوراة ، وأخذ معه منهم خلقا كثريا أسرى من أبناء األنبياء وغريهم

.، ولو وجدنا ما هو صحيح أو ما يقاربه ، جلاز كتابته وروايته واهللا أعلم جرت أمور وكوائن يطول ذكرها، و

:من تفسير الطبري

قتل زكريا ، فبعث اهللا عليهم ملك النبط ، فخرج خبتنصر حني مسع ذلك منهم ، مث إن بين إسرائيل جتهزوا فغزوا أول الفسادينفكان كان إفسادهم الذي يفسدون يف األرض مرتني ، قتل زكريا وحيىي بن : واستنقذوا ما يف أيديهم ، قال ابن زيد النبط ، فأصابوا منهم

. سلط اهللا عليهم سابور ذا األكتاف ، ملكا من ملوك النبط يف األوىل ، وسلط عليهم خبتنصر يف الثانية زكريا ،

، بعث اهللا عليهم ملك فارس خبتنصرإسرائيل ملا اعتدوا وعلوا وقتلوا األنبياء ، إن بين : قال رسول اهللا : عن حذيفة بن اليمان ، يقول وكان اهللا قد ملكه سبع مائة سنة فسار إليهم حىت دخل بيت املقدس ، فحاصرها وفتحها وقتل علي دم زكريا سبعني ألفا ، مث سـىب

: ألفا ومائة ألف عجلة من حلي حىت أورده بابل ، قال حذيفة أهلها وبين األنبياء ، وسلب حلي بيت املقدس ، واستخرج منها سبعنيأجل بناه سليمان بن داود ،ن ذهب ودر وياقوت وزبرجد ، وكان : فقلت يا رسول اهللا لقد كان بيت املقدس عظيما عند اهللا ، قال

ذه األشياء يف طرفة عني ، فسار خبتنصر بالطه من ذهب وبالطة من فضة وعمده ذهبا ، أعطاه اهللا ذلك وسخر له الشياطني ، يأتونهبياء ، مث إن ذه األشياء حىت نزل ا بابل ، فأقام بنوا إسرائيل يف يديه مائة سنة ، تعذم اوس وأبناء اوس ، فيهم األنبياء وأبناء األن

ا بين إسرائيل حىت تستنقذهم ، فسـار اهللا رمحهم ، فأوحى إىل ملك من ملوك فارس يقال له كورش وكان مؤمنا ، أن سر إىل بقايفسلط اهللا كورش ببين إسرائيل وحلي بيت املقدس ، حىت رده إليه فأقام بنوا إسرائيل مطيعني هللا مائة سنة ، مث إم عادوا يف املعاصي ،

هلها وأحرق بيت املقـدس ، ، فغزا بين إسرائيل حىت أتاهم بيت املقدس ، فسىب أ عليهم ابطياحنوس ، فغزا بأبناء من غزا مع خبتنصرفسير اهللا عليهم السباء الثالث ملك رومية ، وقال هلم يا بين إسرائيل ، إن عدمت يف املعاصي عدنا عليكم بالسباء ، فعادوا يف املعاصي

: ال رسول اهللا ، فسباهم وسىب حلي بيت املقدس وأحرق بيت املقدس بالنريان ، فق يقال له قاقس بن إسبايوس فغزاهم يف الرب والبحرهذا من صنعة حلي بيت املقدس ، ويرده املهدي إىل بيت املقدس ، وهو ألف سفينة وسبع مائة سفينة يرسى ا على يافا ، حىت تنقل

. إىل بيت املقدس وا جيمع اهللا األولني واآلخرين

ن فعلهم ، يف املرة األوىل يف بين إسرائيل ، حني بعثوا ، يف الذين عىن اهللا بقوله أويل بأس شديد ، فيما كان م اختلف أهل التأويلمث يف املرة األوىل كان الذي بعث اهللا عليهم : عليهم ، ومن الذين بعث عليهم يف املرة اآلخرة ، وما كان من صنعهم م ، فقال بعضهم

اس خالل ديارهم ، وضرب علـيهم بعث اهللا عليهم جالوت فج: ، وهو من أهل اجلزيرة ، وفيما روي عن ابن عباس قوله جالوت اخلراج والذل ، فسألوا اهللا أن يبعث هلم ملكا يقاتلون يف سبيل اهللا فبعث اهللا طالوت ، فقاتلوا جالوت فنصر اهللا بين إسرائيل ، وقتل

وفيما روي عـن ، يف املرة األوىل سنحاريببل بعث عليهم : جالوت بيدي داود ورجع اهللا إىل بين إسرائيل ملكهم ، وقال آخرون يعين بذلك قوما من أهل فارس ، قالوا : ظهر خبتنصر على الشام فخرب بيت املقدس وقتلهم ، وقال آخرون : سعيد بن املسيب يقول

19

ويف قول ابن عباس ، الذي رواه عطية عنه ، هي إدالة اهللا إياهم من عدوهم ) … مث رددنا لكم ( ومل يكن يف املرة األوىل قتال ، : ، وخرب بيت املقدس وأمر به أن تطرح فيـه وكان جميء وعد املرة اآلخرة عند قتلهم حيىي بعث عليهم خبتنصرحىت قتلوه ، جالوت

اجليف وأعانه على خرابه الروم ، فلما خربه ذهب معه بوجوه بين إسرائيل وأشرافهم ، وذهب بدانيال وعليا وعزاريا وميشـائيل ، . وهؤالء كلهم من أوالد األنبياء

: فرد اهللا هلم الكرة عليهم كما أخرب ، قال : ، قال بعث اهللا عليهم يف املرة األوىل سنحاريب: وفيما روي عن سعيد بن جبري ، قال فقتل املقاتلة وسىب الذرية وأخذ ما وجد من األموال ودخلوا فبعث عليهم يف املرة اآلخرة خبتنصرمث عصوا رم وعادوا ملا وا عنه ،

املقدس ، كما قال اهللا عز وجل ، ودخلوه فتبروه وخربوه فرمحهم فرد إليهم ملكهم وخلص من كان يف أيديهم من ذرية بـين بيتبعث اهللا ملك فارس ببابل جيشا ، وأمر عليهم خبتنصر ، فأتوا بين إسرائيل فدمروهم فكانت هذه اآلخرة : إسرائيل ، وعن جماهد قال

أبغض خلق اهللا إليه ، فسبا وقتل وخرب بيت املقدس فبعث اهللا عليهم يف اآلخرة خبتنصر اوسي البابلي: له وعن قتادة قو. ووعدها . بعث اهللا عليهم يف املرة اآلخرة ، خبتنصر فخرب املساجدفلما أفسدوا ، : وسامهم سوء العذاب ، وفيما روي عن ابن عباس قال

:من تفسير البغوي

إفسادهم يف املرة األوىل قتـل : يف املرة األوىل ما خالفوا من أحكام التوراة وركبوا احملارم ، وقال ابن إسحاق إفسادهم: قال قتادة يعين جالوت اجلزري وجنوده وهو الذي قتلـه داود ، : قال قتادة ) بعثنا عليكم عبادا لنا ( إشعياء يف الشجرة وارتكام املعاصي ،

وعد فإذا جاء ( ، خبتنصر البابلي وأصحابه وهو األظهر: ، وقال ابن إسحاق ريب من أهل نينوىيعين سنحا: وقال سعيد بن جبري فسلط عليهم الفـرس والـروم وذلك قصدهم قتل عيسى عليه السالم حني رفع ، وقتلهم حيىي بن زكريا عليهما السالم ، ) اآلخرة

. خردوش وطيطوس حىت قتلوهم وسبوهم ونفوهم عن ديارهم

:ر الشوكاني من تفسي

) عبادا لنـا ( واملرة األوىل قتل شعياء أو حبس أرمياء أو خمالفة أحكام التوراة ، والثانية قتل حيىي بن زكريا والعزم على قتل عيسى ، ) وإن عدمت( ، واملرة اآلخرة هى قتلهم حيىي ابن زكريا وقيل جند من بابل وقيل جند من فارس وقيل جالوتوجنوده قيل هو خبتنصر

صلى اهللا عليه وآله وسلم ، وكتمان ما ورد من بعثـه يف التـوراة وهو تكذيب حممدقال أهل السري ، مث إم عادوا إىل ما ال ينبغي ، فجرى على بين قريظة والنضري وبين قينقاع وخيرب ، ما جرى من القتل والسيب فعاد اهللا إىل عقوبتهم على أيدي العربواإلجنيل ،

.اجلزية ، على من بقي منهم وضرب الذلة واملسكنة واإلجالء وضرب

:من تفسير األلوسي

، فعن ابن عباس وقتادة هم جالوت اجلزري وجنوده ، وقال ابن جبري وابن إسحاق واختلف يف تعيني هؤالء العباد يف إفسادهم األولخبتنصر عامل هلراسف أحد ملوك الفرس الكيانية ، ويف األعالم للسهيلي هم هم سنحاريب ملك بابل وجنوده ، وقيل هم العمالقة ،

. قيل وهو احلق على بابل والروم وجنوده ، بعثوا عليهم حني كذبوا أرميا وجرحوه وحبسوه

، بعد أن ذكروا قتل حيىي عليه السالم يف إفسادهم األخري ، فقال غري واحد إـم خبتنصـر تعيني هؤالء العباد املبعوثنيواختلف يف وتعقبه السهيلي وقال بأنه ال يصح ، ألن قتل حيىي بعد رفع عيسى عليهما السالم ، وخبتنصر كان قبل عيسى عليه السالم وجنوده ،

بأن بني االسكندر وعيسى عليه السالم حنوا من ثالمثائة سنة ، مث قـال : بزمن طويل ، وقيل االسكندر وجنوده ، وتعقبه أيضا وقال والـذي بقتل شعيا جاز أن يكون املبعوث عليهم خبتنصر ومن معه ألنه كان حينئذ حيا ، املرة األخريةلكنه إذا قيل إن إفسادهم يف

ذهب إليه اليهود أن املبعوث أوال خبتنصر وكان يف زمن آرميا عليه السالم ، وقد أنذرهم جميئه صرحيا بعد أن اهم عن الفساد وعبادة

20

وجرحوه ، وكان ختريبه لبيت املقدس يف السنة التاسعة عشر من حكمه ، وبني ذلـك األصنام كما نطق به كتابه ، فحبسوه يف بئروهبوط آدم ثالثة آالف وثلثمائة ومثاين وثالثني سنة وبقي خرابا سبعني سنة ، مث إن أسبيانوس قيصر الروم وجه وزيره طيطـوس إىل

البعثني عندهم أربعمائة وتسعون سنة ، وتفصيل الكالم يف ذلك خرابه فخربه سنة ثالثة آالف ومثامنائة ومثانية وعشرين ، فيكون بني .يف كتبهم ، واهللا تعاىل أعلم حبقيقة احلال

ونعم ما قيل إن معرفة األقوام املبعوثني ، بأعيام وتاريخ البعث وحنوه ، مما ال يتعلق به كبري غرض ، إذ املقصود : "وقال األلوسي " وظاهر اآليات يقتضي احتاد املبعوثني أوال وثانياهللا تعاىل عليهم من ينتقم منهم مرة بعد أخرى ، أنه ملا كثرت معاصيهم ، سلط ا

نتفق مع األلوسي يف بعض ما ذهب إليه ، وخنتلف معه يف التقليل من شأن املبعوثني ، اليت ما أخرب به سبحانه يف كتابه العزيز : ونقول قران من لدن علام الغيوب ، ملن هم يف شك يلعبون من املسلمني وغريهم ، فهذه النبوءة حتكي إلا لكبري غرض ، وهو إثبات أن هذا ال

–مع أن عبارته األخرية . ومعرفة وحتديد املرتني أمر يف غاية األمهية ) وكل شيء فصلناه تفصيلا( واقعا نعاصره اآلن ، بكل تفاصيله ، وهو املفسر الوحيد من القدماء ، الذي أشار صراحة إىل "احتاد املبعوثني أوال وثانيا " اليت أكد فيها يف النص السابق ، -رمحه اهللا

هذا األمر ، أعطتين دفعة كبرية للمضي قدما يف هذا البحث ، حيث كنت قد تتبعت الضمائر الواردة يف اآليات ، وتأكدت من هذا عبارة جانبا من األفكار اليت كنت أمحلها فيما يتعلق ذه النبوءة ، بعدما تبين يل من خالل األمر يف بداية البحث ، فقد أيدت هذه ال

مني األحاديث النبوية اليت ذكرا يف بداية البحث ، أن فناء دولة إسرائيل سيكون قبل قيام اخلالفة اإلسالمية ، اليت ما زال عامة املسلعث . اء وجودهم ينتظرون ويأملون قيامها للقضاء عليهم وإومبا أن املبعوثني عليهم أوال وثانيا متحدين ، فذلك يعين أن معرفتنا ملن ب

عليهم أوال ، ستقودنا بالضرورة ملعرفة من سيبعث عليهم ثانيا ، ومن مث الكشف عن الكثري مما أحاط هذه النبوءة من غموض ، كان .ناس هذا العصر وأربكتهم سببا يف كثري من التفسريات املغلوطة ، اليت حيرت أ

كان هذا عرضا مل ما قاله املفسرين أجلهم اهللا ورمحهم مجيعا ، مع األخذ بعني االعتبار أن أحدا منهم مل يعاصر قيام دولة اليهـود أن حتقـق هجري ، واملالحظ من أقواهلم أم أمجعوا على 1227للمرة الثانية ، وكان أكثرهم حداثة هو األلوسي الذي تويف سنة

على األغلب ، وهو احلـدث ) نبوخذ نصر ( املرتني كان قبل اإلسالم ، وأم نيبوا نسبة إحدى املرتني إىل البابليني وبقيادة خبتنصر ) .السيب البابلي ( املشهور تارخييا مبا يسمى

أا املصدر الوحيد ملثل هذه الروايات ، واليت ومعظم ما تقدم من روايات هي أخبار موقوفة على أصحاا ، وأصلها أهل التوراة حيثامتألت التفاسري منها ، وهي ليست مما يرجع إليه من األحكام اليت جيب ا العمل فتتحرى يف صحتها أو كذا ، لذلك تساهل أغلب

.املفسرين يف نقلها عنهم وهي يف بعض منها أقرب إىل اخلرافة

أعاد أغلبهم نسخ أقوال القدماء بشكل خمتصر وأضافوها إىل كتبهم ، ومل يأتوا جبديد إال واحدا هـو أما املعاصرين من املفسرين فقدالشيخ سعيد حوى رمحه اهللا ، حيث أعلمين أحد الزمالء بذلك ، عندما عرضت عليه بعض نتائج هذا البحث ، فقال يل بأن إحدى

ه ، وقد اطلعت على تفسريه هلذه اآليات مؤخرا فوجدت بأن الشيخ ، قدمها النتائج اليت خرجت ا ، كان الشيخ قد أوردها يف تفسري . كاحتمال موسوم بالشك ، ولكنا نطرحها على وجه اليقني الذي ال يخالطه شك ، بإذن اهللا

ريات القدماء وأقواهلم أما أناس هذه األيام ممن علم أو مل يعلم ، فقد جاءوا بتفسريات وأقوال شىت يف هذه اآليات ، منها ما وافق تفس .من جانب وخالفها يف جوانب أخرى ومنها ما خالفها مجلة وتفصيال

21

بعض من أسباب االضطراب واالرتباك ، في تفسير آيات سورة اإلسراء ؟

هجر القرآن .1

( ال تفكر أو تدبر ، قال تعـاىل وإن قرء فهي قراءة ب -إال ما رحم ريب -القرآن يف العادة ال يقرأ من قبل عامة املسلمني هذه األيام لقد أضـلني )28( يويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) 27( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا

30( هذا القرآن مهجوراوقال الرسول يرب إن قومي اتخذوا )29( ن الشيطان للإنسان خذولاعن الذكر بعد إذ جاءني وكا .وهجر القرآن نبوءة وقد حتققت يف زماننا هذا ) . الفرقان

تجميد القرآن وتعطيله وفصله عن الواقع ، ماضيا وحاضرا ومستقبال .2

من الناس من علماء وعامة ، إىل أن فهم القرآن واكتشاف مكنوناته مقصور على فئة معينة من الناس دون غريهم ، أو يف يذهب كثري بالرغم من أن هناك الكثري من التفسريات اخلاطئة ، والروايات املضللة أحيانا يف كتب التفسري القدمية واليت . زمان أو مكان دون آخر

وحنن باعتمادنا بشكل كلي على تفسريات القدماء ، حرمنا أنفسنا من فهم كثري من اآليـات ، ذات الصـلة .مل تصحح لغاية اآلن بواقعنا املعاصر ، واليت ما كان ألحد من املفسرين قدميا القدرة على تفسريها يف زمن يسبق زماننا هذا ، وال نقصد هنا التعريض بأي

م اهللا فكل له عذره وأسبابه ، ولكن نريد أن نؤكد من خالل هذا الكتاب أن القرآن مـا حال من األحوال ، بأي من املفسرين أجلهزال حيا ، وما زالت لديه القدرة على اإلتيان جبديد حىت قيام الساعة ، ومل يكن فهم القرآن يوما ولن يكون حمصورا بزمان أو مكان

. أو أشخاص دون غريهم

المستقبلية الغموض واإلبهام في نصوص النبوءات .3

عادة ال تستخدم النصوص الصرحية يف الكتب السماوية ويف السنة النبوية ، كأسلوب لإلخبار عن مضامني النبوءات ، فعـادة مـا وهذا هو حال جممل النبوءات املستقبلية ، تبقى بعض نصوصها عصية على الفهم ، حىت تتمكن . يستعمل الوصف والتشبيه والتمثيل

فالكتمال معاملها أسباب ومسببات ال بد هلا من أخذ جمراها الطبيعـي ، . ا على أرض الواقع لتفسر نفسها بنفسها من جتسيد نفسه . وعادة ما تكون يف جانب منها مبهمة خاصة للطرف صاحب الدور األكرب بترمجة أحداثها على أرض الواقع

يف كتبهم إذا عاصروها ، ولكن بالقدر الذي ال يسـمح هلـم ، ويف املقابل تبقى بعض نصوصها سهلة للهضم والفهم ، ملن جاءت ولتبقى قدرم على التدخل مقيدة ، مبا مل يعرفوه يقينا مما أـم . بالتدخل يف جمرياا أو تعطيل األسباب واملسببات املؤدية لتحققها

نصوص تبشر بنبوة سيدنا حممد عليه الصالة والسالم ومثال ذلك ما جاء يف كتب اليهود والنصارى ، من . عليهم من نصوص النبوءة وصاحب النبوة مل . وبالرغم من كثرة النصوص اليت أخربت عنه ، مل يستطع اليهود االستدالل عليه يقينا قبل ظهور أمره وإال لقتلوه .

عليه الصالة والسالم ، جاء مغايرا المسه ) حممد ( يكن يعلم بأنه املقصود بنبوءات أهل الكتاب قبل أن يترتل عليه الوحي ، وحىت امسه وبعدما بعث ومع مرور الزمن بدأ الواقع يفسر مجيع النصوص الـيت . املوجود يف كتبهم ، حيث جاء باملعىن وليس باللفظ ) أمحد (

.كانت حبوزم شيئا فشيئا ، أما قريش فما كانت تصدق من نبوءات أهل الكتاب شيئا

امني النبوءات عند اكتمال معامل القدر ، وقبل حتقق الفصل األخري منها كان من الصعب على ذوي العالقـة ، وحىت لو كشفت مضإعادة عقارب الساعة إىل الوراء ، من أجل التأثري على جمريات أحداثها أو منع حتققها ، وخاصة أن معظم النبوءات إذا فسرت وكان

أمر طبيعي جدا ، فعادة ما يجابه التفسري باإلنكار والتكذيب أو التشكيك حىت ممن يعنيهم األمر واقع احلال ال يتطابق مع التفسري وهذا، أو الظن أن باإلمكان منعها كما هو احلال عند بين إسرائيل ، الذين يعلمون هذه النبوءة علم اليقني ويحاولون جهدهم منع حتققها ،

وكما سيكون احلال مع كثري من النـاس الـذين . الة والسالم ملنع بعثه وظهور أمره كما حاولوا جهدهم البحث عن نبينا عليه الص

22

سيطالعون هذا الكتاب ، الذي نكشف فيه مالبسات حتقق وعد اآلخرة كما مل تكن من قبل ، بعد أن تشابكت خيوطها واتصـلت . بإحكام منذ سنني عدة ولكن الناس كانوا عنها غافلني

ها فهم األلفاظ ومدلوالت .4

يف كثري من األحيان نفهم ألفاظ القرآن باملعىن الذي نستخدمه به يف حياتنا املعاصرة ، ورمبا يكون هذا االستخدام خمتلف أو خمـالف فعلى سبيل املثال . لنفس اللفظ ، مما يتسبب يف سوء التفسري أو الفهم -الذين نزل القرآن بلغتهم -متاما ، الستخدام العرب القدماء

، فنحن نستخدم هذا اللفظ تقريبا مبعىن واحد ؛ قطع التيار ، فرق ما بني شيئني بشيء ثالث ، طـرده مـن ) فصل ( ذ كلمة لنأخأما العرب القدماء فقد كانوا يستخدموا مبعان شىت ، تفهم عادة من السياق ، منها ؛ قطع وفرق وخرج ، ومن هذه املعاين . الوظيفة .على أن طالوت خرج باجلنود ) البقرة 249( فلما فصل طالوت بالجنود( فسري قوله تعاىل تستطيع ت

ويف كثري من األحيان حيمل اللفظ الواحد يف القرآن مفهوما عاما عريضا ، ويندرج حتته عدة مفاهيم خاصة ، يعرفها ويفصلها القرآن ى سبيل املثال ؛ اإلفساد والعلو والفاحشة والظلم ، وهذه كلها مفاهيم عامة خيتلف حتديـد ومن هذه األلفاظ عل. يف مواضع عديدة

وإذا تركنا اإلجابة للناس كل حسب رأيه ، سـتجد أن . مواصفاا ومقاييسها باختالف فهم الشخص على سبيل املثال ملاهية اللفظ .هناك تعاريف عديدة ومتباينة أما القرآن فله تعريفه اخلاص

، فما هي ماهية هذا الظلم ) القصص 59( وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون( فلنأخذ لفظ الظلم ، يقول سبحانه وتعاىل ؟ الذي يتحتم عليه إهالك القرى ؟ وكيف تستطيع القرى أن تسلم من اهلالك ، مبا أن الظلم هو املقياس لذلك كما أخرب رب العزة يشبه ولفهم داللة هذا اللفظ ، يتحتم عليك أن تلم بكل متعلقاته يف مجيع اآليات القرآنية اليت ورد فيها ذكره ، لتخرج يف النهاية مبا

. املقياس الذي من خالله تستطيع تعريف هذا املفهوم باملقياس اإلهلي له ، وليس باملقاييس الشخصية للناس

اإليجاز الشديد .5

حيث وصف سبحانه كل ما فعله أولئك العباد يف املرة األوىل بثالث كلمـات فقـط ، أو ) فجاسوا خالل الديار ( له تعاىل مثل قو، وبالرغم من ذلك فإن هذه الكلمة وعند االطالع معانيها يف املعجم ، ستجد أـا تصـور ) فجاسوا ( باألحرى كلمة واحدة هي

.ع على تلك املعاين لن متتلك القدرة على ختيل ذلك املشهد مشهدا سينمائيا كامال ، وبدون االطال

الحذف وتقدير المحذوف .6

حذف كلمة أو عبارة من السياق لسبق الداللة عليها فيما تقدم من نصوص ، مثل حذف جواب شرط إذا اخلاص بوعد اآلخـرة ، ) .5( يف اآلية ) اء وعد أوالمها بعثنا عليكم فإذا ج( ، لداللة قوله تعاىل ) 7(يف اآلية ) بعثناهم عليكم ( وتقديره

االلتفات .7

احلديث –وقضينا إىل ( احلديث عن الغائب ومن مث االنتقال لتوجيه اخلطاب إىل احلاضر ، والعكس بالعكس بني حني وآخر ، مثل عادة ما ) .. ) . صرين من بين إسرائيل املعا( اخلطاب هنا إىل احلاضر –لتفسدن يف …) السابقني من بين إسرائيل ( هنا عن الغائب

واهلدف من إنزال هذه النبوءة يف كتـاب موسـى ، . يستخدم هذا األسلوب ، يف إخبار املستمع احلاضر عن حدث وقع يف املاضي املعاصرين وإعادة نسخها يف القرآن هو كشف للغيب الذي ال يعلمه إال من أخرب عنه ، فيما أنزله من كتب على رسله ، لعل الناس

لذلك جاء اإلخبار يف القرآن للناس كافة ، . برم يؤمنون ، عند حتقق هذه النبوءة بكل تفاصيلها ، كما جاءت يف الكتب السماوية .وجاء اخلطاب ليب إسرائيل خاصة ، ألن األمر يعنيهم أكثر من غريهم فلعلهم إىل رم يرجعون

23

أخرب بأنه أنزل يف ذلك الكتاب نص هذه النبوءة ، اليت سيشرع ) 4(موسى الكتاب ، ويف اآلية أنه آتى ) 2(لقد أخرب سبحانه يف اآلية وإتيـان الـنص . فيما يلي باإلخبار عنها بكل تفاصيلها كما جاءت يف كتاب موسى ، حيث جاء النص آنذاك خماطبا لبين إسرائيل

من هذه النبوءة سيتحقق مستقبال بعد نزول هذه اآليات ، وأعيد النص بأسلوب املخاطبة لبين إسرائيل يف القرآن ، يفيد أن هناك جزء وعد لتذكري بين إسرائيل وتنبيههم وحتذيرهم ، من مغبة اإلفساد يف األرض يف املرة لثانية ، مما يترتب عليه نفاذ الوعد الثاين كما نفذ ال

.األول

لبين –، ولكن جيب أال ننسى أن هناك من يقرأ ويسمع خطابه تعاىل ) ن املعاصري( ومع أن املخاطب يف هذه اآليات هم بنوا إسرائيل من خالل القرآن ، ممن هم من غري بين إسرائيل وال يعلمون من أمر هذه النبوءة شيئا ، فيما إذا كانت قد أنزلت عليهم يف –إسرائيل

يعلم من اجلمهور بذلك ، من مستمع وقارئ هلذه القصة كتام أم ال ، فابتدأ عز وجل القصة باإلخبار عن وجودها يف كتام ملن الوليصبحوا مساوين لبين إسرائيل يف معايشة تلـك . ليعيد اجلمهور إىل األجواء اليت أنزلت فيها هذه النبوءة ليسهل فهمها من قبلهم .

بحانه أحيانا يتوجه باخلطاب إىل اجلمهور ، لذلك جتده س. األجواء ، اليت يعرفوا كما يعرفون أبنائهم من خالل ما لديهم من كتب ليضيف للقارئ خربا أو تعقيبا على جزء معني من هذه النبوءة ، أو إيضاحا أو تفصيال مل يرد يف النص ) خطاب بين إسرائيل ( تاركا

فاحلكمة من اإلخبار ـذه . ت األصلي للنبوءة ، اليت سبق أن أنزلت عليهم أو حتقق بعد نزوهلا لزم إخبار اجلمهور عنه يف هذه اآلياقل ( النبوءة والكشف عنها للبشر ، هي حتصل اإلميان بالقرآن ومن أنزله ومن أرسل به ، كما عقب سبحانه بقوله يف اية السورة

وص النبوءة أكثر وضـوحا وسنبني إن شاء اهللا كل موضع حصل فيه التفات ، لتصبح نص) . اإلسراء 107( ءامنوا به أو لا تؤمنواسيجعل من الصعوبة مبا كان ، أن يفهم –أحد أوجه البالغة يف لغة العرب -وعدم معرفة ماهية االلتفات ومواضعه . وأسهل للفهم

.الناس النصوص القرآنية بشكل صحيح ورمبا يقلب املعىن بشكل خمالف متاما

الضمائر .8

وهنا ال بد أن نوضح . الثالثة ، املتكلم واملخاطب والغائب ، وحتديد على من يعود كل منها متابعة الضمائر يف هذه اآليات بأنواعها ما عدا ضمائر املتكلم اليت تعود عليه سبحانه ، تعود على أولئك العباد أويل ) 8-4( ونؤكد على أن كل الضمائر الواردة يف اآليات

ائيل يف مواضع أخرى ، وهي حمصورة فيهم على اإلطالق إذ مل يضف النص طرفا البأس الشديد أنفسهم يف مواضع ، وعلى بين إسر . ثالثا

االعتراض .9

وغالبا ما يأيت كتعقيب على خرب قد سبق . وهو إضافة مجلة إىل السياق ، زيادة يف اإليضاح واإلبانة ، وهو أحد أوجه البالغة أيضا ل يف ذهن املستمع ، فيضيف الراوي من تلقاء نفسه خربا جديـدا منعـا لتـوارد ذكره ، وعدم وجود هذا التعقيب رمبا يثري التساؤ

فعادة ما تأيت اجلملة املعترضة كإضافة إلزالة الغموض . االجتهادات والتفسريات اخلاطئة يف خميلته ، وليغين املستمع احلاجة إىل السؤال .قيب يعود لتقدير الراوي واللبس ، الذي قد ينجم عن سوء تقدير املستمع ولزوم هذا التع

، للتعقيب على الوعد األول ، لبيان أن هذا " وكان وعدا مفعوال " وقد وقع االعتراض يف نصوص النبوءة يف موضعني ، يف قوله تعاىل ائيل ، لبيان وتأكيد أن للتعقيب على العلو الكبري اخلاص ببين إسر" وليتبروا ما علوا تتبريا " ويف قوله تعاىل . كان قد أجنز أم مل ينجز

.هذا العلو ستتم إزالته مستقبال ال حمالة

24

الهوى والعاطفة .10

حنن كمسلمني مرتبطون عاطفيا باملسجد األقصى ، ومرتبطون عاطفيا بالبطوالت اإلسالمية وأبطاهلا ، ومرتبطون عاطفيا باخلالفـة ويف املقابل حنن أبعد ما . املا افتقدناه ، وحنن بأمس احلاجة إليه هذه األيام اإلسالمية وخلفائها ، ألا توفر لنا شعورا بالعزة والكرامة ط

نكون عن اإلسالم يف حياتنا العملية ، ولو نظرنا يف أعماق أعماقنا لوجدنا أننا نرفض اإلسالم كأسلوب للحياة ، ألن اإلسالم بكـل املسلمني ويسعون إلبقائها وحيرصون على إدامتها واالستزادة منها بساطة يرفض كل مظاهر احلياة الدنيا ، اليت يتمسك ا اآلن معظم

. ما أمكنهم ذلك

نص هذه النبوءة موجود يف كتب اليهود ، فما الذي قام به زعماؤهم العلمانيون واملتدينون ، عندما أرادوا أن يقيموا هلـم دولـة ؟ وفسروها على أن اهللا أراد هلم ذلك بغض النظـر عـن فسـادهم أخذوا من النبوءة اجلزء اخلاص بالعودة من الشتات ورد السيب ،

وإفسادهم ، وأخفوا النصوص اليت تحذر من العقوبة اليت تنتظرهم ، ليضفوا على عودم إىل فلسطني بعدا دينيا توراتيـا ، وبالتـايل .ود والنصارى على حد سواء استطاعوا كسب التأييد والدعم املادي واملعنوي سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، من اليه

حنن أيضا منلك نص النبوءة نفسها وملزمون بتحرير األقصى ، وألننا نشعر بالعجز وقصر ذات اليد قمنا بإضفاء البعد الديين على عملية . طار العاطفي التحرير حبصرها خبالفة إسالمية غري منظورة على املدى القريب ، واستبعدنا احتمالية أن يتم هذا األمر خارج هذا اإل

وبعد أن تقوقعنا داخل هذا اإلطار بدأنا نفسر املعطيات حسب ما يتوافق مع هذا التوجه حىت بلغ بنا األمر ، إىل أن نحمل النصوص ) لوا املسـجد وليدخ( وعبارة ) عبادا لنا ( فأخذنا عبارة . القرآنية ما ال حتتمله لتوافق رغباتنا وأهوائنا وتطلعاتنا كمنتسبني لإلسالم

وسلخناها من جلدها ، وقمنا باإلسهاب يف تفسري وتفصيل هذه العبارات وأمهلنا بعض العبـارات ) كما دخلوه أول مرة ( وعبارة األخرى ، وفسرنا بعضها اآلخر بشكل يناقض فحواها ، فعزلنا العبارات عن آياا وعزلنا اآليات عن بعضها وعزلنا جمموعة اآليـات

فخرجنا باستنتاجات وحتليالت وأصدرنا أحكام ، حرمت . ، وعزلنا السورة عن باقي القرآن وعزلنا القرآن عن كل شيء عن السورةالكثري من الناس من املعرفة احلقيقة اليت تكتنفها نصوص هذه النبوءة ، اليت مت تفسريها بتغليب من اهلوى والعاطفة علـى النصـوص

.ملنطق والواقع والتاريخ واجلغرافيا القرآنية والسنة ، وعلى العقل وا

وبذلك أزاحت بعض التفسريات اليت حصرت حترير األقصى بقيام اخلالفة اإلسالمية عن غري قصد ، عن كاهل هذا اجليل عبء فكرة لينعم الناس التحرير ، وأبعدت عن أذهان الناس شبح حرب قادمة ، مما ساهم بشكل غري مباشر يف ختدير أمة اإلسالم لسنني طويلة ،

فاخلالفة اإلسالمية على املدى القريب صعبة التحقق ، ألن مقومات قيامها ضمن . حبياة آمنة مطمئنة ولكن لألسف بعيدا عن الدين … وقبل طرح هذه الفكرة اخلطرة عن حترير املسجد األقصى … واألمة حباجة ملن ينبهها ال ملن يخدرها . الظروف الراهنة معدومة

أن يتجردوا من عواطفهم وأهوائهم كليـا عنـد … كان على رواد هذه الفكرة … وأن اهللا أراد ذلك … ا إىل كتاب اهللا ونسبهموطنا للعقل بـدال مـن ) القلب ( لدرجة أنه جعل … فالقرآن يطلب العقل سبيال للفهم ال العاطفة واهلوى … تفسري آيات اهللا

… فإن استطعنا القيام بذلك … فنحن حباجة لبناء مساجد يف نفوس الناس … قدموها للناس وأن يفكروا مليا قبل أن ي… العاطفة أن نعتزل ونفر إىل رؤوس اجلبـال … وإن مل نستطع فاألحرى بنا … بل سنحرر العامل بأسره … فلن حنرر املسجد األقصى فقط

!!!… حىت يأيت اهللا بأمره … بأطالل املساجد املتبقية يف نفوسنا …

هذا الطرح اخلطر والبعيد جدا عما جاء يف النصوص القرآنية ، سيؤدي بالناس ال حمالة إىل الوقوع يف احلرية واالرتباك ، ونشوء كثري من عالمات االستفهام حول من قدم هذه التفسريات ، وحول مصداقية كتاب اهللا نفسه من قبل ضعاف اإلميان والعقل والقلـب ،

. وءة بشكل مغاير لتلك التفسريات عندما تتحقق النب

25

رمبا يصر الكثري من الواقعيون على أن الواقع يناقض مما يطرحه هذا الكتاب ، غري أن هذا الواقع سيتغري بالتدريج ، أو بـني عشـية أعتقد بأن كثري من املتغريات وضحاها ليتوافق مع أمر اهللا ، وإن مل يتوافق فأمر اهللا فوق الواقع وكثريا ما يأيت بغتة ، وبالرغم من ذلك

. على املستوى اإلقليمي والعاملي ، ستلوح يف األفق قبل جميء أمر اهللا وسيلحظها كل ذي بصرية

26

وكل شيء فصلناه تفصيال

، تؤكد هذه اآلية الكرمية أن هذا ) النمل 76(أكثر الذي هم فيه يختلفون يقص على بني إسرائيلإن هذا القرآن ( قال تعاىلالقرآن فضال عن خماطبته لكافة البشر ، جاء ليقص على بين إسرائيل أي ليخاطبهم ويوضح هلم بشكل خاص ، كثريا مما اختلفوا فيه

صـيام وعـدوام ، فهو حيكي تارخيهم ويعرض مواقفهم من أنبيائهم ، ومشاهد من كفرهم وع. من أمور الدين والدنيا واآلخرة جاء والعذابات اليت أنزهلا اهللا م ، ويكشف طبائعهم ويفضح سرائرهم ويفند أقواهلم ، ويحذرهم ويحذر منهم ، ويبين هلم حقيقة ما

.به رسلهم وأنبيائهم من وحي ، بعد أن طمسته وشوهت معامله أقالم أحبارهم

أي أن كل شي مما سبق هذا القول من آيات ، قد ) وكل شيء فصلناه تفصيلا( سراء من سورة اإل) 12(ويقول سبحانه يف اآلية وهذا القول البليغ عندما تقرأه مرارا وتكرارا ، جتد أن له وقعا خاصا يف نفسك ، واآليات اليت . بينه سبحانه بيانا واضحا ال لبس فيه بالفعل ومفعوله ( وقد جاء هذا القول . لق ببين إسرائيل ، من حيث إفسادهم وعلوهم وعقام تسبق هذا القول ، ختربنا عن أمر يتع

مرة واحدة يف القرآن يف هذا املوضع بالذات ، تعقيبا على ما جممل ما جاء قبله من آيات ، ومل يأت عاما ) املطلق للمبالغة يف التأكيد بكتاب فصلناهولقد جئناهم ( ، أو يف قوله تعاىل ) فصلت 3( قرءانا عربيا لقوم يعلمون اتهكتاب فصلت ءاي( كما يف قوله تعاىل

) . األعراف 52( على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون

أمر غاية يف األمهية ، ولذلك فصله سبحانه تفصيال وأبانه بيانا وإن دل هذا على شيء ، فإمنا يدل على أن ما تتحدث عنه هذه اآليات ال خيتمره شك أو تقول ، وأن هذا التفصيل جاء لعظم هذا األمر وأن معرفته بكل دقائقه وتفاصيله ، ال بد إال أن يكون فيه الكثري من

ا كان هذا الفصل إال للتعريف ذه الدقائق والتفاصيل ، ومـا وم. النفع والفائدة ملن يخاطبهم القرآن ، وما كان بيانه وتفصيله عبثا .جاء هذا الكتاب إال لتعميم الفائدة على الناس ، واهللا من وراء القصد

لو أمعنت النظر يف جممل سورة اإلسراء ، لوجدت أا تناوبت ما بني أسلويب اإلخبار واملخاطبة ، ولو أمعنت النظر يف مقدمة السورة ة ، ستجد أبة لبين إسرائيل بصفة خاصخاطة ، وإخبارية ومبة للمسلمني بصفة عامخاطا جاءت إخبارية وم.

ملاذا أعيد نص النبوءة بأسلوب املخاطبة لبين إسرائيل يف عصر أمة اإلسالم ؟ : والسؤال األول

سيته عند اهللا وبالتايل عند املسلمني ، وتذكر جاءت كتمهيد ، فهي تذكر املسجد األقصى وتبني قد) 3-1اآليات ( مقدمة السورة كتاب موسى عليه السالم ، وتذكر بين إسرائيل مبا جاء فيه ، وبالذات عدم الشرك باهللا واتخاذ وكالء من دونه ، ومين اهللا علـيهم

السالم ، وأنه ما كان لنوح ومن ويذكرهم بنجاة أسالفهم من الطوفان ، وبنفس الوقت حيذرهم من اهلالك من خالل ذكر نوح عليه ) .وشكورا ثانيا ( أوال ، وقيامه بالعبادة هللا ) عبدا ( معه النجاة ، لوال إقراره بالعبودية هللا

ملاذا التمهيد وذا الشكل املرعب لبين إسرائيل ؟ : السؤال الثاين

مر صحيحا لتوجب أن يكون نص النبوءة كامال بأسلوب اإلخبار ، هناك قول بأن كلتا املرتني وقعتا قبل اإلسالم ، فلو كان هذا األوملا كان هناك داعي لوجوده أصال ، فقد أخربنا سبحانه يف مواضع أخرى يف القرآن ، بأنه غضب عليهم ولعنهم وضرب عليهم الذلة

.األرض أمما واملسكنة ، وتوعدهم بأن يبعث عليهم من يسومهم سوء العذاب إىل يوم القيامة ، وقطعهم يف

ما هو األمر الذي خرج عن كل ما تقدم ، فأراد سبحانه لفت أنظارنا إليه مبينا أمهيته ومنبها إليها ؟ : السؤال الثالث

27

ومبا أن املرتني متشاتني متاما ، فلو فرضنا جدال أن القول السابق صحيح ، لكان من األحرى أن يأيت النص يف احلديث عن املـرتني فإذا جاء وعد كل منهما ، بعثنا عليكم … مرتني ولتعلن علوا كبريا … لتفسدن … ( على سبيل املثال على النحو التايل جممال ،

) . وتبروا ما علوا تتبريا … وكان كل من الوعدين مفعوال … فأساءوا وجوهكم ودخلوا املسجد … عبادا لنا أويل بأس شديد

لت اآليات كل مرة على حدة ؟ ملاذا فصلت وفص: السؤال الرابع

والعلو واإلفساد ، واآلية اخلامسة أفردت وأوجـزت ) املقدسة ( أمجلت اآلية الرابعة ثالثة شروط من شروط املرتني ، وهي األرض ة السادسة واآلي. األول ، فذكرت البعث واجلوس وصفة العباد ، وجاءت األفعال كلها بصيغة املاضي ) العقاب ( احلديث عن الوعد

فصلت مظاهر العلو الثاين ، من حلظة النشوء حىت اكتمال مقوماته ، من حيث القدرة العسكرية والبشرية واالقتصـادية ، وجـاءت . األفعال كلها بصيغة املاضي ، مع محلها لصفة االستقبال

وعد اآلخرة بصيغة االستقبال ؟ ملاذا جاءت أفعال وعد األوىل بصيغة املاضي ، وملاذا جاءت أفعال: السؤال اخلامس

ملاذا جاء التخيري ما بني اإلحسان أو اإلساءة ، بعد اكتمال مظاهر العلو الثاين وقبل احلديث عن عقاب وعد اآلخرة : السؤال السادس ، ومل يأت عند احلديث عن وعد األوىل ؟

ة من نص النبوءة ، وملاذا أفردت يف اية السورة ؟ ملاذا أخرجت كيفية جميئهم ، عند جميء وعد اآلخر: السؤال السابع

– 101( ملاذا أعيد ذكر بين إسرائيل وقصتهم مع فرعون يف اية السورة ، وذكر وعد اآلخرة مرة أخرى يف اآليات : السؤال الثامن ؟ ) 104

إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنـا سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام( يرصالب يعمالس و1(إنه ه (

ة تشري هذه اآلية بذكر املسجد احلرام ، إىل نقطة البداية النتشار رسالة اإلسالم ، اليت أنعم اهللا وأكرم ا نبيه ، حممد عليـه الصـال وبذكر املسجد األقصى تشري من طرف خفي إىل ما ورد يف احلديث الصحيح ، إىل أن مسك اخلتام هلذه الرسـالة آخـر . م والسال

وهذا مما يوحي بأن قيام دولة إسرائيل هو أحـد . الزمان ، سيكون برتول اخلالفة الراشدة وأمريها املهدي يف بيت املقدس ، بإذن اهللا وأهم ما جاءت به اآلية هو تعريف املسجد . عالمة لقرب ظهور املهدي ونزول اخلالفة فيها ، واهللا أعلم أشراط الساعة ، وأن ايتها

.بوصفه باألقصى أي األبعد ، وبالذي باركنا حوله وهو املسجد الذي سيكون موضوع ما يلي هذه اآلية من آيات

)ي إسنى لبده لناهعجو تابى الكوسنا مآتييلا وكي ووند نذوا مائيل ألا تتخ2(ر ( ويحذركم .. لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنني( يف هذه اآلية ، حيذر اهللا بين إسرائيل ، من االتكال على غريه

هفسن الذل ( .. سبحانه السورة ، بقوله وخيتم ) آل عمران 28( الله نم يلو له كني لمأي مل يتخذ له حليفا لضـعف أو .. ) و . لذلة ، وهذا تعريض بالعلو احلايل لبين إسرائيل ، حيث كانوا أذلاء مضطهدين ومبواالة الغرب أصبحوا سادة

ا يهتدون به ، ومن ضمنه هذه النبوءة اليت أعادها إىل أذهام خماطبا إيـاهم ويذكرهم فيها مبا أنزله عليهم من اهلدى ليكون هلم نورمبضموا ، وكما وردت يف الكتاب الذي أنزل على موسى عليه السالم ، وحيذرهم من اتخاذ أولياء من دونه من اإلنس واجلن على

. حد سواء

28

ة بالفساد واإلفساد ، مبا خططوا له مبكرهم ودهائهم ونفذه غريهم ، مـن فـنت فاختاروا الوالء لغري اهللا ، وحققوا مآرم منذ البدايوملا متكنوا استعلوا واستكربوا فيهـا واسـتمروا بالفسـاد . وحروب سبقت وهيأت الظروف وتسببت يف قيام دولتهم يف فلسطني

فتوافق أمرهم مع ذهب إليه النص القرآين ، بذكر واإلفساد وساموا أهلها سوء العذاب ، فاستحقوا غضب اهللا واستوجبوا العقاب ،فـي الـأرض لتفسدن( إفسادهم يف األرض مبجملها أوال ، ومن مث جاء ذكر علوهم الكبري الذي نشهده هذه األيام يف قوله تعاىل

) . ولتعلن علوا كبريامرتين

) 3(وح إنه كان عبدا شكورا ذرية من حملنا مع ن( وهذا النداء موجه لبين إسرائيل ، وباإلضافة ملا قاله " تقديره يا ذرية من محلنا مع نوح ، فيه ييج وتنبيه على املنة : " يقول ابن كثري

عادة ما كان سبحانه وتعاىل ، مين علـيهم ابن كثري ، نلمس ديدا وحتذيرا خفيا لبين إسرائيل ، من وراء ذكر نوح عليه السالم ، فإال يف ) البقرة 50(وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ( بتذكريهم بنعمة النجاة من فرعون وقومه

م فيها ، بأم ساللة من محل مع نوح عليه السالم ، أي من الذين أجناهم اهللا هذا املوضع ، وهي املرة الوحيدة يف القرآن اليت مين عليهمن الطوفان ، حثا هلم على اإلميان به والعبادة والشكر له كما كان يفعل نوح والذين محلهم معه ، وأن فعل هؤالء هو الذي أجناهم

) ( اإلسراء 17(وذكر نوح يف هذا املوضع وتكرار ذكره ، يف اآلية .من اهلالك ، فإن مل يفعلوا كما فعلوا حل م ما حل بقوم نوح . دفعين إىل إلقاء نظرة على سورة نوح ) وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبريا بصريا

فلـم ... )4(... إن أجل الله إذا جاء لا يـؤخر ... )1(ك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم أن أنذر قوم.. ( .ومنها قوله تعاىل ويمددكم … )7(وا استكبارا جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبر… )6(يزدهم دعائي إلا فرارا

قال نوح رب إنهم عصـوني … )13(ما لكم لا ترجون لله وقارا )12(بأموال وبنني ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا لدوو الهم هزدي لم نوا معباتا وارسإلا خ 21(ه ( اارا كبكروا مكرمو)22( .. اريلوا كثأض قدو ...)لى … )24ع ذرلا ت بر

) نوح 28(ولا تزد الظالمني إلا تبارا ) ... 26(الأرض من الكافرين ديارا

.. وجنات وأار .. إمداد بأموال وأوالد .. إصرار واستكبار .. فرار .. وال تأخري .. أوال إنذار ( ..اقرأ هذه اآليات وتفكر وتدبر .. ) وأخريا تبار .. الكفر .. اإلضالل .. املكر الكبري .. عبادة القوة واملال .. عصيان .. استهزاء وسخرية

كـان .. فإن كان هناك استكبار وإصرار .. اهللا عليه أوله إنذار ورد.. وهذا هو اإلفساد يف األرض .. وهذا هو حال بين إسرائيل رى ، وما كنـا من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها ، ولا تزر وازرة وزر أخ( يقول سبحانه . هناك تبار

عبى نتح ذبنيعولا مساإلسراء 15(ث ر . (

املوجهة لتلك ) صحيفة اإلنذارو( والرسول قد بعث منذ ألف وأربعمائة وإحدى وثالثون عاما ، وقد أتاهم باإلنذار يف كتاب ربه آخـر ومن أول حرف فيها وحىت) سورة بين إسرائيل( األفاعي يف اجلحر األبيض ، وتلك الفئران املستأسدة يف قدس األقداس هي

وقد ساد دولة الكفر ويسودها ، قطاع الطرق واللصـوص .. ) وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها( حرف ، حيث قال فيها ا ، وحياء حرائرها فاغتالوا أصالتها وقدسية أرضها ، ووقار شيخوختها وسكينة عباده.. ) ففسقوا فيها.. (والقتلة وأسافل جمرميها

…ليسوءوا وجوهكم … (رب العزة ) قول( وهذا هو .. ) القولفحق عليها ( .. وأحالم طفولتها ، وحىت طهارة مساجدها 17(نوب عباده خبريا بصريا وكفى بربك بذ… ) ( تعقيبه( وهذا هو ) اإلسراء 16(فدمرناها تدمريا ) ( ..فعله ( وهذا هو )

من الذل وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي) ( خامتته( وهذه هي ) اإلسراء ) .اإلسراء 111( ، وكبره تكبريا

29

قتصرت مقدمة السورة على ثالث آيات فقط ، محلت من املعاين ما يشحذ الفكر والوجدان ، ويعمل على ييج العقل وتنبيهه مـن اوهذه النبوءة تعين كل من مسع . غفلته ، الستقبال واستيعاب ما سيأيت من عرض ، لنبوءة ستغري جمرى التاريخ يف يوم أو بضعة أيام

يف صميم معتقدام ، وأكثرهم تأثرا هم أصحاب الديانات الثالث ، والذي ميتلك كل منهم خمزونا عقائديا برساالت السماء ومتسهم .، فيما خيص عودة اليهود إىل األرض املقدسة ، يلتقي مع أحدها ويتعارض مع اآلخر يف التفاصيل واألحداث

)4(سدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتـاب ، لتف(

:وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتـاب

مرة ، ومشتقات هذا الفعل محلت عدة معاين ، وعادة ما يأيت هذا الفعل ، ليفيد متام العمـل ) 63(ورد جذر الفعل قضى يف القرآن مبعىن أجنزمت مناسككم وانتهيتم ) البقرة 200( مناسككم قضيتمفإذا ( ياق أو املفهوم ضمنا ، كما يف قوله تعاىل الوارد نصا يف الس

ي أخربناه باألمر أ) احلجر 66( ذلك الأمر ، أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحني وقضينا إليه( منها ، وقوله تعاىل يف شأن لوط وقومه ) طه 114(وحيه يقضى إليكولا تعجل بالقرءان ، من قبل أن ( على وجه االنتهاء منه ، إذ ال رجعة عنه فال نقاش وال جدال فيه

.، أي من قبل أن تخرب بوحيه على وجه التمام

أي أن مضمون هذا اخلرب موجود -أي أنا كنا قد أخربنا بين إسرائيل يف كتام ) في الكتابوقضينا إلى بني إسرائيل ( وقوله تعاىل مبا سيأيت تفصيله فيما يلي من شأن إفسادهم وعلوهم يف األرض ، واخلطاب يف هذه العبارة موجه -يف كتام نصا حىت هذه اللحظة

س لديهم علم أو اطالع على هذا األمر ، وما كان اهللا ليخرب عنه إال لعظيم شـأن ، يف احلقيقة ملن هم من غري بين إسرائيل ، ممن ليوذلك من سابق علم عالم الغيوب مبا سيكون منهم مستقبال ، وليس ما قضاه عليهم مبعىن األمر أو احلكم ، فحاشـا هللا أن يـأمر

. باإلفساد يف األرض أو أن يقضي به

سى عليه السالم ، املنصوص عليه يف اآلية الثانية أعاله وليس التوراة ، فكتاب موسى شيء والتوراة والكتاب املقصود هنا هو كتاب مورغـبيت : عن سبب عدم ذكر التوراة بدال من الكتاب ، وثانيـا : والذي قادين إىل معرفة تلك احلقيقة هو تساؤيل أوال . شيء آخر

وبعد أن استخرجت كافة اآليات القرآنية اليت ذكر فيها موسـى والـيت . وجد باالطالع على نص النبوءة يف التوراة نفسها فيما لوذكرت فيها التوراة ، تبني يل أن ذكر التوراة مل يرتبط بذكر موسى على اإلطالق ، وعدم الربط بينهما ال بد له من سبب ، وبيـان

.سيأيت يف فصل قادم إن شاء اهللا ذلك والنص التورايت للنبوءة يف الترمجات العربية للتوراة الالتينية ،

:لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا

إىل ) وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتــاب (وهم بين إسرائيل ككل ، يف قوله تعاىل هنا حصل التفات من احلديث عن الغائبلرسالة اإلسالم ، وذلك بسرد النبوءة بنفس األسلوب والعبارات الـيت ) املعاصرين ( ملخاطب وهم بين إسرائيل احلديث إىل احلاضر ا

فجاءت نصوصها خماطبـة لـبين . آالف زمن موسى عليه السالم 3أنزلت عليهم يف كتام ، وكما خوطب ا أسالفهم قدميا قبل وأضيف إليها تعقيبات لتبني وتؤكد بعض ما حتقق منها ، قبل إنزاهلا يف سورة اإلسراء إسرائيل ولكن بألفاظ عربية جزلة موجزة ، كما

) . ... ولتعلن ... لتفسدن (فبدأت بقوله تعاىل . مرة أخرى على حممد عليه الصالة والسالم

) اإلسـراء 4(كبريا ولتعلن علوافي الأرض مرتين فسدنلت( يف املرتني يف قوله العلوو اإلفساديف هذا املوضع قرن سبحانه ما بني ومل يوضح التفاصيل ، ولتكون لدينا القدرة على معرفة شكل هذا اإلفساد وهذا العلو ، دعنا منعن النظر يف اآليات التالية ، حيث اقترن

4( المفسـدين إنه كان من … في الأرض علاإن فرعون ( كقوله تعاىل فيها األمرين معـا يف مواضع أخرى من القران الكرمي ،

30

النمل حيث جاءت هذه 14( المفسدينفانظر كيف كان عاقبة وعلوا وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما( وقوله ) القصص . قيبا على فرعون وقومه ملا علو وأفسدوا وجحدوا بآيات اهللا ، فكان جزاءهم اهلالك غرقا اآلية ، تع

توضح هذه اآلية ) القصص 83(والعاقبة للمتقني فسادافي الأرض ولا علواتلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون ( وقوله جزاء من مل يرد العلو واإلفساد ، سواء كان قادرا على ذلك أم مل يكن ، هو أن يكون هلم حسن ثواب الدنيا واآلخرة ، والعاقبة بأن

وآتيناه مـن ( للمتقني بإذن اهللا ، وذلك تعقيبا على قارون وصنيعه وما حل به وبكنوزه ، حيث قال تعاىل فيما آتاه من املال والقوة الكنةي القوأول ةبصوء بالعنلت هحفاتا إن م( فجحد نعم اهللا ونسبها إىل نفسه ) 76( وز م لمعي لمي أوندلم على عع هيتا أوتمقال إن

قو هنم دأش وه نم ونالقر نم هلقب نم لكأه قد اأن اللهعمج أكثر( فعال واستكرب ) 78( ة و هتي زينف هملى قوع جر79(فخ ( . ليجعله عربة لغريه ) القصص 81( فخسفنا به وبداره الأرض( فأهلكه اهللا

عالقة ببين إسرائيل ، وقد تقدم ذكرها وامللفت للنظر أن اقتران العلو باإلفساد ، جاء يف أربع آيات فقط من جممل القرآن وكلها ذات . أعاله

، والقرآن كما نعلم أنزل للناس كافة ، منذ اليوم األول لبعثة نبينا عليه أفضل الصالة وأمت التسليم ، وحىت يرث اهللا األرض ومن عليهاما زال يذكرهم يف معجزته اخلالـدة مبـا ومن ضمن هؤالء بين إسرائيل الذين عاصروا هذه الرسالة وهذا القرآن ، وقد ذكرهم اهللا و

حصل لفرعون وقارون ، وهم أشد الناس قربا هلم ملا علوا وأفسدوا يف األرض ، وأنهم إن أصروا على اإلفساد يف األرض مضت فيهم وقال يف سورة اإلسراء ) فاطر 43( ديلا ولن تجد لسنة الله حتويلافهل ينظرون إلا سنة الأولني فلن تجد لسنة الله تب( سنة األولني

ليناهلم ما نال سابقيهم من العذاب يف الدنيا واآلخرة ، وأن ال ) 77( سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ( من سخطه وغضبة ، إلا بالعودة إليه واإلنابة له ولكن هيهات ملن قيل يف أسالفهم مناص هلم للنجاة

) .البقرة 74(وما الله بغافل عما تعملون … فهي كالحجارة أو أشد قسوة

وىل ، مل تتضح تفاصيله يف سورة اإلسراء ، لكنها جلية واضحة يف مواضع أخرى من القران ، وسـيأيت علو بين إسرائيل يف املرة األاحلديث عنها يف حينه ، أما ما حنن بصدده اآلن هو توضيح مفهوم العلو ، ولدينا مثالني مها فرعون وقومه وقارون وكنوزه ، ومبا أن

فراد ، فاخليار يقع على علو فرعون وقومه ، وهذه آيات تعرضت لبعض من مظاهر هذا العلو املقصود هنا هو علوهم كأمة وليس كأ أفلا تبصرون ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتيونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ( العلو ومقوماته ، قال تعاىل

وقال موسى ( وقال ) غافر 29(اليوم ظاهرين في الأرض الملكيا قوم لكم ( وقال على لسان مؤمن آل فرعون ) الزخرف 51( لأهمن ووعرف تيآت كا إننبارينالد اةيي الحالا فوأمة و( وقال ) يونس 88( زينحالب كراتقون ورغم ندج مها إنوهر 24(ر( كم

نكوا مرت ونيعو اتن25(ج (قامموع ورزكرمي و)26 (ةمعنو هنيا فاكيهوا فكان)وبالقليل من التدبر يف اآليات ) الدخان 27 .السابقة

وم ، وميثلهم يف زماننا ، رجال احلكم والقضاء والدولة ، ورجال السياسة واملال جند أن مقومات علو فرعون ومأله ، وهم علية الق ملك مصر والسيادة على أهلها ، والقوة واملنعـة والظهـور يف األرض ، : واالقتصاد ، والوجهاء ورؤوس الناس ، تتمثل فيما يلي

. زرع واملقام الكرمي ، والنعم املختلفة وامتالك الزينة واألموال ، واجلنات والعيون ، واألار اجلارية ، وال

هو مظهر من مظاهر احلياة ، مبعىن االستعالء واالرتفاع والتكبر والتجبر ، من خالل امتالك مقومـات ماديـة ، : ـ مفهوم العلو مكن الظلمة واملفسدون من سيادة الناس وسياستهم ، والتحكم يف تصريف شؤوم ، على وجه مـن كاألرض واملال والقوة ، مما ي

.الظلم والبغي

31

وإن فرعون لعال في الأرض وإنـه لمـن ( أما مفهوم اإلفساد ؛ فهو يتمثل يف بعض ما قيل من آيات يف فرعون وملئه ، قال تعاىل نيرفسض ( ، وقال ) يونس 83( المي الأرلا فن عوعرإن فل أهعجاوعيا شله مهنفة مطائ فعضتسي مـاءهنأب حذبي يحـتسيوماءهنس ينفسدالم نكان م ه( ، وقال ) القصص 4( إن هلئمن ووعرواإلى فركبتفاس نيالا عموا قوكان( ، وقال ) املؤمنون 46( وعرا إلى فموا قوكان مهإن همقون وونيقى ( ، وقال ) النمل 12( فاسرة الكبالآي اه20(فأر( ىصعو فكذب )ى )21عسي ربأد ثم

ن ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلـا قال فرعو( ، وقال ) النازعات 24( أنا ربكم الأعلىفقال )23(فحشر فنادى )22( ادشبيل الرلأ ( وقال ) غافر 29(سا المها أين يوعرقال فريوغي إله نم لكم تملا عالقصـص 38( م ) ( ـهمقو فخـتفاس

وها فأطاعموا قوكان مهفاإننيقالزخرف 54( س ) (لوى أضدا همو همن قووعرف )طه 79. (

، بذبح أبنـائهم ) بين إسرائيل ( جعل أهل مصر فرقا وطوائف متنابذة ، واستضعاف طائفة منهم : ومظاهر إفساده تتمثل فيما يلي كذيب الرسل ، ومعصية اهللا وجحود آياته ، وادعاء الربوبيـة واستحياء نسائهم ، واإلسراف يف كل أمره ، واالستكبار والفسق ، وت

) .من خالل وسائل اإلعالم املتاحة لفرعون يف ذلك الوقت ( واأللوهية ، واالستخفاف بعقول الناس وإضالهلم

تكذيب الرسـل ، استضعاف الناس وتفريقهم وتصنيفهم ، وإثارة الفنت فيما بينهم ، والقتل وسفك الدماء ، و: ـ مفهوم اإلفساد وتكذيب آيات اهللا وجحودها ، ومعصية اهللا ورسله وحماربته لدين اهللا وأتباعه ، واستخفاف عقول الناس وتضـليلهم وإضـالهلم ،

.وإنكار ربوبية اهللا ، وإنكار أحقيته يف العبادة دون غريه

هما سورة اإلسراء ، لذلك عند أي حماولة لتعيني هذا هو مفهوم العلو وهذا هو مفهوم اإلفساد ، الذي تتحدث عن: وخالصة القول أي من املرتني الوارد ذكرمها يف اآليات أعاله ، جيب أن تكون احلالة موضوع البحث ، مطابقة متاما ملا كان عليه فرعون وملئـه ،

أن نبحث يف ماضي بين إسرائيل وحاضرهم وكأن علو وإفساد بين إسرائيل ، صورة يف مرآة لعلو وإفساد فرعون وملئه ، وما علينا إلاولن نذهب بعيـدا فإحـدامها . ، عن أي حالة ترافق فيها مثل هذا العلو ومثل هذا اإلفساد ، كما هو احلال بالنسبة لفرعون وقومه

.عاما موصوفة يف القران الكرمي وبالتفصيل أيضا ، واألخرى نشاهدها بأم أعيننا على أرض الواقع منذ أكثر من مخسني

:في الأرض

قرن سبحانه وتعاىل بني اإلفساد والعلو لكلتا املرتني باألرض ، ولفظ األرض هنا اسم جنس ، وجاءت كذلك لتشمل اجلزء والكـل دد مكانا بعينه ، وعاد سـبحانه ومل حي) لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبريا) ( 4(واخلاص والعام ، حيث قال يف اآلية

حيث ) ليسوءوا وجوهكم ، وليدخلوا المسجد ، كما دخلوه أول مرة) ( 7(وحدد موقع العقاب يف املرتني ، حني قال يف اآلية قصود هنا ، سينفذ فـيهم يف املـرتني خـالل ربط ما بني العقاب واملسجد ، لنفهم من ذلك أن العقاب املوعود به بنو إسرائيل وامل

وهذا املسجد مت تعريفه يف بداية سورة اإلسراء يف قوله . وذكر املسجد لإلشارة إىل املكان ) األرض املقدسة ( تواجدهم يف فلسطني من األرض ، ومل يقل باركنا فيه أي مل تحصر وقوله الذي باركنا حوله أي ما يليه) 1( المسجد الأقصى الذي باركنا حوله (تعاىل

.الربكة يف املسجد فقط ، بل مشلت ما حوله من األرض

واملالحظ أن ذكر اإلفساد حصر يف املرتني ، وأن ذكر اإلفساد سبق ذكر العلو ، وأن العلو مل يحصر يف املرتني ، بل أفرد ووصـف ثانية ، فذلك يوحي بأن اإلفساد يف املرتني متطابق ، وبأن حتصيلهم للعلو على األقل يف املرة ومبا أن التركيز هنا على املرة ال. بالكبري

ذلك . الثانية سيتأتى عن طريق اإلفساد ، وأن العلو الثاين أكرب من األول لذلك تأخر ذكر العلو وصفته عن كلمة مرتني لالختالف وأما . على حدود دولتهم يف فلسطني يف املرة األوىل ، وهذا ما يثبته القرآن والتوراة ألن إفساد بين إسرائيل املتأتي عن العلو ، اقتصر

.واهللا أعلم . سبقه ورافقه إفساد وعلو مشل مشارق األرض ومغارا -والذي نعاصره اآلن -إفسادهم وعلوهم األخري يف فلسطني

32

ذلك حتمية سبق وقوع اإلفساد والعلو فيها ، حىت ولو سبق منهم اإلفساد ومبا أن العقاب سيحل م يف األرض املقدسة ، يترتب على ، وهي ) 4(والعلو يف األرض على عمومها ، أو تزامن مع إفسادهم وعلوهم يف األرض املقدسة ، لذلك جاء احلديث جممال يف اآلية

. املرتني ، ومل يأيت بأي تفاصيل ألي من املرتني فيها اآلية األوىل من قصة اإلفسادتني ، فذكر اإلفساد والعلو الشتراط وقوعهما يف

أن األرض اليت سيتم فيها علو بين إسرائيل وإفسادهم ، هي األرض على عمومها يف املرة الثانية ، وفلسطني بشكل : وخالصة القول املرة الثانية من األرض على عمومهـا وأن عقام يف املرتني سيكون يف األرض املقدسة خاصة ، وزوال علوهم يف. خاص يف املرتني

. بشكل عام ، واهللا أعلم

:مرتين

وقد أوضح سبحانه مبا ال يدع جماال . املرة هي الفعلة الواحدة من شيء يمكن تكراره ، واجلمع مرار ، واعتدنا أن جنمعها على مرات .ومن أفىت بثالثة فقد أفىت بغري علم للشك أما مرتان بصريح اللفظ ، وال يصح أن نضيف ثالثة ،

مرة ومرتان وثالث مرات ، فأنت يف الواقع تعد فعلة واحدة تتكرر وهلا صفة االستمرار كالعمرة واحلج مثال ، لتقول : وعندما تقول وال يصح أن تعد أفعاال اعتمرت مرة ومرتان وثالث مرات ، والعمرة هلا شروط ومناسك خاصة ا ، متيزها عن غريها كاحلج مثال ،وال يصح أن تسمي فعلة . خمتلفة على أا مرات ، كأن تقول مثال عندما تعتمر مرة وحتج مرة ، اعتمرت مرتني أو حججت مرتني

.غري مكتملة الشروط واملواصفات ، على أا مرة كعمرة بال طواف أو سعي

دة ، متتلك نفس الشروط واملواصفات ، ومبا أن إفساد بين إسرائيل يف األرض ، بدأ منذ أن املرتني تكرار لفعلة واح: وخالصة القول آالف سنة واستمر لغاية هذه اللحظة ، كان من الضروري لنا أن نستنبط من هذه اآليات شروطا ومواصفات ) 3(نشأم قبل حوايل

وقعهما من حيث الزمان واملكان ، وأول شرط من الشـروط هـو ، جتعل من السهولة مبا كان حتديد املرتني وبدقة متناهية وحتديد م .اإلفساد املقترن بالعلو ، والشرط الثاين أن يكون يف األرض املقدسة أي فلسطني دون غريها

)لال الدوا خاسفج يدأس شدا لنا أولي بادبع كمليثنا ععا بمأولاه دعو اءولا فإذا جفعا مدعو كانار و5(ي(

:فإذا جاء وعد أولاهما

جاء أي جميء الوقت املعني أو املوعد احملدد ، والوعد أي املوعودين به من العقاب واهلالك ، واملعىن إمجاال هو جميء زمن االستحقاق ( روط الثالثة يف اآلية السابقة ، ويتوضح هذا املعىن يف قولـه تعـاىل لنفاذ الوعد بالعقاب واهلالك ، وجميء الوعد متعلق بتحقق الش

همكلهما للنعجا ودعوالكهف 59(م ( م ، كما يف قوله تعاىلأي ربط اهلالك مبوعد معني ال يتأخر وال يتقد ) ةكل أمللوفإذا أجاعون سرأختسلا ي ملهاء أجونجمقدتسلا يوسرعة جميء موعد اهلالك وإبطاءه تعتمد على درجة الظلم ، وجتد ) األعراف 34(ة و

وما كنا مهلكي القرى إلـا وأهلهـا …( وقوله ) الكهف 59( …وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا ( ذلك يف قوله تعاىل إذ كلما زادت درجة الظلم وزادت وترية اقترافه ، . والظلم املقصود هنا هو الظلم األممي مع توافر اإلصرار ) القصص 59( ظالمون

.كلما أسرع إىل األمم قدرها احملتوم ، لتمضي فيها سنن اهللا اليت ال تتحول وال تتبدل

كمليثنا ععب:

، ) البقرة 56(من بعد موتكم لعلكم تشكرون بعثناكمثم ( وقال ) اجلمعة 2( ميني رسولا منهمفي الأ بعثهو الذي ( قال تعاىل ومن خالل ) اإلسراء 5( عبادا لنا عليكمبعثنا فإذا جاء وعد أولاهما ( ، ) املائدة 31( الله غرابا يبحث في الأرض فبعث( وقال

: التدبر يف اآليات السابقة ، جند أن املبعوث من قبله سبحانه ، ليس له القدرة على بعث نفسه ، وذلك على حالني

33

تقلون من حال هي وجود اإلرادة اإلهلية وانعدام اإلرادة البشرية ، فالرسل عليهم السالم بتلقي الرسالة عن طريق الوحي ، ين: األوىل ويف هذه احلالة يكون . الغفلة والسكون إىل حال اهلداية والدعوة ، واملوتى ينتقلون بنفخ الروح فيهم من حال املوت إىل حال احلياة

. التدخل اإلهلي ظاهرا ، بإحداث البعث عن طريق إرسال الروح والوحي ، سواء كانت وسيلة البعث مادية أو معنوية

جود كلتا اإلرادتني ، مع تعليق اإلرادة الثانية باألوىل ، فاألحياء ميلكون اإلرادة يف بعث أنفسهم ، لتصريف أمـورهم هي و: والثانية للقيـام الدنيوية ، ولكنها إرادة معلقة باملشيئة أو اإلرادة اإلهلية ، فما شاء اهللا كان وما مل يشأ مل يكن ، فإن توافقت اإلرادة البشرية

وما تشاءون ، إلا أن يشاء الله ، إن الله كان عليما ( رادة اإلهلية ، وقع ذلك األمر وإن مل تتوافق مل يقع ، قال تعاىل بأمر ما مع اإلت ويف هذه احلالة يكون التدخل اإلهلي غري ظاهر ، حيث أنه يتم عن طريق الـتمكني ، بإزالـة املعوقـا ) . اإلنسان 30( حكيما

.واملثبطات وإجياد التسهيالت واحملفزات ، سواء كانت الوسائل مادية أو معنوية

ويف كلتا احلالني يكون البعث من عند اهللا ، ولذلك نسب سبحانه بعث أولئك العباد إىل نفسه ، ألن اهللا سيمكن هلم األسباب والسبل لعباد فسيخرجون من تلقاء أنفسهم ، ورغبة منهم يف ذلك بدفع مـن وأما هؤالء ا. عند خروجهم ، لتحقيق وعده يف بين إسرائيل

. أسبام اخلاصة

46( ، وقيل اقعدوا مع القاعدين ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم، لأعدوا له عدةولو أرادوا اخلروج ( وجند ذلك يف قوله تعاىل ) بة التو

ومبا أن إرادم معدومة . أي لو أرادوا اخلروج ألعدوا عدة اخلروج ، ولكنهم مل يعدوا العدة ألن رغبة اخلروج لديهم معدومة أصال ويف املقابل فإن من وجـد . كره اهللا انبعاثهم ، فثبطهم كي ال خيرجوا مكرهني حياء أو رياء ، خشية تأثريهم السليب على اخلارجني

.لديه اإلرادة والرغبة يف اخلروج ، كان األوىل بإزالة املثبطات وإحاطته باملحفزات لتمكينه من االنبعاث واخلروج

.هو انتقال أو انقالب أو حتول ، أو تغري من حالة إىل أخرى ، نتيجة مسبب خارجي مادي أو معنوي : ـ مفهوم البعث

جاءت مبعىن االنتقال املكاين ، أي أن هؤالء العباد سيأتون من خارج فلسطني ومن مكان بعيد أن عملية البعث هنا : وخالصة القول مهما نسبيا ، وعملية البعث معلقة باملشيئة اإلهلية ، وموعد البعث منوط ذه املشيئة ، وأن هؤالء املبعوثني ولو تولدت فيهم اإلرادة ، و

سرائيل للقضاء عليهم وإفنائهم ، فلن يتمكنوا من ذلك حىت جميء املوعد الذي حـدده حاولوا االنقضاض ، مرارا وتكرارا على بين إ . رب العزة

:عبادا لنا ن معظم الناس هذه األيام ، يعتقدون اعتقادا جازما ال شك فيه ، بأن هؤالء العباد املشار إليهم يف هذه العبارة هم عباد مؤمنني ، بل م

ولبيان خطأ هذا املعتقد سنناقش هذا األمر من عدة وجوه ، ومبا أن هذه العبارة أحد أهم مرتكـزات الفهـم .أولياء اهللا املخلصني اخلاطئ للنبوءة اليت جاءت ا آيات سورة اإلسراء ، سنتاوهلا بالشرح والتفصيل مبا يتناسب مع حجم املساحة اليت احتلتها يف أذهان

. الناس

رأي المفسرين القدماء: أوال

مل يكن فهم هذه العبارة مشكلة للمفسرين القدماء ، وهم األكثر قربا وفهما أللفاظ العربية وتركيباا اللغوية ، ولـو رجعـت إىل دىن تفسريام للعبارة وآرائهم يف أصحاب البعث األول والثاين ، اليت أمجلناها يف الفصل السابق ، لوجدت أنهم بال استثناء مل يعريوها أ

، ومبا أن أنهم جزموا بأن حتقق الوعدين قد مت قبل اإلسالم ، فهم على األقل مل يثبتوا هلم صفة اإلميان ، حيث أن بين إسـرائيل انتباه

34

بل على العكس من ذلك جند أم بال استثناء كانوا قد أثبتـوا . آنذاك ، كانوا من أهل الكتاب ، وكل من حوهلم كانوا عبدة أوثان . هلم صفة الكفر

كلمة عباد نكرة ، وإضافتها للجار والمجرور لم تعرفها ، وبالتالي لم توضح ماهية المعتقد : ثانيا

يف القرآن مرة واحدة فقط ، ولو أمعنا النظر يف تركيبتها لوجدنا أنه سبحانه نكر هؤالء العباد ، ومل ) عبادا لنا ( وردت هذه عبارة لنفهم أن تنكريهم كان غاية حبد ذاته ، ) لنا ( ل كأن يقول عبادنا ، وإمنا أضيفت إىل اجلار وارور ينسبهم إىل نفسه حىت بضمري متص

وذلك ليعلم بين إسرائيل أن هذا . واإلضافة للجار وارور جاءت هنا لتفيد ملكية اهللا هلم فقط ، وليس هلا عالقة ببيان ماهية املعتقد .ه سبحانه ، فكل ما جيري على األرض خبريه وشره ، ال يكون إال مبشيئة اهللا جل وعال وتقدير منه البعث من عند اهللا وبتمكني من

الفرق بين العبودية والعبادة : ثالثا

.لنعلم أن أصل العبودية اخلضوع والذل كرها أكثر منها طواعية ، وأصل العبادة الطاعة والوالء طواعية ورغبة ال كراهية فيها

هللا جتب على اخلالئق ، بدافع الربوبية أي امللكية بأحقية اخللق واإلجياد ، واقرأ سورة امللك إن شئت فهيب تفصل األمـر ، والعبودية ـ ولله ( أي صاحب كل شيء ، وقوله ) األنعام 164( كل شيءرب قل أغير الله أبغي ربا وهو( وجندها يف قوله تعاىل ك مل

مما يعقل وال ) األنعام 102( كل شيء خالق( أي مالك للسموات واألرض ، وقوله ) املائدة 17( السموات والأرض وما بينهماإلا آتي الـرحمن والأرض من في السمواتكل إن ( يعقل ، واخللق هو املوجب حلقوق الربوبية وامللكية ، ولذلك قال جل شأنه

. من املالئكة حىت الذرة من التراب ، رغما عن أنوفهم ال خيار هلم بأحقية ما سبق من خلقه إياهم ) مرمي 93( عبدا

ويندرج حتت العبودية ، عبودية الرق بدافع الشراء أو ما شابه ، اليت توجب امللكية وحق التصرف بكل شؤون العبد ، ومن هنا جاءتفاسأله ما بال النسـوة ربكقال ارجع إلى الرسولائتوني به فلما جاءه الملكوقال ( تسمية الرقيق بالعبد ، كما يف قوله تعاىل

يملع نهدي بكيبإن ر نهيدأي ني قطعده ، والرسـول وامللك هو ) يوسف 50( اللاتالرسول أي صاحبه وسي ملك مصر وهو رب .وربوبية امللك هلذا الفىت جاءت بدافع ملكيته للفىت ) إني أراني أعصر خمرا: ( هو نفس الفىت الذي قال

مخلوق فهو يعبد ما يشاء ، واآلهلة اليت أما العبادة فهي تقدمي فروض الطاعة والتقديس والوالء إلله أو آلهلة ، وال جربية فيها فاخليار لل من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ، أربابااتخذوا أحبارهم ورهبانهم ( اختذها الناس للعبادة كثرية ومتنوعة ، قال تعاىل

أما الغاية من خلق اجلن واإلنس فهي عبادة اهللا ، لقولـه ) التوبة 31( ، سبحانه عما يشركون ا هولا إله إل، ليعبدوا إلها واحدا ) .الذاريات 56( ليعبدونوما خلقت الجن والإنس إلا ( تعاىل

ية أو وثنيون أو ملحدون ، أما املؤمنون باهللا فهم من نسبت وكل الناس ميارسون طقوسا العبادة ، سواء كانوا من أهل الكتب السماو ) .البقرة 138( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون( عبادم هللا ، وليس من نسبوا بذوام فقط ، قال تعاىل

انية األلوهية ، بأحقية اخللق لكل شيء أوال ، ومن مث يأمر باخلضوع له ، وإفـراده وجند أنه سبحانه يدعو إىل اإلقرار بالربوبية ووحد، وهو على كـل شـيء فاعبدوه، خالق كل شيء، لا إله إلا هو، الله ربكمذلكم ( سبحانه بالعبادة واالتكال عليه ، يف قوله

فال تستقيم العبادة إال بإقرار الربوبية هللا أوال ، وال يستقيم احلال بإقرار الربوبية هللا وحـدها دون القيـام ) . م األنعا 102( وكيلولـئن ( وهذا ما كان عليه كفار قريش ، حيث أم أقروا بربوبية اهللا هلم ولكنهم أشركوا بالعبادة ، قال تعاىل . مبقتضيات العبادة

35

خ نم مهألتفكونسؤى يفأن الله قولنلي مالزخرف 87( لقه ( م لألصنام قالوا فيهابينما عباد ) … ا إلى اللهونبقريإلا ل مهدبعا نم ) .الزمر 3( …زلفى

طوعا مـن ) فصلت 11( قالتا أتينا طائعني ائتيا طوعا أو كرهالأرض ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها ول( قال تعاىل تسبح له السموات السبع والأرض ومـن ( قبيل العبادة ، ولو مل تأتيا طوعا لكان ذلك كرها من قبيل العبودية ، حيث قال تعاىل

يش نإن مو ، يهنا فا غفوريملكان ح هإن ، مهبيحسون تفقهلا ت نلكو ، هدمبح حبساإلسراء 44(ء إلا ي. (

ومن ذلك يسمى من يرزح حتت العبودية كرها عبدا ، فال خيار يف أال يكون فهو مرغم ، ويسمى من يقوم بواجبات العبادة طواعية يف أن يكون أو ال يكون عائد إليه ، وأشد الكفر هو ما أنكر فيه العبودية والعبادة هللا معا ، وشتان ما بني املسميني مع عابدا ، فاخليار

) . عبد ( أن جذرمها واحد وهو كلمة

اإلفراد والجمع: رابعا

( هي صيغة اجلمع من كلمة ) عبيد ( و ) عباد ( يت ، والعبد لغة نقيض الحر ، فكلم) عبد ( عباد وعبيد كلمتان مترادفتان ومفردمها 65( ءاتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمـا عبدا من عبادنافوجدا ( ، وذلك بداللة النص القرآين يف قوله تعاىل ) عبد

3( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبـدا شـكورا ( ألمر ، وتدبر قوله تعاىل الختلف ا) عابدا من عبادا ( ، ولو قال ) الكهف .، جند أنه سبحانه يخرب أن نوح عليه السالم ، كان عبدا أوال من العبودية ، وعابدا بالشكر هللا ثانيا من العبادة ) اإلسراء

) 4( ما عبدتم عابدولا أنا ( ، وذلك بداللة قوله تعاىل ) عابدون ( فصيغة اجلمع منها هي وهو القائم بالعبادة ،) عابد ( أما كلمة متلا أنونوابدع دبا أعالكافرون 5( م(

.ترادف كلمتي عباد وعبيد في المعنى واالستخدام : خامسا

عبـادكم وأنكحوا الأيامى منكم والصالحني مـن ( د ذلك يف قوله تعاىل وقد أطلق سبحانه لفظ عباد على العبيد مبعىن رقيق ، وجن كمائإمعقل أو من ) عبادكم ( يف كلمة ) كم ( جند أن الضمري املتصل ) النور 32(ويعود على املؤمنني املخاطبني بالنص ، ومما ال ي

. ءت لغة من العبادة ، فهي ال حتمل هذا املعىن على اإلطالق ، ولو بداللة هذه اآلية فقط جا) عباد ( املستحيل أن نقول بأن كلمة

فصلت 46( للعبيدوما ربك بظلام ( وقوله ) غافر 31( للعبادوما الله يريد ظلما ( وأما الترادف يف االستخدام ، فقد جاء يف قوله جند أن املعىن املستفاد من عباد وعبيد ، هو مجلة ) غافر 48( العبادإنا كل فيها إن الله قد حكم بين استكبرواذين قال ال( وقوله )

.خلق اهللا مؤمنهم وكافرهم على السواء

.كلمة عباد نكرة ، وال يعرفها إال ما يأتي بعدها من سياق : سادسا

ودية كل من يف السماوات واألرض وما بينهما من اخلالئق ، وتشمل العبادة كل من ميلك العقل واإلرادة من خلقه ، ومنهم تشمل العبت على سبيل املثال املالئكة واإلنس واجلن ، وهم املطالبون واملكلفون بإفراده جل وعال باأللوهية والعبادة واحملاسبون عليها ، فإن جاء

العبادإن الله قد حكم بين ( معرفة ، أو غري معرفة بأل التعريف أو باإلضافة ، فهي تفيد مجلة اخللق كقوله تعاىل كلميت عباد أو عبيد :وال تفيد أي معىن آخر على اإلطالق ، إلا إذا أضيف إليها ما يفيد ذلك ) غافر 48(

ليربز فيهم سبحانه صفة األميان فهم عباده املؤمنني وفيها حث على اإلميان به ) الصافات 81( نيالمؤمن عبادناإنه من ( كقوله تعاىل عبـاده إنما يخشى الله مـن ( أو دل السياق على غري ذلك من نفي أو إثبات لصفة دون غريها لتناسب املوقف ، كقوله تعاىل .

م صفة العلم وحصر خشية اهللا مبن يتصف بالعلم فهم عباده العلماء ، وفيها حث على طلب العلـم ، ليربز فيه) فاطر 28( العلماء

36

دل السياق على ضالهلم فهم عباده الضالني وفيها حتذير من ) الفرقان 17( هؤلاء أم هم ضلوا السبيل عباديأأنتم أضللتم ( وقوله دل السياق على إسرافهم فهم عباده املسرفني وفيها تـنفري ) الزمر 53( الذين أسرفوا على أنفسهم عباديل يا ق( الضالل ، وقوله

.من اإلسراف ، وكلهم نسبهم اهللا إىل نفسه بإضافة ضمري متصل يعود عليه سبحانه

.فة معينة وهي المراد إبرازها أصال التركيب اللغوي للعبارة ، جيء به لتخصيص جزء من كل بص: سابعا

يفهم املستمع من العبارة األوىل ؛ أن هذا البيت ملك لكم ) بيت لنا ( وذاك ) هذا بيتنا ( ولتوضيح ذلك ، الحظ الفرق بني أن تقول غري مقيمني فيه ، ورمبا يكـون وخاصتكم وأنكم مقيمون فيه ، وأما الثانية ؛ فيفهم منها املستمع أن ذلك البيت ملك لكم ولكنكم

تعين أن بيتكم هذا هو واحد من مجلة بيوت متلكوا ، وال تعين شيئا أخر على ) بيت لنا ( ومن هنا جند أن عبارة . فارغا أو مؤجرا صـفة معينـة نفهم أنك أبرزت فيه) ذاك بيت لنا ذو غرف كثرية ( وأنك لو قلت . اإلطالق ، وأنك زدته تنكريا مبثل هذا اللفظ

اختص ا دون غريه من البيوت اليت متلكوا ، وهي احتوائه على غرف كثرية ، وميزته عن باقي بيوتكم اليت يف معظمها ذات غرف اليت يتميزون ا عن غريهم من) البأس الشديد ( اليت جاءت منكرة أيضا إلبراز صفة ) عبادا لنا ( وكذلك األمر بالنسبة لعبارة . قليلة

. مجلة عباد اهللا مؤمنهم وكافرهم ، ومل يأيت السياق بتصريح أو تلميح عن ماهية معتقدهم

: ولتوضيح ذلك أكثر فأكثر ، نطرح هذا املثال ، فيه أربعة أقوال لرجل يجيب رجال آخرا يريد عماال ملزرعته

. غدا للعمل يف مزرعتك ) أوالدنا( سأرسل لك -1

.دا للعمل يف مزرعتك غ) أوالدا لنا( سأرسل لك -2

.غدا للعمل يف مزرعتك ) ، أويل املهارة واخلربة يف الفالحة أوالدنا( سأرسل لك -3

.غدا للعمل يف مزرعتك ) ، أويل مهارة وخربة يف الفالحة أوالدا لنا( سأرسل لك -4

فما املعىن الذي أفادته كل عبارة أعاله ؟

.هم أو ماهيتهم أنه سريسل مجيع أوالده ، مع عدم توضيحه لصفت -1

.أنه سريسل بعضا من أوالده ، مع عدم توضيحه لصفتهم أو ماهيتهم أيضا -2

.أنه سريسل مجيع أوالده ، وأن مجيع أوالده لديهم مهارة وخربة يف الفالحة -3

.البقية فال أنه سريسل بعضا من أوالده ، وأن هذا البعض من أوالده فقط ، هو الذي ميلك املهارة واخلربة يف الفالحة ، أما -4

:وأخيرا تدبر هذه اآليات

)أي أن من مجلة العباد املنسوبني إىل اهللا هناك نصيب إلبليس ) ( النساء 118( من عبادك نصيبا مفروضاوقال لأتخذن (

أي أن سلطان إبليس حمصور فقط على أتباعه مـن ) ( احلجر 42( اوينإلا من اتبعك من الغليس لك عليهم سلطان عباديإن ( )الغاوين ، الذين هم من مجلة العباد املنسوبني إىل اهللا

) الله وند نون معدت ينإن الذثالكمأم ادبع نيقادص متإن كن وا لكمجيبتسفلي موهعأي أنتم وهم ، أي ) ( األعراف 194(فاد )العابد واملعبود ، سواء يف كونكم عباد

) أي أن اخلطاب لعبادي الذين آمنوا ، دون عبادي الذين كفروا ) ( إبراهيم 31( قل لعبادي الذين ءامنوا(

37

)أي وأن النار ملن مل يكن تقيا من عبادنا ) ( مرمي 63( من كان تقيا من عبادناتلك الجنة التي نورث (

أي وكان هناك فريق من ) ( املؤمنون 109( فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمني يقولون ربنا ءامنا فريق من عباديإنه كان ( )عبادي ، يقولون غري ذلك

)كي ة ال فلمنا سنأسا بأوا رلم مهانإمي مهفعنلي لتخ ي قدالت ههادبي عون فرالكاف كالنه سرخأي سـبقت يف ) ( غافر 85( و )جممل عباده ، واخلاسرون منهم هم الكافرون دون املؤمنني

) ي بهدهاءنشن نم نادبع نيم امقتسم اطري إلى صدهلت كإندي من عبادنا ) ( الشورى 52( و أي وهناك من مل(

)مؤمنهم وكافرهم بال استثناء ) ( مرمي 93( عبداإلا ءاتي الرحمن إن كل من في السموات والأرض(

إذ أوحى الله … " سلم وأخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأمحد ، جاء ما نصه ويف احلديث الصحيح الطويل ، الذي رواه م تجرأخ ي قدى ، إنيسيإلى عا لادبي إلى الطور عادبع زرفح ، همالتبق دأحل اندجبال القدس ( ، لا ي( وجأجي ث اللهعبيو ،

مسلون ونب يدكل ح نم مهو ، وجيف وصف ) عبادا يل ( ، وهو ) عبادا لنا ( حيث يرد نفس التركيب اللغوي لعبارة " … أججعل لك خرجـا ، ، فهل ن مفسدون في الأرضقالوا ياذا القرنين ، إن يأجوج ومأجوج ، ( يأجوج ومأجوج ، الذين قيل فيهم

) .الكهف 94( على أن تجعل بيننا وبينهم سدا

مل تعرفها وإمنا جاءت هنا لتأكيد امللكية فقط ، وكل اخللق ملك ) لنا ( جاءت نكرة وأن كلمة ) عبادا ( أن كلمة : وخالصة القول ون من عنده ، ومبا أن هؤالء العباد ملكه فهم رهن إشارته وطوع بنانه ، وميلك هللا ، ليؤكد سبحانه لبين إسرائيل أن هذا البعث سيك

ال ) طائفة من خلقنا ( هو أم ) عبادا لنا ( وأكثر املعاين دقة هلذه العبارة . حق التصرف بشؤوم ، فإن شاء بعث وإن شاء أمسك ز هؤالء اخللق عن غريهم أفقط ال غري ) أويل بأس شديد ( م أكثر من ذلك وال أقل ، وأهم ما ميي .

يف القرآن ، مل يقتصر على أولياء اهللا وأحباؤه ، وإمنا جاء هذا اللفظ يف اخلطاب القرآين ، منا على العبـاد ) عباد ( وأن ورود لفظ أيت كتهيئة ملا سيأيت بعدها عادة ما ت) عبادي ، عبادنا ، وعباده ( بنعمة خلقه إياهم ورفقه ولطفه م مطيعهم وعاصيهم ، والكلمات

من صفة مميزة أو سياق يدل على صفة وهي املراد إبرازها أصال ، فإن كانت صفة حممودة كاإلميان والعلم فقد أبرزت حتببا ا ، وإن . كانت صفة مذمومة كالضالل واإلسراف فقد أبرزت تنفريا منها

ا وختويفا لبين إسرائيل ، من سوء عاقبتهم بوقوعهم بني أيدي مثل أولئك اخللق ، وأما صفة البأس الشديد ، فقد أبرزت ديدا وحتذير .الذين لن يرقبوا فيهم إلا وال ذمة ، لعلهم ينتهون ويرجعون ويرتدعون عما هم عليه من فساد وإفساد واستعالء يف األرض

يدأس شدأولي ب:

والبأس كما قدمه معظم املفسرون هو القوة والبطش يف احلروب ، والشدة جاءت زيادة وصف اهللا هؤالء العباد بأويل البأس الشديد ، فانظر وتفكر يف معدن احلديد ، فهو حيمل يف ) احلديد 25( ومنافع للناس بأس شديدوأنزلنا الحديد فيه ( يف املبالغة ، قال تعاىل

: أخر ، ومها جوهره صفتان قلما جتدمها يف معدن

أنه حيافظ على طبيعته ، مهما عظم عليه الطرق واشتد ، وال حيترق أي يتحول إىل مادة أخرى ، مهما ازدادت شدة النريان عليه : أولا . اجللد والصرب عند وقوع البالء، وإن انصهر عاد إىل سابق عهده عند الربودة ، وهذه الصفة إن وجدت يف البشر ، فهي

وهذه الصفة إن وجدت يف البشر ، " ال يفل احلديد إلا احلديد " أنه عند تشكيله وشحذه فهو قوي قاتل وقاطع ، لذلك قيل : وثانيا . القوة والبطش عند مواجهة األعداءفهي

38

ه بذات الصفة ، ومبا أن البأس الشـديد جند أنه سبحانه قد وصف نفس) النساء 84(والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ( ويف قوله تعاىل تعين القوة والبطش ، فأين تستعمل هذه القوة وهذا البطش من قبله سبحانه ؟ ويف أي املواقع واملواقف يصف رب العزة نفسه اتني

) ( الـربوج 12(لشديد ربك بطشإن ( الصفتني ؛ القوة والبطش ؟ دعنا نتتبع هذه الصفات والعالقة ما بينها ، يف اآليات التالية مويشطبا نى إنرة الكبطشون البمقنتجند أن الشدة ارتبطت بالبطش ، والبطش باالنتقام ) الدخان 16(م.

) إن اللهقاب قويالع يدداألنفال 52(ش ) ( إن الله زيزع لقوي)احلج 40( )ماهذنزيز فأخذ عر أخـدقتالقمـر 42(م ) ( ككذلوكبذ رذ أخةإذا أخمظال يهى والقر ذهإن أخ يددش يمهود 102(أل ) ( ذابع ملهيددش زيزع اللهقام وتذو ان)آل 4 . رتبطت بالقوة ، والقوة بالعزة ، والعزة باألخذ ، واألخذ بالشدة ، والشدة بالعزة ، والعزة باالنتقام ، وجند أن الشدة ا) عمران

ومما تقدم جند أن املوقف ، الذي يستدعيه جل وعال إلظهار بأسه الشديد ، هو موقف االنتقام ، وأن االنتقام ال يتأتى إال ممن هو قوي . وعزيز

العباد املبعوثني من قبله سبحانه على بين إسرائيل ، اختارهم اهللا لتنفيذ مهمة ، وهي إنزال أبشع انتقام إهلي أن هؤالء: وخالصة القول ممكن يف بين إسرائيل ، لذلك تطلب األمر أن يكونوا أويل بأس شديد ، ويتمتعون بالقوة والعزة ، ذوي صرب وجلد عند وقوع البالء ،

ر عن إميام أو كفرهم ، زيادة يف التنكيل وإمعانا يف اإلذالل لبين إسرائيل ، وما عدا ذلك مـن وقوة وبطش عند اللقاء ، بغض النظوالفتوحات اليت اختذت الطابع اإلسالمي قدميا وحديثا ، مل حتمل الطابع االنتقامي بإهالك . صفات العباد ، ال تصلح لتنفيذ هذه املهمة

.ي تصفه اآليات احلرث والنسل ، الذي سيكون عليه األمر الذ

:فجاسوا خلال الديار

يف جممل القرآن ، إلا مرة واحدة فقط يف هذا املوضع ، لذلك جلأت ) جوس ( أو أي من مشتقات مصدرها ) جاسوا ( مل ترد كلمة ترددوا بينها : ل الديار اجلوس هو مصدر جاس جوسا ، وجوسان تردد ، فجاسوا خال: " إىل معجم لسان العرب ، وهذا مما قيل فيها

للغارة واجلوسان ؛ أي قتلوكم بني بيوتكم ؛ مبعىن يذهبون وجييئون ؛ فطافوا خالل الديار ينظرون هل بقي أحد مل يقتلوه ؛ ختللوها وكل طلب الشيء باستقصاء ،: الطوفان بالليل ، ورجل جواس أي جيوس كل شيء يدوسه ، واجلوس : فطلبوا ما فيها ، واجلوسان

" . موضع خالطته ووطئته فقد جسته

: ولو مجعنا كل ما قيل فيها من معاين ، وأعدنا تشكيل هذه املعاين وصياغتها ، خلرجنا باملشهد التايل

ودخلوا دياركم ، ووطئوا أرضكم ليقتلوكم وينكلوا بكم ، وترددوا فيها ذهابـا وإيابـا ، –ليال على األرجح –أغاروا عليكم ( ) . وا خالهلا شرقا وغربا ، وختللوا أزقتكم واقتحموا بيوتكم حبثا وتقصيا ، لعلهم جيدوا منهم من بقي حيا ليقتلوه وطاف

نالحظ هنا أن اهللا جلت قدرته ، أوجز يف وصف فعل هؤالء العباد يف بين إسرائيل أيما إجياز ، ليصف كل ما فعلوه يف كلمة واحدة وهذا يشـبه . إلا لتوضيح ما كان قد جيس ) خالل الديار ( لتصف مشهدا كامال ، ومل تكن اإلضافة )جاسوا ( فقط ، هي كلمة

ه مشهد الغارات الوحشية ، اليت كان يقوم ا األمريكي املدجج بالسالح الناري ، على قرى اهلنود احلمر شبه العزل ، وما يخلفه وراء . م الغرب األمريكي من دمار ومآسي ، مشهد طاملا حفلت به أفال

بصيغة املاضي ، أي أن هذا اجلوس قد وقع يف ) فجاسوا ( والعبارة جاءت لتصف ما قام به عباد البعث األول عند بعثهم ، قال تعاىل .بصيغة االستقبال ، كما هو احلال يف أفعال البعث الثاين اليت ستقع يف املستقبل ) ليجوسوا ( املاضي ، ومل يقل

39

أن هذا اجلوس قد وقع يف املاضي ، وكان غاية يف البشاعة واستباح فيه هؤالء العباد حرمام مجيعها ، مـن أرض : قول وخالصة ال .ومال وعرض ، فوقع فيهم القتل والنهب والسيب

: وكان وعدا مفعولا

لوها وإفسادها وبعثها ، قد حتقق قبل نزول هذه اآليات هذا اخلرب جاء كتعقيب على الوعد األول ، ليؤكد سبحانه حتقق املرة األوىل بعفيما مضى ) قد فعل ( ، للداللة على متام الفعل ، مبعىن وكان وعدا ) فعل ( من الفعل ) مفعوال ( ، حيث جاءت صيغة اسم املفعول

ين القدماء ، ومنهم القرطيب أجله اهللا ، حيث قال كما قدمه معظم املفسر) مقضيا ( ومل تأيت بأي حال من األحوال مبعىن . من الزمان .على اعتبار أن نفاذ الوعدين كان قبل اإلسالم " وكان وعدا مفعوال أي قضاء كائنا ال خلف فيه " فيها

…: ( ، كما يلي ) 5و4( وقد جاءت هذه العبارة كجملة معترضة ، حبيث لو قمت بإسقاطها من السياق ، ومن مث قرأت اآليتني لوجدت أن السياق مل ) … مث رددنا لكم الكرة عليهم ، وأمددناكم . بعثنا عليكم عبادا لنا أويل بأس شديد ، فجاسوا خالل الديار

وجاء التعقيب على الوعد باجلملة . يتأثر حبذفها ، فخرب نفاذ الوعد األول انتهى عند ذكر اجلوس ، أي أن اجلوس قد وقع بعد البعث لبيان وتأكيد أن الوعد بالبعث الذي تقدم ذكره قد حتقق فعال ، وكانت نتيجته هي اجلوس ومن مث ) وعدا مفعوال وكان( املعترضة

.يبدأ النص باإلخبار عن الوعد الثاين

تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ، ويوم لا واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ، إذ يعدون في السبت إذ( قال تعاىل فلما عتوا عن ما نهوا عنه ، قلنا لهم كونوا قـردة خاسـئني … ) 163(يسبتون لا تأتيهم ، كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون

يأيها الـذين أوتـوا ( ذه احلادثة كما نعلم وقعت يف بين إسرائيل قبل مئات السنني ، واآلن انظر قوله تعاىل وه) األعراف 166(م كما لعنا أصحاب السبت ، رها أو نلعنهالكتاب ءامنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبا

) النساء 48(.. إن الله لا يغفر أن يشرك به ) 47( وكان أمر الله مفعولا

املعاصرين زيادة لإليضاح ، ولتؤكد مبا ال يدع جماال للشك أو الظن ، لبين إسرائيل) وكان أمر اهللا مفعوال ( جاءت اجلملة املعترضة لرسالة اإلسالم ، واملتشككني منهم والذين خانتهم ذاكرم ، وغري املصدقني بصحة هذا األمر ، الذي كان اهللا قد أجراه يف أسالفهم

وكان ( ، أن هذا األمر وهو املسخ قد مضى يف أسالفهم حقيقة ، فجاء تعقيبه تعاىل على ما تقدم من لعن ومسخ ألسالفهم ، بقوله إلزالة الشك ، ولتأكيد أن اهللا قادر على تكرار ذلك األمر ، إن مل يؤمنوا مبا أنزل من القرآن على وجـه التهديـد ) اهللا مفعوال أمر

. والتحذير

وكان وعـدا ( أن الوعد األول بالبعث كان قد مضى وانقضى قبل نزول هذه اآليات ، وأن تعقيبه عز وجل بقوله : وخالصة القول جاء لتذكري اليهود احلاليني وحتذيرهم ، وإنباء املسلمني غري العاملني ، بوقوع ذلك يف بين إسرائيل بأنه قد وقع فعال ، وبشرى ) مفعوال

هلم بأن الوعد الثاين ، سيتحقق كما حتقق الوعد األول وأن اهللا ال خيلف امليعاد ، وما عليهم إال الصرب واالستمرار يف كفاحهم ضـد ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ، أو تحل قريبا ( قال تعاىل –وعد اآلخرة –الظن باهللا وبوعده اليهود ، وحسن

اديعالم فلخلا ي إن الله الله دعو يأتى يتح ، مارهد نالرعد 31( م . (

40

)ددر ا ثميرنف أكثر لناكمعجو يننبال ووبأم ناكمددأمو هملية عالكر 6(نا لكم (

هملية عالكر نا لكمددر ثم :

هذا ال يتحصل إال بعد البعث واحلسـاب ، أي مث رددنا اإلنسان أسفل سافلني من النار ، و) ثم رددناه أسفل سافلني( قال تعاىل وبالتـايل ) التني 6( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون( بداللة االستثناء يف تكملة السياق ، يف قوله تعاىل

. بل باملستق) مث نرده ( باملاضي ، جاءت مبعىن أيضا ) مث رددناه ( تكون

" مصدرها كرر وفعلها كر ، والكر والفر تقنية عسـكرية ، ويقولـون ) والكرة ( من إعادة ، مبعىن أعدنا) رددنا ( وجاءت كلمة وفر الكرة هلم هو العك" احلرب كر س متاما ، وهي تعين الفعل املضاد للفعل السابق ، فالغلبة كانت للعباد واهلزمية لبين إسرائيل ، ورد

وليس املقصود بالكرة العودة إىل فلسطني ، وانتصـار اليهـود يف . كالصورة يف املرآة ، أي الغلبة والتفوق العسكري لبين إلسرائيل هم ( فضمري الغائب املتصل . أي الغلبة العسكرية على العباد أنفسهم دون غريهم ) الكرة عليهم ( حروم ضد الدول العربية ، لقوله

يف هذه اآلية ، تعـود ) كم ( ، يعود على العباد املبعوثني عليهم الذين سبق ذكرهم ، ومجيع ضمائر املخاطب املتصلة ) عليهم (يف ) .على بين إسرائيل

ذي سبق هو جميئه من ، فالفعل ال) الزمر 58( لو أن لي كرة فأكون من المحسنني( قال تعاىل على لسان الكافر حني يرى العذاب .الدنيا إىل اآلخرة ، فتمىن الكرة أي العودة من اآلخرة إىل احلياة الدنيا ليكون من احملسنني

أن املقصود هو أن يوقع اليهود بأولئك العباد ، ما كان أولئك العباد قد أوقعوه يف أسالفهم من قبل ، من استباحة : وخالصة القول .ك بعد استكمال مظاهر العلو الثاين باالستقواء على أولئك العباد والعدوان عليهم لألرض واملال والعرض ، وذل

:وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا تلحـق باملغـازي ، مصدرها مدد ؛ ومده غريه وأمده ؛ وأمددناهم بغرينا ؛ واملدد هم العساكر اليت ) " لسان العرب ( وأمددنا يف

) " آل عمران 125(يمددكم ربكم بخمسة آلاف ( واإلمداد أن يرسل الرجل للرجل مددا ، تقول أمددنا فالنا جبيش ، قال تعاىل عنـدما يكـون . ب ويف امل تعين الزيادة والكثرة ، يف املساعدة العسكرية املقدمة من قبل الغري ، من مال وأفراد وعتاد أثناء احلر

. اجليش أقرب للهزمية منه إىل النصر

خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل انفروا( والنفري هم القوم ينفرون معك ويتنافرون يف القتال ، ومنه قوله تعاىل

. ) التوبة 41( الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمونجعلنا من دولة الثالثة : لقد أغرقنا إسرائيل باألسلحة ) : " غريس هالسل ( ، للكاتبة األمريكية ) كتاب النبوءة والسياسة ( جاء يف

عة ، عدد دولة عربية جمتم 21ماليني يهودي ، ماردا عسكريا أكرب من أي دولة منفردة ، مثل أملانيا أو إنكلترا أو فرنسا ، وأقوى من " مليون نسمة 150سكاا

" حتصل على ثلث جممل املساعدات األمريكية اخلارجية .. هي املستفيد األول بال منازع من برنامج مساعداتنا .. أن إسرائيل "

إسـرائيل مل يعط أحد أي فضل للواليات املتحدة ، ألـا زودت " ، 1967وتقول الكاتبة تعقيبا على انتصار إسرائيل يف حرب لقـد رحبـت . باألسلحة والتكنولوجيا والدوالرات ، وحىت بالعناصر العسكرية األمريكية اليت ساعدت اإلسرائيليني يف تلك احلرب

" إسرائيل ألن الواليات املتحدة كانت تؤيدها بال حدود

41

" وهي أعلى نسبة يف العامل ) مدين 22عسكري من كل 1( أن نسبة العسكريني إىل املدنيني يف إسرائيل ، هي " وتقول أيضا

إن دافع الضرائب األمريكي أرسل إىل إسـرائيل ، يف عـام ) " إسرائيل شاهاك ( وتقول أيضا على لسان األستاذ يف اجلامعة العربية " ة والعينية األخرى واستمرت أمريكا بدفع هذه القيمة سنويا لغاية اآلن ، فضال عن املساعدات املادي" مخسة مليارات دوالر 1985 . ، انتهى

ثالثة أفعال ، جاءت مجيعها بصيغة ) كم أكثر نفريا جعلناكم بأموال وبنني ، وأمددنالكم الكرة عليهم ، و رددنامث ( ويف قوله تعاىل ـ ( وحملت مجيعها أيضا صفة االستقبال ، مبعىن ) رددنا لكم ، أمددناكم ، جعلناكم ( املاضي ، وهي م ، ومنـدكم ، ونـرد لك

ونرد لكم ، ( االستقبال ، قبل قيام دولة إسرائيل ، فتفيد معىن صفة ولكن باختالف الزمان ، فهذه األفعال جاءت لتأخذ ) وجنعلكم . ) رددنا لكم ، وأمددناكم ، وجعلناكم ( صفة املاضي ، ، ولتأخذ بعد قيام دولة إسرائيل ) ومندكم ، وجنعلكم

القدماء أكثر قربا منا وأكثر فهما ملفردات اللغة العربية ، ومع ذلك مل يعطوا هذه اآليات حقها من التفسري والتفصيل ، كان املفسرينولو فسرت هذه اآليـات . مما ساهم يف إخفاء هذا األمر العظيم حىت هذه األيام ، ومرد ذلك أم مل يعاصروا الدولة احلالية لليهود

ن لكشفت هذه النبوءة للمسلمني الكثري من الوقائع ، ولرمبا كان ضر هذا الكشف عنها للمسلمني أكثر من نفعه تفسريا دقيقا كما اآلحلق ، ولكن مل يشأ اهللا ذلك رمحة باملسلمني ، حىت ال يتملكهم اليأس والقنوط والتسليم باألمر الواقع ، مبا أن اهللا قد أخرب بذلك وهو ا

وقوله حق .

علم املسلمون بتفاصيل هذه النبوءة مسبقا ، فرمبا ترك معظم الفلسطينيون بالدهم ، مع إطالق أول رصاصة من قبـل ولو حصل أن إن ( برابرة هذا العصر ، إال من أويت احلكمة ورحم ريب ، ولحرم املسلمون شرف الشهادة ونيل األذى يف سبيل اهللا ، لقوله تعـاىل

، وليعلم الله الذين آمنوا ، ويتخذ منكم شهداء ، وتلك الأيام نداولها بين الناسد مس القوم قرح مثله ، يمسسكم قرح ، فقنيمالظال بحلا ي الله( ولقوله ) آل عمران 140( و ةيندل المأها كان لم ول اللهسر نلفوا عختاب ، أن يرالأع نم ملهوح نمو ،

صمخلا مو ، بصلا نأ ، وظم ، مهيبصلا ي ، مهبأن كذل ، فسهن نع وا بأنفسهمغبرلا يئـا ، وطوطئون ملا يو ، بيل اللهي سة ف ولكن ) . التوبة 120(يضيع أجر المحسنني يغيظ الكفار ، ولا ينالون من عدو نيلا ، إلا كتب لهم به ، عمل صالح ، إن الله لا

منهم ع إقامتها حيا يف نفوس أهلها ، فبقي الكثريعدم معرفة الفلسطينيون آنذاك حبتمية قيام الدولة اليهودية ، أبقى األمل بإمكانية منفيها ، واستمر باب اجلهاد يف سبيل اهللا مشرعا على مصراعيه ، وبقي سجل شرف الشهادة يف سبيل اهللا مفتوحا إىل يوم القيامة ، ملن

. يه الصالة والسالم يرغب منهم يف تدوين امسه ، ولتكون منهم بإذن اهللا تلك الطائفة اليت أخرب عنها رسول احلق عل

الكتـابوقضينا إلى بني إسرائيل في ( نعم بال شك ، أمل يقل سبحانه : أما بالنسبة لليهود ، فهل كشفت هلم هذه النبوءة ؟ أقول تماما على الذي الكتابوسى ثم آتينا م( وكشفت هلم أيضا نبوءات أخرى ، ويعرفون تفاصيلها كما يعرفون أبناءهم ، قال تعاىل )

، نسءأحيكل شيلا لفصتة ، ومحرى ودهونونمؤي همبقاء ربل ملهي ) ( األنعام 154( لعف ا لهنبكتاحوء الألوـيكل ش نموقد كشفها ) األعراف 145( خذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ، سأريكم دار الفاسقني، ف وتفصيلا لكل شيءموعظة ،

زادهـم جهـال ) اليهود ( اهللا هلم ليعلم ما سيكون منهم ، فعلم العقالء يزيدهم تواضعا وخضوعا وامتثاال ، وعلم الذين ال يعقلون . ا وعصيانا وعدوانا ، وسنوضح الحقا ما كان منهم ، بناءا على معرفتهم ملا جاء يف كتبهم من نبوءات ، بإذن اهللا واستكبارا وطغيان

أن ال جدوى من إخفاءها اآلن ، فقد اكتملت معامل القدر من ظروف ومالبسات ، وفسر الواقـع : أما ملاذا كشفت اآلن ، نقول وعلم سبحانه ما أراد ) األنعام 115(وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ( واضحا للعيان جزءا كبريا من نصوصها ، وكل شيء أصبح

أن يعلم مما كان من املسلمني ، واختذ وسيتخذ منهم ما أراد أن يتخذ ، وما كان من اليهود وسيأخذ منهم ما شاء أن يأخذ حطبا لنار

42

والكشف عن أسئلة االمتحان والبالء لن يغير شيئا ، فقـوائم . ) اإلسراء 8(للكافرين حصريا وجعلنا جهنم( جهنم وبئس املصري بامتياز مع درجة شهيد (النتائج والشهادات تعلن من على شاشات التلفاز ، فقد جنح الكثري من طالب اآلخرة يف امتحان رم على

. ولكن أكثر الناس ال يعلمون) مرتبة الشرف

ون وحنن اآلن بانتظار أن يصدر رب العزة ، نتائج أولئك األوغاد السفلة ، وكأني أختيل املالئكة يعدوا ، يف عجلة من أمر رم لتكة ، ونذرهم في طغيانهم يعمهون ونقلب أفئدتهم وأبصارهم ، كما لم يؤمنوا به أول مر( جاهزة عند موعد التسليم ، فتدبر يف قوله

وتمت كلمة ربك … 113(ون ، ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ، وليرضوه ، وليقترفوا ما هم مقترف … 110(، وموعدهم قريب وعند جميئه سيكون الباب مشرعا ألولئك ) األنعام 115(لكلماته وهو السميع العليم صدقا وعدلا ، لا مبدل

العباد بأمر رم ، لينقضوا عليهم ويزلزلوا أركام ، ويكسروا شوكتهم ويقتلعوها من جذورها ، والبعبع األمريكي يغط يف سـبات . أحد كان عميق ولن مينعهم من أمر اهللا

أن عودة اليهود إىل فلسطني حق ، فالذي أخرب عن ذلك هو احلق ، وأن إخراج أهلها منها حق ، بعد أن مـن اهللا علـيهم : ونقول باالستضعاف باألرض ، كما استضعف الذين من قبلهم فأورثوا األرض من بعد ، فقد أخرج رسوله من قبل باحلق ) كجرا أخكم

بونرلكاره ننيمؤالم نإن فريقا مو قبالح كتيب نم األنفال 5( ك ( خرج الناس من ديارهم قال احلقويف إحدى سننه الكونية ملن ي ) . إبراهيم 13( لنهلكن الظالمنيفأوحى إليهم ربهم وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا(

فلا تهنوا ، وتدعوا إلى السلم ، وأنتم الأعلون ، ) : ( حممد ( وهذه رسالة رب العزة إىل أمة حممد عليه الصالة والسالم ومن سورة تي لنو ، كمعم اللهوالكممأع كم35( ر ( …ثالكموا أمكونلا ي ثم كمرا غيمل قودبتسا يلووتإن تو )وإن مل نكن نستحق ) 38 ،

.وشك عليه أفضل الصالة والتسليم قوال وعمال ، فسنة االستبدال واقعة بنا ال حمالة ومن املؤسف أا على ) حممد ( االنتساب ألمة

من قبل هؤالء العباد ، وقتلهم وقهرهم لكـم وزوال -واخلطاب لبين إسرائيل –أنه وبعد نفاذ الوعد األول فيكم : وخالصة القول سنأذن لكم بالعودة إىل األرض املقدسة ، وزمـوهم -تفيدها مث -دولتكم ، وتشتتكم يف األرض مبدة من الزمن طالت أو قصرت

م ، وتعود لكم السطوة عليهم وتلحقوا م ما أحلقوه بأسالفكم ، ونمدكم بـاألفراد املـدربني علـى القتـال كما هزموا أسالفكبإجراء القضاء والقدر ) وتلك الأيام نداولها بين الناس( وهذا من قبيل . وباملساعدات املالية والعسكرية وجنعلكم أكثر عددا وعتادا

املكافأة لبين إسرائيل على إحسام ونيلهم رضاه سبحانه ، كما يدعون يف تورام وكما ذهب إىل ذلـك بعـض ، وليس من قبيل .املفسرين

) كموهجوا ووءسلي ةرالآخ دعو اءا فإذا جفله أتمأس إنو كملأنفس نتمسأح نتمسأح خلوا الإندليا وكم جدسم ) 7(دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا

:إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها

مـن عمـل ( قال وهذا على سبيل التخيري ولنفي اجلربية على من ميلك العقل واإلرادة ، ولدفع الظلم عن نفسه جل وعال ، حيثوجاءت يف ظاهرها حتمل الكثري من الترغيب والكثري مـن ) فصلت 46( وما ربك بظلام للعبيدصالحا فلنفسه ومن أساء فعليها

ذرهم وينذرهم قبل إنزال عقاب وعـد الترهيب ، ويف باطنها التهديد والتحذير مما يليها ، لكيال يكون هلم على اهللا حجة ، بأنه مل حيأما دفع مة اإلفساد عن النفس فليست باألماين ومعسول الكالم ولكن بالنظر إىل ما اقترفته األيادي ، حيـث قـال . اآلخرة فيهم

) . النساء 123(ا يجد له من دون الله وليا ولا نصريا ول سوءا يجز بهمن يعمل ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب( سبحانه

43

والتغيري من اإلفساد إىل اإلصالح ومن اإلساءة إىل اإلحسان ، ال يأيت عبثا بل حيتاج إىل الكثري من اجلهد والعمل ، فالبدايـة تكـون سماوات واألرض ، ومن مث األميان بوجوده وقدرته على اخللق واإلجياد ، بتحصيل العلم واملعرفة باهللا ، بالتفكر والتدبر يف ملكوت ال

ومن مث رد اجلميل لصاحب الفضل واملنة ، بإقرار ربوبيته وملكيته لنا ، ومن مث الطاعة والتسليم واالنصياع ، ومن مث حتصيل املعرفـة وبالتايل البحث احلثيث ملعرفة ما ينال ) الذاريات 56( إنس إلا ليعبدونوما خلقت الجن وال( مبراده من اخللق ، كما جاء يف كتابه

به الرضا ويدفع به الغضب ، ومن مث العمل مبا تعلم ، فإن مل يكن حبا يف ملك امللوك ليكن والء لسبق الفضل ، وإن مل يكن طمعا يف .اجلنة فخوفا من النار

وقالوا الحمد للـه ( أنعم عليك وأوجدك أوال ، وسيدخلك اجلنة إىل األبد ثانيا ، لتكون ممن قالوا فانظر بربك إىل ربك ما أعدله ، هدعا وقندي صالذضا الأرثنرأوو ةنالج نأ موبتن نيلامالع رأج ماء فنعشث نيي ( ال من الذين قالوا) الزمر 74( حا فكن ا قدلنيوي

نيما ظالل كنذا به نم األنبياء 97( غفلة. (

11(دونه من وال ه وما لهم منبقوم سوءا فلا مرد لوإذا أراد الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهمإن الله ( قال تعاىل وإذ قال موسى لقومه يقوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم ( فالتغيري يبدأ من العبد وينتهي عنده ، قال تعاىل ) الرعد

مهقلوب اغ اللهاغوا أزا زفلم هلا ي اللهونيقالفاس مي القوم ، أفال يسـتحق ) الصف 5( دحيث سبق الزيغ منهم فأزاغ اهللا قلو .فلنسارع بتغيري أنفسنا قبل أن تتغري جلودنا مرارا وتكرارا يف جحيم جهنم ! ؟… األمر شيئا من العناء

ةرالآخ دعو اءفإذا ج:

، واآلخر " أنت األول فليس قبلك شيء ، وأنت اآلخر فليس بعدك شيء " ا قال يف دعاءه فيما روي عنه عليه الصالة والسالم ، مماآلخر بكسر اخلاء بعد األول وهو صفة ، تقول جاء آخرا أي أخـريا : واآلخرة نقيض املتقدم واملتقدمة ، ومن معجم خمتار الصحاح

. وتقديره فاعل واألنثى آخرة واجلمع أواخر

أا املرة الثانية يف الترتيب واألخرية يف عدد املرات ، وال ثالثة بعدها ، وإمنا هناك أخرى ، ولكنها ختتلف يف أـا : وخالصة القول .ليست مرة ، وال يصح أن نسميها مرة ثالثة فهي ال متتلك شروط املرتني السابقتني

: بعثناهم عليكم

واب شرط إذا اخلاص بوعد اآلخرة ، وقد حذفت لداللة جـواب شـرط إذا هذه العبارة غري موجودة أصال يف نص اآلية ، وهي ج( عادة ، إذا أردنا تعليق فعل معـني ) إذا ( وما يعنيه شرطها وجواا ، نقول نستعمل ) إذا ( ولتوضيح عمل . اخلاص بوعد أوالمها

إذا حصلت على ترقية يف اية : " ل املثال ، كأن تقول لزوجتك على سبي) ويسمى شرط إذا ( بفعل آخر ) ويسمى جواب شرط إذا ، فالذي ذهبت إليه يف الواقع ، هو أنك علقت عملية شراء اخلامت الذي رغبت فيـه زوجتـك ، " الشهر ، اشتريت لك ذلك اخلامت

) إذا ( فشرط . امت بعملية حصولك على الترقية املوعود ا آخر الشهر ، فإن مل تكن هناك ترقية فلن حتصل زوجتك املسكينة على اخلوبعبارة أخرى نقول أن حصول زوجتك علـى اخلـامت متعلـق ) . شراء اخلامت ( وجواب الشرط هو ) احلصول على الترقية ( هو

.باحلصول على الترقية

ليسوءوا وجوهكم – عليكمبعثناهم –فإذا جاء وعد الآخرة ( احملذوفة ، يصبح النص كما يلي ) بعثناهم عليكم ( وبإعادة عبارة جدسلوا المخديلليست جوابا للشرط الرتباطها بالم كي ، حيث جاءت العبارة لتعليل البعث ) وليسوءوا وجوهكم ( وعبارة ) . و

) كم ( ملخاطب املتصل يعود على العباد أنفسهم ، وضمري ا) بعثناهم ( يف ) هم ( وضمري الغائب املتصل . وتوضيح الغاية من البعث .يعود على بين إسرائيل ) عليكم ( يف

44

( أن هذه املرة هي األخرية من املرتني ، وأن حتقق البعث متعلق مبجيء املوعد احملدد ، ومبا أن الضـمري يف كلمـة : وخالصة القول .يعود على نفس العباد ، فإن عباد البعث الثاين هم عباد البعث األول ) بعثناهم

كموهجوا ووءسلي:

ويف الواقع ستظهر معامل الذل واهلوان على وجوه اليهود ، من جراء . إساءة الوجه ، أن يفعل باإلنسان ما يكره ، وأساءه نقيض سره ليحرموا هذه امليزة بتبادل سلب أولئك العباد للمكتسبات واملقومات املادية اليت مكنتهم من العلو واالستكبار واالستعالء على الناس ،

ويكسبوا ميزة جديدة هي االستضعاف والذل واالخنفاض ، بتبادل األدوار مع الفلسطينيني أيضا ، ومن مث . األدوار مع أولئك العباد علـى ليقع فيهم ما أنزلوه بالفلسطينيني طيلة مدة علوهم ، من قتل وأسر وتعذيب وسلب لألراضي واملمتلكات وإتالف وهـدم ، و

) ليسوءوا ( يف ) واو اجلماعة ( وضمري الغائب املتصل ) . التوبة 14( ويشف صدور قوم مؤمنني( قاعدة اجلزاء من جنس العمل ، .يعود على بين إسرائيل ) وجوهكم ( يف ) كم (يعود على نفس العباد ، وضمري املخاطب املتصل

ستياء اليت تنتج يف الغالب ، عن مشاعر جتيش ا النفس البشرية ، كاألمل واحلسـرة والغـيظ والذي سيظهر على الوجه هو تعابري االواخلزي والذل ، عندما تتعرض لألذى النفسي ، الذي غالبا ما يكون ناتج عن فقدان مادي ملا هو جيد أو كسب ما هـو سـيئ أو

.والذي سيفقده اليهود هو السيادة والغىن والقوة كالمها معا ، وتعتمد درجة االستياء على درجة الفقد أو الكسب ،

) 58( ظل وجهه مسودا وهو كظيموإذا بشر أحدهم بالأنثى ( وجند وصف لتعابري وجه ، يشعر صاحبه بسوء أمل به يف قوله تعاىل ، وجند وصف آخر لتعابري وجوه الذين اقترفوا السيئات ، عندما استيقنوا أن ) النحل 59( … من سوء ما بشر بهيتوارى من القوم

والذين ( ال مفر وال عاصم من أمر اهللا ، وأم سينالون جزاء سيئام ، فتملكتهم مشاعر اليأس والقنوط من النجاة ، يف قوله تعاىل ثلبم ئةياء سزج ئاتيوا السبا كسلةهذ مقههرتا ومم كأناصع نم الله نم ما لهاممظلل ماللي نا مطعق مهوهجو تيأغش كأولئ )يونس 27( أصحاب النار هم فيها خالدون

هؤالء العباد ، شيء شديد الوقع وبالغ األثر والتـأثري يف أن ما سيرتل م من عقاب على أيدي) ليسوءوا وجوهكم ( توحي عبارة نفوسهم ، مما سيعكس بالضرورة آثار املساءة على وجوههم ، لدرجة أنه سبحانه أورد نفس التعبري ، يف وصفه حلال الكفـار عنـد

) . امللك 27( كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين( رؤيتهم لعذاب جهنم ، يف قوله تعاىل فالعقاب الذي سيحل باليهود قريبا ليس له نظري ، وال يمكن أن يتأتى هذا العقاب ، إال من قبل أناس ميلؤهم احلقـد والكراهيـة ،

.ولديهم رغبة شديدة وملحة لالنتقام من بين إسرائيل لسبب أو آلخر

فكأنما قتل الناس جميعا ومن فساد في الأرضأنه من قتل نفسا بغير نفس أو كتبنا على بني إسرائيلمن أجل ذلك ( ال تعاىل قسر مهاءتج لقدا ويعمج اسا النيا أحما فكأناهيأح اتنيا بالبرفون لنسض لمي الأرف كذل دعب مهنا مريإن كث ا )32(ثمماء إنزج

ولهسرو ون اللهاربحي ينا، الذادض فسي الأرن فوعسيلوا، وقتوا، أن يلبصي أو ،أي قطعت أو لـافخ نم ملهجأرو يهمد ، أو )املائدة 33(ولهم في الآخرة عذاب عظيم ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا

هو الذي حييي ومييت ، تبني اآلية األوىل عظم مكانة النفس البشرية عند اهللا ، إذ ليس ألحد كان إزهاق أرواح الناس سوى خالقها فومن أزهق روحا بغري نفس أي قصاصا أو ملنع الفساد يف األرض ، كإقامة احلدود املوجبة للقتل فكأمنا قتل الناس مجيعا ، ومن قام ذا

حصر جزاءه وأن من أعلن حربه على اهللا يف اآلية الثانية ، . األمر خارج نطاق ما تقدم من موجبات القتل فقد أعلن حربه على اهللا ه من قبل رب العزة بأربعة خيارات تنفذ فيه يف احلياة الدنيا ، من قبل من أوكله اهللا بذلك حسبما يرتأيه منفذ احلكم ، إذ ال جناح علي

.فيما أنزل به من عقوبة

45

املرتني ، مشل وسيشمل على ما واملالحظ أن هذا البيان جاء عاما ، ولكنه ارتبط ببين إسرائيل بشكل خاص ، مما يوحي أن عقام يف يبدو هذه اخليارات جمتمعه ، بالقتل والصلب والتنكيل والسيب ، ومبا أن النتيجة النهائية هلذا العقاب هي زوال علوهم يف فلسـطني ،

افة أرجاء العامل ، وستفيض قلوب كل اليهود يف ك. فهذا يعين رحيل من بقي حيا فرارا عن فلسطني ائيا جير أذيال اخليبة واهلزمية وهذا ما تؤكده اآليات الكرمية . مبشاعر الذل واخلزي والعار واهلوان ، ، مما يدعو القاصي والداين للشماتة م ومبن يشد على أيديهم

.بأن جزاءهم سيكون من جنس عملهم

جدسخلوا المدليو:

جد يف هذا املوضع ، يترتب عليه أن دخوله وحتريره مقصورا على محلـة لـواء يعتقد الكثري من املسلمني هذه األيام ، أن ذكر املساإلسالم ، أو بتعبري أدق أولياء اهللا وخاصته ، يوحدهم ويقودهم خليفة يفوقهم والء هللا ولدينه ، ويف األذهان صورة ابن اخلطـاب ،

.رضي اهللا وأرضاه عنه وصالح الدين رمحه اهللا ، ومن منا ال يتمىن ذلك

فلو عدنا بالذاكرة ، إىل دخويل " ما كل ما يتمىن املرء يدركه جتري الرياح مبا ال تشتهي السفن : " ولكن حيضرين هنا قول الشاعر عمر وصالح الدين سنجد أما ال يتفقان مع ما جاء يف سورة اإلسراء لسببني ، األول ؛ كان الدخول على النصارى يف املـرتني ،

باإلضافة إىل أن الدخول يف املرتني كان فتحا وليس عقابا . جلوس للديار مل يقع فيهما ، وكذلك اإلساءة لوجوه اليهود والثاين ؛ أن ا .ألحد

هي األرض ) 4(ويبدو وكأن املسألة هي لفظ املسجد ، الذي أورده سبحانه للتعريف والتأكيد على أن األرض اليت ذكرت يف اآلية .ينة القدس اليت حتوي املسجد أي مد

حنن نعلم أن حادثة اإلسراء كانـت يف ! والسؤال هنا هل املساجد خاصة باملسلمني فقط ؟ بكل تأكيد نعم ، ولكن لفظ املسجد ال مكة ، وأن سورة اإلسراء أنزلت فيها أيضا ، وأن اهللا سبحانه وتعاىل ملا مساه باملسجد األقصى ، مل يكن للمسلمني فيه ناقة وال بعـري

أولئك الذين ( وعبادة السجود هللا كانت قد سبقت منذ آدم عليه السالم إىل يومنا هذا ، فاقرأ قوله تعاىل . يكن قائما كبناء أصال وملهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم أنعم الله عليهم من النبيني من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبرا

ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل ( وقوله تعاىل ) مرمي 58(وبكيا سجداآيات الرحمان خروا و مونهدجساه اهللا يف القرآن مسجدا واملقصود هنا املكان وليس البناء ) آل عمران 113( يوكل مكان اختذوه للسجود مس.

) . الكهف 21( مسجداعليهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن (انظر قوله تعاىل . ومع أن أصحاب الكهف كانوا من أتباع عيسى عليه السالم ، فإن الذين غلبوا على أمرهم يف الواقع ، أقاموا عليهم مكانا للعبادة

والصـالة بالنسـبة وجاءت تسمية القرآن له باملسجد ، على اعتبارهم له والقصد من بنائه ، أما أنه مسجد خاص باملسلمني فال ، للمسلمني يف هذا املسجد منهي عنها ، وبالرغم من ذلك سماه القرآن مسجدا ألم اختذوه مكانا للعبادة ، اليت أحد أركاا السجود

.يعود على املبعوثني أنفسهم ) وليدخلوا ( يف ) واو اجلماعة ( وضمري الغائب املتصل

يتبني بنص صريح وال بتلميح بأم من خاصة عباد اهللا ، وأن اهللا نكرهم وقصد تـنكريهم ، أن هؤالء املبعوثني مل: وخالصة القول ألمر اقتضته احلكمة اإلهلية اليت وضحنا جانبا منها فيما سبق ، وأن معتقدهم غري واضح من حيث اإلميان أو الكفر ، وما زالت كـل

ومن قال بعكس ذلك فقد جانبه الصواب بال أدىن شك . ثنيني أو ملحدين االحتماالت قائمة ، فرمبا يكونوا مؤمنني أو مسلمني أو ويف املرتني ، مهما طال الزمن أو قصر وتعاقبت خروجهم من نفس األرضواألمر األكثر وضوحا هو احتاد املبعوثني أوال وثانيا ، أي .

46

ث األول ، وأم أويل قوة وبطش يف احلروب ، وأن عليها األجيال ، مبعىن أن أصحاب البعث الثاين هم ورثة األرض من أصحاب البع .وسيطرم عليها بالكامل ) فلسطني ( جاءت لتؤكد دخوهلم لقلب األرض املقدسة ) وليدخلوا املسجد ( عبارة

ةرل مأو خلوها دكم:

، ويف العادة عندما يروي شخص آلخر قصة ، وقع فيها ذكـر هو تشبيه للدخول الثاين باألول ) كما دخلوه أول مرة( قوله تعاىل حدث حيتاج إىل وصف سواء كان هذا احلدث ، قد وقع ومل يشهده املستمع أو سيقع يف املستقبل ، فبدال من أن يستغرق الراوي يف

راد وصفه حبدث آخر مألوف وصف هذا احلدث وسرد حيثياته على حساب جممل أحداث القصة ، يعمد الراوي إىل تشبيه احلدث امل .ومعروف من املاضي أو احلاضر ، وذلك لتقريب صفة احلدث موضوع اخلطاب لذهن املستمع ، ومن مث يكمل سرد بقية األحداث

حيث شبه سـبحانه ) البقرة 275( المس الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا ، كما ، يقوم الذي يتخبطه الشيطان من( قال تعاىل قيام آكل الربا يوم القيامة جمهول الصفة بالنسبة لنا ، وهو حدث سيقع مستقبال بقيام املمسوس أي انون ، وهو حدث ومشهد قد

شهد من الـذاكرة ، رأيناه ونراه يف املاضي واحلاضر مرارا وتكرارا ، ومعروف ومألوف لذهن املستمع ، ونستطيع استرجاع ذلك امللنرى مشهدا مؤملا وخمزيا آلكل الربا عند بعثه يتميز به عن غريه ، فيقوم مفزوعا متحفزا مشوشا متخبطا ، ال يهدأ له بال وال تستكني

.له حال

فهل ) ريخ وجهك كامل: ( مبديا إعجابه جبمال وجهها قائال -على سبيل املثال -ولتوضيح األمر أكثر ، فلو أن زوج مدح زوجته وهل أبان هذا . ستكون الزوجة قادرة على معرفة مدى حبه هلا ، يف حال مل تكن عاملة مباهية املريخ وصفته من حيث اجلمال والقبح

التشبيه بغري املألوف واملعروف للزوجة ، وظيفته يف تعبري الزوج عن مدى إعجابه ا أم أنه زادها حرية واضطرابا ، لذلك إذا أريـد وهي صورة معروفة ومألوفة لكل البشر ، تستطيع النساء استرجاعها ) وجهك كالبدر ليلة متامه : ( ح تشبه مجال النساء بالقول املد

.من الذاكرة وختيلها واستيعاا ، ومعرفة مدى إعجاب زوجها ا

: أفاد أمرين ) 7(واستخدام التشبيه يف اآلية

، وهذا يدحض قول من ذهب إىل أن أي من املرتني ، كانت أو ستكون قدس حاصل يف املرتنيأن دخول املسجد أي بيت املأوال ؛ . يف غري بيت املقدس

) فجاسوا خالل الديار ( ، لقوله تعاىل يف وصف الدخول األول تشابه صفة الدخول يف املرتني األوىل واآلخرة بالدخول عنوة وثانيا ؛ .املرة األوىل كانت للمسلمني كون دخوهلم إليها مل حيمل صفة اجلوس وهذا يدحض قول من ذهب ، إىل أن

ولكي يستقيم فهم هذه العبارة ، نود أن نشري إىل أن اخلطاب لبين إسرائيل مل ينقطع بل ما زال موجها إليهم ، فاملخاطب يف قولـه ليسوءوا –بعثناهم عليكم – فإذا جاء وعد الآخرة( هم بنو إسرائيل ، واقرأ هذه الصياغة للنص ،) كما دخلوه أول مرة ( تعاىل

وليتبروا / انقطاع اخلطاب والعودة إىل اجلمهور / أول مرة – عليكم –كما دخلوه ، المسجد – عليكم –وجوهكم ، وليدخلوا ) . ما علوا تتبريا

عرفة بصفة الدخول األول حمصورة ببين إسرائيل فقط ، وهذا يقودنا إىل أن معرفة اليهود املعاصرين املخاطبني ، لصفة وهذا يعين أن املهذا الدخول بالضرورة ، حتصلت هلم مما لديهم من كتب حتكي تارخيهم ، وجممل تارخيهم القدمي موثق يف التوراة ، ويعلم سبحانه أن

وإن أردت معرفة صفته كمسلم ، ال بد . صفة الدخول يف كتبهم فلذلك شبه الدخول الثاين هلم مبا يعرفون آباءهم القدماء ، قد وثقوا لك من الرجوع إىل كتبهم ، وهذا الفهم يقودنا إىل مراجعة تارخيهم كامال ، لنتعرف على صفة الدخول األول ، كما وردت يف اآلية

.وهذا ما سنفعله يف الفصول القادمة ) 5(

47

احلقيقة أن هذا احلدث املفجع والرهيب الذي نزل م ، كان له بالغ األثر يف نفوسهم ، حيث شكل هلم الكثري من العقد ، فضـال وجعلت منهم شعبا جمرما حاقدا على البشرية مجعاء ، وعلى أولئك العباد الذين ساموهم سوء العذاب يف . عما كان لديهم يف السابق وما جاء التشبيه هنا إال لتذكريهم حبدث يعرفونه كما يعرفون أبنائهم ، ومن مل يعرفه منـهم أو خانتـه . املرة األوىل بشكل خاص

كتمون الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم لي( ذاكرته ، يستطيع الرجوع إىل تورام ، قال تعاىل وجاء هذا التشبيه والتذكري إلنذارهم وحتذيرهم من مغبة العودة إىل العلو واإلفساد ، وما ينتظرهم ) البقرة 146( الحق وهم يعلمون

.من خزي عذاب الدنيا وهول عذاب اآلخرة

د أمهلوا أكرب وأعظم موسـوعة تارخييـة مساويـة ، والعجيب يف األمر ، أن الباحثني يف هذا املوضوع حديثا من املسلمني ، كانوا ق) فصـلت 42( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ترتيل من حكيم حميد( موجودة بني أيدينا ، أقصد القرآن الكرمي الذي

وأرخ فيها لبين إسرائيل ، فعلوهم األول ونشـأته وإفسـادهم يف ومل يرجع إليها أحد ، مع أنه كاد أال يترك سورة من سوره ، إالوأما فيما خيص عقاب الوعد األول ، فقد وردت إشارات . األرض املقدسة ، ظاهر ماثل للعيان مبا ال يترك جماال للتقول أو االجتهاد

.كافية يف هذه اآليات ويف مواضع أخرى يف القرآن تدل على حتققه قبل اإلسالم

:وليتبروا ما علوا تتبيرا

والتبار اهلالك ، وتبره تتبريا أي : ال يقال له تبر حىت يكون يف تراب معدنه أو مكسورا ، قال الزجاج : قال ابن جين : " يف املعجم معناه إال هالكا : قال الزجاج ) نوح 28( تباراني إلا ولا تزد الظالم( كسره وأهلكه ، وتبره أي كسره وأذهبه ، ويف الترتيل العزيز

وكلا ضربنا له ) 38(وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثريا ( ، ولذلك مسي كل مكسر تربا ، ويف قوله عز وجل " . التتبري التدمري وكل شيء كسرته وفتته فقد تبرته : قال ) الفرقان 39( تبرنا تتبرياالأمثال وكلا

( زيادة يف املبالغة وتأكيدا للفعـل ) تتبريا ( وقد جاءت صيغة املفعول املطلق ) . وليدمروا ما علوا تدمريا ( واملعىن العام للعبارة ، هو .فهي تشمل املكان والزمان والكم ) الذي ( مبعىن ظرفية أو اسم موصول) ما ( ، وسواء كانت ) وليتربوا

وكما أشرنا يف تفسري العبارة السابقة ، فقد حصل انقطاع يف اخلطاب املوجه لبين إسرائيل ، ليصبح احلديث موجها للجمهور ، مضيفا العائد على بين إسرائيل ) علوا ( و ) ا وليتربو( تعقيبا حول مصري علو بين إسرائيل بداللة ضمري الغائب املتصل واو اجلماعة يف كلميت

جاءت للتعقيب على ما فعله بين إسرائيل أنفسهم مبقومات هذا العلو ، مما كان سببا يف ) وليتبروا ما علوا تتبريا ( والعبارة . أنفسهم الء هللا وعدم اكتراثهم بحثه هلم على ليصبح املراد هو أن علو بين إسرائيل ، محل يف أحشائه بذرة دماره منذ نشأته ، بعدم الو. زواله

بل اعتمدوا على غري اهللا ، يف حتصيل هذا العلو وإدامته ومحايته من الزوال ، بالفساد واإلفسـاد . اإلحسان وحتذيره هلم من اإلساءة . واإلمث والعدوان

جاءت تعقيبا على ) وليتبروا ما علوا تتبريا ( وأن عبارة ) . كما دخلوه أول مرة ( ليتبين لنا أن احلديث عن الوعد الثاين ، انتهى بقوله ، ليؤكد مبا ال يدع جماال للشك ، أن هذا العلو املوصوف بـالكبري يف ) 4(يف اآلية ) ولتعلن علوا كبريا ( قوله تعاىل يف بداية القصة

.ا كسبته أيديهم األرض ، والذي حتصل عليه بين إسرائيل ببعدهم عن اهللا ، سيصبح هباء منثورا مب

ومن تعريفنا السابق ملفهوم العلو ، جند أن العلو مظهر من مظاهر احلياة ، كما الغىن الذي يتحصل بامتالك املال الوفري ، وكما الفقر، وسياستهم الذي يتحصل بامتالك املال القليل ، ويتم حتصيله من خالل امتالك مقومات مادية ، تتمثل يف السيادة على األرض وأهلها

واحلقيقة أن اليهود يف هذا العصر . والتحكم يف خمتلف شؤوم ، والقدرة بامتالك القوة ، والغىن بامتالك املال واملوارد املادية األخرى

48

فهما شكل من أشـكال اإلفسـاد . ، مل يقتصر علوهم على فلسطني فحسب ، بل مشل أمريكا وبريطانيا والكثري من الدول الغربية . ليهودي يف األرض ، وأداة للعدوان على الشعوب بأيدي اليهودية العاملية ا

تلك من ومبا أن العلو مظهر ، واملظاهر ال تدمر تدمريا ، وإمنا تزول زواال بفقدان أسباا ومقوماا ، كما أزيل علو فرعون بتدمري ما امونالحظ أن اهللا تبارك ) . األعراف 137( صنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشونودمرنا ما كان ي( مقومات علوه ، يف قوله تعاىل

ألن املقصود تدمريه هنا ليس العلو حبـد )وليتربوا ما ( ، وإمنا قال ) وليتربوا علوهم تتبريا ( ليقول ) علوهم ( وتعاىل مل يأت باملصدر ه أو به أو فيه بنوا إسرائيل بامتالكه والسيطرة عليه ، مما مكنهم من اإلفساد يف األرض ، أي تـدمري عال علي )ما ( ذاته ، وإمنا تدمري

هلذا العلو ، املوصـوفة بالتفصـيل يف املكان والزمان والكممما ميتلكونه من مقومات لعلوهم ، لتشمل ) ما ( كل ما يقع حتت كلمة : ، واليت تتلخص فيما يلي ) 6و4( اآليتني

.ستالب أو تدمري القوة العسكرية املتطورة ، واليت مكنتهم من العلو واستمراريته ، ورد الكرة على أعدائهم ا •

.ذهاب األموال والبنني واإلمداد ، الذي كان يتوفر هلم يف حروم السابقة •

.استالب أو تدمري األمكنة اليت متتعوا بالعلو فيها وكانت منطلقا إلفسادهم يف األرض •

يف اية قصة املرتني ووعديهما ، كتعقيب لتوضيح مآل علو بين إسرائيل الـذي ورد ) وليتبروا ما علوا تتبريا ( ك جاءت عبارة لذلوقد جاء هذا . ذكره يف اآلية الرابعة يف بداية ، ومل تأت للتعقيب على وعد اآلخرة بالرغم من ورودها بعد االنتهاء من وصف أحداثه

، ألن زوال العلو بشكل ائي ، سيكون كعاقبة أو نتيجة لنفاذ وعد اآلخرة فيهم ، ويبدوا يل أن زوال العلو اليهودي التعقيب متأخرا . يف العامل سيأيت على مراحل ، ليبدأ يف فلسطني ومن مث ميتد ألمريكا وبريطانيا وفرنسا والغرب إمجاال ، بإذن اهللا

جاءت للتعقيب على ما فعله هؤالء العباد ، بعلو بين إسرائيل يف وعد اآلخرة ، على اعتبار أن ورمبا يذهب البعض إىل أن هذه العبارة ، عائد على العباد ، وهذا غري صحيح ألن ذلك يعين استمرارية اخلطاب ، فلو أن اخلطـاب لـبين ) وليتبروا ( الضمري واو اجلماعة يف

. هذا من جانب ) تبروا ـ ما علومت ـ تتبريا ولي( إسرائيل استمر جلاءت العبارة على النحو التايل

ومن جانب آخر مل يذكر يف التعقيب شيء خيص وعد اآلخرة بذكر كلمة وعد مثال ، كما جاء يف التعقيب على الوعد األوىل ، بقوله واو ( ، لعود ضـمري الغائـب وإمنا جاء التعقيب األخري على بين إسرائيل املذكورين باالسم يف اآلية الرابعة) وكان وعدا مفعوال (

، وكذلك على علوهم الكبري املوصوف يف اآلية الرابعة أيضا ، التصال ضمري الغائب العائـد ) وليتربوا ( عليهم يف كلمة ) اجلماعة ) .علوا ( يف كلمة ) واو ( عليهم

ليه من مقومات العلو الصهيوين ، بعد أن يكونوا قد ولو فرضنا جدال استمرارية اخلطاب ، فهل يعقل أن يدمر املسلمون ، ما حتصلوا عبل على العكـس . طبعا ال ! أوقعوا فيهم القتل والتنكيل والسيب والنفي ، ومتت هلم السيطرة الكاملة على األرض بدخول القدس ؟

.ة املقبلة مع الغرب متاماسيكونون بأمس احلاجة ، ملا حتصلوا عليه ساملا من مال وعتاد الستخدامه يف املواجهة احلقيق

أن كل ما عال بنو إسرائيل عليه أو به أو فيه سيصله الدمار ال حمالة لعموم لفظ العلو حىت علوهم يف الغرب ، إذ أن :وخالصة القول بـين الذي أبقى علوهم قائما ومستمرا يف فلسطني هو علوهم يف الغرب ، ولذلك يصبح دمار الدول الغربية أمر حمتما ، ليزول علو

إسرائيل فيها أيضا بشكل ائي ، وبذلك تنتفي متاما قدرم على العلو مرة أخرى ، إذ أن هذا العلو هو علوهم األخري يف األرض وأن .أفعاهلم ستكون سببا يف زوال علوهم هذا ، وستجد مزيد من تفصيل هذه العبارة يف اجلزء الثالث من الكتاب

49

:خاتمة السورة : أما سبب جميء هذه اآليات يف آخر السورة فهو لسببني . خامتة سورة اإلسراء ، حيث ذكر وعد اآلخرة مرة أخرى واآلن لننتقل إىل

ذه أوال ؛ إظهار اإلعجاز العددي يف القرآن ، الذي سنظهره بإذن اهللا الحقا ، ثانيا ؛ للتعقيب على الوعد الثاين يف بين إسرائيل بعد نفا .تفاصيل هذا الوعد قبل نفاذه ، وما سيكون منهم بعد نفاذه متاما كما جاء به القرآن ، وما سيكون ممن علموا ب

مـا وبالحق أنزلناه وبالحق نـزل و ) 104( وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن ) 106( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه ترتيلا) 105( أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا

همليلى عتإذا ي هقبل نم لموا العأوت ينا الذدجس لأذقانون لرخ107( ي (ولافعا لمنبر دعا إن كان ونبان رحبقولون سيو )108 ( )109( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا

: مختصر ما قيل في هذه اآليات ، في تفسير األلوسي

وباحلق أنزلناه وباحلق ( أي خمتلطني ، وفسره ابن عباس مجيعا ، وبكم جاءت لتغليب املخاطبني على الغائبني ، ) جئنا بكم لفيفا " ( وهكذا طريقة العرب يف كالمها ) لئن اجتمعت اإلنس واجلن ( ؛ عود إىل شرح حال القرآن الكرمي ، فهو مرتبط بقوله تعاىل ) نزل

إىل آخر مث إىل آخر ، مث تعود إىل ما ذكرته أوال واحلديث شجون ، فضمري الغائب للقرآن ، تأخذ يف شيء ، وتستطرد منه إىل آخر مث . وقد محله بعضهم على هذا ، أو للوعد املذكور آنفا ، أي وعد اآلخرة الذي ذكر يف اآلية السابقة

مـا اشتمل عليه من العقائد واألحكام وحنوهـا ، أي ما وبالثاين؛ على ما قيل احلكمة اإلهلية املقتضية إلنزاله ، واملراد باحلق األول، وقيل احلق يف املوضعني األمر احملفوظ الثابت ، وما نزل إال ملتبسا باحلق الذي اشتمل عليه، أنزلناه إال ملتبسا باحلق املقتضى إلنزاله

عليك إال التبشري واإلنذار ال هدايـة الكفـرة ؛ وللعاصي من العقاب ، فال) ونذيرا ( ؛ للمطيع بالثواب ) وما أرسلناك إال مبشرا ( .املقترحني

ونزلناه ترتيال ( ؛ أي تؤدة وتأن ، فإنه أيسر للحفظ وأعون على الفهم ، ) على مكث ( ؛ أي أنزلناه منجما مفرقا ) وقرءانا فرقناه ( ؛ أي ) أو ال تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله ( أي بالقرآن ، ) آمنوا به ( ؛ على حسب احلوادث واملصاحل ، قل للذين كفروا )

، العلماء الذين قرءوا الكتب السالفة ، من قبل ترتل القرآن وعرفوا حقيقة الوحي ، وأمارات النبوة ، ومتكنوا من متييز احلق والباطل . والمحق واملبطل ، أو رأوا نعتك ونعت ما أنزل إليك

تعظيما ألمر اهللا تعاىل ، أو شكرا إلجناز ) سجدا ( ؛ يسقطون بسرعة على وجوههم ) عليهم خيرون لألذقان ( أي القرآن ) إذا يتلى ( ما وعد به يف تلك الكتب من بعثتك ، وقال صاحب الفرائد ، املراد املبالغة يف التحامل على اجلبهة واألنف ، حىت كأم يلصـقون

.قعون على األرض عند التحقيق واملراد تصوير تلك احلالة األذقان باألرض ، وهو وجه حسن جدا ، أي ي

إن كان وعد ( عن خلف وعده ، أو عما يفعل الكفرة من التكذيب ، ) سبحان ربنا : ( ؛ أي يف سجودهم أو مطلقا ) ويقولون ( ول لتعظيم أمر اهللا تعاىل أو الشكر إلجناز ؛ كرر اخلرور لألذقان الختالف السبب ، فإن األ) وخيرون لألذقان يبكون ( ، ) ربنا ملفعوال

من الوعد ، والثاين ملا أثر فيهم من مواعظ القرآن ، أي ساجدين باكني من خشية اهللا تعاىل ، وملا كان البكاء ناشئا من اخلشية الناشئة ملا يزيدهم علما ) خشوعا ( بسماعهم له ؛ القرآن) ويزيدهم ( املفيدة للتجدد ) يبكون ( التفكر الذي يتجدد ، جيء باجلملة الفعلية

.من تفسري األلوسي " . ويقينا بأمر اهللا تعاىل ، على ما حصل عندهم من األدلة

50

:جئنا بكم لفيفا

القوم جيتمعون من قبائل شىت لـيس أصـلهم ( ، واللفيف ) مجتمع ملتف من كل مكان ( يف كلمة لفيف ) لسان العرب ( قيل يف اجلمع العظيم من أخالط شىت فيهم الشريف والـدينء واملطيـع ( واللفيف ) ما اجتمع من الناس من قبائل شىت ( واللفيف ) واحدا

واملالحظ أن معاين الكلمة جاءت مبعىن جمع ال مجيع ، واحلقيقة أن الذي مت على أرض الواقع ، هو ) . والعاصي والقوي والضعيف وأن جميئهم مجيعا لن يتحقق ألم يتمتعون بصفات طفيلية ، ال متكنهم من ترك الدول الغربية الغنيـة . ايء واجلمع من أماكن شىت

.والعودة إىل فلسطني

جاءت بعد ذكره تعاىل لوعد اآلخرة ، يف . وكما عقب سبحانه بعد ذكره لوعد اآلخرة يف بداية السورة ) 109-104(أما اآليات ( لى إنزاله هذا الوعد بنصه يف القران ، كما أنزل يف كتاب موسى عليه السالم من قبل ، حيث قال سـبحانه اية السورة تعقيبا ع

مكث ونزلنـاه ترتيلـا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على )105( نذيراو مبشراوبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا أي وباحلق الذي أوجبته احلكمة اإلهلية ، أنزلنا خرب هذا الوعد يف القران ، الذي نزله على عبده ترتيال ، وفرقه ليقرأ علـى ) 106(

بكل تفاصـيله –ائيل مما سيكون من شأن بين إسر -الناس على مكث ، وباحلق والصدق واخلرب اليقني جاء هذا القران ، ذا الوعد .ومالبساته ، مبا ال يدع جماال للشك أو التقول

: واحلكمة اإلهلية اليت اقتضت إنزاله ، كما جاء من نص اآليات ، هي

الصالحات أن لهم ويبشر المؤمنني الذين يعملون ( زف البشرى للمؤمنني الصابرين املرابطني املتمسكني بدينهم املخلصني له : والأ، بأن اهللا لن خيلف وعده الذي وعد ، وأن ما وعدهم اهللا ال حمالة واقع ولو بعد حـني ، ليحـثهم علـى ) اإلسراء 9(أجرا كبريا

–السبل التمسك بدينهم والتحلي بالصرب ، وعدم االستعجال ألمر اهللا والركون لليأس ، فكلما ادهلمت اخلطوب باملؤمنني وضاقت، فنجي جاءهم نصرنا، وظنوا أنهم قد كذبوا ، استيئس الرسلحتى إذا ( كان الفرج ، قاب قوسني أو أدىن –كما هذه األيام

) . يوسف 110( ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمنيمن نشاء ،

واملكذبني واملتشككني ممن غرم احلياة وآمنوا مبا يقوله الواقع ، مـع عـدم ) الذين ال يؤمنون باآلخرة ( إنذار بين إسرائيل : وثانياوأن الذين لا ( قراءم له بشكل صحيح ، أكثر من إميام باهللا وما جاء يف كتابه الذي أنزل ، وحتذير هلم من عقابه يف الدنيا واآلخرة

اييما ألذابع ما لهندتأع ةرون بالآخنماإلسراء 10( ؤ . (

حتصل اإلميان ملن مل يؤمن بعد وجتدد إميان املؤمنني وزيادة يف اطمئنان قلوم ، عند نفاذ هذا الوعد كما جـاءت صـفته يف : وثالثا من أمر هذا ) … قل آمنوا به أو لا تؤمنوا ( تهديد شديد اللهجة ، حيث قال سبحانه للناس كافة على وجه التبكيت وال. القرآن

وأن من كانوا قد علموه وسبق هلم اإلميان به . الوعد وهذا القرآن ، أن هذا الوعد ال حمالة واقع ، وإميانكم به وبالقرآن وعدمه سواء إلميام مبن أنزله وصدق ما جاء يف كتابه ، سيكون هذا حاهلم ، ) … لم من قبله إن الذين أوتوا الع… (وتصديقهم له قبل حتققه ) 108( إن كان وعد ربنا لمفعولاويقولون سبحان ربنا ) 107( إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا( عند حتققه وبعد حتققه

) سبحان ربنا إن كان وعد ربنا ملفعـوال : ( إذا تلي عليهم ذكر هذا الوعد عند وبعد حتققه خروا لألذقان سجدا ، قائلني أي أموما أن ) 109( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا( وسيكون هذا حاهلم مرة تلو مرة ، كلما تليت عليهم آيات هذا الوعد

وموا حىت ال تكاد حتملهم أرجلهم ، وتغلب عليهم مشاعرهم من شدة التصديق وشدة اإلميان ، فيعودوا ليقعوا ساجدين خاشـعني يق .ملن ال يخلف وعده

51

) 8(عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا (

بى رسع كممحري أن كم:

بعد نفاذ الوعد الثاين ، يوجه سبحانه اخلطاب للبقية الباقية من بين إسرائيل ، الذين جنوا من هذا العذاب ومل يطلهم عقـاب وعـد ـ . اآلخرة ، لعلهم يعتربون مما حصل بعد أن رأوا ما رأوا مما حل يف بين قومهم ملا علوا وأفسدوا يف األرض ودون إىل اهللا فلعلهم يع

إن رحمة ، وادعوه خوفا وطمعا، تفسدوا في الأرض بعد إصلاحهاولا ( قال تعاىل . ويصلحون أمرهم فيتوب اهللا عليهم ويرمحهم سننيحالم نم قريب األعراف 56( الله (م إىل اهللا تعين اعتناقهم لإلسالملقوله تعاىل ، وعود ، ) الم نيبيالن يثاقم ذ اللهإذ أخو

ةكمحاب وتك نم كمتيآتهنرصنلتو به ننمؤلت كمعا ممل قدصول مسر اءكمج ري قالوا ثمإص كملى ذلع مذتأخو مترقال أأقر وهو في الآخرة من الخاسرين غير الإسلام دينا فلن يقبل منهومن يبتغ ( … ) 81( قررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدينأ)85 ( … ) ينواإلا الذابت كذل دعب نواملحأصفإن ا و للهيمحر وهذا ما مل يفعلوه سابقا ولن يفعلوه ) . آل عمران 89( غفور

أو أشد قسوة… ( مستقبال ، فهم أعلنوا حرم على اهللا قبل أن يعلنوها على أي شيء آخر ، وهيهات أن يتوبوا فقلوم كاحلجارة …) البقرة 74(…

:وإن عدتم عدنا

رون باإلفساد وسيعودون إليه مرة تلو أخرى ، وهذا حممول على الشرط فإن عادوا لإلفساد بعد حتقق الوعد الثاين ، عاد لذلك سيستماهللا عليهم بالعقاب ، وستكون هذه العودة باتباعهم للدجال أكرب املفسدين يف األرض وهي العودة النهائية هلم ، وال تتفق من حيـث

على يدي عيسـى عليـه ) لد ( مرة من املرتني ، وستكون ايتهم على مشارف بيت املقدس بباب املواصفات والشروط مع كوا السالم ومن معه من املسلمني ، عند هروب الدجال إليها ، كما روي يف نفس احلديث الصحيح الطويل من رواية مسـلم ، الـذي

إذ بعث الله المسيح ابن مـريم )أي الدجال ( بينما هو كذلك ف… " أوردنا بعضا منه يف شرحنا لعبارة عبادا لنا ، جاء ما نصه … لهقتفي اب لدبب ركهدى يتح هطلبا … ( ليعقب سبحانه على ذلك بقوله " . …فيـريصح رينلكافل منها جلنعجوال ) 8(و

…أسف وال رمحة

) :وحبل من الناس … لا بحبل من الله إ( ، وباءوا بغضب من الله ، ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله وضربت عليهم الذلة والمسكنة … ( قال تعاىل يف سورة البقرة

نيبيلون النقتيون، ودتعوا يكانا ووصا عبم كذل ، قر الحيالزما لبين إسرائيل ، كان فيما ) 61( بغهذه اآلية توضح حكما إهليا مسبق قد صدر حبقهم عند كفرهم وقتلهم األنبياء ، ونالحظ أن املسكنة عطفت على الذلة مباشرة ، وأما تالزما يف الوقوع حتـت

) . وضربت عليهم الذلة والمسكنة ( ه تعاىل الضرب ، يف قول

إلا بحبل من الله وحبل مـن أين ما ثقفوا ، ضربت عليهم الذلة( ويف سورة آل عمران ، أعيد نفس النص السابق ، يف قوله تعاىل ، ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ، ويقتلون الأنبياء بغير حق ، وضربت عليهم المسكنةلله ، ، وباءوا بغضب من ا الناس

وال ، ومن مث إضـافة ، ولكن بفصل الذلة عن املسكنة ، مع ضرب كل منهما على حدة أ) 112( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدونومن هنا نستطيع القول ، بـأن الذلـة . من ضرب الذلة دون املسكنة ثانيا ) إلا بحبل من الله ، وحبل من الناس( االستثناء التايل

كنة ستبقى مالزمة هلم ، يف حال رفعت احلالة األوىل حببل من اهللا ، واحلالة الثانية حببل من الناس ، وأن املس: سترفع عنهم يف حالتني . الذلة عنهم أم مل ترفع

52

، مبعىن سويت عناقيدها ودليت أي خفضت ) وذللت قطوفها تذليلا( جاء يف معجم لسان العرب ، الذل نقيض العزة ، وقوله تعاىل ل هو الصغار واخلضوع واالخنفاض ، والنقيض هلذة الصفات هـو االسـتكبار ، وتذلل له أي خضع له ، وأن املعىن املستفاد من الذ

.والسطوة واالرتفاع

. أي ألزموا الذلة والصغار فال منعة هلم ، مبعىن ال قوة هلم ملنع الغري من استباحة دمائهم وأمواهلم وأهلـيهم : وضربت عليهم الذلة على مر العصور وال خالص هلم منها ، والسبب يف ضرا عليهم هو استحقاقهم لغضب اهللا عليهم وثبتت فيهم هذه الصفة والزمتهم

.، لكفرهم بآياته وقتلهم األنبياء ، باإلضافة ملا كان من عصيام ألوامره واعتدائهم على حدوده

.أينما وجدوا : أين ما ثقفوا

إلا بحبل من الله وحبل من ، أين ما ثقفوا، ضربت عليهم الذلة( حيث يقول سبحانه ، هنا ال بد لنا من وقفة مع هذه العبارة ، ، فالذلة مالزمة هلم أينما أقاموا أو ارحتلوا ، وهذه الذلة سترفع عنهم مرتني لتستبدل بالعلو ، أينما أقاموا أو ارحتلوا ، علـى ) الناساد سطح كوكب األرض ، فالعلو اليهودي ملرتني حدث عارض يف تارخيهم ومصريه إىل الزوال ، أو حالة استثنائية سيعيشها عامة امتد

الشعب اليهودي ملرتني أينما وجد ، وستزول هذه احلالة عن عامة الشعب اليهودي كذلك ، عندما يأذن رب العزة بزوال علوهم يف هود العامل أفرادا ومجاعات ، يف شىت بقاع األرض إىل حالة الذلة ، اليت هي يف األصل احلالة اليت يستحقون املرة الثانية ، وليعود كل ي

.مبنظور رب العزة

والسؤال اآلن ، ملاذا كان هذا الفصل وهذا االستثناء ؟

) الذل والصغار واخلضوع واالخنفاض ( الذلة ، لتصبح حاهلم من االستثناء هنا يفيد رفع حالة : إلا بحبل من الله ، وحبل من الناس ، وهذا مما يفيد معىن العلو ، وهذا االستثناء يوضح أن العلو سيكون ) العز واالستكبار والسطوة واالرتفاع ( إىل العكس متاما ، أي

كينه من خالل الوحي والنبوة ، وأن العلو الثاين سيكون على حالني ، فالعلو األول كان حببل اهللا ، أي باتكاهلم على اهللا يف نشأته ومت .حببل الناس ، أي باتكاهلم على الناس يف نشأته ومتكينه من خالل املساعدات املالية والعسكرية

ئر إىل قمته ، فهو يف هذا املقام ، فاحلبل يرفع به دلو املاء ، من قعر الب) حبل ( ومتعن يف مجال ودقة التعبري القرآين ، واستخدام كلمة ، جند " اعقل وتوكل " وسيلة النتشال الشيء ، من أدىن حاالته وإيصاله إىل أعالها ، ومن قوله عليه الصالة والسالم ، لصاحب الناقة

. أنه وسيلة ربط إلحكام الشيء وإبقاءه على حاله

ن تسلق احلبل األمريكي الربيطاين ليصعدوا إىل قمة متثـال وهذا ما حتقق يف الواقع ، فقد استطاع اليهود بعد أن كانوا يف القاع ، ماحلرية ، ومن مث تناولوا احلبل وربطوه يف قرين التمثال ، وأخذوا طرفه اآلخر ولفوه سياجا منعيا حول دولتهم يف فلسطني ، حىت أصبح

حب اليهود طرف احلبل الذي ميسكونه بإحكـام ، عامة األمريكيني عبيدا لليهود ، يقدمون هلم القرابني اليت نعلمها ، خشية أن يس .وطرف احلبل اآلخر ليس ببعيد عن أولئك العباد ، فما زال ينتظرهم ليسحبوه ليغرق التمثال وأهله . فيهوي رأس التمثال يف البحر

يف العلو األول هلم كانوا ) . 2(ن دوني وكيلا ألا تتخذوا م( نعلم أن اهللا قد حذرهم من اختاذ وكالء غريه ، يف افتتاحية السورة قائال إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنـا ( قد طلبوا العون من اهللا ، إلقامة الدولة يف األرض املقدسة ، وكان اتكاهلم على اهللا إلدامة وجودها ،

ورزقناهم من الطيبات الكتاب والحكم والنبوةولقد آتينا بني إسرائيل ( ا فآتاهم اهللا ما طلبو) البقرة 246( ملكا نقاتل في سبيلنيالملى العع ماهلنفضوأما يف العلو الثاين كانوا قد طلبوا . فجمع هلم امللك والنبوة يف داود وسليمان عليهما السالم ) اجلاثية 16( و

رددنا لكم ثم( إلقامة الدولة ، واالتكال على بريطانيا إلجيادها وعلى أمريكا إلدامة وجودها فكان هلم ما أرادوا ) بلفور ( العون من ) .اإلسراء 6( الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنني وجعلناكم أكثر نفريا

53

يت هذا االستثناء يف سورة آل عمران ، وبقي على حاله كما هو يف سورة البقرة ، لتناقض ذلك مع قوله تعـاىل يف سـورة ولو مل يأ .، سبحانه وتعاىل عن ذلك علوا كبريا ) ، ولتعلن علوا كبريا مرتينلتفسدن في الأرض ، ( اإلسراء ،

همليع تربضة وكنسوإن كـان -أي احلاجة للغري والتسول بال خجل ، فال كرامة وال عزة وال إباء هلم ، فال يوجد يهودي : المبارعون يف التسلق على ظهور غريهم مبكرهم ودهائهم ، ) وهكذا تكون الطفيليات ( خاليا من زي الفقر واخلضوع واملهانة -غنيا

.لقضاء حاجام الدنيوية الدنيئة

:مجيء اليهود من الشتات

أن وعد اآلخرة ما زال بعيدا عن التحقق ، كون جتمع بين إسرائيل يف فلسطني مل ) جئنا بكم لفيفا ( يظن البعض ، بناءا على عبارة ـ –تقريبا النصف –يكتمل بعد ، فالكثري منهم ة حبقيقـة ما زال يف الدول الغربية ، وهذا الظن يف غري حمله وينم عن عـدم معرف

الشخصية اليهودية ، فاليهود املنتشرون كاجلراد يف شرق العامل وغربه ، لن يهاجروا إىل فلسطني إال يف حالة واحدة إذا أجربوا علـى دم ذلك مكرهني ، أو دمر العامل بأسره ومل يبق إال فلسطني ليهاجروا إليها ، وهذا غري وارد يف املنظور القريب ، ودمار إسرائيل القـا

. سيكون سابقا بل سببا اليار العامل الغريب ودماره

فاليهود كائنات طفيلية ، ال تستطيع العيش مبعزل عن اآلخرين من غري اليهود ، وحىت الدولة اليهودية تتصف بنفس الصفة ، فهي ال وهذه هـي . ية ، والتسول الدائم واملستمر تستطيع البقاء واحملافظة على وجودها وكياا ، بدون املساعدة اخلارجية من الدول الغرب

وال أدل علـى ذلـك . املسكنة اليت ضرا اهللا عليهم ، والزمتهم على مر تارخيهم الطويل ، يف غناهم وفقرهم ويف ذلهم وعلوهم جحا يف حلق الشعوب الغربية التسويق املذل واملخزي واملستمر ، للمحرقة النازية واليت جعلوا منها ومن مة معاداة السامية ، مسمار

باإلضـافة إىل –البتزازها وب خرياا وخاصة أملانيا ، فهم عالة على كل من آواهم ، وهذا ما يشهد به تارخيهم ، وكان سـببا .يف اضطهادهم -غدرهم ومكرهم ومؤامرام

وت املال العاملية إن مل تكن كلـها ، حـىت البنـوك واليهود هم أول من ابتكر الربا ويعيشون به وعليه ، واآلن هم ميلكون معظم بياملركزية األمريكية والربيطانية ، وحق إصدار النقد فيها ، فهل من املعقول أن يتركوا العجل الذهيب ، ويغادروا جنة إهلهـم مبحـض

فلسطني بكلهم وكليلهم لن يكون ، بأن جتمعهم يف –ملا تقدم –طبعا ال ، فهذا ضرب من اخليال ، لذلك أستطيع اجلزم ! إرادم ؟ . وللعلم فإن معظم املهاجرين اليهود ، كانوا من بلدان أوروبا الشرقية املعروفة بفقرها ، وأما الغربيون فأعدادهم قليلة جدا

عىن املستفاد منها فضال عن ذلك ، مل يأت يف جممل معاين لفيفا ما يفيد جتمع كل اليهود يف فلسطني كشرط لتحقق وعد اآلخرة ، واملهو االختالط يف األصول واجلمع من أماكن خمتلفة وهذا قد حتصل ، فالدول اليت هاجروا منها مشلت معظم أرجاء املعمورة وهي غنية

.عن التعريف وهذا هو املراد

توضحها ، فال أسرع من االنتقـام أما فيما خيص السنن اإلهلية يف القرى الظاملة ، فقد وردت يف هذا البحث الكثري من اآليات اليتوظلم اليهود وعلوهم واستكبارهم وعنجهيتهم وعنصريتهم ، وحماربتهم هللا ورسوله وأولياؤه وقتل األبرياء العزل ، . اإلهلي ليحل ا

سها فاق كل تصور ، وهدم البيوت واستالب األراضي واقتالع أشجارها واستيطاا ، ومنعهم مساجد اهللا أن يذكر فيها امسه وتدنيولوال أن احلكيم العليم جلت قدرته وعظم شأنه ضرب هلم موعد لن يخلفوه ، وأن أرضه . وأوجب عقابه سبحانه هلم منذ زمن بعيد

عنـد املقدسة تزخر بأوليائه الصاحلني ، ألنزل اآلن عليهم رجزا من السماء ، كما أنزله على أسالفهم ، رد تبديلهم للقول واهليئةولكن عقام سيكون خمتلفا رمحة من ربك بعباده الصـاحلني هنـاك ، لكـيال . دخول القرية ، لعنهم اهللا بكفرهم قليال ما يؤمنون

54

ذا جاء لـا إن أجل الله إ( ، و ) فإن أجل الله لآت( يسوءهم العذاب فضال عما أساء هلم أولئك األوغاد ، فلريتقبوا إنا مرتقبون ) . نوح 4( يؤخر لو كنتم تعلمون

تعين عملية ربط نفاذ وعد اآلخرة بتجمع كل اليهود يف فلسطني ، أن وعد اآلخرة لن يتحقق حىت قيام الساعة ، وهذا خمالف ملا نراه لنصوص ، إذ أن هناك عودة أخرى لإلفسـاد ، على أرض الواقع ، حيث وصل الظلم اليهودي أقصى مداه ، وخمالف أيضا ملا حتكيه ا

.وهناك عقاب آخر سينطق فيه احلجر والشجر قبل قيام الساعة ، اليت أصبحت أشراطها الكربى على األبواب والناس عنها غافلون

:ما تخبر عنه اآليات في السورة ، ليس وعدا بنصر للمؤمنين ، وإنما وعد استثنائي بعقاب بني إسرائيل تقرر هذه اآلية الكرمية ، بأن ) األعراف 167( العذابسوء من يسومهمإلى يوم القيامة ليبعثن عليهموإذ تأذن ربك ( اىل قال تع

وقد . هناك استمرارية للعذاب إذا هناك استمرارية للبعث و. اهللا سيبعث على بين إسرائيل ، من يسومهم سوء العذاب إىل قيام الساعة وقع العذاب فيهم على أيدي وثنيون ونصارى ومسلمون على مر تارخيهم الطويل ، مما يؤكد أن العذاب اخلاص بوعدي املرتني ، هو

اء جاء ملا ميلكونـه حالة استثنائية خاصة خمتلفة عما تقرره اآلية أعاله ، وأن الذين سيوقعونه م أناس استثنائيون أيضا ، وهذا االستثنمن صفات على رأسها صفة البأس الشديد ، ذلك أن إفساد بين إسرائيل املقترن بالعلو يف كلتا املرتني ، أعظم من أي إفساد سابق أو

.الحق ، مما يتطلب بعث أناس هم أهل ملا يريده اهللا لبين إسرائيل من العذاب الشديد

سنة مـن جمـيء 1600آالف سنة تقريبا من اآلن ، وقبل 3موسى عليه السالم ، قبل كانت نصوص هذه النبوءة قد أنزلت على وهـي يف . اإلسالم تقريبا ، وكشفت نصوصها لبين إسرائيل بعد نكوصهم عن الدخول إىل فلسطني ، وقبل سنوات التحرمي والتيه

علو أممي يف فلسطني ، يشترط فيهما سبحانه اإلحسـان الواقع حتكي حالتني استثنائيتني من تاريخ بين إسرائيل ، يتحصل هلم فيهما وجتنب اإلساءة ، فإن أحسنوا أحسن إليهم ، وإن أساءوا أزال علوهم وعذم يف الدنيا واآلخرة ، وقد وعدهم بإطالة أمد هذا العلو

سيئون ويم وبإزالة هذا العلو طاملا هم يون على اإلساءة إليهم طاملا هم حمسنون ، واإلساءة إليهم بعقاصر.

ولعلمه املسبق بإفسادهم بعد التمكن من العلو فيها يف املرتني ، أخربهم سبحانه مبا سيكون منهم مستقبال ، مؤكـدا ذلـك بقسـم وأم كلمـا علـوا يف األرض . تستشعر من خالله التحدي اإلهلي هلم ، كوم دائبون على حتديه مبحاربة رسله وأولياءه وشرائعه

وعندما . سيفسدون فيها بالرغم من حتذيرهم هذا ، معلنني حرم عليه سبحانه ، لينالوا غضبه وسخطه عليهم مما يستوجب انتقامه يتحصل ذلك منهم ، وعدهم رم بأن يبعث عليهم يف كل مرة عبادا له أويل بأس شديد ، ليعيدوم إىل موقعهم احلقيقي من اإلعراب

.بني األمم

نا على أن ما تخرب عنه سورة اإلسراء حصرا ، هو وعد إهلي بعقاب وعذاب لليهود إلفسادهم واسـتعالئهم يف األرض ، ال لنؤكد هوعدا إهليا بتحرير فلسطني ، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى ، ويف التعقيب على هذا اخلرب ، كانت إحدى احلكم اإلهلية لإلخبار

أما نصر املؤمنني من أهل فلسطني ، الذين نصروا اهللا بصربهم ورباطهم وثبام ، فاإلخبار عنـه . عنه ، هي زف البشرى للمؤمنني .والوعد به جاء يف سنن إهلية عامة بنصر املؤمنني واملستضعفني من عباده يف مواضع أخرى من القرآن ، فال خنلط بني األمرين

الحقيقة ؟من هم هؤالء العباد ، ولماذا هم ، وما الذي يجري في من سورة اإلسراء ، أن العقاب اإلهلي لبين إسرائيل سيحل م على أيدي بشر ، طائفة ) 7-5( يؤكد النص القرآين ، يف اآليات من

من خلقه سخرهم اهللا جلت قدرته ، من أجل القيام ذه املهمة العظيمة ، واختارهم هلذه املهمة التصافهم بالبأس الشديد ، وغاية هذه وبالتايل من الضرورة مبا كان أن ميتلك أولئك العباد ، . ملهمة هي االنتقام ، وهذا االنتقام إهلي الطابع ، وصفته شديد الوقع والتأثري ا

55

خمزونا هائال وكما ضخما ، من احلقد والكراهية املوجه لبين إسرائيل لسبب أو آلخر ، مما أوجد لديهم رغبة شديدة وملحة يف االنتقام م ، حىت يتوافق ذلك مع مقتضى اإلرادة اإلهلية يف االنتقام ، وليتجلى ذلك العذاب يف أبشع صوره ، كما لو أنه أنزل عليهم من منه

وتوحي اآليات بأن هناك عالقة عدائية ما بني اليهود وأولئك العباد ، نشأت منذ اية علوهم األول وجتددت مـع بدايـة . السماء رت وتزايدت مع مرور الزمن ، وأن سبق العداء واالعتداء اليهودي على أولئك العباد ، سـيكون السـبب يف علوهم الثاين ، واستم

. خروج أولئك العباد عليهم ، ولتوضيح ما خفي بني السطور يف هذا النص القرآين الكرمي ، سنقوم بطرح مثال قريب إىل أذهاننا

الشعور باجلوع أو لوجود صفة الشراهة : ة ال تأيت عبثا ، ويف الغالب تتحصل لسببني لنأخذ مثال اإلرادة أو الرغبة يف األكل وهي عاديف اإلنسان ، واإلنسان الشره يأكل يف العادة دون احلاجة للشعور باجلوع ذلك ألا طبع مالزم له ، فتخيل أن إنسانا كهـذا كـان

م ، فشاهد من خالل الواجهة الزجاجية دجاجة مشـوية ، بالتأكيـد جائعا فضال عن شراهته ، وعند نزوله من إىل الشارع مر مبطع ستتولد لديه رغبة شديدة يف التهام تلك الدجاجة الشهية على الفور ، للشعور باللذة واملتعة وإلطفاء تلك الرغبـة ، وعنـدما هـم

. تبني له أن املطعم لن يفتح قبل عشر دقـائق بالدخول تبين له أن املطعم مغلق لالستراحة ، وحسب الالفتة املوجودة على الباب ، والذي حصل مع صاحبنا ، أنه مل يترك األمر وميضي يف حال سبيله ، بل أخذ األمر على أنه موضوع شخصي كونه ذو طبع شره ،

عن كاهله عبء ذلـك وكأن الدجاجة اعتدت عليه بتعرضها له يف الطريق وطعنته يف مقتل ، فاختذ قرارا باالنتقام منها ، لكي يزيح ولكن هل يستطيع تنفيذ رغبته يف . الوضع وذلك الشعور املزري ، الذي فرضته عليه تلك الدجاجة مبا سببته له من استثارة واستفزاز

… عـم إذن ال مناص له إلا االنتظار ، حلني جميء املوعد املنتظر ، فقرر االنتظار ريثما يفتح املط… ! االنتقام من الدجاجة ؟ كال وختيل ما الذي سيفعله بتلك الدجاجة ! … واآلن ختيل سلوك ذلك اإلنسان ، حلظة فتح الباب وحىت حلظة وقوع الدجاجة بني يديه

وختيل منظره حلظة تركه ! … وختيل منظر الطاولة حلظة االنتهاء منها ! … وختيل ما بقي من حطامها ! … حىت ينتهي من أمرها !… على تلك الدجاجة املزعجة … الذي حققه وباقتدار … عر بنشوة االنتصار وهو يش… لساحة املعركة

أخرب سبحانه بأن عقابه لبين إسرائيل ، سيكون من فعل البشر ، والسلوك البشري يف بعض من جوانبه ، هو جمموعة من احلـوادث ولكن ليس مساو له باملقدار ) فعل معاكس له باالجتاه لكل فعل رد( وما حنن بصدده يف هذا املقام ، هو القانون الفيزيائي . املتكررة

، فرد الفعل يف السلوك البشري تتدخل فيه عوامل كثرية تغري من مقدار رد الفعل ، ومن قراءتنا للنص القرآين وفهمنا له ، جند أن هذا . واإلذالل العقاب اإلهلي ، سينفذ يف بين إسرائيل على أيدي بشر ، وسيكون غاية يف البطش والتنكيل

ورغبة االنتقام لدى البشر ال تنشأ عبثا ، . وهذا السلوك البشري ال يقوم به إال من كان يعتمل يف صدورهم رغبة شديدة يف االنتقام مبعىن أن الرغبة يف االنتقام لدى شخص ما ، تنتج عادة لسبق االعتداء من قبل شخص آخـر ، . فغالبا ما تكون رد فعل لفعل سابق

با ما يتسبب الشخص املعتدي ، يف إيقاع األذى بالشخص املعتدى عليه ، سواء كان هذا العدوان جسديا أو نفسيا ، مما يشكل فغال خطرا وديدا على كيان املعتدى عليه برمته ، من حيث األمن والسالمة النفسية واجلسدية ، فيشكل هذا العدوان استفزازا واستثارة ،

يه يعيش حالة من التوتر والقلق ، تؤدي به أخريا إىل القيام برد العدوان بعدوان أشد قسوة وأكثر إيالما وتنكيال ، حىت جتعل املعتدى على عليه من تلك احلالة ، باإلضافة إىل رد اعتباره أمام نفسه وأمام اآلخرين ، ولدرء خطر تكرار العدوان من قبل املعتدي يتخلص املعتد

.ه نفسه أو من قبل غري

ويف أحيان كثرية يتشابه . ويف كثري من األحيان ، يتكرر نفس السلوك البشري لشخص ما ، عند تعرضه لنفس املثري يف أوقات خمتلفة :سلوك شخص ما لدرجة التطابق مع سلوك شخص آخر تعرض لنفس املوقف ، وإن اختلف فاالختالف إما أن يكون

) . شتم ، أو ضرب ، أو إيذاء بليغ أو قتل ( نفسه من لفعل؛ يف درجة الشدة ، لأوال

) . اكتئاب ، أو امتعاض ، أو شتم أو ضرب أو إيذاء بليغ أو قتل ( من لرد الفعل؛ يف درجة الشدة ثانيا

56

مبا يشتم أو فإن كان ذليال رمبا يكتئب ، وإن كان جبانا رمبا ميتعض ، وإن كان قويا فيه لني ر( املعتدى عليه طبيعة الشخصيف ثالثا ؛ ) .يضرب ، وإن كان عزيزا وقويا رمبا يقتل وينكل

ومبا أن السلوك البشري حدث متكرر فهو قابل للدراسة واملقارنة ، وسورة اإلسراء أعطت صورة من صور هذا السلوك ، ألولئـك رد القرآين للقصة ، الذي يعتمد التصوير وتصوير السلوك البشري يظهر يف مواضع كثرية أثناء الس. العباد يف التعامل مع بين إسرائيل

بإجياز شديد ، ليلقي على كاهل القارئ ختيل بقية تفاصيل القصة اليت اختفت بسبب اإلجياز ، وما كان املثال السـابق إال إليضـاح .دية لآليات اجلانب اخلفي ، مما حتكيه النصوص من أحداث غري ظاهرة ، تغيب يف العادة عن ذهن القارئ أثناء التالوة العا

:ما حتصل لدينا من مالمح لسلوك هؤالء العباد ، ومن أحداث من خالل اآليات ، هو ما يلي

.اتصاف هؤالء العباد بالصرب واجللد عند البالء وبالقوة والبطش عند اللقاء : صفة البأس الشديد .1

. عد حتصلهم على العلو الكبري قيام بنو إسرائيل باالعتداء على هؤالء العباد ، ب: رد الكرة .2

.متعلق بعظم الظلم واإلفساد يف األرض ، فكلما ازدادت وتريته كلما اقترب : جميء الوعد .3

.اخلروج للغزو والغارة ، يقترب كلما ازدادت وترية االستفزاز والتهديد ، وتناقصت املعيقات واملوانع : البعث .4

.سلب مقومات العلو اليهودي يف فلسطني :دخول املسجد .5

.عظم االنتقام وبشاعته ، باإليذاء والقتل والتنكيل والتهجري والسيب : إساءة الوجه .6

:تتبع وقارن ما بني معطيات السلوكني

) 4( ← األكـل اإلرادة والرغبـة يف تولـد ) 3( ← استفزاز وإثارة من قبل الدجاجة) 2( ←توافر صفة الشراهة ) 1() 6( ←جميء املوعد الذي حدده صاحب املطعم بانتهاء فترة االستراحة ) 5( ← االستعداد والتهيئة وانتظار الظروف املواتية

) 9(التلذذ واالستمتاع بالتهام الدجاجة ) 8( ←دخول املطعم ) 7( ←بعد فتح الباب ومتكني الوصول : االنطالق حنو الدجاجة .د للدجاجة ال وجو

←استفزاز وإثارة بسبق اإليذاء واالعتداء من قبل بين إسرائيل على أصحاب البعـث ) 2( ← توافر صفة البأس الشديد) 1(مع ازدياد وترية : جميء الوعد ) 5( ←االستعداد والتهيئة وانتظار الظروف املواتية ) 4( ←تولد اإلرادة والرغبة يف االنتقام ) 3(

: االنطالق حنو بين إسـرائيل ) 6( ← واإلفساد اليهودي يف األرض وازدياد خطر العدوان اليهودي على املراد بعثهمالظلم ال ) 9( بالتلذذ واالستمتاع بالتنكيل ببين إسرائيل االنتقام) 8( ← دخول املسجد) 7( ← بعد زوال املوانع وتوفر األسباب

.وجود إلسرائيل

: ليت ظهرت من خالل املقارنة هي املالمح اخلفية ا

ضرورة سبق االستفزاز اليهودي ألولئك العباد ، بإضرارهم وإيذائهم بشكل بالغ األثر ، والتهديد الدائم بإبادم واستئصال .1 .شأفتهم

.تولد حالة من التوتر والقلق والقهر ، لدى أولئك العباد يخلفها ذلك التهديد بالعدوان .2

.لرغبة باالنتقام لدى أولئك العباد ، برد الصاع صاعني لدفع األذى والضرر ورد االعتبار تولد اإلرادة وا .3

.العمل واالستعداد واالنتظار ، ريثما تأيت اللحظة املناسبة اليت تمكنهم من االنقضاض .4

57

:واآلن لنطرح األسئلة التالية

والقوة والبطش عند مواجهة األعداء ؟من الشعب الذي ميتلك صفة الصرب واجللد عند وقوع البالء ، .1

من الشعب الذي هزم من قبل اليهود عند نشوء دولتهم ، والوحيد الذي استمر اليهود ، يف إيذاءه واالعتداء عليه ، بشكل .2 مباشر وغري مباشر ، وما زالوا حىت يومنا هذا ، وسيستمرون يف إيذاءه حىت يجربوه على اخلروج عليهم ؟

ي يظهر رغبة شديدة وملحة يف االنتقام منهم ، والقضاء عليهم وإاء وجودهم ، وما بقي عليه إال أن يهيئ من الشعب الذ .3 له ، أسباب اخلروج واالنبعاث ؟ اهللا

من الشعب الذي بعث عليهم يف املرة األوىل ، ودمر مملكتهم يف فلسطني بالذات ؟ وأين تقع األرض اليت خرج منها اآلن ؟ .4

ب العزيز والقوي ، الذي ال يقبل اخلضوع والذل واهلوان ، ولديه القوة والقدرة ، ليفاجئهم ويكيل هلم الصـاع من الشع .5 صاعني ، ويرتل م أبشع انتقام إهلي ، وبتجل واقتدار ؟

:شروط ومواصفات المرة يصبح لدينا مقياس ينأى بنا عن التخبط والعشوائية واآلن لنحاول استنباط الشروط واملواصفات ، اليت جيب توافرها يف املرة الواحدة ، ل

واالجتهاد اخلاطئ ، نستطيع من خالله تقييم كل حالة من احلاالت املعروضة بني أيدينا ، ألجل التحقق وبدقة متناهية مـن كوـا -:إحدى املرتني أم ال

:أوجه التشابه بني املرتني

. فلسطني -األرض املقدسة : املكان .1

.القتل وسفك الدماء ، إخراج الناس من ديارهم ، حماربة اهللا وما جاء به رسله -أممي مجاعي : فساد صفة اإل .2

. امتالك األرض واملال والقوة -االستعالء : العلو .3

من يفضلون املوت على الذل واملهانة ، وال يقبلون بأقل من رد الصاع صاعني ، وخمرجهم -أقوياء وأعزاء : صفة املبعوثني .4 . نفس األرض يف املرتني

.الدخول بالغلبة قسرا وقهرا ، وهدم مقومات الدولة ، وإفناء شعبها ، والشتات ملن ينجو منهم -انتقام إهلي : صفة العقاب .5

:عالمات فارقة متيز كل مرة عن األخرى

.على الناس إحدامها بالتواكل على اهللا ، واألخرى بالتواكل -تواكلية : النشأة واالستمرارية .1

. دخول فلسطني كأمة يف األوىل ، دخوهلا كجماعات متفرقة من الشتات يف الثانية -خمتلف : ايء .2

.سيتحقق يف مستقبل األمة اإلسالمية -حتقق قبل نزول سورة اإلسراء ، والثاين -األول : الوعد .3

ه ؟هل من المكن أن يبعث اهللا الكفرة ويسلطهم على من شاء من عباد، وقرئ عبيدا لنا ، وأكثر ما يقال عباد اهللا ، وعبيد ) عبادا لنا : " ( هذا السؤال كان قد أورده الزخمشري يف الكشاف ، حيث قال

معناه خلينا بينهم : فإن قلت كيف جاز أن يبعث اهللا الكفرة ويسلطهم عليهم ؟ قلت … الناس ، سنحاريب وجنوده وقيل خبتنصر

58

وكذلك نولي بعض الظالمني بعضا ، بمـا ( ا ومل مننعهم ، على أن اهللا أسند بعث الكفرة إىل نفسه ، فهو كقوله تعاىل وبني ما فعلو .انتهى ) " األنعام 129( كانوا يكسبون

وجب على اهللا تعاىل بزعمه ، رعاية ما يتومهه هذا السؤال إمنا يتوجه على قدري ، ي: " أما اإلمام أمحد فقد قال ردا على نفس السؤال .انتهى ) " األنبياء 23( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون: ( بعقله مصلحة ، وأما السين إذا سئل هذا السؤال أجاب عنه بقوله

نزول اآليات ، حيث أمجعت كل الروايات على كفـر وال ننسى أن الكالم يف املسألة أعاله ، حممول على أن البعثني قد حتصال قبل املبعوثني ، فجاء الكالم ردا على من قد ينكر على اهللا بعث الكفرة على فسقة أهل الكتاب ، وحيصر ذلك باملؤمنني ومها وظنا واتباعا

.للهوى مقدرا بأن يف ذلك كل املصلحة واملنفعة ملزما رب العزة برأيه

م ، نسوق بعض األدلة من القرآن والسنة ، على تسليط اهللا الناس بعضهم على البعض ، دون بيان ماهية املعتقد من وباإلضافة ملا تقد :حيث اإلميان أو الكفر ، وحىت نصرة الدين بالفجار

)البقرة 251( ذو فضل على العالمني ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله( قال تعاىل

اسم الله كثريا ولينصـرن ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها ( وقال أيضا )احلج 40( ه لقوي عزيزالله من ينصره إن الل

وإن الله …: ( يف معرض حديثه ومما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال . مسلم وأمحد والدارمي ، وأخرجه) ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر

!! فإذا كان احلكيم العليم ينصر دينه بالفجار ، أفال يعذب الكفار بالكفار ؟

ط أومل يسلط اهللا التتار على فسقة املسلمني قدميا ، ويسلط األتراك والنصارى واليهود على فسقة املسلمني حديثا ، أم أن هذا التسـلي !!كان من عند غري اهللا ؟

ل هل هناك منفعة أو مصلحة ، ترجتى من بعث الريح واحلجارة ، أو بعث الطري والضفادع ، على األقوام السابقة ، طاملـا أن والسؤا !!الغاية هي عقاب الظلمة واملفسدين ؟

:الخالصة .أن إفساد بنو إسرائيل وعلوهم سيكون كأمة ، وبقيام دولة هلم يف فلسطني ملرتني فقط ، ال ثالث هلما .1

ن البعث من عند اهللا ، وأنه عقاب وعذاب لبين إسرائيل إلفسادهم يف األرض بالدرجة األوىل ، بالرغم من كونـه نصـرا أ .2 . للمستضعفني من أهل فلسطني الذين انتصروا لرم ودينهم

رض ، وازدياد حدة أن هذا البعث متعلق مبوعد ، واملؤشر على قرب أجله ، هو ازدياد وترية الظلم واإلفساد اليهودي يف األ .3 .التهديد اليهودي ألصحاب البعث

.أن غاية هذا البعث ، هي االنتقام من بين إسرائيل يف الدرجة األوىل ، وليس مكافأة لصالح املبعوثني أيا كانوا .4

.أن الوعد األول كان قد أجنز فيما مضى قبل جميء اإلسالم ، بل قبل عيسى عليه السالم .5

: اين ، اشترط فيه قبل حتققه أن حتقق الوعد الث .6

59

جميئهم من الشتات ؛ : أوال

هزمية اليهود للمبعوثني وإحلاق األذى م ؛ : ثانيا

اعتماد اليهود على املساعدات املادية والبشرية ؛ : ثالثا

. تفوق اليهود عسكريا على أعدائهم : رابعا

لى املبعوثني ، وأن خروج املبعوثني عليهم ، سيكون لرفـع الضـرر أن للبعث الثاين سبب ، وهو سبق االعتداء اليهودي ع .7 .واالنتقام ألنفسهم

.أن املبعوثني عليهم يف املرة الثانية ، هم نفس املبعوثني عليهم يف املرة األوىل .8

اليهـود أن هذا البعث سيكون مفاجئا هلم ، وهم يف قمة علوهم وجتربهم ، وسيأتيهم من حيث ال حيتسبوا ، وسيتم قتـل .9 .والتنكيل م ، ومن مث دخول فلسطني والسيطرة عليها ، مع انعدام قدرة اليهود على صد املبعوثني

أن الدخول األول يعرفه اليهود كمعرفتهم ألوالدهم ، وليس للمسلمني معرفة بصفته كوم مل يعاصرونه ، وال ميكن معرفته .10 .إال من خالل اإلطالع على كتب اليهود

. ري مقومات علوهم يف مشارق األرض ومغارا أمر حتمي ولو بعد حني أن تدم .11

أن ماهية املعتقد للمبعوثني مبهمة ، فمن اجلائز أن يكونوا كفرة أو مسلمني أو مؤمنني أو من أولياء اهللا املخلصني ، يف كال .12 .افهم بالبأس الشديد املرتني أو يف مرة دون األخرى ، وأن أهم ما يميزهم يف كال املرتني هو اتص

60

تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران

ملفاهيم بعد مراجعيت ملعظم اآليات القرآنية ، اليت حتكي سرية بين إسرائيل ، تبين يل الكثري من الوقائع املبهمة يف تارخيهم ، والكثري من اكنت سأقتصر حبثي يف تاريخ . صيلها يف هذا الفصل إن شاء اهللا املغلوطة ، اليت كنت أمحلها وحيملها عامة املسلمني ، واليت سريد تف

بين إسرائيل ، إلثبات حتقق وعد املرة األوىل من علو وإفساد وعقاب ، ولكن تبني يل من خالل األحاديث العامة ، وعنـد طرحـي اليت حصلت معهم وموقعها من حيث ملوضوع هذا البحث ، أن كثريا من الناس جيهلون تاريخ بين إسرائيل ، وخاصة ماهية األحداث

الزمان واملكان ، واليت ذكرت متفرقة يف القرآن وبال ترتيب يف أغلب األحيان ، وجيهلون أيضا حىت ترتيب أنبياء بين إسرائيل وتعاقبهم .، لذلك كان ال بد لنا من تعقب تارخيهم منذ البداية

إبراهيم عليه السالم

إلا أن قالوا جواب قومهفما كان ( إبراهيم عليه السالم كان مقيما يف بلدة أور يف جنوب العراق حسبما ورد عن أهل الكتاب فإن قوهرح أو لوهاراقتالن نم الله ون فأجناهنمؤم يقول اتلآي كي ذللوط( ، ) العنكبوت 24( إن ف له نفآم ي وقال إناجرهي مبإلى ر

يمكالح زيزالع وه هلوطا( ، )العنكبوت 26(إنو اهنيجناإلى ويها فكناري بض التالأر نيالملعومـن مث انتقـل ) األنبياء 71(ل . إبراهيم ولوط عليهما السالم إىل فلسطني

حسب تسمية التوراة ، يف موضع البحر امليت حاليا ، واستمر إبراهيم عليه السالم ) سدوم وعمورة ( سالم قرييت وسكن لوط عليه الوسكن فيها ، وظاهر النص القرآين يفيد -وهي اخلليل جنويب القدس –على األرجح ، حىت وصل إىل املدينة املسماة بامسه لغاية اآلن

نا كذلك لذكر أهلهما عند النجاة ، كما اقترن ذكر األهل مع األنبياء ، يف كل من حاالت النجاة بأما مل يكونا متزوجني ، ولو كا األنبياء 76(من الكرب العظيم فنجيناه وأهلهإذ نادى من قبل فاستجبنا له ونوحا( واهلجرة اليت وردت يف القران ، كما يف اآلية

موسـى فلما قضـى ( ، واآلية ) العنكبوت 32( إلا امرأته كانت من الغابرين لننجينه وأهله… لوطاقال إن فيها ( ، واآلية ) الزواج حصل بعد اإلقامة ، وعلى األرجح ليفيد ذلك أما هاجرا منفردين ويف مقتبل العمر ، وأن) القصص 29( وسار بأهلهالأجل

.، من نفس األقوام اليت دخلوا عليها وعايشوها كأفراد ، واهللا أعلم

) هيم إبرا 39(الحمد لله الذي وهب يل على الكبر ، إسماعيل وإسحاق ، إن ربي لسميع الدعاء ( قال تعاىل على لسان إبراهيم ومرت سنون طويلة ، وبعد أن تقدم إبراهيم عليه السالم يف العمر ، وهبه اهللا جل وعال إمساعيل أوال من هاجر ، فأسكنه وأمه يف مكة ( ، ومن مث رزق بإسحاق يف شيخوخته ، من سارة اليت كانت عجوزا ، ومن مث ولد يعقوب إلسحاق عليهما السالم ، قال تعـاىل

أترامو كتحة فضمقائ هاقحا بإساهنرشفب قوبعي اقحاء إسرو نم71(و( دا أأللتيوي قالتوزجا عأنذا وها وخـيي شلعإن ب جيبء عيذا لشهود 72(ه. (

:مسألة بناء البيت الحرام والمسجد األقصى ) . آل عمران 96(للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمني وضعإن أول بيت ( قال تعاىل

:ثم أي ؟ قال : لت قالمسجد الحرام ، : أول ؟ قال وضعيا رسول الله أي مسجد : قلت : ( وعن أبي ذر رضي الله عنه ، قال ) حيثما أدركتك الصلاة فصل ، والأرض لك مسـجد :ثم قال أربعون ، : كم كان بينهما ؟ قال: قلت ثم المسجد الأقصى ،

وضع ( قوله : " شرح السندي ، لنفس املنت عند ابن ماجة ، ما نصه جاء يف. رواه الشيخان ، وأخرجه النسائي وابن ماجة وأمحد

61

ليس املراد بناء إبراهيم للمسجد احلرام ، وبناء سليمان للمسجد األقصى ، فإن : قالوا ) قال أربعون عاما ( بالبناء على الضمة ، ) أول " .واهللا أعلم بينهما مدة طويلة بال ريب ، بل املراد بناؤها قبل هذين البناءين ،

يـرتل : " واملواضع معروفة ، وواحدها موضع ، واملوضع هو اسم املكان ، ويف احلديث " ، يف لسان العرب ) الوضع ( ومن معاين أي يهدمه ويلصقه باألرض ، ووضع الشيء " و يضع العلم : " ، فتوضع اجلزية وتسقط ، ويف احلديث " عيسى بن مرمي فيضع اجلزية

" . وضعا أي اختلقه وأوجده ، ووضع الشيء يف املكان أثبته فيه

ومل تأت ) عض( بأي حال من األحوال مبعىن ) و نيوي أن آدم عليه السالم ، . ، وذلك يفيد بأن الوضع كان للقواعد فقط ) بوقد روضع لعبادة األصنام ، وأزيلت معامل ذلك البناء ، بفعل الطوفان هو أول من بىن الكعبة ، واختذت مكانا لعبادة اهللا ، ومن مث حتول امل

يف كال املوضعني ، هو فعل ) وضع ( وإعراب . زمن نوح عليه السالم ، واختفت هذه القواعد نتيجة تراكم األتربة ، على مر السنني وحتديد مكان البيت ، وهناك روايـات بـأن ماض مبين للمجهول ، أي أن فاعل الوضع غري معلوم يف النص ، وجاءت مبعىن تعيني

، جاءت مبعىن حتديد ) وضع ( وبلغة مساحي األراضي نستطيع القول أن . املالئكة كشفت آلدم عن موضعه ، عندما بناه ألول مرة . وإسقاط إحداثيات املوقع على األرض وتثبيت حدوده

وإذ بوأنا لـإبراهيم ( مها إبراهيم وإمساعيل عليهما السالم ، بداللة قوله تعاىل وال خيتلف اثنان على أن من أعاد بناء البيت احلرام ، ، بوأنا أي كشفنا وأظهرنـا لـه ) احلج 26( للطائفني والقائمني والركع السجود وطهر بيتيمكان البيت أن لا تشرك بي شيئا

وإذ يرفع إبراهيم القواعـد مـن البيـت ( ومكناه منه وأذنا له يف بنائه ، ومن مث كان البناء برفعه فوق القواعد ، يف قوله موضعهيبوا ، والغاية من بناءه هو جعله مكانا للعبادة ، مبا تشمله من طواف وقيام وركوع وسجود ، ملن يستج) البقرة 127(وإسماعيل

واذكـر فـي الكتـاب ( لرسالة اإلسالم ، كما ورد يف اآلية أعاله ، اليت كان حيملها إمساعيل عليه السالم واملقيم يف ذلك املكان دعالو قادكان ص هيل إناعماإسبيولا نسكان رمرمي 54( و . (

يعقوب ويوسف عليهما السالم

) مـرمي 58( وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيـا وإسرائيلمن ذرية إبراهيم و( قال تعاىل يه التوراة ، أنه ترك مقـام ويعقوب عليه السالم هو إسرائيل ، واملقصود ببين إسرائيل هم نسل يعقوب عليه السالم ، وحسب ما ترو

ورعى عنده الغنم عدة سنني ، وتزوج اثنتني مـن ) وهذا مما نشك يف صحته ( أبيه إسحاق يف فلسطني ، وهاجر إىل خاله يف العراق إذ قال ( بناته ، وعاد إىل فلسطني مرة أخرى ، وقد رزق عليه السالم باثين عشر ابنا ، وأبرزهم يوسف عليه السالم ، يف قوله تعاىل

تأيي رإن تأبي أبيهل فوسايكبكو رشع دأح ، رالقمو سمالشو ،يناجدي سل مهتأيلى ( ، وقوله ) يوسف 4( رع هيوأب فعرو، احتراما وتقديرا وتوقريا ، ومن مث سجد له أخوته األحد أي أجلس أبوه وأمه إىل جواره ) يوسف 100( وخروا له سجداالعرش

كانت الرؤيا األوىل ، لألحد عشر كوكبا والشمس والقمر ، ومن مث كانت الرؤيا الثانية ، لسجود ) 4(عشر دون أبويه ، ففي اآلية العرش ، ومن مث وقع السجود من حيث رفع األبوين إىل ) 100( األحد عشر كوكبا دون الشمس والقمر ، وهذا ما تؤكده اآلية

. األخوة

، يتبني لنا أـم )يوسف 100(وجاء بكم من البدو ( أما مكان سكىن يعقوب عليه السالم ، ومن قوله تعاىل على لسان يوسف تبادل منتجاا مع أهل احلضر ، كانوا قد سكنوا الصحراء ، وعاشوا حياة البداوة ، ومن املعروف أن مهنة البدو ، هي تربية املواشي و

والقرية ) يوسف 82( التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون والعريالتي كنا فيها القريةواسأل ( ومن قوله على لسان أخوة يوسف أيضا ، وقوهلم هذا وترددهم ألكثر من مرة على مصر ، هي مكان تواجد يوسف عليه السالم يف مصر ، حيث تركوا األخ الشقيق ليوسف

62

يدل أم ذهبوا إىل مصر ورجعوا يف قافلة ، وأفرادها يقطنـون معهـم أو ) والعري التي أقبلنا فيها ( يدل على قرم منها ، وقوهلم مصر ، ورمبا تكون صحراء النقـب جنـوب بالقرب منهم ، واألرجح أن تكون هذه الصحراء ، اليت كانوا يقيمون فيها قريبة إىل

.فلسطني ، ويف منطقة بئر السبع بالذات حيث سكىن بدو فلسطني ، وهو األرجح واهللا أعلم

:االنتقال إلى مصر انتقل. وبعد أن تبوأ يوسف عليه السالم يف مصر منصبا ، يوازي منصب وزير اخلزينة أو املالية يف عصرنا احلايل ، لدى فرعون مصر

ادخلوا مصر إن شاء الله آمننيوقال آوى إليه أبويهفلما دخلوا على يوسف ( قال تعاىل يعقوب وبنوه للحاق بيوسف يف مصر ،)99( …)100 ( يثادأويل الأحت نين متلمعو لكالم نني متيآت قد بر… )مني ) يوسف 101زين مكـرودخلوها معز ،

يوحي بأن ليس كل من دخل مصر آنذاك ليقيم فيه من الغرباء والدخالء ، سيكون آمنا على نفسـه مـن ) آمنني ( آمنني ، وقوله . االضطهاد واالستعباد

:بعض مظاهر الحكم المصري حيث كانت مصر آنذاك . ركز على بعض ما خفي منها قصة يوسف عليه السالم أشهر من أن تعرف لذلك سنوردها باختصار ، ون

، وعلى لسـان ) يوسف 54( … أستخلصه لنفسيوقال الملك ائتوني به ( إحدى كربيات املمالك القدمية ، بداللة قوله تعاىل ، وكان نظام احلكم فيها ملكي وراثي ، وكلمة فرعون ) غافر 29(ض اليوم ظاهرين في الأر الملكيا قوم لكم ( مؤمن آل فرعون

رمبا تكون اسم أو لقب للملك ، ويقال أن الفراعنة مل يكونوا ملوك مصر يف زمن يوسف عليه السالم ، فسواء كان هـذا أو ذاك ، -:ن يتألف من أربع طبقات فنحن نتحدث عن األوضاع يف مصر آنذاك بشكل عام ، حيث يبدو لنا أن اتمع املصري كا

. العائلة امللكية ، اليت هي يف مصاف اآلهلة من حيث احلقوق واالمتيازات : الطبقة األوىل

األشراف من املصريني ، وهم املوكل إليهم األعمال التنفيذية من وزراء وكهنة وما شابه ، والذين يتمتعون بامتيازات : الطبقة الثانيةزينة وأموالا في الحياة آتيت فرعون وملأهوقال موسى ربنا إنك ( ية القوم ومساهم سبحانه مأل فرعون يف قوله استثنائية ، وهم عل

ومنهم العزيز صاحب يوسف عليه السالم ، وهامان الذي كان يشغل ما يشبه ، منصب رئـيس الـوزراء يف ) . يونس 88( الدنيا ) . غافر 36( ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب يا هامانوقال فرعون ( رنا هذا ، قال تعاىل عص

وانضوى يوسف عليه السالم ضمن هذه الطبقة ، مع أنه كان من الغرباء ، كوم كانوا بأمس احلاجة لعلمه وحكمته ، إلدارة شؤون وقـال الملـك ائتـوني بـه ( بعد أن أصبح عليه السالم من املقربني للملك ، . نني اجلفاف ال لشيء آخر البالد االقتصادية يف س

نه بعد أن كان عبدا مملوكا لذلك العزيز ، الذي قال ع) يوسف 54( مكني أمنيفلما كلمه قال إنك اليوم لدينا أستخلصه لنفسيولفظ رب يف اآلية السابقة جاء مبعىن صاحب أو ) يوسف 23( الظالمونإنه لا يفلح ربي أحسن مثوايإنه : ( يوسف عليه السالم

خوتـه يف مالك ، ولفظ العزيز هو لقب يطلق على األشراف ذوي املناصب الرفيعة ، وقد خوطب به يوسف عليه السالم ، من قبل أويبدو أن اتمع املصري كان منغلقا على نفسه ، وال خيالط الغرباء من منظور الفوقية واالستعالء ، وخياف الغربـاء ) . 88(اآلية

.وخيشاهم وبالتايل كان ينبذهم

طبقة نسبيا بين إسرائيل يف زمن عامة املصريني وهم يعملون بالوظائف العامة واخلاصة بامتيازات عادية ، ومشلت هذه ال: والطبقة الثالثة . يوسف عليه السالم

63

العبيد وأغلبهم من غري املصريني بال حقوق وبال امتيازات ، بل على العكس ليس هلم إال املهانة واالزدراء ، ويعملون : والطبقة الرابعةلطبقة بين إسرائيل بعد موت يوسـف عليـه بقوم اليومي يف الزراعة والبناء واخلدمة ، ومن ضمنها صاحيب السجن ، ومشلت هذه ا

واملخطئ من هؤالء العبيد يف حق املصريني ، كان مصريه السجن أو العذاب الشـديد أو . السالم وحىت بعث موسى عليه السالم . القتل ، وبدون حماكمة على األرجح ، وخاصة إذا كان خصمه مصريا حىت لو أم زورا وتانا

ملك مصر وهذه الأنهـار ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ( لعاصمة امللك ، وبداللة هذه اآليات وأما املوقع اجلغرايفجنـات وعيـون م تركوا من ك)24(واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون ( ، ) الزخرف 51( أفلا تبصرون تجري من تحتي

، فهو يقع على جمرى ر النيل ، يف أخصب األراضـي ) الدخان 27(كانوا فيها فاكهني ونعمة) 26(كرمي وزروع ومقام) 25( .مقام على ضفاف النيل كانت خارج املدينة مبعزل عن الشعب ، وقصره) أي عائلته ( املصرية ، أما سكىن فرعون وآله

يصاحبي السـجن ( هل كان يوسف داعية إىل اهللا يف مصر ؟ نقول نعم ، وقد بدأ الدعوة يف السجن ، عندما قال لصاحيب السجن ارالقه داحالو الله أم ريقون خفرتم اببإلا أ) 39( أأر ونهد نون مدبعا تم ـنا مبه ل اللها أنزم ، كماؤآبو متا أنوهمتيماء سمس

لهإلا ل كمإن الح ، لطانساهوا إلا إيدبعألا ت رأم ،مالقي ينالد كون ذللمعاس لا يالن أكثر نلكت ، واستمر) يوسف 40( ، و، فما زلتم في شك مما جاءكم جاءكم يوسف من قبل بالبيناتولقد ( دعوته حىت مماته ، قال تعاىل على لسان مؤمن آل فرعون

، ولابهسر هدعب نم ث اللهعبي لن مقلت لكى إذا هتل ال حضي ككذل ، ابترم رفسم وه نم وهو يعين أهل مصر )غافر 34(له ، وكان يوسف عليه السالم يدعوا إىل اهللا تعاىل بالقسط ، فما أطاعوه تلك الطاعة إال مبجرد الوزارة واجلاه الدنيوي ، وهلذا قال مؤمن

، وطال األمد بقوم فرعون وببين ) عث اهللا من بعده رسوال فما زلتم يف شك مما جاءكم به ، حىت إذا هلك ، قلتم لن يب: ( آل فرعون إسرائيل فضلوا إال قليال ، وكان منهم مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إميانه ، وعلى لسانه جاءت هذه اآلية ومنهم أيضا أهل موسى

.عليه السالم

:أحوال بني إسرائيل في مصر بعد وفاة يوسف عليه السالم وحتى خروجهم منها ورمبا يكون ذلك يف زمن فرعون نفسه أو من ملك بعده ، بعد وفاة يوسف . بعد زوال سندهم لدى فرعون أصبح حاهلم حال العبيد

واستمر حاهلم كذلك حىت خروجهم . عليه السالم ، لزوال املصلحة والنفع الذي تأتى من علم يوسف وحكمته يف اإلدارة واالقتصاد وحسب ما يروى أن املدة ، ما بني دخوهلم إىل مصر وخروجهم منها هي أربعمائة سـنة ، واهللا أعلـم ، مع موسى عليه السالم ،

يذبح يستضعف طائفة منهم وجعل أهلها شيعاإن فرعون علا في الأرض : ( وحاهلم يف تلك الفترة الزمنية ، يصفه القرآن مبا يلي أبينفسدالم نكان م هإن ماءهي نسحتسيو ماءهن ( ، ) القصص 4( نوعرآل ف نم اكمنيجإذ نـذاب وـوء العس كمونـومسي

اءكمنون أبحذبي اءكمون نسيحتسيو كمي ذلفلاءوب كمبر نيمظعالبقرة 49( م ( ، ) ـنيل مائرني إسا بنيجن لقدـذاب والع .وازداد العذاب واالضطهاد هلم ، ببعث موسى عليه السالم إىل فرعون وقومه ) الدخان 30( المهني

موسى عليه السالم

نمن على ونريد أن ( ر به رب العزة سورة القصص ، بقوله واحلكمة اإلهلية اليت أرادها اهللا من بعث موسى عليه السالم ، هي ما ابتدونمكن لهم في الأرض ، ونري فرعون وهامان وجنودهما )5( ونجعلهم الوارثني، ونجعلهم أئمة، الذين استضعفوا في الأرض

م ، مهنونمذرحوا يوالقصة بتمامها ، مفصلة يف سورة القصص وسورة طه ، وقصة موسى معروفة ومألوفة لدينا ) القصص 6( ا كانه ، حيث ولد عليه السالم وألقته أمه يف النيل خوفا من ذحبه ، فالتقطه آل فرعون واعتنوا به ، حىت إذا بلغ أشده قتل مصريا ، فأمتر ب

64

مصر متجها إىل مدين ، ومل يكن قد لقي بالء قبل ذلك ، فقد كان ربيبا منعما يف آل فرعون ، ومل يكن عليـه مأل فرعون ، فغادر . السالم قد أوحي إليه بعد ، وإمنا كان مسلما على دين آبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السالم

:الموقع الجغرافي لمدين حماذية لتبوك ، وتقع بني وادي القرى والشام ، وقيل اجتاه تبوك بني ) البحر األمحر ( قرب حبر القلزم " أا تقع : قيل فيها يف املعاجم

: " قال ابن كثري ) البداية والنهاية ( املدينة والشام ، وقيل هي كفر سندة من أعمال طربية ، وقيل بلد بالشام معلوم تلقاء غزة ، ويف ، قريبا من حبرية قـوم لـوط قرية من أرض معان من أطراف الشام ، مما يلي ناحية احلجاز كان أهل مدين قوما عربا ، ومدين هي

" . وكانوا بعد قوم لوط مبدة قريبة

والقول األخري هو أفضل ما قيل فيها ، وهو األرجح فهي تقع شرقي ر األردن ، يف السفح املطل على فلسطني قبالة أرحيا ، حيـث يب حاليا ، والذي يقع فيه مقام النيب شعيب عليه السالم ، يف جبال حمافظة البلقاء األردنية ، وهـي أرض املكان املسمى بوادي شع

( خصبة تصلح لزراعة القثائيات ، وفيها األشجار املثمرة وعيون املاء ، ويؤيد ما ذهبنا إليه قوله تعاىل ، على لسان شعيب خماطبا قومه بب كمنم لوط ما قومويدال ) حبرية لـوط ( ، واملقصود هنا البعد املكاين ، حيث املسافة بني قرية شعيب والبحر امليت ) هود 89( ع

كم ، أما البعد الزماين بني لوط وشعيب فيقدر مبئات السنني ، حيث أن لوط عاصر إبراهيم وأن شعيب عاصر موسى ) 20(تتجاوز . عليهم السالم

-كان أهل مدين يقطعون السبيل وخييفون املارة ، وهم أصحاب األيكة أي األشجار امللتفة واملتشـابكة وكما ورد يف الروايات ،وكانوا من أسوء الناس معاملة ، يبخسون املكيال وامليزان ويطففون فيهمـا ، يأخـذون -وهي صفة موجودة أيضا يف تلك املنطقة

فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظـيم ( أكثرهم ، بالزائد ويدفعون بالناقص ، فآمن بشعيب بعضهم وكفر ، ومل تدمر ديارهم بل بقيت على حاهلا ، ويقال ) األعراف 91( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمني) ( الشعراء 189(

م شديد احلر ، فبعث اهللا ظلال من الغمام يف بقعة قريبة من مكان سكناهم ، فذهبوا ليستظلوا ا فرتل م العذاب أن ذلك كان يف يو . ، وبقي يف القرية من آمن لشعيب عليه السالم من قومه وهم قلة

:مقام موسى في مدين ) نيدلقاء مت هجوا تلمبيل( خرج موسى من مصر وحيدا ) … واء السوني سيدهي أن يبى رسومل يكن ) القصص 22( قال ع

سنني يف أهلها ، لقوله تعاىل ) 10-8( فلبث موسى عليه السالم . ميلك من أمره ، إال حسن ظنه بربه عز وجل حىت صار إىل مدين إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن قال إني أريد أن أنكحك( على لسان شعيب عليه السالم

كدن( وتزوج فيها ورعى الغنم ) القصص 27(… ع نيدل مي أهف ننيس فلبثت …. (

:العودة إلى مصر غادرها مع أهله وما حتصل عليه من أغنـام ) القصص 29(ضى موسى الأجل وسار بأهله فلما ق( وبعد أن قضى املدة املطلوبة منه

باجتاه مصر ، وكان خط مسريه واهللا أعلم ، باجتاه اجلنوب شرقي البحر امليت ، حيث احندر بأهله إىل وادي عربة جنوب البحر امليت إىل موضع الوحي يف الوقت املقدر ) طه 40( ثم جئت على قدر يموسى… ( عاىل فضل الطريق ، وهناك أتاه هاتف السماء ، قال ت

جمتازا صحراء النقـب -خبط شبه مستقيم –فأوكله اهللا حبمل الرسالة إىل فرعون ، وأمره بالذهاب إىل فرعون ، ومن هناك سار . .لشرق ، ومن مث سار جنوبا باجتاه القاهرة حيث إقامة فرعون وقومه جنوب فلسطني ، وصحراء سيناء باجتاه بوابة مصر الربية من ا

65

:تحديد الموقع الجغرافي ، للمكان الذي أوحي فيه ، إلى موسى عليه السالم هو الذي كلف به موسى حبمل الرسالة ، وما بعث به إىل فرعون وبين إسرائيل ، أثناء : نزل الوحي إىل موسى مرتني ؛ الوحي األول

هو الشريعة اجلديدة اليت كتبت يف األلواح لبين إسرائيل ، بعد خروجهم من : ه إىل مصر بعد خروجه من مدين ، والوحي الثاين عودتمصر يف الطريق إىل األرض املقدسة ، ويعتقد الكثريون أن الوحي نزل على موسى ، على جبل سيناء الواقع يف صحراء سيناء املصرية

والواقع أن هذه تسمية الصحراء املصرية بصحراء سيناء ، استندت . يوجد أي نص يف القرآن يفيد ذلك وهذا غري صحيح ، حيث مل . إىل ما جاء يف التوراة مع أن التوراة مل تحدد موقع الصحراء أو اجلبل

: 15: " النص التايل بالترتيب وتذكر التوراة يف سفر اخلروج ، أن بين إسرائيل مروا على التوايل ، بثالثة صحارى ، هي الواردة يف مث انتقلوا من إيليم : 1: 16… مث بلغوا إيليم : 27، صحراء شورمث ارحتل موسى بإسرائيل من البحر األمحر ، وتوجهوا حنو : 22

" . سيناء، الواقعة بني إيليم و صحراء سنيحىت أقبلوا على

فقد : 2: 19…إىل أن خيموا يف رفيدمي … صحراء سنيحل ، من وتنقل بنوا إسرائيل على مرا: 1: 17: " وجاء يف نص آخر فصعد موسى للمثول أمام اهللا ، فناداه الرب من اجلبل برية سيناء ، فرتلوا مقابل اجلبلارحتل اإلسرائيليون من رفيدمي إىل أن جاءوا إىل

" … جبل سيناءونزل الرب على قمة : 20…

اء ، هو اسم اجلبل الذي أوحي جبانبه إىل موسى ، وأن برية سيناء هي تسمية للمكان الواقـع وهذه النصوص تشري إىل أن جبل سينوأن برية سيناء هي األبعد عن مصر ، كوا كانت آخر الصحارى اليت مروا ا أثناء مسريهم ، باجتـاه بوابـة . مقابل جبل سيناء

توراة ال تميز بني القفر ، أي اخلالء غري املأهول بالسكان وبني الصـحارى األرض املقدسة شرقي ر األردن ، والترمجات العربية لل . الرملية القاحلة

" . العامرة بالسـكان ختوم أرض كنعان، حىت جاءوا إىل طوال أربعني سنةواقتات اإلسرائيليون باملن : 35: 16" وجاء يف التوراة سلوى كانت ترتل عليهم طيلة أربعني سنة ، قبل وصوهلم إىل مشارف فلسطني ، أي وهذا النص الكاذب واملضلل ، يقول أن املن وال

والصحيح أن املن والسلوى . قبل أن يطلب منهم الدخول إىل األرض املقدسة ، وقبل أن حيكم عليهم بسنوات التحرمي والتيه األربعني -سنوات الغضب اإلهلـي -سنوات التحرمي والتيه األربعني كانت ترتل عليهم خالل مسريهم يف الصحراء ، وهي مدة قصرية ، أما

.فلم يكن يترتل عليهم شيء

وتسمية الصحراء املصرية بسيناء ، وذكر التوراة أن بين إسرائيل عاشوا فيها أربعني سنة يأكلون املن والسلوى ، ضللت حىت اليهـود هم فيها ولكن دون جدوى ، مما اضطر بعض الباحثني اليهود مـؤخرا ، إىل أنفسهم ، الذين حبثوا ونقبوا فيها طويال عن أي أثر ملقام

.تكذيب معظم روايات التوراة ، ونشر الكثري من آرائهم ونتائج أحباثهم يف الصحف

( ظ معرفة بأل التعريف ، مبعىن اجلبل ، وواحدة بلف) الطور ( منها بلفظ ) 8(مرات ، ) 10(أما كلمة الطور فقد وردت يف القرآن بنفس ) طور سينني ( ، وواحدة بلفظ ) املؤمنون 20(تنبت بالدهن وصبغ للآكلني طور سيناءوشجرة تخرج من ( ) طور سيناء

من الصرف ، أي حلقها التنوين جرا وسيناء وسنني لغة إذا مل متنع) . التني 2( وطور سينني) 1( والتني والزيتون( املعىن السابق ، ألفـاظ ) طور وسيناء وسـينني ( ونصبا فإا تعين كثرة الشجر ، وإذا منعت من الصرف كما هو احلال هنا فهي اسم ، والكلمات

احلقيقة ، اسم وهو يف) جبل الغابة ( اسم جلبل معروف لبين إسرائيل ، مبعىن ) طور سيناء ( أعجمية ، ومما تقدم نستطيع القول بأن . اجلبل الذي أوحي جبانبه إىل موسى ، حسب تسمية التوراة له ، وقد عرف هذا اجلبل من خالل القرآن ، بأنه ينبت التني والزيتون

66

، املعرفة بألف والم ، أينما جاءت يف القرآن هو طور سيناء أو سينني ، والطور هو سلسلة جبال فلسطني) الطور ( واملقصود بكلمة .اليت تربض على تالهلا مدينة القدس ، واليت هي يف األصل جبل واحد ، ميتد من مدينة نابلس مشاال إىل مدينة اخلليل جنوبا

آنست نارا ، لعلي آتيكم فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ، آنس من جانب الطور نارا ، قال لأهله امكثوا ، إني ( قال تعاىل قلنا أن موسى عليه السالم ، كان قد ضل طريقه بعد خروجه من ) القصص 29(منها بخبر ، أو جذوة من النار ، لعلكم تصطلون

ودخوله إىل الوادي كان عن طريق . جد نفسه يف أحد األودية فو) لعلي آتيكم منها بخبر ( مدين باجتاه مصر ، ، لقوله عليه السالم وأثناء التخييم هناك ، كان يلتفت مينة ويسرة حبثا عن . احنداره بواد فرعي جنوب البحر امليت ، وكان ذلك ليال ويف طقس بارد جدا

يهم جبذوة منها ألجل الدفء ، أو جيد من يرشده الدفء واهلداية ، فآنس نارا من جانب اجلبل ، فاجته إليها بعد أن استأذن أهله ، ليأت . إىل طريقه ، ولكنه مل جيد نارا ومل جيد يف املكان أحد

:نور ال نار ويف الواقع مل تكن نارا ، بل كانت نور يف) القصص 30( الشجرةفي البقعة المباركة من ( أي النار وقف حتتها )… فلما أتاها (

شجرة ، مباركة ، زيتونة ، لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيء ، ولو ( شجرة ، ونعتقد بأا الشجرة املوصوفة يف قوله سبحانه ارن هسسمت أرض مباركة ينبت فيها شجر الزيتون ، أي تقع يف بقعة من) ومباركة ) ( وزيتونة ) ( شجرة ( ، وهي ) النور 35(لم

، أي ال يف اجلانب الشرقي من وادي عربة ، وال يف اجلانب الغريب منه ، فهي يف منتصف الـوادي ) ال شرقية وال غربية ( ، وقوله فهي مضيئة مـن ، أي هلا وهج من نور ، وليس ذلك من اشتعال نار فيها ، ) يكاد زيتها يضيء ولو مل متسسه نار ( تقريبا ، وقوله

، أي أن اإلضاءة ناجتة عن زيت الشجرة ، فال يكون ذلك إال وهي مثمرة ، فالزيت يوجد ) يكاد زيتها يضيء ( تلقاء نفسها ، وقوله يف الثمر ، وتشكل الزيت يف الثمر ، ال يكون إال يف بداية فصل الشتاء ، ويؤيد ذلك طلب موسى عليه السالم للدفء ، ليتأكد لنا أن

له إىل بطن وادي عربة كان يف فصل الشتاء ، وأن الشجرة اليت نودي من حتتها يف الوادي املقدس ، هي نفس الشجرة املوصوفة دخويف سورة النور ، وال أدري ملاذا يتملكين شعور قوي ، بأن هذه الشجرة قائمة يف ذلك املكان إىل اليوم ، يف منطقة موحشة ومقفـرة

.أمثرت يف فصل الشتاء ، واهللا أعلم وغري مأهولة ، تضيء كلما

وقف حائرا أمامها يتفكر يف أمرها ، حيث أنه مل جيد ما جاء يسعى إليه ، فال نار وال ناس يشعلوا ، وأثناء شـروده ) فلما أتاها ( (، أي من اجلانب األمين من الوادي ، )صص الق 30( من شاطئ الوادي الأيمن) ( طه 11( نودي يموسى( ويف سكون الليل ،

، أي اجلبل ) القصص 44( بجانب الغربي ( ، أي من اجلانب األمين للجبل وليس األيسر ، ) مرمي 52( من جانب الطور الأيمن . الغريب وهذا حتديد جغرايف بالغ الدقة ملكان الوحي

، وذلك مما آنس موسى ، ليبدد سكون ذلك الليل املوحش ، ويقطع عليه شروده وتأمله ، وال أخاله إال قد أتاه النداء بامسه ممن يعرفه فاخلع نعليك ( مطمئنا إياه ومعرفا بنفسه ) إني أنا ربك ( أجفل عليه السالم ، وملا التفت إىل مصدر النداء ، خاطبه رب العزة قائال

ادبالو كىإنس طوقدليتجه حايف القدمني ، سائرا يف اجلانـب –إذ هو يف حضرة ملك امللوك –فأمره خبلع نعليه ) طه 12( ي الم .واملناجاة عادة تستدعي القرب ، أي كان الكالم مناجاة) مرمي 52(وقربناه نجيا( املقدس من الوادي ، صوب اجلبل ، قال تعاىل

رض املباركة واملقدسة هي أرض فلسطني ، ومبا أن الوادي الذي نزل فيه موسى واد مقدس ، فال بد له من يكـون حنن نعلم أن األواقعا يف األرض املقدسة ، ومبا أن الشجرة نبتت يف بقعة مباركة ، فال بد هلا من أن تكون قائمة يف األرض املباركة ، ومبا أن شجرة

ة ، فالبد هلا من أن تكون هي الشجرة ، اليت رآها موسى يف بطن وادي عربة فظن نورها نارا ، واهللا سورة النور زيتونة مباركة ومضيئ .أعلم

67

إنني أنا الله ، لا إله ) 13( وأنا اخترتك ، فاستمع لما يوحى( وعندما اقترب موسى مبا فيه الكفاية لبدء املناجاة ، ناجاه ربه قائال فأمره بتوحيده وإفراده بالعبادة وإقامة الصالة ، ومن مث منحه آييت العصا واليـد ) طه 14( لا أنا فاعبدني ، وأقم الصلاة لذكريإ

ويف الصباح ) . طه 24( اذهب إلى فرعون إنه طغى( وكلفه حبمل الرسالة ، والذهاب لدعوة فرعون ودعوة بين إسرائيل إىل اهللا ، عاين موسى عليه السالم املكان ، وحفظه عن ظهر قلب فهو املكان الذي تغير فيه جمرى حياته عليه السالم ، ومل كان يعلـم عليـه

ألرض السالم ما يدبره رب العزة من أقدار ، ستأيت به إىل هذا املكان يف قادم األيام ، عند خروجه بقومه من مصر ، متجها إىل بوابة ا .املقدسة حيث كان يف أرض مدين

:موسى في مصر كنت أعتقد ورمبا يشاركين كثريون أيضا ، أن مقام موسى يف مصر ، ال يتجاوز عدة أيام أو عدة أشهر على أبعد تقدير ، ولكن تبني

ات عديدة ، وأظنه مكث هناك ما يل أين كنت خمطئا ، فاألحداث والوقائع اليت مرت مع موسى عليه السالم كثرية ، وحتتاج إىل سنوواجعلوا تبوأا لقومكما بمصر بيوتاوأوحينا إلى موسى وأخيه أن ( عاما ، يدعوا فرعون وقومه وبين إسرائيل أيضا ، 30ال يقل عنفلو تفكرت يف اآلية الكرمية ، لتبينت أن طلبه سبحانه ببنـاء البيـوت ، ) يونس 87( وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنني بيوتكم قبلة

مرهم وجعلها باجتاه بيت املقدس ، وأمره إياهم بإقامة الصالة فيها ، ما كان إال لطول مقام ، ولو كان مقامهم قصريا أو عارضا ، ملا أطويال ، بدءا باللقاء األول الذي عرض فيه موسى رسالته ، وما أيدها به واجلدل بني موسى عليه السالم وفرعون أخذ زمنا . بذلك

وقال فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم ( ولقاء يوم الزينة حيث التقى موسى بالسحرة ، وبناء الصرح –العصا واليد –من آيات ) .القصص 38(لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبني فاجعل لي صرحا على الطنيفأوقد لي ياهامان من إله غيري

:بناء األهرامات له موسى ، وفيما الصرح هو البناء الضخم واملرتفع ، وأعتقد أن األهرامات الثالثة هي ما أمر هامان ببنائها من قبل فرعون لينظر إىل إ

. بعد اتخذت تلك الصروح مقابر ومدافن

، إذ خيـرب ) فأوقد لي يهامان على الطـني ( إذ لو فحصت مادة بناء األهرامات ، لتبني أا من الطني املشوي ، لداللة قوله تعاىل البناء ، وليس احلجارة كما يعتقد علماء اآلثـار ، الـذين بأم كانوا يستخدمون الطني يف -وما إعالمه لنا بذلك عبثا –سبحانه

حاولوا جاهدين لتفسري اآللية املعقدة واملستحيلة ، يف رفع تلك الصخور ذات القطع الكبري ، إىل قمة اهلرم حيث مل يكـن لـديهم ل كيفية البناء غاية السهولة ، حيث كان وهذا اخلرب يكشف حقيقة ، رمبا مل ختطر ببال علماء اآلثار من قبل ، وجيع. رافعات عمالقة

ويضعوه يف قوالب مثبتة على اهلرم نفسه ، وكل لبنة يف -وليس الصخور واحلجارة –عبيد فرعون ومنهم بين إسرائيل ، ينقلون الطني مرة أخرى ، على ما مت إجنازه موقعها ، وينتظرون اللبن حىت يتماسك ، ليرتعوا القوالب ، وكلما أجنزوا مرحلة ، قاموا بتثبيت القوالب

ومن الداخل ستجد أن قلب اهلرم مفرغ ، وسـتجد أن . ، وبدءوا بنقل الطني ليفرغوه فيها ، وهكذا دواليك حىت يكتمل بناء اهلرم رم لشي الطـني هناك سراديب طويلة غري نافذة ، تتوزع بكافة االجتاهات ، والغاية منها توزيع احلرارة ، عند إشعال النار يف قلب اهل

اجلاف ، وهي عملية حتتاج إىل وقت طويل نظريا ، ولكن مع كثرة العبيد فاألمر خمتلف ، واآللية بسيطة وليست معقدة ، وال توحي س بأن الفراعنة كانوا جبابرة وأشداء ، فبناة األهرام هم العبيد وليس الفراعنة أنفسهم ، ورمبا يكون شي الطني قد مت على مراحل ، ولي

وهذه الفكرة مطروحة للمختصني لنفيها أو إثباا ، وبذلك تكون األهرامات ، رمزا من رموز الكفر والعصيان والتمرد . دفعة واحدة م والتحدي الفرعوين هللا ورسوله ، ورمبا يكون أبو اهلول هو إله املصريني القدماء ، قبل أن يعلن فرعون ربوبيته حتديا ملوسى عليه السال

. وربه

68

وباإلضافة إىل تلك األحداث ، اليت وقعت أثناء تواجد موسى يف مصر ، ما وقع يف قوم فرعون من البالء الذي أنزله اهللا ، وكلمـا لات فاسـتكبروا فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ءايات مفص( كشف عنهم بالء أرسل عليهم آخر ،

نيرمجا مموا قوكانردت بإجياز يف ) . األعراف 133( وبقوم فرعون من وقائع ، أثناء تواجد موسى يف مصر ، قد س وستجد ما مر . من سورة النمل ، ومواضع أخرى متفرقة يف القرآن الكرمي) 90 – 85(من سورة األعراف ، واآليات ) 136 – 103(اآليات

وا عن سبيلك ربنا اطمـس وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضل( ويف اية املطاف لى قلوبهمع دداشو همالولى أمعتوا حنمؤفلا ييمالأل ذابا العورأي الغرق ، فاستجيبت دعوة موسى ، وهـذا ) يونس 88( ى ي

90( وأنا من المسلمني أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيلحتى إذا ( بالضبط ما حصل مع فرعون ، وأغلبية بين إسرائيل مل تكن تؤمن باهللا ) الذي آمنت به بنو إسرائيل ( ولو متعنت يف قول فرعون لتبينت أنه مل يؤمن ، لقوله ) يونس

. ، ومل يقل اهللا أو إله موسى تكربا وعلوا

ولـم ه ، فاستغفروا لذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ، والذين إذا فعلوا فاحشة ، أو ظلموا أنفسهم ، ذكروا الل( قال تعاىل حتى إذا حضر ، يعملون السيئات، للذين وليست التوبة( ، وقال أيضا ) آل عمران 135( يصروا على ما فعلوا ، وهم يعلمون

أحتوالم مهالآن، د تبي تون قال إنوتمي ينلا الذو ،كفار مهو كلئا، أويما ألذابع ما لهندتالنساء 18( أع . (

:خروج موسى ببني إسرائيل من مصر ، ) طه 77( ي ، فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا ، لا تخاف دركا ولا تخشىولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعباد (قال تعاىل

نتبني من ذلك أن خروج موسى بقومه إىل البحر كان بوحي من ربه ، وإن مل خيب ظين فقد اجته صوب البحر األمحر مباشرة ، أقصى من البحر ، اجته شرقا ومشاال خبط شبه مستقيم ، متجاوزا صحراء سيناء وصحراء الشمال من خليج السويس ، وبعد أن خرج بقومه

النقب ، حيث املدخل اجلنويب لوادي عربة ، وسار مشاال يف بطن الوادي ، حىت اجلبل املعهود جنوب البحر امليت ، ليستقبل الـوحي يبني إسرائيل قد أجنينـاكم مـن ( رعون وقومه ، قال تعاىل بناءا على املوعد املسبق ، الذي ضرب بينه وبني ربه ، بعد النجاة من ف

كمودعنمالطور الأي انبج اكمنداعووهذه اآلية تدل على عدم مكوثهم لفترة طويلة ، يف أي من صحراء سيناء أو ) طه 80( و ،ن موسى يستعجل املسري وهم يبطئون ، وبعد تلقيه الوحي ، صعد بقومه إىل النقب ، وأن وجهتهم كانت حيث املكان املوعود ، وكا

املرتفعات الشرقية ، ودخل األردن عن طريق الوادي الذي نزل به يف املرة السابقة ، ملتفا حول مملكة اآلدوميني ومملكة املوآبيني شرقييف مدين قرية شعيب -ومل يكن يعلم بذلك آنذاك –إسرائيل البحر امليت ، ليصل إىل مكان إقامته السابق ، حيث كان سفريا لبين

.عليه السالم ، ليمهد هلم طيب اإلقامة فيها مستقبال

ترتيب األحداث التي مرت بموسى وبني إسرائيل خالل تلك الرحلة الطويلة

:الصاعقة والبعث بعد الموت ين ، كانت ترافق موسى عليه السالم أمة بأسرها مبا هلا ومـا عليهـا ، يف رحلته مع بين إسرائيل ، يف طريق العودة من مصر إىل مد

فما آمـن ( وأكثرها من غري املؤمنني وغري املطيعني هللا تعاىل وله عليه السالم ، مما جعل املسري فيها بطيئا وشاقا وطويال ، قال تعاىل لن نؤمن لك وإذ قلتم ياموسى ، ( ، وقال أيضا ) يونس 83(رعون وملئهم أن يفتنهم على خوف من ف إلا ذرية من قومهلموسى

، ) البقـرة 56( م تشكرونثم بعثناكم من بعد موتكم لعلك) 55( ، وأنتم تنظرون ، حتى نرى الله جهرة ، فأخذتكم الصاعقةوكان قوهلم هذا فور جنام وخروجهم من البحر ، بعدما رأوا كل ما أجراه اهللا على يد موسى من معجزات ، تلني هلا قلوب اجلبال

69

جتد أن لديهم إصرار ،) لن ( وعقوهلا ، فأمام اهللا مث أحياهم ، ولو نظرت إىل قوهلم يف اآلية السابقة واستخدام أداة اجلزم والتأبيد عجيب على الكفر ، مبا هو غييب وحمجوب عن حواسهم ، رغم مشاهدم لآليات واآلثار الدالة على وجوده ، وأم ال يؤمنون إال مبا

ا لديه من تدركه احلواس من أشياء مادية ، وهذا ما جعلهم يقعون يف فتنة العجل الذهيب بعد هذه احلادثة ، ويف فتنة الدجال مستقبال مب، اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات، ثم، أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهمفقالوا ( فنت مادية ظاهرة للعيان ،

.وقد وقع هذا منهم قبل اختاذهم للعجل ) لنساء ا 153( فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا

:تفجير الماء ونزول المن والسلوى والتظليل بالسحاب أثناء المسير وبناء على ما سبق ، كان خط مسري الرحلة يف معظمه يف صحاري قاحلة ، وكل ما كان حبوزم من طعام وماء أثناء اخلـروج ،

وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما ، وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومـه أن ( ، قال تعاىل كانوا قد استنفدوه يف أيامهم األوىللنا عليهم الغمام ، وأنزلنا عليهم المن اضرب بعصاك الحجر ، فانبجست منه اثنتا عشرة عينا ، قد علم كل أناس مشربهم ، وظل

ومن هذه اآلية الكرمية جنـد ) األعراف 160( والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ، وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمونيه القيادة ، ومن عليهم رم سبحانه عما يصفون ، بأن وفر هلم كل أسباب الراحة من مـاء مجاعة لتيسري عمل) 12(أم قسموا إىل

وغذاء ، وحىت أنه وقاهم من حر الشمس بأن جعل السحاب يظللهم ، أينما حلوا وأينما ارحتلوا أثناء مسريهم باجتاه األرض املقدسة ، وجاوزنا ببني إسرائيل البحر ، فأتوا ( من موسى أن جيعل هلم إله كما هلؤالء آهلة ويف تلك األثناء مروا على عبدة األصنام ، فطلبوا

ة ، قال إنهءال ما لها كما إلهل لنعى اجوسامقالوا ي ، مام لهنلى أصكفون ععم يلى قولونعهجت مقو عراف األ 138( كم . (

وال يغب عن بالنا أن رحلة كهذه كانت تستوجب ما بني فترة وأخرى التخييم واإلقامة لبعض الوقت ، ومن مث متابعة املسري وهكذا دواليك ، ومل تتعدى مدد اإلقامة يف أي من مراحل املسري ، سوى أيام أو أسابيع معدودة ، فهم مل يركنوا إىل مكان معني ، إذ كان

دة للقاء يف جانب الطور األمين يف وادي عربة ، وكانت هذه املواعدة مجاعية ملوسى ولبين إسرائيل ، ولكن موسى عليـه هناك مواعالسالم وبعد أن قطع شوطا كبريا يف وادي عربة استعجل اللقاء ، وعندما اقترب من املكان احملدد ، استخلف أخيه هارون يف قومـه

.إرضاء ربه ، واعتذارا عن التأخري الذي تسبب به قومه من جراء مماطلتهم وتذمرهم وتركهم ومضى مسرعا رغبة منه يف

:اللقاء األول لموسى بربه بعد الخروج من مصر ، واتخاذ العجل في بطن وادي عربة وهناك كان موسى ) 84( ت إليك رب لترضىقال هم أولاء على أثري وعجل) 83( وما أعجلك عن قومك يموسى( قال تعاىل

ولما جاء موسى ( عليه السالم ، مشتاقا ومندفعا فطلب رؤية ربه ، وكأنه نسي ما كان من قومه ، فطلب من ربه ما طلبه قومه منه ، هبر هكلما ونيقاتملكإلي أرني أنظر با ، قال ل قال راني ، فلمرت فوفس هكانم قرتل ، فإن اسبإلى الج انظر نلكاني ، ورت ن

) األعـراف 143( نا أول المـؤمنني تجلى ربه للجبل جعله دكا ، وخر موسى صعقا ، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأوكتبنا ( فصعق موسى كما صعق قومه من قبل ، وبعدما أفاق أعطيت له األلواح اليت حتمل يف ثناياها الشريعة اجلديدة لبين إسرائيل ،

ةا بقوذهء فخيكل شيلا لفصتظة وعوء ميكل ش ناح مي الألوف له رأماونهسذوا بأحأخي كمقو نيقالفاس ارد أريكم145( س ) .األعراف

م للعجل الذهيب الذي ابتدعه السامريومن مث أخربه ربه بأن قومه فتنوا من بعده ، بعباد ) كـدعب ـنم ـكما قونفت ا قدقال فإنريامالس ملهأض( ، وكانت عقوبة الشرك باهللا غاية يف القسوة ، ) ه ط 85( و كمأنفس متظلم كمم إنقوي ، همقوى لوسإذ قال مو

عليكم ، إنه هو التـواب الـرحيم ، ذلكم خير لكم عند بارئكم ، فتاب فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكمباتخاذكم العجل ،

70

، وتوحي هذه اآلية بأن األمر كان ملزما ، وقبول التوبة كان مشروطا بقتل النفس ، فمن رغب يف التوبة آنذاك ممـن ) البقرة 54( . عبدوا العجل ، قتل نفسه حقيقة وقبلت توبته ، واهللا أعلم

في اليموانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه ( لسان موسى خماطبا السامري وبالنظر يف قوله تعاىل ، على . يت ، جند أن العجل الذهيب قد حرق ورمي يف البحر ، وأقرب حبر ملقام بين إسرائيل يف وادي عربة هو البحر امل) طه 97( نسفا

:اللقاء الثاني والرجفة ونتق الجبل واختار موسى قومه سبعني ( رجال من أفضلهم ، لالعتذار عما فعله السفهاء من قومه ) 70(وبناء على ما كان منهم ، اختار موسى

ئتش لو بفة ، قال رجالر مهذتا أخا ، فلمنيقاتملا لجإلـا ر ـيا ، إن هناء مفهل السا فعا بمكنلهأت ، ايإيل وقب نم مهلكتأهريخ تأنا ونمحارا ولن را فاغفنيلو تاء ، أنشت ني مدهتاء وشت نا مل بهضت كتنتف ريناففشهدوا الوحي ) اف األعر 155( الغ

. مبعية موسى عليه السالم دون مساعه ، وشعروا بوجود خالقهم وعظمة قدرته بأن زلزل األرض من حتت أرجلهم

:أخذ الميثاق ، وإلزام النقباء االثني عشر بالسهر على تطبيقه ، والحكم بما جاء فيه القيام به ، ويتحملوا مسؤولية نقضه فترددوا وأبوا ، فرفع سبحانه فوقهم وهناك عرض عليهم امليثاق ليلتزموا به ويلزموا أتباعهم على

اجلبل وأجربهم على أخذه بالقوة ، ولو أصروا على الرفض ألطبقه عليهم فقبلوه على مضض ، وكان اهللا أعلم مبا يعتمل يف صدورهم قالوا سـمعنا عنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا ، وإذ أخذنا ميثاقكم ورف( ولكنه غفور رحيم ، حيث قال فيهم

السبعني فاختري من) . البقرة 93( وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ، قل بئسما يأمركم به إميانكم إن كنتم مؤمنني، وعصيناوهذا نص امليثاق الـذي ألزمـوا . وهم الذين تسميهم التوراة بالقضاة ) أي قبائل بين إسرائيل ( نقيبا ، بعدد األسباط ) 12(رجال

ثنا منهم اثني عشـر ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل ، وبع( بالعمل على تطبيقه ، باإلضافة إىل الوصايا الواردة يف سورة األنعام نلئ ، كمعي مإن قال اللها ، ويبقلاةنالص متكاة، أقمالز متيآتو موهمترزعي ولسبر متنآما ، وـنسـا حضقر اللـه متضأقرو ،

و ، كمئاتيس كمنن عاء لأكفرول سض فقد ، كمنم كذل دعب كفر نفم ، ارها الأنهتحت نري مجت اتنج كملنخبيللأد12( الس ) .املائدة

:رفض المن والسلوى وطلب القثائيات ، والحكم عليهم بالنزول في موطن زراعتها لصحراء بسيطة ، وذلك لتذمرهم وعدم صربهم على طعام واحد ، أي املن والسـلوى ، فحكـم كانت مدة املكث بادئ األمر يف ا

وإذ قلتم يموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك ( عليهم سبحانه بإكمال املسري املقدر مسبقا ، بقوله على لسان موسى اهبطوا مصرالذي هو خير ت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بايخرج لنا مما تنب

،مألتا سم را ( وحيث أنه قال ) البقرة 61( فإن لكمص( منونة ، ومل يقل ) مرصبدون تنوين ، فهي غري مصر اليت خرجوا منها ) متعين أن هذا البلد يتميز ، بأن فيه ما سـأله بـين ) فإن لكم ما سألتم ( نكرة وغري معرفة ، وقوله ) بلدا ( ، وإمنا جاءت هنا مبعىن

املقدسة ، الذي يتميـز خبصـوبة إسرائيل من نبيهم من عدس وبصل وغريه ، ولو تساءلنا عن موقع هذا البلد ، القريب من األرضأراضيه ووفرة مياهه من ينابيع وآبار ويصلح لزراعة القثائيات ، بالتأكيد ستكون اإلجابة األرض الواقعة شـرق ـر األردن ، ويف

اليت كان أهلها السفوح الغربية للجبال املطلة على فلسطني ، وبالتحديد قرية مدين اليت يعرفها موسى ، ويعرف ميزاا وخصائصها ، وقد هلكوا بعذاب يوم الظلة ، قبل أو بعد خروج موسى منها ، لريثها بنوا إسرائيل مع القلة املؤمنة ، من قوم شعيب اليت جنت مـن

. العذاب ، واهللا أعلم

71

:دخول مدين والمقام فيها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكـم خطايـاكم فكلوا منها ادخلوا هذه القريةوإذ قلنا ( قال تعاىل

سننيحالم زيدنس( ، وقال يف آية أخرى ) البقرة 58( و ميل لهإذ قةويالقر هذوا هكناس مئتث شيا حهنكلوا مو قولوا حطـة وسننيحالم زيدنس كميئاتطخ لكم رفغا ندجس ابلوا البخادا ) 161( وـلنسفأر ميل لهي قالذ رلا غيقو مهنوا مظلم ينل الذدفب

، ومل يكن املقصود ذه القرية األرض املقدسة ، كـوم دخلوهـا ) راف األع 162( عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمونحربا ، بعد موسى عليه السالم بأربعني عاما على األقل ، وهذه القرية سكنت حقيقة بدخوهلا بال قتال مبعية موسى عليه السـالم ،

. ل عليهم سبحانه رجزا من السماء القول واهليئة عند الدخول ، فأرس –أي العصاة –وقد بدل الذين ظلموا منهم

يوحي بأا سكىن مؤقتة ، ) فكلوا منها حيث شئتم رغدا( وقوله هلم يف النص اآلخر ) وكلوا منها حيث شئتم( وقوله قبل الدخول رض املقدسة ، فأفشلوا أنفسهم يف الـدخول ومل يكن لديهم علم بأنه سيكون هناك ما بعدها ، وهو االستعداد والتهيئة لدخول األ

األول لتلك القرية ، فاستحقوا غضب اهللا عليهم ، وأفشلوا أنفسهم عندما أمروا بالدخول الثاين بال حرب ، فأفشلهم اهللا وأذهـب قبل دخوله اجلنة ومل يكـن ) البقرة 35( وكلا منها رغدا حيث شئتما( وقد قيلت هذه العبارة آلدم عليه السالم وزوجه . رحيهم

لديهما علم بأن اإلقامة فيها مؤقتة ، وأن هناك ما بعدها ، وسيحاطون به علما عند وقوعه ، ويف موعده املقدر املضمر يف علم اهللا ، يف نفس املنطقـة ، واهللا وإن مل تكن مدين هي القرية اليت دخلها بنوا إسرائيل وأقاموا فيها ، فهي قرية تقع. ولكن بعد فوات األوان

.أعلم

:الخسف بقارون ، ورحلة موسى والفتى ، وذبح البقرة سنني عديدة ، واطمأنوا ا وإليها وطاب هلم املقام فيها ، حيـث الزراعـة -على ما يبدو -أقام بنو إسرائيل يف مدين مبعية موسى

وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا ( عت فيها قصة البقرة وتربية املواشي والتجارة ، ومن األحداث اليت نعتقد أا وقنيلاهالج نأن أكون م وذ باللها قال أعوزا هذنختة قالوا أتقروقصة سفر موسى حيث جممع البحرين ، لاللتقـاء ) البقرة 67( ب ،

إن قارون ( وقصة قارون املعروفة ) الكهف 60( وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا( بالعامل ،ء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لـا كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنو

نيالفرح بحالقصص 76( ي. (

: األمر بدخول األرض المقدسة وتحريمها عليهم وتيههم شرقي النهر ، ومل تكن هناك حاجة للقتال آنـذاك فرفضـوا ) فلسطني( وبعد مدة من مكثهم يف مدين ، أمرهم موسى بدخول األرض املقدسة

وعصوا لقلة إميام ، وأخلدوا إىل األرض وتذرعوا حبجج واهية ليربروا اتكاليتهم وعجزهم ، فدعا موسى ربه ليحكم بينه وبينـهم ، فكان حترمي ) املائدة 26( فال تأس على القوم الفاسقنيلأرض قال فإنها محرمة عليهم أربعني سنة يتيهون في ا( فاستجاب له ربه

.الدخول ملدة أربعني سنة ومن مث التيه يف األرض

إنك امرؤ تائه ، أي متكرب أو : والتيه لغة احلرية والضالل ، ورجل تائه وتياه إذا كان جسورا يركب رأسه يف األمور ، ويف احلديث واملراد من ذلك أم تركوا على رؤوسهم ، وحرموا من قيادة األنبياء ، بأن اهللا ختلى عنهم وحرمهم من رعايته هلم ، . ضال متحير

سنة ، ومل يقصد بالتيه الضـياع والتشـرد 40ورفع عنهم الوحي وتركهم بال هداية ، بعد موت موسى عليه السالم ، على مدى مجاعة شـرقي ـر 12والصحيح أم حافظوا على تواجدهم ، كأمة مكونة من . نعتقد سابقا املكاين يف صحراء سيناء كما كنا

72

األردن ، وأوكلت قيادة كل مجاعة إىل أحد النقباء االثين عشر ، كل حسب السبط الذي ينتمي إليه بعد انقطاع قيادة الوحي ، وهذا حلكمة من جراء إلقاء مسؤولية حفظ امليثاق وإقامته ، على النقباء االثين وهنا تتضح ا. مما ينفي نبوة فىت موسى املسمى بيوشع بن نون

وهذا ما حاول مؤلفو التوراة إخفاءه بتبديل مواضع الكلم ، فجعلـوا املـن . عشر بعد وفاة موسى وانقطاع الوحي والعناية اإلهلية .مي والتيه اليت كانوا يأكلون فيها البصل والعدس والسلوى تترتل عليهم ملدة أربعني سنة يف الصحراء ، وهي عدد سنني التحر

ويدعي كتبة التوراة أن بين إسرائيل ، أثناء قدومهم إىل األرض املقدسة مبعية موسى عليه السالم ، قد قاتلوا أقواما كثرية شرق ـر مدينة أرحيا مبعية يوشع بن نون ، وأـم األردن وانتصروا عليها ، ويدعون أيضا أم هامجوا الكنعانيني بعد موسى ، وهدموا أسوار

وهذا كله حمض افتراء وتلفيق ، فكيف يقاتل من طلب منه جمرد الدخول ومل يدخل ، ولفظ الدخول . أقاموا زمن القضاة غرب النهر .املائدة ) 27 – 20(يف القرآن يوحي بانتفاء القتال ، ونص احلوار الذي دار بني موسى وقومه لدخوهلا جتده كامال يف اآليات

: زمن اإلخبار بنص نبوءة اإلفساد والعلو في األرض وبعد مدة يسريه من الزمن من ذلك احلكم ، كشف موسى عليه السالم النقاب عن النبوءة موضوع هذا الكتاب ، وأخرب عنها قبل أن

وكل األمر من بعده إىل النقباء اإلثين عشـر وتركهم يف غيهم وطغيام يعمهون ، كما حكم عليهم رم ، وأ. ينتقل إىل جوار ربه أصحاب امليثاق ، ليحفظوا التوراة وليحكموا بني الناس مبا جاء فيها ، ومن ذلك اليوم انتقلت مسؤولية حفظ التوراة والشـريعة إىل

ور ، يحكم بها النبيون الذين أسلموا ، للذين هادوا إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ون( أناس عاديني ، فبدأ ظهور األحبار ، قال تعاىل ) .املائدة 44( ، والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله ، وكانوا عليه شهداء

:طلب الملك لدخول األرض المقدسة بعد نهاية سنوات التيه ) كمليع بإن كت متيسل عقال ه بيل اللهي سل فقاتكا نلا مث لنعاب مله بيني إذ قالوا لل فقاتا ألا نا لنملوا قالوا وقاتال ألا تتالق

)246(بنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمني سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأ

) . صمويل ( بعث فيهم نبيا ، يدعون يف التوراة أن امسه . وبعد انقضاء سنون التيه األربعون ، اليت عاشوا خالهلا شرقي ر األردن لتعرضهم لضيق العيش واالضطهاد والغزو ، من قبل املمالك ااورة شرقي النهر ، طلبوا من هذا النيب أن يسأل اهللا ليبعث هلم ورمبا

246( لكا نقاتل في سبيل اللهإذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا م ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى ،( ملكا ، قال تعاىل بغية دخول األرض املقدسة اليت كتب اهللا هلم ، فبعث هلم طالوت ملكا وأنزل اهللا هلم التابوت حتمله املالئكة آيـة مللكـه ، ) البقرة

. وا منه فشربوا منه إال قليال كوم ال يؤمنون إال مبا هو حمسوس ، فأعدهم ونظم صفوفهم واجتاز م ر األردن على ألا يشرب

الـذي -وقتل داود ) فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت( -على األرجح يف سهول أرحيا -وكانت املواجهة مع الكنعانني ( لسالم بغض النظر عن الكيفيـة ومن مث انتقل امللك لداود عليه ا. جالوت قائد الكنعانيني فدخلوا القدس -كان من جنود طالوت

الله اهآتولكة المكمالحو و ،هلماء عشا يمالبقرة ) 251 – 246(ونص هذه األحداث كامال جتده يف اآليات ) البقرة 251( مـر ( مل تكن قد شربت من النهر ، وكانت هذه أول معركة يقاتل فيها بنو إسرائيل ، وكان جيشهم يتألف من القلة املؤمنة ، اليت

.، وكان هذا هو الدخول األول لبين إسرائيل إىل األرض املقدسة ) األردن

:داود عليه السالم يؤسس أول دولة لليهود في القدس

هـذه ) اجلاثية 16( الطيبات وفضلناهم على العالمنيولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من ( قال تعاىل اآلية تشري إىل أن هناك مخسة أمور اجتمعت لبين إسرائيل ، وهي الكتاب أي الشريعة اليت تركها هلم موسى عليه السالم ، واحلكم أي

73

مل الرسالة السماوية يف ذلك الزمان ، وقد اجتمعت هـذه امللك ، والنبوة أي الوحي ، والسعة يف الرزق ، والتفضيل باختيارهم حل .األمور اخلمسة يف زمن مملكتهم األوىل يف األرض املقدسة ، حيث كان داود عليه السالم أول ملوكها

:ملك داود عليه السالم لورع والتقـوى وكثـرة معظم اآليات اليت أخربت عن داود وملكه ، كانت تركز على شخص داود ، حيث اتصف عليه السالم با

وشددنا ملكه ( العبادة ، والعلم والقوة مع شيء من اللني يف املعاملة ، وتوحي بأن شغله الشاغل ، كان توطيد أركان دولته احلديثة كانت حمصورة يف بيـت وإعداد ما استطاع من قوة للدفاع عن دولته الصغرية ، اليت) ص 20( وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب

املقدس وما حوهلا ، من هجمات األقوام ااورة هلا من الكنعانيني ، ومل يكن يسعى لتوسيع رقعة الدولة ، كون األمـة اإلسـرائيلية ومل تكن -وهي مل تكثر إال يف العصر احلديث ، وبالتحديد بعد احلرب العاملية الثانية ، حيث رفع عنهم القتل -آنذاك كانت قليلة

.تستدعي امتالك مساحة كبرية من أرض فلسطني

:صفة الجبن المالزمة لليهود ومعالجتها بابتكار داود للدروع الحربية لكم ( يف كلميت )كم ( ، والضمري ) األنبياء 80( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون( قال تعاىل

يعود على املخاطبني بالقرآن ، وهذا خرب يفيد أن داود عليه السالم ، هو أول من ابتكر الدروع احلربية احلديديـة ، ) بأسكم ( و ) ( وأول من استعملها هم بنو إسرائيل ، وهذا يكشف طبيعة اجلنب فيهم ، واحلرص على احلياة واخلوف من املوت وكرههم للقتـال

لتواةيلى حاس عالن صرأح مهنكوا جدرأش ينالذ نموصناعة داود هلا يدل على معرفته بطبيعتهم تلك ، فقد قالوا ) البقرة 96( و، فاجلنب والتواكل على ) املائدة 24( نا قاعدونفقاتلا إنا هاه وربكإنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت ( ملوسى من قبل

، فهو رب موسى وليس برم فما كانوا مؤمنني ، لذلك ) وربنا ( وليس ) وربك ( الغري طبيعة متأصلة يف نفوسهم ، وانظر إىل قوهلم ، وكان أغلبهم فاسقني وعصاة ومعتدين ، حـىت يف ) املائدة 25( الفاسقنيفافرق بيننا وبين القوم ( قال فيهم موسى عليه السالم

وعيسـى لسان داوودمن بني إسرائيل على الذين كفروالعن ( زمن طالوت وداود وسليمان وعلى مر العصور ، حيث قال تعاىل كذل ميرن مونابدتعوا يكانا ووصا عني ( فكما تأذى موسى عليه السالم ) املائدة 78( بمذونؤت مم لاقوي همقوى لوسإذ قال مو

ذى منهم داود عليه تأ) الصف 5( وم الفاسقنيوقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي الق . السالم وهو أول ملوكهم ، وتأذى منهم عيسى عليه السالم وهو آخر أنبيائهم ، ومن وقع بينهما من األنبياء

ومل يكن شرب أغلبهم من النهر ، عند عبورهم مع طالوت إىل فلسطني عطشا ، وإمنا ليستثنيهم طالوت من اخلروج يف اجليش للقتال ن احلجج للتهرب من القتال حىت يف دولتهم احلالية ، فهم يدفعون بأبنائهم إىل املدارس الدينية لتجنيبـهم اخلدمـة ، وما زالوا يفتعلو

فابتكر عليه السالم الدروع احلديدية ليلبسوها يف حروم مع الشعوب ااورة ، اليت على ما يبـدو كانـت تغـزوهم . العسكرية ولو نظرت إىل واقعهم . نان إىل تلك القلوب الوجلة ، وتدفعهم إىل الذود عن محى مملكتهم باستمرار ، لعلها تدخل شيئا من االطمئ

املعاصر ، لوجدم يلبسون الدروع الواقية من الرصاص حىت يف مواجهة احلجارة ، وجتدهم يتحصنون وراء السيارات املصفحة ، أو قرى محصنةلا يقاتلونكم جميعا إلا في ( ه القرآن يف مواضع كثرية يقاتلون من وراء جدر من اإلمسنت املسلح ، وهذا ما يفضحهم ب

) . احلشر 14( بأنهم قوم لا يعقلونبأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك أو من وراء جدر

74

:م يوطد أركان الدولة سليمان عليه السال

:نظام الحكم ملكي وراثي ، نتبني من اآليتني السابقتني ، أن نظام احلكـم يف ) النمل 16( وورث سليمان داوود( ، ) ص 30(ووهبنا لداوود سليمان (

يف سنني حكم سليمان عليه السالم ، سعى إىل توسيع رقعة و. مملكة بين إسرائيل األوىل كان ملكيا وراثيا يف نسل داود عليه السالم مملكته نسبيا ، لتغطي مساحة أكرب من مدينة القدس ، لتشمل ما حوهلا من املدن والقرى ، من النهر شرقا إىل البحر غربا ، ولكنـها

ا ، ولكنهم تقهقروا إىل ما بعد حدود على كل األحوال مل تشمل فلسطني كاملة ، فأهل فلسطني األصليني مل خيرجوا منها ومل يبادووما حوهلا من سـهول –حبجم قرية يف العصر احلايل –مملكة سليمان ، حيث كانت املمالك يف تلك العصور ، تقتصر على مدينة

. ومراعي ، وال أظنهم استكانوا وسلموا لبين إسرائيل باألمر الواقع ، وإمنا كان هناك حروب ومناوشات ، واهللا أعلم

:حقيقة ملك سليمان فكان ملكا ) ص 35( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب( أما قول سليمان عليه السالم

شاسعة من األراضي ، ومظاهر ملكـه شخصيا خاصا به ، ومل يكن لبين إسرائيل فيه ناقة وال بعري ، ومل يقصد به امتالك مساحات اقتصرت على ما وهبه سبحانه إياه ، من املمتلكات والقوة واحلكم ، واليت متيز ا عن كافة ملوك األرض ممن أتوا بعده ، ومنـها ؛

س وتشكيله ، وكثرة جريان الريح بأمره ، وحكمه للجن ، واستعماهلم يف البناء والغوص والقتال والصناعة ، والقدرة على إذابة النحاجنوده من اجلن واإلنس والطري ، وكان عليه السالم قويا ورعا تقيا عاملا حكيما ، وفيه شيء من الشدة ، وكان بنوا إسرائيل يرهبونه

بعوا ما تتلوا وات( وخيافونه ، ولذلك نال قسطا كبريا من امام املشينة ، بعكس أبيه داود الذي كان لينا معهم ، فقال فيهم سبحانه ، وعلى ما يبدو أن الشياطني بعد وفاته عليه السالم ، ادعت أن سليمان مل يسلط ) البقرة 102( …الشياطني على ملك سليمان

( والشـعوذة ، فأشركوا باهللا وعبدوا الشياطني وأباحوا السـحر . عليهم ، وإمنا كان تابعا هلم يعبدهم ويستعني م لقضاء مصاحله الى ععتو هانحبلم سر عيبغ اتنبو ننيب قوا لهرخو ملقهخو كاء الجنرش لهلوا لعجفونوصا ياألنعام 100( م . (

غري منطقية ، حيث تقول أا كانـت أكثر ما حيرين يف أمر ملك سليمان هو الغاية من تسخري الريح ، فالروايات يف كتب التفسريحتمل سليمان ومأله وجنوده ، على بساط خشيب عظيم ، وتنقلهم من بلد إىل آخر للقتال والترفيه وغريه ، ومل يرد يف تواريخ األمم

يسريون على اليت عاصرت ملك سليمان ، أم شاهدوا يوما بساطا خشبيا طائرا ، وسورة النمل تؤكد أن سليمان وجنوده ، كانوا . األقدام أثناء تنقلهم

وبعد طول تفكري ومتعن وتدبر يف اآليات ، اليت تتحدث عن الريح وعن ملكه عليه السالم ، تبني يل أنه كان يركب البحر ، منطلقا صي ، بداللة قوله من األرض املقدسة ، فتجري الريح مبركبه إىل حيث أراد برفق ولني يف الذهاب ، لتسهل عليه عملية البحث والتق

، وبعد انتهاء املهمـة ، ) ص 37( والشياطني كل بناء وغواص) 36( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب( تعاىل ولسليمان الـريح عاصـفة ( وله تعاىل يستعجل العودة إىل وطنه ، فيأمر الريح لتجري بقوة وسرعة إىل األرض املباركة ، بداللة ق

82(ومن الشياطني من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظني ) 81(تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها بالرحالت البحرية ، فهي السياحة واستخراج كنوز البحر وجلبها ململكته ، ويؤيد ما ذهبت إليه ذكر ، وأما الغاية من القيام ) األنبياء

الغوص ، الذي كانت تقوم به الشياطني ، مباشرة بعد ذكر الريح يف اآليات السابقة ، والغوص عادة ال يكون إال يف املياه العميقة ، ولسليمان الريح غدوها شـهر ( الذهاب وشهر يف العودة ، بداللة قوله تعاىل وكانت مدة كل رحلة من رحالته شهرين ، شهر يف

رها شهاحورواهللا أعلم ) سبأ 12( و ،.

75

:سليمان هو أول من بنى المسجد األقصى لمسو هليع لى اللهص ول اللهسر نرو عمن عب الله دبع نع ) : ، لمسو هليع لى اللهص داود نان بمليسأن سقدالم تيى بنا بلم ،

ملكا لا ينبغي لأحد مـن ل الله عز وجل سأل الله عز وجل خلالا ثلاثة ، سأل الله عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه ، وسأ ، هيفأوت هدعبجدساء المبن نغ مفر نيل حجو زع أل اللهسو هيئتطخ نم هرجخأن ي ، يهلاة فإلا الص هزهنلا ي دأح هيأتأن لا ي ،أم هتلدم ووكيرواه النسائي وأمحد وابن ماجه وابن خزمية وابن حبان واحلاكم بأسانيدهم ، وصححه األلباين ) ه.

:هذا احلديث يؤكد

من سورة األنبياء ) 81(أن مملكة داود وسليمان أي مملكة بين إسرائيل األوىل كانت يف فلسطني ، بداللة هذا احلديث واآلية .1 . املذكورة أعاله

.ه السالم بىن مدينة بيت املقدس أن سليمان علي .2

. أن سليمان عليه السالم هو أول من بىن املسجد األقصى .3

وأما التسمية باملسجد فهي التسمية اإلسالمية له ، وجاءت بعد حادثة اإلسراء ، وأما يف عهد سليمان عليه السالم ، فقـد جـاءت وأما الترمجة العربية للتوراة فأعطته اسم اهليكل ، واملعىن لكلتـا التسـميتني ) حقيل لها ادخلي الصر( تسميته يف القرآن بالصرح ،

وعلى كل األحوال فإن املسجد األقصى القائم حاليا ، جيثم يف نفس املكان الذي أقيم فيه صرح . واحد ، وهو البناء الضخم املرتفع ن هذه احلقيقة ، رمبا لظنهم أن اعترافهم ذا األمر ، يعطي الصـهاينة سليمان ، والغريب أن الكثري من أئمة املسلمني وعامتهم ينكرو

حقا يف هدم املسجد وبناء هيكلهم مكانه ، ويسقط أحقية املسلمني فيه ويضعف موقفهم يف الدفاع عنه ، حىت وصل األمر ببعضهم . إىل خمالفة النص القرآين ، وإنكار حىت تواجدهم يف األرض املقدسة مجلة وتفصيال

:قبلة اليهود هي الصخرة المشرفة قال : أن عمر بن اخلطاب كان باجلابية فذكر فتح بيت املقدس ، قال : ( جاء يف البداية والنهاية البن كثري ، ما نصه قال اإلمام أمحد

ت عين صليت خلف إن أخذ: أين ترى أن أصلي ؟ قال : مسعت عمر يقول لكعب : ابن سلمة فحدثين أبو سنان عن عبيد بن آدم ال ، ولكن أصلي حيث صلى رسول اهللا صلى اهللا عليه ! ضاهيت اليهودية : الصخرة ، وكانت القدس كلها بني يديك ، فقال عمر

وهذا إسناد جيد ، اختاره احلـافظ ) . وسلم ، فتقدم إىل القبلة فصلى مث جاء فبسط ردائه ، وكنس الكناسة يف ردائه وكنس الناس فإنا مل نـؤمر : ( وجاء يف تاريخ الطربي يف رواية أخرى ، أن عمر أجاب كعب بقوله . ملقدسي ، يف كتابه املستخرج ضياء الدين ا

) . بالصخرة ولكنا أمرنا بالكعبة

صلى ونقول أن مفاد الرواية أن كعب ، ملا أشار على عمر بالصالة خلف الصخرة ، أراد منه أن جيمع القبلتني يف صالته ، فأىب عمر و .جاعال وجه تلقاء الكعبة والصخرة من وراء ظهره

:الصالة في الشريعة الموسوية لتوضيح األمر حنتاج إىل معرفة طبيعة العبادة يف شريعة موسى عليه السالم ، فالصالة لديهم كانت تؤدى بشكل فردي يف البيـت أو

واجعلوا بيوتكم حينا إلى موسى وأخيه ، أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا ، وأو) ( أي اهليكل ( فيما يسمى باحملراب يف املعبد املقدس ، واحملراب عبارة عن غرفة صغرية منعزلة ، خمصصة للصالة والدعاء والذكر ، ) يونس 87( ، وبشر المؤمنني وأقيموا الصلاة، قبلة

76

أا كانت تقام مرتفعة عن األرض ، وهي أشبه ما يكون بالعلية أو السدة ، وقد ارتبط ذكر احملراب يف القرآن ، بأنبياء بين واألغلبىي ، وبآخر أنبيائهم زكريا وحي) ص 21( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب( إسرائيل األوائل يف فلسطني داود وسليمان ،

) .آل عمران 39(فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب (

:الصرح أو الهيكل ، كيفية بناءه وصفته وموقعه أما الصرح فعلى ما يبدو أنه كان أعجوبة من أعاجيب الزمان ، وأن من قام ببنائه وصناعة حمتوياته هم اجلن والشياطني ، وأن مـادة البناء كانت من النحاس والزجاج ومواد أخرى ما عدا احلجارة ، وأنه اشتمل على احملاريب والتماثيل واألواين النحاسية الصـغرية ، واألحواض أو الربك املائية الضخمة املصنوعة من النحاس ، واجلواهر والكنوز من لؤلؤ ومرجان وغريها ، ممـا كانـت تسـتخرجه

) 35( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنـت الوهـاب ( قال تعاىل . الشياطني من أعماق البحارابث أصياء حخر رهري بأمجت يحالر ا لهنرخ36( فس ( كل نياطيالشاصوغواء ونب )(يضا وقال أ) ص 37 نـيع ا لهلنأسو

ما يشاء مـن يعملون له) 12( بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعري ومن الجن من يعمل بين يديه ، القطر ) . سبأ 13( لجواب ، وقدور راسيات ، اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكورمحاريب ، وتماثيل ، وجفان كا

وأستطيع وصف هذا الصرح بأنه بناء ضخم ومرتفع ، كانت الصخرة تقع يف مركزه ، حتيط ا ساحة واسعة ، أرضيتها من الزجاج ري أسفل منها ، أو ماء راكد يف أحواض مائية ، وضع فيها ما استجلبه سليمان من املناظر واملشاهد املصقول ، يرى من خالهلا ماء جي

. البحرية ، مما استخرجته له الشياطني من أعماق البحر ، وعلى أطراف تلك الساحة أقيمت احملاريب العديدة للعبادة من كل جانب . واهللا أعلم

جتول فيه ، أن هناك آبارا وأحواضا مائية ، حتت ساحة املسجد األقصى مباشرة ، فإذا كان ذلك وقد مسعت من زميل يل زار املسجد وصحيحا ، ومع علمنا بأن املسجد األقصى بين يف نفس موقع املسجد السابق ، وأن الصخرة هي القبلة الفعلية لليهود ، فهذا األمـر

السالم ، هو املسجد الذي دخله أولئك املبعوثني أول مرة ، وخربوه وبوا يؤكد أن الصرح الذي كان قد بين يف عهد سليمان عليهاملواد حمتوياته ومل يبقوا له أثر يذكر ، وعدم وجود آثار له يؤكد أن هذا الصرح مل يتم بناءه بالطرق املألوفة ، سواء ندسة البناء أو ب

ن طريقتهم يف البناء ختتلف عن طريقة البشر ، وطبيعة املواد املستخدمة ختتلـف املستخدمة ، فبناته هم اجلن والشياطني ، وبالتأكيد فإعما يستخدمه البشر ، ورمبا يكون هذا الصرح اخلرايف هو ما دفع نبوخذ نصر صاحب حدائق بابل املعلقة ، لإلغارة على بين إسرائيل

.يف املرة األوىل لنهب حمتوياته

:ألف ليلة وليلة حكمة سليمان عليه السالم وخرافاتالروايات املوجودة يف كتب التفسري ، عن قصة سليمان وحبه مللكة سبأ ورغبته يف الزواج منها ، وإدخاهلا إىل الصرح لرؤية ساقيها ،

توراة مما ليس له أصل حىت يف ال. إىل آخره … فيما إذا كان عليهما شعر أو أن قدميها كحوافر احلمار ، ألن أبوها أو أمها من اجلن ، جردت سليمان عليه السالم من حكمته يف الدعوة إىل اهللا ، وجعلت منه رجال مزواجا شهوانيا كما أراد له أعداء اهللا وأعداء أنبياؤه

.أن يكون

:حكمة الهدهد

قومها يسـجدون وجدتها و( ولكي نفهم ما جرى من حوار وأحداث بني سليمان وملكة سبأ ، دعنا نتمعن قليال يف قول اهلدهد تهلا ي مبيل ، فهالس نع مهدفص ، مالهمطان أعيالش مله نيزو ، الله وند نس مملشونليقول اهلدهـد أنـه ) النمل 24( د

77

زين هلم أعماهلم ، مبعـىن أن الشـيطان فتنـهم وجدها هي وقومها ، يعبدون الشمس من دون اهللا ، ويعلل ذلك بقوله أن الشيطان وأومههم ، وزين هلم الباطل على أنه احلق ، وعمى مسعهم وأبصارهم ، فعطل عقوهلم عن متييز احلقيقة من الوهم ، فحرمهم القـدرة

، أي مـنعهم مـن على احلكم على معتقداهم ، أهي خطا أم صواب ، فعبدوا الشمس على أا رم ، وبذلك صدهم عن السبيل الوصول إىل احلقيقة ، وهي أن اهللا هو رم ، فما دامت أبصارهم قد عميت ، ويعتقدون بصوابية عبادة الشمس ، فمن أين هلم اهلداية

والرسالة اليت وجهها اهلدهد لسليمان من خالل هذا القول ، هي أم حباجة ملن يهديهم ، ويزيل الغشـاوة . ، وهم على حاهلم تلك فتكفل سليمان عليه السالم دايتهم ، وبإزالة هذه الغشاوة ، لعلهم يبصرون ومن مث يهتدون ، مبا أويت مـن علـم . ن أبصارهم ع

وحكمة ، بعد أن شرح اهلدهد حالتهم املرضية وشخصها وأعطى سليمان مفاتيح احلل ، واآلن دعنا نتعلم منه عليه السالم ، هـذا .عوة إىل اهللا الدرس العملي يف الد

:الدعوة إلى اهللا

خطابا حازما واثقا قويا ومزلزال ) 31( ألا تعلوا علي وأتوني مسلمني( كان أول خطاب وجهه سليمان مللكة سبأ وقومها ، هو قوله هي وقومها يعبدون الشـمس ، ومل ، وكانت هذه هي الضربة األوىل ، يف جدار معتقدام الوثنية املتأصلة يف نفوسهم ، فقد كانت

يكن لديهم علم بوجود إله آخر أوىل بالعبادة من غريه ، ولكن هل أطاعت ؟ بالطبع ال ، فتغيري معتقدات البشر عملية صعبة جدا ، ألصنام إىل وانظر يف سرية نيب اهلدى عليه الصالة والسالم مع كفار قريش لتحويلهم من عبادة إىل ا -وحتتاج إىل علم وحكمة وصرب

وذلك لتتأكد مـن -وكان بإمكاا عدم الرد -ولكن هل تأثرت بذلك العرض القوي ؟ بالطبع نعم ، فردت باهلدية -عبادة اهللا جدية سليمان عليه السالم ، ولتعرف مع من تتعامل فهي ذكية وحكيمة أيضا وتعي موقعها وعظم املسؤولية امللقاة على عاتقهـا ،

قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ( ي القوة والبأس الشديد ، وداللة ذلك قوهلا بعكس مألها ذوفأعاد اهلدية ووجه هلا ديدا صارما وحازمـا ) 35( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) 34( وكذلك يفعلون

فاستوعبت الرسالة وهي أن ما ) 37( ونارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغر( وأخريا ، التهديد ال يصدر إال عمن يعلم حجم قوا ولديه من القوة أضعاف ما متلك وأن مـا يريـده لدى سليمان خري مما لديها ، وأن هذا

.ألجلها شيئا آخر

: اإلتيان بالعرش وتنكيره

لذلك محلت قومها وأتته على جناح السرعة ، ويف طريقها إليه كان عليه السالم يعد هلا الضربة الثانية ، فطلب عرشها وأمر بتنكريه ، الختبار مدى استعدادها للهداية للدين اجلديـد ، ولـيس ) 41( أم تكون من الذين لا يهتدونننظر أتهتدي ( ذلك كانت وعلة

كان مهه عليه السالم هدايتها وقومها ، وليس الزواج منها كما صورته بعض الروايات يف كتـب . املقصود هو اهتدائها إىل العرش . التفسري

وقد حتطم بداخلها فعال عندما رأته وعرفته ، لكنها . وكان جلب العرش حبد ذاته ، كفيال بتحطيم ذلك اجلدار الذي متترست خلفه وملا سئلت عنه مل تثبت ومل تنف ، وكان مبقدورها أن تعترف بأنه عرشها ، وأن تسلم على الفـور . أضمرت ذلك ومتالكت نفسها

، أي الغشاوة اليت أعمـت بصـرها ) وصدها ما كانت تعبد من دون الله( والسبب هو ذلك اجلدار نفسه . ذلك ولكنها أجلت وحىت لو أجري على متاعك الكثري من التعديالت ، فستبقى فيـه أشـياء ) كأنه هو (وبصريا ، وخوفها من قومها أيضا ، فقالت

فكانت إجابتها حكيمة وغاية يف التعقل ، فلم تثبت وتسلم أسلحتها الواهية من الوهلة األوىل ، حمافظة منها على كثرية تدلك عليه ،كربيائها كملكة ، ومل تنف ألا تعلم وقومها ويعلم سليمان وقومه علم اليقني أنه هو بعينه ، فتدل على كربياء أجوف وعن بالهـة

كانت هي األسلم وغباء ، فإجابتها املوسومة بالشك.

78

كانت تعلم حبكمتها أن هناك شيئا آخر ينتظرها ، سيأيت أوانه بعد حني ، فكشفت ذه اإلجابة لسليمان عن استعدادها للهداية ، فيما ولكن ما الذي فعله سليمان حقيقة يف هذا املوقف ؟ كان إحضار عرشها إلظهار مدى عظـم . لو عرض عليها برهانا دامغا وقاطعا

ه املوهوب له من قبل ربه ، وكان تنكري العرش إليقاظ حاسة البصر ودقة املالحظة لديها وحتفيزا لعقلها وقلبها ، ولكنـها ملـا ملك .اهتدت إىل إنه عرشها أخذا العزة باإلمث شيئا قليال فكابرت حىت حني

:دخول الصرح

فما الذي ) قيل لها ادخلي الصرح( دار باألرض ومل تترك له أثرا فكانت الضربة الثالثة واألخرية ، أي القاضية اليت سوت ذلك اجلكان يف الصرح ؟ كانت أرضية الصرح من زجاج مصقول ومن حتت الزجاج ماء ، وعندما مهت بالدخول شاهدت املاء فرفعت ثوا

لقد كنت : فتبسم سليمان وكأنه خاطبها ضاحكا ) شفت عن ساقيهافلما رأته حسبته لجة وك( خوفا من البلل ومهت باملشي فيه فأنزلته ودخلت وملا المست قدميها الزجاج تبني هلا ) صرح ممرد من قوارير( وامهة فلن يصل املاء إىل ثوبك فأنزليه وتقدمي ، فهذا

ن خجلت ، من ومهها وانعدام بصريا ، وذهاب عقلها وحكمتها وضالهلا وهنا مربط الفرس فما كان منها إال أ. بطالن ما اعتقدت .يف تلك اللحظة ، إذ مل تستطع متييز الزجاج من املاء ، فاستوعبت على الفور مضمون الرسالة اليت وجهها هلا سليمان

:العبرة

هو حاهلا وقومها بعبادة الشمس من دون اهللا ، وأنه فقد يظن اإلنسان جبهله أنه على حق ، بينما يكون يف احلقيقة على باطل ، وهذادعاها إىل احلق عن علم ، فتمسكت بالباطل عن جهل ، فتبينت بالتجربة والربهان بطالن معتقدها ، وأن احلـق مـع سـليمان ،

وأسلمت مع سـليمان ( عن غري علم باتباع الباطل ) رب إني ظلمت نفسي( فاستجابت على الفور لدعوة سليمان األوىل ، قائلة نيالمالع بر لهح أن سليمان مل يتزوجها ) النمل 44( لفما كان من قومها إال أن تبعوها ، وعادت إىل مملكتها هلداية قومها ، وأرج

واملصاحل التجارية وغريها قائمة بني الـدولتني ، ، واهللا أعلم ، ودانت بعد ذلك مملكتها لسليمان دينيا ال عسكريا ، وبقيت العالقات ، حىت كفر قوم سبأ بأنعم اهللا إال قليل منهم ، ومع تقـادم ) 20 – 15(مرورا جبزيرة العرب لفترة طويلة ، حسبما تثبته سورة سبأ

.الزمن انقطعت تلك العالقة

:بنو إسرائيل في عصر سليمان

خيتلفوا كثريا عما كانوا عليه يف عصر موسى وداود ، حيث كانوا على الدوام فاسدين كأفراد أما بين إسرائيل يف عصر سليمان ، فلم إال من رحم اهللا ، وما اختلف عليهم يف عصر سليمان ، أن سليمان ساسهم بالقوة والسلطان ، وكان يأخذهم إىل القتـال وهـم

، وحشر أي جمع ) النمل 17( يوزعونفهم الجن والإنس والطيرده من لسليمان جنو وحشر( بطبيعتهم له كارهون ، قال تعاىل . ، ويوزعون أي يساقون بانضباط وال يتقدم آخرهم على أوهلم

هل تحقق العلو األول لبني إسرائيل في فلسطين ؟كتب التي الأرض المقدسةيقوم ادخلوا ( عليه السالم وأما سبق دخوهلم لألرض املقدسة ، فقد قال فيه سبحانه على لسان موسى

لكم فون ( أي كتب لبين إسرائيل دخوهلا ، وقال سبحانه ) املائدة 21( اللهعضتسوا يكان ينالذ ما القوثنرأوض والـأر ـارقشمكناري با التهاربغماويهواألرض . أي ملكوها وسكنوها ، وذلك بعد انقضاء سنوات التحرمي والتيه األربعـني ) األعراف 137( ا ف

املبارك فيها هي فلسطني ، ومشارقها ومغارا أي كلها من النهر إىل البحر ، وهذه هي حدود األرض املقدسة واملباركة وحدود مملكة إذ أن موسى عليه السالم كـان . املقدسة واملباركة هي فلسطني فقط وليس بالد الشام عامة لنخلص إىل أن األرض. اليهود القدمية

79

وشرق النهر . يتواجد وقومه شرقي ر األردن ، ولو كان شرق النهر أرضا مقدسة ملا قال ادخلوا األرض املقدسة وهو بداخلها أصال .هلي عليهم ومن مث تركوها وارحتلوا إىل فلسطني مل يورث لبين إسرائيل وإمنا أقاموا فيه فترة الغضب اإل

وصلنا إىل مرحلة حتقق العلو ، بوحي من اهللا وقيادة أنبياؤه وملوكه ، وكان هذا هو العلو األول لبين إسرائيل ، وأما اإلفساد فلم يكنض ، وجند أن النيب التايل لسليمان يف الذكر ، قد وقع منهم القتران امللك بالنبوة ، وما كان لألنبياء عليهم السالم أن يفسدوا يف األر

وقد بعث األنبيـاء الثالثـة . من أنبياء بين إسرائيل يف القرآن هو زكريا ومن بعده حيىي ، وكان آخرهم عيسى عليهم السالم مجيعا أنبياء ، ويقدر املؤرخون بأن بالتتابع وعاصر بعضهم بعضا ، وكان ذلك بعد فترة طويلة من وفاة سليمان ، وبعد عيسى مل يبعث فيهم

. سنة 900املدة ما بني سليمان وعيسى بأكثر من

وما كان بعث عيسى عليه السالم باإلجنيل ، إال لتجديد الشريعة اليت جاء ا موسى ، بعد أن أضاع بنو إسرائيل التوراة واختلفوا يف قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعونولما جاء عيسى بالبينات ( قال تعاىل . أمرها

ويثبت التاريخ أن بعث عيسى عليه السالم ، كان يف زمن احلكم الروماين للمنطقة ، مما يعين أن هذا العلو الـذي ) . الزخرف 63(مما يترتب عليه أن اإلفساد قد وقع ، وأن البعث قد حتقق يف الفترة املمتدة ما بني سـليمان . و إسرائيل قد زال واندثر حتصل عليه بن

.وعيسى عليهما السالم ، يف زمن أقرب إىل حكم سليمان منه إىل بعث عيسى

:المملكة اليهودية بعد سليمان

ومبا أن نظام احلكم كان ملكيا وراثيا كما أقره القرآن ، فال بد أن يكون . مبوته وليس من املعقول أن جنزم بأن مملكة سليمان اارتامللك قد انتقل إىل أحد أبناء سليمان الذين مل يكونوا أنبياء يف واقع احلال ، فالنبوة آنذاك خرجت من امللك وأصـبحت يف عامـة

ال والسلطة جتارا ومرابني من حكم وملك األنبياء ، حيث كان الوحي الشعب ، وهنا حترر العصاة واملعتدين من اليهود ، من عبدة املقال الـذين يريـدون ( يقف سدا منيعا أمام طموحام وأحالمهم ، يف ب ثروات البالد والعباد ، فهم أبناء الذين قال فيهم تعال

) . القصص 79( إنه لذو حظ عظيمالحياة الدنيا يليت لنا مثل ما أوتي قارون

وعلى مر السنني تغيرت األحوال وتغلغل املرابني والتجار يف أوساط احلكم وتبادلوا املصاحل واملنافع ، وأصبحوا مـن عليـة القـوم ترة ، لوجدت أن عدد امللوك ولو راجعت التوراة املؤرخ الوحيد لتلك الف. ليفرضوا على امللوك ما شاءوا من سياسات ختدم مصاحلهم

. سنة حكم لكل ملك 14ملكا ، وهو عدد كبري نسبيا ، مبعدل 22سنة تقريبا ، هو 300الذين تعاقبوا على احلكم ، على مدى الء وذلك لكثرة االغتياالت اليت كان يدبرها ويوقعها فيهم علية القوم ، ومن واالهم من الكهنة واألحبار ، فيمن صلح أو فسد من هؤ

واملالحظ أيضا أن معظم ملوكهم كانوا صغارا يف السن ، ورمبا كان ذلك هو الغاية من قتل آبائهم ، فوجود ملك صـغري . امللوك السن يسهل عليهم السيطرة على شؤون احلكم ليكونوا هم خربائه ومستشاريه ، وهذه هي سياستهم يف العصر احلايل يف شىت بقـاع

ر كان هناك األنبياء الذين مل ينقطع بعثهم يف بين إسرائيل ، ليعيدوا أولئك العصاة عن غـيهم وبغـيهم وعلى اجلانب اآلخ. األرض .بدعوم إىل العودة إىل شرع اهللا ، وتذكريهم وحتذيرهم مبا قضاه اهللا عليهم إن أفسدوا يف األرض

، وتكذيب فريق من األنبياء وقتل فريق آخر ، وقتل أولياء ختربنا كثري من اآليات القرآنية عن إفساد بين إسرائيل ، حيث الشرك باهللااهللا من الناس ، وسفك دماء بين قومهم وإخراجهم من ديارهم ، وحتريف الكهنة واألحبار لكتاب اهللا ليوافق أهواء عليـة القـوم ،

وجممل هذه اآليات ختاطـب بـين . ه إىل آخر… واالعتداء على حدود اهللا وعصيان أوامره ، وأكلهم الربا وأموال الناس بالباطل !؟… إسرائيل كأمة ، فأين ومىت وقع منهم هذا اإلفساد األممي

80

وهل تحقق اإلفساد األول ؟واخلطاب هنا موجه ) لبقرة ا 87( وفريقا تقتلون ففريقا كذبتم استكبرتم أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم( قال تعاىل

الح ملن ميلك سلطة القتل وهم سادة احلكم وعلية القوم ، فتارة كانوا يكذبون األنبياء وأولياء اهللا ، الذين بعثوا من قبله سبحانه لإلصيقتلـون و فرون بآيات اللـه يكإن الذين ( وتارة يقتلوم ، بدفع من الكهنة واألحبار والتجار لتعارض ذلك مع رغبام وأهوائهم

قر حيبغ نيبيالن اسوالن نم طسون بالقرأمي ينلون الذقتيم يذاب ألبع مهرشوأعظـم إفسـادا يف ) آل عمران 21( فب فال أشدا بالك إذا كان القتل يف أنبياء اهللا وأولياءه الصاحلني ، فهـذا قمـة يف األرض عند اهللا ، من قتل الناس وسفك دمائهم بغري حق ، فم

اإلجرام واإلسراف والعصيان والتمرد والعدوان ، وال أظن أن هناك إفساد يف األرض يقارن ذا اإلفساد ، فلم يسبق لقوم من األقوام فسادهم احلايل يف دولتهم احلالية ، إال صورة طبق األصل عن اإلفساد السابقني والالحقني من غري بين إسرائيل أن قتلوا أنبياءهم ، وما إ

بدفع وحتـريض ) رابني ( األول يف دولتهم األوىل ، ولو بعث فيهم أنبياء يف هذا العصر لقتلوهم بال شك ، فقد قتلوا رئيس وزرائهم .من احلاخامات ، كونه أظهر شيئا من اللني مع الفلسطينني ال ألنه مصلح

ثم أنـتم ) 84( أنتم تشهدونوإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم و( ل تعاىل قاوهو محرم م تظهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهمتخرجون فريقا منكم من ديارهو تقتلون أنفسكم هؤلاء

مهاجرإخ كمليضععون ببكفرتاب وتض الكعون ببنمؤتوحي هاتني اآليتني أن سادة احلكم كانوا يستضـعفون ) البقرة 85( أفتفأوقعوا فيهم القتل والنهب والسلب ، وأخرجوهم مـن -وهذا نفس فعل فرعون -طائفة من قومهم ، ظلما وعلوا بغري وجه حق

فاضطروا إىل اللجوء إىل أرض أعدائهم ، وعلى ما يبدو أم كانوا يجربون على خوض املعارك ، إىل جانب . ديارهم واستولوا عليها وعند وقوع املعركة كان هؤالء املستضعفني يحجمون عن قتال بين جلدم ، ويقومون بتسليم أنفسهم ظنا أعداء مملكة بين إسرائيل ،

منهم بأن أبناء جلدم ، سيتركوم ليعودوا إىل أهليهم بعد انتهاء املعركة ، فما كان من أولئك الظلمة إال أن عاملوهم كأسرى العدو .فحبسوهم وطالبوا ذويهم بالفدية

:مظاهر اإلفساد األخرى فمنها وأما

:الشرك باهللا . 1

)الطاغوتو تون بالجبنمؤاب يتالك نا ميبصوا نأوت ينإلى الذ رت النساء 51( ألم(

)و الله هنلع نم الله دنة عثوبم كذل نم ربش ئكمبل أنقل ه ـكأولئ الطاغوت دبعو ازيرنالخة ودرالق مهنل معجو هليع بغض )املائدة 60( شر مكانا وأضل عن سواء السبيل

)ميرم ناب سيحالمو الله وند نا ماببأر مهانبهرو مهاربذوا أحخـا اتمع هانحبس وإلا ه ا لا إلهداحا ووا إلهدبعيوا إلا لرا أممو )التوبة 31( يشركون

:نقض امليثاق وكتمان كالم اهللا وإخفائه وحتريفه . 2

)رحة ييقاس مها قلوبلنعجو ماهنلع ميثاقهم همقضا نلـى فبمع عطلال تزلا تو وا بها ذكرما مظوا حسنو هعاضوم نع مفون الكلسننيحالم بحي إن الله فحاصو مهنع ففاع مهنيلا مإلا قل مهنم ةنائاملائدة 13( خ(

)يثاقم ذ اللهإذ أخو ا بهورتاشو مورهاء ظهرو ذوهبفن هونمكتلا تاس ولنل هننيبلت ابتوا الكأوت ينون الذرتشا يم يلا فبئسا قلنثم )آل عمران 187(

81

:عبادة اجلن والشياطني وتعلم السحر وممارسته . 3

)ش لهلوا لعجفونوصا يمالى ععتو هانحبلم سر عيبغ اتنبو ننيب قوا لهرخو ملقهخو كاء الجناألنعام 100( ر(

)كفر نياطيالش نلكان ومليس ا كفرمان ومليس لكلى مع نياطيلو الشتا توا معباتورحالس اسون النلمعالبقرة 102( وا ي(

:الربا والسرقة واالحتيال . 4

)مهنم رينلكافا لندتأعل واطاس بالبال النوأم همأكلو هنوا عهن قدا وبالر مهذأخا ويما ألذابالنساء 161( ع(

)املائدة 62( منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون وترى كثريا(

:ترك األمر باملعروف والنهي عن املنكر . 5

)ئدة املا 79( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون(

:نقض العهود واملواثيق . 6

)100( أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون(

وهكذا نستطيع القول بأن العلو األول واإلفساد األول لبين إسرائيل قد حتققا يف األرض املقدسة ، وأن بداية علوهم كانت مبلك داود والسؤال اآلن … ووصل إىل أقصى مداه يف عصر سليمان عليه السالم ، وأما اإلفساد فكانت بدايته بعد وفاة سليمان عليه السالم ،

!؟… وهل مر ذلك اإلفساد دون عقاب ! ؟… هل تبخر هذا امللك وهذه اململكة يف اهلواء

وهل تحقق البعث األول ؟، فكأنما قتل الناس ))أو فساد في الأرض (( ، أنه من قتل نفسا بغير نفس بنا على بني إسرائيلكتمن أجل ذلك ( قال تعاىل

اتنيا بالبلنسر مهاءتج لقدا ، ويعمج اسا النيا أحما فكأناهيأح نما ويعمض جي الأرف كذل دعب مهنا مريإن كث رفون، ثمسلم )32 ( يناء الذزا جمإنولهسرو ون اللهاربحي ،)) اادض فسي الأرن فوعسيلوا، أن ))وقتي وا أوـلبصي أو يهمـدأي قطـعت

أرولافخ نم ملهج ض، أوالأر نا منفوي كاذلنيي الدف يزخ مله ،يمظع ذابع ةري الآخف ملهوقال أيضا يف ) املائدة 33( و ) املائدة 64( ، والله لا يحب المفسدين ))ا ويسعون في الأرض فساد ((… يد الله مغلولة اليهودوقالت ( نفس السورة

وانظر ما كتبه اهللا عليهم يف اآلية األوىل وما عقب به يف اآلية الثانية ، حيث أعطى أربع خيارات ازاة من حيـاربون اهللا ورسـوله فعاهلم ، والذين يسعون يف األرض فسادا هم اليهود ال والذين هلم دأب على حماربة اهللا ورسوله بأقواهلم وأ. ويسعون يف األرض فسادا

وهذا نفس احلكم الذي أصدره أحكم احلاكمني ، وأوكل أصحاب البعث األول لتنفيذ خياراته . غريهم ، وهذا ما تقرره اآلية الثالثة .األربعة جمتمعة فيهم

26( تاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقاوأنزل الذين ظاهروهم من أهل الك( وقال تعاىل .وهذا ما حكم به على يهود بين قريظة بعد هزمية األحزاب ، بقتل الرجال وسيب النساء واألطفال ) األحزاب

ال ، فال بد أن يكون أولئك العباد قد بعثوا عليهم ، فجاسوا خالل ديارهم وخربوها ومبا أن اإلفساد املقترن بالعلو قد حتصل ومن مث زوبوا حمتوياته من كنوز وأموال ) اهليكل ( ، وأوقعوا يف حكامهم ورؤسائهم وكهنتهم وأحبارهم القتل والتنكيل ، وهدموا املسجد

الثعالب ، فحل م اخلزي والذل والعار ، بعد أن رفعه اهللا عنهم وسبوا نسائهم وأطفاهلم ، وأصبحت بيت املقدس أطالال تعوي فيها

82

حيث كان ذلك حكم اهللا الذي أجنـزه يف . مبنه وكرمه ، فخانوا ميثاق رم ونقضوا عهده ، استكبارا وعلوا يف األرض بغري احلق بإسهاب ، والذي يؤكد نفاذ هذا احلكم فـيهم ، أسالفهم ، على أيدي أولئك العباد ، فيما يسمى بالسيب البابلي املوصوف بالتوراة

. )اإلسراء 5(وكان وعدا مفعوال ( لذلك عقب سبحانه بعد ذكر الوعد األول بقوله. كما جاء يف اآلية الكرمية أعاله

:بعض األحكام التي صدرت في حقهم فيما سبق نزول القرآن

إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفـور رحـيم بعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذابليوإذ تأذن ربك ( قال تعاىل ) 168( حسنات والسيئات لعلهم يرجعـون منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بال وقطعناهم في الأرض أمما) 167(

يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخـذ فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يثاقم همليع تي ينلذل رية خرالآخ ارالدو يها فوا مسردو قإلا الح لى اللهقولوا عاب أن لا يتلونالكقعاألعراف 169( قون أفلا ت

. (

وا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثريا منهم وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعن( وقال أيضا ارا للحـرب أطفأهـا اللـه كلما أوقدوا ن وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامةما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا

ينفسدالم بحلا ي اللها وادض فسي الأرن فوعسياملائدة 64( و. (

: وهذه األحكام هي

م عند استضعافهم واضطهادهم وتعذيبهم من قبل اآلخرين ، أينما حلوا وأينما ارحتلوا إىل يوم القيامة ، وهذا حكم عام وأما عقا .1 .جميء الوعدين ، فهو حكم خاص مستثىن من هذا احلكم

نفيهم من فلسطني وشتام يف كافة أرجاء األرض ، مما يؤكد حتقق الوعد األول بزوال مملكتهم األوىل ، وجميئهم من الشـتات .2 .إلقامة دولتهم الثانية مستقبال

طفاء احلروب اليت يشعلوا وإفشال خمططام الساعية إىل اإلفساد يف األرض إلقاء العداوة والبغضاء فيما بينهم إىل يوم القيامة ، وإ .3.

وهل دخلوا األرض المقدسة ؟الأرض ادخلوا يقوم( لو عدنا إىل زمن موسى عليه السالم ، بعد أن وصل وقومه إىل مشارف األرض واملقدسة ، حيث قال لقومه

واألرض املقدسة هي فلسطني ومل تقدس يف ) املائدة 21( ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين لله لكمكتب االتي المقدسةوقد وردت هذه العبارة يف القرآن مرة واحدة فقط ، وكان بنو إسرائيل آنذاك أمة واحدة ، فامتنعوا عن الدخول . القرآن أرض غريها

، فحرموا من دخوهلا أربعني سنة ، ومل يكن التيه بضياعهم وتشرذمهم يف األرض كما قد يتوهم البعض ، وإمنا حبرمـام مـن إليها اهلداية والقيادة برفع النبوة والوحي ، وهذا يؤكد أن موسى عليه السالم ، انتقل إىل جوار ربه قبل أو بداية سنوات التحرمي ، ولذلك

وترك أمر بين إسـرائيل . باختيار النقباء اإلثين عشر وأخذ امليثاق منهم مسبقا ، لعلمه املسبق مبا سيكون منهم جتلت احلكمة اإلهلية .ألولئك النقباء ، كل حسب السبط الذي ينتمي إليه ، لقيادم والفصل بينهم يف األحوال املدنية والشرعية

إذ قـالوا من بعد موسىمن بني إسرائيل الملإألم تر إلى ( فبعث فيهم نبيا ، ويف اية األربعني سنة ، وصل اهللا ما كان قد قطعه بينل بيل اللهي سل فقاتكا نلا مث لنعاب متعين علية القوم ، وطلب القتال كان لـدخول األرض ) املأل ( وكلمة ) البقرة 246( له

وعندما أذن اهللا هلم بدخوهلا بعد قتال جالوت وجنـوده . اليت كان قد كتب هلم دخوهلا على لسان موسى يف اآلية السابقة املقدسة

83

واالنتصار عليهم بقتل داود عليه السالم جلالوت ، دخلوها جمتمعني كأمة أيضا ، فأقام هلم داود عليه السالم دولتهم األوىل وعلـوهم .األول

:نية لإلفساد المذكور في القرآن حصر الفترة الزمابن مريم البينات ، عيسى، وءاتينا )) وقفينا من بعده بالرسل ((الكتاب ، موسىولقد ءاتينا ( واآلن لننتقل إىل الكرمية اليت تقول

) البقرة 87( ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون، استكبرتم، بما لا تهوى أنفسكم ، رسولجاءكم أفكلما . وأيدناه بروح القدس حيث تفيـد صـيغة ) تقتلون ( قلنا أن قمة اإلفساد هي قتل األنفس بغري حق وأعظمها قتل الرسل واألنبياء ، والحظ قوله سبحانه

مرات يف مواضع متفرقة من القرآن ، وقد حصر وقوع ) 7( الستمرارية والكثرة يف القتل ، وقد ذكر قتلهم للرسل واألنبياء املضارع ا) حبـل اهللا ( وإذا علمنا أن بين إسرائيل كانوا حباجة إىل األنبياء . هذا القتل منهم يف هذه اآلية ، بني موسى وعيسى عليهما السالم

سة إلقامة دولتهم فيها ، ومل يكن فيهم أنبياء يف سنوات التحرمي ، غري ذلك النيب الذي بعث عنـد انقضـائها ، لدخول األرض املقدوالذي توجهوا إليه لطلب املساعدة والنصرة من اهللا ، لتبني لنا أن قتل األنبياء ، قد حتصل منهم قبل بعث عيسى عليه السالم ، وهو

عليه السالم آخر األنبياء امللوك ، حيث مل تعد م حاجة لألنبياء ليذكروهم بشرع اهللا وااللتزام به ، آخر أنبيائهم ، وبعد وفاة سليمانقسـت ( والـذين ) أشربوا يف قلوم العجل بكفرهم ( بعد أن أمسى هلم امللك والعلو يف األرض ، فأهواء ورغبات وأطماع الذين

.رع اهللا ال تتفق وش) قلوم فهي كاحلجارة أو شد قسوة

:نهاية المملكة وخروجهم من فلسطين أثبت خروجهم ونفيهم من األرض املقدسة ، أي فرقناهم ، جند أنه سبحانه) وقطعناهم في الأرض أمما ( ولو نظرنا يف قوله تعاىل

رآن ، فهل يعقل أن أمة بأسرها ، تقوم بالتخلي وشتام يف األرض على عمومها ، على األقل قبل بعث حممد عليه الصالة والسالم بالقأم أن هناك أمر عظيم نزل ا ، فتركت أرضها قسرا وقهرا ، بعد أن أزيل !!! عن ملكها وترك أرضها من تلقاء نفسها ورغبة عنها ؟

ا خلال الديار ، وكـان وعـدا فجاسو( وقد ورد ذكر هذا احلدث يف القرآن بصيغة املاضي ، بقوله تعاىل !!! ملكها وأفل جنمها ؟ فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا( ومبا أن تلك العبارة أثبتت شتام بعد أن كانوا أمة واحدة ، والعبارة ) . اإلسراء 5( مفعولا

نص يف القرآن يثبت جميئهم وجتمعهم من الشتات قبـل تشترط جميئهم من الشتات والتجمع يف فلسطني ، ومل يرد ) اإلسراء 104(نستطيع اجلزم بأن وعد األوىل بقيام اململكة األوىل وزواهلا قد حتقق ، وأن املرة الثانية قد حتققت مبجيئهم . اإلسالم إلقامة علوهم الثاين

.وجتمعهم من الشتات إلقامة دولتهم احلالية

:إثبات تواجد اليهود في بابل ، كتـاب اللـه وراء نبذ فريق من الذين أوتوا الكتـاب ) 1(ولما جاءهم رسول من عند الله ، مصدق لما معهم ، ( ل تعاىل قا

وما كفر سليمان ولكن الشياطني كفروا (لى ملك سليمان ـ ع واتبعوا ما تتلو الشياطني)2() 101( ظهورهم ، كأنهم لا يعلمونـ ( ـ هاروت وماروت )ببابل (يعلمون الناس السحر ، وما أنزل على الملكين )3(ـ ) مقولا إنى يتح ، دأح نم انلمعا يما و

ما همو ، جهوزء ورالم نيب قون بهفرا يا ، ممهنون ملمعتفي ، كفرة ، فلا تنتف نحن اللـه إلـا بـإذن دأح نم به ينارـ ) بض)4(مهفعنلا يو ، مهرضا يون ملمعتيو ع لقدو ، لـو ، مهفسأن ا بهورا شم لبئسلاق ، وخ نم ةري الآخف ا لهم ، اهرتن اشوا لممل

) البقرة 102( كانوا يعلمون

84

يهود املعاصـرين بينما تتعرض اآليتان أعاله ، ملوقف فئة من ال. موضوع احلديث ما قبل هاتني اآليتني وما بعدمها هم اليهود إمجاال :لرسالة اإلسالم ، من بعث نبينا حممد عليه الصالة والسالم ، حيث قام هؤالء وما زالوا يقومون بأربعة أفعال

عند جميء رسول اهللا عليه الصالة والسالم ، بصفة مطابقة ملا كان بني يديهم من التوراة ، وجميئه مبا يتفق مع ما جـاء بـه .1اة من عقوهلم وقلوم وأنكروا ما فيها ، وكتموا ما أخربت عنه وجاءت به عن الناس ، وأظهروا عـدم أنبياؤهم ، أزاحوا التور

:معرفتهم وعلمهم بأمر هذا النيب ، وعوضا عن اتباعهم هلذا النيب عليه الصالة والسالم ، كما تأمرهم التوراة

وما كفر سليمان ولكن ( وه يبينه سبحانه باجلملة املعترضة قاموا باتباع ما تتلوا الشياطني على ملك سليمان ، وحقيقة ما اتبع .2بصيغة املضـارع ، ) تتلوا ( أي الكفريات اليت ما زالت تتلوها الشياطني على ملك سليمان ، وجميء الفعل ) الشياطني كفروا

تحدث إليهم بكفريات تنسبها إىل سليمان عليه السالم ، يربأه يفيد بأم على اتصال دائم بالشياطني ، وأن الشياطني ما زالت ت :وعوضا عن تعليم الناس تعاليم التوراة ) وما كفر سليمان ولكن الشياطني كفروا ( سبحانه منها بقوله

جدهم يف بابل ، هو كانوا وما زالوا يعلمون الناس السحر ، ويعلموم أيضا نوعا آخرا من السحر ، كانوا قد تعلموه أثناء توا .3وحقيقة مـا ) إنما نحن فتنة ، فلا تكفر ( ما أنزل على امللكني هاروت وماروت ، اللذان مل يعلما أحدا من الناس إال وقاال له

ما يفرقون به بين المرء وزوجه ، وما فيتعلمون منهما ،( كان يتعلمه الناس من امللكني يف بابل ، يبينه سبحانه باجلملة املعترضة الله إلا بإذن دأح نم به يناربض مه . (

وهـذا مـا ) . إىل آخر اآلية… ويتعلمون ما يضرهم ، ولا ينفعهم (ويعقب سبحانه على ما قامت به تلك الفئة بقوله .4ون به لغاية اآلن ، يف حمافلهم املاسونية ومدارسهم الدينية ، حيث يمارسون ويعلمون منتسبيهم وتالميذهم طقوس عبـادة يقوم

.الشياطني وفنون السحر والشعوذة

:عقوبتهم في الجزيرة العربية كانت جالء وليس عذابا هو الذي ( ة ، وأخرجوا منها زمن عمر رضي اهللا عنه ، قال تعاىل وأما عند جميء اإلسالم ، كان جزء منهم متواجد يف اجلزيرة العربيواحلشر معناه اجلمع ، واجلمع خيتلف عن اجلميع ، وقوله ) احلشر 2( أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر

ن عادة بعد التشرد والشتات ، واملقصود هنا اجلمع يف الدنيا ، وليس احلشر بعد املوت أي بداية اجلمع ، واجلمع يكو) ألول احلشر ( والبعث ، حيث كانت وجهتهم عند اخلروج إىل بالد الشام ، وأما اجلالء الذي حكم اهللا به عليهم ، يف زمن الرسول عليه السـالم

الوعد األول وال يف الوعد الثاين ، فكيفية العقـاب يف املـرتني وصحبه الكرام ، مل يكن عذابا كاملوصوف يف سورة اإلسراء ، ال يفولهـم لعذبهم في الدنيا، كتب الله عليهم الجلاءولولا أن ( متطابقة كما أوضحنا سابقا ، وهذا ما يقرره سبحانه يف اآلية التالية

يفيد بأن اجلالء مل يعترب عذابا مبعىن الكلمة ، أما قتل وسيب يهـود بـين ) لعذم ( وقوله تعاىل ) حلشر ا 3( في الآخرة عذاب النار .قريظة ، فهو استثناء حصل خلطورة ما قاموا به من خيانة يف أحرج حلظة من تاريخ األمة اإلسالمية

وليتبروا ما علوا تتبريا وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة( وإن مل يكن ما تقدم مقنعا مبا فيه الكفاية ، فانظر إىل قوله تعاىلوما صفة العلـو ! فأي مسجد الذي دخله املسلمون على اليهود آنذاك ، وما هو املسجد املقصود أصال يف هذه اآلية ؟) اإلسراء 7(

كلما أوقدوا نارا ( فسادهم يف اجلزيرة وغريها من األماكن ، فهو مشمول يف اآلية الكرمية ، وأما فسادهم وإ! الذي كان هلم آنذاك ؟ ا اللهب أطفأهرلحالادض فسي الأرن فوعسيو ينفسدالم بحلا ي اللهبصـيغة ) ويسـعون ( والحظ قوله تعاىل ) املائدة 64( و

فيد االستمرارية واملثابرة على اإلفساد يف األرض على عمومها ، وهذا هو ديدم على مر العصور ، لذلك كانوا عرضـة املضارع لت للقتل والتنكيل والنهب والسلب والطرد والنفي ، أينما حلوا وأينما ارحتلوا ، فطافوا معظم أرجاء من املعمورة وتواجدوا يف كل قاراا

85

ف سنة ، واستمر حاهلم هذا على مر العصور ، وهذا ما مل يقع يف أي شعب من شعوب األرض ، وكان آال 3على مدى ما يزيد عن وبعد شتام يف املرة األوىل مل يكن هلم علو ومل يكن هلم مجع مـن . االستثناء الوحيد هو حصوهلم على الدولة يف القدس مرتني فقط

لثاين ، إال ما نشاهده اآلن على أرض الواقع ، من علو ظاهر مقترن بالفساد الشتات ، الذي هو أحد شروط ومواصفات حتقق الوعد ا .واإلفساد ، يف األرض على عمومها واملقدسة فلسطني على وجه اخلصوص

86

تاريخ اليهود في التوراة والتلمود

:ماهية التوراة ري ، والوراء هو ولد الولد ، والواري هو السمني من جند أن هذه الكلمة ذات أصل عريب ومصدرها و) : لسان العرب ( التوراة يف

كل شيء ، وناقة وارية أي مسينة ، ووريت النار تورية إذا استخرجتها ، واستوريت فالنا رأيا أي سألته أن يسـتخرج يل رأيـا ، أخوذ من وراء اإلنسان ، ألنه إذا قـال ووريت الشيء وواريته أخفيته ، ووريت اخلرب أوريه تورية إذا سترته وأظهرت غريه وكأنه م

.وريته فكأنه جيعله وراءه حيث ال يظهر ، والتورية هي الستر

جاءت لتصف بدقة وبشمولية ، ) التوارة أو التورية حسب الرسم القرآين هلا ( ولو تدبرنا كل املعاين السابقة ، لوجدنا أن هذ التسمية ود ، ولتصف الكيفية اليت يتعامل ا اليهود مع هذا الكتاب ، فالتوراة يف الواقع كتـاب ضـخم حال الكتاب املوجود بني أيدي اليه

كلمة لكل صفحة ، أي مـا 380صفحة مبعدل 1128سفرا ، وإحدى نسخه املترمجة فيها ما يزيد عن ) 39( حيوي بني دفتيه ا أنزل على أنبياء بين إسرائيل املتعاقبني تباعا ، من شـرائع يفوق القرآن من حيث عدد الكلمات بستة مرات تقريبا ، جمع فيه كل م

.وأخبار ونبوءات غيبية وتاريخ وأساطري وخرافات ، وعلى فترات متباعدة ومتتالية ، وملدة ال تقل عن ألف ومخسمائة سنة

:التوراة لم تنزل على موسى وكتابه جزء منها 65( أفلا تعقلون إلا من بعدهوالإجنيل وما أنزلت التوراةكتاب لم تحاجون في إبراهيم يأهل ال( وحسب النص القرآين ، يف اآلية

جند أن نزول التـوراة ) املائدة 46( ةبين يديه من التوراوقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما ( ، واآلية ) آل عمران إنا أنزلنا التوراة فيها هـدى ونـور ( حصر يف الفترة الزمنية الواقعة بني وفاة إبراهيم ونبوة عيسى عليهما السالم ، ومن قوله تعاىل

) املائدة 44(ء بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهدا بانيون والأحباروالرالذين أسلموا للذين هادوا النبيون يحكم بهايأهل ( الستنباط واستخراج األحكام الشرعية منها ، ويف قوله تعاىل ) بين يعقوب عليه السالم ( جند أا أنزلت كمرجع لبين إسرائيل

اب قدتا الكما مريكث لكم نيبا يولنسر اءكمفونجخت متاب كنتالك نـوا ( وقوله ) املائدة 15( مأوت ينالذ يثاقم ذ اللهإذ أخوجند وصفا ) آل عمران 187( روا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترونواشت فنبذوه وراء ظهورهم ولا تكتمونهالكتاب لتبيننه للناس

حلال اليهود معها وما كان منهم ، يف إخفائها وكتماا وحتريفها وإظهار غري ما جاء فيها ، وكل ما قيل فيها من معاين يف املعجـم الذي هو يف األصل جزء منها ، وما كان الفصل بينها وبني موسى ينسجم مع واقع التوراة احلايل ، وليس على كتاب موسى فقط و

. عليه السالم يف القران إال ليؤكد هذه احلقيقة

قـل -ل التوراة من قبل أن تنز -إلا ما حرم إسرائيل على نفسه -كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل ( ولو متعنا يف هذه اآلية نيقادص متا إن كنلوهفات اةرووا بالتل ( ونظرت يف قوله تعاىل ) آل عمران 93( فأتزنلوجدت أن الترتيل غري اإلنزال ، فاألول ) ت ،

… قل تعالوا أتل ما حـرم ربكـم علـيكم ( على مراحل والثاين ملرة واحدة ، ومن مث انتقلنا إىل سورة األنعام ، وتدبرنا اآليات )151 ( …)152 ( …)153 ( = ـة =ثممحرى وـدهء ويكل شيلا لفصتو نسي أحلى الذا عاممت ابتى الكوسا منيآت

( وجدنا أن هذه اآليات توضح ما كان قد حرم عليهم يف التوراة ، وأن جميء أداة العطف ل) األنعام 154(لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون ( بعد ذكر ما جاء يف التوراة مباشرة ، واليت تفيد لغة الترتيب والتراخي يف الزمن ، وجميء العبارة ) ثم ابتى الكوسا منيبعدها ، ) آت

أا سبقت كتـاب : أن التوراة شيء خيتلف عن كتاب موسى عليه السالم ، والثاين : األول يؤكد مبا ال يدع جماال للشك أمرين ؛ .موسى عليه السالم يف الرتول

87

: التوراة كتاب يضم بين دفتيه جميع ما أنزل على أنبياء بني إسرائيل م السالم ، وأا جممل ما أنزل على يعقوب ويوسف واألرجح أن التوراة أنزلت مفرقة بدءا من يعقوب أو إسحاق وانتهاء بزكريا عليه

إبـراهيم وإسـماعيل إلـى أنزلوما (وموسى وداود وسليمان وزكريا وبقية أنبيائهم ممن مل تذكر أمسائهم يف القرآن ، قال تعاىل من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن لـه مسـلمون أوتي النبيونوإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما

والحظ أن ترتيب أمساء األنبياء ، يف هذه اآلية جاء متعاقبا حسب الترتيب الزمين ، والحظ أيضا أن اإلنزال مشل كل ) البقرة 136(وأفرد موسى وعيسى مع أم من األسباط وخصهما باإليتاء ، وأفـرد . واألسباط وتوقف من إبراهيم وإمساعيل وإسحاق ويعقوب

.ر النبيني من غري ذرية إبراهيم باإليتاء أيضا ، والظاهر أن هناك فرق بني اإلنزال واإليتاء ، وأما ماهية األسباط فسنبينها يف فصل آخ

نسب إىل موسى عليه السالم باإليتاء ، هو الكتاب والفرقان واهلدى وضياء ولو اطلعت على جممل النصوص القرآنية ، لوجدت أن ما يف القرآن ، وهي ) 18(وذكر واأللواح والصحف ، وأن التوراة مل تنسب نصا إىل موسى عليه السالم ، يف أي موضع من املواضع ال

وخالصة القول ) اف والتوبة والفتح والصف واجلمعة مرات يف املائدة ، ومرة واحدة يف كل من األعر 7مرات يف آل عمران ، و 6( أن ذكر التوراة يف القران يقصد به الكتاب الذي كان بأيدي اليهود زمن نزول القرآن وحىت عصرنا هذا ، والذي جممل ما أنزل على

. نزل على موسى وحده ، واهللا أعلم أنبياء بين إسرائيل عليهم السالم ، وأن املقصود بذكر الكتاب املذكور يف سورة اإلسراء هو ما أوأما ما ينسب إىل موسى عليه السالم يف التوراة احلالية ، فهي األسفار اخلمسة األوىل من جمموع أسفارها ، وهي أسـفار التكـوين

ليه السـالم ، واخلروج والالويني والعدد والتثنية ، وعلى األرجح أن بعض هذه األسفار كسفر التكوين ، كان موجودا قبل موسى ع .ومن احملتمل أن يكون هذا السفر هو جمموع صحف إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السالم

: حقيقة التوراة على لسان المقدسي خبتنصر ( وذلك أن : للمقدسي ، ما نصه ) البدء والتاريخ ( جاء يف كتاب : " للمقدسي ، ما نصه ) البدء والتاريخ ( جاء يف كتاب

ب بيت املقدس وأحرق التورية وساق بين إسرائيل إىل أرض بابل ، ذهبت التوراة من أيديهم حىت جددها هلم عزيـر فيمـا ملا خر) أملى التوراة يف آخر عمره ، ومل يلبث بعـدها أن ) عزرا الكاتب ( حيكون ، واحملفوظ عن أهل املعرفة بالتواريخ والقصص أن عزيرا

ه ، وأمره بأن يقرأها على الناس بعد وفاته ، فعن ذلك التلميذ أخذوها ودونوها ، وزعموا أن التلميذ مات ودفعها إىل تلميذ من تالمذتهو الذي أفسدها وزاد فيها وحرفها ، فمن مث وقع التحريف والفساد يف الكتاب وبدلت ألفاظ التوراة ، ألا من تأليف إنسان بعـد

يه السالم ، وكيف كان موته ووصيته إىل يوشع بن نون ، وحـزن بـين إسـرائيل موسى ألنه خيرب فيها عما كان من أمر موسى علوبكاؤهم عليه ، وغري ذلك مما ال يشكل على عاقل أنه ليس من كالم اهللا عز وجل وال من كالم موسى ، ويف أيدي السامرة تـوراة

ياء ، وعند النصارى توراة منسوبة إىل اليونانية ، فيها زيادة خمالفة للتوراة اليت يف أيدي سائر اليهود ، يف التواريخ واألعياد وذكر األنبيف تواريخ السنني على التورية العربانية ، بألف وأربع مائة سنة ونيف ، وهذا كله يدل على حتريفهم وتبديلهم ، إذ ليس جيوز وجود

.انتهى " التضاد فيها من عند اهللا

ية ، هو رغبيت يف استخراج نص النبوءة منها ، ومقارنته مع نص سورة اإلسراء ، واستقراء أما ما دفعين للبحث يف أمر التوراة يف البداتارخيهم حسب ما يروونه هم بأنفسهم ، فيما إذا كان هناك ما يفيد حتقق الوعد األول ، من خالل البحـث يف التـوراة احلاليـة ،

كتاب احلياة (نصارى ، حيث توفرت لدي نسختني عنه واحدة باسم واملوجودة حتت اسم العهد القدمي ، يف الكتاب املقدس اخلاص بالدار / الكتـاب املقـدس ( صفحة ، وأخرى باسم ) 1128(وتقع يف ) جي سي سنتر القاهرة / 1988 2ط/ ترمجة تفسريية /

د الصفحات كبري جدا ، صفحة مترمجة عن التوراة اليونانية ، ومبا أن عد) 1358( وتقع يف ) الكتاب املقدس يف الشرق األوسط

88

ومن املؤكد أن هذا النص قد اعتراه الكثري من التحريف والتزوير من إضافة ونقص ، فهو حيتاج إىل قراءة مركزة ومتأنية من األلف إىل مشتتة الياء ، مما يتطلب الكثري من الوقت واجلهد ، فضال عما تصاب به من دوار كلما حاولت أن تستجمع ما ورد فيها ، من أفكار

ومضللة ، وملا فيها من إسهاب وإطالة وتكرار ، لذلك كان ال بد يل من حتديد على من أنزلت هذه النبوة ، وما هو املقصود بقولـه على وجه الدقة ويف أي فترة زمنية أنزلت ، لتكون عملية البحث فيها أقل جهدا ، وعند حبثي عنها فيما نسب ) يف الكتاب ( سبحانه ى عليه السالم من أسفار وجدا يف سفر التثنية ، وقد اعتراها الكثري من التشويه من حذف وإضافة ، وفيما يلي بعض مـن إىل موس

) :صفحة 18( بقايا نصوصها اليت توزعت على مدى

:سفر التثنية آخر األسفار المنسوبة لموسى ، ويضم في ثناياه نصوص نبوءة اإلسراء

حيث أن التركيب اللغوي فيها أكثر قوة وتعبريا ، إال يف مواضع نادرة نلجأ فيها ) كتاب احلياة ( نسخة النص مأخوذ من : مالحظة .فهو تعقيب من املؤلف ) … ( ، وما يرد بني ] … [ وهو ما يرد بني ) الكتاب املقدس ( لألخذ من النسخة األخرى

)ى لبده لناهعجو تابى الكوسنا ماتيءيلا وكي ووند نذوا مائيل ألا تتخري إساإلسراء 2(ن( لقد أمركم الرب إهلكم هذا اليوم ، أن تعملوا ذه الفرائض واألحكام ، فأطيعوا واعملوا ا مـن كـل : 16آية : 26إصحاح "

مستعليا علـى مجيـع [ ى من كل األمم فيجعلكم أمس: 19وأن عليكم طاعة مجيع وصاياه ،… : 17قلوبكم ومن كل نفوسكم ، " . … ، ) العلو ( اليت خلقها يف الثناء والشرف واد ، ] القبائل

:إخبار موسى عليه السالم بنص النبوءة كان قبل دخولهم إلى األرض المقدسة

فعندما جتتازون ـر . ا اليوم أطيعوا مجيع الوصايا اليت أنا أمركم: وأوصى موسى وشيوخ إسرائيل الشعب قائلني : " 1-9: 27وتكتبون عليها مجيع كلمات هذه الشريعة ، … األردن ، إىل األرض اليت يهبها الرب إهلكم لكم ، تنصبوا ألنفسكم حجارة كبرية ،

" : مث قال موسى والكهنة والالويون جلميع شعب إسرائيل …

ال يكن لك آهلة أخرى سـواي ، : 3ن أرض مصر ديار عبوديتك ، أنا هو الرب إهلك الذي أخرجك م: 2: 20: " سفر اخلروج أكرم : 12، … ال تنطق باسم الرب باطال ، : 7، … ال تسجد هلن وال تعبدهن ، : 5، … ال تنحت لك متثاال وال صورة ، : 4

ال تشته بيـت : 17ال تشهد على قريبك شهادة زور ، : 16ال تسرق ، : 15ال تزن ، : 14ال تقتل ، : 13، … أباك وأمك ، " .، وال شيئا مما له … جارك ،

وهذا ما يسمونه بالوصايا العشر ، واخترت النص من سفر اخلروج ، كونه أكثر وضوحا ومطابقة للقرآن ، حيث ورد نص امليثـاق ) . 39 – 22( واإلسراء ) 153 – 151( واألنعام ) 84 – 83( والوصايا يف والبقرة

)اإلسراء 4(لى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا وقضينا إ( حاملا أدخلهم إىل األرض اليت تفيض لبنا وعسال … ) مستقبال ( ما إن متوت وتلحق بآبائك : و قال الرب ملوسى : 16-21: 31" فيحتدم غضيب عليهم . ن ويسمنون ، فإم يسعون وراء آهلة أخرى ويعبدوا ويزدرون يب وينكثون عهدي ، فيأكلون ويشبعو… ،

فمىت حلت م شرور كثرية ومصائب مجة ، يشهد هـذا : ،… يف ذلك اليوم ، وأنبذهم وأحجب وجهي عنهم ، فيكونوا فريسة ، إذ أنين عامل خبواطرهم اليت تدور خبلدهم اآلن ، قبل أن أدخلهم إىل األرض كما النشيد عليهم ، ألنه سيظل يتردد على أفواه ذريتهم ،

) وهذا يعين أن اهللا أخربهم من سابق علمه مبا سيكون منهم بعد دخوهلم لألرض املقدسة " . ( ]أقسمت [

89

) كملأنفس نتمسأح نتمسأح اإلسراء 7(إن( صوت الرب طاعة تامة ،حرصا منكم على تنفيذ مجيع وصاياه فإن الرب إهلكم جيعلكم أمسى من مجيـع وإن أطعتم : 1-13: 28"

، كما تتبارك ذريـتكم ، … وإذا مسعتم لصوت الرب إهلكم ، فإن مجيع هذه الربكات تنسكب عليكم وتالزمكم ، . أمم األرض القائمني عليكم ، فيقبلون عليكم يف طريق واحدة ، ولكنهم يولون وغلات أرضكم ، ونتاج ائمكم ، ويهزم الرب أمامكم أعدائكم

، فإنه … األدبار يف سبع طرق ، فيفتح الرب كنوز مسائه الصاحلة ، فيمطر على أرضكم يف موامسها ، ويبارك كل ما تنتجه أيديكم ، )مثوبة اإلصالح " . ( … ) ذلة ( ا ، وال يدرككم احنطاط أبد) علو ( جيعلكم رؤوسا ال أذنابا ، متسامني دائما

)اإلسراء 7(وإن أسأتم فلها ( ولكن إن عصيتم صوت الرب إهلكم ، ومل حترصوا على العمل جبميع وصاياه وفرائضه ، اليت أنا آمركم اليوم ا ، فـإن 15: 28"

غلات أرضكم ، ونتاج ائمكم ، ويصب الرب عليكم اللعنة ، وحتل اللعنة بأبنائكم ، و… مجيع هذه اللعنات حتل بكم وتالزمكم ، والفوضى والفشل ، حىت لكوا وتفنوا سريعا لسوء أفعالكم إذ تركتموين ، ويتفشى بينكم الوباء حىت يبيدكم ، وتصبح السماء من

ن عليهم يف طريق واحدة ، وتولون ويهزمكم الرب أمام أعدائكم ، فتقبلو: 25فوقكم كالنحاس ، واألرض من حتتكم كاحلديد ، وتكون جثتكم طعاما ، جلميع طيـور السـماء : 26األدبار أمامهم متفرقني يف سبع طرق ، وتصبحون عربة جلميع ممالك األرض ،

،] وحرية القلب [ ويبتليكم الرب باجلنون والعمى وارتباك الفكر : 28، ] وليس من يزعجها [ ووحوش األرض ، وال يطردها أحد فتتحسسون طرقكم يف الظهر ، كما يتحسس األعمى يف الظالم ، وتبوء طرقكم باإلخفاق ، وال تكونون إال مظلومني مغصوبني : 29

ينفيكم الرب أنتم وملككم إىل أمة : 36، … وما يف أيديكم حيلة ، … يساق أوالدكم وبناتكم إىل أمة أخرى : 32كل األيام ، : [ 43، … وتصبحون مثار دهشة وسخرية وعربة يف نظر مجيع الشـعوب ، : 37، … ال آباؤكم ، أخرى ، ال تعرفوا أنتم و

، وهم يكونون … : 44، ) عودة الذل وزوال العلو ] ( الغريب الذي يف وسطك ، يستعلي عليك متصاعدا ، وأنت تنحط متنازال )عقوبة اإلفساد " . ( رؤوسا وأنتم تكونون ذنبا

:المرة األولى النصوص الخاصة ب

)اإلسراء 5(… فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار ( يثري منظرها ] جافية الوجه [ أمة : 50وجيلب الرب عليكم أمة من بعيد ، من أقصى األرض ، فتنقض عليكم كالنسر ، 49: 28"

فتستويل على نتاج ائمكم ، وتلتهم غالت أرضكم حىت : 51) صفة البأس الشديد ( الرعب ، ال اب الشيخ وال ترأف بالطفل ، وحتاصركم يف مجيع مدنكم ، حىت تتهدم أسواركم الشـاخمة : 52حىت تفنيك ، … تفنوا ، وال تبق لك قمحا وال مخرا وال زيتا ،

فإن مل حترصوا على العمل جبميع كلمات هذا الشريعة املكتوبة يف : 58) اجلوس خالل الديار ( ، … وثقتم مبناعتها ، احلصينة ، اليت : 63، … فإن الرب جيعل الضربات النازلة بكم وبذريتكم ، ضربات خميفة وكوارث رهيبة دائمـة ، : 59، … هذا الكتاب ،

من األرض اليت أنـتم ] فتستأصلون [ ، فإنه سيسر بأن يفنيكم ويهلككم فتنقرضون وكما سر الرب بكم ، فأحسن إليكم وكثركم الشتات يف كافة ( … الرب بني مجيع األمم ، من أقصى األرض اىل أقصاها ، ] ويبددكم [ ويشتتكم : 64ماضون إىل امتالكها ،

بل يعطيكم الرب قلبا هلعا ، وعيونا أوهنـها الترقـب ، وال جتدون بني تلك األمم اطمئنانا وال مقرا لقدم ،: 65) أرجاء األرض " .و تعيشون حياة مفعمة بالتوتر ، مليئة بالرعب ليال و ارا : 66، ) الذلة واملسكنة بني األمم ( ونفوسا يائسة

0

) :تكرار للنص السابق مع اإلسهاب ( النبوءة جاءت بقسم ولمرتين

مر الرب موسى ، أن يقطعه مع بين إسرائيل يف سهول موآب ، فضال عن العهد الذي قطعه وهذه هي نصوص العهد ، الذي أ 1: 29] لتفهمـوا [ و لكن الرب مل يعطكم حىت اآلن ، قلوبا لتعـوا 4: 29، … ودعا موسى مجيع إسرائيل ، : 2معهم يف حوريب ،

، … ، ] لكي تفلحوا يف كل ما تفعلـون [ ا ا ، فأطيعوا نصوص هذا العهد واعملو: 9، … وعيونا لتبصروا و أذانا لتسمعوا ، حيث سيقع منهم اإلفساد ( أبرمه أيضا مع األجيال القادمة… بل : 15، هذا العهد وهذا القسم معكم وحدكمولست أقطع : 14

فإن مسع كـالم : 19 فاحرصوا أن ال يكون بينكم ، من تأصل فيه الشر ، فيحمل مثرا علقما ساما ،: 18، … ، ) مرتني مستقبال ( سأكون آمنا ، حىت ولو أصررت على االستمرار يف سلوك طريقي : قائال ) أي يزكي نفسه ( يستمطر بركة على نفسه هذا القسم

إن الرب ال يشاء الرفق مبثل هذا اإلنسان ، : 20، إن هذا يفضي إىل فناء األخضر واليابس ، على حد سواء ، ) اإلصرار على املعصية فيشاهد أبناؤكم من : 22بل حيتدم غضبه وغريته عليه ، فترتل به كل اللعنات املدونة يف هذا الكتاب ، وميحو امسه من حتت السماء ،

إذ تصبح مجيع األرض كربيتا حمترقة ال زرع : 23، … ، والغرباء الوافدون من أرض بعيدة ، باليا تلك األرض ، األجيال القادمةواجتثهم من أرضهم ، بغضب : 28، … ، ، اليت قلبها الرب من جراء غضبه وسخطه) قوم لوط ( ب سدوم كانقال، … ، فيها

" .… ، ) السيب والشتات ( وسخط وغيظ عظيم ، وطوح م إىل أرض أخرى

:النصوص الخاصة بالمرة الثانية

) سراء اإل 104(فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ( كلها اليت وضعتها نصب أعينكم ، ) حتقق الوعد األول من علو وإفساد وعقاب ( وعندما حتل بكم هذه الربكات واللعنات 1: 30

فإن الرب إهلكم : 3… ورجعتم إىل الرب إهلكم أنتم وبنوكم ، : 2، شتتكم الرب إهلكمورددمتوها يف قلوبكم بني األمم ، حيث …، كم ، ويلم شتاتكم من بني مجيع الشعوب ، اليت نفاكم الرب إهلكم إليهايرد سبيكم ويرمح

) اإلسراء 6(ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ( و يحول الرب : 7: 30، وحيسن إليكم ويكثركم أكثر من آبائكملكوا ، ويعيدكم إىل األرض اليت امتلكها آباؤكم فتمت: 5: 30

الذين ( على أعدائكم ، وعلى مبغضيكم الذين طردوكم) العقاب الذي سيكون قد نزل م يف املرة األوىل ( إهلكم كل هذه اللعنات ، وتعملون جبميـع ) يف املرة الثانية ( وت الرب من جديد و أما أنتم فتطيعون ص 8: 30،) أنزلوا م العقاب اإلهلي يف املرة األوىل

فيفيض الرب عليكم خريا ، يف كل عمل ما تنتجه أيدكم ، ويكثر مثرة أحشائكم ، ونتـاج : 9وصاياه اليت أنا أوصيكم ا اليوم ، ) وكل ما تقدم مشروط باإلحسان ( … ائمكم ، أرضكم ،

)تكرار ) ( اإلسراء 7( أنفسكم وإن أسأتم فلها إن أحسنتم أحسنتم ل( أي تعاليم شريعة موسى ( ، وحفظتم وصاياه وفرائضه املدونة يف كتاب الشريعة هذا ، إن مسعتم لصوت الرب إهلكمهذا : 10: 30

الرب إهلكم ، من كل قلوبكم ومن كل نفوسكم ، وإن رجعتم إىل) يف التوراة ، وليس تعاليم التلمود اليت خطها أحبارهم وكهنتهم ها أنا قد وضعت أمامكم : انظروا : 15، … إن ما أوصيكم به اليوم من وصايا ، ليست متعذرة عليكم وال بعيدة املنال ، : 11،

ه ، وتطيعـوا وصـاياه أوصيتكم اليوم أن تحبوا الرب إهلكم ، وأن تسلكوا يف طرق… : 16، احلياة واخلري واملوت والشراليوم ، ولكـن إن حتولـت : 17وفرائضه وأحكامه ، لكي حتيوا وتنمو ، فيبارككم الرب ، يف األرض اليت أنتم ماضون إليها المتالكها ،

91

اليوم أنكم ال حمالة هـالكون ، وال ]أنبئكم [ أنذركم فإين : 18قلوبكم ومل تطيعوا ، بل غويتم وسجدمت آلهلة أخرى وعبدمتوها ، … األردن لتدخلها ومتتلكها ) ر ( اليت أنت عابر ) أي مقامكم ( ول األيام على األرض تط

أي وضحت لكم طريق النجاة وطريق اهلالك ، ( ها أنا أشهد عليكم اليوم السماء واألرض ، قد وضعت أمامكم احلياة واملوت : 19 ، ترتب عليه إنكار احلياة اآلخرة ، واليوم اآلخر من بعث وحسـاب ، واستبداهلا بكلميت احلياة واملوت من خالل النقل أو التحريف

، فاختـاروا ) أي اجلزاء يف الدنيا ( ، الربكة واللعنة ) فاجلزاء عندهم دنيوي فقط ، فالثواب هو إطالة احلياة ، والعقاب هو قصرها إذ حتبون الرب إهلكم و تطيعـون صـوته ، : 20سلكم ، أنتم ون) لتنجوا من عذاب الدنيا واآلخرة ( لتحيوا ) أي الشريعة ( احلياة

األرض اليت حلف الرب آلبائـك ، ] لكي تسكنوا [ والذي يطيل أيامكم لتستوطنوا ) أي جناتكم ( وتتمسكون به ألنه هو حياتكم . إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطيها لكم

:الدخول أول مرة كان بحبل من اهللا

ولكـن : 3) املقصود ر األردن ( لن تعرب هذا األردن : وقد قال يل الرب … : 2: ل لبين إسرائيل ومضى موسى يقو: 1: 31وتشجعوا ، ال ختشوم وال جتزعوا ] تشددوا : [ 6، … الرب إهلكم هو عابر أمامكم ، وهو يبيد تلك األمم من قدامكم فترثوم ،

. وال يترككمإهلكم سائر معكم ، ال يهملكم ألن الربمنهم ،

: حتمية إفسادهم وعقابهم في المرة الثانية

، ألتلو على مسامعهم هذه الكلمات ، وأشهد عليهم السـماء ) النقباء ( امجعوا إيل مجيع شيوخ أسباطكم و عرفاءكم 28: 31املرة ( كم الشر يف آخر األيامألنين واثق أنكم بعد مويت ، تفسدون وتضلون عن الطريق الذي أوصيتكم ا ، فيصيب: 29واألرض ،

فتال موسى يف مسامع كـل : 30، ألنكم تقترفون الشر أمام الرب ، حىت تثريوا غيظه مبا جتنيه أيديكم، ) الثانية تكون آخر الزمان … هذا النشيد ، ] بكلمات [ مجاعة إسرائيل

)اإلسراء 2(ألا تتخذوا من دوني وكيلا ( ، سبله مجيعها عدل ، هو إله أمانة ال ] الكامل صنيعه ) [ الوكيل ( هو الصخر : 4اسم الرب أدعو فمجدوا عظمة إهلنا ، ب: 3: 32

: 6، إم جيل أعوج وملتولقد اقترفوا الفساد أمامه ، ومل يعودوا له أبناء ، بل لطخة عار ، : 5يرتكب جورا ، صديق وعادل هو ، اذكروا األيام الغـابرة ، : 7، أليس هو أباكم وخالقكم ، الذي عملكم وخلقكم ، الشعب األمحق الغيب أيهاأذا تكافئون الرب ،

وجدهم يف أرض قفر ويف خالء موحش : 10وتأملوا يف سنوات األجيال املاضية ، اسألوا آبائكم فينبئوكم ، وشيوخكم فيخربوكم ، أصعدهم على هضاب األرض : 13، ) أي آخر ( شعبه ، وليس معه إله غريب وحده قاد… : 12، فأحاط م ورعاهم وصام ،

… و … ، فأكلوا مثار الصحراء ، وغذاهم بعسل من حجر ، وزيتا من حجر الصوان ، و

:الدخول الثاني كان بحبل من الناس ، إذ ال حاجة بهم إلى اهللا

فرفضوا اإلله صانعهم وتنكـروا لصـخرة ، ) كناية عن الترف ( حمامسنوا وغلظوا واكتسوا شفسمن بنو إسرائيل ورفسوا ، : 15املـال ( بل ظهرت حديثاآلهلة غريبة مل يعرفوها : 17، وأغاظوه بأصنامهم الرجسة ، أثاروا غريته بآهلتهم الغريبة: 16، خالصهم

وهذا حاهلم وحال ( بكم ونسيتم اهللا الذي أنشأكم لقد نبذمت الصخر الذي أجن: 18، آهلة مل يرهبها آباؤهم من قبل ، ) والقوة والناس ) . دولتهم احلالية

92

) ةرل مأو خلوها دكم جدسخلوا المدليو كموهجوا ووءساإلسراء 7(… لي( إم ذا سيكون مصريهم ؟ سأحجب وجهي عنهم فأرى ما: وقال : 20فرأى الرب ذلك ورذهلم ، إذ أثار أبناؤه وبناته غيظه ، : 19

أمـة ال [ ، وأغيظهم بأمة محقاء ) أويل بأس شديد ( ، لذلك سأثري غريم بشعب متوحش … : 21، جيل متقلب وأوالد خونة: 23فها قد أضرم غضيب نارا ، تحرق حىت اهلاوية السفلى ، وتأكل األرض وغلاا ، وحترق أسس اجلبـال ، : 22] تفهمون لغتها

يثكلهم سيف : 25أجعل أنياب الوحوش ، مع محة زواحف األرض تنشب فيهم ، : 24يهم شرورا ، وأنفذ سهامي فيهم ، أمجع عل: قلت : 26) اجلوس الثاين ( العدو يف الطريق ، ويستويل عليهم الرعب داخل اخلدور ، فيهلك الفىت مع الفتاة ، والرضيع مع الشيخ

: لوال خويف من تبجح العدو ، إذ يظنون قائلني : 27، ) أي يف املرة األوىل ( بني الناس ذكرهم أشتتهم يف زوايا األرض ، وأحمو من . وليس ما جرى من فعل الرب) أعداء بين إسرائيل ( إن يدنا قد عظمت

) ةرالآخ دعو اءاإلسراء 7(فإذا ج( لو عقلوا لفطنوا ملآهلم وتأملوا يف مصـريهم ، : 29، ) عقلون وال يفقهون ال ي( إن بين إسرائيل أمة غبية وال بصرية فيهم 28: 32وعنبـهم ) تشيه إفسادهم وإصرارهم ، بإفساد قوم لوط وإصرارهم ( ، كرمة سدوم ، ومن حقول عمورةإذ أن كرمتهم من : 32

أليس ذلك مدخرا عندي ، خمتوما 34: 32 مخرهم محة األفاعي ، وسم الثعابني املميت: 33ينضح مسا ، وعناقيدهم تفيض مرارة ، تزل أقدامهم ، فيوم هالكهـم بـات وشـيكا ، ) جميء الوعد ( يف الوقت املعني يل النقمة وأنا أجازي ، : 35عليه يف خزائين ،

) .كلما أمعنوا يف اإلفساد كلما اقترب موعد هالكهم ( ، ومصريهم احملتوم يسرع إليهم

)أن كمبى رسع كممحراإلسراء 8( … ي ( " .… ) زالت بعد املرة الثانية ( ، عندما يرى أن قوم قد اضمحلت ويرأف بعبيده) بين إسرائيل ( ألن الرب يدين شعبه : 36"

)اإلسراء 56(لا قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحوي( : 39 لتهب ملساعدتكم وتبسط عليكم محايتها: 38أين آهلتهم ؟ أين الصخرة اليت التجأوا إليها ؟ : عندئذ يسأل الرب 37: 32"

إذا سننت سيفي البارق ، : 41… إين أنا هو وليس إله معي ، أنا أميت وأحيي ، أسحق وأشفي وال منقذ من يدي ، : انظروا اآلن وأمسكت ، أسكر سهامي بالدم ويلتهم سيفي حلما بـدم القتلـى : 42به يدي للقضاء ، فإين أنتقم من أعدائي وأجازي مبغضي

" . … ) قادة إسرائيل ( والسبايا ، ومن رؤوس قواد العدو

:موسى عليه السالم يخبر بنص النبوءة قبل موته تأملوا بقلوبكم يف مجيـع : قال هلم : 46ذا النشيد على اإلسرائيليني ، وعندما انتهى موسى ، من تالوة مجيع كلمات ه 45: 32"

ألا : 47الكلمات ، اليت أنا أشهد عليكم ا اليوم ، لكي توصوا ا أوالدكم ، ليحرصوا على العمل بكلمات هذه التوراة كلها ، … ض اليت أنتم عابرون ر األردن إليها لترثوهـا ليست كلمات ال جدوى لكم منها ، إا حياتكم وا تعيشون طويال ، يف األر

" .قول الرب ] حسب [فمات موسى عبد الرب ، يف أرض موآب : 5: 34

نالحظ هنا أن النبوءة ، اعتراها بعض التشويه من حذف أو إضافة أو تبديل ، ولكنها حافظت على خطوطها العريضة ، ونالحـظ . أيضا أا فصلت املرتني كل منهما على حدة

93

حيثيات نفاذ الوعد األول في األسفار اآلخرى

:التوراة كمرجع تاريخي غير موثوق به ت رجح كثري من الناقدين والباحثني الغربيون ، من الذين وضعوا التوراة حتت اهر ، كوا العهد القدمي من كتام املقدس ، أا كتب

، وتناقضها مع املنطـق والواقـع ، ) اإلجنيل ( ، ولتناقضها مع العهد اجلديد بأيدي بشر ، وذلك ملا حتفل به من خرافات وأساطري وتناقضها أيضا مع املصادر التارخيية األخرى يف مواضع عديدة ، ويجمع الكثري منهم أن كتابتها ومجعها قد مت بعد السيب البـابلي ،

العي عليها تبني يل أن من قام بإعادة كتابة التوراة ، هم أشخاص وجاء القرآن ليكشف الكثري من أكاذيبها وافتراءاا ، ومن خالل اط :مشبعون مبشاعر احلقد والقهر والنقمة والرغبة يف االنتقام ، وكل هذه املشاعر موجهة بالترتيب حنو

ب يف فخـذه ، يقولون أن يعقوب عليه السالم صرع اهللا يف الربية ، واستطاع اهللا النجاة بعض يعقو( رب العزة جل وعال ، .1، ويقولون 32-24: 32فسبب له عرق النساء ، ومن أجل ذلك ال يأكل اليهود عرق النساء الذي يف الفخذ ، سفر التكوين

عنه سبحانه أنه كثري البكاء وكثري الندم على ما أنزله بشعبه املقدس ، ولذلك كانوا وما زالوا يعتقدون ، أن اهللا سيصلح خطـأه وطنهم ، الذي طردوا منه بال ذنب أو خطيئة ، فاخلطأ منسوب إىل اهللا ورسله ومالئكته والشعوب ااورة ، معهم ، بإعادم إىل

أما شعب اهللا املقدس ، فليس له خطيئة فهو محل وديع ، وهذا نوع من اإلسقاط النفسي ، لعظم اخلطيئة ، وفداحة العقاب الذي ) . وقع منهم وم

، وهارون هو الـذي صـنع 51-50: 32ولون أن موسى وهارون خانا الرب وسط الشعب التثنية ؛ يق( الرسل واألنبياء ، .2، وسليمان 27-1: 11، وداود ارتكب خطيئة الزنا مع زوجة اجلندي ؛ صموئيل الثاين ، 6-1: 32العجل الذهيب ، اخلروج

) . 8-1: 11عبد آهلة أخرى ، وفعل الشر يف عيين الرب ، كما فعل أبوه ؛ ملوك أول

واشتغل نوح بالفالحة وغـرس كرمـا ، : 27-20: 9سفر التكوين ( ، ) الفلسطينيون ( الكنعانيون القدماء وورثتهم اجلدد .3وشرب من اخلمر فسكر وتعرى داخل خيمته ، فشاهد حام أبو الكنعانيني عري أبيه ، فخرج وأخرب أخويه اللـذين كانـا يف

ووضعاه على أكتافهما ، ومشيا القهقرى إىل داخل اخليمة ، وسترا عورة أبيهما من غري أن اخلارج ، فأخذ سام ويافث ، رداءليكن كنعان ملعونا ، : وعندم أفاق نوح من سكره ، وعلم ما فعله ابنه الصغري ، قال . يستديرا بوجهيهما حنوه فيبصرا عورته

) . وليكن كنعان عبدا له ، ليوسع اهللا ليافث ، وليكن كنعان عبدا له تبارك اهللا إله سام ، : وليكن عبد العبيد ألخوته ، مث قال

) .وأحقادهم على بابل وأهلها ، أفرد احلديث عنها يف موضع آخر ( ، ) العراقيون ( الكلدانيون يف بابل ، وورثتهم اجلدد .4

) .وسى ، ونصوص التلمود واألمثلة على ذلك موجودة يف أسفار م. ( مجيع شعوب األرض ما عدا اليهودي الصرف .5

.سبط بنيامني األخ الشقيق ليوسف عليه السالم .6

، فأعادوا ) التوراة ( يف كتام املقدس ) الكهنة واحلكماء ( وكل مشاعر احلقد والرغبة يف االنتقام ممن ذكروا أعاله ، أفرغها الكتبة ع أسفارها مبا يتناسب مع تلك املشاعر اليت خلفها السيب البابلي مجعها ونسخها حتت وطأة انفعاالت نفسية رهيبة ، ومتت فربكة مجي

.يف عقوهلم وقلوم ، واليت كانت أكرب فاجعة أصيب ا بنو إسرائيل واألكثر إيالما على مر التاريخ

لسـفر كـامال حتـت وقد تبني يل أن هناك تطويل وتكرار غري مربر لنفس احلدث أو املوضوع ، وأحيانا يكون هذا التكرار لنفس امسميني ، مثل أسفار أخبار األيام وأخبار امللوك مع اختالف بسيط ، وأحيانا لنفس الفقرة يف نفس السفر ، وهذا التكرار يدل على

94

أن نصوص التوراة جمعت على األقل من مصدرين خمتلفني ، وأخذت النصوص منهما وجمعت يف كتاب واحد دون تفضيل نـص .الواحد أحيانا يتكرر مرتني وثالثة دون وجود فارق جوهري يف املضمون على آخر ، فاحلدث

وبعد أن قمت مبطالعة التوراة بشكل متكرر تأكدت من هذه احلقيقة ، اليت مل يكن قد تنبه هلا الباحثون والناقدون من قبل ، وهي أن ت أكثر من األخرى ، وأن لغة كل منهما ختتلـف عـن التوراة قد مجعت فعال من نسختني مختلفني ، وأن إحدى النسختني حرف

األخرى ، فغالبا ما يكون هناك مسمني لنفس الشخص أو املكان ، حىت خيال للقارئ أا أمساء لشخوص أو أماكن خمتلفة ، وكمثال ، والسيب البابلي والسيب على ذلك إبرام وإبراهيم ، وساراي وسارة ، وصحراء سني وصحراء سيناء ، ومملكة يهوذا ومملكة إسرائيل

وهذا االرتباك الذي وقع فيه مؤلفو التوراة املتأخرون ، أثناء حماولة التوفيق جبمع ما جاء يف النسختني ، تسبب يف هـذا . اآلشوري ث مـن علمـاء العرض التأرخيي املشوه للوقائع ، مما أفقد التوراة مصداقيتها حىت للكثري من الباحثني اليهود أنفسهم ، ولكل من حب

.ولكنها بقيت املرجع التارخيي الوحيد لتاريخ بين إسرائيل . التنقيب واآلثار

ويف كثري من األحيان تشعر بسخافة كتاا من سخافة أفكارها وأخبارها وسخافة تربيرها وتعليلها ، كقصة عرق النسـاء وصـراع فاظها البذيئة اليت أحيانا تترفع عن كتابتها حىت الروايات اهلابطـة ، يعقوب مع اهللا ، وفربكة قصة نوح وأوالده أعاله ، ناهيك عن أل

إىل آخره ، وما يربط التوراة بالوحي هو ما يظهر يف ثناياها من خطوط … ورائحة اللحوم والدماء واخلمور واملشاوي واهلش والنش -بل على العكس متامـا -عين أال نقرأ هذا الكتاب عريضة ، هي البقية الباقية اليت سلمت من أيديهم رغما عن أنوفهم ، وهذا ال ي

جب على املسلمني قراءته وقراءة التلمود أيضا منذ أمد بعيد وقراءة ما كتب فيهما من مؤلفات ناقدة ، ملعرفة العقلية اليت يفكرا تو .لفات عديدة لوال هذا البحث هؤالء وملعرفة ما يطمحون إليه ، واحلقيقة أين ما كنت ألقرأها وأقرأ ما كتب فيها من مؤ

:مملكة شمالية ومملكة جنوبية وهي ) القدس ( تقول األسفار التارخيية يف التوراة ، بأن مملكة سليمان انقسمت بعد موته إىل مملكتني ، جنوبية يف القدس وامسها يهوذا

.وهي املنشقة ) نابلس ( األصل ، ومشالية وامسها إسرائيل

: الشمالية وصف فساد المملكة

مدينة ) ملك الشمالية ( وحصن يربعام ) " 33-25: 12:ملوك أول ( يذكر كتبة التوراة أن اململكة الشمالية فسدت وأفسدت ، إن الـذهاب إىل : ، وبعد املشاورة سبك امللك عجلي ذهب ، وقال للشـعب … ، يف جبل أفرامي وأقام فيها ، ) نابلس ( شكيم

" . عرضكم ملشقة عظيمة ، فها هي آهلتك يا إسرائيل ، اليت أخرجتك من ديار مصر أورشليم للعبادة ، ي

وارتكب بنو إسرائيل يف اخلفاء : 9: 17وأما إفسادهم حسب ما يروونه هم عن أنفسهم ، فقد جاء يف سفر امللوك الثاين ما نصه ، … ب ، عابدين األصنام اليت حذرهم واهم الرب عنـها ، واقترفوا املوبقات إلغاظة الر: 11… املعاصي ، يف حق الرب إهلهم ،

علـى لسـان … ارجعوا عن طرقكم األثيمة ، وأطيعوا وصاياي وفرائضي مبقتضى ، اليت أوصيت آبائكم بتطبيقها ، : قائال : 13، وتعاطوا … : 17لرب ، ونبذوا مجيع وصايا ا: 16… لكنهم أصموا آذام ، وأغلظوا قلوم كآبائهم ، : 14عبيدي األنبياء ، : 23ومل يعدل اإلسرائيليون عن ارتكاب مجيع خطايا يربعام ، بل أمعنوا يف اقترافها ، : 22… ، ) السحر والكهانة ( العرافة والفأل

م الـذي أي اليو( فنفى الرب إسرائيل من حضرته ، كما نطق على لسان مجيع األنبياء ، فسيب اإلسرائيليون إىل أشور إىل هذا اليوم ) .كتبوا فيه هذا النص بعد السيب مبدة طويلة

95

: وصف فساد المملكة الجنوبية

وارتكب الشر يف عيين الـرب ، : 2: 21" وأما ما ينسب من إفساد إىل ملوك اململكة اجلنوبية ، فقد جاء يف نفس السفر ما نصه ، مدينـة ( ، وأقام مذابح البعل ، ونصب متاثيل عشتاروت … : 3، مقترفا رجاسات األمم الذين طردهم الرب من أمام بين إسرائيل

مث قـال : 10… وجلأ إىل أصحاب اجلان والعرافني ، وأوغل يف ارتكاب الشر ، : 6، وسجد لكواكب السماء وعبدها ، ) بابلية ، ها أنا أجلـب … : 12، … هوذا ألن منسى ملك يهوذا اقترف مجيع هذه املوبقات ، وأضل ي: الرب على لسان عبيده األنبياء وأنبذ شعيب وأسلمهم إىل أيدي : 14، وأمسح أورشليم كما يمسح الطبق من بقايا الطعام ، … : 13شرا على أورشليم ويهوذا ،

وزاد منسى فسفك دم أبرياء كثريين ، حىت: 16… ألم ارتكبوا الشر يف عيين ، : 15أعدائهم ، فيصبحون غنيمة وأسرى هلم ، " . … مأل أورشليم من أقصاها إىل أقصاها ، فضال عن خطيئته اليت استغوى ا يهوذا ،

وخترب التوراة أن احلروب استمرت بني اململكتني ، واستعانة املغلوب باألقوام ااورة على اآلخر ، إىل أن جاء الغزو اآلشوري وسىب . م .ق 721اململكة الشمالية

) خبتنصر ( ، ويف عهد امللك يهوياقيم ، هاجم نبوخذ نصر ) حسب قوهلم ( ون يف ارتكاب الشر يف عيين الرب وتتابع امللوك اجلنوبيفأرسل الرب غزاة من كلدانيني وأراميني وموآبيني : 2: 24" ، ) يهوياقيم ( مملكة يهوذا وخضعت له ثالث سنوات ، مث مترد عليه

، لإلغارة على مملكة يهوذا وإبادا ، مبوجب ما قضى به الرب ، على لسـان عبيـده ) ء سكان العراق واألردن القدما( وعمونيني " . … ، إذ أنه مأل أورشليم بدم األبرياء ، ) منسى ( وانتقاما للدم الربيء الذي سفكه : 4األنبياء ،

، وحاصروا املدينة ، مث جاء نبوخذ زحف قادة نبوخذ نصر ملك بابل على أورشليم … : 10: 24) " يهوياكني ( ويف عهد امللك ، متامـا كمـا … واستوىل على مجيع ما يف خزائن اهليكل والقصر ، … ) يهوياكني ( نصر بنفسه وتسلم زمام القيادة ، فاستسلم

بعد سنوات وكما يقولون أنه ولى ابن عم امللك خلفا له ، ومساه صدقيا ، و" ( وسىب نبوخذ نصر أهل أورشليم ، : 14قضى الرب ، زحف نبوخذ نصر ملك بابل ، بكامل : 1: 25" ، ) ارتكب صدقيا الشر يف عيين الرب كالعادة ، ومترد على ملك بابل ، وآنذاك

الـذي ( فأسروا امللك : 6تفاقمت ااعة يف املدينة ، حىت مل جيد أهلها خبزا يأكلونه ، : 3، … جيشه على أورشليم وحاصرها ، : 9، … ، مث قتلوا أبناء صدقيا على مرأى منه ، وقلعوا عينيه ، وساقوه إىل بابل ، … واقتادوه إىل ملك بابل ، ) كان ينوي اهلرب

، ولكنه ترك 121، … بقية الشعب ) قائد احلرس امللكي ( وأحرق اهليكل وقصر امللك وسائر بيوت أورشليم ، وسىب نبوزرادان كل حمتويات اهليكل ونقلوها ( إىل آخره ، … م الكلدانيون أعمدة النحاس وبركة النحاس وحط: 13. فيها فقراء األرض املساكني

سرايا رئيس الكهنة وأعوانه وقادة اجليش وندماء امللك ، ويف امل هم علية القـوم ( وسىب رئيس احلرس امللكي : 18، ) إىل بابل ، وهكذا سيب شعب يهوذا مـن ) املدينة السورية ( سكر يف أرض محاة فقتلهم ملك بابل يف املع) وزمرة الفساد واإلفساد يف األرض

" . أرضه

واحلقيقة أنه زحف عليهم مرة واحدة ، وبشكل مفاجئ فأباد . فما أطول باله هذا النبوخذ نصر ، حىت يزحف عليهم مرارا وتكرارا إال تسميتني لنفس امللك ) يهوياكني ( و) يهوياقيم ( ، وما مملكتهم ، وما هذا التطويل والتطويل والتكرار ، إال من صنع أيدي الكتبة

.الذي حصل يف عصره السيب البابلي

:مملكة واحدة وبعث واحد

ما تقدم من نصوص كان من األسفار اليت يسموا األسفار التارخيية ، واليت أرخت لعصر امللوك ابتداء من طالوت وداود وسليمان ، واحلقيقة أنه مل يكن هناك مملكتني ومل يكن هناك سبيني ، وإمنا مملكة واحـدة . الذي وقع السيب البابلي يف عصره وانتهاء بيهوياكني

96

ولكن نتيجة كتابة التوراة بتلك الطريقة املزدوجة أصبحت اململكة مملكتني وأصبح الزحف البابلي زحفـني ، وحلـل . وسيب واحد .اإلشكال قولبوه يف زمانني خمتلفني

ا ادعاء انقسام اململكة ، فالقرآن أثبت بطالنه يف موضعني ، أوال ؛ ذكر العلو مرتني كأمة يف زمانني خمتلفني ، ثانيا ؛ اآليـة الـيت أمتتحدث عن سفكهم دمائهم وإخراجهم أنفسهم ، تؤكد أن ذلك مل يكن انشقاق يف احلقيقة ، بل كان ذلك قتل وإخراج وسلب ،

ببنيامني ( ، ويف احلقيقة وقع هذا الفعل يف سبط األخ الشقيق ليوسف عليه السالم ، الذي تسميه التوراة لطائفة مستضعفة من قومهم، وما كان بإمكان هؤالء ، إقامة دولة يف أراضي الكنعانيني ااورة اليت جلأوا إليها ، وما كانت حروم مع اململكة األم إال ضمن )

.كثوار السترداد أسالم وديارهم جيوش الكنعانيني وهو األرجح ، أو

فاستجابوا هلم ، ورمبا كان ) بأسهم بينهم شديد ، حتسبهم مجيعا وقلوم شتى ( ورمبا أن بعضهم استنجد بالبابليني كنوع من االنتقام مـن ) قبائـل ( باط حيث مل يأيت أي ذكر يف التاريخ للسيب اآلشوري لعشرة أس. ذلك طمعا يف كنوز هيكل سليمان ، واهللا أعلم

اململكة الشمالية ، حسب ما يدعي مؤلفو التوراة ، حىت أن بعض الباحثون الذين صدقوا التوراة ، يتساءلون عن كيفية اختفاء تلـك نفسي القبائل ، اليت سبيت إىل مدينة أشور برمتها ، ومن املرجح أن اختراع قصة اململكة الثانية وسبيها ، هو أحد مظاهر اإلسقاط ال

ملن عوقبوا ، على من مل يعاقبوا من الذين أخرجوا من ديارهم رغم أنوفهم جتنبا وختفيفا للشعور باألمل ، كلما طرأ على خميلتهم تلك الذكرى األليمة ، وحيصل هذا عادة على املستوى الشخصي ، فور تعرض الشخص حلادثة مؤملة ، فيعزو األخطاء الـيت تسـببت يف

.خرين احلادثة إىل اآل

تحذيرات األنبياء من اإلفساد

جاء التحذير من االستهانة بنص النبوءة ، ومغبة اإلفساد عند العلو ، والتخويف من العقاب ، اليت كانت بدايتها نصا يف كتاب موسى وخمالفتها على مدى عمـر عليه السالم ، وعلى لسان كل األنبياء املتعاقبني ، داعني إىل االلتزام بشريعة موسى ، وحمذرين من تركها

.مملكتهم ، بدءا من سليمان عليه السالم ، وانتهاء بإشعياء وإرمياء عليهما السالم ، إن كانوا أنبياء

ولكن إن احنرفتم ونبـذمت : 19: 7: " وهذا هو التحذير الذي جاء على لسان سليمان ، بعد انتهاءه من بناء اهليكل ، األيام الثاين فإين أستأصلكم من أرضي اليت وهبتها لكـم ، : 20ها لكم ، وضللتم وراء آهلة أخرى وعبدمتوها وسجدمت هلا ، فرائضي اليت شرعت

ويغدو هذا اهليكل الذي : 21، وأجعله مثال ومثار هزء جلميع األمم ، ) جعلته قائما لذكري ( وأنبذ هذا اهليكل الذي قدسته المسي " .ر به كان شاخما ، عربة يثري عجب كل من مي

، ) الكبار ( وباإلضافة إىل ما تقدم ، هذا عرض جلزء يسري من النصوص الكثرية واملطولة واملكررة ، ملا جاء يف أسفار بعض أنبيائهم .اخترناها لتكتمل معامل الصورة من اجلانب اآلخر

:تحذيرات إشعياء يف فترة ، بلغ فيه إفساد بين إسرائيل الذروة قبل وقوع السيب البابلي ، حيث إشعياء هو أول األنبياء الكبار وهم أربعة ، ويقال أنه بعث

أن سفره جاء حافال بالتقريع والتوبيخ والتحذير واإلنذار ، والتذكري بنص النبوءة الذي جاء به موسى ، ويروى أنه من األنبياء الذين ) :دمة املترجم لكل سفر التعريف بأصحاب األسفار من األنبياء ، مستقاة من مق( قتلوا

( حكام سـدوم امسعوا كلمة الرب يا : 10. ذرية مرتكيب الشر ، أبناء الفسادويل لألمة اخلاطئة ، الشعب املثقل باإلمث ، : 4: 1" ألن أيديكم مملوءة عندما تبسطون حنوي أيديكم أحجب وجهي عنكم ، وإن أكثرمت الصالة ال أستجيب ، : 15… ، ) قرية لوط

97

وتعلموا اإلحسان ، انشدوا احلق ، : 17اغتسلوا ، تطهروا ، أزيلوا شر أعمالكم من أمام عيين ، كفوا عن اقتراف اإلمث ، : 16، ادمإن شئتم وأطعتم ، تتمتعون خبريات األرض ، وإن أبيـتم ومتـردمت : 19… انصفوا املظلوم ، اقضوا لليتيم ، ودافعوا عن األرملة ،

كانت تفيض حقا ، ويأوي إليها … : 21" ، ) ويستطرد واصفا حال املدينة آنذاك " ( ، ألن فم الرب قد تكلم فالسيف يلتهمكمأصبح رؤساءك عصاة ، وشـركاء : 23صارت فضتك مزيفة ، ومخرك مغشوشة مباء ، : 22، فأصبحت وكرا للمجرمنيالعدل ،

" . دافعون عن اليتيم ، وال ترفع إليهم دعوى األرملة لصوص ، يولعون بالرشوة ويسعون وراء اهلبات ، ال ي

ه ، ألما أساءتا بالقول والفعل إىل الرب ، ومتردتا على سلطان، ) اململكة ( أورشليم ، اارت يهوذا ) وقعت ( قد كبت : 8: 3" ولكن : 10ن جلبوا على أنفسهم شرا ، ، فويل للذي إذ جياهرون خبطيئتهم كسدوم وال يستروامالمح وجوههم تشهد عليهم ، : 9

إن قادتكم يضلونكم… : 12أما الشرير فويل له وبئس املصري ، : 11، بشروا الصديقني باخلري ، ألم سيتمتعون بثواب أعماهلم " .… ويقتادونكم يف مسالك منحرفة

بالعود والرباب والدف والناي واخلمر ، غري مكتـرثني يتلهون يف مآدم : 12، … يسعون وراء املسكر … ويل ملن : 11: 4" ، لك العامة عطشا ، : 13… بأعمال الربظماؤهم جوعا ، وم ال يعرفون ، وميوت عسىب شعيب ألـذل : 15… لذلك يوي

: 19… الباطـل ، ويل ملن جيرون اإلمث حببـال : 18… ) الذل بعد العلو ( اإلنسان ويخفض الناس ويحط كل متشامخ فيها ، ، لينفذ مقدس إسرائيل مآربه فينـا ، ) الكهف 58،59اإلسراء و 92،99انظر اآليات ( ويقولون ليسرع ويعجل بعقابه حىت نراه

اإلصرار على املعصية وحتدي اهللا ( … ويل للحكماء يف أعني أنفسهم ، واألذكياء يف نظر ذوام ، : 21فندرك حقيقة ما يفعله بنا ، (

لذلك احتدم غضب الرب ضد شعبه ، فمد يده عليهم وضرم ، فارتعشت اجلبـال ، وأصـبحت جثـث موتـاهم : 25: 4" فريفع راية ألمم بعيدة ، ويصفر ملـن يف : 26كالقاذورات يف الشوارع ، ومع ذلك مل يرتد غضبه ، ومل تربح يده ممدودة بالعقاب ،

سهامهم مسنونة ، وقسيهم : 28… ون أن يكلوا أو يتعثروا أو يعتريهم نعاس أو نوم ، د: 27أطراف األرض ، فيقبلون مسرعني ، زئريهم كأنه زئري أسد ، يزجمر وينقض علـى : 29مشدودة ، حوافر خيلهم كأا صوان ، عجالت مركبام مندفعة كاإلعصار ،

جاس أحدهم يف البالد متفرسا ، ال يرى سوى الظلمـة كهدير البحر ، وإن … يزجمرون : 30فريسته ، وحيملها وليس من منقذ ، )صفات جيش البعث .. . ( والضيق ، حىت الضوء قد احتجب وراء سحبه

ليصدوا البائسني عن العدل ، ويسلبوا مساكني : 2ويل للذين يسنون شرائع ظلم ، وللكتبة الذين يسجلون أحكام جور ، : 1: 10"إىل من ! عندما تقبل الكارثة من بعيدفماذا تصنعون يف يوم العقاب ، : 3ما هلم ، وينهبوا اليتامى ، شعيب حقهم ، لتكون األرامل مغن

وترجـع : 21… تلجئون طلبا للعون ؟ وأين تودعون ثروتكم ؟ مل يبقى شيء سوى أن جتثوا بني األسرى ، وتسقطوا بني القتلى ، " . ( ألن اهللا قضى بفنائهم ، وقضاؤه عـادل سرائيل ، فإن بقية فقط ترجع ، بقية ذرية يعقوب إىل الرب القدير ، مع أن شعبك يا إ

)البعث من خارج فلسطني

: 10اذكروا هذا واتعظوا ، انقشوه يف آذانكم أيها العصاة ، تذكروا األمور الغابرة القدمية ، ألين أنا اهللا وليس إله آخر ، : 8: 46" مقاصدي ال بد أن تتم ، ومشيئيت ال بد : خربت منذ القدم ، بأمور مل تكن قد حدثت بعد ، قائال ، وأ وقد أنبأت بالنهاية منذ البداية

، ومن األرض البعيدة برجل مشوريت ، قد نطقت بقضائي ، وال بد أن أجريـه ، املشرق الطائر اجلارحأدعوا من : 11أن تتحقق ، لقد جعلت أوان بري قريبا ، مل يعد بعيدا ، وخالصي ال يبطئ : 13رب ، أصغوا إيل يا غالظ القلوب ، أيها البعيدون عن ال: 12… )الشرق هي جهة البعث ( …

98

إن خالصكم مرهون بالتوبة والركون إيل ، وقوتكم يف الطمأنينة والثقة يب : ألنه هكذا قال الرب ، قدوس إسرائيل : 15-17: 30خليل ، أنتم حقا ربون ، هلذا فإن مطارديكم يسرعون يف تعقبكم ، يهرب مـنكم ال بل رب على ا: ، وقلتم ، لكنكم أبيتم ذلك

… ألف من زجرة واحد ، وتتشتتون مجيعا من زجرة مخسة ، حىت تتركوا كسارية على رأس جبل

ويعيـد إىل أذهـام نالحظ أن إشعياء يدعوا إىل التوبة واإلصالح ، ويصف ما وصل ببين إسرائيل من إفساد ، ويذكرهم وحيذرهممضمون تلك النبوءة ، اليت جاءت يف أسفار موسى ، ونصوص إشعياء مل حتمل يف طياا تصريح عن ماهية املبعوثني ، سوى أن الفقرة

.األخرية ، ذكرت جهة خمرج البعث ، ورمبا يكون ذلك إضافة من مؤلفي التوراة

:تحذيرات ارميا دعوة قومه إىل : ويقال أن هذا النيب عاش يف الفترة ما قبل وما بعد السيب البابلي ، وكان فحوى رسالته ارميا هو ثاين األنبياء الكبار ،

وقـد . التوبة والعودة إىل اهللا والتخلي عن األوهام ، وتقدير اهللا حق قدره فال ملجأ منه إال إليه ، وال يرد غضبه قوة أو مال أو جاه .من كثرة بكاءه على قومه ، بعد وقوع الكارثة اليت طاملا حذرهم منها فلم يستجيبوا له ) اء بالنيب البك( وصف هذا النيب

) النفاق ( ال تتكلوا على أقوال الكذب : 4قوموا طرقكم وأعمالكم فأسكنكم يف هذا املوضع ، : 3… امسعوا كالم الرب : 2: 7" إن مل جتوروا على الغريب واليتيم واألرملة ، ومل : 6قضاء عادال فيما بينكم ، لكن إن قومتم حقا طرقكم وأعمالكم ، وأجريتم : 5،

ها أنتم قد اتكلتم على أقوال : 8إىل األبد … عندئذ أسكنكم يف هذا املوضع : 7وإن مل تضلوا وراء األوثان ، … تسفكوا دما بريئا مث متثلون : 10) الصنم ( زنون وحتلفون زورا وتبخرون للبعل أتسرقون وتقتلون وت: 9، ولكن من غري جدوى ، ) نافقتم ( الكذب

ها غضيب وسـخطي : لذلك يعلن الرب : 20… ! مغارة لصوص ؟) الذي أقيم لذكري ( هل أصبح هذا اهليكل …يف حضريت … ينصبان على هذا املوضع

كيف تـدعون أنكـم : 8! عرف قضاء الرب ، أما شعيب فال ي… إن اللقلق يف السماء يعرف ميعاد هجرته ، وكذلك : 7: 8" سيلحق اخلزي باحلكماء ، ويعتريهم الفزع والذهول ، !بينما حوهلا قلم الكتبة املخادع إىل أكذوبة ؟حكماء ، ولديكم شريعة الرب ،

م مجـيعهم مـن لذلك أعطي نسائهم آلخرين ، وحقوهلم للوارثني القاهرين ، أل! ألم رفضوا كلمة الرب ، إذ أي حكمة فيهم ؟: صغريهم إىل كبريهم مولعون بالربح ، حىت النيب والكاهن يرتكبان الزور يف أعماهلما ، ويعاجلون جراح شعيب باستخفاف ، قائلني

، لـذلك مل خيزوا قط ، ومل يعرفوا اخلجـل ! كلا ! هل خجلوا عندما ارتكبوا الرجس ؟سالم ، سالم ، يف حني ال يوجد سالم ، " .ن بني الساقطني ، وحني أعاقبهم يطوح م ، يقول الرب سيسقطو

" .، ليحول مدن يهوذا ، إىل خرائب ومأوى لبنات آوى جيش عظيم ، مقبل من الشمالامسعوا ، ها أخبار تتواتر عن : 22: 10"

بالقوس والرمح ، وهي قاسية ال ، وأمة عظيمة ب من أقاصي األرض ، تسلحت شعب زاحف من الشمالانظروا ، ها : 22: 6" ترحم ، جلبتها كهدير البحر ، وهي مقبلة على صهوات اخليل ، قد اصطفت كإنسان واحد ، حملاربتك يا أورشليم ، مسعنا أخبارهم

يف الطريق ، فللعدو ، ال خترجوا إىل احلقل ، وال متشوا كأمل امرأة تعاين املخاضاملرعبة فدب الوهن يف أيدينا ، وتوالنا كرب وأمل ، سيف ، واهلول محدق من كل جهة ، فيا أورشليم ارتدي املسوح ، ومترغي يف الرماد ، ونوحي كمن ينوح على وحيده ، وانتحيب

ام ، ، وجعلت شعيب مادة خ) إقامة مملكتهم كان المتحام ( ، إين أقمتك ممتحنا للمعدن ألن املدمر ينقض علينا فجأةحنيبا مرا ، " .لكي تعرف طرقهم وتفحصها ، فكلهم عصاة متمردون ساعون يف النميمة ، هم حناس وحديد ، كلهم فاسدون

99

وأمجع شتات غنمي من مجيع األراضي ، اليت أجليتها إليها ، وأردها إىل مراعيها ، فتنموا وتتكاثر ، وأقيم عليهـا رعـاة : 3: 23" عد ، وال ترتعد وال تضل ، ها أيام مقبلة أقيم فيها لداود ذرية بر ، ملكا يسود حبكمة ، وجيري يف يتعهدوا ، فال يعتريها خوف من ب

" . األرض عدال وحقا ، يف عهده يتم خالص شعب يهوذا ، ويسكن شعب إسرائيل آمنا

مسعنا صـراخ ) : مث يقول ( م فريثوا ، ، وأعيدهم إىل األرض اليت أعطيتها آلبائه… ها أيام مقبلة أرد فيها سيب شعيب : 3: 30" ، ما أرهب ذلك اليوم ، إذ ال مثيل له ، هو زمن ضيق على ذرية يعقوب ، ولكنها ستنجوا … رعب ، عم الفزع وانقرض السالم ، فال يستعبدهم غريب) أي أرفع قيود العبودية والذل عنهم( أحطم أنيار أعناقهم وأقطع ربطهم : ، يف ذلك اليوم ، يقول الرب القدير

فريجع نسل إسرائيل ، ويطمئن ويستريح ،… ، ) شرك باهللا ( بل يعبدون الرب إهلهم ، وداود ملكهم الذي أقيمه عليهمفيما بعد ، ، … تربئة كاملة ، ، فأبيد مجيع األمم اليت شتتك بينها ، أم أنت فال أفنيك أودبك باحلق ، وال أبرئك… من غري أن يضايقه أحد ،

، قد نسيك … إن جرحك ال شفاء له ، وضربتك ال عالج هلا ، إذ ال يوجد من يدافع عن دعواك ، ) اخلطاب موجه ألورشليم ( ، … حمبوك ، وأمهلوك إمهاال ، ألين ضربتك كما يضرب عدو ، وعاقبتك عقاب مبغض قاس ، ألن إمثك عظيم وخطاياك متكاثرة ،

وقعتك باحملن ، ولكن سيأيت يوم يفترس فيه مجيع مفترسيك ، ويذهب مجيع مضايقيك إىل السيب ، ويصبح ناهبيك منـهوبني ، هلذا أ " .ألين أرد لك عافيتك وأبرئ جراحك

أم يف املرة النصوص األخرية أعاله من النصوص املضللة ، اليت شكلت قناعات ومعتقدات عامة اليهود حكماء ومغفلني ، وملخصها الثانية ، سيقيمون هلم دولة يف أرض امليعاد ، ويبعث هلم ملكا من نسل داود عليه السالم ، حيكم األرض كلها باحلق والعدل ، وليس ( فلسطني فقط ، ففلسطني ال تتسع ألحالمهم وأوهامهم وهالوسهم وأمانيهم ، وينعم اليهود حتت حكمه بالسالم واألمن إىل األبد

.، ويكون فيها اليهود أسيادا ، وباقي خلق اهللا عبيدا حتت هلم ) بعثا وال نشورا فال

لقد أضاع كتبة التوراة احلقيقة ، وظلموا أجياهلم القادمة من حيث ال يعلمون ، فكذبوا الكذبة وصدقها أبنائهم ، وأصـبحت مـن .ل نصوص التوراة بغثها ومسينها ، على أا من عند اهللا صميم معتقدام ، فاملعاصرين من اليهود والنصارى ، يتعاملون مع ك

يقولون أن النص التايل ، هو رسالة من إرمياء إىل املسبيني يف بابل ، يخربهم فيها أن مقامهم هناك سيكون طويال ، وينصحهم فيهـا : بأن يقيموا فيها ويبنوا بيوتا ويتزوجوا ويتكاثروا ، وهذا جزء من نصها

ولكن بعد انقضاء سبعني سنة عليكم يف بابل ، ألتفت إليكم وأيف لكم بوعودي الصاحلة ، بردكم إىل هذا املوضع ، ألين : 10: 29" ، وحني جتدونين ، أرد سبيكم ، وأمجعكم من بني … عرفت ما رمسته لكم ، إا خطط سالم ال شر ، ألمنحكم مستقبال ورجاء ،

" . … اليت شتتكم إليها ، مجيع األمم ، ومن مجيع األماكن

سنة مـن ) 70(يف احلقيقة أن كتبة التوراة ، كانوا يعتقدون أن عودم اجلزئية يف عهد كورش الفارسي من بابل إىل أورشليم ، بعد رون ، أن يبعث السيب ، هي العودة الثانية اليت سيتحقق فيها النصف الثاين من نبوءة موسى وإشعياء وارميا ، ومنذ ذلك اليوم وهم ينتظ

ليقيم هلم دولة يف القدس فلم يكن هلم ذلك ، ويروى أن الذين رجعوا من بابل أعادوا بناء اهليكل بالرغم مـن ) امللك اإلله ( فيهم اململكـة ( أي مائة سنة تقريبا ، حصلوا على حكم ذايت حمدود ) م 70 –م .ق37( وطال انتظارهم وبني عامي . معارضة املقيمني

حتت التاج الروماين ، ويف زمام تواجد زكريا وحيىي وبعث إليهم عيسـى عليـه ) ودية ، وكان امللك من أصل يهودي آرامي اهلري .السالم ، فتآمروا عليه ودفعوه إىل الرومان لقتله وصلبه ، حيث كانت سلطة القتل يف أيدي الرومان

م ، 135الروماين عام ) هادريان ( م ، وحىت تشتتهم النهائي على يد 586البابلي عام ) نبوخذ نصر ( وبعد زوال مملكتهم على يد أخرج أغلبية اليهود منها ، ومل تقم لليهود يف فلسطني قائمة ، وأقصى ما استطاعوا احلصول عليه ، هو ذلك احلكم الذايت يف بدايـة

100

إعادة إقامة دولتهم الثانية ، فكان انتشارهم يف كافـة احلكم الروماين لبالد الشام ، حيث قضى هذا اإلمرباطور على أي أمل هلم يف .أرجاء العامل

ها أنا آيت م من بالد الشمال ، وأمجعهم من أقصى أطراف األرض ، وفـيهم : 8: 31" ، ) ولنكمل النصوص من سفر ارميا ( " ا فريجع حشد عظيم إىل هناألعمى واألعرج ، احلبلى واملاخض ،

مقبلة ، يقول الرب ، أكثر فيها ذرية إسرائيل ويهوذا ، وأضاعف نتاج ائمهم أضعافا ، وكما تربصت ـم ها أيام: 27: 31" " .ألستأصل ، وأهدم وأنقض وأهلك وأسيء ، كذلك أسهر عليكم ألبنيكم وأغرسكم

صفح عن إمثهم ، ولن أذكر خطاياهم ألين سأ، وأكون هلم إهلا ويكونون يل شعبا ، … سأجعل شريعيت يف دواخلهم ، : 33: 31" " . من بعد

عندئذ أنبـذ ذريـة ) : " وهذا حمض افتراء وحتريف ، وتتبع هذه األكذوبة عبارات مبهمة ، ومن مث تفاجأ ذه العبارة اليت تقول ( وهي عبارات مفادها اشتراط لتفهم أن العبارات املبهمة ، كانت بدال من عبارات حذفوها ، ( ، " إسرائبل من أجل كل ما ارتكبوه

) .اإلحسان للثواب واإلفساد للعقاب

" . ولن تستأصل أو تهدم إىل األبد، … ها أيام مقبلة ، يعاد فيها بناء هذه املدينة للرب ، : 38: 31"

واإلصـالح يف دولتـهم بالنظر يف قوهلم هذا وخاصة العبارة األخرية ، جند أن مؤلفي التوراة قضوا على أي أمل لليهود يف الصالحاحلالية ، حيث أنه شرط أساسي يف استمرار وجودهم ، فمؤدى هذه العبارة أم سيقيمون فيها إىل األبد ، بغض النظر عن إصالحهم

د ، وقد الحظت من خالل تتبعي ملا جاء يف املرة الثانية ، أاية دولتهم حتمية يف املوعد احملد م بعد كـل أو إفسادهم فيها ، لتصبحعقاب مأساوي حيل م ، يبدءون بذكر العودة واجلمع من الشتات والربكة والكثرة ، ويفيضون فيها وصفا وشرحا ، والنتيجة تكون على الدوام هي انتصار رم على أعدائهم وحمقهم عن بكرة أبيهم ، وجعل أرضهم صحراء قاحلة ، أما هم فيعشون جنة ونعيمـا ،

.األرض إىل األبد ، بعد أن رضي عنهم رم ورضوا عنه ويكون هلم امللك يف

إن أقمتم يف هذه األرض ، فإين أبنيكم وال أهدمكم ، وأغرسكم : 10: 42) وانظر إىل هذه النبوءة يف املرة الثانية على لسان الرب ( ، فإين معكم ابل الذي أنتم منه خائفونال ختشوا ملك ب، ) رم يأسف ( ألين أسفت على الشر الذي أحلقته بكموال أستأصلكم ،

فرم يأسف ، وحيضهم علـى ( ، وأنعم عليكم ، فريمحكم ويردكم إىل أرضكم ، ) بال قيد أو شرط ( ألخلصكم وأجنيكم من يده ) .عدم اخلشية من ملك بابل وكأن ملك بابل سيبعث من تلقاء نفسه

:السبي البابلي و أول وأقسى وأفظع حدث ، وقع يف تاريخ اليهود كأمة من حيث ما ترتب عليـه مـن أذى مـادي هذا احلدث املشهور تارخييا ه

ومعنوي ، مما كان له أبلغ األثر يف تشكيل وجدان وفكر الشعب اليهودي ، وليس أدل على ذلك من أن عدد الصـفحات ، الـيت . صفحة أي ما يعادل ثلث التوراة ) 400 – 350(ما بني تتطرق إىل ذكر متعلقات هذا احلدث ، وتفصله من مجيع جوانبه يتراوح

بول جونسون ( للكاتب ) تاريخ اليهود ( للقس إكرام ملعي ، ونقال عن كتاب ) االختراق الصهيوين للمسيحية ( وقد جاء يف كتاب وجد فيها قائمـة –دن بابل أقدم م –ويف بابل مل يعامل اليهود معاملة سيئة ، فقد وجدت خمطوطات جبوار عشتاروت : ما نصه )

ملك يهوذا وبعض األمساء األخرى ، وموضح ا أن اليهود عملـوا ) يهوياكني ( بأمساء املسبيني ونشاطهم يف بابل ، وكان ا اسم

101

د أي وأما أشور فيشري نفس الكاتب ، إىل عدم وجـو . بالتجارة واكتسبوا أمواال كثرية ، وكانت هلم أوضاعهم املتميزة إىل حد ما .دليل من ذكر أو أثر ، يؤكد رواية سبيهم إليها

:رواية التلمود عن تدمير الهيكل :لظفر اإلسالم خان ) التلمود تارخيه وتعاليمه ( نص منقول عن كتاب

ت ارميـا ، عندما بلغت ذنوب إسرائيل مبلغها ، وفاقت حدود ما يطيقه اإلله العظيم ، وعندما رفضوا أن ينصتوا لكلمات وحتذيرا" ، وطاملا كان النيب ال يزال يف املدينة املقدسة كان يدعو هلا بالرمحة ) األخ الشقيق ليوسف ( ترك النيب أورشليم وسافر إىل بالد بنيامني

فريسة فنجت ، ولكنه عندما هجرها إىل بالد بنيامني ، دمر نبوخذ نصر بالد إسرائيل وحطم اهليكل املقدس ، وب جموهراته وتركه " .قد أرسل نبوخذ نصر لتدمري أورشليم ) منطقة سورية بالقرب من محاة ( للنريان امللتهبة ، وكان نبورذدان الذي آثر البقاء يف ريبله

وقبل أن يبدأ نبوخذ نصر محلته العسكرية ، سعى ملعرفة نتائج احلملة بواسطة اإلشارات نظرا لذهوله ، فرمى من قوسه حنو املغرب " ت باجتاه أورشليم ، مث رمى مرة أخرى حنو الشرق لكن السهم اجتهت حنو أورشليم ، مث رمى مرة أخرى ليتأكد من حمل وقوع فسار

املدينة املذنبة اليت وجب تطهريها من األرض ، وللمرة الثالثة اجتهت سهمه حنو أورشليم ، وبعد أن استوىل نبوخذ نصر على املدينة ، وهل أنت اإلله العظيم الذي يرتعد أمامه العامل ؟ : جيشه إىل داخل اهليكل ، وصاح ساخرا خماطبا إله إسرائيل توجه مع أمرائه وضباط

! " .ها حنن يف مدينتك ومعبدك

: من قتل هنا ؟ فأجاب الشعب : ووجد نبوخذ عالمة لرأس سهم على أحد جدران اهليكل ، كأن أحدا قتل أو أصيب ا ، فسأل " فذبح . كبري الكهنة ، لقد كان يحذرنا يف كل ساعة من حساب اعتداءاتنا ، وقد سئمنا من كلماته فانتهينا منه ) بن يهوياداه زكريا (

جنود نبوخذ نصر سكان أورشليم كهنتها وشعبها ، كهوهلا وشباا ونسائها وأطفاهلا ، وعندما شاهد كبري الكهنة هذا املنظر ألقـى شعلها نبوخذ نصر يف اهليكل ، وتبعه بقية الكهنة مع عودهم وآالم املوسيقية األخرى ، مث ضرب جنود نبوخذ بنفسه بالنار ، اليت أ

" .نصر السالسل احلديدية يف أيدي باقي اإلسرائيليني

رو هيأ هلـم عرايا ، وعند وصوهلم إىل مدينة تسمى بيت كوورجع ارميا النيب إىل أورشليم وصحب إخوانه البؤساء الذين خرجوا " ال تظن أنك بقوتك وحدها استطعت أن تتغلب على شعب الـرب : مالبس جيدة ، وتكلم مع نبوخذ نصر والكلدانيني ، قائال هلم

" .املختار ، إا ذنوم الفاجرة اليت ساقتهم إىل هذا العذاب

تني ، وتؤكد أن اسم اململكة اجلنوبية املقام فيها اهليكل هو جند أن رواية التلمود أكثر وضوحا من رواية التوراة حيث أا مل تذكر مملكوأن من أسقطوا عليهم اسم إسرائيل واململكة الشمالية ، هم الذين أخرجوا من ديارهم ، . إسرائيل وليس يهوذا كما ذكر يف التوراة

يذكر النص التلمودي أن ارميا النيب جلأ إليهم ومل يقع فيهم السيب اآلشوري املزعوم ، وبقوا على حاهلم خارج حدود اململكة ، حيثوبنيامني حسب التوراة هو األخ الشقيق ليوسف عليه السالم ، وهذا يوحي أن احلقد " . ترك النيب أورشليم وسافر إىل بالد بنيامني "

خرجت سبط بنيامني املستضعف عنـدما القدمي بني األخوة اآلباء ، توارثه األبناء على مر العصور ، وبأن األسباط األخرى القوية ، أوبالتايل يثبت هذا النص وقوع السيب البابلي ، وينفي وقوع السـيب املسـمى . سيطرت على مقاليد احلكم بعد سليمان عليه السالم

ابلي ، واألخر وأن أشور وبابل آنذاك تسميتان ململكة واحدة عند كتبة التوراة ، وأن أحد مصادر التوراة ذكر على أنه ب. باآلشوري .ذكره على أنه آشوري ، وأما نبوخذ نصر فتجده أحيانا ملكا وأحيانا وزيرا أو قائدا للجيش أو قائدا للحرس

102

: مقتطفات من رثاء ارميا لشعبه وألورشيلم بعد السبي البابلي هذه اليت كانت عظيمـة ! ة وحيدة ؟كيف أصبحت املدينة اآلهلة بالسكان مهجور: 1) : " من كتاب مراثي ارميا يف اية سفره (

تبكي يف الليل مبرارة ، وتنهمر دموعها على خديها ، ال معزي ! صارت السيدة بني املدن حتت اجلزية ! ، صارت كأرملة بني األمم، دمت … ني األمم ، ، فأقامت شقية ب… هلا بني محبيها ، غدر ا مجيع خلاا ، وأصبحوا أعداء هلا ، سبيت يهوذا إىل املنفى ،

بدد ،… ، مل تذكر آخرا هلذا كان سقوطها رهيبا، … ، ارتكبت أورشليم خطيئة نكراء فأصبحت جنسة ، … مجيع أبواا ، ، داس الرب العذراء بنت صهيون ، كما يداس العنب الرب مجيع جبابريت يف وسطي ، وألب علي حشدا من أعدائي ليسحقوا شباين

، الرب عادل حقا ، وقد متردت على أمره ، فاستمعوا يا مجيع الشعوب ، واشهدوا وجعي ، قد ذهب عـذاراي … املعصرة ، يف " .… ، ها السيف يثكل يف اخلارج ، ويسود املوت يف البيت … ، فني كهنيت وشيوخي يف املدينة ، … وشباين إىل السيب ،

، وتر قوسه … ، إذ سواها باألرض ، وأحلق العار باململكة وحكامها، … ع مساكن يعقوب ، قد هدم الرب بال رمحة ، مجي: 2" ، جلس شيوخ ابنة … ، وهدم مجيع قصورها ودمر حصوا ، … كعدو ، نصب ميينه كمبغض ، ذبح بقسوة كل عزيز يف عيوننا ، املسوح ، وطأطأت عذارى أورشليم رؤوسهن إىل األرض ، كلت صهيون على األرض صامتني ، عفروا رؤوسهم بالرماد ، وارتدوا

، هدم ومل يرأف ، فأمشت بك اخلصوم نفذ الرب قضاءه ، وحقق وعيده الذي حكم به منذ احلقب السالفة، … عيناي من البكاء ، ، سقط عـذاراي وشـباين ، قد انطرح الصبيان والشيوخ يف غبار الطرقات… ، انظر يا رب وتأمل ، … ، وعظم قوة عدوك ،

"… بالسيف ، قد قتلتهم يف يوم غضبك ، وحنرم من غري رمحة

، ولكن هذا ما أناجي به نفسي ، لذلك يغمرين الرجاء ، من … أنا هو الرجل الذي شهد البلية ، اليت أنزهلا قضيب سخطه ، : 3" ، لنفحص طرقنا … اذا يشتكي اإلنسان حني يعاقب على خطاياه ؟ ، فلم… إحسانات الرب ، أننا مل نفن ، ألن مرامحه ال تزول ،

" … وخنتربها ، ونرجع إىل الرب ، لنرفع أيدينا وقلوبنا إىل اهللا يف السماوات ،

، اليت انقلبت يف حلظة ، من غري أن متتد إليها يد إنسان ، كان أعظم من عقاب خطيئة سدوم، ألن عقاب إمث ابنة شعيب ، … : 4" م كالياقوت األزرق ، أنقى من الثلج ، وأنصع من اللنببالؤها ، نم ، أجسادهم أكثر محرة من املرجان ، وقامافأصبحت صـور

، نفث الرب كامل سخطه ، وصب محو غضبه ، وأضرم نارا يف صـهيون ، … ، أكثر سوادا من الفحم ، فلم يعرفوا يف الشوارعآذنت ايتنا ، … ، على خطايا أنبيائها ، وآثام كهنتها ، الذين سفكوا يف وسطها دماء الصديقني عقابا هلا، … فالتهمت أسسها ،

"… ، كان مطاردونا أسرع من نسور السماء ، تعقبونا على اجلبال ، وتربصوا بنا يف الصحراء ، ، ومتت أيامنا ، وأزفت خامتتنا

رنا ، قد حتول مرياثنا إىل الغرباء ، وبيوتنا إىل األجانب ، أصبحنا أيتامـا ال أب لنـا ، اذكر يا رب ما أصابنا ، انظر وعاين عا: 5" ، أعيينا ومل جند راحة ، خضعنا باسطني أيدينا إىل أشور ومصر ، لنشبع خبـزا ، داس مضطهدونا أعناقنا، … وأمهاتنا كاألرامل ،

، اغتصبوا النساء يف صهيون ، والعذارى يف مدن يهوذا ، علق النبالء من … ، تسلط علينا عبيد ، وليس من ينقذنا من أيديهم ، … ) كبار السن ( سخروا الشبان للطحن ، وهوى الصبيان حتت احلطب ، هجر الشيوخ ) . كبار القوم ( أيديهم ، ومل يوقروا الشيوخ

، فويل لنا ألننا قـد ول رقصنا إىل نوح ، اوت أكاليل رؤوسناانقطع فرح قلوبنا ، وحتبوابات املدينة ، وكف الشبان عن غنائهم ، " . ألن جبل صهيون أصبح أطالال ، ترتع فيه الثعالبأخطأنا ، هلذا غشي على قلوبنا ، وأظلمت عيوننا ،

103

فلسطين عبر التاريخ

منذ نشأة مملكة اليهود األوىل وحىت نشأة دولتهم الثانية

:تاريخ ما قبل الميالد م.ق 1020. ملكا على اليهود ) شاول ( طالوت

م.ق 928 – 965. عصر امللك سليمان وبناء اهليكل يف القدس

م.ق 928) . جنوبية ( ويهودا ) مشالية ( تقسيم دولة إسرائيل إىل مملكة إسرائيل

م.ق 732. فلسطني حتت احلكم اآلشوري

م.ق 721) . الشمالية ( ة مملكة إسرائيل فتح اآلشوريون ململكة إسرائيل واي

م.ق 586. وتدمري اهليكل وترحيل سكاا إىل بابل ) يف القدس ( على مملكة يهودا " نبوخذ نصر" انتصار البابليني بقيادة

م.ق 333. االسكندر يهزم الفرس وتصبح فلسطني حتت احلكم اليوناين

م.ق 323) . يف سوريا ( والسالوقيني ) يف مصر ( البطالسة موت االسكندر يؤدي لتغيري احلكم إىل

م.ق 301. بداية حكم البطالسة

م.ق 165. ضد احلكم السالوقي ، للعمل على إنشاء دولة يهودية مستقلة ) اليهود ( مترد املكابيني

م.ق 63) . بعد استيالء الرومان عليها ( فلسطني ضمن اإلمرباطورية الرومانية

م.ق 40. استيالء الفرس على فلسطني

م.ق 38. عودة احلكم الروماين الوثين للمنطقة

م.ق 37. القضاء على املكابيني وابتداء حكم اهلرادسة يف فلسطني

:تاريخ ما بعد الميالد م 70) . تيطس أو تايتوس ( تدمري اهليكل الثاين على يد اإلمرباطور الروماين

م 135 -132) . هادريان ( اليهودي ضد الرومان ، وإبعاد بقية اليهود عن القدس على يد اإلمرباطور ) باركوبا ( ثورة إمخاد

م 638 – 313) . نسبة إىل بيزنطة ( فلسطني حتت احلكم البيزنطي

ة ، عاصمة جديدة للنصف الشرقي يف م أسس اإلمرباطور قسطنطني ، الذي جعل املسيحية الدين الرمسي لإلمرباطوري330يف عام ( القسطنطينية ( شرقية عاصمتها بيزنطة : م انقسمت اإلمرباطورية الرومانية ، إىل قسمني 395ويف عام . بيزنطة عرفت بالقسطنطينية

يحي لليهود ، واستمر وغربية وعاصمتها روما ، ومع اختاذ املسيحية كديانة رمسية لإلمرباطورية الرومانية ، بدأ عصر االضطهاد املس) )حىت منتصف القرن املاضي

104

م 638. العرب املسلمون يفتحون فلسطني يف عهد اخلليفة عمر بن اخلطاب

م 1099 - 638) . األمويون ، العباسيون ، الفاطميون ، السالجقة ( فلسطني حتت احلكم اإلسالمي

م 1187 - 1099. الصليبيون يقيمون اململكة الالتينية يف القدس

م 1187. صالح الدين األيويب يهزم الصليبيني يف معركة حطني

م1220. فلسطني حتت حكم املماليك بعد هزمية املغول يف موقعة عني جالوت

م1917 - 1516) . القسطنطينية ( فلسطني جزء من اإلمرباطورية العثمانية وعاصمتها استنبول

:تاريخ فلسطين الحديث م 1878. يف فلسطني ) بتاح تكفا ( اء أول مستوطنة زراعية صهيونية إنش

م1882. يبدأ دعمه املايل للمستوطنات اليهودية ) ادموند دورتشلد ( البارون

م 1903 – 1882. ألف مهاجر صهيوين تدخل فلسطني ، وغالبيتهم من أوروبا الشرقية 25أول موجة من

الذي يدعو إىل إقامة وطن للشعب اليهودي يف فلسطني ، " برنامج بال " ويصدر " يف بال بسويسرا " ل ينعقد املؤمتر الصهيوين األو م1897. للعمل من أجل هذا اهلدف ) WZO( ويقرر إنشاء املنظمة الصهيونية العاملية

م1909. إنشاء أول كيبوتز على قاعدة العمل اليهودي ، إنشاء قاعدة تل أبيب مشايل يافا

م1914. بداية احلرب العاملية األوىل *

املندوب السامي يف ( ، وبني سري هنري مكماهون ) شريف مكة وقائد الثورة العربية ضد العثمانيون (املراسالت بني الشريف حسني م3/1/1916. تنتهي إىل اتفاق استقالل ووحدة البالد العربية ، حتت احلكم العريب بعد انتهاء احلرب ) مصر

م16/5/1916. السرية لتقسيم البالد العربية ، اليت كانت حتت احلكم العثماين بني بريطانيا وفرنسا ) سايكس بيكو ( اتفاقية

)م 1917النقاب عنها يف تشرين أول ) الروس ( وقد كشف البالشفة (

م1916. الشريف حسني يعلن استقالل العرب عن احلكم العثماين وبداية الثورة العربية

م2/11/1917. يتعهد بالدعم الربيطاين لوطن قومي لليهود يف فلسطني ) بلفور ( وزير اخلارجية الربيطاين

م 9/1917/-. قوات احللفاء بقيادة اجلنرال اللنيب الربيطاين حتتل فلسطني

م .30/10/1918اية احلرب العاملية األوىل *

م25/4/1920. ان رميو يعطي بريطانيا االنتداب على فلسطني الس األعلى ملؤمتر السالم س

م1/7/1920" . اإلدارة املدنية الربيطانية " املندوب السامي سري هربرت صموئيل السياسي اليهودي اإلجنليزي يدشن

م24/7/1921. عصبة األمم تقر االنتداب على فلسطني

م 1/9/1938. بداية احلرب العاملية الثانية *

105

م 6/3/1946. اإلجنليزية لتقصي احلقائق تصل إىل فلسطني –اللجنة األمريكية

يهودي 100.000ألف فرد ، ويوصي بقبول ) 69 - 61( تقرير اللجنة األمريكية اإلجنليزية يقدر حجم القوات املسلحة اليهودية م5/1946/-) . كية هنا تدخل العناية األمري. ( يف فلسطني ، وفلسطني تضرب احتجاجا

م 8/9/1947. جلنة األمم املتحدة اخلاصة تقترح خطة للتقسيم ، واجلامعة العربية ترفضها

م29/10/1947. بريطانيا تعلن أا ستغادر فلسطني خالل ستة شهور إذا مل يتم التوصل إىل تسوية

للدولة الفلسطينية ، ومنطقـة % 43لدولة يهودية ، ونسبة %56.5اجلمعية العامة لألمم املتحدة ، توصي بتقسيم فلسطني بنسبة م29/11/1947. دولية حول القدس

-) . قوة متطوعني بقيادة فوزي القاوقجي ملساعدة الفلسطينيني يف مقاومة التقسـيم ( اجلامعة العربية تنظم جيش اإلنقاذ العريب م12/1947/

م8/12/1947. يهودية وفلسطينية بعد أسبوعني من انتهاء االنتداب بريطانيا توصي األمم املتحدة بإنشاء دولتني

م16/2/1948. جيش اإلنقاذ العريب يشن هجمات ناجحة على املستعمرات اإلسرائيلية مشايل بيسان

م7/3/1948-5. طولكرم -نابلس -القاوقجي يدخل فلسطني ويقود وحدات جيش اإلنقاذ يف مثلث جنني

م25/3/1948. يدعو إىل هدنة فورية للقتال ) ترومان ( كي الرئيس األمري

م9/4/1948. شخصا 250ترتكب مذحبة يف دير ياسني بالقرب من القدس تسفر عن مقتل أكثر من ) شترين ( عصابة

م17/4/1948. قرار لس األمن يدعو إىل هدنة

م15/5/1948. ن تل أبيب نهاية االنتداب البريطاني وإعالن الدولة اإلسرائيلية م م17/5/1948 -15. القوات اللبنانية تعرب احلدود وتستعيد مؤقتا قرى املالكية وقدس من اهلاجاناة

-15. القوات األردنية تعرب ر األردن وتتحرك صوب القدس ، وتسيطر على الشيخ جراح واحلي اليهودي يف املدينـة القدميـة م28/5/1948

م4/6/1948 – 15/5. طولكرم -جنني -قية تعرب ر األردن وتتحرك حنو مثلث نابلس الوحدات العرا

م 7/6/19489 – 15/5. القوات املصرية تعرب احلدود وتتحرك عرب الساحل إىل اسدود

م10/6/1948 -16/5. تقدم الطوابري السورية عرب الشمال

م20/5/1948. كوسيط دويل يف فلسطني ) فولك برنادوت ( جملس األمن الدويل يعني الكونت

م 1948/ 22/5. قرار جملس األمن الدويل بوقف إطالق النار

م8/7/1948 -11/6. اهلدنة األوىل

م15/10/1948 -18/7. اهلدنة الثانية

106

القدس منطقة دولية وترفض مـن يقترح تقسيم فلسطني اىل دولتني ؛ عربية وإسرائيلية ، مع بقاء ) برنادوت ( تقرير الوسيط الدويل م16/9/1948. العرب وإسرائيل

) . رالف باتش ( ، وخيلفه نائبه األمريكي ) شترين ( يف القدس بواسطة عصابة ) برنادوت ( اغتيال الوسيط الدويل

: م 1949عام :اق باستثناء العر 48توقيع اتفاقيات اهلدنة من قبل الدول العربية اليت شاركت يف حرب

. اإلسرائيلية –اهلدنة املصرية 24/2

. اإلسرائيلية –اهلدنة اللبنانية 23/3

. اإلسرائيلية -اهلدنة األردنية 3/4

.اإلسرائيلية –اهلدنة السورية 20/5

107

المراحل الزمنية في تاريخ اليهود حسب ما جاءت في سورة اإلسراء

من سورة اإلسراء ، جند أن هناك مخس مراحل زمنية يف تاريخ بين إسرائيل ، ) 8 – 4( آليات من بعد كل ما تقدم وبالنظر مليا يف ا : توضحت على النحو التايل

) 4(ا وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتــاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبري: ( املرحلة األوىل ♦

زمن موسى عليه السالم حيث أوحى إليه ربه عز وجل ، فيما أنزل إليه من الكتاب نص هذه النبوءة ، واألرجح أا أنزلت يف بداية ( ) .فترة التيه قبل أربعني عاما ، من دخوهلم األول لألرض املقدسة

) 5( وكان وعدا مفعولا… …… ………………… …فإذا جاء وعد أولاهما : ( املرحلة الثانية ♦

ملـك … ملك ونبوة داود وسليمان عليهما السالم …بدء حرب امللك طالوت لدخول األرض املقدسة … منذ اية فترة التيه ( ) .قبل امليالد 586حىت السيب البابلي سنة … فساد وإفساد : متوارث بدون نبوة

) 6( …ثم … : ( املرحلة الثالثة ♦

إىل ما قبـل حـرب … م 621نزول سورة اإلسراء بنص هذه النبوءة سنة … بعث عيسى عليه السالم … منذ السيب البابلي ( ) .م 1948

) 7( وليتبروا ما علوا تتبريا… … … … … رددنا لكم الكرة عليهم : ( املرحلة الرابعة ♦

حىت … ووصول الدولة إىل قمة جمدها … وانتصار اجليش إسرائيلي يف حروبه … ) م 15/5/1948( رائيل منذ قيام دولة إس( ) .ايتها

) 8( … عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا : ( املرحلة اخلامسة ♦

… ظهور املهـدي … احلرب العاملية النووية الثالثة … راق قيام الدولة العربية املتحدة يف بالد الشام والع… منذ اية إسرائيل ( هـروب … نزول عيسى عليه السالم … خروج الدجال … قيام اإلمرباطورية اإلسالمية وعاصمتها القدس … معارك املهدي

) . فلسطني حىت الذبح النهائي لبين إسرائيل على أرض … نطق احلجر والشجر … قتل الدجال … الدجال وأتباعه إىل فلسطني

]نهاية الجزء األول [

108

الجزء الثاني

: الفصل األول

المؤامرة اليهودية على العالم

: الفصل الثاني

النبوءات التوراتية بين الماضي والمستقبل

: الفصل الثالث

النبوءات اإلنجيلية بين الماضي والمستقبل

: الفصل الرابع

ة واإلنجيليةالغربيون وهوس النبوءات التوراتي

: الفصل الخامس

السياسة األمريكية ونبوءات التوراة واإلنجيل

: الفصل السادس

الكتب المقدسة تأمر اليهود بتدمير أصحاب البعث

109

المؤامرة اليهودية على العالم

"تآمرين بالسوء ، الذين حييكون الشرنفذون ما خططوا له عن ويل للمد طلوع الفجر ، ألن ذلك يف وهم يف مضاجعهم ، الذين ي" متناول أيديهم ، يشتهون حقوال فيغتصبوا ، وبيوتا فيستولون عليها ، جيورون على الرجل وعلى بيته ، وعلى اإلنسان ومرياثه

) . 2-1: 2سفر ميخا ، : التوراة (

تجد . ماء ، وكل واحد منهم يقتنص أخاه قد باد الصاحل من األرض ، واختفى املستقيم من الناس ، مجيعهم يكمنون لسفك الد" . فيتآمرون مجيعا على احلقأيديهم يف ارتكاب الشر ، ويسعى الرئيس والقاضي وراء الرشوة ، وميلي العظيم عليهم أهواء نفسه ،

) . 3-2: 7سفر ميخا ، : التوراة " ( أفضلهم مثل العوسج ، وأكثرهم استقامة مثل سياج الشوك

ص اليت تكشف حقيقة اليهود والعقلية اليت يفكرون ، مل ختطها قلم كاتب عريب أو غريب حاقد على اليهود واليهودية ، من هذه النصووبالرغم من ذلك ما زال الكثري ، من مفكري . املعادين للسامية اليهودية ، وإمنا جاءت يف التوراة ، كتاب اليهود والنصارى املقدس

عصر األغرب ، ينكر أن هناك مؤامرة تحاك ضد كل ما هو مسلم وضد كل ما هو عريب ، بل ضد كل ما هو وكتاب العرب يف هذا الأما ما نقوله حنن يف هؤالء . غري يهودي ، ويتهمون كل من يقول بذلك ، بأنه من مؤيدي نظرية املؤامرة اليت ال أصل هلا من الصحة

ويعملون ما بوسعهم لتجهيل الناس بعلم ، حىت ال يتنبهـوا ألسـلحتها ورموزهـا أحد أمرين ، إما أن يكونوا شركاء يف املؤامرة ، .فيقاوموها ، وإما أن يكونوا أناس يعيشون على سطح كوكب غري الذي نعيش فيه ، يدلون بدلوهم ليضلوا الناس بغري علم

:الديانة اليهودية ، وذلك بعد اختاذهم العجل ، ) األعراف 156( إنا هدنا إليك( ت عليهم لقوهلم لنعلم أن تسمية القرآن لبين إسرائيل باليهود ، أطلق

مبعىن أم أعلنوا التوبة عن فعلهم والرجوع إىل اهللا ، ويف احلقيقة كان ذلك قوهلم بألسنتهم ، وأما قلوم فأشربت وشغفت بعبـادة ينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إميـانكم إن كنـتم قالوا سمعنا وعص( العجل ، حيث قال سبحانه

ننيمؤومل خيتلف حاهلم مع نبينا حممد عليه الصالة والسـالم ، . ، وكان هذا حاهلم مبعية نبيهم موسى عليه السالم ) البقرة 93( مع ، وراعنا من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ويقولون سمعنا وعصينا ، واسمع غير مسم( سبحانه حيث قال فيهم

عماسا ونأطعا ونعمقالوا س مهأن لوين ، وي الدا فنطعو همتا بألسنفلا لي مبكفره الله مهنلع نلكو مأقوو ما لهريا ، لكان خنظرانو ) .النساء 46( يؤمنون إلا قليلا

فهي معتقد ، اختلط فيه شيء من بقايا مشوهة لكتب أنبيائهم ، مع آراء وتفسريات أحبـارهم ومعتقـدات : وأما الديانة اليهودية أساطري وخرافات األقوام ، اليت عاشوا فيما بينها على مر العصور ، ومصدر هذه العقيدة يف األصل هو التوراة ، واليت سبق أن قلنا و

.أا كتبت بشكلها النهائي يف القرن األول امليالدي ، قبل خروجهم النهائي من فلسطني وتشتتهم يف كافة أرجاء األرض

بتأليف كتب مجعوا فيها ، معتقدام وآرائهم وشروحهم للتـوراة ، ) حكمائهم ( ي ، قام كهنتهم وأحبارهم وفيما بعد السيب البابلوقالوا أا القانون الشفوي الذي مل يأت به موسى عليه السالم مكتوبا ، والذي تناقلوه شفاها عرب األجيال ، وجمعت هذه املؤلفات

م وسمي 400أكثر قدسية من التوراة نفسها ، ولديهما تلمودان أحدمها جمع يف فلسطني عام فيما سمي بالتلمود ، والذي يعتربونهوقد كان التلمود يعامـل . مجلدا 36م وسمي تلمود بابل وهو األشهر ويقع يف 500تلمود أورشليم ، واآلخر جمع يف بابل عام

لقرون الوسطى ، وكلما أكتشف أمره يف الدول األوربية ، كان يصادر ويجمـع بسرية فيما بني اليهود ، وقد مت طبعه يف أوروبا يف ا

110

ومن هذا خنلص إىل أن الديانة اليهودية . ويحرق ، وكان اكتشافه سببا يف كثري من حاالت االضطهاد والتعذيب والقتل والنفي لليهود .راة على ما بقي فيها من وحي أخريا ، والتو… ، هي ما جاء من معتقدات يف التلمود أوال وثانيا وثالثا

:ماهية التلمود ومعتقدات اليهود

وبعضها كريه ، وبعضها اآلخـر ) مبالغ فيه ( وبعض أقوال التلمود مغال : " أحد الباحثني يف التلمود ) جوزيف باركلي . ( قال د " .، وللعقل اإلنساين ، وللحماقة اإلنسانية كفر ، ولكنها تشكل يف صورا املخلوطة أثرا غري عادي ، للجهد اإلنساين

بروتوكـوالت ( لظفر اإلسالم خان ، و) تعاليم التلمود ( ومما جاء يف التلمود من تعاليم ، نعرض بعض املقتطفات التالية من كتايب : لعجاج نويهض ) حكماء صهيون

، ومما قاله املؤلف يف ) مهجية التعاليم الصهيونية ( اب صاحب كت) بولس حنا مسعد ( هذه الكلمات للعالمة : يقول عجاج نويهض للمسيحي إجنيله يبشر به العامل ، وللمسلم قرآنه ينشره بني مجيع الشعوب ، أما اإلسرائيلي فله كتابان ؛ كتاب معـروف : " مقدمته

. ل ويدرسه خفية وهو أسـاس كـل مصـيبة يفضله على األو) التلمود ( وهو التوراة ال يعمل به ، واآلخر جمهول ال يعرفه العامل أما الصهيونيون يريدون أن يكون اإللـه هلـم . والنصارى يؤمنون بأن اهللا هو أبو اجلميع ، واملسلمني يعترفون بأن اهللا رب العاملني

وعبدة األوثـان وحدهم ، زد على ذلك أن التلمود ينص على أن مجيع خريات األرض ملك لبين إسرائيل ، وأن النصارى واملسلمني هم منحدرون من اهللا كما ينحدر االبن من أبيه ، وشعوب األرض مشتقة من األرواح النجسة ، ومل يعطوا صورة . خلقوا عبيدا هلم

" .اإلنسانية إال إكراما لبين إسرائيل

: نظرة التلمود لكافة البشر إسرائيل صفوة املخلوقات ، واختاره اهللا لكي تكون له . سبعني لغة العامل يسكنه سبعون شعبا ب. املخلوقات نوعان ؛ علوي وسفلي "

إن نفوس اليهود منعم عليها بأن تكون جزءا من اهللا ، فهي . السيادة العليا على بين البشر مجيعا سيادة اإلنسان على احليوان املدجن فس اليهودي أكثر قبوال عند اهللا وأعظم شأنا عند اهللا مـن تنبثق من جوهر اهللا كما ينبثق الولد من جوهر أبيه ، وهذا السبب جيعل ن

" . نفوس سائر الشعوب ، ألن هؤالء تشتق نفوسهم من الشيطان وهي مشاة لنفوس احليوانات واجلماد

اليهـود وإن غري . وزرع األغراب كزرع احلصان . الرجل غري اليهودي هي زرع حيواين ) نطفة ( أن زرع : " وهلذا يقول التلمود وإن بيوت غري اليهود زرائب للحيوانات ، وقد كتب على . وإن غري اليهودي ال خيتلف بشيء عن اخلرتير الربي . كالب عند اليهود وكما أن ربة البيت تعيش من خريات زوجها ، هكذا أبناء . حلومكم من حلوم احلمري وزرعكم من زرع احليوانات : شعوب األرض

" .وا من خريات األمم دون أن يتحملوا عناء العمل إسرائيل جيب أن يعيش

) : القدماء ( نظرة التلمود إلى العرب أمة محتقرة ، من العار الزواج بعربية ، يعبدون األصنام ، مرتكبو تسعة أعشار اجلرائم يف العامل ، صفتهم الغدر وكراهية اليهـود ،

.كانوا قادة ختريب اهليكل مع نبوخذ نصر

: مع الملل األخرى التعامليسمح " و" . إن عبدة األوثان الذين ال يعتنقون الدين اليهودي واملسيحيني واملسلمني ، هم يف نظر اليهود أعداء اهللا وأعداء اليهود "

يمكنك أن " و" . ه الرياء مسموح ب" ، ولكن " ممنوع السالم على الكفار " و" . التلمود ألصدقاء اهللا وأقاربه يف أن يضلوا األشرار

111

إذا رد أحد اليهود " و" . جيب انتزاع قلب النصراين من جسده وإهالك علية القوم منهم " و" . تغش الغريب وتدينه بالربا الفاحش حفـرة إذا وقع وثـين يف " و" . أقتل عبدة األوثان ولو كان أكثر الناس كماال " و" . إىل الغريب ما أضاعه فالرب ال يغفر له أبدا

أن من ينتهك : وإمجاال يقول التلمود " . بيده يقدم قربانا مرضيا هللا ) غري اليهود ( من يسفك دم الكفار " و" . فاسددها عليه حبجر . الوصايا العشر مع غري اليهود فهو جائز بل واجب

: التجديف على اهللا هللا يقرأ وهو واقف على قدميه ، وما يقوله احلاخام يفعله اهللا ، إن تعاليم اليهود يضعون التلمود فوق التوراة واحلاخام فوق اهللا ، وا"

" . ، واخلطايا املقترفة ضد التلمود هلي أعظم من املقترفة ضد التوراة ) كالم اهللا ( الالهوتيني يف التلمود هلي أطيب من كالم الشريعة ، على أن اهللا يأخذ رأي الربانيني على األرض ، يف املشاكل اليت تنشـأ يف إن الرباين مناحيم يطلعنا باالتفاق مع كثري من العلماء" و

" . وذلك ألن كلمام هي كلمات اهللا … إن كلمات الربانيني أشد عذوبة من كلمات األنبياء " و" . السماء

أن اهللا عندما يقسم يف كل " و" . … إن اهللا قد تاب عن تركه بين إسرائيل يرتطمون يف الشقاء كمن يتوب عن إمث شخصي ، " وأن اهللا قد أقسم بغري عدل ، وارتكـب خطيئـة " و" . … مرة بدون مربر معقول ، فمن الالزم أن حيل قسمه بقسم آخر نظريه ،

ن يصفع أن اليهود أحب إىل اهللا من املالئكة ، فالذي يصفع اليهودي كم" و" . الكذب لكي يلقي السالم والوئام بني سارة وإبراهيم وإذا أراد الرجل أن يقترف " و" . العناية اإلهلية سواء بسواء ، وهذا يفسر لنا استحقاق الوثين وغري اليهودي املوت إذا ضرب يهوديا

" .ذنبا فعليه أن يذهب إىل مكان ، هو جمهول فيه ، لئال يهني اهللا عالنية

: المالئكة عيون البشر وحراستهم يف الليل ، أما يف النهار فإم يصلون عن البشر ، ولذلك جيب إن عمل املالئكة الرئيسي سكب النوم على "

" .أن نلتجئ إليهم

: األنبياء وصفوا عيسى عليه السالم باألمحق " . رجال 74رجال ، وشرب دمائهم دفعة واحدة ، ولذلك كان له قوة 74أن إبراهيم أكل "

.واموا أمه بالزنا ، وتالميذه بامللحدين ، واإلجنيل بالكتاب اململوء باإلمث ، " غشاش بين إسرائيل " واذوم و

: التنجيم إن تأثري النجوم جتعل الرجل ذكيا ، وبنو إسرائيل : " يعتقد التلمود اعتقادا جازما ، بأن التنجيم علم يتحكم حبياة الناس ، ومن أقواهلم

سوء للشعوب ، وخسوف القمر آية سوء لبين إسرائيل ، ألن إسرائيل تعتمد يف بقائها إن كسوف الشمس آية" ، " حتت تأثري النجوم " .على القمر

: السحر والتلمود مليء بطقوس السحر والشعوذة والعرافة ، وطرق االتصال باجلن ، وفيه أن األرواح الشريرة والشياطني واجلنيات من ذريـة

يعرفون أحوال املستقبل باستراق السمع ، وهم يأكلون ويشربون ويتكاثرون مثل اإلنسان ، وأم يطريون يف كل اجتاه ، وهم . آدم .وجيوز للناس استشارة الشيطان يف آخر أيام األسبوع

112

: الروح والبعث والجزاء تسرع نفسه إىل جنني تنتقل نفس اليهودي بعد موته إىل جسد آخر ، وعندما يلفظ املتقدم يف السن أنفاسه ، " هلم فيها أقوال شىت ،

تدخل روحه يف احليوانات والنباتات ، مث تذهب إىل اجلحيم وتعذب عذابا " ومنها ؛ أن اليهودي الذين يقتل يهوديا " . يف بطن أمه ودي بعـد أليما مدة اثين عشر شهرا ، مث تعود ثانية لتدخل يف اجلمادات ، مث يف احليوانات ، مث يف الوثنيني ، حىت ترجع إىل جسد يه

، وإمنا جيلس الصاحل فيها بوقار وسكينة ، ويقولون … ويقولون أن اجلنة ليس فيها أكل أو شرب ، أو زواج أو تناسل " . تطهريها . أن نار جهنم ال سلطان هلا على مذنيب بين إسرائيل ، وال سلطان هلا على تالمذة احلكماء

املشروبات السماوية هي اخلمور الفاخرة ، املعتقة احملفوظة من يوم " ويقولون . د ويقولون أنه ال حساب بعد انفصال الروح عن اجلس، ويأيت املسلمون … " و" . اخلليقة السادس ، وهذه اجلنة اللذيذة ال يدخلها إال اليهود الصاحلون ، أما الباقون فيزجون يف نار جهنم

خاذهم وعورام ، كل هؤالء يحشرون حشرا يف جهنم وال يغادروا أبدا بعد النصارى ألم ال يغسلون سوى أيديهم وأرجلهم وأف. "

: التطلع الدائم للملك يعيد قضيب امللك إىل إسرائيل ، فتخدمه الشعوب وختضع له املمالك ، وال يأيت ما مل ينقرض ) الذي ينتظرون ظهوره ( إن املسيح "

( إذا كان صاحلا ، جيب عليه أن يعمل بغري هوادة ، يف العمل على أن ينبذ املتسلطني ملك الشعوب غري اليهودية ، ذلك أن إسرائيل على الشعوب نبذ النواة ، ألن السلطة على الشعوب غري اليهودية هي من نصيب اليهود فقط ، ويف كل مكان يدخله اليهود ) احلكام

" . الفكرة فيعتربون أنفسهم منفيني وغرباء جيب أن يكونوا هم املتسلطني ، وطاملا هم بعيدون عن حتقيق هذه

) .وهذا املقتطفات جزء يسري مما حتصل لدينا ملا جاء يف التلمود من أفكار وأقوال حلاخامات اليهود (

ع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنـا من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسم( قال تعاىل نلكو مأقوو ما لهريا لكان خنظرانو عماسا ونأطعا ونعمقالوا س مهأن لوين وي الديلا فون إلا قلنمؤفلا ي مبكفره الله مهن46( لع(

وهجو سطمل أن نقب نم كمعا ممقا لدصا ملنزا نوا بمنءام ابتوا الكأوت ينا الذهـا يأينا لعكم مهنلعن ا أوارهبلى أدا عهدرا فنإن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقـد )47(أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا

انظر كيف يفتـرون )49(ن فتيلا ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمو )48(افترى إثما عظيما ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين )50(على الله الكذب وكفى به إثما مبينا

نى مدلاء أهؤوا هبيلا كفروا سنءام ين51(الذ( اريصن له جدت فلن ن اللهلعي نمو الله مهنلع ينالذ كأولئ )النساء 52. (

:المؤامرة اليهودية

، وجذعها بروتوكوالت هي شجرة شيطانية ال تراها فوق أنفك ، وال ترى رمسها فوق السطور ، بذورها التوراة وجذورها التلمود . ل احلكماء ، وفروعها اهليئات واملنظمات الدولية ، وأوراقها كل وسائل اإلعالم املرئية واملسموعة واملكتوبة ، ومثارها اإلحلاد واالحنال

م عودها نقلـت أنتجت بذورها يف أملانيا ونقلت وزرعت يف بريطانيا وسقيت مباء الذهب ، وأضيف إليها مساد الشهوة ، وملا استقاوغرست يف أمريكا ، ذات األراضي اخلصبة ملثل هذا النوع من األشجار ، فاشتد عودها وارتفع حىت بلغ عنان السماء ، وامتـدت جذورها إىل شىت بقاع األرض ، وبدأنا نقطف شيئا من بواكري مثارها ، وعندما ينضب ماء الذهب من األرض ، ستعلن حرا املدمرة

113

آنذاك يأيت يوم احلصاد ، قيام مملكة داود الدكتاتوريـة . ، لنقطف الفوج الثاين من مثار الفقر وااعة واملرض وال عالج على العامل .العاملية األبدية ، على أطالل املسجد األقصى يف قدس األقداس ، لينصب العجل الذهيب إله أوحدا لكل البشر

المؤامرة األولى في تاريخ بني إسرائيل

)7(لقد كان في يوسف وإخوته ءايات للسائلين ( قال تعالى

سورة يوسف وبالرغم من تسميتها بامسه عليه السالم ، فهي حتكي يف الواقع قصة أخوة يوسف ، وتروي تفاصيل أول مؤامرة حاكها ليهما السالم ، أحبهم إىل قلب أبيه وبوحشية منقطعة النظري ، بدم بارد ، ضد أبيهم وأخيهم يوسف ع) يعقوب ( ونفذها بنوا إسرائيل

يؤكد أن موضوع السورة هو ما قام به أخوة يوسف من أفعال ، تدل على عـدم ) يف يوسف وأخوته آيات للسائلني ( وقوله تعاىل دوه ، كانوا قد أغفلوا كليـا وجـود اهللا إميام باهللا وما جاء به أنبياءه ، من علم وموعظة وحكمة ، وأم ملا كادوا ليوسف ما كا

سبحانه وتعاىل ، وأنكروا قدرته على التدخل مبجريات األمور ، وقلب نتائج ما يخططون له رأسا على عقب ، وأنكروا أيضا نبـوة .أبيهم يعقوب عليه السالم

:أخوة يوسف ليسوا أنبياء

يبني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو قال( جاء يف تفسري القرطيب رمحه اهللا لآلية التالية بنيودل أيضا على أن يعقوب عليه السالم ، كان أحس من بنيه حسد يوسف وبغضه ، فنهاه عن قصص الرؤيـا : " ما نصه ) 5( م

صدورهم ، فيعملوا احليلة يف هالكه ، ومن هذا ومن فعلهم بيوسف ، يدل على أم كانوا غري أنبياء ، عليهم ، خوف أن تغل بذلك ، ووقع يف كتاب الطربي البن زيد ، أم كانوا أنبياء ، وهذا يـرده ) ومل يكونوا أنبياء يف غري ذلك الوقت أيضا ( يف ذلك الوقت

ن عقوق اآلباء ، وتعريض مؤمن للهالك ، والتآمر يف قتله ، وال التفات لقول من قال القطع بعصمة األنبياء عن احلسد الدنيوي ، وعإم كانوا أنبياء ، وال يستحيل يف العقل زلة نيب ، إال أن هذه الزلة قد مجعت أنواعا من الكبائر ، وقد أمجع املسلمون على عصمتهم

" .منها وإمنا اختلفوا يف الصغائر

:حفاد وليس على األبناء لفظ سبط يطلق على األ

السبط ولد االبن واالبنة ، ويف احلـديث احلسـن : قيل السبط واحد األسباط وهو ولد الولد ، وقال ابن سيده " ويف لسان العرب واحلسني سبطا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ورضي عنهما ، ومعناه طائفتان وقطعتان منه ، ومنه حديث الضباب ، إن اهللا غضب

لى سبط من بين إسرائيل فمسخهم دواب ، والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب ، وهم الذين يرجعون إىل أب واحد سمي سبطا عقالوا والصحيح أن األسباط يف ولد إسحاق بن إبراهيم مبرتلة القبائل يف ولد . ، ليفرق بني ولد إمساعيل وولد إسحاق ومجعه أسباط

وجاء . وإمنا مسي هؤالء باألسباط ، وهؤالء بالقبائل ليفصل بني ولد إمساعيل ، وولد إسحاق عليهما السالم إمساعيل عليهم السالم ، " .أيضا أن السبط لغة ، هو نبات ذو ساق طويلة مفردة عليها أوراق دقيقة تعلفه اإلبل

ليس على أبنائه االثين عشر ، بل يتعدى ذلك إىل وبالتايل نستطيع القول بأن لفظ األسباط ، أطلق على أحفاد يعقوب عليهم السالم و 136( وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسـباط (كل نسل بين إسرائيل حىت يومنا هذا ، وأما قوله تعاىل

يوسف وموسى وداود وسليمان وزكريا وحيىي وعيسـى ، ومـن املقصود هنا األنبياء من األحفاد على مر العصور ، ومنهم ) البقرة والوحيد من أبناء يعقوب االثين عشر ، الذي نص القرآن علـى . كذب وقتل من أنبياء بين إسرائيل وهم كثري ممن مل تذكر أمسائهم

وب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريتـه داود ووهبنا له إسحاق ويعق( نبوته هو يوسف عليه السالم ، بداللة قوله تعاىل

114

وبأيان ومليسوفوسيو سننيحزي المجن ككذلون وارهى ووسم( وقوله ) األنعام 84( و اءكمج لقدـل وقب ـنم ـفوسياتنيا زل بالبفم ث اللهعبي لن مقلت لكى إذا هتح به اءكما جمم كي شف مولاتسر هدعب نباإلضافة إىل ما جاء من ) غافر 34( م

.آيات يف سورة يوسف

أي مت فـرزهم حسـب ) أسباطا أمما ( وقوله تعاىل )األعراف 160( وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما( وانظر يف قوله تعاىل انتساب كل فرد منهم ، إىل أحد أبناء يعقوب عليه السالم فنتج بالتايل اثنيت عشرة أمة ، وكل أمة أطلق عليها لفظ سبط ، وسمي كل

إىل أب واحد ، فيقال سبط سبط باسم أحد أبناء يعقوب ، وعلى ذلك يطلق لفظ سبط على جمموعة من األفراد ، جيمعهم انتسام .يوسف أي قبيلة يوسف

:فصول المؤامرة األولى

) 8(إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ، ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين (

)يعقوب ويوسف وأخيه ( قام أبناء يعقوب بعقد اجتماع سري ، بعيدا عن املعنيني باألمر .1

.كانت املشكلة مدار البحث حب أبيهم ليوسف وأخيه ، والدافع هو احلسد وحب التملك .2

.كان هناك إقرار باإلمجاع ، أن أبيهم يعقوب نيب اهللا ضال ، وضالله واضح ال لبس فيه .3

) .نان صغار فهم عشرة أشقاء كبار مقابل اث( كانوا يؤمنون بالقوة املتحصلة من الكثرة .4

.مجعتهم وحدة الغاية واملصلحة .5

) ينالحا صمقو هدعب نتكونوا مو ، أبيكم هجو خل لكما ، يضأر وهحف ، أو اطروس9(اقتلوا ي (

.الطرح األول كان القتل أي حتمية اهلالك .1

.تمالية اهلالك الطرح الثاين كان النفي إىل أرض بعيدة مع اح .2

.كانت الغاية االستفراد حبب أبيهم .3

.اإلقرار بعدم مشروعية عملهم وفساده ، وذلك قبل شروعهم بالتنفيذ .4

.تبييت نية التوبة والصالح قبل ارتكاب اجلرمية ، وهذا منطق أعوج ال يقبله رب وال عبد .5

.دخل يف الوقت املناسب لتسيري األمور إغفاهلم للعناية اإلهلية املدخرة يف علم الغيب ، واليت تت .6

)10(ن كنتم فاعلين قال قائل منهم ، لا تقتلوا يوسف ، وألقوه في غيابة الجب ، يلتقطه بعض السيارة ، إ(

.كان أصلحهم فاسدا ، حيث وافقهم على فعل املنكر مع ختفيف الضرر .1

.ن هناك إصرار لدى األغلبية كا .2

.إلقاء يوسف يف بئر مع توافر احتمالية اهلالك ، فيما لو مل يلتقطه أحد : كان القرار النهائي أخف الضرر .3

.من الوحي كان يترتل عليهعدم االكتراث بنبوة أبيهم ، وما .4

.ن أخرس غفلة وعمى بصر وبصرية واتباع للهوى ، فليس فيهم ذو رأي سديد وال حىت شيطا .5

115

.جهل بعواقب األمور ، كاألثر النفسي واملعنوي البالغ ، على من يطمحون باالستفراد حببه ، وبالتايل عدم حتقق مرادهم .6

.تبييت النية للقيام بالفعل عندما حتني الفرصة .7

) ونحلناص إنا لهف ، ووسلى ينا علا تأم ا لكانا مأب11(قالوا ي ( إنـا لـهو ، بلعيو تعرا ينا غدعم لهسأر ظوناف12(لح ( لونغاف نهع أنتمو ، الذئب أكلهي أخاف أنو ، وا بهبتذه ي أنننزحقال إني لي)13 ( قالوا لئن

فلما ذهبوا به ، وأجمعوا أن يجعلوه في غيابـة الجـب ، ) 14(، إنا إذا لخاسرون أكله الذئب ونحن عصبة ونرشعلا ي مهذا وه مرهبأم مئنهلتنب هنا إلييحأو15(و(

.بعدم صالحهم مل يكن يعقوب يف العادة يأمنهم على يوسف وأخوه ملعرفته .1

.مل ينتظروا الفرصة للتنفيذ بل سعوا إىل خلقها وإجيادها باستخدام احليلة واملكر والدهاء .2

! فكيف إذا كان ذلـك أبـديا ؟ . جتاهلوا تأكيد أبيهم هلم بأن غيبة يوسف عن وجهه ، ولو لفترة بسيطة تسبب له احلزن .3 .لهم يرجعون ، ولكنهم مل يشعروا بذلك فكان كما أخربه سبحانه وكانت تلك حماولة منه عليه السالم إلحياء ضمائرهم لع

كان أبوهم عليه السالم على علم مبخططهم قبل التنفيذ ، وقد أخربهم مبا كانوا قد خططوه مسبقا بشأن الذئب ، لكن ذلك .4 .مل يثنهم عن عزمهم

.قرار التنفيذ اتخذ باإلمجاع .5

.وسف ، حتت غطاء من احلرص على مصلحته ، إلقناع أبيهم باالستجابة ملطلبهم مت إخفاء النوايا اإلجرامية اجتاه ي .6

) كونبي شاءع ماهوا أباءج16(و ( ، الـذئب نا ، فأكلهتاعم ندف عوسكنا يترتبق ، ونا نسبانا إنا ذهأبقالوا يوجاءوا على قميصه بدم كذب ، قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) 17(ا ، ولو كنا صادقين وما أنت بمؤمن لن

فونا تصلى مع انتعسالم اللهيل ، ومج رب18(، فص(

.االستخفاف بأبيهم واستضعافه لكرب سنه .1

.ة الشواهد واألدلة لتربئة أنفسهم وإدانة الذئب التضليل واختالق وفربك .2

.اجلرأة يف الكذب على نيب اهللا مع علمهم بذلك .3

.يقني يعقوب عليه السالم من كذم وجتنيهم على الذئب .4

ت ومما أحزنه عليه السالم هو ما كان عليه أبناءه من قلة إميام وعقوقهم له ، وظلم ألخيهم ، وفسادهم وإفسادهم ، وصفا .5ـ رب وطبائع غاية يف السوء ، ال تليق باألنبياء أو بأبناء أنبياء يترتل الوحي بني ظهرانيهم ، ويف املقابل مل ميلك عليه السالم إال الص

.والرجاء وطلب العون من اهللا اتم

)قال إني أنا أخوك ، أخاه هى إلياوف ، ءوسلى يخلوا عا دلمو لـونمعا كانوا يبم تئس69(، فلا تب( …) أنتم شر مكانا ، : ال قالوا إن يسرق ، فقد سرق أخ له من قبل ، فأسرها يوسف في نفسه ، ولم يبدها لهم ، ق

فونا تصبم لمأع الله77(و(

أن مرت سنني على تلك احلادثة ، وأصبح يوسف وزيرا ملالية فرعون ، وقدم أخوته إليه يف مصر ، احتال عليهم ليأمن منهم على بعد .أخيه ، ويرفع عنه ما كان قد وقع عليه من ظلم وكيد

116

.كان يوسف عليه السالم على علم ، مبا كانوا يكيدون ألخيه ، عن طريق الوحي أو القياس .1

.وبتهم عما فعلوه سابقا ، وبقائهم على نفس احلال عدم ت .2

خيانة يوسف بالغيب بعد كل هذه السنني ، واامه زورا وتانا بالسرقة ، فيوسف من عباد اهللا املخلصني ، وما كان له أن .3 .يسرق

أم أسوء حاال ) عليهم أو حبكمه ( تأكيد يوسف على فسادهم وإفسادهم مبا حدث به نفسه ، حيث مل جيهر نيب اهللا بقوله .4فما فعلوه معه ال يقارن خبطيئة السرقة اليت اموه ا ، واليت أقروا بأا أحد أشكال اإلفساد يف ) قال أنتم شر مكانا ( ممن يسرق ) .يوسف 73( سارقنيقالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا ( األرض

) يمكظ ون فهزالح نم ناهيت عضيابف ووسلى يفى عأسقال يو منهلى عتو84(و( تفتـأ تـذكر قالوا تاللـه ينالكاله نم تكون ا أوضرح تى تكونف حوسا أ )85(يا لا قال إنمم الله نم لمأعو ي إلى اللهنزحثي وشكو ب

ونلمح )86(تعور نم ئسيلا ي إنه ح اللهور نوا مئسلا تيو يهأخف ووسي نوا مسسوا فتحباذه ينبإلا ي الله ونرالكاف م87(القو(

.عدم اكتراثهم بسوء حال يعقوب عليه السالم ، ومدى ما نزل به من أذى نفسي وجسدي .1

.قسوة قلوم باستنكارهم حزن أبيهم على يوسف .2

.يعقوب يقطع الرجاء من أبنائه ، ويشكو قسوة أبنائه وضعفه وقلة حيلته يف مواجهة أفعاهلم إىل اهللا .3

.، مع علمهم ومعرفتهم ومعايشتهم حلال أبيهم ، وما وصلت إليه من سوء مل يعترفوا ألبيهم حبقيقة فعلتهم مع يوسف .4

.كان يعقوب على يقني من جناة يوسف وكذب أبنائه عليه .5

هنا تتضح مفارقة عجيبة ، توضح الكثري من معامل الشخصية اليهودية اإلسرائيلية القدمية احلديثة ، فهم يعلمون علم اليقني أن يوسف وأنه قتل على األرجح ، ولكنهم مل يعترفوا ألبيهم حبقيقة ما فعلوا ، وظلوا مصرين على حكاية الـذئب ، فـال ذهب إىل غري رجعة

وأبيهم يعلم علم اليقني من ربه ، أن يوسف على قيد احلياة ، وأنه نيب وسيكون له شأن كبري . ضمري يؤنبهم وال قلب يشعر مع أبيهم يا يوسف السابقة ، وأن أخوته سيسجدون له لعلو مرتلته ، وهذا ما كان يصبره عليه السالم حني مستقبال ، إذ كان عاملا بتأويل رؤ

.أما ما كان يؤمله عليه السالم ، هو إصرار أبنائه على ما هم عليه واستمرارهم ، وعدم التوبة والرجوع إىل اهللا ) فصرب مجيل ( قال

قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحـم ) 91(ه علينا وإن كنا لخاطئين قالوا تالله لقد ءاثرك الل( ينماحبي إذ( … ) 92(الر نسأح قدا وقي حبا رلهعج ل قدقب نم ايؤيذا تأويل ره تأبقال يو ني منجأخر

لما يشاء إنه هو العليم السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف يمك100(الح ( … )مو كإلي يهب نوحالغي اءأنب نم ذلك ونكرمي مهو مهروا أمعمإذ أج همي102(ا كنت لد (

يننؤمت بمصرح لوالناس و ا أكثرم103(و(

.هنا يتضح خلق األنبياء وأدم يف يوسف عليه السالم ، حيث قابل السيئة باحلسنة ونسب خطيئة أخوته إىل الشيطان .1

.مؤامرة = تنفيذ مبكر ودهاء + قرار باإلمجاع + مجع واجتماع يف اخلفاء : كانت معطيات املعادلة .2

.أخوة يوسف مل يكونوا أنبياء بأي حال من األحوال .3

117

اليت جاءت تعقيبا على قصة يوسف عليه السالم وأخوته ، لتقول أن هذا هو حال نيب اهللا يوسف مع ) 103-102(انظر إىل اآليتني اهللا يعقوب مع أبنائه ، الذين مل يكونوا على األقل مؤمنني بنبوة أبيهم ، إن مل يكونوا أصال غري مؤمنني باهللا ، فما أخوته ، وحال نيب

بالك يف عدم إميان قومك بنبوتك ودعوتك ، وهم ليسوا بأبنائك ، فال تكن شديد احلرص على من ال أمل يف هدايته بعدما أضله اهللا ، أما من يستنكر . مر هدايتهم إىل اهللا ، كما فوض يعقوب عليه السالم أمره إىل اهللا فيما كان من شأن أبنائه ولكن أدع الناس وفوض أ

أبيه فكرة أم غري أنبياء ، واهللا أعلم حباهلم ، فلريجع إىل القرآن وليقرأ قصة نوح عليه السالم مع ابنه ، وقصة إبراهيم عليه السالم معلقد : ( اهللا عليه الصالة والسالم ، والحظ أنه سبحانه نسبهم باألخوة إىل يوسف عليه السالم ، يف قوله ، وقصة أبو هلب عم رسول

.ومل ينسبهم إىل يعقوب عليه السالم مع أم أبنائه ) كان يف يوسف وأخوته آيات للسائلني

، فهذا ما جاء به القرآن الكرمي ، وكان هذا أول ما تقدم من أمر أخوة يوسف عليه السالم ، ليس حباجة لزيادة أو توضيح أو تعليقومنذ ذلك اليوم ، احترف بنو إسرائيل فنون التآمر ومارسوه . فسادهم وإفسادهم يف األرض ، الذي كان موجها ضد أخيهم وأبيهم يف شىت بقاع األرض ، أصبح بعضا وبعد السيب البابلي وشتام. أوال فيما بينهم ، منذ نشأم وحىت اية مملكتهم األوىل يف فلسطني

وكان تطلعهم دائما وأبدا إىل امللك والقوة والغىن واألفضلية ، وكان سبيلهم . من تآمرهم يحاك ضد الشعوب اليت يقيمون فيما بينها غراء ، للتالعب إىل ذلك مجع املال بطرق غري مشروعة من ربا ونصب واحتيال ، والتقرب من أصحاب السلطة والنفوذ باإلغواء واإل

م وحتريكهم من وراء الستار ، إليقاع الفنت واحلروب بني الشعوب ، لضمان السيطرة لتلبية مصاحلهم واحتياجام ، ولذلك جتدهم .جيتمعون ويخططون يف السر والعلن ، ويعملون باستمرار بال كلل أو ملل ، وتارخيهم قدميا وحديثا غين باألمثلة والشواهد

والملك المادياليهود

:ملك يوسف عليه السالم كانت نشأة بين إسرائيل كقبيلة بدوية ، تعيش ضمن قبائل البدو يف صحراء النقب ، وكان أول عهد هلم بامللك ، يف زمن يوسف عليه

قاء حياة البدواة ، وملا السالم ، حتت التاج الفرعوين يف مصر ، حيث وفر هلم الملك آنذاك حياة هانئة رغيدة ، وأزال عنهم بؤس وشزال ملك يوسف عليه السالم بوفاته ، انقلب حاهلم رأسا على عقب ، فقاسوا شىت أنواع العذاب واملهانة ، ومنـذ ذلـك اليـوم

.ترسخت لديهم قناعة بأن امللك والغىن يعين السعادة وزواهلما يعين الشقاء

:رفض نبوة موسى عليه السالم م موسى عليه السالم مل يستجيبوا له ، فهم ال ينتظرون من يدعوهم إىل اهللا ، وال يؤمنون مبا هو غييب وغـري وعندما بعث سبحانه هل

حمسوس ، دين فيه إله غري مرئي مينح جنة غري مرئية ، واحلصول عليها مشروط بالصالح واإلصالح بعد عمر طويل ، وبعد مـوت نيا دنيويا ماديا عاجال ال آجال ، يكون يف متناول اليد بال جهد أو عناء منـهم وبعث وحساب ، وإمنا يؤمنون مبن مينحهم ملكا جما

لتحصيله ، وال مانع لديهم بعد ذلك أن يكون هلم إله ، بشرط أن يكون حمسوسا ويوافق أهوائهم ، كالعجل الذهيب الذي صنعه هلم . رحلته معهم من مصر إىل األرض املقدسة السامري فسارعوا لعبادته ، لذلك عاىن منهم عليه السالم ما عاناه ، يف

:طلب الملك بدعوى الرغبة في القتال وبعد موته عليه السالم ، وبعد انقضاء سنوات التحرمي األربعني ، مل يطلبوا من نبيهم قيادم للقتال لدخول األرض املقدسة ، وإمنـا

وليس للقتال يف سبيل اهللا كما زعموا ، إذ أم بعد أن كتب عليهم القتـال طلبوا منه أن يبعث اهللا هلم ملكا وذلك طمعا يف امللك ،ن تولوا إال قليل منهم ، وبالرغم من ذلك من اهللا عليهم بامللك ، فكانت مملكتهم األوىل يف األرض املقدسة بقيادة داود وسليمان ، الذي

118

م وفسقتهم ، من الوصول والتغلغل والتدخل يف شـؤون احلكـم ، مل يكن لبين إسرائيل معهما حول وال قوة ، إذ مل يستطع مترفوه .الجتماع امللك والنبوة فيهما عليهما السالم ، بل لعنهم داود آنذاك كما لعنهم عيسى عليه السالم من بعد

:ملكا ال نبوة فيه فأفسدوا فيها أيمـا –م وابتالء منه عز وجل امتحانا هل –وبعد أن توفى اهللا سليمان وخرجت النبوة من امللك ، كان هلم ما أرادوا

إفساد ، فوقع منهم القتل يف األنبياء والصاحلني واملستضعفني ، وإخراج بين جلدم من أرضهم وسلب وب ممتلكام ، وعصـيان صنام والشياطني واملالئكة أولياء من أوامر اهللا واالعتداء على حدوده ، مبخالفتهم الوصايا العشر برمتها ، مبا فيها الشرك باهللا باختاذ األ

دونه ، فأزال اهللا عنهم امللك عقابا هلم على يد نبوخذ نصر البابلي وجيوشه ، وكان فيهم السيب واإلخراج من األرض املقدسة لقسم - ألنه أخطأ يف حقهم كبري منهم ، ومع علمهم بفسادهم وعقاب اهللا هلم ببعث البابليني عليهم ، إال أم عاتبون وغاضبون على اهللا

بإنزال عقاب أوىل املرتني فيهم ، ويعتربون وعده هلم برجوعهم من الشتات لإلفساد الثاين هو تصحيح للخطـأ –حسب اعتقادهم اء باإلضافة إىل ذلك جتدهم يصبون جام غضبهم على بابل والبابليني ، وكأن بعث البابليني على شعب اهللا املختار كان من تلق. األول

.أنفسهم ودون وجه حق ، وأن هذا البعث مل يكن من قبله سبحانه

، قد نزل شعيب أوال ) أي يعادون إىل فلسطني ( قد مت بيعكم جمانا ، وجمانا من غري فضة تفدون : 3: 52" فقد جاء يف سفر إشعياء " . بال سببإىل مصر ليتغرب هناك ، مث جار عليه اآلشوريون

:لسالم لم يوافق أهواءهم عيسى عليه اومع بقاء بعضهم يف األرض املقدسة من الذين كانوا قد أخرجوا من اململكة من املستضعفني ، وعودة بعض املسبيني من بابل إليها بعد

ابـل مدة من الزمن ، كانت أعينهم تتطلع إىل امللك من جديد ، حيث كانوا يظنون أن علوهم الثاين ، سيكون بعد عودم مـن ب فانتظروه ليقـيم هلـم ) القدس ( مباشرة ، إذ كانت لديهم عدة نبوءات ، األوىل بعيسى عليه السالم الذي سيبعث من جبال ساعري

ملكهم الثاين ، ويف فترة انتظارهم تناوب على حكمهم عدة شعوب ، إىل أن بعث عيسى يف زمن احلكم الروماين لفلسطني ، فدعاهم بة والسالم ، وعندما جاءهم مبا مل يوافق أهواءهم ، بالرغم من توافق صفته مع ما جاءت به التـوراة ، حـاربوه للعودة إىل اهللا واحمل

.وعادوه وكادوا له وتآمروا عليه ، وحرضوا الرومان الوثنيون على قتله وصلبه

:وملك البر لم يوافق أهواءهم ن ، من قبل الشعوب اليت حكمتهم ، ويف كل مرة قـاموا فيهـا بـالتمرد وقبل بعث عيسى وبعده تعرضوا للكثري من الذل واهلوا

الروماين ، الذي فرق اهللا مشلهم يف شىت ) هدريان ( والعصيان لالستقالل وإقامة امللك ساموهم سوء العذاب ، وكان آخرها على يد دينة املنورة مكان هجرة الرسول عليه الصالة والسالم بقاع األرض ، فاجته قسم كبري منهم إىل اجلزيرة العربية ، وسكنوا بالقرب من امل

، ويكون له وخللفائه ملكا يشمل مشارق األرض ) مكة ( ، صاحب النبوءة الثانية لديهم ، ملك الرب الذي سيبعث من جبال فاران .ومغارا

سبق له كونه من ولد إمساعيل ولـيس منـهم ، وكان اليهود يترقبون أخباره وحيسبون لزمان مولده ومبعثه ، مع كرههم وعدائهم املبهم وعندما بعث عليه السالم ، عاينوا صفته وامتحنوه بأسئلتهم مبا علموا وما مل يعلموا ، وملا تبينوا صدق نبوته حاولوا استمالته جلان

صديقه ومؤازرته ومناصرته ، وكـان باإلغواء واإلغراء ، مستغلني رغبته عليه السالم يف اتباعهم له كوم أهل كتاب وهم األقرب لتمرادهم منه هو اتباع ملتهم لتحقيق رغبام وأهوائهم ، إلخراجه من اجلزيرة إىل فلسطني إلقامة ملكه عليهم هناك ، ففضحهم رب

119

ا املشركني عليه العزة وحذر رسوله الكرمي من الوقوع يف حبائلهم وشراكهم ، وملا تيقنوا من عدم رضوخه هلم ، أنكروا نبوته وناصرو، وكادوا له بكل ما أتوا من مكر ودهاء وحيلة ، فآذوه وآذوا أصحابه ومل يدخروا يف ذلك جهدا ، وحاولوا فتنته وقتله عدة مرات ،

.إىل أن مت جالئهم وإخراجهم من جزيرة العرب

:الزمان البحث عن الملك القاروني ، وانتظار الملك اإلله ، على النمط الفرعوني آخر ومع ظهور اإلسالم ومعرفتهم مبا سيكون من أمره ، من سرعة انتشاره واتساع دولته لتشمل مناطق شاسعة من العامل ، ومن ضمنها سيطرته على األرض املقدسة ، تالشت أحالمهم يف عودم إليها ، إلقامة ملكهم األممي الثاين فيها على املستوى الفرعوين ، فتخلـوا

طموح مؤقتا ، وشرعوا يف حتقيق امللك الفردي على املستوى القاروين ، جبمع املال بالطرق املشروعة وغري املشروعة ، من عن ذلك الربا واحتيال وسرقة والتهريب وجتارة الرقيق والدعارة ، والتمتع بزينة احلياة الدنيا من جراء هذا الكسب ، واستمروا على تلك احلال

مة دولتهم احلالية يف فلسطني ، منتظرين حكم العامل أمجع من خالل النبوءة األخرية ، بالذي يأيت مـن ربـوات إىل أن متكنوا من إقا ) .مسيحهم املنتظر ( القدس

وبعد ذلك اجته أغلبهم إىل الشمال ، وتفرقوا يف البالد العربية األخرى ، فتواجدوا يف العراق وبالد الشام ومصر واألندلس ، وبالرغم امل اإلسالم السمح مع أهل الكتاب ، إال أم كانوا مقيدين مبا وضعه اإلسالم من قيود على أهوائهم ومطـامعهم املاديـة ، من تع

ولكي يستطيع أحدهم من العيش يف ظل . ووجود القرآن عدوهم اللدود وثيقة أبدية ، تكشف طبائعهم وحقيقة نواياهم وحتذر منهم إظهار إسالمه وإخفاء يهوديته ، أو أن يرغم نفسه كارها على التخلي عن طبائعه وأهوائه يف الفساد احلكم اإلسالمي ، كان يعمد إىل

واإلفساد ، وهذا مما ال يوافق طبعهم وال ما يأمرهم به تلمودهم ، ولذلك آثر الكثري منهم اهلجرة من كل البالد اليت كانت ختضـع استقر م املقام يف القارة األوروبية ، حيث وجدوا فيها متنفسا يف البداية جلهـل للحكم اإلسالمي تباعا على مر العصور ، ومن مث

.األوربيني بطبيعتهم البشعة

:االضطهاد األوروبي لليهود وفشلهم في تحصيل الملك القاروني قتصادية ، من فقر وجماعـات وعندما تبني لألوربيني مع مرور الوقت ، أن الكثري من املشاكل واملصائب والكوارث االجتماعية واال

وايارات اقتصادية ، وانتشار للفساد والرذيلة ، كان سببه اليهود ، وضعوا الكثري من احللول ملواجهة مشكلتهم ، مثل سن القـوانني م فلم جيدي ومت عزهلم يف أحياء سكنية خاصة . اليت تقيد حركتهم وتعامالم ، فلم تكن جتدي نفعا مع ما ميلكون من مكر ودهاء

ذلك نفعا ، فكان ال بد من احلل األخري وهو طردهم ونفيهم من معظم بلدان أوروبا الغربية ، وكان رجاالت الكنيسة آنذاك يعملون كمستشارين للملوك يف العصور الوسطى ، وكانوا يؤيدون تلك اإلجراءات ضد اليهود لتحرمي املسيحية للزنا والربا ، باإلضافة إىل ما

من جتديف على املسيح والدته وكره وبغض وعداء للمسيحيني يف تلمودهم السري ، الذي جلب هلم املذابح اجلماعيـة يف اكتشف بعض البلدان األوربية كإسبانيا والربتغال ، ويف النهاية مت طردهم بالتعاقب وعلى فترات متباعدة ، من فرنسا وسكسونيا وهنغاريـا ،

م ، 1551م وحىت عام 1253، وهولندا وإسبانيا وليتوانيا ، والربتغال وإيطاليا وأملانيا ، بدءا من عام وبلجيكا وسلوفاكيا والنمسا .فاضطر اليهود للهجرة ، إىل روسيا وأوروبا الشرقية واإلمرباطورية العثمانية

:إذن ال بد من التآمر وأبواب اجلنة األوربية . تعذيب والطرد من قبل األوروبيني آنذاك أصبح لليهود كشعب مشتت مها مشتركا ، من جراء االضطهاد وال

قد أغلقت من دوم ، حيث بدأ هناك بعد رحيل أغلب اليهود ما يسمى بالنهضة األوروبية ، فحيل بينهم وبني حتقيق أحالمهـم ،

120

تقبله ، وهذه األجواء تذكرنا بأجواء سواء على مستوى امللك األممي ، أو مستوى امللك الفردي ، وهذا ما ال يستطيعون احتماله أو املؤامرة األوىل يف تارخيهم ، حيث واجه أخوة يوسف مها مشتركا ، متثل يف شعورهم بالدونية باملقارنة مع يوسف وأخيه ، وكـان

.دافعهم احلسد فاجتمعوا سرا وتآمروا وأمجعوا فنفذوا

الكرب واحلرص واحلسد ، فالكرب جعل : كتاب الفوائد أن أصول املعاصي ، ثالثة وحيضرين يف هذا املقام قول البن القيم ، إذ يقول يفإبليس يفسق عن أمر ربه ، واحلرص أخرج آدم من اجلنة ، واحلسد جعل أحد ابين آدم يقتل أخاه ، وبعد التدبر يف هذا القول ، ستجد

فاضلة ، من خالل االعتماد على احلواس فقط وبتغييـب العقـل أن الطريق إىل الوقوع يف املعصية ، هو الوقوع فريسة للمقارنة واملوالفؤاد ، وبالتايل فقدان القدرة على االستبصار واحلكم على األمور ، وقد ى سبحانه يف مواضع كثرية من القرآن عـن املقارنـة

العي على ما جاء يف تورام وتلمودهم ، واملفاضلة ، وحسم األمر بأن الفضل من لدنه يؤتيه من يشاء من عباده ، أما اليهود وبعد إطفإم مجعوا فيها أصول املعاصي كلها ، فالكرب جعلهم أفضل الناس على اإلطالق ، واحلرص جعلهم يفضلون الدنيا على اآلخـرة ،

.واحلسد جعلهم يستبيحون ممتلكات اآلخرين ويستحلوا ألنفسهم

:عشر ، يمكن اليهود من احتالل أوروبا اقتصاديا بإصالحاته الكنسية في القرن السادس) لوثر (

، وضمت التوراة إىل اإلجنيل يف كتب ) بفعل اليهود أنفسهم ( وعندما مت تدمري السلطة الكنسية ، اليت قام ا اإلصالحيون يف أوروبا يئا ، ونتيجة لالضطهاد والطرد اجلمـاعي ، النصارى املقدسة ، وجد اليهود بعض القبول يف الدول األوروبية ، فعادوا إليها شيئا فش

الذي تعرض له اليهود يف هذه الدول فيما مضى ، اجتمع قارونات املال اليهود ، وبدءوا يعقدون اجتماعام السرية يف ايات القرن يهودي ، تشـكل لـديهم وبوجود املال ال. لالنتقام وجتنب ذلك املصري املرعب مرة أخرى ) قبل أكثر من مائيت سنة ( الثامن عشر

خمططا شيطانيا للسيطرة على العامل كله وحكمه فوضعوا خمططا مبدئيا ، كان موجها يف الدرجة األوىل ضد ملوك أوروبا ورجاالت .الدين املسيحي

أكبر وأخطر مؤامرة في تاريخ اليهود

: المخطط في أطواره األولى

ضـابط ) وليام كار ( ملؤلفه ) أحجار على رقعة الشطرنج ( عام يف كتاب ويتلخص خمططهم املبدئي مما كشف من حماضر اجتما :االستخبارات يف البحرية الكندية ، مبا يلي

تأليه املادة ونشر املذاهب اإلحلادية ، لتمهيد سيطرة اليهود على العامل ، ومن مث تتويج أنفسهم ملوكا وأسيادا على : الهدف العامبرز الكثريين من املفكرين اليهود كفرويد وماركس وغريهم ، ومن غري اليهود من املأجورين كـداروين ونتيجة لذلك. ( الشعوب

املـال ( والرأمسالية ) ال إله ( وغريه ، حيث بدأت األطروحات والنظريات اإلحلادية املنكرة لوجود اهللا عز وجل ، فظهرت الشيوعية ) .ما بني املبدأين من حيث الكفر اليت مجعت( وظهرت االشتراكية ) هو اإلله

يتم تقسيم الشعوب إىل معسكرات متنابذة ، تتصارع إىل األبد دومنا توقف ، حول عدد من املشاكل االقتصادية : فلسفة المخططب يف إشـعال تتسب) فتنة ( والسياسية واالجتماعية والعرقية وغريها ، ومن مث يتم تسليح هذه املعسكرات ، مث جيري تدبري حادث ما

.احلروب بني هذه املعسكرات ، لتنهك وحتطم بعضها بعضا ، وبالتايل تتساقط احلكومات الوطنية واملؤسسات الدينية تباعا

121

: برنامج العمل

واإلغراء اجلنسـي ، وعنـد ) الرشوة ( السيطرة على رجاالت احلكم على خمتلف املستويات واملسؤوليات ، باإلغواء املايل .1م يتم استغالهلم لغايات تنفيذ املخطط ، وعند تفكري أي منهم باالنسحاب ، يتم ديده باالنطفاء السياسي أو اخلـراب وقوعه

.املايل ، أو تعريضه لفضيحة عامة كربى تقضي على مستقبله ، أو تعريضه لإليذاء اجلسدي أو بالتخلص منه بالقتل

ساتذة واجلامعات واملعاهد العلمية وكمفكرين ، لترويج فكرة األممية العاملية دفع معتنقي املذهب اإلحلادي املادي ، للعمل كأ .2بني الطالب املتفوقني ، إلقامة حكومة عاملية واحدة ، وإقناعهم أن األشخاص ذوي املواهب وامللكات العقلية اخلاصة ، هلم احلق

) .عتناق املذهب اإلحلادي وذلك كغطاء جلرهم ال( يف السيطرة على من هم أقل منهم كفاءة وذكاء

الذين اعتنقوا هذا املذهب كعمالء خلف الستار ، بعد إحالهلم لدى مجيع ) من غري اليهود ( يتم استخدام الساسة والطالب .3احلكومات بصفة خرباء أو اختصاصيني ، لدفع كبار رجال الدولة إىل ج سياسات ، من شأا يف املدى البعيد خدمة املخططات

.لليهود ، والتوصل إىل التدمري النهائي جلميع األديان واحلكومات اليت يعملون ألجلها السرية

السيطرة على الصحافة وكل وسائل اإلعالم ، لترويج األخبار واملعلومات اليت ختدم مصاحل اليهود ، وتساهم يف حتقيق هدفها .4 .النهائي

ن جنود إبليس ، تضم حفنة من كبار أثرياء اليهود يف العامل ، باإلضافة إىل حفنة أما القائمون على املؤامرة فهم جمموعة كبرية منظمة ممن كبار حاخامات الشرق والغرب ، ومن األمساء اليت أطلقها عليهم الباحثون يف مؤلفام ، مجاعة النورانيون ، وحكومة العامل اخلفية

ألخالق واألديان ، وإشعال احلروب اإلقليمية والعاملية ، ويسيطرون علـى يعملون بال كلل أو ملل على تدمري ا. ، واليهود العامليون كثري من املنظمات السرية والعلنية اليهودية وغري اليهودية حتت مسميات عديدة ، وهلم عمالء ذوي مراكز رفيعة ومرموقة يف معظـم

مثان ، ومتيزوا بوالئهم املطلق للمؤامرة وأصحاا ، وفيما احلكومات الوطنية لدول العامل ، من الذين باعوا شعوم وأوطام بأخبس األ .يلي سنعرض أهدافهم وسياسام

بروتوكوالت حكماء صهيون

أحد كبار أثرياء اليهود ، أمام اثين عشر من كبـار أثريـاء ) ماير روتشيلد ( أن هذه الربوتوكوالت ، عرضها ) ويليام كار ( يقول م يف أملانيا نفسها من قبل احلكومـة 1784م ، أما كشفها فقد مت بالصدفة عام 1773فورت بأملانيا عام اليهود الغربيون ، يف فرانك

ولذلك انتقلت إىل السرية التامة ، وسارع معظم يهود العامل . البافارية ، ومتت حماربتها وحماربة كل رموزها الظاهرة يف أملانيا آنذاك م من نفوذ من إرغام الناس واحلكومات على جتاهلها ، ومنذ ذلك اليوم الذي كشفت فيه وحىت إىل التنصل منها ، واستطاعوا مبا لديه

منتصف القرن املاضي ، والكتاب والباحثون الغربيون يتناولوا بالبحث والتقصي ، ويؤكدون مطابقة ما جاء فيها ، مع ما جـرى ي احملدق بأممهم ، ولكن ال حياة ملن تنادي يف حكومات تغلغل فيها وجيري على أرض الواقع ، وحيذرون حكومام من اخلطر اليهود

حتذر من اخلطر اليهودي على شعوب -وما زالت -اليهود ، كما تتغلغل بكترييا التسوس يف األسنان ، ومعظم الكتب اليت حذرت .العامل كان مصريها االختفاء من األسواق ، أو اإللقاء يف زوايا النسيان واإلمهال

مثال زعيم أحد األحزاب النمساوية الذي أطلق ) هايدر ( أما من يفكر اليوم مبناهضة اليهود ومعادام يف الغرب فقد ثكلته أمه ، فخذ يوما عبارات مناهضة لليهود ، عندما فاز حزبه دميوقراطيا بأغلبية يف مقاعد الربملان قامت الدنيا ومل تقعد ، ضجة إعالمية كـربى يف

من ترشيح نفسه ) هايدر ( ئيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا واألمم املتحدة ، حىت أرغم االحتاد األورويب على مقاطعة النمسا ملنع إسرا .ملنصب يف احلكومة النمساوية

122

:الصيغة النهائية لمبادئ المخطط الشيطاني لقوة هو الذي يحدد مفاهيم احلـق ويفرضـها علـى مبعىن أن الذي ميلك ا. ( أن قوانني الطبيعة تقضي بأن احلق هو القوة .1

) .اآلخرين

مبعىن أنك تستطيع االدعاء ظاهريا بأنك دميـوقراطي . ( أن احلرية السياسية ليست إال فكرة جمردة ولن تكون حقيقة واقعة .2 ) .وتسمح حبرية الرأي ولكن يف املقابل جيب قمع الرأي اآلخر سرا

حماربة الدين وإسقاط أنظمة احلكم غري املوالية ، من خالل . ( السلطات حىت سلطة الدين فوق كل) املال ( سلطة الذهب .3 ) .متويل احلركات الثورية ذات األفكار التحررية ومتويل املنتصر منها بالقروض

) .إىل سدة احلكم هو الذي يلجأ إىل الكذب واخلداع والتلفيق يف سبيل الوصول : فالسياسي املاهر . ( الغاية تربر الوسيلة .4

وبالتايل حتطيم املؤسسات والعقائد القائمة ، عندما يترك املستسـلمون حقـوقهم . ( من العدل أن تكون السيادة لألقوى .5 ) .ومسؤوليام ، للركض وراء فكرة التحرر احلمقاء

فية عن أعني اجلميع ، لغاية الوصول جيب أن تبقى سلطتنا النامجة عن سيطرتنا على املال خم. ( ضرورة احملافظة على السرية .6 ) .إىل درجة من القوة ال تستطيع أي قوة منعنا من التقدم

ألن احلرية املطلقة تتحول إىل فوضى وحتتاج إىل قمع ، لكي يتسىن ألولئك . ( ضرورة العمل على إجياد حكام طغاة فاسدين .7 ) .وب برسم البيع احلكام سرقة شعوم ، وتكبيل بلدام بالديون ولتصبح الشع

ترويج ونشر مجيع أشكال االحنالل األخالقي إلفساد الشبيبة ، وتسخري النساء . ( إفساد األجيال الناشئة لدى األمم املختلفة .8 ) .للعمل يف دور الدعارة ، وبالتايل تنتشر الرذيلة حىت بني سيدات اتمع الراقي إقتداء بفتيات اهلوى وتقليدا هلن

الغزو االقتصادي الغتصـاب ممتلكـات . ( مي التسللي هو الطريق األسلم ، لكسب املعارك مع األمم األخرى الغزو السل .9 ) .وأموال اآلخرين ، لتجنب وقوع اخلسائر البشرية يف احلروب العسكرية املكشوفة

احلريـة واملسـاواة : ات لذلك جيب إطالق شعار. ( إحالل نظام مبين على أرستقراطية املال بدال من أرستقراطية النسب .10واإلخاء ، بني الشعوب بغية حتطيم النظام السابق ، وكان هذا موجها إىل األسر األوروبية ذات اجلذور العريقة ، ومن ضـمنها

) .األسر امللكية واإلمرباطورية ، ليلقى لصوص هذه املؤامرة بعدها شيئا من التقدير واالحترام

وذلـك . ( ل معاهدات السالم اليت تعقد بعدها جلعلها مدخال إلشعال حروب جديدة إثارة احلروب وخلق الثغرات يف ك .11حلاجة املتحاربني إىل القروض ، وحاجة كل من املنتصر واملغلوب هلا بعد احلرب إلعادة اإلعمار والبناء ، وبالتايل وقوعهم حتت

) .ما يقتضيه املخطط من سياسات هدامة وطأة الديون ومسك احلكومات الوطنية من خناقها ، وتسيري أمورها حسب

وذلك بإبرازهم وتلميع صورهم من خالل . ( خلق قادة للشعوب من ضعاف الشخصية الذين يتميزون باخلضوع واخلنوع .12الترويج اإلعالمي هلم ، لترشيحهم للمناصب العامة يف احلكومات الوطنية ، ومن مث التالعب م من وراء الستار بواسطة عمالء

) .خصصني لتنفيذ سياساتنا مت

) . لترويج األكاذيب واإلشاعات والفضائح امللفقة اليت ختدم املؤامرة . ( امتالك وسائل اإلعالم والسيطرة عليها .13

123

وذلك بإثـارة . ( قلب أنظمة احلكم الوطنية املستقلة بقراراا ، واليت تعمل من أجل شعوا وال تستجيب ملتطلبات املؤامرة .14وخلق ثورات داخلية فيها لتؤدي إىل حالة من الفوضى ، وبالتايل سقوط هذه األنظمة احلاكمة وإلقـاء اللـوم عليهـا ، الفنت

) .وتنصيب العمالء قادة يف اية كل ثورة وإعدام من يلصق م مة اخليانة من النظام السابق

سبب يف خلق حاالت من البطالة والفقر واجلـوع ، الت. ( استخدام األزمات االقتصادية للسيطرة على توجهات الشعوب .15لتوجيه الشعوب إىل تقديس املال وعبادة أصحابه ، لتصبح هلم األحقية واألولوية يف السيادة ، واختاذهم قدوة والسري على هديهم

) .ش ، وبالتايل سقوط أحقية الدين وأنظمة احلكم الوطنية ، والتمرد على كل ما هو مقدس من أجل لقمة العي

من خالل تنظيم حمافل الشرق الكربى ، حتت ستار األعمال اخلريية واإلنسانية ، كاملاسونية . ( نشر العقائد اإلحلادية املادية .16ونوادي الروتاري والليونز ، واليت حتارب يف احلقيقة كل ما متثله األديان السماوية ، وتساهم أيضا يف حتقيق أهداف املخطـط

) .ان اليت تتواجد فيها األخرى داخل البلد

اليت تلهب محـاس ومشـاعر . ( خداع اجلماهري املستمر باستعمال الشعارات واخلطابات الرنانة والوعود باحلرية والتحرر .17اجلماهري لدرجة ميكن معها ، أن تتصرف مبا خيالف حىت األوامر اإلهلية وقوانني الطبيعة ، وبالتايل بعد احلصول علـى السـيطرة

) .على الشعوب ، سنمحو حىت اسم اهللا من معجم احلياة املطلقة

وذلك من خالل افتعال حركات مترد ومهية على أنظمة احلكم ، وقمع عناصرها . ( ضرورة إظهار القوة إلرهاب اجلماهري .18 قلوب اجلمـاهري ، بالقوة على علم أو مرأى من اجلماهري ، باالعتقال والسجن والتعذيب والقتل إذا لزم األمر ، لنشر الذعر يف

) .وجتنب أي عصيان مسلح قد يفكرون فيه عند خمالفة احلكام ملصاحل أممهم

للتدخل يف أي اتفاقات أو مفاوضات ، وخاصة بعد احلروب لتحـوير . ( استعمال الدبلوماسية السرية من خالل العمالء .19 ) .بنودها مبا يتفق مع خمططات املؤامرة

لذلك سيكون مـن الضـروري إنشـاء . ( لربنامج هو احلكومة العاملية اليت تسيطر على العامل بأسره اهلدف النهائي هلذا ا .20احتكارات عاملية ضخمة ، من جراء احتاد ثروات اليهود مجيعها ، حبيث ال ميكن ألي ثروة من ثروات الغرباء مهما عظمت من

) .ات ، عندما يوجه اليهود العامليون ضربتهم الكربى يف يوم ما الصمود أمامها ، مما يؤدي إىل ايار هذه الثروات واحلكوم

فرض ضرائب مرتفعة : وذلك من خالل ؛ أوال . ( االستيالء والسيطرة على املمتلكات العقارية والتجارية والصناعية للغرباء .21: ثانيا . صول االيارات االقتصادية باألمم ومنافسة غري عادلة للتجار الوطنيني ، وبالتايل حتطيم الثروات واملدخرات الوطنية ، وح

السيطرة على املواد اخلام وإثارة العمال ، للمطالبة بساعات عمل أقل وأجور أعلى ، وهكذا تضطر الشركات الوطنيـة لرفـع ) ادة األجور األسعار ، فيؤدي ذلك إىل ايارها وإفالسها ، وجيب أال يتمكن العمال بأي حال من األحوال من االستفادة من زي

.

لكي ال يبقى يف النهاية سوى جمموعات مـن . ( إطالة أمد احلروب السترتاف طاقات األمم املتنازعة ماديا ومعنويا وبشريا .22العمال ، تسيطر عليها وتسوسها حفنة من أصحاب املاليني العمالء ، مع عدد قليل من أفراد الشرطة واألمن حلماية االستثمارات

) .لفة ، مبعىن آخر إلغاء اجليوش النظامية الضخمة حربا أو سلما يف كافة البلدان اليهودية املخت

فرض النظام العاملي اجلديد ، الذي يقوم فيه الدكتاتور . ( احلكومة العاملية املستقبلية تعتمد الدكتاتورية املطلقة كنظام للحكم .23 ) . يني وأصحاب املاليني بتعيني أفراد احلكومة العاملية ، من بني العلماء واالقتصاد

124

من أجل تضليل الشباب وإفساد عقوهلم بالنظريات اخلاطئـة ، . ( تسلل العمالء إىل كافة املستويات االجتماعية واحلكومية .24 ) . حىت تسهل عملية السيطرة عليهم مستقبال

عن طريق تفسـري . ( ماهلا وتطبيقها ترك القوانني الداخلية والدولية اليت سنتها احلكومات والدول كما هي ، وإساءة استع .25 ) .القوانني بشكل مناقض لروحها ، يستعمل أوال قناعا لتغطيتها ومن مث يتم طمسها بعد ذلك ائيا

لن يسكتوا بعد هذا ، وأم سيهبون للقضاء علينا ، كال ) غري اليهود ( لعلكم تعتقدون أن الغرباء : " مث خيتم املتحدث عرضه بالقول ، جتعل أكثر القلوب شجاعة ترجتف أمامها ، تلك سيكون لنا يف الغرب منظمة على درجة من القوة واإلرهاب. عتقاد خاطئ هذا ايف كل عاصمة ومدينة نتوقع صدور اخلطر ، وسنعمل على تأسيس منظمات من هذا النوع ، منظمة الشبكات اخلفية حتت األرضهي .، انتهى " منها

) .أحجار على رقعة الشطرنج (بتصرف من كتاب *

سنة تقريبا ، وأن العمل على تنفيذه بقي جاريا على قدم وساق ، وكان 200نود أن نشري إىل أن هذا املخطط ، وضع قبل أكثر من يف القـرنني دائم التجدد والتطور من حيث القائمني عليه ، ومن حيث براجمه وأدواته ، ليتوافق مع التطورات املتسارعة اليت ظهرت

املاضيني ، من مخترعات واكتشافات كوسائل االتصال ووسائل احلروب على خمتلف أنواعها ، سخرت كلها خلدمة هذا املخطـط الشيطاين ، الذي خطته أيدي أبالسة اليهود على مر العصور ، وما كان لبشر من غري اليهود ، أن جيمعوا كل هذا الشر يف جعبتهم ،

ا ، اتقانا رمبا يعجز إبليس ويصهروهق ، يف معرفته بدواخل النفس البشرية وأهوائها ، ومكامن ضعفها وقوذا الشكل املذهل املتعمنفسه عن اإلتيان مبثله ، حىت استطاعوا من خالله ، التحكم بالبشر بدءا من الرئيس األمريكي بعظمته ، وحىت إنسان الغياهب األفريقية

وها هم اآلن بدءوا يزيلون أقنعتـهم شـيئا فشـيئا ، . ، الذي ال يدري ما الذي يحاربه أوال ، اجلوع أم اإليدز بفقره وقلة حيلته .فتصرحيام من مواقع السياسة األمريكية ومواقفهم ، تكشف عن مدى قباحة وجوههم وأفعاهلم يف حق اإلنسانية

:من خالل الثورات التحررية إسقاط جميع أنظمة الحكم الوراثية العريقة في أوروبا

وقد استطاع اليهود من خالل مواظبتهم على تنفيذ هذه الربوتوكوالت ، من إسقاط نظام احلكم امللكي يف بريطانيا لفتـرة ليسـت كي يف بالقصرية ، ومن مث عاد النظام امللكي ، بشكل صوري ال يتمتع بأي سلطة كما هو احلال اآلن ، كما وقاموا بإسقاط النظام املل

وبعد إثارم للحرب العاملية األوىل ، استطاعوا إسقاط احلكم القيصري يف روسيا ، . فرنسا ، ومن مث مت حتويلها إىل النظام اجلمهوري الذي عاملهم كما عوملوا يف أوروبا ، ولكن بدون طرد وإدخال احلكم الشيوعي إليها ، واستطاعوا إسقاط احلكم القيصري يف أملانيا

.وأسقطوا اإلمرباطورية العثمانية ، وكان آخر احلصاد هو وضع فلسطني حتت االنتداب الربيطاين أيضا ،

:المخطط في مراحله النهائية تحت حماية أمريكا يف بداية التسعينيات ) بوش ( ، ستجد أن النظام الذي كان ينادي به الرئيس األمريكي ) 23(ولو أنك نظرت إىل الربوتوكول رقم

وهذه العبارة نفسها مكتوبة أيضا على الدوالر باللغة ) النظام العاملي اجلديد ( يار االحتاد السوفيييت ، موجود حتت نفس االسم بعد االالتينية ، وهذا مؤشر على أن املخطط أصبح يف مراحله األخرية ، حيث أن هذا الربتوكول هو الثالث قبل األخري ، وما بقي عليهم

، ومها املتعلقين بالعوملة جبانبيها الثقايف واالقتصادي ، والـيت ) 25(و ) 24(هم النهائي ، سوى تنفيذ الربتوكولني للوصول إىل هدف .سنوضحها الحقا

125

الرؤساء األمريكيون األوائل يحذرون من الخطر اليهودي

:ترمجة النص الكامل للجزء اخلاص باليهود من خطاب بنيامني فرانكلني أمام الكونغرس

… ففي أي أرض حيل ا اليهود … وهذا اخلطر هو اليهود … هنالك خطر كبري يتهدد الواليات املتحدة األمريكية : أيها السادة " ظلوا متقوقعني على أنفسهم يف معزل عـن …وعلى مدى تارخيهم الطويل … يعملون على تدين املستوى األخالقي والتجاري فيها

كما … بل كانوا يعملون دوما على إثارة األزمات املالية وخنق اقتصادياا … ومل يندجموا يف حضاراا …األمم اليت يعيشون فيها .حصل يف الربتغال وإسبانيا

ولو … ) فلسطني ( أعين طردهم ونفيهم من وطنهم األم … وهم يبكون على قدرهم ومصريهم احملزن … سنة 1700ألكثر من … فإم على الفور سيختلقون الكثري من األسباب واألعذار واحلجج الواهية … أعاد هلم فلسطني اآلن ) الغرب ( أن العامل املتحضر

والطفيليات ال تستطيع أن تتطفل على طفيليات أخرى … ألم كائنات طفيلية … ملاذا ؟ … ليربروا عدم رغبتهم يف العودة إليها .أو بني أناس من غري جنسهم … ستدعي ضرورة تواجدهم بني املسيحيني مما ي… فهم ال يستطيعون العيش مع بعضهم البعض …

سيتوافدون إىل هذا البلـد … فإم وخالل مائة عام على األقل من اآلن … وإن مل يطردوا من الواليات املتحدة مبوجب الدستور واليت بذلنا حنن األمريكيني من … م لدينا من خالل تغيري أنظمة احلك… وبتلك األعداد سوف حيكمونا ويدمرونا … بأعداد كبرية

وبعد مائيت سنة … وإن مل يتم طردهم … الغايل والنفيس من دمائنا وأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا … أجل توطيدها على مر السنني قصـورهم بينما جيلسون هـم يف … من أجل إشباع بطوم وجيوم … فإن أحفادنا سيعملون يف احلقول ليل ار …من اآلن

.مبا حصدوه من غالل وأرباح … يفركون أيديهم فرحا واغتباطا

فإن أوالدكم وأحفادكم سيلعنونكم يف قبـوركم … إن مل تطردوا اليهود من هذا البلد إىل األبد … وها أنا أحذركم أيها السادة … عما يتحلى به الشعب األمريكي من مثـل فإن مثلهم العليا ما زالت ختتلف كليا ، … ومع أم يعيشون بيننا منذ أجيال …

لذلك جيب طردهم بنص من … سوف يعرضون مؤسساتنا ومقوماتنا االجتماعية للخطر … فالفهد األرقط ال ميكنه تغيري لون جلده " . الدستور

ا ، من خالل دراسته لتـورام وكان فرانكلني من الرؤساء األوائل يف أمريكا ، والذي استشعر اخلطر اليهودي قبل تغلغله يف أمريك .ولتارخيهم يف أوروبا وما أحدثوه من خراب فيها

: لألمة ، في نهاية مدته الرئاسية األولى ) لنكولن ( وهذا قسم من خطاب الرئيس األمريكي

قد أصبحت السـيادة ف… وهي أزمة تثريين وجتعلين أرجتف على سالمة بلدي … إنين أرى يف األفق نذر أزمة تقترب شيئا فشيئا " إذ أن أصحاب رؤوس األموال سيعملون … وسيترتب على ذلك وصول الفساد إىل أعلى املناصب … للهيئات والشركات الكربى

وستصبح ثروة البالد بأكملها حتت سيطرة فئة … مستخدمني يف ذلك مشاعر الشعب وحتزباته … على إبقاء سيطرم على الدولة " .ؤدي إىل حتطم اجلمهورية األمر الذي سي… قليلة

سنة بعد أن تغلغل اليهود يف أمريكا ، وقد اغتيل هذا الرئيس يف بداية فترة الرئاسية الثانيـة ، 130وكان هذا اخلطاب قبل أكثر من الحية ، عندما أعلن عن براجمه اإلص) جون كندي ( كما اغتيل الرئيس . ألن كل أصحاب رؤوس املال األمريكي أصبحوا من اليهود

ورغبته ببناء أمريكا من الداخل وج التعايش السلمي مع اخلارج كروسيا والبلدان األخرى ، وهذا مما يتعارض كليا مع بروتوكوالت .أرباب املال اليهود وحكمائهم

126

تتعارض مـع استوعب رؤساء أمريكا الدرس وحفظوه عن ظهر قلب ، فلم جيرؤ أحدهم على ج أي سياسة ) كندي ( بعد اغتيال . طموحات اليهود وتطلعام على كافة األصعدة ، بل كانوا فور انتخام يسارعون لتقدمي فروض الطاعة والوالء ألسيادهم اليهـود

كلب الصيد املدرب ( وخدمام لليهود خالل األربعني سنة املاضية ظاهرة للعيان ، وأصبحت مهمة الرئيس األمريكي ال تتعدى مهمة الصطياد الشعوب وثرواا وجلبها لليهود يف الداخل واخلارج ، ويف اية والية كل كلب جيد منهم يعلق يف رقبته وساما ، ) جيدا

نادي كالب الصيد ( رفيعا من املديح اليهودي ، فيهز ذنبه فرحا وميضي خارجا من البيت األبيض ، بعد حصوله على شرف عضوية لوينسكي ( عندما نسي نفسه وحاول الضغط على نتنياهو ، ففجروا يف بيته األبيض القنبلة ) لينتون ك( اليهودي ، وكلنا يذكر قصة ) ، اليت كانت معدة منذ حلظة انتخابه فأعادته إىل صوابه ، وإىل موقعه احلقيقي ككلب صيد ال أكثر ، فأصبح يف اية مدة رئاسـته )

ه األبيض الناعم نعال أحذيتهم ، عسى أن يقتات هو وزوجته على فتات موائدهم ، صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم ، ميسح بفرو .يف قاعات جملس الشيوخ األمريكي بعد خروجهم من البيت األبيض

الحرب العالمية الثانية درس من دروس التآمر اليهودي العالمي : بتصرف) أحجار على رقعة الشطرنج ( الظروف اليت سبقت احلرب ، من كتاب

اليت كان لليهود وعمالئهم اليد الطوىل يف صياغتها من وراء الستار ، لتكون بؤرة لتوريط أملانيا : ـ معاهدة فرساي احفة حبق أملانيا حيث أن بنود هذه املعاهدة اقتطعت جزءا من األراضي األملانية وضمتها إىل بولنـدا ، . يف حرب أخرى ، إذا تطلب األمر مستقبال

.ملانيا على دفع التعويضات للخسائر النامجة عن احلرب العاملية األوىل ، وأبقت أملانيا حتت طائلة الديون إىل ما ال اية وأرغمت أ

والسبب يف بلورة أفكارها هو معرفة األملان بفصول املؤامرة اليهودية ، حيث أن الصيغة النهائيـة : ـ وجود احلركة النازية يف أملانيا ( اء املؤامرة اليت تدعو لتفوق العرق اليهودي ، واليت كشفت أصال فيما سبق يف أملانيا نفسها ، دفعت املفكر األملاين لربتوكوالت حكم

ومن أقوال مؤسس . إىل طرح أفكار تدعو إىل تفوق العرق اجلرماين ، ردا على ما طرحته برتوكوالت حكماء اليهود ) كارل ريتر لكي يعود السالم واحلرية االقتصادية إىل العامل ، جيب أوال القضـاء : م 1849ي نشر أفكاره عام الذ) كارل ريتر ( الفكر النازي

ومضمون املعتقـدات . على املمولني اليهود ، وعلى مجيع أعضاء احلركة الثورية العاملية ، الذين يوجهون الشيوعية ويسيطرون عليها جب عليه إخضاع العامل بالقوة العسكرية ، وجيب أن تكون الطاعة فيه لرئيس الدولة النازية يقضي بتفوق العرق اجلرماين ، والذي يتو

وعلى ما يبدو أن رجاالت احلرب األملان بعد احلرب العاملية األوىل ، وما حلـق بأملانيـا مـن . اجلرمانية طاعة عمياء وبدون نقاش ذهب النازي واعتنقوا مبادئه ، فوضعوا خمططهـم العسـكري إجحاف من خالل املؤامرات اليهودية قبل وبعد احلرب ، اقتنعوا بامل

.الكتساح أوروبا وأمريكا للقضاء على املمولني اليهود واالستيالء على ثروام الطائلة

كانت تقوم على وجوب حترير أملانيا من االتفاقيات االقتصادية املفروضة عليها ، من قبل املمـولني : ـ مرتكزات السياسة األملانية لية واملرابني الدوليني ، بعد أن أدرك الزعماء األملان خطر هذه االتفاقيات على استقالل البالد ، ألن الفوائد املفروضة على القروض املا

مبعىن اران القرار واملوقف السياسي واالقتصادي مبصلحة ( مبوجب هذه االتفاقيات ، ستؤدي حتما إىل وقوع البالد يف براثن دائنيها . م 1791م ، وأمريكا عـام 1790م ، وفرنسا عام 1694متاما كما وقعت بريطانيا عام ) ئنني بغض النظر عن مصلحة األمة الدا

وبالتايل ستكون هذه القروض دينا واستعبادا لكل فرد من أفراد الشعب ، ألن تسديدها لن يكون إال بفرض مزيد من الضرائب يدفعها عندئذ صمم القادة األملان على خلق عملة . د الذي ال خيسر أبدا هو الدائن ، أي املمول املرايب العاملي املواطنون مجيعا ، ويكون املستفي

أملانية ، ال تستند إىل القروض بل تعتمد على الدخل القومي واملمتلكات الوطنية ، وعلى موارد الصناعة والزراعة والثروات الطبيعيـة .وعلى الطاقة اإلنتاجية لألمة

127

يذهب مؤلف الكتاب إىل أن شخصية هذا الرجل اعتراها الكثري من التشويه اإلعالمي اليهـودي : ل هتلر إىل سدة احلكم ـ وصوالغريب ، ويف احلقيقة مل يكن هتلر داعية حرب ومل يكن معتنقا للمذهب النازي ، بل كان رجال قوميا يسعى لرفع الظلم واإلجحاف

اي ، وكان عدوا لدودا للنازيني واملمولني اليهود على حد سواء ، وقد جاء يف الصفحة األخرية الذي حلق بأمته من جراء معاهدة فرسوذا يقف احلزب االشتراكي الوطين : " م ، قبل أن يتسلم الزعامة ما نصه 1934الذي كتبه يف السجن عام ) كفاحي ( من كتابه

، ومن جهة أخرى حيارب الروح املاديـة ) النازيني ( دة جلماعة من املنحرفني موقفا إجيابيا من املسيحية ، ولكنه ال يترك أمور العقيإا مل تكن ملصلحة بريطانيا ولكنها : " أما عن معاهدة فرساي فقد كتب يقول " . اليهودية املتغلغلة يف نفوسنا ويف نفوس اآلخرين أن السبب الرئيسي يف هزمية أملانيا يف احلرب العاملية األوىل وهي يف ونود أن نضيف" . كانت أوال وأخريا يف صاحل اليهود لتدمري أملانيا

قمة انتصاراا العسكرية ، هو الثورات والفنت اليت أحدثها املمولون اليهود بإحياء الثورات الشيوعية داخل أملانيا ، والـيت أضـعفت سببت يف تنازل القيصر عن عرشه وتوقيع اهلدنة لاللتفـات إىل اجلبهة الداخلية وأضعفت الروح املعنوية لدى اجليش األملاين ، واليت ت

.الشأن الداخلي ، خوفا من سيطرة الشيوعية على أملانيا كما حصل يف روسيا

وجد الشعب األملاين بصورة عامة أنه يشارك شعوب اليابان وإيطاليا وإسبانيا ، آماهلم وأمانيهم يف املسـتقبل : ـ نشوء دول احملور االقتصادي فظهر حلف احملور ، ونظرا لديناميكية زعماء تلك الدول وما بذلوه من جهود ضخمة ، متكنوا من إعادة بنـاء السياسي و

.بلدام على كافة املستويات الصناعية والزراعية والعسكرية مبا يشبه املعجزات

:سيناريو الحرب

ة حمادثات غري رمسية بني دبلوماسيي البلدين ، وكانت الغاية من م حماوالت التحالف مع بريطانيا ، وجرت عد1936بدأ هتلر عام هذا التحالف ، هو رغبة األملان يف احتالل مجيع الدول الشيوعية ، وحترير شعوا وإعدام مجيع اخلونة فيها ، وذلك لقناعـة األملـان

ما يوجهون وميولون يف نفس الوقت احلركة الصهيونية بارتباط الشيوعية بكبار أغنياء اليهود ، الذين يوجهون حركتها وميولوا ، كالسياسية ، وكان الرد الربيطاين على مقترحات األملان سلبيا ، معربا عن عدم موافقته على هذه املقترحات ، فاقتنع هتلر بأنه يستحيل

قراطية ، وذلك لتحكمهم املايل ـذه الـدول على أي أمة مبفردها ، أن حتطم نفوذ املرابني العامليني وخاصة يف الدول املسماة بالدميو .وإيقاعهم إياها حتت طائلة الديون

وملا رفض هتلر أوامر لوردات احلرب النازيني ، لردع الشيوعية وستالني منفردا حاولوا اغتياله ، وملا فشلوا حاولوا إضعاف شعبيته اليتاإلحلادية بني الشعب األملاين ، واستغلت الصحافة املعادية ذلك وألصقت هذه حققها بني األملان ، فبدأ النازيون بنشر األفكار النازية

التهمة تلر ، وبدأت وسائل اإلعالم محلتها ضد هتلر ، وانقسم الشعب األملاين إىل قسمني ووقع هتلر بني فكي كماشـة ، رجـال ل اإلعالم اليهودية ، ماضية يف تشويه صـورة هتلـر الكنيسة من جهة ورجال النازية من جهة أخرى ، أما يف بريطانيا فكانت وسائ

.وأملانيا لتمنع أي فرصة ألي تقارب أملاين بريطاين

وعندما عرضت أملانيا مشروعا مقبوال ملشكلة املمر البولندي ودانزنغ املدينة األملانية ، اليت سببتها معاهدة فرساي اجلـائرة ، سـارع ساعة 48بولندي من خالل فربكتهم إلنذار مزور ، تنذر فيه أملانيا البولنديني باالستسالم خالل أقطاب املؤامرة إلجياد حتالف بريطاين

ومن مث عملوا علـى إقنـاع البولنـديني . م 1939فقط ، متخض عن معاهدة بريطانية حلماية البولنديني من أي عدوان أملاين عام نديون املذكرة األملانية أشهرا عديدة ، يف حني كانت الصحافة املعادية هلتلـر بصالحية معاهدة احلماية الربيطانية ، وهكذا أمهل البول

تشن عليه احلمالت العنيفة املضادة ، وذلك لسبب واحد هو معاداته ألصحاب املؤامرة العاملية ، واعتماده سياسة مسـتقلة داخـل ، وبشكل عام كانت الصحافة الغربية ، قد هيأت الشـعوب اإلمرباطورية األملانية ، بعيدا عن قروضهم وخططهم االقتصادية املدمرة

128

هناك لتقف موقفا معاديا لألملان ، وجلميع الدول اليت تؤيد سياستهم ، وبدأت تفسر وحتلل أقواله وأفعاله وتقلب احلقـائق وتفـربك .األخبار وحتذر من أطماعه التوسعية

ية ، ضجر هتلر من انتظار الرد ، ومن احلرب املشينة اليت وجهتها ضده صـحافة وهكذا بعد التعنت البولندي وجتاهله للمذكرة األملاناحللفاء ، فأمر جيوشه بالتحرك حنو بولندا السترجاع ما استقطع من أراضي أملانيا بالقوة ، ومل يتعد إىل ما وراءها بل توقف عند ذلك

ية السابقة ، مع علم الذين أوجدوا هذه االتفاقية عدم قدرة بريطانيا ، عندئذ أعلنت بريطانيا احلرب على أملانيا مبوجب االتفاق. احلد، غري متحمس ) تشامربلني ( وعندما تأكد هلم أن رئيس الوزراء الربيطاين . على محاية نفسها يف مواجهة القدرات العسكرية األملانية

وهكذا اضـطر هتلـر . م بقصف املدن األملانية بالطائرات الذي قا) بتشرشل ( للدخول يف حرب فعلية مع أملانيا ، أسقطوه وجاءوا مرغما لتكملة تلك احلرب املدمرة ، مستجيبا للوردات احلرب النازيون اليت دامت قرابة اخلمس سنوات ، وانتهت خبروج معظم الدول

رابون اليهود ، الذين مولوا هذه احلرب يف وكان املستفيد الوحيد هم امل. اليت شاركت فيها ، مثقلة بالديون واخلسائر املادية والبشرية .سنواا اخلمس ، ومولوا عمليات اإلعمار بعدها ، بقروض مل تستطع البلدان األوربية تسديدها إىل يومنا هذا

اضيها وحتجيمها وأما أملانيا ومن أجل عدائها املعلن لليهود سواء من هتلر أو من قبل النازيون ، فقد القت مصريها احملتوم من تقسيم أرقدراا وب مقدراا وثرواا ، حيث استطاع اليهود العامليون مبا ميلكونه من أموال ، ومن خالل سيطرم على اقتصاديات الدول

خلطر الغربية برمتها ، ومصادرة قرارها السياسي وجتيريه خلدمة خمططام الشيطانية ، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا ، من التخلص من ا .األملاين الذي كان يهدد وجودهم ويقض مضجعهم ويتقاطع مع خمططام لتدمري البشرية

املسيحي الكندي ، يف اية حديثه عن احلرب العاملية الثانية ، يوجهـه ملـن ) أحجار على رقعة الشطرنج ( وخيلص صاحب كتاب ابني اليهود ، طمعا مبا يلقونه هلم من فتات وحطام هذه الدنيا الزائلة انساق وساهم من ساسة الغرب ، يف جناح املخطط اجلهنمي للمر

: ، إىل القول

فهي أن اإلنسان لن يصحب معه إلى القبر شيئا من كنوز الدنيا ، أو شيئا من أكاليـل :أما الحقيقة األولى " … المجد والثناء

ق الذي ال مناص منه وال مفر بعد القبر ، مـن هي أن القبر ليس النهاية ، بل إنه الطري: والحقيقة الثانية " . تقديم الحساب أخيرا ، حيث ليس للمرابين العالميين من حول وال قوة

:تأخر موسم الحصاد اليهودي للمحصول العالمي

ل العامل بأسرها ، كان خمطط املؤامرة يقتضي تنفيذ ما جاء يف الربوتوكوالت حبرفتيه ، والغاية من ذلك السيطرة على اقتصاديات دووحصر رؤوس األموال العاملية كلها يف أيدي اليهود ، وعندما حيني املوعد املناسب يعمد اليهود إىل شراء الذهب من األسواق العاملية

سره ، وتكديسه ، ومن مث يشعلون نريان احلرب العاملية الثالثة ، واليت حسب تصورهم ستكون كارثية بكل معىن الكلمة على العامل بأوختلف وراءها قطعانا بشرية جائعة ، ملحدة ال تؤمن إال مبا هو مادي ، ومنحلة ال تبحث إال عن كل ما يشبع غرائزها اجلسـدية ، آنذاك يعلن ملوك الذهب عن أنفسهم ، ويشترطون إلنقاذ تلك القطعان البشرية من املوت جوعا ، مبا أم ميلكون الذهب ، تنصيبهم

رض ليقيموا دولتهم العاملية الدكتاتورية وعاصمتها القدس ، فال متلك تلك القطعان إال أن تدين بالعبودية املطلقة لليهود ملوكا على األ .، بعد أن جاءها نور الذهب ليبدد ظلمة األديان املوحشة

من احلرب العاملية الثانية ، ولكن ما عاما ) 25 – 20( إذ كان من املفروض أن تقوم احلرب العاملية الثالثة حسب مخططام ، بعد على خمططاا وخمططيها ، وختلصه من مجيع القـادة ) ستالني ( مل يكن يف احلسبان هو موت لينني نتاج املؤامرة اليهودية ، وانقالب

كم العامل ودخول عصـر اليهود يف احلزب الشيوعي ، وإقامته الحتاد سوفيييت قوي وامتالكه للسالح النووي ، ومقامسته ألمريكا ح

129

احلرب الباردة ، الذي حجم اليهود وطموحام بوقوفه ندا قويا يف وجه أمريكا وطموحاا ، فكان ال بد من تدمريه وتفكيكه أوال ، ) . 9( عن طريق الغزو السلمي التسلي املطروح يف الربوتوكول رقم

، فسيطر على مقاليد ) يلتسني ( لى االيار أجهزوا عليه بعميلهم اآلخر ضالتهم ، وملا أوشك االحتاد ع) غورباتشوف ( فوجدوا يف احلكم بالقوة ، وأى ما يسمى حبلف وارسو ، وأزاح احلكم الشيوعي املناهض ألمريكا عن روسيا ، وأخذ بنصائح صندوق النقـد

من شراء معظم املشـاريع ) برييزوفسكي ( الدويل لإلصالح االقتصادي من خصخصة وغريها ، فاستطاع املليارديرات اليهود كـ االستثمارية الروسية ، وشراء القرار السياسي واالقتصادي الروسي ، وباإلضافة إىل ما كانت تواجهه روسيا من أوضاع اقتصـادية

وجيولوا ، يف كافة متردية ، أدخلوها يف حرب استرتافية مع الشيشان يف أوساط التسعينيات ، وكل ذلك حىت يتسىن لليهود أن يصولوا أرجاء العامل ليحققوا طموحام ، وخاصة يف منطقة الشرق األوسط ، وعندما خلت هلم الساحة بايار االحتاد السوفيييت ، وجتـيري

وخرجوا قرارات روسيا باألموال اليهودية أشعلوا حرب اخلليج الثانية ، باستخدام نفس السيناريو املستخدم يف احلرب العاملية الثانية ،بنفس النتائج ، وشاركت روسيا يف احلملة الثالثينية على العراق ، على استحياء من حليفها السابق ، غري أن احلصار العراقي مشل كل

.مناحي احلياة ، ومل يقتصر على التصنيع العسكري كما هو احلال مع أملانيا واليابان

غاية ملخططي ومفكري اليهود التوراتيون يف الغرب ، والذي مل يكن يوافق عليه وكان مؤمتر مدريد للسالم ، الذي كان يف األصل ، حكام إسرائيل العلمانيون ، وذلك خللق درع من معاهدات السالم ، حلماية إسرائيل من األخطار اخلارجية ، من دول ما وراء دول

ة اليهودية ، يف حال فكرت أي دولة بعيدة كروسـيا الطوق ، ولتحييد طول الطوق نفسها ، ودفعها خلوض احلروب نيابة عن الدولوالعراق ، العدوين اللدودين حسب النبوءات التوراتية ، باإلضافة إىل مصر والسودان وليبيا ، واألردن وسوريا وإيران وأفغانسـتان ،

، لقطع الطريق على مصر نفسـها ولذلك كانت هناك معاهدة السالم املصرية. وكل هذه الدول مذكورة يف التوراة بأمسائها القدمية والسودان وليبيا ، وكانت املعاهدة األردنية لقطع الطريق على الدول الشرقية ، ومل تتحقق معاهدة السالم السورية ، نتيجة التعنـت

منية بـني السوري السترجاع هضبة اجلوالن ، اليت ال تستطيع إسرائيل التخلي عنها بأي حال من األحوال ، فكانت هناك معاهدة أإسرائيل وتركيا بديال عن املعاهدة السورية مؤقتا لقطع الطريق على روسيا ، أما هذه األيام فاملوقف من سوريا قد اختلف باختالف

.املوقف السوري من إسرائيل ومن العراق ، مما يستدعي أفكارا جديدة وأسلوبا جديدا للتعامل مع سوريا

ة لتنفيذ برامج المخطط الشيطاني ميكانيكيات وأدوات العمل المستخدم

: مجلس األمن

بغض النظر عما يمثله من أنظمة وقوانني وقرارات تأخذ طابع العدالة واإلنصاف ، فالتطبيق يف الواقع خيتلف كليا ويأخذ طابع اجلور ة للجانب األول وغري ملزمـة فالقرارات ملزم. والظلم ، كما هو احلال مع فلسطني والعراق من جانب ، وإسرائيل من جانب آخر

وخذ إسرائيل وجنوب إفريقيا من جانب آخر كنظاميني عنصريني ، فالنظام األول زالت عنه صفة العنصرية بقرار من . للجانب الثاين لني ازدواجية جملس األمن مع بقاء النظام العنصري ، والثاين زالت عنه هذه الصفة بزوال النظام ، وهذا ال يسمى كما حيلو لبعض الغاف

يف التعامل أو الكيل مبكيالني ، فاحلقيقة هي أن جملس األمن اخلاص باألمم املتحدة هو جملس أمن يهودي عاملي ، وبالتايل ليس هناك ما جد يسمى مبعيارين أو مكيالني ، بل هو معيار واحد ومكيال واحد يقيس كل األشياء وفق الرؤى اليهودية اإلسرائيلية ، فهو الذي أو

.دولة إسرائيل وهو الذي حافظ على بقائها وإدامتها

كم كان عدد الدول اليت كانت قلقة مبصري اليهود ؟ وما الداعي لوجود دولة لليهود مبا أن اليهودية ديانـة : لنطرح هذه التساؤالت ألبان كوسوفو وغريهم الكثري ممن هـم وليست قومية ؟ ومن قال بأن القومية تعطي الشرعية إلقامة دولة ؟ فهناك األكراد واألرمن و

130

وبدال من ذلك يتغاضى عن إبادم وقمعهم ، خاصة إذا كـانوا ! فلماذا مل يوجد هلم جملس األمن دوال ؟! متواجدين على أراضيهم يصبح األكراد يف مسلمني كالبوسنة وكوسفو والشيشان ، أو أعداء لدولة حليفة لليهود كأكراد تركيا ، وعندما يتعلق األمر بالعراق

مع وجـود األنظمـة ! فما مصلحة أمم العامل قاطبة وجملس أمنها يف إنشاء دولة لليهود . الشمال مسألة إنسانية تقلق جملس األمن إال أن يكون هذا الس هو جملس أمن يهودي حبت ، ولكن ! العلمانية يف معظم دول العامل حىت يف معظم الدول اإلسالمية والعربية

كيف حتصل اليهود على ذلك ؟

اجلواب بسيط جدا ، فهم قادرون على ضمان األغلبية إلصدار أي قرار يرغبون بتمريره ، من خالل العمل من خلف الستار بالترغيب ا ثـالث للدول دائمة العضوية ، منه) الفيتو ( باإلضافة إىل إجياد حق النقض . والترهيب االقتصادي والسياسي ألعضاء جملس األمن

دول مؤيدة إلسرائيل بالسيطرة االقتصادية ، مع أن واحدة تكفي ، لتعطيل أي قرار ال خيدم املصاحل اليهودية ، ودولتان ال يرتج منهماخريا ومها روسيا والصني ، اللتان غالبا ما كانتا تتماشيان مع الرغبة األمريكية نتيجة االسترضاء السياسي ، كغـض الطـرف عـن

هاتني الدولتني ، فيما خيص مثال حقوق اإلنسان يف الصني ، أو اضطهاد الشعوب املجاورة واألقليات العرقية أو الدينيـة يف ممارسات ويف حال فكرت إحدامها يف استعمال أي منهما ، حق النقض على قـرار . روسيا ، باإلضافة إىل اإلغراء االقتصادي متعدد األوجه

زية وال سامية ، وتبدأ اآللة اإلعالمية اليهودية العاملية بالطبل والزمر ، فاألمور تصبح حمسـومة مسـبقا ، خيدم إسرائيل تصبح دولة ناومؤخرا كشف النقاب عن هذه السياسة علنا ، عندما هددت أمريكا دولة كولومبيا املستضعفة بفرض مقاطعة اقتصـادية ، عنـدما

.ني صوتت لصاحل إرسال قوة محاية دولية للفلسطيني

ولنأخذ على سبيل املثال القرارات اخلاصة بالعراق ، فمعظم هذه القرارات اتخذت باإلمجاع حبجة خمالفة العراق للقانون الدويل آنذاك ، وطريقة تأمني اإلمجاع متت كما هي العادة بطريقة آلية من خالل النشاط امللحوظ للديبلوماسية اليهودية األمريكية من وراء الستار ،

. فمعظم دول جملس األمن إما أن تكون حليفة أو صديقة أو مديونة أو منهارة اقتصـاديا . ن أمام الستار أحيانا جبوالت مكوكية وموعندما وضع أول قرار بدأت املاكينة اليهودية ، بالدوران بأقصى سرعتها وطاقتها مدفوعة بأحقادها وخماوفها التوراتيـة ، لفـرض

تطبيق القرارات وتنفيذها ، والعامل كله ال يعلم لغاية اآلن حقيقة النوايا اليهودية األمريكية الربيطانية الفرنسية ، قرارات جديدة ولتأمني ويف احلقيقة ما وضع بقرار ال يرفع إال بقرار وهذا ينطبق على احلصار ، ولن يرفع هذا احلصار . من وراء تلك احلرب وهذا احلصار

مت أمريكا متلك حق النقض ، إال أن يتم خرق هذا احلصار بدون قرار رفع من جانب دولة عظمى كروسيا أو اليهودي التورايت ما داالصني ، ال يستطيع القانون الدويل اليهودي األمريكي معاقبتها ، كوا متتلك سالحا نوويا قادرا على أن ميحو أمريكا وحلفائها عن

يعد نوع من املغامرة يف الظروف الراهنة ، ومع ذلك بدأ التمرد الروسي على أوامر أسياد الوجود مبا فيها من يهود ، وهذا االحتمال .العامل يلوح يف األفق

:المنظمات اإلنسانية في األمم المتحدة

احلريات ما الذي تنادي به هذه املنظمات ؟ تنادي حبرية املرأة وحقوق اإلنسان وحقوق الطفل وتنظيم النسل وحتديده ، وغريها من واحلقوق ، وكل هذه احلريات واحلقوق عند املناداة ا ، غالبا ما تأخذ الطابع السياسي ، فانظر إىل الدول املتهمـة بانتـهاك هـذه احلريات وهذه احلقوق ، هي الدول العربية اإلسالمية أوال ، والدول اإلسالمية غري العربية ثانيا ، والدول الشيوعية ثالثا ، وما عـدا

إذا كان موجودا فهو لذر الرماد يف العيون ، فما الذي يريدون من وراء ذلك ؟ انظر إىل احلياة االجتماعية يف الغرب ، الذي مسح ذلك :ويسمح ذه احلريات واحلقوق ، جتد أن اإلجابة هي ما يلي

ن دورهن الفطري يف األمومة والتربية ، فنتجـت حترر الفكر فنتج الكفر واإلحلاد وعبادة املادة وتقديسها ، حتررت النساء فتنازلن عكافة أنواع اإلباحية والفجور والدعارة ، وأصبحت حلوم النساء عرضة للكالب الضالة ، وحتررت الطفولة فتطاولت علـى األبـاء

131

لنخلص من ذلك . شهوات واألمهات واملعلمني واملعلمات ، ومتردت عند البلوغ لتترك األسرة ، وطفقت تبحث عن إشباع الغرائز والإىل أن املطالبة حبماية هذه احلقوق واحلريات ، هي يف األصل دعوة للتمرد على الطبيعة البشرية وأجبدياا ، وعلى القـيم الروحيـة

معات ، وذلك ودف إىل ضرب األسرة اليت هي اللبنة األساسية يف بناء ات. واألخالقية اليت قدمتها األديان السماوية كمنهج للحياة ولو قمت . حبرمان األب من دوره القيادي مما يؤدي إىل تفكيك العالقات ما بني أفرادها ، وضياع الرؤى املشتركة للبقاء واالستمرار

فماضون … أما حنن !! رمبا لوجدت أن معظمهم أوالد زنا ، شر اخللق عند اهللا ! بإحصائية لعدد الغربيون ذوي الوالدات الشرعية من دعاة التحرر والتحرير … جبهود اجلهابذة من مفكرين وخرباء واختصاصيني … الدرب لنواكب متطلبات العصر اليهودي على

.إن مل يداركنا اهللا برمحته … عما قريب … وسنصل … واإلصالح االقتصادي والثقايف

:البنك الدولي وصندوق النقد الدولي

ا يسمى بربامج التصحيح االقتصادي ، ومن مث تقدمي القروض واحلصول على ضمانات للسداد ، مهمة هذه املؤسسة تقدمي النصائح ، مبولكن هل تكترث هذه املؤسسة مبصري األموال املقدمة ، وهل تتابع تنفيذ براجمها التصحيحية ؟ وما هي طبيعة هذه الربامج وماذا حتمل

إىل جيوب املتنفذين يف احلكم وكنفقات لألجهزة احلكومية ، وال تظهر املتابعة إال يف طياا ؟ يف احلقيقة تذهب معظم األموال املقدمةعندما تقع الدول املديونة يف أزمات اقتصادية تعجز بسببها من سداد استحقاقات الدين ، فيأيت الصندوق مبجموعة اقتراحات جديدة

، ورمبا يقترح بأن يضعوا يف بيت كل مواطن مستقبال موظفا كرفع الضرائب واألسعار والرسوم على كل شيء لتحصيل أقساط ديونهحكوميا ، ليحصي عليه عدد لقمات الطعام اليت يأكلها أفراد عائلته ، أو ما حترقه عضالم من سكر أثناء احلركة مبا أنه أحد مصادر

رفع األسعار والرسوم والضـرائب باسـتمرار ، الطاقة ، ولتجىب منه نسبة الضريبة على كل لقمة أو غرام من السكر ، والنتيجة هيويضاف دين جديد للخروج من األزمة االقتصادية ، وتعاد جدولته مع الديون القدميـة . والضحية أوال وأخريا هو املواطن املسحوق

كية وغري املنتجة إىل اخلارج مرة أخرى ومن مث تقع أزمة جديدة ، نتيجة االنسياب املستمر لرأس املال الوطين ، يف اتمعات االستهال، فيتضخم أصل الدين القومي ليصل إىل أرقام فلكية … ، فضال عن السرقات واالختالسات ، ومن مث ديون جديدة وهكذا دواليك

…، ال تستطيع الشعوب حىت تسديد قيمة فوائدها السنوية

ت قرارات االحتاد السوفيييت ، يف حرب اخلليج وما بعدها بعد أن وبالتايل تصادر أو باألحرى تشترى القرارات السياسية ، كما اشتريوحاشيته ، ما جمموعه أربعة مليارات دوالر مثنا لتدمري االحتاد السوفيييت ، لكي يتمكن اليهود مـن التفـرد ) غورباتشوف ( اختلس

غرميه من الكرملني بقوة املدرعات أكمـل ) سني يلت( وبعد أن أزاح الرئيس الروسي . حبكم العامل من خالل نظامهم العاملي اجلديد وملا اكتشـف . صفقة البيع ، فاختلس على مدى سنني حكمه ما جمموعه سبعة مليارات دوالر من مساعدات صندوق النقد لدويل

ستان والتفجريات قاب قوسني أو أدىن من املالحقة القضائية ، اشتعلت بقدرة قادر أحداث داغ) يلتسني ( األمر من قبل الروس وصار الومهية يف موسكو واليت مل تسجل أي ضحية ، وشنت حرب غري مربرة للقضاء على اإلرهاب يف الشيشان وانشغل الشعب الروسي

، عدم مالحقته قضائيا عند تسلمه للسلطة ) بوتني ( الذي قدم استقالته واشترط علنا على خليفته ) يلتسني ( فيها ، ونسي اختالسات !من اهول ليصبح رئيسا لروسيا ؟) بوتني ( من ذلك ؟ وكيف صعد ) يلتسني ( ن الذي مكن ، فم

الذي قدم التمويل ) برييزوفسكي ( بأن املسؤول عن تدبري ذلك ، هو امللياردير اليهودي اآلخر ) سوروس ( يصرح امللياردير اليهودي غزو الشيشان انقطع التمويل ، وبالتايل ذهبت الشعب الشيشاين املسـلم ضـحية لثوار داغستان اإلسالميني ، وبعد اشتعال النريان و

وكما حصل مع الشريف حسني يف الثورة العربية يف احلرب العاملية بعد أن غدر بـه ، ) . يلتسني ، برييزوفسكي ، بوتني ( ملؤامرة ، وكما حصل مع هتلر يف احلرب العاملية الثانية ، ومـع فكانت نتيجتها االستعمار واالنتداب وضياع فلسطني وتشرذم األمة العربية

أم أن العرب ! هل املشكلة يف أن العرب ال يقرءون التاريخ أو القرآن أو التوراة أو اإلجنيل ؟. صدام حسني يف حريب العراق املدمرتني

132

س من قويل ، وإمنا مسعته يوما مـن أحـدهم ، يف احلقيقة هذا لي. ال يقرءون شيئا ، وإن قرءوا ال يفهمون ، وإن فهموا ال يعملون !!!، والغريب أن سيناريو املؤامرة هو نفسه بكل حيثياته يتكرر يف كل مرة ) بيغن ( منسوبا إىل أحد زعماء اليهود رمبا يكون

ما معىن أن تكـون وإن كانت متلكهما الدول ، ف! والسؤال هنا ، من هم أصحاب صندوق النقد الدويل والبنك الدويل احلقيقيون ؟فالدين القومي األمريكي املعلـن لعـام ! بلدان كأمريكا وبريطانيا وفرنسا واليابان مثال ، من أكثر دول العامل أرقاما للدين القومي ؟

ألف مليار دوالر 280ألف مليار دوالر ، والدين القومي الياباين يصل إىل 300م كما نشر يف إحدى الصحف ، يصل إىل 2000ومل يكفهم كل ذلك وكما أخوة يوسف ، مل ينتظروا الفرصة ومل يتقاعسوا ، بل سـارعوا خللـق . ا أكرب اقتصادين يف العامل ، ومه

الفرصة باملكر واحليلة للظفر بأخيهم ، مل تستكن أبالسة الشر ومل يهدأ هلم بال ، فهم دائمو احلركة والبحث يف مطـابخ السياسـة كل جيل يكمل ما بدأه اآلخر ويضيف عليه تعديالته ، ويستعجل تنفيذ خطوات املخطط الشـيطاين ، واالقتصاد هناك يف الغرب ، و

وحيلم كل جيل بأن يكون جميء مليكهم املنتظر يف زمانه ، وتأخر التنفيذ يعين تأخر ايء ، وآخر ما تفتقت عنه أذهام يف حلقات عدو أكثر من كوا وحيا شيطانيا ، لنشر املذهب الشيطاين وفرضه على شعوب العامل هذا املسلسل الطويل ، هو فكرة العوملة اليت ال ت

.

:العولمة

كلفظ مجرد مصطلح مبهم ، ويصبح مفهوما وتضح ماهيته عندما تضاف إليه كلمة أخرى ، كأن نقول عوملة الثقافة وعوملة : العوملة تعمـيم : تعميم الثقافة األمريكية ، وثانيا : ويدعوا إليها هي أمريكا ، فذلك يعين أوال ومبا أننا نعلم أن من ينادي بالعوملة . االقتصاد

وبشكل مشويل هو فرض احلضارة األمريكية الغربية بكافة جوانبها ، كأسلوب جديد للحيـاة . النظام االقتصادي األمريكي الرأمسايل مريكية ، لوجدنا أن من رسم وشكل معامل وأبعاد هذه احلضارة ، منذ على كافة شعوب العامل ، ولو قمنا بتقييم بسيط للحضارة األ

بدايات القرن املاضي هم األسياد اجلدد ألمريكا ، أعين أرباب املال اليهود من خالل سيطرم املطلقة على كافـة أدوات اإلنتـاج .األمريكي االقتصادي والثقايف

رمجة حية ملا حيمله اليهود من عقائد كفرية إحلادية ، ال تؤمن إال بكل ما هو حمسوس ، أما مالمح احلضارة األمريكية ، فهي يف الواقع توتدعوا إىل أخالقيات اجتماعية تلمودية ، سمتها االحنالل واإلباحية والـدعوة . تدعوا إىل تأليه رأس املال واالقتصاد وعبادة أصحابه

القول إىل أن الغاية من العوملة ، هو نشر العقيدة اليهودية املادية الدنيويـة ، لنخلص إىل . ملمارسة كل رذيلة والتحلل من كل فضيلة .اخلاصة بأصحاب الربوتوكوالت اليهود متهيدا لضربتهم النهائية

يف أواخر القرن املاضي ، متكن اليهود من نشر هذه العقيدة يف أمريكا والدول الغربية ، وبعد أن استحكمت قبضتهم على مواقع صنع ومع انتهاء احلرب الباردة وتفرد أمريكا حبكـم . لقرار فيها ، من خالل امتالكهم لرؤوس األموال احملركة القتصاديات هذه الدول ا

العامل ، امتلك هؤالء القوة العظمى والوحيدة يف العامل ، اليت أصبحت كاملعلم الشرس بعصاه الطويلة ، الذي يسعى كل التالميذ لنيل فأصبح لدى هؤالء . صياع ألوامره وترك نواهيه ، وينفذون ما يفرضه عليهم رغبة ورهبة ، حىت لو أوردهم موارد اهلالك رضاه ، باالن

.على تنفيذ ما تبقى من خطوات خمططهم الشيطاين -حسب تصورهم -القدرة أكثر من أي وقت مضى

ؤمنني باهللا وحىت امللحدين والوثنيون ، ذوي املعتقـدات والقـيم يف اجلانب اآلخر من العامل تقف بشموخ اتمعات الشرقية ، من املالراسخة ، واليت غرسها وحافظ عليها األنبياء واملفكرين ورجال الدين قدميا وحديثا ، لتشكل حواجز منيعة أمام طموحات اليهودية

.يف طريقه لاليار العاملية ، فكانت آخر القالع اليت يتطلعون إىل حتطيمها ، وما تبقى من أسوارها

133

ملية وملا أصبحت الرياح مواتية هلم ، جلس أسياد العامل وائتمروا فتفتقت أذهام ، عن هذه األفكار اجلهنمية اخلاصة مبنظمة التجارة العاالوطنيـة ، مـن وقوانينها ، ومتطلبات االنتساب إليها الختراق مجيع احلواجز االقتصادية ، اليت أقامتها احلكومات حلماية ثرواـا

.االنسياب التلقائي إىل جيوب أرباب املال اليهود ، واليت سيكون مبقدورهم من خالهلا إصابة عدة عصافري حبجر واحد

وكـان ابتكـار . بالترتيب هي املطبوعات والراديو والسينما والتلفاز والفيديو واألطباق الالقطة وأخريا اإلنترنت : وسائلها الثقافية سنوات ، أكرب ضربة ملا 5إىل 4شاركة األطباق الالقطة ، اليت أجربت الدول العربية على السماح بدخوهلا واقتناها قبل اإلنترنت مب

وجاءت العوملة االقتصادية لترفع الرسوم اجلمركية عنها ، لتصبح يف . أقامه هؤالء من حواجز حلماية شعوم من الغزو الثقايف الغريب مثن رغيف اخلبز ، ولتكون مبثابة حصان طروادة ولكن حبلة جديدة ، لتصل إىل البدوي يف خيمته ، واملشـرد يف متناول من ال ميلك

.كهفه ، واملوظف يف مكان عمله ، والطالب يف جامعته ومدرسته ، وحىت الطفل يف مهده

سميات عوملة الثقافة وعوملة االقتصاد ، جـاء يف التحذير من خطر العقائد واألخالقيات اليهودية ، واليت يسعون اآلن لنشرها حتت م : بعض أقوال رؤساء الغرب

إذ أن أصحاب رؤوس األموال سيعملون علـى إبقـاء … فقد أصبحت السيادة للهيئات والشركات الكربى… ) : " لنكولن ( " . ي سيؤدي إىل حتطم اجلمهوريةاألمر الذ… وستصبح ثروة البالد بأكملها ، حتت سيطرة فئة قليلة … سيطرم على الدولة

عما يتحلى به الشعب األمريكي من ما زالت ختتلف كليا مثلهم العليافإن … ومع أم يعيشون بيننا منذ أجيال ) : " فرانكلني ( ) " .عبارة مقتبسة من التوراة ( فالفهد األرقط ال ميكنه تغيري لون جلده … مثل

" . ، املتغلغلة يف نفوسنا ويف نفوس اآلخرين الروح املادية اليهودية ى حيارب ، ومن جهة أخر) : " هتلر (

: بعد هذا العرض نستطيع تعريف لفظ العوملة على أا

أدواته الثقافية هي وسائل االتصال واإلعالم . مصطلح مضلل استعمل كغطاء للتعبري عن برنامج يهودي أمريكي لتهويد العامل بأسره خلق ديانـة ماديـة : وغايته أوال . ، وأدواته االقتصادية صندوق النقد والبنك الدويل واخلصخصة ومنظمة التجارة العاملية املختلفة

ب ثروات الشعوب حتت عنوان حترير التجارة ، وذلك لتهيئة األجواء لظهور اليهود : جديدة حتت عنوان الثقافة والتحضر ، وثانيا .ندما حيني الوقت املناسب لذلك كأسياد للعامل بأسره ، ع

:أخطار العولمة على أرض الواقع اخلطر االجتماعي ؛ يتمثل يف ضرب منظومة العقائد والقيم واألخالق ، لدى الشعوب املختلفة يف العامل ، واليت بدورها تشكل الضمري

دف النهائي املرجتى من بعدها االجتماعي فهـو تشـكيل وأما اهل. اإلنساين للفرد ، الذي يحاول السمو باإلنسان إىل مرتبة املالئكة أجيال جديدة ، تبحث بشىت الوسائل والسبل عما يشبع غرائزها ورغباا ونزواا ، لتهبط باإلنسان إىل ما دون مرتبـة احليـوان ،

معارضة ملثل هؤالء فيما لو حكموا وبالتايل لن تكون هناك . وبذلك يسهل على خمططي املؤامرة اليهود سياسة هذه األجيال وتذليلها . من قبل سادة العامل اجلدد ملوك اإلحلاد واإلباحية ، وهذا ما تصبوا إليه األجيال اليت هي يف طور التشكل اآلن

لتعلم أو وقد بدأنا يف السنوات األخرية ، نرى مناذج من املسوخ البشرية يف العديد من بيوت املسلمني ، فتيان وفتيات ال يرغبون يف االعمل ، والفشل هو السمة البارزة يف أعماهلم وتوجهام ونتائجهم ، جيوبون الشوارع ويرتادون األمـاكن العامـة ويـذهبون إىل اجلامعات حبثا عن احلب واون واخلالعة ، بعد أن أصبحت جامعاتنا وشوارعنا معارض لدور األزياء العاملية ، وال أحد يريد العفاف

.ذلك جتدهم يعزفون عن الزواج والطهر ، ل

134

وخاصة اليت تضم –فضال عن قنوات اإلباحة األجنبية –واألثر األكرب يف تشكيل هذه النماذج ، يكمن يف القنوات الفضائية العربية سان عريب مبني ، يف طاقمها مقدمي ومقدمات الربامج اللبنانيون ، بعرض الكاسيات العاريات املائالت املميالت ، اللوايت يتحدثن بل

مما أعطى املربر لفتياتنا وكسر احلاجز النفسي لديهن ، ليتخذن منهن قدوة تحتذى مبباركة من اآلباء الذين ينظرون إىل تلك الغـواين . وأولئك املخنثني ، بعني الرضا والقبول واإلعجاب واالستحسان واالستمتاع

وحدوده وحرماته عن سبق إصرار وترصد ، وهم يدفعون فتيام بشـكل مباشـر ما تراه اليوم أن رجال أمة اإلسالم يتحدون اهللاهدفهن دائما وأبدا اإلغواء والفتنة حبركـات . ملمارسة مهنة عرض األزياء ، يف الشوارع واألماكن العامة واجلامعات وأماكن العمل

سنة ، أما رجال بالد العرب أوطاين شيوخا وشبابا ، أصبحوا وأصوات ، ال تقوم ا إال إناث القطط يف شهر شباط وملرة واحدة يف اللينتهي ن املطاف يف أحضان الرذيلة فال أحد معصوم ، والذباب البشري اجلائع ميأل األجواء حبثا . كذكورها ولكن على مدار السنة

.عن قطعة احللوى أو كيس للقمامة فال فرق عنده

دي أمهات صفتهن قد تقدمت أعاله ال يفقهن من الزواج شيئا ، وال ميلكن من عاطفة األمومـة أما أطفال أمة اإلسالم ، فهم بني أيأطفال مهملون يف . وتربية األطفال لديهن تقوم على مبادئ تربية الدواجن وتسمني اخلراف . واحد باملليون مما متتلكه وحوش القفر

أما يف املدرسة فقد عمد إىل . ومسلسالت وأفالم الدعارة العربية واألجنبية زوايا الغرف حيملقون يف برامج املسوخ املتحركة ، وأغاينيم تغيري املناهج املدرسية ، لسلخ الطفل عن هويته اإلسالمية العربية ، فحذفت أجماد األبطال والبطوالت اإلسالمية ، وبدال منها مت تصم

ومت تغيري . التربية اجلنسية لتثقيف األجيال الناشئة فالغرائز حتتاج إىل تعلم ورمبا يضيفون غدا مناهج . بطوالت ومهية ألبطال من ورق .أساليب التربية والتدريس بإلغاء عقوبة الضرب وإلغاء عقوبة الرسوب ، وإدخال لغة العوملة كمبحث أساسي يف املناهج الدراسية

لدرجة أم رمبا يجربوك على الذهاب ) made in USA( وخالصة القول بأم سيهودون العامل ، حتت غطاء أمريكي مدموغ بـ لصالة اجلمعة

.يف يوم السبت أو األحد بعد إحدى ندوات حوار األديان

وذلك لتسهيل عمليـة سـلب . أما اخلطر االقتصادي ؛ فيتمثل يف ضرب قوانني احلماية اليت وضعت للمحافظة على الثروة الوطنية إذ مل يكفهم ما يقوم به البنـك الـدويل وصـندوق النقـد . يف املصارف العاملية وإفقارها وجتويعها ثروات الشعوب ، وتكديسها

واخلصخصة من ب لثروات الشعوب ، من خالل تغلغل االستثمارات اليهودية يف شىت أقطار العامل ، بعد كل هزة أو أزمة اقتصادية يت هي أحد برامج صندوق النقد الدويل ، أتاحت لرؤوس األموال اليهودية فموجة اخلصخصة ال. مفتعلة بشكل مباشر أو غري مباشر

الدخول للدول العربية ، حتت مسميات شركات أجنبية عاملية كربى ، أو عن طريق شركات حملية بأمساء عربية صورية مقابل حفنة .من الدوالرات

والـيت ) منظمة التجارة العاملية ( يروج لالنضمام له ، أال وهو ) كلينتون ( بل ابتكروا ما هو أخطر بكثري ، الشق األخر الذي كان واملالحظ أن كل مبادئهم اهلدامة عادة ما حتمل صفة التحرير أو التحرر ، وانظر إىل هـذا . تدعو لتحرير التجارة وحترير رأس املال

أما املراد من . لتجارا لذلك فهي حباجة إىل التحرير القول األعرج األعوج ، فالشعوب عندما حتمي سلعتها وصنعتها تصبح مستعمرة، وراء ذلك يف احلقيقة ، فهو السطو على مكتسبات الدول الغنية والفقرية بطرق شرعية ملتوية ، مغطاة بأوراق التغليف الرباقة امللونة

قصده بذلك ، بأنك تستطيع يف البداية على سـبيل ولنوضح ما ن. لتسحر أعني الشعوب املسحوقة مبا يشبه عملية التنومي املغناطيسي املثال ، احلصول على سيارة جيدة بثمن زهيد نتيجة ختفيض اجلمارك والرسوم ، ولكن هذا التخفيض سيترتب عليه عجز كـبري يف

ة حتـت مسـميات املوازنة العامة للدولة ، فمن أين ستغطي الدولة هذا العجز برأيك ، إن مل تعتمد على فرض رسوم وضرائب بديل .أخرى ، لتصل يف النهاية إىل عدم القدرة على شراء الوقود لتلك السيارة ، لعدم قدرة الراتب على تأمني متطلبات احلياة األساسية

135

وبعد أن متكنوا من خلق قطعان من املستهلكني ، تنظر بعني القداسة لكل ما هو غريب ومستورد ، من منتجات ثقافية وتكنولوجيـة كية الطابع ، جاءوا باتفاقيات هذه املنظمة لرفع القيود من قوانني مجركية وضريبية على السلع املستوردة ، وذلك بغيـة فـتح استهال

األسواق الوطنية للسلع األجنبية ، وبالتايل تتهافت اتمعات االستهالكية على تلك السلع ، فتتسرب العملة الوطنية إىل اخلارج بـال لى ذلك عجز كبري يف ميزانيات دول العامل الثالث ، اليت ال متلك صناعات منافسة تعوض وتعيد جزء من العملـة توقف ، ويترتب ع

لذلك ستضطر احلكومات إىل اختاذ إجراءات عالجية عديدة لسد عجز املوازنة ، اليت غالبا ما يتكفل ا صـندوق النقـد . املفقودة املسميات ، مبربرات ومن غري مربرات أحيانا ، باإلضافة إىل تراكم ديون جديـدة وزيـادة الدويل بزيادة الضرائب بكافة األشكال و

، وسيظهر التأثري املدمر على شعوب الدول اليت انضمت هلذه املنظمة ، خالل … الضرائب تعين رفع األسعار تلقائيا ، وهكذا دواليك املؤسسات والشركات الوطنية باإلفالس وااليار تباعا ، ومن مث انتشار البطالة وذلك عندما تبدأ . فترة رمبا ال تزيد عن سنة أو سنتان

.والفقر واجلوع بني مواطنيها انتشار النار يف اهلشيم

تقضي فلسفة االقتصاد بأن تنفق أقل مما تنتج ، وتـدخر الفـائض . هناك فرق شاسع بني فلسفة االقتصاد وفلسفة الدمار واخلراب ، وأما فلسفة الدمار واخلراب تقضي بأن تنفق أضعاف أضعاف ما تنتج ، لتنتهي يف أحضان صندوق النقد الدويل ، وال لتقلبات الزمنوأتساءل كيف عاشـت . على قد حلافك مد رجليك كان حاصال على دكتوراه يف االقتصاد ليصل إىل هذه النتيجة : أظن من قال

.صندوق النقد الدويل وبراجمه اإلصالحية البشرية ما يقارب الستة آالف سنة ، بدون

فأمعن النظر والفكر والوجدان ، يف كل ما يدور من حولك ، يف بيتك ، يف الشارع ، يف املدرسة ، يف اجلامعـة ، يف … أما اآلن على هدي !؟… على أي هدي يسري هذا الواقع الذي حنن عليه اآلن … وأجب هن هذا التساؤل … وطنك ، بل يف العامل أمجع

!أم على هدي أسياد هذا الزمان … القرآن

نبذة بسيطة عن يهود العالم

:ينقسم الشعب اليهودي من حيث المنشأ إلى ثالثة أقسام -16( وأغلبهم أثرياء ، استطاعوا التغلغل يف أوروبا الغربية يف اية القرون الوسطى ، وبدايات عصر النهضة : ـ اليهود الغربيون

دوا ثراء فوق ثراء مبا لديهم من وسائل وإمكانيات وأخالقيات ، جلمع املال بطرق مشروعة وغالبا غري مشروعة ، مل يكن فازدا) 17وقـع " األوروبيون واألمريكيون يمارسوا أو يتنبهوا إليها ، رغم كل حتذيرات الرؤساء والساسة واخلرباء املخلصني ألممهم ، حىت

. ا على عرش االقتصاد العاملي حاليا ، فتربعو" الفأس يف الرأس

وأغلبهم فقراء ، وقد بقي حاهلم كذلك يف بلدان أوروبا الشرقية وروسيا الفقرية ، وكانوا مضطهدين : ـ اليهود الشرقيون اإلشكناز .ومنبوذين يف أغلب األحيان ، ويعيشون فيما يسمى بالغيتوهات أو الكيبوتس

م الذين عاشوا يف البلدان العربية كأفراد ومجاعات ، يتمتعون حبق املواطنة مثلهم مثل غريهم ، وكثري وه: ـ اليهود الشرقيون العرب منهم أجرب على اهلجرة إسرائيل من خالل دبره املوساد اإلسرائيلي من أزمات إلرغامهم على املغادرة ، وبقي جزء منهم يف البلـدان

.العربية لغاية اآلن

136

:ينقسموا إلى ثالث أقسام أما من حيث التوجه فوأغلبهم من يهود الغرب ، ومهمتهم تنفيذ ما جاء يف بروتوكوالت احلكماء ، وحكم العامل اقتصاديا وسياسـيا ، : ـ املتحررون

، يؤمر يكونون فيه شيوخ األمة ، ويضعون الدستور ، ويرمسون السياسية ، وينصبون ملكا من أنفسهم ، دكتاتورا مطلقا على العامل .فيطاع ، ويكون مبثابة اإلله على األرض ، وال إله يف السماء ، فيصبح اليهود أسيادا وبقية خلق اهللا ، بال استثناء عبيدا هلم

وأغلبهم من يهود الشرق األورويب ، ومهمتهم هي تنفيذ أهداف احلركة الصهيونية السياسية ، اليت تلفعت بالـدين : ـ العلمانيون قومي لليهود يف فلسطني ، لرفع االضطهاد والذل الذي الزمهم طيلة ، " غيتو " ، من أجل حتقيق أهدافها السياسية ، بإجياد اليهودي

وإلجياد موطئ قدم هلم ، فنوائب الدهر الغربية غري مضمونه ، فرمبا ينقلبون عليهم يوما ما ويطردوم ، وهم الذين يشكلون األحزاب .اليهودية العلمانية يف الدولة

وأغلبهم من يهود الشرق مبا فيهم يهود البالد العربية ، وظهرت منهم حركات دينية متطرفة كثرية ، ومهمتهم هـي : ـ املتدينون تنفيذ الوصايا التوراتية ، اليت خطها أحبارهم القدماء على شكل نبوءات ، وتتلخص يف استالب األراضي ، وجري السكان الوثنيني ،

يطان ، وهدم املسجد األقصى وبناء اهليكل ، متهيدا للملك اليهودي الداودي القادم ، الذي سيأيت من ربوات القدس ، ليحكم واالست .العامل إىل األبد ، فينتشر احلق والعدل والسالم اليهودي يف األرض ، وهم الذين يشكلون األحزاب الدينية املتطرفة

صلة ، وجوه عديدة لعملة واحدة هي التوراة والتلمود ، أخطر وثيقتني على مستقبل البشرية والعامل وكل هذه األصناف اليهودية يف احملبينما احتل الفكر اليهودي املادي مساحة شاسعة من . ، لذلك احتل التحذير من اليهود واليهودية ، مساحة شاسعة من قرآننا العظيم

.راء العجول الذهبية املادية للسامريون اجلدد عقول أمة اإلسالم ، فنسيت إهلها ، وطفقت تركض و

قاب قوسني ) نظريا ( آخر ما نود قوله ، أن اليهود قطعوا شوطا كبريا ، يف تنفيذ خمططهم الشيطاين للسيطرة على العامل ، حىت صاروا ، ليس على ذكـائهم ومكـرهم أو أدىن ، من الوصول إىل هدفهم النهائي يف ظرف سنني قليلة ، وجناحهم اعتمد يف الدرجة األوىل

ودهائهم فحسب ، بل يف العزف على وتر يطرب له مجيع الناس ، بال استثناء إال من رحم وهدى ريب ، أال وهو سهولة وقوع النفس عدم لـديها البشرية أسرية ألهوائها وأطماعها ، ومن مث إرغامها على اخللود إىل األرض ، لترضى باحلياة الدنيا وتطمئن ا ، عندما تن

ها القيم الروحية اإلميانية ، املتحصلة من فهم حقيقة العالقة ما بني السماء واألرض ، واليت توضحها سورة اإلسراء بكل فصوهلا ، فاقرأ .إن رغبت يف الفهم ، فهي حتكي واقعنا املعاصر بكل فصوله ، ومن أجل أن تفهم فصوهلا ، كان هذا الفصل يف هذا الكتاب

وقد مكر الذين من قبلهم ، فلله المكر جميعا ، يعلم ما تكسب كل نفـس ، : ( مث ماذا ؟ نجيب بقوله تعاىل : سائل وقد يسألم ، فأتى الله بنيانهم من القواعد ، فخر علـيهم قد مكر الذين من قبله: ( وقوله ) الرعد 42(وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار

) . النحل 26( السقف من فوقهم ، وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون

ولة اليهودية العاملية األبدية ، وأمريكا والعلو اليهودي قائم على قاعدتني ، مها إسرائيل كموطن مبا فيها القدس ، كعاصمة مستقبلية للدفال غرابة وال عجب إن أتى اهللا هذا البنيان من القواعد ، فخر على رؤوسهم . كقوة اقتصادية عسكرية ، لتمكني هذا احللم اليهودي

.وعلى رؤوس من يشد على أيديهم سقف أحالمهم وطموحام ، فأتاهم العذاب من حيث ال يشعرون

الفصل بنص من التوراة ، يؤكد لليهود أن عاقبة أفعاهلم ستكون مدمرة ال حمالة ، وأن الكأس اليت جرعوها للشعوب ال بد وخنتم هذاأن يتجرعوها يف النهاية ، حىت لو ختندقوا يف احلصن األمريكي الربيطاين املنيع فذلك لن يجدي نفعا ، ومهما كربت أمريكا وعظمت

.م وأعلى ، وليت عبدة أمريكا من أميت يفقهون ذلك ، لعلهم يرجعون قبل فوات األوان وتعالت فاهللا أكرب وأعظ

137

ويل ملن يكوم لنفسه األسالب ، ويثرى على حساب ما ب ، إمنا إىل مىت ؟ أال يقوم عليك دائنوك بغتة ، أوال يثورون عليك " بقية الشعوب ينهبونك ثأرا ، ملا سفكت من دماء ، وارتكبت فتصبح هلم غنيمة ألنك سلبت أمما كثرية ، فإن . ويمألونك رعبا

ويل ملن يدخر لبنيه مكسب ظلم ، ويشيد مسكنه يف مقام حصني . من جور يف األرض ، فدمرت مدنا ، وأهلكت الساكنني فيها ، حىت بت الدمار على نفسكوجل، حني استأصلت أمما عديدة ، مؤامرتك بيتك بالعارلقد لطخت . ، ليكون يف مأمن من اخلطر

" . ( ويل ملن يبين مدينة بالدماء ، ويؤسس قرية بـاإلمث . حجارة اجلدران تصرخ من شرك ، فتردد الدعائم اخلشبية أصداءها ) 12-6: 2سفر حبقوق : التوراة

قال تعاىل

عنوا بما قالوا ، بل يداه مبسوطتان ، ينفق كيف يشاء ، وليزيدن كثريا منهم ، وقالت اليهود يد الله مغلولة ، غلت أيديهم ، ول( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، القيامة ، ما أنزل إليك من ربك ، طغيانا وكفرا ، وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم

)املائدة 64( ، والله لا يحب المفسدين ويسعون في الأرض فسادا

138

النبوءات التوراتية بين الماضي والمستقبل

إال أا ما زالت حتوي بقية من كالم . العربية واحنيازها بالرغم من حتريف التوراة ونسخها وتأليفها عدة مرات ، وضعف الترمجة إىلاهللا جل وعال ، تستطيع االستدالل عليها من خالل مقابلتها ومقارنتها مع ما لدينا من وحي ، وتستطيع أحيانا مالحظة األساليب اليت

وهذه البقية هي ما كـان يسـتدل . قرآن الكرمي مت ا كتابة التوراة ، من إضافة وحذف وتبديل ملواضع العبارات كما أخرب عنها الاليهود من خالهلا وما زالوا ، على بعض األحداث املستقبلية ، كبعث عيسى وحممد عليهما السالم قدميا ، وما سيقع مـن أحـداث

.النهاية مستقبال

الدافعة يف حتركام الستباق حتقق هـذه وكما قلنا يف الفصل السابق ، أن معرفتهم مبا وجد لديهم من نبوءات ، كانت مبثابة القوة .النبوءات على أرض الواقع ، ومل ولن يألوا جهدا يف استعجاهلا إن وافقت أهوائهم أو يف تعطيلها إن خالفتها

يف هذا الفصل سنتتبع يف البداية ، بعض األخبار اليت وردت يف التوراة بشكل مقتضب وسريع ، ومن مث سنعرض جانبا من النبوءاتم ، التوراتية ، اليت حتققت يف املاضي ، وجانبا من النبوءات اليت مل تتحقق بعد ، مما يساعد على استقراء بعض النبوءات املستقبلية لديه

.لنتعرف على املخاوف اليهودية وتطلعام وأحالمهم وأمانيهم املتعلقة بعودم إىل فلسطني للمرة الثانية

يع التعرف على حقيقة العقلية اليت يفكر ا يهود ، ومن مث قراءة مواقفهم وسياستهم على السـاحتني ومن خالل هذا الكشف تستطرياء العاملية واإلقليمية ، وتستطيع أيضا قراءة سياسات ومواقف أمريكا ، اليت حيكمها ويديرها يف اخلفاء زعماء املؤامرة العاملية من األث

.راة ونبوءاا هي ما سير اليهود يف املاضي ، وهي ما يسيرهم يف احلاضر واملستقبل واحلاخامات اليهود ، لتجد أن التو

ا كتبـت ، ليشتروا به ثمنا قليلا ، فويل لهم مم هذا من عند الله، ثم يقولون يكتبون الكتاب بأيديهمفويل للذين ( قال تعاىل )البقرة 79( أيديهم ، وويل لهم مما يكسبون

وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما ولما جاءهم كتاب من عند الله ، مصدق لما معهم ، ( وقال أيضا )البقرة 89( ، فلعنة الله على الكافرين كفروا به عرفوا

اب ، ويقولون هو من عند الله وإن منهم لفريقا ، يلوون ألسنتهم بالكتاب ، لتحسبوه من الكتاب ، وما هو من الكت( وقال أيضا مو ، ، الله دنع نم وونا هلمعي مهو بالكذ لى اللهقولون عيآل عمران 78( و(

خبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السالم في سفر التكوين

:وعد اهللا لنسل إبراهيم بامتالك األرض

من ر مصر إىل النـهر سأعطي نسلك هذه األرض ، : يف ذلك اليوم ، عقد الرب ميثاقا مع إبراهيم ، قائال: 18: 15: تكوين " " . الكبري ر الفرات

ها أنا أقطع لك عهدي ، فتكون أبا ألمم كثرية ، وأصيرك مثمرا جدا ، خيرج من نسلك ملوك ، فأكون إهلا : 8-4: 17: تكوين " " . ملكا أبديا اليت نزلت فيها غريبا ، أرض كنعانوأهبك أنت وذريتك . لك ولنسلك من بعدك

ـ تكرار الوعد إلبراهيم بأرضني خمتلفتني ، ناتج عن كون التوراة جمعت من مصدرين مختلفني كما سـبق وأوضـحنا ، وأحـد املصدرين أقل تطرفا ومغاالة ، يف التحريف والكذب من اآلخر ، وهذا الوعد مبا أنه كان إلبراهيم ونسله ، فهو ليس حكرا على نسل

.بل يشمل نسل إمساعيل أيضا ، وجند أن النص الثاين يكذب النص األول إسحاق ،

139

:وعد اهللا لهاجر في إسماعيل

وستلدين ابنا وتدعينه إمساعيل ، ألكثرن نسلك فال يعد من الكثرة ، هو ذا أنت حامل ، : وقال هلا مالك الرب 10: 16: تكوين " ] " . وأمام مجيع أخوته يسكن [ ، يع يعادونهويكون إنسانا وحشيا يعادي اجلميع واجلم

ـ مهجي متوحش وإرهايب ومعاد للبشرية ، هذه هي صورة إمساعيل عليه السالم نيب اهللا جد العرب ، وهي ذاا صـورة اإلنسـان ملنتج املنفذ هم اليهـود العريب يف وسائل اإلعالم الغربية ، من سينما وتلفزيون وصحف وجملات ، ومصدر هذه الصورة هو التوراة وا

فالرب يقول ذلك ال كذبة التوراة ، وإذا كان العرب مستاءون من هذه النظرة هلـم ، . املسيطرون على كافة وسائل اإلعالم الغربية ليت حتض فليجرؤ أحدهم على مطالبة اليهود والنصارى ، حبذف كلمات الرب هذه من كتام املقدس ، كما يطالبوننا حبذف اآليات ا

.على قتاهلم من الكتب املدرسية

:وعد اهللا إلبراهيم في سارة ونسلها

أما ساراي زوجتك ، وأباركها وأعطيك منها ابنا ، سأباركها وأجعلـها أمـا : وقال الرب إلبراهيم : 19-15: 17: تكوين " وتدعو امسه اسحق وأقيم عهدي معه ، ومع ذريته من لشعوب ، ومنها يتحدر ملوك أمم ، إن سارة زوجتك هي اليت تلد لك ابنا ،

" .بعده إىل األبد

:وعد اهللا إلبراهيم في إسماعيل ونسله

وأما إمساعيل فقد استجبت لطلبتك من أجله ، سأباركه حقا ، وأجعله مثمرا ، وأكثر ذريته جدا ، فيكون أبا : 20: 17: تكوين " صبح أمة كبرية الثين عشر رئيسا يلد ، وي. "

:هجرة هاجر وإسماعيل إلى صحراء فاران

فنهض إبراهيم يف الصباح الباكر ، وأخذ خبزا وقربة ماء ، ودفعهما إىل هاجر ، ووضعهما على كتفيها ، : 21-14: 21: تكوين " يب حتت إحدى األشـجار ، وعندما فرغ املاء من القربة ، طرحت الص. مث صرفها مع الصيب ، فهامت على وجهها يف برية بئر سبع

ناداها مـالك . ( ، ورفعت صوا وبكت ) حىت ال تشهد موت الصيب : تربيرهم ( ومضت وجلست قبالته ، على بعد مائة متر ، ، مث فتحت عينيها ، فأبصرت بئر ماء ، فذهبت ومألت " قومي وامحلي الصيب ، وتشبثي به ألني سأجعله أمة عظيمة ) : " الرب قائال

وسكن يف صحراء فاران ، وبرع يف رمي القوس ، واتخذت له أمه زوجة من مصروكان اهللا مع الصيب فكبر ، . لقربة وسقت الصيب ا. "

ـ يف هذا النص يوحي كتبة التوراة ، أن إبراهيم ختلى عن هاجر وابنها وطردمها طردا ، ويقولون يف بداية النص أنه سكن بئر السبع ، م تفجرت فيها ، ويف اية النص يقولون بأنه سكن يف صحراء فاران ، وهذا يعين أن التسمية العربية القدميـة لصـحراء وأن بئر زمز

اجلزيرة العربية هو صحراء فاران ، وجبال فاران هي جبال مكة أو اجلزيرة العربية ، ولذلك كان اليهود يعلمون على وجه التحديد ، .عث يف جزيرة العرب ، مما دفعهم للرحيل إليها واإلقامة فيها أن نبيا من نسل إمساعيل سيب

التبشير بمحمد عليه الصالة والسالم في سفر التثنية على لسان موسى عليه السالم

هلذا أقيم هلم نبيا من بني أخوم مثلك ، وأضع كالمي يف فمه ، فيخاطبهم بكل ما آمره بـه ، : فقال يل الرب : 18: 18: تثنية " " . وكل من يعصي كالمي ، الذي يتكلم به بامسي ، فإين أحاسبه

140

ـ وقول موسى عليه السالم نبيا من بني أخوم ، يعين أنه من غري بين إسرائيل بل من أخوم ، وأخوم كما نعلم هم نسل إمساعيل القول بطبيعة احلال ال يشري إىل عيسى عليه السـالم ، وهذا) 12: 16( عليه السالم ، بداللة التوراة نفسها يف النص الوارد أعاله

وقوله نبيا مثلك يعين مياثله يف كل شيء تقريبا ، من حلظة والدته مبا مشله اهللا من رعاية وعنايـة وبعثـه . كون أمه من بين إسرائيل .ورسالته ومعاناته وحىت مماته عليه السالم

وأتى من ، وتألأل من جبال فاران، وأشرق هلم من سعري، جاء الرب من سيناء) : م موسى عليه السال( فقال [ 2: 33: تثنية " ] " . ربوات القدس ، وعن ميينه نار شريعة هلم

:ـ وهذا النص حيمل يف ثناياه أربع نبوءات هي

اح على موسى عليـه يف وادي عربة ، مكان الوحي الذي أنزلت فيه األلو) طور سيناء ( وسيناء هو . جاء الرب من سيناء .1 .السالم

انتبذت مـن واذكر في الكتاب مريم إذ ( ، حيث بعث عيسى عليه السالم باإلجنيل ، قال تعاىل . وأشرق هلم من سعري .2) املؤمنـون 50( ربوة ذات قرار ومعـني هما إلى وجعلنا ابن مريم وأمه ءاية وءاوين( وقال ) مرمي 16( أهلها مكانا شرقيا

.وسعري على ما يبدو من اآليات الكرمية ، هي منطقة شرقي القدس تقع على تلة ذات أشجار مثمرة وفيها عني ماء جارية

عيل بداللة التوراة نفسها ، جبال فاران هي جبال اجلزيرة العربية حيث تقع مكة ، مكان سكىن إمسا. وتألأل من جبال فاران .3وهذا . داللة على ما سيكون لإلسالم من شأن عظيم ) الحظ هنا الفعل تألأل ( حيث بعث حممد عليه الصالة والسالم بالقرآن

علمهم الكتاب والحكمة ويزكيهمرسولا منهم يتلو عليهم ءايتك ويربنا وابعث فيهم ( دعاء إبراهيم وإمساعيل عليهما السالم يمكالح زيزالع تأن ك( وهذه استجابة دعائهما ) إبراهيم 129(إن نييي الأمث فعي بالذ وه هاتءاي همليلو عتي مهنولا مسر

و ابتالك مهلمعيو كيهمزيةوكموا الحإن كانبنيولال مي ضل لفقب ناجلمعة 2( م(

. وهي النبوءة اليت مل تتحقق لغاية اآلن حيث ال شريعة جديدة بل جتديد لشريعة قائمة . وأتى من ربوات القدس .4

:ـ والنبوءة األخرية فسرت على ثالثة أقوال

.ة اإلسالمية واتخاذ القدس عاصمة هلا ظهور املهدي وعودة اخلالف: املسلمون •

ظهور ملك اليهود املنتظر الذي سينتصر على أعداء إسرائيل يف حرب العاملية النووية الثالثة ، ومن مث حيكم العامل : اليهود • .إىل األبد

ومن مث حيكم العامل مدة عودة عيسى عليه السالم ليخلص أتباعه برفعهم فوق السحاب عند نشوب تلك احلرب ، : النصارى • .ألف عام

سفر إشعياء يخبر عن نبينا عليه الصالة والسالم وعن أمته

أخبرنـي : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قلت : عن عطاء بن يسار ، قال " مما روى البخاري يف صحيحه نقال ع ، اةروي التف لمسو هليع لى اللهص ، ول اللهسر فةص : آني القرف هفتض صعبب ، اةروي التف وفصولم هإن اللهل ، وا ( أجي

، وحرزا للأميني أنت عبدي ورسولي سميتك املتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولـا ) أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرايقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا إله إلا ه حتىسخاب في الأسواق ، ولا يدفع بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الل

. وأخرجه أمحد يف مسنده " . الله ، ويفتح بها أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا

141

نا ، فلما أخذتهم الرجفة ، قال رب لو شئت أهلكتهم من قبـل وإيـاي ، قومه سبعني رجلا لميقات موسىواختار ( وقال تعاىل شت ني مدهتاء وشت نا مل بهضت ، كتنتإلا ف يا ، إن هناء مفهل السا فعا بمكنلها ،أتنيلو تا اء ، أنلن رافاغفنمحارو تأنو ،

رينافالغ ري155(خ( ، ةري الآخفة ونسا حينالد هذي ها فلن باكتوكا إليندا هاء ، إنأش نم به يبذابي أصي ، قال عتمحروالذين يتبعون الرسول النبـي )156( للذين يتقون ، ويؤتون الزكاة ، والذين هم بآياتنا يؤمنون وسعت كل شيء ، فسأكتبها ،

يجيل، الأمالإنو اةروي التف مهدنا عوبكتم هونجدي يالذ ،رعبالم مهرأميكر، وفنن المع ماههنيو ، ـاتبالطي مل لهحيو ،ر ، فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النـو والأغلال التي كانت عليهم، ويضع عنهم إصرهم، ويحرم عليهم الخبائث

قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله )157(الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ومن قوم موسى )158(ي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النب

) األعراف 159( أمة يهدون بالحق وبه يعدلون

:خاتم النبوة على كتفه واسمه أحمد إين لغالم يفعة ابن سبع أو مثان ، إذا يهودي : عن حسان بن ثابت ، قال " أليب الفرج ) ألمم املنتظم يف تاريخ امللوك وا( من كتاب

فأدركه : طلع جنم أمحد الذي ولد هذه الليلة ، قال : قال ! ما لك ، ويلك : يا معشر يهود ، فلما قالوا : بيثرب ، يصرخ ذات غداة " .اليهودي ومل يؤمن به

يـا : وكان مبكة رجل من اليهود حني ولد ، فلما أصبح قـال … : أخربنا أبو احلسن بن الرباء قالت آمنة ) " املنتظم ( من كتاب ولد الليلة نيب العرب ، به شامة بني منكبيه سوداء فيها شعرات ، فرجع : ال نعلمه ، قال : معشر قريش ، هل ولد فيكم مولود ؟ قالوا

ذهبت النبوة من بين إسرائيل ، هذا الذي : عبد املطلب غالم فلقوه فأخربوه ، فنظر إليه فقال ولد الليلة ل: القوم فسألوا أهليهم فقيل " .سره أحبارهم ، يا معشر قريش واهللا ليسطون بكم سطوة ، خيرج نبأها من املشرق إىل املغرب

: 9… أضاء عليهم نور عظيماملوت ، ، واملقيمون يف أرض ظالل أبصر نورا عظيماالشعب السالك يف الظلمة : 2: 9: إشعياء " مشريا ، إهلا قديرا ، أبا أبديا ، رئيس السالم، ويدعى امسه عجيبا ، ويعطى لنا ابن حيمل الرياسة على كتفهألنه يولد لنا ولد ، : 6-7

رب ، من اآلن وإىل األبد ، إن غرية الرب ، ليثبتها باحلق وال عرش داود ومملكته، وال تكون اية لنمو رياسته وللسالم ، اللذين يسودان " .تتم هذا

لذلك سيقطع الرب من إسـرائيل ، يف يـوم . إن الشعب مل يرجع تائبا إىل من عاقبه ، وال طلب الرب القدير : 13: 9: إشعياء " " .واحد الرأس والذنب ، النخل واألسل

:ـ علم اليهود من خالل النص األول

ر عند مولد أمحد ، أن جنما عظيما سيظه .1

وأن عالمة النبوة ستكون على كتفه ، .2

. أما امسه العجيب يف هذا املوضع فوصفته أقالم الكهنة ، مبشري وإله وأب ورئيس سالم .3

أما رسالته فتشمل مشارق األرض ومغارا حىت قيام الساعة ، .4

. أما إضافة عرش داود ومملكته فهي من أمانيهم وأحالمهم .5

142

لثاين فيؤكد انقطاع النبوة وخروجها من بين إسرائيل مبولد هذا النيب ومبعثهأما النص ا .6

:هو ملك البر ورؤساءه يحكمون بالعدل أي ليس إهلا ] ( ويكون إنسان : [ 2، ) اخللفاء ( ، ورؤساء حيكمون بالعدل ) حممد ( ها إن ملكا ميلك بالرب : 1: 32: إشعياء "

ذ من الريح ، وكملجأ من العاصفة ، أو كجداول مياه يف صحراء ، أو كظل صخرة عظيمة يف أرض كمال) كما صوره النص السابق ( فتفهم وتعلم العقول املتهورة ، وتنطق بطالقة األلسنة الثقيلة : 4عندئذ تنفتح عيون الناظرين وتصغي آذان السامعني ، : 3، جدباء

إىل مرج خصيب ، ويحسب املرج غابة ، عندئذ ) الصحراء ( ، فتتحول الربية ، حىت تنسكب علينا روح من السماء… ) . األميون " .، ويقيم الرب يف املرج اخلصيب ، فيكون مثر الرب سالما ، وفعل الرب سكينة وطمأنينة إىل األبد يسكن العدل يف الصحراء

:صفة المصطفى عليه الصالة والسالم : 2ذي أعضده ، خمتاري الذي ابتهجت به نفسي ، وضعت روحي عليه ليسوس األمم بالعدل ، هو ذا عبدي ال: 1: 42: إشعياء "

أي ] ( خامدة [ ، وال يطفئ فتيلة ) أي يقيمها ( ال يكسر قصبة مرضوضة : 3ال يصيح وال يصرخ ، وال يرفع صوته يف الطريق ، ال يكل وال تثبط له مهة ، حىت يرسـخ 4، ) ناس ، بل يحسن إليهم أي أنه ال يسيء إىل ال( ، إمنا بأمانة يجري عدال ، ) يشعلها

أنا الرب قد دعوتك بالبر ، أمسكت بيدك وحافظت عليك ، وجعلتك عهدا للشعب : 6العدل يف األرض ، وتنتظر اجلزائر شريعته ، ها النبوات السالفة : 9اجلالسني يف ظلمة احلبس ، لتفتح عيون العمي ، وتطلق سراح املأسورين يف السجن ، وحترر : 7ونورا لألمم ،

"… تتحقق ، وأخرى جديدة أعلن عنها ، وأنبئ ا قبل أن حتدث ،

:رسالة اإلسالم وصفة حملتها ألن الرب مسحين ألبشر املساكني ، أرسلين ألضمد جراح منكسري القلوب ) الوحي ( روح السيد الرب علي : 1: 61 :إشعياء "

إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا ( ألعلن سنة الرب املقبولة : 2، ألنادي للمسبيني بالعتق وللمأسورين باحلرية ، مهنيا بيغب لمالع ماءها جم دعب نإلا م ابتآل عمران 19( الك ( ، …

القصص 54(… أولئك يؤتون أجرهم مرتين) 53( إنا كنا من قبله مسلمني( عن عاركم تنالون ضعفني من املرياث وعوضا: 7 (…

97( ن ما كانوا يعملونولنجزينهم أجرهم بأحس( ألين أنا الرب أحب العدل ، وأمقت االختالس والظلم ، وأكافئهم بأمانة : 8 …، وأقطع معهم عهدا أبديا ، ) النحل

سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلـك ( وتشتهر ذريتهم بني األمم ، ونسلهم وسط الشعوب ، وكل من يراهم يعرفهم : 9 اةروي التف مثلهم شعب باركه الرب ،) مأ قروي ، …

كزرع ( كما تنبت األرض مزروعاا ، واحلديقة خترج نباتاا ، هكذا السيد الرب ينبت الرب والتسبيح ، ينبتان أمام كل األمم : 11الكفار يظ بهمغيل اعرالز جبعي هوقلى سى عوتلظ فاسغتفاس هرفآز طأهش جرأخ (

[ ال أسـتكني ، … ، ال أصمت ، و) هذه إحدى حتريفام ، واألصل إكراما خلري أمة أخرجت للناس ( إكراما لصهيون: 1: 62فترى األمم برك وكل امللوك جمدك ، وتدعني باسم جديد يطلقه عليك فم : 2، ] حىت خيرج برها كضياء ، وخالصها كمصباح متقد

) . احلج 78( مني من قبلهو سماكم المسل( الرب

143

:وهب بن منبه يجمل ما تفرق من نصوص التوراة ) املنتظم ( وقارن كل ما تقدم مع ما قاله وهب بن منبه أحد مسلمي اليهود ، حيث أمجل كل هذه النبوءات يف هذا النص من كتاب

ين مبعث نبيا أميا ، أفتح به آذانا صما ، وقلوبا غلفا ، وأعينا عميا ، أوحى اهللا تعاىل إىل إشعياء ، إ: قال وهب بن منبه " أليب الفرج ، عبدي املتوكل املرفوع احلبيب ايب ، ال جيزي بالسيئة السيئة ، ولكن وملكه بالشام، ) املدينة املنورة ( مولده مبكة ومهاجره طيبة

ب يف األسواق ، وال متزين بالفحش وال قوال ، أسدده لكل مجيل يعفو ويصفح ، ويغفر باملؤمنني ، وليس بفظ وال غليظ ، وال صخا، وأهب له كل خلق كرمي ، وأجعل السكينة لباسه ، والرب شعاره ، والتقوى واحلكمة مقولته ، والصدق والوفاء طبيعته ، والعفـو

به بعد … وأمحد امسه ، أهدي به بعد الضاللة ، واملغفرة واملعروف خلقه ، والعدل واحلق شريعته ، واهلدى إمامه ، واإلسالم ملته ،ل أمته اجلهالة ، وأكثر به بعد القلة ، وأغين به بعد العيلة ، وأمجع به بعد الفرقة بني قلوب خمتلفة ، وأهواء متشتتة ، وأمم متفرقة ، أجع

وإخالصا يل ، وتصديقا ملا جاء به رسلي ، وهم خري أمة أخرجت للناس ، تأمر باملعروف وتنهى عن املنكر ، توحيدا يل ، وإميانا يب ، " .، طوىب لتلك القلوب ) النور ( دعاة الشمس

:اليهود ينكرون نبوة أحمد عليه الصالة والسالم حسدا وبغيا يبعث ، كانت يهود قريظة والنضري وفدك وخيرب ، جيدون صفة النيب قبيل أن: عن ابن عباس قال " أليب الفرج ) املنتظم ( من كتاب

محد ، وأن دار مهاجره املدينة ، فلما ولد رسول اهللا ، قالت أحبار اليهود ولد أمحد الليلة ، هذا الكوكب طلع ، فلما تنبأ ، قالوا تنبأ أ " .قد طلع الكوكب ، كانوا يعرفون ذلك ويقرون به ، وما منعهم من اتباعه إال احلسد والبغي

وفيمـا . التوراة اليت حتققت يف املاضي ، وعرضا لكيفية فهمهم إلشاراا ورموزها وتفسريهم هلا كان هذا عرضا لبعض من نبوءاتيلي سنبدأ بعرض أغلب نبوءام املستقبلية ، والتفسريات املعاصرة هلا من الرواد الغربيون من اليهود والنصارى ، مع التعقيب عليهـا

.أحيانا

نبوءات سفر ارميا

:بعدها المرة األولى وماوقد : 5… على مدى ثالث وعشرين سنة ، والرب يوحي إيل بكلمته ، فخاطبتكم ا ، ولكنكم مل تسمعوا ، : 3: 25: ارميا "

وال تضلوا وراء آهلـة : 6… توبوا اآلن لريجع كل واحد منكم ، عن طرقه الشريرة ، وممارساته األثيمة ، ) : األنبياء ( قالوا لكم غري أنكم مل تسمعوا يل ، بل أثرمت غيظي مبا جنته أيديكم ، فاستجلبتم على أنفسكم الشر ، : 7ال أنزل بكم أذى ، عندئذ… أخرى

، وآيت ا إىل فها أنا أجند مجيع قبائل الشمال ، بقيادة نبوخذ نصر عبدي: 9ألنكم عصيتم كالمي ، : لذلك يقول الرب القدير : 8: 10هلكون مجيع سكاا ، مع سائر األمم احمليطة ا ، وأجعلهم مثار دهشة وصفري ، وخرائب أبدية ، هذه األرض ، فيجتاحوا وي

فتصبح هذه األرض بأسـرها قفـرا خرابـا ، : 11وضجيج الرحى ونور السراج ، … وأبيد من بينهم أهازيج الفرح والطرب ، ختام السبعني سنة أعاقب ملك بابل وأمته ، وأرض الكلدانيني علـى ويف : 12وتستعبد هذه األمم مللك بابل ، طوال سبعني سنة ،

ن يف : 13، يقول الرب ، إمثهم ، وأحوهلا إىل خراب أبديوأنفذ يف تلك األرض ، كل القضاء الذي نطقت به عليها ، كل مـا دوظماء يستعبدوم أيضا ، وهكذا أجازيهم مبقتضـى إذ أن أمما كثرية وملوكا ع: 14هذا الكتاب ، وتنبأ به إرميا على مجيع األمم ،

" . أفعاهلم ، وما جنته أيديهم من أعمال أثيمة

144

ـ نص النبوءة يف هذه الفقرة ، باملقارنة مع نص النبوءة األصلي يف سفر التثنية ، هو حمض افتراء وتزوير ، فالكاتب يف الواقع يسـرد وأمكنة وأزمنة ، مع أنه حيكيها بصيغة املستقبل ، ويف النهاية يسكب بعضا من حقـده تارخيا ألحداث بعد وقوعها ، حيدد فيه أمساء

الدفني على بابل وأهلها ، فاضحا األثر النفسي الذي كان يعتريه عند كتابتها ، وهذا يؤكد أن هذا النص أعيدت كتابته باإلضافات يقول بأن الطائر اجلارح سيأيت من املشرق ، وسفر إرمياء يقول أن نبوخذ من قبل مؤلفي التوراة بعد السيب البابلي ، فمثال سفر إشعياء

نصر يأيت من الشمال ، ويف احلقيقة رمبا يكون كال األمرين بناء على نصوص التوراة صحيح ، ليكون خروج نبوخذ نصر من الشرق وىل مل تكن معروفة إال بعد حتقق البعـث ، فلـذلك ، أما جهة املخرج يف املرة األ) محاة ( ، وغزوه ململكتهم من الشمال ) بابل (

.كانت الفقرة السابقة سردا تارخييا

:المرة الثانية وما بعدها مسعنـا ) : مث يقول ( ، وأعيدهم إىل األرض اليت أعطيتها آلبائهم فريثوا ، … ها أيام مقبلة أرد فيها سيب شعيب : 3: 30: ارميا "

ولكنها ، ما أرهب ذلك اليوم ، إذ ال مثيل له ، هو زمن ضيق على ذرية يعقوب ، … ض السالم ، صراخ رعب ، عم الفزع وانقرفـال ) أي أرفع قيود العبودية والـذل عنـهم ( أحطم أنيار أعناقهم وأقطع ربطهم : ستنجو ، يف ذلك اليوم ، يقول الرب القدير

فريجع نسـل إسـرائيل ، ويطمـئن … د ملكهم الذي أقيمه عليهم ، يستعبدهم غريب فيما بعد ، بل يعبدون الرب إهلهم ، وداو، أم أنت فال أفنيك أودبك باحلق ، وال أبرئك تربئـة ، فأبيد مجيع األمم اليت شتتك بينها… ويستريح ، من غري أن يضايقه أحد ،

ال عالج هلا ، إذ ال يوجد من يدافع عن دعـواك ، إن جرحك ال شفاء له ، وضربتك ) اخلطاب موجه ألورشليم ( ، … كاملة ، ، قد نسيك حمبوك ، وأمهلوك إمهاال ، ألين ضربتك كما يضرب عدو ، وعاقبتك عقاب مبغض قاس ، ألن إمثك عظيم وخطاياك …

يك إىل السيب ، ويصـبح ولكن سيأيت يوم يفترس فيه مجيع مفترسيك ، ويذهب مجيع مضايق، هلذا أوقعتك باحملن ، … متكاثرة ، " . ناهبيك منهوبني ، ألين أرد لك عافيتك وأبرئ جراحك

ـ هذه الفقرة تتحدث عن املرة الثانية وعقام الثاين ، وهذا النص منقول كامال مع حذف بعض العبارات الزائدة كعبارة يقول الرب ظلموا أجياهلم القادمة من حيث ال يعلمون ، فكذبوا الكذبة وصـدقها أو ما شابه ، فانظر ماذا أضافوا إليها ، لقد أضاعوا احلقيقة و

أبنائهم ، وأصبحت من صميم معتقدام ، فاملعاصرين من اليهود والنصارى يتعاملون مع كل نصوص التوراة بغثها ومسينها ، على أا وأخطر ما يف . ، كما يعتربوا هم هو كل ما حتته خط وما أضيف إىل هذه النبوءة املستقبلية. من عند اهللا ، وأن ال جمال لتكذيبها .هذه اإلضافة هو تفسريهم املعاصر هلا

نبوءات حزقيال المستقبلية

حزقيال هو ثالث األنبياء الكبار ، ويقال أنه أحد الذين سبوا إىل بابل ، وحيتوي كتابه على كثري من النبوءات املستقبلية ، فيما خيصنية ، وأحداث آخر الزمان وما سيقع فيها من حروب ، وهذا الكتاب وما يأيت بعده يف الترتيب من كتب أنبياء التوراة عودة اليهود الثا

، أصبح مادة دمسة للباحثني يف القرن املاضي ، فيما يتعلق بأحداث آخر الزمان ، كنهاية اليهود واحلرب والعاملية الثالثـة وظروفهـا ثانية إىل األرض ، وفيما يلي عرض لنبوءاته حسب تسلسلها يف التوراة ، الذي كما يبدو حافظ عليه كتبة ونتائجها ، وعودة املسيح ال

.التوراة

145

:تأكيد الوعد بالعقاب وتبيان أسبابه وغاياته من لذلك … ، فخالفت أحكامي بأشر مما خالفتها األمم … هذه هي أورشليم اليت أقمتها يف وسط الشعوب : 5: 5: حزقيال "

، ها أنا أنقلب عليك يا أورشليم ، وأجري عليك قضاء على مشهد من األمم ، … حيث أنكم متردمت أكثر من األمم احمليطة بكم ، ، فأنا أيضا أستأصل ، وال تترأف … فأصنع بك ما مل أصنعه من قبل ، وما مل أصنع مثله من بعد ، عقابا لك على مجيع أرجاسك ،

ثلث سكانك ميوتون بالوبأ واجلوع يف وسطك ، وثلث ثان يقتل حولك بالسيف ، وثلث أخري أشتته بني … عليك عيين وال أعفو وأجعلك خرابا وعارا بـني … األمم ، وأتعقبه بسيف مسلول ، وهكذا أنفس عن غضيب ، وخيمد سخطي ، إذ أكون قد انتقمت

" . أنا الرب قد قضيت… األمم

.ثلثي اليهود ، وشتات ثلث سيكون عرضة للقتل والتنكيل واالضطهاد ـ هذا النص يؤكد مقتل

:نزول العقاب ببني إسرائيل في جميع مواطن إقامتهم ، وأطرح قتالكم أمام أصنامكم ، … ها أنا أجلب عليكم سيفا وأهدم مرتفعاتكم ، فتصبح مذاحبكم أطالال ، : 3: 6: حزقيال "

ميـوت … ، وحيثما تقيمون تتحول مدنكم إىل أطاللثام ، وأذري عظامهم حول مذاحبكم ، وألقي جثث أبناء إسرائيل أمام أووأمد يدي عليهم يف مجيـع مـواطن ، … البعيد بالوبأ ، والقريب يصرعه السيف ، والباقي منهم واملحاصر تقضي عليهم ااعة ،

" . إقامتهم

.امتهم ، ويؤكد بأن مدم اليت يتواجدون فيها ستصبح خرابا ـ هنا يؤكد نزول العقاب م على اختالف أمكنة إق

: شدة العقاب وآثاره النفسية على البقية الناجية أما الناجون منهم ، فيلوذون باجلبال كحمام األودية … السيف مسلط من اخلارج ، والوبأ واجلوع من الداخل : 15: 7: حزقيال " ، ) املالبـس اخلشـنة ( يع األيدي مسترخية ، وكل الركب مائعة كاملياه ، يتلفعون باملسوح ، مج يبكي كل واحد منهم على إمثه،

ويطرحون فضـتهم يف الشـوارع ، . على رؤوسهم ) الصلع ( ، ويطغى القرع ويكسو العار وجوههم مجيعا، ويغشاهم الرعب " .ب ويضحي ذهبهم جناسة ، وتعجز فضتهم وذهبهم عن إنقاذهم يف يوم غضب الر

:الوعد بالعودة إلى فلسطين من الشتات يا ابن آدم ، قل ألخوتك وأقربائك وسائر شعب إسرائيل ، يف الشـتات : مث أوحى الرب إيل بكلمته ، قائال 14: 11: حزقيال "

قد فرقتهم بني األمم ولكن إن كنت ،. ابتعدوا عن الرب ، لنا قد وهبت هذه األرض مرياثا : معك ، الذين قال هلم سكان أورشليم سأمجعكم من بني الشـعوب ، : لذلك قل هلم . ، وشتتهم بني البالد ، فإين أكون هلم مقدسا صغريا ، يف األراضي اليت تبددوا فيها

تة ورجاساا وعندما يقبلون إليها ينتزعون منها مجيع أوثاا املمقو. وأحشدكم من األراضي اليت شتتكم فيها ، وأهبكم أرض إسرائيل ، ) أي اإلحسان واإلصالح بترك أوثام وأرجاسهم ، ولكنهم عملوا ويعملون على انتزاع الفلسطينيني وهدم أوثـام املقدسـة (

لكـي أعطيهم مجيعا قلبا واحدا ، وأجعل يف دواخلهم روحا جديدا ، وأنزع قلب احلجر من حلمهم ، وأستبدله بقلب من حلـم ، أما الذين ضـلت : يقول السيد الرب . ويطيعوا أحكامي ويعملوا ا ، ويكونون يل شعبا وأنا أكون هلم إهلا يسلكوا يف فرائضي ،

) " .فإن أحسنوا فلها وإن أساءوا فعليها ( قلوم وراء أوثام ورجاسام ، فإين أجعلهم يلقون عقاب طرقهم على رؤوسهم

146

:اهللا ، ألنها السبيل الوحيد للنجاة الحث على اإلحسان والتوبة والرجوع إلى، أطرقي غري عادلة يا بيت ومع ذلك يقول بيت إسرائيل إن طريق الرب غري عادلة: يقول السيد الرب : 32-29: 18: حزقيال "

توبـوا : لرب يقول السيد ا. لذلك أدينكم يا شعب إسرائيل ، كل واحد مبقتضى طرقه ! أليست طرقكم هي املعوجة ؟! إسرائيل ؟اطرحوا عنكم كل ذنوبكم ، واحصلوا ألنفسكم على قلب جديـد . ، فال يكون لكم اإلمث معثرة هالك وارجعوا عن ذنوبكم كلها

" .ا فتوبوا واحيوإذ ال أسر مبوت أحد ، ! وروح جديدة ، فلماذا متوتون يا شعب إسرائيل ؟

ترفون بذلك ، بل يدعون بأن الرب غري عادل بعقام على فسادهم ، كمـا ـ يؤكد النص على فسادهم على الدوام ، وأم ال يع .وحيضهم النص على التوبة والعودة ، ويحذرهم من اهلالك إن مل يفعلوا

:التحذير المسبق من االغترار بالقوة ، ومن االستهانة بما أنذرهم اهللا به ا ابن آدم ، فتنهد بقلب منكسر وحزن ومرارة ، فإن سألوك على ماذا تتنهد أما أنت ي: يقول السيد الرب : 16-6: 21: حزقيال "

، ها هي تذيب كل قلب ، فتسترخي األيدي ويعتري القنوط كل روح ، وتصبح الركب كاملاء على األخبار الواردة اليت : ؟ جتيبهم سيف ، سيف قـد مت سـنه : هذا ما يعلنه الرب : تنبأ وقل يا ابن آدم ، : وأوحى إيل بكلمته قائال . واردة وال بد أن تتماألخبار

االبن إسرائيل الدولة ، والعصا كناية عن القوة ( عصا ابين : وصقله ، قد سن للذبح املربم ، وصقل ليومض بالربيق ، فهل نبتهج قائلني ، وقد أعطي السيف ليصـقل وجيـرد ) بقوتنا مبعىن فهل نسخر من هذا السيف ونستهزئ جبربوته مغترين! ( حتتقر كل قضيب ؟)

بالكف ، وها هو بعد سنه وصقله يسلم ليد القاتل ، اصرخ واعول يا ابن آدم ، ألنه يتسلط على شعيب ، وعلى كل رؤساء إسرائيل ، وجـود ( نه امتحان أل: يقول السيد الرب ) . ندبا ( يتعرض شعيب ألهوال من جراء هذا السيف ، لذلك اضرب على صدرك فزعا

مبعىن ماذا ستكون عاقبتها ، إذا ! ( ؟) المزدرية ، غري اآلة بالعقاب ( ، وماذا حيدث إن مل تقبل العصا املحتقرة )إسرائيل يف فلسطني ف مرتين ، وليضرب السيفتنبأ يا ابن آدم ، واصفق كفا على كف ، ) : قضيت ( أنا الرب قد تكلمت ) . رسبت باالمتحان اإلهلي

، إنه سيف القتلى ، سيف ازرة العظيمة املحدقة م ، لكي تذوب القلوب ، ليتهاوى كثريون عند كل بوابام ، بل ثالث مراتفيا سيف اجرح ميينا ، اجرح مشاال ، اجرح حيثما توجه حدك ، وأنا أيضـا أصـفق . هلذا جردت سيفا متقلبا براقا مصقوال للذبح

" .، وأسكن غضيب بكفي

ـ هذا النص يصف اجلنب اليهودي وحالة الرعب اليت ستصيبهم ، عندما يدخل عليهم هذا السيف الذي يعرفونه جيدا ، والذي مزق وحيذر النص من االستهزاء ذا السيف ، واالغترار بالقوة ، ألنه سيف من صنع اهللا ، وسيسلم ليد . أجسادهم شر ممزق ذات مرة

. اتل يف املوعد املحدد ، ويؤكد أن الرسوب يف االمتحان أي اإلفساد ، معناه نفاذ القضاء بوقوع ازرة الق

: من أرض واحدة يخرج البعثان من أرض واحدة . أما أنت يا ابن آدم ، فخطط طريقني لزحف ملك بابل : وأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 19: 21: حزقيال "

النص الثاين ] ( من أرض واحدة خترج االثنتانوأنت يا ابن آدم ، عين لنفسك طريقني ، يء سيف ملك بابل ، [ انخترج الطريق، ألنكم ذكرمت بإمثكم ، إذ انكشف متردكم ، فتجلت خطاياكم يف كل ما ارتكبتموه من أعمال ، هلذا ... ، ) من النسخة األخرى

، ساعة العقاب النـهائي باليد ، وأنت أيها املطعون األثيم ، ملك إسرائيل ، يا من أزف يومه يف إذ ذكرمت بأنفسكم ، يقبض عليكم ، ) اجعل الوضيع عاليا ، والعايل وضيعا ( اخلع العمامة وانزع التاج ، فلن يبقى احلال كسالف العهد به ، ارفع الوضيع ، وضع الرفيع

للذي يأيت مـن ربـوات ( إىل أن يأيت صاحب احلكم ، فأعطيه إياه ) تاج امللك ( ى منه أثر ها أنا أقلبه ، أقلبه ، أقلبه ، حىت ال يبق ) " . القدس

147

ـ هذه النبوءة توضح هلم أن أرض اخلروج الثاين هي بابل ، مبا ال يدع جماال للشك ، وأن البعث عقاب هلم إلفسادهم ، وأن ملكهم ه عندما يأيت من ربوات القدس ، وهي النبوءة الرابعة واألخرية اليت أخرب عنها موسى سيزول ال حمالة ، وأن تاج امللك سيعطى لصاحب

ومبا أم ال يفقهون وال يعلمون ، وعقوهلم وقلوم كاحلجارة أو أشد قسوة ، فهم ال يتقبلون فكـرة زوال . عليه السالم قبل موته وأحبائه ، حسب ما علمهم كهنتهم وأحبارهم ، لذلك فهـم سـيعملون ملكهم ، وذهاب امللك لغري شعب اهللا املختار وأبناء اهللا

املستحيل للمحافظة على بقائهم يف فلسطني ، بغض النظر عن إفسادهم فيها ، ليخرج هذا امللك التورايت املنتظر فيهم ، ليحكموا العامل .من خالله إىل األبد

: وصف اإلفساد والعقاب في المرة الثانية إذا عرفهـا بكـل ! ؟ املدينة السافكة الدماءوأنت يا ابن آدم ، أتدين : وأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 17-2: 22: حزقيال "

أيتها املدينة اليت تسفك الدماء يف وسطها ، لتستجلب العقاب : هذا ما يعلنه السيد الرب : ، وقل ) أي بين صفة إفسادها ( رجاساا وبلغـت منتـهى قد قربت يوم دينونتك ، . وتنجست مبا عملت من أصنامك، ت مبا سفكت من دماء قد أمث، … ، على نفسها

هو ذا كل واحد من ، كثرية الشغب، يا يا جنسة ، أنت… ، لذلك جعلتك عارا عند األمم ، ومثار سخرية جلميع البلدان ، أيامك، واضطهدوا اليتيم واألرملـة ، استخفوا بأب وأمفيك . على قدر طاقته ، ممن كانوا فيك ، امك يف سفك الدماء رؤساء إسرائيل

وارتكبـوا يف أقام فيك وشاة عملوا على سفك الدم ، وأكلوا أمام األصنام على اجلبـال ، . وجنست أيام سبويت احتقرت مقدسايت " . ، أخذت الربا ومال احلرام ، وسلبت أقربائك ظلما ونسيتين… ، وسطك املوبقات

. ها أنا قد صفقت بكفي من جراء ، ما حصلت عليه من ربح حرام ، وما سفك من دم يف وسـطك : 16-13: 22: حزقيال " سأشتتك بني . أنا الرب قد تكلمت ، وأمتم ما أنطق به ! فهل يصمد قلبك أو حتتفظ يداك بقوما ، يف األيام اليت أتعامل معك فيها ؟

" .البلدان ، وأزيل جناستك منك ، وتتدنسني بنفسك على مرأى من األمم ، وتدركني أني أنا الرب األمم وأبعثرك بني

ومل يمطر عليها يف مل تتطهرييا ابن آدم ، تنبأ وقل هلا أنت أرض ، : وأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 31-23: 22: حزقيال " ومل يعلموا الفرق بـني الطـاهر ، مل يميزوا بني املقدس والرجس، مقادسي وجنسوا، خالف كهنتها شريعيت، ... يوم الغضب ،

أي املتنبئون ( ، إذ يسفكون دماء الناس ، يف سبيل الربح احلرام ، وأنبياؤها رؤساؤها فيها كذئاب خاطفة ، تمزق فرائسها، والنجسأفرطوا يف ظلم : -مع أن الرب مل يعلن شيئا -هذا ما يعلنه الرب : ، قائلني … يرون هلا رؤى باطلة ، ) اجلدد كعوفاديا يوسف

فالتمست من بينهم رجال واحدا ، يـبين . وظلموا الغريب جورا، واضطهدوا الفقري واملسكني، فاغتصبوا سالبني، شعب األرضسخطي عليهم ، والتهمتهم بنـار غضـيب ، فصببت . ، ويقف يف الثغرة أمامي ، حىت ال أخرا فلم أجد ) رجال مصلحا ( جدارا

" .جازيتهم حبسب طرقهم ، يقول السيد الرب

ـ هذه النصوص تصف إفساد دولة اليهود احلالية بدقة متناهية ، وكأا تسجل وقائع عاينها الراوي ، وتؤكد أن اهلالك واخلراب واقع .م ال حمالة ، عندما تبلغ هذه الدولة منتهى أيامها

: أمريكا بعد زوال إسرائيل خراب نلخص صفات ) مدينة ساحلية لبنانية : صور ( ، جتد وصفا تفصيليا ملدينة مساها كتبة التوراة ) 28، 27، 26( يف اإلصحاحات

:هذه املدينة ومميزاا مبا يلي

. مسيطرة هي وسكاا على البحر .1

148

. ترعب مجيع جرياا .2

.مال تاجرة الشعوب وكاملة اجل .3

.تقبع يف قلب البحار .4

.تأتيها السفن التجارية من كل مكان .5

.شعبها وجيشها خليط من أمم أخرى .6

.تتمتع بكوا مركز للتجارة العاملية .7

:كمدينة ، وأما صفة عقاا فهي كما يلي ) نيويورك ( ـ وهذه األوصاف ال تنطبق إال على أمريكا كدولة أو على

) .أي من الشرق ( ية دمارها سيتحصل بريح شرق .1

.اندالع النريان يف وسطها .2

.حتوهلا إىل رماد .3

.مصريها الغرق ولن يبقى منها أثر .4

.القائمون على خراا غرباء من أعىت األمم .5

:ـ وأما أسباب الغضب اإلهلي عليها وعلى ملكها فهي

.تنصيب ملكها لنفسه كإله للبشر .1

.تربعه يف جملس اآلهلة يف قلب البحار .2

.االدعاء بامتالكه حكمة اآلهلة .3

.االستحواذ على الذهب والفضة وادخارها .4

.مضاعفة الثروة مبهارا يف التجارة .5

.التجارة الظاملة .6

.البهاء واجلالل والتكرب واالستعالء لفرط الغىن .7

:ـ ويف النص التايل تسمية أخرى هلا هي مصر

وأخرجك قسـرا … فرعون ملك مصر ، أيها التمساح الكامن يف وسط أاره ، ها أن أنقلب عليك يا : 16-3: 29: حزقيال " من أارك ، وأمساكها ما برحت عالقة حبراشفك ، وأهجرك يف الربية ، مع مجيع مسك أارك ، فتتهاوى على سطح أرض الصحراء ،

ل مصر أين أنا الرب ، ألنهم كانوا عكاز قصب هشة فيدرك كل أه. فال تجمع وال تلم ، بل تكون قوتا لوحوش الرب وطيور السماء لبين إسرائيل ، ما أن اعتمدوا عليك بأكفهم ، حىت انكسرت ومزقت أكتافهم ، وعندما توكأوا عليك ، حتطمت وقصفت كل متوم

األراضي املقفرة ، وتظل مدا لذلك ها أنا أجلب سيفا ، وأستأصل منك اإلنسان واحليوان ، وأجعل ديار مصر ، األكثر وحشة بني.

149

وأجعلهم أقلية لئال يتسلطوا على الشعوب ، فال تكون بعد ، موضع اعتماد لبين إسـرائيل ، بـل … األكثر خرابا بني املدن اخلربة "… تذكرهم بإمثهم حني ضلوا وراءهم

معان النظر يف العالقة ما بني هذا الفرعون وبني اليهود ، ـ قد يظن القارئ للوهلة األوىل أن هذا النص يتنبأ خبراب مصر ، ولكن بعد إاملوضحة مبا حتته خط ، ستجد أن املقصود ذا النص هم فراعنة هذا العصر أمريكا ومن شايعها ، وعلى ما يبدو أن املقصود بالتمساح

ليت تنشر فيها القوات البحرية األمريكية ، وعلى هو األسطول ، واملقصود باألمساك هو السفن احلربية ، واملقصود باألار هي البحار ا، بعد إاء الوجود اليهـودي يف فلسـطني ، ) رمبا البحر املتوسط ( ما يبدو أن األساطيل األمريكية ، ستخرج وجتتمع يف مكان ما

.لتالقي مصريها احملتوم الذي يخرب عنه هذا النص

هناك تسميات أخرى ، استخدمها كتبة التوراة واإلجنيل لنفس املدينة ، كبابل ـ ويف نصوص أخرى رمبا نوردها الحقا ، ستجد أن .اجلديدة وبابل العظمى كناية عن دولة عظمى ، سيتزامن وجودها مع ظهور الدولة اليهودية يف فلسطني

:تحالف أعداء اهللا ضد اليهود والنصارى بابل ، قد سخر جيشا أشد تسخري ، ضد صور فأصبحت كل رأس من إن نبوخذ نصر ملك : يا ابن آدم : -18: 29: حزقيال "

رؤوس جنوده صلعاء ، وكل كتف مجردة من الثياب ، ولكن مل يغنم هو وال جيشه شيئا من صور ، رغم ما كابـده مـن جهـد يسلبها غنائمهـا وينهبـها ، ، ها أنا أبذل ديار مصر لنبوخذ نصر ملك بابل ، فيستويل على ثروا ، و… لذلك . لالستيالء عليها

" . فتكون هذه أجرة جليشه

، إنه يوم … ، إن يوم الرب بات وشيكا ، … : يا ابن آدم تنبأ ، وقل : وأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 13-1: 30: حزقيال " عر الشديد إثيوبيا ، عندما يتهاوى قتلى مصر ، ، فيعم الذ إذ يجرد سيف على مصرلألمم ، ) اية ( مكفهر بالغيوم ، ساعة دينونة

وشعوب األرض ، وشبه اجلزيرة العربية وليبيا، إثيوبيا وفوط ولودمث تسقط معهم بالسيف ، . ويستويل على ثروا ، وتنقض أسسها ، وتضحي مدا أكثر املدن خرابا فتصبح أكثر األراضي املقفرة وحشة ... فيتهاوى سكاا من جمدل إىل أسوان … املتحالفة معهم

.يف يوم هالك مصر الذي ال بد أن يتحقق …

ألين سأفين مجاهري مصر بيد نبوخذ نصر ملك بابل ، إذ يقبل جبيشه ، أعىت جيوش األمم خلراب ديار مصر ، فيجردون عليها سيوفهم أنا الرب قد قضيترض لقوم أشرار ، وأخرب البالد فيها بيد الغرباء ، ، وميلئون أرضها بالقتلى ، وأجفف جماري ر النيل ، وأبيع األ

" .مث أحطم األصنام ، وأزيل األوثان من ممفيس ، وال يبقى بعد ، رئيس يف ديار مصر ، وألقي فيها الرعب .

. قطون صرعى وسط قتلى السيف ، يس… يا ابن آدم ، ولول على جند مصر ، : وأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 18-30: 32" ( وهناك أيضا عيالم . …وحلفاؤه ، … وقومه ، ) سوريا ( قد أسلمت مصر للسيف ، وأسروها مع كل حلفائها ، وهناك أشور

) األردن ( وهنـاك أيضـا أدوم … ، وكل حلفائهمـا ، ) مدن روسية ( وهناك أيضا ماشك وتوبال … وحلفاؤها ) أفغانستان أولئك الذين أشاعوا الرعب يف أرض األحياء … ، ) اللبنانيني ( وهناك أمراء الشمال ، وكل الصيدونيني … ها ، وملوكها ورؤسائ

" .، كلهم قتلى ، وصرعى السيف … ،

، وعلى ) 29( اليت كررت بإسهاب ما جاء يف اإلصحاح ) 32، 31، 30( ـ هذه الفقرات الثالثة ، مقتطعة من اإلصحاحات أن حمتوى هذه اإلصحاحات الثالثة ، قد تناولته أقالم الكتبة بكثري من التبديل والتحوير واإلضافة ، وقد أوردنا هذه الفقرات ما يبدو

ويفترض الكثري من املفسرين اجلدد . لتعيينها بعض الشعوب والدول ، اليت يعتربها الغرب أعداء هللا ، الذي هو املسيح عند النصارى ول املذكورة يف هذه النصوص ، ستقوم بالتحالف مستقبال ، ومن مث ستغزو إسرائيل وتنهي وجودها ، بقيادة مصر أو للتوراة ، أن الد

50

) هرجمدون ( العراق أو روسيا منفردة أو جمتمعة ، مما يتسبب يف مواجهة مصريية كربى بني الشرق والغرب ، يطلقون عليها تسمية النصر سيكون فيها حليف أحباء اهللا من اليهود والنصارى ، على أعداءه من املسلمني وغريهم ، احلرب العاملية الثالثة ، وجيزمون بأن

وحتمية وقوع هذه احلرب املستقبلية ، أصبحت يف السنوات األخرية ، حقيقة وعقيدة راسخة لدى عامة نصارى الغرب وساسـتهم اليهود يف أمريكا ، لدفع أمريكا خلوض هذه احلرب الومهية ، اليت فيهـا املهووسون بالنبوءات التوراتية ، وهذا مما ساهم فيه واستغلته

.كل املصلحة ليهود الشرق والغرب ضد العرب واملسلمني ، من قبل أن تبدأ

وقد تكون هذه النصوص يف احلقيقة ، تخرب عن االستعمار الغريب لكل البلدان العربية والبلدان األخرى املذكورة فيها ، أو تخرب عن .توحيد البلدان املذكورة بالقوة ، من قبل ورثة نبوخذ نصر اجلدد ، بعد قيامهم بإاء الوجود اليهودي يف فلسطني

:خراب األرض بعد خراب إسرائيل إن : يا ابن آدم ، إن املقيمني يف خرائب أرض إسـرائيل ، يقولـون : فأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 29-24: 33: حزقيال "

لذلك قل هلـم أتـأكلون . يم كان فردا واحدا ، ومع ذلك ورث األرض ، وهكذا حنن كثريون ، وقد وهبت لنا األرض مرياثا إبراه… اعتمدمت على سيوفكم ، وارتكبتم املوبقات ، ! اللحم بالدم ، وتتعلق عيونكم بأصنامكم ، وتسفكون الدم ، فهل ترثون األرض ؟

والذين يسكنون يف العراء ، . إن الذين يقيمون يف اخلرائب ، يقتلون بالسيف : هذا ما يعلنه الرب : قل هلم ! ، فهل ترثون األرض ؟فأجعل األرض ) . يفسرونه على أنه السالح النووي والكيماوي ( واملتمنعون يف احلصون واملغاور ميوتون بالوبأ . أبذهلم قوتا للوحوش

ذل كربيائها وعزقفرة ، وياأطالال م … قفرةي أنا الرب ، حني أجعل األرض خربة مدركون أنحدثه أسلحة الدمار ( فيوهذا ما ست " .من جراء ما ارتكبوه من رجاسات ) الشامل اليت يرتعبون منها لتوافقها مع ما جاءت به التوراة

، ) بالنووي والكيماوي كما يعتقـدون ( وفنائهم ـ وهذه النبوءة تؤكد زوال الدولة اليهودية بعد قيامها ، وذبح اليهود وتشريدهم وباإلضافة إىل ذلك تؤكد خراب األرض إمجاال ؟ ولكنهم يرفضون هذه النبوءة مجلة وتفصيال ، ويصرون على خمالفة ما جاء فيهـا ،

التوراة حبتمية نفاذ قضاء ولو طالعت نصوص التوراة مبجملها ، ستجد أنه بعد كل مرة ، تخرب. ويبذلون قصارى جهدهم ملنع حتققها نصوصا تفيد بأن رم دائما وأبدا يعود ويعفوا عنهم ، فيجمعهم ) كتبة التوراة ( يف إسرائيل وشعبها عند اإلفساد ، يضيف ) الرب (

يجمعهم ويعيدهم إليها من األرض اليت شتتوا فيها ، ويعيدهم إىل أرض امليعاد اليت وهبت هلم ، فيفسدون فيها ، فيعذبون ويشتتون ، ف، واليهود حىت بعد زوال دولتهم احلالية لن يستكينوا أو يهدءوا ، طمعا يف ) حسب ما يشتهيه كتبة التوراة ( … ، وهكذا دواليك ،

:حتصيل ذلك امللك األبدي الذي حيلمون به ، وهو ما رسم معامله أقالمهم الكهنة واألحبار ، يف النص التايل

:لمنتظر من نسل إسماعيل ال من نسل داود ملك القدس ا، الـيت أحشد أبناء إسرائيل من بني األمم، وها أنا … يا ابن آدم ، : وأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 28-21: 37: حزقيال "

، وال … ، حتت رئاسة ملك واحـد ، … ، وأجعلهم أمة واحدة ، وأحضرهم إىل أرضهمتفرقوا فيها ، وأمجعهم من كل جهة ، وال يتدنسون بعد بأصنامهم ورجاسام ، وال بأي من معاصيهم ، بل أخلصهم من مواطن إمثهم ، وأطهرهم . ينقسمون إىل مملكتني

، فيمارسون أحكامي ويطيعون فرائضـي ويعملـون … ، ويصبح داود عبدي ملكا عليهم. فيكونون يل شعبا ، وأكون هلم إهلا إىل ون يف األرض اليت وهبتها لعبدي يعقوب ، اليت سكن فيها آباؤهم ، فيستوطنون فيها ، هم وأبناؤهم وأحفادهم ويقيم. مبقتضاها

، فتدرك األمم أني … ، عهدا أبدياوأبرم معهم ميثاق سالم ، فيكون معهم . مدى الدهر، ويكون عبدي داود رئيسا عليهم األبد " . إىل األبد) أي العبادة هللا ، ولكنهم يفسروا بإقامة اهليكل ( مقدسي قائما فيهم أنا الرب مقدس إسرائيل ، حني يكون

151

ـ هذه النبوءة املحرفة هي ما يسري عليه اليهود منذ أجيال وما زالوا ، حيث أن كتبة هذا النص استخلصوا مـا يوافـق أهـوائهم يف بوتقة واحدة ، وبات من جاء بعدهم من اليهود ليحملها ويعتقد ا وأطماعهم ، من مجمل النبوءات السابقة والالحقة وصهروهانبوءة العلو ( أنه وعند جميئهم من الشتات : ومؤدى هذه النبوءة يقول . كحقيقة غري قابلة للنقض أو املناقشة ، فهي نسبت إىل الرب

وجاءت شخصية هذا امللك ( ، سيبعث اهللا هلم ملكا ) ابقة واإلفساد الثاين مع استثناء العقاب ، الذي طاملا حتدثت عنه النصوص الس، ويكون ملكه األبدي ) ملكهم األول ( ، وجعلوه من نسل داود ) من خالل جتميع النبوءات اخلاصة برسولنا ، وعيسى ، والدجال

وعلى هذا يعتقد . يف أرجاء املعمورة ) عا اليهوديني طب( ، ويف زمانه ينتشر احلق والعدل ) يأيت من ربوات القدس ( هذا يف فلسطني ) وإن عدمت عـدنا ( عامة اليهود أن عودم احلالية هي العودة األخرية والنهائية ، واليت ورد ذكرها يف سورة اإلسراء ، حتت عبارة

ة من الشك ، وهذا الشك تولـد وليست املرة الثانية ، اليت سيتحقق فيها وعد اآلخرة ، ولكن هذا االعتقاد ليس يقينا بل هناك نسبوحقيقة النص أعاله تخرب . نتيجة التناقض يف النصوص التوراتية ، فهم يعملون على االحتمال األول مع عدم إغفاهلم لالحتمال الثاين

.عن ملك املهدي يف القدس ، وهو من نسل إمساعيل عليه الصالة والسالم

: ن دولة اإلسالم في زمن المهدي روسيا وحلفاؤها من نصارى الشرق يهاجمو( يا ابن آدم ، التفت بوجهك حنو جوج أرض ماجوج ، رئـيس روش : وأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 12-1: 38: حزقيال "

يا جـوج رئـيس روش ها أنا أنقلب عليك ، : هذا ما يعلنه السيد الرب : ، وقل وتنبأ عليهوتوبال ، ) موسكو ( ماشك ) روسيا ، وأطردك أنت وكل جيشك خيال وفرسانا ، ومجيعهم مرتدون أفخر ثياب ، مجهورا غفريا ، كلهم … ، وأقهرك وماشك وتوبال

( ، وأيضا جـومر … وفوط ، )السودان ( وإثيوبيا ، )إيران ( رجال فارس ومن مجلتهم ، . قابض سيف ، وحامل أتراس وجمان من أقاصي الشمال مع كل جيوشـه ، )الشيشان / بالد القوقاز الروسية ( وبيت توجرمة ، وكل جيوشه) أوروبا الشرقية / اليمن

، إىل ) آخر الزمان ( إذ بعد أيام كثرية تستدعى للقتال ، فتقبل يف السنني األخرية ) . أي لرئيس روش ( جيوش غفرية اجتمعت إليك أفكار سوء تراودك ، … من بني شعوب كثرية ، فتأيت مندفعا كزوبعة ، ، اليت مت مجع أهلها ) فلسطني ( األرض الناجية من السيف

، … ، لالستيالء على األسالب ، وب الغنائم ، ومهامجة اخلرائب اليت أصبحت آهلة ، وحملاربة الشعب اتمع من بني األمم ، … " .املستوطن يف مركز األرض

، وحقيقة هذا النص حتكي وقائع امللحمة الكربى ، اليت ستقع مستقبال بني الروس ـ هذا النص النبوي وقع فيه خلط كبري بني نبوءتني …والعرب ، واليت سنتطرق لذكرها الحقا ، ولنكمل النص

:خروج يأجوج ومأجوج ونهايتهم عند وصولهم لمشارف مدينة القدس يف ذلك اليوم عندما يسكن شعيب إسرائيل آمنا : الرب لذلك تنبأ يا ابن آدم وقل جلوج ، هذا ما يعلنه : 23-14: 38: حزقيال "

وتزحف علـى شـعيب … وتقبل أنت من مقرك يف أقاصي الشمال ، مع جيوش غفرية ، تغشى األرض ، كلهم راكبو خيل ، … ى قداسيت ، حني ، أين آيت بك إىل أرضي ، لكي تعرفين الشعوب ، عندما تتجل يف األيام األخريةإسرائيل ، كسحابة تغطي األرض ،

ألست أنت الذي ، حتدثت عنه يف األيام الغابرة ، على ألسنة عبيدي أنبياء : هذا ما يقوله السيد الرب . أدمرك يا جوج أمام عيوم . ، وأسلط عليه السيف يف كل جبايل ، فيكون سيف كل رجل ضد أخيه… ! إسرائيل ، الذين تنبأوا يف تلك األيام لسنني كثرية ؟

… وأدينه بالوباء وبالدم ، وأمطر عليه وجيوشه ، وعلى مجوع حلفائه الغفرية ، مطرا جارفا ، وبردا عظيمـا ، ونـارا وكربيتـا ، ، وحيرقون األسـلحة ) بعد أن يكونوا قد اعتصموا منهم يف جبال القدس ( فيخرج سكان مدن إسرائيل … فيدركون أين أنا الرب " .لقسي والسهام ، واحلراب والرماح ، ويوقدون ا النار سبع سنني ، وينهبون ناهبيهم ، ويسلبون سالبيهم واان ، واألترسة وا

152

) جوج وماجوج ( ـ مفاد هذه النبوءة والنبوءة السابقة ، كما يفسره ويأوله الباحثون اجلدد حديثا من اليهود والنصارى ، أن روسيا واخللط الذي أوجده . ئيل ، عندئذ سيقف الرب جبانب إسرائيل وحلفائها فيكون النصر حليفهم وحلفائها ، ستقوم بغزو أرض إسرا

مؤلفو التوارة ، بتكرار ذكر يأجوج ومأجوج يف نصني خمتلفني ، دفع مفسري التوراة يف الغرب لالعتقاد بأن الروس هـم يـأجوج مأجوج ، سيقع بعد زوال دولة إسرائيل ، بل بعد ذبح اليهـود ومأجوج ، واحلقيقة اليت نعلمها حنن كمسلمون أن خروج يأجوج و

النهائي ، وبعد خروج الدجال ، ونزول عيسى عليه السالم ، وأما غزو الروس لبالد الشام ، فسيكون لقتال املسلمني يف زمن املهدي .وقبل خروج الدجال

:اإلطار العام لألحداث المستقبلية حسب الترتيب الزمني لحزقيال .و اجليش العراقي إلسرائيل وإاء وجود اليهود فيها غز .1

.توحيد البلدان العربية حتت لواء واحد .2

.خراب األرض يف حرب عاملية نووية مدمرة بني معسكرين شرقي وغريب .3

.نزول اخلالفة اإلسالمية يف القدس .4

.روسيا وحلفاؤها من نصارى الشرق يغزون دولة اإلسالم يف زمن املهدي .5

.يأجوج ومأجوج وايتهم عند وصوهلم ملشارف مدينة القدس خروج .6

ـ هذه هي قراءتنا لنبوءات حزقيال ، من خالل معرفتنا بأحداث آخر الزمان مما ورد يف القرآن والسنة ، أما فهم النصارى اجلدد هلذه الزمين كما جاءت يف سفر حزقيال ، فمعظـم النبوءات فهو فهم مرتبك ومضطرب ، إذ أم عند تفسريها ال يعريون انتباها لترتيبها

. تفسريام على اختالفها تذهب إىل أن كل هذه األحداث ، ستتحقق يف زمن واحد متمثلة يف حرب عاملية ثالثة

رؤى دانيال ونبوءاته

ؤى نبوية ، تصف ما سيقع مـن دانيال هو آخر األنبياء الكبار ، وأحد الذين سبوا إىل بابل طفال ، وكتابه يف معظمه يشتمل على ر .أحداث يف آخر الزمان ، وخاصة فيما يتعلق بقيام دولة اليهود الثانية وزواهلا ، وعودة املسيح عليه السالم

:غزو العراق إلسرائيل سيشعل الحرب العالمية الثالثة على ما سيحدث ، يف آخر حقبة الغضب ، ألن ها أن أطلعك: وقال : 19: 8 :دانيال : " تفسري جربيل إلحدى رؤى النيب دانيال

، والتيس ) إيران والعراق ( ، أن الكبش ذو القرنني الذي رأيته هو ملوك مادي وفارس ] وقت املنتهى [ الرؤيا ترتبط مبيعاد االنتهاء نكسر ، حىت خلفه أربعة عوضا عنه ، ، والقرن العظيم النابت بني عينيه ، هو امللك األول وما أن ا) الغرب ( األشعر هو ملك اليونان

، يقوم ملك ) عند اكتمال الظلم ( عندما تبلغ املعاصي أقصى مداهاويف أواخر ملكهم ، . تقامسوا مملكته ، ولكن مل يماثلوه يف قوته ( ، إمنا ليس بفضل قوته ، فيعظم شأنه ) بعض املفسرون يرون بأنه الرئيس العراقي ] ( جايف الوجه وفاهم احليل [ فظ حاذق وداهية

) أمريكا والغرب ( ، ويفلح يف القضاء على األقوياء ) نتيجة استخدام أسلحة الدمار الشامل ( ويسبب دمارا رهيبا ) . أي بقدرة اهللا ، ويتمرد على رئيس وبدهائه ومكره يحقق مآربه ، ويتكبر يف قلبه ، ويهلك الكثريين وهم يف طمأنينة) . اليهود ( ، ويقهر شعب اهللا

) " .أي ميوت موتا طبيعيا ( لكنه يتحطم بغري يد اإلنسان الرؤساء ،

153

للحرب العاملية النهائية املـدمرة ، ) الشرارة ( قدميا من خالل هذا النص ، أن نقطة البداية ) املتنبئ الشهري ( ـ يرى نوستراداموس أما أتباعه اجلدد فريون أن هذه النبوءة تتحدث عن صدام حسـني ، ) ق وفلسطني إيران والعرا( ستكون حمصورة يف ثالثة بلدان هي

وغزوه إلسرائيل وتدمريها وإشعاله لنار احلرب العاملية الثالثة ، فتارة يصفونه بنبوخذ نصر جديد ، وتارة يصفونه بصالح الدين اجلديد النبوءة وتفسرياا احلديثة مما يفسر جانبا من العداء الغريب املرضي ، وتارة بدجال آخر الزمان الذي يظهر يف إيران أو العراق ، وهذه

.املزمن ، للعراق وللعراقيني ولشخص الرئيس العراقي

:فساد إسرائيل وإفسادها يؤكد حتمية زوالها اللعنة وما أقسمت أن فسكبت علينا قد تعدى كل شعب إسرائيل على شريعتك ، واحنرفوا فلم يسمعوا صوتك ، : 11: 9: دانيال "

وقد نفذت قضاءك الذي قضيت به علينا ، وعلى قضـاتنا . ، ألننا أخطأنا إليك توقعه بنا ، كما نصت عليه شريعة موسى عبد اهللاوجهك أيهـا ] نتضرع إىل [ ، ومل … . الذين تولوا أمرنا ، جالبا علينا على أورشليم شرا عظيما ، مل حيدث له مثيل حتت السماء

ألننا الرب إهلنا ، تائبني عن آثامنا ومتنبهني حلقك ، فأضمرت لنا العقاب ، وأوقعته بنا ألنك إهلنا البار يف كل أعمالك ، اليت صنعتها ". مل نستمع إليك

موضـحا ـ هنا يخرب دانيال عن العقاب على اعتبار ما سيكون ، وبأنه قضاء كان موسى عليه السالم قد أخرب عنه يف كتابـه ، و .األسباب اليت أوجبت العقاب ، وأن العقاب سيرفع لو سبقته التوبة ، ويقرر دانيال أن اهللا عادل يف عقابه لشعبه املختار

:قيام دولة اليهود الثانية ياتـه بدقـة ، ـ النص التايل هو تكملة لنص متداخل ، على ما يبدو أنه تكرار لنفس نص الرؤيا األوىل أعاله ، مل أستطع تتبع بدا

يتحدث عن حروب وعن ملك ما ، مل أستطع حتديد ماهيته أو خمرجه ، ولكن من قراءة النص الالحق ، يتبني أنه الذي تسـبب يف ويصف هذا النص بدقة الواقع احلايل ألهل فلسطني وللعرب واملسلمني إمجاال . زوال احلكم اإلسالمي وقيام دولة إسرائيل يف فلسطني

هلم بالنصر والفرج من عند اهللا ، عندما حيني موعد اية الدولة اليهودية ، وما كان عودة اليهود لفلسطني إال امتحانا ، وحيمل بشرى .، ليميز الطيب من اخلبيث واملؤمن من املنافق

، وتنصب الرجس ) مي أي احلكم اإلسال( فتهاجم بعض قواته حصن اهليكل وتنجسه ، وتزيل احملرقة الدائمة : 31: 11: دانيال " الذين يعرفـون ) الفلسطينيون ( ، أما الشعب ) اليهود ( ويغوي باملداهنة املعتدين على عهد الرب ) . أي دولة إسرائيل ( املخرب

والنهب أياما والعارفون منهم يعلمون كثريين ، مع أنهم يقتلون بالسيف والنار ، ويتعرضون لألسر. إهلهم فإنهم يصمدون ويقاومون ، ويعثر ) حال العرب ( إال عونا قليال ، وينضم إليهم كثريون نفاقا ) قتلى وجرحى ( ، وال يتلقون عند سقوطهم ) سنني معدودة (

" . )أي عند جميء وعد اآلخرة ( ، يف ميقات اهللا املعين ) اية إسرائيل ( بعض احلكماء متحيصا هلم وتنقية ، حىت يأزف وقت النهاية

:حتمية نهاية إسرائيل على يد العراقيين ما يطيب له ، ويتعظم على كل إله ويجدف بالعظائم على إله اآلهلة ، ويفلح ) ملك إسرائيل ( ويصنع امللك : 36: 11: دانيال "

، إنما يكرم إله احلصون بـدال … ، إىل أن حيني اكتمال الغضب ، إذ ال بد أن يتم ما قضى اهللا به ، ولن يبايل هذا امللك بآهلة آبائهيحاربه ملك اجلنوب ، فينقض عليه ملك الشمال ، كالزوبعة مبركبات وعندما تأزف النهاية ، . … ، ) أي يتكل على القوة ( منهم

نجو منه وال ي، فيسقط عشرات األلوف صرعى ، ويغزو أرض إسرائيل. وفرسان وسفن كثرية ، ويقتحم دياره كالطوفان اجلارف فال تفلت ، يبسط يده على األراضي ، )ممالك األردن القدمية ( سوى ، أرض أدوم وأرض موآب ، واجلزء األكرب من أرض عمون

154

ليبيـا ( يف ركابه ويسري الليبيون واألثيوبيونويستويل على كنوز الذهب والفضة ، وعلى كل ذخائر مصر ، . منه حىت أرض مصر وينصب خيمته امللكية ، بار من الشرق ومن الشمال ، فريجع بغضب شديد ، ليدمر ويقضي على كثريين ، ، وتبلغه أخ) والسودان

" . ، وليس له من نصري) الوفاة ( ويبلغ اية مصريه ، بني البحر وأورشليم

ليها ، والنص يصف الغـزو ـ يبدو أن هذا النص يتحدث عن آخر رئيس إلسرائيل ، وهو ملك ال يؤمن إال بالقوة وال يتكل إال عالعراقي القادم إلسرائيل ، وسيطرة رئيس العراق على معظم بلدان املنطقة وحكمه هلا ، واختاذه القدس عاصمة مللكه ، ومن مث موتـه

ذي تـبني وأما ذكر ملكني من الشمال واجلنوب ، فهو ناتج عن ارتباك كتبة التوراة ، يف حتديد هوية هذا امللك ، وال. موتا ال قتال لدينا من النبوءات السابقة ، أن هناك ملكني سيقومان بغزو إسرائيل ، األول هو ملك بابل وكان خمرجه حسب إشعياء من الشرق ، وكان غزوه إلسرائيل حسب ارميا من الشمال ، وهذا يفيد بأنه خرج من الشرق ، وغزاهم من الشمال عن طريق سوريا حيث كان

وامللك الثاين هو جوج رئيس ماجوج أي الرئيس الروسي ، الذي سيغزوهم من أقصى الشمال ، ومـع أن . معسكرا يف منطقة محاة كل منهما حادث منفصل عن اآلخر إال أم مجعومها يف نص واحد بطريقة مربكة للقارئ ، مما أدى إىل حرية الدارسني والبـاحثني

العاملية الثالثة ، ولتحديد شقي الرتاع فيها وأحالف كل منهم ، وهذا النص اجلدد هلذه النصوص ، يف حماوالم ملعرفة ظروف احلرب .تكرار لنص تفسري جربيل للرؤيا الذي تقدم أعاله

( كثريون يتطهرون ويتنقون ويمحصون بالتجارب . إىل وقت النهايةاذهب يا دانيال ، ألن الكلمات مكتومة وخمتومة : 9: 12" ] " .يفهمون [ ألشرار فريتكبون شرا وال يفهمون ، ولكن ذوو الفطنة يدركون ، أما ا) يمتحنون

ـ يؤكد هذا النص أن األحداث اليت أخرب عنها ستأخذ مكاا يف زمان النهاية ، وسيمتحن من خالهلا أناس كثريون ، فمنهم من يقع .ألصوب ، بناء على ما جاء يف هذه النبوءات بشر أعماله ، ومنهم من ينجو جبميل صنعه وفهمه ، واختياره للطريق ا

بعض رؤى ونبوءات األنبياء الصغار

ذايت وهم اثنا عشر نبيا ، وعلى ما يبدو أم بعثوا يف الفترة ، اليت كان لليهود فيها تواجد يف جزئي يف القدس ، ومتتعوا فيها حبكم شبه ، وامتدت هذه الفترة ما بعد السيب البابلي إىل ما قبل بعث عيسى عليه السالم ، ، للقلة اليت بقيت فيها وملن عادوا من السيب البابلي

صفحة ، ومعظـم ) 12-2( وسموا باألنبياء الصغار كون أسفارهم صغرية احلجم ، حيث يتراوح عدد صفحات كل منها ما بني : فلسطني رؤاهم ونبوءام تتحدث عن أحداث آخر الزمان ، املرتبطة بعودم الثانية إىل

سفر يوئيل

:وصف أصحاب البعث الثاني …امسعوا هذا أيها الشيوخ ، وأصغوا يا مجيع أهل األرض ، : هذا ما أوحى به الرب ، إىل يوئيل بن فثوئيل "

ا يـا اصحوا أيها السكارى ، وابكو… يا له من يوم رهيب ، ألن يوم الرب قريب ، حامال معه الدمار من عند القدير ، : 15: 1 …، أمة قوية ال تحصى لكثرا ، هلا أسنان ليث وأنياب لبؤةفإن أمة قوية قد زحفت على أرضي ، … مجيع مدمين اخلمر

، أمة فيه تزحف أمة قوية وعظيمة ، كما يزحف الظالم على اجلبالهو يوم ظلمة وجتهم ، يوم غيوم مكفهرة وقتام دامس ، : 2: 2لف الزمان ، تلتهم النار ما أمامها ، ويحرق اللهيب ما خلفها ، األرض أمامها جنة عدن ، وخلفها صـحراء مل يكن هلا شبيه يف سا

. موحشة ، يثبون على رؤوس اجلبال ، يف جلبة كجلبة املركبات ، كفرقعة هليب نار يلتهم القش ، وكجيش عات مصطف للقتـال ، ينسلون بني األسلحة من غري … ، يندفعون كاجلبابرة وكرجال احلرب ، تنتاب الرعدة منهم كل الشعوب ، وتشحب كل الوجوه

155

أن يتوقفوا ، ينقضون على املدينة ، ويتواثبون فوق األسوار ، يتسلقون البيوت ، ويتسللون من الكوى كاللصوص ، ترتعـد األرض يحصى هلم عدد ، ومن ينفذ أمره يكون مقتدرا ، ، جيهر الرب بصوته يف مقدمة جيشه ، ألن جنده ال… أمامهم وترجف السماء ،

! " .ألن يوم الرب عظيم وخميف ، فمن حيتمله ؟

.ـ يوم الغضب الذي يصفه يوئيل ، هو اليوم الذي ستنقض فيه تلك األمة القوية ، لتنفيذ وعد اآلخرة يف شعب اهللا املختار

:اإلشارة إلى موعد زوال دولة إسرائيل فلكيا كسـوف ( وتتحول الشمس إىل ظـالم . وأجري آيات يف السماء ، وعلى األرض ، دما ونارا وأعمدة دخان : 30: 2: يوئيل"

ألن إنما كل من يدعو باسم الرب خيلـص ، . ، قبل جميء يوم الرب العظيم املخيف ) وخسوف القمر ( ، والقمر إىل دم ) الشمس …النجاة تكون يف جبل صهيون ويف أورشليم

اية إسرائيل سيسبقها بعض اإلشارات والدالئل يف السماء ويف األرض ، أما اإلشارات األرضية فهي قتل ـ ي شري هذا النص إىل أنوسفك دماء ، ودمار ونار وحرائق ودخان ، وأما اإلشارات السماوية فهي كسوف كلي للشمس يليه خسوف كلي للقمر ، تـتم

، وامللفت للنظر أن اإلشارات السماوية قد وقعت بالفعل يف املنطقة ، فالكسوف الكلي للشمس مشاهدما من فلسطني على التوايل، وألول مرة بعد قيام الدولة اليهوديـة ، 2001/ 1/ 9م ، وتبعه خسوف كلي للقمر بتاريخ 1999/ 8/ 11حدث بتاريخ

.على األقل سنة 180يتحصل هذا احلدث على هذا النحو ، وهو ما لن يتكرر قبل

:فلسطين مسرح الحرب العالمية الثالثة ألنه يف تلك األيام ، ويف ذلك احلني ، عندما أرد سيب يهوذا وأورشليم ، أمجع األمم كلها ، وأحضرهم إىل وادي يهوشافاط ، : 1: 3

، أسرعوا وتعالوا من كل … رب ، ، نادوا ذا بني األمم ، وتأهبوا للح… وأحاكمهم هناك ، من أجل شعيب ومرياثي إسرائيل ، ، تعالوا ودوسوا ، فإن املعصرة اخلمر قد امتألت ، واحلياض فاضت بكثرة … ، لتنهض األمم وتقبل إىل وادي القضاء ، … ناحية ، …شرهم

.ـ يوم الغضب يشمل أيضا ، ما سيقع من غضب إهلي الحق ، على بقية شعوب األرض

:ن بعد الحرب عودة األمن والطمأنينة لفلسطيوتقطر اجلبال يف ذلك اليوم مخرة عذبة ، وتفيض التالل باللنب ، ومجيع ينابيع يهوذا تتدفق ماء ، وخيرج ينبوعا من هيكـل الـرب ،

. ، وألم سفكوا دما بريئا يف ديارهم … يروي واد السنط ، وتصبح مصر خرابا ، وأدوم قفرا موحشا ، لفرط ما أنزلوه من ظلم ، ( فإنه يسكن األرض إىل األبد ، وتعمر أورشليم مدى األجيال ، وأزكي دمهم الذي مل أبرئه ، ألن الرب يسكن يف صهيون وذايهأما

) " . كناية عن الدين

رؤيا حبقوق

:وصف اإلفساد وأصحاب البعث الثاني وباد العدل ، ) تعطلت ( ، لذلك بطلت الشريعة أينما تلفت أشهد أمامي جورا واغتصابا ، ويثور حويل خصام ونزاع : 3-11: 1"

نحرفا عن احلقيق ، فيصدر احلكم محاصرون الصدألن األشرار ي.

156

فهـا أنـا أثـري . تأملوا األمم وأبصروا ، تعجبوا وحتيروا ، ألين مقبل على إجناز أعمال ، يف عهدكم ، إذا أخربمت ا ال تصدقوا ، تسـتمد أمة مخيفة مرعبة، الزاحفة يف رحاب األرض ، لتستويل على مساكن ليست هلا ، احلانقة املندفعة الكلدانيني ، هذه األمة

خيوهلا أسرع من النمور ، وأكثر ضراوة من ذئاب املساء ، فرساا يندفعون بكربياء ، قادمني من أماكن . حكمها وعظمتها من ذاا ، لالنقضاض على فريسته ، يقبلون مجيعهم ليعيثوا فسادا ، ويطغى الرعب منهم على قلوب الناس بعيدة ، متسابقني كالنسر املسرع

يهزءون بامللوك ويعبثون باحلكام ، ويسخرون من احلصون ، جيعلون حوهلا تالال من التراب . قبل وصوهلم ، فيجمعون أسرى كالرمل " .هؤالء الرجال هي إهلهم مث جيتاحون كالريح ويرحلون ، فقوة . ، ويستولون عليها

ولـن ، وتسرع إىل ايتها ، إا ال تكذب وإن توانت فانتظرها ، ألا ال بد أن تتحقق ألن الرؤيا ال تتحقق إال يف ميعادها 3: 2" " . تتأخر طويال

:عودة اإلسالم بخروج المهدي من مكة وانتصاره في جميع حروبه ، غمر جالله السماوات ، وامتألت األرض ) مكة ( وجاء القدوس من جبل فاران ، )األردن ( م قد أقبل اهللا من أدو: 3-13: 3"

وقـف وزلـزل . يتقدمه وبأ واملوت يقتفي خطاه . من تسبيحه ، إن اؤه كالنور ، ومن يده يومض شعاع ، وهناك حيجب قوته ت التالل القدمية ، أما مسالكه فهي منذ األزل ، لقد رأيـت خيـام األرض ، تفرس فأرعب األمم ، اندكت اجلبال األبدية ، واار " .كوشان تنوء بالبلية ، وشقق أخبية ديار مديان ترجف رعبا

تشري إىل عودة الدين ، وعبارة ) جاء القدوس ( ـ هذا النص مشابه للنص النبوي الذي ورد يف سفر التثنية بداية هذا الفصل ، فعبارة ، فتعين قدوم شيء من ) قد أقبل اهللا ( ، تحدد مكان ظهور القائم على أمره وهي جبال اجلزيرة العربية ، أما عبارة ) من جبل فاران(

أي من األردن ، تشري إىل اجلهة اليت سيأيت منها البعث ، أو اليت سيأيت منها ) من أدوم ( أمر اهللا ، كالبعث أو امللك املنتظر ، وعبارة وأتى ( لقدس ، وعلى ما يبدو أن هذا النص ، جاء ليفسر ويفصل النبوءة ، اليت جاءت على لسان موسى عليه السالم املهدي لدخول ا

، وتؤكد أن املهدي سيظهر يف مكة ، ومن مث سينتقل إىل القدس ليعيد لإلسالم جمده ) من ربوات القدس ، وعن ميينه نار شريعة هلم .من ظالم القلوب والعقول واءه ، ولييدد بنوره عصورا

رؤيا صفنيا

:وصف إفساد إسرائيل والوعد بعقابها ويل للمدينة الظاملة املتمردة الدنسة ، اليت ال تصغي لصوت أحد ، وتأىب التقومي ، وال تتكل على الرب ، وال تتقرب من : 1-4: 3

اجلائعة ، اليت ال تبقي شيئا ، من فرائسها إىل الصـباح ، أنبياؤهـا إهلها ، رؤساؤها يف داخلها أسود زائرة ، وقضاا كذئاب املساء …مغرورون وخونة ، وكهنتها يدنسون املقدس ، ويتعدون على الشريعة

أمد يدي ألعاقب يهوذا وكل أهل أورشليم ، وأفين من هذا . … سأحمو حموا كل شيء عن وجه األرض ، : يقول الرب : 2: 1" " . فتصبح ثروم غنيمة ، وبيتهم خرابا، … . ة البعل ، وكل كهنة الوثن املوضع بقية عبد

:الحرب القادمة مباغتة وسريعة دوي يوم الرب مخيف ، فيه يصرخ اجلبار مرتعبا ، يوم غضب هو . إن يوم الرب العظيم قريب ، وشيك وسريع جدا: 14-18: 1

، فيه أضايق الناس فيمشون كالعمي … . يوم ظلمة واكتئاب ، يوم غيوم وقتام ذلك اليوم ، يوم ضيق وعذاب ، يوم خراب ودمار ،

157

، يف يوم غضب ال ينقذهم ذهبهم وال فضتهم. ، ألم أخطئوا يف حق الرب ، فتنسكب دماؤهم كالتراب ، ويتناثر حلمهم كاجللة " . لكل سكان املعمورة، املة سريعةمباغتة كالرب ، إذ بنار غريته تلتهم كل األرض ، وفيه يضع اية ،

ـ اعتمادا على هذا النص يعتقد معظم املفسرون الغربيون ، بأن احلرب العاملية القادمة ستكون مباغتة وسريعة جدا ، وستحسـم يف .هلا وقصر املدة يشري إىل حتمية استخدام أسلحة الدمار الشامل بكافة أشكا. فترة زمنية قصرية جدا تعد باأليام

سفر حجي

:إعادة بناء الهيكل طمعا في الذهب والفضة …تأملوا فيما فعلتم ، اصعدوا اجلبل ، واجلبوا خشبا وشيدوا اهليكل ، فأرضى عنه وأمتجد : هكذا يقول الرب القدير : 7-8: 1"

ألنه هكـذا . كم ، فال تفزعوا مبقتضى عهدي الذي أبرمته معكم ، عندما خرجتم من ديار مصر ، إن روحي ماكث مع: 5-9: 2، عما قليل أن أزلزل السماء واألرض والبحر واليابسة ، وأن أزعزع أركان مجيـع األمـم ، مرة أخرىها أنا مزمع : يقول الرب

ل األخـري ، ، ويكون جمد هذا اهليك فتجلب نفائسهم إىل هذا املكان ، وأمأل اهليكل باد ، فالذهب والفضة يل يقول الرب القدير " . أعظم من جمد اهليكل السابق ، وأجعل السالم يسود هذا املوضع ، يقول الرب القدير

ون ـ هذا النص املحرف ، مما يتخذه اليهود كدعوة إلعادة بناء اهليكل ، واحلقيقة أن اهللا أمرهم بعبادته وإقامة شريعته ، ولكنهم يعبدويسعون لبناءه جلعله مصرف دويل أو بورصة عاملية ، وهذا كان حاهلم عند جميء املسيح الذهب والفضة ، ومستودعها هو اهليكل ،

عليه السالم ، وكما هو موصوف باإلجنيل ، وأما النص غري املحرف الذي خيربهم فيه رم ، بأنه ال يريد منهم هيكال وإمنا يريد منهم :سطر قليلة وهذا نصه صالحا وإصالحا ، فهو موجود أيضا يف نفس السفر ، بعد أ

واآلن تأملوا فيما صنعتم اليوم ، وفيمـا . ، فكل أعمال أيديهم ، وما يقدمونه جنس … هذا هو حال الشعب ، : 14-15: 2" !!! " . قبل أن تضعوا حجرا فوق حجر ، لبناء هيكل الربصنعتم يف األيام السالفة ،

سفر زكريا

:يا عليه السالم تحذير يهود هذا الزمان على لسان زكروال . ارجعوا إيل فأرجع إلـيكم : لقد غضب الرب أشد الغضب على آبائكم ، ولكن قل هلم هذا ما يعلنه الرب القدير : 2-6: 1

ا ارجعوا عن طرقكم الباطلة ، وأعمالكم الشريرة ، ولكنهم مل يسـمعو : تكونوا كآبائكم ، الذين حذرهم األنبياء السابقون ، قائلني لقد نفذ الرب القدير ، ما عـزم أن : أمل تدركوا أقوايل وفرائضي ، اليت أمر ا عبيدي األنبياء آباءكم ، قائلني … ومل يصغوا إيل ،

" .، مبقتضى ما ارتكبناه ، من أعمال باطلة ) يف املرة األوىل ( يعاقبنا به

وال جتوروا على األرملـة واليتـيم ، . بد كل منكم إحسانا ورمحة ألخيه اقضوا بالعدل ، ولي: هذا ما يقوله الرب القدير : 8: 7" وقسوا قلوم كالصوان . ولكنهم أبوا أن يصغوا ، واعتصموا بعنادهم غري عابئني ، وأصموا آذام لئال يسمعوا . والغريب واملسكني

" . األرض املبهجة قفراوأضحت … فانصب غضب عظيم من لدن الرب القدير ، ، … لئال يسمعوا ،

158

:مصير الشعب اليهودي في إسرائيل استيقظ أيها السيف ، وهاجم راعي ورجل رفقيت ، اضرب الراعي فتتبدد اخلراف ، ولكني أرد : ويقول الرب القدير : 7-9: 13"

فأجيز هذا الثلث يف النـار ، . حيا فقط فيفىن ثلثا شعب أرضي ، ويبقى ثلثهم: يقول الرب ) . أي املستضعفني ( يدي عن الصغار " .ألنقيه تنقية الفضة ، وأمحصه كما يمحص الذهب

ـ هذا النص يشري إىل الوعد الثاين وعقابه ، حيث يفىن ثلثان وينجو ثلث ، وهذا الثلث يمتحن مبجيء الدجال فيفىن من تبعه منهم ، .وينجو منهم من يعتنق اإلسالم

ألين أمجع األمم على أورشليم لتحارـا ، فتؤخـذ . وا ها يوم مقبل للرب ، يقسم فيه ما سلب منكم يف وسطكم انظر: 1: 14" " . ويسىب نصف أهلها إىل املنفى ، إنما ال ينقرض بقية الشعب من املدينةاملدينة وتنهب البيوت ، وتغتصب النساء ،

:الحرب العالمية النووية الثالثة مجمل الغربيون من يهود ومسيحيني ، من مفسري النصوص التوراتية ، أن حربا نووية ستقع يف املستقبل القريب تبدأ جوم ـ يعتقد

وستكون نتيجة هذه احلرب هـي انتصـار . على إسرائيل ، من قبل روسيا وحلفائها من الشرقيني املذكورين يف النصوص السابقة :ما يلي بعض النصوص اليت تخرب عن ظروف هذه احلرب إسرائيل وحلفائها الغربيون ، وفي

، يف ذلك اليـوم أجعـل … ، تترنح منها مجيع الشعوب املحيطة اها أنا مزمع ، أن أجعل أورشليم كأس مخر ، : 1-6: 12" ها مجيع شعوب األرض ، ويتألب عليوكل من يحاول محلها ينشق شقا ، . أورشليم كصخرة ثقيلة ، تعجز عن محلها مجيع الشعوب

، … ، أجعل عشائر يهـوذا ، … أصيب كل فرس من جيوش األعداء بالرعب ، وفارسه باجلنون ، : ، يقول الرب يف ذلك اليومبينما تظل أورشليم ، آمنة آهلة كمشعل ملتهب بني أكداس احلنطة ، فيلتهمون الشعوب من حوهلم ، ممن عن ميينهم وعن يسارهم ،

" . ايف موضعه

ـ مع أن هذا النص يشري إىل أن إسرائيل ، ستهاجم من قبل أمم كثرية فينتصر الرب ألورشليم وعشائرها وتبقى آمنة مطمئنة ، لكن يف النصوص اليت تلي هذا النص ، جتد نواحا وحنيبا من قبل ذرية داود ، والنواح والنحيب ال يكون عادة من شدة الفرح وإمنا من شدة

:لوقوع فاجعة ما حلت م ، ويف النص التايل وصفا هلذا النواح األمل ،

" . فيشيع النحيب بني أهل البالديف هدد رمون يف سهل جمدو ، يكون النواح يف أورشليم ، مماثال للنواحيف ذلك اليوم : 11: 12"

بـني ) هرجمـدون ( ، يف احلرب القادمة املسماة ـ وحسب ما يعتقد اليهود والنصارى ، فإن هذا النص يحدد ساحة املعركة الربية . إسرائيل وأعدائها ، يف سهل جمدو مشال فلسطني

تتهرأ حلومهم وهم واقفون على : وهذا هو البالء الذي يعاقب به الرب ، مجيع الشعوب الذين اجتمعوا على أورشليم : 12: 14" حىت ترتفع يف ذلك اليوم يلقي الرب ، الرعب يف قلوم ، : 13. تهم يف أفواههمأرجلهم ، وتتآكل عيوم يف أوقاا ، وتتلف ألسن

" . أيضا دفاعا عن أورشليم ، ويغنمون ثروات من األمم املحيطة أبناء يهوذاويحارب : 14. يد الرجل ضد رفيقه فيهلكان معا

واآليـة . ف ما يشبه تأثري تعرض اجلسم حلرارة شديدة جدا تص) 12(فالفقرة . ـ يشكل هذا النص توليفة غريبة ، من صنع الكتبة يف النص الالحق ، إذ كيف يقوم أبنـاء ) 16(وكأا نص مأخوذ مما يلي الفقرة ) 14(والفقرة . تصف ما يشبه قيام الساعة ) 13(

!!! يهوذا مبحاربة اجلثث احملترقة

159

، … . ، فتكونني كسيف جبار أبناء اليونانعلى صهيون، وأثري رجال كسهم أفراميكقوس ، وأجعل يهوذاها أنا أتر : 13: 9" ) من نشوة النصر ( يقيهم الرب القدير حجارة املقالع ، بل تقصر عنهم ويطئوا ، ويشربون ويصخبون كالسكارى من اخلمر : 15فما أمجلـهم كحجارة كرمية مرصعة يف تاج ، ضهويتألقون يف أريف ذلك اليوم ، يخلصهم الرب إهلهم ألم شعبه وقطيعه ، : 16.

! " . وأاهم

ـ هذا النص يصف رجاال يقاتلون أبناء اليونان أي ليس آباءهم ، واليونان هم الغرب ويمثلهم اآلن أمريكا وبريطانيا وحلف الناتو ، نان ؟وهم كما نعلم حلفاء إلسرائيل ، فكيف سيقاتل رجال صهيون حلفائهم من أبناء اليو

:ـ ملخص ما تفصح عنه هذه النصوص

بربط هذه النصوص مع النصوص السابقة ، جند أن النصوص السابقة تحذر اليهود من اإلفساد يف األرض ، ومن مث تخرب بأن اإلفساد أرضهم ، مبعىن ايـة سيقع منهم ال حمالة ، مما يحتم انسكاب الغضب اإلهلي عليهم ، والنتيجة هي وفاة ثلثيهم وجناة ثلث وخراب

.دولتهم يف فلسطني ، وهذا يعين أن القدس ستكون يف أيدي أناس من غري اليهود ، وهم الذين أوا الوجود اليهودي فيها

ومن مث تبدأ باإلخبار بأن أورشليم أي القدس ، ستكون حمط أنظار مجيع شعوب العامل ، وبأن شعوبا كثرية سـتأيت لقتـال أهلـها وهالك هذه الشعوب سيكون باحتراقها باألسلحة النوويـة ، . عليها ، فيهلكوا مجيعا وتبقى القدس آمنة عامرة بسكاا واالستيالء

.ويحارب أهل فلسطني آنذاك يف معركة برية فينصرون ويغنمون ويسلمون

لنص بأن اهللا سيقي شعبه املتواجد يف فلسطني ، واخلصم يحدده النص األخري بأبناء اليونان ، أي حلف الناتو بقيادة أمريكا ، ويخرب امن صورايخ أعداءهم وقنابلهم ، ويكون النصر حليفهم ، ومن مث يخرب عن صفة القوم الذين يحاربون أبناء اليونان ، وهي صـفة ال

.تليق إال باملسلمني

:بناء الهيكل تعبير مجازي والمراد منه إقامة الدين وليس إقامة البناء من أجل ( غرية عظيمة ، ) جبل املسجد ( إني قد غرت على أورشليم ، وعلى صهيون : هذا ما يقوله الرب القدير : 14-17: 1"

من شعيب ، إال ) واألصح كثريا ( لقد اغتظت قليال ) . وهم على رأسها ( ، ولكن غضيب متأجج على األمم املتنعمة ) ما فعلوه فيها فيقـام ( ، فيبىن هيكلي ) بعودا إىل أهلها ( سأرجع إىل أورشليم بفيض من املراحم : لذلك يقول الرب . أنهم زادوا من فواجعهم

ستفيض مدين خريا ثانية : هذا ما يقوله الرب القدير : ، واهتف قائال ) تتخذ عاصمة للحكم اإلسالمي ( ، وتعمر أورشليم ) الدين " . شليم ويرجع الرب ، فيعزي صهيون ويصطفي أور

:ـ وفيما يلي تكرار لنفس النص ، ولكن بدون التشويهات اليت أضافها الكهنة إىل النص أعاله

وأعداءها هـم ( إنين أغار على صهيون غرية عظيمة ، مفعمة بغضب شديد على أعدائها : هذا ما يقوله الرب القدير : 2-3: 8" نا عائد إىل صهيون ألقيم يف أورشليم ، فتدعى آنئذ مدينة احلق ، كما يدعى جبـل ها أ: هلذا يقول الرب القدير ) . اليهود أنفسهم

" .الرب القدير باجلبل املقدس

:ـ وهذا سيكون عند ظهور ملك القدس املنتظر ، الذي تتحدث عنه النصوص التالية

:المهدي ومسماه وصفة ملكه

وها أنـا آيت ) : أي شهود ( ر رفاقك الكهنة اجلالسني أمامك ، أنتم رجال آية فأصغ يا يهوشع رئيس الكهنة ، أنت وسائ: 8: 3" " . بعبدي الذي يدعى الغصن

160

ومن مكانه ينبت / ويف الترمجة الثانية [ ها هو الرجل الذي امسه الغصن ، ينبت من ذاته : هكذا يقول الرب القدير : 12-15: 6" أي خليفة ( ويكون ملكا وكاهنا يف آن واحدهو الذي يبين هيكل الرب ويتجلل باد ، . ) أي يقيم الدين ( ، ويبين هيكل الرب ]

على إشاعة السالم بني ، ) أي امللك والكهانة ( ، فيجلس وحيكم على عرشه ، فيعمل بفضل مشورة رتبتيه ) قائم بأمر الدين والدنيا .ويتوافد قوم من بعيد ليبنوا هيكل الرب . قومه

لرجل غصن من شجرة إمساعيل عليه الصالة والسالم ، وينبت يف نفس املكان أي من جزيرة العرب ، الـيت يسـموا يف ـ وهذا ا .التوراة جبال فاران

فتتوافد أمم . … احلق والسالم ، يتمتع ا شعب يهوذا ، هلذا أحبواستكون مواسم ابتهاج وفرح وأعياد سعيدة ، : 19-22: 8" .وية ، ليلتمسوا وجه الرب القدير يف أورشليم وليحظوا برضاه كثرية وشعوب ق

( بدال من قومه يف الـنص ) 22-19( ـ قارن ما بني النصني لتكتشف التحريف والتبديل ، حيث وضعوا شعب يهوذا يف النص .أعاله ، وأضافوا إىل النص الثاين ابنة صهيون وابنة أورشليم ) 12-15

:ي تخبر عنه توراة اليهود هو المهدي ملك القدس المنتظر الذهو عادل ظافر ، ولكنه وديع . ابتهجي جدا يا ابنة صهيون ، واهتفي يا ابنة أورشليم ، ألن هو ذا ملكك مقبل إليك : 9-10: 9"

وميتد ، لسالم بني األممويشيع اوأستأصل املركبات احلربية من أفرامي ، واخليل من أورشليم ، وتبيد أقواس القتال ، . راكب على أتان " . ملكه من البحر إىل البحر ، ومن ر الفرات إىل أقاصي األرض

ـ يقول اليهود أنه امللك الرب ، ويقول النصارى أنه عيسى عليه السالم وقد حتقق ذلك ، واحلقيقة أن هذه النبـوءة مسـتقبلية ومل خصومه ، ومن مث يشيع السالم واألمن ، على امتداد ملكـه املوصـوف تتحقق لغاية اآلن ، فصاحبها هو املهدي الذي سيقهر كل

.بالنص ، وهذا مما جيعل أي صحوة إسالمية ، تدب الرعب يف قلوم الفزعة

:النبوءات التوراتية وأثرها في تشكيل القناعات والعقائد اليهودية المشوهة د يف الشخصية اليهودية ، وهي التطلع الدائم إىل امللك والسيادة يف أرض امليعاد هذه النبوءات التوراتية الواعدة ، شكلت أحد أبرز العق

وهذه النبوءات كانت تسير اليهود على مدى تارخيهم الطويل وما زالت ، يف حلهم وترحاهلم يف أرجاء األرض ، حبثا عن هذا امللك . وظلموا من جاء بعدهم ممن آمن بأن هذا من عند اهللا ، ليالقي عميـان التورايت املوعود الذي نسجته أقالم الكهنة ، فظلموا أنفسهم

. البصر والبصرية من أبنائهم هذه األيام مصريهم املظلم واحملتوم ، والذي تقشعر من وصفه يف التوراة أبدان الذين يعقلون من النـاس . ال أكاذيب أربام من الكهنة واألحبـار إ… وال يفقهون … وال يعقلون … وال يبصرون … ال يسمعون … ولكن اليهود

ولذلك سيكون من ينجو منهم من عقاب وعد اآلخرة ، صيدا سهال للدجال عند ظهوره مبلكه املادي ، الذي هو األقرب للوصـف .الذي خطه الكهنة ، وهو األقرب ألهوائهم وأطماعهم ، اليت مل ختتلف قيد أمنلة عن أهواء وأطماع أسالفهم

:العقائد اليهودية قراءة في

لـيت اليهود أقرب إىل اإلقرار بوجود اهللا من إنكاره ، ولكن معرفة املقر منهم باهللا حمصورة ، يف إطار ما جاء يف التوراة والتلمود ، ا تصف اهللا بصفات ، أقرب ما يكون إىل صفات األب البشري ، الذي يعطي ويعطف ويعفو ويصفح ، وال يغضب على أبنائه مهمابلغوا من السوء ، ويخطئ ولكنه يعود ويعترف خبطئه يف حق أبنائه ويرجع عنه ، وكأم االبن البكر صاحب احلظوة عند األب كما هي العادة ، ويتعاملون مع اهللا على هذا األساس لفهمهم اخلاطئ ملسألة التفضيل ، باختيارهم حلمل الرسالة السماوية ورعاية اهللا هلم

161

زمان ، وتستطيع تصور العقلية اليت يتعاملون ا مع اهللا ، بعقلية االبن املدلل األناين الفاسد واملفسد عـدمي البصـر فيما مضى من الحىت ولو حذره والده مرارا وتكرارا من استمراره على نفـس . والبصرية ، والذي ال يتوقع من أبيه األذى مهما ارتكب من أخطاء

صدعاقب ابنه املدلل مهما كانت األسباب احلال ، فهو ال يريد أن يق أن هذا األب املعطاء احلاين ، من املمكن يوما من األيام أن ي .وتستطيع تصور الكيفية اليت يتعامل ا اليهود مع باقي البشر ، من خالل الكيفية اليت يتعامل ا ذلك االبن مع باقي أخوته ، وهـذه

.لمود الكيفية هي ما جتده يف تعاليم الت

وأخطر معتقدات اليهود هو عدم اإلميان باليوم اآلخر ، فمؤدى نكران اليوم اآلخر هو نكران للبعث بعد املوت ، ونكران للحسـاب وهذا مما يؤدي إىل االعتقاد بعبثية اخللق ، وعبثية اإلميان باهللا . ونكران للجزاء األخروي والبديل لديهم إن وجد فهو اجلزاء الدنيوي

، فال جدوى من الصالح واإلصالح إن مل يكن هناك ثواب ، وال ضري من الفساد واإلفساد إن مل يكن هناك عقاب ، وبعض أصالولذلك أخذ اليهود على عاتقهم ، مسؤولية اإلفساد . من هذه األفكار اإلحلادية ، جتدها يف التوراة يف سفر اجلامعة سفر العبث والعبثية

رادع ، مبا أخفاه مؤلفو التوراة من ذكر لليوم اآلخر ومتعلقاته ، فالثواب حسب اعتقادهم هو مقدار مـا يف األرض دومنا وازع أووحىت يجنب رب العـزة أمـة . ينالونه من كسب دنيوي بشىت الوسائل والسبل ، والعقاب هو مقدار ما خيسرونه من هذا الكسب

مرة يف القرآن ، وتكاد ال 26هللا بذكر اإلميان باليوم اآلخر واآلخرة ، بصريح اللفظ اإلسالم خطر هذا االعتقاد ، اقترن ذكر اإلميان باوانعدام إميام باليوم اآلخـر ، . ختلو سورة من ذكر متعلقاته أو التذكري ا ، من بعث وحساب وجزاء وما يليه من عقاب وثواب

، مثل احلرص على احلياة واجلنب والبخل والسعي وراء الكسب املـادي أوجد لديهم الصفات السلبية اليت متتعوا ا على مر العصور .وانعدام املبادئ والقيم والصفات البشرية احملمودة

وللتعويض عما حذفوه من األصول العقائدية الصحيحة ، وللتوفيق ما بني املعتقدين السابقني ، طرح مؤلفو التوراة والتلمود الكثري من فكرة امللك اإلله الرب من نسل داود ، الذي سيظهر بلحمه ودمه ليسكن جبل صهيون يف القدس وحيكم العامل األفكار اإلحلادية ، ك

أي أمل لليهود ليعتقدوا بنهاية احلياة الدنيا ، وبوجود حياة أخرى هي اليت تتصف باألبدية ، مما ) إىل األبد ( إىل األبد ، لينفوا بعبارة عد املوت ، فطرحوا حول مصريها أفكار متضاربة هي أقرب إىل املعتقدات الوثنية منها إىل أي شـيء أم على العامة مصري الروح ب

.آخر

:أثر هذه المعتقدات في الشخصية اليهودية

كان السيب البابلي مبا أحدثه من دمار وتنكيل وأسر ، أكرب صدمة يتعرض هلا الشعب اليهودي ، حيث قلبت كيام رأسا على عقب ، والذي مل . تقم هلم قائمة منذ ذلك اليوم ، حىت متكنوا من حتقيق علوهم الثاين يف فلسطني ، ولوال مشيئة اهللا اليت ينكروا ما كان ومل

يكن يتخيله أو يتصوره اليهود آنذاك وهم يف قمة علوهم األول ، أن يتخلى عنهم رب اجلنود ، وأن يبعث عليهم أمة جافية الوجـه -املوثق يف التوراة -نتقامه ، وأن يرتل م ضعة وذلا وخزيا ، بعد عزة وقوة وعلو ، بالرغم من كل ذلك الدالل لتعمل فيهم سيف ا

وما أجراه سبحانه هلم من معجزات ، وعفوه عنهم رغم كفرهم وعصيام وعدوام -الذي أحاطهم به ، منذ خروجهم من مصر .قدسة وأقام هلم مملكة بال جهد أو عناء حىت أدخلهم إىل األرض امل -مرارا وتكرارا

وبالرغم من وضع نبوءة اإلفسادين وما يليهما من عقاب ، سيفا إهليا مسلطا على رقام ، مل ولن يرجعوا عن غيهم وطغيام ، فهم ، مما أدى إىل إصابتهم على اهللا وعلى رسله وعلى كل ما هو مقدس) احلكماء ( مسكونون مبا تقوله كهنتهم وأحبارهم وحاخامام

كأمة حبالة معقدة من الفصام العقلي ، من جراء اعتناقهم ملعتقدات خاطئة ، نتيجة ما زرعه حكماؤهم يف التوراة والتلمـود ، مـن بصرية خرافات وأساطري وآراء وتفسريات ، هي أقرب ما يكون إىل األوهام واهلالوس ، فأنبتت تلك املسوخ الشيطانية عدمية البصر وال

، اليت اتحدت وآمنت بشكل مجاعي مبعتقدات خاصة ا ، تتناىف مع الطبيعة البشرية السليمة ، فرفضت واضطهدت من كل اتمعات

162

البشرية ، اليت ساءها ذلك السلوك اجلماعي الشاذ واملنحرف لتلك املسوخ ، وبالتايل مل جتد الشعوب حال ملشكلتهم إال الطرد والنفي هم مبراسيم ملكية على التقوقع والعيش كالبهائم يف حظائر املواشي املسماة بالغيتوهات أو الكيبوتس ، ومع ذلك مل ينجح ، أو إجباروظن الغرب أنه بإجياد غيتو كبري هلم فلسطني ، ونفيهم إليه وحشرهم فيه ، سيتخلصون من مشكلتهم إىل األبد ، ولكن . هذا احلل

أم كانوا على خطأ ، إذ أم بعد متكنهم من إقامة وطن قومي هلم ، أصر معظمهم وخاصة األغنياء منهم تبني هلم بعد فوات األوان ، على البقاء يف الغرب ، فأصيب نصارى الغرب مؤخرا بعدوى الفصام اليهودي ، ألم ميلكون استعدادا وراثيا توراتيا لـذلك ، ملـا

لذلك من الطبيعي جدا ، أن ترى . ى ما أورده كتبة اإلجنيل من أوهام وهالوس مشاة حيملونه بدورهم من معتقدات خاطئة ، بناء علزعماء اليهود يصافحون العرب ، رامسني على شفاهم تلك االبتسامة العريضة ، بينما أيديهم تقطر من دم أبنائهم وأخوام وكأن شيئا

.مل يكن

:ن ما يعتقده اليهود بالنسبة لوجودهم الحالي في فلسطي

خالصة ما يعتقده اليهود هذه األيام ، وهم األقرب واألكثر فهما لنبوءات التوراة ، ملعرفتهم بالطرق السرية اليت كتبت فيها نصوص : التوراة ، وما تضمنته من أسرار ورموز ، مفاتيح حلها موجودة ، يف كتب خاصة لديهم ، بناء على ما تقدم

1. خربهم بعض نصوص التوراة بأفسدون ، تعاقبهم م ، بعد العودة من الشتات ، ال حمالة سيوأن اهللا سيبعث عليهم من ي . ، من العراق أو إيران أو كليهما

وتخربهم نصوص أخرى ، أن ملكهم بعد العودة من الشتات ، سينضوي مستقبال حتت لواء ملك من نسـل داود أو .2هود وينتصر على أعداء إسرائيل ، وحيكم العامل أمجع من القدس ملكا أبديا ، امللك الرب القدير ، يظهر آخر الزمان يقود الي

يتصف باحلق والعدل والسالم وأن أوانه قد اقترب ، ولتعجيل ظهوره ال بد هلم من االستيالء على أرض فلسطني كاملـة ، القربان املقدس على مذحبه ، وهو أول وتفريغ شعبها منها وهدم املسجد األقصى وبناء اهليكل ، لكي يتسىن هلذا امللك تقدمي

.عمل سيقوم به فور ظهوره ، ويعتقدون بأن سرعة إجناز هذه األمور ، ستعجل بظهور هذا امللك

وتخربهم نصوص أخرى ، أن هناك كم هائل من األعداء الذين سيهامجون إسرائيل مستقبال ، وسيكون النصر حليف .3ملون بال كلل أو ملل ، من وراء الستار الغريب األمريكي الربيطاين لتأمني هـذا النصـر لذلك فهم يع. إسرائيل وحلفائها

.املوعود

ـ لذلك كان ال بد ليهود أمريكا على وجه اخلصوص ، من أجل تعطيل النبوءة اليت خترب عن دمار دولتهم ، ومن أجل حتقق النبوءة :يف اية األمر ، أن يعملوا اليت تنسب إليهم امللك األبدي ، الذي سيقوم يف القدس

. على تقوية إسرائيل بإمدادها باألموال والتكنولوجيا العسكرية املتطورة التقليدية والنووية .1

. على إجبار دول هؤالء األعداء التوراتيون على املواالة للغرب ، ومن مث املواالة إلسرائيل عن طريق الترغيب والترهيب .2

. ية إلسرائيل من هذه القدرات ، وإضعاف هذه القدرات حني امتالكها وتدمريها على حرمان الدول املعاد .3

.على تدمري االستقرار الداخلي لتلك الدول ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا إن تعذر ذلك عسكريا .4

:ـ ويعتقدون أن اخلطر القادم يتمثل بشكل أساسي يف

. ق البلدان العربية واإلسالمية وعلى رأسها العرا .1

.البلدان الشيوعية املناهضة للدميوقراطية الرأمسالية وعلى رأسها روسيا والصني .2

163

. شخص األمري املسلم الذي أخربت عنه التوراة ، بأنه سيخرج من جزيرة العرب ليملك مشارق األرض ومغارا .3

لقواعد العسكرية األمريكية الربيطانيـة ، بشـكل ولألسباب الثالثة جمتمعة ، عمل اليهود وما زالوا يعملون على تواجد األساطيل وامكثف يف منطقة اخلليج العريب واجلزيرة العربية ، وتركيا والبحر األمحر والبحر األبيض املتوسط سابقا والحقا ، لكي متنع العراق من

فكما أم أي . اإلسالم من جديد مهامجة إسرائيل ، ولكي متنع هذا األمري املسلم من اخلروج من أرض اجلزيرة ، وظهور أمره وأمر فهم اآلن متواجدون فيها حتت القناع األمريكـي ، يف انتظـار . اليهود سكنوا جزيرة العرب ، ليحاربوا حممد عليه الصالة والسالم

منطقـة ولقطع الطريق على اجليش الروسي عند هجومه على إسرائيل ، أما ادعائهم بالتواجد يف. خروجه ليحاربونه بال أدىن شك اخلليج ، للحفاظ على مصاحل الواليات املتحدة فذلك لذر الرماد يف العيون ، فمصاحلهم حممية بسواعد عربية وأوامرهم مطاعة حىت يف

. غرف النوم

ف زمانه ، وغزو العراق إلسرائيل الذي هو أول مشهد يف احللقة األخرية ، من مسلسل اليهود التارخيي الطويل ، قد اقترب أوانه وأشروهم يعلمون ذلك من خالل احلساب ومن خالل الظواهر الفلكية ، كما علموا قدميا عن طريق الفلك مبوعد مولده عليـه السـالم

.وموعد بعثه

:أعداء دولة إسرائيل التوراتيون بمسمياتها القديمة والحديثة حسب تفسيرهم مت ) . يف العداء التورايت إلسرائيل ، وبامتياز مع مرتبة الشرف درجة أوىل. ( بابل وآشور وبالد الكلدانيني ـ العراق .1

توريطه يف حريب اخلليج األوىل والثانية ، وضرب املفاعل النووي ، وفرض حصار أبدي ، ويطمحـون إىل إبـادة شـعبه .ومشمول يف قائمة الدول الراعية لإلرهاب . باألسلحة النووية ، يف أقرب فرصة ممكنة

درجة . ( توبال وكل حلفائهما ، وبيت توجرمة من أقاصي الشمال ـ دول االحتاد السوفيييت السابق روش وماشك و .2مت تفكيك االحتاد السوفيييت ، وإضعاف احلزب الشيوعي املناهض للغرب ، وتدمري اقتصاد روسيا وتوريطها مـع ) . ثانية

.رية الشيشان وتوريطها يف حربني استرتافيتني يف مجهو. صندوق النقد الدويل

مت توريطها يف حرب اخلليج األوىل ، ومقاطعة اقتصادية أمريكيـة ) . درجة ثانية . ( مادي ، ورجال فارس ـ إيران .3وعداء معلن ، تشجيع احلركات اإلصالحية اهلدامة ، وإثارة الفنت والثورات الداخلية ، إلشعال حروب أهلية ، طمعـا يف

.، وهي مشمولة يف القائمة األمريكية للدول الراعية لإلرهاب قلب نظام احلكم اإلسالمي فيها

ما زالت احلروب األهلية اليت يدعمها الغرب مشتعلة فيها ، ومقاطعة اقتصـادية ) . درجة ثالثة . ( إثيوبيا ـ السودان .4ع ابن الدن ، وهي مشمولة ، الامها بالتعاون م) كلينتون ( أمريكية وعداء معلن ، وقصفت بالصواريخ األمريكية يف زمن

.يف القائمة األمريكية للدول الراعية لإلرهاب

، مت فربكة حادثة تفجري ) ريغان ( قصفت من قبل الطائرات األمريكية يف زمن الرئيس األمريكي ) درجة ثالثة . ( ليبيا .5ألمن ، ومقاطعة اقتصادية أمريكيـة ، واتهمت بتدبريها ، ومن مث فرض عليها ، حظر دويل من جملس ا) لوكريب ( الطائرة

.وهي مشمولة يف القائمة األمريكية للدول الراعية لإلرهاب

موضوعة على جدول مؤامرام القادمة ، وهـي مشـمولة يف القائمـة ) . درجة ثالثة . ( أشور وحلفائها ـ سوريا .6 .األمريكية للدول الراعية لإلرهاب

164

حظر ومقاطعة اقتصادية على كلتا الدولتني ) . درجة ثالثة . ( انستان وباكستان عيالم وحلفاؤها ، ملوك الشرق ـ أفغ .7وأفغانستان غري مشمولة يف القائمة األمريكية للدول الراعية لإلرهاب ، . ، مت قصف معسكرات تنظيم القاعدة يف أفغانستان

.كوم ال يعترفون بنظام احلكم فيها

165

لمستقبل النبوءات اإلنجيلية بين الماضي وا

اإلجنيل يف األصل كتاب مساوي أنزل على عيسى عليه السالم ، بنص واحد مصدقا ملا جاء يف التوراة ، وحيمل يف طياته شريعة جديدة لليهود ، وناسخة لبعض ما جاء يف شريعة موسى ، لتخفف عنهم الكثري من األعباء والكثري من القيود واألغالل ، اليت كانوا قد ألزموا

. يف التوراة نتيجة فسقهم وعصيام وظلمهم ا

وكلمة اإلجنيل يف اليونانية تعـين . عليه الصالة والسالم ) أمحد ( ومن أهم ما جاء به عيسى عليه السالم ، هي البشرى بنيب اهلدى ( قة فنجده يف قوله تعـاىل البشرى أو البشارة ، ويدعي النصارى أن هذه البشرى هي بشرى اخلالص ، أما فيمن كانت البشارة حقي

نم يدي نيا بمقا لدصم كمإلي ول اللهسي ريل إنائرني إسبي ميرم نى ابيسإذ قال عو اةروي التـدعب ـني مأتول يسا بررشبمودمأح هماس نيبالب ماءها جفلمبنيم رحذا سقالوا ه ونص البشارة بنبينا حممد عليه الصالة والسالم ، موجود يف ) . الصف 6( ات

املؤيد الـروح " و " املؤيد" ، ومسمياته هي ) 16-14( عليه السالم ، يف اإلصحاحات ) يوحنا ( اإلجنيل الرابع املنسوب ليحىي الروح القدس املعني : " يف الترمجة اليت اقتبست منها هذا النص ، ويف ترمجات أخرى " هذا العامل سيد" و" روح احلق " و " القدس

" .املعزي " و"

وهذا ما يؤكده حىت املؤمنني به من النصارى أنفسهم . أما ما هو موجود هذه األيام يف األناجيل ، هو مجرد بقايا من الوحي اإلهلي إن القارئ يف عصرنا وهو حريص على " ، ما نصه 13نسخة العهد اجلديد من الكتاب املقدس ، دار املشرق ط فقد جاء يف مقدمة

، ) األناجيل األربعة وملحقاا ( الدقة ، ال ينفك يبحث عن األحداث اليت مت إثباا والتحقق منها ، يقع يف حرية أمام تلك املؤلفات " مها من التنسيق ، ويستحيل التغلب على تناقضاا ، وال يمكنها أن ترد على األسئلة اليت تطرح عليها اليت تبدو له مفككة خيلو تصمي

.انتهى

وهكذا يعترف رجاالت الدين املسيحي أن حمتويات كتام املقدس متناقضة ، وأا مؤلفات كتبت بأيدي بشر بعد املسيح مبا يزيـد وأما النصوص األصلية لإلجنيل بلغته العربية . وافرة ذات أصل يوناين وتعود إىل القرن الرابع امليالدي سنة ، وأقدم النسخ املت 300على

وللحقيقة يستحيل أن يكون ذلك صحيحا ، فقد مسعت يوما أن الكثري من املخطوطات األصـلية ، . أو اآلرامية فهي غري موجودة ى رفوف يف أقبية الكنائس الكربى ، وال يسمح ألي كان من الوصول إليها موجود على شكل لفائف وقراطيس يف قوارير زجاجية عل

إال كبار رجاالت الكنيسة ، احلريصون على إضالل الناس بكتم ما يف تلك املخطوطات من حقائق ، تنفي ألوهية عيسى وتدعوا إىل .وحدانية اهللا

كمـا التـوراة -ر من كونه كتاب حيكي سرية املسيح عليه السالم أما الكتاب املوجود حاليا بني يدي النصارى ، فهو ال يعدو أكثبشكل حائر ومضطرب ، تغلب عليه ذكر أفعاله أكثر من أقواله ، حىت أنك تشعر عنـد قراءتـه أن املسـيح -حتكي سرية موسى

ا يدعون أو حىت لرسول أن يكون شخصية خيالية أسطورية ساذجة غبية وبليدة ، خالية من احلكمة واملنطق ، وحاشا هللا أو البنه كموسفر الرؤيا املنسوب ليوحنا ، يبدو أما أكثر قربا إىل األسفار املتأخرة من التوراة ، حيـث ) حيىي ( غري أن إجنيل يوحنا . كذلك

املسميات ، وحىت تكرار أما يتفقان مع أسلوب كتابة النصوص التوراتية إىل درجة التطابق ، من حيث اإلنشاء واأللفاظ املستخدمة و .وازدواجية النصوص اليت تؤكد أما جمعا ونسخا من مصدرين مختلفني

ال يأتينا سفر رؤيا يوحنا : " ، ما نصه 13وقد جاء يف مقدمة سفر الرؤيا من نسخة العهد اجلديد من الكتاب املقدس ، دار املشرق طهناك ) . التالميذ ( نفسه اسم يوحنا واسم نيب ، ومل يذكر قط أنه أحد االثين عشر لقد أطلق على. ، بشيء من اإليضاح عن كاتبه

، وورد فيه أن كاتب الرؤيا هو الرسول يوحنا ، ) امليالدي ( تقليد على شيء من الثبوت ، وقد عثر على بعض آثاره منذ القرن الثاين

166

وقد بقي املصدر الرسويل لسفر الرؤيـا . لتقليد القدمي إمجاع على هذا املوضوع بيد أنه ليس يف ا. وقد نسب إليه أيضا اإلجنيل الرابع إن آراء املفسرين يف عصرنا متشعبة كثريا ، ففيهم من يؤكد أن االختالف يف . عرضة للشك مدة طويلة يف بعض اجلماعات املسيحية

وهناك مفسرون يـرون أن . يل الرابع ، إىل كاتب واحد أمرا عسريا اإلنشاء والبيئة والتفكري الالهويت ، جيعل نسبة سفر الرؤيا واإلجنظروف إنشاء سفر الرؤيا ، أشد تشعبا من ذلك بكثري ، فهو ليس مؤلفا متجانسا بل حماولة غري محكمة جلمع أجزاء مختلفة ، أنشئت

.انتهى " مث نقحت يف العقود األخرية من القرن األول

جلزم بأن التوراة مت تنقيحها ومجعها بشكل ائي ، يف هذه احلقبة من الزمن بعد وفاة عيسى وموت حيـىي عليهمـا وللحق نستطيع ا .السالم

جند من خالل ما تقدم أن النصارى أنفسهم ، كان لديهم الكثري من الشكوك حول سفر الرؤيا ، وبعد قراءيت حملتوى هذا السفر تبني س األسلوب ، الذي أنشئت به أسفار التوراة من حيث األلفاظ والعبارات ، وحىت تكـرار األفكـار يل ، أن أسلوب إنشاءه هو نف

والسفر . والنصوص وحتويرها وحتريفها ، وتبديل مواضعها من تقدمي وتأخري ، لتشويه الرؤى النبوية اليت تأيت عادة يف غري صاحل اليهود ر املتأخرة من التوراة ، حيث أن سفر زكريا يف التوراة ينتهي عند ذكر الدجال ، ويغفل حيتوي على نبوءات مشابه ، ملا جاء يف األسفا

ما سيأيت بعده من أحداث ، وجتد أن سفر الرؤيا يعيد بعض ما جاء يف األسفار املتأخرة من التوراة ومن ضمنها سفر زكريا ، ويكمل . نار األحداث حىت دخول أهل اجلنة اجلنة ودخول أهل النار ال

ا وما تقدم يدفعين إىل االعتقاد أن كتبة هذين السفرين ، هم كهنة اليهود الذين ألفوا التوراة ، إذ أن آثار أقالمهم واضحة للعيان ، مم فيه من تناقض أحيانا وتكرار أحيانا أخرى ، حملاولتهم فهم هذه النبوءات وتفسريها حسبما يتناسب مع زمام ، أي مع بداية التقوميامليالدي ، حيث كانت مقومات ذلك العصر ورموزه ، ختتلف كليا عما لدينا يف العصر احلايل ، حيث بدأت هذه النبوءات هذه األيام

. ، تأخذ مكاا على أرض الواقع

إىل التوراة ، فـأعملوا ويبدو أن املتأخرين من الكهنة اليهود ، كانوا عاقدي العزم على ضم سفر الرؤيا واإلجنيل املنسوب إىل يوحنا أقالمهم فيهما ، ويبدوا أم تراجعوا عن ذلك يف اللحظة األخرية فقرروا إسقاطهما ، بعد أن تنكروا لنبوة حيىي وعيسى عليهما السالم

اليت كانوا ) هدرين املسماة بالسن( فسفر الرؤيا كما احلال بالنسبة إلجنيل يوحنا ، يهاجم اليهود أنفسهم ويهاجم جممعات كهنتهم . . واليت وصفها هذا السفر مبجمعـات الشـيطان ) واحلقيقة أم كانوا يدرسون التوراة كما ندرس الزيتون ( يتدارسون فيها التوراة

هـا إين : 9: 3رؤيا " . مجمع للشياطنيوأعلم افتراء الذين يقولون أم يهود وليسوا بيهود ، بل هم : 9: 2رؤيا " حيث جاء فيه ، وهاتني العبارتني مثال على التكرار لـنفس املعـىن " ، يقولون أم يهود ، وما هم إال كذابون مجمع للشيطانأعطيك أناسا من

.وبنفس األلفاظ تقريبا

منها أنه يثبـت باإلضافة إىل ذلك جاء سفر الرؤيا بنبوءات تخالف أهواء الكهنة ، وتتناقض مع ما كان قد خطه الكهنة املتقدمني ، وفالتوراة على امتدادها الشاسع ، ال جتد فيها حىت كلمة توضح مصـري . البعث واحلساب واجلزاء ، وهذا مما ينكره اليهود وجيحدونه

تبكة الروح بعد املوت ، وما ميلكونه من معتقدات فيا يتعلق بالروح والبعث واجلزاء ، تعتمد يف الدرجة األوىل على أقوال متناقضة ومر . حلكمائهم ، وهذه األقوال مثبتة يف التلمود ، وهي أقرب ما تكون إىل معتقدات الوثنيني كتناسخ األرواح واحللولية

، وهو حيىي بن زكريا عليهما السالم صحيحه ، حيث أن حيىي كان قد سبق عيسى عليه ) يوحنا ( ورمبا تكون نسبة هذا السفر إىل وحال سفر الرؤيا يشبه حال األسفار املتأخرة من التوراة ، اليت امتازت بالطابع الدعوي النبوي يف معظمها السالم يف البعث لليهود ،

وبعد أن أسقط اليهود اإلجنيل وسفر الرؤيا ، املنسوبني إىل يوحنا من التوراة ، تلقفته كهنة النصارى ، ومـن مث قـاموا بتحريفـه .

167

لوهية عيسى عليه السالم ، وأضافوه إىل كتام املقدس ، على ما هو عليه من ازدواجية وتكرار باحلذف واإلضافة والتبديل ، إلثبات أ . باأللفاظ واألفكار

أما الكالم يف اإلجنيل املنسوب إىل يوحنا ، هو أقرب ما يكون إىل كالم عيسى عليه السالم ، حيث جاءت على لسانه البشارة بنبينا ما نص عليها القرآن الكرمي ، وهذا اإلجنيل يتميز عن باقي األناجيل ، بأنه يركز على األقوال اليت جاء ـا عليه الصالة والسالم ، ك

.عيسى عليه السالم ، أكثر من طابع السرد القصصي لألفعال اليت قام ا ، الذي غلب على األناجيل األخرى

إنجيل يوحنا

:م نص البشارة بنبي اإلسالم عليه الصالة والسالمن التوراة ، ومبشرا برسـول وإذ قال عيسى ابن مريم ، يبني إسرائيل إني رسول الله إليكم ، مصدقا لما بين يدي( قال تعاىل

نيبالب ماءها جفلم ، دمأح همي اسدعب ني مأتيبنيم رحذا سقالوا ه ، الصف 6( ات(

، الذي ال يستطيع العامل أن يتلقاه روح احلق، يكون معكم إىل األبد ، مؤيدا آخروأنا سأسأل األب ، فيهب لكم : 16-18: 14" " .مى فإين أرجع إليكم ألنه ال يراه وال يعرفه ، أما أنتم فتعلمون ، أنه يقيم عندكم ويكون فيكم ، لن أدعكم يتا

ـ يخرب عيسى أتباعه يف هذا النص أن األب سريسل هلم مؤيدا آخر ، غري عيسى عليه السالم ، فإن كان عيسى هو اهللا ، فـإن اهللا سيبعث للنصارى إهلا غري عيسى ، وإن كان ابن اهللا فإن اهللا سيبعث هلم ابنا له غري عيسى ، وإن كان عيسى رسـول اهللا فـإن اهللا

ويخرب أيضا أن رسالته ستكون خامتة الرساالت السماوية ، ويأيت باحلق ويعدل به ، ويخربهم بـأم . سيبعث هلم رسوال آخر غريه .امتازوا على اآلخرين من سكان العامل ، بأن لديهم علم ذا الرسول ، وبإخبارهم أيضا أن الوحي من بعده لن ينقطع

قلت لكم . ال حيفظ كالمي ، والكلمة اليت تسمعوا ليست كلميت ، بل كلمة األب الذي أرسلين ومن ال يحبين: 24-25: 14" " . هذه األشياء وأنا مقيم عندكم

… . ، هو يعلمكم مجيع األشياء ، ويذكركم جبميع ما قلته الذي يرسله األب بامسي ، املؤيد الروح القدسولكن : 26-31: 14" آت وليس سيد هذا العامل، حىت إذا حدث تؤمنون ، لن أطيل عليكم الكالم بعد ذلك ، ألن ذ اآلن باألمر قبل حدوثهلقد أنبأتكم من

" .له يد علي ، وما ذلك إال ليعرف العامل أني أحب األب وأني أعمل كما أوصاين

هم أشياء جديدة ، وسبب إخباره هلم بذلك ، هو وجوب ـ خيربهم بأن هذا املؤيد ، سيذكرهم من خالل الوحي مبا سبقه ، ويعلميصفه عيسى بأنه سيد هذا العامل ، ويؤكد جميئه ، وأنه ذو أفضلية على من قبله ، ويخربهم يف ايـة . اإلميان به واتباعه عند ظهوره

. النص أنه بلغهم البشارة بأمانة كما أخربه ربه

الذي أرسله لكم روح احلق املنبثق من األب ، فهو يشهد يل وأنتم أيضا تشهدون ، ألنكم معي ومىت جاء املؤيد ،: 26-27: 15" " . منذ البدء

. ـ هذا النص تكرار ألجزاء مما تقدم من نصوص

يؤدي عبادة سيفصلونكم عن اامع ، بل تأيت ساعة يظن فيها كل من يقتلكم بأنه . قلت لكم هذه األشياء لئال تعثروا : 1-14: 16وقد قلت هذه األشياء لكم لتذكروا إذا أتت الساعة أني قلتها لكم ، ومل أقلها منذ البدء ألني كنت معكم ، أما اآلن فإني … . هللا

168

فإن مل أمض. ذاهب إىل الذي أرسلين ، وما من أحد يسألين إىل أين أذهب ؟ ال بل مأل احلزن قلوبكم ، ألني قلت لكم هذه األشياء " . أما إذا ذهبت فأرسله إليكم، ال يأتكم املؤيد

. يثبت هذا النص مبا ال يدع جماال للشك ، أن هذا املؤيد سيرسل ال حمالة ، وأن بعثه مرتبط بذهاب عيسى عليه السالم _

وأما على الرب ، . فألم ال يؤمنون يب أما على اخلطيئة ،: وهو مىت جاء ، أخزى العامل على اخلطيئة والرب والدينونة : 8-11: 16" ." .قد دين سيد هذا العاملفألين ذاهب إىل أيب ، وأما على الدينونة ، فألن

ـ هذا النص فيه فلسفة تفسريية من الكاتب ، حماوال ترميم ما أفسده من تغيري لأللفاظ والعبارات ومواضعها ، واملعىن املراد من وراء أيت شاهدا ومبشرا ونذيرا ، يدعوا إىل الرب ويدين اخلطيئة ، مبشرا بالثواب ومنذرا بالعقاب وشاهد على اخللق يـوم هذا النص ، أنه ي

) .األحزاب 45( يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا( الدينونة أي يوم القيامة واهللا أعلم ، قال تعاىل

، أرشدكم إىل احلق كله ، ألنه لن يتكلم من عنده ، بل يتكلم مبا يسمع ، وخيربكم روح احلقفمىت جاء هو ، أي : 13-14: 16" " .مبا سيحدث ، سيمجدين ألنه يأخذ مما يل ويخربكم

إن هو ) 3( وما ينطق عن الهوى( ه ، ، سريشدهم إىل احلق ، ويبلغ رسالة ربه على أكمل وج" روح احلق " ـ هذا النص يخرب بأن . ، وينبئهم بأمور غيبية ستحدث الحقا ) النجم 4( إلا وحي يوحى

ولو أمعنت النظر أخي القارئ ، يف النصوص أعاله أو رجعت إىل الكتاب نفسه ، ستكتشف بسهولة حماوالت التضليل والتمويه ، من رنتها مع بعضها البعض ، فاأللفاظ واملسميات تتكرر بصورة مزدوجة ، وتتقدم أحيانا وتتأخر أحيانا أخرى خالل تتبع النصوص ومقا

وغالبا ما يكشف أحد النصوص املزدوجة كذب وتضليل . ،كما هو احلال يف النصوص التوراتية متاما ) يحرفون الكلم عن مواضعه ( .النص اآلخر

إنجيل متى

: يقة اليهود ويحذر الناس من اتباعهم اإلنجيل يكشف حقولكن الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون املراءون ، فإنكم تغلقون ملكوت السماوات يف وجوه الناس ، فال أنتم : 13: 23: مىت "

ا ود جعلتموه أهال جلهنم ، ، فإنكم تطوفون الرب والبحر ، لتكسبوا متهودا واحدا ، فإذ… تدخلون ، وال تدعون الناس يدخلون ، من أقسم باهليكل ، فقسمه غري ملزم ، أما من أقسم بذهب اهليكل ، : الويل لكم أيها القادة العميان ، تقولون . ضعف ما أنتم عليه

" . فقسمه ملزم

الداخل ، ممتلئة بعظام املوتى وكل فإنكم كالقبور املطلية بالكلس ، تبدو مجيلة من اخلارج ، ولكنها من… الويل لكم : 27: 23" فإنكم تبنون قبور … الويل لكم … . كذلك أنتم أيضا تبدون للناس أبرارا ، ولكنكم من الداخل ممتلئون بالرياء والفسق . جناسة

فبهذا تشـهدون علـى .لو عشنا يف زمن آبائنا ، ملا شاركناهم يف سفك دماء األنبياء : األنبياء وتزينون مدافن األبرار ، وتقولون " . أنفسكم ، بأنكم أبناء قاتلي األنبياء ، فأكملوا ما بدأه آباؤكم ، ليطفح الكيل

:الجريمة وعقابها أيها احليات ، أوالد األفاعي ، كيف تفلتون من عقاب جهنم ؟ لذلك ها أنا ذا أرسل إليكم ، أنبياء وحكماء ومعلمني ، : 33: 23"

لبون ، وبعضهم يف جمامعكم جتلدون ، ومن مدينة إىل أخرى تطاردون ، حىت يقع عليكم كـل دم سـفك يف فبعضهم تقتلون وتص

169

أن عقاب ذلك كله سيرتل : احلق أقول لكم . األرض ، من دم هابيل البار إىل دم زكريا بن برخيا ، الذي قتلتموه بني اهليكل واملذبح " . ذا اجليل

كم مرة أردت أن أمجع أوالدك ، كما جتمع الدجاجة فراخها حتـت . قاتلة األنبياء ورامجة املرسلني إليها أورشليم ، يا: 37: 23" " مبارك اآليت باسم الرب : أنكم لن تروين من اآلن ، حىت تقولوا : ها إن بيتكم يترك لكم خرابا ، فإين أقول لكم . جناحيها ، فأبيتم

.

لن يترك هنا حجر فوق : أما ترون هذه املباين كلها ؟ احلق أقول لكم : ، فقال هلم … اهليكل ، مث خرج يسوع من: 1: 24" : " .حجر إال ويهدم

:المسيح ينبئ بأحداث آخر الزمان خـراب أي( مىت حيدث هذاأخربنا : وبينما كان جالسا على جبل الزيتون ، تقدم إليه التالميذ على انفراد ، وقالوا له : 3: 24"

انتبهوا ، إياكم أن يضلكم أحد ، فسوف يأيت كثري مـن : ؟ فأجاب يسوع وانتهاء الزمان، وما هي عالمة رجوعك، ) أورشليم وستسمعون باحلروب وبإشاعات عن احلروب ، فإياكم أن تفزعوا ، فال بـد مـن . الناس منتحلني امسي ، ويضلون أناسا كثريين

فستقوم أمة على أمة ، ومملكة على مملكة ، وحتدث جماعات وزالل يف أماكن كثرية ، وهذا . النهاية عندئذ حدوثها ، ولكن لن تكون " .ليس إال بدء املخاض

:اضطهاد المؤمنين باهللا وفساد الدنيا يبشر بقرب النهاية فيعثر أناس كثريون ، ويسلم بعضـهم . وستسلمون عندئذ إىل الضيق وتقتلون ، ويبغضكم مجيع الوثنيني من أجل امسي: 9: 24"

وستعلن بشارة امللكوت . ويزداد اإلمث ، فتفتر احملبة يف أكثر الناس ، والذي يثبت إىل النهاية فذاك الذي خيلص . …بعضا ويتباغضون " . هذه ، يف املعمورة كلها ، شهادة لدى الوثنيني أمجعني ، وحينئذ تأيت النهاية

:ودمارها يبشر بقرب النهاية قيام دولة إسرائيلفليهرب إىل –ليفهم القارئ – قائما يف املكان املقدس، الذي تكلم عليه النيب دانيال ، فإذا رأيتم املخرب الشنيع: 15: 24: مىت "

فال يرجع ليأخذ رداءه ، اجلبال من كان عندئذ يف اليهودية ، ومن كان على السطح فال يرتل ليأخذ ما يف بيته ، ومن كان يف احلقل " .الويل للحوامل واملرضعات يف تلك األيام ، صلوا لئال يكون هربكم يف الشتاء أو يف يوم سبت

، فمن كان يومئـذ يف اليهوديـة فإذا رأيتم أورشليم قد حاصرا اجليوش ، فاعلموا أن خراا قد اقترب: 24-20: 21: لوقا " ألن هذه األيام أيام نقمة يـتم وسط املدينة فليخرج منها ، ومن كان يف احلقول فال يدخل إليها ، فليهرب إىل اجلبال ، ومن كان يف

ويرتل الغضب على هـذا الشـعب ، ، الويل للحوامل واملرضعات يف تلك األيام ، فسترتل الشدة على هذا البلد فيها مجيع ما كتب " . ممفيسقطون قتلى حبد السيف ويؤخذون أسرى إىل مجيع األ

ـ املقصود باملخرب الشنيع ، يف النص األول املأخوذ من إجنيل مىت هي دولة اإلفساد إسرائيل ، وهذا ما يوضحه النص الثاين من إجنيلسـتجد أن . ولو متعنت يف النصائح املقدمة للشعب اليهودي لتجنب القتل واألسر ) . فإذا رأيتم أورشليم (لوقا بنص صريح بعبارة

. خول اجليوش على أورشليم ، سيكون مفاجئا وسريعا وبدون ضجة ، لدرجة أن من على سطح املرتل ال يشعر بدخوهلم إىل بيته د

170

أو رجسـة -وأن من يف األرياف ال يسمع م إال متأخرا ، وأما النصارى اجلدد يف الغرب ، فريون أن املقصود باملخرب الشـنيع .الدجال عدو املسيح ، الذي سيظهر يف القدس وأما اليهود فريون أنه املسجد األقصى هو -اخلراب يف سفر دانيال

:الحرب الكونية النووية فستحدث عندئذ شدة عظيمة مل حيدث مثلها ، منذ بدء اخلليقة إىل اليوم ولن حيدث ، ولو مل تقصر تلك األيام ، ملا جنا : 21: 24"

" .ارين ستقصر تلك األيام أحد من البشر ، ولكن من أجل املخت

ـ وهذا أحد النصوص اليت يستند إليها نصارى الغرب يف حتليالم ، بالقول بأن احلرب العاملية الثالثة ستكون نووية ال حمالة ، لسرعة .هذه األسلحة يف حسم املعركة

:المسيح يحذر من أتباعه الدجال وأنبياء كذابون مسحاء دجالونفسيظهر . ا هو ذا املسيح هنا ، بل هنا ، فال تصدقوه ه: فإذا قال عندئذ أحد من الناس : 23: 24" " .فها أنا قد أنبأتكم . لو استطاعوا ) األتقياء ( ليضلوا حىت املختارين، يأتون بآيات عظيمة وأعاجيب،

وكما أن الربق خيرج مـن . ا يف املخابئ ، فال تصدقوا فإن قيل لكم ها هو يف الربية ، فال خترجوا إليها ، أو ها هو ذ: 26: 24" " . )اليهود ( تتجمع النسور ) الدجال ( وحيث تكون اجليفة املشرف ، ويلمع حىت املغرب ، فكذلك يكون جميء ابن اإلنسان ،

:ظواهر فلكية تسبق بداية النهاية وتتساقط النجوم من ، )خسوف (والقمر ال يرسل ضوءه ، )كسوف ( تظلم الشمس وعلى أثر الشدة يف تلك األيام ، : 29: 24"

فتنتحب مجيـع . وتظهر عندئذ يف السماء آية ابن اإلنسان . )دوي االنفجارات ( وتتزعزع قوات السماء ، ) الصواريخ ( السماء " .قالئل األرض ، وترى ابن اإلنسان آتيا على غمام السماء ، يف متام العزة واجلالل

وهذا النص جعل األصوليون اإلجنيليون ، يعتقدون بأن جميء عيسى عليه السالم ، يسبقه حرب كونية نوويـة شـاملة ، حتـرق ـاألخضر واليابس ، وهم يعملون على دفع القادة السياسيني يف أمريكا إىل التحضري هلا ، بغية االنتصار فيها والنجاة من أهواهلا ، فهي

إصرار أمريكا مؤخرا ، على إنشاء الدرع املضاد للصـورايخ -فضال عن التسلح النووي -من التحضريات ال حمالة قادمة ، ومن ض .البالستية

:أحداث النهاية ستكون مباغتة من التينة خذوا العربة ، فمىت النت أغصاا ونبتت أوراقها ، علمتم أن الصيف قريب ، وكذلك أنتم إذا رأيتم كل هذه : 32: 24" " .… السماء واألرض تزوالن وكالمي ال يزول … مور ، فاعلموا أن ابن اإلنسان قريب بل على األبواب األ

وكما كانت احلال يف زمن نوح ، كذلك ستكون عند رجوع ابن اإلنسان ، فقد كان الناس قبل الطوفان ، يـأكلون : 37: 24" " .حىت جاء الطوفان فجرفهم أمجعني ويشربون ويتزوجون ويزوجون ، وما كانوا يتوقعون شيئا ،

171

رؤيا يوحنا

:خروج أصحاب البعث الثاني من أرض الفرات ، وكان هؤالء املالئكة األربعة ، " أطلق املالئكة األربعة املقيدين على النهر الكبري ، ر الفرات : " فقال للمالك السادس : 14: 9"

ومسعت أن جيشهم يبلغ مائيت مليون محارب ، . هر والسنة ، فأطلقوا ليقتلوا ثلث البشر مجهزين استعدادا هلذه الساعة واليوم والشوكانت رؤوس اخليل مثل رؤوس األسود ، تلفظ من أفواهها نارا ودخانا . … ورأيت يف الرؤيا اخليول وعليها فرسان يلبسون دروعا

ة اخليل القاتلة تكمن يف أفواهها ويف أذناا أيضا ، أما سائر النـاس وكانت قو. … وكربيتا ، فقتل ثلث الناس ذه الباليا الثالث " .… الذين مل ميوتوا من هذه النكبات مل يتوبوا عن أعماهلم

ويصف هـذا . ـ هذا النص يبني أن هنالك جيش كبري العدد ، مقيد على ر الفرات أي يف العراق ، وسيفك قيده يف موعد معني .ذا اجليش من آليات حربية حديثة ، وأن هناك أناس سينجون من هذا اجليش ، ولكنهم بالرغم من ذلك لن يتوبوا النص ما ميلكه ه

:جفاف نهر الفرات والحرب العالمية النهائية ، ليصري ممرا للملوك القادمني من الشـرق ، كأسه على ر الفرات الكبري فجف ماؤهوسكب املالك السادس ، : 12-14: 16"

، وهي أرواح شيطانية قادرة على صنع املعجزات ، تذهب إىل ملـوك األرض مجيعـا ، … وعند هذا رأيت ثالثة أرواح جنسة ، " .وجتمعهم للحرب يف ذلك اليوم العظيم ، يوم اهللا القادر على كل شيء

ما قبل أو بعد نشوب احلرب العاملية ، ليصري ـ هذا النص يخرب بأن العراق قد يضرب بالنووي ، فيجف ر الفرات من جراء ذلك ، إممرا للدول الشرقية لتشارك يف احلرب القادمة ، والدول الواقعة شرق الفرات تبدأ بإيران وتنتهي بالصني ، ومن مث جيتمع ملوك العامل

.لتبدأ احلرب الربية ، اليت يحدد مكاا يف النص الالحق

مث سكب املالك السابع " . هرجمدون " نية جيوش العامل كلها ، يف مكان يسمى بالعربية ومجعت األرواح الشيطا: 16-21: 16" فحدثت بروق وأصوات ورعود وزلـزال عنيـف ، مل " . قضي األمر : " ، يقول … كأسه على اهلواء فدوى صوت من العرش ،

إىل ثالثة أقسام ، املدينة العظمى عنيفا جدا ، فانقسمت تشهد األرض له مثيال ، منذ أن وجد اإلنسان على األرض ، ألنه كان زلزاالليسقيها كأسا تفور خبمر غضبه ، وهربت اجلزر كلها واختفت اجلبال ، وتساقط بابل العظمى، فقد ذكر اهللا وحل الدمار مبدن األمم

" . ى اهللا ، بسبب هذه البلية الشديدة جدا من السماء على الناس برد كبري ، كل حبة بقدار وزنة واحدة ، فجدف الناس عل

ـ هذا النص يصف هذه احلرب ، فهناك صواريخ تسقط من السماء ، وأصوات انفجاراا مدوية كالرعد حمدثـة زالزل عنيفـة ، نتيجة ارتفاع درجات واختفاء اجلبال من شدة الزالزل ، وهروب اجلزر حتت املاء لذوبان الكتل اجلليدية ، وتبخر املسطحات املائية

. احلرارة اليت ستحدثها األسلحة النووية

ة أما املدينة العظمى اليت ستنقسم إىل ثالثة أقسام فهي بال شك أمريكا ، وإن كان هناك مدينة بعينها فهي نيويورك ، بالرغم من أن كتبربية يعين دولة ، ومبا أن النبوءة حتكي عن دولـة عظمـى يف فلفظ مدينة بالع) . فقد ذكر اهللا بابل العظمى ( التوراة ، أضافوا عبارة

لية أي العصر احلايل ، فهم أضافوا هذه العبارة لكون بابل يف مخيلتهم ، تمثل الدولة العظمى والقوية يف العصور القدمية ، أما بابل احلاا أمريكا العراق ، فهي ليست بأي حال من األحوال بالدولة العظمى ، وهذه الصفة تتمي ز .

172

ل ويبدو أن بعض مفسري النبوءات التوراتية واإلجنيلية مؤخرا اكتشفوا هذا األمر ، ومنهم من قام بتأليف كتب تنبأوا فيها بدمار إسرائييحل بأمريكا ومن مث أمريكا ، وبالتايل تستطيع قراءة النصوص ، اليت تخرب عن دمار بابل العظمى أو اجلديدة ، على أا تخرب عما س

.ولكن اليهود يريدوا بابل القدمية ، ولكن ستجري الرياح مبا ال تشتهيه سفنهم ، بإذن اهللا . نتيجة هذه احلرب وليس العراق

:عرس الحمل جده فإن الرب اإلله القادر على كل شيء ، قد ملك ، لنفرح ونبتهج ومن! هللويا : " ، يقول … مث مسعت صوتا ، : 6-10: 19"

، فإن عرس احلمل ، قد حان موعده ، وعروسه قد هيأت نفسها ، ووهب هلا أن تلبس الكتان األبيض الناصع ، والكتان يرمـز إىل " .أعمال الصالح اليت قام ا القديسون

… . رب بالعـدل ، الذي يقضي وحيا" األمني الصادق " مث رأيت السماء مفتوحة ، وإذا حصان أبيض يسمى راكبه : 11: 19" ، وكان خيرج من فمه سيف حاد ، ليضرب به األمم ، وحيكمهم … وكان األجناد الذين يف السماء ، يتبعونه راكبني خيوال بيضاء ،

" .… بعصا من حديد ،

، وانتصـاراته يف ) األجنـاد ( ، وجيوشه ) القدس ( وعروسه ) احلمل ( ـ ال أجد تفسريا هلذه النبوءة ، إال أا تخرب عن املهدي . احلروب اليت سيخوضها

:عودة المسيح ورأيت نفوس الذين قتلوا يف سبيل الشهادة ليسوع ، ويف سبيل كلمة . مث رأيت عروشا منح اجلالسون عليها حق القضاء : 4: 20"

أما بقية األموات فال يعودون إىل . وىل هذه هي القيامة األ. ، وقد عادوا إىل احلياة ، وملكوا مع املسيح ألف سنة … اهللا ، والذين " .احلياة حىت تنقضي األلف سنة

ـ ظاهر هذا النص يبشر بعودة املسيح ، وبأنه سيحكم من انتسب إىل الديانة املسيحية بعد بعثهم من املوت ، بغض النظر عن فساد بشر من غري املسيحني ، فسيقومون بعد ألف سنة فيمـا من انتسب إليه أو صالحه ، مدة ألف عام يعيشون فيها بسالم ، أما بقية ال

.وسيخلدون يف نار جهنم وهللا يف خلقه شؤون . يسمونه بالقيامة الثانية

:الدجال ويأجوج ومأجوج من سجنه ، فيخرج ليضلل األمم يف زوايـا األرض األربـع ، جـوج الشيطانفحني تنقضي األلف سنة ، يطلق : 7-10: 20"

وجيمعهم للقتال ، وعددهم كثري جدا كرمل البحر ، فيصعدون على سهول األرض العريضة ، وحياصرون من كل جانب وماجوجمث . ، ولكن نارا من السماء ترتل عليهم وتلتـهمهم ) القدس ( واملدينة احملبوبة ) عيسى ومن معه من املسلمني ( معسكر القديسني

، هنـاك سـوف ) إسرائيل ( والنيب الدجال ) أمريكا ( بحرية النار والكربيت ، حيث الوحش يطرح إبليس الذي كان يضللهم يف " . يعذبون ارا وليال إىل أبد اآلبدين

وهو يف األصل سابق يء عيسى عليه . الذي سيطلق ، بعد أن كان مقيدا مدة ألف سنة ) الدجال ( يف هذا النص يذكر الشيطان ( خروج يأجوج ومأجوج ، حيث أم حيصرون عيسى ومن معه من املؤمنني يف جبال القدس ، هربا منهم حيـث ال السالم ، ويذكر

قبل ألحد م ، فيتم القضاء عليهم والتخلص من جثثهم بأمر من عند اهللا ، أما النصارى فهم يفسرون هذا النص على ما فسره العهد .ج وماجوج هم الروس القدمي أي التوراة ، حيث أخربت أن جو

173

:البعث والحساب ورأيـت . مث رأيت عرشا عظيما أبيض ، هربت السماء واألرض من أمام اجلالس عليه ، فلم يبق هلمـا مكـان : 11-12: 20"

هو وفتحت الكتب ، مث فتح كتاب آخر هو سجل احلياة ، ودين األموات حبسب ما . األموات كبارا وصغارا ، واقفني أمام العرش وكل من مل يوجد امسه يف سجل احلياة ، طرح يف بحرية … وطرح املوت … . مدون يف تلك الكتب ، كل واحد حسب أعماله

" . النار

السماء الجديدة واألرض الجديدة املدينـة املقدسـة ورأيـت . مث رأيت مساء جديدة وأرضا جديدة ، ال حبر فيها ، ألن السماء واألرض القدميتني قد زالتا : 1: 12"

اآلن صار مسكن اهللا مع الناس هو يسكن : " ومسعت صوتا هاتفا من العرش . … ، أورشليم اجلديدة نازلة من السماء من عند اهللا، ألن األمور القدمية كلـها … ، إذ يزول املوت واحلزن واهللا نفسه يكون معهم إهلا هلم ، وسيمسح كل دمعة عن عيومبينهم ، . "زالت

ـ يف احلقيقة يصف هذا النص يوم احلشر واحلساب ، حيث أن أورشليم هي أرض احملشر ، وهذا املوقف العظيم الوارد يف هذا النص سيرتل ليسكن معهم يف ) املسيح ( ولكن النصارى يفهمون النص على أن إهلهم . ، موصوف بالتفصيل يف مواضع كثرية من القرآن

صفوا يف اية السفر ، وهو يف احلقيقة وصف يشبه وصف اجلنة يف القرآن ، واملوت ال يزول إال عنـدما أورشليم اجلديدة ، اليت ي .يدخل أهل اجلنة إىل اجلنة وأهل النار إىل النار

ض ، ـ يفهم عامة النصارى وخاصتهم من مجمل النصوص أعاله ، أنه عندما تبدأ األحداث املدمرة اليت سيتعرض هلا كوكـب األر بأن املسيح سيعود وسريتفع م فوق السحاب ، وبعد اية األحداث اليت لن تستمر طويال ، سيرتل م وحيكمهم مدة ألف عـام ،

وهنا وقع خلط ما بني استعادة األرض لربكتها بعد اخلراب ، وبني تبدل السماء واألرض يوم القيامة ، . حتت أرض ومساء جديدتني ) . إبراهيم 48( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار( اىل كما جاء يف قوله تع

ولذلك ظهرت مجاعة التدبرييني ، اليت تدعوا إىل تدمري كوكب األرض باألسلحة النووية ، لقناعام اجلديدة نتيجة تفسريهم اجلديد ، واملصيبة الكربى أن رؤساء وساسة ، أكرب دولة عظمى يف العامل يؤمنـون . رض جديدة ومساء جديدة ستأيت بعد الدمار بأن هناك أ

ال يكترث بظاهرة االحنباس احلراري ، وارتفاع درجة حـرارة األرض ، ) فجورج بوش اإلبن ( بذلك ، ويسريون بالعامل حنو اهلاوية للحد من هذه الظاهرة ، مبا أن هذه األرض ستؤول إىل الزوال ، وما يعنيه يف الدرجة األوىل ، ) و كيوت( وهو غري معين بتوقيع اتفاقية

.هو االستعداد للحرب النووية القادمة هجوما ودفاعا

174

الغربيون وهوس النبوءات التوراتية واإلنجيلية

ني ، هو عالمة لقرب ظهور امللك املنتظر بالنسبة لليهود ، يعتقد اليهود ونصارى الغرب ، أن قيام دولة إسرائيل للمرة الثانية يف فلسطوللمجيء الثاين للمسيح بالنسبة للنصارى ، ولذلك يعكف الكثري من النصارى واليهود ، على اختالف ختصصام العلمية واملهنية يف

وخاصة فيما يتعلق . رب عن أحداث آخر الزمان السنوات األخرية ، على دراسة وحتليل وتفسري النبوءات التوراتية واإلجنيلية ، اليت تخونطاق هذه البحوث يف الغالب ، يدور حول . بنهاية إسرائيل ودمار العامل الغريب ، وعودة اإلسالم يف اية املطاف لواجهة الصدارة

نصوص ، والكتاب األكثر شهرة ما جاء يف التوراة واإلجنيل من نصوص نبوية ، وما قدم فيها من كتب ومؤلفات مؤخرا تفسر هذه ال .الغامض ، والسوق الرائجة ألطروحام يف هذا اال هي شبكة اإلنترنت ) نبوءات نوستراداموس ( يف هذا اال ، هو كتاب

لغربية وإذا أردت أن تعرف مقدار ما تشغله هذه النبوءات املستقبلية ، من فكر كبار رجاالت السياسة والدين والعلم وعامة الشعوب ا، ويف مقدمتها األمريكية والربيطانية والفرنسية ، وحىت عامة النصارى واليهود يف شىت بقاع األرض ، فما عليك إال أن تزور شـبكة

World War III ( ،)WW III ( ،)WW3: ( عن إحدى الكلمات التالية –على سبيل املثال –اإلنترنت ، وأن تقوم بالبحث ( ، )Armegeddon ( ، )Nostradamus ( ، )Prophecy ( ، ) Miracle ( ، )Piple ( ، )Torah ( لتجـد أن هنـاك ،

. مئات اآلالف من املواقع اليت تعرض األحباث والكتب والدراسات ، اليت تبحث يف تفسري النصوص التوراتية واإلجنيلية

:ـ وفيما يلي بعض األمثلة على مثل هذه املواقع 2030)-US, CATHOLIC PROPHECY ON WORLD WAR III (1999•NOSTRADAM

... A Catholic Prophecy Nostradamus prophesied that World War III would be initiated

by Russia and Iran on July 4th of 1999 with nuclear and chemical weapons. ...

http://web.tusco.net/newone/nostradamus.htm [More Results From: web.tusco.net]

)م 2030 –م 1999( نبوءة الكاثوليكي نوستراداموس باحلرب العاملية الثالثة

الكاثوليكي نوستراداموس ، كان قد تنبأ بأن احلرب العاملية الثالثة ، ستبدأ باستخدام كل من روسيا وإيران ، لألسلحة النوويـة … … م 1999والكيميائية ، يف الرابع من حزيران عام …

rld War III, Antichrist, and the second coming ... •Armageddon, Wo

Armageddon, World War III, Antichrist, and the second

coming of Jesus ...

…، العودة الثانية للمسيح ) الدجال ( احلرب العاملية الثالثة ، عدو املسيح هرجمدون ، Web Directory: Resources for Nostradamus Research

.مصادر ألحباث نوستراداموس Nostradamus Society of America.

. جمتمع نوستراداموس يف أمريكا description of Nostradamus, his prophecies, and Prof. –International Center for Nostradamian Studies

Vlaicu Ionescu’s interpertations.

…تراداموس املركز العاملي لدارسات نوس

175

) . Vlaicu Ionescu( وصف لنوستراداموس ، نبوءاته ، وتفسريات الربوفيسور by Storm Ministries. –Nostradamus, Saddam Hussein, Armegeddon

نوستراداموس ، صدام حسني ، هرجمدون

، جييب فيه عن عدة تساؤالت يطرحها يف بداية ، يبحث يف النصوص النبوية التوراتية ) ستورم مينيستريز ( كتاب لكاتب الربيطاين ! .؟) نوستراداموس ( هل صدام حسني هو دجال آخر الزمان الذي تنبأ به : كتابه ، وأحد هذه التساؤالت

؟) ... نوستراداموس ( من هو ار مكتبة التربية ، بـريوت ، ، ترمجة أسامة احلاج ، د) دو فونربون . ( للطبيب الفرنسي د) نبوءات نوستراداموس ( ـ من كتاب

.م 1996طبعة

ألف أحد أشهر كتب النبوءات التوراتيـة ) م 1566 – 1503( هو مسيحي كاثوليكي فرنسي ذو أصل يهودي ، عاش يف الفترة ن قد ورثها عـن يقول هذا املتنبئ يف مقدمة كتابه أن مصدر نبوءاته ، هو جمموعة من الكتب والدات القدمية ، اليت كا. واإلجنيلية

أجداده اليهود ، كانت خمبأة منذ قرون عديدة ، وعلى ما يبدو أنه استطاع من خالهلا ، الكشف عن الرموز التوراتية اللفظية والعددية كل ووضعها يف كتاب على ش. ، اليت استخدمها مؤلفو التوراة من الكهنة واألحبار ، ومن مث قام بقراءة األحداث الواردة يف النبوءات

اها الرباعيات ، استخدم فيها الكثري من االستعارات والرموز الواضحة الداللة أحيانا واملضللة واملحيرة رسائل نثرية وأبيات شعرية مس .أغلب األحيان

وقد اجتهد كثري من الباحثني الغربيني وخاصة يف العصر احلديث ، وأجهدوا أنفسهم مبحاوالت مضنية حلـل رمـوزه وطالمسـه ، يف ) Nostradamus( وحماوالت مضنية ملطابقتها ملا جرى وجيري وسيجري على أرض الواقع ، لدرجة أنك لو حبثت عن لفـظ

أحد حمركات البحث على شبكة اإلنترنت ، ستجد آالف املواقع ملراكز ومجعيات وكتب ودراسات ، تبحث يف أمر نبوءاته وجتتهد يف ستقراء املستقبل ، وخاصة فيما يتعلق بأحداث النهاية ، وخاصة احلرب العاملية الثالثة واية احلضارة مطابقتها مع الواقع ، يف حماولة ال

الغربية املرتبطة بعودة اخلالفة اإلسالمية ، وامللفت للنظر أن هذا املتنبئ حيمل حقدا وكراهية شديدة للعرب واملسلمني ، حيث يصفهم .التحريض بأبشع الصفات بأسلوب على ال خيلو من

دو ( ، الذي ألفه الطبيب الفرنسي ) نبوءات نوستراداموس ( ومن أشهر الكتب يف تفسري نبوءاته وفك رموزه وطالمسه ، هو كتاب م ، ومن مث أعيد طبعه بعد عـدة 1940و 39و 38م ، وقد طبع هذا الكتاب عدة مرات ، أعوام 1959، املتوىف عام ) فونربون

ملؤلف ، ومما أضافه االبن إىل الطبعة اجلديدة من الكتاب نص خمطوط بقلم أبيه الطبيب ، كتبه قبل وفاته بأربعة سنوات من خالل ابن ا ) .حبث يف األحداث القادمة ( أشهر بعنوان

: وهذا نصه

ضمن عملية افتراضية ، جيب النظر بصورة منفصلة إىل األحداث وتتابعها الزمين ، إن ترتيبها من حيث الزمان ال ميكن تصوره ، إال" …إذ أن املعطيات املتعلقة ا شديدة التشذر ، حبيث ال ميكن أن تؤدي إىل استنتاجات أكيدة كليا

والوقائع األساسية هلـذه األزمـة . إن مجيع النبوءات القيمة متركزة على احلقبة ، اليت ستغدو فيها احلضارة الغربية ، مهددة بالدماراحلرب والثورة العامتان ، تدمري باريس الكلي بالنار ، وتدمري جزء من مرسيليا ، بتالطم ألمواج البحر ، هزات : التايل العاملية ، هي ك …، البابا املطرود من روما ، انشقاق كنسي وباء طاعون يقضي على ثلثي البشريةأرضية خميفة ،

176

) العراق ، إيران ، أو فلسطني ( ذريعتها فستكون يف الشرق األوسط يبدو أن هذه األحداث ستبدأ باحلرب بني الشرق والغرب ، أما …م 1945– 39، ومن املرجح أن جتري على مرحلتني ، على غرار حرب

يف تلك اللحظة يظهر جنم مذنب سوف مير على مقربة من األرض ، لدرجة أا ستجتاز شعره املحمل باحلصى ، هذه النيازك اجلوية بة انتقام السماء العجائيب ، سوف تسقط على أمكنة حمددة ، حيث ستكون حمتشدة قوات الثورة احلمراء ، واألسطول اليت ستكون مبثا

…الروسي يف البحر املتوسط

.، انتهى " … ، قبل وقت قصري من طرد البابا من روما أن تدمري باريس ، سيتم يف املرحلة الثانية من الرتاعمن املرجح

قـد ) نوستراداموس ( أن احملنة الكربى ، اليت ستشهد بداية تدمري احلضارة اليهودية املسيحية ، كان قدمة ما مفاده وجاء يف نفس امل . م1999حدد نقطة انطالقها يف الشهر السابع من عام

:من كتاب الطبيب الفرنسي ) نوستراداموس ( نصوص من نبوءات

: يف الرسالة إىل هنري الثاين ورد ما نصه

إشارة لالسـتعمار . ( ، اليت يهددها النهوض األول للمحمديني وسوف تتم محلة جديدة ، ما وراء البحر املتوسط إلنقاذ األندلس" ) .الغريب للبالد العربية

على العراق إشارة للعدوان الصلييب( سوف تهامجه رسل املسيح) أي العراق ( واملكان الذي كان به مسكن إبراهيم يف املاضي البعيد . (

ويف . أي فلسطني ، سوف تحيط ا وامجها من كل اجلهات ، جيوش غربية قوية جدا ستحد من قوة أساطيلهم ) سيشم ( ومدينة )إشارة الستالب فلسطني . ( هذا امللك سوف حيدث حزن عظيم تقفر مدنه الكربى

، واملكان املقدس لن يؤوي بعـد ذلـك ، ) أي اليهود يف فلسطني ( والذين يعودون إليها أولئك الذين سيمارس اهللا غضبه ضدهم يف أي حزن فاجع ، ستكون عندئذ النساء احلباىل ، اللوايت سـتمنعهن ! ، أوه ) يقصد املسلمني ( سوى عدد صغري جدا من الكفار

…مثرة أحشائهن من اهلرب

، سيتولد اضطهاد رجال الكنيسـة ، املعاد إىل الكتابات املقدسة، ) من املمتد طوليا عرب الز( وخالل كل هذا التقدير الكرونولوجي 11، وهذا االضطهاد سيدوم ) من قبل دول االحتاد السوفيييت السابق ، يأجوج ومأجوج ( من خالل حتالف قادة الشمال العسكريني

أن تنجز تلك السنوات من االضطهاد ، سيأيت حليفها ، بعد ) روسيا ( عاما غري مكتملة ، وستسقط خالهلا الدولة الشمالية الرئيسية إىل حد أن دم رجال الدين احلقيقـيني … ، الذي سيضطهد رجال الكنيسة على مدى ثالثة أعوام وبقسوة أشد ) العرب ( اجلنويب

…سيسبح يف كل مكان

عاما ، ستكون احلروب واملعارك أكثر دموية 25وللمرة األخرية أيضا سترجتف كل املمالك املسيحية ، وكذلك ممالك الكفار خالل من أي وقت مضى ، وسوف تحرق املدن والقصور وكل املباين األخرى ، وسيتم هجرها وتدمريها ، مع إهراق عظيم لدماء العذارى

اب اليهـود يف وصف لعق( واألمهات واألرامل املغتصبات ، واألطفال الرضع الذين سيرمى م على جدران املدن وحتطم عظامهم ، الكثري من الشرور سيتم ارتكاا بفعل الشيطان األمري اجلهنمي ، حبيث كل العامل الكاثوليكي تقريبا ، سيتعرض للخراب ) فلسطني

، وستختفي بعد قليل ، بفعل الكارثة … ) هي الطائرات ( واإلبادة ، وقبل أن تتم هذه األحداث ، ستدوي يف الفضاء طيور غريبة ومن مث ستقوم حقبة جديدة ، عهد ذهيب سيأمر به اخلالق ، وعندئذ سيبدأ بني اهللا … ) احلرب العاملية النووية الثالثة ( ئية للعامل النها

"… ) زمن عيسى عليه السالم ( والبشر سالم شامل

177

الغرب ، وحربه األعظـم كل الشرق إذن سينتفض من جديد ضد: " من الكتاب خيلص املؤلف إىل القول ) 11(ويف اية الفصل "… ) أمريكا ( األخري بطرس الروماين

، خيلص إىل أن الشعوب الشرقية مبا فيها من إثنيـات متنوعـة ، ) نوستراداموس ( ـ جند أن املؤلف من خالل فهمه مل نصوص . ستتحد ضد الغرب يف مواجهة مصريية ائية

: على لسان املتنبئ ) 14(ويف بدايات الفصل

ارجتفوا يا سكان مالطا . بصحبة األسطول اللييب. الذي سيصيب إيطاليا وورثة رومولوس . من الشرق سيأيت العمل الغادر" 1-9 " . واجلزر القريبة املقفرة

ليبيا باالسم ـ جند أن املتنبئ يصف انتفاضة الشرق بالعمل الغادر ، الذي سيطيح بإيطاليا وورثة اإلمرباطورية الرومانية ، وجنده يذكر .مؤكدا انضمامها للتحالف الشرقي ، مثريا رعب الغربيني من هذا العمل الغادر

: يقول املؤلف ) 27( ويف الفصل

إال . مبقدار ما نبتعد يف املستقبل ، يغدو من الصعوبة مبا كان ، أن نربط بني األحداث ، اليت ستعيشها البشرية يف احندارها األقصى " اليت سيظفر ملتواصل للتاريخ متشابه ، وعلى شبكته املتجددة باستمرار ، يمكن أن تطرز سلفا املعركة األخرية واملخيفة ، أن التكرار ا

. ا الشرق الرببري على الغرب املسيحي

.واملتحضر ـ هنا يلصق املؤلف صفة الرببرية بالشرق ، ويؤكد انتصار هذا الشرق املتوحش ، على الغرب املسيحي املسامل

ينجح العـرب واآلسـيويون مستفيدين من االنقسامات اليت سيثريها املسيح الدجال ، ومن الضعف والفوضى الناجتة عن مذاهبه ، ، يف حني تنهار فرنسا والكنيسة ، بعضهم عرب إيطاليا وإسبانيا كما هي العادة ، واآلخرون عرب القارة واجلو واملغول يف اجتياح أوروبا

.وسط الفساد العام ، تظهر ظواهر مرعبة يف السماء تعرض البابا بالذات إىل االغتيال، وي

ـ جند أن املتنبئ ، يحدد يف هذا النص ماهية الشعوب الشرقية اليت يقصدها ، ويضع العرب على رأس القائمة ، ويؤكد جنـاحهم يف .اجتياح معظم دول أوروبا برا وحبرا وجوا

تظلم الشمس ويفقد القمر نوره ، وضجيج : كاملني ، من طرف آلخر طرف يف العامل القدمي ، حتصل أمور غريبة يف عام الكسوفني ال، ليختم فجأة العصر ) عودة اخلالفة اإلسالمية ( ألنه سيصل الطوفان التكفريي اجلديد البحر واملوج ، سيجعل الناس ييبسون رعبا ،

" . الذي بدأ مع زمن نوح

ص يحدد املتنبئ فلكيا نقطة البداية ، ألحداث مسلسل الرعب األخري الذي يصفه يف كتابه ، بكسوف كلـي كـبري ـ يف هذا الن .، متبوعا خبسوف كلي للقمر ) م 1999( للشمس

يؤكد املؤلف على حتمية وقوع مواجهة أخرية بني الغرب والشرق ، ويؤكد على حتمية ظفر الشرق ا ، وكنتيجة هلذه املواجهـة اليت كانت تمثل الدولة الصليبية العظمى آنذاك ، يف العصر الذي عاش فيه املتنبئ ، أما اآلن فأمريكا هـي الدولـة ( ستنهار فرنسا

) . مبعىن ايار الدين بظهور الدين اإلسالمي من جديد ( وستنهار الكنيسة ) العظمى ، وراعية احلمالت الصليبية اجلديدة على الشرق جناح الشرق يف غزوه أوروبا ، إىل ما أثاره املسيح الدجال من ضعف وفوضى وانقسام ، وليس غضبا إهليا لكفـرهم ويعزو املؤلف

وضالهلم ورغبة إهلية يف إظهار احلق وزهق الباطل ، واحلقيقة أن الذي سيتسبب يف ظهور الضعف واالنقسام األورويب ، بني مؤيـد .والشعب اليهودي بشكل عام ) يقي املسيح الدجال احلق( ومعارض هو إسرائيل

178

س ، وهـو معـادب سيظهر يف املكان املقـدرو النبوءات التوراتية على شخص مفسد وخمرواملسيح الدجال هو لفظ ، يطلقه مفسمـن للمسيحية وللمسيح وأتباعه ، سيقود الشرق يف معركته األخرية مع إسرائيل والغرب ، وينسبون إليه كل ما يوصف يف التوراة

إفساد ، حىت إفساد الدولة اليهودية احلالية املوصوف بالتوراة ، وبذلك أصبح اإلفساد اليهودي اإلسرائيلي ، الذي حذرت منه التوراة ووصفته بدقة متناهية ، منسوبا إىل شخص املسيح الدجال الذي مل يظهر بعد ، لتكون إسرائيل وحلفائها مبنأى عن الغضب والعقاب

.ي سينسكب على الدجال وأتباعه ، وأتباعه هم من العرب والروس واملغول حسب اعتقادهم اإلهلي ، الذ

:وفيما يلي بعض النصوص ، اليت استقى منها املؤلف هذه األفكار

:مشاهد من الحرب العالمية الثالثة "جيري إعدام عظيم ملن سيموتون وهم يتخاطبون … سيف السماء ميتد فوق العامل " 2-70

متوت بغتة اجليوش السـبعة الربيـة … تتساقط من السماء على البحر ، احلجارة والنار … مطر جديد مفاجئ وعنيف " 2-18 " .والبحرية

.. "سيضربون من أعايل السماء … من مل ينجح الطاعون والسالح يف اإلجهاز عليهم " 2-56

"… ز األرض لتميت من كانوا حيومون يف اهلواء ستهت… خالل الغرق الذي سيتم قرب البحر األدرياتيكي " 2-86

" حينئذ سيتضرع الكافر هللا وقديسيه … اجلو والسماء واألرض ستظلم وتضطرب " 3-83

:أمريكا

" … عهدكم الذهيب سيغدو عهدا حديديا … اهربوا ، اهربوا يا سكان جنيف أمجعني " 9-44

عوة للهرب من بابل يف النصوص التوراتية ، ليتبني لنا أن لفظ بابل استخدمه كتبة ـ هذه الدعوة للهرب من جنيف ، هي يف األصل دالتوراة ، للتعبري عن دولة أو مدينة ذات مال ومجال وسطوة ستظهر مستقبال ، كما كانت جنيف يف عصر نوستراداموس ، الذي مل

) .نيويورك ( يعاصر العصر الذهيب ألمريكا وعاصمتها التجارية

" الصاعقة العظيمة ستسقط يف وضح النهار " 1-26

) " نيويورك ( ستتجلى حول املدينة اجلديدة … النار املركزية اليت جتعل األرض تز " 1-87

" سيؤخذ ويغطس يف البحرية الغالية … بستان العامل قرب املدينة اجلديدة " 10-49

"… املدينة اجلديدة العظيمة ، ستحترق تقترب النار من 45مساء خط التوازي " 6-97

:بريطانيا وفرنسا وبقية دول أوروبا

رهيبا إىل حد أنه على الشبان والعجزة والقطعان … ويف العام التايل سيأيت الطاعون … أية حرب خميفة ستتهيأ يف الغرب " 9-55 … سيكون للدم والنار سلطة يف فرنسا …

) الصواريخ النووية ( للمقذوف يف اهلواء اجلافسيكون مثة مسار كبري … من واحلرب معا يف العام الذي سيشتعل فيه الز" 4-67 " .يرى الناس القحط والعاصفة ، حتصل حروب وغزوات … حيترق املكان الكبري بنريان آتية من بعيد…

179

ـ … سيكون طوفان كبري ومفاجئ… ، حيث كلي القدرة بىن هيكله يف روما" 8-16 ان ، ومـا مـن أرض حبيث ما من مك " .ستمر املياه من فوق األوملب فيزول … ستسمح باتقائه

ويف بـالد … حني تزجمر احلرب قرب حدود أملانيا … سيكون على وشك االنفتاح… القرب الكبري للشعب الربيطاين " 3-32 ) " .إيطاليا ( مانتو

" . … ) تغمرها املياه ( تتعرض لثورة عنيفة … بريطانيا العظمى ، أي إنكلترا" 3-70

خالل الكسوفني ، … تضرب أوروبا والعامل أمجع تقريبا … ) روسيا ( حنو الشمال تعزيزات كربى من احلشود البشرية " 8-15 " . وتدخل هنغاريا يف احلياة واملوت… تقوم مبطاردة مهمة

جوم صاروخي نووي مفاجئ ، يصـفه ) وبريطانيا وفرنسا أمريكا ( ، هو دمار الدول الغربية ) نوستراداموس ( خالصة ما يتنبأ به ويعرفـه ) تتساقط من السماء على البحر ، احلجارة والنار ( ويعرف هذا املطر اجلديد ) …مطر جديد مفاجئ وعنيف ( بكل دقة

) يرى الناس القحط والعاصـفة (ويصف تأثريه ) بنريان آتية من بعيد ( ويحدد مصدره ) للمقذوف يف اهلواء اجلاف ( أكثر بقوله نتيجة ارتفاع درجة حرارة األرض ، اليت ستعمل على ذوبان الكتل اجلليديـة ، ) سيكون طوفان كبري ومفاجئ ( ويصف ما يعقبه

غري وتبخر مياه البحار واحمليطات ، ومن مث لتعود وتسقط على شكل مطر غزير مسببة طوفانا ، تغرق يف مياهه أمريكا وبريطانيا إىل .رجعة

وما يعطي مصداقية لنبوءات هذا املتنبئ ، واهتماما منقطع النظري ا لدى الغربيني ، هو حتقق الكثري منها حسب اعتقادهم ، بـالرغم لألسلحة ووسائل النقل ، اليت استخدمت يف احلروب العاملية ، -سنة تقريبا ) 450(قبل -من إامها وعموميتها ، ووصفه الدقيق

وهذا مما يعزز خماوف هؤالء من صدق نبوءاته ، بشأن دمار احلضارة الغربية برمتها من قبل . يت مل تكن موجودة أصال يف عصره وال .الشرقيني ، كما يعلن عن ذلك بصراحة

ـ يني ، املشـغولني من خالل هذه النصوص والنصوص التوراتية األصلية ، تبني للكثري من الباحثني األمريكيني والربيطـانيني والفرنسبشكل خاص وأمريكـا ) نيويورك ( ، أن املقصود باملدينة اجلديدة ، اليت سيلحقها الدمار واخلراب ، هي ) نوستراداموس ( بنبوءات

وحتـث -بقيادة احلزب اجلمهوري التورايت اإلجنيلي –وخوفا من صدق هذه النبوءات املرعبة ، تجهد أمريكا نفسها . بشكل عام ، سعيا المتالك الدرع النووي املضاد ، للنبوءات التوراتية بصوارخيها النووية الروسية والصينية ، ال الصواريخ النووية العراقية أو اخلطى

. اإليرانية أو الكورية الشمالية كما تدعي

م ، جاء ما نصه 2001 - 7 - 12من واشنطن ، نقال عن صحيفة الدستور األردنية ، الصادرة بتاريخ ) أ ف ب ( يف تقرير لوكالة ( أعلنت وزارة الدفاع األمريكية أمس ، تسريع برناجمها للدرع املضاد للصواريخ ، الذي قد يصطدم بالقيود اليت تفرضها معاهدة : "

يف ) بول وولفوفيتس ( وصرح مساعد وزير الدفاع األمريكي " . وذلك يف غضون بضعة أشهر عوضا عن بضع سنني) : " إيه يب أم وحبسب املسؤول األمريكي ، فـإن " . لقد بدأنا متأخرين سباقا ضد الزمن: " كلمة أمام جلنة القوات املسلحة يف جملس الشيوخ

" ، وأشار إىل ) إيه يب أم ( عمليات التجارب وتطوير نظام الدرع املضاد للصواريخ ، سيصطدم بال شك ، بقيود نصت عليها معاهدة ينبغي أن نتجاوز قيودا تفرضها علينـا " ، وأكد أنه " ليتم ذلك يف غضون بضعة أشهر بدال من بضع سنني أن هناك فرصا عديدة

، وقال أن الواليات املتحدة ، ستحاول العمل على إبرام اتفاق مع روسيا ، يتضمن ترتيبات جديدة ، ـدف ) إيه يب أم ( معاهدة : وأضاف " . سيكون من الصعب التأكد من تأمني ذلك خالل السنة املقبلة : " ىل أنه ، وأشار مع ذلك إ) إيه يب أم ( جتاوز معاهدة

وذكرت صحيفة " . ، وال نزال متفائلني بأن مثل هذا اخليار أمر ممكن ) مع روسيا ( كنا نفضل التوصل لذلك من خالل التعاون "

180

جية األمريكية أمرت األسبوع املاضي ، سـفارات الواليـات يف عددها أمس أن وزارة اخلارجية ، أن وزارة اخلار) واشنطن بوست .انتهى " املتحدة يف العامل ، باطالع احلكومات األجنبية على النية األمريكية ، بتطوير مشروع الدرع املضادة للصواريخ

لماذا بدءوا هذا السباق المحموم مع الزمن إلنتاج هذا الدرع ؟امجتها بصواريخ باليستية ، من قبل العراق وإيران وكوريا الشمالية ، غري مقنعة لكل دول العـامل ، الذريعة األمريكية بتخوفها من مه

وحىت حلفاء أمريكا من األوروبيني ، أما األسباب احلقيقية إلنتاج هذا الدرع ، فمردها هو خماوف توراتية وإجنيلية حبتة ، وهي على :أربعة احتماالت

وسي ، أثناء املواجهة القادمة بني الشرق والغرب ، فيما لو فكرت روسيا ببدء هجوم مباغت ، وقاية نفسها من أي هجوم ر .1 .بعد حتالفها مع الدول العربية واإلسالمية ، وهو االحتمال األضعف

يكون من التفكري باملبادرة باهلجوم على روسيا ، استعجاال للمواجهة احلتمية اليت فرضتها عليهم النبوءات ، فكسب املعركة س .2نصيب ، من يوجه الضربة األوىل للطرف اآلخر ، وقد يكون استجابة لدعوات املبشرين اإلجنيلني ، استعجاال للمجيء الثـاين

.للمسيح

تنفيذ نواياها املعلنة اجتاه العراق ، بالقيام بعمل إجرامي جديد ، يريح أعصاب اليهود يف الشرق والغرب إىل األبد ، من خطر .3 .سرائيل على أيدي العراقيني ، بشن حرب أو بتوجيه ضربة نووية واسعة النطاق أو حمدودة ، وهو االحتمال األقوى زوال إ

.منع إمكانية ظهور ذلك القائد املسلم ، الذي سيتسبب يف دمار احلضارة الغربية ، بضرب بؤر القيادات اإلسالمية احلالية .4

فهم حاخامات اليهود للنصوص النبوية ، ومعرفتهم من خالل اإلشارات الفلكيـة ، وعلى ما يبدو أن صفة االستعجال ، جاءت من .واحلسابات املوجودة يف التوراة ، بقرب حتقق هذه األحداث على أرض الواقع

:العدوان على العراق ويسريون ضد … يضسيقود حشدا كبريا من احلمر والب… ترافقه مجاعة الشمال … سيأيت ملك أوروبا مثل غريفون" 10-86

" . ملك بابل

بفعـل … واألرض والبحر واجلو والسماء جائرات… سيكون الدم املراق غزيرا… يف ظل املناخ الذي سيواجه بابل" 1-55 " . البدع وااعة واحلكومات والطاعون والفوضى

: خروج المهدي من مكة ، وحتمية ظهور الدين اإلسالمي من جديد يرعب نصارى ويهود الغرب ويقض مضاجعهم ، وهو املربر الوحيد حلرم الشعواء ، اليت يشنوها ضد اإلسالم ومن وهو األمر الذي

يمثله ، دون كلل أو ملل ، بدفع من أحبار اليهود وكهنتهم ، يف كواليس ودهاليز السياسة الغربية ، كما كانوا يزينون لكفار قريش ليز السياسة يف مكة ، خوفا من ظهور أمر الدولة احملمدية األوىل ، وكنا قد أشرنا سابقا إىل بعـض سوء أفعاهلم ، يف كواليس ودها

:من خالهلا التنبؤ ذا األمر بنصوص صرحية ال لبس فيها ) نوستراداموس ( النصوص التوراتية األصلية ، اليت استطاع

… يصد املسلمون الصليب… يهزم إسبانيا وحيتل غرناطة… سيولد قائد مسلم كبري… من اجلزيرة العربية السعيدة" 5-55 " . خيون البالد واحد من قرطبة

181

… يأتون من جهة فارس مليونا… تسقط مملكة الكنيسة يف البحر… أمام األمري العريب ، بعد احلرب امللكية الفرنسية " 5-25 . حني يستويل الشيطان على مصر واستنبول

ويضرب كـل … )جبال األلب ( يعرب الثلوج اخلالدة … جيتاز جبال االبينني ويدخل فرنسا… ي مقرهسيغادر الشرق" 2-29 " . واحد بعصاه

سيكون مثة ميثاق أمحر ، تتلطخ الكنيسة بالدم … يكون ذلك خراب الغرب… سيجري كسب املعركة البحرية ليال " 9-100 . "يشهد املهزوم إفالت النصر منه ويستشيط غضبا …

" حيرقون القصر والفاتيكان… يقع البابا يف األسر … بعد فيضان عظيم بقليل … قريبا من ر التيرب ، تهدد آهلة املوت " 2-93.

ـ إذن يعلم الغربيون يهودا ونصارى مما جاء يف كتبهم ، أن هناك قائد مسلم كبري ، هو نفس األمري العريب والشرقي ، الذي سيولد لعربية ، وأن هذا القائد سينتصر يف حروبه ، موحدا بذلك مجيع دول العامل اإلسالمي ، ومن مث سيجتاح أوروبا كاملة ، يف اجلزيرة ا

مليون مقاتل ، مسببا سقوط احلضارة املسـيحية اليهوديـة ) 200( مليون ، ويف نص آخر ) 1( جبيوشه اجلرارة البالغة يف نص .يثا ، لوأد أية بادرة تلوح يف األفق إلحياء اخلالفة اإلسالمية واندثارها ، لذلك جتد الغرب يسعى حث

:الصحوة اإلسالمية ) شارملان ( إذا كانت أوروبا وفرنسا بوجه خاص ، بقيت مبنأى عن أي غزو من جانب العامل العريب منذ أيام : يقول مؤلف الكتاب

" . بالعودة احملمديـة األوىل " يف الرسالة إىل هنري الثاين ) اداموس نوستر( ، هذا ما مساه فاحلرب الكربى ستشهد عودم املؤذية، ) : نوستراداموس ( حيث يقول

حىت حيث … الربد والقحط واخلطر على احلدود … ، لن نكون بعيدين جدا عن هذا وذاك حني سيقترب مترد املسلمني " 3-4 " .بدأ الوحي اإلهلي

"… خرج من سبااألن إمرباطورية اهلالل ست… " 4-39

ومتد رايتـها إىل مـا فـوق … إلمرباطورية اهلالل اليت ستفرض نفسها… سيجري التخلي عن السلطة للكالم الفتان " 6-42 " .ستكون يف يد شخص يتظاهر باحلكمة … اإليطاليني

" . العرب مع البولنديني وسيتفق… سيعري الولد أمه … وتصادر األبنية الدينية … سيتم اضطهاد كنيسة اهللا" 5-73

يستويل قائدها على فلورنسا ومكـان … ستأيت خمبئة خناجرها… )املسلمون ( اجلماعة القاسية ذات الرداء الطويل " 10-33 " . قائما بفتحه مع القتلة واحلاملني… )روما ( اللهبة املزدوجة

وستفرض نفسها كدولة عظمى ، وعلى مساحة واسعة من األرض تؤكد هذه النصوص ، أن األمة اإلسالمية ستنهض من سباا ، ـ خببث ودهاء يهوديني ، بأم أي املسلمون الغادرون القسـاة القتلـة ، ) نوستراداموس ( ، تشمل أجزاء من أوروبا الغربية ، ويخرب

ات التوراتية واإلجنيلية ، عن اإلسالم وهذه إحدى الصور اليت شكلتها النبوء. سيضطهدون كنيسة اهللا ، ويستولون على إيطاليا كلها وهذه الصور أجاد يف تشـويهها والتخويـف منـها ، . واملسلمني بشكل عام ، وبدون استثناء ألي عريب أو مسلم حىت لو تنصر

فال عجب والتحريض على حماربتها ، مفسرو هذه النبوءات قدميا وحديثا ، حىت أصبحت من املسلمات العقدية لدى عامة الغربيني ،

182

وال غرابة ، من محل الغربيني هلذا العداء العقائدي املزمن للعرب واملسلمني ، فهذا ما يخربهم به مفسرو الكتاب املقدس ، الـذي ال . يأتيه الباطل من بني يديه أو من خلفه ، حسب اعتقادهم

:نزول عيسى عليه السالم وتسلمه لمقاليد الحكم ( يتحد فيهما احلكمان ، على يد ملك العامل املسيحي … ) النصارى ( ، وإيطاليا املساملة ) املسلمون ( إمرباطورية اهلالل " 4-77

" .… ) املسيح عليه السالم

ـ هذا النص ، يؤكد عملية تسلم عيسى عليه السالم للحكم من املهدي ، أما النصارى فليس لديهم استعداد ، لطرح أي تساؤل عن والنصارى ؟ وملاذا يتنازل خليفة املسلمني ، عن مقاليد احلكم للمسيح عليه ) الكفار غري املؤمنني بألوهية املسيح ( ني سبب احتاد املسلم

السالم ، بعد أن يكون قد فرض سيطرته على العامل بأسره ؟ وملاذا ال يصلبه املسلمون ، وهم املتوحشون والغادرون والقتلة والقساة اليهود املساكني الضعفاء ؟واإلرهابيون ، كما صلبه

حنن نعلم أن الناس قدميا وحديثا كانوا وما زالوا يلجئون للعرافني والكهان ، لكشف الطالع ومعرفة أنباء الغيب كل حسب مآربـه حد رؤساء وغاياته ، ومنها الفضول وحب املعرفة ، ومنهم العوام وأكثرهم امللوك والرؤساء ، وال غرابة عندما أقرأ يوما ، أن زوجة أ

.أمريكا املعاصرين ، وأظنه بوش األب كانت تلجأ إليهم

إن أخطر ما فعلته هذه الكتب ، هو أا خلقت لدى نصارى الغرب ، عقائد جديدة مرتبكة ومشوهة ، فيما يتعلق بشـكل خـاص ية العاملية ، حىت أنستهم تعاليم املسيح نفسه باملسلمني والعرب ، ودورهم القادم يف دمار احلضارة الغربية املسيحية ، اليت صنعتها اليهود

مما . ، تلك التعاليم اليت ما زالت تدعوا إىل التسامح والتعايش السلمي ، بالرغم من إعادة صياغتها من قبل اليهوديني بولس وبطرس ، الذين يؤمنون بأن استمرارية خلق لديهم حالة من الرعب والقلق ، من كل ما هو إسالمي وعريب ، مبساعدة حثيثة من خبثاء اليهود

ا ، ويعلمـون أن ألـد م اهللاحارم الشيطانية ، تعتمد يف األساس على القضاء على األديان اليت يوجودهم وبقائهم وجناح خمططاوعقول محلتـه ، أعدائهم هو القرآن العظيم ، الذي ال بد له يف يوم من األيام ، إن بقي األمر على حاله ، ومل يتم مسحه من قلوب

.ومسخ تعاليمه وتشويها كما شوه آباءهم وأجدادهم التوراة واإلجنيل ، سيبعث فيهم احلياة من جديد

2006الحرب الشاملة

سـيمون ( ، للكاتب الربيطـاين ) Total War 2006( م ، وعنوانه باإلجنليزية هو 1999هو عنوان لكتاب صدر يف بريطانيا عام ، وهذا الكتاب واحد مـن آالف مساعد رئيس أركان احلرب الربيطاين لشؤون السياسةان قد شغل منصب ، ، الذي ك) بريسون

الكتب واألحباث ، اليت كادت أن تصيب كبد احلقيقة ، لوال تضليل مؤلفي نصوص التوراة بتحريف الكلم عن مواضعه ، مما أدى إىل ا ومكاا اخللط بني األحداث ، من حيث شخوصها وزما.

.م 1999من مقال للكاتب حممد عارف ، من صحيفة احلياة اللندنية ، يف النصف الثاين من عام *

كل فصل من فصول الكتاب تقريبا ، يستهل بقول للنيب ارميا ، ويستهل الفصل األخري منه ، بأربع فقرات : " يقول الكاتب الصحفي هذا مـا " . يبابا ، شارة لالزدراء السرمدي ، ويهز كل عابر فيها رأسه فزعا أرضهم أضحت قفرا: " من سفر ارميا ، أخفها وقعا ، حيث بني التحالف اإلسالمي العظيم وروسيا من جانب ، والواليات املتحدة من جانب آخر، 2006ستخلفه احلرب الشاملة عام

وثورات إسالمية تكتسح البلدان العربيةلكورية الثانية ، م ، واندالع احلرب ا2002تبدأ األحداث بنشوب حرب البلقان مجددا عام . م حتت راية صالح دين جديد ، نصفه كردي ونصفه اآلخر أملاين2004وتوحدها عام ،

183

قيام مملكة فلسطني اإلسالمية وتضـم ويبلغ الباحث االستراتيجي الربيطاين الذروة ، عندما يتوقع األحداث السياسية ، اليت ستشمل ، وثورة جديدة يف روسيا تأيت حبكومة عسكرية ، يسيطر عليها صالح الدين من مقره يف مدينة قـم ويقودها العاهل األردين األردن

وال خيلو الكتاب من صور . اإليرانية ، وانتفاضات متعاطفة مع احللف اإلسالمي ، يشنها متطرفون يف مدن فرنسا وإيطاليا وبريطانيا .، بينها صورة آلخر األبطال اإلسرائيليني األحياء ، يقف حتت ملصق جداري حلركة محاس 2006 فوتوغرافية حلرب عام

ة وعندما تقرر السيدة رئيسة الواليات املتحدة األمريكية ، اللجوء إىل السالح النووي الشامل ، جتد أن صالح الدين استبق تفكريها مر، الذي طوره أملع علماء املسلمني ، ليضيء السماء ليال على امتداد املسافة من قـربص أخرى ، إنه انفجار السالح الكهرومغناطيسي

واإلسكندرية ، حىت حدود األردن واحلدود السورية العراقية ، حيث يطلق هذا السالح اإلسالمي نبضا إلكترونيا جبارا ينفذ من خالل واألسلحة ، وتكمن قوته يف قدرته على تدمري ، الدارات الكهربائيـة كل شيء معدين ، يف البنايات واألجهزة والعربات والدبابات

املستخدمة يف كل شيء ، من الترانزيستور والكمبيوتر والتلفزيون ، إىل أجهزة اهلاتف واالتصاالت ، وأنظمة املصانع واملختـربات ، إىل جمتمع العصر ) إسرائيل ( ولة التكنولوجيا الرفيعة خالل حلظة حتولت د. وحىت الطائرات واألقمار االصطناعية والصواريخ املوجهة

احلجري ، من دون معدات حرارة وإنارة وضخ مياه ونقل ، محاطة جببل من األدوات املعدنية واإللكترونية ، لعصر أصبح فجأة غابرا .

بأن كل شيء قد انتهى ، إسرائيل انتـهت : "وعندما تهدد الرئيسة األمريكية بشن احلرب النووية الشاملة ، يجيبها صالح الدين كشعب ، معظم سكاا قد ماتوا ، خمزوا النووي قد دمر ، ولن يشكر التاريخ الرئيسة ، لتسببها يف قتل مئات األلوف ، ورمبا

تعد للتحرك ضده مـن كما ويبدي صالح الدين استعداده ، يف حال تراجع قوات حلف الناتو ، اليت تس" . املاليني ألجل بلد خاو " .تركيا لوقف العمليات العسكرية ، ملشاهدة إسرائيل وهي متوت

:تعقيب على الكتاب امللفت للنظر أن كثري من الباحثني ، يف نصوص النبوءات التوراتية واإلجنيلية ، هم ممن يشغلون مراكز حساسة ومرموقة ، يف السلك

هو أحدهم ، وال يعقل أال تتأثر القرارات السياسية والعسكرية هلؤالء ، مبا حيملونه من السياسي والعسكري والديين ، وهذا الكاتبأفكار ومعتقدات ، تشكل خطرا على األمن واالستقرار العاملي ، وال يعقل أال تؤثر أفكارهم ومعتقدام يف قرارات رؤساء دوهلـم ،

. ملون هذه األفكار واملعتقدات حي) كريغان وبوش ( هذا إن مل يكن رؤساء الدول أنفسهم

ـ تفصيل األحداث بشخوصها ومكاا وزماا ، سنعرضه الحقا يف الفصول األخرية ، ولكن سنتوقف قليال مع هـذا الكتـاب ، :لنوضح ونصحح بعضا من أحداثه وشخوصه

. صالح الدين اجلديد ـ كناية عن القائد الذي سينهي العلو اليهودي الثاين يف فلسطني .1

.مملكة فلسطني اإلسالمية ـ كناية عن اخلالفة اإلسالمية يف القدس .2

العاهل األردين ـ كناية عن ملك القدس املنتظر ، أي املهدي الذي يعود بنسبه ، إىل الرسول عليه الصالة والسالم كما هو .3 . معتقد

.بية واإلسالمية ثورات إسالمية تكتسح البلدان العربية ـ حروب املهدي لتوحيد البلدان العر .4

.السالح الكهرومغناطيسي ، ليضيء السماء ليال ـ شريعة اإلسالم اليت ستبعث من جديد خبالفة املهدي .5

.من قربص واإلسكندرية ، حىت حدود األردن واحلدود السورية العراقية ـ امتداد الدولة اإلسالمية .6

184

ن األرجح أا فكرة ابتدعها الكتاب ، لتفسري االنتصـار إنتاج السالح الكهرومغناطيسي ـ رمبا تكون صحيحة ، ولكن م .7املقبل للعرب على إسرائيل وتدمريها ، رغم امتالكها للتكنولوجيا العسكرية وأسلحة الدمار الشامل وحتالفها مع الغرب ، حسب

.صوص التوراتية واحلقيقة أن فلسطني لن يتم تدمريها ، لتصبح قفرا ال تصلح للسكن لألبد ، كما تخرب الن. رأيه

الدمار املوصوف ـ هو دمار ألمريكا ال فلسطني ، أما فلسطني فسيتم استعادا بدون تدمري ، وهي اليت ستكون أكثر البلدان .8، أمانا وطمأنينة خالل األحداث القادمة ، وستكون مبنأى عن ضربات أسلحة الدمار الشامل بإذن اهللا ، حيث قدر هلا بعد تلك

.تكون عاصمة اخلالفة اإلسالمية األحداث ، أن

حقيقة ما وقع فيه هذا الكاتب ، أنه قام ببناء هرم نبوءاته على أساس صحة النصوص التوراتية ، إذ أنه ال يعلم أن كتبة التوراة قـاموا وهذه . ثا نبويا واحدا ببعثرة ومجع ثالثة أخبار نبوية ، متباعدة ومتتابعة يف نصوص مرتبكة ومضطربة ، ليظن الكاتب أا حتكي حد

حتالف الروس والعرب ضد الغرب يف احلرب العامليـة : الغزو العراقي إلسرائيل ، وثانيا : األخبار النبوية الثالثة بالترتيب هي ؛ أوال ل إىل الفرات ومن خروج املهدي من مكة واختاذ القدس عاصمة خلالفته املمتدة ، من الني: الثالثة ، بعد سقوط الدولة اليهودية ، وثالثا

.تركيا إىل اليمن

ونالحظ هنا أن مؤلف هذا الكتاب ، كان قد شغل منصب مساعد رئيس أركان احلرب الربيطاين ولشؤون السياسة أيضا ، وحنن هنا تبهم ، ال نطرح تكهنات أو خترصات ، حول معتقدام بالنسبة لنا كمسلمني وعرب ، فهذا ما يعتقدون ويؤمنون به ويطرحونه يف ك

واليت هي من أكثر الكتب مبيعا يف بلدام ، وأن هذا املؤلف وغريه الكثري من الذين حيملون هذه األفكار ، كانوا يف األمس القريب جدا يشتركون يف صنع القرارات اخلاصة باملنطقة ، ولو اطلعت على غزارة إنتاجهم يف هذا اال ، ال شك أنك ستصاب بالذهول مما

من أفكار وقناعات جنونية ومرعبة ، يقدموا لشعوم على أا مسلمات ، وستصاب بالذهول لغفلة أمتنا عما حيملونه من يطرحونه عقائد وقناعات ، وما يقترفونه بناء عليها من سياسات يحيكوا حتت ستر الظالم ، يف كواليس السياسة الغربية وينفذوا على أرض

حنن أيضا يف تنفيذها ، بعد أن يقدموها لنا يف غالف من ورق السولفان امللون ، الذي يكشف من خـالل واقع أمتنا ، ونشاركهم . شفافيته وسخافته حقيقة أهدافهم البشعة ، واملشبعة باحلقد على أمة القرآن اليت ختلت عنه طوعا ال كرها منذ أمد لـيس بالقصـري

أحالمهم وأمانيهم ، ويتخلصوا من كامل خماوفهم وهواجسهم ، اليت لن تزول إال ولكن ذلك ال ولن يرضيهم ، حىت يحققوا كاملبزوال هذه األمة عن وجه األرض ، واليت وعدها را بالبقاء حىت تقوم الساعة ، ولذلك عاجال أم آجـال ، سـتقودهم أوهـامهم

طهم األعمى ، وسريحلوا قريبا جدا إىل غري رجعة ، وهواجسهم إىل تدمري أنفسهم ، بكسب مزيد من األعداء واألحقاد من جراء ختب 128( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقني… ( وسريث الصاحلون من هذه األمة األرض بأسرها ، بإذن اهللا

) .األعراف

قال تعاىل

)هالي كنى عضرت لناءووأه تعبن اتلئى ، وداله وه ى اللهدقل إن ه ، مهلتم بعتى تتى ، حارصلا النو ي ودالذ دعب ، مه ) 120( جاءك من العلم ، ما لك من الله من ولي ولا نصري

)البقرة (

185

ية ونبوءات التوراة واإلنجيلالسياسة األمريك

ستناول يف هذا الفصل ، مسألة تأثري نبوءات التوراة واإلجنيل ، على القرارات السياسة األمريكية ، وخاصة ما يتعلق مبنطقة الشـرق ثري من احملللني يف األوسط ، لنفهم أجبديات هذه السياسة املنحازة إلسرائيل ، واملعادية للعرب واملسلمني بشكل عام ، واليت اجتهد الك

النبوءة ( يف كتاب ) غريس هالسل ( وخري من تعرض هلذه املسألة ، وأفاض يف حبثها هي الكاتبة األمريكية . تفسريها وحتليل دوافعها .م ، ترمجة حممد السماك 1990 3، ط) الناشر للطباعة ( ، وهو من منشورات ) والسياسة

) :بتصرف ( ملخص مقدمة المترجم ثل العامل العريب موقعا متميزا وفريدا من نوعه ، يف عملية صنع القرار السياسي األمريكي ، فباإلضافة إىل أمهية موقعـه اجلغـرايف ، مي

وكونه سوقا جتارية استهالكية ، وميلك أكرب احتياطي من النفط ، فإن هناك عامل آخر ، يتقدم على كل هذه العوامل ، وهو تـأثري حيث نشأ يف اية القرن التاسـع عشـر . لديين ، على صياغة القرار األمريكي ، املتعلق بالصراع العريب اإلسرائيلي الفكر املسيحي ا

:وبداية القرن املاضي ، ما يسمى بالصهيونية املسيحية اإلجنيلية القائمة على اعتناق ثالثة مبادئ

اإلميان بعودة املسيح ،: أوال

ام دولة إسرائيل ،أن عودته مشروطة بقي: ثانيا

.وبالتايل جتمع اليهود يف فلسطني : ثالثا

وقد لعب هذا األمر دورا أساسيا ، يف صناعة القرار اخلاص بقيام إسرائيل ، وجري اليهود إليها ومن مث دعمها ومساعدا ، وإعفاءها هي اليت جيب أن تطبق على اليهود يف فلسطني ، مبا أم –التوراة -وأن شريعة اهللا وحدها . من االنصياع للقوانني واملواثيق الدولية

.شعب اهللا املختار

ه ونتيجة هلذه املعتقدات ظهر الكثري من احلركات الدينية املسيحية اإلجنيلية األصولية يف بريطانيا والواليات املتحدة ، وأهم وأخطر هذوتضم يف عضويتها أكثر من أربعـني . املتحدة بعد قيام دولة إسرائيل ، اليت نشأت يف الواليات ) احلركة التدبريية ( احلركات هي

وهي ) رونالد ريغان ( مليون أمريكي ، حلظة تأليف هذا الكتاب يف أواسط الثمانينيات ، ومن بني أعضائها الرئيس األمريكي آنذاك اصة ا ، ويشارك قادا كبار املسؤولني يف البيـت تسيطر على قطاع واسع من املنابر اإلعالمية األمريكية ، ومتتلك حمطات تلفزة خ

األبيض ، وجملس األمن القومي األمريكي ، ووزارة اخلارجية بصناعة القرارات السياسية والعسكرية ، املتعلقـة بالصـراع العـريب .اإلسرائيلي

:دبريه لشؤون الكون وايته ، كما يلي ـ وتعتقد هذه احلركة أن اهللا قد وضع يف الكتاب املقدس نبوءات واضحة ، حول كيفية ت

.قيام إسرائيل وعودة اليهود إليها .1

وأعداء إسرائيل هم الروس والعرب ، وعلى مدى أوسع هم ( هجوم أعداء اهللا على إسرائيل ووقوع حمرقة هرجمدون النووية .2 ) .أهل الشرق على اختالف معتقدام

.انتشار اخلراب والدمار ومقتل املاليني .3

.من هذه احملرقة ) أي املؤمنني به ( ور املسيح املخلص وختليصه ألتباعه ظه .4

186

.إميان من بقي من اليهود باملسيح بعد احملرقة .5

.انتشار السالم يف مملكة املسيح يف أرض جديدة وحتت مساء جديدة مدة ألف عام .6

كل األمور اليت من املمكن ، أن تعجل -د أوصاهم بذلك وكأن اهللا ق -ـ وأن مهمة أعضاء هذه احلركة وأتباعها ، هي تدبري ويئة :يف عودة املسيح إىل األرض ، ومن ضمن تلك األمور

ضرورة إضعاف العرب عسكريا ،: أوال

تلبية مجيع مطالب إسرائيل بالدعم املايل والسياسي والعسكري ،: وثانيا

.تعزيز ترسانتها النووية : وثالثا

:اتبة مقتطفات من مقدمة الك

وكان رائـد هـذا . أن بذور هذه املعتقدات املدمرة ، نشأت يف اية القرن التاسع عشر ) غريس هالسل ( تؤكد الكاتبة األمريكية م ، زرع فيه آراءه الشخصية 1909، وقد طبع أول مرجع إجنيلي له عام ) سايروس سكوفيلد ( االجتاه يف تفسري الكتاب املقدس هو

وبدأت هذه املعتقدات يف الظهور وتعززت ، عندما تتابعـت انتصـارات . ، وصار أكثر الكتب املتداولة حول املسيحية يف اإلجنيل .إسرائيل على دول اجلوار العربية ، وبلغت ذروا بعد االجتياح اإلسرائيلي جلنوب لبنان

عام بعد عام كان يردد التحذير بأن عاملنا ، سيصل : " بأنه يذكر مستمعيه) سكوفيلد ( ويف إحدى املناسبات كان : وتقول الكاتبة أن املسيحيني املخلصني جيب أن يرحبوا ذه احلادثة ، ألنه مجرد : " ولكنه يقول أيضا " . إىل ايته بكارثة ودمار ومأساة عاملية ائية

ب وسينقذون ، وأم لن يواجهوا شيئا من املعاناة اليت جتري حتتهم ما أن تبدأ املعركة النهائية ، فإن املسيح سوف يرفعهم فوق السحا. "

فهنـاك مؤشـر إىل أن أعـداد . بالرغم من أن بعض األصوليني مل يتقبلوا هذه الفكرة ، إال أا تسببت يف انقسام كبري : " وتقول ثل سكوفيلد يعتقدون أن املسيح وعد املسيحيني املخلصـني يف تزايد مضطرد ، فهم م) هرجمدون ( املسيحيني الذين يتعلقون بنظرية

بسماء جديدة وأرض جديدة ، ومبا أن األمر كذلك ، فليس عليهم أن يقلقوا حول مصري األرض ، فليذهب العامل كله إىل اجلحيم ، " .ليحقق املسيح للقلة املختارة مساء وأرضا جديدتني

باملائة من الشعب األمريكي ، يقولون ، أنه عندما 39أظهر أن ) باتكيلو فيتش ( أجرته مؤسسة م ، الذي 1984إن استقصاء عام " وأظهرت دراسـة . نووية ) هرجمدون ( يتحدث عن تدمري األرض بالنار ، فإن ذلك يعين ، أننا حنن أنفسنا سوف ندمر األرض ب

ريكي يستمعون بانتظام إىل مبشرين ، يقولون أننا ال نسـتطيع أن مليون أم 61م ، أن 1985نشرت يف أكتوبر ) نلسن ( ملؤسسة " . نفعل شيئا ، ملنع حرب نووية تتفجر يف حياتنا

) :هرجمدون ( ـ ومن أكثر األصوليني اإلجنيليني شهرة ، من الذين يبشرون على شاشة التلفزيون بنظرية

مليون دوالر ، 200ن ثالث حمطات ، عائداته السنوية تصل إىل ميلك شبكة تلفزيونية مسيحية ، مكونة م: بات روبرتسون .1 .مليون عائلة أمريكية 16ومساهم يف حمطة تلفزيون الشرق األوسط يف جنوب لبنان ، يشاهد براجمه أكثر من

.مليون مرتل 9,25ميلك ثاين أكرب احملطات اإلجنيلية شهرة ، يشاهد براجمه ما جمموعه : جيمي سواغرت .2

187

6مليون دوالر ، يشاهد براجمه حـوايل 100-50ميلك ثالث أشهر حمطة تبشريية ، عائداته السنوية تصل إىل : يكر جيم ب .3 .ماليني مرتل ، يعتقد أن علينا أن خنوض حربا رهيبة ، لفتح الطريق أمام ايء الثاين للمسيح

.مليون مرتل 5,77تصل براجمه التلفزيونية إىل : أورال روبرتس .4

مليون مرتل ، ميلك حمطة احلرية للبث بالكابل ، أقام بعد شرائها بأسبوع ، 5,6تصل دروسه التبشريية إىل : ي فولويل جري .5وقد أخرب فولويل يومها بأن جورج بوش ، سيكون أفضـل . حفل عشاء على شرف جورج بوش نائب الرئيس ريغان آنذاك

.م 1988رئيس يف عام

إننا نشاهد اهللا يتحرك من أجل إسرائيل . أن اهللا أقام إسرائيل : " يقول . مليون مرتل 4,9ه يشاهد براجم: كينني كوبالند .6إنه لوقت رائع أن نشعر اهللا ، مدى تقديرنا جلذور … إنه لوقت رائع أن نبدأ يف دعم حكومتنا ، طاملا أنها تدعم إسرائيل …

" .إبراهيم

.مليون مرتل 4,75يصل يف برناجمه إىل : ريتشارد دي هان .7

أن اهللا كان يعرف منذ البداية األوىل : " مليون مرتل ، وهو يبشر بتعاليم سكوفيلد اليت تقول 3,7يصل إىل : ريكس مهربد .8 " .، أننا حنن الذين نعيش اليوم ، سوف ندمر الكرة األرضية

مج الدينية ، ويبشرون بنظرية هرجمدون نووية يف اإلذاعة والتلفزيون لقد ذكرت مثانية من الذين يقدمون الربا: " وتعقب الكاتبة بقوهلا آالف من التدبرييني ، يعتقدون أن كارثة نووية فقط ، ميكن أن تعيد املسـيح إىل 3هناك … آالف أصويل إجنيلي ، 4، ومن بني

400يس إجنيلي يذيعون يوميا برامج من خالل ومن بني ألف قس. حمطة دينية يف أمريكا 1400إن هذه الرسالة تبث عرب . األرض أن بعض هؤالء القساوسة ورؤساء الكنائس ، هم من القوة حبيث : وتقول . حمطة راديو ، فإن األكثرية الساحقة منهم من التدبرييني

" .يظهرون كامللوك يف مناطقهم

ىت يعود املسيح ، وأن أي تبشري بالسالم قبل هذه العودة هو لن يكون هناك سالم ح: " والرسالة اليت يرسلها هؤالء على الدوام هي جـيم ( وهذا ما يقولـه أيضـا " . إنه ضد املسيح ) ضد ما جاء يف الكتب املقدسة ( إنه ضد كلمة اهللا ) ختريف وكفر ( هرطقة

.م 1984زب اجلمهوري عام إللقاء صالة افتتاح املؤمتر احل) ريغان ( التلفزيوين اإلجنيلي الذي دعاه الرئيس ) روبرتسون

) :هال لندسي ( ومؤلفه ) آخر أعظم كرة أرضية ( كتاب ، ويف تعليقها على هذا مليون نسخة 18أصبح األكثر مبيعا خالل السبعينات ، حيث بيع منه حوايل تقول الكاتبة أن هذا الكتاب ،

" . دولة إسرائيل هي اخلط التارخيي ملعظم أحداث احلاضر واملستقبلأن املؤلف يفسر كل التاريخ ، قائال أن " الكتاب ومؤلفه ، تقول

مليون أمريكي عند صدوره 18ومن ذلك يأيت تقديس النصارى األمريكان إلسرائيل ، والحظ أن هذا الكتاب قرأه ما ال يقل عن ( ألفكار واملعتقدات الـيت أوردهـا املؤلـف ، أما اآلن فرمبا قد قرأه معظم الشعب األمريكي ، وخطورة هذا الكتاب تنبع من كون ا

) .منسوبة إىل اهللا ، كما أوضح يف كتابه املقدس لديهم

ولكن قبل هذا احلدث ، علينا أن خنوض . م ، سوف يشهد العودة الثانية للمسيح 1948أن اجليل الذي ولد عام : ويقول لندسي " كل العرب بالتحـالف مـع :واملأساة ستبدأ هكذا . انية يف هرجمدون ، والث) أي الروس ( حربني ، األوىل ضد يأجوح ومأجوج

" . ، سوف يهامجون إسرائيل) الروس ( السوفييت

)وهذا حتذير وحتريض للغرب النصراين ، ملعاداة العرب املسلمني والروس الشيوعيني (

188

أن كل مدينة يف العامل سيتم تدمريها يف احلرب : دما يعلن أن لندسي ال يبدو عليه احلزن ، عن: " وتقول الكاتبة بعد مقابلتها للمؤلف " . تصوروا أن مدنا مثل لندن وباريس وطوكيو ، ونيويورك ولوس أجنلوس وشيكاغو وقد أبيدت : النووية األخرية ، وتعقب الكاتبة

حبيث يكـون كـل إىل هذا املستوى ، عندما تصل احلرب الكربى… إن القوة الشرقية سوف تزيل ثلث العامل : " ويقول لندسي " . )الفناء ( فينقذ املسيح اإلنسانية من االندثار الكامل ، ستحني ساعة اللحظة العظيمة ، شخص تقريبا قد قتل

، على ألف يهودي فقط 144سيبقى … ويف هذه الساعة سيتحول اليهود ، الذين جنوا من الذبح إىل املسيحية : " ويتابع لندسي " .احلياة بعد معركة هرجمدون قيد

إذن جيب أال يكترث نصارى الغرب ، بنشوب حرب عاملية نووية ثالثة مدمرة ، ما دامت جممل ضحايا هذه احلرب ، ستكون من ( يع املواجهة املسلمني واليهود وبقية الوثنيني يف الشرق ، غري املؤمنني بألوهية املسيح ، بل عليهم أن يستعجلوا نشوا بالعمل على تسر

) .بني الشرق والغرب ، حىت يعود املسيح لألرض مرة ثانية لينقذ البشرية النصرانية فقط من االندثار الكامل

) :جيري فولويل ( وقفة مع المبشر اإلنجيلي سم فولويل صورة مرعبة ر: " تقول الكاتبة بعد حضورها للعرض . بعد عرضه لنظرية هرجمدون مستخدما األدلة التوراتية واإلجنيلية

إن ! ما أعظم أن نكون مسيحيني : يف الواقع أى عظته بابتسامه كبرية ، قائال . عن اية العامل ، ولكنه مل يبد حزينا أو حىت مهتما " . أمامنا مستقبال رائعا

: ويف إحدى تسجيالته يقول

، ألنه بعد ذلك سيكون املسرح ولكن نشكر اهللا ألا ستكون اية العامة. وهكذا ترون أن هرجمدون حقيقة ، إا حقيقة مركبة " وأنا نفسي … إن كل املبشرين بالكتاب املقدس ، يتوقعون العودة احلتمية لإلله … معدا ، لتقدمي امللك الرب املسيح ، بقوة وعظمة

" . يت املسيحأصدق ، بأننا جزء من جيل النهاية ، الذي لن يغادر قبل أن يأ

سنة تنبأ النيب العرباين حزقيال ، أن أمة ستقوم إىل الشمال من فلسطني ، قبل وقت قصري من العودة الثانية للمسـيح 2600ومنذ " إن … ويذكر أيضا اسم مدينتني مها ماشك وتوبال . من حزقيال ، نقرأ أن اسم هذه األرض هو روش 39و 38يف الفصلني …

وكذلك كتب حزقيال أن هذه … دو مشاة بشكل مثري ، ملوسكو وتيبولسك ، العاصمتني احلاكمتني اليوم يف روسيا هذه األمساء تبوقال أيضا أن روسيا سوف تغزوا إسرائيل مبساعدة حلفـاء . األرض ستكون معادية إلسرائيل ، وأنه من أجل ذلك سيكون ضدها

، وجنوب إفريقيا أو إثيوبيا ، ومشال إفريقيا ) اليت كنا نسميها فارس ( إيران : ء احللفاء وقد مسى هؤال… مختلفني يف األيام األخرية ) " .توجرمة ( ، والقوقاز جنوب روسيا ) جومر ( أو ليبيا ، وأوروبا الشرقية

مصر وإسـرائيل ، إال أن هـذه بالرغم من اآلمال الوردية وغري الواقعية متاما اليت أبدا حكومتنا ، حول اتفاقية كامب ديفيد بني" ولكن أنت … إننا حنترم كثريا رئيسي حكوميت إسرائيل ومصر … إننا نصلي بالفعل من أجل السالم يف القدس . االتفاقية لن تدوم " القدس ، إىل أن يأيت يوم جيلس فيه اإلله املسيح على عرش داود يف لن يكون هناك سالم حقيقي يف الشرق األوسطوأنا نعرف أنه ،

.

ويف ... بغزو سوفيييت إلسرائيل) فولويل ( يف فصل احلرب القادمة مع روسيا ، يتنبأ ، ) … احلرب النووية وايء الثاين ( ويف كتابه وجيري احتفال آخر بعد معركة هرجمـدون . اية املعركة سيسقط مخس أسداس اجلنود السوفييت ، وبذلك يبدأ أول احتفال للرب

.أشهر 7قف التهديد الشيوعي إىل األبد ، وسيستغرق دفن املوتى مدة وسيتو…

189

:كان أحد فرسان هرمجدون النووية ) ريغان ( الرئيس األمريكي يف وقت مبكر مـن عـام … ) آخر أعظم كرة أرضية ( واحدا ، من الذين قرءوا كتاب ) رونالد ريغان ( كان : " تقول الكاتبة

، الرئيس السابق لـس الشـيوخ يف واليـة ) جيمس ميلز ( واستنادا إىل … ) لريغان ( و األول م ، أصبحت ليبيا العد1986 " . كره ليبيا ألنه رأى أا واحدة من أعداء إسرائيل ، الذين ذكرم النبوءات وبالتايل فإا عدو اهللا) ريغان ( فإن كاليفورنيا ،

إن اية العامل قد تكون : " م ، كان يواصل احلديث عن هرجمدون ، ومن أقواله 1980مرشحا للرئاسة عام ) ريغان ( وعندما كان " " . إن هذا اجليل بالتحديد هو اجليل الذي سيشهد هرجمدون… يف متناول أيدينا

) ريغان ( ولقد جاهر .، ينظرون إىل روسيا على أا شيطانية ، وأا تمثل إمرباطورية الشيطان ) بالتدبريية ( إن معظم املؤمنني " إنين أؤمن أن الشـيوعية " . " إن االحتاد السوفيييت هو حجر الزاوية يف العامل املعاصر : " م ، عندما قال 1983/ 3/ 8بذلك يف

" .فصل حزين وسيئ يف التاريخ اإلنساين ، الذي يكتب اآلن صفحاته األخرية

كان إعالنا انطلق … لعبارة إمرباطورية الشيطان ) ريغان ( إن استعمال : " ي يف مقال صحف) جيمس ميلز (يقول : وتقول الكاتبة كرئيس أظهر بصورة دائمة ، التزامه القيام بواجباته ، ) ريغان ( إن … م 1971من اإلميان الذي أعرب يل عنه ، يف تلك الليلة عام

، وهو يعمل على بناء ، القدرة العسكرية للواليات املتحـدة كان يشعر ذا االلتزام خصيصا) ريغان ( إن … متشيا مع ارادة اهللا …وحلفائها

صحيح أن حزقيال تنبأ بانتصار إسرائيل وحلفائها ، يف املعركة الرهيبة ضد قوى الظالم ، إال أن املسيحيني احملافظني مثل رئيسنا ، … ن تقوية قوى احلق لتربح هذا الصراع املهم ، هو يف عيون إ. ال يسمح هلم التطرف الروحي ، بأن يأخذوا هذا االنتصار كمسلمات … ، وذلك حىت يعود املسيح مرة ثانية مثل هؤالء الرجال ، عمل يحقق نبوءة اهللا انسجاما مع إرادته السامية

ع وجهة نظره هذه ، وبالتأكيد فإن توجهه بالنسبة لإلنفاق العسكري ، وبرودته اجتاه مقترحات نزع السالح النووي ، متفقة م… إن كل من يؤمن . إن هرجمدون اليت تنبأ ا حزقيال ، ال يمكن أن حتدث يف عامل مرتوع السالح … اليت يستمدها من سفر الرؤيا

… إن ذلك يناقض مشيئة اهللا كما وردت على لسانه. حبتمية وقوعها ، ال يمكن توقع حتقيقه لرتع السالح

فـال يوجـد أي . منسجمة مع التفسري اللفظي ، للنبوءات التوراتية واإلجنيليةالداخلية واملالية ، ) غان ري( إن سياسات الرئيس … " . سبب للغضب من مسألة الدين القومي األمريكي ، إذا كان اهللا سيطوي العامل كله قريبا

إنفاقا كبريا ، ميكن بل جيب أن تعلق من أجل توفري املال ، وبناء على ذلك ، فإن مجيع الربامج احمللية ، اليت تتطلب: " وتقول الكاتبة :لتمويل برامج تطوير األسلحة النووية ، من أجل إطالق احلمم املدمرة على الشياطني ، أعداء اهللا وأعداء شعبه ، وأضاف ميلز

استعدادا حلرب نووية مع يأجوج الدوالرات ، على حق عندما اعتقد أن أمامه فرصة أكرب ، لينفق املليارات من) ريغان ( لقد كان " والعودة الثانيـة ) هلرجمدون ( ، لو كان معظم الشعب الذي أعاد انتخابه ، يؤمن كما أخربين ، مبا يؤمن هو به ، بالنسبة ومأجوج " .للمسيح

:اإلنجيليون األصوليون يؤمنون بأكاذيب التوراة أكثر من اليهود أنفسهم مع حمام فلسطيين مسيحي بروتستنيت إجنيلي ، يعمل يف القدس ، بعد أن عاد من أمريكا ليعيش يف فلسطني ، يف معرض يف لقاء للكاتبة

: لزيارة أرض املسيح ، قال ) فولويل ( رده على سؤال ، عن رأيه يف احلجاج األمريكيني ، الذين ينظمهم املبشر

190

. إن الصهاينة يفسدون تعاليم املسيح . فإن اإلميان بإسرائيل يتقدم على تعاليم املسيح، ) ل فولوي( بالنسبة لإلجنيليني األصوليني مثل " إنه يدعو أتباعه إىل تأييد إسرائيل ، . سياسية ال عالقة هلا ، بالقيم أو األخالق أو مبواجهة املشاكل احلقيقية ) فولويل ( إن صهيونية

إذ أنه يؤكد ألتباعه ومبا أم مؤيدون للصهيونية ، . مليار دوالر كل سنة 5دم إلسرائيل ويطلب من دافع الضرائب األمريكي ، أن يق …فهم على الطريق الصحيح ، ويف اجلانب الرابح دوما

، يوفرون لإلسرائيليني الدافع للتوسع ومصادرة املزيد من األراضي ، والضطهاد مزيد مـن ) فولويل ( ويف الواقع فإن مسيحيني مثل … ألم يدعون أن اهللا إىل جانب إسرائيل ، وأن العم سام راغب يف التوقيع على الفاتورةلشعوب ، ا

، يقفون معهم على الدوام ، بغض النظر عما يفعلون أخالقيا ) فولويل ( إن اإلسرائيليني ، يعرفون أن مسيحيني جيدين ومؤثرين مثل ، ويرغبـون يف إعطـائهم ئيليني يعرفون أن الصهيونيني املسيحيني األمريكيني معهـم فإن اإلسراومهما بلغوا من القمع ، . ومعنويا

" .األسلحة ومليارات الدوالرات ، وسيصوتون إىل جانبهم يف األمم املتحدة

: والترويج إلسرائيل سياسيا ) فولويل ( المبشر حتول من الوعظ الديين ، إىل ) فولويل ( أن ) غودمان . ( ، يؤكد د) فولويل ( يف حبث قام به اثنان من األساتذة اجلامعيني عن حياة

حيث أن هذا االنتصار املذهل ، كان . م 1967الوعظ السياسي املؤيد للدولة الصهيونية ، بعد االنتصار العسكري اإلسرائيلي يف عام زمية واخليبة ، يخيم على الكثري من األمريكيني من جراء له تأثري كبري على العديد من األمريكيني ، يف الوقت الذي كان فيه شعور اهل

أن اإلسرائيليني ، ما كانوا لينتصروا : الذي نظر إىل األمر بطريقة خمتلفة ، حيث قال ) فولويل ( احلرب الفيتنامية ، ومن هؤالء كان . لو مل يكن هناك تدخل من اهللا

يف السبعينيات ، لتحقيق أغراضهم ومطالبهم ، وتأييد سياسام لدي الشـعب ) لويل فو( ونتيجة لذلك بدأ اإلسرائيليون باستخدام ويف " . إن اهللا يحب أمريكا ، ألن أمريكا تحب اليهـود : " م يف إسرائيل ، قال 1978والساسة األمريكان ، ويف خطاب له عام وإذا مل يظهـر … اه ، الذي يتخذونـه مـن إسـرائيل إن قدر األمة يتوقف على االجت: " مناسبات عديدة كان يقول لألمريكيني

وقد قامت وسائل اإلعالم الصـهيونية " . األمريكيون ، رغبة جازمة يف تزويد إسرائيل باملال والسالح ، فإن أمريكا ستخسر الكثري رتـب لـه ) ريغان ( لرئيس بإبرازه وتلميع صورته ، ليصبح شخصية سياسية وإعالمية مرموقة على الساحة األمريكية ، لدرجة أن ا

، ليستمع ويناقش كبار املسؤولني فيه ، حول احتمال نشوب حرب نوويـة مـع ) البنتاغون ( حضور اجتماع جملس األمن القومي . روسيا

ء يف من رد فعل سي) بيغن ( م ، عندما قصفت إسرائيل املفاعل النووي قرب بغداد ، ختوف 1981يف عام ) : " غودمان . ( يتابع دوقبل أن يغلق … ) بفولويل ( ومن أجل احلصول على الدعم ، مل يتصل بسيناتور أو كاهن يهودي ، إمنا اتصل . الواليات املتحدة

السيد رئيس الوزراء ، أريد أن أهنئك على املهمة ، اليت جعلتنا فخورين جدا بإنتـاج ) : " لبيغن ) ( فولويل ( مساعة اهلاتف ، قال " . 16طائرات ف

" . تستطيع أن تعتمد فيه على دعم اليمني املسيحيإن أي عمل عسكري قامت أو ستقوم به إسرائيل ، ) : " برايس . ( وقال د

191

هدم المسجد األقصى وبناء الهيكل ، مطلب إلهي منصوص عليه فيه التوراة ، كما يعتقد مسيحيو الغرب ، :فضال عن يهود الشرق والغرب

إن بناء هيكل : قالت له -معقبة على قوله -) غوش أمونيم ( ج الثانية للكاتبة ، ويف لقاء مع أحد مستوطين مستعمرة أثناء رحلة احلمتاما هذا مـا : " للعبادة شيء ، وتدمري املسجد شيء آخر ، فمن املمكن أن يؤدي ذلك إىل حرب بني إسرائيل والعرب ، فرد قائال

" .رحبها ، ومن مث سنقوم بطرد العرب من أرض إسرائيل ، وسنعيد بناء اهليكل وننتظر مسيحنا نريده أن حيدث ألننا سوف ن

وقد مت بناؤهـا –واليت تقارن جبمال تاج حمل –لقد زرت قبة الصخرة ، وهي واحدة من أمجل الصروح يف العامل : " تقول الكاتبة على الرغم من أن املسيح دعا إىل : وتقول . ن ، وهو البناء األمجل يف القدس م ، بأمر من اخلليفة األموي عبد امللك بن مروا685عام

إقامة املعابد يف النفس ، فإن األصوليني املسيحيني يصرون على أن اهللا يريد أكثر من بناء معبد روحي ، إنه يريد معبدا حقيقيا مـن " .روح اإلسالمية اإلمسنت واحلجارة ، يقام متاما يف املوقع الذي توجد فيه الص

مل يبق سوى حدث واحد ليكتمل املسرح متاما أمام إسـرائيل ، لتقـوم ) : " آخر أعظم كرة أرضية ( يف كتاب ) لندسي ( ويقول وال يوجد سوى مكان واحد . بدورها يف املشهد العظيم األخري من مأساا التارخيية ، وهو إعادة بناء اهليكل القدمي ، يف موقعه القدمي

" . ميكن بناء اهليكل عليه ، استنادا إىل قانون موسى يف جبل موريا حيث اهليكالن السابقان

:نشأة المسيحية الصهيونية

الصهيوين األول يف بـازل ، املؤمتر املسيحيم سافرت من واشنطن إىل سويسرا ، حلضور 1985أواخر أغسطس : " تقول الكاتبة يف أحد مقررات املؤمتر حـث املسـيحيون … يف القدس ، ألتعرف على خلفية الصهيونية السياسية برعاية السفارة املسيحية العاملية

بأن ثلث اإلسرائيليني يفضلون مقايضـة : فاعترض يهودي إسرائيلي … إسرائيل على ضم الضفة الغربية ، بسكاا املليون فلسطيين إننا ال تم مبا يصوت عليه اإلسرائيليون وإمنا مبا يقوله اهللا ،واهللا : مقرر املؤمتر فرد عليه … األراضي احملتلة بالسالم مع الفلسطينيني

" .أعطى هذه األرض لليهود

من الوقت لرسالة املسيح % 1فإن املسيحيني الذين أشرفوا على املؤمتر ، خصصوا … ساعة 36كان تقديري أنه من بني : " وتقول وال يوجد يف األمر ما يثري االستغراب ، ذلك أن املشرفني على املؤمتر ، برغم أم . قت للسياسة من الو% 99وتعاليمه ، وأكثر من

" .، وبالتايل فإن اهتمامهم األول هو األهداف الصهيونية السياسية صهاينةفهم أوال وقبل كل شيء مسيحيون

مل يكن أصـال ) ثيودور هرتزل ( ىل فلسطني ، تؤكد الكاتبة أن ويف حبثها عن أصل الصهيونية السياسية ، الداعية إىل عودة اليهود إقبل ثالث قرون مـن ) ذوي األغلبية يف أمريكا وبريطانيا اآلن ( صاحب هذه الفكرة ، وإمنا كان دعاا هم املسيحيون الربوتستانت

عشر ، توراة اليهود إىل الكتاب املقـدس حيث ضم لوثر زعيم حركة اإلصالح الكنسي يف القرن السادس . املؤمتر الصهيوين األول .فأصبح املسيحيون األوربيون يبدون اهتماما أكرب باليهود ، وبتغيري االجتاه السائد املعادي هلم يف أوروبا . حتت اسم العهد القدمي

ه املرجع الوحيد ملعرفة التـاريخ توجه الربوتستانت إىل العهد القدمي ليس فقط ألنه أكثر الكتب شهرة ، ولكن ألن: " وتقول الكاتبة إن أعدادا ضخمة من . وبذلك قلصوا تاريخ فلسطني ما قبل املسيحية إىل تلك املراحل اليت تتضمن فقط الوجود العرباين فيها . العام

من الروايات التارخييـة سوى تلك اخلرافات غري املوثقة املسيحيني وضعوا يف إطار االعتقاد ، أنه مل حيدث شيء يف فلسطني القدمية ، " . املدونة يف العهد القدمي

192

. م بدأ الربوتستانت بكتابة معاهدات ، تعلن بأن على مجيع اليهود مغادرة أوروبا إىل فلسـطني 1600يف منتصف عام : " وتقول يهودي يف فلسطني هـو الـذي بصفته راعي الكومنولث الربيطاين الذي أنشئ حديثا ، أن الوجود ال) أوليفر كرمويل ( حيث أعلن

" .ومن هناك يف بريطانيا بدأت بذرة الدولة الصهيونية احلديثة يف التخلق . سيمهد للمجيء الثاين للمسيح

أمـام -الذي أصبح فيما بعد رئيسا إلسـرائيل -م 1985عام ) بنيامني نتنياهو ( ويف خطاب ملندوب إسرائيل يف األمم املتحدة أثرت بصورة مباشرة على تفكري قادة تارخييني ، إن كتابات املسيحيني الصهاينة من اإلجنليز واألمريكان: " ينة ، قال املسيحيني الصها

الذين لعبوا دورا أساسيا ، يف إرساء القواعد … ، يف مطلع هذا القرن ) ودرو ويلسون ( و ) آرثر بلفور ( و ) لويد جورج ( مثل " .لدولة اليهودية السياسية والدولية إلحياء ا

مل يكن حلم هرتزل روحانيا بل كان جغرافيا ، كان حلما باألرض والقوة ، وعلى ذلك فإن السياسة الصهيونية ضـللت : " وتقول ) موش مانوحني ( ويقول … وقد ادعى الصهاينة السياسيون أنه مل يكن هناك فلسطينيون يعيشون يف فلسطني … الكثري من اليهود

ال يعبدون اهللا ، ولكنهم يعبدون " ولكنه اكتشف أن الصهاينة نتقل إىل الدولة اليهودية اجلديدة ، على أمل أن جيد جنة روحية ، أنه ا: " . قوم

، مليون مسيحي إجنيلي أصويل 40على دعم يعرفون أنه ميكنهم االعتماد ، –) آندي غرين ( مثل –ألن يهود أمريكا : " وتقول م ، وال يزال حيتفظ جبـواز 1975ويقول غرين الذي انتقل إىل إسرائيل عام . ون األرض من الفلسطينيني بقوة السالح فهم يصادر

من . ليس للعرب أي حق يف األرض إا أرضنا على اإلطالق ، هكذا يقول الكتاب املقدس إنه أمر ال نقاش فيه : " سفره األمريكي " . إن األقوى هو الذي حيصل على األرضع العرب حول ادعاءام املنافسة لنا ، أجل ذلك ال أجد أي مربر للتحدث م

:غاية إسرائيل من التحالف مع اليمين المسيحي في أمريكا

يف أمريكا ، أسباب حتالف يهود الواليـات -منظمة يهودية –) بناي برث ( يهودي أمريكي ، من حركة ) ناتان بريملتر ( يوضح أن على مجيع اليهود : " أن األصوليني اإلجنيليني يفسرون نصوص الكتاب املقدس بالقول : " صوليني املسيحيني ، بقوله املتحدة مع األ

حنن حنتاج إىل كل األصدقاء لدعم إسـرائيل : " ولكنه يقول يف الوقت نفسه . ، أن يؤمنوا باملسيح أو أن يقتلوا يف معركة هرجمدون " . أما اآلن دعونا نصلي ونرسل األسلحة. سوف نفكر يف خياراتنا آنذاك وعندما يأيت املسيح ف…

أن : " الذي تصفه بالرائع ، حيث تقول فيه الكاتبة اليهودية ) فيورليخت ( للمؤلفة اليهودية ) مصري اليهود ( تشري الكاتبة إىل كتاب وأن اهللا مل يـأمر اليهـود . مل تكن يف ملوكها وإمنا يف أنبيائها أول مسامهة لليهودية كانت القانون األخالقي ، وأن عظمة اليهودية

ولذلك عليكم أن ختتـاروا … لقد وضعت أمامكم احلياة واملوت " وتدلل على قوهلا بنص من التوراة . باملوت ولكنه أمرهم باحلياة ال . ، وبتشريفهم اجلنراالت أكثر من األنبيـاء مع ذلك فإن اإلسرائيليني بوضع مصريهم بيد اجليوش واألسلحة: وتضيف " . احلياة

" .وتحذر من أن أولئك الذين جيعلون من إسرائيل إهلا يعبد يدفعوننا يف هذا االجتاه ". خيتارون احلياة وإمنا خيتارون املوت

:ـ وتلخص الكاتبة أهداف إسرائيل من التحالف ، مع اليمني املسيحي يف الواليات املتحدة

. على املال احلصول •

. أن يكون الكونغرس جمرد خامت مطاطي للموافقة على أهدافها السياسية •

. متكينها من السيطرة الكاملة واملنفردة على القدس •

193

يف البدايـة توجـه الصـهاينة . إن طبيعة الصهيونية هي البحث الدائم عن حام ومعيل ) : " إسرائيل شاهاك ( وتقول على لسان وقد أقاموا هذا احللف مع اليمني املسيحي اجلديد ، . إجنلترا ، واآلن يتوجهون ويعتمدون كليا على الواليات املتحدة السياسيون إىل

" .لكي يربر أي عمل عسكري أو إجرامي تقوم به إسرائيل

ي اجلديد هو الـنجم الصـاعد يف إن اليمني املسيح. إن للقادة األصوليني اإلجنيليني اليوم قوة سياسية ضخمة : " وتقول الكاتبة " . هوحتصد إسرائيل مكاسب سياسية مجة داخل البيت األبيض من خالل حتالفها مع، احلزب اجلمهوري

كغريه من اليمني املسيحي اجلديد ، يشعر بالنشوة ألنه مع احلليـف -أحد زمالئها يف رحلة احلج –) مارفن ( إن : وتنقل الكاتبة ، واملقطـع يهوه وهو يسحق الرؤوس ، وميأل األرض جبثث غري املـؤمنني الذي يتحدث عن 110 مرة املقطع وقد نقل إيل. الرابح وهكذا يتوجب على ) : مارفن ( مث قال . يعرب فيه عن الرغبة من االنتقام ، من أطفال بابليني وإلقائهم فوق الصخورالذي 137

كان معجبا ومطلعا على نصوص التاريخ التورايت ، إال أنه كـان ) مارفن ( ورغم أن . اإلسرائيليني أن يعاملوا العرب ذه الطريقةإن علـى : " وقـال يل . ألنه يعرف مسبقا كل ما يعتقد أن اهللا يريد منه أن يعرفه . جاهال فيما يتعلق بالصراع العريب اإلسرائيلي

بأننا حنن املسيحيني نـؤخر " كذلك هؤالء باالعتقاد ) مارفن ( رك ويشا" . األمريكيني أن يتعلموا من اإلسرائيليني كيف يحاربون . "وصول املسيح من خالل عدم مساعدة اليهود على مصادرة مزيد من األرض من الفلسطينيني

لى مصادرة بأن عدة ماليني من املسيحيني األمريكيني ، يعتقدون أن القوانني الوضعية جيب أال تطبق ع: " وختلص الكاتبة إىل القول " .اليهود واسترجاعهم لكل أرض فلسطني ، وإذا تسبب ذلك يف حرب عاملية نووية ثالثة فإم يعتقدون بأم تصرفوا مبشيئة اهللا

، من خمتلف األحجام والعمق يف أمريكا ، ومعظـم منظمة إجنيلية أصولية موالية إلسرائيل 250قائمة بأمساء وتذكر الكاتبة أن هناك .م 1980نظمات ننشأت وترعرت خالل السنوات اخلمس األخرية ، أي منذ عام هذه امل

أن اإلسرائيليون يطالبون بفرض سيادم وحدهم ، على املدينة اليت يقدسـها مليـار : وتقول الكاتبة يف فصل مزج الدين بالسياسة يقولون –ومعظمهم ال يؤمن باهللا –فإن اإلسرائيليني وللدفاع عن ادعائهم هذا . مليون يهودي 14مسيحي ومليار مسلم ، وحوايل

اليهودي ) مايك ايفرت ( ومن أجل ترويج هذه الرسالة توجه اإلسرائيليون إىل . بأن اهللا أراد للعربانيون أن يأخذوا القدس إىل األبد : جلورج بوش وحيتل مكانة مرموقـة يف احلـزب األمريكي ، الذي قدم يف أحد املعابد على أنه قس تنصر ليساعد شعبه ، وأنه صديق

، ألن القدس هي إن اهللا يريد من األمريكيني ، نقل سفارم من تل أبيب إىل القدس: " اجلمهوري ، ومن حديثه يف هذا املعبد قوله بالقدس ملكية يهودية ، إذا مل تعترفوا. وحياول الشيطان أن مينع اليهود ، من أن يكون لليهود حق اختيار عاصمتهم . عاصمة داود

" . إن اهللا ، سيبارك الذين يباركون إسرائيل ، وسيلعن العنيهافإننا سندفع مثن ذلك من حياة أبنائنا وآبائنا ،

:الخاتمة وغـريه ) جريي فولويل ( فكرت يف خيارنا للحياة أو املوت طوال السنني العديدة املاضية ، مستمعة إىل : " ويف اخلامتة تقول الكاتبة

من اإلجنيليني ، الذين يطلون علينا عرب اهلاتف والكتاب املقدس باليد األخرى ، ناقلني عن كتاب دانيال من العهد القدمي ، وعن كتاب ...أن اهللا قد قضى علينا أن خنوض حربا نووية مع روسيا : سفر الرؤيا من العهد اجلديد ، قائلني

ال مفر منها مبقتضى اخلطة اإلهلية ، فإن العديد من اإلجنيليني املؤمنني بالتدبريية ، ألزموا أنفسهم سلوك اقتناعا منهم بأن هرجمدون نووية إىل حمرقة أشد وحشية وأوسع انتشارا ، من أي جمزرة يمكـن أن –باعترافهم أنفسهم –طريق مع إسرائيل ، يؤدي بشكل مباشر

…اإلجرامي ) أدولف هتلر ( يتصورها عقل

194

وجدت فكرهم الوعظي حتريضيا تصادميا يف حثهم على االستعداد لنهاية العامل ، إم يدفعونين إىل االعتقاد بأننا قطعنا مسـافة لقد إن معظمنا يتمسك باعتبار حسن اجلوار كعالقة رائعة يف حياتنا املتحضرة ؛ معاملة اآلخرين كمـا . طويلة بعيدا عن بداياتنا كبشر

وفوق ذلك عاش الكثريين دف أكثر نبال ؛ وهو مغادرة هذه الدنيا يف حاله ، أفضل من تلك اليت وجدوها عليها حنب أن يعاملونا ، . "

بعد هذا العرض لبعض ما جاء يف هذا الكتاب ، نستطيع القول أن احللف املنعقد بني إسرائيل والواليات املتحدة ، هو حلف عقائدي لدرجة أن الكثري من أفراد الشعب األمريكي الضال يتمىن لو أنه ولد يهوديا ، ليـنعم . واإلجنيلية عسكري تغذيه النبوءات التوراتية

وحنن كمسـلمني . باالنتساب إىل شعب اهللا املختار ، الذي يقاتل اهللا عنهم يف مجيع حروم ضد الكفرة من املسلمني والشيوعيني فالشعب األمريكي . صهيوين ، مننع اهللا من حتقيق إرادته بإعطاء أرض فلسطني لليهود بتواجدنا على أرض اليهود ومبقاومتنا لالحتالل ال

ينظر على أن اليهود هم جنود اهللا ، وأن الفلسطينيون هم إرهابيون وجنود الشيطان ، وأن قلة قليلة من شرفاء أمريكا يعتقدون بعكس افيا والواقع بعني العدالة واإلنصاف ، حىت أن بعضهم طعن يف مصداقية ذلك ، من الذين سربوا أغوار احلقيقة ودرسوا التاريخ واجلغر

كتبهم املقدسة ، ولكن كل جهود الشرفاء من مواقف وحماضرات وبرامج ومؤلفات ذهبت أدراج الرياح ، ذلك ألم قلة وال ميلكون .ما ميلكه اليهود وأتباعهم من القوة واملال ، فكانوا كمن يجدف بالرمال

: كما يلي ) اليهود والنصارى ( نستطيع تلخيص العالقة ما بني إسرائيل وأمريكا ـ و

أن التحالف بني الدولتني ، فضال عن كل شيء ، هو حلف ديين عقائدي ، أقوى من أي معاهدة أو اتفاقية مكتوبة علـى • .الورق

. كل من األمريكان واإلسرائيليون ينتظرون املسيح اخلاص م •

.ن على أن قيام الدولة اليهودية يف فلسطني إشارة لقرب جميئه يتفق الطرفا •

ويتفق الطرفان على وجوب سيطرة اليهود على فلسطني كاملة ، واختاذ القدس عاصمة للدولة اليهودية ، ومن مث يتوجـب •ا ستعطل جمـيء املسـيح عليهم إقامة اهليكل مكان املسجد األقصى ، وأن هذه األمور ما مل تأخذ جمراها على أرض الواقع فإ

.بالنسبة للطرفني

وأن ظهور املسيح سيكون مسبوقا حبرب مدمرة ستقع بني إسرائيل وأعدائها ، حتصد ما ال يعد وال يحصى من أرواح البشر •اين بإثارة وتنتهي خبراب األرض ، ورواد املؤامرة اليهودية العاملية يبذلون قصارى جهدهم إلشعاهلا ، لقطف مثار خمططهم الشيط

.الفنت وافتعال األزمات

وبناء على ذلك ، جتد أمريكا نفسها ملزمة عقائديا بتسليح إسرائيل ما أمكنها ذلك ، وبدعمها يف كل خمططاـا داخـل • .فلسطني وخارجها ، استعدادا لوقوع هذه احلرب املدمرة لضمان انتصار إسرائيل وحلفائها ضد أعداء اهللا

ل بساطة ، فساسة الشعب األمريكي مجلة وتفصيال صهاينة أكثر من ساسة إسرائيل أنفسـهم ، ومـا عبـادة هكذا هي املعادلة بكن األمريكيني إلسرائيل إال لتقرم إىل اهللا زلفى ، ولذلك يسعى األمريكيون قبل اإلسرائيليون لتلبية متطلبات جميء املسيح ، وأعجب م

.ظلم صهاينة الشرق العرب عندما يطلبون من صهاينة الغرب رفع

ـ ر ولو عدنا بالذاكرة إىل الوراء وبدأنا بتتبع الرؤساء األمريكيني املتأخرين ، لتبني لنا أن الرؤساء من احلزب الدميوقراطي كـانوا أكثنية اليهودية اعتداال وأكثر ميال إىل السالم مع العرب وروسيا ، بغض النظر عن مفهومهم له ، وأقل جتاوبا مع متطلبات كل من الصهيو

حيث أجنـزت يف –م 1980الذي انتهت واليته عام –) كارتر ( والصهيونية املسيحية األصولية املتطرفة ، كما هو حال الرئيس

195

م ، الذي أجنزت يف عهده اتفاقية وادي 200-1992، ) كلينتون ( بني مصر وإسرائيل ، والرئيس ) كامب ديفيد ( عهده اتفاقية أخرى مع الفلسطينيني ، رغم خروجه عـن الـنص مبحاوالتـه ) كامب ديفيد ( ردن وإسرائيل ، وحاول جاهدا صنع عربة بني األ

.اخلجولة إلرضاء هؤالء بقصف مصانع األدوية السودانية وقصف العراق بني حني وأخر

، كانوا أكثر تطرفا وعدوانية صويل املتطرفأن الرؤساء من احلزب اجلمهوري اليميين املسيحي اإلجنيلي التورايت األولتبني لنا أيضا ، م شن احلـرب 1988-1980) ريغان ( فالرئيس . وأقل اهتماما بالسالم ، ويتجاوبون مع متطلبات اليهود بل ينفذوا حبذافريها

ومت إطالة أمدها وانتهت على ليبيا ، ومت يف عصره ضرب املفاعل العراقي واجتياح بريوت ، واشتعلت يف عصره نريان احلرب اإليرانيةم ، شن احلرب على العراق وفرض عليه احلصار ، ومت إسقاط الشـيوعية 1992-1988، ) بوش األب ( والرئيس . بنهاية واليته

.وتفكيك االحتاد السوفيييت ، وأعلن عن نظامه العاملي اجلديد املذكور يف بروتوكوالت اليهود

كمل سلسلة جرائم أسالفه من اجلمهوريني ، وينفذ ما أعد له هؤالء من برامج مسبقة ، كـان ، لي) بوش االبن ( ومؤخرا جاء دور أبالسة اليهود قد خطوها ، قبل وصوله لسدة احلكم ، كما خط أجدادهم أسفار التوراة واإلجنيل ، وبروتوكوالت احلكماء ، فيمـا

:، حيث بدأ بتنفيذ ما جاء فيه من أوامر ، فور تسلمه للسلطة ) 2001بتقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق األدىن ( يسمى

. ، اليت طالب ا خبثاء معهد واشنطن " للعقوبات الذكية " ضرب بغداد دون سابق إنذار ، وبدأت إدارته بالترويج .1

. وأظهر عداءه لروسيا والصني .2

ئيل يف قمة القاهرة ، خبفض املساعدات وتأخري إنشاء منطقة وطلب الرئيس املصري ملعاقبة مصر على موقفها املتشدد مع إسرا .3 . التجارة احلرة فيما لو أصرت على ذلك

. وصرح عن رغبته يف نقل السفارة األمريكية إىل القدس .4

. ودعم إسرائيل يف قمعها النتفاضة اإلرهابيني الفلسطينيني ، وبرر وما زال يربر جرائمها .5

. انسحاب اجليش السوري من لبنان ، من اللبنانيني املدعومني باألموال اليهودية حتت غطاء الدين وظهر هناك من يدعو إىل .6

وقام وزير اخلارجية جبولة يف دول املنطقة ، لشرح السياسة اجلديدة اليت جاء ا هذا التقرير ، الذي متت صياغته بذكاء ودهاء .7 . يهودي صرف ، بناء على املخاوف النبوية التوراتية

م2001تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق األدنى لعام

:موقع هذا التقرير باللغة اإلجنليزية على شبكة اإلنترنت هو http://www.washingtoninstitute.org/pubs/psg/psg2000.htm

جاء من نبـوءات يف الكتـب م أن مصري هذه املنطقة ، مرهون مبا 2000 – 12 – 12يؤكد هذا التقرير الذي مت إجنازه بتاريخ وإذا اطلعت على هذا التقرير ، فستجد أنه يوضح السياسات اليت يتوجب . املقدسة ، ومرهون أيضا بكيفية تفسريهم هلذه النبوءات

مست بدهاء ومكر ، على طريقـة دسا قد را ، ستجد أجها ، للسيطرة على هذه املنطقة واستعباد شعو على الرئيس األمريكي حيث أن مجمل بنود هذا التقرير ، جاءت لدرء املخاطر . السم يف العسل ، بناء على املخاوف اليهودية املنبثقة من النبوءات التوراتية

وفيما يلي سنعرض من فصول هذا التقرير اخلمسة ، بعض املقتطفات شديدة التعلق مبوضوع هـذا . عن الدولة اليهودية فقط ال غري .م 2001نشر هذا التقرير مترمجا على حلقات ، يف جريدة العرب اليوم األردنية ، يف النصف األول من شهر آذار وقد . الكتاب

196

م ، وهو يعمل كوحدة للبحوث تابعة للجنة للعالقات العامـة األمريكيـة 1985تأسس معهد واشنطن الذي قدم هذه التقرير عام " خط الدفاع األول عن إسرائيل " ملنظمة الصهيونية األوىل يف الواليات املتحدة ، اليت تعترب ، وهي ا) ايباك ( اإلسرائيلية ، املسماة ب

وقد تطور هذا املعهد ليصبح . ، ويضم يف عضويته مفكرون وسياسيون وخرباء أمريكيون يهودا ومسيحيني صهاينة يف الفكر واملعتقد ويصدر هذا التقرير يف . ، اليت تتخذها اإلدارات األمريكية املتعاقبة اخلاصة باملنطقة مصدر التأثري األعظم ، يف صنع القرارات السياسية

بداية كل والية رئاسية جديدة ، ليكون نورا يهتدي به الرئيس األمريكي اجلديد ، وجناح هذا الرئيس وفشله لدى سادته اليهـود ، دة يف التقرير ، وهذه املنظمة على عالقة وثيقة مع الرؤسـاء والساسـة يعتمد على مدى التزامه ، ومقدار ما أجنزه من األهداف الوار

.األمريكان

: الفصل األول .اردع احلرب اإلقليمية بني إسرائيل والدول العربية ، واستطلع مسالك جديدة -دبلوماسية عربية إسرائيلية

:تقويم دروس تجربة أوسلو ، واستطالع مسارات بديلة للسالم

، وأا ال ترتبط معها بأحكام ومعاهدات مكتوبة ، وإمنا بروابط أقوى من القـيم على أن الواليات املتحدة حليفة إلسرائيلالتأكيد . املضي قدما يف نقل سفارة الواليات املتحدة إىل املوقع املقرر يف القدس الغربية. واملصاحل املشتركة

: اإلقليمي تشجيع الجهود الدولية للمساعدة في تخفيف التوتر

حتتاج الواليات املتحدة إىل التواصل مع الزعماء العرب واملسلمني ومع شعوم ، يف السـعي إىل : التركيز على الدول املوالية للغربإذ أن دور الدول املوالية للغرب يف املنطقة مهم جدا ، يف وضـع . إشراكهم يف حوار صادق وصريح حول آراء ومصاحل كل منهم

مصر وتركيا ، والعربية السعودية واملغـرب السياسية االجتماعية الثقافية للشرق األوسط ، ويصدق ذلك بشكل خاص على األجندةم وبعدها ، عندما أدى غياب التشاور مع الدول العربية الرئيسية ، حـول 2000وقد اتضح ذلك أثناء قمة كامب ديفيد . واألردن

.ل عرفات ، بأي من احللول املختلفة اليت طرحت يف االجتماع قضية القدس خصوصا إىل تقليص فرصة قبو

تتحمل مصر من بني مجيع الدول املسؤولية األكرب بصفتها الدولة العربية األقوى ، والدولة اليت حتمل إجراءاا األثر األكثر أمهيـة يف ع الفلسطيين اإلسرائيلي ، وضد حتويله إىل حـرب إذ تعترب تصرحيات الرئيس املصري حسين مبارك ، ضد أي توسيع للرتا. املنطقة

) .أي التوجه املعادي إلسرائيل وأمريكا ( عربية إسرائيلية جدارا واقيا ، بوجه انتشار املزيد من الراديكالية

د احتماالت تعرضـها ض أن تعزز قوة الردع اإلسرائيليةينبغي على اإلدارة األمريكية اجلديدة ، :املثلث اإلسرائيلي اللبناين السوري على اإلدارة األمريكية أن تدعم احلركة الناشئة يف . هلجمات برية أو صاروخية ، تقوم ا قوات حزب اهللا املدعوم من سوريا وإيران

. وختفيف قبضة سوريا املطبقة على الشؤون اللبنانية، لبنان ، والداعية إىل الضغط من أجل املزيد من احلرية يف الداخل

: ل الثاني الفص .امنع االنتشار واردع االستخدام -أسلحة الدمار الشامل

من املمكن أن تشهد السنوات األربع املقبلة ، حتقق تقديرات االستخبارات األمريكية ، بأن إيران سوف تطور نظاما صاروخيا متعدد سـالحا نوويـا ، العراق أو إيراننفسها أن يطور ومن املمكن خالل الفترة. املراحل ، يمكنها من تطوير صاروخ عابر للقارات

197

واحلصول عليها من قبل مجاعـات . السابق مثال االحتاد السوفيييتخصوصا يف حالة حصوهلا على الوقود النووي ، بصورة سرية من .إرهابية مبساعدة بعض احلكومات

فعلى الرغم من القلق الذي تولده . فيما يتعلق بقدرة العراق النوويةالكثريون يف املنطقة يتهمون الواليات املتحدة بازدواجية املواقف ، ، ميكنها من اازفة فإن هذه األسلحة توفر إلسرائيل هامشا من األمن. األسلحة النووية ، من وجهة النظر الداعية إىل عدم االنتشار

-) أي العـراق ( ما زالت دد بتدمري إسرائيل -املنطقة دول أخرى يف يف الوقت الذي تطور فيه . بعقد السالم مع جارات معينة .الوسائل الكفيلة بتنفيذ تلك التهديدات

: الفصل الثالث . اعمل على تقوية الرد على التهديدات اجلديدة -اإلرهاب

: اعزل جهود مكافحة اإلرهاب عن ديناميكيات العملية السلمية ، وعزز الرد على التحديات المستمرة

ففي الوقت الذي حيق للسلطة الفلسطينية ، أن ختتلف مع إسرائيل حول : ينبغي على الواليات املتحدة ، أن تتبع سياسة ال تسامح فيها القضايا الدبلوماسية ، فإن العالقة األمريكية الفلسطينية جيب أن تدفع مثن التهاون ، الذي تبديه السلطة الفلسطينية بشـأن التزامهـا

.إلرهاب مبكافحة ا

وينبغـي أن . ضد شبكات العنف اإلسالمية املتطرفةينبغي على الواليات املتحدة أن تعزز جهودها الرامية لالرتقاء بالتعاون الدويل ، ، أو تغض اليت ما زالت تقدم املالذ لإلرهابيني، ملمارسة ضغط مجاعي على تلك الدول القليلة دول أوروبا والشرق األوسطتعمل مع

. وهي إيران وباكستان واليمن وأفغانستانلنظر عنهم ا

:م ، نقال عن رويترز 2001 – 7 – 5وقفة قصرية مع مقال ، يف جريدة الدستور األردنية الصادرة ، بتاريخ *

)واشنطن تهدد طالبان بانتقام عسكري -يف حال هاجم ابن الدن مصاحل أمريكية : تصدير املقال (

أن الواليات املتحدة قد تشن انتقاما عسكريا على ) : ريتشارد أرميتاج ( ؛ قال نائب وزير اخلارجية األمريكية رويترز –واشنطن " يعقب على حتذير قدمه إىل طالبان ، سفري ) أرميتاج ( وكان . حركة طالبان ، إذا شن أسامة بن الدن على هجمات مصاحل أمريكية

وقال مسؤول يف طالبان لرويترز . يف اجتماع عقد يف إسالم أباد يوم اجلمعة املاضي ) ويليام مالم ( الواليات املتحدة لدى باكستان .، انتهى " … أن طالبان اليت توفر املأوى البن الدن ، مت إبالغها بأا ستتحمل املسؤولية عن أي هجمات على مصاحل أمريكية

: ة المتوفرة طور االستخدام الفعال ألدوات السياسة األمريكي

إلخضاع اإلرهابيني لإلدانة اجلنائية ، يتحتم على الواليات املتحدة متابعة االلتزام مبالحقة أولئك ارمني ، حىت وإن واجـه األمـر هـو املقصود هنا( على احلكومة االحتادية العمل على إيقاف املناصرين احملليني املؤيدين للجماعات اإلرهابية ، . عقبات دبلوماسية

) .اجلاليات العربية الداعمة للحركات اجلهادية يف فلسطني

م1991م وأعيد عـام 1982وآخر الدول اليت رفع امسها هي العراق عام لقد تقلص عدد الدول الداعمة لإلرهاب إىل سبع دول ، ظر ، أن يفكر بتحديد الطرق الـيت على الرئيس كجزء من عملية إعادة الن. م 1993أما آخر اسم أضيف للقائمة هو السودان عام

) . أي وضع متطلبات جديدة لشهادات حسن السرية والسلوك األمريكية ( تستطيع من خالهلا تلك الدول من رفع امسها من القائمة

198

جـة ، بعد ذلك جيب ربط درجة الدعم املقدم لإلرهاب بدر ليبيا والسودان وسورياوخصوصا تلك اليت أظهرت اهتماما بذلك مثل .العقوبات اليت تفرضها الواليات املتحدة ، وكذلك مبستوى التعامل الذي يقوم بني احلكومة املعنية وحكومة الواليات املتحدة

: الفصل الرابع .اعمل من أجل التغيري -العراق وإيران

فكل من الدولتني يعترب العبـا . مريكية اجلديدة إن املوقف من العراق وإيران ، يعترب من أهم القضايا السياسية اليت تواجه اإلدارة األواللـذين ) . واملصاحل هي وجود إسرائيل فقـط ( اخلطرين الرئيسني ، اللذين يتهددان مصاحل الواليات املتحدة يف املنطقة مهما يف

. لدمار الشاملوبامتالك أسلحة ا –لدرجة االنزالق حنو احلرب –بزعزعة العملية السلمية حددمها هذا التقرير

ومـن أما بالنسبة للعراق فإن القصة خمتلفة . يف إيران يبدو التغيري يلوح يف األفق ، وأنه سيكون مثرة للديناميكيات السياسية الداخلية داخليـة ، بالعنف ، أي بانقالب أو بانتفاضة حتمية ، كوننا مقتنعني بأن التغيري يف العراق يكاد يكون مرتبطا بصورة األمور املحزنة

ينبغي على الرئيس األمريكي أن يطور استراتيجية شاملة ، تنطوي على خطوات فعالة دف إىل الضغط على صدام حسني يف ، … . عدة جبهات

ن ، الحتواء الضرر الذي تسببه هاتان الدولتا تواجه التحديالتغيري يف العراق وإيران ، فإن على الواليات املتحدة أن وحىت حيني موعد باإلضافة للعقوبات والقيود املفروضة على الصادرات من أجل تقليص املوارد ، اليت ميكن أن تخصصها الدولتان للتحديث العسكري

.ونشر األسلحة ، واحلصول على التكنولوجيا الالزمة لذلك

: وضح التهديد الذي يمثله صدام حسين لمصالح الواليات المتحدة

تشكل عند جتاوزها حتديا خطوط محراءحتديد تلك املصاحل األمريكية احليوية اليت ميكن لصدام أن يهددها ، ووضع نعتقد أن من املهم . يستدعي ردا عسكريا أمريكيا واسع النطاقغري مقبول ،

تمـال وقـوع مواجهـة كتهيئة الحما أن يتم االنتهاء من هذه املراجعة ، يتوجب على الرئيس ، أن يطرح مقرراا على الشعب ، يف حالة العدوان خارج أراضيه أو استخدامه ألسلحة الدمار الشـامل ، أو … عسكرية واسعة النطاق مع صدام إذا ما اقتضى األمر . حىت نشرها يف حاالت معينة أو عدوانه على األكراد

: ـ يقصد بالقوة واسعة النطاق

حتمي النظام ، أوال ؛ محالت القصف املتواصلة ضد األهداف اليت

ثانيا ؛ إذا كانت االنتهاكات العراقية خطرية مبا يكفي يعين إرسال قوات أرضية ، بقدرات كافية مبشاركة احللفاء لغرض إحالل التغيري يف النظام العراقي ،

أي اسـتخدام ( حسـني يف حالة استخدام أسلحة الدمار الشامل ، يتوجب استخدام مجيع الوسائل املتاحة ضد نظام صدامثالثا ؛ ) .السالح النووي

وبذل مزيد . على الواليات املتحدة أن تكون مستعدة ، للعمل بالتنسيق مع احللفاء الرئيسيني وباألخص السعودية والكويت وبريطانيا . صدام حسني التحدي الذي يمثلهمن اجلهد إلقناع تركيا ، بلعب دور أكثر فاعلية يف الرد على

199

أظهرت دروس التاريخ األليمة ، أن . اليت جتاوزها صدام بالفعل ، هو التوقف عن التعاون مع مفتشي األسلحة طوط الصفراءاخلأحد األسرة الدولية غري صدام ال يسمح بعمليات تفتيش ، تكشف ما تبقى من براجمه إلنتاج الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل ، كما أن

. إلرغام صدام على التعاونمستعدة لتأييد استخدام القوة

يوجد عنصر مهم آخر ، هو الدعم الذي جيب أن توفره . أن تصر الواليات املتحدة عليه التفتيش املهين الدقيق الذي جيبإىل جانب .واشنطن جلماعات املعارضة العراقية كعنصر إضايف الحتواء صدام

، على واشنطن أن توضح أنـه لعراق ما بعد صدامتحدة أن تضع رؤية أوضح ضمن عملها مع املعارضة العراقية ، ينبغي للواليات امل .كلما ازداد العراق مساملة وانفتاحا ودميوقراطية كلما ازداد دعمها له

: حول العقوبات إلى أداة النفتاح العراق

من . حدة على صدام ونظامه العسكري نعتقد بأن على الواليات املتحدة ، أن تقوم مبجهود عاجل لتركيز العقوبات على حنو أكثر، بدال من أن توافق مرغمة على خطـوات يفرضـها أن تأخذ زمام املبادرة يف إعادة صياغة العقوباتأجل ذلك ينبغي لواشنطن ،

.اآلخرون

بدال من . العراقي يف الوقت نفسه ، ينبغي للواليات املتحدة التوجه للمنظمات اإلنسانية ، لتحسني طرق إيصال املساعدات للشعبوأن تظهر هلذه املنظمات أا تشاركها مهومها . أن تكرس هذه املنظمات ، الكثري من جهدها النتقاد السياسة األمريكية إزاء العراق

) .أي استخدام النفاق السياسي ( هو حكومة العراق االستبدادية السبب يف معاناة الشعب العراقياإلنسانية ، مؤكدة بأن

سيكون من األفضل تشجيع التبادل الفـردي ، وسـفر . نبغي للقيود اليت فرضت على السفر من تلك الدولة أن تعكس بشكل تام يالعراقيني العاديني ومنع سفر املسؤولني العراقيني وأفراد أسرهم ، من الذين يعيقون تنفيذ قرارات جملس األمـن ، أو الـذين يشـتبه

على التأييد يف األمم " العقوبات الذكية " لقد حصل هذا النوع من . و انتهاكات فظيعة حلقوق اإلنسان بارتكام جرائم حرب ، أ . املتحدة عندما طبق على يوغسالفيا

: الفصل الخامس .استثمر يف العالقات احلامسة : االستراتيجية اإلقليمية

توسيع التواصل الثقايف والتربوي مع الدول العربية واملسلمة ، لغرض تطوير على اإلدارة األمريكية اجلديدة أن تأخذ زمام املبادرة ، يفوإجياد وسائل حملاربة االنطباع اخلاطئ ، املتفشي يف الشرق األوسط . املعرفة احمللية ، بثقافة وجمتمع وسياسة الواليات املتحدة وتفهمها

. حول معاداة أمريكا لإلسالم واملسلمني

اليت متارس أقصى حد من انتهاكات أن تربز العيوب الفاضحة لدول املنطقةر من الطيف ، ينبغي للدبلوماسية األمريكية يف الطرف اآلخ . وباألخص العراق والسودان وليبيا وسورياحقوق اإلنسان ،

:تقوية العالقات الثنائية المهمة

، الدعم والتآخي الذي يشعر به الشعب األمريكي إزاء إسرائيل فهو يعكس عمق ينابيعأكد على التحالف غري املكتوب ، : إسرائيلينبغي على اإلدارة أن تأخذ زمام املبادرة يف االرتقاء بشـراكتها إلسـرائيل ، إىل . كافة األطياف السياسية األمريكيةوالذي يشمل

فإن على . ضطراد تقدم األسلحة احلديثة وسط جو التهديدات اجلديدة ومع ا… مواجهة التهديدات االستراتيجية املشتركةمستوى

200

بأن أمريكا سوف تعارض أي جمهود ، للتوصل إىل مستوى اإلدارة أن تواجه التحدي السياسي املتمثل يف التوضيح جلارات إسرائيل ، . الندية االستراتيجية مع إسرائيل

. لضمان استمرار تدفق النفط بأسعار مناسـبة تقوية األمن النفطي والعسكري واالقتصادي ، : دول مجلس التعاون الخليجي . على الواليات املتحدة تعميق دعمها لإلصالحات االقتصادية يف تلك الدول ، بسبب مصلحتها يف استقرار األنظمة امللكية اخلليجية

سليب يف تعقيـد وإعاقـة لدى مصر قدرة على لعب دور إجيايب ، يف تعزيز االعتدال واالستقرار يف املنطقة ، أو لعب دور : مصرولو حافظت مصر على وضعها املقبول فإن على الواليات املتحدة ، أن تكون مستعدة للمضي . مبادرات الواليات املتحدة اإلقليمية

.قدما يف مبادراا االقتصادية

العسكري فينبغي له املساعدة يف أما على اجلانب . ادعم السلم مع إسرائيل ، واحذر من العودة إىل احتضان عراق صدام : األردنأحد األسباب املربرة لتقدمي معونة أمريكية كـبرية . واخلطر العراقي احملتمل، ومكافحة اإلرهاب، مع األمن احلدوديعملية التعامل

راقي ، بوسع وإلحباط اإلغراء الع. مليون دوالر 900-600هو املسعى الذي يبذله العراق ، جلذب األردن بتقدمي مساعدة نفطية .دول اخلليج تقدمي النفط بشروط مالئمة ، وتوسيع دائرة التجارة ، واستخدام العمالة األردنية

حيث تلعب تركيا دورا مركزيا . مصلحة حيوية للواليات املتحدةيعترب بقاؤها ، كدولة دميوقراطية علمانية موالية للغرب ، : تركيا . عملية احتواء العراقيف

إن . عاون ما بني شركاء أمريكا اإلقليميني ، ومن ضمنها إسرائيل وتركيا ودول جملس التعاون اخلليجـي واألردن ومصـر ادعم الت .التعاون بني تركيا وإسرائيل ، يعترب األفضل بني مجيع حاالت التعاون األمين اإلقليمي يف املنطقة

:اإلطار االستراتيجي ، وتسهيل التقدم باجتاه سالم عريب إسرائيلي ، منع وقوع احلربيف الشرق األوسط ، من بينها ؛ لدى الواليات املتحدة مصاحل دائمة

، وتوطيد االستقرار واألمن والرفاهية والتنمية ، يف تركيا والدول العربية املعتدلة ، واحملافظة على حرية وضمان أمن وسالمة إسرائيليف احلرب الباردة ، وحرب اخلليج يف مطلع التسعينيات ، متكنت الواليات املتحدة مـن بعد االنتصار . تدفق النفط وبأسعار معقولة

.ممارسة الزعامة يف جمالني مهمني ، مها ؛ بناء السالم العريب اإلسرائيلي وتعزيز األمن يف اخلليج

: العولمة

تستطع احلواجز الوطنية القوية ، أن متنع انتشار على مدى العقد األخري ، كان سجل املنطقة مشوشا بالنسبة للعوملة ، فمن جانب مل، كمـا مت سيطرة الدولة على املعلومات –مبصاحبة اإلنترنت –مثل القنوات الفضائية العربية ، اليت أت وسائل اإلعالم احلديثة ،

بصفتها أفضل الطرق لتحقيق التنميـة االعتراف على مستوى املنطقة باقتصاد السوق ، واالنفتاح على التجارة واالستثمار الدوليني ، .إال أن الشرق األوسط يعترب خاسرا نسبيا يف سباق العوملة ، فحصته يف التجارة العاملية يف تدهور مستمر …

أو فمن احملتمل جدا ، أن يرتدي املتظـاهرون يف رام اهللا . بفضل أجهزة الفيديو واحملطات الفضائية واإلنترنت ، وأخريا وليس آخرا .طهران بنطلونات وأحذية من إنتاج أمريكي

: بقوهلم هذا ، يكشف رواد العوملة ودعاا ، عن الوجه القذر هلا ولغاياا ، بشقيها الثقايف واالقتصادي ، فغايات العوملة هي *

يكية عن طريق وسـائل اإلعـالم مسخ اهلوية العربية واإلسالمية بشكل خاص والشرقية بشكل عام ، باستهالك الثقافة األمر: أوال . املختلفة

201

ومن مث جعل مجيع دول العامل سوقا مفتوحة ، للمنتجات األمريكية مبختلف أنواعها ، بإجبار احلكومات على رفع القيود ، اليت : ثانيا .وضعت حلماية ودعم الصناعات الوطنية

اهرك ضد إسرائيل وأمريكا ، وحرق أعالمها وصور زعمائها ، مبا أنك إذ ليس هناك أي أمهية تذكر لدى رواد العوملة ، بالنسبة لتظتدعم يف نفس الوقت اقتصاد الدولتني باستهالك منتجاما ، مما يساهم بزيادة النمو االقتصادي فيهما ، وأمريكا سيطرت على العامل

.اقتصاديا ، وبذلك متكنت من السيطرة عليه عسكريا

: انهيار تحالف حرب الخليج

على املستوى الدويل ، ما زالت هيمنة أمريكا اإلقليمية على ما كانت عليه ، إال أن هناك تصاعدا ، يف عزم القوى األخرى وقدرا ، ويربز يف هذا اال ثالثـة . على التأثري يف جمرى األحداث يف الشرق األوسط ، خصوصا باجتاه إعاقة السياسة األمريكية يف املنطقة

:همني العبني م

لكنها … أصبحت روسيا أكثر قومية خالل العقد املاضي ، وازدادت شكوكها فيما يتعلق بعالقاا مع الواليات املتحدة : روسيادأبت روسيا على تقويض جهود األمم املتحدة ، الرامية إىل السيطرة على التسلح وفرض … أصبحت من جديد العبا مثريا للمشاكل

مل تبد روسيا تعاونا يذكر مع مساعي . أثىن بنفسه على التعاون التام بني موسكو وبغدادلرئيس الروسي مؤخرا العقوبات ، حىت أن االواليات املتحدة املدعومة بدوالرات املساعدات ، للحيلولة دون انتشار أسلحة الدمار الشامل وتكنولوجيا الصواريخ ، من روسيا إىل

. الشرق األوسط وخصوصا إىل إيران

، بتزويد دول يف املنطقة بتكنولوجيا الصواريخ وأسلحة الـدمار متتلك القدرة على تغيري ميزان القوى اإلقليميةفالصني ، : الصينيف الوقت الذي تستطيع الصني فيه أن تصبح قوة إجيابية بالنسبة لنمو اقتصاد العوملة ، إذا ما واصلت فتح أسواقها وخصخصة . الشامل

. اقتصادها

ويف تأمني . على سبيل املثال لعبت الدول األوروبية ، دورا مهما يف تسهيل الدبلوماسية اهلادئة بني إسرائيل والفلسطينيني : أوروباأن إن مما يؤسف لـه . ويف فرض مناطق حظر الطريان مشال وجنوب العراق . م 1993التمويل السخي للسلطة الفلسطينية بعد عام

، يف طريق حتقيق التنسيق األمريكي األورويب ، حول الكثري من قضايا الشرق األوسط ، خصوصا قبة الكربىفرنسا قد أصبحت الع . بالعملية السلمية والسياسة املتبعة إزاء العراقتلك املتعلقة

اليـة الـرئيس ، خالل فتـرة و مرشح ألن يكون منطقة مضطربةعلى خلفية هذا اإلطار االستراتيجي ، نعتقد بأن الشرق األوسط سيتغذى بعض ذلك االضطراب ، على مشاعر عدم الرضا والرغبة يف حتقيق الوحدة ، واألمور غـري املنجـزة يف . األمريكي اجلديد

وسوف ينتج بعضه اآلخر عن . كما أن بعضا منه ، سوف يتولد نتيجة التغيريات الربكانية اليت تنتظر إيران . الرتاع العريب اإلسرائيلي . فعل املترتبة ، على عودة انبعاث صدام حسنيردود ال

حيتاج الرئيس األمريكي اجلديد وكبار مساعديه ، إلدراك أن الشرق األوسط يدخل القرن الواحد والعشرين ، بقيادة زعماء جدد بال ية التقنية ، هلا القدرة على نقل باقتصاديات راكدة وبأسلحة مرعبة عالخربة ، يتولون الزعامة من احمليط األطلسي إىل اخلليج الفارسي ،

إن جلنة الدراسة الرئيسية ، يف معهد واشنطن لسياسة الشرق األوسط األدىن قد وضعت هذا التقرير ، . الرتاعات إىل شواطئ أمريكااحل الواليات حيمي مصمن أجل تقدمي النصح للرئيس األمريكي اجلديد ، حول الطرق الكفيلة بإدارة هذه اللحظة العاصفة ، على حنو

.انتهى االقتباس … املتحدة وحلفائها

202

بنود هذا التقرير اليهودي املقدم للرئيس األمريكي واضحة ورمبا ال حتتاج لتعليق ، فاملخاوف واألهداف التوراتية واضحة ، خلف ما األكرب على مستقبل الدولة اليهودية يف يدعي اليهود بأنه مصاحل للواليات املتحدة ، تقضي بتحجيم وتدمري ثالثة قوى ، ذات اخلطر

مادي وفارس ( ، والعراق وإيران ) يأجوج ومأجوج ( املنطقة ، حسبما أوضحته التفسريات اجلديدة للنبوءات التوراتية ، وهي روسيا ) . فة اإلسالمية خوفا من إحياء اخلال( ، كافة الدول ذات التوجه اإلسالمي ، اليت يسموا بالراعية لإلرهاب ) وبابل وأشور

ملاذا يشغل العراق املساحة األكرب ، يف مفردات صحيفة برتوكوالت حكمـاء : والسؤال املطروح بعد االطالع على هذا التقرير !صهيون اجلديدة ، املسماة بتقرير معهد واشنطن ؟

اعدت كراهية بريطانيا العمياء ، وغدرها وقد س) : " تعاليم التلمود ( وخنتم هذا الفصل ، بقول لظفر اإلسالم خان صاحب كتاب بالعرب واملسلمني ، ووجود الرتعة الصليبية اخلاطئة لدى البلدان األوربية وأمريكا ، على جناح املخططات الصهيونية وغزو البلـدان

: " على قرب صالح الدين وقد وضع قدمهالذي فتح دمشق يقول ، )غورو ( فنرى القائد الفرنسي العربية يف احلرب العاملية األوىل ، اليوم ، انتهت : " يقول أمام كنيسة القيامةعند دخوله القدس ، )اللنيب ( واجلنرال اإلجنليزي ، ! " ها حنن قد عدنا يا صالح الدين

" . احلروب الصليبية

قال تعاىل

) ودهوا ، الينءام ينلذة لاوداس عالن دن أشجدكوا ، لترأش ينالذاملائدة 82(…، و(

203

الكتب المقدسة تأمر اليهود بتدمير أصحاب البعث

احتل العراق مساحة شاسعة يف التقرير السابق ، ألن التوراة تخرب هؤالء الصهاينة من يهود ونصارى صراحة ، ويف مواضع عديدة بأن ل على تدمري العراق والعراقيني ، عندما يتمكنوا من العلو يف األرض للمرة الثانية ، العراقيون هم أصحاب البعث الثاين ، وتأمرهم بالعم

وتحرضهم وحتثهم بألا يدخروا جهدا ، من أجل إعادته إىل العصر احلجري ، حىت ال يتمكن أحفاد البابليني من االنبعاث عليهم مرة با من النصوص التوراتية ، اليت تصرح حبتمية بعث العراقيني عليهم مـرة أخرى عندما يأذن اهللا بذلك ، ويف هذا الفصل سنعرض جان

أخرى ، واليت يأمر فيها كتبة التوراة يهود هذا العصر باالنتقام من أهل بابل ، كوم أحفاد نبوخذ نصر ، وللقضـاء علـى فـرص .انبعاثهم مرة أخرى إلزالة العلو الثاين هلم يف فلسطني

:التوراتية ، التي تحصر البعث بالعراقيين بعض مقتطفات من النصوص

:موسى ] جافية الوجه [ أمة : 50، من أقصى األرض ، فتنقض عليكم كالنسر ، وجيلب الرب عليكم أمة من بعيد 49: 28" سفر التثنية

ائمكم ، وتلتـهم غـالت فتستويل على نتاج : 51، ) أويل بأس شديد ( ال اب الشيخ وال ترأف بالطفل ، يثري منظرها الرعبوحتاصركم يف مجيع مـدنكم ، حـىت تتهـدم : 52حىت تفنيك ، … أرضكم حىت تفنوا ، وال تبق لك قمحا وال مخرا وال زيتا ،

"… أسواركم الشاخمة احلصينة ، اليت وثقتم مبناعتها ،

31 :29 : يف آخر األيامألنين واثق أنكم بعد مويت ، تفسدون وتضلون عن الطريق الذي أوصيتكم املرة الثانية ( ا ، فيصيبكم الشر " .… ألنكم تقترفون الشر أمام الرب ، حىت تثريوا غيظه مبا جتنيه أيديكم، ) تكون يف آخر األيام

سأحجب وجهي عنهم فأرى ماذا سيكون مصريهم : وقال : 20فرأى الرب ذلك ورذهلم ، إذ أثار أبناؤه وبناته غيظه ، : 19: 32خونة ، ؟ إ م بشعب متوحش ، … : 21م جيل متقلب وأوالدأمة [ ، وأغيظهم بأمة محقاء ) أويل بأس شديد ( لذلك سأثري غري

. ]ال تفهمون لغتها

:إشعياء ! عندما تقبل الكارثة من بعيدفماذا تصنعون يف يوم العقاب ، : 3: 10

فانه من أصل تلك األفعى خيرج أفعوان. لقضيب الذي ضربك قد انكسر ، ألن ا) إسرائيل ( ال تفرحي يا كل فلسطني : 29: 14" ألن جيشا مدربا قـد ولول أيها الباب ، ونوحي أيتها املدينة ، ذويب خوفا يا فلسطني قاطبة ، … وذريته تكون ثعبانا ساما طيارا،

" .… زحف حنوك من الشمال

.ن األرض البعيدة برجل مشوريت ، قد نطقت بقضائي ، وال بد أن أجريه ، وم املشرق الطائر اجلارحأدعو من : 11: 46

:ارميا ، وآيت ا إىل هذه األرض ، فيجتاحوا ويهلكـون مجيـع *فها أنا أجند مجيع قبائل الشمال ، بقيادة نبوخذ نصر عبدي: 9: 25

.رائب أبدية سكاا ، مع سائر األمم احمليطة ا ، وأجعلهم مثار دهشة وصفري ، وخ

204

.جاءت صفة لنبوخذ نصر يف التوراة ) عبدي * (

.، ليحول مدن يهوذا ، إىل خرائب ومأوى لبنات آوى عن جيش عظيم ، مقبل من الشمالامسعوا ، ها أخبار تتواتر : 22: 10

.يا أورشليم ، حملاربتك… ، شعب زاحف من الشمال ، وأمة عظيمة ب من أقاصي األرضانظروا ، ها : 22: 6

:حزقيال من أرض واحدة خترج الطريقان .لزحف ملك بابل أما أنت يا ابن آدم ، فخطط طريقني : وأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 19: 21

] من أرض واحدة خترج االثنتانوأنت يا ابن آدم ، عين لنفسك طريقني ، يء سيف ملك بابل ، [ ، ويف ترمجة أخرى

. أبناء البابليني ، وسائر الكلدانيني ، ومعهم مجيع أبناء أشوروآيت م عليك من كل ناحية ، : 22-23: 23

ـ يعلم اليهود علم اليقني أن املبعوثني عليهم يف املرة الثانية ، سيخرجون من أرض بابل وأشور ، فالكلدانيون بابليني وآشوريون هم ورغـم . تقع يف وسط العراق إىل اجلنوب من بغداد ، وأشور مدينة عراقية تقع يف مشاله وبابل مدينة عراقية . سكان العراق القدماء

معرفتهم هذه فهم مستمرون يف غيهم وطغيام ، ذلك ألم مل يؤمنوا باهللا وال بأنبيائه سابقا والحقا ، فمعرفتهم به سبحانه جـاءت يوافق أهوائهم ويتركون ما سواه ، أما ما يؤمنون به حقا فهو املـال فهم يأخذون من التوراة ما. من خالل آراء كهنتهم وأحبارهم

والقوة ، ومبا أم ميلكون القوة واملال ، ومبا أن اهللا قد كشف هلم عن مخططاته ، بالنسبة حلتمية القضاء على وجودهم يف فلسطني ، ) جة افتراءات زنادقة التلمود عليه سبحانه وتعاىل عما يصفون الذي ال يقيمون له قدرا نتي( فاحلل لديهم ليس التوبة والرجوع إىل اهللا

وإمنا مبخالفة مخططات اهللا وإبطاهلا ، معتمدين على ما ألفه الكهنة من نبوءات خاطئة عن امللك املوعود ، وذلك بكل بساطة مـن املستعصية مع اهللا وهي إبادة الكلدانيني وحمـو خالل تنفيذ خمططات الكهنة واألحبار القدمية اجلديدة ، اليت وضعت كحل ملعضلتهم

، عندما ) بوش األب ( بابل اجلديدة عن الوجود ، وحتويلها إىل صحراء قاحلة ال تسكنها إال الثعالب ، وما كان تصريح أحد كالم .إال من خلفية توراتية حاقدة ) بأنه سيعيد العراق إىل العصر احلجري : ( قال

بل في سفر إشعياءنبوءة عن دمار با

[ انصبوا راية فوق جبل أجرد ، اصرخوا فيهم لوحوا بأيديكم ، ليدخلوا أبواب : " بشأن بابلرؤيا إشعياء بن آموص : 1-8: 13" من أقصى السماوات ، هم جنود الرب وأسـلحة ]بعيدة [ يقبلون من أرض . ألن الرب القدير يستعرض جنود القتال … ] العتاة

لذلك ترختي كـل يـد . فإن يوم الرب بات وشيكا ، قادما من عند الرب محمال بالدمار ] ولولوا [ األرض كلها سخطه لتدمري …ويذوب قلب كل إنسان ، ينتام الفزع وتأخذهم أوجاع يتلوون كوالدة تقاسي من اآلم املخاض

… ، ليجعل األرض خرابا ويبيد منها اخلطـاة ها هو يوم الرب قادم ، مفعما بالقسوة والسخط والغضب الشديد : 9-16: 13" ، وأعاقب العامل على شره واملنافقني على آثامهم ، وأضع ) خسوف ( والقمر ال يلمع بضوئه ) كسوف ( والشمس تظلم عند بزوغها

القدير يف يـوم وأزلزل السماوات فتتزعزع األرض يف موضعها ، من غضب الرب … حدا لصلف املتغطرسني وأذل كربياء العتاة حىت ينهكها التعب ، عائدين إىل أرضهم ) عبارة جيوش بابل ، غري موجودة يف الترمجة األخرى ( احتدام سخطه ، وتولي جيوش بابل

كأم غزال مطارد أو غنم ال راعي هلا ، كل من يؤسر يطعن ، وكل من يقبض عليه يصرع بالسيف ، ويمزق أطفاهلم على مـرأى " . وتنهب بيوم وتغتصب نسائهم منهم ،

قسيهم الفتيان ، ] فتحطم [ الذين ال يكترثون للفضة وال يسرون بالذهب ) اإليرانيني ( ها أنا أثري عليهم املاديني : 17-22: 13" ال يسكن . للتني قلبهما اهللا أما بابل جمد املمالك واء وفخر الكلدانيني ، فتصبح كسدوم وعمورة ا… وال يرمحون األوالد أو الرضع

205

إمنا تأوي إليها وحوش القفر وتعج . فيها ، وال تعمر من جيل إىل جيل ، وال ينصب فيها بدوي خيمته ، وال يربض فيها راع قطعانه آوى يف قصـورها ، وتعوي الضباع بني أبراجها ، وبنات ] معز الوحش [ البوم خرائبها ، وتلجأ إليها بنات النعام ، وتتواثب فيها

" .إن وقت عقاا بات وشيكا ، وأيامها لن تطول . الفخمة

، فينضم الغرباء إليهم ويلحقون ويصطفي شعب إسرائيل ثانية ، وحيلهم يف أرضهمذرية يعقوب ، ] سريحم [ ولكن الرب 1: 14" ويتسلطون علـى آسـريهم رائيل ، يف أرض الرب ، ، ويصريون عبيدا لبين إس ومتد شعوب األرض إليهم يد العون. ببيت يعقوب

" . يف ذلك اليوم يرحيكم الرب ، من عنائكم وشقائكم وعبوديتكم القاسية . وظامليهم

كيف استكان الظامل وكيف مخدت غضبته املتعجرفة ؟ قد حطم الرب عصـا : " فتسخرون من ملك بابل قائلني : 4-23: 14" منذ أن انكسرت شوكتك ، مل يصعد إلينـا : " حىت شجر السرو وأرز لبنان عمها الفرح ، فقالت … املنافق وصوجلان املتسلطني

أهذا هو اإلنسان الذي زعزع األرض وهز املمالك ، الذي حول : " والذين يرونك ، حيملقون فيك ويتساءلون … " قاطع حطب أما أنت فقد طرحت بعيدا عن قربك ، كغصـن … " جعوا إىل بيوم ؟ املسكونة إىل مثل القفر ، وقلب مدا ، ومل يطلق أسراه لري

، أعدوا مذحبة ألبنائه جزاء إمث آبائهم. ألنك خربت أرضك وذحبت شعبك ، فذرية فاعلي اإلمث يبيد ذكرها إىل األبد … مكسور ين أهب ضدهم ، وأحمو من بابل ، امسا وبقية ونسـال إ: " يقول الرب القدير . لئال يقوموا ويرثوا األرض فيملئوا وجه البسيطة مدنا

" . وذرية ، وأجعلها مرياثا للقنافذ ومستنقعات للمياه ، وأكنسها مبكنسة الدمار

ا لالنتقام منهم ملا فعله آبائهم سابقا ، وثاني: ودعوة إلعداد مذحبة ألبنائها ؛ أوال . ـ دعوة للشماتة والسخرية من بابل بعد سقوطها .ملنع األبناء من تكرار فعل األباء الحقا ، وتلك هي مربرام لتدمري العراق :

فانه من أصل تلك األفعى خيرج أفعوان. ، ألن القضيب الذي ضربك قد انكسر ) إسرائيل ( ال تفرحي يا كل فلسطني : 29: 14" ألن جيشا مدربا قـد ي أيتها املدينة ، ذويب خوفا يا فلسطني قاطبة ، ولول أيها الباب ، ونوح… وذريته تكون ثعبانا ساما طيارا،

" .… زحف حنوك من الشمال

ألنه يف النهاية سـينهض مـن ) أي بانكسار العراق يف بادئ األمر ( ـ وهذا النص يحذر اليهود من الفرح ، بانكسار قضيب بابل حمالة خارج من أصل تلك األفعى طال الزمان أو قصر ، وسينفث مسه يف أجسادهم فاألفعوان ال . جديد ، لينجز ما قضاه اهللا عليهم

.عند جميء املوعد ، وذريته ستكون أشد بأسا وأشد تنكيال

نبوءة عن دمار بابل من سفر ارميا

ململكة بابـل ، كتبـه واحلقيقة أنه وثيقة للثأر وتسديد للحساب القدمي) مسمى النبوءة اليت قضى ا الرب ( جاء هذا النص حتت كهنتهم وأحبارهم بعد أن سامهم أهل بابل يف املرة األوىل ، أشكاال وألوانا من الذل واهلوان والعذاب ، ومل يستطع أولئك الكهنـة

يتخلى عنهم ويسـمح -الذي أرادوه حسب أهوائهم ، فجعلوه كالعجينة بني أيديهم يشكلوا كما شاءوا -تقبل فكرة أن إهلهم فكان وقع الصدمة شديد علـيهم ، . ولئك البابليون الوثنيون ، بالقضاء على حبيبته أورشليم وأبنائه وأحباؤه من شعب اهللا املختار أل

حيث أتاهم العذاب من حيث مل حيتسبوا وكان غاية يف البشاعة ، حىت أنهم شبهوه يف تورام بعذاب قوم لوط ، مما أشـعل نـريان .اجتاه البابليني ، اليت ما زالت مشتعلة يف قلوم إىل اآلن ، بعد أن توارثوها جيال بعد جيل احلقد والكراهية

حفظة التوراة من األحبار والكهنة هم أنفسهم من كان سببا يف دمار دولتهم األوىل ، بفسادهم وإفسادهم وحثهم الناس على الفساد وا وحاربوا أنبياء اهللا والصاحلني من الناس ، وتآمروا عليهم وأمروا بقتلهم ، ملا واإلفساد من حكام ومترفني وعامة ، وهم الذين كذب

وعندما وقع ما مل يكن يف حسبام ، أنكروا ذلك وأنكروا أنه جـاء يف كتبـهم ، . كانوا يأتوم من عند اهللا مبا يخالف أهواءهم

206

ذلك بأنهم قوم لا … ) 13( ذلك بأنهم قوم لا يفقهون… (إفسادهم وأنكروا أنه جاء من عند اهللا ، وأنكروا أنه عقابا هلم على فخروج البابليني كان حسدا من عند أنفسهم ، ورغبة منهم لالستيالء على كنوزهم ، لذلك كان ال بد هلم ) . احلشر 14( يعقلون

. أخرى ، فخطوا بأقالمهم ما ستقرأه الحقا من االنتقام منهم ، عندما ترد هلم الكرة مرة

، وذلك زميتهم عسكريا يف حروم معها ، وقد حتصل ذلك ) الكلدانيني ( أخرب سبحانه بأنه سيكون لليهود كرة على أولئك العباد ا مع العرب ومن ضمنها العراق ، يف بدايات نشوء الدولة اليهودية ، ونسب سبحانه ردـذكرهم يف كافة حروالكرة إىل نفسه ، لي

ويؤكد هلم أن ما مت هلم ذلك ، إال بإذنه ومشيئته منا وكرما ، وعقابا للعرب على نكوصهم عن دينهم ، وختليهم عن محل رسالتهم ، ما أوردناه سابقا فما من مصيبة تقع يف الناس إال من كسب أيديهم ، كما أخرب سبحانه يف غري موضع من كتابه العزيز ، باإلضافة إىل

.من حكم إهلية لعودة اليهود إىل فلسطني

أما أن اهللا قد أمرهم بتدمري العراق وإبادة أهله ، وحتويل العراق إىل صحراء قاحلة تسكنها الثعالب ، فحاشا هللا أن يأمر أو يحـرض اقيني أنفسهم ، لعظم ما أفسدوه يف أرضـه الناس على اإلفساد يف األرض ، وهو الذي سيمحو ذكرهم عن فلسطني على أيدي العرإذ أم فور امتالكهم للقوة والسلطة ، أسرفوا . وألجل اإلفساد ذاته ، وألجل سفك دماء األبرياء الذي هو أعظم اإلفساد يف األرض

ما إسراف يف األرض على عمومها ، فأصابعهم ملوثة بدماء ضحايا كافة احلروب على مرففي مملكتهم . العصور يف القتل والتنكيل أي .األوىل أوقعوا القتل والنهب والنفي يف أبناء جلدم ، ويف دولتهم الثانية كرروا فعلتهم يف شعب فلسطني

2500وال يغب عن البال أن هذه النص التحريضي ، مبا حيفل به من مبالغة وويل وتكرار وتطويل ، كتب بعد السيب البابلي قبل عوة لالنتقام من بابل القدمية ، عند عودم من السيب والشتات إىل فلسطني ، وإن كانت بابل قد وقعت يف أيـدي عام تقريبا ، كد

الفرس قدميا كما جاء يف التوراة ، فمملكة فارس تقع إىل الشرق من بابل وأشور ، والنبوءة تقول أن من سيدمرها مجع من امللـوك دولتهم احلالية وأخذ يهود هذا العصر بكل ما لديهم من طاقات وإمكانيات ووسائل ، على حىت جاءت . جيتمعون عليها من الشمال

ولو أنك أمعنت النظر يف الواقع وما مر بالعراق ) . احلكماء ( عاتقهم تنفيذ هذا الربنامج الذي وضعه هلم أربام من األحبار والكهنة .تلك األحداث موجودة يف هذا النص التورايت وبالتفصيل من أحداث خالل عشرين سنة ماضية ، جتد أن مرجعية كل

من ) 51 – 50( ـ ويف ما يلي النص الكامل لوثيقة الثأر ، والدعوة لتسديد احلساب القدمي لبابل اجلديدة ، كما جاء يف اإلصحاح : سفر ارميا ، مبا فيها من تكرار وتطويل

:التحريض اإلعالمي

أخبروا يف الشعوب وأمسعوا وارفعوا رايـة ، : ب ، على بابل وعلى بالد الكلدانيني ، على لسان ارميا النيب النبوءة اليت قضى ا الر" ، خربـت أصـنامها ) أمساء ألصنام بابـل ( قد مت االستيالء على بابل ، وحلق ببيل العار وحتطم مردوخ : أمسعوا ال ختفوا ، قولوا

" . لتجعل أرضها مهجورة ، شرد منها الناس والبهائم مجيعا، قد زحفت عليها ، وانسحقت أوثاا ، ألن أمة من الشمال

:التنفيذ مرتبط بعودتهم إلى فلسطين

ويف تلك األيام ، يقول الرب ، يتوافد بنو إسرائيل وبنو يهوذا معا ، يبكون يف سريهم ويلتمسون الرب إهلهم ، يسألون عن الطريق " هلم ننضم إىل الرب ، بعهد أبدي ال ينسى ، إن شعيب كغنم ضالة قد أضلهم رعام ، وشـردوهم : لني صهيون ويتوجهون إليها قائ

ال ذنب علينا ألم ، هـم : وقال أعدائهم على اجلبال ، فتاهوا ما بني اجلبل والتل ، ونسوا مربضهم ، كل من وجدهم افترسهم ، " حلق ، ورجاء آبائهم الذين أخطأوا يف حق الرب ، الذي هو مالذهم ا

207

:دعوة لخروج الغرباء من بابل

الطلب من مجيع الغـربيني مغـادرة ( اهربوا من وسط بابل ، واخرجوا من ديار الكلدانيني ، وكونوا كالتيوس أمام قطيع الغنم ، " تألبون عليها ، ويستولون عليها من فها أنا أثري وأجلب على بابل ، حشود أمم عظيمة ، من أرض الشمال ، في) العراق قبل القصف

( ، فتصبح أرض الكلدانيني غنيمة ، وكل من يسلبها يتخم ) من الصيد ( الشمال ، وتكون سهامهم كجبار متمرس ال يرجع فارغا اخليـل ، ألنكم تبتهجون وتطفرون غبطة يا ناهيب شعيب ، ومترحون كعجلة فوق العشب وتصهلون ك. ، يقول الرب ) عوائد النفط

ها هي تضحي أقل الشعوب ، وأرضها تصري قفرا جافا وصـحراء ، وتظـل فإن أمكم قد حلقها اخلزي الشديد ، وانتاا اخلجل ، " . بأسرها مهجورة وخربة ، كل من مير ببابل ، يصيبه الذعر ويصفر دهشة ، ملا ابتليت به من نكبات

:تحريض على تدمير بابل

( بابل من كل ناحية ، يا مجيع موتري األقواس ، ارموا السهام وال تبقوا سهما واحدا ، ألا قد أخطأت يف حق الرب اصطفوا على " طبل وزمر اإلعالم الغريب قبـل بـدء ( ، أطلقوا هتاف احلرب عليها من كل جانب ) ألا أنزلت م العقاب اإلهلي يف املرة األوىل

( ، ألن هذا هو انتقام الرب ) البنية التحتية ( واارت أسسها وتقوضت أسوارها) ات جملس األمن لقرار( فقد استسلمت ، ) احلرب استأصلوا الزارع من بابل ، واحلاصد باملنجـل يف يـوم ، وعاملوها مبثل ما عاملتكم ، ) حتريض ( ، فاثأروا منها ) بل هو انتقامهم

" . أرضه فرارا من سيف العايت ، إذ يرجع كل واحد إىل قومه ، ويهرب إىل احلصاد

: دوافع االنتقام

كان هذا واقع ( كان ملك أشور أول من افترسه ، ونبوخذ نصر آخر من هشم عظامهإسرائيل قطيع غنم مشتت ، طردته األسود ، " ها أنا أعاقب : القدير إله إسرائيل ، لذلك هذا ما يعلنه الرب ) حال الكهنة ، عند كتابة هذه الوثيقة ، موضحني دوافع هذا التحريض

ملك بابل وأرضه ، كما عاقبت ملك أشور من قبل ، وأرد إسرائيل إىل مرتعه ، فريعى يف الكرمل وباشان ، وتشبع نفسه يف جبـل وجد ، وخطيئة يهوذا يلتمس إمث إسرائيل فال ي) : وما هو بقوله ( ، يقول الرب ) املستقبل ( ويف ذلك الزمان واألوان . أفرامي وجلعاد

) " .يف املرة الثانية بعد السيب البابلي ( فال تكون ، ألين أعفو عمن أبقيته منهما

:تحريض مستمر

خرب ودمر وراءهم ) أرض العقاب ، بابل ( ، وعلى املقيمني يف فقود ) اجلبار املتمرد ، أي ملك بابل ( ازحف على أرض مرياثامي " على مرآى من العامل يف بث حي ( قد علت جلبة القتال يف األرض . ، يقول الرب ، وافعل حسب كل ما آمرك به )أثناء فرارهم (

، كيف تكسرت وحتطمت بابل ، مطرقة األرض كلها ؟ قد نصبت الشرك فوقعت ) دوي القنابل ( ، صوت حتطيم عظيم ) ومباشر وقبض عليك ، ألنك خاصمت الرب ) أخذت ( ، من غري أن تشعري ، قد وجدت ) تورطت يف احلرب نتيجة مؤامرة( فيه يا بابل

، ألنه ما ) التعبري هنا أكثر دقة ومبصطلحات حديثة ( خمزن سالحه ، وأخرج آالت سخطه ) أمريكا اليت يعبدون ( ، قد فتح الرب ، ازحفـوا ) مدمرتني وحصار وما زال يف جعبتهم أكثر ، الحقا حربني ( برح للسيد الرب القدير ، عمل ينجزه يف ديار الكلدانيني

) ب ثرواا وخرياا ( عليها من أقاصي األرض ، وافتحوا أهراءها ، وكوموها أعراما واقضوا عليها قاطبة ، وال تتركوا منها بقية ، " . نويل هلم ألن يوم موعد عقام قد حا، اذحبوا مجيع ثرياا ، أحضروها للذبح ،

) :تكرار ( استخدام وسائل اإلعالم في الطبل والزمر

، استدعوا إىل بابل رمـاة ليذيعوا يف صهيون ، أنباء انتقام الرب إهلنا والثأر هليكلهامسعوا ها جلبة الفارين الناجني ، من ديار بابل " ، جازوها مبقتضـى أعماهلـا ، ) احلصار ( نها أحد عسكروا حوهلا فال يفلت م، ) مذخري السالح (السهام ، مجيع موتري القسي

208

لذلك يصرع شباا يف ساحاا ، ويبيد يف ذلك اليوم مجيـع ، ألا بغت على الرب قدوس إسرائيل ، واصنعوا ا كما صنعت بكمتنفيذ العقاب فيك قد حان ، فيتعثر ها أنا أقاومك أيتها املتغطرسة ، يقول الرب القدير ، ألن يوم إدانتك ، و. ، يقول الرب جنودها

" .املتغطرس ويكبو ، وال جيد من ينهضه ، وأضرم نارا يف مدنه فتلتهم ما حوله

) : تكرار ( دوافع االنتقام

مجيع ، وعلى شعب يهوذا ، و) عقام من قبل بابل كان ظلما هلم ( قد وقع الظلم على شعب إسرائيل : وهذا ما يعلنه الرب القدير " الذين سبوهم وتشبثوا م ومل يطلقوهم ، غري أن فاديهم قوي ، الرب القدير امسه ، وهو حتما يدافع عن قضيتهم ، لكي يشيع راحة

" .ها سيف على الكلدانيني ، يقول الرب وعلى أهل بابل ، وعلى أشرافها وعلى حكامها . يف األرض ، ويقلق أهل بابل

:اليهود أن يوقعوه في بابل وأهلها طبيعة العقاب الذي يأمل

ها سيف على خيلها وعلى مركباا ، وعلـى . وها سيف على محاربيها فيمتلئون رعبا ها سيف على عرافيها فيصبحون محقى ، " ضربة نوويـة رمبا بسبب( فرق مرتزقتها فيصريون كالنساء ، ها سيف على كنوزها فتنهب ، ها احلر على مياهها فيصيبها اجلفاف

لذلك يسكنها وحش القفر مع بنات آوى ، وتأوي إليها رعال النعام ، وتظل . ألا أرض أصنام ، وقد أولع أهلها باألوثان ) قادمة وكما قلب اهللا سدوم وعمورة وما جاورمها ، هكذا لن يسكن فيها أحد ، . غري آهلة بالسكان إىل مدى الدهر . مهجورة إىل األبد

) " .وهذا ما يصبون إليه ، ولن يهدأ هلم بال حىت حيققوه ( فيها إنسان أو يقيم

:الدعوة لتدمير بابل وإسقاط نظام الحكم فيها

ها شعب مقبل من الشمال ، أمة عظيمة ولفيف من امللوك ، قد هبوا من أقاصي األرض ، ميسكون بالقسي ويتقلدون بالرمـاح ، " بابل اجلديدة هي ( ، جلبتهم كهدير البحر ، ميتطون اخليل وقد اصطفوا كرجل واحد ، حملاربتك يا بنت بابل قساة ال يعرفون الرمحة

انظر ، ها هو . ، قد بلغ خربهم ملك بابل ، فاسترخت يده وانتابته الضيقة ، ووجع امرأة يف خماضها ) بنت بابل القدمية ، أي العراق قلب نظام احلكم ، ( هكذا ويف حلظة أطردهم منها ، وأويل عليها من أختارهت ر األردن ، ينقض عليها ، كما ينقض أسد من أمجا

من منطلق " ( ألنه من هو نظريي ؟ ومن يحاكمين ؟ وأي راع يقوى على مواجهيت ؟ ) . وإسقاط الرئيس ، وتولية من يرضون عنه ) .العنجهية والقوة العمياء

:قصف بابل بالقنابل التوراتية

، وما دبره ) بل ما خططه ودبره عميان القلب والبصرية ، من كهنتهم وأحبارهم احلاقدين ( لذلك امسعوا ما خططه الرب ضد بابل " بابل ) القنابل التوراتية على ( من دوي أصداء سقوط . ها صغارهم يجرون جرا ، ويخرب مساكنهم عليهمضد ديار الكلدانيني ،

" . ، ويتردد صراخها بني األمم ترجف األرض

ها أنا أثري على بابل ، وعلى املقيمني يف ديار الكلدانيني رحيا مهلكة ، وأبعث إىل بابل مـذرين ) : أربام ( وهذا ما يعلنه الرب " لتلقـي ( امي قوسه وليتدجج بسالحه الر) يذخر ( ليوتر . وجيعلون أرضها قفرا ، ويهامجوا من كل جانب يف يوم بليتهايذروا ،

، ال تعفوا عن شباا ، بل أبيدوا كل جيشها إبادة كاملة ، يتساقط القتلى يف أرض الكلـدانيني ، ) طائرام كل محولتها فوق بابل ما تفيض بـاألمث ضـد ، ألن إسرائيل ويهوذا مل يهملهما الرب القدير ، وإن تكن أرضه) من املدنيني طبعا ( واجلرحى يف شوارعها

) " .رم معهم دائما حىت لو وصل إفسادهم عنان السماء ( قدوس إسرائيل

209

) :تكرار ( دعوة لخروج الغرباء من بابل

، ألن هذا هو ) دعوة للجاليات الغربية ملغادرة العراق ( اهربوا من وسط بابل ، ولينج كل واحد حبياته ، ال تبيدوا من جراء إمثها " ، كانت ) عام تقريبا 2500تصفية احلساب القدمي قبل ( ، وموعد مجازاا ) الوقت الذي حدده جورج بوش ( انتقام الرب وقت

فجـأة . ، فسكرت األرض قاطبة ، جترعت األمم من مخرها ، لذلك جنت الشـعوب ) الثروة والقوة ( بابل كأس ذهب يف يد اهللا حرب اخلليج األوىل ، وضرب املفاعل ( قمنا مبداواة بابل . ا ، خذوا بلسما جلرحها لعلها تربأ سقطت بابل وحتطمت ، فولولوا عليه

اهجروها وليمض كـل ) . إذ قامت بالتهديد حبرق نصفها حال اعتدائها على أي بلد عريب ( ، ولكن مل ينجع فيها عالج ) النووي ) " . ديدها لدولة األفاعي مرارا وتكرارا ( وتصاعد حىت ارتفع إىل الغيوم واحد منا إىل أرضه ، ألن قضاءها قد بلغ عنان السماء ،

:تحريض اإليرانيين على تدمير بابل

سنوا السهام وتقلدوا التروس ، ألن الرب قد أثار روح ملوك . قد أظهر الرب برنا ، فتعالوا لنذيع يف صهيون ، ما صنعه الرب إهلنا " انصبوا راية على أسـوار بابـل ، . ، إذ وطد العزم على إهالك بابل ، ألن هذا هو انتقام الرب ، والثأر هليكله ) اإليرانيني ( املاديني

أعدوا الكمائن ، ألن الرب قد خطط وأجنز ما قضى به على أهل بابـل ، ) اجلواسيس والعمالء ( شددوا احلراسة ، أقيموا األرصاد إن ايتك قد أزفت ، وحان موعد اقتالعك ، قد أقسم الرب القدير بذاتهزيرة ، ذات الكنوز الوفرية ، أيتها الساكنة إىل جوار املياه الغ

" . ألمألنك أناسا كالغوغاء فتعلوا جلبتهم عليك : ، قائال

:بقدرة الرب القدير سيتم تدمير بابل

طنته ، ما إن ينطق بصوته ، حىت تتجمع غمار امليـاه يف هو الذي صنع األرض بقدرته ، وأسس الدنيا حبكمته ، ومد السماوات بف" السماوات ، وتصعد السحب من أقاصي األرض ، وجيعل للمطر بروقا ، ويطلق الريح من خزائنه ، كل امرئ خامل وعدمي املعرفة ،

أما . ل ، ويف زمن عقاا تبيد وكل صائغ خزي من متثاله ، ألن صنمه املسبوك كاذب وال حياة فيه ، مجيع األصنام باطلة وصنعة ضالوشعب إسرائيل مرياثه ، وامسه الرب القدير ، أنت فأس معركيت وآلة . نصيب يعقوب فليس مثل هذه األوثان ، بل جابل كل األشياء

الرجل واملرأة ، حريب ، بك أمزق األمم إربا وأحطم ممالك ، بك أجعل الفرس وفارسها أشالء ، وأهشم املركبة وراكبها ، بك أحطم " .والشيخ والفىت والشاب والعذراء ، بك أسحق الراعي وقطيعه ، واحلارث وفدانه واحلكام والوالة

: خطيئة بابل في حق صهيون

ها أنا أنقلب عليك . ، على مرأى منكم ، يقول الرب سأجازي بابل وسائر الكلدانيني على شرهم ، الذي ارتكبوه يف حق صهيون" وأجعلك جبال حمترقا ، فـال ا اجلبل املخرب ، أنت تفسد كل األرض ، لذلك أمد يدي عليك ، وأدحرجك من بني الصخور ، أيه

" .، يقول الرب يقطع منك حجر لزاوية ، وال حجر يوضع ألساس ، بل تكون خرابا أبديا

) : تكرار ( تحريض األمم والممالك على تدمير بابل

، أثريوا عليها األمم لقتاهلا ، وألبوا عليها ممالك أراراط ) وسائل اإلعالم الغربية ( األرض ، انفخوا يف البوق بني األمم انصبوا راية يف" أثريوا عليهـا . ، أقيموا عليها قائدا ، اجعلوا اخليل تزحف عليها ، كجحافل اجلنادب الشرسة ) تركيا وما حوهلا ( ومني وأشكناز وملوك اإليرانيني ( املاديني األمم ( ام وسائر الديار اليت حيكموهم ووالوكل حكام ، ) ترجتف ) . إمرباطورية فارس القدمية األرض

، ألن قضاء الرب على بابل يتم ، ليجعل أرض بابل خرابا وقفراوتقشعر . "

210

:أهل بابل بيدر ، أزف موعد حصاده في

احترقت مساكن بابـل ة عن القتال ، واعتصموا يف معاقلهم ، خارت شجاعتهم وصاروا كالنساء ،قد أحجم محاربو بابل اجلبابر" ، يركض عداء ملالقاة عداء آخر ، ويسرع مخرب للقاء مخرب ، ليبلغ ملك بابل أن مدينته ، قد مت االستيالء عليها ، وحتطمت مزاليجها

ت القصب بالنار ، واعترى احملاربني الذعر ، ألن هذا ما يعلنه الرب القدير إلـه من كل جانب ، قد سقطت املعابر ، وأحرقت أمجا " . أن أهل بابل كالبيدر ، وقد حان أوان درس حنطته ، وبعد قليل يأزف موعد حصادهم: إسرائيل

) :تكرار ( دوافع االنتقام

ا إناء فارغا ، ابتلعنا كتنني ، ومأل جوفه من أطايبنا ، مث لفظنا ، وسحقنا وجعلن قد افترسنا نبوخذ نصر ملك بابل: " يقول املسبيون " دمي على أهل أرض : " ، وتقول أورشليم " ليحل ببابل ما أصابنا ، وما أصاب حلومنا من ظلم: " يقول أهل أورشليم " . من فمه

) .مطالبة بالثأر مستقبال من األجيال القادمة " ( الكلدانيني

:تم بها إشعال حرب الخليج الثانية الكيفية التي

ها أنا أدافع عن دعواك وانتقم لك ، فأجفف حبر بابل وينابيعها ، فتصري بابل ركاما ، ومأوى لبنـات : لذلك هذا ما يعلنه الرب " ، إـم ) يا سيتحصل هلم ذلك يف حال ضرب العراق نوويا ، وهو ما يفكرون به حال( آوى ، ومثار دهشة وصفري وأرضا موحشةأي العراقيون ، وهذا ما يغيظ تلك الفئران ، اليت ترتعد فرائسها ، وتصطك أسناا هلعا ( يزأرون كاألسود ، ويزجمرون كاألشبال ، دولة الكويت ، وحكامها باستجابتهم ألبالسـة املكـر ( ، عند شبعهم ، أعد هلم مأدبة ) وجزعا ، عند مساعها للتهديدات العراقية

اإلغراء واملديح حلكام العراق ، باستجابتهم للفريق الثاين من األبالسة ( ، وأسكرهم حىت تأخذهم نشوة ) لدهاء جعلوا منها مأدبة وا " . كاحلمالن للذبح ، وكالكباش والتيوس) العراقيني ( وأحضرهم . فيناموا نوما أبديا ال يقظة منه ، يقول الرب ، )

الدول العربية بعلم ومن غري علم ، وقعوا يف الفخ الذي نصب هلم وكلهم ملومني بال استثناء ، ومن يضـع ـ وكال الفريقني وبقية اللوم على فريق دون اآلخر فقد جانبه الصواب ، فكل عريب كان له دور يف املؤامرة ونفذه على أكمل وجه ، وكل أخذ نصـيبه يف

ألمة واستخدمت إلشباع بعضا من الرغبة اليهودية يف االنتقام من بابل ولديهم مزيد ، ويف احملصلة نهبت ثروات ا. تأجيج نار الفتنة فتورام تأمرهم بألا يتركوا العراق ، حىت يعود إىل العصر احلجري ، كما صرح الرئيس األمريكي آنذاك ، وأقصى أمانيهم هي اختفاء

س السيب البابلي ، الذي ما زال يؤرق أجفام ويقض مضاجعهم ، مـا أي مظهر من مظاهر احلياة يف العراق ، خوفا من تكرار كابو .دام هناك عراق قوي يهدد وجودهم وقادر على الوصول إليهم

:مصير المرعب الذي كان اليهود يتمنونه لبابل بعد حرب الخليج وما زالوا ال

قد طغى البحر على بابل ، ! ثار دهشة بني األمم كيف صارت بابل م! كيف سقطت فخر كل األرض ! كيف استويل على بابل " ، وأصبحت مدا موحشة ، وأرض قفر وصحراء ، أرض ال يأوي إليها أحد ، وال جيتـاز ـا إنسـان فغمرها بأمواجه اهلائجة ،

فتكف األمـم مـن ،) ب ثروات العراق تعويضا عن كنوز اهليكل ( وأعاقب الصنم بيل يف بابل ، وأستخرج من فمه ما ابتلعه ، " . التوافد إليه ، وينهدم أيضا سور بابل

ـ ال بد هلم من ضرب العراق بالنووي عاجال أم آجال ، حىت يتمكنوا من حتقيق هذا احللم التورايت ، فاألسلحة التقليدية مل تجـدي ليس له عالج إال حمو هذا البلد بأهله عن نفعا ، والرعب املرضي اليهودي من اسم بابل وأشور ، كما هو واضح من هذه النصوص ،

الوجود وإىل األبد ، وهذا ما يصرحون به يف هذه النصوص ، ومن معرفتك بطبيعة العالج الذي يصفونه ألنفسهم ، تستطيع التعرف .راق على خطورة احلالة املرضية املستعصية ، اليت يعانون منها وخطورة ما قد يقدمون عليه مستقبال يف حق الع

211

) :تكرار ( دعوة أخرى لخروج الغرباء من بابل

لذلك مل يبدأ العدوان إال بعد خروج رعايا الدول املعتدية ، والنية كانت تدمري العراق عن بكرة أبيه ( اخرجوا من وسطها يا شعيب " كم وال تفزعوا ، مما يشيع يف الديار من أنباء ، ولينج كل واحد حبياته ، هربا من احتدام غضب الرب ، ال ختر قلوب) لو أتيح هلم ذلك

لذلك ها أيام مقبلة ، . ، إذ تروج شائعة يف هذه السنة ، وأخرى يف السنة التالية ، ويسود العنف األرض ، ويقوم متسلط على متسلط غىن بسقوط بابل ، السماوات واألرض أعاقب فيها أصنام بابل ، ويلحق العار بأرضها كلها ، ويتساقط قتالها يف وسطها ، عندئذ تت

" .، يقول الرب وكل ما فيها ، ألن املدمرين يتقاطرون عليها من الشمال

:المستهدف هو شعب بابل

، يا أيها النـاجون مـن ) السن بالسن والعني بالعني ( كما صرعت بابل قتلى إسرائيل ، هكذا يصرع قتلى بابل يف كل األرض " قد حلقنا اخلزي ألننا استمعنا لإلهانة . ال تقفوا ، اذكروا الرب يف مكانكم البعيد ، وال تربح أورشليم من خواطركم السيف ، اهربوا

بعدما حوله الكهنة إىل بورصة ، ( مقادس هيكل الرب ) أي البابليون ( ، إذ انتهك الغرباء ) إساءة الوجه ( ، فكسا اخلجل وجوهنا ) " . ية ، حسبما ذكر أنبياؤهم للتبادالت التجارية الربو

، وحىت لو ارتفعت بابل فبلغت أنفذ فيها قضائي على أصنام بابل ، ويئن جرحاها يف كل ديارهالذلك ها أيام مقبلة ، يقول الرب ، " " . عنان السماء ، وحىت لو حصنت معاقلها الشاخمة ، فإن املدمرين ينقضون عليها من عندي ، يقول الرب

) :تكرار ( المصير المرعب الذي كان اليهود يتمنونه لبابل بعد حرب الخليج وما زالوا

ها صوت صراخ يتردد يف بابل ، صوت جلبة دمار عظيم من أرض الكلدانيني ، ألن الرب قد خرب بابل ، وأخرس جلبتها العظيمة " ام ، ألن املدمر قد انقض على بابل ، وأسـر محاربيهـا ، ، إذ طغت عليها جحافل أعدائها ، كمياه عجاجة ، وعال ضجيج أصو

، ألن الرب إله مجازاة ، وهو حتما يحاسبها ، إين أسكر رؤساءها وحكماءهـا وحماربيهـا ، ) أسلحتها ( وتكسرت كل قسيها ، يقوض ويسوى بـاألرض ، وبواباـا إن سور بابل العريض : ، وهذا ما يعلنه الرب القدير … فينامون نوما أبديا ال يقظة منه ،

" . ، ويذهب تعب الشعوب باطال ، ويكون مصري جهد األمم للنار العالية حتترق بالنار

وأرسله ارميا ( وكان ارميا قد دون يف كتاب واحد ، مجيع الكوارث اليت ستبتلى ا بابل ، أي مجيع النبوءات املدونة عن بابل ، " أيها الرب ، قد قضيت علـى هـذا : حاملا تصل إىل بابل ، اعمل على تالوة مجيع هذه النبوءات ، وقل ) : " حلامله إىل بابل وقال

، ومىت فرغت من تالوة هذا الكتاب ، اربط به " املوضع باالنقراض ، فال يسكن فيه أحد من الناس والبهائم ، بل يصبح خرابا أبديا " .كذلك تغرق بابل ، وال تطفو بعد ، ملا أوقعه عليها من عقاب ، فيعيا كل أهلها : " حجرا واطرحه يف وسط الفرات ، وقل

قبال ، ـ هذه الوثيقة املرعبة اليت خطها مؤلفو التوراة ، على أا عقوبة اهللا لبابل ، ما هي إال العقوبة اليت تنتظر إسرائيل وأمريكا مست . لعراق ، فصال تلو اآلخر ، وهم يسعون اآلن من وراء الكواليس لتنفيذ بقية فصوهلا ولكنهم أرادوها لبابل ، ونفذوا فصوهلا يف ا

:صفة العقاب اإللهي ألمريكا

سبب العقاب اإلهلي هو استعالئها وإضالهلا لشعوب األرض ، وما أوقعته من ظلم م ، ودمارها سيأيت من الشمال ، مـن خـالل تتسبب بدمار عظيم وحرائق وجفاف ، ومن مث طوفان عظيم جيتاح أراضيها ، . مفاجئة حتالف عدة دول ، وبضربات نووية كثيفة و

.وجيوشها اليت كانت قد خرجت منها سيتم ذحبها كاحلمالن والتيوس . ليتركها قفرا أجرد ال يصلح للسكن أبد الدهر

212

نبوءة عن سقوط بابل من سفر الرؤيا ليوحنا

، ال بد أن تكون أسفار توراتية ، وكان من املفروض أن تكون ملحقـة بـالتوراة ، ولكنهـا قلنا يف السابق أن إجنيل يوحنا ورؤياهأسقطت يف وقت متأخر ، بعد أن مت التالعب فيها من قبل اليهود ، فتلقفها النصارى وضموها إىل اإلجنيل ، أثناء مجعـه وحتريفـه

من تكرار نصوص الوثيقة السابقة من سفر ارميا يف التوراة ، بنفس -إليه باإلضافة ملا تقدم وأشرنا -ونسخه ، وليس أدل على ذلك . األفكار والعبارات تقريبا ، ولكن بدرجة أقل من املبالغة والتهويل والتطويل ، يف سفر الرؤيا امللحق بأناجيل النصارى

، بابل العظمىسقطت بابل ، سقطت : " ، وصاح بأعلى صوته … بعد هذا رأيت مالكا آخر ، نازال من السماء ، : -1: 18" اخرجوا منها يا شعيب ، لئال : " ، مث مسعت صوتا آخر ، ينادي من السماء … وصارت وكرا للشياطني ، ومأوى لكل روح جنس ،

افعلوا ا . آثام تشتركوا يف خطاياها ، فتصابوا ببالياها ، فقد تراكمت خطاياها حىت بلغت عنان السماء ، وتذكر اهللا ما ارتكبته من ستنقض عليها الباليا يف يوم واحد ، من موت وحزن وجوع ، وستحترق . … كما فعلت بكم ، وضاعفوا هلا جزاء ما اقترفت ،

" .بالنار فإن اهللا الذي يدينها ، هو رب قدير

ظرون إىل دخان حريقها ، فيقفون على وسيبكي عليها ملوك األرض ، الذين زنوا وترفهوا معها ، وسينوحون وهم ين: 9-10: 18" ! يف ساعة واحدة حل بك العقاب ! بابل القوية، أيتها املدينة العظمىالويل ، الويل ، : بعد منها ، خوفا من عذاا ، وهم يصرخون

. "

، يقفون على بعد منها ، هؤالء التجار الذين اغتنوا من التجارة معها … وسيبكي تجار األرض وحيزنون عليها ، : 12-17: 18" ، وقد زال هذا كله يف ساعة واحدة … ، على املدينة العظمىالويل ، الويل ، : ، خوفا من عذاا ، يبكون عليها وينتحبون ، قائلني

. " !

ه املدينـة ويقف قادة السفن وركاا وملاحوها على بعد منها ، ينظرون إىل دخان حريقها ، أية مدينة مثل هـذ : 18-19: 18" ، الـيت اغـتىن على املدينة العظمـى الويل ، الويل ، : ويذرون التراب على رؤوسهم ، وهم يصرخون باكني منتحبني ! العظمى ؟

! " .ها هي يف ساعة واحدة قد زالت ! أصحاب سفن البحر مجيعا بفضل ثروا

الرسل واألنبياء ، فقد أصدر اهللا حكمه عليها بعـد أن أصـدرت وامشتوا ا أيها القديسون و! امشيت ا أيتها السماء : 20: 18" " .أحكامها عليكم

هكذا تدفع وتطرح بابل الدينة : " وتناول مالك قوي ، حجرا كأنه حجر طاحونة عظيم ، وألقاه يف البحر ، قائال : 21-24: 18" ولن تقوم فيك صناعة بعد اآلن ، ولن يسمع فيك صوت ، … لن يسمع فيك عزف موسيقى بعد ، ! العظمى ، فتختفي إىل األبد

وفيها وجدت دماء . وبسحرك ضللت مجيع أمم األرض، فقد كان تجارك سادة األرض… رحى ، ولن يضيء فيك نور مصباح " . أنبياء وقديسني ومجيع الذين قتلوا على األرض

فإن أحكامه حق ! اخلالص واد والكرامة والقدرة للرب إهلنا ! للويا ه: " يقول … وبعد هذا مسعت صوتا عاليا ، : 1-2: 19" " . ألنه عاقب الزانية الكربى ، اليت أفسدت األرض ، وانتقم لدم عبيده منهاوعدل ،

يف الواقع ـ احلقيقة أن هذه النبوءة تتحدث عن دولة عظمى يف العصر احلديث ، تضاهي عظمة بابل القدمية وقوا ، وهذه النصوصتصف حال أمريكا بقوا االقتصادية والعسكرية ، وما أحدثته يف هذا العصر من فساد وإفساد ، وسفك للدماء يف مشـارق األرض ومغارا ، فهي حتكم الكرة األرضية بأسرها من خالل ، ونصبت نفسها كإله يعبد ويقدس ، فهي حتدد يف تقارير وزارة خارجيتـها

وعلى قائمة مقاطعاا االقتصادية حوايل . أفسد ، ومن حافظ على احلقوق ومن هضمها ومن أرهب ومن مل يرهب من أصلح ومن

213

دولة ، فهي املنعم واملكرم واملتفضل على خلق اهللا ، والكل خيطب ود ورضا هذه اآلهلة اجلديدة ، وهـي تسـعى اآلن لعوملـة 46ب تارة بالترهيب وتارة بالترغيب ، وأما كلمة بابل يف هذه النص إما أن تكون أضيفت عـن اقتصادها وثقافتها ، وفرضها على شعو

قصد من قبل الكهنة ، بسبب احلقد والكراهية والرغبة يف االنتقام من بابل ، وإما أن تكون قد استخدمت لترمز إىل الدولة العظمى يف .لوجدت أن النص سيصبح أكثر صدقا وتطابقا مع الواقع ولو حذفت كلمة بابل ووضعت كلمة أمريكا ، . هذا العصر

ولكن أغلب املفسرين اجلدد من النصارى بوجه خاص ، كما تشري الكاتبة األمريكية يف الفصل السابق ، يأخذون بالتفسري اللفظـي الغرب من ساسة وعامة ، علـى للمسميات ، اليت جاءت يف النصوص التوراتية واإلجنيلية ، ويقدمون شروحام وتفسريام لنصارى

حنو مغاير ملا تخرب عنه النصوص حقيقة ، فبابل القدمية أينما جاءت يف النصوص ، تعين بالنسبة هلم بابل اجلديدة أي العراق ، بالرغم .ظية من أن النصوص تصف دولة عظمى ، هي أقرب إىل أمريكا منها إىل العراق ، وتوحي بأن لفظ بابل استخدام كاستعارة لف

أما اليهود فهم يعلمون حقيقة ما تخرب عنه النصوص ، وبأن الدمار القادم والذي تخرب عنه النصوص ، سيكون إلسرائيل وأمريكـا وحلفائهما ، ولكنهم يستغلون الفهم اخلاطئ واملضطرب للنصارى ، خلدمة أغراضهم وخمططام الشيطانية ، وحلماية دولتـهم مـن

فهم متفقون على أن هذه النبوءات تتحدث عن تدمري العراق ، ومبا أا جاءت حتريضية بصيغة األمـر ، فقـد . األخطار احملدقة ااتحدوا لتنفيذ ما قضى به الرب على بابل ، ولن تستكني هلم حال أو تلني هلم عزمية ، حىت يتحقق ما جاء يف هذه النصوص ، جبعـل

عروشها ، لذلك هم ال يكترثون بالشرعية الدولية وال بالقانون الدويل ، إذ ال ميتثل هلما العراق أرضا قفرا صحراء قاحلة خاوية علىسة ألقدم إال الضعفاء واألغبياء ، فالقوانني اإلهلية بشأن العراق هي ما ينصاعون إليه ويلتزمون بتطبيقه ، فاحلرب على العراق حرب م

: موقنون متاما

وأن بقاء إسرائيل يعين حتمية زوال العراق… زوال إسرائيل بأن بقاء العراق يعين حتمية

وما داموا ميتلكون مقدرات الكاوبوي األمريكي الربيطاين ، املشترى بالرشوة والشهوة والرعب واملأخوذ جبنون القوة ، فلن يثنيهم عناق يتحتم عليه حمو إسرائيل من قلب الوطن العريب ، وسحق وبالتايل فإن بقاء العر. عزمهم إال أن يبادوا قبل أن يبيدوا احلرث والنسل .تلك الفئران املتلفعة بريش النسر األمريكي األقرع

وإن مل تكن احلرب العراقية اإليرانية من صنع أيديهم ، فهم سامهوا فيها بشكل أو بآخر ، فإيران تأيت يف الدرجة الثانيـة يف العـداء حيث كـانوا ) ريغان ( يف الثمانينيات ، اليت كان بطلها الرئيس األمريكي ) إيران غيت ( ع بفضيحة التورايت إلسرائيل ، وكلنا مس

باألسلحة سرا ، إلطالة أمـد هـذه -اليت كانت تنظر إىل أمريكا على أا الشيطان األكرب -يؤيدون العراق علنا ، ويزودون إيران . احلرب وإلبقاء العراق وإيران منشغلني فيها

والسبب األهم إلشعاهلا ، هو الرعب الذي دب يف قلوم من املارد العراقي ، الذي أعاد إىل أذهام النبوءات التوراتية ، وأيقـظ يف خميلتهم شبح نبوخذ نصر وكابوس السيب البابلي ، ليقض مضاجعهم فلم ترقأ هلم عني ومل يغمض هلم جفن ، ذلك املارد الذي بـدأ

ومـا أن . متالكه املفاعل النووي ، وسيكون بعد سنوات قليلة قاب قوسني أو أدىن من إنتاج القنابل النوويـة يستيقظ من غفوته باانشغل العراق يف احلرب وأصبح ظهره مكشوفا ، حىت انسلت خفافيشهم حتت جنح الظالم ، لتصب محمها التوراتية احلاقدة علـى

.بكرة أبيه ذلك املفاعل ، يف سنني صباه األوىل لتبيده عن

حبرق نصف إسرائيل ، حال اعتدائها " وبعد أن خرج العراق من تلك احلرب حمتفظا بقوته وجربوته ، ومع أول تصريح وديد له م ، أقامت وسائل اإلعـالم املرئيـة 1989على لسان الرئيس العراقي ، جهارا ارا يف مؤمتر قمة بغداد عام " على أي قطر عريبالدنيا ومل تقعدها ، حىت استطاعت زجه وتوريطه يف الدخول إىل الكويت -اليت متتلك معظمها تلك األفاعي -وءة واملسموعة واملقر

214

، بالتآمر والتواطؤ ومبكرهم ودهائهم املعهودين ، ومن مث حرضت عليه من بأقطارها ، حبجة رفع الظلم عن دولة الكويت ، وتـأمني وكما خطوا بأقالمهم سيناريو احلرب العاملية الثانية ، أعادوا نفس السـيناريو يف حـرب . قيون منابع النفط اليت سيسطر عليها العرا

.اخلليج من ألفه إىل يائه

يدعون أن العراق يهدد جريانه فانظر ! فها قد حتررت الكويت وتأمنت منابع النفط ، فلماذا هذا احلصار الظامل على أطفال العراق ؟مادلني ألربايت وزيرة اخلارجية األمريكية ، ووليام كوهني ( املدعون هم ! وما عالقة املدعي باجلريان ؟! جريانه وانظر إىل! من يدعي

فما عليك إال اسـتبدال . وكلهم يهود ) … وزير الدفاع األمريكي ، وساندي بريغر مسؤول األمن القومي األمريكي ، وهلم جرا .ام بكلمة اإلسرائيلي ، لتعرف من هم اجلريان الذين سيهددهم وجود عراق قوي كلمة األمريكي يف مناصبهم ومسؤولي

واستمر احلصار ليبقى املارد حمصورا يف القمقم ، وعندما مت هلم . أما احلصار فقد وجد ليبقى ، وغايته منع املارد العراقي من الصحوة رعب تلك الفئران املسكينة ، وجيعل فرائصها ترتعد هلعا وجزعا ذلك عمدوا إىل تقليم خمالبه واقتالع أنيابه ، فمنظرها ي . واسـتمر

احلصار ملنع أطفال العراق من الوصول إىل مرحلة الرجولة ، كي ال يكونوا مستقبال أفراد جيش ، يسطر على أجساد تلك الفئـران زول ، وسيكون فيهم القتل والنهب والنفـي ، وأن أساطري البطولة ، فهم وحسب رؤاهم التوراتية ، يعرفون ويعلمون أن دولتهم ست

لذلك مبا أم موقنون متاما . املرشح األول والوحيد للقضاء عليهم هو غرميهم األزيل ، وأن دولتهم سيعيش فيها جيل واحد ال أكثر اخلداج ، الذي محلت به عروس بأن زوال دولتهم أمر حتمي ، كان ال بد هلم من أن يعملوا بكل طاقام ، من أجل محاية هذا املسخ

.املدائن غصبا واغتصابا ، من مرتزقة الغرب املأجورين يف غفلة من الزمان

يف القدس ترتع… ما دامت تلك الفئران … فاحلصار لن يرفع … لذلك

األفعوان العراقي في سفر إشعياءعوها من قبل ، ووصفوا تأثريها خطورة هذا األفعوان املرعب ، تتمثل يف ما حيمله يف أحشائه من مسوم مميتة ، كان أسالفهم قد جتر

املؤمل على امتداد التوراة الشاسع ، فشغلت حيزا كبريا من فكرهم ووجدام ، فمجرد التفكري بتكرار ذلك املصري املرعب ، الذي حل عر واهللع ، لذلك كان وسيكون هلم ، حمـاوالت بأسالفهم ، من جراء تلك األفعى اليت أجنبت هذا األفعوان ، يصيبهم حبالة من الذ

: عديدة للتخلص من خطر هذا األفعوان على وجودهم

هي احلرب اإليرانية العراقية ، ألصابته بالشلل وقد أصيب ، فتسنى هلم ضرب مفاعله النووي ، واجتيـاح : املحاولة األوىل • .بريوت ، وترحيل منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان

هي احلرب األمريكية العراقية ، لتغيري رأس هذا األفعوان ، وزرع رأس جديد له ، وتقطيع أوصاله وتفريق : املحاولة الثانية • .مشلها ، وتوزيع دمه على مجيع القبائل اليت اجتمعت عليه ، ومل يكتب هلا النجاح

ياب اليت تنفث السم ، بتدمري أسلحة الدمار الشامل ، وحرمانه هي احلصار األممي وجلان التفتيش ، لرتع األن: املحاولة الثالثة • .من امتالك أسلحة جديدة ، فاقتلعوا األنياب واستخرجوا السم ، ولكن األنياب نبتت من جديد ، والسم يتجدد وال ينقطع

إن أمكـن ، لقطـع الـرأس هي احلرب األمريكية الشاملة ، مع احتمالية توجيه ضربات نووية حمدودة: املحاولة الرابعة •وستصبح احتمالية الضربات النووية قائمة وحتمية فور امتالك . واألوصال معا ، حيث مل يعد هناك أمهية لتوزيع دمه على القبائل

لة بالرؤوس النووية ، وهذه احلرب قائمة بال أدىن شك ، إن مل يقع ما مل يكن يف حسبان أمريكا ، للدرع املضاد للصواريخ املحمأمريكا وإسرائيل ، فهم يخططون هلا ويستعجلوا ، ويطلبون من الرئيس األمريكي ، يئة الشعب األمريكي لتقبلها ، وسيعملون

215

جهدهم إلشعاهلا يف أقرب فرصة ممكنة ، ظنا من الذين ال يعقلون وال يفقهون ، بأم قادرين على منع رب العزة من إجناز وعده . لعراقيني وتقسيم العراق وإسقاط قيادته فيهم ، بإبادة ا

:من سفر املزامري ، الذي يترمن به اليهود والنصارى يف صلوام 137وخنتم هذا الفصل بنص من املزمور يا ابنة بابل المحتم خرابها ، طوبى لمن يجازيك بما جازيتنا به ، طوبى لمن يمسك صغارك ويلقي بهم "

"إلى الصخر

]لجزء الثاني نهاية ا[

216

الجزء الثالث

: الفصل األول

وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة

: الفصل الثاني

وليتبروا ما علوا تتبيرا

: الفصل الثالث

وجعلنا لمهلكهم موعدا

: الفصل الرابع

فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون

: الفصل الخامس

بينفارتقب يوم تأتي السماء بدخان م

: الفصل السادس

بل هم في شك يلعبون

: الفصل السابع

ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون

: الفصل الثامن

يوم نبطش البطشة الكبرى

: الفصل التاسع

الطوفان األخير وطوق النجاة

217

وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة

سرائيل ، يف القرآن والسنة والتوراة والتلمود ، أن البابليون هم أصحاب البعـث تبني لنا من خالل هذه القراءة اجلديدة لتاريخ بين إوسيتبني لنا يف هذا الفصل ، من خالل . األول ، وبناء على ذلك ، يكون العراقيون حصرا وبال أدىن شك هم أصحاب البعث الثاين

ذا البعث وأصحابه ، وظن م قادرون على خمالفة أمر اهللا مبنع حتقق البعث الثاين ، قراءة جديدة للواقع بأن اليهود على علما منهم بأخططوا ونفذوا وما زالوا خيططون لدرء خطر هذا البعث املوعودين به ، بإبادة أصحابه بشىت الوسائل والسبل ، لقناعتهم بأن بقـاء

.دولتهم يتحتم عليه حمو العراق وشعبه عن خريطة العامل

:رب للعراق حقيقة ما يضمره الغدأبت أمريكا ومن سار يف ركبها ، على إعالن عدائها لقيادة العراق احلالية وإبداء الرغبة يف إسقاطها ، وجعلت من بقـاء القيـادة العراقية على سدة احلكم يف بغداد وسابقتها يف غزو الكويت ، مثاال لعدوانية هذه احلكومة وخطورا على جرياا ، وذريعة إلدامـة

ليصل العامل والشعب العراقي إىل قناعة ، بأن املستهدف حقيقة مـن وراء اإلصـرار . ار ولتجريد العراق من مقومات وجوده احلصطقة األمريكي ، على إبقاء احلصار مفروضا على العراق ، هي القيادة العراقية احلالية بتوجهاا العدوانية ضد جرياا ، مما يهدد أمن من

.عامل ، وبإسقاط هذه القيادة ستنعم منطقة اخلليج باألمن جمددا حسب الرؤى األمريكية اخلليج احليوية لل

ومع أن أمريكا ال تبد أدىن اهتمام مبصري الشعب العراقي ، بل على العكس من ذلك ، كان وما زال بعض مسؤوليها من اليهـود ، ضحايا يف العراق ، حيث الغالبية العظمى من األطفال ، الذين سقطوا يبدون سعادة عارمة بال خجل أو مواربة ، بوقوع املزيد من ال

بـأن ) : CBS(، يف حوار صحفي يف حمطة ) أولربايت ( من جراء نقص األدوية والغذاء ، حني تصرح وزيرة اخلارجية األمريكية ، والشعب العريب وحىت الشعب العراقي ، مل إال أن العامل أمجع، " أمر يستحق العناء" تسبب أمريكا مبوت نصف مليون طفل عراقي

. يبحث عن الدوافع احلقيقية هلذا العداء األمريكي للعراق

كل من يؤسر يطعن ، وكل من يقبض عليه يصرع بالسيف ، ويمزق أطفاهلم على مـرأى منـهم ، : 16: 13: إشعياء -توراة " " .وتنهب بيوم وتغتصب نسائهم

أعدوا مذحبة ألبنائه جزاء إمث آبائهم ، لئال يقومـوا . فذرية فاعلي اإلمث ، يبيد ذكرها إىل األبد : 23-20: 14: ء إشعيا -توراة "إين أهب ضدهم ، وأحمو من بابل ، امسا وبقية ونسـال وذريـة ، : " يقول الرب القدير. ويرثوا األرض فيملئوا وجه البسيطة مدنا

ها أنا أثري على بابل ، وعلى املقيمني : وهذا ما يعلنه الرب… ذ ، ومستنقعات للمياه ، وأكنسها مبكنسة الدمار وأجعلها مرياثا للقناف. ا يف ديار الكلدانيني رحيا مهلكة ، وأبعث إىل بابل مذرين يذروا ، وجيعلون أرضها قفرا ، ويهامجوا من كل جانب يف يوم بليته

لرامي قوسه وليتدجج بسالحه ، ال تعفوا عن شباا ، بل أبيدوا كل جيشها إبادة كاملة ، يتساقط القتلـى يف أرض ا) يذخر ( ليوتر ) " .من املدنيني طبعا ( الكلدانيني ، واجلرحى يف شوارعها

ملن يمسك صغارك ويلقي ـم إىل يا ابنة بابل احملتم خراا ، طوىب ملن يجازيك مبا جازيتنا به ، طوىب : 8: 137مزامري -توراة " " .الصخر

وكافة اجلوقة اليهودية يف اإلدارات األمريكية املتعاقبة ، ألوامر الرب القدير الواردة يف التوراة ، استطاع بنوا ) أولربايت ( وباستجابة ل الكرة علـيهم ، إذ أـم أنزلـوا إسرائيل من رد الصاع صاعني ألهل بابل ، وهكذا يكون العراقيون حصرا من ردت لبين إسرائي

.بالعراقيني أضعاف أضعاف ما أنزله البابليون م يف املرة األوىل

218

ولو عدنا إىل كامل النصوص التوراتية ، ونظرنا إىل ما جيري حقيقة على أرض الواقع ، لتبني لنا أن املستهدف احلقيقي هو العراق ألنه صفة أهل البعث ، والقيادة العراقية إلرساهلا البعوث يف كل احلروب العربية اإلسـرائيلية ، أرض البعث ، والشعب العراقي ألنه حيمل

اء وعدم قبوهلا وتوقيعها على اتفاقيات اهلدنة ، وإلعالا املتجدد عن نية البعث مبناسبة وبدون مناسبة يف السنوات األخرية ، منذ انتهملعاهدات السالم والتطبيع ، وإلصرارها على مقولة فلسطني عربية من البحـر إىل حرب اخلليج األوىل وحىت هذه اللحظة ، ورفضها

.النهر ، والدعوة إىل حترير فلسطني بالقوة

ويف حال استطاع الغرب اليهودي إسقاط القيادة العراقية ، فسيكون البديل كما هي العادة قيادة موالية للغرب ، ومعادية للشـعب املتخمة أصال باألعداء من أبناء جلدتنا ، لتزيد األمة ذال وهوانا أضعافا مضاعفة ، أما مصري العراق بني يدي العراقي ولألمة العربية ،

هكذا قيادة ، فسيكون بال شك كما يتمنى يهود الغرب والشرق ويشتهون ، ليتحقق هلم ما مل حيلموا بتحقيقه جبيوشهم املدججـة انيا بعد احلرب ، وانظر إىل حال االحتاد السوفيييت ، العدو الثاين للوجود اليهودي يف فلسطني وانظر إىل حال أمل. باألسلحة املتطورة

إىل سدة احلكم وما فعلوه به ، لنقول بأن مهمة القيادة املسـتقبلية –من شعبه –كما تخرب التوراة ، عندما استطاعوا إيصال اخلونة :للعراق ، فيما لو أسقطت القيادة احلالية هي

.تفكيك العراق وتقسيمه إىل دويالت صغرية ، كردية وسنية وشيعية يف الشمال والوسط واجلنوب •

.إثارة احلروب والفنت بني هذه الدويالت إلشغاهلا عن املهمة األساسية اليت أنيطت بأصحاب البعث •

. تدمري االقتصاد وإفقار الشعب العراقي لريكض الهثا وراء قروض صندوق النقد الدويل •

.حظر امتالك وتصنيع األسلحة •

.تقدمي فروض الطاعة والوالء ليهود الغرب والشرق ، وإاء حالة احلرب مع إسرائيل ومباركة عملية السالم •

فاملعضلة األساسية لدى الغرب اململوك من قبل اليهود ، هي وجود عراق قوي وقادر ، فكما صدقت نبوءات التوراة يف عودم من فلسطني ، فهم خيشون أيضا صدق النبوءات األخرى ، فيما تصفه يف نصوص عديدة من عقاب حتمي ، غاية يف البشاعة الشتات إىل

سيرتل م بعد العودة إليها ، من قبل أصحاب البعث األول ، بالرغم مما أضيف إليها من نصوص قليلة مضللة تخرب عن ملكهم األبدي ليجـد . عث يف ختبطها وعدم منطقيتها ، يف نفوسهم القلق أكثر مما تبعث على الطمأنينـة ، نصوص ال تسمن وال تغين من جوع تب

اليهود أنفسهم ملزمون بتسخري كل إمكانيام دون كلل أم ملل ، لدفع قادة الغرب إىل القضاء املربم على العراق ، وكما هي عادم طلبوا من موسى وربه الذهاب للقتال عنهم ، وحىت حرم األخرية على دائما وأبدا يدفعون اآلخرين خلوض حروم نيابة عنهم ، مذ

العراق اليت خاضتها ومازالت ختوضها أمريكا وبريطانيا يف العلن وفرنسا املنافقة يف اخلفاء ، واحلرب الوحيدة اليت كسـبها اليهـود وكان ذلك بتأييد من اهللا للقلة املؤمنة ، وبشجاعة منفردين يف مواجهة جيش ، هي عند دخوهلم فلسطني مع طالوت يف املرة األوىل ،

نيب اهللا داود عليه السالم ، فاملسألة لديهم مسألة حياة أو موت ، وبقاء العراق يعين تبخر أحالم الشعب اليهودي بسيادة العامل مـن .القدس

ملتكررة ، بضرورة حترير فلسطني من البحـر إىل ومما يؤذي األذان اليهودية يف الشرق والغرب هو مساعها ، لتصرحيات هذه القيادة االنهر وطرد اليهود منها ، مما يقض مضطجعهم يف فلسطني ، ويعيد إىل أذهام تلك الذكريات األليمة للبعث األول ، اليت أشـبعتها

.شخص الرئيس العراقي أسفار التوراة وصفا وتفصيال ، لتتراءى هلم ، صورة نبوخذ نصر وهتلر وصالح الدين ، دفعة واحدة يف

219

:الخيارات القائمة أمام اليهود لدرء الخطر العراقي العمل على بقاء احلصار على ما هو عليه ما أمكنهم ذلك ، ومنع أي حماولة لتفكيكه أو إضعافه ، واالستمرار يف ب ثروات .1

.العراق وحرمانه من تطوير أسلحته وجتديدها

عن طريق إحداث فنت وثورات داخلية ، أو عن طريق مواجهة عسكرية واسعة النطاق بعـد حماولة إسقاط القيادة العراقية ، .2خلق املربرات هلا ، باستفزاز جديد للعراق للقيام بعمل عدواين داخلي ، ضد األكراد يف الشمال أو الشيعة يف اجلنوب ، أو القيام

.بعمل عدواين خارجي ضد إحدى دول اجلوار

ار أخري ، وهذا االحتمال غري قائم حاليا حيث أنه مرفوض عامليا ، فمثل هذا األمر سيؤلب العـامل ضرب العراق نوويا كخي .3ولكن هذا االحتمال سيقوى يف حال فشلت اخليارات السابقة ، وخاصة عند امـتالك أمريكـا . بأسره ضد أمريكا ومؤيديها

.للدرع املضاد للصورايخ البالستية

مكن أن يكون هناك ضربة نووية للعراق ؟هل من امل: ـ والسؤال اآلن

وسكب املالك السادس ، كأسه على ر الفرات الكبري فجف ماؤه ، ليصري ممرا مللوك القادمني مـن : " جاء يف سفر الرؤيا ما نصه " . الشرق

يوشك الفرات أن يحسر عن : " صلى الله عليه وسلم قال رسول الله: عن أبي هريرة ، قال : أما يف السنة النبوية فقد جاء ما نصه ويف . رواه البخاري ، وأخرجه مسلم والترمذي ، وأبو داود وابن ماجه وأمحـد " . كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا

.، حيسر أي ينكشف عن " حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ساعةلا تقوم ال: " نص آخر من رواية مسلم

يخرب النص يف سفر الرؤيا ، أن شيئا ما سيسكب على ر الفرات فيجف ماؤه ، ويخرب احلديث الصحيح عن احنسار الفرات عن كرت فهل سيكون جفافه نتيجة ملا تنتجه األسلحة النووية من حرارة شديدة من ذهب قبل قيام الساعة ، واحنسار الفرات يعين ذهاب ماءه ،

!عند انفجارها ؟

وباإلضافة إىل ما ورد من خمططات لتدمري العراق واإلطاحة بقيادته ، كما جاءت يف تقرير واشنطن السابق يقول الصـحفي فتحـي أنتبه لتوثيق تاريخ صدورها ، ولكنه على األرجح كان يف بداية مل ( خطاب من القاهرة ، يف مقال له يف جريدة العرب اليوم األردنية

) : 2001/ 3شهر

حذر خرباء عسكريون من مخطط عسكري أمريكي إسرائيلي ، يستهدف فرض السيطرة املطلقة على املنطقة ، وتطبيق ما يعرف يف " الستحداث وزارة تعىن بتطوير األسـلحة النوويـة ) ارون ش( وأن توجه … خبطة إعادة دمج املنطقة عسكريا وأمنيا ) البنتاغون (

وأسلحة الدمار الشامل ، واستحداث وزارة للشؤون االستخباراتية يف سابقة هي األوىل من نوعها ، يأيت يف إطار ما تفرضه ضرورات شاء أكرب شبكة صاروخية يف منطقة وكشف اخلرباء العسكريون يف مصر ، عن الترتيبات األمريكية إلن… نظام احلماية األمنية اجلديد

تتمتع مبدى قتايل واسع يشمل العراق وإيران ودوال أخرى ، باإلضافة إىل مناطق مشال إفريقيا والبحر األمحر ، لضمان اخلليج العريب ، ... أمن منطقة اخلليج ومالحقة الطائرات املغرية والتدمري السريع ألية أهداف معادية

على إنشاء الشـبكة ، الـيت سـيتم … حصل على موافقة دول خليجية ) كولن باول ( ر اخلارجية األمريكي وأكد اخلرباء أن وزية تزويدها بأحدث أجهزة االتصاالت احلديثة واإلنذار املبكر ، اليت ستكون هلا القدرة على التعامل السريع مع العمليات الطارئة ، وقادر

وسوف تتحمل دول اخلليج النصيب األكرب ، من تكلفة مشروع هـذه . مليات العسكرية على منع إصابة الشبكة بأي خلل أثناء الع

220

الشبكة الصاروخية ، وأن هناك مشاورات واتصاالت عسكرية ، للترتيب إلنشاء هذه الشبكة وإلعداد التفصيالت الفنية املتعلقة ـا ابل النيترونية ، واليت سيتم إطالقها على منطقة غرب العراق وحذر اخلرباء من املخطط العسكري اإلسرائيلي لضرب العراق بالقن…

… )شارون ( وفق إعالن

أن القنابل النيوترونية النووية هي قنابل إشعاعية ذات أحجام خمتلفـة ، منـها : وأوضح العامل الفيزيائي الدكتور طارق النمر بقوله احلية يف مساحة قطرها محدد سلفا ، وتأثري كل قنبلة منها يتحـدد أسطوانات إبرية يف حجم القلم ، وتستطيع قتل مجيع الكائنات

وأن … حبيث يتم زراعتها داخل األراضي العراقية ، ويف الوقت احملدد سيتم تفجري هذه القنابل بواسطة أشعة الليزر حسب حجمها ،وال أسـتبعد أن … سفل مياه خليج العقبة ، بعدما نفذت عدة جتارب أ إسرائيل مهتمة بتجربة أسلحتها اجلديدة على أرض العراق

حبيث تبقى بغداد حتت التهديد الدائم ، بتـدمري حقـول تعمل أمريكا وبريطانيا ، على زرع قنابل نيوترونية يف مناطق من العراق ، " . يف نطاق العقوبات الذكية القنابل النيوترونية بواسطة أشعة الليزر

حفي ، هو انسجامه مع املخاوف اليهودية التوراتية ، حيث يسمي الدول واملناطق اليت تضم الدول ما لفت انتباهي يف هذا التقرير الصقدميا دولة املعادية إلسرائيل توراتيا ، ومنها إيران والعراق وليبيا يف مشال إفريقيا والسودان وإثيوبيا مبحاذاة البحر األمحر ، واللتان كانتا

ولفت انتباهي أيضا التركيز على . ضرب العراق حسب ما تدعو وتحرض عليه النصوص التوراتية واحدة ، ويشري أيضا إىل ضرورة .منطقة غرب العراق ، اليت من املتوقع أن يتواجد فيها اجليش العراقي قبل حتركه لغزو إلسرائيل

: يقول فيه ) اريخ غري موثق الت( ويف تقرير آخر من واشنطن للصفحي حممد دلبح ، نشر يف جريدة الدستور األردنية

إنتاج قنابل نووية من نوع جديد ، قادرة على اختراق مراكز القيادة ، والتحصـينات ) البنتاغون ( تبحث وزارة الدفاع األمريكية " أن اهلدف :عن مصادر يف احلكومة األمريكية والكونغرس قوهلا ) واشنطن بوست ( ونقلت صحيفة . اليت يستخدمها الزعماء والقادة

سمب ما تحدثها األسلحة التدمريية بأنواعها من إنتاج هذه القنابل ، هو جتنويقـول . يه احلكومة األمريكية األضرار اجلانبية ، اليت تزوـا أا قد تعمل على قيام الواليات املتحدة ، بتخفيض خم –مقارنة بغريها –املدافعون عن هذا النوع من القنابل النووية الصغرية

وزير الـدفاع ونسبت الصحيفة إىل مستشاري . احلايل من القنابل النووية ، دون أن تتعرض مفاهيمها األمنية ألخطار أو تعديالت أن األسلحة النووية األمريكية احلالية ، لن تردع الرئيس العراقي صدام حسني ، ألنه يعلم : قوله ) دونالد رامسفيلد ( األمريكي

على بغداد ، ليدمر املدينة بأكملها ، ويقضي علـى -بقوة مائة كيلو طن –األمريكي ، لن يقوم بإلقاء قنبلة نووية بأن الرئيس ومن ناحية أخرى يعتزم احتاد العلماء األمريكيني ، إصـدار تقريـر هـذا … سكاا ، دف القضاء على أسلحة الدمار الشامل

سيجعل استخدام هذا النوع من السالح وع من القنابل النووية إىل املخزون النووي يف العامل ، أن إضافة هذا الن" األسبوع يقول فيه " . أكثر احتماال

أستطيع القول بأن التفكري األمريكي اإلسرائيلي العسكري على املدى القريب ، بعد املعارضة واإلدانة العاملية لضرم بغداد مؤخرا ، كذريعة القضاء على أسلحة الدمار الشامل ( اهلجوم ، لعدم وجود ذريعة للهجوم مقبولة دوليا ، سيكون حمصورا يف الردع وليس يف

منتظرين فربكة مؤامرة جديدة أو حترك عراقي خاطئ ، وأعتقد أم سيحاولون استفزازه يف املستقبل القريب بشىت الوسائل ) العراقية أستطيع القول ، أم -إن مل يعطهم العراق الذريعة لشن تلك احلرب -ى املدى البعيد أما عل. والسبل ، ليعلنوا عليه حرم الشاملة

والذي سيوفر هلم احلماية من أي ردود -الذي سيكون جاهزا بعد مخس سنوات حسب تقديرهم -وفور امتالكهم للدرع النووي بوابل من القنابل النووية ، حىت يغدو صحراء قاحلة خاوية على فعل نووية ، سيشنون حرم املقدسة على العراق ، وسيقومون بضربه

لكي يتخلص يهود العامل من هذا الرعب التورايت املسلط على رقام ، لينتظروا بسالم ملكهم الذي سيظهر يف القـدس ، . عروشها

221

ووية للعراق ، كرد فعل أمريكي على الدخول والذي سيعيشون معه أحالمهم الوردية إىل األبد ، ومن احملتمل جدا أن تكون الضربة الن .العراقي لفلسطني ، لتبدأ بذلك احلرب العاملية الثالثة

:الموقف العالمي إزاء العراق وما كان للغـرب أن . كانت غاية الغرب يف السنوات األخرية وما زالت ، هي تدمري العراق حتقيقا لرغبات اليهود يف محاية إسرائيل

دف ، باخلروج على األعراف واملواثيق الدولية بأي شكل من األشكال ، للقيام بعدوان مباشر ومكشوف على العراق ، يحقق هذا اهلومبا أن مآرب اليهود . وما كان ألمريكا بعظمتها أن تقوم منفردة بعمل عدواين ضد العراق ، ألا يف هذه احلالة ستجابه العامل بأسره

وىل مل تتحقق ، بل على العكس من ذلك متاما ، خرج العراق من هذه احلرب حمتفظـا بقوتـه ، من خالل إشعال حرب اخلليج األ ارا ، حبرق نصف إسرائيل حال اعتدائها على أي بلد عريب ، كانت هذه القيادة كمن حـك وقامت قيادته بتهديد إسرائيل جهارا

.لليهود على جرب

الشرق والغرب لتأكيد عدوانية العراق ونازيته ، فحرق اليهود هو فعل هتلري نـازي ، آنذاك قامت الدنيا ومل تقعد ، طبل وزمر يفويف اخلفاء كانت تطـبخ مـؤامرة جديـدة ، . وكان ذلك لتهيئة الرأي الغريب والعاملي ، الستقبال هتلر جديد يسعى حلرق اليهود

ربرا قانونيا لتدمري العراق ، فغزو العراق للكويت كان خمالفا متخضت عن غزو العراق للكويت ، وبذلك استطاعت أمريكا أن توجد مللقوانني واألعراف واملواثيق الدولية ، وبذلك استطاعوا إضفاء الشرعية على عدوانيتهم ، لتحقيق مآرم احلقيقية حتت غطاء الشرعية

لعراقية تواجه العامل بعد أن أصبحت معتديـة ، كمـا الدولية ، وبدال من أن تواجه أمريكا املعتدية العامل بأسره ، أصبحت الضحية ا حصل مع أملانيا بنفس السيناريو ما قبل احلرب العاملية الثانية وبكل حيثياته ، والسبب هو عداء قيادة البلدين ألسياد العامل ، وبـذلك

.ديني يف ذلك الوقت أجربت دول العامل املختلفة ، على اختاذ موقف معادي للعراق ، حىت من قبل حلفاءه التقلي

أما يف الوقت احلايل ، فقد بدأت دول العامل مؤخرا تصحو من أكاذيب اإلدارات األمريكية املتعاقبة ، لتربير ما تنتهجه من سياسـات قبل أغلب إزاء العراق ، فكل املربرات السابقة مل تعد موجودة ، وأصبحت األعمال األمريكية العدوانية تجابه باملعارضة الشديدة من

وحىت قرارات الشرعية الدولية ، متيل كثري من الدول ومنها روسيا والصني إىل التغاضي عن البحث يف مسـألة التـزام . دول العامل بل تعمد هذه الدول أحيانا إىل خرق هذه القرارات سرا ، حىت وصل . العراق ا من عدمه ، ومنها مسألة فرق التفتيش عن األسلحة

أما األكثر متسكا بقرارات . الدوما الروسي ، إىل املطالبة بالتصويت على عملية رفع احلصار عن العراق من جانب واحد األمر مبجلسالشرعية الدولية ، فهم الذين يذرفون دموع التماسيح على الشعب العراقي ، بدعوى أم حريصون على مصلحة هذا الشعب ، وأن

مبا أا عصت ومتردت على قرارات الشرعية الدولية ، اليت جعلوا من يعصيها مبرتلة من عصى قيادة هذا الشعب ليست حريصة عليه ، .اهللا إن مل تكن أعظم

وأما دعوى األمريكان بأن العراق يشكل ديدا للمصاحل األمريكية يف منطقة الشرق األوسط ، وعلى رأسها تدفق الـنفط بأسـعار ليجية للبضائع األمريكية فهي دعوى باطلة ، فهذان األمران مها حتصيل حاصل منذ اغتيال الزعيم معقولة واستمرارية فتح األسواق اخل

وأما التذرع بعدوانية العراق على جريانه . العريب الوحيد ، الذي عارض اإلله األمريكي بقطع النفط ليشل بذلك العامل الغريب بأسره لعراق على غزو الكويت هم األمريكان بعلم وحلفائهم الكويتيـون بغـري علـم ، بغزوه للكويت فهو حمض افتراء ، ألن من أجرب ا

لـنخلص إىل القـول أن العـداء . وبتخطيط وتدبري وتشجيع من األمريكان أنفسهم لكال الطرفني ، ومبساعدة من العرب أنفسهم مريكي نفسه ، الذي أصبح يحرج قادته بتفنيد األمريكي للعراق أصبح غري مربر ، يف نظر شعوب العامل كافة حىت من قبل الشعب األ

.كافة احلجج والذرائع ، اليت يربرون فيها مواقفهم املتناقضة من العراق وإسرائيل

222

ولنخلص إىل القول ، أوال ؛ بأن املوقف العاملي إزاء الصراع األمريكي العراقي ، أصبح خمتلفا بل مغايرا ملا كان عليـه يف السـابق ، لدول العظمى وحىت الصغرى منها ، باتت تتخذ موقفا مناهضا ألمريكا وإلسرائيل ، ومتعاطفا مع العراق وفلسـطني ، فهناك بعض ا

وخري مثال على ذلك موقف كولومبيا يف جملس األمن املؤيد ، إلرسال قوة محاية دولية للفلسطينيني ، مبدية عدم اكتراثها مبقاطعات وثانيا ؛ بأن املوقف األمريكي املعادي للعراق ، عند عدم عـزوه للمخـاوف . روسيا والصني أمريكا االقتصادية ، وموقفي كل من

.التوراتية اليهودية ، يصبح أمرا ال يمكن فهمه من قبل اآلخرين

:الموقف العربي من العراق سبب يف معاناة الشعب العراقي هو القيـادة دأبت أمريكا على دفع األمور ، باجتاه جعل الرأي العاملي والعريب والعراقي ، يعتقد بأن ال

العراقية بتوجهاا العدوانية ، حىت بات كثري من العرب يعتقدون بأن هذه القيادة هي السبب احلقيقي ، فيما وصل إليه العرب من ذل د من ذلك ، فـاموا هـذه بل مضى الكثري منهم إىل أبع. وهوان وفرقة ، وضياع لثروام النفطية فضال عما كانوا عليه يف السابق

ا القيادة بالتآمر والتواطؤ مع الغرب نفسه ، ضد العرب وضد الشعب العراقي ، ليصبح إسقاط القيادة العراقية مطلبا عامليا وعربيا وعراقي القول أيضـا ، أن وهذا مما جعل البعض يذهب إىل. ، وليبقى رفع املعاناة عن الشعب العراقي مرتبطا بإسقاط القيادة العراقية احلالية

الغرب مستفيد من وجود القيادة العراقية على رأس السلطة لذلك ال يرغب بإسقاطها ، وأن الرئيس العراقي متآمر ومتواطئ مع أمريكا ولو أن أمريكا مل تكن مستفيدة من وجوده لعملـت . لإلضرار بشعبه وأمته ، وحىت ضربه إلسرائيل كان فقط لذر الرماد يف العيون

.ى إزاحته ، تأليها من أولئك ألمريكا بغري علم ، وكأنها القادر على كل شيء عل

وكما أخطأ الشريف حسني بوضع ثقته يف اإلنكليز يف احلرب العاملية األوىل ، وساهم بتنفيذ خمططات اليهود من حيث ال يـدري ، تآمرين يف ظهر الغيب ، لينطلي عليها معسول الكالم ، فسيق أخطأت القيادة العراقية عندما وثقت بأمريكا وبعض مواليها من العرب امل

العراق كما يساق الفهد إىل قفص الصياد ، فدخل حربني مدمرتني كان اهلدف منهما حتطيم قدراته ، وعلى ما يبدو أن هذه القيادة ات األوان ، فانسحبت من حـرب استيقظت من غفوا فور دخوهلا للكويت ، وعند انكشاف الوجه احلقيقي ألمريكا ولكن بعد فو

اخلليج الثانية إلنقاذ ما ميكن إنقاذه ، ولكن املتآمرون على العراق من عرب وعجم ، مل يعطوها الفرصة اللتقاط أنفاسـها فتوالـت د العراقي قرارات جملس األمن تباعا ، وكان احلصار الذي مل يكن يف احلسبان وكانت جلان التفتيش وكانت التعويضات ، فحصر املار

.يف قمقم قرارات جملس األمن الدويل ، ريثما جيد املتآمرون عليه طريقة لإلجهاز عليه متاما

كان مقتل القيادة العراقية األول الذي استغله املتآمرون خري استغالل ، هو ما يتمتع به العراقيون إمجاال من صفات العزة واألنفـة ، . فعندما أغري الكويتيون بالتطاول على العراق كانت احلرب االنتقامية . ليهم من قبل اآلخرين وعدم قبوهلم للذل واهلوان والتطاول ع

لذلك كان من السهولة مبا كـان أن . وكان املقتل الثاين وما زال هو أن العراقيني رجال حرب وليسوا برجال مكر وكذب ومراء رجم القيادة العراقية باخليانة والتواطؤ مع الغرب من بعض احملـبطني وأما. تنطلي عليهم دسائس املكرة الفجرة من الغرب والشرق

: جلهلهم مبا يدور يف مطابخ الغرب والشرق ضد هذه األمة بشكل عام وضد العراق بشكل خاص ، وثانيـا : العرب ، فذلك أوال نة اليت يعانون منها ، وخاصـة بعـد أن توقفـت خليبة أملهم فيما عقدوه من آمال على القيادة العراقية لرفع حالة الذل واهلوان املزم

.الصواريخ العراقية عن دك معاقل الصهاينة ، قبل أن تتحقق أحالم الشعب العريب يف العزة والكرامة

:دوافع ومبررات العراق لمحو إسرائيل عن الوجود بالشعب العراقي واألمة العربية حىت لـو التخلص من الشعور بعقدة الذنب ، حيث أن أفعال القيادة العراقية أضرت حقيقة .1

.كانت عن غري قصد

223

.تبيض الصفحة ونفي مة اخليانة والتواطؤ ، حيث أن القيادة العراقية ، أصبحت متهمة من قبل اآلخرين .2

.ضرورة التعويض عما حلق الشعب العراقي واألمة العربية ، من ذل وهوان نتيجة االنكسار العراقي .3

لعراقية على النهوض باألمة العربية ، وقيادا ملا تصبو إليه من منازل العز والكرامة ، واليت طاملا كانت تتحدث إثبات القدرة ا .4 .عنها فيما مضى ، ولكنها مل تفلح لغاية اآلن ، مما شكك يف مصداقية القيادة العراقية يف تصديها هلموم األمة العربية

، واليت تعترب من أولويات احلزب " عاشت فلسطني حرة عربية من البحر إىل النهر " قولة إثبات صدق تبين القيادة العراقية ، مل .5 .احلاكم

.اخلروج من الوضع املأساوي واملهني ، الذي جنم عن احلصار األبدي ، املفروض على العراق منذ أحد عشر عاما .6

.صبح العراقيون يعوا متاما قطع الطريق على املخططات اليهودية األمريكية لتدمري العراق اليت أ .7

.االنتقام من التطاول اإلسرائيلي اجلبان بضرب املفاعل النووي العراقي أثناء انشغاله يف احلرب مع إيران .8

.االنتقام من التطاول األمريكي أثناء وما بعد حرب اخلليج الثانية .9

. مواجهة عسكرية حقيقية إظهار عدم مقدرة أمريكا على محاية مسخها اخلداج يف املنطقة يف أي .10

سلبية مواقف القيادات العربية غري املربرة من العراق ، ويأس القيادة العراقية وقنوطها من هذه القيادات ، خاصة بعد مؤمتري .11 .القمة األخريين يف القاهرة وعمان

مة اجلربية يف القمقم ، وهذا ما يظهره تعلق آمال الشعب الفلسطيين اليائس بصحوة املارد العراقي احملاصر ، وخروجه من اإلقا .12 .الفلسطينيون أثناء مسريام برفع صور الرئيس العراقي واألعالم العراقية

حاجة الشعوب العربية إىل بطل حقيقي يعيد هلا أجمادها ، يف زمن عزت فيه البطولة ، إال من بطوالت على منط بطـوالت .13 . ، اليت ما فتئت تتغىن ا وبأبطاهلا شاشات التلفزة العربية ليال وارا الدون كيشوت يف معاركه مع طواحني اهلواء

العراق غريق لن خيشى البلل ، وعلى ما يبدو أنه سيعمل على مبدأ أنا والطوفان من بعدي ، وإن مل يكسب فال شيء خيسره .14.

يف تقرير واشنطن بإثارة مسألة املفتشني ، مع االستفزاز أو العدوان األمريكي القادم بناء على التحريض اليهودي ، كما ورد .15 .م أو بإثارة فتنة جديدة ، تدفع العراق للقيام بعمل عدواين داخل أو خارج أراضيه 11/2001اية شهر

:النص القرآني يتحدث عن عالقة ثأرية بين طرفين ، وال اعتبار ألي طرف آخر ني طرفني ، تربط ما بينهما عالقة ثأرية متأصلة يف النفس اليهودية منذ آالف السنني يتحدث النص القرآين يف سورة اإلسراء عن نزاع ب

، وال يضع يف حسبانه أي طرف آخر مهما عظم شأنه أو صغر ، وكأنه ال يوجد على الكرة األرضية سوى بين إسرائيل وأولئك العباد قل ادعوا الذين زعمتم من دونه ، فلا يملكون كشف الضر عنكم ( وهذا ما جنده يف اآلية السادسة واخلمسني من سورة اإلسراء .

مرة فقط ، ومبعىن واحد هو األذى أو العذاب يف احلياة الدنيا ، واملعـىن ) 29(ورد يف القرآن ) الضر ( ولفظ ) 56( ، ولا تحويلا ، يخاطب أناسا أثناء نزول العذاب م متحديا إياهم ، بدعوة من اتكلوا عليهم من دونه لرفع اإلمجايل لآلية بأن اهللا سبحانه وتعاىل

سيقع ال حمالة ، والذين ـاهم اهللا يف -وليس للمسلمني بالنصر –ووعد اآلخرة هو وعد إهلي لليهود بالعذاب . عذاب اهللا عنهم

224

ئيل أنفسهم ، ولن ميلك أحد من اجلن واألنس رفعه أو حىت حتويله عنهم ، ولكن نفس السورة عن اختاذ وكالء من دونه هم بنوا إسرا كيف ؟

لنتفق أوال على أن حتقق هذا الوعد بغزو العراق إلسرائيل ، يعتمد أساسا على انفراد العراق بإسرائيل وميكن هلذا األمر أن يتحقق يف :حالتني

مار مجيع القوى العسكرية اليت ميتلكها الغرب وإسرائيل ، كنتيجة لتدخل بشري بقيام أن يكون هذا الغزو مسبوقا بد: االحتمال األول .حرب نووية عاملية بني الغرب والشرق ، أو كنتيجة لتدخل إهلي بإحداث كوارث طبيعية هائلة يف الغرب شبيهة بأحداث يوم القيامة

. ، مع بقاء مجيع القوى العسكرية اليت ميتلكها الغرب وإسـرائيل أن يكون هذا الغزو ضمن معطيات الواقع احلايل: االحتمال الثاين باستخدام العراق لتقنيات وخطط عسكرية بسيطة ، حتمل يف طياا منطق عسكري جديد ، مل تألفه الشعوب وال تتوقعـه ضـمن

.لية والغربية كليا املعطيات احلالية ، يكون من شأنه أثناء الغزو ، إلغاء أو ميش القدرات العسكرية اإلسرائي

واالحتمال األول ضعيف جدا ، حيث أنه يتطلب أن تقوم القوى الغربية بفعل عدواين يهدد االستقرار العاملي ، مما يجرب القوى الشرقيةمن األسباب وضمن املنظور القريب ال يوجد. املتمثلة بروسيا والصني مثال ، على الرد بشكل عنيف ومدمر إلعادة األمور إىل نصاا

أما الفعل اإلهلي بتدمري القوى الغربية فهو أمر مستبعد كليا ، ألن األحاديث . ، ما يدفع القوى الغربية للقيام مبثل هذا الفعل العدواين ، سواء ما ميتلكه النبوية فيما يخص الفترة الزمنية اليت يظهر فيها املهدي ، تشري إىل فناء التكنولوجيا العسكرية وغري العسكرية مبجملها

الشرق أو ما ميتلكه الغرب ، وال تشري إىل فناء مجيع الدول والشعوب اليت متتلك هذه التكنولوجيا ، فكيف فنيت التكنولوجيا بكليتها !؟… ومل تفىن الشعوب

تطورة وعلى رأسـها األسـلحة فناء مجيع األسلحة امل: بقاء بعض الدول وفناء البعض اآلخر ، وثانيا : وهذا مما يؤكد أمرين ، أوال فالدمار القادم للحضارة الغربية برمتها سيتحصل ال حمالة ، وعلى ما يبدو من جراء حرب عامليـة نوويـة . النووية من كال الطرفني

ـ ا يف مدمرة تستنفذ فيها كافة األسلحة املتطورة من على وجه البسيطة ، مع بقاء بعض الشعوب املنتصرة ، بعد أن تكون ألقـت مجعبتها من أسلحة على خصومها املنكسرة ، وبذلك يغدو من املمكن قيام اخلالفة اإلسالمية يف ظل غياب تلك القوى لتحكم الكون

.بأسره ، إذ ال بد للنصر من أسباب ومسببات مادية فضال عن العقائد الروحية

ية واحمللية ، تؤكد على أن العراق لن يستطيع الصمود حىت وقت أما االحتمال الثاين فهو األقوى ، إذ أن املؤشرات على الساحة العاملمتأخر جدا ، فصرب القيادة العراقية بدأ ينفذ ، والتحركات السياسية املتعددة للخالص من احلصار ، على املستوى اإلقليمي والـدويل

هديدات األمريكية يف تزايد مستمر ، فال بد هلا باتت غري جمدية ، ورغم كل ذلك ال يبدو أن هناك ضوء يف آخر النفق ، والضغوط والتوكذلك األمر بالنسبة للشعب الفلسطيين يف فلسطني ، إذا ما استمر . من القيام بعمل ما لتحريك األمور ، أو قلبها رأسا على عقب

وستكون النتيجة مأساوية على املدى احلال على ما هو عليه من اخلذالن العريب والعاملي ، فهو أقرب إىل االيار منه إىل االستمرار ، البعيد ، وعلى عكس ما يتوقعه الناس منهم ، فلإلنسان طاقة حمدودة على الصرب ، وسيبدأ الفلسطينيون جمددا باالنسياب إىل اخلـارج

.شيئا فشيئا

:معطيات الواقع الحالي تؤكد حتمية نفاذ هذا الوعد في وقت قريب يف القيادة احلالية للعراق اليت إن زالت لن تتكرر ، فهي : الوقت الراهن تكمن يف أربع معطيات ، أوال وسر قابلية نفاذ هذا الوعد يف

اليت متلك إرادة الغزو بعدما تولدت لديها نتيجة عملية خماض عسرية ، متثلت مبا حلق بالعراق من ظلم وإجحاف وإذالل يف السنوات

225

طالبة بإزالة هذا الظلم واهلوان والثأر ممن تسبب فيه ، وبعث أولئك العباد املشار إليهم يف النص األخرية على عهد هذه القيادة ، وهي امل .قائم على عالقة ثأرية بينهم وبني اليهود غايته االنتقام ليس إال -وكما أوضحنا سابقا -القرآين أساسا

ما ووحشية ، ودورها يف ازدياد حدة ودموية االنتفاضة اجلديدة ، واليت يف القيادة احلالية إلسرائيل ، بقيادة أكثر اليهود إجرا: وثانيا سامهت وستساهم يف استمرارية انغماس يهود إسرائيل يف شأم الداخلي ، وإمهاهلم وعدم التفام ملن يتربص م الدوائر من اخلارج ،

.مما يعطي فرصة أكرب لنجاح الغزو العراقي

اإلسرائيلي الراهنة ، وخاصة بعد اختياره لقيادة هي األكثر دموية بني سابقاا ، وبأغلبية ساحقة مما يشري إىل يف حالة اتمع: وثالثا أن الشعب بكليته ، أصبح أيضا شعبا دمويا فاسدا ومفسدا ، وعندما تصبح األمة بأسرها متلك هذه الصفة ، وحسب السنن اإلهلية ،

حيمل على عاتقه ، تنفيذ جممل أحالم اليهود التوراتية الواردة يف ) شارون ( ذا علمنا أن السفاح وإ. جند أن هالكها بات وشيكا جدا الفصول السابقة قبل اية واليته ، وعلى رأسها هدم املسجد األقصى ، نستطيع القول بأن هالك هذه األمة لن يتجاوز األربع سنوات

.على أبعد االحتماالت

الية األمريكية غري املتزنة ، اليت أعلنت عدائيتها غري املربرة للعراق ، وقامت بضربه فور تسلمها للسـلطة دون يف القيادة احل: ورابعا _ سابق إنذار ، بالرغم من سياساته التصاحلية وجتاوبه الكامل مع قرارات الشرعية الدولية ، وانتهاجه ألسلوب احلوار مع جملس األمن

ذ أن املطلوب من العراق هو عبادة إسرائيل اليت يعبدون ، وتقدمي فروض الطاعة والوالء للسامريون وكل ذلك مل ولن يجدي نفعا ، إواليت أظهرت أيضا يف املقابل تغاضيا وصمتا ، على ما تقترفه القيادة اإلسرائيلية بشكل غري مسبوق ، مما _ اجلدد يف الغرب املتصهني

.، فتعاقبت التنديدات واالنتقادات هلذا التصرف األهوج من قبل املهرج األمريكي بوش أثار حفيظة حىت املنافقني من حلفاء أمريكا

هذا ، فضال عما أثارته القيادة األمريكية من استياء عاملي ودويل ، لسياستها املعادية لدول الشرق األقصى واألدىن من روسيا مشـاال ، وحللفائها الغربيني من الدول غري املنحازة لسياساا ، وللبشرية مجعاء بعدم وحىت اليمن جنوبا ، ومن الصني شرقا وحىت ليبيا غربا

توقيعها على اتفاقية احلد من االنبعاث احلراري ، حىت انعكس ذلك على مشاركة أمريكا يف اللجان املنبثقة عن هيئة األمم املتحـدة ، .قصرية مما يعكس السخط الدويل على أمريكا وسياساا فأسقطت من جلنيت حقوق اإلنسان ومكافحة املخدرات ، خالل فترة

فضال عن ذلك ، يأيت مشروع الدرع املضاد للصواريخ املثري للجدل ، والذي تروج له أمريكا على أنه مشروع دفاعي حبت ، تسعى كوريا الشمالية ، أو مجاعـات المتالكه متذرعة مبخاوف غري منطقية من هجوم نووي ، رمبا تقوم به إحدى الدول املارقة كإيران و

إرهابية من املمكن أن حتصل يوما ما على السالح النووي ، لضمان تأييد حلفائها هلذا املشروع ، الذين أبدوا حولـه الكـثري مـن كـون والذي يجابه أيضا مبعارضة شديدة من قبل روسيا والصني ، . التحفظات ، لعدم قناعتهم باملسوغات األمريكية هلذا املشروع

فالسالح النووي يف األصل هو قوة ردع كفيلة ، مبنع أي . هذا املشروع سيلغي قوة الردع النووية ، ألي دولة متتلك السالح النووي ري دولة مارقة أو غري مارقة من جمرد التفكري بضرب أمريكا نوويا ، ليتبني لنا أن دوافع أمريكا املعلنة المتالك هذا الدرع غري مربرة وغ

.ية منطق

ـ رق أما دوافعها غري املعلنة المتالك هذا الدرع ، فهي نابعة من املخاوف التوراتية واإلجنيلية ، فيما يتعلق باملواجهة املقبلة بـني الشوبامتالك أمريكا هلذا الدرع ، تتحـول . والغرب ، واليت تناولناها يف فصل سابق ، وحمركاا الرئيسية هي العراق وروسيا واملهدي

رخيها النووية إىل أسلحة هجومية ، قادرة على ضرب أي مجاعة ، أو دولة نوويا أو غري نووية من املذكورة آنفا ، يف حالة قيامها صوابتهديد املصاحل أو أمن أمريكا وحلفائها ، دون أن تكترث بأي هجوم نووي مضاد حىت من قبل روسيا والصني ، وبذلك تسـتطيع

دولة بالقوة إن مل متتثل لسياساا طواعية ، ضاربة يئة األمم وجمالسها وقراراا ومواثيقها عرض احلائط أمريكا فرض إرادا على أي .

226

ولو حبثت عمن يسعى حبماس لترويج فكرة هذا الدرع ، يف اإلدارة األمريكية وجملسي الشيوخ والنواب ، لوجدت أم يف معظمهم وأن اهلدف املنشود من إقامة هـذا . دة إسرائيل ، املسكونني باملخاوف التوراتية واإلجنيلية من اليهود ومن املتصهينني النصارى من عب

ذلك الدرع ، هو متكني النبوءات التوراتية املستقبلية اليت توافق أهوائهم وأمانيهم من التحقق ، وتعطيل مجيع النبوءات اليت ختالفها ، وبحدث عنه شبه معدومة بل مستحيلة ، ففور شعور أمريكا بأي بوادر حتركات عراقـي تصبح قابلية نفاذ هذا الوعد بالشكل الذي نت

باجتاه إسرائيل ، لن تتردد اإلدارة األمريكية التوراتية يف أن جتعل أرض العراق صعيدا جرزا ، دون خوف أو وجل وليصبح اسم العراق ق واخلالص من أمره ، حىت قبل أن يفكر بالتحرك فور امتالكها هذا إن مل تستبق األمور كما هي العادة ، بضرب العرا. نسيا منسيا

هلذا الدرع ، بعد مخس سنوات من البدء يف تنفيذه حسب تقديراا ، ليصبح أمر نفاذ هذا الوعد بعد هذه املدة الزمنية ضربا من اخليال .، فال بد من حتقق هذا الوعد قبل مضي هذه املدة

ختشى أحدا ، ولو أرادت بالعراق السوء لفعلت ، ونقول بأن هذا القول غري صحيح ، فلتدمري القـدرة وقد يقول قائل أن أمريكا ال إلمجـاع أممـي : مربرا وهو غزو الكويـت ، وثانيـا : العسكرية التقليدية وأسلحة الدمار الشامل العراقية ، احتاجت أمريكا أوال

دولة لتنفيذ اهلجوم لتوزيع دمه على القبائل ، ومن مث فتح اال إلجراءاـا 30ملشاركة : الستصدار قرار باستخدام القوة ، وثالثا ونقـول بـأن ! فلو كانت قادرة فما الداعي ملا قامت به من خطوات سبقت الضرب الفعلي للعراق . العدائية املستمرة اجتاه العراق

أمنها ، يف ظل امتالك نفس السالح ، مـن قبـل دول أمريكا لن جترؤ على ضرب العراق نوويا ، بداعي اخلوف على مصاحلها أو مناهضة هلا ولسياساا كروسيا والصني ، ألا باملقابل ستعطي هلما مربرا لضرا نوويا دون سابق إنذار ، يف حال قيام أمريكا بتهديد

علم فإن العراق كان على عالقة طيبة مع فاملخاوف األمريكية من أسلحة الدمار الشامل تأيت من العراق ، وكما ن. مصاحلهما وأمنهما أمريكا قبل حرب اخلليج الثانية ، ومل يهدد يوما ال أمن الواليات املتحدة وال مصاحلها ، وحىت بعد احتالله للكويت مل يكن ذلـك

رخيه الكيماوية والبيولوجية ليغير من طبيعة تلك العالقة ، والذين هدد العراق أمنهم قبل جره لغزو الكويت وما زال ، وتستطيع صواأن تصلهم ، هم يهود إسرائيل وهو ما كان قد أيقظ املخاوف التوراتية ألسياد أمريكا من اليهود ، فكان ما كان ووقع ما مل يكن يف

.احلسبان

:األجواء اآلن مغايرة تماما ، لألجواء التي قامت في ظلها الدولة اليهودية اليهود بوضع خمطط طويل األمد ، مجعوا فيه ما بني مطامع أرباب املال اليهود يف السيطرة االقتصادية ، منذ أكثر من مائيت سنة ، قام

وكان اهلدف النهائي للعمل اجلماعي اليهودي وما زال ، هو السيادة الكاملة على كوكب . وأحالم احلاخامات التوراتية يف فلسطني نظريا وبإغفال القدرة اإلهليـة . ن القدس عاصمة له لتحقيق مطلب الطرفني معا األرض من خالل حكم ملكي ديكتاتوري ، يتخذ م

اليت ال يؤمن اليهود بوجودها ، فإن خمططهم اإلفسادي قابل للتحقق على أرض الواقع ، أما عمليا وبإدخال القدرة اإلهلية يصبح أمر .حتقق خمططهم هذا ضربا من اخليال

املخطط ، من حتقيق السيطرة االقتصادية ، على العامل الغريب ، بامتالك الصناعة املصرفية ، وشـراء وقد متكن اليهود من خالل هذا مما مكنهم من السيطرة على جممل سياسيات تلـك الـدول . االستثمارات بكافة أشكاهلا ، وأمهها الصناعات العسكرية واإلعالمية

.ف املخطط اليهودي آنف الذكر الداخلية واخلارجية ، ومن مث مت تسخريها خلدمة أهدا

، ولو أمعنت النظر يف ظروف املنطقة ، اليت سبقت احلربني العامليتني األوىل والثانية ، لوجدت أا تتقاطع كليا مع املخططات اليهودية ، حىت استيئسـت بإقامة وطن قومي هلم يف فلسطني ، يف ظل موقف السلطان عبد احلميد ، الرافض حىت إلقامة اليهود فيها كأفراد

ولو أمعنت النظر يف نتائج احلربني ، ستجد أا خدمت املخطط اليهودي بشكل ملفـت للنظـر ، حيـث . رسل اليهود من األمر متخضت احلرب األوىل عن ايار الدولة العثمانية ، ومن مث إصدار وعد بلفور ، ووضع فلسطني حتت االنتداب الربيطاين ، ومن مث فتح

227

ومن مث قامت احلرب الثانية ، فتمخض عنها إنشاء األمم املتحدة من مخس دول حليفة ومنتصرة ، ويف تلـك . اليهودية باب اهلجرة األجواء مت استصدار قرار أممي بتقسيم فلسطني ، من خالل دعم غريب أمريكي بريطاين فرنسي ، وعدم معارضة شرقية روسية صينية ،

أخوذة بنشوة االنتصار ، أطماع لنيل جزء من الكعكة العاملية بعد احلرب ، وكـان أحـد حيث كان لكل دولة من تلك الدول واملويف املقابل ، ستجد أن نتائج هذه احلرب كانت مأساوية على جممل . املطالب الغربية ، هو تقدمي فلسطني لليهود على طبق من ذهب بالديون اليهودية إىل ما ال اية ، واملستفيد الوحيد دائما وأبدا ، هـم الدول ، اليت شاركت فيها حىت املنتصرة منها ، مبا أا تكبلت

.جتار احلروب من سادات اليهود ، أثرياء وحاخامات ممن حيكمون العامل الغريب يف اخلفاء

: ـ لنخلص إىل أن قيام إسرائيل واستمرارها ، اعتمد على عدة أمور

ستصدار وعد بلفور ، الذي مل يكن كافيا لتحقيق احللم اليهودي ، بإقامة وطن متكني بريطانيا من السيطرة على فلسطني ال .1ومن مث وضع فلسطني حتت االنتداب الربيطاين لتمكني بريطانيا من تنفيذ الوعد ، بفتح أبواب اهلجـرة . قومي هلم يف فلسطني

.وخلق واقع جديد يسمح لليهود بإقامة الدولة

باإلضافة إىل التضخيم اإلعالمي . ي العاملي ، بترويج مقولة أرض بال شعب وشعب بال أرض التضليل اإلعالمي املستمر للرأ .2لكسب تعاطف وتأييد الرأي العاملي . ملسألة االضطهاد األممي لليهود ، وخاصة ترويج حكاية ضحايا احملرقة النازية الستة ماليني

سني لألمم املتحدة ، الستصدار قرار أممي بتقسيم فلسطني متخض عنه الغريب ، ومن مث استغالل احللفاء اخلمسة املنتصرين واملؤسقيام دولة إسرائيل ، بطلب وتأييد من الدول الغربية ، وقبول من الدول الشرقية ، حيث كانت حسبة املصاحل للدول اخلمسـة

.ب الكربى آنذاك تسري يف مركب واحد ، بينما كانت الدول العربية بأسرها مملوكة من قبل الغر

.الرعاية االقتصادية والسياسية والعسكرية األمريكية واألوربية املستمرة إلسرائيل يف حاليت السلم واحلرب .3

ـ والسؤال اآلن ، هل الظروف اليت أوجدت دولة إسرائيل وحافظت على بقائها واستمراريتها ما زالت قائمة ؟

اليهودية ، استطاعت اجليوش العربية قهـر اجلـيش اإلسـرائيلي فور خروج اجليش الربيطاين وفور اإلعالن عن قيام الدولة .1والوصول إىل مشارف تل أبيب ، ولوال استجابة العرب لألوامر األمريكية بوقف القتال ، ملا استطاع الغرب من إمداد إسرائيل

.كن قدر اهللا وما شاء فعل بالعدة والعتاد ملا متكنت الحقا من االنتصار ، وملا كان هناك ما يسمى بدولة إسرائيل ، ول

بعد االنفتاح اإلعالمي وعاملية وسائل االتصال وتعدد مصادر املعلومات ، أتيح للرأي العاملي وخاصة املنـاهض ألمريكـا .2وسياساا ، رؤية اجلانب اآلخر من الصورة ، الذي عملت وسائل اإلعالم الغربية على التعتيم عليه فيما مضى ، فبات الكل يعلم

ن فلسطني مل تكن يوما من األيام أرضا بال شعب ، بل فيها شعب ال مثيل له بني الشعوب ، له إرادة تفل احلديـد ويسـتحق أالتقدير واالحترام ، وبات الكل يعلم أن الشعب الذي كان يتباكى من االضطهاد النازي له ، تبني أنه أكثر نازية ووحشية مـن

معه إىل سخط عليه واستياء وخجل عاملي من أفعاله ، ولوال الفيتو األمريكي والدعم الربيطاين النازيني أنفسهم ، فتبدل التعاطف والفرنسي والتخاذل العريب املسلط على رقاب الفلسطينيني ، والمحبط حىت ألنصار القضية الفلسطينية من الشعوب غري العربية ،

.د ملا استمرت هذه الدولة النازية اجلديدة يف الوجو

ولو تتبعنا كافة احلروب العربية اإلسرائيلية ، لوجدنا أن إسرائيل مل تكن قادرة بأي حال من األحوال على جماة اجليـوش .3العربية ، بل مل تكن قادرة على محاية نفسها ، لوال الدعم العسكري األمريكي الربيطاين الفرنسي املعلن واخلفي بالسالح واألفراد

جلوية اليت كانت توصل هذا الدعم ، فاملواجهة يف كل احلروب مل تكن بني العرب وإسرائيل وإمنا كانـت ، من خالل اجلسور ابني العرب والغرب ، ولوجدنا أن جممل نوايا القيادات العربية كانت معروفة باليوم والساعة ، وأن حتركات اجليـوش العربيـة

228

عدد القيادات ، ولوجدنا أن عامل الوقت كان حامسا يف جممـل تلـك وإمداداا كانت معلنة ومكشوفة وبطيئة وغري منسقة لت .احلروب ، مما كان يمكن إسرائيل من االستعداد وطلب النصرة من الغرب

كانت هذه قراءتنا للواقع ، أما معطيات الواقع املنظور كما يقرأها عامة الناس ، واليت ال توحي باقتراب حتقق وعد اآلخرة وبإمكانية ول العراقي لفلسطني يف ظل هذه املعطيات ، سنحاول تصحيح هذه القراءة ما أمكن ، من خالل رسم صورة للدخول القادم من الدخ

لتأكيد مصداقية ما جاء : خالل صور ومشاهد ، من القرآن والتاريخ والواقع ، لتقريب صفة هذا الدخول لذهن القارئ ، وذلك أوال بيان مدى قابلية : قبل حتققه ، وعلى النحو الذي أراده رب العزة ال كما أرادته أهواء البشر ، وثانيا به كتاب اهللا من أمر هذا الوعد

.حتقق هذا البعث يف زمن قريب جدا ، وضمن معطيات الواقع احلايل الذي قد يراه الناس خمالفا ملا نذهب إليه مجلة وتفصيال

:من صور الدخول في القرآن :من صور الدخول مما ورد ذكره يف القرآن الكرمي نطرح فيما يلي بعضا

، وقولوا حطـة ، نغفـر لكـم وادخلوا الباب سجدا، فكلوا منها حيث شئتم رغدا، ادخلوا هذه القريةوإذ قلنا ( •سننيحالم زيدنسو ، اكمطايرة البق 58( خ(

كان هذا وصف للدخول ، الذي أمر به بنو إسرائيل على قرية مدين شبه اخلاوية ، بعد هالك أغلبية أهلـها بالعـذاب ، وتـركهم أي أن ما فيها ) فكلوا منها حيث شئتم رغدا ( ألرضهم ومساكنهم وممتلكام من الزروع واملواشي ، وهذا ما يشري إليه قوله تعاىل

أصبح يف متناول أيديهم مبجرد الدخول ، وهذه العبارة قيلت آلدم وزوجه عند أمرهم بدخول اجلنة ، وكان هذا من خريات وأنعام ،من لطف اهللا م ومنه وكرمه عليهم ، ولذلك طلب منهم عند دخول باب القرية ، التعبري بالقول واهليئة عن شكرهم وطاعتـهم هللا

بقا ، وحتصلوا عليها دون جهد أو عناء ، إذ مل يجاوا بأية ممانعة أو مقاومة ، بـل علـى على هذه النعمة اليت كانوا قد طلبوها ساالعكس قوبلوا بالترحيب ، من قبل شعيب والقلة املؤمنة ممن بقي من قومه ، ملصاهرة موسى عليه السالم هلم وإقامته عندهم فيما مضى

.، واهللا أعلم

• ) ينالذ نم ، لانجا ، قال رهمليع الله معافون ، أنخيابالب همليلوا عخون، ادبغال كمفإن وهملتخاملائدة 23( فإذا د(

كان هذا وصف للدخول الذي أمر به بنو إسرائيل لدخول األرض املقدسة املأهولة بالسكان ، يف حماولة من رجلني مؤمنني عـاملني ع احلال ، لتشجيعهم وطمأنتهم ، لعلهم يرجعون عن موقفهم الرافض لدخوهلا وطرد سكاا الوثنيون واالستيطان فيها بدال منهم ، بواق

حيث يؤكد هلما الرجالن ، بأم لن يتعرضوا لألذى عند الدخول ويف حال كانت هناك مواجهة ، فلن يكلفهم ذلك سوى كسـر وعلى ما يبدو أن موسى عليه السالم قبل أن يأمر بين إسرائيل بالدخول . عليه ومباغتة أهلها يف الداخل الباب بقتل احلراس املتواجدين

، كان قد بعث هذين الرجلني للتجسس على أهل املدينة املقدسة ، فوجدا أن أهلها على غري استعداد للحرب وأم ال ميلكون جيشا وعندما أمر . رائيل الحقا ، وأم ال ميلكون سوى بضعة حراس على باب املدينة فقط ، ومل يكونوا جبارين حقيقة كما ادعى بنوا إس

موسى قومه بالدخول رفضوا متذرعني جبربوت أهلها تقاعسا وخذالنا وجبنا ، فعقب هذين الرجلني على قول موسى ، بقوهلم ذلك مع ذلك أصر بنو إسرائيل على موقفهم الرافض للدخول بقلة إميام تفنيدا الدعائهم وتوضيحا حلقيقة األمر كما رأوها بأم أعينهم ، و

ودخول كهذا حيتاج للمباغتة كعنصر أساسي ، ملنع اخلصم من االستعداد واجلاهزية للقتال ، مما يقلـل أو مينـع . وفسقهم وجبنهم .قع ، ومن مث الرحيل عن األرض اخلسائر يف املواجهات املكشوفة ، ويدفع اخلصم إىل االستسالم والرضوخ لألمر الوا

• ) ، لوكإن الم اقالتوهدة أفسيلوا قرخلة، إذا دا أذهلة أهزلوا أععجلون وفعي ككذلالنمل 34( ، و(

229

جاء هذا الوصف على لسان ملكة سـبأ ، وكان هذا وصفا لدخول امللوك على القرى املتمردة واملتطاولة على أمرهم ومكانتهم ، ووانظر يف رد سليمان عليه السالم . حتذيرا لقومها من عصيان أمر امللك سليمان عليه السالم ، وهذا الدخول هو األسوأ على اإلطالق

جنود لا قبل لهم بها ، ولنخرجنهم منها فلنأتينهم بارجع إليهم ، ( عندما متردوا على أمره ومل يأتوه مسلمني كما طلب حني قال والتطاول عليهم بأي شكل مـن األشـكال ، -ذوي القوة والعزة واألنفة -فعصيان أمر امللوك ) النمل 37( أذلة وهم صاغرون

، والرد عليها عادة ما يكون كما هو ظاهر يف رد سـليمان يحمل على أنه حتقري وتقليل من شأم ويعترب إهانة ال يستطيعون غفراا عليهم ، بإرسال جيش ال قبل للخصم به ال من حيث العدد وال من حيث العدة ، ونتيجة فعلهم هي كما وصفته ملكة سبأ يف اآلية

.األوىل ، وما أكد عليه سليمان يف اآلية الثانية أعاله

نتقام ورد االعتبار ، باستباحة األرض واملال والعرض وبتخريب املمتلكات والقتل والتنكيل يف وغاية هذا الدخول يف العادة تكون لالالعامة ، وأسر علية القوم وإذالهلم ومن مث قتلهم والتنكيل م وسيب نسائهم وأطفاهلم ، وتسخريهم للعمل كجواري وخدام يف القصور

الرغبة يف االنتقام ، ويتم فيه ديد اخلصم مسبقا إلذالله وإدخال الرعب يف قلبه ، إمعانا يف إذالهلم ، ودخول كهذا عادة ما تعلن فيه .مما يكون أدعى الياره وسرعة تداعيه عند املواجهة ، يف حال جترأ على ذلك

• ) ، قا بالحيؤالر ولهسر الله قدص إن لقد ، امرالح جدسالم لنخدلا لت رينقصمو ، كمءوسر نيلقحم ، ننيءام اء اللهش ) الفتح 27( فتحا قريبا، فعلم ما لم تعلموا ، فجعل من دون ذلك تخافون

ول املسجد احلرام يف مكة ، ولو أمعنت هذه هي املرة األخرى والوحيدة يف القرآن ، اليت يرتبط فيها ذكر الدخول باملسجد وهو دخالنظر يف نص اآلية ستجد أا تصف املسلمني أثناء تأدية العمرة ، وقد جاء يف كتب التفسري أن هذه الرؤيا قد حتققت فيمـا سـمي

ا الدخول العسكري ملكـة الحقا بعمرة القضاء ، يف العام التايل لصلح احلديبية فأنزلت هذه اآلية تصديقا للرؤيا ووعدا بالفتح ، وأمواملسجد احلرام ، فسمي يف القرآن فتحا وليس دخوال ، واملعروف أن املسلمني عندما خرجوا لغزو مكة كانوا قد أعدوا عدة احلرب ،

آلية ، وقال ابن كثري يف تفسريه ل" أن رسول اهللا دخل مكة وعليه عمامة سوداء من غري إحرام : " وقد روى اإلمام مسلم عن جابر مل يسق عام الفتح هديا وإمنا : " من نفس السورة ، واليت سريد نصها يف احلديث عن فتح مكة أن الرسول عليه الصالة والسالم ) 24(

" .جاء حماربا مقاتال يف جيش عرمرم

:المقصود بدخول المسجد يكون بقصد الزيارة فقط ألداء عبادة من العبادات ، الدخول القادم للمسجد األقصى لن يكون لتخريبه كما وقع يف املرة األوىل ، ولن

هـو الـدخول إىل ) وليدخلوا املسجد ( كما هو احلال عند دخول املسجد احلرام املوصوف يف اآلية أعاله ، فاملقصود بقوله تعاىل ثابة القلب من اجلسد بالنسبة األرض املباركة اليت حتوي هذا املسجد ، أي فلسطني ككل والسيطرة عليها ، وذكر املسجد الذي هو مب

لألرض املباركة واملقدسة ، جاء لإلشارة وللتأكيد على أن نفاذ الوعد بشكل كامل ، وسيتحصل أخريا بدخول القدس إلزالة العلـو .اليهودي من فلسطني وإاء الوجود اليهودي فيها

ستجد أن الغاية مـن البعـث يف ) 7( يسوءوا وجوهكم ، وليدخلوا المسجدفإذا جاء وعد الآخرة ، ل( ولو متعنت يف قوله تعاىل ومن مث جاء ذكـر . األصل هي إساءة وجوه اليهود ، وستتحصل هذه اإلساءة من جراء ما سيقع فيهم من قتل وتنكيل وسيب وفرار

وقع يف اليهود من إساءة ، واألنكى واألكثر إيالما ملن بقي مـن املسجد ليكون دخول القدس واستعادا ، نتيجة تأتى من جراء مااليهود بعد زوال دولتهم ، هو أن تتخذ القدس عاصمة لدولة عربية كربى ، لتصبح أحالم يهود الشرق والغرب املتعلقة ا هباء منثورا

ول يف هذه احلالة ، تأكيدا لتحرير فلسطني واستعادة وبالتايل يكون جميء لفظ الدخ. ، بعد أن كانت قاب قوسني أو أدىن من التحقق

230

والتشبيه هنا كان لصفة الـدخول منـذ . املسجد واالستيالء عليه من قبل املبعوثني ، وأن البعث مل يقتصر على إساءة الوجوه فقط نة القدس ، ليتأكـد لنـا زوال اجتيازهم حلدود األرض املقدسة ، مبا ختلله من قتل وتنكيل وأسر وإذالل حىت وصوهلم إىل قلب مدي

.علوهم منها بشكل كامل قهرا وقسرا ، بالضبط كما حصل يف املرة األوىل ، عند دخول البابليني بقيادة نبوخذ نصر

وعلى ما يبدو أن الدخول القادم ، سيجمع بني صفيت الدخول الثاين والثالث املشار إليهما أعاله ، ألن غاية الدخول القادم جتمع ما إشباع الرغبة العراقية يف االنتقام مـن اليهـود : طرد اليهود وإعادة األرض ألصحاا األصليني ، وثانيا : ني غايتيهما ، ومها أوال ب

.وإذالهلم

يصف ما سيجري على أرض فلسطني حلظـة ) … كما دخلوه … وليدخلوا … ليسوءوا ( ومن جانب آخر ، جند أن قوله تعاىل والذي سيجري حقيقة على أرض الواقع حسب الوصف القرآين ليس مبعركة ، وإمنـا . استعادة كامل أرضها الوصول إليها ، وحىت

غزو من قبل أمة ال تعرف الرمحة ألمة ضعيفة وجبانة مستباحة األرض واملال والعرض ، ولو أنك فكرت ذا احلدث نظريا كما جاء قع احلايل ستجد بأن عملية حتققه ضرب من اخليال ، ضمن الظروف الراهنة اليت به النص القرآين ، وحاولت مطابقته مع معطيات الوا

.تؤكد رجحان كفة موازين القوى العاملية ، لصاحل اليهود وحلفائهم الغربيني

:صور من الواقع الكنوز واملقتنيات الثمينة ، ـ حال إسرائيل يف املنطقة كحال ثري ميلك مرتال يف منطقة معزولة عن املدينة ، حيتوي على كم هائل من

ويقتين عتاد جيش كامل من األسلحة ، من مسدسات وأسلحة رشاشة وقنابل يدوية وصواريخ ، حلماية هذه املمتلكات من هجمات .اللصوص

! فلو أن جمموعة كبرية من اللصوص ال متلك سوى السالح األبيض فكرت بالسطو على مثل هذا املرتل ، فهل ستنجح ؟

وقع هذا السطو وشعر صاحب املرتل باللصوص وهم خارج األسوار ، فسيكون مبقـدوره االتصـال برجـال األمـن إذا •ومشاغلتهم مبا لديه من األسلحة متنوعة وفتاكة ، حىت يتمكن من احلصول على املساعدة ، هذا إن مل يكن قد فـرق مشلـهم

.كانية صدهم يف هذه احلالة كبرية جدا وأبادهم عن بكرة أبيهم قبل وصول املساعدة إليه ، لتكون إم

إذا وقع السطو ومل يشعر صاحب املرتل باللصوص ، إال بعد دخوهلم إىل املرتل واالنتشار يف أرجاءه فهو خاسر ال حمالـة ، •ل االتصال باملساعدة اليت لن تصل يف الوقت املناسب وسيكون ضررها أكثر من نفعها يف حـا : ولكن أمامه عدة خيارات أوال

أحس اللصوص بذلك ، فقد يصبح قتله أمرا حمتما وكذلك احلال فيما لو حوصر اللصوص من قبل رجال األمن داخل املـرتل املواجهة املسلحة فيما لو مل يتمكن من االتصال ، والنتيجة مع كثرم حمسومة لصاحلهم بقتله وـب : املتخم باألسلحة ، ثانيا .رار أو االختفاء والتسليم باألمر الواقع لتنهب حمتويات املرتل الف: حمتويات املرتل ، وثالثا

إذا وقع السطو ومل يشعر صاحب املرتل باللصوص إال وسكني أحدهم تضغط على حنجرته منبهني إياه من النـوم ، هنـا • .وص ستكون النتيجة حمسومة فنهب املرتل أصبح حتصيل حاصل ، وأما أمر جناته من عدمها فمرهون بأيدي اللص

ولغزو إسرائيل يتطلب األمر جتنب احلالة األوىل ، وهي ما جرت عليه العادة يف كافة احلروب العربية اإلسرائيلية ، والعمل على مـا أمكن على حتقيق احلالة الثالثة أو احلالة الثانية على األقل ، جوم كبري وشامل ومباغت وسريع ، تكفله وحدة القيادة من خالل العمل

سق واحملافظة على السرية التامة ، مما حيرم إسرائيل من االستعداد ، ويلغي مجيع قدراا الدفاعية واهلجومية وحيرمها حىت من القدرةاملن :على طلب املساعدة كذلك ، ولنخلص إىل القول بأن جناح هذه املهمة يتطلب عدة عوامل

231

سرائيلي أضعافا مضاعفة ، يتم تدريبه على كافة األساليب القتالية احلديثـة ، إعداد جيش كبري العدد ، يفوق تعداد اجليش اإل: أوال ويكون إلفراده القدرة على حتمل اجلهد واجلوع والعطش ، والقدرة على البقاء واالستمرارية يف أقسى الظروف ، متلؤهم رغبة جاحمة

.باالنتقام ، ويسيرهم حقد جارف

.مة منذ حلظة االنطالق حىت الوصول ، لتوفري عنصر املباغتة احملافظة على السرية التا: ثانيا

. سرعة الوصول ، باستخدام كافة الوسائل والتقنيات العصرية املتاحة : ثالثا

.مشولية اهلجوم ، من خالل تعدد اجلبهات : رابعا

. سرعة االنتشار : خامسا

داج الذي يعيش يف بيئة مصطنعة ، وحيتاج فيها إىل من يقدم له احلمايـة ـ ولو نظرنا إىل واقع إسرائيل ستجد أا أشبه بالطفل اخلقص والرعاية والعناية املستمرة واحلثيثة واإلمداد بالغذاء واهلواء يف الظروف الطبيعية ، وإىل العالج املكثف يف األزمات الصحية بسبب ن

. املناعة وعدم القدرة على املقاومة

ا تقع يف بيئة معادية ، وهي عرضة ألن يفتك ا يف أي حلظة ، وأن أمريكا القائمة على رعايتها والعناية ومشكلة إسرائيل أن حاضنتها تبعد عنها آالف األميال ، وحتتاج إىل وقت ليس بالقصري لتقدمي العون هلا كلما أمل ا عارض مفاجئ ، وغالبا ما كانت أمريكـا

.رة لكسب الوقت كي تؤمن هلا العالج املناسب وتنقذها من اهلالك تلجأ إىل احليلة واملماطلة ، يف كل م

وللتخلص من هذا املسخ ، يتطلب األمر املباغتة باهلجوم وسرعة اإلجناز وعدم التأخري أثناء عملية القتل واالستمرارية حـىت مفارقـة ل عملية قتل املسخ ومن مث لتقوم بإنعاشه ، كمـا الروح اجلسد ، حلرمان القائمة على الرعاية من كسب الوقت ، الذي حتتاجه لتعطي

:ولنخلص إىل القول بأن جناح هذه املهمة يعتمد على ثالثة عوامل . جرت العادة يف كافة احلروب العربية اإلسرائيلية

.املباغتة باهلجوم : أوال

. سرعة اإلجناز : وثانيا

.بإمكان أمريكا أن حتيي املوتى ولو فكرت بذلك فلن جتد من يؤيدها االستمرارية حىت مفارقة الروح اجلسد إذ ليس : وثالثا

:صور من التاريخ اإلسالمي يف السنة السادسة للهجرة كان الرسول عليه الصالة السالم وألف وأربعمائة رجل من املسلمني ، قد أحرموا بالعمرة متـوجهني إىل

فسلك عليه الصالة والسالم طريقا غري اليت . صدهم عن دخول املسجد احلرام مكة ، فلما علم مشركي قريش باألمر خرجوا خبيلهم لكان عليها ، حىت وصل إىل احلديبية بركت الناقة على غري عادا ، فعلم عليه الصالة والسالم أا لن تعدو مكاا ، وبأن العمـرة مل

كان من بنوده ، حرمان املسلمني من أداء العمرة يف ذلك العـام فكان فيها الصلح الذي . تكتب هلم ذلك العام فأقام ومن معه فيها على أن يعودوا ألدائها يف العام املقبل فشق ذلك على املسلمني ، ومنهم عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه ، الذي أراد قتاهلم والدخول

كمة اإلهلية اليت غفل عنها بعض من أيد قتال أهل مكة قسرا ، ومل دأ سورة غضبه إال بعض أن أنزلت آيات سورة الفتح ، مبينة احل .من الصحابة رضوان اهللا عليهم

بصريا ، وكان الله بما تعملون من بعد أن أظفركم عليهموهو الذي كف أيديهم عنكم ، وأيديكم عنهم ببطن مكة ، ( قال تعاىل ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات، والهدي معكوفا أن يبلغ محله ، وصدوكم عن المسجد الحرامهم الذين كفروا ، ) 24(

232

، موهلمعت لم ،رعم مهنم كميبصفت ، مطئوهلمأن تر عياء ، ة بغشي نم هتمحي رف ل اللهخديوا ، لكفر ينا الذنذبلوا ، لعيزت لوفبالرغم من توافر الرغبة اإلهلية يف تعذيب الكفار وتوافر التأييد اإلهلـي للمسـلمني يف مواجهـام ) الفتح 25( منهم عذابا أليما

مشركني ، وأسر املسلمني ملن خرج لصدهم عن املسجد من مشركي قريش ، منع املسلمني من الدخول ملكة قسرا ، لئال يلحقـوا للاألذى باملؤمنني غري املعلومني من أهل مكة ، وأنه لو كان هؤالء ظاهرين ومعلومني ، لسمح للمسلمني بقتال املشركني ودخول مكة

.قسرا

أن صفة دخول املسجد األقصى ، يف املرة الثانية مشاة لصفة دخوله يف املرة األوىل ، والدخول األول كما علمنا قلنا يف فصل سابق ولكن ما نود أن نؤكد عليه هنا ، أن ظروف الدخول األول خمتلفة عن ظروف الدخول الثاين ، فالـدخول . كان من قبل البابليني

. عد أن قاموا بإخراج املؤمنني املستضعفني من ديارهم ، وإبعادهم إىل خارج حدود اململكة األول وقع على كفرة اليهود وفسقتهم ، بوما نراه أمامنا على أرض الواقع يف فلسطني ككل ، هو تداخل املدن الفلسطينية باملدن اليهودية واملستوطنات ، واختالط السكان من

الواقع مشابه إىل حد ما ظروف مكة قبل الفتح حيث اختالط املـؤمنني وهذا . عرب ويهود يف بعض املدن وخاصة يف مدينة القدس سرا بالكفار ، وهذا مما ينفي ، واهللا أعلم ، استخدام القوة بشكل مفرط أثناء الدخول العراقي لفلسطني ، ومما ينفي وقوع مواجهة

لصالة والسالم ، يف كيفية التعامل مع هذا الواقع شاملة يف حرب معلنة ومكشوفة ، ولنتعرف على الفكر العسكري لرسول اهللا عليه ا .وكيفية التدبري اإلهلي يف تنفيذ وعده سنعرض فيما يلي بعض املالمح من فتح مكة

ملا كان صلح احلديبية دخل بنو بكر يف عقد قريش ، ودخلت خزاعة يف عقد رسول اهللا عليه الصالة والسالم ، فاغتنمت مجاعة من قريش يف السنة الثامنة للهجرة ، فأصابوا من خزاعة ثأرا قدميا هلم ، وكانت قريش قد رفدت بين بكر بالسـالح بين بكر حتالفها مع

والرجال ، فخرج نفر من خزاعة حىت قدموا على رسول اهللا عليه الصالة والسالم ، فأخربوه مبا أصيب منهم ومظاهرة قريش لبين بكر لنصر فانصرفوا راجعني ، فخرج أبو سفيان حىت قدم املدينة ليطلب الشفاعة ويشد يف العقد عليهم ، فوعدهم عليه الصالة والسالم با

.ويزيد يف املدة فرجع خائبا

يف تلك األثناء أمر املسلمون باجلهاد ، وأخفيت عنهم جهة اخلروج يف بادئ األمر كما أخفي موعد اخلروج ، مث إن رسول اهللا أخرب اللهم خذ العيون واألخبار عن قريش حىت نبغتها " : قصرية أنه سائر إىل مكة وأمرهم باجلد والتهيؤ ، وقال الناس قبيل خروجه بفترة

وكلنا يعلم قصة حاطب بن أيب بلتعه ، عندما حاول إعالم قريش مبا كان من أمر املسلمني ، فكشف اهللا أمره عن طريق " . يف بالدها .جيش الفتح بالقرب من مكة دون أن يشعر به أهلها الوحي فعميت األخبار عن قريش ونزل

كان العباس عم الرسول عليه الصالة والسالم ، قد أعلن إسالمه عند مقدم جيش املسلمني لغزو مكة ، ومما قاله حني نزل رسول اهللا " ه هلالك قريش إىل آخر الدهرواصباح قريش ، واهللا لئن دخل رسول اهللا مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه ، إن: " مر الظهران

فخرج العباس رضي اهللا عنه ليبحث عن رجل من قريش ، ليطلب هلا األمان من رسول اهللا عليه الصالة والسالم ، خوفا مـن أن . أبـو يهلكها جيش املسلمني القادم لالنتقام منها لنقض العهد ، فوجد صاحبه أيب سفيان فاستجلبه ليطلب األمان ، ولوال ما أعطي

.سفيان من األمان ألهل مكة وإطالق سراحه صباحا ، ليخربهم قبل دخول جيش املسلمني هللكت قريش

تتوقع خروج الرسول عليه الصالة والسالم عليها ، ولكن معرفتها لوقت خروجه على وجه -بعد أن نقضت العهد -كانت قريش اجهة ، وكانت تعتمد على خرب يأتيها من عمليات التجسس ، اليت دأبت على الدقة ، مل تكن متحصلة لذلك مل تقم باالستعداد للمو

ولكن ذلك اخلرب مل يأت مبشيئة اهللا حىت كان صباح يوم الفتح على لسان أيب سفيان . القيام ا منذ نقضها للعهد للبدء يف االستعداد .النفري ، الذي كان قد أسلم داعيا أهل مكة إىل االستسالم ال داعيا إياهم إىل

233

:مقومات وظروف فتح مكة كان محرك اخلروج على قريش ، هو الرغبة يف االنتقام منها لنقضها العهد والثأر لبين خزاعة باإلضافة لدوافع أخرى ، أما رسول اهللا

.عليه السالم فكان أرحم بأهل قريش من أنفسهم

. توافر الوعد اإلهلي لرسوله وللمؤمنني بالفتح .1

ة اخلروج بالسرية التامة لتوفري عنصر املباغتة ، مما حرم قريش من االستعداد للمواجهة ، سواء بإعداد العدد والعدة حاطة عملي .2كم 400أو باالستعانة مبا حوهلا من القبائل ، ممن كانوا على عداء مع املسلمني ، ومع أن املسافة ما بني املدينة ومكة تزيد على

بدائية وبطيئة جدا ، متكن املسلمون من الوصول ومباغتة أهل مكة من خالل األخـذ باألسـباب ، وأن وسائل االنتقال كانت .واالعتماد على التأييد اإلهلي

تأمني الزيادة العددية لدب الرعب يف قلوب املشركني ، وإجبارهم على االستسالم النعدام القدرة على املواجهة ، ولسـحق .3، حيث بلغ تعداد اجليش قرابة عشرة آالف رجل ، وهو نفس العدد الـذي اسـتطاعت أي مقاومة حمتملة مهما كان حجمها

.قريش وحلفائها من القبائل ، مجعه يف غزوة اخلندق وهو ما حرمت قريش من فعله عند فتح مكة

. علم املسلمني التام جبغرافية مكة وحميطها مما أفاد املسلمني قبل وأثناء الدخول .4

.دم هو التأييد والتمكني والتدبري اإلهلي ، من البداية إىل النهاية إلجناز ذلك الوعد واألهم من كل ما تق .5

!ـ واآلن لو طرحنا التساؤل التايل ، أليس من املمكن أن تتوفر ذات املقومات للعراقيني لينجز اهللا وعده لبين إسرائيل ؟

.ا أعاله توافر نفس املحرك للخروج وتوافر دوافع ومربرات أخرى طرحناه .1

.توافر الوعد اإلهلي بعقاب بين إسرائيل على أيدي العراقيني حىت لو مل يذكروا باالسم يف النص القرآين .2

.توافر وحدة القيادة وقدرا يف هذه احلالة على إخفاء أمر الغزو من حيث توقيته وكيفيته مما يضمن عنصر املباغتة .3

. ثة مما يضمن سرعة الوصول القرب املكاين وتوافر آليات النقل احلدي .4

توافر الكثرة واالستعداد والتدريب املكثف ، فهذا هو ما يشاهده القاصي والداين على شاشة التلفزيون العراقي مؤخرا ، وال .5مؤخرا سافر) شارون ( يأخذ هذا األمر على حممل اجلد ، إال يهود أمريكا وإسرائيل من املؤمنني بالنبوءات التوراتية ، لدرجة أن

ألمريكا فقط ، لبحث أمر جيش األقصى الذي يعده الرئيس العراقي ، حيث وعده األمريكان بالتكفل بأمره ، وطلبـوا منـه االهتمام بالشأن الداخلي والعمل على دئة األمور ظاهريا ، ومربط الفرس أن العامل ال يعري أدىن اهتمام لالستعدادات العراقيـة

قدم وساق ، وحىت أمريكا نفسها على ما يبدو تقلل من شأن هذا اجليش ، وال تتوقع أن يقوم العراق بغـزو اجلارية حاليا على .إسرائيل برا

توافر التجربة واخلربة امليدانية للقيادات العسكرية العراقية ، مبشاركتها يف كافة احلروب العربية اإلسرائيلية واحلرب اإليرانيـة .6 .ودخوهلا املفاجئ للكويت

توافر التأييد والتمكني اإلهلي بتذليل السبل أمام العراقيني ، واليت من شأا حتقيق هذا الوعد بالكيفية اليت جاءت ا النصوص .7 .القرآنية

234

:صفة جيش البعث في التوراة …يا مجيع أهل األرض ، امسعوا هذا أيها الشيوخ ، وأصغوا: هذا ما أوحى به الرب إىل يوئيل بن فثوئيل : 1: 1: " ـ سفر يوئيل

اصحوا أيها السكارى ، وابكوا يـا … يا له من يوم رهيب ، ألن يوم الرب قريب ، حامال معه الدمار من عند القدير ، : 15: 1 …فإن أمة قوية قد زحفت على أرضي ، أمة قوية ال تحصى لكثرا ، هلا أسنان ليث وأنياب لبؤة ، … مجيع مدمين اخلمر

يوم ظلمة وجتهم ، يوم غيوم مكفهرة وقتام دامس ، فيه تزحف أمة قوية وعظيمة ، كما يزحف الظالم على اجلبال ، أمة هو : 2: 2مل يكن هلا شبيه يف سالف الزمان ، تلتهم النار ما أمامها ، ويحرق اللهيب ما خلفها ، األرض أمامها جنة عدن ، وخلفها صـحراء

. ل ، يف جلبة كجلبة املركبات ، كفرقعة هليب نار يلتهم القش ، وكجيش عات مصطف للقتـال موحشة ، يثبون على رؤوس اجلبا، ينسلون بني األسلحة من غري … تنتاب الرعدة منهم كل الشعوب ، وتشحب كل الوجوه ، يندفعون كاجلبابرة وكرجال احلرب ،

يتسلقون البيوت ، ويتسللون من الكوى كاللصوص ، ترتعـد األرض أن يتوقفوا ، ينقضون على املدينة ، ويتواثبون فوق األسوار ، ، جيهر الرب بصوته يف مقدمة جيشه ، ألن جنده ال يحصى هلم عدد ، ومن ينفذ أمره يكون مقتدرا ، … أمامهم وترجف السماء ،

! " .ألن يوم الرب عظيم وخميف ، فمن حيتمله ؟

) تعطلت ( أشهد أمامي جورا واغتصابا ، ويثور حويل خصام ونزاع ، لذلك بطلت الشريعة أينما تلفت: 3: 1: " ـ سفر حبقوق نحرفا عن احلقيق ، فيصدر احلكم محاصرون الصدوباد العدل ، ألن األشرار ي.

فها أنا أثري . مت ا ال تصدقوا تأملوا األمم وأبصروا ، تعجبوا وحتيروا ، ألين مقبل على إجناز أعمال ، يف عهدكم ، إذا أخرب: 5: 1" ، تسـتمد أمة مخيفة مرعبة، الزاحفة يف رحاب األرض ، لتستويل على مساكن ليست هلا ، الكلدانيني ، هذه األمة احلانقة املندفعة

كربياء ، قادمني من أماكن خيوهلا أسرع من النمور ، وأكثر ضراوة من ذئاب املساء ، فرساا يندفعون ب. حكمها وعظمتها من ذاا بعيدة ، متسابقني كالنسر املسرع ، لالنقضاض على فريسته ، يقبلون مجيعهم ليعيثوا فسادا ، ويطغى الرعب منهم على قلوب الناس

لتراب يهزءون بامللوك ويعبثون باحلكام ، ويسخرون من احلصون ، جيعلون حوهلا تالال من ا. قبل وصوهلم ، فيجمعون أسرى كالرمل " .مث جيتاحون كالريح ويرحلون ، فقوة هؤالء الرجال هي إهلهم . ، ويستولون عليها

ولن ، وتسرع إىل ايتها ، إا ال تكذب ، وإن توانت فانتظرها ، ألا ال بد أن تتحقق ، ألن الرؤيا ال تتحقق إال يف ميعادها 3: 2" " . تتأخر طويال

:ة له عبر العصور اليهودي وصفة الجبن المالزم كلنا يعلم أن وجود إسرائيل وبقائها ، ال يعتمد يف الدرجة األوىل على مقوماا الذاتية ، مهما بلغت قوا العسكرية من عدة وعتاد ،

سعوا فحصنهم املنيع هو أمريكا بقوا وعظمتها ، واحلصن اآلخر هو الطوق األمين من معاهدات السالم واألحالف العسكرية ، اليتوهذين احلصنني مها ما يتكل عليه اليهود ، كضمانة الستمرار وجودهم وشعورهم نسـبيا . جاهدين للتوقيع عليها مع دول اجلوار

.باألمان ، الذي يمكنهم من البدء يف تنفيذ مشاريعهم التوراتية على أرض فلسطني

رواحهم يف سبيل الدفاع عنها كما هي احلال عند غريهم مـن شـعوب أما اليهود يف احلقيقة فليس لديهم عقيدة أو مبدأ ، ليبذلوا ألذلك جتدهم أشد الناس حرصا على احلياة ، فال يقاتلون إال جمربي ويف قرى حمصنة أو من وراء جدر ، فعادة اخلروج للقتال . األرض

ون القيام به ، وعلى ختوف من إصابتهم من قبل ليست من شأم ، أما اخلروج للقتل وسفك دماء غري املقاتلني فهذا أكثر ما يستطيع .خصمهم األعزل ، وهذا ما نشاهده على أرض الواقع هذه األيام

235

أما يف حال املواجهة املعلنة املكشوفة ، فأول ما يفكر به اجلندي اإلسرائيلي املدجج بالسالح ، هو البحث عن ملجأ يتحصن خلفه ، جيرؤ فأول ما يفكر به هو أن يويل األدبار مطلقا لساقيه العنان هاربا إىل حيث ال يدري ، فكيف إذا هذا إن جترأ على القتال ، وإن مل

مل يكن هناك مواجهة بل غزو مفاجئ ، أختيل هذا اجلندي وفور مساعه بأمر خروج أحفاد نبوخذ نصر ، من بابل وقبـل اجتيـازهم وخالصة القول أن دولتهم حمكوم عليها . مكانه وجتمد الدم يف عروقه وشلت أطرافه للحدود العراقية باجتاه إسرائيل ، وقد تسمر يف

.بالفناء منذ حلظة قيامها ، وهم يعلمون ذلك علم اليقني وأن اجلندي اإلسرائيلي ، مهزوم بالرعب من قبل أن تبدأ املعركة

: المتوقعة لهذا الدخول الكيفية طولة ، أنه لن تكون هناك معركة معلنة ومكشوفة وطويلة األمد ، تستخدم فيها اآلليات احلربية من على ما يبدو ، وبعد هذه القراءة امل

مدافع ودبابات وصواريخ وطائرات ، وإمنا غزو سريع ومباغت جليش كبري بعدد هائل من اجلند املدربني على سرعة االنتقال واالنتشار باللصوص يف خفة حركتهم وانسيام وتسللهم ، وبالنسور بسـرعة -م التوراة كما تصوره -ومزودين بأسلحة خفيفة ، هم أشبه

وقد ال خيلو األمر من مواجهات ولكنها ستكون حمدودة وقصرية رمبا ال تتعـدى . انقضاضها ، وباألسود يف قوا وجربوا وبطشها .دو عن كوا مقاومة بسيطة على احلدود ، واهللا أعلم كسر الباب ، مبعىن أن العقبة الوحيدة اليت رمبا تواجه املهامجني ، ال تع

وكون هذا اهلجوم مباغتا ، يفهم من حتذير اإلجنيل لليهود بأن من مسع مبحاصرة أورشليم باجليوش ، إذا كان يف احلقل فال يرجع إىل هناك من سيسمع ذا الغزو بعد خروجه إىل املدينة ، وإذا كان على سقف املرتل فال يرتل إىل أسفل ليجلب متاعا أو ما شابه ، أي أن

احلقل ، وأن هناك من سيسمع بالغزو بعد صعوده إىل سطح مرتله ، واخلروج من املدينة إىل احلقل والعودة رمبا ال يتجاوز سـويعات جدا ما بني احلالتني ، فالذي فالفارق الزمين قصري . معدودة ، وأما الصعود إىل سطح املرتل والرتول عنه فرمبا ال يتجاوز دقائق معدودة

.خرج إىل احلقل مل يكن يعلم بالغزو قبل خروجه ، والذي صعد إىل سطح املرتل مل يكن قد مسع بالغزو قبل صعوده

ومن احملتمل أن يكون هذا الغزو ليال ، ومن احملتمل أن يبدأ اهلجوم ليل اجلمعة لينتهي يوم السبت قبل الظهرية ، استغالال النقطـاع وسينجم عن . لب اليهود عن العمل حبجة التزامهم بشريعة حرمة السبت ، اليت ما ألزم اهللا ا إال أصحاب تلك القرية ، واهللا أعلم أغ

هذا الغزو تفريغ كامل لليهود من فلسطني سواء بالقتل أو الفرار ، وسيطرة كاملة على مساحة فلسطني كلها ، وبالتايل فرض واقـع .إىل نقطة الصفر ، أي ما قبل قيام إسرائيل خبمسني عاما أيام خلو فلسطني من اليهود ، واهللا أعلم جديد يعيد األمور

:ردود الفعل العالمية المتوقعة هذا احلدث السريع واملباغت املرعب والعجيب ، عندما يقع سيصاب العامل بأسره بالذهول والشلل رمبا لشهر أو لعدة أشهر ، وأول

اع خربه هو عدم التصديق ، وسيحتاج الغرب اليهودي احلليف إلسرائيل ، إىل وقت طويل ليفيق من هول الصدمة ، ما يجابه به مسوليجد الغرب نفسه عاجزا عن القيام بأي رد فعل سريع ومؤثر للمساعدة فال إسرائيل وال يهود ، أما من هم يف الصـف املنـاهض

شعور ، ولكن شعور ال خيلو من الشماتة باليهود إمجاال وبأمريكا بشكل خاص ، أما إلسرائيل وأمريكا من الشرق فسيصابون بنفس ال .اليهود إمجاال ويهود أمريكا بشكل خاص ، فسيصابون خبيبة أمل كبرية وهم يرون أحالهم التوراتية تتحول إىل سراب

، لتجد أمريكا نفسها عندما تبدأ بالتحرك ، إلعادة وبعد امتصاص الصدمة األوىل ، ستبدأ املواقف العاملية من هذا احلدث يف التبلور إحياء الدولة اليهودية بدفع من سادا اليهود املتربعني على عروشها ، أا تغين منفردة خارج السرب العاملي ، الذي أضحى مؤيـدا

. طوال قرن من الزمان ومعجبا مبا قدمه العراقيون ، من حل سحري لتلك املشكلة املستعصية ، اليت أرقت جفون العامل

236

فالعرب من وجهة النظر العاملية ، اليت باتت مطلعة على أدق تفاصيل القضية الفلسطينية ، قد استعادوا أرضهم وحقوقهم ، وإسرائيل بقاء ، مبا قدمته من أعمال وحشية ومهجية خالل سنني عمرها ، وعدم استجابتها لقرارات اجلهة اليت أوجدا ال تستحق الوجود وال

فاحلق هو عودة فلسطني إىل أهلها العرب ، والباطل هو وجود إسرائيل على أرض العرب ، فإذا جاء احلق وزهق الباطل فليس هناك مشكلة بالنسبة مل دول العامل ، اليت ال تقع حتت االنتداب األمريكي اليهودي املعاصر ، فاملشكلة وجدت بإقامة إسرائيل يف قلـب

.وزالت هذه املشكلة بزواهلا الوطن العريب

:الوعد والموعد والواقع لسنة وبالعودة إىل الوراء قليال جند أن املسلمون استاءوا كثريا ، عندما منعوا من أداء العمرة بصحبة رسول اهللا عليه الصالة السالم يف ا

نهم وأبقى املسجد احلرام يف أيديهم ملدة عشـر السادسة للهجرة ، وما زاد يف قهرهم هو ذلك الصلح ، الذي منع دماء املشركني موالذي كان يعلمه رب العزة مسبقا هـو أـم ) … فعلم ما لم تعلموا (سنوات قادمة ، فعقب سبحانه وتعاىل على ذلك قائال

يهم شعورا باليأس واإلحباط سيؤدون العمرة يف العام التايل ، وأن هذا الصلح الذي استاءوا من عقده مع مشركي قريش ، وأضفى علفجعل من دون ذلك … (، سيكون هو نفسه سببا ومربرا لفتح مكة عند نقضه من قبل قريش بعد سنتني من إبرامه ، فعقب بقوله

) .الفتح 27( فتحا قريبا

عمرة وإبرام الصلح ، بأن فتح مكة سيكون بعد سنتني حىت أكثر املسلمني إميانا ويقينا وتفاؤال ، مل يكن يتصور حلظة منعهم من أداء ال .فقط ، من تاريخ تلك اللحظة ، وبتلك الصورة االحتفالية واملشرفة لتكون تأدية فريضيت احلج والعمرة متاحة هلم يف أي وقت شاءوا

يتربصون م ريب املنون من الداخل وبالنظر لواقع املسلمني يف غزوة األحزاب وهم قلة ، وقريش وقبائل اجلزيرة مبشركيها ويهودهاواخلارج ، هل كان ممن املكن أن يتصور أن هذه احلال ستنقلب رأسا على عقب بعد ثالث سنوات ، فيغزو املسلمني مكة بعشـرة

!آالف مقاتل ؟

اته ، لنقول بأن الوعـد وبالرغم من اختالف طبيعة الوعود اإلهلية من حيث الثواب والعقاب ، إال أننا نتحدث هنا عن الوعد حبد ذاإلهلي ال حيده زمان وال مكان وال واقع ، وال ننسى بأن وعد اآلخرة املذكور يف سورة اإلسراء هو وعد بعقاب اليهود يف املقام األول

.، ولكن هناك أسباب ومسببات ال بد أن تأخذ جمراها قبل إتيان أمر اهللا

قال تعاىل

) العنكبوت 53( وليأتينهم بغتة ، وهم لا يشعرون، لجاءهم العذاب ، ولولا أجل مسمىاب ، ويستعجلونك بالعذ(

وقال

، وظنوا أنهـم مـانعتهم أن يخرجوا ما ظننتمهو الذي أخرج الذين كفروا ، من أهل الكتاب من ديارهم ، لأول الحشر ، ( الله نم مهونصوا، حسبتحي ث لميح نم الله ماهفأت ،بعالر ي قلوبهمف قذفو ،ننيمؤي المدأيو يهمدبأي مهوتيون بربخي ،

أولوا يبرتارفاعصاحلشر 2( ي الأب(

237

وليتبروا ما علوا تتبيرا

أن كل ما عال بنو إسرائيل عليه أو به أو فيه سيصله الدمار ال حمالة لعموم لفظ ) : وليتربوا ما علوا تتبريا ( قلنا يف اية تفسرينا لعبارة ولذلك يصبح . طني يف األصل هو علوهم يف الغرب العلو ، حىت علوهم يف الغرب ، إذ أن الذي أبقى علوهم قائما ومستمرا يف فلس

دمار الدول الغربية أمر حمتما ، ليزول علو بين إسرائيل فيها أيضا بشكل ائي ، وبذلك تنتفي متاما قدرم على العلو مرة أخرى ، إذ .أن هذا العلو هو علوهم األخري يف األرض

دمته أيدي اليهود أنفسهم ، حيث أن اهللا كان قد اشترط عليهم اإلحسان إلدامة ويؤكد سبحانه أن السبب يف زوال هذا العلو هو ما قهذا العلو ، وحذرهم من زواله إن هم أساءوا ، وجاء هذا الشرط مباشرة قبل إخباره عن وعد اآلخرة يف اآلية السـابعة ، فـاليهود

:حكموا على أنفسهم باهلالك وعلى علوهم بالزوال

يحسنوا ، بل على العكس من ذلك أساءوا ، ومل يألوا جهدا باإلفساد يف األرض ضاربني بالتحذير اإلهلي عرض وذلك ألم مل : أوال .احلائط

بأننا سنفعل ما حيلو لنا وسنفسـد يف األرض : واألنكى من ذلك أم قاموا بتوجيه رسالة أخرى لرب العزة ، ومؤداها يقول : ثانيا الذين تهددنا م ، ألننا سنبيدهم عن بكرة أبيهم قبل أن تفكر يف بعثهم ، مظهرين إصرارا عـز وسنمنعك من بعث عبادك األشداء

نظريه يف حتديهم لرب العزة بأن يرتل م ما وعدهم ، متكلني على من هم دونه حلمايتهم ووقايتهم من أمر اهللا ، منكرين ربوبية اهللا كذلك حقيقة البعث بعد املوت ، وهذه األمور هي ما تتناوله سورة اإلسـراء علـى وألوهيته وقدرته على تصريف أمور الكون ، و

امتدادها ، من وجوه متعددة ، وبذلك تكون عداوم للعراق وعدوام عليه ، ورغبتهم يف تدمريه وإبادة أهله سببا يف خروج أهـل تواجد الدولة اليهودية على أرض فلسطني ، ليخربوا بيـوم العراق عليهم ، انتقاما ودفعا ملا يحيق م من أخطار ، يف حال استمر

.بأيديهم وأيدي املسلمني

هي حرب اهللا عليهم ال حرب أحد ، ذلك بأم حتدوا اهللا وأعلنوا حرم عليه ، وعلى كل من يؤمن به ربا وإهلا واحدا أوحدا : ثالثا علن حربه عليهم ، وهذا ما تستشعره من خالل جممل آيات سـورة ، خاب وخسر الذين من دونه ، وأن رب العزة قبل التحدي وأ

.اإلسراء ، ولكن مل يتبقى إال أن حتني ساعة الصفر لريوا من اهللا ما مل يكونوا حيتسبون

ويف األصل كما أوضحنا سابقا ، أن علوهم غري املسبوق يف الغرب ، هو الذي أوجد علوهم يف فلسطني الحقا ، وإذا كانت النتيجة( أي علوهم يف فلسطني تستحق الزوال ، فاألوىل أن يزال املتسبب فيها أي علوهم يف الغرب ، حىت تنتفي فرصة ظهور تلك النتيجة

.مرة أخرى ، فكما أن زوال دولة إسرائيل أمر حتمي فزوال أمريكا أمر أكثر حتمية ) أي العلو اليهودي

: فاليهود هلم من حيث املكان إفسادين

يف فلسطني إفساد بسفك الدماء ، وإخراج الناس من ديارها ، واالستيالء على ممتلكام ، وإتالف األخضر واليابس ، ومنـع : أوال .إىل آخره … مساجد اهللا أن يذكر فيها امسه ، والسعي يف خراا

الرذيلة واالحنالل اخللقي واألخالقي يف شىت منـاحي يف أمريكا والدول الغربية إفساد بنشر العقائد املادية اإلحلادية ، وإشاعة : وثانيا احلياة ، باإلضافة إىل تفريق الناس وتصنيفهم واستضعاف طوائف منهم ، وسومهم سوء العذاب ، لدرجة حرقهم وإبادم باألسلحة

ستضرب من السماء بصواريخ التقليدية والنووية ، وعلى قاعدة اجلزاء من جنس العمل ، ال شك لدي من أن كربى املدن األمريكية ، .نووية ، أو بشهب من السماء مسببة دمارا كالدمار ، الذي أحدثته قنابلها املدن اليابانية ولكن على مدى أوسع بكثري

238

:زوال العلو اليهودي في أمريكا لن يتوانى كثيرا عن زوال العلو اليهودي في فلسطين 112(… ، وباءوا بغضب من الله ، إلا بحبل من الله وحبل من الناسـ أين ما ثقفواـ ضربت عليهم الذلة( قال تعاىل الذلة هي الضعة واالخنفاض وهي نقيض العزة والعلو ، وأين ما ثقفوا تعين أينما وجدوا يف األرض على امتداد رقعتها ، ) آل عمران

قوله هذه اآلية أن الشعب اليهودي كأمة وأفراد سيمر خبمسة مراحل ، هي ذات املراحل اليت أشرنا إليها يف اية اجلزء وخالصة ما تومن ذلك نفهم أن صفة العلو وهي املرحلة الرابعة ، ستزول عنهم يف ) . ذل ، علو ، ذل ، علو ، ذل : ( األول ، وهي على التوايل

ائيل أو يف أمريكا ، أو فيما سواها من دول العامل ، ليدخل الشعب اليهودي بأسره يف املرحلة اليت تليها شىت بقاع األرض سواء يف إسر، ولتعود إليه صفة الذل اليت هي القاعدة أينما وجد أيضا وعلى مستوى األفراد واجلماعات ، حيث كان العلو استثناء ملرتني فقط ،

.لدول ، اليت يوجد ا علو يهودي ظاهر ويف مقدمتها أمريكا ولن يتحصل ذلك إال بانكسار وزوال كل ا

ولو أننا نظرنا إىل أمريكا كدولة وما تقوم به حاليا نظرة متفحصة وشاملة ، سنجد أا فاقت فرعون يف علوه واستعالئه وفسـاده األرض على عمومها بالترغيب تارة وبالترهيـب وإفساده ، باحتضاا للعقائد اليهودية الشيطانية ، والسهر على تطبيقها وتروجيها يف

.تارة أخرى

والعقاب اإلهلي املوعود به بنو إسرائيل كان لإلفساد الناجم عن العلو ، وعلوهم اآلن يتمثل يف مكانني حتديدا مها فلسطني وأمريكا ، للعلو اليهودي ، ستكون هدفا مؤكـدا وفضال عن ذلك فإن أمريكا املتعالية على شعوب األرض ، وبصرف النظر عن كوا مكانا

: النسكاب الغضب اإلهلي عليها ، مبا يفوق الغضب اإلهلي على إسرائيل ، وذلك ألن أمريكا جتمع ما بني علوين وإفسادين ، مهـا بأسا وأشد تنكيال ، وهذا العلو واإلفساد اليهودي ، والعلو واإلفساد الذايت هلا ، ليتأكد لنا أا أوىل من إسرائيل بالعقاب ومبا هو أشد

.بإذن اهللا ما سنشهده يف السنوات القليلة القادمة وما ذلك على اهللا بعزيز

جمرد التفكري بأن أمريكا ستزول ، وكـأم ال ) أمريكا ( وقد يستغرب ويستنكر كثري من أمة اإلسالم ، واألصح من املؤمنني باإلله وما كان الله ، وكانوا أشد منهم قوةي الأرض ، فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ، أولم يسريوا ف( يقرءون قوله تعاىل ) . فاطر 44( قديرا، في السموات ولا في الأرض ، إنه كان عليما ليعجزه من شيء

، كانوا هم أشد منهم قوة وءاثارا في الأرضأولم يسريوا في الأرض ، فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم ، ( وقوله وبهمبذن الله مذهاق، فأخو نم الله نم ما كان لهمغافر 21( و(

:ما بعد الغزو العراقي إلسرائيل بعد امتصاص يهود أمريكا والغرب للصدمة ، من جراء الكارثة اليت حلت ببين جلدم يف فلسطني ، ستبدأ املاكينة اليهودية يف الغرب

ة يف جملس األمن ، لشـن يف بذل أقصى طاقاا ، وعمل ما بوسعها إلعادة عقارب الساعة قبل فوات األوان ، من خالل الدبلوماسيحرب دولية حتت غطاء الشرعية الدولية لتحرير إسرائيل من العرب ، كما كان األمر عند مطالبتهم بتحرير الكويت ، وستفاجأ هذه

وستجد املاكينة اليهودية بربود ومجود شديدين ، مل يسبق هلا أن واجهتهما من قبل معظم دول العامل لتثبت عدم جناعتها هذه املرة ، مشاريع القرارات األمريكية والربيطانية والفرنسية فيما لو طرحت ، معارضة شديدة من قبل روسيا والصني ، حىت لو تطلب األمـر

.استخدام حق النقض من قبلهما ، خوفا من الدخول يف مواجهة ال تحمد عقباها مع العامل بني الغرب املسيحي والشرق املسلم

رابة السنتني بني مد وجزر ، حىت يستطيع اليهود حتريض أمريكا ، وبعض دول الغرب من حلف الناتو ، ومحلـها ورمبا يأخذ األمر ق -على حتريك أساطيلها ، باجتاه شواطئ البحر املتوسط ، لشن حرب مصريية على العرب ، ضاربة مبجلس األمن وغطاءه الشـرعي

.عرض احلائط -بعد اليأس من احلصول عليه

239

اجلانب اآلخر ، سيضطر العرب واملسلمون لتوحيد صفوفهم كرها من البعض وطواعية من البعض اآلخر ، واالنضواء حتت لواء وعلىواحد للدفاع عن األقصى بعد عودته إىل حظرية اإلسالم ، وسيبدأ التقارب العريب الروسي الصيين ، على ما يبدو يف التشكل ، إىل ما

.يكون باتفاقيات مكتوبة ، واهللا أعلم يشبه احللف العسكري ورمبا

:الحرب العالمية الثالثة ، والسيناريو المحتمل بوجود القيادة احلالية غري املتزنة ألمريكا وبتأييد من صهاينة احلزب اجلمهوري ، سيتمكن اليهود أخريا من جر أمريكا للـدخول يف

فع من العقائد الدينية املشوهة فيما خيص وجود اليهود يف فلسـطني وعـودة مواجهة غري حمسوبة مع العاملني العريب واإلسالمي ، بدمجـع ، املسيح الثانية للنصارى واألوىل لليهود ، باإلضافة إىل الرغبة يف االنتقام للمكانة األمريكية اليت مرغت يف التراب أمام العامل أ

.كا وجربوا أدىن انتباه بزوال مسخها اخلداج بطرفة عني دون أن يعري العرب عظمة أمري

يف ظرف سنتني من استعادة العرب لفلسطني ، ستعلن أمريكا حرا اليهودية الصليبية املقدسة على العرب واملسلمني ، مما يثري حالـة ز ، بشكل مل يسبق لـه من عدم االستقرار يف سائر أرجاء العامل ، وستبدأ املواقف العاملية من هذا اإلعالن شيئا فشيئا بالتباين والتماي

مثيل لينقسم إىل العامل معسكرين شرقي وغريب ، يقف إىل جانب العرب معظم الدول املناهضة ألمريكا يف الشرق ويف مقدمتها روسيا . ، ويقف إىل جانب أمريكا دول حلف الناتو وملحقاته

احملاوالت والتحذيرات والتهديدات العاملية ، لثين أمريكا عن وعندما تبدأ أمريكا حبشد قواا وأساطيلها يف البحر األبيض ، وتبوء كل عزمها بالفشل ، وتصبح املواجهة أمر ال مفر منه ، ستتطور املواقف الدولية فجأة وتتحول إىل أحالف عسكرية ، حبيث تضطر وتنجر

لذلك ستفقد زمام السيطرة مبكرا ، ورمبا تلجأ الكثري من الدول للمشاركة الفعلية يف احلرب الدائرة ، وعلى ما يبدو أن أمريكا نتيجةإىل استخدام السالح النووي يف وقت ما بضرب بعض العواصم العربية ، كبغداد والقاهرة على سبيل املثال ، ورمبا يكون ذلك قبـل

.احلرب الربية ، ظنا منها أن ذلك سيحسم املعركة لصاحلها يف وقت مبكر

كا ، هو رد الفعل الروسي والصيين العنيف ، على استخدام أمريكا هلذا السالح ، لتبدأ الصواريخ ولكن ما لن يكون يف حساب أمري النووية الروسية ورمبا الصينية ، تنهال على أمريكا تباعا دون سابق إنذار لتبيدها عن بكرة أبيها ، هذا إن مل يسقط عليها رب العـزة

ية بني دول العامل املختلفة املتخاصمة ، فيختلط احلابل بالنابل لتشمل هذه احلرب معظم ومن مث تبدأ احلروب البين. كسفا من السماء ولدخول األسلحة النووية دائرة الصراع ، ستكون هذه احلرب سريعة وقصرية وحامسة ، ولكن حجـم الـدمار فيهـا . بقاع العامل

سطني بني الغرب والشرق ، بانتصار العرب والروس نصـرا سيكون هائال جدا ، وستنتهي باملواجهة الربية البحرية على سواحل فل .مؤزرا ، واهللا أعلم

:تحالف الروس والعرب ونصرهم على عدو مشترك اعدد ستا بين يـدي : " ، فقال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم: عن عوف بن مالك ، قال

اضة المال ، حتى يعطى الرجل مائة دينار الساعة ؛ موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفف طا ، ثماخظل سفي ، هلتخب إلا درالع نم تيقى ببة لا ينت ـتحت كمونأتون فيردغفر ، فيني الأصب نيبو كمنيكون بة تنده ثم

.ود وابن ماجه وأمحد رواه البخاري ، وأخرجه أبو دا) ثمانني غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

قوله هدنة هي الصلح على ترك القتال بعد التحرك فيه ، قوله بين األصفر هم الـروم ، : " جاء يف شرح هذا احلديث يف فتح الباري " . قوله غاية أي راية

240

القتال قبل اشتعال فتيله خيرب هذا احلديث عن هدنة تكون بني املسلمني والروم ، واهلدنة كما جاء يف الشرح ، هي صلح على إيقاف .أو يف بداياته ، ومن مث يغدر الروم فيغزون ديار املسلمني ، جبيش قوامه ما يقارب املليون جندي

:أما اهلدنة وما يسبقها فيوضحه احلديث التايل

، عـن د بن معدان ، وملت معهم ، فحدثنا عن جبير بن نفير مال مكحول وابن أبي زكريا ، إلى خال: عن حسان بن عطية ، قال ةندقال اله ، : ريبقال ج : ، اهنيفأت ، لمسو هليع لى اللهص بياب النحأص نل مجر ، ربخي ما إلى ذبن قطلألانفسةنداله نع ريبج ه

ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : ، فقال ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول ، فيرفع رجل من أهل النصـرانية الصـليب ، ، فتنصرون ، وتغنمون ، وتسلمون

، رواه أبو داود ، " مع للملحمةغلب الصليب ، فيغضب رجل من المسلمني ، فيدقه ، فعند ذلك ، تغدر الروم ، وتج: فيقول .وصححه األلباين وأخرجه ابن ماجه وأمحد واحلاكم والبيهقي

فيجتمعون للملحمة ، فيأتون حينئذ ، تحت ثمانني غاية ، تحت كل غاية " وتكملة للحديث يف رواية أخرى بسند آخر البن ماجه ألفااثن رشا ع . "

الروم جيل معروف يف بالد واسعة تضاف إليهم فيقال بالد الـروم ، ومشـارق ) : " عون املعبود ( جاء يف شرح هذا احلديث يف بالدهم ومشاهلم الترك والروس واخلزر ، وجنوم الشام واإلسكندرية ، ومغارم البحر واألندلس ، وكانت الرقة والشامات كلها تعد

فسأله جبري عن اهلدنة ، ... انتهى نفاهم املسلمون إىل أقصى بالدهم حدودهم أيام األكاسرة ، وكانت أنطاكية دار ملكهم إىل أن يف أي اهلدنة اليت تكون بني املسلمني وبني الروم ، آمنا أي ذا أمن ، فتغزون أنتم أي فتقاتلون أيها املسلمون ، وهم أي الروم املصاحلون

من ورائكم أي من خلفكم ، وقال السندي يف حاشية ابن ماجه ، أي عدوا آخرين باملشاركة واالجتماع ، بسبب الصلح معكم عدوا الذي بينكم وبينهم ، فتنصرون بصيغة اهول ، وتغنمون بصيغة املعلوم أي األموال ، وتسلمون من السالمة ، أي تسلمون من القتل

ن عدوكم ، حىت ترتلوا أي أنتم وأهل الروم مبرج ، أي املوضع الذي ترعى فيه الـدواب قالـه واجلرح يف القتال ، مث ترجعون أي م: السندي ، ويف النهاية أرض واسعة ذات نبات كثرية ، ذي تلول بضم التاء مجع تل وهو موضع مرتفع ، قاله القاري ، وقال السندي

لرجل منهم غلب الصليب أي دين النصارى ، فيدقه أي فيكسـر فيقول أي ا. كل ما اجتمع على األرض من تراب أو رمل انتهى " .املسلم الصليب ، تغدر الروم أي تنقض العهد ، وجتمع أي رجاهلم وجيتمعون للملحمة أي للحرب

إىل جنب هذا احلديث يخرب بأن هناك صلحا آمنا أي ال قتال فيه ، سيكون بني املسلمني والنصارى ملدة من الزمن ، مث يقاتلون جنباعدوا مشتركا فينتصرون بال خسائر ، وبعد النصر يقع اخلالف بني املنتصرين بسبب ادعاء أحد النصارى أن النصر كان للصليب دون اإلسالم فيقتتل الطرفان ، ومن مث يفض االشتباك ، وتعلن اهلدنة ، ومن مث يعود النصارى إىل ديارهم مضمرين الغدر ، ليعودوا يف قادم

.أليام يف جيش عرمرم لغزو املسلمني يف أرضهم ، ونرى بأن ذلك سيكون زمن املهدي يف ا

:الروم قديما وحديثا نعلم أن اإلمرباطورية الرومانية القدمية ، كانت قد انقسمت إىل قسمني شرقي وغريب ، واتخذت القسطنطينية عاصمة للجزء الشرقي ،

هور اإلسالم حبوايل مائيت سنة ، وبقيت القسطنطينية عاصمة ململكة الروم الشرقية منـذ وروما عاصمة للجزء الغريب ، وذلك قبل ظذلك الوقت ، حىت مت فتحها على يد حممد الفاتح سابع السالطني العثمانيني ، وبذلك اختفت مملكة الروم الشرقية إىل األبد ، وأمـا

يعودون يف أصوهلم إىل غرب الصني ، مع بقاء نسبة قليلة من النصارى سكان تركيا احلاليني فمعظهم من األتراك املتأسلمون ، الذين .فيها ذوي األصول الرومية ، أما النسبة األكرب من الروم فقد هاجرت وانتشرت فيما حوهلا من بلدان أوروبا الشرقية

241

عد أن بدأت مشس العثمانيون التـرك ولنذكر هنا أن املسلمني حاصروا القسطنطينية إحدى عشرة مرة ، ومل يتمكنوا من فتحها إال بم تقريبا ، فبدأت دولتهم باالتسـاع 1300بالظهور فيما يسمى بآسيا الصغرى ، وذلك بعد ضعف الدولة السلجوقية واحنالهلا عام

ما تسـلم غربا على حساب مملكة الروم الشرقية شيئا فشيئا ، حىت اقتصرت مملكة الروم الشرقية على القسطنطينية وضواحيها ، وعندومن مث استمرت فتوحات العثمانيني حىت مشلت معظم بلدان منطقـة . م 1453حممد الفاتح ملقاليد احلكم مل يتواىن عن فتحها سنة

.البلقان يف أوروبا الشرقية

ية بعد زواهلـا ، واملتتبع للتاريخ احلديث ، سيجد أن روسيا القيصرية بعد بزوغ مشسها ، أصبحت الوريث األكرب ململكة الروم الشرقحيث كانت وما زالت يف القرون األخرية ، حتاول تنصيب نفسها كراعية وحامية ، ملصاحل نصارى الشرق ذوي املذهب األرثوذكسي ، وأخذت على عاتقها بعد أن اشتد عودها ، مهمة استعادة القسطنطينية من األتراك ومن مث إعادـا كعاصـمة دينيـة للكنيسـة

وفيما يلي بعض البنود الـيت . كانت يف السابق ، وهو ما حتاول االستئثار به حاليا الكنيسة اليونانية املوالية للغرب األرثوذكسية كما ) تاريخ الدولة العثمانية ( جاءت يف وصية بطرس األكرب ، املؤسس احلقيقي للملكة الروسية يف أواخر القرن السابع عشر ، من كتاب

:لفريد بك احملامي

أن من حيكم على استنبول ، ميكنـه ينبغي التقرب بقدر اإلمكان من استنبول واهلند ، وحيث انه من القضايا املسلمة : التاسع البند" …، حقيقة أن حيكم على الدنيا بأسرها

، أو نسـكن ، علينا أن نسلط دول أوروبا القدمية على دولة النمسا حربا وحينما نستويل على استنبول، … : البند احلادي عشر حسدها ومراقبتها لنا ، بإعطائها حصة صغرية من األماكن ، اليت نكون قد أخذناها من قبل ، وبعدها نسعى إىل نزع هذه احلصة منها

.

رين يف املنتش، و الذين هم من مذهب الروم املنكرين لرياسة البابا الروحيةينبغي أن نستميل جلهتنا مجيع املسيحيني ، : البند الثاين عشر إحداث رياسة مذهبية، ومن الالزم قبل كل شيء ، وجنعلهم أن يتخذوا دولة روسيا مرجعا ومعينا هلم، بالد ار واملمالك العثمانية

" .… ، حىت نتمكن من إجراء نوع من السلطة الدينية عليهم

:المذاهب النصرانية ، ولكن بالنظر إىل الطوائف الثالثة الكربى املهيمنة على العامل املسيحي ، جند كل النصارى بال استثناء تكن عداوة لإلسالم واملسلمني

أن معتنقي املذهب الربوتستانيت والذي تمثله أمريكا وبريطانيا وهولندا ، هم األشد عدواة وكراهية للمسلمني والعرب بشكل خاص ، ملذهب الكاثوليكي ، والذي تمثله فرنسا وإيطاليا وأملانيا وإسبانيا وباقي واملعروفني مبيلهم وتأييدهم لليهود ، ويليهم يف ذلك معتنقي ا

.الدول الغربية ، وأقلهم عدواة وكراهية هم معتنقي املذهب األرثوذكسي ، والذي تمثله روسيا ودول أوروبا الشرقية

ف دائم ، وأن العداوة والبغضـاء مسـتفحلة وذات واملتتبع للتاريخ القدمي واحلديث ، سيجد أن الطوائف املسيحية الثالثة على خالجذور عميقة ، فنصارى الشرق األرثوذكس مل ينسوا ومل يغفروا لنصارى الغرب من الكاثوليك ، ما أوقعوه م من مذابح يف محالت

ك والربوتستنت من جهة أخرى والعداوة والبغضاء مستفحلة حىت بني الكاثولي. الغرب الصليبية ، ومل يقبلوا مؤخرا اعتذار البابا عنها ، أخذنا ميثـاقهم ، ومن الذين قالوا إنا نصارى( ، كما هو احلال يف أيرلندا الشمالية ، وهذا ما أخرب عنه سبحانه وتعاىل يف قوله

، وا بها ذكرما مظوا حسفنالبة واودالع مهنيا بنيفأغرةاميم القواء ، إلى يضون غعنصوا يا كانبم الله مئهبني فوساملائدة 14( ، و . وهذه العداوة والبغضاء ال انقطاع هلا مستمرة إىل يوم القيامة ، وهذا ما أكده التاريخ األورويب القدمي واحلديث )

242

سيجد أن ما تخرب عنه هذا األحاديث النبوية أعاله ، من شأن مصـاحلة املسـلمني أو العـرب واملتتبع للتاريخ اإلسالمي والعريب ، للنصارى ، والتحالف معهم ضد عدو مشترك ، وحتصلهم معا على النصر والغنيمة والسالمة ، ومن مث االختالف وإضـمار الغـدر

ومبا أن الدنيا تعد سنواا األخرية ، وأشراط الساعة الكربى باتت .وعودة الروم ملقاتلة املسلمني ، مل يكن قد حتصل قدميا أو حديثا على األبواب ، فال شك أن هذه احلرب اليت سيخوضها املسلمني والنصارى جنبا إىل جنبا ، ضد عـدوهم املشـترك للمـرة األوىل

.ون والروم وعدو مشترك للمسلمني والروم واألحاديث النبوية تخرب أن هناك ثالثة أطراف ؛ املسلم. واألخرية ستقع يف وقت قريب

ومبا أن هذا احلدث سيقع ضمن معطيات الواقع احلايل ، ومن خالل قراءة الواقع ، يف ضوء ما أخربت عنه األحاديث ، سـنجد أن : الروم ما زالوا ينقسمون إىل قسمني

روبا الشرقية ، أو دول حلف وارسو القـدمي نصارى الشرق من معتنقي املذهب األرثوذكسي ، وهم املقيمون إمجاال يف أو • .الذي كانت فيه الزعامة وما زالت للدولة الروسية

نصارى الغرب من معتنقي املذهب الربوتستانيت واملذهب الكاثوليكي ، وهم املقيمون إمجاال يف أمريكا وأوروبا الغربية ، أو • .دول حلف الناتو بزعامة أمريكا

ولو نظرنا إىل الواقع احلايل لوجدنا أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، هـي . ة مذهبية قل نظريها للفريق اآلخر وكال الفريقني يكن عداوالدول األشد عداء للعرب واملسلمني منذ حروم الصليبية األوىل ، اليت كانت تقودها فرنسا بصفتها الراعية للمذهب الكـاثوليكي ،

إيطاليا وإنكلترا ، وحىت حروم االستعمارية يف العصر احلديث بقيادة أمريكا ، وما مواالة هـذه منضويا حتت لوائها كل من أملانيا والدول لبعض الدول العربية إال مداهنة ، من قبيل احلرص على مصاحلها فقط ، بل هي أكثر مقتا واحتقارا وامتهانا لتلك الدول نفسها

إمجاال ، ممن يعتنقون املذهب األرثوذكسي هم األقل عداء للعرب واملسلمني من من غريها ، ولوجدنا أيضا أن الروس ونصارى الشرق .جمموع املذاهب النصرانية

لنخلص إىل القول ، بأن الفريق الذي سيكون حليفنا يف املعركة القادمة هم الروس ، ضد عدونا وعدوهم املشترك أمريكا ومن شايعها بني الروس والعرب سيحصل بدافع املصاحل أوال ، وعلى قاعدة عدو عدوي صديقي ثانيا ، وأن هذا التحالف . من دول حلف الناتو

.وليس حبا بالعرب أو باملسلمني ، ولكن لتعارض مصاحلهم مع مصاحل األمريكان ، ولكراهية الروس املذهبية ألمريكا واليهود

يف كثري من اآليات ، يف مطالع سور كثرية من سور القرآن ، هذه احلرب األبشع يف تاريخ البشرية ، أجد أحداثها ونتائجها موصوفة واليت يعتقد معظم الناس ، أا تخرب عن أحداث يوم القيامة ، ومنها اشتعال البحار واضطراب السماء وزلزلة اجلبال وايار بعضها ،

مطالع السور فالطارق هو الصاروخ والعاديات وحىت األسلحة املستخدمة يف احلروب احلديثة ، كان سبحانه قد أخرب عنها ، أيضا يف هي الدبابات ، ورمبا نفرد هلذا األمر حبثا خاصا ، إن شاء اهللا يف وقت الحق ، وسيكون متوافرا على نفس موقع الكتـاب هـذا إن

.أسعفنا الوقت وكان يف العمر بقية

:النتائج المتوقعة للحرب العالمية الثالثة . الكربى ، وخاصة يف أمريكا ومن شايعها من الدول يف الشرق والغرب تدمري عدد كبري من املدن .1

ارتفاع هائل ومفاجئ ، يف درجة حرارة األرض نتيجة التفجريات النووية ، ذوبان الكتل اجلليدية القريبة من القطب الشمايل .2ا يتسبب يف طوفان كبري ، أشبه ما يكون للكرة األرضية ، وتبخر مياه احمليطات والبحار ، وعودا على شكل أمطار غزيرة ، مم

.بطوفان نوح عليه السالم ، وبالتايل اختفاء بعض البلدان واجلزر غرقا

243

اختفاء معامل احلضارة الغربية ومظاهرها ، من خالل املوت البطيء للتكنولوجيا املتبقية ، لعدم القدرة على جتديدها ، بكسر .3 ) . نفط _ كهرباء _ تقنية _ كهرباء _ نفط ( حلقة أو أكثر من حلقات سلسلة إنتاجها ،

.عودة منطقة الشرق األوسط كبؤرة للنشاط والصراع العاملي ، كما كانت يف العصور القدمية .4

.عودة عصور اجلاهلية األوىل يف أبشع صورها ، مبا فيها من ظلم وجور وفساد وإفساد ، واهللا أعلم .5

قال تعاىل

)4( لوا اتخذ الله ولداوينذر الذين قا(

)5( ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا

)6( افلعلك باخع نفسك على ءاثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسف

)7( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا

زرا جيدعا صهليا علون ماعا لجإن8(ا و (

)الكهف (

244

وجعلنا لمهلكهم موعدا

اد ، الذين سيبعثهم اهللا على بين إسرائيل يف املرة الثانية ، وخالل كان جل اهتمامي يف بداية األمر حمصورا يف معرفة ماهية أولئك العبهذا البحث اضطررت لطرق مواضيع كثرية ذات عالقة مبوضوع البحث ومنها موضوع هذا الفصل ، الذي يبحث يف مسألة العد يف

حث يف هذه املسألة هو عدم اقتناعي بنتائج مـا القرآن وحماولة تقدير فترة زمنية لنهاية الدولة اليهودية يف فلسطني ، والذي دفعين للب .اطلعت عليه من أحباث قدمها آخرون

:مسألة العد في القرآن أغلب رجال الدين إال من رحم ريب ، ينفرون من مسألة العد يف القرآن ، ومنهم من ينكر ذلك مجلة وتفصيال ، ورمبا يذهب البعض

ويتذرع البعض يف معرض إنكاره واستنكاره ملسألة العد يف القـرآن ، . حر والشعوذة والتنجيم إىل اام من يبحث يف هذا األمر بالسبعدم وجود خرب صريح وصحيح عن رسول اهللا عليه الصالة والسالم ، أتى من قريب أو بعيد على ذكر هذه املسألة ، وذلـك مـع

!! يف القرآن ، أو ينهى عن البحث يف أمر إثباته وبيانه علمهم بعدم وجود خرب أو حىت أثر ، ينكر وجود اإلعجاز العددي

:القرآن يحدد فترة زمنية في سورة الروم : قال تعاىل

)ومالر تب2( غل (ونبلغيس غلبهم دعب نم مهض ، وى الأرني أدف )3 (مل وقب نم رالأم لهل ، ننيع سي بضف ـذئمويو ، دعب نوعد الله ، لا يخلف الله وعده ، ولكن أكثر الناس لا ) 5( بنصر الله ، ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم) 4( يفرح المؤمنون

)7( حياة الدنيا ، وهم عن الآخرة هم غافلونيعلمون ظاهرا من ال) 6( يعلمون

) .الفرس ( ومل يظهر الغالب ) الروم ( جاء النص القرآين بفعل ماض مبين للمجهول فأظهر املغلوب .1

.وأضاف نبأ جديدا وهو غلبة الروم مستقبال ملن غلبهم يف املاضي .2

.سنوات ] 9 – 3[ والبضع لغة يقدر بـ وحدد فترة زمنية لتحقق ذلك ببضع سنني ، .3

.وأفاد بأن املؤمنني سيفرحون عند حتقق هذا األمر .4

.وأكد على أنه وعد من اهللا وأن اهللا ال يخلف وعده .5

.مما يكون من أمر اهللا ) ولكن أكثر الناس ال يعلمون ( وعقب بقوله .6

.قع الذي يستشعرونه حبواسهم فقط وأما ما يعلمه الناس فهو ظاهر احلياة الدنيا أي الوا .7

.أما أمر الغيبيات اليت أخرب عنها سبحانه يف كتابه ومنها احلياة اآلخرة فهم عنها غافلون .8

سنوات ، سيقول من مل يعلم ] 9 – 3[ بأن الروم سيهزمون الفرس يف فترة زمنية ، تتراوح ما بني : فلو قلنا بأن هذه النبوءة تقول أن هذا الذي نقول غري موجود يف القرآن نصا ، فكيف ) 9 – 3( ، ومل يعلم أن البضع يف لغة العرب يساوي بظروف هذه النبوءة

سنوات ؟ 9سنوات وال تزيد عن 3عرفت أن الذين سيهزمون هم الفرس ؟ وأن ذلك سيتم يف فترة ال تقل عن

245

لب من ، ولكن زمن التحقق جاء فضفاضـا إذ مل يشـأ نالحظ أن هذه النبوءة كانت واضحة بالنسبة للمسلمني من حيث من سيغسنوات تقريبا ، ليترك اـال جلريـان 6سبحانه مع علمه ، الكشف عن الزمن بشكل دقيق ، ولكنه أعطى فترة زمنية على مدى

.لعلم املسبق حبيثياا األسباب واملسببات ، اليت من شأا أن تترجم النبوءة على أرض الواقع ، دون تعطيل من البشر من جراء ا

على جممل ما أخرب عنه سبحانه يف اآليات السابقة هلا ، ستجد أن هناك حكمة إهليـة مـن ) 7(ولو متعنا يف التعقيب األخري يف اآلية وهـذا اإلخبار عن شأن هذا احلدث املستقبلي ، أال وهي زف البشرى للمؤمنني حبتمية النصر مستقبال ، فكما حتققت هذه النبـوءة

الوعد على أرض الواقع ، فسينجز اهللا كل ما وعد به يف كتابه الكرمي ، ليزداد املؤمنون إميانا ويقينا بصدق كل ما حواه هذا الكتاب .من شأن الدنيا واآلخرة ماضيا وحاضرا ومستقبال ، وصدق من أنزله وصدق وأمانة من أرسل به هدى ورمحة للعاملني

:بعض الغيب للناس في الكتب السماوية الحكمة اإللهية من كشفـ اس تراوحت غايات اإلخبار عن أنباء املستقبل ما بني البشارة والنذارة ، وأهم األنباء املستقبلية اليت يريد رب العزة أن يتيقن منها الن

رآن من ذكرها والتذكري ا هي اليوم اآلخر ، مبا فيه من بعث وحساب وثواب وعقاب ، وهذه احلقيقة تكاد ال ختلو أي من سور الق، إذ أن مؤدى إنكار اليوم اآلخر حىت ولو قرن مع اإلميان باهللا هو عبث وعبثية ، ليصبح إحسان اإلنسان مرتبط مبا يتحصل عليه من

وءة بقوله مكاسب دنيوية فقط ، وبذلك يفسد الناس وتفسد األرض فيحل م اهلالك ، ولذلك عقب سبحانه بعد اإلخبار عن هذه النب ) . الروم 7( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ، وهم عن الآخرة هم غافلون) 6( ولكن أكثر الناس لا يعلمون… (

فيها ، بأمس احلاجة ملا يقوي إميام وقد جاءت أخبار النبوءات املستقبلية يف القرآن والسنة مسبقا ، لتتحقق يف أزمان يكون املؤمننيوجاءت أيضا . ويثبتهم على دينهم ويشد من أزرهم ، يف مواجهة أهل الكفر والفسوق والعصيان ، كما هو احلال مع النبوءة السابقة

وا ما علق بأرواحهم وما أغشى لتتحقق يف أزمان يكاد فيها اإلميان أن يلفظ أنفاسه األخرية لتعيد له احلياة يف قلوب أصحابه ، ولينفضفإذا ما عاصر الناس حتقق نبوءة على أرض الواقع مما أخرب بـه . أبصارهم وبصائرهم من رماد هذه الدنيا ، اليت أوشكت على الفناء

للناس من القرآن ، أثبت هذا القرآن للناس بشكل قاطع وملموس حمسوس بأنه من لدن حكيم عليم عامل للغيب والشهادة ، وأن ال بد .املثول بني يديه فاملوت ليس اية املطاف ، بل هو بداية رحلة ال اية هلا من الشقاء أو السعادة

:سورة الكهف

) 19إعجاز الرقم ( كنت قد قرأت فيما سبق بعضا من كتب اإلعجاز العددي يف القرآن ، ومن ضمنها كتاب بسام جرار بعنوان : حيث قال بسام جرار فيه

) أن أصحاب الكهـف والـرقيم أم حسبت( نت أقرأ سورة الكهف فخطر ببايل أن أحصي الكلمات من بداية قصة الكهف ك" وحنن ) 309(وإذا بالكلمة اليت تأيت بعد هذه العبارة مباشرة هي الكلمة رقم ) ولبثوا في كهفهم ) : (25(وعندما وصلت إىل اآلية

" . سنوات كما نص القرآن الكرمي ) 309(أم لبثوا يف كهفهم نعلم

.بعدة سنوات ) زوال إسرائيل ( كان هذا نقال حرفيا ملا جاء يف الكتاب ، وكان هذا الكتاب سابقا لكتاب *

ظننت يف . ة اخلرب عندما قرأت هذه املعلومة أحببت أن أتأكد من صحتها ، فقمت بإجراء نفس عملية اإلحصاء آنذاك فتبين يل صحبادئ األمر أن املقصود هو إظهار التوافق العددي اللغوي ، ما بني عدد السنني اليت لبثها هؤالء الفتية يف الكهف ، وعـدد كلمـات

ولكن عندما رغبت يف البحث يف مسألة زوال إسرائيل فيما بعد حيث . القصة اليت تروي خربهم ، وهو حبد ذاته شيء مجيل وعجيب .قتنع حبسابات بسام جرار ، أصبح هلذا املثال املطروح يف سورة الكهف معىن أخرا مل أ

246

هو " وبين إسرائيل " تصفحت سورة اإلسراء مرارا وتكرارا ، ولفت انتباهي أن موضوع السورة بشكل عام هم بين إسرائيل أنفسهم جاءت على ذكرها ، وأما ما تركز عليه السورة بشكل خاص االسم التوقيفي للسورة ، كما ورد يف مجيع األحاديث والروايات اليت

قمت باملقارنة بني القصتني . هو قصة املرتني ، وما فيهما من إفساد وعلو ووعد لكل منهما ، واملالحظ أن القصة هلا بداية وهلا اية جود يف سورة الكهف ، لكي نقوم بتطبيقـه يف ويف خميليت تساؤل مفاده ، أليس من املمكن أن يكون سبحانه قد طرح هذا املثال املو

!سورة اإلسراء الستخراج موعد هالك بين إسرائيل يف املرة الثانية ؟

:وجعلنا لمهلكهم موعدا تركز سورة اإلسراء بشكل كبري على ذكر وعد اآلخرة ، وهو وعد الك بين إسرائيل وزوال دولتهم ، وهذا الوعد له موعد ويقول

بل لهم موعد… )48( نجعل لكم موعدابل زعمتم ألن …( يف سورة الكهف ، اليت تلي سورة اإلسراء مباشرة سبحانه وتعاىلتأكيد على أن هنـاك هذا التكرار لكلمة موعد وال) 59( وجعلنا لمهلكهم موعداوتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا ، ) 58(…

حاولت يف البداية إجياد أوجه الشبه بني السورتني ، ومن مث عدت إىل سورة الكهف وقمت بدارسة وحتليل . موعد أمر ملفت للنظر ف املثال املطروح فيها ، فخرجت منه بعدة قواعد رياضية فتملكين شعور آنذاك ، أن هذا املثال إمنا وضع ليكون مبثابة مفتاح ، للكش

.عن موعد هالك بين إسرائيل يف سورة اإلسراء

:قصة أصحاب الكهف -ال أذكر اسم املؤلـف -إلحدى دور النشر األردنية ) أهل الكهف ( بعد إطالعي على قصة أصحاب الكهف ، من خالل كتاب

وأن أحداث القصة وقعت بعد وفـاة الذي يؤكد فيه املؤلف ، أن الكهف املعين هو الكهف املوجود بالقرب من العاصمة األردنية ، عيسى عليه السالم ، وقبل بعث حممد عليه الصالة والسالم ، حيث كانت اإلمرباطورية الرومانية الوثنية آنذاك مسيطرة على املنطقة ،

د اخلاضـعني وأن القضية اليت كانت مطروحة آنذاك هي مسألة البعث بعد املوت ، اليت كان ينكرها الوثنيون الرومـانيون واليهـو .لسيطرم كذلك

واحلكمة من جراء تنوميهم ومن مث بعثهم ، ومن مث العثور عليهم من قبل أهل املدينة ، كانت إلثبات البعث بعد املوت لدى أناس ذلك ، ليعلموا أن وعد الله حق ، وكذلك أعثرنا عليهم ( العصر من وثنيون ويهود ، وهذا ما يخرب عنه سبحانه وتعاىل صراحة يف قوله

مهرأم مهنيون بعازنتا ، إذ ييهف بية لا راعأن الساورة للكهف لكي يعلم أولئك ) 21(… وأي أن اهللا أعثر أناس تلك املدينة اوجميء قصة أصحاب الكهف يف القرآن مل يكن ) . أن الساعة لا ريب فيهاو_ بالبعث بعد املوت_ أن وعد الله حق ( الناس بـ

فلا ( يف األصل لطرح التساؤالت عن عددهم وعن مدة لبثهم ، فهذا أمر ال طائل منه وال فائدة فيه فهو سبحانه ينهى عن ذلك بقوله فتتسلا تا وراء ظاهرإلا م يهمار فما تدأح مهنم يهمالكهف 22( ف ( ر سبحانه عددهم بقولهوقد قر ) مهنثـامة وعبقولون سيو

واقتصرها علـى ) رمجا بالغيب ( إذ استثىن هذه العبارة من قوله ) الكهف 22( كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليلقل اهللا ( وقوله ) 25( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنني وازدادوا تسعا( وأما مدة لبثهم فقد قررها يف قوله . األقوال السابقة فقط

مدة لبثهم هو احلق ، فهو أعلم بغيـب تأكيد على أن ما أخرب عنه من ) الكهف 26( أعلم بما لبثوا ، له غيب السموات والأرض .املاضي واملستقبل كما أكد على إخباره عن عدم فيما سبق

247

:ال يمكن إحصاء السنين خنلص من ذلك ، إىل أن املسألة املراد التركيز عليها هي شيء آخر غري إحصاء عددهم أو مدة لبثهم ، هي إشارات لدرس رائـع يف

أم ( يح هذا الدرس سنبدأ مع بداية القصة حيث خلص سبحانه القصة كاملة يف أربع آيـات ، يف قولـه الرياضيات اإلهلية ، ولتوضرحمة وهيئ إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك) 9( حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من ءاياتنا عجبا

ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) 11( فضربنا على ءاذانهم في الكهف سنني عددا) 10( لنا من أمرنا رشداالكهف ، وطلبوا من رم أن يرمحهم وأن يهيئ هلم سبيال للنجاة من أن أصحاب الكهف فتية جلأوا إىل: هذا امللخص يقول ) 12(

قومهم ، فأسلمهم سبحانه للنوم يف الكهف عددا من السنني مث بعثهم ، مث علل أمر نومهم مث بعثهم بأنه يريد أن يعلم من أحصى ممن .مل يحص مدة لبثهم يف الكهف من عدد السنني

نا قد أوضحناه سابقا ، ولكن امللفت للنظر هنا هو تعليل البعث يف بداية القصة على غري الوجه احلقيقي وتعليل النوم والبعث حقيقة كإذ ال يعقل أن يكون املقصد احلقيقي هو معرفة من أحصى مدة اللبث ممن مل ) لنعلم أي احلزبني أحصى ملا لبثوا أمدا ( له ، بقوله تعاىل

ولو فكرت يف معىن اإلحصاء رياضيا . ال يحصى إحصاء وإمنا يتحصل باحلساب ) أي الفترة الزمنية ( ويف الواقع فإن األمد . يحصها لوجدت أن هذا الذي جاء يف اآليتني غري منطقي من الناحية الرياضية العملية ، فعملية اإلحصاء والعد ال ميكن القيام ا إال إذا كان

أما أن حتصي شيئا ال تلمسه بيديك أو تراه بعينيك فهذا . ، كأن حتصي جمموعة من األشياء املراد إحصاءه أو عده ماثل أمامك عياناوأما بالنسبة للسنني فال يمكن بأي حال من األحوال إحصائها أيضا ، ألا ليست أشياء قابلة للعد وإمنـا تتحصـل . أمر مستحيل

وعلى سبيل املثال ، إذا أردت معرفة . ور نتيجة جلمع عدد من األيام معرفتها باحلساب ، فهي نتيجة جلمع عدد من الشهور ، والشهعمر شخص ما أو عمر أمة ما ، فما ستقوم به هو عملية طرح للتواريخ لتحصيل عدد السنني ، اليت تمثل عمر ذلك الشخص أو عمر

.تلك األمة

:اإلحصاء لمدة اللبث وي ، جاء ليلفت انتباهنا إىل ما جاء يف هذه القصة من إعجاز عددي لغوي ، وإلحصاء وبالتايل نستطيع القول بأن هذا التركيب اللغ

أشياء ماثلة أمام أعيننا أال وهي كلمات القصة ، اليت توافق عدد السنني اليت لبثها أصحاب الكهف يف كهفهم ، والـيت إن قمـت لكلمات يوافق عدد السنني ، ويقول سبحانه تعقيبا على هذا بإحصاءها ستكون يف احلقيقة قمت بعد مدة اللبث بالسنني ، ألن عدد ا

أبصر بـه ( أي ما كشفه من شأن هؤالء الفتية من غيب املاضي ) له غيب السموات والأرض( اإلعجاز فيما يلي القصة من آيات عمأسفه واإلخبار عنه ، ويؤكد سبحانه من خالل هذا التوافق وكأنه حث على إمعان النظر فيما بني يديك من إعجاز وكش) 26( و

ولا مبدل لكلمات ( األنعام ويونس بقوله كما أكد أيضا يف سوريت ) الكهف 27( ال مبدل لكلماته( العددي يف اية القصة أن 34( الله ) (الله اتمكليل لدبلا ت )ال تبديل ملواقع الكلمات فيه وال زيادة فيه وال نقص ، وهذا ما تثبته هـذه ليتبني لك أن) 64

ولو كان من عند غير (وقوله ) احلجر 9( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون( السورة وسورة اإلسراء أيضا مصداقا لقوله تعاىل يهوا فدجلو ا اللهريلافا كثتالنساء 82( اخ . (

حسب ظاهر _ نتبني من ذلك ، أن املراد هو إجراء عملية إحصاء أو عد ، وأن املراد إحصاؤه ) أحصى ملا لبثوا أمدا ( يقول سبحانه دة ، أال وهي الكلمات املاثلة هو مدة اللبث ، ومبا أن إحصاء مدة اللبث متعذر فاإلحصاء سيكون ألشياء تمثل هذه امل -النص القرآين

أمامنا واليت تشكل أحداث القصة ، لنستطيع من خالل إحصائها معرفة عدد سنني مدة اللبث ، وكأنه سبحانه أراد أن يعلمنا درسا

248

السورة رياضيا نستطيع من خالل القواعد اليت سنستنبطها منه ، من استخراج عدد السنني ملدة لبث أناس ، كان قد سبق ذكرهم يف .اليت سبقت سورة الكهف ، وهذا يعين أن مدة لبثهم هلا اية الكهم واملشار إليها بوعد اآلخرة

:طريقة العد في سورة الكهف ) 1أم تسب3أن 2ح ابح4أص فلبثوا … … 5الكهـي 306و307ف ـهمفو ( 308كهاددازو ننيس ائةاثلاث معس25(309) ا ت(

( نالحظ أن كلمة ) . ثالمثائة سنني وازدادوا تسعا( بعبارة ) 25(وتنتهي يف اآلية ) أم حسبت( بعبارة ) 9(تبدأ القصة من اآلية وبدال من أن ينتهي العد عند الكلمة اليت تلي كلمة ) 309(هو ) 308(وأن العدد الذي يلي العدد ) 308( حتمل العدد ) كهفهم

لتحمل ) ثالمثائة سنني وازدادوا تسعا ( ثالمثائة وتسعة جاء سبحانه بعبارة ، حتكي العدد نفسه بالكلمات : مباشرة بقولنا ) كهفهم ( ) . 309( العبارة كاملة العدد

ساب الفرق بني السـنني جاءت ليعلمنا قاعدة حسابية حل)تسع وثالمثائة ( وعدم قوله ) ثالمثائة سنني وازدادوا تسعا ( وقوله سبحانه سنة مشسية ) 100(مشسية لنحصل على ما يعادهلا بالقمرية ، حيث أن كل 100سنوات لكل 3الشمسية والسنني القمرية ، بإضافة

سنة قمرية ، واألهم من ذلـك أن ) 309(سنة مشسية و) 300(ومفاد هذه العبارة أم لبثوا . سنوات قمرية تقريبا ) 103(تعادل وبناء على ذلـك وعنـد . لمات جاء متفقا مع مدة لبثهم بالسنني القمرية ، أي أن كل كلمة مثلت سنة قمرية ال مشسية عدد الك

.استخدام هذه الطريقة يف سورة اإلسراء سنتعامل مع السنني القمرية

: قواعد اإلحصاء في سورة الكهف .اإلحصاء للكلمات إذ ال يمكن إحصاء السنني .1

. ي اليت تتكون من حرفني فما فوق الكلمة لغة ه .2

. بداية العد كانت من بداية قصة أصحاب الكهف .3

.آيات ومل تشملها عملية العد 8قصة أصحاب الكهف سبقتها مقدمة تكونت من .4

24، 23( أن بعض اآليات اليت وردت ضمن القصة دخلت كلماا يف العد مع أن عالقتها بالقصة ليست ظاهرة كاآليات .5( .

.أن اية العد كان بانتهاء القصة .6

.أن عدد الكلمات توافق مع عدد السنني اليت لبثوها يف الكهف إذ أن كل كلمة متثل سنة .7

. كلمات قد توافقت مع مدة لبثهم بالسنني القمرية 309أن كل كلمة متثل سنة قمرية ، ذلك ألن نتيجة العد كانت .8

: ورة اإلسراء قابلية هذا المثال للتطبيق على سلـو ) 12( أحصى لما لبثوا أمـدا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين ) 11( سنني عددافضربنا على ءاذانهم في الكهف ( قال تعاىل

! ... وتعاىل ، أراد أن يعلم أي احلزبني أحصـى أمعنت النظر فيما حتته ، لوجدت أن الظاهر يقول أن بعثهم كان ألن اهللا سبحانهأي أن املراد من اإلحصاء هو معرفة عدد السنني ، يف املقابل جند يف . أحصى ماذا ؟ أحصى مدة ما لبثوا يف الكهف من عدد السنني

249

، حتمل بني ثناياها معرفة لعدد لإلشارة إىل أن السورة ) ولتعلموا عدد السنني واحلساب ( من سورة اإلسراء عبارة تقول ) 12(اآلية .سنني تتحصل بالعد واحلساب ، ختص أناس سبق ذكرهم فيما ورد من آيات سبقت هذه العبارة

لبثـوا ، ( مرات يف سورة الكهف ، وهي ) 6(وللفت االنتباه إىل أن اإلحصاء متعلق مبدة اللبث ، تكرر ذكر مشتقات هذه الكلمة لبثن ، ملبثوا ، لبثوا لبثتو ، مرت مرتني يف ) . 12،19،25،26( يف اآليات ) ا ، لبثتويف املقابل جند أن مشتقات هذه الكلمة تكر

يقـال أن ) 76( يلـا خلافك إلـا قل يلبثونوإذا لا ( وقوله ) 52( إلا قليلا لبثتموتظنون إن ( سورة اإلسراء ، يف قوله سبحانه ولو أنك تتبعت النص منذ البداية ، لوجـدت أن . املقصودين يف هاتني اآليتني هم مشركي قريش حصرا ، وهذا القول غري صريح .القول األول قيل ملنكري البعث وعلى رأس القائمة يف إنكار البعث هم اليهود

وإن كادوا ليستفزونك مـن الـأرض ، … يفتنونك عن الذي أوحينا إليك وإن كادوا ل( ولو أنك تتبعت النص من قوله تعاىل لوجدت أن القول الثاين قيل يف اليهود حصرا ، حيث تؤكد معظم الروايات ) 76( ليخرجوك منها ، وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا

وتساءلت عمن له القدرة على فتنة الرسول عليه الصـالة ) وإن كادوا ليفتنونك ( يات مدنية ، ولو متعنت يف قوله تعاىل أن هذه اآل) وإن كادوا ليستفزونك من األرض ليخرجـوك منـها ( ولو متعنت يف قوله تعاىل ! والسالم ، أهم أهل الكتاب أم عبدة األصنام

لو قلت أم اليهود عندما أرادوا منه ! رسول عليه الصالة والسالم ، إلخراجه ومل يكتب هلم النجاح وتساءلت عمن حاولوا استفزاز الأن خيرج معهم ، من أرض اجلزيرة ككل إىل األرض املقدسة ليعيد هلم ملكهم املنقرض ، لكان ذلك أقرب إىل العقل واملنطق ، وهناك

.فقد جانبت الصواب ، ألم قد استفزوه بالفعل وأخرجوه من بلدته حقيقة ولو قلت أم مشركي قريش . روايات تؤكد ذلك

:أوجه التشابه قال بل لبثـت ( ذكر أحد مشتقات لفظ اللبث يف السورتني ، وهو لفظ يأيت أينما ورد يف القرآن ، لإلشارة إىل مدة زمنية ، : أوال

إن لبثتم ( ، ) طه 40( فلبثت سنني في أهل مدين( ، ) يوسف 42( السجن بضع سننيفلبث في ( ، ) البقرة 259( مائة عام 14( امـا فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسني ع( ، ) املؤمنون 112( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنني) ( طه 103( إلا عشرا ) .العنكبوت

ولتعلمـوا عـدد ( يف الكهف ) أحصى لما لبثوا أمدا… سنني عددا( ذكر لفظ يشري إىل اإلحصاء أو العد يف السورتني : ثانيا ابسالحو ننييف اإلسراء بإضافة لفظ احلساب ) الس.

:سورة اإلسراء

)ا إلى بنيقضاوا كبريلوع لنعلتن ويترض مي الأرن ففسدــاب لتتي الكيل فرائ4(ني إس ( كمليا عثنعا بمأولاه دعاء وفإذا جثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بـأموال وبـنني ) 5(عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا

خلوا ليـد إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجـوهكم و ) 6(وجعلناكم أكثر نفرياةرل مأو لوهخا دكم جدسا المبريتا تلوا عوا مربتيلا) 7(وندع متدإن عو كممحرأن ي كمبى رسع رينلكـافل مـنها جلنعجو ،

)8(حصريا

جند أن عملية العد بدأت من حيث بدأت قصة أصحاب الكهف وانتهت مع يف املثال الوارد يف سورة الكهف والذي أشرنا إليه آنفا ،( ايتها ، وحيث أن عدد الكلمات يف القصة جاء ليوافق مدة لبثهم بالسنني القمرية ، جند أن عملية العد توقفت عند قولـه تعـاىل

.م القصة وهي العبارة اليت أوحت بتما) ولبثوا يف كهفهم ثالث مائة سنني وازدادوا تسعا

250

عند النظر يف مقدمة سورة اإلسراء جند أن هناك قصة تروى هي قصة مريت اإلفساد اإلسرائيلي يف األرض ، ونالحظ هنا أن اإلفساد اإلسرائيلي سيتحصل لثالث مرات اثنتان منهما مقترنة بالعلو وأخرى غري مقترنة ، وأن هناك ثالث وعود بالعقاب لكل منها ، وكنا

.يف الفصول السابقة أن وعد املرة األوىل قد نفذ يف املاضي ، وحنن اآلن بصدد نفاذ وعد املرة الثانية قد أوضحنا

وأن مـا ) …وقضينا إىل بين إسرائيل يف الكتـاب ( عند تأمل مقدمة السورة جند أن البداية احلقيقية لقصة املرتني هي قوله تعاىل أجواء القصة ، كما كانت هناك مقدمة يف سورة الكهف سبقت قصـة أصـحاب سبقها من آيات كانت جمرد مقدمة للدخول يف

الكهف للدخول يف أجواء القصة أيضا ، يف السابق كان لدينا احتماالن للعبارة اليت تشري إىل متام احلديث عن وعد اآلخرة ، ومها قوله ، واخليار وقع على االحتمال األول ) …أول مرة كما دخلوه ( وقوله تعاىل ) …وليسوءوا وجوهكم وليدخلوا املسجد ( تعاىل

يف إصداراتنا السابقة وعليه بنينا بعضا من استنتاجاتنا وهو ما ثبت خطأه الحقا ، واآلن مل يبقى لدينا إال االحتمال الثاين ، وهـو أن 57كمـا ( من بداية السورة وأن ينتهي عند قوله تعاىل يف اآلية الرابعة) …4إسرائيل 3بني 2إلى 1وقضينا( يبدأ العد من قوله تعاىل

لوهخل 58د59أو ةراية هـذه ) … 60م يف اآلية السابعة ، ليكون عمر الدولة اإلسرائيلية احملتمل هو ستون سنة قمرية ، وقد تكون .متامها يف السنة الستون من عمرها أو عند متامها أو بعد -إن صح هذا التقدير -الدولة

:الموعد المحتمل لنهاية إسرائيل بالتقوميني اهلجري وامليالدي سنضيف ستني سنة قمرية إىل تاريخ إعـالن -أي نفاذ وعد اآلخرة -ولتحديد املوعد احملتمل لنهايتها

ويقابل هذا التـاريخ بـالتقومي م ،1948/ 5/ 15قيامها بالتقومي اهلجري ، مع العلم أن تاريخ إعالن قيام الدولة اإلسرائيلية هو .هـ ، ورجب هو الشهر السابع يف السنة اهلجرية 1367/ رجب / 6اهلجري

هـ 1427/ 7/ 6= هـ 1367/ 7/ 6+ سنة قمرية 60

/ 7/ 30هـ والذي يقابله بالتقومي امليالدي 1427/ رجب / 5وبذلك تكون إسرائيل قد أمتت السنة الستون من عمرها بتاريخ م ، وقد تكون اية إسرائيل يف حبر السنة اليت تسبق هذا التاريخ على أقرب تقدير أو يف حبر السنة اليت تليها على أبعد تقدير 2006

.واهللا أعلم

:الموعد المحتمل لنهاية أمريكا جاء لتأكيد حتمية زوال العلو اليهودي من األرض على ) وليتبروا ما علوا تتبريا( كنا قد أوضحنا بالفصل السابق إىل أن قوله تعاىل

عمومها سواء كان يف فلسطني أو يف أمريكا ، ومبا أن هذه العبارة توحي بتمام زوال العلو بشكل مطلق من كل أرجاء األرض ، فهذا مها متاما حىت ال يبقى لليهود يف شىت بقاع يعين بالضرورة زوال اجلربوت األمريكي املسيطر عليه يهوديا بدمار أمريكا وبريطانيا واندثار

.األرض من مقومات العلو والسيادة ما يعينهم على إفسادهم يف األرض

62ما 61وليتبروا( سنة قمرية هي عدد الكلمات منذ بداية القصة حىت اية عبارة 64ولتحديد املوعد احملتمل لنهاية أمريكا سنضيف سنوات قمرية هي عدد كلمات هذه العبارة إىل أقصى موعـد لنهايـة 4إىل تاريخ إعالن قيام إسرائيل ، أو ) … 64تتبريا 63علوا

.إسرائيل

:من عمر إسرائيل فإن أقصى موعد لنهاية أمريكا هو 60هـ ، هو آخر أيام السنة الـ 1427/ رجب / 5ومبا أن

هـ 1431/ 7/ 5= هـ 1427/ 7/ 5+ سنوات قمرية 4

251

م2010/ 6/ 16: ويقابله بالتقومي امليالدي

وليتربوا ما ( هي متام احلديث عن وعد اآلخرة ، وأن عبارة ) كما دخلوه ألول مرة ( بنيت االستنتاجات أعاله على اعتبار أن عبارة * من بداية القصة ، وقد يكون هذا االعتبـار هي متام احلديث عن زوال العلو اليهودي الكبري الوارد ذكره يف اآلية الرابعة) علوا تتبريا

خاطئا الحتمال أن يكون نفاذ وعد اآلخرة يشمل زوال العلو اليهودي يف فلسطني وأمريكا ، فقد تتزامن النهايتان مع اية العبـارة .األوىل أو مع اية العبارة الثانية واهللا أعلم

: على الدجال وأتباعه اليهود الموعد المحتمل لعودة عيسى عليه السالم ، والقضاء بأا تخرب عن عودم لإلفساد وعودة اهللا عليهم بالعقاب على يد عيسى عليه السـالم ) وإن عدتم عدنا (قلنا يف تفسري قوله تعاىل

قمرية هي عدد الكلمات سنة 71واملهدي ومن معهما من املؤمنني ، ولتحديد املوعد احملتمل للعقاب النهائي لبين إسرائيل سنضيف سـنوات قمريـة إىل 11إىل تاريخ إعالن قيام إسرائيل ، أو ) … 71عدنا 70عدتم 69وإن… ( منذ بداية القصة حىت اية عبارة

ا دخلوه كم( بعد اية احلديث عن وعد اآلخرة يف قوله تعاىل ) 11( حتمل العدد ) عدنا( أقصى موعد لنهاية إسرائيل حيث كلمة ةرل م60أو . (

هـ 1438/ 7/ 5= هـ 1427/ 7/ 5+ سنة قمرية 11

م2017/ 4/ 1: ويقابله بالتقومي امليالدي

:الموعد المحتمل لخروج المهدي ، يعيش سبعا أو ثمانيا ، يعني … خرج في آخر أمتي المهدي ، ثم ي: ( عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

… يملك سبعا أو تسعا … ( وأمحد ) إن قصر فسبع وإلا فتسع… (رواه احلاكم وصححه األلباين وأخرجه الترمذي ) حججاكلهم عن ) …إن قصر فسبع وإلا فتسع ( وابن ماجه ) يملك سبع سنني… ( وأبو داود ) ا أو تسعاخمسا أو سبع… (و )

ريدالخ يدعأبي س.

ـ ه السـالم ومن املرجح لدينا أن خروج املهدي سيكون بعد زوال أمريكا وقبل خروج الدجال ، وستنتهي خالفته برتول عيسى عليوتسليمها له واهللا أعلم ، ومتوسط مدة خالفته إذا أخذنا بعني االعتبار اختالف الروايات هو سبع سنوات ، فإن صح هذا التقـدير

) : 1438( سنوات ، من املوعد املتوقع لرتول عيسى عليه السالم ) 7( نستطيع حساب موعد خروجه بطرح

هـ1431= 7 –هـ 1438

م2010: امليالدي ويقابله بالتقومي

:التأريخ لقيام دولة إسرائيل في سورة اإلسراء من امللفت للنظر أمر تكرار ذكر بين إسرائيل وتكرار ذكر وعد اآلخرة يف بداية السورة ويف ايتها ، وأثناء حماواليت املتكررة للـربط

:العددي بني ذكريهما يف بداية السورة وايتها ، تبني يل ما يلي

… ( يف بداية السورة ، حىت تصل إىل عبـارة ) 4( …4إسرائيل 3بني 2إلى 1وقضينا( إذا قمت بإحصاء الكلمات من عبارة أنكيف اية السورة ، سـتجد أن ) 101( …آتينا موسى تسع آيات بينات 1367ولقد) 100( 1366قتورا 1365الإنسان 1364وكان

252

وهذا العدد يف الواقع ، ميثل السنة اليت ) 1367( لكلمة األوىل يف بداية الذكر الثاين لبين إسرائيل يف السورة ، جاءت لتحمل العدد اقامت فيها دولة إسرائيل بالتقومي اهلجري ، وهو موعد استيالئهم الفعلي على أرض فلسطني وبدء استيطام فيها وجتمعهم من شـىت

.بقاع األرض

بداية السورة إىل ما قبل عبارة ) 7(يف اآلية رقم … 5ليسوءوا 4الآخرة 3وعد 2جاء 1فإذا( وإذا قمت بعد الكلمات من قوله تعاىل لبنـي … وقلنا ( يف قوله ) اسكنوا األرض( اية السورة وتوقفت عند عبارة ) 104(يف اآلية رقم … فإذا جاء وعد اآلخرة(

) .1367(لوجدت أنك قد توقفت عند نفس العدد ) 104( … 1367الأرض 1366اسكنواإسرائيل

ورمبا كان هذا الكشف عن موعد إعالن قيام دولة إسرائيل يف سورة اإلسراء من خالل عملية العد باتبـاع نفـس الطريقـة الـيت صل بعضا من املصداقية ، أما فيما يتعلق بإضافة هذا الفصـل إىل استخلصناها يف سورة الكهف هو ما أضفى على موضوع هذا الف

الكتاب قبل نشره فكنا نراوح بني رأيني ، يقول األول بأن الطرح املقدم يف الكتاب من القوة حبيث ال حيتاج إىل إضافة هذا الفصل إذ العد يف القرآن ضربا من الشعوذة ، وأما الرأي أنه سينعكس سلبا على الكتاب عند الكثري من الناس وخاصة عند من يعتربون مسألة

الثاين فيقول بأن إضافة هذا الفصل ستجلب قراء للكتاب ما كانوا ليقرءوا هذا الكتاب لوال وجود هذه املسألة ، وإن صح ما ورد فيه ل بيان ما جاء فيه مـن أنبـاء من مواعيد سيضاعف قوة الطرح أضعافا مضاعفة ، وغايتنا أوال وأخريا هي نصرة كتاب اهللا من خال

تتحدث عن حاضرنا ومستقبلنا ، ويف النهاية حسمنا األمر بإضافة هذا الفصل بعد إبداء كل من عارض اإلضافة ممن متت استشارم .عن رغبته يف االطالع على حمتوى هذا الفصل

تحذير

ف داعبت خميلة املؤلف منذ أواخر تسـعينيات القـرن كل ما ورد يف هذا الكتاب هو جمرد أفكار ورؤى وتصورات شخصية للمؤل املاضي ، وخوفا من إمث الكتمان وحجب علم من كتاب اهللا عن الناس كان لزاما علينا كشف ما من اهللا به علينا من علم ، وقمنـا

ع به الناس يف دينـهم بتأليف الكتاب ونشره مبجهود فردي مع ضيق الوقت وعدم التفرغ على نشره على أوسع نطاق آملني أن ينتف .ودنياهم جمانا بال مقابل وحتت اسم مستعار إذ ال مطمع لنا يف مكاسب دنيوية جننيها من وراء هذا العمل واهللا من وراء القصد

كن أن نود أن نلفت انتباه األخوة القراء إىل أن هذه القراءة العددية ناجتة عن تقديرات شخصية من املمكن أن ختطئ كما أا من املمفذلك ال يعين بالضرورة إصابتنا يف املواعيد األخرى ، والتصديق ـذه -فيما لو حصلت -تصيب ، وإصابتنا يف أحد هذه املواعيد

مسألة من عدمها متروك لقناعة القارئ الشخصية ، فإن أخطأنا فمن أنفسنا وإن أصبنا فمن اهللا ، وال حول وال قوة إال باهللا واهللا ويل . التوفيق

قال تعاىل )و ، هثلبم أتونان ، لا يءذا القرثل هأتوا بمي لى أنع ، الجنو الإنس تعتمقل لئن اج مهضعب كان لو

)88(لبعض ظهيرا

)89(ل مثل ، فأبى أكثر الناس إلا كفورا ولقد صرفنا للناس ، في هذا القرءان ، من ك(

)اإلسراء (

253

فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون

تبدأ سورة الدخان بتعظيم شأن القرآن الكرمي ، وتعظيم شأن الليلة اليت أنزل فيها ، وتركز السورة على اإلنذار دون البشرى ، حيث ويؤكد سبحانه ) األحزاب 45( يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا( د عليه الصالة والسالم قال سبحانه يف إرسال حمم

والعقاب الذي تأيت على خربه اآليات وحتذر منه هـو البطشـة . أنه أرسله منذرا للبشر من قبل أن حيل م العقاب رمحة منه بعباده يت مل تحدد ماهيتها هنا ، ونذير هذه البطشة هو الدخان الذي سيسبقها بقليل ، فلريتقبه الناس فإن ظهر وعاينوه ، فليعتربوا الكربى ال

وليحذروا وليعودوا عما هم عليهم من الشك والتشكيك يف أمر رم ، واللعب يف أمر دينهم ، والطعن يف رسوهلم الكرمي الذي بعث وقد ظهر الدخان املوصوف يف هذه السورة يف عاصمة أحد . فإن مل يفعلوا ولن يفعلوا فلريتقبوا البطشة الكربى إليهم بشريا ونذيرا ،

األقطار العربية ، فاقرأ معنا هذا الفصل والفصول اليت تليه ، لتعرف كيف فسرت هذه النبوءة على أرض الواقع ، ولتعرف من هـم إصرارهم على ما هم عليه من الكفر والفسوق والعصيان ، بالرغم من غشيان الدخان هلم بنفس املوعودين بالبطشة الكربى قريبا ، بعد

.الصفة اليت أخربت عنها اآليات

:أقوال بعض المفسرين في آيات سورة الدخان

) 4(فيها يفرق كل أمر حكـيم ) 3(نذرين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا م) 2(والكتاب المبين ) 1(حم ( ينلسرنا إنا كنا مندع نا مر5(أم ( يملالع يعمالس وه إنه كبر نة ممحر)6(

ي حمكم ال يبدل وال يغير ، وهلذا قال جل يقول تعاىل خمربا عن القرآن العظيم أنه أنزله يف ليلة مباركة وهي ليلة القدر ، أمر حكيم أ" أي إىل النـاس ) إنا كنا مرسـلني ( أي مجيع ما يكون ويقدره اهللا تعاىل وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه ، ) أمرا من عندنا ( جالله

.ابن كثري " رسوال يتلوا عليهم آيات اهللا مبينات

)يا بمض والأرو اتومالس بر يننوقم كنتم ا إنم7(نه ( ـائكمابء برو كـمبيت رميي ويحي وإلا ه لا إله لين8(الأو (

ويف هذا الشرك ترتيل أي إن كنتم من أهل اإليقان ، علمتم كونه سبحانه رب السماوات واألرض ألنه من أظهر اليقينيات دليال ، " ، لعدم جريه على موجب العلمإنه من باب ترتيل العامل مرتلة اجلاهل : ، وهو مراد من قال رتلة عدمه لظهور خالفه عليهمإيقام م

إم : بل هم يف شك ، وال أدري بأسا يف أن يقال : إم نزلوا مرتلة الشاكني ملا كان قوله سبحانه بعد : وال يصح أن يقال : قيل وا بأنه عز وجل رب السماوات واألرض ، نزلوا أوال كذلك مث سجم وأن أقرإلحلادهم يف ل عليهم بالشك أل مل ينفكوا عن الشك

.األلوسي " صفاته وإشراكهم به تعاىل شأنه

) ونبلعي ي شكف مل ه9(ب ( وهلم إن اهللا خالقهم ، وإمنا يقولونـه لتقليـد أي ليسوا على يقني فيما يظهرونه من اإلميان واإلقرار يف ق) بل هم يف شك يلعبون " (

يضيفون إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم آبائهم من غري علم فهم يف شك ، وإن تومهوا أم مؤمنون فهم يلعبون يف دينهم ، وقيل يلعبون .القرطيب " عاقبته ، ويقال أعرض عن املواعظ العب ، وهو كالصيب الذي يلعب فيفعل ما ال يدري االفتراء واالستهزاء

254

وهذه اجلملة خرب بعد خرب هلـم ، بل يقولونه خملوطا زء ولعبال يقولون ما يقولون مما هو مطابق لنفي األمر عن جدر وإذعان " ، فإن فارتقب لترتيب االرتقاب أو األمر به على ما قبلها : ، والفاء يف قوله تعاىل لفرط عنادهم وعدم التفاموااللتفات عن خطام

.األلوسي " كوم يف شك يلعبون مما يوجب ذلك ، أي فانتظر هلم يوم تأيت السماء بدخان مبني

) 11(يغشى الناس هذا عذاب أليم ) 10(فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ( وقيل معناه احفظ قوهلم هـذا ، لتشـهد . السماء بدخان مبني ، قاله قتادة ارتقب معناه انتظر ، يا حممد ؤالء الكفار ، يوم تأيت "

.، القرطيب " عليهم

) يغشى النـاس ( ، ) هم يف شك يلعبون ( فانتظر يا حممد ؤالء املشركني من قومك ، الذين ) فارتقب ( يعين تعاىل ذكره بقوله " ) ، هذا عذاب أليم مما ناهلم من ذلك الكرب واجلهديعين أم يقولون ) م هذا عذاب ألي( ، يغشى أبصارهم من اجلهد الذي يصيبهم

.الطربي "

:أقوال المفسرين في الدخان أسماع المنافقني يجيء دخان يوم القيامة ، فيأخذ ب: بينما رجل يحدث في كندة ، فقال : " عن مسروق ، قال : تفسري ابن مسعود

من علم فليقل ، : فأتيت ابن مسعود ، وكان متكئا ، فغضب ، فجلس ، فقال . ، ففزعنا وأبصارهم ، يأخذ المؤمن كهيئة الزكامأع قل اللهفلي ، لمعي لم نملى اللوص هبينقال ل فإن الله ، لملا أع لمعا لا يمقول للم ، أن يالع نفإن م ، لم لمسو هليع ـا ( هقـل م

نيكلفتالم نا ما أنمر وأج نم هليع ألكمطئ) أسا أبشيإن قرفقال و ، لمسو هليع لى اللهص بيالن همليا ععلام ، فدالإس نوا ع : ماللهالعة وتيأكلوا الما ، ويهلكوا فى هتة حنس مهذتفأخ ، فوسع يبع كسببس همليي عنأعى الرريو ، ض ، ظامالأراء ومالس نيا بل مج

فقرأ فارتقـب ( يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم ، وإن قومك قد هلكوا ، فادع الله : كهيئة الدخان ، فجاءه أبو سفيان ، فقال أفيكشف عنهم عذاب الآخرة ، إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم ، فذلك قولـه ) عائدون -إلى قوله - دخان مبنييوم تأتي السماء ب

رواه " . والروم قد مضى ) سيغلبون ( إلى ) مل غلبت الروم ا( يوم بدر ) لزاما ( يوم بدر و ) يوم نبطش البطشة الكبرى: ( تعالى .البخاري وأخرجه مسلم والترمذي وأمحد

رواه " . واللـزام مضى خمس الدخان والروم والقمر والبطشة : " عن مسروق عن عبد الله بن مسعود ، قال : رواية البن مسعود .البخاري وأخرجه مسلم والترمذي وأمحد

ما تذاكرون: ( اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ، ونحن نتذاكر ، فقال : عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : حديث حذيفة ، والدجال ، والدابـة ، وطلـوع فذكر الدخانإنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات ، : (نذكر الساعة ، قال :قالوا ) ؟

لمسو هليع لى اللهص ميرن مى ابيسول عزنا ، وربهغم نس ممـرق ، الششبالم فسخ وفسثلاثة خو ، وجأجمو وجأجيو ،رواه مسـلم ) لـى محشـرهم وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن ، تطرد الناس إ

. اجه وأمحد وأخرجه الترمذي وأبو داود وابن م

وقد وافق ابن مسعود رضي اهللا عنه على تفسري اآلية بأن الدخان قد مضى مجاعة من السلف ، كمجاهد وأيب العالية " قال ابن كثري وروى ابن جرير عن ربعي بن حراش قال مسعت حذيفة بن اليمان . وإبراهيم النخعي والضحاك وعطية العويف وهو اختيار ابن جرير

إن أول اآليات الدجال ، ونزول عيسى بن مرمي عليهمـا الصـالة : ( قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : ه ، يقول رضي اهللا عنحذيفة رضي اهللا عنه يا : والسالم ، ونار خترج من قعر عدن أبني ، تسوق الناس إىل احملشر ، تقيل معهم إذا قالوا ، والدخان ، قال

255

فارتقب يوم تأيت السماء بدخان مبني ، يغشى الناس هذا : ( رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم هذه اآلية وما الدخان ؟ فتال : رسول اهللا ميأل ما بني املشرق واملغرب ميكث أربعني يوما وليلة ، أما املؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة ، وأما الكافر فيكون مبرتلـة ) عذاب أليم

. قال ابن جرير لو صح هذا احلديث لكان فاصال ، وإمنا مل أشهد له بالصحة) السكران خيرج من منخريه وأذنيه ودبره

إن ربكم أنذركم : ( قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : عن أيب مالك األشعري ، رضي اهللا عنه ، قال : " وقال ابن جرير أيضا ) رج من كل مسمع منه ، والثانية الدابة ، والثالثة الـدجال ثالثا ؛ الدخان ، يأخذ املؤمن كالزكمة ، ويأخذ الكافر ، فينفخ حىت خي

" .ورواه الطرباين ، وهذا إسناد جيد

ما منت الليلـة : غدوت على ابن عباس رضي اهللا عنهما ذات يوم ، فقال : ( عن عبد اهللا بن أيب مليكة ، قال : " وروى ابن جرير ) ب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما منت حىت أصـبحت قالوا طلع الكوك: لم ؟ قال : قلت ! حىت أصبحت

وهكذا رواه ابن أيب حامت فذكره وهذا إسناد صحيح إىل ابن عباس رضي اهللا عنهما حرب األمة وترمجان القرآن ، وهكذا قول من وافقه مما فيه مقنـع وداللـة وغريمها اليت أوردوها ، من الصحابة والتابعني رضي اهللا عنهم ، مع األحاديث املرفوعة من الصحاح واحلسان

أي ) فارتقب يوم تأيت السماء بدخان مبني ( ، قال اهللا تبارك وتعاىل ظاهرة على أن الدخان من اآليات املنتظرة ، مع أنه ظاهر القرآنأعينهم من شدة اجلـوع واجلهـد ، بين واضح يراه كل أحد ، وعلى ما فسر به ابن مسعود رضي اهللا عنه ، إمنا هو خيال رأوه يف

، أي يتغشاهم ويعميهم ، ولو كان أمرا خياليا خيص أهل مكة املشركني ، ملا قيل فيه يغشى الناس ) يغشى الناس ( وهكذا قوله تعاىل " .أي يقال هلم ذلك تقريعا وتوبيخا ) هذا عذاب أليم ( ، وقوله تعاىل

أنه من أشراط الساعة مل جيئ بعد ، وأنه ميكث يف األرض أربعني يوما ميأل ما بني : ثة ؛ األول ويف الدخان أقوال ثال: " وقال القرطيب السماء واألرض ، فأما املؤمن فيصيبه مثل الزكام ، وأما الكافر والفاجر فيدخل يف أنوفهم فيثقب مسامعهم ويضيق أنفاسهم وهو من

ت بعد ، علي وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وزيد بن علي واحلسن وابـن أيب آثار جهنم يوم القيامة ، وممن قال إن الدخان مل يأأن الدخان هو ما أصاب قريشا من اجلوع بدعاء النيب صلى اهللا عليه وسلم ، حىت كان الرجل يرى بـني : ملكية وغريهم ؛ والثاين

" .جبت السماء الغربة ، قاله عبد الرمحن األعرج إنه يوم فتح مكة ملا ح: السماء واألرض دخانا ، قاله ابن مسعود ؛ والثالث

أي يوم تأيت جبدب وجماعة ، فإن اجلائع جدا ير بينه وبني السماء كهيئة الدخان ، وقد فسر أبو عبيدة الدخان به ، : " وقال األلوسي اإلسناد إىل السبب ، وتفسري الدخان مبـا واملراد باليوم مطلق الزمان أي ارتقب وعد اهللا ذلك اليوم ، وبالسماء جهة العلو من قبيل

فسرناه به ، مروي عن قتادة وأيب العالية والنخعي والضحاك وجماهد ومقاتل ، وهو اختيار الفراء والزجاج ، وقد روي بطرق كثرية ، ويف بعض الروايات أن عن ابن مسعود رضي اهللا تعاىل ، وظاهره يدلك ما يف تاريخ ابن كثري على أن القصة كانت مبكة فاآلية مكية

قصة أيب سفيان كانت بعد اهلجرة ، فلعلها وقعت مرتني ، وقد تقدم ما يتعلق بذلك يف سورة املؤمنني ، وقال علي كرم اهللا تعـاىل مساع وجهه وابن عمر وابن عباس وأبو سعيد اخلدري وزيد بن علي واحلسن ، أنه دخان يأيت من السماء قبل يوم القيامة ، يدخل يف أ

الكفرة حىت يكون رأس الواحد كالرأس احلنيذ ، ويعتري املؤمن كهيئة الزكام ، فالدخان على ظاهره واملعىن فارتقب يـوم ظهـور ... الدخان

هذا واألظهر محل الدخان على ما روي عن ابن مسعود أوىل ، ألنه أنسـب . ومحل ما يف اآلية على ما يعم الدخانني ال خيفى حالهومن جعل الدخان ما هو أي حييط م واملراد م كفار قريش ، ) يغشى الناس . ( ا أنه يف كفار قريش وبيان سوء حاهلم بالسياق مل

يغشى ( ، واجلملة ، ومن جعل ذلك يوم القيامة محل الناس على العموم على من أدركه ذلك الوقت) الناس ( من أشراط الساعة محل جيوز أن يكون هذا عذاب أليم إخبارا منه عز وجل ، ويال لألمر : له تعاىل هذا عذاب أليم ، وقيل ، وقو صفة أخرى للدخان) الناس

" .، كما قال سبحانه وتعاىل يف قصة الذبيح إن هذا هلو البالء املبني

256

) نونؤمإنا م ذابنا العف عنا اكشب12(ر ( .ابن كثري ) " ربنا اكشف عنا العذاب ( ب اهللا وعقابه سائلني رفعه وكشفه عنهم أي يقول الكافرون ، إذا عاينوا عذا"

يضرعون إىل رم مبسألتهم إياه كشف ذلك اجلهديعين أن الكافرين الذين يصيبهم ذلك اجلهد ، ) ربنا اكشف عنا العذاب ( وقوله " . الطربي "

ربنا إن كشفت عنا : فكأم قالوا ميان إن كشف جل وعال عنهم العذاب ، كما صرح به غري واحد من املفسرين ، وعد منهم باأل" . األلوسي " العذاب آمنا لكن عدلوا عنه

) بينول مسر مهاءج قدى والذكر م13(أنى له ( نونجم لمعقالوا مو نها علوتو ثم)14 ( وقالوا ( عظون واهللا أبعدهم من االتعاظ والتذكر ، بعد توليهم عن حممد صلى اهللا عليه وسلم وتكذيبهم إياه أي يت: قال ابن عباس "

.القرطيب " علمه بشر أو علمه الكهنة والشياطني مث هو جمنون وليس برسولأي ) معلم جمنون

عذاب واخلالص ، أي كيف يتـذكرون أو مـن أيـن نفي صدقهم يف الوعد ، وأن غرضهم إمنا هو كشف ال) أىن هلم الذكرى " ( يتذكرون بذلك ، ويفون مبا وعدوه من األميان عند كشف العذاب عنهم وقد جاءهم رسول مبني ، أي واحلال أم شـاهدوا مـن

يـات دواعي التذكر وموجبات االتعاظ ما هو أعظم من ذلك يف إجيام ، حيث جاءهم رسول عظيم الشأن ، ظاهر أمر رسالته باآلأي عن ذلك الرسول عليه الصالة والسالم ، ومل يقل ) مث تولوا عنه ( واملعجزات اليت ختز هلا صم اجلبال ، أو مظهرا هلم مناهج احلق

.األلوسي " ألن املقصود تعديد قبائحهموجمنون بالعطف

) ونائدع يلا إنكمذاب قلفوا الع15(إنا كاش (نب موي ونمنتقى إنا مرطشة الكبش البط)16( واالحتمال الثاين أن يكون املراد إنا مؤخرو العذاب عنكم قليال ، بعد انعقاد أسبابه ووصوله إليكم ، وأنتم مستمرون فيما أنتم فيه "

.ابن كثري " من الطغيان والضالل ، وال يلزم من الكشف عنهم أن يكون باشرهم

إن كشفنا عنكم العذاب كشفا قليال ، أو زمانا قليال عدمت ، واملراد على ما قيل عائدون إىل الكفر ، وأنت تعلم أن عودهم إليه أي " لثبات على يقتضي إميام وقد مر أم مل يؤمنوا ، وإمنا وعدوا اإلميان فإما أن يكون وعدهم مرتال مرتلة إميام ، أو املراد عائدون إىل ا

يوم نسلط القتل عليهم ونوسع األخذ منهم ، ويف القاموس بطش بـه ، أخـذه ) يوم نبطش . ( فر أو على اإلقرار والتصريح به الك .األلوسي " بالعنف والسطوة كأبطشه ، والبطش األخذ الشديد يف كل شيء

رضي اهللا عنه ، البطشة الكربى يوم بدر ، قال ابن مسعود: ( قال ابن عباس رضي اهللا عنهما : وروى ابن جرير عن عكرمة ، قال " ، ابن " وهذا إسناد صحيح عنه ، وبه يقول احلسن البصري وعكرمة يف أصح الروايتني عنه ، واهللا أعلم ) وأنا أقول هي يوم القيامة

.كثري

257

ول كريمسر مهاءجو نوعرف مقو ملهفتنا قب لقد17(و (أد أن ـينول أمسر إني لكم الله ادبع وا إلي)18 (وإن لـم ) 20(وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) 19(وأن لا تعلوا على الله إني ءاتيكم بسلطان مبين

)22(به أن هؤلاء قوم مجرمون فدعا ر) 21(تؤمنوا لي فاعتزلون قوم فرعون وهم قبط مصر ، وجاءهم رسول كرمي يعين موسى كليمه عليه الصالة ولقد اختربنا قبل هؤالء املشركنييقول تعاىل ، "

.، ابن كثري " والسالم

ده تعاىل وعندهم ، أو كرمي يف نفسه متصف باخلصـال أي مكرم معظم عند اهللا عز وجل ، أو عند املؤمنني أو عن) رسول كرمي " ( .األلوسي " احلميدة والصفات اجلليلة حسبا ونسبا

من أن ترمجوين ، أن تؤذوين ضربا أو ) أن ترمجون ( أي التجأت إليه تعاىل ، وتوكلت عليه جل شأنه ) وإين عذت بريب وربكم " ( فكونوا مبعزل مين ال علي وال يل وال تتعرضوا يل بسوء ، فليس ذلك جزاء من ) لون وإن مل تؤمنوا يل فاعتز( شتما ، أو أن تقتلوين

.، األلوسي ) " أن هؤالء قوم جمرمون ( يدعوكم إىل ما فيه فالحكم ، فدعا ربه بعد أن أصروا على تكذيبه عليه السالم

كان دعـاؤه : لم م ، فافعل م ما يستحقونه ، قيل أن هؤالء جمرمون تناهى أمرهم يف الكفر وأنت أع: وفيه اختصار كأنه قيل " قوله ربنا ال جتعلنا فتنة للقوم الظاملني إىل قوله فال يؤمنوا حـىت يـروا : عليه السالم اللهم عجل هلم ما يستحقون بإجرامهم ، وقيل

ؤه واإلجابة معا ، وأن دعاءه على يأس من أميام العذاب األليم ، وإمنا ذكر اهللا سبحانه السبب الذي استوجبوا به اهلالك ليعلم منه دعا .األلوسي " وهذا من بليغ اختصارات الكتاب املعجز

) … قولونلي ؤلاءه 34(إن ( نشرينبم نا نحمتتنا الأولى ووإلا م يه إن)35 ( كنـتم ائنـا إنفـأتوا بآب ينقاد36(ص (أ ينرمجكانوا م مإنه ، ملكناهأه ، هملقب نم ينالذع وتب مقو أم ، رخي مه)37 (…

استطرادي للداللة على أم مثلهم يف اإلصرار على الضاللة، وذكر قصة فرعون وقومه كفار قريش ألن الكالم فيهم) إن هؤالء " ( أي ما العاقبة واية ) إن هي إال موتتنا األوىل ) : ( ليقولون ( حتقري هلم ) هؤالء (ل ما حل م ، ويف اسم اإلشارة ، واإلنذار على مث

.األلوسي " أي مببعوثني بعدها ) وما حنن مبنشرين ( األمر ، إال املوتة األوىل املزيلة للحياة األوىل ،

خمربا عـن قيـل يقول تعاىل ذكره ) وما حنن مبنشرين ، فأتوا بآبآئنا إن كنتم صادقني إن هؤالء ليقولون إن هي إال موتتنا األوىل" ( ، ليقولون إن هي إال موتتنا األوىل اليت منوـا من قومك يا حممدلنيب اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، إن هؤالء املشركني مشركي قريش

.الطربي " تكذيبا منهم بالبعث والثواب والعقابعوثني ، وهي املوتة األوىل ، وما حنن مبنشرين بعد مماتنا وال مبب

هذا استفهام إنكار ، أي إم مستحقون يف هذا القول العذاب ، إذ ليسوا خريا من قوم تبع واألمم املهلكة ، ) أهم خري أم قوم تبع " ( .القرطيب " وإذا أهلكنا أولئك فكذا هؤالء

استئناف لبيان عاقبـة ) أهلكناهم ( كعاد ومثود ، أو قبل قريش فهو تعميم بعد ختصيص ، أي قبل قوم تبع) والذين من قبلهم " ( " فليحذر كفار قريشـا تعليل إلهالكهم ، أي أهلكناهم بسبب كوم جمرمني ، ) إم كانوا جمرمني ( أمرهم هدد به كفار قريش

.األلوسي

258

)ملهلع كانسبل ناهرسا يفإنم ونتذكر58(ي ( ونبتقرم مإنه بتقفار)59( أي يتفهمون ) لعلهم يتذكرون ( أي أنزلناه سهال واضحا بينا جليا ، بلسانك الذي هو أفصح اللغات وأجالها وأحالها وأعالها ، "

د ، قال اهللا تعاىل لرسوله صلى اهللا عليه وسـلم ، ويعلمون ، مث ملا كان مع هذا الوضوح والبيان ، من الناس من كفر وخالف وعانأي فسيعلمون ملن سـتكون ) إم مرتقبون ( أي انتظر ) فارتقب ( مسليا له وواعدا له بالنصر ومتوعدا ملن كذبه بالعطب واهلالك

.ابن كثري " النصرة ، والظفر وعلو الكلمة يف الدنيا واآلخرة

يقول تعاىل ذكره لنبيه حممد صلى اهللا عليه وسلم ، فإمنا سهلنا ) يتذكرون ، فارتقب إم مرتقبون فإمنا يسرناه بلسانك ، لعلهم" ( قراءة هذا القرآن ، الذي أنزلناه إليك بلسانك ليتذكر هؤالء املشركون ، الذين أرسلناك إليهم بعربه وحججه ، ويتعظـوا بعظاتـه

) فارتقب إم مرتقبـون ( وقوله . فينيبوا إىل طاعة رم ويذعنوا للحق عندما تبينهموه ويتفكروا يف آياته ، إذا أنت تتلوه عليهم ، يقول تعاىل ذكره لنبيه حممد صلى اهللا عليه وسلم ، فانتظر أنت يا حممد الفتح من ربك ، والنصر على هؤالء املشركني باهللا من قومك

.الطربي " هم عما أتيتهم به من احلق ، من أراد قبوله واتباعك عليه من قريش ، إم منتظرون عند أنفسهم قهرك وغلبتك ، بصد

أي وأن مل يتذكروا مبا حيل م ، ) فارتقب ( أي كي يفهموه ويتذكروا به ويعملوا مبوجبه ) فإمنا يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون " ( معناه مرتقبون ما حيل م : وقيل ) إم مرتقبون … ه حىت قول…فارتقب يوم تأيت السماء ( وهو تعميم بعد ختصيص ، بقوله تعاىل

.األلوسي " كما ، ويف اآلية من الوعد له صلى اهللا تعاىل عليه وسلم ما ال خيفى

سورة الدخان تنذر قوما من أمة اإلسالم كفروا بعد إيمانهم

ونبلعي ي شكف مل ه9(ب ( . ملشركي قريش ، فهؤالء كذبوا وكفروا مبا جاء به حممد عليه الصالة والسالم مجلة وتفصيال هذا الوصف مل يكن حبال من األحوال

وأمـا . والشك يف املعتقد عادة يتأتى بعد اإلميان ، بوحي من شياطني اإلنس واجلن واهلوى ، مما يدفع اإلنسان يف النهاية إىل الكفر به ، واالنشغال مبا ال ينفع بل ومبا يضر ، وهي صفة ميتاز ا الصبية واألوالد الصغار ، اللعب جاء مبعىن اإلعراض عما ينفع واالستهزاء

.لصغر عقوهلم وقلة مداركهم وضيق أفقهم وعدم مقدرم على أخذ العربة والعظة

مبا أخرب عنه يف كتابه املبني ، أما هؤالء القوم من أمة حممد ، فهم يف شك من أمر اهللا ، والشك هو انعدام اليقني مبعىن أم غري موقننيالذي جاء به الرسول املبني بلسان عريب مبني من أمور الغيب ، وعلى رأسها ربوبية اهللا وألوهيته ووحدانيته وإنكار قدرته على البعث ،

لذلك فهم ال . املمات أي الشك مبلكية اهللا للسماوات واألرض وما بينهما ، وقدرته على تصريف األمور ، والشك حبقيقة احلياة بعد .يتورعون عن اختاذ دينهم هزوا ولعبا ، إذ ال بعث وال حساب وال عقاب يردعهم

والكفار أولياء ، ، من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم هزوا ولعبايأيها الذين ءامنوا ، لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم ( قال تعاىل ، قوا اللهاتوننيمؤم متفالذين يوالون الذين اختذوا دين اهللا هزوا ولعبا ، من اليهود والنصارى والكفار إمجاال ، ) املائدة 57( إن كن ،

.حياربه وهو ينتسب إليه وهم يظهرون اإلميان ليسوا مبؤمنني ، فما بالك مبن يتخذ دين اإلسالم ، هزوا ولعبا و

وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا( وقال تعاىل أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كـانوا عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين ولي ولا شفيع وإن تعدل كل

اليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وغرتهم الحياة الدنيا ف دينهم لهوا ولعباالذين اتخذوا ( ، وقال ) األنعام 70( يكفرون ) .األعراف 51( وما كانوا بآياتنا يجحدون

259

:فهؤالء القوم يتصفون بأمرين

.أم ال يؤمنون باهللا وباليوم اآلخر : األول

.مادة للهزء والسخرية واللهو أن شغلهم الشاغل هو احلياة الدنيا ، وأم يتخذون أمور دينهم : الثاين

)11(يغشى الناس هذا عذاب أليم ) 10(فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين نالحظ أن املفسرين اختلفوا على ثالثة مواقف ، فمنهم من وافق تفسري ابن مسعود ، ومنهم من وافق تفسري ابن عباس ، ومنهم من

وأما من حيث زمـن . وكل منهم أكمل تفسري السورة ، على ما ارتأى من صوابية اعتقاده بالنسبة هلذا الدخان . الحتمالني أخذ باالوقوع ، فاالحتمال األول ، يقول بأن الدخان والبطشة قد مضيا يف مشركي قريش ، واالحتمال الثاين يقول بأنه قبل يوم القيامة ،

نه من أحداث يوم القيامة ، وللفصل يف هذه األقوال واملواقف ، سنستنبط صفات هذا الدخان من اآليات واالحتمال الثالث يقول بأنفسها ، وصفات هؤالء القوم وأفعاهلم يف اية الفصل ، مبعزل عن الروايات والتفسريات السابقة ، فظاهر اآليات الكرمية يدل على أن

ستقبل ، واألقدر على بيان أمره هو من يعاصر ظهوره بعد اكتمال معامله ، كمـا هـي ما ورد يف اآليات هو نبأ دخان سيظهر يف امل .العادة يف فهم وتفسري النبوءات املستقبلية

نونؤمإنا م ذابنا العف عنا اكشب12(ر( ار من الناس إمجاال كلما مستهم الضراء والبأساء وهذا هو دعاء املعرضني عن ذكر اهللا كما هي العادة ، من املسرفني واملشركني والكف

لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا دعاناالضر الإنسانوإذا مس ( ، سواء كانوا من أمة اإلسالم أو من غريها كما يف قوله تعاىل ) . يونس 12( كذلك زين للمسرفني ما كانوا يعملونى ضر مسه عنه ضره مر كأن لم يدعنا إل

مسكممن نعمة فمن الله ، ثم إذا بكموما ( ، والذي يعود على املخاطبني بالقرآن ، يف قوله تعاىل ) كم ( والحظ ضمري املخاطب ت هفإلي ، رونالضأر53( ج ( رالض فإذا كش ثمكمنع ركون إذا فريقشي همببر كمنم )( ، وقوله ) النحل 54 رالض كمسإذا مو

متضرأع رإلى الب اكمجا نفلم اهون إلا إيعدت نل مر ضحي البكان فاوان كفورساإلسراء 67( الإن. (

واألقرب واألظهر بالنظر يف دعواهم تلك ، وإقرارهم بألسنتهم ما ليس يف قلوم من اإلميان عند غشيان الدخان هلم ، أن يكون هؤالء . جاء بعد اإلميان به من أمة حممد عليه الصالة والسالم ، فسقوا عن دينهم مع كوم مسلمني نفاقا على األغلب ، وشركهم يف اهللا

أما قريش فلم يكن هذا حاهلم ، وما كان ليصدر منها هذا الدعاء ، فمنهم من أسلم ومنهم أصر على كفره ، أما النفاق فلم يعرفوه أمههـا ومل يكن هلم فيه مصلحة ، ومن املعروف أن النفاق ظهر بعد انتشار اإلسالم وهو ما حصل يف املدينة املنورة ، لعدة غايات و

وأخطرها هو سعيهم حملاربة تعاليم الدين وهدم معامله داخل اتمعات اإلسالمية ، وسورة الدخان مكية وحال هؤالء كحال من قال :فيهم سبحانه ، يف مطلع سورة البقرة

، وما يخدعون إلـا يخادعون الله ، والذين ءامنوا )8(منني ءامنا بالله ، وباليوم الآخر ، وما هم بمؤ: ومن الناس من يقول ( وإذا قيل لهـم لـا )10(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) 9( أنفسهم وما يشعرون

وإذا قيل لهم ءامنوا كمـا ) 12( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) 11( سدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحونتفوإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنـا وإذا ) 13( هاء ولكن لا يعلمونءامن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا إنهم هم السفأولئـك ) 15( نالله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهو) 14(خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون

يندتهوا ما كانمو مهتارجت تبحا رى فمدلالة بالها الضورتاش ينالبقرة 16( الذ. (

260

ومل حيصر هذا السلوك بطائفة من الناس أو بزمن معني ، وهذا السلوك بدأ بالظهور بعدما قويـت ) ومن الناس ( حيث قال سبحانه .سالم يف املدينة املنورة ، واستمر على مر العصور حىت يومنا هذا شوكة اإل

بينول مسر مهاءج قدى والذكر م13(أنى له ( نونجم لمعقالوا مو نها علوتو ثم)14( هم اإلعراض عما جاء به الرسول الكرمي ، الذي ال يشـكك أي التوبة واإلنابة إىل اهللا ، وقد سبق من! من أين هلؤالء القوم الذكرى ؟

وفضال . يف كرم أخالقه أو حسبه أو نسبه أو لسانه العريب املبني ، حممد عليه الصالة والسالم بعد جميئه واإلميان به واالنتساب إىل دينه عما جاء به ، وامـوه بـالتعلم مـن الكهـان عن سبق اإلعراض عن رسالته ، بعد احتضاا ملدة من الزمن ، تولوا عنه وأعرضوا

انة والشياطني حبوادث ميتافيزيقية وما شابه ، وأضافوا إليه صفة اجلنون إمعانا منهم يف اإلجرام واالفتراء واالستهزاء ، فإن سلم من الكه( ، ) الطور 29( بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون فذكر ، فما أنت( فريد عليهم رم قوهلم هذا بقوله لرسوله . مل يسلم من اجلنون

)احلاقة 40( إنه لقول رسول كرمي( ، ) القلم 4( وإنك لعلى خلق عظيم

م ، وأم قالوا هذا وستفاجأ أخي املسلم أن املقصود ذا القول ليسوا مشركي قريش ، بل مشركي ومنافقي هذا العصر من أمة اإلسالالقول وأكثر يف رسول اهللا عليه الصالة والسالم ، حتت رعاية ودعم حكومي مادي ومعنوي ، وأن هذا االفتراء ذاته هو الذي أخـرب

.عنه سبحانه وهو من أكرب األسباب املوجبة لعقام

ونائدع يلا إنكمذاب قلفوا الع15(إنا كاش( سبحانه بأنه سريفع العذاب عنهم قليال بعد انعقاد أسبابه ، بكشف الدخان بعد نيلهم قسطا من أذاه ، نزوال عنـد رغبتـهم ويخرب

السابقة وإقرارهم باإلميان عند غشيانه هلم ، فالدخان جمرد حتذير ولفت انتباه هلم ، بأن اهللا هو رب السموات واألرض وبأنه قادر على ومن مث يقـرر سـبحانه بـأم . أمات آبائهم ، ولئال تكن هلم حجة بأنه مل يعطهم الفرصة للتوبة واإلنابة إماتتهم وإهالكهم كما

سيعودون ملا كانوا عليه من الشك واللعب ، وسيضيفون إليها التويل واإلعراض والعصيان واالام لرسوله الكرمي ، ليستوجبوا عـن .شته الكربى جدارة واستحقاق أن يبطش م رب العزة بط

لعنهم الله في الـدنيا الذين يؤذون الله ورسوله ( وقال ) التوبة 61( عذاب أليموالذين يؤذون رسول الله لهم : ( قال تعاىل ةرالآخو مله دأعاوهينا مذاباألحزاب 57( ع. (

نب موي ونمنتقى إنا مرطشة الكبش الب16(ط( ونستطيع تصور طبيعة هذه البطشة من قوله تعاىل يف سورة ) . الربوج 12( إن بطش ربك لشديد( أما بطش رب العزة فهذا وصفه

نعمة من عندنا كذلك نجزي ) 34( إلا ءال لوط نجيناهم بسحر م حاصباإنا أرسلنا عليه) 33( كذبت قوم لوط بالنذر( القمر كرش ن35( م (ذرا بالنوارما فتنتطشب مهذرأن لقدو )36 (ذفذوقوا ع مهنيا أعنسفطم هفيض نع وهداور لقدـذر ونابي و )37 (

رقتسم ذابة عكرب مهحبص لقد38( و (ذرنذابي وفذوقوا ع )39 (ركدم نل ملذكر فهءان لا القرنرسي لقدو )القمـر 40 (، وأكثروا اجلدال واالستهزاء ا ومنها فبطش م رـم ، ومتاروا بالنذر أي كذبوا إنذارات لوط عليه الصالة والسالم وحتذيراته هلم

وما وقع من قوم لوط هو ما وقع من هؤالء ، بعد أن جاءهم هذا رسوهلم الكرمي نذيرا من غضب اهللا ، فغشيهم الدخان وسـتبغتهم وأمر هذا الكتاب املبني وأمـر هـذا البطشة الكربى ، وهم ما زالوا يمارون ويتمارون يف شك يلعبون ، من أمر هذا الرسول املبني

.الدخان املبني

261

:ـ وما نزل بقوم لوط نستخلصه من اآليات التالية

ة من سجيل ، حجار وأمطرنا عليها، جعلنا عاليها سافلهافلما جاء أمرنا ، ) 81( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب… ( ودضن82( م ( ، كبر دنة عموسميدعبب نيمالظال نم يا همو )هود 83. (

كان ذلك يف الصباح الباكر حيث رفعت قرية لوط عليه الصالة والسالم مبن فيها إىل السماء ، وتقول بعض الروايات أن املالئكة يف كالم ، ومن مث قلبت ورميت من ذلك االرتفاع الشاهق إىل األرض ، فأحدثت ذلك اجلرف اجلغـرايف السماء األوىل مسعت نباح

املمتد من على طول ر األردن ووادي عربة ، ومن مث أمطرت باحلجارة اليت ال تزال ظاهرة إىل يومنا هذا ، منغرسة يف الطني علـى ين خراب الديار وهالك أهلها بغض النظر عن الوسيلة ، مشهد حيمل يف ثنايـاه وخالصة القول أن البطشة تع. شواطئ البحر امليت

أبشع صور لالنتقام اإلهلي ، حني يوغل الناس بإصرار يف اإلجرام حبق اهللا وحق رسله الكرام دون وازع أو رادع ، ضاربني بإنذارات .رم عرض احلائط ، مستحقني بذلك غضبا إهليا عارما

) 22(فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون … ا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم ولقد فتنومفاد اآليات أعاله هو أن حال هؤالء القوم ، مع حممد الكرمي األمني املبني عليه الصالة والسالم ، كحال فرعون وقومه مع موسى

بني عليه الصالة والسالم ، وذلك نفيا ملا قاله هؤالء عنهما ، سواء من فرعون وقومه أو ممن أشرك وكفر من أمة حممد الكرمي األمني املومن تشبيه احلال باحلال نستطيع التعرف على موقف هؤالء القوم من حممد ، من خالل معرفة موقف فرعون وقومه من موسـى ، .

حيث أن اآليات ، اليت تصف موقف فرعون وقومه من موسى ورسالته ، تكاد تبني ما حتويه الذي ورد بالتفصيل يف القرآن الكرمي ، .سورة الدخان من مقاصد إهلية تكتنفها اآليات الكرمية

:حال فرعون وقومه مع موسى

وا ربوبية اهللا ، وامـه ـ دعا موسى عليه الصالة والسالم فرعون وقومه إىل تقوى اهللا ، فجادلوه واستهزءوا به ومبا جاء به ، وأنكرفرعون باجلنون وهدده بالسجن إن اتخذ إهلا غريه ، فأراه موسى آيات ربه الكربى ، فامه بالسحر وببلوغه مرتبة عالية يف علمـه ،

.ليصبح كبريا السحرة ونفذ ديده فيمن اتبعه وآمن به من السحرة

… ) 12( قال رب إني أخاف أن يكذبون) 11( قوم فرعون ألا يتقون) 10( وم الظالمنيوإذ نادى ربك موسى أن ائت الق( نيالمالع بول رسا رن فقولا إنوعرا في16( فأت (يلائرني إسا بنعل مسأن أر )17 ( …من ووعرقال فنيالمالع با ر )قال ) 23

ننيوقم متا إن كنمهنيا بمض والأرو اتومالس ب24( ر (ونعمتسألا ت لهوح نمقال ل )قال ) 25 نيلالـأو كمائءاب برو كمبر قال لئن ) 28( قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون) 27( إليكم لمجنونقال إن رسولكم الذي أرسل )26(

وننيجسالم نم كلنعري لأجا غيإله ذتخ29( ات ( كجئت لوبنيقال أوء ميبش )30 ( قال فأتنيقادالص نم تإن كن به )31 (بنيان مبثع يفإذا ه اهص32( فألقى ع (ريناظلناء لضيب يفإذا ه هدي عزنو )33 ( لهولإ حلمقال ليملع راحذا لسإن ه )34 ( …

فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكـم مـن خلـاف إنه لكبريكم الذي علمكم السحرن لكم قال ءامنتم له قبل أن ءاذنيعمأج كمنلبلأصالشعراء ( …) 49( و. (

:ني وهلذا تشات لغة اخلطاب وتشات احلجة يف قول الرسولني الكرمي

) الشعراء 26( ربكم ورب ءابائكم الأولنيقال …) 24( قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنني: ( موسى

) الدخان 8( ربكم ورب ءابائكم الأولني… ) 7( رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنني… : ( حممد

262

ـ فأنذرهم اهللا باملألوف للناس من العذاب كالقحط واجلوع ، مشعرا إياهم بقدرته على أخذهم لعلهم يرجعون ، ولكنهم ردوا هذه لى كفرهم فأرسل عليهم ما مل يألفوه ، كالطوفان وأصروا ع. ملوسى ومن معه ومل ينسبوها إىل اهللا " الوش النحس " االبتالءات ، إىل

ولكنهم ملا وقع م العذاب وعاينوه وعدوا موسى باإلميـان يف . واجلراد والقمل والضفادع والدم ، فاستكربوا وكانوا قوما جمرمني دوا ملا سبق ، فانتقم اهللا ورفع العذاب عنهم ألجل مسمى هم بالغوه ، وفور شعورهم بالرخاء نكثوا عهدهم وعا. حال كشف عنهم

.منهم لتكذيبهم آليات اهللا وغفلتهم عنها

وإن فإذا جاءتهم الحسنة ، قالوا لنا هـذه ، ) 130( لعلهم يذكرون، بالسنني ونقص من الثمراتولقد أخذنا ءال فرعون ( س مهبصتهعم نمى ووسوا بمرطيئة ، يي ، الله دنع مهرا طائمون، ألا إنلمعلا ي مهأكثر نلك131( و ( ـنم ا بهنأتا تمهقالوا مو

، ءايات مفصلات الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدما عليهم فأرسلن) 132( فما نحن لك بمؤمننيءاية ، لتسحرنا بها ، ،نيرمجا مموا قوكانوا ، وركبت133( فاس (زجالر همليع قعا ولمقالوا، و :كدنع هدا عبم كبا رلن عى ادوسمي ، فتكش نلئ

لك ننمؤلن زجا الرنيل عائرني إسب كعم لنسرلنكثـون ) 134( ، وني ـمإذا ه ، وهغالب مل هإلى أج زجالر مهنا عفنا كشفلم)135( مهنا منقمتفان ي اليف ماهقنفأغر ، ، منيلا غافهنوا عكانا ، وناتوا بآيكذب مهبأن )وا ) 136كـان ينالـذ ما القـوثنرأوو

ودمرنا مـا ائيل بما صبروا ، ، وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسر مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيهايستضعفون ، ) .األعراف 137( كان يصنع فرعون وقومه ، وما كانوا يعرشون

ـ فما آمن ملوسى سوى فئة قليلة من جمموع بين إسرائيل ، وتبعهم فرعون إىل البحر وعندما أدركه الغرق ، ندم اإلله فخان قومـه .انه بإله آخر ، هو اإلله الذي آمنت به بنوا إسرائيل حسب قوله وأعلن توبته وإمي

)ا مموا قوكانوا وركبتا فاسناتبآي هلئمن ووعرون إلى فارهى ووسم مهدعب نا مثنعب ثمنيرمى إلـا …) 75( جوسمل نا ءامفمقو نة ميذرها م ـنلم ـهإنض وي الأرال فن لعوعرإن فو ، مهنفتأن ي ، هملئمن ووعرف نم فولى خع ، نيـرفس83( لم ( …

تى إذا أدركه الغرق ، قال ءامنت أنه لا إله إلـا الـذي حوجاوزنا ببني إسرائيل البحر ، فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا ، نيملسالم نا مأنيل ، وائرو إسنب به تنيونس 90( ءام. (

هم عن السبيل فكانوا قومـا ـ وأما عامة املصريني فقد اتبعوا إهلهم ورم األعلى فرعون ، بعد أن استخف عقوهلم فأطاعوه ، وأضلفاسقني كإهلهم ، ومن الغريب أن صفة خفة العقل صفة متوارثة لغاية اآلن يف عامة الشعب املصري إال من رحم ريب ، كما ورث أهل

.العراق صفة البأس الشديد من أجدادهم البابليني

، فأوقد لي ياهامان على الطني ، فاجعل لي صرحا ، لعلي أطلع إلى إلـه إله غيري ما علمت لكم منوقال فرعون يأيها الملأ ( بنيالكاذ نم هي لأظنإنى ووسالقصص 38( م) . ( ىرة الكبالآي اهفأر)20( ىصعو فكذب )21( ربأد ثمىيعس )22( رشفح

) . ( الزخـرف 54( فاسقنيإنهم كانوا قوما فاستخف قومه فأطاعوه) . ( النازعات 24( أنا ربكم الأعلىفقال )23(فنادى لوى أضدا همو همن قووعرطه 79( ف. (

وء فكان رأيهم أم هم املصلحون ، وأن موسى ومن معه من املؤمنني باهللا هم املفسـدون يف األرض ، ـ أما علية القوم حاشية السوكذلك رأي فراعنة هذا العصر بأنفسهم وباملصلحني من الناس ، مبعىن أن موسى ومن معه سيدفعون الناس إىل عبادة اهللا فيتركـوا

ليؤول ملكه إىل الزوال فتفسد األرض ، لذلك توجب التخلص من شرورهم بقتل عبادة آهلة فرعون ، مما جيعلهم يستنكفوا عن طاعته .أبنائهم واستحياء نسائهم وقهرهم ، وقتل الرأس احملركة للفتنة

263

سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا ل وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وءالهتك قا( أو أن يظهر وقال فرعون ذروني أقتل موسى ، وليدع ربه ، إني أخاف أن يبدل دينكم ، ) . ( األعراف 127( فوقهم قاهرون

ادض الفسي الأر26( ف (

!ـ وأما مؤمن آل فرعون فكان له رأي آخر ، إذ قال لقومه فمن ينصرنا من بأس اهللا إن جاءنا ؟

وما ما أرى ، ما أريكم إلا: قال فرعون … يقوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض ، فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا ، ( ادشبيل الرإلا س يكمدم ) غافر 29( أه وعلى هذا فليحذر فراعنة أمة اإلسالم اجلدد ، الذين يهدون الناس إىل سبيل الرشاد اخلاص

!!، من بأس اهللا

.أنفسهم من عذاب الدنيا واآلخرة ـ وجاء نصر اهللا لرسوله الكرمي فأجناه من مكر فرعون وملئه ، وأنزل م ما استجلبوه على

النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقـوم السـاعة ) 45( فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب( )فر غا 46( أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب

ـ وأخريا ، ديد وحتذير شديد اللهجة ملن كفر بالنذير حممد من مالقاة نفس املصري ، فليس هناك استثناء ألحد حىت ولو انتسـب .ألمته وادعى اإلسالم ، فملة الكفر عند رب العزة واحدة ومصريها واحد ، إذ ال خريية يف الكفر

)ذرن النوعراء ءال فج لقد41( و (ردقتزيز مذ عأخ ماهذنا فأخا كلهناتوا بآيكذب )اءة ) 42رب لكم أم كمأولئ نم ريخ كمأكفارفرعـون فعصـى ) 15( فرعون رسولاإلى ، أرسلنا كما، شاهدا عليكم، إليكم رسولاإنا أرسلنا ) . ( القمر 43( في الزبر

) .املزمل 16( فأخذناه أخذا وبيلاالرسول ،

وقد جانب الصواب من ظن ، بأن الذين ورثوا أرض مصر هم بين إسرائيل ، فتاريخ مصر القدمي واحلديث ال يدل علـى ذلـك ، سنة والتوراة والتلمود كما بيناه سابقا ، وأما املقصودين بوراثتها ها هنا هم أهل مصر ، من وكذلك تاريخ بين إسرائيل يف القرآن وال

أبناء من بقي من قوم فرعون وعبيده ، حيث مل يهلك منهم يف اليم غرقا سوى من تبع بين إسرائيل أثناء خروجهم من مصر ، أمـا .رض املقدسة واملباركة فلسطني األرض اليت ورثها بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر فهي األ

)33(وءاتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين … ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ن معجزات بينات ، شاهدوها بأم ويذكر سبحانه بإجنائه بين إسرائيل من فرعون وقومه ، ومبا آتى نبيهم موسى عليه الصالة والسالم م

أعينهم يف مصر وأثناء خروجهم منها ، ويذكر سبحانه بأنه وبالرغم من تفضيلهم وابتالئهم بالسراء والضراء ، فما كان من أكثرهم ذاب مما فصلناه يف إال الكفر والفسوق والعصيان ، وإيذاء نبيهم موسى عليه الصالة والسالم ، فأنزل م وعليهم رم العذاب تلو الع

وإذ قال ( وكما حاول فرعون إيذاء موسى ومن منعه من املؤمنني ، كذلك فعل بنو إسرائيل أنفسهم مبوسى بعد النجاة . فصل سابق همقوى لوسني: مذونؤت مم لقوا! ؟ يا زفلم ، كمإلي ول اللهسي رون أنلمعت قدو مي القـودهلا ي اللهو ، مهقلوب اغ اللهغوا ، أز

نيقم ذكرهم يف سورة الدخان يقول فيهم سبحانه ) الصف 5( الفاسوجممل من تقد:

قولونلي ؤلاءه تتنا الأولى : إنوإلا م يه كانوا … إن مإنه ، ملكناهأه ينرمج37(م ( أي أصحاب الدخان ينكرون البعث والنشور ، كما يقرر سبحانه وتعاىل أم ليسوا خبري من قوم )هؤلاء (يقرر سبحانه وتعاىل بأن

تبـه تبع والذين من قبلهم حيث أهلكهم اهللا بإجرامهم ، ومن املفهوم ضمنا بأن يف هذا وعيد ملن يجرمون يف حق اهللا ورسـله وك

264

وينكرون البعث ، حيث أم لو آمنوا حبقيقة رجعتهم إىل اهللا يف اليوم اآلخر لتقدمي احلساب ، ونيل ما ترتب على أقواهلم وأفعاهلم تلكمن ثواب وعقاب ، وحتصل لديهم اليقني بذلك ملا جترأوا على اإلجرام كما أجرم الذين من قبلهم ، فهم يف شك يلعبون ومصـريهم

حمالة ، وانظر قوله تعاىل موضحا حقيقة حاهلم وهو أعلم مبا يعتمل يف صدورهم ، وحقيقة موقفه منهم ومن أمثاهلم ماضـيا اهلالك ال :ومستقبال

فمـن ائف في الأرض ، هو الذي جعلكم خل) 38( إنه عليم بذات الصدورإن الله عالم غيب السموات والأرض ، ( قال تعاىل هكفر هليفع كفر ، همبر دنع مهكفر رينالكاف زيدلا يا، وقتإلا م ، مهكفر رينالكاف زيدلا يا، وارسوا … ) 39( إلا خمأقسو

استكبارا ) 42( هم نذير ، ليكونن أهدى من إحدى الأمم ، فلما جاءهم نذير ، ما زادهم إلا نفورابالله جهد أيمانهم ، لئن جاء ، ئيالس كرمض ، وي الأرون إلفظرنل يفه ، هلئ إلا بأهيالس كرالم يقحلا يونيلة الأونا س لـنيلا ، ودبت الله ةنسل جدت فلن ،

ما ، وكانوا أشد منهم قوة ، و فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهمأولم يسريوا في الأرض ، ) 43( تجد لسنة الله تحويلاولو يؤاخذ الله الناس ، بما كسبوا ، ما ) 44( كان الله ليعجزه من شيء ، في السموات ولا في الأرض ، إنه كان عليما قديرا

، ةابد نا مرهلى ظهع كرتل مإلى أج مهرخؤي نلكىوما سريصب هادبكان بع فإن الله ، ملهاء أجفاطر 45( ، فإذا ج. (

) .افر غ 85( ، سنة الله التي قد خلت في عباده ، وخسر هنالك الكافرون فلم يك ينفعهم إميانهم ، لما رأوا بأسنا( وقال

إذن ال أحد ممن أجرم يف حق اهللا مبفازة من العذاب ، وما تركهم يف طغيام يعمهون إال حلني جميء أجلهم املعلوم سلفا ، وتأخري -العذاب عنهم ما كان لعجز أو لقصر ذات يد ، إذ أم كلما أمعنوا يف الكفر كلما ازدادوا مقتا وغضبا وخسارة وكلما اقترب إليهم

وهم ال يشعرون ، ولن يقبل إميام عند معاينة العذاب ، بعد أن حق القول عليهم وصدر احلكم بكفرهم ونفذ قضاء اهللا فيهم أجلهم.

ونبتقرم مإنه بتقفار ، ونتذكري ملهلع كانسبل ناهرسا ي59(فإنم( بلسان العرب ، فما هو بأعجمي حىت ندعي عدم الفهم ، وجعله قابال للفهم واهلضم ملن أراد خري أي أن اهللا سبحانه أنزل هذا القرآن

الدنيا واآلخرة ، ومن مل يرد وارتاده ألمر ما غري ذلك حجب عنه الفهم ، ووجده طالسم ورموز ال يفقه منها شيئا ، فكذب وجادل :عه وى عن العمل به وحاربه بشىت الوسائل والسبل وكفر ونسب إىل كتاب اهللا ما ليس فيه وأعرض عن اتبا

ومنهم من يسـتمع إليـك ، …) 21( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون( قال تعاىل نأك لى قلوبهما علنعجاوقرو ي ءاذانهمفو ، وهفقهى إذا ة أن يتا ، حوا بهنمؤلا ي ةا كل ءايورإن يو ،كلونادجي اءوكقول ، جي

نيلالأو رياطذا إلا أسوا ، إن هكفر ين25( الذ (هنن عوهني مهو ،أونيوهنون، ن عرعشا يمو ، مهفسكون إلا أنلهإن يو )26 (بل بدا لهم ، مـا كـانوا ) 27( يليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ، ونكون من المؤمنني: فقالوا ولو ترى إذ وقفوا على النار ،

29( وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعـوثني ) 28( وإنهم لكاذبون، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنهمن قبل ، يخفون ) .األنعام

إم ( صرة أتباعه بإهالك خصومه ، وعام ملن يخاطبهم القرآن خاص برسوله عليه الصالة والسالم ، وفيه وعد بنصرته ون) فارتقب ( أي مرتقبني هالكهم غري مصدقني ، مستهزئني غري عابئني مبا وعدهم اهللا من أمر البطشة الكربى ، وفيه كم من اهللا م ) مرتقبون

) فارتقب يوم تأيت السماء ( رقب واالنتظار كقوله يفيد أن ذلك سيقع مستقبال ، وفيه حث على الت) فارتقب ( وحتقريا لشأم وقوله الذي بين رب العزة خربه ، وبين ما سيكون قوهلم عند نزوله م ، وما سيكون موقفهم بعـد ) أي الدخان ( ملعاينة احلدث األول

م وليعلم املؤمنون ، بأن ما أخـرب لتعل) أي البطشة الكربى ( يف آخر السورة ملعاينة احلدث الثاين ) فارتقب ( كشفه عنهم ، ومن مث

265

ه ، عنه هذا القرآن الكرمي املبني هو احلق ، وأن من أنزله هو احلق ، وأن ما ينكره هؤالء بكفرهم هو احلق فال يضريك ويضري املؤمنني بالذين يأيها ( تعاىل كفرهم وفسوقهم وعصيام ، فلن تأسف عليهم السماء وال األرض كما مل تأسف على من أهلكناهم من قبل قال

كمفسأن كمليوا عنءام ،متيدتل إذا اهض نم كمرضلون لا يمعت متا كنبم ئكمبنا فييعمج كمجعرم املائدة 105( ، إلى الله. (

:صفات الدخان

روف املألوف بني الناس ، والذي ينجم عن عملية احلرق يف العادة ، ذو طبيعة غازية ولون بين واضح ال لبس فيه ، وهو املع .1 ) . بدخان مبني( أسود ورائحة كريهة نفاثة مؤذية بداللة قوله تعاىل

) . يوم( هو من األمور املنتظرة واملرتقبة ، قادم ال حمالة يف يوم من األيام بداللة تنكري كلمة .2

أي أن السماء ستأيت به ، وبذلك ستكون الغازات املؤلفة ) تأتي السماء( من السماء ال األرض ، بداللة قوله تعاىل مصدره .3 .هلذا الدخان ، غري تلك الغازات اليت تؤلف الدخان الناجم عن احلرائق على األرض

الناس إجياد تربيرات وأسباب مادية ومنطقيـة ظهوره مفاجئ ومباغت وغري مسبوق مبا ينبئ عن قدومه ، لكي يتعذر على .4لظهوره ، ليؤكد سبحانه بأن مصدره هو السماء ، وأنه عذاب من عنده وأنه نذير سوء ، وأن هناك ما هو أفظع منه وأقسى أال

ومراد به العموم ، وهو خطاب بلفظ املفرد خاص برسول اهللا عليه السالم ) فارتقب( وهو البطشة الكربى ، بداللة قوله تعاىل .ممن يسوءهم ما يسوء اهللا ورسوله أي فارتقبوه لتعرفوه إذا ظهر ، ولريتقبه املعنيني به ليحذروا ما يكون من أمر اهللا بعده

إحاطته بالناس من كل اجلوانب مبعىن أنه يرتل من السماء ، وميكث قريبا من األرض مالزما للناس ، ميأل عليهم معايشـهم .5والناس هنا هم الذين سيظهرون الشك واللعب يف أمر دينهم دون غريهم ، ألن ) يغشى الناس( بداللة قوله تعاىل ومساكنهم ،

، ويف العادة فإن الدخان يتصـاعد إىل ) يلعبون ( ووصفت فعلهم بـ ) يف شك ( اآليات السابقة هلا حددت حقيقة معتقدهم ينتشر يف السماء وخيتفي تدرجييا ، ومن مث متتزج ذراته مع ذرات املـاء والغبـار ، أعلى بعيدا عن الناس ومساكنهم ، ومن مث

وتترسب وتعود إىل سطح األرض خالل سويعات قليلة ، ولكن هذا خمالف لكل ما سبق ، يهبط من أعلى إىل أسـفل ويبقـى .أولئك القوم مالزما لألرض وللناس ، وال ينتشر وال يترسب حىت تتحصل الغاية من إرساله بتعذيب

يصاب الناس منه باألذى والضرر ، وعادة ما يحدث الدخان ضررا يف األنف والعني واحلنجرة ، وقد يتسبب حباالت اختناق .6هذا ( نتيجة نقص األوكسجني يف أسوأ األحوال ، من جراء غشيانه وإحاطته م ولكن دون املوت واهلالك ، بداللة قوله تعاىل

يمأل ذابم ولـيس ) ع شكك يف ذلك ، أي أن املقصود بإنزاله إيذاء من يرتلوهذا تقرير من رب العزة بأنه عذاب ملن قد ي .موم ، ألمور اقترفوها توضحها اآليات فيما يليها

ـ ( هذا الدخان حدث عارض وغشيانه للناس مؤقت ، وانكشاف هذا الدخان سيكون بأمر من اهللا ، لقوله .7 ـا كاشفوا إنإذ أن اهلدف منه هو اإلنذار فقط بالرغم من انعقاد األسباب املوجبة للعذاب ، ولكن يلزم اإلصرار من قبل القوم ) العذاب قليلا

.على ما هم فيه من العتو والكرب قبل نزول البطشة الكربى م ، وهذا رمحة من اهللا حىت مبن يؤذيه ويؤذي رسله ويؤذي عباده

:عتقد هؤالء القوم وصفة أقوالهم وأفعالهم حقيقة م

. )بل هم في شك ( انعدام اليقني باهللا ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر ، وكل ما أخربت عنه الكتب السماوية .1

) . يلعبون( اإلعراض عن آيات اهللا واالستهزاء ا واختاذها هزوا ولعبا كمادة للتسلية والفكاهة والتندر .2

266

ربنا اكشـف عنـا ( النفاق حىت مع اهللا ، فحقيقة أفعاهلم تتناىف مع ما يظهرونه من إميان أو انتساب لإلسالم ، فقوهلم هو .3 ) . أنى لهم الذكرى( وشهادة رب العزة تكذب قوهلم ) العذاب إنا مؤمنون

) . ثم تولوا عنه( ل اهللا عليه الصالة والسالم الكفر بعد اإلميان باإلعراض عن هدي رسو .4

) . وقالوا معلم مجنون( ،الطعن يف خلقه الكرمي ، واامه باجلنون أي املس ، وبالتعلم من البشر والكهان والسحرة .5

سالم والطعن يف تعاليمه ، وإضالل الناس حماربة اهللا وإيذاء رسوله وأوليائه من الناس من تضييق وتعذيب وقتل ، وحماربة اإل .6وإبعادهم عن احلقيقة ، وهدي الناس بغري هدي حممد عليه الصالة والسالم ، واام املصلحني من الناس باملفسدين يف األرض ،

عون وقومـه ، خشية أن يبدل هؤالء املصلحون دينهم اجلديد الذي يدينون بإحياء الدين اإلسالمي ، وهذه هي أقوال وأفعال فر .ومستفادة من تشبيه حال هؤالء القوم ، حبال فرعون وقومه وكذلك حبال بين إسرائيل

إن هي إلا موتتنا الـأولى ومـا نحـن : إن هؤلاء ليقولون( إنكار البعث والنشور وما يليه من حساب وثواب وعقاب .7 رينشنبم. (

ون ومتفانون يف احلياة الدنيا ، فهم من عباد الدنيا ومظاهرها اخلادعة ، ال يؤمنون إال مبا هو حمسوس ، مـن ماديون منشغل .8للتأكد من حقيقة القدرة ) فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقني( الدالئل الدافعة للشك واملوجبة لليقني ، لطلبهم الدليل املادي بقوهلم

.هم مبوقنني ، فعقوهلم قاصرة عن فهم الدالئل العقلية املطروحة يف القرآن ، واليت ال تتحصل إال بالتفكر والتدبر على البعث وما

أهم خير أم ( جمرمون ومصرون على إجرامهم ، فال وازع وال رادع يثنيهم عن غيهم وطغيام وال تعنيهم التحذيرات والنذر .9 ) . ن من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمنيقوم تبع والذي

ظهور هذا الدخان بصفته املوضحة أعاله ، مل يتحصل يف حياته عليه الصالة والسالم ، حيث لو عاينه يف حياته ألخرب عنه أو أخرب عنه يكون من أحداث يوم القيامة أو من أشـراطها الكـربى ، أصحابه ، ولورد خربه يف كتب السرية والتاريخ ، وليس من املنطقي أن

فصفته وصفة هؤالء القوم والغاية من غشيانه هلم كما تبينها اآليات ، ال تتفق مع كوا أحد أشراط الساعة الكربى واليت سـيعاينها وا بعد أن كانوا مسـلمني ، وأمـا جممل البشر ، بينما هذا الدخان خاص بأناس من أمة اإلسالم ، وسبب غشيانه هلم هو أم كفر

.السبب املوجب للبطشة الكربى هو الشك واللعب وإيذاءهم لرسوله الكرمي بالرغم من حتذيرهم بالدخان

) ول كريمسر مهاءجو نوعرف مقو ملهفتنا قب لقدو( متحان واالختبار ، وأصلها مأخوذ من قولك فتنت الفضـة والـذهب ، إذا مجاع معىن الفتنة االبتالء واال" جاء يف لسان العرب أن

( ، وقوله تعاىل ) األنبياء 35( ونبلوكم بالشر والخير فتنة( ، ويتضح معناها من قوله تعاىل " أذبتهما بالنار لتميز الرديء من اجليد فليعلمن الله الذين صدقوا ، الذين من قبلهمولقد فتنا ) 2( وهم لا يفتنون، أن يقولوا ءامنا، أن يتركوا ، الناسأحسب ) 1( امل

بنيالكاذ نلمعلي3( ، و ( …نيقافنالم نلمعليوا ونءام ينالذ الله نلمعليو )ليكون معىن الفتنة هـو االمتحـان ) العنكبوت 11 . واالختبار ، ويكون ذلك باالبتالء بالشر أو باخلري ، ليعلم اهللا الصادق من الكاذب وليعلم املؤمن من املنافق

) 2( احلديث يف اآلية من سورة األنبياء هم املعاصرين لرسالة اإلسالم ، وأن ) 35( واملالحظ يف اآليات أعاله أن املخاطب يف اآلية يعـود علـى ) هـم ( فالضمري ) ولقد فتنا الذين من قبلهم ( أما قوله . من سورة العنكبوت ، كان عن الناس إمجاال وبشكل عام

املعاصرين لرسالة اإلسالم ، والذين فتنوا من قبلهم هم كل من سبقت فتنتهم قبل جمي اإلسالم ، إذ مل يكن يف هذه العبـارة حتديـد .قوام بعينها سبقت فتنتها ، فهي أسبقية زمانية ال مكانية أل

267

، يعود حصـرا علـى ) قبلهم ( يف كلمة ) هم ( ، وضمري الغائب ) ولقد فتنا قبلهم ( وأما يف سورة الدخان فيقول سبحانه وتعاىل ) قوم فرعون ( تصبح أسبقية ) فرعون قوم( أصحاب الدخان املوعودين بالبطشة الكربى ، ومبجيء التحديد لقوم بعينهم بقوله تعاىل

( أو ) فرعـون ( هلؤالء الناس ، مكانية وزمانية يف آن واحد ، ونالحظ هنا أن الفتنة كانت للقوم بشكل عام ، إذ مل يقل سبحانه ) .قوم فرعون ( ، وإمنا قال ) فرعون وملئه ( أو ) فرعون وقومه

، فكان منهم ما كان يف حق رسوهلم وحق ما جاء به من ) أصحاب الدخان ( الء القوم ليصبح املعىن بأننا قمنا بامتحان واختبار هؤاهلدي ، ورسبوا يف االمتحان الذي قدم إليهم ، مبجيء حممد عليه الصالة والسالم الرسول الكرمي ، وتبين لنا وتأكد أـم كـاذبون

رض قوم فرعون ، ببعث رسولنا الكرمي موسى عليه الصالة والسـالم فاستحقوا بطشتنا الكربى ، كما كنا قد فتنا قبلهم يف نفس األ .إليهم ، فكذبوه وحاربوه واموه بالسحر واجلنون ، فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر

بأن املقصودين هنا أناس بعينهم ال مجلة البشر ، وحقيقة هؤالء الناس موضحة يف اآليـات ) يغشى الناس ( وهنا نفهم من قوله تعاىل ل ال لبس فيه ، وأهم ما يتميزون به هو الكفر والنفاق ، وأن هذا الدخان سيغشاهم كعذاب وذلك لكفرهم ونفاقهم ، مما ينفي بشك

أنه سيغشى عامة الناس املقـيمني يف ) الناس ( أن هذا الدخان سيبتلى به عامة البشر ، من مؤمنني وكفار ومنافقني ، ويفهم من قوله .ناس فيه ما وصفته اآليات أعاله دون سائر البشر املكان الذي أحدث ال

وجنـام ) … من فرعون) 30( ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهني( أما اإلشارة الثانية للمكان فجاءت يف قوله تعاىل مع الفراعنة بالفساد واإلفساد يف األرض ، وانعدام اإلميـان كانت خبروجهم من مصر ، وذكر بين إسرائيل أيضا جاء هنا الشتراكهم

.باهللا واليوم اآلخر ، وحماربتهم هللا ولرسله وأنبيائه والصاحلني من الناس قبل العلو وبعده ، فأنزل اهللا م العذاب تلو العذاب

وفيه ديد ضمين للمخـاطبني ) 37( هم كانوا مجرمنيأهلكناهم ، إن… ( أصحاب الدخان ) … إن هؤلاء … ( وقوله تعاىل .بالقرآن ، من كفرة أمة حممد عليه الصالة والسالم ، باإلهالك كما أهلك الذين من قبلهم ملا فعلوا مثل فعلهم

: ترتيب المشاهد حسبما وردت في سورة الدخان .الشك واللعب : املشهد األول

.لدخان للناس ومن مث زواله غشيان ا: املشهد الثاين

.العودة ملا كانوا عليه بل واإلمعان يف التويل واإلعراض وأخريا اإلساءة لرسول اهللا : املشهد الثالث

.البطشة الكربى : املشهد الرابع

:تساؤالت !هل ظهر الدخان يف مصر حيث مكان إقامة فرعون وقومه ؟: والسؤال األول

!قبل ظهور الدخان ؟) في شك يلعبون( أهل مصر هل كان: والسؤال الثاين

وقالوا ( هل أمعن أهل مصر يف التويل واإلعراض ، عما جاء به رسول اهللا عليه الصالة والسالم بعد ظهور الدخان : والسؤال الثالث ! أيضا ؟) معلم مجنون _عنه _

268

فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين

ذا الفصل ، سنعرض جانبا من مقاالت كانت قد وردت يف صحيفة األهرام املصرية ، تتحدث عن سحابة كثيفة من الـدخان يف ه .م 1999/ 10/ 30 – 20األسود ، غشيت سكان القاهرة ، يف الفترة الواقعة ما بني

!!سر سحابة الدخان التي أزعجت سكان القاهرة الكبرى

41229العدد – 124، السنة 1999أكتوبر 24هـ ، 1420من رجب 15 /األحد / الصفحة األوىل

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/24/FRON15.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

ثالث ليـال ذ حنو ، واملستمرة من األدخنة والغازات والروائح النفاذة يف مساء مدينة القاهرةتزايدت طوال الليلة املاضية ظاهرة تراكم ، وطـوال الليـل مل تنقطـع بني سكان القاهرة تسبب يف حالة من القلق، وقد وصلت هذه الظاهرة يف مساء أمس إىل حد سابقة

، وبعد جلوء بعضهم إىل بعد أن اضطروا إىل إغالق نوافذ منازهلماالتصاالت التليفونية من املواطنني إىل األهرام يشكون ويستفسرون ، . لعالج االلتهابات اليت أصيبت ا عيون أطفاهلمستشفيات امل

فقد صرح . ، أجرت األهرام عدد من االتصاالت مع مسئويل األرصاد اجلوية والبيئة طوال ليلة أمس هذه الظاهرة حماولة لتفسريويف ناجتة عن حرق املزارعني يف احملافظات حـول مصدر مسئول يئة األرصاد اجلوية لفوزي عبد احلليم مندوب األهرام ، بأن الظاهرة

، وتزامن هذه األدخنة مع وجـود باإلضافة إىل تراكم األدخنة الناتج عن عوادم السيارات واملصانع القاهرة ، ملخلفات حمصول األرزبدوره إىل تركيز األدخنـة يف ، األمر الذي أدى مرتفع جوي مشال البالد ووسطها ، أدى إىل احتباس حراري واستقرار احلالة اجلوية

وقال إنه من املنتظر ، انتهاء هذه الظاهرة ، فور حترك املرتفـع .، واحتفاظ اهلواء بكل مكوناته طبقة اهلواء القريبة من سطح األرض . اجلوي بعيدا عن القاهرة

البيئة ، ما تردد على ألسنة املواطنني عن وجـود ومن ناحية أخرى ، نفى الدكتور إبراهيم عبد اجلليل الرئيس التنفيذي جلهاز شئون وقال إنه أجـرى اتصـاال مبحـافظ . واجليزة ، كمصدر النتشار هذه األدخنة يف القاهرة حرائق مبناطق جتمع القمامة حول القاهرة

، كما أكد الدكتور حسني كـاظم القليوبية املستشار صربي البيلي ، أكد خالله انتشار األدخنة باحملافظة نتيجة حرق قش األرز اوأضاف عبد اجلليل ، أن جهاز شئون البيئة طلب من وزارة الزراعة . حمافظ الشرقية املعلومات نفسها يف حمافظته خالل اتصال مماثل

. ، أو أي مواد مماثلة ملنع تكرار هذه الظاهرة مستقبال إصدار تعليمات مبنع حرق قش األرز

، ناشد الدكتور حممود عمرو ، أستاذ ورئيس قسم األمراض املهنية ومدير مركز السموم بقصر العـيين ، املواطنني ويف حماولة لطمأنة، على الرغم من أن األعراض املبدئية للتعرض هلا ، تشمل التـهاب ووصف ما حدث بأنه ليس كارثة املواطنني بعدم املبالغة يف القلق، وعدم إغالق النوافذ ضـمانا وأكد أن االحتياطات الالزمة تستدعي التركيز على محاية األطفال ، العيون واألنف واألذن والصدر

، أما األصحاء البالغني فلن يتعرضوا خلطورة مـن التعـرض ، وكذلك توفري احلماية الالزمة للمرضى باملستشفيات للتهوية الالزمةأن هذه الظاهرة قد حدثت من قبل وأكد الدكتور عمرو . خيفف من حدة التلوثو مشريا إىل أن ندى الفجر سيغسل اهلواء لألدخنة

، أمـا يف مصـر فالطبيعـة وانتشار املداخن ، واحلماس الزائد للتوسع الصناعي بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة م يف لندن 1949 عام . سكان الصعيد لذا فلن يشعر ا الصحراوية للبالد متتص امللوثات الزائدة يف املدن

269

ساعة 48 سحابة الدخان تتالشى نهائيا من فوق القاهرة خالل

41230العدد -124السنة م ، 1999أكتوبر 25هـ ، 1420من رجب 16/ االثنني / الصفحة األوىل

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/25/FRON13.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

واختفت القاهرة خلف دخان حريق قش األرز: ة ارية صور

توقع خرباء األرصاد اجلوية ، أن تتالشى ائيا سحابة الدخان الكثيف ، اليت خيمت ليلة أمس األول على القاهرة وضواحيها خـالل الناجتة عن إحراق خملفات حمصـويل األرز ، وأضافوا أن الكتلة اهلوائية اليت محلت هذه السحابة ، الساعات الثماين واألربعني املقبلة

، وأوضحوا أن نسـبة لتحل حملها كتلة هوائية نظيفة مقبلة من الشمال الغريب والقطن يف احملافظات ااورة ، آخذة يف التحرك شرقا . الرطوبة سوف تنخفض أيضا بفعل هذه التغريات يف حالة الطقس

والقليوبية ، بوصفهما املصدر الرئيسي ة الدولة لشئون البيئة أمس جبولة يف حمافظيت الشرقيةوقد قامت الدكتورة نادية مكرم عبيد وزيرللدخان الناتج عن إحراق خملفات األرز والقطن ، وصرحت بأنه سيتم تدريب املزارعني على استخدام غاز األمونيا ، لتحويل قـش

، كما أعلنت اجلهات املسؤولة يف احملافظتني عن اختاذ إجراءات حامسة ىل إحراقه، حبيث تنتفي احلاجة متاما إ األرز إىل أعالف حيوانية . لوقف عمليات إحراق املخلفات الزراعية يف احلقول

270

! سر اختناق القاهرة

41230العدد -124م ، السنة 1999أكتوبر 25، هـ 1420من رجب 16/ االثنني / حتقيقات

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/25/INVE1.HTM: نترنت هو موقع الصفحة على شبكة اإل

إصابات باألنف واحللق وصـعوبة يف : املواطنون. حرق حطب القطن وقش األرز مع خليط الغازات املركبة سبب سحابة الدخان .بالغات فقط حول حرائق املخلفات ومت إمخادها 5: مصدر أمين. التنفس نتيجة للتلوث

اختفاء القاهرة خلف سحابة الدخان: صورة ارية

:وجدي رياض وحممود النويب حتقيق

أثـار ذعـر ، خلق حالة من اهلباء اجلوي ـ خبار ماء مع ملوثات ـ لتلوث هوائي شديد تعرضت مساء الدلتا والقاهرة حىت اجليزةكما تعرض بعض سـكان . أو أمراض سوء التنفس و ربويةأ ، ملن لديهم حساسية صدرية وسبب بعض حاالت االختناق السكان . نتيجة لزمتة اهلواء وغياب األوكسجني الكايف إىل أزمات تنفسية القاهرة

: ويرجع سبب حدوث هذه احلالة النادرة إىل عدة اعتبارات مت رصدها ، كان من أبرزها

للتخلص من رة حرق حطب القطن املتخلف عن زراعات القطن، بضرو صدور األوامر إىل املزارعني من مديريات الزراعةألف فدان بزراعات القطن الذي مت مجعـه هـذا 750 ، تزرع حوايل ، ومن املعروف أن الدلتا خبصوبة أرضها دودة اللوز

. الشهر

حدوث حالة من اهلباء اجلوي ، مع ارتفاع يف درجة احلرارة ، مما أدى إىل ارتفاع نسبة الرطوبة يف مثل هذا الوقت من السنة . وغياب األكسجني الكايف أدى إىل كتمة اهلواء

271

ومع حركة الرياح أدى إىل تغطية . ساعد على ذلك ـ أيضا ـ انتشار احتراق آثار احلصاد من حطب القطن وقش األرزآزوتية مع ملوثات كربونية مع رطوبة ارة، حبالة من الدخان مع سكون للهواء ، وارتفاع يف درجة احلر هواء سكان القاهرة

. وذرات عالقة يف اجلو وكربيتية وغازية

ومن ناحية أخرى فقد أدت عمليات احتراق أحطاب القطن للقضاء على دودة اللوز ، وفقا للقرار الذي صدر من مديريات الزراعة لفالحني إىل سرعة حرق األحطاب تنفيذا لقـرارات وزارة الزراعـة يف ، مما دفع ا بالعقوبات املقررة ملن حيتفظ باحلطب باحملافظات .احلقول

ورئـيس جهـاز ، مشكلة حرق حطب القطن يف املزارع ، أمام وزيرة البيئة حمافظ القليوبية ومن جانبه آثار املستشار صربي البيلي بشأن البيئة ، مينع منعا بافـات 37 املادة 1994 لسنة 4 نونوقال املستشار البيلي أن القا . يف اجتماع هذا األسبوع شؤون البيئة

. حىت ال يتلوث اهلواء ، ويف نفس الوقت حيتم القرار الوزاري على الفالحني حرق األحطاب وخملفات احلقول والقمامة

واء ، باألكاسيد اآلزوتية الكربيتية والكربونية، لرصد حالة اهل حمطة ، أقامتها الدامنرك يف األرض املصرية 32 أن هناكومن املعروف ، ، ومل نسـمع أن ويتم ا رصد حالة اهلواء ومكوناته ساعة 24 ، وهي تعمل ملدة لتغطي أرض الدلتا وقد مت تركيب هذه احملطات.

. أحدا فتح هذه احملطات ، ورصد ما ا من تسجيل وما حدث من ملوثات واء الدلتا وعواصم مدا

حمطـة ، لرصـد 33 ، وقد أقام املشروع األمريكي لتحسني هواء القاهرة حوايل حمطة لرصد اهلواء 40 ويف القاهرة الكربى حوايل حمطات دامنركيـة 7 وهناك، جزء يف املليون إىل عشرة أجزاء يف املليون كما تقوم برصد الرصاص 2.5 العالقة من الذرات الصغريةومل تبح هذه احملطات بأسرار ما حدث من تلوث والغازات األخرى ، وأول أكسيد الكربيت ل وثاين أكسيد الكربونتقوم برصد أو

. يف هواء القاهرة الكربى والدلتا واجليزة

، أو أو كارثةلرصد حالة اجلو عند حدوث أزمة ومعامل أخرى متنقلةتابع جلهاز شؤون البيئة ، قام اليابانيون بإنشاء معمل مركزي . ويديرها خرباء مصريون رد فعل ألي شكوى ، ويشرف على املعامل جهاز شؤون البيئة

واألمـالح ، ونـواتج والفطريات والبكترييا الضار ة ، مصدرها خبار املاء ومن املعروف أيضا أن املصادر الطبيعية لتلوث هواء القاهروعمليـات اإلنتـاج املصادر الصناعية يف تلوث هواء القاهرة الكربى فهي حرق الوقود والطاقةأما . ذو النشاط الطبيعي االحتراق .. ، ووسائل النقل والقطارات والطائرات والسفن الصناعي

ن سحابة دخاومن ناحية أخرى مل تنقطع االتصاالت التليفونية للمواطنني باألهرام طوال ليلة أمس األحد ، حيث اشتكوا من وجود ، خاصة منطقيت مدينة نصر ومصر اجلديدة ومناطق وسط البلد ومصر القدمية ، وأصابت األطفال وكبار كثيفة غطت أجواء القاهرة

.السن باالختناق

حبالة اختناق ، حيث وتقول السيدة جنية الشال ، من سكان شارع مصطفى النحاس مبدينة نصر ، أن سحابة الدخان أصابتها وأطفاهلا وتتساءل هل عمال مجع القمامـة هـم من حساسية يف الصدر ، أدت إىل عدم قدرا على التنفس رغم إغالق النوافذ بالشقةتعاين

أم العمال املختصني جبمع القمامة من الشوارع ، هم الذين أحرقوا هذه القمامة اليت أدت ! السبب ، أم القائمون على حرق القمامة ؟وكيـف .. تتساءل السيدة جنية الشال ، أين وزيرة شؤون البيئة ، وأين القائمون على النظافة يف بلدناو! إىل هذا الدخان الكثيف ؟

!؟ يتركون هذا األمر دون متابعة

حلـوان إىل ما هي حكاية الدخان الكثيف الذي ميتد مـن : ومن الروضة باملنيل ، استغاث بنا حممد أبو سريع عبد الكرمي ، قائال . ال نستطيع التنفس ونكاد نصاب حبالة اختناق شديدةويقول أننا ! ؟ نيل واملهندسنياملعادي وامل

272

دخان ينبعث من آبار بترول حتترق ولـيس أما السيدة مسر عمر حممود من سكان مدينة نصر ، فقد وصفت الدخان بأنه عبارة عن . جعلتنا ال نستطيع التنفسعلى حدوث انقباض يف حالة اجلو ، كما أن اجلو احلار ساعد دخانا عاديا ، ينبعث من خملفات قمامة

حبالة اختناق شديدة وحرقان بعينيه ، مل يستطع أمحد علي أبو احلسن ، مشرف اجتماعي جبامعة األزهر مبدينة نصر ، يقول إنه يشعر . معها اإلبصار بصورة جيدة

ة مل تتلق بالغات حرائق ليلة أمس ، عدا حريق حمدود شب يف حمطة برتيـن ومن جانبه أكد مصدر أمين بنجدة القاهرة ، بأن النجدبالغات حريق يف خملفات قمامة ومت إمخادها 5 وذكر املصدر األمين أن اإلدارة تلقت ليلة أمس ، حوايل . التعاون بشارع قصر العيين

القاهرة ليلة أمس ، كانت نتيجة حرق خملفات حمصول القطن وأوضح أن اإلدارة تلقت إشارة بأن الشبورة ، اليت أحاطت مساء. فورا . واألرز باألرياف

وحول أسباب الظاهرة ، كتب عبد ايد الشواديف من الشرقية ، يف حماولة سريعة وعاجلة ، الحتواء األسباب اليت أدت إىل ظهـور ة لقيام الفالحني حبرق قش األرز املتخلف عن حصاد احملصول ، ، نتيج وعدد من حمافظات الدلتا فوق مساء القاهرةالسحابة السوداء

. مما ترتب عليه حدوث اختناقات وإصابات يف العيون بني الكثريين من أبناء وحمافظة الشرقية

ضي قرر احملافظ الدكتور حسني رمزي كاظم تنفيذ عدة إجراءات للقضاء على هذه الظاهرة ، اليت انتشرت يف خمتلف مساحات األراومت االتفاق مع اللواء حممد صادق أبو النور مساعد وزير الداخلية ألمن الشرقية . ألف فدان 150 املزروعة باألرز ، واليت تبلغ حوايل

، على تكليف رؤساء الوحدات احمللية بالقرى واملدن ومأموري مراكز الشرطة ، بتنظيم محالت إلمخاد عمليات حرق قـش األرز ، . وحترير حماضر للمخالفني فرق الدفاع املدين واحلريق إلطفاء النريان املشتعلة يف احلقولواالستعانة ب

قد امتدت إىل مناطق متعددة يف احملافظات وكانت سحابة الدخان الكثيفة اليت خيمت على مدى األيام املاضية فوق حمافظة الشرقية ، وعرضتهم ا وبني الطرق الصحراوية ، مما أدى إىل إعاقة الرؤية أمام سائقي السيارات وغطت الطرق الرئيسية اليت تربط بينه ااورة ؟

. إىل ارتكاب حوادث تصادم

ساعة 48 انتهاء السحابة الملوثة خالل

41230العدد -124، السنة م 1999أكتوبر 25هـ ، 1420من رجب 16/ االثنني / حتقيقات

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/25/INVE2.HTM: هو موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت

، املقبلة 48أكد فوزي غنيمي مدير مركز التنبؤات ، أن خرباء األرصاد اجلوية يتوقعون انتهاء هذه الظاهرة اجلوية خالل الساعات ال ، مما حيرك اهلواء وجيدده ويقلـل نوب وشرق أوروبا، وتقدم الكتلة اهلوائية املقبلة من ج بسبب حترك هذه الكتلة اهلوائية جهة الشرق

، وتنبه املسؤولون يف احملافظات ااورة للقاهرة ، إلعطاء تعليمات مبنـع ، وبالتايل سيبدأ الدخان يف االختفاء التدرجيي نسبة الرطوبةد إلمدادهم بالبيانات الالزمة واألحوال اجلويـة ، وأن اهليئة على استعدا ويف الوقت املناسب حرق خملفات الزراعة إال بأسلوب علمي

. املتوقعة

والبيئة تقول ال .. الزراعة تقول أحرقوه

41230العدد -124، السنة م 1999أكتوبر 25هـ ، 1420من رجب 16 /االثنني / حتقيقات

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/25/INVE3.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

273

فبينما تطالبـه ) .نتيجة ختبط خرباء البيئة ( تناقضات غريبة ومعادالت صعبة يتعرض هلا الفالح املصري: كتب عبد الوهاب حامد، الذي وزارة الزراعة بضرورة حرق عيدان القطن بعد جنيه ، كشرط لتمتع الفالح باحلصول على الدعم املقرر يف عمليات املقاومة

، وبناء على هذا احلق للمصلحة العامة ، وهي على حق ، نظرا الخنفاض أسعار القطن عامليا دولة بالكامل ألول مرة هذا العامحتملته العلى اجلانب اآلخر ، جند . تقوم مديريات الزراعة باحملافظات بتحرير حماضر خمالفات للفالحني ، الذين ال يقومون حبرق عيدان القطن

، وذلك حبظر حرق أية خملفات بأساليب بدائية ، ومنها طبعا حـرق خملفـات البيئة تركز على احلماية من التلوثتعليمات وزارة . زراعات القطن واألرز

القش بريء : المزارعون

41230العدد -124السنة م ، 1999أكتوبر 25هـ 1420من رجب 16 /االثنني / حتقيقات

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/25/INVE4.HTM: نت هو موقع الصفحة على شبكة اإلنتر

صورة حلرق القش

يف قرية الناي مبحافظة القليوبية إحدى احملافظات اليت تزرع األرز ، قال عبد اهللا إبراهيم فالح أنه يتم حرق: كتبت أهداف البنداري وال يصل دخان هذا احلريق إىل مدينة قليوب اليت تبعد ساعة ، أطنان قش يف كل فدان أرز ، وتستغرق كل كمية يتم حرقها ربع 5

ويضيف عادل عطا أن مواعيد حرق القش ، ختتلف يف القرية الواحدة من مكان آلخر ، ومازالت . عن قرية الناي مخسة كيلو متراتفكيف يصل إىل القاهرة اليت تبعـد عـن وتساءل فالح آخر ، بأن رماد حريق القش يترسب مث يتبخر ، . أماكن مل تبدأ احلرق بعد

ومـا يصـل يوما ، 20 أكتوبر ويستمر 15 ، وأضاف أن ميعاد حرق القش ، يبدأ من) تساؤل وجيه ! ( ؟ كيلو مترا 30قليوب يام املاضية ، الذي ظهر األ الدخان الغامق اللونويف مركز شبني القناطر ، أرجع فالح سبب . ارتفاع الدخان إىل حوايل عشرة أمتار

، ال يعرف سببها وإدارات املـرور ) أي أا أتت من السماء ( وقال انه شاهد شبورة مع دخان أزرق إىل طبقة مفتوحة يف األوزون ! هي املفترض أن تشرح أسباا

274

) 2( سر اختناق القاهرة

41231العدد -124السنة م ، 1999أكتوبر 26هـ ، 1420من رجب 17/ الثالثاء / حتقيقات

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/26/INVE1.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

. كشف اختناق القاهرة الذي استمر لثالثة أيام متتالية ، عن وجود العديد من امللوثات يف مساء العاصـمة : حتقيق أهداف البندارياحلفاظ على سالمة املواطنني واالهتمام بتجميل القاهرة الكربى ، تنتشر مقالب القمامـة بـني ففي الوقت الذي تقوم فيه الدولة ، ب

، ويؤدي حرقها بـال أيـة حسب ما شاهدته وزيرة البيئة يف جولتها بالطائرة فوق القاهرةالشوارع وامليادين وعلى أسطح املنازل ، . مراضضوابط إىل تلوث هوائي ، يصيب العديد من املواطنني باأل

وعلى الرغم من أن مقالب القمامة الرمسية قد أوقفت حرق القمامة ، منذ أكثر من عام بقرار صادر من وزيرة البيئة ، إال أن مقالب . يف البداية تقـول د ! مىت ختتفي مقالب القمامة من شوارع العاصمة ؟ .. والسؤال اآلن . القمامة اخلاصة مازالت تعمل بال ضوابط

وأدركت أن هناك شيئا غري طبيعي ، يف نادية مكرم عبيد وزيرة البيئة ، إا رصدت سحابة الدخان وشعرت ا مثل كل املواطنني ، . فبحثت مع كل اجلهات املعنية لتعرف حقيقة هذا الدخان، اهلواء منذ عشرة أيام

فاالنبعاثات اليت تصدر من االشتعال الذايت للقمامـة ، . ن واحدمن هنا أرجعت هذه السحابة الدخانية ، إىل تزامن عدة عوامل يف آاليت يلقيها األهايل بطريقة عشوائية نتيجة سلوك غري سوي ، مع استقرار اهلواء بدون رياح ، أدى إىل تعلق دخان القمامة املشـتعلة

. هذا االحتراق نتيجة احتاد العوامل السـابقة معـا ، لكننا شعرنا بدخان والذي يقوم الفالحون حبرقه منذ سنواتوالقش احملترق ، . فاألدخنة املعلقة سبب شعورنا ، بأن هناك شيئا حيرق يف اهلواء

فقانون البيئة يعطي للمواطن احلـق يف . نادية مكرم عبيد ، أنه سيتم إعداد برنامج تنفيذي للتعامل مع احلرق املكشوف . وأضافت د . فة بيئية يف القسم ، وعلى ملوث البيئة أن يدفع الثمنالبالغ عن أية خمال

وأوضحت أن قانون البيئة ينص على عقوبات مللوثي البيئة ، منها غرامة مالية ألف جنيه حلارق القمامة ، وهذا املبلغ من وجهة نظـر واحملافظات ، واألهم سلوك املواطنني واجلمعيات وزيرة البيئة ، مناسب لكن املشكلة يف تنفيذ العقوبات ، وهي مهمة منوط ا الوزارة

. األهلية وأجهزة اإلعالم عليهم دور كبري لتحقيق االستجابة املطلوبة من املوطنني ، للحفاظ علي بيئتهم

افظـة ، فاحمل ليست بسبب القمامـة عبد الرحيم شحاته حمافظ القاهرة ، أن سحابة الدخان اليت غطت القاهرة ، . ومن جانبه أكد دمليون جنيه سنويا مليزانية شركات القمامة ، وأن الدولة تقوم بدورها من حيث توفري جهاز مبسئوليه ومعداته لنظافـة 18 خصصت

القاهرة ، ومل تعد لدى إدارات مقالب القاهرة الرمسية أية حمارق ، إال أن احملافظة وكل األجهزة املعنية لن تستطيع أن تقضـي علـي على سلوك املواطنني ، واستشهد حمافظ القاهرة بسلوك املواطنني ، الذي يسـاعد %100 الشوارع ، فذلك يتوقف بنسبةالقمامة يف

فقط من سكان القاهرة يتعاملون مع جامعي القمامة ، والباقي يرفض دفع %50 على استمرار تالل القمامة يف الشوارع ، حيث إن .ى اجلزيرة الوسطية يف الشارع جنيهات ، مفضال إلقاء خملفاته عل 3

يبرئ مقالب القمامة ويتهم القش رئيس هيئة النظافة وتجميل القاهرة

41231العدد -124، السنة م 1999أكتوبر 26هـ ، 1420من رجب 17/ الثالثاء / حتقيقات

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/26/INVE2.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

275

الـبعض .. أثارت سحابة الدخان اخلانق اليت غطت القاهرة أول أمس ، تساؤالت عديدة حول أسـباا : كتب عبد العظيم الباسل ، وعللها البعض اآلخر حبرق بقايا جذور نبات األرز ، يف احلقول املنتشرة حول أرجعها حلرق مقالب القمامة املنتشرة حول القاهرة

.ى القاهرة الكرب

وأيا كانت أسباا احلقيقية فقد انزعج العديد من األهايل ، اليت أصاا امحرار بالعني وضيق بالتنفس الصدري ، نتيجة هلذا الـدخان . اخلانق الذي لف القاهرة

قة بسماء القاهرة ال ترجع إىل إن هذه السحابة العال : من جانبه يؤكد اللواء جمدي البسيوين ، رئيس هيئة التجميل والنظافة بالقاهرةفدانا ، ومل يـتم 15، خاصة أن لدينا ثالث مقالب كربى بالوفاء واألمل والقطامية ودار السالم ، مساحة كل منها حرق القمامة

ووجـدناها ال فضال عن أننا قمنا بالتفتيش على مقالب قمامة القطاع اخلـاص ، . .. حرق قمامة إحداها طوال األيام الثالثة املاضية . وقبل هذا وذاك فان رائحة حرق القمامة مميزة ، وهي ختتلف عن رائحة الدخان اليت انبعث فوق القاهرةتعمل أيضا ،

ومن هنا فقد تأكدنا ، وفقا لشكاوي املواطنني القادمني من الطرق السريعة ، والذين أكدوا ام فقدوا الرؤية على الطرق السريعة ، وأضاف . اث األدخنة من احلقول ااورة على جانيب الطريق ، على غرار ما حدث يف العام املاضي ، خالل نفس التوقيتنتيجة النبع

مواقع يف املساحة احملصورة من مزارع األرز ، بني الطريق الدائري والطريق الزراعي عند مدينـة 9 من املعاينة تأكدنا من اشتعال : . حات أخرى كانت ظاهرة من طريق بلبيس الصحراوي باجتاه اخلانكةقليوب ، باإلضافة ملسا

عودة سحابة الدخان إلى سماء القاهرة

41232العدد -124السنة م ، 1999أكتوبر 27هـ ، 1420من رجب 18/ األربعاء / الصفحة األوىل

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/27/FRON1.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

سحابة الدخان حجبت مباين القاهرة مرة أخرى مساء أمس: صورة ليلية

ومصـر وشربا مصـر ، وتلقت األهرام اتصاالت هاتفية من قاطين الساحل جتدد انتشار الدخان يف مساء القاهرة الكربى مساء أمسوصرحت الـدكتورة . وأم أغلقوا نوافذ مساكنهم هم بتكاثر الدخانبإحساس، واهلرم واملنيل والعجوزة ، ومدينة السالم اجلديدة

، أقل مما كانت عليه مساء السبت املاضي اليت عادت إىل مساء القاهرة نادية مكرم عبيد وزيرة شئون البيئة ، بأن كثافة سحابة الدخان، لرصد وحتليل خرباء البيئة املصريني وبعض اخلرباء من الدمناركأا يف اجتماع دائم مع وقالت ملندويب األهرام ، . حني بلغت ذروا

276

، وأنه أدى إىل عدم تشتت امللوثات وأكدت وجود مرتفع جوي قادم من مشال اجلمهورية . األدخنة املوجودة يف مساء القاهرة الكربىوحذر الدكتور طارق صفوت ، رئيس قسم األمراض . ، وزيادة شعور املواطنني ا يف بعض مناطق القاهرة الكربى العالقة يف اجلو

وحساسية ، وحدوث الرتالت الربوية الصدرية جبامعة عني مشس ، من أن هذه السحابة تزيد خماطر التهاب الشعب اهلوائية للمواطنني .) بنها( ونفى مدير أمن القليوبية ما تردد عن احتراق خملفات أحد املصانع الكربى بـ . جهاز التنفس

طوارئ في وزارة البيئة لفك لغز السحابة السوداء ! عودة الدخان الخانق

41232العدد -124م ، السنة 1999أكتوبر 27هـ ، 1420من رجب 18/ األربعاء / حتقيقات

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/27/INVE1.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

عبد العظيم الباسل وناجي اجلرجاوي وسايل وفائي وأشرف أمني : متابعة

صورة ليلية

أكتوبر ، تلقت األهرام العديد من املكاملات التليفونية ، تؤكد عـودة سـحابة 26، يف حوايل الساعة السابعة والنصف مساء أمسوقد أغلق املواطنون النوافذ . والعجوزة واملنيل واهلرمالدخان مرة أخرى ، يف مناطق الساحل وشربا ومصر اجلديدة ، ومدينة السالم

وصرحت الدكتور نادية مكرم عبيد وزيرة شؤون البيئة ، بأن سحابة الدخان اخلانق عادت إىل مساء القـاهرة . لشعورهم باالختناقمع خرباء البيئة املصـريني ا يف اجتماع دائمأ : وقالت . باألمس ، ولكن ليست بكثافة السحابة ،اليت غطت القاهرة منذ ثالثة أيام

.وبعض اخلرباء الدامناركيني ، لرصد وحتليل األدخنة املنبثقة واملنتشرة يف مساء القاهرة الكربى

ون وأشارت إىل أن التحليل املبدئي لألدخنة ، أكد وجود نسبة عالية من اجلسيمات العالقة واألتربة الرفيعة ، ساعد على انتشارها سكوعللت . ساعة املقبلة 48 خالل الـ ومازالت أحباثنا مستمرة للوصول إىل حقيقة هذه األدخنةاجلو وعدم حتريكها بواسطة الرياح ،

عودة األدخنة إىل تضافر جمموعة من العوامل أمهها املسابك والصناعات امللوثة للبيئة ، وحرق بقايا حمصويل األرز والقطن يف احلقول . رة للقاهرةااو

يف مساء القاهرة الكربى ، هو نتيجة وجود مرتفع جوي قادم من أن استمرار ظهور الدخان املنتشرأكدت السيدة نادية مكرم عبيد ، وقالـت .مشال اجلمهورية ، أدى إىل عدم تشتت امللوثات العالقة يف اجلو ، واليت شعر ا املواطنون يف بعض مناطق القاهرة الكربى

277

الوزيرة إن الوزارة تقوم حاليا بالتعاون مع األجهزة املعنية ، مبتابعة املوقف للتخفيف من تركيز تلك امللوثات ، حيث أشارت مصادر . أيام على األقل 3 األرصاد اجلوية ، إىل توقع استمرار هذه الظاهرة ملدة

إن حرائق القمامة وامللوثات الناجتة من : واء باملركز القومي للبحوثومن جانبه ، قال الدكتور حممود نصر اهللا مدير معمل تلوث اهلالعربات والصناعات الصغرية ، ليست السبب األوحد يف هذه احلالة املناخية ، فهناك نوع من الركود للحركة الرئيسية واألفقية للهواء

يؤدي إىل حالة من االحتباس احلراري ، لذلك جيب أن تشـكل ، هذا باإلضافة إىل اخنفاض سرعة الرياح وتغري العوامل اجلوية ، مما )تربيرات وتكهنات جديدة ( . غرفة عمليات ، يف مثل هذه احلاالت إليقاف امللوثات املنبعثة

حتراق ، ناجتة عن ا) وليس من املؤكد ( أنه من املتوقع أن تكون األدخنة، مدير معمل تلوث اهلواءوشرح الدكتور حممود نصر اهللا ، وثاين أكسيد الكربيت ، ثاين أكسد الكربون هذه األدخنة عبارة عن جسيمات عالقة من الدخان األسود ! وقود البترول أو القمامة

، أول أكسيد الكربون ، وأكاسيد النيتروجني ، لذلك جيب أن يكون هناك حل سريع وفوري ، وتشكيل غرفة عمليات لرصد مصادر طقة سكنية ا حمرقة أو مقلب زبالة ، جيب أن تبلغ اجلهات املسؤولة مثل وزارة البيئة وجهاز شؤون البيئة حىت ختمد التلوث ، وكل من . هذه احلرائق فورا

أو ، إننا اآلن أمام احتمالني ، إما أن تنشط حركة اهلواء مرة أخرى ويعود املناخ لوضعه الطبيعي : ويضيف الدكتور حممود نصر اهللاوبالتايل تراكم امللوثات ، واليت سيضار منها مرضى الصدر والدورة الدموية يستمر الوضع على ما هو عليه ، مما يؤدي إىل تركز اهلواء

ويضيف الدكتور حممود نصر اهللا ، أنه لألسف ال توجد خريطة توضح مراكز التلوث بالقاهرة ، مثل احملارق وبعض الورش . والقلبواليت من املمكن التحكم ا يف مثل هذه احلاالت بإيقاف مصادر التلوث ، بشكل تدرجيي ومؤقت حلني عـودة الريـاح ، واملصانع . لنشاطها

، حيث ازدادت ) 49املسؤول السابق قال أنه وقع عام ( 56 وقع يف لندن عامأن حادثا مشاا : ويضيف الدكتور حممود نصر اهللا لـذلك . بامللوثات ، مما أدى إىل إصابة العديد بااللتهابات الشعبية ، وتطور األمر إىل مرحلة االختناق والوفاةكثافة السحب املعبأة

يطالب الدكتور حممود نصر اهللا ، بأن تتابع حمطات الرصد التابعة جلهاز شؤون البيئة ، تغريات مكونات اهلواء يف كل منطقة ، وحتدد . ووقفها بشكل مؤقت حلني حتسن احلالة اجلوية وعودة الرياح لسرعتها الطبيعية . ق أو مصانعمصادر التلوث سواء كانت حمار

أنه قام جبولة ميدانية ، للوقوف على مصادر انبعاث األدخنة من : ومن جانبه أكد جمدي البسيوين رئيس هيئة النظافة وجتميل القاهرة أي اشتعال للقمامة ، بينما الحظ وجود األدخنة بكثافة يف املناطق املتامخة لألراضـي جديد ، فوجد أن املقالب الرمسية مل حيدث ا

. وأمجعت املصادر على أن احلرائق ال تزال مشتعلة يف احلقول مبنطقة اخلانكة والطريق الدائري . الزراعية على امتداد املشروع البلبيسي . بني احلني واآلخر تفاجئ القاهرة، اليت للكشف عن سر هذه الظاهرة بضرورة حترك األرصاد والبيئة ،: وطالب البسيوين

حلرق قـش األرز ) قها وطوخ ( حمضرا بـ 35 ومن جانبه أكد املستشار صربي البيلي حمافظ القليوبية أنه باألمس فقط ، مت حتريرمـن مؤكدا أن سبب الدخان يرجع لألرز احملترق . الفني، واحلمالت مازالت مستمرة من الزراعة وجمالس املدن ملتابعة املخ املخالف

عدم حرق أي كاوتش كما تردد عـن أحـد ونفى املستشار البيلي . بعض املزارعني ، مبنطقة األجل واخلانكة جبوار الطريق الدائري . املصانع الكربى

بأنه ال توجد حرائق يف املنشآت املوجودة علـى أرض : ة حممد عطية الفيومي رئيس جملس حملي حمافظة القليوبي . ومن جانبه صرح دأكتوبر ، ومل تتلق النجدة أو املطافئ أية بالغات يف هذا اخلصوص ، إال أنه قد توجد 26 احملافظة حىت الساعة التاسعة مساء الثالثاء

وعلـى . حمدودة األثر وغري ذات تـأثري بعض حرائق يشعلها بعض املزارعني للمحاصيل املنتهية ، لكنها ال خترج عن كوا حرائق

278

مل يشعر سكان القليوبية بالدخان الذي شعر به سكان القاهرة ، ومل تتغري طبيعة املناخ وال رائحة اجلو عن األمور املعتادةاجلانب اآلخر يوبية ما تردد عن احتراق خملفـات ونفى مدير أمن القل ) .كم 25بالرغم من أن احلرق يتم يف القليوبية ، وهي تبعد عن القاهرة (

. مسببة الدخان الذي غطى مساء القاهرة) بنها ( أحد املصانع الكربى بـ

! مرضى الصدر ضحايا التلوث

41232العدد -124م ، السنة 1999أكتوبر 27هـ ، 1420من رجب 18/ األربعاء / حتقيقات

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/27/INVE2.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

عبد احملسن سالمة ونادية يوسف : حتقيق

أدى الدخان الكثيف الذي تعرضت له القاهرة مؤخرا ، إىل ازدياد معاناة مرضى احلساسية الصدرية ، وزيادة أعداد املترددين علـى ويقول .يق التنفس ، الناتج عن يج األغشية املخاطية للعني واألنف أقسام الصدر باملستشفيات ، بعد أن شعر املرضى باالختناق وض

فقد وبالنسبة لدخان السحابة األخرية … : حممد عوض تاج الدين ، أستاذ األمراض الصدرية ، ونائب رئيس جامعة عني مشس . دوأدى ذلك إىل ، ملن تعرضوا له اطية للعني واألنفاتسم بالكثافة ، ووجود رائحة نفاذه مصاحبة له مما أحدث يجا يف األغشية املخ

، فارتفع عدد احلاالت املصابة وزاد عدد املترددين على أقسام الصدر باملستشفيات إصابتهم بضيق يف التنفس نتيجة يج هذه األغشية . العامة واخلاصة

ه مل ترد أي حاالت اختناق أو إعياء للمستشفى بسـبب أن: ويقول الدكتور هشام قاسم أخصائي الصدر مبستشفى الصدر بالعباسية بإغالق النوافذ واالبتعاد عن امللوثات بقدر اإلمكان ، كما جيب وضع منـديل : التلوث ، ويوصي الدكتور هشام مرضى احلساسية

ة ، باحتقان احللق والتـهاب كما من املمكن ، أن يصاب الناس يف حالة كثافة األدخن . مبلل ، على األنف والفم والتنفس من خالله )يغشى الناس هذا عذاب أليم . ( شديد يف الشعب اهلوائية والعينني

تقرير لرئيس مجلس الوزراء حول ظاهرة الدخان

41233العدد -124السنة م ، 1999أكتوبر 28هـ ، 1420من رجب 19/ اخلميس / الصفحة األوىل

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/28/FRON.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

.مرتفع جوي فوق القاهرة تسبب يف تكوين طبقة عازلة ، منعت انسياب الدخان وامللوثات إىل طبقات اجلو العليا لشؤون البيئة تلقى الدكتور عاطف عبيد رئيس جملس الوزراء ، تقريرا شامال مساء أمس ، من الدكتورة نادية مكرم عبيد وزيرة الدولة

وقال . وعاد إىل الظهور يومي أمس وأمس األول ، حول ظاهرة الدخان الكثيف الذي غطى مساء القاهرة ، منذ يوم السبت املاضي، سيال من طوال ليلة أمس، وكانت األهرام قد تلقت أنه سيتم حبث هذا التقرير بشكل تفصيلي ملعرفة أسباب تلك الظاهرة: عبيد

يف أحناء متفرقة مـن وعودة الدخان إىل الظهور بشكل كثيف الذين يشكون من االختناقحوهلا من عشرات املواطنني ، الشكاوي . القاهرة

، أن السبب وراء زيادة نسبة الدخان يف اجلو ، هو ظهور املرتفع اجلوي الذي ساد منطقة مشال اجلمهورية: كما أكدت وزيرة البيئة إن هذه الكتلة كونت طبقة عازلة فوق اهلواء ، متنع : ، وقالت ة من اهلواء املشبع ببخار املاء باجتاه الدلتا والقاهرةوأدى إىل حترك كتل

أن ذلك تزامن مع اخنفاض سرعة الرياح: وأضافت يف مؤمتر صحفي عقدته بعد ظهر أمس . انسياب امللوثات إىل طبقات اجلو العليا، باإلضافة إىل مصادر التلوث املوجـودة والشرقية القليوبية داخل احلقول ، يف حمافظات الدلتا القريبة وهيوحرق املخلفات الزراعية

279

، مما أدى إىل تكون سحابة من الدخان غطت أجواء القاهرة الكربى ، وشعر ا املواطنون نتيجة لتركيز تلك امللوثات على مدار العام . طبقات اجلو العليا وعدم تشتتها أو انسياا إىل

: كذلك أكدت الـوزيرة . أن العاصمة تأثرت أمس مبرتفع جوي أدى إىل تباطؤ سرعة الرياح: وكان بيان هليئة األرصاد قد أعلن ، مبا يف ذلك التنبيه على املصانع الكربى حـول القـاهرة ضرورة اختاذ إجراءات عاجلة حىت ميكن التخفيف من حدة تلك الظاهرة

، وقيام األجهزة املعنية باإليقاف الفوري لألنشطة لكربى ، للعمل على التقليل من حدة االنبعاثات امللوثة خالل األيام القليلة املقبلةا، وقيام أجهزة الشرطة مبنع واحلرق املكشوف أيا كان مصدره ومصانع الطوب والفواخري واملسابك اجليارات العشوائية امللوثة ، مثل

. تطبيقا ألحكام قانون املرور السيارات ، اليت ينتج عنها عادم كثيفسري

والي يطلب سرعة وقف حرق مخلفات الزراعة 41234العدد – 124السنة م ،1999 أكتوبر 29هـ ، 1420من رجب 20/ اجلمعة / الصفحة األوىل

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/29/FRON10.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

املرتفع اجلوي مستمر اليوم :األرصاد

أصدر الدكتور يوسف وايل نائب رئيس جملس الوزراء ، ووزير الزراعة واستصالح األراضي تعليمات بسرعة وقف حرق قش األرز ة نادية مكرم عبيد وزيرة الدولة لشؤون وصرحت الدكتور .، للحد من ظاهرة تراكم األدخنة يف مساء القاهرة الكربى وحطب القطن

مبا يتجاوز أربعة أضعاف نسب التلوث األمنية، ميكروجرام يف املتر املكعب 300البيئة ، بأن معدالت تلوث اهلواء وصلت أخريا إىل اليوم بامتداد مرتفع جوي قريب ومن ناحية أخرى قال خرباء األرصاد اجلوية ، أن القاهرة الكربى ستتأثر ) .إحدى احلقائق املرعبة (

، مما يساعد على ظهور األدخنة يف من سطح األرض ، يؤدي إىل استمرار االستقرار يف األحوال اجلوية وهدوء يف سرعة الرياح ليال .ربى مساء القاهرة الكربى ، يف حالة استمرار عملية حرق خملفات احملاصيل الزراعية يف األرض احمليطة بإقليم القاهرة الك

استمرار متابعة ظاهرة الدخان للحد من أثارها : وزيرة البيئة

41234العدد -124السنة م ، 1999أكتوبر 29هـ ، 1420من رجب 20/ اجلمعة / الصفحة األوىل

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/29/FRON11.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

صرحت السيدة نادية مكرم عبيد ، وزيرة الدولة لشؤون البيئة ، بأن غرفة العمليات املشكلة يف الوزارة ، يف حالة : كتبت سايل وفائيوقالت أا تلقت تقريرا ، من الدكتور حسني رمزي كاظم حمافظ الشرقية ، . عمل مستمر ملواجهة ظاهرة الدخان ، واحلد من آثارها

. مليات ، حرق قش األرز وأعواد القطن ، وإمخاد النريان عن طريق رشها باملاءأكد خالله ، أنه مت إيقاف ع

وقالت السيدة نادية مكرم عبيد أن القياسات املسجلة لنسب تلوث اهلواء ، والصادرة عن مثاين حمطات منتشرة يف نطـاق القـاهرة العالقة ، يف حني أن احلدود اليت نص عليها قانون البيئة ميكروجرام يف املتر املكعب من اجلسيمات 300الكربى ، وصلت أخريا إىل

ميكروجرام ، حيث تسبب املنخفض اجلوي يف عدم انسياب تلك اجلسيمات ، واليت تنتج عن األنشطة الصـناعية الكـربى 70 هيوالرمال القادمة من الصـحراء وكذلك الصناعات التقليدية ، مثل املسابك والفواخري وقمائن الطوب ، باإلضافة إىل عوادم السيارات

. وكذلك األنشطة املومسية للزراعات

280

مشكلة الدخان وتطوير مطار القاهرة

41235 العدد -124السنة م ، 1999أكتوبر 30هـ ، 1420من رجب 21/ السبت / الصفحة األوىل

www.ahram.org.eg/Arab/Ahram/1999/10/29/FRON10.HTM: موقع الصفحة على شبكة اإلنترنت هو

خيصص . لبحث عدد من املشكالت اليت م اجلماهري يعقد الدكتور عاطف عبيد رئيس جملس الوزراء ، اجتماعني متتاليني اليوم وغداواختاذ ، والتعرف على أسباا الذي غطى مساء القاهرة يف األسبوع املاضي لبحث مشكلة الدخان اجتماع اليوم للمجموعة الوزارية

جراءات احلازمة اليت تقلل من حدوث مثل هذه الظاهرة مرة أخرى ، وخيصص االجتماع الثاين لدراسة ارتفاعات املباين حول مطار اإل .انتهى االقتباس من جريدة األهرام … ، واختاذ اإلجراءات اخلاصة لتطوير املطارات القاهرة الدويل

صحيفة الشعب

/ 11/ 5املصرية ، يف عددها الذي صدر يوم اجلمعـة ) الشعب ( ادل حسني من صحيفة فيما يلي سنعرض تعليقا ، للكاتب ع* :، تصدير املقال ) www. elshaab.com/05-11-1999/2.htm: ( عنوان املقال على شبكة اإلنترنت . م 1999

ديد السودانحلقات متكاملة إلرهابنا : السحابة وسقوط الطائرة و.

:من نص المقال الجزء الخاص بالدخانالحظ املواطنون أن املصائب توالت علينا ، منذ إعالن االنقالب الوزاري األخري ، بدءا من اختطاف طائرة بسكني وايـار بعـض

صائب املدارس ، مث انتهاء بالسحابة السوداء الغامضة والسقوط املروع للطائرة املصرية يف املياه األمريكية ، وهذه املالحظة عن تتابع امل ) .وشها حنس ( صحيحة بالقطع ، وقد استنتج الناس أن الوزارة

إال أننا ال نتفق طبعا مع هذا التفسري ، ومن واجبنا أن ننتبه إىل أن ما جرى ، أخطر كثريا من كونه جمرد أحداث متفرقة تتابعت بسبب .النحس

ه احمللية الظاهرة ، ومثل ذلك اختطاف الطائرة بالسـكني وسـقوط وحنن يف حتليلنا نفرق بني منطني من األحداث ، األول له أسباباملدارس ، وما سبقه من تصادم القطارات واوي ركاا فوق القضبان ، فمثل هذه األحداث كوارث داخلية يف أسباا ومغازيهـا ،

ل وال كيف تتم الصيانة واملتابعـة ، فهي تكشف عن مدى االحنطاط ، الذي بلغه جهازنا اإلداري ، الذي ال يعرف كيف ينظم العمويتفرع عن هذا كل ما يعانيه املواطن ، من ظلم وإذالل لدى تعامله مـع . والذي أصبح ال يعرف العقاب الفوري للمهمل والفاسد

.أية مصلحة حكومية

ة السوداء ويف سـقوط الطـائرة يف امليـاه إال أنين أركز هنا على النمط الثاين من املصائب اليت اجتاحتنا ، والذي يتمثل يف السحاب .األمريكية ، وسأضيف أيضا التهديد باستقالل جنوب السودان

: لغز السحابة السوداء مؤكد أن هناك إمجاعا على رفض التفسري الرمسي املعلن ، حبكاية مقالب الزبالة وحرق قش األرز وما شابهبالنسبة للسحابة السوداء ،

التفسري املتهافت واملهني للعقولولكننا ال نصدق مثل غرينا هذا ) !! يوسف وايل ( سري لكان سببا إضافيا لعزل طبعا لو صح التف… .فوايل مش ناقص ، واالامات األخرى الثابتة يف حقه تكفي وزيادة لإلطاحة به وحماكمته ) وايل ( ، وحنن ال نتسقط أسبابا لعزل

281

حاول الناس أن يتوصلوا مبعرفتهم لألسـباب األكثـر احتمـاال حلكومة عن حكاية قش األرز ، ولكن مع الرفض اجلماعي إلعالن ااملفاجئة وغري ، ويف سعيهم هذا حاولوا أن يرصدوا أي تغير جديد ، يربطونه بنشوء هذه الظاهرة ومنطقية ، حلكاية السحابة السوداء

، يعبر يف للظاهرة العجيبة واملؤذيةوانتشر بني الناس أا السبب ، وهذا التفسري ، فلم جيدوا أمامهم إال مناورات النجم الساطع املألوفةتقديري عن اجتاه سليم يف التحليل ، فهو من ناحية يعكس وعيا شعبيا عميقا ، يف التعامل مع احللف الصهيوين األمريكي ، على أمننا

يخفي حرجها من إعالن السبب ، كذبة مفضوحة وسخيفةإىل ومن جهة أخرى ، فقد مخن الناس أن جلوء احلكومة… ووجودنا . ، فتأكد عندهم أن مناورات النجم الساطع قد تكون السبب ، املثري للحرج احلقيقي ملأساة السحابة السوداء

رات النجم الساطع ، وقد ذكرت أن ما وصل إليه مجهور الناس وخاصتهم ، يعترب حتليال يف االجتاه الصحيح ، ولكن قد ال تكون مناوبالذات ، مسؤولة وبشكل مباشر عن هذه الظاهرة ، إذن كيف حدثت ؟ ال أستبعد أن تكون احلكومة عاجزة مثلنا ، عن اإلمسـاك

، وال غرابة يف قويل هذا ، فمن الثابت اآلن ، أن ترسانة األعداء يف جمال احلـرب ملصيبة السحابة السوداءوبالدليل بالسبب احلقيقي يولوجية والكيمائية ، فيها الكثري من الطالسم واألسرار اليت يصعب فهم كنهها ، وفيها تنويع هائل ، فبعضها يمكـن أن يقتـل الب

ويف كل األحوال ، فإن امليزة العظمى هلذه األسلحة السرية ، … والبعض اآلخر يمكنه اإليذاء دون القتل ، وحسب الدرجة املطلوبة مر دون أن تتمكن الضحية ، من معرفة السبب أو من التثبت من نوع الوسائل ، اليت محلت إليها أسلحة القتـل أا تحدث فعلها املد

. واإليذاء

ويسهب الكاتب قليال يف احلديث عن األسلحة السرية ، ويضرب قصة احملاولة اإلسرائيلية الفاشلة الغتيال خالد مشغل ، واستخدام ( ) :اق ويوغسالفيا ، ومنتجات اهلندسة الوراثية يف األغذية ، ومن مث خيتم كل ذلك بقوله اليورانيوم املستنفذ يف العر

وال يعين هذا ، أن ما جرى كان بالضرورة يف إطار ! يف إطار ما سبق ، مل ال تكون سحابتنا الغامضة ضمن وسائل احلرب السرية ؟ات متصاعدة من اإليذاء ، الذي قد ال يصل يف كل احلـاالت إىل أسلحة اإلبادة الشاملة ، فقد ذكرت أن أسلحتهم أصبح فيها درج

.القتل

) لقد أصاب الكاتب هنا كبد احلقيقة ، وهي كذلك ( ، قد يكون جمرد إشارة حتذير السحابة السوداء الغامضةالذي مثلته االبتالءإن لكي ختضع الدولة -مع ضغوط أخرى –يف ظنهم يكفي وشد لألذن ، فالدولة قد تتوصل إىل نفس االستنتاج الذي وصلناه ، وهذا

، وتنفذ ما يطلب منها خوفا من تكرار الظاهرة وتصاعدها ، إن الدولة قد ال تتمكن من تقدمي أدلة قاطعة تثبت وقوع اجلرمية ، وإن لوجية ، واليت يمكن أن حتقق مـا كانت ترجح قيامها ، ولكن هذا الغموض هو ما يميز األشكال اجلديدة للحروب الكيماوية والبيو

.انتهى االقتباس … يستهدفه القصف النووي بالصواريخ ، ولكن دون ضجيج ودليل

.صحيفة الشعب واليت أخذ منها هذا املقال ، موقوفة عن العمل من قبل احلكومة املصرية *

قراءة سريعة في مقاالت األهرام والشعب

صحيفة األهرام

: حفيين واألطباء والمواطنين للظاهرةوصف المسؤولين الصالسـحابة … الدخان الكثيف … سحابة دخان كثيفة … ظاهرة غريبة حباجة إىل تفسري … األدخنة والغازات والروائح النفاذة

الدخان هذا … بأن هناك شيئا حيرق يف اهلواء… دخان ينبعث من آبار بترول حتترق وليس دخانا عاديا … العالقة بسماء القاهرة

282

أن هناك شيئا غري طبيعـي ، يف … وبالنسبة لدخان السحابة األخرية فقد اتسم بالكثافة ووجود رائحة نفاذه مصاحبة له … اخلانق . لغز السحابة السوداء … اهلواء منذ عشرة أيام

:مدى انتشار الدخان واء القاهرة خاصة منطقيت مدينة نصر ومصـر اجلديـدة غطت أج… لتلوث هوائي شديد تعرضت مساء الدلتا والقاهرة حىت اجليزة

نتيجة هلذا الـدخان … الدخان الكثيف الذي ميتد من حلوان إىل املعادي واملنيل واملهندسني… ومناطق وسط البلد ومصر القدمية األيام املاضية فـوق حمافظـة اليت خيمت على مدى… وعدد من حمافظات الدلتا فوق مساء القاهرة.. . اخلانق ، الذي لف القاهرة

واملنيل والعجوزة ، ومدينة السالم ومصر اجلديدة وشربا مصر جتدد انتشار الدخان يف مساء القاهرة الكربى من الساحل… الشرقية . واهلرم

:الضرر النفسي والجسدي الذي أحدثه تسبب يف حالة من … سباا احلقيقية فقد انزعج العديد من األهايل وأيا كانت أ… اختناق القاهرة الذي استمر لثالثة أيام متتالية

…قلق ووصف احلدث ، بالكارثة املبالغة يف … أثار ذعر السكان… القلق بني سكان القاهرة

ـ … واحللق وصعوبة يف التنفس األعراض املبدئية للتعرض هلا ، تشمل التهاب العيون واألنف واألذن والصدر االت وسبب بعض حعـدم … ، وأصابت األطفال وكبار السن باالختنـاق نتيجة لزمتة اهلواء وغياب األوكسجني الكايف أزمات تنفسية… االختناق

أصيب حبالـة اختنـاق … ال نستطيع التنفس ونكاد نصاب حبالة اختناق شديدة … القدرة على التنفس رغم إغالق نوافذ الشقق وغطت الطرق الرئيسية مما أدى إىل إعاقة الرؤية ، أمـام سـائقي .. . ع معها اإلبصار بصورة جيدةشديدة وحرقان بعينيه ، مل يستط

. وقد أغلق املواطنون النوافذ لشعورهم باالختناق.. . السيارات وعرضتهم إىل ارتكاب حوادث التصادم

إصابتهم بضيق يف التنفس نتيجة يج هذه األغشية ، فارتفع ، وأدى ذلك إىل يج يف األغشية املخاطية للعني واألنف ملن تعرضوا له . عدد احلاالت املصابة وزاد عدد املترددين على أقسام الصدر باملستشفيات العامة واخلاصة

: األسباب المحتملة نق اليت غطت القـاهرة أثارت سحابة الدخان اخلا… حرق املخلفات الزراعية ، حرق القمامة ، عوادم السيارات : ثالثة احتماالت

، وعللها البعض اآلخر حبرق البعض أرجعها حلرق مقالب القمامة املنتشرة حول القاهرة .. أول أمس ، تساؤالت عديدة حول أسباا .بقايا جذور نبات األرز

:مقالب الزبالة بريئة من التهمة إن هذه السحابة العالقة بسماء القاهرة ال ترجـع إىل : افة بالقاهرةمن جانبه يؤكد اللواء جمدي البسيوين رئيس هيئة التجميل والنظ

.حرق القمامة ، ليربئ مقالب القمامة ويتهم القش

283

:مزارع القطن واألرز بريئة من التهمة خاصة ومميزة ـ أما املزارعون فقد برءوا القش حبجج منطقية ، باإلضافة إىل أن دخان حرق القش واألخشاب ذو لون أبيض ورائحة

، وختتلف عن دخان حرق املواد البترولية ، ذو اللون األسود والرائحة النفاثة ، وكذلك ختتلف عن دخان حرق القمامة ، ذو اللـون . األقل سوادا ، والرائحة الكريهة

: المختص ال يعرف الحقيقة ، ويبرئ القش ويتهم الوقود والقمامة احتـراق ناجتة عن ) وليس من املؤكد ( أنه من املتوقع أن تكون األدخنة، دير معمل تلوث اهلواءموشرح الدكتور حممود نصر اهللا

: املكون من جسيمات عالقة من الدخان األسودهذه األدخنة عبارة عن ! أو القمامة! وقود البترول

، ثاين أكسد الكربون .1

، وثاين أكسيد الكربيت .2

أول أكسيد الكربون ، .3

. يد النيتروجني وأكاس .4

لذلك جيب أن يكون هناك حل سريع وفوري ، وتشكيل غرفة عمليات ، لرصد مصادر التلوث ، وكل منطقة سكنية ، ا حمرقة أو . مقلب زبالة ، جيب أن تبلغ اجلهات املسؤولة ، مثل وزارة البيئة وجهاز شؤون البيئة ، حىت ختمد هذه احلرائق فورا

حقول نفط حتترق يف القاهرة ، جند أن هذا املختص يبعد الشبهة عن القش ويعزوه ملقالب القمامة ، واليت أكـد ـ ومبا أنه ال يوجد .املسؤولون أا موقوفة عن العمل منذ ثالث سنوات وأا ليست السبب

!؟… وال حرائق تؤخذ بعين االعتبار … عودة الدخان طات الالزمة ، اليت اختذت على األرض مبنع احلرائق يف القاهرة وما حوهلـا ، يعـود ـ ورغم كل اإلجراءات االحترازية واالحتيا

/ 10/ 26الدخان بنفس الكثافة ويبقى عالقا يف مساء القاهرة ، ليدب الذعر والرعب بني سكان القاهرة مـن جديـد ، يف ليـل . م ، ليصبح لغزا غامضا ال يقبل تربيرا منطقيا وال جيد تفسريا علميا1999

أا يف اجتماع دائم مع خرباء البيئة املصريني وبعض اخلرباء الدامناركيني ، لرصد وحتليل األدخنة املنبثقة واملنتشرة يف :الوزيرة وقالتساعد وأشارت إىل أن التحليل املبدئي لألدخنة ، أكد وجود نسبة عالية من اجلسيمات العالقة واألتربة الرفيعة ،. مساء القاهرة الكربى

، وما زالت أحباثنا مستمرة للوصول ) كمن فسر املاء بعد اجلهد باملاء ( على انتشارها سكون اجلو ، وعدم حتريكها بواسطة الرياح . إىل حقيقة هذه األدخنة

.عرفة أسباا ـ أي بالرغم من كل حمطات الرصد اليت عددها أحد املقاالت أعاله ، مل تستطع الوزيرة وخربائها الدمنركيني من م

:اهتمام على مستوى رئاسة مجلس الوزراء تلقى الدكتور عاطف عبيد رئيس جملس الوزراء تقريرا شامال مساء أمس ، من الدكتورة نادية مكرم عبيد وزيرة الدولة لشؤون البيئة ،

. ظهور يومي أمس وأمس األول، وعاد إىل ال الذي غطى مساء القاهرة منذ يوم السبت املاضي حول ظاهرة الدخان الكثيف

284

:إحدى الحقائق المرعبة ، على لسان وزيرة الدولة لشؤون البيئة ميكروغـرام يف 300وصرحت الدكتورة نادية مكرم عبيد وزيرة الدولة لشؤون البيئة ، بأن معدالت تلوث اهلواء وصلت أخريا إىل

. ألمنيةمبا يتجاوز أربعة أضعاف نسب التلوث ا، املتر املكعب

وملاذا مل تطلع الوزيرة وخرباء الرصد الشـعب ! ؟… ـ فكيف وصلت نسبة التلوث بالدخان إىل هذه الدرجة بني عشية وضحاها املصري ، على تقارير التحليالت املخربية أثناء حدوث الظاهرة أو بعد انتهائها ، واقتصرت على تربيرات وتفسريات أشبه ما يكـون

. حبكايا جديت

: حيفة الشعب ص

!! …ـ تؤكد الصحيفة أن هناك إمجاعا ، على رفض التفسري الرمسي املعلن ، حبكاية مقالب الزبالة وحرق قش األرز ومـا شـابه ولذلك حاول الناس أن يتوصلوا مبعرفتهم ، لألسباب األكثر احتمـاال . وتصف التفسري احلكومي للظاهرة باملتهافت واملهني للعقول

ية السحابة السوداء ، ويف سعيهم هذا حاولوا أن يرصدوا أي تغير جديد ، يربطونه بنشوء هذه الظاهرة املفاجئة وغـري ومنطقية حلكا .املألوفة

:التطير من الناس واألشياء من عادات أهل مصر قديما وحديثا للوزارة اجلديدة ، وكـان ) بالوش النحس ( وكما تطير فرعون وقومه مبوسى ومن معه ، ملا كان يرتل م العذاب ، تطير أهل مصر

) .ألا إنما طائرهم عند الله ، ولكن أكثرهم لا يعلمون ( جواب رب العزة ألهل مصر القدماء

: األوصاف التي أطلقتها الصحيفة على ظاهرة الدخان فة ، مأساة السحابة السوداء ، مصيبة السحابة السوداء ، سحابتنا الغامضة ، السـحابة الظاهرة العجيبة واملؤذية ، املفاجئة وغري املألو

.السوداء الغامضة

!هي ابتالء ونذير شؤم ألهل مصر ؟ . إن االبتالء الذي مثلته السحابة السوداء الغامضة ، قد يكون جمرد إشارة حتذير وشد لألذن : وختلص الصحيفة إىل القول

!؟… ولكن من قبل من … ب كاتب املقال كبد احلقيقة ، نعم هو حتذير وإنذار ائي ـ وهنا أصا

285

بل هم في شك يلعبون

:، على شبكة اإلنترنت على العنوان ) ملف وليمة ألعشاب البحر ( النصوص الكاملة ملادة هذا الفصل ، جتدها على موقع باسم *

www.mohammadabbas.com/books/alwaai/alwaai8.htm ، أو العنوان: www.alshaab.com/GIF/31-08-2001/Walima.htm

.. ساقطة داعرة : الرواية في ميزان اإلسالم "

.. مختلة فاسدة : في ميزان العقل

.. " . ضعيفة مهترئة : في ميزان األدب األستاذ الدكتور جابر قميحة أستاذ األدب العريب

:في رواية وليمة ألعشاب البحر محمد عباس. مقتطفات ، من مقاالت د

:عنوان املقال ، 28/4/2000: صحيفة الشعب

.. ال إلـه إال اهللا

..من يبايعني على الموت

..لم يبق إال القرآن .. تبت أيديكم

!ماذا لو قلنا أن رئيس الوزراء خـراء ؟تبـت : صـرخت .. جرح طوله ألف ومخسمائة عام ..مل يكن طول اجلرح باملسافة بل بالزمن …بكيت … ال إلـه إال اهللا "

...يا كالب النار يا حطب جهنم .. وأيا كان من وراءكم .. وأميا أنتم .. وأينما كنتم .. أميا كنتم .. أيديكم

استطعت بعد جهد جهيد ، أن أقرأ للصديق بعض اجلمل ، اليت انصبت على … أمسكت بالـهاتف واتصلت بصديق كي أبثه مهي .. طبعته لنا ونشرته بيننا وزارة الثقافة املصرية.. طفحت من كتاب داعر فاسق فاجر كافر .. كرصاص منصهر.. كالنار جسدي

… وليس اإلسرائيلية وال األمريكية

اعـر وقليب ال يطاوعين ، أن أنقل لكم الكلمات الفاسقة الداعرة الكافرة ، اليت أوردها كتاب فاسـق د .. حرون هو القلم يف يدي ..نشرته هيئة ، البد أن تكون فاسقة داعرة كافرة ، حتت رئاسة مسئول ، البد أن يكون داعرا فاسقا كافرا .. كافر

وهؤالء يهمشون التاريخ ، ويعيدونه مليون عام إىل الوراء ، يف عصر الذرة والفضاء : " إليكم ما طبعته ونشرته وزارة الثقافة املصرية "..خـراء .. ننا بقوانني آلـهة البدو ، وتعاليم القرآن والعقل املتفجر ، حيكمو

...ال إلـه إال اهللا .. ال إلـه إال اهللا .. ال إلـه إال اهللا

286

…! كيف ؟.. كيف يا صفيق قرأا فلم متت الفور : صرخت يف نفسي

… تراءى يل الرسول ، صلى اهللا عليه وسلم ، يناظرين معاتبا يوم القيامة ، فصرخت من اخلجل

...من يبايعين على املوت : تراءى يل الزبري بن العوام ، يهتف صارخا يف حروب الردة

مث أتى الشيطان .. بذلوا حيام واحتسبوا صربهم ، لتقديس اسم اهللا ورفع كلمته .. تراءى يل ماليني ومالين من الشهداء والصابرين ...أدبا ، فتنشره على الناس كي تنورهم -وهى األخرى شيطان – ليكتب ما يسميه كتابا ، تعتربه وزارة الثقافة املصرية

أن : وزارة الثقافة املصرية يف بلد األزهر ، وصالح الدين وقطز وخالد اإلسالمبويل ، تنشر يا قراء كتابا يدعى أنه روايـة ، يقـول …إخرأ بربك : مث ال يلبث أن يقول .. القرآن خـراء

.. رة ألقى مثل هذا األمل يف حيايت أول م… ال إلـه إال اهللا

حني اندفع بالشرك والغباوة واخليانة واجلهل والنفاق ، نصفنا يقتل نصفنا .. وال حىت استدراجنا كقطيع من اخلراف ، إىل مقتلة اخلليج ..قطيع من اخلراف يندفع إىل ازرة ، وهو فرح ا نشوان .. كقطيع ..

..كفننا وكرامتنا وتارخينا ، ليذهب مذموما مدحورا إىل القدس وال حىت عندما محل السادات ،

...مل أشعر مبثل هذا األمل .. أبدا .. وال حىت يوم موت أىب .. وال حىت مع الذبح اليومي الذي نشارك فيه للعراق

…خـراء .. القرآن

...مالذنا األخري ينتهك ويهان

رائدة الـتكفري ال .. زال أبكى ، وأنا أقرأ له ، مما نشرته وزارة الثقافة املصرية وكنت ما أ… كان صديقي ما يزال على الـهاتف لقد تزوج أكثر من عشرين امرأة ، .. رسولنا املعظم كان مثالنا مجيعا ، وحنن على سنته . اهللا قال انكحوا ما طاب لكم : " التنوير

.. " بني شرعية وخليلة ومتعة

افر ، الذي يلبس عباءة رواية ، وليس برواية ، إال يف عقول خمصية شاذة مريضة ، سعت وتسـعى إىل مث يستطرد الكتاب الفاجر الكإن رب هذه األرض ، كان يزحف وهو يتسلل من عصور : " يستطرد جمترئا على الذات اإللـهية ، ليقول .. نشر الكفر والفاحشة

" .الرمل والشمس ، ببطيء السلحفاة

.. "ال بد أن ربك فنان فاشل إذن .. هو من صنع رىب : " فر ويسوق يف حوار فاجر كا

…ال إلـه إال اهللا

داخل هذه األهواز اليت خلقهـا : " مؤلفا وطابعا وناشرا ووزارة : ويقول الفاجر بن الفاجر ، الفاسق بن الفاسق ، الكافر بن الكافر كم مشاغله ، اليت ال تحد يف بالد العرب وحدها ، حيث الزمن يدور على الرب ، يف األزمنة املوغرة يف القدم ، مث نسيها فيما بعد لترا

" .عقبيه منذ ألفي عام

" ..أقام اهللا مملكته الومهية ، يف فراغ السماوات " و

" ..وخلع اجللد املتخلف والبايل ، الذي خاطه اإلسالم فوق جلودنا القدمية " و

287

ألزمنة الرعوية ، وأزمنة عبادة اهللا الواحد القهار يف السماء واألرض ، وذلك الذي يقـول إن حبل السرة ، ما يزال موصوال مع ا" و " .للشيء كن فيكون

...آه ينصدع هلا القلب ، وينحطم الفؤاد ، وتنكسر الروح

...برح اخلفاء يا ناس ، وهذا وقت املفاصلة ، إما إميان ، وإما كفر

!؟.. من يبايعين على املوت : اذهب إىل األزهر على الفور واصعد منربه ، واصرخ : قلت لنفسي والدوار يكتنفين ، .. للوهلة األوىل

.. عراة صدورنا نازفة قلوبنا دامعة عيوننا عـزل أيـدينا .. مث آخذ الرهط الذي جيتمع حويل ، وأتوجه م إىل قصر الرئيس مبارك ؟ ما هى الطخوم بني جتفيف .. ؟ ما هي التخوم بني التنوير والتعهري .. الكفر ما هي احلدود بني اإلسالم و: نسألـه ، والسؤال دم

؟ ما هي البيون بني أن تكون مصر قائدة للتنوير حقا يرتضيها العرب واملسلمون ، وبني أن تكون قوادة .. املنابع ، واخلروج من امللة ؟.. للكفر والفسوق والعصيان

…س لنا أن نقيم احلد على الفجرة الكفرة الفسقة بأيدينـا ولي… أنت وىل األمر : تف فيـه

.. أن يكون مثة لبس قد حدث أمام صحيفة األسبوع ، عندما فجرت هذه الفضيحة منذ أسابيع قليلـة .. تسلل إىل نفسي أمل ميت :ووجدته .. حبثت عن الكتاب .. وقلت لنفسي أن اإلسالم يأمرين بالتثبت .. لعل الكتاب طبع يف إسرائيل مثال

وعنواا كما هـو .. الـهيئة العامة لقصور الثقافة -35العدد .. سلسلة آفاق الكتابة .. حيدر حيدر .. وليمة ألعشاب البحر ( أما الطابع – 3564202فاكس – 3564842 – 3564841: القاهرة ت –قصر العيين -أ شارع أمني سامي 16: مثبت : رئيس جملس اإلدارة : شر ، أما قائمة العار الدنـسة املكتوبة على صفحات الكتاب األوىل ، فتجمع شركة األمل للطباعة والن: فهو

حممود عبد العاطي ، مدير .د : إبراهيم أصالن ، اإلشراف الفين : حممد كشيك ، رئيس التحرير : على أبو شادي ، أمني عام النشر ) ...محدي أبو جليـل : التحرير

… ال إلـه إال اهللا

حىت جاء هذا الكتاب ، وفجرت صحيفة األسـبوع .. كنت أظن أين حمتاج لقراءة الرموز بني السطور ، كي أكشف الشرك اخلفي …قضيته

...ليس الشرك اخلفي بل الكفر البواح

...هي العمالة الصرحية املباشرة ألمريكا وإسرائيل .. هو اخليانة لألمة وللوطن .. هو اخليانة هللا ولرسوله

هو نشر اإلباحية والسفالة والشذوذ وقتـل روح ) .. زوميـر ( هو التسلل إىل عقول أبنائنا إلخراجهم من اإلسالم متاما ، كما قال …األمة

ورئيس .. فتضامن املسؤولية الوزارية ، جيعل جملس الوزراء كله مسئوال ، وكل وزير مسئول .. إن العار ال يلحق بوزارة الثقافة فقط ..و.. راء مسئول الوز

.. مث جيد من يدافع عنه " .. خرا بربك " و " .. القرآن خــراء "لكن الفاجر يكتب ، والفاجر ينشر أن

!؟… أما من وزير يستقيل

...ال إلـه إال اهللا

288

اطلبوا .. ة للدفاع عن القرآن فتعاونوا ولو مر.. لطاملا تعاونتم على اإلمث والعدوان .. جاللة ملوك وفخامة رؤساء الدول اإلسالميةيا من .. قولوا له أن ما نشرته وزارة الثقافة املصرية ، مل يذبح املسلمني يف مصر فقط ، بل يف العامل اإلسالمي كله .. الرئيس مبارك اليوم

!… مل يفعل منكم ذلك ، فليأت اهللا يوم القيامة والقرآن خصمه

…ن القرآن من كان منكم حيب اهللا والرسول ، فليدافع ع

..من كان منكم مذنبا فليكفر عن ذنوبه ، بالدفاع عن القرآن

ال … خطباء املساجديا … طلبة جامعة األزهر، ويا يا شيوخ األزهر… يا فضيلة املفىت … ال إلـه إال اهللا ... شيخ األزهريا ...إلـه إال اهللا

…أم يف بلد األزهر ، ينشرون أن القرآن خـراء اكتبوا… يا كل هيئة ومؤسسة وصحيفة يف العامل اإلسالمي

… إن األمة تنتظر فتواك يف كل مسئول عن نشر هذا الكتاب … دافع عن القرآن مبا أنت له أهل … شيخ يوسف القرضاوييا … الغوث فالنجدة النجدة والغوث … مصر مل تعد خبيـر .. مصر مل تعد خبري .. مصر مل تعد خبري : أهتف فيك … أصرخ فيك …وال إلـه إال اهللا … فإنه القـرآن

…أطفئ الفتنـة … سيادة الرئيسيا

مسئوليتك أمام اهللا .. واعلم هدانا وهداك اهللا ، أن األمر ليس أمر وزير فاسق أو وزارة فاجرة ، بل هو منهج مشرك تسلل إىل النظام ...قتصر على وزارة وال يقوم به جمرد أفراد منهج مشرك ال ي.. أن تزيله وأن حتاربه حىت لو استشهدت دونه

واعلم هدانا وهداك اهللا ، أن مثل هذا املنهج الفاجر ، هو الذي يغيب يف السجون واملعتقالت عشرات اآلالف من شباب ، مل يأخذوا وذلك … أن القرآن خـراء بينما يرى ذلك املنهج اخلائن الفاجر الكافر العميل ،.. عليهم سوى أن اإلسالم دينهم والقرآن كتام

…ما ينقمونه عليهم

...واعلم هدانا وهداك اهللا ، أن أسوأ ما تفعل أن تكتفي ، بإقالة وزير أو تنحية مسئول

...فاخلطب أطم واملصيبة أعم

ما يتعرض لـه فالقرآن مل يتعرض ملثل.. أن تصمه هذه الوصمة –دون العهود مجيعا –هل ترضى لعهدك : قل يل يا سيادة الرئيس ...بل وحىت الفراعنة كانوا يقدسون كتب الدين .. وال حىت يف عهد كرومر .. أبدا .. اآلن

هل كانت الدولة تسكت لو أن من كتب هذا الكتاب ، أو طبعه ، أو نشره ووزعه ، كان قد وضع اإلجنيل : قل يل يا سيادة الرئيس ..وما كنا حنن أيضا سنسكت .. تسكت ما كانت الدولة ل!.. أو التوراة مكان القرآن ؟

إن القانون يف بريطانيا .. مسئول أمام األمة وأمام التاريخ وأمام اهللا .. إنك مسئول عن هذه الفئة املنحرفة الشاذة : يا سيادة الرئيس ى لنفسك أن جناهد أمامك لسن فهل ترض.. وأخوتنا املسلمون هناك جياهدون ملد مظلة احلماية إىل القرآن .. حيمي اإلجنيل والتوراة …! قانون حيمي القرآن ؟

.. وإين واهللا ملشفق عليك ، من أن تلقاه وهذه الفعلة الشنعاء يف كتابـك .. إنك كادح إىل ربك كدحا فمالقيه : يا سيادة الرئيس ..!ما أثقلها .. ما أثقلها .. وما أثقلها .. توضع يف ميزانك

289

.. بيـان اسـتغفار إىل اهللا .. أن تطفئ هليب الفتنة ببيـان يصدر عن الرئاسة اليوم -أبيت اللعن - وإنين أناشدك يا سيادة الرئيس .. واعتذار إىل األمـة

" .قتلة غالم أهل األخدود … مر رجالك بقتلي : فإنين أرجوك … فإن مل تفعل يا سيادة الرئيس

:تصدير املقال م ، 5/5/2000: الشعب حممد عباس ، صحيفة . مقتطفات من مقال آخر ، د*

..الجريمة مستمرة

:ثالثية الثقافة في مصر

..الكفر والعهر والتطبيع

!ويعلمنا الحب ؟.. هل اهللا جليسة أطفال

! ؟.. وهل األنبياء آبقون قد ال يتكرر مـرة وأن األمر.. وسوف ختطئون خطأ مروعا ، إذا ظننتم أنه جمرد كتاب داعر فاجر كافر أفلت … اجلرمية مستمرة

...أخرى

منهج أخطبوطي ينفذ بالضبط تعاليم املستشرقني واملبشرين ، واالستعمار .. منهج متعمد مقصود .. ليس جمرد الكتاب بل إنه املنهج ميكـن أن منهج يدرك أن أخطر ما يف اإلسالم والقرآن هو ذلك اإلميان اليقيين ، الذي جيعل من املسلمني بشرا.. يف صورته احلديثة

، عنـدما اليت تثري عجب وحنق املنافقني وتلك هي النقطة.. يتفوقوا حىت على املالئكة ، وجيعل من املنافقني أشبه باخلنازير والقردة ولقد أدرك الغرب منذ قرون ، .. استعالء البشر على اخلنازير .. يالحظون استعالءنا عليهم ، مهما أدبرت عنا الدنيا وأقبلت عليهم

ولقد استعان على ذلك حينا .. وأنه ال سبيل أمامه إال إفراغ اإلسالم من حمتواه .. نه هزم يف املواجهة املسلحة مع احلضارة اإلسالمية أ ... وهم منا لكن قلوم قلوب ذئاب.. باالستعمار ، حىت اطمأن إىل أنه ربى بيننا خنبة فاسدة مفسدة ، فتركها لتنوب عنه

…اجلرمية مستمرة وال إلـه إال اهللا ... أمة ليس جمرد كتاب يا

:والثقافة يف بلدنا دف إىل ثالثة أشياء ال تنسوها … اجلرمية مستمرة

...أن تكون حرية التفكري مرادفة للكفر

... وأن تكون حقوق املرأة مرادفة للعهر

ليسهل التطبيع بعد ذلـك مـع .. فقد معها كل مناعة وأنه بعد نشر الكفر والعهر سيكون اتمع اإلسالمي ، قد غرق يف غيبوبة ... إسرائيل واالنسحاق أمام الغرب

... وسأعرض عليكم على الفور مناذج ال تقل سفالة وبشاعة ، عما عرضت عليكم يف املقالـة املاضـية .. اجلرمية مستمرة يا ناس ، والكتاب 99، ديسمرب 97كتابات نقدية ، العدد ( ة لقصور الثقافة فلنتناول معا كتابا أخرجته وزارة الثقافة أيضا ، الـهيئة العام

سوف يأمر بسحبه غدا ، ) زين الرجال ( معروض ، عند باعة الصحف ، وإن كنت أحسب أن السيد الوزير ، الذي يطلقون عليه فة عليه هي ذات قائمة العار ، اليت نشرناها يف شعر احلداثة يف مصر ، وقائمة العار للهيئة املشر: عنوان الكتاب .. قبل انتشار الفضيحة

) ...علي أبو شادي : األسبوع املاضي وعلى رأسها أيضا

290

وأغلبهم -ولقد وفر علينا إدوارد اخلراط مئونة البحث يف عشرات ، من إصدارات وزارة الثقافة املصرية ، لعشرات الشعراء املصريني وتذكروا يا .. وسعره مخسة جنيهات .. صفحة تقريبا 700: استعرضها يف هذا الكتاب حني -واهللا ليسوا شعراء ، وليسوا بشرا

...لتشكيل وجدان األمة -إذا صح التعبري –قراء ، أن هذه الكتب هي اليت خيرءوا

فلندلف إىل .. رسلني فلندلف دامعني إىل السخرية من الذات اإللـهية وامل.. فلندلف معا إىل كلمات السفالة والشذوذ والكفر البواح إال أنين أجد لزاما علـي أن .. فلندلف إىل خيوط الشبكة اليت يصطادون ا األمة .. حماكاة هازلة هازئة كمحاكاة مسيلمة الكذاب

…أنبه القراء ، أن ما سيقرؤونه على الفور بالغ الفحش ، وأن يبعدوه عن أيدي أبنائهم

حيث أن ما يطرحونه من تصويرات وتشـبيهات ، … ملؤلف من أمثلة على شعر احلداثة يف مصر مل نشأ أن نورد شيئا مما اقتبسه ا( تستطيع االطالع على ما مل نقم . تقشعر منها جلود الذين كفروا ، وهي ال تقل سفالة واحنطاطا عن الرواية السابقة بل تفوقها أحيانا

) .تقاريرهم من نصوص ، على موقع امللف على شبكة اإلنترنت بإيراده هنا مما اقتبسه كاتب املقال ، وشيوخ األزهر يف

:ويستطرد الكاتب قوله

...هذا هو ما حياربون به اإلسالم ... هذا هو تنوير وزارة الثقافة املصرية ، يا مسلمون ويا عرب

أن من ولى أمر املسـلمني .. وتذكر .. فجر فاجر وعهر عاهر ، ال يرعاه إال فاجر وعاهر .. هذا هو الفجر بعينه .. يا عاطف عبيد …فاجرا فهو فاجر مثله

.. تصورت يا ناس أن نشر املقال ، سيسفر عن نسف كل مؤسسات وزارة الثقافة على الفور

...وجدت من املثقفني والنخبة من يدافع عن الكفر البواح .. وعلى العكس .. لكن تصوري كان أمال جهيضا يف القلب

.. ونذكر أيب نواس واألغاين والفرق املختلفة اليت زاغت عن اإلسالم .. حضارتنا بتراث أوغل يف الفحش بل والكفر لقد احتفظتوليس لدينا .. لكن عندما يكون املاء راكدا .. كان ارى الرئيسي للنهر سليما ، ومل يكن يضره كثريا أن يبول كلب أو خرتير فيه

.. ن يف البيداء يف الـهجري ، فكيف نسمح للكالب أن تبول يف مائنا األخـري سوى كوب من املاء ، وحنن تائهو

:تصدير املقال م ، 12/5/2000: الشعب حممد عباس ، صحيفة . مقتطفات من مقال آخر ، د*

..ال إلـه إال اهللا

.. فأطفئها .. الفتنة تطل : يا سيادة الرئيس

..دافع عن دين اهللا : يا شيخ األزهر

.. صمتك مذهل : فضيلة المفتي يا

...من طالبات اجلامعة ، قد تزوجن زواجا عرفيا % 17إن وزيرة يف احلكومة املصرية ، هي اليت صرحت أن

...مل حيتجن إىل ورقة التوت املغشوشة يغطني ا سوءان ! فكم يا ترى ؟

نشر الفسق والفجور ، وتصف بعهر كل ما يهدم القيم والثوابت وملاذا نندهش لذلك إذا كانت مطبوعات وزارة الثقافة ، تتدىن حىت ت...

) ... خمدر ( من طالب اجلامعة يتعاطون الباجنو % 50ملاذا نندهش عندما تتحدث بعض الدراسات ، إىل أن أكثر من

291

فليذهب إىل اجلحيم ، مـا .. ته وبرغم ذلك كله ، فإن اعتراضنا على تشبيه القرآن باخلـراء ، مل يتركز على املؤلف ، وال على روايوالرواية اليت تباع .. بإعادة نشر الرواية يف مصر لقد انصب اعتراضي ، على قيام وزارة الثقافة املصرية ، .. دام قد اختار الطريق إليها

ر الذي ننقله ونعلمه ألبنائنا هل هذا هو الفك.. يف األسواق بثالثني أو أربعني جنيها ، دعمتها وزارة الثقافة حىت بيعت بأربعة جنيهات …

لقد صرحوا بأن الرواية مسموح ا يف كل الـدول .. كذب املسؤولون يف وزارة الثقافة وكانت جمالم وصحفهم تكذم .. نعم ...العربية

لون أنين علمـاين عشت يف بيئة حتاربين على املستوى الديين ، وال يقو: " تذكر بالنص على لسان حيدر حيدر : لكن أخبار األدب "وال عقالين وتنويري بل يقولون ملحدا

فقد عشت أنا وكتيب ، يف حالة منع مستمر … صعوبة شديدة جدا : " هل كنت جتد صعوبة يف نشر أعمالك ؟ فيجيب : ويسألونه …" من بالد عربية كثرية

أخذت أقلب بني يدي رواية ، وليمة ألعشـاب : " لعامل اقرءوا أيضا يف نفس العدد من أخبار األدب ، تعليق األستاذ حممود أمني االبحر أو نشيد املوت لألستاذ حيدر حيدر ، حبثا عن اسم ناشر أو مطبعة فلم أجد ، وأخريا علمت أن دور النشر العربيـة مجيعـا ،

رواية ، قد آثرت هي أيضا السالمة رفضت نشر هذه الرواية فقام هو بطبعها على نفقته ، ولكن يبدو أن املطبعة اليت قامت بطبع هذه الصدرت الرواية جمهلة إال من اسم مؤلفها ، ولقد علمت كذلك ، أن الرواية تكاد تعتمد . فاكتفت بالطبع وامتنعت عن ذكر امسها

" .يف توزيعها على اليد ، وعلى العالقات الشخصية كما توزع املخدرات أو املنبهات احملظورة

!؟... زارة الثقافة فلماذا كذبت أجهزة و

وىف نفس يوم نشر بيانه ، .. منذ منتصف نوفمرب املاضي بأن الرواية مصادرة ،لقد صرح أوال .. ملاذا يكذب الوزير نفسه كل يومني ) ...أي بعد ظهور الدخان بأسبوعني ( أن الرواية صدرت يف منتصف نوفمرب: كان بيان علي أبو شادي يقول

ير باستمرار أن خيلط بني طبعة مصرية ، هو الذي أصدرها ورعاها وباعها بعشر مثنها ، وبني طبعات لبنانية مل نسألـه ملاذا حاول الوز …ومل نطلب حسابه عنها ، رغم أنه حبكم مسئوليته الوزارية ، مسئول عما يدخل إىل البالد من عناصر الثقافة

لكن .. هم وشأم .. وهم ال يعتربون القرآن كتابا مساويا مقدسا .. توراة واإلجنيل إن القانون اإلجنليزي مثال يجرم االعتداء على اللقد منع فيلم العشاء األخري للمسيح يف لندن ، وخرجت املظاهرات حتطم دور السـينما الـيت .. أال حيق للقرآن يف بالده أن يقدس

...تعرضه يف باريس

… إىل هذا الـهجوم الضاري ؟ ) ارة الثقافة املدافعني عن وز( ملاذا جلأ بعض مثقفينا

…؟ فرحتم كالكهنة القدامى تدعون لعبادته من دون اهللا، ملاذا اعتربمت فاروق حسين فرعونكم

فقد وعدتكم يف األسبوع املاضي ، أن أتناول اليوم كتابا .. وأقول لكم على الرغم مين يا ناس ، أم حققوا بعض النجاح يف خطتهم … تدعو فيه كاتبته ، إىل تعديل القرآن ، كي يتوافق مع النظام العاملي اجلديد ومواثيق حقوق اإلنسانب وزارة الثقافة ، من كت

:، من كتابه امللعون 510وأن هؤالء الناس ، ينظرون إىل اإلسالم وإلينا ، كما ينظر مبدعهم حيدر حيدر ، الذي يقول يف صفحة

وأخالق املسلمني يف مؤخريت مـن عشـرات .. الشرف .. لكنين ملحد كما تعرفني : لبدوي فيه ضحك الرجل وهو يرمم جثة ا" " .األعوام

292

..فنقادنا اجلهابذة ، يرون أن هذا الكالم السافل البذيء إبداعا .. ال تعترضوا يا قراء

بيان مجمع البحوث اإلسالمية بيان األزهر

ملؤلفها السـيد ) وليمة ألعشاب البحر ( ر ، بيان جممع البحوث اإلسالمية بشأن ، رواية شيخ األزه/ مكتب اإلمام األكرب / األزهر .طبع ونشر الـهيئة العامة لقصور الثقافة ، التابعة لوزارة الثقافة بالقاهرة . حيدر حيدر

صصني ، بكتابة تقريرين منفصلني مت عرض موضوع الرواية املشار إليها على جلنة البحوث الفقهية ، فكلفت اثنني من أعضائها املتخ، وقد مت عرض هذين 2000مايو سنة 17عن الرواية ، لعرضها يف جلسة استثنائية مع البحوث اإلسالمية ، حدد هلا يوم األربعاء

:التقريرين والرواية على امع يف جلسته االستثنائية ، وتبني ما يأيت

ه الرواية ، مل تستطلع رأي األزهر الشريف أو جممع البحوث اإلسالمية ، مع ما ورد فيها من أن وزارة الثقافة اليت نشرت هذ: أوال … 1961لسنة 103أمور كثرية تتصل باإلسالم والعقيدة والشريعة ، وذلك على خالف ما يقضى به القانون

لدينية ، مبا يف ذلك ذات اهللا سبحانه وتعاىل والرسـول إن الرواية مليئة باأللفاظ والعبارات ، اليت حتقر وني مجيع املقدسات ا: ثانيا .صلى اهللا عليه وسلم ، والقرآن الكرمي واليوم اآلخر والقيم الدينية

، وأنه نسي بعض خملوقاته ، من تراكم مشاغله اليت ال ) 219: ص ( ومن ذلك أا تستهزئ بذات اهللا ، مثل وصفه بأنه فنان فاشل ) 426: ص ( ، وأنه أقام مملكته الومهية يف فراغ السماوات ليدخل يف خلود ذاته بذاته ) 257: ص ( ها حتد يف بالد العرب وحد

.

، ) 148: ص ( كما يفتري على الرسول عليه الصالة والسالم ، بأنه تزوج أكثر من عشرين امرأة ، ما بني شرعية وخليلة ومتعة ) . 427، 426: ص ( ا وأنه كان يتزوج من عذارى القبائل بغية توحيده

إذا بليتم باملعاصي فاستتروا : " .. واهللا تعاىل قال يف كتابه العزيز" وأنه حرف يف آيات القرآن الكرمي ، ونسب إليه ما ليس منه كقوله ذلـك ، كما أن الرواية حترض صراحة على اخلروج على الشريعة اإلسالمية ، وعدم التمسك بأحكامهـا ، و ) 148: ص .. " (

بالدعوة إىل ضرورة االنفصال عن الدين واهللا واألخالق والتقاليد واألزمنة املوحلة ، واجلنة واجلحيم اخلرافيني ، وطاعة أوىل األمـر ) . 348: ص ( والوالدين ، والزواج املبارك بالشرع ، وسائر األكاذيب والطقوس اليت رمستها دهور الكذب

داب العامة خروجا فاضحا ، وذلك بالدعوة إىل اجلنس غري املشروع ، واستعمال األلفاظ يف الوقاع إن الرواية خرجت على اآل: ثالثا ، وأعضائه اجلنسية للذكر واألنثى ، بال حياء مما يعف اللسان عن ذكرها ، وكتابة نصها حفظا على احلياء العام الذي انتهكته الرواية

.

صراحة على إهانة مجيع احلكام العرب ، ووصفتهم بأقبح وأقذع األوصاف ، مما يعف إن الرواية مل تكتف بذلك ، بل حرضت: رابعا .املقام عن ذكرها ، وطالبت باخلروج عليهم والثورة ولو بإراقة الدماء

ملؤلفها حيدر حيدر ، خروج) وليمة ألعشاب البحر ( اتضح مع البحوث اإلسالمية من كل ما سبق ، أن ما ورد برواية : خامساعما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وينتهك املقدسات الدينية والشرائع السماوية ، واآلداب العامة والقيم القومية ، ويـثري الفـنت ويزعزع متاسك وحدة األمة ، اليت هي الركيزة األساسية لبناء الدولة ، ويضع على عاتق من نشروا هذه الرواية ، دون استطالع رأي

293

سؤولية الكاملة ، عن هذا التجاوز واآلثار املترتبة عليه دينيا واجتماعيا ، وذلك على النحـو املوضـح تفصـيال أهل االختصاص امل .بالتقريرين املقدمني ، من عضوي جممع البحوث اإلسالمية املشار إليهما

الدكتور حممد : م ، شيخ األزهر 2000من مايو سنة 17املوافق .. هـ 1421من صفر سنة 13حتريرا يف .. واهللا وىل التوفيق سيد طنطاوي

القرضاوي يطالب مبارك بالتدخل لوقف الموجة الثقافية الفاجرة "كل ما في وليمة ألعشاب البحر منكر "

حسب وصفه -يوسف القرضاوي ، الرئيس املصري حسين مبارك ، أن يتدخل لوقف املوجة الثقافية الفاجرة . ناشد فضيلة العالمة دعند حدها ، وشدد فضيلته على أمهية احلرص على وحدة األمة ، كما حيا شـيخ األزهر واألزهر ، ورئـيس جامعـة األزهـر -

والطالب والطالبات ، الذين وقفوا موقفا موحدا ضد رواية الكاتب السوري وليمة ألعشاب البحر ، اليت طبعتها وزارة الثقافة املصرية القرضاوي يف خطبة اجلمعة أمس ، أن الرواية تـدخل يف . شهدها الشارع املصري مؤخرا ، واعترب دوتسببت يف حالة الـهياج اليت

باب الكفر ، مستندا يف ذلك على بيان األزهر الشريف ، ورأي فضيلته أن هذا العمل كفر ، بغض النظر عن األشخاص ، واعترب من .قاله ورضي به كافرا

) 19/5/2000 – 1420صفر 15( جلمعة العالمـة القـرضـاوي يف خطبة ا

يوسف القرضاوي ، وسألناه عن مدى دخول هذا العمل الروائي يف بـاب الكفـر . بعد انتهاء اخلطبة ، اتصلنا بفضيلة العالمة د* :فأجاب

من الدين بالضرورة إن بيان جممع البحوث اإلسالمية باألزهر الشريف ، يدل على أن هذا من الكفر ، ألنه خروج على ما هو معلوم" ، وانتهاك للمقدسات الدينية والشرائع السماوية ، وهذا واضح لكل من قرأ الرواية ، ملا فيه من ازدراء واستخفاف باأللوهية والقرآن

:والرسول والقيم الدينية كلها يف مواضع شىت ، وأضاف

واعيا متعمدا ذاكرا فهو كافر ، ورضي به وهو يعلم هذا إن هذا العمل كفر بغض النظر عن األشـخاص ، فمن قالـه : وحنن نقول فهو كافر ، ومن كان جيهل مبا فيه مث أعلم مبضمونه ورضيه فهو كافر ، هذا هو احلكم الشرعي أما احلكم على األشـخاص ، فـال

" .ندخل فيه فهو حيتاج إىل حتقيق وقضاء

:رنت مقتطفات من حاشية الملف الكامل للرواية على شبكة اإلنت

:حممد عباس . بقلم د

كانت صحيفة األسبوع ، أول من تعرض دوء للموضوع ، ولو أن يف أجهزة وزارة الثقافة من يرى وحيس ويسمع ، السـتدركوا األمر ولداروا عورم ، وكان ميكن لألمر أن ينتهي باعتذارهم واعترافهم باخلطأ ، لكن اهللا شاء لألمور أن تتخذ جمرى آخـرا كـي

م مقاال صغريا 28/2/2000لقد استنكروا علينا حدة أسلوبنا ، فماذا فعلوا عندما نشرت األسبوع ، يوم . فضحهم على األشهاد ي …بقلم حسن نور ، يعترض فيه على قيام وزارة الثقافة بنشر الرواية

م بعد بداية النشـر يف 28/4/2000يوم وبدأت الشعب تناول القضية .. ملدة شهر ونصف بعد ذلك مل تتدارك وزارة الثقافة األمر …األسبوع بشهرين كاملني

294

ذلك بالتفصيل يف مقـال 6ص 356العدد : وقد أوردت أخبار األدب . يف البداية ، حاولت وزارة الثقافة التنصل من األمر كله " ف من اللجنة العلمية اليت شكلها ، م وهو أن اهلد30/4/2000وائل عبد الفتاح ، عن تصريح وزير الثقافة املنشور يف األهرام يف

ويستطرد الكاتب ".. التحقيق يف ظهور طبعة لبنانية ، من رواية وليمة ألعشاب البحر للسوري ، حيدر حيدر منسوبة لوزارة الثقافة .، فغري أقواله بعد ذلك " واسعة " أنه يبدو أن الوزير وجدها

وزارة الثقافة تزعم أن جهة جمهولة نشرت : ، حتت عنوان 11مايو ص 4ة يف عدد نفس اخلرب نشرته بتفصيل أكثر صحيفة آفاق عربي .الرواية اهولة ونسبتها إليها

أنه استعان خببري أجنيب ملواجهـة ! لست أدري كيف ؟: كان التخبط هائال ومشل اجلميع ، فرئيس الوزراء على سبيل املثال صرح الدكتور أمحد فتحي سرور بأنه طلب تقريرا عاجال ، الختاذ اإلجراءات القانونية الالزمة األزمة ، كما نشرت صحيفة الوفد ، وصرح

) .مايو 14أخبار األدب( وحماكمة املؤلف طبقا للقانون الدويل

ألف طالب ، وكانت الدولة متـرددة 25كانت األمة تغلي بالغضب ، وكان قلبها متمثال ، يف طلبة جامعة األزهر ، حيث تظاهر وأصبح من املستحيل مواصلة استطالع الـرأي ، . حىت حسمت أمرها بإطالق الرصاص ، على قلب األمة على طلبة جامعة األزهر

حتت التهديد بإطالق الرصاص مرة أخرى ، وبلغ النفاق ببعض التنويريني ومدعي اإلبداع ، الذين أجازوا االجتـراء علـى اهللا ، أن حلزب العمل ولشخصي الضعيف ، فنحن الذين حرضنا وحنن الذين أخرجنا الطلبة ، فتسببنا فيمـا وجهوا اللوم لصحيفة الشعب ، و

. حدث هلم ، أكثر من مائة جريح منهم مخسة فقئت عيوم

أكثر من وجهوا اللوم لنا ، ومل جيرؤ منهم أحد ، على توجيه اللوم على املعاجلة األمنية اخلاطئة ، ال تعقيب على األمن وكأنه القدر بل القدر ، ألننا يف القدر نسأل اهللا اللطف فيه ، هم مل يسألوا أجهزة األمن اللطف ، وهذه الواقعة وحدها كانت كافية لفضحهم متاما ق وائيا أمام األجيال وأمام التاريخ ، لكن هذه الفضيحة ال تنفجر وال تأيت بالتأثري املتوقع ، بسبب ديد جامث مستمر بإمكانية إطال

. الرصاص يف أي وقت

بعد ما حدث لطلبة جامعة األزهر ، خفتت أصوات معظم الغاضبني لدينهم ، وارتفعت أصوات احليدريني وأصبح الكذب جمانيـا ، خاصة عندما أقدمت السلطة على عقاب صحيفة الشعب اليت دافعت عن املقدسات ، وأصبح االجتراء على الذات اإللـهية إبـداعا

ة ، ويف نفس الوقت أصبحت إدانة وزير ثقافة النظام الباقي ، يف مكانه منذ أربعة عشر عاما ، رغم كل ما أثري حوله وتقدما واستنار . إرهابا وظالمية وختلفا

وارتفعت أصوات . ووقف الوزير الذي قلت تناقضات تصرحياته ، بعد أن اطمأن إىل تدعيم الدولة له ، ليصرح أن مصر دولة علمانية ، ونشرت صحيفة احلياة اللندنية مقاال لكاتب ، ظن أنه يفحـم إلغاء املادة الثانية يف الدستور واليت تنص على إسالمية مصرتنادى ب

ا اإلسالميني بقوله أنه إذا كان علينا أن حنترم التراث ، فليس علينا أن حنترم التراث اإلسالمي فقط ، بل علينا أن نعطي اهتماما مساوي، كان اإلسالم بالنسبة للمسكني تراثا ، جمرد تراث مل يكن دينا ، وبدا أن هؤالء الناس وأقرام يف مصر ، الفرعونيةملصر املسيحية و

أما هو نفسه –صلى اهللا عليه وسلم -ينظرون إىل اإلسالم متاما كما ينظر له املتعصبون من املستشرقني ، فالقرآن من تأليف حممد نظر كالب جهنم إىل الدين ، كما ... وأن أولئك التنويريني قد ابتلوا مبجموعة من املتخلفني أمثالنا -م أستغفر اهللا العظي -فكذاب

لو كان مرضا كلفهم الشيطان بالقضاء عليه ، وبدا هلم أم كلما أوشكوا على إجناز مهمة الشيطان ، واجهناهم حنن لنصيب األمـة …بنكسة جديدة

295

فنشرت مبانشيت كبري ، أا ال تستبعد أن ينجح التنويريو يف استبدال املادة الثانية يف الدستور ، ) عربية آفاق( وانفجر األمل بصحيفة …!! … لكي يصبح حيدر حيدر هو املصدر الرئيسي للتشريع

على الدين ، ورفـض نشرت ما ال يصدقه عقل من االجتراء) هللا يا زمري ( مذيعة للربامج الدينية يف التليفزيون املصري ويف كتاا املسؤولني استمرار أي برنامج ناجح ، أو استضافة أي شخصية دينية هلا شعبية ، فالشيخ حممد الغزايل والدكتور يوسف القرضـاوي على سبيل املثال إرهابيان ، أما عندما حاولت تغطية أداء بعض كبار املسؤولني وزوجام ألداء العمرة ، فقد رفض التليفزيون ذلـك

مع السيدة سوزان مبارك ، وكانت حجتهم أنه ال داعي لربط كبار املسؤولني بالدين بأي شكل ، وأم يطبقون تعليمات تأيت حىتمن فوق مبحاصرة الربامج الدينية ، وتصرخ كارميان محزة يف النهاية أا ترته وزير اإلعالم ورئيس الوزراء ورئيس اجلمهوريـة ، أن

حقيقية ، لكن هذا الفوق ال يوجد " من فوق " مات ، ولكنها يف نفس الوقت تؤكد أن هذه التعليمات تأيت يكونوا مصدر هذه التعلييف أحد براجمها ، كانت تعد موضوعا عن العشرة املبشرين باجلنة ، واحتج املسؤول الكبري على اقتصارها ، . داخل مصر إمنا خارجها

مثل عـاطف ( وأن تكملهم باملعاصرين وسلم ، وطلب منها أن ختتار جزءا منهم على شخصيات من عهد الرسول ، صلى اهللا عليه ... بل كارثة أمة.. وال مأساة جاهل ) .. نكتة ( مل تكن طرفة ) .. صدقي

…صرح وزير الثقافة أنه لن يستقيل طول عهد الرئيس مبارك

ا أن امت األزهر بأنه ينصب من نفسه حمكمة من حمـاكم خاصة القاهرة وأخبار األدب ، فقد بلغ ) وزير الثقافة ( أما صحافته التفتيش ، وأنه ال عالقة له باألدب وال حق له أن حيكم فيما هو خارج الدين ، بل وشبهت هذه الصحف رئيس جامعـة األزهـر

...بالنازيني

م من أنه 25/5/2000صور الصادرة يف يلخص مأساوية الوضع كله ، ما قاله الدكتور أمحد عمر هاشم ، يف حديث نشرته جملة املكرئيس للجنة الدينية يف جملس الشعب ، منع من إلقاء بيان يدافع فيه عن اهللا والقرآن والرسول صلى اهللا عليه وسلم ، بينما سـمح

: " الرجل يردد يف أمل لفاروق حسين أن يلقي بيانه ، الذي يدافع فيه عمن يسبون اهللا والقرآن والرسول صلى اهللا عليه وسلم ، وراح .انتهى االقتباس من امللف … " حسبنا اهللا ونعم الوكيل

الصور اليت عرضت يف ملف اجلرمية ملا كان جيري يف مصر ، من حرب شعواء مربجمة شنها الفراعنة اجلدد على اهللا ورسـوله منـذ على أن قومه أصبحوا جمرمني ، بل وفاقوا الفراعنة القدماء أشهد اهللا. سنوات ، رمستها ريشة فنان مبدع من أبناء مصر ال من غريها

يف إجرامهم ، وكأنه أعذر اهللا سبحانه وتعاىل يف إنزال العذاب ببين جلدته من حيث ال يدري ، وهذه األمر يذكرين بقصة النيب ارميا وهي قصـة ) 33 – 32( ص 3طربي يف تفسريه ج، عندما أعذر ربه يف عذاب قومه بين إسرائيل يف املرة األوىل ، اليت أوردها ال

فأغرقناهم فلما ءاسفونا انتقمنا منهم( مجيلة ، تبني بعضا من احلكمة اإلهلية يف تصريف األمور ، وكما قال رب العزة يف قوم فرعون نيعم55( أج ( لفاس ماهلنعفجرينلآخثلا لمو )الزخرف 56(

حممد عباس وبيان شيوخ وطلبة األزهر الوارد ذكره يف احلاشية ، أن هناك خمطط تنتهجه احلكومة املصرية منذ سنوات . حيث يؤكد د .، لتدمري معامل اإلسالم ورموزه معلما تلو اآلخر

صدرت يف ) وليمة ألعشاب البحر ( الرواية بأن: واستنادا لبيان علي أبو شادي رئيس جملس اهليئة املشرفة على النشر ، والذي يقول على األقل ، كانت يف ) أو وش النحس احلقيقي ( م ، نستطيع القول أن هذه الرواية املشؤومة 15/11/1999منتصف نوفمرب ، أي

التحـذير ليـأيت ] . م 1999 30/10 – 20/10[ خمازن دار النشر عندما غشي الدخان سكان القاهرة ، يف الفترة الواقعة بني لكنهم نشروها ونشروا كتابا آخر ، كتابات نقديـة . والنذير اإلهلي قبل نشرها وتوزيعها بني الناس جمانا ، من قبل احلكومة املصرية

296

بعد شهر واحد من نشر الكتاب األول ، استمروا يف النشر حىت بعد ) شعر احلداثة يف مصر ( بعنوان ] م 1999ديسمرب [ 97العدد . الدخان عنهم أن كشف اهللا

بعد هذا العرض نكون قد عايشنا على التوايل ، مشهدين من املشاهد اليت تعرضها اآليات ، مها الشك واللعب وظهور الـدخان يف فترة التكوين يف( مصر ، واآلن إىل املشهد الثالث ، عندما يتهم خري األنام عليه الصالة والسالم ، بالتعلم واجلنون والسحر يف كتاب

م وهو الكتاب السابع للمجرم املصري خليل عبد الكرمي 2001الذي صدر يف النصف األول ، من العام احلايل ) حياة الصادق األمني .

قال تعاىل ) وندوعي يالذ مهمولاقوا يتى يوا ، حبلعيوا وخوضي مه83(فذر (

)الزخرف (

وقال ) 45(ى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون فذرهم حت(

)الطور (

297

ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون

ملف خليل عبد الكريمومنها صحيفة القدس . يف هذا امللف سيجد القارئ جزءا يسريا من التغطية اإلعالمية ، اليت نشرت مؤخرا عن خليل عبد الكرمي وكتبه

م االقتصادي وصحيفة أخبار األدب ، واألخرية كرست نفسها للدفاع عن كل اجتراء على الذات اإلهلية ، ويبدو أا العريب ، واألهراحمـامي اجلاسـوس .. ذهبت يف ذلك إىل أبعد مما نتصور ، ويكفي دليال على ذلك أن حماميها يف قضايا الرأي ، هو فريد الـديب

..كما أنه حمامي الشواذ من عبدة الشيطان .. اإلسرائيلي عزام عزام وسعد الدين إبراهيم

..نعم

..وشذوذ .. وخيانة .. جاسوسية

..فذلك هو الوجه اآلخر ، للدفاع عن الكفر

اإلسالم الشيوعي سبعة كتب مشبوهة للمفكر اليساري خليل عبد الكريم

http://www.lailatalqadr.com/stories/p6260501.shtml: موقع املقال على شبكة اإلنترنت

http://www.alshaab.com/GIF/31-08-2001/Khalil%20Abd%20Alkareem.htm: أو

:بقلم بدر الشبيب

وال بأس أن يكتب ، كائن من كان عن الـدين .. خليل عبد الكرمي كاتب يساري أو شيوعي أو تقدمي ، يكتب يف اإلسالم … " ماذا يكتب ؟: احلنيف ، ولكن السؤال هو

ليل عبد الكرمي عضوا يف مجاعة األخوان املسلمني منذ سنوات طويلة خلت ، ولكنه ترك موقعه هذا وحتول من أقصـى وقد كان خاليمني إىل أقصى اليسار ، فأصبح عضوا يف اللجنة املركزية حلزب التجمع الوطين التقدمي الوحدوي ، وهو حزب يساري يقول عنه

. اإلسالميون إنه حزب شيوعي

وتتعرض هذه الكتب .. وخارجها بكتبه اليت يضعها عن اإلسالم يثري خليل عبد الكرمي عاصفة يف مصرسنوات أو أكثر ، ومنذ عشرللمنع واملصادرة واهلجوم العنيف ، ومع هذا فإن الرجل مل يتوقف عن الكتابة ، ومل يتوقف عن تغيري خطه الفكري الذي يصدم اجلميع

امعات الكبار ، قد حاولوا كشف ما يف دراساته هذه من زيف وافتراءات على اإلسالم ، إال أن شيئا ورغم أن عددا من أساتذة اجل. . ال مينع الرجل من االستمرار ، بل إنه يزداد غلوا مع كل كتاب جديد غري عابئ مبا تثريه كتبه من رفض عنيف

ار ال ميكن أن توصف ، إال بأا خروج على امللة وعلى رأي ويستخدم خليل عبد الكرمي لغة جارحة يف كتبه ، كما يطرح آراء وأفك .اجلماعة وعلى رأي اجلمهور

أننا جيب أن نتمتع باجلرأة العقلية ، وأن نطرح كل األفكار وكل الشخصيات ، على مائدة التشـريح : وهو ينطلق يف هذا من مقولة ليت يكتب ا املؤرخون والدارسون لإلسالم عن الدعوة والرسالة وسيدنا العقلي املوضوعي ، البعيد عن اهلوى وعن األفكار اجلاهزة ، ا

أال يسيء البعض فهم هذه الدراسة على حنو -وهذا أمر متوقع -وآمل .. " يقول خليل عبد الكرمي يف صدر كتاب أخري له .. حممد

298

علمية موضوعية بداية باحلبيب املصطفى ، وكررنا أن مل يرد على خاطرنا ، وكنا قد طالبنا بضرورة كتابة التاريخ اإلسالمي ، كتابة الكتابة بطريقة مغايرة للكتابات التقليدية ، يتعني أن تقابل بأفق رحيب وعقالنية بعيدة عن التشنج ، ونذكر هؤالء بأن األمني نفسه ،

" .اإلصابة أجر االجتهاد وأجر.. أكد أن من اجتهد واخطأ فله أجر ، وحنن نأمل يف أن حنظى باألجرين

وىف ظل ما يدعيه من جرأة عقلية على هذا النحو ، فإن خليل عبد الكرمي ميضي يف هذه الكتابات ، اليت ال جند هلا مثيال يف تـاريخ وحنن ال ندعو بالطبع إىل مصادرة هذه الكتب أو احلجر على حرية الرجل ، ولكننا ندعو املتخصصني وعلماء الدين وشيوخ . اإلسالم

.ة إىل مناقشة أفكار الرجل ، ودحض ما فيها من شبهات بشكل علمي هادئ بعيدا عن الترويع والتخويف واإلرهاب الفكري األم

وهناك اآلن ، ما ال يقل عن سبعة كتب هامة أصدرها الرجل يف السنوات األخرية ، وهي تستحق املناقشة والتحليل لعرض ما فيها من .آراء والرد عليها

بالطبع يف معرض حتليل هذه الكتب أو مناقشتها ، فليس هنا وال اآلن يتم هذا األمر ، ولكننا قد نكتفي بالتعريف السريع ا ولسنا هنا :والكتب السبعة اليت سنعرض هلا هنا هي . ، خصوصا أا تكون اآلن مشروعا فكريا هلذا الرجل

) :للشريعة ال لتطبيق الحكم ( كتاب : أوال

كتاب يقوم على فكرة واحدة أساسية ، هي أن تطبيق الشريعة اإلسالمية مل يعد صاحلا يف هذا العصر ، ألن هذا التطبيق سوف وهذا الومع أن اإلسالم وكما جاء يف القرآن العظيم ، هو الدين اخلالد الذي يصلح للبشـر كافـة . جير علينا من املشاكل ما ال حصر هلا

إن اإلسالم ليس عبادات فقط ، بل هو : " ال أن خليل عبد الكرمي له رأي آخر ، فهو يقول باحلرف ويصلح يف كل زمان ومكان ، إوهنا اخلطورة من وجهة نظره ، إذ يرى أن تطبيق الشريعة سوف يؤدي بنا إىل أضـرار ، " أيضا تشريعات وعقوبات ونظام سياسي

وتلك هي دعوة العلمانيني والالدينيني الذين يفضلون القانون الوضعي علـى . تفوق مبراحل األضرار اليت تترتب على إمهالنا لتطبيقها .الشريعة اإلسالمية

) : الجذور التاريخية للشريعة اإلسالمية ( كتاب : ثانيا

تطبيقها ، وهذا الكتاب يعترب استكماال وتأصيال للكتاب األول إذ أنه ينطلق من نفس الفكرة ، اليت ترفض الشريعة اإلسالمية وترفضإن هذه الشريعة اليت ينادون ا هي جمرد تعاليم ، كان يقول ويأخذ ا عرب اجلاهلية ، مث جاء حممد : " وهنا يقول خليل عبد الكرمي

وهلذا فإن السؤال الذي يطرحه خليل عبد الكرمي ، " . فأخذ هذه التعاليم ، وأعمل فيها عقله وفكره ، حىت بدت وكأا شيء جديد على أن ما هو ! هل تصلح هذه التعاليم ، اليت كان يطبقها بدو الصحراء ، قبل أكثر من أربعة عشر قرنا ، لكي حتكمنا اليوم ؟: هو

!!… أخطر من هذا السؤال ، ما معناه وخالصته أنه ليس مثة شيء مرتل من السماء ، بل إن األشياء كلها من صنع سيدنا حممد

) : كرية لليسار اإلسالمي األسس الف( كتاب : ثالثا

وىف هذا الكتاب ، يقول خليل عبد الكرمي صراحة أن اإلسالم ليس شيئا غري العبادات ، مع أن طلبة املراحل التعليمية األوىل يعرفون أننه األصلي هو املساجد ولكنه حيصر اإلسالم يف العبادات فقط ، وهلذا فإن ميدا. اإلسالم يقوم على دعامتني ، مها العبادات واملعامالت

واجلوامع والتكايا واحلسينيات ، أو اخلالوي واخلانقاهات والزوايا واملصليات ، وحضرات الصوفية وحلقات الذكر وجمالس دالئـل ومعىن هذا أن اإلسالم دين للعبادة وليس دينا للحياة ، فهو حيصر وظيفته يف دور العبادة ، أما شؤون النـاس وتصـريف . اخلريات

.وهنا نعود إىل مقوالت املغرضني ، الذين يقولون إن اإلسالم ليس دينا ودولة بل هو دين فقط . حيام فليس لإلسالم شأن ا

299

) : العالقة بين الرجل والمرأة في العهدين المحمدي والخليفي .. مجتمع يثرب ( كتاب : رابعا

وسوف يالحظ . وره ، أي يف مرحلة النبوة وصدر اإلسالم واخللفاء الراشدين وهذا كتاب معيبة ، ألنه يشوه اإلسالم يف أعظم عصعلما بأن االسـم األول ، قـد ) املدينة املنورة ( وال يستخدم اسم ) يثرب ( القارئ يف اللحظة األوىل ، أن الكاتب يستخدم كلمة

ليست هذه هي املشكلة يف هذا الكتاب ، ولكن املشـكلة ولكن. نسخه اإلسالم وألغاه النيب وأطلق عليها هذا االسم اجلديد اجلميل هي يف الدراسة االجتماعية املزعومة اليت قدمها ، واليت شوه ا ومن خالهلا أعظم اتمعات وأعظم العصور وأعظم الشخصـيات ،

ا ، هذا اتمع الذي أقام دولة ونشر دينتمع يف مدينة رسول اهللا ، وهو اتمع ورجاله ، مل يكونـوا مشـغولني حني نكتشف أن ا ! …بشيء قدر انشغاهلم باملرأة واجلنس معا

) : قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية ( كتاب : خامسا

وهذا الكتاب يرتع عن النيب حممد صلى اهللا عليه وسلم ، صفات الرسالة والنبوة والوحي مجيعا ، إذ حياول املؤلف أن يثبت أنه ليس اك شيء من هذا كله ، ولكن األمر كان ينحصر يف رغبة قريش يف أن تقيم دولة ، وأن تسود على القبائل العربية يف شبه اجلزيرة هن

وقد مت هذا وفق ختطيط حمكم قام به رجل داهية ، هو جد النيب صلى اهللا عليه وسلم ، وهو عبد املطلب الذي جاء حبفيده . وما حوهلا لقد أراد عبد املطلب أن يصنع ملكا فصنع نبيا ، أي . أقل منه ذكاء ، وصنع منه حاكما ومؤسسا هلذه الدولة حممد ، الذي مل يكن

أن احلكاية كلها هي احلكم وهي السيطرة وهي السيادة إىل جوار ملوك وأباطرة ، حييطون بقبائل العرب ابتداء من كسرى حىت هرقل .

) : ل الصحابة شدو الربابة بأحوا( كتاب : سادسا

ويف . وهذا كتاب ال يقل سوءا إن مل يزد عن الكتب السابقة ، وهو أيضا يأيت استكماال لكتايب جمتمع يثرب وقريش القبيلة والدولة ه هذا الكتاب اجلديد يعرض املؤلف ألحوال صحابة رسول اهللا ، فيقول فيهم كالما مل يرد يف كتب السرية وال يف كتب التاريخ ، ومن

أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، كان خيتلي بالصحايب اجلليل سلمان الفارسي ، أليام طويلة لكي يأخذ منه ويتعلم على يديـه ، وقد جلس النيب بني . ألن سلمان فيما يقال كان من كبار مثقفي عصره ، وكان عاملا بالعقائد واألديان وكان حييط باملذاهب املختلفة

س تلميذ بني يدي أستاذه ، ليتعلم منه كل األسس والقواعد والتجارب والتواريخ والسري ، اليت استفاد منها النيب بعـد يديه كما جيل .ذلك يف رسالته اإلسالمية احملمدية

) : فترة التكوين في حياة الصادق األمين ( كتاب : سابعا

ويقوم هذا الكتاب على فكرة واحدة أساسية هي أن سيدنا حممد . وهذا هو آخر كتب خليل عبد الكرمي ، ولعله من أخطرها مجيعا : السيدة خدجية ، وابن عمها ورقة بن نوفل ، وبقية أفراد األسرة وهـم : ليس نبيا ، ولكنه تلميذ عبقري موعة من األساتذة هم

ولقد قامت هذه اموعة النصرانية على .. وكلهم مسيحيون .. ميسرة والراهب حبريا والراهب عداس والبطرك عثمان بن احلويرت صناعة هذا النيب ، بعد أن عكفوا على تعليمه ألكثر من مخسة عشر عاما ، حفظ فيها كتب األولني واآلخرين ، وعـرف التـوراة

ضع كتاب حيـر واإلجنيل واملذاهب والعقائد ، وانتهى هذا كله بنجاح التجربة أي الرسالة وصنع هذا العبقري الذي أصبح نبيا ، وو .العاملني على امتداد القرون هو القرآن الكرمي

وهذا الكتاب يقدم رؤية جديدة ، نزعم أا غري مسبوقة حلل هذا اللغز الذي مأل الدنيا : " ويقول خليل عبد الكرمي باحلرف الواحد بعد أن تومست فيه بفراسة يعز مثلها أنه هو القادم وشغل الناس ، وقد بدأنا مبحمد قبل أن يلتقي أبوه بأمه حىت التقطته سيدة قريش ،

املنتظر ، مث قيامها مبعونة سخية من ابن عمها القس ، بدور ال جند له يف تاريخ األديان جمرد شبيه ، أا ملحمة خالدة سلخت من عمر

300

حىت طرح ذلك العمل الصبور الـدءوب الطاهرة والقس ، عقدا ونصف العقد من الزمان ، يف اإلعداد والتصنيع والتهيئة والتأهيل ،، أدهشت حىت فاعليها ومها سيدة وحدثت واقعة غار حراء بصورة فذة معجبةاملتأين املخطط ، واملرسوم بدقة متناهية مثرته الناجحة ،

ة إىل موضوع نساء قريش وورقة بن نوفل ، ألا جاءت بصورة مل ختطر هلما على بال ، وال شك أن هذا النجاح يؤوب بنسبة كبري التجربة ، وهو حممد فقد كان عبقريا ال يفري فرية أحد ، ذلك أن سريته الذاتية وخرباته الشخصية وملكاته العقلية والنفسية واللسانية

" .كانت ركائز أساسية يف فالح التجربة

د من قبله ، حيث كان يسمى الصادق األمني أي ال يكذب كذبة أحد ، مبعىن جاء بكذبة مل يسبقه إليها أح: ( ـ ال يفري فرية أحد يف مكة ، وبذلك ينفي عنه الكاتب هاتني الصفتني ، فيكون إيرادمها يف عنوان الكتاب ، من قبيل االستهزاء واالستخفاف ، به ومبن

وأكرمهم ، حممد سنة ، وهذا مما مأل قلب مسيلمة الكذاب هذا ، وأمثاله ، غيظا وحسدا على خري اخللق 1400صدقوه على مدى )عليه الصالة والسالم

مبفردهـا أحيانـا ، -أي خدجية -أما يف املساء ويف ليل مكة الطويل شتاء ، فكان مع الطاهرة " ... ويقول أيضا يف نفس الكتاب إدارة احلوار بشأا ، مث ) التوراة واإلجنيل ( مباشرة مذاكرة اإلصحاحاتوحبضور القس أحيانا أخرى ، حيث تتم يف تلك القعدات

، اليت ال شك أا أجادت القراءة والكتابة ، وقد قرأت تلك اإلصحاحات وخزنتها بتلقيها من األم الرءوم والزوجة احلنون خدجيةوأما عه من القس ورقة وكل هذا يدور بالنهار يف األسواق واحلوانيت واألعياد ، وما يتم مسا. يف ذاكرا ، أو أا طفقت تقرأها له مباشرة

( وما يعقبها من شروح وإيضاحات ) لتخرج يف شكل سور القرآن ( وخدجية من اإلصحاحات ، اليت عرا القس يف الليايل الطوال نقول أن كل هذا ، كان جيري ختزينه وبرجمتـه يف ذاكـرة . وحوارات باجللسات ، اليت قد تستمر حىت بزوغ الفجر ) السنة النبوية الذي مل تر جزيرة العرب له مثيال ، ومل تشهد له ضريبا ، ومل تعاين له شبيها أو ندا ، خاصة وقد آمنا أنه أمي ال يقرأ وال العبقري ،

يتمتع بذاكرة حديدية ، وحافظة واعية أشد الوعي ، فما بالك إذا اجتمعت األمية والعبقرية الفـذة يف -أي أمي -يكتب ، واألمي " .شخص واحد

ومهما كانت اجلهود اليت بذلتها الطاهرة وعاضدها فيها ابن عمها القس ، فأا ال تنفي عن التجربة ويف " ... ويقول يف موضع آخر لفظ توصف به الظواهر اخلارقة الطبيعية ، اليت عادة ما تتأتى : املتافيزيقية ( جانبها الغييب وناحيتها امليتافيزيقيةمقدمتها حادث الغار ،

إذ ال تعارض بني األمرين ، بـل إن ) لى أيدي الكهان والسحرة واملشعوذين والدراويش وحمضري األرواح ، وذلك لنفي الوحي ، عحتم علينا أن نقر ونعترف مبهارة خدجية ، يف املزج بني األمومة الفياضة باحلـب .. ويقول أيضا . كال منهما يكمل اآلخر ويدعمه

الكرمي الدقيق لتلقى التجربة ، ولوال هذا اخللط البارع ملا قدر للتجربة الفالح والنجاح الذي مأل الـدنيا ، واحلنان ، وبني اإلعداد وشغل الناس منذ أربعة عشر قرنا ومازال يشغلهم حىت اآلن ورمبا ألمد بعيد ، ما مل تتبدل جذريا أحواهلم االجتماعية واالقتصـادية

مبعىن ما مل يعمل جهابذة املفكرين من أمثال " ( س األساطري وجالس التراث املبارك عن أماكنهم امليمونةوما مل يتحلل حراوالثقافية ، ) .الكاتب ، على رفع هالة القداسة عن حممد ورسالته فتعاىل اهللا عما يشرك به ارمون

فقد خدجية أمرا بديهيا ألا األم الرءوم والزوجـة كان أسى حممد املرير على" ... مث يقول خليل عبد الكرمي يف موضع آخر وأخري احلبيبة ، ولوالها ما أكمل التجربة حىت ايتها ، وهي اليت أتاحت له التماس مع ورقة وعداس وحبريا ، وقضاء الليايل الطوال مع ابن

لقس نوفل ، وهي اليت هيـأت لـه االخـتالط نوفل يف املدارسة واملذاكرة واحملاورة ، وهي اليت كانت تقرأ له الصحف اليت عرا ابأصحاب مجيع امللل والنحل والعقائد واألديان الذين اكتظت م مكة ، ولوال التفرغ الدائم وهو أحد عطايا أم هند ملا انفسحت له

خلطة من مترس واستماع وال شك أن اخللطة بأصحاب الديانات شكلت جزءا من اخلطة املرسومة ، ملا انضوت عليه ا. الفرصة الثمينة

301

لقد أدركت خدجية منذ فجر التجربة ، أن احترامه التجارة ال يدع له فسحة من الوقت . ، وحفظ وحوار ومدارسة وختزين معلومات " .، يف حني أن التجربة حتتم ضرورة التفرغ الكامل ، وطالق كل ما يشغله عنها طالقا بائنا بينونة كربى

ولكن رمبا كان هـذا .. وليس منها كتابا أقل خطورة من اآلخر .. وقفة سريعة ، عند كتب خليل عبد الكرمي فهذه جمرد .. وبعد فسوف نالحظ هنا ، أن سيدنا حممد ، صلى اهللا عليهم وسلم ، ليس نبيا يوحى إليه ، بل هو رجـل .. الكتاب األخري هو أخطرها

ها ، وهم جمموعة من أقباط مكة ، وأنه مت حتفيظه الكتب السماوية ، اليت سبقته عبقري ، متت صناعته على يد السيدة خدجية ومجاعت، للداللة على الدين احلنيف ، " الرسالة " وأغرب من هذا ، أن الكتاب كله ، ال ترد فيه كلمة . كلها ، فكان النتاج هو هذا الرسول

عها ، مبا يعين أا شيء أرضي ، وليست شيئا علويا مرتال ، مـن خدجية ومن م" جتربة " فلقد جنحت " .. التجربة " بل هو يسميها تيمنا باسم مرمي العذراء ، اليت طهرها رب العزة " الطاهرة " ويف هذا السياق ، فهو يسمي السيدة خدجية باسم . فوق سبع مساوات

نصرانية ، وبعد هذا ، فهو ال يتورع ، عن وصف واجلالل واصطفاها على نساء العاملني ، وداللة االسم هو أن السيدة خدجية كانت !الوحي ، الذي نزل على رسول اهللا ، صلى اهللا عليه وسلم ، يف غار حراء بأنه حادث غييب ميتافيزيقي

بين اإلبداع والحرية .األستاذ بدر الشبيب : بقلم

ني بالشأن الثقايف والفلسفي اإلجابة عليه ، ألنه ولكن كيف يكتسب عمل ما صفة اإلبداع ؟ هذا سؤال جوهري ، ينبغي على املهتمأصبح أكثر إحلاحا من ذي قبل خباصة مع ظهور موجة يف العامل العريب ، ترى اإلبداع يف اخلروج على املألوف واحلديث يف املسكوت

) .الدين واجلنس ( عنه ، وذلك يف جمالني اثنني ال ثالث هلما

ري ، تقذف لنا دور النشر كتابا هنا ورواية هناك ، يكون هذان ااالن حمورمها ، مع كـثري مـن فباسم اإلبداع وحرية النشر والتعب .التطاول على حرمة املقدسات والرموز الدينية ، وكثري من اإلسفاف واالبتذال واخلروج على اآلداب العامة

وليمـة ( رأس القائمة مجع من الروائيني أمثال حيدر حيدر وقائمة األمساء طويلة ، تبدأ من املشرق وال تنتهي يف املغرب ، ويأيت على .اخل ... ، ) أنا هي أنت ( ، وإهلام منصور ) فخ اجلسد ( ، ومىن فياض ) اخلبز احلايف ( ، وحممد شكري ) ألعشاب البحر

) اخل ... لكرمي ، نوال السعداوي ، ليلى العثمان ، نصر حامد أبو زيد ، خليل عبد ا( وأما الكتاب فهم كثر أيضا

، حيـث يتنـاول ) فترة التكوين يف حياة الصادق األمني ( ولعل هذا األخري ، أعين خليل عبد الكرمي ، هو آخر املتطاولني يف كتابه . والتشكيك يف كونه مرسال من عند اهللا ) ص ( حماوال النيل من قدسية الرسول ) ص ( مرحلة ما قبل النبوة يف حياة النيب

الحظ أن هؤالء الكتاب والروائيني يؤسسون لكتابام مبصطلحات تبدو للوهلة األوىل حضارية وتقدمية ، من مثل اإلبداع وحرية وامل .النشر والتعبري ، وإعادة قراءة النصوص التراثية مبا فيها القرآن ، باالستفادة من املناهج التارخيية واملدارس األلسنية احلديثة

يف جممل إنتاجام ، جندها دف أوال وآخرا إىل املس من املقدس اإلسالمي وجعله غري مقدس ، وإىل هدم قـالع ولكننا حني نتأمل احلياء والعفة يف اتمع املسلم ، وإال فأي معىن حلصر اإلبداع يف كل ما من شأنه احلط من الذوق اجلمايل الرفيع ، بدال من أن يكون

!وتنميتها ؟ اإلبداع أساسا لتدريب الذائقة

ألسنا .. هل حيق لكل أحد أن يكتب يف الدين ويناقش مسائله ، وملاذا يصبح النص الديين مباحا لكل أحد : وسؤال آخر يطرح نفسه !نعيش عصر التخصص ؟

302

تقاضـي ألـيس ال ! .. وأخريا ، ملاذا يغضب هؤالء الكتاب عند رفع دعوى حسبية ضدهم أمام القضاء ، إذا كانوا متحضرين فعال ؟ !أسلوبا حضاريا ؟

ونقطة أخرى هامة ينبغي اإلشارة إليها هنا ، فنحن ال نستطيع أن نعمم على مجيع الكتاب مة التآمر ضد اإلسالم واتمع املسلم ، ) . ه ليس من طلب احلق فأخطأه ، كمن طلب الباطل فأدرك( فهناك طائفة من الكتاب تنشد احلق ، ولكنها ختطئ الوسيلة واملنهج و

حنن لسنا ضد اإلبداع ، ولسنا ضد االستفادة من املنتجات الثقافية لآلخرين ، وال نريد هنا أن نؤسس لفقه املصادرة ، ولكننا نريد أن نؤسس منهجا منطلقا من ثقافتنا اإلسالمية األصيلة ، يف تعريف مصطلحي اإلبداع واحلرية وحدودمها ، يف نفس الوقت الذي ندعو

.ة صياغة فقه احلسبة ، بلغة عصرية وبثه يف أوساط اتمع فيه إلعاد

وهذا التأصيل ضروري ، لكي نتعرف على قيمة املنفعة واملتعة وغريمها يف حتديد إبداعية العمل ، وكذلك للتعرف على األطر الـيت ال ، فيحتفي بسلمان رشدي باعتباره مبدعا ، تعمل احلرية يف حدودها ، إذ ال ميكننا االعتماد على املنهج الغريب الذي يكيل بألف مكي

األسـاطري املؤسسـة للسياسـة ( ليقدمه للمحاكمة ، ألنه كتب ) فابيو –جيسو ( ويضيق صدرا بروجيه جارودي ، فيسن قانون " . املؤرخ الربيطاين الذي شكك يف أرقام اهلولوكوست ) دافيد ايرفنج ( ، كما مل يتسع صدره لـ ) اإلسرائيلية

المشايخالجزيرة نت ، ثورة : لة الصحافة جوويعـرض . وأصدر جممع البحوث اإلسالمية من جهته تقريرا عن الكتاب ، أوضح فيه أن الكتاب يعترب إنكارا لرساالت األنبيـاء "

انيا على عقيدة األمـة وانتهى التقرير إىل التوصية مبصادرة الكتاب الذي ميثل عمال عدو... الكتاب حلياة الرسول الكرمي بشكل مزر من اجلدير بالذكر أن التوصية . اإلسالمية ، ينكر مبدأ الرساالت السماوية إنكارا قاطعا ، ويزعم أن مجيع األنبياء صناعة أرضية بشرية

.باملصادرة صدرت بإمجاع آراء علماء جممع البحوث

. هر ، أن الكالم الوارد يف الكتاب ال حيتمل حكما آخر غـري الكفـر حيىي إمساعيل األمني العام جلبهة علماء األز. من ناحيته أكد د .لسنا أمام ثقافة أو فكر وال ميكن أن تكون الوقاحة إبداعا : وأضاف قائال

: وليمة جديدة ، ويف نفس اإلطار نشرت صحيفة الوفد تقريرا ، حتت عنوان وزارة الثقافة تطبع كتابا يهاجم اإلسالم ، ويقول التقريروالذي قامت بتأليفه ليلى أمحد باللغة اإلجنليزية ، ) املرأة واجلنوسة يف اإلسالم ( أن جممع البحوث اإلسالمية ، طلب مصادرة كتاب

وكشف التقرير ، أن الكتاب يزعم أن القرآن اقتبس مادته التارخيية من التوارة ، وأن … وطبعته وزارة الثقافة على نفقتها بعد ترمجته وطلـب ... وام التقرير املؤلفة بالتشكيك يف مساوية القرآن وبالتحريف املتعمد لوقائع السرية النبوية . م سلب حقوق املرأة اإلسال

.التقرير مساءلة الس األعلى للثقافة ، عن إضاعة أموال الدولة يف عمل يدعو هلدم اإلسالم

)د خشية يخشون الناس كخشية الله أو أش( يف نيجرييا خترج املاليني من الناس ، لتجتمع يف صعيد واحد مطالبة بتطبيق الشريعة ، فتبدأ والية تلو أخرى بتطبيقها ، بالرغم مـن

شقاء معارضة الغرب النصراين ، أما يف مصر أم الدنيا بلد األزهر كما يسميها األشقاء املصريون ، ويف أرض الكنانة كما يسميها األالعرب ، فالشريعة اإلسالمية لديهم انتهت مدة صالحيتها ، لذلك يتوجب علينا أن نلقيها يف سلة املهمالت ، ليكون مصريها احلرق

.يف مقالب قمامة القاهرة

وال هي نفسها حرب فرعون وملئه ، على موسى ومن معه من املؤمنني ، تتجدد على نفس األرض وعلى نفس الشاكلة ، وال وازع .رادع ، بالرغم من سكنهم يف مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، فأخذهم وأبقى أثرهم لتذكري من يأيت بعدهم ببطشه وجربوته

303

، ألا أساءت ) آخر نبأ ( و ) النبأ ( م ، قرارا بإغالق صحيفيت 7/2001يف مصر تصدر احملكمة اإلدارية يف القاهرة ، يف مطلع شهر . صور فاضحة ، احنرافات جنسية لراهب مطرود من الدير ، مما أثار تظاهرات غاضبة لألقباط يف حزيران املاضي ملشاعر األقباط بنشر

.وهذا القرار عادل بال أدىن شك فديننا ال يقبل هذا الفعل

ا عن االجتراء على اهللا ، ولكن ماذا عن إساءة مشاعر املسلمني ، وماذا عن اإلساءة لكتاب اهللا ، وماذا عن اإلساءة لرسول اهللا ، وماذلقد أخذت احلكومة املصرية قرارا .. نعم ! ؟ ... لقد رفعت قضايا ضد من قاموا بذلك ، ولكن هل اختذت تلك احملكمة قرارا مشاا

ليحطموا ، ولكن بإغالق الصحف اليت دافعت عن مقدسات األمة ، بدعوى اإلرهاب الفكري للمبدعني ، الذين االوا على اإلسالم !!… أوثانه وأصنامه ، اليت ألفوا آباءهم وأجدادهم هلا عاكفني ، منذ أربعة عشر قرنا من الزمان

ما يلفت االنتباه إىل أن أقباط مصر ، غضبوا لدينهم بشكل مجاعي وهم أقلية يف مصر ، ومن حق اإلنسان بل واجب عليه أن يغضب ، ولكن هل غضب املسلمون يف مصر ، عندما انتهكت وما زالت مقدسام الدينيـة ، وال يكون الغضب حممودا إال يف هذا املوقف

.مجال وتفصيال

ألف طالـب ، 25كانت األمة تغلي بالغضب ، وكان قلبها متمثال يف طلبة جامعة األزهر ، حيث تظاهر : " حممد عباس . يقول دكان موقف شيوخ : ويقول . ب األمة على طلبة جامعة األزهر وكانت الدولة مترددة حىت حسمت أمرها بإطالق الرصاص ، على قل

" .عاملا أزهريا بيانا 70األزهر وطلبته رائعا ، فقد أصدر

ولكن ما شاهدناه على شاشة التلفزيون هو مظاهرة تضم بضعة عشرات من فتيات األزهر ، وأدا الشرطة املصرية من قبل أن تبدأ ، ية ، وما نود أن نشري إليه هنا أن األمة املصرية مل تحرك ساكنا ، فهي منشغلة بدنياها من رأسها حىت حسبما جاء يف النشرات اإلخبار

أمخص قدمها ، لتستمر املعركة على صفحات الصحف من قبل القلة من أبناء مصر الذين انتصروا لدينهم ، وخذلتهم أمتهم وخذلت !؟… مليون مسلم يف مصر 50طالب مما يزيد عن ألف 25دينها قبل أن ختذهلم حكومتهم ، وما نسبة

حممد عباس جتميله ، والذي يبعث األسى واحلزن يف قلب كل مسلم ، هو . وهذا الوضع املؤسف واملأسوي يف مصر ، الذي حاول دـ . ما تستشعره يف ثنايا مقاالت وبيانات ، د طره لالسـتنجاد حممد عباس نفسه ، وهو ينادي يف أمته فال سامع وال جميب ، مما اض

باألزهر وطلبته واملفيت والقرضاوي ، بعد أن وجد نفسه وحيدا حماصرا ، بني فكي كماشة إعالم الكفر والضاللة وجربوت فرعـون .وسطوته ، فاستجابوا له بعد حني

اهللا أو أشد خشية أليس ألم خيشون الناس من نصارى الغرب كخشية ! فلماذا انتصرت احلكومة لنصارى مصر وحاربت مسلميها ؟هذا هو الشرك بعينه ، لذلك اعتقد بعض املفسرون القدماء أن املقصود يف اآليات هم مشركي قريش ، ظنا منهم أن الشرك .. ، نعم

.ولى من غري رجعة

نتقام من خصومه ، ويضاف إم يشكون بربوبية اهللا وألوهيته وال يدينون له بالعبادة ، ويشكون يف قدرته على نصر أوليائه واال.. نعم إىل شركهم صفة أخرى هي النفاق ، وهو ما مل ينتبه إليه من ذهبوا إىل ذلك القول من املفسرين ، فمشركو قريش أخذم العزة باإلمث

لوا يف اإلسالم ، فال حاجة م لينافقوا رسول اهللا وصحبه ، ومل يعطوا الدنية يف معتقدهم بالرغم من بطالنه ، حىت فتحت مكة ودخ .وما ظهر النفاق إال يف املدينة

ويف خضم هذه املوجة ، ومع ضعف نور اإلسالم وأفول مشسه ، سيتحول النفاق قريبا إىل كفر بواح ، فلن يكون هناك داعيا للخجل ديهم ومبا سكتوا عن حينها ستكون بطشة ربك الكربى على األبواب ، ويكون أهل مصر قد أعذروا اهللا يف أنفسهم مبا كسبت أي.

كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسـولا يتلـو وما( احلق ، فالساكت عن احلق شيطان أخرس ، لنعود إىل قوله تعال

304

ورمحة من ربك بعث رسله الكرام ، مبشرين بعظم ثواب ) القصص 59( عليهم ءاياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمونالدنيا واآلخرة ، ومنذرين من بأسه الشديد يف الدنيا واآلخرة ، ورمحة بأهل مصر ها قد أنذرهم بالدخان ، حىت يوقظهم من غفلتهم

وما كـان ( وقوله ) األنعام 131( ، وأهلها غافلون بظلمذلك أن لم يكن ربك ، مهلك القرى ( لعلهم يرجعون مصداقا لقوله ) .هود 117( بظلم ، وأهلها مصلحونربك ليهلك القرى

بالله ويؤمن للمؤمنني ، ورحمة للذين ءامنوا ، قل أذن خير لكم ، يؤمن ويقولون هو أذن، الذين يؤذون النبيومنهم (قال تعاىل ، كمنميمأل ذابع مله ول اللهسذون رؤي ينالذ61( و( وكمضريل لكم فون باللهلحي ، ـوهضرأن ي قأح ولهسرو اللهإن ، ووا مكانننيم62( ؤ( ولهسرو الله دادحي نم هوا أنلمعي ا ، ألميها فدالخ منهج ارن فأن له ،يمظالع يزالخ كذل )63( ـذرحي

ي قلوبهما فبم مئهبنة تورس همليل عزنقون ، أن تافنزئوا، المهتون قل اسذرحا تم رجخم 64(، إن الله (قولنلي ، مهألتس نلئو بلعنو وضخا نا كنمقل إن ،هولسرو هاتءايو زئون أباللههتست متوا )65( كنرذتعلا تإمي دعب متكفر قدانكم فةطائ نع فعإن ن ،

، كمنفةمطائ ذبعن ،نيرمجوا مكان مه66( بأن( قاتافنالمقون وافنض ، المعب نم مهضعـن بن عـوهنيكر ونون بـالمرأميوفرعالم ،مهيدون أيقبضيو ، ، مهسيفن وا اللهسقوننالفاس مه نيقافن67( إن الم( الكفارو قاتافنالمو نيقافنالم الله دعو ،

من قبلكم ، كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا كالذين ) 68( هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيمنار جهنم خالدين فيها ، ، أولئـك وخضتم كالذي خاضواخلاقهم ، وأولادا ، فاستمتعوا بخلاقهم ، فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم ب

ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم ، قوم نوح وعاد وثمود وقوم )69( وأولئك هم الخاسرونطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ، حب ملهسر مهتأت ، كاتفتؤالمو نيداب محأصو يماهرـون إبمظلي مهفسوا أنكان نلكو ، مهمظليل ا كان اللهفم ، اتني70(بالب (

تون الزكاة ويطيعون ويقيمون الصلاة ويؤوالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ولهسرو الله يمكح زيزع إن الله ، الله مهمحريس ك71(، أولئ( اتنمؤالمو ننيمؤالم الله دعو ارها الأنهتحت نري مجت اتنج ،

بطي ناكسما ، ويهف يندالخ يمظالع زالفو وه كذل ، رأكب الله نان مورضو ، ندع اتني ج72(ة ف( ، بيا النهأيي الكفار داهجهملياغلظ عو نيقافنالمو ريصالم بئسو منهج ماهأوم73(، و( م فون باللهلحي ـدعوا بكفرة الكفر ، ومقالوا كل لقدا قالوا ، و

هملامإس ، هلفض نم ولهسرو الله ماهوا إلا أن أغنقما نمالوا ، وني ا لموا بممهو ،ما لهريخ كوا يوبتفإن ي ،عا يلووتإن يو مهذب، لئن ءاتانا من فضـله ، ومنهم من عاهد الله) 74(من ولي ولا نصري في الأرضوالآخرة ، وما لهم الله عذابا أليما في الدنيا

نيحالالص نم نكونلنو قندص75(لن( افلم ، هلفض نم ماهونءاترضعم مها ولووتو لوا بهخب )76( ي قلـوبهمنفاقا ف مهقبفأعهنلقوم يوون إلى يبكذوا يا كانبمو ، وهدعا وم لفوا اللها أخوا )77(، بملمعي ألمعي أن اللهماهوجنو مهرس لم لامع أن اللهو ،

. )التوبة 78(الغيوب

)األحزاب 57( ، لعنهم الله في الدنيا والآخرة ، وأعد لهم عذابا مهينا الذين يؤذون الله ورسولهإن ( قال تعاىل

12( وبشرى للمحسنني، لينذر الذين ظلموا، وهذا كتاب مصدق لسانا عربيابله كتاب موسى إماما ورحمة ، ومن ق( وقال )األحقاف

305

يوم نبطش البطشة الكبرى

دخان ، وبقي املشهد الرابع واألخري ، املشهد األكثر رعبا وهكذا نكون قد عايشنا أجواء املشهد الثالث قبل األخري من فصول سورة الوهوال إا البطشة الكربى ، اليت سينتقم فيها رب العزة ممن آذوا رسوله ، وهو وعد خاص حملمد عليه الصالة والسالم وال خيلف اهللا

فلا تحسـبن اللـه ( وقال ) 51( ويوم يقوم الأشهاد، لحياة الدنيافي اإنا لننصر رسلنا ، والذين ءامنوا ، ( وعده ، قال تعاىل فلخملهسر هدعو زيزع قام، إن اللهتإبراهيم 47( ذو ان. (

ولقد أرسلنا مـن ( كما وعد رسله أما املؤمنون من أهل مصر فرم أعلم م ، وهو كفيل بأن يقيهم العذاب حيث وعدهم بالنصر، ووعدهم ) الروم 47( وكان حقا علينا نصر المؤمننيقبلك رسلا ، إلى قومهم فجاءوهم بالبينات ، فانتقمنا من الذين أجرموا ،

منتظرينهل ينتظرون ، إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم ، قل فانتظروا ، إني معكم من الف( بالنجاة كما وعد رسله ، قال تعاىل )102 ( واثمنءام ينالذا ، ولنسي رجنن ،ننيمؤج المنا ننليا عقح ككذل )يونس 103( .

، يقـول 44يف سورة غافر وحىت اآليـة 28وبعد جدال طويل ملؤمن آل فرعون مع أئمة الكفر من قومه ، يف حوار ميتد من اآلية ، وحاق سيئات ما مكروا فوقاه الله) 44( فستذكرون ما أقول لكم ، وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصري بالعباد: ( لقومه

) 46( ابالنار يعرضون عليها غدوا وعشيا ، ويوم تقوم الساعة ، أدخلوا ءال فرعون أشد العذ) 45( بآل فرعون سوء العذابا الكتاب ، فسيمارون ويكثرون من اجلدل اجلدال ، ليثبتوا أن هذه السورة وكذلك سيفعل الذين من بعدهم عندما يسمعون بأمر هذ

مل تكن بأي حال من األحوال بشأن مصر وما جيري يف مصر ، وما ذلك مبنجيهم من العذاب ، فاألوىل م أن يصلحوا ما فسد من .أمرهم ليدرءوا العذاب عن أنفسهم

:ماهية هذه البطشة .شكل خاص حيث ظهر الدخان ، ومن املرجح أال ميتد إىل غريها من املدن املصرية الكربى ورمبا ميتد ، واهللا أعلم املكان هو القاهرة ب

عند حديثه عن ) بطشتنا ( النتيجة هي دمار القاهرة وخراا وهالك أهلها هالكا عاما غاية يف البشاعة ، وهذا مستفاد من قوله تعاىل .فتها يف فصل سابق ، فتلك بطشة وهذه بطشة كربى عذاب قوم لوط ، اليت أوضحنا ص

ومن املرجح واهللا أعلم ، أال تكون هذه البطشة بفعل إهلي خاص وظاهر كعذابات األقوام السابقة ، مع بقـاء االحتماليـة قائمـة .دمة ، واهللا أعلم ومن احملتمل أن تكون ضربة أو ضربات نووية ، تترافق وتتزامن مع أحداث احلرب القا. كاخلسف والزالزل

ومما يدعم احتمال ضرب القاهرة نوويا ، هو ما جاء يف أسفار التوراة من أخبار خبراب مصر وحريقها بالنار وهالك أهلها ، وجفاف :النيل وروافده فرمبا تصدق إن كانت هي املقصودة فعال ، يف النصوص التالية

ريفا ، وهو السفر الذي مازال حيتفظ بنصوص البشرى مبحمد عليه الصـالة ـ نص من سفر إشعياء ، وهو السفر األقل تشويها وحت : والسالم ، وإليك نصه

نبوءة بشأن مصر ، ها هو الرب قادم إىل يركب سحابة سريعة ، فترجتف أوثان مصر يف حضرته ، وتذوب : 16-1: 19: إشعياء " بون ، ويقوم الواحد على أخيه ، واملدينة على املدينة ، واململكة على قلوب املصريني يف داخلهم ، وأثري مصريني على مصريني فيتحار

اململكة ، فتذوب أرواح املصريني يف داخلهم ، وأبطل مشورم ، فيسألون األوثان والسحرة وأصحاب التوابع والعرافني ، وأسـلط …ير على املصريني موىل قاس ، فيسود ملك عنيف عليهم ، هذا ما يقوله الرب القد

306

وتنضب مياه النيل ، وجتف األحواض وتيبس ، تننت القنوات ، وتتناقص تفرعات النيل وجتف ، ويتلف القصب واألسل ، وتذبل … فيئن الصيادون وطارحو الشصـوص يف . النباتات على ضفاف ر النيل ، واحلقول واملزروعات كلها جتف ، وكأا مل تكن خمضرة

الذين يلقون شباكهم يف املياه ، ويتولى اليأس قلوب الذين يصنعون الكتان املمشط ، ويفقد حائكو الكتان النيل وينوحون ، ويتحسر …الفاخر كل أمل ، ويسحق الرجال أعمدة األرض ، ويكتئب كل عامل أجري

وأبناء ملـوك كيف تقولون لفرعون ، حنن من نسل حكماء ، , رؤساء صوعن محقى ، ومشورات أحكم حكماء فرعون غبية … قد حمق رؤساء صوعن ، واخندع أمـراء ! أين حكماؤك يا فرعون ، ليطلعوك على ما قضى به الرب القدير على مصر ؟! قدامى ؟

جعل الرب فيها روح فوضى ، فأضلوا مصر يف كل تصرفاا ، حىت ترنحت كترنح السكران يف . نوف ، وأضل مصر شرفاء قبائلها ها . ظمائها أو أدنيائها ما يفعلونه فيها قيئه ، فلم يبق لعيف ذلك اليوم ، يرتعد املصريون كالنساء ، خوفا من يد الرب القدير اليت يهز

" .فوقهم

:ـ ومقتطفات من نص آخر الرميا ، ينبئ خبراب مصر

أذيعوا يف مصر ، وأعلنوا : امجة مصر النبوءة اليت أوحى ا الرب إىل ارميا النيب ، عن زحف نبوخذ نصر مله: -13: 46: ارميا " : " فتقول بقية اليهود آنـذاك … . قف متأهبا ألن السيف يلتهم من حولك : يف جمدل ، خبروا يف ممفيس ، ويف حتفنحيس ، قولوا

يس سوى طبل إن فرعون ملك مصر ، ل: " ويهتفون هناك " . قوموا لنرجع إىل قومنا ، وإىل أرض موطننا ، هربا من السيف الطاغي مصر عجلة فاتنة هامجهـا . تأهبوا للجالء يأهل مصر ، ألن ممفيس ستصبح أطالال وخربا مهجورا … " . أجوف ، أضاع فرصته

اهلالك من الشمال ، حىت مرتزقتها يف وسطها كعجول مسمنة ، قد نكصوا على أعقام هاربني معا ، ومل يصمدوا ألن يوم بالئهم ، " .قام قد حل م يف وقت ع

:ـ ومقتطفات من نص آخر حلزقيال ، ينبئ خبراب مصر

، إنه … ، إن يوم الرب بات وشيكا ، … : يا ابن آدم ، تنبأ ، وقل : وأوحى إيل الرب بكلمته قائال : 13-1: 30: حزقيال " يعم الذعر الشديد إثيوبيا ، عندما يتهاوى قتلى مصر ، ف إذ يجرد سيف على مصرلألمم ، ) اية ( يوم مكفهر بالغيوم ، ساعة دينونة

وشـعوب ، وشبه اجلزيرة العربية وليبيـا ، إثيوبيا وفوط ولودمث تسقط معهم بالسيف ، . ، ويستويل على ثروا ، وتنقض أسسها فرة وحشة ، وتضحي مدا أكثر املدن فتصبح أكثر األراضي املق... فيتهاوى سكاا من جمدل إىل أسوان … األرض املتحالفة معهم

...يف يوم هالك مصر ، الذي ال بد أن يتحقق … خرابا

ألين سأفين مجاهري مصر بيد نبوخذ نصر ملك بابل ، إذ يقبل جبيشه أعىت جيوش األمم خلراب ديار مصر ، فيجـردون عليهـا … أنا الرب يل ، وأبيع األرض لقوم أشرار ، وأخرب البالد فيها بيد الغرباء ، سيوفهم ، وميلئون أرضها بالقتلى ، وأجفف جماري ر الن

" .مث أحطم األصنام ، وأزيل األوثان من ممفيس ، وال يبقى بعد رئيس يف ديار مصر ، وألقي فيها الرعب . قد قضيت

)ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر ( نعمة مـن ) 34( إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا ءال لوط نجيناهم بسحر) 33( قوم لوط بالنذركذبت ( يف سورة القمر قال تعاىل

كرش نزي مجن كا كذلندن35( ع (ا بالنوارما فتنتطشب مهذرأن لقدذرو )فذوقوا ) 36 مهنيا أعنسفطم هفيض نع وهداور لقدوولقد يسرنا القرءان للذكر فهل مـن ) 39( فذوقوا عذابي ونذر) 38( ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر) 37( عذابي ونذر

) .القمر 40( مدكر

307

مجاع معىن كلمة مراء ، هو اإلكثار يف اجلدال بال طائل ، بغية إلباس احلق بالباطل ، والصورة اليت تشكلت لدينا مما : فتماروا بالنذر جاء من معاين يف لسان العرب ، هو أن قوم لوط ، عندما أنذرهم وحذرهم عليه السالم من العذاب استهزءوا به وبتحـذيره ، بـل وطفقوا يف جمالسهم يتبارون فيما بينهم أيهم أقوى حجة ، بكل ما أتوا من ملكات وبيان الستخراج واستنباط الرباهني ، لتفنيد مـا يدعيه لوط من قدرة ربه على إهالكهم ، دون أن يألوا جهدا يف التشكيك بذلك ، مظهرين أكرب قدر من الصالبة والثبات يف مواقفهم

وهذا ما يقوم به عادة املدافعني عن الباطل إلضالل الناس ودفعهم . وأكرب قدر من اخلصومة لكل ما جاء به من احلق املخالفة للوط ، لالعتقاد بوجهة نظرهم ، وهذه الصورة كثريا ما نراها هذه األيام ، يف حوارات أهل الباطل ومناقشام ، حىت من بعض رجال الدين

وما نرسل المرسلني إلا مبشرين ومنـذرين (قال تعال . منابر اإلعالم املرئية واملسموعة واملكتوبة عندما جيتمعون فيما بينهم ، على ) الكهف 56( ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا ءاياتي وما أنذروا هزوا

نعم بال أدىن : هل سيتمارى أهل مصر ذا الكتاب ، فيما لو وقع حتت أيديهم ، كما متارى الذين من قبلهم ؟ نقول : ل اآلن والسؤا، وقد كذبوا برسالة حممد عليه الصالة والسالم ، فاألحرى م أن يكذبوا من هو دونه مـن ) أنى هلم الذكرى ( أمل يقل سبحانه !

) فارتقب إم مرتقبون ( وعقب على هذا اليوم ، بقوله ) … يوم نبطش ( هم أو صفتهم ، وأمل يقل سبحانه البشر ، أيا كانت درجت !… ونرى … فلنرتقب … فاملسألة باتت مسألة وقت ال أكثر

:نعم ولو مل يكن فيه فائدة ملا أنزله اهللا يف كتابه : ولكن هل يفيد هذا اإلنذار السابق للعذاب ؟ نقول

ذ لو عاد أهل مصر عامة ، عما هم عليه لرفع عنهم العذاب ، كما رفع عن قوم يونس عليه الصالة والسالم ، وأما التأكيـد إ: أوال . على أم سيرتل م ، كان لسبق علم اهللا ، مبا سيكون من إصرارهم على ما هم عليه بعد كشف الدخان

ملستوى الفردي ، فيما لو انتبه أحدهم هلذا األمر ، من خالل قراءته لسـورة ورمبا سيكون هناك عودة لبعض أهل مصر على ا: ثانيا وكون الناس منشغلون بدنياهم عن قراءة القرآن ، فذلك حجة إضافية عليهم يوم القيامة فيما . الدخان ، أو مت تنبيهه هلذا النذير اإلهلي

كتابه ، كما أخرب سبحانه حباهلم من سابق علمه يف كتابـه العزيـز ، لو تذرعوا بأن مل يأم نذير ، يف أم كانوا حقا معرضني عن ورمبا يكون أحدهم قد انتبه ، وملا مل يكلف نفسه بالبحث ، إذ ال يرى نفسه ملزما . ليكون النذير يف متناول أيديهم وهم ال يشعرون

!… فضلله عامي أو عامل أو فقيه بغري علم ! ؟… بفهم كتاب اهللا فتساءل

) الزخرف 56( سلفا ومثلا للآخرينفجعلناهم (ليكون يف كل هذا عربة ملن يعترب من املصريني وغريهم من األمم ، قال تعاىل : الثا ث .سلفا ملن سيأيت بعدهم ومثال ملن عاصرهم

:مسألة إهالك العامة والخاصة ، وردا على ذلك ، نقول أن رم أعلم م ، وهو األقدر على كيفية التعامل معهم قد يستنكر البعض إهالك اهللا للعامة كوم مسلمني

ومما قاله رب العزة يف سنن إهالك القرى ، موضحا أسباب استحقاق أهلها للعقـاب . ، وحكمه يف خلقه عدل وقضاؤه فيهم حق 123( مجرميها ليمكروا فيها ، وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشـعرون وكذلك جعلنا في كل قرية ، أكابر ( بفعل ساداا هو

)اإلسراء 16( ريارناها تدموإذا أردنا أن نهلك قرية ، أمرنا مترفيها ، ففسقوا فيها ، فحق عليها القول ، فدم( ، وقال ) األنعام

خالدين ) 64( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعريا( وأما أسباب استحقاق العامة للعقاب ، كما يبينوها هم بأنفسهم قال تعاىل وقالوا ربنا ) 66( يليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولافي النار يقولون يوم تقلب وجوههم ) 65( فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصريا

يأيها الذين ءامنوا ، لا ) 68( ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبريا) 67( إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا

308

يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) 69( تكونوا كالذين ءاذوا موسى ، فبرأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيها )األحزاب 70(

تالله إن كنا لفي ) 96( قالوا وهم فيها يختصمون) 95( وجنود إبليس أجمعون) 94( كبكبوا فيها هم والغاوونف( وقال تعاىل ولا صديق حميم) 100( فما لنا من شافعني) 99( وما أضلنا إلا المجرمون) 98( إذ نسويكم برب العالمني) 97( ضلال مبني

) .الشعراء 101(

، ولو ترى ، إذ الظالمون موقوفون عند ربهـم ، لن نؤمن بهذا القرءان ، ولا بالذي بين يديهوقال الذين كفروا ، ( وقال تعاىل ل ، يض القوعإلى ب مهضعب جعرننيمؤا ملكن متلا أنوا ، لوركبتاس ينلذفوا ، لعضتاس ينقول الذسبأ 31( ي(

رها أم طوعا ، وذلك بسبب طاعتهم وتأليههم لسادم وكربائهم من ارمني ، ورضاهم واتباعهم ملنهج كربائهم ، سواء كان ذلك كوفساد احلكام عادة ما يكون مسبوقا بفساد الشعوب واحنرافها ، وليس العكس كما . وممارستهم للفساد واإلفساد كل حسب طاقته

يتصور الكثري من املنظرين الطامعني يف السلطة ، صابني جام غضبهم على احلكام ، واألجدى ؤالء واألجدر بأن يشعروا بالرثاء حلال ك ، واإلشفاق عليهم من حسام العسري ، بني يدي ملك امللوك إن كانوا من الظاملني وليصلحوا أنفسهم أوال ، ورب العزة كفيل امللو

لو يعلم امللوك ما نشعر به من حالوة اإلميـان لقاتلونـا عليهـا " بأن يولي عليهم من هو خري منهم ، وال أذكر بالضبط من القائل الء أال يفتنوا بربيق املال والسلطة ، كما افتنت امللوك واحلكام على مر العصور فيما لو حتصلوا عليهمـا ، وهل يضمن هؤ" بالسيوف ) .الرعد 11( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم( قال تعاىل

إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا : ( دعوته من هم يف ظهور آبائهم وتدبر دعاء نوح عليه السالم على قومه ، حيث مشلت )نوح 27( فاجرا كفارا

:وتفكر وتدبر يف قصة أصحاب السبت ، فيما يلي من آيات

)ر إذ يحة البراضح تي كانالت ةين القرع مألهاسون لـا وـبتسلا ي مويا وعرش همتبس موي مهانيتح يهمأتإذ ت تبي السون فدع عذبهم عذابا شديدا قالواوإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو م) 163( تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون

ئيس فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب ب) 164( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) .األعراف 166( فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئني) 165( بما كانوا يفسقون

إذن هناك جناة ملن ينهون عن السوء أوال ، ومن مث هناك عذاب للذين ظلموا ثانيا مبا كانوا يفسقون ، والفسق اصطالحا هو اخلروج تبت ملن أمروا باملعروف ووا عن املنكر ، فهل جنرؤ أو نقوى هذه األيام على فعل ذلك ، وإميان من الدين ، والحظ هنا أن النجاة ك

!؟… الواحد منا على حرف وخوفنا على فقدان متاع احلياة الدنيا ، أشد من خوفنا من أمر اهللا

، خسر الدنيا ه خير اطمأن به ، وإن أصابته فتنة ، انقلب على وجههفإن أصابومن الناس من يعبد الله على حرف ، ( قال تعاىل بنيان المرسالخ وه كة ذلرالآخاحلج 11( و(

له عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن كان الناس ، يسألون رسول الله صلى ال: وعن حذيفة بن اليمان ، قال ركني ، فقلتدي " :ذا الخه دعل بر ، فهيذا الخبه ا اللهاءنفج ، رشو ةيلاهي جا فا كنإن ول اللهسا ريش نر م؟ قال ي ر : معن قلت ،

، قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر: وما دخنه ؟ قال : ، قلت نعم ، وفيه دخن: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : قلت :نر ميالخ كذل دعل ب؟ قال فه را: شيهف ا قذفوههإلي مهابأج نم ، منهاب جواة إلى أبعد معن قلت ، : مفهص ول اللهسا ري

309

، تلزم جماعة المسلمني وإمـامهم : ركني ذلك ؟ قال فما تأمرني إن أد: ، قلت هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا: فقال ! لنا ؟ ؟ قال : قلت املا إمة واعمج مله كني فإن لم : ، توالم رككدى يتح ، ةرجل شبأص ضعأن ت لوا ، وكله قرالف لكزل تتفاع

وكلى ذلع ترواه الشيخان ، وأخرجه الترمذي والنسائي وأبو داود وابن وأمحد " . . أن .

مـؤمن :لم قيل يا رسول الله ، أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وس: " وعن سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال هالمو فسهبن بيل اللهي سف داهج؟ قال : ، قالوا ي نم ثم :هرش نم اسالن عديو ، ي اللهقتاب يعالش نب معي شف نمؤرواه " . م

.الشيخان ، وأخرجه وأبو داود وابن ماجه وأمحد

)األنفال 25( ، واعلموا أن الله شديد العقاب الذين ظلموا منكم خاصةتقوا فتنة لا تصيبن ، وا( وقال تعاىل

) ونل الظالممعا يملا ، عغاف الله نبسلا تحو( مهطعـني مقنعـي ) 42( ، إنما يؤخرهم ليوم ، تشخص فيه الأبصار ما يعمل الظالمونولا تحسبن الله غافلا ، ع: ( قال تعاىل

ربنا أخرنا إلـى : ول الذين ظلموا ، فيق وأنذر الناس ، يوم يأتيهم العذاب) 43( رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواءوسكنتم في مساكن الذين ) 44( أولم تكونوا أقسمتم من قبل ، ما لكم من زوالأجل قريب ، نجب دعوتك ، ونتبع الرسل ،

يبتو ، مهفسوا أنثالظلمالأم ا لكمنبرضو ، ا بهملنفع فكي لكم إن كـان ) 45( نو ، مهكرم الله دنعو ، مهكروا مكرم قدو …) إبراهيم 47( له عزيز ذو انتقامفلا تحسبن الله ، مخلف وعده رسله ، إن ال) 46( مكرهم لتزول منه الجبال

)إبراهيم 52( وليذكر أولو الألباب، وليعلموا أنما هو إله واحد، ولينذروا به، هذا بلاغ للناس…

!من هم الظالمون ومن هي القرى الظالمة ؟ : الظاملةيف إهالك القرى جاء

)نكأيا وله تليأم ةيقر نةممظال يهو اثمهذتأخ ريصالم إلياحلج 48( و(

)ككذلى وذ القرإذا أخ كبذ رةأخمظال يهإن وذهأخ يددش يمهود 102( أل(

)لكة فتاويخ مهوتيوابا ظلمة بملآي كي ذلمإن فقوون للمعالنمل 52( ي(

)كمو ةيقر نا منمةقصمظال تا كانهدعا بأنأنشاومقو ريناألنبياء 11( آخ (

)ككذللي ووننيمالظال ضعون بكسبوا يا كانا بمضع129( ب (… كبر كني أن لم كى بظلمذلالقر كلها ملهأهلون وغاف ) .األنعام 131(

)املائدة 47( إلا القوم الظالمون يهلك هلأرأيتكم إن أتاكم عذاب الله ، بغتة أو جهرة ، قل (

:اإللهي ، على المستوى الفردي والجماعي بالمنظورلم مفهوم الظ 29( كذلك نجزي الظالمنيومن يقل منهم ، إني إله من دونه ، فذلك نجزيه جهنم ، : ( إدعاء البشر لأللوهية .1

)األنبياء

) لقمان 13( لظلم عظيم الشرك إنبالله ركوهو يعظه يبني لا تشلابنه لقمانقال وإذ: ( باهللا الشرك .2

310

فإنك إذا من الظـالمني ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت : ( الشرك يف الدعاء والوالء .3 )يونس 106(

لـا يفلـح إنـه افترى على الله كذبا أو كذب بآياته ممن أظلم ومن: ( على اهللا أو التكذيب بآياته ذبالك .4 )األنعام 21( الظالمون

22( ا إنا من المجرمني منتقمـون ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنه ومن أظلم: ( عن آيات اهللا اإلعراض .5 ) السجدة

ه كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إميانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والل: ( الكفر بعد اإلميان .6 )ان آل عمر 86( القوم الظالمنيلا يهدي

أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض قادر علـى أن يخلـق : ( إنكار البعث وقدرة اهللا على اخللق .7 يهف بيلا لا رأج مل لهعجو مثلهامون إلا كفورمى الظالاإلسراء 99( فأب(

تأويله كذلك يأتهمكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما بل: ( باإلمث العزةسبق بدون علم ممن أخذم امل التكذيب .8 ظرفان هملقب نم ينالذ كذبفةكان كيباقع نيميونس 39( الظال(

يت الذين يخوضون في ءاياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيـره وإذا رأ: ( اخلوض يف آيات اهللا .9 )األنعام 68( مع القوم الظالمنيوإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى

)النحل 113( ظالمون وهمنهم فكذبوه فأخذهم العذاب م رسولجاءهم ولقد: ( الرسل تكذيب .10

)اإلسراء 47( إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا: ( اام الرسل باملس إنكارا للوحي .11

هل هذا إلا بشـر الذين ظلمواهم ، وأسروا النجوى لاهية قلوب: ( اللهو والتجين على الرسل يف السر والعلن .12 ) األنبياء 3(مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون

عانه عليه قوم ءاخرون وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأ: ( اام الرسول بالكذب والتعلم من البشر .13 ) الفرقان 4( فقد جاءوا ظلما وزورا

على يديه يقول يليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ويوم يعض الظالم: ( اإلعراض عن هدي الرسل واتباع سبلهم .14 )الفرقان 27(

فيها اسمه وسعى في يذكرمنع مساجد الله أن ممن أظلم ومن: ( خرااوالسعي يف ذكر اهللا يف املساجد منع .15 )البقرة 114( خرابها

ة عنده من اللهكتم شهاد ممن أظلم ومن قل ءأنتم أعلم أم الله ،: (ما أويت الناس من علم من عند رم كتم .16 )البقرة 140(

املائدة 107(فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمني …: ( شهادة الزور .17(

311

29( لهم من ناصـرين ومابغير علم فمن يهدي من أضل الله أهواءهم ظلموا الذيناتبع بل: ( اهلوى اتباع .18 )الروم

البقرة 145( الظالمني لمنأهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا اتبعت ولئن: ( أهواء أهل الكتاب اتباع .19 (

إلا على الظالمني عدوان فلالا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا حتى وقاتلوهم: ( دينهم فتنة الناس يف .20 )البقرة 193(

) البقرة 35( من الظالمني فتكوناالشجرة هذهتقربا ولا: ( أمر اهللا معصية .21

229( الظـالمون هم فأولئكالله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله حدود تلك: ( على حدود اهللا تداءاالع .22 ) البقرة

29( ك جزاء الظـالمني وذلإني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار : ( القتل وسفك الدماء .23 )املائدة

)املائدة 45( هم الظالمون فأولئكيحكم بما أنزل الله لم ومن: ( بغري ما أنزل اهللا احلكم .24

246( بالظالمني عليم واللها منهم عليهم القتال تولوا إلا قليل كتب فلما: ( عن القتال يف سبيل اهللا االستنكاف .25 )البقرة

لك قـال هيتهو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت التي وراودته: ( العهد ونكران املعروف خيانة .26 ايثوم نسي أحبر هإن اذ اللهعمهون لا إنمالظال حفليوسف 23( ي(

إنمـا : ( من ديارهم ، ومواالة الذين يؤيدوم ويساندوم يف فعلهم ويخرجومالذين يقاتلون املسلمني مواالة .27اكمهني وكمجرأخين وي الدف لوكمقات ينن الذع اللهنم وا عرظاهو اركميد نمو مهلووأن ت اجكمرلى إخملهوتي كون فأولئمالظال ماملمتحنة 9( ه (

أولياء بعـض ومـن بعضهمآمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء الذين يأيها: ( اليهود والنصارى مواالة .28وتي مهنم هفإن كمنم مإنله لاالله نيمالظال مي القودهاملائدة 51( ي(

إن استحبوا الكفر أولياءالذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم يأيها: ( الكافرين ولو كانوا أويل قرىب مواالة .29 )التوبة 23( هم الظالمون فأولئك منكمى الإميان ومن يتولهم عل

في ملتنا لتعودنكفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو الذين وقال: ( الناس من ديارهم وتشريدهم إخراج .30بر همى إليحفأو مهكنلهلن نيمإبراهيم 13( الظال(

) نوح 24( ضلالا إلا تزد الظالمني ولا كثرياأضلوا وقد: ( الناس إضالل .31

)الكهف 35( ه أبداقال ما أظن أن تبيد هذ وهو ظالم لنفسهودخل جنته : ( االستعالء واالستكبار يف األرض .32

ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك : ( ازدراء فقراء املؤمنني واإلعراض عنهم .33 مهدطرء فتيش نم همليع ابكسح نا ممء ويش نم ابهمسح نمنيمالظال نكون ماألنعام 52( فت(

312

أن يكونوا خيرا منهم عسىالذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم يأيها: ( شأم منباآلخرين والتقليل االستهزاء .34بئس الاسم الفسـوق بعـد بالألقابلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا خيرا منهن ولا ت يكنولا نساء من نساء عسى أن

بتي لم نمو انالإميكون فأولئمالظال ماحلجرات 11( ه (

أجعلـتم سـقاية ( : االستعاضة عن اإلميان باهللا واليوم اآلخر ، واجلهاد يف سبيله ، خبدمة حجاج بيت اهللا احلرام .35والله لا يستوون عند الله الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا

نيمالظال مي القودهالتوبة 19( ي(

مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا : ( قيض ما جاء به محل القرآن والعمل بن .36 الله اتوا بآيكذب ينم الذثل القوم بئسنيمالظال مي القودهلا ي اللهاجلمعة 5( و(

النهاية قد اقترب ، وأن احللقة األوىل من مسلسل أحداثها ، ستبدأ على أبعد االحتماالت خالل فترة زمنية ال تزيد حنن نرى أن زمن .وأن أحداث النهاية سيهلك فيها الكثري من الناس وتنهار فيها الكثري من األمم ، وقد يستنكر الكثريون هذا األمر . عن أشهر معدودة

قليال ، واستذكرنا تلك األقوام اليت أهلكت الوراءولو رجعنا إىل ) اإلسراء 17( من القرون من بعد نوح ناأهلك وكم( تعاىل قاللوجدنا أن أشكال الظلم اليت مارستها تلك األقوام ، ال تقارن مع ما متارسه األقـوام ) الطالق 8( ورسله ربهاعن أمر عتت( ملا !عاصرة هذه األيام ، أفال تستحق األقوام املعاصرة اهلالك ؟ وإن كانت كذلك أليس هالكها بقريب ؟امل

ولو استذكرنا تاريخ األمة اإلسالمية ، سنجد أا منيت بكثري من النكبات واملصائب ، كلما كانت تبتعد عن اآلخرة وتلتصق باحلياة أ على مر التاريخ ، فنحن منغمسون يف احلياة الدنيا من الرأس حىت أمخص القدم ، وأمـا واحلالة اليت نعيشها اآلن هي األسو. الدنيا

أو التأديب علـى .. أو االستبدال ... أفال نستحق اهلالك ... اإلسالم فهو جمرد شعار تسويقي ، نلبسه كلما اقتضت احلاجة لذلك يبعث عليكم عذابا أن (أو ! ؟) البقرة 155( من الأموال والأنفس والثمرات ونقصمن الخوف والجوع بشيء( ولو ! األقل ؟

تحت نم أو ، كمقفو نمكملجض ، أرعب أسب كمضعب يقذي ا ، أوعيش كملبسي أو ،ظران اتالآي فرصن فون كيفقهي ملهلع !؟) األنعام 65(

وعلى ما يبدو أن إهالك القرى سيبدأ بثالثية اإلفساد والظلم يف األرض ، على مستوى الديانات الثالث اليهودية والنصرانية واإلسالم زاء من جنس العمل بإذن اهللا ، ومـا ، متمثلة يف إسرائيل وأمريكا ومصر ، ومن مث بقية القرى املفسدة والظاملة تباعا ، على قاعدة اجل

.ذلك على اهللا بعزيز

) وندا تعمم نةس كألف كبر ندا عموي إنو(

اجر ، وتظنون بالله الظنونـا إذ جاءوكم من فوقكم ، ومن أسفل منكم ، وإذ زاغت الأبصار ، وبلغت القلوب الحن( قال تعاىل كان هذا حال صحابة رسول اهللا عليه الصالة والسالم ، أكثر الناس إميانا وعزمية وصربا وثباتا على دينهم ، لقد بلغ ) األحزاب 10(

بأقطارها من ملـل الكفـر منهم اخلوف مبلغا عظيما ، حىت ساورم الشكوك والظنون يف غزوة األحزاب ، عندما تألب عليهم من والشرك ، مجعتها الصهيونية اليهودية احلاقدة قدميا لوأد دولة اإلسالم احلديثة ، خوفا من ضياع السيطرة اليهودية على جمريات األمور

ن القبائل فيما يف اجلزيرة العربية بإثارة الفنت واحلروب بني القبائل ، حيث كان اليهود املرجعية االستشارية ملشركي قريش وغريهم م .يتعلق بأساطري األولني

313

ويف العامل العريب واإلسالمي شرقا وغربا ، يشعر الناس باإلحباط واليأس واخلوف ، من الوضع املتأزم الذي يعيشـونه يف السـنوات ها ، مـن هجمـة األخرية إمجاال ، ويف هذه األيام على وجه اخلصوص ، وهم يشاهدون ما جيري على أرض اإلسراء واملعراج وغري

شرسة شنها أوغاد الصهانية يف الشرق ، مدعومني بأوغاد الصهانية من يهود ومسيحيني يف الغرب ، حىت بدأ اليأس والقنوط من رمحة من اهللا يتسرب إىل قلوب الكثري منهم ، لدرجة أن منهم من ظن باهللا ظن السوء ، بل ومنهم من كفر باهللا ربا وباإلسالم دينا يف حلظة

.اللحظات ، ومنهم من دعا على أهله وولده وعلى الشعوب العربية وحكامها باهللكة واخلراب

سنة ، يف كتابه ايد يف اية سورة النحل ، قبل أن يبدأ يف 1400ملثل أولئك يف هذا الزمان يقول سبحانه وتعاىل ، قبل ما يزيد على ) 126( ولئن صبرتم لهو خير للصـابرين وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به : ( األخبار عن وعد اآلخرة يف السورة اليت تليها

إلا بالله كربا صمو براصو ، هملين عزحلا تون، وكرما يمق ميي ضف كلا ت127( و (م إن الله ـمه ينالـذا ، وقوات ينالذ ع ) 128( محسنون

ويدع الإنسان بالشر دعاءه بـالخير ، وكـان : ( ويف معرض تعقيبه على وعد اآلخرة ، الذي نعيشه اآلن بكل حيثياته ، يقول وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه ، وإذا مسه الشـر : ( سورة ويقول أيضا يف نفس ال) اإلسراء 11( الإنسان عجولا

)49( لا يسأم الإنسان من دعاء الخير ، وإن مسه الشر فيئوس قنوط: ( ويقول يف سورة فصلت )83( كان يئوسا

هص نوع لمسو هليع لى اللهص ول اللهسب ، قال رن ، إن : " يمؤلمإلا ل دأحل ذاك سليو ، ريخ كله هرن ، إن أممؤر المأما لبجعرض هتابإن أصو ، ا لهريفكان خ ، كراء شرس هتابأصا لهريفكان خ ربرواه مسلم " . اء ، ص.

كثري من الناس ، ببعدهم عن القرآن والسنة ال يفهمون الكثري من الغايات واملقاصد اإلهلية ، من تصريف أمور الناس بالشكل املنظور واحملسوس ، وخاصة فيما يتعلق باالبتالء سواء باخلري أو الشر )بالش لوكمبنونوعجرا تنإلية ونتر فيالخو مع أن اهللا ) األنبياء 35( ر

وأن . سبحانه وتعاىل ، وضح وبين يف كتابه العزيز للمؤمنني ، أن عاقبة األمور هي ما جيب أن نركز عليه أنظارنا وعقولنا وقلوبنـا ستؤول إليه األمور فيما بعد ، سواء يف الدنيا أو اآلخرة مهما طال الزمن أو قصر نعلق آمالنا دائما وأبدا على العاقبة ، أي املنتهى الذي

، وأال نعلق آمالنا على الواقع الذي نعيش فيه ، فبعد غزوة األحزاب اليت زاغت فيها أبصار املؤمنني ، وبلغت قلوم احلناجر وظنـوا ة والثابتة ، هي نفسها اليت قادت جيوشا زلزلت عروش أكرب دول الكفر باهللا الظنون فتحت مكة ، وكانت تلك الفئة املؤمنة الصابر

.والطغيان يف ذلك الزمان

كان يوسف عليه السالم قد أبعد عن أبويه طفال ، وأخذ من قبل أناس غرباء إىل أرض غريبة وبيع عبدا بدارهم قليلة ، وعاش غريبا ولكن بعد كل تلك املعاناة ويف اية املطاف كان األمـر . يف السجن سنينا طويلة حىت بلغ أشده ، واتهم مبراودة زوجة سيده فألقي

56( نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسـنني وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ( خمتلفا كليا )يوسف 57( ولأجر الآخرة خير للذين ءامنوا وكانوا يتقون( يف اآلخرة وأما) يوسف

وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته ( ويؤكد سبحانه بأن بداية التمكني ليوسف كانت منذ دخوله لبيت العزيز مع كونه دخله عبدا سع اهثوي مأويل الأأكرمت نم هلمعنلض وي الأرف فوسيا لكنم ككذلا ولدو ذهختن ا أونفعنى أن ي يثادالناظر إىل )… ح ولكن

ل هذا العبد السـجني يوسف عبدا سجينا قابعا يف زوايا النسيان واإلمهال ، ولو كان أكثر الناس تفاؤال ، مل يكن خيطر بباله أن حاولكن حكمة اهللا اقتضت ، عكس ما قد ! املتهم باخليانة ، سينقلب رأسا على عقب ، ليصبح وزير مالية مصر أكرب دول العامل القدمي ؟

خاصـة غـري –لذلك أكد سبحانه على أن الناس . يتصوره أغلب الواقعيون من أناس ذلك العصر ، وعلى رأسهم العزيز وامرأته يعانون يف الغالب ، من قصر النظر والفكر بأنه قادر على تنفيذ مشيئته ، يف أقسـى الظـروف –منني باهللا وصفاته جلت قدرته املؤ

314

غالب على والله …( وأحلكها واستحالتها خمالفا كل معطيات الواقع ، الذي يتذرع به الناس هذه األيام لذلك قال يف تكملة اآلية رهون ، أملمعاس لا يالن أكثر نلك21(و ( ح سبحانه حقيقة ما يعلمه الناس ويؤمنون به ، يف قولهوضويف سورة الروم ي ) ونلمعي

.وظاهر احلياة الدنيا هو الواقع املشاهد ) 7( ظاهرا من الحياة الدنيا ، وهم عن الآخرة هم غافلون

ما بالنسبة لواقع األمة اإلسالمية احلايل ، وما يواجهه الشعب الفلسطيين من معاناة ، من قبل املفسدون الصهاينة يف الغرب والشرق ، أفإن اهللا وعد املؤمنني بالنصر من عنده ، ووعد عدوهم قبل ثالثة آالف سنة بالعذاب إن أفسدوا يف األرض ، وقد أفسدوا فيها ما يزيد

سنة ، وبلغ إفسادهم هذه األيام عنان السماء ، فهذان وعدان صدرا ممن ال خيلف امليعاد ، ولكن األمر حيتاج إىل اإلميان على مخسني .باهللا والصرب والثبات على الدين ، وعلى صربهم وثبام يف مواجهة عدوهم مع حسن الظن باهللا رب العاملني

، ولن يخلف الله وعده ، وإن يوما عند ويستعجلونك بالعذاب( رسوله وأمته يقول سبحانه يف شأن املفسدين يف األرض خماطبا ، كبونردعا تمم ةنس ( وقال ) احلج 47( كألفبرل ، فاصسالر نم مزأولو الع ربا صكممجل لهعتسلا تن ، ك ووري موي مهأن

) .األحقاف 35( فهل يهلك إلا القوم الفاسقونبلاغ إلا ساعة من نهارما يوعدون لم يلبثوا

وى الباطـل وزادت هذه األيام ، يأس الناس من الشر فهم يستعجلون زواله ، ورغبوا يف اخلري وهم يستعجلون إطالله ، فقد اسـتق !؟ ) غافر 11( فهل إلى خروج من سبيل( سطوته وغاب احلق وطالت غيبته

:الفرق بين المواقيت بين التقدير السماوي والتقدير األرضي

نه ساعة ، والساعة عادة ما يشعر اإلنسان يف حاالت الفرح ، بأن الزمن ينقضي كلمح الربق ، فاألسبوع مير وكأنه يوم ، واليوم وكأوكأا دقيقة ، أما يف حاالت الفراغ أو احلزن فيشعر بأن الزمن يسري ببطئ شديد ، ويكاد أن يتوقف ، فالدقيقة متر وكأا سـاعة ،

وآخر والساعة وكأا يوم ، واليوم كأنه شهر ، فاإلحساس بالزمن أمر نسيب ، يعتمد على احلالة النفسية اليت تعتري اإلنسان بني حني.

وحىت ال يتخبط اإلنسان يف تقديراته للزمن تبعا حلالته النفسية ، اتخذت األيام والشهور والسنون ، وهي مقاييس ثابتة ومنتظمـة ، وبقيت مسألة كيفية تقدير الزمن بالنسـبة . العتمادها على احلركة املنتظمة والثابتة لألجرام السماوية ، اليت أبدعها رب هذا الكون

.ثانية 60دقيقة ، والدقيقة 60ساعة ، والساعة إىل 24يوم الواحد ، فاصطلح على تقسيم اليوم إىل لل

ونقول هي يف امليقـات . ويرى كثري من املسلمني أن فترة الظلم واإلفساد على األرض طالت جدا ، ورمبا ستطول أكثر عند البعض .األذهان ليس إال سنقوم بعملية حسابية بسيطة السماوي قصرية جدا ، ولتوضيح الفكرة وتقريبها إىل

ساعة 24= سنة ، واليوم يف امليقات األرضي 1000= اليوم يف امليقات السماوي

ساعة ، سنكون قادرين على التوصل ملعرفة نسبية ملقدار الساعة الواحدة يف امليقات السماوي 24سنة على 1000فإذا قمنا بقسمة :

نةس 41,6= 24÷ 1000

سنة أرضية 41,6إذن الساعة الواحدة يف امليقات السماوي تقابل

سنة تقريبا باملقارنة مع امليقات األرضي 42أي أن الساعة يف امليقات السماوي ، تقابل

:سنة ، جند أن 60وحلساب عمر الدولة اليهودية على سبيل املثال بامليقات السماوي ، ومبا أن العمر املتوقع هلا هو

315

سنة أرضية 41,6: ساعة مساوية ) 1(

سنة أرضية 60: ساعة مساوية ) س (

:ومن خالل الضرب التباديل

ساعة مساوية 1,44= 41,6÷ ) 1× 60) = ( س ( جند أن

.دقيقة ) 60( ومبا أن الساعة لدينا ، تتكون من . من الساعة 0,44أي أن عمرها ، هو ساعة واحدة و

.دقيقة 26,4= 60× 0,44= اعة من الس 0,44فإن

سنة أرضية ، يماثل إحساسنا بانقضاء ساعة واحدة وست عشرين دقيقة فقط علـى 60ليتبني لنا أن إحساس أهل السماء بانقضاء . األرض ، وهو زمن قصري جدا بالنسبة ألهل السماء ، وطويل جدا بالنسبة ألهل األرض

من وامتداده ، فتجدهم يستعجلون الوعود اإلهلية بإهالك القرى الظاملـة وبنصـر املـؤمنني لذلك يشعر الناس على األرض بطول الزويعجبون من تأخرها ، وأما أهل السماء فهم على العكس متاما ، يرون أن العذاب أو النصر يترتل على الناس بسرعة كبرية جدا ، وأن

ن الساعة يف القرآن ، حىت ظن صحابة رسول اهللا من كثرة ما أكـد األحداث جتري كلمح البصر وهذا ما يؤكده اإلخبار اإلهلي عسبحانه وتعاىل على قرا أن ستقع يف زمام ، لذلك كان الناس آنذاك يكثرون السؤال عنها إشفاقا من أمرها ، وها قد مر أكثر من

) 1( سائل بعذاب واقع( رة املعارج ، حيث قال سنة ومل تقم بعد ، وهذه احلقيقة هي ما يقرره سبحانه وتعاىل يف مطلع سو 1400عافد له سلي رينلكاف2( ل (ارجعي المذ الله نم )3 ( ةـنس ألف سنيمخ هارقدم كان موي يف هإلي وحالركة ولائالم جرعت )4 (

) املعارج 7( ونراه قريبا) 6( إنهم يرونه بعيدا )5( فاصبر صبرا جميلا

وقال تعاىل

) ونبتقرم مإنه بتقفار(

316

الطوفان األخير وطوق النجاة ) الروم 41( لعلهم يرجعون ذي عملواليذيقهم بعض الالناس بما كسبت أيديفي البر والبحر ظهر الفساد( قال تعاىل

فقد حوت يف . مل حتمل األرض يف أحشائها عرب تارخيها الطويل ، محال فاسدا ومفسدا كهذا احلمل الذي محلته يف املائة سنة األخرية ية واحدة تصر عليها ، كعبادة األصنام رمحها مجيع خطايا ومعاصي األمم السابقة ، اليت كانت فيما مضى تهلك رد خطيئة أو معص

أو إتيان الفواحش أو تطفيف الكيل ، وذلك بالرغم من وجود تعاليم موسى وعيسى وحممد عليهم الصالة والسالم ، حية مسـطورة ، إلنقاذ فاألرض حبلى بالفساد وال بد هلذا احلمل ، الذي عظم شأنه وكرب حجمه من جراحة قيصرية مؤملة جدا. بني دفات الكتب

.رحم األرض قبل أن تتسرب لبقيته العفونة فال يسمح له حبمل آخر

حتـى إذا أكل الناس والأنعـام ، إنما مثل الحياة الدنيا ، كماء أنزلناه من السماء ، فاختلط به نبات الأرض ، مما ي( قال تعاىل تنيازا وفهرخز ضالأر ذتا، أخهليون عرقاد مها أنلهأه ظنا، ونرا أماها ، أتارهن لا أوالييدصا حاهلنعفج ـنغت كأن لـم ،

)يونس 24( كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرونبالأمس ،

أخذت الأرض زخرفها وازينت ، وظـن ( هذه اآلية حتمل يف ثناياها سنة إهلية جاءت على شكل شرط وجواب للشرط ، والشرط اهلا ، يبذلون قصارى هو أن تأخذ األرض أى صورها ، وأن يصبح أهلها منشغلون مبظاهرها مفتونون جبم أهلها أنهم قادرون عليها

جهدهم يف حتصيل متاعها ، غافلني عن شكر خالقها وبارئها ، ظانني أم قادرين وبال منازع على تصريف شؤوا ، وشؤون مـن .على ظهرها من املخلوقات ، منتقصني قدر وقدرة خالقهم وخالقها

( وماهية أمر اهللا تتبني من النتيجة ، يف تعقيبـه سـبحانه وتعـاىل ) و نهارا أتاها أمرنا ليلا أ( أما جواب الشرط فهو جميء أمر اهللا وهو خراب األرض بزوال زينتها وزخرفها ، اليت أشغلت الناس عن عبـادة اهللا ، وهـي ) فجعلناها حصيدا ، كأن لم تغن بالأمس

. اغتر ا الناس إال من رحم ريب وهم قليل ، وذلك يعين هالك الكثري من الناس تشمل كل ما تراه من حولك ، من مفاتن احلياة اليت وإن مل تستخدم األسلحة النووية يف جعل األرض صحراء قاحلة ، أينما وقع من أهلها ما أخربت عنه اآليات ، فما الذي سـيجعلها

.مع حتمية زوال هذه األسلحة كما كنا قد أوضحنا يف فصول سابقة ! كذلك ؟

وهذه السنة اإلهلية ستمضي يف عصرنا وقريبا جدا ، كما مضت مرارا وتكرارا يف األقوام ، كلما ابتعد الناس عن الغاية اإلهلية من جعل ويعقب سبحانه أنه فصل اآليات ، وأن هذا األمر املفصل يف اآلية مطروح للتفكر فيه ، مبعىن أنك مـىت . اإلنسان خليفة يف األرض

.أخربت عنه اآليات ، متمثال على أرض الواقع فتوقع أمر اهللا يف أي حلظة ، هذا إن كنت ممن يتفكرون عاينت ما

:األمة اإلسالمية فسقت عن أمر ربها وموعودة بالعقاب أيضا ريتكم ، وأموال اقترفتموها ، وتجـارة تخشـون قل إن كان ءاباؤكم ، وأبناؤكم ، وإخوانكم ، وأزواجكم ، وعش( قال تعاىل

، هبيلي سف ادجهو ، هولسرو الله نم كمإلي با ، أحهنوضرت ناكسما ، وهادكسرهبأم الله يأتى يتوا حصبري فتدهلا ي اللهو ، ) .التوبة 24( قوم الفاسقنيال

وهنا شرط آخر خاص بأمة اإلسالم ، فإن حتقق منها ما تخرب عنه اآليات وقد حتقق هذه األيام ، بل حالنا أسوأ من ذلك بكثري ، إذ حدود اهللا يف وضح النهار ملن نكتفي حبب احلياة الدنيا ومفرداا ، فقد بدأنا مؤخرا منارس الفساد والظلم والعصيان ، والتعدي على

ولكن الرمحن الرحيم ، مل يرتل بنا غضبه .. يف الكتب .. يف الصحف .. يف التلفاز .. يف اجلامعة .. يف الشارع .. ويف األماكن العامة !… حىت هذه اللحظة ، وال شك أن أمر على وشك أن يأيت

317

ونقص من األموال واألنفس والثمرات ، وأكثره اهلالك العاجل يف الدنيا ونار أمر اهللا سيحيق بنا قريبا ، وأقله شيء من اخلوف واجلوعجهنم يف اآلخرة ، هذا ملن فسق عن أمر ربه من أمة حممد عليه الصالة والسالم ، أما من ضرب مبظاهر احلياة الدنيا عرض احلـائط

.يف الدنيا واآلخرة ، وال خوف عليهم وال هم حيزنون وتاجر مبا عند ربه ، فآمن وصرب وعمل صاحلا فأولئك هلم البشرى من رم

مأواهم أولئك )7( والذين هم عن آياتنا غافلون، اطمأنوا بها، و ورضوا بالحياة الدنيا، لا يرجون لقاءناإن الذين ( قال تعاىل اروا النا كانونبمكسبيونس 8( ي(

:صراع بين مذهبين مرت البشرية بعدة حمطات ، بدأت بوط آدم عليه السالم مبذهب إهلي يدعو إىل الصالح واإلصالح ، وهبوط إبليس مبذهب شيطاين

عزة وكل له جنده ، ومنذ ذلك اليوم بدأ الصراع احلقيقي بني مذهبني ، بني مذهب إبليس ومذهب رب ال. يدعو إىل الفساد واإلفساد .وتركت للبشر حرية االختيار يف جتنيد أنفسهم لنصرة أحد املذهبني ، وكل من الفريقني سيتحمل تبعة اختياره

حني بدأت احلياة البشرية على األرض ، كان مقام آدم عليه السالم يف أرض اجلزيرة العربية ، حيث كانت جنة اهللا يف األرض ، فقام ومع مرور الزمن ، بدأ املذهب الشيطاين ينتشر . ضع لعبادة اهللا يف مكة املكرمة ، وتناسل فيها وكثر أوالده وأحفاده ببناء أول بيت و

وبعد وفاة آدم عليه السالم استفحل املذهب الشيطاين ، حىت عم أرجاء املعمورة اليت . يف نسله ، واملذهب اإلهلي يضمحل شيئا فشيئا .لعربية آنذاك مل تتجاوز حدود اجلزيرة ا

يف هذه األجواء ، بعث سبحانه نوح عليه السالم لدعوة قومه ، فلم يستجب له إال قلة من املستضعفني ، وملا واجهوه بإصرارهم على بدأ الكفر واستمرارهم باإلفساد يف األرض ، وملا انقطع رجاءه يف هدايتهم هنالك دعا ربه ليقطع دابر الكافرين ، فأمر بصناعة الفلك و

بإقامته وسط اليابسة ، حيث أقرب حبر يبعد آالف األميال ، وإقامة الفلك يف ذلك املكان هو اجلنون بعينه ، فما كان من قومه إال أن انقلب كل شيء رأسا على عقب ، كان الطوفان الـذي … سخروا منه وممن معه ، وهم ال يعلمون وعن عاقبتهم غافلون ، وفجأة

.ئل يف جغرافية األرض ، جعلت من اجلزيرة العربية صحراء قاحلة رافقه انقالب كوين ها

ورست سفينته على جبل اجلودي يف املوصل مشايل العراق ، فرتل الذين انتصروا للمذهب اإلهلي واستوطنوا العراق يف بادئ األمـر ، األمور بعد الطوفان كما كانت يف بدايـة وعادت. ومع مرور الزمن ، ومن هناك بدءوا باالنتشار شيئا فشيئا يف شىت بقاع األرض

.عهد آدم عليه السالم وبدأ الناس يف التناسل والتكاثر

وبعد نوح عليه السالم ومع مرور الزمن بدأ املذهب الشيطاين دورته الثانية ، فأخذ سبحانه يبعث الرسل تباعا إىل تلك األقوام الـيت جلزيرة العربية ، حيث أن املناطق األبعد مل تكن مأهولة آنذاك ، وأخذت معظـم كانت حمصورة ، يف هذه منطقة اهلالل اخلصيب وا

حىت عمروا األرض -أقوام الرسل السابقني بالعذاب ، ومن مث بدأ الناس منذ تلك اللحظة ، يف االنتشار إىل البلدان األبعد شيئا فشيئا متمركزة يف هذه املنطقة ، ولذلك اختصت بالرساالت السـماوية ومع ذلك بقيت الكثافة السكانية آنذاك –كلها يف عصرنا احلايل

ومن مث بعث إبراهيم عليه السالم إىل قومه يف بلدة أور جنوب العراق فلم يؤمنوا له ، فتركهم وهاجر إىل األرض املقدسة . دون غريها .ليسلم الراية إىل نسله من بعده

ثناء تواجدهم يف مصر ، عن شريعة آبائهم إبراهيم واسحق ويعقوب عليه السالم ، بعث وبعد مرور الزمن ، وبعد ضالل بين إسرائيل أوبعد سنني طويلة ، من انتصار بين إسرائيل للمذهب الشيطاين بعـث . فيهم موسى عليه السالم فلم يؤمنوا له وال ملن بعده إال قليال ولوا قتله ، فتوفاه اهللا ورفعه إىل السماء ، ليعود آخر الزمان وينهي آخر فيهم عيسى عليه السالم رسوال جمددا ، فلم يؤمنوا له بل حا

.حلقات مسلسل الطوفان األخري ، والذي ستبدأ حلقاته بالتتابع بعد شهور قليلة ، والناس الهية قلوم وهم عنه غافلون

318

البقعة من العامل لفترة دامـت مـا يقـارب ويكمل املذهب الشيطاين مشواره ومع مرور الزمن ، فجأة يتعطل هذا املذهب يف هذه عام ، ببعث نيب اهلدى عليه أفضل الصالة والسالم خبامتة الرساالت السماوية ، ومن مث يتوفاه اهللا ليترك لنا هـذا القـرآن ) 1350(

حر ذلك املذهب اللعني ووىل العظيم ، حبال متينا ممدودا ما بني السماء واألرض ، ملن ابتغى اهلداية ووجد يف نفسه العزم والقوة ، فدويف السنوات األخرية عادت أمة اإلسالم لتحذوا حذو سابقيها من األمم وحتتضن ذلك املذهب ، لينبت يف هذه البقعة مـن . هاربا

فيهـا مهـد العامل وينموا ويزدهر مشموال بالعناية والرعاية حبجة التقدم واحلضارة ، فعاد ذلك املذهب ومشل كافة أرجاء الدنيا مبا .الرساالت السماوية ، بالد الشام والعراق وجزيرة العرب ، فأصبح العامل أمجع أسوأ مما كان عليه قبل طوفان نوح عليه السالم

ويف اية الطوفان ، يبعث عيسى بن مرمي عليه السالم ليعيد األمور إىل نصاا ، وتستعيد األرض بركتها يف زمانه وينعم الناس باألمنألمان ، وميضي املهدي وميضي عيسى عليه السالم بعد أن يبلغ سن الكهولة ، وتبقى القلة املؤمنة فيبدأ املذهب الشيطاين من جديد وا

انتشار النار يف اهلشيم يف نسل تلك القلة ، وختطف ريح لينة أرواح البقية املؤمنة وتبقى األغلبية الكافرة ، وجتري األزمنة مسرعة إىل … حيث الساعة

مراحل الطوفان القادم

هذا الطوفان الذي نتحدث عنه ، هو ما سيعيد البشرية إىل ما كانت عليه بعد الطوفان األول زمن نوح عليه السالم ، ليعيد التـاريخ -: وهو خيتلف بعض الشيء عن سابقه ، حيث ستكون بدايته من صنع البشر وسيأيت على عدة مراحل . نفسه مرة أخرى

.أكرب وأبشع مذحبة يف تاريخ الشعب اليهودي على يد العراقيني يف فلسطني : األولىالمرحلة

.حتالف العرب مع الروس يف حرب عاملية نووية ثالثة ، تنتهي فناء احلضارة الغربية ومظاهرها : المرحلة الثانية

.ابات فيما بعد احلرب العاملية الثالثة عودة أجواء داحس والغرباء يف املنطقة العربية لتصفية احلس: المرحلة الثالثة

.خروج املهدي من مكة ، وبدء حروبه لضم اجلزيرة العربية وإيران وتركيا ، وامللحمة الكربى مع الروس : المرحلة الرابعة

.سقوط عبدة املادة وظاهر احلياة الدنيا بني براثن الدجال يف حرب اجلوع والعطش : المرحلة الخامسة

.نزول عيسى عليه السالم ، والذبح النهائي للدجال وأتباعه من اليهود على مشارف القدس : لسادسةالمرحلة ا

فناء من بقي من الشعوب الشرقية يف حرب يأجوج ومأجوج ، وحصر الصفوة من عباد اهللا مع عيسى عليـه : المرحلة السابعة .السالم يف جبال فلسطني

كما كانت على ) جنة آخر الزمان ( وج ، وتغير يف جغرافية األرض وعودة مناخها الفردوسي فناء يأجوج ومأج: المرحلة الثامنة .عهد آدم عليه السالم

.عصر األمن والسالم حتت حكم عيسى عليه السالم ، مكمال سنني عمره حىت يبلغ سن الكهولة : المرحلة التاسعة

.اك اندماج بني املراحل أو تقدمي أو تأخري ، واهللا أعلم املراحل حتمل ترتيبا زمنيا ، وقد يكون هن: مالحظة *

… وال الشمس يف عز الظهرية … وال القمر يف ليل متامه … فلن تر النجوم يف بطن السماء … إذا بقي البصر حيث موطئ القدم …فمنذ هذه اللحظة

319

ابدأ هدانا وهداك اهللا بصناعة الفلك

أو ال تشـترى .. أو ال تقدر بثمن .. كلفته ليست باهظة جدا .. فلعلك تنجو من الغرق . .وابذل قصارى جهدك يف إتقان صنعته .. حمصورة بني دفيت كتاب .. خشبه صفحات من ذهب … هذا الفلك … فالنجاة أغلى وأمثن .. وحىت لو كانت كذلك .. مبال

واجتهد كثري .. ستجد فيه رسالة أنزلت من أجلك .. هو إذا عرفت ما .. ومسامريه كلمات من نور .. يقبع يف إحدى زوايا املرتل .. فال تذهب جهدهم أدراج الرياح .. إليصاهلا إليك .. على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان … يف محلها وبياا .. من الناس

ه ، وما نزل من الحق ، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل ، ألم يأن للذين ءامنوا ، أن تخشع قلوبهم لذكر الل( قال تعاىل ، لـا قل يعبادي الذين أسرفوا على أنفسـهم ( وقال ) احلديد 16( فطال عليهم الأمد ، فقست قلوبهم ، وكثري منهم فاسقون

يمحالر فورالغ وه ها ، إنيعمج وبالذن رفغي إن الله ، الله ةمحر نطوا مقن( وقال ) الزمر 53( ت همليع فوفلا خ ايده بعت نفم )البقرة 155( وبشر الصابرين… ) 38( ولا هم يحزنون

أو عرب الربيد … أو مطبوعة على الورق … بتوزيع نسخة على قرص مرن … ساهم معنا يف نشر هذا الكتاب … خي القارئ أ …اإللكتروين

قال تعاىل ) لونما تعمل عبغاف ا اللهمو ، الله نم هندة عادشه كتم نمم ، أظلم نمو(

) البقرة 140(

وآخر دعوانا أن احلمد هللا رب العاملني ، والصالة والسالم على سيد املرسلني

]نهاية الكتاب [

320

كتاب

اية إسرائيل والواليات املتحدة األمريكية

متوفر على شبكة اإلنترنت ضمن موقع وعد اآلخرة

يل الكتاب جماناموقع شخصي للمؤلف يتم من خالله تقدمي فكرة عن الكتاب ، وتقدمي خدمة حتم

هذا الكتاب مل يعط حق نشره ، ألي من دور النشر ، حىت يتسىن لنا عرضه من خالل شبكة اإلنترنت ، وليتسىن للجميع اإلطالع على ما حيويه هذا الكتاب من أفكار وطروحات

للرجوع إىل املؤلفالكتاب غري متوفر مطبوعا يف األسواق ، ومن رغب بطباعته ونشره فله احلق بذلك ، ودون داع

إذ ال نبتغ من وراءه منفعة مادية أو معنوية قل شأا أو كرب

حق النشر متاح للجميع

احصل على أحدث نسخة من الكتاب جمانا من خالل أحد مواقعنا

عنوان املوقع الرئيسwww.go.ae/kalwid

األخرى عناوين املوقعhttp://kalwid.0pi.com/index.htm

http://kalwid.bravepages.com/index.htm

http://www.geocities.com/kalwid/index.htm

http://kalwid.freeservers.com/index.htm

)جوجل ( أو من خالل حمرك حبث http://www.google.com

بريد املؤلف اإللكتروينkalwid@yahoo.com