ﺔﻴﻧﺎﳌﱪﻟﺍ ﺔﻧﺎﺼﳊﺍ - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/7786/1/DAhmedboum... · 2016-10-31 · 3 ﺀﺍﺪـﻫﺇ ﻱﺩﺎﻬﺟ ﺚﻌﺒﻣﻭ

1

ة ـة الشعبيـ الدميقراطيةـاجلزائرية ـاجلمهوري وزارة التعليم العايل و البحث العلمي

تلمسان-جامعة أيب بكر بلقايد كلية احلقوق والعلوم السياسية

احلصانة الربملانية دراسة مقارنة

رسالة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون العام

:إشراف األستاذ الدكتور : إعداد الطالب أمحد بومدين عزاوي عبد الرمحن

:جلنة املناقشة رئيسا جامعة تلمسان أستاذ التعليم العايل د نصر الدين بن طيفور.أ مشرفا ومقررا جامعة تلمسان أستاذ التعليم العايل د عزاوي عبد الرمحن.أ مناقشا جامعة سعيدة أستاذ التعليم العايل د طييب بن علي.أ مناقشا جامعة سيدي بلعباس أستاذ التعليم العايل د قادة بن بن علي.أ

2015-2014 السنة اجلامعية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com

2

حمن الرحيم بسم اهللا الر

"فيمكث يف األرضفأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس "

صدق اهللا العظيم

17الرعد اآلية



3

إهـداء

أهدي هذه الرسالة إىل سبب وجودي، ونوري حيايت، ومبعث جهادي .جتهادياو

الكفاح الرجاء والصرب، وعلمين قيم اإلميان و إىل أيب، الذي أعلى يف وجداين . مستقيما يف احلياة الدنياااإلخالص، صراطواجلهاد و أينعت خريا عهدت فطرة اهللا اليت فطرين عليها بالرعاية، حىت ت إىل أمي، اليت

. ورمحةاوعلما، وبر عمرمها، إنه مسيع قريب جميب ل حفظهما اهللا، و بارك يف حياما، وأطا .الدعاء

. إىل إخويت سندي ورجائي . إىل السند اآلخر زوجيت .ةبنيت أمريا إىل الشمعة املضيئة

. إىل كل من صادق ما عاهد اهللا عليه وأحب هذا الوطن املفدى، اجلزائرمل أعطكم شيئا، إليكم أهدي أغلى ما امتلكت، و فقد أخذت منكم الكثري،

.بعضا من العلم



4

شكر وتقدير

كتور األستاذ الد إىل أستاذي اجلليل ص شكري وعظيم امتناين وعرفاينأتقدم خبال، فما كان هلذه الرسالة أن سعدت بتوجيه وشرف البحث بإشرافه الذيعزاوي عبد الرمحن

تستوي على قدميها يف هيئتها املاثلة من غري معونة صادقة وتوجيه دائم من أستاذي الفاضل، والذي تتبع خطوايت . املوضوعيةافهو صاحب الفضل يف وضع أسسها الشكلية وبناء أركا

. فأسأل اهللا أن جيزيه عين خري اجلزاء. ىل آخرهامن أوهلا إاألستاذ كما أتقدم خبالص شكري وعظيم إمتناين وتقديري إىل أستاذي اجلليل

شرف قبوله مناقشة هذه الرسالة، ليشهد على إمتام ما بذله على بن عليالدكتور طييبفقد حزت شرف التتلمذ . سيادته من جهد ورعاية وتوجيه طيلة فترة دراسيت يف املاجستري

للدراسة فيما بعد التدرج يف احلقوق، مبعهد العلوم القانونية مشروععلى يديه يف أول . فأسأل اهللا أن جيزيه عين خري اجلزاء. واإلدارية، باملركز اجلامعي بسعيدة

يطيب يل أن أتقدم خبالص شكري وعظيم امتناين وتقديري إىل أستاذي اجلليل و فهو صاحب الفضل يف اختيار موضوعها، والذي . ر نصر الدين بن طيفوراألستاذ الدكتو

حتت شرف إعداد مذكريت يف املاجستري ، وقد حزت أسند يل شرف مهمة البحث فيها . فأسأل اهللا أن جيزيه عين خري اجلزاء .إشراف وتوجيه صادق من سيادتهتقديري إىل أستاذي اجلليل شكري وعظيم امتناين و خبالصكما يطيب يل أن أتقدم

الذي وافق على مناقشة هذه الرسالة، وله كل الشكر بن بن عليةاألستاذ الدكتور قاد ملا بعد التدرج مبعهد العلوم سامهته يف تكوين وتأطري أول مشروعالتقدير واالمتنان ملو

ستاذ الدكتور إلدارية، باملركز اجلامعي بسعيدة، حتت إشراف أستاذي اجلليل األالقانونية وا . فأسأل اهللا أن جيزيه عين خري اجلزاء.بن علي طييب

مؤتة جامعة بكلية احلقوق الباحثة أمينة بوعالم ال يفوتين أن أتوجه بالشكر إىل و .على ما قدمته يل من مساعدة يف مجع املادة العلمية هلذه الرسالة

.الشكر إىل كل من مد يل يد العون من قريب أو من بعيدو



5

:املختصرات اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية: ج.ج.ر.ج فقرة: ف الة اجلزائرية للعلوم القانونية،االقتصادية و السياسية: س.إ.ق.ع.ج.م قانون اإلجراءات اجلزائية :ج.إ.ق رأي الس الدستوري: د.م.ر

Abréviations Art : Article Cass. : Cour de cassation Ed : édition RFDA : Revue Française de Droit Administrative Ibid : ibidem ouvrage ou article indiqué dans la précédente citation L.G.D.J : Librairie générale de droit et de jurisprudence. P.U.F : Presses universitaires de France. R.D.P : Revue de droit publique. Rec. : Recueil Lebon op.cit : Opus Citatum- ouvrage ou article précité



6

بسم اهللا الرمحن الرحيم وبه تدي ونستعني والصالة والسالم على أشرف املرسلني سيدنا حممد النيب األمني

وعلى آله وصحابته أمجعني مقـدمـة

تعد االس النيابية أهم مؤسسات النظام النيايب الدميقراطي بوصفها املعربة عن إرادة

صبح من النادر أن جند دولة بال برملان، ميثل وأ. قوق األفراد وحريامحل، واحلافظ مةاألشرائح اتمع وحيمي مصاحله السياسية واالقتصادية وبنائه االجتماعي، ويظل الربملان يف النظام النيايب قاعدة الدميقراطية، واحلاضن الطبيعي للمطالب واالختالفات، وحلقة الصلة بني

، وساحة ع السياسات، وحمل تداول السلطةتل يف الدولة موقع صاناملؤسسات السياسية، وحي، واملنصة العامة واألقليةبني األغلبيةبني احلكومات وممثلي املواطنني، و السياسيالسجال

ياة العامة للتعبري عن املطالب الكربى للمجتمع، وهو أوال وأخري املشرع لتنظيم وضبط احلات، لالستيثاق من اتفاق هذا األداء ، والرقيب اليقظ على أداء احلكوموالعالقات االجتماعية

.مع املصلحة العامةوجيمع الفقه الدستوري على أن النظام النيايب الدميقراطي الذي يباشر فيه الشعب السيادة عن طريق نواب خيتارهم هلذا الغرض ال يتحقق إال إذا توافرت أركانه، وأمهها الركن

. ساسية اليت ترتكز عليها بقية األركان األخرىاخلاص باستقالل الربملان باعتباره الدعامة األذلك أنه بدون استقالل الربملان ال ميكنه أن يباشر اختصاصات حقيقية وفعلية، وإمنا قد

كما أن عضو . يتحول برغم انتخابه إىل جمرد هيئة استشارية أو تابعة متارس سلطة زهيدةحل األمة بأكملها إال إذا حتقق له الربملان لن يتمكن من أداء واجبات العضوية باسم ولصا

االستقالل يف مواجهة أبناء دائرته رد انتخابه حبيث يكون هلؤالء حق إمالء إرادم عليه أو ويف الوقت الذي يؤكد فيه على أمهية استقالل الربملان . إخضاعه ملا يرونه من آراء واجتاهات

يب، فإن هذا االستقالل جيب أن يتحقق غىن عنها لقيام النظام النيا كأحد األركان اليت الليس فقط يف مواجهة مجهور الناخبني، وإمنا أيضا يف مواجهة كافة اهليئات واملؤسسات



7

بل لعل هذا املظهر األخري لالستقالل هو األكثر إحلاحا . والسلطات األخرى يف الدولةضي بذلك منطق النظام لضمان قيام الربملان بوظائفه الرقابية على السلطة التنفيذية كما يق

.النيايب الربملاينولكي يتحقق استقالل الربملان ويستطيع ممارسة اختصاصاته بالفعالية املطلوبة، حترص معظم دساتري الدول على أن توفر ألعضاء الربملان، على وجه اخلصوص، الضمانات

وصاية من جانب اليت تكفل هلم احلرية والطمأنينة عند مباشرم لوظائفهم النيابية دون .األفراد أو السلطات األخرى

ولعل من أهم الضمانات الدستورية اليت جتسد االستقرار واالستقاللية هي نظام احلصانات الربملانية اليت نصت عليها معظم الدساتري، وإذ تعد ضمانة دستورية وهي مقررة

الذي وجدت من ألعضاء السلطة التشريعية تتيح هلم العمل بكل حرية لتحقيق الغرض أجله، من خالل حجب املسؤولية عن األفعال الصادرة عنهم مبناسبة أدائهم لوظائفهم

.الربملانية، أو إخضاع املتابعات اجلزائية إلجراءات غري مألوفة يف القانون العامفمن املعلوم، بل ومما ال خالف حوله، أن احلصانة الربملانية شكلت منذ نشأا

قراطية النيابية، فقد كانت دائما شرطا من الشروط الرئيسية حلسن سري إحدى ضمانات الدمي .الربملانات واستقالهلا يف أداء مهامها التشريعية والرقابية تطبيقا ملبدأ الفصل بني السلطات

إن الربملانات اليت جتسدت من خالل الدميقراطية النيابية، قد نشأت نشأة عسرية حلكم املطلقة والثيوقراطية اليت كانت تسود أوربا، ومن ويف ظل صراع مرير مع أنظمة ا

الطبيعي يف مثل هذه األنظمة التسلطية واالستبدادية، أن كان الربملانيون يتعرضون إىل أشكال وألوان من التعسف، واالنتقام بسبب آرائهم ومواقفهم إىل غري ذلك من التهديدات،

.)1(اكمات الصوريةوإجراءات التوقيف واالحتجاز، واملتابعات واحمللذلك سرعان ما ظهر نظام احلصانة الربملانية يف اجنلترا مع أواخر القرن الثالث عشر ميالدي، وتطور تدرجييا مع الدفاع الشرس واملطول لس العموم، وقد انتهى هذا التطور

12 يوم ،"احلصانة الربملانية، مفاهيم وممارسات" يف اليوم الدراسي ريد خذحممو السيد الكلمة االفتتاحية لوزير العالقات مع الربملان 1

.81، ص2012، 09القات مع الربملان، العدد اجلزائر، جملة الوسيط، وزارة الع، 2011ديسمرب



8

احلقوق بتكريس مبدأ حرية القول والكالم ألعضاء الربملان وإقرار عدم مسؤوليتهم يف ميثاق .1689االجنليزي لسنة

يف خضم الثورة 1789ولقد عرفت احلصانات الربملانية طفرة هامة يف تطورها سنة الفرنسية، عندما أصدرت اجلمعية الوطنية قرارا تضمن إعالن احلرمة الربملانية وعدم قابلية

دستوري الشيء االعتداء على أعضاء الربملان، وبذلك مت إرساء احلصانة الربملانية كتدبري .الذي أخذت به النظم الدستورية األخرى شيئا فشيئا

وميكن القول أن خمتلف دساتري العامل جتمع على ضرورة توفري محاية خاصة ألعضاء الربملان من أجل متكينهم من حسن أداء مهامهم التمثيلية دون خوف من املضايقات

ية جهة كانت، وكذلك من أجل ضمان واالستفزازات واألعمال الكيدية واالنتقامية من أويكون ذلك بعدم مساءلة أعضاء الربملان عما يبدونه من . استقاللية الغرف الربملانية نفسها

آراء أو تصويت خالل قيامهم بعملهم الربملاين، ومبنع توقيف أو احتجاز أو حماكمة عضو .يهاالربملان إال بعد رفع احلصانة عنه من قبل الغرفة اليت ينتمي إل

ة تطلق احلصانات الربملانية على جمموع الضمانات املنصوص عليها دستوريا حلمايويف متثيل الشعب والدفاع عن ، ومتكينا له من القيام بواجباته عضو الربملان توكيدا الستقالله

، بعدم مساءلة عضو الربملان عما يبديه من آراء خالل مشاركته يف العمل الربملاين مصاحله وبعدم اختاذ أي من اإلجراءات اجلنائية ضد النيايب أو جلانه من الناحية املوضوعية،للمجلس

ومن هنا فإن احلصانة. أحد أعضاء الربملان الكفيلة مبنعه من ممارسة مهامه على أكمل وجهالربملانية هي تلك االمتيازات اليت تضمن للنائب احلرية يف القيام مبهامه الربملانية حلمايته من

، أو تقيده يف ما يبديه من أقوال أو آراء أو القانونية اليت ميكن أن تقام ضدهاملالحقات .أفكار

ضوعية وتقسم احلصانات الربملانية بالنظر إىل مضموا إىل حصانة برملانية مو أعضاء ساءلةوتتمثل احلصانة الربملانية املوضوعية بعد جواز م. وحصانة برملانية إجرائية

زائيا أو مدنيا يف أي وقت من األوقات عما يبدونه من آراء أو أفكار مبناسبة الربملان ج، وذلك دف إفساح اال أمام العضو حىت يؤدي وظيفته النيابية قيامهم بعملهم الربملاين



9

وتتجلى احلصانة اإلجرائية يف عدم جواز متابعة أعضاء الربملان إال بعد . دون خوف أو وجلوهي تستهدف محاية العضو من أن تتخذ يف مواجهته إجراءات جنائية . لهإذن الس التابع

. قد حتول بينه وبني املشاركة الفعلية يف أعمال الس أو يف أعمال جلانهوتباينت طريقة إقرار احلصانة من دستور إىل آخر حسب خصوصيات قد يقتضيها

قد تكون مطلقة، كما قد يتمتع ا النظام السياسي للدولة نفسه، فقد تكون احلصانة نسبية والشخص املمارس للوظيفة الدستورية فحسب، وقد متتد لغريه من األشخاص، وقد تكون

.دائمة كما قد تكون مؤقتة، مث 1963وقد كرست مجيع الدساتري اجلزائرية نظام احلصانة الربملانية بدء بدستور

،110 ،109أحكام املواد ، يف 1996املعدل سنة 1989، وأخريا دستور 1976دستور . ونفس األمر قرره النظام الدستوري الفرنسي و املصري ،111

:املوضوع أمهية :أوال

تنبع أمهية احلصانة الربملانية من كوا وسيلة شرعت أساسا حلماية استقاللية الربملان

تمثيلية على من تأثري وتدخل السلطة التنفيذية، حيث ال ميكن للربملان أن ميارس وظيفته الأكمل وجه إال إذا كان استقالله واستقالل أعضائه مكفوال كضمانة أساسية لعدم تأثري

.السلطة التنفيذية عليهم بالترغيب أو الترهيبوانطالقا مما يشكله العمل الربملاين من أمهية بالغة يف احلياة الدميقراطية والسياسية

ازا، فمن البديهي أن يتركز االهتمام وما جيب أن تقوم عليه من فصل للسلطات وتوباحلصانة الربملانية كضمانة رئيسية هلذا العمل على طرح ومعاجلة املوضوع من جوانبه الدستورية، حيث تكون احلصانة الربملانية مادة أساسية يف القانون الدستوري بصفة عامة

اجلنائي جانبا قانونيا متميزا والقانون الربملاين بصفة خاصة، مع أن للموضوع يف إطار القانونال يقل أمهية عن اجلانب الدستوري، والذي يشكل تقاطعا بني القانون الدستوري والقانون

.اجلنائيوعليه، تكمن أمهية هذه الدراسة يف حبث ماهية احلصانة الربملانية وحتديد النظام



10

ملربرات الدستورية اليت القانوين هلا يف إطارها الدستوري، من خالل الوقوف على األسس واومدى استمرارها يف احملافظة . محلت املؤسس الدستوري على إقراره نظام احلصانة الربملانية

خصوصا، وأن هناك من يعترب أن ظروف نشأة . على ضمانة احلصانة يف القانون الدستورياحلياة السياسية يف احلصانة الربملانية املتمثلة يف األنظمة التسلطية مل تعد موجودة، إذ تطورت

خمتلف اتمعات عموما، إىل أن أصبحت السلطتان التشريعية أو التنفيذية منتخبة، وآلت . السلطة يف آخر املطاف إىل الربملانات نفسها

إن مثل هذا التطور كان له تأثري حاسم على نظام احلصانة الربملانية، إىل درجة دوى من اإلبقاء عليها، طاملا أا فقدت أسباب تساءل عدد من الفقهاء والسياسيني عن اجل

وعلة وجودها، وهكذا أصبحت احلصانة الربملانية يف البلدان الغربية باخلصوص حمل أخذ ورد، موضوع انتقادات كثرية، ليس فقط من قبل الفقه الدستوري، ولكن من قبل الرأي

ة الربملانية، بسبب الفضائح العام أيضا، الذي تظهر فيه من حني آلخر نزعات معادية للحصانإىل جانب ذلك، . والتجاوزات أو حىت اجلرائم اليت حتدث هنا وهناك من قبل أعضاء الربملان

أسفر تطور وانتشار ثقافة حريات وحقوق اإلنسان ومبدأ املساواة باخلصوص عن رفض أو بفضل اجلميع أن يكون عضو الربملان شخصا فوق القانون، وبالتايل فوق اجلميع، بفعل

وهكذا، جند الكثري من البلدان يف . نظام احلصانة اليت قد تقيه من املتابعة والعقاب بصفة فعليةالعامل، وخاصة البلدان الغربية عملت على تكييف وتعديل النصوص القانونية املتعلقة

تمعباحلصانة الربملانية بشكل دائم ومستمر، مواكبة بذلك خمتلف التغريات اليت حتدث يف ا. - إن أول ما يالحظ على التشريع اجلزائري خبصوص موضوع احلصانة الربملانية

، هو -" احلصانة الربملانية، مفاهيم وممارسات"كما جاء يف الكلمة االفتتاحية لليوم الدراسي من الدستور111، و110، و109قلة األحكام القانونية املتعلقة به، إذ ما عدا أحكام املواد

األحكام املقتضبة املتعلقة بإجراءات رفع احلصانة الواردة يف النظامني الداخليني ، واحلايليضاف إىل . لغرفيت الربملان، ما عدا ذلك فإننا ال جند أية نصوص تفصيلية أو توضيحية أخرى

139، و138، و137ذلك أن مواد الدستور احلايل، تكاد تكون هي نفسها أحكام املواد أننا انتقلنا من نظام اشتراكي موجه إىل نظام مفتوح قوامه التعددية ، رغم 1976من دستور



11

.السياسية، وبالتايل ال زلنا نتعامل مع نظام احلصانة بنفس املنطق واملنظوروالواقع، أن املشكل األكثر إثارة لالنتباه، هو أن هذه النصوص مل تطبق أبدا يف ظل

أحكام أو اجتهادات قضائية ذا ، كما ال توجد1996، أو 1989، أو 1976دساتري .اخلصوص، بل ال توجد أية دعاوى قضائية سواء جزائية أو مدنية أو إدارية أو غريها

الشك أن هذه الوضعية ليست مطابقة للواقع، إذ يكفى اإلشارة إىل أن موضوع احلصانة الربملانية يف بالدنا، كثريا ما طرح يف الصحف ووسائل اإلعالم، بشكل يعطي

النطباع أن للرأي العام خبصوصها رأيا سلبيا مفاده أن بعض الربملانيني يستغلون احلصانة يف ا .غري حملها وحياولون االحتماء ا عند ارتكام لبعض التجاوزات

:إشكالية البحث:ثانيا

الدراسة تكمن يف معرفة اليت يطرحها موضوع فاإلشكاليةوتأسيسا على ذلك،

م القانوين للحصانة الربملانية يف النظام الدستوري اجلزائري، مقارنة مع ما الوضع احلايل للنظا مثلما جاء يف -ومن مث، فالسؤال اليت يطرح نفسه. انتهى إليه التطور يف النظم املقارنة

: هو-إشكالية اليوم الدراسي وكيف متت معاجلته يف ؟هي احلالة اليت يوجد عليها هذا املوضوع يف بالدنا ما

ن كانت ال؟ وإنظومتنا القانونية؟ وهل هذا التنظيم مالئم ومناسب ألوضاعنا املختلفة أمم وقبل اإلجابة عن هذه األسئلة، هناك أخرى .فيفم تتمثل؟ اهناك نقائص، ينبغي تداركه

:غريها تفرض نفسها تتمثل يف مايلي ما هي احلصانة الربملانية، كيف نشأت وتطورت ؟

ية اليت اعتمد عليها إلقرارها؟ وهل ختل فعال مببادئ دولة ما هي األسس القانون .القانون خصوصا مبدأ املساواة أمام القانون اجلنائي

ما طبيعة األعمال واألفعال املشمولة باحلصانة الربملانية يف شقيها املوضوعي واإلجرائي؟

.وما هي اإلجراءات املتبعة لرفع احلصانة اإلجرائية عن عضو الربملان؟



12

اضح أن هذا املوضوع ذو أمهية بالغة جدا، ويطرح كثري من التساؤالت، فهو وحيتاج إىل تعميق التفكري حوله، ومن املؤكد أن بناء دولة القانون، تكفل العدالة ومساواة

.اجلميع أمام القانون يقتضي العمل على سد النقائص يف النصوص وحتيينهاانية أستاذي الدكتور نصر الدين بن وقد جذب انتباهي ملوضوع احلصانة الربمل

طيفور الذي أسند يل مهمة شرف حماولة مجع شتاته حتت إشراف أستاذي الدكتور عزاوي .عبد الرمحن الذي ساهم بفضل توجيهاته يف وضع أسسه الشكلية وبناء أركانه املوضوعية

يف النظام وبناءا على ذلك، تعمل هذه احملاولة على بيان مكانة احلصانة الربملانية . الدستوري اجلزائري حتديدا، وباملقارنة مع ماهو مطبق عامليا يف هذا اخلصوص

وللوصول إىل هذه الغاية واهلدف اعتمدت يف دراسيت على املنهج التارخيي الذي يعد مفتاح القانون الدستوري، واملنهج التحليلي الذي أصبح الباحث ال يستطيع فهم

صدد دراستها والتعرف على مكوناا والعوامل املؤثرة اليت كانت وتفسري الظواهر اليت هو بسببا يف ظهورها ومنوها وتطورها أو انقراضها إال إذا كانت لديه األدوات العلمية الضرورية

يف املنهج العلمي السليم واملفاهيم العلمية الدقيقة، واملنهج التحليلي هو أقدر ةلذلك واملتمثل . نا الدراسة الوصفية احملضة واليت ال متكن من الوصول إىل أية غايةاملناهج، ومن مث جتنب

يف اجنلترا وفرنسا الدستوريمالنظاأمهها دستورية مقارنة، عدة نظم اختريتدوقوذلك إميانا منا بالوظيفة اليت يستطيع أن يؤديها القانون . نظامنا الدستورياملصري والنظام و

رخيية وفهم دالالا إزاء إعادة إصالح النظم القانونية يف الدول اليت املقارن يف بناء اخلربة التا . مل تقدر هلا اخلربة التارخيية

مبادئ النصيب األكرب يف مواكبته لتطوريف اجنلترا وفرنساوحاز النظام الدستوري ، ومن مث كان لزاما لتحديد كنه وحقيقة أية مسألة من مسائل ونظريات القانون الدستوري

مالبسات ظهورها، ليسهل حتديد رجوع إىل أصوهلا وجذورها وقانون الدستوري الالأما النظام الدستوري املصري فباعتباره أكثر . طبيعتها وفهم وظيفتها اليت وجدت من أجلها

.رية قربا إىل تنظيمنا الدستوري الدستونظمال :و انطالقا من ذلك إرتأينا تقسيم الدراسة إىل بابني



13

خنصصه ملاهية احلصانة الربملانية : ألولالباب ا : وقد قسم إىل فصلني

، احلصانة الربملانيةخصص الفصل األول منه لدراسة نشأة وتطور نظام عرب احلصانة الربملانيةوالذي ينقلنا إىل درس الوجود الفكري والتأصيل القانوين لنشأة وتطور

مث بيان مفهومها، لنبسط بعد ذلك التنظيم ،ن الدستورياحل تاريخ تطور القانومر .الدستوري يف النظم الدستورية املقارنة

من خالل ،للحصانة الربملانية التأصيل القانوين أما الفصل الثاين فنعاجل فيه ربملانية بيان األساس القانوين للحصانة الربملانية، وطبيعتها، وأخريا القيمة القانونية للحصانة ال

.يف ظل مبادئ دولة القانون، وقسم هو اآلخر للحصانة الربملانيةيعمل على دراسة النظام القانوين : الباب الثاين

.فصلنيإىل من خالل حتديد طبيعة ،نطاق احلصانة الربملانية املوضوعيةيتناول : الفصل األول

ملترتبة عن التمتع بعدم املسؤولية األعمال املشمولة باحلصانة الربملانية ونطاقها، واآلثار ا .الربملانية

نطاق احلصانة الربملانية اإلجرائية، والذي يعمل على : بينما ندرس يف الفصل الثاينحتديد اجلرائم املشمولة باحلصانة اإلجرائية، وطبيعة اإلجراءات اجلنائية املغطاة باحلصانة،

.حلصانة اإلجرائيةوأخريا إجراءات رفع ا. واالستثناء الوارد عليها أن نكون بذلك قد سامهنا جبهد ى بنتائج ومقترحات، عسىل ختام الرسالةلنأيت إ

متواضع يف سد بعض الفراغ الذي تعاين منه الدراسات العلمية لألنظمة القانونية والدستورية .يف اجلزائر اليت ختص جانبا مهما من املمارسة العملية ملهام العهدة الربملانية

-هللا التوفيقوبا-



14

الباب األول



15

الباب األول

ماهية احلصانة الربملانية

، هناك ي املشيشي حممد اإلدريسي العلم األستاذ، وكما يقولاحلصانة الربملانيةإن ا ما هي احلصانة ؟ وهذ. ، وهو تعريف احلصانة الربملانيةا تثري موضوعا واحداإمجاع على أ

وأي شخص تسأله عن احلصانة، جييب بداهة أا عدم إدانة . ما يطلق عليه السهل املمتنع . )1(الربملاين أو عدم احلكم عليه أو وضعه يف السجن

، يقتضي دراسة عنها اجلاهزة ألحكامإن حتديد كنه احلصانة الربملانية، وإزالة الربملانية، وحتديد مفهومها، وبيان التأصيل التارخيي هلا، من خالل نشأة وتطور احلصانة ا

.تنظيمها الدستوري، يف فصل أولعلى أن خيصص الفصل الثاين لدراسة التأصيل القانوين هلا، من خالل بيان أساسها

.القانوين، وطبيعتها القانونية، وقيمتها القانونية يف ظل مبادئ دولة القانون

مقارنة مع ،ظام الربملاىن املغرىبدراسة ىف الن، احلصانة الربملانية وسلطة النيابة العامة ىف حتريك الدعوى العمومية ،ناينب حلكيماإللهعبد 1

.8 ص،املغرب ،2002،مطبعة فضالة أوروبية،نظمة عربية و أ



16

الفصل األول



17

الفصل األول نشأة وتطور احلصانة الربملانية

بتطوره ورسخت بقواعدها وتطورتانة الربملانية بالنظام النيايبارتبطت احلص

استقاللية االس النيابية، وضمان قيامها مبهامها ووظائفها التمثيلية بكل حرية واقتدار بعيدا .عن أي ديد أو تدخل خارجي

أن احلصانة الربملانية سواء املوضوعية أو اإلجرائية قد وتكاد املصادر جتمع علىنشأت وترعرعت يف أحضان النظام الربملاين االجنليزي ومنه انتقلت إىل األنظمة السياسية

.األخرى لتتبلور وتأخذ أحكاما ومفاهيم خمتلفةوشكل حتديد مفهوم احلصانة الربملانية اختالفا يف الفقه الدستوري، بني اجتاهني

ألول يأخذ بوحدة احلصانة الربملانية مع تنوعها إىل حصانة برملانية موضوعية وأخرى ا مفهوم إجرائية، بينما يذهب االجتاه الثاين إىل التمييز بني عدم املسؤولية الربملانية وقصر

.احلصانة الربملانية على احلصانة اإلجرائيةورية، وغدت بذلك ضمانة وقد أصبحت احلصانة الربملانية تتمتع باخلاصية الدست

دستورية ألعضاء االس النيابية، وتولت الدساتري املقارنة تنظيمها دستوريا مبقتضى أحكام .دستورية مع تباين يف أسلوب التنظيم وصياغته، وهو سيتم بيانه يف هذا الفصل

األولاملبحث

احلصانة الربملانية وتطور نشأة

حبث أصل نشأة احلصانة الربملانية إىل النظام تذهب غالبية الفقه الدستوري عند

ذلك أن تاريخ الربملاين االجنليزي الذي يعد الوطن األم لنشأة وتبلور احلصانة الربملانية، احلصانة الربملانية يرتبط ارتباطا وثيقا بالتاريخ الدستوري للمملكة املتحدة، والذي تطور



18

. )1(اه جملس العموم ضد التاجبالتوازي مع الدفاع الشرس واملطول الذي أجرإن نشأة احلصانة الربملانية ارتبط يف حقيقة األمر بالصراع الذي نشأ بني الربملان والتاج، من خالل تصاعد سلطات الربملان وحماولته احلد و تقليص سلطات امللك، وبعبارة

، وانتقاهلا من امللك أخرى، فقد ارتبط تبلور نشأة احلصانة الربملانية بفكرة السيادة يف الدولةإىل الربملان، وما ترتب عنه من انتقال آثارها خصوصا احلصانة اليت تعد أثر ونتيجة من نتائج

وتتجلى مظاهر هذا االرتباط بوضوح عند . التمتع بالسيادة وقيام النظام النيايب الدميقراطياء على ذلك، فإنه سيتم وبن. استقصاء نشأة احلصانة الربملانية يف النظام الدستوري الفرنسي

.حبث النشأة التارخيية للحصانة الربملانية يف النظام الدستوري االجنليزي والفرنسي

املطلب األول نشأة احلصانة الربملانية يف اجنلترا

يطلق على مصطلح احلصانة الربملانية يف النظام النيايب الربيطاين تسمية االمتيازات

وجتد. ق معترف ا مبقتضى القانون العريف ألعضاء الربملانالربملانية، وهي جمموع حقوامتيازات الربملان االجنليزي أصلها يف التطور التدرجيي لعرف وضع بإرادة املقاومة الشرسة

وتتجلى احلصانة الربملانية يف امتيازان مها إمتياز حرية الكالم . لس العموم يف مواجهة التاج . الفرعني املوالينيوإمتياز عدم القبض، موضوع

الفرع األول

نشأة احلصانة الربملانية املوضوعية

الجنليزياالربملاين يف النظام The Freedom of Speechيطلق إمتياز حرية الكالم

،09 العدد،وزارة العالقات مع الربملان احلصانة الربملانية، مفاهيم ومقتضيات ممارستها يف األنظمة املقارنة، جملة الوسيط،، سعيد مقدم 1

.110 ص ،2012



19

.ساسيةجزء من االمتيازات الربملانية األعية، واليت تعترب وللداللة على احلصانة الربملانية املوضزات الربملانية، خصوصا امتياز حرية الكالم، أصلها األول يف وقد وجدت االمتيا

.نتيجة طبيعية والزمة حتمية للحصانة امللكية الطبيعة القضائية للربملان اإلقطاعي، وباعتبارهاومع تصاعد سلطة جملس العموم نتج تغري جذري يف طبيعتها، فتحولت ضد التاج، من مث

.)1( السلطة التنفيذيةجتلت كنظام محاية موجهة باألساس ضدفقد كان النظام امللكي املطلق هو نظام احلكم السائد يف اجنلترا من بداية عام

املستمد من نظرية احلق اإلهلي، والذي كان يقوم على أساس ،1689 إىل غاية سنة 1215ة فقد كان امللك هو صاحب السياد. مبدأ السيادة امللكية ومبدأ قداسة وحرمة الذات امللكية

واملالك لزمامها واملمارس ملظاهرها، وقد تواجد إىل جانبه االس االستشارية، ومن مث مل تكن احلصانة املعترف ا ألعضاء هذه االس سوى منحة ملكية باعتبارهم مستشاري امللك

، واليت كانت دف "أن ذات امللك مصونة ال متس"صاحب السيادة وامتداد للمبدأ القائل واملالحظ اإلنعدام الكلي اء احلماية ألعضاء االس االستشارية يف مواجهة األفراد،إىل إضف

.)2(للحصانة الربملانية املوضوعية يف ظل مبدأ السيادة واحلصانة امللكية املطلقة

1 Cécile Guérin-Bargues, immunités parlementaires et régimes représentatif : l’apport du droit constitutionnel comparé, France, Royaume-Unis, Etats-Unis, L.G.D.J. 2011, France, p34.

، the king can do not wrong وذلك استنادا إىل القاعدة الدستورية مبدأ عدم مسؤولية امللك األنظمة امللكية يسود يف 2 امللك ال خيطئ أبدا فغياب اخلطأ سيؤدي اليت تقول أن امللك ال يقوم بفعل ضار، وعليه فامللك ال خيطئ وذاته ال متس، وانطالقا من مبدأ

مهما صدر عنه من أفعال لالعتقاد التارخيي القدمي أن امللك ميثل . بالضرورة إىل غياب املسؤولية، وبالتايل تبقى ذات امللك مصونة ال ان .لقةاإلله، وعليه ال ميكن أن يكون حمل متابعة من طرف البشر، بناء على ذلك يتمتع امللك حبصانة مط

la ويقدم النظام السياسي املغريب منوذج حلصانة امللك املطلقة، وهو النظام الذي مازال يسترشد مببادئ امللكية اإلهلية monarchie de droit divin فالربغم من وجود دستور مكتوب، فإن امللكية مازالت تستمد وجودها كما يقول عمر بندورو ،

ويعرف مركز . اليت تطورت خالل السنوات األوىل لالستقالل لتجعل من الشرعية امللكية مصدرا لكل السلطاتمن اخلالفة والتقاليد احلصانة امللكية املطلقة 1996 من دستور 23وقد نصت املادة . امللك يف النظام السياسي املغريب مرتبة قوية كرستها الدساتري املتعاقبة

يتبني من خالل النص متتع هذا األخري مبرتبة مميزة إىل درجة التقديس، ويستشف من ". حرمتهشخص امللك مقدس ال تنتهك : " بقوهلا مستغنيا عن صفة التقديس، مع إبقائه حلرمة 2011وقد جاء التعديل الدستوري لسنة . ذلك متتع امللك حبصانة مطلقة ومحاية واسعة

شخص امللك ال تنتهك حرمته ، وللملك واجب التوقري :" ص من الدستور تن46وحصانة الذات امللكية، حيث أصبحت املادة ".واالحترام

، السنة اجلامعية 1، احلصانات الدستورية، دراسة مقارنة، رسالة دكتوراه يف القانون العام، كلية احلقوق، جامعة اجلزائرعيسى زهية .78 ، ص2012/2013



20

ويذهب الفقه الدستوري إىل أن امتيازات الربملان ظهرت يف اجنلترا خالل القرنني وانطلقت من التصور اإلقطاعي والنشأة القضائية للربملان الرابع عشر واخلامس عشر،

وبالنظر إىل اعتباره هيئة قضائية خالل القرن الثالث عشر ، فإن الربملان كان . االجنليزيوقد احتفظ جملس اللوردات . مرتبطا باحملكمة امللكية، وجزءا من الس االستشاري امللكي

حيث أنه مارس وظيفة احملكمة العليا أعلى هيئة قضائية بآثار األصل القضائي األول للربملان، 2005يف النظام القضائي الربيطاين، وذلك إىل غاية قانون اإلصالح الدستوري لسنة

Constitutional Reform Act . وقد احتل الربملان قمة اهلرم القضائي يف اجنلترا خالل تلكشكاوى األفراد، وقراراته مل تكن ختضع وتوىل الربملان سلطة النظر يف عرائض و. الفترة

وقد ترتب عن ذلك وجوب االعتراف ألعضاء الربملان . لتصديق أو موافقة أي هيئة أخرىيعد ضروريا وبشكل مطلق أن وجود هيئة قضائية ":بقوله Hatsell وهذا ما بينه. باحلماية

بعني هلا سواء كانون وممارستها الختصاصاا بشكل فعال، يقتضي أن يتمتع األشخاص التاوتظهر أمهية . قضاة أو أفراد بنظام محاية ضد خمتلف الضغوط خالل سري النظر يف الدعوى

احلماية أكثر بالنسبة ألعضاء الربملان أول وأعلى هيئة قضائية يف اململكة، بأن ال يكونوا حمل .)1("اعتراضات تافهة يف سبيل أداء مهامهمية اتساع االمتيازات اليت متتعت ا االس، وهذه وقد نتج من الطبيعة القضائ

األخرية مل تكن تتضمن فقط محاية حرية املناقشة، وإمنا اتسعت احلصانة كذلك لتشمل

1 S’il est absolument nécessaire à l’existence même de toute juridiction de jugement et à l’exercice efficace de ses compétences, que les personnes qui en dépendent , qu’elles soient juges ou parties, bénéficient d’un certain nombre de protections destinées à les soustraire à toutes formes de pression pendant le temps du procès ; il est encore plus important que les membres de la juridiction du parlement, première et suprême dans le royaume , ne soit pas interrompus par des vétilles dans l’accomplissement de leurs devoirs, mais puisse au contraire, pendant un certain temps, s’abstenir de donner suite à des demandes qui ne sont pas indispensables à la nation : c’es sur le fondement de ces principes, constamment revendiqués et toujours admis, que les membres des deux chambres devraient être, tandis qu’il siègent au parlement, soustrait à un certain nombre d’obligations et non tenus de répondre aux action en justice de la même manière que le citoyen ordinaire, qui ne bénéficie pas de cette même protection, y est contraint par la loi . » J.Hastell, precedents of proceedings in the House of Commons, vol1, relating to privilege of parliement, 3ed, London, 1796, p1 et2. Cité par Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p35.



21

التوقيف يف اال اجلنائي، كما أن سلطة الربملان تطورت من خالل اعترافه لنفسه بسلطة .)1(و املنتهكة لالمتيازاتاملعاقبة ضد االعتداءات املاسة بكرامة الربملان أ

، وقبل أن يتحقق الفصل بني )1307-1273(إدوارد األول امللك ومنذ حكم غرفيت الربملان، فإن االمتيازات الواسعة اليت كان يتمتع ا البارونات واألشراف املشكلني لس امللك امتدت لتشمل باخلصوص إجراء القبض على أعضاء الربملان ومحاية حرمة

وعند حماولة تقصي األصل التارخيي هلذا االمتياز جند أن بعض الكتاب ومنهم . نازهلممElsynge يذهبون إىل القول بأن جملس العموم قد قام وملرات عديدة خالل فترة حكم

امللك إدوارد الثالث مبناقشة العديد من األمور املتعلقة بامتيازات امللك ووافق على عرائض ضد هذه االمتيازات دون أن تتم مناقشام أو االعتداء على حريتهم يف قوانني سيتم سنها

أي أن تطبيق حرية الكالم واملناقشة قد بدأ بالفعل منذ حكم إدوارد . طرق هذه املواضيع .)2(دون أن يعلن عن ذلك بنص قانوين )1377-1327( الثالث

1397 عام Haxeyوأول تنظيم حلرية الكالم و املناقشة يرجع إىل قضية هاكسي

الذي كان عضوا يف الربملان بتقدمي Haxeyخالل فترة حكم امللك ريتشارد الثاين، فقد قام مشروع إىل جملس العموم اقترح فيه ختفيض نفقات القصر امللكي، وكانت النتيجة إدانته

ملك عريضة لل Haxeyوعند تسلم امللك هنري الرابع احلكم، قدم . جبرمية اخليانة العظمىيطلب فيها نقض احلكم السابق على اعتبار أنه مناف للقانون والعادات اليت درج عليها

ويف السنة نفسها تبىن . الربملان، ومت إلغاء احلكم من قبل امللك بناء على نصيحة اللورداتجملس العموم قضية هاكسي، ففي عريضة رفعها الس للملك أكد أن إدانة هاكسي كانت

نون وما جرى عليه الربملان، مما يشكل إلغاء ألعراف جملس العموم، والتمس من منافية للقاوالشك أن ذلك يشكل اعترافا من . امللك إلغاء احلكم، وقد مت إلغاء احلكم للمرة الثانية

أعلى سلطة قضائية ذا االمتياز،كما أنه إمجاع من أعضاء جملس العموم على أن هذا احلكم

1 Cécile Guérin-Bargues, op .cit, p36. 2 Des le règne d’Edouard III, affirme elsynge, le privilege de l’immunité, sans être proclamé en droit était reconnu en fait. Edouard Martin, de l’immunité des discours, des opinion et des votes émis dans les assemblées, Thèse pour le Doctorat, Faculté de Droit de Paris, 1902, p13.



22

.)1(لس العموم وخيل بالعادات واألعراف الربملانيةينتقص من امتيازات جم قدم أعضاء جملس العموم عريضة إىل امللك 1401ويف عهد الربملان التايل عام

هنري الثاين يرجونه فيها أن ال يتسلم أي تقارير تقدم له عن إجراءات جملس العموم وحماضر مللك عن املسائل اليت ستتم جلساته، وذلك إثر قيام بعض أعضاء جملس العموم بإبالغ ا

مناقشتها يف الس قبل اختاذ قرار بشأا، ولقد أجاب امللك على ذلك بأن أمنيته أن يناقش أعضاء جملس العموم كافة املسائل بني أنفسهم يف سبيل التوصل إىل أفضل النتائج، وأنه لن

لتها إليه إلبداء يسمع من أي شخص حول أية مسألة تناقش من قبل جملس العموم قبل إحا .)2(الرأي فيها

ومن مث، فاحلصانة املعترف ا ألعضاء الس الكبري مرتبطة بشكل حصري بصفة ، هذه األخرية مل تكن سوى منحة ملكية ونتيجة من )الس الكبري(عضو جملس املستشارين

مدة من مبدأ نتائج احلصانة امللكية القائمة على مبدأ القائل أن ذات امللك مصونة واملستسيادة امللك القائم على أساس نظرية احلق اإلهلي، وعليه فإن أعضاء الس مل يكونوا

.)3(مسؤولني عن أعماهلم سوى أمام امللك صاحب السيادةوعليه، فإن االمتيازات اليت كان يتمتع ا أعضاء الربملان تعترب بشكل أساسي

1 Haxey dut s’incliner ; mais, à l’avènement d’Henri IV, il introduisit auprès du souverain une requête personnelle tendant à la réforme du jugement « contraire à la loi et à la coutume auparavant en vigueur au parlement ». Le nouveau roi se montra moins rigoureux que son prédécesseur et le jugement fut annulé. Les communes intervinrent à leur tour pour donner plus de poids à ce précédent ; elle demandèrent au souverain d’infirmer la sentence « si bien en accomplissement de droit come pur salvation des libertés de lesdites communes ». le prince consentit à prêter à leur supplique une oreille favorable et le jugement fut tenu pour « complètement cassé, annulé, abrogé et de nul effet ». Victor Charles Brémond, essai sur irresponsabilité parlementaire en France, thèse doctorat, faculté de droitd’aix-marseille, 1905, p38.

رسالة ماجستري،كلية الدراسات القانونية، اجلامعة ، اسة مقارنة بني األردن وبريطانيا، دراحلصانة الربملانية، إبراهيم كامل الشوابكة .17 ص األردن، ،األردنية

.17املرجع نفسه ، ص 23Jusqu’a la fin du 16 siècle, les privilèges aient pu être conçus comme un corollaire de l’immunité du souverain. Les parlementaires ne sont en effet responsables de leurs actes que devant ce dernier. Les privilèges s’analysent alors essentiellement comme une garantie qui tend à protéger l’office de conseiller du roi des actions exercées par des particuliers.

Cécile Guérin-Bargues, op .cit, p36.



23

ي امللك ضد دعاوى صادرة من طرف األفراد ضمانة دف إىل إضفاء محاية رمسية ملستشار .العاديني، واستمر هذا الوضع قائما إىل غاية القرن السادس عشر

إن تطور الوظيفة الربملانية من خالل سعي الربملان إىل ممارسة سلطة فعلية يف جمال . التشريع والرقابة أدت إىل تعديل جذري وتغري جوهري يف طبيعة احلصانة وجمال تطبيقها

ذلك أنه مع بداية القرن السادس عشر بدأت اختصاصات جملس العموم يف النمو خصوصا ، وامللكة )1547-1509(بيد أنه خالل فترة حكم امللك هنري الثامن . يف جمال التشريع

فقد عمال على إضعاف األسلوب املستحدث يف التشريع ، )1603-1558(اليزابث األوىل ملان تعود ضد التاج، من خالل الطعن يف فكرة أن عدم املسؤولية ورفضا رؤية امتيازات الرب

وحرية الكالم متتد ملمارسة سلطة االقتراح يف املسائل املتعلقة بالسياسة اخلارجية واحلقوق ، وخالل فترة 1512ففي عام . امللكية اليت كانت تعترب تقليديا من االختصاصات امللكية

وهو عضو يف جملس العموم من Strode السيد سترود حكم امللك هنري الثامن مت سجنقبل حمكمة املناجم يف ديفون بسبب انتهاكه حرمة تلك احملكمة لطرحه مشروعا يف الربملان يهدف إىل تنظيم مناجم القصدير، واليت كانت ضمن االختصاص القضائي لتلك احملكمة،

مرسوم سترود يعلن فيه أن أية ويف أعقاب هذه القضية أصدر الربملان مرسوم أطلق عليهمشروع إجراءات تتخذ ضد أي شخص يف الربملان احلايل أو الالحق بسبب أي خطاب أو

.)1(قانون يقدمه للربملان، جيب أن تكون باطلة وليس هلا أي أثر قانوينومن الواضح، أن حرية الكالم قد مت االعتراف ا كحق للربملان ومل تكن قد سنت

ذلك الوقت، وال شك أن مرسوم سترود قد جاء بشكل ال يترك جماال للشك ألول مرة يف على أنه قد نص على أن يكون ذا أثر عام يف املستقبل وأن حيمي األعضاء يف كال السني

.من أية مساءلة قانونية بسبب خطبهم أو تصويتهم يف الربملاني ا، فقد بدأ تلقت حرية الكالم واملناقشة أول اعتراف رمس1523ويف عام

1 Sous le règne d’Henri VIII le parlement décida que “toute condemnation, execution, amende, punition, ect., contre un membre du parlement à raison de bills, discours, discussions ou declarations relatives au parlement est entiérement nulle et de nul effet”. Edouard Martin, op.cit,p14. 17 ، املرجع السابق صإبراهيم كامل الشوابكة.



24

وعلى . التنويه ا بعنوان االمتيازات اليت يطلب رئيس جملس العموم موافقة امللك عليهاالرغم من ذلك إال أن امللوك مل حيترموا حرية الكالم يف كل األوقات، وال أدل على ذلك

، والسيد كوب وآخرين يف عام 1571 عام Stricklandمن قضية السيد ستريكالند على خطاب 1593 وجواب امللكة اليزابيث بواسطة رئيس جملس اللوردات يف عام ،1586

ترئيس جملس العموم يف حفل االفتتاح، والذي يطالب فيه رئيس جملس العموم بامتيازايتوجب على األعضاء أال يقولوا كل ما خيطر بباهلم، أو يصرحوا : "العموم، حيث قالت

.)1(" نعم أو ال: الكالم تنحصر بقولبكل ما يدور يف خلدهم ، وأن حرية وقد كان جملس العموم خالل القرن السادس عشر أكثر سعيا لتكريس احترام حرية الكالم واملناقشة من جملس اللوردات، وأخذ على عاتقه سلطة اإلفراج عن أعضائه املقبوض

.متيازاتعليهم ، والتأكيد على حرية املناقشات داخله، ومعاقبة كل انتهاك هلذه االيتضح من خالل ما سبق، ومن حتليل طبيعة االمتيازات وباخلصوص حرية لكالم واملناقشة، أن أعضاء الربملان سعوا إىل ترسيخ امتيازام يف مواجهة التاج، ذلك أن نظام احلصانة الربملانية أصبح موجها يف األساس ضد تدخالت السلطة التنفيذية يف حرية املناقشات

.)2( جتري داخل جملس العموم اليت كانتوقد بلغت االمتيازات الربملانية ذروة صراعها خالل فترة حكم امللك جاك األول

، الذي كان يسعى إىل احلكم على أساس االمتياز امللكي املدعم بنظرية )1625 -1603(ع تصادم بيد أن الربملان وقف يف مواجهة التاج مما أدى إىل وقو. ملكية احلق اإلهلي املقدسة

بني الربملان والتاج ترتب عنها اضطهادات متكررة ألعضاء الربملان الذين جترؤا على انتقاد السلطة امللكية، واليت كانت تدفع يف أحيان كثرية رئيس جملس العموم إىل غلق باب املناقشة

لسلطة يف املواضيع احلساسة، إضافة إىل التوقيف والقبض التعسفي املربمج واملنظم من قبل اوقد وجدت هذه التدخالت املتكررة دعما من قبل القضاة التابعني للسلطة . )3(التنفيذية

18 ، املرجع السابق ، صإبراهيم كامل الشوابكة 1

2 Cécile Guérin-Bargues ,op .cit,p37. عضواً ميثلون دوائر مستحدثة، يزادون على عضوين سبق له أن أمر بتخصيصها جلـامعيت 23أن يزاد عليه خالل هذا الربملان أمر امللك 3

اً خـالل برملانـه عضو78 عضو وجملس اللوردات 490أعضاء جملس العموم إىل عدد لريتفع . 1603 منذ سنة أكسفورد وكمربيدج



25

أعلم امللك جاك األول جملس العموم بأنه يتحتم على أعضائه عدم 1621ففي عام . امللكية .)1(التدخل يف شؤون حكومته و ال يف أسرار دولته

خصوصا )1649 -1625(ول الصراع حدته يف عهد إبنه امللك شارل األ وبلغولعل من األمهية مبكان اإلشارة إىل قضية كان هلا األثر . 1629بعد حل الربملان يف عام

وهولز John Eliot الكبري يف تطور وترسيخ امتياز حرية الكالم، و هي قضية السري إليوت Theل ، حيث أدين هؤالء األعضاء من قب1626 عام Holles et valentine وفالنتاين

Court of King’s Bench بسبب اعتراضهم التصويت على ضريبة إضافية، وكلماتحتريضية قيلت يف جملس العموم وبسبب الشغب الذي أحدثوه يف الس، بيد أن احملكمة وبتأثري من امللك رفضت التماسات املوقوفني الذين طالبوا مبحاكمتهم أمام الربملان حىت

وقد حكم على السري اليوت بالسجن من . ةن ضمانة عدم املسؤولييتسىن هلم االستفادة موقد سببت احملكمة . )2( 1632قبل احملكمة امللكية لفترة طويلة، والذي تويف يف سجنه عام

وبناء على إعالن امللك عدم استعداده للتعاون مع الربملان وإصراره على االنفراد باحلكم . )1622 شباط 8 - 1621 كانون الثاين 30(الثالث ، فأعلن حـل 1621األول كانون 18، قدم أعضاء الربملان الثالث احتجاجا خطيا شديد اللهجة يف لنواب بالعقوبة إذا ما خالفوا تعليماته اوديده

وعدم إجراء انتخابات جديدة حىت وفاته، بعد أن مزق االحتجاج الذي تضمن عبارة ) 1625 آذار 27 – 1624 شباط 12(جملس العموم الرابع يف جملسي الربملان ومن حق كل عضو... ن االمتيازات اليت يتمتع ا أعضاء الربملان، حقوق قدمية ثابتة، وهي مرياث الشعب االجنليزي إ" :تقول

". احلرية يف الكالم والتعبري عن الرأي

،الرك للفلـسفة واللـسانيات والعلـوم 1832-1457، الربملان االجنليزي، صراع من أجـل الـسلطة طالب حميبس حسن الوائلي .26ص العراق ،،2011االجتماعية، العدد اخلامس، السنة الثالثة،

1 En 1621, Jacques 1ere écrivait : « nous avons appris que l’on a débattu et discuté publiquement certains sujets qui dépassent de beaucoup l’intelligence ou la capacité des membres… Vous informerez donc la chambre que c’est notre plaisir, que nul n’ait l’audace de se mêler des choses qui concernent notre gouvernement et les secret de l’état. Edouard Martin, op.cit, p14.

وتألف بتأييد االجنليز فساند الشعب الربملان يف صراعه حني جدد ثقته مبعارضي امللك يف االنتخابات، امللك شارل األولحيضمل 2 74 إلقاء عن1627يف حزيراِن ونتيجة حدة املعارضة مل يتردد امللك ، اللوردات يف جملس 91لس العموم و502الثاين من الربملان

أبرزهم فكرةً وتنفيذا، اليت أراد فرضها دون موافقة الربملان، (Forced Loan) القسرية عضوا برملانيا يف السجن لرفضهم القروض ، وداديل ديكز )اعتذار لسقراط( صاحب كتاب ،)1592-1632( (John Eliot) جون إليوتاملفكر الشهري وزعيم املعارضة

(Dudley Digges)) 1583-1639()2( ، ل انتهاج سياسة خارجية مناوئة لرغبة الشعبيف الربملانوممثليهكما فض . .27املرجع السابق،ص ، طالب حميبس حسن الوائلي



26

امللكية قرارها على أساس أن ما صدر عن هؤالء غري مغطى باالمتياز الربملاين، وأن مرسوم وليس مرسوما عاما يغطي اآلراء واألفكار اليت سترود كان مرسوما خاصا بشخص سترود

.تصدر عن أعضاء جملس العموم قامت ثورة خاضها الربملان يف مواجهة امللك شارل األول بسبب 1648ويف عام

حكمه امللكي املطلق ملا يزيد عن إحدى عشر سنة واعتدائه على امتيازات الربملان، اليت ابه جرمية اخليانة العظمى حلقوق الشعب وحرياته، الرتك1649انتهت مبحاكمته يف يناير

وبعد فترة استدعى اجليش الربملان لالنعقاد، وقد . وعني الربملان حمكمة عليا حكمت بإعدامهتوجت عودة الربملان بإعالن وثيقة احلقوق وتبين سلسلة من القرارات اليت هدفت إىل تأكيد

النصوص موحية ومعربة وداللة على التحول يف وتعد هذه . اخلاصية املطلقة لعدم املسؤوليةطبيعة احلماية املقررة ألعضاء الربملان بتأثري من تطور الوظيفة الربملانية والصراع املتنامي مع

.)1(التاج، John Eliotويتجلى ذلك يف القرار الذي اختذه جملس العموم يف قضية السري

وقرر جملس . عارض مع االمتيازات الربملانية أن اإلجراء يت1667فقد أعلن الس يف عام اعتبار مرسوم سترود هو تشريع عام 1667العموم يف الثاين عشر من تشرين األول عام

يتسع ليشمل كل أعضاء الربملان فيما يتعلق بأية مشاريع قوانني أو خطب أو تعليقات متعلقة تال قرر جملس العموم أن احلكم ويف يوم. بأي موضوع من املواضيع اليت تناقش يف الربملان

الصادر ضد السري جون اليوت وزمالءه من قبل احملكمة هو حكم غري قانوين وموجه ضد الربملان، وبعد ذلك مت عقد اجتماع ضم جملس العموم واللوردات مت فيه تبين قرار جملس

. 1688فريل أ15العموم السابق الذكر، ومت إلغاء احلكم بقرار أصدره جملس اللوردات يف وبشكل أكثر إحياءا، فإن القانون مسح بتوسيع يف أساس االمتيازات الربملانية، من خالل

مستهدفا Strode Actاإلعالن عن التطبيق العام ليشمل مجيع أعضاء الربملان، وقد جاء قرار .امتداد احلماية ضد تدخالت السلطة التنفيذية يف حرية املناقشات

عرفت حرية الكالم واملناقشة )1688-1685(اك الثاين ويف خالل فترة حكم ج

1 Cécile Guérin-Bargues, op .cit, p39.



27

املتالعب Banc du Roi بواسطة احلكم بغرامة مالية معتربة من طرف حمكمة عرقلة كبرية،رئيس جملس العموم، الذي .Williams wا بشكل كبري من طرف امللك يف قضية السري

افتراض وجود مؤامرة بابوية مشكلة مسح بنشر تقرير جلنة التحقيق الربملانية الذي قام علىوذلك . وحاشيته، مع مشاركة ملك فرنسا )1685-1660(من طرف امللك شارل الثاين تضمن بند سري يقضي باعتناق امللك شارل الثاين 1670مبقتضى اتفاق عقد يف عام

وكانت .)1(الكاثوليكية مقابل تلقيه إعانة مالية تسمح له باحلكم دون احلاجة إىل الربملان، 1689هذه القضية السبب التارخيي يف تبين نص املادة التاسعة من ملتمس احلقوق لعام

حرية الكالم واملناقشات أو اإلجراءات جيب أن ال تكون حمال لالام أو : "واليت جاء فيهاكما أن ديباجة ملتمس احلقوق آخذت . )2("املساءلة يف أية حمكمة أو مكان خارج الربملان

صريح امللك املنفي خرقه للمبادئ األساسية للمملكة باختاذ إجراءات قضائية يف بشكل وقد كانت تتم اإلشارة يف العديد من املرات . مسائل تعد من االختصاص احلصري للربملان

خالل مناقشات اللجان اليت حيضر فيها هذا W.Williams إىل احلكم الصادر ضد السري .)3(األخري

- وخصوصا امتياز حرية الكالم-، يتينب أن االمتيازات الربملانيةمن خالل ماسبقجتد مربر وجودها األول يف مواجهة اعتداءات السلطة التنفيذية، وليس لنا إال أن نكرر ما

بأن االمتيازات الربملانية مل تتقرر فقط حلماية أعضائها من اعتداءات Blackstoneقاله .وقوع اعتداء عليهم من طرف سلطة التاجاألفراد، ولكن بشكل خاص، لتفادي

لقد عرفت االمتيازات الربملانية خصوصا حرية الكالم واملناقشة بداية من عريضة

1 L’affaire williams trouve en effet son origine dans l’alliance conclue à Douvres en 1670 entre Charles II er louis XIV. Parlement et opinion publique soupçonnaient le traité de comporter une clause secrète, par laquelle le monarque anglais s’engageait à proclamer son catholisme en temps voulu, en échange d’une pension qui, versée par le roi de France, lui permettrait de gouverner sans parlement. Cécile Guérin-Bargues, op .cit, p39 2 Art 09 la liberté de la parole des débat et de procédure dans le parlement ne pourra être l’objet d’une poursuite ou être mise en cause en du question devant aucune cour ou dans aucun lieu en dehors parlement ».

.20، مصر، ص1994، احلصانة الربملانية وتطبيقاا يف مصر، دار النهضة العربية، بطيخ حممدرمضان3 Cécile Guérin-Bargues, op .cit, p39.



28

تطورا 1689 واىل غاية إصدار ملتمس احلقوق الصادر عام 1523رئيس جملس العموم عام فقد كانت يف كبريا ارتبطت بشكل وثيق بالتحول يف الدور املنوط باالس التشريعية،

بادئ األمر منحة ملكية ونتيجة طبيعية حلصانة امللك، بيد أنه من حلظة ممارسة جملس العموم لسلطة املبادرة يف اال التشريعي وضمان ممارسة الرقابة على العمل احلكومي ، فإن الربملان

ية مل تعد وعليه فإن االمتيازات الربملان. سجل نفسه يف حركة استقالل يف مواجهة التاجدف فقط حلماية مستشاري امللك من اعتداءات املواطنني، ولكن حلماية حرية الكالم

.واملناقشة ألعضاء الربملان من حماوالت الرقابة املتخذة من طرف السلطة التنفيذيةومن بداية القرن السادس عشر، ومع تصاعد اختصاصات الربملان اكتسبت

ية بعد أن توىل الربملان سلطيت التشريع والرقابة على السلطة االمتيازات الطبيعة الربملانالتنفيذية، وأصبحت االمتيازات الربملانية تشكل جمموعة حقوق وصالحيات مرصودة

.للحماية من اعتداءات السلطة التنفيذية

الفرع الثاين حلصانة اإلجرائيةنشأة ا

النظام القانوين يف The Freedom from Arrest يطلق اصطالح عدم القبض

االجنليزي للداللة على االمتياز الذي يتمتع به أعضاء الربملان والذي يتفق مع جوهر احلصانة الربملانية اإلجرائية مع بعض االختالف يف القواعد واألحكام نتيجة التغريات اليت حصلت

أبعادا وأحكاما على امتياز عدم القبض والذي بلورته األنظمة القانونية املختلفة و أعطته .)1(خمتلفة

وقد هدف امتياز عدم القبض إىل محاية أشخاص الربملانيني ومنازهلم من خالل تسليط العقاب على كل اعتداء عليهم سواء صدر من فرد عادي أو موظف لدي التاج استنادا حلكم قضائي، بيد أن هذه احلصانة مل تكن سوى يف بادئ نشأا سوى منحة ملكية

.22، ص، املرجع السابقالشوابكةإبراهيم كامل 1



29

صاحب السيادة ، وقد بقيت لفترة طويلة من هبيعية المتداد احلصانة امللكية باعتبارونتيجة ط .)1(الزمن نابعة من ذات امللك املصونة وخاضعة إلرادته

وخالل فترة حكم امللوك النورمنديني األوائل، حلت االس االستشارية امللكية وكان الس االستشاري الكبري حمل جمالس األشراف اليت كانت جتتمع بامللوك الساكسون،

يتكون من لوردات اململكة والبارونات، وقد منح امللك ألعضاءه امتيازات كبرية ، خصوصا وقد بدأت املؤسسات . امتياز عدم القبض، وذلك حىت يتسىن هلم حضور اجتماعات الس

احلماية ، وامتدت1307-1272الربملانية تتمايز خالل فترة حكم امللك إدوارد األول .)2(املقررة باحلصانة اإلجرائية ملمتلكات ومنازل أعضاء الربملان

هذا ويعترب جانب من الفقه الدستوري االجنليزي امتياز عدم القبض من االمتيازات القدمية جدا، ورمبا يعود إىل أول وجود للربملانات واالس الوطنية يف اجنلترا، ويرده

Blackstone إىل زمن حكم Edward the confessor حيث جنده مكتوبا يف القوانني اليتأصدرها باللغة الالتينية،كما جند هذا املبدأ أيضا مكتوبا يف الدساتري القوطية القدمية، ويف العصور الالحقة جند أن كثري من السوابق تؤكد هذا االمتياز و توضح طبيعته ، فلم يقتصر

وإمنا تعداهم إىل أمالكهم وخدمهم، وقد مت تأويل هذا يف بادئ األمر على أعضاء الربملان .احلق كثريا إلعفاء خدم أعضاء الربملان من املسؤولية

وعلى الرغم مما ذهب إليه بعض الفقهاء من إرجاع امتياز عدم القبض إىل اية القرن السادس ميالدي إال أنه من املمكن أن يكون القانون الصادر يف القرن احلادي عشر

هو أول قانون حيدد نطاق امتياز عدم القبض مبا يتضمنه Cunt Lawاملعروف باسم قانون ومن محاية عضو الربملان من االعتقال ، دون أن يكون هلذا االمتياز أثر يف اجلرائم اخلطرية

.)3(كاخليانة العظمى و اجلنايات وجرائم اإلخالل باألمن استأذن امللك 1290 ديفيد ، ففي عام ويبدو هذا االمتياز واضحا يف قضية سانت

إدوارد األول لتقييد حرية أسقف سانت ديفيد وتوقيع احلجز على أمالكه لسداد اإلجيار

1 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p 301. 2 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p 296.

.21، املرجع السابق، ص بطيخ حممدرمضان 3



30

املستحق، وكان رد امللك على ذلك، أنه ليس من املناسب أن يعطي إذنا بإلقاء احلجز على .)1(أولئك الذين هم يف جملسه خالل مدة انعقاد الربملان

تأكيد هذا االمتياز مبوجب تشريعات صدرت يف عهد امللك هنري اخلامس ولقد مت خادم مرتل أحد الربملانيني الذي تعرض Richardوالسادس، وذلك مبناسبة قضية السيد

تقدم أعضاء جملس العموم إىل امللك بعريضة حيثونه . 1404العتداء بالضرب واجلرح يف عام س، وطالبت العريضة حبصانة أعضاء جملس العموم يف فيها على حرية املناقشة داخل ال

املسائل التعاقدية، وطالبت العريضة من امللك عدم ممارسة حق العفو يف مثل هذه احلاالت، ومت التأكيد . )2(بل معاقبة املتهم إما باحلبس أو الغرامة املالية والتعويض عن األضرار الالحقة

من التشريعات الالحقة، مما يترتب وجوب تطبيقها يف على قواعد هذه اإلجراءات يف العديد احلاالت املشاة، حيث يعد فعل االعتداء على أعضاء الربملان ظرفا مشددا للعقوبة ومضاعفا

مع وجوب التذكري أن هذا النظام االستثنائي الذي استفاد منه أعضاء الربملان، والذي ال . هلاقام على اعتبارهم مستشاري امللك، وليس بالنظر شك فيه أن مربرات منحه يف تلك الفترة

.إىل أمهية الوظائف املمارسة من قبلهمإن االنتقال إىل مفهوم حديث للحصانة اإلجرائية استند إىل تغري يف اهلدف منها، فبعدما كانت دف احلصانة إىل ضمان املعاقبة على كل اعتداء على شخص عضو الربملان،

هذا األخري من إجراء االعتقال الذي كان يشكل السمة الغالبة أصبحت دف إىل محايةوالبارزة على القانون االجنليزي بالنظر إىل االستعمال املفرط ليس يف اال اجلنائي فقط،

.)3(وإمنا حىت يف اال املدين والذي مل يسلم منه حىت أعضاء الربملان هي قضية رئيس جملس العموم ولعل أبرز قضية أدت إىل هذا االنتقال والتحول

Thorpe مت سجن رئيس جملس العموم بأمر من حمكمة 1452، ففي عام l’Echiquier بناء على طلب من دوق يورك بسبب االعتداء على امللكية، وطالب أعضاء جملس العموم من

ة لصاحل وقد فصل القضا. امللك وجملس اللوردات إطالق سراحه واحترام االمتيازات الربملانية

.33 ، املرجع السابق ، صإبراهيم كامل الشوابكة 1

2 Cécile Guérin-Bargues, op.cit,p 301 . 3 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p 301.



31

االختصاص احلصري للربملان للحكم يف مثل هذا النوع من القضايا، وذلك احتراما للقوانني واألعراف الربملانية، مع تذكريهم أنه إذا مت إيقاف أي شخص بسبب قضايا من هذا النوع ليست من جرائم اخليانة أو اإلخالل بالنظام واألمن العام، فمن املعترف به أن هؤالء

صاحب حق قانوين، Thorpeوعلى الرغم من أن السيد . ص جيب إطالق سراحهماألشخاإال أن اللوردات قرروا عدم إطالق سراحه، ومت وضعه يف السجن بأمر من جملس اللوردات،

ولعل هذه القضية تتصف بعدم . وهذا ما مت فعال. ومطالبة جملس العموم بانتخاب رئيس لهقضية نفسها، تتمثل يف العداء الذي يكنه دوق يورك اإلنصاف ألسباب وظروف خاصة بال

عشية حرب des Lancastres باعتباره كان مناصرا قويا آلل النكاستر Thorpeللسيد وقد حاول جملس العموم تناسي هذه السابقة احملرجة، اليت شكلت دليال على . )1(الوردتني

.تبعيتهم للملك وخضوعهم لس اللوردات اخلامس عشر، أصبحت احلصانة اإلجرائية معترف ا من طرف ومع اية القرن

وقد ظل جملس العموم ال ميلك صالحية اإلفراج عن . امللك والغرفتني، ومبقتضى القانون. أعضائه من السجن حىت اية القرن اخلامس عشر، واليت كانت بيد امللك وجملس اللوردات

لس العموم سلطة إطالق سراح أعضائه وكان البد من انتظار أكثر من قرن ليتسىن .املقبوض عليهم بدون وساطة من امللك أو جملس اللوردات

وقد ركز جملس العموم خالل القرن السادس عشر على تقوية استقالل ممارسة

-م1455( على مدار ثالثة عقود معاركها دارت حرب أهليةهي ) Wars of the Roses: باإلجنليزية (حرب الوردتني 1 بسبب بالنتاجانت املنتميتني إىل عائلة يورك وعائلة النكاستر بني أنصار كل من عائلة إجنلترا يف بكرسي العرش، على األحق )م1485

فكان أول من أطلق على هذه احلرب ) األبيض واألمحر(، وقد كان شعارمها الوردتني املختلفتني يف اللون إدوراد الثالثنسبهما إىل امللك وبسبب ذلك سميت حبرب الوردتني؛ حيث كانت ،هنري السادس يف مسرحيته الشهرية ويليام شكسبريهو " حرب الوردتني"مسمى

كانت نتيجة هذه احلرب األهلية بني الطرفني املنتميني لعائلة . أسرة يورك شعار والوردة البيضاء أسرة النكاستر شعار الوردة احلمراء وتزوجه من األمرية ريتشارد الثالث وهو امللك أسرة يوركلى آخر خصومه من عأسرة النكاستر من هنري تيودوربالنتاجانت بفوز

- 1485( سنة 118 ملدة وويلز إجنلترا حكمت أسرة تيودوريذكر أن . لوضع اية حلرب الوردتنيرابعإدوارد ال ابنة امللك إليزابيث.21،ص املرجع السابق،طالب حميبس حسن الوائلي).1603



32

وعليه، فإن سلطة جملس العموم بدأت . االمتيازات الربملانية خصوصا امتياز عدم القبضطة امللكية، يف مواجهة غرفة اللوردات املنهكة نتيجة حرب تتأكد، ولكن حتت مظلة السل

أخذ على عاتقه تشجيع وتأكيد )1547-1509( الوردتني، ذلك أن امللك هنري الثامنومن مث وبناءا . ممارسة هذه االمتيازات من أجل حتقيق فعالية جملس العموم لالرتكاز عليه

، واليت G.Ferres قام باإلفراج على السيدعلى رضا امللك، وبالسلطة املنفردة لس العموم عام G. Ferresتعد من القضايا اهلامة اليت دافع فيها جملس العموم عن امتيازه هذا يف قضية

يف دعوى رفعت عليه لضمان سداد املستحق من Ferres، حيث قبض على السيد 1543إال أن أمر باإلفراج عنه كان من جملس العموم دينه، وكان السجن وسيلة ضمان الدين، فما

فورا ودون احلاجة ألمر قضائي، وعندما مسع امللك ذا اإلجراء استدعى وزير العدل والقضاة ورئيس جملس العموم وبعض أعضائه، وأثىن على حكمة جملس العموم ومهتهم يف

ون ال نكون أعزاء يف مكانتنا امللكية كما نك: "احملافظة على حقوقهم، حيث خاطبهم قائالوقت انعقاد الربملان، حيث حنن كرأسه وأنتم كأعضائه نرتبط ونتوحد معا كمجموعة

كما أصبح . )1("سياسية واحدة حبيث أي إساءة ألقل عضو إمنا تعترب إساءة شخصية لنابيد أن فعالية امتياز عدم . للمجلس حق املتابعة باخليانة كل من يعترض على هذا اإلفراج

وعليه، فالسلطات اخلاصة اليت أصبح يتمتع ا . رادة السلطة امللكيةالقبض بقيت تابعة إلجملس العموم وهي القدرة على إلغاء إجراء القبض على أحد أعضائه، واملعاقبة على االعتداء

كان حمميا من طرف امللك، وليس Ferresعلى امتيازاته، جتد تفسريها بالنظر إىل النائب بارة أخرى فإن احلصانة اإلجرائية الربملانية مل تكن سوى امتداد وبع. بصفته عضو يف الربملان

.)2(للحصانة امللكيةوبعد مرور ستون عاما، مت إصدار تشريع يف عهد امللك جاك األول الذي أكد فيه على امتياز عدم القبض، وحق جملس العموم يف إطالق سراح أعضائه بسلطته املنفردة، وعدم

تبعات قرار الس باإلفراج عن أحد أعضائه مبناسبة قضية مسؤولية ضابط الس عن

عاصرة ،دراسة مقارنة، رسالة دكتوراه يف القانون العام، كلية احلصانة الربملانية يف األنظمة النيابية امل ، اخلصاونة مصطفى فؤاد حممد 1

.28 ص األردن، ،2004الدراسات القانونية ، جامعة عمان العربية ،2 Cécile Guérin-Bargues ,op.cit,p 301.



33

The Parliamentaryوتأكدت يف هذه املناسبة، عن طريق إصدار .T.Shirelyالسيد

Act باالعتراف باحلصانة اإلجرائية يف املسائل املدنية، وحق كل غرفة أن 1603يف عام ومعاقبة كل منتهك لالمتيازات الربملانية، تتخذ بقوة إرادا إجراءات اإلفراج عن أعضائها،

وأصبح امتياز عدم القبض حيمي األعضاء من االعتقال املدين فقط ملدة أربعني يوما قبل اجتماع الربملان وأربعني يوما بعد اجتماعه دون أن يكون هلا أثر على الدعاوى اجلزائية، هذا

.)1(االجتاه مييل إىل تضييق مداه ونطاقهويظهر من دراسة أحكام هذا االمتياز يف اجنلترا أن

املطلب الثاين احلصانة الربملانية يف فرنسا نشأة

شكلت نشأة احلصانة الربملانية بنوعيها املوضوعية واإلجرائية يف فرنسا، نقطة فاصلة يف النظام السياسي الفرنسي، ويف التحول الذي عرفه جملس الطبقات العامة من جملس

تمتع أعضاؤه بأية حصانة، إىل مجعية وطنية تأسيسية احتكرت ممارسة مظاهر استشاري ال يوهو ما سيتم . السيادة، واكتسب أعضائها الصفة النيابية مما اقتضى معه إقرار احلصانة النيابية

.بيانه على النحو التايل

الفرع األول نشأة احلصانة الربملانية املوضوعية

نة الربملانية يف النظام الدستوري الفرنسي بقيام لقد ارتبطت نشأة وتطور احلصا

الثورة الفرنسية، وتتم اإلشارة يف غالبية مراجع الفقه الدستوري إىل القرار الشهري للجمعية الذي اعترف ألعضاء اجلمعية 1789 جوان 23الوطنية التأسيسية الفرنسية الصادر يف

دراسة نشأة احلصانة الربملانية يف فرنسا البحث وتقتضي . باحلصانة الربملانيةالتأسيسيةالوطنية

1 Cécile Guérin-Bargues ,op.cit,p 302 .



34

عن الدواعي واألحداث التارخيية اليت سارعت إىل إقرارها، واليت ارتبطت يف األساس بالتحول اجلوهري يف الوظيفة اليت كان ميارسها جملس الطبقات العامة من جملس استشاري

لنفسها بسلطة ممارسة مظاهر تابع للملك صاحب السيادة إىل مجعية وطنية تأسيسية اعترفت .السيادة نيابة عن األمة صاحبة السيادة

فقد اجتاحت فرنسا مع اية القرن الثامن عشر أزمة اقتصادية ومالية خانقة دفعت امللك إىل طلب املساعدة من الشعب من خالل طلب دعم جملس الطبقات العامة، وكانت

تندرج يف اإلطار املفهوم امللكي التقليدي 1789دعوة امللك لس الطبقات العامة يف عام للتمثيل القائم على أساس مبدأ سيادة امللك، و الذي مل يكن ينظر إىل جملس الطبقات العامة سوى كهيئة استشارية حمضة تابعة إلرادة امللك صاحب السيادة، وعليه، فاحلصانة اليت كان

للحصانة امللكية، ونتيجة من نتائجها يتمتع ا نواب جملس الطبقات العامة تعد امتدادا .)1("ذات امللك مصونة ال متس:" وتطبيقا للمبدأ القائل

، وما ترتب عن اجتماعات نواب جملس الطبقات 1789بيد أن أحداث جوان العامة من قرارات ثورية كان هلا األثر البارز يف احلياة الدستورية يف فرنسا، دفعت النواب

واقب ما ميكن أن تصفه السلطة امللكية بالتمرد باعتباره عمل ضخم حلماية أنفسهم من عهدف إىل نقل ممارسة مظاهر السيادة إىل نواب األمة، وقد اجته النواب إىل التأكيد على خاصية القداسة املترتبة عن انتقال السيادة إىل اجلمعية الوطنية التأسيسية، واليت تقتضي

وعليه، فيمكن القول أن التطور التارخيي . ار ذوام مصونةاالعتراف للنواب باحلصانة واعتب .للحصانة الربملانية املوضوعية منها مر مبرحلتني كانت الثورة الفرنسية نقطة الفصل بينهما

وتتمثل املرحلة األوىل يف احلماية التقليدية املمنوحة لنواب جملس الطبقات العامة، يتبني أن هذا األخري 1789 جانفي 24 الصادر يف وذلك باستقراء نصوص القانون االنتخايب

مل يوفر أية محاية خاصة لفائدة نواب جملس الطبقات العامة، كما أنه ال أثر ألية ضمانة يف بل إن . آخر اجتماع لس الطبقات األمة بدعوة من امللك1614الواقع العملي منذ عام

ل إجراء الرسائل السرية إذا رأى امللك نواب جملس الطبقات العامة كان ميكن أن يكونوا حم

1 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p 301.



35

أن هناك Olivierأن خطبهم أو تصرفام تشكل فعال جمرما، ومع ذلك يذكر الفقيه امتياز أدىن معترف للنواب باعتبارهم مستشاري امللك، والذي كانوا قادرين على االستفادة

ملتابعة مبنح النائب مهلة منه بناء على طلب رئيس جملس الطبقات العامة، يترتب عنه إرجاء ا .)1(مخسة عشر يوما قبل وبعد دورة الس

إن النص القانوين الوحيد اخلاص بالوضع القانوين لنواب جملس الطبقات العامة يف الذي أمر 1789جوان 24 كان يتمثل يف ما تضمنه األمر امللكي املؤرخ يف 1789عام

واليت أعلنت فيها 1789 جوان 23ع بقمع التجمعات الناجتة عن أحداث جلسة اجتمااجلمعية الوطنية التأسيسية حصانة النائب، بعد أن صدرت أوامر للطبقات الثالث بإجراء املداوالت بشكل منفصل يف املكان املخصص لذلك، وقد تلى ذلك األمر حضور اجليش

مللك كذلك امللكي أمام أبواب القاعة اليت انعقد فيها اجتماع جملس الطبقات، وقد أقر ا .حصانة النواب ليس باعتبارهم ممثلي األمة، وإمنا بالنظر إىل صفتهم كمستشاري امللك

ومن مث، فإن نواب جملس الطبقات العامة مل يتمتعوا بأية حصانة سوى تلك احلصانة اليت كانت تعترب امتداد للحصانة امللكية بالنظر إىل الطبيعة والوظيفة االستشارية

بيد أن ظهور بوادر حتويل جملس الطبقات من هيئة استشارية حمضة إىل لس الطبقات،مجعية وطنية تأسيسية أدت إىل إقرار احلصانة الربملانية للنواب باعتبارها نتيجة من نتائج

.انتقال السيادة من امللك إىل األمة ممثلة يف اجلمعية الوطنية التأسيسيةورية املعلن عنها من طرف نواب اجلمعية الوطنية وتتمثل املرحلة الثانية يف احلماية الث

عن جملس 1789جوان 17يسية، فقد ترتب عن اإلعالن التأسيسي الصادر يف التأسالطبقات العامة واملتضمن املطالبة بوضع دستور جديد للبالد، واليمني الشهري الذي عرف

حتول جملس الطبقات الذي تاله ثالثة أيام بعد ذلك، Jeu du Paumeباسم ميثاق قاعة العامة إىل اجلمعية الوطنية التأسيسية اليت أصبحت تطالب مبمارسة السيادة التأسيسية، وقد

لالنعقاد أول مرة ، ومل حيدد سلطاته ) 1302( الطبقات العامة إىل جملس امللك ، وقد دعاه امللك فليب الرابع ترجع أصول جملس 1

، ودعا 1614بوضوح ، وكانت وظيفته الرئيسية اعتماد التشريعات اليت يصدرها امللك ، ومل يدع جملس الطبقات العامة لالنعقاد بعد 1789 مايو 5 كعالج أخري لالزمة املالية اليت تورطت فيها احلكومة ، وعقد أول جلساته يف امللك لويس السادس عشر جملس الطبقات

.يف قصر فرساي



36

شكلت هذه املطالبة اعتداء على اختصاصات امللك صاحب السيادة، كل ذلك دفع النواب إىل إعالن حصانتهم وتأكيدها مقررين حرمة أشخاصهم وانتقال السيادة من امللك إىل

.)1(جلمعية الوطنية التأسيسيةاوسعيا لتحقيق غايتهم، قرر نواب جملس الطبقات يف شهر جوان التغيري يف طريقة التصويت داخل الس باعتماد أسلوب التصويت الفردي بدال من التصويت بأسلوب الطبقات، وذلك لفرض سلطة الس بشكل قوي وفعال، بيد أن هذا التغيري يف طريقة

أصابت بعض نواب الس باخلشية أن يؤدي الوضع إىل حل جملس الطبقات، التصويت غري أن الطبقات الثالث . والقيام بعمليات اختطاف للنواب وهو التهديد األكثر احتماال

ثبتت يف اجتاهها وتشجعت بانضمام رجال الدين األحرار يف اخلمسة عشر األوىل من شهر يف جملس الطبقات، والذي سيؤدي إىل التغيري جوان، وبذلك حتقق النصاب القانوين

اجلوهري يف طبيعة الس من هيئة استشارية إىل مجعية وطنية تأسيسية حتتكر ممارسة .االختصاص التأسيسي

مت تشكيل اجلمعية الوطنية التأسيسية بدعوة من 1789ففي السابع عشر جوان ال أحد غريها ميلك : "أسيسية على أنه وأعلنت اجلمعية الوطنية الت Sieyèsالفقيه الفرنسي

و ال ميكن أن يقوم بني اجلمعية الوطنية ومن جانب التاج أي التعبري عن اإلرادة العامة لألمة،تعلن اجلمعية الوطنية البدء يف العمل املشترك لإلصالح الوطين الذي جيب . حائل أو اعتراض

.)2("ائقأن يقوم به النواب دون تأخري أو بدون انقطاع أو عو

1 Par la déclaration du 17 juin 1789 et le serment du jeu de Paume qui intervient trois jours plus tard, le tiers se constitue en Assemblée nationale et revendique, au détriment du roi, l’exercice de la souveraineté constituante. L’atteinte aux prérogatives du monarque qui résulté de cette montée en puissance des Etats généraux contraint les députés à proclamer leur immunité et affirmer, ce faisant, le caractère intangible non seulement de leurs propres personnes, mais aussi du transfert de souveraineté qu’ils viennent de provoquer.

Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p 25. 2 L’assemblé nationale proclame “ qu’il n’appartient qu’à elle, d’interpréter et de présenter la volonté générale de la nation ; il ne peut exister entre le trône et cette assemblée aucun veto, aucun pouvoir négative. l’assemblée nationale déclare donc que l’œuvre commune de la restauration nationale peut et doit être commence, sans retard par les députes présents, et qu’ils doivent la suivre sans interruption comme sans obstacle”.

Déclaration de l’AN du 17juin 1789,AP, 1ere série,.VIII,p127. Cécile Guérin-Bargues ,op.cit,p 26.



37

1789 جوان 17وذا اإلعالن التأسيسي الذي أصدرته اجلمعية الوطنية يف أصبح املنبع واملنطلق لكل املبادئ الدستورية اليت سيتم إقرارها الحقا، وقد أدى اعتراف اجلمعية الوطنية لنفسها مبمارسة االختصاص احلصري يف التعبري عن إرادة األمة إيل التغيري

نة السلطة امللكية، حبيث مل تعد هذه األخرية سوى سلطة مؤسسة تابعة لألمة جذري يف مكاصاحبة السيادة، بينما تسمى جملس الطبقات باجلمعية الوطنية، وخلع عن نفسه الصفة

.االستشارية ومتت كسوته بطقم السلطة التأسيسيةعد اإلعالن وقد تسارعت األحداث، بانضمام رجال الدين إىل الطبقة الثالثة يومان ب

التأسيسي، يف حني بقيت طبقة النبالء إىل جانب امللك، وكان من املعتاد أن جتتمع الطبقة لكن مت حرمام من الدخول إليها، مما دفعهم إىل Menus-palaisirsالثالثة يف قاعة

أدوا القسم الشهري أو اليمني Mounier، وباقتراح من Jeu du Paume إىل قاعة ءاللجو، والذي التزموا فيه أمام بعضهم البعض بوضع Jeu du Paumeري املعروف بيمني قاعة الشه

تعترب اجلمعية الوطنية التأسيسية نفسها :"وقد جاء يف إعالم مايلي دستور جديد للمملكة،يلتزم . مدعوة لوضع دستور للمملكة، وال شيء مينعها من االستمرار يف املداولة يف أي مكان

عية التأسيسية الذين أدوا اليمني املقدسة أن ال يتفرقوا، وأن جيتمعوا يف أي مكان أعضاء اجلم .)1("ومهما كانت الظروف إىل غاية وضع دستور للمملكة على أسس ومبادئ قوية

إن هذه اليمني منحت النواب األساس القانوين لشرعية تدخلهم التأسيسي استنادا حق اجلمعية يف Sieyèsة، وقد برر الفقيه الفرنسيعلى أحقيتهم يف التمثيل النيايب لألم

ممارسة االختصاص التأسيسي والسلطة التشريعية بالنظر إىل حتقق التمثيل الكامل لألمة من مقاطعة من أحناء البالد، وعليه، ألن مثل 96طرف النواب املبعوثني لتمثيل ما ال يقل عن

بقى عدمية األثر يف ظل غياب عدد قليل من ال جيب أن ت-وكما ذكر -هذه الكتلة النيابية

1“L’Assemblée nationale, considérant qu’appelée à fixer la constitution du royaume, opérer la ggénération de l’ordre public, et maintenir les varies principales de la monarchie, rien ne peut empêcher qu’elle continue ses délibérations dans quelque lieu soit forcée de s’établir, et qu’enfin partout o uses members sont réunis, là est l’assemblée nationale. Arrêté que tous les membres prêteront, à l’instant, serment solennel de ne jamais se séparer, et de se rassembler partout ou les circonstances l’exigeront, jusqu’à ce que la constitution du Royaume soit établie et affermie sur des fondements solides. Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p 27.



38

وقد ترتب عن اإلعالن . ومن مث، فذلك ال مينع من املمارسة الكاملة للحقوق املقررة. النواب .الصادر عن اجلمعية التأسيسية انتقال ممارسة مظاهر السيادة من امللك إىل اجلمعية الوطنية

اجلمعية التأسيسية الصادر يف أعلن امللك بطالن إعالن1789 جوان 23بيد أنه يف وأمر الطبقات الثالث باالجتماع والتداول بشكل منفصل مراعاة للتمييز . 1789 جوان 17

بني الطبقات الثالث، وقد رفض امللك اجتماع اجلمعية الوطنية بشكل تأسيسي موجها ا قول امللك ديدا كبريا اختذ شكل مذكرة رمسية قام بنقلها رئيس التشريفات واليت جاء فيه

فكروا أيها السادة، ال ميكن ألي مشروع أو أية أحكام أن حتوز وتكتسب قوة القانون :"كما تضمنت الرسالة امللكية الدعوة إىل فض االجتماع، فما كان ". بدون موافقيت اخلاصة

طبقة النبالء ورجال الدين سوى االستجابة للدعوة باالنسحاب، يف الوقت الذي من نوابخماطبا Mirabeau-Tonneauفيه نواب الطبقة الثالثة اجتماعهم، وعندئذ وقف تابع

ما هذه الدكتاتورية املشينة، حرية مداوالتكم مغلولة ، هناك قوة عسكرية حتاصر :"اجلمعيةوبعد فترة وجيزة أرسل امللك رسالة قام بنقلها رئيس التشريفات والداعية إىل ". اجلمعية

إنين أعلن إذا :" على هذه الرسالة قائال كلمته الشهرية Mirabeauفض االجتماع ، فاعترض كنت مكلفا بإخراجنا من هنا فما عليك إال أن تطلب أمرا باستعمال القوة، إذهب وقل

.)1("لسيدك أننا هنا بإرادة الشعب، وال ميكن أن نربح أمكنتنا إال حتت ضرب احلرابظام احلكم امللكي املطلق، جعلت منه قاصم ن Mirabeauإن كلمات وخطاب

قرار مبنح Mirabeauوبعد خروج رئيس التشريفات تابع النواب اجتماعهم، واقترح نبارك احلرية وما أتت به من مثار يف اجلمعية الوطنية، :" احلصانة لنواب اجلمعية الوطنية بقوله

مثل هذا اإلعالن إن". ولنضمن لعملنا البقاء فلنعلن احلصانة لشخصية نواب اجلمعية الوطنيةال ينقصه قوة التصور من رجال ينظرون إىل احلصانة من الزاوية التقليدية واليت تعترب نتيجة لقداسة وحرمة السلطة امللكية الوراثية، وبإعالم حلصانة النواب فإم بذلك أكدوا انتقال

.)2(السيادة خباصية القداسة وما يترتب عنها من صون ذات الشخص صاحب السيادة

.20 ، املرجع السابق ،ص ابراهيم كامل الشوابكة 12 Pareille déclaration ne peut manquer de faire forte impression à des hommes qui, en vertu de la vision traditionnelle des immunités, considèrent l’inviolabilité comme une conséquence de la sacralité du monarque héréditaire. Proclamer l’inviolabilité des députés, c’est donc affirmer le



39

وبعد نقاش قصري متت املوافقة على القرار بأغلبية كبرية، فقد قررت اجلمعية الوطنية تعلن اجلمعية الوطنية أن شخصية كل :" حصانة النواب مبناسبة األفكار واآلراء اليت يدلون ا

نائب مصونة، فكل فرد، احتادات أو حمكمة أو جملس أو جلان يتعرض له حاال أو بعد الدورة بحث أو التوقيف أو احلبس أو الدعوة إىل حبس الربملاين ألي سبب أو رأي أو وجهة نظر بال

وكل من أعان على هذه األعمال ويأمر ا أي جهة ، . أو خطاب قام به أمام اهليئات العامةفإنه سافل خائن لوطنه مقترف جلرمية اخليانة العظمى، واجلمعية تقرر يف احلالة املذكورة

تخذ اإلجراءات الكفيلة بالبحث عن القائمني واحملرضني واملنفذين هلذه اجلرائم أعاله أنه ت .)1("ومتابعتهم

وانتظم احلرس أمام قاعة االجتماع، وكان اجلميع يعتقد أنه سيلقى القبض على املخالفني ألوامر امللك إال أن محاية اجلمعية ضد كل متابعة أصبحت واقعا وكانت من

أصبحت شخصية 1789 جوان 23وطنية تنفيذ هذا القرار، وبقرار أولويات السيادة الالنائب مصونة فال جيوز اختاذ إجراءات جنائية حنوه أو القبض عليه أو حبسه بسبب مشروع قدمه للربملان أو خطاب أو رأي أبداه فيه، وذا أكد النص على احلصانة الربملانية

.املوضوعية خالقا بإعالنه احلصانة الربملانية باملعىن عمال1789جوان 23لقد شكل قرار

احلديث للمصطلح حتمى نواب األمة وليس مستشاري امللك، واليت دف إىل ضمان حرية .الكالم واملداوالت يف اجلمعية الوطنية

إن التحول والتغري الذي طرأ على نظام محاية النواب بدأ مع األيام األوىل للثورة من

caractère sacré et dorénavant intangibles du transfert de souveraineté. Après un court débat, la motion et adoptée à une large majorité. Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p 27. 1“l’Assemblée nationale déclare sue la personne de chaque député est inviolable ; que tous particuliers, toutes corporations, tribunal, cour ou commission qui oseraient, pendant ou après la présente session, poursuivre, recherché, arrêter, ou faire arrêter, détenir ou faire détenir un député, pour raison d’aucune proposition, avis, opinion ou discours par luis faits aux états généraux ; de même que toutes personnes qui prêteraient leur ministère à aucuns desdits attentats , de quelque part qu’il fussent ordonnés, sont infâmes et traitres envers la nation, et coupables de crime capital. l’Assemblée nationale arrête, que dans les cas susdits, elle prendra toutes les mesures nécessaires pou rechercher, poursuivre et punir ceux qui en seront les auteurs, instigateurs ou exécuteurs’’.



40

حة ملكية وامتداد لذات امللك صاحب السيادة، إىل حصانة برملانية حصانة ينظر إليها كمنويعود يف األساس إىل انقالب يف مراكز السلطات الدستورية . مقرر بإرادة اجلمعية الوطنية

بإعالن النواب ممارسة مظاهر السيادة الوطنية بشكل حصري ومنفرد، فتحول جملس من االختصاصات امللكية، وعليه أصبح من غري الطبقات إىل اجلمعية الوطنية اليت انتقصت

املقبول البقاء حتت مظلة احلصانة امللكية بعد انتقال السيادة من امللك األمة ممثلة يف اجلمعية وبناءا على ذلك، انتهى نواب اجلمعية إىل ضرورة إقرار حصانتهم يف . الوطنية التأسيسية

.مواجهة السلطة التنفيذية

املطلب الثاين احلصانة الربملانية اإلجرائيةشأة ن

أما فيما يتعلق باحلصانة الربملانية اإلجرائية فإنه وبعد عام واحد من إصدار القرار

، ومبناسبة مناقشة موضوع قضية السيد 1789 جوان 23الشهري للجمعية الوطنية يف M.Toulouse –Lautrecعلى التمرد ، نائب يف اجلمعية الوطنية، واملتهم جبناية التحريض

: الربملانية اإلجرائية، وقد جاء يف قرارها مايلي أقرت اجلمعية الوطنية احلصانة. )1(والعصيانمع احتفاظها بصالحية البث بالوسائل الدستورية الكفيلة لضمان استقالل أعضاء اهليئة "

د، توقيف التشريعية وحريتهم، تعلن اجلمعية الوطنية بأنه من املمكن يف حالة اجلرم املشهونواب اجلمعية وفقا للقوانني النافذة، ومن املمكن قبول الشكاوى حبقهم وفتح التحقيق معهم

جوان، على أنه ال جيوز إصدار قرار باامهم 23باستثناء احلاالت املبينة يف القرار املتخذ يف يق وأدلته من طرف أي من القضاة قبل أن تتخذ اهليئة التشريعية بالنظر إىل معلومات التحق

.)2("الثبوتية قرار جبواز اامهم

1 Un an plus tard, le 26 juin 1790, ladite assemblée, au sujet de la discussion de l’affaire de M. Toulouse-Lautrec, députe à l’assemblée nationale, et accuse d’avoir voulu fomenter une insurrection, définit ainsi l’inviolabilité personnelle. M.Chartier, les immunités parlementaires en France dans leur développement historiques, thèse doctorat, faculté de droit de paris, 1905, France, p44.

2“ l’Assemblée nationale se réservant de statuer en détail sur les moyens constitutionnels



41

وعليه اعترب هذا القرار املبدأ الذي أرسى وثبت نشوء احلصانة اإلجرائية يف فرنسا ، مارس 22 بيد أن اجلمعية الوطنية ذهبت إىل أبعد من ذلك بإصدارها قرارا تفسرييا يف

اكم من التحقيق يف اجلنح وقررت فيه أن احلصانة اإلجرائية للنواب ال متنع احمل ،1791املرتكبة من طرفهم خارج نطاق ممارستهم لوظائفهم، ولكنها تلزم خبضوع التحقيق للهيئة

".التشريعية الوحيدة اليت متلك احلق يف اإلذن باام أحد أعضائه ليكرس من جديد مبدأ احلصانة اإلجرائية يف 1791عام 17-13مث جاء قانون

إن نواب األمة مصونون منذ تاريخ :" بقوهلا 51، حيث نصت املادة 53 واملادة 51املادتني باعتبارها أعضاء فيها، وعالوة على ذلك، ةإعالن انتخابه، وخالل كل العهدة التشريعي

جيوز بسبب :" فقد نصت بقوهلا53أما املادة . )1("خالل شهر يبدأ حسابه من هذه العهدة إيقافهم سواء يف حالة اجلنحة املتلبس ا أو تنفيذا وقائع إجرامية ارتكبت خارج وظائفهم،

ألمر بالقبض، غري أن املتابعة ال ميكن االستمرار فيها إال بعد أن تعلن اهليئة التشريعية أن .)2("هناك حمل لالام

d’assurer l’indépendance et la liberté des membres du corps législatif, déclare que jusqu'à l’établissement de la loi sur les jurés en matière criminelle, les députés de l’assemblée nationale peuvent, dans le cas de flagrant délit, être arrêtés conformément aux ordonnances, qu’on peut même, excepté les cas indiqués par le décret du 23 juin, recevoir des plaintes et faire des informations contre eux, mais qu’ils peuvent être décrétés par aucuns juges avant que le corps législatif, sur le vu des informations et des pièces à convictions ; ait décidé qu’il ya lieu à l’accusation ».

M. Chartier, op.cit, p45. 1Art.51 :“ Les représentants de la nation sont inviolable, depuis le moment de leur élection proclamée, pendant toute la durée de la législature dont ils sont membres, et en outre pendant un mois à compter de cette législature.’’

2Art.53 :“ Ils pourront, pour faits de crimes commis hors de leurs fonctions, être saisis, soit en flagrant délit, soit en vertu d’un mandat d’arrêt ; mais la poursuite ne pourra être continuée qu’après que le corps législatif aura déclaré qu’il y a lieu à accusation’’. M. Chartier, op.cit, pp46.47.



42

املبحث الثاين مفهوم احلصانة الربملانية

عطاء مفهوم للحصانة حاول الفقه بصفة عامة، والفقه الدستوري بصفة خاصة إالربملانية، بيد أنه مل يوفق يف اقتراح مفهوم موحد للحصانة الربملانية، فتعددت املصطلحات

.)1(وتعددت املفاهيم احمليطة باحلصانة الربملانية الدالة على احلصانة الربملانية، مصطلح من املصطلحات - وكما يقول جانب من الفقه-إن احلصانة بصفة عامة

تستعمل يف لغة القانون دون أن تؤدي معىن حمددا، ففي معناها اجلاري تثري فكرة حتمل اليت عبء أو واجب، فلقد كان هلذه الكلمة معىن ضيق وحمدودا يقتصر على إلغاء الضرائب املقررة على بعض األشخاص الذين ميارسون مهنة معينة أو يقدمون خدمة معينة، مث اتسع

نة الشخصية اليت تعفي من واجب حمدد كاخلدمة العسكرية هذا املعىن ليشمل احلصا .)2(واحلصانة العينية اليت متس الثروة كامللكية

ولقد كان ملصطلح احلصانة يف القانون الروماين معىن ضيق وحمدد إذ كان يقصد به آنذاك اإلعفاء الضرييب والذي كان مينح لبعض املواطنني الذين كانوا يؤدون للدولة

.)3(يزة خدمات مم

كل موضع حصني ال يوصل إىل ما يف جوفه ، ، واحلصن هواحية اللغوية إىل فعل حصن أي منع من الن يرجع مصطلح احلصانة 1وعلمناه صنعة لبوس لكم " وحتصن إذا دخل احلصن واحتمى به ، ويف هذا يقول تعاىل يف حمكم ترتيله يف قصة داوود عليه السالم

للداللة على أن من ويقول اهللا تعاىل يف معىن حصن ، أي منع وذلك . 80سورة األنبياء اآلية " لتحصنكم من بأسكم فهال انتم شاكرونسورة احلشر اآلية "ال يقاتلونكم مجيعا إال يف قرى حمصنة أو من وراء جدر" يتمتع باحلصانة جيعله منيعا من أن تطاله يد اآلخرين أو سواها

ن أي العفائف من ميكن الوصول إليهن أو النيل منه أي اللوايت ال.24سورة النساء اآلية " واحملصنات من النساء" وكذلك قوله تعاىل .14 .ومن هنا جاء معىن احلصانة ، مبعىن جعل املتمتع ا يف حالة متنع التعرض إليه ، أو مقاضاته ألسباب ينظمها القانون. النساء

كلية انون الدويل العام ، ، أطروحة دكتوراه يف القة نظرية تطبيقية، دراسئية اجلزائية للمبعوث الدبلوماسي ، احلصانة القضاشادية رحابة .3ص. 2006-2005، السنة اجلامعية امعة باتنة، جاحلقوق

احلصانات القانونية يف املسائل اجلنائية ، رسالة دكتوراه ، ،عقل يوسفنقال عن ، . 4 ، املرجع السابق ، صإبراهيم كامل الشوابكة 2 .98 مصر ، ص،1987جامعة القاهرة ،

3 Le mot « immunité », qui apparait en français vers le 13eme siècle, est un emprunt au latin immunitas, formé d’un préfixe privatif et de munus, charge. En droit romain, l’immunité désignait l’exemption d’une obligation imposé par la loi, la



43

وظهر مصطلح احلصانة خالل القرن الثالث عشر يف فرنسا، واختذ هذا املصطلح يف القانون القدمي الذي كان سائدا قبل الثورة الفرنسية معىن أكثر اتساعا، إذ قصد به إعفاء بعض األفراد من التزامات معينة مفروضة عليهم أي من التزامات كان من الواجب عليهم

، أصبح )1890(ومع اية القرن التاسع عشر .لومل تتقرر هلم حصانة يف شأاأداؤها فيما مث بدأ املصطلح يظهر بعد ذلك يف . مصطلح احلصانة من مصطلحات القانون الدستوري

املواثيق الدستورية كضمانة هامة وأساسية حلماية استقالل أعضاء الربملان أثناء مباشرة املواثيق مل تشر صراحة إىل مصطلح احلصانة الربملانية، وإمنا وإن كانت هذه عملهم النيايب،

تضمنت فقط مضمون أو جوهر هذا املصطلح، وذلك بالنص على إعفاء أعضاء الربملان من املسؤولية السياسية عما يصدر منهم من أقوال وأفكار أثناء أداء أعماهلم الربملانية، وإعفائهم

. )1(اليت تؤثر على استمرارية العمل الربملاينمن مواجهة بعض اإلجراءات اجلنائية وجند أن أغلب الدول تستعمل لفظ احلصانة الربملانية سيما يف األنظمة الداخلية

،نه باستثناء اجلزائر يف دساتريها، فبالنسبة للدول العربية جند أساتريبينما على مستوى الدصراحة مصطلح احلصانة وإمنا فإن أغلب الدساتري ال تستعمل . )2(والسودان، وسوريا

ولعل مرد ذلك يعود . تستعمل مصطلح يؤدي إىل حتديد مضمون وجوهر احلصانة الربملانيةإىل طبيعة النظام السياسي ومكانة مؤسسة احلصانة يف هذه الدساتري، وإىل تعدد املصطلحات

داللته عن الدالة على مفهوم احلصانة خصوصا يف القانون الدستوري الفرنسي، واختالف املصطلح املستخدم يف القانون االجنليزي، وما ترتب عن ذلك من انقسام الفقه الدستوري يف حتديد مضمون ومفهوم احلصانة الربملانية، واستقالهلا عن عدم املسؤولية الربملانية نتناوهلا

.تباعا

coutume ou l’autorité. Elle devient, à la fin du 19 siècle (1890) un terme de droit constitutionnel (immunité parlementaire) et de droit international (immunité diplomatique), qui exprime essentiellement l’idée d’une protection contre les actions pénales. Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p10.

.19املرجع السابق ،ص ،بطيخحممد رمضان 1ال جيوز يف احلصانة طيلة مدة والية الس ويتمتع أعضاء جملس الشعب ب: " بنصها على 1970 سوريا من دستور67نصت املادة 2

".جراءغري حالة اجلرم املشهود اختاذ أي إجراءات جزائية ضد أي عضو منهم إال بإذن سابق من الس عند أول انعقاد له مبا اختذ من إ



44

املطلب األول التباين الفقهي يف املعىن االصطالحي للحصانة الربملانية

يذهب غالبية الفقه الدستوري الفرنسي إىل وجوب إطالق مصطلح احلصانة للداللة عل ضمانيت عدم مسؤولية أعضاء الربملان l’immunité parlementaireالربملانية

عما يبدونه من آراء أو أفكار عند ممارستهم لوظيفتهم الربملانية، وعدم جواز اختاذ إجراءات ذلك أن أغلبية الدراسات اليت تناولت . من الس التابعني لهجزائية ضدهم إال بتصريح

، حبثت يف les immunités parlementairesاحلصانات الربملانية بالبحث موضوع واحلرمة الربملانية l’irresponsabilité parlementaireضمانيت عدم املسؤولية الربملانية l’inviolabilité parlementaire (1).

لل احلصانة الربملانية حسب غالبية الفقه الفرنسي إىل عدم املسؤولية الربملانية وتتحوهو التقسيم .)2(اليت تشكل حصانة موضوعية، بينما تشكل احلرمة الربملانية حصانة إجرائية

يف أطروحته املوسومة باحلصانات الربملانية يف فرنسا وتطورها M. Chartierالذي تبناه واحلرمة ) احلصانة الربملانية املوضوعية ( ول بالدراسة عدم املسؤولية الربملانيةالتارخيي، وتنا

يف Edouard martin ، وسار يف نفس االجتاه )3()احلصانة الربملانية اإلجرائية( الربملانية للداللة على أطروحته املوسومة حبصانة اخلطب، واآلراء والتصويت املدىل به يف االس،

يف مقاله حول Hervé Isarوبناءا على ذلك ذهب . )4(لربملانية املوضوعيةاحلصانة ااحلصانات الربملانية إىل القول بأن احلصانة الربملانية تنقسم حبسب التقليد إىل إعفائني

1 Toujours sur le plan étymologie, le terme d’inviolabilité renvoie a une idée de sacralité, de sujet dont interdirait la profanation, sa dimension institutionnelle est plus ancienne que celle du terme d’immunité. C’est la même époque )1790( que le terme d’irresponsabilité, supplante la forme non responsabilité, antonyme de responsabilité, qui désigne en droit pénal l’obligation de supporter le châtiment prévu par la loi. Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p10. 2 L’irresponsabilité, qui applique à l’exercice des fonctions parlementaires, s’analyse comme une immunité de fond ou immunité substantielle. L’inviolabilité se présente en revanche comme une immunité procédurale. 3 M. Chartier, les immunités parlementaires en France dans leur développement historique, thèse pour le doctorat, faculté de droit, université de Paris, 1905. 4 Edouard Martin, de l’immunité des discours, des opinions et des votes émis dans les assemblées, thèse pour le doctorat, faculté de droit, université de Paris, 1902.



45

. )1(قضائيني، األول موضوعي وهو عدم املسؤولية، والثاين إجرائي وهي احلرمة الربملانيةناه واعتنقه جانب من الفقه املصري، فقد ذهب األستاذ وهو املدلول الذي تب

رمضان حممد بطيخ يف مقدمة كتابه احلصانة الربملانية وتطبيقاا يف مصر إىل القول، أن هذه وهي نوعان ،l’immunité parlementaireالنصوص جتسد ما يعرف باحلصانة الربملانية

نية، وحصانة إجرائية ويطلق عليها احلصانة حصانة موضوعية ويقال هلا الالمسؤولية الربملاوهو نفس النهج الذي سار عليه غالبية الفقه الدستوري مع . ضد اإلجراءات اجلنائية

ويستخدم األستاذ مصطفى قلوش مصطلح . اختالف يف التسمية بالنظر إىل اختالف الترمجةربملانية املوضوعية احلصانة ضد املسؤولية عن اآلراء واألقوال للداللة على احلصانة ال

، بينما يستعمل)2(ومصطلح احلصانة الربملانية اإلجرائية للداللة على احلصانة اإلجرائيةاألستاذ خالد الشرقاوي السموين مصطلحي احلصانة ضد املسؤولية الربملانية واحلصانة ضد

.)3(اإلجراءات اجلنائيةلربملانية للداللة على احلصانة واستخدم األستاذ حسام الدين أمحد مصطلح املناعة ا

األستاذ بينما يستعمل. الربملانية بشقيها املوضوعي واإلجرائي استنادا للمعىن اللغوي للحصانةاألمني شريط للداللة على الشق اإلجرائي للحصانة الربملانية مصطلح عدم القابلية لالعتداء،

.)4(ملانية املوضوعيةواحتفظ مبصطلح عدم املسؤولية للداللة على احلصانة الربويذهب جانب من الفقه الدستوري إىل القول أنه ملا يتعلق األمر بإجياد نظام قانوين اهلدف منه محاية أعضاء السلطات الدستورية من أي ضغوطات، فإننا ال ميكن أن نرتكز إال

وعدم املسؤولية l’immunitéعلى مصطلحني أساسيني ومها احلصانة من جهة

1 L’immunité parlementaire…se decompose, selon la tradition, en deux franchises judiciaries, l’une de fond : l’irresponsabilité, l’autre de procedure : inviolabilité. Hervé Isar, immunités parlementaire ou impunité parlementaire, revue de droit constitutionnel, n20, 1994, PUF, p660.

، سلسلة ة، الة املغربية لإلدارة احمللية والتنميالنظام الدستوري املغريب، املؤسسة الربملانية باملغرب، احلصانة الربملانية يف مصطفى قلوش 2 .74 ص املغرب، ،2000 ،الطبعة األوىل 23مواضيع الساعة ،عدد

، الة املغربية لإلدارة احمللية انون الدستوري املقارن، املؤسسة الربملانية باملغربلق، احلصانة الربملانية يف اخالد الشرقاوي السموين 3 .109 ، ص، املغرب2000 ، ،الطبعة األوىل23، سلسلة مواضيع الساعة ،عددةوالتنمي

، 2012 ،09 العدد ،جملة الوسيط إجراءات رفعها واآلثار املترتبة، ،من حيثصانة الربملانية يف اجلزائر، نطاق ممارسة احلاألمني شريط 4 .130وزارة العالقة مع الربملان ،ص



46

l’irresponsabilité ومن مث يستبعد ، Philipe Ségur متاما مصطلحl’inviolabilité من نظام محاية أعضاء السلطات الدستورية، ألنه يوحي أن املتمتع به ال ميكن أبدا متابعته

.)1(جزائيا، يف حني أن ذلك غري صحيحاحلصانة على بينما ذهب جانب آخر من الفقه إىل إطالق مصطلح احلصانة الربملانية

للداللة على وجود عقبة مؤقتة حتول دون اختاذ l’inviolabilité parlementaireاإلجرائية مع استبعاد احلصانة اإلجراءات اجلزائية ضد أعضاء الربملان إال بعد إذن الس التابعني له،

على عدم الربملانية املوضوعية منه يف حني استعمل بعض الفقه املصري هذا املصطلح للداللة املسؤولية الربملانية، وعدم جواز اختاذ إجراءات جزائية ضد أعضاء الربملان إال بعد احلصول

.)2(على إذن الس التابعني له يف النظام The Privilège of Parliamentويطلق اصطالح االمتياز الربملاين

تع ا عضو الربملان ، هذا القانوين االجنليزي للداللة على احلصانات واالمتيازات اليت يتمجمموعة احلقوق املخصصة لكل : "على أنه Erskine May’s الربملاين الذي يعرفه زاالمتيا

من جملسي العموم و اللوردات ككل وكذلك كال السني منفردين، وبدوا ال ميكن يئات للمجلسني القيام بوظائفهم، وهي تتجاوز تلك احلقوق واالمتيازات اليت متلكها اهل

.)3("واألفرادويتكون االمتياز الربملاين من قواعد خاصة يتم وضعها وتطويرها من قبل السني دف محاية نفسه وأعضائه من التدخل اخلارجي، ويتم تفعيل هذه االمتيازات من قبل

اين ويتضمن االمتياز الربمل. السني وال يستطيع أي جملس لوحده إضافة أية امتيازات برملانيةحق الربملان يف معاقبة كل من يعرقل السري احلسن ألعمال الغرفة، والذي يتضمن اعتداء على

هذا احلق ذو الطبيعة اجلنائية ،Pouvoir de Contemptكرامة أحد أعضائه عن طريق

1 Philipe ségur, les notions d’immuniuté et d’irresponsabilité, in. la protection des pouvoirs constitutes (dir) p.s, Bruylant, 2007. p05.

.24،صاملرجع السابق،، عيسى زهية أوردته ، 1995 احلصانة الربملانية املوضوعية واإلجرائية من وجهة النظر اجلنائية، دراسة مقارنة، دار النهضة العربية، ، أمحدحممد حسام الدين 2

.9، صمصر3 Philips, constitutional an adminsrative law, p234. 06، املرجع السابق الشوابكةبراهيم كاملإ أورده .



47

وبناء على وجود سلطة معاقبة اإلهانة، فإن مفهوم امتياز . أصبح اليوم حمددا ومضبوطايطاين، يتمايز عن نظام محاية احلصانات الربملانية الفرنسي، باعتباره يتضمن يف الربملان الرب

طياته اجلزاء اخلاص به يف حالة انتهاكه، ومن مث فهو ال يظهر كحق أو إعفاء وإمنا كذلك .)1(كاختصاص وسلطة

ليست بذات الداللة اجلذابة، األمر الذي The Privilègeويبدو أن كلمة االمتياز إىل التوصية باستبدال هذه الكلمة بعبارة 1968لجنة االمتيازات الربملانية يف عام حدا ب

وتشبه امتيازات جملس اللوردات، وبشكل وثيق امتيازات . )2("حقوق وحصانات الس"جملس العموم، ومع بداية افتتاح كل برملان يطالب رئيس جملس العموم املنتخب على حنو

هي حرية الكالم واحلرية من االعتقال وحرية االتصال مع العرش رمسي بامتيازات الس ومن الس، وحق الس يف تنظيم تركيبته اخلاصة واحلق يف العقاب على خرق االمتيازات

.)3(الربملانيةوامتياز احلرية The Freedom of Speechوبناء عليه، فإن امتياز حرية الكالم

مها من أهم االمتيازات The Freedom from Arrestمن القبض أو إمتياز عدم القبض .الربملانية يف اجنلترا، واللذان يشريان يف مضموما إىل احلصانة الربملانية

وبالرغم من اختالف هذه املصطلحات إال أا تتفق مجيعا على وجود وضعني عدم ( بالتبعية األول يغلب عليه طابع التجرمي والعقاب ويندمج مع جانب إجرائي : متميزين

، والثاين طابعه إجرائي يتعلق بأمور تنظيمية حتدد الوسائل أو القواعد )املسؤولية الربملانية .)4(الواجب إتباعها عند حتريك دعوى احلق العام حبق أي عضو من أعضاء الربملان

املطلب الثاين

1 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p14. 2 Smith, constitutional an adminsrative law,p316.

.9، صاملرجع السابق ، أمحد حممدحسام الدين 3 .7 ، صاملرجع السابق ، أمحد حممدحسام الدين 4



48

حلصانة الربملانية ازدواجية مفهوم ا

انة بتعدد التعاريف املقترحة لتحديد مفهومها بصفة يصطدم البحث يف مدلول احلصعامة، نظرا لتعدد األوجه اليت تتخذها هذه األخرية سواء من جانبها الدستوري، اجلنائي،

فمصطلح احلصانة كثري التداول يف لغة القانون، غري أنه مل حيظ مبفهوم . اإلداري والدويللعل غياب Olivier Beaudا، وكما يقول قانوين دقيق مينع التداخل يف اهلدف من إرسائه

.)1(هذا التعريف يعد مبثابة إنذار أو حتذير لكل شخص يغامر إلعطاء مفهوم احلصانةورغم ذلك حاول العديد من الفقهاء حتديد مفهوم للحصانة الدستورية ومنها الربملانية ، وقد

Xavierون العام، بينما ذهب على أا استفادة من استثناء للقان Bruno Genevoisعرفها

Philipe et Michel Cosnard ا امتياز يعفي صاحبها من واجب أو التزام يلتزمعلى أوخالفا للرأي الذي يعترب احلصانة ما هي إال امتياز أو استثناء ممنوح لبعض . اآلخرون بفعله

از و ال استثناء بل الفئات مبوجب الدستور، يؤكد جانب من الفقه أن احلصانة ليست ال امتي .هي ضمانة دستورية دف إىل السماح بالسري احلسن للمجالس النيابية

وعليه، ذهب الفقه الدستوري إىل تعريف احلصانة الربملانية بأا جمموعة من القواعد اخلاصة املقررة للربملان لتأمني استقالليته عن السلطات األخرى ولتمكينه من القيام بالوظائف

رية املخولة له، وتتمثل هذه القواعد بعدم مؤاخذة أعضاء الربملان عما يبدونه من آراء الدستوأو أفكار مبناسبة قيامهم بعملهم الربملاين وعدم جواز اختاذ إجراءات جزائية ضدهم إال بعد

.)2(احلصول على إذن الس التابعني لهاصة اليت يتمتع ا بأا جمموع احلقوق اخلكشاكش يوسف كرمي األستاذوعرفها

كل جملس ككيان، وكل عضو يف كل جملس منفردا، وال ميكن بدوا أن يؤدوا وظائفهم،

1 Le mot immunité est l’un des terme de la langue du droit que l’o, est plus tenté d’employer sans lui donner un sens précis. Cette phrase sonne comme un avertissement à quiconque s’aventure à vouloir préciser le sens de ce mot. Olivier Beaud, l’immunité du chef d’état en droit constitutionnel et en droit et en droit

comparé, in Joe Verhoven (dir), le droit international des immunités : contestation ou consolidation ? , larcier, 2004, p.156 املرجع السابق،عيسى زهية،أوردته .14ص

.7ص ، املرجع السابق، م كامل الشوابكةإبراهي 2



49

واليت تتجاوز احلقوق اليت يتمتع ا األفراد و اجلهات األخرى، فهي وإن كانت مبنية على ألحكام كما تعرف احلصانة الربملانية بأا جمموع ا. )1(قانون، فإا استثناء من القانون

الدستورية اليت تؤمن للنواب نظام قانوين خمتلف عن النظام القانوين العادي الذي يطبق على .)2(عامة الناس فيما خيص عالقام مع العدالة وذلك دف احلفاظ على حريتهم واستقالهلمني يف وبعبارة أخرى، يقصد باحلصانة الربملانية جمموع املقتضيات اليت تضمن للنواب الربملاني

عالقتهم بالقضاء، نظاما قانونيا استثنائيا من نظام احلق العام، يهدف إىل احلفاظ على استقالهلم، وهي تعين أن ممثل األمة يستفيد من احلماية ضد األعمال الزجرية أو اإلجراءات

.)3(القضائية اليت ميكن أن حتركها احلكومة أو األشخاص العاديون ضدهانية على جمموع الضمانات املنصوص عليها دستوريا حلماية وتطلق احلصانات الربمل

عضو الربملان توكيدا الستقالله، ومتكينا له من القيام بواجباته يف متثيل الشعب والدفاع عن مصاحله، وهي ضمانة دستورية بعدم اختاذ أي من اإلجراءات اجلنائية ضد أحد أعضاء

وبعبارة أخرى هي جمموع . لى أكمل وجهالربملان الكفيلة مبنعه من ممارسة مهامه عالضمانات اليت ينص عليها الدستور حلماية عضو الربملان تأكيدا الستقالله، ومتكينا له من

عدم مساءلة عضو الربملان عما يبديه بالقيام بواجباته يف متثيل الشعب والدفاع عن مصاحله، .يب أو جلانه من الناحية املوضوعيةمن آراء خالل مشاركته يف العمل الربملاين للمجلس النيا

ومن هنا، فإن احلصانات الربملانية هي تلك االمتيازات اليت تضمن للنائب احلرية يف القيام مبهامه الربملانية حلمايته من املالحقات القانونية اليت ميكن أن تقام ضده، أو تقيده يف ما

.يبديه من أقوال أو آراء أو أفكارربملانية بالنظر إىل مضموا إىل حصانة برملانية موضوعية وتقسم احلصانات ال

وتتمثل احلصانة الربملانية املوضوعية بعد جواز مؤاخذة أعضاء . وحصانة برملانية إجرائيةالربملان جزائيا أو مدنيا يف أي وقت من األوقات عما يبدونه من آراء أو أفكار مبناسبة

.38 ص،األردن،2007 ،8 ، العدد13 جملة املنارة ، الد ، احلصانة اإلجرائية ضمانة دستورية ، كشاكش يوسفكري 1 .638 ،ص2006م الطبعة ، املكان ، ، الوسيط يف القانون الدستوري اللبناين ، اجلزء األول ، بدون اسزهري شكر 2 ،وضعية النائب الربملاين باملغرب بني املفهوم القانوين والتصور اتمعي ، منشورات الة املغربية لإلدارة احمللية والتنمية ، ب الدقاقاحلبي 3

111 ، ص2007 ، الطبعة األوىل ، 75سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ، العدد



50

رمضان بطيخ بأا امتياز دستوري مقرر ألعضاء تاذاألسوعرفها . قيامهم بعملهم الربملاينالربملان بصفام ال بأشخاصهم سواء كانوا منتخبني أم معينني يتيح هلم حرية الرأي والتعبري

.)1("عن إرادة األمة دون أية مسؤولية جنائية أو مدنية تترتب على ذلكين عدم مسؤولية إبراهيم عبد العزيز شيحا إىل القول بأا تعاألستاذ وذهب

العضو عما يبديه من أفكار وآراء أثناء عمله داخل الس أو إحدى جلانه مهما تضمنت هذه األفكار من جرائم، فهذه القاعدة ترفع صفة اجلرمية عن األفكار واألقوال اليت يبديها

الة أن حممد ناصر بوغزاألستاذ ويرى. )2(العضو بسبب قيامه بوظيفته النيابية داخل الساحلصانة الربملانية املوضوعية تعين مناعة دستورية لتأدية الوظيفة يف الربملان أو خارجه لعدم املتابعة عن األقوال واألفعال، وإن كانت تكيف يف األصل بأا جرمية يف قانون العقوبات،

، وذا وذا ال تعد امتيازا بقدر ما هي ضمانة للهيئة التشريعية باعتبارها ممثلة الشعب .)3(الوصف فاحلصانة املوضوعية تسمى عادة باحلصانة ضد املسؤولية

تتعلق باألفكار أن احلصانة الربملانية املوضوعية،ةريف السابقايتضح من خالل التعواآلراء دون أن متتد إىل األفعال اليت يأتيها األعضاء واليت ختضع للقواعد العامة للمسؤولية

وأن تكون هذه األفكار قد صدرت مبناسبة أداء عضو الربملان .كبواكأعمال العنف اليت يرتوإذا كانت احلصانة . ملهام وظيفته الربملانية سواء أكان ذلك داخل الس أو يف جلانه

الربملانية املوضوعية حتمي أعضاء الربملان من تبعة أية مسؤولية جزائية أو مدنية عما يصدر ممارستهم لوظيفتهم الربملانية، إال أن ذلك ال مينع من مساءلة عنهم من أقوال أو آراء خالل

.)4(أعضاء الربملان تأديبيا أمام الس التابعني لهوتتمثل احلصانة الربملانية اإلجرائية يف عدم جواز اختاذ إجراءات جزائية ضد أعضاء

ويعرفها حممد عبد احلميد .، إال بإذن الس التابعني لهان يف غري حالة التلبس باجلرميةالربمل

.11 املرجع السابق ،ص ، بطيخ حممدرمضان 1 .607 ص،، بريوت، لبنان1983 طبعة سنة نون الدستوري، الدار اجلامعية، القازيز شيحا،براهيم عبد العإ 2 ، وزارة العالقة مع 2012 ،09، جملة الوسيط ، العدد متياز أم ضرورة ملمارسة الوظيفة ، احلصانة الربملانية احممد ناصر بوغزالة 3

.157الربملان ،ص .575 ص، اإلسكندرية ،مصر،1996 منشأة املعارف ، طبعة ي املصري ، ، النظام الدستورمصطفى أبو زيد فهمي 4



51

أبو زيد بأا عدم السماح باختاذ إجراءات جنائية ضد أعضاء الربملان أو القبض عليهم إال بعد أن يأذن الس الذي يتبعه العضو بذبك أو بعد انقضاء الزمن الذي يتمتع فيه العضو

جواز اختاذ أي عبد الغين بسيوين عبد اهللا بأا عدماألستاذ وذهب. )1(بتلك احلصانة ويرى .إجراءات جنائية ضد أحد أعضاء الربملان أثناء انعقاد الس النيايب إال بإذن منه

تلك الضمانة اليت متنح للعضو الربملاين حيددها الدستور والقانون بأا خمتار مطيعاألستاذيت يكون الداخلي للربملان، واهلدف منها هو محاية هذا العضو من متابعات القضاء ال

بكوا جمموع املقتضيات احلبيب الدقاق األستاذ وعرفها.)2( مصدرها خواص أو حكومةاليت تضمن للنواب الربملانيني يف عالقتهم بالقضاء، نظاما قانونيا استثنائيا لنظام احلق العام،

ال يهدف إىل احلفاظ على استقالله، وهي تعين أن ممثل األمة يستفيد من احلماية ضد األعمالزجرية أو اإلجراءات القضائية اليت ميكن أن حتركها احلكومة أو األشخاص العاديون

.)3(ضده رمضان حممد بطيخ إىل أا حتصني النائب ضد املالحقة القضائية األستاذوذهب

ويف نفس االجتاه سار . )4(واإلجراءات اجلزائية اليت من شأا أن تعيق النائب يف أداء مهامهزيد بدر فرح بقوله أا عدم جواز اختاذ أي إجراءات جنائية ضد أي عضو من األستاذ

أعضاء الربملان إال بعد احلصول على إذن سابق من الس إذا كان منعقدا أما إذا كان الس .)5(يف عطلة فيكتفي باحلصول على إذن من رئيس الس

دون اختاذ إجراءات جزائية ضد يتضح مما سبق، أن احلصانة الربملانية اإلجرائية حتولعضو الربملان إال بعد احلصول على إذن الس التابع له دون أن يكون هلا أثر على املسؤولية

وعليه، فالغرض . كما أا مؤقتة مبدة الدورة الربملانية وتزول بزوال صفة النائب. املدنية

.11 ص املرجع السابق، ، بطيخ حممدرمضان 1 .17 ، صب، املغر1998، ع دستورية وسياسية، العدد األولائق، النائب الربملاين يف املغرب، جملة دراسات وواملختار مطيع 2باملغرب بني املفهوم القانوين والتصور اتمعي، منشورات الة املغربية لإلدارة احمللية والتنمية، ، وضعية النائب الربملاين احلبيب الدقاق 3

.111 ، املغرب، ص2007، 75، عدد "وأعمال جامعيةمؤلفات "سلسلة .11 ص املرجع السابق، ، بطيخ حممدرمضان 4 .11 ص، املرجع نفسه 5



52

.)1(دورةاألساسي منها عدم انتزاع عضو الربملاين من مقعده أثناء الوما جيمع كل هذه التعريفات الفقهية عند إعطاء تعريف للحصانة الربملانية هو إدراج حتت ظل هذا املفهوم نوعني من احلصانة، حصانة موضوعية وحصانة إجرائية، فاألوىل تقوم على أساس عدم املسؤولية والثانية على أساس إتباع إجراءات خاصة ملباشرة

.)2(القضائيةالدعاوى أمام اهليئات ولعل هذا الطرح املزدوج ينبثق من طرح آخر، وهو إقرار نظام احلصانة بناء على نوعني من األفعال أوهلما متصل بالوظيفة وصدر مبناسبتها والثاين منفصل عن الوظيفة متاما وصدر خارجها، فعرفت احلصانة على أا موضوعية وهي عدم املسؤولية ملا يكون الفعل

املستفيد منها مرتبط بالوظيفة، أما احلصانة اإلجرائية فتنطبق على األفعال الصادر عنوحسب بعض الفقه عرفت . )3(املنفصلة عن الوظيفة، أي ختص الشخص املمارس للوظيفة

احلصانة يف إطارها الدستوري، بأا حصانة موضوعية عندما نكون أمام حالة املنع من ة السياسية، يف حني عرفت على أا حصانة إجرائية عند املتابعة القضائية للممارس للوظيف

.استحالة أو عدم إمكانية القبض على املمارس للوظيفة السياسيةومن هنا، فجوهر احلصانة الربملانية يتمثل يف حصانة العضو عما يبديه من آراء أو

جراءات أفكار داخل الس الذي ينتمي إليه، مع عدم اإلخالل بأمهية احلصانة ضد اإلاجلنائية واملتضمنة عدم جواز اختاذ إجراءات جنائية حبق عضو الربملان ولو أا جاءت على هامش احلصانة املوضوعية الربملانية، وعليه فمن غري املنطقي التركيز على الفرع ونسيان األصل، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن املعىن اللغوي للحصانة الربملانية هو من

وما يدعم هذا التصور، أن .)4(ولية مبكان ليتسع للحصانتني املوضوعية واإلجرائيةالشماملؤسس الدستوري يف غالبية دساتري العامل يقدم احلصانة الربملانية املوضوعية يف تنظيمه

10 ، ص ، املرجع السابقإبراهيم كامل الشوابكة 1

2 Philippe Ardant, institutions politique et droit constitutionnel, 9eme édition, L.G.D.G.Paris, 1997,p 520. 3 Philippe Blacher, droit constitutional, Hachette supérieur, Paris, 2005, p204.

.17 ، املرجع السابق ،صعيسى زهيةأشارت إليه .17 ، املرجع السابق ،ص حممد اخلصاونةمصطفى فؤاد 4



53

الدستوري على احلصانة الربملانية اإلجرائية، ويف ذلك تأكيد على احلصانة الربملانية اإلجرائية .عما وتوكيدا للحصانة الربملانية املوضوعيةمتثل د

وتكون بذلك احلصانة الربملانية بشقيها مبثابة ضمانة جتعل النواب مستقلني وغري خاضعني ألية مؤثرات من جانب السلطة التنفيذية فيحسنون ا القيام مبهمتهم على الوجه

من افتعال جرائم تنسبها املنشود، وما اهلدف من هذه الضمانة سوى منع السلطة التنفيذيةلعضو الربملان للقبض عليه أو اختاذ إجراءات جنائية أخرى ضده سعيا منها إىل إبعاده من

.حضور اجللسات إذا كان ممن يتخذون موقفا معارضا للحكومةمن خالل ما سبق ذكره، يتضح أن غالبية الفقه الدستوري اجته حنو إعطاء مفهوم

عند حماولة تعريفها، حصانة موضوعية تنصب على عدم املسؤولية، مزدوج للحصانة الربملانيةبيد أن هذا التقسيم مل ينل . وحصانة إجرائية تستند على إجراءات خاصة للمتابعة القضائية

إمجاع الفقه الدستوري، واجته جانب منه إىل الفصل بني نظام عدم مسؤولية ونظام احلصانة، . اإلعفاءات اليت حددها القانون جتاه بعض األشخاصومت قصر مفهوم احلصانة على جمموع

املطلب الثالث استقالل احلصانة الربملانية عن عدم املسؤولية

وباملقابل فإن جانب من الفقه الدستوري اعترض على ذلك، حيث يرى أن

أن مصطلح احلصانة الربملانية مبعناه الدقيق ينصرف إىل احلصانة ضد اإلجراءات اجلنائية، كما ، 1احلصانة ذا املدلول هي اليت تتبادر إىل الذهن عند احلديث عن حصانة أعضاء الربملان

وذلك على أساس أن غالبية الناخبني رمبا ال يشعرون يف الواقع مبا هو مقرر من عدم مسؤولية عضو الربملان عن أفكاره و آرائه داخل الس أو جلانه و لكنهم يدركون متاما ما

إذا Philipe Ségurويف هذا الصدد يقول . )1(من حصانة ضد اإلجراءات اجلنائيةيتمتع به l’irresponsabilitéسلمنا أن احلصانة هي على نوعني، موضوعية تعين عدم املسؤولية

. ا وما بعده10ص . 2000، ضمانات أعضاء الربملان يف النظام الدستوري املصري، دار النهضة العربية، حممود أبو السعود حبيب 1

. 396، ص 1996 ،، القانون الدستوري و الدساتري املصرية، دار اجلامعة اجلديدة للنشرحمسن خليل



54

دف إىل محاية الشخص inviolabilitéودف إىل محاية الوظيفة، وحصانة إجرائية رقة أو التمييز يفقد معناه باعتبار أن احلصانة اإلجرائية أو املمارس للوظيفة، فإن هذه التف

إقرار احلصانة اإلجرائية حلماية الشخص، فاهلدف منها يف األخري محاية الوظيفة بالنسبة . ألعضاء السلطة التشريعية

من نظام محاية أعضاء l’inviolabilité متاما مصطلح Philipe Ségurويستبعد ، ألنه يوحي بان املتمتع ا ال ميكن أبدا متابعته جزائيا ، يف حني أن السلطات الدستورية

باإلشارة إىل أن احلصانة اإلجرائية مبفهوم Esmeinذلك غري صحيح، وقد أكد ذلك الفقيه l’inviolabilité ا ال خيضع للقانون يف حني أو يف توحي بعدة مغالطات على أن املتمتع

اما كباقي املواطنني له، إال أن القانون يصاغ بطريقة أخرى لصاحل حقيقة األمر أنه خاضع مت .)1(هؤالء األشخاص ضمانا حلمايتهم الرتباطهم بوظائف تقتضي مثل هذه اإلجراءات

ولقد اجته جانب من الفقه إىل القول أنه ملا يتعلق األمر ياجياد نظام قانوين اهلدف ضغوط، فإننا ال ميكن أن نرتكز إال على منه محاية أعضاء السلطات الدستورية من أية

. وعدم املسؤولية من جهة أخرى l’immunitéمفهومني ومها احلصانة ويقصد باحلصانة اإلعفاء القواعد العامة خصوصا القواعد اجلنائية اإلجرائية، ويأخذ

احملاكم إعفاء أعضاء الربملان صورة اإلعفاء املؤقت الذي يفيد تأجيل أو تعليق املتابعات أمامأثناء ممارسة الشخص املتمتع باحلصانة ملهامه ، أو املتابعة بضمانات دف إىل محاية املؤسسة اليت ينتمي إليها، وتشمل حالة األفعال الصادرة عن أعضاء الربملان سواء قبل العهدة أو

Philipe Ségurوعليه يستنتج . )2(أثنائها و لكنها خارجة عن نطاق مهامهم الدستوريةأن احلصانة اإلجرائية وامتياز التقاضي أمام احملاكم اخلاصة ال ينفيان و ال ميحوان اجلرمية ، فال تعترب هذه احلاالت ضمن حاالت عدم املسؤولية اجلزائية للمتمتعني ا، ومن مث فإن فكرة

نشئ نظاما الالعقاب ال ترد متاما يف هذه احلالة ، فاحلصانة تؤجل أو تؤخر فقط املتابعة، أو تخاصا لتكييف األفعال الصادرة عن أعضاء السلطات الدستورية ومن مث احملاكمة أمامها وفق

.19 املرجع السابق،ص ،عيسى زهية 1

2 Jean Calvo, l’immunité parlementaire en droit français, petites affiches, no114, Paris, 1995, p7-11.



55

فاحلصانة اإلجرائية تتمثل يف إتباع إجراءات خاصة ملتابعة املتمتع . )1(إجراءات خاصة .باحلصانة ولكن تبقى احملاكم العادية هي صاحبة االختصاص للمحاكمة

توجه الفقهي الذي يفصل احلصانة اإلجرائية عن وخالفا للحصانة يرى الالالمسؤولية، أن عدم املسؤولية ليست إعفاء من تطبيق قاعدة قانونية ولكن هي أكثر من ذلك، فهي متحو متاما التكييف القانوين للجرمية، وال تنسب من خالهلا أي جرمية بسبب

ملكلفني باملهام الدستورية، صدور أي فعل مهما كانت طبيعته سياسي، مدين أو جنائي من اويندرج يف إطار عدم املسؤولية . والتشريعيةةوغالبا ما ميثل هؤالء أعضاء السلطتني التنفيذي

.عدم املسؤولية املدنية واجلزائية وعدم املسؤولية السياسيةويقصد باملسؤولية املدنية تعويض الضرر أو جرب الضرر من طرف املتسبب فيه أو

لطته ،ويقصد بعدم املسؤولية اجلزائية معاقبة اجلاين يف جسمه أو ماله سواء من يكون حتت سبسجنه أو بتغرميه، فال يتابع يف هذه احلاالت املكلف باملهام الدستورية ال مدنيا و ال جزائيا عن األفعال الصادرة عنه املتصلة بالوظيفة محاية للهيئة اليت ينتمي إليها واليت تتمحور جليا يف

اليت متثل السيادة الشعبية، حىت حتقق اهلدف الذي أنشئت من اجله ، ويستنتج من ذلك تلك أن عدم املسؤولية هنا مطلقة ودائمة، مطلقة ألا تضم كل األفعال الصادرة عن املمارس

. للمهام الدستورية أثناء أدائه لوظيفته، ودائمة ألا تسري حىت بعد انتهاء الوظيفة بعضو الربملان الذي ال يكون حمل أي متابعة جزائية أو مدنية ويتعلق األمر هنا

مبناسبة األقوال أو اآلراء أو التصويت الصادر عنه مبناسبة أداء مهامه الربملانية لضمان حرية التعبري له، وعليه فالركن الشرعي للجرمية يف مثل هذه األحوال غري وارد أو غائب متاما أو

الفقهاء يف صورة عدم املسؤولية، احلصانة املوضوعية أو ويدرج بعض . باألحرى ملغىالوظيفية، يف حني يؤكد البعض على وجوب الفصل بني احلصانة وعدم املسؤولية، فاألوىل تعفي من تطبيق قاعدة قانونية يف حني أن عدم املسؤولية متحو متاما التكييف القانوين للفعل

.)2(وال تنسب أي جرمية أو فعل للمستفيد

1 Philippe Ségur, op.cit, p07. . 22، املرجع السابق، ص عيسى زهيةأوردته

.23 ، املرجع السابق، ص عيسى زهية 2



56

أن العمل الربملاين ال بد له من زيد فهمي إىل يف نفس السياق ذهب مصطفى أبووضمانات تتقرر حلماية النائب، : ضمانات تكفل القيام به، وهذه الضمانات قسمان

وهي يف جمموعها تكفل يف النهاية أن يتم العمل الربملاين يف . وضمانات تتقرر حلماية الوظيفةات اليت تساعد النائب على حسن القيام بواجب النيابة عن وتتمثل الضمان. صورة الئقة

وضمانة l’irresponsabilité parlementaire األمة يف ضمانة عدم مسؤولية النائب فقد قصر مفهوم احلصانة وبذلك ، l’inviolabilité parlementaireاحلصانة الربملانية

ربها قاعدة إجرائية حبتة فهي ال ترفع عن الفعل الربملانية على احلصانة الربملانية اإلجرائية، واعتاملنسوب للعضو صفة اجلرمية ولكنها توقف اختاذ اإلجراءات اجلنائية حىت يأذن الس

.)1(بذلكوبني تأرجح اآلراء اليت تستند على االزدواجية لتعريف نظام احلصانة الدستورية

ية منها أي عدم املسؤولية وخصوصا الربملانية بضمها نوعني من احلصانة، املوضوعيعترب جانب من الفقه أن . واإلجرائية، واآلراء اليت تفصل بني احلصانة وعدم املسؤولية

احلصانات الدستورية ما هي إال مانع الختصاص القاضي العادي قد يكون مانعا مؤقتا وقد أن الدفع يكون مانعا دائما وقد يكون مانع ذو طابع خاص، إذ يعترب هذا التوجه الفقهي

باحلصانة اإلجرائية يعد مانع مؤقت الختصاص القاضي العادي النعقاده بتوافر شرط ويكون الدفع باحلصانة . دستوري فقط كطلب اإلذن للمتابعة يف حالة رفع حصانة الربملاين

املوضوعية مانع دائم الختصاص القاضي العادي إذ ال ينعقد أبدا بالنسبة ملتابعة الربملاين عن .تصويت واآلراء واألقوال اليت يديل ا عند ممارسته للمهام الربملانيةال

ومادام أنه قد خلص إىل استعمال مصطلح احلصانة الربملانية ، فإنه وجتنبا لكثرة االصطالحات وتشتتها سنشري إىل عدم املسؤولية عن اآلراء واألقوال اليت يبديها أعضاء

اين باصطالح احلصانة الربملانية املوضوعية، بينما سنشري الربملان عند ممارستهم عملهم الربملإىل ضمانة عدم جواز اختاذ إجراءات جزائية ضد أعضاء الربملان إال بعد إذن الس التابعني

.712، املرجع السابق، صزيد فهمي مصطفى أبو 1



57

.)1(له باصطالح احلصانة الربملانية اإلجرائيةى قاعدة وخالصة القول، أن احلصانة الربملانية هي حصانة دستورية مت إقرارها مبقتض

دستورية من طرف املؤسس الدستوري دف محاية املمارسني للمهام الدستورية يف إطار وهذا ما حييل إىل دراسة التنظيم الدستوري للحصانة . العهد اليت انتخبوا فيها أو عينوا فيها .الربملانية يف النظم الدستورية املقارنة

املبحث الثالث

ملانية التنظيم الدستوري للحصانة الرب

بيد أن الدساتري لقد أصبحت حصانة أعضاء الربملان مبدءا دستوريا دون منازع،وغالبا ما عاجلت احلصانة الربملانية يف مواد دستورية مستقلة تباينت يف أسلوب إقرارها،

وبذلك اكتسبت هذه احلصانة . استنادا إىل نوعي احلصانة الربملانية املوضوعية واإلجرائيةقيمة الدستورية، وغدت بذلك محاية دستورية فرضتها متطلبات الوظيفة التمثيلية الصفة وال

مريكية أول دستور أقر التنظيم الدستوري تور الواليات املتحدة األيعد دسو. للربملاننصت و، 1887مريكي الصادر عام ، فقد وردت يف صلب الدستور األللحصانة الربملانية

لقاء خدمام بدال يتقاضى الشيوخ والنواب :" على أنهمنه ىل وسة من املادة األرة السادقالف ماعدا االتوهلم يف مجيع احل. مريكيةحيدده القانون ويدفع من خزينة الواليات املتحدة األ

أثناء حضورهم أن يتمتعوا بامتياز عدم اعتقاهلمخالل بالنظام، واجلنايات واإلحاالت اخليانةو مناقشة وأي خطاب يلقى أ ذلك الس وعودم منه،ىل ويف ذهام إجلسات جملسهم،

.)2("يسألون عنها يف أي مكان آخر جترى يف أي من السني الومل يتوان املؤسس الدستوري الفرنسي عن تنظيم مبدأ احلصانة الربملانية بنوعيها

.10 ، ص،املرجع السابق أمحد حممدحسام الدين 1

2 Section.6. The Senators and Representatives shall receive a compensation for their services, to be ascertained by Law, and paid put of the tresuray of the United States. They chall in all cases,except Treason, Felony and Breach of the Peace, be privileged from Arrest during their attendance at the session of their respective house, and in going to and returning from the same ; and for any Speech or Debate in either House, they chall not be questionned in any other Place.



58

منطلقا عقب الثورة، واليت شكلت أساسا وةاملوضوعية واإلجرائية يف أول دستور للجمهوريوكرست الدساتري املصرية سواء امللكية أو اجلمهورية مبدأ احلصانة . للدساتري الالحقة

، مث اكتساا 1923الربملانية مع تباينها يف طريقة إقرارها مبنحها صفة النسبية يف دستور وتقررت احلصانة الربملانية يف أول . والدساتري التالية له1956اخلاصية املطلقة يف دستور

لتقرر كقاعدة جامعة ،1963 أكتوبر 10دستور للجمهورية اجلزائرية املستقلة الصادر يف .واليت سنعاجلها تباعا على النحو التايل. يف الدساتري املتعاقبة

املطلب األول ةللحصانة الربملاني التنظيم الدستوري الفرنسي

ة الربملانية بنوعيها عدم مل يتوان املؤسس الدستوري الفرنسي عن تنظيم مبدأ احلصان

املسؤولية الربملانية واحلرمة الربملانية اإلجرائية يف الدساتري الفرنسية املتعاقبة، وهو ما سيتم حبثه .على النحو التايل


عدم املسؤولية الربملانية

عدم ،1791 سبتمرب 13-3أقر أول دستور للجمهورية عقب الثورة الصادر يف لية الربملانية، والذي كرر نفس عبارات قرار اجلمعية الوطنية الفرنسية، فنص يف مادته املسؤو

ممثلو األمة مصونون، ال ميكن أن يتابعوا، أو يتهموا أو حياكموا يف أي وقت :" السابعة مايليصياغة املادة جاءت وقد. )1("من األوقات بسبب ما قالوا أو كتبوا أثناء أداء مهمتهم النيابية

، وركزت يف حتديد نطاق inviolableمباشرة وموجزة، معتربة ذات ممثل األمة مصونة

1 Article 07 de la constitution du 3 septembre 1791 : « Les représentants de la nation son inviolable ils ne pourront être recherchés, accusés ou jugés dans aucun temps pour ce qu’ils auront écrit, dit ou fait dans l’exercice de leurs fonction de représentent ».



59

بيد أا مل . )1(احلماية على أداء الوظائف النيابية وليس على حمدد املكان املتمثل يف قبة الستقل مبتابعة كل شخص الرتكابه جرمية اخليانة العظمى أو ميكن تكييف فعله كعمل شائن

طن ملتابعته نائب بسبب خطاب تضمن قذفا أو سبا له، على غرار ما جاء يف قرار وخيانة للو .)2(اجلمعية الوطنية

ليقر عدم املسؤولية الربملانية يف أحكامه، ولكن 1793جوان 24مث جاء دستور بعبارات أقل دقة حماوال التضييق من حدود احلصانة، حيث قصر عدم املسؤولية الربملانية على

، 1791لذي يبديه األعضاء داخل اهليئة التشريعية، وهو بذلك خمتلف عن دستور الرأي االذي جعل عدم املسؤولية الربملانية تغطي كل ما يصدر عن عضو الربملان من قول أو رأي

" مصونة " مبناسبة أداء وظيفته التمثيلية سواء داخل الس أو خارجه، كما أنه أسقط عبارة ال ميكن للنواب أن يتابعوا أو يتهموا أو حياكموا يف : " أعلن فيها ببساطة واليت 43من املادة

.)3("أي وقت من األوقات بسبب اآلراء اليت أبدوها داخل اهليئة التشريعيةبيد أن هذه الضمانة اختفت خالل فترة الوفاق الوطين، ملا كان من املمكن القبض

مع أعداء احلرية واملساواة م ضدهم ملسامهتهعلى النواب ومتابعتهم يف حالة قيام شبهة قويةال شيء حمدد مت وضعه، خصوصا خالل ويف بعبارات واسعة ومطاطة،. والنظام اجلمهوري

فقد أصبح من املمكن، وبذريعة التآمر إرسال النواب مبشيئتهم إىل املقصلة، . هذه الفترة إىل منصة اإلعدام ما رؤؤسهنتيجة آلرائهم أو خطابام أو تصويتهم، حيث أن النواب محلو

.)Edouard Martin )4 على حد تعبري من دستور 110وأعيد مبدأ عدم املسؤولية الربملانية من جديد دون قيود يف املادة

fructidor ال ميكن :" واليت نصت على أنه) 1795 أوت 22( يف السنة الثالثة للجمهوريةعية، أو يتهموا أو حياكموا يف أي وقت من األوقات أن يتابع املواطنون أعضاء اهليئة التشري

1 Didier Baumont, liberté d’expression et l’irresponsabilité des députés, CRDF, n2, 2003, p35. 2 Edouard Martin, op.cit, p 20. 3« Les députés ne peuvent être recherché, accuses ni jugés en aucun temps pours les opinions qu’ils ont émises dans le sein du Corps législatif ». Art. 43 de la constitution du 14 juin1794. 4 Edouard Martin, op.cit, p20.



60

أنه 110ويتضح من خالل نص املادة . )1("بسبب ما قالوا مبناسبة ممارستهم لوظائفهملالستفادة من نظام احلصانة جيب التمتع بالعضوية يف اهليئة التشريعية، ولكن ليس ضروريا أن

أو كتابة اخلطاب خالل ممارسة املهام يكون حمتفظا بالعضوية وقت املتابعة، فيكفي إبداءمبناسبة أداء الوظيفة التمثيلية، مبا يفيد إطالق احلصانة، بتخليه عن البعد املكاين، كما يالحظ

املستخدمة يف الدستور السابق ودستور السنة الثالثة ال " يف أي وقت من األوقات" أن عبارة .)2(تترك أي شك للتفسري

توسيعا يف ) 1799 ديسمرب 13( ر فرمير للسنة الثامنة وقد عرف املبدأ يف دستونطاق األشخاص املستفيدين من قاعدة احلصانة الربملانية املوضوعية، فلم يعد مقصورا على أعضاء جملس الشيوخ وأعضاء الس التشريعي، وإمنا امتد ليشمل القناصل واملستشارين يف

وظائف أعضاء سواء جملس الشيوخ أو :" ء فيها واليت جا69وهذا ما قالت به املادة . الدولةأعضاء الس التشريعي، أو احملاكم وكذلك القناصل ومستشاري جملس الدولة ال تكون

.)3("حمال ألي مسؤولية 1814 جوان 4أغفل امليثاق الدستوري الصادر يف وخالل مرحلة عودة امللكية،

املوقف نفسه، 1830ا أحكامه، وقد تبىن ميثاق تنظيم احلصانة ضد املسؤولية الربملانية يف ثنايومرد التفسري الدستوري هلذا اإلغفال قيام امليثاق الدستوري على نظام امللكية الدستورية القائم على مبدأ السيادة امللكية وليس السيادة الوطنية، مما يترتب عليه، انعدام االعتراف

وتداركا هلذا اإلغفال جاء احلديث عنها يف . بيةباحلصانة ملمثلي األمة الفتقارهم للصفة النياال جيوز رفع أي دعوى على :" واليت نصت على أنه1819 قانون الصحافة لعام 21املادة

اخلطب امللقاة داخل حرم إحدى الغرفتني، وكذلك التقارير وكل الوثائق املطبوعة بأمر من ظم ألول مرة الوضع القانوين للتقارير وجتدر اإلشارة إىل أن املشرع قد ن .)4("إحدى الغرفتني

1« Les citoyens qui sont ou ont été membre du corps législatif ne peuvent être recherchés, accusés, ni jugés en aucun temps pour ce qu’ils ont dit ou écrit dan l’exercice de leur fonctions ». Art110 de la constitution du 5 frudictor an 22 aout 1795. 2 Edouard Martin, op.cit, p 21. . 3« Les fonctions des membres soit du sénat, soit du corps législatifs, soit du tribunat ; celles des consuls et des conseillers d’état ne donnent lieu à aucune responsabilité ». 4 « ne donneront ouvertures à aucune action les discours tenus dans le sein de l’une des deux chambres, ainsi que les rapports ou toutes autres pièces imprimées par ordre de



61

.)1(والوثائق الصادرة عن الربملان من جديد املؤسس الدستوري 1848دستور عام وبقيام اجلمهورية الثانية، نظم

عدم املسؤولية الربملانية بنفس الصياغة والعبارات الواردة يف دستور اجلمهورية األوىل لعام منه بالنظر إىل الداللة 36يف ثنايا املادة " مصونة " عبارة1848فقد أعاد دستور . 1791

الدستورية العميقة لفكرة القداسة واحلرمة املرتبطة بفكرة السيادة وانتقاهلا مبحتواها إىل األمة ملمارستها بواسطة ممثليها إقرارا ملبدأ سيادة األمة، مع تركيزه على البعد املكاين ملمارسة

نواب الشعب مصونون، :" على قبة الربملان واليت نصت على أن احلصانة الربملانية بقصرهاال ميكن أن يتابعوا أو يتهموا أو حياكموا يف أي وقت بسبب اآلراء اليت أبدوها داخل

.)2("اجلمعية الوطنية أسقطت مرة أخرى من أحكامه على غرار دستور 1852 ومبجيء دستور

ف من ذلك هو سلب مبدأ احلصانة الربملانية ، مكتفيا بتنظيمها تشريعيا، ولعل اهلد1814املتضمن نظام انتخاب 1852 فيفري 2قيمة وقوة النص الدستوري، فقد نص مرسوم

ال ميكن متابعة النواب أو اامهم أو :" منه على مايلي09أعضاء اجلسم التشريعي يف املادة .)3("ةحماكمتهم يف أي وقت بسبب اآلراء الصادرة داخل اهليئة التشريعي

وبقيام النظام الربملاين اجلمهوري ألول مرة يف فرنسا مبقتضى دستور اجلمهورية املتضمن تنظيم 1875جويلية 16أعاد القانون الدستوري الصادر يف . 1875الثالثة لعام

العالقة بني السلطات العامة القيمة الدستورية لضمانة عدم املسؤولية الربملانية مبقتضى نص واليت أصبحت تغطي ألول إىل جانب اآلراء اليت يبديها النائب، التصويت الصادر 13املادة

ال ميكن أن يتابع أي عضو من أعضاء إحدى الغرفتني، أو :" عنه، حيث نصت بقوهلا

l’une des deux chambres ». Edouard Martin, op.cit, p20. 1 Didier Baumont, op.cit,p36. 2« Les représentants du peuple sont inviolables. Ils ne pourront être recherchés, accusés ni jugés en aucun temps pour les opinions qu’ils auront émises dans le sein de l’assemblée nationale ». 3Art.09 du décret organique du 2 février 1852 : « Les députés ne pourront être recherché, accuses ni jugés en aucun temps pour les opinions qu’ils auront émises dans le sein du corps législatif ».



62

مث صدر قانون . )1("يبحث عنه مبناسبة اآلراء والتصويت الصادر عنه خالل ممارسته ملهامهليمد عدم املسؤولية الربملانية إىل الوثائق والتقارير املطبوعة 1881 جويلية 29الصحافة يف

اليت 41 إىل املادة 1819 من قانون 21عن إحدى الغرفتني ، وانتقل مضمون أحكام املادة ال جيوز رفع دعوى على اخلطب امللقاة داخل إحدى الغرفتني، إضافة :" نصت على مايلي

".ة بأمر من إحدى الغرفتنيإىل التقارير والوثائق األخرى املطبوع أقر يف مادته األوىل على سريان 1946 فيفري 10وعالوة على إعالن قانون

، فقد أعاد )2( حول احلصانة الربملانية على اجلمعية الوطنية التأسيسية1875أحكام دستور من 14 و13نفس صياغة ومضمون املادتني 22 و21 يف املادتني 1946 أكتوبر 27دستور

ال :" اخلاصة بعدم املسؤولية الربملانية بقوهلا21، فنصت املادة 1875 جويلية 16ر دستوميكن أن يتابع أي عضو يف الربملان، أو يبحث عنه أو يقبض عليه أو حيتجز أو حياكم مبناسبة

.)3("آراءه وتصويته الصادر عنه أثناء ممارسته ملهامهجانفي السادس الصادر يف la loi constitutionnelle مث جاء القانون الدستوري

املعدل لنصوص العالقة بني السلطات العامة، بإحداث تغيري يف تسمية املؤسسات 1950اجلمعية الوطنية : بتبين تسمية20الدستورية خصوصا السلطة التشريعية الواردة يف نص املادة

بإضافة 1881ويلية ج29كما مت تعديل قانون . وجملس اجلمهورية وجملس االحتاد الفرنسيال جيوز رفع دعوى على اخلطب امللقاة يف :" فقرات جديدة هلا، وأصبحت صياغتها مايلي

داخل اجلمعية الوطنية أو جملس اجلمهورية، وكذلك التقارير وكل الوثائق املطبوعة بأمر من الثالثة أحد االس الثالثة، وال جتوز إقامة أي دعوى على حماضر اجللسات العامة للمجالس

.)4("احملددة أعاله، والس االقتصادي املنشورة حبسن نية يف اجلرائد

1 Art. 13 de la loi constitutionnelle du 16 juillet 1875 : « Aucun membre de l’une ou de l’autre chambre ne peut être poursuivi ou recherché à l’occasion des opinions ou votes émis par lui dan l’exercice de ses fonctions ». 2 Farhat Mohamed, immunité parlementaire, thèse pour le doctorat, faculté de droit, Université de Paris, 1950.p 24. 3 Art. 21 de la constitution du 27 octobre1946 : « aucun membre du parlement ne peut être poursuivi, recherché, arrêté, détenu et jugé à l’occasion des opinions ou des votes émis par lui dans l’exercice de ses fonctions ». 4 Farhat Mohamed, op.cit.pp 25, 26.



63

صدر دستور اجلمهورية اخلامسة الساري املفعول متضمنا 1958أكتوبر 16ويف ال ميكن متابعة :" الربملانية واليت نصت بقوهلاة عدم املسؤولي26يف الفقرة األوىل من املادة البحث عنه أو توقيفه أو احتجازه أو حماكمته مبناسبة اآلراء أي عضو يف الربملان أو

.)1("والتصويت الصادر عنه مبناسبة أدائه ملهامهاستمرار ورسوخ مبدأ عدم املسؤولية الربملانية، منذ قرار من خالل ما سبق يتضح

ة الصادر عن اجلمعية الوطنية التأسيسية، فقد عرب خمتلف الدساتري والنظم السياسي1789املختلفة اليت عرفتها فرنسا يف تارخيها الدستوري، وخالل كل دستور يتم إعادة إقراره سواء يف الدستور نفسه مبنحه قيمة دستورية، أو مبقتضى قانون أو مرسوم تنفيذا ألحكام الدستور،

وانتهى يف األخري إىل حتديد نطاق احلماية بناء . inviolableمع أو من دون عبارة مصونة . البعد الوظيفي وليس املكاين للمهمة الربملانيةعلى

الفرع الثاين

حلرمة الربملانية اإلجرائيةا سبتمرب 13- 3 احتفظ دستور ، فقد الربملانية اإلجرائيةعن تنظيم احلصانةأما و

26 بنفس املصطلحات اليت وردت يف قرار اجلمعية الوطنية التأسيسية الصادر يف 1791جيوز من أجل ... نواب األمة مصونون: " منه على أن07رد يف املادة ، فقد و1790جوان

أفعال إجرامية أن يوقفوا يف حالة اجلنحة امللتبس ا أو بناءا على أمر بالقبض، ولكن جيب إخطار اهليئة التشريعية بدون تأخري، وال ميكن استمرار املتابعة إال بعد أن تقر اهليئة التشريعية

.)")2امأن هناك حمال لال

1Art 26/1 de la constitution du 4 octobre 1958 : « aucun membre du parlement ne peut être poursuivi, recherché, arrêté, détenu ou jugé à l’occasion des opinions ou votes émis par luis dans l’exercice de ces fonctions ». 2“ les représentants de la nation sont inviolable.. “ils pourront, pour faits criminels, être saisis en flagrant délit ou en vertu d’un mandate d’arrêt ; mais il en sera donné avis sans délai au corps legislative, et la poursuite ne pourra être continue qu’après que le corps legislative aura decide qu’il y a lieu à accusation”. M.Chartier, op.cit.p 47.



64

حىت وإن تعلق األمر جبنحة متلبس ا اللجوء إىل طلب وواملؤكد يف كل احلاالت، يف راإلذن من اهليئة التشريعية الوحيدة املختصة بأن تقرر إذا كان هناك حمل لالستمرا

وانتقد نظام احلصانة اإلجرائية باعتباره ال حيمى النائب من اإلجراءات اجلنائية . املتابعة .ىل خاصة يف غري حالة التلبس ، فضال أنه يعطى اجلمعية الوطنية اختصاصا قضائيااألو

وتفاديا هلذا النقد، حرصت كافة املواثيق الدستورية الالحقة على جتنب أن يكون للجمعية الوطنية دورا قضائيا يف هذا الشأن، إذ اكتفت هذه املواثيق بأن أعطت هلذه اجلمعية

تأذن باالستمرار يف اإلجراءات دون اخلوض يف حبث أن هناك حمال احلق يف أن تأذن أو الوتقرر يف تلك املواثيق ضرورة . لالام من عدمه، أي دون اخلوض يف موضوع االام ذاته

احلصول على إذن اجلمعية الوطنية قبل اختاذ أي من اإلجراءات اجلنائية فيما عدا تلك رمية، واشترطت لالستمرار يف هذه اإلجراءات األخرية، اإلجراءات املتعلقة حبالة التلبس باجل

.)1(ضرورة احلصول على إذن من اجلمعية الوطنية بذلكويف األخري فإن الثمن الذي دفع غاليا مل يكن لينسي خربة التجربة عند حترير

حيث مت إقرار محاية ممثلي الشعب واليت 1795أوت friductor 22 5دستور السنة الثالثة ال جيوز : على أنه 110يقرر أعضاء اهليئة التشريعية يف الفصل السابع املادة :" فيها جاء

جيوز بسبب أفعال إجرامية أن يقبض : " حماكمتهم إال وفقا لألشكال احملددة يف املواد التالية عليهم يف حالة اجلنحة املتلبس ا، ولكن جيب إخطار اهليئة التشريعية فورا، و ال ميكن

رار يف املتابعة إال بعد اقتراح جملس اخلمسمائة حماكمته وموافقة جملس الشيوخ االستم .)2("بذلك

فإن اجلنحة املتلبس ا التسمح إال -1791وعلى غرار دستور -واملالحظ

.30 ، املرجع السابق ، ص بطيخ حممدرمضان 12 Les membres du corps du corps legislative, décida- t-elle dans son titre v; article 110, ne peuvent être mis en jugement que dans les forms prescrites par les articles qui suivent. “ ils peuvent, pour faits criminels , être saisis en flagrant délit, mais il en est donné avis sans délai au corps legislatif, et la pousuite ne pourra etre continue qu’après que le conseil des cinq-cents aura propose la mise en jugement et que le conseil des anciens l’aura décrétée. “ hors le cas de flagrant délit, les members du corps legislative ne peuvent être amenés devant les officiers de police, ni mis en état d’arrestation avant que le conseil des cinq- cents aura propose la mise en jugement et que le conseil des anciens l’aura décrétée”. M.Chartier, op.cit, p51.



65

بالتوقيف، وجيب من أجل االستمرار يف املتابعة إذن جملس اخلمسمائة بعد موافقة جملس ريعية، ومثلما يضيف دستور السنة الثالثة، ال ميكن تقدميه أمام إن عضو اهليئة التش. الشيوخ

أي حمكمة سوى احملكمة العليا للعدالة، وجيوز إحالتهم أمام نفس احملكمة من أجل جرمية اخليانة، جرمية التبديد واالختالس، حماولة االنقالب على الدستور، االعتداء على األمن

ن حمال للمتابعة أي بالغ ضد عضو اهليئة التشريعية إذا أن يكو الداخلي للجمهورية، ال ميكنويتمتع الس بقبول البالغ . مل يكن حمررا كتابيا وموقعا عليه وموجها إىل جملس اخلمسمائة

من عدمه، ويف حالة قبوله فإنه مينح املتهم ثالثة أيام لتقدمي استفساراته، مث يقرر إذا كان ستدعاء املشتبه فيه أما جملس القدماء مع منحه يومني للمثول وبعدها يتم ا. هناك حمال لالام

إذا ارتأى الس اامه ، فإن املشتبه فيه حيال أمام احملكمة العليا واليت يقع عليها النظر . أمامه هي القادرة على ضمان M.Chartierهذه األحكام وكما يرى . يف الدعوى بدون تأخري

و ألول مرة فإم غري مسئولون إال أمام حمكمة وحيدة وبشكل فعال حصانة ممثلي األمة، .)1(احملكمة العليا للعدالة: هي

مقرا للحصانة ) 1799 ديسمرب 13( فرمير للسنة الثامنة 22وقد جاء دستور عضو احملكمة يتابع: " من الدستور اليت نصت على أنه70وهذا ما يقرأه يف املادة . اإلجرائية

أو جملس الدولة، من أجل اجلنح الشخصية املتضمنة عقوبة بدنية أو شائنة، أو اهليئة التشريعية واملرتكبة من طرف، أمام احملاكم العادية بعد مداولة اهليئة اليت ينتمي إليها املعين باإلذن

ويالحظ سكوت النص الدستوري عن بيان حالة اجلنح املتلبس ا، وعلى . )2("باملتابعة .ة جيب احلصول على اإلذن املسبق من اهليئة اليت ينتمي إليها املعيناألقل، ومن أجل املتابع

ظهر متييز بني أعضاء غرفة جملس الشيوخ وأعضاء 1814وبالرجوع إىل ميثاق ال جيوز :" جندها قضت بأنه 1814 جوان 4 من ميثاق 34جملس النواب، وبعبارات املادة

وأن حياكم من طرفها يف املسائل أن يوقف عضو جملس الشيوخ إال بترخيص من الغرفة

1 M.Chartier, op.cit, p 52. 2“ les délits personnels, lisons-nous dans l’art.70 du titre vi sur la responsabilité des fonctionnaires publics, important peine affective ou infamante, commis par un membre soit du tribunat, soit du corps legislative, soit du conseil d’état, sont poursuivis devant les tribunaux ordinaires, après qu’une deliberation du corps auquel appartient le prévenu a autorisé la poursuite”.



66

من الدستور فإنه ال ميكن خالل مدة الدورة أن 52أما النواب، وبالنظر للمادة . )1("اجلنائيةيتابعوا أو يوقفوا يف املادة اجلنائية، باستثناء حالة اجلنحة املتلبس ا، إال بعد أن تأذن الغرفة

ال جيوز ممارسة اإلكراه البدين ضد عضو الغرفة :" فإنه 51باملتابعة، ومبقتضى عبارات املادة ".خالل مدة الدورة، وخالل األسابيع الستة السابقة والالحقة هلا

ويعد حكم قصر النطاق الزمين للحصانة الربملانية اإلجرائية على مدة الدورات أول كان دائما فإن انعقاد االس1814جتديد يف الدساتري الفرنسية، ذلك أنه واىل غاية دستور

خالل السنة كاملة ودون انقطاع، وعليه فقد امتد تطبيق احلصانة اإلجرائية زمنيا ليشمل .)2( النيابية كاملةةالعهد

، 1830 أوت 7نفس األحكام السابقة يف امليثاق الدستوري املعدل يف ووردتوخ إال بإذن ال جيوز إيقاف عضو جملس الشي: " اليت جاء فيها29وهذا ما يقرأ يف املادة

ال ميكن ممارسة :" فنصت 43 املادة أما". الغرفة، على أن حياكم يف املادة اجلنائية من قبلهااإلكراه البدين ضد عضو الغرفة خالل مدة الدورة وكذا الستة األسابيع السابقة و الالحقة

ناء مدة ال جيوز أن يتابع عضو أي غرفة أث: " على أنه 44ونصت املادة . )3("النعقادهاالدورة، أو يقبض عليه يف املادة اجلنائية، باستثناء حالة التلبس باجلنحة، إال بعد أن تأذن

".الغرفة بذلك جند قواعد احلصانة الربملانية مثلما وضعت يف ظل 1848 نوفمرب 4ومع دستور

اإلجرائية الثورة األوىل، مع دميومة انعقاد االس، مل يعد مطروحا إشكالية، تطبيق احلصانة على 36فقد نصت املادة . خالل مدة الدورة أو الوقت الذي يسبق أو يلحق دورة االس

ال جيوز إيقافهم يف املادة اجلنائية :" فقررت37، أما املادة "نواب األمة مصونون: "أن

1“ aucun pairs, aux termes de l’articles 34 de la charte constitutionnelle du 4 juin , ne peuvent etre arrête que l’autorité de la chamber, et jugé que par elle en matière criminelle”. M.Chartier,op.cit, p53. 2 M.Chartier,op.cit, p 54. 3Art 29: “ aucun pair ne peut etre arrêté que de l’autorité de la chamber et jugé que par elle en matière criminelle”. Art43 :“ aucune contrainte par corps ne peut etre exercée contre un membre durant la session et dans les six semaines qui l’auront precede ou suivie”. Art 44 :“ aucun membre de la chamber ne peut, pendant la durée de la session , etre poursuivi ni arrêté en matière criminelle, sauf le cas délit,qu’après que la chambre a permis sa poursuite”.



67

حالة إلقاء يف . باستثناء حالة اجلنحة املتلبس ا، وال متابعتهم إال بعد أن يأذن الس باملتابعةالقبض بسبب اجلنح املتلبس ا، جيب فورا إخطار الس الذي يأذن أو يرفض استمرار

".هذا احلكم يطبق يف حالة مواطن حمتجز عني ممثال. املتابعة ، 1789، وخبالف الدساتري املتعاقبة منذ 1852 جانفي 14وقد سكت دستور

م على األرجح، وبعد االنقالب احلديث يف احلصانة اإلجرائية، فلم يقدمألول مرة عن تنظيديسمرب على إقرارها مبدأ دستوريا ، واكتفى فقط بإدراجه ضمن املرسوم العضوي 2

ال ميكن ممارسة اإلكراه البدين : " على أنه10فنصت املادة . )1(1852 فيفري 2الصادر يف 11، ونصت املادة "على النائب خالل الدورة، وخالل األسابيع الستة الالحقة والسابقة

ال جيوز أن يتابع أي عضو يف اهليئة التشريعية، خالل مدة الدورة، أو يوقف يف : " على أنه .)2("مواد اجلنايات، باستثناء حالة التلبس باجلنحة، وبعد أن تأذن اهليئة التشريعية باملتابعة

جرائية النص على احلصانة اإل1852 فيفري 2وأغفل املرسوم العضوي الصادر يف يف مادته 1858 جوان 4الدائمة ألعضاء جملس الشيوخ، وجاء القرار املشيخي الصادر يف

الثامنة حمددا هلا، وقرر أنه من أجل اجلنايات واجلنح تتم املقاضاة أمام احملكمة العليا للعدل ابع ال جيوز أن يت:" وأضافوا بأنه. 1952 جويلية 10املتبناة بالقرار املشيخي الصادر يف

عضو جملس الشيوخ أو يوقف بسبب جناية أو جنحة أو خمالفة معاقب عليها باحلبس، إال يف حالة إلقاء القبض من أجل جنحة متلبس ا، حيال . بعد أن يأذن جملس الشيوخ باملتابعة

احملضر فورا من طرف وزارة العدل إىل جملس الشيوخ الذي يبت يف طلب اإلذن .)3("باملتابعة

1 M.Chartier,op.cit, p 55.

2“ aucune contrainte par corps, dit l’art 10, ne peu etre exercée contre un depute pendant la session et pendant les six semaines qui l’auront precede ou suivie”. Art 11: “ aucun memebre du corps legislative ne peut , pendant la durée de la session, etre poursuvi ni arête en matiere criminele , qu’après que le corps legislative a autorisé la poursuite”. M.Chartier,op.cit, p 54. 3“ aucun memebre du sénat ne peut etre poursuivi ni arête pour crime ou délit ou contravention entrainant la peine de l’emprisonnement, qu’après que le sénat a autorisé la poursuite. En cas d’arrestation pour crime flagrant, le process-verbal est immédiatement transmis par le minister de la justice au sénat qui statue sur la demande d’autorisation de poursuite”. M.Chartier, op.cit, p 56.



68

يالحظ أن حصانة النواب كانت دائمة Chartierذهاب بعيدا، كما يقول وقبل ال الذي قصر نطاقها الزمين 1852 ومرسوم 1830 و 1814يف كل الدساتري، باستثناء ميثاق

. على دورات انعقاد االس، مبعىن خالل الفترات اليت مل تكن االس نفسها دائمة االنعقاد فلم يكن هناك داعي لتمييز مماثل، وحىت خارج الدورات وبالنسبة ألعضاء جملس الشيوخ،

.)1(فإم متتعوا باحلصانة اإلجرائية، واليت كان أعضاؤها حمميون 1871ودون احلديث عن اجلمعية الوطنية لعام

املشار إليه أعاله، نصل إىل األحكام 1852فيفري 2بأحكام املرسوم العضوي الصادر يف ويف دستور اجلمهورية . انة اإلجرائية للنواب وأعضاء جملس الشيوخالقانونية املكرسة للحص

1875 جويلية 16 من القانون الدستوري الصادر يف 14نصت املادة . 1875الثالثة لعام حول العالقة بني السلطات العامة سيتم البحث فيها عن القواعد املنظمة حلماية أعضاء

ال جيوز ألي عضو : " فقد جاء فيها. وإلقاء القبضالربملان ضد املتابعات وإجراءات التوقيفإحدى الغرفتني، خالل مدة الدورة، أن يتابع يف مواد اجلنايات واجلنح إال بعد إذن الغرفة

احتجاز أو متابعة عضو إحدى الغرفتني . اليت ينتمي إليها، باستثناء حالة اجلنحة املتلبس ا .)2("ا طلبت الغرفة ذلكيعلق خالل الدورة ومن أجل كامل مدا إذ

حول حصانة أعضاء 1858 جوان 4وألول مرة، مل يؤخذ بعني االعتبار قرار جملس الشيوخ، نالحظ ظهور مادة اجلنح يف النص الدستوري، واليت مل تربز ال يف دساتري

وذه اإلضافة . 1852 أومرسوم 1848 ال يف دستور 1830 و1814الثورة وال يف ميثاق كوك اليت قامت يف ظل النظم السابقة، ومن جهة أخرى، فإن حالة إلقاء سقطت كل الش

القبض املتخذة أو املتابعة احملركة قبل افتتاح الدورة تقررت بشكل واضح، حيث ال ميكن ألي خالف أن يقوم حول حق الغرفة يف تأمر يف مثل هذه احلاالت باإلفراج عن النائب أو

1 M.Chartier, op.cit, p 56. 2“ aucun membre de l’une ou de l’autre chamber ne peut, pendant la durée de la session, être poursuivi en matiere criminelle ou correctionnelle qu’avec l’autorisation de la chambre don’t il fait partie , sauf le cas de flagrants délit. La detention ou la poursuite d’un member de l’une ou de de l’autre chambre est suspendue pendant la session et pour toute sa durée, si la chambre le requiert”.



69

.)1(تعليق املتابعةمن قانون 121لربملانية اإلجرائية وجدت ضمانتها أخريا يف نص املادة إن احلصانة ا

يعد مرتكبا جلرمية اخليانة، ويعاقب باحلرمان من احلقوق :" العقوبات اليت نصت على أنهاملدنية كل ضبطا الشرطة القضائية ووكالء اجلمهورية وكل القضاة، الذي أعطوا أو أمضوا

شخصية أو اام عضو جملس الشيوخ أو غرفة النواب بدون حكما أو أمرا دف املتابعة الإذن مقرر مبقتضى قوانني الدولة، باستثناء حالة اجلنحة املتلبس ا أو صخب عام، فإنه بدون األذون املمنوحة واملوقعة ألمر احتجاز أو توقيف عضو أو عدد أعضاء جملس الشيوخ أو

.)2("أعضاء غرفة النواب، مل تتقرر ضمانة احلصانة الربملانية 1875ورية الثالثة لعام يف ظل دستور اجلمهو

بيد أن دستور . اإلجرائية سوى مدة الدورات، بينما كانت املتابعات حرة خارج الدورات قرر مد النطاق الزمين حلصانة النواب خالل مدة العهدة 1946اجلمهورية الرابعة لعام

لذي أعلن فيه انتخابه، حيث أنه من هذا التاريخ الربملانية، ومن يوم دخول الس العمل واإال أن ذلك مل يكن يف الواقع سوى نتيجة . )3(يكتسب صفة الربملاين واىل غاية اية عهدته

طبيعية الستمرار عمل الربملان طوال العام، حيث كانت تقضي املادة التاسعة من هذا ، دور انعقاد سنوي يبدأ الثالثاء الثاين الدستور على أن دور االنعقاد العادي للجمعية الوطنية

ال جيوز أن يتابع عضو الربملان :" على أنه22وبناءا عليه، نصت املادة . من شهر جانفيخالل مدة نيابته، أو يوقف يف مواد اجلنايات واملخالفات إال بعد إذن الغرفة اليت ينتمي

بعة عضو الربملان إذا طلبت بذلك يوقف احتجاز ومتا. إليها، باستثناء حالة اجلنحة املتلبس .)4("الغرفة اليت ينتمي إليها

1M .Chartier, op.cit, p 57. 2Art 121 : Seront, comme coupables de forfaiture, punis de la dégradation civique tous officiers de police judiciaire, tous procureurs de la république, tous substituts, tous juges qui aurant provoqué, donné ou signé un jugement, une ordonnance ou un mandat tendant à la poursuite personnelle ou accusation d’un membre du sénat ou de la chambre des députés sans les autorisations prescrites par les lois de l’état ou qui, hors le cas de flagrants délits ou de clameur publiques, auront, sans les mêmes autorisations, donné ou signé l’ordre ou le mandat de saisir ou arrêter un ou plusieurs membres du sénats ou de la chambre des députés ». 3 M.Chartier, op.cit, p 54. 4Aucun membre du parlement ne peut pendant la durée de son mandat être poursuivi ou arrêté



70

26 أقر احلصانة اإلجرائية الثانية والثالثة من املادة 1958 أكتوبر 4ومبجيء دستور ال جيوز خالل مدة الدورات متابعة عضو الربملان أو توقيفه يف اجلنايات :" واليت جاء فيها

ال ميكن خارج الدورة . له، باستثناء حالة اجلنحة املتلبس اواجلنح إال بعد إذن الس التابعتوقيف عضو الربملان إال بعد إذن مكتب الس الذي ينتمي إليه باستثناء اجلنحة املتلبس ا،

.)1("أو متابعة مأذون ا أو حكم ائيء وبالنظر للصدى اإلعالمي املصاحب لدراسة طلبات رفع احلصانة اإلجرائية ألعضا

الربملان، أجرى املؤسس الدستوري الفرنسي تعديال جوهريا يف أحكام احلصانة اإلجرائية، 1995 أوت 5 احلايل بعد تعديل 26ألغى مبقتضاه إجراء اإلذن باملتابعة، وأصبح نص املادة

ال جيوز أن يكون عضو الربملان، يف اجلنايات واجلنح، حمل توقيف أو أي إجراء :" كالتايله حريته أو يقيدها إال بإذن مكتب الس الذي ينتمي إليه، وال يشترط هذا اإلذن آخر يسلب

.)2("يف حالة التلبس جبناية أو جنحة أو يف حالة اإلدانة النهائية

املطلب الثاين دستوري املصري للحصانة الربملانية التنظيم ال

نظيم احلصانة الربملانية، ميثل النظام السياسي املصري النموذج األمثل يف فهم تطور ت

وأثر طبيعة النظام السياسي املتبع فيها، وميكن التمييز بني مرحلتني األوىل خالل املرحلة .امللكية، والثانية يف ظل الدساتري اجلمهورية، موضوع الفرعني املواليني


en matière criminelle ou correctionnelle qu’avec l’autorisation de la chambre dont il fait partie, sauf le cas de flagrant délit. La détention ou la poursuite d’un membre du parlement est suspendue si la chambre dont il fait partie le requiert ». Farhat Mohamed, op.cit. p25. 1 Chartier,op.cit, p 54. 2Art 26/2 “Aucun membre du parlement ne peut faire l’objet, en matière criminelle ou correctionnelle, d’une arrestation ou de tout autre mesure privative ou restrictive de liberté qu’avec l’autorisation du bureau de l’assemblée dont il fait partie. Cette autorisation n’est pas requise en cas de crime ou délit flagrant ou de condamnation définitive ».



71

حلصانة الربملانية املوضوعيةا

ع أسرة حممد علي، وقد استمر نظام احلكمعرفت مصر النظام امللكي الذي بدأ مامللكي املطلق الذي ساد مصر أكثر من قرن من الزمان، والذي كان يقوم على أساس مبدأ

ومبا ترتب عليه من انعدام لضمانة احلصانة الربملانية باعتبارها نتيجة من . )1(السيادة امللكيةلى ذلك مل تعرف ضمانة عدم املسؤولية وبناءا ع. نتائج متتع اهليئة مبمارسة مظاهر السيادة

، فقد جاءت الئحة تأسيس جملس 1882الربملانية ألعضاء االس النيابية يف مصر قبل عام ، واليت تعد أول وثيقة دستورية عرفتها مصر 1866 أكتوبر 22شورى النواب الصادرة يف

ر إىل الدور االستشاري خالية من أي نص يقرر ضمانة عدم املسؤولية الربملانية وذلك بالنظبل على العكس فقد تضمنت نصوص متنع وحتد . للمجلس و الصفة االستشارية ألعضائه

من 51حرية أعضاء جملس شورى النواب يف إبداء آرائهم وأفكارهم، فقد نصت املادة ال يسوغ ألحد مبجلس الشورى أن يصدر منه مسبة ألحد وال : "الالئحة املذكورة بقوهلا

ال : " بقوهلا54وقضت املادة ". إلقرار أو بعدمه على قول أحد مبجلس الشورىإشارة باجيوز ألحد من أعضاء جملس الشورى أن يطبع وينشر املقالة اليت قاهلا مبجلس الشورى أو املذاكرات اليت حصل عليها من غري ترخيص من رئيس جملس الشورى له بذلك، فإن طبع

زاء الالزم بقرار من قومسيون يتعني من القلم الذي هو من ونشر بغري ترخيص يترتب عليه اجل ".أعضاءه

ويرجع جانب من الفقه الدستوري املصري انعدام النص على عدم املسؤولية الربملانية إىل حداثة العهد بالنظم الدميقراطية، فقد كان هذا الس يف الواقع النواة األوىل

لسياسية النيابية يف مصر، ولذا كان أمرا طبيعيا أال للمجالس النيابية وأول جتربة للحياة اتتقرر ألعضائه كافة الضمانات اليت حتقق له حرية التعبري أو القول عند مباشرة وظائفه

.)2(النيابية وذلك إىل أن يستقر مثل هذا النظام و تتدعم ركائزه وأركانه

.176، مصر ،ص 2003التجربة السياسية املصرية بني امللكية و اجلمهورية ،منشأة املعارف ، طبعة أسامة أمحد العاديل ، 1 .37 ، املرجع السابق ،صرمضان بطيخ 2



72

حتديد الطبيعة واحلقيقة، أن تسمية جملس شورى النواب، واضحة الداللة يف وما يترتب . القانونية لس الشورى باعتباره هيئة استشارية فاقدة للصفة التمثيلية النيابية

ومن مث، كان طبيعيا أن تنعدم ضمانة عدم .على ذلك من انعدام الصفة النيابية ألعضائهوبإعادة تشكيل . )1(املسؤولية الربملانية باعتبارها إحدى مقتضيات النظام النيايب الدميقراطي

. الس االستشاريةايقدم النظام امللكي السعودي ونظام سلطنة عمان التطبيق احلايل يف الدول العربية النعدام احلصانة الربملانية ألعضاء 1

لربملانية ومدى إمكانية تطبيقها على أعضاء جملس احلصانة ا" املوسومة يف مذكرته للماجستري علي بن عبد احملسن التوجيريوقد حاول وتكمن مشكلة البحث هذا، عندما نريد تطبيق :وجاء يف مقدمة رسالته مايلي. ، االعتراف باحلصانة الربملانية ألعضائه"الشورى السعودي

جملس الشورى ولوائحه الداخلية مل مبدأ احلصانة الربملانية على أعضاء جملس الشورى السعودي، جند أن النظام األساسي وكذلك نظامتتضمن نصوصاً تكفل ألعضاء الس الطمأنينة التامة والثقة الكاملة عند مباشرم ألعماهلم فـي جملس الشورى، وأن تكون نصوص

النظام ران علىغري متعارضة مع أحكام القرآن والسنة الصحيحة باعتبارمها دستور اململكة اللذين يسيطاحلصانة ألعضاء جملس الشورى وعدم وجود حصانة هلم .عضاء الس مبهامهم ومسئوليامحىت يقوم أو ، ومجيع أنظمة اململكةونظام جملس الشورى، األساسي للحكم

بل القصد منها بشخصه،وهذه احلصانة ال يقصد منها عضو الس . حياهلم األفراد وبعض ، السلطة التنفيذيةاتجتعلهم حتت طائلة جتاوزأن أعضاء وهي رؤى مستقبلية يبتغيها الباحث، واملعروف .مصلحة اتمع وإظهار هيبة جملس الشورى بوصفه هيئة هلا استقالهلا وكرامتها

لتطبيق احلصانة الربملانية فهل هناك إمكانية .ن من قبل ويل األمر بأمر ملكي وليسوا منتخبني فـي الوقت احلاضروجملس الشورى معين احلصانة؟ ذهالالزمة هلقيود الوما ؟ جملسعلى أعضاء

ال يوجد يف النظام األساسي : ويف إجابته عن وضع احلصانة الربملانية ألعضاء جملس الشورى السعودي، خلص إىل القول أنهية للدول األجنبية والعربية ، للحكم وال يف نظام جملس الشورى ما يشري إىل وجود احلصانة واملعمول ا يف معظم النظم الدستورية والربملان

أن احلصانات الربملانية املعمول ا يف دساتري :أوالً :ونعتقد بأن املنظم السعودي أغفل تضمني احلصانة ألعضاء جملس الشورى ألمرين لشورى يف ونظام جملس االدول األجنبية وبعض الدول العربية تناقض أحكام الشريعة اإلسالمية ، اليت قام عليها النظام األساسي للحكم

نبوية وبأحكام الشريعة أن النظام األساسي للحكم وكذلك نظام جملس الشورى ملتزمان مبا جاء به القرآن الكرمي والسنة ال:ثانياًو .اململكةالنظام األساسي ، فكأن املنظم السعودي جعل هذه الضمانة موجودة ضمناً يف أنظمته ولو مل ينص عليها صراحةً ، وحيث أن اإلسالمية

للجميع حكاماً قائم على أحكام الشريعة اإلسالمية وقواعدها فإن حرية الرأي وحرية التفكري وما يتفرع عنها من حريات مكفول ومقرر ية وحمكومني وال جيوز ألحد مصادرة حق التعبري عن الرأي بأي وسيلة شرعية ، ما دام هذا الرأي ال خيالف أحكام الشريعة اإلسالم

.والرأي املشروع مكفول يف اإلسالم ، والنظام األساسي للحكم يف اململكة يدعمه ويرعاه وحيميه. صوصها وال يناقض مصلحة عامةونأن عضو جملس الشورى حر فيما يبديه من ، إمكانية تطبيق احلصانة الربملانية على أعضاء جملس الشورى مدىويرى حول

أيه فيه مساس بالشريعة ، وال جيوز مؤاخذته أو مساءلته عن ذلك إال إذا كان ربالس واللجان التابعة لهروعة اآلراء واألفكار املشأو سب للحياة اخلاصة ألي ، أو فيه قذف ) ال مينع النقد املشروع املباح هذا(، أو باالحترام الواجب لويل األمر اإلسالمية، أو بوحدة األمة

ة مر باملعروف والنهي عن املنكر، وحيث أن نظام جملس الشورى ولوائحه مل تنص على وضع حصان، وإبداء الرأي من األشخص كان، فإن مما يتفق مع املبادئ الربملانية املعمول ا دراسة تعديل الئحة حقوق أعضاء جملس الشورى خاصة لألعضاء خالل مدة عضويتهم

.صياغة نص قانوين هلا واقترح .فترة العضويةصانة العضو خالل وواجبام، وذلك بإضافة مادة تنص على ح، =انة برملانية ألعضاء جملس الشورى حول إمكانية االعتراف حبصعلي بن عبد احملسن التوجيريواحلقيقة أن التصور الذي صاغه

فة االستشارية، مما يقتضي يتناقض مع حقيقة الطبيعة القانونية لس الشورى ، والصفة القانونية ألعضائه اليت ال تتجاوز حدود الص= وال ميكن االعتراف ا يف مثل هذا الوضع بعيدا عن التربير املقدم سالفا، وإال عد ذلك ضربا من .منطقيا انعدام احلصانة الربملانية ألعضائه



73

، صدرت الالئحة الداخلية لس النواب،وقد نصت املادة 1882جملس شورى النواب عام النواب مطلقوا احلرية يف إجراء وظائفهم، وليسوا مرتبطني بأوامر أو : " منها على أن 03

".تعليمات تصدر هلم ختل باستقالل أدائهم ، وال بوعد أو وعيد حيصل إليهم أسند ،1923 أبريل 19امللكي الدستوري يف مصر مبجيء دستور وبقيام النظام

منه 73الدستور السلطة التشريعية للربملان اليت يتوالها باالشتراك مع امللك، فقد نصت املادة وقد أقر هذا األخري ". جملس الشيوخ وجملس النواب: يتكون الربملان من جملسني: "على أنه

ال : " واليت نصت على أنه 109ضاء الربملان مبقتضى املادة تنظيم احلصانة ضد املسؤولية ألعوتأيت أمهية هذا ". جيوز مؤاخذة أعضاء الربملان عما يبدونه من األفكار واآلراء يف السني

النص انطالقا من اعتبار أن هذا الدستور ميثل بدء احلركة النيابية يف مصر بعد االعتراف والشيوخ الذي توىل سلطات فعلية متثلت يف وظيفيت التشريع بالصفة التمثيلية لسي النواب

ويف ذلك داللة على االنتقال من الدور . والرقابة باعتبارمها إحدى مظاهر السيادةاالستشاري إىل الدور الفعلي الوظيفي الذي أصبح الربملان يلعبه يف النظام السياسي املصري،

حلصانة الربملانية املوضوعية لضمان استقالهلم يف مما تترتب عن االعتراف ألعضاء الربملان با .أداء وظائفهم

دستور مصر املعدل عام مبناسبة إقرار العالمة مصطفى أبوزيد فهمي وما يدعم هذا االعتقاد، االنتقاد الذي وجهه .اللغو الدستوري

وذلك إلدراكه حقيقة الطبيعة القانونية للمجالس االستشارية يف القانون . احلصانة الربملانية ألعضاء جملس الشورى املصري1981 هذه الدستوري، فقد ذهب إىل القول أن الس هيئة استشارية ال ميلك أي اختصاصات فعلية كما أنه ال يشكل ديد للحكومة، وبالتايل

وقد قرر الدستور بالنسبة هلم ضمانة احلصانة الربملانية، وهذه احلصانة ليس هناك ما يربرها . نوحة هلم نوع من الترف الدستوريماحلماية املفهي تقرر ألعضاء الس التشريعي الذي ميلك حماسبة احلكومة وإسقاط أعضائها، فيخشى . على اإلطالق بالنسبة ألعضاء جملس الشورى

. وجملس الشورى ال حياسب احلكومة يف شيء. ن تعمد احلكومة إىل التنكيل بأعضائه والقبض عليهم حىت حتول بينهم وبني حضور السأ. أن يبدي رأيه فيما يعرض عليه: ال يستطيع أن يسأل أعضاءها، وال يستطيع أن يستجوم، وكل ما ميلكه هو مهمة هزيلة شديدة اهلزال

، ومتاشيا مع طبيعة النظام ام الداخلي لس الشورى السعوديبل إن النظ .نية ليس هناك ما يدعو هلا من قريب أو بعيدفاحلصانة الربملاإذا أخل عضو الس ، أجاز صراحة مساءلة أعضاء جملس الشورى وحماكمتهم، حيث نص نظام جملس الشورى على أنه لكي املطلقامل

، وتنفيذاً هلذا النص فقد صدرت قواعد التحقيق ق قواعد وإجراءات تصدر بأمر ملكيكمته وف، يتم التحقيق معه وحمابواجبات عمله .واحملاكمة لعضو جملس الشورى وإجراءاا

، واملالحظ االنعدام النظام السياسي املتبع يف الدولة، أن ضمانة احلصانة الربملانية تتأثر تأثرا مباشرا بطبيعة يستخلص مما سبقو ، وهو ما تبينه حقائق التاريخ الدستوري، والتطبيقات الدستورية يف بعض الدساتري العربية، وذلك حلصانة أعضاء االس االستشاريةكلي ال

.متاشيا مع الطبيعة القانونية الس الشورى ، والصفة االستشارية اليت حيملها أعضاؤها



74

من الدستور عرب بصراحة عن اخلاصية املطلقة لضمانة 109واملالحظ أن نص املادة ويف احلقيقة أن صياغة نص . احلصانة الربملانية املوضعية اليت مل يرد عليها أي قيد من القيود

ريا صحيحا عن املركز الدستوري للربملان يف دستور من الدستور ال تعرب تعب109املادة القائم على النظام امللكي الدستوري الذي يتميز بتقاسم مظاهر السيادة بني امللك 1923

واألمة ممثلة يف برملاا، وهذا ما حدا باملشرع الدستوري املصري إىل إضفاء اخلاصية النسبية واليت جاء يف 1930أكتوبر 22 الثاين الصادر يفللحصانة الربملانية املوضوعية يف الدستور

ال جيوز مؤاخذة أعضاء الربملان مما يبدونه من األفكار واآلراء يف السني، على :" 99املادة أنه جتوز حماكمتهم من أجل ما يقع منهم يف السني من القذف يف احلياة العائلية أو اخلاصة

.)1("ك أو يف أعضاء األسرة املالكةألي شخص كان أو من العيب يف ذات امللواحلقيقة أن هذا التقييد جاء تطبيقا ملبدأ حصانة وقداسة الذات امللكية الذي أكدت

امللك هو رئيس الدولة، وذاته : " بنصها على أن1930 من دستور 33عليه صراحة املادة أعضاء الربملان ومن مث، فإنه كان من الطبيعي وضع حدود وقيود حلصانة". مصونة ال متس

.)2(يف ظل النظام امللكي الدستوري

عضو كل من جمل الشورى وجملس النواب : "حلايل على نفس املنوال، حيث نصت من من الدستور امللكي البحريين ا89جاءت املادة 1

.ميثل الشعب بأسره، ويرعى املصلحة العامة، وال سلطان ألية جهة عليه يف عمله بالس أو جلانهال إذا كان الرأي املعرب إال جتوز مؤاخذة عضو كل من جملس الشورى أو جملس النواب عما يبديه يف الس أو جلانه من آراءأو أفكار،

".مة، أو باالحترام الواجب للملك، أو فيه قذف يف احلياة اخلاصة ألي شخص كانسس العقيدة أو بوحدة األفيه مساس بأ عنه ال ميكن متابعة أي عضو من أعضاء الربملان وال:"بقوله 1996من دستور 39، فقد نصت املادة كرسه الدستورامللكي املغريبيوهو ما 2

ماعدا إذا كان ،البحث عنه وال القاء القبض عليه وال اعتقاله و ال حماكمته مبناسبة إبدائه لرأي أو قيامه بتصويت خالل مزاولته ملهامه من 64 واملقابلة للمادة". أو يتضمن ما خيل باالحترام الواجب للملك،الرأي املعرب عنه جيادل يف النظام امللكي أو الدين اإلسالمي

. احلايل2011دستوروسلطة النيابة العامة يف حتريك الدعوى احلصانة الربملانية" املوسومة يف أطروحته للدكتوراهعبد اإلله حلكيم بناينوقد اختزل

ة هذا يف صورة قيد موضوعي نسيب على سلطة النيابة يف حتريك الدعوى العمومية، وتتجلى نسبياحلصانة الربملانية املوضوعية "العموميةمربرا ذلك على أساس مقتضيات دستورية أخرى، حيث يرى أن القيد املوضوعي يف االستثناءات الواردة على احلصانة الربملانية

، دين الدولة من الدستور ليست يف واقع األمر إال تأكيدا ملقتضيات دستورية حيث أن اإلسالم39االستثناءات اليت يتضمنها الفصل وإن ) 23الفصل ( وإن شخص امللك مقدس ال تنتهك حرمته ،)6الفصل( واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية والدولة تضمن لكل

).106الفصل( النظام امللكي للدولة وكذلك النصوص املتعلقة بالدين اإلسالمي ال ميكن أن تتناوهلا املراجعة لرأي املعرب عنه ليه واعتقاله وحماكمته مىت كان اث عنه وإلقاء القبض عوتبعا لذلك ميكن متابعة أي عضو من أعضاء الربملان والبح

، حيث متارس النيابة العامة كامل سلطتها يف حتريك ن ما خيل باالحترام الواجب للملكجيادل يف النظام امللكي أو الدين اإلسالمي أو يتضم



75

وعللت املذكرة التفسريية هذا التعديل آنذاك أنه أخذا عن بعض الدساتري األخرى مثل لتوانيا وفرنسا، إال أنه ويف حقيقة األمر وكما يقول جانب الفقه املصري كان تعديال

ن احلياة النيابية السليمة، ويف ذلك رجعيا مثل انتكاسة للنظام الدميقراطي النيايب وردة عإذا كان الفقه الدستوري قد استقر على ضرورة :" يقول األستاذ مصطفى أبو زيد فهمي

هذه القاعدة ورأى فيها ضمانة أساسية ال يستقيم العمل الربملاين بغريها، فإن بعض األنظمة فقد أجاز 1930ستور الرجعية ترى فيها شيئا كريها جيب احلد منه، ومن ذلك ما فعله د

بسبب ما يقع منهم من العيب يف ذات امللك أو -بنص صريح فيه-حماكمة أعضاء الربملان

، جتدر إىل أن قة ذا املوضوعوعال .ي كانت تشكله احلصانة الربملانيةالدعوى العمومية ، بعد أن يرتفع بقوة القانون القيد املوضوعي الذ

، حيث مل يتم التنصيص عليها إال مع دستور 1962، مل تكن مقتضيات دستور من الدستور39الواردة يف املادة هذه االستثناءات تأديبية يف مواجهة كل نائب اجته بقدح أو ، يتضمن عقوبات1963، ولعل هذا جعل النظام الداخلي ألول برملان مغريب سنة 1970

.شتم يف شعار اململكةعدة دول مثل اململكة املتحدة ، جنده يفرام الواجب للملك أو رئيس الدولةوأضاف أن مثل هذا االستثناء على حرية الكالم واالحت

. راء والقضاة وكذا أعضاء الربملان االحترام الواجب للوزوكندا وفرنسا، بل هناك من الدولة من وسعت من دائرة االستثناء ليشمل كذلك، فإن حتريك الدعوى العمومية بشأا من طرف من الدستور39ة األوىل من الفصل قرفوأمام وضوح االستثناءات الثالث الواردة يف ال

ليه العضو املعين ، وهذا ما يربهن على نسبية النيابة العامة يف مواجهة أحد أعضاء الربملان لن يتوقف على موافقة الس الذي ينتمي إ، تعترب احلماية املقررة مبقتضى هذه ومع ذلك. حتريك الدعوى العمومية احلصانة الربملانية كقيد موضوعي على سلطة النيابة العامة يف

، ما مل تقع تلك املمارسة حتت طائلة لربملانية بكل حرية وبكل اطمئنانالفقرة ضمانة جوهرية ألعضاء الربملان من أجل ممارسة مهامهم ا .التنبيهات و التأديبات

عبدة نظر من وجه حصانة نسبية واليت جعلت من احلصانة الربملانية املوضوعية، وحول حقيقة وجوهر االستثناءات السالفة الذكرالعامة يف حتريك موضوعي على سلطة النيابة وبرهان على نسبية احلصانة الربملانية كقيدجمرد قيد موضوعي نسيب، و، اإلله حلكيم بناينإذا كان الفقه الدستوري قد استقر ": واليت جاء فيها العالمة مصطفى أبو زيد فهمي ، ليس لنا إال أن نكرر عبارات الدعوى العمومية

رى فيها شيئا كريها الرجعية تعلى ضرورة هذه القاعدة ورأى فيها ضمانة أساسية ال يستقيم العمل الربملاين بغريها، فإن بعض األنظمة بسبب ما يقع منهم من العيب يف - بنص صريح فيه- فقد أجاز حماكمة أعضاء الربملان 1930، ومن ذلك ما فعله دستور جيب احلد منه

."فقد عاد بالنواب إىل وضع انتهى يف اجنلترا منذ ثالثة قرون. ذات امللك أو أعضاء األسرة املالكة، ليست سوى تعبري عن طبيعة النظام السياسي ربملانية يف ظل الدساتري امللكيةء اخلاصية النسبية على احلصانة ال، أن إضفا واحلقيقة

، وما يترتب عنه امللك واألمة ممثلة يف برملاا تقاسم السيادة بني مبدأالقائم، واملتمثل يف النظام امللكي الدستوري الذي يقوم على أساسمما . ية، ليبقى امللك متمتعا باحلصانة امللكية املقررة مبقتضى مبدأ حرمة الذات امللكبارها من مقتضيات السيادةنة باعتمن تقاسم احلصا

.يوجب معه إضفاء اخلاصية النسبية على احلصانة اليت يتمتع ا أعضاء الربملانالقائمة على مبدأ السيادة ، نظمة الدميقراطية النيابيةيف األ، أنه ال ميكن بأي حال من األحوال التسليم مبثل هذه االستثناءات احلقيقةو يتولون أهم مظهر من ة اليت يتمتع ا أعضاء الربملان، باعتبارهم، اليت تستلزم إضفاء اخلاصية املطلقة على احلصانة الربملانية املوضوعيالوطنية

.يه التطور الدستوري يف األنظمة الدميقراطية النيابيةوهذا ما انتهى إل. مثلة يف سلطة التشريع باسم األمةمظاهر السيادة واملت



76

وهلذا . )1("فقد عاد بالنواب إىل وضع انتهى يف اجنلترا منذ ثالثة قرون. أعضاء األسرة املالكةطلق مبا كان يتضمنه من نص م1923ألغى هذا الدستور برمته وأعيد العمل بدستور

ديسمرب عام 12باحلصانة الربملانية املوضوعية، وذلك مبقتضى األمر امللكي الصادر يف 1935.

بعد التحول من النظام امللكي إىل النظام اجلمهوري وانتقال السيادة من امللك إىل األمة، صدر أول بناء دستوري متكامل والذي يعد أساس ملا تبعه من دساتري مصرية أال وهو

وتبىن الدستور النظام الربملاين اجلمهوري وأخذ أساسا بالدميقراطية 1956يونيو 23دستور .النيابية

ومن أبرز مالمح الدستور قيامه على أساس مبدأ سيادة الشعب و جعل الربملان مؤسسة احلكم املمارسة ملظاهر السيادة الشعبية، وتبعه يف ذلك الدساتري املتعاقبة ، فقد نصت

:" على أن66ونصت املادة ". جملس األمة هو اهليئة اليت متارس التشريع:" ى أنعل 65املادة وضمانا ". يتوىل جملس األمة مراقبة أعمال السلطة التنفيذية على الوجه املبني يف الدستور

من دستور مجهورية مصر األوىل على احلصانة 108ألداء وظائفهم الربملانية، نصت املادة ال يؤاخذ أعضاء جملس األمة عما يبدونه من األفكار :" ملانية على أنهضد املسؤولية الرب

".واآلراء، يف أداء أعماهلم، يف الس أو يف جلانه من دستور سنة 93 إىل املادة 1956 من دستور108وقد انتقلت صيغة املادة

فكار ال يؤاخذ أعضاء جملس األمة عما يبدونه من األ:" املؤقت واليت جاء فيها1964 . 1958سنة ل الدستور املؤقت هلامل يتعرضو". واآلراء يف أداء أعماهلم يف الس أو يف جلانه

ال :"بأنهفقد قضت .1956من دستور 108مطابقة لنص املادة 92وجاءت صيغة املادة يؤاخذ أعضاء جملس األمة عما يبدونه من األفكار واآلراء، يف أداء أعماهلم ، يف الس أو

". جلانهيف فقد أناط سلطيت التشريع والرقابة 1971 سبتمرب 12وأما الدستور الصادر يف

.717، اإلسكندرية، مصر، ص1996 ة، الوجيز يف القانون الدستوري والنظم السياسية، املطبوعات اجلامعية، طبعمصطفى أبو زيد فهمي 1



77

يتوىل جملس الشعب سلطة التشريع، ويقر : " على أن86مبجلس الشعب حيث نصت املادة السياسة العامة للدولة و اخلطة العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية و املوازنة العامة للدولة،

". رس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ، وذلك على الوجه املبني يف الدستوركما مياوضمانا ألداء أعضاء جملس الشعب لوظائفهم نص على احلصانة الربملانية املوضوعية يف مادته

ال يؤاخذ أعضاء جملس الشعب عما يبدونه من األفكار واآلراء، يف أداء :" بقوهلا98يتبني من خالل حكم املادة اعتماده لنفس صيغة األحكام ". جلانهعملهم، يف الس أو

وتركيزه . الدستورية السالفة فيما عدى استخدام تسمية جملس الشعب بدال من جملس األمة. على البعد املكاين يف حتديد نطاق احلصانة الربملانية بقصرها من حيث املكان على قبة الس

ة مستوحاة من األحكام الدستورية للدساتري الفرنسية يف واملالحظ، أن الصياغة الدستوري .1875طبعتها األوىل السابقة لدستور

ومبناسبة تبين املؤسس الدستوري ملبدأ الثنائية الربملانية من خالل إنشاء الغرفة الثانية اليت 194 استنادا للمادة 1980ممثلة يف جملس الشورى مبقتضى التعديل الدستوري لسنة

خيتص جملس الشورى بدراسة واقتراح ما يراه كفيال باحلفاظ على مبادئ :" قوهلا بنصت، ودعم الوحدة الوطنية، والسالم 1971 مايو سنة 15 و1952 يوليو سنة 23ثوريت

االجتماعي، ومحاية حتالف قوى الشعب العاملة واملكاسب االجتماعية، واملقومات األساسية واحلريات والواجبات العامة، وتعميق النظام االشتراكي للمجتمع وقيمه العليا واحلقوق

وأضفى املشرع الدستوري احلصانة املوضوعية على أعضائه ". الدميقراطي وتوسيع جماالته من الدستور على أعضاء 98 على الذي نص على سريان أحكام املادة 205مبقتضى املادة

لس الشورى باحلصانة وحول مدى ضرورة االعتراف ألعضاء جم. )1(جملس الشورىالربملانية، ذهب األستاذ مصطفى أبو زيد فهمي إىل القول أنه ليس هناك ما يدعو إلغراق

بني أعضاء جملس الشعب 205أعضائه بضمانات ال ضرورة هلا، وسوى الدستور يف املادة فقرر بالنسبة هلم قاعدة عدم . وأعضاء جملس الشورى يف املزايا الوظيفية والضمانات

، 99، 98، 95، 93، 104، 102، 101، 91، 90، 89تسري يف شأن جملس الشورى األحكام الواردة يف املواد : بقوهلا205 نصت املادة 1

". أن يباشر االختصاصات املقررة يف املواد املذكورة جملس الشورى ورئيسهى، وذلك فيما ال يتعارض مع األحكام الواردة يف هذا الفصل، عل134



78

ملسؤولية، فجعلهم ال يسألون عما يبدونه من األفكار واآلراء يف أداء أعماهلم يف الس أو اومثل هذه القاعدة وإن كانت ضرورية لعضو جملس الشعب وهو حياسب أعضاء . يف جلانه

السلطة التنفيذية ويسوق االام إليهم حىت ال توجه إليه مة القذف والسب، فإا ال داعي إلطالق يف جملس الشورى وال شأن ألعضائه على اإلطالق يف حماسبة السلطة هلا على ا

. )1(التنفيذية وتوجيه االام إليهموهو ما دفع املؤسس الدستوري املصري إىل إلغاء جملس الشورى من الدستور

والذي تبىن مبدأ أحادية السلطة التشريعية . 2014 يناير عام 13املعدل احلايل الصادر يف يتوىل جملس النواب سلطة : " اليت نصت على أن101لة يف جملس النواب مبقتضى املادةممث

التشريع، وإقرار السياسة العامة للدولة، واخلطة العامة للتنمية االقتصادية، واالجتماعية، واملوازنة العامة للدولة، وميارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية، وذلك كله على الوجه

ال يسأل :" على أنه112ونظم احلصانة الربملانية املوضوعية يف املادة ". يف الدستوراملبني ".عضو جملس النواب عما يبديه من آراء تتعلق بأداء أعماله يف الس أو يف جلانه


حلصانة الربملانية اإلجرائيةا

ري املصري كانت أقدم عهدا إن تنظيم احلصانة الربملانية اإلجرائية يف النظام الدستو. من احلصانة ضد املسؤولية الربملانية، ويتضح ذلك من استقراء النصوص الدستورية املتعاقبة

من الئحة تأسيس جملس 53فقد تقرر أول تكريس للحصانة الربملانية اإلجرائية مبقتضى املادة رى يف األيام احملددة، يف مدة افتتاح جملس الشو: " بقوهلا1866شورى النواب الصادر عام

حصل من -ال مسح اهللا-ال تعمل دعوى على أحد أعضائه بوجه من الوجوه ، إال إذا كان أحدهم قتل مادة قتل، فطبعا ال يعد من أعضاء جملس الشورى ويتعني بدله حسبما ورد يف

.679 ، املرجع السابق ،صمصطفى أبو زيد فهمي 1



79

.)1(" من الالئحة األساسية13املادة ء جملس شورى النواب باحلصانة إن يف اعتراف املؤسس الدستوري املصري ألعضا

ضد اإلجراءات اجلنائية وإغفاله لتنظيم احلصانة ضد املسؤولية الربملانية، تأكيدا على الطبيعة وداللة واضحة على إدراك االستشارية لس شورى النواب يف ظل النظام امللكي املطلق،

إضفاء نوع من احلماية وحماولة منه على . املؤسس الدستوري للطبيعة القانونية للحصانةكما يتضح من قراءة نص املادة سالفة الذكر عدم الدقة يف . اإلجرائية على أعضائه فقط

صياغتها، ويفهم منها أا متنح أعضاء جملس شورى النواب حصانة إجرائية يف دورات اط انعقاد الس باستثناء حالة القتل املرتكبة من قبل أحد أعضائه اليت يترتب عنها إسق

.العضوية وتعيني عضو آخر بدل العضو مرتكب جرمية القتل صدرت الالئحة الداخلية لس النواب، ونصت املادة الرابعة 1882 فرباير 7ويف

ال جيوز التعرض للنواب بوجه ما، وإذا وقعت من أحدهم جناية أو :" منها على ما يأيتونصت املاد ". قتضى إذن من السجنحة مدة اجتماع الس فال جيوز القبض عليه إال مب

للمجلس حال انعقاده أن يطلب اإلفراج أو توقيف الدعوى :" من ذات الالئحة على أن05مؤقتا حلد انقضاء مدة اجتماع الس عمن يدعي عليه جنائيا من أعضائه أو يكون مسجونا

".يف غري مدة انعقاد الس بدعوى مل يصدر فيها حكم من دستور 14 الواضح للمادتني الرابعة واخلامسة، بنص املادة واملالحظ التأثر

، وذلك فيما عدا حالة التلبس باجلرمية اليت 1875اجلمهورية الفرنسية الثالثة الصادر عام يشملها الدستور الفرنسي بأحكام احلصانة اإلجرائية، بينما يالحظ إغفال النص عليها يف

القبض على أحد النواب وفقا هلذه الالئحة إال بإذن الئحة جملس النواب، وذلك بعدم جواز .الس حىت ولو يف حالة تلبس النائب باجلرمية

ليكرس احلصانة الربملانية اإلجرائية دستوريا، فقد 1923 أبريل 19ومبجيء دستور ال جيوز أثناء دور االنعقاد اختاذ إجراءات جنائية حنو أي عضو :" على أنه 110نصت املادة

أعضاء الربملان وال القبض عليه إال بإذن الس التابع له وذلك فيما عدا حالة التلبس من

.37 ، املرجع السابق ، صرمضان حممد بطيخ 1



80

".باجلرمية األستاذ رمضان حممد بطيخ أن نص املادة مستوحى من الفقرة األوىل من ويرى

منه 100 نفس احلكم مبقتضى املادة 1930 أكتوبر 22وتضمن دستور . الدستور البلجيكيوز أثناء دور االنعقاد اختاذ إجراءات جنائية حنو أي عضو منم أعضاء الربملان ال جي: " على أنه

وال القبض عليه يف أمور اجلنايات و اجلنح إال بإذن الس التابع له و ذلك فيما عدا حالة .)1("التلبس باجلرمية

ال جيوز أثناء دور انعقاد :" بأنه1956 يناير 16 من دستور 107وجاء يف املادة لس األمة ويف غري حالة التلبس باجلرمية أن تتخذ ضد أي عضو من أعضائه أية إجراءات جم

جنائية إال بإذن الس ، ويف حالة اختاذ أي من هذه اإلجراءات يف غيبة الس جيب إخطاره ".ا

36 على احلصانة اإلجرائية يف املادة 1958بينما نص الدستور املؤقت الصادر يف ال جيوز يف أثناء دور انعقاد جملس األمة، ويف غري حالة التلبس :" مايليفيها واليت ورد

ويف حالة . باجلرمية أن تتخذ ضد أي عضو من أعضائه أية إجراءات جنائية إال بإذن السوخصص املؤسس .)2("اختاذ أي من هذه اإلجراءات يف غيبة الس جيب إخطاره ا

، وذلك 92 للحصانة الربملانية اإلجرائية نص املادة 1964الدستوري املصري يف دستور .)3(107 مبقتضى املادة 1956بنفس الصياغة الواردة يف دستور

على احلصانة 99 يف املادة 1971وأخريا فقد نص الدستور املصري الصادر سنة ئية ضد عضو ال جيوز يف غري حالة التلبس باجلرمية اختاذ أية إجراءات جنا:" اإلجرائية بقوهلا

ويف غري دور انعقاد الس يتعني أخذ إذن رئيس . جملس الشعب إال بإذن سابق من الس يستشف من خالل قراءة املادة . )4("الس وخيطر عند أول انعقاد له مبا اختذ من إجراء

.38 ، املرجع السابق ، صضان حممد بطيخرم 1 .204 مصر، ص2008 ، ضمانات أعضاء االس التشريعية، دراسة مقارنة، دار النهضة العربية،هشام مجال الدين عرفة 2ضو من ال جيوز يف أثناء دور انعقاد جملس األمة ،ويف غري حالة التلبس باجلرمية أن تتخذ ضد أي ع :"1956 من دستور107ملادة ا 3

".ويف حالة اختاذ أي من هذه اإلجراءات يف غيبة الس جيب إخطاره ا. أعضائه أية إجراءات جنائية إال بإذن السال جيوز أثناء دور انعقاد جملس الشعب يف غري : بأنه 1979 لسنة 359جاءت الالئحة الداخلية لس الشعب وقررت يف مادا رقم 4

أن تتخذ ضد أي عضو من أعضائه أية إجراءات جنائية إال بإذن سابق من الس ،ويف غري دور انعقاد الس يتعني حالة التلبس باجلرمية



81

ان متثل نتيجتني، األوىل أنه جاء مطلقا فال عربة فيما إذا كانت اجلرمية املسندة إىل عضو الربملجناية أو جنحة أو خمالفة، فإن أحكام احلصانة الربملانية متتد إليها، كما أن احلصانة اإلجرائية متتد جلميع اإلجراءات اجلنائية املتخذة يف اجلنايات واجلنح واملخالفات والثانية استحداث

الدساتري املؤسس الدستوري الفقرة الثانية من هذه املادة حبكم جديد مل تأت على ذكره السابقة وهو اشتراط أخذ إذن رئيس الس يف غري دور االنعقاد لرفع احلصانة عن العضو أو

.القبض عليهومبناسبة تبين املؤسس الدستوري ملبدأ الثنائية الربملانية من خالل إنشاء الغرفة الثانية

ع الدستوري ، أضفى املشر1980ممثلة يف جملس الشورى مبقتضى التعديل الدستوري لسنة وانتقد جانب من الفقه الدستوري هذه احلماية فذهب . احلصانة اإلجرائية على أعضائه

أن الس هيئة استشارية ال ميلك أي اختصاصات فعلية إىل ي مصطفى أبو زيد فهماألستاذكما أنه ال يشكل ديد للحكومة، وبالتايل هذه احلماية املنوحة هلم نوع من الترف

وقرر الدستور بالنسبة هلم ضمانة احلصانة الربملانية، وهذه احلصانة ليس هناك ما . الدستوريفهي تقرر ألعضاء الس التشريعي . يربرها على اإلطالق بالنسبة ألعضاء جملس الشورى

الذي ميلك حماسبة احلكومة وإسقاط أعضائها، فيخشى أن تعمد احلكومة إىل التنكيل وجملس الشورى ال حياسب . ول بينهم وبني حضور السبأعضائه والقبض عليهم حىت حت

ال يستطيع أن يسأل أعضاءها، وال يستطيع أن يستجوم، وكل ما ميلكه . احلكومة يف شيءفاحلصانة الربملانية ليس هناك . أن يبدي رأيه فيما يعرض عليه: هو مهمة هزيلة شديدة اهلزال

فع املؤسس الدستوري املصري إىل إلغاء جملس وهو ما د. )1(ما يدعو هلا من قريب أو بعيدوالذي تبىن أحادية السلطة التشريعية ممثلة . 2014الشورى من الدستور املعدل احلايل لعام

اليت جاءت بنفس 113وكرس الدستور احلصانة اإلجرائية يف املادة . يف جملس النواب، يف غري حالة التلبس ال جيوز" :فنصت على أنه، 1971من دستور 99عبارات املادة

باجلرمية اختاذ أية إجراء جنائي ضد عضو جملس النواب يف مواد اجلنايات واجلنح إال بإذن

".الختاذ أي من هذه اإلجراءات أخذ إذن رئيس الس، وخيطر الس عند أو النعقاد مبا اختذ من إجراء

.679 ، املرجع السابق ،صمصطفى أبو زيد فهمي 1



82

ويف غري دور انعقاد الس يتعني أخذ إذن مكتب، الس وخيطر عند أول . سابق من السجراء اجلنائي ضد حوال، يتعني البث يف طلب اختاذ اإلويف كل األ. اد مبا اختذ من إجراءانعق

يتجلى املستحدث يف املادة ".العضو خالل ثالثني يوما على األكثر، وإال عد الطلب مقبوالنقطتني األوىل يف حتديد طبيعة اجلرائم املشمولة باحلصانة واملتمثلة يف اجلنايات واجلنح،

ل البث يف ويفهم من ذلك استبعاد املخالفات من احلماية، والثانية التحديد الدستوري ألجطلبات رفع احلصانة، ويف حالة عدم بث جملس النواب خالل األجل احملدد يعترب ذلك موافقة

.هذا عن التجارب العلمية واملقارنة، فماذا عن التجربة اجلزائرية. ضمنية برفع احلصانة

املطلب الثالث للحصانة الربملانية اجلزائري الدستوريمالتنظي

بنوعيها احلصانة الربملانية نظام وتعديالا املتعاقبةزائريةكرست مجيع الدساتري اجل

وإىل جانب انفراد املؤسس الدستوري اجلزائري بتوظيف مصطلح . )1(املوضوعية واإلجرائيةوسلكت الدساتري اجلزائرية يف تنظيمها . )2(احلصانة الربملانية صراحة يف الدساتري املتعاقبة

الل ختصيص عدد من املواد الدستورية يف كل دستور الدستوري أسلوب التفصيل من خ .)3(للحصانتني، وهو مسلك حممود من جانب الفقه الدستوري

وزارة العالقة مع إجراءات رفعها واآلثار املترتبة، جملة الوسيط ،من حيث ،ة احلصانة الربملانية يف اجلزائرممارس، نطاق شريطاألمني 1

.129، ،ص 09،2012، العدد الربملان

، وذلك نتيجة لتحول الربملان إيل سلطة وضوعيةقة للحصانة الربملانية امل، إىل إقرار اخلاصية املطلالدميقراطية النيابيةانتهى التطور الدستوري يف النظم 2وقد أصبحت احلصانة الربملانية املوضوعية مطلقة ألعضاء . مداولة حقيقية تتمتع باختصاص تأسيسية وتشريعية ، جعلت منها مستودع لسيادة األمة

اءات عليها سواء يف الدستور أو يف النظام الداخلي حيث نطاقها وأثرها، وأصبح مستحيال التسليم بوجود أي قيود أو استثن االس النيابية من .للمجالس التشريعية

وميثل التنظيم الدستوري اجلزائري للحصانة الربملانية املوضوعية ألعضاء الربملان تعبريا عن مرحلة التطور األخرية، ويعكس حقيقة ، واليت تعترب متخلفة بقرون عديدة يف ك خبالف تنظيم دساتري مقارنة وذلطبيعة النظام النيايب الدميقراطي القائم على مبدأ السيادة الوطنية،

تنظيمها للحصانة الربملانية، واليت تتراوح بني انعدام احلصانة ونسبيتها، على حد تعبري العالمة مصطفى أبوزيد فهمي، نظرا خلصوصيات .ارتبطت بطبيعة النظم السياسية املتبعة يف هذه الدول

على التمييز بني احلصانتني، مل تعاجل عدد من الدساتري ) أي الدساتري(وحرصا منها : يف مقال له د اإلله حلكيم بناينعبويف ذلك يقول 3



83

الفرع األول احلصانة الربملانية املوضوعية

من الباب السابع من نصوص اتفاقيات إيفيان املتعلق بنتائج تقرير 24مبقتضى املادة ير املصري، واليت تقرر فيها، اعتراف فرنسا فورا من الئحة تقر27املصري وطبقا للمادة

املؤقتة مهمة ةباستقالل اجلزائر، وإجراء نقل السلطات فورا، إضافة إىل إسناد اهليئة التنفيذيتنظيم خالل ثالث أسابيع انتخابات لتشكيل اجلمعية الوطنية التأسيسية اجلزائرية اليت تستلم

20طين التأسيسي جلمهورية اجلزائر املستقلة بتاريخ جرت انتخابات الس الو. )1(السلطاتوأسند له استنادا ملبدأ سيادة األمة اختصاصان . ، وذلك لعهدة مدا سنة1962سبتمرب

أساسيان،االختصاص التأسيسي لوضع أول دستور للجمهورية اجلزائرية املستقلة، واختصاص .)2(تشريعي يتمثل يف التشريع باسم الشعب

للمجلس الوطين التأسيسي أداء وظيفته التأسيسية التشريعية اعتمد وحىت يتسىن، والذي اعترف ألعضائه بصفة نواب الس الوطين 1962 نوفمرب 20نظامه الداخلي يف

التأسيسي، وكان لزاما ومن مقتضيات ممارسة النواب لوظيفتهم التأسيسية التشريعية بكل ملوضوعية، رغم عدم وجود نص صريح يف النظام استقاللية، منحهم احلصانة الربملانية ا

الداخلي يقر باحلصانة الربملانية لنواب الس الوطين التأسيسي، بيد أن ذلك يستخلص من

هذا املوضوع يف مادة واحدة كما فعل الدستور املغريب واملوريتاين والقانون األساسي املعدل الفلسطيين ، بل نظمته يف مادتني مستقلتني

صت املادة األوىل للحصانة املوضوعية واملادة الثانية للحصانة اإلجرائية ،وهذا ما جنده يف كل من دساتري كل وحسنا فعلت ، حيث خص .ومصر ولبنان واألردن والسودان) ثالثة مواد( من تونس واجلزائر

، نة الربملانية يف الدولة العربيةحول احلصا، دراسة مقارنة لتعزيز قدرات الربملانيني العرباحلصانة الربملانية كوسيلة ،عبد اإلله حلكيم بناين ديسمرب 22-20، أيام من طرف االحتاد الربملاين العريب، جملس األمةاملؤمتر الربملاين اإلقليمي حول تعزيز قدرات الربملانيني العرب املنظم

.1، اجلزائر، ص2005ص ، اجلزائر،2014رة اجلزائرية، دار الغرب للنشر، طبعة الثو، طييب العريب وطييب بن علي حول نصوص اتفاقيات إيفيان يراجع، 1

150. تطور املؤسسات الدستورية يف اجلزائر منذ االستقالل من خالل الوثائق النصوص الرمسية ،القسم األول ، ديوان إدريس ، بوكرا 2

.26، اجلزائر ،ص 1994املطبوعات اجلامعية ،



84

ويعد االعتراف لنواب . )1(الصفة النيابية املقررة هلم والطبيعة التأسيسية للمجلس الوطين وتعبري قانوين عن استرجاع وممارسة السيادة الس الوطين التأسيسي باحلصانة الربملانية نتيجة

وذلك على غرار ما اتبعه النظام الدستوري الفرنسي . )2(الوطنية من طرف نواب األمة .احلصانة الربملانية1946 و1875خبصوص منح نواب اجلمعية التأسيسية الفرنسية لدستوري

الس الوطين يف وعاجل املؤسس الدستوري احلصانة الربملانية املوضوعية ألعضاء اليت 1963 سبتمرب10من دستور 31أول دستور للجمهورية اجلزائرية املستقلة يف املادة

وأورد املؤسس الدستوري ". يتمتع النائب باحلصانة الربملانية مدة نيابته:" جاء فيها مايليآلراء أو النطاق املوضوعي للحصانة الربملانية املوضوعية واملتضمن تقرير حرية إبداء ا

من الدستور اليت تضمن تنظيم 32التصويت الصادر عن النواب يف الفقرة الثالثة من املادة احلصانة اإلجرائية، وهذا إن دل فإمنا وقوع املؤسس الدستوري يف التباس حتديد النطاق

ا دفع املوضوعي لضمانة احلصانة ضد املسؤولية الربملانية نظرا لغلبة البعد اإلجرائي اجلنائي مماملؤسس الدستوري إىل إدراجها ضمن النص املخصص لتنظيم احلصانة الربملانية اإلجرائية يف

وال جيوز متابعة أي عضو من :" واليت جاء فيها 32صياغة الفقرة الثالثة من حكم املادة أعضاء الس الوطين أو إيقافه أو حبسه أو حماكمته بسبب ما يديل به من آراء أو تصويت

وجتدر اإلشارة إىل أن املؤسس الدستوري اجلزائري غلب البعد ". ل ممارسة نيابتهخالالوظيفي يف حتديد نطاق احلصانة على البعد املكاين، وذلك خبالف الدستور املصري، وهو ما

ومن مث أعطى للحصانة الربملانية املوضوعية مكانة . تقرر كقاعدة جامعة يف الدساتري املتعاقبة .انة هامة ألداء املهام النيابيةمتميزة وضم

، هذا 1965 جويلية 10وبعد فترة الفراغ الدستوري اليت بدأت بصدور أمر األخري الذي مل يتضمن أي حكم بإقرار احلصانة ألعضاء جملس الثورة، باعتباره هيئة تنفيذية

من أجل القيام بالتشريع وتعيني احلكومة والتصويت على الدستور 1962 سبتمرب 20 مرة يوم إن الس املنتخب ألول: املادة األوىل 1

".حيمل أعضاءه لقب نائب بالس الوطين التأسيسي. يدعى الس الوطين التأسيسي .29 ، املرجع السابق ، صبوكرا إدريس

ميدد أجل النيابة : 77املادة الوطين التأسيسي لسنة أخرى ، ، ومددت عهدة الس1963 سبتمرب 10صدر أول دستور للجزائر يف 2وجترى قبل هذا . 1964 سبتمري 20 ، حىت تاريخ 1962 سبتمري 20التشريعية ألعضاء الس الوطين التأسيسي املنتخب بتاريخ

.التاريخ انتخابات الس الوطين طبقا للدستور ، وملدة أربع سنوات



85

والذي ،1976 نوفمرب 26صدر دستور . )1(تولت اجلمع بني السلطتني التشريعية والتنفيذيةتبىن مبدأ وحدة سلطة الدولة، وأسند الوظيفة التشريعية للمجلس الشعيب الوطين حيث نصت

.يسمى الس الشعيب الوطين ميارس الوظيفة التشريعية جملس واحد ":منه 126املادة يعد الس . ه، سلطة التشريع بكامل السيادةللمجلس الشعيب الوطين، يف نطاق اختصاصات

."لوطين القوانني و يصوت عليهاالشعيب اوضمانا لقيام الس الشعيب الوطين مبمارسة الوظيفة التشريعية، اعترف الدستور

: بقوهلا منه 137 لنواب الس الشعيب الوطين باحلصانة ضد املسؤولية الربملانية يف املادة نائب أو إلقاء القبض عليه، أيال ميكن متابعة.معترف ا للنائب أثناء نيابتهاحلصانة النيابية "بصفة عامة، ال ميكن رفع دعوى مدنية أو جزائية ضده بسبب ما أبداه من آراء أو ما تلفظ و

."به من كالم أو بسبب تصويته أثناء ممارسته للنيابة من الدستور، أن املؤسس الدستوري استبدل 137ويتبني من التمعن يف نص املادة

ولعل السبب يكمن يف قيام الوظيفة ،"احلصانة النيابية"مبصطلح " ةاحلصانة الربملاني" مصطلح التشريعية على أحادية الغرفة التشريعية، وتعترب أكثر داللة كضمانة من ضمانات النظام

، وذلك إمعانا يف تأكيد عدم مسؤولية "أو ما تلفظ به من كالم" وأضاف عبارة . النيايب من 32توري استدرك االلتباس الوارد يف صياغة املادة كما يتبني أن املؤسس الدس. النائب

، وذلك بإدراجه للفقرة الثالثة منها يف أحكام املادة املنظمة للحصانة الربملانية 1963دستور وتفعيال ملبدأ احلصانة الربملانية املوضوعية واملرتبط .137املوضوعية يف الفقرة الثانية من املادة

ين مبنرب الس الشعيب الوطين ، أقر النظام الداخلي للمجلس حرمة ممارستها يف بعدها املكا .)2(مقر الس الشعيب الوطين الذي تبىن مبدأ الفصل بني السلطات كأساس 1989 فيفري 23ومبجيء دستور

.41 ص اجلزائر، الربملانية ، جملة النائب ، العدد الثاين ، الس الشعيب الوطين ، ، احلصانةعثمان دشيشة 1، عيب الوطين وحتت مسؤوليته اخلاصةتوضع حتت تصرف رئيس الس الش. ال تنتهك حرمة مقر الس الشعيب الوطين : 4نصت املادة 2

".الوسائل الضرورية لضمان األمن والنظام العام يف املقر املتعلق بالقانون الداخلي للمجلس الشعيب الوطين ، 1977 أوت 13 املوافق 1397 شعبان عام 29 مؤرخ يف 01-77انون رقمق .68ج عدد.ج.ر.ج



86

:" 92ادة املوقد أسند السلطة التشريعية للمجلس الشعيب الوطين مبقتضى . لتنظيم السلطاتوله السيادة يف إعداد .شريعية جملس واحد يسمى الس الشعيب الوطينلطة التارس السمي

طين عمل احلكومة لس الشعيب الوب ايراق" :93ادة ونصت امل". القانون والتصويت عليهنظم املؤسس الدستوري عدم ".ر من الدستو80و 76ادتني ددة يف املوفقا للشروط احمل

. مدة نيابته صانة النيابية معترف ا للنائباحل" : منه بقوهلا103 الربملانية يف املادة ةاملسؤوليليه دعوى مدنية أو كن أن ترفع عئب أو يوقف، وعلى العموم، ال ميكن أن يتابع أي ناال مي

من آراء، أو ما ، بسبب ما عرب عنه يسلط عليه أي شكل من أشكال الضغط، أو جزائية وقد اعتمد املؤسس . )1("ارسة مهمته النيابيةتلفظ به من كالم، أو بسبب تصويته خالل مم

، مع إضافته 1976من دستور 137الدستوري اجلزائري على نفس عبارات وصياغة املادة ويف ذلك ضمانة للتأكيد على ". أو يسلط عليه أي شكل من أشكال الضغط" لعبارة

.)2(دأ التعددية احلزبيةالصفة التمثيلية للنائب كمعرب عن إرادة األمة خصوصا يف ظل تبين مبوقد أدت استقالة رئيس اجلمهورية إىل توقيف عملية جتديد تشكيلة الس الوطين الشعيب الذي انتهت عهدته، وترتب عن ذلك حالة فراغ قانوين بسبب غياب اهليئات

، أدى إىل تنصيب هياكل انتقالية متثلت يف رئاسة الدولة خلفا للمجلس األعلى ةاملنتخبة الذي توىل اختصاصات السلطة التنفيذية، والس الوطين االنتقايل الذي حل حمل للدول

الس الوطين االستشاري الذي توىل اختصاصات السلطة التشريعية، مبقتضى األرضية واليت أقرت التزام هيئات املرحلة االنتقالية . )3(املتضمنة الوفاق الوطين حول املرحلة االنتقالية

. من الدستور يتمتع النواب باحلصانة الربملانية103طبقا للمادة : من القانون األساسي للنائب قوهلا 32جاء يف نص املادة 1

.1989 أوت 8 املوافق 1410 حمرم 6 مؤرخ يف14-89 للنائب ، قانون رقم القانون األساسي

. من الدستور78وهي قابلة للتجديد طبقا للمادة النيابة ذات طابع وطين: بقوهلا 04نصت املادة 2توضع حتت . لشعيب الوطين ال تنتهك حرمة مقر الس ا : على مبدأ عدم انتهاك حرمة الس الوطين الشعيب بقوهلا 03وأكدت املادة

".، الوسائل الضرورية لضمان األمن والنظام العام يف املقرعيب الوطين وحتت مسؤوليته اخلاصةتصرف رئيس الس الش .1989 ديسمرب سنة 11 املوافق 1410 مجادى األوىل عام 13 املؤرخ يف 16-89قانون رقم

وقع النظام . 1992جانفي 4 وحله للمجلس الشعيب الوطين بتاريخ 1992انفي ج12عقب تزامن استقالة رئيس اجلمهورية بتاريخ 3 .ترتب عن ذلك أن قام الس األعلى لألمن بتشكيله للمجلس األعلى للدولة . الدستوري اجلزائري يف فراغ متثيل املؤسسات الدستورية

انبثق عن ذلك مشروع الوفاق و. ت القوي السياسية يف البالد اجتمع1994 جانفي 30بعد انتهاء مهلة الس األعلى للدولة بتاريخ وتناولت الوثيقة املتضمنة . ، و الذي مت تقدميه و عرضه من قبل مؤمتر الوفاق الوطين " جلنة احلوار الوطين"الوطين الذي عكفت على حتضريه



87

، وضمانا ألداء أعضاء الس الوطين االنتقايل ملهامهم )1(ستور واألرضيةباحترام الدمن 103التشريعية مت االعتراف ألعضائه باحلصانة الربملانية املوضوعية املقررة مبقتضى املادة

.)2(1989دستور وعلى إثر تبين املؤسس الدستوري اجلزائري ملبدأ الثنائية الربملانية يف التعديل

98 من خالل استحداث جملس األمة مبقتضى املادة 1996 نوفمرب 16ي الصادر رالدستو الشعيب الس ومها غرفتني، من يتكّون برملان التشريعية السلطة ميارس " :اليت نصت على أنه

:منه 99 املادة يف جاءو ."عليه والتصويت القانون إعداد يف السيادة وله .األمة وجملس الوطين من 134 و 133 و 84و 80 املواد يف احملّددة للشروط وفقا احلكومة عمل ملانالرب يراقب"

من 137 إىل 135 من املواد يف عليها املنصوص الرقابة الوطين الشعيب الس ميارس .الدستور ."الدستور

أعاد املؤسس الدستوري صياغة احلكم الدستوري اخلاص باحلصانة الربملانية احلصانة " طاقها الشخصي ألعضاء جملس األمة مستخدما يف ذلك عبارة املوضوعية ليمتد ن

" املهمة الربملانية" للداللة على مشوهلا ألعضاء جملس األمة، كما أضاف عبارة " الربملانية 109وذلك توضيحا للنطاق املوضوعي لألعمال الربملانية املشمولة باحلصانة، فنصت املادة

ومهمتهم نيابتهم دةم األمة جملس وألعضاء للنواب ا معترف يةالربملان احلصانة" :بقوهلا

مدنية دعوى أية عليهم ترفع أن ميكن ال العموم وعلى .يوقفوا أو يتابعوا أن ميكن وال .الربملانية كالم، من به تلفظوا ما أو آراء من عنه عربوا ما بسبب ضغط أي عليهم يسلّط أو جزائية أو

: جانبنياألرضية املتضمنة الوفاق الوطين حول املرحلة االنتقالية

يتعلق مبربرات و أهداف املرحلة االنتقالية : ألول اجلانب ا الوحيدة ذات الطبيعة القانونية تنظيم هيئات املرحلة االنتقالية و هي: اجلانب الثاين

.02عدد.ج .ج.ر. ،املتضمن حل الس الشعيب الوطين ،ج1992 يناير سنة 4 املؤرخ يف 01-92مرسوم رئاسي رقم - .1992 يناير 15 الصادر يف 3ج عدد .ج.ر.، يتضمن إقامة جملس أعلى للدولة، ج1992 يناير14 إعالن مؤرخ يف -

.ختضع هيئات املرحلة االنتقالية للدستور واألحكام املتعلقة ا الواردة يف هذا النص : 5املادة 1يف أو يتعرض بصفة عامة لدعوى مدنية أو جنائية ، أو ال ميكن أن يتعرض عضو الس الوطين االنتقايل للمتابعة ، أو التوق: 30املادة 2

. أو التصويت الذي أدىل به خالل ممارسته ملهامه ألي شكل من أشكال الضغط بسبب اآلراء اليت عرب عنها أو التصرحيات اليت أبداها



88

وحول أسلوب صياغة نص املادة .)1("الربملانية مهامهم ممارسة لخال تصويتهم بسبب أووعدم دقة يكتنف النص، وما يترتب عنه من ، ترى بن عبو فتيحة أن هناك غموض109

صعوبة يف تأويل وتفسري النص، ومنه ميكن استنتاج قراءتان هلذه الصياغة، األوىل تنبثق من على الفقرة الثانية من نفس 109 األوىل من املادة الصيغة اللغوية لنص املادة ، فتنصب الفقرة

الربملانية ذه القراءة احلصانة املوضوعية فقط، أما القراءة الثانية ةاملادة ، وعليه يقصد باحلصانفتستنج من فحوى وروح النصوص املنظمة للحصانة بأكملها، ومن خالهلا تعترب الفقرة

الذي حيكم نوعي احلصانة الربملانية املوضوعية املبدأ القاعدي 109األوىل من املادة من الدستور ال تثري أي غموض يف التفسري، 109واحلقيقة أن صياغة املادة . )2(واإلجرائية

مادام أن القانون العضوي لعضو الربملان جاء فيه اعتراف صريح بتمتع عضو الربملان ستور، مبا يفيد مشول حصانة من الد111 و110 و109باحلصانة الربملانية طبقا للمواد

وتفعيال للحصانة الربملانية املوضوعية أقر . عضو الربملان لنوعي احلصانة املوضوعية واإلجرائية .)3(املشرع احلصانة املكانية للربملان بغرفتيه

لثاينالفرع ا احلصانة الربملانية اإلجرائية

فإىل ام الدستوري اجلزائري،وأما عن تنظيم احلصانة الربملانية اإلجرائية يف النظ

من 111 و110 و109ملانية طبقا للمواد يتمتع عضو الربملان باحلصانة الرب: من القانون العضوي لعضو الربملان 14جاء يف نص املادة 1 .الدستور

. املتعلق بعضو الربملان2001 يناير 31 املوافق 1421 ذي القعدة 6 مؤرخ يف 01- 01قانون عضوي رقم 2 Un regime confus et imprecise Les textes soufrent d’énormes imprécisions. se poseront dés lors , quelques difficultés d’interprétation (sinon un cafouillage) entre les dits et les non dits de la constitution. Comment lire l’alinéa 1ere de l’article 109 ? : Deux lectures sont possibles : l’interprétation littérale, qui prenant en considération la disposition formelle du texte, restreindrait son application au cas traité dans l’alinéa2, c’est-à-dire, seulement, irresponsabilité. Cette déduction parait logique au regard de l’enchainement des textes : l’article 109 semble réservé à l’irresponsabilité. Tandis que, l’article 110 concerne les conditions qui permettent la levée de l’inviolabilité. Quand à l’article111, lui, semble régir les cas de flagrance de l’infraction. L’interprétation selon l’esprit du texte constitutionnel qui semble poser l’alinéa 1ere comme le principe de base qui régit les deux franchises (irresponsabilité et l’inviolabilité) ». Fatiha Benabbou, le droit parlementaire algérienne, tome 1, OPU, 2009, Algérie, p144.

.ال تنتهك حرمة مقر كل من الس الشعيب الوطين وجملس األمة : 3نصت املادة 3



89

جانب احلصانة الربملانية املوضوعية لنواب الس الوطين التأسيسي، واملستخلصة من الصفة تضمن هذا األخري تنظيم إجراءات . النيابية املعترف ا هلم يف النظام الداخلي للمجلس املعينطة الس يف إيقاف املتابعات وسل رفع احلصانة الربملانية لنواب الس الوطين التأسيسي،

من النظام الداخلي للمجلس 52 ،50،51احملركة ضدهم، وإلقاء القبض يف نصوص املواد .)1(الوطين التأسيسي جنب إىل جنبا إىل اإلجرائية الربملانية احلصانة اجلزائري الدستوري املؤسس وكرس

32املادة نص املستقلة اجلزائرية يةللجمهور دستور أول ففي املوضوعية، الربملانية احلصانة مع ال جيوز إيقاف أي نائب، أو متابعته فيما يتعلق بالقضايا ":1963 سبتمرب 10من دستور

اجلنائية دون إذن الس الوطين إال يف حالة التلبس باجلرمية، و يوقف حبس أو متابعة النائب فورا إخطار املتابعة أو اإلجراءات يف حالة التلبس باجلرمية يقدم و.بطلب من الس الوطين

املتخذة ضد النائب إىل مكتب الس الذي ميكنه أن يطالب مبوجب سلطة القانون اختاذ جتوز متابعة أي عضو من أعضاء وال . ترام مبدأ احلصانة الربملانيةالتدابري الضرورية الح

من آراء أو تصويت خالل الس الوطين، أو إيقافه أو حبسه، أو حماكمته بسبب ما يديل به ."ممارسة نيابته

الدساتري مسلك نفس سلك الدستوري املؤسس أن املادة هذه قراءة من ويتضح عن احلصانة رفع إجراء تنظيم بيان أغفل أنه بيد اإلجرائية، الربملانية للحصانة تنظيمه يف املقارنة الفقرة عليه نصت ما هو و لنيابيةا ةالعهد لكامل اإلجرائية احلصانة امتداد يالحظ كما .النائب

2 Art.50 : une commission de 20 membres, nommée au début de la législature ou à l’ouverture de la première session annuelle, suivant la procédure prévue pour la nomination des commissions permanente, examine les questions relatives à l’immunité parlementaire. le bureau de cette commission se compose de : président, vice –président-rapporteur, secrétaire. La commission ne peut valablement délibérer que si la moitié au moins de ses membre sont présent. Art 51 : sont renvoyés à l’examen de la commission : -Les demandes en autorisation de poursuites formulées par les parquets de juridictions d’appel à l’encontre de membre de l’assemblée nationale constituante ; -Les propositions de résolution déposées par les députés en vue de requérir la suspension des poursuites engagées contre l’un de leurs collègues ou la suspension de sa détention. Art 52 : le député faisant l’objet d’une demande de levée d’immunité parlementaire conserve le droit de participer aux délibérations et aux votes de l’assemblée et des commissions dont il est membre.



90

الدساتري عليه درجت ما خبالف ".نيابته ممارسة خالل " بعبارة جاءت اليت 32 املادة من الثالثة . التشريعية الدورات مدة خالل احلصانة قصر وهو املقارنة

26 دستور جاء ،1965 جويلية 10 أمر أعقبت اليت الدستوري الفراغ فترة وبعد عليه درجت ما وهو ، هلا مادتني ختصيص خالل من اإلجرائية احلصانة لينظم 1976 نوفمرب

ال جتوز متابعة أي نائب بسبب عمل ": بقوهلا 138 املادة فنصت املتعاقبة، اجلزائرية الدساتريونظمت ."جنائي إال بإذن من الس الشعيب الوطين الذي يقرر رفع احلصانة بأغلبية أعضائه

تب الس يف حالة تلبس النائب جبنحة أو جرمية، خيطر مك": التلبس بقوهلاحالة 139 املادةيكتسب قوة القانون كل قرار يتخذه مكتب الس لضمان االحترام و. الشعيب الوطين فورا

."ملبدأ احلصانة النيابية، إن اقتضى األمرالربملانية يتبني من خالل املادتني عدم جواز متابعة النائب إال بعد رفع احلصانة

اإلجرائية، ويف حالة التلبس منح ملكتب الس الوطين سلطة اختاذ قرارات تكون هلا قوة القانون مع حتفظه على إيقاف النائب يف حالة التلبس جبنحة أو جرمية، حيث أن عبارة اجلرمية تنصرف لألنواع الثالثة للجرائم وهو ما يتناىف مع حالة التلبس اليت ال تكون سوى يف

اجلنح واجلنايات، مبا يفيد عدم دقة صياغة النص الدستوري، وهو ما تداركه املؤسس والذي نظم أحكام احلصانة الربملانية 1989 فيفري 23دستور الدستوري اجلزائري يف

وز الشروع يف متابعة أي ال جي": 104ادة امل منه ، فنصت105و 104اإلجرائية يف املادتني الشعيب الوطين الذي يقرر لس بتنازل صريح منه أو بإذن من امي إالنائب بسبب فعل إجرا

تلبس يف حالة ": 105ادة ومن جهتها قضت امل. "صانة عن النائب بأغلبية أعضائهرفع احل ميكن . ، وخيطر مكتب الس الشعيب الوطين فوراكن توقيفهأحد النواب جبنحة أو جناية، مي

على أن يعمل تابعة وإطالق سراح النائب، ن يطلب إيقاف امل الشعيب الوطين ألسمكتب ا .)1(" أعاله104ادة فيما بعد بأحكام امل

، استحداث املؤسس 1976ويتبني من خالل النصني وباملقارنة مع دستور

12 و11 و10توىل القسم األول من قانون تنظيم الس الوطين وسريه بيان إجراءات املتبعة لرفع احلصانة الربملانية اإلجرائية يف املواد 1

.1989 ديسمرب عام 11 املوافق1410 مجادى األوىل عام 13 املؤرخ يف 16-98من القانون رقم



91

واليت شكلت . الدستوري اجلزائري حلالة التنازل الصريح من النائب جلواز املتابعة اجلنائية، كما أجاز صراحة توقيف النائب يف حالة )1(ية الفقه الدستوري اجلزائريحمل النتقاد غالب

وقد أدى . التلبس جبنحة أو جناية، مع منح مكتب الس سلطة إيقاف املتابعة والتوقيفغياب اهليئات املنتخبة عقب استقالة رئيس اجلمهورية وحله للمجلس الوطين الشعيب، إىل

ية برئاسة الدولة لتحل حمل رئيس اجلمهورية والس الوطين تعويضها خالل املرحلة االنتقالوقد مت إقرار احلصانة الربملانية . االنتقايل حمل الس الوطين الشعيب الذين مل يتم انتخام بعد

بيد أن النظام الداخلي للمجلس . )2(1989 من دستور104اإلجرائية ألعضائه مبقتضى املادة جانب حالة التلبس باجلرمية، حاالت املساس بأمن الدولة، اليت الوطين االنتقايل أضاف إىل

تسمح بتحريك املتابعة القضائية وإلقاء القبض على العضو، كما أغفل تنظيم سلطة إيقاف من الدستور، ويف 105املتابعة وإلقاء القبض املخولة للمجلس الشعيب الوطين مبقتضى املادة

. انية اإلجرائية ألعضاء الس الوطين االنتقايلذلك إضعاف لضمانات احلصانة الربمل مكرسا لنفس أحكام 1996 نوفمرب 16مث جاء التعديل الدستوري الصادر يف

وزجي ال ":نهأ على منه 110 املادة فنصتاألمة ، مع مد سرياا ألعضاء جملس 1989دستور منه، صريح بتنازل إالّ نحةج أو جناية بسبب األمة جملس عضو أو نائب أي متابعة يف الشروع

عنه احلصانة رفع يقرر الذي األمة جملس أو الوطين الشعيب الس من احلالة، حسب بإذن، أو

األمة جملس أعضاء أحد أو النواب أحد تلبس حالة يف ":111 املادة وأضافت ."أعضائه بأغلبية

جملس مكتب أو الوطين، يبالشع الس مكتب بذلك وخيطر .توقيفه ميكن جناية، أو جبنحة سراح وإطالق املتابعة إيقاف يطلب أن املخطر املكتب ميكن .فوراً احلالة، حسب األمة، .)3("أعاله 110 املادة بأحكام بعد فيما يعمل أن على األمة، جملس عضو أو النائب

.178ابق ، ص ، املرجع السبو غزالةد ناصر حمم 1وحاالت املساس ما عدا حالة التلبس باجلنحة واجلرمية املتلبس ا ": 31س الوطين االنتقايل نص املادة جاء يف النظام الداخلي للمجل2

ويت ال جيوز الشروع يف متابعة أي عضو من الس الوطين االنتقايل بسبب فعل جنائي إال قبول صريح منه أو بناء على تصبأمن الدولة .بأغلبية أعضاء الس الوطين االنتقايل الذي يقرر رفع احلصانة عنه

من النظام 81 و80توىل النظام الداخلي الس الشعيب الوطين وجملس األمة بيان إجراءات رفع احلصانة الربملانية اإلجرائية يف املادتني 3 .م الداخلي لس األمة من النظا74 و71الداخلي للمجلس الشعيب الوطين ، واملادتني



92

الفصل الثاني

الفصل الثاين لحصانة الربملانيةالتأصيل القانوين ل



93

إن احلصانة الربملانية مبدأ دستوري أمجعت عليها خمتلف دساتري العامل، على الرغم من اختالف نظمها السياسية والقانونية، وطبيعة العالقات الوظيفية بني خمتلف السلطات

ان وتعترب يف نفس الوقت أكثر الضمانات الدستورية ألعضاء الربمل. واألجهزة القائمة فيهاعراقة واملستخلصة من النظام النيايب نفسه، واليت شكلت يف نفس الوقت استثناء من القانون العام، ومل يكن من املمكن اإلبقاء عليها إال إذا كانت اخلربة الدستورية قد بينت ضرورا،

وهذا ما يدفع إىل حبث أساسها . وأن هناك مربرات قوية تستمر يف الشهادة لصاحل بقائها .انوينالق

وتعد احلصانة الربملانية نظام محائي مقرر ألعضاء الربملان بصفام ال بأشخاصهم وتتضمن إعفاء كليا أو تتيح هلم العمل بكل حرية لتحقيق الغرض الذي وجدت من أجله،

لتتجلي طبيعتها باعتبارها حصانة جزئيا من قواعد القانون اجلنائي املوضوعية واإلجرائية، . وقضائية، مما يقتضي دراسة الطبيعة القانونية هلاوظيفية

وترتب على الطبيعة القضائية للحصانة الربملانية حسب جانب من الفقه الدستوري إخالل مببادئ دولة القانون خصوصا مبدأ املساواة أمام القانون اجلنائي، مما يستلزم بيان

ن، وقبل هذا أساسها وطبيعتها حقيقة القيمة القانونية هلا يف ظل مبادئ دولة القانو . القانونية،نشرحها تباعا يف ثالثة مباحث مستقلة

املبحث األول ةلحصانة الربملاني القانوين لساساأل

الذي الديين األساس هو واحد أساس يف مرحلة أوىل للحصانة كان لقد

تصل قداسة من ملاله باحلصانة عيتمت كان والرئيس فامللك احلصانات، مجيع منه تنبع كانت



94

باعتبارهم امللك قدسية من مستمدة قدسية هلم كانت الربملان وأعضاء اإلله، درجة إىل .)1(الشعب أفراد جتاه باحلصانة يتمتعون وبالتايل له، مستشارين

إن لكل نظام قانوين له غاية تتمثل يف ضمان أمن العالقات االجتماعية، ويتحلل إىل ة لألفراد الذين يؤطرهم، وهي محاية عامة يستفيد منها كل مواطن يف حدود محاية منظم

وخبالف ذلك، فاحلصانة . الكليات اردة املعترف ا من طرف الدستور أو ديباجتهالقانونية محاية خاصة متميزة معترف ا ليس كحق شخصي فردي وإمنا بالنظر إىل الوظائف

من خالهلا للدبلوماسيني حصانات خاصة موسعة يتمتعونومينح العرف الدويل .)2(املمارسةباحلرية الضرورية يف أداء مهامهم تتمثل يف حصانة إجرائية باملعىن الدقيق، اليت متتد إىل عائالم، وأشخاصهم ومراسالم، إضافة إىل مكان إقامتهم هذا من جهة، وحصانة

ل الدبلوماسي يعد الناطق الرمسي ذلك أن املمث. ومجركية من جهة أخرىةقضائية، ضريبي .)3(باسم األمري الذي أرسله

ويتمتع عضو الربملان يف النظام الداخلي للدولة مبكانة سامية، باعتباره املمارس . ومدرك بأن وضعه الشخصي متميز مبناعة la puissance souveraineللسلطة السيادية

. ما مطلقة، وهي أكثر ظهورا ونقاشاوتعترب احلصانة اليت يتمتع ا عضو الربملان دوفالدبلوماسي موظف ال يتحدث بامسه الشخصي مهما كانت شخصية احلائزين هلا، ذلك أن

يطغى الشخص على والوضع خبالف ذلك بالنسبة للنواب، حيث. الوظيفة حتجب الشخص .)4(الوظيفة

، السنة اجلامعية 1كلية احلقوق، جامعة اجلزائر ،، النظام القانوين للحصانة، رسالة دكتوراه يف القانون العامعادل صاحل ناصر طماح 1

.57 ، ص2010/2011

2 Pierre Marchand, Les immunités parlementaires et la 4eme république, Thése Doctorat, Faculté de droit, université de Paris, 1950, p 07.

3 ibid,p 07. 4 Or, dans l’ordre interne, le parlementaire n’a pas un rôle moins “transcendant”. Bien plus, il détient la puissance souveraine et l’on conçoit que sa situation personnelle en soit fortement teintée. Toutefois l’immunité dont il jouit, bien que moins absolue, est là la fois plus apparent et plus discutée. Le diplomate est un fonctionnaire qui ne parle pas en son nom personnel ; quelque briante que soit la Personnalité du titulaire, la fonction enveloppe l’homme. Dan le cas de l’élu, au contraire, l’homme- à tout le moins la conception qu’il exprime-déborde largement la fonction.

Pierre Marchand, op.cit,p 08.



95

ررت ؟ إن ملاذا هذه احلماية االستثنائية، كيف تق: وعليه التساؤل الذي يطرح laالربملانيةاإلجابة عن هذين السؤالني سيسمحان بالكشف عن عالمة صنع احلصانة

marque de fabrique de l’immunité parlementaire وحتديد البنيان الذي تنطوي ، . غيار ولكن من أي نظام؟ةعليه، كقطع

بالنظر إىل يكاد حيكم موضوع أساس احلصانة الربملانية إمجاع كبري، بيد أنه مربكجانب من الفقه، فإذا كان اجلميع متفقا على أساس احلصانة الربملانية، بيد أن وجهات النظر

ومن جهة أخرى، فإنه من الواجب غالبا نفض الغبار عن . متباعدة ومتشعبة حول نطاقهالتارخيي التقاليد العريقة ملؤسسة احلصانة الربملانية فاقدة لغايتها بالنظر إىل األصل والسبب ا

احلقيقة، إننا جند االهتمام بالدفاع عن أكرب . املربر لوجودها، مادام مقتضياا مازالت قائمةاالنتصارات يف العامل املعاصر واملتمثل يف احلق يف التمثيل النيايب الذي يشكل األساس

غري بيد أن األساس العملي يظهر خصوصا كتحليل نظري . النظري األول للحصانة الربملانيةويف كل األحوال، ال نندهش بأن األساس القانوين للحصانة يتفاعل مع الطبيعة . حايل

.القانونية هلذه األخرية، واليت يعطيها طابع الضرورة العامة اليت تعد خالصة هلا

املطلب األول األساس العملي للحصانة الربملانية

ع، ذلك أن الوقائع يف الغالب ليس أكيدا أن كل تربير حقيقي لنظام يكمن يف الوقائ

إن احلصانة الربملانية كمؤسسة عريقة واملستخلصة من النظام . ال تقول إال ما نريد أن قولهالنيايب نفسه، واليت تشكل يف نفس الوقت استثناء من القانون العام، ال ميكن احلفاظ عليها

ت قوية تستمر يف الشهادة إال إذا كانت اخلربة الدستورية قد بينت ضرورا، وهناك مربرا .)1(لصاحل بقائها

1 Pierre Marchand, op.cit,p 10.



96

ويتعلق األمر يف الواقع، يف احلفاظ على االستقالل التام للوظيفة الربملانية ، ذلك أن النائب حيتاج أكثر من أي مواطن أن يتمتع يف ممارسته ملهامه باحلرية الكاملة ألن رأيه يساهم

. زء إلمتام وإكمال التمثيل النيايب الوطينيف تكوين اإلرادة العامة لألمة، وشخصيته تشكل جومن مث يصبح هدفا لالعتداءات املستمرة، . وتضفي عليه العهدة النيابية تعددا لشخصيته

وعليه جيب إذن، ليس فقط عدم حتميله أية مسؤولية عن االستعمال العادي حلرية الكالم ليت تتخذ من األعمال وإمنا جيب أن حيمى كذلك من أي متابعة تعسفية، وا. والتصويت

وبذلك، . اخلارجة عن وظيفته مربرا ملنعه من ممارسة مهامه وإبعاده عن املناقشات النيابية .))1دف كل من عدم املسؤولية الربملانية واحلصانة اإلجرائية إىل جتنب هذا اخلطر املزدوج

ت احلصانة يف وقبل أن تنتظم احلصانة الربملانية كحماية دائمة ألعضاء الربملان، كاناملقام األول رد فعل دفاعي ضد ديدات حمددة جدا، حيث يندمج أساسها العملي بأصوهلا

اجلهة األوىل السلطة التنفيذية : التارخيية، وميكن أن تتأتى هذه التهديدات من ثالث جهاتالتحليل وسيتضح من خالل . أو احلكومة، واجلهة الثانية من الربملان نفسه، وأخريا من األفراد

.وهو ما سيتم بيانه .)2(أن احلصانة الربملانية قد اختذت شكل الضمانة الثالثية األبعاد

الفرع األول احلصانة الربملانية ضمانة الربملان يف مواجهة السلطة التنفيذية

وليس من املفاجئ أن . يعد هذا األساس أكثر قدما، وعلى أي حال أكثر إحلاحا

مادام أن نواة املؤسسة التمثيلية أو التمثيل النيايب . يف إثبات هذا األساستكون اجنلترا األوىل

1 Il s’agit en effet de sauvgarder la pleine indépaendance de la fonction parlementaire. Le député a besoin plus q’aucun autre citoyen de jouir dans l’exercise de sa tache d’une entiere liberté, car son opinion concourt à former la volonté nationale, et sa persone fait partie intégrante de la représentation nationale. Il fallait donc, non seulement qu’il fait soustrait à toute reponsabilité dans l’usage normal da sa liberté de parole et de vote, mais aussi qu’il fut protégé contre toute poursuite abusive qui prendrait prétexte d’actes étrangers a sa fonction pour lui oter le libre exercice et l’éloinger des débats. Pierre Marchand, op.cit,p 10. 2 Ibid,p 10.



97

قد جتلت ويف الواقع ،. ظهرت يف االس اإلقطاعية يف اجنلترا وتطورت بصورة مبكرة جدااالمتيازات الربملانية كحماية غري قابلة للتجزئة لربملان مازال ضعيفا يف مواجهة اعتداءات

.)1( امللكية اليت قلما تنازلت طوعا عن اختصاصااومناورات السلطةكانوا يتمتعون بنوع من احلصانة اإلجرائية تبدأ من Gemotومن املعلوم أن أعضاء

واليت اعتربت . تاريخ ذهام للمشاركة يف اجتماعات االس وإىل غاية عودم إىل منازهلم ليشمل األربعني يوما السابقة والالحقة وقد امتد هذا االمتياز. كما تقرر حتت أمان امللك

واستفاد النبالء من حق عدم . لدورة الس الذي أصبح أبديا إىل غاية القرن التاسع عشر .جواز القبض عليهم أو تفتيش منازهلم بالنظر إىل وظيفتهم كمستشاري صاحب السيادة

لس الكبريتاريخ انقسام ا انتظار منتصف القرن الرابع عشر كان جيب وعليه،وميالد غرفتني متمايزتان مها غرفة العموم وغرفة اللوردات املشكلتان للربملان االجنليزي، ومبقتضى هذا احلدث اختذت احلصانة الربملانية شكلها احلديث كضمانة بعد أن كانت منحة

.وامتيازابع وشكل حتقيق هذه الضمانة من بداية القرن الرابع عشر وإىل غاية القرن السا

عشر، موضوع كفاح طويل لغرفة العموم اليت ضاعفت معركتها يف مواجهة السلطة امللكية وقد اعترب استقالل أعضاء غرفة العموم يف هذه احلقبة الشرط . للحصول على سلطة التشريع

ذلك أن التمتع بامتياز أو . األساسي هلذه االنتصارات والوسيلة الوحيدة للحفاظ عليهايصبح جمرد وهم مادام هناك إمكانية ملتابعة أعضائها مبناسبة ممارستهم ممارسة اختصاص

جبرمية Haxey حكم على 1397ففي عام . ملهامهم، وهذا ما أدركه التاج وفهمه جيدا

إىل اعتبار احلصانة الربملانية محاية للسلطة التشريعية من هيمنة السلطة التنفيذية ، مصطفى فؤاد حممد اخلصاونة يذهبويف ذات السياق 1صانة الربملانية حتول دون إعاقة عمل ممثل الشعب ، حبيث يستطيع أن ميارس عمله دون ديد ودون خوف ومبوجب هذا املربر فإن احل

ودون ضغوط ، ودون أخذ ردة فعل احلكومة بعني االعتبار، حيث مينع على السلطة التنفيذية اختاذ أية إجراءات حبق أي نائب ال ألنه وميكن أن نتصور الوضع يف حال عدم وجود احلصانة الربملانية ،فما الذي . ريد تسجيل موقفنائب معارض أو ألا تريد مترير قانون، أو ت

مينع السلطة التنفيذية من اختاذ إجراءات جنائية حبق عضو الربملان كوسيلة ديد وضغط ليتبع رأيا معينا أو ليصوت معها، وما الذي حيول لذلك فإن احلصانة دف إىل منع السلطة التنفيذية من اختالق جرمية تنسبها . لتنفيذيةهنا بني عضو الربملان وبني الرضوخ لرغبة السلطة ا

إىل عضو الربملان للقبض عليه أو اختاذ إجراءات جنائية أخرى ضده سعيا منها إىل إبعاده عن حضور اجللسات إذا كان ممن يتخذون موقفا .معارضا

.75، املرجع السابق، صمصطفى فؤاد حممد اخلصاونة



98

اخليانة بسبب اقتراحه ملشروع قانون يتضمن التخفيض من نفقات البيت امللكي، ومع بداية .1موم عريضة لنقض احلكم السابق ومت احلصول عليهفترة احلكم الالحقة، قدم جملس الع

أعلن فيه البطالن ،1512صدر بعد ذلك قرار عن امللك هنري الثامن يف عام واملطلق للمتابعات واإلجراءات املتخذة مبناسبة مشاريع القوانني، والكالم واملناقشات

قي عدمي األثر، ففي عام الربملان، بيد أن هذا القرار بتواخلطب اليت تندرج يف اختصاصاأمام حمكمة استثنائية للمجلس اخلاص بسبب روح املعارضة اليت Wentworth مثل 1576

Lordوبعد سنوات الحقة أنذر رمسيا حافظ األختام . أبداها، وتقرر سجنه على إثر ذلك

Bacon وكان لذلك صدى يف عام . أعضاء جملس العموم بعدم التدخل يف قضايا الدولةاليت نبهت النواب إىل عدم قول كل Elisabeth من خالل الناطق الرمسي للملكة ،1593

وأن حرية الكالم تقتصر على ما يرونه، أو القيام بالتصريح عن كل ما جيول يف خواطرهم، رفع جملس العموم عريضة ضد التصرفات الصادرة عن 1621ويف عام . 2قول نعم أوال

ومتت 1629 يف عام Holles و Eliotsن القبض على النائبني التاج امللكي، واليت مل متنع م .حماكمتهم بتهمة اإلهانة والقذف ضد رئيس جملس العموم

وجتلت يف واستمرت يف نفس الوقت مكانة وقوة الربملان يف التوطيد والتعزيز، يف قانون احلقوق الشهري1688إرساء جملس العموم لقواعد عمله وتكريسه المتيازاته عام

حمل متابعة حرية الكالم ال ميكن أن تكون:" منه واليت جاء فيها 09خصوصا مبقتضى املادة ".واملناقشات واإلجراءات يف الربملان، أو مساءلة أمام أية حمكمة أو مكان خارج الربملان

ويستفاد مما سبق، أن الكفاح والصراع بني الربملان والتاج انصب باألساس حول كالم والتصويت، ذلك أن التاج مل ميس أبدا بامتياز عدم القبض بالنسبة ضمانة حرية ال

وقد ختلى الربملان باكرا عن هذا االمتياز يف حاالت . لألعمال اخلارجة عن الوظيفة الربملانيةوأخريا يف القضايا املدنية قبل أن يتم إبطال اإلكراه البدين، وأصبحت احلصانة . إهانة احملكمة

1 Pierre Marchand, op.cit, p13. 2 En 1593 la Reine Elisabeth notifiait aux députés que « chacun ne devait pas dire tout ce qu’il lui plaisait de dire, ni faire déclaration de tout ce qui lui traversait le cerveau…que la liberté de parole consistait simplement à dire oui ou non ». Pierre Marchand, op.cit, p13.



99

.دة مبدة الدورة الربملانيةاإلجرائية حمدبينما يف فرنسا وخبالف ذلك، تقرر مبدأ احلصانة اإلجرائية يف وقت الحق بعد

Marchandإن جمالس الطبقات العامة يف فرنسا وكما يقول . إرساء عدم املسؤولية الربملانيةومبناسبة اجتماع . شمل يكن هلا نفس االنطالقة أو املصري بالنسبة لنظريا يف ما وراء حبر املان

عادي ألعضاء جملس الطبقات العامة بصفتهم مفوضني من مقاطعام وملتزمني بالنصائح إىل جملس نيايب حقيقي 1789احلرفية لدفاتر االلتزام، حتول جملس الطبقات العامة يف عام

.)1(ميلك اختصاصات تأسيسية وتشريعية، ومبقتضاه ظهرت على إثره احلصانة الربملانية، فبعد ثالثة أيام من أداء اليمني الشهري يف اوكانت احلاجة والضرورة أكثر إدراك

، دعا امللك النواب بالتفرق وإجراء االجتماعات يف الغرف املخصصة لكل 1789جوان 23 Marquis لرئيس التشريفاتMirabeauومعلوم الرفض الشهري والتعنيف الذي أعلنه . طبقة

de Dreux-Brézé ومن أجل تدارك نتائج هذا العمل . ى هذا اإلخطار النهائي ردا علنبارك احلرية وما أتت به من مثار يف اجلمعية الوطنية، ولنضمن لعملنا أضاف، اليوم :الثوري

ومت تبين القرار املقترح بتصويت . البقاء فلنعلن احلصانة الشخصية لنواب اجلمعية الوطنيةمل يكن عدمي M. Micheletار، وكما يقولإن القر . صوتا34 صوت يف مقابل 493

ويف كل . نائبا ليالستوناجلدوى، انتظم احلرس حول الغرفة وكان يعتقد أنه سيتم اعتقال مبدأ دستوريا اجتاز ت، وأصبح1789احلاالت، فقد مت إقرار احلصانة الربملانية يف أواا عام

.خمتلف النظم السياسية اليت عرفتها فرنسالى اعتبار احلصانة الربملانية ضمانة الربملان يف مواجهة اعتداءات السلطة وتأكيدا ع

ترتبط احلصانات الربملانية ارتباطا وثيقا مع املتطلبات :" M. Descampsالتنفيذية، يقول وهي ترتكز على . اجلوهرية للنظام النيايب والسري العادي للمؤسسات يف النظم الدستورية

وحتقق احلصانات الربملانية عمليا استقالل . أ السيادة التشريعيةالفصل بني السلطات ومبد .)2("وحرية أعضاء الربملان يف أداء مهامهم

1 Pierre Marchand, op.cit,p 14. 2 Les immunités parlementaires se rattachent entièrement aux exigences primordiales du régime représentatif et au jeu normal des institutions dans les gouvernements constitutionnels. Elles tiennent à l’économie de la division des pouvoirs et au principe de la souveraineté législative.



100

بأن احلصانة الربملانية تعد أكثر من Pierre Marchand وإضافة إىل ذلك، يقول ذلك أن. ضرورة خصوصا يف إطار النظام الربملاين لضمان السري احلسن للوظيفة الربملانية

تنظيم العالقة بني السلطتني العامتني يف الدولة يعد بال شك الدور األساسي واملظهر .اجلوهري للحصانة الربملانية


احلصانة الربملانية ضمانة األقلية يف مواجهة األغلبية يف الربملان

و كأي هيئة أخرى من هيئات الدولة، قد حيدث أن يصبح الربملان نفسه أسوأ عدألعضائه، والذي ميكن أن يتضمن بداخله ديدات أخطر من تلك اليت ميكن أن تأتى من

ويف احلقيقة، فإن استقالل النواب يف مواجهة زمالئهم ليس أقل أمهية من استقالهلم .خارجه فقد يصبح التهديد األول أكثر خطورة، ويعد من السهل حتقيقه .يف مواجهة احلكومةومن ذلك أن فترة الوفاق الوطين . حلزب الفائز أغلبيته إلقصاء املعارضةخصوصا إذا استغل ا

حيث تقرر تعليق 1793األول يف أفريل عام . يف فرنسا قدمت مثالني يف هذا اخلصوصوإيقاف احلصانة اإلجرائية للنواب بناء على اإلجراءات املتخذة ضد املشتبه فيهم، وشهرين

)29(تسعة وعشرون ان من ذات السنة مت اام وحماكمةبعد ذلك، وبالتحديد يف الثاين جو .)1(نائبا مث إرساهلم إىل املقصلة

laوتكشف املناقشات اليت جرت حول مشروع الدستور عن سيطرة األغلبية اجلبلية

majorité montagnarde اليت سعت إىل تربير ما تريد عمله باسم الضرورة من أجلإن املتحرر من الرجال :"1793 ماي 10 يف Robespierreوقد كتب . اإلنقاذ الوطين

سيصبح عما قليل متحررا من واجباته، فاحلصانة هي أصل مساوي للحفاظ على اجلرمية جيب أن يعاقب على جرائم القضاة بشدة وبسهولة من جرائم اخلاصة . يف كل دولة حرة...

Elles sanctionnent pratiquement l’indépendance et la liberté du parlement dans l’accomplissement de sa mission. Pierre Marchand, op.cit, p15. 1 Ibid, p16.



101

ذا ما أريده، ولكن أريد أن أعلم أن الشعب ال ميكن أن يكون قاضيا، وليس ه...باملواطننيذلك يف Hérault de Séchelles وأثرى. )1("يكون النواب املستبدين خاضعني للقوانني

إن املوظفني مسئولون، بينما نواب الشعب ليسوا كذلك ، وكأن النائب : " جوان بقوله10عاتقه اجتاه ميكنه أن يكون متميزا بوجه آخر من خالل واجباته والدين الثقيل الذي يقع على

وعليه فإننا نستحي بالقول . تعد باطلة كل شكوى و ال ميكن ألي حكم املساس به. األمة .)2("بأنه ال ميكن أن يعاقب، وندعي بأنه مصون

إىل إعادة احلصانة الربملانية، ولكن مت إلغاؤه 1793 نوفمرب 12وقد هدف مرسوم ين بأن العدالة واملبدأ املقدس للمساواة اليت تعترب الوفاق الوط: " يومني بعد ذلك للسبب التايل

يرغب يف حتقيقها الشعب، ال ميكن أن تكون إال بالبحث عن املتهمني ويف املعاقبة على ودون إقامة أي متييز بني نواب الشعب وباقي املواطنني، كما قرر مرسوم . اجلرائم املرتكبة

20 Brumaireطية حلقيقة ديكتاتورية عصابة إن هذا التربير مل يكن سوى تغ. )3(" ذلكالسنة ، استشعر صانعوا دستور اجلمهوريةThermidorوبعد العاشر . متحكمة يف الس

الثالثة الفرنسية اخلطر الذي مس املعارضة، وكان مههم الوحيد العمل على إعادة تأمني كثر دقة من أجل وقد مت صياغتها بتفصيل أ. وجود األقلية من خالل تبنيهم للحصانة الربملانية

تعبريا عن رغبة يف الوصول إىل أكرب أن تكون مالئمة للمجموع من خالل قوة تفصيلها،وذلك حىت ال تصبح . ضمان عن طريق دقة النصوص من أجل حتقيق فعالية مضموا

كان جليا اليت شهدت العودة رويف كل احلاالت، فالتصو. احلصانة الربملانية ضمانة ومهية

1 C’est ainsi que le 10 mai 1793, Robespierre s’écriait : « celui qui est indépendant des hommes se rend bientôt indépendant de ses devoirs ; l’immunité est ma mère autant la sauvegarde du crime...Dans tout état libre, les crimes des magistrats doivent être punis aussi sévèrement aussi facilement que les crimes privés des citoyens…je sais que le peuple ne peut pas être un juge toujours en activité : aussi n’est pas la ce que je veux ; mais je veux encore moins que ses délégués soient des despotes au-dessus des lois ». 2 Les fonctionnaires sont responsables et les premiers mandataires du peuple ne le sont pas encore ! Comme si un représentant pouvait être distingué autrement que par ses devoirs et par une dette plus rigoureuse envers la patrie, nulle réclamation, nul jugement ne peuvent l’atteindre. on eut rougi de dire qu’il serait impuni, on l’appelée inviolable ». Pierre Marchand, op.cit, p17. 3 La convention nationale considérant que la justice due au peuple et le principe sacré de l’égalité ne saurait permettre que dans la recherche des coupables et dans la punition des crimes, il soit établi un distinction injuste entre un représentant du peuple et un autre citoyen, rapporte le decret du 20 brumaire ».



102

.1791 النواب املكرسة منذ عام لنظام محاية متثل يف، خطريا انتهاكاعدم املسؤولية ، شهدت ويف أعقاب حترير فرنسا

أسقطت اليت املتعلق بتنظيم السلطات العامة املؤقتة1944 أفريل 21 من األمر 18 املادةخ الذين عضو من أعضاء جملس الشيو أو غرفة النواب نائب منكل عن االنتخابيةاألهلية

ويف . )1("1940 جويلية 10يف Philipe Pétainصوتوا لصاحل تفويض السلطة املؤسسة إىل متابعة أعضاء الربملان بسبب إن احلكم الذي حيضر Julien Laferriereذلك يقول

تصويتهم، ليس له معىن سوى منعه يف األصل الغرف نفسها من إصدار قانون فيما بعد جيرم .تعبري ملوقف معني داخل الربملانالتصويت املتخذ ك

األساس العملي الثاين للحصانة الربملانية فال ميكن إمهاله، وبالرغم من قلة أمهية يوضح أن الضمانة حتمي النائب من مناورات فهووعلى غرار األساس العملي األول ث ع الفرع الثالووهي حالة الدعاوى الكيدية موض. وديدات دف إىل أبعد من ذلك

.املوايل

الفرع الثالث ألفراد الدعاوى الكيدية ل احلصانة الربملانية ضمانة أعضاء الربملان من

ال يعامل النائب يف هذه احلالة باعتباره عضوا يف املعارضة أو األقلية، ولكن باعتباره

ال يوجد انتهاك باملعىن الدقيق لعدم املسؤولية الربملانية ، ويبدو مع ذلك يف حد ذاته غري مقتنع بأنهإىل القول Jean Foyerذهب 1

هذه األخرية حلماية حرية ، فبالضرورة متتد حلماية حرية آراء أعضاء الربملانحبجة غري متقبلة يف الواقع ، مبا أن احلصانة خصصت الربملان ال ميكن أن يشكل جرمية ، الذي هو يف حقيقة جوهره ليس سوى تعبري عن ، فإن جمرد تصويت صادر عن عضو التصويت، وعليه

إن احلكم الذي مينع متابعة أعضاء الربملان Julien Laferriereويف ذلك يقول . رأي حممي أصال ودوما بعدم املسؤولية الربملانية قانون فيما بعد جيرم التصويت املتخذ كتعبري ملوقف معني بسبب تصويتهم، ليس له معىن سوى منعه يف األصل الغرف نفسها من إصدار

.داخل الربملانPrécise Julien Laferrière « la disposition qui interdit la poursuite des parlementaires à raison de leurs votes, n’a d’autre portée que d’interdire aux chambres elles-mêmes la confection d’une loi qui incriminerait, après coup, les votes émis dans un certain sens au parlement ».J. Laferrière, op.cit, p711.note1.cité par Cécile Guérin-Bargues, op .cit, p234.



103

مسبب لضرر حقيقي أو مفترض يصيب به الغري، يترتب عن ذلك دعاوى يرفعها األفراد ويتجلى خطر هذه الدعاوى يف التأثري غري املباشر على التمثيل النيايب، مما . لقضاءأمام ا

. املستاءين وعداوة املغرضنييستوجب محاية النائب من الدعاوى الكيدية للمنتخبنيفقد حتققت ضرورا على . وعموما، ال تقدم هذه الضمانة سوى فائدة حمدودة

. راطية، واالهتمام الكبري املمنوح للمناقشات الربملانيةضوء التطور املستمر للمؤسسات الدميقوأدى تدخل املشرع يف جماالت جديدة إىل تعدد االتصال بني النواب واملنتخبني، إضافة إىل اهتمام اجلمهور بالشأن العام الذي يصطلح عليه بالسياسة العامة، واليت اتسعت بشكل معترب

حت خطب ومناقشات النواب وتصويتهم، وحىت وعليه، أصب. منذ ما يزيد عن قرن ونصفوغدت بذلك، املصاحل املتضررة والقناعات . األعمال املتعلقة حبيام اخلاصة حمال للغربلة

اجلارحة ذريعة للمتابعات املتتالية اليت تعرقل حرية التعبري لدى عضو الربملان، وخلقت .1مضايقة مستمرة لعمل االس الربملانية

لقول، وحىت بالنسبة للمتابعات املؤسسة والقانونية، ومن أجل إبعاد وهكذا ميكن ااخلطر عن النواب وجب منعها مؤقتا، حىت يف ظل عدم وجود مصلحة عامة مطلقة، فإنه

وال ريب أن الذي يربر . يوجد مصلحة راجحة على األخرى، ومتطلبات أكثر أو أقل قوة– Rolinويف هذا املعىن يقول . )2(للمواطننياحلصانة الربملانية أمسى من املصاحل اخلاصة

Jacquemyns ": ميكن للمصلحة العليا أن تفرض على الغرفة حىت يف وجود جرم حمقق ". وثابت ، رفض اإلذن مبتابعة أحد أعضائها

ومع أن البعد األول والثاين للحصانة الربملانية يندرج ضمن السري العادي للنظام فإن الوجه الثالث هو الذي يعطي للحصانة الربملانية التربير األكثر والعالقات بني السلطات،

عصرنة، خصوصا وأن التطورات الدميقراطية سامهت يف احلد من تعسف احلكومة واألغلبية

1 Pierre Marchand, op.cit, p19. 2 On peut même concevoir que des poursuites fondées et légitimes soient- pour éviter ce danger-temporairement mis en échec. s’il n’existe pas en effet d’intérêt général absolu, il y a cependant des intérêts plus ou moins généraux les uns par rapport aux autres, des exigences plus ou moins fortes. Or, celle qui motive mes immunités parlementaires est incontestablement supérieure aux intérêts des simples citoyens. Pierre Marchand, op.cit, p20.



104

.اجتاه النوابويتضح من خالل ما سبق، أن احلصانة الربملانية بنوعيها املوضوعية واإلجرائية

وقد تبني من أصلها التارخيي . لذي ال ميكن إنكارهمازالت حتتفظ بأساس وجودها ا رواحلقيقة أن األمر هنا ال يتعلق سوى بتربي. وتطورها وجود ثالث مربرات جتعلها مالئمة

.وأساس خارجيإن الروح القانونية ال تطمئن إىل األساس العملي، وعليه وجب البحث عن أساس

.واحلصانة اإلجرائية،موضوع املطلب املوايلنظري ومربر داخلي لعدم املسؤولية الربملانية

املطلب الثاين األساس النظري للحصانة الربملانية

كانت الذي الديين األساس هو واحد أساس يف مرحلة أوىل للحصانة كان لقد

إىل تصل قداسة من ملاله باحلصانة يتمتع كان والرئيس فامللك احلصانات، مجيع منه تنبع باعتبارهم امللك قدسية من مستمدة قدسية هلم كانت الربملان عضاءوأ اإلله، درجة

. )1(الشعب أفراد جتاه باحلصانة يتمتعون وبالتايل له، مستشارينبيد أن االنتقال السيادة إىل األمة، وما ترتب عنه من انتقال للحصانة إىل ممثلي

عضاء الربملان، وهذا األمة، أدى إىل حبث أساس عقالين إلقرار نظام استثنائي لصاح أاألساس جيد مصدره يف النظرية القانونية املصاغة حلساب السيادة الوطنية، ومن مث، تتجلى

سنة اجلامعية ، النظام القانوين للحصانة ، رسالة دكتوراه يف القانون العام ، كلية احلقوق ، جامعة اجلزائر ، العادل صاحل ناصر طماح 1

.56 ،ص2010/2011



105

احلصانة كنتيجة منطقية وعنصر ضروري يف النظام النيايب، وأكثر تأسيسا، فإن احلصانة .تتضمن عالمة سيادة الدولة

لالفرع األو

النيايبسي يف النظام احلصانة الربملانية عنصر ضروري وأسا

مثلما صاغها الفقه la théorie du régime représentatifإن نظرية النظام النيايب هذه األخرية دفعت إىل ،الدستوري، خصصت جزءا كبريا منها الستقالل وذاتية ممثلي األمة

وعليه، . مةابتداع فكرة متثيل اإلرادة العامة ودعوا ألن تريد بكل حرية وتقدير من أجل األتتجلى احلصانة كضرورة ذات طبيعة وظيفية، ومن مث فهي تشكل ضمانة لذاتية واستقالل

.ممثلي األمة

متطلب ذاتية و استقالل النواب : أوال

M. Hauriouيتعلق األمر بالنظرية للتقليدية للنظام النيايب أو تلك اليت صاغها

كل متطلب استقالل وذاتية النواب وش ،)سيادة األمة( حلساب السيادة الوطنية d’indépendance et d’autonomie des reprsentants l’exigence مبدأ ذو مضمون

بديهي، هذا املتطلب أوجب إقرار احلصانة لصاحل النواب، واليت دف لضمان عدم إعاقتهم . سياسيةمبتابعات قضائية مضايقة وفاقدة ألي أساس، واليت تشكل يف احلقيقة مناورات

وعليه، تتجلى احلصانة الدستورية ذا املعىن ضمانة و شرط يف نفس الوقت لذاتية واستقالل .النواب

:التقليدي لنظرية التمثيل النيايب النواب يف الفقه لمتطلب ذاتية واستقال.1

تتجلى فكرة استقالل النواب، االستقالل الدستوري الذي يقوم عليه مفهوم وبالنسبة للفقه الدستوري . نية يف قلب نظرية احلكومة النيابية أو التمثيل النيايباحلصانة الربملا



106

التقليدي، تظهر هذه األخرية يف الواقع، من خالل االستقالل الذي يتمتع به النواب يف ممارستهم الختصاصام الدستورية، ألن الوكالة النيابية تتميز عن الوكالة اإللزامية من خالل

تتجلى حرية Esmeinار املمنوحة للنواب، وذا املعىن حسب الفقيه الفرنسي حرية القر الذين يف إطار االختصاصات املمنوحة -اختاذ القرار كسمة مميزة ملمثلي صاحب السيادة

وعليه، وكما . من خالل اإلرادة والتصرف بكل حرية وبكل تقدير بامسه وحلسابه-هلم السيادة الذي ال ميلك سلطة القرار اخلاصة بإرادته إن نائب صاحب": Esmein يقول

بالنسبة لكافة األعمال اليت تكون حمددة مسبقا عن طريق قواعد قانونية أو عن طريق تعليمات ملزمة، والذي ال يستطيع اختاذ قرار إال مبوافقة صاحب السيادة لن يكون ممثال

أن ممثلي األمة أو هيئات التمثيل هم من إىل l.Duguitويف نفس املعىن أشار . )1("حقيقيايريدون حمل ومكان األمة، هؤالء النواب يعربون عن إرادم يف الواقع، ولكن قانونيا وتبعا

وتعترب صفة املمثل بالنسبة ألعضاء .لظاهرة التمثيل تصبح وكأا صادرة مباشرة عن األمةوحيد هو اإلرادة واإلقرار بكل تقدير التشريعية أكثر متثيلية، مادام أن دورهم الساال

.باستثناء احلاالت اليت حيضرها الدستورلدى الفقه الدستوري باعتبارها l’idée de délégation وتتجلى فكرة التفويض

ذلك . حمور نظرية السيادة الوطنية، وهي اليت يف الواقع تقوم عليها سلطة اهليئات الدستورية طابع وخاصية عدم قابلية نويف الواقع، أ. جت التمثيل النيايبأن فكرة التفويض هي اليت أنت

انقسام وجتزئة السيادة اقتضى عدم إمكانية ممارسة السيادة كحق شخصي، وإمنا فقط على وعليه فاإلرادات املعرب عنها من قبل املمارسني للسلطة العامة ال . أساس التفويض الوطين

تعبري عن اإلرادة الوطنية، وتوصف هذه الوضعية بأا تعترب إرادات خاصة باألفراد، وإمنا هي

1 En ce sens , pour A. Esmein la liberté de décision apparait comme le trait caractéristique des représentants du souverain qui, dans le cadre des attributions qui leur sont conférées, veulent et décident librement et arbitrairement en son nom et pour son compte : « le délégué du souverain qui n’aurait aucun cas un pouvoir de décision propre, dont tout les actes seraient d’avance par des règles légales, ou par des instructions obligatoires, ou qui ne pourrait rien décider sans la ratification du souverain, celui là ne serait pas un vrai représentant ». A.Esmein, élément de droit constitutionnel français et comparé,op.cit,p 402.403. cité par Christophe Bonnotte, Recherche sur la notion d’immunité en droit constitutionnel français, Thèse de doctorat, université de limoges, 2002,p74.



107

. نيايبلمتثيإن النواب، وبعيدا عن احلاجة لالمتثال إىل رغبات األمة، فإم مدعوون بدال من ذلك إىل تكوين بشكل مستقل عن طريق مفهومهم اخلاص لإلرادة العامة، فهم ميارسون

ويكمن جوهر . قاللية يف مواجهة منتخبيهمباملعىن الكامل للكلمة وظيفة حكومية بكل استالتمثيل النيايب يف أن نائب السيد حيوز نفس السلطات اململوكة لصاحب السيادة، وكأنه صاحب السيادة الشخصي، إن ممثل صاحب السيادة معناه أن صاحب السيادة قد أعاره

ولذلك معىن . pouvoir de décision souveraineسلطته يف اختاذ القرارات السياديةمزدوج، بالنسبة ملمثل صاحب السيادة يتمتع فيما خيص القضايا الداخلة يف نطاق

un pouvoir de libreاختصاصاته بسلطة مبادرة حرة وتقدير شخصي وبقرار حمض

intiative . ومن جهة أخرى، فاملفترض أن يتكلم صاحب السيادة بواسطة ممثليه، ومن مثا والقرارات اليت يتخذها النائب باسم صاحب السيادة تكتسب فكل اإلرادات املعرب عنه

. )1(قوا القانونية، وكأا صادرة عن صاحب السيادة نفسهوقد لقي مفهوم التمثيل يف نظرية احلكومة النيابية تفسريا خاصا كرس التفرقة

. السلطةواملوظف، فاالثنان يف مركز واحد من جهة مصدر) بالنائ( التقليدية بني املمثل . كالمها يتكلم ويتصرف باسم األمة اليت يستمدون منها اختصاصام من خالل الدستور

وبالنسبة لدساتري فرنسا . ولكن خيتلف املمثل عن املوظف يف طبيعة وصفة ونطاق سلطامصفة املمثل ترتبط باستقالل مالكي السلطة العامة يف ممارسة 1791-1789لعام

1Les représentant, loin d’avoir à se conformer aux souhaits de la nation, sont donc appelés au contra ire à se forger, de façon autonome, leur propre conception de la volonté générale, ils exercent au plein sens du mot une activité de gouvernement, en toute indépendance vis avis de leur électeurs. « Le propre et l’essence de la représentation, c’est que le représentant possède les même pouvoirs que s’il était personnellement souverain…Représentant le souverain, il lui emprunte son pouvoir de décision souveraine, et cela a un double sens : d’une part le représentant a, pour les affaires comprises dans sa compétence, un pouvoir de libre initiative, de personnelle appréciation, de propre décision. D’autre part, le souverain est censé parler par la bouche de son représentant : donc toutes les volontés ou décisions que le représentant énonce au nom du souverain, prennent immédiatement la même force ou perfection que si elle avait été exprimée par le souverain lui-même. R.Carré de malberg, contribution à la théorie générale de l’état, op.cit, p201. Cité par Christophe Bonnotte, op.cit, p75.



108

النظام الذي أسسه الدستور، فالرابط بني االنتخاب والتمثيل اختصاصام، وكذلك يفينقطع، وصفة النائب ملك لكل فرد أو مجاعة أفراد حيوزون مبقتضى الدستور سلطة اإلرادة

ويف مجلة، يرتكز التمثيل النيايب . le pouvoir de vouloir pour la nationمن أجل األمةالنيايب ليس صفة شخصية وإمنا ومن مث فالتمثيل. على امتياز دستوري يتضمن درجة معينة

ويوجد متثيل حينما توجد سلطة متثيلية مبعىن سلطة التصرف بكل حرية . هو سلطة موضوعية .من أجل األمة مبقتضى الدستور، وليست جمرد سلطة خمتزلة يف تنفيذ إرادة سابقة

اتري وطوره الفقه ويستفاد مما سبق، أن مفهوم التمثيل يرتكز مثلما صاغته الدسالدستوري التقليدي كلية على فكرة االستقالل وغياب التبعية يف مواجهة بقية سلطات

واالستقاللية تعين املقدرة احلرة يف . الدولة األخرى، وكذلك يف مواجهة اهليئة الناخبة .تكوين اإلرادة العامة بناء على احلرية الكاملة والتامة يف التعبري عن اآلراء

ا املعىن، تقتضي فكرة النيابة وتستلزم جدا وجود مفهوم احلصانة الربملانية، وذواليت يدرك منها أا نظام استثنائي يستهدف ضمان عدم إعاقة النواب يف ممارسة

اليت Hauriouوتتجلى فكرة االستقالل يف مركز ثقل نظرية . اختصاصام الدستورية . النقطة اجلزئية املواليةصاغها حلساب السيادة الوطنية، موضوع

موريس هوريو استقاللية وذاتية النواب يف فقه . 2

le pouvoir légitime, institutionnaliséتنطوي السلطة الشرعية و املؤسسة

وال يعترب مفهوم . على خاصيتني، فهي بطبيعتها غري شخصية ومتثيليةM.Hauriouعند و، ولكنه باملقابل، استطاع صياغة لصاحل السيادة الوطنية النظام النيايب نظرية حمددة عند هوري

وإذا كان . بناء فقهي أصيل يف مقابل النظرية التقليدية يف النظام النيايب) سيادة األمة ( الضروري لاالعتراف باالستقال: النظريتان ختتلفان، فإما تتفقان على نقطة واحدة وهي

).النواب( للهيئة احلاكمة une" إرادة مسلحة بسلطة تنفيذية"M.Hauriou: ة الوطنية عندإن السياد

volonté armée d’un pouvoir d’exécutionعنصر : ، عنصران يشكالن بنيتها مها



109

املستوحى من الفقيه 1791 سبتمرب 3ويرتكز الفقيه على دستور . ذاإلرادة وعنصر التنفيSieyès منهم الفئة السلبية و البعض اآلخر الفئة لذي مييز بني نوعني من املواطنني ، البعض ا مد نطاق وضعيت املواطنني بالتناوب االجيابيني M.Hauriou ويقترح. )1()النشطة(االجيابيةإن . لتصبح هذه األخرية وبالتعاقب حاكمة وحمكومة يف نفس الوقت. إىل األمةوالسلبيني

وبالتايل يصبح لألمة . ين أو مرحلتنيهاتني الوضعيتني لألمة تتناوبان وتتعاقبان بتناغم بطورتتصل ). قابلة أو منضوية( بالتناوب إرادة إجيابية حاكمة وقائدة وإرادة سلبية حمكومة

اإلرادة السلبية لألمة باإلرادة العامة هلذه األخرية، ذلك أن اإلرادة الوطنية الفاعلة أو اآلمرة اعدة النظام االنتخايب متثيل اإلرادة ليست سوى جمموع السلطات احلكومية اليت تنشأ على ق

.)2(العامةيف نظرية la volonté nationale commandante إرادة األمة اآلمرة وترتكز

وذا الشرط الوحيد يكتسب ، على فكرة الذاتية.Hauriou M السيادة الوطنية عندويتجلى . رادة العامةاألعضاء وضع اهليئات احلكومية، وميكنها التعبري بكل حرية يف متثيل اإل

هي M.Hauriouإن اإلرادة الوطنية بالنسبة . استقالل النواب كشرط أساسي لسلطة الدولةتنظيم لسلطات احلكم واليت تسعى جاهدة كل واحدة لتحقيق بتلقائية متثيلها اخلالص

هذه ويف نفس الوقت العمل على تقارب التمثيل الذي حازت عليه . واحلقيقي لإلرادة العامة كل من pouvoir de gouvernement سلطة احلكم M. Hauriouويدعو . السلطات

هو خمتص يف كل األمة بتنظيم السيطرة السياسية املمارسة على مجيع األمة عن طريق اإلرادة . العامة، وكل ما ميثل يف نفس الوقت عنصر عضوي لإلرادة الوطنية اآلمرة املتصفة بالوحدة

العنصر اإلرادي الضمين املتمثل : ضوية لإلرادة الوطنية اآلمرة تتمثل يف ثالثهذه العناصر العيف السلطة االنتخابية، العنصر اإلرادي الصريح املتصل باملداولة اخلاصة بالسلطة التشريعية،

، مفاهيم السيادة يف الفقه الدستوري الوضعي والشريعة اإلسالمية، أطروحة دكتوراه دولة، معهد احلقوق والعلوم حممد أرزقي نسيب 1 .351 ،ص1996 جامعة اجلزائر،ة،دارياال

2La volonté nationle passive correspond à la volonté générale.tandis que la volonté nationale active ou commandante n’est autre que l’ensemble des pouvoirs de gouvernement, en tant qu’ils réalisent sur la base du régime electoral une représentation de la volonté générale. Christophe Bonntte, op.cit, p77.



110

أن M. Hauriouويرى . )1( الذي يتعلق السلطة التنفيذيةيوالعنصر اإلرادي التنفيذة متثيلية حينما تقوم السلطات املكونة لإلرادة الوطنية اآلمرة بتمثيل احلكومة تكون نيابي

وتعترب احلكومة النيابية يف نظام السيادة . اإلرادة العامة والقيام بتمثيل عقالين هلذه اإلرادةالوطنية ضرورية، ألن اإلرادة العامة ال ميكن أن تتصرف إال إذا انتظمت من أجل التصرف،

.نيابة عنها) عضاؤهاأ(وتصرفت هيئاا la théorie de la délégation على نظرية التفويض M. Hauriouوقد اعترض

كأساس اختصاص ممثلي األمة ملمارسة السيادة الوطنية اليت تبناها الفقه التقليدي، وأحل وكالة تتضمن نقل واعترب التفويض ، la théorie de l’investitureبحملها نظرية التنصي

ت، وعليه فإن السلطات التشريعية والتنفيذية لن تكون مستقلة إم جمرد كتاب السلطا. فنظرية التفويض حسب الفقيه الفرنسي تؤدي إىل إحراج النظام النيايب. ومندوبون فقط

. ويترتب حسب نظرية التفويض اعتبار الوكالة االنتخابية وكالة إلزامية مبقتضى برنامج حمدد، هذه الوكالة اإللزامية تصطدم بالضرورة مع استقالل هيئات األمة، وبالنتيجة نقل للسلطة

وإذا كنا نرغب يف األخذ بعني االعتبار استقالل السلطة . خصوصا مع استقال الربملانالتشريعية والسلطة التنفيذية جيب توسيع مفهوم الوكالة االنتخابية إىل معىن يؤدي إىل

كالة مادام أا واسعة وبدون مسؤولية وبدون نقل إن األمر يتعلق بو. اعتبارها ال شيءللسلطات فإن هذه الوكالة ليست سوى شكل فارغ و يبقى التحديد القانوين للتفويض غري

.)2(ممكن حتترم استقالل اهليئات M. Hauriouوعليه، فإن نظرية التنصيب اليت جاء ا

يئات احلكومية ذاتية وخاصة ومتارس النيابية مبعىن ال تتطلب نقل سلطات األمة ، سلطات اهلوكذلك، فبالنسبة للفقيه الفرنسي فاهليئات التمثيلية هي مؤسسات . باسم وحلساب األمة

إا . اجتماعية ترتكز على الوقائع، وعلى طبيعة األشياء، وليس على تفويض السلطات

1Ces élément organique de la volonté nationale commandante sont au nombre de trois: un élémnt de volonté implicite correspondant au pouvoir électif, un élémént de volonté explicitée par la délibération correspondant au pouvoir législatif, un élément de volonténationale exécutoire correpondant au pouvoir exécutif. Christophe Bonntte, op.cit, p77.

2 Christophe Bonnotte, op.cit, p78.



111

ل هلا أي سلطة ، مثلها مستقلة جذريا، هذه األخرية ال تنق. مستقلة بالنظر إىل اإلرادة العامةفالسلطات . مثلما ال تنقل سلطة الزوج يف زواجه أو مالك يف ملكيته أو رب عمل يف عمله

.)1(العامة مستقلة بالطريقة نفسها يف السلطات اخلاصةمتطلب ضروري للتنظيم M. Hauriouوقد شكل استقالل ممثلي األمة عند

حة الدستورية للدولة ال تتحقق إال عند ما يتم الدستوري يف الدولة، ويف الواقع فإن الصاالعتراف باستقالل احلكومة النيابية، و أن تكون حرة يف العمل حتت رقابة األمة صاحبة

ويرتكز مربر احلكومة التمثيلية باخلصوص وبالتحديد على الفصل بني األمة . السيادةومن جهة أخرى . اإلداريةواحلكومة اليت هي وحدها ميكن أن تؤسس السلطة احلكومية و

. الستقالهلم حىت يتمكنوا من اكتساب صفة هيئات وأعضاء احلكومة بالشرط الوحيدوكذلك، فإن أعضاء وهيئات األمة . ويساهم عنصر باالستقالل يف تكوين اإلرادة العامة

ن املستقلة يشكلون بأنفسهم وبتلقائية متثيل اإلرادة العامة الضرورة لتصرفهم، إم ميلكو .)2(سلطة اختاذ القرار احملضة ، وهم يريدون من أجل األمة بواسطة أنفسهم

M. Hauriouإن استقاللية ممثلي األمة تشكل ضمانة يف فقه السيادة الوطنية عند

من خالل نظرية التنصيب، هذه األخرية تتوافق ومبادئ احلكومة التمثيلية وحتترم استقالل إن التولية والتنصيب حيترم كذلك . عضاء احلكومة النيابيةوبالنتيجة استقالل أ املمثلني،

بالنسبة . استقالل سلطة العضو املنصب، وتفرض عليه ببساطة ممارسة سلطته يف حدود معينةالعضو العامل ال يتصرف حلسابه اخلاص : للفقيه الفرنسي فاملنصب يتمتع بثالث خصائص

ع معني وبثقة ممنوحة له، وعلى األقل وإمنا حلساب سيد آخر، وكذلك، فإنه يتصرف يف وضإن ضرورة االستقالل . فهو مستقل خبصوص سلطته ويتمتع باملبادرة يف ممارسة أعماله

1 La théorie de l’investiture dégagée par M.Hauriou respecte l’autonomie des représentants en ce sens qu’elle n’implique pas une transmission de pouvoir de la nation : les pouvoirs du gouvernement lui sont propre et il les exerce au nom et pour le compte de la nation. ainsi pour M.hauriou, les organes représentatifs sont des institutions sociales reposent sur des faits, sur la nature des choses et non pas sur des délégation de pouvoirs.ils sont autonomes vis-à-vis de la volonté générale. radicalement autonomes.celle-ci ne leur transmet aucun pouvoir, pas plus qu’elle n’est transmet au mari dans son ménage, au propriétaire dans son domaine, au patron dans son usine. Les pouvoirs publics sont autonomes au meme titre que les pouvoir privées. 2 Christophe Bonnotte, op.cit, p79.



112

معترف ا لكل وظيفة عامة، هذه األخرية متنح العامل سلطة ومقدرة خاصة اليت ال تتأتى .من تفويض السلطة العامة

حل السيادة الوطنية، و اليت تتعلق بتلك ويستفاد مما سبق، أن النظريات املصاغة لصااليت جاء ا الفقه التقليدي يف القانون الدستوري استنادا ملفاهيم املؤسس الدستوري، أو

ترتكز . من أجل القيام بقطع فكرة التفويض M. Hauriouتلك اليت صاغها الفقيه الفرنسي واستقالل يف مواجهة السلطات إذن على فكرة االستقالل يف تكوين متثيل اإلرادة العامة،

وعلى هذا األساس تتجلى احلصانات الدستورية . األخرى، وحىت بالنسبة للهيئة الناخبة .باعتبارها حجر الزاوية يف النظام النيايب، لتشكل ضمانة حتقيق ذاتية واستقاللية ممثلي األمة

ممثلي األمةيةاحلصانة ضمانة ذاتية واستقالل: ثانيا

يبدو معاديا ملفهوم احلصانة، ذلك أن هذا النوع من النيايب التمثيليامظإن الناحلكومة النيابية متارس السلطة نيابة : األنظمة يفترض املسؤولية الكاملة حلائزي السلطة العامة

أن Esmeinويف هذا الصدد، يقول . األمة، ومن مث جيب أن حتاسب على حركتها وفعلهاإن . بالضرورة على املسؤولية الكاملة لكل من ميارس سلطة عامةالسيادة الوطنية تنطوي

سيادة الشعب ال تفرض فقط بأن تكون السلطات منبثقة عن األمة وختول هذه األخرية . ممارستها، وإمنا تقتضي إقرار مسؤولية كل من تلقى ممارسة هذه السلطات فإم مسئولون

ميلكه، ولكنه حق مملوك للغري عهد له فاملسلم به أن كل شخص ميارس يف األصل حقا الهذا املبدأ يتم تطبيقه بشكل واضح . )1(مبمارسته، فإنه ملزم بتقدمي حساب لصاحب احلق

على املوظفني العامني يف إطار مهمة تطبيق القانون، وخاصة احلائزين على السلطة العامة، ويرى . مناء عليهاوالذي من خالله، ميكن رؤية خطر إساءة استعمال السلطات إم أ

Esmeinمبجازاة وعقاب كل موظف أو ممثل : املسئولية جيب التعبري عنها بطريقتنيه أن هذوإقصاء وعزل كل موظف أو ممثل من طرف السلطة اليت . ينحرف يف استعمال سلطاتهويف كل هذه احلاالت، فإنه خيشى على هذه السلطة، وبدون . عهدت له بسلطاته أو وظيفته

1Christophe Bonnotte, op.cit, p81.



113

حلدود سلطاا املفوضة فإا تستطيع ممارستها بطريقة جيدة وخطرية يف نفس جتاوزها .الوقت

إن مفهوم احلصانة بالرغم من تطوره كلية يف ظل النظام النيايب، فهي تشكل يف وقد . وبالنتيجة استقاللية سلطات احلكومة النيابية. الواقع عنصر ضمان استقاللية النواب

احلقيقة على اإلعفاء الكلي أو اجلزئي من تطبيق القواعد القانونية ارتكز مفهوم احلصانة يفوأكثر حتديدا، هذه احلماية ذات . املوضوعية أو اإلجرائية املتعلقة مبمارسة وظيفة سياسية

الطبيعة القضائية تتعلق باملمارسني لوظيفة عامة يف الدولة، ويستفيد مبقتضاها من سلطة قرار .اللية بالنظر إىل السلطات األخرى واألفرادتعرب عن نوع من االستق

هذه احلصانات الدستورية تشكل جزءا أساسيا يف النظام النيايب حيث تقوم وتضمن هلؤالء األمان الضروري يف . باعتراض املتابعات املمكن اختاذها يف مواجهة النواب

ك قلل شديد من خشية هنا. قيادة القضايا السياسية واالستقاللية املقررة للوظيفة املشغولةفحرية املناقشات : املتابعات احملركة اليت ميكن أن تؤدي إىل شل عمل أعضاء احلكومة النيابية

الربملانية داخل الغرف تصبح كلمة فارغة إذا كان أعضاء الربملان سيصيبهم اخلوف من اآلراء نفس املعىن، سيتباطأ يف .واألعمال املعرب عنها خالل املناقشات الربملانية وأثناء التصويت

العمل احلكومي أو ينقطع أو يتوقف إذا كان الوزراء ال يتمتعون بنظام قضائي وإجرائي .استثنائي من القانون العام، يضمن عدم متابعتهم بسبب أدىن أعماهلم

وبناءا على ما سبق ، فاحلصانات الدستورية ضمانة موجهة ضد املتابعات القضائية وإذا كانت احلصانة . الستقالل الضروري يف ممارسة الوظائف املسندةاليت ميكن أن دد ا

دف إىل اعتراض املتابعات الكيدية وغري املؤسسة املتخذة من طرف األفراد، فإا تسهر . على احلفاظ على استقاللية السلطات املؤسسة يف مواجهة إىل اهليئات احلكومية األخرى

حيث املبدأ تتأىب أن يكون أعضاء الربملان حمل إجراءات فاحلصانة اإلجرائية يف األصل ومن مقيدة أو سالبة للحرية، وتضمن عدم انتزاعه من مقعده وتعطيل مشاركته يف األعمال

.)1(الربملانية، من طرف سلطة تنفيذية متمسكة باختصاصاا

1 C’est immunités constituent dés lors une piece fondamentale du régime representative dans la mesure où, en s’opposant aux poursuites qui pourrait être engages à l’encontre des gouvernant,



114

ة العامة، وتقوم الصفة النيابية يف الفقه التقليدي على قدرة املسامهة يف تكوين اإلرادإن ممثل األمة وحىت يدرك . بواسطة التصرف بكل حرية وبشكل تقديري نيابة عن األمة

التمثيل احلقيقي جيب أن يكون تصرفه يف ممارسة وظائفه مستقال بالكامل، ويتمتع بسلطة . التعبري الكاملة وحبرية من خالل آراءه وتصويته الذي يعتقد بأنه تعبري عن اإلرادة العامة

.مث عليه، أن ال خيشى بأنه سريتكب خطأ بسبب آرائهومن وعموما، تشكل احلصانة الدستورية عائقا باعتراضها على املناورات الكيدية اهلادفة إىل عرقلة ومنع حرية ممارسة الوظيفة التمثيلية، وضمانة ملمثل األمة حينما يعرب عن رأيه، فال

.خيشى من قيام املسؤولية ضده تعترب احلصانات الربملانية حجر الزاوية يف نظام أعضاء االس وبناء على ذلك،

التشريعية، فعدم املسئولية تتأىب كل دعوى قضائية مقامة بسبب اآلراء املعرب عنها والتصويت املتخذ من طرف أعضاء الربملان يف ممارسة اختصاصام الدستورية، وتضمن كذلك، بأن

وتستثين . لمسامهة يف تكوين عن اإلرادة العامةيقول هؤالء كل ما يعتقدون ضروري لاحلصانة اإلجرائية بطريقة مؤقتة عضو الربملان من االستجابة لطلبات املثول أمام القضاء

وإذا كانت احلصانة الربملانية دف إىل محاية أعضاء . حينما يقتضي الصاحل العام ذلكلتنفيذية واألفراد، فإا تشكل أيضا االس من املناورات املوجهة ضدهم من طرف السلطة ا

محاية مؤسسة لصاحل األقلية ضد األغلبية، والتربير املقدم يف هذه احلالة يتمثل يف محاية .)1(الوظيفة النيابية

وخالصة القول فإنه ، وإىل جانب اعتبار متطلبات النظام النيايب كأساس للحصانة م السلطة العامة، حيث أا تشكل يف الواقع الربملانية، فإن هذه األخرية ترتكز على مفهو

امتياز مرتبط مبمارسة الوظيفة العامة داخل التنظيم املؤسسايت، ومبعىن آخر، فاحلصانة الربملانية .تتجلى كالزمة منطقية ملفهوم السيادة، موضوع الفرع املوايل

elle Assurant la tranquillité nécessaire à la conduit des affaires publique, et l’independence requise par la fonction occupée. Christophe Bonnotte, op.cit, p81. 1 Christophe Bonnotte, op.cit, p 82.



115


احلصانة الربملانية الزمة منطقية ملفهوم السيادة ا كانت احلصانة الربملانية تظهر كمتطلب وضرورة وظيفية للنظام النيايب القائم إذ

على أساس وجوب استقاللية وذاتية ممثلي األمة، فهناك أساس ثاين ملبدأ احلصانة يستخلص إن وجهة النظر هذه، تسمح بالقول أن احلصانة جتد مصدرها . ويستشف من مفهوم السيادة

ة، و من جهة أخرى يف مبدأ إسناد أعمال احلكومة النيابية لصاحب يف الطابع األصيل للسياد . السيادة

مبدأ احلصانة مستنبط من خصائص مفهوم السيادة: أوال

املتعلقة مبفهوم السيادة قد اختلفت وجهات نظرها ، فإنه ةإذا كانت اآلراء الفقهية تستطيع أن ختدم بالرغم من ذلك ميكن دفع هذه التفسريات إىل جمموع خصائص مشترك

.قانونيا مفهوم احلصانة الربملانية

:حتديد مفهوم السيادة.1

يصطدم حتديد مفهوم السيادة بصعوبة كبرية تتعلق بتعدد املعاين واهلالة اليت أحاطت مصطلح السيادة، وأضفت عليه طابع القدسية ، وهذا ما تكشف عنه املسميات اليت تنشئها

.كن القول بأنه ال يوجد مفهوم واضح وموحد ملعىن السيادةومي. املفاهيم القانونيةوتعترب السيادة يف الفقه الدستوري الفرنسي التقليدي خاصية من خصائص الدولة

يرجع مفهوم السيادة بصفة . وعالمتها املميزة، وبغض النظر عن التعريفات املمنوحة هلا. ة وعدم اخلضوع لسلطة أخرى منافسةعامة، إىل فكرة االستقاللية، الذاتية، انعدام التبعي

وعليه تتجلى احلصانات الدستورية كأنظمة قانونية دف للمحافظة على خصائص السيادة، هذه األخرية يدرك من معناها السلطة العليا اآلمرة، السلطة السامية، ومن مث، فهي متنح



116

.أساسا قانونيا للحصانات الدستوريةالسيادة ليس باعتبارها سلطة وإمنا بوصفها صفة R.Carré de Malbergويفسر

والسيادة بالنسبة ملؤلف النظرية العامة للدولة، هي . أو خاصية لدرجة معينة من السلطةعليا فال ختضع لسلطة أعلى منها وال توجد سلطة مساوية هلا، حينما : اخلاصية العليا لسلطة

يفهم من ذلك، ويف نطاق ممارستها نقول أن الدولة ذات سيادة أو صاحبة سيادة، جيب أن .)1("لسلطتها، فإا حتوز سلطة ال تنبع من أي سلطة أخرى أو توجد سلطة مساوية هلا

خارجي ويقتضي الوجه األولويتم التعبري عن سيادة الدولة من خالل وجهني، تعترب عدم خضوع الدولة لدول أخرى مبعىن السيادة اخلارجية، وعليه، ميكن القول أن الدولة

صاحبة سيادة ذا املعىن حينما تكون سلطتها حمررة من أي تبعية أو حتديد اجتاه سلطة السيادة الداخلية اليت تقتضي أن حتوز الدولة، يف عالقاا مع األفراد والوجه الثاين. خارجية

ا، سلطة املوجودين يف إقليمها، أو يف عالقاا مع اجلماعات العامة أو اخلاصة املكونة بداخلهعليا آمرة، مبعىن أن إرادا تتفوق وتسيطر على مجيع إرادات األفراد واجلماعات اليت متلك

وعليه فكلمة السيادة تصلح إذا للتعبري على السلطة الدولتية . سلطة باملقارنة لسلطة الدولة la puissance étatique2(أعلى سلطة موجودة داخل الدولة(.

حول مفهوم السيادة بشكل واضح خالل مراحل تطورها، وقد اختلفت التصورات ، كان املفهوم اإلقطاعي للسيادة ال يقتضي االستقالل R.Carré de Malbergفبالنسبة

الكامل واملطلق للسلطة، فكلمة صاحب السيادة كان هلا معىن نسيب وتعين درجة معينة من السادس عشر فقط أصبحت كلمة وابتداء من القرن السلطة، وكما يقول الفقيه الفرنسي،

السيادة تعين خاصية يف سلطة ال تستمد وال تنبع من أي سلطة أخرى وال تقبل أي سلطة

1 R. carré de Malberg définit ainsi la souverainté, non pas comme une puissance, mais comme une qualité « une certaine façon d’etre, un certain de gré de puissance ». Pour l’auteur de la contribution à la théorie générale de l’Etat, « la souverainté, c’est le caractère suprême d’un pouvoir : supreme en ce que ce pouvoir n’en admet aucun autre ni au-dessus de lui, ni en concurrence avec lui. Quand on dit que l’Etat est souverain, il faut entendre par-là que, dans la sphère ou son autorité est appelée à s’exercer, il détient une puissance qui ne relève d’aucun autre pouvoir et qui ne peut être égalée par aucun autre pouvoir. R. Carré de Malberg, la contribution à la théorie générale de l’Etat, p71. Cité par Christophe Bonnotte, op.cit, p84. 2 Christophe Bonnotte, op.cit, p84.



117

منذ هذه اللحظة، فإن كلمة السيادة لن تصبح تعين صفة سلطة الدولة، . أخرى مساوية هلا لقب وقد أدى التطور النهائي إىل حتديد حامل. ولكن تغدو هوية تعريف هلذه السلطة

.)1(صاحب السيادة بأنه املالك للسلطة العليا يف الدولة حتليال خمتلف نوعا ما عن مفهوم السيادة، إذ مع ظهور كلمة O. Beaudوقدم

السيادة خالل القرن الثالث عشر، كانت دف إىل حتديد كل من ميلك اختاذ القرار عدم قبول وجود سلطة أعلى باستقاللية كاملة يف نطاق اختصاصاته، فصاحب سيادة يعين

تقنية، ومن مث -منه، ومن جهة أخرى، فقد اكتسبت السيادة خالل هذه الفترة صبغة قانونيةفكلمة السيادة ذا املعىن هي اختصاص يسمح بالفصل يف املنازعات بشكل ائي، هذا

ريعية اليت ال ، و يتعارض مع املفهوم املعاصر للسلطة التشياملعىن ظل ضيقا يف النطاق القضائتعرف أي حتديد موضوعي أو مادي الختصاصها، هذه األخرية ميكن تعريفها بأا السلطة

وبناءا على ذلك، فالسيادة ميكن . العليا للدولة على األشخاص املتواجدين يف نطاقها القانوينملالك تعريفها بأا السلطة احلرة القادرة على سن القانون، وصاحب السيادة بأنه الشخص ا

واملمارس للسلطة العليا، مبعىن الشخص والذي ميلك بدون رقابة القدرة على سن وبكل ومن . حرية القانون، ومن مث فصاحب السيادة ميلك سلطة مطلقة باملعىن القانوين للمصطلح

مث فالسيادة هي السلطة العليا اآلمرة للدولة على األشخاص املتواجدين يف نطاق اختصاصها .)2(، وذا املعىن فهي ليست سوى نتيجة تنظيم نسقي إلقليم الدولة بالقانونالقانوين

.51 ،ص 2004 ، طبعة القانون الدستوري ، املشكلة الدستورية العامة ، مطابع دار الكتاب العريب ،عبد الفتاح ساير داير 1، أي هلذه القوة الدائمة واملطلقة تستنتج وتفرض نفسها على إن العالمة األوىل للسيادة : "جلون بودانفقد جاء يف كتاب اجلمهورية 2

بصفة ، سن القانون للجميع بصفة عامة ، ولكل واحدإا القدرة على سن القانون ونقضه السابقة ، تالفكر انطالقا من اإلستشهادا عليه أن يأخذ نألنه إذا كا. خاصة ، وذلك دون أن يكون األمري السيد حباجة ملوافقة أي كان سواء أعلى منه أم مساويا له أم أدىن منه

عليه أنن من هو أعلى منه ، فإنه سيكون تابعا حقيقيا ، وإذا كان عليه أن يأخذها ممن هو مساو له ، فإنه سيكون شريكا ،وإذا كاةموافقإننا نالحظ هنا اإلشارة لس الشيوخ الذي يقصد به ". لن يكون سيداه من جملس الشيوخ أم من الشعب ، فإنءيأخذها من الرعية ، سوا

. أن يكون هلم أي سلطة جلعل آرائهم تنفذنمجعية مستشارين يستشريهم مالك السيادة ، دودينة الدولة إىل الدولة القومية ، ترمجة حممد عرب صاصيال ، املؤسسة اجلامعية ، تاريخ الفكر السياسي من املجان جاك شوفالييه أورده

. ا وما بعده283.، بريوت ، لبنان1985للدراسات والنشر التوزيع ، الطبعة األوىل ،ان فردا سواء ك(، فليس هناك من مشرع غري السيدسلطة سن القانون و نقضه هي العالمة األوىل للسيادة أن : "هوبز ويرى

إنه حر إزاء . فهو الذي يسن القانون ويلغيه، وإرادته اليت يدل عليها بصمته ،تسمح الستعمال طويل أن يأخذ قوة تشريعية ) . أومجاعة ".مبوجب حق عام كالم ذاك الذي يأمر اآلخرين ، " بشكل خاص هوبزالقانون الذي عرفه . القوانني



118

وخالصة القول، أن السيادة وصاحب السيادة تقتضي وجود سلطة تعرب عن إرادا أي : أساسا بواسطة صناعة القواعد واملعايري القانونية، وترتكز على مفهوم إرادية القانون

لقانون، فإرادة صاحب السيادة قادرة لوحدها على فرض قدرة اإلرادة على خلق وإنشاء اإن السيادة تعين إذن إرادة حرة تتصرف بدون حواجز، وبغياب . املعايري وإصدار األوامر

التبعية والسمو الذي تعرب عنه، فإن السيادة متنح أساسا قانونيا للحصانات الدستورية، هذه .)1(األخرية تظهر وتتجلى كالزمة منطقية للسيادة

: الزمة منطقية ملبدأ السيادة الربملانيةاحلصانة.2

un corollaire logique duتتجلى احلصانة الربملانية كالزمة منطقية ملبدأ السيادة principe de souverainté ا تشكل تعبريا عن األول: من خالل وجهني أو مظهرينأ

: الثاينم القانوين، ويتمثل املظهر سلطة إعفاء واستثناء صاحب السيادة من اخلضوع للنظا .بأا تتأس على الطابع السامي وغري املقيد واحملض ملفهوم السيادة

أساس ظام القانوين للدولة اخلضوع للنيف اإلعفاء منسلطة صاحب السيادة .أ :احلصانة

إن مفهوم السيادة كسلطة حرة يف خلق القانون تقتضي وتستلزم بالنسبة لصاحب pouvoir deسلطة اإلعفاء واالستثناء من اخلضوع للنظام القانوين للدولةالسيادة

dérogationوقد كان األمري . )2(، فصاحب السيادة هو من ميكنه إلغاء القانون واإلعفاء منهيف التقاليد القانونية للفترة اإلقطاعية يظهرا حرا من االرتباطات والقيود املفروضة بالقوانني

.331، املرجع نفسه ، صجان جاك شوفالييه

1 Christophe Bonnotte, op.cit, p85. 2 La conception de la souveraineté comme puissance de libre création du droit implique pour le souverain le pouvoir et le droit de déroger à l’ordre juridique étatique : « Est souverain celui qui peut abroger le droit et y déroger ». cette capacité d’abrogation et de dérogation à l’ordre juridique existant ne peut apptenir qu’au souverain, dans la mesure ou, seul celui qui à la capacité de faire le droit a également la capacité de l’abroger ou d’y déroger. Olivier Beaud, la puissance de l’état,1ere éd, 1994, puf, paris, France. p10.



119

هذه القدرة على إلغاء القانون . وقت نفسه خيضع لقواعد العدالة واإلنصافاملدنية، ويف الونقضه واإلعفاء من النظام القانوين للدولة القائم، ال ميكن أن تكون إال امتيازا وخاصية

ذلك أن من ميلك القدرة على سن القانون فإنه ميلك القدرة على . حيوزها صاحب السيادةأنه من بني املعايري املستخدمة من طرف O. Beaud ويشري .نقض القانون واإلعفاء منه

J.Bodin عند عرضه وحتليليه ملضمون السلطة املطلقة لصاحب السيادة ، التأكيد والتنويه على القدرة على سن القانون، ويضيف جانب آخر للسلطة السيادية يتمثل يف قدرا على

تشاة هي تعبري عن اختصاص واحد هو نفسه، هذه التعابري امل. اإلعفاء من القانون العاديويظهر أن هذه اخلاصية للسيادة ترتكز على سلطة اإلعفاء اململوكة للحائز على السلطة

ومن مث، فهي متنح أساسا قانونيا ملفهوم احلصانة يف معناها األكثر دقة، مادام أن . الدولتيةونية الالزمة ملمارسة الوظيفة النيابية وخروج من اخلضوع للقواعد القانءاحلصانة تعترب كإعفا

.يف مسرح التنظيم املؤسسايت للدولةوترتكز احلصانة على اإلعفاء من تطبيق القانون العام، ومثل هذا النظام اإلعفائي ال ميكن أن جيد مصدره سوى خارج األشخاص الذين تقرر لصاحلهم هذا النظام القانوين

على اإلعفاء من النظام القانوين بواسطة سلطة اإلعفاء االستثنائي، ويقتضي كذلك القدرة من القانون اليت يتمتع ا صاحب السيادة، واليت ترتكز على املقدرة احلرة يف سن القانون

la puissance de libre création du droit . ومن مث يبدو البحث فيه كأساس للحصانة .)1(واجبا

:يدة أساس ملبدأ احلصانةالسيادة كسلطة سامية و غري مق.ب

امللك ال "انوين يف عبارة ها الق تعبريعدم مسئولية امللك اليت جتد ،يف القانون القدمي، ذلك أن " امللك ال ميكن أن يرتكب جرمية: "، وجدت مصدرها يف جتسيد السيادة"خيطئ

.التقاليد القانونية كانت ترى يف امللك بأنه منبع العدالة ادة من امللك إىل األمة، وبعده إىل الدولة التشخيص القانوين لألمة مل إن انتقال السي




120

فقد أخذت السيادة معىن السلطة العامة اليت تظهر كائنة . يلغ إطالقا ذلك البناء والتصورومتعايشة يف الدولة، وذه الصفة األساسية تتجلى داخلها كسلطة سامية عليا متفوقة على

عىن سلطة عليا مهيمنة يف الدولة على األشخاص املنضوين حتت باقي اهليئات األخرى ، مبوإىل جانب ذلك، توصف السيادة بأا . نظامها القانوين، وتترجم احتكار السلطة يف الدولة

سلطة مستقلة إزاء سلطات الدول األخرى ،كما تترجم غياب خضوع وتبعية الدولة للدول .األخرى

م محائي مقرر مبقتضى الدستور لصاحل اهليئات ويتضح من مفهوم احلصانة بأا نظاوتظهر احلصانة كعالمة مميزة لسيادة . احلاكمة، مثل هذه السلطة جتد أساسها يف السيادة

.الدولة، وأكثر من ذلك، نتيجة منطقية وضرورية ، ودرجة لسلطة الدولةاخلي مسو وتترجم احلصانة الدستورية على املستوى القانوين يف النظام القانوين الد

ويفهم من . )1(وتفوق الدولة من خالل هيئاا على األفراد واجلماعات العامة واخلاصةالسيادة بأا سلطة مهيمنة سامية، مثل هذه السلطة ال ميكن أن يدرك منها سوى أا انفكاك

بقي على واحنالل من القيود املفروضة بالقانون العام، والتحرر من بعض املعايري القانونية اليت تفالطابع غري املألوف واالستثنائي للحصانة يرجع . خضوع األشخاص التابعني لقضاء الدولة

إىل الرابط والعالقة القائمة مع مفهوم السلطة العامة، وذا املعىن تظهر احلصانة كامتياز أن جتد أساسها القانوين ومربرها النظري خارج مفهوم السيادة فال ميكن للحصانة. للدولة

. وتبقى سلطة اهليمنة والتفوق غري كافية لتمييز سيادة الدولة. وخصائصها احملضة اليت متيزها. فكل سلطة أخرى عامة أو خاصة ميكن أن تفرض عدد من املعايري على املنضوين حتتها

هناك عنصر قانوين متييزي مكمل ميكن البحث عنه يف القدرة على التنظيم الذايت للدولة la capacité d’auto-organisationالقدرة على التنظيم الذايت قانونية،ومبعىن أكثر

وهذه . مبعىن ذاتية واستقاللية الدولة la capacité auto-constitutionوالتأسيس الذايت

1 L’immunité apparait en effet comme une marque de déférence à l’ègard de la souverainté de l’Etat, mais plus encore comme conséqence logique, nécessaire, du degré de puissance de l’Etat. L’immunité est la traduction au plan juridique, dans l’ordre normatif interne, de la prééminence de l’Etat, au trvers de ses organes, sur les particuliers et les autres groupements publics ou privés. Christophe Bonnotte, op.cit, p87.



121

القدرة على االستقالل والذاتية أي التنظيم والتأسيس الذايت هي مميز الدولة واليت تقتضي .)1(صها واالستقالل يف مواجهة السلطات املوازيةسيطرا يف دائرة اختصا

وترتبط احلصانة كنظام استثنائي إعفائى من تطبيق قواعد القانون العام يف اال كما تعرب احلصانة الدستورية على القدرة التنظيم . القضائى، مبمارسة وظيفة سياسية متثيلية

قاللية تقتضي القدرة على اإلعفاء من هذه الذاتية واالست. الذايت اليت متيز سيادة الدولة .اختصاص القضاء العادي و القواعد القانونية املوضوعية املطبقة أمام هذا القضاء

إن الرابط الذي يصل احلصانة الدستورية بالسيادة يتجلى خصوصا من خالل إذا و. القواعد الدستورية اليت تبني الوضع القانوين للسلطات العامة على املستوى الدويل

كانت احلصانة دف حلماية اهليئات احلاكمة ضد الدعاوى القضائية اليت ميكن أن تستهدفهم يف النظام القانوين الداخلي، فإا كذلك صاحلة يف نطاق القانون الدويل، فحصانة أعضاء السلك الدبلوماسي دف للحفاظ على سيادة الدولة اليت ميكن أن تشكل املساس ا

استقالل أعضاء السلك الدبلوماسي يف حالة خضوعهم لقوانني الدولة اعتداءا على كما أا تسمح بتمييز درجات احلماية املمنوحة عن طريق احلصانة تبعا ملمارسة .األجنبية

. السلطات اليت قد تكون حمل شلل وديد لالستقالل الدبلوماسي وسيادة الدولة اليت ميثلهامن ضرورة عندما يتعلق األمر بالقواعد القانونية يف املادة وتعد احلصانات الدستورية أكثر

وجتد احلصانة الدبلوماسية الدولية أساسها يف السيادة اخلارجية . اجلنائية دون املادة املدنية ذلك أن الدولة ال ميكن أن تكون صاحبة سيادة . للدولة باعتبارها سلطة سامية غري مقيدة

.ها حرة من أي تبعية أو حتديد قبل سلطة خارجيةذا املعىن إال إذا كانت سلطتومبا أن احلصانة الدستورية دف إىل عدم خضوع ممارسي الوظيفة السياسية التمثيلية للقضاء اخلارجي، فهي تساهم حقا يف غياب التبعية لسلطة خارجية عرب احلماية

عضائها من اهلجمات القانونية للهيئات احلاكمة، ومن مث فعلى الدولة أن تسعى حلماية أإضافة إىل ذلك، فإن الدولة تتمتع يف . املؤثرة باعتبارها اعتداء غري مقبول على سيادا

القانون الدويل حبصانات مستقلة جتد مصدرها يف سيادة الدولة، أمهها حصانة القضاء اليت




122

ة بتحديد تقوم على إعفاء لصاحل هيئات و أعوان الدولة من تطبيق القوانني يف دولة أجنبياختصاص احملاكم، واعتبار الدعاوى غري مقبولة بالنظر إىل صفة املدعى عليه خصوصا يف

إىل جانب حصانة التنفيذ اليت . الدعاوى اليت تعرف بتطبيق قواعد القانون الدويل اخلاص .))1دف إىل إعفاء الدولة من تطبيق القوانني األجنبية اليت حتدد طرق و إجراءات التنفيذ

ظهر الرابط الدقيق الذي جيمع احلصانة بالسيادة لدى فقه احلصانة باملفهوم ويالضيق، واليت حتدد مضمون حصانة القضاء للدولة يف األعمال السيادية، واستثناء األعمال

ومن مث فاحلصانة القضائية تقرر للدولة باعتبارها صاحبة السيادة . التجارية واالقتصادية .ات السلطة العامةوتقوم على وجود امتياز

مؤسس على إسناد أعمال احلكومة النيابية لصاحب السيادةمبدأ احلصانة .ثانيا

إن احلصانة اليت تتمتع ا هيئات النظام النيايب يف نطاق اختصاصام الدستورية ترتكز يف النهاية على مبدأ إسناد أعمال السلطات العامة لصاحب السيادة ، فالدولة يفترض

ناحية القانونية بأا الفاعل واملمارس احلقيقي لألعمال املتخذة من طرف هيئات النظام من الالنيايب وخصوصا الربملان على أساس تفويض دستوري، هذا اإلسناد يترجم يف الواقع

.احلصانة اليت تظهر كمبدأ مرتبط مبفهوم السيادة

:ال السلطات العامة لصاحب السيادةمبدأ إسناد أعم.1 د برزت مسألة إسناد أعمال هيئات النظام النيايب يف قلب نظريات الفقه لق

الدستوري وخصوصا النظرية العامة للدولة، من خالل نظريت الوكالة التمثيلية النيابية .والنظرية العضوية

:نيابيةإسناد أعمال السلطات العامة لصاحب السيادة يف نظرية الوكالة ال.أ




123

لنيايب يف القانون العام الفرنسي املنبثق عن الثورة الفرنسية، يقوم مفهوم التمثيل اعلى قدرة اإلرادة والتصرف بكل حرية وبشكل تقديري نيابة عن األمة، فالنائب ويف حدود اختصاصاته الدستورية يعرب مباشرة وبكل سيادة عن إرادة األمة اليت من خالهلا يتمتع بسلطة

فالنائب يعرب عن إرادة نفسه يف الواقع، . أولية وأصليةاإلرادة والتصرف نيابة عنها بصفةولكن من ناحية القانون، ووفقا لنظرية النيابة، تعترب إرادة النائب وكأا صادرة مباشرة عن

.)1(إرادة األمة مع متتعها خبصائصها وقوا إىل أن النواب ليس هلم إرادة خمتلفة عن إرادة األمة، فما l. Duguit وأشار

وكذلك، النيابة يف كل . عربون عنه أو يأمرون به، فاألمة هي اليت عربت عنه و أمرت بهياألحوال، فالتعبري عن اإلرادة يكون له نفس القيمة وينتج نفس اآلثار كما لو أا صادرة عن

إن التعبري عن : ويف العالقات السياسية احلديثة، ختتصر فكرة النيابة كمايلي. إرادة األصيلادة الصادر عن بعض األفراد له نفس القوة وينتج نفس اآلثار كما لو أنه صادر مباشرة اإلر

.عن اهليئة االجتماعية l’imputation des actes des gouvernantوينطلق إسناد أعمال السلطات العامة

au souverain السيادة يف فقه خصوصا الربملان لصاحب M .Hauriou من فكرةنه ال السلطة التنفيذية و ال السلطة التشريعية وال القضائية، تتصرف بامسها التنصيب حيث أ

وحلساا اخلاص، فالكل يتصرف باسم وحلساب األمة، مبعىن اإلرادة العامة اليت هي صاحبة إن مفهوم النيابة يقتضي إذن عالقة تقوم على التماثل والتعادل، فهي تسلم بتماثل . السيادة

حيث أنه . يل يف نفس الوقت عند نقل السلطات من األول إىل األخريمركز املوكل والوكوتقوم نظرية الوكالة . من خالل النيابة فإن األمة بأكملها جتد تعبريها ووجودها السياسي

على مفهوم إسناد األعمال املتخذة من la théorie du mandat représentatifالنيابة عن األمة نفسها، وإذا كانت ماديا منبثقة عن النواب، طرف النواب اليت تعترب وكأا صادرة

1 La notion de representation repose, dans le droit public français issu de la revolution , sur la capacité a vouloir librement et arbitrairement au nom et pour compte de la nation: le représentant , dans la limite de ses attributions constitutionnelles, exprime directementet souverainement la volonté de la nation pour lquelle il a le pouvoirde vouloir de façon initiale. Christophe Bonnotte, op.cit, p90.



124

.فإا من الناحية القانونية األمة أو الدولة اليت تشخصها هي فاعلهاإن هذا التفسري، واملتعلق بإسناد أعمال اهليئات احلاكمة لصاحب السيادة يف إطار

يف الواقع، ومن خالل . السيادة الوطنية، ميكن كذلك، أن ميتد إىل نظرية السيادة الشعبية، فإن احلكومة تعترب هيئة وسيطة تقرر بني الرعايا Rousseauالبناء الفقهي الذي جاء به

وصاحب السيادة لتعاوا املتبادل، مكلفة بتنفيذ القوانني واحلفاظ على احلريات املدنية ن تكون له ال ميكن أن تكون هلا وجود من دون صاحب السيادة، كما ال ميكن أ. والسياسية

أن من يدعون بأن اإلجراء الذي من خالله خيضع Rousseauوقد كتب . إرادة خاصةشعب لرؤسائه ليس عقدا يف مربره األكرب، ليست سوى جلنة، مندوبون بسطاء لصاحب السيادة ميارسون بامسه السلطة اليت استودعها هلم، اليت ميكن أن حيددها أو يعدهلا أو

وعليه، فنقل مثل هذا احلق ال يتوافق مع طبيعة اجلسم . يشاءيسترجعها وقت الذي ومن مث فاألعمال اليت يؤديها يف إطار ممارسته . االجتماعي و يتناقض مع هدف اجلماعة

إم . ملهامه ال يكون هلا اعتبار ألا صادرة عنهم، وإمنا وكأا صدرت عن صاحب السيادةي حرية أو اختيار، أي استقالل، فقط سلطة تابعة، يف ممارستهم الختصاصام ال يتمتعون بأ

جمرد مندوب مادام أنه مل يتجاوز احلدود املقررة الختصاص أعضاء احلكومة، هذه التصرفات املتخذة من قبلهم هلا نفس القوة كما لو أا صادرة عن صاحب السيادة ومن مث ال ميكن

ال ميكن متثيلها قط، ونواب الشعب ال ميكن و بنفس الوجه، فإن اإلرادة العامة . املنازعة فيهااعتبارهم ممثلني، ولكن فقط مندوبني، وبالنتيجة ليست هلم أي سلطة قرار ذاتية مستقلة عن

ومن مث نواب الشعب ال . صاحب السيادة، إم ال ميكنهم القيام بأي عمل بشكل ائيد لصاحب السيادة ليصدق أن تعابميكنهم البث بصفة ائية يف أي أمر، وبالنتيجة، جي

.)1(عليها

:إسناد أعمال اهليئات احلكومية لصاحب السيادة يف نظرية العضو.ب

على مسلمة مفادها أن كل شخص la théorie organiciste العضو تقوم نظرية




125

حىت ميارس حقوقه البد أن يكون له إرادة، واحلال أن هذه personne collectiveمجاعي لصيقة باإلنسان، لذلك سيصبح األفراد هم أعضاء الشخص املعنوي الذين األخرية صفة

يعربون عن إرادته خارجيا، وذا اإلجراء ،ليست إرادم اخلاصة هي اليت يعربون عنها، وإمنا إرادة الشخص اجلماعي، ومن مث ال يوجد شخصية قانونية متميزة عن شخصية الشخص

.ليس هلا وضع خمتلف عن الشخص اجلماعياجلماعي، والدولة حتت هذا الوجه ، ، إىل القول بأن الشخص اجلماعي ال ميكن أن R.Carré de Malbergوذهب

يعرب عن إرادته سوى بواسطة أعضاء احلكومة النيابية املتمتعة بقدرة اإلرادة والتصرف، ومن احملددة من مث، فإن العضو الذي يتصرف داخل نطاق اختصاصاته الدستورية ووفقا لألشكال

وليس هناك حمل إذا كان هذا القرار يرجع إىل إرادة . طرف الدستور يكون قد اختذ قراراحقيقة طبيعية، ومعىن حقيقية املوجودة يف األمة، ولكن احلقيقة أن اإلرادة املعرب عنها من . طرف الشخص العضو يف نطاق اختصاصاته تشكل يف القانون بنفسها إرادة الدولة األمة

مسحت هذه النظرية كذلك ببحث ظاهرة قانونية، وهي تلك اخلاصة بإسناد األعمال وقدللدولة ) وكذلك من طرف خمتلف األعوان اإلداريني(املتخذة من طرف اهليئات احلاكمة

.)1(كشخص قانوين املشكل املفتاحي للقانون الدستوري O.Beaudوشكلت مسألة اإلسناد حسب

أن القانون الدستوري يهدف : بقوله O.Von Gerkeقد خلصها والنظرية العامة للدولة، وإىل إرساء الشروط املساعدة واليت من خالهلا وجب اعتبار األعمال الصادرة عن بعض من أفراد الشخص اجلماعي ليست تعبريا بسيطا عن نشاط وعمل هؤالء األفراد، ولكن تعبري عن

فإن نظرية العضو تنم عن O.Beaudويرى . حياة الشخص اجلماعي الذين هم أعضاؤهتداخل ال مفر منه بني ظاهرة التمثيل النيايب يف الدولة وفكرة إسناد أعمال الدولة، مبعىن من له احلق يف التصرف نيابة عن الدولة؟، ومن ميلك التفويض يف القيام بذلك؟، وعلى أي

. أعضاء يف الدولة؟شرط جيب أن تتحمل الدولة مسئولية األعمال املتخذة من طرف أفرادطائفة أو مجاعة اجتماعية، تنتج إىل اعتبار الشخص اجلماعي O.Von Gerkeبينما ذهب




126

وبالنتيجة ميكن التفرقة . إرادة مجاعية حقيقية اليت هي خالصة حتليل واحتاد اإلرادات اخلاصة .عنهابني إرادة األفراد اخلاصة باحلكام، و اإلرادة اجلماعية املكلفون بالتعبري

ليت تصبح مملوكة بأنه ال وجود للشخصية املعنوية ا R.Carré de Malbergويرى تريد بواسطة أعضائها، فإنه جيب أن يفهم ) األمة(، فحينما نقول أن الدولة للهيئات احلاكمة

أن ما يراد عن طريق العضو فإنه يعرب عن إرادة ،لنظر إىل الوضع القانوين لألعضاء، وبامنهحيث يسند العمل اإلرادي للعضو قانونا إىل الشخص اجلماعي، . جلماعيالشخص ا

احلاكم إىل الدولة، وحىت نكون أكثرة -والقانون هو الوحيد الذي يقرر إسناد أعمال الفردوعليه، فالسلطة املمارسة من . دقة، فالقانون الوضعي ممثال يف الدستور هو وسيلة اإلسناد

ا بأا سلطته اخلاصة، وإمنا باعتبارها تعود للدولة األمة طرف العضو ال ميكن النظر إليه .الوحيدة املالكة للسيادة، والعضو ليس سوى أداة للممارسة

أن الفرد مادام عضو اجلماعة فهو ميارس وظيفة اليت ميكن إسناد Kelsenويرى كر كشخص أعماهلا نسبتها إىل اجلماعة، وظيفة اليت نقول عنها تبعا لذلك، أن اجلماعة تف

فاإلسناد kelsenوحسب عبارات . ومتارسها بواسطة الفرد الذي يتصرف كعضوattribution معناه نسبة أعمال أو تصرفات أعضاء اهليئات احلكومية للشخص اجلماعي

املنبثق من متطلبات النظام القانوين نفسه، والتأكيد أن أعمال أعضاء الدولة ميكن أن تسند . ، يعين أن هذه األعمال ستضاف إىل النظام القانوين املؤسس للجماعةأو تنسب إىل اجلماعة

وال ميكن نسبة عمل إىل الشخص اجلماعي إال إذا كان النظام القانوين يسمح بذلك، وجيعل من هذا العمل شرطا أو نتيجة فعل، فإسناد عمل قيادي إنساين إىل الشخص اجلماعي يعين

لقانوين الذي يؤسس هلذه اجلماعة، والذي ميكن تصوره ببساطة رد هذا العمل إىل النظام اموقفه يف حتديد Kelsenويؤسس . كعمل تفويضي باملعىن الواسع بواسطة النظام القانوين

طبيعة األعمال املتخذة من طرف العضو، واليت ميكن نسبتها للدولة إىل طائفة األعمال ومن مث، فال ينسب للدولة .يةالصادرة من طرف أعضائه يف نطاق اختصاصام الدستور

والعملية اإلسنادية جيب أن تتم بواسطة سوى األعمال الصادرة يف دائرة اختصاص العضو، .وهذا هو املفهوم احلقيقي لوظيفة العضو. تفويض النظام القانوين نفسه



127

: احلصانةأساس مبدأسنادية اإل.2

احلاكمة املقرر لصاحل اهليئات إن الطابع االستثنائي وغري املألوف للنظام القانوين. ن جتد تربيرها سوى يف مبدأ مستقر خارج اهليئات احلاكمةخصوص الربملان، ال ميكن أ

عضاء اهليئات احلكومية فأساس احلصانة جيب البحث عنه يف مبدأ إسناد أعمال أىنوذا املعاصاا، مراعية لنطاق اختصومادام أن اهليئات احلاكمة . مة الوحيدة املالكة للسيادةللدولة األ

. تقرر باسم وحلساب الدولةا تتصرف ووتتصرف باعتبارها عضو من أعضاء الدولة، فإخرية حتوز قوة خاصة هذه األ.عمال املعنيةنيا أن الدولة هي الفاعل لألترضا قانوويصبح مف

ى صباغ للصفات اخلاصة بصاحب السيادة علفهناك إ. لك اخلاصة بصاحب السيادةهي تولة، باعتبارها سلطة بقوة وقدرة سلطة الداتوترتبط هذه السلط .أعمال اهليئات احلاكمة .عمال املتخذة بامسها وحلساالى األ، واليت تنعكس ععليا سامية، غري مقيدة

ي خاصية من خصائص أن عدم املسؤولية اليت ه Carré de Malberegويرى خيص أعماهلا املرتبطة بقوا م الداخلي، وفيماقل يف نطاق القانون العاالدولة، على األ

عضائها، مادام هؤالء ميارسون الضرورة عدم املسؤولية املتصلة بألزامية اخلالصة، تقتضي باإل، أساس العنصر اجلوهريوهنا .أعماهلم يف نطاق اختصاصام، فالدولة هي اليت تتصرف

. نوين لعضو الدولة باملعىن الصحيح القام املسؤولية اليت تشكل أحد أدق خصائص الوضععد . )1( مستقلشكلجل الدولة برادة من أمبعىن أشخاص أو جمالس هلم سلطة اإل

أن وهيمثلما ظهرت يف الفقه الدستوري التقليدي، نتيجة نظرية العضو، رتبت و

1 Pour R.Carré de Malberg « l’irresponsabilité qui propre à l’Etat, du moin dans la sphére du droit publique interne et en ce qui concerne ceux de ces actes qui se rattachent à sa pure puissance impérative, implique nécessairement l’irresponsabilité correspondante de ses organes, puisque ceux-ci, lorsqu’ils fonctionnent dans le sercle de leur compétence, sont l’Etat voulant et agissant. C’est là, en grande partie, le fondement de l’irresponsabilité qui forme l’un des traits caractéristiques de la condition juridique de l’organe d’Etat proprement dit, c'est-à-dire des personnages ou assemblées qui ont le pouvoir de vouloir pour l’Etat d’une façon pleinement indépendante ». R.Carré de Malberg, contrubition à la théorie générale de l’état, p311.cité par Christophe Bonnotte, op.cit, p92.



128

. عضائهل املتخذة بامسه وحلسابه بواسطة أعمااجلماعي هو الوحيد املسؤول عن األالشخص عن األعمال املسببة لألضرار اليت ميكن أن يرتكبها أعضاؤه مث سيصبح مسؤوال مباشرة ومن

العضو، وخطأ العضو ن اجلماعة هي اليت تتصرف بواسطة ك، أذل. داء مهامهممبناسة أ .ىل اجلماعةينسب إ

ىل مسألة اآلثار القانونية لألعمال الصادرة إ L.Duguit أشار ويف ذات السياق، سم اجلماعة، هذه األخرية هي الوحيدة املعنية واملسؤولة، وعليه فالعضو العن العضو با

وتعترب األعمال املتخذة من طرف اهليئات احلكومية يف حدود .ن يكون حمل مساءلةميكن أا منجزة من طرف اجلماعة نفسهاماختصاصاالدستورية وكأ .

أعمال الوظيفة إىل وعليه، فحصانة اهليئات احلكومية جتد أساسها يف إسنادبيد . اجلماعة، وذا املعىن ال ميكن إقامة املسؤولية عليهم، فالدولة هي اليت تتحمل املسؤولية

أن نسبة املسؤولية للدولة مقيد بأن تكون هذه األعمال والتصرفات، قد جنمت عن الوظيفة الدستوريةماملباشرة لعضو الدولة، مبعىن أن هذه األعمال تندرج يف نطاق اختصاصا .

ومادام أن احلصانة تقوم على إسناد أعمال اهليئات احلكومية لصاحب السيادة، فهي ال تعين وعليه، فاهليئات احلكومية . سوى األعمال والتصرفات املرتبطة بالوظيفة املخولة بالدستور

حينما تتصرف خارج اختصاصاا مبعىن خارج تفويض النظام القانوين، فيمنع إسناد هذه .)1(األعمال إىل اجلماعة، فهم ال يتصرفون بصفة عضو الدولة

وخالصة القول، أن الثورة الفرنسية قد وضعت حدا واية لتقديس السلطة العامةla trancendance de la puissance publique ،بإسناد هذه األخرية ألساس إنساين un

fondement humain . مستقرة وغري قابلة للتجزئة ومنذ ذلك احلني، أصبحت السيادةوأمجعت النظريات املصاغة لصاحل السيادة الوطنية إىل حجر األساس فيها . وسرمدية يف األمة

وذلك حىت يتمتع هؤالء بالقدرة على املسامهة حبرية . واملتمثل يف استقالل وذاتية النواب

1L’immunité en tant qu’elle repose sur l’imputabilité des actes des gouvernants au souverain, ne peut concerner par conséquent que les actes ou les conduites ressortissant des fonctions qui leur sont dévolues par le constitution. C'est-à-dire en dehor de l’habilitation de l’ordre normatif, s’intredisent de voir leurs actes imputés à la collectivité : ils n’agissent alors plus en qualité d’organe de l’Etat. Christophe Bonnotte, op.cit, p96.



129

العتراف هلم بنظام ولن يتأتى هلم ذلك، سوى با. وبشكل تقديري يف تكوين اإلرادة العامة .محائي

وبناءا على ذلك، تتجلى احلصانات الدستورية كعنصر أساسي يف النظام النيايب، فهي تسمح بإقامة مانع أمام املتابعات القضائية املضايقة، واليت من املرجح أن تكون عبارة

حلصانات وتبدو ا. لتضمن عدم التأثري على النواب يف ممارسة وظائفهم. عن مناورات سياسيةهلذه االستقاللية la garantie ويف نفس الوقت ضمانةla condition الدستورية كشرط

.والذاتية اليت تعترب ركنا أساسيا للتمثيل النيايبإن احلصانات الدستورية بطابعها غري املألوف، واليت متثل استثناء من القانون العام،

يكون هذا النظام االعفائي مشروعا جيب أن ال جتد مصدرها يف الشخص املتمتع ا ، وحىت. جيد أساسه يف مبدأ أمسى هو مفهوم السيادة، اليت يستشف منها بأا سلطة عليا غري مقيدة

ويبدو أن السيادة متنح أساسا هلا، حيث تبدو احلصانات كشرط هلذه السيادة بواسطة اسة بسلطتهم، فهي تتجلى احلماية املمنوحة للهيئات احلاكمة يف مواجهة االعتداءات امل

كتعبري عن سلطة سامية، وجتد اإلعفاءات املقررة مبقتضى احلصانات الدستورية مصدرها يف .سلطة استثنائية مرتبطة بالقدرة احلرة على سن القانون اململوكة لصاحب السيادة

املبحث الثاين

عة القانونية للحصانة الربملانية الطبي

عامة متنح نظام قانوين امتيازي مرتبط بوضع اجتماعي، إذا كانت احلصانة بصفة تدل يف القانون الدستوري باخلصوص على نظام جنائي استثنائي خالص للسلطات فهي

مقررة ، محاية ذات طبيعة قضائية وليس جنائية فقط ضماندف احلصانة إىلو. 1املؤسسة من أجل محايتهم منلصاحل اهليئات احلاكمة دف عدم خضوعهم للمحاكم العادية

1 Si, d’une façon générale, l’immunité désigne un statut juridique privilégie inhérent à une condition sociale, elle renvoie plus spécifiquement den droit constitutionnel au statut pénal dérogatoire propre eux autorités constituées. Christophe Bonnotte, op.cit,p100.



130

، عائقا يف ممارستهم الختصاصام، واليت ميكن أن تشكل املتابعات الكيدية وغري املؤسسةق القواعد القانونية املوضوعية تطبيمن اإلعفاء يقع، ه يف إطار آليات احلماية املقررةوعلي

. حبتةاية وظيفية فهذا النظام احلمائي يتجلى يف محمن مثو. املطبقة أمام القضاءاإلجرائيةو ، استقالل السلطات املؤسسة حتقيق اهلدف املبتغى من إقرار اإلجراء احلمائي يفويكمن

.وخصوصا السلطة التشريعية من خالل محاية حرية التعبري واختاذ القرارات للهيئات احلاكمةية، ارتباط احلماية املقررة مبمارسة العهدة السياس الطبيعة الوظيفية للحصانة وتقتضي

هما يف حبث ، وذلك من خالل معياران ميكن االستناد عليمما يستوجب حتديد نطاق تطبيقهابطة بالوظيفة املشغولة، والثاين واسع ، األول ضيق ومقيد باألعمال املرتنطاق احلماية املقررة

.1 من طرف اهليئات احلاكمةمارسة خصوصية الوظائف السياسية امليأخذ يف حسبانه

ول املطلب األ حصانة الربملانية للالطبيعة القضائية

إعفاء من قواعد على ، وخصوصا الربملان،لسلطات املؤسسةويقوم نظام حصانة ا

القواعد القانونية نصب األول على ، ياال القضائي من خالل إستثنائني يف القانون العام .الثاين بالقواعد القانونية اإلجرائيةيتعلق و،املوضوعية

األولالفرع

حصانة موضوعية: من القواعد القانونية املوضوعيةاإلعفاء

تطبيق القواعد املوضوعية إعفاءترتكز محاية السلطات املؤسسة يف أول األمر على ، والثانية احملددة الختصاص احملاكم العادية، تتعلق األوىل بالقواعد زاويتنيمن خالل للقانون

.جلملة من األفعال املعاقبة قانونا) املعايري القانونية( خاصة بتطبيق القواعد القانونية

.150،ص ،املرجع السابق حممد ناصر بوغزالةحول الطبيعة الوظيفية للحصانة الربملانية يراجع ، 1



131

عضاء االس الربملانية ألاإلعفاء من اختصاص القضاء اجلنائي العادي املقرر: أوال

لصاحل un statut pénal dérogatoire جنائي استثنائي يعود إقرار وضعمتطلبني، يتمثل األول يف محاية السلطات العامة وخصوصا السلطة التشريعية يف األساس إىل

من يسهر على القيام بقضايا األمة من املتابعات القضائية غري املؤسسة اليت ميكن أن تشكل . إلفالت من صرامة احملاكم العاديةمصدر عرقلة يف ممارستها لوظائفها ، إضافة إىل ضرورة ا

.ربملانيةوهذا املتطلب األخري معرب عنه من خالل مبدأ عدم املسؤولية ال اختصاص احملاكم العادية اإلعفاء من محاية الوظيفة الربملانية علىوتقوم

l’exonération de la competence des juriductions ordinaries حينما يتعلق األمروإذا كانت عدم املسؤولية . )1( يف ممارستهم لوظائفهمأعضاء الربملانباألعمال الصادرة عن

لدى الفقه الدستوري التقليدي إعفاء عام من القانون اجلنائي بالنسبة لكل الربملانية تشكل من احملتمل واليت ،األعمال الصادرة عن النواب وأعضاء جملس الشيوخ يف ممارسته لوظائفهم

على عدم ومن مث فهي تقوم .)2( جزءا مع ممارسة هذه الوظائفتشكلجنحة أن تكيف ة، تطبيقا للعبارة القائلة األعمال الربملاني وفحصنظرة باملطلق للمحاكم العادياالختصاص

. "املنرب ال يتقاضى إال أمام الغرفة" أو"منصة املقاضاة لن تكون عادلة إال أمام الغرفة: "أن فإن االس الربملانية تتمتع باختصاص حصري يف مواجهة أعضائها على األقل حينما ،وعليه

، فإن عدم املسؤولية وذا املعىن .اق دائرة اختصاصهميتعلق األمر بأعمال صادرة يف نطوإذا كان أعضاء الربملان حمميون من كل . تقتضي احلديث عن زوال مسؤولية أعضاء الربملان

املتابعات اجلنائية واملدنية اليت ميكن أن تكون حمل دعوى أمام حماكم القانون العام، فإن ذلك

1La protection de la fonction parlementaire repose pour une part sur l’exonération de la compétence des juridictions ordinaires s’agissant des actes accomplis par les députés et sénateurs dans l’exercice de leurs fonctions. Christophe Bonnotte, op.cit, p105. 2Si l’irresponsabilité parlementaire constitue pour la doctrine classique « une dispense générale de la loi pénale pour tous les actes que les sénateurs ou le député accomplit dans l’exercice même de ses fonctions, et peuvent contenir un délit faisant corps avec l’exercice de ces fonction » elle repose également sur l’incompétence radicale des juridictions ordinaires à l’égard des actes parlementaires. 2 Christophe Bonnotte, op.cit P105.



132

. يف أدائهم لوظائفهميتعلق بالتصويت واآلراء املعرب عنهاإن عدم املسؤولية الربملانية اليت هي شرط استقالل وحرية التعبري ألعضاء االس

راء املعرب عنها للتهديد باجلزاءات املرتبطة بطبيعة األقوال واآلحيزاالتشريعية ، تترك مع ذلك من طرف ييب، حيث يبقى أعضاء الربملان حتت سلطة ديد اجلزاء التأديف جلسات الغرف

مسؤولية أعضاء الربملان بالنسبة لألعمال واآلراء أو ف ،وعليه. الس الذي ينتمي إليهة حتت الشكل ، وإمنا هي قائمة الوظائف الربملانية غري منتفية يف ممارستخذالتصويت امل

حد مسات لحصانة من خالل تسليط الضوء على أ البعد الرمزي لوالذي يعرب عن. التأدييبىل جانب اإلعفاء من القواعد وإ .انة وخاصيتها املتمثلة يف الطبيعة املؤسساتية هلااحلص

يتجلى ، التحليل اجلنائي تفسريا للحصانةمينح، )ختصاص القضائياال( القانونية اإلجرائية إعفاء لركن الشرعي للجرمية، وبشكل دقيق ، تشكل احلصانات الدستوريةمن خالل إلغاء ا . التجرمي والعقابمن تطبيق قواعد

قواعد التجرمي والعقاباخلضوع اإلعفاء من : ثانيا

إذا كانت احلصانة تتحلل على أا إعفاء من تطبيق القواعد العامة لالختصاص دف استثناء اهليئات احلاكمة من صرامة احملاكم العادية ، فإا تقتضي كذلك إعفاء من

ال احملددة، واليت ميكن أن تشكل جرمية تؤدي إىل إعاقة تطبيق قواعد القانون لعدد من األفعومن هذا املنطلق يقوم مبدأ عدم املسؤولية . اهليئات احلاكمة يف ممارستها الختصاصاا

الربملانية، ذلك أن هذه احلصانة تتحلل إىل إعفاء كلي من تطبيق القانون اجلنائي بالنسبة لكل لس الشيوخ يف أدائهم لوظائفهم اليت ميكن أن األعمال الصادرة عن النواب وأعضاء جم

و يبدو ضروريا من أجل احلفاظ . )1(تتضمن جنحة تشكل جزءا من ممارسة الوظائف املسندةعلى حرية الكالم ألعضاء الربملان داخل االس التشريعية، عدم خضوع أعضاء الربملان

ا والتصويت الصادر خالل ممارسة ألحكام القانون اجلنائي حينما يتعلق األمر باآلراء املدىل




133

ذلك أن استقالل أعضاء الربملان سيكون منتقصا من اخلشية أن يطال . الوظائف الربملانية .)1(القانون اجلنائي أعماهلم

وعلى هذا األساس، تتجلى عدم املسؤولية الربملانية كشرط أساسي الستقالل ويترتب عنها انعدام الركن الشرعي . أعضاء الربملان وضمان حرية التعبري والكالم هلم

للجرمية، ومن مث، فممارسة الوظيفة جتعل الفعل املكون للركن املادي للجرمية عمال ويبدو أن عدم املسؤولية الربملانية تؤدي عمل األفعال املربرة اليت تقوم على وجود . مشروعا

اعي، و بدون وجود ظرف يرتع عن عمل إرادي طابعه غري الشرعي مناقض للنظام االجتمهذا السبب فإن الفعل يشكل جرمية ، ولكن مع وجود هذا السبب يظهر العمل كممارسة

وكذلك ، فإن جمال العمل املغطى باحلصانة يعد خارج نطاق القانون، . حلق أو أداء لواجب .)2(وال ميكن تكييف هذا العمل جنائيا ، إنه إزالة وحذف ملعيار السلوك

جيب اعتبار عدم املسؤولية الربملانية بالنسبة للجرائم الواردة يف وبناءا على ذلك، اآلراء املدىل ا والتصويت الصادر عن أعضاء الربملان تتجلى كممارسة واجب مالزم

ومن مث، فاحلماية املمنوحة من خالل تطبيق احلصانة، تتجاوز . لاللتزام والتكاليف الربملانية أن هذا األخري يقتضي التحقق من الفعل اإلجرامي لتحديد ببساطة فكرة العمل املربر، ذلك

يف ذات السياق اعترب جانب من الفقه احلصانة الربملانية املوضوعية عبارة عن و ، التكييف القانوين للحصانة الربملانية املوضوعيةوحول 1

الجتاه بأن احلصانة الربملانية املوضوعية تعترب حدا يرد على الصفة اإللزامية لقانون العقوبات ،ويرى أنصار هذا اإعفاء من اخلضوع للتشريعوبذا فإن املتمتعني ا ال خيضعون للتشريع العقايب و ال خياطبهم املشرع ، فإذا ارتكب أحدهم فعال يعد جرمية يكون قد ارتكبها من الناحية

فعل اإلجرامي متحقق من الناحية الواقعية والقانونية فإذا استثين من نصوص التجرمي تعذر وصفه بعدم فال.الواقعية ولكنه مل يرتكبها قانوناأن اإلعفاء من اخلضوع للتشريع يف شقيه التكليف واجلزاء جيعل أقوال وأفعال أعضاء و. املشروعية بالتايل عدم الصالحية للمسامهة اجلنائية

.االس الربملانية مشروعة كأصل عام .36 ، املرجع السابق ،ص إبراهيم كامل الشوابكة

، تكييف احلصانة الربملانية املوضوعية باعتبارها سبب من أسباب التربيربناء على هذا التحليل ذهب رأي آخر يف الفقه الدستوري إىل 2فرت فيه العناصر الالزمة النطباق الوصف اجلرمي إال لوظيفته الربملانية تواتأديتهمؤدى هذا االجتاه أن الرأي الذي أبداه عضو الربملان أثناء

يترتب على مرتكبه أن تقرير احلصانة الربملانية كحق ألعضاء االس الربملانية أزال عن الفعل صفته اجلرمية وجعل منه فعال مباحا ومربرا الة الربملانية املوضوعية سبب من أسباب التربير هو األكثر أن اعتبار احلصانإبراهيم كامل الشوابكة عتقد و ي.أية مسؤولية جنائية أو مدنية

يعقل أن ميارس حقه ضمن حدوده وضوابطه يف إبداء الرأي والتصويت وال اآلراء تعليال ذلك أن عضو الربملان إمنا ميارس حقا من حقوقهن أسباب التربير واإلباحة تزيل عن الفعل صفته فاستعمال احلقوق املقررة قانون إمنا هو سبب م.ويتعرض ألية مسؤولية مدنية أو جزائية

.اجلرمية شريطة أن يكون استخدام هذه احلقوق ضمن حدودها وضوابطها دون إساءة أو تعد .38 ، املرجع السابق ،ص إبراهيم كامل الشوابكة



134

يف حني أن جمرد إثبات وجود عدم . مدى اعتباره عمال مربرا بالنظر لسبب التربير املقدمفعدم املسؤولية . مسوؤلية الربملانية يستلزم االعتراف مبشروعية العمل دون احلاجة للتحقق منه

مقررة مبقتضى الدستور une immunité de fondالربملانية تشكل حصانة موضوعية . )1(باعتبارها حصانة مطلقة ومن النظام العام

ويعرب اإلعفاء من تطبيق قواعد التجرمي والعقاب بالنسبة لألفعال املرتكبة، عن خاصية الدميومة املترتبة عن عدم املسؤولية الربملانية واليت تعترض بشكل مطلق ودائم رفع أي

أو جنائية بسبب اآلراء املعرب عنها والتصويت املتخذ والتصرحيات أو اخلطب دعوى مدنية وهو ما قضى به الدستور اجلزائري صراحة يف . املدىل ا، واملرتبطة مبمارسة الوظيفة الربملانية

ترفع أن ميكن ال ،العموم وعلى" : من الدستور احلايل، اليت نصت على أنه109نص املادة ما أو آراء من عنه عربوا ما بسبب ضغط أي عليهم يسلّط أو جزائية أو مدنية دعوى أية عليهم ". الربملانية مهامهم ممارسة خالل تصويتهم بسبب أو كالم من به تلفظوا

اليت متثل عدم املسؤولية الربملانية مثاهلا املوضوعيةىل جانب احلصانات الدستوريةوإ تستثين مرتكب يطة بالشخص، وذا املعىن فهياحمل نوع آخر من احلصانات األوضح، يوجد

احلصانة قاعدة الزجر والعقاب وتقيم مانعا مؤقتا ، حيث تشل ي متابعة جنائيةاجلرمية من أا من نة املوضوعية تشكل استثناءاكانت احلص وإذا. زهاو، واليت ميكن جتاللمتابعة اجلزائية

ية يظهر تطبيقها بشكل خصوصا فإن احلصانات الشخص ،القواعد القانونية املوضوعية .باعتبارها استثناء يقع على القواعد القانونية اإلجرائية

1 La protection offerte par l’application de l’immunité dépasse la simple invocation d’un fait justificatif : alors que ce dernier implique un examen de l’acte incriminé pour déterminer s’il peut être ou non considéré comme licite au regard de la justification avancée ; la simple constatation de l’existence d’une immunité implique la licéité d’un tel acte. L’irresponsabilité constitue donc une immunité de fond, opéron ipso jure du seul fait de son énonciation par la constitution., une immunité légale absolue et d’ordre public. Le juge n’ayant pas le pouvoir d’apprécier le caractère délictueux ou non du contenu d’une opinion écrite ou orale proférée par un parlementaire et ce dernier ne pouvant en aucun cas refuser le bénéfice de la protection. Hervé isar,op.cit,p688.



135

الفرع الثاين حصانة إجرائية: اإلعفاء من تطبيق القواعد القانونية اإلجرائية

ال يثري التكييف القانوين للحصانة الربملانية اإلجرائية أي خالفات فقهي ، فقد أمجع

ال تعدو إال أن تكون قيدا immunité de procéduréذه احلصانة الفقهاء على أن هإجرائيا ومانعا مؤقتا على حرية النيابة العامة يف حتريك الدعوى العمومية ضد عضو الربملان

وميكن التمييز يف هذا .الذي تنسب إليه جرمية من اجلرائم املرتكبة خارج أداء العهدة الربملانيةإلعفاءات، ختضع األوىل املتابعات القضائية املتخذة ضد اهليئات الصدد بني نوعان من ا

احلاكمة إلذن وترخيص اهليئة املنتمى إليها، وتوجب الثانية توقيف املتابعات احملركة سواء بناء على طلب من اهليئة التابع هلا أوسواء بعمل يقطع اإلجراءات ويعترض بذلك اإلجراءات

.املتخذة

واإلجراءات املقيدة والسالبة للحريةباملتابعات اإلذن إجراء :أوال

متنح احلصانات الربملانية، ومن خالل مبدأ احلصانة اإلجرائية ألعضاء االس التشريعية توضيحا إلعفاء تطبيق القواعد القانونية اإلجرائية املالزمة للمركز اجلنائي للهيئات

ملؤقتة لعضو الربملان من املتابعات احملركة حيث تقوم احلصانة اإلجرائية باحلماية ا. احلاكمةومن مث فاحلصانة اإلجرائية ليست . بسبب اجلرائم املرتكبة خارج ممارسة العهدة الربملانية

سوى تنظيم إجرائي ال يؤدي إىل إفالت املخطئ من حتمل نتائج أفعاله، وإمنا يهدف فقط ن احلصانة اإلجرائية مبقتضى قرار فقد هدف اإلعالن ع. 1إىل تأجيل املتابعة وإلقاء القبض

إىل ضمان االستقالل واألمان الكامل 1790جوان 27-26اجلمعية الوطنية الفرنسية يف لنواب األمة يف أدائهم ملهامهم، فال ميكن من خالل متابعات كيدية وغري مؤسسة من طرف

لشيوخ من القيام السلطة التنفيذية أو األفراد أن تؤدي إىل حرمان النائب أو عضو جملس ا

1Gérard Soulier, L'inviolabilité parlementaire en droit français, L.G.D.J, 1966, France. op.cit p7.



136

.)1(باألعمال الربملانية أو عرقلتها من خالل ترهيب وختويف أعضاء الغرفتني 1995 أوت 4يف فرنسا قبل املراجعة الدستورية يف وكانت احلصانة اإلجرائية

حتمي أعضاء الربملان خالل دورات الربملان من املتابعات القضائية وإجراءات التوقيف وإلقاء فقد شكل اإلذن باملتابعة الصادر عن الغرفة اليت ينتمي ، E. Pierreقول القبض، وكما ي

إليها عضو الربملان القاعدة الضرورية والقانونية لكل متابعة موجهة ضد أعضاء الربملان خالل يعد بالنتيجة كل إجراء متابعة يتخذ بدون هذا اإلذن باطال بطالنا مطلقا، الدورة الربملانية، و

. )2( إثارته أمام اجلهات القضائية املختصة يف أي مرحلة من مراحل الدعوىوالذي ميكنبينما ال يتمتع أعضاء الربملان خارج الدورات سوى من احلماية ضد إجراءات التوقيف

نظام الدورة الواحدة للربملان، وما 1995وتبنت املراجعة الدستورية لعام . )3(وإلقاء القبض احلمائي لعضو الربملان، فقد أصبحت املتابعات القضائية حرة ترتب عنه من توحيد الوضع

، ومل تعد احلصانة اإلجرائية متعلقة سوى بإلقاء القبض، وكل )إلغاء حصانة املتابعة(ويستفاد مما سبق، أن حتريك ).إبقاء حصانة إلقاء القبض(اإلجراءات املقيدة والسالبة للحرية

كانت خاضعة وجوبا إلذن الس الذي ) 1995بل مراجعة ق(املتابعة اجلنائية لعضو الربملان ينتمي إليه عضو الربملان خالل دورات الس، وميكن متابعة العضو خارج دورات الس . دون احلاجة لإلذن ما مل يطلب جملس الشيوخ أو اجلمعية الوطنية إيقاف املتابعة القضائية

ان تبعا للمتابعات املتخذة خارج الدورات وبنفس الشكل، فاإلدانة الصادرة ضد عضو الربمل .ميكن تنفيذها مامل تعترض الغرفة على ذلك

1 A.Esmein, op.cit,p 418. 2E.Pierre, traité de droit politique, électoral et parlementaire, paris, librairies-imprimerie réunies, 1893, p1057. Le parlementarisme classique avait donné une forme particulièrement grave à l’autorisation des poursuites ou des mesures de détentions décidées à l’encontre d’un parlementaire: la levée d’immunité.la réforme de 1995 à estompé, pour une part, cette solennité.

لربملانية، حيث تتمتع النيابة العامة حبرية املتابعة ربط املؤسس الدستوري الفرنسي النطاق الزمين للتمتع باحلصانة االجرائية مبدة الدورة ا 3 ويف اجلزائر، ربط املؤسس الدستوري .1971خارج الدورات مبعىن خالل العطلة الربملانية، وهو املوقف الذي ساد دساتري مصر قبل

اريخ اعالن نتائج االنتخاب واىل غاية انتهاء العهدة الربملانية املقدرة خبمس سنوات من تدة ئية مباجلزائري النطاق الزمين للحصانة االجرايابة العامة حتريك الدعوى العمومية اال بعد ن فال ميكن للانية وخارجها، ن احلصانة الربملانية تسري خالل الدورات الربملالعهدة، مبعىن أ

.احلصول على رفع احلصانة سواء خالل الدورة أو خارجها



137

ويف اجلزائر، ربط املؤسس الدستوري اجلزائري النطاق الزمين للحصانة االجرائية العهدة الربملانية املقدرة خبمس سنوات من تاريخ اعالن نتائج االنتخاب واىل غاية انتهاء دة مب

أن احلصانة الربملانية تسري خالل الدورات الربملانية وخارجها، فال ميكن العهدة، مبعىنللنيابة العامة حتريك الدعوى العمومية اال بعد احلصول على رفع احلصانة سواء خالل الدورة

.)1(أو خارجها وقد منح النظام الربملاين التقليدي الفرنسي مكانة خاصة جدا لإلذن باملتابعات

وقام . توقيف املقررة يف مواجهة عضو الربملان من خالل إجراء رفع احلصانةوإجراءات المبحو هذا اإلجراء التبجيلي واملتمثل يف إحالة طلب رفع احلصانة على تصويت 1995تعديل

فقد كان رفع احلصانة يتم من خالل ثالث مراحل، حيث يتلو طلب رفع . الس املعينف اللجنة املعنية يعقبه اختاذ موقف من طرفها احلصانة، إجراء فحص الطلب من طر

. مث حيال الطلب على الس للتصويت على قرار رفع احلصانة. بالتصويت على إجراء الرفعحيث أصبح يتم حاليا تبليغ رئيس الس . هذا اإلجراء األخري مت نقله إىل مكتب الس

ات بناءا على طلبها اخلاص أو طلب املعين من طرف النيابة العامة حملكمة اجلنح أو اجلنايقاضي التحقيق، وبعد اإلعالن عن الطلب يف جلسة علنية، يقوم رئيس الس املعين بإحالة امللف إىل اللجنة املختصة، ويعود القرار النهائي ملكتب الس املعين الذي يعلن عن النتائج

الصادر 18-62لس الدستوري رقم اليت توصلت إليها اللجنة يف تقريرها، وتطبيقا لقرار ا فإن مكتب الس الذي ينتمي إليه عضو الربملان عليه أن يدرس 1962 جويلية 10يف

الطلب يف ضوء الطابع اجلدي والرتيه لطلب إلقاء القبض وكل إجراء مقيد أو سالب للحرية .)2(املقدم له

املتابعات املقامة ،أصبحت1995وعليه، ومنذ املراجعة الدستورية يف فرنسا لعام ضد عضو الربملان حرة، ومل يعد طلب رفع احلصانة متعلقا إال باإلجراءات املقيدة والسالبة

.للحرية

.168ق،ص ، املرجع السابحممد ناصر بوغزالة 1

2Conseil constitutionnel, décision62-18 DC du 10 juillet 1962. L.hamon Sirey.1963.jur, p.277. Christophe Bonnotte, op.cit, p112.



138

وتسلط اآلثار القانونية للحصانة الربملانية اإلجرائية الضوء على الطبيعة الشخصية ن الزمن للمتابعات مؤقت خالل فترة م هلا، وإذا كانت احلصانة اإلجرائية تسمح بإقامة مانع

القضائية املتخذة ضد عضو الربملان برفض رفع احلصانة عنه، فإن ذلك ال يضع حدا للدعاوى املقامة ضده، حيث أن طلب رفع احلصانة يؤدي إىل إيقاف سريان تقادم

هذا األخري يعد خمتلفا عن انقطاع التقادم والذي يفيد حمو كل الزمن الذي مر من . املتابعاترتكاب اجلرمية وإىل غاية تدخل اإلجراء القانوين الذي يؤدي إىل قطع التقادم، تاريخ ا

بينما يأخذ إجراء . وحينها يبدأ ميعاد جديد للتقادم يف السريان من تاريخ إجراء قطع التقادموهو ما .إيقاف التقادم يف احلسبان احتساب مدة التقادم إىل غاية حدوث اإلجراء املوقف

اد احملكمة العليا يف قرار وجيه هلا، فقد اعتربت احلصانة الربملانية اإلجرائية انتهي اليه اجته .)1(مانع مؤقت للمتابعة اجلزائية ينتهي بانتهاء العهدة الربملانية

وشكل تنظيم املبدأ الذي مبقتضاه تتمتع االس الربملانية باالختصاص التقديري وب من طرف القضاء، إضافة إىل حقها يف السيد يف مدى التحفظ على أحد أعضائها املطل

اللجوء إىل إيقاف املتابعات املتخذة والتدابري السالبة واملقيدة للحرية املقررة ضدهم، ضمانة .استقاللية أعضاء الربملان يف مواجهة السلطة القضائية

إيقاف املتابعات والتدابري املقيدة والسالبة للحرية:ثانيا

سلطة معترف تابعات القضائية والتدابري املقيدة والسالبة للحريةامل يعترب إجراء إيقاف

وقد كان نطاق إجراء اإليقاف الربملاين . ))2ا تقليديا يف النظام الربملاين لفائدة أعضاء الربملان

، 1املرجع جملة احملكمة العليا، عدد) م.أ: (النيابة العامة ضد: قضية19/03/2008 املؤرخ يف 484183قرار احملكمة العليا، رقم 1 .229، ص2008

دعوى عمومية–حصانة برملانية : املوضوع 05املادة : ج .إ.ق: املرجع

.08،09املادتان : 16-89 قانون رقم .احلصانة الربملانية مانع قانوين مؤقت للمتابعة اجلزائية ينتهي بانتهاء العهدة الربملانية: املبدأ

.1509، منشورات كليك،ص2013لقضاء اجلنائي،اجلزء الرابع، الطبعة األوىل ، االجتهاد اجلزائري يف امجال سايسأورده

حالة يف :" أنه على 111 املادة ونصتاعترف املؤسس الدستوري اجلزائري بسلطة االيقاف الربملاين يف حالة اجلرمية املتلبس ا فقط، 2



139

إجرائي إلقاء القبض أو املتابعة اجلزائية احملركة ضد عضو الربملان، وذلك قبل املراجعة من الدستور بتوسيع هذا 26وجاءت الصياغة اجلديدة للمادة . 1995 أوت 4الدستورية

اإلجراء إىل مجيع التدابري املقيدة والسالبة للحرية اليت ميكن أن متس حبرية الذهاب واإلياب وعليه، فالتدابري . )1(للمنتخبني، واملتضمنة كذلك انتهاك لشروط ممارسة العهدة الربملانية

اليت يأمر ا قاضي التحقيق يف حالة ما إذا كان الشخص سيكون املعنية هي تلك التدابريواختلفت اجلمعية الوطنية وجملس الشيوخ حول طبيعة التدابري . حمل عقوبة جنحية أو جنائية

وإذا كانت اجلمعية . فقرة ثالثة من الدستور26املقيدة والسالبة للحرية املعنية يف املادة من 26ملعىن التدابري املعنية باحلضر املقرر مبقتضى املادة الوطنية قد تبنت تفسريا ضيقا

الدستور الفرنسي، وحصرا يف التدابري املتضمنة عرقلة حقيقية وفعلية حلرية الذهاب فقد . واإلياب لعضو الربملان، واملرجح أن تتضمن اعتداء على شروط ممارسة العهدة الربملانية

ل تفسريا موسعا، وأعلن اختصاص النظر يف كل تدابري تبىن جملس الشيوخ الفرنسي يف املقاب . من قانون اإلجراءات اجلنائية الفرنسي138الرقابة القضائية املقررة مبقتضى املادة

امتياز غري مألوف parlementaire la suspension الربملاينإن إجراء اإليقافل جوهري القانون العام يسمح للنواب اإلفالت من الطلبات القضائية، والذي ميس بشك

اإليقاف محاية تقليدية للوظيفة الربملانية، فبالنسبة للفقه شكل وي .)2(لإلجراءات اجلنائيةالتقليدي، هناك ظروف جتعل من حضور عضو الربملان داخل الس أكثر أمهية من اجلرمية

ب احلالة إىل إيقاف وعليه، فاملتطلبات اخلاصة باهليئة ميكن أن تدفع حبس. املتابع من أجلهاوعليه، فإن األمر يتعلق حسب الفقه التقليدي بامتياز شخصي أكثر منه . الدعوى القضائية

جملس مكتب أو الوطين، الشعيب الس مكتب بذلك وخيطر .توقيفه نميك جناية، أو جبنحة األمة جملس أعضاء أحد أو النواب أحد تلبس

فيما يعمل أن على األمة، جملس عضو أو النائب سراح وإطالق املتابعة إيقاف يطلب أن املخطر املكتب ميكن .فوراً احلالة، حسب األمة،

".أعاله 110 املادة بأحكام بعدحبالة املتابعات احملركة خارج الدورة، وعمد الدستور إىل إجراء اإليقاف الربملاين1955ربط املؤسس الدستوري الفرنسي قبل تعديل 1

.منح هذه املكنة حىت يتسىن ألعضاء الربملان مباشرة مهامهم خالل مدة الدورة الربملانية2 Fraissaix P,les parlementaires et la justice, la procédure de suspension de la détention,des mesures privatives ou restrictives de liberté et de la poursuite,R.F.D.C.1999.p504. Privilège exorbitant, la suspension parlementaire permet aux élus d’échapper aux sollicitations judiciaires, ce qui déroge largement au droit commun de la procédure pénale. Christophe Bonnotte, op.cit, p115.



140

وكان إجراء اإليقاف الربملاين يف إطار إجراءات حمددة . محاية مؤسسة لصاحل االس نفسهاءات دف إىل بدقة دف إىل استبعاد أي مغاالة برملانية أو قضائية، حيث أا تتجلى كإجرا

ومن مث، فإن فحص الطلب اخلاص باإليقاف ال جيب . ضمان جدية وصحة املتابعات املتخذةوبالتايل، فإن املؤسسة الربملانية ال . أن يؤدي بالس إىل التدخل يف اإلجراءات القضائية

جدي، ميكن أن حتل حمل القضاة يف تقديرهم، وهلا أن تأذن باملتابعات حينما تقدر أن الطلب وصادقة مبعىن أا . مبعىن أنه يرتكز على وقائع تشكل جناية أو جنحة منسوبة لعضو الربملان

وذلك حسب الشروط احملددة من طرف . غري مؤسسة على خلفيات ومناورات سياسية .1962 جويلية 10الس الدستوري يف قراره الصادر يف

لى إرادة ضمان حرية ممارسة ويستفاد مما سبق، قيام أساس اإليقاف الربملاين عالعهدة الربملانية، فال ميكن منع أعضاء االس التشريعية من االجتماع بسبب ما ميكن أن

وبالنسبة للفقه التقليدي، جيد مثل هذا االمتياز تربيره خصوصا . يبدو كمناورات سياسيةالتنفيذية احلائزة خالل فترات األزمات نتيجة خالف بني التمثيل الوطين املعارض والسلطة

وبالتايل، ففي مثل هذه الفرضيات، فإن املتطلبات اخلاصة حبسن سري . للدعوى العموميةالقضاء ومبدأ املساواة أمام القانون اجلنائي جيب أن تتخلى عن مكاا أمام متطلبات السيادة

جتماع حبرية الوطنية، اليت تقتضي ضمان استمرارية املؤسسة الربملانية بالسماح للنواب اال .)1(دون اخلشية على حريتهم الشخصية

وخالصة القول، أن األحكام الدستورية املتعلقة باملسؤولية اجلنائية ألعضاء السلطات املؤسسة، وخصوصا السلطة التشريعية ميكن إحالتها إىل مجلة من اإلعفاءات اليت

م حماكم القانون العام يف القضايا تقع على القواعد القانونية املوضوعية واإلجرائية املطبقة أما

1 Fraissaix p, op.cit.p504. Pour la doctrine classique, un tel privilège trouve une justification particulière en période de crise , dans l’hypothèse d’un conflit opposant le représentation nationales au pouvoir exécutif disposant de l’action publique: dans une telle hypothèse, les exigences liées à une bonne administration de la justice et au principe d’égalité devant la loi pénale doivent céder devant les exigences de la souveraineté nationale. Il convient a assure la continuité de l’institution parlementaire en permettant aux députés de siéger librement sans craindre pour leur suret personnelle. Christophe Bonnotte, op.cit,p 116.



141

ومن مث، يفلت هؤالء من اخلضوع لصرامة احملاكم العادية باإلحالة إىل . املدنية واجلنائيةحمكمة خاصة بالنظر إىل تشكيلتها ومكانتها على مستوى تنظيم الدولة خصوصا بالنسبة

ق قواعد التجرمي وتتجلى كذلك يف اإلفالت من تطبي.ملسؤولية أعضاء السلطة التنفيذيةوعليه، فاجلرائم املرتكبة مبناسبة أداء مهامهم تفقد ذا الوصف . والعقاب يف القانون العام

وتتم إقامة املسؤولية اجلنائية ألعضاء السلطة التشريعية وفق إجراءات . طبيعتها اجلنحية للحرية جيب أن خاصة خمالفة بشكل واضح لقواعد القانون العام، فالتدابري املقيدة والسالبة

.يأذن ا من طرف سلطة حمددة هي الربملان، إضافة إىل سلطته يف طلب إيقاف املتابعةإن هذا التناسق بني خمتلف نظم اإلعفاء املقررة ميكن البحث يف تربريها من خالل الغاية واهلدف املتبع يف تنظيمها املتمثل يف محاية وظيفية بالدرجة األوىل، ودف هذه

ام إىل إعفاء أعضاء السلطة التشريعية من املتابعات الكيدية وغري املؤسسة واليت ميكن األحك .أن تشكل مناورات سياسية


الطبيعة الوظيفية للحصانة الربملانية

تشكل احلصانة بصفة عامة امتياز ذو طابع وظيفي باملعىن الذي يهدف إىل ضمان ة يف أدائهم الختصاصام، فأساس احلصانة الدستورية أساس احلرية األكرب ملمارسي السلط

وظيفي ال غري حبيث أن العامل املشترك يف إقرار احلصانات الدستورية ، وخصوصا احلصانة الربملانية هو متكني املتمتعني ا من ممارسة الوظيفة بكل حرية دون ضغط من أي جهة

مرارا أهم السلطات اليت تقوم عليها كانت، وهذه احلرية ضرورية جدا الستقرار واستومن مث، متثل احلصانة نظام محاية أمسى ومطلق خاص بالسلطات املؤسسة دف . الدولة

وذا املعىن، فهي . ضمان االستقاللية والذاتية يف مواجهة باقي السلطات السياسية يف الدولةى شخص بالنظر إىل مركزه تكون امتياز باملعىن االشتقاقي والتارخيي لقانون خاص يطبق عل

ومن جهة أخرى، فإن الطبيعة الوظيفية للحصانة تدفع لرسم حدودها ونطاق . ووظائفه



142

تطبيقها باعتبارها مقررة دف احلفاظ على استقالل وذاتية اهليئات احلاكمة يف ممارسة لى وعليه، فاحلصانة ال ميكن أن متتد إال ملا هو ضروري من األعمال للحفاظ ع. وظائفها

املمارسة احلرة للوظيفة، وبالتايل اإلشكالية تكمن يف حتديد نطاق األعمال املشمولة .)1(باحلصانة


الوظيفة حمل وموضوع لنظام احلماية املقررة

يسعى تنظيم الدستور لنظام قانوين غري مألوف لصاحل السلطات السياسية يف الدولة ان احلرية اليت تتطلبها قيادة قضايا األمة، ومتثل احلصانة وخصوصا السلطة التشريعية، إىل ضم

وجتاهلها ،une règle d’ordre supérieur et absoluقاعدة من النظام األعلى واملطلق .يشكل اعتداء وانتهاك للمصلحة العامة

احلصانة ضمانة استقاللية وذاتية اهليئات احلاكمة: أوال

إىل اإلفالت من املتابعات الكيدية واملضايقة يهدف إقرار نظام محائي خاص يهدف

ملمارسي السلطة السياسية داخل التنظيم املؤسسايت يف الدولة، وباألساس ملواجهة الضغوط السياسية تتم محاية اهليئات احلاكمة وخصوصا الربملان دف السماح ممارسة وظائفهم دون

للحفاظ على الدفاع عن حرية التعبري ومن هذا املنظور، فإن احلصانة تسعى باألساس . خشية

واليت انعكست على التشريعات اليت بعد التطورات اليت حصلت من الناحية الفقهية ، : بو غزالةحممد ناصر يقول السياقويف هذا ا1

ن للحصانة طابع وظيفي ، حبيث أا تقررت للوظيفة ومل تتقرر انية ويف مقدمتها الدساتري اليت اعترفت أغلبها بأأكدت على احلصانة الربمل تضمنتها امتياز لعضو الربملان للنائب يف حد ذاته، هلذا ذهب البعض لوصف هذه احلصانة بأا ليست يف أي من األنظمة ، أو الدساتري اليت

، ولضمان حرية تبارها ممثلة للشعب، لتحقيق استقالهلاأو عضو السلطة التشريعية ، ولكنها ضمانة للهيئة التشريعية نفسها يف جمموعها باع، وعلى سلطة التنفيذيةياسيني ، وتعسف الالعضو يف القيام بواجبه داخل الس الذي يتمتع بعضويته وهو يف مأمن من كيد خصومه الس

هذا فإن احلصانة الربملانية اليت تضمنتها الدساتري أو القوانني األساسية لتحقيق هذه املسألة العامة البالغة األمهية ، وليست مقررة ملصلحة .ميكنه التنازل عنها بأي حال من األحوال النائب الشخصية ومن مث ال

.154 ، املرجع السابق ،صبوغزالةحممد ناصر



143

املكلفون فبدون ضمانات جنائية خاصة سيكون. والقرار للسلطات السياسية يف الدولة وإضافة إىل .)1(باملهام النيابية عرضة دوما لالضطراب نتيجة خشية اامهم بسبب وظائفهماسية املشغولة من ذلك، فإن تنظيم وضع قضائي خاص جيد مربره يف احلماية الوظيفة السي

خالل محاية األشخاص املمارسني هلا ، وذلك من أجل محاية أداء هذه الوظيفة يف مواجهة وإذا كانت احلصانة . كل عوامل االضطراب اليت ميكن أن تشكل عرقلة يف قيادة قضايا األمة

ة على الربملانية يف أصلها التارخيي مل تكن سوى إجراء ظريف تقرر بسبب التهديدات الواقعاجلمعية الوطنية الفتية، فقد وجدت يف محاية الوظيفة الربملانية دعمها وسندها النظري، ذلك أن احلصانة الربملانية دف للسماح ألعضاء الربملان يف أداء وظائفهم بكل حرية واستقاللية

.)2(ائهحبماية كمال القيام بالوظيفة الربملانية بواسطة محاية خاصة مقررة لكل عضو من أعضإن محاية الوظيفة واحلفاظ على ذاتية واستقالل السلطات السياسية يف أداء اختصاصاا يقتضي وجود ضمانة احلصانة اليت دف إىل محاية حرية التعبري واختاذ القرار

وهكذا ، فاحلصانات الربملانية هي امتيازات موضوعها السماح ألعضاء الربملان حبرية . لديها. فهم بضمان احلماية من الدعاوى القضائية املقامة من طرف احلكومة أو األفرادممارسة وظائ

حيث تغطي عدم املسؤولية الربملانية األعمال واآلراء املعرب عنها والتصويت املدىل به من ومن مث، دف عدم املسؤولية الربملانية إىل متكني . طرف عضو الربملان يف ممارسته ملهامه

للوظيفة الربملانية، وباخلصوص قول عضو الربملان ما يعتقده نافعا دون أن املمارسة احلرة .يكون مشلوال من خشية املتابعات القضائية احملركة من طرف احلكومة أو األفراد

وتستشف أمهية حرية التعبري واختاذ القرار للسلطة التشريعية من خالل اخلاصية ة لكل األعمال املؤداة يف إطار ممارسة الوظائف املطلقة لعدم املسؤولية الربملانية بالنسب

ويرى . الربملانية، ذلك أن عضو الربملان معفى من تطبيق القانون اجلنائي بصفة دائمة

1 Sans garanties pénales spécifique « certaines personnes serait perpétuellement troublées dans l’exercice de leurs fonctions si quelques citoyens pouvaient les accuser à raison de ces même fonction ». Rapport à l’assemblée nationale du chapelier, 8 février 1871, cité par J.P.Rougeaux, la haute cour de justice sous les 5 républiques. R.d.p, 1978.p1012. Cité par Christophe Bonnotte, op.cit, p111. 2 Gérard Soulier, op.cit.p13.



144

C.Schmit النائب ترى يفبأن عدم املسؤولية الربملانية جتد مربر وجودها يف الفكرة اليت حيتاج إىل هذه احلصانة حىت عات املصاحل ، ومستقل وغري مصلحي، مثقفرجل فوق نزا

إن ضمانة حريته يف الكالم تقتضي أن يتكلم حقيقة . يتمكن من املناقشة بكل حرية وجدارةبكل صدق، بالنظر إىل مركزه الشخصي املستقل من كل انقياد أو تبعية أو تأثري من طبيعته

الفقهي يف ضرورة ويف نفس السياق، فإن إقرار حصانة قضائية جتد أساسها . 1املساس حبريتهوبالتايل . احلرية الالزمة لإلمتام السريع و املرن ملهامهم يف ااالت املهمة لتسيري قضايا األمة

فعدم اختصاص احملاكم العادية ميكن أن يفسر من خالل إرادة القضاء يف عدم التدخل يف .)2(قضايا تتضمن سلطة تقديرية سياسية على أعمال السلطات العامة

تنظيم محاية حلرية التعبري والقرار ملمثلي األمة لن يكون ذا جدوى مادام بيد أنهناك احتمال إبعاد أعضائها عن وظائفهم، وملا كان مهما وضروريا بالنسبة للذين هم يف مهمة مناقشة املصاحل العامة للبالد متتعهم بعدم املسؤولية الربملانية املرتبطة لكل اآلراء املدىل

فهذه األخرية لن تكون ذا فائدة أو على . الصادرة والتصرحيات املعلن عنهاا، واخلطب األقل لن تشكل سوى محاية ضعيفة، مادام أن نواب األمة غري آمنني يف إمتام وظائفهم

وعليه ما جدوى حرية إدالء اآلراء والتصويت مادام . باالستقاللية الكاملة واألمان املطلق ت كيدية وغري مؤسسة من طرف األفراد أو السلطة التنفيذية باإلمكان عن طريق متابعا

وعليه، . )3(إرباك النائب باستمرار أو حىت إبعاده لوقت طويل أو قصري عن األعمال الربملانيةفقد قرر الدستور من خالل احلصانة اإلجرائية للسلطة التشريعية محاية األمن الشخصي

جيب يف البداية أن : "حلصانات الربملانية بقولهفلسفة ا G. Soulierويلخص . ألعضائها. يتمكن عضو الربملان من حضور االجتماعات الربملانية، مث يتمتع باحلرية خالل االجتماع

1 Pour C.Schmit, l’irresponsabilité parlementaire trouve sa raison d’être dans l’idée que « le député est un homme au-dessus des conflits d’intérêt, indépendant et désintéressé, instruit, qui besoin de cette immunité pour pouvoir discuter librement et qui la mérite.la garantie de sa liberté de parole présuppose qu’il parle vraiment en toute. C'est-à-dire en fonction de sa position personnelle indépendamment de tout injonction, instruction ou influence de nature à porter atteinte à sa liberté ». C.Schmit, théorie de la constituion, P.U.F, col, léviathan, 1993, p464 cité par Christophe Bonnotte, op.cit, p 121. 2 Christophe Bonnotte, op.cit, p 121. 3 M.Chartier, op.cit, p9.



145

ما فائدة أن يكون النائب حرا بالكامل يف خطبه وتصويته مادام G. Soulierوتساءل املناقشة والتصويت بواسطة هذه مهددا خيشى املتابعات، واألخطر من ذلك أن يتم منعه من

.)1(املتابعاتوخالصة القول، مادام أن احلصانة تقر نظام قانوين غري مألوف مقرر لصاحل أعضاء السلطة التشريعية والذي من خالله دف حلماية الوظيفة الربملانية، فإا تشكل باألساس،

.محاية مقررة لصاحل مؤسسة من املؤسسات الدستورية للدولة

احلصانة ضمانة السري احلسن لعمل مؤسسات الدولة: ثانيا فيما وراء احلماية الوحيدة ألعضاء املؤسسات الدستورية، جند أن احلصانة و

الدستورية تقررت لضمان استقالل املؤسسات الدستورية نفسها، وذا املعىن فإا تشكل خالهلا اعتبار احلصانة قاعدة قاعدة التنظيم احلسن ملؤسسات الدولة، وهذه الصفة يفسر من

.موضوعية من النظام األعلى مقررة للمصلحة الوطنية

قاعدة التنظيم احلسن ملؤسسات الدولةاحلصانة . 1

تشكل احلصانة نظام حمافظة أقيم لصاحل املؤسسات السياسية للدولة دف ضمان . غط السياسيالسري احلسن للسلطات املؤسسة، من خالل إفالم من كل أنواع الض

أن احلصانة E. Pierreويتجلى التطبيق الواضح هلذا املبدأ يف احلصانات الربملانية، ويرى اليت تغطي أعضاء الغرف ليست امتيازا أنشئ لصاحل فئة من األفراد، إا تدبري من جرائيةاإل

ففي . التنفيذيةالنظام العام تقرر من أجل وضع السلطة التشريعية بعيدا عن اعتداءات السلطة

1 Gérard.Soulier la philosophie des immunités parlementaires: il faut d’abord que le parlementaire puisse siéger, ensuite qu’il siège librement. A quoi servirait-il au député d’être totalement libre dans ses discours et dans ses votes s’il était intimide, contraint par les menaces de poursuites ou plus radicalement encore, empêché de discourir et de voter par l’exercice de ces poursuites. Gérard Soulier,op.cit.p34.



146

اخلالفات السياسية الكربى تعمد احلكومة املهددة إىل استمالة القضاء لصاحل الدفاع عنها، وعليه من الضروري أن ممارسة العهدة املمنوحة من طرف األمة ال ميكن إيقافها أو تعليقها

ن أ على G.Soulierملعىن أشار ويف نفس ا .)1(بدون قرارا صادر من طرف نواب األمةممنوحا ألعضاء الس، ولكن ضمانة مقررة للمجلس تشكل امتيازا احلصانات الربملانية ال

دف أن ال تقع إعاقة يف السري احلسن لوظائفه نتيجة إرادة سيئة من احملتمل أن ال يكون هلا وعليه، فاالمتياز املقرر مبقتضى احلصانة اإلجرائية تربز أمهيته يف ضرورة .)2(مربر صحيح

مان استقاللية الربملان الذي لن يكون يف أمان إال بشرط أن يتم إعفاء أعضاءه وإفالم ضمن أي نوع من أنواع تشويش احلكومة املالكة للدعوى العمومية اليت ميكنها حتريكها

.ضدهم أو بإزعاج من طرف األفراد عن طريق االدعاء املباشر

احلصانة قاعدة النظام الدستوري. 2

صانة نظام قانوين مقرر مبقتضى الدستور لصاحل السلطات السياسية يف تعد احلالدول، وهي بذلك تترجم الفصل بني الشخص والوظيفة، وتشري إىل تطابق احلماية املقررة

ومن مث هناك نتيجتان ترتبطان بالوجه املؤسسايت للحصانة، . مع القانون النافذ يف الدولة .قانوين ذو طابع موضوعي وقاعدة من النظام العامتتمثالن يف جتلي احلصانة كمبدأ

1 E. pierre relève ainsi que l’inviolabilité qui couvre les membres des chambres n’est pas un privilège créée au profit d’une catégorie d’individus; c’est une mesure d’ordre public décrétée pour mettre le pouvoir législatif au-dessus des atteints du pouvoir exécutif. Dans les grands conflits politiques un gouvernement menacé pourrait être amené à servir de la justice au profit de sa défense ou de ses rancunes.il importe que l’exercice du mandat conféré par le pays ne puisse être suspendu sans décision formelle des représentants du pays. E.Pierre, traité de droit politique, électoral et parlementaire, paris, librairies-imprimerie réunies, 1893, p1054. 2 Gérard Soulier souligne que les immunités parlementaires ne constituent pas un privilège accordé aux parlementaires mais une garantie à l’assemblée afin que son fonctionnement ne soit pas entravé par une malveillance ou même éventuellement pour une juste cause. Gérard Soulier, op.cit, p9.



147

: اخلاصية املوضوعية للحصانة.أ

كل droit objectifجيب أن يدرك من احلق املوضوعي M. Hauriouوفقا للفقيهمن له حق حممي بدون احلاجة إىل إرادة واعية يف مواضيع حمددة والذي يبدو أنه حممي

le droit subjectifوباملقابل يقصد باحلق الشخصي .)1(عريفبنفسه، ومثاله قاعدة القانون الكل حق حممي عن طريق إرادة واعية يف مواضيع حمددة، ومثاله املراكز التعاقدية وأحكام

.الوصيةإن مبدأ حصانة اهليئات احلاكمة قائم يف قلب التنظيم املؤسسايت للدولة، ودوامها

ظرفيا اقتضته الظروف التارخيية، فالضرورة العملية يترك انطباع على أا ال تشكل إجراءا .وحدها واملربر النظري ميكنهما تفسري دميومتها واستمرارها يف داخل املؤسسات القانونية

وعليه، تبدو احلصانة احلديثة مدجمة وجمردة يف مؤسسة الدولة، وهي مل تنتج عن Hauriou فهي تشكل حسب تعبري التزام وإمنا من تطبيق قاعدة من القانون األعلى، وبذلك

une institution-chose، وتعرب عن الفصل بني الشخص والوظيفة، فاخلاصية املوضوعيةللحصانة تكشف من خالل الوضع الذي تقرره لصاحل اهليئات احلاكمة، وهي مركز

مبا موضوعي ليس فقط ألا م مجاعة أشخاص، إمنا هي كذلك مادام أا م فردا واحداومن مث فاخلاصية املوضوعية هلا وجهان، أوهلما باعتبارها قاعدة التنظيم . أا مقاومة للكل

تقررت من une règle de bonne organisation institutionnelle احلسن للمؤسسات أجل املصلحة العامة وم اجلماعة بأكملها، وثانيهما أن حصانة مؤسسات الدولة مقاومة

حد له مصلحة يف اضطراب استقالل اهليئات احلاكمة والقيام باالعتداء واملساس للكل ، وال أ

1Selon M. Hauriou, il faut entendre par droit objectif « tout ce qui dans le droit, se maintient sans le secours de la volonté consciente de sujets déterminés et qui ainsi semble se maintenir par soi-même, par exemple une règle de droit coutumier. A l’inverse le droit subjectif tout ce qui dans le droit se maintient par la volonté consciente de sujets déterminés, par exemples les situations contractuelles, les dispositions testamentaires dites de dernière volonté. Le caractère objectif se révèle au travers de la situation qu’elle institue au bénéfice des gouvernants : ainsi « une situation est objective non seulement quand elle intéresse une collectivité de gens. elle l’est encore si n’intéresse qu’un seul individu mais si en même temps elle est opposable à tous. M. Hauriou, op.cit p1054.



148

l’Etat est seulوتبقى الدولة لوحدها صاحبة هذه احلصانة . بكرامة السلطات املؤسسة

titulaire de l’immunité ، موضوعيومادام أن احلصانة تشكل مبدأ حقun caractère

objectif ا حتوز بذلك قيمةقاعدة النظام العامفإ.

:خاصية النظام العام للحصانة. ب

احلصانات الربملانية للمصلحة العامة وليس للمصلحة اخلاصة ، حيث لقد تقررتأن خاصية النظام العام هلذا التنظيم اخلاص للحماية يكشف عن اجلسامة القانونية الناجتة عن

وعة من النتائج القانونية، حيث أن خاصية ويترتب عن نظام احلصانة الربملانية جمم. انتهاكهالنظام العام ترتب بطالن مجيع اإلجراءات املتخذة النتهاك املبدأ ،كما أن خاصية النظام العام

وتعترب احلصانة قاعدة من . تلزم القاضي النظر فورا ومسبقا لفرض احترام مبدأ احلصانةوعليه، ال . د عن احلماية املقررة لصاحلهالنظام العام املطلق تقتضي عدم جواز تنازل املستفي

ميكن للحصانة الربملانية أن تشكل امتياز فرديا، وبالنتيجة املمارس لوظيفة سياسية يستفيد ذا العنوان من وضع قضائي استثنائي الذي ال ميكن أن يتفوق على املؤسسة اليت ينتمي

د أعضائها بسلطة تقديرية مطلقة هذه األخرية تتمتع يف رفع احلصانة من عدمها ألح. إليهاوباملقابل، مادام احلصانة الربملانية ملك للمؤسسة، . دون أن يتمكن هذا األخري من االعتراض

ليس ملكا لألعضاء وإمنا للغرفة، فإذا زفال ميكن ألعضائها التنازل عنها، وبذلك فاالمتياكتبه الرئيس األسبق وهذا ما . ختلى عضو عن حصانته فستتم معاقبته من طرف الغرفة

.)1( يف مؤلفه القانون الربملاينJeffersonللواليات املتحدة األمريكية وكرس القضاء ومنذ وقت طويل هذا األثر للحصانة الربملانية خصوصا بالنسبة

1962 مارس 29 يف حكمها الصادر يف Reimsللحصانة اإلجرائية، حيث أكدت حمكمة

إنه من :" لشعب املصري تربيرا للحصانة ودواعيها مبناسبة رفع احلصانة على أحد أعضائهجاء يف تقرير اللجنة التشريعية لس ا 1املسلمات أن احلصانة املقررة لعضو جملس الشعب طبقا لنص الدستور تعد أمرا من النظام العام ، وهي ليست مقررة لصاحل العضو ، وإمنا

ؤولياته الدستورية يف الرقابة والتشريع بواسطة أعضاءه دون تعويق م عن هي مقررة للصاحل العام متكينا لس الشعب من مباشرة مس . حرية ممارستهم املذكورة عن طريق الكيد هلم

.400 ،ص1987 ، احلصانة القانونية يف املسائل اجلنائية ، رسالة دكتوراه ، عني مشس ، القاهرة ، مقابلة عقل يوسف أشار إليه ،



149

لس التشريعي التخلي عن استفادته فمن احلصانة، و ال ميكن ال ميلك العضو يف ا: " بأنهيترتب عن خاصية النظام العام للحصانة ، و"لتنازله أن يقوم مقام إذن اهليئة التشريعية

.)1(الربملانية عنها إلزام القاضي إثارا بشكل تلقائياء الطابع وتذهب التفاسري الفقهية يف حتديدها ملعىن وجه النظام العام إىل إعط

بوجه خاص مبسألة يف غاية R.Odentويتعلق النظام العام . األساسي واآلمر املرتبط ااألمهية مشاة لعدم إنكار وجهل القاضي القاعدة املكلف مبهمة القيام مبراعاا يف حكمه،

ويف نفس املعىن، ذهب .)2(وتعطي أمهية هذه املسألة تعطي مشروعية لفحصه الرمسيCh.Debbasch et J.C.Ricci الذي أشار أن وجه النظام العام ذلك الوجه الذي ميس

خرق قاعدة أساسية وضرورية يف النظام القانوين، هذا األخري سيكون يف خطر عن طريق تعميم خرق مشابه ،ومن الواجب أن يكشف القاضي عنها، وقيامه بذلك ال يعين أنه حمدث

وعليه ، فهذه . أو إجراء ميكنها أن متنعه من القيام بذلكوال يوجد أي قاعدة أجل. القانونالتفاسري ملفهوم وجه النظام العام تسمح بكشف ليس الطابع اآلمر على املستوى اإلجرائي، وإمنا على مستوى النظام القانوين للحصانات الدستورية، إا تسمح بنظر هذه األخرية

ملوضوعية واإلجرائية، ولكن باعتبارها قاعدة ليست جمرد إعفاء بسيط للقواعد القانونية ا .النظام األعلى املندرجة ضمن التنظيم الدستوري للدولة

نظام احلصانة الربملانية حتديد نطاق أساسالوظيفة : ثانيا

ميكن التمييز بني مفهومان للحصانة بالنظر إىل نطاق احلماية ويف هذا الصدد

1 Le tribunal de Reims dans le jugement daté du 29 mars 1962 affirme « qu’il n’appartient pas un membre du corps législatif de renoncer au bénéfice du décret précité et que sa renonciation ne saurait suppléer à l’obligation pour le juge de soulever d’office le moyen tiré sa violation. Cité par E. Pierre .op.cit, p.1055.

2 Pour R.Odent « il s’agit d’un moyen relatif à une question d’une importance telle que le juge méconnaitrait lui-même la règle de droit qu’il a pour mission de faire respecter si la décision juridictionnelle rendue n’en tenait pas compte : c’est l’importance de cette question qui légitime son examen d’office.



150

صانة يرتبط بالوظيفة السياسية، فاحلصانة ال ميكن أن املقررة، األول ضيق يرى أن نطاق احلوالثاين مفهوم واسع يأخذ بعني . متتد لألعمال اخلارجة عن الوظيفة واألعمال اخلاصة

.االعتبار الغاية املخصصة للحصانة استنادا على املفهوم الواسع للوظيفة السياسيةمدى ارتباط األعمال أو واستند املفهوم الضيق للحصانة الربملانية على معيار

انفصاهلا عن الوظيفة الربملانية لتحديد نطاق نظام عمل احلصانة الربملانية ، ووحدها األعمال احملمية بعدم املسؤولية الربملانية األعمال اليت تفترض وجود ارتباط مبمارسة العهدة الربملانية

م املسؤولية الربملانية تغطي كل وبالتايل فإن عد. واليت ال ميكن لغري عضو الربملان أداؤهاأعمال الوظيفة الربملانية من تدخالت وتصويت يف اجللسات العامة وداخل اللجان، واقتراحات القوانني وتعديالا، إضافة إىل التقارير واآلراء، واألسئلة الربملانية، وكل عمل

ضاء الفرنسي مناسبة وقد كان للق. مؤدى يف إطار مهمة معهودة من طرف اهليئات الربملانيةلتحديد نطاق عدم املسؤولية الربملانية، فقد اعتربت الغرفة اجلنائية حملكمة النقض أن األعمال

هي تلك 1958 من دستور 26الواردة ضمن إطار الوظائف الربملانية مبقتضي املادة احلكومة املنصوص عليها يف الفصل الرابع اخلاص بالربملان والفصل اخلامس اخلاص بعالقة

و اعتمد الس الدستوري الفرنسي على معيار ارتباط العمل أو . بالربملان يف الدستور الصادر يف 262انفصاله عن الوظيفة الربملانية لتحديد نطاق احلصانة الربملانية يف قراره رقم

تضمن 1989 أكتوبر 11مبناسبة رقابته لدستورية قانون أقره الربملان يف 1989 نوفمرب 7ال ميكن أن يكون حمل دعوى تقرير عضو برملان مؤدى لصاحل :" مادة واحدة جاء فيها

.)1(" من القانون االنتخايب144مهمة عهدت ا احلكومة له تطبيقا للمادة وجاء تبين القانون السالف بسبب القرارات القضائية اليت قبلت املتابعات جبرمية

A. Vivierضد النائب l’église de scientologieالتشهري والقذف احملركة من طرف

1 Conseil constitutionnel décision n89-262 DC du 7 novemebre1989, loi relative à l’immunité parlementaire. L’article unique de la loi du 7 novembre 1989 disposait: « ne donnera lieu à aucune action le rapport d’un parlementaire établit pour rendre compte d’une mission confiée par le gouvernement en application de l’article LO144 du code électoral ». Conseil constitutionnel décision n89-262 DC du 7 novemebre1989, loi relative à l’immunité parlementaire.



151

، والذي مت حتريره مبناسبة التقرير الذي أعده عضو الربملان حول الطوائف الدينية يف فرنساووفقا ملقترحي القانون فالغاية هي مد نطاق عدم . حلساب مهمة أسندها الوزير األول

اء االس الربملانية حلساب مهمة املسؤولية الربملانية للتقارير الصادرة عن النواب وأعض . من القانون االنتخايب144أسندت من طرف احلكومة تطبيقا للمادة

وحىت يعلن الس الدستوري عدم مطابقة القانون احملال عليه للدستور، بني أن املهام املمارسة من طرف النائب أو عضو جملس الشيوخ بطلب من احلكومة ال تندرج ضمن

يفة الربملانية ، ومن جانب آخر فمثل هذه املهمة ميكن أن تسند إىل أي شخص ممارسة الوظوعليه، فالتقرير الصادر عن عضو الربملان حينما ميارس مهمة حسب . ليس عضوا يف الربملان

ميكن اعتبارها بأا عمل صادر عنه من القانون االنتخايب، ال144الشروط احملددة يف املادة .)1( من الدستور26وظائفه مبعىن الفقرة األوىل من املادة يف إطار ممارسته ل

إىل القول أن الوظيفة ةبينما يذهب املفهوم الواسع يف حتديد نطاق احلصانة الربملانيالربملانية مل تعد حمصورة يف األعمال املبينة يف الفصل الرابع واخلامس من الدستور، ذلك أن

فاألعمال املندرجة ضمن إطار . ا يف الوظيفة التشريعيةالوظيفة الربملانية ال ميكن اختزاهل. الوظائف الربملانية ميكن أن تكون إىل جانب طبيعتها التشريعية، أعمال دستورية أو تنظيمية

وباإلمجال، . ذلك أن أعضاء الربملان يشاركون يف إدارة االس وأعمال الدراسات واإلعالم حمصورة يف احلضور إىل جلسات الربملان اليت ال تأخذ فالوظائف الربملانية احلديثة مل تعد

وثانيهما، يكمن يف . سوى وقت قليل، يف حني يؤدي مهامه على الدوام خارج الربملانبصيغة " الوظائف الربملانية" النصوص الناظمة لعدم املسؤولية الربملانية اليت تستعمل عبارة

. يات إىل تبين تفسري موسع للمفهوم تدعو هذه املعط T.S.Renouxاجلمع، وكما يذكر وعليه جيب أن يفهم من الوظائف الربملانية جمموعة الوظائف املرجح ممارستها من طرف

1 Conseil constitutionnel pour déclarer non conforme à la constitution la loi déférée énonce que « … la mission qu’exercé un député ou un sénateur à la demande du gouvernement ne s’inscrit pas dans l’exercice de sa fonction parlementaire ; que d’ailleurs une telle mission peut être confiée à une personne qui n’est pas un membre du parlement ;qu’ainsi le rapport établi par un parlementaire, lorsqu’il exerce une mission dans les conditions définies à l’article L.O144 du code électoral, ne saurait être regardé comme un acte accomplie par lui dans ‘’l’exercice de ses fonctions’’ au sens du premier alinéa de l’article 26 de la constitution. »



152

.عضو الربملان متطابقة مع نظامه القانوين، أن احلصانة الربملانية ترتكز على الطبيعة القضائية للحماية املقررة، وخالصة القول

وبغض النظر عن نوع . اليت تشكل حمل وأساس احلصانة الربملانيةإىل جانب الطبيعة الوظيفيةاإلعفاء املقرر، فإن احلصانات الدستورية بصفة عامة واحلصانة الربملانية بصفة خاصة ال تشكل امتيازات شخصية وإمنا محاية وظيفية دف قبل كل شيء للمحافظة على الوظيفة

وعليه، فإن خاصية النظام العام . ظام الدستورياملمارسة من طرف اهليئات احلاكمة يف النتبني أن احلصانات تشكل قواعد من النظام األعلى خاصة بالتنظيم املؤسسايت للدولة،

une وبالتايل فهي ليست حقا شخصيا ألعضاء السلطة التشريعية، وإمنا حالة موضوعيةsituation objective فهي تعبري عن الفصل بني تكمن يف محاية الوظيفة املشغولة، ومن مث

.الشخص والوظيفة اليت تتجلى بالنتيجة كأساس ونطاق لنظام احلصانة الدستورية

املبحث الثالث القيمة القانونية للحصانة الربملانية بالنظر ملبادئ دولة القانون

إذا كانت احلصانة يف النظرية الدستورية تتجلى كقطعة أساسية يف النظام النيايب،

ا مع ذلك تبقى حمل فهم سيء، وما يشهد على ذلك املناقشات القائمة حول مدى فإاستمرارية النظام القانوين االمتيازي لصاحل السلطات السياسية املخالف للنظام القانوين

. العادي وقد شكل مفهوم احلصانة وخصوصا احلصانة الربملانية حمل العديد من االنتقادات

الذي اعتربها أحد J.Barthélémy et de P.Duez ، على غرار الفقهية منذ وقت طويلعيوب النظام القدمي وكسبب غري حمتمل لالعقاب، ذلك أن طابعها غري املألوف واالستثنائي بشكل عميق بالنسبة للقانون العادي جعل مفهوم احلصانة عرضة لعدد من االنتقادات بالنظر

هذه األخرية تقتضي خضوع الدولة وسلطاا، على . )1(إىل متطلبات دولة احلق والقانون

1 Un certain, nombre d’auteurs y voient, à l’instar de J.Barthélémy et de P. Duez des vestiges d’un ordre ancien : une cause d’impunité intolérable.



153

.وإىل اجلزاء القضائي لفرض احترام هذه القواعد. غرار األفراد الحترام القانونوبالنسبة هلذا االجتاه النقدي، فقد أصبح مفهوم احلصانة الربملانية الذي يؤمن

لقانوين العادي الذي ألعضاء السلطة التشريعية نظاما قانونيا غري مألوف وخمالف للنظام اخيضع له األفراد متعارضا مع مبادئ دولة القانون، وذلك من ناحيتني، أوهلما أن مبدأ حصانة أعضاء الربملان يشكل انتهاك مبدأ املساواة أمام القانون اجلنائي، والثاين أن احلصانة

أن تتصرف تشكل خرقا ملبدأ سيادة القانون ومساسا بالبعد الرمزي للمبدأ الذي يقتضي .الدولة وهيئاا وفقا لألشكال املطابقة للمبادئ املكونة للنظام القانوين يف الدولة

املطلب األول

القانون اجلنائيم احلصانة الربملانية ومبدأ املساواة أما

تطبيق القواعد املوضوعية واإلجرائية أمام القضاء العادي يف إن النظام االعفائي منلنسبة ألعضاء الربملان متس بطابعها غري املألوف مبدأ املساواة أمام القانون جمال احلصانة با

، ذلك أن احلصانة الربملانية تنشئ نظاما خاصا خيضع له املتمتع ا، وهذا النظام )1(اجلنائي .خمتلف عن النظام الذي خيضع له املواطن العادي

ناد على األهداف واالعتبارات وقد حبث الفقه الدستوري تربير هلذا االنتهاك باالستويرتكز الفقه التقليدي يف . النهائية، مبعىن األخذ بعني االعتبار ملاذا مت إقرار احلصانة الربملانية

تربير املساس مببدأ املساواة أمام القانون اجلنائي على املصلحة العامة، وتباين املراكز القانونية .بني احلكام واحملكومني

اه أن ما حيل التعارض بني مبدأ املساواة أمام القانون اجلنائي وإقرار ويرى هذا االجت

J.Barthélémy et de P.Duez, traité de droit constitutionnel, Dalloz, 1933, p564e

حيث 29باملفهوم املادي يف مادته 1996 نوفمرب 28 مبدأ املساواة أمام القانون، وقد ورد يف دستور الدساتري اجلزائرية املتعاقبة أقرت 1و ال ميكن أن يتذرع بأي متييز يعود سببه إىل املولد، أو العرق، أو اجلنس، أو الرأي أو . كل املواطنني سواسية أمام القانون" نصت املادة

املؤسسات ضمان تستهدف : منه حيث نصت بقوهلا31وباملفهوم الشكلي يف املادة . "أي شرط أو ظرف آخر، شخصي أو اجتماعيمساواة املواطنني واملواطنات يف احلقوق والواجبات بإزالة العقبات اليت تعوق تفتح شخصية اإلنسان، وحتول دون مشاركة اجلميع الفعلية

".يف احلياة السياسية، واالقتصادية، واالجتماعية، والثقافية



154

.مثل هذا االمتياز االستثنائي ألعضاء الربملان، يتمثل يف حتديد بشكل دقيق مفهوم املساواةفاملساواة أمام القانون تعين خضوع األفراد للقانون مجيعا وسريانه عليهم دون متييز أو تفرقة،

ر تتمثل يف املساواة أمام القانون واملساواة أمام القضاء واملساواة أمام واملساواة مظاهوال يعين ذلك أن املساواة هنا هي املساواة . الوظائف العامة واألعباء والتكاليف العامة

املطلقة بني اجلميع دون استثناء، وعليه، فاملساواة باملفهوم التقليدي جتعل من احلصانة بيد أن املفهوم احلديث ملبدأ املساواة ال يأخذ . ال جوهريا ومباشرا باملبدأالربملانية خرقا وإخال

باملساواة املطلقة وإمنا باملساواة النسبية، وقد جاء يف قرار جملس الدولة الفرنسي أن املساواة والقول . )1(تعين توحيد املعاملة بالنسبة للمراكز املتماثلة واختالفها بالنسبة للمراكز املختلفة

ذا املعىن األخري يؤدي إىل نتيجة مفادها أن خرق املبدأ بات بشكل عكسي ، فإذا ما متت معاملة مجيع األشخاص الذين يتمتعون مبراكز قانونية خمتلفة معاملة متساوية، فإن ذلك هو

وخنلص من كل ذلك أن املساواة بني األفراد ال تعين . الذي يشكل إخالال مببدأ املساواةاملطلقة اردة وهي ال تعين وحدة املعاملة بقدر ما تعين تنظيما للفرص، وهلذا إذا املساواة

.)2(كانت هناك أمور خترج عن معىن وحدة املعاملة فليس معناه إخالل مببدأ املساواةوقد أثبت الواقع العملي أنه من الصعب تطبيق مبدأ املساواة بصفة مطلقة، وذا

ملتعلق بقانون املالية لسنة ا1983 ديسمرب 29 قراره املؤرخ يف أكد الس الدستوري الفرنسي على فكرة املراكز القانونية يف 1

فيما خيص القواعد املتعلقة بتحديد الضرائب على أصحاب الثروات الكربى ، فإن املشرع قد أسس الزيادة : " ، إذ أكد مبوجبه أنه 1984افقة مع قواعد ومبادئ ذات قيمة دستورية ، مع ضرورة ، وبالتايل فإن تلك الضريبة متوط موضوعية وعقالنية يف قيمة الضريبة على ضواب

.األخذ بعني االعتبار صفة املواطنني املشاركني يف الضريبةوقد سار الس الدستوري اجلزائري على نفس املنهج ، فقد أكد على ضرورة احترام املشرع ملبدأ املساواة طبقا للدستور مع مراعاة معايري

ضاع املواطنني يف أوضاع متماثلة لقواعد متماثلة، وإخضاعهم لقواعد خمتلفة كلما تواجدوا يف أوضاع خمتلفة، املوضوعية والعقالنية بإخ، مبناسبة رقابته للمادة الرابعة يف فقرا األوىل واملادة اخلامسة من القانون 1998 يونيو 13 الصادر يف 98-04من خالل الرأي رقم

الفقرة األوىل اليت متنح للنائب املمثل للجالية الوطنية املقيمة 5وعند فحصه للمادة . لعضو الربملان املتضمن نظام التعويضات والتقاعد باخلارج تعويضة شهرية أساسية تعادل أجر رئيس البعثة الدبلوماسية، فقد أقر الس بعدم دستوريتها ألا أنشأت وضعيتني خمتلفتني ملراكز

ة بني الربملانيني تقوم علة معايري غري موضوعية وغري عقالنية، وبالتايل فإا أخلت مببدأ املساواة املكرس متماثلة إذ أحدثت أوضاعا متباين . من الدستور29مبوجب املادة

إىل 4 حول دستورية املواد من 1998 يونيو 13 املوافق ل 1419 صفر عام 18 مؤرخ يف 98-04رأي الس الدستوري رقم .43ج ، العدد .ج.ر.ن القانون املتضمن نظام التعويضات والتقاعد لعضو الربملان، ج م23 و15، 7،11،12،14

.55 ، املرجع السابق ،صمصطفى فؤاد حممد اخلصاونة 2



155

ال ميكن إال أن تكون نسبية، وال ميكن أن تتحقق إال بالنسبة فإن املسلم به أن املساواةوعليه، فإن آليات جتسيد املساواة يف القواقع ختتلف من موضع آلخر، . للمراكز املتماثلة

وتطبيقها بشكل مطلق يؤدي إىل إهدار وخرق املبدأ يف حد ذاته إذا متت معاملة األشخاص معاملة متساوية، أو لو مت التعامل مع من حيتلون مراكز الذين يقفون يف مراكز قانونية خمتلفة

.قانونية متساوية بطريقة خمتلفةوبناءا على ذلك ، فإن الطابع غري املألوف للنظام اجلنائي لسلطات الدولة السياسية،

ميكن أن جتد إعفاء من القواعد املوضوعية واإلجرائية املطبقة أمام حماكم القانون العام، السوى يف خصوصية مركز السلطات السياسية يف التنظيم الدستوري للدولة باملقارنة مربرها

ذلك أن املتطلبات املنبثقة عن . مع األفراد العاديني، مع األخذ بعني االعتبار املصلحة العامةمبدأ املساواة أمام القضاء بتطبيق نفس القواعد املوضوعية و اإلجرائية ال يتحقق إال بالنسبة

ز املتماثلة، وخصوصية النظام اجلنائي للسلطات السياسية يعد استجابة خلصوصية للمراكوبذلك ، تتجلى احلصانات الدستورية كمقابل . )1(الوظائف املشغولة داخل نظام الدولة

خلصوصية املركز القانوين ألعضاء االس الربملانية داخل التنظيم الدستوري، ومن مث فإقرار د املوضوعية واإلجرائية املطبقة يف القانون اجلنائي ال يشكل انتهاكا ملبدأ نظام إعفائي للقواع

املساواة أمام القضاء مادام أا ترتكز على اختالف يف املراكز املوضوعية ودف إىل تعزيز مساواة أولية، ويبدو ضروريا محاية أعضاء االس الربملانية أكثر من املواطنني العاديني يف

حقاد واملتابعات الكيدية بتكريس نظام جنائي استثنائي من القانون العادي مواجهة األ .)2(ملصلحتهم

1Les impératifs découlent du principe d’égalité devant la justice –même règles procédurales : mêmes règles substantielles –ne valent que pour des situation semblables, et le particularisme du statut pénal des autorités politiques répond à un particularisme des fonctions qu’elles occupent au sein de l’ordre juridique. Ainsi « s’interroger sur la justice du politique, c’est interroger sur une spécifité de la justice, qui devrait trouver sa source dans une spécifité du politique sous peine d’être contraire ai principe d’égalité » G.Giudicelli Delage, la justice du politique, in justices, n3 janvier juin 1996, p113. 2 L’instauration d’un régime d’exemptions portant sur les règles de fond et de procédure applicable en droit pénal ne constituerait pas une atteinte au principe d’égalité devant la justice dans la mesure ou elle reposerait sur une différence de situation objective et ou elle vise à rétablir une inégalité initiale. Christophe Bonnotte, op.cit, p277.



156

وعليه، إذا كانت احلصانة حتقق قطيعة مع مبدأ املساواة أمام القانون اجلنائي بني حائزي السلطة داخل التنظيم الدستوري واملواطنني العاديني ، فإا بذلك تعرب عن التميز

إن عدم املساواة املتحقق عن طريق إقرار . ستوى القانوين للدولة على أفرادهاوالسمو على املنظام إعفائي حمله القواعد اإلجرائية واملوضوعية املطبقة يف املادة اجلنائية يبقى مقبوال مادام

أن انتهاك مبدأ M. Hauriouويرى . أا تشكل امتياز منظم لصاحل السلطة السياسية، ال يو مبدأ ذو طبيعة موضوعية املستند ألفكار النظام العقائدي وامليتافيزيقاملساواة الذي ه

يكون حمتمال ومقبوال إال إذا شكلت حقوق السمو والسيطرة املركزة بني يدي السلطة وباملقابل فإن حقوق العلو اململوكة . العمومية اململوكة ملؤسسات الدولة خرقا ملبدأ املساواة

فاحلفاظ على استمرارية الدولة . )1(اصة ستكون مناقضة ملبدأ املساواةلألفراد واهليئات اخلومن مث ، فإن مبدأ استمرارية الدولة العنصر . أوىل من احملافظة على االحترام الصارم للقانون

البنائي واملكون للسلطة العامة يظهر من وجهة النظر هذه كأحد املربرات املقدمة للدفاع عن .)2(نات الدستورية لصاحل السلطات املؤسسةإقرار نظام احلصا

ويستند هذا االجتاه يف الفقه الدستوري على فكرة املنفعة يف القانون اجلنائي اليت تعترب أساس القانون اجلنائي، فالفلسفة النفعية ترى أن الغاية النهائية من القانون اجلنائي

وتربر اجلزاء اجلنائي . تمعالوقاية والتخفيف من انعكاسات السلوكيات املضادة للمجوهذا املفهوم هو الذي يعطي تربير إعفاء حائزي . باجيابياته اليت حيققها للمجتمع يف جمموعه

السلطة السياسية يف الدولة خصوصا أعضاء االس التشريعية يف مواجهة قواعد القانون دولة ومبدأ استمرارية وذلك بتغليب األمن القانوين للسلطات السياسية يف ال. اجلنائي العام

وهي تقوم على فرضيات مفادها أن ارتكاب . الدولة على مبدأ املساواة أمام القانون اجلنائياجلرمية مقدم وأوىل من جزائها القضائي، مادام أن هذا اجلزاء بطبيعته يعرقل احلياة

1 M. Hauriou estime que la violation du principe d’égalité, principe de caractère objectif dans la mesure où il s’appuie sur des idées d’ordre religieux et métaphysique. n’est tolérable que dans la limite où les droits de supériorité et domination, constituant une violation de l’égalité, sont centralisées aux mains de la puissance publique, et appartiennent à des institution d’état. A l’inverse, les droits de supériorité qui appartiennent à des particuliers où à des institutions privées lui serait contraires. M. Hauriou, précis de droit constitutionnel, op.cit,p640.

.48 ، املرجع السابق ،ص عيسى زهية حول فكرة استمرارية الدولة كمربر من مربرات احلصانة الربملانية ، يراجع بتفصيل أكثر ، 2



157

للسلطات السياسية وبذلك فهي تقيم موازنة بني اجيابيات إقامة املسؤولية اجلنائية . املؤسساتيةومن وجهة النظر هذه، فاالستقرار املؤسسايت . للدولة والسلبيات الناجتة عن هذه املتابعات

مقدم وأوىل من تطبيق اجلزاء اجلنائي للعمل أو السلوك الذي وبالنظر لصفة مرتكبيه فإنه قد .)1(ميس الدولة نفسها

: يف مقدمة دراسته بالقولوأضاف يف نفس االجتاه األستاذ حسام الدين حممد أمحدوحنن بصدد حبث أحكام هذه احلصانة، فإننا نصطدم بصعوبة تتمثل يف أن االجتاه الغالب يرى أن االعتراف ذه احلصانة ميثل مظهرا من مظاهر اإلخالل باملساواة القانونية اجلنائية يف

ا أو على األقل يف الوقت الذي جيب أن تنعدم فيه مظاهره. شقيها املوضوعي واإلجرائيتتراجع مساحتها اتساقا مع أساس القانون القائم على العدل والذي ال يتحقق إال بضمان

إال انه مما خيفف من هذه الصعوبة، أن جند اإلجابة عن . املساواة بني املخاطبني بأحكامهفريه، أو سؤال مضمونة، أي اخليارات أوىل بأن أخذ ا، األخذ مببدأ املساواة القانونية حبذا

كفالة متثيل النائب عن الشعب يف حرية واقتدار حىت ولو تعارض مع مبدأ املساواة .القانونية؟

ويف تقديري أن االحنياز للخيار الثاين يصبح مطلبا قوميا، ومن منا جيادل يف ضرورة أن نكفل لصوت الشعب كل إمكانيات النجاح وعناصر القوة ليكون هذا الصوت معربا عن

وتطلعاته دون رهبة أو خوف أو تردد أو شبهة مماألة أو حىت جماملة، وهذا ميثل مقابال آماله عادال للخروج على االلتزام احلريف ملبدأ املساواة، مع تسليمنا بأمهية احملافظة على هذا املبدأ

.)2(وتدعيميه

1 La philosophie utilitariste postule que la finalité assignée de ce dernier est de prévenir ou de réduire l’incidence d’un comportement antisocial, elle justifie la sanction pénale uniquement par les avantages qu’elle procure à la société dans son ensemble. Cette conception justifie ainsi l’affranchissement des détenteurs du pouvoir politique dans l’état à l’égard des règles de droit commun : elle fait primer la sécurité juridique des autorités politiques étatiques, le principe de continuité de l’état, sur celui de l’égalité des citoyens devant la loi pénale. De ce de point de vue, la stabilité institutionnels est préférable à la sanction pénale d’actes ou de comportement qui, en raison de la qualité de leurs auteurs, engagent l’état lui-même. Christophe Bonnotte, op.cit, P281.

، الطبعة هة النظر اجلنائية ،دراسة مقارنة، دار النهضة العربيةاحلصانة الربملانية املوضوعية واإلجرائية من وج ،حسام الدين حممد أمحد 2 .1، ص 1995الثانية ،



158

وهناك حقيقة واضحة مؤداها أن املشرع الدستوري ذاته هو الذي أقر ونظم بشكل ويف مصر فإن مصدر . ام احلصانة املوضوعية واإلجرائية اليت يغلب عليها الطابع اجلنائيع

، حيث تقررت 1971هذه احلصانة مصدرا دستوريا بنص صريح يف الدستور املصري لعام من هذا 98احلصانة املوضوعية واإلجرائية املؤبدة اليت تستبعها بالضرورة وذلك يف املادة

جبها ال تترتب املسؤولية اجلنائية عن اجلرائم القولية أو التعبريية اليت يرتكبها الدستور واليت مبوعضو الشعب و الشورى أثناء أداء عمله يف الس أو يف جلانه، مث اتبع ذلك بتقرير وتنظيم

من هذا الدستور اليت تقرر أنه ال جيوز يف غري حالة 99احلصانة اإلجرائية املؤقتة بنص املادة س باجلرمية اختاذ أية إجراءات جنائية ضد عضو جملس الشعب إال بإذن سابق من التلب

.)1(السوهكذا فإن املشرع اإلجرائي حينما وضع قيدا إجرائيا على اختاذ اإلجراءات اجلنائية ضد عضو جملسي الشعب والشورى مىت كانت ماسة بشخص العضو، فإمنا بذلك حيقق

وليس له ذا الشأن سلطة تقدير أو .ذي أقر هذه احلصانةالتوافق مع النص الدستوري المالئمة، بل انه استلهم من املشرع الدستوري اعتبارات احلصانة، لينظم القيود اإلجرائية بالنسبة لبعض األشخاص أو اجلرائم أو كالمها معا خالفا حلصانة أعضاء جملس الشعب

.احلصانة اإلجرائية املؤقتةوالشورى واليت تؤدي يف اية األمر إىل نوع من وإذا كان الدستور ذاته املصدر األساسي للحقوق واحلريات واملنظم الرئيس للسلطات يف الدولة قد أقر ونظم احلصانة الربملانية يف شقها املوضوعي واإلجرائي فإنه من

أن املصلحة من املؤكد أنه قد قام باملوازنة بني اخليارات اليت افترضنا أا حمور السؤال، وقدر عدم استيفاء حق الدولة يف العقاب واليت تترتب على احلصانة املوضوعية أو تلك اليت تترتب على تقيد اقتضاء هذا احلق، أوىل باالعتبار من تقرير املسؤولية اجلنائية لعضو جملسي الشعب

ين دون والشورى، أو إطالق حرية النيابة يف حتريك الدعوى اجلنائية حيال العضو املع .)2(قيد

.2، صحسام الدين حممد أمحد 1 .2،ص نفسه ع املرج 2



159

ويضيف األستاذ حسام الدين حممد أمحد، ويف واقع األمر فإن ما يثور بشأن احلصانة حمل البحث من جدل مرده بالدرجة األوىل مفهوم مبدأ املساواة ذاته من زاوية

.احلصانة يف شق، ويف آخر املبالغة يف اجلوانب السلبية هلذه احلصانةعتراف للنائب عن الشعب باحلصانة املوضوعية أما عن الشق األول، فإن عدم اال

ذلك أنه إذا كان الطعن يف . واإلجرائية املؤبدة، ميثل هو نفسه إخالال مببدأ املساواة القانونيةأعمال عضو جملسي الشعب والشورى مباحا، رغم أنه يشكل جرمية جنائية وسند اإلباحة

الذين يباح الطعن يف أعماهلم على نص القانون ذاته حيث يندرج العضو يف عداد األشخاصاعتبار أن له صفة نيابية عامة، فإنه باملقابل جيب االعتراف له أي عضو جملسي الشعب

ومن مث، فإن الصفة اإلجرامية للفعل الذي ينسب إىل العضو ويشكل . والشورى حبق مقابل حمو الصفة جرمية قذف أو جرمية قولية بشكل عام، خيضع لسبب إباحة ويترتب على ذلك

اإلجرامية عن الفعل وهو ما يشكل احلصانة املوضوعية أو عدم املسؤولية وما يستتبع ذلك .)1(من حصانة إجرائية مؤبدة

غاية األمر أن هناك اتساعا من حيث نطاق من تشملهم جرائم العضو اليت ختضع املكلف لسبب من أسباب اإلباحة حبيث ال تقتصر على املوظف العام ومن يف حكمه أو

خبدمة عامة أو حىت من له صفة نيابية عامة حيث يتصور أن تقع جرمية العضو اخلاضعة لسبب إباحة على عضو آخر يتمتع بنفس الصفة، ومن مث ميتد هذا النطاق ليشمل أي

إضافة إىل ذلك فإننا جند اتساعا مماثال من حيث نطاق األفعال . شخص عادي أو معنويث ال تقتصر على القذف والسب، وإمنا تشمل كل اجلرائم القولية اليت ختضع لإلباحة حبي

األخرى كما يف جرائم التحريض واالتفاق اجلنائي على دعوة اجلند للعصيان أو الشعب على .الثورة أو قلب نظام احلكم وغري ذلك من اجلرائم القولية أو التعبرييةوضوعي للقانون اجلنائي كما جيب أن نسلم أن املساواة املطلقة يف اجلانب امل

ختالف العدالة ذاا، صحيح أن املخاطبني بأحكام القاعدة اجلنائية املوضوعية على قدم املساواة، ولكن ال جيوز أن متتد هذه املساواة لتشمل النتائج اليت تترتب على تطبيق هذه

.3 السابق ،ص ، املرجعحسام الدين حممد أمحد 1



160

.)1(القاعدة وبوجه خاص فيما يتعلق بالعقابة اجلنائية املؤقتة فهي وإن كان ملحوظا فيها شخص أما من جانب احلماية اإلجرائي

العضو املعين ذاته دون إغفال بالطبع لصفته النيابية العامة، فهي ال متثل خرقا ألحكام املساواة اإلجرائية اجلنائية، حيث يغلب عليها الطابع التنظيمي لإلجراء اجلنائي أو التفريد التشريعي

.للمعاملة اإلجرائيةلقول مبساس احلصانة اجلنائية اإلجرائية املؤقتة باستقالل القضاء ، فإننا ال وردا على ا

نرى صحته حيث ال يرتع الس الذي يتبعه العضو املعين دعوى جنائية من أمام القضاء وال يصدر أحكاما بالرباءة أو اإلدانة وليس له أي صالحية يف مراجعة األحكام أو األوامر

ضائية فهي السلطة الوحيدة املخولة مبمارسة الوظيفة القضائية دون الصادرة عن السلطة القوقد أوضحنا جبالء يف هذا البحث مربرات . مشاركة من السلطة التشريعية أو التنفيذية

احلصانة اإلجرائية املؤقتة والقواعد اإلجرائية املتضمنة هلا واملرحلة املبكرة من مراحل الدعوى هلا احلصانة املعنية دورها قبل أن تستقيم أمام قاضي التحقيق اجلنائية اليت متارس من خال

مبفهومه الضيق وقضاء احلكم مبا ينفي عن احلصانة اإلجرائية شبهة املساس مببدأ استقالل .)2(القضاء

هذا وفيما يتعلق باجلوانب السلبية فإنه مع التسليم بوجود مثل هذه اجلوانب ، فهي مجيع أشكال احلصانات املوضوعية و اإلجرائية اجلنائية األخرى ال تنفرد ا وإمنا تشاركها

وإمنا بدرجات متفاوتة، ولكن ذلك ال يعين العدول عنها أو التشكيك من فاعليتها وجدواها، وإذا كان التعسف أو إساءة استعمال هذه احلصانة من قبل املتمتع ا يشكل أهم

عضو املعين ذا التعسف أو اإلساءة ميكنه عن واخطر هذه اجلوانب فإن الس الذي يتبعه ال .طريق لوائحه الداخلية تقومي هذا السلوك رغم حتفظات بعض الفقهاء على ذلك

ومع ذلك، فإن احتماالت حتقق بعض اجلوانب السلبية لتقرير احلصانة الربملانية سده نوابه لعضو الربملان بشكل عام ميثل مقابال عادال لإلبقاء على صوت الشعب الذي جي

.4 ، املرجع السابق ،ص حسام الدين حممد أمحد 1 .4 ص، املرجع نفسه 2



161

.)1(عاليا فوق أي اعتبار غايته سالمة الوطن ودميقراطية نظام احلكموقد ذهب اجتاه ثاين يف الفقه الدستوري إىل اعتبار احلصانة الربملانية إخالال مببدأ

ويرى أن هذا االستثناء الذي يتمتع به أعضاء الربملان واملتمثل يف عدم مؤاخذم .املساواةائهم، مث عرقلة السري بإجراءات احملاكمة معهم ولو إىل حني، يعد مساس على أقواهلم وآر

واعتداء جارح مببدأ املساواة، وبذلك تشكل احلصانة الربملانية مغايرة لألصول الدميقراطية اليت تقضي بأن يتساوى اجلميع أمام القانون، ومفعوهلا أن جتول إطالقا دون إقامة أي دعوى

اسبة قيامه وظيفته النيابية، وميكن انطالقا من هذا الوضع املتميز أن جزائية على النائب مبنيتعرض إىل الغري قدحا أو ذما أو حتقريا أو يتهم ويهاجم أو حيرض على ارتكاب األفعال غري املشروعة، ويظل هو مبنأى عن أية مالحقة أو أية دعوى جزائية ، فلو صدرت هذه األفعال

ا إىل املالحقات اجلزائية وما يتتبع ذلك من توقيف أو عن أي شخص عادي لعرضت صاحبه .)2(حبس أو أية لواحق أخرى

كما أن احلصانة الربملانية تشكل خرقا للقانون العام بل وأكثر خطورة لكوا حتمي النائب ليس بالنسبة ملا يصدر عنه من أفعال تتالءم مع وظيفته النيابية وهذه ليست أفعال

منا بالنسبة ملا يرتكب من خمالفات ضد احلق العام واألفراد ، وهذه ذات خطورة عموما ، إ .)3(بطبيعتها خارجة أو مستقلة عن هذه الوظيفة

ويربر هذا االجتاه رأيه لكون احلصانة أصبحت وسيلة حلماية عضو الربملان رغم كونه جمرما وآمثا وبذلك تكون احلصان حصنا لإلجرام ال حصنا للحرية الفكرية وطرح

وقد طالب أنصار هذا االجتاه باحلد من نطاق احلصانة قدر املستطاع وأن ال تقرر إال . آلراءاحلاالت الضرورة القصوى ألداء العمل محاية للنائب من تعسف بعض السلطات األخرى

.)4(وبالقدر الذي يعود على األمة اليت ميثلها

.5 املرجع نفسه ،ص 1نقال . 152 ، لبنان، ص1994أيلول، العدد24، دراسة مقارنة ، مقال ، جملة احلياة النيابية ، الد ، احلصانة النيابيةحممد فرحات 2

.54 ، املرجع السابق ،صنةمصطفى فؤاد حممد اخلصاوعن .157 ،ص، املرجع السابق حممد فرحات 3 .158 املرجع نفسه ،ص 4



162

إىل إقرار نظام انون اجلنائيوقد أرجع الفقه الدستوري انتهاك مبدأ املساواة أمام القبقوله أن هناك ثورة J. Barthélémyجنائي استثنائي من القانون العام، ويف ذلك أشار

فطرية يف الضمري ضد كل استثناء يف القانون العام ، وضد إجراء عدم متابعة متهم أمام القانون اجلنائي ويؤكد على ضرورة خضوع أعضاء االس الربملانية الحترام. القضاء العادي

العام باعتباره الوسيلة الوحيدة لتدارك التعسف املمارس عمليا مبناسبة استخدام آليات J. Laferrièreويف نفس االجتاه ذهب . )1(احلصانة ، خصوصا ما تعلق باحلصانة اإلجرائية

ملانية، إذا كانت احلصانة اإلجرائية تشكل ضمانة للسري احلسن للمجالس الرب: "بالقول أنه فهي تظهر من خالل طابعها االستثنائي كخرق واضح ملبدأ املساواة أمام القضاء، وتتخذ

فهذه اخلاصية . )2("شكل االمتياز احلقيقي، الذي جيعلنا يف بعض احلاالت أمام صدمةاالعفائية العميقة تقتضي تفسري احلصانات تفسريا ضيقا، واحلال أن هناك إمجاع فقهي على

.)3( منهادوجه الطبيعي لكل جملس لفهم عميق لألحكام اليت يستفيتسديد التوإذا كان الفقه الدستوري التقليدي سجل بعض التحفظ لتأكيد مبدأ خضوع أعضاء االس الربملانية للقانون العام، من خالل تفضيل إحلاحه على مبدأ التفسري الضيق

اب املعاصرين سجل رفضه مبدأ نظام فإن بعض الكت. لألحكام الدستورية املقررة للحصانةإعفائي على القواعد املوضوعية واإلجرائية املطبقة يف اال اجلنائي، نتيجة التشويهات اليت حلقت تطبيق نظام احلصانة جبعله خاضعا للتقدير السياسي للمجالس، والذي ترتب عنه عدم

ت السياسية للقانون العام ومن مث ، فإن تأكيد خضوع السلطا. مسؤولية حقيقية يف الواقعويبدو هذا االنشغال والقلق متطابقا . يقتضي ضرورة وضع حد لعدم عقاب أعضاء الربملان

السياسية والدستورية اليت تقتضي مساواة خضوع احلكام واحملكومني ةمع مبادئ الليربالي

1 J.Barthélémy soulignait ainsi « qu’il ya une révolte instinctive de la conscience contre toute exception au droit commun, contre le fait que l’on enlevé un accusé à ses juges ordinaires. 2 J.Lafferrière relevait que, même si elle constitue bien une garantie du bon fonctionnement des assemblées parlementaires, elle apparait, en raison de son caractère exorbitant, comme » une très nette dérogation au principe de l’égalité devant la justice et prend physionomie d’un véritable privilège, qui, parfois d’être choquant. 3 Sur ce point, la doctrine est unanime pour stigmatiser « la tendance naturelle de tout corps à comprendre largement les disposition qui lui bénéficient ». J.Lafferrière, manuel de droit constitutionnel, op.cit,p707.



163

.لسيادة القانونوصا أعضاء الربملان إن املطالبة خبضوع حائزي السلطات السياسية يف الدولة و خص

للقانون اجلنائي العام يشكل ردة فعل إلغواء احلماية الذاتية للطبقة السياسية اسدة يف وتترجم خصوصا يف املطالبة مبحو وإزالة خصوصية الوضع القانوين بأعضاء . حقوق احلصانة

ع النظام وهذا الرفض واإلنكار خلصوصية نظام أعضاء الربملان يتمثل كقطيعة م. الربملانالقانوين الفرنسي املتميز باحترام خصوصية الشيء العام، واليت جتد إهلامها من تأثري النموذج

أمريكي لقاعدة القانون امللحوظ بقلق خضوع عمل الدولة لنفس القانون والقضاء -األجنلول حتقيق املطبق على األفراد، وتفسر كأحد اآلثار املقدمة لإلرادة اخلاصة للدميقراطية من أج

.)1(مماثلة بني احلكام واحملكومني أمريكي تزامن - األوريب والنموذج األجنلو-إن هذا التعارض بني النموذج الفرنسي

يف نفس الوقت حبكم ذو قيمة معنوية حيث أن هذا األخري مل يعد يكرس حصانة جنائية، إيديولوجية القانون وعليه، فقد أصبحت . وبذلك أصبح أكثر اتفاقا مع املثالية الدستورية

تتضمن إدانة لفكرة التمثيل يف الدولة واالختالف املؤسسايت O.Beaud العادي حسبومن خالل هذه الزاوية، تتضح الروح احلالية للحضارة اليت حتقق . املعرب عنه بوجود الدولة

.)2(مثالية عدم االختالف، وعليه أصبح كل متييز فردي صورة للصفاقة

1 Cette négation de la spécificité du statut des gouvernants et des membres des assemblées parlementaires apparait en rupture avec le système juridique français marqué par le respect de la particularité de la chose publique .elle prend source dans la diffusion du modèle anglo-américain du « rule of Law », marqué par le souci de soumettre l’action de l’état au même droit et aux mêmes juges que le comportement privés. D.Baranger, une tragédie de la responsabilité .remarques autour du livre d’O. Beaud : « le sang contaminé », R.D.P.1999.p30. 2 Cette opposition entre le modèle franco-européen et le modèle anglo-américain s’accompagne dans le même temps d’un jugement de valeur morale dans la mesure ou le second, en ne consacrant pas d’immunité pénale, serait conforme à l’idéal constitutionnaliste. Cette « idéologie du droit commun » emporte selon O. Beaud, condamnation de l’idée, même de représentation de l’état et de la différence institutionnelle manifestée par l’existence de l’état. Sous cette angle, elle illustre l’esprit actuel d’une civilisation qui promeut l’idéal de l’indifférenciation, et ou, en politique comme ailleurs, « toute distinction individuelle est devenue une sorte d’insolence ». O.Beaud, la responsabilité politique face à la concurrence d’autre formes de responsabilité des gouvernant, revue pouvoir, n92, la responsabilité des gouvernant, 2000, p29.



164

املطلب الثاين ة الربملانية ومبدأ سيادة القانون احلصان

ميثل مبدأ سيادة القانون أساس الدولة احلديثة اليت يلتزم القائمون عليها بدستور

وقد أصبح خضوع الدولة للقانون . مسبق يفصل بني الدولة ككيان والقائمني على السلطةام على املستوى الوطين، من املبادئ املسلم ا يف الوقت احلاضر، وصار مطلبا للرأي الع

. لذلك ارتفعت نداءات تطالب بتعميقه يف املمارسات السياسيةوقد تعددت تسميات مبدأ سيادة القانون، ويطلق عليه الفقه الفرنسي مبدأ املشروعية، أما الفقه االجنلو سكوين فيطلق عليه مصطلح مبدأ سيادة القانون ، ويرى بعض

.)1(دقةالفقهاء أن املصطلح تعوزه الويراد بسيادة القانون هيمنة أحكام القانون يف الدولة وخضوع السلطات احلاكمة

وتكمن أمهية مبدأ املشروعية يف . على السواء للقواعد امللزمة يف للدولة) احملكومني( واألفراد .)2(اعتباره مكون أساسي من مكونات دولة القانون

يف sa dimension matérielleدي إن مفهوم دولة القانون، يعود يف بعده املااملقام األول إىل مفهوم النظام القانوين الذي مبقتضاه تكون السلطات السياسية يف الدولة ملزمة باحترام املعايري العليا، ذلك أن دولة القانون جيب أن تسعى باألحرى من جمرد احترام

هوم دولة القانون يف معناه األكثر ويف املقام الثاين، يعين مف. القانون إىل ضمان االلتزام به .)3(حضورا بأن تكون الدولة متمسكة باحترام القانون

نة ، ،أطروحة دكتوراه دولة يف ،ضمانات تطبيق مبدأ املشروعية يف الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي، دراسة مقارسعيد بويزري 1

.1 ،ص 2009-2008القانون ، كلية احلقوق ، جامعة اجلزائر ، السنة اجلامعية .169 املرجع نفسه ، ص 2

3 Le concept d’état de droit, dans sa dimension matérielle, renvoie en premier lieu, à une certaine conception de l’ordre juridique dans laquelle les autorités politiques étatiques son tenus au respect des normes supérieures, l’état de droit sera alors d’autant plus développé que ce respect est mieux assuré. en second lieu, le concept de l’état de droit désigne, dans sa acceptation la plus immédiate, un état s’attachant à respecter le droit. CI.Goyard, Etat de droit, op.cit, p300. Christophe Bonnotte, op.cit, p288.



165

وقد أدى إقرار نظام احلصانة ألعضاء الربملان إىل استثناء هؤالء من التطبيق الصارم للقانون، وترتب عن ذلك التشكيك يف مفهوم النظام القانوين املطابق لدولة القانون، ومن

عف درجة خضوع السلطات السياسية يف الدولة ملبدأ سيادة القانون أدى جهة أخرى، فضفاالحنرافات الناجتة عن .إىل التساؤل حول خضوع الدولة للقانون وعلى حدود سلطتها

.)1(استعمال احلصانات الدستورية ألعضائها يظهر كتقييد وإعاقة لتطور دولة القانون نتيجة االحنرافات يف استعمال بهقد أخل سيادة القانون مبدأ وعليه، يظهر الذي إساءة استعمال نظام اإلعفاء املقرر لصاحل أعضاء الربملانبسبب احلصانات الدستورية

.يظهر كتقييد ملبدأ احترام السلطات السياسية للدولة للمبادئ املكونة للنظام القانويناألول يف املساس ويتجلى اإلخالل مببدأ سيادة القانون من خالل جانبني، يتمثل

بالبعد املادي للمشروعية نتيجة االعتداء الواقع على مبدأ خضوع اهليئات السياسية للقانون أما البعد الثاين فيتمثل يف إخالل احلصانة . باستثناء أعضاء الربملان من التطبيق الصارم للقانون

رتبطة بالقانون، واليت الدستورية بالبعد الرمزي للمشروعية نتيجة إضعاف القيم الرمزية امليؤدي املساس ا إىل إضعاف الشرعية السياسية للسلطات الدستورية يف الدولة، خصوصا

.الربملان

الفرع األول سيادة القانونملبدأ الربملانية بالبعد املادي احلصانة إخالل مدى

أطري إن مبدأ سيادة القانون يقتضي قبل كل شيء امتثال وحتديد سلطة الدولة، وت

هذه األخرية ال ميكنها التصرف إال مبقتضى . نشاط السلطات السياسية عن طريق القانون

1Les déviations affectant en pratiques la mise en œuvre des immunités constitutionnelles apparaissent come autant de restriction ou entraves apportées au développement de l’état de droit : l’institution d’un tel régime d’immunité au bénéfice des gouvernement et des parlementaires conduit à soustraire ces derniers au respect rigoureux de la loi, mettant en cause la conception d’un ordre juridique conforme à l’état de droit.par ailleurs, le faible degré de soumission des autorités politiques étatiques au principe de légalité conduit à s’interroger sur la soumission de l’état au droit et sur la limitation de sa puissance. Christophe Bonnotte, op.cit, p288.



166

يف دولة القانون، CI.Goyardوحسب . تفويض وموافقة للمبادئ املكونة للنظام املعياريال ميكن ألي عمل قانوين مهما كانت اجلهة اليت يصدر عنها أن يتملص من الرقابة

كن االعتراف بقانونية عمل إال إذا فتح فرضية منازعته القانونية من القضائية، كما ال مي . طرف هيئة قضائية

وعليه، ال ميكن ألي سلطة عامة قائمة حىت وإن كانت عليا أن توجد أو تتحرك وبذلك تتجلى احلصانات الدستورية من خالل هذا التحليل كقيود . خارج دائرة القانون

دولة القانون، تقررت دف محاية اهليئات السياسية يف الدولة واردة على مبدأ املشروعية وملواجهة املتابعات الكيدية وغري املؤسسة أو املربرة نتيجة األحقاد السياسية، حيث أا تنظم نظام إعفائي يقع على القواعد املوضوعية واإلجرائية يف القانون اجلنائي، وذا املعىن ، فإا

حيث يتمتع أعضاء . )1(ن من املراقبة الصارمة والدقيقة للقانون اجلنائيتستثين أعضاء الربملاالربملان بامتياز عدم املسؤولية املطلق والدائم يف املادة اجلنائية واملدنية ، بالنسبة لآلراء املدىل

وال ميكن عزل عضو الربملان أو . ا والتصويت املعرب عنه يف إطار اختصاصام الدستوريةسبب آرائه أو تصويته، هذه احلصانة تسمح للنائب عن طريق أقواله خبرق أحكام إقالته ب

واجلزاء الوحيد الذي ميكن أن يتعرض له عضو . القانون اجلنائي بدون حتمل أية مسؤوليةالربملان املتهم بارتكاب جرمية يتمثل يف اجلزاء الصادر عن الغرفة اليت ينتمي إليها، واملتمثل يف

يعة تأديبية ال تتضمن بالنتيجة أية طابع عقايب، وليس هدفها إعادة املشروعية عقوبة ذات طب .وإمنا النظام داخل الس

ويطرح إضعاف درجة اخلضوع ملبدأ املشروعية من خالل استثناء أعضاء الربملان، وعة ومن مث، فإن الدولة اليت تنظم لصاحل هيئاا السياسية جمم. مسألة حتديد الدولة بالقانون

1 Pour CI.Goyard, « dans l’état de droit authentique, aucun acte juridique, quelle que soit la catégorie à laquelle il trouve appartenir, ne devrait échapper au contrôle juridictionnelle. Un acte n’est juridique que qu’il offre la virtualité d’une contestation de sa juridicité par organe juridictionnel. Aucune autorité publique institué, même la plus haute, ne saurait être située ni se mouvoir en dehors de la sphère du droit.les immunités constitutionnelles apparaissent, sous ce rapport, comme des restrictions apportées au principe de légalité et l’état de droit, elles organisent un régime d’exemption portant à la fois sur les règles de fond et de procédure en matière pénale. En ce sens, elles soustraient, dans une certaine mesure, les parlementaires à la stricte observation de la loi pénale. CI.Goyard, Etat de droit, op.cit, p.301.



167

ذلك أنه . إعفاءات من القانون العام دف استثنائهم من صرامة القضاء العادي تبقى غامضةيف الليربالية السياسية يتم التشكيك يف احلصانات الدستورية على ضوء مبدأ املشروعية كعنصر مكون لدولة القانون الذي يقتضي خضوع سلطة الدولة وحتديدها عن طريق

.)1(راطيةالقانون باسم الدميق أن نشاط خمتلف هيئات الدولة جيب أن يؤطر J.Chevalierويف هذا السياق يرى

وحيكم بالقانون، وذلك بإخضاعها موع القواعد اليت تفرض عليهم بطريقة إجبارية، وضمانا للنظام املؤسسايت احلر والدميقراطي، فإن . وتشكل األساس واإلطار واحلد لنشاطام

.)2(ة يوجه سلطة الدولة ويضع حدود لسلطة اهليئات احلكوميةمبدأ املشروعيإن إقرار إعفاءات لصاحل السلطات السياسية يف الدولة، وإن كان يظهر يف بعض األحيان كوفاء ملبادئ دولة القانون، بتنظيم محاية قانونية ملمثلي األمة، وبالتايل نظريا ضمان

حنرافات الناجتة عن إساءة تطبيقها تقييدا لتطور فهي تشكل مبربر اال. درجة من الدميقراطيةيقتضي عدم مسؤولية املستفيدين من اإلعفاءات وإذا كان مفهوم احلصانة ال. دولة القانون

املقررة، جيب االعتراف بأن ممارسة احلصانات يف الواقع فتحت الباب حلاالت شبه عدم ة كعناصر أساسية يف مسرح التنظيم وإذا كانت احلصانات تبدو من الناحية النظري. العقاب

الدستوري، فالدراسة احلذرة ملمارستها تقدم عكس ذلك، حيث أا تظهر كعوامل ومن مث احلصانات الدستورية باستثنائها ألعضاء الربملان من اإلفالت . اضطراب للتنظيم نفسه

تزام باحترام املبادئ من تطبيق القانون العام تساهم يف متلص الدولة من خالل هيئاا من االل .املكونة للنظام القانوين

1 C’est dans le thème du libéralisme politique que la mise en cause des immunités constitutionnelles prend source le principe de légalité, comme élément constitutive de l’état de droit, implique l’assujettissement de la puissance de l’état, la limitation du pouvoir par le droit au non de la démocratie. 2 J.Chevalier relève en ce sens que « l’activité des divers organes de l’état va se trouver encadrer par le droit. Ayant besoin d’un titre juridique pour agir, ils sont soumis à l’ensemble des règles qui s’imposent à eux de façon contraignante et constituent tout à la foit le fondement, le cadre et les limites de leur action. Garant d’un ordre institutionnel libéral et d démocratique, le principe de l égalité canalise ainsi l’exercice de la puissance de l’état et assure la limitation du pouvoir des gouvernant. J. Chevalier, la dimension symbolique du principe de légalité, R.D.P.1990, p.1651.



168

ومن هذا املنظور، فإن تبين نظام إعفاء للقواعد املوضوعية واإلجرائية والطابع االستثنائي وغري املألوف للنظام القضائي املقرر لصاحل اهليئات السياسية يف الدولة، ال ميكن

ومبعىن آخر، فإن . ذه االلتزاماتأن جيد مربره إال يف مبدأ قائم خارج شخص املكلفني .أساس مفهوم احلصانة ال ميكن حبثه سوى يف مبدأ إسناد أعمال أعضاء الربملان للدولة

واجلدير بالذكر، أن التشكيك يف نظام اإلعفاء املقرر ألعضاء الربملان نسيب، ففي من النظام القانوين واقع األمر، احلماية املقررة للهيئات السياسية من خالل احلصانات تنبثق

ذلك أن احلصانات تبناها ونظمها الدستور، وخارج احلاالت احملددة مبقتضى الدستور . نفسهال ميكن تصور إعفاء أعضاء اهليئات السياسية من املسؤولية اجلنائية من انتهاك النظام

.القانوينلقانوين وعليه، فإقرار عدد من احلصانات الدستورية ال يشكل انتهاكا للنظام ا

مادام أا تنبثق . الداخلي، وتقييدا لفكرة هوية الدولة والقانون املسلم ا يف النظرية املعياريةوبالنتيجة ، فإن . الذي قام بإقرارها وتنظيمها. من الناحية الشكلية من النظام القانوين نفسه

ي، تتجلى كفرضيات احتماالت االعتداء على مبدأ سيادة القانون املالحظة يف بعدها اإلجرائ .)1(مؤطرة مبقتضى القانون والذي يرتب عدد من اآلثار القانونية

إن التساؤالت املطروحة حول القيمة القانونية ملفهوم احلصانة ال تقوم فقط على االعتداءات الواقعة على البعد املادي ملبدأ املشروعية ، وإمنا تأخذ مصدرها كذلك يف املساس

.أ املشروعيةبالبعد الرمزي ملبد

1 Cette mise en cause des régimes d’exemption instituée au bénéfice du gouvernant et des parlementaires doit être cependant relativisées : en effet, la protection offerte aux autorités politiques étatiques au travers des immunités découle de l’ordre juridique lui-même ; les immunités sont prévues et organisées par la constitution. L’institution d’un certain nombre d’immunités constitutionnelles ne constitue donc pas une violation de l’ordonnancement juridique interne, une restriction l’idée de l’identité de l’état et du droit. Postulée par la théorie normativisme. Dans la mesure où elles découlent formellement de ce même ordre juridique. Par conséquent, les éventuelles atteintes au principe de légalité, envisagé dans sa dimension instrumentale, apparaissent bien comme des hypothèses encadrées par le droit et auxquelles il attache un certain nombre de conséquences juridique. Christophe Bonnotte, op.cit.p294.



169

الفرع الثاين سيادة القانون بالبعد الرمزي ملبدأ احلصانة الربملانيةإخاللمدى

مل يتم االنتقاص من مبدأ سيادة القانون يف جانبه املادي فقط، إنه كذلك كما

، هذا البعد investissement symboliqueحمل قوة إحاطة رمزية J.Chevalierيقول البعد املادي، فقد حرف بشكل عميق من خالل إساءة ممارسة احلصانات الرمزي على غرار

وأدى ذلك، إىل إضعاف . الدستورية، وحميت بذلك القيمة اخلاصة بالقانون وأزيلت تدرجيياالشرعية السياسية للسلطات السياسية املؤسسة على احترام مبدأ سيادة القانون نتيجة

.)1(االعتداء الواقع على بعده الرمزيإن القانون على مستوى التمثيل الرمزي مرادف ملعىن النظام والسلطة، وقيمة النظام املرتبطة بالقانون تبدو واضحة يف بادئ األمر من خالل طابعه املعياري واملنظوري، فهي تفرض جمموعة من القواعد للمخاطبني بأحكامها حبيث هم ملزمون باخلضوع هلا ، وضمان

وكمرادف . )2(نتيجة سن معايري للسلوكالتأطري املعياري للسلوك J.Chevalierما يسميه ويعد القانون كذلك سند النظام االجتماعي وفيما وراء فكرة القانون ملعىن لالنقياد واألمر،

حيث أنه . ترتسم صورة اتمع املنظم، الصاحل واملوحد واملتطابق ومتطلبات العقل واملنطقاكمة لعمل اجلماعة االجتماعية، وذا املعىن يبدو كعنصر منظم يسجل وجيسد املعايري احل

ويف األخري، فإن القانون يرجع إىل النظام القانوين، وهو بذلك مرادف للتدرج . للمجتمعكما أن القانون . والتسلسل، واإلحالة للقانون تقتضي وجود نظام قانوين متدرج ومتسلسل

1 La loi, au plan des représentation symboliques, est à la fois synonyme d’ordre et d’autorité :la valeur d’ordre attaché à la loi est illustrée en premier lieu par son caractère normatif et prescriptif : elle pose un certain nombre de règles auxquelles les destinataires sont tenus d’obéir ;ainsi assure-t-elle que J.Chevalier nomme « l’encadrement normatif des conduites ». J.Chevalier, op.cit,p1659. 2 Le principe de légalité ne saurait être réduit à son seul aspect matériel : il fait également l’objet, comme l’écrit J.Chevalier, d’un puissant « investissement symbolique » cette dimension, tout comme la précédente, profondément altérée par les déviations affectant la mise en œuvre des immunités constitutionnelles. C.Scmitt. parlementarisme et démocratie, seuil,1988,p52ets. Poulet-Gibot Leclerc, la place de la loi dans l’ordre juridique interne, pulim, p123 et s.



170

ة خاصة يف النظام القانوين باعتباره تعبري عن إرادة يتمتع بسلطة خاصة اليت جتعله يف مكانوتسمح األولوية املعترف ا للقانون بتصور القانون ككلية متجانسة، ونظام موحد . األمة

وصورة النظام املأخوذة عن . حبيث أن خمتلف عناصره مرتبطة بعالقات منطقية وضرورية .تالئم بشكل تقابليالقانون تساهم يف البعدين املعياري والتنظيمي امل

وإضافة إىل ذلك، يتميز القانون بالسلطة املرتبطة به، هذه اخلاصية تتقرر بعد هذه السلطة واملقدرة ترتكز . منازعته وتترجم من خالل انقياد وإذعان احملكومني ألحكامه

على شرعيته األصلية، وجتد مصدرها كذلك يف نطاق الالمعقول، وهو ما يسميه J.Chevalier بامتياز السمو والعلو وتعبري عن إرادة عليا من هيئة معربة أسطوريا، الوحيدة

والذي تأسس منذ . احلائزة على الكلمة الشرعية، واليت جتعل القانون بعيد عن أية منازعةوقت طويل على القانون العقائدي، والسلطة اخلاصة احمليطة بالقانون يف إطار الدولة

. مبعناها املوضوعي وليس العقائدي. بشكل ضيق بفكر القداسةالعلمانية، غري ملزمة فالقانون يرسم احلدود بني املسموح واملمنوع، املباح واحملضور، ويبدو كإجراء دنيوي لتعيني

هذه السلطة األصلية وغري املقيدة ال تتحدد فقط حبكم .)1(اال بني املقدس والدنيويمصدرها واليت هلا وظيفة التعبري، هذه القيم تبدو القانون، ولكن متتد للقيم اليت جتد

كمتطلبات مشكلة للهوية وقاعدة املعنوية للجماعة االجتماعية ، وانتهاكها ال ميكن أن فكل منازعة وكل اعتداء على القانون يشكل اعتداء للمبادئ املكونة له، . يكون مقبوال

مباشرة املساس ما من خالل هذا البعدان النظام والسلطة تتجلى . ومنازعة لوجوده .االحنرافات الناجتة عن ممارسة احلصانات الدستورية

إن االحنرافات الناجتة عن تطبيق احلصانات الدستورية، والتحول حنو اجتاه عدم مسؤولية واقعية، مبربر إضعاف تنظيم النظام العقايب، وخصوصا التسييس التعسفي

اشرة قيم النظام والسلطة املرتبطة بالقانون، فهذه إلجراءات احلصانة الربملانية مس مبمادام ممكنا خرق األنظمة . االحنرافات أدت إىل إضعاف القانون يف معىن االنقياد واألمر

1 Dans ce que J.Chevalier nomme le privilège de la transcendance : expression de la volonté suprême d’une instance énonciatrice mythique, seule détentrice de la parole légitime, la loi est dotée d’une valeur particulière qui la soustrait à toute contestation. J.Chevalier, op.cit, p1660.



171

حيث ال ميكن النظر إليه كإجراء قانوين إلزامي . القانونية والتملص من املعايري اليت يعرب عنهاويف بعض احلاالت قابلة الحتمال . ية قابلة للخرقوإمنا كتقنية تنظيم العالقات االجتماع

وبنفس الوجه، ال ميكنه أن يعرب على مستوى التمثيل الرمزي نظام اجتماعي . االنتهاكاتومن . فحاالت اخلرق واالستثناءات هلذه األحكام تتجلى كتعبري لنظام خاص. مرغوب فيه

اتمع إىل مكونني يستفيد مث يغدو القانون ميثل شكل لالضطراب واالنشقاق، وانقسامكما أن اإلخالل بالبعد الرمزي ملبدأ املشروعية . أحدها من نظام استثنائي يف مواجهة القانون

يظهر كاعتداء على وجود النظام القانوين التدرجي والتسلسلي، ومن مث يفقد القانون بالنسبة .للقواعد األخرى مسوه الذي يتميز بهصاصات الرمزية للقانون إىل نتيجة ذات أمهية على مبدأ وقد أدى اإلخالل باالخت

شرعية ممارسي السلطة السياسية يف الدولة، حيث أن شرعية أعضاء االس التشريعية .تتالشى وتزول مادام هناك حتلل من مبدأ املشروعية

وإذا كان نظام احلصانات الدستورية ال يشكل حبد ذاته سببا لزوال شرعية سية للدولة، فإن األمر يبدو خمتلفا عند تطبيق احلصانات الذي يترك بعض السلطات السيا

التشويهات اليت تؤدي املساس يف مضمونه ومعناه، فاالعتداء على مبدأ املشروعية نتيجة االحنرافات الناجتة عن إساءة استعمال نظام املسؤولية اجلنائية هليئات الدولة تؤدي إىل

فإساءة استعمال نظام احلصانات يتجلى حتما كعامل . حلاكمةالتشكيك يف شرعية اهليئات اإضعاف لشرعية سلطة الدولة، خصوصا إذا حتولت احلماية املقررة إىل عدم مسؤولية فعلية نتيجة تسييس اإلجراءات، ففي مناسبات كثرية رفضت الغرف رفع احلصانة الربملانية ،

ات املقيدة للحرية ، رغم ثبوت قيام وطالبت يف أحيان أخرى بوقف املتابعات واإلجراءعضو الربملان بأفعال منتهكة للقانون، فهذه احلاالت بدون شك هلا تأثري على شرعية

.سلطات الدولةواحلقيقة أن املساس بالبعد الرمزي ملبدأ سيادة القانون بواسطة احلصانات الدستورية

ية الشكلية، وجود خرق للقانون ال ميكن أخذه على إطالقه ، حيث ال ميكن القول من الناحواعتداء على سلطة القانون، مادام أن نظام اإلعفاء مقرر صراحة مبقتضى النظام القانوين



172

نفسه ، وعليه ال ميكن احلديث عن املساس بقيمة السلطة املرتبطة بالقانون مادام أن ممارسة باحترام ومسو سلطة نظام احلصانة مطابق للدستور، ومبا أن األمر، وعلى العكس يتعلق

فإن مثل هذا النظام احملدد يف . الدستور على القانون املقررة واملنظمة مبقتضى الدستور نفسهإطار النظام القانوين، وحىت وإن أدت املمارسة إىل استبعاد القانون ، فليس ذلك سوى

ويتجلى من . ليااملستندة إىل متطلبات النظام األعلى واملصلحة الع.تطبيق لألحكام الدستوريةخالل هذا التحليل أن قيمة النظام املرتبطة بالقانون ال ميكن التشكيك أو املساس ا،

.وخبالف ذلك فإنه باستعمال النظام االعفائي يتلقى القانون كامل فعاليته، إذا كانت املمارسة املتواترة للحصانات الدستورية واالحنرافات وخالصة القول

سة، أدت إىل التساؤل حول شرعيتها بالنظر إىل مبدأ املساواة، كما املوجودة يف املمارهذا األخري يبدو متأثرا مباشرة نتيجة . اقتضت فحص مسألة توافقها وسيادة القانون

.التشويهات اليت مست مبدأ حصانة اهليئات احلاكمةفمبدئيا، ال يعرب مبدأ احلصانة الدستورية عن شيء سوى ضرورة محاية أعضاء

الس الربملانية يف ممارستهم ملهامهم يف مواجهة املتابعات الكيدية وغري املؤسسة املتسترة ابيد نظام احلصانة املطبق يف اال الدستوري أصبح حيوز تدرجييا على معىن . بغطاء سياسي

.ومن مث أصبح مبدأ املشروعية متأثرا من ناحيتني. الالعقاب والالمسؤوليةادي ، فإن مفهوم احلصانة جلب ملبدأ املشروعية سلسلة من القيود فعلى املستوى امل

اليت تبدو اليوم صعبة التربير، إا تظهر كإعفاء بال شك نسيب ملبدأ خضوع السلطات .السياسية وهي تشكل بذلك إعفاءا دستوريا من املراعاة الصارمة للمشروعية الداخلية

املشروعية مبفهوم املادي، وإمنا تؤثر وال تشكل احلصانات الدستورية إخالل مببدأ على بعده الرمزي، فاحلصانات تشكل اعتداء على القيم الرمزية للقانون وهي قيم النظام

واحلال . ومن مث يصبح القانون عمل حمرف ومنتقص ومتدهور املكانة. والسلطة املعرب عنها. روعية يشكل شرط لشرعيتهاأن مراعاة والتزام اهليئات احلاكمة مبطابقة نشاطها ملبدأ املش

ومن مث، فإن التمتع باحلرية يف مواجهة القانون واملرخص ا بواسطة احلصانات الدستورية تؤدي حتما إىل إضعاف السلطة الرمزية للسلطات السياسية يف الدولة، وعليه فتدهور



173

.القانون يترتب عليه انتقاص الوظيفة احلكومية أن يكون نسبيا، مادام أن نظام اإلعفاء من القواعد إن األخذ بالتحليل السابق جيب

املوضوعية واإلجرائية لصاحل أعضاء الربملان مقرر مبقتضى النظام الدستوري نفسه، ومن مث .فاحلصانات الدستورية ال تعترب من الناحية النظرية إخالل ملبدأ املشروعية بل إعماال له

ت إىل حمو املعىن األصلي للحصانة ، بيد أن إساءة تطبيق احلصانات الدستورية أدوأضعفت قيمته القانونية وشرعيته بالنظر للمبادئ املكونة لدولة القانون، كما أدت إىل التساؤل حول القيمة القانونية ملفهوم احلصانة، اليت تبدو كبناء نظري حمض ال عالقة له

ية للمفاهيم القانونية واملنافية باملمارسة املؤسساتية اليت تشكل اإلثبات الوحيد للقيمة احلقيقفمفهوم احلصانة جيب أن يستبعد من دراسة القانون، فحصانة احلكام ال ميكن أن . للواقع

تكون سوى ترتيبات سياسية ودراستها ال تنتمي للقانون الدستوري وإمنا للعلوم .)1(السياسية

1Les défaillances affectant la mise en œuvre des mécanismes immunitaires, l’effacement de la signification initiale du principe d’immunité des gouvernants, l’affaiblissement de sa valeur juridique et de sa légitimité au regard des principes constitutif de l’état de droit, conduisent ainsi à s’interroger sur la valeur normative du concept d’immunité : celui-ci apparaitrait ainsi comme une pure construction intellectuelles, théorique , sans rapports la pratique institutionnelle, laquelle constituerait dés lors la seules épreuve pertinente de la valeur des concepts juridiques. Démente par la pratique, la notion d’immunité devrait être rejetée hors du droit : l’immunité des gouvernant ne serait plus alors que le résultat de combinaisons politiciennes, et son étude ne ressortirait plus du droit constitutionnel, mais de la science politique. Christophe Bonnotte, opcit.p305.



174

الباب الثاني



175

لثاينالباب ا

النظام القانوين للحصانة الربملانية

ضوعية تقسم احلصانات الربملانية بالنظر إىل مضموا إىل حصانة برملانية مو أعضاء ساءلةوتتمثل احلصانة الربملانية املوضوعية بعد جواز م. وحصانة برملانية إجرائية

مبناسبة تصويتن آراء أو الربملان جزائيا أو مدنيا يف أي وقت من األوقات عما يبدونه م، وذلك دف إفساح اال أمام العضو حىت يؤدي وظيفته النيابية قيامهم بعملهم الربملاين

. دون خوف أو وجلوتتجلى احلصانة اإلجرائية يف عدم جواز متابعة أعضاء الربملان إال بعد إذن الس

ه إجراءات جنائية قد حتول بينه وهي تستهدف محاية العضو من أن تتخذ يف مواجهت.التابع له . وبني املشاركة الفعلية يف أعمال الس أو يف أعمال جلانه

وعليه، فاإلطار العام للحصانة يشمل وضعيتني، وضعية مرتبطة مباشرة باألعمال وعليه يقوم نظام .املتصلة بالوظيفة الربملانية، وأخرى مرتبطة باألفعال املنقطعة عن الوظيفة

بناء على نوعني من األفعال أوهلما متصل بالوظيفة وصدر مبناسبتها، والثاين منفصل احلصانة . عن الوظيفة متاما وصدرت خارجها

ويقتضي ذلك، التمييز بني نظامني قانونني مستقلني لنوعي احلصانة الربملانية،



176

. ستورية الرئيسيةوتشكل احلصانة الربملانية املوضوعية أو عدم املسؤولية الربملانية الضمانة الدوتدور وجودا وعدما مع النظام النيايب الدميقراطي، وتتميز بثباا ودميومتها يف النظم الدستورية، وال ميكن االستغناء عنها باعتبارها قطعة رئيسية للنظام النيايب الرتباطها بصميم

ي أقل تعرضا لالنتقاد، وه. ويتحدد نطاقها باألعمال املتصلة بالوظيفة الربملانية. العمل النيايب .وسيعمل الفصل األول على حتديد نطاق احلصانة الربملانية املوضوعية

ويتحدد نطاق احلصانة الربملانية اإلجرائية باألفعال غري املرتبطة بالوظيفة الربملانية، وتتعلق خصوصا باألفعال اإلجرامية املرتكبة من طرف عضو الربملان، ودف إىل خضوع

ملان لنظام إجرائي استثنائي متميز عن القانون العام، فال ميكن متابعة عضو الربملان أعضاء الربونظرا الرتباطها باألفعال اخلارجة عن . جزائيا إال بعد إذن الس الذي ينتمي إليه املعين

نطاق املمارسة والوظيفة الربملانية، فقد أضحت مؤخرا حمل انتقاد، دفعت النظم الدستورية وسيعمل الفصل الثاين على حتديد اجلرائم واإلجراءات املشمولة . ادة النظر يف نطاقهاإىل إع

.ا، واإلجراءات املتبعة لرفعها واآلثار املترتبة عن زواهلا على املركز القانوين ألعضاء الربملان



177

الفصل األول



178

الفصل األول حلصانة الربملانية املوضوعيةنطاق ا

تقدم عدم املسؤولية الربملانية باعتبارها شرطا لوجود سلطة املداولة

condition du pouvoir delibérant النموذج املثايل نة الفصل بني السلطات وضماة اململكة املتحد كل من النظم الدستورية املقارنة خصوصا يفللتقليد الدستوري املتبع يف

.وفرنسا، 1789 جوان 23 بتاريخيف فرنسا عدم املسؤولية الربملانية ألول مرة أعلنت

يف ممارستهم تخذة امل الربملان بالنسبة لألعمالأعضاءحصانة مطلقة ودائمة يستفيد منها ك يف 1958دستور أعاد وكرستها مجيع الدساتري الفرنسية املتعاقبة، ويف األخري، . لوظائفهم

من القانون 13 اليت تقم سوى بنسخ املادة 1946 من دستور 21 صياغة املادة 26مادته ال ميكن متابعة أي عضو من أعضاء الربملان أو البحث أو :" بقوهلا1875الدستوري لعام

".توقيف أو احتجاز أو حماكمة بسبب اإلدالء بصوته أو رأيه خالل ممارسته ملهامهاخل الربملان يف اململكة املتحدة، من خالل املادة وتتجلى حرية الكالم واملناقشات د

املعربة عن النتيجة النهائية للصراعات العنيفة اليت 1689التاسعة من قانون احلقوق لعام وتبقى الصياغة . دارت خالل عقود بني نطاق احلقوق امللكية وصعود سلطة جملس العموم

ن أن تكون حرية الكالم واملناقشات ال ميك: "اليت جاءت فيها املادة التاسعة بقوهلا". واإلجراءات الربملانية حمل إعاقة أو اام أمام أي حمكمة أو أي مكان آخر خارج الربملان



179

. عن السياق التارخيي الذي صاحب إقرارها09شاهدا على نوع من االستقاللية لنص املادة الضغوط الصادرة عن التاج ، واىل جانب محايتها ألعضاء الربملان من التدخالت احملتملة و

. فإن تطبيقها حيظر إقامة أي دعوى بغض النظر عن اجلهة احملركة هلاوقد عربت هذه املادة من قانون احلقوق، واليت تشكل املكافئ األقرب لعدم املسؤولية الربملانية اليت يتمتع ا النواب أو أعضاء جملس الشيوخ الفرنسي الزمان واملكان،

صر وجودها على نصوص دساتري غالبية دول الكومنولث، بل وفيما وراء هذه وال يقتوهذا ما يتضح من صياغة املادة األوىل، الفقرة السادسة يف بندها األول من الدستور . الدائرة

ال ميكن مساءلة أعضاء جملس الشيوخ والنواب من أجل خطاب :" األمريكي، واليت جاء فيهاوأمهلت الصياغة األمريكية ذكر اإلجراءات ". ويف أي مكان آخرأو نقاش يتم يف الغرفة أ

.1689الربملانية ، وعملت على تبسيط صياغة نص قانون احلقوق لعام 1971وضمانا ألداء أعضاء جملس الشعب لوظائفهم نص الدستور املصري لعام

لس الشعب عما ال يؤاخذ أعضاء جم:" بقوهلا 98على احلصانة الربملانية املوضوعية يف مادته يتبني من خالل حكم املادة ". يبدونه من األفكار واآلراء، يف أداء عملهم، يف الس أو جلانه

اعتماده لنفس صيغة األحكام الدستورية السالفة فيما عدا استخدام تسمية جملس الشعب ة بقصرها وتركيزه على البعد املكاين يف حتديد نطاق احلصانة الربملاني. بدال من جملس األمة

مكرسا هلا مبقتضى 2014 الدستور احلايل لعام وحافظ. من حيث املكان على قبة السال يسأل عضو جملس النواب عما يبديه من آراء تتعلق بأداء أعماله يف ": بقوهلا112املادة

."الس أو يف جلانهاملتعاقبة نظام كرست مجيع الدساتري اجلزائريةوعلى غرار النظم الدستورية املقارنة،

ا معترف الربملانية احلصانة" : قوهلا109 احلصانة الربملانية املوضوعية فقد جاء يف نص املادة

.يوقفوا أو يتابعوا أن ميكن وال .الربملانية ومهمتهم نيابتهم مدة األمة جملس وألعضاء للنواب ضغط أي عليهم يسلّط أو جزائية أو مدنية دعوى أية عليهم ترفع أن ميكن ال العموم وعلى ممارسة خالل تصويتهم بسبب أو كالم، من به تلفظوا ما أو آراء من عنه عربوا ما بسبب

".الربملانية مهامهم



180

وحتتفظ عدم املسؤولية الربملانية يف غالبية دساتري العامل مبكانة متميزة يف قائمة نتقاد، كما تتمتع بنظام قانوين موحد الضمانات الدستورية الربملانية، وهي أقل تعرضا لال

وتقتضي دراسة عدم املسؤولية الربملانية حبث حتديد طبيعة األعمال املشمولة . ومستقر نسبيا .باحلصانة، ودراسة نطاق تطبيقها املوضوعي يف هذه الدساتري، وحتديد آثارها

املبحث األول نة الربملانية املوضوعيةالتالزم بني عضوية الربملان واالستفادة من احلصا

الصفة النيابية ألعضاء اكتساب ارتباطا وثيقا ب املوضوعيةرتبط احلصانة الربملانيةت

وتسري أحكامها يف اجنلترا على أعضاء الربملان بشقيه جملس العموم وجملس .النيابيةاالس منذ حلظة إعالن اللوردات منذ ثبوت عضويتهم يف الربملان، حيث تبدأ عضوية جملس العموم

فوز املرشح يف االنتخابات النيابية، بينما تبدأ عضوية جملس اللوردات مبجرد صدور اإلرادة امللكية مبنح لقب اللوردية بالنسبة للوردات العمريني واألساقفة، أما اللوردات الوراثيني فغنهم حيملون مع لقبهم الوراثي حق العضوية يف الس شريطة بلوغهم سن واحد

ومتتد احلصانة الربملانية املوضوعية لتشمل أعضاء الربملان . عاما على األقل) 21(وعشرون .)1(السابقني واحلاليني عما يبدونه من آراء ومواقف عند أدائهم لوظائفهم الربملانية

يف فقرا 1958 من الدستور الفرنسي احلايل الصادر يف عام 26وتنص املادة وز متابعة عضو الربملان أو البحث عنه أو توقيفه أو احتجازه أو ال جي: "األوىل على أنه

وواضح من حكم املادة ". حماكمته مبناسبة اآلراء و التصويت الصادر عنه مبناسبة أدائه ملهامه أن أعضاء الربملان الفرنسي مبجلسيه اجلمعية الوطنية وجملس الشيوخ يتمتعون باحلصانة 26

عضوية الربملان وتبدأ حصانته مبجرد انتخابه وإعالن فوزه املوضوعية من وقت اكتسام

.54، املرجع السابق،ص إبراهيم كامل الشوابكة 1



181

حىت دون أن تتوقف املسألة على إثبات عضويته، ذلك أن املنازعة يف انتخابات اجلمعية الوطنية وإن كان له أثر فيما يتعلق مبدى ثبات صفة العضوية، إال أنه ال تأثري على نفاذ

.)1(املتعلق بتنظيم الس الدستوري 1958نوفمرب 7أوسريان احلصانة الربملانية طبقا ألمر 98 ، واملقابلة لنص املادة 2014 من دستور مصر احلايل لعام 106طبقا للمادة و

ال يؤاخذ أعضاء جملس النواب عما يبدونه :" نه واليت جاء فيها أ1971من دستور مصر لعام ن احلصانة ضد املسؤولية فإ". نه يف الس أو يف جلامن األفكار واآلراء يف أداء أعماهلم

الربملانية تغطي ليس فقط مجيع أعضاء الربملان احلاليني سواء كانوا منتخبني أو معينني، وإمنا مبعىن أن احلصانة تغطي كل ما صدر من . تغطي كذلك كافة األعضاء السابقني ذا الربملان

لس أو مدة نيابته لألمة، أيا قول أو رأي عن عضو الربملان الذي انتهت مدة عضويته يف اكان سبب هذا االنتهاء مادام أنه عند إبدائه هلذا القول أو ذلك الرأي كان عضوا يف الربملان ومبناسبة أداء عمله النيايب، كما تغطي أيضا كل ما يصدر عن أعضاء الربملان احلاليني عند

.مباشرم لعماهم الربملاينأو تعيينه، ) إعالن فوزه( جرد انتخاب العضو مب يبدأسريان هذه احلصانةوكان

بل وحىت قبل أن حيقق الس . 1971 يف ظل دستور وذلك دون توقف على حلفه اليمنينتخابه، كما أا تستمر مادامت فض الطعن إذا كان مطعونا يف صحة إصحة نيابته أو يعلن ر

وجاءت .)2( املعمول اعضوية العضو مل تسقط أو تبطل وفقا ألحكام الدستور والقوانني من الدستور احلايل صرحية يف حتديد بدء العضوية بتاريخ أول اجتماع للمجلس، 106املادة

مدة عضوية جملس النواب مخس سنوات ميالدية، تبدأ من تاريخ :" بقوهلا106فنصت املادة نتهاء وجيرى انتخاب الس اجلديد خالل الستني يوما السابقة على ا. أول اجتماع له

".مدتهوتشمل احلصانة الربملانية املوضوعية يف اجلزائر أعضاء الربملان مبجلسيه املمارسني والسابقني، سواء املنتخبني أو املعينني، حىت بعد انتهاء الفترة التشريعية عما صدر عنهم من

1Gérard soulier, op.cit, p241.

.52 املرجع السابق،صرمضان حممد بطيخ، 2



182

ن تاريخ وتبدأ احلصانة يف السريان م. أقوال وآراء وتصويت أثناء ممارسة مهامهم الربملانيةاإلعالن الرمسي لنتائج االنتخابات التشريعية، ومن يوم نشر مرسوم تعيني أعضاء جملس

.)1(املعينني اىل غاية انتهاء العهدة بأي شكل من األشكال، )2(وفق إجراءات وشروط منها صحة العضوية وتتم العضوية يف جمالس الربملان

قة الصحيحة، وفقا للشروط املوضوعية ويقصد بصحة العضوية هي اكتساب العضوية بالطريواإلجرائية اليت تضمنها قانون االنتخابات، وأسس جانب من الفقه اهلدف من خضوع مجيع أعضاء الربملان لتحقيق صحة العضوية للتأكد من وصول هؤالء بطريقة قانونية هلذا املنصب،

.3()يا ودستوريا وقانونياوأن هذا اإلجراء ميثل ضمانا لتمثيل الربملان للشعب متثيال حقيقوأسندت عملية الفصل والتحقق يف صحة العضوية نظرا خلطورا ودقتها وطابعها القانوين يف أغلب األنظمة للمجالس الدستورية، أما عملية إثبات العضوية فيختص ا أعضاء

. شريعيةالربملان أنفسهم عن طريق جلان إثبات العضوية اليت تنعقد يف أول جلسة للفترة التإثبات عضوية النواب وأعضاء جملس األمة :" بقوهلا 1996 من دستور 104فقد نصت املادة

من النظام الداخلي للمجلس الشعيب 04وجاء يف املادة ". من اختصاص كل غرفة على حدة 104طبقا للمادة : "الوطين حتديد الكيفية اليت تتم ا عملية إثبات العضوية حيث نصت

يشكل الس الشعيب الوطين يف اجللسة األوىل للفترة التشريعية جلنة إثبات من الدستور .)4(" عضوا حسب التمثيل النسيب20العضوية اليت تتكون من

وعملية إثبات العضوية تعد عملية شكلية كاشفة لنتائج االنتخابات إذ أن أعمال

.141، املرجع السابق،صحممد ناصر بوغزالة 1 .1996 نوفمرب28 من دستور 101العضوية تكون إما بالفوز يف االنتخابات أو عن طريق التعيني استنادا للمادة 2 دراسة مقارنة، أطروحة دكتوراه دولة،كلية احلقوق، جامعة اجلزائر، بن عكنون ، النظام القانوين لعضو الربملان،بركات حممد 3

.115،ص2007اجلزائر، .65،80، ص2008 دكتوراه يف القانون العام، كلية احلقوق، جامعة اجلزائر، النظام القانوين لعضو الربملان، رسالة، مالوي إبراهيم

لها املادة وتقاب. 2000 يوليو 30 يف خ املؤر46 النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين، اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية ، العدد 4 من الدستور يشكل جملس األمة يف جلسته األوىل جلنة إثبات 104طبقا ألحكام املادة : من النظام الداخلي لس األمة اليت نصت 3

رية، النظام الداخلي لس األمة، اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائ. العضوية اليت تتكون من عشرين عضوا وفقا ملبدأ التمثيل النسيب أصال .1999 نوفمرب 28، املؤرخ يف 84العدد



183

واملستقبلية اليت قد تفرزها جلان إثبات العضوية مقيدة بإعالن الس الدستوري احلاضرة ومن خالل 04و 02الطعون املودعة أمامه، ويتبني ذلك من خالل الفرات الثانية من املواد

كما تطبق األحكام نفسها على . )1( من النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين5املادة مة، مع بعض من النظام الداخلي لس األ05 و04، 03أعضاء جملس األمة مبوجب املواد

من االختالف إذ أن إثبات العضوية يكون طبقا إلعالن الس الدستوري بالنسبة لألعضاء املنتخبني وطبقا للمرسوم الرئاسي املتضمن تعيني ثلث أعضاء جملس األمة من طرف رئيس اجلمهورية، مع العلم أن عملية إثبات العضوية ال توقف خالل سريها الصالحيات املتصلة

من النظام الداخلي ألعضاء الس 04النائب وهذا ما أكدته الفقرة الثالثة من املادة بصفة ال توقف عملية إثبات العضوية خالل سريها الصالحيات : "الشعيب الوطين إذ نصت بقوله

. من النظام الداخلي نفس املبدأ03وأقرت الفقرة الثالثة من املادة ". املتصلة بصفة النائبعتراف بالصفة ألعضاء الربملان املنتخبون الواردة أمساؤهم يف إعالن نتائج وبذلك اال

وعليه، وقبل التحقق يف صحة عضوية . االنتخابات، واملعينون مبوجب املرسوم الرئاسيالربملاين أو قبل البث يف طعن صحة النتائج االنتخابية تستمر عضويته ما مل تسقط أو تبطل

.)2(وانني املعمول اطبقا ألحكام الدستور والقوالذي يؤكد اكتساب املترشح صفة النائب مبجرد انتخابه وليس من تاريخ إثبات

من قانون 118عضويته أمام الس الذي ينتمي إليه، مضمون الفقرة الثانية من املادة يشعر الس الدستوري النائب الذي اعترض على انتخابه :"على أن االنتخابات اليت تنص

فلم يوظف املشرع مصطلح ". أيام من تاريخ التبليغ4دم مالحظات كتابية خالل أجل ليقاملترشح الفائز بدال من النائب، وال يستنتج من مضمون الفقرة إال أن اكتساب الصفة النيابية

والسبيل األمثل لرفع كل لبس، وتأكيد مسألة إثبات . يكون من تاريخ إعالن النتائجشكلية رغم ضرورة إبقائها ألن من خالهلا يتأكد من وجود شخص العضوية هي مسألة

هو تغيري صياغة إثبات العضوية مبحضر ضبط القائمة االمسية للنواب أو األعضاء النائبني

.114، املرجع السابق،صعيسى زهية 1 .115، املرجع السابق،صعيسى زهية 2



184

باملناداة من جهة، ومن جهة أخرى، ميكن متديد وقت انعقاد أول جلسة بعد استنفاذ كل ا، بالنسبة للمجلس الشعيب الوطين وجملس األمة، آجال الطعون االنتخابية وقرارات البث فيه

وبذلك تصيح القائمة الواردة للمجلس الشعيب الوطين وجملس األمة ائية، أو ميكن تقليص آجال الطعون مع ما يتماشى وتاريخ انعقاد أول جلسات الربملان، فتحمل بذلك أول جلسة

من القانون املنظم 02ع املادة تسمية جلسة تنصيب النواب واألعضاء، ويتماشى ذلك معضو الربملان هو كل من مت انتخابه أو تعيينه طبقا للقانون، : "لعضو الربملان اليت تنص

وأثبتت عضويته يف الربملان وفق أحكام النظام الداخلي لكل من الس الشعيب الوطين .)1("وجملس األمة

خابات بناء على إعالنات االس إن االعتداد بصفة الربملاين من تاريخ الفوز باالنتالدستورية سواء قبل أو بعد البث يف الطعون االنتخابية تبنته غالبية الدول مها حمل الدراسة

وجتدر اإلشارة إىل أن غالبية الفقه أقر بأن بداية . ملا توفره هذه الطريقة من حياد ونزاهة عن النتائج االنتخابية أو من تاريخ سريان احلصانة الربملانية للعضو يكون من تاريخ اإلعالن

التعيني، دون التوقف على حلف اليمني، بل وقبل أن حيقق الس صحة نيابته أو يعلن رفض الطعن إذا كان مطعون يف صحة انتخابه، تستمر مادامت العضوية مل تسقط عنه، باعتبار أن

صياغة املواد املنظمة للحصانة إال أنه قد يفهم من . فكرة العضو املؤجل انتهت وال وجود هلا .)2(بداية سرياا من بداية الفترة التشريعية، باعتبارها ربطت باملدة النيابية واملهمة الربملانية

الثايناملبحث

ة باحلصانة الربملانية املوضوعيةحتديد طبيعة األعمال املشمول

وىل من الدستور الفرنسي فقرة أ26ال تغطي عدم املسؤولية الربملانية مبقتضى املادة

ج عدد .ج.ر. يتعلق بعضو الربملان، ج2001 يناير 31 املوافق 1421ذي القعدة عام 6املؤرخ يف 01-01القانون العضوي رقم 1

.2001 فرباير 04 الصادرة يف 09، 11، مصر، ص2001 التطبيقات العملية لضوابط احلصانة الربملانية وإجراءات الربملان الرقابية، دار النهضة العربية،مد بطيخ،رمضان حم2

.118 املرجع السابق،ص عيسى زهية،أوردته،



185

ويف ظل غياب . سوى اآلراء املعرب عنها والتصويت املدىل به خالل ممارسة الوظائف الربملانيةتعريف دقيق يف النص الدستوري، اجته الفقه والقضاء إىل ربط ممارسة هذه الوظائف بالعهدة

. الربملانيةن الغموض، واليت منحت من قانون احلقوق بنوع م09بينما متيزت صياغة املادة

حصانة لألقوال واملناقشات واإلجراءات يف الربملان الربيطاين، وبذلك استفادت احلصانة وبعد ذيب النص األصلي. الربملانية من نطاق تطبيق واسع مقارنة بعدم املسؤولية الربملانية

توري األمريكي من قانون احلقوق، والذي استوحى منه املؤسس الدس09املتمثل يف املادة حكم البند األول من الفقرة السادسة يف املادة األوىل، مسح ذلك للمحكمة العليا االحتادية اخلروج عن االلتزام بالتفسري اللغوي للبند، وحتديد نطاق تطبيق عدم املسؤولية الربملانية

.بالنسبة لألعمال املوصوفة تشريعيةدستور اجلزائري، يتبني أن احلصانة من ال109ومن خالل استقرار نص املادة

ويتجه جانب من الفقه .الربملانية املوضوعية تغطي اآلراء املعرب عنها والتصويت املدىل به معيار األعمال إىل تبينالدستوري اجلزائري يف حتديد طبيعة األعمال املشمولة باحلماية

.يانه من خالل مايأيت ما سيتم ب الوظيفة الربملانية، وذلكاملرتبطة واملنفصلة عن

املطلب األول يف فرنسا األعمال املرتبطة مباشرة مبمارسة العهدة الربملانية مفهوم

P. Avril et J.Giquel و E.Pierre تشمل عدم املسؤولية الربملانية حسب

ري األعمال املرتبطة مباشرة مبمارسة العهدة الربملانية، مع استبعاد تلك املنفصلة عنها، وغوعليه، مل يعد كافيا بأن يكون العمل قد صدر خالل مدة العهدة الربملانية . )1(املتصلة ا

بيد أن هذا املعيار ليس خاصا بتحديد . حىت ميكن اعتباره بالضرورة مرتبطا مبمارستها

1 Selon E.Pierre ou p. Avril et J.gicquel, « l’irresponsabilité couvre tous les actes directement rattachés à l’exercice du mandat parlementaire, à l’exclusion de ceux qui en sont détachables ». Pierre Avril et Jean .Gicquel, droit parlementaire, Paris, domat motchrestien, coll,précis domat ,4eme éd, 2010, p50.



186

الوظائف الربملانية، فقد ختلى القضاء اخلاص مبحكمة العدل للجمهورية يف موضوع مسؤولية بربط منهجي لألفعال ارمة 1995 عن معيار زمين حبت مسح واىل غاية عام الوزراء

. )1(مبمارسة الوظائف، باالعتراف بوجود أعمال منفصلة عن الوظائف الوزاريةوالقضاء على مر السنوات، مبعياران مسحا بتحديد ما إذا كان الفقه وقد متسك

جيمع املعيار األول يف حتليله . العهدة الربملانية تصرف عضو الربملان يندرج من عدمه يف إطار للعمل املرتكب، ratione lociوحمدد املكان ratione materiaeبني حمدد املوضوع

ويتعلق األمر بتحديد ما إذا كان العمل املرتكب قد صدر داخل الغرفة، ومبناسبة تأدية واألنظمة الداخلية 1958تور ممارسة الوظائف الربملانية مثلما هي حمددة مبقتضى دس

وهو االجتاه الذي تبنته الغرفة اجلنائية حملكمة النقض، حينما رفضت يف قرارها . للمجالس مقرر مشروع قانون حول Raymond Forni استفادة ،1988 مارس 7الصادر يف

حديث إذاعي، كاليدونيا اجلديدة من عدم املسؤولية الربملانية، مبربر أن آرائه قد أدىل ا يف ، kanakواليت من خالهلا انتقد بشدة قرار العدالة املتضمن إدانة زعيم انفصاليي الكاناك

حيث اعتربت أن اآلراء املعرب عنها مل تصدر خالل أي نشاط من األنشطة احملددة مبقتضى الفصل الرابع واخلامس من الدستور، وهي الوحيدة اليت ميكن أن متيز فقط أداء الوظائف

. )2(الربملانية داخل اجلمعية الوطنيةقاصرا Forniوال يعد االستناد إىل الفصل الرابع واخلامس من الدستور يف قرار

على هذه احلالة، حيث جندها كذلك يف قرار آخر صادر عن الغرفة اجلنائية حملكمة النقض

la théorieاية لنظرية عدم جتزئة األعمال الوزارية carignon ) (cass.crim .26 juin 1995, n9582-333وضع قرار 1

de l’indivisibilité des actes ministériels 1993 ، واليت كانت قائمة يف النظام السابق قبل صدور القانون الدستوري لعام تركها للربط املنهجي ملفهوم األعمال carignonوقد أكدت القرارات الالحقة لقرار . املنظم الختصاص حمكمة العدل اجلمهورية

إىل ) وقيت( املرتكبة يف ممارسة الوظائف الوزارية بكامل األعمال املتخذة خالل مدة العهدة الوزارية ، وبذلك انتقل القضاء من معيار زمين . الوزرايةمعيار موضوعي متييزي قائم على التفرقة بني األعمال املتصلة واألعمال املنفصلة عن الوظيفة

2 Dans un arrêt du 7 mars 1988 la chambre criminelle de la cour de cassation, refuse à Raymond Forni, rapporteur du projet de la loi sur la Nouvelle-Calédonie, le bénéfice de l’irresponsabilité, au motif que ses propos radioffusés, par lesquels il critiquait violement une décision de justice condamnant un leader indépendantiste Kanak, « n’ont pas été tenus au cours de l’une des activités prévues aux titres IVetV de la constitution. Pouvant caractériser l’exercice des fonctions parlementaires, non plus qu’au sein de l’Assemblée nationale ». Cécile Guérin-Bargues,op.cit,p236.



187

Henri ، فقد بث القرار يف طعن بالنقض للطاعن1997 ديسمرب 16الفرنسية بتاريخ

Emmanuelli ا أمام والذي مبقتضاه استندت حمكمة االستئناف بباريس على اآلراء املدىلجلنة حتقيق برملانية حول متويل األحزاب السياسية يف احلكم على أمني خزينة احلزب االشتراكي باإلدانة جبنحة التستر واستغالل النفوذ، متجاهلة بذلك نطاق تطبيق عدم

وقد رفضت حمكمة النقض وجه الطعن مبربر أن مساعه أمام جلنة حتقيق . ملانيةاملسؤولية الرببرملانية، واليت مل يكن عضو فيها، ال تعترب من األعمال املنصوص عليها يف الفصل الرابع

. )1(واخلامس من الدستورويستخلص مما سبق، أن حمكمة النقض رفضت استفادة النائب من عدم املسؤولية

ة بسبب كونه جمرد شاهد بسيط، يف حني أن العضو املنتمي إىل جلنة التحقيق يستفيد الربملاني 43بال شك من محاية عدم املسؤولية، رغم إغفال ذكر جلان التحقيق الربملانية يف نص املادة

ويف األخري، فإننا جند االستناد إىل مرجعية الفصلني الرابع واخلامس من . من الدستور caractériser l’exercice desوصف ممارسة الوظائف الربملانيةالدستور من أجل

fonctions parlementaires املؤيد بدون 2008يف قرار الغرفة اجلنائية الصادر يف ، .من أجل جنحة القذف Christian vannesteإحالة، إدانة النائب

لربملانية، وإذا واحلقيقة أن هذه االستدالالت تنبثق من رؤية غري مكتملة للوظائف اكان االختصاص التشريعي والدور الرقايب للربملان منصوصا عليه يف الفصلني الرابع

من فقرة أوىل 24املادة ، ومبقتضى 2008 جويلية 23واخلامس، فإنه وخصوصا بعد تعديل يصوت الربملان على القانون، ويراقب عمل احلكومة، ويضع :"نصت على أنه اليتالدستور

هناك العديد من املواد اليت تعود إىل فصول دستورية أخرى وسعت . )2(" العامةالسياسات

1L’arrêt de la chambre criminelle de la cour de cassation en date de 16 décembre 1997, statue sur pourvoi d’Henri Emmanuelli selon laquelle la cour d’appel de Paris, en se fondant sur les propos tenus devant une commission d’enquête parlementaire sur le financement des partis politique pour déclarer le trésorier du parti socialiste coupable de délit de recel de trafic d’influence, aurait méconnu le champ d’application de l’irresponsabilité parlementaire. Le moyen est rejeté par la cour de cassation notamment au motif que «son audition publique, dont il n’était pas membre, n’est pas un acte prévu par les titres IV et V de la constitution ». Cécile Guérin-Bargues,op.cit,p237.

2 Article 24 : « le parlement vote la loi. il contrôle l’action du gouvernement.il évalue les politique publique. Il comprend l’assemblée nationale et le sénat. Les députés à l’assemblée



188

من الفصل السادس املتعلقة 53نطاق الوظائف الربملانية، وعلى سبيل املثال نص املادة من الفصل التاسع حول انتخاب أعضاء حمكمة العدل 67باملصادقة على املعاهدات، واملادة

اخلاصة 89 من الفصل الثاين عشر املتعلق باجلماعات احمللية، أو املادة 73 و72العليا، واملواد .باملراجعة الدستورية املنصوص عليها يف الفصل السادس عشر

وعليه، ويف مقاربة أولية، تشمل عدم املسؤولية الربملانية يف فرنسا جمموعة األعمال سة املهام الربملانية احملددة من املتخذة من طرف أعضاء الربملان داخل االس وخالل ممار

وعليه، فمن غري املرجح أن تطرح املنازعات بالنسبة لآلراء املعرب . طرف الدستور للربملانعنها والتصويت املدىل به من طرف أعضاء الربملان أثناء اجتماع هيئة منشأة مبقتضى

ربملانية والنظام الداخلي املتعلق بسري االس ال 1958 نوفمرب 17الدستور واألمر الصادر يف ومن مث ، فكل اآلراء املعرب عنها من طرف عضو الربملان أثناء اجللسات العامة . لكال الغرفتني

ويف اجتماعات املكتب وندوة الرؤساء، واللجان الدائمة واخلاصة، وجلان التحقيق الربملانية، .مشمولة بعدم املسؤولية الربملانيةي حيتاج استخدامه لتدقيق أكثر، فريتكز على حتديد ما إذا أما املعيار الثاين والذ

كان النائب يتصرف بصفة عضو برملاين أم بصفته كمواطن عادي، وتكمن النقطة الشائكة وممارسة العهدة السياسية، مبعىن رسم خط واضح قادر ةيف التمييز بني ممارسة العهدة الربملانيليت ميارسها عضو الربملان يف إطار نيابته ، وتلك اليت هلا على التمييز بني األنشطة الربملانية ا

. طابع سياسي أو حزيب، واليت تعترب أقرب لصفته كمواطن منها إىل نائبلقد أصبح االعتماد على هذا املعيار ضروريا، خصوصا أن الوظيفة الربملانية احلديثة

واحلال، أن القضاء . الربملانيةمل تعد قاصرة على التدخالت يف اجللسات العامة أو يف اللجانالفرنسي مييل إىل احلفاظ على مفهوم واسع لألعمال املنفصلة عن ممارسة الوالية الربملانية،

فقد . من خالل تشجيعه على إدانة النواب وأعضاء جملس الشيوخ جبنح الصحافة والنشر

nationale, dont le nombre ne peut excéder cinq cent soixante-dix-sept, sont élus au suffrage direct. Le sénat, dont le nombre de membres ne peut excéder trois cent quarante-huit. Il assure la représentation des collectivités territoriales de la république. Les français établis hors de France sont représentés à l’assemblée nationale et au sénat ».



189

Noel Mamèreئب إدانة النا2002 أكتوبر 22أيدت الغرفة اجلنائية حملكمة النقض يف

بغرامة مالية قدرها عشرة آالف فرنك بسبب مشاركته يف القذف والتشهري العلين مبوظف ، يف برنامج تلفزيوين دعي إليه، وكان من بني أوجه الطعن بالنقض اليت قدمها النائب السيما

تمانه على قلقه اخلاص إزاء قضايا البيئة ، واليت ام فيها اختصاصي يف اإلشعاع بالتستر وكوعقب هذا القرار، قضت احملكمة . )Tchernobyl)1الرأي العام الفرنسي آثار كارثة

من االتفاقية األوربية حلقوق 10األوربية حلقوق اإلنسان بإدانة فرنسا النتهاكها املادة . )2(حلرية التعبرياإلنسان املنظمة

2008نوفمرب 12 بتاريخ ويف ذات السياق، نقضت الغرفة اجلنائية حملكمة النقض Christian Vanneste اليت أيدت إدانة النائب Douaiوبدون إحالة، قرار حمكمة استئناف

املعدلة 32بسبب آراء نشرت يف دورية ، على أساس جنحة القذف والتشهري مبقتضى املادة قض ، بيد أن النقض مل يتم بالنظر إىل اعتراف حمكمة الن1881 جويلية 29من قانون

بامتداد عدم املسؤولية الربملانية إىل التصرحيات الصادرة خارج اجلمعية الوطنية، وإمنا بالنظر من االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان، وأسباب الطعن مأخوذة من أن القيود 10إىل املادة

مة املفروضة على حرية التعبري جيب تفسريها تفسريا ضيقا، وهو النقد الذي وجه لقرار حمكوعليه، فإن القرار ال ميس بالنظرة التقليدية الضيقة اليت مازالت حتافظ عليها . االستئناف

.احملاكم الفرنسية لنطاق ممارسة الوظائف الربملانيةوخنلص مما سبق، أن عدم املسؤولية الربملانية تغطي يف فرنسا ممارسة العهدة

ارتباطها بالعهدة الربملانية، وذلك باجلمع يف الربملانية، ويتوىل القضاء حتديد األعمال املرجح .األساس بني رقابة اإلطار الدستوري للنشاط ودراسة طبيعة العمل املرتكب

من قانون احلقوق أكثر تعقيدا، 09ويعد حتديد األعمال املشمولة بنص املادة خصوصا وأن احلماية تأسست على نص صدر يف القرن السابع عشر، وتتميز صياغته

.1881 جويلية 29 من قانون 31متت على أساس املادة Christian Vanneste إدانة النائب 1

Cass.crim, 22 octobre 2002,n001-86908. 2 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p237.



190

.غموض إىل حد كبريبال

املطلب الثاين احلماية املمنوحة لألقوال واملناقشات واإلجراءات الربملانية يف اجنلترا

حرية "من قانون احلقوق واليت جاء فيها 09يستفاد من القراءة املتأنية للمادة

ة يف أي الكالم واملناقشات واإلجراءات داخل الربملان ال ميكن أن تكون حمل مساءلة أو متابعأن اهلدف احلقيقي للحصانة يتجلى يف محاية حرية الكالم واملناقشات ". مكان خارج الربملان

داخل الربملان وليس محاية األقوال واملناقشات يف حد ذاا من املنازعة واملسؤولية، وهو ما ن احلصانة إىل االستناد على هذه القراءة للمطالبة بتبين قانون جيعل م Marchallدفع الفقيه

حصانة نسبية، متكني األشخاص املشهر م، وبعد إثبام أن تصرف 09املطلقة للمادة . )1(النائب كان بقصد اإلساءة من احلصول على تعويض الضرر

إىل ويف هذا اإلطار، ختضع حرية الكالم واملناقشات يف اململكة املتحدة يف الواقعلضمان فعالية السري احلسن لعملية املداولة، القواعدبعض التأطري من خالل احترام مجلة من

والناجتة عن عمل الغرفة نفسها من طرف رئيس جملس العموم ومن خالل التقاليد وتكمن القاعدة اليت تشكل يف هذا الصدد القيد األكثر وضوحا حلرية الكالم . )2(الربملانية

قتضاها يتم استبعاد من املناقشات واليت مب،sub judice ruleداخل الربملان الربيطاين يف .)3(الربملانية كل املناقشات اليت تفترض أن الربملان قد تدخل يف عمل اهليئات القضائية

واملصطلحات املتميزة بطابعها القاذف والشامت ،وتشكل قائمة تسعى املمارسة يف الربملان الربيطاين إىل حضر اللجوء لبعض العبارات 1

، و تشجع املمارسة الربملانية ، واليت ختتلف حبسب الفترات unparliementary languageيسمى باللغة غري الربملانية العبارات ما .على استخدام عبارات التعريض والتلميح واإلطناب

لفرض االحترام الالزم لقاعدة عدم جواز التدخل يف عمل القضاء احتراما 2010 فيفري 08 يف تدخل رئيس جملس العموم الربيطاين2 .ملبدأ الفصل بني السلطات

3 Sans doute la règle qui , à cet égard, constitue la limite la plus nette à la liberté de parole au sein du parlement britannique réside-t-elle dans la « sub judice rule », principe selon lequel est exclue des débat toute question qui suppose que le Parlement évoqué une instance juridictionnelle en cours. Cécile Guérin-Bargues,op.cit,p239.



191

داخل الربملان مؤطرة ببعض القيود اإلجرائية إذا كانت حرية الكالم واملناقشاتوعا من نطاق عدم واملوضوعية، فإن نطاق تطبيق حرية الكالم واملناقشات يبقى أكتر اتسا

املسؤولية الربملانية يف فرنسا، وتفسر هذه اخلاصية بأسباب متعددة ارتبطت بالصياغة الغامضة . من قانون احلقوق09لنص املادة

يف بادئ األمر فحص األعمال املتعلقة بالوظيفة الربملانية يف 09 وقد حضرت املادة القضاء كما يف فرنسا وإمنا يف أي مكان أي مكان آخر غري الربملان، مبعىن ليس فقط أمام

ذلك أن هذه . ومن مث، فإن التفسري اللغوي للعبارة سيصبح بالتأكيد أكثر اتساعا. آخراألخرية مل توحي أبدا يف إجنلترا أا دف إىل منع انتقاد الرأي العام ووسائل اإلعالم للنشاط

يعترب أن مضمون احلصانة ميتد فقط إىل 09الربملاين، إضافة إىل أن التفسري التقليدي للمادة .)1(اهليئات القضائية

من قانون احلقوق على حتديد النطاق 09إضافة إىل ذلك، فقد ركزت املادة املوضوعي من خالل بيان أصناف األعمال املشمولة باحلماية واملتمثلة يف الكالم واملناقشات

ق الشخصي، وبذلك ، تكون قد متيزت عن واإلجراءات الربملانية مع إمهاهلا لتحديد النطامن الدستور الفرنسي واملادة األوىل البند السادس من الفقرة السادسة من 26/1املادة

" أعضاء الربملان " الدستور األمريكي ، اللتان جاء فيهما التحديد الشخصي فقد نصت على ن هذه امليزة سامهت على التوايل ، وذلك إلدراك كيف أ" وأعضاء جملس الشيوخ والنواب

. يف تفسري واسع هلا ال يطرح debates واملناقشات speech وإذا كان تفسري مصطلحي الكالم

وذهب الفقه . proccedings إشكاال، فإنه ال يصدق بالنسبة لعبارة اإلجراءات يف الربملان الربملانية هو الدستوري الربيطاين إىل أن غاية حمرري قانون احلقوق من عبارة اإلجراءات

محاية استقالل الربملان يف مواجهة التاج ، مبا يفيد قدرته الكاملة على دراسة وحبث قضاياه اخلاصة بكل سيادة، دون اخلضوع ألي رقابة خارجية، ليس فقط بالنسبة خلطابات أعضاء

أي حمكمة يتعلق باجلهات القضائية فقط أو09 أن تطبيق املادة اليت جاء فيها صراحة Nichollsويتجلى ذلك يف تفسري جلنة 1

tribunal أداء اليمني أمامها حتوز سلطة واجب .



192

عة تنظيمية الربملان يف اجللسات، وإمنا بالنسبة للقرارات الصادرة عن الربملان، واليت هلا طبيومرتبطة مبمارسة وظائفه، وتلك هلا طبيعة تأديبية اليت دف إىل معاقبة أحد نوابه النتهاكه

.قواعد الربملان، يف مفهومه الواسع، باالختصاص احلصري procceding ويتعلق اإلجراء الربملاين

ازعات النامجة لكل من الغرفتني وسلطتهما الكاملة يف تطبيقه واختصاصهما بالنظر يف املنوقد ساهم غياب تفسري حمدد ملفهوم اإلجراءات يف الربملان، يف التعقيد املتزايد للنشاط . عنه

الربملاين، وحافظ القضاء الربيطاين على احترام املفهوم املوسع الذي منحته الغرفتني شكلت جلنة خاصة من طرف جملس العموم للنظر يف موضوع 1939ويف عام . للمصطلح

كل ما :" جراءات الربملانية، وانتهت اللجنة إىل اعتبار أن مصطلح اإلجراءات يشمل اإليقوله أو يفعله عضو الربملان مبناسبة ممارسته ملهامه، بصفته عضوا يف جلنة من جلان الغرفتني،

ويالحظ أن هذا . )1("وكل ما يقال أو يفعل بإحدى الغرفتني يف إطار أنشطة الربملان لعام Nichollsامض ملفهوم اإلجراء الربملاين يبقى أكثر اتساعا من تعريف جلنة التعريف الغ

من املرجح 09فقد اعترب أن املادة . ، الذي كرس ج املفهوم الواسع للحماية1999تطبيقها على أعمال ووظائف قد ال تتوفر فيها طبيعة اإلجراءات الربملانية، ومربر ذلك أن

.)2(مبدأ سيادة الربملان باعتباره جملس للتشريع واملداولةتدخل القضاء يتناىف مع

1 Appelée à se prononcer en la matière en 1939 , une commission spéciale de la chambre des communes considère ainsi que les « proceedings » couvrent « tout ce qui est dit ou fait par un parlementaire, dans l’exercice de ses fonctions , en tant que membre d’une commission de l’une ou l’autre des chambres et tout ce qu’il fait ou dit dans chacune des chambres dans le cadre des activités du parlement ». HC report from the select committée on the Official Secrets Acts (1938-1939) , p101. 2 Il considère en effet que l’article 9 est susceptible de s’appliquer à des activités qui, sans pouvoir qualifiées de « proccedings in parliament », leur sont suffisamment liées pour que l’intervention des juridictions soit incompatible avec le principe de la souveraineté du parlement en tant qu’assemblé législative et délibérante. Cf. Rapport Nicholls. Cécile Guérin-Bargues,op.cit,p241

. رئيس جملس العموم السماح للنائب االستفادة من االمتيازات املادية اليت يوفرها الربملان للنواب يف قضية نائب مشال ايرلندا رفض .وطرحت القضية أمام القضاء ، وقد هذا األخري رفض النظر يف الدعوى لعدم االختصاص احتراما ملبدأ سيادة الربملان



193

حول حرية الكالم واملناقشات واإلجراءات 09كما بينت القراءة املوسعة للمادة ought not to be الربملانية بأنه ال ميكن أن تكون هذه األخرية حمل إعاقة أو مسائلة

impeached and questionned .ال املزدوج للمصطلحني صعب ويبدو تربير االستعماإلدراك، وذلك يف مقابل مفردات القانون الدستوري الفرنسي الذي حيوز على مصطلحات

26 يف مادته 1958وإذا كان الدستور الفرنسي لعام . خاصة لتقريب مفهوم املسؤوليةون االجنليزي حضر إقامة املسؤولية لعضو الربملان بالنسبة لألعمال املرتبطة بوظيفته، فإن القان

la non liability) ought not to beمل يكتفي بتنظيم هذه األخرية، مبعىن عدم املسؤولية

impeached( وقررت صراحة حضر عدم مساءلة عضو الربملان ،la non accountability ( questioned )،أن مفهوم عدم املساءلة يظهر بال شك أكثر اتساعا ، والذي ال شك فيه

حاليا بالضرورة استبعاد مسؤولية أعضاء الربملان 09ودف املادة . دم املسؤوليةمن عويتبني من اجلمع بني . باملعىن الضيق للمصطلح أمام احملاكم بالنسبة لألقوال التشهريية

وفيما وراء عدم املسؤولية القانونية، سعي املادة questionedو impeachedاملصطلحني أكرب عدم مساءلة عضو الربملان أمام احملاكم عن الطريقة واألسلوب إىل ضمان بشكل09

. الذي يؤدي به وظيفتهوكانت خصوصية هذه الصياغة وإىل غاية سنوات التسعينات من القرن املاضي سببا يف اعتبار عملية االستناد إىل املناقشات الربملانية كوسيلة لتفسري القوانني أو كدليل يف

. وتشهري، انتهاكا لالمتياز الربملاينإطار دعوى قذف املؤسس الدستوري األمريكي بشكل كبري من صياغة املادة ويف املقابل، فقد بسط

ء جملس الشيوخ أعضا:" نصت بقوهلا السادسة اليتاألوىل يف بندها األول من الفقرة ا يف أيال يسألون عنه أي من السني يف جترىمناقشة أووأي خطاب يلقى... والنواب

كما استغىن املؤسس الدستوري عن مصطلح اإلجراءات الربملانية الوارد يف ". مكان آخر .من قانون احلقوق 09املادة

ومن أجل حتديد نطاق تطبيق البند األمريكي اخلاص باحلصانة الربملانية، ختلت وضوعي يف التمييز احملكمة االحتادية عن االلتزام بالتفسري اللغوي، باالستناد على التفسري امل



194

.بني النشاط التشريعي والنشاط السياسي

املطلب الثالث أ.م.يف و معيار التمييز بني الوظائف السياسية والوظائف التشريعية احملضة

تبنت احملكمة االحتادية العليا األمريكية وإىل غاية بداية سنوات السبعينات من القرن

1972مث اختذت منذ عام . ألوىل يف فقرا السادسة املاضي تفسريا سخيا نسبيا للمادة اقطيعة مع التفسري السابق مبقتضى األحكام القضائية املتوالية اليت حصرت االستفادة من عدم

، ) activités purement législatives( للنشاطات التشريعية احملضة ةاملسؤولية بالنسب، وبقي التمييز ) activités politiques(واستبعدت من نطاق تطبيقها النشاطات السياسية

.إىل غاية اليوم حمل منازعةوجتلى التفسري الواسع للحصانة يف القرار الصادر عن احملكمة االحتادية العليا يف عام

، واعتربت أن البند يغطي بصفة عامة كل Kilbourn v Thompson يف قضية1881درة عن أحد أعضائه، واليت هلا عالقة بالنشاط املسائل املتخذة خالل دورة الكونغرس، والصا

وقد رفضت احملكمة االحتادية العليا مبناسبة هذا القرار االعتراف مبسؤولية أعضاء .1اجلاريهذا األخري رفض . بسبب إهانة الكونغرس Kilbournغرفة النواب لتصويتهم باعتقال

وقد . اف احملكمة العليا بعدم شرعيتهااملثول للشهادة أمام جلنة حتقيق برملانية، رغم اعتر باخلصوص على التفسري القضائي األكثر قدما Kilbournيف قرار Millerاستند القاضي

الذي حلل عدم املسؤولية ليس باعتبارها coffin v coffinم أ، وهو قرار .للحصانة يف الوب، دف إىل محاية امتياز شخصي معترف للنائب، ولكن باعتبارها ضمانة مملوكة للشع

، واستنادا لنفس املوقف، دافع القاضي 1951ويف عام . املنتخبني ألداء وظائفهم بكل حرية

1La décision prise par la cour suprême en 1881 ; Kilbourne v Thompson. considérant que la clause couvre « toutes les choses généralement effectuées lors d’une session du congrès, par l’un de ses membres, en rapport avec l’activité en cour ». Kilbourn v Thompson 103 U.S.168 (1881) , p205. Cécile Guérin-Bargues,op.cit,p243.



195

francfurter يف قضية tenny v brandhove هانة، عن مفهوم حول استعمال سلطة اإلحد ، يف قرار احملكمة العليا املتعلق بالتشكيك يف نزاهة أ1966ويف عام . واسع للحصانة

أعضاء غرفة النواب، فإن عدم املسؤولية شكلت عائقا لفحص معطيات أديل ا يف شكل ، قررت احملكمة العليا 1972ومنذ عام . خطاب خالل جلسة من جلسات غرفة النواب

.القطيعة مع القضاء الدستوري السابقألنشطة وقد تبنت احملكمة العليا مبقتضى ثالثة قرارات قضائية مبدأ التمييز بني ا

اليت تستفيد من عدم املسؤولية، activités purement législatives التشريعية احملضةوحددت أحكام . )1(اليت حيكمها القانون العام activités politiquesواألنشطة السياسية

القضاء بالنتيجة، نطاق االستفادة من احلصانة الدستورية، يكون بالنسبة لآلراء املدىل ا يف جللسات، التصويت، حتضري التقارير الربملانية، وإدارة جلسات االستماع يف إطار جلان ا

أما األنشطة الربملانية املوصوفة سياسية فهي مستثناة من احلماية، وتتضمن . التحقيقباخلصوص، اخلطوات املتخذة لصاحل أحد الناخبني، اللوبيات لدى الوكاالت احلكومية،

.فة، واخلطب الصادرة خارج الكونغرساإلعالم عن طريق الصحاويكمن الدافع الرئيس الذي يربر احلدود املقامة على حصانة أعضاء الكونغرس من خالل معيار األنشطة التشريعية يف ضرورة التوفيق بني وجود احلصانة الربملانية وقيام مبدأ

وز لكل قاض النظر ، والذي مبقتضاه جي judicial reviewالرقابة الدستورية بطريق الدفع يف عدم دستورية أعمال السلطتني التشريعية والتنفيذية، حيث ال متنع احلماية املمنوحة للمشرع الرقابة على الدستورية العمل التشريعي، وهذا ما ذكرت به احملكمة العليا يف

Harlemفقد حصل املنتخب عن مقاطعة . Powel v Mccormac قرارها الصادر يف قضية لى إبطال من احملكمة االحتادية العليا لقرار غرفة النواب بإقصاء املنتخب بسبب اختالس ع

1« purely ligislative activities » ,l’expression apparait notamment dans la déscision U.S v Brewster, 408 U.S 501(1972).p 512.la cour suprême a défini les activités legislatives comme incluant l’ensembles des actes qui forment « an integral part of the deliberative and communicative processes by which member participate in committee an hous proceedings with respect to the considération an passage or rejection of with respect to other matters wich constitution places within the jurisdiction of either house ». gravel v united states, 408. U.s,606(1972)p.625.



196

أموال، وإذا كانت احلصانة قد شكلت عائقا أمام إقامة مسؤولية أعضاء الكونغرس الذين صوتوا لصاحل قرار اإلقصاء، فإن احملكمة العليا اعترفت لنفسها حبق رقابة مشروعية قرار

برفضهم حقه يف Powelس الذين ومبربر إجراء اإلقصاء أضروا مبصلحة أعضاء الكونغرودف حتديد مدى . االستفادة من كل اخلدمات املفتوحة ألي منتخب يف الكونغرس

مشروعية تصرفام، فإن احملكمة العليا كانت بالضرورة جمربة على فحص ما إذا كان النواب وعليه، فمثل هذه الرقابة على مشروعية أو . Powelقد تصرفوا بشكل قانوين عند إقصاء

ذلك أنه، وبصفة عامة، . دستورية األعمال التشريعية ال تتضمن بالضرورة انتهاك للحصانةفاحلدود الفاصلة بني األنشطة التشريعية وغريها من النشاطات األخرى، تتصل بتوزيع املهام

ح للمحكمة بالرقابة غري املباشرة بني املنتخب واملساعدين وموظفي الكونغرس، وهذا ما مسلألعمال التشريعية ألعضاء الكونغرس ، بدون أن يكون هناك مساس مباشر حبماية احلصانة،

.ويبقى التطبيق العملي للتفرقة حمل انتقادات كثريةوإنكاره حلقيقة ،عامة على الطابع التحكمي للتمييزويصر أعضاء الكونغرس بصفة

تكز موقفهم على ضرورة املطالبة بنطاق موسع لتطبيق بند حرية الكالم وار. العمل الربملاين، قام مكتب التحقيقات 2006في ماي ف. شهدت عليه قضيتان حديثتانواملناقشة، وهذا ما

جل داخل غرفة النواب بتهمة تلقيه رشوة من أ W.Jeffrson العضوالفدرايل بتفتيش مكتب يكن له، والذي مليقية ، وخالل إجراء التفتيش إفر لبلدانتتشجيعه بيع أجهزة اتصاال

وقد . )1(، مت حجز وثائق وأقراص صلبة ألجهزة إعالم آيل خمتلفة أ.م.سابقة يف تاريخ الو، والبند نون اإلجراءات اجلنائية الفدرايل من قا41 اإلجراء استنادا إىل املادة يف النائب طعن

ل الرابع والتعدي ،بدأ الفصل بني السلطاتناقشة، ومالدستوري اخلاص حبرية الكالم وامل باخلصوص على وجوب احترام حصانة أعضاء كما أسس طعنه. للدستور األمريكي

إجراء التفتيش حىت يتسىن هلم إبعاد الوثائق املسبق عنالكونغرس اليت تقتضي اإلعالم دعيدعوى امل District Columbia رفضت حمكمة وقد.)2(املرتبطة مبمارسة وظائفهم

1 En mai 2006, le FBI perquisitionne le bureau de W.Jefferson, membre de la chambre des représentants, soupçonné d’avoir été soudoyé pour favoriser la vente d’équipement de télécommunication à des pays africains. 2 Cécile Guérin-Bargues,op.cit,p243.



197

النائب بالنسبة علىسؤوليةامل إقامة مبنع احلصانة ليس هلا سوى هدف قيامها بالنظر إىل أنيسمح سند قانوينلآلراء املعرب عنها واألعمال املرتبطة بالعملية التشريعية ، مع التنويه بغياب

حصل على جزء من ، و2007، يف أوت هذا األخري استأنف احلكم. توسيع نطاق احلصانة وقد أعلنت. بكاملها خمالفة للدستورالعملية لوثائق اليت أعيدت له، ورفضت احملكمة اعتبار ا

عدم دستورية احلجز من طرف اجلهاز التنفيذي District Columbiaحمكمة استئناف وقد رحبت غرفة النواب بالقرار الذي . )1(بالنسبة للوثائق اليت هلا ارتباط بالوظيفة التشريعية

استصدار قرار حاولت العليا اليت االحتاديةعن من طرف النيابة العامة أمام احملكمةكان حمل طص بالكالم واملناقشات ال يطبق على ا العليا تعلن فيه هذه أن البند اخل االحتاديةمن احملكمة

احملكمة العليا النظر يف رفضت2008ويف عام . التفتيش الذي يتم إجراؤه داخل الكونغرسبذلك أصبح قرار حمكمة االستئناف يشكل أحد أهم احلجج اليت يستند عليها و. السؤال

احملامني تلقائيا من أجل إعاقة حتقيقات املكتب الفدرايل املتعلقة بالفساد داخل الكونغرس .باسم احلصانة الربملانية

احلصول على تأكيد M. Daytonويف نفس السياق، حاول عضو جملس الشيوخ األمريكية باخلصوص أن احلماية املمنوحة مبقتضى الدستور ألعضاء الكونغرس قبول احملاكم

املنازعة يف مشروعية تسرحيه من العمل، B.Hansonمتنع على أحد مساعديه القدماء ، الذي حيضر تطبيق القوانني congressional Acountability Actقانون استنادا إىل

كما أكد أن املساعدة اليت . )2(رس يف مادة قانون العملالفدرالية على مصاحل التابعة للكونغيقدمها الديوان الذي حييط بكل عضو من أعضاء الكونغرس تعترب ضرورية ألداء النائب

) قرار التنصيب والتسريح الضمين( وعليه فإن اإلجراءات املتعلقة مبساره املهين . لوظيفته

1 Discrit court for the discrit of Columbia, search of the Rayburn house office building room 28 juil.2006.n06mj0031. « the view of the speech and debate clause privilege espoused by congressman Jefferson extends privilege far beyond that which its purpose requires, and far beyond the law can support. Here, Congressman Jefferson has not been made to answer, either in terms of questions or in terms of defending himself from prosecution, for speech or activities in furtherance of the legislative process. Therefore the search did not violate the speech or debate clause ». 2 CF.B.Atzert, « office of Senator Mark Dayton v. Hanson, legal information institute, cornell university school.



198

الواسع، وتستفيد ذا املعىن من احلصانة تشكال جزءا مكمال لإلجراءات التشريعية باملعىن، وخبالف ذلك فإن قرار Hansonوبالنسبة . املقررة مبقتضى بند حرية الكالم واملناقشة

تسرحيه يفتقد لرابط مباشر مع العلمية التشريعية، ويعترب إجراء من إجراءات تسيري املوارد Districtوقد أصدرت حمكمة . مايةالبشرية، والذي ال ميكن تشبيهه باألعمال املشمولة باحل

cour أيدتهcircuit court du district de Columbiaبيد . حكما لصاحل املساعد السابق .)1(أن النائب قدم طعنا أمام احملكمة العليا اليت رفضت الدعوى لعدم االختصاص

املطلب الرابع

يف مصر وضوعية مفهوم اآلراء واألفكار املشمولة باحلصانة الربملانية امل

ال يؤاخذ ": على أنه 1971 من دستور مصر السابق لعام 98جاء يف نص املادة ". أعضاء جملس الشعب عما يبدونه من األفكار واآلراء يف أداء أعماهلم يف الس أو يف جلانه

م لعااملعدل احلايل الدستور على حكم احلصانة الربملانية يف الدستور املصري وحافظ املؤسسال يسأل عضو جملس النواب عما يبديه من " : على أنه واليت نصت 112 يف مادته 2014

."آراء تتعلق بأداء أعماله يف الس أو يف جلانهويتبني من خالل مقارنة نصي املادتني إلغاء املشرع الدستوري عبارة األفكار من

1971 من دستور 98ادة ، وقد كانت حتديد النطاق املوضوعي للم السابقة98نص املادة ويف هذا الصدد. ي احلايل حمل تفسري فقهي متباين من الدستور112واملماثلة لنص املادة

مجال الدين عرفة يف حبث حول جمال تطبيق احلصانة ضد املسؤولية الربملانية األستاذذهب بديه عضو من حيث املوضوع إىل القول أن ضمانة عدم املسؤولية الربملانية تتضمن كل ما ي

الس من قول أو رأي أثناء ممارسته العمل النيايب، بشرط أال يصل لدرجة التعدي بالسب فهذه األفعال تعترب خارجة على العمل الربملاين ويعاقب . أو القذف أو الضرب أو التزوير

ويري بعض الفقهاء . القانون عليها، سواء صدرت من عضو الربملان أم من األفراد العاديني

1 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p243.



199

ن عضو الربملان له احلرية الكاملة يف القول مبا يريد من أقوال ن واليت تتضمن قذفا أو أكلمات جارحة للمشاعر، أو الدعوة إىل بعض األعمال اليت تدعو إىل اإلضراب أو الثورة أو التحريض على قلب نظام احلكم أو دعوة اجلند إىل العصيان ، فهو ال يتعرض يف هذه احلالة

. )1(ية جنائية أو مدنية ، ولكن يعاقب فقط بواسطة الالئحة الداخلية للمجلسألية مسؤولويرى جانب من الفقه أن املقصود باألفكار واآلراء ليس فقط اخلطب واآلراء واألقوال، وإمنا تعين أكثر من ذلك ، فهي تشمل املناقشات واملداوالت اليت تتم يف اجللسات

قدم باسم اللجان الربملانية املختلفة، كاقتراح مشروعات واللجان وكتابة التقارير اليت تالقوانني واألسئلة الشفوية واملكتوبة اليت توجه للوزراء وكذلك االستجوابات، فهذا الرأي يأخذ توضيح املقصود باألفكار واآلراء باملعىن الواسع، فهذا التفسري مينح العضو كثريا من

والباحث يتفق مع الرأي السابق من حيث توسيع املعىن . انااالت واألنشطة للعمل يف الربملاملقصود باألفكار واآلراء، فكلما اتسع نطاق املعىن أمكن إعطاء مساحة كبرية للعضو يف القيام بأعمال تدخل يف نطاق الرأي والفكر، وأن ميارس هذا العمل حىت يصل إىل باألعمال

.)2(اليت م مصاحل ناخبيهيتعلق : األمر األول: ملسؤولية يتضمن أمرين مهمني لعضو الربملان مهاإن مبدأ عدم ا

خيتص مبا عرضه خالل عمله : واألمر الثاين . مبا أبداه العضو من فكر ورأي داخل الربملانولقد قصد . لذلك جيب على عضو الربملان عدم اخلروج عن التقاليد الربملانية املعمول ا

ؤولية لآلراء واألفكار اليت يبديها العضو داخل الربملان أو يف املشرع تطبيق مبدأ عدم املسأحد جلانه، سواء املنعقدة داخل الس أو خارجه كما يف حالة تشكيل جلنة حتقيق برملانية، ففي حالة قيام عضو الربملان بترديد بعض األقوال واآلراء اليت ال تتعلق بالعمل الربملاين واليت

.جة تطبيق القواعد العامةحتدث الربملان فالنتيويعترب النطاق املكاين ملمارسة العمل النيايب هو املكان الذي يقوم عضو الربملان فيه بإبداء آرائه وأفكاره، وهو قاعة اجللسة أو قاعة اللجنة ، ومن مث فان اآلراء و األقوال اليت

.175، مصر، ص2008 مقارنة، دار النهضة العربية، طبعة ة، ضمانات أعضاء االس النيابية، دراسهشام مجال الدين عرفة 1 .177، املرجع السابق، ص هشام مجال الدين عرفة 2



200

على املألوف من يبديها عضو الس يف هذا اإلطار ال يسأل عنها حىت يف حالة خروجهتعديه بالسب والقذف، أما إبداؤه آراء أو أفكار خارج هذا اإلطار فيسأل عنها العضو

.كأي فرد عادي رمضان بطيخ يف حتديد جمال احلصانة الربملانية األستاذويف ذات السياق ذهب

كل ما يبديه املوضوعية بأنه يتجسد موضوع احلصانة ضد املسؤولية الربملانية بطبيعة احلال يف عضو الربملان، أو يف كل ما يصدر عنه من قول أو رأي مبناسبة ممارسته العمل النيايب، إذا كان هذا القول أو ذلك الرأي مما يشكل جرمية جنائية ، أي مما يعترب قذفا أو سبا يعاقب

لعمل عليه القانون فيما لو صدر من غري أعضاء الربملان أو منهم أنفسهم وهم ال يباشرون اولكم ما املقصود باألفكار واآلراء اليت تغطيها هذه احلصانة واليت ورد النص عليها يف . النيايب . السابق اإلشارة إليها ؟98املادة

ال يقصد بذلك يف الواقع جمرد اخلطب واألقوال أو اآلراء اليت يبديها عضو الربملان ما يتعلق بأنشطة هؤالء يف جلسات الس أو جلانه فحسب، وإمنا تشمل كذلك كل

فتشمل مثال على . األعضاء يف خمتلف أجهزة الربملان وبكون هلا صلة بالعمل الربملايناملناقشات أو املداوالت اليت تتم يف اجللسات أو اللجان، التقارير اليت تعد باسم اجلان

ه للوزراء، الربملانية، اقتراح مشروعات القوانني، األسئلة الشفوية واملكتوبة اليت توجفمصطلحا اآلراء واألفكار الذي وردا يف املادة السابقة ال . التحقيقات، االستجوابات

جيسدان يف الواقع سوى األسلوب أو النهج العادي و اليومي ألعضاء الربملان، ومن مث جيب أن يفسر بشكل أوسع وأمشل حبيث يغطيان أنشطة أعضاء الربملان يف كافة األجهزة اليت

. )1(عليها ذلك الربملان كما ذكرنا من قبليشتمل ففي هذا النطاق يتمتع عضو الربملان إذن حبرية واسعة، إذ له أن يقول ما يشاء مهما تضمن من سب أو قذف أو دعوة الرتكاب جرمية أو حتبيذ ملثل هذه األعمال أو حىت دعوة

لية جنائية أو مدنية، إىل اإلضراب أو الثورة، وذلك دون أن يتعرض بسبب ذلك ألية مسؤوإن ممارسة العمل النيايب هي املناط . وإمنا فقط للجزاءات املقررة يف الالئحة الداخلية للمجلس

.56 ، املرجع السابق ،ص رمضان حممد بطيخ 1



201

أو األساس الذي يرتكز عليه مبدأ عدم مسئولية العضو عن أقواله وآرائه اليت تشكل جرائم يا عن هذه جنائية، ولذلك يصبح هذا العضو شخصا عاديا، ومن مث يسأل جنائيا ومدن

.األقوال أو تلك األفعال إذا ما متت خارج العمل الربملاينوحول حتديد املقصود باآلراء واألفكار املشمولة بعدم املسؤولية الربملانية ذهب

فتحي فكري إىل القول إن الرأي هو التعبري املوضوعي والعفيف عن التحبيذ أو األستاذوذلك بناء على أسباب واقعية وموضوعية تربر الرفض لقرار أو إلجراء أو لتصرف معني

النتيجة اليت يعرضها، والفكر هو العرض العقلي املنطقي اهلادئ الرزين ملبدأ أو نظرية أو فكرة عملية أو دستورية أو سياسية أو اقتصادية مبا تقوم عليه من أساس ومبا ترتبه من نتائج

السائد لآلراء واألفكار اليت تدخل يف نطاق واملفهوم العام و. )1(يف حياة اجلماعة واألفراداحلصانة هي تلك اآلراء واألفكار اليت يبديها عضو الربملان مبناسبة العمل الربملاين سواء أكانت شفوية أو كانت مكتوبة، ومن مث فهي ال تشمل بطبيعة احلال أي فعل آخر غري إبداء

.اآلراء واألفكار املصري حول حتديد نطاق األعمال يتبني من خالل استعراض موقف الفقه

املشمولة باحلصانة الربملانية املوضوعية متييزه بني النطاق املوضوعي والنطاق املكاين للحصانة الربملانية، مما أوجد نوع من عدم الدقة والغموض يف تبيان طبيعة األعمال الربملانية احملمية

من خالل استقراء النص الدستوري باحلصانة، واحلقيقة أن املشرع الدستوري املصري، والناظم للحصانة الربملانية املوضوعية قد مجع بني حمدد املوضوع وحمدد املكان، ومن مث يكون قد قصر نطاق األعمال احملمية باحلصانة الربملانية على اآلراء الصادرة عن أعضاء الربملان اليت

مث يتم استبعاد مبفهوم املخالفة اآلراء تتعلق بأداء أعماهلم داخل الس أو يف جلانه، ومن .الصادرة خارج الربملان

يضاف إىل مصطفى عفيفي بقوله األستاذوما يؤكد هذا االعتقاد ما ذهب إليه أو ) بعزله من العضوية (ليته السياسية ؤولس اجلنائية واملدنية عدم مسلية عضو اؤوعدم مس

، جملة الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية املتحدة، ص يف الربملاننيابية بسبب التعبري عن الرأي ، إسقاط العضوية الفتحي فكري1

. وما بعدها552



202

كتابه أبداه من أقوال يف الس أو يف جلانه شفاهة أو بسبب ما) مبجازاته تأديبياً (التأديبية خر يف قرارات الس أو اللجان حفظاً حلريته آ جانب دون أو بسبب قيامة بالتصويت إىل

ويالحظ ،الكاملة يف أداء واجباته كعضو يف الس دون تأثري أو ممارسة للضغوط عليه أحدمها أن يتم ،داخل الس ويف جلانهمتع العضو بتلك احلصانة وجود شرطني أساسيني لت

التعبري عن تلك األفكار واآلراء داخل الس أو يف جلانه وليس خبارجها حىت ولو كان ذلك األفكار واآلراء ال جياوز تعبري العضو عن تلك أخر باته كعضو يف الس واآلجامتعلقاً بو

. )1( الغري أو ما شابه ذلكىب علات واألفعال كاالعتداء بالضر التصرفحدود األقوال إىلأن هذه القاعدة ال مصطفى أبوزيد فهمي إىل األستاذويف ذات السياق ذهب

تغطي سوى أعمال الوظيفة الربملانية، فاألعمال اليت ال تتعلق ذه الوظيفة حىت ولو متت فهذه . يةداخل الربملان يسأل النائب عنها كأي فرد عادي وال تنسحب عليها قاعدة املسؤول

القاعدة ال حتمي النائب بالنسبة للجرائم، غري جرائم األفكار واآلراء، اليت يرتكبها داخل الس كأن يعتدي على زميله بالضرب أو كان يقتل شخصا آخر من زمالئه أو من

فهو إذا كتب . وهي ال حتميه أيضا بالنسبة لألعمال املنقطعة الصلة بالوظيفة الربملانية. سواهم صحيفة ما، أو خطب يف اجتماع معني، أو تناقش يف أي موضوع خارج الربملان فإنه يعد يف

فهو وإن كان نائبا إال أنه فيما يقوم به من . فرديا عاديا يسأل عن أفعاله طبق القواعد العامة أعمال مل يزاول الوظيفة الربملانية، فعدم املسؤولية ال حتمي النائب لذاته وجتعل منه بشرا فوق

وأضاف أن هذه القاعدة تغطي مجيع أعمال . اجلميع وإمنا حتمي العمل الربملاين وما يتصل بهفهي تغطي مجيع أعمال الوظيفة الربملانية، بغري استثناء . الوظيفة الربملانية، وال تغطي سواها

ان فتجعل النائب غري مسؤول عن األقوال اليت يبديها يف اجللسات العلنية أو السرية أو اللجالربملانية سواء زاولت مهمتها خارجه، فأقوال النائب وآراؤه يف مجيع األحوال ال ميكن أن تكون حمل مساءلة مهما تضمنت سبا أو قذفا أو دعوة إىل ارتكاب جرمية أو متجيد ألعمال

.)2(ارم

.2 ص دون دار النشر، دون سنة النشر، ، نظم اللجان الربملانية املعاصرة،مصطفى عفيفي 1 .718ص ، املرجع السابق ،مصطفى أبوزيد فهمي 2



203

ل واملقصود بانعدام املساءلة انعدام املساءلة اجلنائية واملدنية، ولكنه ميكن أن يسأتأديبيا أمام الس يف احلدود اليت تقررها الالئحة الداخلية، إذا وجد الس أنه قد تعدى

ويالحظ أن النص الوارد يف الدستور احلايل بشأن قاعدة عدم املسؤولية . احلدود املشروعة على 108، فهذا الدستور كان ينص يف املادة 1923أكثر مشوال من النص الوارد يف دستور

فثار ". ال جيوز مؤاخذة أعضاء الربملان عما يبدونه من األفكار واآلراء يف السني:"أنهالتساؤل حول وضع أعضاء الربملان يف جلان التحقيق اليت يشكلها الربملان وتزاول مهمتها

صرحية يف 98خارجه، ولكن النص الوارد يف الدستور احلايل قد أى هذا التساؤل، فاملادة أعضاء الس الشعب عما يبدونه من األفكار واآلراء يف أداء أعماهلم يف الس أال يؤاخذ فقاعدة عدم املسؤولية متتد حىت تشمل مجيع اآلراء واألقوال اليت يبديها العضو . أو يف جلانه

.)1(أثناء قيامه بعمل برملاين خارج الس

املطلب اخلامس اجلزائرعية يف طبيعة األعمال املشمولة باحلصانة املوضو

ذهب جانب من الفقه اجلزائري خبصوص حتديد طبيعة األعمال املشمولة باحلماية

املنفصلة عن الوظائف الربملانية ، ويف ذلك يقولاألعمال وإىل تبين معيار األعمال املتصلةدم تتمثل احلصانة املوضوعية يف ع ،مقال له حول احلصانة الربملانية يف نوليد العقو األستاذ

املقترنة مبمارسة األعمالاملسؤولية وهي حصانة مطلقة تعفي الربملانيني من كل متابعة عن وعلى ،يوقفوا يتابعوا أوأن ال ميكن الربملانيني يف فقرا الثانية أن 109عهدم وحتدد املادة

بب ترفع عليهم أية دعوى مدنية أو جزائية أو يسلط عليهم أي ضغط بسأنميكن العموم الل ممارسة مهامهم بسبب تصويتهم خالأو، تلفظوا به من كالمأوما عربوا عنه من آراء

ممارسة إطار الربملانيني تقع يف أعماله احلماية واسعة ودائمة طاملا أن ذالربملانية، وه، ولكن نظام احلماية يعرف حدودا ما بعد اية العهدة النيابيةإىل، وهي متتد وظائفهم

.718ص ، املرجع السابق ،فهميمصطفى أبوزيد 1



204

: نهأكمايلي وهو ، وميكن تلخيصها احلصانة ومن مدلول العهدةسأسان نفس املستمدة محتظى باحلماية بينما ال ،ة املرتبطة مبمارسة الوظيفة الربملانياألعمال إال باحلماية حتظىال"

. )1(" املنفصلة عن هذه الوظيفةاألعمال املرتبطة بالوظيفة لاألعماميكن استنتاج : املرتبطة بالوظيفة الربملانيةاألعمال. أ

، والتصرحيات واخلطابات واقتراحات الدستورية، وتتمثل يف التصويتاألحكامالربملانية من التأديبية، وعليه باستثناء اجلزاءات توالتحقيقا الشفوية والكتابية والتقاريرواألسئلةالقوانني

، فإن الربملاين ميلك كامل نوابن واليت ميكن أن توقع على الاملقررة يف النظم الداخلية للربملا يتعلق إذن حبصانة مطلقة وهي من النظام العام فاألمراحلرية، يف األعمال املرتبطة بالعهدة ،

ها القاضي املخطر من تلقاء جنائية واليت يثريأو ممارسة ألية دعوى مدنية أيةيف مواجهة .لواألعما األقوال تطال أا، وهي حصانة عينية من حيث نفسه

ميكن ربطها اليت الاألعمالوهي تلك : املنفصلة عن الوظيفة الربملانيةاألعمال.ب املؤسس يف إليهابالعهدة الربملانية موضوع احلصانة وتعرف بالتمييز عن تلك اليت أشار

،كل تصرف خارج عن ممارسة الوظيفة الربملانية ب األعمال، ويشمل جمال هذه الدستور. وتصبح املتابعات ممكنة ،عدم املسؤوليةمبدأ يسري عليها ، والصال عنهاويكون بالتايل منف

ا املوضوع يف اجلزائر حيث مل يتطرق الس ذ حد اآلن اجتهاد قضائي حول هإىليوجد الو بصفة فرعية مبناسبة فحص النظام الداخلي للمجلس إالالدستوري اجلزائري هلذه املسألة

بث يف املسائل املتعلقة باحلصانة الربملانية اليت تظل اختصاصا الشعيب الوطين باالختصاص بال . حمفوظا للمؤسس وحده

حدد الس ،، ففي النظام الفرنسي القولإىل وليد العقون األستاذ أضافو، رتبط مبمارسة الوظيفة الربملانية تأنميكن اليت الاألعمالالدستوري على سبيل املثال بعض

، بتصرحيات النائب خارج الربملان، خاصةاألمر، ويتعلق تتمتع باحلصانةأنميكن وبالتايل ال األعمال، االجتماعات والتظاهرات العمومية ،ذات الصلة باحلياة اخلاصة للنائب األعمال

ة للنائب خارج العهدة ، املهام املوكللبصرية خارج الدوراتاملنقولة عرب الوسائل السمعية ا

.40ص اجلزائر، ، الس الشعيب الوطين ،04 ، احلصانة الربملانية ، جملة النائب ، العدد وليد العقون 1



205

احلصانة مبدأ تنطبق على احلالة اجلزائرية نظرا لكون أناالستثناءات وميكن هلذه ،الربملانية أمام املساواة مبدأ الدستوري لتلك االستثناءات يكمن يف األساسيتعلق بالعهدة فقط، والن

.)1( 1996القانون كما يؤكده دستور ، وكقاعدة عامة فإن نطاق سعيد مقدم إىل القولاألستاذ السياق ذهبيف ذاتو

األفعال غري ، فإن ومن مث. سواهانبط باألنشطة الربملانية دويق احلصانة الربملانية مرتتطب تستبعد من نطاق احلصانة حىت ولو ) العهدة الربملانية (املرتبطة مبمارسة الوظيفة أو مبناسبتها

ملان من الدستور اجلزائري فإن أعضاء الرب110 فبمقتضى املادة .)2(متت بداخل احلرم الربملاينمنتخبون كانوا أم معينون، ال يسألون بصفتهم هذه، ال مدنيا وال جنائيا، عما يصدر عنهم من أفكار وآراء وأقوال أثناء أداء وظيفتهم النيابية أو مبناسبتها، سواء كان ذلك يف قاعة

.الس أو يف اللجان التابعة له أو خارجهما يصدر عن العضو من أفعال غري ويفهم من ذلك أن احلصانة النيابية ال تشمل

ويستفيد بعنواا : صفة ممثل األمة : مبعىن أن لعضو الربملان صفتان. الزمة حتما ألداء وظيفتهمن حصانة برملانية دستورية ضد املسؤولية، عما يصدر عنه من قول أو رأي أو فعل أثناء

الس، لشخص أو أشخاص أداء لوظيفته النيابية، كأن ينتقد أو يوجه ااما يف جلسات وصفته خارج عضويته النيابية، . معينني بذوام أو صفام، بالتزوير أو الرشوة أو اخليانة

وهي احلالة اليت مل يتطرق هلا املؤسس، غري أن الفقه الدستوري عموما على أن النقد واالام ما يأتيه العضو من الذي يتزامن مثال مع حل الس أو انقضاء الدورة التشريعية، فإن

تصرفات وأفعال ينطبق عليها ما ينطبق على أي فرد عادي وتطبق عليه كافة القواعد فالعضو . القانونية اليت حتكم سلوك األفراد وفقا ملا هو معمول به يف الدميقراطيات الراسخة

الذي يتهم أو يقذف يف إحدى اجللسات شخصا مسؤوال، واليا كان أو وزيرا، فإنه ال أل عن ذلك، أما إذا هاجم شخصا يف لقاء عام أو على صفحات اجلرائد فإنه ال يعقل أن يس

.)3(يفلت من املسؤولية طبقا ألحكام القانون املدين واجلزائي

.41ص ، ، املرجع السابقوليد العقون 1

.103، املرجع السابق، ص سعيد مقدم 2 .117 ، املرجع السابق ، ص سعيد مقدم 3



206

األمني شريط حتديد األعمال املشمولة باحلصانة الربملانية املوضوعية األستاذ وحاولعال معينة بالذات وحمددة بدقة يف النص بالقول عدم املسؤولية ال تكون إال خبصوص أف

ففي الفقرة الثانية من املادة . الدستوري نفسه عادة، أو النص التشريعي املؤسس هلذه احلصانة املذكورة أعاله ، جند أن عضو الربملان ال يكون مسؤوال إال على اآلراء اليت عرب عنها 109

خالل ممارسة املهام الربملانية ، وبصفة أو الكالم الذي تلفظ به أو التصويت الذي صدر عنه التصويت داخل اللجان الدائمة أو اللجان : أدق، فإن عدم املسؤولية يشمل التصرفات التالية

اآلراء . اخلاصة، إن وجدت يف الربملان ،وكذلك التصويت يف اجللسات العامة للغرفة الربملانيةته أو يف املناقشات يف إطار اجللسة العامة أو الشفهية والكتابية سواء داخل اللجان التابعة لغرف

اليت تاقتراحات القوانني اليت يبادر ا أو يشارك فيها، التعديال. يف إطار اموعات الربملانية والنشاطات اليت تتم يف إطار البعثات أو ريقترحها، األسئلة الكتابية والشفهية، التقاري

اليت ميكن أن تكلفه ا احلكومة فال يتمتع الربملاين املهمات الصادرة عن غرفته أما املهام تلك هي فقط التصرفات اليت تشملها هذه احلصانة، ويشترط أن تتم يف إطار . باحلصانة

العهدة الربملانية ودف أداء عضو الربملان ملهامه النيابية فقط خارج هذا اإلطار، فإن كل املسؤولية عنها مثله مثل أي مواطن آخر، التصرفات اليت يقوم ا عضو الربملان، يتحمل

وبالتايل ميكن متابعته ومقاضاته كغريه من املواطنني، وهذا خبصوص التصرحيات واآلراء وكل . األعمال اليت تتم خارج الربملان

فتيحة بن عبو نفس املعيار القائم على التمييز بني األعمال احملمية ةاألستاذ وتبنت باحلصانة يف حتديد نطاق تطبيقها ، فقد ذهبت إىل القول، أن واألعمال غري املشمولة

احلصانة مطلقة وعامة، وتستبعد عدم املسؤولية كل متابعة، واليت تتضمن باخلصوص جمموع ويبقى نطاق عدم املسؤولية . األعمال بشرط أن تندرج هذه األنشطة يف إطار ممارسة العهدة

les واألعمال احملمية les actes exclusملستبعدة حمددا، من خالل التمييز بني األعمال ا

actes couverts وحىت بالنسبة لألعمال احملمية وجب استبعاد بعض األعمال ذات ، األعمال غري احملمية. اخلطورة اخلاصة، واليت تتمثل باخلصوص يف أعمال العنف اجلسدي

من خصائص عدم ، البدايةجيب التأكيد يف :les actes non-couverts (exclus) املستبعدة



207

لنسبة ، بيد أن التفسري الضيق لعدم املسؤولية يقتضي عدم مشوهلا إال بااملسؤولية عموميتهاومن مث يتم استبعاد كل األنشطة غري الربملانية ومثاهلا احلمالت . لألعمال املوصوفة برملانية

قشات التلفزيونية حىت ولو تعلق ، إضافة إىل املناعادة الترشح، واألنشطة احلزبيةاالنتخابية إل الربملانية لق األمر بصفة عامة مبعيار األعمال املنفصلة عن الوظيفةعويت. 1األمر بقناة برملانية

على مفهوم اويف هذا الصدد اعتربت حمكمة النقض الفرنسية بناء .وانعدام الرابط معهاعهودة من طرف احلكومة لعضو مع األعمال الربملانية استبعدت املهام امل le lienالرابط

.الربملان ملدة أقصاه ستة أشهر من محاية احلصانةوعليه، فاحلصانة الربملانية املوضوعية ال حتمي سوى ممارسة الوظيفة، من خالل مشوهلا جلميع األعمال الصادرة عن عضو الربملان مثلما هي حمددة يف القانون العضوي لعضو

مبعىن التدخالت . صانة الربملانية مقيدة بأعمال الوظيفة الربملانيةالربملان، ومن مث فنطاق احلوالتصويت يف اجللسات العامة واللجان، اقتراحات القوانني وتعديالا ،التقارير واآلراء،

وإذا كانت القائمة طويلة، فهذا . واألعمال الصادرة يف إطار مهمة معهودة من طرف الربملان، وبعبارة أخرى ، ترتبط احلصانة الربملانية باملداوالت الربملانية ، وهي ال يعين أا غري حمدودة

.)2(مقيدة بقواعد املناقشات الربملانيةويف ذات السياق ذهب الباحث رقيق بوطالب إىل القول صحيح أن خاصية اإلطالق والعمومية لعدم املسؤولية الربملانية جتعل من أعضاء الربملان مبنأى عن أي شكل من أشكال املتابعات ، ولكن بشرط أن يكون ذلك مرتبطا مبمارسة مهامهم الربملانية وتاريخ

واستعماهلا 109غري أن اجلملة األخرية من الفقرة الثانية من املادة . اكتساب صفتهم الربملانيةبصيغة اجلمع، تدفعنا إىل البحث عن األعمال ، أو املهام املعنية باحلماية " مهام"لعبارة

واجلدير بالذكر إىل أن املصطلح يف حد ذاته . اسطة عدم املسؤولية، عن تلك غري املعنية ابوفعبارة . يبدو صحيحا إىل قدر كبري يف النسخة العربية للدستور عنه يف النسخة الفرنسية

جتعلنا أمام أنشطة متعددة يقوم ا عضو الربملان، وهي يف صيغة اجلمع تبني لنا أن " مهام"نة يف شقها اخلاص بالالمسؤولية تتجاوز اإلطار العادي للتصويت على القانون، لتمتد احلصا

1 Fatiha Benabbou,op cit, p 150. 2 Fatiha Benabbou,op cit, p 151 .



208

dansأما العبارة بالفرنسية . وتشمل مجيع األعمال اليت من املمكن أن يقوم ا الربملاين

l’exercice de leur mandat يف النسخة الفرنسية 109الواردة يف الفقرة الثانية من املادة حىت أن الدستور الفرنسي نفسه يستخدم عبارة . ىن ضيق للمهام فرياد ا مهمةفتعطي مع

fonctions parlementaires لذا فمحاولة . بصيغة اجلمع للداللة على املهام الربملانيةاإلجابة عن التساؤل حول مدى ارتباط الالمسؤولية باملهام املرتبطة مبمارسة العهدة الربملانية les fonctions parlementaires ayant un rapport avec l’exercice du mandat

parlementaire فإننا نصل إىل حقيقة مفادها، أن حتديد قائمة باملهام املمارسة من طرف ، 01-01من القانون رقم 05عضو الربملان تبدو طويلة، وتنبع من ثالثة أفكار حددا املادة

مهة يف التشريع، ممارسة الرقابة، متثيل الشعب والتعبري عن املسا: املتعلق بعضو الربملان وهيوهي بذلك تتجاوز اإلطار العادي إلعداد القوانني والتصويت عليها، واملشاركة . انشغاالته

يف املناقشات وتوجيه األسئلة الشفوية، وغريها من األنشطة، لتمتد حىت خارج قبة الربملان يكون ذلك مرتبط مبمارسة املهمة الربملانية، وال كاملشاركة يف جلان التحقيق، على أن

.)1(يتجاوز حدود السلطات األخرى وعموما، تقتضي ممارسة السلطة التشريعية أن يعرب كل عضو من أعضاء الربملان بكل حرية عن رأيه وأفكاره ومواقفه سواء تعلق األمر بالعمل التشريعي أو مراقبة العمل

كومة أمام الربملان، إىل غريها من املهام ذات الصلة بالعمل الربملاين احلكومي، أو مسؤولية احلواليت ال تتطلب فقط ضمان حرية الرأي والتعبري وحرية املناقشة وحرية التصويت، وإمنا توفري الطمأنينة وعدم مساءلة هؤالء األعضاء جنائيا أو مدنيا، خصوصا عندما تؤدي حدة املناقشة

فعال إىل جتاوز حدود اللياقة وااملة، الشيء الذي ميكن أن يتطابق مع أو يؤدي التوتر واالن

ميكن عضو الربملان من :" غري دستورية ، وقد كانت حمررة كاآليت 12 أن املادة 01/مد/ق.ر/12 رقم الس الدستوريقرار جاء يف 1

ستوى احمللي وجلسات العمل اليت تعقد يف هذا احلضور يف النشاطات والتظاهرات الرمسية والزيارات العملية االستطالعية اليت تقام على املبدأ الفصل بني السلطات يقتضي آن حتترم كل سلطة حني مواعتبارا أن:" وقدم الس الدستور التربير التايل إلسقاط هذه املادة ". اإلطار

".اتقد أخل مببدأ الفصل بني السلط...ممارسة صالحياا احلدود اليت رمسها هلا املؤسس الدستوري ،2011-2010، رسالة ماجستري ، كلية احلقوق بن عكنون ، السنة اجلامعية ئرخصائص املهمة الربملانية يف اجلزا، رقيق بوطالب

.102 ص اجلزائر،



209

مفهوم القذف أو السب أو اإلهانة، وإن كانوا بسلوكهم هذا ال يقصدون إال إظهار احلقيقة .والوصول إىل مستوى مناسب للثقة اليت وضعها فيهم ناخبوهم

وا عنه من آراء وأفكار، أو وتبعا لذلك، ال يتصور أن يتابع برملانيون بسبب ما عربقاموا به من تصويت باملوافقة أو املعارضة خالل ممارسة ملهامهم الربملانية، وإال شعروا بتقليص حريتهم وسلطتهم وترددوا يف السري قدما الجناز عملهم، وهذا ما يربر متتعيهم

ية لشكلت باحلصانة وعدم مساءلتهم عن آراء لو صدرت من شخص ليست له الصفة الربملانجرمية قذف أو سب أو إهانة، حيث إن السلوك الذي يأتيه الربملاين املعين ال يكون جرمية

ويشترط أن يكون إبداء الرأي أو التصويت مرتبطا مبتطلبات العمل . 1فيبقى مباحا ومشروعاعمل الربملاين حبيث يتم ارتكاا خالل مزاولته ملهامه ، واملقصود باملهام بصيغة اجلمع، كل

يدخل يف إطار اختصاصات الربملان يقوم به أحد األعضاء مبناسبة ممارسة السلطة التشريعية كما هو منصوص عليها يف الدستور ومفصل يف النظام الداخلي لكل جملس بعد فحص

. دستورية أحكامه وجوبا من طرف الس الدستوريتوجيه أسئلة : ها بينهاويف هذا الصدد، يقوم أعضاء الربملان بعدة مهام نذكر من

شفوية حول السياسة العامة للحومة أو السياسيات اخلاصة القطاعية، تقدمي مقترحات القوانني وتقدمي تعديالت على مشاريع القوانني والتصويت عليها،مناقشة الربنامج احلكومي

اريع وتصويت عليه، تناول الكلمة يف اجللسات العامة للرد على احلكومة خالل مناقشة مشالقوانني، املناقشة والتصويت على سحب الثقة من احلكومة، املناقشة والتصويت على

إىل غريها من األعمال اليت تتطلب من . ملتمس الرقابة، إعداد تقارير واحملاضر املختلفةأعضاء الربملان التعبري عن رأيهم بشأا واليت ترتبط مبمارسة العمل الربملاين، وعلى أساس هذا

. )2(رتباط فهي تندرج يف نطاق احلصانة املوضوعية اليت متنع املتابعة والعقاباالوموازاة مع هذا االرتباط هناك صنف من األعمال يقوم ا أعضاء الربملان خارج متطلبات العمل الربملاين ال تشملها احلصانة املوضوعية، ومن أبرز األمثلة اليت ميكن تقدميها

.76، املرجع السابق ،ص عبد اإلله حلكيم بناين 1 .82، ص نفس املرجع 2



210

املشاركة يف لقاء احلزبية أو السياسية اليت يقوم ا أعضاء الربملان،يف هذا الصدد، األنشطةإذاعي أو تلفزي أو كتابة مقال صحفي، التكليف مبأمورية مؤقتة من طرف احلكومة،

ويطبق نفس احلكم على . وبالتايل حتتجب احلصانة الربملانية ألن األمر ال يتعلق مبهمة برملانيةلعضو الربملاين كشخص عاد، له مصاحل خاصة لدى جهات إدارية التصرفات اليت يقوم ا ا

أو القضائية أو أية جهة أخرى، ويصر على جتاوز بعض قواعد السلوك اعتبارا لصفته . الربملانية

ومن احلاالت كذلك اليت ال تشملها احلصانة على الرغم من تواجد صفة العضوية خمالفات مبناسبة احلملة االنتخابية والعمليات بالربملان، ما ميكن أن يرتكبه الربملاين من

االنتخابية يف إطار إعادة ترشيحه لوالية تشريعية جديدة كاستعمال أخبار زائفة أو إشاعات كاذبة أو غري ذلك من طرق التدليس لتحويل أصوات الناخبني، أو كإحداث اضطراب يف

التصويت بواسطة جتمعات سري عمليات التصويت أو مس مبمارسة حق االنتخاب أو حرية أو صياح أو مظاهرات ديدية، ففي مثل هذه احلاالت وغريها، ال يتصور تصنيف هذه

.)1(التصرفات يف ممارسة العمل الربملاين لتتم االستفادة من احلصانة املوضوعيةإن اآلليات اليت تسمح بإدراج عمل ما يف نطاق تطبيق عدم املسؤولية الربملانية

. منوحة ألعضاء الربملانل كبري بالنظر إىل الطريقة اليت متت ا صياغة احلماية املتتباين بشك، فاألصناف املرتبطة مت حتديدها مبقتضى جمموعة األنظمة القانونية حمل الدراسة، يفواألكيدواحلال، على . مبقتضى نظرية عقلية حبتة، وليس رات القضائية املتخذة حالة حبالةمن القرا

.خر باحلماية متشاا من بلد آل األعمال املشمولةمارسة، يبدو تصنيفمستوى امل

املبحث الثالث نطاق األعمال املشمولة باحلصانة الربملانية املوضوعية

تسعى عدم املسؤولية سواء يف النظم السياسية املقارنة إىل ضمان صحة املداولة

.88 ص ، املرجع السابق،عبد اإلله حلكيم بناين 1



211

ن خالل توفري احلرية الكاملة لآلراء املدىل مl’authenticité de la délibération الربملانيةوميتد نطاقها إىل األشخاص الذين يتم استدعاؤهم للشهادة . ا داخل جلسات وجلان الس

أمام اهليئات الربملانية من جهة ، ومن جهة أخرى إىل حماضر اجللسات واملداوالت اليت حتمى مارسة الفعالة للوظيفة الربملانية ومن بوضعها حتت التصرف من أجل املعلومات الضرورية للم

.أجل تكوين رأي عام متنورويعرف تطبيق عدم املسؤولية عددا من احلدود، واملتمثلة يف استبعاد األعمال املتخذة خارج مسرح الغرف الربملانية، وتلك اليت ترتكب بداخلها وال تتمتع بطبيعة مرتبطة

.مبمارسة الوظيفة الربملانية

ولاملطلب األ عدم مسؤولية أعضاء الربملان عن التعبري يف اجللسات ويف اللجان :محاية املداولة

حتمي عدم املسؤولية يف كل الدول املعنية األقوال املعرب عنها من طرف أعضاء

.الربملان داخل اجللسات العامة للمجلس، ويف إطار اللجان و املهام الربملانية

الفرع األول : اجللسات يفاملدىل ا التصويت املتخذ واآلراء عدم املسؤولية عن

إذا كانت محاية اآلراء والتصويت يف اجللسات ال يطرح إشكالية بالنسبة ألعضاء الربملان، فإن التساؤل املطروح حول مدى امتداد هذه احلماية لآلراء املعرب عنها يف الس

.من طرف أشخاص ال يتمتعون بصفة العضوية يف الربملان

آراء عضو الربملان املدىل ا والتصويت املتخذ يف اجللسات: أوال



212

حتمي عدم املسؤولية يف النظم املقارنة جمموع األعمال الصادرة داخل اجللسات .pouvoir délibérant leالعامة باعتبارها شرطا ضروريا حلرية ممارسة سلطة املداولة

نسبة للتدخالت والتصويت املتخذ يف ففي فرنسا، ال ميكن إقامة أية دعوى بالاجللسات، إضافة إىل املبادرات، واقتراحات القوانني أو تعديالا، واألسئلة الكتابية والشفهية

وما يشهد على حقيقة املبدأ التقرير اخلاص احملرر من . وقراءة التقارير الصادرة باسم اللجان،حول 1986املالية يف عام عضو جلنة Jean-Claude Martinez(FN)طرف النائب

وقد تأسف زمالؤه على مثل هذه .)1(التربية الوطنية الذي تضمن عبارات جد قاذفة ومهينةوذلك . األقوال اليت ميكن اإلدالء ا دون خوف أو خطر حتت غطاء محاية احلصانة الربملانية

ستفادة من عدم بالرغم من تنبيه رئيس اللجنة للنائب قبل حترير التقرير النهائي أن اال .املسؤولية تفرض باملقابل واجب التحفظ وااللتزام حبسن التمييز والتقدير

ونفس األمر يف اجنلترا، كل ما له عالقة باإلجراءات التشريعية مبعىن الدقيق حممي من قانون احلقوق، وأمهها األعمال التحضريية يف اللجان واللجان 09مبوجب املادة .، وعمليات التصويت )3( ، التعديالت، األسئلة الربملانية، املناقشات)2(الفرعية، التقارير

األقوال الصادرة يف كافةتغطية على 09عدم املسؤولية مبقتضى املادة بيد أن قدرة ، ومبناسبة 1996في عام ف. حلقوق اإلنسان احملكمة األوربيةأمام دعوىاجللسة كانت حمل

كان، كشف عضو برملاين عن وجود جريان غري حمترمني، نقاش حول السياسة البلدية لإلسواستنادا إىل ذلك أعطى اسم وعنوان أم عزباء استفادت من سكن اجتماعي، حيث انتقد

فتعرضت العائلة املعنية للكراهية والتهديدات، وأجربت على الرحيل من . سلوكها وأطفاهلا

هؤالء حيوزون البعض من التربية الوطنية، اعترب أنهيئة أعضاء ويف أقواله اليت مستJean-Claude Martinez(FN) املقررن إ 1كما صور . )cellules pathogènes ayant échappées de la radiation(على خاليا مولدة للمرض قد متلصوا من الشطب

واليت هلا آثار بيداغوجية . acteurs de la perversions) والفسادفر فعال يف االحنرامؤسسات التربية العمومية باعتبارها هلا دو . من األطفال كاملمتارس على جيل

Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p249. االدعاءات الكاذبة ورود بسببرفضت دعوى تشهري وقذف ) Dingle v Associated newspaper ) 1960ومثاله يف قرار 2

.قرير جلنة خاصة ، هذا األخري حممي باحلصانة الربملانيةيف تدعوى ضد أحد أعضاء غرفة اللوردات قدم للمجلس Luch، رفض القاضي Ex Parte Watson de 1869ومثاله يف قضية 3

.معلومات خاطئة تدوالت حوهلا الغرفة



213

. 09القذف بسبب نص املادة مسكنها، دون التمكن من اللجوء إىل القضاء لرفع دعوى ومبا أن احلصانة املطلقة اليت يستفيد منها عضو الربملان تشكل قيدا غري مالئم حلقوق اإلنسان

من االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان، رفعت الضحية 08 واملادة 06املضمونة مبقتضى املادة . بغياب وجود االنتهاكدعوى أمام احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان اليت أصدرت قرار

واعتربت أنه ال ميكن لعدم املسؤولية الربملانية، وبالنظر لألهداف املشروعة اليت تسعى إليها والكامنة يف محاية حرية تعبري عضو الربملان واحلفاظ على الفصل بني السلطات، أن تشكل

.حق األفراد يف اللجوء إىل قضاء هذه الدولعلى قيدا وىل يف فقرا السادسة من الدستور األمريكي حصانة مطلقة وأضفت املادة األ

لألقوال الصادرة يف اجللسات داخل كل غرفة، حىت وإن كانت هذه األقوال عبارة عن .)1(إدعاءات كاذبة وآراء مدافع عنها بسوء النية

من الدستور املصري فإن احلصانة الربملانية املوضوعية وعدم 112ووفقا لنص املادة عضو الربملان أثناء جلسات اخذة العضو مقتصرة فقط على الرأي أو اخلطاب الذي يلقيه مؤ

حلصانة ما أن املشرع الدستوري املصري يتبع أسلوب التضييق لنطاق اا، وواضح متالس، حبيث أن أي خطاب أو رأي خارج نطاق اجللسات ال يتمتع ذه الربملانية من حيث املكان

. غفل مشول التصويت يف صلب نص املادة الدستوريةكم الدستوري أ احلبيد أن .احلصانة سوى تعبري عن رأي، وأخذا بالتفسري الواسع اية املطافوباعتبار أن التصويت ليس يف

كن القول أن احلصانة تشمل اآلراء والتصويت املدىل به يف جلسات جملس ملعىن اآلراء، مي .)2(النواب املصري

من الدستور اجلزائري جند أن عضو الربملان ال 109 من املادة ويف الفقرة الثانيةيكون مسؤوال إال على اآلراء اليت عرب عنها أو الكالم الذي تلفظ به أو التصويت الذي

1Cohrane v couzens,42 fed, (2d)783.1930,rappelant l’immunité absolue dont bénéficient les discours prononcées au cours des débats du sénat. Voir U.S v Johnson,383 USp184-85. Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p250.

، رويج، اململكة املتحدةانيا، النتعترب مصر من الدول اليت تقصر ممارسة احلصانة يف نطاق ضيق أي داخل مبىن الربملان فقط ، على غرار أمل 2وهو ما يترجم التعريف الصارم ملفهوم املناقشات الربملانية، الذي ينصرف ليشمل قول أو فعل عضو الربملان ملهامه يف السني بعنوان تسيري

.أعمال الربملان .105 ، املرجع السابق،صسعيد مقدم



214

، التصويت لية تشمل، فإن عدم املسؤووبصفة أدق. سة املهام الربملانيةصدر عنه خالل ممارإضافة إىل اآلراء الشفهية والكتابية سواء يف . ملانيةلسات العامة للغرفة الربيف اجلاملتخذ

لقاة وكذلك اخلطب امل. )1(املناقشات يف إطار اجللسة العامة أو داخل اللجان التابعة لغرفته املكتوبة والشفهية ، األسئلةلتوصياتح القوانني أو اا، كاقترمن على منرب اجللسات العامة

.)2(محاية احلصانة الربملانية، تندرج مجيعها يف إطار واالستجواباتوعليه، فإن مسألة حتديد طبيعة األعمال الصادرة يف اجللسات الربملانية اليت تستفيد من محاية عدم املسؤولية ال تطرح صعوبة، حيث ينبغي حتديد الفاعل، وبالضرورة أن يتمتع

قوال املعرب عنها هذا األخري بصفة عضو الربملان حىت يكون مبنأى عن أية متابعة بسبب األداخل الس، وإن كانت الالمسؤولية كما متت اإلشارة إليه تعترب شرط أساسي للحرية الكاملة للمناقشات اليت تقتضيها فعالية العملية التداولية، فالتساؤل يطرح حول مدى إمكانية

راء واملوظفون ، واجلدير بالذكر هنا الوزةتطبيقها على كافة املسامهني يف املداولة الربملاني .السامون الذين يتم دعوم للتعبري أمام الس

ن غري أعضاء الربملان يف اجللساتاألقوال الصادرة م: ثانيا

قررها إذا كان من البديهي أن أعضاء الربملان يستفيدون من احلصانة اليت ت

تتاح هلم حىتخرينهل ميتد جماهلا إىل أشخاص آ: الالمسؤولية الربملانية، فالسؤال املطروح، واملقصود م أعضاء احلكومة. يةحرية الكالم واليت بدوا ال تتحقق هذه اخلاص

.تعني م اللجان ألداء مهامهماواألشخاص الذين تسويظهر اجلمع بني التحليل املستند على احملدد املوضوعي واحملدد الشخصي لرسم

الصياغة االجنليزية للحماية، خصوصا وأن املادة نطاق تطبيق عدم املسؤولية طبيعيا بالنظر إىل . من قانون احلقوق مل تشر سوى إىل أنواع األفعال احملمية دون حتديد لشخص مرتكبها09

وعليه، تطرح قضية االستفادة من عدم املسؤولية إىل كافة املشاركني يف املناقشات

.123 ، املرجع السابق ، صمني شريطاأل 1 .108رجع السابق ،ص ، املسعيد مقدم 2



215

فرنسا، ويستفيد الوزير األول الربملانية يف اململكة املتحدة بشكل أقل حدة باملقارنة معوأعضاء حكومته وباقي الوزراء املنحدرين من صفوف الربملانيني واحلاضرين يف غرفة العموم

تقليديا بطريقة واسعة فيما 09وإضافة إىل ذلك، فقد فسرت املادة . من االمتياز الربملاينانة األشخاص الذين يتم خيص اخلطابات واملناقشات العامة لتشمل االستفادة من محاية احلص

.)1(دعوم للمشاركة يف النشاط الربملاينويبدو التساؤل حول النطاق الشخصي لتطبيق احلصانة غري مطروح بالنسبة للمادة

من الدستور الفرنسي والبند األول من الفقرة السادسة للمادة األوىل من الدستور 26ألة حتديد األشخاص املستفيدين من األمريكي، مادام أن الصياغة جاءت صرحية يف مس

وال يقبل امتداد احلصانة الدستورية حلماية أشخاص آخرين غري املنتخبني يف . احلصانةالقانون األمريكي، سوى بالنسبة ملساعدي ومعاوين أعضاء الربملان الذين يقومون بأعمال

.يغطيها البند اخلاص باحلصانةصراحة يف املسألة، حيث أن احلصانة أما يف فرنسا، يبدو من الصعب احلديث

املتضمن 1958 نوفمرب 17 من األمر 09 استكملت مبقتضى املادة 26الدستورية للمادة 29 من قانون الصحافة الصادر يف 41هذه األخرية كررت فقريت املادة . سري عمل السني

بات الصادرة يف ال ميكن حتريك أي دعوى بالنسبة للخطا:" ، واليت جاء فيها1881جويلية اجلمعية الوطنية أو جملس الشيوخ، وكذا التقارير أو أية وثيقة أخرى مطبوعة بأمر من

وال ميكن حتريك أي دعوى بالنسبة حملاضر اجللسات العامة للمجلسني املعنية يف . السنيلتنظيمية وقد فسرت هذه احلصانة القانونية وا. )2("الفقرة أعاله الصادرة حبسن نية يف اجلرائد

يف ظل اجلمهورية الرابعة تفسريا أدى إىل حتويلها من حصانة شخصية إىل حصانة فعلية وحقيقية، ال تقتضي حصر نطاقها الشخصي يف أعضاء الربملان، وذلك دف احملافظة على مناخ حر للمناقشات، وهذا ما مسح بتطبيقها على كافة اآلراء املعرب عنها بغض النظر عن

. صفة عضو الربملان لفاعلهامدى توفر 29 من قانون 41وقد أصبح اليوم مقبوال امتداد احلصانة املقررة مبقتضى املادة

1 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p251. 2 Ibid, p251.



216

لكافة املشاركني يف املناقشات سواء كانوا أعضاء الربملان أو غريهم يف ظل 1881جويلية الوطنية النص عليه صراحة يف مدونة األمانة العامة للجمعية جاءمادام. تفسري مرخص به

كما أن احملاكم مل تنظر أبدا يف مدى قبول الدعاوى احملركة . حول الوضع القانوين للنائبوما يؤكد هذا االعتقاد ، إصدار . ضد األقوال الصادرة يف اجللسات من غري أعضاء الربملان

الذي وسع من نطاق االستفادة من احلصانة إىل الشهود الذين يتم 2008 نوفمرب14قانون وهذا يشكل دعما ملوقف األمانة العامة . )1(دعاؤهم أمام جلان التحقيق الربملانيةاست

وعليه، إذا كان الشاهد املستمع إليه حممي باحلصانة، فمن باب أوىل أن يتمتع . للمجلس .الوزير أو كاتب الدولة املشارك يف املناقشات الربملانية مبثل هذه احلصانة

ىل القول بأنه ال تنطبق ضمانة عدم املسؤولية ومييل جانب من الفقه املصري إالربملانية على غري أعضاء الربملان ممن يتواجدون داخل القاعة أثناء املناقشات، فهي ال تشمل الوزراء أو غريهم من أعضاء احلكومة ، وكذلك رؤساء اإلدارات واهليئات العامة الذين قد

عض املوضوعات املعروضة على اللجان يتم استدعاؤهم لسماع رأيهم بشأن املالحظات لب . )2(مامل يكن هؤالء جيمعون بني وظائفهم وعضوية الربملان

ويف اجلزائر، واعتبارا أنه ال ميكن اجلمع بني مهمة النائب ومهمة عضو جملس األمة واعتبارا أنه مبقتضى أحكام الفقرة . من الدستور 105وبني مهام أخرى عمال بأحكام املادة

املتضمن القانون العضوي املتعلق 07-97 من األمر 150 واملادة 119ن املادة األوىل مباالنتخابات، فإنه يستخلف النائب أو عضو جملس األمة بعد شغور مقعدمها بسبب توليهما وظيفة حكومية، فمن الواضح أن أعضاء احلكومة غري حائزين على الصفة الربملانية، وبالتايل

ية الربملانية، كما أن القانون العضوي املنظم للعالقة الوظيفية ال يوفر غري معنيني بالالمسؤولأي ضمانة ألعضاء احلكومة للكالم بصراحة سواء يف املناقشة العامة، أو بيان السياسة العامة،أو االستجواب، أو يف حالة الرد على األسئلة، ويف حالة االستماع إىل أعضاء

فما هو املوقف لو تطور السجال يف . و داخل اللجاناحلكومة يف إطار جلان التحقيق أ

1Loi n2008-1187 dont les articles 1 et 2 modifient respectivement l’article 41 de la loi du 29 juillet 1881 et l’article 6 de l’ordonnance n 58-1100 du 17 novembre 1958 relative au fonctionnement des assemblées parlementaires.

.58، مرجع سابق ،ص حممود أبو السعود 2



217

الكالم بني عضو الربملان وعضو احلكومة، وهي احلالة اليت من املمكن أن حتدث مع ما تعطيه من حق كل عضو الربملان وعضو احلكومة يف 02-99من القانون العضوي 71املادة

. )1(لرد عليهالتعقيب على بعضهما البعض مبناسبة عرض السؤال الشفوي واوعلى الرغم . وقد يتطور األمر إىل مشاركة أعضاء برملان آخرين يف هذا السجال

من هامش املناورة اليت وفرها املشرع ألعضاء احلكومة لتحضري أنفسهم من خالل تقنيات العمل مع الربملان، كضبط جدول األعمال، وتوفر النصاب املعني يف اقتراحات القوانني،

، )2(ش للزمن للحكومة فيما يتعلق برباجمها، وأعماهلا وعرضها على الربملانوتوفر هاموبالتايل حتضري ما جيب قوله وما ال جيب قوله، إال أن الظاهر أنه ال وجود ملادة صرحية حتدد طبيعة تدخالت أعضاء الربملان، وال ضمانة تعفيهم من املسؤولية املترتبة عن ذلك، األمر

.)3(أداء مهامهم على أكمل وجه، وبالنتيجة إعاقة مهمة عضو الربملانالذي قد يعيق من من خالل ما سبق، يتجلى بوضوح انطباق احلصانة على التدخالت الصادرة يف

وتغطي عدم املسؤولية . اجللسات، على األقل بالنسبة لألقوال اليت يديل ا أعضاء الربملان .يتم اإلدالء ا داخل اللجان الربملانيةإىل جانب ذلك، األقوال والتصرحيات اليت

الفرع الثاين عدم مسؤولية أعضاء الربملان لألقوال املدىل ا يف اللجان واملهام الربملانية

ال تتوقف إدارة أعمال االس النيابية على رئيسها أو على مكتبها أو على جهازها لس املختلفة الدائم منها واملؤقت اإلداري، إمنا تستند هذه اإلدارة أساسا على جلان ا

واملشترك، فأمام احلجم املتزايد لألعباء امللقاة على عاتق الربملان، وأمام صعوبة حتمله هلذه األعباء منفردا، وصعوبة التصدي لكل تفاصيل العمل التشريعي والرقايب، فإن غالبية

تسيري أعماهلا، لتحقيق الغاية من الربملانات تتجه إىل االعتماد أكثر على اللجان يف قيادة و

يعرض صاحب السؤال الشفوي سؤاله ، ميكن صاحب السؤال ، إثر جواب :" بقوهلا 02- 99 من القانون العضوي 71تنص املادة 1

".يرد عليهعضو احلكومة ، أن يتناول الكلمة من جديد ، كما ميكن عضو احلكومة أن .، من نفس القانون70 ،65، 51، 46،47،48،49،50املواد 2 .102، املرجع السابق ، رقيق بوطالب 3



218

كما اكتشفت االس النيابية قدرة اللجان على اإلعالم، وإتاحة . وجودها وتفعيل أدائهاالفرصة للحوار واملناقشة، واستقطاب الرأي العام مما حيقق التفاعل بني أعضاء الربملان

شأ بكل جملس من عدد حمدد واملواطنني والسلطة التنفيذية، فاجلان ذا املعىن هي أجهزة تن .)1(من األعضاء يتم اختيارهم وفقا لتخصصام ، ويكلفون بتحضري أعماله وتقدمي تقاريره

1958 من دستور 43يرتكز العمل التشريعي التمهيدي يف فرنسا، مبقتضى املادة املادة على وجود اللجان الربملانية الدائمة احملدد عددها بثمانية جلان يف كل جملس مبقتضى

. )2( من النظام الداخلي لس الشيوخ21 من النظام الداخلي للجمعية الوطنية واملادة 145إن اللجان الدائمة ميكنها مبقتضى النظام الداخلي . يضاف إليها إمكانية تشكيل جلان خاصة

للمجالس إنشاء هيئات للرقابة الربملانية يف شكل مهمات استعالم فردية أو مجاعية ذات كما ميكن للجان الدائمة واخلاصة أن تطلب من الغرفة منحها من أجل مهمة .غراض متعددةأ

. )3(حمددة وملدة ستة أشهر االختصاصات اليت هي يف األصل حمجوزة للجان التحقيق الربملانية، ويتمثل أساسها 1958 نوفمرب17 من األمر 06هذه األخرية منصوص عليها مبقتضى املادة

. 2008 جويلية 23 من الدستور املعدل مبقتضى تعديل 2-51 ملادةالدستوري يف اوكقاعدة عامة، جيوز للجان التحقيق ومهمات االستعالم أن تنشر تقاريرها اليت ميكن أن

وتعترب األعمال املتخذة من طرف عضو . تكون حمل مناقشة بدون تصويت يف جلسة عامةن ممارسته لوظائفه احملمية بعدم املسؤولية الربملان يف إطار مهامه أو يف اللجان جزءا م

كما ترتبط احلماية املقررة له يف إطار اللجان واملهام الربملانية بصفة عضو يف اللجنة . الربملانية

،، كلية احلقوق ، جامعة باتنة على أعمال احلكومة يف اجلزائر ، رسالة دكتوراه يف القانون العام، فعالية الرقابة الربملانية ميلود ذبيح 1

.270،ص2012/2013وم اللجان الربملانية بالعديد من الوظائف، ومتد الربملان بالطاقة لزيادة فعاليته وخرباته ،وتتيح الفرصة للعامة للمشاركة يف العملية تق

ا ، التشريعية، فأمهيتها تتزايد كعنصر تنظيمي يف فعالية االس التشريعية ، وتعتمد الربملانات املعاصرة على اللجان يف قيادة وتسيري أعماهلوهلذا جرى يف أمريكا على أن الكونغرس األمريكي بأنه عبارة عن جمموعة من اللجان اليت جتتمع يف قاعة بصورة دورية للموافقة على

عي الصاوي ،تطوير عمل االس النيابية العربية ، برنامج األمم املتحدة اإلمنائي. إجراءات بعضها البعض من الدستور، قبل املراجعة الدستورية يف 43 األقصى املقرر مبقتضى املادة دتفاظ بستة جلان وهو العد االح الفرنسياختار جملس الشيوخ 2

). من النظام الداخلي لس الشيوخ7املادة ( ، 2008 جويلية 233 Art.5 de l’ordonnance n58-1100 du 17 novembre 1958 relative au fonctionnement des

assemblées parlementaires.



219

وال تتوسع إىل الشهود حىت وإن تعلق األمر بسماع عضو برملاين، ومن جهة أخرى، . املعنيةيف اللجنة، ذلك أن األقوال املدىل ا من هناك مفهوم ضيق نسبيا ملمارسة وظيفة عضو

وتترك عدم املسؤولية من . طرف أحد أعضائها خارج الغرفة غري حممية بعدم املسؤوليةالناحية النظرية حيزا إلمكانية معاقبة عضو الربملان الذي يقوم خبرق قرار اللجنة يف احلفاظ

العقوبات الذي يعاقب على من قانون13-226على سرية سري أعماهلا بناء على املادة ومع ذلك فإن هذه العقوبة مل . االعتداء على السرية املهنية أو على املستوى التأدييب احملض

جويلية 20خصوصا منذ صدور قانون . تطبق إطالقا وأصبحت الفرضية أقل احتماالة الذي أقر املعدل للنظام الداخلي للجمعية الوطني1994 يناير 26 والقرار الصادر يف 1991

.)1(مبدأ نشر أعمال اللجان بدون جلنة تشريعية دائمة ، وتتمتع Westminster ويعمل برملان وستمنسر

القائمة باختصاص عام، ويكمن اخليار الرئيسي standing committee اللجان العامةللجنة للغرفة يف اختيار إخضاع مشروع القانون إىل جلنة من هذه اللجان أو االجتماع يف ا

selectومتارس مهام االستعالم والرقابة والتحقيق يف إطار اللجان اخلاصة . )2(الكاملة للغرفة

commitee أو اللجان املختلطة joint committee واليت تكون جلسات االستماع فيها ،وتتمتع األعمال املتخذة من طرف عضو الربملان يف إطار إحدى اللجان باحلصانة . )3(علنية

من قانون احلقوق، حىت وإن عقدت اللجنة اجتماعاا 09املطلقة املنصوص عليها يف املادة وعليه ال تطبق عدم املسؤولية إال على األعمال املتخذة والصادرة يف . خارج احلرم الربملاين

إطار اللجان املنشأة من طرف إحدى الغرفتني، وال ميكن أن تلعب دورا يف جلان نواب . يف اجتماعات اموعات الربملانيةاحلزب أو

حول الطوائف Gest ملقابلة أجريت من طرف جلنة ية شكوى بسبب انتهاك السر1996 يف أكتوبر ةرفع مكتب اجلمعية الوطني 1

. املناقشاتيةالدينية ، بيد أن هذه الشكوى مل تسمح بتحديد الثغرات والفاعلني ، كما بينة نسبية سر، وتتميز هذه عموممن طرف جملس الcommittee of the whole house ميارس أسلوب اجتماع اللجنة الكاملة للغرفة 2

األخرية عن اجتماعات جملس العموم بعدم ترأس رئيس جملس العموم هلا ، ومن قبل رئيس إحدى اللجان ، ويسمح اجتماع الغرفة اللجنة ,الكاملة للغرفة ألعضاء الربملان بتناول الكلمة أكثر من مرة حول نفس املوضوع

قرار اجللسات املغلقة ال ميكن اختاذه إال مبوافقة أغلبية أعضاء اللجنة ، إذا كان املوضوع املطروح للنقاش حساس، ويكون التقرير يف 3 .خانة السري للغاية



220

وتلعب اللجان واللجان الفرعية يف الواليات املتحدة األمريكية دورا هاما بصفتها هيئات وأجهزة النشاط التشريعي، وحتوز يف إطار مراقبة السلطة التنفيذية تأثريا أكرب بكثري

اط أشغال جلان التحقيق يف وتكون اجتماعاا مبدئيا علنية، وحت. منه يف النظام الربملاينوتتمتع األفعال الصادرة من الربملانيني أعضاء يف جلان . الغالب بدعاية واسعة النطاق

وترى احملكمة االحتادية . الكونغرس باحلصانة الدستورية شرط أن تكون ألغراض تشريعيةة التشريعية ال العليا أن سلطة التحقيق تعترب شرطا ضروريا للسلطة التشريعية، ذلك أن اهليئ

ميكنها سن القوانني حبكمة وبفعالية يف غياب املعلومات بشأن الظروف اليت يقصد التشريع Doe v McMillanفقد قضت احملكمة االحتادية العليا يف قرارها . )1(التأثري فيها أو تغيريها

ات جمافية على عدم جواز إقامة مسؤولية أعضاء اللجنة بسبب اإلشارة داخل التقرير ملعلومول دعوى مرفوعة ضد رئيس جلنة إلدعائها كما اعترضت على عدم قب. ألفراد بأمسائهم

وأخريا يف قرار . حلرمان املشتكي من ممتلكاته مشاركته يف إطار وظائفه يف إحتيال موجهEastland v united states servicemen’s اعتربت احملكمة العليا أن احلصانة تشكل ،

دعوى رفعتها مجعية سلمية حاولت منع جلنة فرعية تابعة لس الشيوخ نشر عدد عائقا أمامكما رفضت االستنتاج الذي يفيد بعدم دستورية املمارسة اليت قامت . )2(من الوثائق الربملانية

ا اللجنة مبقتضى سلطتها، بالنظر إىل التعديل الذي يضمن حرية اجلمعيات يكفي لإلعفاء .نةمن محاية احلصا

من كافة القيود اليت ميكن أن تكبلها يف يد جملس الشعب املصريأطلق الدستوروالقيام بوضع الئحته الداخلية، وهو ما أدى بالتبعية إىل العمل بلجانه الربملانية وتفعيل ممارسة أعضائها ألداء أدوارهم اإلسهامية يف خمتلف أوجه النشاط املكلفة به دون تقدمه يف هذا

وفقاً ملا نصت عليه املادة و. ني تلك اللجان عامة كانت أم خاصة دائمة أو مؤقتهالصدد ب بشأن املعمول ا من طرف جملس النواب احلايلالرابعة من الالئحة الداخلية لس الشعب

يف إطار قضت احملكمة االحتادية العليا يف مناسبات عديدة عدم املسؤولية عن اإلشراف على جلسات املقابلة من طرف عضو الكونغرس 1

sphère of légitimâtesاللجان التشريعية ، باعتبار أن ممارسة وظيفة التحقيق تعترب جزءا ال يتجزأ من اال التشريعي législative activity ، Gravel v U.S. 408U.S 606(1972) ، Tenney v Brandhove,341US367(1951) .

2 421 U.S 491(1975). Cité par Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p254.



221

كل من اللجنة العامة إىل اللجان الربملانية رباعياتقسمحتديد أجهزة الس الرئيسية وعلي سبيل التقييم وليس ،لنوعية واللجان اخلاصة واملشتركةيم واللجان اللمجلس وجلنة الق

نفا من اللجان ممارسة االختصاصني آ يسند إيل تلك األنواع املذكورة التخصيص فإنه من الدستور والذي تكرر النص 86التشريعي والرقايب لس الشعب احملددين بنص املادة

وردت القواعد واألحكام اخلاصة وقد . الداخلية للمجلسنييل من الالئحةعليهما باملادة األوباللجان النوعية الدائمة لس الشعب وعددها مثانية عشرة جلنة بالفصل اخلامس من الباب

وميثل رئيس الس حلقة االتصال بني تلك اللجان يف ممارسة . من الالئحة الداخليةالثاينها من اجلهات خارج الس ويف ضوء النظام الذي اختصاصاا وبني السلطة التنفيذية وغري

وجاء نص .)1(يقرر هذا الشأن تطبيقاً لنص املادة السابعة من الالئحة الداخلية للمجلسالدستور صرحيا خبصوص مشول احلصانة الربملانية لعمل أعضاء الربملان يف جلان الس من

يف مشول احلصانة الربملانية لعمل أعضاء ومن مث ال إشكال يطرح ،"أويف جلانه" خالل عبارة .الربملان يف جلان الس

وتأخذ اللجان يف اجلزائر تسمياا، حبسب وظائفها املسندة إليه، فهناك جلان التحقيق املؤقتة اليت تنشأ بطلب النواب إلجراء التحقيق يف وضع معني وتقدمي تقرير عنه إىل

ليت يسند إليها مهمة تذويب اخلالف بني غرفيت الربملان الس، واللجان املتساوية األعضاء افقد . )2(باقتراح نص حيسم يف األحكام حمل اخلالف، فيما يدعى النوع الثالث باجلان الدائمة

يشكل الس الشعيب الوطين وجملس األمة : " بقوهلا1996 من دستور 117نصت املادة ما أكده الربملان من خالل إعداده لنظامه وهو". جلاا الدائمة يف إطار نظامها الداخلي

وبالرجوع إىل أحكام القانون . الداخلي بالنسبة للمجلس الشعيب الوطين، وجملس األمةالداخلي يتضح أن املقصود باللجان الدائمة هي تلك اللجان املختصة يف العمل التشريعي

.10 ، املرجع السابق ، صمصطفى عفيفي 1يوجد إىل جانب اللجان الدائمة ، مكتب الس الذي يعترب مبثابة هيئة تسيري داخلي للربملان بغرفتيه ، واملنصوص عليه مبقتضى املادة 2

ام الداخلي لس األمة ، ويعمل على ضبط جدول أعمال اجللسات من النظ14 من النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين ، واملادة 21التنسيق ، واموعات الربملانية املعترف ىل جانب هيئة الرؤساء وهيئة وذلك إ. سلطته التنظيمية والتأديبيةل باإلضافةبالتشاور مع احلكومة ،

.ا يف النظام الداخلي للمجلسني



222

16لوطين، وكذا املادة من النظام الداخلي للمجلس الشعيب ا19كما هو مؤكد يف املادة من النظام الداخلي لس األمة، وهي اليت حتضر امللفات للجمعية حىت يسهل عليها اختاذ القرار السليم يف هذا الشأن ويتمثل عدد اللجان الدائمة يف كل من الس الشعيب الوطين

. )1( جلان على التوايل9 و جلنة12وجملس األمة يف ان على املعيار العضوي الناتج عن تقسيم السلطة التنفيذية واعتمد يف تقسيم اللج

مشاريع واقتراحات القوانني احملالة إليها وإعداد إىل وزارات، وتتوىل دراسة اللجان الدائمة منه للجنة الدائمة املختصة حق تقدمي اقتراحات التعديالت على 28التقارير، وخولت املادة

للجان الدائمة 27، كما مسحت املادة جنة لدراستهقتراح احملال على اللمشروع أو اللجان الدائمة بالربملان احلق يف أن تستمع يف ":باالستماع ألعضاء احلكومة حيث جاء فيها

إطار جدول أعماهلا وصالحياا إىل ممثل احلكومة ،كما ميكنها االستماع إىل أعضاء ام الفرنسي الذي منح للجان وعلى خالف النظ ".احلكومة كلما دعت الضرورة إىل ذلك، جند أن اللجان الدائمة إطار إجراء حتقيق برملاينالدائمة سلطة االستعالم واالستماع يف

يل العمل احلكومي يف جمال أبعدت عن إجراء التحقيق الربملاين رغم معرفتها الواسعة بتفاص إىل ممارسة التحقيق، مل ترقى ا، فالنصوصاءا يف مجع املعلومات واحلقائق، وكفختصصها

وإمنا خولت هلا مراقبة النشاط احلكومي عرب مناقشة مشاريع القوانني احملالة إليها، واالستماع إىل أعضاء احلكومة أو اخلرباء املختصني،أو املعنيني بالقانون من هيئات ومنظمات، أواملعنيني

انية املوضوعية يف الدستور وتشمل احلصانة الربمل.)2(باقتراح القانون من أعضاء الربملانخصوصا اآلراء الدائمة ويف بقية هيئات السني، اجلزائري عمل أعضاء الربملان يف جلانه

التصويت داخل اللجان الدائمة أو اللجان الصادرة خالل مناقشات اللجان، وكذلك .وذلك أخذا بالتفسري احملدد ملفهوم املهام الربملانية، اخلاصة

طبقا ألحكام النظام الداخلي لس األمة . بالنسبة لس األمة16لمجلس الشعيب الوطين واملادة من النظام الداخلي ل19نص املادة 1

من نفس القانون فإن عدد أعضاء جلنة الشؤون القانونية واإلدارية وحقوق اإلنسان 28 جلان ، وطبقا للمادة 9يتكون عدد اللجان من . عضوا على األكثر15 إىل 10 عضو على األكثر ، وتضم بقية اللجان من 19 إىل 15وكذا جلنة الشؤون االقتصادية واملالية هو من

على أن تتكون جلنة املالية وامليزانية من 34 ، ونصت املادة 19 جلنة دائمة طبقا ملا نصت عليه املادة 12ويشكل الس الشعيب الوطين . عضوا على األكثر30 إىل 20خرى من عضوا على األكثر ، يف حني تتكون اللجان الدائمة األ50 إىل 30

.273 ، املرجع السابق ، ص ميلود ذبيح 2



223

أن عدم املسؤولية تسعى لضمان صحة املداولة من خالل محاية وخنلص مما سبق، احرية الكالم والقول ألعضاء الربملان داخل اجللسات العلنية ويف اللجان، وذلك بامتداده

إىل الشهود الذين يدلون بشهادم أمام اللجان الربملانية، وإىل حماضر املناقشات الربملانية، .وذلك دف محاية املعلومة

ملطلب الثاينا

اية املعلومة مح

إذا كان امتداد عدم املسؤولية لغري الربملانيني الذين أدلوا بشهادم أمام اهليئات النيابية حيمي قدرة الغرفة الربملانية على حيازة املعطيات الضرورية لضمان السري احلسن

، فإن احلماية اليت تستفيد قابة العمل احلكومي بطريقة فعالةللوظيفة التشريعية وقدرا على ر .منها حماضر اجللسات العامة تسهل من عملية تكوين رأي عام مطلع ومستنري


يف اهليئات الربملانيةإشكالية تطبيق عدم املسؤولية على األشخاص املستمع إليهم

تيح إن التحقيق الربملاين آلية لتقصي احلقائق على وضع معني يف أجهزة احلكومة، ت. ، وتعرض أعماهلا إىل الس النيايبربملان الكشف عن حقيقة هذا الوضعللجنة من أعضاء ال

بت حىت وإن مل تنص عليه ، وهو حق أصيل وثالتحقيق حق دستوري مكفول للربملانواية كانت أو رئاسية أو شبه نه األداة اليت توظف يف كل األنظمة برملانالدساتري، كما أ

منطلق أن الذي ميلك حق املناقشة واحلكم، والذي هو حباجة إىل معرفة وذلك من ،رئاسية وال يتأتى للجان التحقيق الربملانية تأدية هذه املهمة إال إذا .التحقيقاحلقيقة ميلك بالضرورة

متتعت باختصاصات وسلطات تتيح هلا أداء دورها، وتنبع هذه السلطات من نصوص قانونية يها الوصول إىل احلقيقة، ومن أهم هذه السلطات سلطة استدعاء تعد لذلك، وإال تعذر عل

.الشهود، وتكليفهم باملثول أمامها، وحتليفه اليمني واإلجابة على أسئلتها



224

وإذا كان الشهود الذين تقدموا أمام جلنة برملانية مل يستفيدوا من محاية احلصانة إال مريكي اعترف حبماية النتائج املترتبة منذ وقت قريب يف فرنسا، فإن القانون الربيطاين واأل

ويبقى مبدأ .عن آراء وأقوال األشخاص املستمع إليهم واملسامهني يف نوعية العمل الربملاينسرية حتقيق اللجان يف كل من اجلزائر ومصر الضمانة الوحيدة حلماية الشهود باملقارنة يف

.النظم السابقةية كربى لشفافية وصحة جلسات االستماع وتويل تقاليد املمارسة الربيطانية أمه

وتعترب جلسات االستماع مفتوحة بصفة . أكثر من اهتمامها حبماية مسعة الغري من املناقشاتعامة للعامة واألشخاص، ويستفيد األشخاص املشاركني فيها من حصانة مطلقة بالنسبة

بامتداد املادة Erskane Mayويتعلق األمر حسب الفقيه . لألقوال املدىل ا يف هذا اإلطار املبدأ القضاء خرق وقد. )1( من قانون احلقوق إىل كل املسامهني يف اإلجراءات الربملانية09

صدر حينما رخصت النيابة مبتابعة قضائية لتصريح1818عام R v Merceronيف قضية رف جملس العموم مما استدعى إعادة التأكيد عليه من ط. )2( أحد الشهود أمام جلنة خاصةعن

يتمتع كل الشهود الذين مت مساعهم من :" والذي جاء فيه1818 ماي 26بإصداره لقرار يف طرف الغرفة أو أحد جلاا حبق محاية الغرفة هلم بالنسبة لكل التصرحيات الصادرة خالل

وأصبحت بذلك تشكل إقامة أي دعوى قضائية أو حىت تأديبية حمركة . )3("جلسة استماعهمى أساس التصرحيات الصادرة عن أحد الشهود أمام جلنة برملانية جرمية امتهان واحتقار عل

Contempt 4( معاقب عليها من طرف الغرفة نفسها(.

1 Erskine May, treatise on the law, privileges, proceedings and usage of parliament, London, Butterworth, 17eme edition, 1964, p59. 2 Dans l’affaire R.v Merceron de 1818 (2 stark 366) le ministère public fut autorisé à produire, a l’appui de poursuites, une déclaration faite par un témoin devant une commission spéciale. Sur cette affaire , cf. P .Leopold, the power of the house of commons to question private individuals », public law, 1992, winter, p 549. 3« all witness examined before this house , or any committee threrof, are entiteled to the protection of tis house in respect of anything that may be said by them in their evidence ». C.J (1818) 389. Erskine May,op.cit, p151.

إال يف حاالت اخلاصة ، وقد استمرت املمارسة الربملانية يف تقدمي 1978 غرفة العموم بعدم استعمال سلطة االهانة منذ سنة التزمت4 ، والذي بدون تبصر قام بإاء 2003العديد من األمثلة يف املوضوع ، ومنها تكييف موقف اللورد الشريف رئيس جملس اإلدارة يف سنة

من طرف جلنة القضايا امة الرتكابه خطأ مهنيا ، حيث أن الشخص املعين خضع لالستماع بأمر كتايبمهام عضو جملس إدارة ع، واعتربت موقف رئيس جملس اإلدارة اهانة للغرفة ، والذي قام بتحريك املتابعات التأديبية ضد الشاهد بسبب إدالئه الشهادة ، الدستورية



225

يعترب النهج يف الواليات املتحدة األمريكية خمتلفا عنه يف اململكة املتحدة، وم جلنة من جلان الكونغرس فاحلصانة املمنوحة لألشخاص الذين مت استدعاؤهم للشهادة أما

ليست مبنية على أساس تفسري موسع للحصانة الدستورية للنواب، ولكن جتد مصدرها يف بإمكانية منح حصانة للشهود املستمع إليهم من طرف الغرف أو أقر القانون الفدرايل الذي

ازاة مع السلطة اللجان الربملانية مكافئة للحصانة املمنوحة للشهود أمام احملاكم، وذلك باملواملمنوحة للجان الكونغرس األمريكي يف إجبار الشهود على املثول أمامها واإلجابة على

وتتم عملية منح احلصانة إما عن طريق التصويت باألغلبية يف . األسئلة املطروحة عليهماحلاالت النادرة حيث جترى عملية االستماع أمام الغرفة بكاملها، أو عن طريق تصويت

حيث أا تفترض أن الشاهد يف بادئ األمر . بثلثي أعضاء اللجنة الذي تنظمه بكاملهاخاص، وإذا كان )1(يرفض الشهادة على نفسه استنادا للتعديل اخلامس من الدستور األمريكي

يوجد عدد خمتلف من احلصانات فإن أكثرها عموما تلك اليت تضفي طابعا مطلقا حيث أا هد على أساس مباشر أو غري مباشر بالنسبة ألفعال أو أقوال أدىل ا حتضر أي متابعة للشا

وبناءا على ذلك، ألغيت املتابعات القضائية يف التسعينيات اليت . خالل جلسات االستماعمستشار األمن القومي يف ظل Colonel O.north et J.Poindexter اختذت ضد

، فقد l’irangateر الذي لعبه يف قضية بسبب الدو Reggan حكومة الرئيس األمريكي قبول تلقى عدد كبري من األدلة ابكولومبي Circuit du Districtرفضت حمكمة استئناف

املستند عليها بالنسبة للوقائع املتابع عليها، وذلك بسبب ارتباط هذه األدلة بالشهادات اليت .)2(حتصلت عليها جلنة حتقيق تابعة للكونغرس

محاية الشهود يف فرنسا الذين تقدموا لإلدالء بشهادم أمام جلان بينما ظلت وظهر . )3( 2008 نوفمرب 14التحقيق الربملانية غري مؤكدة، وذلك إىل غاية إصدار قانون

. المتيازات الربملانية وأقر أعضاء جملس اإلدارة بالذنب واخلطأوقد مت مساع األطراف املعنية من طرف جلنة ا

Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p259. 1“ No person …. Shall be compelled in any criminal case to be witness against himself”. 2 United states v north, 920 F.2d 940 (D.C 1990). 3 Loi n2008-1187 dont les articles 1 et 2 modifient respectivement l’article 41 de la loi du 29 juillet 1881.



226

رفضت حمكمة النقض 1956ففي عام . موقف القضاء متأرجحا حول هذه املسألةتماع إليه من طرف جلنة حتقيق برملانية الذي مت االس Reversاالعتراف باستفادة اجلنرال

، )1( 1881 جويلية 29 من قانون 41من احلصانة املقررة مبقتضى الفقرة األوىل من املادة رغم أن هذه األخرية مل حيدد صراحة نطاق تطبيقها فقط بالنسبة ألعضاء الربملان وال

ثالثني سنة، اعترفت كما أن حمكمة استئناف باريس، وبعد. )2(ملناقشاته خالل اجللساتللشهود حبصانة نسبية تتميز يف نتائجها عن عدم املسؤولية الربملانية اليت يستفيد منها أعضاء

فقد قررت أن األشخاص املستمتع إليهم وغري املكتسبني لوضع . جملس الشيوخ والنواب تكمن عضو الربملان من املرجح متابعتهم نتيجة أخطاء شخصية ارتكبت من قبلهم، واليت

. باخلصوص يف األقوال القاذفة واملهينة اجتاه الغري أثناء التحقيقذلك أن . 41وقد رفضت حمكمة النقض منح هذه احلماية املبنية على تطبيق املادة

اليت أقرت حبق Pau قرار حمكمة استئناف 2004الغرفة املدنية األوىل أيدت يف نوفمرب أحد كتاب الضبط املنتمني إليها، هذا األخري قام بالتصريح احملكمة يف اختاذ إجراء تأدييب ضد

أمام جلنة حتقيق برملانية حول احملاكم التجارية، وبدون أي دليل إثبات بأنه مت تلفيق عقد ضد وقد استند كاتب الضبط يف طعنه . )3(شخصه مورطا بذلك وكيل اجلمهورية لدى احملكمة

لقابلة للتطبيق على األشخاص الذين أدلوا ا1881 من قانون 41بالنقض على املادة ورفضت حمكمة النقض الطعن مبربر أن . بشهادم بعد أداء اليمني أمام جلنة حتقيق برملانية

ال حتمل سوى تفسري واحد، وال ميكن فهمها خارج 41احلصانة املقررة مبقتضى املادة وقد ربطت . قبل اللجاننطاق أحكامها السيما اجتاه األشخاص الذين مت استدعاؤهم من

، ذلك أن الفقرة األوىل والثانية 41اهليئة القضائية العليا هذا املوقف بتفسري جوهري للمادة

1 Cass civ 2, 22 fev. 1956, Général Révers cl varin dit « wybot » ;bull civ,II, n137,p 87. En l’espèce la cour de cassation confirme la décision de la cour d’appel de Paris di 11mars 1953 qui reprochait au Général mis une faute en s’arrangeant pour se faire poser une question étrangère aux débats de manière à pouvoir faire état de la condamnation amnistié de Varin . Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p260.

2« ne donneront ouverture à aucune action les discours tenus dans le sein de l’assemblée nationale ou du sénat, ainsi que les rapports ou toute autre pièce imprimée par ordre de l’une de ces assemblées » . 3 Cass 1ere civ.23 nov 2004,bull.2004,n0 283,p 237;n0 025795.



227

متثل تكرارا حلكم عدم املسؤولية الربملانية، وال ميكن بالنتيجة أن تطبق إال على النواب ولة لتوسيع حمكمة النقض كل حمااستبعدتومن جهة أخرى فقد . وأعضاء جملس الشيوخ

احلصانة املتضمنة اخلطابات املنطوقة واملكتوبة أمام احملاكم، و هو ما نصت عليه الفقرة الثالثة .)1(والرابعة من املادة نفسها موضحة بأن اللجان ال متثل احملاكم يف معىن النص

ويف األخري، أصبحت جلسات االستماع املنظمة من طرف جلان التحقيق الربملانية شرعي للمتابعات القضائية الالحقة يف فرنسا، ومن مث غدا أعضاء الربملان ندتصلح كس

خيشون التعاون مع القضاء، خصوصا وأن ممارستهم لوظائفهم تسمح هلم باكتشاف ومعرفة Patrick Olivier قرر النائب 2003حيث يف عام . ارتكاب العديد من اجلنايات واجلنح Air libertéاالقتصادية واملالية الختفاء شركة طريان رئيس جلنة التحقيق حول األسباب

.حتويل التقرير إىل القضاء، دف متديد التحقيق القضائي ظل تطور دور جلان التحقيق ، فقد ا يفوعليه،مل يعد هذا التنظيم القانوين مالئم

unة للربملان أصبح التحقيق يف األعوام األخرية أحد أهم املوجهات املمتازة للوظيفة الرقابي

des vecteurs privilégiés de la fonction de contrôle du parlement مما اقتضى ، من 06مراجعة النصوص القانونية الناظمة هلا، خصوصا يف ظل التناقض احلاصل بني املادة

حول سري االس الربملانية، الذي يلزم الشهود املتعاونني، بالتزام 1958 نوفمرب 17أمر املثول أمام اللجان، وأداء اليمني، ورفع السر املهين حتت عقوبات مشددة، من جهة، وقانون

هذه . الذي فرض عالنية املناقشات كمبدأ لسري عملها من جهة أخرى1991جويلية . األخرية كانت تشكل يف السابق استثناءا

عالنية املناقشات واحلال أن اجلمع بني الطابع اإللزامي للمثول لإلدالء بالشهادة وكما ساهم اإلعالم املسلط . ميكن أن يترتب عنه تعريض الشهود ملخاطر منازعات متزايدة

ومن أجل هذه األسباب . على أعمال جلان التحقيق الربملانية يف منو خماطر املتابعات القضائيةرئيس B.Accoyer اقتراح قانون 2008نوفمرب 4 واملربرات تبىن الربملان باإلمجاع يف

اجلمعية الوطنية الذي اعترف باحلصانة اهلادفة للحماية من دعاوى القذف والتشهري بسبب




228

قدح أو إهانة بالنسبة لألقوال الصادرة أو الكتابات املترتبة أمام جلان التحقيق وحماضر اجللسات املتخذة حبسن نية يف اجللسات العامة هلذه اللجان، ومن أجل محاية حقوق الغري

من 24ستثنين من احلماية األخطاء التأديبية واجلرائم اخلطرية املنصوص عليها يف املادة فقد اوقد . ، مبا يف ذلك األقوال اليت ال عالقة هلا مبوضوع التحقيق1881 جويلية 29قانون

ال ميكن :" بقوهلا 1881 جويلية 21 من قانون 41نصت الفقرة الثالثة اجلديدة من املادة دعوى قذف، سب أو إهانة سواء اآلراء واألقوال املعرب عنها والكتابات أن تكون حمل

املتخذة أمام جلنة حتقيق منشأة من طرف اجلمعية الوطنية أو جملس الشيوخ، بالنسبة لألشخاص املاثلني أمامها، باستثناء إذا كانت تلك األقوال أو الكتابات أجنبية عن موضوع

.)1("اجللسات العامة هلذه اللجنة حبسن نيةالتحقيق، وال احملاضر املتصلة ب حصانة قانونية للشهود دف محاية حرية التعبري يساهم ديستفاد مما سبق، أن امتدا

يف تقوية فعالية عمل اللجان الربملانية املستند على الربط بني الطابع العلين جللسات االستماع نسي من احلل السائد منذ زمن طويل وترتب عن ذلك اقتراب القانون الفر. وضرورة احلماية

.يف القانون االجنليزي واألمريكيوعلى خالف ذلك هو احلال يف النظام املصري، حيث خيضع التحقيق الربملاين ملبدأ

من الئحة جملس الشعب تكون جلسات جلان الس 59عام هو السرية، إذ وفقا للمادة الشعب والعاملني بأمانتها، ومن ترى سرية، إال ألعضائها أو غريهم من أعضاء جملس

االستعانة م من ذوي اخلربة، ولكن جيوز استثناء أن يسمح بنشر بعض ما دار يف وخبصوص سلطات جلنة التحقيق اجتاه األشخاص واليت تتبدى فيما يعترف هلا . )2(جلساا

الئحة مل تعترف.بسلطة استدعاء كل شخص ترى ضرورة االستماع إىل أقواله أو شهادتهكما أا مل حتدد جزاء يوقع على ختلف . جملس الشعب املصري بأي سلطات من هذا القبيل

الشهود عن احلضور أو اإلدالء بشهادة كاذبة أو رفض حلف اليمني، ومن هنا أصبح ما

1 Article 41-3 « Ne donneront lieu à aucune action en diffamation, injure ou outrage ni les propos tenus ou les écrit produits devant une commission d’enquête créée, en leur sein, par l’assemblée nationale ou le sénat, par la personne tenue d’y déposer, sauf s’ils sont étrangers à l’objet de l’enquête, ni le compte rendu fidele des réunions publiques de cette commission fait de bonne foi ».

.68،ص2007دار النهضة العربية، مصر، لكوييت،مني املصري وااظ احلكومة يف الن، الرقابة الربملانية على أعمالباهي أبو يونس 2



229

على مجيع اجلهات املختصة أن تعاون جلان تقصي احلقائق :" من أنه222نصت عليه املادة وعليها أن تقدم الوسائل الالزمة لتجميع ما تراه من أدلة، وأن متكنها من أن يف أداء مهمتها،

حتصل على ما تقرر حاجتها إليه، من تقارير أو بيانات أو وثائق أو مستندات من أي جهة ويف ظل عدم . فاعلية يف تأدية مهامها، حمض التزام أديب جيرد اللجنة من كل "رمسية أو عامة

نة سرية التحقيق ، تبقى ضما احلماية لألشخاص املستمع إليهمنوجود حكم صريح يضم .احلماية الوحيدة

وكفلت الدساتري اجلزائرية والنظم الداخلية والقانون العضوي للربملان رخصة إنشاء جلان التحقيق، كما اعترفت هلا بالسلطات اليت تتيح هلا حسن أداء مهمتها، حيث أقرت

ق مجلة من السلطات يتضمنها القانون العضوي، فخولت النصوص القانوين للجان التحقي منه االستماع إىل أي شخص أو معاينة أي مكان ن واالطالع على أي معلومة أو 83املادة

، )1( من نفس القانون84وثيقة بشرط مراعاة طابع السرية املنصوص عليها يف املادة الوزير (يس الس ورئيس احلكومة وبإمكاا االستماع إىل أعضاء احلكومة بالتنسيق بني رئ

، وأن أي امتناع عن االمتثال يعد تقصريا جسيما يدون يف التقرير، وتتحمل مسؤوليته )األولوألزم القانون جلنة التحقيق بإيداع تقريرها خالل ستة أشهر قابلة . السلطة السلمية املختصة

ألي من السني أن يقرر 86ادة ومنحت امل. للتمديد من تاريخ املصادقة على إنشاء اللجنةنشر التقرير كليا أو جزئيا بناء على اقتراح مكتبه ورؤساء اموعات الربملانية، بعد أخذ

من القانون العضوي، ويبث الس املعين يف هذا 86رأي احلكومة طبقا ملا نصت عليه املادة ليا أو جزئيا، وهذا وفقا ملا نصت القرار، ومن دون مناقشة بأغلبية احلاضرين لنشر التقرير ك

واملالحظ إغفال القانون العضوي . مكن نفس القانون86عليه الفقرة الثانية من نص املادة تنظيم محاية لألشخاص املستمتع إليهم من طرف جلان التحقيق يف مقابل ختويل اللجنة سلطة

كما أغفل القانون استدعاء أي شخص لالستماع إىل شهادته يف ظل مبدأ سرية التحقيق،

ميكن جلنة التحقيق أن تستمع إىل أي شخص وأن تعاين أي مكان وأن تطلع على أية معلومة أو وثيقة ترى أن هلا عالقة : 83املادة 1

دون يف التقرير، وتتحمل السلطة يعد عد االمتثال إىل جلنة التحقيق تقصريا جسيما ي . أدناه84مبوضوع التحقيق، مع مراعاة أحكام املادة ".السلمية الوصية كامل مسؤولياا



230

إقرار محاية لألشخاص املستمع إليهم يف حالة تدوين شهادته يف تقرير اللجان مما يعرض وهذا ما . الشهود ملتابعات قضائية حمتملة من طرف األشخاص املتضررين مبضمون القرار

وتبقى السرية الضمانة الوحيدة. سيؤدي إىل إنقاص فعالية عمل جلان التحقيق الربملانية .حلماية األشخاص املستمع إليهم يف إطار جلان التحقيق الربملانية

وعلى الرغم من االختالفات احلساسة بني الدول فيما خيص التأسيس القانوين للحماية اليت يستفيد منها األشخاص الذين مت االستماع إليهم من طرف اللجان، فإننا نلمس

ية املعلومة الضرورية للسري احلسن عند كل هذه الدول هاجسا حقيقيا حول ضمان حرإن إعالم الرأي العام يعد شرطا ضروريا حلسن سري . للمهام من طرف اهليئات النيابية

الدميقراطية النيابية، وتتجلى األمهية من خالل احلماية املمنوحة حملاضر اجللسات وصدى ذلك .يف اإلعالم


واملداوالت الرمسيةحلماية املمنوحة حملاضر اجللسات ا

مبا أن حرية الكالم واملناقشات داخل االس النيابية لن تكون ذات قيمة لو مل تكن ، تتمتع احملاضر الرمسية حبصانة مطلقة يف فرنسا أكثر من إعالمأعمال الربملان حماطة بأي

ا اخلاصة اململكة املتحدة والواليات املتحدة األمريكية، بينما تستفيد األعمال املتصلة .بوسائل اإلعالم من حصانة نسبية، ونفس األمر يف كل من مصر واجلزائر

حملاضر املداوالت الرمسيةاحلصانة املطلقة:أوال

يف فرنسا من مبدأ احلصانة 1881 جويلية 29 من قانون 41وسعت املادة

أي وثيقة مطبوعة ال ميكن أن تكون حمل دعوى ال التقارير أو : "الدستورية بتوضيحها بأنهوالصادرة حبسن نية يف ... بأمر من إحدى االس وال حماضر اجللسات العامة للمجالس



231

.1"الصحافةوتغطي بذلك هذه احلصانة كل املطبوعات اليت تأمر الغرفة بنشرها دف اإلعالم

املداوالت وكل اخلارجي واليت تتمثل يف احملاضر الرمسية ، التقارير والوثائق املوجهة لتحضريوثيقة مدرجة يف اجلرائد الرمسية بأمر من الس املعين ، وقد اعتادت احملاكم على تبين استثناء عدم جواز قبول املتابعات املتخذة ضد عضو برملاين عقب نشر نص بأمر من إحدى غرف

ار ومثال ذلك قر. 1881من قانون 41 من الدستور واملادة 26الس استنادا للمادة املؤيد حلكم احملكمة االبتدائية اليت 2003 سبتمرب 19 الصادر يف Parisحمكمة استئناف

برملانيا مت اامهم باملسامهة 19قضت بعدم قبول ادعاء مباشر ضد أربعني شخصا من بينهم ، وقع االلكتروين للجمعية الوطنيةيف حترير تقرير معنون بالطوائف الدينية واملال، نشر يف امل

وكان نفس التقرير سببا يف . إلحدى الطوائف الدينيةة والذي ندد باالشتراكات الطائفيدار تصريح جديد من احملكمة االبتدائية بعدم قبول املتابعات القضائية املوجهة ضد رئيس إص

جويلية 1اجلمعية الوطنية بسبب التمييز العنصري، والذي أيدته حمكمة االستئناف يف . من الدستور26الدعوى استنادا للمادة ، وقد رفضت 2005

ويف اململكة املتحدة، فإن جمموع كل الوثائق املنشورة بأمر من الغرف حممية ، فقد رفع Stockdale v Hansardحبصانة قانونية، وجاء إقرارها مبناسبة قضية

Stockdale دعوى قذف ضد Hansard ناشر خاص للمطبوعات الربملانية، حيث اعترب وأعلن اللورد . ي التحليل الصادر يف أحد التقارير املنشورة بأمر من الغرفة عمال تشهرييااملدع

Demman الربملاين، زقبول الدعوى وأكد على اختصاص احملاكم يف املسائل املتعلقة باالمتيا وبذلك يكون قد فتح ثالث سنوات من الصراع احلي بني الربملان واحملاكم، وعليه قامت

موم بإصدار عدد من القرارات اليت هدفت إىل تأكيد االختصاص احلصري املتعلق غرفة الع . Hansdardبوجود ومضمون االمتيازات الربملانية، وأعلنت أن احملاكم تعد جاهلة بإدانتها

Parliementary Papers Act قانون الوثائق الربملانية 1840وتبىن الربملان يف عام

1 Art 41: « Ne peuvent donner lieu à l’action ni les rapports ou toute autre pièce imprimée par l’ordre de l’une de ces assemblées, ni le compte rendu des séances publiques des assemblées fait de bonne foi dans les journaux ».



232

ز قبول املتابعات املدنية واجلنائية ضد احملاضر الرمسية والوثائق قرر فيه مبدأ عدم جواويشهد تبين . اإلجراءات املنشورة بأمر أو حتت سلطة إحدى الغرفتنيو املطبوعة، والتصويت

بالتأكيد على قدرة الربملان الربيطاين يف استخدام سلطته التشريعية ملقاومة 1840قانون . )1( بنطاق امتيازاته من طرف السلطة القضائيةاالعتداءات والتهديدات املاسة

ويف الواليات املتحدة األمريكية، فإن نشر مناقشات كل غرفة مقرر مبقتضى املادة األوىل الفقرة اخلامسة البند الثالث من الدستور، وال ميكن إقامة املسؤولية بسبب وجود

وقد وضحت احملكمة العليا . )2(أقوال أو ادعاءات حمتملة يف املنشورات الرمسية للغرفبأن حمتوى ومضمون جلسات االستماع واملناقشات Doe v McMilanمبناسبة قضية

داخل اللجان، إضافة إىل حترير التقارير، وقرار وضعه حتت تصرف اجلمهور بنشره، هي أعمال ذات طبيعة تشريعية مشمولة باحلصانة، وبالنتيجة ال ميكن فتح الطريق لرفع دعوى

لتعويض يف مواجهة أعضاء الكونغرس ومساعديهم، ويظهر كذلك أن احلصانة تشكل مانعا اإلصدار احملاكم ألمر يهدف لتحديد نطاق توزيع نشرية رمسية إلحدى الغرفتني ، وذلك يف

.)3( 1955قضية عام ومبا أن إعالن ونشر املناقشات اليت تضمنتها اجلرائد الرمسية أو مواقع االنترنت

رمسية للمؤسسات وحىت احلصص التلفزيونية ال متس يف املمارسة العملية سوى مجهور الحمدود نسبيا، فهي تبقى غري كافية لتكوين ناخب متنور ومطلع مثلما يقتضيه السري احلسن

وعليه، يعد من الضروري أن املسائل املهمة يف املداوالت الربملانية يتم . للدميقراطية النيابيةوسواء تعلق األمر بفرنسا أو اجنلترا أو بالواليات املتحدة . وسائل اإلعالمنشرها عرب

األمريكية، فإن القانون يهدف إىل محاية حرية املعلومات حول مضمون املناقشات الربملانية


ك عدد من املراهقني بذكر بتقرير جلنة الكونغرس الذي ندد وفضح سلوDoe v Dcmillan 1973ويتعلق األمر يف قرار 2 .ضييق نطاق نشر التقرير ، وحاول أولياؤهم احلصول على تعويض عن األضرار اليت حلقتهم ، وعلى أمر تأمسائهم

ألف نسخة إضافية من كتاب ضد الشيوعية حمرر من طرف جلنة 75 بطبع 1955رخص الكونغرس األمريكي يف ديسمرب 3Mccarthy وقد تقدمت مجعية بشكوى طلبت هذه األخرية حبضر نشرها ، وباعتبار أن التدخل . حتوز املطبوعة على الصفة الرمسية، و عليه رفضت الدعوى انه من الصعب حتديد األساس القانوين الذي بناءروع، رفضت احملكمة الدعوى ، بيد أي غري مشيف العمل التشريع

. أن السياق السياسي كان له تأثري على مثل هذا القرارحصانة أو مبدأ الفصل بني السلطات، أماستنادا لل



233

.)1(بإقراره امتداد االستفادة من احلصانة القانونية إىل التقارير الصادر حبسن نية يف اجلرائد أمانة تتوىل جملس الشعب كيفية إصدار مضابط الس، حيثونظمت الئحة

موجزا ملضبطتها إعداد ساعة من انعقادها،وأربعنيالس يف اية كل جلسة وخالل مثان تبني به بصفة عامة املوضوعات اليت عرضت على الس، وموجز ما دار فيها من مناقشات

لكل جلسة مضبطة يدون ا تفصيال مجيع بتحرير العامةاألمانة وتقوم .وما اختذ من قرارات اجللسة، وما عرض فيها من موضوعات وما دار من مناقشات، وما صدر من إجراءات . كل منهمورأي يف كل اقتراح بالنداء باالسم الرأيبدوا أ الذين األعضاء وأمساءقرارات

.)2(وتنشر يف ملحق خاص للجريدة الرمسية من قانون 61ص مقابل يف القانون املصري للمادة وبالرغم من عدم وجود ن

الصحافة الفرنسي اجلديد اليت تقضي بأنه ال تقوم بالدعاوى بأي حال من األحوال كنتيجة للخطب يف داخل أحد جملسي العموم أو الشيوخ أو كنتيجة للتقارير اليت وضعت بأمر من

ت اليت تصدر عن جملس الشعب السني، فإنه ال ترتب مسؤولية ما على إصدار املطبوعابأمر من رئيسه عمال بسلطته اليت خوهلا إياها الس أو الالئحة الداخلية، وال جتوز لذلك مساءلة املوظفني أو العمال الذين أسهموا يف طباعة التقارير أو املضابط أو يف توزيعها وفقا

بالغري أو معاقبا عليها يف للقواعد املرسومة هلم ولو كانت هذه األوراق تتضمن أمورا ماسة .)3(ذاا

وتدون .جلسات الربملان عالنية:"بقوله 116 وجاء الدستور اجلزائري يف نص املادة جيوز للمجلس الشعيب .مداوالته يف حماضر تنشر طبقا للشروط اليت حيددها القانون العضوي

ن أغلبية أعضائهما الوطين وجملس األمة أن يعقدا جلسات مغلقة بطلب من رئيسيهما، أو مكل من الس الشعيب لتوىل النظام الداخلي قد و". احلاضرين، أو بطلب من الوزير األول

. الوطين وجملس األمة بيان األحكام التنظيمية اخلاصة باجلريدة الرمسية للمداوالت الربملانيةقا للمادة طب": بقوهلا من النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين126املادة فقد نصت


. ، من الئحة جملس الشعب املتضمنة أحكام مضابط الس315 ، 314 ،313 ،312، 311ملواد ا 2 .393 ، مصر ، ص1993 ،جرائم الفكر والرأي والنشر، دار الفكر العريب ، الطبعة الثانية ،حمسن فؤاد فرج 3



234

، وينشر للمجلس الشعيب الوطين من الدستور، يتم إعداد حمضر كامل عن كل جلسة 116 يوما على األكثر املوالية لتاريخ اجللسة يف اجلريدة الرمسية )30(يف غضون ثالثني

وأعضاء احلكومة حق اإلطالع على نصوص الس الشعيب الوطينألعضاء . للمداوالتيف اجلريدة الرمسية للمداوالت وحق تصحيحها، على أال يغري هذا تدخالم قبل نشرها

حيدد شكل اجلريدة الرمسية للمداوالت وحمتواها مبوجب . التدخل التصحيح املعىن أو حمتوى .)1("تنشر حماضر اجللسات املغلقةال . الس الشعيب الوطينتعليمة عامة يصدرها مكتب

ظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين ويف ظل غياب نص قانوين صريح يف النوجملس األمة خبصوص مدى مشول احلصانة املوضوعية ملا نشر بأمر من السني يف اجلريدة الرمسية للمداوالت، وأخذا بالتفسري الواسع للحصانة الربملانية املوضوعية، وباعتبار أن

شات أعضاء الربملان وما اجلريدة الرمسية للمداوالت ليست سوى وسيلة لتوثيق وإثبات مناقعرب فيها من آراء وما صدر من تصويت، فالواجب امتداد احلصانة الربملانية املوضوعية لكل

ما ينشر يف اجلريدة الرمسية للمداوالت بالنظر ألمهية اجلريدة الرمسية لكل من غرفيت الربملان

.كوسيلة إعالم ألعمال وأنشطة الربملان

ات والتقارير الصادرة يف اجلرائدللبيان احلصانة النسبية: ثانيا

السمعية البصرية وااللكترونية أو واالتصال سواء املكتوبة،ختضع وسائل اإلعالمبالنقل االلتزام، وبالنتيجة ال ميكن أن يفرض عليها واملقروئيةملقتضيات الشكل واإلخراج

داد حمضر كامل عن كل جلسة لس من الدستور، يتم إع116طبقا للمادة : من النظام الداخلي لس األمة بقوهلا 95املادة نصت 1

ألعضاء جملس األمة وأعضاء . يوما على األكثر املوالية لتاريخ اجللسة يف اجلريدة الرمسية للمداوالت) 30(األمة، وينشر يف غضون ثالثني غري هذا التصحيح احلكومة حق اإلطالع على نصوص تدخالم قبل نشرها يف اجلريدة الرمسية للمداوالت وحق تصحيحها، على أال ي

ال تنشر حماضر . حيدد شكل اجلريدة الرمسية للمداوالت وحمتواها مبوجب تعليمة عامة يصدرها مكتب جملس األمة. املعىن أو حمتوى التدخل .اجللسات املغلقة

".أرشيف جملس األمة"حتفظ وثائق وحماضر وتقارير جملس األمة يف أرشيف يسمى ": 96املادة ونصت



235

محاية من يف فرنسا امللخصات والتحليالت الصحفية وبذلك تستفيد. للمناقشاتاحلريف، ومع ذلك فإا ال تتعلق 1881 جويلية 29 من قانون 41احلصانة املقررة مبقتضى املادة

سوى حبصانة نسبية ختضع املستفيد لتحقيق شرط الصحة واملصداقية، مبعىن أا ال تطبق إال نت ويصبح ما سبق ذكره من نافلة القول، إذا كا. إذا كانت التقارير صدرت حبسن نية

وخبالف ذلك، إذا كانت . التقارير ليست سوى نقل وتكرار ملا جاء يف احملاضر الرمسيةالتقارير اجتهاد الصحيفة، فإن حسن النية يتجلى كمسألة واقع متروك حتديدها للسلطة

.التقديرية لقضاة املوضوع وعليه، فالنشر املنعزل دف تشويه السمعة خلطاب ألقي يف جلسة الس أو

وتتضمن . من قانون الصحافة41اعم مت إصدارها ال ميكن أن تستفيد من محاية املادة مزهذه األخرية حكما مقيدا، حيث أا ال تطبق إال بالنسبة للتقارير الرتيهة والصادقة، وال

اجلنايات حملكمة النقض يف قرار هلا وهكذا قضت غرفة . ميكن أن تغطي تعليقات الصحفيالذي ام النائب M.Laval برفض منح احلصانة القانونية للسيد 1960 نوفمرب24بتاريخ

Mauriceوحينما يتعلق األمر . بالكذب يف منصة الربملان خبصوص نشاطاته االقتصاديةويشهد على ذلك قرار حمكمة االستئناف . بتقرير فسرعان ما يبدأ احلديث عن حسن النية

Nancy هذا األخري، اعتمد يف حتضريه . الصحفي احلسنة، الذي أكد تقديره النسيب لنيةملقاله على نشرة لوكالة األنباء الفرنسية اليت نقلت بشكل خاطئ أقوال أدىل ا النائب يف

واحلال أن الصحفي مل يكن بإمكانه التحقق من صحة النشرية، حيث أن . جلسة الربملان .الصحيفةنشر احملاضر الكاملة للمناقشات مل تتم إال بعد صدور

وعلى غرار الوضع يف فرنسا، ال ميكن أن تؤدي عملية نشر وسائل اإلعالم ملقتطفات أو ملخصات املناقشات الربملانية يف اململكة املتحدة ملتابعات قضائية إذا كانت

ويتعني على املدعى عليه إثبات حسن نيته، وذلك مبقتضى . قصد إساءة حبسن نية ودون، و يعترب 1840لعام Parlimentary papers actنون الوثائق الربملانية الفقرة الثالثة من قا

commonهذا اإلسناد غري العادي لواجب اإلثبات متناقضا مع املبدأ السائد يف القانون العام



236

law (1). وترتكز احلصانة النسبية اليت منحها القانون العام إلعادة نشر حماضر املناقشات على

ففي قضية . ر املناقشات القضائية أكثر منها على وجود امتياز برملاينمماثلتها مع حماضWason v Walter قام شخص برفع دعوى ضد جريدة 1868 عام Times بسبب

إسنادها لتهمة شخصية يف مقال تناول حمضر مناقشة غرفة اللوردات، وهي التهمة اليت وقياسا على حماضر املناقشات cockbrunاعتربها مهينة وشائنة يف حقه، وقد أشار القاضي

القضائية إىل أن مصلحة إعالم اجلمهور تغطي مصلحة عليا من املصلحة املضرورة، مما ، ويقع على املدعي عبئ qualifed privilegesبية للجريدة سيقتضي االعتراف حبصانة ن

لى القانون وخنلص أن للمدعي عليه مصلحة كبرية يف االستناد ع. إثبات سوء نية اجلريدةالعام للتشهري الذي يقع عبئ اإلثبات على املدعي يف جلب الدليل أكثر من استناده على

. الفقرة الثالثة من قانون الوثائق الربملانيةكان هذا األخري ال يستطيع االستفادة من القانون العام مثلما يرى جانب من وإذا

وضع حدا هلذا التعقيد الذي ال 1996م لعا diffamation actن قانون التشهري إالفقه، فميكن أن تكون حمل دعوى قذف احملاضر ال: " بقوهلا15لزوم له، حيث قضى يف املادة

وأخريا، خالفا ". الرمسية للجلسات العامة واملنشورة بدون قصد اإلساءة وملصلحة الرأي العام االعتراف 1909عام ل Mangena v wrightللقاعدة السائدة يف فرنسا، ترتب عن قرار

بشمول حصانة نسبية للتعليقات الصحفية املفتقرة لقصد اإلساءة مبقتضى الفقرة الثالثة من ، يف حني ال ميكن أن تستفيد من احلماية التعليقات 1840قانون املطبوعات الربملانية لعام

.)2(الصحفية التحريضية، املهينة والشائنة colemanلنهج، وعلى سبيل املثال، يف قضية وسار القانون األمريكي على نفس ا

v newark morning ledger co م املدعى عليه من طرف عضو جملس الشيوخا

، stockdale ، فقد قام الربملان بتفضيل ضحايا التشهري ، مبناسبة قضية 1840صوصية ناجتة من السياق الذي سبق تبين قانون هذه اخل1

، وحينما أراد الربملان الفصل يف قضية النشر الصادر من طرف أشخاص أجانب عن الربملان واحملاكماخلالف الذي قام بني غرفة العموم . قدر انه من الفائدة أن مينح ضحايا التشهري مركز تفضيلي باملقارنة مع ذلك الذي مينح هلم القانون العام آلراء أعضاء الربملان ،

2 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p264.265.



237

MacCarthy أثناء مؤمتر صحفية جرت وقائعه يف مقر جملس الشيوخ حول األعمال املضرة ة على اجلريدة للجنة الغرفة يف قضية النشاطات غري األمريكية، حيث مل تتم إقامة املسؤولي

وعلى غرار القاعدة القائمة يف فرنسا ويف . اليت نقلت حبسن نية أقوال عضو جملس الشيوخاجنلترا، فإن وسائل اإلعالم اليت تنشر مقتطفات وخملصات للمناقشات الربملانية ال ميكن أن

اهيم تكون حمل متابعة قضائية، ما مل تكن النشرية بقصد اإلساءة واإلهانة، بيد أن املفويعطي . الربيطانية واألمريكية حول قصد اإلساءة متميزة بالنظر إىل حرية التعبري املتميزة متاما

النظامني مكانة خمتلفة إىل حقيقة أن صاحب األقوال التشهريية كان مقتنعا بصدق من واقع في اململكة املتحدة، ال يستبعد هذا الظرف إمكانية قصد اإلساءة، ذلك أنفادعاءاته،

. احلصانة النسبية تستجيب قبل كل شيء إىل مصلحة اجتماعيةيف احلقيقة منح هذا االمتياز لوسائل اإلعالم بالنسبة حملاضر املناقشات وقد أسس

وعليه، إذا خرج . الربملانية أو القضائية على متطلبات متعلقة بتكوين رأي عام مطلع ومستنريانته، وكان بدافع املصلحة اخلاصة يف وقت نشره املتحدث عن املصلحة العامة اليت تربر حص

ألقواله التشهريية، مل يعد جديرا باالستفادة من احلماية، ويصبح بالنتيجة مسؤوال عن .الضرر الالحق بسبب أقواله

وخبالف ذلك، يعطى ملفهوم قصد اإلساءة معىن ضيق يف الواليات املتحدة لتعبري مبدأ مطلق مضمون بالتعديل الدستوري األمريكية، وذلك بالنظر إىل اعتبار حرية اومن مث فإرادة املساس بسمعة شخص ما ال . األول، وذلك باملقارنة مع املفهوم الربيطاين

تكفي إلثبات وجود نية إحلاق الضرر،كما أنه من الضروري أيضا أن كاتب املقال بال ومهتم مبسألة التشهريي مقتنع بالطابع غري املؤسس الدعاءاته، أو أنه وجد غري م

ويترتب على ذلك أن الشخص الذي يشهر معلقا أو مستنسخا املناقشات . حقيقتهاالربملانية، مع اقتناعه من حقيقة ادعاءاته، يعترب مفتقرا من قصد اإلساءة وميكنه االستفادة من

.)1(حصانة نسبية اليت متنع من إقامة مسؤوليته عن األضرار الناجتة عن أقوالهسؤولية يف نشر ما جرى يف اجللسات العلنية لس الشعب مهما تضمن ذلك وال م




238

، وهذه اإلباحة )1(من أمور ماسة بالغري أو معاقب عليها، إذا حصل النشر بأمانة وحسن نية من قانون العقوبات اليت 192مستفادة من عالنية اجللسات، ومن مفهوم املخالفة للمادة

طرق العالنية ما جرى من مناقشات يف اجللسات السرية تقضي بعقاب كل ما نشر بإحدى لس الشعب أو نشر بغري أمانة و سوء قصد ما جرى يف اجللسات العلنية للمجلس

.املذكورأن يكون النشر نشرا : أوال: ويشترط لالنتفاع ذه احلصانة أو اإلباحة مايلي

ناقشة العلنية اليت دارت يف الس ريات جلسات السني، أي يف تاريخ معاصر لتاريخ املحبيث ميكن اعتبار امتدادا لعالنية هذه املناقشة وجزءا مكمال لعالنيتها ، فال يستفيد من هذه اإلباحة من ينشر مناقشات أحد السني املتضمنة أمورا ماسة بالغري أو معاقبا عليها يف ذاا

نشرها ألنه يف احلالتني ال يعترب عمله بعد حصول هذه املناقشات مبدة طويلة أو من يعيدأن يكون : وثانيا. )2(نشرا ريات الس وإعالما للجمهور مبا حصل فيه عقب حصوله

النشر بأمانة وحسن نية ، واألمانة ليس معناها الدقة احلرفية وإمنا احملافظة على جوهر املناقشة اإلضافة عليه، أو بتره بذكر جزء واملعاين األساسية للكالم، وعدم تشويهه أو مسخه أو

وترك جزء آخر حبيث يتغري معىن الكالم، أو يقع يف ذهن من يقرؤه أو يسمعه أن املناقشة حصلت على حنو خيالف الواقع فيستخلص منها نتائج ما كان يستخلصها لو عرف ما كتمه

نية هو توخي الناشر أو حذفه أو إضافة، وتقدير األمانة متروك لقاضي املوضوع وحسن الالغاية اليت ألجلها شرع حق النشر وعدم استغالله لشفاء باعث ممقوت أو بلوغ غاية ممقوتة

.أو ممنوعة فإذا ختلف شرط األمانة أو ختلف شرط حسن النية بطل االحتجاج ذه اإلباحة

ال جيوز حماسبة الصحفي على رأى يبديه أو معلومات " : بقوهلا6 يف املادة 1996جاء يف الالئحة التنفيذية لقانون الصحافة لعام 1

صحيحة ينشرها كما ال جيوز حماسبته بسبب عمله إال إذا ثبت إخالله بواجباته املهنية أو عدم سالمة مقصده على النحو املبني بالقانون أو " . بأحكام ميثاق الشرف الصحفي وهذه الالئحة

من وجهة النظر العامة، جيب نشر البيانات الرأيدم اإلخالل حبق الصحفي يف التعليق وإبداء مع ع : يف فقرا األوىل 13ونصت املادة خاصة ما يتصل العام وبصفة الرأي تعىن اليت شأن من الشئون العامة حمل النشر أو أيالصادرة عن الس والسلطات العامة املختصة يف

. . بشكاوى املواطنني

.394 ، املرجع السابق ، صحمسن فؤاد فرج 2



239

أو احلصانة إذ ال تغين أحدمها عن األخرى، وأجازت مساءلة الناشر عما يكون يف الكالمالذي نشره من قذف أو سب أو إهانة أو عيب أو أية جرمية أخرى أو خطأ آخر موجب

. 1للمسؤولية اجلنائية أو املدنية أو كلتيهماولكن ال جيوز بسبب ختلف واحد من هذين الشرطني معاقبة الناشر على جمرد

يتخلف من قانون العقوبات إذ يشترط النطباق هذه املادة أن192النشر عمال باملادة الشرطان أي أن يكون النشر قد حصل بغري أمانة وبسوء، فإذا ختلفا عوقب الناشر ذه املادة ومبواد القانون األخرى اليت ميكن أن تنطبق على مضمون الكالم الذي نشره مع أعمال املادة

وهذه اإلباحة أو احلصانة مقصورة على جمريات اجللسات . من قانون العقوبات يف حقه32لعلنية لس الشعب، فال متتد إىل جمريات جلساته السرية أو جلسات جلانه، فمن ينشر ما ا

سالفة الذكر، ولو مل 192جيري يف اجللسات السرية أو اللجان يتعرض للعقاب وفقا للمادة يتضمن ما نشره جرمية يف ذاته ، فإن تضمن جرمية عوقب عنها وعن النشر وطبقت احملكمة

.2 من قانون العقوبات32ملادة يف حقه حكم ا مبنح تفسري موسع للنطاق بل وذهب جانب من الفقه املصري إىل أبعد من ذلك

الشخصي لعدم املسؤولية الربملانية، ومع ذلك جتدر اإلشارة إىل أنه وإن كان التفسري احلريف ا لغري أعضاء يتفق وهذا املعىن، أي يتفق مع تغطية احلصانة اليت حنن بصدده 98لنص املادة

الربملان، إال أن روح هذا النص ال يتعارض إطالقا مع بسط هذه احلصانة على أشخاص من غري أعضاء الربملان، أشخاص وظيفتهم أو مهمتهم تتجسد يف إطالع الرأي العام على ما

وأقصد بذلك رجال الصحافة واإلعالم الذين ينقلون . يدور من وقائع يف جلسات الربملان L’irresponsabilité du.ة تلك الوقائع مع ما تتضمنه من أقوال وآراء للنوابحبسن ني

parlementaire lui-même a une sorte de prolongement dans l’irresponsabilité du journaliste qui rend compte des débats parlementaire, du moins dans le

mesure ou il ne fournit pas son opinion personnelle sur les allégations soutenues à la tribune. فعدم املسؤولية إذن متتد أو جيب أن متتد لتغطي رجال ،

.395 ، املرجع السابق ، صحمسن فؤاد فرج 1 .395، صنفس املرجع 2



240

الصحافة واإلعالم فيما يباشرونه من حق نشر ما يدور يف جلسات الس من مناقشات، مع عادية ، والقول بغري ما تتضمنه هذه املناقشات من جرائم يعاقب عليها القانون يف الظروف ال

ذلك ، يعين ببساطة أن مهمة الس النيايب تظل مكبوتة وحمصورة بني جدرانه، بل وغري جمدية على اإلطالق، فإذا مل تكن وسائل اإلعالم حرة وتتمتع حبصانة يف نقل ما يدور داخل

ل اإلعالم فعال قاعة الربملان ، وإذا مل متتد احلصانة لتشمل ما ينشر على لسان العضو يف وسائ . عما يقول داخل الس، فإن احلصانة تصبح عبثا ولغوا ال قيمة هلا

وإن . فعمليات النشر إذن جيب أن تكون متصلة اتصاال وثيقا باحلصانة الربملانيةكان يشترط يف هذه احلالة أن يظل دور رجال الصحافة واإلعالم مقتصرا على جمرد ترديد

la production doit être. يكون النشر صادقا وأن يتم حبسن نيةما دار يف اجللسة، أي أن

fidèle et fait de bonne foi م يسألون عن هذهم، فإأما إذا أضافوا إليها من عنديا .)1(اإلضافات باعتبارها من خلقهم وحدهم

ستور وإذا كانت عدم املسؤولية الربملانية تعطي لعضو الربملان احلماية الكاملة يف الداجلزائري، فما هو التكييف القانوين حلاالت إعادة بث أو طبع أو كتابة تسجيالت أو تدخالت منسوبة لربملانيني مبناسبة ممارسة مهامهم، خاصة أمام غياب تطبيقات لنظرية األعمال القابلة لالنفصال يف اجلزائر خبصوص مثل هذه احلاالت، وأمام غياب اإلجابة

ي الفقه، الذي يرى أن التقارير الصحفية اليت متت حبسن نية بشأن القانونية، نورد رأاملناقشات الربملانية، ال تعطي مكان حلق الرد، ولكن إذا ما جتاوزت الصحيفة نقل املناقشات

. )2(الربملانية إىل التعليق عليها، فإا تتعرض حلق الرد من جانب من تناوهلم التعليق أو النشريقصد بأنشطة : "ثالثة من القانون العضوي لإلعالم اليت جاء فيهاومبقتضى املادة ال

اإلعالم،كل نشر أو بث لوقائع وأحداث أو رسائل أو آراء أو أفكار أو معارف، عرب أية

. 55 ، املرجع السابق ، ص رمضان بطيخ 1 .109 ، املرجع السابق ،صبورقاق طالب 2

سعد بوعقبة : الكاتب الصحفي حق الرد على املقال الصحفي الذي نشرهسيد موسى : السيدطيناستعمل النائب عن الس الشعيب الو ، مبناسبة إثارة أصول وزيرة التربية الوطنية لقطاء السياسة يبحثون يف األصول املوسوم بعنوان2014 جوان 07يف نقطة نظام بتاريخ

.2014 جوان 17ربملانية ، وقد نشر الرد يف جريدة اخلرب بتاريخ من الطرف النائب يف مداخلته النورية بن غربيط :السيدة



241

". وسيلة مكتوبة أو مسموعة أو متلفزة أو الكترونية، وتكون موجهة للجمهور أو لفئة منهل وموضوعي املنصوص عليه يف املادة الثانية من نفس واستنادا إىل حق املواطن يف إعالم كام

من الدستور، ويف ظل غياب 116واعتبارا لعالنية جلسات الربملان مبقتضى املادة . القانونميكن القول . نص تشريعي يف قانون اإلعالم ينظم أحكام نشر املداوالت واملناقشات الربملانية

ره من أقوال صدرت يف اجللسات العلنية للربملان بعدم قيام مسؤولية وسائل اإلعالم عما تنشأو نشرت يف اجلريدة الرمسية للمداوالت لكل من غرفيت الربملان، شرط أن يتم نقل املعلومة كاملة والتعليق على األحداث والوقائع بأمانة وموضوعية، وأال يتجاوز الرأي والتعليق حدود

ة اإلهانة أو السب أو القذف ضد الربملان أخالقيات العمل الصحفي حىت ال يتحول إىل جرمي .)1(أو إحدى غرفتيه

وعليه، وضمانا حلرية اإلعالم أو حق املواطنني يف اإلعالم، ميكن متديد احلصانة إىل الصحفيني الذين يقومون بنشر ما يدور يف اجللسات العامة أو يقدمون تقارير عنها أو حيللون

اد مشروعا لعلنية وعمومية اجللسات اليت يعقدها الربملان، معطياا، والذي ميكن اعتباره امتدالسيما وأن النظام الداخلي يسمح نشر حماضر اجللسات برمتها يف اجلريدة الرمسية

على أن الصحفي ال يتمتع ذه احلماية إال يف حدود احترامه لقواعد املوضوعية . للمداوالتيادة أو نقصان، فإذا حدث جتاوز من جراء وحسن النية والدقة والضبط فيما ينشره بدون ز

إضافة جديد أو تأييد للرأي املعرب عنه أو تقدمي حجج لتدعيم وجهة النظر اليت راجت داخل الس، وإذا نشر رأيا أو تعبريا لنائب يهني أو يقذف شخصا معينا أو هيئة معينة، مستعمال

و تقنيات من شأا إغفال جانب من تقنيات معروفة يف الصحافة كتقنيات إبراز مبالغ فيه أاحلقيقة، فإن الصحفي يفقد كل حصانة ويعرض مسؤولية جريدته أو جملته للمتابعة

.القضائيةوخنلص مما سبق، إذا كانت احلصانة املطلقة لعدم مسؤولية أعضاء الربملان ترتكز يف

املقارنة على متطلبات اخلاصة بالسري احلسن للنظام النيايب، فإن احلصانة النسبية واليت الدول

مكرر 144تطبق على اإلهانة أو السب أو القذف املوجه بواسطة الوسائل اليت حددا املادتان : من قانون العقوبات146 نصت املادة 1ضد اجليش الوطين الشعيب أو أية هيئة نظامية أو عمومية ضد الربملان أو إحدى غرفتيه أو ضد االس القضائية أو احملاكم أو 1ر مكر144

.أخرى العقوبات املنصوص عليها يف املادتني املذكورتني أعاله



242

تعترب نتيجة هلا واملطبقة على إعادة نشر األقوال من طرف وسائل اإلعالم حتوز هي كذلك .على أساس مماثل، والذي يكمن يف ضرورة تكوين رأي عام مطلع ومستنري

سؤولية يشهد على أمهيته بالنظر إىل السري احلسن وإذا كان نطاق تطبيق عدم املللدميقراطية النيابية، فإنه يعرف بعض احلدود اليت دف خصوصا إىل جتنب حيازة عضو الربملان حرية كبرية يف التعبري خارج املؤسسة منها يف الداخل، أو قيامه بأعمال حبسب

.ها متصلة بالوظائف الربملانيةوبغض النظر عن مكان ارتكاا ال ميكن اعتبار. طبيعتها

املبحث الثالث التطبيق املوضوعي لعدم املسؤولية الربملانيةة على نطاق دالقيود الوار

عالمة متانة الروابط بني عدم املسؤولية مع ممارسة السلطة التأديبية، بعض

ألا بالتأكيد األعمال الصادرة عن أعضاء الربملان وهلا عالقة ضيقة بأعمال االس، ذلك مستثناة من االستفادة من احلصانة، ويتعلق األمر بأعمال ليس هلا مكان يف اجللسات العامة و

ة، ومن مث يتم استبعادها من كل رقابة ممارسة باسم نيال خالل اجتماعات اللجان الربملا إىل إىل جانب هذا القيد ، يضاف حد آخر طبيعي بالنظر. الغرفة اليت تضمنها الرئاسة

.األفعال املعنية، مبعىن أعمال ذات طبيعة جنحية أو جنائية حىت ولو ارتكبت داخل الغرف

املطلب األول ل الصادرة خارج الغرف الربملانيةاستبعاد األقوال واألعما

عضو الربملان الذي يقدم وجهة نظره يف أ،.م. اململكة املتحدة والوما يفيف فرنسا ك

ة وسائل اإلعالم دف الرغبة يف التأثري على الرأي العام بدال من اجتماع سياسي أو بواسطاملداولة الربملانية يتحدث كمواطن عادي أكثر منه بصفة نائب، ومن مث فإنه خيضع للقانون

إن امتداد عدم املسؤولية إىل أقوال صدرت خارج الغرف خيلق نتيجة متناقضة،.العاديسؤولية ليس املدنية واجلنائية فقط وإمنا التأديبية حيث إن النائب يصبح متحررا من كل م



243

.)1(كذلك، وعليه حيصل على حرية أكرب يف التعبري خارج املؤسسة منها يف داخلهاميكن أن تستفيد اآلراء املصرح ا خارج اجللسات العامة واللجان واملهام وال

لى جمرد الترديد الشفوي أو الربملانية من محاية عدم املسؤولية يف فرنسا، حىت ولو اقتصرت ع أن االنتقادات Forniوقد اعتربت حمكمة النقض يف قضية . الكتايب لآلراء املعرب عنها

الالذعة الصادرة عن طريق اإلذاعة من طرف مقرر مشروع كاليدونيا اجلديدة حول قرار املهام ، ال ميكن إدراجها ضمن ممارسةkanakالعدالة الذي أدان زعماء انفصال الكاناك

استفادة 2001 سبتمرب 6الربملانية، ويف نفس االجتاه، رفضت حمكمة االستئناف لباريس يف ، الذي دعي إىل منصة جملة تلفزيونية مبناسبة )2(من احلصانة املوضوعية J.Guyardالنائب

ا إيداع تقرير جلنة التحقيق الربملانية اليت كان يرأسها حول الطوائف الدينية، وام فيهوقد أيدت حمكمة االستئناف حكم . مجعيات شبه طبية قيامها بنشاطات غري قانونية وطائفية

من قانون الصحافة، 41 من الدستور واملادة 26احملكمة االبتدائية اليت استبعدت تطبيق املادة باعتبار أن اآلراء واألقوال املعرب عنها ال تندرج ضمن أعمال ووظائف مهامه كنائب يف

. ne relèvent pas stricto sensu des actes de fonctions de député انالربملال مينع اإلخفاق يف االستفادة من عدم املسؤولية الربملانية أو إثبات حقيقة األقوال

، النائب من 1881 جويلية 29 من قانون 55 و35التشهريية حسب إجراءات املادة قرار 1994عليه أيدت حمكمة النقض يف قرارها لعام و. إستبعاد مسؤوليته بإثبات حسن نيته

نائب رئيس جلنة François D’aubertحمكمة استئناف باريس املعروض عليها، باعتبار املالية يف اجلمعية الوطنية، والذي ام بشدة خالل لقاء تلفزيوين نشاطات مؤسسة ومسريها،

. )3( واليت ناقشها مرارا داخل السوالذي سعى إىل وضع حد ألنشطة مالية اعتربها خطرية اعترفت 2001 سبتمرب 6كما أن حمكمة االستئناف لباريس، ويف قرارها الصادر يف

من استثناء حسن النية وتربئة املسؤول من التشهري، ذلك ألنه تدخل Guyardyباستفادة قرير الرمسي دون باعتباره الناطق الرمسي للجنة التحقيق مرددا االامات الواردة يف الت

1 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p268. 2 CA de Paris,11e ch . corr, 6 sept 2001, j guyard cl mercure federal et autres, n02001-167671. 3 Cass.civ. 2eme ,16 fév.1994, G.Parretti et Pathé France S.A.c.F.d’Aubert ;n092-14.593.



244

.)1(حتريفهابيد أن استثناء حسن النية مل يكن متجليا يف أول األمر، خصوصا يف قضية النائب

Vaneste ا يف اجللسة العامة، فقد طلبت جريدييت صوت الشمال املتابع بسبب آراء أدىل ن والشمال توضيحا عن موقفه الذي عرب فيه عن رفضه ملوضوع استحداث جنح جديدة ع

وقد ذكر النائب حبسب عبارات قرار . التشهري والسب والتحريض فيما خيص املثلية اجلنسية ذلك أنه مل يصرح بأن املثلية اجلنسية تشكل خطرا، وأن العالقة مع Douaiحمكمة استئناف

. اجلنس اآلخر إذا دفعت إىل العاملية فإا ستصبح خطرا على اإلنسانية 1881 جويلية 29 يف فقرا األوىل من قانون 41ادة وقد أحالت احملكمة إىل امل

وقررت أن إعادة ترديد التصرحيات املدىل ا خالل مناقشات الربملانية ال ميكن أن ترتب 23 من قانون 33املستند على املادة Tgi Lille ويكون بذلك تأييدا حلكم . عليه املسؤولية

ويضات املدنية واملصاريف القضائية ونشر احلكم السيما أحكامه املتعلقة بالتع1881جويلية متعارضة مع كرامة األشخاص الذي اعترب أن املثلية اجلنسية ديد آراؤهالقضائي مبربر أن

لبقاء اإلنسانية، حىت وإن كانت وجهة نظر فلسفية فهي بطبيعتها تشجع على الكراهية ليس . 2008 نوفمرب 12 القرار يف ونقضت الغرفة اجلنائية حملكمة النقض. والعنف والتمييز

مبربر أن عدم املسؤولية متتد التصرحيات الصادرة خارج الغرفة، وإمنا باسم حرية التعبري .)2( من اتفاقية حقوق اإلنسان األوربية10املضمونة مبقتضى املادة

ويتجلى أن عدم املسؤولية أصبحت حمل تفسري صارم يف فرنسا حينما يتعلق األمر ويظهر أن أحكام . جمرمة أديل ا خارج اجللسات العمومية واجتماعات اللجانبأقوال

القضاء ال تأخذ بعني االعتبار الدفع الذي يرى بأن النائب قام بإعادة ترديد التصرحيات اليت ويشهد على استبعاد من . أدىل ا يف مناقشات اجلمعية الوطنية ، وبالتايل ال ميكن إدانته

انة، الترديد حىت احلريف للتصرحيات الواردة يف قرار حمكمة استئناف نطاق تطبيق احلصDouai وحمكمة النقض، فاالنطباع الغالب أن النائب مل يقم إال بترديد تصرحياته الصادرة

.خالل املناقشات دون أي توسع فيها

1Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p269. 2 Ibid, p270.



245

وعليه، فالتساؤل يبقى مطروحا حول عدم استطاعة عضو الربملان االستفادة من واليت مبقتضاها ال تعطي احلق لرفع 1881 جويلية 29 فقرة ثانية من قانون 41ملادة محاية ا

فإذا كانت هذه املادة . أي دعوى ضد حماضر اجللسات العامة والصادرة حبسن نية يف اجلرائدفما الذي مينع عضو الربملان يف فقرا الثانية موجهة بالدرجة األوىل إىل محاية الصحفي،

سوى بتكرار وترديد فحوى اآلراء والتصرحيات الصادرة خالل اجللسات العامة الذي مل يقم .من االستفادة منها

ويف األخري، يبدو من الواجب األخذ بعني االعتبار طبيعة الوظائف ومكان ممارستها، إلدراك عدم مشول عدم املسؤولية لعضو الربملان املكلف مبهمة حكومية يف القانون

جوء إىل تعيني عضو الربملان من أجل مهام مؤقتة بطلب من احلكومة تتميز إن الل. الفرنسيمن حيث أصلها ونظامها القانونية عن املهام الربملانية املؤطرة من طرف الربملان، حيث أن

ويهدف مثل هذا اإلجراء إىل منح . أعضاءها يستفيدون من محاية عدم املسؤولية الربملانيةضري تقرير حول مسألة خاصة اليت تتضمن امتدادات تشريعية شخصية ذات كفاءة مهمة حت

بواسطة مرسوم تعيني موقع من طرف الوزير األول، وقد جاء يف القانون االنتخايب إعفاء عضو الربملان من تطبيق مبدأ تنايف العهدة الربملانية مع ممارسة وظائف عامة مكرسة مبقتضى

ص اجلمع بني املهمة احلكومية والعهدة الربملانية ، وذلك بترخي)1( من الدستور23املادة . )2(خالل فترة مدة ستة أشهر

دعوى جنائية بسبب القذف ضد scientologieوبناء على ذلك، رفعت كنيسة حمرر تقرير الطوائف الدينية يف إطار مهمة أسندت له من طرف Alain Vivienالنائب

احلصول بطلب رفع حصانة النائب العامة وقد تقدمت النيابة.1985احلكومة يف عام يف صياغتها السابقة على 26/2تطبيقا للحصانة اإلجرائية للمتابعات املكرسة مبقتضى املادة

وخلصت اللجنة املشتركة للجمعية الوطنية إىل رفض الطلب بالنظر . 1995 أوت 4تعديل ة من طرف احلكومة لعضو إىل أن مهمة الدراسة واالستعالم والتحري املعهودة بصفة مؤقت

، وبالنتيجة فاآلراء 26/1الربملان تندرج يف إطار متديد الوظائف املشار إليها يف املادة

1 Articles L.O.144 code électoral pour les députés, L.O297 pour les sénateurs. 2 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p 272.



246

.الصادرة من طرف عضو الربملان يف إطار مهمة كهذه ليست منفصلة عن العهدة الربملانية حكم حمكمة اجلنح الذي 1987 مارس 11أيدت يف بيد أن حمكمة استئناف باريس

ال تشمل سوى األعمال املتخذة يف إطار املهام الربملانية، وبالنتيجة ال 26/1عتربت أن املادة اميكن يف مثل هذه احلاالت أن حيصل على احلماية التقرير الصادر عن عضو الربملان بطلب

. )1(من احلكومةودف جتنب خماطر تعدد دعاوى القذف والتشهري املوجهة ضد أعضاء الربملان

تبىن الربملان قانون معدل . رري تقارير حساسة، واليت غالبا ما تكون خبلفيات سياسيةحم الذي قضى بأن التقارير الصادرة من طرف عضو الربملان تبعا 1881 جويلية 29للقانون

.ملهمة معهودة له من طرف احلكومة ال ميكن أن تعطي احلق يف رفع أي دعوى قضائيةدستوريته من طرف الس الدستوري على أساس أن وقد أخضع التعديل لرقابة

إعفاء عضو الربملان بصفة مطلقة من أي مسؤولية جنائية أو مدنية من أجل أعمال خمتلفة ويف . عن املهام املمارسة يف وظيفته الربملانية يشكل مساسا مببدأ املساواة أمام القانون

باألخذ بعني االعتبار أسباب ومربرات إدراك قرار الس الدستوري إال، ال ميكناحلقيقةاملهمة ومكان ممارستها، وبعيدا عن الطابع االستعالمايت فإن اللجوء إىل برملانية املهمة يعود يف الواقع إىل اعتبارات سياسية أكثر منها برملانية تتمثل يف توطيد رابط األغلبية بني احلكومة

كما أن عضو .ري اخلائب، أو مناورات انتخابيةوالربملان وإجياد توافق لبعض الطموح الوزاالربملان املكلف مبهمة من طرف احلكومة يوضع بالقرب من وزارة ويستفيد غالبا من دعم

وإذا كان يشارك يف أعمال الس . مصاحلها من أجل ممارسة أفضل للمهمة اليت عهدت له ويبقى التمتع باحلصانة يبقى حمتفظا يف هذا الصدد من االستفادة من عدم املسؤولية،

.اإلجرائية قائما بالنسبة لألعمال اخلارجة عن وظائفهوعليه، وفيما يتعلق بتطبيق عدم املسؤولية عند ارتكاب األعمال ارمة خالل ممارسة املهمة املؤقتة فإن املعيار العضوي يتالشى لصاحل املعيار املوضوعي، وعليه فاألفعال ال

1 CA de Paris, 11 mars 1987, Vivien cl Eglise de scientologie, reproduit in C.Bigaut, « commentaire de l’arrêt du 11 mars 1987 sur l’étendue de l’immunité parlementaire », lpa, 15 décembre 1989, p .5.



247

ملانية، ومن مث ال ميكن أن تكون حممية بعدم املسؤولية الربملانية، ويف تندرج يف الوظيفة الرب .)1(ظل حتفظ األحكام املتعلقة باحلصانة اإلجرائية تبقى خاضعة لقواعد القانون العام

إن القضاء الفرنسي يستبعد بشكل واسع التصرحيات الصادرة خارج الغرف من وجند اخلاصية مشاة على . حمدد البعد املكاين هلانطاق عدم املسؤولية الربملانية، مستندا إىل

.الرغم من عدم وضوحها يف اململكة املتحدة والواليات املتحدة األمريكيةيبقى حمدد املكان لعدم املسؤولية يف القانون االجنليزي صعبا، ذلك أن املمارسة و

وقد جاء يف قرار . دة نوعا ماالربملانية والسوابق القضائية اليت حنن بصدد االرتكاز عليها متعدحديث للمحكمة العليا التذكري بالقاعدة اليت تقول أن األقوال الصادرة عن خارج املنرب الربملاين تكون جمردة من احلماية، حىت وحىت ولو قامت بترديد التصرحيات واألقوال اليت

ل هذا وقب. )2(لصدرت خالل املناقشات الربملانية حول قضايا ختص املصلحة العامة بالفع بشكل واسع منذ سنوات السبعينات، ومل تشكل مثلما هو احلال يف فرنسا حمل التفسري

وخبالف ذلك، فعضو الربملان الذي يتصرف يف إطار جلنة برملانية . منازعة أمام احملاكم 09ة خاصة يتم استدعاؤها للقيام مبهامها الرمسية خارج احلرم الربملاين تستفيد من محاية املاد

.)3(من قانون احلقوق، ومع ذلك ال تزال بعض احلاالت حمل عدم اليقنيويذهب جانب من الفقه أن التمتع باحلصانة ال ميكن أن يقتصر على األقوال املصرح ا داخل حرم الغرف الربملانية، ومن املرجح تطبيقها على عضو الربملان الذي جيري

وهنا بال . كومة حول مواضيع تناقش يف الربملاننقاشا داخل الوزارة مع أحد أعضاء احلشك، ال يتعلق األمر سوى بقضايا حمدودة مل يبث فيها، و ال يكفى التشكيك يف التفسري

.التقليدي لعدم املسؤولية حينما تصدر األقوال االامية خارج الربملانقرر مبقتضى وال حتضى أقوال أعضاء الكونغرس الصادرة خارج الربملان باالمتياز امل

وتبقى األقوال والتصرحيات املرتبطة . املادة األوىل الفقرة السادسة البند األول من الدستورمبهامه كعضو يف الكونغرس واليت من احملتمل إلقاؤها خالل مقابالت وسائل اإلعالم خاضعة

1 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p276. 2 Lord Philips, § 45 in R.v.Chaytor UKSC 52 (2010). 3 Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p273.



248

ال كما.للقانون العام، حىت ولو تعلق األمر مبجرد ترديد أقوال صدرت داخل منصة الغرفتستفيد النصوص املنشورة بشكل شخصي من طرف عضو الربملان وحده حبماية احلصانة

باستثناء إذا . املوضوعية، حىت وإن كان املضمون حمل االام يتضمن قضية هي حمل للنقاشوال ميكن أن تستفيد من . كان النص املعاد نشره بشكل شخصي سبقه نشر رمسي سابق

الفات اليت يقوم ا عضو الربملان بواسطة امللصقات واملناشري يف محاية عدم املسؤولية املخ .)1(الدول الثالث

وانقسم الفقه املصري حول مدى امتداد احلصانة الربملانية املوضوعية لتشمل اآلراء واألفكار الصادرة خارج الربملان، ويرى االجتاه األول أن احلصانة مطلقة من حيث املكان

ل مجيع اآلراء واألفكار اليت يبديها عضو الربملان سواء كان ذلك داخل وبالتايل فإا تشمالس أو خارجه فاحلصانة حتمي أعمال النائب الربملانية ذاا وهي يف مجيع اقتراحاته يف

ذلك أن األفكار اليت . الس وجبميع خطاباته وتصرحياته وكتاباته يف الس أو خارجه جيوز أن تبقى حبيسة داخل جدران الس، وإمنا يتعني السماح هلا يبديها أعضاء الربملان ال

باخلروج للتأثري على الرأي العام ليتسىن له تكوين رأي خاص به ودفعه لالهتمام بالقضايا . العامة

إضافة إىل أن امتداد ضمان عدم املسؤولية إىل ما يبديه عضو الربملان من آراء يره أفضل من قصرها على اآلراء واألفكار اليت تبدى داخل وأفكار خارج الس تعد يف تقد

الس وجلانه، طاملا أن هذه اآلراء واألفكار قد سبق للعضو أن قاهلا داخل الربملان أو جلانه، ومل يصدر من الربملان قرار حبظر نشرها أو إذاعتها للشعب كما هو الشأن يف اجللسات ذات

عضو يكون حباجة إىل إيصال رأيه يف بعض املسائل اليت يكون الطبيعة اخلاصة أو السرية، فالقد قاهلا يف الربملان ومل يستطع أفراد الشعب االطالع عليها ، فلو قام العضو بعقد اجتماع ذكر فيه رأيه بشأن مسألة عرضت يف الربملان فنرى أنه ال يؤاخذ على هذا الرأي، كذلك

وباملقابل، فإن جانبا من . )2(ي عرب مقالة صحفيةالشأن فيما لو قام العضو بنشر هذا الرأ


.98،99، املرجع السابق ،صن اخللفيإمساعيل عبد الرمح 2



249

الفقه ال مييل إىل توسيع نطاق احلصانة وامتدادها بل على العكس يرى قصرها على اآلراء واألفكار اليت يبديها عضو الربملان داخل الس ، فاحلصانة استثناء ال يقاس عليه وال يتوسع

ية غري كافية ، ليستفيد صاحبها من احلصانة بل البد يف تفسريه، وباعتبار أن العضوية الربملانأن ميارس عضو الربملان وظيفته داخل احلرم الربملاين ليستفيد منها، والقول بغري ذلك معناه إعفاء مطلق لعضو الربملان من املسؤولية عن كل سب أو قذف يصدر عنه يف أي مكان

.)1(وبأي مناسبة وتلك نتيجة ال ميكن قبوهلاا ميكن القول، أن النطاق املكاين للحصانة ضد املسؤولية الربملانية يتحدد وهكذ

لذا جيب التفرقة . فقط مبا يبديه األعضاء من قول أو رأي يف جلسات الس أو يف جلانه عند اإلقرار باحلصانة للعضو من عدمه مبا إذا كان قد أبدى رأيه أو فكره داخل الس أو

اللجان، أم أبداه خارج الس أو بعيدا عن أي من هذه اللجان، إذ مبناسبة عمله يف إحدىيتمتع يف احلالة األوىل بعدم مسؤوليته عن هذا الرأي أو الفكر ، بينما يسأل كأي شخص

وبعبارة أخرى ، فإن ضمانة عدم املسؤولية الربملانية تنصرف فقط إىل . عادي يف احلالة الثانيةكما لو مت . أو قذف داخل الس أو بعيد عن أي من جلانهما قد يرتكبه العضو من سب

والذي ال . )2(ذلك يف مؤمتر عام يف الصحف أو يف األماكن العامة ويف التجمعات احلزبيةجدال فيه أن النص الدستوري بدا واضحا وصرحيا يف حتديد النطاق املكاين للحصانة

ستبعاد كل ما يتم خارج الس وجلانه من الربملانية بالس أو يف جلانه، مما يترتب معه ا .نطاق احلصانة

ويف اجلزائر يطرح التساؤل جبدية عن التكييف القانوين لكتابات، أو تصرحيات، أو أعمال أدبية صادرة عن أعضاء الربملان، ومبناسبة ممارسة مهام غري برملانية ممثلة يف ندوة

، 3لكيان األديب واملعنوي ألفراد أو هيئاتصحفية، إصدار كتاب،كتابة مقالة، متس مباشرة ا. أو جمرد ترديد تصرحيا وأقوال صدرت داخل الربملان وتضمنت تشهري ومساسا بالغري

واستنادا إىل معيار األعمال املتصلة واملنفصلة عن الوظيفة الربملانية الذي تبناه غالبية الفقه

.63، 62 صسابق، الرجع امل، حممود أبو السعود 1 .64، املرجع السابق ، صرمضان حممد بطيخ 2

.106 ، املرجع السابق ،ص ق طالببورقا 3



250

عضو الربملان خارج إطار املهام اجلزائري، ميكن القول أن كل التصرفات اليت يقوم ا الربملانية، يتحمل املسؤولية عنها مثله مثل أي مواطن آخر، وبالتايل ميكن متابعته ومقاضاته كغريه من املواطنني، وهذا خبصوص كل التصرحيات واآلراء، وكل األعمال اليت تتم خارج

شات لإلعالم ويف التجمعات واليت يندرج ضمنها األقوال املدىل ا أثناء املناق. الربملان، حىت لو اقتصرت على جمرد )1(العمومية خصوصا إذا ما تضمنت تشهريا ومساسا بالغري

.ترديد أقوال صدرت داخل الربملانإذا كان استبعاد األقوال الصادرة خارج منصة الربملان تبدو شاهدا على البعد

ملانية على أا حمميات يتمتع النائب املكاين لعدم املسؤولية، فال ميكن أن تعامل الغرف الربفيها من اإلفالت احلقيقي من العقاب، بعض األفعال اليت ترتكب داخل حرم الغرف مع سابق نية إحلاق الضرر ال ميكن اعتبارها على أا أديت يف إطار ممارسة وظائفهم، وال ميكن

.بالنتيجة أن تستفيد من محاية احلصانة

الفرع الثاين د األعمال اجلنحية واجلنايات املرتكبة داخل احلرم الربملايناستبعا

عالقة هلا مبمارسة املهام ختضع اجلرائم واجلنح املرتكبة داخل حرم الربملان واليت ال

سواء يف فرنسا أو اململكة املتحدة، مع التحفظ بالنسبة للحالة لقانون العقوبات الربملانيةوتتبع األنظمة الداخلية للمجالس . صة باحلصانة اإلجرائيةالفرنسية فيما خيص األحكام اخلا

الربملانية يف فرنسا تنظيما تقليديا يف املوضوع، حيث تكلف مكتب الس املعين بإبالغ .وكيل اجلمهورية فورا على ارتكاب جرمية يف حرمه

، عضو جملس ياسف سعدي ضد السيد 2011 ماي 30 شكوى إىل النيابة العامة يف اجلزائر بتاريخ لويزة إيغيل أحريز رفعت السيدة1

، حيث تعرضت للقذف من طرف عضو جملس األمة السيد ياسف ن طرف رئيس اجلمهورية بسبب القذفاألمة يف الثلث املعني م، مثلما جاء يف البيان اليت ومن ضمن العبارات. بعض العبارات اليت استعملها ضدها ونشرت الصحافة ي ، يف حماضرة ألقاها باجلزائر،عدس

أخص باحلديث هنا ....، هن كاذبات يتقن التمثيلف الدموع، مثة نساء يدعني اجلهادال تصدقوا كل من يذر:" متس بشرفها واعتبارها 6506 املصدر جريدة اخلرب عدد ".اليت حتدثت يف هذا الشريط على أا عذبت، وأنا أقول لكم إا ال عالقة هلا بالثورةحريز لويزة إيغيل أ

.2011 أكتوبر 16األحد



251

يف وتشكل مثل هذه األفعال يف اململكة املتحدة انتهاك لالمتياز الربملاين، وتكون هذه . الغالب حمل إجراء برملاين بسبب اإلهانة واحتقار الربملان، إضافة إىل املتابعات القضائية

األخرية ميكن حتريكها من طرف النائب العام بناء على طلب من الغرفة ، وقد جرى التأكيد يف Stephenعلى خضوع مثل هذه األفعال للقانون العام بشكل خاص من طرف القاضي

ليس هناك أي سبب أو مربر يدعو الستبعاد 1884لعام Bradlaught v Gossetقضية . )1(خضوع جنحة عادية ارتكبت يف حرم غرفة العموم لألحكام اجلنائية للمحاكم العادية

كما ال تتمتع األفعال اجلرمية بأي محاية يف الواليات املتحدة األمريكية، إذا تبني أن أحد داء بالضرب أو اجلرح على أحد زمالئه ، ويترتب عن مثل أعضاءها مذنب بارتكاب اعت

.هذه اجلرائم بطبيعة احلال متابعات جنائيةومن ناحية أخرى، فإن احلصانة ضد املسؤولية الربملانية يف مصر ال تغطي سوى جرائم القول أو الرأي يف احلدود السابقة، أي أن ما عدا ذلك من جرائم فال عالقة هلذه

كما لو اعتدى العضو بالضرب أو اجلرح على زميل له يف الربملان أو على احد احلصانة ا،موظفي الربملان ، إذ ال ميكن أن يقال هنا أن العضو يباشر عمال نيابيا ، بل إن مثل هذه

إضافة إىل أن عضو الربملان ال يتصرف يف . األفعال مما تتناىف بطبيعتها مع هذا العمل النيايبته عضوا نيابيا، بل كأي فرد عادي، أي أنه يتجرد مؤقتا بالنسبة هلذا هذه احلالة بصف

. )2(االعتداء من صفته النيابيةوجتدر اإلشارة إىل أن اقتصار نطاق احلصانة املوضوعية على ما ميكن تكييفه بأنه جرائم القول أو الرأي فقط، خيرج من نطاق هذه احلصانة اجلرائم األخرى ضد األشخاص،

اعتدى أحد أعضاء الربملان بالضرب أو اجلرح أو غريمها من أنواع اإليذاء والعنف كما لو .على زميل له بالربملان وغريهم من األشخاص الذين يتواجدون بالربملان

إن االستبعاد املنطقي لألفعال ذات الطبيعة اجلنائية واجلنحية من االستفادة من عدم ان يف حرم الغرف، ال تكفي للتشكيك يف البعد املسؤولية حىت وإن ارتكبها عضو الربمل

112 QBD 284,“ Il n’y a aucune raison pour qu’un délit ordinaire, commis dans la chambre des communes , soit soustrait à la juridiction pénale des tribunaux ordinaires” . Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p276.

.58 السابق ،ص ع ، املرجرمضان حممد بطيخ 2



252

املكاين لعدم املسؤولية، حيث يتعلق األمر هنا بفعل خاص جدا ال ميكن إدراجه ضمن إطار ممارسة وظائف عضو الربملان يف جلسة عامة أو جلنة من جلان الس، بأنه ال يستفيد من

.محاية عدم املسؤولية اليت تتميز بقوة آثارها

الرابعاملبحث عدم املسؤولية الربملانية آثار

حتضر عدم املسؤولية إقامة أية مسؤولية ملرتكب األفعال واألعمال احملمية يف كل من فرنسا واململكة املتحدة ،كما أن الصياغة احملددة للحصانة يف قانون احلقوق

حد أا منعت االجنليزي أو يف طيات الدستور األمريكي تشجع على تفسري واسع إىل .إمكانية االستناد على األعمال والنشاطات احملمية يف إطار أي دعوى أو حتقيق قضائي


عدم مسؤولية مطلقة

تعد اخلاصية املطلقة شرطا لفعالية عدم املسؤولية الربملانية سواء يف إطار املفهوم الربملان للسلطة التأديبية للمجلس الربيطاين أو الفرنسي هلا ، مع التحفظ على خضوع عضو

يف معرض حديثه عن مركز عضو الربملان Esmeinوذهب الفقيه . الذي ينتمي إليهلضمان االستقالل : " الربملانية اليت يستفيد منها النائب بقولهةتوضيحه لطبيعة عدم املسؤولي

للجرائم الومهية، يبدو التام والكامل لعضو الربملان، ومن أجل استبعاد املالحقات القضائيةضروريا اإلعفاء من تطبيق القانون حىت بالنسبة للجنح احلقيقية اليت ميكن أن تكون يف طيات

ونفس املالحظة توجد يف تقرير الربملان ". العمل الذي من خالله ميارس النائب وظائفه النيابيةيزة مطلقة، وال ميكن منع للحصانة م: "الربيطاين حول االمتيازات الربملانية الذي جاء فيه

كل عضو برملان يدرك بأن ما 09تطبيقها بسبب نوايا جنحية أو تدليسية، وحتمي املادة



253

وحبسب . )1(يقوله خاطئ أو زائف، مادام تصرف العضو يتم بصدق وبطريقة مسؤولةعبارات احملكمة العليا األمريكية، فإن أعضاء الكونغرس ومساعديهم معفون من حتمل أي

ولية بالنسبة لألعمال اليت يقومون ا يف اال التشريعي، حىت ولو كانت يف سياق غري مسؤ .نه سيكون ذلك خمالفا للدستور وللقانون املدين واجلنائيإتشريعي، ف

من الدستور الفرنسي اليت مجعت أفعال يتابع، يبحث، 26/1وتربز صياغة املادة ا اجلنائي الطابع احليوي والفعال لعدم املسؤولية، حيتجز، حياكم، واليت متنح من خالل معناه

وتتجلى قوة هذه اآلثار يف قدرا على إلغاء الركن الشرعي للجرمية، ومن مث، يعترب خطابا ويتعلق األمر . مهينا وشامتا عمال مشروعا مادام صدر من عضو الربملان يف حرم الربملان

تفرض على القاضي واجب اختاذ إجراء رفض حبصانة موضوعية مطلقة ومن النظام العام اليت .)2(الدعوى

مستفيدا من منع إقامة املسؤولية املدنية أو اجلنائية ويبقى عضو الربملان يف اجنلترا من قانون احلقوق، ويف هذا الصدد ال 09الذي صدرت منه األفعال احملمية مبقتضى املادة

تكن موجودة يف الواقع سوى يف املسائل ميكن اخللط مع مضمون احلصانة اإلجرائية اليت مل املدنية، بينما تستبعد احلصانة املوضوعية إقامة أية مسؤولية ألعضاء الربملان بالنسبة لألقوال

قاضيوهو ما يلخصه ال. )3(الصادرة يف حرمه سواء أمام احملاكم املدنية أو اجلنائية

1 Rapport nicholls : « l’immunité a un caractère absolu : elle ne saurait être tenue en échec par une intention malveillante ou frauduleuse. L’article 09 protège toute autant le parlementaire qui sait que ce qu’il affirme est faux, que celui qui agit avec honnêteté et de manière responsable ».

دى امتداد عدم املسؤولية يف امليدان يف فقرا األوىل ميتد تطبيقها للمسؤولية املدنية ، وقد طرحت مسألة معرفة م 26يظهر أن املادة 2القضائي العتراض العقوبات التأديبية املتخذة من كطرف اهليئة اليت ينتمي إليها عضو الربملان، حيث كانت حمل نقاش كبري حينما متت

واجلدير بالذكر أن . نساة متعلقة بالسياسة اجلوية لفر بسبب نشره يف اخلارج لتعليم1971 يف عام stehlinمعاقبة النائب واجلنرال من قانون حقوق وواجبات املوظف تنص على عدم جواز تضرر املسار املهين للموظفني املترشحني لعهدة انتخابية أو املنتخبني 7املادة

ع مبدأ القانون بأي وسيلة بسبب التصويت و اآلراء املدىل ا من طرف املعنيني خالل محلتهم االنتخابية أو عهدم، إضافة إىل التنايف ماإلداري الذي يقر أن العقوبة التأديبية ال ميكن تطبيقها إال بالنسبة لألخطاء املهنية املرتبطة بأداء املهام اإلدارية ، وعليه اختاذ عقوبات تأديبية

.إجراء غري مشروعلة، ويبقى القاضي اإلداري خمتصا يف القضاء إن عدم املسؤولية الربملانية ال ميكن بأي حال من األحوال أن يستبعد مسؤولية الدو

قيد الذي تقيمه احلصانة الربملانية ملمارسة ال ، كما أن C .E 23 mars 1969بتحمل السلطة العامة لألضرار اليت يسببها موظفوها .يهاأي دعوى رجوع ضد عضو الربملان ليس هلا أي انعكاس على إقامة الضمانة املمنوحة للسلطة العامة على موظف




254

cockburn يف قضية ex part Watson رحيات الصادرة عن أعضاء من الواضح أن التصحىت ولو كانت خاطئة ومغرضة ، فال ميكن أن تشكل أساسا اإحدى الغرفتني يف اجتماعا

.)1(لدعوى مدنية أو جنائية ، وكذلك لدعوى التعويض بالنسبة ملصاحل الغريويشكل بند حرية الكالم و املناقشة يف الواليات املتحدة األمريكية عائقا مطلقا

بمجرد قبول الكونغرس أن عضو الربملان قد تصرف يف إطار نشاطاته ف خل،لكل تدالتشريعية القانونية، فهي حتمي أعضاء جملس النواب والشيوخ ليس فقط بالنسبة للدعاوى

ولكن أيضا بالنسبة للدعاوى املدنية املرجح أن . اجلنائية اليت تشكل اعتداءا على استقالهلميدا عن وظائفهم التشريعية من أجل ضمان دفاعهم أثناء تصرف وقتهم واهتمامام بع

.)2(احملاكمةعضو الربملان يف لوجتنب احلصانة ضد املسؤولية الربملانية باعتبارها حصانة موضوعية

صورة سب أو مصر من أية مساءلة جنائية أو مدنية عما يبديه من رأي أو فكر يتجسد يف وهي جتنبه . )3(ر مما يدخل يف إطار وظيفته النيابيةملا أن هذا الرأي أو الفكاط ،قذف مثال

ليس فقط يف فترة انعقاد الس أو خالل إحدى فصوله التشريعية فحسب، وإمنا إىل األبد ،أي جتنبه املساءلة حىت بعد أن يصبح شخصا عاديا سواء حبل الس أو بانتهاء مدته، وسواء

. بفقده مقعده ألي سبب كانل ال جتوز مؤاخذة عضو الربملان عما كان قد أبداه من قول أو ففي كافة األحوا

1 Ainsi que le résume le lord chief justice dans l’affaire EX parte Watson de 1869, « il est clair que les déclarations faites par les membres de l’une ou l’autre des chambres du parlement lorsqu’ils siègent, même si ceux-ci les savent fausses, ne peuvent servir de fondement à une action civile ou pénale, aussi préjudiciables qu’elles puissent être pour les intérêts d’autrui » .(1869) QB 573,p576 . 2 « une fois qu’il est admis que le membre du congrès a agi dans le cadre légitime des activités législatives, la speech and debate clause est un obstacle absolu à toute interférence » .Eastlandv.unitedStates Servicemen’s fund 421U.S 491(1975),p.503. 3 Du fait même que l’irresponsabilité a pour but de protéger les actes de la fonction, ses effets sont absolus. D’abords, le parlementaires est exempt de toute poursuite pénale, qu’elle soit intentée par le ministère public ou qu’elle émane d’un particulier par voie de citation directe devant le tribunal correctionnel. Il échappe de même à toute action civile en dommages intérêts. Julien Laferriere, op.cit,p667. 68 ،املرجع السابق ،صرمضان حممد بطيخأشار إليه



255

يف حالة متتعه -وهكذا ال ميكن أن يسأل عضو الربملان . رأي يف الس أو يف أي من جلانه جنائيا بدعوى مباشرة بواسطة النيابة العامة ، كما ال ميكن -حنن بصددها-باحلصانة اليت

املضرور أن يطالب الربملان بتعويض عما أصابه به أن يسأل مدنيا حيث ال يستطيع الشخص أن يبعث -كما ذكرنا–من قذف أو سب ، بل إن من مسه قول العضو أو فعله ال يستطيع

. )1(إىل الس برد على ما نسب إليه طالبا إلقاءه يف الس أو نشره يف اجلريدة الرمسيةبارها حصانة مطلقة حتضر إقامة املسؤولية وهكذا تتجلى عدم املسؤولية يف النظم املقارنة باعت

.جل األعمال املتعلقة مبمارسته لواليته الربملانيةأاملدنية واجلنائية لعضو الربملان من وميكن أن نتساءل، وباألخص بالنظر لألحكام الربيطانية واألمريكية إذا كانت آثار

ية يف إطار مسار قضائي من احلصانة تذهب إىل حد منع االستناد ألعمال الوظيفة الربملانيتعلق . احملتمل أن يؤدي من قريب أو بعيد إىل االام واللوم على عمل من األعمال الربملانية

التساؤل بتحديد إذا كانت عدم املسؤولية متنع االستناد على لألعمال الربملانية يف إطار تفسري مهمته من أجل إقامة الدليل على قانون أمام احملاكم أو ذكر الطريقة اليت ميارس ا نائب

.جرمية ارتكبت خارج إطار ممارسته لوظائفه

الفرع األول احملمية أمام القضاءألعمال ا مانع لالستناد على الربملانيةعدم املسؤولية

تتميز أعمال الربملان بتعددها وتنوعها، وما يستدعي االنتباه من خالل تسلسل

ك القانون، أي لسان حال الربملان، أو بتعبري أدق الشكل القواعد القانونية هو بدون شالرمسي والقانوين اليت تصب فيه القواعد القانونية ذات الطبيعة التشريعية و احملدد دستوريا ، وإىل جانب القانون الذي ميثل إذن العمل الربملاين النموذجي توجد شىت أعمال برملانية

وتفيد عبارة أعمال الربملان جمموع . ئات الربملانأخرى، أي أعمال صادرة عن مصاحل وهياألعمال الصادرة عن االس الربملانية، وبصفة أدق، فإا تشمل التدابري املتخذة من هيئاا

.68 ، املرجع السابق ،صرمضان حممد بطيخ 1



256

اللوائح، التوصيات، القرارات : وجلاا ومصاحلها، ومن أمثال هذه التدابري نذكر خاصةوجممل هذه األعمال تصب يف صلب . املكتبوتصرفات اللجان الدائمة ، قرارات الرئيس و

واألصل العام متتع هذه األعمال باحلصانة الربملانية . )1(ممارسة الربملان لعمله التشريعي والرقايباملوضوعية، وقد طرح عدة إشكاالت قانونية خبصوص موقف القضاء من الطبيعة القانونية

الربملانية لتفسري نص تشريعي غامض أو لألعمال الربملانية ومدى إمكانية اللجوء لألعمال .االستناد عليها يف جمال املتابعات القضائية خصوصا يف حالة قضايا فساد أعضاء الربملان

واحلصانة القضائيةالطبيعة الربملانية ألعمال الربملان: أوال

بأعماله املنصوص عليها دستوريا إن الضرورة الوظيفية تفرض اضطالع الربملان

. حتما اختاذ جمموعة من التدابري الالزمة سواء كانت حتضريا أو تنظيما أو تطبيقا هلايتبعهوميكن التأكيد دون تردد على أن هذه األعمال تتمتع بالطبيعة الربملانية، فقرار حتديد جدول األعمال، وقرار استدعاء عضو من احلكومة لتقدمي ومناقشة مشروع قانون أمام جلنة دائمة،

ديد تاريخ انعقاد اجللسات، وقرار استدعاء اجتماع املكتب، كلها أعمال برملانية وقرار حتيضاف إىل هذه الفئة من األعمال والقرارات، كل اللوائح املصوت عليها طبقا . بطبيعتها

.للدستور، والتوصيات اليت تتخذها اللجانتعها باحلصانة ويؤكد هذا التكييف القانوين للطبيعة الربملانية هلذه األعمال مت

القضائية تأسيسا على عدم اختصاص القاضي النظر يف شرعيتها أو التعرض ملعاجلة املسؤولية اليت قد تترتب عنها، وهذا يفيد أن هذه األعمال مثلها مثل أعمال احلكومة ، تنشئ حاجزا

ا أنه من مع اإلشارة دائم. مينع رقابة القاضي هلا، سواء كان هذا األخري إداريا أم جزائيا الناحية القانونية البحتة ال يعد هذا التحليل، أي ربط االمتياز القضائي بالطبيعة الربملانية هلذه

هلذا يعمد دوريا املشرع والقاضي يف ذات الوقت إىل التقليص . األعمال، ال مالئم وال مرضتابعة من هذه األعمال حىت يتسىن مراقبتها وعدم السماح ملصدريها االنفالت من امل

.33، ص 2010،نوفمرب 26جملة الفكر الربملاين ،العدد مبدأ تدرج قواعد النظام القانوين يف اجلزائر،، أعمال الربملان وعبد ايد جبار 1



257

.)1(واملراقبة من قانون احلقوق، اليت مل حتدد سوى نوع 09ومبقتضى التفسري الواسع للمادة

طرح استخدام املناقشات والوثائق الربملانية . األعمال املشمولة باحلماية دون حتديد ملرتكبهاجاء قرار غرفة اللوردات يف 1993ويف عام . أمام هيئة قضائية مشكال منذ وقت طويل

ستناد لألعمال اال ليضع حدا ائيا للحضر التقليدي ملبدأ عدم Peppers v Hartضية قوذلك حماكاة للموقف السائد يف كل من فرنسا . الربملانية يف إطار تفسري نص قانوين

.أ.م.والوومع ذلك، ويف املقابل، فإن احلضر الواجب على عضو الربملان لتقدمي تقييم عن

ا وظائفه ال زالت تشكل مصدرا للعقبات يف مسألة قبول األدلةاألسلوب الذي مارس .وتظهر صعوبات اإلثبات بشكل خاص حينما ترتكب خمالفة من طرف عضو الربملان خارج إطار مهامه، وتقتضي وجوب العودة إىل الكيفية اليت مارس ا مهمته كدليل إثبات أو

.)2(وسيلة دفاع أمام القضاء

ة اللجوء لألعمال الربملانية لتفسري النصوص التشريعية الغامضةمدى إمكاني: ثانيا

من قانون احلقوق يف اململكة املتحدة تقليديا بأا متنع احملاكم يف 09فسرت املادة حالة مواجهة نص تشريعي غامض اللجوء إىل املناقشات الربملانية املطبوعة من طرف

Hansard ترخيص صريح منها، مث نع شرط إصدار امل، وقد وافقت غرفة العموم على رفع مما شجع االستناد على املناقشات . 1981ختلت عن إجراء الترخيص املسبق ابتداء من عام

ويف املقابل، حافظت غرفة اللوردات على مبدأ احلضر قائما دون . الربملانية أمام القضاء عقيدة مسو وعلو الربملان، رغم ومرد ذلك بقاء النظام الربملاين الربيطاين مؤسسا على. ختفيف

، ذلك أن القاضي الربيطاين بقي تقليديا وفيا ملفهوم 1998تبين قانون حقوق اإلنسان لعام

.35ص ،رجع السابق، املعبد ايد جبار 1




258

ضيق لدوره، والذي يتجلى خاصة يف حتفظه النسيب فيما يتعلق بتفسري األحكام التشريعية، . literal ruleوينعكس هذا احلذر يف تغليب التفسري احلريف للنص القانوين

ويف حاالت الغموض اليت تكتنف النص القانوين، وعليه إما االختيار بني التفسري ، وإذا ظهر أن هذه الوسيلة غري جمدية ، وجب عليه وضع التشريع يف golden rule العقالين

، وقد ترتب عن micchief rule املراد حتقيقها من طرف املشرع غايةسياقه بالنظر إىل ال. تخفيف يف بعض جوانبه من اللوائح التفسرييةال 1993لعام Peppers v Hart قرار

الذي تناول معىن احلكم التشريعي الضرييب، رخصت جلنة Peppersومبقتضى قرار االستئناف غرفة اللوردات حتت شروط معينة اللجوء للمناقشات الربملانية دف حتديد إرادة

رفع احلضر مقيدا يف احلاالت اليت تسمح التصرحيات ويبقى . املشرع يف ظل صعوبة التفسري .الوزارية الصادرة خالل املناقشات بتجنب الغموض والنتائج غري املنطقية

اليت مل تشر سوى لألعمال املشمولة باحلماية، من قانون احلقوق09وخبالف املادة تحدة األمريكية اليت فاألحكام الدستورية املتعلقة بعدم املسؤولية يف فرنسا والواليات امل

حددت صراحة النطاق الشخصي لتطبيقها واملتمثل يف أعضاء الربملان والكونغرس، مل يطرح ويقع . استخدام األعمال الربملانية واملناقشات الربملانية يف إطار تفسري القانون أي مشكلة

عيا على القاضي الفرنسي املدعو إلصدار حكم يف قضية ما، والذي ويواجه نصا تشريغامضا، وبرغم من جمهوداته يف التحليل تبقى مبهمة وغري منطقية، البحث عن إرادة املشرع

وتتباين . )1(غاية وروح النص باللجوء إىل األعمال الربملانية اليت سبقت إقرار القانونويف حالة صعوبة املمارسة يف عمل احملاكم يف الواليات املتحدة األمريكية، وبشكل عام،

، فمن الغالب أن يتم االستناد أمام احملاكم إىل املراحل املختلفة للعملية التشريعية التفسري .ومضمواقد رخص حاليا للمحاكم االجنليزية االستناد Peppers v hartsذا كان قرار إو

من قانون اإلجراءات 721ىن املادة املتعلق مبضمون ومع2005 ديسمرب 15 ، يف قرار هلا بتاريخ Nancyومثاله حمكمة استئناف 1

كما يتم اللجوء . اجلزائية ، فسرت حمكمة االستئناف النص املتعلق بتخفيف العقوبات استنادا إىل املناقشات الربملانية للجمعية الوطنية .لألعمال التحضريية غالبا يف املادة اإلدارية

B.Genevois, le conseil d’etat et interprétation de la loi,RFDA,sept-oct,2002,p880 .



259

مقيد لتفسري القانون، فإا مل تلغي مبدأ احلضر نطاقإىل الوثائق واملناقشات الربملانية يف واستمرت صياغة عدم املسؤولية يف طرح . من قانون احلقوق09ينبثق من املادة الذي

صعوبات بالنظر إىل قبول األدلة اليت تتعلق مبمارسة الوظائف الربملانية مبناسبة جرمية ارتكبت .من قبلهم


أمام القضاء كدليل إثباتاحملميةألعمال الربملانية مشكلة االستناد على ا

هل جيوز للقاضي أن يعتد عند نظره إلحدى : والتساؤل الذي يطرح يف هذا الصددالدعاوى مبا يكون قد أبداه عضو الربملان يف جلسات الس أو يف أحد جلانه من قول أو

أن عضوا : أوال: رأي له عالقة مبوضوع الدعوى ؟ لإلجابة على هذا التساؤل نفترض مايليحد األفراد العاديني دعوى يتهمه فيها بأنه نسب إليه اامات كاذبة يف الربملان قد أقام ضد أ

فهل يكون من حق املدعى عليه أن يدافع عن نفسه أمام . تتعلق باجتاهه أو مبوقفه يف الربملانالقضاء وذلك باالستعانة مبا يكون قد صدر عم هذا العضو من فكر أو رأي يف الربملان يؤكد

أن هناك عضوا يف الربملان اعتدى على عضو : ما نسب إليه ؟ ثانياصدق ما قاله يف حقه، أوآخر بالضرب أو اجلرح نتيجة ما أبداه هذا األخري من فكر أو رأي ، اعتربه مبثابة اامات كاذبة يف حقه، فإذا رفعت دعوى أمام القضاء من العضو املعتدى عليه بالضرب أو اجلرح،

سك أمام القاضي مبا أبداه املدعى من قول أو رأي فهل يكون من حق العضو اآلخر التم .)1(كسببني دفعاه لالن يرتكب هذا الفعل؟

حق أعضاء الربملان يف التمسك : األول حنن هنا يف الواقع أما مبدأين أساسيني،وللتوفيق بني . باحلصانة ضد املسؤولية الربملانية، والثاين حق الدفاع املكفول أمام القضاء

ن، جيب أن نشري بداءة إىل أن واضعي الدستور حينما قرروا حصانة األعضاء هذين املبدأيضد املسؤولية الربملانية مل تكن لديهم النية على اإلطالق يف حرمان هؤالء األعضاء من حق

.60 ، املرجع السابق ،ص بطيخ حممدرمضان 1



260

الدفاع عن أنفسهم، كما مل تكن لديهم كذلك نية حرمان األفراد اآلخرين املدعى عليهم . حق الدفاع عن أنفسهم، هذا من ناحيةمن قبل أعضاء الربملان من

ومن ناحية أخرى، فإن ما هو ممنوع على القضاء يف مثل هذه احلالة هو استدعاء عضو لسماع شهادته أو ملناقشته فيما أبداه من قول أو رأي يف الربملان مبناسبة مباشرته لعمله

بطوفان من السب والقذف النيايب، فلو أن هناك نائبا عمد إىل التشهري خبصم له وإغراقه ظلما وعدوانا، فإن اين عليه ال يستطيع اللجوء إىل القضاء ملخاصمة هذا العضو عما أبداه من قول أو رأي يف حقه، كما أن النيابة العامة أو القضاء ال يستطيع أن يستدعيه لسؤاله عن

اين عليه ليس له هذا السب أو القذف احتراما حلصانته النيابية، إضافة إىل أن الشخصاحلق من الناحية القانونية يف الرد على هذه االامات وإثبات ذلك الرد يف املضبطة، وإمنا السبيل الوحيد املقترح أمامه يف هذه احلالة ملقاومة هذا الظلم أن يتبىن أحد النواب اآلخرين

1(امات األوىلفيثري املوضوع ويتوىل الرد فيثبت الرد يف املضبطة كما أثبتت اال( . بعد هذا اإليضاح نستطيع القول أنه يف الفرض األول السابق اإلشارة إليه، يصبح من حق املدعى عليه أن يتشهد أمام القضاء مبا صدر عن العضو يف الس وذلك للدفاع عن نفسه ودرء االامات املثارة ضده من قبل هذا العضو، وليس يف ذلك أي اعتداء على مبدأ

صانة ضد املسؤولية الربملانية، ذلك أن عضو الربملان مل يستدع يف هذه احلالة أمام القضاء احلمبناسبة ما أبداه من قول أو رأي ، بل إن مثل هذا القول أو ذلك الرأي مل يثر أمام القضاء أصال إال نتيجة التجاء عضو الربملان ذاته إىل القضاء، ومن مث يصبح حق الطرف اآلخر أن

ويف . فع عن نفسه وإال أهدر مبدأ دستوري مكفول للجميع وهو مبدأ حق الدفاعيداأن يتمسك كدليل يدافع به ) عضو برملاين( الفرض الثاين، يكون من حق الطرف املعىن علي

من قول أو رأي دفعاه ألن يقترف ) عضو برملاين كذلك(عن نفسه ما صدر عن املدعى ة مثل هذا القول أو ذلك الرأي يف ساحة القضاء ليس دف ذلك أن إثار. )2(فعلته اليت أتاها

استدعاء من صدر عنه للقضاء وحماسبته عليه أو سؤاله عنه، وإمنا فقط من اجل الدفاع عن

.60 ، املرجع السابق ،ص بطيخ حممدرمضان 1 .61 ، املرجع السابق ،ص بطيخ حممدرمضان 2



261

فحق . النفس وهو حق مكفول للجميع سواء أكانوا أعضاء يف الربملان أم ليسوا كذلكني مع ما هو مقرر ألعضاء الربملان من الدفاع عن النفس إذن ال يتعارض يف الفرضني السابق

حصانة ضد املسؤولية الربملانية، وإمنا كل ما يف األمر أنه جيب على عضو الربملان، إذا أراد أن يدافع عن نفسه أمام القضاء، أن حيصل على إذن الس التابع له، إذ ليس له احلق الرتول عن

وقد جرت التقاليد ). لداخلية لس الشعب من الالئحة ا361املادة ( احلصانة الربملانية الربملانية على أن يأذن الس كقاعدة لعضو الربملان بالتوجه إىل القضاء ليربئ ساحته من التهم املسندة إليه وذلك بناء على طلب العضو ذاته، ذلك الطلب الذي يتخذ يف الغالب

أن ال أحد فوق املساءلة أو املسؤولية، إميانا باهللا سبحانه وتعاىل، ومبصر، وب: الصيغة التاليةوثقة مين يف القضاء املصري العادل ورجاله األفاضل، وإميانا واقتناعا برباءيت مما نسب إيل نتيجة الشكاوى كيدا من احلاقدين، أطلب منكم رفع احلصانة عن لسؤايل أمام جهات

. )1(ويل التوفيقوأشكركم واهللا .... القضاء املختصة ألمتكن من طرح كل احلقيقةسؤولية الربملانية يف اململكة املتحدة باعتبارها عائقا إلقامة أي عدم املفسرت و

، حبضرها الرجوع إىل األعمال احملمية بعدم املسؤولية حىت مسؤولية بالنسبة ألعمال الربملانجل إقامة مسؤولية عضو الربملان من أخالل سري دعوى قضائية، وليس املقصود منها

.عمال املتخذة يف إطار ممارسته ملهامهاألطرح نطاق احلصانة ،1996 من قانون التشهري لعام 13ة وإىل غاية إقرار املاد

مر الذي يتطلب الربملانية مشاكل حادة يف اململكة املتحدة بسبب دعاوى القذف والتشهري األ. من قانون احلقوق09ة التصرحيات واألقوال احملمية مبقتضى املادعلىاالستناد كدليل إثبات

كما استدعى البعد االثبايت لعدم املسؤولية وعموما قوة آثارها للتساؤل حول قدرة هذه .خضعوا وظائفهم مقابل تلقي منح ومزايا غري مستحقةالنظم على معاقبة النواب الذين أ

حل مثري للجدل ملشكلة بريطانية خاصة: من قانون التشهري13املادة: أوال

اللجنة القضائية للمجلس اخلاص نطاق منع املساءلة واالستجواب املقرر أكدت

.6072،ص1981 يونيو سنة 20ملحق مضبطة اجللسة اخلامسة والستني لس الشعب يف 1



262

من قانون احلقوق من خالل حضرها أي إقامة للمسؤولية املدنية أو 09مبقتضى املادة اجلزائية لعضو الربملان بالنسبة لألعمال احملمية، ومبناسبة فصلها يف قرار حمكمة استئناف

newzeland لجنة القضائية يف قرارها يف قضية، ذكرت ال1955 عامpreeble v tlevision new zeland من قانون احلقوق ووفقا ملبدأ الفصل بني السلطات 09بأن املادة

متنع على احملاكم فحص حقيقة أو تقدير التصرحيات الصادرة يف داخل الربملان، حىت وإن و اجلنائية للجهة اليت صدرت عنها كان هذا البحث لن يترتب عنه إقامة املسؤولية املدنية أ

. التصرحيات حمل اخلصومة من قانون 09للمادة new zelandويؤيد هذا املوقف التفسري الذي تبنته حمكمة

يف هذه احلالة، فقد واجه دعوى تشهري، اقتضى ردها بيان أن التصرحيات صدرت . احلقوقندية، مع التنويه أن القانون عن صاحب الشكوى خالل املناقشات الربملانية النيوزال

من قانون احلقوق، ومنع من استخدام 09 أعاد حرفيا املادة 1908النيوزالندي لعام األعمال الربملانية يف دعوى قضائية، ولكن يبقى غري عادل السماح لصاحب الشكوى املتابعة

عات احملركة بالتشهري شخص غري قادر على الدفاع، وقررت حمكمة االستئناف إيقاف املتاب .)1(من طرف النيابة

وقد طرح مشكل مشابه هذه املرة أمام احملاكم الربيطانية مبباردة من جريدة Guardian اليت قامت بنشر معلومات حول فساد أعضاء الربملان، رفع Nil Hamilton

دعوى تشهري ضد اجلريدة اليت أكدت تلقي عضو الربملان مزايا غري مستحقة من أجل طرح الرجوع إىل املناقشات الربملانية Guardianودفاعا عن نفسها قررت جريدة . سئلة برملانيةأ

صدر حكم يقضي توقيف املتابعات . لتسليط الضوء على القصد اجلنائي ملداخالت النائب لعدم جواز رجوع القضاء للمناقشات الربملانية الستخدامها Hamiltonاحملركة من طرف

. احلكم ضررا لعضو الربملان بعدم حصوله على احلق يف التعويضكأدلة إثبات، وشكل دف جتنب اآلثار السيئة 1996 من قانون التشهري لعام 13وجاء تبين الفقرة

بالنسبة ألعضاء الربملان املشهر م، من خالل ترخيصها لعضو الربملان املشهر به استبعاد




263

ية املوضوعية، و إقامته لدعوى حىت ولو كان هلذه بتنازله عن حصانته الربملان09تطبيق املادة Nil Hamilton استخدمت من طرف عضو الربملان وقد . األخرية مساس بامتياز الربملان

خالل حصة تلفزيونية بأنه دفع هذا األخري ، أكد M.Alfayedيف إطار دعوى تشهري ضد M.Afayedربملان، وقد حاول املال من أجل االستفادة من تدخالت برملانية لصاحله يف ال

احلصول على توقيف املتابعات استنادا ملبدأ عدم جواز العودة للمناقشات الربملانية كدليل استخدم حقه يف Hamiltonإثبات، وقضت غرفة اللوردات بقبول الدعوى، مادام أن

.)1(1996 من قانون التشهري لعام 13التنازل عن احلصانة مبقتضى الفقرة اليت أدت يف الواقع إىل حتويل جزء من 13 الفقه الربيطاين بشدة الفقرة وانتقد

احلصانة ببعدها املؤسسايت املقرر حلماية الغرفة إىل امتياز شخصي خيضع تطبيقه إلرادة عضو une فقد سعت إىل تغيري يف طبيعة عدم املسؤولية بتحويلها من مؤسسة موضوعية . الربملان

institution objective إىل حق شخصي droit subjectif التنازل متاح لعضو الربملان 1995 كان ملواجهة آثار قرار 13وهذا التحول اجلوهري يبني اهلدف من الفقرة . عنها

Preeble ومقدمته الحقا، عرب حكم Hamilton فقد جاء يف حكم ،Preeble أن املادة إخضاع إعماهلا بقرار انفرادي لعضو من أعضاء حتلل إىل امتياز مجاعي للربملان وال ميكن09

.الربملان يف تقييد تطبيقها بالنسبة للقضايا املدنية ودعاوى 13وتتمثل مساوئ الفقرة

ومن مث فهي بعيدة عن تسوية العقبات . ضحيتهاالتشهري اليت يكون عضو الربملان مرتكبها أو وقد جاء تقرير . ت خصوصا يف املادة اجلنائية حول قبول أدلة اإلثبا09املترتبة عن آثار املادة

Nicholls التشهري بهبتوضيح للمشاكل غري احمللولة، وذلك من خالل تصوره ملواطن يتم 09أو قذفه من طرف عضو الربملان خالل مناقشة برملانية ، ولكنه يدرك مشول املادة

حقه بنفسه، ليصبح مذنبا لألقوال والصرحيات الصادرة يف اجللسة، ومن مث يقرر اقتضاءوخالل احملاكمة اجلنائية املتابع من أجلها، . بسبب الضرب واجلرح العمدي لعضو الربملان

تشكل عقبة أمام مرتكب اجلنحة أو اجلناية يف االستناد لألقوال الصادرة 09جيد أن املادة




264

موقف احملاكم يف ظل غموض . يف اجللسة من أجل االستفادة من الظرف املخفف لالستفزازبالرغم من إشارة قرار احملكمة األوربية حلقوق . الربيطانية يف مواجهة مثل هذه احلاالت

، ومن مث فاحللول اليت ميكن تبنيها 09اإلنسان إىل قانونية الغايات املستهدفة من طرف املادة ن املتعلقة حبق من االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسا06جيب أن تكون موافقة ملتطلبات املادة

اللجوء إىل القضاء، ذلك أن إجراء توقيف املتابعات ينكر حق صاحب الشكوى يف اللجوء إىل العدالة ، وتشكل يف املقابل حرية السري يف الدعوي اعتداء على حق املساواة اإلجرائية

. يف الدفاع، 13يح الفقرة وبالنظر إىل عدم توافق املبدأين متعددة هي االقتراحات املتعلقة بتنق

الذي اقترح تبين حكم عام يهدف إىل Geoffrey Marchalواألكثر جذرية الصادرة عن املتعلقة باإلعفاء من املسؤولية املدنية واجلنائية بالنسبة لألعمال 09حصر نطاق آثار املادة

الربملانية املرتبطة بالوظيفة دون سواها، ويرخص االستناد والعودة إىل املناقشات واإلجراءات أمام القضاء بالنسبة لباقي احلاالت األخرى ، ومن شأن هذا اإلصالح أن يؤدي إىل حماكاة

Nicholls أوصت جلنة .ودون الذهاب بعيدا. )1(كبري اآللية الربيطانية ما تعرفه فرنسابإمكانية توسيع التنازل عن احلصانة الربملانية املوضوعية خارج دائرة دعاوى التشهري

وقد اعتمد . القذف، ولكن حتت شرط إجرائي يتمثل يف منح الغرفة حق رفع هذه احلصانةو الذي اقترحه يف مشروع قانون Lester of Herneهذا اجلزء من احلل من طرف اللورد

واقترح منح رئيس الغرفة إمكانية رفع احلصانة، .1996 لتعديل قانون التشهري لعام 2010على األقوال والوثائق احملمية مبقتضى ل يف سياق اإلجراءات القضائيةمن أجل االستناد كدلي

. من قانون احلقوق09املادة وطرح نطاق آثار املادة األوىل الفقرة السادسة من الدستور األمريكي صعوبات كبرية خصوصا حول مدى إمكانية اللجوء إىل األعمال التشريعية لعضو الربملان مبناسبة

ام القضاء كدليل إثبات أو وسيلة للدفاع صعوبات كبرية حينما يتعلق األمر دعوى قضائية أمإن احلصانة املقررة يف الدستور األمريكي ليس هلا نتائج . مبتابعة أحد أعضاء الربملان الفاسدين




265

ولكنها تتضمن . بالنسبة للمسؤولية مادام أا حتضر على الناخب مطالبته بنشاطاته التشريعيةلكن هذه األخرية ال تطرح صعوبات مهمة كما يف لكة املتحدة بعد إثبايت،كما يف املم

. القانون االجنليزي، خصوصا مادام عدم تطبيق قاعدة االستبعاد لفائدة عضو الكونغرسيف مثل هذه الفرضيات، مييل النظام األمريكي إىل اعتبار وجود خطر على الناخب

لألعمال املؤداة يف إطار ممارسته ملهامه بطريقة بأن يصبح مكرها على تقدمي حساب بالنسبةكما اعترفت بعض القرارات ألعضاء . تصبح مناقضة ملتطلبات وأهداف احلصانة الدستورية

الكونغرس بإمكانية االستناد على األعمال التشريعية دف الدفاع خصوصا يف مادة صانة الدستورية على املصلحة ويف األخري، فقد أسست احلماية املقررة مبقتضى احل. التشهري

العامة اليت تقتضي احلرية الضرورية حلركة وعمل نواب الشعب، ويبدو مستبعدا أا صممت .)1(كامتياز شخصي ميكن لعضو الربملان التنازل عنه

ويتبني من خالل ما سبق، أن مسألة اللجوء إىل األعمال الربملانية يف إطار دعوى قوال غري املشمولة بعدم املسؤولية متت معاجلتها بشكل كبري يف التشهري والقذف بالنسبة لأل

.اململكة املتحدة والواليات األمريكيةصادرة العمال األ سا،كما يف اململكة املتحدة، ال ميكن أن تكون حمل متابعةيف فرنو

أي مستوى علىانية العامة ويف إطار اللجان واملهام الربملاتيف اجللسعن أعضاء الربملان بيد أن التساؤل الذي يطرح حول مدى حضر احلصانة الربملانية متابعة عضو الربملان كان،

لتصويته أو خطابه للدفاع عن مصاحل شخصية يف مقابل تلقي مزايا غري همتهم باستخدام .مستحقة

جلرائم الفساد أعضاء الربملانارتكاب:ثانيا

الربملان رأيا يف مسألة ما، أو أن يتخذ موقفا قد حيدث أحيانا أن يبدي أحد أعضاء

وإمنا لتحقيق مصاحل شخصية . حيال هذه املسألة موقفا معينا، ال بغرض حتقيق الصاحل العامكما لو كان هناك مثال مشروع قانون مطروح أمام الربملان، وكان هذا . لبعض األفراد




266

بالذات، فيتصل بأحد أعضاء املشروع يهم فئة معينة من األفراد، أو يهم شخصا معينا الربملان الذي وعد بالدفاع عن هذا الشروع لكي يرى النور أو العكس ووعد بالنقد واهلجوم عليه إلحباطه وقتله يف املهد، وذلك يف مقابل رشوة أو مزية غري مستحقة تقضاها

د فهل من املمكن أن حيتمي هذا األخري وراء احلصانة ض. هذا العضو من صاحب الشأن .)1(املسؤولية الربملانية لكي يفلت من العقاب عن الرشوة اليت تقاضاها؟

أصبح مقبوال يف فرنسا ومنذ . Wilsonونتيجة الفضيحة املرتكبة من طرف النائب ، أن عدم مسؤولية الربملانية ال ميكن أن تشكل عقبة إلدانة األعمال التاسع عشرالقرن

وقد أدين . ية واليت ترتبط بالتصويت واآلراء املكونة للجرميةاألجنبية واملخالفة للعهدة الربملان Seineمن طرف حمكمة اجلنح ملنطقة1888 يف األول مارس من عام Wilsonالنائب

26ويف . )2(بسبب اقتراحه املدعى عليه استحقاق وسام الشرف يف مقابل مبلغ مايل معتربن الوقائع ال ميكن تكييفها يف أي ألغت حمكمة االستئناف احلكم باعتبار أ1888مارس

ومن وجهة النظر القانونية، تكمن الصعوبة املزدوجة يف . حكم من أحكام القانون اجلنائي الذي أسست عليه حمكمة اجلنح حكمها يف 1808 من قانون العقوبات لعام 177املادة

.تطبيقها على األفعال والوقائع املرتكبة من طرف املوظفني العامنيمر الشك قائما حول مدى استيعاب املنتخبني يف مفهومها، أما الصعوبة واست

اليت 1875 من القانون الدستوري لعام 13األخرى، فتكمن يف حتديد ما إذا كانت املادة من الدستور احلايل 26قررت مبدأ عدم املسؤولية الربملانية يف عبارات قريبة من املادة

من قانون العقوبات على أعضاء جملس الشيوخ 177ن ستشكل عقبة أمام تطبيق املادة مالذي سوى هذه 1899 جويلية 4 وسدا هلذا الفراغ القانوين صدر قانون. والنواب

.)3( من قانون العقوبات على املنتخبني177الصعوبات من خالل متديده نطاق تطبيق املادة

.62 ، املرجع السابق، ص بطيخ حممدرمضان 12 Tribunal correctionnel de la seine,10é chambre,1ere mars 1888 . 3 La loi du 4 juillet 1889 précise que sera punie des peines prévues par l’article 177 de l’ancien code pénal « toute personne investie d’un mandat électif qui aura agrée des offres ou promesses, reçues des dons ou présents, pour faire obtenir ou tenter de faire obtenir des décorations, médailles, distinctions ou récompenses, de places, fonctions ou emplois, des faveurs quelconque, accordés par l’autorité publique et ainsi abusé de l’influence réelle ou supposée que lui donne son mandat ».



267

لعقوبات أول تطبيق من قانون ا177وقد عرف التعديل اجلديد لنطاق تطبيق املادة ، فقد اشتبه يف أعضاء 1892يف عام Canal de Panama له يف القضية الشهرية قناة بنما

الربملان تشجيعهم بواسطة املال لتبين قانون متعلق بإصدار السندات على دفعات لتمويل Sansوطعن النواب بالنقض يف احلكم، واستند النائب . 1888القناة مابني احمليطات يف عام

Leroy ملبدأ عدم املسؤولية الربملانية بالنسبة لآلراء ا وآخرون على أن متابعتهم جرت انتهاك وقد رفضت حمكمة النقض يف قرارها . والتصويت الصادر عنهم أثناء تأديتهم لوظائفهم

املتابعة واإلدانة حيث جاء يف قرارها قوهلا أن الدفوع املقدمة، 1893 فيفري 24الصادر يف ت مستندة إىل التصويت واآلراء الصادرة يف أثناء ممارسة العهدة التشريعية، ولكنها تقوم ليس

فقط باالستناد على تلقي مزايا يف احلاضر من أجل حتويل االقتراح إىل قانون يتعلق بإصدار .)1("سندات لتمويل القناة الدولية لبنما

عدم املسؤولية الربملانية، وعليه، فمعاقبة استغالل النفوذ ال يتضمن أي انتهاك لليست اخلطب والتصويت يف الواقع هي يف حد ذاا حمل العقاب، وإمنا األفعال واملناورات اخلارجية هي اليت تشكل جرمية يعاقب عليها القانون، وبعبارة أخرى، فإن قانون العقوبات

يت سبقته، حيث تبقى يتجاهل األعمال املشمولة باحلصانة الربملان لريكز فقط على األفعال ال من قانون العقوبات 177وقد تركت املادة . معاقبا عليها إذا كانت تكفي لتشكيل جرمية

اليت تعاقب اليوم الفساد السليب واستغالل النفوذ املرتكب من 432-11مكاا للمادة .)2(طرف أشخاص ميارسون وظيفة عامة وكذلك الذين يزاولون عهدة انتخابية عامة

Edouard. Martin, op.cit, 64-65. 1 « la poursuite et l’accusation(…) ne sont pas motivées pars des opinions ou des votes émis par eux dans l’exercice de leur mandat législatif »mais « sont uniquement basées sur le fait d’avoir reçu des dons ou présent, dans le but de faire convertir en loi une proposition relative à l’émission d’obligations du canal interocéanique de panama ». Cass. crim.,24 février 189, bull.crim.n049, p 71 ; arrêt également reproduit dans la note Sirey

précitée, p 223. 2 Article 432-11 : « est punis de dix ans d’emprisonnement et de 150000 euros d’amende le fait, par une personne dépositaire de l’autorité publique, chargée d’une mission de service public ou investie d’un mandat électif public, de solliciter ou d’agréer sans droit, à tout moment, directement ou indirectement, des offres, des promesses, des dons, des présents ou des avantages quelconques : soit pour d’accomplir un acte de sa fonction, de sa mission ou de sont mandat ; Soit pour abuser de son influence réelle ou supposée en vue de faire obtenir d’une autorité ou d’une administration publique des distinctions, des emplois, des marchés ou toute autre décision favorable ».



268

لكة املتحدة، وخبالف ذلك، تتم متابعة أعضاء الربملان الفاسدين وفق خمطط يف املمووفقا للمفهوم التقليدي املوسع لالختصاص احلصري . خمتلف جدا عما هو سائدة يف فرنسا

للغرف فيما يتعلق بقضاياها الداخلية، تشكل وقائع وأفعال الفساد املرتكبة من طرف عضو .)1(نة معاقب عليها من طرف الغرفة نفسهامن أعضاء الربملان جرمية إها

ويبقى موضوع اختصاص حماكم القانون العام وتطبيق القوانني اجلنائية العادية على فقد وجدت . جرائم فساد أعضاء الربملان غري ممكنة يف الواقع، وذلك حىت وقت قريب، أين 19 القرن اململكة املتحدة نفسها يف وضع قريب من ذلك الذي عرفته فرنسا يف اية

مدى استيعاب املنتخبني يف مفهوم املوظفني العامني احملددين Wilsonطرحت فضيحة ، ذلك أن أغلبية القوانني الكربى الربيطانية يف موضوع 1808مبقتضى قانون العقوبات لعام

الفساد ليست مرجحة تطبيقها على أعضاء الربملان مبا أا اقتصرت على مفهوم اهليئات هذا األخري . )2(1889 يف قانون مكافحة فساد أعوان الدولة لعام امة واملعاونني العامنيالع

ويبقى مدى تطبيق القانون على أعضاء ،2010لعام Bribery Actعوض بقانون الرشوة Sans Leroyوالصعوبة الثانية تبدو مشاة لتلك اليت رفعها النائب . الربملان يبقى غري أكيد

غاية اليوم ، وهو مدى توافق التشريع إىل بالنقض اليت مازالت سارية املفعول دعما لطعنه ويفترض خضوع أعضاء الربملان بسبب . املتعلق مبكافحة الفساد مع عدم املسؤولية الربملانية

جرائم الفساد أمام احملاكم العادية الربيطانية يف بعض احلاالت مشكل مناقشة األفعال املتخذة لعام Papper v Hartأمامها ، واحلال، وبعيدا عن احلاالت املقررة مبقتضى قرار يف الربملان

حينما قضت غرفة العموم بإقصاء نائب بسبب تلقيه هدايا غري مستحقة ،ويف 1667يعود استعمال سلطة اإلهانة يف قضايا الفساد لعام 1

نائبا ل 20 يف إطار حتقيقاا حول فساد أعضاء الربملان بتقدمي معلومات تفيد بتلقي Sanday Time ، قامت جريدة 2004عام جنيه إسترليين مقابل تدخالت يف املناقشات الربملانية ،ونظرا لثبوت الوقائع قامت غرفة العموم بتعليق حضور النواب ملدة تتراوح1000

. يوما عن وظائفهم 20 إىل 10بني ال 1889لعام Public Bodies Corrupt Pratices Actن قانون أ Salamon commissionت جلنة اعترب 2

، كما ال ميكن اعتبار " public bodyتنطبق عليه صفة املوظف العام يسمح مبعاقبة أعضاء الربملان الفاسدين، ذلك أن عضو الربملان ال Prevention of corruption Actتكز عليه قانون الوقاية من الفساد وهو املصطلح الذي ير،" agent"عضو الربملان كعون

.1906لعام



269

من قانون احلقوق متنع 09، جند أن املادة 1996 من قانون التشهري لعام 13 والفقرة 1993فحص الوثائق املتعلقة بالوظيفة الربملانية داخل احملاكم، ومن مث تواجه احملاكم حنن صعوبة

هذه الصعوبة هي اليت تفسر وحدها ملاذا الغرف . لة اليت تثبت مادية الوقائعمدى قبول األد .بصفة عامة هي وحدها القادرة على معاقبة أعضاء الربملان الفاسدين

يف قانون مكافحة الفساد دف 09وطالبت جلنة خمتلطة بوضع استثناء للمادة ئف الربملانية من اجل جلب الدليل الترخيص بالعودة لألعمال الصادرة يف إطار ممارسة الوظا

من 2009و تبنت اللجنة اليت خلفتها يف عام . لألفعال املرتكبة من طرف أعضاء الربملان 2010لعام Bribery Actأجل إعداد مشروع القانون الذي أدى إىل ميالد قانون الرشوة

ى امتيازات الربملان تصورا مشاا، بيد أن اقتراح احلكومة قوبل بالرفض باسم االعتداء علذا كانت احلكومة سعت إىل إو .2009لعام Parliementary Standards Actوقانون

ضرورة خضوع أعضاء الربملان للتشريع العام اخلاص مبكافحة الفساد، فقد اصطدم تطبيقه يئات باملسألة الشائكة واملتعلقة بقبول اإلجراءات واملداوالت الربملانية كدليل إثبات أمام اهل

والذي . القضائية، مما استدعى البحث على اعتماد قانون يف املستقبل حول امتيازات الربملان ويهدف املشروع إىل 2010 ماي 25أعلن عن الشروع يف حتضريه يف خطاب للملكة يف

إعادة الثقة يف اهليئة التشريعية اليت تآكلت بسبب فضيحة النفقات واليت دعت إىل األخذ .1999لعام Nichollsنة وصيات جلبت

من 09 أن بند الكالم واملناقشة من الدستور األمريكي مستوحى من املادة اعتباروبقانون احلقوق، فقد طرح كذلك مشكل معاقبة أعضاء الكونغرس املشتبه يف تورطهم يف

ويف الواقع، فإن . غري أن هذه الصعوبات وألسباب متعددة حلت بسهولة. قضايا الفسادختصاص يف اال التأدييب املعترف به للكونغرس مبقتضى الفقرة اخلامسة مل تكن تفسري اال

موسع على غرار ما قامت به غرفة العموم، ذلك أن احملكمة العليا األمريكية بينت بشكل واضح أن الكونغرس ال حيوز يف موضوع اإلهانة سلطات وامتيازات كاليت حيوزها برملان

Westminster جهة أخرى، وكما رأينا يف موضوع التشهري، فاحلكم الدستوري ، ومنالذي مبوجبه ال ميكن أن تكون النشاطات التشريعية حمل مناقشة مل تفسر منطيا بأا تعين



270

عدم جواز االستناد إليها يف القضايا املطروحة أمام احملاكم، حيث مل يطرح أبدا منذ عام انية مع خضوع أعضاء الربملان للقانون اجلنائي، مدى توافق عدم املسؤولية الربمل1853

ولكن، فإن بند . )1(وبالنتيجة إقامة املسؤولية اجلنائية ألعضاء الكونغرس عن جرائم الفساداملناقشة والكالم ال يعين أنه مل له تأثري على املتابعات أعضاء الكونغرس املشتبه يف تورطهم يف

عليا األمريكية أن احلصانة الدستورية ستشكل عقبة قضايا الفساد، وقد اعتربت احملكمة الأمام دراسة معمقة لألسباب اليت دفعت أحد أعضاء الكونغرس لتبين موقف معني، لفرضها

. على عضو الربملان اإلجابة أمام القضاء على أقواله وتصويته لصاحل تفسري واسع للبند ضمانا للبعد الوقائي هلا، Harlanوقد دافع القاضي

السماح للسلطة التنفيذية والقضائية بفحص املربرات اليت قام عليها عمل حممي يضع عضو فومن مث تشكل احلصانة الربملانية عقبة لكل دعوى . الكونغرس حتت رمحة السلطات املنافسةوبعد سنوات، رخصت احملكمة العليا باملتابعات . تتطلب بالضرورة مثل هذا الفحص

ونغرس متهم بالتدخل يف املناقشات املتعلقة باإلعفاءات الضريبة يف املوجهة ضد شيخ يف الك متسكت يف التمييز 1972لعام United state v Brewsterمقابل تلقي رشاوى، ويف قرار

بني قبول مزية غري عادلة اليت جيب أن يعاقب عليها القانون ، يف مقابل خدمات من النائب رية تشكل أعمال تشريعية جيعلها الدستور معفاة من خالل ممارسته لوظائفه ، هذه األخ

.)2(فحص وحبث احملاكم ءإن احلل للصعوبات املطروحة حول البعد اإلثبايت لعدم املسؤولية تكمن يف البنا

الفكري الذي يضمن على األقل يف الشكل إن مل يكن يف املوضوع احترام احلصانة الترخيص للمحاكم بالدخول يف فحص ب عنهيترت مل Brewsterالدستورية، غري أن قرار

معمق وكامل لألعمال التشريعية يف إطار دعوى أمام القضاء يف مواجهة عضو كونغرس وبعبارات القضاء األمريكي بالنسبة لألعمال املوصوفة . بالنسبة لألعمال اخلارجة عن وظيفته

السابق United state v Heltoskiويشهد على ذلك قرار احملكمة العليا يف قضية . سياسية والذي جاء فيه أن األعمال التشريعية املاضية لعضو الكونغرس ال ميكن أن Brewsterلقرار

1Cécile Guérin-Bargues, op.cit, p290. 2Ibid, p291.



271

يبدو استنتاج احملكمة العليا ومع ذلك ،. تشكل دليال يستند عليه للمتابعة يف قضايا الفساد Sans Leroy قضية يف النهاية مشاا للموقف الذي دافعت عنه حمكمة النقض الفرنسية يف

حيل يف جزء من املشكل اخلاص بقبول الدليل يف حالة عضو برملاين مرتشي، وال نعرف ماذا .مينع من الناحية القانونية القضاء االجنليزي بدوره من تبين مثل هذا احلل

ويف مصر، وكما يقول األستاذ رمضان حممد بطيخ قد حيدث أحيانا أن يبدي أحد رأيا يف مسألة ما، أو أن يتخذ موقفا حيال هذه املسألة موقفا معينا، ال بغرض أعضاء الربملان

وإمنا لتحقيق مصاحل شخصية لبعض األفراد، كما لو كان هناك مثال . حتقيق الصاحل العاممشروع قانون منظرو أمام الربملان، وكان هذا املشروع يهم جمموعة معينة من األفراد، أو

، فتتم االتصال بأحد أعضاء الربملان الذي وعد بالدفاع عن هذا يهم شخصا معينا بالذاتالشروع لكي يرى النور أو العكس ووعد بالنقد واهلجوم عليه إلحباطه وقتله يف املهد،

فهل . وذلك يف مقابل رشوة أو مزية غري مستحقة تقضاها هذا العضو من صاحب الشأنضد املسؤولية الربملانية لكي يفلت من من املمكن أن حيتمي هذا األخري وراء احلصانة

.العقاب عن الرشوة اليت تقاضاها؟إن اإلجابة على هذا التساؤل، والذي ال ميثل يف حقيقته أكثر من جدل فقهي أو

ذلك أن استدعاء مثل هذا العضو إىل ساحة افتراض نظري، جيب أن تكون اإلجابة بالنفي،داه من قول أو رأي يف الربملان، وإمنا على أساس القضاء ليس يف احلقيقة مؤسسا على ما أب

الوعد الذي قطعه على نفسه أمام أصحاب املصلحة املشار إليهم، والذي مت بعيدا عن عمله وكذلك على أساس ما تقاضاه من رشوة مقابل ذلك، إذ يعترب يف مثل هذه احلالة، . النيايب

حكم املوظفني العموميني، وهلذا من قانون العقوبات املصري يف 111كما تقضي املادة كل موظف عمومي طلب :" من هذا القانون واليت تقضي بأن103تطبق يف حقه املادة

لنفسه أو قبل أو أخذ وعدا أو عطية ألداء عمل من أعمال وظيفته يعد مرتشيا ويعاقب . عد بهباألشغال الشاقة املؤبدة وبغرامة ال تقل عن ألف جنيه و ال يزيد على ما أعطى أو و

104أما إذا فعل املوظف ذلك لالمتناع عن عمل وظيفته أو لإلخالل بواجباا، فإن املادة



272

.)1(تعاقبه باألشغال الشاقة املؤبدة وضعف الغرامة املذكورة أعالهاملتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته يف مادته 01-06ويف اجلزائر، جاء يف القانون

يقصد يف مفهوم هذا : "ف العمومي حيث نصت املادة الثانية بقوهلااألوىل حتديد مفهوم املوظ. كل اجلرائم املنصوص عليها يف الباب الرابع من هذا القانون" الفساد. "أ: القانون ما يأيت

كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا أو يف " موظف عمومي"ب اء كان معينا أو منتخبا، دائما أو مؤقتا، مدفوع األجر أو أحد االس الشعبية املنتخبة، سو

وجاء الباب الرابع من القانون حمدد ". غري مدفوع األجر، بصرف النظر عن رتبته أو أقدميتهجلرائم الفساد واملتمثلة بالدرجة األوىل يف رشوة املوظفني العمومني بتلقي مزايا غري

. )5(، وتلقي اهلدايا)4(ة استغالل الوظيفة، وإساء)3(، واستغالل النفوذ)2(مستحقةواضح من خالل أحكام قانون مكافحة الفساد تطبيقها على املوظف العمومي، وجاء القانون واضحا يف حتديد مفهوم املوظف العام ليشمل كل من يشغل منصبا تشريعيا،

سواء كان منتخبا ويقصد به العضو يف الربملان بغرفتيه الس الشعيب الوطين وجملس األمة، . )6(أو معينا، سواء كانوا من الثلثني املنتخبني أومن الثلث املعني من قبل رئيس اجلمهورية

.62 ، املرجع السابق ، ص بطيخ حممدرمضان 1كل .2. دج1.000.000 دج إىل200.000سنوات وبغرامة مالية من ) 10(إىل عشر) 2(يعاقب باحلبس من سنتني : 25املادة 2

موظف عمومي طلب أو قبل، بشكل مباشر أو غري مباشر ، مزية غري مستحقة ، سواء لنفسه أو لصاحل شخص آخر أو كيان آخر، ألداء ".عمل أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته

كل .2. 1.000.000 دج إىل 200.000سنوات وبغرامة مالية من ) 10(إىل عشر) 2(يعاقب باحلبس من سنتني : 32املادة 3موظف عمومي أو أي شخص آخر يقوم بشكل مباشر أو غري مباشر ، بطلب أو قبول مزية غري مستحقة لصاحله او لصاحل شخص آخر لكي يستغل ذلك املوظف العمومي أو الشخص نفوذه الفعلي أو املفترض دف احلصول من إدارة أو سلطة عمومية على منافع غري

.مستحقة، كل 1.000.000 دج إىل 200.000لية من سنوات وبغرامة ما) 10(إىل عشر) 2(يعاقب باحلبس من سنتني : 33ملادةا 4

موظف عمومي أساء استغالل وظائفه أو منصبه عمدا من اجل أداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل يف إطار ممارسته وظائفه ، على حنو ".صول على منافع غري مستحقة لنفسه أو لشخص آخر أو كيان آخرخيرق القوانني والتنظيمات، وذلك بغرض احل

دج ، كل موظف عمومي 200.000 دج إىل 50.000وبغرامة من ) 2(أشهر إىل سنتني ) 6(يعاقب باحلبس من ستة : 38املادة 5يعاقب الشخص مقدم اهلدية . ة مبهامهيقبل من شخص هدية أو أية مزية غري مستحقة من شأا أن تؤثر يف سري إجراء ما أو معاملة هلا صل

.بنفس العقوبة املذكورة يف الفقرة السابقة

، اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسيةة، مدلول املوظف العام يف قانون مكافحة الفساد اجلزائري، البن سعدي وهيبة 6 .225، ص2013عدد



273

وعليه، فإن قانون مكافحة الفساد ميتد ليشمل اجلرائم املرتكبة من طرف أعضاء عن أداء الربملان يف حالة تلقيهم ملزايا غري مستحقة أو هدايا مقابل أداءهم لعمل أو امتناعهم

عمل من أعمال وظائفهم الربملانية، كقيامهم بتقدمي اقتراح قانون إللغاء ضريبة أو رسم لصاحل جهة معينة، أو تصويت لصاحل مشروع قانون يهم فئة معينة، أو تقدمي مزايا من أجل

.شغل مناصب قيادية يف إحدى غرفيت الربملان

املطلب الثاين ان السلطة التأديبية للربمل

تعترب مستبعدة متاما إقامة أية مسؤولية جنائية أو مدنية ملرتكب عمل يتمتع حبماية

ويف مقابل ذلك، تبقى عدم املسؤولية الربملانية بدون أثر على . عدم املسؤولية الربملانيةثناء واليت تسمح بتوقيع اجلزاء التأدييب عن األخطاء املرتكبة أ. املسؤولية التأديبية لعضو الربملان

وقد اختلفت النظم . ممارسة الوظائف الربملانية دون املساس مببدأ الفصل بني السلطاتاملقارنة يف تنظيم السلطة التأديبية، ويف طبيعة هذه السلطة، وذلك ما سيتم بيانه من خالل

.مايلي الفرع األول

للربملان السلطة التأديبية تنظيم

احلقوق والبند األول من الفقرة السادسة من قانون09 إذا كانت املادة للمادة األوىل من الدستور األمريكي نص صراحة على خضوع النواب للسلطة التأديبية

من الدستور 109 من الدستور الفرنسي، واملادة 26للغرفة اليت ينتمي إليها، فإن املادة الكالم ألعضاء وخبالف ذلك، فضلت التركيز على منح احلرية الكاملة يف اجلزائري،

وتفسر خصوصيات النص الدستوري الفرنسي العتبارات يف جوهرها تارخيية، واليت . الربملان .مل متنع من تنظيم داخلي للمناقشات يف الربملان



274

تنظيم السلطة التأديبية للربملان يف اجنلترا: أوال

ة التأديبية املخولة تتجلى الصلة الوثيقة اليت جتمع عدم املسؤولية الربملانية بالسلط من قانون احلقوق، وقد أشري الختصاص الربملان كاستثناء ملبدأ 09للغرف يف صلب املادة

الذي كرس مبقتضى النص املؤسس، بإقرار االختصاص عدم مسؤولية أعضاء الربملانناسبة احلصري للغرف يف مادة التأديب وعدم املسؤولية القضائية بالنسبة لألقوال املعرب عنها مب

وقد تبىن الربملان الربيطاين عدة نصوص وقرارات مؤطرة حلرية الكالم بداخله، . أدائهم ملهامهواليت مبقتضاها حضر على أعضاء الربملان استخدام العبارات القاذفة، وتلك اليت ال حتترم

وحيوز رئيس . شخصية امللك، وكذلك العبارات املتدخلة يف دعوى حمل حتقيق أمام القضاءلس السلطة الضرورية اليت تسمح له بفرض احترام هذه القواعد واملعترف ا يف األنظمة ا

، وميكن أن ترتب يف حالة االنتهاك اجلسيم مسؤولية عضو الربملان standar orderالدائمة وبناءا على اقتراح جلنة the contempt of parliament. واملتمثلة يف إحتقار الربملان

الربملانية جيوز توقيع عقوبة اإليقاف اليت ميكن أن تصل إىل طرد عضو الربملان االمتيازات .املعين

من قانون احلقوق يف احلقيقة تاريخ االمتيازات الربملانية 09وتعكس املادة االجنليزية، وتعود إىل فكرة االختصاص احلصري للغرف يف املسائل الربملانية، واليت جاءت

ومن مث، سندرك أن . ع القائم خالل القرنني السادس والسابع عشرتأكيدا لنتيجة الصراالنص على االستثناء التأدييب جاء ليؤكد فكرة االستقاللية يف مواجهة السلطات املنافسة من

وعليه ، يتجلى االستثناء التأدييب كوسيلة . أجل ضمان احلرية الكاملة واملطلقة للقول والكالممن النص عليها إىل تأكيد اخلاصية املطلقة لعدم املسؤولية أو أداة هدف جملس العموم

الربملانية، حبيث ال ميكن بأي حال من األحوال أن تقام هذه املسؤولية سوى أمام الربملان . )1(وبالشكل التأدييب الذي يقرره الربملان

1 La formulation de l’article 9 du bill des droits reflète en revanche l’histoire des privilèges parlementaires anglais qui, lors des leur affirmation conflictuelle au cours du XVI et surtout du XVII siècle, renvoyaient essentiellement à l’idée de la compétence exclusive des chambres en matière parlementaire. On comprend dès lors que l’exception disciplinaire, qui vient concrétiser cette idée d’autonomie, puisse être mentionnée au sein même des articles qui’ au Royaume-Uni



275

وباعتبار أن البند األول من الفقرة السادسة للمادة األوىل مستوحى مباشرة من لنص األساسي االجنليزي، فقد تضمن هو اآلخر نفس احلكم، فنص صراحة على مسؤولية ا

ميكن إقامتها يف مكان آخر سوى أعضاء الكونغرس بالنسبة للخطب واملناقشات، واليت الوحييل احلكم لنص البند الثاين من الفقرة . dans un aucun autre lieuأمام الغرفة األصلية وىل اليت اعترفت صراحة لغرفيت الكونغرس حبق ممارسة السلطة التأديبية اخلامسة للمادة األ

ومبا أا تتيح للغرفة توقيع اجلزاء عن األفعال اخلاصة املرتكبة مبناسبة ممارسة .على أعضائهاالوظائف الربملانية دون اللجوء إىل سلطة أخرى منافسة، فإن هذا النوع من املسؤولية

. ملمكنة يف نظام يسلم باستقالل كل هيئة يف ممارسة وظائفهاالداخلية هي الوحيدة اوداللة وجود رابط قوي بني عدم املسؤولية الربملانية والسلطة التأديبية خبضوع أعضاء الكونغرس لسلطة الغرفة اليت جتلت كاستثناء دستوري لعدم املسؤولية الربملانية اليت

لية خصوصا الثانية والثالثة املكرسة للسلطتني يتمتعون ا، تؤكده املواد الدستورية التاالتنفيذية والقضائية اليت مل تتضمن حكما مشابه ملا هو مقرر يف املادة األوىل فقرة سادسة، وأعضاء الربملان هم الوحيدون الذين خيضعون بالنسبة لألعمال املرتبطة مبهامهم للسلطة

ألخطاء من نفس الطبيعة واملرتكبة من طرف التأديبية ملؤسسام، يف حني أن املساءلة عن اأعضاء السلطة التنفيذية والقضائية فهي بيد السلطة املنافسة، واليت تعود حسب نصوص

وأشري هلذا الرابط بني عدم املسؤولية والسلطة التأديبية . الدستور الختصاص جملس الشيوخاليت ارتكزت على وجود Columbia يف قرار حمكمة استئناف دائرة 1930ألول مرة عام

السلطة التأديبية للدفاع عن مفهوم واسع للمادة األوىل، وأمجعت احملكمة العليا على أنه يف حالة استعمال عضو الكونغرس المتيازاته بشكل تعسفي، يبقى خاضعا للسلطة التأديبية

لية التأديبية وعليه، تظهر املسؤو. املقامة أمام زمالئه استنادا للمادة األوىل فقرة خامسةألعضاء الكونغرس كحد لعدم مسؤولية النواب وضمانة دستورية متنع من شعورهم بأم

.)1(فوق القانون، مبجرد حيازم ملوقع ثقة داخل اهليئة التشريعية املنتخبة

comme aux Etats-Unis, ont vocation à garantir une liberté de parole pleine et entière. Cécile Guérin-Bargues, op .cit,p203. 1 Cécile Guérin-Bargues, op .cit,p201.



276

تنظيم السلطة التأديبية يف فرنسا: ثانيا

املسؤولية الربملانية على خالف النصوص الربيطانية واألمريكية، قامت صياغة عدم

يف الدستور الفرنسي على جتاهل االستثناء التأدييب الذي شكل ثابتا يف مجيع النصوص الدستورية املتعاقبة، وباعتبارها ضرورية للسري احلسن للجلسات، فقد اعترفت الغرف

يف 26ادة وتتميز امل. لنفسها بالسلطة التأديبية كإجراء مسكن آلثار عدم املسؤولية الربملانيةمن قانون احلقوق من خالل خاصيتها 09 عن املادة 1958فقرا األوىل من دستور

ال ميكن متابعة أي عضو يف الربملان أو :" املطلقة، وتنص من خالل صياغتها احملافظة بأنهالبحث عنه أو توقيفه أو احتجازه أو حماكمته بسبب الرأي والتصويت املعرب عنه مبناسبة أدائه

وال يوجد يف النص الدستوري أي إشارة لسلطة تأديبية دف يف أحيان كثرية إىل ". امهمله .تقييد آثار عدم املسؤولية القضائية

من الدستور الفرنسي على توفري احلرية املطلقة للكالم 26وقد ركزت املادة ، وتستمد هذه la pleine liberté de parole dévolue au représentantللنائب

صوصية من أصلها الثوري ، وتتمتع عدم املسؤولية بتقليد برملاين راسخ واستمرارية اخل حمافظة على نفس 26دائمة، باستثناء إسقاط اصطالح احلرمة من النص، فقد بقيت املادة

الذي أقرها ألول مرة يف القانون األساسي محاية مناعية 1791الصياغة الواردة يف دستور واحلال أنه، ال يف إشراقات . ملؤداة خالل ممارسة الوظائف النيابيةبالنسبة لألفعال ا

Mirabeau وال يف مرسوم اجلمعية الذي يعترب مصدر لتحرير نص 1791جوان 23يف ،، يسمح بافتراض إعالن اجلمعية احلصانة مع فكرة حصر التحفظ 1791عدم املسؤولية لعام

إضافة إىل صدور النظام . ية على أعضائهايف ممارسة االختصاص احلصري للسلطة التأديب، بعد أكثر من شهر من إقرار مرسوم 1789 جويلية 29الداخلي الذي مل يوافق عليه إال يف

يف أصلها الثوري األول جتاهلت 26وعليه، فليس صعبا التأكيد أن املادة . عدم املسؤولية . متاما االستثناء التأدييب

والدستوري الفرنسي يشهد قبل كل شيء على حرصه يف وإذا كان التقليد الربملاين



277

ضمان حرية القول والكالم للنواب، فإن تنظيم تبادل اآلراء واألقوال داخل الغرف يعد أكثر من ضروري، فهناك من السلوكيات اليت قد دد حرية التعبري عن اآلراء املختلفة

ومن مث وجب منعها، ومثاله واملتعددة، والذي ميكن أن يشكل إعاقة حلرية املناقشات،صيحات االستهجان، والتصفيق اليت ميكن استعماهلا من أجل التأثري على مضمون

وهذا ما حدث يف فرنسا خالل فترة الوفاق الوطين، ففي اية إحدى اجللسات . املناقشات الشتائم والتهديدات، ما أجرب الغرفة على إصدار montagnardو girondinsتبادل

كل عضو من األعضاء، بعد تذكريه :" ، والذي جاء فيه 1793 جوان 23رها يف قرابالنظام، يستمر يف تعكري صفو املناقشات، يسجل يف حمضر رمسي لترسل أمساؤهم وتنشر يف

. )1("مجيع مقاطعات اجلمهورية باعتباره معكر مداوالت الس تتمتع بثبات يف األنظمة إن حضر السلوكيات املفرطة يف االستحسان أو االستنكار

الربملانية الفرنسية، واليت دف إىل إعطاء الوضوح واملصداقية للمناقشات الربملانية، وهي ال وهذا ما جنده خصوصا . تعين أعضاء الربملان فقط، وإمنا متتد للجمهور احلاضر يف اجللسات

فور كل شخص يقوم يستبعد على ال: " فقرة ثالثة من جملس الشيوخ احلايل91يف املادة .)2("بإشارات االستحسان و االستنكار من طرف احملضرين املكلفني حبفظ النظام

ويستفاد مما سبق، أن السلطة التأديبية ليست استثناء للحصانة الربملانية املوضوعية . بقدر ما هي ضمانة ودعامة محاية احلرية الكاملة واملطلقة للرأي والكالم للعضو يف الربملان

ذا سلمنا فرضا بإقامة املسؤولية فلن تأخذ هذه األخرية سوى الشكل التأدييب وأمام الربملان وإومن هذا املنظور فعدم املسؤولية أقرب إىل معىن االمتياز القضائي منه إىل حصانة . نفسه

رب حقيقية، وال تقدم املسؤولية التأديبية باعتبارها الثقل املوازي لعدم املسؤولية، بقدر ما تعت .أحد مربراا القوية

1« Tous ceux de ses membres qui, après avoir été rappelés à l’ordre par le président, continueront de troubler les discussions, seront inscrits au procès-verbal et leurs noms envoyés et affichés dans toutes les communes de la république, comme perturbateurs des délibérations de l’assemblée ». E. chamontin, essai sur la discipline parlementaire dans les assemblées nationales législatives, th. Droit, Aix-Marseille, 1903,p 97-100. 2Article 91/3 du règlement du Sénat :« toute personne donnant des marques d’approbation ou d’improbation est exclue sur-le-champ par les haussiers chargés de maintenir de l’ordre ».



278

الفرع الثاين طبيعة السلطة التأديبية للربملان

يتضمن قانون التأديب الربملاين جمموعة القواعد الصادرة من طرف الس

ويتعلق األمر . املعين واملقررة ملصلحته، بواسطة املعاقبة عن طريق سلطة اإلكراه اليت حيوزهاوبذلك، يتجلى القانون الربملاين من زاوية النظام التأدييب يف . للهيئةبنوع من التأطري القانوين

ويتميز القانون التأدييب الربملاين . وضعية استقالل تامة يف مواجهة النظام القانوين للدولة .بشكل كبري عن القانون العادي بالنظر خلصوصية حمتواه، وبقدرته الذاتية على توقيع اجلزاء

للمجالسغري احملدد للسلطة التأديبية املضمون: أوال

بعيدا على أن جتري صياغته بنفس درجة دقة صياغة القانون العادي، يتميز قانون التأديب الربملاين بنسبية عدم الدقة يف حتديد مضمونه وحمتواه من خالل تنظيم اجلزاء بواسطة

.l’indétermination du droit disciplinaire parlementaire خاصةعقوبات

وخبالف القاعدة القانونية، اليت ترتكز على فكرة التعبري عن اإلرادة العامة تأيت إحكامها متضمنة لشقي التكليف واجلزاء يف حكم النص القانوين باعتباره يتضمن التزاما باخلضوع إلحكامه،مل تتم صياغة القاعدة التأديبية بنفس الشكل، حيث يقوم القانون التأدييب

ى عدم حتديد حمتواه، وتفسري ذلك، أن القانون التأدييب أقرب للقواعد األخالقية أكثر منه عل .للقانون

بيد أن . واألصل يف القاعدة القانونية أن تتضمن شق التكليف مقابل لشق اجلزاءالصياغة التقليدية لألنظمة الداخلية للقاعدة التأديبية جاءت غري متوافقة مع تقليد احلكم

ويتجلى ذلك، من خالل حتديد اجلزاءات التأديبية أوال، مث بيان اخلطوط العريضة . ئياجلناوالواقع، . ))1ال تطبيقها من خالل فضفاضة األفعال اخلاضعة للتكييف القانوين التقديري

من النظام الداخلي84 التأديبية املترتبة عنها ، فقد نصت املادة جاء تنظيم األفعال املشكلة لألخطاء التأديبية مستقلة عن اجلزاءات 1

: االجراءات ذات الطابع االنضباطي اليت ميكن اختاذها اجتاه أي عضو يف جملس االمة هي" لس األمة على اجلزاءات التأديبية على أنه



279

ا من سلطته، بقدر ما يسمح بتحقيق أن عدم حتديد مضمون القانون التأدييب ال يشكل حد .محاية فعالة للمؤسسة يف مواجهة السلوكيات اليت ميكن أن تشكل مساسا بالسري احلسن هلا

ويبدو جليا عدم حتديد األفعال حمل التأديب يف القانون الربيطاين، فقد ورث أعضاء ذه األخرية هلا نتائج الربملان مفهوم مكافح لالختصاص احلصري للغرف يف اال التأدييب، وه

إجرائية تتجاوز بشكل كبري التأديب الربملاين املعروف، واليت تقررت باسم األصل القضائي للربملان، واملطالبة باالختصاص احلصري لكل غرفة بالنسبة للمسائل الداخلية اخلاصة ا ،

األخرية ميكن وال يتضمن سلطة تأديبية تقليدية، وإمنا سلطة قمع ذات طبيعة جزائية، هذهتطبيقها على األفراد الذين يرتكبون جرمية احتقار الربملان سواء أكانوا أعضاء أو أجانب

outrage يف مقابل مصطلح االهانة the contemp إزدراء وإذا كانت ترمجة مصطلح . عنهق بني لديها اجلدارة يف احملافظة على البعد القضائي للمصطلح، فال ميكن استنتاج وجود تطاب

مفهوم واسع contempt of parliament ومع ذلك يبقى مفهوم احتقار الربملان .املفهومنيوحسب عبارات . الوارد يف األنظمة الداخلية الفرنسية outrageبالنسبة ملفهوم االهانة

Erskane May يغطي االزدراء يف الواقع وبغض النظر عن أية سابقة كل عمل أو امتناع عيق أو يعرقل أداء إحدى الغرف أو أحد أعضائها أو موظفيها يف أداء مهامهم عن عمل ي

.سواء بطريقة مباشرة أو غري مباشرةوعليه، فأفعال االزدراء ختتلق حبسب الطبيعة ودرجة اخلطورة، وتتمثل خصوصا يف

تشهريية عدم االمتثال لألنظمة الداخلية للمجالس ، التصرحيات الكاذبة، األقوال والعبارات ال . الشامتة والقاذفة، أفعال الفساد واالعتداء

ويتمتع الس حبرية حركة كبرية، فسلطة القمع العامة تضاف إىل سلطته التأديبية اليت تسمح له باازاة على أفعال قد ال تشكل انتهاكا المتياز خاص بقدر ما تتضمن مساسا

، نظام من صالحيات رئيس جملس االمةالتذكري بال : 85 املادة ونصت". التنبيه، سحب الكلمة ، املنع من تناول الكمة-التذكري بالنظام، كل عضو ذكر بالنظام للمرة الثانية ، يوجه اليه تنبيه . كل عضو يف الس تسبب يف تعكري صفو املناقشات يذكر بالنظام. أو رئيس اجللسة

ا إذا أخذ الكلمة من غري إذن وذكر بالنظام وأصر مع كما ميكن ان تسحب منه الكلمة، إىل ان تنتهي مناقشة املوضوع حمل الدراسة، وكذ) 3(إذا تعرض اىل ثالثة : مينع عضو جملس األمة من تناول الكلمة يف إحدى احلاالت اآلتية: على أنه86ونصت املادة . ذلك على الكالم

شكل خطري النظام واهلدوء داخل قاعة إذا تسبب يف تظاهرة تعكر ب-3 إذا استعمل العنف أثناء اجللسة، -2تنبيهات أثناء اجللسة، ". إذا قام باستفزاز أو ديد زميل أثناء اجللسة-4.اجللسات



280

ار وانتهاك االمتياز غالبا ما ختتلطان، فإن وإذا كان مفهوم االحتق. بسلطة ومسعة الربملان، contemptغالبية االنتهاكات الواقعة على االمتيازات من املرجح اعتبارها احتقارا للربملان

، Allighanومثاله يف قضية . غري أن فعل االزدراء قد ال يرتب بالضرورة انتهاك لالمتيازلربملان بسبب اامات تشهريية موجهة أقصي عضو غرفة العموم عن طريق إجراء ازدراء ا

من هذا األخري ملوقف عدد من الربملانيني خالل إحدى االجتماعات، بدون اعتبار فعل .)1(كشف معلومات االجتماعات السابقة انتهاكا المتياز من امتيازات الربملان

لقد جعلت سلطة العقاب اليت حيوزها الربملان الربيطاين هيئة معقدة، فهو جهةتأديبية حينما يتعلق األمر بالنظر يف وضع أحد أعضائه، وهيئة قضائية حينما يتوىل معاقبة

على احلد من 1978وعملت غرفة العموم منذ عام . سلوك األشخاص األجانب عنهاستعمال سلطة االزدراء، مدركة أن ممارسة السلطة العقابية من طرف الغرفة على األشخاص

ملتهمني جبرمية االزدراء ال تستجيب ملقتضيات االتفاقية األوربية حلقوق األجانب عن الربملان ا إىل نقل االختصاص اجلنائي للغرف للمحكمة العليا Nicholsوقد دعت جلنة . اإلنسان

High court وبينت جلنة ، Nichols أن اختاذ هذا القرار جاء استناد ملوقف احملكمة ، ويف 1991 أوت 27 يف قضية démonicole c malte األوربية حلقوق اإلنسان يف قضية

قضية احلال، قامت جملة سياسية ساخرة بتحوير تدخالت عضوين من الربملان خالل مناقشات غرفة النواب، وقررت الغرفة إدانة رئيس حترير الة باعتدائه على امتياز الربملان،

واعتربت . يوما حبسا60 يزيد عن وحكم على رئيس التحرير إضافة إىل عقوبة الغرامة مباCEDH أن اإلجراء ذو طابع جنائي، وأدانت إجراءات املتابعة استنادا للمادة السادسة فقرة

كل شخص له احلق يف أن تنظر دعواه بشكل عادل أمام : " أوىل من االتفاقية اليت تنص ".حمكمة حمايدة ومستقلة منصبة بواسطة القانون

، إذا كان االختصاص اجلنائي للربملان على Nicholsوعليه، وحسب تقرير األشخاص األجانب يف حالة املتابعة بتهمة احتقار الربملان انتقل إىل احملكمة العليا، فستبقى الغرف مستمرة يف ممارسة كامل سلطتها التأديبية على أعضائها، باستثناء حق إحلاق عقوبة

1 Cécile Guérin-Bargues, op .cit,p201.



281

.1880احلبس اليت مل تطبق منذ عام

الطبيعة احلمائية للجزاء التأدييب الربملاين: ثانيا

تتصف اجلزاءات التأديبية الربملانية باحلرص على احملافظة يف ممارسة الوظيفة الربملانية، وخبالف القانون اجلنائي الذي ال يقبل تطبيق . وتبدو أحكامها متماثلة يف النظم املقارنة

رمية والضحية ، فالنظام التأدييب الربملاين اجلزاء سوى بواسطة طرف ثالث يتوسط مرتكب اجلليس مشرع فقط من طرف الغرف، بل تسهر هذه األخرية على تطبيقه بنفسها دون تدخل

وهذا القانون الذايت التشريع يهدف للمحافظة على ممارسة الوظيفة . من هيئة أخرى . يةالربملانية، والعقوبة املوقعة يف ظله ال تعوق أداء الوظيفة الربملان

وعليه، فالعقوبة التأديبية ختتلف عن العقوبة اجلنائية اليت تتضمن مساسا بالنشاط فاملتابعات . العام للفرد، وبذلك ، فالقانون التأدييب والقانون العام يسعيان ألهداف خمتلفة

اجلنائية واملدنية دف إىل إصالح الضرر املترتب بالنسبة للضحية واتمع، بينما يسعى إضافة . اء التأدييب لتجنب عوائق ممارسة الوظائف الربملانية واالعتداء على مسعة املؤسسةاجلز

إىل وجود تفاوت واضح بني اجلزاءات التأديبية املقررة مبقتضى األنظمة الداخلية الربملانية، األماكن واجلزاءات اجلنائية املقررة مبقتضى القانون اجلنائي بالنسبة للجرائم القولية املرتكبة يف

François Aubert ، Alain Madelin، jacquesفعندما قام. واالجتماعات العامة

Toubon ، 2بالتهجم على شخص رئيس اجلمهورية اختذت اجلمعية الوطنية ضدهم يف إجراء التنبيه البسيط مرفوقا باحلرمان مدة شهر من التعويضات الربملانية، وهي 1984فيفري

أورو املطبقة على املواطن العادي املتهم إهانة 4500 الغرامة املقدرة ال تساوي شيئا مقابل . )1(1881 جويلية 29 املعدلة من قانون 26رئيس اجلمهورية حسب املادة

ويتضح مما سبق، أن السلطة التأديبية دف يف بادئ األمر إىل محاية املؤسسة وليس la nature ذات طبيعة معنوية باألساسجمازاة املخالف أو إصالح الضرر، فاجلزاء التأدييب




282

essentiellement morale du pouvoir disciplinaire ، ويتجلى جانب العقوبة يف شكلصحيح أنه حسب درجة خطورة . التوبيخ أو اللوم، دون عرقلة مباشرة ملمارسة العهدة

صم من اخلطأ املرتكب من طرف العضو يتم تسليط عليه عقوبات مادية كاإلقصاء واخلالتعويضات الربملانية، لكن هذه العقوبات تبقى مكملة للعقوبة املعنوية اليت تعترب يف قلب

كما أن . السلطة التأديبية الربملانية، حيث يشكل التذكري بالنظام والتنبيه منوذجها األصلي .)1(العقوبات املادية مقيدة باحلرص على عدم املساس حبرية ممارسة الوظيفة الربملانية

ويف اململكة املتحدة، للغرفة احلق يف بعض الظروف وضع حد ملمارسة العهدة la nature الربملانية، وهذا االختالف ال ميكن أن ميس الطبيعة املعنوية للعقوبة التأديبية

morale de la sanction disciplinaire واملالحظ أن هذه العقوبة قد سقطت ميتة منذ ،درة هي الظروف اليت جتعل من خطأ عضو الربملان يترتب عنها الطرد ، وحاليا نا1947عام

expulsion وأصبح هذا اإلجراء بدون مربر . دون أن يكون ذلك بسبب متابعات جنائيةقانوين متني خصوصا يف ظل االنطباع السيئ الذي ساد الذاكرة اجلماعية بسبب تعدد

.رن الثامن عشرخالل الق Wilkesحاالت الطرد اليت كان ضحيتها وبالنظر إىل الطبيعة املعنوية لسلطة اجلزاء املعترف ا للمجالس يف املادة التأديبية، تقدم الواليات املتحدة األمريكية املثال الواضح هلذا االستثناء حيث تنص املادة األوىل فقرة

أديبية ال ميكن خامسة من الدستور على حق الطرد املخول للغرفتني، والطرد باعتباره عقوبة ت املتخذ باألغلبية exclusionاختاذه إال بأغلبية الثلثني للغرفة، وهو خيتلف عن إجراء اإلقصاء

.البسيطةوتتميز اجلزاءات التأديبية بتدرجها اهلرمي، ففي فرنسا، اجلزاءات املطبقة اليوم هي

الل اجلمهورية نفسها تلك العقوبات اليت تقررت مبقتضى األنظمة الداخلية للمجالس خالثالثة، ويتعلق األمر بعقوبة، التذكري بالنظام، التذكري بالنظام مع التسجيل يف حمضر اجللسة،

1 Cependant ces peine matérielles ne sont en réalité que des peines accessoires à la peine essentiellement morale qui reste au cœur du pouvoir disciplinaire parlementaires et dont le rappel à l’ordre ou la censure constitue l’archétype. Les peines matérielles sont d’ailleurs limitées par le souci de laisser libre cours à l’exercice des fonctions. M.Duguit, le régime disciplinaire des assemblées législatives françaises, th. Bordeaux dactyl.1927,p124.cité Cécile Guérin-Bargues, op .cit,p222.



283

. )1( من النظام الداخلي للجمعية الوطنية70اللوم، اللوم مع املؤقت وذلك مبقتضى املادة لتزام من النظام الداخلي للرئيس وحده سلطة تنبيه العضو لال71وقد جعلت املادة

بالنظام، وله تقرير ما جيب اختاذه بشأن العضو املتدخل دون احلصول على إذن، وإذا أصر على موقفه يف نفس اجللسة فإن الرئيس يكرر له التنبيه مع تسجيل ذلك يف حمضر اجللسة ، ويعين ذلك أن العضو املعين سوف حيرم بقوة القانون من ربع التعويضات املقررة لعضو

خالل شهر، وتوجيه التنبيه مع تسجيله يف حمضر اجللسة ينطبق أيضا على من يتلفظ الربملان بكالم غري الئق أو يوجه ديد ضد أحد زمالئه، أما اللوم مع اإلبعاد فيتخذ ضد من أبدى مقاومة ضد اللوم أو وجه ضده اللوم مرتني أو حرض على العنف يف جلسة عامة، وضد من

من النظام 73الس أو رئيسه، مثلما نصت على ذلك املادة ارتكب جرمية اإلهانة ضد الداخلي، وكذلك العضو الذي يسب أو حيرض أو يهدد رئيس اجلمهورية، والوزير األول، وأعضاء احلكومة واالس، ويف حالة رفض العضو املعين اإلبعاد تتوقف اجللسة فورا

من النظام 77ة الربملانية طبقا للمادة وتضاعف العقوبة له لتصل مدة ثالثون يوما من الدور . الداخلي للجمعية الوطنية

إن عقوبة اللوم مع اإلبعاد املؤقت ال ميكن اختاذ قرارها إال بعد استدعاء الرئيس مكتب الس الذي يستمع إىل العضو املعين، ومن مث يقرر هذا األخري اختاذ إحدى العقوبات

ظام الس، وهذا القرار يتم تبليغه للعضو املعين من طرف من ن70املنصوص عليها يف املادة الرئيس، فيتم اقتياد العضو إىل خارج مبىن القصر من طرف مسؤول احملضرين، وميكن أن

أشهر يف 6تصل العقوبة حرمان العضو من نصف التعويضات املقررة لعضو الربملان ملدة ، أو ممارسة العنف ضد الزمالء طبقا حالة تعرض حرية املداوالت أو التصويت يف الس

. من النظام الداخلي77لنص املادة وحتوز الغرف الربيطانية على جمموعة من اجلزاءات الواسعة نسبيا، واليت تتمثل باخلصوص يف اإليقاف املؤقت، احلرمان من التعويضات الربملانية، غري أن اجلزاءات األكثر

2Les peines disciplinaires applicables aux membres de l’assemblée sont : le rappel à l’ordre , le rappel à l’ordre avec inscription au procès verbal, la censure, la censure avec exclusion temporaire.



284

تبقى تقليدية وخمففة، ويتعلق األمر باألساس، وحسب استعماال يف مواجهة أعضاء الربملان والتوبيخ call of order والتذكري بالنظام adammitionدرجة خطورايف اللوم

reprimand . من الالئحة الداخلية لس الشعب اجلزاءات 291، 290وقد حددت املادتان

ء اجللسة أو العضو الذي مل املمكن توقيعها على عضو جملس الشعب الذي أخل بالنظام أثنااملنع من الكالم بقية اجللسة، اللوم، احلرمان من : ميتثل لقرر الس مبنعه من الكالم يف

احلضور يف قاعة االجتماع جللسة واحدة، احلرمان من االشتراك يف أعمال الس وجلانه ملدة ملدة ال تزيد على مخس ال تتجاوز جلستني، احلرمان من االشتراك يف أعمال الس وجلانه

. جلسات من الئحة جملس الشعب 291 واملادة 290ويتم توقيع اجلزاءات الواردة يف املادة

باقتراح من رئيس الس بتوقيع إحدى اجلزاءات املذكورة، مث يصدر قرار من الس بأغلبية ا اجلزاءات األخرى أعضائه يف حالة احلرمان من االشتراك يف اجللسة ملدة تتجاوز جلستني، أم

كما جيب أن يصدر القرار أثناء اجللسة اليت حدثت . فيكفي صدور القرار بأغلبية احلاضرينأثناءها املخالفة فإذا انتهت اجللسة دون اقتراح الرئيس توقيع اجلزاء أو دون بث الس يف

لك مساع أقوال اقتراح الرئيس فإنه ال ميكن إثارة هذه املخالفة مرة ثانية، كما يشترط كذ .)1(العضو املعين أو من ينيبه من زمالئه، إذ ال جيوز إصدار القرار دون ذلك

وقد حرص الربملان اجلزائري، على غرار الغرف الربملانية املقارنة، يف تضمني من الس 79 إىل املادة 75النظامني الداخلي لغرفيت الربملان نصوص قانونية يف املواد

من نظامه الداخلي، جزاءات تأديبية 88 إىل املادة 84وجملس األمة من املادة الشعيب الوطين، التذكري بالنظام، : ضد كل عضو من أعضاء الربملان، وتتمثل هذه اجلزاءات التأديبية يف

ويالحظ حمافظة املشرع اجلزائري على الطبيعة املعنوية . التنبيه، املنع من تناول الكلمةإدراكا منه جلوهر . يث مل يقرر أية عقوبات مادية ضد عضو الربملانللجزاءات التأديبية، ح

.اجلزاءات التأديبية اليت تبقى يف األساس ذات طبيعة معنوية

.70املرجع السابق،ص رمضان حممد بطيخ، 1



285

من النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين واملادة 76 و75واستنادا للمادتني يت ميكن اختاذها ضد من النظام الداخلي لس األمة، فمن ضمن اإلجراءات التأديبية ال85

عضو الربملان جند التذكري بالنظام بسبب إتيانه أفعال مادية وسلوكيات من شأا أن تصرف انتباه احلاضرين عن النائب املتدخل بصفة قانونية مما يعكر صفاء اجللسة وحيوهلا عن أهدافها

مسؤول يعترب ذلك وإذا متادى العضو يف تصرفه الال. سواء أثناء اجللسات أو يف عمل اللجانإصرار منه على ارتكاب اخلطأ مما يتوجب تذكريه مرة أخرى بالنظام قبل أن تتخذ قبله

والتنبيه هو جزاء تأدييب ضد عضو الربملان الذي متادى يف . إجراءات أخرى ومنها التنبيهتصرفه رغم تذكريه بالنظام، ومن مث يذكر للمرة الثانية بالنظام، ورغم ذلك يستمر يف

صرفه املخالف، والتنبيه إجراء عقايب أكثر درجة من التذكري بالنظام نظرا لدرجة اخلطأ ت . 1التأدييب املرتكب

ويف حالة . ويعد التنبيه إجراء حتفظي يهدف للمحافظة على السري احلسن للجلساتواملنع من تناول . إصراره تسحب الكلمة منه إىل أن تنتهي املناقشات املتعلقة باملوضوع

لكلمة إجراء معهود لرئيس الس أو من ينوبه حسب األحوال سواء يف الس الشعيب االوطين أو جملس األمة، وذلك يف حالة توجيه ثالث تنبيهات يف موضوع واحد رغم ذلك مل ينصاع هلا، أو استخدم العنف أثناء اجللسات، أو تسبب يف حدوث تظاهرة تعكر بشكل

قاعة اجللسات، أو الذي مارس استفزازا أو ديد ضد واحد أو خطري النظام واهلدوء داخلأكثر من زمالئه، فهذه السلوكيات كلها خمالفة للقانون تستدعي العقاب املقرر وهو املنع من تناول الكلمة، كما حيرم من إعطاء رأيه حول املوضوع املطروح للمناقشة ملدة ثالثة أيام

ك أو رفض االمتثال ألوامر الرئيس أو من ينوبه فإن وإذا مل يردع رغم ذل. خالل الدورةوإجراء املنع من تناول الكلمة يتم اقتراحه من . 2 أيام6العقوبة تتضاعف ليصبح املنع ملدة

1Fatiha Benabbou,op.cit,p153. اذها جتاه نائب يف اليت ميكن اختأدييب ذات الطابع التاإلجراءات" : على أنهللمجلس الشعيب الوطين من النظام الداخلي75نصت املادة 2

لنظام من التذكري با : 76ونصت املادة ". من تناول الكمة التنبيه، سحب الكلمة ، املنعالتذكري بالنظام، : الس الشعيب الوطين هي ذكر كل نائب. ظاماقشات يذكر بالن تسبب يف تعكري صفو املنكل نائب. أو رئيس اجللسة ، صالحيات رئيس جملس الشعيب الوطين

بالنظام للمرة الثانية ، يوجه اليه تنبيه كما ميكن ان تسحب منه الكلمة، إىل ان تنتهي مناقشة املوضوع حمل الدراسة، وكذا إذا أخذ الكلمة : حلاالت اآلتية من تناول الكلمة يف إحدى امينع النائب: على أنه77ونصت املادة . ع ذلك على الكالممن غري إذن وذكر بالنظام وأصر م



286

رئيس الس أو من رئيس اجللسة الذي يستدعي املكتب يف احلني ليمتثل العضو املعين وبعد 79رئيس الس أو رئيس اجللسة عمال باملادة االستماع إليه يبث يف اجلزاء الذي يقترحه

.)1(من النظام الداخلي لس األمة 88من النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين واملادة وتوضح املمارسة الربملانية التماثل الكبري يف اجلزاءات التأديبية من خالل بعدها

ة احملافظة على املمارسة الكاملة املعنوي باألساس وطابعها الرءوف نسبيا، واملفسرة بإرادللعهدة الربملانية، ومن خالل هذه اخلصوصية، يتجلى الضعف املزمن للسلطة التأديبية

.املمارسة من طرف االس النيابية على أعضائهاويستفاد مما سبق، أن القانون التأدييب الربملاين يتميز عن القانون العادي من ناحية

وهذه الذاتية، . جلزاءات احلريصة على احترام ممارسة العهدة الربملانيةمضمونه غري احملدد واتتجلى من خالل قدرة اهليئة الربملانية يف التوقيع الداخلي للجزاء التأدييب، دون احلاجة

.اللتماس تدخل هيئات أخرى

التطبيق السيد للقانون الربملاين التأدييب: ثالثا

ين من خالل تفسري ضيق لشروط قبول أي شكل من يتميز القانون التأدييب الربملاأشكال الرقابة اخلارجية، وتستجيب االستقاللية والذاتية حلرص احترام الفصل بني السلطات اليت تسمح للمجالس يف الوقاية أو املعاقبة االحنرافات املرتكبة داخل املنرب دون اللجوء إىل

.قانون أو هيئة قضائية خارجيةاء الفرنسي للمجالس باحلق السيد يف ضمان النظام للمناقشات وقد اعترف القض

إذا تسبب يف تظاهرة تعكر بشكل خطري -3، إذا استعمل العنف أثناء اجللسات-2، تنبيهات يف موضوع واحد) 3( ثالثة إذا تعرض اىل

". أو زمالء له إذا قام باستفزاز أو ديد زميل-4.النظام واهلدوء داخل قاعة جلسات الس الشعيب الوطينع النائب من تناول الكلمة عدم املشاركة يف مناقشات ومداوالت جلسات الس الشعيب الوطين، مدة ثالثة أيام يترتب على من: 78املادة

.أيام) 6(ويف حالة العود أو رفض النائب االمتثال ألوامر رئيس الس الشعيب الوطين أو رئيس اجللسة، ميدد املنع اىل ستة. خالل الدورةالس الشعيب الوطين منع النائب من تناول الكلمة، يستدعى املكتب لالستماع يف احلني اىل النائب املعين عندما يقترح رئيس : 79املادة

".قبل النظر يف القضية والبث فيها ،، 2011-2010 احلصانة الربملانية يف النظام الدستوري اجلزائري،مذكرة ماجستري، كلية احلقوق،جامعة اجلزائر،،حيياوي فاتح1

.50ص



287

. الربملانية من خالل متتعه بسلطة التأديب اليت ال جيوز الطعن يف قراراا أمام أية جهة قضائية الذي أقر عدم اختصاص 1880 فيفري 24ويتجلى القرار املبدئي يف احلكم الصادر يف

لطة التأديبية تنبثق من احلق األساسي املعترف به لكل النظر يف الدعوى استنادا إىل أن السواعتربت أن السلطة القضائية . هيئة مداولة لتنظيم سري عملها وضمان نظام هذه املناقشات

.)1(ال ميكنها دون انتهاك ملبدأ الفصل بني السلطات القيام بفحص مثل هذا الطلبلتأدييب الربملاين يف اململكة ويف ذات السياق، ورغم التعديالت احلديثة للقانون ا

املتحدة، يبقى الربملان متمسكا بالنظرة احملافظة على املقتضيات املؤسساتية وعلى استقاللية وقد اعترفت احملكمة العليا األمريكية للكونغرس بسلطة تقدير حرة . ممارسة السلطة التأديبية

لذي يتخذ بسلطة الغرفة نفسها، يف اختيار اجلزاء التأدييب املطبق على عضو من أعضائه، وا .ومن خالل نظام إجرائي داخلي يستبعد بصفة عامة أي طعن قضائي

ويستفاد ما سبق، متتع السلطة التأديبية للربملان باستقاللية تامة، ويتميز القانون .التأدييب مبضمونه املختلف عن القانون العادي وخاصية التطبيق السيد له

مقارنة النظم القانونية لعدم املسؤولية يشجع على إدراك ويف اية هذه الدراسة،درجة التشابه الكبري فيما بينها، والذي يكمن يف الطابع النسيب للقضاء الذي يشهد على الصعوبة التوفيق بني متطلبات االستقالل الربملاين واحلقوق املوضوعية املضمونة مبقتضى

القانونية التحليلية، يسعى االجتاه العام حنو التضييق ويف النظم . الدستور والقوانني للمواطننيمن حقل تطبيق احلصانة اليت تتميز بصرامة وقوة آثارها بالنسبة لألعمال اليت تعترب محايتها ضرورة حقيقية للسري احلسن للنظام النيايب ، وعليه ، فالقاضي جيد نفسه جمربا على حتديد

وهذا ما يشهد عليه . الربملانية وتلك املستبعدة عنهااألفعال واألعمال املرتبطة بالوظيفة باخلصوص، الرفض املشترك من طرف القضاء الفرنسي واألمريكي والربيطاين حول عدم قبول مد عدم املسؤولية لألقوال الصادرة خارج اجللسات واللجان الربملانية، حىت ولو كانت

. جرت يف غرفة الربملانهذه األخرية ترديد ألقوال جمرمة صدرت خالل مناقشاتويف هذا الشأن، يبدو أن القضاء الفرنسي والربيطاين ذهب إىل ما وراء متطلبات




288

املطروحة من طرف احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان حيث التفسري الضيق ملبدأ املواءمة بني ضرورة محاية حرية التعبري لنواب الشعب واالعتداء على ضمانات املواطنني، خصوصا يف

ويكمن االختالف . ظل غياب رابط حتمي بني األقوال املتنازع فيها وممارسة املهام الربملانيةوكذلك يف نتائج صياغة املادة اجلوهري يف غايات احلماية املمنوحة أو طريقة تطبيقها العام،

، ذات الصعوبة الكبرية يف القضاء الربيطاين، ويف أقل منها األمريكية قانون احلقوق من09 .يكمن يف الضرورة الثابتة يف تكييف اللغة املهجورة ملتطلبات النظام القانوين املعاصر



289

الفصل الثاني



290

الفصل الثاين نطاق احلصانة اإلجرائية

إذا كانت احلصانة اإلجرائية قد سقطت ميتة يف اجنلترا، ومت التخلي عن كل حصانة

ئية يف املسائل اجلنائية منذ القرن اخلامس عشر، وكرست حرية املتابعات اجلزائية مع إجراوإذا كان امتياز احلرية . ، مث أبطلت تدرجييا احلصانة يف املسائل املدنيةالثامن عشربداية القرن

ضد القبض مازال يذكر يف مراجع القانون الدستوري االجنليزي يف تعداد امتيازات الربملان، اإلشارة إليها ال تعدو أن تكون تارخيية، بعيدا على اعتبارها محاية ضرورية للممارسة احلرة ف

ويف احلقيقة، التخفيض إىل الصفر من نطاق احلصانة اإلجرائية يف اجنلترا . للعهدة الربملانيةويف مقابل . حتقق بناء على إرادة تطور مؤسسايت أكثر خصوصية بالنظام النيايب االجنليزي

لك، فهي تتمتع يف التقليد الدستوري الفرنسي، والنظم اليت استقت منها تنظيمها، من ذاستمرارية حقيقية، وهذا الثبات الراسخ يفسر بقدرة احلصانة اإلجرائية على الظهور كعالمة

. 1تفوق ومسو مؤسسة الربملان يف مواجهة السلطات املنافسةلدستورية حلماية حرية ذهاب وإياب الضمانة ا بذلك،تشكل احلصانة اإلجرائيةو

وتتميز احلصانة اإلجرائية بطابعها الشخصي، إذ ال . املهمة الربملانيةمارسةأعضاء الربملان ملومن جتليات الطابع الشخصي للحصانة اإلجرائية ، أا ال تشمل إال . تطبق إال بصورة فردية

ه الربملانية، وبالتايل فهي ال متتد إىل شخص عضو الربملان واإلجراءات اليت تعوقه يف أداء مهامأمواله أو ممتلكاته أو مقر سكناها وعمله، واليت تبقى خاضعة للقانون العادي املطبق على

ويظهر الطابع الشخصي جليا عندما ترتكب اجلرمية من طرف عدة أشخاص . سائر املواطنني إال الربملاين املعين دون بقية يكون من بينهم أحد أعضاء الربملان، فال يستفيد من احلصانة

109ومدة احلصانة هي مدة العضوية يف الربملان كما جاء يف املادة . 2املسامهني واملشاركنيمن الدستور احلايل حبيث تبدأ من اإلعالن الرمسي لنتائج االنتخابات التشريعية ومن يوم نشر

1 Cécile Guérin-Bargues,op.cit,p365.

2 Gérard Soulier, op.cit, p149.



291

العهدة بأي شكل من اإلشكال، مرسوم تعيني أعضاء جملس األمة املعينني إىل غاية انتهاء ، على غرار )1(لذلك فاحلصانة ال تنقطع يف فترات العطلة الربملانية خالل الدورتني بل تستمر

وذلك . )2(النظام الدستوري املصري الذي ربط احلصانة اإلجرائية مبدة العهدة الربملانيةرا مبدة الدورات خبالف الدستور الفرنسي الذي جعل التمتع باحلصانة اإلجرائية حمصو

.)3(الربملانيةويتحدد نطاق احلصانة اإلجرائية باألفعال غري املرتبطة بالوظيفة الربملانية، وتتعلق

وحتمي هذه األخرية من إجراءات املتابعة . خصوصا باجلرائم املرتكبة من طرف عضو الربملان .حلصانةاجلزائية، مما يقتضي حتديد طبيعة اإلجراءات اجلنائية املشمولة با

يعترب إجراء رفع احلصانة الربملانية شرطا ضروريا إلمكانية متابعة عضو الربملان يف وكل من مصر واجلزائر، بينما ألغى املؤسس الدستوري الفرنسي شرط اإلذن باملتابعة،

أصبحت املتابعات حرة يف مواجهة أعضاء الربملان الفرنسي منذ التعديل الدستوري لعام وىل الفصل حتديد اجلرائم واإلجراءات اجلنائية املشمولة باحلصانة اإلجرائية، وسيتو. 1995

.وإجراءات رفعها واآلثار املترتبة عن زواهلا، من خالل ما يأيت

املبحث األول اكتساب العضوية يف الربملان حمدد التمتع باحلصانة اإلجرائية

لالستفادة من احلصانة الربملانية؟ مىت يعتد بتحقق الصفة الربملانية أو عضوية الربملان

هل من الالزم أن يكون ذلك وقت ارتكاب اجلرمية أم أن الصفة ميكن االعتداد ا حىت ولو فقد يقع الفعل املعاقب عليه جنائيا مث يكتسب مرتكبه صفة . حتققت بعد ارتكاب اجلرمية؟

يف هذه احلالة إىل تاريخ ارتكاب فبالنظر . عضو الربملان قبل اختاذ التدابري الالزمة يف مواجهتهاجلرمية، تنتفي احلصانة لعدم وجود الصفة، أما إذا نظرنا إىل تاريخ بدء سريان احلصانة فإن

.141، املرجع السابق، ص األمني شريط 1 .724، املرجع السابق،صمصطفى أبوزيد فهمي 2




292

.)1(احلصانة تعترب موجودة حىت ولو جاءت تالية لتاريخ ارتكاب اجلرميةذهب األستاذ مصطفى أبو زيد فهمي إىل أن اإلجراءات اجلنائية اليت تكون قد

تعد بغري شك صحيحة بغري حاجة إىل - قبل أن يصبح عضوا يف الس-ذت ضد العضواختومادام أا قد بدأت . استئذان الس فالعضو عند بدايتها مل يكن قد أصبح عضوا بعد

وذلك دون احلاجة ألن . حىت يصدر حكم فيها-أمام احملاكم اجلنائية-صحيحة فإا تستمرالسند : ثالث أسانيد-كما يقول-ولنا على ذلك. الستوقف، ودون حاجة الستئذان

ال جيوز يف " من الدستور تنص على أن99فاملادة . األول من عبارة النص الدستوري نفسهغري حالة التلبس باجلرمية اختاذ أية إجراءات جنائية ضد عضو جملس الشعب إال بإذن سابق

ختذت ضده اإلجراءات اجلنائية ومل يكن يف فرضنا هذا ا-أو املواطن-والعضو. من السفهي إذن قد اختذت ضد واحد من غري األعضاء، ومن هنا فليس مثة ما يدعو . عضوا

والسند الثاين من املدى الزمين لتطبيق القوانني، فالقانون إمنا يطبق من . الستئذان الس أن يقرؤوا الغيب وال يفترض يف الناس. تاريخ صدوره، فمن هذا التاريخ يعلم الناس به

. ويعلموا أن هذا املواطن سوف يصبح بعد عامني عضوا، ويتعاملون معه على هذا األساسومن هنا فال يطبق على الدعوى اليت رفعت باألمس نصا دستوريا جمال تطبيقه بعد رفع

فهي قد . والسند الثالث يأيت من احلكمة من وجود احلصانة الربملانية. الدعوى بعامنيأصال لتحمي العضو من مضايقة احلكومة له ورغبتها يف إبعاده عن حضور جلسات وجدت

الس فيسكت عن حماسبتها، واإلجراءات هنا قد اختذت وعضوية هذا العضو جنينا يف فهي قد اختذت وال خيطر بذهن واحد ممن حركوها أن يستبعدوا هذا العضو . ضمري الغيب

وشبهة التنكيل به واستبعاده من . عضوا على اإلطالقمن حضور الس، فهو مل يكن حينئذ .)2(حضور جلسات الس مستبعدة إىل أقصى حد

وعلى خالف ذلك ذهب األستاذ عبد االله حلكيم بناين، لكن بالرجوع إىل اهلدف من تقرير احلصانة اليت دف إىل متكني النواب من القيام مبهامهم الربملانية على أحسن وجه،

.66ص ، املرجع السابق،عبد اإلله حلكيم بناين 1 .730املرجع السابق،ص، مصطفى أبوزيد فهمي 2



293

صل بصفة املشمول ا ال بشخصه رغم أن نتائج تطبيقها متس الشخص ذاته، بالتايل جندها تتيتركز االهتمام زمنيا على تاريخ اكتساب هذه الصفة ال على تاريخ الفعل الذي يرتكبه من

ومن مث، فإن نطاق احلصانة . يتمتع ا، حىت ولو جاء اكتسابه للصفة تاليا الرتكاب الفعلثر رجعي ليشمل اجلرائم املرتكبة قبل االفتتاح بل وحىت تلك املرتكبة قبل اإلجرائية يطبق بأ

فالعربة بتوافر صفة العضوية وقت مباشرة القيام باملتابعة، بصرف النظر عن وقت . االنتخاب .)1(وقوع اجلرمية، ومع األخذ بعني االعتبار طبعا تأثري التقادم على سقوط الدعوى العمومية

ستقر عليه االجتهاد القضائي اجلزائري يف قرار احملكمة العلياوهو املوقف الذي احيث أن قاضي التحقيق : "والذي جاء فيه إحدى حيثياته ،1999 جويلية 06املؤرخ يف

ومبجرد تلقيه الشكوى أمر الشاكية بإيداع مبلغ الكفالة مث أبلغ النيابة ذه الشكوى إال أنه قبل شروع ،1997 ديسمرب 20يف فالتمست هذه األخرية فتح حتقيق قضائي وذلك

قاضي التحقيق يف عمليات البحث التمست النيابة العامة من جديد عدم قبول االدعاء املدين بدعوى أن املشتكى منها قد مت تعيينها عضوة يف جملس األمة، وعلى هذا األساس أصبحت

الدستور وأن هذه احلصانة من 110 و109تتمتع باحلصانة الربملانية عمال بأحكام املادتني .2"هي من موانع حتريك الدعوى العمومية

حيث يستفاد من : "وأضافت احملكمة العليا يف قرارها وبعد إثارة الوجهني مايليتفصيل الوجهني أن الطاعنة ركزت على النتائج اليت توصل إليها قضاة املوضوع للقضاء

أن األسباب اليت أدت م إىل ما قضوا بعدم قبول شكواها وأخفقت أن تنتقد القرار يف شحيث يتبني من القرار املنتقد أن قضاة املوضوع بنوا قضاءهم معتمدين يف ذلك على . به

109وحيث تنص املادة . يف شأن احلصانة الربملانية110 و109أحكام الدستور يف مادته حيث أنه وطبقا . األمةمن الدستور أن احلصانة الربملانية معترف ا للنواب وألعضاء جملس

احلصانة الربملانية وسلطة النيابة يف حتريك الدعوى العمومية، دراسة يف النظام الربملاين املغريب، مطبعة فضالة، ،عبد اإلله حلكيم بناين 1

.60ص، املغرب، 2002 ) .ل ع(ضد ) ل ح: ( ، قضية 06/07/1999 قرار بتاريخ 212881قرار احملكمة العليا ، ملف رقم 2

110و 109املادتان ( : املرجع. اخلطأ يف تطبيق القانون- عدم قبول الدعوى- احلصانة الربملانية-جنحة الوشاية الكاذبة: املوضوعجامعة اجلزائر، ، احلصانة الربملانية وأثرها على الدعوى العمومية، رسالة ماجستري، كلية احلقوق، عثمان دشيشةأورده ).من الدستور

.103، ص2000/2001السنة اجلامعية



294

حيث تضيف املادة . هلذا النص فال ميكن أن ترفع على الربملاين أية دعوى مدنية أو جزائية من الدستور أنه ال جيوز متابعة النائب أو عضو جملس األمة بسبب جناية أو جنحة إال 110

يستفاد من هذين حيث. بتنازل صريح منه أو بإذن الغرفة اليت ينتمي إليها الربملاين املعينالنصني أن احلصانة الربملانية ال تشكل مانعا تلقائيا لتحريك الدعوى العمومية كما اعتقد خطأ قضاة املوضوع يف قرارهم املنتقد وإمنا تشترط ارتكاب جناية أو جنحة من قبل الربملاين

وى العمومية أثناء ممارسة مهامه وتسمح الغرفة اليت ينتمي إليها هذا األخري بتحريك الدعحيث يتعني يف هذا الصدد على قضاة القرار أن يثبتوا أن الواقعة تكتسي طابعا جزائيا . ضده

ويعطوا هلا الوصف القانوين، وإذا تبني هلم أن هذه الواقعة توصف جبناية أو جنحة عليهم أن ختصة ويقضوا مبا يتبعوا اإلجراءات الالزمة املتعلقة برفع احلصانة من قبل الغرفة الربملانية امل ".يترتب عن ذلك حبسب ما أقرته تلك الغرفة بقبول أو برفض رفع احلصانة

العربة بتوافر صفة العضوية وقت مباشرة القيام باملتابعة، ويستفاد مما سبق، أن . وهو ما انتهى إليه اجتهاد احملكمة العليا .بصرف النظر عن وقت وقوع اجلرمية

ل أن خاصية النظام العام اليت تتمتع ا احلصانة وإضافة إىل ذلك، ميكن القوالربملانية، تسمح بالدفع ا أمام القضاء اجلنائي يف أية مرحلة تكون عليها الدعوى سواء يوم املتابعة أو يوم احملاكمة، طاملا أن املتابعة مل تنتهي حبكم ائي حائز لقوة الشيء املقضي فيه،

وهو ما يستخلص من قرار . زائية قبل اكتساب الصفة الربملانيةولو يف حالة حتريك املتابعة اجلعن الوجه الثاين املأخوذ من : )1( والذي جاء فيه2010 ديسمرب 30احملكمة العليا املؤرخ يف

خمالفة قاعدة جوهرية يف اإلجراءات باألسبقية دون حاجة ملناقشة الوجهني املتبقيني، والذي

والنيابة العامة) م.ق( ضد) ع.ب( ، قضية30/12/2010 قرار بتاريخ 594561قرار احملكمة العليا ملف رقم 1 . جملس األمة-جملس شعيب وطين-حصانة برملانية: املوضوع

110و109، 104: املواد: الدستور: املرجع 09املادة: 16-89 قانون رقم

أعضاء الس الشعيب الوطين وجملس األمة، يتمتعون باحلصانة الربملانية: املبدأميكن النائب حمل املتابعة اجلزائية التمسك ذه احلصانة يف مجيع مراحل التقاضي، طاملا مل تنقض املتابعة حبكم ائي، حائز قوة الشيء

.ة، كذلك تلقائياتثار مسألة احلصانة الربملاني .املقضي فيه

، 2013، االجتهاد اجلزائري يف املادة اجلزائية، اجلزء الرابع، طبعة سايس مجالأورده، . 351، ص1، عدد2012جملة احملكمة العليا، .1806منشورات كليك، اجلزائر،ص



295

املطعون فيه خمالفته لقاعدة جوهرية من اإلجراءات ملا مل يفصل ينعى فيه الطاعن على القرار يف الدفع األويل املتمسك به واخلاص بتمتعه باحلصانة الربملانية بصفته عضو يف الس الشعيب

وذلك اعتمادا على الوثائق الرمسية . من الدستور110الوطين وحسبما نصت عليه املادة هذه وراح يفصل يف موضوع وقائع املتابعة ويؤيد احلكم املقدمة بامللف اليت تؤكد صفته

املناسب الذي أدانه دون أساس قانوين ملا مل يفصل يف الدفع األويل مما جيعل القرار خمالفا حيث يتبني فعال من القرار املطعون : وأضافت احملكمة العليا. لقاعدة جوهرية ويستلزم نقضه

املثار من قبل الطاعن واملتمسك به أمام قضاة فيه أنه أسس قضاءه الرافض للدفع األويلالس على أن هذا الدفع جيب إثارته قبل التطرق يف املوضوع، باإلضافة إىل أن هذا الدفع مل يكن حمل متسك أمام احملكمة على اإلطالق ما جيعله طلبا جديدا أمام الس وخلص يف

ثري أمام قضاة الس هو إجراء جوهري النهاية إىل التصريح بعدم قبوله، يف حني أن ما ألصيق بصفة الطاعن كعضو يف الس الشعيب الوطين ووسيلة دفاع قانونية ميكن إثارته يف أية مرحلة كانت عليها إجراءات املتابعة ولو تلقائيا مىت اكتشفت هذه الصفة لدى الطاعن،

ي فيه، وبفصل قضاة الس هكذا طاملا املتابعة مل تنتهي حبكم ائي حائز لقوة الشيء املقضبعدم قبول الدفع وواصلوا إجراءات حماكمة الطاعن العضو بالس الشعيب الوطين وحسب الوثائق الرمسية املوجودة بامللف اليت تؤكد هذه الصفة وصرحوا باإلدانة والعقوبة دون إعطاء

أو يوم احملاكمة فإم خالفوا أي اهتما قانوين هلذه الصفة اليت يتمتع ا سواء يوم املتابعة من الدستور اليت تنص صراحة على أن نواب الس الشعيب الوطين وأعضاء 109املادة

من القانون 90جملس األمة يتمتعون باحلصانة الربملانية أثناء عهدم هذه، وكذلك املادة ه اليت ال جتيز املتعلق بتنظيم الس الشعيب الوطين وسري 11/12/1989 املؤرخ يف 89-16

متابعة أي نائب أو عضو برملاين بسبب فعل إجرامي إال بتنازل صريح من النائب يقدم ملكتب الس الشعيب الوطين الذي حييله بدوره إىل وزير العدل أو بإذن من الس الشعيب

من الدستور، وطاملا اإلجراءات109الذي يقرر رفع احلصانة، وذلك وفقا ألحكام املادة اليت فرضها القانون مل حتترم واليت جيب مراعاا والتأكد منها من قبل قضاة املوضوع، ويف

فإن القرار املنتقد خالف القانون ويتعني . أي حال من األحوال وملا مل يكن األمر كذلك



296

.)1(نقضهويستفاد من قرار احملكمة العليا أن الصفة الربملانية إجراء جوهري لصيق بصفة

كعضو يف الربملان ووسيلة دفاع قانونية ميكن إثارته يف أية مرحلة كانت عليها املتابعإجراءات املتابعة ولو تلقائيا، مىت اكتشفت هذه الصفة لدى عضو الربملان املتابع طاملا املتابعة

وجيوز له التمسك ا يف مجيع مراحل . مل تنتهي حبكم ائي حائز لقوة الشيء املقضي فيهواء يوم املتابعة أو يوم احملاكمة طاملا مل تنقض املتابعة حبكم ائي، حائز لقوة التقاضي س

.الشيء املقضي فيهواجلدير بالذكر، أنه ال أثر للحصانة اإلجرائية بالنسبة للجرائم املرتكبة من طرف

بق عضو الربملان أثناء العهدة بعد انتهاء العضوية يف الربملان، حيث ميكن متابعة أي عضو سامن أعضاء الربملان بسبب جناية أو جنحة ما مل يعد انتخابه، ولو كان قد ارتكبها قبل انتهاء

فالعربة كما سبقت اإلشارة بتوافر صفة العضوية بتاريخ املتابعة وليست . عضويته بالربملانوقد تأكد ذلك يف قرار .)2(بتاريخ ارتكاب الفعل اإلجرامي، دائما مع اعتبار دور التقادم

وحيث أنه :" والذي جاء يف إحدى حيثياته 2008 مارس 19للمحكمة العليا املؤرخ يف بالرجوع إىل القرار املطعون فيه يتبني فعال أن قضاة غرفة االام قد أيدوا أمر السيد قاضي

الذي أمر بأالوجه ملتابعة القضية على 07/01/2006التحقيق مبحكمة عزابة املؤرخ يف من الدستور على أساس أن املتهم الزال يتمتع 110 وفقا ألحكام املادة احلالة الراهنة

.)3("باحلصانة الربملانية، وألن العربة باحلصانة هو تاريخ املتابعة وليس تاريخ احلصانة

لعامةوالنيابة ا) م.ق(ضد) ع.ب( ، قضية30/12/2010 قرار بتاريخ 594561قرار احملكمة العليا ملف رقم 1 .66ص ، املرجع السابق،عبد اإلله حلكيم بناين 2، 1املرجع جملة احملكمة العليا، عدد) م.أ: (النيابة العامة ضد: قضية19/03/2008 املؤرخ يف 484183قرار احملكمة العليا، رقم 3

.229، ص2008 دعوى عمومية–حصانة برملانية : املوضوع

05املادة : ج .إ.ق: املرجع .08،09املادتان : 16-89قانون رقم

.احلصانة الربملانية مانع قانوين مؤقت للمتابعة اجلزائية ينتهي بانتهاء العهدة الربملانية: املبدأ .1509ص اجلزائر،، منشورات كليك،2013، االجتهاد اجلزائري يف القضاء اجلنائي،اجلزء الرابع، الطبعة األوىل مجال سايسأورده



297

الثاين املبحث ة الربملانية اإلجرائيةحتديد اجلرائم املشمولة باحلصان

احلصانة الربملانية، هو باألساس حديث احلديث عن اجلرائم اليت يشملها نطاقإن

عن احلصانة كاستثناء من مبدأ املساواة أمام القانون اجلنائي الذي يقضي أن تقام الدعوى .العمومية على مجيع األشخاص الذين يرتكبون أفعاال إجرامية دون متييز

س واهلدف من احلصانة متكني عضو الربملان من ممارسة مهامه بكيفية عادية، وليلذا فإن احلماية اليت يستفيد منها ال تغطي مجيع .التمتع بامتياز ضدا على مبدأ املساواة

األنشطة اليت يقوم ا، وإمنا هي حمددة أوال يف اال اجلنائي دون ااالت املدنية أو التجارية .أو اإلدارية، وحمددة ثانيا يف اجلنايات واجلنح دون املخالفات


اإلجرائية يف القضايا اجلنائية الربملانيةصر نطاق احلصانةح

ال حتمي احلصانة اإلجرائية يف فرنسا من املتابعات والدعاوى يف القضايا املدنية، ومع ذلك، فمن الضروري بيان بعض احلاالت الغامضة اليت أثريت مبناسبة قضايا جنائية أمام

ملسؤولية املدنية الناجتة عن ارتكاب جنحة أو القاضي اجلنائي، خصوصا ما تعلق بتحمل باأفريل 21 الصادر يف Douaiجناية، وأقدم قرار يف هذا الصدد هو قرار حمكمة استئناف

بناء على إحالة حمكمة النقض الفرنسية، والذي أدخل القاضي اجلنائي 1862قتضى هذه يف الدعوى باعتباره مسؤوال مدنيا، وبصفته شيخا، دفع مب Siméonالكونت

، 1856 جويلية 17وقد ارتكز يف دفعه على قانون . الصفة أن احملكمة العليا هي املختصة ال جيعل مقاضاة الشيوخ 1858 جوان 4وقضت احملكمة أن القرار املشيخي املؤرخ يف

ممكنة أمام احملكمة العليا سوى بالنسبة للجنايات أو اجلنح أو املخالفات املعاقب عليها



298

. )1(وعليه ميكن اعتباره مسؤوال مدنيا من طرف حماكم القانون العام مبناسبة جرمية. باحلبس، حيث محلت 1893وأيدت حمكمة النقض الفرنسة هذا القضاء يف قرار صادر هلا عام

حمكمة اجلنح املسؤولية املدنية لعضو الربملان باعتباره املالك واملدير لصحيفة بسبب مقال وقد وجهت الدعوى ضد مسري الصحيفة، وقضت الغرفة . تشهريي صدر يف الصحيفة

اجلنائية يف قرارها أن احلكم املتعلق باحلصانة ال ميكن مد نطاقه يف حالة املتابعة أمام القاضي اجلزائي ليشمل جمرد عدم حتمل املسؤولية املدنية، ويف هذه احلالة، ويف الواقع، ال مكان

وعليه، فاحلصانة تستهدف . )2(ه البدين يف حالة اإلدانةإللقاء القبض أو احلبس أو حىت اإلكرابالدرجة األوىل املتابعات اجلنائية وليس صفة القاضي الفاصل يف الدعوى، وحينما يتوىل القاضي اجلزائي النظر يف دعوى مدنية فال يوجد أي مانع قانوين مينع من الفصل فيها حىت لو

.كان املعين عضو برملاينورد يف مبا يف مصراملوضوعي للحصانة ضد اإلجراءات اجلنائيةيتحدد النطاق و

فقد أشارت هذه املادة إىل اإلجراءات اجلنائية فقط كقيد حيد من ، من الدستور99 املادة يف غري -سلطة اهليئة التنفيذية والقضائية جتاه عضو الربملان، حيث يلزم الختاذ أي من هذه

حلصول أوال على إذن الس النيايب التابع له هذا العضو ضرورة ا-حالة التلبس بطبيعة احلال .أورئيس الس حسب األحوال

ومعىن ذلك أن احلصانة ضد اإلجراءات اجلنائية ال عالقة هلا باإلجراءات أواحملاكمات املدنية أيا كان نوعها، ومن مث ميكن ألي فرد أن يرفع دعوى مدنية أمام القضاء

1 La cour d’appel de Douai le 21 avril 1862 : le comte Siméon avait été cité comme civilement responsable devant le juge pénal. Etant sénateur, il avait objecté que cette qualité ne le rendait justiciable que de la haute cour ; il invoquait à l’appui de sa thèse la loi du 17 juillet 1856. La cour décida que le sénatus-consulte du 4 juin 1858 ne rendait les sénateurs justiciables de la haute cour que pour les crimes ou délits ou contraventions entrainant une peine de prison.il pouvait donc être régulièrement cité devant la juridiction de droit commun comme civilement responsable d’une infraction. Douai, 21 avril1862, D.P .1862.1.309.S1862.1.627. Cité par Gérard Soulier, op.cit, p159. 2 La chambre criminelle décida que cette disposition exceptionnelle (l’inviolabilité), ne devrait pas être étendue au cas ou la poursuite a lieu, même devant les juridictions de répression, pour une simple responsabilité civile, que dans ce cas, en effet, il n’y a lieu ni a arrestation, ni à l’emprisonnement, ni même a contrainte par cors en cas de condamnation ». Cass.crim, 3 aout 1893, S.1895.I.521.note chavegrin.



299

دور االنعقاد دون إذن من الس ، ومن ذلك ، الدعاوى اليت ضد أي عضو من األعضاء يفيتطلب فيها املدعون تعويضا عن جرائم ارتكبها أعضاء الربملان وحكم بإدانتهم فيها أو اليت

.)1(ترفع عليهم بصفتهم مسؤولني عن احلقوق املدنيةصددها وترتيبا على ذلك، ميكن القول أن النطاق املوضوعي للحصانة اليت حنن ب

وهو ما سارت عليه التقاليد الربملانية . يقتصر على الدعاوى اجلنائية وعلى اإلجراءات اجلنائية .)2(يف بقية دول العامل اليت أخذت بأحكام تلك احلصانة سواء يف مصر أوال جيوز الشروع يف متابعة أي ": من الدستور اجلزائري بقوهلا110املادة ونصت

والتساؤل املطروح، هل متتد احلصانة . "مة بسبب جناية أو جنحةنائب أو عضو جملس األ .)3(ضد اإلجراءات اجلزائية لتشمل اإلجراءات املدنية ؟

على األفعال اجلنائية أو اجلنح 110ال شك أن اجلواب بالنفي القتصار نص املادة ر تسبب دون املخالفات ، ومن مث فال مانع من أن ترفع على العضو دعوى التعويض عن ضر

من القانون املدين املتعلق باملسؤولية عن األعمال الشخصية، 124فيه، وفقا ألحكام املادة واليت تنص صراحة على أن كل عمل أي كان يرتكبه املرء ويسبب ضررا للغري يلزم من كان

واعتبارا لذلك ، فإن احلصانة الربملانية ال حتول دون تقدمي . سببا يف حدوثه بالتعويض إدارية ضد العضو، توجه إىل إحدى جهات اإلدارة أو حىت إىل الس الذي يتبعه، شكوى

كما أنه ال مانع أن ترفع دعوى مدنية أو جتارية، إذ أن احلصانة النيابية ال تشمل سوى الدعاوى اجلنائية دون سواها، سواء بدأا النيابة العامة بدعوى عمومية أو احد أحد األفراد

.)4(وفقا لقانون اإلجراءات اجلزائيةبدعوى مباشرة من الدستور واضحة يف حصر نطاق احلصانة يف 110قد جاءت صياغة املادة ف

سواء كانت مدنية أو جتارية أو إدارية أو تأديبية وهو القضايا اجلنائية دون غريها من القضايائب، أو متابعته ال جيوز إيقاف نا" : بقوهلا1963 من دستور32ما عربت عنه صراحة املادة

.81ص ، املرجع السابق،رمضان حممد بطيخ 1 .82 ص ، املرجعنفس 2 .121، املرجع السابق، صسعيد مقدم 3 .122، ص نفس املرجع 4



300

وبالتايل ال جدوى وال أساس من الدفع باحلصانة الربملانية . )1(" فيما يتعلق بالقضايا اجلنائيةيف امللفات املدنية أو التجارية، فال شيء مينع من رفع دعوى ضد أعضاء الربملان أمام القاضي

لدى الغري دون قيد املدين أو التجاري مثال، وال شيء مينع كذلك من مباشرة إجراء احلجز خاص، ومن غري احلاجة للحصول على إذن الس الربملاين الذي ينتمون إليه، ولو كانت

، حيث ال جمال للخلط )2(الدعوى دف احلصول على تعويض مدين ناتج عن فعل إجرامي .)3(بني املتابعة اجلنائية وتدخل القاضي اجلنائي

فالس والتسوية القضائية أو احلكم ويف نفس السياق، فإن تطبيق إجراءات اإلباحلجز القضائي يف مواجهة عضو من أعضاء الربملان، ال يتطلب استصدار أي إذن من الربملان، ولو كان يترتب على ذلك جتريد العضو املذكور من صفته النيابية، تطبيقا ألحكام

من بني حاالت فقدان النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين وقانون االنتخابات اليت حتدد األهلية االنتخابية، احملجور عليهم قضائيا واألشخاص الذين طبقت يف حقهم إجراءات

.اإلفالس والتسوية القضائيةوكما هو احلال بالنسبة للقضايا املدنية أو التجارية، ال حتول احلصانة دون مقاضاة

داري صدر عنه بصفته اإلدارية أو الربملاين أمام حمكمة إدارية سواء من أجل الطعن يف قرار إ .)4(من أجل املطالبة بالتعويض عن تصرفه اإلداري

ال حتول احلصانة الربملانية كذلك دون املتابعات التأديبية اليت قد ، ويف نفس السياقيتعرض هلا الربملاين، كما لو تعلق األمر بربملاين ينتمي هليئة منظمة كنقابة احملامني أو األطباء

فال متنحه صفة الربملانية أية حصانة إزاء القرارات التأديبية هليئته، خصوصا وأن املخالفة مثال، التأديبية قد تكون قائمة حىت ولو مل يتصف الفعل بالصفة اإلجرامية أو صدر حكم حبفظ الشكوى من النيابة أو صدر قرار بأال وجه للمتابعة أو حكم بالرباءة، فاملخالفة التأديبية

تابعته فيما يتعلق بالقضايا اجلنائية دون إذن الس الوطين إال يف ال جيوز إيقاف نائب ، أو م: بقوله 163 من دستور 32نصت املادة 1

.ويوقف حبس أو متابعة النائب بطلب من الس الوطين. حالة التلبس باجلرميةأشار . 40ص ، .، املغرب2000دجنرب /،نونرب85 احلصانة الربملانية يف التشريع املغريب، جملة احملاكم املغربية،عدد ،عبد النباوي حممد 2

.95 ،املرجع السابق ،صعبد اإلله حلكيم بناينإليه

3 Gérard Soulier, op.cit, p159. .97 ،املرجع السابق ،صعبد اإلله حلكيم بناين أورده. 40ابق، ص سالرجع امل، عبد النباوي حممد 4



301

. عن الوقائع اإلجرامية اليت قد حتميها احلصانةمستقلةومن البديهي القول االستنتاج أن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة يف القضايا السالفة الذكر، ال يتصور اللجوء إىل الربملان بشأنه، رغم اإلشكاالت اليت قد تعترض

ي بتحرير حماضر لالمتناع عمليات التنفيذ كلما تعلق األمر بالتنفيذ على برملاين، ليكتفوهذا ما يقتضي تدخل النيابة العامة طبقا للقانون واحلزم الالزم لفرض . وعرقلة التنفيذ .احترام القانون


حصر نطاق احلصانة اإلجرائية يف اجلنايات واجلنح

يف نص قانوين يطرح تساؤال، هل التعداد وارد على سبيل احلصر أمإن أي تعداد من الدستور الفرنسي اليت حتدثت عن 26على سبيل املثال؟ ، وهو ما ينطبق على نص املادة

وبصفة عامة، وحينما يتعلق األمر . )1(اجلنايات واجلنح كجرائم مشمولة باحلصانة اإلجرائيةبالقانون الدستوري، فالتفسري املتبع يقتضي أن تأخذ كل كلمة معناها ومفهومها الدقيق دون

من الدستور 43أو نقصان، وهو ما اتبعه الس الدستوري الفرنسي يف تفسريه للمادة تزيد الفرنسي خبصوص نطاق التجرمي اليت حجزت جمال القانون يف حتديد اجلنايات واجلنح والعقوبات املطبقة عليها، وأغفلت املخالفات من نطاقها، مما ترتب عنه استبعاد املخالفات

.صبح من جمال التنظيممن جمال القانون لتومن البداية ميكن القول أن املخالفات غري مشمولة باحلصانة اإلجرائية، ولكن بالنظر إىل أساس احلصانة، فمن الضروري فحص كل احلاالت اليت ال تندرج ضمن فئة اجلنايات واجلنح، واليت يظهر أا ال تثري أي صعوبة، ولكنها ميكن أن تؤدي بعضو الربملان

.لذلك ينبغي حتليل مسألة املخالفات. القضاء اجلنائيإىل وبالعودة لبعض من الدساتري الفرنسية، جندها قد رفعت صعوبات التفسري ، وهذا




302

faitsما تبنته الدساتري الثورية اليت منحت محاية ألعضاء الربملان من أفعال إجرامية

criminels وحتدثت املواثيق عن القضايا اجلنائية ،matière criminelle وهي عبارة هلا ،وتبنت املمارسة . ، وتستبعد بذلك كل ما هو مدين pénalمعىن عام تفيد املعىن جزائي

تفسريا واسعا ملعىن املسائل اجلنائية، مبا يفيد مشوهلا لكافة اجلرائم سواء كانت جنايات أوجنح .أو خمالفات

يف "شرع الدستوري لعبارة بيد أن اإلشكال أخذا منحى جديد بعد استخدام املحيث جند هذه . en matière criminelle et correctionnelle" مواد اجلنايات واجلنح

، 1848، ليتخلى عنها دستور 1815 فيفري 21العبارة تستعمل ألول مرة يف ميثاق 1946، وقد حافظ عليها كل من دستور 1875وتعاود الظهور من جديد يف دستور

والواقع أن إضافة عبارة يف مواد اجلنايات إىل جانب اجلنح يفيد . ايل احل1958ودستور هو تعداد حصري، 26حتديد النطاق املوضوعي للحصانة، ومن مث فالتعداد الوارد يف املادة

. )1(وعليه فإن أعضاء الربملان غري حمميني يف حالة املخالفاتلثة والرابعة مدت نطاق بيد أن املمارسة العملية خصوصا خالل اجلمهورية الثا

احلصانة إىل املخالفات، والتقنية القانونية املستخدمة من أجل التملص من متابعات املخالفات تتمثل يف الدفع أمام احملكمة بإعادة تكييف اجلرمية من خمالفة إىل جنحة، ويف حالة قبول

وصا وأن عقوبة احملكمة بأن اجلرمية من طبيعة جنحية، فإا ستعلن عدم اختصاصها، خصتعد من بني العقوبات املقررة إىل جانب الغرامة املالية، مما ) شهرين على األكثر( احلبس

وقد جاء تعديل قانون العقوبات لعام . )2(طرحت مشكال كبريا خالل اجلمهورية اخلامسةيف معدال تعديال جذريا لعقوبة املخالفات متثل يف إلغاء عقوبة احلبس وحصر العقوبة 1994

الغرامات املالية فقط، ومن مث مل يعد استبعاد املخالفات من نطاق احلصانة اإلجرائية يشكل .انتقاصا أو مساسا حبماية أعضاء الربملان

واختلف الفقه املصري حول مدى مشول احلصانة ضد اإلجراءات اجلنائية للجرائم ه إزاء عمومية نص بطيخ أن حممد، ويرى رمضان1971 يف ظل دستور خصوصا املخالفات

1 Gérard Soulier, op.cit, p154. 2 Ibid, p155.



303

، فإنه ال عربة من الالئحة الداخلية لس الشعب 359 من الدستور املصري واملادة 99املادة مبا إذا كانت اجلرمية املسندة إىل عضو الربملان جناية أو جنحة أو خمالفة، ففي مجيع األحوال

انة تشمل ومبعىن آخر فإن هذه احلص. اإلجراءات اجلنائيةتسري أحكام احلصانة ضد وعلى ذلك فقد ذهب إىل . اإلجراءات اجلنائية اليت تتخذ يف اجلنايات واجلنح واملخالفات

اجلنايات واجلنح دون : قول بأن تقرير مبدأ احلصانة يقتصر عل نوعني من اجلرائم مهاالحقيقة أن استثناء املخالفات على هذا النحو قد يكون له ما يربره لعدم اخلطورة . املخالفات

نها، وبساطة العقوبة فيها، بل وحىت تظل دائما مرتبطة باحلكمة اليت من أجلها تقررت، مذلك إن اإلجراءات اجلنائية اليت تتخذ يف حالة املخالفات ليس من شأا أن تعوق عضو

1930وقد تكون هذه املربرات هي اليت دفعت واضعي دستور . الربملان عن مباشرة واجباتهلفات من نطاق احلصانة ضد اإلجراءات اجلنائية صراحة، حيث كانت إىل استبعاد املخا

ال جيوز أثناء دور االنعقاد اختاذ إجراءات جنائية حنو ": تقضي املادة من هذا الدستور على أنهعضو من أعضاء الربملان وال القبض عليه يف أمور اجلنايات واجلنح إال بإذن الس التابع له،

، وهو االجتاه الذي يعتنقه الدستور الفرنسي احلال "لتلبس باجلرميةوذلك فيما عدا حالة ا حيث قضى بأنه ال جيوز اختاذ إجراءات جنائية يف مواد اجلنايات واجلنح 1958الصادر يف

.)1(إال بعد استئذان الس التابع له العضو 99ة ولكن رغم هذه احلقيقة إال أنه ال يسعنا إال القول بأن النص احلايل للماد

:واضح يف أن احلصانة ضد اإلجراءات اجلنائية تغطي عضو الربملان أيا كانت اجلرمية املسندةن القول بغري ذلك جيايف األصول وال اجتهاد مع صراحة النص، وأ. الفةجناية أم جنحة أم خم

بل ونرى أن . املقررة يف التفسري من أن العام حيمل على عمومه وأنه ال ختصيص بغري خمصص، ذلك أن بعض املخالفات قد وملشرع قد أحسن صنعا بإطالق احلصانة على هذا النحا

أصبحت اآلن على جانب اخلطورة إزاء ما يقرره القانون على مرتكبيها من عقوبات تصل يف بعض األحيان إىل حد احلبس، األمر الذي قد يعوق عضو الربملان يف أداء أعماله

.82، املرجع السابق، صرمضان حممد بطيخ 1



304

فهمي إىل أن بعض الدساتري تقرر بنصوص صرحية اقتصار وذهب مصطفى أبوزيد. )1(النيابيةهكذا فعل دستور اجلمهورية الثالثة يف فرنسا عام . هذه الضمانة على اجلنايات واجلنح وحده

ودستور اجلمهورية اخلامسة الذي 1946 ودستور اجلمهورية الرابعة الصادر عام 1875عندنا، ونرى حنن أمام عموم النص ولكن النص صامت . 1958مازال حيكم فرنسا منذ عام وعموم النص واتساعه بالشكل الذي أورده الدستور معيب . أنه ميتد إىل املخالفات أيضا

فليس مثة ما يدعو إىل إسباغ احلماية على املخالفات، أيضا وهي ال تتطلب انتزاع . بغري شك .)2(العضو من جملسه واحليلولة بينه وبني الرقابة على احلكومة

اشيا مع ذلك، قصر املؤسس الدستوري املصري يف الدستور املعدل احلايل لعام ومت احلصانة على مواد اجلنايات واجلنح فقط، واستبعد املخالفات من نطاق تطبيقها، 2014

ال جيوز، يف غري حالة التلبس باجلرمية اختاذ أية إجراء جنائي ضد :" على أنه113فنص املادة ".اد اجلنايات واجلنح إال بإذن سابق من السعضو جملس النواب يف مو

من الدستور اجلزائري احلايل عن اجلرائم وإمنا اقتصرت 110ومل تتحدث املادة . على اجلنايات واجلنح، مما يستنج معه أن احلصانة اإلجرائية ال تشمل مجيع أنواع اجلرائم

عبارة القضايا اجلنائية مبا اليت أوردت1963 من دستور 32وذلك خبالف ما ورد يف املادة 138يفيد مشول احلصانة جلميع اجلرائم بغض النظر عن درجة جسامتها، ونفس األمر أكدته

اليت حتدثت عن عمل جنائي، والذي يستشف منه مشوهلا لكافة أنواع 1976من دستور .)3(اجلرائم

الربملانية وتربر أغلب التحليالت الفقهية استبعاد املخالفات من أحكام احلصانةبكوا غري خطرية باملقارنة مع اجلنايات واجلنح، وأن العقوبات املقررة هلا هي عقوبات بسيطة ليس من شأا التأثري على استقالل أعضاء الربملان أو التأثري عليهم يف أداء مهمتهم،

ن من الس مما جيوز معه اختاذ اإلجراءات اجلنائية يف مواجهتهم دون احلاجة إىل استصدار إذ

.83، املرجع السابق، صرمضان حممد بطيخ 1 .723 املرجع السابق،ص،مصطفى أبوزيد فهمي 2 إال بإذن من الس الشعيب الوطين الذي يقرر بسبب عمل جنائيال جتوز متابعة أي نائب : بقوهلا 1976من دستور 138نصت املادة 3

. بية أعضائهرفع احلصانة بأغل



305

.الذي ينتمون إليه، فإن وجود خمالفات يعاقب عليها القانون 110إال أنه استنادا إىل أحكام املادة

بعقوبات سالبة للحرية تقل عن شهرين، دفع بعض الفقه إىل االعتقاد أن األساس املعتمد ة احلبس تترصد إلقصاء املخالفات من دائرة احلصانة الربملانية مل يعد صاحلا طاملا أن عقوب

الربملاين الذي يرتكب خمالفة، مما يربر املطالبة بتمديد احلصانة إىل هذه املخالفات حىت ال يقع أو حىت ال تتخذ واقعة ارتكاب . استغالهلا للحد من حرية أعضاء الربملان يف أداء مهامهم

مانه من أداء املخالفة كذريعة للكيد الربملاين واملساس بشخصه والتأثري على نفسيته وحر . )1(وظيفته الربملانية ولو ألمد غري طويل

، مما يفيد 110ويالحظ أن الدستور اجلزائري يذكر اجلنايات واجلنح فقط يف املادة أنه من املمكن أن تكون هناك متابعات جزائية خبصوص املخالفات، لكن إذا أدى األمر إىل

من قانون العقوبات اليت تنص على أنه من درجة إمكانية احلكم باحلبس طبقا للمادة اخلامسةاملمكن احلكم يف املخالفات باحلبس من يوم إىل شهرين ، ففي هذه احلالة حيدث تقييد حلرية

.)2(تنقل الربملاين الذي قد حيبس يف خمالفة، الشيء الذي يستدعي رفع احلصانة عنه مبدئياانة الربملانية على وحسب هذا املنظور، فإنه يصعب قبول اقتصار نطاق احلص

اجلنايات واجلنح دون املخالفات، ألن إمكانية متابعة برملاين بدون قيد أو شرط سيفرغ املادة فالعربة من احلصانة هي متكني الربملاين من أداء مهامه . من حمتواها، ويتناىف مع غايته األساسية

وإال كيف . رتكبةعلى أحسن وجه بصرف النظر عن نوع اجلرمية أو خطورة األفعال املميكن التوفيق يف إطار الدستور بني وضعيتني متناقضتني قد يتعرض هلما نفس الربملاين الذي يرتكب جناية يف غاية اخلطورة تصل عقوبتها إىل اإلعدام أو السجن املؤبد ، ومع ذلك فإنه

من أجل متابعته يستفيد من احلصانة الربملانية بعدما يرفض الس الذي ينتمي إليه منح اإلذن أو إلقاء القبض عليه، وعندما يرتكب خمالفة فإن املتابعة وإلقاء القبض يتمان بدون موافقة

. الس الذي ينتمي إليه

.99، املرجع السابق،صعبد اإلله حلكيم بناين 1 .137، ص، املرجع السابقاألمني شريط 2



306

وبالتايل فإن األمر يتطلب حسب هذا املنظور إعادة النظر يف التنظيم احلصانة حلبس، وذلك على غرار ما لتشمل إضافة إىل اجلنايات واجلنح، املخالفات اخلاضعة لعقوبة ا

إليه جمموعة من التشريعات املقارنة عندما نصت صراحة على أن نطاق احلصانة ذهبت من الدستور البلجيكي، أو 59يشمل املادة اجلنائية برمتها، كما هو الشأن بالنسبة للمادة

من عندما نصت على احلصانة دون متييز بني أنواع اجلرائم كما تقضي بذلك دساتري كل .اليونان واسبانيا وايطاليا وأملانيا و لبنان ومصر

مما الشك فيه أن هلذا التحليل منطقه ومربراته، إال أنه ال يساير املفهوم اجلديد واملتطور للحصانة الربملانية الذي يقوم على أساس التقليص التدرجيي لنطاق احلصانة اإلجرائية

ع أفراد اتمع ، ففي الوقت الذي تتزايد فيه املطالبة مبا حيقق املساواة أمام القانون بني مجيبإلغاء مجيع االمتيازات واحلصانات، مل يعد مقبوال املطالبة باحلصول على رفع احلصانة

.)1(بالنسبة للمخالفات اليت قد يرتكبها أحد أعضاء الربملان

املبحث الثاين اإلجراءات اجلنائية املشمولة باحلصانة اإلجرائية

يثار التساؤل عن مفهوم اإلجراء اجلنائي الذي يتمتع إزاءه أعضاء الربملان باحلصانة، هل يقصد منه كل القواعد الشكلية املتصلة باجلرائم اجلنائية كما هي مبينة يف قانون اإلجراءات اجلنائية، وهو ما يعطي هلذا املفهوم داللة واسعة ؟ أم أن هناك مفهوم حمددا

.)2(ن تقرير احلصانة ؟ ينسجم والغاية م من 110 من الدستور الفرنسي، واملادة 26استنادا إىل الفقرة الثانية من املادة

الدستور اجلزائري جند أن املتابعة وإلقاء القبض مها اإلجراءين األساسني املشمولني باحلصانة ديث عن إلقاء بيد أن الدستور اجلزائري حتدث عن الشروع يف املتابعة وأغفل احل .اإلجرائية

.100ص ، املرجع السابق،عبد اإلله حلكيم بناين 1 .116،صاملرجع نفس 2



307

.وحتدث الدستور املصري عن عدم جواز اختاذ اإلجراءات اجلنائية بصيغة العموم. القبضواجلدير بالتنويه . 1995وذلك خبالف ما كان عليه التنظيم الدستوري الفرنسي قبل مراجعة

الفرنسي ألغى مشول املتابعة باحلصانة حبيث أصبحت املتابعات حرة، 1995أن تعديل ملفهوم القبض معىن واسع ليشمل كل إجراء مقيد أو سالب للحرية، وقد هدف وأعطى

.بذلك املؤسس الدستوري الفرنسي إىل مشول تدابري الرقابة القضائية باحلصانة اإلجرائيةماذا يقصد ذين اإلجرائني؟ مىت نعترب أن : والتساؤل الذي يطرح يف هذا الصدد

وإىل أي حد ميكن القول بأن أن نائبا يف حالة إلقاء القبض،نائبا أصبح متابعا ؟ ومىت نعترب املقصود هنا تدبريان مستقالن وخمتلفان، يفرضان التعامل مع كل إجراء على حدة ويستلزم إذنني اثنني، إذن خاص بكل إجراء، مبعىن يف حالة متابعة نائب، هل ميكن إجراء إلقاء القبض

ل ميكن يف احلالة املعاكسة متابعة نائب ألقي القبض عليه بدون اللجوء إلجراءات أخرى، وه .عليه


اجلزائية املتابعاتمناحلماية

يف حالة متابعة تستوجب إذن الس الذي ينتمي إليه ، عندما يعترب عضو الربملان أول تشرع النيابة العامة، اهليئة الرئيسية املسؤولة عن حتريك الدعوى العمومية، يف اختاذ

.)1(إجراء من اإلجراءات اليت تدخل يف نطاق اختصاصااويقصد بتحريك الدعوى العمومية رفع الدعوى أو إقامتها أو البدء بأول إجراء فيها أمام القضاء ، وذلك باختاذ أول إجراء من إجراءاا، ويف تعبري آخر، هو اإلجراء الذي

عند نشأا إىل حال احلركة بان يدخلها ينقل الدعوى من حال السكون اليت كانت عليها .)2(يف حوزة السلطات املختصة باختاذ إجراءاا التالية

.115 ، املرجع السابق،صعبد اإلله حلكيم بناين 1 .197، ص1998 التشريع اجلزائري، اجلزء الثاين،ديوان املطبوعات اجلامعية ، ، مبادئ اإلجراءات اجلزائية يفأمحد شوقي الشلقاين 2



308

إن املبدأ العام الذي ميكن تقريره هو أن الدعوى العمومية ال ميكن حتريكها ضد .العضو الربملاين، مامل يأذن الس الذي ينتمي إليه بذلك

الدعوى العمومية، مبعىن املتابعة، لنتمكن من ويتعني حتديد اللحظة اليت تتحرك فيها وعلى هذا املستوى تظهر الصعوبة ، خصوصا يف . حتديد نقطة بداية سريان احلصانة الربملانية

ظل اختالف طرق سري اإلجراءات اجلنائية حبسب نوع املتابعة، املبادر باملتابعة ، طبيعة ى العمومية بتدخل جهات خمتلفة ومتر وبعبارة أخرى، تسمح إجراءات حتريك الدعو. اجلرمية

.)1(مبراحل متعددةولتحديد نطاق احلصانة اإلجرائية، فمن الضروري متييز أعمال املتابعة عن غريها،

ذلك وعليه، وجب حتديد اإلجراء األوىل للمتابعات الذي ال ميكن اختاذه دون أن يشكل .خرقا لالمتياز الربملاين


للمتابعاتاألولاء حتديد اإلجر

التحقيق : توفر اإلجراءات اجلنائية طريقان أساسيان لتحريك الدعوى العمومية مهااالبتدائي الذي يستلزم تدخل قاضي التحقيق، واالستدعاء املباشر الذي يعرض الدعوى

وجتدر اإلشارة، أن التحقيق وجويب يف بعض احلاالت، واليت . مباشرة أمام قضاة احلكميف اجلنايات واجلنح اليت ينص صراحة على وجوب التحقيق فيها، ويكون جوازيا تتمثل

.بالنسبة للجنح األخرى، واختياريا بالنسبة للمخالفات

يق االبتدائيالتحق: أوال

يبدو ضروريا التمييز بني ما إذا كان حتريك الدعوى العمومية مت من طرف .النيابة العامة أو من طرف املضرور

1 Gérard Soulier, op.cit,p164.



309

ريك املتابعة من طرف النيابة العامةحت. 1

العضو احلساس والفعال يف حتريك الدعوى العمومية النيابة العامةعترب ت، ومتتع خبيار سبل أو طرق قانونية تبيح هلا السري يف اإلجراءات من أجل رفع ومباشرا

عامة يف املتابعة عن طريق الدعوى العمومية أمام احملاكم اجلزائية، وحينما ترغب النيابة الإجراء التحقيق، فإا تتقدم بطلب حتقيق افتتاحي موجه إىل قاضي التحقيق، ويتضمن الطلب

ومبقتضى هذا اإلجراء . الكتايب الوقائع اإلجرامية والتكييف القانوين األويل املطبق عليهابارز يف سري يرتبط قاضي التحقيق بالدعوى العمومية ويصبح لقاضي التحقيق الدور ال

وبصفة عامة، فإا . ولكن تستمر النيابة العامة يف التدخل من خالل وسائل شىت. اإلجراءاتتشرف على سري ونتائج التحقيق، كما ميكنها اختاذ أعمال من شأا التأثري على سري املتابعة،

ايف يف وميكنها كذلك اختاذ بعض اإلجراءات املالئمة يف التحقيق، أو طلب التحقيق اإلضوقائع جدية من طرف قاضي التحقيق، ومبقتضى الطلب التكميلي ميكنها تقدمي تكييف

وبانتهاء التحقيق يتم إحالة املتهم أمام اجلهات . جديد للوقائع الواردة يف الطلب االفتتاحي .)1(املختصة أو إصدار أمر بانتفاء وجه الدعوى الكلي أو اجلزئي

ه الدعوى، حتال القضية أمام اجلهات القضائية ويف حالة عدم ترتيب انتفاء وجوإذا . املختصة، وخيتلف اإلجراء حبسب ما إذا تعلق األمر مبحكمة اجلنح أو حمكمة اجلنايات

كيفت األفعال على أا جنحة يقوم قاضي التحقيق بإحالة املتهم أمام حمكمة اجلنح مبقتضى احلكم وإمنا النيابة العامة حيث يقوم وكيل ولكن ليس هو من يرفعها أمام قضاة. أمر اإلحالة

أما إذا تعلق األمر . اجلمهورية بإرسال امللف إىل كاتب ضبط احملكمة، ويعطي تكليفا للمتهمجبناية، يقوم وكيل اجلمهورية برفع امللف إىل غرفة االام اليت تتوىل إحالتها إىل حمكمة

اجلنايات، يتوىل وكيل اجلمهورية املطالبة باحلق اجلنايات، وبناءا على قرار االام أمام حمكمة .)2(العام أمام حمكمة اجلنايات بعد تكليف املتهم

وعليه، فقد يظهر من الوهلة األوىل أن العمل األوىل للمتابعة يتمثل يف التكليف




310

فاإلجراء األول للمتابعات هو . باحلضور أمام قضاة احلكم، بيد أن ذلك ال يبدو صحيحاراء الذي ال ميكن اختاذه ضد عضو الربملان يف حالة االنعقاد، والذي يتمثل يف ذلك اإلج

طلب افتتاح التحقيق، ذلك أن التكليف باحلضور أمام احملكمة ليس سوى إجراء تنفيذي وهو ما قضت به صراحة . لقرار قضائي املتمثل يف األمر باإلحالة الصادر عن قاضي التحقيق

املتابعة ضد أحد النواب خارج دورات الس، ومن مث فاألمر حمكمة باريس ، فقد حتركت بإجراء فتح حتقيق ال يتطلب إذن من الس، وبعدها مت تكليف النائب باحلضور بعد

وقد أسس النائب استئنافه على هذه النقطة اإلجرائية، بيد أن . استئناف األعمال الربملانية للمتهم ال ميكن اعتباره سوى إشعار بأمر الدفع رفض حيث أن التكليف باحلضور املوجه

اإلحالة أمام احملكمة الذي مبقتضاه طرحت الدعوى أمام قضاة احلكم ، وعليه يعترب صحيحا 20حكم الدرجة األوىل الذي اعترب طلب التحقيق هو اإلجراء األوىل للمتابعات الصادر يف

.)Berthomier )1 ضد 1956أوت طريق réquisitoire afin d’informerاء حتقيق ويف اجلزائر، يشكل طلب إجر

من طرق رفع الدعوى العمومية، وهو اإلجراء األول الذي حترك به النيابة العامة الدعوى العمومية أمام قضاء التحقيق بقرار تصدره بوصفها سلطة اام، فبموجبها يلتمس وكيل

جيني من قاضي التحقيق بنفس اجلمهورية تلقائيا أو بناء على أمر من أحد رؤسائه التدراحملكمة أن جيري حتقيقا ضد شخص معني أو جمهول يف واقعة أو وقائع ال زالت حباجة إىل

( وهذا ما تنطوي عليه املستندات املرفقة به . أدلة حتدد مدى ثبوا ومدى املسؤولية عنهايابة العامة يف فهو إذن إجراء أساسي يوجهه ممثل الن) حمضر مجع االستدالالت أو البالغ

شكل طلب كتايب ومؤرخ إىل قاضي التحقيق، وبدونه ال جيوز هلذا األخري أن جيري حتقيقا .)2( يف فقرا األوىل67وفقا ملا جاء يف املادة

1La Citation délivrée au prévenu…ne saurait avoir d’autre caractère que celui d’une notification l’ordonnance de renvoi par laquelle la jurisdiction de jugement se trouve déjà saisie..les premiers juges ont à bon droit econnu dans le réquisitoire supplétif deliver le 20 aout 1956 contre berthomier, l’acte initiale des poursuites. Gérard Soulier, op.cit, p166.

، 2001/200، سلطة النيابة العامة يف حتريك الدعوى العمومية ، رسالة ماجستري ، كلية احلقوق ، جامعة اجلزائر، وحجة نصريةب 2 .39ص



311

:حتريك املتابعة من املضرور.2

عندما يقدر فرد أنه قد تضرر من جرمية، ميكنه أن يرفع دعوى أمام احملكمة بواسطة

صحوبة بادعاء مدين، وهذه الشكوى املكتوبة املؤرخة واملوقعة تتضمن ذكر شكوى ماألفعال املشكلة للجرمية وفاعلها احملتمل، ويقع على الشاكي وجوبا دفع كفالة تغطي

.)1(مصاريف اإلجراءات يف حالة انتفاء وجه الدعوىومبقتضى أمر اتصال بالدعوى يعرض قاضي التحقيق الشكوى على وكيل

هورية الذي يقدم التماساته أو طلباته، واليت هي حسب احلالة ، طلب فتح حتقيق ابتدائي اجلم للتحقيق لسبب أو آلخر، حبيث هإذا ارتأى أن هناك معطيات للمتابعة، أو طلب بأال وج

ولكن ذلك ، ال يعين أن قاضي التحقيق ال ميكنه . يقدر أن شروط إجراء املتابعة غري متوفرة يف القضية ، وإمنا جمرد تقدير من وكيل اجلمهورية بعدم جدوى املتابعة بسبب إجراء التحقيق

وبعبارة أخرى، ال يقدم وكيل . عدم تشكيل األفعال املرتكبة جرمية أو تقادم الدعوىويبقى لقاضي التحقيق السلطة التقديرية، و غري ملزم برأي وكيل . اجلمهورية سوى رأيه

حقيق جدية الشكوى، فله أن يفتح حتقيق مبقتضى أمر وإذا رأى قاضي الت. اجلمهورية .)2(مسبب

ومن بني القرارات واألعمال املتخذة، أيهما يعترب اإلجراء األول احملرك للمتابعة، . املصحوبة بادعاء مدين أم أمر االتصال بالدعوى، أم التماسات وكيل اجلمهورية؟ىالشكو

رارا مبدئيا اعتربت فيه أن أصدرت حمكمة النقض الفرنسية يف هذا الصدد قالشكوى املصحوبة بادعاء مدين هلا نفس آثار طلبات وكيل اجلمهورية يف حتريك الدعوى العمومية ، وذلك مبناسبة شكوى مصحوبة بادعاء مدين قرر قاضي التحقيق أن ال حمل

االدعاء املدين هو إقامة دعوى مدنية من طرف املضرور يطلب فيها التعويض عن ضرر أصابه من اجلرمية أمام القضاء اجلنائي، ويف هذه 1

.حملكمة بالفصل يف الدعويني اجلنائية واملدنية والفصل فيهما معااحلالة تلتزم ايتعني على املدعي املدين الذي حيرك الدعوى العمومية إذا مل يكن قد حصل على املساعدة القضائية أن يودع لدى : بقوهلا75نصت املادة

.ولة ويقدر هذا املبلغ بأمر من قاضي التحقيققلم الكتاب املبلغ املقدر لزومه ملصاريف الدعوى، وإال كانت شكواه غري مقب2 Gérard Soulier, op.cit,p166.



312

وقد أيدت حمكمة النقض . إلجراء حتقيق فيها، بعد رفض وكيل اجلمهورية تقدمي طلباتهموقفها منذ أن استقر العمل على وجوب إجراء التحقيق يف الشكوى املصحوبة بادعاء مدين بغض النظر عن التماسات النيابة العامة، ويف الواقع ، فتدخل قاضي التحقيق يف الدعوى

.)1(كان بناء على الشكوى املصحوبة بادعاء مدين وليس على التماسات وكيل اجلمهوريةوىل، أن اإلجابة ال حتتمل الشك، ومادام أن الشكوى ويبدو من الوهلة األ

املصحوبة بادعاء مدين هي اليت حترك الدعوى العمومية، فهي اليت تشكل اإلجراء األول للمتابعة، وعليه ال ميكن إيداعها أو قبوهلا ضد عضو الربملان خالل دورات الس، ومن مث،

.ل بال شك خرقا لالمتياز الربملاينفالقيام ذا اإلجراء واإلجراءات الالحقة تشكبيد أن حمكمة باريس قضت خبالف ذلك، فقد اعتربت أن تلقي الشكوى من طرف قاضي التحقيق جمرد عمل مادي حمض، وليس لقاضي التحقيق سوى دور سليب ، وبالنتيجة، فإيداع الشكوى مع التصريح بأن هذه الشكوى ستأخذ بعني االعتبار ليس عمل

. منا إجراء حتضريي للمتابعة، ال يتضمن يف حد ذاته اعتداء على احلصانة الربملانيةمتابعة، وإبل ذهبت إىل أبعد من ذلك، حيث قررت وجوب إخطار قاضي التحقيق لوكيل اجلمهورية

من قانون اإلجراءات اجلنائية الفرنسي 61واستندت يف قرارها على حكم املادة . بالشكوىواملالحظ أن . قيق باختاذ أي إجراء قبل إخطار وكيل اجلمهوريةالذي ال يسمح لقاضي التح

قرار حمكمة باريس سعى للمماثلة يف حتريك الدعوى العمومية سواء من طرف النيابة العامة .)2(أو الطرف املضرور ، حبيث تكون التماسات النيابة العامة هي اإلجراء األوىل للمتابعة

جاز املشرع اجلزائري لكل شخص يدعي أنه وعلى غرار القانون الفرنسي، فقد أمتضرر من جناية أو جنحة أن يدعي مدنيا بأن يتقدم بشكواه أمام قاضي التحقيق

وال يستلزم هذا النوع من الشكوى أية بيانات رمسية ، وجرى العمل على إن . )3(املختص، وحيدد فيها تقدم الشكوى إىل قاضي التحقيق ممهورة بتوقيع الشاكي وهو املضرور ومؤرخة


جيوز لكل شخص يدعي أنه متضرر من جناية أو جنحة أن يدعي مدنيا بان يتقدم بشكواه أمام ": 2006 بعد تعديل 72املادة تنص 3 ."قاضي التحقيق املختص



313

إذا كانت . الواقعة اليت كانت سببا يف حصول الضرر ومكان ارتكاا واسم املتهم إن أمكنالشكوى شفوية فإن هذه البيانات يتضمنها احملضر الذي جيريه قاضي التحقيق، غري أن قبول

كي املدين جيب توافر شروط شكلية معينة أمهها إيداع الشاءهذه الشكوى املصحوبة باالدعاويقوم . مبلغ مايل لدى كتابة الضبط يقدره قاضي التحقيق لضمان تغطية مصاريف الدعوى

أيام إلبداء طلباته بشأا، 5قاضي التحقيق بعرض الشكوى على وكيل اجلمهورية يف أجل وإذا كانت الشكوى غري مسببة يطلب من قاضي التحقيق فتح حتقيق ضد كل األشخاص

.)1(الذي يكشف التحقيق عنهم، حتركت الدعوى يق شكوى املضرور مع ادعائه مدنياومىت تلقى قاضي التحق

العمومية، وأصبح املدعي املدين طرفا فيها ومسؤوال عن حتريكها إذا ما ظهر أن ال وجه ويتوقف دور املدعي املدين عند حتريك الدعوى العمومية ودخوهلا يف حوزة . إلقامتها يكون للنيابة العامة مباشرة الدعوى العمومية، وتضطلع ابتداء من هذه اللحظة .احملكمة

.)2(احملكمة بنظر الدعوى كما حيدث يف سائر الدعاوى األخرى، فال ميكن )3(وخالصة القول، ال ميكن متابعة النائب والربملان يف حالة انعقاد

و الطرف حتريك الدعوى العمومية ضده بغض النظر عن اجلهة احملركة سواء النيابة العامة أاملضرور، يف احلالة األوىل، وقبل أن يقدم وكيل اجلمهورية التماساته، جيب عليه أن يتقدم بطلب رفع احلصانة، ويف احلالة الثانية، يوجه وكيل اجلمهورية أمرا بانتفاء وجه الدعوى إىل

.)4(قاضي التحقيق، وهي الوثيقة اليت تسمح للطرف املضرور أن يلتمس طلب رفع احلصانة

زائر، كلية احلقوق ،جامعة اجللدعوى العمومية ، رسالة ماجستري ،، القيود الواردة على حرية النيابة العامة يف حتريك اعالء الدين معافة 1 .34، ص2001/2002السنة اجلامعية

ى املساعدة القضائية أن يودع يتعني على املدعي املدين الذي حيرك الدعوى العمومية إذا مل يكن قد حصل عل: بقوهلا75 نصت املادة 2 .لدى قلم الكتاب املبلغ املقدر لزومه ملصاريف الدعوى، وإال كانت شكواه غري مقبولة ويقدر هذا املبلغ بأمر من قاضي التحقيق

نسا وذلك قبل تعديل يتعلق هذا احلكم املتعلق بارتباط املتابعة بدورات الربملان ، فال جيوز خالل دورات الربملان حتريك املتابعة يف فر 3 .، ويف اجلزائر فاملتابعة غري مرتبطة بدورات الربملان وإمنا متتد خالل مدة العهدة الربملانية دون متييز بني حالة االنعقاد وعد االنعقاد1995

4 Pour résumer la question, le droit établi dans les termes suivants: lorsqu’un parlementaire est sous le coup d’une poursuite est que les assemblées sont en session, il ne peut etre requis contre lui. Cette règle s’impose , sans qu’il y ait lieu de recherché si l’intention de poursuivre émane du parquet ou d’un particulier.dans le premier cas le procureur de la république doit avant toute requisition demander la mainlevée de l’immunité de l’intéressé; dans le deuxième cas, le procureur devra requérir du juge d’instruction une ordonnance de non-informer, pièce qui



314

ونفس احلكم ميكن تقريره يف اجلزائر، إذا كانت النيابة العامة هي حمركة الدعوى العمومية، فال جيوز هلا أن تتقدم بطلب إجراء حتقيق إال بعد رفع احلصانة بطلب تقدمه إىل الربملان بواسطة وزير العدل، ويتعني يف حالة الشكوى املصحوبة باالدعاء املدين، وقبل أن

ا إىل قاضي التحقيق بعد عرض الشكوى عليها، تقدمي طلب برفع احلصانة تقدم التماساالربملانية نيابة عن صاحب الشكوى املضرور الذي مل يسمح له القانون بإمكانية تقدمي طلب اإلذن برفع احلصانة، وذلك خبالف القانون الفرنسي الذي مسح لألفراد بتقدمي طلبات رفع

جويلية 06 ما قضت به احملكمة العليا يف قرارها املؤرخ يف وهو. احلصانة أمام الربملانحيث أنه بالرجوع إىل ملف القضية والسيما القرار املنتقد واألمر : والذي جاء فيه ،1999

6املعاد املصادق عليه ذا القرار، فإنه مبقتضى شكوى مصحوبة بادعاء مدين مؤرخة يف بصفتها رئيسة مجعية سياسية متمثلة يف ) ح.ل( تقدمت ا الشاكية الوالية1997ديسمرب

حزب العمال تأسست من خالل هذه الشكوى طرفا مدنيا أمام السيد قاضي التحقيق من أجل أفعال القذف والوشاية الكاذبة ) ع.ل(مبحكمة اجلزائر ضد املشتكي منها الوالية

رامتها ومسعتها من واإلهانة وذلك تبعا حلوار صحفي تعترب الشاكية بأنه مس شخصيتها وكخالل ما تضمنه من عبارات وكلمات جارحة خاصة منها الزعم بعدم إسالميتها وعدم

مناضل يف احلزب الذي تشرف عليه، وخلصت يف )200(متثيلها ألكثر من عدد مائيتحيث أن قاضي . شكواها للقول أن هذا احلوار أحلق ا ضرر معنوي واجتماعي وسياسي

يه الشكوى أمر الشاكية بإيداع مبلغ الكفالة مث أبلغ النيابة ذه الشكوى التحقيق ومبجرد تلق إال أنه قبل شروع 1997 ديسمرب 20فالتمست هذه األخرية فتح حتقيق قضائي وذلك يف

قاضي التحقيق يف عمليات البحث التمست النيابة العامة من جديد عدم قبول االدعاء املدين تعيينها عضوة يف جملس األمة وعلى هذا األساس أصبحت بدعوى أن املشتكى منها قد مت

من الدستور وأن هذه احلصانة 110 و109تتمتع باحلصانة الربملانية عمال بأحكام املادتني حيث يتبني من هذه العناصر اليت اعتمد عليها قضاة . هي من موانع حتريك الدعوى العمومية

حيث أنه .م دفعا يضع اية للدعوى العموميةاملوضوع أم يكونوا أثاروا من تلقاء أنفسه

permettra à la partie plaignante de solliciter la levée de l’immunité. Gérard Soulier, op.cit, p169.



315

من قانون اإلجراءات اجلزائية فإن مثل هذه القرارات هي قابلة للطعن 497طبقا للمادة بالنقض من قبل الطرف املدين ومبا أن الطعن قد استوىف أوضاعه الشكلية األخرى فيتعني

.)1(التصريح بقبوله شكالحيث يستفاد من : وبعد إثارة الوجهني مايليوأضافت احملكمة العليا يف قرارها

تفصيل الوجهني أن الطاعنة ركزت على النتائج اليت توصل إليها قضاة املوضوع للقضاء بعد . قبول شكواها وأخفقت أن تنتقد القرار يف شأن األسباب اليت أدت م إىل ما قضوا به

م معتمدين يف ذلك على أحكام حيث يتبني من القرار املنتقد أن قضاة املوضوع بنوا قضاءهمن 109وحيث تنص املادة . يف شأن احلصانة الربملانية110 و109الدستور يف مادته

حيث أنه وطبقا هلذا . الدستور أن احلصانة الربملانية معترف ا للنواب وألعضاء جملس األمة 110ضيف املادة حيث ت. النص فال ميكن أن ترفع على الربملاين أية دعوى مدنية أو جزائية

من الدستور أنه ال جيوز متابعة النائب أو عضو جملس األمة بسبب جناية أو جنحة إال بتنازل حيث يستفاد من هذين النصني أن .صريح منه أو بإذن الغرفة اليت ينتمي إليها الربملاين املعين

عتقد خطأ قضاة احلصانة الربملانية ال تشكل مانعا تلقائيا لتحريك الدعوى العمومية كما ااملوضوع يف قرارهم املنتقد وإمنا تشترط ارتكاب جناية أو جنحة من قبل الربملاين أثناء ممارسة

حيث . مهامه وتسمح الغرفة اليت ينتمي إليها هذا األخري بتحريك الدعوى العمومية ضده ويعطوا هلا يتعني يف هذا الصدد على قضاة القرار أن يثبتوا أن الواقعة تكتسي طابعا جزائيا

الوصف القانوين، وإذا تبني هلم أن هذه الواقعة توصف جبناية أو جنحة يتبعوا اإلجراءات الالزمة املتعلقة برفع احلصانة من قبل الغرفة الربملانية املختصة ويقضوا مبا يترب عن ذلك

.حبسب ما أقرته تلك الغرفة بقبول أو برفض رفع احلصانةقرار املنتقد مباشرة بعد قبول شكوى الطاعنة بسبب حيث أنه ملا قضوا قضاة ال

صفة املشتكى منها كعضوة يف جملس األمة يكونوا أخطأوا يف تطبيق القانون عارضني بذلك قرارهم للنقض فيتعني التصريح بنقض وإبطال القرار املطعون وإحالة القضية واألطراف أمام

-جنحة الوشاية الكاذبة، ) ل ع(ضد ) ل ح: ( ، قضية 06/07/1999 قرار بتاريخ 212881قرار احملكمة العليا ، ملف رقم 1

املرجع ، عثمان دشيشةأورده ).دستور من ال110و 109املادتان . ( اخلطأ يف تطبيق القانون- عدم قبول الدعوى-احلصانة الربملانية .103، صالسابق



316

.قا للقانوننفس الس مشكال تشكيال آخرا للفصل من جديد طب

)التكليف املباشر باحلضور( االستدعاء املباشر:ثانيا

إن حتريك الدعوى العمومية يكون إما أمام قضاء التحقيق ، وإما أمام قضاء احلكم، وعندما ال يكون للجرمية وصف اجلناية أو اجلنحة حبيث أن إجراء التحقيق غري إجباري

. مباشر أمام قضاة احلكم بدون احلاجة إىل حتقيقفيها، فإن املتابعة تتم عن طريق استدعاءوهذا الطريق ميكن استخدامه سواء كانت الدعوى حمركة من النيابة العامة أو من الطرف

وبغض النظر عن املبادر باملتابعة، فاالستدعاء املباشر يتم بواسطة تكليف باحلضور . املضرورع وتكييفها القانوين مع بيان من طرف حمضر قضائي، يتضمن أطراف الدعوى، الوقائ

.)1(النصوص املطبقة عليهاوعلى غرار القانون الفرنسي، إذا قدرت النيابة العامة كفاية االستدالالت إلدانة املتهم فإا تلجأ إىل حتريك الدعوى العمومية جتاهه بطرحها مباشرة على حمكمة اجلنح

والقاعدة العامة هي حرية النيابة العامة . واملخالفات وذلك بطريق التكليف املباشر باحلضوريف االختيار بني طريقي التكليف باحلضور أو طلب إجراء حتقيق يف اجلنح مامل تكن هناك ظروف خاصة متنع من رفع الدعوى مباشرة أمام احملكمة كأن يكون املتهم جمهوال أو أن

يقني مينعها من استعمال واختيار النيابة العامة أحد الطر. القانون يوجب إجراء التحقيق .الطريق اآلخر

وقد أجاز القانون للمضرور من اجلرمية حتريك الدعوى العمومية عن طريق إقامة وحدد . دعوى مدنية يطلب التعويض عن الضرر الذي أصابه من اجلرمية أمام احملكمة اجلنائية

شر من طرف املشرع حاالت وشروط حتريك الدعوى العمومية عن طريق االستدعاء املباميكن : "مكرر من قانون اإلجراءات اجلزائية اليت نصت على أنه 337املضرور يف املادة

ترك : للمدعي املدين أن يكلف املتهم مباشرة باحلضور أمام احملكمة يف احلاالت التاليةعلى املدعي . األسرة، عدم تسليم طفل، انتهاك حرمة مرتل ، وإصدار شيك بدون رصيد




317

ودع مقدما لدى كتابة ضبط احملكمة املبلغ الذي يقدره وكيل اجلمهورية وأن املدين أن يخيتار له موطنا بدائرة احملكمة اليت يدعي أمامها بتكليف املتهم باحلضور أمامها إذا مل يكن مقر إقامته بدائرا، ويف احلاالت األخرى ينبغي احلصول على ترخيص النيابة العامة

.)1("وربالتكليف املباشر باحلضواحتراما .ويبدو واضحا أن اإلجراء األويل للمتابعة يتمثل يف االستدعاء املباشر

للحصانة الربملانية، ففي حالة حتريك املتابعة من النيابة العامة، يقع على وكيل اجلمهورية أما إذا . طلب رفع احلصانة من الربملان، وذلك قبل إصدار التكليف باحلضور إىل احملكمة

الستدعاء املباشر من طرف املشتكي، فإن النيابة العامة املختصة بتحديد تاريخ جلسة كان ااحملاكمة، جيب عليها رفض حتديد تاريخ االستدعاء بالنظر للحصانة، وسبب الرفض يقع

والذي يعد شرطا على التكليف باحلضور، حىت يتمكن املضرور من إثبات ابتداء املتابعة، .)2( احلصانةضروريا لقبول طلب رفع


اإلجراءات اجلنائية غري املشمولة باحلصانة اإلجرائية

، أي الربملان على عدم جواز املتابعةاقتصر املؤسس الدستوري يف احلماية أعضاء، بإعاقة اختاذ أول إجراء يف املتابعة، واملتمثل يف الطلب منع حتريك الدعوى العمومية

، وذلك حبسب املسار )التكليف املباشر باحلضور(الستدعاء املباشراالفتتاحي للتحقيق واوهو ما يطرح التساؤل حول مدى إمكانية أن يكون عضو الربملان حمال . اإلجرائي املتبع

.39، املرجع السابق ، صبوحجة نصرية 1

2La question ne soulève donc pas de difficulté sérieuse. lorsque l’intention de poursuite est le fait du parquet, le procureur de la république doit, si le parlement siege, demander la levee d’immunité avant de signifier l’assignation. lorsque la citation émane d’un particulier, le ministère public competent pour fixer la date de l’audience, doit refuser de donner jour à cette citation du fait de l’immunité. mention de ce refus est portée sur l’assignation, afin que le partie poursuivante puisse prouver un commencement de poursuite, ce qui une condition de recevabilité de sa demande de levee de l’immunité. Gérard Soulier, op.cit, p170.



318

لبعض اإلجراءات اليت ال تشكل إجراءا للمتابعة، واملتمثلة باخلصوص يف إجراءات البحث .مدى مشول احلصانة هلاالتمهيدي واالستماع للربملاين كشاهد، و

إجراءات التحقيق التمهيدي: أوال

، إن مرحلة التحري واالستدالل هي مرحلة سابقة على الدعوى العمومية ممهدة هلا

بط ومجع األدلة يقصد بالبحث التمهيدي التحريات اليت تنجز قبل التحقيق واحملاكمة لضورمية إليهم، تنجزه أساسا الشرطة ، وعن األشخاص املشتبه يف نسبة اجلعن وقائع اجلرمية

.ت اجلزائيةاالقضائية طبقا لنصوص قانون اإلجراءفالتحقيق االبتدائي الذي جيريه قاضي التحقيق غالبا ما يسبقه أو يستكمله حتقيق الشرطة القضائية الذي نظمه قانون اإلجراءات اجلنائية حتت مسمى التحقيق التمهيدي، واليت

القضائية، وهي مرحلة الشرطة القضائية املنفذة من طرف ضباط تشكل املرحلة ما قبلوتدخل ضباط الشرطة القضائية قد يتم خالل التحقيق االبتدائي بناء على . الشرطة القضائية

إنابة قضائية من طرف قاضي التحقيق، ولكن ليست هذه احلالة حمل البحث، مادام أن . حلقة من حلقات التحقيق االبتدائيمشكل التحقيق قد درس سابقا، والذي ليس سوى

لتحقيق وجتدر اإلشارة أن إجراءات التحقيق التمهيدي من توقيف للنظر أو تفتيش يف إطار ا .)1( إال بعد رفع احلصانة اإلجرائيةاالبتدائي ال ميكن اختاذها من قانون اإلجراءات اجلنائية، جيوز لضباط وأعوان الشرطة 75ومبقتضى املادة

إجراء حتريات سواء بناء على تعليمات وكيل اجلمهورية أو تدخلهم االنفرادي، القضائية . وجترى هذه التحقيقات أو التحريات قبل فتح التحقيق االبتدائي من طرف قاضي التحقيق

وحيوز ضباط الشرطة القضائية سلطات واسعة، متكنهم من االستماع إىل املشتبه فيهم، وإجراء التوقيف للنظر إذا كان ضروريا للسري احلسن وإجراء التفتيش وحجز الوثائق،

.ومما الشك فيه أن هناك خطر واضح ميس احلرية الفردية. للتحقيق التمهيديوقد أصبح التحقيق التمهيدي من الناحية العملية املرحلة األساسية للدعوى اجلنائية،




319

كن أن يكون أعضاء وبالنظر إىل الصالحيات اليت يتمتع ا ضباط الشرطة القضائية، ميالربملان عرضة ملتابعات تعسفية ، بيد أنه ليس هناك أي حجة باستثناء التوقيف للنظر تسمح بإعفاء أعضاء الربملان من اخلضوع للقانون العام، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن

ماع التهديد يبقى حمدودا خصوصا إذا علمنا أنه ليس هناك إلزام للرد على استدعاء االستكشاهد، كما أن التفتيش وحجز الوثائق ال ميكن أن يتم إال برضا صريح لألشخاص

.)1(املعنينيواجلدير بالذكر، أن ضباط الشرطة القضائية ال ميلكون يف إطار التحقيق التمهيدي السلطات القهرية املقررة يف إطار التحقيق االبتدائي، ومن مث ليس هنا أي ديد حقيقي،

.لذين مت استدعاؤهم جيوز هلم االمتناع عن االستجابة لالستدعاءواألشخاص افمجرد البحث التمهيدي ال يعترب من أعمال املتابعة، فغايته هي التثبت من وقوع اجلرمية ومجع األدلة والبحث عن مرتكبيها، ولذلك فكل إجراء من إجراءات البحث

ها احلصانة ، ولذلك فإا ال حتتاج إلذن التمهيدي اليت ال متس حرية العضو الربملاين ال تشمل .)2(من جملس الربملان للقيام ا

أن احلصانة الربملانية ال 1926 يونيو 11وقد قضت حمكمة النقض الفرنسية بتاريخ

من قانون اإلجراءات اجلزائية الفرنسي، حبيث ميكن لضباط الشرطة القضائية دخول املساكن 76 و56وهو ما نصت عليه املادة 1

ه وهو احلكم الذي اعتمده املشرع اجلزائري عند وضع. وتفتيشها دومنا احلصول على إذن وإمنا بناء على رضا صريح من صاحب املسكن ح خيتلف عن مصدره األصلي يف اشتراطه اإلذن قبل ليصب1982، إال أنه عدل يف سنة 44قانون اإلجراءات اجلزائية يف نص املادة

ويرى أغلب الفقه أن احلصانة ضد اإلجراءات باعتبارها حصانة شخصية وليست عينية فهي م شخص الربملاين دون . الدخول والتفتيشقواعد املسطرة إذا تعلق األمر ببحث متهيدي، غري أن فريقا من ل مكتبه وال سيارته اليت ميكن تفتيشها وفقا غريه وال ختص مسكنه وال

الباحثني يرى أنه رغم كون احلصانة شخصية وليست عينية فإن هناك حاالت يتعصى فيها الفصل بني اجلانب الشخصي والعيين لاللتصاق فإنه يتعني يف هذه احلالة تغليب اجلانب الشخصي نظرا لكون املراد .مسكن اخلاص بالعضو الربملاين الوثيق بينهما كما هو احلال بالنسبة لل

ويف رأينا . من تفتيشه هو عضو له صفة متثيلية عامة، وهلذا يتوجب محايته من كل ما من شأنه أن يؤثر فيه من الناحية النفسية واالعتبارية اعتبارا لصفته التمثيلية، إال أننا ال ميكن أن مننحه سوى احلماية اليت قررها له الدستور ، ومن املؤكد فإنه مع التسليم بوجوب محاية الربملاين

أن تفتيش مرتل الربملاين ال يعترب من أفعال املتابعة وليس إجراء مقيد أو سالبا للحرية ، وإمنا هو إجراء من إجراءات البحث اجلنائي الذي –ائم ومجع األدلة والبحث عن مرتكبيها ، وأنه على ضوء إجراءات البحث التمهيدي تقرر النيابة العامة غايته هي التثبت من نوع اجلر

. اليت هي رفع اخلصومة أمام قضاء احلكم وفقا لألشكال احملددة يف القانون-عند االقتضاء يف أمر املتابعة .56 ، املرجع السابق،صحممد عبد النباوي

.57 ، ص املرجع نفسه 2



320

حتمي املتمتع ا من إجراءات البحث التمهيدي أو االستدعاء للحضور كشهود وال من .)1(اخلربات وال من حماضر املعاينات

كما قضت حمكمة النقض املصرية يف قرار هلا أن إجراءات الضبط اليت يقوم ا مأمور الضبط القضائي هي من إجراءات االستدالل و ال تعترب من إجراءات اخلصومة اجلنائية، بل هي من اإلجراءات األولية اليت ال يرد عليها قيد الشارع يف توقيفها على الطلب

ائم اليت يتوقف عليها حتريك الدعوى اجلنائية فيها على طلب أو أو اإلذن ، وذلك يف اجلرإذن ، وقضت يف حكم آخر هلا بأن إجراءات االستدالل ولو يف حالة التلبس ال تعترب من

.)2(إجراءات اخلصومة اجلنائية وال يرد عليها قيد الشارع يف وقفها على الطلب أو اإلذن

كشاهدعضو الربملان لسماعه استدعاء : ثانيا

جيوز لقاضي التحقيق وقضاة احلكم استدعاء أي شخص يعتربونه ضروريا لالستماع إليه، والواجب األول الذي يقع على الشاهد هو التقدم للشهادة، وكل شاهد

هل جيوز : والتساؤل الذي يطرح. يتخلف عن الشهادة بدون عذر يتعرض لغرامة مالية .الء بالشهادة أمام احملكمةاستدعاء نائب أو عضو جملس الشيوخ لإلد

فإذا تعلق األمر بالشهادة : واإلجابة عن التساؤل تقتضي التمييز بني عدة حاالتحول وقائع أجنبية عن العهدة الربملانية، فال حيتاج االستدعاء للشهادة أي إذن يطلب من

االستجابة هلذا الغرفة، فإذا رأى أن وظيفته ال متنعه من التقدم لإلدالء بالشهادة فيقع عليه ويف حالة عدم استجابته ميكن اعتبار ممارسة العهدة الربملانية مبثابة العذر . )3(االستدعاء

. املقبول، وال جيوز إجباره بأي حال من األحوال، وال تطبق عليه الغرامة مادام العذر مقبوال وجيب على عضو ومما الشك فيه أن هذا العذر ال وجود له عندما ال يكون الربملان منعقدا،

الربملان املستدعى لإلدالء بالشهادة حول وقائع وأفعال أجنبية عن وظيفته االستجابة لذلك،

.59، املرجع السابق،صحممد عبد النباوي 1 .362 ص، املرجع السابق، اهلام حممد حمسن العاقل 2




321

.)1(وخيضع يف ذلك ألحكام القانون العادي من قانون اإلجراءات 104وجيوز لعضو الربملان يف مجيع األحوال استنادا للمادة

ضي التحقيق االستماع له كمتهم إال بعد رفع وال ميكن لقا. اجلزائية رفض اإلدالء بالشهادة .احلصانة بطلب بواسطة النيابة العامة أو انتهاء مدة الدورة للشروع يف املتابعة

بيد أن املشكل أكثر حساسية يكون حينما يتعلق األمر بوقائع صدرت خالل سؤولية ممارسة العهدة الربملانية، ونرى أن هناك خطر املساس باحلصانة األخرى عدم امل

الربملانية اليت تغطي األعمال الربملانية وخصوصا اآلراء الصادرة عن أعضاء الربملانية خالل إىل ضرورة وجوب Lameth يف قضية Vatimesnillوقد انتهى املقرر. ممارستهم ملهامه

الذي أغفل إقرار 1830احلصول على إذن الغرفة ليتمكن من الشهادة، وذلك يف ظل ميثاق يف فقرا األوىل أغلقت باب النقاش، فاحلصانة 26بيد أن املادة . سؤولية الربملانيةعدم امل

مطلقة بالنسبة لآلراء واألقوال املدىل ا يف إطار املهام الربملانية، وال جيوز بأي حال من .األحوال استدعاء عضو الربملان للشهادة حول أفعال صدرت يف منصة الغرفة

ثة، بوقائع وأفعال وقعت خالل ممارسة العهدة الربملانية، وطرح وتتعلق احلالة الثال، حيث امت صحيفة عضو 1890املشكل بوضوح يف قضية مثرية واليت جرت يف ماي

وقد تقدم عضو جملس الشيوخ بشكوى . جملس الشيوخ بصعوده ملنصة الغرفة يف حالة سكروقد حتفظ . وخ الثالمثائةقذف ضد الصحيفة، وذكر املتهمني كشهود أعضاء جملس الشي

مكتب الس بشكل صريح عن مبدأ االمتياز الربملاين، وترك احلرية الكاملة لكل عضو يف وهو حل مسح من عدم املساس مببدأ عدم املسؤولية . القيام أو االمتناع عن اإلدالء بالشهادة

.الربملانية

، مت مساع بعض النواب من 2007 إىل 2002 مفادها أنه يف الفترة التشريعيةأشارت بعض التقارير اإلعالمية اليت أوردت معلومات 1

املنتمي إىل التجمع الوطين الدميقراطي عن الدائرة االنتخابية لوالية ) ب.ع(ملختصة، ومنهم الوزير السابق والنائببعض اجلهات القضائية ااملنتمي إىل حركة جمتمع السلم ) ب.م(والنائب . أم البواقي متورط يف قضية اخلليفة، ومت مساعه من قبل قاضي مستشار لدى احملكمة العليا

املنتمي إىل حركة جمتمع السلم عن الدائرة االنتخابية ) ب.س(الوزير السابق. والية اجلزائر لتورطه يف قضية اخلليفةعن الدائرة االنتخابية لاملنتمي حلزب جبهة التحرير الوطين عن الدائرة االنتخابية لوالية اجلزائر لتورطه يف ) ب.و(النائب. لوالية وهران لتورطه يف قضية اخلليفة

.وهو ما يعين إمكانية االستماع إىل الربملاين دون احلاجة إىل تقدمي طلب رفع احلصانة. نقضية اخلليفة للطريا .123، املرجع السابق،صبوطالب رقيق



322

ئع علم ا عضو الربملان وتتمثل احلالة الرابعة، يف طلب اإلدالء بالشهادة حول وقابصفته عضوا يف جلنة حتقيق أو رقابة برملانية، ويقتضي احترام مبدأ سرية التحقيق أن يرفض

. من قانون العقوبات378عضو الربملان الشهادة حتت طائلة أحكام املادة وخالصة القول، جيب على عضو الربملان االمتثال لإلدالء بالشهادة فقط حول

واستقر التقليد على جواز رفضه االمتثال . أجنبية عن ممارسة العهدة الربملانيةوقائع وأفعال .)1(مبربر ممارسته ملهامه ، وجرى القضاء على قبوهلا كعذر مقبول


احلماية من إلقاء القبض

حصر املؤسس الدستوري اجلزائري احلصانة يف عدم الشروع يف املتابعة دون بيد أنه ال ميكن إجراء إلقاء القبض إال بعد اإلذن. l’arrestation اء القبضاحلديث عن إلق

وهذا ما يفيد مشول إجراء إلقاء القبض باحلصانة باعتباره إجراء ال ميكن اختاذه إال . باملتابعة الفرنسي لنطاق اإلجراءات املشمولة وأضاف املؤسس الدستوري. بعد اإلذن باملتابعةء مقيد أو سالب للحرية إىل جانب إلقاء القبض مبقتضى التعديل باحلصانة أي إجرا

. )2(1995الدستوري لعام من 14 قبل تعديلها على عبارات املادة 1958 من دستور 26وقد حافظت املادة

واليت نصت بأنه ال ميكن أن 1946 من دستور 22 واملادة 1875القانون الدستوري لعام . فماذا تعين هذه التفرقة؟يتابع أو يوقف عضو الربملان،

إىل القول أن هناك عدم Esmeinذهب جانب من الفقه الفرنسي ويف مقدمتهم دقة يف الصياغة، فإلقاء القبض ليس سوى نتيجة طبيعية للمتابعة، وبالنتيجة حينما تكون

. فهناك متابعات قانونية فإن إلقاء القبض يتم دون احلاجة إىل تدخل الغرفة لتأذن بالتوقي

1 Gérard Soulier, op.cit, p172. 2 Article 26/3 : Aucun membre du parlement ne peut faire l’objet, en matière criminelle ou correctionnelle, d’une arrestation ou de toute autre mesure privative ou restrictive de liberté qu’avec l’autorisation du bureau de l’assemblée dont il fait partie.



323

ويرى أن عبارات يتابع ويوقف ال تعين شيئا ، فاالستعمال املقترن للكلمتني ليس سوى تقليد دأبت عليه الدساتري الفرنسية، وذلك دف التمييز بني املتابعات العادية واملتابعات يف

أبعد من ذلك حيث أجاز إلقاء القبض على عضو الربملان Esmeinبل ذهب . حالة التلبسعد افتتاح دورة الربملان كنتيجة لتحريك املتابعات خارج الدورات، وهو الرأي دون إذن ب .Duguitالذي تبناه

ويرى أن املؤسس الدستوري أراد إىل خالف ذلك، Gérard Soulierبينما ذهبأن مييز بني وضعني خمتلفني، وليس هناك أي إسهاب أو تزيد غري ذي فائدة، واستند يف ذلك

، والذي يدرك من خالله أن ou" أو"الدستوري الذي استعمل الظرف إىل صياغة النص احلصانة حتمي من املتابعات من جهة، وإلقاء القبض من جهة أخرى، وأن املعىن الطبيعي

ويظهر االختالف يف النتائج املختلفة املترتبة عن . والعادي للكلمات يقتضي التفرقة بينهماال تعيق سوى بشكل ضعيف ممارسة النشاط الربملاين للنائب، املتابعة وإلقاء القبض، فاملتابعة

بينما يترتب عن التوقيف إبعاد عضو الربملان ومنعه من . فهي ال متنعه مطلقا من أداء مهامهفمن غري املقبول . ممارسة مهامه، ومن مث فنحن أمام إجراء شديد اخلطورة على حرية النائب

. )1( التوقيف اإلجراء األشد خطورة بدون إذنأن ختضع املتابعة لإلذن، يف حني يتمواجلدير بالذكر، أن ما يراد محايته هو احلرية الشخصية لعضو الربملان، حرية الذهاب واإلياب حىت يتسىن له ممارسة مهامه، وبناء على هذه الفكرة ، فمن الضروري أن

فظ له حرية الفكر يكون حمميا من إلقاء القبض، ولكن حنميه أيضا من املتابعات حىت حتوبناء على . )2(والرأي، و الذي ال جدال فيه أن املمارسة احلرة للعهدة متر حتما حبرية أدائها

ما سبق، فإن إلقاء القبض يستلزم على غرار املتابعة إذن خاص ، لتجنب حاالت املتابعة ل إجراء إلقاء خارج الدورات اليت ال حتتاج إىل إذن من الغرفة ، وما يترتب عنها من احتما

أوت 4التعديل الدستوري الصادر يف Gérard Soulier وما يدعم طرح .القبض دون إذن الذي أضاف على اإلذن يف جمال اإلجراءات املقيدة والسالبة للحرية إىل جانب إلقاء 1995

.ملانالقبض ، وأقر يف املقابل حرية املتابعات القضائية اليت مل تعد حتتاج إىل ترخيص من الرب

1 Gérard soulier, op.cit, p175. 2 Gérard soulier, op.cit, p176.



324

يشكل إلقاء القبض اعتداء على حرية الذهاب واإلياب لعضو الربملان، ومن مث و اجلنائية، ويتخذ تويرتبط إلقاء القبض كأصل عام باإلجراءا. جيب أن حياط بضمانات قوية

أشكال وتسميات خمتلفة حسب احلالة، فقد يكون االحتجاز تنفيذا حلكم قضائي، وميكن أن ريات التحقيق االبتدائي حتت مسمى احلبس املؤقت، كما ميكن أن يكون التوقيف خالل جم

.يتحقق اإليقاف خالل جمريات التحقيق التمهيدي حتت مسمى التوقيف للنظرباملعىن احلقيقي l’arrestationهل يتحقق إلقاء القبض : والتساؤل الذي يطرح

لى التوايل وبيان أثرها تقتضي اإلجابة دراسة هذه اإلجراءات ع. للكلمة يف هذه احلاالت؟ .على حرية ذهاب وإياب عضو الربملان

جيب أن يفهم على أوسع نطاق ليشمل l’arrestationإن مصطلح إلقاء القبض كل إجراء حيد من احلرية الشخصية للربملاين، سواء كان هذا اإلجراء التوقيف للنظر يف إطار

وهو ما انتهى إليه .فيذا إلدانة ائيةالبحث التمهيدي، أو الوضع يف احلبس املؤقت، أو تن، فقد أبقى املؤسس الدستوري الفرنسي على إجراء 1995التعديل الدستوري الفرنسي لعام

.رفع احلصانة بالنسبة إللقاء القبض وكل إجراء مقيد أو سالب للحرية

الفرع األول قاء القبض تنفيذا إلدانة ائيةإل

جراء هو بالتعريف نتيجة دعوى جنائية، وملا يتعلق عندما تتم إدانة شخص، فهذا اإل

ويف هذا الصدد . األمر بعضو الربملان فمن الواضح أن اإلدانة حدثت يف اية متابعة قانونية .البد من التمييز بني حاالت ثالث

وتتحقق احلالة األوىل خصوصا، عقب حتريك الدعوى العمومية مبعىن متابعة مأذون احلصانة اإلجرائية عائقا لتنفيذ احلكم بغض النظر عن تاريخ صدوره، ا، حيث ال تشكل

.)1(املتابعات وإلقاء القبض ذلك أن رفع احلصانة جييز

1 Gérard soulier, op.cit, p182.



325

أما إذا متت املتابعات خارج الدورة واليت ال حتتاج إىل إذن الغرفة، وصدرت اإلدانة تبعاد احلصانة خارج الدورات، فيمكن تنفيذ احلكم بدون احلاجة إىل إذن، حيث يتم اس

وحتققت هذه احلالة يف النظام الدستوري . اإلجرائية باعتبار التوقيف نتيجة إدانة ائية .1995الفرنسي، حيث ربط املؤسس الفرنسي املتابعة مبدة الدورة فقط وذلك قبل تعديل

ويف األخري، إذا متت املتابعات خارج الدورات، وصدرت اإلدانة بعد افتتاح ذهب جانب من الفقه إىل تأييد إجراء إلقاء القبض بدون احلاجة إىل إذن، مادام الدورة، فقد

أن التدخل كان عقب متابعة قانونية، وحسب هذا الفقه، من غري املقبول التسليم بقانونية وذلك بالقياس على حالة . وعدم قبول اختاذ إجراء إلقاء القبض املتابعة خارج الدورات،

بيد أن هذا الطرح يبقى غري سليم، فالوضعيتان خمتلفتان . خالل الدوراتاملتابعة املأذون ا ال يتمتع عضو الربملان خارج دورات الربملان سوى حبماية ضعيفة، . وال جيوز القياس عليهما

وعليه جيب محاية عضو الربملان يف حالة . بينما تلعب احلصانة دورها الكامل خالل الدوراتوليس من الضروري استحضار كافة األدلة اليت تدلل على وجوب اإلدانة خالل الدورات،

التماس إذن الغرفة إلجراء التوقيف لعضو برملاين أدين عقب متابعة متت قبل استئناف .)1(األعمال الربملانية


إجراء احلبس املؤقت

املاسة جيوز لقاضي التحقيق وضمانا للسري احلسن للتحقيق اختاذ بعض اإلجراءات وتتدرج .حبرية الذهاب واإلياب، وذلك بواسطة أعمال قهرية تتمثل يف األوامر القضائية

هذه األوامر حبسب درجة خطورا على حرية الذهاب واإلياب لعضو الربملان إىل أربعة .أوامر قضائية

وهو أضعف إجراء على املستوى le mandat de comparutionاألمر باملثول




326

ويستخدمه وكيل اجلمهورية الستدعاء املتهم، الذي يستجيب لألمر طواعية، ويقع القهري، . ساعة)24(على القاضي مساعه فورا، وال ميكن االحتفاظ باملتهم أكثر من أربعة وعشرون

.)1(ويشبه األمر باملثول االستدعاء للمثول للشهادةشخص، واحلامل بإيقاف ال le mandat d’amenerبينما يسمح األمر باإلحضار

لألمر ميكنه استخدام القوة العمومية إلحضار الشخص حمل األمر باإلكراه، وعلى غرار أمر فبالنسبة ألمر اإلحضار .املثول، ال ميكن احتجاز املتهم أكثر من أربعة وعشرون ساعة

ضي األمر الذي يصدره قاذلك: " اإلجراءات اجلزائية على أنه من قانون110/1فتعرفه املادة وهو بذلك خيتلف عن ." املتهم و مثوله أمامه على الفورالتحقيق إىل القوة العمومية القتياد

األمر باحلضور الذي يعترب جمرد دعوة املتهم للظهور أمام احملقق يف املوعد الذي حيدده له ، دون أن ينطوي هذا األخري على قهر اختاذ إجراء حتقيق آخر يف مواجهةقصد استجوابه أو

.و إجبار مبعىن آخر أن تنفيذه متروك ملشيئة املتهمأفيسمح باحتجاز الشخص ملدد متفاوتة، le mandat dépôt أما األمر باإليداع

والذي ال ميكن أن يتجاوز حدود معينة حسب طبيعة اجلرمية، واستخدام األمر باإليداع ونظم قانون .اضي التحقيقيفترض أن املتهم كان حمل أمر باملثول أو باإلحضار صادر عن ق

على 117/1، إذ تعرفه املادة )118 ، 117( ، األمر باإليداع يف املادتني اإلجراءات اجلزائيةاألمر الصادر من القاضي إىل املشرف رئيس مؤسسة إعادة التربية باستالم و حبس " :أنه

طة العامة ل السل، حيث يرخص هذا األمر أيضا للقائم على تنفيذه االستعانة برجا"املتهم جند هنا أن ، إذة املنوه عنها يف األمرسوقه إىل املؤسسة العقابيقصد البحث عن املتهم و

.اليت يصدرها يف حالة هروب املتهم املشرع يثري احلالة ، وهو اإلجراء األكثر خطورة، جيمع بني آثار le mandat d’arrêt واألمر بالقبض

و قد عرفته .اع، وال ميكن استخدامه إال يف حالة فرار املتهماألمر باإلحضار واألمر باإليدذلك األمر الذي يصدر إىل القوة العمومية " :ن قانون اإلجراءات اجلزائية بأنهم 119/1املادة

ألمر حيث جيري تسليمه و بالبحث عن املتهم و سوقه إىل املؤسسة العقابية املنوه عنها يف ا




327

و ذلك ،األمر هو وضع املتهم حتت تصرف قاضي التحقيقالغرض من إصدار هذا و" حبسه ما يراه الزما بشأنه من اختاذن و أربعني ساعة قصد استجوابه وملدة ال تزيد عن مثا

.)1(، كاألمر حببسه مؤقتا أو وضعه حتت الرقابة القضائية أو إخالء سبيلهإجراءاتر التحقيق االبتدائي، وعموما، ال ميكن اختاذ أي أمر من هذه األوامر خارج إطا

وخبالف . والذي يفترض أن املتابعات قد حتركت، وال صعوبة إذا كانت املتابعات مأذون اذلك، فإذا كانت املتابعات مل يرخص ا خالل فترة العطلة الربملانية، خيضع التوقيف

فلة استئنالترخيص مكتب الس إذا كان الربملان مازال يف عطلته، ومن الغرفة كلها يف حا، 1995أما بعد تعديل . يف فرنسا1995، وهو اإلجراء املعمول به قبل تعديل )2(أعماهلا

أصبح الترخيص بإلقاء القبض أو أي إجراء مقيد أو سالب للحرية خاضع لترخيص مكتب .الغرفة وحدها

الفرع الثالث

إجراء التوقيف للنظر

التنقل لفترة زمنية حرية الشخص يف تقييدla garde à vue يقصد بالتوقيف للنظر، وهو إجراء بوليسي يلجا إليه ضابط يف مراكز الشرطة أو الدرك الوطين، وهذا حمددة قانونا

.اجلرمية الشرطة القضائية كلما دعت إليه مقتضيات التحقيق الكتشاف مرتكبمصطلح حديث يف القانون الفرنسي والتوقيف للنظر أو احلجز حتت املراقبة

بأنه إجراء بوليسي مبقتضى أمر صادر عن ضابط الشرطة القضائية يتم Burdeauرفهيعاالحتجاز بشخص يف أماكن خمصصة لذلك لضرورة التحقيق، دون أن يكون املعين متهما،

ساعة قابلة للتجديد مرة ) 24(ويبقى حتت سلطة احملققني ملدة حمددة بأربعة وعشرون .)3(أو قاضي التحقيقواحدة بإذن من وكيل اجلمهورية

.45، املرجع السابق ، صبوحجة نصرية 1


3 Ibid, p183.



328

من قانون اإلجراءات 88-706، 2،63-62 ونظم التوقيف للنظر مبقتضى املواد ، وجاء تنظيم التوقيف للنظر يف قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري)1(اجلزائية الفرنسي

إذا رأى ضابط الشرطة القضائية ملقتضيات التحقيق، : اليت نصت على أنه 51مبقتضى املادة ، فعليه أن يطلع فورا وكيل 54ن يوقف للنظر شخصا، أو أكثر ممن أشري إليهم يف املادة أ

ال جيوز أن تتجاوز مدة التوقيف . اجلمهورية ويقدم له تقريرا عن دواعي التوقيف للنظرغري أن األشخاص الذين ال توجد دالئل جتعل ارتكام أو حماولة ارتكام . ساعة48للنظر

.)2(ا ال جيوز توقيفها للنظر سوى املدة الالزمة ألخذ أقواهلمللجرمية مرجحومما الشك فيه أن التوقيف للنظر إجراء متليه الواقع العملي لسري التحقيقات اجلنائية، حبيث يصعب جتنب تطبيقه يف الواقع، ولنفترض أن شخصا تقدم تلقائيا للشرطة

ومثاله ، . ب تقبل إخالء سبيله بعد اعترافهالقضائية مبلغا عن ارتكابه جلرمية، يبدو من الصعيف حالة اجلرمية املتلبس ا، يكمن دور الشرطة القضائية يف معاينة اجلرائم ومجع األدلة والبحث عن مرتكبيها مادام التحقيق مل يفتتح بعد ، ويبدو من الصعب أن يقوم ضابط

. أشخاص مرتكيب اجلرائمالشرطة مبهامه كاملة يف حاالت التلبس دون سلطة التحفظ علىوعليه، يصعب يف حاالت كثرية عدم التسليم بضرورة التحفظ على األشخاص

بيد أن التوقيف للنظر ليس مقبوال سوى يف . املشتبه يف ارتكابه جلرائم خالل ساعات حمددة. حدود معينة، فمدته ال تتجاوز األربعة وعشرون ساعة الوقت الكايف إلخطار القضاة

يبقى جمرد توقيف للنظر دون اختاذ أي إجراء قضائي كاالستجواب الذي يعد وخصوصا أن

من قانون اإلجراءات اجلزائية جيوز متديد 88-706 ، وتطبيقا للمادة 2004 مارس 9 الصادر يف loi Perben IIومبقتضى قانون 1اجلرائم املنظمة ، وجرائم التعذيب ، وجرائم الصرف، واجلرائم : وذلك يف عدد من اجلرائم واملتمثلة يف. ساعة96توقيف للنظر ملدة ال

.اإلرهابيةوإذا قامت ضد : 51/3 حيث نصت املادة 2006 ديسمرب 20 مبقتضى تعديل أضافت الفقرات التالية مدد جديدة للتوقيف للنظر 2

وية ومتماسكة من شاا التدليل على اامه فيتعني على ضابط الشرطة القضائية أن يقتاده إىل وكيل اجلمهورية دون أن الشخص دالئل ق مرة -: ميكن متديد آجال التوقيف للنظر بإذن خاص من وكيل اجلمهورية املختص. ساعة) 48(يوقفه للنظر أكثر من مثان وأربعني

- . إذا تعلق األمر باالعتداء على أمن الدولة)2( مرتني–. ئم االعتداء على أنظمة املعاجلة للمعطياتعندما يتعلق األمر جبرا) 1(واحدةإذا تعلق األمر جبرائم املخدرات واجلرمية املنظمة عرب احلدود الوطنية وجرائم تبييض األموال واجلرائم املتعلقة بالتشريع ) 3(مراتثالث

.و ختريبيةق األمر جبرائم موصوفة إرهابية ألإذا تع) 5(مخس مرات -.اخلاص بالصرف



329

.اختصاص أصيال لقاضي التحقيق كأصل عام ووكيل اجلمهورية بصفة استثنائيةويتخذ التوقيف للنظر يف حاالت خمتلفة ، فقد يقع خالل املتابعة أو بناء على إنابة

التحقيق التمهيدي، وكذلك يف حالة من قاضي التحقيق، كما ميكن أن يكون جزءا من وبالرغم أن قانون اإلجراءات اجلزائية نظم استعمال التوفيق للنظر، من .التلبس باجلرمية

خالل ضرورة تقدمي الشخص املوقوف لوكيل اجلمهورية، وطلب الترخيص الكتايب لتمديد .التوقيف للنظر، فتبقى ضمانات محاية األشخاص املشتبه فيهم ضعيفة

إىل أي مدى جيوز أن يكون عضو الربملان حمال للتوقيف : تساؤل الذي يطرحوالفاملسلم به أن أعضاء الربملان . للنظر، واإلجابة تدفع إىل حبث الطبيعة القانونية للتوقيف للنظر

.حمميون من إلقاء القبض، ويف حالة التمسك باملعىن الدقيق للمفهوم، فاإلجابة تبدو صعبةال يتحقق ) إلقاء القبض( انون اإلجراءات اجلزائية فالتوقيف ومبقتضى أحكام ق

Levasseur et M.Stefann وقد ذهب .سوى بواسطة األمر بإلقاء القبض واألمر باإليداعإىل القول أن التوقيف للنظر ليس اعتقاال، وهو املوقف الذي تبناه وزير العدل يف إجابته على

له مع مراعاة تقدير احملاكم، فصياغة قانون اإلجراءات وصرح هذا األخري بقو. سؤال برملايناجلزائية توحي أن املشرع باستخدامه ملصطلح التوقيف للنظر مل يشأ مماثله هذا التدبري إللقاء

تنطبق على القبض، واملالحظ يف هذا الصدد أن النتائج القانونية املترتبة عن إلقاء القبض الاملؤقت غري قابل للتطبيق على إجراء التوقيف للنظر، ومدة التوقيف للنظر، كما أن اإلفراج

التوقيف للنظر غري مدرجة يف احتساب احلبس املؤقت لتنفيذ العقوبة، وعليه، يبدو التوقيف من 26للنظر متميزا عن إلقاء القبض باملعىن القضائي، ومن مث، فهو غري مشمول باملادة

.)1( عضو الربملانالدستور، وجيوز تطبيق التوقيف للنظر علىويبقى هذا االستنتاج غري مقبول، وذلك لسببني، األول يكمن يف أن مصطلح إلقاء القبض يف النص الدستوري ال جيب أن تكون له نفس الداللة يف القانون اجلنائي، إمنا يفيد

ال تتحدث عن إلقاء 26معنا واسعا، حبيث ليس هناك يف الفقه من شكك يف أن املادة فقط، وإمنا عن االحتجاز أو التوقيف مبعناه الواسع ، وأي تفسري مناقض لذلك يعترب القبض

1Gérard Soulier, op.cit, p190.



330

وبالتايل، فداللة إلقاء القبض باملفهوم الدستوري، واحتراما للحصانة اإلجرائية، . غري مقبولجيب أن تتسع لتشمل كل إجراء مقيد للحرية، ويرتبط املربر الثاين باألول، وأي تفسري

ن الضمانة الربملانية جمرد وهم، ويتجاهل مبدأ احلصانة اإلجرائية والنص خمالف سيجعل م . الدستوري املقرر هلا

ذلك أن احلصانة ال جيب أبدا أن تفقد رؤيتها وغايتها وهي قبل كل شيء محاية . حرية النائب يف ذهابه لالجتماع، فهدف احلصانة منع أي عرقلة ملمارسة الوظيفة الربملانية

التوقيف للنظر يعمل على عرقلة ومنع عضو الربملان، فاحللول املطبقة على إجراء ومادام أن إلقاء القبض باملعىن اجلنائي صاحلة فيما يتعلق بالتوقيف للنظر، وبالتايل متتدد محاية احلصانة

ومادام التوقيف للنظر ليس إلقاء قبض حقيقي، فمن . اإلجرائية لتشمل التوقيف للنظر .ره احتجازاالصعب عدم اعتبا

وعليه، ينبغي اعتبار التوقيف للنظر مساسا باالمتياز الربملاين اإلجراء الذي اختذ يف وقد ترتب عن حترك األوساط الربملانية . 1960 نوفمرب 11 يف Thomazzoمواجهة النائب

املعدل واملتمم للتعليمات العامة 1961 أكتوبر 23تدخل وزير العدل بإصدار منشور يف قة بتطبيق قانون اإلجراءات اجلزائية، والذي حدد شروط تطبيق التوقيف للنظر يف املتعل

ومبقتضى هذا املنشور، فإن التوقيف للنظر ميكن اختاذ حبرية يف حالة . مواجهة أعضاء الربملاناجلنحة املتلبس ا، وهذا احلكم ليس حمل اعتراض ويتطابق مع النظام اخلاص للحصانة

هذه الفرضيات، ولكن خارج حاالت اجلنايات واجلنح املتلبس ا، وخالل اإلجرائية يف مثلمرحلة التحقيق التمهيدي أو تنفيذا إلنابة قضائية، فال جيوز وضع عضو الربملان حتت التوقيف

.)1(للنظر، وقد جاءت صياغة املنشور واضحة وال حتتاج إىل تعليقيع األحوال ماعدا حالة تلبس ويستخلص مما سبق، أن التوقيف للنظر حمضور يف مج

واجلدير بالتنويه، أن النص املنظم للتوقيف للنظر ألعضاء الربملان هو . عضو الربملان باجلرمية . عبارة منشور، وال يتمتع بقيمة معيارية

ونظرا لبعض الغموض الذي اعترى املنشور خصوصا ما تعلق بتوقيف الشهود،




331

ور، والذي ينظم حالتني، األوىل يف حالة جناية أو تدخل وزير العدل لتقدمي تفسري للمنشجنحة متلبس ا، جيوز توقيف عضو الربملان للنظر شرط أن تكون هناك دالئل قوية واضحة

وخارج حالة التلبس، ال جيوز توقيف . ومتماسكة ضده، وتشكل مربرا لتوجيه االام له .)1(عضو الربملان للنظر يف إطار التحقيق التمهيدي

لفرع الرابعا

إجراءات الرقابة القضائية

شكلت مسألة إخضاع تدابري الرقابة القضائية إلجراءات رفع احلصانة موضوع خالف بني اجلمعية الوطنية وجملس الشيوخ خالل املناقشات اليت جرت حول مشروع

وبينما سعى مشروع النص الدستوري إىل مد . 1995التعديل الدستوري يف فرنسا لعام طالب نواب اجلمعية الوطنية . اق احلصانة الربملانية إىل كل إجراء مقيد أو سالب للحريةنط

ويعد موقف اجلمعية الوطنية مطابقا . بقصر اإلذن على التدابري املقيدة حلرية الذهاب واإليابفقد أجازت لقاضي التحقيق باختاذ بعض . ملا جرى به العمل أمامها قبل املراجعة الدستورية

ابري إىل ال ترى فيها إعاقة حلرية الذهاب واإلياب، دون احلاجة إىل رفع احلصانة املسبق التد . عن النائب

وخبالف ذلك، متسك مكتب جملس الشيوخ خبضوع مجيع تدابري الرقابة القضائية ومرد ذلك خشية جملس . املتخذة يف مواجهة عضو جملس الشيوخ إلجراء رفع احلصانة

ل للربملان يف تقدير خمتلف التدابري القضائية، مما يترتب عنه حتما الشيوخ من تدخل حمتمالبحث يف موضوع الطلب، والذي سيشكل ال حمالة مساسا باختصاص القضاء يف اختيار

وانتهى وزير العدل إىل إقناع اجلمعية الوطنية بالتصويت على الصيغة األوىل . التدبري املالئمية، اضطر جملس الشيوخ إىل قبول حرية املتابعات بصيغتها للمشروع احلكومي، ويف قراءة ثان

يف مقابل إخضاع إلذن الس كل إجراء مقيد أو سالب للحرية إىل ،26/2الواردة يف املادة




332

.)1(جانب إلقاء القبض املبحث الثالث

حالة التلبس باجلرمية: على احلصانة اإلجرائية االستثناء الوارد

ا تكون ردة الفعل الفردية واالجتماعية حية أمام جرمية آنية غالبا ميف كل األوقاتأو حديثة الوقوع مقارنة مع جرمية ارتكبت منذ وقت بعيد، ومن هذا املنطلق، نظمت مجيع

وينطلق هذا النظام االستثنائي . التشريعات نظام إجرائي استثنائي بالنسبة للجرائم املتلبس ااملتهم تكون يقينية أكثر من اجلرائم العادية، ومن مث فإن من فكرة أن أدلة اجلرمية وهوية

القضاء اجلنائي ميكنه التدخل بسرعة وما يترتب عنه من اقتصاد يف العقوبة، وهو ما يضمن ويعرف التلبس على أنه حالة تقارب زمين بني وقوع اجلرمية .فعالية كرب للجزاء اجلنائي

ارتكاب اجلرمية أي أثناء اقتراف الركن املادي واكتشافها، وعرف البعض بأنه مشاهدة حالةفيها أو بعد ارتكابه للجرمية بربهة يسرية أضبطه إثر مطاردة الناس له مع اإلشارة عليه

.أوضبطه أو وجود عالمات أو جروح ستدل منها على أنه فاعل جلرمية أو شريك فيها من قانون 53املادة وتتمثل أحكام اجلرمية املتلبس ا يف القانون الفرنسي يف

اإلجراءات اجلزائية واملواد الالحقة هلا، اليت تولت بإعطاء مفهوم وتأسيس هلا، واجلرمية املتلبس ا ظرف عيين يلحق اجلرمية، يترتب عنه إخضاع اجلرمية املتلبس ا لنظام إجرائي

م أحكام التلبس وعلى غرار القانون الفرنسي، جاء تنظي. جزائي استثنائي عن القانون العام ، ويف القانون اجلزائري مبقتضى )2( 30يف قانون اإلجراءات اجلنائية املصري مبقتضى املادة

.)3( منه41املادة

1 Cécile guérin-bargues,op.cit,p383.

ع اين عليه مرتكبها، أو رية ، وتعترب كذلك ، إذا تبتكون اجلرمية متلبسا ا حال ارتكاا أو عقب ارتكاا بربهة يس : 30طبقا للمادة 2 العامة بالصياح إثر وقوعها أو إذا وجد مرتكبها بعد وقوعها بوقت قريب حامال آالت أو أسلحة أو أمتعة أو أوراقا أو أشياء أخرى تبعته

.تفيد ذلكيستدل منها على انه فاعل أو شريك فيها ، أو إذا وجدت يف هذا الوقت آثار أو عالمات كما تعترب اجلناية أو . توصف اجلناية أو اجلنحة باا يف حالة تلبس إذا كانت مرتكب يف احلال أو عقب ارتكاا: 41نصت املادة 3

اجلنحة متلبسا ا إذا كان الشخص املشتبه يف ارتكابه إياها يف وقت قريب جدا من وقوع اجلرمية قد تبعه العامة بالصياح أو وجدت يف وتتسم بصفة التلبس كل جناية أو جنحة وقعت . ازته أشياء أو وجدت آثار أو دالئل تدعو إىل افتراض مسامهته يف اجلناية أو اجلنحةحي



333

وعليه ميكن القول، أن تعبري جرمية متلبس ا يتضمن ثالث عناصر، يتمثل العنصر على اجلرمية، األول يف أن التلبس تشكل حالة واقعية تلحق اجلرمية، مبعىن وصف ينصب

والعنصر الثاين يسمح باختاذ إجراءات حتقيق خاصة، إىل جانب مساحها باإلحالة الفورية ملرتكب اجلرمية أمام قضاة احلكم، وسرعة اختاذ اإلجراءات هذه مل تتقرر يف القانون الفرنسي

نايات بينما تلحق يف القانون اجلزائري إضافة إىل اجلنح، اجل. سوى بالنسبة للجنح وحدها .كذلك

وكما يعد هذا االستثناء تقليديا يف القانون العام، فقد مت تكريسه بشكل تقليدي يف تنظيم احلصانة اإلجرائية، ونادرة هي الدساتري اليت قررت نظام محاية ألعضاء الربملان دون

عدم مشول وتتميز مالمح هذا النظام االستثنائي يف . )1(حتفظ بالنسبة حلالة اجلرائم املتلبس ااحلصانة اإلجرائية لعضو برملاين الذي يضبط متلبسا بارتكاب جرمية، حيث تتالشى احلماية

.وتتقضي دراسة هذا االستثناء توضيح أساسه وحاالته. يف مواجهة املتابعة وإلقاء القبض

املطلب األول أساس استثناء اجلنحة املتلبس ا

فة هلذا االستثناء، واليت ميكن ردها يف الفقه وخصوصا الفرنسي مربرات خمتلقدم

يرتبط املربر األول بأساس احلصانة اإلجرائية نفسها، وحسب هذا الفقه، . مربرين أساسيني

ولو يف غري الظروف املنصوص عليها يف الفقرتني السابقتني إذا كانت قد ارتكبت يف مرتل وكشف صاحب املرتل عنها عقب ارتكاا

.اء أحد ضباط الشرطة القضائية إلثبااوبادر يف احلال باستدعاإلجرائية ، وذلك خبالف ما أخذت به غالبية دساتري العامل ، ويذكر منها الدستور احلصانة اتهناك من الدساتري من وسعت يف استثناء 1

فقد . و صدور حكم ائي بالعقاب اليت تضمنت إضافة إىل استثناء حالة التلبس ، استثنائي متابعة مأذون فيها أ2011املغريب قبل تعديل وال ميكن يف أثناء دورات الربملان متابعة أي عضو من أعضائه و ال إلقاء القبض عليه من : يف فقرتيها الثالثة والرابعة بقوهلا39نصت املادة

ذي ينتمي إليه ما مل يكن العضو يف أجل جناية أو جنحة غري ما سبقت اإلشارة إليه يف الفقرة األوىل من هذا الفصل إال بإذن من الس ال .حالة تلبس باجلرمية

وال ميكن خارج مدة دورات الربملان إلقاء القبض على أي عضو من أعضائه إال بإذن مكتب الس الذي هو عضو فيه ، ماعدا حالة .ا لضمانة احلصانة االجرائية ملغي2011مث جاء تعديل ". التلبس باجلرمية أو متابعة مأذون فيها أو صدود حكم ائي بالعقاب

. وما بعدها106، املرجع السابق ، ص عبد اإلله حلكيم بناينوحول طبيعة هذه االستثناءات ،



334

فإن احلصانة جيب أن حتمي عضو الربملان من املتابعات الكيدية، و املشكل ال يصبح مطروحا ابعات كيدية وغري مؤسسة، ويصبح يف اجلرمية املتلبس ا، حيث يتالشي افتراض اعتبار املت

وعليه من الضروري، إعادة السري العادي . معدوما وباطال أمام ثبوت وفعلية ارتكاب اجلرميةويستند هذا االجتاه على حتديد مفهوم ضيق للجرائم املتلبس ا . )1(ألحكام القانون اجلنائي

ث تكون مسامهة عضو واليت يقصرها على حاالت التلبس احلقيقي دون االعتباري، حبيوملا كانت احلكمة من تقرير احلصانة الربملانية هو محاية . الربملان يف اجلرمية أكيدة ويقينية

أعضاء الربملان من االامات اانية، والكيدية املسلطة عليهم من السلطة التنفيذية قصد نة يف حالة اجلرم منعهم من مزاولة عملهم الربملاين، فإن املنطق يقضي بزوال هذه احلصا

املشهود أو حالة التلبس باجلرمية، حيث تنتفي شبهة الكيدية، والتلفيق من جانب السلطة . )2(التنفيذية، ففي هذه احلالة تعلق احلماية وإعمال احلصانة الربملانية

فأساس استثناء حالة التلبس باجلرمية من إجراءات احلصانة الربملانية هو انعدام بيد أن هذا الرأي . ي، أي املكيدة السياسية املسلطة من قبل السلطة التنفيذيةالباعث السياس

يبقى غري كاف، الرتكازه على مفهوم ضيق للحصانة ينظر إليها من زاوية دور العدالة، وتغفل زاوية االس النيابية، فاحلصانة ال دف فقط للحماية من املتابعات الكيدية، وإمنا

ة مصلحة التمثيل الوطين حىت لو كانت متابعات النواب جدية دف باألساس حلمايوعليه، فمربر انتفاء شبهة املتابعات الكيدية يف حاالت التلبس يبقى تربير غري . ومؤسسة .كاف

إىل تأسيس االستثناء على فكرة Bonneauوذهب االجتاه الثاين والذي ميثله الفقيه ري املقبول استثناء عضو برملاين من املتابعات، يف حني النظام العام املعنوي واألخالقي، فمن غ

حيث . أن املسامهني معه يف اجلرمية والذين تصرفوا بتحريض منه يتم توقيفهم ومتابعتهم فورايترتب عن حالة اجلنح املتلبس ا إخالل وقطيعة مع مبدأ املساواة أمام القضاء، ويعترب ذلك

ني يف اجلرمية الذين يتم توقيفهم ومتابعتهم ويبقى عضو متييز غري مقبول وصادم بني املسامه


.448 ص،1988، القانون الدستوري والنظم السياسية، الدار اجلامعية اجلديدة، مصر،إبراهيم عبد العزيز شيحا 2



335

لذلك ، فإن أساس هذا االستثناء هو ضرورة احملافظة . )1(الربملان حرا طليقا يتمتع بامتيازاتهعلى النظام العام إذ أن التمييز يف القبض على شركاء الربملاين دونه يف حالة التلبس قد يثري

ى، لذلك يرى أنصار هذا الرأي أن القبض على عضو الربملان الرأي العام، ويؤدي إىل الفوضوإن كان . )2(دون احلصول على إذن الربملان، هو إجراء أمين يلجأ إليه لوقف االضطرابات

هذا الرأي ال خيلو من احلقيقة، غري أن اإلخالل مببدأ املساواة يتحقق حىت بالنسبة للحاالت ه قائمة فالقطيعة مع مبدأ املساواة تكون يف حالة ولكن تبقى يف وجهة النظر هذ. العادية

هذا الرأي، وحسب الفقيه، فاألساس Dragoوقد ساند . التلبس باجلرمية حادة ومؤثرةاحلقيقي الستثناء اجلنح املتلبس ا يتمثل يف هدف أمين، احلفاظ على النظام العام، وأخالقي

بول، ضبط نائب يف حالة تلبس باجلرمية ويعترب هذا الرأي وجيها، فمن غري املق. )3(كذلكوال يتم إلقاء القبض عليه أو توقيفه، وعليه جيب أن تكون هناك إمكانية لتوقيف النائب

.)4(حلظة ابتعاده عن الضحية حامال يف يده أداة اجلرميةوخالصة القول، أن املربرات اليت منحت كأساس هلذا االستثناء تبقى وجيهة،

لكيدية وشبهة التعسف السياسي أمام حالة التلبس خصوصا التلبس حيث تتالشى مضنة ا .احلقيقي إذن أن األدلة واضحة ومقررة، وتفادي اإلخالل اجلسيم مببدأ املساواة أمام القضاء


حتديد مفهوم اجلرائم املتلبس ا

ايات شأن هل هناك مفهوم دستوري للجنوالسؤال الذي أثاره الفقه يف هذا الهل هناك وبعبارة أخرى،. العام املتلبس ا يتميز عن مفهومه يف القانون اجلنائيواجلنح

مفهوم موحد حلالة التلبس باجلرمية؟ أم أن هناك مفهوم دستوري خاص حلالة التلبس خمالف


.79 ، املرجع السابق ، ص بطيخ حممدرمضان 23 Gérard Soulier, op.cit,p201. 4 Ibid,p201.



336

.للقانون العادي؟ للجرائم أكد جانب من الفقه الدستوري الفرنسي على وجود مفهوم دستوري

بس ا، وهذا األخري ال يفيد وجود مفهوم متميز وخمتلف عن مفهوم قانون العقوبات املتلوإمنا يصبح جمال تطيقيه أكثر ضيقا وحتديدا، حيث يستبعد القانون الدستوري . العام

وبعبارة أخرى . )quasi flagrance(باخلصوص حاالت التلبس االعتباري أو احلكمي وري هو أكثر ضيقا منه يف القانون اجلنائي، لذا فالتلبس هنا التلبس يف القانون الدستمفمفهو

جيب أن يقتصر على التلبس احلقيقي دون التلبس احلكمي، ذلك أن روح النص الدستوري وإذا كانت غالبية الفقه مل تتطرق هلذا . )1(توجب قصر احلكم على حاالت التلبس احلقيقي .)2( ضيق للجنح املتلبس ااملسألة بشكل صريح، بيد أنه أقر ضمنيا مفهوم

وقد استند الفقه على وجود ثالث مربرات تدافع لصاحل مفهوم ضيق للجنح واجلنايات املتلبس ا يف موضوع احلصانة الربملانية، ويستخلص املربر األول من املبدأ العام

ادي للدعوى للتفسري، ذلك أن اجلنح املتلبس ا ما هي إال استثناء من اإلجراءات والسري العاجلنائية، وهي استثناء ملبدأ احلصانة اإلجرائية، وتفاديا للغموض الذي قد يكتنف مفهوم اجلنح املتلبس ا وجب االلتزام بالتفسري الضيق لالستثناء دون توسع، والذي يتماشى مع تفسري أحكام القانون الدستوري، ومبقتضى ذلك، فإن ال ميكن أن تأخذ بعني االعتبار سوى

عن Esmeinوقد عرب الفقيه . حاالت التلبس احلقيقي، واستبعاد حاالت التلبس االعتباريجيب أخذ اجلنح املتلبس ا باعتبارها نظرية استثنائية يف معناها احملدد والضيق، : ذلك بقوله

ويتضمن اجلنح املرتكبة حاال واليت ارتكبت، وال ميكن إضافة احلاالت املفترضة الواردة . من قانون التحقيقات اجلنائية106، 46 ،41 املادة مبقتضى

من قانون 121ويستفاد املربر الثاين املدعم للمفهوم الضيق من قراءة املادة العقوبات الذين يقومون بإلقاء القبض خارج حاالت اجلنايات واجلنح املتلبس ا والصخب

عناها الضيق، واستبعاد حاالت وهذا الربط يدفع إىل أخذ اجلنح املتلبس ا مب. العمومي

.84، املرجع السابق، صأمحد حممد حسام الدين 1




337

. قد ربط بني الصخب العمومي واجلنح املتلبس ا121التلبس االعتباري، مادام أن املادة 20 أن وجهة النظر هذه قد تأكدت من طرف الربملان نفسه مبقتضى املادة Dragoويرى

الدستورية املتضمن تعديل وتقنني النصوص املتعلقة بالسلطات 1950 جانفي 6من قانون واملربر الثالث مستمد من أساس . يف التنظيم الدستوري121العامة، واليت تبنت نص املادة

احلصانة الربملانية ،فالطابع السياسي للحصانة الربملانية، واملبدأ الذي ينبثق مبقتضاه سلطة لة الربملان يف رقابة مصري أعضائه من خالل حقه التقديري يف التحقق من مدى وجود حا

وعليه . 1التلبس وتبنيه ملوقف اخلاص، يقتضي قصر حاالت التلبس على التلبس احلقيقي فقطفإن املفهوم الدستوري للجرمية املتلبس ا مضمون ضيق وحمدود مقارنة بالقانون اجلنائي

.العاموذهب جانب من الفقه املصري إىل أن التلبس املقصود هو التلبس الذي نص عليه

مات اجلزائية، فحيث ال يفصح النص اخلاص عن معىن خمتلف ينبغي أن يؤخذ قانون احملاك .)2(باملعىن العام

ونظرا خلطورة اآلثار اليت تترتب على اعتبار اجلرمية متلبسا ا فقد حرص القانون اجلزائري على غرار نظريه املصري والفرنسي إىل حصر حاالت التلبس ، مبا يقتضي معه

يق للتلبس وحصر نطاقه يف القانون الدستوري بالنسبة حلاالت التلبس األخذ باملفهوم الض .احلقيقي فقط ،محاية ألعضاء الربملان وضمانا الستقالهلم

املطلب الثالث

حاالت التلبس باجلرمية

حرصت التشريعات املقارنة على بيان حاالت التلبس، ومن بينها القانون الفرنسي من قانون 41والقانون اجلزائري يف املادة .اإلجراءات اجلزائية من قانون 53مبقتضى املادة

.اإلجراءات اجلزائية، واليت تتمثل يف مايلي

1 Gérard Soulier, op.cit, p203. .74ص ، املرجع السابق، بطيخمدرمضان حم .101 صلسابق، ، املرجع احممود حممود مصطفىمن هذا الرأي، 2



338

الفرع األول ارتكاب اجلرمية يف احلال

وهذه احلالة تصور حاالت التلبس مبعناها احلريف الصحيح واحلقيقي حينما تشاهد

ي يعترب العنصر املكون للركن املادي للجرمية، اجلرمية يف اللحظة اليت يرتكب فيها الفعل الذومتثل احلالة . )1(أو حني يؤخذ اجلاين يف إبان الفعل وهو يقترف إمثه ونار اجلرمية مستعرة

الصورة األكثر بساطة، وجيد التلبس معناه احلقيقي، واليت تتحقق حني ترتكب اجلرمية يف acte etرتكبها، الفعل ومرتكبه حلظتها، حيث ميكن إدراك يف نفس الوقت اجلرمية وم

l’auteur ،وعليه، فاختاذ . فهي احلالة اليت يشاهد فيها مرتكب اجلرمية يف مسرحهاإجراءات سريعة يسمح باحملافظة على أدلة اإلثبات، وتعد إطالة إجراءات التحقيق غري مربرة

.)2(يف جرمية متلبس ا، مادام قد حدد يف هذه احلالة اجلرمية ومرتكبها

الفرع الثاين تكااراكتشاف اجلرمية عقب ا

وتتحقق هذه احلالة باكتشاف اجلرمية عقب ارتكاا، وهو الوقت التايل لوقوع اجلرمية أي أن اجلرمية قد انتهت لكن آثارها ما زالت حية، وبعبارة أخرى، فاجلرمية تعترب من

وتتحقق هذه احلالة . مااملاضي، ولكن ماضي حديث جدا ويعد عامل الزمن عنصر مهبثبوت حداثة ارتكاب اجلرمية مع اختفاء مرتكبها، ومن مث، فاختاذ إجراءات حتقيق سريعة قد يسمح باكتشاف مرتكب اجلرمية، وهذا هو السبب الذي يقرر استعمال اإلجراءات اخلاصة

افها قد يسمح بالتلبس يف مثل هذه احلالة، فالفاصل الزمين القصري بني ارتكاب اجلرمية واكتشووجه الدقة يف .بالتعرف السريع على مرتكب اجلرمية خصوصا وآثار اجلرمية مازالت حية

، آثار إجراءات التلبس باجلرمية على احلرية الشخصية ، مذكرة ماجستري ، كلية احلقوق بن عكنون ، جامعة اجلزائر، بن سليمان شريفة 1

.14 ، ص2009/20102 Gérard Soulier, op.cit,p205.



339

هذه الصورة يتمثل يف حتديد الفاصل الزمين بني وقوع اجلرمية واكتشافها حىت يتسىن القول ملوضوع بقيام التلبس أو ختلفه، والرأي املتفق أن املسألة تقديرية يرج الفصل فيها إىل قاضي ا

.)1(يف كل حال على حدا إال أن التقدير جيب أن تكون هلا حدود ال ميكن جتاوزها

الفرع الثالث تتبع املشتبه فيه بالصياح من طرف العامة

وتتحقق هذه احلالة روب املشتبه فيه وتتبعه بالصياح العام الذي يكون إما من

ويقصد . بارتكاب اجلرمية املتلبس االضحية أو الشهود أو من أناس آخرين ال عالقة هلمبالتتبع املتابعة املادية بالعدو واجلري خلف املشتبه فيه قصد القبض عليه أو املتابعة املعنوية

والصياح يكون بإصدار أصوات أو صراخ يشري إىل القبض . مبالحقته بالصياح ولو بغري عدوولكي يكون . )2(ة مثبتة وحمدد بذااعلى مرتكب اجلرمية ولكن ليس إلزاميا أن تكون اجلرمي

التتبع قانونيا ومنتجا حلالة التلبس ال بد أن يكون الشخص املشتبه يف ارتكابه للجرمية يف . وقت قريب، بيد أن معظم التشريعات مل حتدد هذا الوقت

وقد ذهبت حمكمة النقض الفرنسية إىل أن هذا الوقت ميكن أن يستمر إىل اليوم ع اجلرمية ، وقول املشرع أن تكون املتابعة يف وقت قريب جدا يقصد به أن التايل من وقو

يكون التتبع بالصياح عقب ارتكاب اجلرمية أو إثر وقوعها دون حتديد الفترة الزمنية اليت ويف هذا الصدد، جيب التفرقة بني . تنقضي بني ارتكاب الفعل ارمة والتتبع بالصياح

اإلشارة إىل اين عليه بارتكاب اجلرمية بوقت قصري وبني الصياح العام الذي يتمثل يفاإلشاعة العامة ، وهذه األخرية ال تكفي لنشوء حالة التلبس إذ هي جمرد شك ينطوي على

ساعة، وهذا ما ) 24 (ن تفسري واسع لكلمة عقب ارتكاب اجلرمية مما جعلها تشمل أربعة وعشريذهب الس األعلى يف قضائه إىل 1

، حيث اعتربت الغرفة اجلنائية أن حالة التلبس قائمة بالرغم من أن السارق قد قبض 28/10/1964 من القرار الصادر بتاريخ جيستنت املتهم وكل تاءه بان حالة التلبس قائمة الن اكتشاف املسروقات واعترافاعليه صبيحة اليوم التايل الرتكاب اجلرمية ، وقد علل قض .اإلجراءات قد متت يف أجل ال يتجاوز أربع وعشرين ساعة

.162، كلية احلقوق، جامعة اجلزائر، ص04/1964 يف الة اجلزائرية للعوم القانونية والسياسية واالقتصادية، العدد حممد حدةأورده .17، املرجع السابق، صريفةبن سليمان ش 2



340

.1اام ضعيف لشخص بأنه ساهم يف ارتكاب جرميةلة ويالحظ يف هذه احلالة سري الوقائع خيتلق متاما عن احلالتني السابقتني، ففي احلا

األوىل تكون مشاهدة ارتكاب اجلرمية مباشرة، و تقتضي احلالة الثانية القبض على املشتبه فيه بينما جيهل يف هذه احلالة نوع اجلرمية املرتكبة، وهل هناك . عقب ارتكاب اجلرمية بعد حتققها

جرمية حقيقية، حيث يتم القبض على شخص مشتبه فيه بناء على قرائن قوية تدل على .)2(به جرمية ما، مث يتم بعد ذلك البحث عن اجلرمية اليت يكون قد ارتكبهاارتكا

الفرع الرابع

حيازة املشتبه فيه ألشياء تدل على مسامهته يف اجلرمية يف وقت قريب من وقوعها

ولتحقق هذه احلالة وجب أن يكون ضبط املشتبه فيه قد مت بعد وقوع اجلرمية

شتبه فيه أشياء أو جدت آثار أو دالئل يستدل منها على بوقت قريب جدا، أن توجد مع املأنه مرتكب اجلرمية أو مسامها فيها، ولكن هذه الداللة ليست قطعية بل موجبة للشبهة

واملقصود باألشياء حيازته ألمتعة أو أسلحة أو أدوات أو أوراق ، وتكمن . والتهمة فقط أو بعض نقاط الدم من مالبسه اآلثار يف وجود بعض اخلدوش يف بعض أجزاء من جسمه

. )3(اثر مدة زمنية قصرية جدا من وقت ارتكاب اجلرمية إلمكان اعتبار اجلرمية متلبسا اوتعترب هذه احلالة قريبة من احلالة السابقة، حيث يتم ضبط مرتكب العمل اإلجرامي قبل

.معرفة اجلرمية يف وقت قريب من الفعللجرائم املتلبس ا ميكن تقسيمها إىل صورتني، واملالحظ أن احلاالت األربع ل

، متثل احلالة األوىل والثانية صورة التلبس احلقيقي Bonneauوعلى حد تعبري الفقيه الفرنسي la flagrance réelle ومتثل احلالة الثالثة والرابعة صورة التلبس االعتباري la flagrance

.19، املرجع السابق ، صبن سليمان شريفة 1

2 Gérard Soulier, op.cit,p 206. . .22، املرجع السابق ، صبن سليمان شريفة 3



341

personnelle .ا يتحدد طابع التلبس بالنظر إىل الفعل ونكون أمام تلبس حقيقي حينماإلجرامي نفسه، ويتحقق التلبس االعتباري حينما يتحدد طابع التلبس بالنظر إىل مرتكب

وهذه التفرقة مهمة وغري قابلة للتشكيك فيها، حيث يرتكز وجود التلبس .الفعل اإلجرامييرتكز يف احلالة الثالثة على العمل اإلجرامي يف احلالتني األوىل والثانية، وعلى العكس

.والرابعة على الشخص املشتبه يف ارتكابه اجلرمية العنصر الرئيس واألساسي املميز للتلبس ، وتأخذ l’immédiatetéومتثل الفورية

واليت تتحقق يف احلالة األوىل حيث l’actualitéالفورية درجات خمتلفة ، وتتمثل يف احلالية ) récent(مشاهدا، وتتعلق احلاالت الثالث األخرى حبداثة اجلرميةهناك اقتران بني اجلرمية و

وإذا كانت . اليت تكتشف عقب ارتكاا مباشرة أو يضبط املشتبه يف ارتكاا يف وقت قريبالفورية تعترب العنصر الرئيس يف التلبس، فإن هذا األخري يقتضي بالضرورة عنصر آخر يتمثل

ي يتخذ درجات خمتلفة ، حيث تكون اجلرمية يف احلالتني ، والذ l’évidenceيف اليقني ، بينما يف احلالتني الرابعة واخلامسة، فإن مل تكن certainاألوىل والثانية مؤكدة الوقوع

اجلرمية مؤكدة الوقوع، فعلى األقل توجد قرائن قوية مستمدة من عناصر الواقع تؤكد ان يف حتديد مفهوم اجلرائم املتلبس ا، وتشكل الفورية واليقني عنصران متالزم .)1(ذلك

وعليه يف حالة وجود عدم . وجيب توافرمها الختاذ إجراءات املتابعة اخلاصة حبالة التلبسالتحقق أو غموض يف مدى توافر العناصر السابقة، فإن ذلك يقتضي التحفظ خصوصا

.)2(حينما يتعلق األمر بعضو الربملان

ملطلب الرابعا اء حالة التلبس باجلرمية مضمون استثن

ان دون العودة إىل املتلبس ا باإليقاف الفوري لعضو الربمل واجلناياتتسمح اجلنح

26 وتشكل نقطة اتفاق بني الدساتري املقارنة فنصت املادة .استئذان الس الذي ينتمي إليه

1 Gérard Soulier, op.cit,p 209. 2Ibid,p209.



342

يكون حمل توقيف أو أي ال ميكن لعضو الربملان يف مواد اجلنايات واجلنح أن :" فقرة ثانية بأنهوهذا اإلذن ليس . إجراء مقيد أو سالب للحرية إال بإذن مكتب الس الذي ينتمي إليه

من الدستور 113ونصت املادة . )1("مطلوبا يف حالة اجلنحة املتلبس ا واإلدانة النهائية إجراء جنائي ذ أيز، يف غري حالة التلبس باجلرمية إختاال جيو:" املصري املعدل احلايل على أنه

ويف غري دور . ضد عضو جملس النواب يف مواد اجلنايات واجلنح إال بإذن سابق من الس ."انعقاد الس يتعني أخذ إذن مكتب، الس وخيطر عند أول انعقاد مبا اختذ من إجراء

يف حالة تلبس أحد النواب أو ":من الدستور اجلزائري بقوهلا 111 وجاء يف املادة وخيطر بذلك مكتب الس الشعيب حد أعضاء جملس األمة جبنحة أو جناية، ميكن توقيفه،أ

".الوطين أو جملس األمة حسب احلالة فوراهل تسمح حالة التلبس بإجراء املتابعة : بيد أن الصعوبة تكمن يف التساؤل التايل

اإلذن من الس كذلك، وبعبارة أخرى، هل يشترط بعد إيقاف عضو الربملان احلصول على .الذي ينتمي إليه لالستمرار يف إجراء املتابعة

يبدو التساؤل يف احلقيقة من الوهلة األوىل مثريا، ذلك أن إجراء إيقاف عضو الربملان أو إلقاء القبض عليه يعترب أخطر من إجراء املتابعة، وعموما من يستطيع األكثر

ن من الربملان لالستمرار يف املتابعات ميثل بيد أن ضرورة احلصول على إذ. يستطيع األقلوعليه، . أمهية معتربة ، ذلك أنه يسمح للمجلس برقابة والتثبت من مدى صحة اإلدعاءات

يعد طلب اإلذن املسبق من الس لالستمرار يف اإلجراءات ضمانة أساسية الحترام االمتياز ليد الربملانية للمجالس يف فرنسا ولعل هذا التصور هو الذي أهلم طويال التقا. الربملاين

خبصوص اشتراط اإلذن املسبق لالستمرار يف املتابعات بالرغم من عدم توافقها مع النص .الدستوري، واليت كانت حمل نقاش كبري يف الفقه والقضاء الفرنسي

استثناء اجلنح املتلبس ا 1875وقد نظمت النصوص الدستورية الفرنسية منذ عام ال ميكن ألي عضو الربملان، خالل مدة الدورة، :" 1958ام، ومبقتضى دستور بنفس األحك

1 Art 26/2 “Aucun membre du parlement ne peut faire l’objet, en matière criminelle ou correctionnelle, d’une arrestation ou de tout autre mesure privative ou restrictive de liberté qu’avec l’autorisation du bureau de l’assemblée dont il fait partie. Cette autorisation n’est pas requise en cas de crime ou délit flagrant ou de condamnation définitive ».



343

وخبالف ذلك، ...". أن يتابع أو يوقف يف جناية أو جنحة، باستثناء حالة التلبس باجلنحة حساسة جدا بالنسبة ملسألة 1875فقد كانت الدساتري السابقة للجمهورية الثالثة لعام

لثورية وإن أجازت إيقاف عضو الربملان، فإا قد أخضعت املتابعات، ذلك أن الدساتري ااملتابعات إىل وجوب احلصول على إذن الغرفة اليت ينتمي إليها العضو، وهو تقرر كذلك يف

ال ميكن أن يلقى القبض : " بقوهلا37 الذي نص بعبارات صرحية يف املادة 1848دستور ال ميكن أن يتابعوا إال بعد أن يأذن الس على ممثلي الشعب إال يف حالة التلبس باجلنحة، و

ويف حالة إلقاء القبض بسبب جنحة متلبس ا جيب اللجوء فورا إىل الس الذي .بذلك .)1("يأذن أو يرفض باستمرار املتابعة

إن صراحة النص الدستوري تعفي من أي تعقيب، وخبالف ذلك، فإن الصياغة اليت ت عديدة، والتقاليد الربملانية اليت قامت خالل أثارت نقاشا1875جاء ا دستور

، كانت متعارضة متاما مع ما استقر عليه الوضع 1950اجلمهورية الثالثة وإىل غاية عام .احلايل

وطرح مشكل مدى استمرار املتابعات يف مناسبات عديدة خالل اجلمهورية الثالثة، مبناسبة Floquetرح الرئيس سابقة ال مثيل هلا، وقد ص Laur-constantsوشكلت قضية

هذه القضية بعبارات شهرية أصبحت مرجعا يتم االستناد عليه كلما نوقشت قضية جنح ال أستطيع القول ختلوا عن هذه النظرية اليت ترى أن : "متلبس ا أمام الربملان واليت جاء فيها

تتم بدون إذن من الس املتابعة يف حالة اجلرمية املتلبس ا ضد عضو الربملان ال ميكن أن الذي ينتمي إليه، ولكن مادام اجلرمية املتلبس ا تسمح بإلقاء القبض الذي يكون قد حتقق،

.)2("فإن اإلذن يصبح ضروريا الستمرار يف املتابعات

1 Selon l’article 37 de la constitution de 1848 : les représentants du peuple ne peuvent être arrêtés en matière criminelle, sauf le cas de flagrant délit, ni poursuivis qu’après que l’assemblée a permis la poursuite. En cas d’arrestation pour flagrant délit, il sera immédiatement référé à l’assemblée qui autorisera ou refusera la continuation des poursuites. 2 Le président Floquet avait prononcé des paroles restées célèbres : « je ne peux pas, disait-il, laisser émettre cette théorie que le flagrant délit permet de commencer des poursuites contre un membre du parlement sans autorisation de l’assemblée dont il fait partie. Le flagrant délit permet l’arrestation, mais, une fois l’arrestation opérée, une autorisation est nécessaire pour que des poursuites puissent être exercées. Gérard Soulier, op.cit, p223.



344

على وجوب طلب ترخيص الربملان ألول مرة من 1896واستقر العرف منذ عام Déroulède et، واتبعت املمارسة يف قضية Henri Brissonطرف رئيس اجلمعية الوطنية

marcel Habert وأعلن رئيس اجلمعية الوطنية . 1899يف عام Paul Doumer قضية يف marquis de Dion بقوله1890 نوفمرب 14 الذي ألقي القبض عليه متلبسا جبنحة يف :

ا اختاذ إجراء إلقاء القبض، فإنه إذا كان مسموحا للسلطة القضائية يف حالة اجلرمية املتلبس"وقد أصبحت بذلك املمارسة . من غري املمكن االستمرار يف املتابعات دون إذن من الس

ما تقليدا برملانيا غري قابلة للتشكيك، وتبنت اجلمهورية الرابعة هذا التقليد دون تردد، وهو وبعد إلقاء Malgache، وكذلك يف قضية Douala Manga Bellشهدت عليه قضية

القبض على النواب يف جنحة متلبس ا، تقدمت النيابة العامة بطلب رفع احلصانة الذي مت .)1("املوافقة عليه

M. Alain مبناسبة قضية النائب 1950واستمر التقليد الربملاين قائما إىل غاية عام ، ومتت إحالتهم طبقا الذين ألقي القبض عليه جبنحة متلبس ا Mme. Lambertوالنائبة ، وقد جاء يف Brest يف أقرب جلسة للمحاكمة أمام حمكمة جنح 1863ماي 20لقانون

حيث أن املتهمني يستندون يف دفاعهم : " مايلي1950 أفريل 20حيثيات احلكم الصادر يف على ممارسات اجلمهورية الثالثة، واليت مبقتضاها، يف حالة إلقاء القبض بسبب جنحة متلبس

ا، ال ميكن الشروع يف متابعة عضو يف الربملان إال بعد إذن مسبق من الغرفة اليت ينتمي ".إليها

وحيث أن ممارسات اجلمهورية الثالثة ال ميكنها أن تقيد احملكمة بشكل مطلق، ومن الطبيعي أن تتخذ اجلمعية الوطنية للجمهورية الرابعة قرارا ال لبس فيه بشأن إجراء اإلذن

وحيث أن حمامي الدفاع يستند على هذه املمارسة من أجل طلب اإلفراج . بق باملتابعاتاملساملؤقت عن موكليه، وترى احملكمة من الضروري االستجابة هلذا الطلب، دون النظر يف

.2( القرار الذي تتخذه اجلمعية الوطنية موضوع القضية، يف انتظار

1 Gérard Soulier, op.cit, (p224. 2« Attendu que les prévenus invoquent un usage de la III eme république aux termes du quelles, en cas mandat dépôt, même confirmé régulièrement, aucun jugement sur le fond, même en cas de flagrant délit, ne pouvait être intenté contre un parlementaire sans l’autorisation de la



345

مة اجلنح الذي يبدو غريبا، وهذا وقد انتقد جانب من الفقه الفرنسي حكم حمكخارج أي تقنية قانونية تسمح بذلك ، Dragoالشكل من اإلحالة استعملت كما يقول

ورغم ذلك، فقد دعيت اجلمعية الوطنية . فمن غري املمكن إلزام اجلمعية الوطنية باختاذ قرار .Mلنائب الختاذ قرار يف املسألة بناء على طلب من احلكومة، واستفسار من طرف ا

Duclos وبعد مناقشات عديدة اختذت اجلمعية الوطنية القرار التايل، الذي شكل قطيعة ،إن اجلمعية الوطنية : "، وقد جاء يف القرار مايلي1875مع التقليد الربملاين املتبع منذ دستور

حريصة يف احلفاظ على االستقالل الضروري ملمارسة العهدة الربملانية يف إطار احترام من الدستور تقصي 22وتعترب أن املادة . القانون، واحملافظة على النظام العام واألمن الوطين

التلبس باجلنحة من جمموع احلاالت اليت تقتضي ضرورة احلصول على إذن مسبق حىت تصبح وعليه، يعود للنيابة العامة حتت رقابة وزير العدل يف حالة التلبس املطالبة . املتابعات ممكنة

يف اآلجال القانونية، دون أن يكون هلؤالء التماس االستفادة من ضمانة حاكمة املتهمنيمب .احلصانة الربملانية

وتعلن اجلمعية الوطنية، يف مثل هذه احلاالت، على احلكومة أن تعلم فورا رئيس اجلمعية الوطنية بتحريك الدعوى العمومية، حىت يتسىن للجمعية الوطنية بتصويت منها،

قاف االحتجاز أو املتابعات قبل صدور حكم ائي، وهذا التصويت هو الوسيلة الوحيدة إي .إليقاف السري العادي إلجراءات التلبس باجلنحة

وعليه، ترى اجلمعية الوطنية أن القواعد املذكورة سابقا قد احترمت مبناسبة Mme. Marie الضد Brestمتابعات جبنحة متلبس ا احملركة أمام حمكمة اجلنح

Lambert et M.Alain Signor نائيبFinistère")1(. وعليه، فقد تكرس اإلجراء اجلديد

chambre don il dépendait. Attendu que les usages de la IIIeme république ne liens pas le tribunal de façon absolue, mais qu’il parait normal que l’assemblée nationale de la IV république prenne une décision non ambiguë sur cette autorisation préalable aux poursuites. Attendu que l’avocat de la défense, arguant de cet usage, demande la liberté provisoire de son client ; que le tribunal estime devoir faire droit à cette demande sans préjuger le fond de l’affaire qui reviendra devant le tribunal de céans selon la décision que prendra l’assemblée nationale.. » Gérard Soulier, op.cit, p224. 1 L’assemblée nationale, soucieuse de préserver l’indépendance nécessaire à l’exercice du



346

M.lagaillarde، ويف قضية 1952يف عام M. Duclos، وطبق يف قضية 1950منذ عام .1960يف فيفري عام

ويستخلص مما سبق، أن اجلنايات واجلنح املتلبس ا تسمح بإلقاء القبض وإجراء ملتابعات دون احلاجة إىل أي إذن أو ترخيص يف القضية، ويتم إخطار اجلمعية الوطنية من ا

طرف وزير العدل لفتح نقاش يف القضية من أجل اختاذ قرار يهدف إليقاف االحتجاز أو ، فقد أصبحت املتابعات 1995وهو ما يستفاد من املراجعة الدستورية لعام . )1(املتابعات

. إذن سواء يف احلاالت العادية أو يف حالة التلبسحرة وال حتتاج إىل أن Esmeinوحول تقدير مدى مطابقة اإلجراء للنص الدستوري، أوضح الفقيه

متبناة 1875 جويلبة 16 من القانون الدستوري الصادر يف 14الصياغة الواردة يف املادة والذي ،1873 لسنة Dufoureعن دراية وعلم، فقد رفض حمررو الدستور مقترح

مبقتضاه ال ميكن إيقاف النواب وأعضاء جملس الشيوخ يف اجلنايات واجلنح، باستثناء حالة ومثل هذا املقترح .التلبس، وال ميكن متابعتهم إال بعد أن يأذن الس الذي ينتمي إليه املعين

ملتابعات حيدد بوضوح نطاق استثناء حالة التلبس يف إلقاء القبض، ولكنه خيضع ممارسة الإلذن املسبق للربملان بالضبط على غرار احلاالت العادية، وعلى العكس، فقد وردت عبارة

بعد عبارات ال يتابع أو يوقف، مما يستلزم تطبيق هذا " باستثناء حالة التلبس باجلنح"

mandat parlementaire, tout en assurant, dans le respect de la loi, le maintien de l’ordre public et de la sécurité nationale, Constate que l’article 22 de la constitution exclut le flagrant délit du nombre des hypothèses dans lesquelles une autorisation préalable de l’assemblée est nécessaire pour qu’un député puise être poursuivi ou arrêté, et qu’en cas de flagrant délit il appartient donc aux parquets, sous le contrôle du garde des sceaux, de requérir le jugement des prévenu, dans les délais légaux, sans que ces derniers puissent exciper du bénéfice de l’immunité parlementaire. Déclare que le gouvernement doit, en semblable hypothèse, aviser immédiatement le président de l’assemblée nationale de la mise en mouvement de l’action publique, afin de permettre à l’assemblée nationale, le cas échéant, de requérir par son vote, avant la décision définitive, la suspension de la détention ou des poursuites ,ce vote étant seul susceptible d’arrêter le développement normal et jusqu’a son terme de la procédure de flagrant délit, estime que les règles ainsi rappelées ont été exactement observées à l’occasion des poursuites en flagrant délit intentées devant le tribunal correctionnel de Brest contre Mme Marie Lambert et M.Alain Signor, député de Finistère. Approuvant les déclarations du gouvernement et comptant sur lui pour la défense des institutions républicaine, passe à l’ordre du jour ».




347

.االستثناء بالنسبة للمتابعة و إلقاء القبض معاقاشا حول حتديد مغزاه، فليس هناك وإذا كانت قراءة النص الدستوري ال تترك ن

أدىن شك يف وضوح معناه، ومن مث، فاملمارسة اليت اتبعت يف ظل اجلمهورية الثالثة والرابعة وهو الوضع الذي مت . ، أقيمت يف ظل انتهاك واضح ألحكام الدستور1950وإىل غاية عام

ع عليه غالبية الفقه تصحيحه أخريا ليتماشى وااللتزام بالنص الدستوري، األمر الذي أمج .)1(الفرنسي الدستوري

فيالحظ أن املواد الدستورية اليت حتدثت عن احلصانة ضد اإلجراءات أما يف مصر واضحة الداللة يف أن العضو الذي اجلنائية سواء يف الدستور احلايل أم يف الدساتري السابقة،

ذ حياله كافة اإلجراءات اجلنائية يقبض عليه متلبسا بإحدى اجلنايات واجلنح املتلبس ا، تتخفقد . دون احلاجة إىل احلصول على إذن مسبق من الربملان بالنسبة ألي من هذه اإلجراءات

من 113، واملادة 1971من دستور 99وردت عبارة يف غري حالة التلبس يف صدر املادة ن أحكام، وملا كاستثناء على ما تضمنته هذه املادة م2014الدستور املعدل احلايل لعام

كانت هذه األحكام تعين عدم جواز اختاذ أي إجراءات جنائية ضد عضو الربملان بدون إذن الس التابع له يف غري حالة التلبس، فإنه ميكن القول مبفهوم املخالفة ، أنه يف حالة التلبس

تهاءا جيوز اختاذ كافة اإلجراءات اجلنائية دون إذن الس وذلك بدءا من القبض وان .)2(باحملاكمة

من الدستور اجلزائري أن حالة التلبس باجلرمية سواء كانت 111ويتضح من املادة ، وبالتايل إذ ميكن توقيف الربملاين املتلبس، جنحة، غري مشمولة باحلصانة مبدئياجناية أو

ا يف ، كلما مة أساليب التحري والتحقيق معه و حماكمتهحجزه أو حبسه مؤقتا والقيام بكافب الغرفة اليت ينتمي األمر أنه عندما يتم توقيف الربملاين املتلبس ينبغي إعالم أو إخطار مكت

، فيه ن توقيف برملاين ومتابعته جزائياضروري ألإليها فورا، ومثل هذا اإلجراء طبيعي و .)3(مساس كبري معنويا بالغرفة اليت ينتمي إليها وبالربملان ككل


.80، املرجع السابق، صن حممد بطيخرمضا 2 .140، املرجع السابق، صاألمني شريط 3



348

املطلب اخلامس يف استعمال إجراءات حالة التلبس عدم التعسفضمانات

التحقق ميكنه الف كامل سلطاته، بس جبناية أو جنحة منجيرد الربملان يف حالة التل

ميلك اإلذن باملتابعاتمدى توافر شروط حالة التلبس، كما الال من ارتكاب اجلرمية، و، يبقى ولكن. ضائيةكل ذلك من اختصاص السلطة الق ويصبح .الالحقة إللقاء القبض

وعليه التساؤل يطرح حول مدى كفاية هذه .للغرف احلق يف طلب إيقاف املتابعات .الضمانة يف توفري محاية ألعضاء الربملان من التعسف يف استعمال حالة التلبس


ضمانات النظام القضائي

يت مينحها القانون حيوز عضو الربملان الذي ألقي القبض عليه على كل الضمانات الففي حالة إلقاء : وجتري اإلجراءات حسب املمارسة القضائية على النحو التايل. ألي مواطن

القبض على فرد متلبسا جبناية أو جنحة، يقوم ضابط الشرطة القضائية باإلخطار الفوري ه أو بناء لوكيل اجلمهورية، والذي حبسب احلالة، ميكنه أن مينح املعين اإلفراج املؤقت مبفرد

.على طلب مقدم لهوميلك وكيل اجلمهورية طريقان، الطريق األول بإحالة القضية على التحقيق إذا إرتأى يف القضية مالبسات حتتاج إىل إجراء حتقيق ، بعد قيامه باستجواب املتهم فيه عن

أما الطريق الثاين، باستخدام . هويته إذا إرتأى من الضروري إيداعه احلبس املؤقت من قانون اإلجراءات اجلزائية، بإحالة املتهم فورا على 393اإلجراءات املقررة مبقتضى املادة

احملاكمة، ويقع على القاضي يف هذه احلالة إعالم املعين حبقه يف حتضري دفاعه تطبيقا للمادة من القانون خالل مدة ثالثة أيام على األقل، وجيوز للمحكمة اإلفراج املؤقت عن 306

تهم، ولكن غالبا ما يتم إيداع املعين احلبس املؤقت، وهو املسار اإلجرائي الذي اتبع يف امل



349

.Signor-Lambertقضية ويف احلالة العكسية، إذا جلأ وكيل اجلمهورية إىل طلب فتح حتقيق ابتدائي، يقدم

ل املتهم طلب اإلفراج املؤقت عنه أمام قاضي التحقيق، هذا األخري يقوم بإخطار وكياجلمهورية بالطلب ليقدم التماساته، وعلى قاضي التحقيق الفصل يف الطلب خالل اخلمسة أيام املوالية إلخطار وكيل اجلمهورية مبقتضى قرار مسبب، ويف حالة رفض الطلب، جيوز

وحسب حمكمة . يوما15للمتهم تقدمي استئناف أمام غرفة االام اليت تفصل فيه خالل مدة ضي التحقيق وغرفة االام السلطة التقديرية يف الوضع حتت اإلفراج النقض، حيوز قا

واعتربت غرفة االام أنه . وفقا هلذا املسار Duclosوقد جرت قضية النائب . )1(املؤقتال يوجد ما ميكن متابعة النائب عليه، وقامت بإلغاء إجراءات املتابعة وخصوصا األمر

.)2(باإليداع

الفرع الثاين حق االس يف طلب إيقاف االحتجاز واملتابعة: مانة الدستورية الض

يشكل حق الربملان يف إيقاف املتابعات إحدى أهم الضمانات اليت يتمتع ا الربملان حلماية أعضائه يف مقابل اإلجراء اخلطري املتمثل يف إلقاء القبض يف حالة التلبس دون إستئذان

ا الرابعة على حق كل جملس يف إيقاف أي إجراء متخذ يف فقر26 نصت املادةو. )3(منهضد أحد من أعضائه، وتقدم غالبية الفقه الفرنسي هذه املكنة كضمانة عليا، وال يبدو ذلك

1 Cass.crim.10 juin 1960,bull.crim.n0310,5 octobre 1960 bull.crim.n0423. 2 Gérard Soulier, op.cit,p231.

، حيث 2011ها الدستور املغريب قبل تعديل بعض الدساتري ضمانة سلطة الربملان يف إيقاف املتابعات يف حالة التلبس، ومن بينأسقطت 3يوقف اعتقال عضو من أعضاء أو متابعته إذا صدر طلب بذلك من الس الذي هو عضو فيه " يف فقرا األخرية بقوهلا 39نصت املادة

".ما عدا يف حالة البس باجلرمية أو متابعة مأذون ا أو صدور حكم ائي بالعقاب أن موقف الدستور املغريب يبقى متميزا يف تقييد صالحية جملسي الربملان ذا الشأن، حيث جند أغلب القوانني يم بناينعبد اإلله حلكويرى

يبقى سليما يف إطار املبدأ العام الذي -على حد تعبريه-والواقع أن هذا التميز . املقارنة تنص على مبدأ التوقيف دون اشتراط قيود حمددةيف املغرب املتمثل يف نسبية احلصانة الربملانية بنوعيها اإلجرائية واملوضوعية، وتعبري عن طبيعة النظام السياسي املتمثل يف تقوم عليه احلصانة

. احلصانة بني امللك والربملان، وأثر ذلك يف تنظيم احلصانة الربملانية نظام امللكية الدستورية والقائم على تقاسم .143ع السابق، ص، املرجعبد اإلله حلكيم بناين



350

.)1(سليما سوى على املستوى النظريواألكيد، أن هذه السلطة تظهر كسالح مطلق، فاستخدامها ال خيضع ألي قيد أو

ا يف أي ظرف، بيد أن املمارسة العملية أثبتت حمدودية هذه شرط، وميكن اللجوء إليهويكمن السبب األول يف خطر تأخر تدخل الربملان، خصوصا يف ظل عدم . الضمانة لسبني

إلزام النص الدستوري على إخطار وزير العدل للربملان يف الوقت املناسب، ليتسىن للربملان أوجب 1950 أفريل 26 أن قرار جلسة استخدام حقه يف إيقاف املتابعة، وبالرغم من

اإلخطار الفوري لرئيس اجلمعية الوطنية بإلقاء القبض يف حالة التلبس باجلنحة، حىت يتمكن من استعمال حقه يف طلب إيقاف املتابعة أو االحتجاز، ويبقى التساؤل مطروحا حول القوة

يم وجوب اإلخطار اإللزامية هلذه الضمانة خصوصا يف ظل إغفال النص الدستوري تنظ .الفوري لرئيس اجلمعية الوطنية بإلقاء القبض

ويتمثل السبب الثاين يف موقف الربملان إزاء إلقاء القبض على عضو من أعضائه، فإذا كان عضو األغلبية الربملانية سيحضى بتدخل سريع من الربملان، فما الذي يضمن لعضو

قاف املتابعة ، وخصوصا أن القرار حيتاج إىل تصويت األقلية الربملانية تدخل الربملان إلقرار إي .وال ميكن تصور تصويت األغلبية يف الس لصاحل عضو األقلية بإيقاف املتابعات. األغلبية

وعليه، يبقى القول باعتبار حق االس يف إيقاف املتابعات ضمانة فعالة ألعضاء الربملان .)2(نسبيا من ناحية الواقع يف فرنسا

ف الوضع يف فرنسا، يشكل حق الس يف إيقاف املتابعة ضمانة قوية وخبالفقد تدرجت الدساتري اجلزائرية يف تقوية فعالية سلطة . ألعضاء الربملان يف الدستور اجلزائري

بأنه يف حالة التلبس 1963من دستور 32الس يف إيقاف املتابعات، فنصت املادة تابعة أو اإلجراءات املتخذة ضد النائب إىل مكتب الس الذي باجلرمية، يقدم فورا إخطار امل

. ميكنه أن يطلب مبوجب سلطة القانون اختاذ التدابري الضرورية الحترام مبدأ احلصانة الربملانية على نفس الصياغة حبيث قررت أنه يف حالة تلبس 1976 من دستور 139وحافظت املادة

لس الشعيب الوطين فورا ، ويكتسب قوة القانون كل النائب جبنحة أو جرمية خيطر مكتب ا

1 Gérard Soulier, op.cit,p231. 2 Ibid,p231.



351

1989مث جاء دستور . قرار يتخذه الس لضمان االحترام ملبدأ احلصانة، إن اقتضى األمرحمددا لطبيعة التدابري املتخذة واآلثار املترتبة عنها واملتمثلة يف إيقاف املتابعة وإطالق سراح

كتب الس الشعيب الوطين أن يطلب إيقاف املتابعة ميكن م105النائب، ومبقتضى املادة وهو ما تقرر . أعاله 104وإطالق سراح النائب، على أن يعمل فيما بعد بأحكام املادة

. من الدستور احلايل111مبقتضى املادة ويستخلص من قراءة األحكام الدستورية، أن املؤسس الدستوري أضفى القيمة

ري للربملان، وذلك خبالف الدستور الفرنسي، حيث نصت الدستورية على اإلخطار الفووخيطر بذلك مكتب الس أو مكتب جملس األمة حسب : " من الدستور بقوهلا 111املادة

ومثل هذا اإلجراء طبيعي وضروري، ألن توقيف برملاين ومتابعته جزائيا، فيه ". احلالة فورا ..)1(لربملانمساس كبري معنويا بالغرفة اليت ينتمي إليها وبا

وفوض اختاذ قرار إيقاف املتابعة إىل مكتب الس وليس الس ككل، مما يسمح بالتدخل السريع والفعال ملكتب الس املعين إليقاف املتابعة يف الوقت املناسب وإطالق

ويرى األستاذ األمني شريط أن دور مكتب الس يكمن يف دراسة . سراح عضو الربملانإذا ارتأى أن هناك تعسف أو جتاوزات أو حترش أو تصرف كيدي مع الربملاين أو املسألة، و

أن هذا الربملاين ضروري جدا حلسن سري أشغال الغرفة، كأن يكون رئيس جلنة دائمة مطلوب يف جلسة عمل حالة أو ألي سبب آخر، فإن املكتب املعين ميكنه طلب إيقاف

ين، وما على اجلهات القضائية إال أن تنفذ هذا الطلب املتابعة اجلزائية وإطالق سراح الربملا .19762 من دستور 139بقوة القانون مثلما عربت عن ذلك املادة

إضافة إىل حتديد الدستور اجلزائري ألثر اإليقاف واملتمثل يف اإلحالة على العمل ب لرفع من الدستور، حبيث يقع على اجلهات القضائية وجوب تقدمي طل110بأحكام املادة

، ويهدف هذا اإلجراء إىل إعادة سلطة الربملان يف محاية 110احلصانة طبقا ألحكام املادة ويف هذا الصدد يقول . أعضائه، وحىت يتسىن له التحقق من صحة وجدية املتابعات القضائية

.140 املرجع السابق، صاألمني شريط، 1 .140، ص املرجع نفس2



352

يعيدنا إىل دوامة 110األستاذ سعيد مقدم أن اإلحالة على العمل فيما بعد بأحكام املادة رى، حبيث ال جتيز متابعة عضو الربملان إال بتنازل صريح منه أو بإذن الس وبأنه ال ميكن أخ

رفع احلصانة إال بأغلبية أعضائه، وهو ما قد يوحي بأن حصانة عضو الربملان هي يف مجيع .)1(احلاالت مطلقة طيلة عهدته النيابية ومهمته الربملانية

ائري يف إيقاف املتابعات يشكل ضمانة قوية وخالصة القول، أن حق الربملان اجلز .وفعالة حلماية أعضاء الربملان على املستوى النظري والعملي

املبحث الثالث

ة اإلجرائي الربملانيةإجراءات رفع احلصانة

يعترب إجراء رفع احلصانة الربملانية شرطا ضروريا إلمكانية متابعة عضو الربملان يف ما ألغى املؤسس الدستوري الفرنسي شرط اإلذن باملتابعة، كل من مصر واجلزائر، بين

أصبحت املتابعات حرة يف مواجهة أعضاء الربملان الفرنسي منذ التعديل الدستوري لعام وبيد أن ذلك ال مينع من إجراء مقارنة مع الوضع السابق للتعديل، بالنظر إىل عراقة . 1995

يط الضوء على جوانب خمتلفة خاصة باملسار تسل لاملمارسة والتقليد الربملاين الفرنسي .)2( الربملانيةاإلجرائي لرفع احلصانة

ودرجت التشريعات املختلفة على ترك مسألة تنظيم اإلجراءات الواجب إتباعها عند رفع احلصانة اإلجرائية للوائح واألنظمة الداخلية للمجالس، ومتر هذه اإلجراءات بثالث

اجلهات اليت يرجع إليها احلق يف تقدمي طلب رفع احلصانة، مراحل أساسية، التعرف على وكذا اإلجراءات اليت يتعني القيام ا قبل تقدمي هذا الطلب، وذلك بالتعرف على اجلهة اليت

. يف الطلبتمث دراسته، وأخريا الب.ستتوىل إحالة الطلب على الس املعين

.120، املرجع السابق، صسعيد مقدم 1راء مقيد أو سالب احتفظ املؤسس الدستوري الفرنسي باإلذن يف موضوع إلقاء القبض على أعضاء الربملان، حبيث ال ميكن اختاذ أي إج 2

.للحرية إال بإذن الغرفة اليت ينتمي إليها عضو الربملان



353

أحد أعضائه ثالث مسائل ويطرح تدخل الربملان للبت يف طلب رفع احلصانة عنوتتعلق املسألة األوىل بتقدمي الطلب الذي يقتضي أن . متتالية حبسب تتابع مسار اإلجراءات

وأخريا . يتم وفق إجراءات حمددة، والثاين يف إحالة الطلب على الربملان لدراسته والبت فيه .النتائج واآلثار املترتبة عن اإلذن باملتابعات نعاجلها تباعا

طلب األولامل

اجلهة املبادرة بتقدمي الطلب

ب رفع يف القانون اجلزائري اجلهة الوحيدة املبادرة بتقدمي طل تعترب النيابة العامةأجاز لألفراد ، وذلك خبالف املشرع الفرنسي واملصري الذي احلصانة بواسطة وزير العدل

.تقدمي طلب رفع احلصانة بشكل مباشر إىل الربملان

لالفرع األو الطلب الصادر عن النيابة العامة

من أهم اخلصائص اجلوهرية للحصانة اإلجرائية اعتراضها حتريك املتابعات ضد

وبالنتيجة، . عضو الربملان، والذي يترجم مبنع اختاذ النيابة أول إجراء حمرك للدعوى العموميةهورية، وقبل تقدمي عندما ترغب النيابة العامة متابعة عضو الربملان جيب على وكيل اجلم

التماساته إىل قاضي التحقيق يف حالة اختيار طريق فتح حتقيق قضائي، وقبل إصدار تكليف باحلضور إىل جلسة احملاكمة يف حالة املتابعة عن طريق االستدعاء املباشر، أن يوجه طلبا إىل

لذي يقوم بإحالته رئيس الغرفة اليت ينتمي إليها عضو الربملان املعين بواسطة وزير العدل اوذلك نظرا خلضوع النيابة العامة ملبدأ اإلشراف الرئاسي أو التبعية التدرجية حيث .)1(عليها

يتبع أعضائها مجيعا وزير العدل تبعية إدارية وفنية، ونتيجة لذلك، فإن املراسالت الصادرة




354

لبات رفع عن النيابة العامة واملوجهة إىل مؤسسات أخرى، كما هو الشأن بالنسبة لطاحلصانة، جيب أن توجه حتت إشراف السلم اإلداري الذي يترأسه وزير العدل بقوة

وذه الصفة يصبح وزير العدل املؤهل إداريا إلحالة طلبات رفع احلصانة املوجهة . 1القانونمن الئحة جملس الشعب حيث نصت على أن 360وهو ما كرسته املادة . إليه على الربملان

.برفع احلصانة عن العضو إىل رئيس الس من وزير العدليقدم اإلذن بالنسبة ألعضاء النيابة العامة مسألة جوهرية ويعد احترام التسلسل اإلداري

لذا فإن النيابة العامة .وأساسية نظرا ملا يفرضه القانون يف هذا الباب من وجوب االنضباطتتصرف طبقا لقواعد التسلسل اإلداري أن -بصفتها اإلدارية وليست القضائية-يتعني عليها

وبالتايل ال ميكن توجيه طلبات احلصول على . كما تنص على ذلك القانون األساسي للقضاءمباشرة من طرف وكيل اجلمهورية أو رفع احلصانة إىل رئاسة إىل إحدى جملسي الربملان

.)2(ي للنيابة العامةالنائب العام، وإمنا جيب أن يوجهها وزير العدل بصفته الرئيس اإلداريف فقرا األوىل من النظام الداخلي احلايل 72ومتاشيا مع ذلك نصت املادة

يودع طلب رفع احلصانة الربملانية لدى مكتب الس :" للمجلس الشعيب الوطين على مايلي من النظام الداخل لس األمة يف 81ونصت املادة ". الشعيب الوطين من قبل وزير العدل

تودع طلبات رفع احلصانة من أجل املتابعة القضائية لدى مكتب :" را األوىل بقوهلافقويالحظ أن احلكم الوارد قد احترم مبدأ التسلسل اإلداري يف ". الس من قبل وزير العدل

يوضع قضاة النيابة العامة حتت إدارة ومراقبة رؤسائهم السلميني وحتت سلطة " : من القانون األساسي للقضاء على مايلي6 املادة نصت1

ميارس وزير العدل املتابعة التأديبية ضد القضاة أمام الس " : من نفس القانون على مايلي84 املادة وتنص". وزير العدل حافظ األختام ". األعلى للقضاء كمجلس تأدييب

إسنادها لوزير من الالئحة الداخلية بشأن إحالة الطلب من النائب العام بدال من 360 اقترح جانب من الفقه املصري تعديل املادة 2 :يستند هذا الرأي إىل األسانيد التالية اليت تؤيد ذلك وهي ، والعدل

وزير العدل يرأس النيابة العامة والرئاسة يف هذه احلالة تعترب تبعية إدارية، وبناء عليه ال جيوز لوزير العدل أن يتدخل يف األعمال اليت . أ . تتعلق باالختصاصات القضائية

. قانونية أن يرفض طلبات النيابة العامة لطلب اإلذن برفع احلصانة عن أعضاء الربملانال جيوز لوزير العدل من الناحية ال. بمن خالل فحص القضايا من كافة ظروفها ومالبساا بواسطة النائب العام وطلب رفع احلصانة عن األعضاء، لذلك فالنائب العام . ج

يف حالة أن يقوم بتلك األعمال بدال من رفع طلبها لوزير العدل، سوف يعمل على تبسيط اإلجراءات واإلسراع يف اختاذ اإلجراءات .الذي قد يؤدي إىل إعاقة اإلجراءات واليت قد حيتاج لسرعة الختاذها

.223 ، املرجع السابق،صهشام مجال الدين عرفة



355

مراسلة اهليئات األخرى، وذلك خبالف النص يف النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين ميكن أن يقدم طلب رفع :" مايلي 25، فقد جاء يف املادة 1976ور الصادرة يف ظل دست

احلصانة النيابية إىل الس الشعيب الوطين من طرف احلكومة، أو من رئيس الس الشعيب فقد كان النائب العام ميلك طريقان إلحالة ". الوطين باسم املكتب، بطلب من النائب العام

إما بواسطة احلكومة، أو من رئيس الس الشعيب الوطين الطلب على الس الشعيب الوطين،املتعلق 16-89وحافظ قانون. بواسطة طلب مباشر موجه من النائب العام إىل رئيس الس

ميكن أن يقدم طلب رفع : " بقوهلا11بتنظيم الس املعين على نفس اإلجراء، فنصت املادة من قبل احلكومة، أو من رئيس الس الشعيب احلصانة النيابية إىل الس الشعيب الوطين

".الوطين باسم املكتب، بطلب من النائب العامويكفي النيابة العامة توجيه طلب واحد لعدد من أعضاء الربملان املتابعني، حينما يتعلق األمر بتورطهم مجيعا يف ارتكاب جرمية واحدة، كما أن النيابة العامة غري ملزمة

وال توجد إجراءات شكلية . متعددة إذا كان عضو الربملان متابعا بعدة جرائمبتوجيه طلبات حمددة، حيث يقوم وكيل اجلمهورية بتوجيه عريضة إىل وزير العدل الذي يقوم بإحالتها إىل

.)2(وتعترب الشكلية مطلوبة حينما يكون الطلب صادرا عن األفراد. 1رئيس الغرفة

الفرع الثاين األفرادالطلب الصادر عن

رفع احلصانة إىل الربملان،ب مباشرحرم املشرع اجلزائري األفراد من تقدمي طلب

استقرت املمارسة الربملانية يف فرنسا فقد . وذلك خبالف الوضع يف كل من فرنسا ومصر

لفات خبصوص رفع احلصانة عن هل تلقت احلكومة م: يف إجابته عن سؤال جاءماحي خليل: صرح وزير العالقات مع الربملان السيد 1

حسب علمي التوجد طلبات ذا اخلصوص، وامللف مل يطرح على مستوى احلكومة، : نواب متهمني بانتهاكات القانون؟ بالقول .ومثل هذه املسائل من صالحيات مكتيب السني

.1435قعدة ذي ال7 املوافق 2014 سبتمرب 2، الصادرة بتاريخ الثالثاء 7514جريدة اخلرب ، العدد2 Gérard Soulier, op.cit,p254.



356

عضو برملاينوب حصول الشخص املتضرر الذي يرغب يف متابعة على وج1865منذ عام أن مثل هذا الشرط يتماشى مع املنطق Pierre Eugeneابعة، ويرى على إثبات حتريك املت

والعدالة، ويضمن صحة ومصداقية اإلجراء، ودليل على عدم وجود نية إلثارة غري مقبولة وقد عرب عن هذا الشرط صراحة يف . للرأي العام حول عضو الربملان واملساس بسمعته

.1865من طرف األمانة العامة للرئاسة عام االستشارة املمنوحة لرئيس اهليئة التشريعية من التعليمات العامة ملكتب اجلمعية الوطنية بشكل دقيق اإلجراء املتبع، 16ونظمت املادة

واألحكام املقررة مل تكرس سوى ممارسة متبعة منذ قرن من الزمن، ويرتكز حتديد طبيعة ففي حالة اختيار املضرور طريق . تارالوثائق املطلوبة على نوع الطلب والطريق اإلجرائي املخ

االستدعاء املباشر، جيب عليه تكليف باحلضور عضو الربملان املعين بواسطة حمضر قضائي، ويقدم طلب للنيابة العامة لتحديد جلسة الفصل يف الدعوى، وعلى النيابة العامة رفض حتديد

أن يوجه إىل رئيس الغرفة وعلى الشخص املضرور. جلسة احملاكمة بسبب احلصانة الربملانية. طلب اإلذن باملتابعة مرفقا بالتكليف باحلضور مع التنويه برفض بتحديد يوم جلسة احملاكمة

أما إذا أحيلت القضية على جلسة احملاكمة فيقع على احملكمة رفض الفصل فيها بسبب ة من احلكم احلصانة الربملانية، ويف هذه احلالة يقوم الشاكي بإرفاق عريضة الطلب بنسخ

ويف حالة اختيار الشاكي تقدمي شكوى مع التأسيس كطرف مدين ، . إلثبات ابتداء املتابعةفعلى قاضي التحقيق تلقي الشكوى وعرضها على وكيل اجلمهورية، هذا األخري عليه أن يصدر أمرا بأال وجه للمتابعة بسبب احلصانة الربملانية ، ويقع على الطرف املشتكي إرفاق

.)1( بطلب اإلذن باملتابعة حىت يكون مقبوالاألمرولألفراد العاديني يف القانون املصري احلق يف طلب رفع احلصانة عن أعضاء

منذالربملان، من خالل إقامة دعوى جبنحة مباشرة استنادا للقانون والتقاليد الربملانية يف مصرالربملانية عن أحد أعضاء بأحقية األفراد يف طلب رفع احلصانة اليت أقرت ، 1928سنة

بتقدمي : الربملان برفع جنحة مباشرة، إضافة إىل ذلك جيب أن تتخذ بعض اإلجراءات، أوالبالغ للنيابة العامة والنيابة قد يكون هلا مربرات للحفظ، يف حني للمدعي أن يرفق صورة من




357

الربملان بكل والغرض أن يعلمعة مرفقا للمستندات املؤيدة لذلك،عريضة الدعوى املرفواملعلومات الكافية للنظر يف جدية الطلب املرفوع حىت ال يكون هناك أي من األعمال الكيدية املوجهة لألعضاء، حىت ال متنعهم من ممارسة عملهم، وحىت ال يدع هناك جماال

.)1(للتشهري بأي منهم طريق جلزائري يف القانون اويبقى لألفراد املتضررين من جرمية ارتكبها عضو برملاين

وحيد يتمثل يف تقدمي شكوى مصحوبة بإدعاء مدين أمام قاضي التحقيق، أو إجراء التكليف اجلمهورية، يقوم مبباشرة اإلجراءات الالزمة لرفع وكيلباحلضور، وبعد عرضهما على

لب احلصانة الربملانية نيابة عن الطرف املضرور بإحالته إىل النائب العام، الذي يتوىل تقدمي طحيث يرجع األمر يف النهاية إىل وزير العدل بعد . رفع احلصانة الربملانية بواسطة وزير العدل

توجيه الطلب إليه من النائب العام، وهو ما استقر عليه قضاء احملكمة العليا الذي أسند عة من ك املتابمباشرة اإلجراءات الالزمة لرفع احلصانة الربملانية للنيابة العامة يف حالة حتري

جويلية 06 والذي جاء يف بعض حيثيات قررها الصادر يف .طرف الشخص املضرورأن احلصانة الربملانية ال ) 110 واملادة 109املادة ( حيث يستفاد من هذين النصني : "1999

تشكل مانعا تلقائيا لتحريك الدعوى العمومية على الربملاين كما اعتمد خطا قضاة املوضع قد، وإمنا تشترط ارتكاب جناية أو جنحة من قبل الربملاين أثناء ممارسة مهامه يف قرارهم املنت

حيث . الربملانية وتسمح الغرفة اليت ينتمي إليها هذا األخري بتحريك الدعوى العمومية ضدهيتعني يف هذا الصدد على قضاة القرار أن يثبتوا أن الواقعة موضوع الشكوى تكتسي طابعا

الوصف القانوين وإذا ما تبني هلم أن هذه الواقعة توصف جناية أو جنحة جزائيا ويعطوا هلا يتبعوا اإلجراءات الالزمة املتعلقة برفع احلصانة من قبل الغرفة الربملانية املختصة ويقضوا مبا

حيث أنه ملا . يترتب عن ذلك حسب ما أقرته تلك الغرفة بقبول أو برفض رفع احلصانةد مباشرة بعدم قبول شكوى الطاعنة بسبب صفة املشتكى منها قضوا قضاة القرار املنتق

كعضوة يف جملس األمة يكونا قد أخطأوا يف تطبيق القانون عارضني بذلك قرارهم للنقض فيتعني التصريح بنقض وإبطال القرار املطعون وإحالة القضية واألطراف أمام نفس الس

.226 ، املرجع السابق،صهشام مجال الدين عرفة 1



358

.)1(مشكال تشكيال آخر للفصل من جديد طبقا للقانون

املطلب الثاين فحص الطلب

بعد إيداع طلب رفع احلصانة لدى مكتب الس الشعيب الوطين، تتم إحالته على

، ويعترب عمل اللجنة جلنة لدراسته وإعداد تقرير بشأنه، ويوضع التقرير حتت تصرف السليه فإن البحث وع. نوع من التحقيق يف القضية تسعى إىل تنوير الغرفة وتسهيل اختاذ قرارها

الذي جتريه اللجنة وقبل البث الغرفة فيه يكتسي أمهية بالغة، وأكثر من ذلك، فإن قرار الس سينصب على نتائج عمل اللجنة اليت ستكون حمل مناقشة وتصويت عليها من طرف

.الغرفة

الفرع األول دراسة الطلب من طرف اللجنة

، يف إجراء فحص أويل ع احلصانةعمل اللجنة املكلفة بدراسة طلب رفيكمن

الوشاية وجنحة القذف ، ) ل ع(ضد ) ل ح: ( ، قضية 06/07/1999 قرار بتاريخ 212881قرار احملكمة العليا ، ملف رقم 1

). من الدستور110و 109املادتان . ( اخلطأ يف تطبيق القانون-دم قبول الدعوى ع- احلصانة الربملانية-الكاذبة . من املقرر دستوريا أن احلصانة الربملانية معترف ا للنواب وألعضاء جملس األمة مدة نيابتهم ومهمتهم الربملانية"

بسبب جناية أو جنحة إال بتنازل صريح منه أو بإذن، واملقرر أيضا أنه ال جيوز الشروع يف متابعة أي نائب أو عضو جملس األمة .حسب احلالة، من الس الشعيب الوطين أو جملس األمة الذي يقرر رفع احلصانة عنه بأغلبية أعضائه

ربملاين من الدستور أن احلصانة الربملانية ال تشكل مانعا لتحريك الدعوى العمومية على ال110 و109 واملستفاد من نص املادتني وإمنا تشترط ارتكاب جناية أو جنحة من قبل الربملاين أثناء ممارسة مهامه الربملانية بعد مساح الغرفة اليت ينتمي إليها هذا األخري بتحريك

فكان يتعني عندئذ على القضاة أن يثبتوا أن الواقعة موضوع الشكوى تكتسي طابعا جزائيا ويعطوا هلا الوصفالدعوى العمومية ضده ومبا أن قضاة ملا قرروا عدم قبول شكوى الطاعنة بسبب صفة املشتكى . القانوين مث مباشرة اإلجراءات الالزمة لرفع احلصانة الربملانية

، احلصانة عثمان دشيشةأورده ".منها كعضوة يف جملس األمة، يكونون قد أخطأوا يف تطبيق القانون مما يتعني نقض القرار املطعون فيه .103، ص200/2001ة وأثرها على الدعوى العمومية، رسالة ماجستري، كلية احلقوق، جامعة اجلزائر، السنة اجلامعية الربملاني



359

ر اإلجابة املناسبة على الطلب ، وقد خضع للقضية وإعداد تقرير ملساعدة الس يف اختيا شكل اللجنة وطريقة اختيارها شكل دور الذي تلعبه اللجنة لتطور وتعديل مس

.واإلجراءات الواجب إتباعها

اللجنة املعنية بدراسة الطلبتكوين : أوال

أنشأت اجلمعية الوطنية عن طريق الئحة M.Barrachin اقتراح السيد مبقتضى عضوا تسمى جلنة احلصانات 22 جلنة دائمة مكونة من 1949 فيفري 22صادرة يف

الدستورية مكلفة بدراسة مجيع طلبات رفع احلصانة، واختيار مثل هذا األسلوب أملته عدة يات النظام املتبع خالل اجلمهورية الثالثة مربرات، من الناحية النظرية، مستوحاة من سلب

.واملتمثل يف اللجنة اخلاصة املنتخبة من طرف مكتب الس، وأمهها العدالة واملساواة أن األعضاء الدائمون واإلضافيون هلا جيب أن يعينوا Prélot ويف هذا الصدد يقول

كما . للمجموعات الربملانيةعلى غرار اللجان الكربى بصفة دائمة مع احترام التمثيل النسيبيسمح هذا األسلوب من الناحية العملية اإلسراع يف الفصل يف الطلبات العديدة واملؤجلة . اليت أعاقت عمل الس يف كثري من األحيان، إضافة إىل قضية النواب مديري اجلرائد

ثر مبدأ التخصص وتتجلى اجيابيات اللجنة الدائمة يف استقرار التشكيلة السياسية للجنة، وأوخيلق استمرارية .على عملها، مما يسمح بنمو اختصاص اللجنة وتقديرها يصبح أكثر دقة

.1958العمل ووحدة االجتهاد، بيد أن هذا األسلوب مت التخلي عنه يف عام 80وتبىن برملان اجلمهورية اخلامسة أسلوب اللجنة اخلاصة املؤقتة، فقد نصت املادة

تشكل من أجل كل طلب رفع حصانة جلنة مكونة من مخسة : "ي بقوهلامن النظام الداخلوتبدو عبارات النظام . )1(" عضوا معينة بناء على التمثيل النسيب للمجموعات)15(عشر

واضحة، من أجل كل طلب، وفيما يتعلق بإجراءات تشكيل هذه اللجنة فيتبع نفس القواعد

1 Article 80: Il est constitué pour l’examen de chaque demande de levée de l’immunité parlementaire d’un député une commission ad hoc de quinze membres, nommés à la représentation proportionnelle des groupes.



360

من النظام الداخلي 105 بينما نصت املادة .واإلجراءات اخلاصة بتعيني اللجان األخرىعضوا يتم تعيينها مبقتضى ) )30لس الشيوخ على تشكيل جلنة مكونة من ثالثون

. اإلجراءات املتبعة يف إنشاء اللجان الدائمة تكون مهمتها دراسة طلب رفع احلصانةد الكبري ألعضاء ويطرح العد .)1(وتنتخب اللجنة مكتبا يتكون من الرئيس ونائبه ومقرر

.)2(اللجنة صعوبة سري املناقشات بداخلها اختصاص دراسة طلبات رفع احلصانة الربملانية إىل إحدى النظام الداخليوأسند

اللجان الدائمة املكلفة عموما بالشؤون القانونية واإلدارية، وذلك على غرار الوضع يف لدستورية والتشريعية دراسة طلبات رفع مصر، حيث تتوىل جلنة نوعية ممثلة يف جلنة الشؤون ا

1976فقد نص النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين الصادر يف ظل دستور . 3احلصانةختتص اللجنة القانونية واإلدارية بدراسة طلبات رفع : " على مايلي24من خالل املادة

1989 ظل دستور من النظام الداخلي الصادر يف10وجاء يف املادة ". احلصانة النيابيةختتص جلنة التشريع والشؤون القانونية واإلدارية بدراسة طلبات رفع احلصانة : " بقوله من النظام الداخلي احلايل للمجلس الشعيب الوطين واحملددة 20وأغفلت املادة ". النيابية

الختصاص جلنة الشؤون القانونية واإلدارية النص صراحة على اختصاصها بشأن طلبات رفعاحلصانة الربملانية، وذلك خبالف النظام الداخلي لس األمة اليت نصت صراحة على

على 17اختصاص جلنة الشؤون القانونية واإلدارية وحقوق اإلنسان، فقد جاء يف املادة ختتص جلنة الشؤون القانونية و اإلدارية وحقوق اإلنسان باملسائل املتعلقة بالدستور : "مايلي

،ودراسة طلبات رفع احلصانة الربملانية على ...م السلطات الدستورية،وبعملية تنظي

1 Article 105 : une commission de 30 membres est nommée selon la procédure prévue pour la nomination des commissions permanentes, chaque fois qu’il y a lieu pour le sénat d’examiner une demande de levée d’immunité parlementaire. 2 Gérard Soulier, op.cit, p266.

تتوىل كل جلنة من اللجان النوعية : من الئحة جملس الشعب املعمول ا من طرف جملس النواب املصري على مايلي44نصت املادة 3قرارات بقوانني، وغري ذلك من املوضوعات املتعلقة الدراسة وإبداء الرأي يف مشروعات القوانني، واالقتراحات مبشروعات القوانني وال

:باالختصاصات املبينة قرين كل منها فيمايلي :جلنة الشؤون الدستورية والقانونية

". احلصانة الربملانية-10



361

". األعضاءعضوا ) 30(إىل ثالثني) 20(وتتكون جلنة الشؤون القانونية واإلدارية من عشرين

ويتم توزيع املقاعد داخل اللجان الدائمة فيما بني اموعات الربملانية بكيفية . على األكثرويسري أعمال كل جلنة دائمة رئيسها ، وميكن أن ينوب عنه نائبه . تتناسب مع عدد أعضائها

وتقدم األعمال إىل الس الشعيب الوطين من قبل مقرر اللجنة، ويف . يف حالة وجود مانعويتم التصويت داخل اللجنة الدائمة .حالة غيابه، يعني رئيس اللجنة من ينوبه يف املوضوع

.حبضور أغلبية األعضاء

جراءات سري عمل اللجنةإ: ثانيا

تطبق على سري عمل اللجنة نفس اإلجراءات املطبقة على أشغال اللجان األخرى، .إىل جانب متيزها ببعض القواعد اخلاصة املنصوص عليها

:أجل دراسة الطلب .1

أجل شهرين الشؤون القانونية حدد النظام الداخلي احلايل لغرفيت الربملان للجنة

حيال هذا الطلب على اللجنة املكلفة بالشؤون ": بقوهلا72، فنصت املادة إلعداد تقريرهاويعترب هذا ".اعتبارا من تاريخ اإلحالة عليها) 02(القانونية اليت تعد تقرير يف أجل شهرين

1976احلكم مستحدثا، فلم يقيد النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين يف ظل دستوري وحددت الئحة جملس الشعب املعمول ا من طرف جملس .ينة عمل اللجنة مبدة مع1989و

يف فقرا على 360فنصت املادة ) 15(النواب املصري احلايل املدة خبمسة عشر يوماجيب على جلنة الشؤون الدستورية والتشريعية إعداد تقريرها بشأن طلب رفع :" مايلي

". األوراق إليهااحلصانة خالل مخسة عشر يوما على األكثر من تاريخ إحالةبداية خالل اجلمهورية الثالثة و ،مل يكن هناك أي أجل حمدد لعمل اللجنةو

اجلمهورية الرابعة يف فرنسا، وتدخلت اجلمعية الوطنية يف ظل أسلوب اللجنة الدائمة لتنظيم



362

يوما من تاريخ توزيع الوثائق على اجلمعية، وجيوز 30هذه النقطة املهمة، ومنحت أجل .)1(ن تطلب أجال إضافيا مساوي لألجل األولللجنة أ

وال متلك اللجنة اخلاصة يف النظام الداخلي للجمعية الوطنية أجال طويال إليداع من تاريخ إيداع الطلب، ومل يتضمن النظام ) 20(تقريرها، والذي حدد بعشرين يوما

رام كامل األجل ومن الواضح، أن اللجنة غري ملزمة باحت. الداخلي لس الشيوخ أي أجلاحملدد، فمدة دراسة الطلب قد تكون أقل من ذلك، وباملقابل، مل يتضمن النظام الداخلي أي إمكانية لتمديد هذا األجل، ويفسر ذلك بقصر مدة الدورات، وغياب مثل هذا احلكم ال

ار مينع من إطالة أجل الدراسة، حيث ميكن خالل املناقشة يف اجللسة العامة التصويت على قر .)2(اإلحالة ثانية على اللجنة

ويتبني مما سبق، أن املشرع اجلزائري منح مدة كافية للجنة إلعداد تقريريها، ولعل التربير يكمن يف تعدد املهام امللقاة على عاتق اللجنة، حبيث تعترب دراسة طلبات رفع احلصانة

فسري مل يشفع للمشرع من بني عدة مهام أخرى تقوم ا اللجنة املهام، بيد أن هذا التاملصري، رغم تشابه املهام يف منح جلنة الشؤون الدستورية والتشريعية أجل قصري، مقارنة مع

.ذلك املمنوح للجنة اخلاصة املؤقتة يف النظام الداخلي الفرنسي

سلطات اللجنة يف دراسة الطلب.2

وىل يف تتمتع اللجنة وهي بصدد إعداد تقريرها بسلطتان مهمتان، تكمن األاالستماع إىل األشخاص املرتبطني بالقضية خصوصا النائب املعين، والثانية يف االطالع على

.ملف القضية

:االستماع إىل األشخاص.أ

جنة للر مهما يف تكوين ايلعب االستماع إىل أطراف القضية من طرف اللجنة دو

1 Gérard Soulier, op.cit,p266. 2 Ibid,p267.



363

.قناعتها، ويسمح هلا بإعداد تقرير متكامل حول الطلبل

:ستماع إىل الربملاين املعيناال-

كرست األنظمة الداخلية املتعاقبة للمجلس الشعيب الوطين سلطة اللجنة يف عيب الوطين شمن النظام الداخلي للمجلس ال 24االستماع إىل النائب املعين ، فنصت املادة

لبات ختتص اللجنة القانونية واإلدارية بدراسة ط": على مايلي 1976الصادر يف ظل دستور رفع احلصانة النيابية وتستمع إىل النائب املعين، الذي يستطيع تكليف زميل من زمالئه

على نفس املتعلق بتنظيم الس وسريه 16-89قانون من 10وجاء يف املادة ". ملساعدتهوتستمع إىل النائب : " فنصت بقوهلااحلكم، مع تدعيم استعانة النائب املعين بزميل إضايف،

وعدم اكتفاء املشرع بزميل ".الذي يستطيع تكليف زميل أو زميلني له ملساعدتهاملعين، مما يقتضي بذل جهد إلقناع تعدد اللون السياسي للنواب، خشية املشرع منن يفمك يواحد

ولعل هذه اخلشية . 1976زمالئهم، خبالف ما كان عليه اللون السياسي للنواب يف دستور من 72تعددية، فقد عاد املشرع للحكم األول، لتنص املادة زالت بعد استقرار جتربة ال

تستمع اللجنة :" النظام الداخلي احلايل للمجلس الشعيب الوطين يف فقرا الثانية على مايلي من 81وورد نفس احلكم يف املادة ". إىل النائب املعين الذي ميكنه االستعانة بأحد زمالئه

.النظام الداخلي لس األمةأدرج إجراء االستماع إىل عضو الربملان ألول مرة يف النظام الداخلي للجمعية وقد

وكان هذا اإلجراء عمال . عند تبين أسلوب اللجنة الدائمة1949الوطنية الفرنسية عام 17بأن هذا اإلجراء عمل به ألول مرة يف Pierre Eugèneاختياريا جيوز جتاهله، ويذكر

ماله كان نادرا بسبب االنتقاد الذي قوبل به، ويذكر يف هذا ، بيد أن استع1887نوفمرب وقد استند مقرر اللجنة إىل فصل السلطات، . الصدد حالة نائب رفضت اللجنة االستماع له

بيد . فقبول االستماع لعضو الربملان يعين اجلمع بني السلطات وتدخل يف صالحيات القضاءالستماع لعضو الربملان ال يعترب استجوابا قضائيا وال أن هذا التفسري يعترب جمافيا للحقيقة، فا

ولكن بال شك، يساعد اللجنة يف تكوين . متلك اللجنة سلطات إلجبار املعين للمثول أمامها



364

وقبل أن يصبح إجراء االستماع لعضو الربملان وجوبيا، فقد كان العمل به . وتنوير اعتقادها مقرر اللجنة املكلفة René coté ، انتقل 1947متواترا، وهناك تطبيق شهري، ففي عام

بدراسة طلبات اإلذن مبتابعة نواب مقاطعة مدغشقر مبرافقة عضو آخر يف اللجنة من أجل ، وهذا M.cotyاالستماع إىل النواب املعنيني، ونشر حمضر االستماع كملحق لتقرير السيد

عليه جملس الشيوخ املبدأ مت قبوله بدون صعوبة من طرف جملس اجلمهورية، وحافظ .)1(اجلمهورية اخلامسة

أدرج 1949وبقي إجراء االستماع لعضو الربملان عمال اختياريا إىل غاية عام وأصبح النظام الداخلي ينص على وجوب االستماع . ضمن النظام الداخلي للجمعية الوطنية

ولكن يبدوا ضروريا . املعين، وبذلك يكون قد وضع التزاما على عاتق اللجنة املعنيةبللنائإضفاء نوع من املرونة على هذه الصياغة، فمن غري املقبول أن تتعطل اللجنة يف إمتام تقريرها

إن اللجنة ملزمة باستدعاء عضو الربملان . بسب رفض عضو الربملان املعين املثول أمامهالذكر أن هذا اإلجراء واجلدير با. أمامها، ويبقى هذا األخري غري ملزم باملثول أو التقدم أمامها

مقرر ملصلحته وميكنه التنازل وليس هلذا اإلجراء طابع النظام العام، وباستثناء التعبري الصريح وإذا كان . إلرادة املعين، فال يوجد أي مربر يسمح للجنة بتجاوز االلتزام ذا اإلجراء

يطرح حول مدى اإلشكال ال يطرح بالنسبة الستمع اللجنة للنائب املعين، فإن التساؤل .إمكانية استماع اللجنة إىل الشهود

:االستماع إىل الشهود-

ال يوجد يف النظام الداخلي ما جييز للجنة االستماع للشهود، ولكن ال شيء مينعها من ذلك، وظهر حول املسألة يف الفقه الفرنسي اجتاهان، األول ميكن االستناد عليه يف منع

الشهود مبربر احتمال جتاوز سلطاا لتنحرف حنو التحقيق قيام اللجنة باالستماع إىلالقضائي والذي ال يعد من اختصاصها ، ويف املقابل هناك اجتاه يؤكد سلطة اللجنة يف القيام

1Gérard Soulier, op.cit, p267.

.1959من طرف اللجنة املشكلة من طرف جملس الشيوخ يف نوفمرب Mitterrandاالستماع إىل النائب



365

17 من أمر 6بذلك استنادا إىل مماثلة عمل اللجنة بعمل جلان التحقيق املنشأة مبقتضى املادة يق هذه من أجل تقصي احلقائق حول وقائع وأفعال ، وتشكل جلان التحق1958نوفمرب

وتبدو املماثلة ممكنة خال اجلمهورية . حمددة وتقدم نتائج عملها إىل الس إىل الذي أنشأها املتعلق بتقنني 1950 جانفي 6الرابعة، فلجان التحقيق هذه واملنظمة مبقتضى قانون

منه على املادة الوحيدة يف 09ادة األحكام املنظمة للسلطات العامة واليت حافظت يف امل والذي كان مينح جلان التحقيق سلطات قضائية، حبيث ميكنها أن 1914 مارس 23قانون

تصدر أوامر تكليف باملثول للشهادة أمامها، واختاذ عقوبات شهادة الزور إزاء الشهود بعد إلحضار ضد الشاهد أداء اليمني، كما ميكنها توجيه طلب لوكيل اجلمهورية إلصدار أمر با

، ومل يعد للجان التحقيق أية 1958وكل هذه السلطات ألغيت مبقتضى أمر . )1(املتخلفسلطات قضائية، بل ال ميكن إنشاؤها يف حالة فتح حتقيق قضائي، وبذلك عادت إىل الوضع

وهندس هذا التطور التشريعي إىل التقريب بني اللجان املكلفة برفع . 1914السابق لعام صانة الربملانية وجلان التحقيق، وال شيء مينع من تطبيق نظام مماثل حينما يكون ممكنا، احل

حيث ظهرت يف ملف القضية وثائق . 1962 يف جويلية Bidaultوهو ما طبق يف قضية ، فطلبت اللجنة املكلفة بدراسة O.A.S واملتعلقة مبنظمة Salanصدرت عن اجلنرال السابق

احملتجز يف سجن Salanل اإلذن باالستماع إىل اجلنرال السابق الطلب من وزير العد . الصحة

وقد صرح مقرر اللجنة يف اجلمعية بأن األمر ال يتعلق باالعتداء على سلطة القضاء وإمنا يتعلق األمر . حول سلوكه يف قضية من القضاياSalanوال يهدف الستجواب اجلنرال

يف عدد من Bidault وضيحات حول تصرف باالستماع إليه كشاهد للحصول على توكان رد وزير العدل بأن االستماع إىل اجلنرال . املهمات والعمليات اليت كان مسؤوال عنها

السابق ميس بنظامية التحقيق اجلنائي، بيد أنه مستعد لتكليف قاضي التحقيق بطرح األسئلة للجنة بالكاد راضية عن هذا وكانت ا. اليت ترغب اللجنة يف طرحها على اجلنرال السابق

. Salanالرد، ومع ذلك قبلت اللجنة املقترح ومضت يف مساءلة اجلنرال




366

يتضح مما سبق، أمهية االستماع للشهود الذي ميكن أن يساعد اللجنة يف ضمان التأكد من جدية املتابعة وقيامها على أسس صحيحة، ويستفاد جواز استماع اللجنة

الشهادة ال تتم حتت أداء القسم كما هول احلال أمام القضاء، والشهود للشهود مادام أنغري ملزمني باإلجابة على كافة األسئلة املطروحة، وال حتوز اللجان أية سلطات قضائية،

.ولكن جيب أن يبقى دورها حمدودا، وال حيل حبال من األحوال حمل القضاء مقبوال من حيث املبدأ، ويبقى ويستفاد مما سبق، أن االستماع للشهود يعترب .التطبيق الذي جيب أن ال يتجاوز حدود السلطات املمنوحة

: امللف القضائياالطالع على.2

الوحيد الذي نص وسريهلس الشعيب الوطيناملتعلق بتنظيم ا 16-89قانون يعد تص جلنة خت:" على أنه 10نة يف االطالع على امللف القضائي، فنصت املادة على حق اللج

بعد االطالع على التشريع والشؤون القانونية واإلدارية بدراسة طلبات رفع احلصانة بينما مل ترد أي إشارة لسلطة اللجنة يف االطالع على امللف القضائي ال يف النظام ،."امللف

الداخلي ، وال يف النظام1976الداخلي للمجلس الشعيب الوطين الصادر يف ظل دستور وذلك خبالف الئحة جملس الشعب املصري اليت نصت على وجوب .غرفيت الربملاناحلايل ل

وجيب أن يرفق وزير : " بقوهلا360 إرفاق الطلب بأوراق القضية الفقرة الثانية من املادةالعدل أو املدعي االشتراكي بالطلب أوراق القضية املطلوب اختاذ إجراءات فيها، كما يتعني

مباشرة أن يرفق صورة من عريضة الدعوى املزمع رفعها مع على من يريد رفع دعوى ".املستندات املؤيدة هلا

الحتمال تدخل الربملان يف عمل فحص امللف القضائي مسألة حساسةويعترب ولعل هذا السبب هو الذي حدا باملشرع اجلزائري إىل ، ومفاجأة منذ الوهلة األوىل،القضاء

امللف، بيد أن األمر يقتصر على جمرد االطالع على إسقاط حق اللجنة يف االطالع على املتابعات مل تتحرك واحلديث عن امللف القضائي سابق ألوانه، ذلك أنأوراق القضية،

هل جيوز .تقاة من التحقيق التمهيدي أو يف حوزة املشتكيسمنا يتعلق األمر بوثائق مبعد، وإ



367

.؟جد خطر النظر يف موضوع القضية، أال يو واملستنداتللجنة أن تفحص هذه الوثائقوأخذ هذا اإلشكال حيزا كبريا يف مناقشات اجلمعية الوطنية يف إحدى اجللسات العامة، وخلصت إىل اجلمعية الوطنية وجوب إرفاق طلب رفع احلصانة بوثائق وأوراق

املتابعة القضية واإلثباتات اليت تربر متابعة أحد أعضاء الربملان، وذلك حىت تتأكد اللجنة أنوهو ما استقرت عليه املمارسة الربملانية الفرنسية، وغالبا . ترتكز على أفعال جديرة باالعتبار

وقد ارتكز طلب رفع حصانة . ما ترفق طلبات رفع احلصانة بعدد معترب من أوراق القضية وثائق مهمة،) 05( بسبب ارتكابه جرمية املساس بأمن الدولة على مخسةM. Le Penالنائب

يف ماال يقل عن اثنان 1961 ديسمرب 8وجاء التقرير الربملاين املوزع على النواب يف )09( تسعةM. George Bidaultوأرفق طلب اإلذن مبتابعة النائب . صفحة)32(وثالثون

وثائق وأدلة إثبات ملحقة برسالة وزير العدل املتضمنة إحالة الوثائق املتعلقة بطلب رفع ولكن الرقم القياسي حيتفظ به . صفحة)30 ( واليت جاءت يف إمجايل ثالثونحصانة املتابعة

يف عام MM.Fajon, Duclos, Guyot, Marty et Billouxبال منازع طلب اإلذن مبتابعة )130( ، فقد جاءت عريضة الطلب وملحقاا يف ما يزيد عن مئة وثالثون1953 .)1(صفحة

بناء على أدلة وإثباتات، وجيب أن يستند الطلب إن الس ال يستطيع أن يقرر إال على أدلة وإثباتات يستطيع الس واللجنة أوال تقديرها، وليس هناك أي اعتراض من حيث املبدأ يف إحالة ملف القضية على اللجنة، فال ميكنها إعداد تقريرها مامل تكن حبوزا العناصر

تها للملف جيب أن يقتصر على حتضري الس ودراس. الكافية اليت تسمح هلا بتأسيس قرارها .الختاذ قراره خبصوص الطلب املقدم

ويقوم عمل اللجنة املكلفة بدراسة طلبات رفع احلصانة على مبدأ سرية أعماهلا وال شيء ميكن أن ينشر عن مداوالا، ماعدا التقرير الذي يوزع على أعضاء الربملان، ويقوم

.جللسة العامة، وهو ما كرسته األنظمة الداخلية الثالث املقارنةبإثرائه مقرر اللجنة خالل ا




368


يف الطلب من طرف الس البت

جيتمع الس الختاذ قرار بشأن مصري أحد أعضائه، لتقدير الس مدى إمكانية بعة وتقتضي دراسة الفصل يف الطلب حتديد األجل واإلجراءات املت. تسليم العضو للقضاء

.أمام الغرفة للبث فيه، وطبيعة الرقابة واملعايري املعتمدة يف اختاذ القرار من طرف الغرفة املعنية

الفرع األول حتديد أجل البت يف الطلب أمام الس

حمدد ألول مرة 1997جاء النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين الصادر يف

فقرة رابعة وسادسة 12ربملانية، فنصت املادة أجل بث الس يف طلبات رفع احلصانة الال . أشهر اعتبارا من تاريخ اإلحالة)3(يبث الس الشعيب الوطين يف أجل ثالثة: "بقوهلا

وحدد النظام ". تراعي يف حساب اآلجال املذكورة أعاله الفترات الواردة ما بني الدوراتوحافظ . ثالثة أشهر من تاريخ اإلحالةالداخلي لس األمة الصادر يف نفس الفترة املدة ب

النظام الداخلي احلايل لغرفيت الربملان على نفس أجل النظر يف الطلب املتمثل يف ثالثة أشهر .)1(من تاريخ اإلحالة

وخبالف ذلك، مل حيدد النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين الصادر يف ظل وسريه، أي أجل لدراسة الطلب والبث تنظيم الس املعين16-89 و قانون 1976دستور

ومن شأن هذا احلكم أن يسمح بفصل الربملان يف الطلب يف أقرب . فيه من طرف الس

أشهر اعتبارا من تاريخ ) 3( يبث الس الشعيب الوطين يف أجل ثالثة: من النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين72نصت املادة 1

يف حساب اآلجال املذكورة أعاله الفترات الواردة ما بني الدوراتال تراعي. اإلحالةراعى يف ال ت. تاريخ اإلحالةر منأشه) 03(يبث جملس األمة يف أجل ثالثة أشهر: من النظام الداخلي لس األمة81نصت املادة

".اله الفترات الواردة ما بني الدورتنيحساب اآلجال املذكورة أع



369

وقد منح النظام الداخلي للجنة مدة شهرين كحد أقصى لدراسة الطلب، مبا يفيد . اآلجالمجلس أن للمجلس شهر واحد كحد أدىن من تاريخ إحالة التقرير من طرف اللجنة لل

مع عدم احتساب فترة العطلة الربملانية الواردة بني الدورات يف األجل، مبعىن أن . للبثحساب األجل يتوقف بانتهاء مدة إحدى الدورات سواء اخلريفية أو الربيعية، ليبدء يف

.)1(السريان من جديد مع انعقاد الربملان يف الدورة التالية له مدة ثالثني يوما على األكثر للبث يف الطلب، بينما حدد الدستور املصري احلايل

ويف كل األحوال يتعني البث يف طلب اختاذ اإلجراء " فقرة ثانية على أنه 113فنصت املادة ".اجلنائي ضد العضو خالل ثالثني يوما على األكثر، وإال عد الطلب مقبوال


البت يف الطلب أمام السإجراءات

للجنة لدى مكتب الس، مث يطبع ويوزع، وتصبح القضية يف مرحلة يودع تقرير اوتتجلى هنا ثالث مسائل متصلة حول مراحل البث ترسم . املناقشة والتصويت أمام الس

مسار اإلجراءات، واملتمثلة يف تسجيل الطلب يف جدول األعمال، وسري املناقشة، واختاذ .نص حمل التصويتالقرار مبعىن طريقة التصويت ومضمون ال

التسجيل يف جدول األعمال : أوال

، حيث مل يرد خيضع تسجيل طلب رفع احلصانة يف جدول األعمال لألحكام العامة

من القانون العضوي املتضمن تنظيم العالقة بني 16، وجاء يف املادة حكم خاص بشأا

جيتمع الس الشعيب الوطين وجملس األمة : من القانون العضوي املتضمن تنظيم الس الشعيب الوطين وجملس األمة وعملها على مايلي 5تنص املادة 1

.يف دوريت الربيع واخلريف تبتدئ دورة الربيع يف يوم العمل الثاين من شهر مارس

تبتدئ دورة اخلريف يف يوم العمل الثاين من شهر سبتمرب .أشهر من تاريخ افتتاحها) 5(ل دورة عادية مخسة تدوم ك



370

ية بينهما وبني احلكومة يفالس الشعيب الوطين وجملس األمة وعملها وكذا العالقة الوظيضبط مكتبا الغرفتني وممثل احلكومة اتمعون يف مقر الس الشعيب الوطين جدول ": بقوهلا

ونصت ". أعمال الدورة يف بداية كل دورة برملانية تبعا لترتيب األولوية الذي حتدده احلكومةول أعمال جد مكتب كل غرفة باستشارة احلكومة، يضبط: "على مايلي 18املادة

".جلسااكان النظام الداخلي للجمعية الوطنية خالل اجلمهورية الرابعة ينص على تسجيل و

وحاليا خيضع النظام الداخلي . جدول أعمال اجللسة التالية لتوزيعهالتقرير على رأس يف فقرا 80وتنص املادة . للجمعية الوطنية التسجيل يف جدول األعمال لألحكام العامة

تسجل الطلبات اخلاصة برفع احلصانة الربملانية يف جدول أعمال الس من :" سة بقوهلااخلام، أو من قبل الس بناء على اقتراح ندوة 89طرف احلكومة وفقا لألحكام املقررة يف املادة

من الدستور 48 من النظام الداخلي على املادة 89وحتيل املادة ". 48الرؤساء طبقا للمادة طي األولوية للحكومة يف حتديد جدول األعمال، وكان من األجدر بقاء احلكومة اليت تع

ذلك أن احلصانة .اليت هي غالبا طرف يف املتابعات بعيدة عن التدخل يف اإلجراءات الربملانيةالربملانية هي ضمانة استقالل الربملان يف مواجهة احلكومة ، ويبدو من املنطقي استبعاد هذه

.)1(لة املساس ذه الضمانةاألخرية يف حا

املناقشةسري: ثانيا

أغفل النظام الداخلي احلايل لغرفيت الربملان تنظيم طريقة مناقشة طلب رفع احلصانة يفصل الس الشعيب :" يف فقرا اخلامسة تنص على مايلي72 فقد أصبحت املادة .الربملانية

أعضائه بعد االستماع إىل تقرير اللجنة الوطين يف جلسة مغلقة باالقتراع السري بأغلبية، على غرار النظام الداخلي الصادر يف "والنائب املعين الذي ميكنه االستعانة بأحد زمالئه

لشعيب الوطين الصادر يف ظل دستور النظام الداخلي للمجلس اوذلك خبالف .19972


يفصل الس الشعيب الوطين يف جلسة مغلقة باالقتراع السري بأغلبية أعضائه بعد االستماع إىل تقرير اللجنة والنائب املعين : 12/5املادة 2



371

على تبين أسلوب نص الذي املتعلق بتنظيم الس املعين وسريه 16-89 قانون و1976: بقوهلا1977 أوت 15 من القانون الداخلي الصادر يف26فنصت املادة املناقشة احملدودة،

يبث الس الشعيب الوطين يف املوضوع، بعد مناقشة ال يشارك فيها سوى مقرر اللجنة، "ملادة جاء يف او ".هالذي يستطيع تكليف زمالئه مبساعدت ،، والنائب املعيناحلكومةممثل و

يبث الس الشعيب :" على مايلي منه 1989 ديسمرب11 يف رالصاد 16-89قانون من 12الوطين يف طلب رفع احلصانة النيابية بعد مناقشة ال يشارك فيه سوى مقرر اللجنة، وممثل

".احلكومة، والنائب املعين، الذي يستطيع تكليف زميل أو زميلني ملساعدتهعته اجلمعية الوطنية الفرنسية يف طريقة سري املناقشة، وهو نفس األسلوب الذي اتب

من 80مع إضافة منح الكلمة لنائب مؤيد وآخر معارض لطلب رفع احلصانة، فنصت املادة تفصل اجلمعية يف املوضوع بعد مناقشة، متنح الكلمة ملقرر اللجنة ، : "النظام الداخلي بقوهلا

ونفس احلكم تضمنه . )1("نائب مؤيد وآخر معارضممثل احلكومة، النائب املعين أو ممثله، . النظام الداخلي للجمعية الوطنية خالل اجلمهورية الرابعة

ويستخلص مما سبق، أن باب املناقشة يفتتح من طرف مقرر اللجنة، مث احلكومة ممثلة يف وزير العدل اليت هي يف الغالب اجلهة املطالبة برفع احلصانة الربملانية، مث يتدخل

وقد احترم . النائب املعين آو ممثله ، ويف األخري نائب مؤيد لرفع احلصانة ، وآخر مع معارضهذا الترتيب يف أغلبية املناقشات اليت جرت حول طلبات رفع احلصانة، بيد أن هذا الترتيب

، حيث أن Bidaultأخل به يف إحدى القضايا املهمة أمام اجلمعية الوطنية يف قضية النائب العدل كان آخر املتدخلني، واعترب جانب النواب ذلك خرقا للنظام الداخلي وطالبوا وزير

باحترامه، استنادا إىل أن الكلمة األخرية تكون للدفاع، ويبقى هذا التربير غري سليم باعتباره هل : وطرح التساؤل التايل. قائم على تشيبه الس باحملكمة، فاألمر ال يتعلق بنقاش قضائي

وهل هو على سبيل التوجيه أم . إجباري أو اختياري80ة الترتيب الوارد يف املادة مراعا

.الذي ميكنه االستعانة بأحد زمالئه

1 L’article 80/8 dispose : l’assemblée nationale statue sur le fond après un débat auquel seuls peuvent prendre part, le rapporteur de la commission, le gouvernement, le député intéressé ou un membre de l’assemblée le représentant, un orateur pour et un orateur contre ».



372

.اإللزام؟دافع البعض على االلتزام احلريف بالنظام الداخلي، مادام أن الترتيب جاء واضحا

من النظام الداخلي، 56واستند البعض اآلخر على املادة . وال حيتاج إىل توسع يف التفسرين الدستور اليت تنص على جواز دخول أعضاء احلكومة إىل السني واالستماع م31واملادة

إليهم عندما يطلبون ذلك، ويعد هذا احلكم مقرر وفاصل لسمو النص الدستوري على النظام الداخلي، ويضيف هذا االجتاه حجة أخرى لدحض مبدأ أن الدفاع جيب أن تكون له

احملدد لعدد املتدخلني لرفع احلصانة 80رد يف املادة الكلمة األخرية، ذلك أن الترتيب الواففي حالة طلب رفع احلصانة تكون . يطبق كذلك على طلبات إيقاف املتابعة أو االحتجاز

الكلمة األخري للنائب املعارض لرفع احلصانة ، بينما ال تتحقق هذه الفرضية يف حالة طلب ب اإليقاف، واليت ال تكون ملصلحة اإليقاف، حبيث أن الكلمة تكون لنائب معارض لطل

من النظام الداخلي تتعلق بتعداد 80واجلدير بالتنويه أن القائمة الواردة يف املادة .)1(املعيناملتدخلني وليس التدخالت، واستقرت املمارسة الربملانية على قصر التدخالت على العدد

وهذا يفيد تبين . ارض لرفع احلصانةاحملدود، حىت ال تتحول املناقشة إىل جدال بني مؤيد ومع .أسلوب املناقشة احملدودة خبصوص طلبات رفع احلصانة

الفرع الثالث

من طرف الس اختاذ القرار

بعد مناقشة الس لتقرير اللجنة، فإنه يدعى للتصويت على طلب رفع احلصانة، . التصويتوالتساؤل يطرح حول مضمون النص الذي ينصب عليه التصويت، وطريقة

النص حمل التصويت :أوال

من النظام 26جاء يف القانون الداخلي حتديد النص حمل التصويت يف املادة




373

يكون اقتراح :" على مايلي1989 أوت 15الداخلي للمجلس الشعيب الوطين الصادر يف الطلب الوقائع الواردة يفالالئحة املعروضة على الس الشعيب الوطين إلقراره مقتصرا على

11 من النظام الداخلي للمجلس املعين الصادر يف 12 وحافظت املادة. "وحدهاويستخلص من ذلك، أن التصويت ينصب . 26 على نفس عبارات املادة 1989ديسمرب

أحكام وحتدثت. على نتائج عمل اللجنة من خالل اقتراح الالئحة املعروضة على السعن فصل غرفيت الربملان يف الطلب بناء على تقرير ربملان النظام الداخلي احلايل لغرفيت ال

مبا يفيد أن التصويت ينصب على نتائج تقرير اللجنة املصاغة يف شكل اقتراح رغم .اللجنة .عدم النص صراحة على ذلك

واستقر التقليد الربملاين الفرنسي على إرفاق اللجنة املكلفة بإعداد التقرير باقتراح صانة أو على العكس اإلذن باملتابعة، وهو ما اتبعه جملس الشيوخ يف قضية قرار رفض رفع احل

Mitterrand الذي يتطابق مع املمارسة الربملانية، يف ظل سكوت النظام الداخلي عن تنظيم ، فقد بث الس يف M. La gaillardeحكم هلذه املسألة ، ونفس األمر اتبع يف قضية

1960ي تعديل جوهري للنظام الداخلي للجمعية الوطنية عام وقد أجر. اقتراح قرار اللجنة سوى ثالثة أسطر حول مضمون النص حمل التصويت واليت جاء 80ومل تتضمن املادة

تنصب املناقشة يف اجللسة العامة حول طلب رفع احلصانة املقدمة من طرف النيابة العامة :"فيه ". أو الشخص املضرور

اجلمعية مع التقليد الربملاين، واليت تعترب مساسا مببدأ وقد شكل هذا احلكم قطيعة وأصبحت اجلمعية القاضي يف مصري أحد . أساسي يكمن يف السلطة التقديرية للربملان

أعضائها ملزمة بتبين أو رفض اإلذن باملتابعات دون فحص الطلب، وهذا التخيري يعترب منافيا وتداركا هلذا اخلرق، جاء تعديل النظام . وضوعللسلطة التقديرية اليت حتوزها الغرفة يف امل

معيدا للجمعية سلطتها التقديرية الكاملة مبناسبة قضية النائب 1962 جويلية 3الداخلي يف M.Lauriol . وأصبح التصويت ينصب على اقتراح اللجنة، ويكون بذلك قد أعاد للمجلس

ويه جوهر احلصانة، مادام أن اختصاصا ال ميكن ألي سلطة املساس به وإال أدى ذلك إىل تشوجاء قرار الس الدستوري مبطابقة التعديل . هذه األخرية ترتبط ارتباط وثيقا مببدأ السيادة



374

للدستور الذي يعترب جزءا من االختصاص احلصري للجمعية، والذي يسمح للجمعية البث ل اليت استند عليها يف الطابع اجلدي والصحيح لطلب رفع احلصانة املقدم بالنظر إىل األفعا

.)1(الطلب

كيفية التصويت:ثانيا

عرف إجراء التصويت على طلب رفع احلصانة تعديال جوهريا مهما يف النظام مبدأ سرية جلسة البث يف الطلب، الربملانالداخلي احلايل للمجلس الشعيب الوطين، فقد تبىن

لس الشعيب الوطين يف جلسة يفصل ا: " يف فقرا اخلامسة على مايلي72فنصت املادة باالقتراع السري بأغلبية أعضائه بعد االستماع إىل تقرير اللجنة والنائب املعين الذي مغلقة

النظام الداخلي للمجلس وهو احلكم الذي أقره ألول مرة".ميكنه االستعانة بأحد زمالئهضع السائد يف النظام خبالف الو. 12 مبقتضى نص املادة 1997يوليو 22 يف املعين املؤرخ

يبث الس : "على مايلي 12، اليت نصت يف املادة 1989الداخلي الصادر يف ظل دستور مبا يفيد أن التصويت على القرار كان يتم ". الشعيب الوطين يف طلب رفع احلصانة بعد مناقشة

.2يف جلسة علنية، الذي 1995وذلك على غرار ما فعل املؤسس الدستوري الفرنسي يف تعديل

أخضع دراسة طلبات اإلذن بإلقاء القبض أو أي إجراء مقيد أو سالب للحرية ملبدأ السرية، أهم األسباب اليت دفعت ومن . حيث يفصل مكتب الس املعين يف الطلب يف جلسة مغلقة

النواب هلذه املراجعة تكمن يف الشعور باالستياء من النقاش العام، عن طريق تضخيمه


تبين إجراء سرية التصويت ، وترى أن املبدأ املتبع يف غالبية الدول يتمثل يف علنية جلسات الفصل يف فتيحة بن عبوانتقدت األستاذة 2 :وقد ورد يف مؤلفها باللغة الفرنسية مايلي. طلبات رفع احلصانة

D’une parte, à huis clos, au scrutin secret. Pourquoi ce halo de secret te de mystère qui entoure ce vote ? en principe, dans bon nombre de pays, la discussion en plénière se fait en séance publique, mais avec débat restreint qui fait intervenir, le rapporteur de la commission saisie, le gouvernement ,le parlementaire mis en cause ou son représentant, un orateur pour le levée de l’immunité, et un orateur contre la levée de l’immunité. Le vote s’effectue au scrutin public. Fatiha Benabbou,op.cit,p161.



375

فعال املنسوبة للربملاين، والذي حيمل مساس بصورة الس بكامله ،إضافة إىل خلطورة األ .)1(املساس بقرينة براءة عضو الربملان

وإضافة إىل ذلك، فقد أحدث املشرع اجلزائري يف النظام الداخلي احلايل لغرفيت السري، الربملان تغيريا جوهريا يف كيفية التصويت، الذي أصبح يتم عن طريق االقتراع

ومل يوضح النظام الداخلي الصادر . يفصل الس املعين باالقتراع السري بأغلبية أعضائه كيفية التصويت، مبا يفيد 1989 و1976للمجلس الشعيب الوطين الصادر يف ظل دستوري

.خضوعه لألحكام العامةلقول ذهب جانب من الفقه الفرنسي إىل اوحول مدى ضرورة االقتراع السري،

لعضو الربملان حرية الرأي الذي حيفظ ، رفع احلصانة الربملانية يتطلب االقتراع السريأنبيد أن هناك من يري .ويشجع االختيارات املوضوعية، وال خيشى اكتشاف انتمائه احلزيب

، فاالنتماء إىل اموعات الربملانية غري كل شيء، ومل يعد بإمكان االقتراع خبالف ذلكملناقشات ، فإن علنية ا هذا من جهة، ومن جهة أخرى.واقف وال النتائجالسري تغيري امل

شيء يربر احلد ، وتسمح مبراقبة التوجهات وحتديد املسؤوليات والتشكل قاعدة الدميقراطية .من نطاقها

سكت النظام الداخلي للمجلس ،ألغلبية املطلوبة للتصويتاوبالنسبة لتحديد يف فقرا 26ان حتديد األغلبية املطلوبة، فنصت املادة عن بي1977الشعيب الوطين لعام

ويف ظل ". يقرر الس الشعيب الوطين قبول أو رفض طلب رفع احلصانة:" الثانية على أنه، خيضع التصويت لألحكام العامة الواردة يف املادة املطلوبةعدم وجود حكم خاص باألغلبية

:" اليت نصت على مايلي114ضافة إىل املادة ، إ)2( من النظام الداخلي112 واملادة 111يثبت تصويت الس الشعيب الوطين بأغلبية األصوات املعرب عنها، مامل ترد أحكام مغايرة يف

ويستفاد من ذلك أن األغلبية املطلوبة هي األغلبية البسيطة، ". الدستور أو النظام الداخلي

1 Guérin Cécile Bargues,op.cit, p330. "إن حضور أغلبية النواب، الذين يتألف منهم الس الشعيب الوطين ، ضروري لصحة املداوالت والتصويت: "111املادة 2

ة إذا تعذر التصويت لعدم استيفاء النصاب، ترفع اجللسة بعد أن يعلن الرئيس تأجيل االقتراع إىل جدول أعمال اجللس: 112وتنص املادة ".ويكون التصويت حينئذ صحيحا، مها كان عدد األعضاء احلاضرين. التالية



376

املتعلق بتنظيم 16-89 قانونالفراغ، جاء وتداركا هلذا . مبعىن أغلبية األعضاء احلاضرين، حمددا لألغلبية املطلوبة للبث يف طلب رفع احلصانة، فنصت وسريهلس الشعيب الوطينا

يقرر الس الشعيب الوطين قبول رفع احلصانة : " من النظام الداخلي يف فقرا الثانية12املادة ى هذا احلكم قد شدد من األغلبية املطلوبة، ويكون املشرع مبقتض". النيابية بأغلبية أعضائه

. واليت أصبحت األغلبية املطلقة، مبعىن أغلبية األعضاء املشكلني للمجلس. ويف سياق تشديد إجراءات التصويت من خالل األغلبية املطلوبة لرفع احلصانة

بية املتشددة ، األغل1997للمجلس الشعيب الوطين الصادر عام يف النظام الداخلي تبىن الربملاناليت كانت حمل رقابة مطابقة النظام الداخلي و الس،)3/4(واملتمثلة يف أغلبية ثالثة أرباع

قد اعترب الس الدستوري أن اشتراط نصاب ثالثة و. للدستور من طرف الس الدستوري من النظام الداخلي14و13و12 أعضاء الس الشعيب الوطين ضمن املواد )3/4(أرباع

للمجلس الشعيب الوطين لرفع احلصانة، وإلسقاط صفته النيابية، ولعزله، غري مطابق يفصل الس الشعيب الوطين :" كما يأيت 12 للدستور، ولذا تصاغ الفقرة اخلامسة من املادة

يف جلسة مغلقة باالقتراح السري بأغلبية أعضائه بعد االستماع إىل تقرير اللجنة والنائب وكرس النظام الداخلي احلايل لغرفيت الربملان . )1("ميكنه االستعانة بأحد زمالئهاملعين الذي . )2(نفس األغلبية

سعي الربملان من خالل نظامه الداخلي لتقوية ضمانة احلصانة ،ويستخلص مما سبق .الربملانية من خالل تشديد إجراءات رفع احلصانة الربملانية

املتضمن مراقبة مطابقة 1997 يوليو 31 املوافق 1418 ربيع األول 26 مؤرخ يف 97/مد/د.ن.ر.03رأي الس الدستوري رقم 1

.53النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين، اجلريدة الرمسية، رقم يفصل جملس األمة يف جلسة مغلقة باالقتراع السري بأغلبية أعضائه بعد االستماع إىل تقرير اللجنة : يف فقرا الرابعة81 نصت املادة 2

.والعضو املعين الذي ميكنه االستعانة بأحد زمالئهD’autre part, la chambre réunie en plénièré statuée à la majorité de ses members et non des presents,ce qui veut dire part exemble, pour l’A.P.N: Si celle-ci comprend 389 membres: 2=198;5 +1 voix pour avoir le quorum requis. Et pour le conseil de la nation qui est compose de 144 memebres: 2=72+1 voix pour atteindre le quorum nécessaire. Fatiha Benabbou,op.cit,p161.



377

الفرع الرابع سطبيعة رقابة ال

حول املعايري اليت يعتمد عليها الربملان يف رفع احلصانة التساؤل يف هذا الصدديطرح

ثالث عناصر يتم االستناد عليها يف اختاذ هناك رنسيفجانب من الفقه اليرى أو رفضها، فاحلصانة حتمي أعضاء الربملان من كل ، أساس احلصانة الربملانية يفالربملان لقراره واليت تتمثل

رفض طلبات رغم جديتها ، يستطيع الربملانتابعة، وليس فقط من املتابعات الكيدية، وعليهم، ربملان العة السياسية وليس القضائية لرقابةالطبي إىل جانب، .وتأسيسها حسب الظروف

، واليت قد تؤدي إىل التدخل يف الوظيفة يف موضوع الدعوى الربملان ال يفصلومعىن ذلك أنوأخريا، . منا حبث مدى جواز السماح للقضاء مبتابعة النائب وإقامة مسؤوليتهالقضائية، وإ

السلطة التقديرية للربملان باعتباره صاحب االختصاص التقديري الكامل والسيد يف قبول أو .)1(رفض الطلب

واعتمد الربملان الفرنسي يف بادئ األمر يف تقدير طلبات رفع على احلصانة على وقد صرح مقرر اللجنة ، poursuites loyales et sérieusesدي للمتابعاتمعيار الطابع اجل

جيب على الطلب أن يكون جديا : يف إحدى القضايا املعروضة أمام اجلمعية الوطنية بقوله 31ويف التقرير املقدم أمام غرفة النواب يف . وتبىن غالبية الفقه هذا املعيار. صادقا ونزيها

إن اللجنة ومبقتضى التقليد املتبع : لس من خالل العبارات التالية حدد دور ا1921ماي من طرف االس ال ميكنها النظر يف موضوع الدعوى احملركة من طرف النيابة العامة ، وإمنا

مبعىن بعيدة عن أي خلفية loyaleيقع عليها فحص مدى جدية وصحة املتابعة ، صادقة جود أدلة وإثباتات تسمح بتأكيد أن املتابعة مل تقم من مبعىن وsérieuseسياسية، واجلدية

.فراغ من طرف النيابة العامةوحىت يكون الطلب Cost-Floretوتوضيحا ملعىن جدية املتابعة جاء يف تقرير

جديا فمن الضروري والكايف أن توجد قرائن كافية لألفعال املنسوبة للربملاين املعين، وان هذه

1 Gérard Soulier, op.cit,p 294. .



378

وتقدر جدية الطلب بالنظر إىل األفعال .)1(تكييفها وفقا للطلب املقدماألفعال من املرجح ويفيد معىن صحة املتابعة . املرتكبة، واليت يقع على الس فحصها والتأكد أا تشكل جرمية

.بأا ليست كيدية أو قائمة على االنتقام من خصم سياسي وخصوصا يف املمارسة ورغم التكريس الذي عرفه معيار الطابع اجلدي للمتابعات

الربملانية، فقد اصطدم بعدة اعتبارات نظرية وعملية أظهرت عدم كفايته، وتنافيه مع مبدأ يف Barthélémyويتجلى ذلك من خالل االنتقاد الذي وجهه . السلطة التقديرية للربملان

فع أمام اجلمعية الوطنية يف تقريره على أنه ال يكفي إلجابة طلب ر1921 أفريل 21احلصانة أن يكون الطلب جديا بعيدا عن األغراض السياسية، ولكن جيب فوق ذلك أن يكون الدافع إىل هذا الطلب على جانب عظيم من األمهية، كوجود ضرورة ماسة للزجر العاجل، كأن يكون االام املوجه للنائب خطري ميس شرفه، أو أن املصلحة العامة ال تتحقق

ي أن الس يأذن برفع احلصانة يف كل حالة تكون فيها التهمة إال مبحاكمة سريعة، أاملوجهة ضد العضو من اجلسامة حبيث توازي سحب هذا االمتياز األديب عنه، وهو يأذن

ويف غري األحوال جيب أن . أيضا إذا كانت املصلحة العامة والنظام العام يقتضيان ذلكصاحب املصلحة من ذلك إذ ال يلبث وما من ضرر يعود على . يرفض طلب رفع احلصانة

دور االنعقاد آن ينفض وتسترد النيابة العامة كامل حريتها وسلطاا يف إقامة الدعوى العامة .)2(والسري يف احملاكمة

وإضافة إىل ذلك، فإن معيار الطابع اجلدي للمتابعات يتجاهل بشكل واضح أساس الربملان من امتيازام الدستورية إال يف احلصانة، حبيث يؤدي إىل اعتراض استفادة أعضاء

حاالت املتابعات الكيدية ، ويبدو هذا التفسري غري سليم ، فاحلصانة حتمي النائب من مجيع .كما جيعل من احلصانة الربملانية استثناء وليس مبدأ أو قاعدة. املتابعات وبصفة مطلقة

ويضمن كمال سلطة الربملان وعليه، فإن املعيار الذي ميكن اعتماده يف هذا الصدد على أعضائه يتمثل يف معيار املصلحة يف املوازنة بني متطلبات العمل الربملاين ومصلحة

1 Gérard Soulier, op.ci,p296.

.97 ، املرجع السابق، صرمضان بطيخ 2



379

القضاء ، ويعترب ترجيح متطلبات العمل الربملاين من أهم العناصر اليت ميكنها توجيه عمل حلصانة الربملانية هي الربملان الختاذ القرار يف طلب رفع احلصانة، الن الغاية األساسية من ا لذا من الطبيعي .)1(متكني كافة األعضاء من مزاولة نشاطهم الربملاين بكل حرية واستقالل

أن تصبح هذه الغاية ، كمصلحة سياسية أساسية يف الدولة ، ذات أولوية بالنسبة للمصاحل .)2( جديتهاالعامة األخرى مبا فيها تلك اليت ميكن أن تستند عليها املتابعة مهما بلغت

مطلقة للقول بأن متطلبات العمل يف هذا الصدد يتمتع الربملان بسلطة تقديريةالربملاين تقتضي عدم وضع أحد أعضاء الربملان رهن إشارة العدالة، دون أن يكون يف حاجة

إن اللجنة ومن ورائها الس عندما يعرض عليها امللف عليها أن ختتار . مبدئيا إىل تربير ذلك مصلحتني هلما متطلبات متعارضة، مصلحة ممارسة السلطة التشريعية أو مصلحة العدالة، بني

فإذا كان الدستور يقرر األسبقية ملصلحة العمل الربملاين على مصلحة العدالة، فإن للربملان السلطة التقديرية الكاملة ليقرر إما التمسك باالمتياز الذي خوله الدستور إياه، بالتايل يرفض

لب رفع احلصانة ليحتفظ بالنائب، مهما كانت جدية الطلب أو خطورة األفعال املنسوبة طإليه، وإما أن يتنازل عن هذا االمتياز ويقرر رفع احلصانة ليضع النائب فورا رهن إشارة

.العدالةمما الشك فيه أن اهلدف من احلصانة هو محاية أعضاء الربملان من كل الدعاوى

. ى ورائها اخلصوم السياسيني إىل التأثري سلبا على ممارسته ملهامه الربملانيةالكيدية اليت يسعلكن للحصانة هدفا أعم وأمشل ويتمثل يف محاية ممارسة العمل الربملاين، مما يقتضي محاية

فاحلصانة غري مقررة لفائدة . أعضاء الربملان من كل املتابعات سواء الكيدية أو غري الكيديةن العتبارات شخصية وإمنا هي مقررة من أجل متكينهم من ممارسة مهامهم، بل أعضاء الربملا

.وممارستها بكل حرية واطمئنانلذا، وانطالقا من السلطة التقديرية الواسعة للربملان، فإن رفع احلصانة من عدمه، جيب أن يرتكز على معيار املصلحة، مصلحة الوظيفة التشريعية يف املقام األول، وبعد ذلك

1 George Burdeau, op.cit, p554.

.209، صق، نقال عن عبد اإلله حلكيم بناين ، املرجع الساب21 ،مرجع سابق، صرباط إدمون 2



380

لكن على أي أساس سيتوىل الربملان ترجيح املصلحة يف اإلبقاء . )1(مصلحة الوظيفة القضائية .على احلصانة أو املصلحة يف رفعها؟

يتمحور ترجيح املصلحة يف اإلبقاء على احلصانة أو املصلحة يف رفعها، حول احلصانة بالنسبة للشخص، بكل تأكيد فإن رفع .الشخص من جهة والوظيفة من جهة ثانية

عن رئيس الس أو أحد أعضاء املكتب، أو رئيس جمموعة برملانية، أو رئيس جلنة من اجلان الدائمة، سيكون له تأثري مباشر وفوري على السري العادي للربملان، خبالف إذا تعلق األمر ة بأحد األعضاء اآلخرين، فإن رفع احلصانة عنه لن يكون له مبدئيا نفس التأثري على وتري

أما بالنسبة للوظيفة، فال شك أن . وحجم املهام الربملانية اليت تقوم ا املؤسسة التشريعيةدورات الربملان العادية واالستثنائية تتميز يف بعض الفترات مبناقشتها ملواضيع أساسية وجوهرية، فمناقشة بيان السياسة العامة للحكومة والتصويت عليه أو مناقشة مشروع قانون

الية أو ملتمس الرقابة، تتطلب تعبئة مجيع أعضاء الربملان على اختالف انتماءام احلزبية، امل من عضو من أعضائه لتمكينه من – خصوصا من املعارضة -وعدم حرمان أي جمموعة

.)2(ممارسة مهامه الربملانية والتعبري عن مواقفه السياسية يف ظروف عاديةظيفة، يستعمل جملسا الربملان سلطتهما التقديرية وسواء تعلق األمر بالشخص أو الو

وتبعا لذلك فإن الربملان ال ميارس أية مهام قضائية بل يقوم مبراقبة . )3(لترجيح مصلحة معينةوأمام هذه املعطيات ، فإن تعامل اللجنة والس مع طلبات رفع احلصانة جيب أن . سياسة

سلطات املخولة للربملان، وبالتايل إذا قدم طلب ينطلق من أمهية ودور الوظيفة التشريعية والأثناء انعقاد الدورات، فاألصل أن يرفض هذا الطلب حىت يتسىن للربملان بكافة أعضائه القيام

.بنا هو منوط به من مسؤوليات

.210ق، ص املرجع الساب ،عبد اإلله حلكيم بناين 1

2Pour prendre cette décision, l’assemblée devra tenir compte de certains éléments. Elle devra considérer la personne de l’intéressé : s’agi-il d’un membre de l’opposition ou non ? s’agit-il d’un leader ou d’un back-bencher ? M. Paul Reynaud avait à juste raison affirmé que » cet examen doit être particulièrement scrupuleux lorsque le député contre lequel une autorisation de poursuite est demandée appartient à un parti d’opposition. Cette prudence doit être particulièrement vive s’il s’agit d’un leader de l’opposition. Gérard Soulier, op.cit, p306. 3 Marchand Pierre , op.cit,p185.



381

ومع ذلك، واستنادا إىل نفس السلطات، فقد يرجح الربملان مصلحة العدالة مىت كبة تستدعي التدخل باستعجال لعرض امللف على القضاء قدر أن خطورة األفعال املرت

ويقوم عنصر االستعجال على عنصرين شكلي . حفاظا على مسعة املؤسسة التشريعيةوموضوعي، بالنسبة للعنصر األول يقدر عنصر االستعجال انطالقا من تاريخ تقدمي الطلب

اقشة حول املوضوع من مقارنة مع موعد انتهاء الدورة، حيث تنعدم اجلدوى من فتح منطرف الربملان يف وقت تسترجع فيه النيابة العامة سلطاا الكاملة يف غضون أسبوع أو

أما بالنسبة للعنصر الثاين، فيقوم على أساس خطورة اجلرمية املرتكبة وظروف . أسبوعنيليها، ارتكاا، فالنيابة العامة كجهة مسؤولة على التأكد من جدية الشكاوى اليت تتوصل إ

تقوم بالتحريات الالزمة قبل أن تلجا إىل أحد السني لطلب رفع احلصانة بشأا، بالتايل فإن جدية الطلب احملال على الربملان جتد أساسها يف عمل النيابة العامة، وذلك على مستويات خمتلفة يف مقدمتها التثبت من وقوع اجلرمية ومجع األدلة عنها والبحث عن

تقدير خطورة األفعال املرتكبة، وأخريا عنصر االستعجال حيث يقتضي نظر مرتكبيها، مثالنيابة العامة اختاذ إجراءات فورية ال ميكن معها تأجيل حتريك املتابعة إىل حني انتهاء

.)1(الدورةوعندما يعرض الطلب على أنظار أحد جملسي الربملان، فإنه يتوىل بدوره التأكد من

تكبة واألضرار النامجة عنها، مع األخذ بعني االعتبار لتتبع الرأي العام خطورة اجلرمية املرللموضوع، إىل غريها من العوامل اليت تثبت توافر عنصر االستعجال، مما يربر التدخل الفوري ودون تأخري للنيابة العامة لتتحقق مصلحة العدالة ولتأخذ العدالة جمراها الطبيعي

.)2(ة أعضائهمحاية لسمعة الربملان ومسع

.214، املرجع السابق،صعبد اإلله حلكيم بناين 1

2 Elle devra également considérer la gravité de l’infraction invoquée : s’il s’agit d’un délit sans gravité, il peut sembler préférable de rejeter la demande ; d’ailleurs le fait qu’il s’agit d’une infraction mineure peut être l’indication qu’il n’y pas urgence à la poursuite. mais dés qu’il y a délit grave ou crime, la solution contraire devient plus facile à admettre. Elle peut même dans certains cas s’imposer, car il serait inadmissible, et d’ailleurs nuisible à la considération du parlement, qu’un parlementaire soupçonné d’avoir participé à un crime, reste à son banc. Gérard Soulier, op.cit,p306.



382

وتبىن املشرع املصري يف حتديد طبيعة رقابة الس معيار الطابع اجلدي للمتابعات، على أنه من الالئحة الداخلية لس الشعب املعمول ا يف جملس النواب 363فنصت املادة

اجلنائي ال تنظر اللجنة، وال الس يف توافر األدلة أو عدم توافرها لإلدانة يف موضوع االام، وال يف ضرورة الختاذ إجراءات عوى املباشرة من الوجهة القضائيةأو التأدييب أو يف الد

، ويقتصر البحث على مدى كيدية االدعاء أو بغري الطريق التأدييب قبل العضوالفصلالدعوى أو اإلجراء، والتحقق مما إذا كان يقصد بأي منها منع العضو من أداء مسئولياته

ويؤذن دائما باختاذ اإلجراءات اجلنائية أو التأديبية أو برفع الدعوى اجلنائية . ية بالسالربملاناملباشرة مىت ثبت أن الدعوى أو اإلجراء ليس مقصودا بأي منهما منع العضو من أداء

. الربملانية بالسهمسؤوليات الذي 1927 فرباير سنة 7وجاء هذا احلكم تكريسا ملا قرره جملس النواب جبلسة

:استقر على جمموعة من التقاليد الربملانية واليت تتمثل يف مايليليس للمجلس أن يفصل يف موضوع التهمة أو أن يتعرض له، إذ أن هذا العمل يتناىف مع -أ

مبدأ الفصل بني السلطات، هذا فضال عما قد حيدثه قرار يتعرض للموضع من التأثري يف .عضو أو ضدهالعدالة سواء أكان ملصلحة ال

ال يصح أن يسلم الس باختاذ اإلجراءات أو االستمرار فيها يف األحوال اآلتية أو ما -ب :مياثلهامىت كان اختاذ اإلجراءات اجلنائية ضد العضو مسببا لوقوع اضطرابات أو معطال -ج

.ألعمال السيدية أو تعسفية متليها مىت كانت اإلجراءات املطلوب التصريح ا أو االستمرار فيها ك -د

.الروح احلزبيةمىت ظهر أن الغرض من اإلجراءات هو التأثري يف العضو لتعطيل عمله النيايب سواء ملنعه -ه

.من التصويت أو حلرمانه من االشتراك يف املناقشة يف موضوع ما بكامل احلرية والطمأنينةسقط احلق يف إقامتها مبضي مىت كان ظاهر بالبداهة أن الدعوى على غري أساس كأن -و



383

.)1(املدة أو سبق الفصل فيها أو مشلها العفو بوجه عام هي رقابة سياسية -إن مهمة الس عند النظر يف طلبات رفع احلصانة

أكثر منها قضائية، فمهمة اللجنة والس تنحصر إذن يف أمرين، مها حبث جدية الطلب، رة أصبحت دارجة يف الفقه الفرنسي بأن تكون وتقدير أمهيته، وهو ما يعرب عنه يف عبا

، فمىت تأكدت اللجنة والس أن الباعث loyales et sérieusesالطلبات صحيحة وجادة على اختاذ اإلجراءات اجلنائية بعيد عن الرغبة يف الكيد للعضو والتشهري أو حماولة انتزاعه من

هذا الطلب إذا كانت التهمة من كذلك يتعني قبول. مقعده بالس تعني قبول الطلباخلطورة حبيث تربر رفع احلصانة، أما إذا تبني أن التهمة من التفاهة وعدم األمهية، حبيث عن

فليست مهمة . تأجيل اإلجراءات اجلنائية إىل وقت العطلة أي ضرر فإا ترفض الطلب فال ميلك الس أن يقوم اللجنة أو الس التحقق من ثبوت التهمة أو توافر أركاا وبالتايل

بتحقيق قضائي مع طاليب رفع احلصانة أو مع املتهمني وإال كان معتديا على مبدأ مساواة .)2(املواطنني أمام العدالة وكذلك على اختصاص السلطة وأيضا ضمانات حق الدفاع

، ة ومن بعدها الس النيايبخالصة القول أن حبث اللجنة الدستورية والتشريعيب أن ينحصر يف التأكيد على أن اإلجراءات اجلنائية املطلوب اإلذن الختاذها بعيدة متاما جي

عن السياسة وعن العمل النيايب وبأا ليست وسيلة حلرمان النائب من ممارسة عمله .)3(النيايب

ويعترب هذا احلكم تقنينا للممارسة الربملانية الفرنسية يف التعامل مع طلبات رفع الربملانية، اليت هجرها الربملان الفرنسي متبنيا معيار املوازنة بني متطلبات العمل احلصانة

ذلك أن معيار جدية املتابعة يتناىف مع مبدأ االختصاص التقديري . الربملاين ومصلحة العدالةويؤذن "السيد والكامل للمجلس يف القبول أو رفض رفع احلصانة، وهو ما تفيده عبارة

من الالئحة، اليت جعلت مهمة الس 363الواردة يف املادة " اإلجراءات اجلنائيةدائما باختاذ مهمة آلية ، فبمجرد تأكده من جدية الطلب وانعدام الباعث السياسي وجب عليه أن يأذن

.230، املرجع السابق، صهشام مجال الدين عرفة 1 .89 ، املرجع السابق،صرمضان حممد بطيخ 2 .91 ،صجع املر نفس3



384

يف حني ميلك الربملان السلطة التقديرية الكاملة ليقرر إما التمسك باالمتياز الذي .باملتابعاتر إياه، وبالتايل يرفض طلب رفع احلصانة ليحتفظ بالنائب، مهما كانت جدية خوله الدستو

الطلب أو خطورة األفعال املنسوبة إليه، وإما أن يتنازل عن هذا االمتياز ويقرر رفع احلصانة .ليضع النائب فورا رهن إشارة العدالة

النظام ويف ظل غياب نص ينظم طبيعة رقابة الربملان على طلبات رفع احلصانة يفالداخلي للربملان اجلزائري بغرفتيه، ويف ظل عدم وجود تطبيقات برملانية تبني كيفية تعامل الربملان مع هذه الطلبات، واستنادا ملبدأ االختصاص التقديري السيد للربملان يف حتديد مصري

دمها، جيب وانطالقا من السلطة التقديرية الواسعة للربملان، فإن رفع احلصانة من عأعضائه، أن يرتكز على معيار املصلحة، مصلحة الوظيفة الربملانية يف املقام األول، وبعد ذلك مصلحة

فالغاية اجلوهرية للحصانة اإلجرائية هي متكني الوجود الفعلي جلميع .الوظيفة القضائية عضو أعضاء الربملان وممارستهم ملهامهم الربملانية بكل طمأنينة، ونظرا للدور الذي يلعبه

الربملان يف النشاط التشريعي والرقايب، جيب منح األولوية ملصلحة الوظيفة الربملانية على بيد أن ذلك ال يعين تعامل الربملان بشكل سليب مع طلبات رفع احلصانة، . الوظيفة القضائية

لتتبع فإذا تأكد من خطورة اجلرمية املرتكبة واألضرار النامجة عنها، مع األخذ بعني االعتبار الرأي العام للموضوع، إىل غريها من العوامل اليت تثبت توافر عنصر االستعجال، مما يربر التدخل الفوري ودون تأخري للنيابة العامة لتتحقق مصلحة العدالة ولتأخذ العدالة جمراها

، يف هذه احلالة عليه االستجابة لطلب العدالة. الطبيعي محاية لسمعة الربملان ومسعة أعضائه .مادام أن الوظيفة الربملانية لن تتأثر بغياب أحد أعضائها

ويف هذا الصدد يقول األستاذ األمني شريط، يف معظم البلدان األوربية والغربية عموما، يوصف هذا القرار بكونه قرار سياسي حمض، ويعرب عن ممارسة الربملان لسلطته

له، وبكونه هو وحده املؤهل لتقدير ما التقديرية اخلاصة به وحده، مرتبطة بسيادته واستقاللكن رغم ذلك فإن الربملان حريص على صورته يف . حيقق هذا االستقالل أو ينتقض منه

الرأي العام، ولذا يرفض أن يظهر نوابه فوق القانون وأم ال يعاقبون عن اجلرائم اليت دورها أيضا وال إىل جانب ذلك فهو حريص على أن تؤدي السلطة القضائية . يرتكبوا



385

تعرقل من طرفه، وبالتايل يسهر على تطبيق الدميقراطية ومبدأ الفصل بني السلطات ، لذلك فإن الغرف تتصرف بالشكل الذي ال جيعلها حتل حمل القضاء، فهي ال تصدر أحكاما قضائية، بل جتري مراقبة شكلية لطلب رفع احلصانة فقط، حبيث يكون الطلب جديا ونزيها

أي أن يكون مبين على وقائع حقيقية وفعلية وتكون األفعال ارمة منسوبة فعال وصادقا، .)1(للربملاين املعين وأن ال تكون وراء الطلب خلفيات سياسية أو أي تصرف كيدي ومدبر

املطلب الثالث

املضمون والنتائج: قرار اإلذن باملتابعة

اإلذن باملتابعة، يتم التصويت على عندما تقدر اجلمعية أن هناك حمال ملنح ويف هذا الصدد ال بد من بيان مضمون اإلذن . قرار رفع احلصانة الذي حيال إىل وزير العدل

.باملتابعة والنتائج املترتبة عنه الفرع األول

اإلذن باملتابعةمضمون قرار

Le حيكم مضمون قرار رفع احلصانة اإلجرائية مبدأ خصوصية اإلذن باملتابعة

principe de spécialité de l’autorisation ومفاده عدم جواز متابعة عضو الربملان إال ،بالنسبة لألفعال اليت أذن أو رخص الربملان حتريك املتابعة بشأا، فإذا ظهر خالل التحقيق أفعال جديدة هلا صلة مبا قدم من أجله طلب اإلذن، فال ميكن لقضاة التحقيق مد نطاق

حيث تبقى مشمولة باحلصانة اإلجرائية، وجيب على النيابة . ابعة لتشمل العناصر اجلديدةاملتوينبثق هذا املبدأ من . العامة تقدمي طلب جديد للمجلس حىت تتسىن املتابعة على هذه األفعال

سيادة الربملان باعتباره صاحب االختصاص التقديري يف أي ظرف حيق له وضع أحد أعضائه .)2(لقضاء ملساءلته عن أفعالهحتت تصرف ا

.144، املرجع السابق،صاألمني شريط 1

2 Le principe de spécialité de l’autorisation découle naturellement de la souveraineté de



386

وقد جاء النص صراحة على مبدأ خصوصية املتابعة يف النظام الداخلي للمجلس وقانون تنظيم الس املعين وسريه الصادر يف 1976الشعيب الوطين الصادر يف ظل دستور

ين يقرر الس الشعيب الوط: " يف فقرا الثانية بقوهلا26، فنصت املادة1989ظل دستورقبول أو رفض رفع احلصانة، ويكون اقتراح الالئحة املعروضة على الس الشعيب الوطين

يف فقرا الثانية 12وجاءت املادة ". إلقراره مقتصرا على الوقائع الواردة يف الطلب وحدهاويكون اقتراح الالئحة املعروضة على الس الشعيب الوطين إلقراره مقتصرا على : "بقولهوقد أسقط النظام الداخلي احلايل لغرفيت الربملان هذا ". ئع الواردة يف الطلب وحدهاالوقا

.احلكمويربز مبدأ خصوصية املتابعة أن احلصانة الربملانية قاعدة وأصل عام وليست استثناء، والشائع أن رفع احلصانة يؤدي إىل خضوع النائب التام ألحكام القانون العادي، ويبدو هذا

ري سليم، ذلك أن التمتع باحلصانة يستمر قائما بالنسبة ألي اام آخر، وال يستطيع املنطق غالقضاء اختاذ أي إجراء اجتاه النائب إال بالنسبة ملا رخص له صراحة التدخل فيه من طرف

.الس الذي ينتمي إليهة، فقد وإذا كان مبدأ خصوصية املتابعة يتعلق إبتداء باألفعال والوقائع حمل املتابع

طرح التساؤل حول مدى امتداد املبدأ ليشمل التكييف القانوين لألفعال املنسوبة لعضو الذين كانوا حمل رفع احلصانة 1947ومبناسبة قضية نواب مقاطعة مدغشقر لعام. الربملان

الربملانية من طرف اجلمعية الوطنية بسبب جناية املساس بأمن الدولة واملعاقب عليها مبقتضى قامت غرفة االام بإحالة املتهمني على . من قانون العقوبات بعقوبة السجن املؤبد91دة املا

حمكمة اجلنايات مع تكييف جديد لألفعال إىل جنايات القتل والتمرد واليت غريت بشكل . معترب يف مركز املتهمني، حبيث تصل العقوبة مبقتضى التكييف اجلديد إىل عقوبة اإلعدام

وكانت أول ردة فعل قام ا . ة اجلنايات على النواب بعقوبة اإلعداموقد حكمت حمكمأحد النواب أمام اجلمعية الوطنية والذي استند إىل مبدأ مشول خصوصية املتابعة إىل األفعال

l’assemblée seule compétentes pour apprécier dans quelle ses membres doit répondre de ses actes devant la justice. Gérard Soulier, op.cit,p310.



387

والتكييف القانوين املمنوح هلا، فإذا إرتأت اجلهة القضائية إعادة التكييف لألفعال املنسوبة أمام جرمية أخرى وعقوبة أخرى، ويتعني يف هذه احلالة العودة إىل لعضو الربملان فنحن

.)1(الغرفة من أجل طلب جديد لرفع احلصانةومعاجلة هلذا الفراغ تقدم النواب باقتراح قانون يضبط هذه املسألة، ونص املقترح

وحيد املقرر كل رفع للحصانة الربملانية مقيد بالتكييف ال: "يف مادتيه األوىل والثانية بقوهلاوال ميكن أن تكون هذه األفعال حمل تكييف آخر غري ذلك . للوقائع يف قرار الغرفة املعنية

بيد أن مقترح القانون ورغم موافقة 2.("احملدد يف القرار دون إذن جديد باملتابعة للغرفة املعنيةة، وقام رئيس اجلمعية الوطنية عليه، لقي معارضة الغرفة الثانية اليت وافقت عليه بصعوب

اجلمهورية بطلب قراءة ومداولة ثانية للقانون، وترتب عن اعتراض رئيس اجلمهورية إمهاله . 1953ومبناسبة قضية مشاة طرحت نفس اإلشكال السابق عام . وعدم املداولة فيه ثانية

رقابة تبنت اجلمعية الوطنية يف ظل التشكيلة اجلديدة هلا نصا جديدا ختلت فيه عن سلطتها يف 1953 جويلية 31وذلك مبقتضى قانون . التكييف القانوين لألفعال املنسوبة لعضو الربملان

كل رفع للحصانة الربملانية مقيد باألفعال احملددة يف القرار املتبىن، سواء من طرف " جاء فيه .)3("اجلمعية الوطنية أو جملس اجلمهورية أو االحتاد الفرنسي

إلذن باملتابعة مقيد وحمدد بالنسبة لألفعال والوقائع املنسوبة ويستفاد مما سبق، أن العضو الربملان، ومعىن ذلك عدم جواز متابعة عضو الربملان إال بالنسبة لألفعال املذكورة يف

31واليت جيب النص عليها يف منطوق قرار املتابعة وفقا لقانون . الطلب املقدم لرفع احلصانةن الربملان جيب أن يكون على دراية ذه األفعال، وهي وحدها وهذا يفيد أ. 1953جويلية

ويف حالة كشف التحقيق أفعال جديدة . اليت ستكون حمل التحقيق القضائي واإلدانة اجلزائية

1 Gérard Soulier, op.cit, p311. 2Article premier: Toute levée d’immunité parlementaire est limitée à la seule qualification des faits visés dans la résolution de la chambre intéressée. Article2 : ces faits ne sauraient faire l’objet d’une qualification autre que celle visée dans ladite résolution sans une nouvelle autorisation de la cambre intéressée. Gérard Soulier, op.cit, p312. 3 La loi du 31 juillet 1953 : toute levée d’immunité parlementaire est limitée aux faits visés dans la résolution adoptée, soit par l’assemblée nationale, soit parle conseil de la république, soit par l’assemblée de l’union française ».



388

خالل سري جمرى التحقيق، فال ميلك قاضي التحقيق سلطة النظر فيها، وعليه أن يلتمس من باملتابعة بالنسبة لألفعال اجلديدة، وبدون ذلك يبقى النيابة العامة تقدمي طلب جديد لإلذن

.العضو حمميا باحلصانة الربملانيةأما خبصوص سلطة الربملان يف تقدير التكييف القانوين لألفعال، فيجب على الس

وتقبل تكييفا جنائيا مبعىن فحص ما إذا كانت هذه الوقائع تقع حتت طائلة قانون العقوبات،لنفترض أن عضو الربملان رتب وفاة . قب عليها وليس التكييف اجلنائي هلاتشكل جرمية معا

شخص، فهذا الفعل يشكل جرمية وخيضع لسلطة تقدير الربملان، أما التكييف اجلنائي الصحيح للفعل بأنه جرمية قتل عمد أو جرمية الضرب واجلرح املفضي للوفاة أو جرمية قتل

يق الذي خيتار الوصف اجلنائي الصحيح من بني خطأ، فيندرج ضمن اختصاص قاضي التحق Cost-Floretوهو ما حدى . االحتماالت الثالث بناء على مدى توافر أركان كل جرمية

إىل القول أن دور الس يكمن يف فحص ما إذا كانت األفعال تشكل جرمية جديرة حلرية يف تغيري باملتابعة، وال ميكنه بأي حال من األحوال تقييد القضاء الذي ميلك ا

. )1(التكييفواجلدير بالذكر، وحىت تكون طلبات رفع احلصانة مقبولة من ناحية الشكل جيب أن تتضمن األفعال املنسوبة لعضو الربملان والتكييف األوىل أو احملتمل هلا، وذلك باإلشارة

الطلب، وبناءا على ذلك يفصل الس يف موضوع. إىل النصوص القانونية املطبقة عليها .دون أن تغل يد القضاء يف إعادة التكييف مادام األمر يتعلق بنفس األفعال املتابع من أجلها

ينطلق من نظرة وخالصة القول، أن بت الربملان يف طلب رفع احلصانة الربملانيةعامة للقضية إىل دراسة تفصيلية هلا إذا كانت تقتضي ذلك ، ففي بادئ األمر يرتكز عمل

أوال على حبث مدى وجود حالة استعجال وضرورة لتدخل القضاء فورا، مبعىن الس وجود وضع يقتضي سرعة الفصل يف الدعوى، وإذا كانت القضية ذات أمهية معتربة، فعلى

1 L’assemblée recherche si les faits sont susceptibles de recevoir une qualification pénale, et non pas la qualification pénale qui s’impose. L’assemblée n’a aucun titre à empêcher ce changement de qualification. Car elle sert uniquement à permettre à l’assemblée de vérifier que les faits retenus méritent d’être poursuivis, mais elle ne peut en aucune manière lier la juridiction, libre de retenir tel ou tel article, libre de modifier les qualifications. Gérard soulier, op.cit, p328.



389

وعليه، أن يقول إذا كانت . الربملان املوازنة بني مصاحل السيادة الوطنية ومتطلبات العدالة. صفة عامة تفرض االحتفاظ أو السماح بإيقاف احلصانةالظروف السياسية، والظروف ب

ومن مث، فتقدير القضية يكون قد حتدد، وخصوصا إذا شكلت األفعال جرمية خطرية، يبدو ويف غري مثل هذه الفرضية، فاالمتياز الربملاين سيكون صادما، . من األفضل رفع احلصانة

يف مواجهة العدالة، وما يترتب عن ذلك ويفقد عضو الربملاين املتهم كل مصداقية ببقائه حرا .)1(من املساس بسمعة ومكانة الربملان

الفرع الثاين آثار رفع احلصانة الربملانية اإلجرائية

يترتب عن اإلذن باملتابعة عدد من اآلثار خصوصا على سري الدعوى العمومية من

.جهة، وعلى وضعية عضو الربملان من جهة أخرى

ى العمومية على الدعو الربملانيةاحلصانةآثار رفع : أوال

بعد موافقة الربملان على اإلذن باملتابعة، يقوم رئيس الس بإحالة قرار الغرفة على يتعلق فإذا كان األمر. وزير العدل الذي يتوىل بدوره إرساله إىل اجلهة صاحبة الطلب

ية توجيه تكليف باحلضور إىل باملتابعة عن طريق االستدعاء املباشر، يستطيع وكيل اجلمهور .جلسة احملاكمة لعضو الربملان املعين

1 Telle doit être la solution en ce qui concerne les pouvoirs de l’assemblée appelée à examiner une de mande de levée d’immunité. Elle doit aller d’une vue générale de l’affaire à un examen détaillé si le premier stade l’indique : dans un premier examen de l’affaire, elle doit se demander s’il ya urgence, si la justice doit être rendue libre d’intervenir immédiatement, ou s’il est préférable de faire patienter le requérant jusqu’a la fin de la session. Si l’affaire est d’importance, s’il semble que la justice doive intervenir rapidement, l’assemblée, mettant en balance les intérêts de la représentation nationale et ceux de la justice, doit dire si les circonstances politiques, plus généralement toutes les circonstances, exigent le maintien ou permettent la suspension de l’immunité. Si les fait sont susceptibles de constituer une infraction grave, il peut semble préférable de lever l’immunité ; d’ailleurs, dans une telle hypothèse, le privilège parlementaire devient choquant, et, au surplus, le parlementaire en cause perdait tout crédit en restant libre à l’égard de la justice de telle sorte que sa fonction et l’ensemble du parlement risquent de pâtir. Gérard soulier, op.cit, p329, 330.



390

أما إذا تعلق باملتابعة عن طريق فتح حتقيق قضائي واليت متثل غالبية احلاالت، يصبح بإمكان وكيل اجلمهورية تقدمي التماساته لقاضي التحقيق لفتح حتقيق قضائي، ويستطيع هذا

خيوهلا له قانون اإلجراءات اجلزائية يف مواجهة عضو األخري، ممارسة مجيع السلطات اليتويسمح رفع احلصانة الربملانية لقاضي التحقيق استجواب املعين . الربملان كغريه من املواطنني

وإصدار األوامر القضائية يف مواجهته، كما جيوز له إلقاء القبض على عضو الربملان وحبسه .جراءات اجلزائيةمؤقتا يف احلدود اليت رمسها قانون اإل

ويرى جانب من الفقه أن رفع احلصانة الربملانية يعيد خضوع عضو الربملان للقانون العام، بيد أن هذه العبارة غري دقيقة، مادام عضو الربملان حمتفظا بعضويته يبقى مستفيدا من

.احلصانة اإلجرائية، باستثناء األفعال اليت رخص الربملان للقضاء البت فيها ربملانية على وضعية عضو الربملانآثار رفع احلصانة ال:نياثا

تساءل جانب من الفقه املصري بشأن مركز عضو الربملان حينما ترفع عنه احلصانة، ومدى مباشرة عمله يف الربملان على الرغم من رفع احلصانة عنه، أم يوقف نشاطه

ذا التساؤل فإننا جند أن األعضاء ولإلجابة على ه. حىت يظهر موقفه من االام املوجه إليهمبجلس الشعب قد أثاروا هذا التساؤل أثناء املناقشة بشأن طلب رفع احلصانة عن أحد

، حيث أجاب أحد األعضاء على التساؤل كيف ترفع 1992 مارس 8األعضاء جبلسة احلصانة عن أحد األعضاء لتتخذ السلطة القضائية اإلجراءات اجلنائية ضده مث يظل هذا

العضو رغم هذا عضوا بالس وممثال عن األمة؟ أليس من املمكن أن حياسب العضو أمام النيابة ويتقرر حبسه، وهكذا حىت يوضع بقفض االام كيف يظل ميارس عمله واختصاصاته

جيب أن تشترط الالئحة عند رفع احلصانة عن عضو : لذلك فهو يقترح كاآليت: بالسوردا على ذلك، عقب رئيس جملس . حىت تستقر وتستقيم األمورالربملان وجيمد نشاطه

الشعب على هذا االقتراح بأن ما يقترحه السيد العضو حيتاج إىل تعديل يف الدستور وليس يف الالئحة الداخلية للمجلس، ألن تعديل الالئحة لن يكفي ألا ال تستطيع أن تقيد حقوق

من الدستور من العموم حبيث 99غة املادة ومع ذلك يرى بعض الفقهاء أن صيا. العضو



391

تسمح بأن تنص الالئحة الداخلية لس الشعب يف إطار تلك املادة على مثل هذا االقتراح، خاصة أن مثل هذا االقتراح منطقي، إذ كيف يقبل أن يكون عضو الربملان حمبوسا لفترة وأنه

. )1(هايف الوقت ذاته يعترب ممثال عن األمة ويدافع عن مصاحلأن يستمر يف مباشرة ويرى األستاذ هشام مجال الدين عرفة على عضو الربملان

أعماله رغم رفع احلصانة عنه وتتخذ اإلجراءات اجلنائية حنوه، فليس معىن رفع احلصانة عن العضو أنه مدان ومتهم، فاملتهم بريء حىت تثبت إدانته، يترتب على ذلك أنه ال جيوز إيقاف

ويرى من زاوية أخرى، . ة أو جتميد نشاطه إال بناءا على نص دستوري صريحالعضو مباشرأنه يف حالة توقيع عقوبة احلبس لفترة ما، األفضل أن جيمد نشاط العضو خالل تلك الفترة، الن احلبس يف حد ذاته سيمنع العضو من مباشرة عمله النيايب، وتتعطل مصاحل أبناء الدائرة

إضافة إىل هذا فالعضو ستتأكد إدانته من ارتكابه اجلرمية ن فكيف . باليت ينتمي إليها النائسيدافع عن األمة وهو خلف األسوار، لذلك فمن األفضل جتميد النشاط يف حالة حبسه

أنه سوف تتخذ حياله : حىت تثبت براءته، إذن جيب أن نفرق بني حالتني، احلالة األوىل .)2(ثانية وجود سبب من أسباب اإلباحةاإلجراءات اجلنائية فيما عدا احلبس، وال

بيد أن جوهر اإلشكال، يكمن يف حتديد أثر رفع احلصانة الربملانية على فقدان الصفة النيابية، مبعىن هل يترتب عن رفع احلصانة فقدان الصفة النيابية تلقائيا؟ وما هي وضعية

.النائب خالل مراحل الدعوى العمومية املختلفة؟ضو الربملان الذي رفعت عنه احلصانة الربملانية، حبسب ما إذا كان تتباين وضعية ع

وبعبارة أخرى منيز بني وضعيتني لعضو الربملان، الوضع قبل . متابعا أو موقوفا أو مداناصدور احلكم النهائي، ويكون يف مركزين إما متابعا أو موقوفا، والوضعية الثانية بعد صدور

.احلكم النهائي

.234ص ،، املرجع السابقهشام مجال الدين عرفة 1 .235 ،ص املرجع نفس 2



392

:ابعةاملتحالة الوضعية يف .1

يستمر يف التمتع بامتيازاته وممارسة ، دون إلقاء القبض عليهابعة عضو الربملانيف حالة متوتقدمي اللجان الربملانية، وأعمال، كة يف املناقشاتروظائفه الربملانية، من خالل املشا

. ء احلكومةأعضا على اقتراحات القوانني وتعديالا، وممارسة دوره الرقايب بطرح األسئلةئه من طرف قاضي التحقيق اتدعام بأعماله الربملانية يف حالة اسويستبعد من القي

.)1(لالستجوابوما يؤكد على هذه الوضعية، إلغاء املؤسس الدستوري الفرنسي لشرط اإلذن

، 1995بالنسبة للمتابعات القضائية، فقد أصبحت املتابعات القضائية حرة منذ مراجعة أوت وذلك، نظرا إلدراك املؤسس أن ال أثر . النيابة دون احلاجة لترخيص الربملانمتارسها

.للمتابعات على النشاط الربملاين لعضو الربملان :الوضعية يف حالة إلقاء القبض.2

يصبح عضو الربملان املوقوف حمروما من حريته، وال ميكنه املشاركة يف النشاط

ه حبرية الذهاب واإلياب إىل الربملان، ويعترب هذا احلكم التشريعي والرقايب الذي يقتضي متتع، يبقى عضو الربملان حمتفظا حبقوقه مادام مل يتم توقيفه Pierre Eugeneتقليديا، وحسب .من طرف القضاء

وال يستطيع تقدمي اقتراحات قوانني أو تعديلها، وهو ما استقر عليه التقليد الربملاين خالل الرابعة، واعتربت مقترحام غري مقبولة، وخبصوص التصويت يتم اإلشارة اجلمهورية الثالثة و

واجلدير بالتنويه، أن عضو الربملان ". مل يتمكن من التصويت"يف حماضر التصويت بعبارة .)2(يبقى حمتفظا بصفته الربملانية

وهذا ما يفسر حمافظة املؤسس الدستوري الفرنسي على اإلذن بالنسبة إللقاء القبض

1 Gérard Soulier op.cit, p329.

2 Ibid, p330.



393

و أي إجراء مقيد أو سالب للحرية، ويتفق ذلك مع جوهر احلصانة اليت دف إىل محاية أ .حرية الذهاب واإلياب لعضو الربملان

:الوضعية يف حالة اإلدانة النهائية.3

من طرف القضاء ، وذلك حبسب ما ائياختتلف وضعية عضو الربملان بعد إدانته

عها إسقاط م قابلية لالنتخاب و استيفاء شروطنها عدمإذا كانت اإلدانة اجلزائية يترتب عفإذا مل يترتب عن العقوبة عدم استيفاء شروط القابلية لالنتخاب، يبقى عضو .1العضوية

. الربملان حمتفظا بصفته الربملانية ويكون يف وضعية مماثلة لوضعية الربملاين احملتجز مؤقتا .)2( املنحة الربملانية خالل فترة قضائه العقوبةواالختالف الوحيد يكمن يف عدم استفادته من

أما إذا ترتب عن العقوبة عدم استيفاء شروط القابلية لالنتخاب، فإن صفته الربملانية تسقط بقوة القانون، ويثبت إسقاط العضوية من طرف الس الدستوري بناء على عريضة

امسة تطبيقني، يتعلق األول بإدانة وقدمت اجلمهورية اخل. مكتب الس املعين أو وزير العدلpouvana oppa سنوات سجنا، 8 من طرف حمكمة اجلنايات بعقوبة 1959 أكتوبر 21يف

وبناء على عريضة مرفوعة . 1960 فيفري 11ورفض الطعن من طرف حمكمة النقض يف خابات من قانون االنت5إىل الس الدستوري أصدر الس الدستوري قرار استنادا للمادة

املدان بستة سنوات la gaillardeوبالنسبة . برفض تسجيل املعين يف القوائم االنتخابية ماي 4والتجريد من حقوقه املدنية بسبب املساس بأمن الدولة، رفض طعنه بالنقض يف

.1961 ماي 5، وأصدر قرار بإسقاط العضوية عنه بقوة القانون ابتداء من 1961اإلدانة ملان بعد صدور احلكم النهائي بالنظر إىل أثر وتتحدد وضعية عضو الرب

فقد نص النظام . عها إسقاط العضويةم قابلية لالنتخاب و استيفاء شروط عدمعلىاجلزائية يف القسم الرابع بعنوان إسقاط الصفة النيابية 1977الداخلي للمجلس الشعيب الوطين لعام

وقت انتخابه، وطيلة ممارسة مهمته يستويفيتعني على النائب أن : " على أن35يف مادته

1Gérard soulier, op.cit, p331. 2Ibid ,p331.



394

اوتأكيد". النيابية شروط القابلية االنتخابات املنصوص عليها يف القوانني املتعلقة باالنتخابات إن للمجلس الشعيب الوطين صالحية إسقاط " :36 لسلطة الس التقديرية جاء يف املادة

أصبح غري مستوف شروط قابلية الصفة النيابية عن كل نائب، ثبت عدم استيفائه أو من النظام إجراءات 37وحددت املادة ". من النظام الداخلي35االنتخاب الواردة يف املادة

على 1989لس الشعيب الوطين الصادر يف قانون تنظيم اوحافظ . إسقاط الصفة النيابية وقت انتخابه، يتعني على النائب أن يستويف" :على مايلي 13نفس احلكم فنصت املادة

ونص ". وطيلة ممارسة مهمته النيابية شروط قابلية االنتخاب يف القوانني املتعلقة باالنتخاباتللمجلس الشعيب الوطين صالحية إسقاط الصفة النيابية عن كل نائب : " بقوهلا14املادة

".ثبت عدم استيفائه أو أصبح غري مستوف شروط االنتخابكل نائب أو عضو جملس األمة ال ": الدستور احلايل بقوهلامن 106 ملادة يف اوجاء

ويقرر الس . يتعرض لسقوط مهمته الربملانيةيستويف شروط قابلية انتخابه أو يفقدها، وتطبيقا ."الشعيب الوطين أو جملس األمة، حسب احلالة، هذا السقوط بأغلبية أعضائهما

على 13امللغى يف مادته 1997 لعام الداخلي للمجلس الشعيب الوطيننص النظام ،لذلكميكن مكتب الس الشعيب الوطين، بناء على إشعار من وزارة العدل، القيام بإجراءات : أنه

: من الدستور وفق اإلجراءات التالية106إسقاط الصفة النيابية للنائب عمال بأحكام املادة من مكتب الس الشعيب الوطين تدرس اللجنة املكلفة بالشؤون القانونية بناء على إحالة

طلب إسقاط الصفة النيابية، وتستمع إىل النائب املعين، وعند قبوهلا الطلب حتيل املسألة على الس الشعيب الوطين من أجل البث باالقتراع السري بأغلبية أعضائه يف جلسة مغلقة بعد

ونفس احلكم ". عانة بأحد زمالئهاالستماع إىل تقرير اللجنة والنائب املعين الذي ميكنه االست .)1(أورده النظام الداخلي احلايل لغرفيت الربملان

ميكن مكتب الس الشعيب الوطين، بناء على إشعار من وزارة العدل، القيام : من النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين73املادة تنص1

تدرس اللجنة املكلفة بالشؤون : ق اإلجراءات التالية من الدستور وف106بإجراءات إسقاط الصفة النيابية للنائب عمال بأحكام املادة القانونية بناء على إحالة من مكتب الس الشعيب الوطين طلب إسقاط الصفة النيابية، وتستمع إىل النائب املعين، وعند قبوهلا الطلب حتيل

جلسة مغلقة بعد االستماع إىل تقرير اللجنة والنائب املسألة على الس الشعيب الوطين من أجل البث باالقتراع السري بأغلبية أعضائه يف .731احلكم أورده النظام الداخلي احلايل للمجلس املعين يف مادته ونفس". املعين الذي ميكنه االستعانة بأحد زمالئه

الربملانية يف جملس األمة عمال ميكن مكتب جملس األمة القيام بإجراءات إسقاط املهمة : من النظام الداخلي لس األمة82املادة تنص و



395

إخالله بالواجبات يقصد بإسقاط العضوية ما يوقع على عضو الس نتيجة وحد شروط العضوية اليت ينص عليها الدستور واألنظمة املنوطة به، أو لفقده الثقة، أو أ

وتطبيقا . احلايل من الدستور اجلزائري106يف نص املادة وجيد أساسه الدستوري . الداخليةمن القانون العضوي 128و 107 جتد شروط قابلية االنتخاب أحكامها يف نصوص املواد هلا

من هذا 05ا يف املادة أن يستويف الشروط املنصوص عليه: ومن بينها،املتعلق باالنتخاباتدنية والسياسية، وعدم الوجود يف إحدى وبعبارة أخرى أن يتمتع باحلقوق امل. القانون

وهي بذلك ختتلف اختالفا كليا عن نظام عدم القابلية . حاالت فقدان األهلية االنتخابيةالذي يهدف إىل محاية الناخب من املترشح، les régimes des inégibilités لالنتخاب

. )1(للقضاء على عدم املساواة بني املترشحني من القانون العضوي االنتخاب تعترب كل جزائري وجزائرية 05وإذا كانت املادة

اليت تليها قيد حق 06، فإن املادة ، ومتمتعا حبقوقه السياسية ناخبابلغ مثانية عشر سنةالتصويت بشرط التسجيل يف القائمة االنتخابية، وهذا األخري مقيد بدوره مبجموعة من

القانون، مبعىن كل من حكم عليه يف جناية، من نفس07الشروط املنصوص عليها يف املادة أو حكم عليه بعقوبة احلبس يف اجلنح اليت حيكم فيها باحلرمان من ممارسة حق االنتخاب

رة التحريرية أو سلك سلوكا أثناء الثو. من قانون العقوبات14و 2-8وفقا للمادتني فليس له حق .جوز واحملجور عليه، واحملاره، أو أشهر إفالسه ومل يرد اعتبمضادا ملصاحل الوطن

.)2(ثر رد اعتباره أو إجراء العفو عنه إذا استعاد أهليته االنتخابية إالترشح واالنتخاب إال

: من الدستور ووفق اإلجراءات التالية106بأحكام املادة

تقدمي إشعار من وزير العدل-تدرس اللجنة املكلفة بالشؤون القانونية واإلدارية وحقوق اإلنسان بناء على اإلحالة من مكتب جملس األمة، طلب إسقاط املهمة الربملانية -

تمع إىل العضو املعين، وعند قبوهلا الطلب حتيل املسألة على جملس األمة من أجل البث باالقتراع السري بأغلبية أعضائه يف جملس األمة، وتس ".يف جلسة سرية بعد االستماع إىل تقرير اللجنة والعضو املعين الذي ميكنه االستعانة بأحد زمالئه

.78، املرجع السابق،ص بورقاق بوطالب 1سنة كملة يوم االقتراع ) 18( يعد ناخبا كل جزائري وجزائرية بلغ من العمر مثاين عشر:القانون العضوي لالنتخابات من 05املادة 2

.وكان متمتعا حبقوقه املدنية والسياسية، ومل يوجد يف إحدى حاالت فقدان األهلية احملددة يف التشريع املعمول به : كل منال يسجل يف القائمة االنتخابية : 7و تنص املادة

حكم عليه يف جناية،-



396

احملكوم عليه بإدانة جزائية ائية يفقد شروط ، أن عضو الربملانستفاد مما سبقويفقا لإلجراءات قابلية االنتخاب، ويترتب عن ذلك وجوب إسقاط الصفة النيابية عنه و

.ومن مث انتهاء نيابته وعضويته. احملددة يف النظام الداخلي

الفرع الثالث قرار رفض طلب رفع احلصانة

إن الربملان وهو ينظر يف طلبات رفع احلصانة ال ميارس أية مهام قضائية، وإمنا يقوم

الربملاين تقتضي عدم مبراقبة سياسية ويتمتع بسلطة تقديرية مطلقة للقول بأن متطلبات العمل .)1(وضع أحد أعضاء الربملان املشتبه فيه رهن إشارة العدالة ، مبعىن رفض طلب رفع احلصانة

ويف هذه احلالة، جيب التأكد على أن رفض رفع احلصانة ال عالقة له من الناحية م اإلدانة القانونية مبا هو منسوب للربملاين املعين، حيث يبقى للقضاء مبفرده االختصاص حبك

أو الرباءة، وتبعا لذلك فإن عدم املوافقة على طلب رفع احلصانة ال يعين وال ميكن أن .)2(يستعمل كمرادف لعدم العقاب

ويترتب عن صدور قرار من الس برفض طلب رفع احلصانة، عدم قدرة أي جهة مطلقا، باعتبار أن أن تتخذ ضد عضو الربملان أية إجراءات جزائية، وإال كانت باطلة بطالنا

احلصانة هي من النظام العام، فيسقط كل إجراء اختذ قبل العضو املعين حتت طائلة البطالن، وجلهة احلكم أن تقضي ذا البطالن من تلقاء نفسهن دون اشتراط وجوب الدفع به من قبل

ون عليها املعين، الذي له مصلحة، كما أن هلذا األخري التمسك ذا احلق يف أية مرحلة تك

من قانون العقوبات،14 و2-8 حكم عليه بعقوبة احلبس يف اجلنح اليت حيكم فيها باحلرمان من ممارسة حق االنتخاب وفقا -

سلك سلوكا أثناء الثورة مضادا ملصاحل الوطن، أشهر إفالسه ومل يرد اعتباره،- .احملجوز واحملجور عليه-

". املختصة البلدية املعنية بكل الوسائل القانونيةتطلع السلطة القضائية .237، املرجع السابق، صعبد اإلله حلكيم بناين 1 .80، املرجع السابق، صعبد النباوي حممد 2



397

الدعوى، حىت ألول مرة أمام احملكمة العليا، كما أن هذه اإلجراءات تكون باطلة حىت لو .)1(كانت جهة احلكم املختصة جتهل أن املتهم قد انتخب عضوا يف الس النيايب

وعن أثر رفض الطلب على الدعوى العمومية، أال يؤدي التأجيل إىل تقادم الدعوى مدة احلصانة اإلجرائية هي مدة العهدة الربملانية يف كل من مصر العمومية، خصوصا وأن

، فقد كان النطاق الزمين 1995واجلزائر، وذلك خبالف ما كان الوضع عليه يف فرنسا قبل .للمتابعة مقيدا مبدة الدورة الربملانية، وتسترجع النيابة العامة سلطاا بعد انتهاء الدورة

ىل القول بأنه يصعب قبول مثل هذه النتيجة، إذ جيب اجته رأي يف الفقه املصري إاعتبار الطلب املقدم لرفع احلصانة إذا كان مستوفيا لشروطه الشكلية سببا لوقف سريان مدة التقادم، اعتمادا على املبدأ القانوين القاضي بأن املدة الالزمة لسقوط الدعوى بالتقادم ال

. )2(ألسباب قانونية حتريك الدعوى العموميةتسري بالنسبة لألشخاص الذين ال ميكنهم وقد انتقد جانب من الفقه هذا الرأي، مستندا يف ذلك إىل أنه ال ميكن حبا ل األخذ به يف

منه صراحة ال يوقف سريان املدة 16ظل قانون اإلجراءات اجلنائية املصري، إذ تقضي املادة وحنن نؤيده - يرى هذا اجلانب الفقهياليت تسقط ا الدعوى اجلنائية ألي سبب كان، لذا

يف ذلك للتغلب على مسألة سقوط الدعوى اجلنائية يف حالة رفض طلب اإلذن برفع من قانون اإلجراءات اجلنائية واخلاص بقطع املدة حيث 17احلصانة، أعمال نص املادة

ة وكذلك باألمر تنقطع املدة بإجراءات التحقيق أو االام أو احملاكم:" تقضي هذه املادة بأناجلنائي أو بإجراءات االستدالل إذا اختذت يف مواجهة املتهم أو إذا أخطر ا بوجه رمسي،

فإذا كان عضو الربملان هو املتهم الوحيد ".وتسري املدة من جديد ابتداء من يوم االنقطاعص العضو فيكفي لقطع التقادم اختاذ أي إجراء من اإلجراءات اجلنائية اليت ال تتخذ ضد شخ

.)3(لقطع التقادم ومثال ذلك سؤال الشاهد أو االنتقال إىل املعاينة أو ندب خبريبيد أن هذا الرأي غري سليم من الناحية القانونية، فال ميكن للنيابة العامة أو جهة

.112، املرجع السابق،صحيياوي فاتح 1 .99، املرجع السابق، صبطيخحممد رمضان 2 .99، ص املرجع السابق ،رمضان حممد بطيخ 3



398

التحقيق اختاذ أي إجراء من اإلجراءات اجلنائية وإال كان اإلجراء باطال، وجيب على احملكمة ويتناقض مع القيد الذي تضعه احلصانة الربملانية على . تلقائيا برفض الدعوىأن تقضي

وإال . اإلجراءات اجلنائية املشمولة ا، واليت ال ميكن مباشرا إال بعد يأذن الس باملتابعةويبقى ممكنا اختاذ إجراء من . )1( من قانون العقوبات111وقعت حتت طائلة املادة

وتسترجع النيابة العامة سلطاا . شمولة باحلصانة لقطع سريان مدة التقادماإلجراءات غري امل . بعد انتهاء العهدة الربملانية، مع مراعاة أحكام التقادم

ويستفاد مما سبق، أن رفض طلب رفع احلصانة الربملانية جيعل من احلصانة اإلجرائية .)2(حصانة دائمة، تستمر إىل غاية انتهاء العهدة الربملانية

بيد أن احملكمة العليا قد حسمت املسألة يف قرار وجيه هلا اعتربت احلصانة الربملانية وقد جاء . )3(اإلجرائية جمرد مانع قانوين مؤقت للمتابعة اجلزائية ينتهي بانتهاء العهدة الربملانية

شكله حيث أن طعن السيد النائب العام استوىف: يف الشكل: يف قرار احملكمة العليا مايلي

يعاقب باحلبس ملدة ستة أشهر إىل ثالث سنوات كل قاض أو ضابط بالشرطة القضائية جيري متابعات أو يصدر أمرا أو ": 111ة املاد 1

حكما أو يوقع عليهما، أو يصدر أمرا قضائيا ضد شخص متمتع باحلصانة القضائية يف غري حاالت التلبس باجلرمية دون ان حيصل قبل ". لألوضاع القانونيةذلك على رفع احلصانة عنه وفقا

2 Restera cependant, le problème de la prescription de l’infraction ? La demande de levée de l’immunité est elle un acte interruptif du délai de prescription ? Comme en droit commun, faudrait-il considérer la demande de levée de l’immunité comme un acte interruptif de prescription ? évoquant une hypothèse d’école : au début d’une législature, un délit est commis par un parlementaire dont la chambre rejette la levée d’immunité introduire par le ministre de la justice.il faudrait, à ce dernier patienter jusqu’à la fin du mandat, c’est-à-dire, exactement cinq ans. N’est-ce pas suffisant pour une prescription d’un délit simple ? Et dans ce cas, cela n’équivaut-il pas à une impunité totale ? Dés lors, si c’es durant la totalité du mandat, cela n’aboutirait-il pas à une quasi-impunité, surtout si l’extinction de la prescription survient pendant cette période précisément ?. Fatiha Benabbou,op.cit,p165,166.

، 1املرجع جملة احملكمة العليا، عدد) م.أ(: النيابة العامة ضد: قضية19/03/2008 املؤرخ يف 484183قرار احملكمة العليا، رقم 3 .229، ص2008

دعوى عمومية–حصانة برملانية : املوضوع 05املادة : ج .إ.ق: املرجع

.08،09املادتان : 16-89 قانون رقم .احلصانة الربملانية مانع قانوين مؤقت للمتابعة اجلزائية ينتهي بانتهاء العهدة الربملانية: املبدأ

.1509، منشورات كليك،ص2013، االجتهاد اجلزائري يف القضاء اجلنائي،اجلزء الرابع، الطبعة األوىل مجال سايسرده أو



399

ويف . ج يتعني قبوله شكال.إ.من ق 506-504-498القانوين حسب نص أحكام املواد حيث أن املدعي يف الطعن يعيب على القرار : عن الوجه األول والثاين لتشاهما: املوضوع

ج كون قضاة غرفة االام قد .إ. من ق195 و 163املطعون فيه خمالفة ألحكام املادتني من 195 و163 للمتابعة لفائدة املتهم بينما املواد هأنف الذي أمر بأالوجأيدوا األمر املست

إذا كانت -: للمتابعة إال يف ثالث حاالت معينة وهيهج ال تسمح بإصدار أمر بأالوج.إ.ق إذا – إذا مل توجد دالئل كافية ضد املتهم –. الوقائع املنسوبة إىل املتهم ال تشكل جرمية

املطعون فيه روهذا ما مل تشمل عليه قضية احلال، مما جيعل القرا. والكان مقترف اجلرمية جمه للمتابعة على أساس متتع املتهم باحلصانة الربملانية مشوب هاملؤيد لألمر املستأنف بأالوج

وحيث أن بالرجوع إىل القرار املطعون فيه يتبني فعال أن قضاة . باخلطأ يف تطبيق القانون 07/01/2006أمر السيد قاضي التحقيق مبحكمة عزابة املؤرخ يف غرفة االام قد أيدوا

من الدستور 110 ملتابعة القضية على احلالة الراهنة وفقا ألحكام املادة هالذي أمر بأالوجعلى أساس أن املتهم الزال يتمتع باحلصانة الربملانية وألن العربة باحلصانة هو تاريخ املتابعة

من الدستور فإن املادة 109يث أن بالرجوع إىل أحكام املادة لكن ح. وال تاريخ احلصانةتنص صراحة أن نواب الس الشعيب الوطين وأعضاء جملس األمة يتمتعون باحلصانة الربملانية

) م.أ( أثناء مدة عهدم الربملانية، وهذا معناه أن احلصانة الربملانية اليت كان يتمتع ا املتهماء عهدته كعضو يف جملس األمة وتنتهي احلصانة الربملانية بالنسبة إليه كان ساري املفعول أثناملؤرخ يف 16-89 من القانون رقم8وحيث أن املادة .بانتهاء نشاطه الربملاين

املتعلق بتنظيم الس الشعيب الوطين وسريه تؤكد القاعدة الدستورية اليت 11/12/1989تنص أن احلصانة النيابية أو الربملانية هي معترف للنائب من الدستور إذ 109أتت ا املادة

من الدستور وهذا معناه 103أو لعضو جملس األمة أثناء عهدته الربملانية وفقا ألحكام املادة من نفس القانون 9وحيث أن املادة . أن يف املدة اليت ميارس فيها نشاطه الربملاين ال غري

وز متابعة أي نائب أو عضو برملاين بسبب فعل إجرامي إال املشار إليه أعاله تنص أنه ال جيبتنازل صريح منه يقدم ملكتب الس الشعيب الوطين الذي حييله بدوره إىل وزير العدل أو

من 104بإذن من الس الشعيب الوطين الذي يقرر رفع احلصانة وذلك وفقا للمادة



400

11/12/1989 املؤرخ 16-89انون رقم من الق9وحيث أن مبفهوم أحكام املادة . الدستورفإن املتابعة القضائية ضد عضو الربملاين غري جائزة قانون أثناء املدة اليت ميارس فيها العضو

تسقط للنائب ةالربملاين عهدته الربملانية لكن عند انتهاء هذه العهدة فإن احلصانة الربملاني . وز متابعته قضائياأوالعضو الربملاين بقوة القانون ويف هذه احلالة جي

قد متت متابعته ) م.أ(وحيث أن يف قضية احلال يتبني من ملف اإلجراءات أن املتهم قضائيا مع متهمني آخرين من طرف النيابة العامة مبحكمة عزابة حسب طلب افتتاح حتقيق

من أجل مة اختالس أموال عمومية واستعمال أموال 03/12/2000قضائي مؤرخ يف غراض شخصية أو لفائدة الغري واستغالل النفوذ للحصول على فوائد وامتيازات عمومية أل

أمر السيد 29/04/2001غري شرعية نتيجة إبرام صفقات عمومية غري شرعية وبتاريخ وعدم متابعته على ) م.أ(قاضي التحقيق املكلف بالقضية بفصل اإلجراءات اخلاصة باملتهم

وحيث يتبني . 07/01/2001ضو مبجلس األمة بتاريخ احلال بسبب تنصيب هذا األخري كعمن أجل الوقائع املنسوبة إليه ) م.أ(هكذا من ملف اإلجراءات أن املتابعة القضائية ضد املتهم

من طرف وكيل اجلمهورية 12/2000/ 03كانت قانونية إذ متت بصفة رمسية بتاريخ النسبة للمعين باألمر بعد صدور أمر مبحكمة عزابة، لكن توقفت إجراءات املتابعة القضائية ب

كعضو مبجلس األمة إذ أصبح ) م.أ(نتيجة تنصيب املتهم 29/04/2001قاضي التحقيق يف ) م.أ( وحيث أن يف هذه احلالة تعترب إجراءات املتابعة ضد املتهم . يتمتع باحلصانة الربملانية

املانع واملتمثل يف احلصانة متوقفة يف احلال بسبب مانع قانوين مؤقت إىل حني سقوط هذا وحيث أن احلصانة الربملانية اليت يتمتع ا العضو الربملاين هي مانع قانوين مؤقت . الربملانية

لعدم متابعة العضو الربملاين أثناء املدة اليت ميارس فيها نشاطه الربملاين وتنتهي بانتهاء العهدة ن أسباب انقضاء الدعوى العمومية املذكورة يف الربملانية وان احلصانة الربملانية ليست سببا م

وحيث يتنب من ملف القضية أن ممثل النيابة العامة مبحكمة عزابة قد . ج.إ. من ق5املادة الختاذ 13/11/2006من جديد أمام قاضي التحقيق وذلك بتاريخ ) م.أ(أحال ملف املتهم

انية للمتهم حسب التماسات النيابة اإلجراء القانوين املناسب وهذا بعد انتهاء العهدة الربملوحيث أن السيد قاضي التحقيق مبحكمة عزابة أصدر أمره املؤرخ يف . العامة



401

للمتابعة القضائية على احلالة الراهنة وفقا ألحكام املادة هالقاضي بأالوج 06/01/2007 وهو األمر الزال يتمتع باحلصانة الربملانية) م.أ( من الدستور على أساس أن املتهم 110

وحيث أن قرار غرفة . الذي أيدته غرفة االام لنفس األسباب يف قرارها املطعون بالنقضاالام املؤيد لألمر املستأنف جاء ناقص التسبيب واكتفى حبيثية واحدة مفادها أن املتهم

ه كان وحيث أن. ال زال يتمتع باحلصانة الربملانية بدون أن يتبني ذلك مبعطيات رمسية) م.أ(على قضاة املوضوع أن يتأكدوا بالطرق القانونية والرمسية أمام اجلهات املختصة إذا كان

ال زال ميارس فعليا نشاطه الربملاين بتاريخ حتريك الدعوى العمومية من جديد ) م.أ(املتهم ملعرفة سريان العهدة الربملانية للمتهم من 13/04/2006من طرف النيابة العامة بتاريخ

واليت كانت 2006 املتابعة القضائية ضد املتهم خالل شهر نوفمرب فمها بتاريخ استئناعدوحيث أن تسبيب القرار املطعون فيه . متوقفة طيلة مدة العهدة الربملانية اليت مارسها املتهم

الكيفية دون تبيان العناصر واحلجج املوضوعية واملعلومات الرمسية اليت اعتمدوا عليها هذ غرفة االام لتأييد األمر املستأنف تعترب تسبيا ناقصا وغري كايف ويعرض القرار املطعون قضاة

.فيه للنقض

طلب الرابعامل تنازل عضو الربملان

استحدث املؤسس الدستوري اجلزائري إجراء تنازل عضو الربملان عن حصانته

الشروع يف متابعة أي وز ال جي: " أنهمنه 104ادة امل، فنصت 1989ألول مرة يف دستور الشعيب الوطين الذي يقرر لس بسبب فعل إجرامي إال بتنازل صريح منه أو بإذن من انائب

لعام يدستورال التعديل من 110 املادةوحافظت ". صانة عن النائب بأغلبية أعضائهرفع احل

عضو أو نائب أي متابعة يف الشروع وزجي ال" :أنه على نصت حني صياغةال نفس على 1996

الس من احلالة، حسب بإذن، أو منه، صريح بتنازل إالّ جنحة أو جناية بسبب األمة جملس وقد نظمت املادة ".أعضائه بأغلبية عنه احلصانة رفع يقرر الذي األمة جملس أو الوطين الشعيب



402

، إجراءات 1املتضمن تنظيم الس الشعيب الوطين وسريه 16-89 من القانون رقم 09ال جيوز متابعة أي نائب بسبب فعل إجرامي إال : "وكيفية تنازل النائب عن حصانته حيث

بتنازل صريح منه يقدم ملكتب الس الشعيب الوطين الذي حييله بدوره إىل وزير العدل أوبإذن من الس الشعيب الوطين الذي يقرر رفع احلصانة بأغلبية أعضائه وذلك وفقا للمادة

يف حني أسقط النظام الداخلي احلايل لغرفيت الربملان تنظيم إجراءات ". ور من الدست104 .)2(التنازل

ويشكل هذا اإلجراء مساسا بالطبيعة الوظيفية للحصانة الربملانية، وخاصية النظام ويرى األستاذ األمني شريط أن . العام اليت تتميز ا، وهو ما ذهب إليه غالبية الفقه اجلزائري

ملاين عن حصانته يعترب تصرف غري مقبول يف معظم بلدان العامل، ألن احلصانة تنازل الربليست حق من حقوق الربملاين أو امتياز من امتيازاته اخلاصة يتصرف فيها مثلما يشاء بل هي مقررة حلماية الربملان نفسه ولتامني استقالليته وضمان حسن سري العمل التشريعي والرقايب،

الشخصي وباإلرادة املنفردة، قد يتسبب يف املساس بالسري العادي ألشغال لذلك فإن التنازلبل إن بعض النظم الدستورية تعترب . الربملان، ولذلك ال ميكن للربملاين أن يتنازل عن حصانته

احلصانة من النظام العام، غري قابلة للمساس ا من طرف أي كان وكل تصرف ميس وقد ذهبت حمكمة حقوق اإلنسان . مطلقا مبا يف ذلك التنازلباحلصانة يعترب باطال بطالنا

األوربية يف هذا االجتاه، واعتربت أن احلصانة ليست امتيازا مرتبطا بشخص الربملاين نفسه، فإذا كانت الغاية . ولكنها امتياز مرتبط مبركزه القانوين كعضو يف الربملان وبصفته كنائب

رجة األوىل، فإن موقف الدستور اجلزائري يف حاجة من احلصانة هي محاية املؤسسات بالد

يتعلق بتنظيم الس الشعيب الوطين وسريه، 1989 ديسمرب11 املوافق 1410 مجادى األوىل عام 13 املؤرخ يف 16-89القانون رقم 1

.1989 ديسمرب11، الصادرة بتاريخ 52ج عدد .ج.ر.جاكمته يف حادثة قتل تورط فيها، وراح احلصانة الربملانية طواعية حمل عن، اليت طلب التنازل، احلالة الوحيدةامساعيل مريةمتثل قضية النائب 2

نائب امساعيل وصرح ال. ضحيتها شاب يف مدينة تازمالت بوالية جباية، بعد أن رفض إظهار وثيقة اهلوية، قبل أن حياول جتريده من سالحهلقد تنازلت عن حقي يف احلصانة الربملانية إراديا، لفتح الطريق أمام اجلهات القضائية لتقوم بعملها دون معوقات، وال اعتقد :" مرية وقتها

".أن واحدا من النواب السابقني أو احلاليني تنازلوا عن احلصانة مثلما فعلت .2012 ماي 16 الصادرة بتاريخ 6716جريدة اخلرب، العدد



403

.)1(إىل إعادة نظرحممد ناصر بوغزالة إىل أن احلصانة مادام أا األستاذ ويف نفس السياق، ذهب

تقررت لفائدة الوظيفة ومل تتقرر لفائدة النائب، فكيف ميكن أن يتنازل عن شيء ال ميلكه؟ قياسا على احلصانة الدبلوماسية اليت ال جيوز التنازل وهو تناقض مع طبيعة الوظيفة الربملانية

وأوضاع الدول حمل خالف بني اإلجازة واحلضر، . عنها إال مبوافقة الدولة اليت يتبع جنسيتهانه ليس للعضو أن يتنازل أإذ . فلو رجعنا إىل سويسرا لوجدناها حتظر التنازل عن احلصانة

، باعتبار أن هذه احلصانة تقررت ملصلحة استمرار عن احلصانة النيابية من غري إذن السوسري العمل، والتنازل عن احلصانة يفيد أن احلصانة شخصية وهذا غري صحيح، فاحلصانة ملك للربملان وليس للنائب، والتنازل عن احلصانة يتناىف مع كون احلصانة من النظام العام

جتيز التنازل عامة، فإن أغلب الدول الولكن كقاعدة . الذي يفيد عدم إمكانية التنازل عنها السلطة القضائية عن احلصانة، والتنازل حىت يف حالة حدوثه فال بد أن يتم أمام الس وليس

واملالحظ أن املادتني . ألن احلصانة تقيد النيابة والطرف املدين من حتريك الدعوى العموميةلس األمة متناقضني مع نص املادة من النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين وجم 72-81

تقضي بإمكانية تنازل النائب عن احلصانة بينما 110 من الدستور، باعتبار أن املادة 110 .)2(املادتان تربطان األمر باإلذن الربملاين

واعتربت األستاذة بن عبو فتيحة إجراء التنازل عن احلصانة غري مقبول من الناحية ة االجرائية يف القانون الربملاين التقليدي من النظام العام ، وهي مرتبطة وتعترب احلصان. املبدئية

بشكل مباشر مع مبدأ الفصل بني السلطات ، ودف اىل محاية السلطة التشريعية من خالل وتتمتع اىل جانب ذلك، . احملافظة على استقالليتها وحريتها يف مواجهة السلطات املنافسة

قررة خالل دورات الربملان، ويعترب باطال بقوة القانون أي إجراء يتخذ بالطبيعة الوظيفية، واملبيد أن القانون اجلزائري الوحيد الذي أدرج التنازل يف النص . دون مراعاة أحكامها

الدستوري، وأصبحت احلصانة االجرائية تتجلى من زاوية إجراء التنازل كحصانة شخصية

.139، املرجع السابق،صاألمني شريط 1 .164،165، املرجع السابق، ص حممد ناصر بوغزالة 2



404

من محاية مقررة للمؤسسة الربملانية إىل حق وحتولت . مرتبط بأشخاص أعضاء الربملانويعد هذا احلكم غري مقبول . شخصي مقرر لفرد، والذي جيوز له النازل عنها وقت ما يشاء

فاحلماية املقررة تتمتع بالطبيعة الوظيفة، ودف حلماية املؤسسة الربملانية من الضغوط .)1(واملناوارات لضمان السري احلسن يف ممارسة مهامها

على خالف ذلك، ذهبت األستاذة عيسى زهية انطالقا من األساس اجلوهري وإلقرار احلصانة اإلجرائية، واملتمثل يف فكرة محاية أعضاء الربملان بغرفتيها من املتابعات الكيدية فقط، ميكن القول أن املؤسس الدستوري اجلزائري قد أصاب بفتح هذه اإلمكانية

ولعضو جملس األمة للتنازل الصريح بإرادته عن احلصانة للنائب بالس الشعيب الوطيناإلجرائية، ليس هدرا باملبدأ املعترب أن احلصانة هي من النظام العام، وبالتايل ال ميكن إال للمؤسسة التشريعية باعتبارها صاحبة احلصانة بالدرجة األوىل التنازل عنها، ولكن هي آلية

ة للحد من االنتقادات املوجهة للحصانة اإلجرائية وبالتايل جديدة تتماشى واملتطلبات احلديث. املسامهة يف ضمان حصانة تتماشى مع احلدود الضرورية جدا حلماية ممارسة املهام الربملانية

أضف إىل ذلك فرصة للنائب يف الس الشعيب الوطين وللعضو يف جملس األمة، ألن خيتزل أم هي قائمة فعال على جرم ارتكبه يستوجب العقاب، إن املعين بنفسه هل املتابعة هي كيدية

مثل هذا اإلجراء يضفي مسؤولية أكرب على عاتق الربملاين وجيعل ضمريه هو املقدر الفعلي إن مثل هذا اإلجراء سيعفي زمالئه من . والوحيد لتحديد مدى أحقيته للعضوية يف الربملان

1 La renonciation : une grave méprise du constitution algérien. En principe, en droit parlementire classique,l’inviolabilité a un caractere d’ordre pubic, car, elle est liée directement au principe de séparation des pouvoirs : protéger le pouvoir législatif des tentatives d’imixation d’autres pouvoirs, afin qu’il conserve sa souvreinté,sa liberté et son indépendence. Elle est aussi à caractere fonctionnelle, et ne joue que pendant la session.il en résulte q’un député ne peut y renoncer et que les actes accomplis en violation de l’immunité sont nuls de plein droit.il s’en déduit qu’hors session, pas de privilége, le memebre mis en cause tombe sous le coup du droit commun. Seulement, en droit algérien, la renonciation au privilége, a été erigée en principe constitutionnel. Dan ce cas précis, l’inviolabilté présente un caractere personnel car elle est exclusivement attaché à la perssonne des parlementaires. D’une protection accordé à une institution, le constituant algérien l’a tronsfrormé en droit subjectif attaché à l’individu.et pour preuve peut y renoncer quand il veut.la méprise est particulierement grave,elle protége la fonction parlementaire des entraves est des pressions susceptibles de nuire au bon fonctionnement de l’institution. Fatiha Benabbou,op.cit,p158.



405

الزمالة أو بسبب االنتماء السياسي، وقد حيد اإلحراج، باختاذ قرار عدم رفع احلصانة بسبب من االنتقادات املوجهة لنظام احلصانة اإلجرائية، والعيب الوحيد الذي ميكن أن يوجه هلذا اإلجراء وهو عدم تضمني ال الدستور وال األنظمة الداخلية لغرفيت الربملان اإلجراءات

فهل يشترط حترير وثيقة . حاالشكلية الواجب توافرها لكي يكون التنازل الصريح صحيمكتوبة تتضمن التنازل أم يكفي تقدم املعين أمام القضاء للتصريح بذلك أمام القاضي

أكثر من ذلك ما هو اإلجراء الواجب اختاذه من طرف الغرفة املختصة يف الربملان . املختص؟ .يف مثل هذه األحوال؟

هذه النقطة املهمة، ولعل إن إغفال مثل هذا اإلجراء اجلوهري يستدعي مراجعة اشتراط أوال التنازل التصريح املكتوب هي أكفل وسيلة للتأكد من أن املعين يود فعال أن تباشر ضده اإلجراءات، أضف إىل ذلك ضرورة إعالم الس املعين ذا اإلجراء، الختاذ

املكتوب اإلجراءات الضرورية يف مثل هذه األحوال، واملستحسن أن تودع نسخة التنازل .)1(أمام القضاء وأمام مكتب الس املختص

يكمن األول يف أساس احلصانة : ويبدو هذا الطرح غري سليم، من عدة جوانبالربملانية، فهذه األخرية دف لضمان حرية الذهاب واإلياب لعضو الربملان باعتراضها مجيع

ة التقديرية الكاملة للربملان املتابعات الصحيحة والكيدية منها، وذلك ما يستشف من السلطكما أن إجراء التنازل يفرغ مؤسسة احلصانة اإلجرائية . عند فصله يف طلبات رفع احلصانة

ولعل هذا املربر وإىل جانب . من حمتواها، ويلغي متاما سلطة الربملان يف تقدير مصري أعضائهالنيابية إىل النص مربرات أخرى دفعت العديد من الدساتري والنظم الداخلية للمجالس

من 361 وهذا ما جاء يف املادة. صراحة على عدم جواز تنازل عضو الربملان عن حصانتهليس للعضو أن يرتل عن احلصانة دون إذن الس، :" الئحة جملس الشعب على أنه

وللمجلس أن يأذن للعضو بناء على طلبه بسماع أقواله إذا وجه ضده أي اام ولو قبل أن ب رفع احلصانة عنه، وال جيوز يف هذه احلالة اختاذ أي إجراءات أخرى ضد العضو، يقدم طل

".إال بعد صدور قرار من الس باإلذن بذلك طبقا ألحكام املواد السابقة

.137، املرجع السابق،ص عيسى زهية 1



406

ويتجلى من ناحية أخرى، يف موقف الربملان نفسه من النص التنفيذي إىل إسقاط 1997لداخلي لغرفتيه منذ عام فقد عمد الربملان يف النظام ا. إلجراء التنازل

16-89 من قانون 09تنظيم إجراءات التنازل من نظامه الداخلي رغم ووردها يف املادة املتضمن تنظيم سري الس املعين، وهذا يعين جتميد الربملان العمل بإجراء التنازل، إدراكا منه

ري أحد أعضائه يف مواجهة سلطة أخرى إلفراغ مثل هذا اإلجراء لسلطة الربملان يف حتديد مص .منافسة



407

ةـخامت

، متحورت حول ماهية يف مقدمة هذه الدراسة عدة تساؤالت طرحت، وتوصلت إىل النتائج العامة التالية، باإلضافة النظام القانوين الذي حيكمها واحلصانة الربملانية

. نلخصها يف اآليتنة الربملانية يف الدستور اجلزائرياحلصاإىل عرض النتائج اخلاصة ب

النتائج العامة: أوال بالنظر إىل الصفة االستشارية نعدام احلصانة الربملانية ألعضاء االس االستشاريةإ.1

ال متلك أية سلطات فعلية وهي ألعضائها، والطبيعة االستشارية ملهمة جمالس الشورى، وتعترب احلصانة املعترف ا ألعضائها منحة ملكية . ع والرقابةوحقيقية يف جمال التشري

يف نظم مستمدة من حصانة الذات امللكية يف النظم القائمة على مبدأ السيادة امللكية . امللكيات املطلقة

إقرار احلصانة الربملانية ألعضاء االس النيابية، بعد التحول يف الطبيعة القانونية .2حتوز سلطات رس مظاهر السيادة نيابة عن األمة، تشارية إىل جمالس نيابية متاهلا من جمالس اس

سبق االعتراف قد و. تأسيسية وتشريعية ورقابية، وتتمتع بسلطة مداولة حقيقية وكاملةباخلاصية املطلقة للحصانة الربملانية املوضوعية، اعتراف نسيب ا ألعضاء االس التشريعية،

، األول يف عدم ، من خالل أسلوبني للحصانة الربملانية املوضوعيةويتجلى الشكل النسيببإسقاطها كاملة من صلب الوثيقة الدستورية، وإحالة تنظيمها إضفاء الصفة الدستورية

يف إضفاء عدد من القيود على األسلوب الثاينيكمن ، وللمجالس التشريعية الداخليللقانون ، وهو ما تتبعه نظم لب النص الدستوري الناظم هلا يف صاحلصانة الربملانية املوضوعية . الدول العربية العديد منامللكيات الدستورية حاليا يف

املوضوعية مطلقة من حيث نطاقها خصوصالقد أصبحت احلصانة الربملانية.3 وآثارها، وهو ما انتهت إليه دساتري الدول الدميقراطية، فلم يعد ممكنا التسليم بأي املوضوعي

وميثل التنظيم .وع من أنواع القيود على حرية الكالم واملداولة داخل االس النيابيةن



408

للحصانة الربملانية املوضوعية ألعضاء الربملان تعبريا عن مرحلة واملصريالدستوري اجلزائريالتطور األخرية، ويعكس حقيقة طبيعة النظام النيايب الدميقراطي القائم على مبدأ السيادة

، واليت تعترب متخلفة بقرون عديدة يف تنظيمها وذلك خبالف تنظيم دساتري مقارنةطنية،الو على حد تعبري العالمة ،للحصانة الربملانية، واليت تتراوح بني انعدام احلصانة ونسبيتها

مصطفى أبوزيد فهمي، نظرا خلصوصيات ارتبطت بطبيعة النظم السياسية املتبعة يف هذه .الدول

دون أ دستوريمبدصانة الربملانية هي حصانة دستورية، وقد أصبحت إن احل. 4 ما عاجلت احلصانة الربملانية يف وغالبا بيد أن الدساتري تباينت يف أسلوب إقرارها، منازع،

وبذلك . مواد دستورية مستقلة استنادا إىل نوعي احلصانة الربملانية املوضوعية واإلجرائيةفرضتها الصفة والقيمة الدستورية، وغدت بذلك محاية دستورية اكتسبت احلصانة الربملانية

. للربملانمتطلبات الوظيفة النيابيةهناك من يعترب أن األسباب اليت أدت إىل نشأة احلصانة الربملانية واملتمثلة يف . 5

األنظمة امللكية املطلقة والتسلطية مل تعد موجودة منذ زمن بعيد، وقد انتقلت السلطة ة إىل الربملانات كما أصبحت السلطة التنفيذية منتخبة، الشيء الذي أدى إىل فقدان السياسي

احلصانة واحلقيقة أن هذا القول، وإن كان يصدق نسبيا على . احلصانة الربملانية لعلة وجودهابسب تطور وانتشار وموضوع انتقادات كثرية اليت أصبحت حمل أخذ ورد اإلجرائيةالربملانية

ا دفع مم ومبدأ املساواة باخلصوص ومبادئ دولة القانون. ت وحقوق اإلنسانثقافة حرياالدساتري إىل مراجعتها، وهو ما انتهى إليه املؤسس الدستوري الفرنسي الذي كانت مراجعته جزئية، فقد ألغى حصانة املتابعة اليت غدت حرة دون احلاجة إىل اإلذن باملتابعة، بينما احتفظ

القبض وكل إجراء مقيد أو سالب للحرية اليت ال جيوز اختاذها إال بعد باحلصانة ضد إلقاءنقول أن احلصانة الربملانية بنوعيها وخصوصا . طلب رفع احلصانة عن عضو الربملان

ميكن إنكاره، سواء من الناحية العملية أو مازالت حتتفظ بأساس وجودها الذي ال املوضوعية الربملانية املوضوعية وجودا وعدما مع النظام النيايب وتدور احلصانة الناحية النظرية،

الدميقراطي، ويشكل متطلب استقالل وذاتية الربملان، واحملافظة على ممارسة مظاهر السيادة



409

. نيابة عن األمة أساسها النظري ومربر استمراريتها الطبيعة الطبيعة القضائية للحماية املقررة، إىل جانبب احلصانة الربملانية تتمتع. 6

احلصانات الدستورية بصفة عامة ف. حمل وأساس احلصانة الربملانيةالوظيفية اليت تشكلواحلصانة الربملانية بصفة خاصة ال تشكل امتيازات شخصية وإمنا محاية وظيفية دف قبل

يء للمحافظة على الوظيفة الربملانية ومنها حتديدا الوظيفة التشريعية والرقابية اليت كل ش .ارسها الربملانمي

أمجع الفقه والقضاء الدستوريان على تبين معيار األعمال املرتبطة واملنفصلة عن . 7 .الوظيفة الربملانية، لتحديد نطاق األعمال املشمولة باحلصانة الربملانية املوضوعية

ية،يتحدد نطاق احلصانة الربملانية اإلجرائية باألفعال غري املرتبطة بالوظيفة الربملان. 8 عضو ألفعال اإلجرامية املرتكبة من قبل وتتعلق خصوصا باواحملصورة يف القضايا اجلنائية،

ودف إىل خضوع أعضاء الربملان لنظام . ممثلة يف اجلنايات واجلنح دون املخالفاتالربملان، فال ميكن متابعة عضو الربملان جزائيا إال بعد إذن غري مألوف يف القانون العاديإجرائي

، بواسطة إجراء رفع احلصانة الذي تتوىل األنظمة الداخلية الس الذي ينتمي إليه املعين .للمجالس بيان أحكامها

باحلصانة الربملانية واملقترحات اخلاصة بنصوص لنتائج اخلاصة ا بوفيما يتعلق . املواد الناظمة هلا تتمثل يف مايلي

النتائج اخلاصة: ثانيا

حممد ناصر الدكتور وكما يقول األستاذ ،سس الدستوري اجلزائريإن املؤ.1من الدستور اليت نظمت احلصانة 109قد وفق إىل حد كبري يف صياغة املادة بوغزالة،

ا ليس النائب حمميتواعترب. يف كل أعمال عضو الربملان املرتبطة بالوظيفة املوضوعيةالربملانية حتتفظ يف غالبية دساتري العامل مبكانة وهي.تد اىل ما بعد إنتهائهاطيلة العهدة الربملانية، وإمنا مت

.متميزة يف قائمة الضمانات الدستورية الربملانية من الدستور تشمل 110إن احلصانة الربملانية اإلجرائية املنظمة مبقتضى املادة .2



410

توري اجلزائري ربطها املؤسس الدسفقد دورات الربملان وخارجها، احلاالت اليت تقع خالل وال جيوز متابعة عضو من الربملان إال بإذن من الغرفة اليت ينتمي إليها . مبدة العهدة الربملانية

. وفق إجراءات حمددة يف النظام الداخلي لكل غرفةا أقر حق النائب يف التنازل عن ميفلح املؤسس الدستوري اجلزائري عند مل .3

، وتقررت ، وتعد من النظام العام احلصانة ليست شخصيةحصانته الربملانية اإلجرائية، ألن، وبذلك وجب ، وبالتايل فالربملان هو صاحبهاللوظيفة الربملانية املستمدة من سيادة الشعب

.110حذف التنازل الشخصي الوارد يف املادة



411

قائمـة املراجع

: املراجع العامة :أوال باللغة العربية.1النظام الدستوري املصري، دراسة حتليلية، منشأة املعارف، عبد العزيز شيحا،إبراهيم -

.، اإلسكندرية، مصر1988طبعة يوان ، مبادئ اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري، اجلزء الثاين،دأمحد شوقي الشلقاين -

. ، اجلزائر1998املطبوعات اجلامعية ، طبعة ثاين ، ديوان ، القسم األول والت الدستورية يف اجلزائرر املؤسسا، تطوإدريس بوكرا -

. ، اجلزائر1994، املطبوعات اجلامعية، التجربة السياسية املصرية بني امللكية واجلمهورية،منشأة املعارف ، أسامة أمحد العاديل -

.، اإلسكندرية ، مصر2003 األوىلالطبعة حممد عرب .، ترمجة دلدولةملدينة إىل ا، تاريخ الفكر السياسي من اجان جاك شوفالييه -

، بريوت، لنشر والتوزيع، املؤسسة اجلامعية للدراسات وا1985، ، الطبعة األوىلصاصيال .لبنان

مجال سايس، االجتهاد اجلزائري يف القضاء اجلنائي،اجلزء الرابع، الطبعة األوىل، منشورات - .، اجلزائر2013 كليك،

، منشورات األوىلطبعةالزائري يف املادة اجلزائية، اجلزء الرابع، ، االجتهاد اجلمجال سايس - . ، اجلزائر2013 كليك

عبد الغين بسيوين عبد اهللا،النظم السياسية و القانون الدستوري ، منشأة املعارف ، طبعة - .، اإلسكندرية ، مصر1997

دار الكتاب امة ، مطابع ، املشكلة الدستورية الع القانون الدستوري،عبد الفتاح ساير داير - . ،مصر2004العريب ، طبعة



412

دون اسم الطبعة، ، بيط يف القانون الدستوري اللبناين، اجلزء األولزهري شكر، الوس - .2006املكان،

سامل فايز البحريي، القانون الدستوري والنظم القانونية واإلدارية للمجالس النيابية، دار - .ر، مص2010الكتاب احلديث، طبعة

.، اجلزائر2014الثورة اجلزائرية، دار الغرب للنشر، طبعة طييب بن علي، طييب العريب و - طبعة، املطبوعات اجلامعيةر، دا يف القانون الدستوريز، الوجي فهميدمصطفى أبو زي -

.ر، اإلسكندرية، مص1999، 1996املعارف، طبعة ، منشأة املصريمصطفى أبو زيد فهمي، النظام الدستوري -

. مصر،اإلسكندرية، 1993والرأي والنشر، دار الفكر العريب، الطبعة الثانية،جرائم الفكر حمسن فؤاد فرج، -

.مصر نعمان عطا اهللا اهلييت، األنظمة الداخلية للربملانات العربية، اجلزء الثاين، دار رسالن ، -

.، سوريا2007الطبعة األوىل ، :باللغة الفرنسية. 2

- Ardant Philipe, institution politique et droit constitutionnel, L.G.D.J ,delta,8emeed,1997, Paris, France. - Bernard Chantebout, droit constitutionnel, Armand Colin 18emeed, 2001, France. - Jean Gicquel, droit constitutionnel et institutions politiques, Delta, 16eme

ed ,1999,France. - Jean Gicquel et André Hauriou, droit constitutionnel et institutions politiques, Montchrestien, 1985, France. - Jean Marie Auby et Robert Ducos, droit constitutionnel, tome1, 5emeed, Siry, France. - George Burdeau, droit constitutionnel et institutions politiques, L.G.D .J 4emeed,1969, paris, France. - George Burdeau, droit constitutionnel et institutions politiques, L.G.D.J, 1988, paris, France. - Patrice Gérald et Jaques Meunier, institution politique et droit constitution -nel, 3emeed, 1999, France.



413

- Marcel Pélot, institutions politiques et droit constitutionnel, Dalloz, 1969, paris, France.

:املراجع املتخصصة-ثانيا باللغة العربية. 1، فهوم القانوين والتصور اتمعيوضعية النائب الربملاين باملغرب بني امل ،احلبيب الدقاق -

، 75لعدد، اغربية لإلدارة احمللية والتنمية، سلسلة مؤلفات وأعمال جامعيةلة املمنشورات ا .، املغرب2007الطبعة األوىل،

ر، الرقابة الربملانية على أعمال احلكومة يف النظامني املصري والكوييت، داباهي أبو يونس - . مصر،2007 النهضة العربية،

، اجلنائية من وجهة النظر ملانية املوضوعية واإلجرائيةحسام الدين حممد أمحد، احلصانة الرب - .مصر ،1995 دراسة مقارنة، دار النهضة العربية،

دار النهضة ،1994طبعة انة الربملانية وتطبيقاا يف مصر، رمضان حممد بطيخ، احلص- .مصر العربية،

، حتريك الدعوى العموميةربملانية وسلطة النيابة العامة يفاحلصانة ال ،بناين حلكيماإللهعبد - ،2002،دار فضالة وبية،أورنظمة عربية وأ مقارنة مع ، املغرىب الربملاين النظامدراسة يف .املغرب

صري، دار ، ضمانات أعضاء الربملان يف النظام الدستوري املحممود أبو السعود حبيب - .، مصر2000النهضة العربية،

، دار النهضة ضمانات أعضاء االس التشريعية، دراسة مقارنة،هشام مجال الدين عرفة - . مصر،2008 العربية،

:باللغة الفرنسية.2

-Cécile Guérin-Bargues, immunités parlementaires et régimes représentatif: l’apport du droit constitutionnel comparé, France, Royaume-Unis, Etats-Unis, L.G.D.J, 2011, France.



414

- Fatiha Benabbou,le droit parlementaire algérienne, tome1, tome2 , OPU, 2009, Algreie

- Gérard Soulier, L'Inviolabilité parlementaire en droit français, L.G.D.J, 1966, France.

:الرسائل اجلامعية:ثالثا :رسائل الدكتوراه -1

باللغة العربية. أ،كلية دراسة مقارنة، أطروحة دكتوراه دولة ، النظام القانوين لعضو الربملانبركات حممد، -

.2007بن عكنون اجلزائر، جامعة اجلزائر، احلقوق،، دراسة نظرية تطبيقيةئية اجلزائية للمبعوث الدبلوماسي، ، احلصانة القضارحاب شادية -

، السنة اجلامعية لية احلقوق، جامعة باتنة، كدكتوراه يف القانون الدويل العامأطروحة 2005-2006.

والقانون الوضعي، ضمانات تطبيق مبدأ املشروعية يف الفقه اإلسالمي ،سعيد بويزري -، السنة اجلزائر أطروحة دكتوراه دولة يف القانون، كلية احلقوق، جامعة ،دراسة مقارنة

.2009-2008اجلامعية شنوف ناجي، حصانة موظفي يف األداء السياسي يف النظام السياسي اإلسالمي ونظم -

احلكم الوضعية، النظام الربملاين منوذجا، رسالة دكتوراه، كلية العلوم اإلسالمية، جامعة .2009-2008اجلزائر، السنة اجلامعية

يف القانون العام ، ، رسالة دكتوراهام القانوين للحصانة، النظعادل صاحل ناصر طماح - . 2011-2010، السنة اجلامعية عة اجلزائر، جامكلية احلقوق

حممد أرزقي نسيب، مفاهيم السيادة يف الفقه الدستوري الوضعي والشريعة اإلسالمية، - .1996،لقانونية واإلدارية، جامعة اجلزائرأطروحة دكتوراه دولة، معهد العلوم ا

دراسة مقارنة، ية يف األنظمة النيابية املعاصرة، احلصانة الربملان،مصطفى فؤاد اخلصاونة -



415

. 2004األردن، ة،جامعة عمان،يقانون عام، كلية الدراسات القانون، رسالة دكتوراه كلية ، يف القانون العام، رسالة دكتوراهالنظام القانوين لعضو الربملان ،إبراهيم مالوي - .2008 ، جامعة اجلزائر،قوقاحلرسالة دكتوراه، كلية ، ية على أعمال احلكومة يف اجلزائر، فعالية الرقابة الربملانميلود ذبيح -

.2013-2012 السنة اجلامعية ، جامعة باتنة ،احلقوق، احلصانات الدستورية، دراسة مقارنة، رسالة دكتوراه يف القانون العام، كلية عيسى زهية -

. 2013-2012، السنة اجلامعية 1جامعة اجلزائر ،احلقوق :باللغة الفرنسية.ب

- Cécile Guérin-Bargue, Les immunités parlementaires sous la 5eme république, contribution a une étude des rapports du pouvoirs judiciaires et pouvoir parlementaires, thèse doctorat, université panthéon, Assas-paris 2, 2007, France. - Chartier.M, Les immunités parlementaires en France dans leur développement historique, thèse de doctorat, 1904-1905, Faculté de Droit, Université de Paris. - Christophe Bonnotte, Recherche sur la notion d’immunité en droit constitutionnel français, thèse de doctorat, université de Limoges, 2002. - Edouard Martin, de l’immunité des discours, des opinion et des votes émis dans les assemblées, Thèse pour le Doctorat, Faculté de Droit de Paris, 1902. -Farhat, Mohammed L'Immunité parlementaire thèse. Droit. Paris. 1950 France - Marchand Pierre, Les Immunités parlementaires et l’IVème République, Th. Dr. Paris. 1950. - Massougnes des Fontaines, vicomte de , De l'immunité parlementaire et des autorisations de poursuites sous l'empire des diverses constitutions françaises depuis la charte de 1814 jusqu'aux lois constitutionnelles de 1875, Thèse, Université de Paris. Faculté de droit , Librairie Nouvelle de Droit et de Jurisprudence, 1900. - Victor Charles Bremond, Essai sur l’irresponsabilité parlementaire en France, université d’Aix Marseille, fac droit d’Aix Provence, 1906 ; 1 vol, thèse doctorat.



416

:رسائل املاجستري -2، رسالة يااسة مقارنة بني األردن وبريطان، دراحلصانة الربملانية، براهيم كامل الشوابكةإ -

.1997ماجستري،كلية الدراسات القانونية، اجلامعة األردنية األردن ، نيسان ماجستري، كلية ، رسالةالعامة يف حتريك الدعوى العموميةبوحجة نصرية، سلطة النيابة -

.2001-2000 السنة اجلامعية ، جامعة اجلزائر،احلقوق، احلرية الشخصية، رسالة ماجسترية علىبن سليمان شريفة، آثار إجراءات التلبس باجلرمي -

.2010-2009السنة اجلامعية ، كلية احلقوق بن عكنون ، جامعة اجلزائررقيق بوطالب، خصائص املهمة الربملانية، رسالة ماجستري، كلية احلقوق، جامعة اجلزائر، -

.2011-2010السنة اجلامعية الدعوى العمومية، رسالة ماجستري، كلية ، احلصانة الربملانية وأثرها على عثمان دشيشة -

.2001-2000، جامعة اجلزائر، السنة اجلامعية احلقوقلدعوى العمومية ، عالء الدين معافة، القيود الواردة على حرية النيابة العامة يف حتريك ا -

.2010-2009 السنة اجلامعية ، كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر،رسالة ماجستريسن التوجيري،احلصانة الربملانية ومدى إمكانية تطبيقها على أعضاء جملس علي بن عبد احمل-

الشورى السعودي، مذكرة ماجستري، كلية الدراسات العليا، جامعة نايف للعلوم .2005-2004األمنية،

حيياوي فاتح، احلصانة الربملانية يف النظام الدستوري اجلزائري، رسالة ماجستري يف القانون - .2011-2010السنة اجلامعية ة احلقوق، جامعة اجلزائر،العام،كلي

.

:املقاالت: ثالثا باللغة العربية. 1، نطاق ممارسة احلصانة الربملانية يف اجلزائر، من حيث إجراءات رفعها األمني شريط -

.، اجلزائر09،2012واآلثار املترتبة ، جملة الوسيط ، وزارة العالقة مع الربملان، العدد ة، مدلول املوظف العام يف قانون مكافحة الفساد اجلزائري، ال سعدي وهيبةبن -



417

.، اجلزائر2013اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية، عدد دستورية وسياسية، املغرب، منشورات، جملة دراسات ، النائب الربملاين يفاملختار مطيع -

.1998 ،العدد األولي السموين، احلصانة الربملانية يف القانون الدستوري املقارن، املؤسسة خالد الشرقاو-

،الطبعة 23، سلسلة مواضيع الساعة،عددةباملغرب، الة املغربية لإلدارة احمللية والتنميالربملانية .، املغرب2000األوىل،

، جملس ني العرباحلصانة الربملانية كوسيلة لتعزيز قدرات الربملاني عبد اإلله حلكيم بناين، - .، اجلزائر2005ديسمرب 22-20أيام األمة،

-1457ملان االجنليزي، صراع مـن أجـل الـسلطة طالب حميبس حسن الوائلي، الرب -

، 2011،الرك للفلسفة واللسانيات والعلوم االجتماعية، العدد اخلامس، السنة الثالثة، 1832 .العراق

، جملة ات ممارستها يف األنظمة املقارنة ومقتضي، مفاهيم، احلصانة الربملانيةسعيد مقدم - .ر، اجلزائ2012 ،09 العدد،وزارة العالقات مع الربملان الوسيط،

. اجلزائر،، الس الشعيب الوطين02العدد صانة الربملانية، جملة النائب،، احلعثمان دشيشة -قانوين يف اجلزائر، جملة الفكر عبد ايد جبار، أعمال الربملان ومبدأ تدرج قواعد النظام ال -

.، اجلزائر2010، 26الربملاين، العدد ، ، جملة الوسيطمتياز أم ضرورة ملمارسة الوظيفة، احلصانة الربملانية احممد ناصر بوغزالة -

. 2012 ،09 العدد وزارة العالقة مع الربملان،، 13الد ، ارة جملة املن،احلصانة اإلجرائية ضمانة دستورية، كشاكشيوسف كرمي -

. ،األردن 2007 ،8العدد .، الس الشعيب الوطين، اجلزائر04عدد ، جملة النائب، ال، احلصانة الربملانيةوليد العقون -مصطفى قلوش، احلصانة الربملانية يف النظام الدستوري املغريب، املؤسسة الربملانية باملغرب، -

،الطبعة األوىل 23 ، سلسلة مواضيع الساعة ،عددةالة املغربية لإلدارة احمللية والتنمي



418

.، املغرب2000 حممد عبد النباوي، احلصانة الربملانية يف التشريع املغريب، جملة احملاكم املغربية،عدد -

.، املغرب2000دجنرب /،نونرب85 :باللغة الفرنسية.2

-Christophe Bonnotte, la contestation du régime dérogatoire, la protection des pouvoirs constitutes (dir) p.s, Bruylant, 2007. - Didier Baumont, liberté d’expression et l’irresponsabilité des députés, CRDF, n2, 2003,France. - Philipe ségur, les notions d’immunité et d’irresponsabilité, la protection des pouvoirs constitutes (dir) p.s, Bruylant, 2007. - Hervé Isar, immunités parlementaire ou impunité parlementaire, revue de droit constitutionnel, n20, 1994, PUF,France. - J.Laferrière, l’immunité parlementaire et la containte par corps, revue intenationale d’histoire politique et constitutionnelle, tome1, 1951, PUF, France.

:النصوص القانونية:خامسا

.1963سبتمرب 10دستور اجلزائر الصادر يف - .1976 نوفمرب22دستور اجلزائر الصادر يف - .1989 فرباير 23دستور اجلزائر الصادر - .1996 نوفمرب 28در يف الصا1989فرباير 23التعديل الدستوري لدستور - املتضمن قانون 1966 يونيو 8 املوافق 1386 صفر 18 املؤرخ يف 155-66األمر رقم -

.اإلجراءات اجلزائية املعدل واملتمم املتضمن قانون 1966 جوان 8 املوافق 1386 صفر 18يف املؤرخ 156-66األمر رقم -

.العقوبات املعدل واملتمم 1977 غشت سنة 15 املوافق 1397 شعبان عام 29ؤرخ يف امل01-77 القانون رقم -

04 الصادرة بتاريخ 68ج عدد .ج.ر.يتعلق بالقانون الداخلي للمجلس الشعيب الوطين،ج .1977سبتمرب



419

يتضمن 1979 يناير سنة 9املوافق 1399 صفر عام 10املؤرخ يف 01-79القانون رقم - .1979 جانفي 16لصادرة بتاريخ ا03ج عدد .ج.ر.القانون األساسي للنائب، ج

يتضمن 1989 غشت سنة 8 املوافق 1410 حمرم عام 6 مؤرخ يف 14-89 القانون رقم - .1989 أوت 9، الصادرة بتاريخ 33ج عدد .ج.ر.ج.القانون األساسي للنائب

1989 ديسمرب11 املوافق 1410 مجادى األوىل عام 13املؤرخ يف 16-89القانون رقم - 11، الصادرة بتاريخ 52ج عدد .ج.ر.ج م الس الشعيب الوطين وسريه،يتعلق بتنظي

.1989ديسمرب أكتوبر 29 املوافق 1410 ربيع االول عام 29الئحة الس الشعيب الوطين املؤرخ يف -

، 52ج عدد .ج.ر. املتضمنة النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين، ج1989سنة .1989 ديسمرب11الصادرة بتاريخ

املتضمن 1997مارس 6 املوافق 1417 شوال عام 27املؤرخ يف 07-97األمر رقم - مارس 06 الصادرة بتاريخ 12ج عدد .ج.ر.ج القانون العضوي لالنتخابات املعدل واملتمم

1997. 13 املوافق 1418 ربيع الثاين 10 النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين املؤرخ يف -

.1997 غشت 13 الصادرة بتاريخ 53ج عدد .ج.ر.ملتمم، ج وااملعدل 1997غشت يوليو 30 املوافق 1421 ربيع الثاين28النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين املؤرخ -

.2000 يوليو 30 الصادرة بتاريخ 46ج عدد .ج.ر.ج 2000ملعدل ا 1999 نوفمرب 28 املوافق 1420 شعبان 20النظام الداخلي لس األمة املؤرخ -

.1999نوفمرب 28 الصادرة بتاريخ 84ج عدد .ج.ر.ج، واملتمم حيدد تنظيم الس الشعيب 1999 مارس 08 املؤرخ يف 02-99القانون العضوي رقم -

رقم ج .ج.ر.كذا العالقات الوظيفية بينهما وبني احلكومة،جالوطين وجملس األمة وعملهما و .1999 مارس 09 الصادرة 15 يناير 31 املوافق 1421ذي القعدة عام 6املؤرخ يف 01-01 رقمضويالقانون الع -

.2001 فرباير 04 الصادرة يف 09ج عدد .ج.ر. يتعلق بعضو الربملان، ج2001



420

يتعلق 2006 فرباير 20 املوافق 1427 حمرم عام 21 املؤرخ يف 01-06 القانون رقم - .بالوقاية من الفساد ومكافحته

2012يناير 12 املوافق 1433صفر عام 18املؤرخ يف 01-12 رقم القانون العضوي - .2012 يناير 14 الصادرة بتاريخ 01ج عدد .ج.ر.املتعلق بنظام االنتخابات ج

:القرارات القضائية-6) ل ح: (، قضية 06/07/1999 قرار بتاريخ 212881قرار احملكمة العليا ، ملف رقم -

) .ل ع(ضد : النيابة العامة ضد: قضية19/03/2008 املؤرخ يف484183، رقم قرار احملكمة العليا - .2008، 1املرجع جملة احملكمة العليا، عدد) م.أ(

) ع.ب(:، قضية 30/12/2010 قرار بتاريخ 594561قرار احملكمة العليا ملف رقم - .1،2012عدد ،جملة احملكمة العليا. والنيابة العامة) م.ق(: ضد



421

رسفهال 1.............................................................................مقدمة

15................................................ماهية احلصانة الربملانية: الباب األول 17......................................... نشأة وتطور احلصانة الربملانية:الفصل األول 17..............................نشأة احلصانة الربملانية وتطورها التارخيي: املبحث األول 18......................................نشأة احلصانة الربملانية يف اجنلترا: املطلب األول 18......................................ية املوضوعيةنشأة احلصانة الربملان: الفرع األول 28.......................................نشأة احلصانة الربملانية اإلجرائية: الفرع الثاين

33.......................................نشأة احلصانة الربملانية يف فرنسا: املطلب الثاين 33.......................................نشأة احلصانة الربملانية املوضوعية: الفرع األول 40.........................................نشأة احلصانة الربملانية اإلجرائية:الفرع الثاين

42...............................................املبحث الثاين مفهوم احلصانة الربملانية 44..................ة الربملانية االصطالحي للحصانالتباين الفقهي يف املعىن: األولاملطلب

48......................................ازدواجية مفهوم احلصانة الربملانية:املطلب الثاين 53................... الربملانيةمسؤولية استقالل احلصانة الربملانية عن عدم:املطلب الثالث 58..................................يةالتنظيم الدستوري للحصانة الربملان:املبحث الثالث 58.........................................التنظيم الدستوري الفرنسي : املطلب األول 58................................................ةعدم املسؤولية الربملاني:الفرع األول 63............................................... االجرائيةاحلرمة الربملانية:الفرع الثاين

70...........................................التنظيم الدستوري املصري :ثايناملطلب ال 71............................................احلصانة الربملانية املوضوعية:الفرع األول 78..............................................احلصانة الربملانية اإلجرائية:الفرع الثاين

82..........................................يم الدستوري اجلزائريالتنظ:املطلب الثالث 83............................................احلصانة الربملانية املوضوعية:الفرع األول



422

88.............................................رائيةالربملانية اإلجاحلصانة : الفرع الثاين 93.....................................قانوين للحصانة الربملانيةالتأصيل ال: الفصل الثاين

93....................................ةاألساس القانوين للحصانة الربملاني: املبحث األول 95..................................... للحصانة الربملانيةلعملياألساس ا: املطلب األول 96..............احلصانة الربملانية ضمانة الربملان يف مواجهة السلطة التنفيذية: الفرع األول 100...........احلصانة الربملانية ضمانة األقلية يف مواجهة األغلبية يف الربملانية: الفرع الثاين

102........... احلصانة الربملانية ضمانة أعضاء الربملان ضد الدعاوى الكيدية:الفرع الثالث 104................................... النظري للحصانة الربملانيةاألساس: املطلب الثاين 105................احلصانة الربملانية عنصر ضروري وأساسي للنظام النيايب: الفرع األول

105...............................................استقالل النواباتية وطلب ذمت:أوال 105.............متطلب ذاتية واستقالل النواب يف الفقه التقليدي لنظرية التمثيل النيايب.1 108.................................موريس هوريو استقاللية وذاتية النواب يف فقه . 2 112..................................ة ضمانة ذاتية واستقاللية ممثلي األمةاحلصان: ثانيا

115............................احلصانة الربملانية الزمة منطقية ملبدأ السيادة: الفرع الثاين 115............................مبدأ احلصانة مستنبط من خصائص مفهوم السيادة: أوال 115..........................................................وم السيادةحتديد مفه.1 118......................................احلصانة الربملانية الزمة منطقية ملبدأ السيادة.2 118.............. أساس احلصانةللقانونسلطة صاحب السيادة يف اإلعفاء من اخلضوع .أ

119......................... و غري مقيدة أساس ملبدأ احلصانةة ساميةالسيادة كسلط .ب 122........مؤسس على إسناد أعمال احلكومة النيابية لصاحب السيادةمبدأ احلصانة : ثانيا 122..............................ات العامة لصاحب السيادةمبدأ اسناد أعمال السلط.1 122.............امة لصاحب السيادة يف نظرية الوكالة النيابيةإسناد أعمال السلطات الع.أ

124.................ية لصاحب السيادة يف نظرية العضوإسناد أعمال اهليئات احلكوم .ب 127.................................................. احلصانةسنادية أساس مبدأاإل.2



423

129................................... للحصانة الربملانيةةيونالطبيعة القان: املبحث الثاين 130...................................الطبيعة القضائية للحصانة الربملانية: املطلب األول 130..........................قواعد القانونية املوضوعيةاإلعفاء من تطبيق ال:الفرع األول

131.....القضاء اجلنائي العادي املقرر ألعضاء االس الربملانيةاإلعفاء من اختصاص : أوال 132.................................قواعد التجرمي والعقابلاإلعفاء من اخلضوع : ثانيا

135..........................القانونية اإلجرائيةاإلعفاء من تطبيق القواعد : الفرع الثاين 135.....................تابعات واالجراءات املقيدة والسالبة للحريةإجراء اإلذن بامل:والأ

138..............................يقاف املتابعات والتدابري املقيدة والسالبة للحريةإ: ثانيا 141...................................وظيفية للحصانة الربملانيةالطبيعة ال: املطلب الثاين 142..........................الوظيفة الربملانية حمل وموضوع احلماية املقررة:الفرع األول

142...............................احلصانة ضمانة استقاللية وذاتية اهليئات احلاكمة:أوال 145..........................احلصانة ضمانة السري احلسن لعمل مؤسسات الدولة: ثانيا 145.................................عدة التنظيم احلسن ملؤسسات الدولةاحلصانة قا. 1 146..............................................احلصانة قاعدة النظام الدستوري. 2 147....................................................اخلاصية املوضوعية للحصانة.أ

148..................................................لحصانةخاصية النظام العام ل.ب 149...................الوظيفة الربملانية أساس حتديد نطاق احلصانة الربملانية: الفرع الثاين

152..........نية بالنظر ملبادئ دولة القانونالقيمة القانونية للحصانة الربملا: املبحث الثالث 153...................حلصانة الربملانية ومبدأ املساواة أمام القانون اجلنائيا: لب األولاملط

164.................................احلصانة الربملانية ومبدأ سيادة القانون: الفرع األول 165..........سيادة القانوند املادي ملبدأ ى إخالل احلصانة الربملانية بالبعمد: الفرع األول

169.........ية بالبعد الرمزي ملبدأ سيادة القانونمدى إخالل احلصانة الربملان: رع الثاينالف 175......................................النظام القانوين للحصانة الربملانية: الباب الثاين

178.....................................نطاق احلصانة الربملانية املوضوعية:الفصل األول



424

180.........التالزم بني عضوية الربملان واالستفادة من احلصانة املوضوعية :املبحث األول 184............حتديد طبيعة األعمال املشمولة باحلصانة الربملانية املوضوعية: الثايناملبحث

185............ مفهوم األعمال املرتبطة مبمارسة العهدة الربملانية يف فرنسا:املطلب األول 189.... احلماية املمنوحة لألقوال واملناقشات واإلجراءات الربملانية يف اجنلترا:املطلب الثاين

193.......أ.م. يف و والسياسيةالتشريعية احملضةاألنشطة معيار التمييز بني :املطلب الثالث 198 ........يف مصر املوضوعيةكار املشمولة باحلصانة مفهوم اآلراء واألف:املطلب الرابع

203............. طبيعة األعمال املشمولة باحلصانة املوضوعية يف اجلزائر:املطلب اخلامس 210................ نطاق األعمال املشمولة باحلصانة الربملانية املوضوعية:املبحث الثالث 211.....اللجان يف اجللسات ويف األقوالعدم مسؤولية أعضاء الربملان عن : املطلب األول 211...... عدم املسؤولية عن التصويت املتخذ واآلراء املدىل ا يف اجللسات:الفرع األول

211....................آراء عضو الربملان املدىل ا والتصويت املتخذ يف اجللسات: أوال 214..........................األقوال الصادرة من غري أعضاء الربملان يف اجللسات: ثانيا

217. يف اللجان واملهام الربملانيةعضاء الربملان لألقوال الصادرة عدم مسؤولية أ:الفرع الثاين 223...................................................... محاية املعلومة:املطلب الثاين 223........... ئات الربملانيةطبيق عدم املسؤولية على األشخاص املستمع إليهم يف اهليت: الفرع األول 230................... احلماية املمنوحة حملاضر اجللسات واملداوالت الرمسية:الفرع الثاين

230...................................... حملاضر املداوالت الرمسيةاحلصانة املطلقة :أوال 234.......................... اجلرائد للبيانات والتقارير الصادرة يفاحلصانة النسبية: نياثا

242... القيود الواردة على نطاق التطبيق املوضوعي لعدم املسؤولية الربملانية:املبحث الثالث 242............. استبعاد األقوال واألعمال الصادرة خارج الغرف الربملانية:املطلب األول 250...................بة داخل احلرم الربملايناملرتك واجلنح استبعاد اجلنايات:املطلب الثاين 252........................................آثار عدم املسؤولية الربملانية: املبحث الرابع

252...............................................املطلب األول عدم مسؤولية مطلقة 255..ع لالستناد على األعمال احملمية أمام القضاءعدم املسؤولية الربملانية مان: الفرع األول

255............................الطبيعة الربملانية ألعمال الربملان واحلصانة القضائية: أوال



425

257.......مدى إمكانية اللجوء لألعمال الربملانية لتفسري النصوص التشريعية الغامضة:ثانيا 259............لى األعمال الربملانية احملمية كدليل إثبات أمام القضاءمشكلة االستناد ع: الفرع الثاين

261...........حل مثري للجدل ملشكلة بريطانية خاصة: من قانون التشهري13 املادة: أوال 265........................................ جلرائم الفساد ارتكاب أعضاء الربملان:ثانيا

273.............................................لطة التأديبية للربملانالس: املطلب الثاين 273........................................تنظيم السلطة التأديبية للربملان: الفرع األول

274.......................................تنظيم السلطة التأديبية للربملان يف اجنلترا: أوال 276..............................................تنظيم السلطة التأديبية يف فرنسا: ثانيا

278.........................................طبيعة السلطة التأديبية للربملان: الفرع الثاين 278.................................املضمون غري احملدد للسلطة التأديبية للمجالس: أوال 281........................................الطبيعة احلمائية للجزاء التأدييب الربملاين:ثانيا 286........................................التطبيق السيد للقانون الربملاين التأدييب: ثالثا

289..................................... اإلجرائيةالربملانية نطاق احلصانة: الفصل الثاين 291............ حمدد التمتع باحلصانة الربملانيةاكتساب العضوية يف الربملان: املبحث األول 297............................ االجرائيةحتديد اجلرائم املشمولة باحلصانة: املبحث الثاين 297.....................حصر نطاق احلصانة اإلجرائية يف القضايا اجلنائية: املطلب األول 301....................حصر نطاق احلصانة اإلجرائية يف اجلنايات واجلنح: املطلب الثاين 306.......................اإلجراءات اجلنائية املشمولة باحلصانة اإلجرائية: املبحث الثاين 307........................................احلماية من املتابعات اجلزائية: املطلب األول 308......................................حتديد اإلجراء األول للمتابعات: الفرع األول

309..........................................................التحقيق االبتدائي: أوال 311..........................................حتريك املتابعة من طرف النيابة العامة. 1 316.....................................................حتريك املتابعة من املضرور.2

316)..................................التكليف املباشر باحلضور( باشراالستدعاء امل.ثانيا 317...........................املشمولة باحلصانة اإلجرائيةاإلجراءات غري : الفرع الثاين



426

318................................................إجراءات التحقيق التمهيدي: أوال 319.......................................تدعاء عضو الربملان لسماعه كشاهداس:ثانيا

322............................................احلماية من إلقاء القبض: املطلب الثاين 324......................................إلقاء القبض تنفيذا إلدانة ائية: الفرع األول 325................................................إجراء احلبس املؤقت: الفرع الثاين

327................................................إجراء التوقيف للنظر:الفرع الثالث 331........................................... إجراءات الرقابة القضائية :الفرع الرابع

332.........حالة التلبس باجلرمية: االستثناء الوارد على احلصانة اإلجرائية: املبحث الثالث 333..................................أساس استثناء حالة التلبس باجلرمية: املطلب األول 335.....................................حتديد مفهوم اجلرائم املتلبس ا: املطلب الثاين

338............................................حاالت التلبس باجلرمية: املطلب الثالث 337............................................ارتكاب اجلرمية يف احلال :الفرع األول 338.......................................اكتشاف اجلرمية عقب ارتكاا :الفرع الثاين

339..............................تتبع املشتبه فيه بالصياح من طرف العامة:الفرع الثالثوقت قريب جدا من حيازة املشتبه فيه ألشياء تدل على مسامهته يف اجلرمية يف :الفرع الرابع

340........................................................................وقوعها 341...............................مضمون استثناء حالة التلبس باجلرمية: املطلب الرابع 348...........ضمانات عدم التعسف يف استعمال إجراءات حالة التلبس: املطلب اخلامس

348.............................................ضمانات النظام القضائي:الفرع األول 349.....حق االس يف طلب إيقاف االحتجاز واملتابعة: الضمانة الدستورية: الفرع الثاين

352.....................ةإجراءات رفع احلصانة اإلجرائي: املبحث الرابع: املبحث الثالث 353........................................اجلهة املبادرة بتقدمي الطلب: املطلب األول 353.....................................الطلب الصادر عن النيابة العامة: الفرع األول

355............................................الطلب الصادر عن األفراد: الفرع الثاين



427

356......................................................فحص الطلب: طلب الثاينامل 358......................................دراسة الطلب من طرف اللجنة: الفرع األول

359..........................................تكوين اللجنة املعنية بدراسة الطلب: أوال 361...................................................ءات سري عمل اللجنةإجرا: ثانيا 361...........................................................أجل دراسة الطلب .1 362...............................................سلطات اللجنة يف دراسة الطلب.2 362........................................................االستماع إىل األشخاص.أ

362.....................................................االستماع إىل الربملاين املعين- 364..........................................................االستماع إىل الشهود- 366..................................................االطالع على امللف القضائي.ب

367....................................البث يف الطلب من طرف الس: املطلب الثاين 368...............................حتديد أجل البث يف الطلب أمام الس: الفرع األول 369..................................مام السإجراءات البث يف الطلب أ: الفرع الثاين

369.................................................التسجيل يف جدول األعمال :أوال 370................................................................سري املناقشة: ثانيا

372........................................سمن طرف ال اختاذ القرار: الفرع الثالث 372........................................................النص حمل التصويت :أوال 374.............................................................كيفية التصويت:ثانيا

375...................................................طبيعة رقابة الس:الفرع الرابع 384..............................املضمون والنتائج: قرار اإلذن باملتابعة: املطلب الثالث 385..........................................مضمون قرار اإلذن باملتابعة: الفرع األول 389............................................آثار رفع احلصانة الربملانية: الفرع الثاين

390......................................آثار رفع احلصانة على الدعوى العمومية: أوال 391............................ربملانية على وضعية عضو الربملانآثار رفع احلصانة ال:ثانيا



428

392.......................................................الوضعية يف حالة املتابعة.1 392..................................................الوضعية يف حالة إلقاء القبض.2 393................................................لوضعية يف حالة اإلدانة النهائيةا.3

396.......................................قرار رفض طلب رفع احلصانة: الفرع الثالث 390................................................تنازل عضو الربملان: املطلب الرابع

407...........................................................................خامتة 411.........................................................................املراجع 420.........................................................................الفهرس



429

ملخص، ة عضو الربملان توكيدا الستقاللهاحلصانات الربملانية على جمموع الضمانات املنصوص عليها دستوريا حلماي تطلق

، بعدم مساءلة عضو الربملان عما يبديه من آراء له من القيام بواجباته يف متثيل الشعب والدفاع عن مصاحلهومتكينا وبعدم اختاذ أي من اإلجراءات جلانه من الناحية املوضوعية، خالل مشاركته يف العمل الربملاين للمجلس النيايب أو

وتقسم احلصانات الربملانية بالنظر إىل .ارسة مهامه على أكمل وجهعه من مماجلنائية ضد أحد أعضاء الربملان الكفيلة مبن ساءلة جواز مموتتمثل احلصانة الربملانية املوضوعية بعد. مضموا إىل حصانة برملانية موضوعية وحصانة برملانية إجرائية

. مبناسبة قيامهم بعملهم الربملاينأعضاء الربملان جزائيا أو مدنيا يف أي وقت من األوقات عما يبدونه من آراء أو أفكار، وأخريا 1976، مث دستور1963 بدستوراوقد كرست مجيع الدساتري اجلزائرية نظام احلصانة الربملانية بدء

.111، 110، 109، يف أحكام املواد 1996املعدل سنة 1989دستور

.ؤولية الربملانية، رفع احلصانةعدم املس عضو الربملان، حصانة برملانية، الربملان،: الكلمات املفتاحيةRésumé

L’immunités parlementaires est l’ensemble des garanties prévues par la Constitution pour protéger les membres du Parlement afin de préserver leur l'indépendance, et pour lui permettre de remplir ses fonctions dans la représentation du peuple et de défendre ses intérêts, elle est destiné à garantir l’indépendance des parlementaires et dont l’existence serait nécessaire au bon fonctionnement du régime représentative. par l'irresponsabilité et l’inviolabilité parlementaire.

L’irresponsabilité, qui s’applique à l’exercice des fonctions parlementaires, s’analyse comme une immunité de fond ou immunité substantielle, aucune poursuite n’est envisageable, alors même que les faits commis présentent les caractère d’une infraction pénale. pour les opinions ou des votes émis par lui dans l’exercice de ses fonctions .

L’inviolabilité se présente en revanche comme une immunité juridictionnelle, qui se protège, provisoirement les parlementaire, par le juge, de mesure de poursuite, en soumette cette dernière à l’autorisation préalable de la chambre concerné.

Toutes les constitutions algériennes a consacré son système de l'immunité parlementaire en commençant par la constitution de 1963, la Constitution de 1976, et enfin la Constitution de 1989 modifiée en 1996, les dispositions des articles 109 110 111. Mots-clés: parlement, immunité parlementaire, l'irresponsabilité, l’inviolabilité parlementaire.

Abstract The Parliamentary immunity refers to the set of guarantees provided by the constitution to

protect the Members of the Parliament, to preserve its independence and to allow them to fulfill their functions in representing people and defending their interests. Objectively, they are intended to guarantee the independence of the parliament whose existence would be necessary for a well- functioning of the representative system without questioning the Members about their opinions expressed during their participation in Parliamentary work of the Council of Deputies or its Committees, and not to take any criminal proceeding against any Member of Parliament or to prevent him from fully exercising his duties.

The Parliamentary immunity is divided into objective Parliamentary immunity and procedural Parliamentary immunity. The Objective Parliamentary immunity means that Members of the Parliament shall not be subject to civil or penal prosecution at any time for expressing their views and ideas while performing their Parliamentary duties.

All the Algerian Constitutions have enshrined the Parliamentary immunity system starting with the Constitution of 1963, then the Constitution of 1976, and finally the Constitution of 1989 amended in 1996, the provisions of Articles 109 110 111. Keyword:Parliament, Parliamentary immunity, privilege,The Freedom of Speech, The Freedom from Arrest.



Documents

ﺔﻴﻧﺎﳌﱪﻟﺍ ﺔﻧﺎﺼﳊﺍ - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/7786/1/DAhmedboum... · 2016-10-31 · 3 ﺀﺍﺪـﻫﺇ ﻱﺩﺎﻬﺟ ﺚﻌﺒﻣﻭ