76
ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺃﺛﺮ

ﺡﻼﺴﻟﺍ ﺮﺛﺃ ﺡﻼﺴﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺡﻼﺴﻟﺍ ﺮﻴﺛﺄﺗ …iansa-women.org/sites/default/files/newsviews/ar-impact-of-guns.pdf · ﺔﻴﳌﺎﻋ ﺔﻣﺯﺃ

  • Upload
    others

  • View
    3

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • أثر السالح على النساء

    تأثير السالح على حياة النساء

    مت قتل وإطالق النار أو إصابة عدد ال يحصى من النساء في جميع أرجاء العالم, ويعيش املاليني في خوف من العنف املسلح ضد

    النساء وهناك عامالن رئيسيان يشكالن لب هذه اإلعتداءات: إنتشار وسوء إستخدام األسلحة الصغيرة والتمييز املتجذر ضد

    املرأة.

    ميكن تفادي العنف ضد النساء وقد أصبحت العديد من النساء في الكثير من الدول قوى فاعلة لنشر السالم وحقوف اإلنسان

    في مجتمعاتهن وتثبت أعمالهن إلى أنه ميكن التأثير إلحداث .ً تغيير حقيقي وممكن جعل حياة النساء أكثر أمانا

    ميكن لكل واحد فينا أن يساعد على وضع حد لإلعتداءات املذكورة في هذا التقرير عن طريق اإلنضمام إلى احلمالت الدولية لوقف العنف ضد النساء وضبط األسلحة. ويعرض هذا التقرير اخلطوات الرئيسية التي بإمكانك إتخاذها للمساعدة في وقف

    العنف املسلح ضد النساء.

    ISBN 978-0-9555929-1-1

    متت الترجمة والطبع من قبل الشبكة النسوية التابعة لشبكة التحرك الدولية بشأن األسلحة الصغيرة, ٢٠٠٨.

    نود أن نعرب عن إمتناننا حلكومة النرويج ودعمها.

    اءس

    لنى ا

    علح

    الس

    الثرأ

  • األسلحة الصغيرة – أزمة عاملية

    إن األسلحة الصغيرة متواجدة في جميع دول العالم. وهنالك على األقل ١٢٤٩ شركة في أكثر من ٩٠ دولة متورطة في أحد مراحل صناعة األسلحة الصغيرة. ١٢٤ ويتم إنتاج ٨ مليون

    سالح جديد سنويا إال أنه ال توجد أدوات دولية فعالة للسيطرة على هذه التجارة. ١٢٥ ويتم ترك السيطرة على نقل األسلحة للحكومات وحدها وبعضها فقط يفحص األثر احملتمل

    ملثل هذا النقل لألسلحة قبل منح التراخيص. وحتى لو بدت األسلحة كأنها أسلحة مت نقلها قانونيا فهي كثيرا ما تنتهي لتباع بطريقة غير شرعية وراء احلدود وتنتقل إلى

    حيث ال سيطرة قانونية. وهناك حاجة ماسة إلطار دولي شامل لضبط األسلحة من أجل إغالق هذه الثغرات التي تسمح بوصول األسلحة إلى األيدي اخلاطئة. ستمنع إتفاقية جتارة

    األسلحة املقترحة (امللحق األول) النقل الدولي لألسلحة التي تشكل خطرا صريحا من حيث إستخدامها إذ أنها قد تستخدم خلرق حقوق اإلنسان أو إشعال فتيل النزاع مبا يتنافى

    مع القانون الدولي.

    كما أننا في حاجة إلى جهود وطنية لضبط األسلحة الصغيرة من أجل زيادة األمن خاصة ملساعدة اتمعات املتأثرة من عنف السالح. ويجب أن يبدأ ذلك على املستوى احمللي

    بالنقاش التحضيري إلكتشاف وفهم شبكات العوامل اإلجتماعية والثقافية والسياسية واإلقتصادية املعقدة والتي تؤدي إلى إنتشار العنف املسلح في اتمع.على العمل على

    املستوى احمللي أن يضم برامج محددة لتحسني أمن اتمع عن طريق:

    إعادة بناء الثقة في إحتمالية األمن غير املسلح من خالل: .١ تقليل كميات األسلحة املستخدمة عن طريق برامج جمع األسلحة وتدميرها وتأسيس

    مناطق خالية من األسلحة ونزع األسلحة غير القانونية التي تساهم في خرق حقوق اإلنسان؛

    بناء العالقات والثقة بني اتمعات اتلفة وبني اتمعات والشرطة؛

    تقدمي برامج التربية املدنية والتوعية؛

    تقدمي ثقافة وأدوات حل النزاع سلميا.

    تقدمي املساعدة لضحايا العنف املسلح. .٢

    ٣. تطوير سبل املعيشة املستدامة من أجل معاجلة جذور العنف في اتمع.

    العنف ضد النساءتنص املادة ١ من إعالن األمم املتحدة للقضاء على العنف ضد املرأة على ما يلي:

    «مصطلح ‘العنف ضد املرأة’ يعني أي فعل عنف تدفع إليه عصبية اجلنس وتترتب عليه, أو يرجح أن يترتب عليه, أذى أو معاناة للمرأة, سواء من الناحية اجلسمانية

    أو اجلنسية أو النفسية مبا في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو احلرمان التعسفي من احلرية, سواء حدث ذلك في احلياة العامة أو اخلاصة «.١

    العنف املبني على اجلندربحسب جلنة األمم املتحدة للقضاء على العنف ضد املرأة فإن العنف املبني على

    اجلنس واملوجه ضد املرأة هو عنف «موجه ضد املرأة لكونها إمرأة أو يؤثر على النساء بشكل متفاوت». ٢

    يتخذ مثل هذا العنف أشكاال مختلفة من بينها القتل والطعن والضرب واإلغتصاب والتعذيب واإلنتهاك اجلنسي والتحرش اجلنسي والتهديد واإلهانة

    واإلرغام على الدعارة واإلجتار باجلنس. وميكن أن يكون العنف جسديا ونفسيا وجنسيا. وميكن أن يتجلى ذلك من خالل احلرمان واإلهمال باإلضافة إلى

    اإلستخدام املفرط للقوة أو التحرش. ومن بني مرتكبي اإلنتهاكات (وهم ليسوا محصورين بالتالي):

    األصدقاء احلميمون وأعضاء آخرون من العائلة.فون (مبا فيهم العاملون املنزليون), الرؤساء و الزمالء في العمل. املوظِّ

    كبار املسؤولني مثل الشرطة وحراس السجون واجلنود وحرس احلدود وموظفوا الهجرة.

    أعضاء اموعات اإلجرامية. أعضاء القوات املسلحة.

    األسلحة الصغيرةإن األسلحة الصغيرة هي أسلحة معروفة يتم تصميمها من أجل اإلستخدام

    الشخصي وهي تضم املسدسات واملسدسات ذاتية التلقيم والبنادق والكوربينات والرشاشات القصيرة, والبنادق الهجومية والرشاشات اخلفيفة.

    الغالف األمامي: إمرأة برازيلية شابة حاملة

    وردة بيضاء خالل مسيرة مناهضة لألسلحة في ريو

    دي جنيرو, سبتمبر ٢٠٠٣. REUTERS/Sergio Moraes ©

  • i

    إن منظمة العفو الدولية هي حركة دولية مستقلة من األفراد الذين يديرون حمالت من أجل إحترام وحماية حقوق اإلنسان املعترف بها دوليا. ولديها ما يزيد

    عن ١٫٨ مليون عضو ومساند في أكثر من ١٥٠ دولة ومنطقة.

    www.amnesty.org

    شبكة التحرك الدولية بشأن األسلحة الصغيرة (IANSA) هي حركة عاملية ضد العنف املسبب بواسطة األسلحة – وهي شبكة تضم ما يزيد على ٥٠٠

    منظمة أهلية ناشطة في ١٠٠ دولة. ويعمل أفرادها على تخفيض توفر وسوء إستعمال األسلحة الصغيرة واخلفيفة من خالل الترويج والقيام بحمالت وأبحاث

    ونشر املعلومات ورفع مستوى الوعي ودعم الضحايا.

    [email protected], www.iansa.org :البريد اإللكتروني

    أوكسفام الدولية عبارة عن إحتاد من املنظمات الفرعية القائمة على احلقوق والعاملة في أكثر من ١٠٠ دولة للبحث عن حلول للفقر والظلم. املنظمات

    الفرعية ألوكسفام تعمل مع اآلخرين لبناء حركات عاملية من املواطنني يشاركون في حمالت من أجل احلقوق اإلقتصادية واإلجتماعية. وتؤمن منظمة أوكسفام

    الدولية بأن النمو اإلقتصادي يجب أن يكون متوازيا مع التعادل اإلجتماعي من أجل الوصول إلى عالم عادل ومستدام: أوكسفام أمريكا, أوكسفام في بلجيكا, أوكسفام كندا, أوكسفام مساعدات اتمعات في اخلارج (أستراليا), أوكسفام

    أملانيا, أوكسفام بريطانيا العظمى, أوكسفام هونغ كونغ, إنترمون أوكسفام (إسبانيا), أوكسفام إيرلندة, نوفيب أوكسفام هولندة, أوكسفام نيوزيالند

    وأوكسفام كويبك.

    www.oxfam.org

    أثر السالح على النساء

  • ii

    الطبعة األولى من قبل منظمة العفو الدولية, شبكة التحرك الدولية بشأن األسلحة الصغيرة وأوكسفام الدولية في عام ٢٠٠٥.

    Amnesty International, the International Action Network on Small Arms (IANSA) © .٢٠٠٥ ,and Oxfam International

    جميع احلقوق محفوظة. حقوق الطبع والنشر محفوظة, ولكن باإلمكان عمل نسخ منها بأي طريقة من دون دفع رسوم إن كان ذلك بهدف الترويج والقيام

    باحلمالت والتعليم, ولكن ليس للبيع. يطالب أصحاب حقوق الطبع والنشر بأن يتم تسجيل أي إستخدام مماثل من أجل التقييم. يجب احلصول على إذن كتابي

    مسبق من الناشرين من أجل عمل نسخ من هذه املادة حتت أي ظروف أخرى أو من أجل إعادة إستخدامها في مطبوعات أخرى أو الترجمة أو التأقلم ومن املمكن أن

    يتطلب األمر دفع رسوم معينة.

    باإلمكان حتميل نسخ من هذا التقرير على املوقع التالي:www.iansa.org

    ٢٠٠٥/٠٠١/٣٠ ACT :فهرس منظمة العفو الدوليةاللغة األصلية: اإلجنليزية

    الترجمة: كرستينا حزبونطبع في: دار راسل للنشر, توجنهام, اململكة املتحدة

    التصميم: أريس ديزاين

    ISBN 978-0-9555929-1-1

    مت نشر أثر السالح على النساء من قبل:

    منظمة العفو الدولية

    International SecretariatPeter Benenson House

    1 Easton StreetLondon WC1X 0DW

    United Kingdomwww.amnesty.org

    أوكسفام الدولية

    Oxfam International SecretariatSuite 20, 266 Banbury Road

    Oxford OX2 7DLUnited Kingdomwww.oxfam.org

    شبكة التحرك الدولية بشأن األسلحة الصغيرة

    (IANSA)56-64 Leonard Street

    London EC2A 4JXUnited Kingdom

    www.iansa.org

  • iii

    احملتويات١: املقدمة

    النساء والرجال واألسلحة

    إدارة احلمالت من أجل التغيير

    ٢: العنف املسلح ضد املرأة في البيوتجرمية قتل داخل األسرة

    القضاء على العنف املسلح في املنزل

    ما الذي يجب عمله؟

    ٣: منفذو القانون واألسلحة والعنف ضد النساءسوء إستخدام األسلحة ضد النساء

    أخذ العنف ضد النساء على محمل اجلد

    ما الذي يجب عمله؟

    ٤: العصابات و األسلحة و اجلندراألسلحة تزيد من مستوى العنف ضد النساء

    تغيير املواقف

    ما الذي يجب عمله؟

    ٥: جرائم ضد املرأة خالل النزاع املسلحاألثر اإلجتماعي واإلقتصادي للنزاع املسلح على النساء

    اجلرائم اجلنسية ضد النساء خالل النزاع

    الفتيات والنساء احملاربات

    نساء ناشطات من أجل السالم

    ما الذي يجب عمله؟

    ٦: آثار احلروبآثار احلرب الوخيمة

    تسريح وإعادة إدماج النساء والفتيات

    النساء وبناء السالم

    ما الذي يجب عمله؟

    ١٣

    ٤

    ٨١٠

    ١٢

    ١٩

    ٢٠٢٢

    ٢٣

    ٢٥

    ٢٦٢٨

    ٣٠

    ٣٣

    ٣٤٣٧

    ٣٨

    ٣٨

    ٤٠

    ٤١

    ٤٢٤٤

    ٤٥

    ٤٦

    ٤٧

  • iv

    ٧: اخللفية القانونية: اإلطار الدولياإلجراءات العامة املتعلقة بالعنف ضد املرأة

    املعايير التي تخاطب العنف ضد النساء بشكل مباشر

    ‘العناية املطلوبة’ – ما يجب على الدول عمله من أجل وقف العنف ضد النساء

    تعزيز القانون وإستخدام القوة واألسلحة النارية

    إنفاذ القانون والعنف ضد النساء

    االلتزامات القانونية في أوقات احلرب

    مسؤوليات اجلماعات املسلحة

    واجب رفض تنفيذ األوامر غير القانونية

    السيطرة على نقل األسلحة

    ٨: الطريق إلى األمامما الذي ميكنك عمله؟

    امللحق ١: ملخص مباديء معاهدة جتارة األسلحة.

    امللحق ٢: املباديء التوجيهية للعمل على التقليل من العنف املسلح ضد النساء على

    مستوى اتمع.

    اإلشارات

    ٤٨٥٠

    ٥١

    ٥٢

    ٥٣

    ٥٤

    ٥٤

    ٥٥

    ٥٦

    ٥٧

    ٥٨٥٨

    ٦٠

    ٦٣

    ٦٤

  • ١

    الفصل األول

    املقدمة

    ساندرا ستاسينكا حتمل صورة إبنها أليكس, ضحية عنف السالح خالل مسيرة من أجل السيطرة اإلضافية على األسلحة. مت متويل املسيرة في كابيتول هيل, واشنطن دي سي في

    الواليات املتحدة من قبل منظمة أمريكان ضد عنف السالح.

    AP Photo/J.Scott Applewhite ©

  • ٢

    ١: املقدمةيقدر بأن هنالك ٦٥٠ مليون سالح صغير في العالم اليوم و٦٠٪ من هذه األسلحة بني أيدي أفراد ٤ – معظمهم رجال. واألغلبية العظمى من الذين يصنعون ويبيعون

    ويشترون وميتلكون ويستخدمون ويسيئون إستخدام األسلحة الصغيرة هم رجال. ماذا يعني هذا لنساء وفتيات العالم؟ ينظر هذه التقرير في تأثير األسلحة

    على النساء في البيوت واتمعات وخالل النزاعات. وفي كل إطار من هذه األطر ينظر التقرير إلى العنف الذي يتم إرتكابه بحق النساء بواسطة السالح ودور

    النساء في إستخدام السالح واحلمالت التي تقف في طليعتها النساء ضد العنف الناجم عن األسلحة.

    تعاني أعداد كبيرة من النساء والفتيات بشكل مباشر أو غير مباشر من النزاع املسلح. والنساء بالذات عرضة لنوع معني من اجلرائم بسبب جنسهن – جرائم

    مثل العنف املنزلي و اإلغتصاب. ٥ وعلى الرغم من أن املعلومات املتوفرة تدعم اإلفتراض السائد بأن معظم املتضررين من عنف السالح هم الرجال وخاصة

    الشباب منهم, ٦ إال أن النساء تعانني بشكل متفاوت من عنف األسلحة النارية, على الرغم من أنهن قلما يكنّ من يشتري أو ميتلك أو يستخدم مثل هذه

    األسلحة. إن املسدسات تؤثر على حياة النساء عندما ال يكنّ في خط املواجهة. وتصبح النساء كاسبات الرزق والراعيات األساسيات عند قتل أقاربهن من الرجال

    أو تصاوبهم أو إعاقتهم جراء عنف السالح. ويتم تشريد النساء وإرغامهن على الهرب من منازلهن ملواجهة مستقبل مجهول. وكثيرا ما تعاني النساء املشردات من اجلوع واملرض خالل محاولتهن تأمني القوت لعائالتهن. وميكن للنساء كالرجال

    أن يجدن أنفسهن أمام إطالق النار في أوقات احلرب والسالم.

    إن مصدر العنف ضد النساء وإن مت إرتكابه بالركل باألقدام أو بالضرب باأليدي أو باألسلحة متجذر في التمييز الذي يحرم النساء من املساواة مع الرجال. ٧

    ويظهر ذلك في عدد من احلاالت واألماكن واألديان واملستويات اإلقتصادية. و هذا ليس ألن العنف ضد النساء طبيعي أو ال ميكن جتاهله ولكن ألنه مت جتاهله وحتمله كجزء من املمارسات التاريخية أو الثقافية ملدة طويلة. إن العنف ضد النساء في

    العائلة واتمع أو العنف ضد النساء كجزء من تعسف الدولة والنزاع املسلح هم جزء من التواصل: فقدر كبير من العنف املوجه ضد النساء في اتمعات

    ايشة وخالل النزاعات املسلحة عبارة عن تصريح متطرف للتمييز واإلهانة التي تتعرض لها النساء في أوقات السلم. ومهما كانت اخللفية أو الدافع وراء العنف فإن وجود األسلحة له بدون شك نفس األثر: كلما إزداد عدد األسلحة إزداد اخلطر

    على النساء. ويبقى العنف ضد النساء في كل دولة وفي كل شرائح اتمع. عندما يتضمن العنف إستخدام األسلحة املصممة خصيصا لإلصابة أو القتل أو

    أسلحة تطلق العيارات بسرعة كبيرة من مسافة بعيدة تصل في بعض األحيان إلى عدة طلقات في الثانية الواحدة, فإن اخلطر على حياة النساء يزداد بشكل

    كبير.

    «بينما تبرر اتمعات الذكورية احلوزة على

    األسلحة باحلاجة إلى حماية النساء الضعيفات, تكون النساء هن الالتي

    تتعرضن خلطر أكبر عندما تكون عائالتهن أو مجتمعاتهن مسلحة.»

    باربرة فري, املقرر اخلاص املعني مبنع إرتكاب خروقات

    حلقوق اإلنسان بواسطة األسلحة الصغيرة

    واخلفيفة.٣

  • ٣

    النساء والرجال والسالحإن العالقة بني النساء واألسلحة عالقة معقدة وال يتم قتل النساء وتصاوبهن

    بإستخدام األسلحة فقط فإنهن يلعنب أدوارا أخرى – أحيانا كمرتكبات للعنف

    املسلح وأحيانا كمشجعات إلستخدام األسلحة وأحيانا أخرى كناشطات من

    أجل التغيير.

    لقد أصبحت الكثير من النساء في دول عديدة قوات دافعة من أجل السالم

    وحقوق اإلنسان في مجتمعاتهن ويتضمن هذا التقرير خبرة النساء

    الالتي تأثرن بعنف األسلحة وقررن عمل شيء حيّال ذلك عن طريق املناداة بضبط األسلحة بشكل حازم من أجل مجتمعات أكثر أمنا وإحترام حقوق

    النساء. وتعمل حمالتهن على تخليص ليس فقط حياتهن بل أيضا عائالتهن ومجتمعاتهن من أضرار عنف السالح.

    على كل ميكن إرجاء تصرف النساء في بعض األحيان إلى الشروط الثقافية القوية والتي تساوي بني الذكورية وإمتالك أو إستخدام السالح وتعتبر إستخدام

    األسلحة من قبل الرجال شيئا مقبوال. وتشجع النساء أحيانا بشكل علني رجالهن على القتال بل وبشكل أخف تدعمن التصرفات والسلوك املروجة لثقافة

    السالح. كما أن النساء والفتيات تشاركن بالعديد من النزاعات إما عن رغبة منهن أو باإلجبار وألسباب إقتصادية أو ألنه مت إختطافهن وإجبارهن على اخلدمة. يعتبر إمتالك السالح بالنسبة لبعض النساء والفتيات في اموعات املسلحة

    طريقة حلماية أنفسهن واحلظيان مبنصب أعلى. وعلى كلٍّ فإن هذا غالبا ما يكون وهما, حيث أنه تتم إهانة العديد من احملاربات وإرغامهن على اإلهانة.

    ملصق من فيفا ريو وهي منظمة غير حكومية

    برازيلية قامت بإطالق حملة مع منظمات نسوية حتت عنوان «ال تختاروا السالح! فاخليار إما أنا أو السالح» منادين النساء بالضغط على شركائهن بتسليم

    أسلحتهم.

    ميكن أن جتدوا اإلعتقاد السائد بأن السالح يوفر احلماية في عديد من األطر اإلجتماعية وهذا ليس محصورا بالنزاع املسلح. العديد من الرجال يحملون السالح كجزء من الدور الذي يعتبرون فيه أنفسهم «حماة» للمرأة؛ فاجلدال

    الذي يستخدمه املدافعون عن األسلحة هو أنهم يحتاجونها حلماية عائالتهم من الدخالء واملهاجمني املسلحني. إال أن حقيقة إمتالك السالح وإستخدامه

    مغايرة جدا فاآلالف من الرجال في عديد من الدول يصبحون نشطني في حمالت السيطرة على األسلحة والتي حتاول إيجاد أمن وأمان للجميع وهم ينضمون

    أيضا إلى حمالت لوقف العنف ضد املرأة. ويعمل بعض الرجال إلى جانب النساء لتحدي الثقافات السائدة حول الذكورية واإلدعاء بأن العنف ومبا فيه العنف

    اجلنسي ضد النساء تصرف ذكوري «طبيعي». بدأت حمالت مثل حملة اللفافة البيضاء من قبل رجال في كندا لتحدي تواطؤ الرجال الصامت في العنف ضد

    النساء وقد حازوا على دعم من رجال في كوستا ريكا والدمنارك واملكسيك

    Viva Rio ©

  • ٤

    وناميبيا وجنوب أفريقيا باإلضافة إلى أماكن أخرى. على مستوى آخر فإن احملاربون السابقون وأعضاء العصابات السابقون من بني القادرين على التصرف بشكل

    أكثر فعالية من أجل تغيير صالت الوصل بني التعبيرات العنيفة للذكورية وثقافة السالح.

    إدارة احلمالت من أجل التغييريقدم هذا التقرير حملة عن الفاصل املشترك بني حملتني دوليتني رئيسيتني:

    ضبط األسلحة من قبل منظمة العفو الدولية وشبكة التحرك الدولية بشأن األسلحة الصغيرة وأوكسفام الدولية – باإلضافة إلى حملة منظمة العفو

    الدولية أوقفوا العنف ضد النساء. وهناك إعتراف متزايد بأنه يجب دمج مواضيع اجلندر بشكل كامل في العمل الدولي من أجل منع إنتشار وسوء إستخدام

    األسلحة الصغيرة, وبأنه مت التغاضي عن خصوصيات النزاع املسلح طويال في بعض احلمالت التي تخاطب العنف ضد املرأة. وميكن احلصول على مزيد من

    التحليالت التفصيلية حول هذه املواضيع في التقارير التي نشرت ضمن حملتي ضبط األسلحة وأقفوا العنف ضد النساء.

    فصلي ٢ و ٦ يصفان تأثير األسلحة على النساء في البيوت وفي تواصلهن مع منفذي القانون واتمعات خالل وبعد النزاع. وينتهي هذان الفصالن بنقاط نشاط مختصرة تبني أهم املعايير التي يجب تبنيها من أجل معاجلة العنف ضد النساء وإنتشار وسوء إستخدام السالح في هذه األوضاع اتلفة. أما الفصل ٧ فيحدد

    اإلطار القانوني الدولي الذي يُعلم عن ويشدد على حملتي أوقفوا العنف ضد النساء وضبط األسلحة. حتتاج املعايير املوجودة حول العنف ضد املرأة إلى تطبيق

    صحيح ومن املطلوب وجود معايير قانونية جديدة لكبح إنتشار األسلحة, إال أن التوصيات القانونية ليست الهدف الرئيسي من هذا التقرير.

    الفصل ٨ ينظر إلى ما الذي ميكن عمله من أجل وقف اخلروقات املذكورة أعاله. باإلضافة إلى تشكيل جماعات ضاغطة إليجاد قوانني أفضل وتطبيق أفضل

    للقوانني املوجودة فعلى املدافعني عن املرأة ضد العنف وضد نشر األسلحة العمل على تغيير املواقف. وهذا راجع إلى أنه على الرغم من أهمية القوانني الوطنية اجلديدة والدولية, إال أنها غير كافية. النظر في كيفية تشكيل األساطير حول

    الرجال والنساء واألسلحة ميكن أن يكشف طرقا جديدة لكسر دوائر العنف هذه التي تهدد بجعل األجيال القادمة عنيفة في العديد من اتمعات حول العالم.

    ونحن نأمل أن تشجعكم اخلبرات اتلفة التي يتطرق إليها هذا التقرير حول النساء والرجال الذين يدافعون من أجل تغيير القلوب والعقول باإلنضمام إليهم

    والدفاع عن الهدف ذاته.

  • ٥

    املتظاهرون يتظاهرون في كيب تاون في جنوب أفريقيا

    بسبب العنف ضد النساء واألطفال, نوفمبر ٢٠٠١.

    Reuters/Mike Hutchings ©

  • ٦

    حملة أوقفوا العنف ضد النساء

    تشير حملة منظمة العفو الدولية «أوقفوا العنف ضد النساء» والتي إنطلقت في مارس عام ٢٠٠٤ بأنه يحق للنساء أن يتحررن من العنف. إن

    العنف ضد النساء ظاهرة عاملية ولكن هذا ال يعني أنه ال ميكن تفاديها. ومت تصميم حملة منظمة العفو الدولية حتى حترك الرجال والنساء لينظموا

    أنفسهم في مكافحة العنف وإلستخدام قوة وإقناع حقوق اإلنسان في جهودهم لوقف العنف ضد املرأة. وهي تنادي اجلميع – الدولة واتمع واألفراد – لإلعتراف مبسؤوليتهم والتصرف من أجل وقف مهزلة حقوق اإلنسان عامليا.

    واألمر بني يدينا لوقف العنف, مبقدورنا إنهاء العنف ضد النساء وسوف ننهيه مبساعدتكم.

  • ٧

    حملة احلد من األسلحة

    حتظى حملة احلد من األسلحة التي أطلقت في أكتوبر عام ٢٠٠٣ من قبل منظمة العفو الدولية وشبكة التحرك الدولية بشأن األسلحة الصغيرة وأوكسفام الدولية بدعم في أكثر من ١٠٠ دولة. ويستخدم املدافعون عن حملة احلد من األسلحة عريضة املليون وجه وعدد من النشاطات األخرى

    منادين احلكومات باحلد بشكل جدي من األسلحة بواسطة الطرق املتماشية مع اإللتزامات القانونية الدولية وأن تقدم معايير شاملة لضبط األسلحة

    على جميع املستويات بدءا من املستوردين وإنتهاءا باملستخدمني. وعلى املستوى العاملي على احلكومات ترسيخ املعاهدة الدولية للتجارة باألسلحة

    التي جتبر احلكومات على عدم نقل األسلحة دوليا إن كان من احملتمل إٍستخدامها إلرتكاب جرائم تخرق حقوق اإلنسان وجرائم احلرب. ٨

    أما على مستوى اتمع واملستوى الوطني فإن احلملة تنادي مبعايير لتحسني األمن ونطاق األمن غير املسلح من خالل تطبيق قوانني صارمة وتدابير لضبط

    األسلحة الصغيرة وذلك بتخفيض كمية الفائض وإنتشار األسلحة غير القانونية وحتسني املسائلة وتدريب منفذي القانون والقوات املسلحة من خالل العمل املبني على إحترام حقوق اإلنسان الدولية والقوانني واملعايير

    اإلنسانية. وينادي املدافعون بتربية وطنية أكثر فاعلية حول أمن اتمع ملكافحة ثقافة العنف مبا فيها الصلة املدمرة بني األسلحة واملعتقدات

    التقليدية حول الذكورية.

  • ٨

    الفصل الثاني

    العنف املسلح ضد املرأة في املنازل

    AP Photo/Mike Derer ©

    الصورة الداخلية: دونا ديس – توماسيس, أم جاءت بفكرة

    مسيرة املليون أم, رافعة ملصقا في نشاط ضبط

    األسلحة.

  • ٩ AP Photo/Kamenko Pajic ©

    الرئيسية: مشاركون يرفعون ملصقا عليه كولومباين في مسيرة املليون أم, ١٤ مايو ٢٠٠٠,

    واشنطن دي سي, الواليات املتحدة.

    في أبريل عام ١٩٩٩ قام طالبان بإطالق النار على ١٢ زميال وقتلهم في املدرسة باإلضافة إلى معلم

    وجرح ٢٣ آخرين في مدرسة كولومباين الثانوية في كولورادو, الواليات املتحدة.

  • ١٠

    ٢: العنف املسلح ضد املرأة في البيوت

    يعتبر العنف ضد املرأة في املنزل ومنذ قرون مسألة «خاصة» بني املعتدي والضحية والعائلة املقربة منهم وتطالب املنظمات النسوية منذ عقود بالتعامل

    مع العنف املنزلي على أنه جرمية وخرق حلقوق املرأة.

    هنالك رجال في كل أنحاء العالم ومن كل املستويات وكل األجناس والطبقات واألديان واملناطق يعرضون شريكاتهم للعنف اجلسدي أو النفسي أو كال األمرين.

    ويتم إرتكاب معظم حاالت العنف ضد النساء من قبل رجال يعيشون معهن. تقول منظمة الصحة العاملية: «أحد أهم عوامل اخلطر على النساء فيما يتعلق بضعفهن أمام اإلعتداء اجلنسي هو زواجهن أو معيشتهن مع شريك». ١٠ ووفقا

    ملنظمة الصحة العاملية فإن رفض اجلنس أحد أكثر األسباب التي تذكرها النساء على أنها تثير العنف. ١١

    يُقال منذ قرون للنساء بأنه يحق للرجال إستخدام العنف ضدهن والكثيرات ال زلن يصدقن ذلك. النساء في هاييتي يصفن هذا النوع من العنف بأنه «حبٌ

    محلي ...أكثر قسوة وهو جسدي أكثر». ١٢ كشفت دراسة متت عام ١٩٩٩ في جنوب أفريقيا أن أكثر من ثلث النساء يعتقدن بأنه إن أخطأت املرأة يحق للرجل معاقبتها. ١٣ وال زال قانون العقوبات في والية زامفرا, شمال نيجيريا يرسخ حق

    الزوج في معاقبة زوجته في بند عنوانه «إصالح الطفل أو الطالب أو اخلادم أو الزوجة». ١٤

    جرمية قتل في العائلة

    «تعاني النساء البالغات من معظم أعمال

    العنف النفسي واجلسدي واجلنسي في

    حياتهن املنزلية مع شريكهن»

    إستنتاج دراسة ألكثر من ٦٠٠٠ إمرأة فرنسية متت

    لصالح احلكومة عام ٢٠٠٠ ٩

    «تشعر الزبونة بخوف تام على حياتها عندما

    يوضع املسدس على رأسها... ال ميكنهن

    الرد جسديا...إن آليات الدفاع مختلفة عند مواجهة السكني...

    فإنهن يقاتلن»

    مركز العامل في ضيق في جنوب أفريقيا ١٥

    القتل العائلي هو الفئة الوحيدة من فئات القتل التي يزيد فيها عدد الضحايا النساء على عدد الضحايا الرجال. وعندما تُقتل إمرأة في املنزل يكون شريكها أو

    قريبها الذكر في أغلب احلاالت هو القاتل. قالت وزارة الصحة الفرنسية عام ٢٠٠١ بأن معدل ٦ نساء مينت شهريا على أيدي شركائهن احلاليني أو السابقني. ١٦ وعدّ

    مركز الدراسات الطبية في جنوب أفريقيا أن متوسط إمرأة واحدة تقتل من قبل شريك حالي أو سابق لها خالل كل ٦ ساعات. ١٧ كما قتلت في السلفادور في

    الفترة ما بني سبتمبر ٢٠٠٠ وديسمبر ٢٠٠١ مائة وأربع وثالثون (١٣٤) إمرأة وقتل تقريبا ٩٨٪ منهن على أيدي أزواجهن أو شركائهن. ١٨ ويعتبر املنزل على أنه مكان أمني, إال أن هذا املكان الذي تقضي فيه النساء في العديد من اتمعات قسطا

    كبيرا من وقتهن وحتتججن على وجود األسلحة فيه يعرضهن إلى خطر كبير باملوت عند تواجد سالح فيه. ومتت معظم الدراسات املتوفرة حول ما يزيد من

    خطورة قتل املرأة في املنزل في دول اجلنوب. تشير دراستان حديثتان من الواليات املتحدة إلى أن:

  • ١١

    العديد من العوامل تؤثر على فرص قتل املرأة من قبل زوجها أو شريكها ولكن إمكانية الوصول إلى السالح تزيد من هذا اخلطر ٥ مرات؛١٩

    ٪؛ ضاعف وجود سالح في املنزل من فرصة مقتل أحد الساكنني فيه بنسبة ٤١ ولكن هذا اخلطر تضاعف بالنسبة للنساء ثالث مرات تقريبا (زيادة بنسبة

    ٢٧٢٪) ٢٠

    يختلف مقدار جرائم القتل املنزلي املرتبطة باألسلحة في أنحاء العالم, ففي جنوب أفريقيا وفرنسا يتم قتل واحدة من كل ٣ نساء على يد زوجها, بينما ترتفع

    هذه النسبة في الواليات املتحدة لتصل إلى إثنني من ثالثة. ٢١

    محقق قضائي فرنسي يستجوب رجال مشكوكا بأنه يسبب العنف في املنزل. لقد رسخت الناشطات النسويات

    في كل أنحاء العالم بأن العنف ضد النساء ليس

    موضوعا خاصا ولكنه خرق حلقوق اإلنسان. على احلكومات

    واتمعات واألفراد الرد على العنف املنزلي.

    Lizzie Sadin/Editing server ©

    قارنت دراسة أخرى بني معدالت جرائم القتل املرتكبة ضد النساء مع احلوزة على السالح في ٢٥ دولة مرتفعة الدخل ووجدت بأن الدول التي تتواجد فيها األسلحة

    النارية بشكل أكبر يُقتل فيها عدد أكبر من النساء. وفي الواليات املتحدة حيث مستويات حيازة السالح مرتفعة جدا كانت النساء أكثر عرضة خلطر القتل.

    وكان ٣٢٪ من النساء في هذه اخلمسة وعشرين دولة من الواليات املتحدة إال أنهن شكلن ٧٠٪ من النساء الالتي مت قتلهن و٨٢٪ من النساء الالتي قُتلن بأسلحة

    نارية. ٢٣

    صرح باحثو مركز الدراسات الطبية في جنوب أفريقيا بأنه في عام ١٩٩٨ بلغ معدل احلوادث املسببة بالسالح في ثالثة أقاليم في جنوب أفريقيا ١٠ مرات

    ضعف معدلها في الواليات املتحدة وأن ١٥٠ إمرأة من بني ١٠٠٠٠٠ إمرأة تتراوح

  • ١٢

    أعمارهن بني ١٨ و٤٩ في هذه األقاليم تكون ضحية حلادث متعلق باألسلحة. إذن تشير املعلومات إلى أن تورط السالح يرفع من إحتمال وقوع حادث قاتل. ملاذا

    األسلحة قاتلة بهذا الشكل في اإلعتداءات املنزلية؟ أحد األسباب هو خطورة اجلروح التي تسببها اإلصابة بطلقة نارية وهي تدمر األغشية اإلنسانية. ٢٤ أما

    السبب اآلخر فهو أن وجود األسلحة وخطرها يقلل من إمكانية املرأة في املقاومة. إن صدمة التهديد من قبل الزوج أو الشريك تصبح أكبر عندما يشهر سالحا

    ويزيد خطر القتل. قالت زوجة أحد اجلنود األمريكيني للباحثني: «كان يقول: إعملي كذا وإال... . ومن ثم يتجه إلى خزانة املسدس». ٢٥

    تخفّّض األسلحة أيضا من إمكانيات الضحية بالهروب أو تدخل غرباء ملساعدتها. ظهر هذا بوضوح في ٧ أغسطس عام ٢٠٠٤ عندما عاد مارك سيسيلون وهو كابنت فريق الرجبي الفرنسي خمس مرات, إلى حفلة أقيمت على شرفه في

    مسقط رأسه في مدينة بورجوان – جاليو بالقرب من ليون, ويقال بأن إبن مارك سيسيلون الذي كان في سن املراهقة رأى والده قبل منتصف الليل بقليل يأتي

    إلى املمر املؤدي إلى املنزل ووضع مسدسا في حزام بنطلونه القصير. ركض اإلبن ليحذر الضيوف إال أنه كان متأخرا, حيث تقدم مارك سيسيلون أمام ٦٠ محتفال إلى املائدة التي كانت زوجته شانتال تتحدث بقربها مع أصدقائها وأطلق عليها

    النار ٤ مرات مبسدس ماجنوم عيار .٣٥٩ مما قتلها على الفور. ٢٦

    قُتلت شانتال سيسيلون علنا, و لكن حاالت القتل املنزلي التقليدية حتدث في بيت الضحية. قُتلت إليزابيث ملونغو من جنوب أفريقيا هي وإبنتها تاللنج

    بطلقات نارية في غرفة نومها عام ١٩٩٩. وقد أفرغ زوجها سولومون وهو مالك قانوني ملسدس, مستودع العيارات في الضحيتني ثم توقف ليعبيء املسدس

    وتابع إطالق النار إلى أن علق املسدس. تُركت إليزابيث مرمية إلى جانب السرير وكان صدرها ورأسها وفخذها ويدها مليئني بالطلقات بينما كانت إبنتها تاللنج

    منطرحة على كرسي بجانبها غارقة في الدماء. ٢٧

    القضاء على العنف املسلح في املنزلإن سياسات األسلحة الصغيرة التي من املتوقع أن تخفض اخلطر الذي تواجهه النساء في حياتهن اليومية هي تلك السياسات التي تركز على كيفية حصول

    األفراد على األسلحة وكيف يحتفظون بهم.

    «كانت هناك حلظة أخرج فيها مسدسا,

    كان لديه مسدس صغير, وقد أفزعني

    حتى املوت. كنت أرتعد بينما كان يبحث عن

    املسدس وكنت قد خبأته. كان يبحث بني

    جواريري ورمى كل شيء على األرض... وكان

    يبحث عن مسدسه. وهكذا, وبعد هذه

    احلادثة, لم أسترج. كنت أقوم بذلك

    (ممارسة اجلنس) ولم يكن هناك من طريقة

    أرفض فيها».

    إيلني, إمرأة في ال٥٣ من عمرها تصف حياتها مع

    زوجها السابق ٢٨

    «ذهب إلى املطبخ وأحضر مسدسه

    ووضعه على رأسي, هددني بأن يفجر

    دماغي».إمرأة في هاواي ٢٢

    بدأت بعض الدول التي قامت بإصالح قوانني األسلحة املنزلية في العقد املاضي بحصد الفائدة منها, خاصة بالنسبة للنساء. فبني عامي ١٩٩٥ عندما

    شددت كندا من قوانني األسلحة و٢٠٠٣ إنخفضت نسبة جرائم القتل املسببة باألسلحة بنسبة ١٥٪ بينما إنخفضت نسبة قتل النساء بنسبة ٤٠٪.٣٠ وحدث

    الشيء ذاته في أستراليا بعد خمس سنوات من إصالح قانون األسلحة حيث إنخفض في عام ١٩٩٦ معدل القتل باألسلحة بنسبة ٤٥٪ أقل مما كان عليه قبل اإلصالح. مرة أخرى كان األثر على الضحايا النساء أكبر, إذ إنخفض بنسبة ٥٧٪.٣١

  • ١٣

    Jodi Bieber ©

    «تدعم دراساتنا بشكل كبير احلاجة

    إلى السيطرة الفعالة على األسلحة النارية

    في جنوب أفريقيا حيث أن األسلحة النارية أسلحة تستخدم

    لتخويف وجرح النساء وتسهيل عمليات

    اإلغتصاب.»

    مركز الدراسات الطبية في جنوب أفريقيا ٢٩

    رئيسة شرطة وحدة حماية األطفال في جوهنسورغ,

    جنوب أفريقيا, يساعد ضحية إغتصاب في

    اخلامسة عشرة من عمرها.

  • ١٤

    التأكد من اخللفية للسيطرة على إمتالك األسلحةأظهرت الدراسات األمريكية بأن وجود خلفية للعنف املنزلي في البيوت يجعل

    النساء أكثر عرضة بأن تكن ضحايا قتل عائلي. ٣٢

    مينع القانون في معظم الدول األفراد ذوي سجل جنائي خطير من إقتناء أو حمل األسلحة وهذا يعني بأنه عندما بقدم الفرد طلبا لترخيص سالح أو يحاول شرائه,

    يتم التأكد أوال من سجلهم اجلنائي. وعلى كل فإن مثل هذه الفحوصات قلما تسفر عن ثبوت تهم بجرائم جنائية خطيرة, وكي نتخلص من الضعف الطاغي

    على عمليات إثبات التهم املوجودة ال بد من وجود نظام قضائي يشجع النساء على التبليغ عن العنف احلاصل في البيت ويقدم الدعم لهن عندما يقمن باإلبالغ

    عنه كما عليه أن يعامل العنف املنزلي على أنه جرمية خطيرة. واحلقيقة هي أن النساء في عديد من الدول ال تبلغن عن العنف املنزلي حيث أن بعضهن يخاف

    من املعتدين عليهن وأخريات يفتقدن آليات الوصول إلى نظام الشرطة أو القضاء بينما ترى أخريات أن ال فائدة من التبليغ عن جرائم لن يُنظر إليها بجدية. على

    البرنامج الناجح الذي يوقف العنف في املنزل أن يخاطب هذه املواضيع العريضة املتعلقة بالتمييز والعنف ضد املرأة.

    تقدم الدول بشكل متزايد معاييرا للحد من إعطاء رخص األسلحة ألشخاص مت إصدار أمر حماية بسبب العنف املنزلي ضدهم فعلى سبيل املثال يحدد قانون

    ضبط األسلحة النارية في جنوب أفريقيا والذي سرت صالحيته في يوليو ٢٠٠٤ بأنه سيرفض إعطاء رخصة سالح ألي شخص لديه سجل عنف, مبا في ذلك

    عنف منزلي.

    القانون األمريكي الفيدرالي أيضا يحرّم إعطاء السالح لألزواج املعتدين أو الشركاء الذين خضعوا ألمر تقييدي أو الذين متت إدانتهم بالعنف املنزلي.٣٣ على الرغم من أن هذه تدابير مهمة حلماية النساء إال أنه يتم التخفيف من فعاليتها

    ألن السجالت اجلنائية مسؤولية احلكومة والعديد من الدول ال تُدخل تفاصيل اإلدانة بالعنف املنزلي إلى قاعدة البيانات الفيدرالية.٣٤ من بني الفجوات األخرى التي تسمح للمجرمني املدانني احلصول على سالح هو أن القانون الفيدرالي ال

    يطالب القيام بفحص اخللفية عند شراء األسلحة من األفراد على عكس شرائه من وكيل فيدرالي مرخص. بينما طبقت بعض الواليات تشريعات مرافقة تفرض القيام بفحص اخللفية اإلجباري ألي سالح يتم بيعه, لم تقم واليات أخرى بذلك

    تاركة فجوة أخرى ملن يريد أن يستغل شراء األسلحة. وتشكل مبيعات األسلحة من قبل األفراد حوالي ٤٠٪ من مبيعات األسلحة في الواليات املتحدة. ٣٥

    هناك طريقة أخرى ميكن للقانون أن يحمي بها النساء من العنف العائلي املرتبط بالسالح وهو السماح للسلطات إستخدام كمية واسعة من املعلومات الهامة

    عند النظر في منح رخصة أسلحة ألحد األفراد. يطالب القانون الكندي لألسلحة على سبيل املثال بإعالم الزوج احلالي أو السابق أو الشريك قبل إعطاء رخصة السالح أو جتديدها. كما يحتاج مقدم الطلب إلى مرجع, يؤخذ في العادة من

  • ١٥

    الزوج أو الشريك. كما في مقدور الشرطة في نيوزيالندة أخذ رأي الزوج احلالي أو السابق ملقدم الطلب وفي أستراليا ممكن الرجوع إلى رأي الطبيب العائلي.

    وفي تركيا على مقدم الطلب أن يقدم شهادة طبية تؤكد على إستقرار صحته النفسية.

    «كان غاضبا جدا و أخذ الكالشينكوف ... قال

    اجليران: ‘دعها وحدها...’ لكنه لم يتوقف؛ أطلق

    النار على قدماي, لم أكن أحس بهما إذ تخدرتا. كانت الشمس تغرب بينما كنت

    أنظر إلى السماء وقلت للرجال: ‘ال أريد أن أموت’

    فأخذوني إلى املستشفى.»فاطمة على السرير في املستشفى.

    © منظمة العفو الدولية

    مت إطالق النار على قدمي فاطمة (مت تغيير اإلسم) وهي في التاسعة عشر من عمرها من قبل زوجها أمام عائلته وأقاربهم في العراق في ١٢ مايو عام ٢٠٠٣. مت تزويجها وهي في عاملة اخلادمة ويتم ضربها بإستمرار من قبل الثانية عشرة من عمرها وكانت تُعامل مُعائلة زوجها في املنزل. حاولت الهروب والعودة إلى عائلتها إال أن زوجها جاء وأخبرها أن

    بإمكانها العودة. عندما رفضت العودة إحتد غضبه وأمسك بعصا من خشب ليضربها بها, لكن العصا إنكسرت فإشتد غضبه وأخرج مسدسه وأطلق النار عليها.

    على الرغم من عدد شهود العيان في هذه اجلرمية لم يبلغ أي من العائلة أو املستشفى الشرطة بالقضية ولم يتم القبض على زوجها. قالت العائلة إن املسألة ستحل في إطار

    القبيلة وعادت فاطمة إلى بيت أبيها بعد مغادرتها املستشفى. أبدى زوجها أسفه وإقترح عليها تعويضا محاوال الوصول إلى تفاهم معها بواسطة كبار القبيلة, إال أنها رفضت

    العودة إليه. ٣٦

  • ١٦

    ضرورة نزع السالح من الشركاء املعتدينإن الشرطة مجبورة في أستراليا وبعض واليات الواليات املتحدة على نزع السالح عند إصدار أمر حماية بسبب العنف املنزلي مع أنه تتم إعادة األسلحة في بعض

    احلاالت.

    يخول قانون العنف املنزلي في جنوب أفريقيا والذي سرت صالحيته في عام ١٩٩٩ الشرطة بنزع األسلحة من املعتدي املتهم بناءا على طلب الضحية. والحظ كاتبو تقرير من عام ٢٠٠١ حول بحث مت في منطقة كيب تاون بأنه «تتم إزالة عدد قليل

    فقط من األسلحة مبوجب أمر صادر بذلك باملقارنة مع عدد املرات التي تذكر بها األسلحة في اإلقرارات الشرعية املشفوعة بيمني من قبل مقدمي الطلب». إقترح

    الكتاب بأن اإلستمارة التي يتم إستخدامها ليست معقدة وغير واضحة إال أن معظم رجال الشرطة غير متشجعون بأن يحاولوا وال يأخذون العنف ضد النساء

    باجلدية املطلوبة. وكما قال أحد رجال الشرطة الذين متت مقابلتهم: «عليك أن تصادر األسلحة ولكن ليس بكثرة. نعم, هنالك إحتجاجات من النساء بأن الزوج هدد بإطالق النار على الزوجة ولكنه ال يفعل ذلك أبدا. إن املوضوع ليس جادّا.» ٣٧

    تعتمد إجراءات نزع السالح من األزواج املعتدين على وجود نظام ضخم لتسجيل ملكية األسلحة النارية. ويكون التسجيل مهما خاصة حلماية ضحايا العنف

    املنزلي, فقد ظهر ذلك في نيو ساوث ويلس في أستراليا عام ١٩٩٢ عندما أصدرت كيري آن جنان أمرا تقييديا ضد شريكها السابق مالكوم بيكر بسبب العنف

    املنزلي. وينص القانون على إلغاء ترخيص سالح مالكوم بيكر ونزع السالح إال أنه في ظل غياب نظام تسجيل لم يكن هناك من طريقة للتأكد من عدد األسلحة

    التي ميتلكها بيكر. فتشت الشرطة منزله وعثرت على ٥ مسدسات إعتبروها جزءا من ذخيرة أسلحته, وعلى كل فقد كان بحوزة مالكوم مسدس آخر لم يكن

    للشرطة علم به وإستخدمه لقتل ٦ أشخاص مبا فيهم كيري آن جنان وأختها التي كانت حامال في شهرها الثامن. ولم تكن هذه حالة إستهني فيها بالعنف

    املنزلي, إال أن محاوالت الشرطة قد أحبطت بسبب عدم وجود التسجيل.٣٨

    اإلحتفاظ باألسلحة في مكان آمنممكن أن يتأثر وجود األسلحة في البيت بشروط تخزينها مبوجب قوانني األسلحة,

    فتطالب دول مثل أستراليا وكندا واليابان واململكة املتحدة أن يضع مالكو األسلحة أسلحتهم في أماكن آمنة ووضع الذخائر في أماكن أخرى. وفي

    بيالروس على األسلحة أن حتفظ في صناديق مقفلة وأن تكون مفككة وخالية من الذخيرة, بينما يتم حفظ الذخيرة في مكان آخر.٣٩ هناك إجراء آخر إقترحته

    اجلماعات النسائية وهو حظر اإلحتفاظ باألسلحة في البيوت اخلاصة على األقل في املدن أو األحياء و تقضي الفكرة بأن يتم اإلحتفاظ باألسلحة في أماكن آمنة

    تتماشى مع معايير السالمة اخلاصة بالسالمة مثل نادي أسلحة مرخص أو محطة شرطة حيث ميكن ألصحاب األسلحة أن يأخذوها من هناك عند الذهاب

    للصيد أو ممارسة الرياضة.

  • ١٧

    أستراليا تعالج إستخدام األسلحة في العنف العائلي

    إحدى أهم أهداف إصالحات قانون األسلحة النارية األسترالي في

    تسعينيات القرن املاضي كان وقف إستخدام األسلحة في العنف املنزلي.٤٠

    وكانت املعايير التالية من بني املعايير التي قُدمت من أجل معاجلة إستخدام

    األسلحة في العنف املنزلي:

    يتطلب إمتالك السالح رخصة, يحصل عليها بتنفيذ سلسلة من

    املعايير تتضمن أن يكون عمر من ميتلك السالح ١٨ عاما على األقل وأن يكون سجله اجلنائي نظيفا وأن يكون

    «شخصا مالئما وصاحلا» ويخضع لتدريب حول السالمة وإثبات وجود «سبب حقيقي» إلمتالك السالح.

    كن للشرطة أن تأخذ في احلسبان ميُجميع الظروف عند النظر في منح أو

    جتديد الرخصة.

    نع املدانون باإلعتداء من إمتالك ميُرخصة سالح ملدة خمس سنوات على

    األقل.

    نع األفراد اخلاضعون ألمر تقييدي ميُبسبب العنف املنزلي من احلصول

    على رخصة سالح ملدة خمس سنوات.

    يخضع األفراد الذين يوجد عليهم أمر تقييدي بسبب العنف املنزلي

    لإلستيالء اجلبري على جميع أسلحتهم.

    يجب أن تسجل جميع األسلحة وقت البيع وعند جتديد الرخصة.

    هنالك فترة إنتظار ٢٨ يوما لشراء سالح.

    يجب أن يتم إثبات «السبب احلقيقي» إلقتناء السالح لكل سالح على حدة, وهنالك حدّ أعلى لعدد األسلحة التي

    ميكن للشخص الواحد إقتناؤها.

    ال ميكن بيع أو شراء األسلحة خلسة إال من خالل وكالء معتمدين أو

    الشرطة.

    هنالك شروط شديدة حول كيفية اإلحتفاظ باألسلحة.

    وجد تقييم لإلصالحات األسترالية في أكتوبر ٢٠٠٤ بأن القوانني قد أحدثت

    إنخفاضا ملحوظا على عدد املقتولني في حوادث متعلقة باألسلحة. ٤١

  • ١٨

    نساء مبادرات – حمالت للسيطرة على األسلحة

    مسيرة املليون أمفي أغسطس عام ١٩٩٩ قام مسلح

    بإطالق النار على مجموعة من األطفال في جرانادا هيل في كاليفورنيا في

    الواليات املتحدة. وفي ظل هذه األحداث أطلقت دونا ديس – توماسيس دعوة

    للنساء لتتجمعن أمام البيت األبيض في واشنطن في يوم األم عام ٢٠٠٠ ومطالبة

    الكوجنرس بسن تشريع حول السيطرة على األسلحة. وتوقعت دونا واملنظمون

    اآلخرون أن يجيء حوالي ١٠٠ ألف شخص, إال أنه جتمع ٧٥٠ ألف شخص

    في واشنطن, بينما كانت هنالك في نفس الوقت ٦٠ مسيرة في أرجاء البالد.

    إشتركت مسيرة املليون أم مع حملة برادي ملنع عنف السالح والتي مت تأسيسها

    بعد أن أُطلقت النار على جيم برادي الذي كان وقتها وزير إعالم الرئيس رونالد ريغان وقد أصيب بجروح خطيرة خالل محاولة

    إلغتيال الرئيس في عام ١٩٨١.

    أمهات ضد السالح«إطالق نار في املدارس وفي أماكن العمل وفي الكنائس وإطالق النار من السيارات

    – متى ينتهي كل هذا؟ من الذي يعمم القانون عندما يطلق رجل الشرطة النار

    على شخص غير مسلح؟ هل العدالة عمياء في مجتمعنا؟ ... إن اجلبناء يرتكبون

    هذه اجلرائم, ونحن جبناء لسماحنا لهم أن يرتكبوها».

    سة ليز بيشوب – جولدسميث, مؤسِّأمهات ضد السالح في الواليات املتحدة ٤٢

    قامت ليز بيشوب – جولدسميث بتأسيس أمهات ضد السالح في الواليات املتحدة

    في نيويورك عام ١٩٩٤ بعد أن فقدت عضوين صغيرين من أعضاء عائلتها في حادث إطالق نار. وتدير املؤسسة حمالت

    ناشطة مع البلديات احمللية للسيطرة على األسلحة والذخائر.

    جنوب أفريقيا خالية من السالح«شعرنا بأن اخلطر األكبر على دميقراطيتنا هو فائض السالح املتبقي من

    احلرب التي عمت بالدنا».

    أديل كريستني, ناشطة سلمية ومعارضة للعسكرة وإحدى مؤسسات جنوب أفريقيا خالية من السالح

    مت تأسيس منظمة جنوب أفريقيا خالية من السالح في عام ١٩٩٤ في نفس السنة التي متت فيها أول إنتخابات دميقراطية في جنوب أفريقيا. وكانت املنظمة واحدة من

    منظمات اتمع املدني التي كانت تضغط بنجاح من أجل السيطرة املشددة على األسلحة. وجاءت ردود فعل مالكي السالح على دعم املنظمة لقانون ضبط األسلحة

    النارية شديدة اللهجة. تقول أديل كرستني: «إن النساء في منظمة جنوب أفريقيا خالية من السالح هن الالتي تتحملن وطئة كل ما يبدو أنه غضب الذكور البيض. يتم

    إستهدافنا عبر الهواتف وإهانتنا والسب علينا في العلن أو في اإلعالم أو على الراديو أو في الصحف وعادة ما يكون ذلك بعنف واضح – كل هذا ألنه ينظر إلينا على أننا نأخذ ً ولكنه يشير بأننا نتعامل مع مواضيع عميقة متعلقة ّا أسلحتهم. إن األمر ليس سار

    بالهوية اجلنسية واجلندر وهي أساس هوية الذكر األبيض اإلستعمارية.»٤٣

  • ١٩

    ما الذي يجب عمله؟

    على السلطات احلكومية واجلماعات املسلحة والرؤساء السياسيني أ) ً في أي واإلجتماعيني والدينيني أن يدينوا العنف ضد النساء علنا

    مكان يحدث ومتى ما حدث. عليهم أن يبينوا بوضوح بأن مثل هذا العنف هو خرق حلقوق النساء اإلنسانية ولن يتم السكوت عن ذلك.

    على الدول أن تضمن منع العنف ضد النساء في القانون الوطني ب) على أنه جنحة جنائية وتكون العواقب ملرتكبيها فعالة وتتم معاجلة

    الناجني منها والتأكد من تطبيق هذه القوانني بشكل كامل.على الدول أن توقف إنتشار السالح بجعل احلصول على رخص ج)

    االمتالك أمرا جبريا. ومتاشيا مع أفضل املمارسات في العالم يكون باإلمكان إصدار التراخيص من قبل السلطات احلكومية وفقا لشروط

    شديدة تستبعد منح التراخيص ألصحاب السوابق كحاالت العنف املنزلي أو في اتمع وتأخذ بعني اإلعتبار األسباب املعلنة لطلب

    الرخصة واخللفية التي مت من خاللها تقدمي الطلب وإمكانية سوء إستخدام السالح.

    على الدول أن تتعامل مع العنف العائلي على أنه جرمية جدية د) مساوية لإلعتداءات التي تتم في نفس اإلطار وبطريقة حتمي وتدعم

    النساء الالتي يُبلّغن عن هذه اجلرائم.

  • ٢٠

    شابات في جزر سولومون يحملن ملصقات عليها شعار

    ‘زمن السالح قد ولّى’, ٢٠٠٣.

  • ٢١

    الفصل الثالث

    منفذو القانون واألسلحة والعنف ضد النساء

    سترالياث أ

    كومونول © ال

  • ٢٢

    ٣: منفذو القانون واألسلحة والعنف ضد النساء

    يُعطى منفذو القانون من رجال الشرطة والهجرة واجلمارك وموظفو األمن اآلخرون وحرس احلدود وأحيانا املوظفون البرملانيون والعسكريون سلطات خاصة

    إلستخدام القوة والسالح عند الضرورة. ويتم حتديد الظروف التي يستخدم فيها منفذو القانون القوة ومستوى القوة التي ميكن أن يستخدموها في معايير حقوق اإلنسان الدولية (أنظر الفصل السابع).٤٤ و لسوء احلظ لم تُدخِل العديد من الدول

    هذه املعايير إلى قانونها الوطني, دع جانبا تطبيقها عمليا.

    كثيرا ما يستخدم منفذو القانون السلطة والسالح مبا يتنافى مع املعايير الدولية مبا فيها العنف ضد املرأة. وغالبا ما تظهر مثل هذه اخلروقات حلقوق اإلنسان في

    احلاالت التالية:

    عندما ال يتم محاسبة الذين أساؤوا إستخدام السالح أمام العدالة؛

    عندما يكون تدريب منفذي القانون سيئا أو معداتهم غير مالئمة؛

    وعندما يستشري عدم إحترام حقوق النساء اإلنسانية.

    عند دمج هذه العوامل ممكن أن تزيد خطورة جتاهل منفذي القانون للجرائم ضد النساء التي تتم بواسطة السالح وأنهم سيستخدمون السالح إلهانة النساء.

    معظم أعضاء الشرطة ومنفذي القانون املسلحون أو الذين بإمكانهم الوصول إلى األسلحة النارية واألسلحة األخرى هم من الرجال وهم يحظون بإحتكار

    قانوني إلستخدام العنف في مواقف خارج احلرب مما يجعلهم يتحمولن مسؤولية كبيرة ويعطيهم قوة أيضا ميكن إساءة إستعمالها.

    سوء إستخدام األسلحة ضد النساء

    «كنت حينها في الرابعة عشرة من عمري وجاء أحد رجال الشرطة

    ذات ليلة في الساعة العاشرة ووجه مسدسا

    علي و أمرني أن أتبعه لرؤية رجال آخرين... وجه

    القائد مسدسه علي وإغتصبني. عانيت من

    األلم ونزيف الدماء.»إمرأة من جزر السولومون ٤٥

    يشكل منفذو القانون الذين يستغلون منصبهم للقيام بأعمال عنف مسلح ضد النساء خيانة كبرى ملسؤوليات الدول بحماية النساء.٤٦

    كما يشكل منفذو القانون الذين يسمح لهم أخذ أسلحتهم إلى منازلهم خطرا خاصة على النساء. إن لم تكن هنالك معايير صارمة لإلحتفاظ بأسلحة

    منفذي القانون بشكل آمن في أماكن عملهم تزداد خطورة إستغالل أسلحتهم خارج اخلدمة.

    عندما يستخدم رجال الشرطة ومنفذو القانون اآلخرون أسلحتهم إلرتكاب عنف جنسي ضد النساء تشعر كثير من النساء بأن املقاومة قد تكلفهن حياتهن.

    فات باص املدرسة عددا من الطالبات الالتي كنّ يحضرن املعرض الزراعي السنوي في نبيروبي, كينيا. وحسب التقارير أخذت الفتيات تاكسي إلى مركز املدينة

  • ٢٣

    وكانت الساعة تقارب الثامنة والنصف مساءا وإتفقن على طلب املعونة من أول رجل شرطة يلتقني به. «سرعان ما شاهدن مجموعة من الشرطة وهرعن

    إليهم وأخبروهم بقصتهن. وبدى الشرطة على إستعداد لتقدمي املساعدة وقالوا للفتيات أن يتبعنهن إلى كنيسة قريبة حيث سيطلبون لهم مكانا لقضاء

    الليلة. إال أن الكنيسة لم تكن كنيسة ولكن متنزه وتغير مزاج الشرطة اللطيف وإغتصبوا الفتيات الثالثة بالدور موجهني أسلحتهم إليهن.»٤٧

    ميارس رجال الشرطة واملوظفون البرملانيون العنف املسلح ضد النساء في موقف العصيان املدني الذي ينتج من أو يتحول إلى نزاع مسلح. قامت امليليشيات

    اإلثنية ورجال الشرطة ورجال الشرطة اتصون في جزر السلومون خالل فترة النزاع املسلح التي إستمرت خمس سنوات (١٩٩٨ – ٢٠٠٣) بإغتصاب وتعذيب

    العديد من النساء والفتيات. ومت اجبار بعض النساء ملمارسة اإلستعباد اجلنسي وفي عام ٢٠٠٣ قامت مجموعة شرطة من األطلسي بقيادة أسترالية مدعومة

    من اجليش بعملية تهدف إلى إعادة األمن والقانون إلى جزر السولومون ومت إعتقال حوالي ٣٥٠٠ شخص ضمن هذه العملية. وعلى كل فإن العديد من النساء الالتي

    عانني من العنف اجلنسي لم يتقدمن بشكاوى ألنهن خفن أن يحاول املعتدون عليهن اإلنتقام أو أن يحتج أقربائهن من الرجال. وقام مبعوثو منظمة العفو

    الدولية بإجراء مقابالت مع ٥٥ إمرأة وفتاة تقطنّ في ويذركوست في جزيرة جوادالكانال وقالت ١٩ واحدة منهن بأنه مت إغتصابهن من قبل القوات املسلحة التي كانت حتتل املنطقة أو تغير على القرية؛ وكان معظمهن في سن املراهقة

    وكانت أصغرهن في احلادية عشرة من عمرها.٤٨

    قليال ما يكون اجلنود القائمون مبهام الشرطة قد تلقوا تدريبا مهنيا وهم يفتقدون للمسائلة وفي مثل هذه احلاالت تزداد خطورة إرتكاب العنف املسلح

    ضد النساء فعلى سبيل املثال قامت مجموعة من النساء املقيمات في دلتا النيجر وهي منطقة في وسط منطقة التجارة بالنفط الرابحة في نيجيريا بشن

    حملة لتحسني احلماية البيئية وزيادة الوصول إلى الربح الذي مت جنيه ومنذ عام ١٩٩٥ عندما أسست احلكومة العسكرية قوة عسكرية ملواجهة اإلحتجاجات في

    الديلتا بدأت النساء تواجهن العنف مبا فيه إطالق النار عليهن وإغتصابهن من قبل اجليش. ٤٩

    أخذ العنف ضد النساء على محمل اجلد

    «تتصلني بالشرطة... وهم يقولون له «هيا,

    فأنت تعلم, النساء مزاجيات»... إلخ إلخ

    إلخ. بالنسبة لي كانوا يقولون «ملاذا ال تكفني

    عن إزعاجه؟ إعملي له عشاءا جيدا وفكّي عن ظهره»... وبالتالي

    يتركونك مع رجل هائج.»

    إمرأة في هاواي ٥٠

    نظام العدل اجلنائي هو املؤسسة الرئيسية التي تعكس إعتراف الدولة بجدية العنف ضد النساء وإصرارها على حماية املرأة ضمن قوانينها. إال أنه كثرما يحدث

    أال تتلقى النساء الالتي يعانني من العنف املسلح في البيوت املساعدة التي يحتجنها من الشرطة, والثقافة التي تتساهل مع إستخدام الرجال للعنف ضد ب على النساء التوجه النساء وحقيقة أن معظم الشرطة هم من الرجال يصعّ

    إلى الشرطة لطلب املساعدة.

  • ٢٤

    أخبرت النساء في أفغانستان منظمة العفو الدولية بأن أي إمرأة تعاني من العنف املنزلي وحتاول احلصول على مساعدة خارجية تواجه خطر القتل إن مت

    العثور عليها. وقالت إمرأة في إقليم ناجنرهر «يتم قتلة املرأة [إن طلبت املساعدة] ٌ أن تخرج ألن هذا هو تقليد البشنت والي [قانون التقليد السائد] وألنه يعتبر عار

    مشاكل املرأة خارج املنزل.»

    تدير املنظمات النسوية ومنظمات حقوق اإلنسان حمالت كي تتعامل احلكومات مع العنف العائلي على أنه جرمية كبرى وأن متّكن الشرطة من إتخاذ اإلجراءات

    املناسبة ضد املعتدين. وقد حققت هذه احلمالت بعض النجاح فعلى سبيل املثال قام املشرعون القضائيون بدعم من ناشطات حقوق املرأة بإعادة صياغة

    قانون العنف ضد املرأة في عام ٢٠٠٠ مقدمني بذلك دعما مستمرا موعة من النشاطات ملنع العنف ضد النساء مبا في ذلك تدريب ملنفذي القانون.

    إال أن رجال الشرطة في بعض الدول ال زالوا يتغاضون عن خطورة هذه اجلرائم التي ترتكب بحق املرأة ويتعاملون مع املعتدين على أساس «رجل لرجل». عثر باحثو

    إحتاد كيب تاون حول العنف ضد النساء في جنوب أفريقيا على «مجموعة كبيرة من األفراد الذين أجريت معهم مقابالت والذين كانوا أكثر تفهما حلال املستجوب من حال الضحية.» وتابع التقرير: «ميكن أن يكون ذلك نتيجة أن معظم موظفي

    النظام القضائي رجال.»٥٢

    أخبر مستشار في ملجأ سارتية بارمتان للنساء الالتي تتعرضن للضرب في كيب تاون جنوب أفريقيا الباحثني بأنه كانت هناك حاالت قدمت فيها نساء من امللجأ طلبا بسحب األسلحة من أصحابهن ولكن «املعتدي يقول للشرطة أنه يحتاج

    السالح من أجل العمل ويتم إرجاعه له».٥٣

    أشارت األمم املتحدة إلى أهمية ضمان أن تكون وكاالت نشر القانون ممثلة ومستجيبة للمجتمع ككل (أنظر الفصل ٧). إال أنه يبدو أن معظم عمليات

    إختيار الشرطة وتشغليهم وأنظمة املسار الوظيفي ال تستجيب لهذا املعيار فيما يتعلق بالنساء (أو مجموعات أخرى من اتمع مثل األقليات اإلثنية). وإضافة

    إلى ذلك بدال من تشغيل النساء كموظفات في جميع أقسام الشرطة تقوم بعض الدول بإعطائهن وظائف إدارية أو في وحدات تتخصص في العنف املنزلي واإلعتداء على األطفال بغض الطرف عن قدراتهن أو مالئمتهن ملثل هذا العمل.

    «حسب مجتمعنا وتقاليدنا إن إحتجت

    فتاة للحكومة يقولون أنها فتاة سيئة ال

    تستمع إلى والدها أو أخيها.»

    إمرأة من أفغانستان ٥١

  • ٢٥

    نساء يتصرفن – تغيير املواقف

    هنالك على الرغم من كل شيء بعض األمثلة على وجود تقدم. ففي البوسنة

    والهرتسغ تقدم مؤسسة ميديتسة إنفوتيكة التي مت تأسيسها من قبل

    النساء خالل احلرب خدمات دعم مدمجة لنساء البوسنة والهرتسغ. تعمل

    املنظمة على تغيير موقف البالد إجتاه العنف املنزلي بدئا بالشرطة والقضاة.

    وصفت دوسكا أجنريتس روزيتشيتش عمل اموعة قائلة «لم نذهب إليهم لنقول لهم كيف يعملون, فقط أخبرناهم أننا

    نحاول أن نريهم وجهة نظر جديدة – وجهة نظر الضحية». واآلن على األقل

    في بلدية واحدة يقوم رجال شرطة مخصصون بالتعامل مع النساء املعتدى

    عليهن. وتقول دوسكا «هذا تطور ثوري, حيث ال تضطر النساء إلى قصّ رواياتهن

    التي غالبا ما تكون صعبة على مجموعة من املوظفني غير املدربني. ويقول رجال

    الشرطة بأنهم فخورون أن يكونوا جزءا من هذه احملاوالت. واآلن تطلب البلديات

    األخرى تدريبا أيضا.»٥٤

    ما الذي يجب عمله؟

    على احلكومات أن تصدر تعليمات واضحة جلميع موظفي إنفاذ أ) القانون تنص على أن جميع أنواع العنف ضد النساء ممنوعة وهي

    خرق حلقوق اإلنسان.على الدول الترويج ملعايير حقوق اإلنسان التي وضعتها األمم املتحدة ب)

    ملنفذي القانون مبا فيها تلك املتعلقة بإستخدام القوة وعليهم دمج هذه املعايير مع القانون والناحية العملية.

    على احلكومات جتديد سياسات التشغيل والتدريب في منظمات ج) إنفاذ القانون حتى تصبح منظمات متثل وتتجاوب مع اتمع أكمله

    وتكون مسؤولة أمامه.يجب أن توقف سلطات إنفاذ القانون أي ممثل رسمي يشتبه بأنه د) متورط بعنف ضد النساء بينما يتم التحقيق في التهم ووضع

    موظفي إنفاذ القانون الذين إرتكبوا أعمال عنف ضد النساء أمام القانون في إجراءات تتماشى مع معايير اإلنصاف الدولية.

  • ٢٦

    ي/ فيفا ريوك دودن

    © لو

  • ٢٧

    صبية يحملون أسلحة في ريو دي جنيرو,

    البرازيل, ٢٠٠٢

    الفصل الرابع

    العصابات واألسلحة واجلندر

  • ٢٨

    ٤: العصابات و األسلحة و اجلندرإن عنف العصابات املسلحة ظاهرة ذكورية ويكون املعتدون والضحايا من الشباب

    ولكن النساء أيضا تتأثرن عندما تصبح املساحة العامة أي شوارع املدينة أو حقول القرية أماكن خطر بسبب نشاطات العصابات املسلحة.

    يُعرّض عنف العصابات املسلحة اجلميع في اتمع بغض النظر عن جنسهم خلطر اإلصابة أو القتل في حادث إطالق نار إال أن ثقافة العصابات املسلحة متجذر

    في اتمع الذي يفشل في إحترام حقوق النساء والنتيجة هي إرتفاع العنف املبني على اجلندر ضد النساء. وفي هذه احلالة يزيد إنتشار األسلحة من أن تصبح

    الفتيات والنساء أهدافا لإلعتداءات خاصة اجلنسية منها.

    ميكن أن تؤثر نشاطات العصابات املسلحة على املساحات العامة للنساء, فإن تواجدت العصابات في الشوارع ويكون معروفا أنهم يعتدون على ويغتصبون

    النساء يصبح الوصول إلى العمل وأداء املهام اليومية خطيرا على النساء. تزداد القيود واخلوف وااطر التي تعيشها الفتيات والنساء في مثل هذه احلاالت بسبب

    إنتشار األسلحة الذي ال سيطرة عليه وتزداد اخلطورة بالطبع عندما حتصل العصابات على أسلحة نارية أوتوماتيكية أو شبه أوتوماتيكية ذات مواصفات

    عسكرية بإمكانها إطالق النار عدة مرات وبسرعة كبيرة. زيادة على ذلك تُصمم الطلقات التي تُطلق من العديد من األسلحة كي تخترق البشر وحتى املباني مما

    يزيد من خطورة إصابة املارة.

    األسلحة تزيد من مستوى العنف ضد النساءيتم إرتكاب ١٤٪ من اإلعتداءات اجلنسية في جنوب أفريقيا حيث تنتشر ظاهرة

    العصابات املسلحة والتي يتم التبليغ عنها بواسطة األسلحة النارية وهذه نسبة تزيد عن النسبة ذاتها في الدول ااورة.٥٦

    تشكل العضوية في العصابات تداعيا للنساء الالتي تخضن عالقات فيها عنف ويقول املستشارون أن املرأة قد تتردد في طلب نزع السالح من شريكها إن كان

    عضوا في عصابة:»إن أخذت الشرطة سالح املعتدي سيستهدف أصدقائه املرأة, وبسبب هذا اخلوف من اإلنتقام ال تقدم النساء طلبات بسحب األسلحة من

    أعضاء العصابات».٥٧

    إن النساء في بابوا جوينيا اجلديدة يتعرضن للعنف املسلح بشكل كبير مبا في ذلك اإلعتداء اجلنسي والذي يقوم به أعضاء العصابات. ومع إرتفاع نسب البطالة

    املقدرة من ٦٠ إلى ٩٠٪ تقدم العصابات املسلحة عمال لعدد متزايد من الشباب والرجال غير املوظفني.٥٨

    إرتفع عدد السرقات املسلحة في البيوت والشركات في مالوي بني عامي ١٩٩٧ و١٩٩٩ والتي مت إبالغ الشرطة بها بنسبة ٤٠٪ تقريبا.٥٩ حازت العصابات املسلحة

    على بنادق AK٤٧ الشبه أتوماتيكية من اازن الباقية بعد احلرب في موزمبيق

    «عملي هو اجلرمية...إشتريت منزلي من املال الذي حصلت عليه من السرقات. إنني أحترم

    اجلرمية, إنها تعتني بي.»

    عضو عصابة في بابا جوينيا اجلديدة ٥٥

    «طغيان اإلغتصاب من قبل العصابات نشاط

    إجرامي وقد أصبح خطرا جسيما على أمن

    النساء في أرجاء بابا جوينيا اجلديدة.»

    دراسة من اليونيسيف من عام ١٩٩٨

  • ٢٩

    ومن واردات عن طريق زامبيا وتنزانيا كما أنهم حصلوا على أسلحة أصدرتها احلكومة من شرطة وجيش مالوي.٦٠ أصبحت ثقافة السالح جذابة للشباب

    والصبية وشكّل بعضهم جلان أمن أهلية.٦١ وفي أسوأ املناطق مت اإلعتداء جنسيا على الفتيات والنساء ومتت سرقتهن وكان يجب مرافقتهن إلى املدارس والعمل

    والدكاكني واآلبار.٦٢

    رفع الغزو األمريكي واإلحتالل في العراق من مستويات العنف وخرق حقوق اإلنسان وعرّض غياب القانون الذي عم أرجاء كبيرة من البالد بعد الغزو النساء والفتيات خلطر العنف. تشير التقارير إلى أن نتيجةً لألعداد املتزايدة لإلعتداءات اجلنسية واإلغتصاب في بغداد تخاف العديد من النساء مغادرة بيوتهن. سهل

    وجود األسلحة من إرتفاع اإلعتداءات العنيفة وخاصة اخلطف من قبل العصابات املسلحة. بعد إنهيار حكومة صدام حسني في نيسان ٢٠٠٣ متت سرقة حوالي

    سبعة إلى ثمانية مليون سالح ناري من اجليش والشرطة وكان العديد منها أسلحة أوتوماتيكية أو شبه أوتوماتيكية.٦٦

    «كانوا مسلحنب ووجهوا املسدسات إلى

    رأسي وقاولوا‘تعالي معنا’. صرخت وقلت

    أبعدوا أسلحتكم وبدأت إبنتي بالصراخ.

    سحبوا شعري وأدخلوني في السيارة

    و بدؤوا إطالق النار على املنزل.»

    سلمى, ٤٩ عاما من العراق. متكنت من الهرب في

    اليوم التالي ولكن بعد أن مت إغتصابها بوحشية

    وتعذيبها من قبل ١٠ رجال.٦٣

    نساء يتصرفن – من ضحايا إلى ناشطات

    «من يوم إلى آخر حتطمت أحالمي – كل هذا بسبب عدم مسؤولية الرجال الذين

    يعتبرون محترمني والذين يشعرون بالشجاعة فقط عندما يحملون سالحا».

    كاميال ماجاليش ليما, البرازيل ٦٤

    كانت كاميال ماجاليس ليما ماشية إلى البيت من املدرسة عندما أصابتها طلقة نارية خالل إطالق النار بني عصابة مسلحة من اللصوص وشركة لّت أقدامها وهي حراسة خاصة. نتيجة ذلك شُ

    اآلن ناشطة ضد العنف املسلح في البرازيل.

    خرجت كل من شارلني إليس (١٨ عاما) وليتيشا شيكسبير (١٧ عاما) في نهاية عام ٢٠٠٢ من حفلة رأس السنة في أستون في اململكة املتحدة إلى الهواء الطلق عندما

    علقتا في تبادل إطالق نار وقتلتا. أما صوفي, أخت شارلني التوأم فقد أصيبت في احلادثة وتأثرت النساء في عائالتهن وبدأن حمالت ضد اآلثار املدمرة لألسلحة وثقافة العصابات

    سات بذلك منظمة «حياة أفضل, مجتمع أفضل» بالتعاون مع في مجتمعهن مؤسِّصندوق نزع السالح وهي من منظمة وطنية. تقول ساندرا شيكسبير, عمة ليتيشا بأن

    أكبر التغييرات حتتاج إلى وقت – وهذا يتضمن الرجال أنفسهم وكيف يربون األطفال. «على الرجال أن يكونوا مسؤولني ويتعلموا �