4
8/18/2019 Hechaime Dounia http://slidepdf.com/reader/full/hechaime-dounia 1/4 ١  تا    شا    ا   ل ا و أ  رآ  و          د   ة ر و  دا  م  *        ء        ﺿ        ﺿ                :                                                   .                                                      ء         .        *  ر و  ج و ز ع م    و د   ر و  د   ة ز  .    ةذ و    . Photo by Charles Constantine ق را  راد  ن   ا    ن  رد     ورإ    ل ا  ن و     ا  ددا ٠١٥

Hechaime Dounia

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: Hechaime Dounia

8/18/2019 Hechaime Dounia

http://slidepdf.com/reader/full/hechaime-dounia 1/4

١

 

 في المجتمعات آثار أهوال المجاعة على النش

* قلم الد تورة دن  ا حش  مه بو خلیل 

ين  من عصر البتوليم تعددت المحاضرات واألبحاث التي تناولت موضوع المجاعات في العالم بدء

 حالة معيبة متأتية من شح الم ها امنا المعاصرة: إ  إلى أ ة ونقص فيفي بالد الفراعنة وامتداد وارد الغذائ

 تحتم المرض والتشرد واالنحالل االجتماعي  ن ة لدى فئة كبيرة من الشعب المقيم في بلد مع القدرة الشرائ

.

المبرح

 

الموت

 

إلى

 

وصوال

 

 أتوقف في  لذا  ونوعها ة  وتتشعب الحقول وسع التجمعات البشر  يطول الحديث في المجاعة قد

 هذا على آثا  ذلك الفرد المجتمعي البشري الذيطرحي فر أهوال المجاعة على النشء في المجتمعات يؤ

.  بيت القصيد أوال وآخر

*. احثة و ستاذة جامع ة. حائزة د توره دولة في علم جتماع لزو ج و ألسر 

Photo by Charles Constantine

ق

تین في السنة عن دار المشرَّ

ة تصدر مَّ

   مجَّة إلكترون

ل   انون األ ٠١٥العدد السا ع

Page 2: Hechaime Dounia

8/18/2019 Hechaime Dounia

http://slidepdf.com/reader/full/hechaime-dounia 2/4

٢

 

ة  الخل  بكونها "بارسونز"  االجتماعي  العالم  عنها  عرف  أسر  في  البشري  الوجود  انتظم لقد

 حيث يقوم التنظيم العالئقي بين األفر ة األولى لإلنسان اد على التبادل العاطفي وعلى إرساء روحاالجتماع

ى هذه المشاركة بظاهرة إعتناق القيم واألدوار لدى األطفال والشبيبة. فوظيفة العائلة تكمن  المشاركة. تتح

ة   األسر  المجموعة  داخل ات األهل  ومسؤول  أدوار  بواسطة  إلى آخر  جيل  من  المجتمع  قيم  في نقل إذ

ف

 أساسا

 فتسهم

 إثرهاوالمجتمع

 على

 يكون

 متبادلة

 عالقة

 على

 هنا

 م نتك

 ووضعه

 الفرد

 ة شخص

 تكوين

 ي

أعضاء األسرة في حالة من التوازن الحميد أو بحالة من الضياع الناتج من الجوع الذي يتجسد بالظواهر 

ة التالية:  االجتماع

 و– االنحراف  األفراد  يمارسها ة  اجتماع  التصرف الخارج عن قواعد ه  نماذج الخيرإ عتبرونها

ن تشكل القالب الخارجي  م في هذا السياق على أعراف وتقاليد متداولة ومقبولة في مجتمع مع والشر. نتك

ة والغير معلنة لالنحراف  اته شوائب تشكل األسباب الجوهر  يحمل في ط  ما المقبول والمنمق الذي غالبا

 والجريمة. 

 فق  كما  المعاملة  هذاإن سوء  يفقد ان لالنحراف إذ  السببان األساس  هما  وذويه  بين الولد ان الثقة

و

 .المغريات

 مقاومة

 على

 القدرة

 أناسايكواألخير

 يثمر

 خصب

 انحراف

 حقل

 الوالدين

 استقرار

 وعدم

 نزاع

 إضافة إلى المداخيل اليميلون إلى اال ة المذرية  خلقنتقام والدمار كما أن من شأن األوضاع السكن ية تد

ة والطمأنينة إلى شعار   تحول شعار المح  البؤس  في أكواخ حزام  نشهد  إذ  وتصدعه ج كيان األسرة تش

 والقلق. هنا حيث القذارة التي يلجأ إليها الولد لينام في حالة من االختالط المعيب والمحرم مع أفراد  البغض

 عائلته.

حة  النزاعات المس

ة المكتسبة بصورة مفاجئةلقد أدت ظاهرة حمل السالح لدى األحداث إلى شعور بالقوة وباالستقالل

 جعل

 كما

 األحداث

 محيط

 مع

 الصراع

 إلى

 الواقع

 هذا

 أدى

 لقد

 .العيش

 لقمة

 وراء

 سعيا

 األهل

 رقابة

 خارج

األخالقّة التي غرستها األم في قلوب أطفالها وبين صدمات الحرب   بينهوة كبيرة تفصل بين القيم  المؤلمة

 العائلة والشارع حيث الغلبة تبقى لهذا األخير على حساب العائلة والمدرسة.

 العدو  مشيئة  أي  لمشيئتها  االنصياع  على  اآلخر  ترغم  وطائشة  متعسفة  شديدة  قوة فالعنف هو

ة تعيد إنتاج ن م فسها. فالمطلوبالموجود والواجب عدم مجاراته كي ال يدخل الفرد والمجتمع في دوامة جه

 من زاوية العقل   إليها  نظرنا  إذا  عامة  الحروب بصورة  وما هو مقاومة العنف من أجل استتباب العدالة.

ة حيث يفترض  ة للقوة الماد  إذ تعطي األولو ة التطور العام  إال تقهقر لس ة والضمير والحضارة اإلنسان

 أن يكون الفعل للعقل والمنطق والحق.

شائعاوي

 الشر

 يصبح

 حتى

 أسوأ

 إلى

 ئ س

 من

 تفاقم

 على

 يظل

 العنف

 أن

 الحروب

 تلك

 خطورة

 من

 زيد

ة عامة.  مما يؤثر في الظواهر االجتماع

 العنف  لتوليد  يكونان عناصر مشجعة  والنقص في مستوى الخدمات فإن اكتظاظ المدن وترييفها

 فيعيش الفقراء مثال في أك  ما يؤثر في تنظيماالجتماعي  حزام بؤس حول المدن الكبرى ف عامة واخ تؤ

 بالحرمان السلبي والهدام. د شعور  ويو ة  العالقات اإلنسان

Page 3: Hechaime Dounia

8/18/2019 Hechaime Dounia

http://slidepdf.com/reader/full/hechaime-dounia 3/4

٣

 

 االفتقار للشعور باألمان

 فالمطلوب إذ  كي يشعر بقبول اآلخر له.  الحرة" "المبادرة  على  الولد بإمكانّة  الشعور   هذا يتجسد

 سيط  أي مثالاالخروج من  يجب" "كما  يكون  وأال  وتعليماتهم  إرشادات الراشدين  وتلقي  ومراقبة رة

ة نامية   على شخص  وحائز  النشء كي يصبح راشد  المطلوب هو مساعدة ومماثال لتصرف البالغين بينما

 .لألفضل

 والتخطيط

 النقد

 على

 قائمة

 وواعية

 

 سماه  من حالة من الثقة بالنفس القائمة على إشباع حاجته إلى الحركة والنشاط وما ينطلق الولد إذ

 وأن يكتشف  "فليمينغ" "حاجة المغامرة" أي الحاجة إلى االختبار والتجربة كي يعي وجوده ككائن في العالم

 توصال إلى ال ة استعمالها  كيف م  وأن يتع اته  على قدراته وضبط انفعاالته وقدرتهمؤهالته وإمكان سيطرة

 على التمييز.

 بين  بين الحقيقة والخيال  أن يفصل بين الواقع والوهم  من خالل هذه القدرة الحميدة يستطيع الفرد

ة  ة بمكان يجعلنا نسعى لحمايتها بردع أ  بين الممكن والغير ممكن. تلك الصفات هي من األهم الخير والشر

 توقعوسيلة إع  والتي قد ة كاإلنترنت ة وبصر ة سمع ة وسيلة تكنولوج  أو أ  والتلفيزيون ة كالسينما الم

 عن التمييز الصحيح.  يجعله عاجز  بالطفل وبالشاب يوما في شرك نفسي وعقلي

ري

 

س

 

األ

 

االنحالل

 

 كي نفهم معنى االنحالل األسريلقد حددنا سابقا معنى كلمة أسرة ونقترح اآلن تحديد األدوار داخلها

 يقضي بتوزيع األدوار في  تعيش نمطا  منها ة  فالتقليد نقول إن األدوار تختلف بحسب المجتمعات.

ات   بمسؤول  األم  تقوم  بينما تها  والمرجع المالي لميزان ة  األسر  بحيث يمتلك الرجل األب السلطة األسرة

ة  وبيئ ة  وغذائ ة  وعاطف ة  علىتربو  الوجود  يرتكز هذا  في منزلها.  الدائم  شبه  بوجودها  تتجسد سليمة

ثة المسؤولة   وعلى السكوت والتبصر حينا آخر في إطار العالقة المث قدرتها على االستماع والتوجيه حينا

 عن التواصل بين األهل وأوالدهم على شكل حلقة مقفلة.

 وال  الزوجة  على  الحديث فيحتم  النمط  منأما  والعادات انطالقا  التقاليد  في  تغيير  واألوالد زوج

تتغّب عن المنزل للعمل. هذا الغياب المترافق مع الشحة في  المساواة في األدوار خاصة أن المرأة غالبا ما 

 من شأنه إفراغ المنزل طوال النهار من ال ة ة والجسد ة والتقاعص في العناية التربو مقوماتالمواد الغذائ

 والضياع   القلق  من  جو  في  والشبيبة  األوالد  تضع  والتي ة  السلب  المقومات  مكانها  وإحالل ة اإليجاب

 على   يشجع األوالد  ما  وجيزة  اآلمنة  واألجواء ة  تصبح أوقات التالقي األسر  هكذا والممارسات الشاذة.

ة  ة حيث تصبح العالقات العاطف ةالعيش خارج النواة األسر ة ال إجبار  ختيار

ة أهم

 

الطقوس

 

توازي

 

فهي

 

ة إجبار

 

تكون

 

أن

 

شيمها

 

من

 

التي

 

ة واالخالق

 

ة الروح

 

العالقات

 

تشح

 

كما

ة في األحياء  ة والتجمعات الروح من جهة خلق أجواء الدين واألخالق من معرفة وترداد الصلوات اليوم

 الستقبا  الجاهزة ة وفي محافل الصالة مالسكن  عالقات سامية تنمي الحس الجماعي والتع ها  إ ين. ل المص

ة بين المجموعات كافة.  وترسخ العالقات العاطف  الديني السليم

Page 4: Hechaime Dounia

8/18/2019 Hechaime Dounia

http://slidepdf.com/reader/full/hechaime-dounia 4/4

٤

 

ي الدوافع التي تساند اإلنسان في كفاحه ة فهو يؤدي إلى تد  العالقات العاطف  النقص في حرارة أما

 مما يبرر اللجوء إلى العن ف أو ما نسميه نزاع البقاء الغريزي المسؤول عن كفاح إنسان المناطقالمعيشي

ة الشرسة السائدة. ة والتنافس  الساخنة بهدف االحتماء من الممارسات القمع

 هل إذا وجد الخبز يحيا النشء  ونتساءل نهاية

دان نقصا باألمان وباالستقرا  فغالبا ما نرىإن غياب الحنان ووجود الحرمان العاطفي يو ر وبالبهجة

 كما يغلبه الكسل في مرحلة التحصيل المدرسي  م النطق  وقد يصعب عليه تع طفال ال ينام أو يلعب أو يبتسم

 كما نجده شديد القلق مع حالة من عدم   ال يعرف لالستقرار معنى فيكون منقبضا ويعيش بعزلة شبه تامة

 فهو يرفض الشفق ة.  انفعال  وسعادتهمامباالة  بوجوده ة وحب والديه وينتظر إظهار فرحهما ة بل ينشد مح

اها   فهو يعطي نفسه القيمة التي يعطيه إ ة  بقيمته الذات  باألمان من شعوره ه يستقي شعوره  ذلك أ ببنوته

ه بحاجة إلى هذه العالقة التي تكون ناجحة بقدر ق ه لوالديْه. إ  وترحيبهماأهله ويبادر إلى إظهار ح بولهما

 وينمي   بحيث يشعر بالثقة والتقدير لكفاآته المسؤولّات الصغيرة بالخدمات كما يجدر بهما اإلسناد له ببعض 

 الرادع االنصياع   يحارب هذا  إلى كل تصرف اجتماعي سوي ة الموجهة  الذات  األنا  لقوة الرادع المجسد

ال

 كالعنف

 ة السلب

 الشر

 لقوى

 والرضوخ

.اإلنسان

 كرامة

 المدمرين

 والجوع

 الحرمان

 من

 ناتج