24
١ " ﺍﻝﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻝﻨﻔﺴﻴﺔ ﻝﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻝﻤﻨﺤﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻝﻭﺴﻁ ﺍﻝﺤﻀﺭﻱ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻱ" ) ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻝﻭﺍﻗﻊ ﺍﻝﺼﺤﺔ ﺍﻝﻨﻔﺴﻴﺔ ﻝﺩﻯ ﺍﻝﺸﺒﺎﺏ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﻌﻨﻑ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻝﺸﺒﺎﺏ ﺍﻝﻤﻨﺤﺭﻑ ﺒﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻝﻭﻗﺎﻴﺔ- ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭ- ( . ﻓﻘﻴﻪ ﺍﻝﻌﻴﺩ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻠﻘﺎﻴﺩ ﺘﻠﻤﺴﺎﻥ- ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭ[email protected] ﺍﻝﻤﻠﺨﺹ ﺇﻥ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻝﺸﺒﺎﺏ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻌﻭﺍﻤل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺫﺍﺕ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺤﻀﺭﻴﺔ، ﺘﻀﻊ ﺍﻝﺸﺎﺏ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻤﺸﻜﻼﺘﻪ ﻭﺘﻤﺭﺩﻩ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻝﻌﻭﺍﻤل ﻭﺍﻝﻅﺭﻭﻑ ﺍﻝﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻝﺘﻲ ﺘﺤﻴﻁ ﺒﻪ. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺤﺎﻭﻝﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻝﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺴﻠﻴﻁ ﺍﻝ ﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻝﺼﺤﺔ ﺍﻝﻨﻔﺴﻴﺔ ﻝﻠﺸﺎﺏ ﺍﻝﻤﻨﺤﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻝﻭﺴﻁ ﺍﻝﺤﻀﺭﻱ ﺒﺎﻝﺠﺯﺍﺌﺭ ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻌﺭﻑ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺸﻜﻼﺘﻪ ﺍﻝﺤﻴﻭﻴﺔ ﺍﻝﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻝﺠﺎﻨﺏ ﺍﻝﻨﻔﺴﻲ ، ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻝﺴﻠﻭﻙ ﺍﻝﻌﻨﻴﻑ. ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻋﻴﻨﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻝﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ٨٠ ﺸﺎﺒﺎ، ﻴﺘﻭﺯﻋﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺘﻴﻥ: ﺘﻀﻡ ﺍﻝﻔﺌﺔ ﺍﻷﻭﻝﻰ٥٠ ﺸﺎﺒﺎ، ﺃﻤﺎ ﺍﻝﻔﺌﺔ ﺍﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﺘﻀﻡ٣٠ ﺸﺎﺒﺔ. ﹰ ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻥ ﻗﺼﺩ ﻝﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻫﻡ ﻋﺸﻭﺍﺌﻴﺎ ﻤﻥ ﺜﻼﺙ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺇﺼﻼﺤﻴﺔ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ، ﻤﻤﻥ ﺴﺒﻕ ﻝﻬﻡ ﺭﺘﻜﺎﺏ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﻋﻨﻴﻑ. ﻝﻘﺩ ﺍﻓﺘﺭﻀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻝﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻝﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻝﻤﻭﺠﺒﺔ ﻭﺍﻝﺴﺎﻝﺒﺔ ﻝﻠﺼﺤﺔ ﺍﻝﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻝﺘﻁﺭﻑ ﻨﺤﻭ ﺍﻝﻌﻨﻑ ﻝﺩﻯ ﺍﻝﺸﺒ ﺎﺏ ﺍﻝﻤﻨﺤﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻝﻭﺴﻁ ﺍﻝﺤﻀﺭﻱ. ﻜﻤﺎ ﺍﻓﺘﺭﻀﺕ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﻓﺭﻭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻝﺠﻨﺴﻴﻥ ، ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻝﺼﺤﺔ ﺍﻝﻨﻔﺴﻴﺔ ، ﺃﻭ ﺍﻝﺘﻁﺭﻑ ﻨﺤﻭ ﺍﻝﻌﻨﻑ ، ﺃﻭ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻝﻴﺔ ﻭﺍﻝﻤﺯﺍﺠﻴﺔ. ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻝﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻝﺘﻲ ﺨﻠﺼﺕ ﺇﻝﻴﻬﺎ: - ﺘﻭﺠﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻴﺔ ﺴﺎﻝﺒﺔ ﻭﺩﺍﻝﺔ ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺎ ﺒﻴﻥ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻝﺼﺤﺔ ﺍﻝﻨﻔﺴﻴ ﺔ ﻭﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻝﺘﻁﺭﻑ ﻨﺤﻭ ﺍﻝﻌﻨﻑ ﻝﺩﻯ ﺍﻝﺸﺒﺎﺏ ﺍﻝﻤﻨﺤﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻝﻭﺴﻁ ﺍﻝﺤﻀﺭﻱ. - ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﺭﻭﻕ ﺩﺍﻝﺔ ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻝﺠﻨﺴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻝﺼﺤﺔ ﺍﻝﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻗﺎﺌﻤﺔ ﻜﻭﺭﻨل ﻝﻠﻨﻭﺍﺤﻲ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻝﻴﺔ ﻭﺍﻝﻤﺯﺍﺠﻴﺔ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﺭﻭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻝﺠﻨﺴﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﻴﺕ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻝﻌﻨﻑ ﻝﺼﺎﻝﺢ ﺍﻝﺫﻜﻭﺭ. Cette recherche expose la réalité de la santé mentale chez les jeunes délinquants de milieu urbain. Elle à été menée sur un échantillon de 80 jeunes qui vive dans un milieu fermé (trois institutions de prévention), dont 50 jeunes hommes et 30 jeunes filles, les ages varie entre 18 et 25 ans. Les hypothèses sous-jacentes dans cette recherche étant qu'il existe une corrélation entre la santé mentale et la violence, il existe une corrélation entre les troubles émotionnels et la violence. Puis la comparaison entre les deux sexes en ce qui concerne la santé mentale, les troubles émotionnels et la violence. Les résultats révèlent: - la corrélation est significative entre la santé mentale et la violence - la corrélation est significative entre les troubles émotionnels et la violence - il n'est y'a pas des différences entre les deux sexes en ce qui concerne la santé mentale, mais il existe des différences entre eux en ce qui concerne les troubles émotionnels et la violence au profit des jeunes hommes. Les résultats de cette recherche nous permettent, dès a présent, de réfléchir sur la planification de la santé mentale chez les jeunes de milieu urbain toute en évaluant le système de travail chez les jeunes, afin de faire émerger davantage une culture entrepreneuriale chez les jeunes, et pour mieux développer leur potentiel. Ainsi que des activités qui les amènes à déterminer les moyens qu'il peuvent envisager pour recouvrir leur autonomie.

ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

  • Upload
    others

  • View
    7

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١

" المشكالت النفسية للشباب المنحرف في الوسط الحضري الجزائري "

دراسة ميدانية لواقع الصحة النفسية لدى الشباب وعالقتها بالعنف اإلجرامي (

)- الجزائر-على عينة من الشباب المنحرف بمؤسسات الوقاية

فقيه العيد. د الجزائر-تلمسان –جامعة أبي بكر بلقايد

[email protected]

الملخص

إن مشكالت الشباب الجزائري مرتبطة بعوامل مختلفة، ذات أبعاد نفسية واجتماعية وحضرية، تضع الشاب الجزائري ضوء وعليه حاولت هذه الدراسة تسليط ال. ومشكالته وتمرده في ضوء العوامل والظروف الموضوعية التي تحيط به

على واقع الصحة النفسية للشاب المنحرف في الوسط الحضري بالجزائر ، من خالل تعرف مختلف مشكالته الحيوية شابا، يتوزعون ٨٠من تتكون عينة هذه الدراسة . المرتبطة بالجانب النفسي ، وعالقتها بمختلف أشكال السلوك العنيف

لم يكن اختيارهم عشوائياً ، وإنما كان عن قصد . شابة٣٠الثانية فتضم شابا، أما الفئة ٥٠تضم الفئة األولى : على فئتينلقد افترضت هذه الدراسة وجود . رتكاب جرائم ذات طابع عنيفامن ثالث مؤسسات إصالحية جزائرية، ممن سبق لهم

اب المنحرف في عالقة ارتباطية بين الدرجات الموجبة والسالبة للصحة النفسية ودرجات التطرف نحو العنف لدى الشبكما افترضت عدم وجود فروق بين الجنسين ، سواء من حيث الصحة النفسية ، أو التطرف نحو . الوسط الحضري

:وفيما يلي بعض النتائج التي خلصت إليها. العنف ، أو االضطرابات االنفعالية والمزاجيةة ودرجات التطرف نحو العنف لدى الشباب توجد عالقة ارتباطية سالبة ودالة إحصائيا بين درجات الصحة النفسي-

.المنحرف في الوسط الحضري ال توجد فروق دالة إحصائيا بين الجنسين على مقياس الصحة النفسية وقائمة كورنل للنواحي االنفعالية والمزاجية، -

. بينما توجد فروق بين الجنسين من حيت درجات العنف لصالح الذكور

Cette recherche expose la réalité de la santé mentale chez les jeunes délinquants de milieu

urbain. Elle à été menée sur un échantillon de 80 jeunes qui vive dans un milieu fermé (trois

institutions de prévention), dont 50 jeunes hommes et 30 jeunes filles, les ages varie entre 18 et

25 ans.

Les hypothèses sous-jacentes dans cette recherche étant qu'il existe une corrélation entre la

santé mentale et la violence, il existe une corrélation entre les troubles émotionnels et la

violence. Puis la comparaison entre les deux sexes en ce qui concerne la santé mentale, les

troubles émotionnels et la violence.

Les résultats révèlent:

- la corrélation est significative entre la santé mentale et la violence

- la corrélation est significative entre les troubles émotionnels et la violence

- il n'est y'a pas des différences entre les deux sexes en ce qui concerne la santé mentale, mais il

existe des différences entre eux en ce qui concerne les troubles émotionnels et la violence au

profit des jeunes hommes.

Les résultats de cette recherche nous permettent, dès a présent, de réfléchir sur la planification

de la santé mentale chez les jeunes de milieu urbain toute en évaluant le système de travail chez

les jeunes, afin de faire émerger davantage une culture entrepreneuriale chez les jeunes, et pour

mieux développer leur potentiel. Ainsi que des activités qui les amènes à déterminer les moyens

qu'il peuvent envisager pour recouvrir leur autonomie.

Page 2: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٢

مقدمة

يشير اتساع األفق الحضري في الجزائر إلى انتصارات يحققها المجتمع المدني على طريق التطور نحو العصرنة والتحديث، فالتقدم التكنولوجي الكبير الذي نشهده له نعم كثيرة، ولكنها ال تخلو من النقم، حيث خلق

. د، وتصاحبها مطامع قد تزيد عن القدراتفيضا من الحاجات والرغبات أصبحت مسايرتها تزيد عن طاقات الفرفهو . إن الشاب المنحرف الذي يوضع في السجن نتيجة الرتكابه جريمة، ما هو إال ابن مجتمعه، ونتاج ثقافته

يتأثر بتقاليده، ويساير معاييره وقيمه، فانحرافه ما هو إال صرخة استغاثة لمجتمع أصبح عاجزا عن تحديد هوية سنة تشكل ٣٠سنة و١٨تشير اإلحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الشباب ما بين . آلخرينوجوده الفاعل نحو ا

إن هذا الرقم هائل، ويدل على أن السواد األعظم من المنحرفين الذين . من النزالء في السجون الجزائرية%٧٥رة والمدرسة ووسائل األس: ارتكبوا الجرائم هم شباب، ما يلقي بالمسؤولية على المجتمع بمؤسساته المختلفة

فعندما نتأمل جيدا . عن رسم تخطيط دقيق لتحسين مستوى الصحة النفسية ألفراده... اإلعالم ودور العبادة نالحظ أن نسبة االنحراف في الوسط الحضري تزداد سنة بعد أخرى، ١البيانات الموضحة في الجدول رقم

.)المركز الوطني لإلحصائيات(وزيادة الفتة لالنتباه

يبين نسبة تنامي الجريمة بين الشباب في الوسط الحضري١:الجدول رقم

% المخدرات % االغتصاب % القتل % السرقة أنواع

أخرى%

١٩,٢٥ ١٧١٠ ١٦,٠٣ ٤٢٠٠ ١٧,٤٨ ٣٩٠ ١٨,٣٩ ٤٨٠ ١٨,٧٣ ٥٦٧٨ ٢٠٠١

١٩,٧٠ ١٧٥٠ ١٨,٣٧ ٤٥٦٠ ١٥,٢٤ ٣٤٠ ٢٠,٣٠ ٥٣٠ ٢١,١١ ٦٤٠٠ ٢٠٠٢

٢٠,٢٧ ١٨٠٠ ١٨,٩٣ ٤٧٠٠ ٢٠,٦٢ ٤٦٠ ٢٤,٩٠ ٦٥٠ ٢١,٦٤ ٦٥٦٠ ٢٠٠٣

٢٠,٩٤ ١٨٦٠ ٢٣,٣٦ ٥٨٠٠ ٢٥,١١ ٥٦٠ ٢١,٨٣ ٥٧٠ ٢٢,٣٧ ٦٧٨٠ ٢٠٠٤

١٩,٨١ ١٧٦٠ ٢٣,٢٨ ٥٧٨٠ ٢١,٥٢ ٤٨٠ ١٤,٥٥ ٣٨٠ ١٦,١٣ ٤٨٩٠ ٢٠٠٥

٨٨٨٠ ٢٤٨٢٠ ٢٢٣٠ ٢٦١٠ ٣٠٣٠٨ مج

ن في الصحة النفسية؟ وإلى أي حد فيا ترى، هل وجدت هذه الحقائق اإلحصائية اهتماما من طرف المختصي

يولي المجتمع اهتمامه بهذا النوع من القضايا، وإصغاءه للمشكالت النفسية للشباب؟ أال يمكن إدماج هؤالء

الشباب في مشاريع متعددة تحت إطار الشراكة المؤسسية بهدف تشغيل الشباب؟

الجزائرية من خالل تشريعاتها ومؤسساتها الوقائية مما ال شك فيه لو أننا أردنا حصر الجهود التي تبذلها الدولة

ولعل التصريح الذي تقدم به السيد وزير العدل بمناسبة افتتاح السنة . واإلصالحية، لوجدناها عديدة ومتنوعة

مشروع قانون ، خير دليل، حيث يشير إلى)١١، ص٢٠٠٥مجلة رسالة اإلدماج، (٢٠٠٥-٢٠٠٤القضائية

مادة قانونية، بغرض مسايرة التطورات التي عرفها ١٠٧٥ارية يتضمن ما يناهز لإلجراءات المدنية واإلد

التنظيم القضائي، وذلك بإدخال إصالحات عميقة شملت العدالة وإصالح السجون، أي مراجعة جزء هام من

تي انضمت منظومة الجزائر التشريعية، بما يساير التحوالت االجتماعية والمعايير الدولية وأحكام المعاهدات ال

يالحظ بأن مستوى الجريمة بين سنتي ١:إن المتتبع لإلحصائيات المبوبة في الجدول رقم. إليها الجزائر

، ويعود هذا ٢٠٠٥في ارتفاع خطير، بينما يبدأ مستوى الجريمة في التراجع نهاية سنة ) ٢٠٠٤-٢٠٠١(

. شخصياالتراجع إلى المعالجة الحكيمة للوضع من طرف فخامة رئيس الجمهورية

Page 3: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٣

تحديد مفاهيم الدراسة

الصحة النفسية

تعددت مفاهيم الصحة النفسية وفقا الختالف النظريات النفسية واألطر الفكرية التي تبناها الباحثون، إال أننا نجد ليه يتميز مفهوم الصحة النفسية عو. بين العلماء على أهم الدعائم التي تقوم على أساسهاسا ملموااتفاق

هذا ) ٣٤-٢٨ص،١٩٩١أحمد عبد الخالق،(ية والنسبية، ويتأثر باألطر الثقافية للمجتمعات، ويؤكد باالستمرارالمعنى عندما يشير إلى أن الصحة النفسية حالة دائمة نسبيا، فهي ليست ثابتة إما تتحقق أو ال تتحقق، وإنما هي

من وقت إلى آخر، كما تختلف معاييرها حالة دينامية متحركة، ونسبية تتغير من فرد إلى آخر، ولدى الفرد ذاته .تبعا لمراحل النمو التي يمر بها الفرد، وتتغير تبعا لتغير الزمان، وتغير المجتمعات

الصحة النفسية تكوين فرضي ال يمكن مالحظتها مالحظة مباشرة، بينما يمكن االستدالل على وجودها عن طريق لمية عحظة علمية وموضوعية، وقياسها باستخدام أدوات بعض الخصائص السلوكية التي يمكن مالحظتها مال

. كاالختبارات والمقاييس النفسيةتعتمد الصحة النفسية على السلوك السوي، وتعكس الخصائص المرغوبة لها األداء الوظيفي الفعال، وهو كما

الحياة، وتحمل ات تعبر عن تماسك الشخصية وتكاملها، واتزانها في مواجهة مختلف ضغوطيعبارة عن سلوكلهذه الخصائص . المسؤوليات االجتماعية، والسيطرة على الظروف البيئية، قدر االستطاعة، والتوافق معها

تتخذ ): "٣٨،ص١٩٨٣مصطفى الشرقاوي،(المرغوبة أهميتها في تسطير أهداف إجرائية عملية على حد قول والسلوك العملي ، وللعملية التربوية،تنشئة االجتماعية وال،مظاهر الصحة النفسية أهدافا لعملية التطبيع االجتماعي

وعلى مستوى مختلف مراحل النمو، كما تكون نبراسا في عملية اإلرشاد والعالج النفسي ،في مختلف مجاالته ."وعمليات التأهيل المختلفة

م، أو التكامل بين التوافق التابأنها حالة منالصحة النفسية " فيعرف )٨-٦،ص١٩٧٥بد العزيز القوصى ع(أما الوظائف النفسية المختلفة، مع القدرة على مواجهة األزمات النفسية التي تطرأ عادة على اإلنسان، ومع اإلحساس

يبين القوصى في تعريفه للصحة النفسية ثالثة مظاهر أساسية تحدد السلوك السوي، ." اإليجابي بالسعادة والكفايةاإلحساس والمقدرة على مواجهة األزمات النفسية العادية، وئف النفسية المختلفة، تتمثل في التوافق التام بين الوظا

يستطرد القوصى في شرح تعريفه مؤكدا أن الصحة النفسية تأخذ بعين االعتبار .اإليجابي بالسعادة والكفايةاآلخرين، وأن األهداف المبادئ اإلنسانية واالجتماعية، وأن السعادة والكفاية تتحقق عند مراعاة صالح المجتمع و

الفردية تستوجب تحقيق األهداف االجتماعية، والضد صحيح، ثم يؤكد القوصى أن التكيف الصحيح يتطلب أن ال يقوم األفراد بمجرد اإلذعان للمجتمع كما هو، وإنما محاولة القيام بأنصبتهم في إحداث تغيير ينقله إلى حالة

.أحسن مما هو فيهاحالة عقلية انفعالية " بأنهاالصحة النفسية السليمة فيعرف )٢٩-٢٨،ص١٩٩٨(ن القريطى بد المطلب أميأما ع

إيجابية، مستقرة نسبيا، تعبر عن تكامل طاقات الفرد ووظائفه المختلفة، وتوازن القوى الداخلية والخارجية ." والفاعلية االجتماعيةومرحلة نمو معينة، وتمتعه بالعافية النفسية الموجهة لسلوكه في مجتمع ما، ووقت ما،

حالة االستقرار النسبي : يوضح القريطى في هذا التعريف حالتين أساسيتين تتسم بهما الصحة النفسية وهمامكاناته ووظائفه المختلفة، اشكالن في النهاية حالة تعبر عن التكامل بين طاقات الفرد وتان لتوالحالة اإليجابية، ال

ويشكل، في . عية من جهة، ثم التوازن بين القوى الداخلية والخارجية من جهة أخرىاالنفعالية والعقلية والداف .النهاية، كل من التكامل بين الطاقات، والتوازن بين القوى على تنوعها عمال واحدا منتظما ديناميا

Page 4: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٤

الوظائف حالة من التوازن والتكامل بين"بأنها الصحة النفسية فيعرف )٨١،ص١٩٩٧( عالء الدين كفافي أماالنفسية للفرد، تؤدي به أن يسلك بطريقة تجعله يتقبل ذاته، ويقبله المجتمع، بحيث يشعر من جراء ذلك بدرجة

."من الرضا والكفايةهذا التعريف ال يختلف عن سابقيه من حيث المضمون، فهو عبارة عن مجموعة من المظاهر السلوكية والصفات

كن للفرد أن ينميها ويؤصلها في سلوكه، فيشعر على إثرها بالرضا والكفاية، اإليجابية تمثل أهدافاً أساسية يم . ومن ثم التمتع بالصحة النفسية

الذين يتمتعون بالصحة النفسية السليمة هم من يعملون ما بأن : " فيقول)p145 Barron ,1968 ,(بارون أما يكذب، أو يغش، أو يسرق، أو يغتاب، أو يرونه صوابا، والصواب في نظرهم هو أنه ال ينبغي على الفرد أن

."أال نفعل ما يهدد سير الحياة ونموها: يقتل، وبصفة عامة، الصواب هوإذ ال تقتصر . يركز هذا التعريف بالدرجة األولى على الجوانب الخلقية بوصفها محددات للصحة النفسية السليمة

تكيف النفسي فقط بل يتجاوزهما، موضحا أن السالمة مظاهر الصحة النفسية في هذا التعريف على التوافق أو الظهر هذا التعريف مدى وبالتالي ي. النفسية تقتضي إدراكاً عميقاً للتكيف والتوافق من خالل تحقيق الغاية الخلقية

كما يوضح هذا . حتى يصل إلى درجة يدرك فيها معنى الحياة أهمية التزام الفرد بالنهج الديني والخلقي،أن الصحة النفسية تقوم على مدى الضبط والتحكم في السلوك، وتوجيهه وتقويمه في الحاضر، بهدف التعريف

Shoben(في هذا الصدد يعترف شوبن . واالنسجام في المستقبل تحقيق أفضل مستوى ممكن من التوافق

1965,p15 (ويبدو أننا اليوم ال ": بأهمية الجانب الخلقي في المحافظة على توازن الشخصية، عندما يصرح قائال ." نستطيع أن نقدم تحديدا سليما لمعنى الصحة النفسية السليمة بمعزل عن الخلق

والمزاجيةاالضطرابات االنفعاليـةتعريف -

فعال عبارة الن اأن )٣٨٥-٣٨٤،ص٢٠٠١محمد عبد الرحمان العيسوي،( في Vearge A . Miller رميليرى نفعالية تعبيرات جسيمة، مثل تغيـر الـدورة الدمويـة الاحب هذه الخبرة ا ويص ،عارمشعور ب تتميزعن خبرة

حالة معقدة "يرى أنها ف Englishإنجليش أما .تصاحب بأفعال قهرية عنيفة أو شديدة ما اغالبو. وإفراز العرق ط الحشوي انشسود فيه ال يصاحبها بعض األفعال الحركية والغدية، أو أنه ذلك السلوك المعقد الذي تمن الشعور حدث تغيرات في داخـل ي. نفعال هو ضرب من السلوك تظهر مظاهره على الجسم كلّه االن أي أ ."أو الداخلي

. السلوك شكال معيناذالجسم وخارجه، كما تكون هذه التغيرات مصحوبة بإثارة وجدانية ذات مشاعر قوية، فيأخشعور بالقلق والحزن والتـشاؤم، والـشعور بأنها الكآبة ) ١٨٧،ص١٩٨٧رمضان محمد قدافي، (يعرف :ةبلكآا

بالذّنب مع انعدام وجود هدف للحياة، وتؤثر هذه الحالة على المريض ما يجعله يفقد الـدافع للقيـام بالنّـشاطات ا في عمله، ويرى الحياة كئيبـة يئ ويصبح اإلنسان بط -السابقة، التي كان يزاولها، ويفقد الشعور بمتعتها ومعناها

. الشهيةضعفضطراب النّوم وااء ويعال مع الشعور بالتعب واوسوداءالقلق بأنه خبرة انفعالية غير سارة يعاني منها الفرد عندما يـشعر ) ١٧،ص١٩٨٨دافيد شيهان، ( يعرف :القلق

وغالبا ما تصاحب هذه الحالة بعض التغيـرات الفيـسيولوجية . بخوف، أو تهديد من شيء يصعب عليه تحديده بات القلب، فقدان الشهية، فقدان الفرد على السيطرة لما يقوم به من أعمال، وعـدم القـدرة علـى كارتفاع ضر

. التفكير بصورة مناسبةالغضب بأنه وسيلة للتعامل مع البيئة، ويتضمن استجابات ) ٥٠٧،ص١٩٧٧عبد السالم زهران، (يعرف :الغضب

زيولوجية تعد الفرد لسلوك يناسب الموقف المهـدد، طارئة وسلوكا مضادا لمثيرات التهديد، ويصاحبه تغيرات ف

Page 5: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٥

وقد يكون عالمة قوة كما قد يكون عالمة ضعف، عندما ال يتناسب مع الموقف، ويؤدي الغضب إلى صـراع أولهما صراع مع اآلخرين الذين يتعرضون للغضب أو الذين يتهددهم، وثانيهما صراع مع النفس : ذي الجانبين

ن العطف والحنان، ويفقده السيطرة على نفسه، وقد يوجه الغضب في شكل عـدوان ألن الغضب يحرم الفرد م . نحو اآلخرين، وقد يوجه نحو الذات

تحديد مفهوم الشباب

يشير مفهوم الشباب إلى فئة تتمتع بالقوة والنشاط والفاعلية في بناء المجتمع المعاصر، فالفاعلية التي تشكل لـب كما أن لهذه الفئة ارتباط وطيـد . نسيج االجتماعي، تستمد قوتها من فئة الشباب الحركة، ومضمون التجديد في ال

بالوضع الثقافي الذي يعيشه الوضع العالمي، فهم يؤثرون في الثقافة التقليدية من خالل التحديث، وبذلك فالشبيبة . حقيقة اجتماعية، قبل أن تكون حقيقة بيولوجية

. نه فترة عمرية تحدث تغيرا كميا وكيفيا في نمو شخصية الفـرد وتكوينهـا يحدد علماء النفس مفهوم الشباب بأ في بداية الشباب المرحلة األخيرة في عملية النمو النفسي الجنسي، ويسميها ) ٢٥، ص ١٩٩٨فرويد، (حيث يرى

نسية الغيرية، بالمرحلة التناسلية، وتتميز بمالمح ارتقائية هامة، تتحول من النرجسية المفرطة إلى نمو الميول الج ففـي هـذه المرحلـة . واالصطدام بالواقع، فتتخللها فترات من القلق تسهم بطريقة أو بأخرى في تشكيل الهوية

فهو يرى أن الكثير من صـور . تستيقظ الدوافع العدوانية، وتظهر الرغبات الجنسية التي هدأت في فترة الكمون لعمليات الكبت والقمع التي حدثت في مرحلة الطفولـة حينمـا السلوك، التي تميز فترة الشباب، ماهي إال بقايا

أن : وهنا يقوم نظام نجد فيه. والتنظيم الكامل ال يدرك إال عند البلوغ، في مرحلة رابعة تناسلية: "...يصرح قائالتمهيدية كثيرا من الشحنات اللبيدية األولى تستبقى، وأن شحنات أخرى تندمج في الوظيفة الجنسية بوصفها أفعاال

وميول أخرى تستبعد من هذا التنظيم، فإما أن تقمع أو تكبـت . أو ثانوية يحدث إشباعها ما يسمى باللذة التمهيدية ." بوجه عام، أو أن تستخدم داخل األنا في طريق آخر، فتكون سمات خُلقية، أو تخضع للتسامي بتعطل أهـدافها

حيث تكتمـل . الشباب ونهايتها وفقا الكتمال بنائهم الدفاعي فيحدد بداية مرحلة ) Flaks,1971,p37(أما فالكس الهوية عندما تستوعب الذات مجموعة التوجيهات القيمية في سياق اجتماعي، أي عبر التنشئة التي تقوم بها نظم

فهو يرى أن تحقيق قدر مقبول من المواءمة بين ما هو قيمي أخالقي مـن ناحيـة، وإشـباع . اجتماعية عديدة ت واالهتمامات األساسية في مستوياتها الوجدانية واإلدراكية من ناحية أخرى، يسهم في بنـاء منظومـة الحاجا

. دفاعية متكاملة تسمى بالتوافق النفسييتضح جليا مما سبق ذكره أن العنصر النفسي ينتج عن التفاعـل بـين العنـصرين االجتمـاعي والبيولـوجي

آخر نتيجة لطبيعة تكوينه البيونفسي، وطبيعة البيئة التي تـشكل للشخصية، ومن ثم فهو يختلف من شخص إلى .إطارا لتأهيله االجتماعي

تحديد مفهوم الجريمة

الجريمة بأنها فعل غير مشروع صادر مـن إرادة جنائيـة، ) ٤٧-٤٥،ص١٩٧٠محمود نجيب حسني، (يعرف ر إلى أن الجريمة تفترض ارتكاب فعل يتمثل فيـه هذا التعريف يشي " يقرر له القانون عقوبة أو تدبيرا احترازيا

كما تفترض أن الفعل غيـر مـشروع طبقـا . الجانب المادي لها، وهو االعتداء على الحق الذي يحميه القانون لقانون العقوبات، والقوانين المكملة له، فال تقوم جريمة بفعل مشروع، فالجريمة عمل إنسان يسأل عنها، ويتحمل

ويضيف محمود نجيب حسني، موضحا األركان . ها، فالقانون يقرر لها عقوبة أو تدبيرا احترازيا العقاب من أجل الركن الشرعي، وهو الصفة غير المشروعة للفعل، والركن المادي، وهو المظهـر : العامة للجريمة، وهي ثالثة

Page 6: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٦

وأخيرا، الركن المعنوي وهـو . ةالذي تبرز به إلى العالم الخارجي، ويتجلى في الفعل والنتيجة والعالقة السبببي وتنقسم الجرائم إلى جنايات وجنح ومخالفـات، . رادة التي يقترن بها الفعل، سواء أكان متعمداً أو غير متعمد اإل

وفقا لمقدار جسامتها، فأشد الجرائم جسامة هي الجنايات، وأقلها جسامة هي المخالفات، وتتوسـط الجـنح بـين . النوعين

ق ذكره أن الفعل اإلجرامي ممنوع بقوة القانون الجنائي، فهو السبب الرسـمي فـي تحديـد يتضح جليا مما سب سنة وفقـا ١٨وللجنوح المعنى نفسه، إال أنه يشير إلى مخالفات ضد القانون، ارتكبها أشخاص أقل من . الجرائم

بة الجريمة قائمة نظرا وتبقى نس . وبذلك ال تقل الجريمة عن الجنوح من حيث خطورة الفعل . للقانون الجزائري .الختالف الثقافات والمجتمعات، فما قد يعد جريمة في مجتمع ما، قد ال يعد كذلك في مجتمع آخر

تحديد مفهوم العنف

لمصطلح العنف أبعاد متعددة منها ما يرتبط بالجانب اللغوي والثقافي والنفسي، منها ما يرتبط بالجانب الـسياسي :ا يلي تعريفات مختلفة للعنفوفيم. والقانوني واألخالقي

بأنه الخرق باألمر، وقلة الرفق بـه ): ٢٥٧،ص١٩٥٦ابن منظور، (يعرف العنف في لسان العرب لغويا حسب . و أعنف الشيء، أخذه بشدة والتعنيف هو التفريغ واللوم. وهو ضد الرفق

القوة التي تهـاجم "على أنه ) ٢١،ص١٩٨٨جورج فرويند، في سالم إبراهيم، (أما العنف باعتباره جريمة يعرفه مباشرة أشخاص اآلخرين، وممتلكاتهم، أفرادا أو جماعات، بقصد السيطرة عليهم بواسطة التـدمير واإلخـضاع

."والهزيمة ".استخدام القوة استخداما غير مشروع، أو غير مطابق للقانون"فيعرفه بأنه ) ٢١،ص١٩٨٩أحمد العايد،(أما تعبير صريح عن القـوة "فيعرف العنف بأنه ) Jorge Grebner in Coley.L and Peid.L,1985,p105(أما

الجسدية ضد الذات أو اآلخرين، أو هو إجبار الفعل ضد رغبة شخص بهدف إيذائه بالضرر والقتل أو قتل النفس ."أو إيالمها وجرحها

ريقة غير مـشروعة، أو غيـر إن مجمل هذه التعريفات تنظر إلى العنف بوصفه جريمة، أي ممارسة للقوة بط . قانونية، بهدف إنزال األذى باألشخاص أو الممتلكات

Wurtz and(وهناك تعريفات أخرى تعرف العنف بأنـه اضـطراب نفـسي، كتعريـف ورتـز ولومـات

Lomette,1984, p224 ( هو إلحاق األلم لتحقيق هدف ما ضد المجتمع، تحقيقا لمكـسب "الذي يرى أن العنف ." صول على رضا نفسي المقصود منه إيالم الضحيةشخص أو الحفيرى أن السلوك العنيف ما هو إال انحراف مرضي، يولّد ) Neil.s in Resheed.k,1978,p830(أما نيل سميلر

."قوى تحقق التوازن، حتى تتم المحافظة على التوازن الهيكلي والوظيفي في المجتمعة، على أنها طاقة دفينة في أعماق النفس البشرية، فتظهـر علـى شـكل هذان التعريفان يقرنان العنف بالعدواني

: " وما هو موضوعي، أي " يشير إلى الجانب الغريزي : " سلوك عنيف، نتيجة للتداخل بين ما هو ذاتي، أي العـدوان : تصنيفات عديدة للعدوان، منها ) Moyer,1987,p18(وفي هذا الصدد يقدم موير ". يشير إلى الواقع

والعدوان الرمزي، الذي يتضمن السخرية . العلني والصريح، الذي يتضمن القصد إلنزال الضرر بأي كائن حي نقل السلوك مـن النيـة إلـى : أما العدائية فتعادل العدوانية، وكذلك التهديد، وهو . والنميمة، وتدمير الممتلكات

أما العنف فهو شكل من أشـكال . أو اإليماءات التصرفات العدوانية، كالتهديد اللفظي الذي يتضمن حركة الجسد العدوان اإلنساني، الذي يتضمن الخسارة أو األذى لألشخاص أو الممتلكات، والسلوك العنيف يكون له النية فـي

Page 7: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٧

. التكرار، وال يمكن التحكم فيه زائدا أو متطرفا، أو صاخبا، أو مفاجئا أو وقتيا الدراسات السابقة

وك اإلجرامي ظاهرة موجودة منذ القدم، إال أن موجة الجريمة والتطرف نحو العنف في على الرغم من أن السل. مطلع هذه األلفية، أصبحت الفتة للنظر تستدعي الكثير من اهتمام الباحثين لدراستها، ومحاولة تفسير مسبباتها

ولة معينة، أو ثقافة إن مشكلة انحراف الشباب في الوسط الحضري ليست مشكلة إقليمية أو محلية، ترتبط بدإن . معينة، بل هي مشكلة ذات طابع دولي، تعاني منه كل المجتمعات بالرغم من تباين أجناسها وثقافاتها ولغاتهاوفيما . تراكم البحوث والدراسات التي أجريت في كثير من دول العالم حول جرائم الشباب تؤكد عالمية المشكلة

:يلي بعض من هذه الدراسات واألبحاثحول التنشئة األسرية وعالقتها بالجناح، حيث اختار عينة قدرها ) ١٩١،ص١٩٧٠محمود عبد القادر،(دراسة شاب، وتتكون من ثالث فئات إحداها سوية، والثانية منحرفة، والثالثة من المشردين، فأسفرت الدراسة عن ١٥٠ : ما يليي من الحرمان وفقدان األمن، وسبق لهم وتلقى إن العدوان يظهر بشكل حاد وبارز لدى الشباب الذي يعان-

. تنشئة قاسية جدا من الوالدين ، تتسم بالتزمت إن اإلسراف في استخدام السلطة يجعل الشاب يفتقر إلى الرقابة الذاتية، ويخشى العقاب العاجل، ويرهب -

.السلطة طالما هي حاضرة، وال يأبه بها إذا كانت غائبة عنهحول أنماط العنف لدى الشباب، فخلصت إلى أن للعنف ) ١٦٤-١٦٣، ص١٩٧٤مود ليله، علي مح(أما دراسة

العنف الالعقالني غير المسئول، الذي يفتقد أية أهداف موضوعية، ويثور ضدها، وعنف : أنماطاً متعددة، منها نفجار العاطفي، المنشأ، الذي تلعب وسائل االتصال دورا بارزا في خلقه، والعنف االنفعالي، وهو نوع من اال

الذي يعبر عن توترات ومشاعر متراكمة لها أسبابها الكامنة، والعنف العقالني، وهو أكثر أنماط العنف نضجا .وفعالية

حول التطرف بين الشباب، فخلصت إلى أن الفجوة بين األمل ) ١٨٣ص ،٩٨٩ مينة الجندي، (أما دراسة اتسعت الفجوة عن حد معين، استمرت في االتساع، أدت إلى والواقع أمر يقبله معظم الشباب، إال أنه كلما

.اإلحباط، وإلى زيادة الشحنة العدوانية، ولونار Miller ، وميلرDollard.G-جوهان دوالرد(أما فيما يخص الدراسات األجنبية، فتشير دراسة كل من

إلى أن ) ٤١٨ص،١٩٩٣ في صفوت فرج، Robert searsوروبارت سيرز ،Mower ، وموور Doob.L دوبأن مشكلة السلوك ) -Hearn هيرن(بينما تؤكد . اإلحباط والعدوان يرتبطان ارتباطا وطيدا بالعنف اإلجرامي

. اإلجرامي تكمن في اختالل عدالة التوزيع بين الطبقات االجتماعيةن من المعايير فتشير إلى أن األفراد يتعلمون العدوا) Newcombe Alan,1978,p752نيوكومب آلن (أما دراسة

.واالتجاهات االجتماعية المكتسبة شابا، سبق لهم ارتكاب جرائم ذات طـابع ٢٦فقد أجريت على ) Walter.E.V,1964,p248(أما دراسة ولترز

شابا ليسوا عدوانيين، من الفئة العمرية نفسها ، ٢٦ سنة، وبمقارنتهم مع ١٨-١٤عدواني، تتراوح أعمارهم بين الذكاء، والمستوى االجتماعي واالقتصادي لكل شاب، ومقابلة كل من األب واألم والـشاب، وبعد تحديد مستوى

أن األبناء العدوانيين يستخدم آباؤهم العقاب استخداماً مفرطاً ، كمـا توجـد : خلصت إلى نتيجة أساسية، مفادها . عاطفية والرفض الدائمخالفات وصراع دائم بين الوالدين، وأن عالقة اآلباء باألبناء تتسم بالبرودة ال

Page 8: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٨

طرح مشكلة الدراسة وصياغتها

تعد مشكلة الصحة النفسية، وانحراف الشباب نحو الفعل اإلجرامي والتطرف نحو العنف، في الوسط الحضري، إن مشكلة سوء . من أهم المشكالت التي تحتل الصدارة في المجتمع، كما أصبحت تمثل أزمة الشباب المعاصر

ى الشباب باتت تفرض نفسها على الكثير من نواحي الحياة، فالشعور بنقص الكفاية والقلق الصحة النفسية لدلقد زود الوسط الحضري الشباب بوسائل . باتت سمة تميز الشباب في المدن...والكآبة و التوتر والغضب

سير إلى التقارب بين االتصال لم يقع لها شبيه في تاريخ اإلنسانية، وكان من المفروض أن يؤدي هذا االتصال اليالشباب، ولكنه أسهم بشكل أو بآخر في خلق هوة كبيرة بين فئات الشباب، فوضع الشاب الفقير ماديا أو نفسيا في

. منزلق، قد يهوي به إلى االنحراف وارتكاب الجرائمدى الشباب، منها نجد، في ما سبق ذكره من دراسات سابقة، أن هناك عوامل عديدة ساهمت في تنامي الجريمة ل

ما هو اقتصادي مرتبط بتدهور المستوى المعيشي، ومنها ما هو أخالقي، مرتبط بانهيار القيم، وسيادة الظالل والفساد، ومنها ما هو نفسي مرتبط باإلحباط والعدوانية، ولكن ضرورة تحديد الموضوع تفرض علينا التركيز

سواء من حيث مؤشرات الصحة النفسية، التي تتمثل أساسا في وتسليط الضوء على واقع الحياة النفسية للشباب الشعور بالكفاءة والثقة بالنفس، والتفاعل االجتماعي، والنضج االنفعالي، وضبط النفس، وتوظيف الطاقات واالمكانات في أعمال متشعبة، ومدى التحرر من االضطرابات االنفعالية والمزاجية، والبعد اإلنساني والقيمي،

أو من حيث درجة التطرف نحو العنف بمختلف أنواعه التنفيذي، والبدني، . ل الذات ونواحي العجزوتقب . واللفظي

للشباب المنحرف في الوسط الحضري بالتطرف الصحة النفسية ولهذا فقد رأينا أنه من المفيد دراسة مدى ارتباطعض الشباب في الوسط الحضري من مشاعر والكشف عما يعانيه ب،نحو العنف، وارتكاب مختلف أنواع الجرائم

عدم الكفاية، والكآبة، والقلق، والحساسية، والغضب، والتوتر، ما يدفع الشاب نحو التطرف في استجاباته، وفي ودراسة ما إذا كانت هناك فروق بين الشباب والشابات . سلوكه ومواقفه، بعيدا عن االعتدال واالتزان االنفعالي

الصحة النفسية، أو من حيث االضطرابات االنفعالية والمزاجية، أو من حيث درجات سواء من حيث درجات . التطرف نحو العنف

.ويمكن تحديد طبيعة هذه اإلشكالية بصورة إجرائية في أسئلة الدراسة وفرضياتها أسئلة الدراسة

ودرجات التطرف نحو هل توجد عالقة ارتباطية سلبية، ذات داللة إحصائية بين درجات الصحة النفسية، - العنف لدى الشباب المنحرف في الوسط الحضري؟

هل توجد عالقة ارتباطية موجبة، ذات دالل إحصائية بين درجات االضطرابات االنفعالية والمزاجية، - ودرجات التطرف نحو العنف؟

ضري؟ وأين يقع وما مدى شيوع االضطرابات االنفعالية والمزاجية بين الشباب المنحرف في الوسط الح- مستواهم التعليمي؟ وما هي الجريمة األكثر شيوعا؟ وما طبيعة األسرة التي ينحدرون منها؟

هل هناك فروق ذات داللة إحصائية بين المتوسطات الحسابية للصحة النفسية لدى الشباب المنحرف في - الوسط الحضري تبعا لمتغير الجنس؟

ين المتوسطات الحسابية لالضطرابات االنفعالية والمزاجية لدى الشباب وهل هناك فروق ذات داللة إحصائية ب- المنحرف في الوسط الحضري تبعا لمتغير الجنس؟

Page 9: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٩

وهل هناك فروق ذات داللة إحصائية بين المتوسطات الحسابية للتطرف نحو العنف لدى الشباب المنحرف في - الوسط الحضري تبعا لمتغير الجنس؟

فرضيات الدراسة

د عالقة ارتباطية سالبة بين درجات الصحة النفسية ودرجات التطرف نحو العنف لدى الشباب المنحرف توج- .في الوسط الحضري

توجد عالقة ارتباطية موجبة بين درجات االضطرابات االنفعالية والمزاجية ودرجات التطرف نحو العنف - .لدى الشباب المنحرف في الوسط الحضري

القلق والتوتر والغضب من أكثر االضطرابات االنفعالية شيوعا بين الشباب في الوسط تعد عدم الكفاية و- الحضري؟

ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين المتوسطات الحسابية للصحة النفسية لدى الشباب المنحرف تبعا - .لمتغير الجنس

ابات االنفعالية والمزاجية لدى الشباب ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين المتوسطات الحسابية لالضطر- .المنحرف تبعا لمتغير الجنس

ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين المتوسطات الحسابية للتطرف نحو العنف لدى الشباب المنحرف تبعا - .لمتغير الجنس

دراسةالهدف من ال

:ترمي هذه الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية . الصحة النفسية للشباب المنحرف في الوسط الحضري بالتطرف نحو العنف معرفة مدى ارتباط- . معرفة مدى شيوع االضطرابات االنفعالية والمزاجية لديهم، ومدى ارتباطها بالتطرف نحو العنف- . معرفة أثر متغير الجنس في الصحة النفسية، والتطرف نحو العنف، واالضطرابات االنفعالية والمزاجية-

الدراسةأهمية

كما . تنبثق أهمية هذه الدراسة من تناولها موضوع الصحة النفسية لدى الشباب المنحرف في الوسط الحضريتكمن أهميتها في تقديم حلول موضوعية، على شكل إجراءات وقائية من الدرجة الثالثة، تساهم بشكل أو بآخر

لمستطاع، من انتشار العنف والجريمة في الوسط في الحفاظ على الصحة النفسية للشاب، وبالتالي الحد، قدر ا .الحضري

حدود البحث

شابا منحرفا، سبق لهم ارتكاب جرائم ٨٠تتحدد هذه الدراسة بالعينة المستخدمة في هذا البحث والمكونة من وينحدرون . سنة٢٥-١٨مختلفة، موقوفين حاليا في المؤسسات اإلصالحية الجزائرية، وتتراوح أعمارهم بين

مدى ، وات واألساليب اإلحصائية المستخدمةن الوسط الحضري ، كما تتعين حدود هذه الدراسة في ضوء األدوم . ٢٠٠٦-٢٠٠٥الفترة الزمنية التي تمتد بين سنتي من البحث في ضوء توقعةإمكان تعميم النتائج الم

:بحثإجراءات ال

العينة

ة اختياراً قصدياً ، ال عشوائياً ، على أسـاس العمـر ، لتحقيق الغرض من هذا البحث، اختيرت العينة المذكور والوسط الحضري الذي ينحدرون منه، وسبق ارتكابهم جرائم ذات طابع عنيف، أوفقوا بسببها فـي المؤسـسات

Page 10: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١٠

٣٠ شابا، أما الفئة الثانيـة فتـضم ٥٠تضم الفئة األولى : ووزعت عينة البحث إلى فئتين . اإلصالحية والوقائية .من ثالث مؤسسات إصالحية جزائرية. ختيارهم عبر المعاينةكان ا. شابة

. يبين توزيع العينة ومكانها حسب متغير الجنس١: الجدول رقم

اإلناث الذكور المؤسسات اإلصالحية

١٢ ١٧ -تلمسان–المؤسسة اإلصالحية

١٠ ١٧ - البويرة-المؤسسة اإلصالحية

٨ ١٦ - عين تموشنت–المؤسسة اإلصالحية

٣٠ ٥٠ موعالمج

السيكومترية ها مؤشراتو البحث تاوأد -

مقياس الصحة النفسية لعبد المطلب من أجل تحقيق أهداف البحث والوصول إلى نتائج موضوعية، اعتمد الباحث الجزء الخـاص بـالنواحي ) ١٩٩٦طبعة ( الجديدة قائمة كورنل أمين القريطي، وعبد العزيز السيد الشخص، و

.، ومقياس العنف لمحمد خضر عبد المختاراجيةاالنفعالية والمز الصحة النفسية لعبد المطلب أمين القريطي وعبد العزيز السيد الشخص مقياس-١

المقياسوصف

، ويتضمن )١٩٩٢عبد المطلب أمين القريطي وعبد العزيز السيد الشخص، (لقد قام بإعداد هذا المقياس كل من بندا ١٠٥اهر تعبر عن األبعاد المحددة للصحة النفسية، ويبلغ عددها مجموعة من البنود، تمثل مؤشرات لمظ

تقيس مدى تمتع الفرد ببعض الخصائص اإليجابية، التي تساعده على حسن التوافق مع نفسه وبيئته ومجتمعه، :وتحتوي البنود على سبعة أبعاد، هي. وكذلك تحرره من تلك الصفات السلبية التي تعيق هذا التوافق

النضج االنفعالي والمقدرة على ضبط – المقدرة على التفاعل االجتماعي –عور بالكفاءة والثقة بالنفس الش- البعد – التحرر من األعراض العصابية – المقدرة على توظيف الطاقات واالمكانات في أعمال متشعبة –النفس

. تقبل الذات ونواحي العجز العضوي–اإلنساني والقيمي كومترية للمقياس الخصائص السي

اختبر هذا المقياس بإجرائه على عينة من الشباب بجامعة الملك سعود من القسمين العلمي واألدبي للتحقق من صدقه وثباته في البيئة السعودية، وذلك عن طريق إخضاع درجات أفراد عينة التقنين للتحليالت اإلحصائية

راج معامالت ارتباط البنود الممثلة لألبعاد المختلفة بالدرجة الكلية باستخدام أسلوب التحليل العاملي، وذلك الستخلهذه األبعاد، ومن ثم استخراج معامالت االرتباط البينية بين أبعاد المقياس من جهة، والدرجة الكلية للمقياس من

.٠,٠١فكانت معامالت االرتباط دالة عند مستوى . جهة أخرىومن ثم حساب معامالت االرتباط بين درجات أفراد العينة . ريقة إعادة اإلجراءوتم التأكد من ثبات المقياس بط

في المرتين، بالنسبة لكل بعد من أبعاد المقياس، فكانت جميع معامالت ثبات المقياس دالة إحصائيا عند مستوى . ما يشير إلى تمتعه بدرجة عالية من الثبات٠,٠١ الجزء الخاص بالنواحي االنفعالية والمزاجية) ١٩٩٦طبعة ( الجديدة قائمة كورنل -٢

المقياسوصف

، ١٩٩٦محمود السيد أبو النيل بتعريب هذا المقياس، وتكييفه على البيئة المصرية بجامعة عين شمس سنة قام

Page 11: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١١

والعصابية ألغراض التفسير أصال وسيلة للحصول على بيانات تتعلق بالنواحي السيكوسوماتيةُأعد هذا المقياس ادي، باإلضافة إلى التقييم اإلحصائي، الذي يحدد وضع المفحوص بالنسبة لمقياس يختص بالجوانب العصابية العي

.واالضطرابات السيكوسوماتيةكان لزاما علينا من حيث االضطرابات االنفعالية والمزاجية، الشبابمسح شامل لمجموعة من وحتى نتمكن من

.هذا المقياسفقط من الجزء الخاص بهذه االضطرابات استخدام : كاآلتي٣ في الجدول رقم، تتوزعبندا ٥١ويتضمن الجزء الخاص بالنواحي االنفعالية والمزاجية

البنودعدد الرمز المقياس الفرعي M 12 عدم الكفاية

N 6 االكتئاب

O 9 القلق

P 6 الحساسية

Q 9 الغضب

R 9 التوتر

ستة على حدة، بإعطاء درجة على كل سؤال أجاب عنه المبحوث بـ يصحح كل مقياس فرعي من المقاييس ال

، وبذلك فإن عدد العبارات على كل مقياس فرعي يساوي الدرجة "صفر"فدرجتها دائما " ال"، أما اإلجابة بـ"نعم" .الكلية على هذا المقياس

اضطرابات (رجة د٥١إلى ) خال من االضطراب االنفعالي والمزاجي(وتتراوح درجة المفحوص بين صفر ، فاالضطرابات االنفعالية والمزاجية في هذا المقياس عبارة عن بعد متصل، يمتد من أقصى الشعور )مرتفعة

.باالرتياح واالتزان االنفعالي، إلى أقصى الشعور بالتعاسة واالضطراب الخصائص السيكومترية للمقياس

ودرس صدقه بطريقة . ريقة التجزئة النصفية بط٠,٩٢وجد أبو النيل أن معامل ثبات المقياس يساوي عند فئة ٠,٠١المجموعات المتناقضة، فوجد أن معامل االرتباط دال إحصائيا عند مستوى داللة معنوية

.المرضى نفسيا ما يؤكد صدق المقياسحول صدق المقياس وثباته في البيئة المصرية، وجد أن ) ٣٢٩، ص١٩٩٤مجدي محمد زينة، (وفي دراسة لـ

. ٠,٩٣، أما معامل الثبات يساوي ٠,٩٦عامل الصدق يساوي م مقياس العنف لمحمد خضر عبد المختار-٣

المقياس وصف-

بتصميم هذا المقياس الذي يعد أداة مناسبة لقياس درجة الميل ) ١٣٠،ص١٩٩٩محمد خضرعبد المختار،(قام لقد . يلجأ فيها الفرد إلى العنفنحو العنف، وتحديد سمات الشخص العنيف، ومختلف الظروف التي

٣٧ بندا، تنقسم إلى ثالثة مقاييس فرعية، تتمثل في العنف التنفيذي، الذي يضم ٧٠ويبلغ عدد بنود هذا المقياس . بندا١٥ بندا، والعنف اللفظي، الذي يضم ١٨بندا، والعنف البدني، الذي يضم

: وتُصنف استجابات هذا المقياس في ثالث فئات مختلفة )السب، الشتم، الكراهية، اللوم(استجابات تدور حول -

Page 12: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١٢

)االشتباك باأليدي، الظلم، التظاهر، التآمر، التعصب( استجابات تدور حول - )القتل، الخروج عن القوانين، المظاهرات( استجابات تدور حول - الخصائص السيكومترية للمقياس -

ام طريقة صدق المحكمين، فتمكن من تحديد البنود درس محمد خضر صدق المقياس باستخد:صدق المقياسالصادقة وشدتها، كما استخدم طريقة التحليل العاملي من خالل المكونات األساسية وتدوير المحاور، فحصل على

. وأكثر٠,٣ عامال، لها تشبعات تقدر بـ ١٨نود الفرعية التي تتضمن العنف بحث عن ثبات المقياس باستخدام طريقة التجزئة النصفية للب: ثبات المقياس-

فقسم بنود المقياس داخل كل مقياس فرعي على أساس البنود الفرعية والبنود . التنفيدي، والبدني واللفظي، فوجد أن المقياس يتمتع بدرجة ثبات عالية كما هو )براون-سبيرمان(الزوجية، ثم صحح معامل الثبات بمعادلة

:موضح في الجدول التالي يوضح معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية للبنود الفرعية قبل التصحيح وبعد التصحيح:٤لرقم الجدول ا

العنف اللفظي العنف البدني العنف التنفيذي

٠,٧٥ ٠,٧٥ ٠,٧٠ معامل الثبات قبل التصحيح ٠,٨٥ ٠,٨٥ ٠,٨٢ معامل الثبات بعد التصحيح

طريقة التصحيح

على حدة، بإعطاء درجة على كل سؤال أجاب عنه المبحوث ثالثةن المقاييس اليتم تصحيح كل مقياس فرعي م، و بذلك فإن عدد العبارات على كل مقياس فرعي يساوي "صفر"فدرجتها دائما " ال"، أما اإلجابة بـ"نعم"بـ

.الدرجة الكلية على هذا المقياس األساليب اإلحصائية المستعملة -

حساب المتوسطات كلمعالجة نتائج الدراسة األساسية ساليب اإلحصائيةاستخدم الباحث مجموعة من األ لدراسة الفرق بين عينتين مستقلتين، ومعامل االرتباط Tمقياسو ،حساب النسب المئوية، وواالنحرافات المعيارية

للعلوم بعد تفريغ المقاييس الثالثة، تم أدخل البيانات في الحاسوب باستخدام الرزمة اإلحصائية). بيرسون( . الستخراج التحليالت اإلحصائية المناسبةSPSSاالجتماعية

النتائج

عرض النتائج : أوال

عرض نتائج الدرجات الكلية للمقاييس الثالثة-١

الشباب المنحرف في الوسط الحضري، لدرجات االنحرافات المعياريةيبين المتوسطات و ٥ :رقمالالجدول

. للنواحي االنفعالية والمزاجية" كورنل"قياس التطرف نحو العنف وقائمة على مقاييس الصحة النفسية وم

مقياس الصحة

النفسية

مقياس التطرف

نحو العنف

"كورنل"قائمة

ع م ع م ع م

٨,٥٢ ٢٤,٤٣ ١١,٨٥ ٣٦,١٣ ١٢,٤٦ ٤٣,٨٣

Page 13: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١٣

يفتقرون كثيرا ، أن متوسط الصحة النفسية لدى الشباب منخفض، أي أنهم٥:الحظ، من خالل الجدول الرقمن إلى المظاهر اإليجابية، التي تعكس مستوى الصحة النفسية، وعلى الضد من ذلك نالحظ من خالل الجدول أن متوسط الشباب على درجات العنف ودرجات االضطرابات االنفعالية والمزاجية مرتفعة إلى حد ما كما كان

.متوقعاو لمقياس الصحة النفسية، ومقياس التطرف نحو العنف، عرض النتائج الخاصة بدرجات المقاييس الفرعية -

.للنواحي االنفعالية والمزاجية" كورنل"قائمة

الشباب على المقاييس الفرعية لدرجات االنحرافات المعيارية يبين المتوسطات و :٦رقمالالجدول

النفسيةالشباب على المقاييس الفرعية للصحة لدرجات االنحرافات المعياريةالمتوسطات و -١الشعور

بالكفائة والثقة بالنفس

المقدرة على التفاعل االجتماعي

النضج االنفعالي وضبط النفس

توظيف الطاقات واالمكانات

التحرر من األعراض العصابية

البعد اإلنساني والقيمي

تقبل الذات وأوجه القصور

ع م ع م ع م ع م ع م ع م ع م٣,٠ ٦,٣٨ ٢,٧٤ ٦,٣١ ٣,٢٨ ٦,٢٧ ٢,٥٦ ٥,٩٠ ٣٢٦ ٥,٩٨ ٢,٨٧ ٦,٩٢

٢ ٥,٩٠

٢,٥٩

الشباب على المقاييس الفرعية للتطرف نحو العنف لدرجات االنحرافات المعياريةالمتوسطات و - ٢ العنف اللفظي العنف البدني العنف التنفيذي

ع م ع م ع م

٣,٦٥ ٩,٢٥ ٣,٩٧ ٩,٧٢ ٦,٣٩ ١٨,٠١ " كورنـل "الشباب على المقاييس الفرعيـة لقائمـة تلدرجا االنحرافات المعيارية المتوسطات و -٣

الخاصة بالنواحي االنفعالية والمزاجية

التوتر الغضب الحساسية القلق االكتئاب عدم الكفاية

ع م ع م ع م ع م ع م ع م

٦,١٧

٢,٩ ٢,٣٧ ٣,٨٣ ١,٨٠ ٣,١٧ ٢,٣٩٣

١,٤٦

٤,٢١

١,١٩

٤,٤٠

٢,٥٤

المتوسطات الحسابية تقع ضمن مدى المتوسطات المتوقعة نالحظ أن ٦: ورقم٥:ول رقما الجدمن خالل . لمجتمع الدراسة، ويمكن االعتماد عليها في تفسير النتائج، وإجراء التحليل اإلحصائي لها

دراسة العالقة االرتباطية بين درجات الصحة النفسية والتطرف نحو العنف عرض النتائج الخاصة ب-٢

الرتباط بين درجات الصحة النفسية مجتمعة ودرجات مقياس التطرف نحو العنف معامل ايبين :٧رقمالالجدول

االنحراف المتوسط المعياري

مستوى الداللة المعنوية معامل االرتباط

١٢,٤٦ ٤٣,٨٣ الدرجة الكلية للصحة النفسية ١١,٨٥ ٣٦,١٣ الدرجة الكلية للعنف

٠,٠٥دالة عند ٠,٢٥-

أن هناك عالقة ارتباطية سالبة، ودالة إحصائيا عند مستوى داللة : ٧جدول رقميتضح لنا جليا من خالل ال

بين الصحة النفسية والتطرف نحو العنف، أي كلما انخفضت درجات الصحة النفسية، ارتفعت ٠,٠٥معنوية

Page 14: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١٤

ائم وتدل هذه النتيجة على مدى تأثر متغير العنف غير الشرعي، الذي يفضي إلى ارتكاب الجر. درجات العنف

.بانخفاض مستوى الصحة النفسية

معامالت االرتباط بين المقاييس الفرعية لكل من مقاييس الصحة النفسية يبين :٧رقمالالجدول ومقياس التطرف نحو العنف

اD@EB اFJ?KB اD@EB اFGHIB اD@EB اAB@?<=ي

اHBرMTت آM>NOB PQس D@EBا

VNWBءة واM?QBM[ ر\E]Bا^?@BM[

-٠٠٤`٠ ٠٠٤`٠- ٠١`٠- ٠٧`٠

PdM?ABا eKd رةHNOBاFdMOATfا

-١٩`٠- ١٢`٠- *١٧`٠- *٢٢`٠*

jIkو ،FBME?Gfا mn@Bا^?@Bا

-١٢`٠- ٠٧`٠- ٠٥`٠- ٠٦`٠

D>s\t اMqMrBت واMGMQufت

٠٠١`٠ ٠٦`٠ ٠٤`٠- ٠١`٠

اwzABر yu اwdxاض V>[M{EBا

-٤٤`٠- **٢٩`٠- **٣٩`٠- **٣١`٠**

*١٧`٠- ١١`٠- ١٥`٠- ١٥`٠- اFO>NBاHEIB اGf~ــــــFGM وPINt اB=ات وأو�T اNB}\ر

V�\nEBا ٠٦`٠- ٠٠٨`٠ ٠٢`٠- ٠٠٢`٠

* V�\@Eu VBfى د\A~u H@d M>�M{إ� VB٠٥`٠دا ** V�\@Eu VBfى د\A~u H@d M>�M{إ� VB٠١`٠دا

:على ما يلي : ٧تدل النتائج المستخلصة من التحليالت اإلحصائية من خالل الجدول رقمتتسق العالقة بين مظاهر الصحة النفسية، التي تتمثل في المقدرة على التفاعل االجتمـاعي، والتحـرر مـن -

األعراض العصابية، والبعد اإلنساني و القيمي بالتطرف نحو العنف في الوجهة من حيث إنها سـالبة، أي أن دى هؤالء الشباب، وضده صحيح، بمعنى عدم توفر هذه المزايا النفسية أدى حتما إلى ارتفاع مستوى العنف ل . أنه كلما ارتفع مستوى الصحة النفسية عند الشاب رفض العنف

كما تتباين العالقة االرتباطية بين المقياسين في الشدة نتيجة لوجود عالقة ارتباطية سالبة، ودالة إحصائيا عند - .ميع مظاهر أنواع العنف بين التحرر من األعراض العصابية، وج٠,٠١مستوى داللة معنوية دراسة العالقة االرتباطية بين درجات االضطرابات االنفعاليـة والمزاجيـة ودرجـات ب عرض النتائج الخاصة

.التطرف نحو العنف

معامل االرتباط بين درجات االضطرابات االنفعالية والمزاجية مجتمعة نتائجيبين :٨ رقمالالجدول رف نحو العنف والدرجات مجتمعة لمقياس التط

االنحراف المتوسط المعياري

مستوى الداللة المعنوية معامل االرتباط

٨,٥٢ ٢٤,٤٣ " كورنل"الدرجة الكلية لقائمة ١١,٨٥ ٣٦,١٣ الدرجة الكلية للعنف

٠,٠١دالة عند ٠,٦١

ئيا عند مستوى داللة أن هناك عالقة ارتباطية موجبة، ودالة إحصا : ٨يتضح لنا جليا من خالل الجدول رقم

كلما ارتفعت درجات االضطرابات : بين االضطرابات االنفعالية والتطرف نحو العنف، أي ٠,٠١معنوية

وتؤكد هذه النتيجة النتيجة السابقة، التي تم توضيحها في الجدول . االنفعالية والمزاجية، ارتفعت درجات العنف

ما تدل هذه النتيجة على أن التطرف نحو العنف ما هو إال ك .، من حيث التحرر من األعراض العصابية٧رقم

Page 15: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١٥

صرخة استغاثة من األلم والمعانات النفسية، التي يعاني منها الشاب في الوسط الحضري، وصرخة مدوية لمن

.أصبح عاجزا عن تحديد هويتهم الفاعلة نحو اآلخرين فرعية لكل من االضطرابات االنفعالية والمزاجية معامالت االرتباط بين درجات المقاييس اليبين :٩رقمالالجدول

ودرجات المقاييس الفرعية للتطرف نحو العنف

اHBرMTت آM>NOB PQس اD@EB اFJ?KB اD@EB اFGHIB اD@EB اAB@?<=ي

D@EBا

V�M?QBم اHd ٢٤`٠ ١٥`٠ **٢٩`٠ ١٨`٠*

V[�QB٢١`٠ ١١`٠ *٢٧`٠ *٢٣`٠ ا

�KNB٤٤`٠ ٢١`٠ **٣٥`٠ **٤٠`٠ ا**

V>�M~zB٢١`٠ *٢٢`٠ *٢٦`٠ ١٤`٠ ا

�n�B٤٦`٠ **٣٥`٠ *٢٧`٠ **٣٩`٠ ا**

wt\AB٤١`٠ **٣١`٠ **٢٩`٠ **٣٣`٠ ا** * V�\@Eu VBfى د\A~u H@d M>�M{إ� VB٠٥`٠دا ** V�\@Eu VBfى د\A~u H@d M>�M{إ� VB٠١`٠دا

: على ما يلي٩:تدل النتائج المستخلصة من التحليالت اإلحصائية من خالل الجدول رقم تتسق العالقة االرتباطية بشكل موجب وتالزمي بين االضطرابات االنفعالية والمزاجية التي تتمثل في الكآبة، -

.والقلق، والغضب، والتوتر بالعنف التنفيذي تتسق العالقة االرتباطية بشكل موجب وتالزمي بين االضطرابات االنفعالية والمزاجية التي تتمثل فـي عـدم - كفاية، والكآبة، والقلق، والحساسية، والغضب، والتوتر بالعنف البدنيال تتسق العالقة االرتباطية بشكل موجب وتالزمي بين االضطرابات االنفعالية والمزاجية، التـي تتمثـل فـي -

الحساسية، والغضب، والتوتر بالعنف اللفظيعالية والمزاجية، التي تتمثل في عـدم الكفايـة، تتسق العالقة االرتباطية بشكل موجب بين االضطرابات االنف -

والقلق، والغضب، والتوتر بالدرجات مجتمعة للعنف، أي أن تداخل هذه االضطرابات النفسية األربعـة فيمـا .بينها يسهم في تكوين االستعداد والقابلية لدى الشاب للقيام بسلوك عنيف، ومن ثم ارتكاب مختلف الجرائم

لفروق بين متوسطات الشباب ذكورا وإناثا من حيث الصحة النفسية والتطرف نحو البحث عن داللة ا -٣

. العنف، واالضطرابات االنفعالية والمزاجية

لدراسة الفرق بين الذكور واإلناث من حيث الصحة النفسية، والتطرف نحو العنف و Tمقياس نتائج ١٠:رقمالالجدول يبين االضطرابات االنفعالية والمزاجية

الذكور ٥٠= ن

اإلناث ٣٠= ن

ع م ع م

Tقيمة المحسوبة

Tقيمة الجدولية

مستوى الداللة المعنوية عند ومستوى ٧٨درجة حرية ٠,٠١ و٠,٠٥داللة معنوية

مقياس الصحة النفسية

غير دالة ١,٩٦ ١,٣٨ ١٢,١٠ ٤٣,٥٣ ١٢,٦٣ ٤٤,٦٤

مقياس التطرف نحو العنف

٠,٠٥دالة عند مستوى ١,٩٦ ٢,٣٣ ١٢,٦٣ ٣٥,٠٦ ١٠,٢٦ ٣٦,٨٦

" كورنل"قائمة للنواحي االنفعالية

٠,٠١دالة عند مستوى ١,٩٦ ٦,٥٤ ٨,٧٥ ٢٣,٥٢ ٨,٥٥ ٢٦,٤٠

Page 16: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١٦

تأثير األساسي لمتغير الجنس غير دال إحصائيا فيما يخص درجات أن ال ، ١٠: الرقم الجدول ل من خال ،يتبين عانون من سوء الصحة النفسية بشكل متقارب جدا، بينما تأثير الصحة النفسية، أي أن كل من الذكور واإلناث ي

متغير الجنس دال إحصائيا فيما يخص متوسطي المجموعتين على مقياس التطرف نحو العنف عند مستوى داللة وبـالرجوع إلـى . ٠,٠١، وقائمة كورنل للنواحي االنفعالية والمزاجية عند مستوى داللة معنويـة ٠,٠٥معنوية

، وهـذا ٣٥,٠٦، أما متوسط اإلناث يـساوي ٣٦,٨٦د أن متوسط الذكور في مقياس العنف يساوي البيانات نج أما فيما يخص االضـطرابات االنفعاليـة . يعني أن الفروق لصالح الذكور، أي أن الذكور أكثر عنفا من اإلناث

، وهذا يعنـي أن ٢٣,٥٢، ومتوسط عينة اإلناث يساوي ٢٦,٤٠والمزاجية، نجد أن متوسط عينة الذكور يساوي .الفروق لصالح الذكور، أي أن الذكور أكثر اضطرابا انفعاليا ومزاجيا من اإلناث

البحث عن النسب المئوية لمدى شيوع االضطرابات االنفعالية والمزاجيـة، و انـواع الجـرائم المرتكبـة، -

. للعينة المدروسةوالمستوى التعليمي، والوضعية األسرية، و نسبة الشباب العاطل عن العمل وفقا

يبين النسب المئوية لمدى شيوع االضطرابات االنفعالية والمزاجية بين الشباب المنحرف في الوسط الحضري:١١الجدول الرقم

اwrkfا]Mت اV@>EB اHOBرو�V آyu PQ اMI]Bب

V>BME?Gfن ك ا %

V�M?QBم اHd ٥٦ ٨٠ ٤٥

V[�QB١٦ ٨٠ ١٣ ا

�KNB٥٢ ٨٠ ٤٢ ا

V>�M~zB٣٠ ٨٠ ٢٤ ا

�n�B٦٢ ٨٠ ٥٠ ا

wt\AB٥٣ ٨٠ ٤٣ ا

الشباب أن النسب المئوية لمدى شيوع االضطرابات االنفعالية والمزاجية بين ،١١الجدول الرقميتبين، من ، %٥٦بـ " عدم الكفاية"حيث قدرت النسبة المئوية فيما يخص المنحرف في الوسط الحضري متقاربة ومرتفعة،

فقد " القلق"أما فيما يخص ، و%١٦بـ بين الشباب فقد بلغت النسبة المئوية لمدى شيوعه" آبةلكا"أما فيما يخص فقد بلغت النسبة المئوية " الحساسية"أما فيما يخص ، و%٥٢بـ الشباب بلغت النسبة المئوية لمدى شيوعه بين

الشباب ية لمدى شيوعه بين فقد بلغت النسبة المئو" الغضب"أما فيما يخص ، و%30 بـالشبابلمدى شيوعه بين .%٥٣بـ الشباب بلغت النسبة المئوية لمدى شيوعه بين " التوتر"أما فيما يخص ، و%٦٢بـ

يبين النسب المئوية ألنواع الجرائم المرتكبة بين الشباب المنحرف في الوسط الحضري:١٢الجدول الرقم

أG\اع اw�Bا�� اVIQtwOB اV@>EB اHOBرو�yu V اMI]Bب

% ن ك

Vqw~B٥٠ ٨٠ ٤٠ ا

PANB٧٥`٨ ٨٠ ٧ ا

١٠ ٨٠ ٨ اHAdfاء

V>~@T تMا�wzGا) eGب، زM{Aا� )اMzOBرم، دMdرة

٢٥`١٦ ٨٠ ١٣

��w�t ١٥ ٨٠ ١٢

Page 17: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١٧

الشباب المنحرف في الوسط الحضري في بين لجرائم المرتكبة أن النسب المئوية ل،١٢الجدول الرقميتبين، من أي أن نصف العينة %٥٠بـ " السرقة"حيث قدرت النسبة المئوية فيما يخص ة، ضوء العينة المدروسة متفاوت

، %١٦,٢٥المدروسة تنحرف نحو السرقة، تم تليها االنحرافات الجنسية في المرتبة الثانية بنسبة مئوية مقدارها يرا القتل الذي ، و أخ% ١٠ حيث بلغت نسبته المئوية" االعتداء"، ثم %١٥بنسبة مئوية تقدر بـ" التهريب"ثم

.%٨,٧٥بلغت نسبته المئوية بـ يبين النسب المئوية للمستوى التعليمي بين الشباب المنحرف في الوسط الحضري:١٣الجدول الرقم

اV@>EB اHOBرو�yu V اMI]Bب FO>KEABى ا\A~OBا

% ن ك

F� ٧٥`٤٣ ٨٠ ٣٥ ا]HAا

j�\Au ٣٠ ٨٠ ٢٤

٢٥`٢١ ٨٠ ١٧ �GM\ي

FEuMT ٥ ٨٠ ٤

الشباب المنحرف في الوسط الحضري في بين لمستوى التعليمي أن النسب المئوية ل،١٣:الجدول الرقميتبين من ضوء العينة المدروسة منخفض، فمعظم هؤالء الشباب يقع مستواهم التعليمي بين االبتدائي والمتوسط بنسبة

ليمي في المرحلة الثانوية، و أخيرا نسبة منهم يقع مستواها التع% ٢١,٢٥ ، بينما نسبة %٧٣,٧٥مئوية مقدارها .فقط منهم يكون مستواها التعليمي جامعي% ٥

يبين النسب المئوية لوضع األسرية التي ينتمي إليها أفراد العينة المدروسة : ١٤الجدول الرقم من الشباب المنحرف في الوسط الحضري

األغلبية الساحقة من الشباب المنحرف في الوسط الحضري، في ضوء العينـة أن : ١٤الجدول الرقم يتبين، من أن الشاب يعيش " متكاملة"، فالمقصود من لفظ %٧٢,٥المدروسة تنتمي إلى أسر متكاملة، بنسبة مئوية مقدارها

من أسر غير متكاملة، أي مفككة بسبب وفاة % ٢٧,٥الديه بالرغم من تصدع البنية األسرية، بينما ينحدر مع و . أحد الوالدين، أو غيابه الطويل، أو بسبب الطالق

يبين النسب المئوية للشباب العاطل والعامل وفقا للعينة المدروسة من الشباب المنحرف في الوسط الحضري:١٥الجدول الرقم

اV@>EB اHOBرو�yu V اMI]Bب

% ن ك

٢٥`٤٦ ٨٠ ٣٧ ]Mrل

PuMd ٧٥`٥٣ ٨٠ ٤٣

النسبة المئوية للشباب العاطل عن العمل في ضـوء العينـة المدروسـة ال ، أن : ١٥الجدول الرقم يتبين، من تدل هـذه %. ٥٣,٧٥، بينما الذين يزاولون مهناً سواء حكومية أو حرة تقدر نسبتهم بـ %٤٦,٢٥تتجاوز نسبة

النتيجة على أن توزيع العمل على الشباب يحتاج إلى تخطيط محكم، سواء من حيث إيجاد العمل المناسـب، أو

أG\اع اw�Bا�� اV@>EB اHOBرو�yu V اMI]Bب

VIQtwOBن ك ا %

VKuMQAu ٥`٧٢ ٨٠ ٥٨

VKuMQAu w>� ٥`٢٧ ٨٠ ٢٢

Page 18: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١٨

.المجال المهني الذي يشبع رغبات الشاب، وينمي قدراته، أو العمل الذي ينفس من خالله عن انفعاالته

مناقشة النتائج وتفسيرها: ثانيا

إليها أنه توجد عالقة ارتباطية سالبة بين الصحة النفسية والتطرف نحو العنف، لدى تبين النتائج المتوصل -١تشير هذه النتيجة إلى أنه كلما انخفضت درجات الصحة النفـسية . الشباب المنحرف في الوسط الحضري

ـ ى، ارتفعت بالضرورة درجات التطرف نحو العنف، إن وجود هذه العالقة االرتباطية يرجع بالدرجة األولكما تؤكده نتائج الدراسة الحالية، إلى أن لدى الشباب في الوسط الحضري الكثير من المطالب ، يتعجلـون الحصول عليها، فيضيعون بذلك كثيرا من الفرص التي تتيح لهم النضج االنفعالي والعاطفي واالجتمـاعي

ع مستواهم التعليمي بين االبتدائي يق ٧٣,٧٥وحتى العقلي، بحكم أن األغلبية الساحقة بنسبة مئوية تقدر بـ فهؤالء . والمتوسط، وهذا نتيجة لضعف قدراتهم العقلية ، التي لم تسمح لهم بمواكبة الصف الدراسي العادي

يريدون تحقيق مطامحهم في الحياة دون تحمل المسؤولية والكفاح والمعاناة، وغير مستعدين لالستفادة مـن وقد جاءت هـذه . ج إلى تنمية مقدرتهم على المواجهة وتخطي الحواجز وأن هذا األمر يحتا . تجارب الفشل

-١٦٣، ص ١٩٧٤علي محمود ليله، ( و) ١٩١،ص١٩٧٠محمود عبد القادر، ( النتائج متوافقة مع دراسة ، ولونار دوبMiller ، وميلرDollard.G -جوهان دوالرد( و) ١٨٣،ص١٩٨٩أمينة الجندي،(و) ١٦٤

Doob.L وموور ، Mowerوبارت سيرز، ور Robert sears ،٤١٨،ص١٩٩٣ في صفوت فرج.(

، نالحظ أن العالقة تتسق بين مظاهر الصحة النفسية، التي ٧:من خالل النتائج الموضحة في الجدول الرقم " المقدرة على التفاعل االجتماعي، والتحرر من األعراض العصابية، والبعد اإلنـساني والقيمـي "تتمثل في

إن دلت هذه النتائج على شيء، فإنما تدل علـى . العنف في الوجهة من حيث إنها سالبةوبين التطرف نحو أن انتشار المشكالت النفسية في وسط الشباب، وتعاطيهم للخمور والمخدرات، واالنحالل الجنسي والسرقة

ة هـؤالء ، أي عدم قـدر العزلة االجتماعية ما هو إال انعكاس مباشر لمفهوم ...والرفض واالحتجاج السلبي الشباب على االنخراط في العالقات االجتماعية المثمرة، ما يؤدي إلى تضخيم نرجسيتهم، التي تحرمهم من

. االنجذاب نحو شبكة العالقات االجتماعية، فيأتي تحركهم بعيدا عن اآلخرينالء الـشباب؟ تفرض علينا هذه النتائج اإلجابة بقوة وشجاعة عن كيفية تحقيق اإلدماج االجتماعي لدى هـؤ

إن القيام ببعض اإلصالحات واالمتيازات قد . إنه عمل يشارك فيه الجميع مشاركة حقيقية . إنها مهمة صعبة يساعد في تسكين األزمة لدى الشباب، ويخفف من معاناته، وقد تالقي نجاحا ظرفيا، إال أن هذه اإلجراءات

مـا : وعليه نطرح السؤال التالي . جتماعي المنشود ال تلج إلى أعماق المشكلة، ومن ثم ال تحقق اإلدماج اال هي عملية البدء لتحقيق اإلدماج االجتماعي؟ هل ينطلق من تغيير قيم وأسـاليب تفكيـر هـؤالء الـشباب المنحرف من خالل التقنية العالجية النفسية المعرفية؟ أم نتجه أوال نحو تعديل واقعهم المادي واالجتماعي؟

االجتماعي تتم عبر العالقة التفاعلية بين الفرد ومحيطه قصد تحقيق التكيف والتوافق، بما أن عملية اإلدماج وبما أن الظروف المادية والنفسية واالجتماعية والحضرية التي تحيط بهؤالء الشباب معطيـات متحركـة،

المـستوى :وليست ساكنة، وقابلة للتغيير بفعل األفراد والجماعات، فالمطلوب أن نعمل علـى المـستويين أي ال يمكن بأي حال مـن . اإلنساني لهؤالء الشباب، ومستوى الواقع البيئي الذي يحيط به في الوقت نفسه

األحوال عزل ما هو شخصي عن ما هو بيئي اجتماعي، ومن ثم بات لزاما علينا أن ننير عقول الـشباب عددة بدون إنكار أو انتقاء، أو تـشويه بالمعارف التي تسمح لهم بمعالجة المثيرات والمنبهات والعناصر المت

Page 19: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

١٩

إدراكي للواقع، ونعزز بصيرتهم بظروف حياتهم وموقفهم منها، وتحسين قدرتهم على التعامل معها بـشكل وهذا الشق منوط بالعاملين في . يحقق لهم قدراً مقبوالً من التكيف والتوافق الالزمين لتحقيق صحته النفسية

لنفسية التي يتمتع بها الشاب، تمكنه حينها من حرية الفعل، والقدرة علـى فالصحة ا . قطاع الصحة النفسية تحقيق قدر من االنسجام بين ما هو شخصي وما هو بيئي واجتماعي، في ظل التنمية االقتصادية والتطوير االجتماعي، الذي يشارك فيه الجميع دون استثناء، سواء فـي اختيـار األهـداف االجتماعيـة أو وضـع

وبذلك تصحح العالقات االجتماعية، وتقل مسببات العزلة التي تتمثل فـي . يجيات أو تنفيذ الخطط االسترات . التناقض والتعارض وازدواج المعايير

فيما يخص وجود العالقة االرتباطية الموجبة بين االضطرابات االنفعالية والمزاجية، والتطرف نحـو -٢تشير هذه النتيجة إلى أنه كلما ارتفعـت درجـات . ريالعنف لدى الشباب المنحرف في الوسط الحض

تؤكد نتائج الدراسة . االضطرابات االنفعالية والمزاجية ارتفعت بالضرورة درجات التطرف نحو العنف الحالية، أن متغير سوء الصحة النفسية الذي يتمثل في االضطرابات االنفعالية والمزاجية بشكل عـام،

ف وارتكاب الجريمة لدى الشباب في الوسط الحضري، أي أن مؤشـرات يرتبط سلبا بالميل نحو العن سوء الصحة النفسية التي تقف وراء الجريمة متعددة ومتداخلة، فالجرائم التي يقوم بها معظم الـشباب بحكم طبيعتها تعد تحديا لكل ما هو عادي، ومصدرا لمجموعة كبيرة من االنفعاالت، فهي تثير القلـق

لحذر، وفي الوقت نفسه تحرك في نفسية الشاب مشاعر الزهو واإلعجـاب وتأكيـد والخوف والشك وا . الذات، فالجريمة بذلك تجسد مواقف العنف والتمرد والعدوان، وتثير مشاعر الجرأة والشجاعة

كما تؤكد الدراسة الحالية أن المتغير المشترك بينهم يكمن في عدم قدرتهم على تحقيق النضج االنفعالي -٣رة على ضبط النفس، وصعوبة تقبلهم لذواتهم وأوجه القصور التي يعـانون منهـا، فالغـضب والمقد

فهم ينفعلون بقـوة . وهي أعلى نسبة % ٦٢بوصفه اضطراباً انفعالياً ينتشر بينهم بنسبة مئوية مقدارها ويثورون ألبسط األمور، ويندفعون بسرعة نحو الرفض والتمرد والتدمير، وحين يعجزون عن تـدمير ما يستعصى عليهم تدميره، يتجهون نحو أنفسهم ليدمروها بمختلف المـدمرات المخـدرات كـاألنواع

يتضح من خالل عرض نتائج هذه الدراسة أن هذه الفئة من الـشباب فـي . المختلفة والمواد الكحولية ى هذا ويتجل. الوسط الحضري غاضبة غضبا شامال، غاضبة من األسرة والمجتمع اللذين تنتمي إليهما

الغضب في اتجاهاتهم وتصرفاتهم، فهم يعتقدون أن واقعهم البيئي واالجتماعي متصدع، تـسقط فيـه حيث تبين . األحالم والمطامح بسرعة، وأن كل ما حولهم باطل وزائف يشعر باليأس محل الثقة واألمل

واألصـدقاء، فتنفـرد األسرة: النتائج أن الوجود االجتماعي لهذه الفئة من الشباب يتوزع بين عالمين جماعة األصدقاء بتأثير خاص في حياة الشباب، فهي جماعته المرجعية، فيستمد الـشاب منهـا قيمـه

تقدم له هذه الجماعة فرصة . وعاداته، وأساليب تصرفاته الشاذة، ومعايير الحكم على الذات واآلخرين سواء من حيث المظهر والملبس واللغة ومن هنا يزداد التوحد مع أعضائها . التفريغ والتنفيس االنفعالي

ويغلب على المناخ السائد فيها روح التمرد واالهتمامات الجنسية والعناد والغطرسة، وغالبا .والسلوكتتفق هذه الدراسة . ما تدفع هذه الجماعة أفرادها إلى التورط في ارتكاب الكثير من السلوكات المنحرفة

عندما يشير إلى أن جماعات الشباب ) ٢٧٢-٢٧٠،ص١٩٧٠،مصطفى سويف(إلى حد كبير مع دراسة المنحرف ال تصل إلى أعلى مستوى ارتقائي ممكن، ألن نشاطها الداخلي عشوائي، ويتجه غالباً، نحـو الذاتية، ويبتعد عن الموضوعية، فقد تنشأ ألسباب تافهة، وتنفض لخالف بسيط، فالشاب بداخلها أشـد

Page 20: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٢٠

. اة منها، من جراء أتفه األخطاء التي ترتكب في حقهتعرضا لخيبة األمل، وأكثر معان

ويمكن تصور ذلك بتقديم النموذج التالي الذي يوضح العالقة بين سوء الصحة النفسية والتطرف نحـو العنـف .اإلجرامي

بينها، تجعل الشاب يتجه ، أنه عندما ترتبط هذه االضطرابات االنفعالية والمزاجية فيما١:يتضح، من الشكل الرقم

.نحو العنف سواء كان لفظيا أو تنفيذيا أو بدنيافيما يخص عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور واإلناث من حيث الصحة النفسية، يرجع بالدرجـة -٤

األولى إلى أن كال المجموعتين تعيشان نفس المشكالت نفسها ، التي تجعل الشاب في حيرة مـن أمـره، تبين مـن . دي به إلى المزيد من مشاعر القلق العام، والترقب، وعدم االستقرار، والخوف من المجهول تؤ

خالل المواقف الحوارية، أثناء تطبيق أدوات الدراسة، أنه على الرغم مما يوفره الوسط الحـضري الـذي الذي يلقونه من المجتمع، ينتمي إليه الشباب من الحاجات الخاصة بهم، إال أن حديثهم ال يخلو من التهميش

كما يشعرون باتساع الفوارق بينهم وبين أوليائهم، فهـم . ورفضهم للنظام االجتماعي القائم، وتمردهم عليه كما يشكو الكثير من الـشباب مـن أن . يرون أنهم أكثر حرية، وأكثر مواكبة لتقنيات العصر من أوليائهم

الضرورية في البيت، كتوفير غرفة خاصة للنوم، ومكان هـادئ اإلمكانات المادية لألسرة ال تلبي حاجاتهم إنهم يصرون دائما على أن الفقر هو الـسبب فـي انحـرافهم، ... للدراسة، أو المالبس التي ترضي ذوقه

والالفت لالنتباه في هذه الدراسة أن الغالبية من أفراد العينة ينحدرون من أسر متكاملة بنسبة مئوية مقدارها أن لعالقة هؤالء الشباب بأسرهم أبعادا سلبية، منها ما يرجع إلى تصدع األسـرة وتفككهـا، ، إال %٧٢,٥

أما مستواهم االقتصادي فيقع ضمن حدود المتوسـط . ومنها ما يرجع إلى قصور إمكاناتها وانحرافها أصال ة مئويـة مقـدارها ، إال أن نوع الجريمة األكثر ارتكابا تتمثل في السرقة بنسب %٦٠بنسبة مئوية مقدارها

وإن ذلت هذه النتائج على شيء فإنما تدل على أن الواقع الحضري الذي يعيشون فيه يفرض عليهم %. ٦٥الكثير من المطالب، يخلق لديهم فيضاً من الحاجات، التي يصعب تلبيتها بالطرق المشروعة، ما يدفعهم إلى

ـ اءت هـده النتـائج متوافقـة مـع دراسـة تحقيقها عبر السرقة بوصفها وسيلة سهلة بالنسبة لهـم، وج)Walter.E.V,1964,p248 .(

أما فيما يخص وجود فروق بين الجنسين من حيث التطرف نحو العنف لصالح الذكور، فيرجع إلى البنيـة -٥الفيزيولجية التي يتميز بها الذكر عن األنثى من جهة، وإلى طبيعة المواقف االجتماعية التي تعـيش فيهـا

. والمسؤوليات التي من المتوقع أن يتحملنها من جهة أخرىاإلناث،

،V>�M~�����zBا ،wt\�����ABا�n�Bا

FJ?KBا D@EBا

FGHIBا D@EBا

اD@EB اAB@?<=ي

اM]Bب

آ������P اwr������kfا]Mت V>Tا�OBوا V>BME?Gfا

،V>�M~�������zBا ،�������KNBا �n�Bا

اM]Bب

اM]Bب

Page 21: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٢١

أما فيما يخص وجود فروق بين الجنسين من حيث االضطرابات االنفعالية والمزاجية لصالح الذكور، -٦فيرجع إلى كون الذكور من الشباب أكثر طموحا وتطلعا من اإلناث من حيث األدوار، أو االتجاهات التي

ن النجاح والفشل، وعندما تسقط هذه األحالم يفضي بهم ذلك إلى اضطرابات انفعالية يتبنونها تجاه كل م . ومزاجية أشد، فتظهر على شكل عصبية مفرطة

، وعلى الرغم من ذلك فإن نسبة %٥٣,٧٥خلصت الدراسة الحالية إلى أن نسبة الشباب العامل تقدر بـ -٧ أن العمل الذي يزاولونه لم يغنهم عن السرقة والتعدي على الجريمة األكثر ارتكابا تتمثل في السرقة، بمعنى

ملك الغير، فالعمل المتاح لهم ال يلتقي في أغلب األحيان مع استعداداتهم وخبراتهم وميولهم وتطلعاتهم، ومن ثم فإنه ال يشبع حاجاتهم النفسية، بل تؤكد هذه الدراسة أنه يتعارض معها، فالعمل الذي يقومون به

ليه على أنه عقوبة، فيمارسه الشاب على الرغم منه، فتسقط أحالمه ومطامحه، ما يزيد من درجة ينظرون إتوتره، وعدم كفايته، إذ ال يرى فيه مصلحة له، ويضعه في صراع مع اآلخرين إلى حد التمرد عليهم

". عالم رفاق السن واألزمة"وعلى العمل نفسه ، والبحث عن التعويض في عالم خاص، يقترحها الباحثت توصيا

لقد تبين لنا، من خالل النتائج المتوصل إليها، أن جذور المشكالت النفسية للشباب المنحرف في الوسط الحضري ومن ثم فإن حل األزمة يفرض التعامـل معهـا . تمتد إلى أعماق بنية شخصيته، ونسيج مجتمعه ومكونات بيئته

.على الصعيد االقتصادي واألسري واالجتماعي ى المستوى االقتصاديعل

، التـي أن يأخذ بعين االعتبار تهيئة األجـواء اآلمنـة على المستوى الحكومي، يحتاج التخطيط للصحة النفسية بمـا .فئات الشباب نفسه ثانيا بين و الشباب والقائمين على شؤونه أوال، يسودها االحترام واالتصال الوظيفي بين متعلم، فتغييره من خالل برامج تتضمن عمليات الـتعلم ضـروري، أن السلوك المنحرف في عمومه هو سلوك

وأن أفضل أسلوب عالجي نفسي لفئة . خاصة مع المنحرفين الجدد من الشباب، الذين يرتكبون الجرائم ألول مرة الشباب المنحرف، خاصة في الوسط الحضري هو العالج بالعمل بوصفه عالجاً نفسياً فردياً وجماعياً ، فالعالج

ليس تقنية عالجية على مستوى العيادة النفـسية، بـل : لعمل الذي أدعو إليه ليس عالجاً بالمفهوم العيادي أي باويمكـن . مشروع متعدد الصيغ يلتقي مع تخصصاتهم، ويتفق مع استعداداتهم ويرضي مطـامحهم وتطلعـاتهم

:مراقب كما يليعرض التدخالت العالجية داخل المؤسسات اإلصالحية، وفي الوسط المفتوح ال داخل المؤسسات اإلصالحية

باإلضافة إلى مختلف تقنيات العالج النفسي لمعالجة المشكالت واالضطرابات النفسية التي يعاني منها الشاب، -يعد العالج النفسي عن طريق العمل مهماً من حيث إنه يسهل عملية التأهيـل، ومـن ثـم يحقـق االنـدماج

فيستطيع الشاب أن يعمل في ورش متعدد داخل . ي هو في جوهره موقف تعليمي االجتماعي، فالموقف العالج ...)النجارة، الحدادة، الكهرباء، البناء، الطباعة(المؤسسات اإلصالحية نذكر منها

االعتماد على برامج سمعية وبصرية ذات أهداف تعليمية وتثقيفية تتضمن معارف حول الفعل اإلجرامي، من -الخ، بصورة متزايدة تـدريجيا لتغييـر ...ناعة الفعل، وخطورة ضرره وعواقبه الوخيمة حيث األسباب، وش .اتجاهات المنحرفين

في الوسط المفتوح المراقب

) S.O.I.M.O( اختيار النشاط المالئم حسب حاجات الشباب تحت مراقبة المسئولين في مصالح الوسط المفتوح -

Page 22: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٢٢

وتـشجيع هـؤالء . ية، والتعليمية، والصناعية، والمشاريع المصغرة كاالنخراط في النشاطات التطوعية، والمكتب . الشباب أن ينخرطوا في الجمعيات المدنية والخيرية، والمشاركة في نشاطاتها

يعطي برنامج العالج بالعمل الشباب بعد خروجهم من المؤسسات اإلصالحية الفرصة لتحسين قدراتهم البدنيـة و يهيئ لهم على المستوى النفسي، التنفيس عن شعورهم بالذنب، وعـن رغبـتهم والعقلية وتفاعلهم االجتماعي،

فالتكيف العام مع ظروف محيطهم الحضري له أهمية بالغة . العدوانية، ويمتص غضبهم، ويستوعب مطامحهم .في جميع األحوال

الشباب العاطل عن العمل في الوسط الحضري

حاليا في تشغيل الشباب في الوطن العربي، نقتـرح فـتح المجـال باإلضافة إلى مختلف المشاريع المعتمدة - la culture entrepreneuriale chez lesلتجسيد فكرة ثقافة الشراكة في مشاريع متعددة بين فئـات الـشباب

jeunes ،أو ما تسمى المقاولة بالتشارك، والتي تعكس إلى حد ما إجراء عالجي مناسب عن طريـق العمـل م على توظيف المال واستثماره في مجاالت مختلفة بشكل فعال، يقوم بهذا النشاط مجموعة مـن حيث إنها تقو

الشباب يتمتعون بكفاءة مهنية مقبولة، وتتشابه مطامحهم واهتماماتهم معا في جماعات صـغيرة، يـشاركون يحدث بين جماعة ويستغل أثر الجماعة في سلوك الفرد، أي ما . مشاركة مالية وتسييرية في إنجاز المشروع

الشباب من تفاعل وتأثير متبادل بينهم من جهة، وبينهم وبين اآلخر من جهة أخرى ، يؤدي إلى نجاح الشاب حسن استخدام اآلالت و األدوات والخامات، واالسـتقرار : في عمله والرضا عنه، ومن مؤشرات هذا الرضا

. ون الشعور بالملل، واإلقبال على العملفي العمل، وجودة المنتج، وتركيز االنتباه وبذل الجهود دإن نجاح الشراكة في هذه المشاريع يتطلب أوال اإلعداد لها جيداً سواء على مستوى التكوين المهني من خالل ورش تربوية وتدريبية، أو على المستوى اإلعالمي بمختلف أجهزته، وتحدد اآلليات التي تنفذ بها من طرف

يد فكرة العالج عن طريق العمل ال يتيح للشاب الكسب المادي فقط، بل تكـسبه إن تجس . الجهات المتخصصة مجموعة من المزايا تسهم بما ال يدع مجاالً للشك في تحسين صحته النفسية، ويمكن اإلشارة إليها باختـصار

: فيما يليالثقة بالنفس وتحمـل تمكين الشباب من التغلب على مشاعر النقص والخسارة والحط من قيمة الذات، وتعزيز -

.المسؤوليات، ما يعزز تفاعلهم االجتماعي . يتيح الفرصة للشاب التنفيس والتفريغ والتطهير للشحنات االنفعالية، وتجاوز الصراعات-الحضري، فيشعر الشاب بأنه عضو فعال وله مكانته بين الوسط معتحقيق األمن النفسي واالستقرار والتوافق -

. أقرانه لمستوى األسريعلى ا

:التغلب على الفجوة بين األبناء واألولياء، و التصدع األسري من خالل تنشئة أسرية تقوم على الشروط التالية الجو العاطفي الدافئ الذي يشيع المحبة والطمأنينة لدى األبناء ، ويعزز اتصالهم الوظيفي المبني على المحبة -

فالدراسة الحالية توضح جليا أن . نسان و األشياء، وبين اإلنسان والعالم بين اإلنسان وأخيه اإلنسان، و بين اإل الجو األسري المليء بالنفور والكره والقسوة والتسلط يجعل نفسية األبناء مليئة بالغضب والتـوتر، والـشك

. والحذر والكآبة، التي ترتبط ارتباطا وطيدا بالنزوع نحو العدوان واالنحراف بمختلف أنواعهلمحافظة على القيم الخلقية من االنهيار داخل األسرة أوال، لتنمية االنضباط و احترام النظام، وال يـتم هـذا ا -

من دينه، ومن تراثه الحضاري بمـا يخـدم شابإحياء الطاقة الروحية، التي يستمدها ال األمر إال من خالل

Page 23: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٢٣

تدفعه إلى الحياة بعيدا عن عوامـل ، فيكون صاحب إرادة قوية، وقلب سليم، وخصال حميدة، صحته النفسية .الخوف والقلق والتوتر، التي تشجع التطرف في السلوك

. السكن المريح الذي يلبي الحاجات الضرورية للعيش الكريم، والدخل المادي الذي يصون الكرامة-رة علـى تحمـل إن توفر هذه الشروط على مستوى األسرة يجعل الشاب يتحلى بالواقعية، والمرونة، والقـد

. ضغوط الحياة اليومية، والقدرة على الضبط الذاتي على المستوى االجتماعي

تدعو النتائج المتوصل إليها في هذه الدراسة الجهات الرسمية والمجتمع المدني إلى لعب دور مهم فـي تهيئـة ورة واضحة عـن ، ويتيح له تكوين ص المرافق الحضرية في المدن وضبطها بما يمتص غضب الشباب وتمرده :ذاته يضمن لها استقراره الداخلي، وحسن صحته النفسية، وذلك باآلتي

إبعاد الشباب عن الفراغ من خالل تطوير وترقية المؤسسات التي تستقطب الشباب سواء كانـت ذات طـابع -مارسات، أو وغيرها بعيدا عن جو تتعارض فيه القيم، وتتناقض فيه الم ...ثقافي، أو رياضي، أو تدريبي مهني

.جو منفر يتسم باإلحباط والصراع والتعقيد العمل مع الشباب كل على حدة وتبصيرهم بدوافعهم، وكوامن عللهم ليتفهموا طبيعة مشكلتهم واكتساب القدرة -

. على حل صراعاتهم المختلفةمدينة بوصفها الوسـط نحو ذواتهم، ونحو اآلخرين ونحو ال تكوين اتجاهات موجبة تعزيز الشعور بالمواطنة و -

الذي يسهم في تحقيق التوافق البيئي، فتكون العالقة قائمة على المحبة والثقة واالحترام مع كل األفراد علـى الرغم من اختالف مذاهبهم، أو دياناتهم، أو أجناسـهم، أو مـستوياتهم الدراسـية والفكريـة واالجتماعيـة

.واالقتصادية علـى مـستوى نشر مبـادئ الـصحة النفـسية عبر من االضطرابات النفسية االهتمام باإلجراءات الوقائية -

.المؤسسات الرسمية، والتنظيمات المدنية

المراجع التي وردت في البحث

مراجع عربية

.١٩٥٦ ابن منظور، لسان العرب، بيروت للطباعة والنشر، -١

.١٩٨٩الثقافة والعلوم، الروس، أحمد العايد، المعجم العربي األساسي، المنظمة العربية للتربية و-٢ .١٩٩١ أحمد محمد عبد الخالق، أصول الصحة النفسية، دار المعارف الجامعية، األسكندرية، -٣ .١٩٨٩، مارس، ٥١ أمينة الجندي، التطرف بين الشباب، دراسة ميدانية، مجلة المنار، العدد -٤ .١٩٧٧، القاهرة، ٢ عالم الكتب، ط حامد عبد السالم زهران، الصحة النفسية والعالج النفسي،-٥، ١٢٤دافيد شيهان، مرض القلق، ترجمة عزت شعالن، مراجعة، أحمد عبد العزيز سالم، سلسة عالم المعرفة، العدد -٦

.١٩٨٨الكويت، .١٩٩٨، ٣ رمضان محمد القذافي، الصحة النفسية والتوافق ، المكتب الجامعي الحديث، األسكندرية، ط-٧ .١٩٨٨هيم، العنف واإلرهاب، المركز العربي للدراسات واألبحاث، الكتاب األخضر، سالم إبرا-٨ ١٩٩٣، ١٢دراسات نفسية، أكتوبر، العدد" محاولة للفهم السيكولوجي" صفوت فرج، قضية اإلرهاب -٩ .٢٠٠٠، القاهرة، ١ عادل عبد اهللا محمد، دراسات في الصحة النفسية، دار الرشاد، ط-١٠ . ١٩٩٨، القاهرة، ١لب أمين القريطى، في الصحة النفسية، دار الفكر العربي، ط عبد المط-١١المـصرية، عبد المطلب أمين القريطي وعبد العزيز السيد الشخص، مقياس الصحة النفسية للشباب، مكتبة األنجلـو -١٢

Page 24: ﻲﻤﺍﺭﺠﻹﺍ ﻑﻨﻌﻝﺎﺒ ﺎﻬﺘﻗﻼﻋﻭ …...١" ﻱﺭﺌﺍﺯﺠﻝﺍ ﻱﺭﻀﺤﻝﺍ ﻁﺴﻭﻝﺍ ﻲﻓ ﻑﺭﺤﻨﻤﻝﺍ ﺏﺎﺒﺸﻠﻝ

٢٤

١٩٩٢القاهرة، .١٩٧٥قاهرة، عبد العزيز القوصى، أسس الصحة النفسية، دار النهضة العربية، ال-١٣ .١٩٧٤، المجلد الخامس، وزارة اإلعالم، الكويت، ديسمبر ٣ عدنان الدوري، الجريمة والمجرم، العدد-١٤ .١٩٩٧، القاهرة، ٤ عالء الدين كفافي، الصحة النفسية، دار هجر، ط-١٥، ٢لجنائية القومية، العـدد علي محمود ليله، العنف في المجتمعات النامية من وجهة نظر التحليل الوظيفي، المجلة ا -١٦

. ١٩٧٤، المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية، ١٧مجلد فرويد سيجمند، الموجز في التحليل النفسي، ترجمة سامي محمد علي و عبد السالم القفاش، دار المعـارف، الطبعـة -١٧

.١٩٩٨الرابعة، دار الراتـب - علم النفس الـشواذ والـصحة النفـسية -ث محمد عبد الرحمان العيسوي، موسوعة علم النفس الحدي -١٨

.٢٠٠١، لبنان، ١الجامعية، المجلد الخامس،ط ١٩٩٩ محمد خضر عبد المختار، االغتراب والتطرف نحو العنف، دار غريب، القاهرة، -١٩ .١٩٧٠ة، محمود نجيب حسني، دروس في قانون العقوبات القسم الخاص، الطبعة الثالثة، دار النهضة العربي-٢٠، يوليو، ١٣ محمود عبد القادر، التنشئة االجتماعية للطفل وتكوين الجناح، المجلة الجنائية القومية، العدد الثاني، المجلد -٢١

١٩٧٠ .٢٠٠٥، مارس ١ مجلة رسالة اإلدماج، مجلة تصدر عن المديرية العامة إلدارة السجون، العدد-٢٢ين المشكالت النفسية واألعراض السيكوسوماتية لدى المراهقين بالمعاهد الدينية مجدي محمد زينة، مكونات العالقة ب -٢٣

١٩٩٤والمدارس العامة، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عين شمس، .١٩٧٠ مصطفى سويف، األسس النفسية للتكامل االجتماعي، دار المعارف، الطبعة الثالثة، -٢٤ .١٩٨٣النفسية، دار النهضة العربية، بيروت، مصطفى خليل الشرقاوي، علم الصحة -٢٥

المراجع األجنبية

1- Barron.F, Creativity and personal freedom, Van Nostrand Reinhold Co, Newyork, 1968

2- Coley.L.C and Pied.L.N, baiting viewers, violence and sex in T.V program advertisement,

journalism quarterly, vol(62), N°1, Spring, 1985

3- Flaks.R, youth and social change, Markham publishing company, Chicago, 1971

4-Josselson.R.L, psychodynamic aspects of identity formation in college women, Journal of youth

and adolescence, 1973

5- Moyer.K.E, violence and aggression , a physiological perspective, Publishers New Yourk, 1987 6- Newcombe Alan, some contributions of behavioral science to the stady of violence, International

social science, vol(30), N°4,1978

7- Resheed.D.K, violence and socio-economic development, international social science journal,

Vol(30), N°4, 1978

8- Shoben . E, Toward a concept of the normal personality, In Zax and Stricker Eds, the stady of

abnormal behavior, New york, Macmillan Co, 1965

9- Walter.E.V, violence and process of terror, American sociological review, vol(29), April, 1964

10- Wurtz.A and Lomtte.G, researching of T.V violence, Society, Vol(21), N°6, Stp-act, 1984