28
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ.. ﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻫﺬﻩﺪﻑ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺇﱃ ﳏﺎﻭﻟـﺔ، ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳊﻴﻮﻱ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺃﳘﻴﺔ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﻭﺫﻟﻚ، ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺇﱃ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺑـ ﻳﻌﺮﻑ ﳌﺎ ﺪﺩ" ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔGeography of Development ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻦ ﻭﺫﻟﻚ: ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻬﺎ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻭﻋﻠﻰ، ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﺇﺩﺭﺍﻛﺎ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻛﻠﻴﺎ ﻭﰱ، ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻫﺬﻩ: ١ . ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ٢ . ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ: ﻭﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ٣ . ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﻀﻤﻦ ﻭﻗﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ: ﺭﻏﻢ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﻗﺼﻮﺭ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮ، ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﳌﻔﻬﻮﻡ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺑ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ، ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﴰﻮﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡGrowth ﺃﻣﺎ، ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺗﻨـﺎﻭﻝ ﻓﻘـﺪ: ﻭﺍﳌـﺸﻜﻼﺕ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴـﺎ ﺑـﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺑﲔ، ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻫﺬﻩ ﺣﻞ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔRegional Development Policies ﻋﺎﰿ ﺣﲔ، ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ، ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳌﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻼﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﳌﻈﺎﻫﺮ ﻛﻤﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﳘﻴﺔSpatial Inequality ﺍﳌﻜـﺎﱐ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ، Spatial Interaction ﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺃﳕﺎﻁ ﻣﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺆﺩﻯ ﻭﻣﺎ٠ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻫﻮ ﺳﺒﻖ ﻣﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻭﺍﳍﺪﻑ ﺍﳌ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻔﻬـﻮﻡ ﻭﻫـﻮ، ﺇﱃ ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ" ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ" ﺟﻐﺮﺍﰲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻞ، ﻭﻣﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﻄﺢ ﻷﻥ ﻓﻨﻈﺮﺍ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻊ، ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ ﺩﻭﻥ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺼﻮﺭ ﺃﻭ ﲝﺖ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻇﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ" ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ" ﻣﻴ ﻫﻮ ﻭﻷﻥ، ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﳎﺎﻝ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻋﻠﻢ ﺪﺍﻥ" ﺍﻟـﺸﻲﺀ ﻫـﻮ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﳛﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﺍﳊﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﻄﺮﺃ ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﺗﻐﲑﺍ ﺃﻛﺎﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﻄﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﳌﻬﻢ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻟﻌﻠﻢ ﻓﺎﻥ، ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﻳﻠﻢ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺗﻐﲑﺍ ﺃﻭ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ٠

ﺔﻴﻧﺎﻜﻣ ﺩﺎﻌﺑﺃﻭ ﺔﻳﺮﻈﻧ ﻢﻴﻫﺎﻔﻣ ... · 2010-02-07 · ﺔﻴﻧﺎﻜﻣ ﺩﺎﻌﺑﺃﻭ ﺔﻳﺮﻈﻧ ﻢﻴﻫﺎﻔﻣ..ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ

  • Upload
    others

  • View
    11

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

مفاهيم نظرية وأبعاد مكانية..جغرافية التنمية مقدمة

إىل إلقاء الضوء على العالقة بني علم اجلغرافيا من ناحية وعملية التنمية البحثية هتدف هذه الورقة من ناحية أخرى ، وذلك من أجل إبراز أمهية هذا العلم ودوره احليوّي ىف دراسة التنمية ، ىف حماولـة

Geography of Developmentجغرافية التنميـة "دد ملا يعرف بـ للوصول إىل تعريف حمأمهية من ناحية ، وعلى أبعادها ومقاييسها وإلقاء الضوء على مفهوم التنمية توضيح : وذلك عن طريق

من ناحية أخرى ، وىف كلياً االعتماد على علم اجلغرافيا يف دراستها دراسة شاملة وإدراكها إدراكاً : هذه الورقة ثالثة موضوعات هي سبيل ذلك تضمنت

مفهوم التنمية ومقاييسها .١ التنمية والتخطيط واجلغرافيا : العالقة بني كل من .٢ مفهوم جغرافية التنمية وأبعادها .٣

دراسة ملفهوم التنمية ومقاييسها ، ومظاهر قصور هذا املفهوم رغم : املوضوع األول وقد تضمن : فقـد تنـاول املوضوع الثاين ، أما Growthني مفهوم النمو مشوليته الواضحة ، والعالقة بينه وب

العالقة بني علم اجلغرافيا والتخطيط ، وبني التنمية والتخطيط مث العالقة بـني اجلغرافيـا واملـشكالت Regionalاإلقليمية ودور اجلغرافيا ىف حل هذه املشكالت بتطبيق سياسات التنميـة اإلقليميـة

Development Policies العالقة بني اجلغرافيا والتنميـة ، املوضوع الثالث ، ىف حني عاجل ، والتفاعـل املكـاين Spatial Inequalityوأمهية هذا العلم كمعّدل ملظاهر الالمساواة املكانية

Spatial Interaction ٠ وما يؤدى إليه من أمناط مكانية ، وهـو املفهـوم فهوم اجلغرايف للتنمية املواهلدف النهائي لكل ما سبق هو حماولة االقتراب من

، كل هذا ىف ظل صعوبة النظر إىل التنمية على أهنا موضوع جغرايف " جغرافية التنمية "الذي يوصلنا إىل حبت أو مقصور على علم اجلغرافيا وحده دون غريه من العلوم ، ومع ذلك فنظرا ألن سطح األرض وما

التغري هـو الـشيء "دان علم اجلغرافيا وجمال دراسته ، وألن هو مي "مكانيا "عليه من ظاهرات خمتلفة الثابت الوحيد على سطح األرض سواء أكان تغريا مكانيا يطرأ على احليز اجلغرايف الذي حيتوى الظاهرة

٠اجلغرافية أو تغريا ماديا يلم بعناصر هذه الظاهرة ، فان لعلم اجلغرافيا دوره املهم ىف عملية التنمية

2

2

لتنمية مفهوم اكل إنسان يريد التنمية ، ولكن ماذا يعىن هذا املصطلح الذي استخدم بطريقة فضفاضة ليـصف أوضاعا معينة جملتمعات خاصة ويفسر عمليات التغري الىت مرت هبا هذه اجملتمعات ، مث استخدم لإلشارة

Economic Growthالنمو االقتصادي : من اخلصائص واملميزات املتعلقة بكل من " مزيج"إىل Modernization٠ ، أو التحديث social welfareأو الرفاه االجتماعي

. ٢٠٠٤ـ حماور احلركة الرئيسية وتأثريها على التنمية ـأمساء عبد العاطى حممد : عن

) تطور مفهوم التنمية١(شكل رقم

ر مفهوم التنمية ليشملتطو

العوامل الديموجرافية

المؤشرات االقتصادية المعبرة عن

الناتج اإلجمالي والمحلي

المؤشرات االقتصادية المعبرة

عن االقتصاد ككل

تعريف الفرق بين التنمية و النمو

)التغير _ النمو –التنمية (

التنمية البشرية

Human oriented development

المؤشرات االجتماعية والعمرانية

التنمية المستدامة

خصائص السكان

نصيب الفرد من الناتج اإلجمالي والمحلي

تقليل الفوارق

يةقليماإل

تكافؤ توزيع الدخل

القضاء على الفقر

التكافؤ االقتصادي

تنوع مصادر الدخل القومي

تقليل نسبة البطالة

النمو االقتصادي

الخصائص الديموجرافية

المستوى الثقافي

المشاركة السياسية

مستوى الخدمة الصحية

الدور العسكري

إتاحة الفرص استدامة الموارد تكافؤ الفرص لجميع الفئات

أوائل األربعينات

األربعينات والخمسينيات

الستينات

والسبعينات

الثمانينات والتسعينات

3

3

ـ حىت اآلن ـ بني خمتلف الباحثني على مفهـوم ويوجد اتفاق عام على عدم وجود اتفاق تام واحد للتنمية ، ومن مث فال يوجد تعريف واحد جامع مانع هلذه العملية ، الـذي بـدأت اقتـصادية فاجتماعية ، وانتهت بأن أصبحت عملية كلية شاملة ، ولذلك تتفاوت مقاييس التنمية من جمال حبـث

مية تعّرف ـ ىف ضوء تعدد مفاهيمها ـ من املقـاييس علمي إىل جمال آخر ، حبيث أصبحت هذه التننتاج كل ما خيطط لـه "الدالة عليها أكثر من تعريفها بواسطة تعريفاهتا ، وميكن القول أن التنمية هي

ويتم متابعة تنفيذه بطريقة علمية علي مستوي الفرد واجملتمع والبيئة من مشروعات اقتصادية وخدمات ٠" تمعه ايل حال أفضل وظروف معيشية أحسناجتماعية تؤدي بالفرد وجم

ولقد شهدت التنمية خالل النصف الثاين من القرن العشرين حتوال يف مفهومها ومشوهلا وأهدافها أو مداها الزمين ـ مرحلية أو متواصلة ، بعـد أن أزاح Statusسواء أكان ذلك فيما يتعلق حبالتها

القتصادي ليفسح لنفسه اجملال النظري والتطبيقي اخلاص بالتنمية مفهوم التنمية االقتصادية مفاهيم النمو ا التنمية االجتماعية مث التنمية الشاملة ، كما حتول هدف التنمية من جمرد : مث يتنازل عن مكانته ملفهومي

تعظيم نصيب الفرد من الناتج القومي اإلمجايل ايل حتقيق احلاجات األساسية للسكان ورفع مـستويات وتقليص الفقر واحلد من سوء توزيع الدخل الفردي ونشر الرفاه وحسن توزيع نتـائج هـذه معيشتهم

٠التنمية علي مناطق الدولة املختلفة مقاييس التنمية

تتنوع مقاييس التنمية ما بني اقتصادية واجتماعية ، ومادية والمادية ، وكمّيـة ونوعّيـة ، وال نية على مواقف فكرية موحدة خاصة وأن اإلنسان ـ حمـور عجب ىف هذا ، فقلما تتفق العلوم اإلنسا

اهتمام هذه العلوم ـ متغري بدوره زمانيا ومكانيا ، وهذا التغري اإلنساين ـ بدوره ـ يتفاوت زمانيـا مفهومها وأمهيتها ودرجة احلاجـة إليهـا : ومكانيا هو اآلخر، ومن مث تتفاوت التنمية بشدة من حيث

ىف مدينة نيويورك مثال من ناحية ، وسكان املناطق الـىت تعـاىن مـن لدى سكان ناطحات السحاب اجلفاف والتصحر ىف غرب أفريقيا ، أو سكان مناطق الفقر الريفية ىف اهلند من ناحية أخرى ، كـذلك تتعدد معايري قياس التنمية بتعدد خصائص التنمية ومقوماهتا ومعوقاهتا من دولة إىل أخرى ، مبثل ما قـد

الدولة الواحدة على حسب درجة التنمية املتطلبة من ناحيةتتعدد ىفوفيما يتعلق مبقاييس التنمية توجد أربع قضايا أساسية لوضع مؤشر للتنمية هي اختيـار املـتغريات

وقـد ٠وتقدير أمهية هذه املتغريات ووسيلة إجياد مؤشر مركب وفائدة هذا املؤشر وجدوى استخدامه من املقاييس ـ املتعددة األبعاد ـ الباكرة للتنمية االقتصادية وهو التحليل أوجدت هذه القضايا واحدا

متغريا ـ اقتصادي واجتماعي وسياسي ـ ٤٣مكونا من " .Berry , Bبرى "العاملي الذي وضعه

4

4

مث استخدم جمموع نقـاط Factor scoreأمهية هذه العوامل باستخدام قيم العامل " برى"وقد قّدر البعد التقين والبعـد : مؤشرات مركبة ، ولقد أدى هذا إىل إجياد أربعة أبعاد للتنمية هي العامل إلجياد

الدميوجرايف والبعد اخلاص بعالقات الدخل والعالقات اخلارجية والبعد اخلاص بالدول الكربى والـدول العديد الصغرى ، ولقد رتبت الدول على أساس هذا املقياس ورمست هلا خرائط بناء على ذلك ، ولكن

كان مطوال أو مكررا ، ولذلك فان املؤشرات الناجتة كانت معممة بدرجة كـبرية " برى"من متغريات ٠ومن الصعب تفسريها

وىف السنوات التالية اقترح الباحثون من خمتلف النظم العلمية مؤشرات متنوعة للتنمية ، وذلك ىف U.N Research Instituteم املتحـدة معهد حبوث األم: حماولة إلجياد مقياس ذا معىن منهم

، ١٩٨٢ Ram ، رام Cole١٩٨١ كول Morris١٩٧٩ ، موريس ١٩٧٨ Eyre، إير ١٩٧٢ ، وقد اتفقوا كلهم علـى أن ١٩٨٧Population Crisis Committeeوجلنة أزمة السكان

ديد من متغري الناتج القومي لكل شخص هو متغري مناسب وكاف لالستخدام ، ولكنه يهمل بشدة الع جوانب التنمية املهمة ولقد حاول كل باحث إجياد مؤشر جديد يعكس آراء أوسع أو أعمق ملـشكلة التنمية ، ولكن لسوء احلظ ، فبينما كان لكل مقياس منظورات الىت يتفرد هبا ، فان أيا منـها مل يكـن

٠مقياسا شامال ، حيث ترك العديد من املوضوعات املهمة بدون حل " .١٩٧٤De Suza , A. & Porter , P. Wدى سوزا و بورتر " من ولقد نشر كل

دراسة جلية عن التخلف والتحديث نقبت بدرجة أعمق عن األسباب الكامنة وراء ظاهرة التخلـف ، ومن هذه األسباب سببان ـ أحدمها ضمين واآلخر جلى ـ يعتربان من األسباب احلامسة لفهم مشكلة

ىف العامل فان كل الدول ميكن أن " Perfectجمتمع كامل "ب عدم وجود التنمية ، األول هو أنه بسب ومن مث فان أي مقياس حلالة التنمية ميكن اعتباره كمكان أو كنقطة على طـول متـصل " نامية"تعترب

أما السبب " Developed – Less Developed Continuumاملتقدم ـ األقل تقدما "ن حيدد على أساس احلاجات البشرية فالتنمية ىف النهاية هي هـدف الثاين فهو أن متصل التنمية جيب أ

قائمة بتسع من احلاجات اإلنـسانية " دى سوزا و بورتر "ووظيفة الرفاه البشرى ، ولقد وضع كل من األساسية تراوحت بني الغذاء الكايف واملساواة السياسية واالجتماعية ، وتتوازى مقابلـة االحتياجـات

٠نمية والتحديث مع املفاهيم املعرب عنها ىف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان البشرية كهدف للت دليل التنمية البشرية

يعترب مفهوم التنمية البشرّية أرحب جماالً من نظريات التنمية االقتصادية التقليدّية ، فكـثرياً مـا التضّخم وغريها من املوضوعات يضيع اهلدف من التنمية يف َزخم االنشغال باملفاهيم االقتصادّية للنمو و

5

5

وملا كانت مناذج النمو االقتصادي تتناول زيادة الناتج القومّي أكثر مما تتناول حتسني حيـاة ٠االقتصادّيةالبشر ، فقد ظهرت ضرورة البحث عن بديل ملتوسط نصيب الفرد من الناتج القومّي كمقياس لدرجة

٠ " ه تقاس التنميةليس مبتوسط الدخل وحد "التقدم ومتابعته ألنه كمؤّشر ُمركّب لقياس مـدى تلبيـة االحتياجـات " دليل التنمية البشرّية "ولقد تزايد استخدام

األساسّية للفرد واجملتمع ، ولتحديد مراتب الدول وكذلك أقاليمها من حيث درجة التنمية ، ويتكون لتقدم يف هذه املكونات باملؤّشرات ، ويقاس االدخل والتعليم والصحةهذا الدليل من ثالثة مكونات هي

توقّع احلياة عند امليالد ، ُمعّدل القراءة والكتابة بني البالغني ، املُعّدل املُركّب لنسب القيـد يف : التالية ٠مراحل التعليم ، ومتوسط نصيب الفرد من الناتج احمللّي اإلمجايلّ ضع هذه التنمية يف الدولة ـ ومـن مث يف ورغم اإلدراك العام بأن دليل التنمية البشرّية يلخص و

أقاليمها إذا ما طّبق على مستوى هذه األقاليم ـ إال أنه ال يعترب مقياساً شامالً لكل جوانـب الرفـاه البشرى ، ألنه دليل حمدود يف حاجة إىل توسيع جماالته ، وينبغى تعزيزه مبؤّشرات مهمة يف داللتها على

٠ميكن باستخدامه تقدمي صورة كاملة ملا مت إجنازه يف جمال هذه التنمية حالة التنمية البشرّية ، حىت وغالبا ما يوصف دليل التنمية البشرّية ـ بطريقة خاطئة ـ بأنه مقياس ملستوى املعيشة أو لنوعّية احلياة ، بينما هو جمرد مؤّشر مشتق من مصادر عدة يهدف إىل قياس ورصد مستوى التنمية البشرّية عند

معينة من الزمن ويستخدم هلذا القياس مؤّشرات هدفها قياس النتائج وليس حتقيقها ، ومن مث فهو نقطة ٠حمكوم باالعتبارات اخلاصة بالبيانات املُعَتمد عليها يف وضع مؤّشراته

ومن أوجه ضعف هذا الدليل كذلك أنه بعد حتديد مؤّشراته فإنه قد مجعها مجعاً بسيطاً للوصول كلّى يفيد يف عملية ترتيب الدول أو أقاليمها يف هذا الصدد ، وليس هناك من منطق مقبـول إىل مؤّشٍر

يسمح بإضافة توقّع احلياة إىل معرفة القراءة والكتابة بني البالغني ، فالتفاوتات اإلقليمّية يف حالة التنميـة توى التحصيل العلمّي ، ُتفسر أساساً باالختالفات يف متوسط نصيب الفرد من الدخل القومّي، وىف مس

٠يف حني أن اختالفات توقّع احلياة أقل يف تأثريها على هذه التفاوتات علـى " مثال"لذلك مل يوجد اتفاق عام على دليل التنمية البشرّية يناظر يف اإلمجاع عليه االتفاق

أوزان ترجيح للمؤّشرات مقياس الناتج احمللّي اإلمجايلّ ، ومبا أنه يكاد يكون من املستحيل االتفاق على ٠املكونة لدليل التنمية البشرّية فإن حساب املتوسط البسيط هلا هو أفضل اختيار

ولتنّوع مقاييس هذه التنمية وتفاوهتا من ، " ليس مبتوسط الدخل وحده تقاس التنمية "ونظرا ألنه مقياس من مقاييس التنمية لكل ، وألن حيث مفهومها وأمهيتها ودرجة احلاجة إليها من جمتمع إىل آخر

وألن مؤّشر دليل التنمية املعتمد من قبل هيئة األمم املتحدة ال يعترب مقياسـا ، منظورا ته اليت يتفّرد هبا شامال لكل جوانب الرفاه البشرى نظرا حملدوديته ووجوب توسيع جماالتـه وتعزيزه مبؤّشرات أخـرى

6

6

فإن لكل باحث احلرية يف اختيار الوسيلة اليت يراها مناسبة ، مهمة يف داللتها على حالة التنمية البشرّية ٠لقياس حالة التنمية

مقياس مقترح لدراسة مستوي التنمية يف مصرويتمثل اهلدف األساسّي من هذا املقياس املقترح يف إلقاء الضوء علي احلالة الراهنة ملستوي التنمية

Regionalظهار التفاوتات املكانّية اإلقليمّيـة يف مصر على مستوى احملافظات ، وذلك عن طريق إSpatial Disparities يف املُتغّيرات الدالة على هذه التنمية ، واليت بلغ عددها عشرة متغريات هي

٠نصيب الفرد من الناتج احمللّي اإلمجايلّ ) % سنوات فأكثر ٦( قّوة العمل .١ ٠% يف الصناعة ) ٦٤ـ١٢( قّوة العمل .٢ ٠% الة معّدل البط .٣ ٠ من السكان ١٠٠٠٠عدد األطّباء لكل .٤ ٠ مولود حي ١٠٠٠معّدل وفيات األطفال الرّضع لكل .٥ ٠ ١٩٨٦املساكن املضاءة بالكهرباء عام .٦ ٠السكان احلاصلون على مياه من شبكة عامة .٧ ٠معّدل القراءة والكتابة للبالغني .٨ ٠ من السكان ١٠٠٠عدد أجهزة التلفاز لكل .٩

ومؤّشرات ، وهى املؤّشرات من األّول إيل الرابع مؤّشرات اقتصادية رات إىل وتنقسم هذه املؤشّ ، وهى املؤّشرات من اخلامس إيل العاشر ، وذلك هبدف حماولة الوصول إىل حتديد أدق ملدى اجتماعية

يها الذي التنمية أو وضعها يف كل حمافظة ، ملعرفة أّي من هذه احملافظات اليت يعرف التنمية احلقيقية ، وأ تعكسها األرقام والنسب واملعّدالت فقـط ، Pseudoـ Development يشهد تنمية ظاهرية

واليت رّبما يكتفى هبا لتقييم التنمية اإلقليمّية يف مصـر ، وهو التقييم الذي جيـب أن يعتمـد علـى اإلمكان ـ لوضع التحليالت املتعمقة والدراسة املتأّنية املثابرة ، هبدف إعطاء صورة صحيحة ـ بقدر

التنمية يف مصر ، تكون خطوة يف سبيل حتقيق الرفاه البشرى للمجتمع املصري مع بداية القرن احلادي ٠والعشرين

فيمـا يتعلـق تقسيما رباعيـا وىف سبيل الوصول إىل هذه املؤشرات مت تقسيم حمافظات مصر ا من حيث كل متغّير إىل قسمني أحدمها حمافظاهت "متوسط مصر "مبتغّيرات التنمية العشرة ، حيث قَّسم

أعلى من هذا املتوسط واآلخر أقل منه ، مث تقسيمها تقسيما ثالثيا إىل ثالث مراتب تنموية ، نتج عنها

7

7

، ومن مث توّزعت هذه احملافظـات ) ٣(و ) ١(بني ثالث فئات تنموية لكل منها رقم أو درجة تنحصر : ل مؤّشر هي على ثالث جمموعات من حيث مراتب تنمية ك

)١(جمموعة احملافظات ذات املرتبة األولـى ، ودرجتهـا .١ )٢(جمموعة احملافظات ذات املرتبة الثانـية ، ودرجتهــا .٢ )٣(جمموعة احملافظات ذات املرتبـة الثالـثة ، ودرجتـها .٣

١٠٠٠مع مالحظة أن هذا األمر ال ينطبق على معديلّ البطالة ووفيات األطفال الرّضـع لكـل : مولود حّي ، وذلك ألن الوضع بالنسبة لكل منهما سيكون معكوسا ، وذلك كما يلي

)٣(جمموعة احملافظات ذات املرتبة األولـى ، ودرجتـها .١ )٢(جمموعة احملافظات ذات املرتبة الثانـية ، ودرجتـهـا .٢ )١(جمموعة احملافظات ذات املرتبـة الثالـثة ، ودرجتـها .٣

ين سلبيني ، بعكس بقية املؤّشرات الثمانية األخرى املوجبةوذلك لكوهنما متغّير املقترح لقياس مستويات التنمية يف احملافظات املصرية من ثالثة مؤّشرات املقياس العام وقد تألف

، وقـد مت الوصـول إىل مؤّشر حالة التنمية و مؤّشر مرتبة التنمية و مؤّشر درجة التنمية فرعّية هي عن طريق ترتيـب ) )Development Degree Index of ))I.D.D ةمؤّشر درجة التنمي

الوحدات املكانية املطلوب قياس درجة التنمية اخلاصة هبا ، مث إعطاء كل وحدة منها الدرجة اخلاصـة بترتيبها ىف كل متغري من متغريات التنمية املختارة للدراسة ، وقد مت إعطاء حمافظـات مـصر درجـة

كل حمافظة يف كل متغّير من املتغّيرات العشرة املختارة لقياس مستويات التنمية ل) ٢٦ و ١تتراوح بني ( ٢٦وعـددها ( لتدل علي موقع احملافظة بني حمافظات مصر ٢٦ و ١، وقد تراوحت هذه الدرجة بني

ل فيما يتعلق هبذا املتغّير ، ومن مث تصبح درجة احملافظة يف كل متغّير منحصرة بني املركـز األو ) حمافظة ٠واملركز السادس والعشرين أو األخري

وبافتراض أن حمافظة ما قد شغلت املركز األول يف املتغّيرات العشرة فإن جمموع الدرجات الدال ، وبافتراض أن حمافظة أخرى قـد ١×١٠ درجات ، أي ١٠على مؤّشر درجة التنمية اخلاص هبا هو

درجـة ، أي ٢٦٠ات فإن جمموع درجاهتا هـو شغلت املركز السادس والعشرين يف كل هذه املتغّير درجـة ، ٢٦٠ و ١٠ ، ومن مث فان درجات مؤّشر درجة التنمية حملافظات مصر تتراوح بني ١٠×٢٦

الذي تقع خالله كل حمافظات مصر فيما يتعلق Developmental Rangeوهو املدى التنموّي ٠علي درجة تنمية أعلي والعكس صحيحهبذا املؤشر ، مع مالحظة أنه كلما قل الرقم كلما دل ذلك

8

8

ترتيب حمافظات مصر من حيث درجات مؤشر التنمية] ١[جدول رقم القيمة احملافظة م القيمة احملافظة م القيمة احملافظة م ١٦٧ مشال سيناء ١٩ ١١٧ الدقهلية ١٠ ٥٩ اإلسكندرية ١ ١٦٨ البحرية ٢٠ ١٢٣ الوادي اجلديد ١١ ٦١ القاهرة ٢ ١٦٨ قنا ٢١ ١٢٦ مطروح ١٢ ٦٤ دمياط ٣ ١٧٢ بىن سويف ٢٢ ١٢٧ كفر الشيخ ١٣ ٧٣ بور سعيد ٤ ١٨٧ املنيا ٢٣ ١٣٢ املنوفية ١٤ ٩٢ السويس ٥ ١٨٨ الفيوم ٢٤ ١٤١ القليوبية ١٥ ١٠٨ الغربية ٦ ١٩٢ سوهاج ٢٥ ١٥٩ الشرقية ١٦ ١٠٩ اإلمساعيلية ٧ ١٩٩ أسيوط ٢٦ ١٦٠ سيناء٠ج ١٧ ١١٢ اجليزة ٨ ١٦٢ أسوان ١٨ ١١٣ البحر األمحر ٩

حمافظات مصر حسب قيم مؤشر درجة التنمية) ٢(شكل رقم

فهو جمموع )Development Rank Index of)I.D.R مؤّشر مرتبة التنميةأما ناتج ضرب عدد مرات تكرار رمز مرتبة احملافظة يف كل متغّير من املتغّيرات العشرة املختـارة لقيـاس

9

9

يف عدد نقاط رمـز ) وهي املراتب املنحصرة بني األويل والثالثة حسب التصنيف املرتّيب الثالثي (التنمية املرتبـة الثانيـة ، وقيمة ثالث نقاط )أ(احلرف املرتبة األوىل ويرمز هلا كل مرتبة ، بافتراض أن قيمة

٠ نقطة واحدة )ج(احلرف املرتبة الثالثة ويرمز هلا وقيمة نقطتان )ب(احلرف ويرمز هلا ب مـرات مخس مرات والثانية ثالثفإذا حصلت حمافظة ما يف املتغّيرات العشرة على املرتبة األوىل

مرتان ـ علي سبيل املثال ـ فإن حساب قيمة مؤّشر مرتبة التنمية اخلاص هبا يكون عن طريق الثالثةو :ذا الرمز وذلك وفق املعادلة ضرب العدد الدال على تكرار رمز املرتبة يف الرقم الدال على نقاط ه

نقاط رمز ) ن(تكرار رمز املرتبة ، و ) ك ر (مؤّشر مرتبة التنمية ، و ) ش(ن ، حيث تعىن × ك ر = ش ٠٢١=٢+١٠+٩أي ) ١×٢)+(٢×٥)+(٣×٣(املرتبة ، وذلك كما يلي

درجات مؤّشـر مرتبة التنمية يف حمافظات مصر] ٢[جدول رقم الدرجات احملافظة م الدرجات فظةاحملا م الدرجات احملافظة م ٢٢ جنوب سيناء ١٩ ٢٥ اإلمساعيلية ١٠ ٢٨ القاهرة ١ ٢١ الشرقية ٢٠ ٢٤ القليوبية ١١ ٢٨ دمياط ٢ ٢١ بىن سويف ٢١ ٢٣ كفر الشيخ ١٢ ٢٧ اإلسكندرية ٣ ٢١ املنيا ٢٢ ٢٣ املنوفية ١٣ ٢٧ بورسعيد ٤ ٢١ أسيوط ٢٣ ٢٣ أسوان ١٤ ٢٦ الدقهلية ٥ ٢١ قنا ٢٤ ٢٣ مطروح ١٥ ٢٦ يزةاجل ٦ ٢٠ الفيوم ٢٥ ٢٣ مشال سيناء ١٦ ٢٦ البحر االمحر ٧ ٢٠ سوهاج ٢٦ ٢٢ البحرية ١٧ ٢٥ السويس ٨ ٢٢ الوادي اجلديد ١٨ ٢٥ الغربية ٩

دمياط القاهرة بورسعيد اإلسكندرية

البحر األمحر اجليزة الدقهلية اإلمساعيلية الغربية السويس

القليوبية مشال سيناء مطروح أسوان املنوفية كفر الشيخ

جنوب سيناء الوادي اجلديد البحرية قنا أسيوط املنيا بىن سويف الشرقية

سوهاج الفيوم هرم التنمية للمحافظات املصرية) ٣(شكل رقم

10

10

حمافظات مصر حسب قيم مؤشر مرتبة التنمية) ٤(شكل رقم

Index of Development مؤّشر حالـة التنميـة لوصول إىل درجة وأخريا فقد مت اStatus )I.D.S( عن طريق قسمة جمموع تكرار احلرف)الدال على املرتبة األوىل مـن مراتـب ) أ

، فـإذا ١٠٠ ، أي على مجلة املتغّيرات ، مث ضرب النـاتج يف ١٠متغريات قياس التنمية الثالث على حمافظة ما فإن حساب درجة مؤشر حالة التنمية اخلاص هبا يكون وفـق مثان مرات يف ) أ(تكرر احلرف

:املعادلة جمموع تكرار رمز ) مج ك أ (تعين مؤشر حالة التنمية ، و ) ح( ، حيث ١٠٠ × ١٠÷)مج ك ر = (ح

٨٠ = ١٠٠×١٠÷٨، أي ) املرتبة األويل

11

11

درجات مؤشر حالة التنمية يف حمافظات مصر] ٣[جدول رقم الدرجات احملافظة م الدرجات احملافظة م الدرجات حملافظةا م ٣٠ املنيا ١٩ ٥٠ الغربية ١٠ ٨٠ القاهرة ١ ٣٠ بىن سويف ٢٠ ٥٠ السويس ١١ ٨٠ دمياط ٢ ٣٠ قنا ٢١ ٥٠ اإلمساعيلية ١٢ ٧٠ اإلسكندرية ٣ ٣٠ الفيوم ٢٢ ٥٠ الوادي اجلديد ١٣ ٧٠ بورسعيد ٤ ٣٠ الشرقية ٢٣ ٤٠ املنوفية ١٤ ٧٠ اجليزة ٥ ٣٠ البحرية ٢٤ ٤٠ كفر الشيخ ١٥ ٧٠ البحر األمحر ٦ ٢٠ سوهاج ٢٥ ٤٠ جنوب سيناء ١٦ ٦٠ أسوان ٧ ٢٠ أسيوط ٢٦ ٤٠ مشال سيناء ١٧ ٦٠ الدقهلية ٨ ٤٠ مطروح ١٨ ٥٠ القليوبية ٩

حمافظات مصر حسب قيم مؤشر حالة التنمية) ٤(شكل رقم

ح مشوليته قصور مفهوم التنمية رغم وضوواجهت املفهوم التقليدي للتنمية ، واجملاالت الىت استخدم فيها هذا املفهوم عـدة اعتراضـات

: وبضعة انتقادات أمهها

12

12

أن مصطلح التنمية قد قّيد نفسه بظاهر الكلمة الدالة عليه ، وحّدد التنمية بعدد من املخرجـات ـ Outputs٠دث هبا العالقات بني هذه املخرجات ـ بدون حتديد مواز هلوية الطريقة الىت حت

أن هذا التحديد االفتراضي للتنمية قد وضع على أساس ضيق جدا ، مث فرض بعد ذلك على أوضاع وظروف متنوعة ، ومن مث أغفل أن الطرق اخلاصة الىت تستجيب هبا بناءات اجتماعية معينـة لعمليـة

ـ التغيري هي ذاهتا طرق متغرية ، بسبب توليفة العال Integratedقات املتشابكة املتكاملة املترابطـة ـ بني العمليات الداخلية واخلارجية املكّونة هلذه البناءات ومن أبرز األمثلة على ذلك حماولـة تطبيـق

ـ ـ والذي وضع مطابقا لظروف دول غرب أوربا على .Rostow , Wمنوذج املراحل لروستو ٠ا مناطق أخرى غري الىت وضع طبقا لظروفه

وإذا كان االتفاق التام على مفهوم التنمية مل حيدث حىت اآلن ، فان االتفاق على مشوليتـها ـ Comprehensiveness ـ ـ قد أصبح موضوعا متكرراً ىف أدب Integration وتكاملها

ـ Socio اقتصادية / التنمية ، الىت وان كانت قد بدأت اقتصادية ، مث اجتماعـية ، مث اجتماعية ـEconomic ، إال أهنا قد انتهت اآلن إىل كوهنا عملية كلّية تتناول كافة النواحي املادية واملعنويـة

فلم تعد التنمية االقتصادية مساوية للتنمية الكلية للمجتمع ، إهنـا جـزء " الكمّية والكيفية للمجتمع الكمية من عملية التنميـة وإذا كان البعض ال يزال يركز على اجلوانب " واحد فقط من التنمية العامة

باعتبارها ـ أي التنمية ـ مصطلح نسّىب يشري إىل تغّير كمي فان معظم الباحثني قد أصبحوا مدركني تشمل أكثر من جمرد النمو االقتصادي ، أو هي النمو االقتصادي املقترن بتغّيـر " لشمولية التنمية ، الىت

واليت جيب أن تتضمن تغّيرا نوعّيا وكمّيا ىف كـل مـن " نوعّى ىف املستويات االجتماعية واالقتصادية اجملتمع واالقتصاد معا ، ألن الترابط الوثيق بينهما حيول دون جناح تنمية اجتماعية أو اقتصادية بـصورة منفصلة فالتنمية هي حصيلة عوامل متعددة مترابطة يؤثر كل منها ىف اآلخر ويتأثر به وليس املهم هـو

أو اإلنتاج ، ولكن األهم هو أثر هذه الزيادة على مستويات معيشة السكان ، فالعجز الزيادة ىف املوارد ىف التنمية االقتصادية عامل له أثره الواضح ىف عرقلة التنمية االجتماعية ، كما أن القصور ىف األخرية ـ

٠بدوره ميثل إحدى العقبات اخلطرية الىت تعترض طريق األوىل التنمية والنمو ، Povertyسئلة املطروحة عن التنمية ىف دولة ما حول موضوعات ثالث هي الفقرتدور األ

، فإذا تناقصت هذه الثالثية أو أي من Inequality والالمساواة Unemploymentالبطالة ـ مكوناهتا ، فان هذه الدولة تكون قد شهدت عملية تنمية ، أّما إذا ازداد واحد أو أكثـر مـن هـذه

من الغريب أن ندعو ما نتج بالتنمية ، حىت وان تضاعف الدخل الفردي ىف "دهورا ، فانه املوضوعات ت

13

13

وإذا كان النمو االقتصادي يعترب مكونا أساسيا من مكونات التنمية ، فانه ليس املكـون " الدولة املعنية من أكثـر الوحيد ، فالتنمية ليست ظاهرة اقتصادية حبت ولكن مضموهنا اجلوهري يتطلب منها أن تتض

ىف حياة البشر ألهنا ليست مرادفا الرتفاع الدخل ، ولذلك فإهنا جيب " التمويلي"من اجلانب املادي أو تضمن إعـادة Multi Dimensional Process أن تدرك على أهنا عملية متعددة األبعاد

ىف البناءات االجتماعية تنظيم وإعادة توجيه للنظم االقتصادية واالجتماعية مبا يؤدى إىل تغيريات جذرية ٠واملؤسسية واإلدارية ، فضال عن األوضاع العامة ، بل وحىت العادات والتقاليد ىف بعض احلاالت

وىف ضوء إدراكهم لشمولية التنمية ، أقر العديد من الباحثني بعدم جدوى االعتماد على اخنفاض أو ما يعرف بالتخلف " أو قلتها " عدم التنمية "متوسط الدخل الفردي كمؤشر كاف للداللة على

Underdevelopment مع األخذ ىف االعتبار أن ما حييط مبفهوم التنمية من تنـوع وتفـاوت ينطبق أيضا على مفهوم التخلف ، كما أقر هؤالء الباحثون بعدم جدوى االعتماد على معدل منو هـذا

ـ Developedة ىف الـدول املتقدمـة الدخل عرب الوقت كمؤشر ملعدل التنمية ، فالفرق بني التنمي يكمن ىف أن األوضاع واملؤسسات ىف الدول األويل قد هيئت وأعدت لتقّبل Developingوالنامية

" مزمنـة " ، بينما تعانـى مثيالهتا ىف الدول النامية من وجود عوائـق Innovationsالتجديدات ٠ومتوطنة تقف ىف طريق التنمية علم اجلغرافيا والتخطيط

لعالقة بني كل من علم اجلغرافيا والتخطيط عالقة قدمية وقوية ، فرغم أن الثاين ال يعترب موضوعا امن موضوعات األول ، إال أنه ـ ىف بعديه اإلقليمي والقومي ـ حيتاج إليه ويعتمد عليه ، وليس اهلدف

لعالقات الىت تظهر هنا هو سرد تعريفات كل منهما بقدر ما هو إظهار ما بينهما من عالقات ، وهى ا أكثر ما تظهر ىف التخطيط اإلقليمي ، الذي هو حلقة الوصل بينهما ، وذلك ألنه يهـدف إىل حتقيـق

أو بني األقاليم ، يؤدى إىل سيادة مبدأ املساواة اإلقليمية / تفاعل عضوي وتكامل حيوي داخل اإلقليم و Regional Equalityساواة وواقع االختالف ، وذلك هبدف الذي حياول أن يوائم بني مثالية امل

٠إعادة التنظيم الداخلي للمكان له أسـاس .Freeman , Tويرتبط التخطيط باجلغرافيا ارتباطا وثيقا ، فهو كما قال فرميان

جغرايف ال ميكنه اهلروب منه ، فرغم أن املخطط يعمل ىف حدود القانون ، وىف ظروف اقتصادية متغّيرة ، " األرض " االجتماعية للناس ، إال أنه يعمل ـ ىف كل األوقـات ـ علـى وهو مدرك للحاجات

القائم قبل أن يبـدأ Landscape Generalولذلك فهو ىف حاجة إىل فهم املظهر األرضي العام ىف التعامل معه من أجل تعديله ، واجلغرايف هو الذي ميكنه إعطاء صورة شاملة كاملة عن هذا املظهـر

14

14

ليتمكن من فهمه فهما سليما ، كما أن الشخصية اإلقليمية مطمح جغـرايف أثـري ، لذلك املخطط ، والتخطيط اإلقليمي هو نتاج امتزاج البحث اجلغرايف مبوضوع التخطيط ، فعلم اجلغرافيا يدرس األقاليم ، فيحيط بكل خصائصها الطبيعية والبشرية ، واجلغرايف له دور مهم ىف املساعدة على وضـع اخلطـط

إلقليمية اهلادفة إىل حتقيق التنمية ، ألنه يكون قادرا على إدراك العالقات القائمة واملتبادلة بني أجـزاء ا Regional Intraأو بني هذا اإلقليم وغريه من أقاليم الدولـة Regional Interاألقاليم

٠وذلك من أجل تقومي املواقع األكثر مناسبة لتوطني النشاط البشرى م اجلغرافيا مبوضوعات التخطيط اإلقليمي ألن العوامل املتحكمة ىف عمليات اسـتخدام ويهتم عل

األرض تتأثر بالبيئة ، وتؤثر فيها ، ومن مث ال ميكن معاجلة هذه املوضوعات ـ اهلادفة إىل حتقيق التنمية ميكـن حتقيـق ـ بعيدا عن البيئة ، سواء أكانت هذه البيئة عامال مؤثرا أو متأثرا ، أو مبعىن آخـر ال

التخطيط اهلادف إىل التنمية بدون فهم العوامل اجلغرافية الىت أنشأت املظهر األرضي العام واليت سـوف ٠تظل تؤثر فيه على الدوام

وإذا ما اعتربنا أن التخطيط القومي هو التوزيع اإلقليمي لعناصر اخلطة القومية حسب مشكالت ختلفة ، فليس أقدر من علم اجلغرافيا على دراسـة التفاوتـات واحتياجات ومقّومات أقاليم الدولة امل

املتعلقة هبذه املشكالت واالحتياجات واملقومات ، وعلى Regional Disparitiesاإلقليمية ـ ٠إدراك عالقة كل ذلك وترابطه بالتنمية اإلقليمية

التنمية والتخطيطيط ـ لكوهنا عالقة اهلدف بأسـلوب بني كل من التنمية والتخط" حتمية "توجد عالقة قوية و

حتقيقه ، فنظرا ألن األخري هو وسيلة حتقيق األوىل ، فأننا جند أن مستويات التخطيط تتفاوت بتفـاوت National إىل اإلقليمي إىل القومي Localاحمللى : مستويات التنمية ، وهلذا يتدرج التخطيط من

خالله ، وما األقسام التخطيطية الكربى ىف بعض الـدول إال ، بتدرج املدى املكاين املراد حتقيق التنمية ومنـذ عـام Territorial Planningأطر مكانية لتحقيق التنمية عن طريق التخطيط اإلقليمي

م ، عندما تبّنت اهلند خطتها اخلمسية األوىل ، أصبحت كلمة ختطيط ـ عمليا ـ مرادفا لكلمة ١٩٥٢ أظهر مسح مكثف للبنك الدويل أنه ال توجد دولة واحدة مـن هـذه تنمية ىف الدول األقل منوا ، وقد

الدول مل تشـهد ولو خطة واحدة ، فمن نيجرييا إىل نيكاراجوا ، ومن مايل إىل ماليزيا ، يوجد إمجاع ٠على أن التخطيط هو أفضل وسائل حتقيق التنمية

ا ومشكالهتا فانه ال ميكن وضـع ونظرا ألن األقاليم تتميز باختالفها من حيث مواردها وإمكاناهت أسس ثابتة ـ ثباتا دائما ـ للتخطيط اهلادف إىل التنمية ، ومن مث تستمر احلاجة إىل علم اجلغرافيـا ـ راصد التغري الذي يطرأ على ظاهرات سطح األرض ومفسره والذي يتوىل عملية مسح وتقومي هـذه

15

15

لتنمية لكل إقليم ، حسب اخلصائص اجلغرافية الىت املوارد وتلك اإلمكانات من أجل وضع اخلطة املثلى ل متيزه عن غريه من األقاليم ، ومن هنا تتجلى قيمة وـ نفعّية ـ علم اجلغرافية بالنسبة لكل من التخطيط

ال يوجد علم ميتد جماله ليشمل كل عناصر البيئة أكثر من علم اجلغرافيا ، الذي يعتمـد " والتنمية ألنه ٠" ىف إسهامه ىف معاجلة مشكالت التنمية والتخطيطعلى الربط والتعليل

وعندما تعرضت نظرية النمو اإلقليمي إىل النقد بسبب إفرازها ملا يعرف بـالنمو االسـتقطايب Polarized Growth وهو منط من النمو يتسم باالحتكارية ، مبعىن ظهور التنمية ـ سواء عـن

أو عن طريـق منـاطق التنميـة Poles /Centers Growth و أقطاب النمو /طريق مراكز أوDevelopment Areas ىف األقاليم ذات اإلمكانات املساعدة على حتقيق التنمية ، مـع تـرك

املناطق األخرى الىت ال تتمتع مبثل هذه اإلمكانات دون أن تدخل ىف إطار اخلطة العامة للتنمية اإلقليمية للتخلص Polarized Developmentطابية مفهوم التنمية االستق Freidmanأدخل فريدمان

من عيوب النمو االستقطايب ، على أساس أن النمو يعىن تغّيرا كّميا ىف خصائص الظاهرات ، بينما تعىن التنمية تغّيرا كّميا ونوعّيا معا ، وهنا جتدر املالحظة أن االهتمام مبوضوع التنمية قد تطـور مفهومّيـا

لنمو إىل مفهوم التنمية ، ومن اخلصائص الكّمية إىل اخلصائص النوعّية ومن وتطبيقّيا بانتقاله من مفهوم ا التركيز على العالقات الثابتة إىل التأكيد على العالقات الدينامية املتبادلة ، ومن ثـم ميكن القـول أن مشولية التفكري العلمي ىف موضوع التنمية قد حتققت عن طريق سلسلة معقّدة من التطـورات النظريـة

٠والعملية اجلغرافيا واملشكالت اإلقليمية

التنميـة واجلغرافيـا : أظهر استعراض مفاهيم التنمية السابقة الذكر أن العالقة بني كـل مـن والتخطيط قد متّخضت عن عدة أفكار ومفاهيم تعكس أمهية املنهج اجلغرايف ىف حل املشكالت اإلقليمية

ة املتكاملة ، الىت تتمثل ىف عملية توزيع األنـشطة االقتـصادية ومن هذه املفاهيم فكرة التنمية اإلقليمي واالجتماعية ىف إقليم ما توزيعا متساويا بقدر اإلمكان على كافة أجزاء هذا اإلقليم ، من أجل حتقيـق

٠التنمية املتوازنة وهى الفكرة الىت طّبقت ىف العديد من الدول ، كفرتويال واجملر وجنوب أفريقيا ، Functionalاالجتاه التكاملي للتنمية منطني من أمناط التكامل ، أحدمها وظيفي ويتضّمن

، ويتمثّل النمط األول ىف إدمـاج كافـة األنـشطة االقتـصادية Spatialواآلخر مكاين أو حيزي واالجتماعية للمجتمع ىف كـل واحد ، مما يعىن ترابط املوضوعات الـصحية والتعليميـة والزراعيـة

ة وغريها من عناصر احلياة البشرية ، حبيث يؤّدى التغّير ىف أحدها إىل تغّير مماثل ىف املوضوعات والصناعي / Interacted األخـرى وهنا تفيد سياسة التنمية من العالقات املتبادلة بني هـذه املوضـوعات

16

16

Interrelated Relationships ظهـر ومن كيفية توزعها أو انتشارها ، أما النمط الثـاين فينتيجة لتوقّف العالقات املتبادلة بني األنشطة االقتصادية واالجتماعية على أماكن توّزعها ومواقع توطّنها ، حبيث يؤدى إدراك العالقات املكانية بني األنشطة القائمة ىف املكان إىل إدراك النمط الذي يتحكّم ىف

٠انتشارها أو تركّزها وير الكل ،كالوصول إىل التنمية الشاملة عن طريـق حتقيـق وملّا كان تطوير اجلزء يؤدى إىل تط

فان التنمية اإلقليمية من هذا التنمية ىف خمتلف قطاعات املركّب االجتماعي ـ االقتصادي للمجتمع ، املنطلق تعترب واحدا من مكّونات عملية التنمية الكلية ، ومن مث فإذا حتققت التنمية ىف أقاليم الدولة أو ىف

٠مناطقها ، فان احملّصلة النهائية هي حتقق التنمية الكلّية ىف هذه الدولة ، وذلك من وجهة النظر املكانية ليم التنميةالتنمية اإلقليمية وأقا

، إحـدى نتـائج Regional Policyتتحقق التنمية اإلقليمية عن طريق السياسة اإلقليمية وهى تلك السياسة املوّجهة حنو حل مشكالت التنمية غري Regional Scienceالعلم اإلقليمي ـ

ج االقتـصادي املتساوية إقليميا والنامجة عن عدم التساوي اجلغرايف ىف توّزع مقّومات وظروف اإلنتـا والوضع االجتماعي ، وذلك نتيجة إلدراك عمليات التغري غري املتساوية إقليميا ، وللوعي بالنتائج احملتملة

Regionalللتغري على هذه األقاليم ، وهتدف هذه السياسة إىل حتقيق الرفاه االجتمـاعي اإلقليمـي Social Welfareسني ظروف اإلنتـاج اإلقليمـي ، عن طريق حتقيق التنمية اإلقليمية بواسطة حت

، أو بإعادة التنظيم املكاين Regional Infrastructureباالستثمار ىف البنية األساسية اإلقليمية للقوى العاملة اإلقليمية ىف تركّزات جغرافية أكثر سهولة ىف استخدامها ، مبعىن أن هذه السياسة هـي

ة لالقتصاد اإلقليمي ، عن طريق تعزيز عمليات الـتغري أو حماولة لتحديث وإعادة بناء القاعدة اإلنتاجي االنتقال املوقعي املتوافقة مع النمط اإلنتاجي األكثر فعالية ، ومن هنا تتأكد أمهية الـسياسة اإلقليميـة كجزء جوهري من عملية مشولية التنمية ، كما تتأكد أمهية املنظور اإلقليمي للجغرافيا ىف حل مشكالت

٠األقاليم ملوضوعات التنمية اإلقليمية ، فاجلغرافيا " احملفز الفكري" مناطق التنمية مبثابة وميكن اعتبار مفهوم

، وذلك على "أقاليم تنمية "تدرس األماكن بغية حتديد األقاليم ، ومن مث ميكن اعتبار مناطق التنمية مبثابة هو حاجتها إىل التنمية فعلى سـبيل أساس أن ما جيمعها معا ويفرقها عن غريها ـ أي هذه األقاليم ـ

ىف بريطانيا ىف أعقاب احلرب العاملية الثانية هي األقاليم الىت حددت على " مناطق التنمية "املثال ، كانت ، Interregional Planningأهنا ىف حاجة إىل املساعدة ىف سياق التخطيط بني ـ اإلقليمـي

لسياقات املوجهة على أساس مناطقّى ، حيـث اتبعـت الذي كان ميثل احللقة األخرية ىف سلسلة من ا

17

17

للتحكم ىف " Development Controlضبط التنمية "سلطات التخطيط ىف هذه الدولة أسلوب ٠عمليات استخدام األرض من أجل حتقيق التنمية

: وترجع أمهية املفهوم اجلغرايف ملوضوع التنمية اإلقليمية إىل طبيعة املنظور اجلغرايف لكـل مـن اإلقليم والتنمية ، فاإلقليم من أبرز املفـاهيم اجلغرافية ، بل إن غاية البحث اجلغرايف هي الوصـول إىل حتديد مالمح الشخصية اإلقليمية ، أما التنمية ، فليس أقدر من اجلغرايف على دراستها دراسة شاملة من

ىف االعتبار أن من أهـداف علـم كافة أبعادها االجتماعية واالقتصادية واملكانية خاصة إذا ما وضع اجلغرافيا ـ أو على وجه الدقة النواحي التطبيقية للعلم ـ حتسني سطح األرض بوصفه مكانا للحيـاة البشرية ، ولذلك هتتم اجلغرافيا باملشكالت املكانية اإلقليمية ، من حيث دراسة أسسها وحتديد أسـباهبا

حبث علمي له نتائج ذات أمهية كربى ىف حتقيق التـوازن ووضع حلوهلا ، كما أن اجلغرافيا تعترب ميدان اإلقليمي أو املساواة اإلقليمية ، وذلك عن طريق العمل على تقليل التفاوتات اإلقليمية داخـل اإلقلـيم

٠الواحـد ، واحلد من هذه التفاوتات فيما بني اإلقليم املختلفة داخل الدولة ة ىف تلك العملية ـ النظرية أو التطبيقية ـ الىت تـؤدى وتتلخص فكرة أو مفهوم التنمية اإلقليمي

Beneficial Landscape"الالندسـكيب النفعـي " إىل حدوث عدة مظاهر تدل على تغري إلقليم ما ، مبا حيقق وضعا أفضل لسكان هذا اإلقليم ، أو مبعىن آخر ميكن تعريف التنمية اإلقليمية بأهنا "

اهتمامات علم اجلغرافيا ـ الىت تطرأ على حالة إقلـيم مـا بطريقـة تلك التغريات ـ والتغري من أهم / Spatialالبـشرية / مقصودة هبدف حتسني أوضاع حياة سكانه ، وتقليل التفاوتـات املكانيـة

Human Disparities ، بني أجزائه املختلفة ، وذلك عن طريق االستخدام األمثل ملوارده املادية ة بكافة تفصيالهتا ، وميكن اعتبار حتقيق هذه األهـداف بغـرض تقليـل وحتسني كفاءة موارده البشري

٠التفاوتات بني أقاليم الدولة أحد مفاهيم التنمية اإلقليمية اجلغرافيا والتنمية

إذا تفحصنا موضوعات علم اجلغرافيا ـ الطبيعية والبشرية ـ فإننا سوف جند أن مفردات هذه نمية ، الىت مل تعد مقصورة على جانـب واحـد اقتـصادي أو املوضوعات تشكل األساس املادي للت

اجتماعي ، وإمنا أصبحت عملية كلّية ، فلم تعد توجد تنمية اقتصادية فقط ، أو تنمية اجتماعية مستقلة ، يصحح هبا اإلنسان األوضاع السائدة ىف النواحي االجتماعية واالقتصادية املتعـددة " تنمية فقط "بل

تتطلب دراسة جوانب متعددة من جغرافية اإلقليم الذي يرغب الدارسون ىف حتـسني املتشابكة ، واليت ٠ظروف احلياة فيه

18

18

تفسريها اخلاص ىف اجلغرافيا ، والذي قـد " التنمية "و " احلركة"وللمفاهيم العلمية اخلاصة مثل ـ سكان ـ / طاقة/ معلوماتيتعارض مع القراءة العلمية العامة هلذه املفاهيم ، فاحلركة هي انتقال املادة

ـ Spaceمن نقطة جغرافية إىل نقطة أخـرى على أن يتضمن هذا االنتقال تغطية املكان ـ احليز مبقياس بعدّى ، أما التنمية فتعىن تغريا ىف بنية املكّونات اجلغرافية ، عادة ما يكون مـصحوبا بـتغريات

٠اين للتجديدات املؤدية إىل إحداث التنمية تطورية ، وهلذا هتتم جغرافية التنمية باالنتشار املكوالتنمية هي عملية تغيري ألوضاع معينة من مرحلة إىل مرحلة أخرى أفـضل منـها ، وهـذه األوضاع حتدث ىف املكان ، وهو اإلطار الذي تتحرك بداخله الدراسات اجلغرافية ، والذي ميثل الناظم

نظر إىل تاريخ علم اجلغرافيا كله على أنه تاريخ ملفهوم الفكري األساسي للمنهج اجلغرايف حبيث ميكن ال املكان ىف اجلغرافيا ، واملكان يتألف من ظاهرات متنوعة ، ويشتمل على إمكانات خمتلفة ، كما يتـسم باختالفات دقيقة تتمثل ـ ىف حالة مظاهر التنمية ـ فيما يعرف بتفاوتاهتا املكانية ، واليت يعرب عنـها

، ومن مث فان بؤرة االهتمام اجلغرايف مبوضوع التنمية تتمثل ىف Unbalancedتوازنة بالتنمية غري امل املادية ، اهلادفة إىل التطوير من أجل التنمية املؤدية إىل حتقيق التقـدم ، والالمــادية ، : رصد احلركة

ى أمهية االهتمام اجلغرايف املتمثلة ىف انتقال األفكار اجلديدة املؤدية إىل اهلدف السابق ذاته ، ومن هنا تأت عندما ,.Hoyle ., B., S هويل " مبوضوع االنتشار املكاين للتجديد أو التجديدات كما أوجزها

ـ:كتب Development means change, and the geography of development is basically concerned with the spatial diffusion of innovation ؛ the spread of new ideas, the adoption of new techniques and the establishment of new forms of production, all of which involves changes in human distributions and movements and in patterns of human activities

يقة نظر إىل الناس واألشياء ىف عالقاهتما منهج حبث أو طريقة دراسة ، أو هي طر "فاجلغرافيا ىف احلقيقة باملكان ، واملنهج اجلغرايف ىف دراسة التنمية يتضمن وعيا باملقاييس املختلفة للنشاط البشرى ، وبالتفاعل

٠والتداخل بينهما والتنمية عملية تارخيية ، ولكنها جغرافية ىف األساس ، ليس فقط بسبب متغرياهتـا وخصائـصها

أيضا ألهنا نتاج عمل إنساين واع يعمل ىف ظروف اجتماعية ومادية معينة ، واحملاوالت اخلاصة ، ولكن التقليدية الواسعة لتحديد التنمية وجتسيدها أو تقييدها ىف مصطلحات ذات صيغة عاملية أحادية البعد ،

العمليـات أو لبناء مناذج حمددة مقيدة ، حماوالت اصطدمت كلها بالظروف اجلغرافيـة والتارخييـة وب

19

19

االجتماعية املتغرية ، الىت ميكن عن طريقها حتقيق التنمية وىف هذا تأكيد آخر على مشوليـة التنميـة ، ٠ومشولية املنهج اجلغرايف إذا ما تناول مثل هذا املوضوع

الالمساواة املكانية والتنمية اإلقليميةمهية بارزة ىف العلم اإلقليمـي ، أصبحت الالمساواة املكانية والتنمية اإلقليمية موضوعات ذات أ

وهى ليست بعيدة عن احلقيقة الىت تقول بأن االختالفات والفروق بني األقاليم هي من األسباب الكربى الىت أضافت إىل التفكري العلمي ىف موضوع عدم االنتظام املكاين وما يتصل به من مشكالت ، ورغـم

مية اإلقليمية بطريقة جمزأة ، إذ تضمنت دراسات هـذا ذلك فقد عوجل موضوع التفاوتات املكانية والتن العلم منطا واحدا من أمناط عدم املساواة اإلقليمية ، ذي عدد حمدود من العالقات بني املظاهر املختلفـة هلذه التفاوتات ، ومن مث عـوجلت موضوعات مثل اإلسكان ، وتوزيع الدخل كموضوعات منفصلة ،

صريح من غري اجلغرافيني بضرورة البحث عن نظام علمي يستطيع جتميع وىف هذا دليل واضح واعتراف فـإذا كـان "كل هذه األمناط ىف منظور حبثي واحد ، وعلم اجلغرافيا هو الذي ميكنه أن يفعل ذلك ،

االختصاص األكادميي اآلخر والوحيد الذي يشارك اجلغرافيا رأيها الشامل واإلمجايل الذي تقدمه عـن ، فان هذا العلم يغلب عليـه .Izard ,Wنية هو العلم اإلقليمي كما متثله نظرية ايزارد العالقات املكا

٠املنهج االقتصادي النظري التجريدي ، بينما اجلغرافيا علم جترييب أساسا التفاعل املكاين واألمناط املكانية

ىت ينتج عن تنوعها إىل إجياد األمناط املكانية ال Spatial Interactionيؤدى التفاعل املكاينذلك االختالف املكاين الذي يتميز به سطح األرض ، وهذا االختالف هو نـاتج عمليـات عديـدة ومتنوعة ، يستطيع اجلغرايف ـ مبنهجه الشامل ـ أن يتوصل إليها ، كما أن هذا االختالف بدوره ميثل

٠الظاهرات سبب أو أساسا لنتائج أخرى هي ما يعرف بالتفاوتات املكانية ىف توزع ألن اإلنسان وأعماله املوجودة ىف املكان والزمان أمور واضحة ، فإهنا تبدو وكأهنـا ال " ولكن

تستحق الذكر ، ولكن االختبار الدقيق هلذه احلقيقة البسيطة يؤكد أهنا حتتوى على ثراء ىف املفـاهيم ، ما نضع ىف اعتبارنا وجود اإلنسان وعلى حتد ذهين يشكل أساس أحد اجملاالت اجلغرافية املعاصرة ، وعند

وأعماله ىف الزمان واملكان فإننا ال نفكر ىف البناءات الثابتة والعالقات الساكنة ، بل نركز بؤرة تفكرينا وهلذا فقد أصبحت عمليات االنتشار املكاين الـىت حتـدث ىف ٠بوضوح على األمناط املكانية الدينامية

فاجلغرافيا هي علم العالقات الىت تربط بـني الظـاهرات "اجلغرايف املكان خالل الزمان قلب االهتمام ٠" املكانية ، ونتاج التفاعل والتكامل والترابط بني هذه الظاهرات داخل إطار املكان

20

20

واجلغرافيا ـ كعلم مكاين ـ مبا يتضمنه ذلك العلم أو املكان مـن توزيعـات واختالفـات ملكاين ـ هي أقدر العلوم على إعطاء وصف دقيـق مـصحوب وائتالفات مكانية ناجتة عن التفاعل ا

بتفسري منظم وعقالين للخصائص املتغرية لسطح األرض ولذلك فهي أقدر العلوم أيضا علـى حتديـد وتفسري مواقع ومظاهر الالمساواة اإلقليمية فيما يتعلق خبصائص التنمية ، كالتفاوتات املكانية ىف توزيع

٠ مراكز العمران ، وىف مناطق الدخول النقدية الفردية املوارد االقتصادية ، وىفتقدمي االقتراحات املؤدية إىل استبعاد العوامل التمييزية الىت تعوق حتقيق التوازن "واجلغرايف ميكنه

وهناك شك كبري ىف إمكانية دراسة موضوع التنمية على مستوى أي " بني األقاليم املختلفة ىف الدولة أكان منطقة صغرية أو دولة ما أو العامل برمته دون اإلفادة من علم اجلغرافيا ، الـذي حيز مكاين سواء

يهدف إىل حتسني سطح األرض كمكان للحياة البشرية ، فما يزال بإمكان اجلغرافيا أن تقدم رأيا شامال ت إىل ظـاهرات وإمجاليا عن العالقات املكانية ىف الشئون البشرية ، متجاوزة التقسيم التقليدي للظاهرا

٠اقتصادية واجتماعية وسياسية على نظام علمي بذاته فانه لذلك ال يوجد ما يقف أمام اجلغرافيا " وقفا"ونظرا ألن التنمية ليست

وهى تقتفى أثر العوامل الطبيعية والبشرية الىت تقف كعقبة أمام حتقيق التنمية أو الىت تيسرها وتـساعد هبا اإلنسان عن طريق إحداث تعديالت نفعية ىف بيئته هبدف حتسني حياتـه عليها ، فالتنمية عملية يقوم

على سطح األرض ، ومبا أن التنمية ىف جوهرها هي عملية تغيري يقوم هبا اإلنـسان لـصاحله مـستغال ٠إمكانات بيئته ، فان للتنمية اتصال بكل من البيئة واجملتمع الذي يعيش ىف هذه البيئة

العتبار أن التنمية حتدث ىف املكان الذي هو ميدان علم اجلغرافيا فإهنـا ـ أي وإذا ما وضعنا ىف االتنمية ـ تعترب أحد حماور اهتمام هذا العلم ؛ املهتم أصال بالعالقة بني اإلنسان وبيئته ، والذي يتـبني

ه داخل اإلطـار اجتاهه إىل امليدان التطبيقي ىف اعتنائه مبشكالت اجملتمع ، وتوزيع وتنظيم مرافقه وخدمات كنظـام " ومن مث تربز أمهية الدراسات اجلغرافية ملوضوع التنميـة ٠اإلقليمي الذي يشغله هذا اجملتمع

فلم تعـد بـؤرة االهتمـام " علمي يتوىل العناية بأحد أهم أبعاد هذا املوضوع ، أال وهو بعده املكاين بعد املكاين هلذه الظاهرة ، وذلـك اجلغرايف تتمحور حول ظاهرة حمددة بقدر ما أصبحت تركز على ال

٠بعد أن حتول الفكر اجلغرايف من جمرد حماولة إشباع تطلعات اإلنسان إىل العمل على إشباع حاجاته ويستدل من مؤشرات التنمية ىف العامل ، واليت ترد ىف تقارير البنك الدويل عن التنمية العاملية علي

ة واجتماعية يدل استعراض مفرداهتا علـى أمهيـة علـم أن هذه املؤشرات تتعلق مبوضوعات اقتصادي اجلغرافيا ىف هذا الصدد ، ومن هنا تتوافق مشولية عملية التنمية مع مشولية املنهج اجلغـرايف ىف دراسـة ظاهرات سطح األرض ، ففي الدراسة اجلغرافية ملوضوع التنمية تتجلى النظـرة الـشمولية والرتعـة

٠ التنمية ومعوقاهتا التكاملية عند معاجلة مقومات

21

21

وعند دراسة األبعاد املكانية لنتائجها ـ توزيع عوائد التنمية على احليز اجلغـرايف والتفاوتـات دراسة إمكانات ومقومات ونتـائج : املكانية فيما يتعلق هبذا التوزيع ـ وهلذا تتمثل جغرافية التنمية ىف

صدا وتقوميا جغرافيا ، باعتبار أن املنظور اجلغرايف التنمية ىف املكان ، هبدف رصد وتقومي هذه العناصر ر ىف تناول موضوع التنمية منظور أكثر من غـريه من منظورات العلـوم األخرى مشوال واستيعابا ألبعاد

٠عملية التنمية ويعزى تفرد املنظور اجلغرايف ملوضوع التنمية بشموليته ومقدرته على استيعاب كافة أبعاد عملية

كثر من غريه من منظورات العلوم األخرى ـ حىت من العلم اإلقليمي ذاته ـ إىل أن املعاجلـة التنمية أاالقتصادية واالجتماعية واملكانيـة هلـذا املوضـوع بكافـة : اجلغرافية ملوضوع التنمية تتناول األبعاد

ة املختلفـة ىف تفصيالت كل بعد من هذه األبعاد ، كما أهنا تتميز بإدراكها ووعيها باألنشطة البـشري املكان من ناحية ، وباخلصائص الطبيعية هلذا املكان من ناحية ثانية ، وبالتداخل والتفاعل والتكامل بني هذه األنشطة وتلك اخلصائص من ناحية ثالثة ، ومها اإلدراك والوعى الالزمني والـضروريني لتحليـل

٠أمناط البنية االقتصادية واالجتماعية ىف املكان اجلغرايف للتنميةاملفهوم

ينبثق مفهوم التنمية ىف اجلغرافيا أو املفهوم اجلغرايف للتنمية من دور اجلغرافيا ىف الكـشف عـن خمتلف جوانب معرفة املكان، فاحلقيقة هي جمال له ثالثة أبعاد ىف وقت واحد ـ كما أوضـح هتنـر

Hittner , A. اكها ، وهذه األبعاد هي ، والبد من فحصها من وجهات نظر ثالثة حىت ميكن إدر: ٠ـ العالقات القائمة بني الظاهرات

٠ـ التطور الزمين هلذه الظاهرات ٠ـ التنظيم أو التوزيع املكاين هلذه الظاهرات

وهلذا فاحلقيقة الكاملة ال ميكن اإلحاطة هبا إحاطة كاملة وتامة ىف العلوم األصـولية ـ املهتمـة ، حىت ولو شاركت الدراسات التارخيية ىف فهم تطور هذه احلقيقـة ولاأل البعد وهىبالعالقات القائمة

ـ التطور التارخيي وهو البعد الثاين ألن هذه احلقيقة لن ترى كاملة أال إذا نظرنا إليها من وجهة نظـر ٠التنظيم أو التوزيع ىف املكان وهو البعد الثالث

تطبيق الوسائل اجلغرافية مسحا وحتليال ، فهما وتتمثل الدراسة اجلغرافية ملوضوع التنمية ىف عملية وتعليال ـ من أجل إدراك وتفسري بعض مظاهر املشكالت البيئية املعاصرة والتطبيق والتخطيط ليـسا دخيلني على اجلغرافيا ألن أية عملية ختطيطية يراد هبا إزالة وضع قائم أو تعديله أو تنميته البد وأن تبدأ

يس أقدر من علم اجلغرافيا على فعل ذلك ـ خاصة اجلانب التطبيقي منـها ـ مبعرفة هذا الوضع ، ول

22

22

كما أن مجيع عمليات تنظيم اجملتمع وتنميته إمنا تتم ىف النهاية ىف اإلطار املكاين ، الذي يعد اجلغـرايف حان الوقت لتطبيق الوسائل اجلغرافية ىف املساعدة علـى حـل بعـض "أكثر الباحثني خربة به ، فقد

الضغط السكاين املتزايد على املكان ، وتنمية املناطق املتخلفـة ، : شكالت املعاصرة واليت من أبرزها امل ٠وذلك من أجل حتسني الظروف املعيشية لسكان بعض مناطق العامل

وتكمن إمكانية علم اجلغرافيا ىف حل بعض هذه املشكالت ىف متكّن اجلغـرافيني ـ ىف ضـوء بلورة األبعاد املكانية للظاهرات اجلغرافية ـ من إدراك اخلصائص املكانية هلـذه امتالكهم مللكة حتديد و

النظريات أو : املشكالت ، واإلسهام ىف حتليلها ـ أو حلها ـ بطريقة جيدة من خالل تطبيق كل من ى جمـرد املفاهيم أو األساليب اجلغرافية ، فاجلغرافيا عند معاجلتها ملوضوع التنمية ال يقتصر اهتمامها عل

كشف أو اكتشاف األمناط الىت تشكلها مستويات التنمية على مستوى احليز اجلغرايف أّيا كان مـداه ، ٠وإمنا تبحث أيضا عن فهم لألسباب الىت أدت إىل وجود مثل هذه األمناط

وتتراوح مستويات اهتمام جغرافية التنمية باملوضوع الواحد ما بني إقليم أو منطقة أو دولة معينة من ناحية ، والعامل ككل من ناحية أخرى ـ من املستوى القروي إىل املستوى القاري ـ ومثال ذلك

/ أو املركـز The Prephery – Core Conceptاهلامش ـ / القلب: موضوع أو مفهوم ىف احلد اخلارجي ، والذي ميثل أحد أهم جوانب األبعاد املكانية للتنمية ؛ الهتمامه بالتفاوتات املكانيـة

توزع مستويات هذه التنمية ، فبهذا املفهوم ميكن تفسري التفاوت املكاين ىف مستويات التنمية ىف دولة ما ٠، أو ىف أحد أقاليم هذه الدولة ، كما هو احلال ىف كل من الربازيل أو كندا على سبيل املثال

انقسام العـامل ـ اآلن ـ كما ميكن أيضا تفسري النمط العاملي الراهن للتنمية ، والذي يتمثل ىف وظهري متخلـف Developed Heartlandإىل جزء متقدم وآخر متخلف ، أو إىل قلب متقدم

Underdeveloped Hinterland ويتمثل قلب األرض املتطور أساسا ىف الـدول احمليطـة ، ىف دول العامل الثالث باحمليط األطلنطي الشمايل وبعض املناطق اجملاورة هلا ، بينما يتمثل الظهري املتخلف

، مع مالحظة وجود نطاق انتقايل واستثناءات موضعية كاليابان واستراليا وسنغافورة ، الىت تعترب أجزاء ٠من القلب املتطور واقعة ىف حزام الظهري األقل تطورا

وينعكس املنظور الشامل الذي ينظر به اجلغرايف إىل موضوع التنمية ىف أنه ـ أي اجلغرايف ـ ال تستهويه تنمية أحادية اجلانب ، بل إن اجلغرايف الواعي ليشعر بالقلق إذا ما تركز االهتمام على تنميـة أحادية اجلانب ، فكما أن الفصل بني اجلغرافيا الطبيعية واجلغرافيا البشرية ىف إطار علم اجلغرافيا يعتـرب

قتصادية واالجتماعية املتأثرة باملكان هـي فان التنمية الكلية أو الشاملة ذات األبعاد اال " فصال تعسفيا " ٠احلساسة باملكان وأبعاده " عني اجلغرايف"التنمية الىت متأل

23

23

ولذلك فان اجلغرايف املهتم مبوضوع التنمية هو أكثر اجلغرافيني مشولية ىف منهجه ، فهو جغـرايف كان أال أنه مل يشارك غريه من رغم كونه علم امل " تطبيقي يضع نصب عينيه القيمة النفعية لعلمه الذي

النظم األصولية اقتسام عناصر هذا املكان ، بل اختص بدراسة هذه العناصر جمتمعة ، فاعلة متفاعلـة ، بكل ما ينجم عن ذلك من عالقات ، فاجلغرافيا املعاجلة ملوضوع التنمية تدرس األساس املـادي هلـذه

صد مناطق اخللل ىف توزع كل منهما ، مثلما تـدرس التنمية واخلصائص االجتماعية اخلاصة هبا ، وتر وتفسر أسباب التفاوتات املكانية ىف توجيه عملية التنمية ، لتضع الصورة املثلى املرتكزة علـى النظـرة الشاملة والكلية لتوزيع مشروعاهتا ، والوضع األمثل لتوزيع نتائجها ، لتحقيق املساواة املكانية ىف كافـة

٠ايف أرجاء احليز اجلغر

24

24

اخلامتةملا كانت اجلغرافيا ـ وال تزال ـ قد عرفت أو عّرفت بأهنا علم املكان الذي يزودنـا بتفـسري منطقي ومعقول ومقبول لتوزع الظاهرات ىف هذا املكان ، فانه من هنا تأتى أمهية دراسة األبعاد املكانية

ها هنا وهى تلك املتصلة مبوضوع التنمية ، واجلغرافيا ىف لتوزع الظاهرات اجلغرافية ، خاصة ما يهمنا من اهتمامها بالتفاوتات املكانية ال تكتفي بالدراسات املسحية الىت تعّرفنا بأماكن هذه التفاوتات ، ولكنها لكوهنا هتتم بصنع الوضع األمثل للحياة البشرية على سطح األرض عن طريق حتسني مستوى التفاعل بني

االختالفات املكانية املتعلقة بالتنمية ، عن طريـق تقليلـها " تسوية " ته ، فإهنا تعمل على اإلنسان وبيئ ـاالختالفات أو التنمية ـ من مناطق تزايدها أو تركزها ، ونقل التنمية إىل منـاطق تناقـصها بغيـة

" Developmental Peneplain سطح تسوية التنميـة " الوصول إىل ما ميكن أن يطلق عليه ، فاملستوى الذي تبغي اجلغرافيا الوصول إليه عند دراستها لالختالفات املكانية املتعلقة بالتنمية ، وهو ما

هـو ذلـك " Developmental Base Levelمستوى قاعدة التنمية "ميكن أن يطلق عليه تكن متـساوية ىف الوضع الذي تتساوى فيه أجزاء املنطقة أو اإلقليم ىف اإلفادة من التنمية ، حىت وان مل

مقومات هذه التنمية حبيث ختف ـ إىل حد ما ـ مظاهر الالتوازن املكاين اخلاصـة هبـا ، ويظهـر منتظم ، بعد إعـادة توزيـع مـوارده " Developmental Landscapeالندسكيب تنمية "

اوى وسكانه وعوائد تنميته بشكل خيفف من معاناته ويرفع من مستوى معيشة سكانه ، حبيث يدل تس ٠مؤشرات التنمية ىف احليز اجلغرايف على وصول هذا احليز إىل مستوى قاعدة التنمية

ويتضح مما سبق أن اجلغرافيا ـ كعلم تطبيقي ـ هلا دورها املهم ىف دراسة التنمية سواء أسسها النمط املادية أو مظاهر الالمساواة ىف توزيع نتائجها ، كما يتضح أن التنمية الشاملة وقد أضحت ذلك

من أمناط التنمية الذي تسعى إليه اجملتمعات البشرية املعاصرة ال يصلح لدراستها دراسة كلية أال علـم يتميز باملنهج الشامل والنظرة الكلية ، وليس مثل علم اجلغرافيا ما يتميز بشمولية منهجه وكلية نظرته ،

٠هذه التنمية بشيء من القصور قد أصابت مفهوم " أحادية التنمية " خاصة بعد التيقن من أن التخطيط والتنمية كوسيلة وهدف ، وبني التخطيط واجلغرافيا : وقد أظهرت العالقة بني كل من

حيث يلتقيان ىف جمال التخطيط اإلقليمي ، أظهرت األساس اجلغرايف ملوضوعي التخطيط والتنمية مـن زن املكاين والتنمية اإلقليمية من ناحية أخرى ناحية ، وأمهية علم اجلغرافيا ىف حل بعض مشكالت الالتوا

، حيث يتجلى مفهوم جغرافية التنمية باعتبارها تلك الدراسة اجلغرافية الىت تتناول التنمية من حيـث االجتماعية واالقتصادية واملكانية ، وهو ما مييزها عن غريها من العلوم األخرى إذا ما تناولت : أبعادها

٠مثل هذا املوضوع

25

25

ملصــادراامحد حممد عبد العال ـ االختالفات اإلقليمية يف مستويات التنمية يف مصر ـ جملـة اجلغرافيـا .١

٠١٩٩٧والتنمية ـ كلية اآلداب جامعة املنوفية ـ العدد التاسع ـ يوليو امحد حممد عبد العال ـ املدن اجلديدة والتنمية اإلقليمية ىف مـصر ـ جملـة اآلداب والعلـوم .٢

٠ ١٩٩٢ـ اجمللد العاشر ـ جامعة املنيا ـ يونيه اإلنسانية امحد حممد عبد العال ـ جغرافية التنمية مفهومها وأبعادها ـ جملة كلية اآلداب جامعة املنيا ـ .٣

٠ ١٩٩٠ ـ ٩اجمللد امحد حممد عبد العال ـ قياسات كّمية مقترحة لبعض الظاهرات اجلغرافيـة ـ جملـة اآلداب .٤

جمللة العلمّية لكلّية اآلداب جامعة املنيا ـ اجمللد التاسع والعشرون ـ يوليو والعلوم اإلنسانّية ـ ا ٠ ١٩٩٨

امحد حممد عبد العال ـ منطقة غرب فرع رشيد دراسة ىف جغرافية التنمية ـ رسالة دكتوراه ـ .٥ ٠ ١٩٨٧غري منشورة ـ كلية اآلداب جامعة املنيا ـ

ـ سية وتأثريها على التنمية االقليمية حماور احلركة الرئيـأمساء عبد العاطى حممد .٦ ـ غري منشورة رسالة ماجستري . ٢٠٠٤ـ كلية اهلندسة جامعة القاهرة ـ ٠ ١٩٩٤األمم املتحدة ـ تقرير التنمية البشرية ـ .٧مركز األهرام للترمجـة : ـ ترمجة ٢٠٠١ـ١٩٩٩البنك الدويل ـ تقرير عن التنمية يف العامل .٨

٠ ٢٠٠١والنشر ـ القاهرة ـ ـ ١٩٨٦اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء ـ التعداد العام للسكان واإلسكان واملنشآت .٩

٠ ١٩٨٧النتائج األولية ـ القاهرة ـ إبريل ١٩٨٦اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء ـ التعداد العام للسكان واإلسكان واملنشآت .١٠

٠ ١٩٨٧يل ـ النتائج األولية ـ املدن ـ القاهرة ـ إبر ـ ١٩٩٢ ـ ١٩٥٢اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء ـ الكتاب اإلحصائي السنوي .١١

٠ ١٩٩٣القاهرة ـ يونيو السيد حممد كيالىن و سيد حممد عبد املقصود ـ الفوارق اإلقليمية يف مصر وطرق قياسـها ـ .١٢

٠ ١٩٨٢ ـ القاهرة ـ مايو ١٣٢٤معهد التخطيط القومي ـ مذكرة رقم ب احلنيطي ـ األمناط التنموية واإلقليمية يف الوطن العريب ـ اجمللة العربية للعلوم اإلنـسانية حر.١٣

٠ ١٩٨٣جامعة الكويت ـ العدد التاسع ـ اجمللد الثالث ـ شتاء

26

26

حسن اخلياط ـ حنو جغرافية عربية تطبيقية ـ حبوث املؤمتر اجلغرايف العريب الثاين ـ اجمللـس .١٤ ٠ ١٩٨٨رة ـ األعلى للثقافة ـ القاه

شاكر خصباك ـ نشرة قسم اجلغرافيا : مسيث ـ جغرافية الرفاه االجتماعي ـ تعريب ٠م٠د.١٥ ٠ ١٩٨٨ ـ نوفمرب ٢جامعة الكويت رقم

٠ ١٩٩٠صفّوح خري ـ البحث اجلغرايف مناهجه وأساليبه ـ دار املريخ ـ الرياض ـ .١٦ ـ دار الطليعة ـ بـريوت ـ ٢طالل البابا ـ قضايا التخلف والتنمية ىف العامل الثالث ـ ط .١٧

٠ ١٩٨٣ عبــد اهللا يوسف أبـو عيـاش : عبد اإلله أبو عياش ـ اجلغرافيـا والتخطيط ـ فــى .١٨

٠ ١٩٨٣التخطيط والتنمية ىف املنظور اجلغرايف ـ وكالة املطبوعات ـ الكويت ـ ] حمرر[ميـة البـشرية ملـصر عال سليمان احلكيم ـ التفاوتات اإلقليمية للتنمية البشرية ـ تقرير التن .١٩

ـ ١٩٩٤ـ معهد التخطيط القومي ـ القـاهرة ـ إبريـل ) ٥(ـ ورقة خلفية رقم ١٩٩٤ ٠امللحق اإلحصائي

ـ دار اجلامعات املـصرية ٣حممد مخيس الزوكه ـ التخطيط اإلقليمي وأبعاده اجلغرافية ـ ط .٢٠ ٠ ١٩٨٤ـ اإلسكندرية ـ

ات التنمية ونظرياهتا ـ املعهد العريب حممد عدنان وديع وآخرون ـ مسح التطورات يف مؤشر .٢١ ٠ ١٩٩٧للتخطيط ـ الكويت ـ ديسمرب

٠ ١٩٩٥ ـ القاهرة ـ ١٩٩٥ تقرير التنمية البشرية ٠٠معهد التخطيط القومي ـ مصر.٢٢ ٠ ١٩٩٦ ـ القاهرة ـ ١٩٩٦ تقرير التنمية البشرية ٠٠معهد التخطيط القومي ـ مصر.٢٣

24.Abler , R., et al . Spatial Organization, Prentice Hall , London , 1972 . 25.Alaev , E. , Regionalization of Country for Regional Planning , in :

Adams ,P., and Helliner , M., eds., International Geography , University of Toronto Press, 1972 .

26.Alaev , E., Social and Economic Geography, Progress Publishers , Moscow 1986 .

27.Coates , B., E. , et. al ., Geography and Inequality , Oxford University Press , 1977 .

28.Coffey ,W., J., Geography ؛ Towards a General Spatial System Approach , Methuen , London, 1981.

29.Courtenay, PP., Geography and Development, in: Courtenay, PP, ed.,: Geographical Studies of Development, Longmann . London , 1985 .

30.De Suza , A.& Porter , P. The Underdevelopment and Modernization In The Third World , A.A.G. , Resource Paper no. 28 . 1974 .

27

27

31.Dickinson, R., E., Regional Ecology, John Wiley & Sons, inc. New York. 1970.

32.Folmer H., and Oosterhaven, J., Spatial Inequality and Regional Development, in: Folmer H., and Oosterhaven, J., eds. , Spatial Inequality and Regional Development, Martinus Nijhoff Publishing, Boston, 1979.

33.Frazier , J.,W., Applied Geography: a Perspective , in : Frazier , J.,W, ed., Applied Geography , Prentice Hall , inc., Englewood Cliffs , New Jersey , 1982 .

34.Freeman, T., W., Geography and Planning, Hutchinson & co. LTD., London, 1968.

35.Friedmann, J., a General Theory of Polarized Development, in: Hansen N., M., ed., Growth Centers in Regional Economic Development, The Free Press, New York, 1972.

36.Hansen N., M., The Challenge of Urban Growth, Lexington Books, London, 1975.

37.Hoyle , B., S., Spatial Analysis and Less ــ Developed Countries , in : Hoyle , B., S., Spatial Aspects of Development , John Wiley & Sons, London , 1974

38.Johnston, R., J., et al. eds. The Dictionary of Human Geography , 2nd . Edit. , Black Well, Oxford, 1986.

39.Krugman,P. The Role of Geography in Development, Annual World Bank Conference on Development Economics, Washington,D.C.,April 20–21,1998.

40.Lavrov, S., and Sdasyuk, G., Concepts of Regional Development, Progress Publishers, Moscow, 1988.

41.Leys C., and Marris, P., Planning and Development, in: Seers, D.and Joy, L., and Eds. Development in a Divided World , Penguin Books , London , 1972 .

42.Meier, G., Leading Issues in Economic Development, Oxford University Press, 1970.

43.Mosely, M., J., Growth Centers in Spatial Planning, Pergamon Press, Oxford, 1974.

44.Richardson , H., W., Regional Growth Theory , Mac John Willey & New York, 1973 ٠

45.Riddle, R., Ecodevelopment, Gower, London, 1981. 46.Robert J. Tata And Ronald R. Schultz , World Variation In Human

Welfare : A New Index of Development Status , A.A.A.G. , vol. 78 , no 4 , December 1988 .

28

28

47.Rodwin, L., Choosing Regions for Development, in: Friedmann, J., and Alonso W., Regional Development and Planning, The MIT Press, Cambridge, Mass., 1964.

48.Seamon, D., AGeography of Liveworld, Croom Helm, London, 1979. 49.Sen, L., K., The Need for Micro ـ ,.Level Planning in India, in: Sen, L ـ

K., ed., Readings in Micro ـ Level Planning and Rural Growth Centers, N.I.C.D., Hyderabad, 1972.

50.Stohr, W., and Todtling, F., Spatial Equity, some anti ـ thesis to current regional development doctrine, in: Folmer H., and Oosterhaven, J., eds, spatial inequality and regional development, Martinus Nijhoff Publishing, Boston, 1979.

51.Stohr, W., Interurban Systems and Regional Economic Development, A.A.A.G., resource paper no. 26, 1974.

52.The World Bank, World Development Report, New York, 1988. 53.Thomas, D., Geography and Physical Planning, in: Cooke R., U., and

Johnson J., H., Eds. , Trends in Geography , Pergamon Press ,Oxford , 1964

54.Ullman , E., Regional Development and the Geography of Concentration , in : Freedman , J., and Alone W., Regional Development and Planning , The MIT Press , Cambridge , Mass. , 1964

55.Wadhen M., Urban and Regional Planning in Brazil, Applied Geography and Development, vol. 16, 1981.

56.Wood,P.,and Marshall,N.,Services&Space,Longman Scientific&Technical,,Harloe,Essex,1995 .