152
1 جامعة مؤتة كميةلعميات اسا ا الدر اءر في سورة السر التقديم والتأخي)لمعانيم ا اسة في ضوء عمدر( لطالب إعداد ا محمد الجبورين عبدال إحسا اف إشرايمة الدكتورة غدير الشم جامعة مؤتة،5102 / 5102 لة مقدمااااااااة إلااااااااا رساااااااا كميااااااااةالعمياااااااات ااساااااااا ا الدر تكماساا اجسااتيرلماة ا درجااااول عمااحلت الاتطمباا لم فااااااااااااااااااااايابيااااااااااااااااااااادا لعربياااااااااااااااااااااة وة المغااااااااااااااااااااا ا

¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

  • Upload
    others

  • View
    6

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

1

جامعة مؤتة

الدراسات العميا كمية

التقديم والتأخير في سورة الإسراء )دراسة في ضوء عمم المعاني(

إعداد الطالب إحسان عبدالله محمد الجبوري

إشراف الدكتورة غدير الشمايمة

5102/5102جامعة مؤتة،

الدراسااااااااات العميااااااااا كميااااااااةرسااااااااالة مقدمااااااااة إلاااااااا

لمتطمبااات الحلاااول عماا درجااة الماجساااتير اسااتكما

المغااااااااااااااااااااااة العربيااااااااااااااااااااااة و دابيااااااااااااااااااااااافااااااااااااااااااااااي

Page 2: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

أ

الرسالة الجامعية لا تعبرالآراء الواردة في

بالضرورة عن وجهة نظر جامعة مؤتة

Page 3: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

أ

Page 4: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

أ

الإىداء

. كهة الحياة.., كتجرع مرارة العيش؛ ليجني لنا فاإلى الذم مشى عمى الأشكاؾ حافيان ..كأسكنه فسيح جناته.أبي الغالي, رحمه الله,

انها؛ لأصبح إلى التي أرضعتني مف لبف حنانها, كسهرت الميالي؛ لأغفك في جنة أحض, رجلان, أمي الحبيبة, أطاؿ الله بقاءها في طاعته, كألبسها ثكب الصحة كالصبر

..كمتعني ببرها.

أبك , ك أبك دلاؿ, كأبك إيماف ,كالإخلاصخكتي الذيف منحكني الصبر كالعزيمة إإلى ...عدناف, عرفانان كتقديران

.., محبة كاحترامان.إلى أخكاتي

..... أـ حمزة.راسة كالغربة كتحممت عناء السفركمعاناة الد إلى التي شاركتني همكمي

...يكبر طمكحي كبه ,الذم يمشي عمى الأرض كفيه أرل مستقبمي إلى فمذة كبدم ..كلدم الغالي حمزة.

...ف ساندني في إتماـ هذا البحثمإلى الأقارب كالأصدقاء ككؿ

إليهـ جميعان أهدم هذا الجهد المتكاضع

إحسان عبد الله محمد الجبوري

Page 5: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

ب

الشكر والتقدير

ػػف الله عمػػي بهنجػػاز هػػذ الرسػػالة, فػػهني أتكجػػه إليػػه ػػػػ سػػبحانه كتعػػالى ػػػػ بعػػد أف مىفػػكفقني بػػه, نػػيكعطائػػه الػػذم غمر , كآخػػران, بالشػػكر كالامتنػػاف عمػػى فضػػمه ككرمػػه أكلان

.(ئ ؽىشتم لأصيذى) له تعالى:, امتثالا لقك إلى ما أنا فيه

ثػػػػـ أتقػػػػدـ بخػػػػالص الشػػػػكر كالتقػػػػدير إلػػػػى أسػػػػتاذتي كمعممتػػػػي الػػػػدكتكرة غػػػػدير ضػافات كػاف الشمايمة, المشرفة عمى هػذ الرسػالة عمػى مػا أفػادتني بػه مػف ملاحظػات كاا

.الكبير في إنجاز هذ الرسالة لها الأثر

كمػػا كأتقػػدـ بالشػػكر الجزيػػؿ إلػػى أعضػػاء لجنػػة المناقشػػة, الأسػػتاذ الػػدكتكر سػػامح , عمػػػػى تفضػػػػمهـ بقبػػػػكؿ البقػػػػاعيف, كالػػػػدكتكر سػػػػلامة الغريػػػػبالركاشػػػدة, كالػػػػدكتكر عػػػػادؿ

.هذا العمؿ تغنيمة مناقشة هذ الرسالة كعمى ما سيقدمكنه مف ملاحظات قي

فػي قسػػـ المغػػة العربيػػة, كأسػػاتذتي كمكتبتهػػا, كأتقػدـ بالشػػكر الجزيػػؿ لجامعػة مؤتػػة, كلعمادة كمية الآداب.

, لبذلػػػػه الكقػػػػت عرفػػػػاف لػػػػطخ أبػػػػي خطػػػػاب عمػػػػر الجبػػػػكرمأتقػػػػدـ بجزيػػػػؿ الشػػػػكر كال .كمراجعها كالجهد كهك يزكدني ببعض مصادر هذ الدراسة

إحسان عبد الله محمد الجبوري

Page 6: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

ج

المحتويات فيرست

اللفحة الموضوع

أ الإىداء

ب الشكر والتقدير

ج قائمة المحتويات

ز الممخص بالعربية

ح الممخص بالإنجميزية

1 المقدمة

6 التمييد

10 : التقديم والتأخير عند العمماء القدام والمحدثينالباب الأول

10 القدام الفلل الأول: التقديم والتأخير عند البلاغيين

16 جهكد النحكييف في دراسة التقديـ كالتأخير

16 ف القدامىيك النحك

18 التقديـ كالتأخير في دراسات المحدثيف

20 البلاغية الفلل الثاني: الرتبة

20 الرتبة البلاغية )الغرض البلاغي(

28 الفلل الثالث: الفالمة القر نية بين البلاغة والنحو

29 يختص بالجممة الاسمية القسـ الأكؿ: ما

31 القسـ الثاني: ما يختص بالجممة الفعمية

32 القسـ الثالث: ما يختص بالمكملات

33 تقديـ المفعكؿ المطمؽ

33 تقديـ الحاؿ عمى عاممها

34 القسـ الرابع: ما يختص بالفصؿ النحكم

38 الباب الثاني: من جماليات التقديم والتأخير في القر ن الكريم

48 التقديـ لغرض التناسب المعنكم

Page 7: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

د

اللفحة الموضوع 50 التقديـ كالتأخير لغاية إظهار مراتب الحب كالإيثار

52 التقديـ لمفضؿ كالشرؼ

54 السبؽ بالطبع كالذات

55 السبؽ في الإيجاد

56 السبؽ بالمكاف

60 الباب الثالث: سورة الإسراء

66 بيف يدم سكرة الإسراء

70 سكرة الإسراء كمسمياتها 71 الكحد المكضكعية في السكرة

76 التقديـ كالتأخير في سكرة الإسراء

77 التقديـ كالتأخير في أشبا الجمؿ

81 أغراض التقديـ كالتأخير في أشبا الجمؿ

81 التخصيص

81 التخصيص لطفضمية

82 التخصيص للاهتماـ

84 التخصيص لمتعظيـ

85 لمرعاية كالفضؿالتخصيص

86 التخصيص لمتحذير

86 التحقير

87 التخصيص لمتكعد كالتهديد

88 التخصيص لمتحدم

89 التقديـ كالتأخير أفادهاأغراض بلاغية أخرل

89 السبؽ الزمانيمراعاة

90 مراعاة الترتيب التصاعدم 91 التدرج في ذكر حركة الإنساف

Page 8: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

ه

اللفحة الموضوع 92 كيدأالقسـ كالت

93 المدح كالإطراء

93 القصر )الحصر(

94 الجممة الفعمية

100 الأغراض البلاغية في الجممة الفعمية

101 الإيحاء بمعنى الإيجابية

103 التدرج كالترتيب

106 التدرج مف الأضيؽ إلى الأكسع

106 كثرإلى الأ الأقؿالتدرج مف 106 التعظيـ

107 المديح

107 الرتبةمراعاة

109 الأسمكب الحكيـ

110 التفضؿ

110 التحذير

112 العمة كالمعمكؿ

112 التعميـ ثـ التخصيص

112 التقديـ كالتأخير في الأسماء

114 في مطمع السكرة الأسماءتقديـ كتأخير

115 التقديـ كالتأخير مف خلاؿ الأسماءأغراض

115 ؽمراعاة السب

117 مراعاة السببية 118 مراعاة التدرج مف الأدنى إلى الأعمى

119 مراعاة التدرج مف الأعمى إلى الأدنى

119 التدرج مف الأقكل إلى الأضعؼ

Page 9: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

و

اللفحة الموضوع

121 التدرج مف الأضعؼ إلى الأقكل

121 التقديـ لمشرؼ

126 التقديـ حسب الرتبة

126 تقديـ مصمحة الإنساف الضركرية عمى ما سكاها

127 مراعاة القرب المكاني

128 التعظيـ

128 التخصيصظهار الندية 129 التحدم كاا

131 الخاتمة

135 المصادر كالمراجع

Page 10: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

ز

الممخص

التقديم والتأخير في سورة الإسراء

) دراسة في ضوء عمم المعاني(

إحسان عبدلله محمد الجبوري

2012جامعة مؤتة

مة في عمـ المعاني, كهي ظاهرة يهدؼ هذا البحث إلى دراسة ظاهرة بلاغية ها

بييف غايات (, كذلؾ مف خلاؿ سكرة الإسراء )بني إسرائيؿ( كذلؾ لت)التقديـ كالتأخير

البلاغية منها كالأخلاقية؛ لما في ذلؾ مف مردكد تربكم كأخلاقي ,هذا التقديـ كالتأخير

إلا لعبرة كمقصد, لابد مف لفاظ كتأخيرها داخؿ الآية لا يككفعمى المجتمع, فتقديـ الأ

حذير مما يميه, أك التشكيؽ , كتقديـ المفظ لطهمية, أك لمفت النظر لرتبته أك لمتتأممه

. كغير

خطيران فيما تمر به مف أحداث لأف لها كقعان ككقع الاختيار عمى سكرة ) الإسراء(؛

, فقد راع في فمسطيف حكؿ المسجد الأقصىف صفي زمننا الحاضر. كما يدكر م

. ت في بعض المعطيات التي نعيشهابت عالجت السكرة هذا الأمر في بدايتها, ك

كقد اعتمد الباحث في دراسة هذا المكضكع المنهج التحميمي البياني, حيث كاف

نتائج يعمد إلى الآيات محملان عناصرها في ضكء عمـ البياف )البلاغة( كاستخلاص ال

.سيف البلاغييف القدامى كالمحدثيفكذلؾ بالاستعانة بجهكد الدار

Page 11: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

ح

Abstract

Precedence and Delay in Al-Isra'a Surah

(Children of Israel's chapter)

By

Ihsan Abdullah Mohammed Aljubury

Mu'tah University 2015

This research aims to study rhetorical phenomenon in semantics ; it is

precedence and Delay through Al-Isra'a Surah to show rhetorical and moral

purposes of this phenomenon as there is educational and moral impression

in society.

The precedence of a word or delaying it within a verse is, but for a

lesson or for a good should be looked attentively; for example; the

precedence a word for its importance, to show attention, for warning from a

word a phrase or for excitement, etc ...

The researcher has chosen this Surah because it has serious influence

over the events that we are passing through nowadays and what is

happening now around Al-Aqsa Mosque in Palestine so that this Surah

deals with all of these events stressing on facts that are in a life we live .

In this study the researcher depends on rhetorical analytic manner;

undertaking analyzing verse's aspects in this light of rhetoric and

concluding results by asking for the help of efforts of old and modernize

rhetorical scholars.

Page 12: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

1

المقدمة:

كالصلاة كالسلاـ عمى أشرؼ المرسميف كبعد: الحمد لله رب العالميف,

في كتاب الله تستحؽ كغيرها مف البلاغات القرآنية كالتأخيربلاغة التقديـ فهف فما مف لفظ تقدـ في كتاب ,كتذكؽ جمالياتها ,ها كسبر أغكارهاادكقفةن طكيمة لتأمؿ أبع

بتدبر كتعالى نهاالله سبحكقد أمرنا ,إلا لغاية كحكمة كفائدة ,الله عمى غير أك تأخر

. (1)(وضيرا اخزلبـب ـيه وعذوا اه ؼيش عنذ وب وو امشآ يزذثشو ؤـلبآياته فقاؿ: )

الغايات البلاغية كراء ترتيب الكممات كقد تبيف لمدارسيف القدامى كالمحدثيف أف تحمؿ رسائؿ إنسانية كتربكية لا حصر ,غايات عظيمة -تقديمها كتأخيرها-القرآنية

ات الأحكاـ كالقضايا. فلا يقتصر امان شرعية تغير كثيران مف مجريلها, كما تحمؿ أحكرسيف, فالأمر اأك الاختصاص كما دأب كثير مف الد ,غرض التقديـ عمى الأهمية

سة كالتأمؿ. مزيد مف الدرا إلىدعى أأخطر مف ذلؾ بكثير, ك

عجاز ارتأيت أف آخذ كلما كاف كتاب الله لا تنقضي عجائبه, كلا تنتهي حكمه كاامما لـ تتناكله أقلاـ الدارسيف في مجاؿ ,عمى عاتقي خدمة إحدل السكر الكريمة فيه

كمحاكلة تبيف بعض مكاطف الإعجاز البلاغي ,, فأعكؼ عمى دراستهاكالتأخيرالتقديـ لقكله عميه السلاـ مبينان أجر -كالله شاهد عمي –كية دنير قبؿ المنفعة الطمبان لطج ,فيها

ؼ بؿ ألؼ حرؼ كلاـ حرؼ كميـ حرؼ"ركا الترمذم ألـ حر :قكؿأقارئ القرآف: "لا .(2)كقاؿ حديث حسف

(.8<النساء ) (1)المنػػذرم, عبػػد العظػػيـ عبػػد القػػكم بػػف عبػػدالله أبػػك محمػػد زكػػي الػػديف المصػػرم, صػػحيح الترغيػػب (2)

( صححه الألباني. >4:4كالترهيب, رقـ الحديث: )

Page 13: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

2

ا لـ تيطرؽ مف هذا الباب, كأف أنهعمى سكرة )الإسراء( لعممي كقد كقع اختيارم كالتأخير, لـ تطؿ هذ السكرة في التقديـ أخرلدراسة هذ الظاهرة قد كقعت عمى سكر

لاهتمامي ؛عميها فكقع اختيارم ,إلا إشارات عابرة مف الحديث العاـ عف هذ الظاهرةلما أحممه لها مف مهابة كتجمة, كبذلؾ أككف ؛بهذا المكضكع, كلمكقع السكرة في نفسي

ة كتاب الله كنشر معانيه. قد أدليت بدلكم في خدم

كقد اعتمدت في دراستي عمى عدد مف المصادر كالمراجع عمى رأسها القرآف أخيران, فأعرضها عمى كتب استخرج منه الآيات التي فيها تقديمان كت -نفسه-الكريـ

المغكية, كعمى رأس هذ الكتب: )الكشاؼ لأفهـ معاني المفردات كالتراكيبالتفسير؛ ككنه عني بالتفسير البلاغي لمقرآف الكريـ, ؛لمزمخشرم عف حقائؽ غكامض التنزيؿ(

لما ؛مف التفاسير الشافية لآيات القرآف نهلأ ؛(كتفسير القرطبي )الجامع لأحكاـ القرآفيف يغلاييف كالبك راء المفسريف الذيف سبقك كالذيف عاصرك كآراء النحآأكرد مف

.س جهدان في جمع الآراء كالتفاسير؛ مما يكفر عمى الدار كالمغكييف

كمف التفاسير المعاصرة كقع اختيارم عمى تفسير سيد قطب )في ظلاؿ القرآف( كنظرة معاصرة تعكس ركح ,لما فيه مف دراسات جمالية في مجاؿ الصكرة القرآنية

لـ مف الما لهذا الع ؛ت الله, كتفسير الصابكنيالعصر الذم نعيشه كمجاؿ التأمؿ في آيا بصمات خيرة في مجاؿ التفسير.

يحزبني أمر المفردات القرآنية أك ألفاظ اعتمدت مف المعاجـ حيف كاف اكم مف المعاجـ الشافية في مجاؿ نهلأ ؛الدارسيف القدامى )لساف العرب( لابف منظكر

المحيط لمفيركز أبادم. القامكسالاستدلاؿ عمى معاني المفردات,

كمف كتب البلاغة حاكلت أف أتتبع المصادر البلاغية القديمة كفقان لتسمسمها , سكاء حيف بدأ كالتأخيرمستطمعان آراء البلاغييف القدامى في ظاهرة التقديـ ,الزمني

Page 14: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

3

( في )أدب 273ظهكر هذ الآراء عمى صكرة إشارات عابرة كرأم ابف قتيبة )تق( 377كقدامه بف جعفر )ت عذراء(ق( في )الرسالة ال279المدبر ت) الكاتب( كابف

كبياف كالتأخيرمركران بمف تكسعكا في الحديث عف التقديـ في )نقد الشعر( كغيرهـ الأثيرق( في دلائؿ الإعجاز( كابف 471ر الجرجاني )تهأقسامه مف مثؿ عبد القا

, كالقزكيني في )الإيضاح(ق( في )المثؿ السائر( كمف تلاهما في الدراسة 637)تمف عرضكا بالتفصيؿ ( كمف تكسط هؤلاء مالمفتاح)في ق( 626كالسكاكي )ت

قفت عند مف ك ق( في )الأمالي( كت337كالزجاجي )ت كالتأخيرلأغراض التقديـ ( في 794كالزركشي )ت ,كالتأخيرغراض البلاغية لمتقديـ أسهبكا في عرض الأ

)البرهاف في عمكـ القرآف( الذم تكج دراسات السابقيف بهحصاء )خمسة كعشريف( ق( في )الطراز( كغيرهـ. 705. كذلؾ العمكم )تكالتأخيرغرضان مف أغراض التقديـ

كفي مجاؿ الدراسات الحديثة أفدت مف المؤلفات التي عرض أصحابها لهذ كاستنرت بتحميلاتهـ, كمعالجتهـ لمشكاهد القرآنية التي تمثؿ هذ الظاهرة البلاغية,

)التعبير عمي أبك القاسـ,لالظاهرة, مف مثؿ كتاب )التقديـ كالتأخير في القرآف الكريـ( سامح الركاشدة, لمرائي, ك)جماليات التعبير في القرآف الكريـ( فاضؿ السال القرآني(

فضؿ حسف لعنبكي, ك)قضايا قرآنية( لعمي الية( ك)البناء المغكم في الفكاصؿ القرآن عباس, كغيرها.

كثلاثة فصكؿ رئيسية هي: ثلاثة أبكاب إلىكقد قسمت رسالتي

ول ويتكون من ثلاثة فلول ىي: الباب الأ

التقديم والتأخير عند العمماء القدام والمحدثين

. كالنحكييف في دراسات البلاغييف القدامى كالتأخيركؿ: حكؿ التقديـ الفصؿ الأ .1

Page 15: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

4

, عالجت خلاله كالتأخيربالتقديـ الرتبة البلاغية كصمتها حكؿ الفصؿ الثاني: .2 ؛عمى النحك الذم ترد عميه ,الغرض البلاغي الكامف كراء ترتيب الػألفاظ القرآنية

منهـ كالمحدثيف. كذلؾ بالاستعانة بآراء الدارسيف القدامى

؛ كذلؾ لذهاب كالتأخيرحكؿ الفاصمة القرآنية كعلاقتها بالتقديـ ث: الفصؿ الثال .3أف الفاصمة القرآنية في كثير مف إلى -كلطسؼ الشديد-كثير مف الدراسيف

التقديـ إلى الآيات الكريمة ذلؾ تعمدل؛ ك الإيقاعتحقيؽ السجع ك إلىالأحياف تهدؼ الإيقاعأف يككف كلاـ الله قد نزؿ عمى الناس لغايات -كحاشا لله–كالتأخير

نماكالمكسيقى. ك غير مقصكد لذاته. كقد اقتضى -كما أرل–عفكيان الإيقاعيأتي ااشاراتهـ هذا إلىهذا الفصؿ أف أعرض عرضان سريعان لجهكد النحكييف القدامى كاا

ي. كابف جن كالمبرد المكضكع مف مثؿ سيبكيه

في القر ن الكريم وذلك بعد والتأخيروكان حول جماليات التقديم الثاني: الباببعض المواطن الجميمة، التي لفتت نظر عم تطواف عام في القر ن الكريم، والوقوف

الدارسين، فذكرتيا ورتبتيا حسب أغراضيا.

أفدت والتأخيرالباب الثالث: دراسة بيانية تطبيقية لسورة الإسراء في موضوع التقديم با عتماد عم والتأخيرمواطن التقديم إل فييا من البابين الأول والثاني في التعرف

نفسي مع ا ستنارة بما يقع بين يدي من راء تناولت الآيات في سورة الإسراء في مجالي البلاغة والتفسير.

قراءة إلىعمدت إذ ,في هذ الدراسة استقرائيان في بابه الأكؿككاف منهجي حسب كرتبتها ,كالتأخيركاسعة في مجاؿ آراء الدارسيف القدامى في ظاهرة التقديـ

المنهج التحميمي البياني ثـ عمدت إلى ,ح المقاـكعقبت عميها كمما سمتسمسمها الزمني يفحيف شرعت في دراسة سكرة الإسراء كطبقت مف خلالها ما تعممته في فصكؿ الباب

. كالثاني الأكؿ

Page 16: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

5

ثـ نقؿ اسـ ,كنقمها بنصها بيف مزدكجيف ,تكثيؽ آراء الدارسيف إلىككنت أعمد كذكر تفاصيؿ ,ا بأرقاـ محددةإليهبعد الإشارة ,الهكامش إلىالمصدر أك المرجع

عادة كؿ ذلؾ في قائمة المصادر كالمراجع الطبع كالنشر كأرقاـ الأجزاء كالصفحات, كاا .اإليهؿ عمى القارئ عممية الرجكع مرتبة ترتيبان ألفان بائيان؛ لأسه

هي الاجتهاد ,كتابه الرسالةكلعؿ مف أبرز المشكلات التي كاجهتني في حيف لا يعرض لها أحد ,في دراسة الآيات كالتأخيرفهـ مكاضع التقديـ الشخصي في

مف الدارسيف, فالمرء يخاؼ حيف يككف مؤمنان بالله مف الخكض في الآيات الكريمة الخطأ أك التعدم عمى كتاب الله؛ لذلؾ احتجت كقتان طكيلان إلىقد تؤدم به ,بجرأة

, الغرض البلاغي الكامف كراءها, فهف أصبت إلىكمحاكلة التكصؿ ,تدبر هذ الآياتلف أخطأت فلا حكؿ كلا قكة إلا بالله. فهذا فضؿ الله يؤتيه مف يشاء, كاا

Page 17: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

6

التمييد:

صمي في السياؽ, عناصر التركيب ترتيبها الأ: "مخالفة هك كالتأخيرالتقديـ صؿ فيه أف يتقدـ كهذا معنى قكؿ عبد فيتقدـ ما الأصؿ فيه أف يتأخر, كيتأخر ما الأ

سبب أف راقؾ )دلائؿ الإعجاز(: ثـ تنظر فتجد ق( في كتابه371القاهر الجرجاني )ت . (1)كلطؼ عندؾ أف قدـ فيه شيء كحكؿ المفظ مف مكاف إلى مكاف"

صمي بيف عنصريف يختمؼ إذا كاف الترتيب لازمان أك غير حاكـ لمترتيب الأكال حاكـ صناعي نحكم, أما غير اللازـ -الرتبة المحفكظة-لازـ فهك في الترتيب اللازـ

, كلكف هناؾ أسباب عامة قد كظة( فيكاد يككف شيئان غير محدكد)الرتبة غير المحف تفسر ذلؾ الترتيب.

التركيب النحكم لمجممة هك مناط الدراسة كمكضع ابؽ فهف كلتكضيح الكلاـ الس م الجممة العربية تككف إم النظر, كمعمكـ أف ا اسمية, فالجممة الفعمية يتقدـ فيها ا فعميةن كااصمي لمكلاـ, فلا أم الترتيب الأ -الرتبة المحفكظة-كهذا معنى ,الفعؿ عمى الفاعؿ

ا. إليهازو لممنشئ يريد لفت المتمقي ضركرة لمبحث فيه عف أغراض بلاغية أك مغ

المبتدأ -معرفيف معان فبينما في الجممة الاسمية قد يستكم طرفا التركيب فيككنا هما يمكف أف يككف خبران, كأي ,صدر به الجممةهما يمكف أف تي أختمؼ في في -كالخبر

لممتكمـ الخيار في كهنا يختمؼ النحاة عف البلاغييف في هذا الباب, فبينما يترؾ النحاة ينظر البلاغيكف في حاؿ المخاطب كدكافعه الفكرية في ,ر في الكلاـ أك يؤخرأف يصد

كهذا المقصكد بػ )الرتبة المحفكظة( كعنها ,اختيار ما ينبغي تقديمه كما ينبغي تأخير لذلؾ عيد )التقديـ ؛تنبثؽ أغراض البلاغة كجمالياتها, كهي أغراض جميمة لا حصر لها

, 4الجرجاني, عبد القاهر, دلائؿ الإعجاز, تحقيؽ: محمد رضكاف الداية, دار الفكػر, دمشػؽ, ط (1) . ;<ـ, ص=800

Page 18: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

7

( مف أهـ أبكاب عمـ المعاني كمضماران لمعرفة مقاصد الشارع في ترتيب لتأخيركاغراض )بالرتبة المعنكية(؛ تمييزان الآيات الكريمة كالألفاظ القرآنية, حيث تيسمى هذ الأ

المعنكم(. كالتأخيرلها عف الرتبة النحكية أك )التقديـ

كآراء البلاغيػػػػيف القػػػػدامى ,كالتػػػػأخيرأغػػػػراض التقػػػػديـ إلػػػػىكينبغػػػػي قبػػػػؿ الػػػػدخكؿ كالتػأخير, كهي علاقػة التقػديـ قضية خطيرة في هذا الباب إلىكالمحدثيف فيه مف التنبيه غػػػراض أالصػػػكتي غرضػػػان مػػػف الإيقػػػاعف كػػػاف تحقيػػػؽ السػػػمع ك إبالفاصػػػمة القرآنيػػػة, كمػػػا

.كالتأخيرالتقديـ عػػػارؼ كقػػػد أشػػػار فضػػػؿ حسػػػف عبػػػاس إلػػػى هػػػذا المكضػػػكع مػػػكردان رأم دائػػػرة الم

البريطانية في الفكاصؿ القرآنية, حيث جاء فيها: مجػػػرد إنشػػػاء جػػػاء بطريقػػػة عشػػػكائية, أنػػػه"ككػػػاف القػػػرآف يعطػػػي لمقػػػارئ انطباعػػػان ب

الله حكػػيـ( الله عمػػيـ( )إف د صػػحة ذلػػؾ طريقػػة خػػتـ هػػذ الآيػػات بآيػػات مثػػؿ: )إف كيؤكػػف )إف ا كضػػعت أنهػهػذ الأخيػرة لا علاقػة لهػا مػع مػا قبمهػا, ك الله يعمػـ مػا لا تعممػكف( كاا

.(1)السجع كالقافية" يـفقط لتتمهػذا الافتػراء أسفه حكؿ هػذا المكقػؼ ك -رحمه الله– عباس فضؿ حسف أبدلكقد

هػػا القػػارئ معػػان, أف نجػػد ي "لكػػف الػػذم كنػػت لا أكد أنػػا كأنػػت أ كالبعػػد عػػف النزاهػػة بقكلػػه:طالمػػػا ركج لػػػػه أصػػػحابه, كأحػػػاطك بهػػػالات فخمػػػة مػػػػف مصػػػدران مػػػف مصػػػادر المعرفػػػة,

بأسػػكار البحػػث العممػػي كالنزاهػػة, كألبسػػك لبػػاس الحقيقػػة, بػػؿ ك ر الإجػػلاؿ كالتبجيػػؿ, كسػػك بهػػػػذ -أم القػػػػرآف الكػػػػريـ-عػػػػدك حصػػػػنان مػػػػف حصػػػػكف المعرفػػػػة, أف نجػػػػد مػػػػف كصػػػػفك

د عػف النزاهػة فػي الصفات بعيدان عف ذلؾ كمه, بؿ هك فكؽ ذلؾ ممعف فػي الافتػراء, بعيػة المعػػارؼ البريطانيػػة التػػي ئػػر البحػػث منػػاؼو لقكاعػػد العػػدؿ, كأسػػس المنطػػؽ, تمػػؾ هػػي دا

. (2)القرآف مجرد إنشاء" عمى أف -كما عرفت–استدلت

, 4عبػػػػػاس, فضػػػػػؿ حسػػػػػف, قضػػػػػايا قرآنيػػػػػة فػػػػػي المكسػػػػػكعة البريطانيػػػػػة, دار البشػػػػػير, عمػػػػػاف, ط (1) .8<ـ, ص<<?4ق, <4:0

.4<المرجع نفسه, ص (2)

Page 19: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

8

مف هنا أخػذ هػذا البحػث عمػى عاتقػه مهمػة الػدفاع عػف آيػات كتػاب الله, كتنزيهػه كقػػد نفػػى عػػف نفسػػه هػػذ الصػػفة ؟كيػػؼ لا هنظمػػفػػي عػػف غايػػات الشػػعراء كالسػػجاعيف

. (1)(رانو ب ليب ؽبعش ثموي هو وب: )تعالى بقكلهأعجب مف آراء بعض المستشرقيف الذيف يحاكلكف النيؿ مػف عظمػة القػرآف

الكػػػريـ, كلقػػػد دهشػػػتي كثيػػػران حينمػػػا اطمعػػػت عمػػػى بعػػػض آراء المستشػػػرقيف حػػػكؿ القػػػرآف إلا حبان كتمسكان بكتاب الله عز كجؿ.يزيدنا كهذا الكلاـ لا ,الكريـ

القػرآف أعظػـ كأجػػؿ مػف أف يكػػكف مجػرد إنشػػاء جػاء بطريقػػة عشػكائية, أك لغػػرض الفاصػػمة ... فقػػد بمػػآ القػػرآف ذركة البلاغػػة فػػي أسػػمكب التقػػديـ كالتػػأخير كسػػيأتي الحػػديث

نػػه يراعػػي الأكلكيػػة فػػي هخر فؤ يػػد أف يقػػدـ كيػػعػػف هػػذا لاحقػػان بػػهذف الله. فػػالقرآف عنػػدما ير آخلش ـزمل اله بلب ل وب رغعل ): نحك قكله تعػالىالتقديـ كالتأخير فيبدأ بالأقدـ ثـ الذم يميه

يطػرد كلان ثػـأ ى الػدحر)الطرد(؛ لأف الإنسػاف يػلاـعمػ فقػدـ المػكـ (2)(ولب لذؽوسا علن ـي .هؤلاء أف لايتطاكلكا عمى كتاب الله ه لمثؿ يثانيان, فهك تنب

فقػػػد كتقػػػديمها كتأخيرهػػػا, لمستشػػػرقيف انظػػػركا إلػػػى ترتيػػػب الألفػػػاظأقػػػكؿ لهػػػؤلاء ا .! كما تدعكف!! كليس )عشكائية(جاءت بطريقة )بلاغية(

تـ بػػػآرائكـ عمػػػى أف القػػػرآف مجػػػرد إنشػػػاء جػػػاء بطريقػػػة عشػػػكائية؟! ككيػػػؼ اسػػػتدلم أقكلها كبصراحة لدائرة )اللامعارؼ البريطانيػة( أقػاكيمكـ هػذ التػي تػدعكنها عمػى القػرآف,

دسػػتكر لأنػػه ؛لا قػػكة كتمسػػكان بػػأعظـ كػػلاـ كأعظػػـ كتػػاب كهػػك القػػرآف الكػػريـإلػػف تزيػػدنا ه بػػػػرمء كنزيػػػػه عػػػػف الأقاكيػػػػؿ كالأكاذيػػػػب التػػػػي البشػػػػرية, ككتػػػػاب الأكلػػػػيف كالآخػػػػريف, إنػػػػ

افتريتمكهػػػا عميػػػه, فهػػػك أكبػػػر كأعظػػػـ شػػػأنان, كيػػػؼ تجحػػػدكف بآيػػػات الله كتتطػػػاكلكف عمػػػى ورلله زصللذعب لل خؾلليخ الله خبؽللعب للو ؤضنللب هللزا امللشآ علل عجلل شؤيزلله عظمتػه ؟! قػػاؿ تعػالى : )

.(3)( يزفىشو ع عشثب نبط اإضبي

(.4:الحاقة ) (1) .(?9الإسراء ) ((2 .(84( الحشر )3)

Page 20: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

9

تكـ عمػػػػػػى كػػػػػػلاـ الله, كأنػػػػػػتـ تػػػػػػدعكف التقػػػػػػدـ العممػػػػػػي االعجػػػػػػب كمػػػػػػه مػػػػػػف ادعػػػػػػاء ؟! كهك القائؿ فػي -جؿ جلاله-كالتكنمكجي, مف الذم أمدكـ بأسباب التقدـ ؟! أليس الله

رنفلزو بلب ب اغبواد واإسض ـبفزوا اغ واةظ ب اعزؽعز ؤ رنفزوا ؤلؽبسيب عؾش محكـ كتابػه ). أيػػف أنػػتـ مػػف هػػذ الآيػػات كالبػػراهيف التػػي جػػاءت ؟-جػػؿ جلالػػه-. ألػػيس الله (1)(ثغللؽب

كاضحة كضكح الشمس؟! . الله. ففصؿ الفاصمة القرآنية لهذا المكضكع كيعالج أبعاد بهذلذا سيعرض في

( .33) الرحمف ((1

Page 21: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

11

الباب الأول التقديم والتأخير عند العمماء القدام والمحدثين

الفلل الأول عند البلاغيين القدام والتأخيرالتقديم

( كأكلك عناية كالتأخير)التقديـ أسمكب إلىالقدامى الدارسيف التفت كثير مف كلا بد قبؿ البدء في الحديث عف الغايات البلاغية التي ,مؤلفاتهـ كبحكثهـ كبيرة في( مف أف نعرض لمكقؼ هؤلاء الدارسيف القدامى الذيف كالتأخير)التقديـ أسمكبيؤديها

ي في التعبير. سمكبالأهذا الفف إلىشاركا أك ,سبقكا عبد القاهر الجرجانيالبلاغي سمكبالأتتمخص في استنكار هذا كالحقيقة أف أهـ ملامح هذا المكقؼ

ظاهرة إلىفقد أشار بعض الدارسيف ,ضركرة إليهاجتنابه إذا لـ تدعي إلىكالدعكة ق( دعا 273ير مثلان. فهذا ابف قتيبة )ت, كالتقعأخرل( تحت مسميات كالتأخير)التقديـ

يعدؿ بكلامه ف استطاع أفإالتقعير, فقاؿ: "نستحب له أسمكبأف يجتنب الكتاب إلى . (1)قؿ الإعراب ليسمـ مف المحف كقباحة التقعير"ثعف الجهة التي تمزمه مست

يقصد بمستثقؿ الإعراب ما لـ ييعتد عميه مف الترتيب الأصمي لمكلاـ أنه كيبدك كهذا يترتب عميه تقديـ كتأخير في الرتب النحكية.

إلى)الرسالة العذراء( ق( في رسالته المكسكمة بػ279المدبر ) بينما ذهب ابف : "أدر الألفاظ في أماكنها, بقكلهتعبر عف الظاهرة أكضح إيراد المعنى بصكرة

كاعرضها مع معانيها, كقمبها عمى جميع جكانبها, حتى تقع مكقعها, كلا تجعمها قمقة نافرة, فمتى صارت كذلؾ هجنت المكضع الذم أردت تحسينه, كأفسدت المكاف الذم

ا, نهاالألفاظ في غير أماكنها, كالقصد بها في غير مظ كاعمـ أف ردت إصلاحه, أ

ابػػػف قتيبػػػة, أبػػػك محمػػػد عبػػػدالله بػػػف مسػػػمـ الكػػػكفي, أدب الكاتػػػب, تحقيػػػؽ: محمػػػد الفاضػػػمي, دار (1) . ?4ـ, ص8004الجيؿ, بيركت, )د.ط(

Page 22: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

11

دة, كتغير كترقيع الثكب الذم إذا لـ تتشابه رقاعه, كلـ تتقارب أجزاؤ , خرج عف حد الج .(1)حسنه"

كذلؾ يؤكد ابف المدبر في هذا المكضكع أف الشعر مكطفه لمضركرات دكف الشعر مكضع لأف ؛ا يجكز في الشعرم إذ يقكؿ: "كلا يجكز في الرسائؿالنثر,

كالإضمار في مكضع ,كالتأخيرفاغتفركا فيه الإغراب كسكء النظـ كالتقديـ ؛اضطرار . (2)ار"هالإظ

أسمكب أف إلىق( فيذهب في كتابه )نقد الشعر( 337أما قدامة بف جعفر )ت مف عيكب ائتلاؼ المفظ كالكزف, يقكؿ: "هك ألا ينتظـ لمشاعر نسؽ كالتأخيرالتقديـ

, كما قاؿ دريد بف الصمة: (3)الكلاـ عمى ما ينبغي لمكاف العركض فيقدـ كيؤخر

ضػتى –كبمآ نيمىيران عػامرو ابػفى -إف عىرى

طىالػػػػػػب (4)فىػػػػػػأىم أىخو فػػػػػػي الن ائبػػػػػػات كى

,كالتأخيرهي نكع مف التقديـ -عرضتى إف -فهك يرل أف الجممة المعترضة نكع مف التعقيد كالمعاضمة إلىحيث فرقت بيف )نمير( ك )ابف عامر( كبالتالي أدت

داخؿ البيت.

قكله: بلـ يكف سهلان عمى غالبية الناس, كالتأخيرأف التقديـ إلىكما يذهب يميز بيف عامة الناس كلا أعمـ لماذا لـ (1)كثر الناس"أ"فكاف يصعب فيه النظر عمى

ق, 0;49, 4ابف المدبر, الرسالة العذراء, تحقيؽ: زكي مبارؾ, دار الكتب المصرية, القاهرة, ط (1) . 90ـ, ص94?4

.?4المصدر نفسه, ص (2) -884, )د.ت(, ص9قدامػػػة بػػػف جعفػػػر, أبػػػك الفػػػرج, نقػػػد الشػػػعر, تحقيػػػؽ: كمػػػاؿ مصػػػطفى, ط (3)

888. الػػديكاف, تحقيػػؽ: عمػػر عبػػد الرسػػكؿ, دار المعػػارؼ, القػػاهرة, )د.ط(, )د.ت(, ابػػف الصػػمة, دريػػد,(4)

. >9ص

Page 23: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

12

لى إغة إلا إذا كاف عامة الناس في عهد ممف يميمكف لاصيف بالبكالدارسيف المخت دراسة البلاغة!!

مصطمح )الإساءة في إلىكتابه )المكازنة( في ق( 370كما أشار الآمدم )ت النظـ( أك ذـ مكقع المفظ في تركيب الجممة, بقكله: "كاعمـ أف ردمء المفظ يككف عمى

لفاظ العكاـ سخيفة في نفسها, أك جيدة قد كضعت أا أف تككف المفظة مف إمكجهيف: . (2)فصارت رديئة بذلؾ المكضع خاصة" ,في غير مكضعها

ف لـ يشر صراحة ف إكبقكله أنهإلا ,كالتأخيرالتقديـ مصطمح إلىكالآمدم كااذات يحكـ حكؿ إنماالمفظة إذا كضعت في غير مكضعها صارت رديئة بذلؾ المكضع

المعنى الذم أكضحه ابف المدبر مف قبؿ.

ق( في كتابه )المكشح( قد سار عمى منهج السمؼ مف 384كالمرزباني )ت ( فنعى في )مكشحه( عمى قكـ كلامهـ الذم مثاؿ: )ابف المدبر, كالآمدمأالدارسيف مف

في نظـ الشعر, فقاؿ: "كقد كضع قكـ الكلاـ في غير كالتأخيرنهج التقديـ نهجكا فيه نحك قكله: (3)مكضعه, فقدمكا كأخركا"

ػػػػػاصػػػػػ قىم مى ػػػػػديكدى كى لػػػػػتى الص دىدتى فأىطكى

ػديكد يىػديكيـ كصاؿه (4)عمػى طيػكؿ الص

صؿ: كقىم ما يدكيـ كصاؿ.)كصاؿ( في البيت, كالأيقصد تقدـ لفظة

. >>4قدامة بف جعفر, نقد الشعر, ص (1)بصػػػرم, المكازنػػػة بػػػيف الطػػػائييف )أبػػػك تمػػػاـ الآمػػػدم, أبػػػك القاسػػػـ الحسػػػف بػػػف بشػػػر بػػػف يحيػػػى ال (2)

كالبحترم(, تحقيؽ: محمد محيي الديف عبد الحميد, )د.ط(, )د.ت( ص. المرزبػػاني, أبػػك عبيػػدالله محمػػد بػػف عمػػراف بػػف مكسػػى, المكشػػح فػػي مآخػػذ العممػػاء عمػػى الشػػعراء, (3)

.8;4, ص;>?4تحقيؽ: عمي محمد البجاكم, مطبعة لجنة البياف العربي, )د.ط(, لـ يذكر صاحب المكشح قائمه. (4)

Page 24: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

13

كالتأخيرق( فمـ يخصص فصلان حكؿ التقديـ 395أما أبك هلاؿ العسكرم )ت نماك في كتاب )الصناعتيف( بقكله: -جكدتها كقبحها-بدأ كلامه بحديث حكؿ المعاني اا

دان( كمنها )قد رأيت زي ؾ"كالمعاني بعد ذلؾ عمى كجك منها ما هك مستقيـ حسف كقكل( ك نماما هك مستقيـ قبيح نحك قكلؾ )قد زيدان رأيتي ؾ أفسدت النظاـ بالتقديـ لأن قبح اا

. (1)"كالتأخير

يدان رأيت(, كمف ز حكـ عمى هذا التعبير بالاستقامة بقكله )قد كلا نعرؼ كيؼ مخالفة التركيب النحكم إلى, فهك يشير الأفعاؿف )قد( لا تدخؿ إلا عمى أالمعركؼ

المعنى البلاغي؛ لذلؾ رأينا ينص عمى ضركرة الالتزاـ بقكاعد إلىأكثر مف إشارته "فالمبتدأ مقدـ, كالفاعؿ مقدـ, كصاحب الحاؿ مقدـ عميها, كتمؾ أكجه النحك, في قكله:

باستخداـ التقديـ ,التعقيد كالإلغاز في التركيب إلىالكلاـ الفصيح فلا حاجة . (2)"كالتأخير

الجرجاني في كالذم جاء سابقان عمى كيظهر تعبير )النظـ( عند العسكرم عدـ مخالفة قكاعد النظـ عند التأليؼ, يقكؿ: "كسكء الرصؼ يؤكد )نظرية النظـ( فهك

تقديـ ما ينبغي تأخير منها كصرفها عف كجكهها, كتغيير صيغتها, كمخالفة الاستعماؿ . (3)في نظمها"

: مفيد قميحػة, دار العسكرم, أبك هلاؿ, الحسف بف عبدالله بف سهؿ, كتاب الصناعتيف, تحقيؽ (1)ـ, :<?4 -ق:4:0, 8ـ, ط4<?4 -ق4:04, 4لبنػػػػػػػاف, ط -الكتػػػػػػػب العمميػػػػػػػة, بيػػػػػػػركت

. ;<ص نفسه. المرجع (2) .?=4نفسه, ص المرجع(3)

Page 25: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

14

ية التقديـ سمكبأك مدح لأ ,الاستدلاؿ مف خلاؿ هذا المكقؼ عمى ثناءيمكف كلا نماك ,كالتأخير الرتبة -عد الرصؼ مخالفة قكا أنهييستدؿ عمى استكرا كؿ ما مف ش اا المتعارؼ عميها. -النحكية

المعتاد دكف الاعتماد عمى العسكرم يستحب نسؽ الكلاـ كبذلؾ يتبيف أف في التراكيب, بقكله: "فتقدـ منها ما كاف يحسف تقديمه... فلا كالتأخيرالتقديـ أسمكب ". كالتأخيرالتعقيد كالإلغاز باستخداـ التقديـ إلىحاجة

ق( صاحب 456القرف الخامس نجد ابف رشيؽ القيركاني )ت إلى تقاؿن لاكبا مكقفان غير كاضح, فعمى حيف يرل في التقديـ كالتأخير)العمدة( يقؼ مف التقديـ

ضبط الكزف كالقافية, يعكد كيسمي هذا لا سيما في مجاؿ ,ضركرة شعرية كالتأخيرا لضركرة كزف, أك قافية, كهك ( يقكؿ: "كمنهـ مف يقدـ كيؤخر: إم ي )بالع سمكبالأ

م ا ليديؿ عمى ؛ كاا يـ تصريؼ الكلاـ, يقدر عمى تعقيد أنهأعذري , كهذا هك العي يعم . (1)بعينه"

ف كاف يمتمس العذر لمف اضطر لهذا يعكد أنه)شعريان( إلا سمكبالأفهك كاا هك عي كضعؼ. إنمالغايات استعراضية إليهالمجكء لمتأكيد عمى أف

سمكبالأحيف يصفه ب ,بمغة أكضح سمكبالأليعمف كراهيته لهذا يةثـ يعكد ثان قؿ يقكؿ: "كرأيت مف عمماء بمدنا مف لا يحكـ لمشاعر بالتقدـ كلا يقضي له بالعمـ المستث

. (2)كأنا استثقؿ ذلؾ" ,كالتأخيرإلا أف يككف في شعر التقديـ

القيركانػػػي, ابػػػف رشػػػيؽ, أبػػػك عمػػػي الحسػػػف, العمػػػدة فػػػي محاسػػػف الشػػػعر كآدابػػػه, تحقيػػػؽ: محمػػػد (1) .;::ـ, ص<<?4 ق,<4:0, 4قرقزاف, دار المعرفة, بيركت, لبناف, ط

.=::المصدر نفسه, ص (2)

Page 26: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

15

أثناء نظـ الشعر بقكؿ كالتأخيركيستشهد ابف رشيؽ عمى الإشكاؿ الذم يصنعه التقديـ الفرزدؽ:

ػػػػػػا مثميػػػػػػهي فػػػػػػي الن ػػػػػػاس إلا مى م كػػػػػػان كى ميمى

ػػػػػػػػػي أىبيػػػػػػػػػك ي ييقىاربيػػػػػػػػػهي ػػػػػػػػػه حى (1)أىبيػػػػػػػػػك أيم

بحيث ,فهذا البيت كقع فيه مف التعقيد المعنكم ما أشكؿ فهمه عمى القارئ مف الأبيات كف صمة القربى التي تربط الممدكح بالمممؾ )أم الممؾ( كهيصعب تبيي

لتعقيد المعنكم في الشعر. التي استشهد بها الدارسكف كثيران بعد ذلؾ للاستشهاد عمى ا

كمها في كالتأخيركعمينا أف لا نظمـ ابف رشيؽ, فقد كانت شكاهد في التقديـ الخنساء كالفرزدؽ كأبي السفاح كغيرهـ كلـ يقصد التقديـ شعر الشعر, فاستشهد ب

قؿ ذلؾ" فهك ثستأفي القرآف الكريـ, فمذلؾ نمتمس له العذر حيف قاؿ: "كأنا كالتأخير قؿ ذلؾ في القرآف الكريـ. ثفي الشعر فقط. إذ لا حجة له أف يست هقمثيست

كلا ينبغي أف نغفؿ إشارات بلاغي آخر مف بلاغيي القرف الخامس الهجرم أف ق( في كتابه )سر الفصاحة( فقد أكد 466لأهميتها كهك ابف سناف الخفاجي )ت

ديـ أك تأخير, يقكؿ: كمقكـ مف مقكمات الفصاحة دكف تق ,لفاظ في مكاضعهاكضع الأخير حتى لا يؤدم ذلؾ إلى أالكلاـ تقديـ كتلا يككف في ألفاظ مكضعها "فمف كضع الأ

عرابه . (2)"فساد معنا كاا

كبذلؾ لا يخالؼ ابف سناف مف سبقك في فكرته حكؿ استكرا هذ الظاهرة كجعمها سببان في اعتلاؿ فصاحة الألفاظ كفساد الإعراب.

الديكاف, الفرزدؽ, لـ أجد هذا البيت في ديكاف الفرزدؽ, لكنني كجدته في عدة مصادر: منها في (1)أدب الكاتب لابف قتيبة, كنسبه ابػف جنػي فػي خصائصػه لمفػرزدؽ كاستشػهد بػه فػي الجػزأيف

.;?9, ص8, ج=:4, 4مف كتابه, جالخفػػاجي, ابػػف سػػناف الأميػػر أبػػك محمػػد عبػػدالله بػػف محمػػد بػػف سػػعيد, سػػر الفصػػاحة, دار الكتػػب (2)

. 444, )د.ت(, ص4لبناف, ط -العممية, بيركت

Page 27: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

16

كبذلؾ يتدرج قبكؿ هذ الظاهرة عند الدارسيف القدامى عمى النحك التالي: في القرآف الكريـ, كلا مجاؿ لرفضها أك استكراهها, ثـ في الشعر لمضركرة فقط ثـ في

هك الرتبة النحكية.الضابط عندئذو لأف -كهي فيه مستكرهة مستقبحة–الكلاـ المنثكر

:والتأخيرجيود النحويين في دراسة التقديم

النحويون القدام :

ة جكانب, فقد أشار بالدراسة مف عد كالتأخيرلتقديـ تناكؿ النحاة القدامى قضية ا الأسرار البلاغية الماثمة كراء التقديـ بعض إلى( ( في )الكتابق180سيبكيه )ت

أف إلىفي المعنى؛ كذهب كدكر كالتأخيرهمية التقديـ أكد عمى أفي الكلاـ, ك كالتأخير تخر أ, يقكؿ: "فهف قدمت المفعكؿ ك كالاهتماـكسيمة لإبراز العناية سمكبالأهذا

أردت به ؾ لأن الله؛ الفاعؿ؛ جرل المفظ كما جرل في الأكؿ, كقكلؾ: ضرب زيدان عبدي ف كانكا يقدمكف الذم بأكؿف تشغؿ الفعؿ أ, كلـ ترد قدمان مؤخران ما أردت به م منه كاا

ف كاف جميعان يهم ببيانهأهـ لهـ, كهـ ببيانه .(1)"كيعنيانهـ ـهانأعنى, كاا

, كالاهتماـغير إبراز العناية أخرلغراضان بلاغية أيفيد كالتقديـ عند سيبكيه معنى بلاغي آخر كهك إلىذاهبان( فالتقديـ خرج منها التقديـ في باب ظف )عبدالله أظفي

, حيث ان كخبر ا مبتدأنمالظف. كفي باب الفعؿ )كسا( الذم ينصب مفعكليف ليس أصمهف شئت قدمت كأخرت فقمت: , فالأمر الله , كأيعطىى الماؿى عبدي الثكبى زيده ىى كس يقكؿ: "كاا

.(2)في هذا كالأمر في الفاعؿ"

سيبكيه, أبك بشر عمرك بف قنبر, الكتػاب, تحقيػؽ: عبػد السػلاـ محمػد هػاركف, مكتبػة الخػانجي, (1) .:9, ص4ـ, ج<<?4, 9القاهرة, ط

.8:, ص4المصدر نفسه, ج (2)

Page 28: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

17

مكضكع التقديـ في كتابه )المقتضب( عند تناكله (ق285بينما ذهب المبرد )ت غلامه كاف زيدان ) المتصرفة, نحك: الأفعاؿفي كالتأخيرجكاز التقديـ إلى كالتأخير

)ضرب( فيقكؿ: "تقديـ خبر المتصرؼ مف هذ ػضرب( فأجاز نصب )الغلاـ( ب)ما( لأف عميها جائز ككذلؾ تقديـ معمكؿ أخبارها عميها إلا في المنفي )بما(؛ الأفعاؿ

ا نهلأفي )إف( كأخكاتها فلا يجيز ؛ كالتأخيرلها الصدارة في الكلاـ... كأما التقديـ .(1)حركؼ جامدة غير متصرفة"

( في كتابه )الخصائص( كضح كجك الاتفاؽ 392جني )ت لابفكفي دراسة التقديـ عمى نكعيف: أف إلى, فذهب كالتأخيركالاختلاؼ مع قكاعد النحك في التقديـ

قديـ المفعكؿ به تك فالأكؿ, كالآخر ما يخرج عنها. يتفؽ مع القاعدة النحكية أحدهما ماكتقدـ الاستثناء عمى الاسـ عمى الفاعؿ كعمى الفعؿ, كتقديـ ظرؼ الزماف كالمكاف,

(. كأجاز تقديـ دكف الفعؿ, كقكلؾ: )ما قاـ إلا زيدان أحد( كلا نقكؿ: )إلا زيدان قاـ القكـ . (2)الخبر عمى المبتدأ, كتقديـ خبر كاف عمى اسمها, كعميها نفسها

كما استقبح ابف جني تقديـ التمييز عمى المميز, كما لـ يجز تقديـ نائب . (3)تقديـ الفاعؿ عمى الفعؿ, كاستنكر قضية تقديـ المرفكع عمى رافعه الفاعؿ, أك

قبؿ أف ,كبعد: فهذا عرض سريع للإشارات الأكلى في كتب النقد كالبلاغة كيستكم كسمة بلاغية ,عمى يد عبد القاهر الجرجاني كالتأخيريتضح مصطمح التقديـ

يمي: ريعة ماغراضها. كقد ميز هذ الإشارات السألها شركحاتها ك

المبرد, أبك العباس محمد بف يزيد, المقتضب, تحقيؽ: محمد عبد الخالؽ عضيمة, عالـ الكتب, (1) .?40-408, ص:ـ, ج?=?4ق, ??49, 8بيركت, ط

ابػػف جنػػي, أبػػك الفػػتح عثمػػاف, الخصػػاص, تحقيػػؽ محمػػد عمػػي النجػػار, الهيئػػة المصػػرية العامػػة, (2) . :<9ص ,8ـ, ج=<?4ق, =4:0, 9ط

.=<9-><9, ص8المصدر نفسه, ج (3)

Page 29: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

18

إلا لضركرة شعرية. إليهالمجكء هكنعيهـ عمى مستخدمي سمكبالأاستثقالهـ لهذا .1

الالتزاـ بقكاعد النحك كتقديـ كالحث عمىعدـ قبكؿ هذ الظاهرة في الكلاـ المنثكر .2كتأخير المفعكؿ به. كعدـ تقدـ المكصكؼ عمى الصفة أك جممة الصمة عمى الفعؿ

المكصكؿ.

ـ عمى كنصان منهه الباطؿ _كلاـ الله لا يأتي لأف ؛الآيات القرآنية إلىقمة التفاتهـ .3 في القرآف سمه إعجازية لا طاقة لمبشر بها. كالتأخير_ أم التقديـ أنه

-في الاستخداـ البشرم- سمكبالأاكتفاؤهـ بالشكاهد الشعرية لمتدليؿ عمى قباحة .4 كتعقيد كمخالفة لقكاعد المغة. معاضمةكما يسبب مف

ز تقديـ ما تقدـ نحك كقانكف )الرتبة( في بياف جكاتأكيدهـ عمى تحكيـ قكاعد ال .5 كتأخير ما تأخر.

:التقديم والتأخير في دراسات المحدثين

ـ كالتأخير بعدما أفادكا مما الدارسكف المحدثكف في دراسة ظاهرة التقدي أسهـ ليه البلاغيكف القدامى, كنجد المكتبة العربية قد ضمت مجمكعة مف المؤلفات كصؿ إ

بهذا الجانب مف البلاغة. كلعؿ أهـ هذ الدراسات ما قاـ به عمي اهتمتالحديثة التي أبك القاسـ في كتابه )بلاغة التقديـ كالتأخير في القرآف الكريـ(. حيث اقتصر فيه عمى

ان مكاضعها مبين جميعها كر القرآف الكريـفي سها دراسة هذ الظاهرة كحاكؿ استقصاءى .مجمداتثلاثة كتابكأغراضها في

لبيانية في الممسات الجكا عا ف كما يعد الباحث فاضؿ السامرائي مف خير مى ر أنه التعبير القرآني لاسيما في كتابه )لمسات بيانيه( غيالقرآف الكريـ كلطائؼ

( مف خلاله كضع يد في كتابه )التعبير القرآني خصص لظاهرة التقديـ كالتأخير فصلان

Page 30: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

19

مختمفةبآيات القارئ عمى مكاطف الجماؿ كالبلاغة الماثميف كراء هذ الظاهرة مستشهدان مف كتاب الله محملان أغراضها كجمالياتها.

ذ الظاهرة لعؿ أبرزها عمى فصكؿ عالجت ه العامةكما احتكت كتب البلاغة ه( حيث قرآنيبلاغة فنكنها كأفنانها( ك )قضايا فضؿ حسف عباس )ال الباحثكتابا

حد فنكف عمـ المعاني كمكضكعاته البارزة. يشكؿ )التقديـ كالتأخير( أ

لمجممة أحمد نصيؼ الجنابي بحثان عف )السياؽ المكسيقي الباحثكذالؾ نشر ( تحدث فيه عف جكانب تخص الفاصمة القرآنية, كمف هذ بنائهاكأثر في العربية,

الجكانب, التقديـ كالتأخير لأجؿ الفاصمة, كقد أشار العنبكي في كتابه )البناء المغكم مف المحدثيف عف هذا المكضكع في الفكاصؿ القرآنية( أف الجنابي أكؿ مف تحدث

. (1)1978في بحثه المنشكر عاـ كذلؾ

كيرد مكضكع التقديـ كالتأخير ضمف مؤلفات خصصها أصحابها لدراسات ة أك جمالية في أسمكب القرآف الكريـ مف مثؿ:بياني

سامح لكريـ( لخديجة السايح, )جماليات التعبير في القرآف ال )مناهج البحث البلاغي( . ( لحسف طبؿالركاشدة, )عمـ المعاني في المكركث البلاغي

كميز هذ المؤلفات أسمكب معالجتها لهذ الظاهرة, حيث تكسع هؤلاء الدارسكف يث دكف الاكتفاء بتحديد دت مف منظكر حايفي تحميؿ الشكاهد القرآنية, كمعالجة الآإظهار احاكلك المتقدمة أك المتأخرة, بؿ كممةممكضع الشاهد, كبياف المكقع الإعرابي ل

ت الكريمة كقد أفادت هذ ايساليب التعبيرية الماثمة في الآكالأالنكاحي الجمالية, كأكردتها في مكاضعها.الدراسة مف بعض هذ التحميلات لهؤلاء الدارسيف

,عمي , نقلان عف العنبكي,1979الرابع, العدد ,ستنصريهفي مجمة آداب الم البحث منشكر (1) .81ص, )د,ت(, 1, طبناء المغكم في الفكاصؿ القرآنية, دار صفاءال

Page 31: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

21

الفلل الثاني

الرتبة البلاغية )الغرض البلاغي(

( مف حيث كالتأخير)التقديـ إلىسيف القدامى ار شارات الدإإذا تعدل الباحث إلىهذا المصطمح كتحكله مرحمة نضج بعد ذلؾ جسيم نههف ,أك الاستكرا الاستجادة

التنعميةغراضه. كذلؾ بعد أف دخؿ )الذكؽ( كالنظرة أك همعانيك هأسمكبقكاعد , ك عمـ له غراض.أمنشئ النص مف إليهكما يتطمع سمكبالأما كراء هذا إلى

عمى كالتأخيرالتقديـ أسمكبكقد نعى الجرجاني عمى الناس اقتصارهـ في فهـ كهي ,يككف لغاية كاحدة إنما تقديـ المفظ عمى غير غاية )العناية كالاهتماـ( ككأف

قدـ نهإف يقاؿ أيكفي أنهالاعتناء بالمتقدـ لا غير, يقكؿ: "كقد كقع في ظنكف الناس ف يذكر مف أيف كانت تمؾ العناية. كبما كاف أهـ. أ أهـ مف غيرذكر لأف لمعناية ك

, حتى كهكنكا الخطب فيه ,( في نفكسهـكالتأخيرمر )التقديـ أكلتخيمهـ ذلؾ. قد صغر ظنان أزرل عمى , كلـ ترى نؾ لترل أكثرهـ يرل تتبعه كالنظر فيه ضربان مف التكمؼأ

.(1)صاحبه مف هذا كشبهه"

السابقيف أف يسمؾ مسمكان كعران في بآراء رأيه الجرجاني إذا ما قكرفاستطاع كقد فقد عالج خفايا ,هدقائق إلىكيمهد لمف جاء بعد الطريؽ لمكلكج ,دراسة هذا الباب

.(2)جامعان بيف الجانب النظرم كالجانب العممي شائقةن معالجةن

.=<الجرجاني, عبد القاهر, دلائؿ الإعجاز, ص (1)غنػػاـ, محمػػد فػػكاز, أسػػمكب التقػػديـ كالتػػأخير فػػي القػػرآف الكػػريـ عمػػى رأم عبػػد القػػاهر الجرجػػاني, (2)

.=ـ, ص9??4رسالة ماجستير )مخطكط( الجامعة الأردنية, كمية الدراسات العميا,

Page 32: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

21

معرفة -ز الضيؽ المكضكع مف الحي هذا نقؿ عبد القاهر ففي )الدلائؿ( كهك معرفة النحك البلاغي ,المجاؿ الأرحب إلى -كالخطأ مف الناحية النحكيةالصكاب

.كالتأخير)الرتبة البلاغية( لمتقديـ ػك ما يسمى بألمعبارة

قسميف: إلى كالتأخيركقد قسـ الجرجاني التقديـ

التقديـ عمى نية التأخير, كتقديـ الخبر عمى المبتدأ, كتقديـ المفعكؿ به عمى .1( ك )منطمؽ ف أ (. كمعركؼزيده ان عمر ( ك )ضربمنطمؽه زيده الفاعؿ, كقكلؾ: )

( لـ يخرجا بالتقديـ عما كانا عميه مف ككف هذا خبر مبتدأ, كككف ذلؾ عمران ) .به منصكبان مفعكلان

عرابي, التقديـ لا عمى نية التأخير, كهك التقديـ الذم يتغير فيه مكقع الكممة الإ .2مثؿ تقديـ ما كاف أصمه فاعلان, كقكلؾ: )ضربت خالدان( ك )خالدان ضربته( لـ تقدـ

ف يككف مفعكلان منصكبان بالفعؿ كلكف عمى أف ترفعه بالابتداء كتشغؿ أخالدان عمى الفعؿ بضمير كتجعمه في مكضع الخبر له.

عمػػػى كالتػػػأخير كيبنػػػي عبػػػد القػػػاهر تحميمػػػه لديػػػات كالشػػػكاهد عنػػػد دراسػػػته لمتقػػػديـ دراسػػته حػػاؿ المنشػػئ إلػػىكمػػا يمجػػأ ,العػػاـ الػػذم هػػك فيػػهمحاكلػػة ربػػط الشػػاهد بالسػػياؽ

ف عقديان سيان فنفسإف نفصاحب الخطاب ـملبوا : )تعػالى فعقديان مػف مثػؿ تحميمػه لقكلػه يان كاا . (1)(وععش ظبي في برا بب زجعه نبواؽذا ؤثؾشا

مػػف كػػاف مػػثمهـ ـ بنػػكا كفػػرهـ عمػػى أف نهػػلأيقػػكؿ معمػػلان تقػػديـ لفػػظ )أبشػػران(: كذلػػؾ مبعػكث مػف الله أنػهمػا يػأمر كيصػدؽ إلػىبع كييطػاع, كينتهػي ف ييت أبشران, لـ يكف بمثابة

.(2)ـ مأمكركف بطاعته"أنه, ك تعالى

(.:8القمر, ) (1) .::4-4:9الجرجاني, عبد القاهر, ص (2)

Page 33: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

22

سػػمة ك عنصػػر مػػف عناصػػر المعػػاني النحكيػػة ,عنػػد عبػػد القػػاهر كالتػػأخيرفالتقػديـ عميه نظريته في فهـ إعجاز القرآف الكريـ. يية مف سمات النظـ الذم يبنأسمكب

ف أ .شػػياء حقػػان ه فػػي التحميػػؿ: "كمػػف أطػػرؼ الأأسػػمكبيقػػكؿ شػػكقي ضػػيؼ كاصػػفان نقرأ كهك يحمؿ صكرة مف الكلاـ مثؿ: "ما أنػا قمػت هػذا" "مػا قمػت أنػا هػذا" إذ يضػع فػي أيدينا فركقان بيف هػاتيف العبػارتيف, كبػيف غيرهمػا مػف العبػارات, فركقػان تممػس لمسػان بحيػث

. (1)"الدلائؿ" أشبه بمتحؼ" هيصبح كتابجهػكد الزجػاجي إلػىأف نشير عند الحػديث عػف )الرتبػة البلاغيػة( نا لا بد غير أن

ا إليهػالتػي يخػرج غػراض البلاغيػة ( الذم سبؽ الجرجاني في محاكلػة تعػداد الأ337)ت أربعػػػة أغػػػراض بلاغيػػػة يؤديهػػػا إلػػػىشػػػار أفػػػي كتابػػػه )الأمػػػالي( حيػػػث كالتػػػأخيرالتقػػػديـ ا يكػػكف , فمنهػػا مػػكالتػػأخير, يقػػكؿ: "اعمػػـ أف لطشػػياء مراتػػب فػػي التقػػديـ كالتػػأخيرالتقػػديـ

, أك بالطبع, أك عمى حسب ما يكجبه المعقػكؿ, فػهذا سػبؽ ا بالتفاضؿ, أك بالاستحقاؽإم معنػى مػف المعػاني عمػى الخمػد كالفكػر بأحػػد هػذ الأسػباب أك بأكثرهػا, سػبؽ المفػظ الػػداؿ

. (2)لفاظ بحسب ذلؾعمى ذلؾ المعنى السابؽ, ككاف ترتيب الأ هي: كالتأخيرفالزجاجي يعرض لأربعة أغراض تكمف كراء التقديـ

التقديـ بالتفاضؿ. .1

. التقديـ بالاستحقاؽ .2

التقديـ بالطبع أك الذات. .3

التقديـ بحسب ما يقتضيه العقؿ. .4

بالتفاضػػػؿ يعنػػػي مراعػػػاة رتبػػػة إف التقػػػديـ كيمكػػػف تكضػػػيح هػػػذ الأغػػػراض بقكلنػػػا وعللل سة* اعلللب آنلللبثشة للللبوا: )تعػػػالى الشػػػرؼ كتقػػػديـ مكسػػػى عمػػػى هػػػاركف فػػػي قكلػػػه

.<49, )د.ت(, ص=لقاهرة, طضيؼ, شكقي, البحث الأدبي, دار المعارؼ, ا (1)الزجاجي, أبك القاسـ عبد الرحمف بف إسحاؽ البغدادم النهاكندم, الأمػالي, تحقيػؽ: عبػد السػلاـ (2)

ـ.=<?4, 8هاركف, دار الجبؿ, بيركت, ط

Page 34: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

23

اشاـللك بلى وؤيللذيى وعللوهى ـبؼغللوا: )تعػػالى اليػػد فػػي قكلػػه كتقػػديـ الكجػػه عمػػى. (1)(وهللبسو . (2)(اىعج بلى وؤسعى ثشئوعى واغؾواكتقػػديـ الفاعػؿ عمػػى المفعػػكؿ ,ا التقػػديـ بالاسػتحقاؽ فيقصػػد بػػه الرتبػة النحكيػػةكأمػ

كالمكصكؼ عمى الصفة. كقكلػػه ,ربعػػةأك الثلاثػػة عمػػى الأ ,بالػػذات فتقػػدـ الكاحػػد عمػػى الاثنػػيفا التقػػديـ كأمػػ وسثلب وصبس ضن ؤعنؾخ ؤوي سعب ابئىخ عبع واإسض اغبواد ـبؼش ه اؾذ): تعػالى

. (3)(لذيش ؽيء و ع اه ب يؾبء ب اخك ـي يضيذفػػي كالتػػأخيركء عمػػى كثيػػر مػػف مػػكاطف التقػػديـ ضػػفهػػذ التفاصػػيؿ القيمػػة تمقػػي ال

مؿ قبؿ إطلاؽ الحكـ التقميػدم عمػى هػذا التقػديـ أكتدعك القارئ لمتمبث كالت ,القرآف الكريـ جاء لطهمية فحسب. أنهب

"فػػهذا سػػبؽ معنػػى مػػف هػػذ المعػػاني عمػػى :كيمفػػت نظػػر الدارسػػيف قػػكؿ الزجػػاجي . (4)الخمد أك الفكر بأحد هذ الأسباب أك بأكثرها سبؽ المفظ الداؿ عمى ذلؾ المعنى"

فػي أكؿ لفػظ فػكرم إلػىأف مػا يػدكر عمػى الخمػد أكلان يتػرجـ إلػىفهذا لفت لمقػارئ الكلاـ. ـلي وؤرق( يرل في تحميؿ له لقكلػه تعػالى: )705) ىكم المتكفكفي دراسة لمعم

أف تقػديـ )رجػالان( فػي الآيػة (5)(عيك ـظ و يإر ظبش و وع سعبب يإرون ثبؾظ انبطمان ( فيػػه كجهػػاف, الأكؿ: أف يكػػكف تقػػد"إف تقػػديـ )رجػػالان إنمػػا جػػاء مراعػػاة لمرتبػػة: يقػػكؿ: يأتكف مف الأمكنة القريبػة, ك )الركبػاف( يػأتكف مػف إنمابالرتبة, فهف الغالب أف )الرجالة(

(. 488 -484الأعراؼ, ) (1) (. >المائدة, ) (2) (.4فاطر, ) (3) الزجاجي, أبك القاسـ, الآمالي. (4)

(.=8), الحج ((5

Page 35: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

24

الأمكنػة البعيػػدة, فمهػذا قػػدـ )الرجالػة(. كالثػػاني: أف يكػكف تقػػديـ )الرجالػة( لأجػػؿ الفضػػؿ, . (1)مف حج )راجلان( أفضؿ ممف حج )راكبان( فهف

تعمـ قارئ القرآف كالتأخيرأغراض التقديـ فمثؿ هذ الكقفات الجميمة في تقصي كيؼ يتدبر مكاقع الألفاظ كتقدـ بعضها عمى بعض.

ق( يعرض 637ت ) الأثيرنيان باحثيف في هذ الظاهرة نجد ابف افهذا تقدمنا زم كالتقديـ بالسبب, ,المثؿ السائر( لمزيد مف الأغراض المعنكية لهذ الظاهرة)في كتابه

قؿ, كالتقديـ لمدلالة عمى قدرة الخالؽ كغيرها. فقد جعؿ التقديـ كتقديـ الأكثر عمى الأ عمى ضربيف هما: كالتأخير

لتغير ,ـ المؤخرد خر المقدـ أك قي أي لة الألفاظ عمى المعاني, كلك لاالأكؿ: يختص بد المعنكم. كالتأخيرالمعنى, كهذا هك التقديـ

ك أخر, لما ليختص بدرجة التقدـ في الذكر لاختصاصه بما يكجب له ذلؾ, ك الثاني: . (2)النحكم كالتأخيرتغير المعنى, كهك يقصد هنا التقديـ

ذا أمكنػػػا الكقػػػكؼ مػػػف خػػػلاؿ الأثيػػػرعنػػػد ابػػػف كالتػػػأخيرعمػػػى جماليػػػات التقػػػديـ كاا نله رزلو ولب ؽلإ ـي رىو وب): تعالى لقكله دراسته ونلب بلا عل ل رعلو ولا للشآ ل

. (3)(اغبء ـي ولا الأسض ـي رسح ضمبي سثه ع يعضة وب ـيه رفيعو بر ؽودا عيىقػػػدـ الأرض فػػػي إنمػػػافهننػػػا نجػػػد يعمػػػؿ تقػػػدـ ذكػػػر الأرض عمػػػى السػػػماء بقكلػػػه: "

رض لما ذكػر شػهادته عمػى شػؤكف أهػؿ الأ نهلأ, كمف حقها التأخير؛ الذكر عمى السماء

لبنػاف, -العمكم, يحيى بف حمزة بف عمي بف إبراهيـ, الطراز, مكتبة المعػارؼ, الريػاض, بيػركت (1) .0>, ص8, ج0<?4ق, 4:00)د.ط(,

ابف الأثير, أبك الفتح ضياء نصر الله بف محمد بف محمد بف عبد الكريـ, المثؿ السائر في أدب (2)بػد الحميػد, مطبعػة مصػطفى البػابي الحمبػي الكاتب كالشاعر, تحقيؽ: محمد محيي الديف ع

.<9, ص8ـ, ج?9?4 -ق<;49مصر, )د.ط( (.4>يكنس, ) (3)

Page 36: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

25

لمعنػى. فػهف قيػؿ: قػد المعنػى ا يى مػيى لاءـ بينهما؛ ل (وبيعضةكأحكالهـ, ككصؿ ذلؾ بقكله: )جػاءت رض عمى السماء في الذكر في مكاضع كثيرة مػف القػرآف, قمنػا: إذا جاء تقديـ الأ

ف خفي ذلؾ السبب, كقػد يسػتنبطه مقدمة في الذكر فلا بد لتقديمها مف سبب اقتضا , كاا . (1)العمماء دكف بعض" ضبع

تقػديـ بالفضػؿ نػهلأصػؿ رض( هػك الأيؤكد أف تقديـ )السماء( عمػى )الأفهك هنا كالشرؼ, لكف العدكؿ عف ذلؾ هنا كاف مقصكدان لمناسبة سياؽ الآية كما كضح.

بػػػػدأ نػػػػهلأالأبعػػػػد؛ إلػػػػىمػػػف الأقػػػػرب التقػػػػديـ جػػػػاء هنػػػػا لمتػػػػدرج الباحػػػػث أف كيػػػرل قرب كهي )الأرض( ثـ الأبعد كهي )السماء(. بالأ

كتػػػػاب )البرهػػػػاف فػػػػي عمػػػػكـ ق( فػػػػي794الزركشػػػػي )ت كفػػػػي القػػػػرف الثػػػػامف نجػػػػد كبذلؾ استكت كالتأخيرذكر خمسة كعشريف سببان لمتقديـ بيتكج الدراسات السابقة القرآف(

سػػباب عمػػى كنػػكرد مػػف هػػذ الأ ,بػػكاب عمػػـ المعػػانيأالظػػاهرة عمػػى يديػػه بابػػان كػػاملان مػػف لا الحصر: (2)سبيؿ المثاؿ

كالتقػػػػديـ لمتعجػػػػب, ,كالتقػػػػديـ لمراعػػػػاة الإفػػػػراد ,كالتقػػػػديـ لمتنبيػػػػه ,التقػػػػديـ لمتحػػػػذير ازي: )تعالى لهكيضرب أمثمة عمى بعض هذ الأغراض مف ذلؾ. قك رتيب.كالتقديـ لمت

ل: )تعػالى بعد. كقكله. فقد قدـ الأقرب عمى الأ(3)(ثنبء واغبء ـشاؽب الأسض ى عع

.(4)(اعظي اعشػ وسة اغج اغبواد سة

.?:, ص8ابف الأثير, المثؿ السائر, ج (1)الزركشػػي, بػػدر الػػديف محمػػد بػػف عبػػدالله, البرهػػاف فػػي عمػػكـ القػػرآف, تحقيػػؽ: محمػػد أبػػك الفضػػؿ (2)

.<89, ص9, )د.ت(, ج8إبراهيـ, دار المعرفة, بيركت, لبناف, ط (.88البقرة, ) (3) (.><المؤمنكف, ) (4)

Page 37: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

26

هلو بلا بلله لا ؤله اله ؽلذ : )تعػالى قكلػهفػي ك فقػد تنقػؿ مػف الأبعػد إلػى الأدنػى

ينفملو ولا: )تعػالى قكلػهفػي دنػى, ك الأ إلػىالتنقػؿ مػف الأعمػى تـ . (1)(اع وؤووا والبئىخ

دنى عمى الأعمى. مف الأالتنقؿ تـ . (2)(وجيرح ولا صؽيرح فمخ

عجلبه ثلب ـزىلو علن لبس ـلي عيلب يؾل يلو : )تعػالى كفػي تعقيبػه عمػى قكلػه

الصػػدقة فػػي الػػدنيا كػػاف يصػػرؼ مػػانع لأف . قػػدـ الجبػػا ثػػـ الجنػػكب (3)(وظللوسه وعنللوثثػـ ينػكء بجانبػه ثػـ يتػكلى بظهػر , كعمػى هػذا السػياؽ جػاء التقػديـ, ,كجهه عف الفقير أكلان

فتدرج بحسب الرتبة. . يػرل (4)(الذيب اؾيبح صينخ واجنو ابيتقدـ الماؿ عمى البنيف في قكله تعاؿ: )كفي

فيه )مراعاة للإفراد(., زينػػة لجميػػع النػػاس قػػد يكػػكف كأرل أف تقػػديـ المػػاؿ عمػػى البنػػيف عمتػػه أف المػػاؿ

الأبنػػاء إلػػىلحاجػػة المػػاؿ أمػػس مػػف ا إلػػىزينػػة لدبػػاء فقػػط. ككػػذلؾ الحاجػػة بينمػػا الأبنػػاءفػػي الغالػػب, كالمػػاؿ يعػػد زينػػة بذاتػػه بخػػلاؼ البنػػيف فػػلا يككنػػكف زينػػة إلا بكجػػكد المػػاؿ.

كلهذا السبب تقدـ ذكر الماؿ عمى البنيف. ق( فػػػػي كتابيػػػػه )الإتقػػػػاف فػػػػي عمػػػػكـ 911كلا ينبغػػػػي إغفػػػػاؿ جهػػػػكد السػػػػيكطي )ت

هي: كالتأخيرالقرآف( ك )معترؾ الأقراف في إعجاز القرآف( فقد ذكر عشرة أنكاع لمتقديـ التقػػػػديـ ك التقػػػػديـ لمحػػػػث عميػػػػه, ك التقػػػػديـ لممناسػػػػبة,ك التقػػػػديـ لمتشػػػػريؼ, ك التقػػػػديـ لمتبػػػػرؾ,

التقػػديـ بالغمبػػة ك التقػػديـ لمتعظػػيـ, ك التقػػديـ بالعمػػة كالسػػببية,ك بالسػػبؽ المكػػاني أك الزمػػاني, إلػػػػىمتػػػػدلي مػػػػف الأعمػػػػى التقػػػػديـ لك الأعمػػػػى, إلػػػػىالتقػػػػديـ لمترقػػػػي مػػػػف الأدنػػػػى ك كالكثػػػػرة,

.(5)الأدنى

(.<4آؿ عمراف, ) (1) (.484التكبة, ) (2) (.;9التكبة, ) (3) (.>:الكهؼ, ) (4)ينظػػر: السػػيكطي, أبػػك الفضػػؿ جػػلاؿ الػػديف عبػػد الػػرحمف أبػػي بكػػر, معتػػرؾ الأقػػراف فػػي إعجػػاز (5)

-ق<4:0, 4القػػػرآف, تحػػػؽ: أحمػػػد شػػػمس الػػػديف, دار الكتػػػب العمميػػػة, بيػػػركت, لبنػػػاف, ط

Page 38: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

27

)الترقػػػي( ك )التػػػدلي( كهػػػك ممػػػا انفػػػرد بػػػه فػػػي ملتعبيػػػر كيمفػػػت النظػػػر اسػػػتخدامه لػػى إتقػػاؿ مػػف ذكػػر الله نلاالأدنػػى كا إلػػىعمػػى أك الأ إلػػىتقػػاؿ نلاكيقصػػد بػػذلؾ ا ,التعبيػػر

السػػماء فػػي إلػػىرض تقػػاؿ مػػف ذكػػر الألأنكا ,لػػى أكلػػي العمػػـ فػػي حػػاؿ التػػدليإالملائكػػة ة. ميحاؿ الترقي في بعض الآيات الكر

بمػػآ ,بػػكاب عمػػـ المعػػانيأفهػػذ جهػػكد أبػػرز الدارسػػيف فػػي عػػرض هػػذا البػػاب مػػف فػادة منهػا فػي دراسػة ذركته عمى يد الزركشي فػي )البرهػاف( كصػارت لػه قكاعػد يمكػف الإ

القرآف كبياف بعض كجك إعجاز .

. كالسػػػيكطي, جػػػلاؿ الػػػديف عبػػػد الػػػرحمف, الإتقػػػاف فػػػي عمػػػكـ 494, ص4, ج=8ـ, <<?4اهيـ, المكتبػػػة العصػػػرية, صػػػيدا, بيػػػركت, )د.ط(, القػػػرآف, تحقيػػػؽ: محمػػػد أبػػػك الفضػػػؿ إبػػػر

.;9, ص9, ج=<?4ق, =4:0

Page 39: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

28

الفلل الثالث مة القر نية بين البلاغة والنحوالفال

الشػيئيف, بػكف مػا بػيف الفاصمة لغة: كردت مادة )فصؿ( دالة عمى معػاف أهمهػا:

كالقطػػػػػػع, كالقضػػػػػػاء بػػػػػػيف الحػػػػػػؽ كالباطػػػػػػؿ, كالحػػػػػػاجز بػػػػػػيف الشػػػػػػيئيف, ككاحػػػػػػد الفصػػػػػػكؿ, كالتفصيؿ: التبييف.

كهي أيضان: الخرزة التي تفصؿ بيف الخػرزتيف فػي النظػاـ. كقػد فصػؿ الػنظـ, أم زىة تيفجعؿ بيف كؿ لؤلؤ رى . (1)خى

فكاصػؿ كتػاب الله ق( بقكله: "كأكاخر الآيػات فػي711فها ابف منظكر )تكقد عر . (2)منزلة قكافي الشعر, كاحدتها فاصمة"ب

ا: "كممػػة آخػػر الآيػػة كقافيػػة أنهػػفهػػا بق( هػػذا المنحػػى فعر 794كنحػػا الزركشػػي )ت . (3)الشعر كقرينة السجع"

ملو عشثيلب لشآلب آيبرله ـصلذ وزلبة : )تعػالى كلعؿ تسػمية الفاصػمة جػاءت مػف قكلػه

نمػػا. بمعنػػى ك (4)(يعللو آخػػر , كذلػػؾ أف فاينفصػػؿ عنػػدها الكلامػػ نػػهلأسػػميت فكاصػػؿ: " اا . (5)الآية فصؿ بينهما كبيف ما بعدها"

لمكضػػكع الفاصػػمة القرآنيػػة كأكػػد عمػػى ق( 403ي )تنلا كمػػف قبمهمػػا عػػرض البػػاق كلا تكػػػكف المعػػػاني تابعػػػة لهػػػا, فيكػػػكف ذلػػػؾ ,ا )تابعػػػة لممعػػػاني كمػػػا كردت فػػػي القػػػرآفأنهػػ

. (6)كضعان لها في غير مكضعها(

, لسػػػاف العػػػرب, دار صػػػادر, بيػػػركت, (1) ابػػػف منظػػػكر, أبػػػك الفضػػػؿ جمػػػاؿ الػػػديف, محمػػػد بػػػف مكػػػرـ )د.ط(, )د.ت(, مادة )فصؿ(.

المصدر نفسه, مادة )فصؿ(. (2) .<? -9;, ص4الزركشي, البرهاف, ج (3) (.9فصمت, ) (4) .:;, ص4زركشي, البرهاف, جال (5)الباقلاني, أبك بكر محمد بف الطيب, إعجاز القرآف, تحقيؽ: السيد أحمد الصقر, دار المعػارؼ, (6)

.4=8ـ, ص9>?4المعارؼ, مصر, )د.ط(

Page 40: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

29

عمػى تبعيتهػا لممعػاني يعكػس مكقفػان هامػان مػف مكضػكع البػاقلاني كهذا التأكيػد مػف كمف ككنه غير مقصكد لذاته. ,في القرآف الكريـ الإيقاعالسجع ك بشػػكاهد قرآنيػػة أك يػػأت فػػي الفاصػػمة ال كالتػػأخيرالتقػػديـ إلػػىكلػػـ يشػػر الجرجػػاني

بػيف الفاصػمة ه في كلامه عمى الإعجاز القرآني ذكر علاقة المشػابهةعمى ذلؾ, غير أن نماالقرآنية كالقافية الشعرية حيف قاؿ: ك .!!(1)م كالقكافي في الشعرالفكاصؿ في الآ اا

كقد اختمؼ الدارسكف في قضية كركد الفاصمة ما إف كاف كركدها غايةن فػي ذاتػه تي عفكيػة بعػد خدمػة المعػاني التػي سػبقتها, كهػذا كػلاـ خطيػر أا تػأنه, أـ الإيقاعلغرض

الإعجػػاز القرآنػػي كقػػدرة الخػػالؽ عػػز كجػػؿ عمػػى التكفيػػؽ بػػيف إلػػىلػػه علاقػػة بػػالنظرة لأف . الإيقاعالمعنى ك

ربعة أقساـ هي: أ إلىفي الفاصمة القرآنية كالتأخيرـ مكاضع التقديـ كيمكف تقسي ما يختص بالجممة الاسمية. .1

ما يختص بالجممة الفعمية. .2

ما يختص بمكملات الجممة. .3

ما يختص بالفصؿ النحكم. .4

: الآتيكيمكف أف نعرض القكؿ في كؿ قسـ مف الأقساـ السابقة عمى النحك بالجممة ا سمية:القسم الأول: ما يختص

فػي الفاصػمة القرآنيػة كالتػأخيركيدكر الحديث في هذا القسـ حكؿ سياقات التقػديـ التي خػدمت الأغػراض البلاغيػة, كيمكػف أف نػكرد بعػض الشػكاهد القرآنيػة عمػى ذلػؾ مػف

التركيػب الآتػي: )مبتػدأ نكػرة . فقػد جػاءت عمػى (2)(ىلزث يوئز وي): تعػالى مثؿ قكله ظرؼ خبر شبه جممة(.

نػهلأأف يػؤخر المبتػدأ -لػك كػاف فػي غيػر القػرآف–سػمكبالأصؿ في مثؿ هػذا كالأ مف شػركط قكاعد النحك تنص عمى أف شبه جممة؛ كعمة ذلؾ أف نهلأنكرة, كييقىد ـ الخبر

كالمبتدأ نكػرة غيػر مكصػكفة. ,يككف الخبر شبه جممة تقديـ الخبر عمى المبتدأ كجكبان أف

. 0;8الجرجاني, عبد القاهر, دلائؿ الإعجاز, ص (1) (.;4المرسلات, ) (2)

Page 41: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

31

عمػػػى النحػػػك -فػػػي غيػػػر القػػػرآف–كعمػػػى هػػػذا السػػػياؽ كػػػاف لا بػػػد أف يكػػػكف تركيػػػب الآيػػػة (. التالي: )لممكذبيف يكمئذو كيؿه ( أك )لممكذبيف كيؿه يكمئذو

, دكف أف يتعػػارض هنػػا أفػػاد الغػػرض البلاغػػي بالدرجػػة الأكلػػى كالتػػأخيرفالتقػػديـ قكاعػػػػد النحػػػػك؛ لأنػػػػه يجػػػػكز الابتػػػػداء بػػػػالنكرة لغػػػػرض الػػػػدعاء كقكلػػػػه تعػػػػالى: )سػػػػلاهـ مػػػػع

كهػػك الإسػػػراع بالإسػػاءة كالبشػػػرل بالعػػذاب لممكػػػذبيف, كمػػف ثػػػـ جػػاءت الفاصػػػمة عمػػيكـ(, كالسجع. الإيقاعبصكرة عفكية كتمقائية, كليس لخدمة

اغبق وازفذ) :تعالى عمى المبتدأ في قكله -شبه الجممة-ـ الخبر يكمف ذلؾ تقد

عػػي فيػػه حسػػف الػػنظـ فػػي تقػػدـ الجػػار ك . فػػالتعبير ر (1)(اغللبق يوئللز سثلله بلى ثبغللبقغيػػة مقدمػػة عمػػى ذلػػؾ كهػػي الاختصػػاص, أم لاالغايػػة الب ربػػؾ( إلا أف إلػػى)كالمجػػركر

الأمر دكف غير . بهذااختصاص )ربؾ( عغلخ ـلي صل : )تعػالى فػي قكلػه متعمقػهعمػى كمػف ذلػؾ تقػديـ الجػار كالمجػركر

لػـ يقػدـ السمسػمة عمػى نػههذلػؾ بقكلػه: "ف الأثيػرف . عمػؿ ابػ(2)(ـبعلىو رساعلب عجعو رسعبنمػاالسمؾ للاختصاص, ك هػذا الػنظـ أحسػف مػف ـ, كلا شػؾ أف لاقػدمت لمكػاف نظػـ الكػ اا

. (3)أف لك قيؿ: ثـ اسمكك في سمسمة ذرعها سبعكف ذراعان"كسػيمة لتحقيػؽ كالتػأخيرفي قكلػه هػذا كيػؼ يجعػؿ مػف التقػديـ الأثيركعجبان لابف ليؼ قصيدة!!. أأننا في مضمار تكالنظـ ك فػي كثيػر مػف كالتػأخيرعمى الدارسيف ذهابهـ في تعميؿ التقػديـ الأثيركينكر ابف

سثلب بلى (22) بظلشح يوئلز وعلو : )تعػالى غػرض الاختصػاص, ففػي قكلػه إلػىالأحيػاف

بهػػػدؼ بيػػػاف الاختصػػػاص, كلكنػػػه -ربهػػا لػػػىإ-, يػػػرفض أف يكػػكف تقػػػديـ الخبػػػر (4)(لللبظشح

( 90-?8القيامة, ) (1) (.98الحاقة, ) (2) . 0:, ص8ابف الأثير, المثؿ السائر, ج (3) (. 89-88القيامة ) (4)

Page 42: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

31

فتعبيػػر هػػذا فيػػه نػػص عمػػى الاختصػػاص (1)ربهػػا دكف غيػػر " إلػػىيعػػكد لمقػػكؿ: "أم تنظػػر ف لـ ينص عميه مباشرة. كاا

بينمػػا لا ينكػػر الزمخشػػرم غايػػة الاختتصػػاص, كيػػنص عمػػى تمثمهػػا فػػي كثيػػر مػػف سثه بلى) (2)(اغزمش يوئز سثه بلى: )تعالى لى قكلهإمكاضع الآم الكريـ, يقكؿ: "ألا ترل

لذ عيله ) (6)(رشععلو بيله و) (5)(اصير اه بلىو) (4)(اإوس رصير اه بلى) (3)(اغبق يوئز بيله و روو

. (8)كيؼ دؿ فيها التقديـ عمى معنى الاختصاص"؟ (7)(ؤيت

القسم الثاني: ما يختص بالجممة الفعمية: إذ ,مبنيػػة عمػػى تقػػدـ الفعػػؿ عمػػى الفاعػػؿمػػف المعػػركؼ أف هيكمػػة الجممػػة الفعميػػة

إلػػػىف فػػػي الجممػػػة لا غنػػػى لأحػػػدهما عػػػف الآخػػػر, كيتعػػػدل الفعػػػؿ ييعػػػداف ركنػػػيف أساسػػػيبػػؿ كيمنحػػه رخصػػان تركيبيػػة غايػػة فػػي الجمػػاؿ, كمػػف ,نصػػب ركػػف آخػػر هػػك المفعػػكؿ بػػهكالتقػػدـ عمػػى الفعػػؿ. كمػػا يعنينػػا هػػك ملابسػػة سػػياقات ,هػػذ الػػرخص التقػػدـ عمػػى الفاعػػؿ

في الجممة الفعمية مع سياقات الفاصمة في هذ الجممة. كالتأخيرلتقديـ ا : )تعػالى قكلػه ذلػؾ فمػف علشاثي , ففػي تقػديـ (9) (انلبس وعلوه ورؽؾل لؽلشا ل

المهانػة التػي تمحقهػـ إلػىغاية بلاغية عظيمػة كهػي لفػت النظػر -كجكههـ–المفعكؿ به مف خلالها عف ذكر الله. عراض ممثمة في تقديـ كجكههـ التي كانكا يعتزكف بالإ

.0:, ص8ابف الأثير, المثؿ السائر, ج (1) (. 48القيامة, ) (2) (. 90القيامة, ) (3) (. 9;الشكرل, ) (4) (.8:النكر, ) (5)(6) ( , (.44الركـ (. 40الشكرل, ) (7)تحقيػػػػؽ, مصػػػػطفى حسػػػػيف أحمػػػػد, دار الكتػػػػاب الزمخشػػػػرم, الإمػػػػاـ محمػػػػكد بػػػػف عمر,الكشػػػػاؼ, (8)

.?:>, ص:ـ, ج><?4 -ق>4:0العربي, بيركت, لبناف, )د.ط(, (.0;إبراهيـ, ) (9)

Page 43: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

32

. (1)(يظو وبوا وؤفغ ثأيبرنب وزثوا ازي امو ضلب عبء: )تعالى كمف ذلؾ قكله بػرازه تخصيصه -أنفسهـ–ففي تقدـ المفعكؿ به لهػـ فػي هػذا البػاب لهػـ بػالظمـ كاا فساحان لمفاصمة التي تمته بالظهكر. إكليس

المفعػػكؿ بػػه قػػد يتقػػدـ عمػػى فعمػػه كجكبػػان إذا كػػاف كاقعػػان فػػي جػػكاب )أمػػا( ف أكمػػا فػػي جػػكاب )أمػػا( المقػػدرة. مثػػؿ قكلػػه ان الشػػرطية, أك فعمػػه فعػػؿ أمػػر مسػػبكقان بػػػ)فاء( كاقعػػ

ب: )تعالى وصيبثله *ـىجلش وسثله : )تعػالى . كقكلػه(2)(رنلش ـلب اغلبئ وؤب* رمش ـب ايزي ـإ

. (3)(ـبهغش واشعض* ـؽش فتقديـ المفعكؿ به في هػذ الآيػات جػاء مطابقػان لمرتبػة النحكيػة فكػاف تقدمػه كاجبػان

كتقدير الكلاـ: كأما ربؾ فكبر كأما ثيابؾ فطهر كأما الرجز فاهجر. يػات الكريمػة محققػان القاعػدة النحكيػة بتقػدـ المفعػكؿ إلآكقد جاء الإعجاز في هػذ

)فهػك --ـ كهػك إظهػار العنايػة بػالنبي يددل الغرض البلاغي مف التقأبه كجكبان كما الكاقػػػع مػػػف خػػػلاؿ يقػػػاع الجميػػؿالمقػػػاـ(, كػػؿ ذلػػػؾ دكف أف يخػػػؿ بالإ المخاطػػب فػػػي هػػػذا

ازت بها هذ السكرة. )الراء( التي امتكيعػػج القػػرآف الكػػريـ بعشػػرات المكاضػػع التػػي يتقػػدـ فيهػػا المفعػػكؿ بػػه عمػػى فاعمػػه

دكف أف يككف الغرض مف كراء ذلؾ خدمة الفاصمة أك إقحامها.

القسم الثالث: ما يختص بالمكملات: ,كالمقصػػػكد بػػػالمكملات المتعمقػػػات بالجمػػػؿ ممثمػػػة بالنعػػػت كتقديمػػػه عمػػػى منعكتػػػه

-كأشػػػبا الجمػػػؿ ,كالمفعػػػكؿ المطمػػؽ كتقدمػػػه عمػػػى فعمػػه ,اكالحػػاؿ كتقػػػدمها عمػػى عاممهػػػتقػػاطع مػػع إلػػىفػػي سػػياقاتها كالتػػأخيرحيػػث يػػؤدم التقػػديـ -الظػػرؼ كالجػػار كالمجػػركر

مف التأمؿ فيه, كهذ بعض الشكاهد: د كظهكر نسؽ لا بي ,الفاصمة القرآنية

(. ==4الأعراؼ, ) (1) (.?الضحى, )(2) (. ; -9المدثر, )(3)

Page 44: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

33

تقديم المفعول المطمق: كمكملاتهػػػػا كقػػػػد يتقػػػػاطع مػػػػع الفاصػػػػمة ةكالمفعػػػػكؿ المطمػػػػؽ أحػػػػد متعمقػػػػات الجممػػػػ

واإثصبس اغ ى وعع ؤؾإو ازي هو لمف ذلػؾ: ) كالتأخيرالقرآنية في سياؽ التقديـ

. (2)(رانو ب ليب ؽبعش ثموي هو وب: )تعالى . كقكله(1)(رؾىشو ب ليب واإـئذحكالتركيػػػب الرتبػػػي لهػػػذ الآيػػػات هػػػك: تشػػػكركف شػػػكران قمػػػيلان, تؤمنػػػكف إيمانػػػان قمػػػيلان,

كتقدـ عميه في كمتا الآيتيف. المصدرحيث ناب التعبير )قميلان( عف كالمشػػػػاكمة ,صػػػػمةقػػػػد تػػػػـ لمراعػػػػاة الفا كالتػػػػأخيرديـ التقػػػػ كيبػػػػدك لمكهمػػػػة الأكلػػػػى أف

كلكػػف التأمػػؿ فػػي ,الصػػكتية, بحيػػث تنسػػجـ مػػع )النػػكف( التػػي تنتهػػي بهػػا الآيػػات الكريمػػة ,سػػافلإنالمعنػػى يكشػػؼ عمػػا هػػك أدؽ مػػف هػػذ الغايػػة كهػػك بيػػاف فظاعػػة النكػػراف لػػدل ا

, فقػػػدـ لفػػػظ )قمػػػيلان( عمػػػى الفعػػػؿ تشػػػكركف/تؤمنكف؛ لمفػػػت إليػػػهمقارنػػػة مػػػع الػػػنعـ المسػػػداة ـ!. لشاسع بيف ما ينبغي كبيف ما قيد ا فالبك إلىالنظر

تقديم الحال عم عامميا: * اشعل ؤخلشط والزي : )تعػالى كيعجػب القػارئ لػذهاب الدارسػيف فػي تحميػؿ قكلػه . (4)جػػػػاء لرعايػػػػة الفكاصػػػػؿ إنمػػػػاتركيػػػػب الآيػػػػات الكريمػػػػة أف إلػػػػى, (3)(ؤؽللللو ؼضللللبء ـغعلللله

عمػػى إخػػراج كتعػػالى هانالآيتػػيف الكػػريمتيف تكضػػحاف قػػدرة الله سػػبح كلتكضػػيح ذلػػؾ فػػهف . (5)اءثػػػػػػغي إلػػػػػػىفػػػػػػي دكرة الحيػػػػػػاة المعتػػػػػػادة المراعػػػػػػي )الأرض الخضػػػػػػراء( ثػػػػػػـ تحكيمهػػػػػػا

.(6)(الأحكل)ك

(89الممؾ, ) (1) (.4:الحاقة, ) (2) (.;-:الأعمى, ) (3)ـ, 8044, 4فػػي الفكاصػػؿ القرآنيػػة, دار صػػفاء لمنشػػر, طالعنبكػػي, عمػػي عبػػدالله, البنػػاء المغػػكم (4)

.<?ص .)ما يحممه السيؿ مف القش كالزبد كالقذر(ابف منظكر, لساف العرب, مادة )غثا( (5) النبات الذم قد اسكد.المصدر نفسه, مادة )حكا( (6)

Page 45: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

34

لا تقػديـ فػي الكػلاـ, صفة لغثػاء, كحينئػذو ا أنهعربت أحكل إعرابيف, الأكؿ: كقد أي يككف تقدير الكلاـ: أخرج المرعػى أحػكل, فجعمػه كعندئذو ا حاؿ مف )المرعى( أنهكالثاني

إلػػىبينمػػا ذهػػب أبػػك حيػػاف (2)كالنحػػاس (1)غثػػاء. كقػػد أيػػد الإعػػراب الثػػاني كػػؿ مػػف الفػػراءأحػػػػكل صػػػػفة لػػػػػ )غثػػػػاء( كيتػػػػابع: "كحسػػػػف تػػػػأخير الإعػػػػراب الأكؿ بقكلػػػػه: "كالظػػػػاهر أف

. (3)جؿ الفكاصؿ")أحكل( لألىك نماقاؿ: "ك ذلؾ ذهب ابف هشاـ ف اا ر ى كأخػجب أف تككف حػالان مػف المرعػالكا اا

ع رعايػػػػػة كقػػػػػ إنمػػػػػاخير أحػػػػػكل أتػػػػػ أف إلػػػػػىلتناسػػػػػب الفكاصػػػػػؿ. ككػػػػػذلؾ الزركشػػػػػي ذهػػػػػب . (4)لمفكاصؿ إلا أف -مرعػى–يقاع الرائػع لكممػة )أحػكل( كتناسػقها مػع سػابقتها كمع تقديرم للإ

ثػػر فيػػه لمحاكلػػة جمػػب الفاصػػمة أتمقائيػػان لا ترتيبػػان ترتيػػب الكممػػات عمػػى هػػذا النحػػك جػػاء يقاعها. ,كهذا مف إعجاز القرآف كقدرته عمى التكفيؽ بيف المعاني كاا

القسم الرابع: ما يختص بالفلل النحوي:

ـ بػػه أشػػبا الجمػػؿ مػػف دكر غيػػر الػػذم تقػػكـ بػػه بالنسػػبة لممتعمػػؽ ك مػػف ذلػػؾ مػػا تقػػ . بػيف أجػزاء الجممػة الكاحػدة معترضػات( به. هذا الدكر يتمثؿ في ككنهػا )فكاصػؿ بمعنػى. (5)(يغلير عينلب ؽؾش ره: )تعالى قكله مثؿ كيمكف أف نمتمس الدلالات لهذ المكاضع. في

الفػػراء, أبػػك زكريػػا يحيػػى بػػف زيػػاد, معػػاني القػػرآف, تحقيػػؽ: عبػػد الفتػػاح إسػػماعيؿ شػػمبي, مراجعػػة: (1) .>;8, ص9, ج8=?4عمي النجدم ناصؼ, الهيئة المصرية العامة لمكتاب, )د.ط(,

النحاس, أبك جعفر أحمد بف محمد بف إسماعيؿ, إعراب القرآف, تحقيؽ: زهير غازم زاهد, عالـ (2) .:80, ص;ـ, ج<<?4ق, ?4:0, 9ة النهضة العربية, بيركت, طالكتب, مكتب

الأندلسي, أبك حياف محمد بف يكسؼ, البحر المحيط, تحقيؽ: عادؿ أحمد عبػد المكجػكد, كعمػي (3), <ـ, ج8004ق, 4:88, 4محمػػػػػػػد معػػػػػػػكض, دار الكتػػػػػػػب العمميػػػػػػػة, بيػػػػػػػركت, لبنػػػػػػػاف, ط

. 9;:صالأنصػػارم, ابػػف هشػػاـ أبػػك محمػػد عبػػدالله جمػػاؿ الػػديف بػػف يكسػػؼ ابػػف أحمػػد عبػػدالله المصػػرم, (4)

. ;9;, ص8مغني المبيب, تحقيؽ: محمد محيي الديف عبد الحميد, )د.ط(, )د.ت(, ج

Page 46: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

35

. فقد فصؿ هنا بالجار كالمجػركر )عمينػا( بػيف الخبػر )حشػر( المكصػكؼ كصػفته (1)(يغير: -فػي غيػر القػرآف–)يسير(. فالفصؿ جػاء هنػا بػيف الصػفة كالمكصػكؼ. كتقػدير الكػلاـ

ف ثػػـ جػػاءت الفاصػػمة )ذلػػؾ حشػػر يسػػير عمينػػا(. فالتقػػديـ أفػػاد الاختصػػاص كالتككيػػد كمػػ . بصكرة تمقائية

كبعد: فهذ نبذة عف علاقة الفاصمة القرآنية بالتركيب النحكم, كقد حاكلت أف أثبػت أف

نمػػالذاتػػه فػػي كػػلاـ الله, ك الفاصػػمة ليسػػت غرضػػان مقصػػكدان كػػاف الغػػرض البلاغػػي سػػابقان اا : الآتيغاية ترتيب الكممات القرآنية عمى النحك عميها, كبذلؾ تككف

ثانيػػػان -الرتبػػػة النحكيػػػة-كالالتػػػزاـ بأصػػػكؿ المغػػػة العربيػػػة ,الغػػػرض البلاغػػػي أكلان عفكيان غير مقصكد لذاته. الإيقاعكأخيران يأتي

مػػكجز لػػرأم الدارسػػيف القػػدامى فػػي علاقػػة الفاصػػمة القرآنيػػة العػػرض كبعػػد هػػذا ال عمػػػف مػػػراران ألا يسػػػعني إلا أف التي تسػػػبقها فػػػي الآيػػػات الكريمػػػة. كالتػػػأخير بظػػػاهرة التقػػػديـ

, كمػػػا يفعػػػؿ الشػػػعراء كقػػػد كصػػػفهـ الله الإيقػػػاعالفاصػػػمة القرآنيػػػة بغايػػػة ربط اسػػػتنكارم لػػػ ب ب يموو ؤو( 225) ييو واد و ـي ؤ رش ؤ (224) واؽبو يزجع واؾعشاء)بالغي: المقبمػكف عػف طريػؽ الغػي, فهػـ ": (الغػاككف)يقكؿ )السعدم( في تفسير لمعنى , (2)(يفعو, ضاؿ كفاسد. فتارة في مدح, كتػارة فػي قػدح أنفسهـ غاككف. كتجد أفي تباعهـ كؿ غاكو

فلا يستقر لهػـ قػرار, كلا يثبتػكف عمػى ,كمرة يمرحكف ,خركفيس أخرل, ك يتغازلكف أخرلك .(3)"حاؿ

,عجازغاية مف غايات الإ الإيقاع بأف كمف قكلهـ ,كمهما كانت حجة هؤلاء لفاظ الأ تأكيدهـ عمى أف يسكغحديثهـ لا جانب الغرض البلاغي, فهف إلىيأتي أنهك

الله قادر عمى تحقيؽ هذ الغاية دكف تقديـ أك لأف ؛ الإيقاعقد تتقدـ أك تتأخر لغاية

(. ::سكرة ؽ, ) (1) (. >88 -:88الشعراء, ) (2)كػػلاـ المنػػاف, قػػدـ لػػه فضػػيمة السػػعدم, عبػػد الػػرحمف ناصػػر, تيسػػير الكػػريـ الػػرحمف فػػي تفسػػير (3)

. ?8>ـ, ص?800ق, 4:90, 4الشيخ محمد بف صالح العثيميف, مكتبة فياض, ط

Page 47: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

36

رنفذ ؤ لج اجؾش نفذ سثي ىبد ذادا اجؾش وب و ل) , كقد كصؼ نفسه سبحانه:تأخير

.(1)(ذدا ثضه عئنب وو سثي وبد

اعتباطان في القرآف الكريـ, كلا تمتكم أعناؽ الكممات لا يأتي كالتأخيرفالتقديـ جمة نعمـ قسمان منها مثؿ كالسجع بؿ تتقدـ كتتأخر لأغراض بلاغية التحقيؽ المكسيق

دنى دنى كمف الأالأ إلىعمى همية, كالعناية كالتدرج مف الأ)الاختصاص, كالتككيد, كالأ ساءة....( كالقسـ الآخر لا يعممه إلا الله.ع بالمسرة كالإاسر عمى كالإالأ إلى

ككاف أعمـ الناس في زمنه بالشعر ,كيحضرنا هنا ما كقع لمكليد بف المغيرة ف حيف سمع القرآف الكريـ لأكؿ مرة فقاؿ: )كالله إف ,كالنثر كالخطابة عميه له لحلاكة كاا

ف ف لطلاكة كاا يش تراجع عف مكقفه كحيف لامته قر (2)أسفمه لمغدؽ( أعلا لمشرؽ, كاا

ويؿ لز ص (19 ) لذس ويؿ مز( ـ18 ) ولذس ـىش ؤه: )تعالى قكله هنزؿ فيككصفه بالسحر ف

( ب24)ياصش عؾش بب هزا ب ـمبي( 22)واعزىجش ؤدثش ص( 22)وثغش عجظ ص (21) ظش ص( 21) لذس .(3)(عمش عإصيه (25) اجؾش لوي بب هزا

(. ?40الكهؼ, ) (1)الحػػػػاكـ, أبػػػػك عبػػػػدالله محمػػػػد بػػػػف عبػػػػدالله بػػػػف محمػػػػد بػػػػف حمدكيػػػػه النيسػػػػابكرم, المسػػػػتدرؾ عمػػػػى (2)

ق, 4:44, 4الصػػػػحيحيف, تحقيػػػػؽ: مصػػػػطفى عبػػػػد القػػػػادر عطػػػػا, دار الكتػػػػب العمميػػػػة, طق(, تحقيػػػؽ: محمػػػد عبػػػد المػػػنعـ 09:. كالبػػػاقلاني, أبػػػك بكػػػر, )ت0;;, ص8ـ, ج0??4

. 94ـ, ص4??4, 4خفاجي, دار الجيؿ, بيركت, ط (. >8-<4المدثر) (3)

Page 48: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

37

كلجميع الخمؽ بأف يأتكا بسكرة مف مثمه, قاؿ ,القرآف هك كلاـ تحدو لمعرب

ونز ب اه دو ؽذاءو وادعوا ضه ثغوسح ـإروا عجذب ع ضنب ب سيت ـي ونز وب: )تعالى

.(1)(ىبـشي ؤعذد واؾغبسح انبط ولودهب ازي انبس ـبرموا رفعوا و رفعوا ـة (23)صبدل

هلزا ثض يإروا ؤ ع واغ ظلأا اعزعذ ئ ل: )تعالى , بقكلهأخرلكقد أكد التحدم مرة

.(2)(ظيرا جعط ثعع وب وو ثضه يإرو لا امشآ

,صكتية أك بلاغيةعجاز لا تعد كلا تحصى, أدبية كانت أـ عممية, إفجكانب ساعة يقكؿ قياـ ال إلىعجازاته إ لىالا يأتيه الباطؿ مف بيف يديه كلا مف خمفه, كتتك

أدب أـ كتاب تشريع أـ كتاب أـ كتاب أهك كتاب لغة"ي: الدكتكر: فاضؿ السامرائ دريخ أـ كتاب اجتماع أـ كتاب سياسة أـ كتاب عقائأأـ كتاب ت اقتصاد أـ كتاب تربية

. !!(3)"مر هذا الكتابأ أـ هك كؿ ذلؾ كفكؽ ذلؾ؟! عجيب

ديب معجزان, كيرا المغكم معجزان, كيرا أرباب القانكف يرا الأ"كيضيؼ السامرائي قائلان: كالتشريع معجزان, كيرا عمماء الاقتصاد معجزان, كيرا المربكف معجزان, كيرا عمماء النفس

زان, كيرا عمماء الاجتماع معجزان, كيرا المصمحكف كالمعنيكف بالدراسات النفسية معج .(4)"معجزان, كيرا كؿ راسخو في عممه معجزان

(. :8 -89البقرة, ) (1) (.<<الإسراء, ) (2)ق, :4:9, <الأردف, ط -السػػػػػػامرائي, فاضػػػػػػؿ صػػػػػػالح, التعبيػػػػػػر القرآنػػػػػػي, دار عمػػػػػػار, عمػػػػػػاف (3)

.?4ـ, ص8048 .?4المرجع نفسه, ص (4)

Page 49: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

38

الباب الثاني

في القر ن الكريم والتأخيرمن جماليات التقديم

يزخر القرآف الكريـ بأسمكبية التقديـ كالتأخير, بحيث ييعد بابان عظيمان مف أبكاب البلاغة, كمبحثان هامان مف مباحث عمـ المعاني يحتاج إلى كقكؼ طكيؿ لتدبر أغراضه

كتتبع غاياته.

بي ركأهميته في المغة العربية, يجد بعد أف تكممت عف أسمكب التقديـ كالتأخير كالأسرار البلاغية كراء ذلؾ ,أف أكرد أجمؿ الآيات القرآنية في التقديـ كالتأخير الآف

التقديـ, أم الفكائد المعنكية كالمفظية التي اقتضت التقديـ كالتأخير في ضكء جماليات القرآف الكريـ حكؿ هذا الأسمكب الفني, فلا شؾ أف لكؿ مكضع تقديـ أك تأخير غاية

عريقة؛ لفائدة المعنى المطمكب كراء هذا لها جذكر ان عظيم ان بلاغي ان إعجاز بلاغيةالأسمكب مع مراعاة مقتضى الحاؿ؛ لأف البلاغة هي مطابقة الكلاـ لمقتضى الحاؿ

مع فصاحته.

تقديـ كالتأخير هك أسمكب فني جميؿ, لكف كلاـ الله أضفى عميه جمالان أكثر, الف غرض البلاغي أكلان ثـ الغرض النحكم ثانيان الكأكله أهمية كبرل بيف أساليب البلاغة,

؛ لأف القرآف الكريـ له خصكصية في هذا الأسمكب كغير ليفتح ثـ الفاصمة القرآنية ثالثان ليرفع مف قدر هذا الأسمكب نزؿ هذا الكتاب العظيـ بان كاسعة أماـ هذا الفف, إلى أفأبكا

. هافي أفاق؛ ليطاؿ نكر عمكـ العربيةحتى أصبح شمعة مضيئة في

ا أهؿ العمـ هإف جماليات التقديـ كالتأخير مف الفنكف البلاغية الرائعة التي عرف كالذيف أكتكا حضان مف المعرفة في مكاضع الكلاـ, كقد بمآ القرآف الكريـ ذركة في هذا الأسمكب, كارتقى أعمى رتبة في كضع المفظة بمراعاة السياؽ المعنكم الذم كرد فيه بؿ

الألفاظ كنظر إليها نظرة كاحدة كشاممة في جميع المكاضع التي كردت فيها ىعرا

Page 50: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

39

القرآف كمه, فترل الكلاـ متسقان كمترابطان مع غير , لا أقكؿ كأنه لكحة أك صكرة فنية بؿ مف ذلؾ!!! فهك دقيؽ في تقديـ الألفاظ كتأخيرها دقة كأرفع كأسمى كأبهى أجمؿ

يذي ب اشؽذ ,ععنب لشآب عغجب ؤوؽي بي ؤه اعز فش اغ ـمبوا ببل عجيبة !!! قاؿ تعالى )كتاب كالأدباء كالبمغاء كيبقى القرآف معجزة عمى العمماء كال (1)( ـأنب ثه و ؾشن ثشثنب ؤؽذا

الخالدة إلى يكـ القيامة. __ معجزة الرسكؿ لأنه ف في العمـ؛كالراسخي

كقد كقؼ السمؼ مف هذ الظاهرة البلاغية مكقػؼ الحػائر فػي بدايػة نػزكؿ القػرآف ق( أف السػػػػػمؼ 911الكػػػػػريـ, لكػػػػػنهـ عػػػػػادكا كأدركػػػػػكا مراميهػػػػػا, فقػػػػػد ركل السػػػػػيكطي ت )

مما عرفكا أنها مف بػاب التقػديـ رضكاف الله عميهـ قد أشكؿ عميهـ معنى بعض الآيات, ف رعغجه ـلبكالتأخير اتضح مدلكلها. فقد أخرج ابف أبي حاتـ عف قتادة في قكله تعالى: )

. (2)(اذيب اؾيبح ـي ثب يعزث اه يشيذ بب ؤولاده ولا ؤوايقػكؿ: "لا تعجبػؾ أمػكالهـ فػي الحيػاة الػدنيا إنمػا يريػد قاؿ: هذا مػف تقػادـ الكػلاـ,

. (3)الله ليعذبهـ بها في الآخرة"كتكضػػيحان لمركايػػة السػػابقة فػػهف السػػمؼ احتػػاركا كيػػؼ يكػػكف التعػػذيب فػػي الحيػػاة

الدنيا بسبب الأمكاؿ كالأكلاد. ثـ عممكا أف في الآية تقػديمان كتػأخيران, كمقتضػى الكػلاـ "لا هـ كلا أكلادهـ في الحياة الدنيا" فتنبهكا لطسمكب البلاغي الماثؿ في الآية. تعجبؾ أمكال

رغػػػػـ أف المعنػػػػى قػػػػد يكػػػػكف بخػػػػلاؼ مػػػػا ذهػػػػب إليػػػػه السػػػػيكطي مػػػػف تقػػػػدير كػػػػلاـ الإنساف قد ييعذب بأكلاد كأمكالػه فػي الػدنيا محذكؼ مفاد )ليعذبهـ بها في الآخرة(؛ لأف

يسيء استخداـ أمكاله. قبؿ الآخرة, حيف يعقه أبناؤ أك

1 . ( 2-1الجف )( ( (.;;التكبة, ) (2) . ?48, ص4السيكطي, المعترؾ, ج (3)

Page 51: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

41

كعػػد ابػػف جنػػي ظػػاهرة التقػػديـ كالتػػأخير مػػف مظػػاهر شػػجاعة العربيػػة, ففيهػػا إقػػداـ عمػػػى مخالفػػػػة لقرينػػػػة مػػػف قػػػػرائف المعنػػػػى, مػػػف غيػػػػر خشػػػػية لػػػبس, اعتمػػػػادان عمػػػػى قػػػػرائف

ككصكلان بالعبارة إلى دلالات كفكائد تجعمها عبارة راقية ذات ركنؽ كجماؿ. (1),أخرليكػػكف التقػػػديـ كالتػػأخير سػػببان فػػػي لطػػؼ التعبيػػر كجمػػػاؿ الإيقػػاع, يقػػكؿ عبػػػد كقػػد

القػػاهر الجرجػػاني كاصػػفان التقػػديـ كالتػػأخير: "كلا تػػزاؿ تػػرل شػػعران يركقػػؾ مسػػمعه, كيمطػػؼ أف راقػػػؾ كلطػػػؼ عنػػػدؾ, أف قػػػدـ فيػػػه شػػػيئان, كحػػػكؿ سػػػبب لػػػديؾ مكقعػػػه, ثػػػـ تنظػػػر فتجػػػد

. (2)المفظ مف مكاف إلى مكاف"ممػػػا نػػػص ,أعػػػرض لػػػبعض مػػػكاطف التقػػػديـ كالتػػػأخير فػػػي القػػػرآف الكػػػريـكسػػػكؼ

عجازها, كلكف ينبغػي قبػؿ ذلػؾ مػف التنبيػه العمماء عمى تحديدها كتبيف أسرار عظمتها كااعمػػى أمػػػر هػػػاـ, كهػػػك كجػػػكب عػػػدـ البػػػت فػػػي قضػػػية الغػػػرض البلاغػػػي الماثػػػؿ كراء هػػػذ

الظاهرة لطسباب التالية: د يحتمػػػؿ أكثػػػر مػػػف غايػػػة كغػػػرض, مػػػف ذلػػػؾ ذهػػػاب فاضػػػؿ التقػػػديـ كالتػػػأخير قػػػ إف .1

السامرائي في تحميمه لقكلػه تعػالى: ) اله ؤعل الزي ل ـإوللئه واشعلوي اله يؽل ول

. (3)(سـيمب ؤولئه وؽغ واصبؾ واؾذاء واصذيم انجي عييقػكؿ: كقػد يكػكف التقػديـ بحسػب الفضػػؿ كالشػرؼ فقػدـ الله عمػى الرسػكؿ, ثػـ قػػدـ

السػعداء مػػف الخمػػؽ بحسػػب تفاضػػمهـ, فبػػدأ بالأفضػميف كهػػـ النبيػػكف, ثػػـ ذكػػر مػػف بعػػدهـ بحسػػػب تفاضػػػمهـ, كمػػػا تػػػدرج مػػػف القمػػػة إلػػػى الكثػػػرة, فبػػػدأ بػػػالنبييف كهػػػـ أقػػػؿ الخمػػػؽ, ثػػػـ

ثـ الشهداء, ثػـ الصػالحيف, فكػؿ صػنؼ أكثػر مػف الػذم قبمػه, فهػك الصديقيف كهـ أكثر, تدرج مف القمة إلى الكثرة, كمف الأفضؿ إلى الفاضؿ. كلا شؾ أف أفضؿ الخمػؽ هػـ أقػؿ

. (4)الخمؽ إذ كمما ترقى الناس في الفضؿ قؿ صنفهـ"

.8>9, ص8ابف جني, الخصائص, ج (1) .;<الجرجاني, عبد القاهر, دلائؿ الإعجاز, ص (2) (.?>النساء, ) (3) . :;السامرائي, التعبير القرآني, ص (4)

Page 52: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

41

غاية التقديـ هك الفضؿ كالشرؼ, ثػـ عػاد ليػنص عمػى فقد نص الباحث عمى أف آخػػر, كهػػك التػػدرج مػػف القمػػة إلػػى الكثػػرة, كبػػذا يصػػعب البػػت مػػف قبػػؿ البػػاحثيف غػػرض

بالغاية؛ لأنها قد تتعدد كتتفرع كتتشعب. إف القرآف الكريـ ماضو بهعجاز إلػى يػكـ القيامػة, كمػا يظهػر لنػا مػف غايػات كأسػرار .2

قػػد يتناسػػب مػػع معطيػػات عصػػرنا كبيئتنػػا, كلكػػف قػػد يظهػػر لطجيػػاؿ اللاحقػػة غايػػات معطيػات عصػرهـ كعمػكمهـ. كبػػذا لا يجػكز القطػع كالبػت عنػد شػػرح ك أخػرل تتناسػب

الآيات كتفسيرها. إف البت في غايات التقديـ كالتأخير قد يترتػب عميػه تغيػر فػي أحكػاـ الفقػه كالعبػادة, .3

وؤيلذيى وعلوهى ـبؼغلوا اصللبح بل للز برا آنلوا ازي ؤيب يبمف ذلؾ قكله تعالى: )

. (1)(اىعج ب وؤسعى ثشئوعى واغؾوا اشاـك ب

فػػػػي فتقػػػػديـ الكجػػػػه عمػػػػى اليػػػػديف, كالػػػػرؤكس عمػػػػى الػػػػرجميف, ينبنػػػػي عميػػػػه أحكػػػػاهـ الكضكء لا بد مف مراعاتها.

قػػد يػػأتي متػػأخران فػػي آيػػة أخػػرل, كبػػذا لا يجػػكز القػػكؿ ,إف مػػا يػػرد متقػػدمان فػػي آيػػة مػػا .4 افله ورلش بتقدـ هذا المعنػى بصػكرة مطمقػة, مػف ذلػؾ قكلػه تعػالى كاصػفان البحػر: )

. (3)(واخش ـيه افه ورش , كفي سكرة أخرل: )(2)(ـيه واخش

نمػا لمفػت النظػر فػي فالتقديـ كالتأخير في الجار كالمجركر )فيه( لػـ يػأت عبثػان, كاا, كقػػد جػػاءت عقػػب حػػديث عػػف كسػػائط النقػػؿ (4)الآيػػة الأكلػػى لحركػػة السػػفف كهػػي مػػكاخر

الخيػػػؿ كالبغػػػاؿ كالحميػػػر, بينمػػػا جػػػاءت الثانيػػػة متقدمػػػة لتشػػػير إلػػػى البحػػػر؛ لأف الحػػػديث يشير إلى البحر, كما أكدع الله فيه مف النعـ. السابؽ عميه

فػػي هػػذا البػػاب أف يتحػػرل أغػػراض كركد المفػػظ كمكاضػػعه فينبغػػي عمػػى الباحػػث كالتأكد مف كركد متقدمان, أك متأخران في مكاطف أخرل مف القرآف الكريـ.

(.>المائدة, ) (1) (. :4النحؿ, ) (2) (.48فاطر, ) (3) تشؽ الماء مع صكت.ابف منظكر, لساف العرب, مادة )مخر(, (4)

Page 53: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

42

كلعػػؿ أعظػػـ مػػكاطف التقػػديـ كالتػػأخير فػػي القػػرآف الكػػريـ, مػػا دؿ عمػػى ألكهيػػة الله ر الألكهيػػة كعظمتػػه, فبػػدأت بػػذكر الله كتقػػدـ ذكػػر عمػػى مػػا سػػكا لغايػػة القصػػر, أم قصػػ

رإخلز لا اميلو اؾلي هلو بلا بلله لا اله عمى ذاته سبحانه كتعالى, مف ذلؾ قكلػه تعػالى: )

. (1)(و ولا عنخأم ,فتقػػػػديـ المسػػػػند إليػػػػه )الله( جػػػػؿ جلالػػػػه, جػػػػاء لمتنبيػػػػه عمػػػػى معنػػػػى القصػػػػر

اختصاص الله سػبحانه بالألكهيػة دكف سػكا . فيكػكف لكقػع هػذا التقػديـ جػلاؿ كتعظػيـ فػي اغلبواد لوس اهنفس السامع. كتتعدد مكاقع هذا التقديـ في القرآف الكريـ كقكله تعالى: )

. (3)(الأسض ـي وب اغبواد ـي ب ه ازي اه. )(2)(صجبػ ـيب وؾىبح وس ض واإسضكقد يككف تقدـ ذكر سبحانه )لمتبرؾ( حثان لمخمؽ عمى البسممة, كالبػدء بػذكر الله,

ولبيكطمبه إلى مف حكله التبرؾ بذكر الله: ) -عميه السلاـ-مف ذلؾ تحرؾ سفينة نكح

. (4)(شعبهبو غشاهب اه ثغ ـيب اسوجواخػػارج القػػرآف: )مجراهػػا كمرسػػاها بسػػـ الله( فتقػػدـ الجػػار –كأصػػؿ التركيػػب المغػػكم

كالمجػػػركر كهػػػك فػػػي الأصػػػؿ خبػػػر المبتػػػدأ كمكانػػػه التػػػأخر, فكػػػاف التقػػػديـ لغايػػػة التبػػػرؾ رساؤها. كالبسممة, أم ببركة الله إجراؤها كاا

التقػػديـ كالتػػأخير إلػػى غايػػة كيأخػػذ القػػارئ إحسػػاسه بالعظمػػة كالمهابػػة حػػيف يشػػير ذهػػاؿ السػػامع, لا سػػيما فػػي الآيػػات التػػي تصػػؼ قػػدرة الله فػػي الخمػػؽ كالإبػػداع التعجػػب كاا

لبس ايل خلك الزي وهلو الكػكني, مػف ذلػؾ قكلػه تعػالى: ) ـله ـلي ول واملش واؾلظ وان

. (5)(يغجؾو

(.;;8البقرة, ) (1) (.;9النكر, ) (2) (.8إبراهيـ, ) (3) (. 4:هكد, ) (4) (.99الأنبياء, ) (5)

Page 54: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

43

-كػػػؿ فػػػي فمػػػؾ يسػػػبحكف-ير : "كفػػػي الجممػػػة الاسػػػمية فػػػي تفسػػػيقػػػكؿ البيضػػػاكم إظهػػػار لعظمػػػة الله كقدرتػػػه سػػػبحانه, كبيػػػاف لإحكػػػاـ قبضػػػته كتنكيػػػه بدقػػػة نامكسػػػه, كفػػػي تقديـ )في فمؾ( عمى متعمقه دلالة عمى عظمة الخالؽ, كعجائب قدرته سػبحانه كتعػالى,

كمػع هػذ السػرعة , (1)فالككاكػب تسػرع عمػى سػطح الفمػؾ إسػراع السػابح عمػى سػطح المػاءالعاليػػة لا يحػػدث أم انفػػلات كلا خمػػؿ, كلا يقػػع تصػػادـ, فػػي هػػذا الصػػنع العجيػػب, فكػػأف هػػذ الككاكػػب عاقمػػة, تػػتحكـ فػػي أمػػر سػػيرها, كلهػػذا السػػبب عػػاد عميهػػا ضػػمير العقػػلاء, كهػػك كاك الجماعػػػة فػػػي قكلػػػه )يسػػػبحكف(, كمػػا عػػػكد ضػػػمير العقػػػلاء إلا لمكصػػػؼ بفعمهػػػـ

. (2)كهك السباحة"كهي إشارة لطيفة مف البيضاكم حػكؿ اسػتخداـ الضػمائر عنػد حديثػه عػف التقػديـ

كالتأخير, كأصؿ الكلاـ: كؿ يسػبحكف فػي فمػؾ, فجػاء تقػديـ الجػار كالمجػركر )فػي فمػؾ( بػؿ إف اسػتخداـ ضػمير العقػلاء فػي ,لمتعجب مف سباحة هػذ الأجػراـ عمػى سػطح الفمػؾ

جػػراـ مػػأمكرة بهػػػذ الحركػػة التعجبيػػة, كمػػا البشػػػر قكلػػه )يسػػبحكف( تػػدؿ عمػػػى أف هػػذ الأ فأضفى هذا التشخيص عمى الصكرة ركعة كمهابة!!

كينكػػر البػػاحثكف عمػػى مػػف يػػذهب إلػػى أف هػػذا التقػػديـ كالتػػأخير إنمػػا جػػاء لخدمػػة الفاصػػمة القرآنيػػة, فالإعجػػاز البلاغػػي الػػذم أفػػاد التقػػديـ هػػك التعجػػب, كلػػيس كمػػا ذهػػب

مة, كأم فاصمة كراء هذا الإبداع الذم لا تدركه الأبصار؟! بعضهـ لرعاية الفاصكهػػذا الكػػلاـ يؤيػػد كػػلاـ فػػي مكضػػع آخػػر جػػاء متناسػػبان مػػع الآيػػة السػػابقة, قػػاؿ

لبس علبثك ايل ولب املش رلذسن ؤ لب ينجؽلي اؾلظ لب تعػالى: ) (3)(يغلجؾو ـله ـلي وول ان

البيضػػػاكم, ناصػػػػر الػػػديف أبػػػػك الخيػػػػر عبػػػدالله بػػػػف عمػػػر بػػػػف محمػػػػد الشػػػيرازم الشػػػػافعي, تفسػػػػير (1)البيضػاكم. أنػػكار التنزيػؿ كأسػػرار التأكيػػؿ, إعػداد محمػػد عبػػد الػرحمف المرعشػػمي, دار إحيػػاء

. كينظػػر: أبػك السػػعكد, 0;, :ـ, ج<??4 -ق<4:4, 4التػراث العربػي, بيػػركت, لبنػاف, ططفى العمادم الحنفي, تفسػير أبػي السػعكد أك إرشػاد العقػؿ السػميـ, محمد بف محمد بف مص

ق, ?4:4, 4تحقيػػػؽ: عبػػػد المطيػػػؼ عبػػػد الػػػرحمف, دار الكتػػػب العمميػػػة, بيػػػركت, لبنػػػاف, ط . ;99, ص:ـ, ج???4

. ;44, ص9الزمخشرم, الكشاؼ, ج (2) (.?9يس, ) (3)

Page 55: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

44

أكدت الانتظاـ في سير الشمس كالقمر, كفػي تعاقػب الميػؿ (يغجؾو ـه ـي وو فجممة )كالنهار, كأكدت أيضان التناسػؽ العجيػب كالتػرابط المحكػـ, كتقػديـ )فػي فمػؾ( عمػى متعمقػه

, كهذا يمفػت الانتبػا إلػى عجائػب قػدرة الخػالؽ فػي (1))يسبحكف( يظهر سيرها فيه بانبساط لكتركنػػي, أكإكػػؿ فػػي فمكػػه الخػػاص بػػه, كفػػؽ نظػػاـ غيػػر ,كػػؿ مػػف الشػػمس كالقمػػرسػػير

دقيؽ كلا غير ذلؾ مف الأنظمة المتطػكرة فػي نظرنػا كهربائي, أك ميكانيكي, أك هندسيأف نقػػػػػػارف هػػػػػػذ -جػػػػػػؿ كعػػػػػػلا-شػػػػػا لله فهػػػػػي لا شػػػػػػيء عنػػػػػػد الله سػػػػػػبحانه كتعػػػػػػالى, كحا!!! كعند الرجػكع إلػى صػنع البػارم تعالىالاختراعات البسيطة, بعجائب صنعه سبحانه ك

نجػػد أعجػػبى كأدهػػشى ممػػا تقػػدـ, كيكفينػػا أف نتأمػػؿ تعاقػػب الميػػؿ كالنهػػار, -عػػز كجػػؿ-فهػػذا الإبػػداع يػػدفعنا إلػػى التفكػػر كالتػػدبر, كالمجػػكء إلػػى الله سػػبحانه كتعػػالى كمػػا جػػاء فػػي

لبس ايل واخزلبؾ والأسض اغبواد خك ـي بقكله تعػالى: ) ( 091)الأجلبة لإوي لآيلبد وان خمذ ب سثنب والأسض اغبواد خك ـي ويزفىشو عنوث وع ولعودا ليبب اه يزوشو ازي

!!!(2)(انبس ةعزا ـمنب عجؾبه ثبؼلب هزاكفي تقديـ )في فمؾ( إشارة لاهتماـ المتأمؿ كشد لانتباهه إلى عظمػة الخػالؽ فػي

سيطرته عمى هذا الكػكف العجيػب!!! فالإعجػاز البلاغػي الػذم أفػاد التقػديـ هػك التعجػب لإبػػػداع الػػػذم لا فاصػػػمة كراء هػػػذا ا لرعايػػػة الفاصػػػمة, كأم -كمػػػا ذهػػػب بعضػػػهـ-كلػػػيس هػػػذا التقػػػديـ يعػػػد مػػػف كأعظػػػـ كأعجػػػب جماليػػػات التقػػػديـ كالتػػػأخير فػػػي الأبصػػػار. ك تدركػػػه

القرآف الكريـ!!! كيقكد الحديث عف التقديـ لإظهػار معنػى الألكهيػة لله سػبحانه للإشػارة إلػى أشػهر

الآيػػػات التػػػي تػػػدؿ عمػػػى معنػػػى الاختصػػػاص كقصػػػر العبػػػادة عمػػػى إلػػػه كاحػػػد, كهػػػك الله .(3)(غزع وبيبن عجذ بيبنى في سكرة الفاتحة: )سبحانه كذلؾ في قكله تعال

.?::, ص 9البيضاكم, أنكار التنزيؿ, ج (1) (.4?4-0?4آؿ عمراف, ) (2) (.;الفاتحة, ) (3)

Page 56: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

45

فقد قيدـ المفعكؿ به )إياؾ( عمػى متعمقػه )نعبػد( كػذلؾ متعمقػه )نسػتعيف(؛ لأف الله عػػؿ هػػذا المعنػػى فػػي مفتػػتح الكتػػاب كحػػد يخػػتص بالعبػػادة, كبػػه كحػػد تػػتـ الاسػػتعانة, كجي

مقبكلة أخرل أمػاـ الإنسػاف, لطمػب الاسػتعانة أك العزيز, لتغمؽ الطريؽ أماـ أم خيارات الهداية أك التكجه.

كحكؿ تقػديـ الفعػؿ نعبػد عمػى الفعػؿ نسػتعيف, تقػكؿ الباحثػة خديجػة السػايح: "قػدـ سػػػيمة قبػػػؿ طمػػػب الحاجػػػة, أنجػػػح لحصػػػكؿ ك العبػػػادة عمػػػى الاسػػػتعانة؛ لأف تقػػػدـ القربػػػة كال

. (1)الطمب, كأسرع لكقكع الإجابة"ؼ مػػا تكصػػؿ إليػػه الدارسػػكف حػػكؿ مفتػػتح سػػكرة الفاتحػػة أف التعبيػػر فػػي كمػػف لطيػػ

( لػـ يتقدمػه الضػمير الػداؿ عمػى المفعػكؿ بػه, فمػـ يقػؿ المغزمي اصشاغ اهذللللبقكله تعالى: ))إيانا اهد( كحكؿ تفسير ذلؾ يقكؿ فاضؿ السامرئي: "كالسبب في ذلػؾ أف طمػب الهدايػة

؛ إذ لا يصػػػح أف نقػػػكؿ: "المهػػػـ اهػػػدني كحػػػدم, كلا تهػػػد أحػػػدان لا يصػػػح فيػػػه الاختصػػػاصغيرم, أك خصػني بالهدايػة دكف النػاس, كمػا نقػكؿ المهػـ ارزقنػي كاشػفني كعػافني, فأنػت تسػػأؿ لنفسػػؾ, كلػػـ تسػػأله أف يخصػػؾ كحػػدؾ بػػالرزؽ كالشػػفاء كالعافيػػة, فػػلا يػػرزؽ أحػػدان

. (2)غيرؾ كلا يشفيه كلا يعافيه"الجميمػػة الدالػػة عمػػى التقػػديـ كالتػػأخير لغػػرض الاختصػػاص, قكلػػه كمػػف المكاضػػع

نب وعيه ثه آنب اشؽ هو لتعالى: ) . (3)(رووالفعػػػػؿ )آمنػػػػا( عمػػػػى الجػػػػار كالمجػػػػركر )بػػػػه( كأخػػػػر )تككمنػػػػا( عمػػػػى الجػػػػار فقػػػػدـ

مػػاف بػػالله, بػػؿ لا بػػد كالمجػػركر )عميػػه( كذلػػؾ "أف الإيمػػاف لمػػا لػػـ يكػػف منحصػػران فػػي الإيمعػػه مػػف رسػػمه كملائكتػػه ككتبػػه كاليػػكـ الآخػػر كغيػػر , ممػػا يتكقػػؼ صػػحة الإيمػػاف عميػػه

لتفرد بالقدرة كالعمػـ القػديميف البػاقييف, هنه لا يككف إلا عمى الله كحد ؛بخلاؼ التككؿ, ف

. 4>4ـ, ص8000, 4السايح, خديجة, مناهج البحث البلاغي, منشأة المعارؼ, الأسكندرية, ط (1) . 0;السامرائي, التعبير القرآني, ص (2) (.?8الممؾ, ) (3)

Page 57: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

46

لأف قػػدـ الجػػار كالمجػػركر فيػػه ليػػؤذف باختصػػاص التككػػؿ مػػف العبػػد إلػػى الله دكف غيػػر ؛ . (1)غير لا يممؾ ضران كلا نفعان فيتككؿ عميه"

--كػػذلؾ تظهػػر جماليػػة التخصػػيص فػػي قػػكؿ الله سػػبحانه عمػػى لسػػاف النبػػي . (2)ديف" المشركيف: "لكـ دينكـ كليمخاطبان كيظهر معنى التخصيص في الآية السابقة, عند قصر المسػند إليػه عمػى المسػند

المتقػػػػدـ )لكػػػػـ( )لػػػػي( كمعنػػػػى ذلػػػػؾ أف لكػػػػؿ منػػػػا دينػػػػه المتقػػػػدـ أم قصػػػػر )الػػػػديف( عمػػػػى . (3)الخاص به الذم لا يتجاكز إلى سكا

كقػػػػد قطػػػػع البػػػػاحثكف القػػػػدامى أشػػػػكاطان بعيػػػػدة فػػػػي القػػػػدرة عمػػػػى التأمػػػػؿ كالتػػػػذكؽ الإبػػداعي لديػػات القرآنيػػة, فهػػذا عبػػد القػػاهر الجرجػػاني ينبػػه عمػػى جماليػػة الإضػػمار إذا

إذا أيضػػمر ثػػـ فيسػػر كػػاف ذلػػؾ أفخػػـ لػػه مػػف أف يػػذكر مػػف غيػػر الشػػيء تقػػدـ, يقػػكؿ: "إف يقػكؿ: (5)(اإثصلبس رعل لب بةنل ـ, كيضػرب شػاهدان عمػى ذلػؾ قكلػه تعػالى: )(4)تقػدـ إضػمار"

. (6)"ففي الآية فخامة كشرؼ لا نجد منها شيئان في قكلنا: فهف الأبصار لا تعمى" يفلؼ لب له بتقػديـ المضػمر فػي قكلػه تعػالى: )كيضػرب مثػالان آخػر عمػى جماليػة

يقكؿ: "إنه يفيد مف القكة في نفي الفلاح عف الكافريف ما لػك قيػؿ إف الكػافريف (7)(اىبـشو

. كينظػػػر الػػػرازم, محمػػػد الػػػرازم فخػػػر الػػػديف العلامػػػة ضػػػياء الػػػديف :4:, 8الزركشػػػي, البرهػػػاف, (1)عمػػر, تفسػػير الفخػػر الػػرازم, المشػػتهر بالتفسػػير الكبيػػر كمفػػاتيح الغيػػب, المشػػتهر بخطيػػب

. >=, ص?8ـ, ج0??4 -ق4:40الرم, دار الفكر, بيركت, لبناف, )د.ط(, (>الكافركف, ) (2), 8حسػف, عمػـ المعػاني فػي المػكركث البلاغػي, مكتبػة الإيمػاف, جامعػة الأزهػر, ط ينظر: طبػؿ, (3)

.?48ـ, ص:800 -ق;4:8 . ??الجرجاني, دلائؿ الإعجاز, ص (4) (.>:الحج, ) (5) .??الجرجاني, دلائؿ الإعجاز, ص (6) (.=44المؤمنكف, ) (7)

Page 58: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

47

الكافريف لا يفمحكف, لـ ييفد ذلؾ... فقد بيف كلكح ثػـ صػرح, كلا يخفػى مكػاف المزيػة فيمػا . (1)طريقه هذا الطريؽ"

كهػػػذا الإحسػػػاس لا ان فػػػي بلاغػػػة التقػػػديـ كالتػػػأخير فخامػػػةن كشػػػرفيػػػرل فالجرجػػػاني املشآ يزلذثشو ؤـلب يؤاتي إلا متذكؽ متأمؿ, كقد دعا القرآف إلى هذا التأمؿ بقكله تعالى: )

. (2)(ؤلفبب لوة ع ؤتقػديمها كذلؾ أدرؾ صاحب )الإيضػاح( أف مرامػي الآيػات الكريمػة قػد يكػكف فػي

كتأخيرها أبعد مما يظف القارئ, ففي تقديـ أسماء الإشارة أغراض ذكيػة يػدركها المتأمػؿ, عػؿ البعػد ذريعػة إلػى التعظػيـ , كربمػا جعػؿ (4)(ـيله سيلت لا اىزلبة رله : )(3)يقػكؿ: "ربمػا جي

. (6)(وعت و بب اذيب اؾيبح هز وب: )(5)القرب ذريعة إلى التحقير مثؿكهػػذا الفهػػـ كالتػػذكؽ يحتػػاج منػػا إلػػى سػػنيف طكيمػػة حتػػى نصػػؿ إلػػى مرحمػػة هػػؤلاء

البلاغييف في التدبر كالتأمؿ!! كفيمػػػا يمػػػي عػػػرض لػػػبعض مػػػكاطف الجمػػػاؿ التػػػي تعكػػػس هػػػذ الظػػػاهرة البلاغيػػػة

تػأخير يسػتحيؿ العظيمة, أذكرهػا عمػى سػبيؿ التمثيػؿ لا الحصػر؛ لأف أغػراض التقػديـ كالحصػػػرها؛ لأنهػػػا تيعػػػد بعػػػض أغػػػراض الكػػػلاـ, كقػػػد عبػػػر الشػػػارع عػػػف هػػػذا المعنػػػى بقكلػػػه

ثضه عئنب وو سثي وبد رنفذ ؤ لج اجؾش نفذ سثي ىبد ذادا اجؾش وب و لتعػالى: )

. (7)(ذداكهذا تصكير جميؿ لإمكانات المغة القرآنية, فهي بحر لا حػدكد لاتسػاعه, فكيػؼ

يمكف حصر الأغراض البلاغية الكامنة في أعماؽ هذا البحر!! هذا محاؿ!.

. ??الجرجاني, دلائؿ الإعجاز, ص (1) (.:8محمد, ) (2) .480 -?44القزكيني, الإيضاح, ص (3) (.8-4البقرة, ) (4) .480-?44القزكيني, الإيضاح, ص (5) (.:>العنكبكت, ) (6) (?40الكهؼ, ) (7)

Page 59: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

48

ونبدأ بغرض التقديم لغرض التناسب المعنوي: الزي وؤلضي كنضػرب عميػه شػاهدان قكلػه تعػالى: ) اىزلبة ؤهل ل ظلبهشوه ل

. كمكطف الشاهد قكلػه تعػالى: (1)(ـشيمب ورإعشو رمزو ـشيمب اشعت لوث ـي ولزؾ صيبصي

( فقػدـ )فريقػان( كهػك مفعػكؿ بػه عمػى عاممػه )تقتمػكف( كلػـ يقدمػه ـشيملب ورإعشو رمزو ـشيمب)التعبير اللاحؽ. كهذا ينسجـ مع المعنى المحقؽ خػارج الػنص, فمػكلا عمى )تأسركف( في

تقدـ المقاتؿ لما قيتؿ كلكلا قتمه لمػا أسػر الػذم تػأخر عنػه, فتقػديـ الألفػاظ كتأخيرهػا جسػد لنا صكرة كاقعية معبرة عف الكاقع, فالتقديـ جاء مقػرران لمػا حػدث فػي سػاحة المعركػة مػف

ؿ, كالمػػؤخر مأسػػكر, كهػػذا مػػا جػػاء متناسػػبان فػػي المعنػػى, جػػانبيف, الأكؿ أف المقػػدـ مقتػػك أم أف الإعجػػاز البلاغػػي الػػذم ظهػػر مػػف كراء التقػػديـ كالتػػأخير هػػك الاهتمػػاـ كالتناسػػب

. (2) المعنكمسػامح الركاشػدة رأل فػي التقػديـ كالتػأخير المػاثميف فػي الآيػة لكفي دراسػة أسػمكبية

كالبقػػاء عمػػى البعػػد المعيػػارم لمتركيػػب المغػػكم الكريمػػة مػػا يعكػػس أسػػمكبية الانزيػػاح تػػارة, تارة أخرل, يقكؿ:

صػػػت "إف هػػػذا التقػػػديـ يجعػػػؿ للاسػػػـ المقػػػدـ ميػػػزة مهمػػػة, فالأهميػػػة لمفئػػػة التػػػي خينهػػا الفئػػة التػػي أدارت الفتنػػة, ككانػػت قػػادرة عمػػى المشػػاركة فػػي التػػآمر إبالقتػػؿ كاسػػتحقته,

ضدث, فمػكلاهـ لمػا كقعػت الخيانػة, كلمػا نقػعمى المسمميف, إنهـ منػاط الفاعميػة فػي الحػفكضػػعت سػػابقة عمػػى العهػػد, مػػع أف الحػػدث -الفريػػؽ–؛ لػػذلؾ ميػػزت هػػذ الفئػػة الحػػدث

. (3)نفسه يكشؼ ثقؿ ما كقع عميهـ مف عقكبة, حيث كاف مصيرهـ القتؿ"عبػر عنهػا الػنص بصػكرة معياريػة لا -المأسػكرة–يػة أف الفئػة الثان الركاشدةكيرل

انزيػػاح فيهػػا, حيػػث قيػػدـ الفعػػؿ عمػػى الفاعػػؿ, كيعمػػؿ ذلػػؾ بقكلػػه: "أمػػا الفئػػة الثانيػػة كهػػي

(.>8الأحزاب, ) (1)ينظػػػر: أبػػػك القاسػػػـ, عمػػػي, بلاغػػػة التقػػػديـ كالتػػػأخير فػػػي القػػػرآف الكػػػريـ, دار المػػػدار الإسػػػلامي, (2)

. <?; =?;ص ,8ـ, ج>800, 4بيركت, لبناف, طالركاشػػدة, سػػامح عبػػد العزيػػز, جماليػػات التعبيػػر فػػي القػػرآف الكػػريـ, دار صػػايؿ لمنشػػر كالتكقيػػع, (3)

. 408ـ, ص8049, 4ط

Page 60: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

49

فمقد خضػعت لمبعػد المعيػارم لمتركيػب فقػاؿ: "كتأسػركف ,الفئة التي كانت نصيبها الأسرفػػػاعلان فػػػي نهػػػا فئػػػة غيػػػر قػػػادرة عمػػػى الػػػدفاع عػػػف نفسػػػها, كهػػػي ليسػػػت عنصػػػران إفريقػػػان"

ف العػػػادة عنػػػد إالصػػػراع؛ لػػػذلؾ يكػػػكف نصػػػيبها الأسػػػر, كهػػػك أمػػػر طبيعػػػي كمػػػألكؼ, إذ العرب تقػكـ عمػى سػبي مػف يقػع فػي يػد الجنػكد مػف النسػاء كالأطفػاؿ؛ لػذلؾ ظمػت ضػمف

. (1)السياؽ دكف انزياح"

هو بلا بله لا سثى اه رىكمف شكاهد )التناسب المعنكم( أيضان قكله تعالى: )

, فقدـ الكصؼ بالكحدانية ليناسب ذلؾ ما تقدمه في قكله تعالى: (2)(ؽيء و خبك

ه يىو ؤ . كقكله تعالى: )(3)(ع ثؽيش وثنبد ثن ه وخشلوا وخم اغ ؽشوبء ه وععوا)

لهذا السبب ك في تقرير كحدانية الله سبحانه كتعالى فالكلاـ ,(4)(صبؽجخ ه رى و وذ

(. ؽيء و خبكعمى قكله: ) (5)قدمهالتفت كثير مف الدارسيف إلى قضية -باب التناسب المعنكم-كفي هذا الباب

شصل ؾ بلبق خؾيخ ؤولادو رمزوا ولارزؽ الأكلاد, كرزؽ الآباء في قكله تعالى: ) . (7)(وبيبه شصلى ؾ بلبق ؤولادو رمزوا ولا: ), كقكله(6)(وبيبو

فقدـ رزؽ الآباء عمى الأبناء في الآية الأكلى, كفي الثانية قدـ رزؽ الآباء عمى الأبناء, كذلؾ أف الكلاـ في الآية الثانية مكجه لمفقراء كليس لطغنياء, فهـ يقتمكف

بالرزؽ, -أم كعدهـ-هـ, فأكجبت البلاغة تقديـ عدتهـ أكلادهـ مف الفقر الكاقع بلتكميؿ العدة برزؽ الأكلاد, كفي الآية الأكلى كجه الخطاب لغير الفقراء كهـ الذيف

.408المرجع السابؽ, ص (1) (.409الأنعاـ,) (2) (.404الأنعاـ,) (3) (.408الأنعاـ,) (4) .=?;أبك القاسـ, بلاغة التقديـ كالتأخير في القرآف الكريـ, عمي, ص (5) (.94الإسراء, ) (6) (. 4;4الأنفاؿ, ) (7)

Page 61: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

51

هـ يخشكف أف تسمبهـ كمؼ الأكلاد ما يممككف مف الماؿ, فكجب يقتمكف أكلادهـ, لأن تقديـ العدة برزؽ الأكلاد, فيأمنكا ما خشكا عميه مف الفقر, أم أف الله جعؿ معهـ

.(1)رزقهـ, فهـ لا يشارككنكـ في رزقكـ فلا تخشكا الفقرارئ أف كخلاصة الفكرة أف الكممة القرآنية قد تتقدـ هنا كتتأخر هناؾ, فيظف الق

إف فتح الله –, ثـ يفطف إلى الفرؽ الدقيؽ بيف المكضعيف ذاتها مفكرةلالأمر فيه تكرار ليدرؾ أف كلاـ الله معجز, لا في سكر كآياته فحسب, بؿ -عميه باب التفطف كالتدبر

في المفظة الكاحدة كالحرؼ الكاحد, فسبحاف الله العظيـ!!!

لغاية إظيار مراتب الحب والإيثار: والتأخيرالتقديم قد يرد ترتيب الألفاظ في الآية القرآنية دالان عمى مراتب المحبة, كصمة الرحـ

وغبءو وغبءب وؤثنبءو ؤثنبءب ذ رعبوا ـمالتي تحرؾ الإنساف, ففي قكله تعالى: )

. (2) (وؤفغى وؤفغنبتـ تقديـ الأبناء عمى النساء, كما تـ تقديـ النساء عمى الأنفس, كحكؿ تغيير

هذا الترتيب يقكؿ الزمخشرم: "كخص الأبناء كالنساء؛ لأنهـ أعز الأهؿ, كألصقهـ في القمكب, كربما فداهـ الرجؿ بنفسه كحارب دكنهـ حتى ييقتؿ... كقدمهـ في الذكر عمى

ـ, كقرب منزلتهـ, كليؤذف بأنهـ مقدمكف عمى النفس النفس لينبه عمى لطؼ مكانه . (3) ميفدكف بها"

غير أف الزمخشرم لـ يفصؿ الحديث حكؿ تقديـ الأبناء عمى النساء, كما إذا كاف الإنساف يفتدم كلد أكلان أـ زكجته, غير أف مكقعان آخر في القرآف يفصؿ هذا

ساب, كفرارهـ مف أحب الناس إليهـ الأمر, كذلؾ حيف يصكر مشهد الناس يكـ الحلهكؿ المكقؼ, كخكؼ الحساب, كهك مف أشد الصكر القرآنية تأثيران في النفس, كترهيبان

. :>السامرائي, التعبير القرآني, ص (1) (.4>آؿ عمراف, ) (2) . 0=9 -?>9, ص 4الزمخشرم, الكشاؼ, ج (3)

Page 62: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

51

, يقكؿ تعالى: ) , (1)(وثنيه وصبؽجزه وؤثيه وؤه ؤخيه اشء يفش يومف شدة ذلؾ اليكـ بالرتبة مف الأبعد إلى الأقرب. فالتقديـ هنا أفاد التدرج

كقد يجادؿ بعض الناس في هذا المعنى زاعميف أف الأبكيف أعز كأغمى مف شة, كلكف جدالهـ هذا لا يعكس إلا عيالصاحبة كالبنيف, بدليؿ كاقعهـ أك ظركفهـ الم

أف ينتمي الإنساف لأسرته أكلان التي اقتضتطرة التي فطر الله الناس عميها, مخالفة لمففالأهؿ هنا هـ الزكجة كالأكلاد, كهـ آخر مف يفر منهـ الإنساف يكـ -زكجته كأبنائه-

الحساب؛ لشدة التصاقه بهـ كانتمائه إليهـ. أما بر الإنساف بكالديه كالحث عمى طاعتهما كخفض جناح الذؿ لهما, فهك

ف مف رحمة أبكيه به كهك صغير, سداد لبعض الديف الذم يطكؽ عنؽ الإنساكرعايتهما له حيف كاف ضعيفان, كلكف الأبكيف ليسا حب الإنساف الأكؿ كمحط اهتمامه,

بدليؿ عقكؽ آلاؼ الأبناء لآبائهـ كتنكرهـ لفضؿ أهميهـ. فسبحاف الله العظيـ!!. مان كفي تأمؿ لنظاـ الترتيب كالتقديـ كالتأخير في مراتب الحب كالإيثار, نجد نظا

آخر يعكس هذ المراتب حيث تتقدـ فيه المرأة عمى الابف, عكس ما تقدـ مف حديث وامنبؼير واجن انغبء اؾواد ؽت نبط صيعف هذ المراتب كذلؾ في قكله تعالى: )

.(2)(وافعخ ازهت امنؽشحكقناطير الذهب كالفضة, يقكؿ العمكم في ,أة مقدمة عمى البنيفحيث تظهر المر

)طراز ( مفسران هذا التقديـ: كر الحب كالمحبكب مختمؼ المراتب, فالتفاكت في الدرجات اقتضت ذ"فمما بدأ ب

حكمته سبحانه كتعالى تقديـ الأهـ فالأهـ مف المحبكبات, فقدـ النساء عمى البنيف؛ لما ثارتهف عمى المحبكب, كقدـ البنيف عمى الأمكاؿ لتمكنهـ يظهر فيهف مف قكة الشهكة كاا

في النفكس, كاختلاط محبتهـ بالأفئدة, كهكذا جاء الكلاـ في سائر المحبكبات, فالنساء .(3)أحب مف البنيف, كالبنكف أحب مف الأمكاؿ, كالذهب أحب مف الفضة... كهكذا"

(.>9-:9عبس, ) (1) (.:4آؿ عمراف,) (2) . 9> -8>, ص8, الطراز, جينظر: العمكم (3)

Page 63: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

52

فػػي مكضػػع آخػػر, إنمػػا يكػػكف لغايػػة ـ المفػػظ أك المعنػػى فػػي مكضػػع كتػػأخر يتقػػدف بلاغيػػة, كمعنػػى عظػػيـ ينػػد عػػف معرفػػة عظيمػػة بطبيعػػة الػػنفس البشػػرية, كمػػا تحممػػه مػػف

.(1)(اخجير اؽيؿ وهو خك يع ؤبعكاطؼ كرغابات... كذلؾ مصداقان لقكله تعالى: ) ل والشرف: ضالتقديم لمف

الله كالمدقؽ في رتب الألفاظ أف دافع الفضػؿ كالشػرؼ قػد يجد المتأمؿ في كتاب يكػكف هػك المحػػرؾ لنقػؿ الألفػاظ كترتيبهػػا, حيػث يتقػدـ الأنبيػػاء عمػى الصػديقيف كالشػػهداء كالصػػػالحيف, لفضػػػمهـ كرتبػػػتهـ, كمػػػا يتقػػػدـ ذكػػػر الله عمػػػى هػػػؤلاء جميعػػػان لفضػػػمه سػػػبحانه

كعمػك مرتبتػه مػف ذلػؾ: ) اله ؤعل الزي ل ـإوللئه علوي واش اله يؽل ول انجلي ل علي

. (2)(سـيمب ؤولئه وؽغ واصبؾ واؾذاء واصذيم كقػػد يممػػح الػػدارس فػػي الآيػػة نفسػػها سػػببان آخػػر لمتقػػديـ كالتػػأخير, كهػػك التػػدرج مػػف

يقكؿ فاضؿ السػامرائي: "... فقػدـ الله عمػى الرسػكؿ ثػـ بػدأ بالتػدرج مػف القمة إلى الكثرة, القمػػة إلػػى الكثػػرة, بحيػػث تفاضػػمهـ أم مػػف الأفضػػؿ إلػػى الفاضػػؿ, فبػػدأ بػػالنبييف كهػػـ أقػػؿ الخمؽ, ثـ الصديقيف كهـ أكثر, ثـ الشهداء ثـ الصالحيف, كلا شؾ أف أفضػؿ الخمػؽ هػـ

. (3)لفضؿ قؿ صنفهـ"أقؿ الخمؽ, إذ كمما ترقى الناس في ا: "كممػػػػا ترقػػػػى النػػػػاس فػػػػي الفضػػػػؿ قػػػػؿ صػػػػنفهـ" كثيػػػػر مػػػػف السػػػػامرائيكفػػػػي قػػػػكؿ

. كقػد أشػار القػرآف الكػريـ تعػرؼ بمخالطػة النػاس كمعػاملاتهـالتكفيؽ, كخلاصة حكيمػة, . (4)(يعلو لا انلبط ؤوضلش وللى إلػى هػذ الحقيقػة فػي كثيػر مػف المكاضػع كقكلػه تعػالى: )

. كغيرها... . (6)(يؾىشو لا انبط ؤوضش ولى. )(5)(يانو لا انبط ؤوضش ولى)

(.;4الممؾ, ) (1) (.?>النساء, ) (2) .;;السامرائي, التعبير القرآني, ص (3) (.84يكسؼ, ) (4) (.=4هكد, ) (5) (.<9يكسؼ, ) (6)

Page 64: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

53

كمػػف المكاضػػع الدالػػة عمػػى التقػػديـ لمفضػػؿ كالشػػرؼ, الآيػػات الدالػػة عمػػى شػػرؼ ؤسعلنب ولب الرسػالةعمى النبػكة كقكلػه تعػالى: ) لجله ل ؛ لأف (1)(...جلي ولب سعلوي ل

الرسػػػكؿ أفضػػػؿ مػػػف النبػػػي, فالرسػػػكؿ مكمػػػؼ بػػػالتبميآ, كالنبػػػي غيػػػر مكمػػػؼ بػػػذلؾ, كػػػذلؾ كلا ينكػر أحػد فضػؿ (2)(ثبعجلذ واعجلذ ثلبؾش اؾلش تقديـ الحرية عمػى العبكديػة, كقكلػه تعػالى: )

وللب وبى مػػف سػكاهـ كقكلػػه تعػػالى: )كمنهػػا فضػػؿ المػػؤمنيف عمػػ ,الحريػة عمػػى العبكديػػة . (3)(يانوا وؼأئفخ ثه ؤسعذ ثبزي آنوا نى ؼأئفخ

كرد فػػي بػػدائع الفكائػػد تحميػػؿ جميػػؿ لآيػػة الكضػػكء كأركانػػه, فػػذهب صػػػاحب كقػػد بالفضؿ كالشرؼ. البدائع إلى أف تقدـ الأعضاء بعضها عمى بعض في الذكر إنما جاء

بل وؤيلذيى وعلوهى ـبؼغلوا اصللبح بل لز برا آنوا ازي ؤيب يبكذلؾ في قكله تعالى: )

. (4)(اىعج ب وؤسعى ثشئوعى واغؾوا اشاـك يقكؿ ابف القيـ في ترتيب ذكر الأركاف السابقة: فقػػد جػػاء فػػي الفكائػػد أف هػػذا الترتيػػب جػػاء كاجبػػان عمػػى رأم الشػػافعي كأحمػػد كمػػف

كافقهما, فالآية عندهـ اقتضت التقديـ كجكبان لقرائف عدة: الأكؿ: أنػػه أدخػػؿ ممسػػػكحان بػػيف مغسػػػكليف, كقطػػع النظيػػر عػػػف نظيػػر , كلػػػك أريػػد الجمػػػع

ؽ لكػػاف المناسػػب أف يػػذكر المغسػػكلات ميت سػػقة فػػي الػػنظـ, كالممسػػكح بعػػدها, المطمػػ فمما عدؿ إلى ذلؾ, دؿ عمى كجكب ترتيبها عمى الكجه الذم ذكر الله تعالى.

الثػػاني: أف هػػذ الأفعػػاؿ هػػي أجػػزاء فعػػؿ كاحػػد مػػأمكر بػػه, كهػػك الكضػػكء, فػػدخمت الػػكاك كاحػػػػد لا بيػػػػد مػػػػف ارتبػػػػاط أجزائػػػػه عاطفػػػػة لأجزائػػػػه بعضػػػػها عمػػػػى بعػػػػض, كالفعػػػػؿ ال

بعضها ببعض, فدخمت الكاك بيف الأجزاء لمربط, فأفادت الترتيب.

(.8;الحج, ) (1) (.<=4البقرة, ) (2) (.=<الأعراؼ,) (3) (.>المائدة,) (4)

Page 65: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

54

بػػػػدأ بالكجػػػػه دكف سػػػػائر الأعضػػػػاء خاصػػػػة؛ كجػػػػب -سػػػػبحانه كتعػػػػالى–الثالػػػػث: أف الله .(1)مراعاتها, كأف لا تمغى كتهدر فيهدر ما أعد الله كيؤخر ما قدمه الله

كالأرجؿ معطكفة عمى الأيدم, كليس كما يظف بعض كفي السياؽ نفسه يتابع: لا كاف المسح عمى الرجميف أكلى مف الناس أنها معطكفة عمى الرؤكس, كاا

الغسؿ, كليس معطكفة عمى الأكجه, لأف الكجه أشرؼ الأعضاء التي ذكرت. كفػػػي دراسػػػة لمسػػػيكطي فػػػي )معتػػػرؾ الأقػػػراف( يػػػذهب إلػػػى أف تقػػػديـ الحػػػي عمػػػى الميػػػت

, كذلػؾ فػي قكلػه (2)إنما هك مف باب الفضػؿ كالشػرؼ عمى غيرها مف المرككبات,كالخيؿ واخيل . كفػي قكلػه تعػالى: )الميػتأفضػؿ مػف فػالحي (3)(ايلذ ل اؾلي يخلشط تعػالى: )

, فالخيػػؿ أشػرؼ المرككبػػات, يميهػػا البغػاؿ كتميهػػا الحميػػر, كهػػك (4)(زشوجوهللب واؾللير واجؽللبي كما نرل باب كبير, يمكف مف خلاله تقدير المخمكقات كشرفها في الخمؽ كالتقديـ.

السبق بالطبع والذات: كيمكػػف التمثيػػؿ عمػػى ذلػػؾ بترتيػػب الأعػػداد طبقػػان لقيمتهػػا, فالعػػدد ذك القيمػػة الأقػػؿ

يىلو لب الأكبػر, مػف ذلػؾ قكلػه تعػالى: )يتقػدـ عمػى ذم القيمػة هلو بلب صبصلخ غلو ل

, فالثلاثػػػة بػػػذاتها تسػػػبؽ الأربعػػػة, كالأربعػػػة تسػػػبؽ الخمسػػػة, كهكػػػذا, كمػػػف ذلػػػؾ (5)(ساثعللل

وصلبس ضنل ؤعنؾلخ يؤول سعلب ابئىلخ عبعل والإسض اغلبواد ـلبؼش له اؾلذ أيضػان: )

فتـ الترتيب لطعداد طبقان لقيمتها كتصاعدها. (6)(وسثب

الجكزية, ابف القيـ, الإماـ أبك عبدالله محمد بف أبي بكػر بػف أيػكب, بػدائع الفكائػد, تحقيػؽ: عمػي (1), 4ق, ج=4:8, 8بف محمد العمراف, إشراؼ بكر بف عبػدالله أبػك زيػد, دار عمػـ الفكائػد, ط

. ?40ص .494, ص4السيكطي, المعترؾ, ج (2)(3) ( , (.?4الركـ (.<النحؿ,) (4) (.= المجادلة,) (5) (.4فاطر,) (6)

Page 66: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

55

كقػػد عػػد الدارسػػكف تقػػدـ ذكػػر لفػػظ الجلالػػة عمػػى مػػا سػػكا مػػف بػػاب التقػػدـ بػػالطبع كالذات, فالله متقدـ بذاته قبؿ أف يككف تقدمه مف بػاب العظمػة كالإجػلاؿ, مػف ذلػؾ قكلػه

لأف عظمتػه فػالله سػبحانه عظػيـ دكف تقػديـ؛ (1)(انجلي عل يصلو وبئىزله اه بتعالى: ) .(2)ظاهرة جمية

السبق في الإيجاد: اله هػك السػبؽ زمانيػان, فمػا كجػد أكلان يتقػدـ عمػى مػا سػكا , مػف ذلػؾ قكلػه تعػالى: ) لأنهػـ أسػبؽ فػي الكجػكد, رغػـ أف ؛, فقػدـ الملائكػة(3)(انلبط ول سعلب ابئىلخ ل يصلؽفي

. --بعض البشر قد يتقدمكف بالفضؿ عمى الملائكة, كعمى رأسهـ الرسكؿ محمد لب يلب كمف ذلؾ قكلػه تعػالى: ) انجلي ؤي لأنهػف ؛فقػدـ ذكػر الأزكاج (4)...(وثنبرله إصواعله لل

. (5)كجكد مف البناتأسبؽ في ال, (6)(لو ولا علنخ رإخلز لا اميو اؾي هو بلا بله لا اهكمف ذلؾ أيضان قكله تعالى: )

فتقدـ السنة )كهي النعاس(؛ لإف السنة تسبؽ النكـ زمانيان. نب آنب ثه وعيه اشؽ هو لكمف هذا االتقديـ قكله تعالى: ) فقدـ الفعػؿ )آمنػا( (7)(روو

كذلػؾ (8))آمنا( عمى الجار كالمجركر ) به( كأخر )تككمنا( عمى الجار كالمجركر )عميه(فػػػي الإيمػػػاف بػػػالله بػػػؿ لابػػػد معػػػه مػػػف رسػػػمه كذلػػػؾ أف " الإيمػػػاف لمػػػا لػػػـ يكػػػف منحصػػػران يتكقػػؼ صػػحة الإيمػػاف عميػػه, بخػػلاؼ التككػػؿ كملائكتػػه ككتبػػه كاليػػكـ الآخػػر كغيػػر ممػػا

لتفػػػػرد بالقػػػػدرة كالعمػػػػـ القػػػػديميف البػػػػاقييف, قػػػػدـ الجػػػػار ؛نػػػػه لايكػػػػكف إلا عمػػػػى الله كحػػػػد هف

(.>;الأحزاب, ) (1) . 0?4, ص4أبك القاسـ, عمي, بلاغة التقديـ كالتأخير في القرآف الكريـ, ج (2) (.;=الحج,) (3) (.>;الأحزاب,) (4) .?89, ص9الزركشي, البرهاف, ج (5) (.;;8البقرة, ) (6)

7 . (?8الرحمف ) ( (

8 . 0;, صالقرآني , التعبيرالسامرائي( (

Page 67: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

56

ليػػػػؤذف باختصػػػػاص التككػػػػؿ مػػػػف العبػػػػد إلػػػػى الله دكف غيػػػػر ؛ لأف غيػػػػر ؛كالمجػػػػركر فيػػػػه .(1)"لايممؾ ضران كلا نفعان فيتككؿ عميه

كيػػػؼ فػػػات الزركشػػػي كالػػػرازم كالسػػػامرائي, أف يشػػػيركا إلػػػى تقػػػديميف فػػػي الآيػػػة السػػابقة دكف الإشػػارة إلػػى التقػػديـ الثالػػث, فقػػد أشػػاركا إلػػى تقػػديـ الفعػػؿ عمػػى متعمقػػه فػػي قكلػػه تعػػالى: )آمنػػا بػػه( كقكلػػه فػػي حالػػة التػػأخير: )عميػػه تككمنػػا(, كاغفمػػكا تقػػديـ الإيمػػاف

لا لقػػاؿ: )قػػؿ هػػك عمػػى التككػػؿ؛ كذلػػؾ لأ ف الإيمػػاف بػػالله مطمػػكب أكلان ثػػـ التككػػؿ ثانيػػان, كاا الرحمف عميه تككمنا كآمنا به( كهذا مف جماليات التقديـ كالتأخير في القرآف الكريـ.

السبق بالمكان: وؤركقد عالج هذا الغرض الزركشي في )البرهاف( عندما عرض لقكله تعالى: )

. يقػكؿ: "فػهف الغالػب أف (2)(عيلك ـظ و يإر ظبش و وع سعبب يإرون ظثبؾ انبط ـي, كقػد جعمػه (3)الذيف يأتكف رجالان مف مكاف قريب, كالذيف يأتكف عمى الضامر مػف البعيػد"

عبػػػاس مػػػف بػػػاب الفاضػػػؿ عمػػػى المفضػػػكؿ, فقػػػد ركم عنػػػه قكلػػػه: "كددت أنػػػي لػػػػك ابػػػف . (4)حججت راجلان؛ لأف الله قدـ الرجالة عمى الركباف في القرآف"

كجػكد تراعػي ضػكع السػبؽ المكػاني, كالسػبؽ فػي الككما تراعي الآيات الكريمػة مك السػبؽ فػي التكميػؼ, فمػا يكمػؼ بػه الإنسػاف أكلان يػذكر أكلان, لا سػيما فػي مجػاؿ الشػػعائر,

والشوح اصلفب بمػف ذلػؾ قكلػه تعػالى: ) . فقػد جػاء تقػديـ الصػفا عمػى (5)(اله ؽلعأئش ل المركة؛ لأف الس عي في أداء مناسؾ الحج كالعمرة يبدأ مف الصفا.

كمف جميؿ التقاديـ في القرآف الكريـ, ما دؿ عمى أهمية الحكاس كالنعـ في حيػاة الإنساف, فقد دار حديث عند المفسريف لمحاكلة فهـ تقديـ السمع عمػى البصػر فػي كثيػر

1 . >=, ص90. كينظر: الرازم, التفسير الكبير, ج 84:, ص8الزركشي, البرهاف, ج ( ( (.=8الحج,) (2) .?:8,ص 9الزركشي, البرهاف, ج (3) .?40, ص4الجكزية, ابف القيـ, بدائع الفكائد, ج (4) (.=;4البقرة, ) (5)

Page 68: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

57

سػبحانه أم الله (2)(اجصير اغي هو به) (1)(اجصير اغي وهومف الآيات القرآنية مف ذلػؾ: )

والزي م الإنسػاف )أ (3)(ثصليرا عليعب ـغعنلب جزيه ؤؾبط ؽفخ اةغب خمنب ببكتعالى )

. (4)(وعيبب صب عيب يخشوا سث ثأيبد روشوا براػػـ هػػـ فاقػػدك السػػمع, كالعيمػػي فاقػػدك البصػػر, كيػػذهب الدارسػػكف إلػػى أف هػػذا كالصي

الترتيب داؿ عمػى أهميػة السػمع كتقدمػه عمػى البصػر كمػف تعمػيلاتهـ لهػذا التقػديـ أف الله الػذم -عميػه السػلاـ-, كسػيدنا يعقػكب (5), كلكف النبي قد يكػكف أعمػىلـ يبعث نبيان أص ـ

مى مف تبميآ الرسالة, كما ذهبػكا إلػى عمي لشدة حزنه عمى فراؽ ابنه, كبذا لـ يمنعه العأف السػػمع عنػػد تمقػػي الرسػػالة أفضػػؿ مػػف البصػػر؛ لأف الأعمػػى يسػػتطيع أف يفهػػـ كيبمػػآ

كمحاضريف كمصمحيف. ان ؛ كلذلؾ نجد مف العمياف عمماء كبار (6)بخلاؼ الأصـكمػػػف تعمػػػيلاتهـ لهػػػذا التقػػػديـ أف مػػػدل السػػػمع أقػػػرب مػػػف مػػػدل الرؤيػػػة, فقػػػدـ ذا

, كلػػػػذا قػػػػاؿ تعػػػػالى مخاطبػػػػان مكسػػػػى (7)لأقػػػػرب متػػػػدرجان مػػػػف القصػػػػر إلػػػػى الطػػػػكؿالمػػػػدل ا .(8)(وؤس ؤع عىب بني رخبـب ب لبيكهاركف: )

فقدـ السمع؛ لأنه يدؿ عمى القرب, فالذم يسمعؾ يكػكف فػي المسػافة قريبػان منػؾ, ف كاف . (9)الله سبحانه لا يند عف سمعه شيء"بخلاؼ الذم يراؾ فهنه قد يككف بعيدان, كاا

. (9)شيء"

(.44الشكرل,) (1) (.4الإسراء,) (2) (.8الإنساف, ) (3) (.9=الفرقاف, ) (4) . ;;السامرائي, التعبير القرآني, ص (5) .>;المرجع نفسه, ص (6) .>;السامرائي, التعبير القرآني, ص (7) (.>:طه, ) (8) .>;السامرائي, التعبير القرآني, ص (9)

Page 69: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

58

كػذلؾ تنبػػه الدارسػكف إلػػى تقػدـ ذكػػر صػفاته سػػبحانه كتعػالى بعضػػها عمػى بعػػض الآخر, كخرجكا بتعميلات لطيفة لهذا التقديـ, مػف ذلػؾ تقػدـ ذكػر العػزة عمػى الحكمػة فػي

كلكػف القػكة تقػدمت عمػى العػزة .(2)فقػالكا: لأنػه عػز فحكػـ (1)(اؾىلي اعضيلض وهوقكله تعػالى: )

. كجميعهػا (4)فقػالكا: لأنػه قػكم فعػز (3)(عضيلض ملوي اله بفي مكضع آخر في قكله تعػالى: ) مكاطف دقيقة لا يجكز المركر عميها دكف تكقؼ كتأمؿ!!

كذلؾ أكرد المفسركف تعميلات لطيفة لكركد ذكر فئات مف الناس قبػؿ غيػرهـ فػي ظلب ـلن عجبدلب اصؽفينب ازي اىزبة ؤوسصنب صالكريـ, مف ذلؾ قكله تعالى: )القرآف

. (5)(اه ثةر ثبخيشاد عبثك ون مزصذ ون نفغهىـ فقػػػد جػػػاء فػػػ ثػػػـ دالظػػػالـ ثػػػـ المقتصػػػ قيػػػدـ ي الكشػػػاؼ لمزمخشػػػرم: "فػػػهف قمػػػت: لػػػ

يف قميػػؿ بالإضػػافة إلػػيهـ, دالسػػابؽ؟ قمػػت: للإيػػذاف بكثػػرة الفاسػػقيف كغمبػػتهـ, كأف المقتصػػ . (6)كالسابقكف أقؿ مف القميؿ"

ثقافػػػػة القػػػػارئ, كمعرفتػػػػه بحقيقػػػػة الػػػػنفس تغنػػػػيفمثػػػػؿ هػػػػذ الممحكظػػػػات البلاغيػػػػة لأمر الله!!. كالانقيادالبشرية كطبيعة الحياة الاجتماعية لمبشر, كرفض الأكثرية لمطاعة

كيقػػكد الحػػديث عػػف طبػػائع النػػاس كتحميػػؿ القػػرآف لهػػذ الطبػػائع إلػػى إيػػراد مػػا قيػػؿ اتهـ كذلػػؾ فػػي ككيػػؼ تػػـ ترتيػػب صػػف ,حػػكؿ صػػفات الهمػػازيف كالنمػػاميف المػػانعيف لمخيػػر

خيش نب (00)ثني ؾبء هبص( 01 ) ؽبؾ و رؽ وبقكله تعالى: ) .(7)(ؤصي عزذ

فبػػدأ برتبػػة الهمػػاز الػػذم يعيػػب النػػاس, كهػػذا لا يحتػػاج إلػػى مشػػي, ثػػـ انتقػػؿ إلػػى مرتبػػػة أبعػػػد فػػػي الإيػػػذاء, كهػػػك المشػػػي فػػػي النميمػػػة, كبعػػػدها انتقػػػؿ إلػػػى مرتبػػػة أبعػػػد فػػػي

(.4الحشر, ) (1) .?9, ص9السيكطي, الإتقاف, ج (2) (.:=الحج, ) (3) .:;السامرائي, التعبير القرآني, ص (4) (.98فاطر, ) (5) .49>, ص9الزمخشرم, الكشاؼ, ج (6) (.48القمـ, ) (7)

Page 70: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

59

قبمهػا كهػك ممػاالإيذاء كهك أف يمنع الخير عف الآخريف, ثػـ انتقػؿ إلػى مرتبػة أكثػر بعػدان د لا يصحبه اعتػداء, أمػا العػدكاف فهػك أشػد المراتػب المتقدمػة الاعتداء, فهف منع الخير ق

. (1)إيذاءكجاء في بدائع الفكائد: "كأما تقدـ همػاز عمػى )مشػاء بنمػيـ( فالرتبػة؛ لأف المشػي

كػػة كانتقػػاؿ مرتػػب عمػػى القعػػكد فػػي المكػػاف, كالهمػػاز هػػك العيػػاب؛ كذلػػؾ لا يفقتػػر إلػػى حر ( فبالرتبػػة أيضػػان؛ لأف يـ, كأمػػا مػػف مكضػػعه بخػػلاؼ النمػػ تقػػدـ )منػػاع لمخيػػر( عمػػى )معتػػدو

. (2)المناع يمنع نفسه, كالمعتدم يعتدم عمى غير كنفسه قبؿ غير "دارسػػػيف, تعكػػػس ذكػػػاء كعمقػػػان فػػػي التأمػػػؿ, عنػػػد تنػػػاكلهـ لديػػػات لا فهػػػذ ملاحػػػظ

الػػػػذم كػػػػاف يقتصػػػػر عمػػػػى شػػػػرح ,الكريمػػػػة, كمػػػػا تتعػػػػدل الأسػػػػمكب البػػػػدائي فػػػػي التفسػػػػيرفػػردات أك مناسػػبة الػػنص إلػػى أسػػمكب التأمػػؿ فػػي مكاقػػع المفػػردات, كمحاكلػػة الخػػكض الم

في فكائد تقديمها كتأخيرها, كما قد يحممه ذلػؾ مػف مػدلكلات نفسػية, أك فقهيػة أك عمميػة, كلشد ما نحف بحاجة إلى مزيد مف هذ التأملات البلاغية كالكقفات الجمالية!!.

.>;السامرائي, التعبير القرآني, ص (1) . ?40, ص4الجكزية, ابف القيـ, بدائع الفكائد, ج (2)

Page 71: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

61

الباب الثالث سورة الإسراء

اشؽي اشحم اه ثغ

نشيله ؽوله ثبسونلب الزي الألصل اغلغذ بل اؾلشا اغغذ يلب ثعجذ ؤعش ازي عجؾب رزخلزوا ؤلا بعلشائي جنلي هذ وععنب اىزبة وع وآرينب (0) اجصير اغي هو به آيبرنب ل

ـلي بعلشائي ثنلي بل ولعلينب ( 3)ؽلىوسا عجلذا ولب بله لوػ ل ؽنب رسيخ( 2)وويلب دوي عجلبدا عليى ثعضنب ؤولاهب وعذ عبء ـةرا (4) وجيرا عوا وزع شري الأسض ـي زفغذ اىزبة

علي اىلشح ىل سددلب صل (5)فعلولا وعلذا وولب الذيبس خللبي ـغبعلوا ؽلذيذ ثلإط ؤولي نلب ـلةرا ـب ؤعإر وب إفغى ؤؽغنز ؤؽغنز ب( 6)فيرا ؤوضش وععنبو وثن ثإواي وؤذدبو

رزلجيرا علوا لب واويزجلش لشح ؤوي دخلو ولب اغلغذ ويذخوا وعوهى يغوئوا الآخشح وعذ عبء املشآ هللزا ب( 8)ؽصليرا ىلبـشي علن وععنلب علذب عذر وب يشؽى ؤ سثى عغ ( 7)

لا الزي وؤ( 9)ولجيرا ؤعلشا ل ؤ اصلبؾبد يعلو الزي الان ويجؾلش ؤلو هي زي يذي عغلولا الإغب ووب ثبخيش دعبء ثبؾش الإغب ويذ ( 01)ؤيب عزاثب ؤعزذب ثبلآخشح يانو

ـعللب زجزؽلوا جصلشح انبس آيخ وععنب اي آيخ ـؾوب آيزي وانبس اي وععنب( 00) سثىل ل

نب ؽيء وو واؾغبة اغن عذد وزعوا عنمه ـي ؼأئش ؤضنب بغب وو (02) رفصيلب ـص

(04) ؽغليجب عيله ايلو ثنفغه وف وزبثه الشؤ (03)نؾوسا يمب وزبثب اميبخ يو ه وخشط عزث ونب وب ؤخش وصس واصسح رضس ولا عيب يع ـةب ظ و نفغه يزذي ـةب اهزذ

املوي عيلب ـؾلك ـيلب ـفغلموا زشـيلب ؤشلب لشيلخ له ؤ ؤسدلب وبرا( 05)سعلولا جعلش ؽزل

ثصليرا خلجيرا عجلبد ثلزوة ثشثله ووفل وػ ثعذ امشو ؤهىنب وو( 06) رذيرا ـذشبهبنب اعبعخ يشيذ وب (07) لزوب يصللبهب علن له ععنلب صل شيذ ؾبء ب ـيب ه عغ

ولب ـإوئله لا وهلو ععيب ب وعع الآخشح ؤساد و (08)ذؽوسا (09)ؾلىوسا علعي

Page 72: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

61

ـعلنب ويلؿ اظلش (21)ؾظلوسا سثله عؽلبء ولب ولب سثله عؽلبء ل وهللالاء هللالاء لذ ولب لا (20) رفعليلب وؤوجش دسعبد ؤوجش ولآخشح ثعط ع ثعع ـزمعلذ آخلش بللب اله ل رغعل

اىجلش عنلذن يلجؽ بلب بؽغلبب وثبوالذي بيلب بلا رعجلذوا ؤلا سثله ولعل ( 22)خلزولا لزوب

رنشهلب ولا ؤؾ لأ رم ـلب ولبهب ؤو ؤؽذهب عنلبػ لب واخفلط (23)وشيملب للولا لب ولل

وارىو ب فوعى ـي ثب ؤع سثى( 24)صؽيرا سثيبي وب اسؽب سة ول اشؽخ ازي

رجلزيشا رجلزس ولا اغلجي واثل واغلى ؽمله امشثل را وآد( 25)ؼفوسا لؤواث وب ـةه صبؾ اثزؽبء عن رعشظ وبب( 27)وفوسا شثه اؾيؽب ووب اؾيبؼ بخوا وبوا اجزسي ب (26)

رجغلؽب ولا عنمله بل ؽولخ يلذن رغعل ولا (28)يغوسا لولا ـم رشعوهب سثه سؽخ الشصق يجغلػ سثله ب (29)ؾغلوسا ولب ـزمعذ اجغػ و ثعجلبد ولب بله ويملذس يؾلبء ل

بللبق خؾليخ ؤولادو رمزوا ولا( 31) ثصيرا خجيرا لشصل ؾل ولجيرا خلػءا ولب للز ب وبيلبو ازلي النفظ رمزلوا ولا (32) علجيلب وعلبء ـبؽؾلخ وب به اض رمشثوا ولا (30) بلا اله ؽلش

ولا (33)نصلوسا ولب بله امزل ـلي يغلشؾ ـللب علؽبب ويله ععنب ـمذ ظوب لز و ثبلحك

( 34) غلاولا ولب اعلذ ب ثبعلذ وؤوـلوا ؤؽلذ يجلػ ؽزل ؤؽغل هي ثبزي بلا يزيا بي رمشثوا ليظ ب رمؿ ولا( 35) رإويلب وؤؽغ خيش ره اغزمي ثبمغؽبط وصوا وز برا اىي وؤوـوا

شؽب الأسض ـي رؼ ولا (36)غاولا عنه وب ؤولئه و وافااد واجصش اغ ب ع ثه ه

( 38)ىشوهلب سثله عنلذ عليئه ولب رله ول ( 37)ؼلولا اغجلبي رجلػ و الأسض رخشق بهلذؽوسا ولب علن ـلي ـزمل آخش بب اه رغع ولا اؾىخ سثه بيه ؤوؽ ب ره صلشـنب وملذ ( 41)عظيلب لولا زموو بى ببصب الآئىخ وارخز ثبجن سثى ـإصفبو( 39)

بل لاثزؽوا برا يموو وب آخ عه وب و ل (40)فوسا بلا يضيذه وب يزوشوا امشآ هلزا ـي

اغلج اغلبواد له رغلجؼ ( 43)ولجيرا علوا يمولو علب ورعلب عجؾبه (42) عجيلب اعشػ ري

Page 73: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

62

ؼفلوسا ؽيلب ولب بله رغجيؾ رفمو لا ولى ثؾذ يغجؼ بلا ؽيء وب ـي و الأسضو ع ععنب( و45)غزوسا ؽغبثب ثبلآخشح يانو لا ازي وثي ثينه ععنب امشآ لشؤد وبرا( 44)

فلوسا هؤدثلبس عل ولوا وؽلذ املشآ ـلي سثله رولشد وبرا ولشا آرا وـي يفمو ؤ ؤونخ لوث بلا رزجعو ب اظبو يموي بر غو ه وبر بيه يغزعو بر ثه يغزعو ثب ؤع ؾ (46)

ؤئلزا وللبوا ( 48) علجيلب يغزؽيعو ـلب ـعوا الأضبي ه ظشثوا ويؿ اظش( 47)غؾوسا سعلب

لب خمب ؤو( 51)ؽذيذا ؤو ؽغبسح وووا ل( 49)عذيذا خمب جعوصو ؤبب وسـبرب عظبب ونب

ويمولو سئوعل بيه ـغينؽعو شح ؤوي ـؽشو ازي ل يعيذب ـغيموو صذوسو ـي يىجش

لليلب بلا جضلز ب ورظنلو ثؾلذ ـزغلزغيجو يلذعوو يلو ( 50)لشيجلب يىلو ؤ عغل لل هلو ز علذوا لئغلب ولب اؾليؽب ب ثيلن ينضغ اؾيؽب ب ؤؽغ هي ازي يمووا عجبدي ول (52)

(54) وويلب عي ؤسعنبن وب يعزثى يؾإ ب ؤو يشؽى يؾإ ب ثى ؤع سثى (53)جينب ؤعل هوسثل صثلوسا داوود وآرينلب ثعلط عل انجلي ثعلط ـعلنب وملذ الأسضو اغلبواد ـلي ثل صعز ازي ادعوا ل (55) ؤوللئه (56)رؾلويلب ولا علنى اعلش وؾلؿ يىلو ـللب دوله ل

وب سثه عزاة ب عزاثه ويخبـو سؽزه ويشعو ؤلشة ؤي اوعيخ سث ب يجزؽو يذعو ازي

رله ولب ؽلذيذا علزاثب عزثوهب ؤو اميبخ يو لج ىوهب ؾ بلا لشيخ وب (57)ؾزوسا

انبللخ صلود وآرينلب الأولو ثلب ولزة ؤ بلا ثبلآيبد شع ؤ نعنب وب( 58)غؽوسا اىزبة ـي

ععنب وب ثبنبط ؤؽبغ سثه ب ه لنب وبر( 59)رخويفب بلا ثبلآيبد شع وب ثب ـظوا جصشح

نبط ـزنخ بلا ؤسينبن ازي اشئيب ولجيرا ؼؽيبلب بلا يضيلذه ـلب وخلوـ املشآ ـلي اعولخ واؾغشح لبي (60)ؼينب خمذ ؤؤعغذ لبي بثيظ بلا ـغغذوا لآد اعغذوا لآئىخ لنب وبر (61)

ذ ازي هلزا ؤسؤيزه ارهت لبي (62)ليلب بلا رسيزه لأؽزنى اميبخ يو ب ؤخشر ئ عي وش

وؤعت ثصوره ن اعزؽعذ واعزفضص (63)وـوسا عضاء عضآئو عن ـة ن رجعه ـ

Page 74: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

63

(64)ؼلشوسا بلا اؾليؽب يعلذه وب وعذه والأولاد الأواي ـي وؽبسو وسعه ثخيه عي اجؾلش ـي افه ى يضعي ازي ثىس( 65)وويلب ثشثه ووف عؽب عي ه يظ عجبدي ب

ظل اجؾلش ـي اعش غى وبرا( 66)سؽيب ثى وب به ـعه زجزؽوا بيلب بلا رلذعو ل

ؤو اجلش عبلت ثىل يخغلؿ ؤ ؤـلإنز ( 67)وفلوسا الإغلب وولب ؤعشظز اجش ب غبو ـب

ـيشعل ؤخلش رلبسح ـيله يعيلذو ؤ ؤنلز ؤ ( 68) ووليلب ىل رغلذوا لا ص ؽبصجب عيى يشع ثنلي وشنلب ومذ (69) رجيعب ثه عينب ى رغذوا لا ص وفشر ثب ـيؽشلى اشيؼ لبصفب عيى

نبه اؽيجبد وسصلنبه واجؾش اجش ـي وؽنبه آد (71)رفعيلب خمنب وضير ع وـع و( 70)ـزيلب يظو ولا وزبث يمشئو ـإولئه ثيينه وزبثه ؤوري ـ ثةب ؤبط و ذعو يو

الزي عل يفزنوله ولبدوا وب (72) علجيلب وؤظل ؤعل الآخلشح ـلي ـلو ؤعل هللز ـلي ولب

بلي رلشو ولذد ملذ صجزنلبن ؤ ولولا ( 73) خليلب لارخلزون وبرا ؼيلش عينب زفزشي بيه ؤوؽينب

وب( 75)صيرا عينب ه رغذ لا ص ابد وظعؿ اؾيبح ظعؿ إرلنبن برا (74)ليلب ؽيئب

علنخ (76)لليلب بلا خلبـله يجضلو لا وبرا نلب يخشعلون الأسض ل يغلزفضوه ولبدوا للذ ل ايل ؼغلك بل اؾلظ ذون اصلبح ؤل (77) رؾويلب غنزنب رغذ ولا سعنب لجه ؤسعنب

سثه يجعضه ؤ عغ ه بـخ ثه ـزغذ اي و (78)ؾودا وب افغش لشآ ب افغش ولشآ

ذه ي واعع صذق خشط وؤخشعني صذق ذخ ؤدخني سة ول (79)ؾودا مبب

ب امشآ ونضي (80)صهولب وب اجبؼ ب اجبؼ وصهك اؾك عبء ول (81)صيرا عؽببان وسؽخ ؽفبء هو وإ ضؤعش الإغب ع ؤعنب وبرآ (82)خغبسا بلا اظب يضيذ ولا

ؤهلذ هلو ثل ؤعل ـلشثى ؽلبوزه عل يعل ول لل (83) ياوعب وب اؾش غه وبرا ثغبجه ؤوريز وب سثي ؤش اشوػ ل اشوػ ع ويغإوه (84) عجيلب (85) لليلب بلا اعل ل ولئ ـعه ب سثه سؽخ بلا( 86)وويلب عينب ثه ه رغذ لا ص بيه ؤوؽينب ثبزي نزهج ؽئنب

Page 75: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

64

ثضله يلإرو لا امشآ هلزا ثض يإروا ؤ ع واغ الإظ اعزعذ ئ ل (87)وجيرا عيه وب

انلبط ؤوضش ـإث ض و امشآ هلزا ـي نبط صشـنب ومذ( 88)ظيرا جعط ثعع وب وو عنلخ ه رىو ؤو (91)ينجوعب الأسض نب رفغش ؽز ه ا ولبوا (89)وفوسا بلا ل

رلإري ؤو وغفب عينب صعذ وب اغبء رغمػ ؤو (90)رفغيرا خلبب الأبس ـزفغش وعنت خي

ؽز شليه ا و اغبء ـي رشل ؤو صخشؾ ثيذ ه يىو ؤو( 92)لجيلب والآئىخ ثبه

بر يانوا ؤ طانب ن وب (93)سعولا ثؾشا بلا ونذ ه سثي عجؾب ل مشئ وزبثب عينب رنضي (94)سعلولا ثؾلشا اله ؤثعلش للبوا ؤ بلا الذ علبءه يؾلو لآئىلخ الأسض ـلي ولب لو لل

ثعجبد وب به وثينى ثيني ؽيذا ثبه وف ل (95)سعولا ىب اغبء عي نضنب ؽئن

يلو وؾؾلشه دوه ؤويبء رغذ ـ يع و ازذ ـو اه يذ و( 96)ثصيرا خجيرا

رله ( 97)علعيرا صدلبه خجلذ ولب علن لإواه وصلب وثىلب عيلب وعلوه عل اميبلخ

يلشوا ؤو (98)عذيذا خمب جعوصو ؤبب وسـبرب عظبب ونب ؤئزا ولبوا ثأيبرنب وفشوا ثإ عضآئه

ـلإث ـيله سيلت لا ؤعلب وعع ض يخك ؤ ع لبدس الأسضو اغبواد خك ازي اه ؤ

وولب الإفلبق خؾليخ إغلىز برا سثلي سؽلخ خضآئ رىو ؤز و ل( 99)وفوسا بلا اظبو

له ـملبي علبءه بر بعلشائي ثني ـبعإي ثينبد آيبد رغ وع آرينب ومذ (011)لزوسا الإغب

اغلبواد سة بلا هللالاء ؤلضي لب علذ ملذ للبي ( 010)غلؾوسا وعل يلب إظنه بي ـشعو

ؤ ـإساد (012)ضجوسا ـشعو يب إظنه وبي ثصأئش الأسضو ـإؼشلنلب الأسض ل يغلزفضه ول

ثىل عئنلب الآخلشح وعذ عبء ـةرا الأسض اعىنوا بعشائي جني ثعذ ولنب( 013)عيعب عه

زمشؤ ـشلنب ولشآب( 015)وزيشا جؾشا بلا ؤسعنبن وب ضي وثبؾك ؤضنب وثبؾك( 014)فيفب

لجه اع ؤوروا ازي ب رانوا لا ؤو ثه آنوا ل( 016) رنضيلب وضنب ىش ع انبط ع

فعلولا سثنلب وعلذ ولب ب سثنلب علجؾب ويمولو ( 017)علغذا لؤرللب يخلشو علي يزل برا

Page 76: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

65

لب ؤيلب اشؽل ادعوا ؤو اه ادعوا ل (019)خؾوعب ويضيذه يجىو لؤرلب ويخشو( 018)

ول (001) عجيلب ره ثي واثزػ ثب رخبـذ ولا ثصلبره رغش ولا اؾغن الأعبء ـه رذعوا

ولذا يزخز ازي ه اؾذ ول ول اله ـلي ؽلشيه له يىل ووجلش الزي ل ولي له يىل

(.000)رىجيرا

Page 77: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

66

بين يدي سورة الإسراء

تيعػػػد سػػػكرة الإسػػػراء مػػػف السػػػكر الإيقاعيػػػة المػػػؤثرة فػػػي مجػػػاؿ معالجػػػة الصػػػراعات , أصػػػػحاب الػػػػديانات السػػػػماكية فػػػػي العصػػػػكر عاشػػػػها قبمنػػػػا ك الدينيػػػػة التػػػػي نعيشػػػػها اليػػػػكـ

القديمػػة, بػػؿ تحكػػي قصػػة الصػػراع بػػيف الإنسػػاف كالشػػيطاف, الػػذم أجػػج هػػذ الصػػراعات كاستفز البشر بكؿ ما أكتي مف قػكة ليحيػد بهػـ عػف الطريػؽ الصػحيح, فجػاء قكلػه تعػالى

توؤع ثصوره ن اعزؽعذ واعزفضصمخاطبان إيا : ) ـلي وؽلبسو وسعله ثخيله علي

.(1)(ؼشوسا بلا اؾيؽب يعذه وب وعذه والأولاد الأوايفمعركة البشر مع الشيطاف لا نهاية لها, كستبقى سجالان بينهما إلػى قيػاـ السػاعة

كالأسػػػاليب: الصػػػكت, كالجمبػػػة, كالخيػػػؿ, تسػػػتخدـ فيهػػػا كػػػؿ صػػػنكؼ الأسػػػمحة كالمعػػػدات بلا اؾلللليؽب يعللللذه ولللب كالرجػػػاؿ, كالاسػػػتيلاء عمػػػػى الأمػػػكاؿ, كالأكلاد, كالكعػػػكد الكاذبػػػػة )

. (2)(ؼشوساهذا الإيقاع الحربي الكارد في الآية الكريمة, هك جزء مف الإيقاعات الكثيػرة التػي

أبرزهػػا الإيقػػاع الخػػاص بػػذكر المسػػجد الأقصػػى, كمػػا يػػدكر تمثمهػػا سػػكرة الإسػػراء, كلعػػؿ ل ليلب ثعجلذ ؤعلش الزي علجؾب )حكله مف صراع, في الماضػي كالحاضػر كالمسػتقبؿ

. (3)(ؽوه ثبسونب ازي الألص اغغذ ب اؾشا اغغذكلعمػػػػه الإيقػػػػاع الأكبػػػػر فػػػػي حياتنػػػػا المعاصػػػػرة, فػػػػهف أرض فمسػػػػطيف تشػػػػهد اليػػػػكـ

صػػراعان فػػكؽ هػػذ البقعػػة المقدسػػػة, حيػػث تتجػػه جميػػع العيػػػكف كترنػػك إلػػى الصػػلاة فػػػكؽ كيهكد, كلا عجب في ذلؾ؛ فعمػى أرضػها اجتمػع كنصارلأرضها المباركة, مف مسمميف سػػػراء كالمعػػػراج, حيػػػث صػػػمى بهػػػـ ثػػػـ فػػػي رحمػػػة الإ --الأنبيػػػاء, كبهػػػـ التقػػػى النبػػػي

(.:>الإسراء, ) (1) (.:>الإسراء, )(2) (.4الإسراء, ) (3)

Page 78: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

67

ارتقػػى فػػي رحمتػػه التاريخيػػة إلػػى السػػماء, ليريػػه ربػػه مػػف عجائػػب قدرتػػه )إنػػه هػػك السػػميع البصير(.

فالسكرة تمثػؿ كضػعان لمنقػاط عمػى الحػركؼ فيمػا يتعمػؽ بهػذا الصػراع, كمػا يدعيػه الأقصػػػػى( اليهػػػػكد مػػػػف أحقيػػػػة بهػػػػذ البقعػػػػة المقدسػػػػة )القػػػػدس كبالتحديػػػػد مكػػػػاف المسػػػػجد

كادعائهـ بأنه مقاـ فكؽ الهيكؿ )هيكؿ سميماف عميه السلاـ( فعاثكا فيػه فسػادان كمػا عػاثكا مف قبؿ. كهـ الآف ككما يظهػر فػي جميػع كسػائؿ الإعػلاـ, يقتمػكف الصػغار قبػؿ الكبػار,

عػدد كبيػر فقتؿكيمنعكف فيه الصلاة, كيستخدمكف الأسمحة كالطمقات المطاطية كالحية, مرأل العالـ كمسمعه!!. منهـ عمى

بعشائي ثني ب ولعينبكقد أشارت السكرة الكريمة إلى هذ الكقائع بقكله تعالى: )

عليى ثعضنلب ؤولاهلب وعلذ علبء ـلةرا (4) وجيرا عوا وزع شري الأسض ـي زفغذ اىزبة ـي

علي اىلشح ىل سددلب ( صل 5)فعولا وعذا ووب اذيبس خلبي ـغبعوا ؽذيذ ثإط ؤوي نب عجبداسػكؼ . فهك نص مػف القػرآف عمػى مػا كػاف كمػا (1)(فيرا ؤوضش وععنبو وثن ثإواي وؤذدبو

يكػػكف مػػف بنػػي إسػػرائيؿ إزاء بيػػت المقػػدس, كقػػد أشػػار المفسػػركف إلػػى معنػػى الإفسػػاديف فكػػاد الإجمػػاع يقػػع عمػػى أف (2)(للشري الأسض ـللي زفغللذالمػػذككريف فػػي الآيػػة الكريمػػة )

عراضػهـ عػف الهػدل, إلػى أف بعػث الإفساد الأكؿ هك قػتمهـ لطنبيػاء, كتعػذيبهـ إيػاهـ, كاامػيهـ ممكػػان مػػف ممػػكؾ بابػػؿ يػػدعى )بختنصػػر( قتػػؿ مػػنهـ سػػبعيف ألفػػان, كسػػبى سػػبعيف الله ع

. (3)ألفان المفسػػريف المحػدثيف يػػركف أنػه يشػػير أمػا الإفسػػاد الثػاني فقػػد اختمػؼ حكلػػه, كلكػف

إلػػى مػػا هػػـ عميػػه اليػػكـ مػػف عمػػك كغطرسػػة, كتحكػػـ فػػي مصػػير الشػػعكب, فهػػـ الآف فػػي

(.>-:الإسراء, ) (1) (:الإسراء, ) (2), الأمثػػؿ فػػي تفسػػير كتػػاب الله المنػػزؿ, الأميػػر لمطباعػػة كالنشػػر (3) ينظػػر: الشػػيرازم, ناصػػر مكػػارـ

.=>8, ص<ـ, ج;800ق, >4:8, 4كالتكزيع, بيركت, لبناف, ط

Page 79: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

68

, كمػػا أف قكلػػه (1)(وللجيرا عللوا وللزعذلػػؾ قكلػػه تعػػالى: )ذركة مجػػدهـ كاسػػتبدادهـ. كدليػػؿ

ف عقػػكبتهـ لػػـ تقػػع بعػػد, كأف البشػػرية تنتظػػر مػػا أداؿ عمػػى (2)(عللذب عللذر وبتعػػالى: ) سكؼ يحيؽ بهـ.

كمهمػا يكػػف مػػف أمػػر, فػػهف السػػكرة اسػتهمت ركائعهػػا بػػذكر حادثػػة الإسػػراء, كتعنػػي مػف بيػت الله الحػراـ فػي مكػة المكرمػة, إلػى بيػت المقػدس: ) --رحمة النبػي علجؾب

. (3)(ؽوه ثبسونب ازي الألص اغغذ ب اؾشا اغغذ يلب ثعجذ ؤعش ازي( أم متػػيقظ قبػػؿ الفجػػر. ممػػا يؤكػػد أف )فػػلاف سػػارو :فيقػػاؿ, (4)سػػرل يسػػرم سػػارو

الرحمة تمت قبؿ طمكع الفجر. –أمػػا المعػػراج فيقصػػد بػػه الارتقػػاء نحػػك السػػماء مػػف بيػػت المقػػدس بعػػد أف صػػمى

بالأنبياء, فاشتهرت التسمية بعد ذلؾ بػ )الإسراء كالمعراج(. -عميه السلاـكركعػػػة الرحمػػػة, ( تعبيػػػر إيقػػػاعي جميػػػؿ, يػػػكحي بمعنػػػى القداسػػػةأسػػػرلكتعبيػػػر )

يقاعان رائعان. كتكريـ صاحبها, مما أضفى عمى الآية انسيابان كااكجػػػػاء التعبيػػػػر )أسػػػػرل( لاحقػػػػان لكممػػػػة )سػػػػبحاف( ذات الإيقػػػػاع المماثػػػػؿ بعذكبتػػػػه

لا يفضػػي إلػػى الحقػػائؽ بقػػدر مػػا يثيػػر مشػػاعر القػػارئ ,كقدسػػيته, فهػػك اسػػتهلاؿ إنشػػائي كيبعثه عمى التسبيح.

ه دعكة إلى التسبيح كالتعظيـ؛ لأف رحمػة الإسػراء تفػكؽ قػدرة البشػر فالاستهلاؿ في عمى تصكرها كتحميمها, كما كاف فكؽ قػدرة البشػر عمػى التفكيػر كػاف أدعػى إلػى التعظػيـ

كالتسبيح.

(.:الإسراء, ) (1) (.<الإسراء, ) (2) (.4الإسراء, ) (3)يعنػي السػػير فػي الميػػؿ, قػد يكػػكف ذلػؾ فػػي أكؿ ينظػر: ابػف منظػػكر, لسػاف العػػرب, مػادة )سػػرل(, (4)

الميؿ, كقد يككف في كسطه كقد يككف في آخر , كيعبػر النػاس اليػكـ عػف هػذا المعنػى دالػيف .به عمى النهكض المبكر قبيؿ الفجر

Page 80: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

69

ريخهػا سػركف فػي تحديػد تأريخهػا, فحصػركا تاكقد أثارت الحادثة التي اختمػؼ المف أم قبػؿ الهجػرة النبكيػة بعػاـ, أثػارت (1)الثانيػة عشػرة منهػاما بيف السنة الثانية لمبعثة إلػى

بكميتػه )أم --تساؤلات كثيرة حكؿ ماهيتها, ككيفية كقكعها. كهؿ كػاف إسػراء النبػي نظػران --بجسد ( أـ بركحه )في الحمـ(؟ بؿ كانت سببان في تكذيب كثير ممػف حكلػه

كالصػػػػػدؽ, كخمػػػػػد ذكرهػػػػػا بػػػػػالكحي لإعجازهػػػػػا كعجائبهػػػػػا. إلا أف الله ثبػػػػػت النبػػػػػي بػػػػػالقكؿ وب( 2)ؼو وب صبؽجى ظ ب (0) هو برا وانغكالقرآف, كنص عمى صدقه فقاؿ: )

. (2)(يوؽ وؽي بب هو ب (3) او ع ينؽكالكبػرل, فتنقػؿ بػػيف مػف آيػػات ربػه -عميػه السػلاـ–كقػد شػاهد النبػي برفقػة جبريػػؿ

السػمكات, كالتقػػى بسػاكنيها مػػف البشػػر كالأنبيػاء, كفػػي رحمتػػه فرضػت الصػػمكات الخمػػس, فكػػاف قػػاب -دكف أف يراهػػا-اقترابػػه مػػف الػػذات الإلهيػػة --ككػػاف أبػػرز مػػا كقػػع لػػه

لبة ـىب( 8)ـزذ دب صقكسيف مف ربه أك أدنى, قاؿ تعالى في إشارة لهذ الحادثػة: )

-. فرؤيػة الله سػبحانه تعػذرت حتػى عمػى الأنبيػاء كحػيف طمػب مكسػى (3)(ؤدل ؤو لوعلي

للبي مف الله سبحانه أف ينظر إليه خاطبه قػائلان: ) -عميه السلاـ بل اظلش وللى رشالي ل

.(4)(صعمب وع وخش دوب ععه غج سثه رغ ـب رشاي ـغوؾ ىبه اعزمش ـة اغجأف هػذا الإسػراء قػد تػـ بجسػد النبػي كركحػه, أم تأمؿ في الػنص القرآنػي يعمػـ كالم ( فالعبػػػد تشػػػمؿ الإنسػػػاف جميعػػػه جسػػػد ثعجلللذ ؤعلللش الللزيلقكلػػػه تعػػػالى: ) --بكميتػػػه

كركحػػه؛ كػػي لا يػػذهب الػػذهف إلػػى قضػػية )الرؤيػػا كالحمػػـ( كلػػك كانػػت الرحمػػة حممػػان كرؤيػػا لمػػا اقتضػػت قكلػػه تعػػالى )سػػبحاف( التػػي تفيػػد التعظػػيـ كالتقػػديس كالتنزيػػه. فمػػا مػػف حمػػـ

يستحؽ هذا الإجلاؿ كالتكقؼ!!

اني تفسير القرآف العظػيـ كالسػبع ينظر: الآلكسي, شهاب الديف السيد محمكد البغدادم, ركح المع (1) .>, ص;4المثاني, دار إحياء التراث العربي, بيركت, لبناف, )د.ط(, )د.ت(, ج

(.:-4النجـ, ) (2) (.?-<النجـ, ) (3) (. 4:9الأعراؼ, ) (4)

Page 81: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

71

لػػئلا يػػذهب الػػذاهبكف مػػذهبان آخػػر, كقػػد كيصػػؼ النبػػي )بالعبػػد( رغػػـ عمػػك منزلتػػه؛ فيػػػػألهكف النبػػػػي, أك يضػػػػفكف عميػػػػه صػػػػفة تخمػػػػؽ فػػػػي نفكسػػػػهـ معنػػػػى الشػػػػرؾ, كمػػػػا فيعػػػػؿ

حػيف كصػػؼ بأنػػه ابػف الله. كقػػد حػػذرت سػكرة الإسػػراء مػػف هػػذ -عميػػه السػػلاـ–بالمسػيح لوالنظرة كهذ الرؤية, فبدأت بهذا الأمر, كانتهت به في قكله تعالى في آخر السكرة: )

ولذا يزخلز ازي ه اؾذ ول ول اله ـلي ؽلشيه له يىل ووجلش الزي ل ولي له يىل

. (1)(رىجيرافػػػػي رحمػػػػة الإسػػػػراء كالمعػػػػراج إلػػػػى تلاقػػػػي الأديػػػػاف --كترمػػػػز رحمػػػػة النبػػػػي

مػػػف مصػػػدر كاحػػػد كهػػػك الػػػكحي الإلهػػػي, كمػػػا يرمػػػز التقػػػاء السػػػماكية, ككحػػػدتها فجميعهػػػا كصػلاته بهػـ إلػى اتحػاد الأديػاف السػماكية ,بالأنبياء فػي المسػجد الأقصػى --النبي

بالإسلاـ آخر الزماف. اغغذ كقد قيدـ ذكر المسجد الحراـ عمى المسجد الأقصى في قكله تعالى: )

مكاف التقاء المسمميف مف جميع أنحػاء -شرفها الله–( لأف مكة الألص اغغذ ب اؾشاالعػػػػالـ, كمحجهػػػػـ كنقطػػػػة انطلاقهػػػػـ, كمػػػػا أف المسػػػػجد الأقصػػػػى مكػػػػاف التقػػػػاء الأنبيػػػػاء كارتقائهـ, فهي معالـ في الطريؽ لمف أراد العبػكر مػف الػدنيا إلػى الآخػرة, يبػدأ بالعبػادات

تقاء كالسمك. فرمزية الرحمة كاضحة لمف تأمػؿ كأرجػع فيهػا كالقربى إلى الله, كينتهي بالار النظر.

سورة الإسراء ومسمياتيا: تسػمية اشػتهرت بهػا, فهػي )الإسػراء( إشػارة إلػى غيػر تحمؿ هػذ السػكرة العظيمػة

مف مكة إلػى بيػت المقػدس, كهػي سػكرة )بنػي --الرحمة العظيمة التي قاـ بها النبي إلى إفساد بني إسرائيؿ مػرتيف, كعتػكهـ عػف أمػر ربهػـ, كمػا كرد نظران لإشارتها إسرائيؿ(

سػػبحاف(" كالمقصػػكد بهػػا الإقبػػاؿ عمػػى الله اسػػمها فػػي بعػػض الركايػػات عمػػى أنهػػا سػػكرة )

(. 444الإسراء, ) (1)

Page 82: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

71

. كأجممهػػػػػا تسػػػػػمية (1)كحػػػػد , كخمػػػػػع كػػػػػؿ ماسػػػػكا , لأنػػػػػه كحػػػػػد المالػػػػػؾ لتفاصػػػػيؿ الأمػػػػػكر"يحاء بالقداسة. )الإسراء( لما في المفظ مف إيقاع كاا

الوحدة الموضوعية في السورة: تتعدد المكضكعات الدينية التي تضمنتها سكرة الإسػراء, كتشػكؿ زخمػان هػائلان مػف

التكجيهػػػػات كالعظػػػػات كالإشػػػػارات, مػػػػا يقػػػػارب الأربعػػػػيف مكضػػػػكعان, ممػػػػا يجعػػػػؿ القػػػػارئ يتسػػػاءؿ عػػػف الكحػػػدة المكضػػػكعية التػػػي تػػػػربط كػػػؿ هػػػذ التكجيهػػػات, كهػػػذا ذكػػػر لأبػػػػرز

مكضكعاتها: ذكر معجزة الإسراء كتحديد مكانها. .1

فسادهـ في الأرض مرتيف. .2 الإشارة إلى بني إسرائيؿ كاا

علذر وبثػـ الإشػارة إلػى عػدـ اسػتغلالها ) ,إعطػاء بنػي إسػرائيؿ فرصػة للإصػلاح .3

يغلوئوا الآخلشح وعلذ علبء ـلةرا ( )علذب لشح ؤوي دخلو ولب اغلغذ ويلذخوا وعلوهى

. (2)(رزجيرا عوا ب ويزجشوا

الإشارة إلى عظمة القرآف كهدايته للإنساف كما كانت التكراة مف قبؿ. .4

الإشارة إلى طبيعة الإنساف, كدعائه بالشر قبؿ الخير, لجهمه كعجمته. .5

تحميؿ الإنساف مسؤكلية عممه. .6

الإشارة إلى سنة الله في هلاؾ القرل بعد فسادها. .7

الػػػنص عمػػػى أف الله يعطػػػي الػػػدنيا لمػػػف يريػػػد, كالآخػػػرة لمػػػف يريػػػد, لكػػػف الآخػػػرة أكبػػػر .8 درجات كأكبر تفضيلا.

تكجيه الإنساف إلى ما مف شأنه نجاح حياته كفػكز بػالآخرة, كيبػدأ ذلػؾ بالتكحيػد, ثػـ .9بػػر الكالػػديف, كالإحسػػاف إلػػى ذكم القربػػى كالمسػػاكيف كابػػف السػػبيؿ, كاجتنػػاب التبػػذير كالإسراؼ في النفقات, كعدـ قتؿ الأكلاد خكؼ الفقر, كالنهي عػف الزنػا كقتػؿ الػنفس

فػػي ق(, نظػػـ الػػدرر;<<البقػػاعي, إبػػراهيـ بػػف عمػػر بػػف حسػػف الربػػاط بػػف عمػػي بػػف أبػػي بكػػر)ت(1)تناسب الآيات كالسكر, تحقيػؽ: محمػد عمػراف الأعظمػي, دار الكتػاب الإسػلامي, القػاهرة ,

. ><8,ص44ـ, ج==?4-ق=?49, 4ط (.=الإسراء, ) (2)

Page 83: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

72

اجتنػػاب أمػػكاؿ اليتػػامى كالكفػػاء بالكيػػؿ كالميػػزاف, كالتنديػػد التػػي حػػرـ الله إلا بػػالحؽ, ك , (1)(عل ثله له ليظ لب رملؿ ولابصفة الفضكؿ )أم تدخؿ الإنسػاف فيمػا لا يعنيػه( )

كعدـ التكبر عمى الخمؽ كالمشي بخيلاء, كالحث مرة أخرل عمى عدـ الشرؾ بالله.

جعؿ عمى قمكبهـ مف حيجب كأكنة. كصؼ المشركيف كنفكرهـ مف القرآف, كما .10

--فضػػػح مػػػا يػػػدكر فػػػي أفئػػػدة المشػػػركيف مػػػف شػػػككؾ بصػػػحة رسػػػالة النبػػػي .11 كاتهامه بالسحر, كاستبعادهـ عكدة المكتى إلى الحياة بعد استحالتهـ إلى عظاـ.

ذكر قصة الملائكة كسجكدهـ لآدـ, كعصياف الشيطاف كرفضه لمسجكد. .12

آدـ كمشاركتهـ في الأكلاد كالأمكاؿ. ذكر كسائؿ الشيطاف في إغكاء بني .13

نقػػاذهـ مػػف الغػػرؽ إذا دعػػكا الله .14 ذكػػر فضػػؿ الله عمػػى النػػاس فػػي البػػر كالبحػػر, كاا بالنجاة.

الاستنكار عمى الناس الإحساس بالأماف )رغـ شركهـ( مع أف الله قادر عمػى أف .15 أك قاصفان مف الريح. يخسؼ بهـ البر, أك يرسؿ عميهـ حاصبان

حدث للإنسػاف يػكـ الحسػاب كتمقيػه كتابػه, فػهف كػاف بيػد اليمػيف نجػا, ذكر ما سػي .16 كمف عمى في الدنيا عمي في الآخرة.

قناعه بالافتراء عمى الله. .17 ذكر محاكلة المشركيف فتنة النبي كاا

ذكر صعكبة حياة النبي, كأنه كاد يركف إليهـ لكلا أف ثبته الله. .18

الدعكة إلى الصلاة عمى أكقاتها, كقراءة القرآف كالتهجد كالدعاء. .19

. (2)(صهولب وب اجبؼ بالإيذاف بمجيء الحؽ كزهكؽ الباطؿ ) .20

الإشارة إلى ما في القرآف مف شفاء كرحمة لمناس. .21

حيف يعرض كينأل بجانبه عف الحؽ. ,الإشارة إلى طبيعة الإنساف .22

ها مف أمر الله. ف عف الركح كالنص عمى أن ذكر سؤاؿ المشركي .23

تذكير النبي بنعـ الله عميه, كأف لك ذهب الله به لذهب بالمشركيف كراء . .24

(. >9الإسراء, ) (1) (.4<الإسراء, ) (2)

Page 84: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

73

تحػػػدم الإنػػػس كالجػػػف عمػػػى أف يػػػأتكا بمثػػػؿ هػػػذا القػػػرآف, كأف فيػػػه تصػػػريؼ لكػػػؿ .25 شيء.

أك ,ينبكعػػان --ذكػػر طمبػػات المشػػركيف التعجيزيػػة, كهػػي أف يفجػػر لهػػـ النبػػي .26أك يسقط عميهـ كسفان مف السػماء, أك أف يػأتي بػالله ,أف يأتي بجنة مف نخيؿ كعنب

كالملائكػػػػة, أك يكػػػػكف لػػػػه بيػػػػت مػػػػف زخػػػػرؼ, أك يرقػػػػى فػػػػي السػػػػماء, أك ينػػػػزؿ كتابػػػػان . قرأكنهي

ثؾلشا اله ؤثعش لبواالتصريح بسبب عدـ إيماف الناس بالأنبياء, كهك أنهـ بشػر ) .27

. (1)(سعولا

النص عمى أف الهداية بيد الله, كالضػلاؿ بيػد , كلػيس لمنبػي مػف حيمػة فػي تغييػر .28 ذلؾ )بعد تحذيرهـ(.

. (2)(عذيذا خمب جعوصو ؤبب وسـبرب عظبب ونب ؤئزاتعجب المشركيف مف قضية البعث ) .29

محاكرة المشركيف كمحاكلة لفتهـ إلى خمؽ السمكات كالأرض عمهـ يهتدكف. .30

الإشارة إلى شيح الإنساف كبخمه كأف لك ممؾ خزائف رحمة الله لبخؿ كقتر. .31

كمعجزاتػػه كقصػػته مػػع فرعػػكف, -عميػػه السػػلاـ–سػػؤاؿ بنػػي إسػػرائيؿ عػػف مكسػػى .32كمجيػػػئهـ آخػػػر الزمػػػاف ,كذكػػػر مصػػػير كغرقػػػه, كمػػػا آؿ إليػػػه بنػػػك إسػػػرائيؿ بعػػػد ذلػػػؾ

)لفيفان(.

التأكيد عمى أف القرآف حؽ كنزكله حؽ. ككصؼ خصائص القرآف, كنزكله مفرقان .33 ليقرأ الناس عمى ميكث.

الأذقػػاف كهػػـ إلػػى كصػػؼ حػػاؿ المػػؤمنيف الػػذيف يقػػرأكف القػػرآف بخشػػكع, كيخػػركف .34 يبككف, كيسجدكف, كيدعكف الله.

كعػػدـ الجهػػر -الله كالػػرحمف-ائه الحسػػنى س أف يػػدعكا الله بأسػػمالطمػػب إلػػى النػػا .35 بالصلاة )أم رفع الصكت(.

(.:?الإسراء, ) (1) (. ?:الإسراء, ) (2)

Page 85: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

74

عػػػػلاف الكحدانيػػػػة, كالتنديػػػػد بالشػػػػرؾ؛ لأف الله لا كلػػػػد لػػػػه كلا .36 الانتهػػػػاء بالحمػػػػد, كاا شريؾ, كلا كلي مف الذؿ, كدعكة إلى التكبير.

إف السػػكرة عمػػى اخػػتلاؼ مكضػػكعاتها كتعػػدد تكجيهاتهػػا تمثػػؿ نسػػقان إلهيػػان عظيمػػان نهػا تمثػؿ ممخصػان إالنظػر كأطػاؿ التأمػؿ؛ أنعػـنسجـ العناصػر, متكامػؿ التركيػب, لمػف م

لحياة الإنساف, منذ أف يكلد إلى أف يصبح كامػؿ الأهميػة لإعجػاز الكػكف, كاتخػاذ مكقػؼ عقػػدم مػػف الخػػالؽ, ككػػؿ مػػا هػػك غيبػػي إلػػى أف يمػػكت كيسػػتحيؿ رفاتػػان كعظامػػان, ثػػـ يمقػػى

ؿ نسػػتطيع أف نػػذهب إلػػى أكثػػر مػػف ذلػػؾ, كهػػك أف السػػكرة كجػػه ربػػه لمحسػػاب كالسػػؤاؿ. بػػعميػػػػه -تعػػػػرض لمرحمػػػػة مػػػػا قبػػػػؿ كلادة الإنسػػػػاف كهبكطػػػػه إلػػػػى الأرض حػػػػيف كقػػػػؼ آدـ

قبالة الشيطاف, فرفض هذا الأخير السجكد لػه, لعػدـ إقػرار بتميػز كمكانتػه عنػد -السلاـ سثله آد وعصل المحرمػة ) كامػر الله, كأكمػه مػف الشػجرةالله, كهبػكط آدـ بػدكر لعصػيانه آ

كشقائه بعد ذلؾ إلى قياـ الساعة. (1)(ـؽو فالسكرة تمثؿ تكجيهان رحيمان لمبشػرية جمعػاء, بػأف رحمػة الشػقاء عمػى هػذ الأرض

يمكف أف تككف أسهؿ كطأة عمى الإنساف, كأيسر حملان لك أنػه تمثػؿ تعػاليـ ربػه, كانتهػى عف كامؿ ما مف شأنه أف يشقيه, فجاءت التعميمات الإلهية تدؽ طبكؿ التحذير:

الػػديف إحسػػانا... كآت ذا القربػػى حقػػه... كلا تبػػذركا لا تجعػػؿ مػػع الله إلهػػا... كبالك تبػػػذيرا... كلا تجعػػػؿ يػػػدؾ مغمكلػػػة... كلا تقتمػػػكا أكلادكػػػـ... كلا تقربػػػكا الزنػػػى... كلا تقتمػػػكا النفس التي حرـ الله... كلا تقربكا ماؿ اليتيـ... كأكفكا الكيؿ إذا كمتـ... كلا تقؼ ما لػيس

ان... لؾ به عمـ... كلا تمش في الأرض مرحإنهػػػػا منهػػػػاج حيػػػػاة لإنقػػػػاذ البشػػػػرية الضػػػػائعة, التػػػػي تسػػػػير نحػػػػك الهاكيػػػػة, كيأكػػػػؿ

بعضػػها بعضػػان... كصػػلاة النبػػي بالأنبيػػاء فػػي بيػػت المقػػدس, كهػػك رمزيػػة لجميػػع النػػاس

(.484طه, ) (1)

Page 86: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

75

ؤسعلنبن وبكقاؿ تعالى: ) (1)(الإعلب اه عنذ اذي بقاؿ تعالى: ) --باتباع ديف محمد

عب سؽخ بب )(2).

كتػػأتي رحمػػة الإسػػراء كالمعػػراج لتتسػػؽ مػػع هػػذ التعػػاليـ كتنسػػجـ معهػػا. فكمػػا أف محمػػدان نبػػي البشػػرية قػػد أيسػػرم بػػه مػػف مكػػة إلػػى بيػػت المقػػدس, كصػػمى بالأنبيػػاء ثػػـ عػػرج

كعػػػاد (3)(لوعللل ؤو ؤدللل ـىلللب للللبة إلػػػى السػػػمكات, حيػػػث المقػػػاء الأركع مػػػع خػػػالؽ السػػػماء )

بالرحمػػػػػة كالشػػػػػفاعة كالصػػػػػلاة, ينبغػػػػػي لمبشػػػػػرية أف تحػػػػػذك حػػػػػذك , كتسػػػػػرم بأركاحهػػػػػا لا بأجسػػادها نحػػك خالقهػػا, كػػؿ يػػكـ خمػػس مػػرات, لمػػا تحممػػه الصػػلاة مػػف رمزيػػة الارتقػػاء

عجمػػي, كلا أبػػيض كلا أسػػكد. كبػػذا يكػػكف لمقائػػه أسػػمك كالإسػػراء, لا فػػرؽ بػػيف عربػػي ك كال بالأنبياء في بيت المقدس رمزية التكحد كالعالمية. عميه السلاـ

كثمة قضية هامة لا بد مف الإشػارة إليهػا, كهػي كركد ذكػر بنػي إسػرائيؿ, كعقيػدة النصػػارل فػػي اتخػػاذهـ المسػػيح إلهػػان كتنديػػد القػػرآف فػػي آخػػر السػػكرة بهػػذا المعتقػػد, لقكلػػه

. (4)(اه ـي ؽشيه ه يى و وذا يزخز ازي ه اؾذ ولتعالى: )

فقد جاءت السكرة عمى ذكر هذا المعتقد لخطكرته, فردت عميه بصػكرة لافتػة فػي بالعبكديػة, عمػى --فكصػفت النبػي (5)(ليلب ثعجلذ ؤعلش الزي علجؾب قكلػه تعػالى: )

ف اعتقد بألكهية الأنبيػاء, لا سػيما المسػيح عميػه السػلاـ, عظـ شأنه كمكانته, ردان عمى مكبػػذا كضػػعت النقػػاط فػػكؽ الحػػركؼ, فيمػػا يتعمػػؽ بديانػػة عظيمػػة تنتشػػر فػػي جميػػع أنحػػاء

العالـ كهي )النصرانية(.

(.?4آؿ عمراف, ) (1) (.=40الأنبياء, ) (2) (.?النجـ, ) (3) (.444الإسراء, ) (4) (.4الإسراء,) (5)

Page 87: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

76

كما أنها نددت ببني إسرائيؿ, لما يمعبكنه مف دكر في تعطيػؿ هػذا المنهػاج الػذم فسػػػادان, ممػػػا يعطػػػؿ دكر جميػػػع الشػػػرائع فػػػي رسػػػـ رسػػػمته السػػػكرة, كيسػػػعكف فػػػي الأرض

سػػعاد البشػػرية, فجػػاء التفػػاكض معهػػـ ) ( لممعرفػػة المسػػبقة بػػأنهـ عللذب عللذر وبالسػػلاـ, كااكمما عاهدكا الله باتباع الشريعة, كعدـ الإفساد, عادكا كنكثكا العهد, فجاء الكعد بالنهايػة

علوا لب ويزجلشوا شح ؤوي دخو وب اغغذ ويذخوا وعوهى يغوئوا الآخشح وعذ عبء ـةرا )

. (1)(رزجيراأمػػا الإشػػارة لبيػػت المقػػدس فػػي مطمػػع السػػكرة؛ فػػطف الأحاديػػث الشػػريفة كالركايػػات

المقػػدس, كالمكاجهػػات الدينيػػة المػػأثكرة, تشػػير جميعهػػا إلػػى أف التقػػاء البشػػرية فػػي أرض: "لا تقػػكـ --كاقعػػة لا محالػػة, لتعػػكد الحقػػكؽ إلػػى أصػػحابها, كفػػي ذلػػؾ يقػػكؿ النبػػي

حتػػى يختبػػئ اليهػػكدم مػػف كراء ,السػػاعة حتػػى يقاتػػؿ المسػػممكف اليهػػكد فيقػػتمهـ المسػػممكفالحجػػر كالشػػجر, فيقػػكؿ الحجػػر كالشػػجر: يػػا مسػػمـ يػػا عبػػدالله هػػذا يهػػكدم خمفػػي فتعػػاؿ

ركا مسمـ. (2)قتمه إلا الغرقد فهنه مف شجر اليهكد"فا في سورة الإسراء: والتأخيرالتقديم كقػػػع اختيػػػار هػػػذا البحػػػث عمػػػى ظػػػاهرة التقػػػديـ كالتػػػأخير فػػػي عمػػػـ المعػػػاني؛ لمػػػا

–تكشػػؼ عنػػه مػػف دلالات بلاغيػػة كلطػػائؼ تعبيريػػة, عبػػر عنهػػا عبػػد القػػاهر الجرجػػاني يفتػر لػؾ عػف بديعػة, كيفضػي -أم التقػديـ كالتػأخير–يػزاؿ كذكرنا بقكله: "لا -كما سبؽ

سػمعه, كيمطػؼ لػديؾ مكقعػه ثػـ تنظػر فتجػد مبؾ إلى لطيفة, كلا تػزاؿ تػرل شػعران يركقػؾ . (3)سبب أف راقؾ, كلطؼ عندؾ, أف قيدـ فيه شيء, كحكؿ المفظ مف مكاف إلى مكاف"

(.=الإسراء, ) (1)النيسابكرم, مسمـ بف الحجػاج أبػك الحسػف القشػيرم, المسػند الصػحيح المختصػر, تحقيػؽ: محمػد (2)

فػػؤاد عبػػد البػػاقي, دار إحيػػاء التػػراث العربػػي, بيػػركت, )د.ط(, )د.ت(, صػػحيح مسػػمـ, بػػاب . ?889, ص:تقكـ الساعة حتى يمر الرجؿ(, ج)لا

. =49الجرجاني, دلائؿ الإعجاز, ص (3)

Page 88: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

77

فػػػي القػػرآف الكػػػريـ ألطػػػؼ فػػهف راؽ التقػػػديـ كالتػػأخير الجرجػػػاني فػػػي الشػػعر, فهنػػػه كأحػػكج إلػػى التػػدبر كالتأمػػؿ, لصػػدكر مػػف لػػدف لطيػػؼ خبيػػر, يعمػػـ مكاضػػع الكمػػـ ,كأجػػؿ

كتقميبه. كقػد كجػػدت فػػي سػػكرة الإسػػراء انتشػػاران لهػػذ الظػػاهرة البلاغيػػة كغيرهػػا مػػف السػػكر,

أك تمػط أرجاءهػا, بحيػػث لا تكػاد تخمػك آيػػة )إلا مػا قػػؿ( مػف تقػديـ أك تػػأخير فػي الألفػػاظالتراكيب, أك بيف الآيات فيمػا بينهػا, كيمكػف القػكؿ إف التقػديـ قػد يقػع فػي سػكرة الإسػراء,

ثـ يظهر متأخران في سكرة أخرل, مما ستشير إليه الدراسة في مكانه إف شاء الله. كقد تعددت أغراض التقديـ كالتػأخير فػي سػكرة الإسػراء, كتنكعػت أشػكاله كطالػت

ف مف أغراض كالتقديـ للاهتماـ, كالتخصػيص, كالتػدرج فػي ذكػر معظـ ما ذكر البلاغيك كالأدنػػػى إلػػػى الأبعػػػد, كالمػػػديح, كالقصػػػر, كمراعػػػاة السػػػبؽ الزمػػػاني ,الأقػػػؿ إلػػػى الأكثػػػر كالمكاني كغيرها.

ثير كالتبميػآ فػي الػدعكة, كفيمػا أفشكؿ بػذلؾ أسػمكبية داعمػة لطريقػة القػرآف فػي التػ عرض لخصائص هذ الأسمكبية: يأتي

أشباه الجمل: في والتأخيرالتقديم لقػػد غمبػػت عمػػى أسػػمكبية التقػػديـ كالتػػأخير فػػي سػػكرة الإسػػراء جريانهػػا بػػيف أشػػبا

الجمػػػؿ, محققػػػة مػػػف خلالهػػػا مختمػػػؼ الأغػػػراض كالغايػػػات البلاغيػػػة, كالمقصػػػكد بأشػػػبا الجػػػػػار مػػػػػف جمػػػػػؿشػػػػػبه اللالجمػػػػػؿ )الجػػػػػار كالجػػػػػركر كشػػػػػبه الجمػػػػػؿ الظرفيػػػػػة( غيػػػػػر أف

كالمجركر نصيب الأسد في أداء هذ الأسمكبية مف مثؿ: (1)(يلب ثعجذ ؤعش ازي عجؾب)

(2)(بعشائي جني هذ وععنب )

(3)(الأسض ـي زفغذ اىزبة ـي بعشائي ثني ب ولعينب)

(1)(نب عجبدا عيى ثعضنب )

(. 4الإسراء, ) (1) (.8الإسراء, ) (2) (.:الإسراء, )(3)

Page 89: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

78

(2)(ـب ؤعإر وب إفغى ؤؽغنز ؤؽغنز ب)

(3)(عنمه ـي ؼأئش ؤضنب بغب وو)

نب اعبعخ يشيذ وب ) (4)(ـيب ه عغ

(5)(ععيب ب وعع الآخشح ؤساد و)

(6)(بؽغبب وثبواذي بيب بلا رعجذوا ؤلا)

(7) (اؾىخ سثه بيه ؤوؽ ب ره)

(8)(ثبجن سثى ؤـإصفبو)

(9)(سئوع بيه ـغينؽعو)

(10)(وسعه ثخيه عي وؤعت)

(11)(عي ه يظ عجبدي ب)

(12)(وجيرا عيه وب ـعه ب سثه سؽخ بلا)

(1)(فيفب ثى عئنب الآخشح وعذ عبء ـةرا)

(.;الإسراء, ) (1) (.;الإسراء, ) (2) (.49الإسراء, ) (3) (.<4الإسراء, ) (4) (.?4الإسراء, )(5) (.89الإسراء, ) (6) (.?9)الإسراء, (7) (.0:الإسراء, ) (8) (.4;الإسراء, ) (9) (.:>الإسراء, ) (10) (.;>الإسراء, ) (11) (.=<الإسراء, ) (12)

Page 90: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

79

كهػػػي كثيػػػرة جػػػدان, تصػػػؿ إلػػػى مػػػا يقػػػارب السػػػبعيف مكضػػػعان, كمعظمهػػػا كمػػػا نػػػرل مرتبطػػػػة بضػػػػمير المخاطػػػػب )عمػػػػيكـ/ لأنفسػػػػكـ/ إليػػػػؾ/ لػػػػؾ/ عميػػػػؾ/ بكػػػػـ/ بخيمػػػػؾ/ مػػػػف

ربؾ... إلخ(. ( كارتباطهػػا ثللبجن سثىلل ؤـإصللفبو(/ )بؽغللبب وثبواللذي وأك دكف ضػػمير مثػػؿ: )

بالضػػمائر لػػه دلالػػة عظيمػػة, كهػػي اهتمػػاـ القػػرآف بالمخاطػػب كالمخػػاطبيف؛ لأنهػػـ محػػكر الػػدعكة كالتبميػػآ, كلأف لمبشػػر عمػػى اخػػتلاؼ مممهػػـ عنػػد الله مكانػػة, كلأجمهػػـ سػػمى نفسػػه

. (2)(اشؽي اؽفوس ؤب ؤي عجبدي ج ءالرحيـ )

( ككػاف مقتضػى ليلب ثعجلذ ؤعلش الزي علجؾب )كلنبػدأ بالتقػديـ الأكؿ فػي السػكرة القكؿ: )أسرل ليلان بعبد ( لتقدـ المفعكؿ فيه )ليلان( رتبةن عمى شػبه الجممػة, كلكػف التقػديـ

فمػيس الإخبػار عػف كقػت --)بعبد ( جاء لغاية سامية, كهي الاهتماـ بػالنبي الكػريـ لا لقاؿ )ليلان بعبد ( كلكف الغرض الإخبار عف صػاحبها, كلػذا الرحمة هك غرض الآية كاا

تقدـ ذكر . ـ المفػظ للاهتمػاـ؛ لأف الاهتمػاـ ينبغػي الجرجاني مف الاكتفػاء بػالقكؿ: قيػد كقد نبه

أف يكػػكف لغايػػة أخػػرل هػػي السػػبب فيػػه فقػػاؿ: "كقػػد كقػػع فػػي ظنػػكف النػػاس أنػػه يكفػػي أف ير أف يػذكر مػف أيػف كانػت تمػؾ العنايػة, كلػـ مف غ ,يقاؿ أنه قيدـ لمعناية, كلأف ذكر أهـ

كػػاف أهػػـ؟ كلتخػػيمهـ ذلػػؾ قػػد صػػغر أمػػر التقػػديـ كالتػػأخير فػػي نفكسػػهـ, كهكنػػكا الخطػػب . (3)فيه"

فعبػػد القػػاهر يػػرل أف عػػدـ التفػػات النػػاس لمتقػػديـ كالتػػأخير, إنمػػا عمتػػه لاقتصػػارهـ عمى تحديد غرض كاحد له, كهك الاهتماـ, فمذلؾ هاف عندهـ.

كيمكػػف القػػكؿ إف تقػػديـ الجػػار كالمجػػركر )بعبػػد ( عمػػى المفعػػكؿ فيػػه )لػػيلان( كقبػػؿ إنما كقع لغايات عظيمة منها: --أف يككف اهتمامان بشخصه

(.:40الإسراء, ) (1) (?:الحجر, ) (2) .?49الجرجاني, دلائؿ الإعجاز, ص (3)

Page 91: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

81

ليس إلهان أك ابنان لله كما ارتأت النصارل فػي المسػيح --النص عمى أف محمدان .1نمػػا هػػك عبػػد مػػف عبػػاد الله, مخمػػص فػػي -عميػػه السػػلاـ- عبادتػػه مفضػػؿ عمػػيهـ. كاا

فتقديـ المفظ رسالة لأصحاب الديانات بأف ينتهكا عف الشرؾ كيتبعكا ديانة التكحيد.

. (1)حتى لا ينتابه العجب كالكبر --ما يتعمؽ بالنبي نفسه .2

تػه, قػد أيسػرم بػه بكمي --النبي كما يحمؿ هذا التقديـ مدلكلان عظيمان آخر كهك أف .3الإسػػػراء كػػػاف فػػػلا يظػػػف أحػػػد أف )أسػػػرل(د التعديػػػة لمفعػػػؿ كقػػػد أفػػػادت )البػػػاء( تأكيػػػ

نمػػػا تػػػـ برعايػػػة الله لمنبػػػي بكميتػػػه, كفػػػي هػػػذا دفػػػع لمػػػف --محػػػض خيػػػاؿ لمنبػػػي كااشكؾ في كقكع الرحمة أك نسػبها إلػى الخيػاؿ أك )الرؤيػا( أك أنهػا تمػت بػركح الرسػكؿ

دكف جسد .

ف الػػذم كػػاف فيػػه الإسػػراء, كمػػا أف تػػأخير )لػػيلان( كتنكيرهػػا يػػدؿ عمػػى قصػػر الػػزم كالرجكع مع أنه كاف بػيف مكػة كبيػت المقػدس مسػيرة أربعػيف ليمػة, كفػي هػذا بيػاف لعظمػة

عجازها . (2)الرحمة كااكبذلؾ نمتقي كمنذ الآية الأكلى بمحكر هاـ مف محاكر السػكرة, كهػك التأكيػد عمػى

شػػكيؾ بػػالمعجرة الإلهيػػة, الػػدعـ الإلهػػي لهػػذا الػػديف, كالتنديػػد بكػػؿ مػػف يحػػاكؿ النيػػؿ أك الت كاعتمت بعمك أمته جمعاء. --التي اعتمى مف خلالها محمد

كعػػكدة إلػػى أشػػبا الجمػػؿ, كمػػا كقػػع فيهػػا مػػف تقػػديـ كتػػأخير, فػػهف الضػػمائر تشػػير عراضهـ عف الهدل كالحؽ. ك إلى حدة الصراع بيف الأدياف بني إسرائيؿ كاا

–لغايػة الحصػر -عمػيكـ–( تقدـ الجػار كالمجػركر نب عجبدا عيى ثعضنبففي قكله: ) عمى بني إسرائيؿ بأنهـ هـ الذيف تعاد عميهـ الكرة لا غيرهـ. -القصربينمػػا تػػػأخر تعبيػػر )عبػػػادان لنػػا( ليقابػػػؿ بػػػدكر )بعثنػػا عمػػػيكـ(, ليكػػكف الطبػػػاؽ بػػػيف

نكد المرسػػمكف )عبػػادان لنػػا( عمػػيكـ / لنػػا دالان عمػػى التحػػدم بػػيف المػػتكمـ كالمخاطػػب, فػػالج

ينظػػر: التػػػكيجيرم, شػػرؼ الػػػديف, جعفػػػر, المكسػػكعة القرآنيػػػة خصػػػائص السػػكر, مراجعػػػة: أحمػػػد (1)ـ, ???4ق, 4:80, 4حػػاطكـ, كمحمػػد تكفيػػؽ أبػػك عمػػي, دار التقريػػب, بيػػركت, لبنػػاف, ط

. 4?, ص;ج->90, ص49ـ, ج 4=?4ق, 4?49, =ينظر: قطػب, سػيد, ظػلاؿ القػرآف, بيػركت, لبنػاف, ط (2)

90= .

Page 92: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

81

كليسكا عبيدان لمبشر, أك الماؿ رفعان مف شأنهـ, كنسبةن لهـ إلػى الله, كػي لا يػذهب الػذهف إلػػى أف مػػف سػػيقاتمكف بنػػي إسػػرائيؿ آخػػر الزمػػاف فئػػات ظالمػػة, أك مشػػركة, أك مػػف بػػاب

كف هػػػـ سػػػيبعثتسػػػميط الظػػػالـ عمػػػى مػػػف هػػػك أظمػػػـ منػػػه, كنسػػػبة هػػػؤلاء العبػػػاد لله يعنػػػي أن .(1)بمشيئة الله لمقتاؿ "كيتسمطكف تسميطان ككنيان جزائيان"

كتزخػػػػر السػػػػكرة بعشػػػػرات المكاضػػػػع التػػػػي تشػػػػكؿ فيهػػػػا أشػػػػبا الجمػػػػؿ مػػػػف الجػػػػار كالمجػػركر مػػادة لمتقػػديـ كالتػػأخير, كتبػػايف الغايػػات كالػػدلالات, حتػػى نافػػت عمػػى السػػبعيف

مجػركر تشػكؿ المػادة الأكلػى مكضعان, كحتػى يمكػف القػكؿ إف أشػبا الجمػؿ مػف الجػار كاللمتقديـ كالتأخير لكثرة كقكعها. كقد يككف سبب ذلؾ ارتباط غالبيتها بالضمائر لنا / لكػـ/ عمينػػػػػا/ عمػػػػػيكـ/ مػػػػػنكـ/ منػػػػػا/ فتكػػػػػكف الضػػػػػمائر كسػػػػػيمة لكصػػػػػؼ الصػػػػػراع بػػػػػيف المػػػػػتكمـ كالمخاطػػػػب, لأف السػػػػكرة برمتهػػػػا تعكػػػػس صػػػػراعان كبيػػػػران بػػػػيف الحػػػػؽ كالباطػػػػؿ كالمكاجهػػػػة

قائدية. الع في أشباه الجمل: والتأخيرأغراض التقديم

ف دلػػػػػت عمػػػػػى الجػػػػػار كالمجػػػػػركر, كشػػػػػبه الجمػػػػػؿ سػػػػػنلاحظ أف أشػػػػػبا الجمػػػػػؿ كااميػداف السػكرة بصػكرة لافتػة كبيػرة, كىثيػرى فػيالظرفية, إلا أف تركيب الجار كالمجركر, قد

حتى يمكف القكؿ إنه لا تكاد تخمػك آيػة أك بضػع آيػات مػف هػذا النسػؽ التركيبػي, ليشػكؿ غير المخاطبيف. أسمكبية بارزة لمحكار كمناقشة

التخليص: كقػػد غمػػب غػػرض التخصػػيص )أك الاختصػػاص( عمػػى غيػػر مػػف الأغػػراض فػػي

المجػػركر. كلكنػػه تخصػػيص تكمػػف كراء غايػػات معػػرض كركد أشػػبا الجمػػؿ مػػف الجػػار ك أدؽ لا بد مف التنبه إليها, مف ذلؾ:

التخليص للأفضمية: مػف ذلػؾ قكلػه تعػالى: ) فهػك خطػاب . (2)(فليرا ؤوضلش وععنلبو وثلن ثلإواي وؤلذدبو

لبني إسػرائيؿ قيػدـ فيػه ذكػر الأمػكاؿ عمػى البنػيف, لأفضػمية المػاؿ فػي الإعػداد العسػكرم,

.4>:السعدم, عبد الرحمف, تيسير الكريـ الرحمف, ص (1) (.>الإسراء, ) (2)

Page 93: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

82

كتقدمه عمى البنيف, كهذا ما نمحظػه اليػكـ مػف تفػكؽ عسػكرم لبنػي إسػرائيؿ, عمتػه المػاؿ . (1)لا العدد, كما أنه سر تطكرهـ التقني كقكة تسمحهـ

التخليص للاىتمام: فقػد (2)(علجيلب يغلزؽيعو ـللب ـعوا الأضبي ه ظشثوا ويؿ اظشى: )مف ذلؾ قكله تعال

قػػدـ الجػػار كالمجػػركر )لػػؾ( عمػػى المفعػػكؿ بػػه )الأمثػػاؿ( لغايػػة الاختصػػاص أم خصػػكؾ كلكػػنهـ ضػػالكف ظػػالمكف كمػػا ,فػػي نظػػرهـ --بضػػرب الأمثػػاؿ, كذلػػؾ لأهميػػة النبػػي

تشير الآيات. ـغينؽعو شح ؤوي ـؽشو ازي ل يعيذب ـغيموويضان قكله تعالى: )أكمف ذلؾ

. (3)(لشيجب يىو ؤ عغ ل هو ز ويموو سئوع بيهنكػػػارهـ لميػػػكـ الآخػػػر, كحػػػيف أيسػػػقط فػػػي كهػػػذا فػػػي معػػػرض حػػػكارهـ مػػػع النبػػػي, كاا

بيله ـغينؽعلو أيديهـ, كغمب عميهـ فػي الحػكار, أنغضػكا رؤكسػهـ علامػة الاستسػلاـ )

--( كقد تقدـ الجار كالمجركر )إليؾ( للاهتماـ بشػخص النبػي نظػران لمكانتػه سئوعقراران بتميز عميهـ. عندهـ كاا

, جػػاء فػػي )إعػػراب القػػرآف كصػػرفه (4)(بببؽغلل وثبواللذيكمػػف ذلػػؾ قكلػػه تعػػالى: ) كبيانػػه( حػػكؿ هػػذا التقػػديـ فػػي الجػػار كالمجػػركر: "كبالكالػػديف جػػار كمجػػركر متعمػػؽ بفعػػؿ

. (5), ك )إحسػانان( مفعػكؿ مطمػؽ لمفعػؿ المحػذكؼ منصػكب"محذكؼ تقدير أحسنكا إحسػانان كتقػػديـ الجػػار كالمجػػركر )بالكالػػديف( عمػػى المفعػػكؿ المطمػػؽ )إحسػػانان( جػػاء عقػػب الأمػػر

بعبادة الله, فقد قرف الله سبحانه كتعالى عبادته ببر الكالديف اهتمامان بشأنهما.

ينظػػر: سػػمطاف, فاضػػؿ ضػػايؼ, سػػكرة الإسػػراء, دراسػػة بلاغيػػة دلاليػػة, رسػػالة ماجسػػتير, جامعػػة (1) . 9<ـ, ص=800ق, <4:8الككفة, كمية الآداب, قسـ المغة العربية,

(.<:الإسراء, ) (2) (.4;الإسراء, ) (3) (.89راء, )الإس (4)صػػػافي, محمػػػكد, الجػػػدؿ فػػػي إعػػػراب القػػػرآف كصػػػرفه كبيانػػػه, مؤسسػػػة الإيمػػػاف, بيػػػركت, لبنػػػاف, (5)

.98, ص;4)د.ط(, ج

Page 94: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

83

كحػػكؿ فضػػؿ الكالػػديف يقػػكؿ الفخػػر الػػرازم فػػي تفسػػير الكبيػػر: "كلػػيس لأحػػد مػػف كتقرير مف كجك : ,ما لمكالديفالخلائؽ نعمة عمى الإنساف مثؿ

.(1): "فاطمة بضعة مني"--ا: أف الكلد قطعة مف الكالديف, قاؿ أحدها: أف شػػػفقة الكالػػػديف عمػػػى الكلػػػد عظيمػػػة, كجػػػدهما فػػػي إيصػػػاؿ الخيػػػر إلػػػى الكلػػػد كثانيهػػػ

كػػػالأمر الطبيعػػػي, كاحترازهمػػػا عػػػف إيصػػػاؿ الضػػػرر إليػػػه كػػػالأمر الطبيعػػػي, كمتػػػى كانت الدكاعي إلى إيصاؿ الخير متكفرة, كالطػكارؽ عنػه زائمػة, لا جػرـ كثػر إيصػاؿ

ثيرة, أكثر مف كؿ نعمة تصػؿ مػف الخير, فكجب أف تككف نعـ الكالديف عمى الكلد ك إنساف إلى إنساف.

ا: أف الإنسػػاف حػػاؿ مػػا يكػػكف فػػي غايػػة الضػػعؼ كنهايػػة العجػػز, يكػػكف فػػي إنعػػاـ كثالثهػػالكالديف في ذلؾ الكقت, كمف المعمكـ أف الإنعاـ إذا كاف كاقعان عمى هذا الكجه كػاف

مكقعه عظيمان. الخيػػر إليػػه كقػػد يمتػػزج بهػػذا الغػػرض سػػائر ا: أف إيصػػاؿ الخيػػر قػػد يكػػكف بداعيػػةكرابعهػػ

يصػػاؿ الخيػػر إلػػى الكلػػد لػػيس لهػػذا الغػػرض فقػػط فكػػاف الإنعػػاـ فيػػه أتػػـ الأغػػراض, كااكأكمػػؿ فثبػػت أنػػه لػػيس لأحػػد مػػف المخمػػكقيف نعمػػة عمػػى غيػػر مثػػؿ مػػا لمكالػػديف عمػػى

بلا رعجلذوا لاؤ سثله ولع الكلد فبدأ الله تعالى بشكر نعمة الخالؽ كهك قكله تعالى: )

كالسػبب فيػه أف (3)(بؽغلبب وثبوالذي , ثـ أدفعه بشكر نعمة الكالديف كهك قكلػه: )(2)(بيب .(4)إنعاـ الإله الخالؽ نعمة الكالديف" بعدما بينا أف أعظـ النعـ

البخارم, محمد بف إسماعيؿ أبك عبدالله, صحيح البخارم, تحقيؽ: محمد زهير بف ناصر ( (1 . 84, ص;ق, ج424:88, ط:4=9الناصر, دار طكؽ النجاة , رقـ الحديث

(.89الإسراء, ) (2) (.89الإسراء, ) (3) . ><4, ص80الرازم, فخر الديف, التفسير الكبير, ج (4)

Page 95: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

84

التخليص لمتعظيم: الجػػار كالمجػػركر تخصيصػػان لممتقػػدـ بالعظمػػة, مػػف جممػػةشػػبه الكيعنػػي أف تتقػػدـ

, فقػد (1)(سؽزله ويشعلو ؤللشة ؤيل اوعليخ سثل بل يجزؽلو يلذعو الزي ؤوللئه كقكلػه تعػالى: ), تقدـ الجار كالمجركر )إلى ربهـ( عمى المفعكؿ به )الكسيمة( تخصيصػان لػربهـ بػالتعظيـ

كابتغاء الكسيمة لإرضائه. بلا اظلب يضيلذ ولا لان وسؽلخ ؽلفبء هلو لب املشآ ونضيكمف ذلؾ أيضان: )

, فقد تقدـ ذكر القرآف في قكله )مػف القػرآف( تخصيصػان لػه بػالتعظيـ, فػذكر قبػؿ (2)(خغبسا ذكر فكائد مف الشفاء كالرحمة.

, كلا شػؾ بػأف تقػديـ ذكػر (3)(وثيلنى ثينلي ؽليذا ثبله وفل لل كمػف ذلػؾ أيضػان: ) سبحانه كتعالى )بالله( إنما هك تخصيص له بالعظمة.

غيػػركقػػد تكػػرر أسػػمكب تقػػدـ )الجػػار كالمجػػركر( الػػداليف عمػػى الله سػػبحانه, فػػي وذا يزخز ازي ه اؾذ ولمكضع كذلؾ لمتعظيـ, كقكله تعالى: ) ول ؽلشيه له يىل

. (4)(ازي وي ه يى و اه ـي

( تقػػدـ خبػػر كػػاف )لػػه( كتػػأخر اسػػمها )شػػريؾ( لغايػػة ؽللشيه لله يىلل ولل)ففػػي قكلػػه التعظيـ, كتنزيهان له سبحانه عف اتخاذ الشريؾ أك الكلد.

كفي معرض ذكػر الملائكػة, كافتػراض إقػامتهـ فػي الأرض, كحػاجتهـ إلػى رسػكؿ يؾلو لآئىلخ الأسض ـلي ولب لو لل تقػدمت شػبه الجممػة الدالػة عمػيهـ فػي قكلػه تعػالى: )

. (5)(سعولا ىب اغبء عي نضنب ؽئن

(.=;الإسراء, ) (1) (.8<الإسراء, ) (2) (.>?الإسراء, ) (3) (.444الإسراء, ) (4) (. ;?الإسراء, ) (5)

Page 96: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

85

فشػػػبه الجممػػػة فػػػي قكلػػػه )عمػػػيهـ( تقػػػدمت عمػػػى مػػػا بعػػػدها, تخصيصػػػان لمملائكػػػػة بػػالتعظيـ, كنصػػان عمػػى أنهػػـ يسػػتحقكف رسػػكلان مػػف الملائكػػة لػػك أقػػامكا فػػي الأرض )عمػػى

ظمتهـ( لأف هذ سنة الله فيمف أقاـ عمى الأرض. عكهػي التعظػيـ كمػا فػي قكلػه ,جممػة الجػار كالمجػركر لمغايػة ذاتهػا شبه كقد تتأخر

. (1)(لبويو عينب ثه ه رغذ لا ص بيه ؤوؽينب ثبزي نزهج ؽئنب وئتعالى: )عجيب في التقديـ كالتأخير في صياغة الجار كالمجػركر, فقػد تكالػت كهذا ترتيب

لأنها خاصػة ؛ثلاث صياغات مف هذا النكع )لؾ به عمينا( كدلت الأخيرة عمى التعظيـبػػذكر الله سػػبحانه, كجػػاء تأخرهػػا رعايػػة لمنبػػي, فقػػدـ )لػػؾ( اهتمامػػان بػػه فػػي هػػذا الخطػػاب

مانع, كلػك شػاء لأخػذ مػا أعطػا لمنبػي مػف فضػؿ كتذكيران له بأف الله هك المعطي, كهك القػػد جػػزع فػػي تمػػؾ المحظػػة مػػف عػػبء --كرسػػالة كقػػرآف, ككأننػػا نستشػػعر بػػأف النبػػي

الدعكة ككطأتها, فقدـ ذكر للاهتماـ. التخليص لمرعاية والفضل:

حيث تتقدـ شػبه الجمػؿ مػف الجػار كالمجػركر فػي هػذا النػكع مػف الأغػراض لبيػاف اجؾلش ـلي افله ىل يضعلي الزي ثىل سخاطبيف, كتفضمه عميهـ, مف ذلؾ: )رعاية الله لمم

. ففي قكلػه )يزجػي لكػـ الفمػؾ( تقػدـ الجػار كالمجػركر (2)(سؽيب ثى وب به ـعه زجزؽوا)لكػػػـ( عمػػػى المفعػػػكؿ بػػػه )الفمػػػؾ( تخصيصػػػان لممخػػػاطبيف كهػػػـ البشػػػر بالرعايػػػة كتفضػػػلان عمػػيهـ, كنقػػكؿ: )البشػػر( لأف فضػػؿ الله يعػػـ جميػػع البشػػر دكف اسػػتثناء, كمػػا تقػػدـ ذكػػر

معػرض ذكػر نعػـ الله )بكـ( عمى خبر كاف )رحيمان( رعاية لممخاطب كتفضلان عميه, فػي عمى الإنساف في البحر كتسخير الفمؾ )السفف( له.

فقػد خيػص النػاس (3)(ىلش عل انلبط عل زملشؤ ـشلنلب ولشآلب كمػف ذلػؾ أيضػان: ) بالػػذكر فػػي قكلػػه )عمػػى النػػاس( كقػػدمت عمػػى ذكػػر مػػا بعػػدها رعايػػة لهػػـ, كتفضػػلان عمػػيهـ

بنزكؿ القرآف كتفريقه كقراءته عمى مكث )مهؿ(.

(.><الإسراء, ) (1) (. >>الإسراء, ) (2) (.>40الإسراء, ) (3)

Page 97: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

86

يقكؿ الصابكني: "نزلنا مفرقان منجمان لتقػرأ عمػى النػاس عمػى تػؤدة كمهػؿ, ليكػكف . (1)حفظه أسهؿ, كالكقكؼ عمى دقائقه أيسر"

التخليص لمتحذير: جممػػة الجػػار كالمجػػركر لغايػػة التحػػذير, مػػف شػػبه قػػد يتقػػدـ المخاطػػب مػػف خػػلاؿ

علي له ليظ عجلبدي بذلػؾ مػا خكطػب بػه الشػيطاف )عميػه لعنػة الله( فػي السػكرة: )

فقػػد تقػػدـ خبػػر لػػيس )لػػؾ( عمػػى اسػػمها )سػػمطاف( تخصيصػػان لمشػػيطاف بالػػذكر (2)(عللؽبلغاية التهديد كالتحذير, كذلػؾ حػيف رفػض السػجكد لآدـ كتكعػد ذريتػه بالغكايػة كالضػلاؿ.

فحذر الله سبحانه مبينان عجز عف أف يصؿ بسمطانه إلى المؤمنيف مف عباد . مشػيطاف قبػؿ بػدء الخمػؽ, فػهف كجػه لا إلى بقية الخطػاب الػذم كهذا الحديث يقكدن

لاستعماؿ الجار كالمجركر دلالات أخرل تظهر في الخطاب, مف ذلؾ: التحقير:

الألواي ـلي وؽلبسو وسعله ثخيه عي وؤعت ثصوره ن اعزؽعذ واعزفضص)

فػالله سػبحانه يػنص عمػى أف لمشػيطاف (3)(ؼلشوسا بلا اؾليؽب يعلذه ولب وعلذه والأولادأسػػاليب شػػتى فػػي غكايػػة الإنسػػاف, عمػػى رأسػػها الصػػكت )الكسكسػػة( كالخيػػؿ )كنايػػة عػػف

( كمقاسػػمته البشػػر أمػػكالهـ كأكلادهػػـ. كسػػكؼ تعػػرض الراجمػػةالعتػػاد كالمعػػدات( كالرىجػػؿ )اني فػي مكضػكع لاحػؽ, غيػر أف لاسػتعماؿ الجػار كالمجػركر فػي هذ الدراسػة لهػذ المعػ

هذا الخطاب دلالات لا بد مف محاكلة قراءتهػا مػف ذلػؾ: )مػف اسػتطعت مػنهـ بصػكتؾ( فقد تقدـ الجار كالمجركر )منهـ( الداؿ عمػى البشػر, كذلػؾ لتخصػيص النػاس بالاهتمػاـ؛

هػػػف الشػػػيطاف عمػػػى لأف قضػػػية الخطػػػاب كمكضػػػكع الرهػػػاف كػػػاف عمػػػى البشػػػر, حيػػػث را

الصػػػابكني, محمػػػد عمػػػي, صػػػفكة التفاسػػػير, دار إحيػػػاء التػػػراث العربػػػي, بيػػػركت, لبنػػػاف, )د.ط(, (1) . ?=4, ص9ـ, ج9??4ق, :4:4

(.;>الإسراء, ) (2) (.:>الإسراء, ) (3)

Page 98: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

87

للن عجللبدن بللب( 82)ؤععلل للإؼوين ـجعضرلله لللبيغػػكايتهـ بقكلػػه فػػي سػػكرة )ص(: )

. (1)(اخص فجاء تقدـ ذكرهـ )أم الناس( في تعبيػر )مػنهـ( دالان عمػى تخصيصػهـ بالاهتمػاـ

ذكػر كسػائؿ الشػيطاف )بصػكتؾ( ك )بخيمػؾ( في مكضػكع الرهػاف, كقػد تقػدـ ذكػرهـ عمػى . (2)(ظعيفب وب اؾيؽب ويذ بالتي تـ تأخير ذكرها لمتحقير, مصداقان لقكله تعالى: )

غيػػر أف التعبيػػر نفسػػه )مػػنهـ( قػػد يتػػأخر فػػي آيػػات أخػػرل, لتنقمػػب الآيػػة كيصػػبح لن رجعه ـ ارهت لبيمف مثػؿ: )الغاككف مف البشر مكضع )التحقير( كقمة الاهتماـ

. (3)(وـوسا عضاء عضآئو عن ـةفقػػد تػػأخر ذكػػر الجػػار كالمجػػركر )مػػنهـ( عػػف ذكػػر الشػػيطاف متمػػثلان فػػي الضػػمير

)فمف تبعؾ منهـ( لأف البشػر باتبػاعهـ لمشػيطاف تتهػاكل مكػانتهـ عنػد الله, كلا يصػبحكف للاهتماـ. كهذ مف ركائع القرآف كدقة استخدامه لمكممات. مكضعان

التخليص لمتوعد والتيديد: قد ذكرت في الغرض السابؽ أف كسائؿ الشيطاف قد تأخر ذكرهػا لغايػة التحقيػر,

كهػػي صػػكتؾ/ خيمػػؾ/ رجمػػؾ/ كلبيػػاف ضػػعفها أمػػاـ قػػدرة الله كثبػػات المػػؤمنيف, غيػػر أننػػا الجػػار كالمجػػركر قػػد تتقػػدـ لغايػػة التكعػػد كالتهديػػد كقكلػػه مػػف جمػػؿ نجػػد أف بعػػض أشػػبا ال

. (4)(فيفب ثى عئنب الآخشح وعذ عبء ـةراتعالى: )فهػػػذا خطػػػاب لبنػػػي إسػػػرائيؿ يشػػػير إلػػػى جمعهػػػـ آخػػػر الزمػػػاف مػػػرة كاحػػػدة لإيقػػػاع

فػػػػان( لغايػػػػة العقكبػػػػة عمػػػػيهـ, كقػػػػد ذكػػػػر الجػػػػار كالمجػػػػركر )بكػػػػـ( متقػػػػدمان عمػػػػى الحػػػػاؿ )لفيالجػار كالمجػركر مػف جمػؿال أشػبا الاختصاص الذم يفيد التكعد كالتهديد, كبذلؾ تتبايف

فتتقدـ كتتأخر داخؿ الآية حسب السياؽ كمعطيات المعنى.

(.9<-8<سكرة ص, ) (1) (.>=النساء, ) (2) (.9>الإسراء, ) (3) (.:40الإسراء, ) (4)

Page 99: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

88

التخليص لمتحدي: الجػار كالمجػركر بمعنػى التحػدم مػف جمػؿأشػبا ال قد يكحي التقػديـ كالتػأخير فػي

ينجوعلب الأسض ل نب رفغش ؽز ه ا ولبواكالتصدم لممخاطب كما في قكله تعالى: ) اغلبء رغلمػ ؤو (90)رفغليرا خلبلب الألبس ـزفغش وعنت خي عنخ ه رىو ؤو (91)

رشل ؤو صخشؾ ثيذ ه يىو ؤو( 92)لجيلب والآئىخ ثبه رإري ؤو وغفب عينب صعذ وب

تحكػي قصػة التحػدم . فهػذ الآيػات (1)(ملشئ وزبثلب عينلب رنضي ؽز شليه ا و اغبء ـيجبػػػػار ع --بػػػػيف النبػػػػي مػػػػى تحقيػػػػؽ كبػػػػيف المشػػػػركيف الػػػػذيف أرادكا تعجيػػػػز النبػػػػي, كاا

سػقاط الكسػؼالمعجزات كي يصدقكا نبك مػف السػماء, أك المجػيء (2)ته كتفجير الأنهػار كاابالله كالملائكة, أك بنػاء بيػت مػف زخػرؼ )مػف ذهػب( أك الارتقػاء نحػك السػماء, أك تنزيػؿ

كتاب!! كقد جاء اسػتخداـ الجػار كالمجػركر لػيعكس تخصػيص النبػي بالتحػدم: لػف نػؤمف

)لػػؾ(, اك تكػػكف )لػػؾ( جنػػة, أك يكػػكف )لػػؾ( بيػػت مػػف زخػػرؼ, فقػػد تقػػدـ خبػػر كػػاف )لػػؾ( عمػػػػػى اسػػػػػمها )جنػػػػػة( كخبػػػػػر كػػػػػاف )لػػػػػؾ( عمػػػػػى اسػػػػػمها )بيػػػػػت مػػػػػف زخػػػػػرؼ( ليفيػػػػػد هػػػػػذا

مضػػػػمائر معنػػػػى التخصػػػػيص, كيعكػػػػس هػػػػذا التحػػػػدم. كمػػػػا يعكػػػػس اسػػػػتخداـ المشػػػػركيف ل)عمينػا( الجػار كالمجػركر مػف جممػةشبه الالتحدم المشكب بالأنانية )كما زعمت عمينا( ف

لا تدؿ فقػط عمػى رغبػتهـ فػي كقػكع المعجػزة, بػؿ يريػدكف أف يكػكف مردكدهػا عائػد عمػيهـ دكف سكاهـ لذاتيتهـ كحبهـ التممؾ.

(.9?-0?الإسراء, ) (1), كالكسػفةي, الكسػفةي: القطعػة ممػا قطىعػت. كفػي ابف منظكر, لساف العػرب, مػادة )كسػؼ(, (2) الكسػؼي

ف الشيء.الحديث: أنه جاء بثريدة كسؼو أم خبز مكسر, كهي جمع كسفة لمقطعة م

Page 100: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

89

: والتأخيرأفادىا التقديم أخرىأغراض بلاغية كقػػد أفػػاد نسػػؽ الجػػار كالمجػػركر فػػي التقػػديـ كالتػػأخير أغراضػػان غيػػر التخصػػيص منها:

مراعاة السبق الزماني: كيعنػػي ذلػػؾ أف ترتيػػب الكػػلاـ خػػلاؿ هػػذا النسػػؽ )الجػػار كالمجػػركر( يبػػدأ بالأقػػدـ

زمانيػان ثػـ المتػأخر عنػه, كقكلػه تعػالى: ) (1)(ؤعل الآخلشح ـلي ـلو ؤعل هللز ـلي ولب ولكيقصد بػذلؾ أف مػف يضػؿ فػي هػذ )أم الحيػاة الػدنيا( فهنػه سيضػؿ فػي الآخػرة, بمعنػى

فػػي -عمػػى مػػا بعػػد -فػػي هػػذ -سيخسػػر كلا يسػػتبيف طريقػػه. كقػػد قػػدـ الجػػار كالمجػػركر مراعاة لمسبؽ الزماني. -الآخرة

الػػدنيا فهػػك عػػف كقيػؿ فػػي معناهػػا: "مػػف عمػػي عػػف نعػػـ الله التػػي أنعمهػػا عميػػه فػػي نعػػـ الآخػػرة أعمػػى, كقيػػؿ أيضػػان: المعنػػى مػػف كػػاف فػػي الػػدنيا التػػي أيمهػػؿ فيهػػا, كفيسػػح لػػه

. كهػك تنػاظر (2)بها, ككعد بقبكؿ التكبة أعمػى, فهػك فػي الآخػرة التػي لا تكبػة فيهػا أعمػى" جميؿ بيف الجممتيف نتج عنه اهتماـ بكؿ مف الدنيا كالآخرة.

فالآيػة الكريمػة تحػث عمػى (3)(ايل ؼغلك بل اؾلظ لذون حاصللب ؤلل كمػف ذلػؾ: ) إقامة الصلاة لكقتها, كدلكؾ الشمس يعني ميمهػا نحػك الغػركب, كغسػؽ الميػؿ أم دخكلػه كظممتػه, فهػػي إشػػارة إلػػى أهميػػة صػػلاة المغػرب, كمػػا يميهػػا مػػف صػػمكات الميػػؿ. كلا يعنػػي

كالظهر كالعصر, كلكنه نػص عمػى خصكصػية صػلاة ذلؾ إسقاط أهمية باقي الصمكات المغػػرب كػػي لا يهممهػػا أحػػد. كقػػد جػػاء الترتيػػب فػػي ذكػػر هػػذيف الػػكقتيف )لػػدلكؾ الشػػمس(

)إلى غسؽ الميؿ( مراعيان لمسبؽ الزماني كعادة القرآف في الترتيب الدقيؽ كالتنظيـ.

(.8=الإسراء, ) (1)تحقيػػؽ: الشػػيخ هشػػاـ القرطبػػي, أبػػك عبػػدالله محمػػد بػػف أحمػػد الانصػػارم, الجػػامع لأحكػػاـ القػػرآف, (2)

.<?8, ص?ـ, ج8009ق, 4:89سمير البخارم, دار عالـ الكتب, الرياض, )د.ط(, (.<=الإسراء,) (3)

Page 101: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

91

يقكؿ الصابكني: "قدـ )مف الميػؿ( (1)(ه بـخ ثه ـزغذ اي وكفي قكله تعالى: ) عمى الفعؿ )فتهجػد( لحصػر التهجػد فػي هػذا الكقػت؛ لأنػه أفضػؿ الأكقػات, عنػد الله مػف

. (2)(يلب ثعجذ ؤعش ازي عجؾبالأكقات الأخرل, فالميؿ كقت منفصؿ, قاؿ تعالى: )ثمثػػا ينػػزؿ الله إلػػى السػػماء الػػدنيا كجػػاء فػػي الحػػديث: "إذا مضػػى شػػطر الميػػؿ أك

. (3)فيقكؿ: هؿ مف سائؿ فيعطى؟ هؿ مف داعو فيستجاب له؟ هؿ مف مستغفر فيغفر له" مراعاة الترتيب التلاعدي:

الجػار كالمجػركر يراعػي العمميػة مػف جمػؿشػبا الكنلاحظ أف القػرآف فػي ترتيبػه لأ لن اعلزؽعذ ل واعلزفضص التصػاعدية فػي حػدكث الأشػياء كمنطقيتهػا, كقكلػه تعػالى: )

اؾليؽب يعلذه ولب وعذه والأولاد الأواي ـي وؽبسو وسعه ثخيه عي وؤعت ثصوره

. (4)(ؼشوسا بلاكقػد أعػدنا حػديث الخطػاب مػع الشػيطاف؛ لأنػه داؿ عمػى غػرض آخػر مػف ناحيػة

الترتيػػب التصػػاعدم, ففػػي ذكػػر الصػػكت )بصػػكتؾ( كالخيػػؿ )بخيمػػؾ( كالرجػػاؿ )كرجمػػؾ( مراعاة لتدرج الأساليب التي يمجأ إليها الشيطاف في إغكاء الإنساف, فيبػدأ بالصػكت كهػك

لممعصػػية. فػػهف فشػػمت لجػػأ الشػػيطاف إلػػى الكسكسػػة, كحػػديث الػػنفس الػػذم يػػدعك الإنسػػاف , كقػػد اختمػػؼ فػػي معناهػػا, فقيػػؿ كػػؿ مػػا كالراجمػػكفمػػا هػػك أعتػػى كأشػػد تػػأثيران, كهػػك الخيػػؿ

هك راكب أك ماشو مف أعكاف الشيطاف مف الإنس كالجف, كقيؿ بػؿ هػي كػؿ خيػؿ مشػت ا في معصية الله, فهك لمشيطاف, ككؿ إنسػاف مشػى فػي معصػية الله, فهػك لمشػيطاف, كأمػ

مشػػاركة الشػػيطاف للإنسػػاف فػػي المػػاؿ كالأكلاد, فقػػد تكػػكف إشػػارة إلػػى كػػؿ مػػاؿ أينفػػؽ فػػي معصية الله كقيؿ بؿ هك مػا كػانكا يحرمكنػه مػف البحيػرة كالسػائبة كالكصػيمة كالحػاـ )كهػي الأنعػػػػاـ التػػػػي حرمكهػػػػا عمػػػػى أنفسػػػػهـ لسػػػػكء معتقػػػػداتهـ( فكأنهػػػػا نصػػػػيب لمشػػػػيطاف, كأمػػػػا

(.?=الإسراء, ) (1) (.4الإسراء, ) (2)الألباني, محمد ناصػر الػديف, الجػامع الصػغير, عػف أبػي هريػرة, قػاؿ الشػيخ الألبػاني )صػحيح(, (3)

, في صحيح الجامع. 08<ـ )د.ط(, )د.ت( انظر: حديث رق (.:>الإسراء, ) (4)

Page 102: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

91

الزنا, كقيؿ بؿ هـ الأكلاد الذيف قتمكا عمى أيػدم أهمػيهـ, كقيػؿ هػـ الأكلاد, فقيؿ هـ أكلاد . (1)الذيف تمت تسميتهـ )عبد الحارث( ك )عبد العيزل( ك )عبد اللات(, ك)عبد الشمس(

يقػػػػكؿ سػػػػيد قطػػػػب حػػػػكؿ هػػػػذا المعنػػػػى: "هػػػػك تجسػػػػيـ لكسػػػػائؿ الغكايػػػػة كالإحاطػػػػة كػػػػة الصػػػػاخبة تسػػػػتخدـ فيهػػػػا كالاسػػػػتيلاء عمػػػػى القمػػػػكب, كالمشػػػػاعر كالعقػػػػكؿ, فهػػػػي المعر

, عمػػػى طريقػػػة المعػػػارؾ كالمبػػػارزات, ييرسػػػؿ فيهػػػا الصػػػكت كالراجمػػػكفالأصػػػكات كالخيػػػؿ , كيخػػػرجهـ مػػػف مراكػػػزهـ الحصػػػينة, فػػػهذا اسػػػتدرجكا إلػػػى العػػػراء أخػػػذتهـ فيػػػزعج الخصػػػكـ

. (2)الخيؿ, كأحاطت بهـ الرجاؿ" التدرج في ذكر حركة الإنسان:

ف الكػػريـ, يػػرل أف الآيػػات تراعػػي حركػػات الإنسػػاف إف المتأمػػؿ فػػي أسػػمكب القػػرآ ان لعمػػـ ر كسػكناته, كردكد فعمػػه إزاء مػػا يعػػرض لػه مػػف أمػػكر العقيػػدة, فتشػكؿ بػػذلؾ منبعػػان ثىػػ

النفس, كتأمؿ أحكاؿ الإنساف, فمف ذلؾ حديث القرآف عف إعراض فئات مف البشر عػف ـلي سثله رولشد وبرا وللشا آرال وـلي يفملو ؤ ؤونخ لوث ع ععنبوتدبر القرآف كفهمه: )

. (3)(فوسا ؤدثبسه ع ووا وؽذ امشآفقػػػد تػػػدرجت الآيػػػات فػػػي ذكػػػر ردكد فعػػػؿ هػػػؤلاء المشػػػركيف عنػػػد سػػػماعهـ القػػػرآف

( أم الصػػمـ كػػي لا )كفػػي آذانهػػـ كقػػران (4)الكػػريـ فبػػدأت بػػذكر قمػػكبهـ )عمػػى قمػػكبهـ أكن ػػة(هـ الأدبار, كفي هذا مراعاة لمتػدرج تيسمعكا الآيات الكريمة, ثـ الحديث عف فرارهـ كتكلي

فػػي ردكد فعػػؿ الإنسػػاف, فػػهف الإعػػراض يبػػدأ فػػي القمػػب, ثػػـ يظهػػر عمػػى بػػاقي الحػػكاس رار عف العجز عف الثبات كالسماع.كالسمع كغير . ثـ يككف الف

. =<4, ص 40القرطبي, الجامع لأحكاـ القرآف, ج (1) .9:9, ص49قطب, سيد, ظلاؿ القرآف, ج (2) (.>:الإسراء, ) (3)كهػػي الأغطيػػة ككػػؿ مػػا يغطػػي القمػػب فيحػػكؿ بينػػه كبػػيف ابػػف منظػػكر, لسػػاف العػػرب, مػػادة )كػػف(, (4)

.التدبر

Page 103: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

92

تأخػػػذ الآيػػػات بػػػذكر عقكبػػػة هػػػؤلاء عنػػػد الحسػػػاب, نلاحػػػظ أنهػػػا تبػػػدأ بػػػذكر كحػػػيف عل اميبلخ يلو وؾؾشهالكجه لأنه مكطف الحكاس, كعميه تظهر علامات الأعراض: )

. (1)(وصب وثىب عيب وعوهميان كبكمان كصػمان( عمى الأحكاؿ بعدها )ع -عمى كجكههـ-ففي تقدـ شبه الجممة

إنمػػا فيػػه مراعػػاة لأحػػكاؿ الإنسػػاف, بػػدت عمػػى كجهػػه علامػػات الإعػػراض, ممثمػػة بػػالعمى كالػػبكـ كالصػػمـ, كقػػد قيػػدـ العمػػى )عػػدـ البصػػيرة( لأنػػه يقػػع فػػي القمػػب أكلان ثػػـ قيػػدـ الػػبكـ

ة عمى الصمـ؛ لأف البكـ ينتج عف الصمـ, فالأبكـ في العادة لا يسمع )كهذ إشػارة طبيػرائعة( عمى الصعيد العممي, أما عمى الصعيد الأخلاقي فالمعنى أنهـ خرسػكا عػف كممػة

الحؽ؛ لأنهـ رفضكا سماعها مف الأساس. القسم والتأكيد:

كقد ظهر هذا الغرض جميان في آية مفعمة بمعنى القسػـ, كقػكة التأكيػد, كذلػؾ فػي فقػد تقػدـ الجػار (2)(ولزيشا جؾلشا بلا ؤسعلنبن ولب لضي وثلبؾك ؤضنلب وثلبؾك قكلػه تعػالى: )

كالمجركر مػرتيف فػي الآيػة الكريمػة )كبػالحؽ( ليستشػعر القػارئ قػكة القسػـ, كالتأكيػد عمػى الحػػؽ, الػػذم يمثمػػه القػػرآف الكػػريـ فػػي نزكلػػه, فجػػاءت الأكلػػى مقدمػػة عمػػى الجممػػة الفعميػػة

لػػػيس مػػػف عنػػػد غيػػػر , كجػػػاءت لتػػػدؿ بضػػػمير المػػػتكمـ عمػػػى أن ػػػه مػػػف عنػػػد الله, ك )أنزلنػػػا (مرتبطػػػة بالجممػػػة الفعميػػػة المجػػػردة عػػػف الضػػػمير لتػػػدؿ عمػػػى أف -كبػػػالحؽ نػػػزؿ-الثانيػػػة

القرآف يحمؿ في ذاته الحؽ كمػه. فهػك عظػيـ بمػف أنزلػه, كهػك عظػيـ بذاتػه, فسػبحاف الله العظيـ!!

(.=?الإسراء, ) (1) (. ;40الإسراء, ) (2)

Page 104: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

93

المدح والإطراء: الجار كالمجركر عمى معنى المدح كالإطػراء, فعنػد مف جممةشبه الكقد يدؿ تقدـ

لؤرلب ويخشوكصؼ الخاشعيف مف المؤمنيف, ترد صكرتهـ كقد خركا لأذقانهـ يبككف: )

. (1)(خؾوعب ويضيذه يجىوففػػي تقػػدـ )لطذقػػاف( كتػػأخر الجممػػة الفعميػػة )يبكػػكف( رسػػـ لمصػػكرة المػػؤثرة لهػػؤلاء

الخاشعيف, لا لتحمؿ معنى الإذلاؿ الذم يقػع عمػى مػف يخػر لذقنػه عمػى الأرض, كلكنػه معنى المدح كالإطراء لهذا التسميـ المطمؽ لله كالبكاء الخاشع.

القلر )الحلر(: مسػبكقة بػالنفي, كقػد أشػار إليػه الجرجػاني فػي كيظهر هذا الأسػمكب فػي الجمػؿ ال

ككػػذلؾ إذا قمػػت مػػا ضػػربتي زيػػدان, "الػػدلائؿ كبػػيف دلالتػػه عمػػى القصػػر فقػػاؿ ممػػثلان عميػػه: ػػرب, بػػؿ يجػػكز أف يكػػكف قػػد ضػػربه كنػػت نفيػػت عنػػؾ ضػػربه, كلػػـ يجػػب أف يكػػكف قػػد ضي

ذا قمػػت: مػػا أنػػا ضػػربت زيػػدان, لػػـ تق ػػرب أصػػلان, كاا مػػه إلا كزيػػده غيػرؾ, كأف لا يكػػكف قػػد ضي ف تنفي أف تككف أنت الضارب. أمضركب ككاف القصد

عمى هذا الأسمكب قكؿ الشاعر: الجرجانيكيضرب كمػػػػػػػػػا أنػػػػػػػػػا أسػػػػػػػػػقمت جسػػػػػػػػػمي بػػػػػػػػػه

(2)كلا أنػػػا أضػػػرمت فػػػي القمػػػب نػػػارا

يقػػكؿ: المعنػػى كمػػا لا يخفػػى عمػػى أف السػػقـ ثابػػت مكجػػكد كلػػيس القصػػد بػػالنفي . (3)"الجالب له كيككف قد جر إلى نفسهأف يككف هك إلى إليه, كلكف

اىزلبة وعل وآرينلب كظهػر هػذا الأسػمكب فػي سػكرة الإسػراء فػي قكلػه تعػالى: )

. (4)(وويلب دوي رزخزوا ؤلا بعشائي جني هذ وععنب

(.?40الإسراء, ) (1) لـ يذكر الجرجاني اسـ قائمه. (2) .;?الجرجاني, دلائؿ الإعجاز, ص (3) (.8الإسراء, ) (4)

Page 105: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

94

المفعػػػكؿ بػػػه )ككػػػيلان( معنػػػى فقػػػد أفػػػاد تقػػػديـ الجػػػار كالمجػػػركر )مػػػف دكنػػػي( عمػػػى حصػػر الككالػػة عمػػى الله لا عمػػى غيػػر , يقػػكؿ السػػعدم فػػي تفسػػير : "أم كقمنػػا لهػػـ ذلػػؾ,

. (1)كأنزلنا إليهـ الكتاب لذلؾ, ليعبدكا الله كحد , كينيبكا إليه, كيتخذك كحد ككيلا"فهذ أبرز غايات التقديـ كالتأخير في نسؽ الجار كالمجركر, خصصتها الدراسػة

بالذكر قبؿ بػاقي الأغػراض فػي السػكرة؛ لمػا تميػز بػه الجػار كالمجػركر مػف كفػرة الظهػكر في السكرة, بحيث شكؿ تركيبان بارزان لا يمكف إغفاله قبؿ ذكر باقي الأغراض.

الجمل الفعمية: ر لافػػت فػػي سػػكرة الإسػػراء, لا تخطئػػه عػػيف المتأمػػؿ إذا مػػا لمجمػػؿ الفعميػػة حضػػك

قارف استهلاؿ الآيات بعضها ببعض, كتراكحها ما بيف جمؿ اسمية كأخرل فعميػة, حيػث يمكػػػف القػػػكؿ إف ثمثػػػي آيػػػات السػػػكرة تبػػػدأ بجمػػػؿ فعميػػػة, تفيػػػد معنػػػى التجػػػدد كالتنكيػػػع فػػػي

ممػػا لا يتحقػػؽ لػػك غمػػب الخطػػاب, كتبػػايف الػػزمف, فييضػػفي عمػػى السػػكرة حيكيػػة كحركػػة, عميها طابع الاسمية كالثبكت.

كعنػػػد تممػػػس مػػػكاطف التقػػػديـ كالتػػػأخير خػػػلاؿ هػػػذا الػػػنمط المغػػػكم, تظهػػػر ملامػػػح بلاغيػػة قيمػػة, لعػػؿ أبرزهػػا مػػا ظهػػر فػػي التكجيهػػات المتلاحقػػة حػػكؿ دسػػتكر الحيػػاة فػػي

, كعػػدـ القتػػؿ المجتمػػع الإسػػلامي, تمػػؾ التػػي تحػػث الإنسػػاف عمػػى التكحيػػد كبػػر الكالػػديفحقاؽ الحقكؽ كغيرها. كقد كردت عمى النحك التالي: كالزنا, كاا

(2)(...آخش بلب اه رغع لا)

(3)(...بؽغبب وثبواذي بيب بلا رعجذوا ؤلا سثه ولع )

(4)(...اغجي واث واغى ؽمه امشث را وآد)

(5)(...رجزيشا رجزس ولا)

. 0>:السعدم, عبد الرحمف, تيسير الكريـ الرحمف, ص (1) (.88الإسراء, ) (2) (.89الإسراء, ) (3) (.>8الإسراء, ) (4) (.>8الإسراء, ) (5)

Page 106: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

95

(1)(عنمه ب ؽوخ يذن رغع ولا)

(2)(...وبيبو شصل ؾ بلبق خؾيخ ؤولادو رمزوا ولا)

(3)(...اض رمشثوا ولا)

ازي انفظ رمزوا ولا) (4)(...ثبلحك بلا اه ؽش

(5)(...ؤؽغ هي ثبزي بلا ايزي بي رمشثوا ولا)

(6)(...وز برا اىي وؤوـوا)

(7)(...ع ثه ه يظ ب رمؿ ولا)

(8)(...الأسض رخشق به شؽب الأسض ـي رؼ ولا)

(9)(...عن ـي ـزم آخش بب اه رغع ولا)( مبدكءة جميعػان 39-22كقد جاءت هذ الآيات متكالية في السكرة, بيف الآيات )

الكػؼ عػف الفعػؿ عمػى بصيغة )لا تفعؿ( المضارع المقركف بػ لا الناهية, كتعني: "طمب كجه الاستعلاء كالإلزاـ" فالنكاهي الػكاردة فػي هػذ المنظكمػة الأخلاقيػة, تػدؿ عمػى حيرمػة ما كرد فيها مف أعماؿ ككراهية شديدة للإتياف بها, كقػد كصػفها الله سػبحانه كتعػالى بعػد

. (1)(ىشوهب سثه عنذ عيئه وب ره و: )(10)ذلؾ بقكله

(.?8الإسراء, ) (1) (.94الإسراء, ) (2) (.98الإسراء, ) (3) (.99الإسراء, ) (4) (.:9الإسراء, ) (5) (.;9الإسراء, ) (6) (.>9الإسراء, ) (7) (.=9الإسراء, ) (8) (.?9الإسراء, ) (9) . <> -=>سمطاف, فاضؿ ضايؼ, سكرة الإسراء )دراسة بلاغية دلالية(, ص (10)

Page 107: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

96

هابعضػثة عشر, نجػد بعضػها قػد تقػدـ عمػى كعند التأمؿ في هذ التكجهات الثلا الآخػػر, كأف الأفعػػاؿ المضػػارعة المجزكمػػة بػػػ لا الناهيػػة قػػد جػػاءت فػػي تقػػديمها كتأخيرهػػا كفػػؽ برنػػامج كاضػػح المعػػالـ, يضػػع للإنسػػاف خطػػة لحياتػػه الأخلاقيػػة. فالتقػػديـ كالتػػأخير

هنا جاء بيف آية كأخرل, كليس بيف ألفاظ الآية الكاحدة. حدانيػػػػة )كلا تجعػػػػؿ مػػػػع الله إلهػػػػان كأكؿ الممحكظػػػػات أف التكجيػػػػه الأكؿ يتعمػػػػؽ بالك

, أكلهػا شػهادة الكحدانيػة هػي أكؿ أركػاف الػديف آخر( لأف , كقػد بينػي الإسػلاـ عمػى خمػسوأف لا إلػػه إلا الله, كمتػػى كقػػرت فػػي قمػػب المػػؤمف, سػػهؿ عميػػه الانصػػياع لمػػا سػػكاها مػػف

التعاليـ. ؤلػؼ بينهػا, كيػربط ي ان كالمتأمؿ في هذ التكجيهػات المتكاليػة يلاحػظ أف ثمػة منهجػ

بيف عناصرها, ألا كهك تشكيمها لمنظكمة حياة الإنساف الاجتماعية, سكاء ما تعمؽ منهػا بالعبادة كالسمكؾ, أـ ما تعمؽ بالحياة المادية كالإنفػاؽ كصػمة الػرحـ, التػي تػربط الإنسػاف بمػػػػف حكلػػػػه, كقػػػػد كضػػػػحها القرطبػػػػي بقكلػػػػه: "إنهػػػػا محاسػػػػف الأخػػػػلاؽ كالحكمػػػػة كقػػػػكانيف

. (2)عاني المحكمة كالأفعاؿ الفاضمة"المفػػأكؿ رعايػػة إلهيػػة لمعلاقػػات هػػي رعايػػة علاقػػة الإنسػػاف بربػػه )كلا تجعػػؿ مػػع الله

إلهػػان آخػػر( كهػػي أرقػػى العلاقػػات كأسػػماها, كبهػػا ينقػػذ الإنسػػاف كجػػكد كسػػائر أعمالػػه, ثػػـ لأضػػيؽ, ثػػـ علاقتػػه بكالديػػه )كبالكالػػديف إحسػػانا( كبػػذلؾ تضػػيؽ الحمقػػة مػػف الأكسػػع إلػػى ا

علاقتػػه بػػذكم القربػػى )أقاربػػه( ثػػـ الأباعػػد )المسػػكيف كابػػف السػػبيؿ( كبػػذلؾ يكػػكف التػػدرج بحسػب الرتبػػة كالأحقيػة الاجتماعيػػة, كمػف قبمهػػا الإلهيػة, فػػالله هػك الأحػػؽ, ثػـ الأبػػكاف ثػػـ الأقربػػػػكف, ثػػػػـ مػػػػف هػػػػـ حكلنػػػػا مػػػػف المحتػػػػاجيف كهػػػػذا ارتقػػػػاء بالإنسػػػػانية, كمراعػػػػاة لحػػػػؽ

ينفع الإنساف كأسرته كمجتمعه. الصحبة, بماكتنتقػػػػؿ الآيػػػػات بعػػػػد ذلػػػػؾ, لتنظػػػػيـ القػػػػكانيف الاجتماعيػػػػة التػػػػي تتعمػػػػؽ بالاقتصػػػػاد

ب ؽوخ يذن رغع ولاكالحياة المادية, فالاعتداؿ في النفقة سر الاستقرار الاقتصادم )

(.<9الإسراء, ) (1) . 4=4, ص40القرطبي, الجامع لأحكاـ القرآف, ج (2)

Page 108: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

97

فلا إسراؼ كلا تقتير )كالاقتصػاد نصػؼ المعيشػة( كهػذا يػتـ (1)(اجغػ و رجغؽب ولا عنمهمراعاتػػه مػػف قبػػؿ الجميػػع, الفػػرد كالجماعػػة كالسػػمطة الحاكمػػة؛ لأف الآيػػات تصػػمح حػػاؿ

الجميع. رمزلوا ولا)ثػـ تقػدـ الآيػات فػي معػرض ترسػيخ القػكانيف الآمنػة قػكانيف القتػؿ كالزنػا لشصل ؾل بللبق خؾليخ ؤولادول , ككلاهمػا جريمػة بشػعة )قتػؿ (3)(اضل رمشثلوا ولا)(2)(وبيلبو

الأكلاد كالزنا( غير أف قتؿ الكلد أبشػع, لػذا قيػدـ عمػى الزنػا. لمػا فيػه مػف اختػراؽ كاعتػداء عمى صمة الرحـ )رحـ الإنساف بكلد (.

آف, فػػػي سػػػكرة الإسػػػراء كسػػػكرة كقػػػد كرد ذكػػػر قتػػػؿ الأكلاد فػػػي مكضػػػعيف مػػػف القػػػر الأنعػػاـ. إلا أف التعبيػػر كرد فيػػه تقػػديـ كتػػأخير بػػيف السػػكرتيف. فجػػاء فػػي سػػكرة الأنعػػاـ:

ؤولادول رمزلوا ولابينمػا كرد فػي الإسػراء: ) (4)(وبيلبه لشصلى ؾ بلبق ؤولادو رمزوا ولا)

(. وبيبو شصل ؾ بلبق خؾيخفالآية الأكلى تضمنت حرؼ الجر )مف( الذم يفيد السػببية كالتعميػؿ؛ لأف الفقػراء

حػػيف يعيشػػكف شػػدة الفقػػر يقكمػػكف بقتػػؿ أكلادهػػـ؛ لأنهػػـ لا يجػػدكف هػػـ مػػا يأكمكنػػه, فضػػلان تػي تعنػي الخػكؼ الآتػي عبػر عف أكلادهـ, أما الآية الثانية فقد تضمنت لفظة )خشػية( ال

يعيشػػكف اليػػكـ فػػي غنػػى, كيخشػػكف أف يس الخػػكؼ الحػػالي؛ لأف الأغنيػػاء المسػػتقبؿ, كلػػ . (5)يأتي يكـ يصابكف فيه بالفقر؛ لهذا السبب يمجأكف إلى قتؿ أكلادهـ

كقد أيد هذا الرأم أبك الإصبع المصػرم فقػاؿ: كذلػؾ أف الكػلاـ فػي الآيػة الأكلػى مكجػػه إلػػى الفقػػراء الكاقػػع بهػػـ الفقػػر كلػػيس أنهػػـ يخشػػكنه, فأكجبػػت البلاغػػة تقػػديـ عػػدىتهـ

تكميػػؿ العػػدة بػػرزؽ الأكلاد. كفػػي الثانيػػة يشػػير الخطػػاب لغيػػر الفقػػراء, كهػػـ قبػػؿ بػػالرزؽ ـ خشػية الفقػر, كلػيس أنهػـ مفتقػركف فػي الحػاؿ؛ بسػبب أنهػـ يخػافكف الذيف يقتمكف أكلادهػ

(?8الإسراء, ) (1) (.94الإسراء, ) (2) (.98الإسراء, ) (3) (.8;4الأنعاـ, ) (4) . :>ينظر: السامرائي, التعبير القرآني, ص (5)

Page 109: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

98

أف تسمبهـ كمؼ الأكلاد ما بأيػديهـ مػف الغنػى, فاقتضػى تقػديـ العػدة بػرزؽ الأكلاد فيػأمنكا يػاكـ, بمعنػى أف الله جعػؿ معهػـ رزقهػـ, فػهنهـ (1)مف الفقر . فقاؿ لا تقتمكهـ فهنا نرزقهـ كاا

.(2)تخافكا الفقر لا يشارككنكـ في رزقكـ فلاػر عػف ذكػر قتػؿ الأكلاد؛ لأف الزنػا يتعمػؽ بػأخلاؽ ت أما الزنا فجريمة أخلاقيػة, أيخ

المجتمػػػع, بينمػػػا يتعمػػػؽ قتػػػؿ الكلػػػد بصػػػمة الػػػرحـ, كصػػػمة الػػػرحـ متعمقػػػة بعػػػرش الػػػرحمف, يصػػؿ الله مػػف كصػػمها كيقطػػع مػػف قطعهػػا, لػػذا تعجبػػت الملائكػػة مػػف القتػػؿ لا الزنػػا عنػػد

. ثػـ جػاء ذكػر (3)(الذبء ويغلفه ـيلب يفغلذ ـيب ؤرغع لبوا: )-عميه السػلاـ–خمؽ آدـ

ازي انفظ رمزوا ولاالقتؿ العاـ: ) .(4)(ثبلحك بلا اه ؽشاخػػػػتلاط الأنسػػػػاب كجعػػػػؿ الزنػػػػا مقػػػػدمان عميػػػػه؛ لأف مفاسػػػػد الزنػػػػا كمػػػػا يتبعػػػػه مػػػػف

أشػػد خطػػكرة مػػف مفاسػػد القتػػؿ كالثػػارات, فالثػػارات قػػد -الإيػػدز كغيػػر -كانتشػػار الأمػػراض تنتهي بالصمح, أما اختلاط الأنساب كميلاد أطفاؿ غير شرعييف لا يمكف إصلاحه!!

كتأتي الأفعاؿ اللاحقة )كلا تقربكا ماؿ اليتػيـ( ك )أكفػكا العهػد( ك )أكفػكا الكيػؿ إذا س لػػػؾ بػػػه عمػػػـ( ك )لا تمػػػش فػػػي الأرض مرحػػػان( لتػػػنظـ حيػػػاة كمػػػتـ( ك )لا تقػػػؼ مػػػا لػػػي

الإنساف خارج بيته في معاملاته, فلا اعتداء عمى الضعفاء, كعمى رأسهـ الأيتاـ؛ لأنهػـ ف النػػػاس إلػػػى بعضػػػهـ صػػػت بالػػػذكر, كلا نكػػػث بػػػالعهكد ليطمػػػئالحمقػػػة الأضػػػعؼ, لػػػذا خ

لا سػػػيما فيمػػػا يتعمػػػؽ بػػػػالكزف , كلا تلاعػػػب بػػػالميزاف كالأكزاف, لأف البيػػػع كالشػػػراءالآخػػػر كالمكياؿ يمس حياة الناس بصكرة يكمية, كيتعمؽ بأقكاتهـ, لذا خيص بالذكر.

ثـ ذكػر صػفة اجتماعيػة بغيضػة, كهػي )الفضػكؿ( كتتبػع مػا لا حاجػة لتتبعػه )كلا تقؼ ما ليس لؾ به عمـ( ككأنها إشارة إلى الإشاعات, كنشر الأخبػار التػي تقػكض أمػف

, مكتبػػػة نهضػػػة 4ينظػػػر: المصػػػرم, ابػػػف أبػػػي الإصػػػبع, بػػػديع القػػػرآف, تحقيػػػؽ: حفنػػػي شػػػرؼ, ط (1). كينظر: ابػف أبػي الإصػبع, تحريػر التحبيػر, المصػرم, تحقيػؽ: حفنػي 4>8-0>8مصر,

. 4>;شرؼ, نشر لجنة إحياء التراث الإسلامي, القاهرة,ص .;>-:>ينظر: السامرائي, التعبير القرآني, ص (2) (.90رة, )البق (3) (. 99الإسراء, ) (4)

Page 110: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

99

, فػػدعا إلػػى التثبػػت مػػف صػػحة كػػؿ مػػا يػػرد عػػف طريػػؽ السػػمع كالبصػػر كالفػػؤاد المجتمػػع )كسائؿ التثبت(:

ه كسػيمة لأنػ ؛كقػد تقػدـ السػمع (1)(غاولا عنه وب ؤولئه و وافااد واجصش اغ ب)

فالػذم ينبئػؾ بنقػؿ المعمكمػات (2)(خجير ض ينجئه وبالاتصاؿ كنقؿ الأخبار, لقكله تعػالى: )يكصؿ إلى أذنؾ كليس إلى عينؾ ثـ ذكر البصر )العيف( كلكنها ليست فػي قػكة السػماع

ب صػػاحبها, كتحتػػاج إلػػى كقػػت فػػي فهػػـ مػػا تػػرل, فػػي نقػػؿ الأخبػػار؛ لأف العػػيف قػػد تكػػذ سؤ ـلب الؽ ضػؿ: )فسيدنا إبراهيـ حيف اعتمد عمى عينيه في محاكلػة فهػـ الخمػؽ كالخػ

ضػؿ؛ لأف عينيػه أضػمتا , لكنػه عػاد كاهتػدل عػف . (3)(ؤوجش هلزآ سثي هلزا لبي ثبصؼخ اؾظطريػػؽ السػػمع )الػػكحي( لػػذا قيػػدـ السػػمع عمػػى البصػػر, ثػػـ أيخػػر الفػػؤاد )العقػػؿ( كالفػػؤاد فػػي

ولب مػكطف العاطفػة لقكلػه تعػالى: )القرآف يشير إلى العقؿ كليس إلى القمػب؛ لأف القمػب

شػارة إلػى عاطفػة أـ مكسػى حػيف فقػدت رضػيعها, فالعقػؿ قػد فػي الإ (4)(لجلب عل سثؽنلب ؤصػػاحبه, لأف عقػؿ الإنسػػاف قاصػػر, كقػد يجػػر إلػى الكفػػر, لػػذا قيػدـ السػػمع عميهمػػا ييضػؿ

ئؽ الأشياء بالسماع )كالكتػب جميعان إشارة إلى عمك )الكحي( الذم أكصؿ إلى الناس حقا السماكية(.

ـي رؼ ولاثـ جاء الفعؿ الذم يعرض لمكبر )التبختر كالتطاكؿ عمى الناس(: )

كأخبػر الإنسػاف أنػه بتكبػر لػف يسػتطيع أف يخػرؽ الأرض لأف الأرض (5)...(شؽلب الأسضأقكل منه, كلف يصؿ الجبػاؿ؛ لأف الجبػاؿ أطػكؿ منػه, فيضػحي الإنسػاف هػزيلان ضػعيفان,

عند مقارتنه بمظاهر الطبيعة مف حكله, فخير له أف لا يتطاكؿ عمى مف حكله.

(.>9الإسراء,) (1) ( .:فاطر, ) (2) ( .<=الأنعاـ, ) (3) (.40القصص, ) (4) (.=9الإسراء, ) (5)

Page 111: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

111

نمػػا جػػاء متػػدرجان فػػي الأهميػػة كخطػػة هػػذا التتػػابع بػػيف الأفعػػاؿ, لػػـ يػػأت عبثػػان, كااإلهيػػػػة لا تخطػػػػئ, مػػػػف لػػػػدف خبيػػػػر عمػػػػيـ, كهػػػػك الله سػػػػبحانه الػػػػذم عمػػػػـ تركيػػػػب البشػػػػر كصفاتهـ, كعمـ ما يناسبهـ كما يلائػـ مجتمعػاتهـ؛ لأف الآفػات الاجتماعيػة التػي ذكػرت, إنمػػػا تقػػػع فػػػي جميػػػع مجتمعػػػات البشػػػر, كتتكػػػرر عبػػػر الزمػػػاف كالمكػػػاف, فينتهػػػي الزمػػػاف,

تفي المكاف.كيخ الأغراض البلاغية في الجمل الفعمية:

يحػػػػاءات يػػػػؤدم تقػػػػدـ الأفعػػػػاؿ كتأخرهػػػػا فػػػػي سػػػػكرة الإسػػػػراء إلػػػػى تحقيػػػػؽ معػػػػافو كاابلاغيػػة, تظهػػر لعػػيف المتأمػػؿ, كتسػػعد بطاقاتهػػا الأدبيػػة كالأخلاقيػػة الرفيعػػة, كلكػػف قبػػؿ

كهػػك أف الجممػػة الفعميػػة ذلػػؾ لا بػػد مػػف تكضػػيح لكضػػع الجممػػة الفعميػػة كترتيبهػػا النحػػكم, تعتمػػد عمػػى ركنػػيف أساسػػييف همػػا: الفعػػؿ كالفاعػػؿ, لا يجػػكز لمثػػاني أف يتقػػدـ فيهػػا عمػػى الأكؿ, كلا يسػػتغني أحػػدهما عػػف الآخػػر, كبػػذا لا يكػػكف ثمػػة مجػػاؿ لمحػػديث عػػف التقػػديـ كالتأخير في الجممة الفعمية إلا مف حيث ارتباطها بالمتعمقات كالمفاعيػؿ كغيرهػا, فيكػكف

لتقػػػدمها عمػػػى الفعػػػؿ أك تأخرهػػػا عنػػػه غايػػػات بلاغيػػػة, يمكػػػف تبينهػػػا, كمثػػػاؿ ذلػػػؾ قكلػػػه . (1)(ـؽش وصيبثه (3) ـىجش وسثهتعالى: )فقد تأخر الفعؿ عف المفعػكؿ بػه فػي الشػاهديف كجكبػان؛ لأف المفعػكؿ بػه كاقػع فػي

فكبػر( ك )أمػا ثيابػؾ فطهػر(. كهنػا يكػكف ( المقدرة, كأصؿ الكػلاـ: )كأمػا ربػؾ اجكاب )أم إيحاءات بلاغيػة لا يمكػف اف تقػع لػك تػـ ترتيػب الكػلاـ حسػب رتبتػه كتأخير لتقديـ الفعؿ

الطبيعية مثؿ: فكبر ربؾ/ فطهر ثيابؾ. فػػالمعنى المسػػتفاد مػػف تػػأخر الفعػػؿ هػػك تعظػػيـ المتقػػدـ )المفعػػكؿ بػػه( الػػداؿ عمػػى

أمػػػا تػػػأخر الفعػػػؿ الثػػػاني )فطهػػػر( فػػػداؿ عمػػػى الاهتمػػػاـ ذات الإلػػػه سػػػبحانه كهػػػك )ربػػػؾ( بالمتقدـ كهك )ثيابؾ( لأهمية تطهيرها كنظافتها.

غيػػر أف الأفعػػاؿ قػػػد تكصػػؿ إشػػارات بلاغيػػػة لمقػػارئ عبػػر تقػػػدمها كتأخرهػػا عمػػػى أفعاؿ أخرل في نفس الآية, دكف مساس بالرتبة النحكيػة, كهػذ بعػض الأغػراض الػكاردة

في السكرة:

(. :-9المدثر ) (1)

Page 112: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

111

يحاء بمعن الإيجابية: الإكالحقيقة أف المتأمؿ في سكرة الإسراء كغيرهػا مػف السػكر القرآنيػة يستشػعر معنػى

الإيجابيػػػػة, كهػػػػذا يعنػػػػي أف الأصػػػػؿ فػػػػي هػػػػذا الػػػػديف )الإسػػػػلامي( هػػػػك الخيػػػػر كالجمػػػػاؿ كالرحمػػة, كغيرهػػا مػػف القػػيـ النبيمػػة, فالرحمػػة مقدمػػة عمػػى العػػذاب, كالحسػػنة مقدمػػة عمػػى

ؿ, كالجنػػة مقدمػػة عمػػى النػػار, كالبشػػارة مقدمػػة عمػػى السػػيئة. كالهدايػػة مقدمػػة عمػػى الضػػلا الإنذار. فهف ظهر الترتيب عمى غير هذا الأساس في الآيات القرآنيػة فػذلؾ لغايػة بلاغيػة

, فالإحسػاف مقػدـ (1)(ـلب ؤعلإر وب إفغلى ؤؽغنز ؤؽغنز بعظيمة, كمف أمثمة ذلؾ: ) الله أصؿ الإحساف كمه. عمى الإساءة؛ لأف

ىلبـشي علن وععنلب علذب علذر وب يلشؽى ؤ سثىل عغل كفػي قكلػه تعػالى: ) .(2)(ؽصيرا

فبػػػدأ بػػػذكر الرحمػػػة )يػػػرحمكـ( لأنهػػػا الأصػػػؿ فػػػي شػػػرع الله, كأخػػػر ذكػػػر العػػػذاب )كجعمنا جهنـ( كذلؾ بما كسبت أيدم الناس.

( فػػػي مخاطبػػػة بنػػػي إسػػػرائيؿ قيػػػدـ الفعػػػؿ الػػػداؿ عمػػػى علللذب علللذر وبكفػػػي قكلػػػه ) بعػػد كقػػكع النػػاس معاصػػيهـ, كأيخػػر الفعػػؿ الػػداؿ عمػػى عقكبػػة الله, لأف عقابػػه لا يػػأتي إلا

الان ويجؾلش فػي الفسػاد, فهػك لػيس أصػلان فػي الشػريعة, كلا مػف عناكينهػا, كفػي قكلػه: )

علزاثب ل ؤعزلذب ثلبلآخشح يانلو لا الزي وؤ( 9)ولجيرا ؤعلشا ل ؤ اصلبؾبد يعلو الزي

. (3)(ؤيب يمػا( لأف ألقدـ فعؿ البشارة )ييبشر( عمى فعؿ الإعداد لمعػذاب )اعتػدنا لهػـ عػذابان

البشارة أصؿ في الديف كسمة دالة عميه.

(.=الإسراء, ) (1) (. <الإسراء, ) (2) (.40الإسراء, ) (3)

Page 113: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

112

ؤو يلشؽى يؾإ ب ثى ؤع سثىكتزخر السكرة بمثؿ هذا الأسمكب, كمف ذلػؾ: )

فقدمت الرحمة عمى العذاب. (1)(يعزثى يؾإ ب

. قػدـ ذكػر مجػيء(2)(صهوللب ولب اجبؼل ب اجبؼل وصهلك اؾلك عبء ولكفي قكلػه: ) الحػػؽ عمػػى زهػػكؽ الباطػػؿ, لأف إحقػػاؽ الحػػؽ غايػػة مػػف غايػػات الشػػريعة, كمطمحػػان مػػف

مطامحها. . (3)(ثصليرا خجيرا ثعجبد وب به ويمذس يؾبء اشصق يجغػ سثه بكفي قكله تعػالى: )

قيػػدـ بسػػط الػػرزؽ عمػػى تقػػدير )أم إعطائػػه بقػػدر( لأف بسػػط الله لػػطرزاؽ لػػيس لػػه حػػدكد, أم (ثصليرا خلجيرا ثعجلبد ولب بله ب بقكلػه: )كلك شاء لكسع الرزؽ عمى الجميػع, كلكنػه عقػ

,ف العباد مختمفكف في أحقيتهـ في الرزؽ, فمنهـ مف تفسد النعمة, كمنهـ مػف تصػمحهإ يبسط كيكسع حسب ما يصمح حالهـ. ؛فالله بالعباد بصير

كفػػػي معػػػرض ذكػػػر هدايػػػة الإنسػػػاف كضػػػلاله قيػػػدمت الهدايػػػة عمػػػى الضػػػلاؿ, مػػػف . (4)(ؤويبء رغذ ـ يع و ازذ ـو اه يذ ومثؿ: )كفي مجاؿ المجاهرة بالصلاة كالمخافتة بها, رفض القػرآف كميهمػا؛ لأف المجػاهرة

قػػػد تػػػزعج مػػػف هػػػـ حػػػكؿ المصػػػمي, كمػػػا أف المخافتػػػة تخفػػػي معػػػاني الصػػػلاة حتػػػى عػػػف ر ذكػػػػر المجػػػػاهرة قػػػػد تقػػػػدـ عمػػػػى ذكػػػػ لػػػػذلؾ كانػػػػت الكسػػػػطية أفضػػػػؿ, غيػػػػر أف مؤديهػػػػا؛

ما فيه مف الإيجابية, ممػا يجعمػه يتقػدـ ل ؛المخافتة؛ لأف الجهر يعبر عف معنى التكاصؿعمػػى الصػػمت, فعػػف طريػػؽ الجهػػر بالػػدعكة كالقػػرآف اهتػػدل النػػاس إلػػى خػػالقهـ, كبػػالجهر

رله يثل واثزلػ ثلب رخبـلذ ولا ثصللبره رغلش ولاأيرسؿ الأنبيػاء لا بالصػمت, قػاؿ تعػالى: )

. (5)(عجيلب

(.:;الإسراء, ) (1) (.4<الإسراء, ) (2) (.90الإسراء, ) (3) (.=?الإسراء, ) (4) (.440الإسراء, ) (5)

Page 114: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

113

كمف لطيؼ الإشػارات حػكؿ معنػى الإيجابيػة كالسػمبية أف الآيػة تنقمػب حػيف تشػير نجػد أف السػمبية (1)(ثبخيش دعبء ثبؾش الإغب ويذ إلى طبيعة الإنساف, ففي قكله تعػالى: )

تسبؽ إلى فكػر الإنسػاف؛ لجهمػه كعجمتػه, فيشػرع بالػدعاء عمػى أخيػه الإنسػاف, بالشػر أك صػػفت , كأف الخيػػر يعػػـ الجميػػع لػػكيعمػػـ أنػػه بصػػلاح أخيػػه يكػػكف صػػلاحهالهػػلاؾ, كلا

.(2)(عغولا الإغب ووبقمكب الناس, لذلؾ عقبت الآية عمى هذا الأمر بقكله تعالى: ) التدرج والترتيب:

حيث تبدك الأفعاؿ داخؿ الآيات الكريمة كقد راعت تدرج كقكع الأحداث كالأقػكاؿ كالترتيػػب الإلهػػي الػػذم لا يسػػمح بػػالظمـ ,؛ لػػتعكس معنػػى التنظػػيـةبصػػكرة منطقيػػة معقكلػػ

لشيخ ه ؤ ؤسدب وبراأك الفكضى في تطبيؽ الأحكاـ كالعقكبات, مف ذلؾ قكله تعالى: )

. (3)(رذيرا ـذشبهب اموي عيب ـؾك ـيب ـفغموا زشـيب ؤشبفعنػػد تأمػػؿ كركد الأفعػػاؿ: أردنػػا/ نهمػػؾ/ أمرنػػا مترفيهػػا/ فسػػقكا فيهػػا/ حػػؽ عميهػػا

الله تقع أكلان؛ لأف هذ القػرل القكؿ/ دمرناها... نجد تدرجان في كقكع هذ الأفعاؿ, فبهرادة ظممػػػت كطغػػػت فيػػػأتي الأمػػػر بػػػالهلاؾ, ثػػػـ يكػػػكف الإيحػػػاء لممتػػػرفيف )الأغنيػػػاء( بالإفسػػػاد

نػػػا( بتشػػػديد المػػػيـ, أم جعمنػػػا ر ليكػػػكف سػػػببان ظػػػاهران لمهػػػلاؾ, كفػػػي ركايػػػة أخػػػرل لديػػػة )أم ظهػػر المتػػرفيف أمػػراء فػػي هػػذ القػػرل, كػػي يقكدكهػػا إلػػى الهػػلاؾ, فيػػأتي الفسػػؽ قاصػػمة البعير, كليككف مرحمة ما قبؿ التدمير, كبذلؾ يحؽ القكؿ أم كممة الله بالتدمير.

لقػرل, يعػزز ذلػؾ فكركد الأفعاؿ عمػى هػذا النسػؽ, يػكحي بسػنة ثابتػة فػي تػدمير ا ذا( لأنهػا تفيػد معنػى الشػرط الكاقػع عمػى الأحػداث صيغة الشرط الكاردة في أكؿ الآية )كاا

ردنػػا( لأنهػػا تػػدؿ أكانػػت هػػذ الحػػكادث قميمػػة الحػػدكث لقػػاؿ )إف التػػي يكثػػر كقكعهػػا, كلػػك عمى ما هك أقؿ كقكعان.

(.44الإسراء, ) (1) (.44الإسراء, ) (2) (.>4الإسراء, ) (3)

Page 115: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

114

ؤو( 51)ؽذيذا ؤو ؽغبسح وووا لكمف المكاضع الدالة عمى التدرج قكله تعالى: )

ـغليموو صلذوسو ـلي يىجلش لب خملب بيله ـغينؽعلو لشح ؤوي ـؽلشو الزي لل يعيلذب ل

. (1)(لشيجب يىو ؤ عغ ل هو ز ويموو سئوع --حيػػػث تػػػرد الأفعػػػاؿ فػػػي هػػػذ الآيػػػة دالػػػة عمػػػى تػػػدرج الحػػػكار بػػػيف النبػػػي

ـ لبعػث العظػاـ كالمنكريف لمبعث بعد المػكت, كقػد ذكػرت الآيػات السػابقة عميهػا اسػتنكاره . (2)(عذيذا خمب جعوصو ؤبب وسـبرب عظبب ونب ؤئزا ولبواكالرفات مرة أخرل إلى الحياة )

( أم أف هنػاؾ مػا كجاء جكاب الله عمى لساف نبيه الكريـ )ككنكا حجػارة أك حديػدان كالحديػػد فهنهػػا جميعػػان مػػف خمػػؽ الله, فهػػك هػػك أقػػكل مػػف العظػػاـ كالرفػػات, كهػػك الحجػػارة

خالقهػػا, كهػػك الأقػػدر عمػػى بعثهػػا, كهنػػا يظهػػر تػػدرج آخػػر فػػي ذكػػر الحجػػارة كالحديػػد مػػف اؾذيلذ وؤضنلب الأضعؼ إلى الأقكل, فمعمكـ أف الحديد أقكل مف الحجارة لقكله تعػالى: )

. (3)(ؽذيذ ثإط ـيهخمقػان ممػا يكبػر فػي صػدكركـ( أم شػيء آخػر قػد يمػر كقد يكػكف المقصػكد بػػ )أك

بخػػكاطركـ, حػػكؿ قػػكة الله فػػي البعػػث كالإحيػػاء. ثػػـ يػػأتي التػػدرج فػػي الحػػكار بقػػكلهـ )مػػف يعيػػػػػدنا؟( فيػػػػػأتي الجػػػػػكاب )الػػػػػذم فطػػػػػركـ أكؿ مػػػػػرة( ثػػػػػـ يظهػػػػػر التػػػػػدرج فػػػػػي ردة فعمهػػػػػـ

(. كف قريبان )فسينغضكف إليؾ رؤكسهـ( ثـ سؤالهـ: )متى هك؟( كجكابه: )عسى أف يك, كما يعتػريهـ إزاء فهذ الحكارية الرائعة كصؼ دقيؽ لما يدكر في أفئدة الخصكـ

مػػا يسػػمعكف, كتشػػكؿ تػػدرجان فػػي كصػػؼ ردكد أفعػػالهـ كالأسػػئمة الحػػائرة, كطأطػػأة الػػرأس مػػف الحيػػرة )فسينغضػػكف إليػػؾ رؤكسػػهـ( كعػػدـ تػػردد النبػػي فػػي الإجابػػة حيػػث تػػأتي فكريػػة

)عسى أف يككف قريبان(. ى الخطػػػاب الػػذم ذكػػر قبػػػؿ صػػفحات, كاصػػفان مراحػػػؿ غكايػػة الشػػػيطاف كعػػكدة إلػػ

للإنساف نلاحظ أف الأفعاؿ أيضان داخؿ الخطاب تعكس معنى التدرج مف الأضعؼ إلػى

(. 4;الإسراء, ) (1) (.?:الإسراء, ) (2) (.;8الحديد, ) (3)

Page 116: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

115

وؤعلت ثصلوره لن اعلزؽعذ ل واعلزفضص الأقكل فػي هػذ المحػاكلات الشػيطانية: ) علي

. (1)(ؼشوسا بلا اؾيؽب يعذه وب وعذه والأولاد الأواي ـي وؽبسو هوسع ثخيهعمػػػػى سػػػػبيؿ الػػػػتهكـ كالكعيػػػػد: اسػػػػتفزز/ اجمػػػػب/ شػػػػاركهـ/ ةفأفعػػػػاؿ الأمػػػػر الػػػػكارد

كغيرهػػا... ترسػػـ صػػكرة لهػػذا التػػدرج الشػػيطاني, فػػي محاكلػػة فتنػػة الإنسػػاف, فهػػك يسػػتفز مبػة, أم الضكضػاء كالحركػة الإنساف أكلان بالصكت كالكسكسة, ثـ تتصاعد المحاكلػة بالجى

عػػف جميػػع المعػػدات, كالكسػػائؿ , كنايػػة ي عبػػر عنهػػا القػػرآف بالخيػػؿ كالػػراجميفالفعميػػة التػػالتي يمكف أف تصنع الفكضى كالضلاؿ, كقػد تكػكف كنايػة عػف الحػركب كمعػداتها, فهػي أنكى كسيمة في إيذاء البشر كقتمهـ, ثـ يتصاعد الأمر إلػى تمكػف الشػيطاف مػف مشػاركة الناس بأمكالهـ كأكلادهػـ, كهػذا كنايػة عػف تممكػه لإرادتهػـ, كتحكمػه فػي أعػز مػا يمتمكػكف

)المػػػاؿ كالكلػػػد(. فكػػػاف هػػػذا التصػػػكير لمحػػػاكلات الغكايػػػة, إعجػػػازان قرآنيػػػان فػػػي إيصػػػاؿ )مػػػا سكؼ يحدث عمى الأرض, قبؿ خمؽ الناس كغكايتهـ!!

كذلؾ يظهر التدرج في كظيفة الأفعاؿ, عند ذكر المكػاف كقكلػه تعػالى: ) سة ولل . (2)(صيرا عؽبب ذه ي واعع صذق خشط وؤخشعني صذق ذخ ؤدخني

فقػػػػد قػػػػدـ الفعػػػػؿ )أدخمنػػػػي( عمػػػػى )أخرجنػػػػي( فػػػػي دعػػػػاء الإنسػػػػاف مراعػػػػاة لمتػػػػدرج المكاني, فالمدخؿ يأتي منطقيػان قبػؿ المخػرج, كهػذا يفيػد معنػى الػدعاء بػأف تكػكف مػداخؿ

ؿ صػدؽ كتكفيػؽ, كػذلؾ يػدعك أف الإنساف لأم أمر مف الأمكر في العقيدة كالعمؿ مػداخ تككف مخارجه أم نتائج عممه كذلؾ.

كيظهر التػدرج فػي كصػؼ حركػات الإنسػاف كسػكناته, كمػا يصػدر عنػه مػف ردكد أفعاؿ اتجا مف ينعـ عميه, مف ذلؾ:

. فالإنسػاف بطبيعتػه (3)(ياوعلب ولب اؾلش غله وبرا ثغبجه وإ ؤعشض الإغب ع ؤعنب وبرآ)جاحػػد لمنعمػػة, نػػاكر لمجميػػؿ, فعنػػدما تطالػػه النعمػػة يعػػرض عػػف المػػنعـ كهػػك الله سػػبحانه

(. :>الإسراء, ) (1) (.0<الإسراء, ) (2) (.9<الإسراء, ) (3)

Page 117: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

116

كتعػػػالى, كقػػػد صػػػكرت الآيػػػة إعراضػػػه بالتػػػدريج, فهػػػك أكلان يكػػػكف بالكجػػػه )أعػػػرض( لأف مجميػؿ كالنعمػة. بجانبه( متنكػران ل , ثـ الالتفات بالجسـ بعيدان )كنألالإعراض يككف كذلؾ

, الآخػػرأيضػان, يتممقػػكف لبعضػهـ الآخػرهػذ ردة فعػػؿ النػاس اتجػا بعضػػهـ كالحقيقػة أف فػػهف كػػاف هػػذا حػػالهـ مػػع , كعنػػدما يحصػػمكف عمػػى مبتغػػاهـ يبتعػػدكف عمػػف أحسػػف إلػػيهـ

, فكيؼ الحاؿ مع خالقهـ لا سيما أنهـ لا يركنه كلا يخشكف سخطه؟!.الآخربعضهـ ضيق إل الأوسع: التدرج من الأ

ـزمعلذ اجغلػ و رجغؽب ولا عنمه ب ؽوخ يذن رغع ولاكيظهر ذلؾ في قكلػه: )

. فقد تدرج في تكجيهه للإنساف حكؿ أسمكب الإنفاؽ مػف الحالػة الأضػيؽ (1)(ؾغوسا وباليػد المغمكلػة( كنايػة عػف التقتيػر, إلػى الحالػة الأكسػع جػدان كهػي الإسػراؼ كالتبػػذير )كهػك

, كخػػػػيـ العكاقػػػػب, كبػػػػذا يثبػػػػت الإنسػػػػاف عمػػػػى الكسػػػػطية إف كػػػػي يبػػػػيف أف كميهمػػػػا مػػػػذمكـ اهتدل.

التدرج من الأقل إل الأكثر: ـللب ولبهلب ؤو ؤؽلذهب اىجلش عنذنيجؽ ببكقكله تعالى: ) رنشهلب ولا ؤؾ لأ رمل

كهػك الكاحػد منهمػا, ثػـ ,. ففػي كصػؼ بػر الكالػديف يبػدأ بػذكر الأقػؿ(2)(وشيملب للولا لب وليتدرج إلػى ذكػر الأكثػر كهػك )كلاهمػا( لأنػه لا أحػد يخمػك مػف ظػرؼ يجمعػه بأحػد كالديػه

ندر. أك كميهما عند الكبر إلا مافعػػػاؿ التػػػي عرضػػػت رل تعكػػػس غػػػرض التػػػدرج فػػػي كظيفػػػة الأكثمػػػة مكاضػػػع أخػػػ

الدراسة أبرزها: التعظيم:

ع زمشؤ ـشلنب ولشآبكقد يتأخر الفعؿ عف متعمقه لغاية التعظيـ, كقكله تعالى: )

.(1)مكثى يمكثي مكثان .(3)(رنضيلب وضنب ىش ع انبط

(.?8الإسراء, ) (1) (.89الإسراء, ) (2) (.>40الإسراء, ) (3)

Page 118: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

117

فقػػد تػػأخر الفعػػؿ )فرقنػػا ( ككػػاف حقػػه التقػػديـ )فرقنػػا القػػرآف( كذلػػؾ تعظيمػػان لممتقػػدـ عميه كهك المفعكؿ به )قرآنان( حيث يستشعر القارئ عظمة المتقدـ كقداسته.

وثلبؾك ؤضنلب وثلبؾك كلأجػؿ هػذا التعظػيـ أيخػر الفعػؿ )أنزلنػا ( فػي قكلػه تعػالى: )

فتأخر الفعؿ عف متعمقه إنما لإبراز هذ الغاية, كهي تعظيـ القػرآف, كجػاء التكػرار (2)(ضي مف بعد لتأكيد هذا المعنى.

المديح: لؤرللب ويخلشو كاستحسػاننا لفاعمػه كقكلػه تعػالى: ) كهػذا يعنػي تقػديـ الفعػؿ إطػراءن

. (3)(عبخؾو ويضيذه يجىوفػػػػالمؤمنكف يخػػػػركف )أم ,كهنػػػػا نممػػػػح إلػػػػى جانػػػػب الإطػػػػراء معنػػػػى التػػػػدرج أيضػػػػان

يهبطكف إلى الأرض حتى تصؿ أذقانهـ إليها مف الخشكع, ثـ تػأتي مرحمػة )البكػاء( لأف الإنساف يسجد أكلان, ثـ يأخذ بالبكاء خشية لله كتضرعان.

كتػأتي صػيغة المضػارع لترسػػـ صػكرة حيػة لاسػتمرارية الفعػػؿ, كتثبيتهػا فػي مخيمػػة القارئ إيذانان بجمالها كقدسيتها.

مراعاة الرتبة: كمنزلػػػة مػػػف صػػػاحب المتحػػػدث عنػػػه كيقصػػػد بػػػذلؾ أف يػػػأتي الترتيػػػب كفػػػؽ قػػػرب

ذلػؾ الشأف, فالابف أقػرب مػف الزكجػة إلػى الإنسػاف, كالزكجػة أقػرب مػف الكالػديف. يظهػر وؤه ؤخيه اشء يفش يوجميان في قكله تعالى كاصفان حاؿ الإنساف كذعر يكـ الحساب: )

.(4)(وثنيه وصبؽجزه وؤثيه

: الأنػػػاة كالم بػػػثي كالانتظػػػار, كالمكػػػث الػػػذم لا ابػػػف منظػػػكر, لسػػػاف العػػػرب, مػػػادة )مكػػػث( (1) كػػػثي كالمي .يعجؿ في أمر , كالمكث: الإقامة مع الانتظار كالتمبث في المكاف

(.;40الإسراء, ) (2) (.?40الإسراء, ) (3) (.=9عبس, ) (4)

Page 119: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

118

فػػالابف آخػػر مػػف يفػػر منػػه الإنسػػاف عنػػد ذعػػر كخكفػػه, نظػػران لقربػػه العػػاطفي مػػف أبيه.

ه اؾذ ولجديد في سكرة الإسراء في قكله تعالى: )كقد ظهر هذا المعنى مف . (1)(رىجيرا ووجش ازي وي ه يى و اه ـي ؽشيه ه يى و وذا يزخز ازي

يكف لػه شػريؾ( )لػـ يكػف لػه فقد تـ ترتيب الأفعاؿ المضارعة: )لـ يتخذ كلدان( )لـ كلي( كفؽ الرتبة كالمنزلة. فالكلػد أقػرب مػف الشػريؾ, كالشػريؾ أقػرب مػف الػكلي, كقػد نػز الله سبحانه كتعالى نفسػه عػف هػؤلاء الثلاثػة, فجػاء الفعػؿ منفيػان, لتصػؿ إلينػا فكػرة تفرغػه

معػدؿ سبحانه عف كؿ ما يشغؿ الحاكـ عف رعيتػه, كالسػمطاف عػف سػمطته, كهػذا أدعػى للا تشػػػػغمهـ عػػػػف رعيػػػػتهـ الحيػػػػاة الخاصػػػػة محكػػػػاـ بػػػػأفكالقسػػػػط, ككػػػػأف فػػػػي هػػػػذا رسػػػػالة ل

كالأكلاد, كالتنافس مف قبؿ الشركاء عمى السمطة!! كحػػػكؿ هػػػذا الترتيػػػب يقػػػكؿ الػػػدكتكر عمػػػي أبػػػك القاسػػػـ: "قيػػػدـ خبػػػر كػػػاف )لػػػه( فػػػي

مػػى المقػػدـ, فالتقػػديـ المكضػػعيف اهتمامػػان بكينكنػػة هػػذا القيػػد, لمػػا تقػػرر مػػف تسػػمط النفػػي عفػػي المكضػػعيف أظهػػر الاهتمػػاـ بنفػػي الشػػرؾ عػػف الله سػػبحانه كتعػػالى, كنفػػي الكلايػػة, كلا

بنفػػي الكلػػد كنفػػي الشػػرؾ -سػػبحانه–ذلػػؾ يكجػػد فػػي حقػػه, ففػػي الآيػػة السػػابقة كصػػؼ لػػه كنفي الكلي كالنصير, كقد ظهر التناسب النظمي بالمزاكجة في التقػديـ, كبػذلؾ يكػكف قػد

رضػػاف فػػي آف كاحػػد: الأكؿ معنػػكم ظهػػر فػػي الاهتمػػاـ, كالثػػاني لفظػػي يتجمػػى تحقػػؽ غ . (2)برعاية الفاصمة

كقد أكضحت الدراسة مكقفها مف مكضكع الفاصمة التي يشير إليهػا فػي الفصػميف السابقيف فميراجع.

(. 444الإسراء, ) (1) . <400, ص9ينظر: أبك القاسـ, عمي, بلاغة التقديـ كالتأخير في القرآف الكريـ, ج (2)

Page 120: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

119

الأسموب الحكيم: عف سؤاؿ ترؾ سؤاله كالإجابة كيقصد به تمقي سؤاؿو عمى صكرة لـ يقصدها, أك

سػػأله, أك حمػػؿ كػػلاـ المػػتكمـ عمػػى غيػػر مػػا كػػاف يقصػػد كيريػػد, تنبيهػػان عمػػى أنػػه كػػاف لػػـ ي . (1)ينبغي له أف يسأؿ هذا السؤاؿ أك يقصد هذا المعنى

ل ينفمو برا يغإوهكمف الأمثمة التي تضرب عمى هذا الأسمكب قكله تعالى: )

.(2)(اغجي واث واغبو وايزب والألشث واذيـ خيش ؤفمز ب

مػا لهػـ, فػأجيبكا ببيػاف طػرؽ إنفػاؽ مػف عف حقيقة ما ينفقػكف --سألكا النبي . (3)كلى كالأجدر بالسؤاؿ عنهالماؿ, تنبيهان عمى أف هذا هك الأ

لل الشوػ عل ويغلإوه فػي قكلػه تعػالى: )كقد ظهر هذا الأسمكب في سػكرة الإسػراء

. (4)(ليلب بلا اع ؤوريز وب سثي ؤش اشوػ

فقػػػد جػػػاءت الإجابػػػة ليسػػػت عػػػف الػػػركح مباشػػػرة؛ لأنهػػػـ حتمػػػان سػػػألكا عػػػف ماهيتهػػػا كتككينهػػػا, فأجػػػابهـ عػػػف مصػػػدر المعرفػػػة بهػػػا كهػػػك الله, ككأنػػػه يقػػػكؿ: ينبغػػػي عمػػػيكـ ألا

تسألكا مثؿ هذا السؤاؿ.

كقػػػػد جػػػػاء ترتيػػػػب الأفعػػػػاؿ دالان عمػػػػى هػػػػذا الأسػػػػمكب الحكػػػػيـ: يسػػػػألكنؾ/ قػػػػؿ/ ..

وبكهذا الأسمكب, ثـ كاف التعقيب بػػ ) ,ئة عف هذ الحكمةكجاءت الإجابة منب ؤوريلز ل

( إشعاران بما كاف عميهـ ألا يفعمك مف اجتناب السؤاؿ. ليلب بلا اع

الهاشػػمي, السػػيد أحمػػد, جػػكاهر البلاغػػة فػػي المعػػاني كالبيػػاف كالبػػديع, دار إحيػػاء التػػراث العربػػي, (1) . <<9, )د.ت(, ص48بيركت, لبناف, ط

(.;84البقرة, ) (2) (.0?9الهاشمي, جكاهر البلاغة, ) (3) (.;<الإسراء, ) (4)

Page 121: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

111

التفضل:

كقد يػأتي ترتيػب الأفعػاؿ دالان عمػى التفضػؿ كالتمػنف عمػى الإنسػاف, متقدمػة عمػى

اجلش ـلي وؽنلبه آد ثنلي وشنلب ومذالتعميـ كالتخصيص مف ذلػؾ: )بأسمكب الآخر بعضها

نبه اؽيجبد وسصلنبه واجؾش . (1)(رفعيلب خمنب وضير ع وـع

فقد تقدـ فعؿ التكريـ )كرمنا( عمى الفعؿ الداؿ عمػى نقػؿ الإنسػاف مػف مكػاف إلػى مكاف )كحممناهـ( عمى الفعؿ الداؿ عمػى الػرزؽ )كرزقنػاهـ( ليكػكف لهػذا الترتيػب دلالتػاف

هما:

التفضػػؿ عمػػى الإنسػػاف كبيػػاف مػػا فضػػمه الله بػػه عمػػى بػػاقي الكائنػػات مػػف رزؽ كتنقػػؿ .1 كتكريـ.

يص: فتكػػػريـ الإنسػػػاف معنػػػى عػػػاـ, لػػػـ تكضػػػح أشػػػكاله كأنكاعػػػه, التعمػػػيـ ثػػػـ التخصػػػ .2فجػػاء الفعػػؿ اللاحػػؽ )كحممنػػاهـ( لتخصػػيص هػػذ النعمػػة, كهػػي حمػػؿ الإنسػػاف عػػف طريػػػػػؽ المراكػػػػػب كالسػػػػػفف, ثػػػػػـ ظهػػػػػر التخصػػػػػيص بصػػػػػكرة أدؽ عنػػػػػد ذكػػػػػر الػػػػػرزؽ

كالطيبات؛ لأف الإنساف أحكج إليهما مما سكاهما. التحذير:

بمعنػػى التهديػػد كالتحػػذير الآخػػرفعػػاؿ كتقػػدمها عمػػى بعضػػها كقػػد يػػكحي ترتيػػب الأ ووليلب ىل رغلذوا لا صل ؽبصلجب عليى يشعل ؤو اجلش عبلت ثىل يخغؿ ؤ ؤـإنزمف ذلؾ: )

لا ص وفشر ثب ـيؽشلى اشيؼ لبصفب عيى ـيشع ؤخش ربسح ـيه يعيذو ؤ ؤنز ؤ ( 68) .(2)(رجيعب ثه عينب ى رغذوا

فيسترسؿ فػي المعاصػي, فيػأتي ,فالآيات تحذر الإنساف مف أف يأمف غضب الله الفعؿ )أفأمنتـ( مسبكقان بهمزة الاستفهاـ, ليفيد الاستنكار المشكب بمعنى التحػذير, ككػأف

(. 0=الإسراء, ) (1) (. ?>-<>الإسراء, ) (2)

Page 122: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

111

المعنى: كيؼ تأمف أيها الإنساف أف ييخسؼ بؾ جانب البر, كمعمكـ أف البر مكػاف آمػف ة, فييخسػػؼ لعػيش الإنسػاف, كلكػف عنػد العقكبػػة قػد يصػبح هػذا المكػػاف الآمػف محػط عقكبػ

بػػه, أم يسػػقط بػػه فػػي البحػػر, كلػػيس أسػػهؿ مػػف غػػرؽ القػػارات )اليابسػػة( لأنهػػا؛ محاطػػة بالمػاء مػػف كػػؿ جانػب بقػػدرة الله. ثػػـ يػأتي تػػكالي الأفعػػاؿ لتكعيػة الإنسػػاف بالأخطػػار التػػي

تحيط به مف كؿ اتجا . ( كتقػدير الكػلاـ )أـ أمنػتـ أف يرسػؿ ووليلب ىل رغلذوا لا صل ؽبصلجب عيى يشع ؤو)

كيػػػنص عمػػػى عقكبػػػة مػػػف نػػػكع آخػػػر, كهػػػي إرسػػػاؿ ,عمػػػيكـ( فالحػػػذؼ يفهػػػـ مػػػف السػػػياؽ الحاصب )أم الحصباء كالرماؿ التي تهمؾ المخمكقات(.

فتكػرار الفعػؿ يفيػد ( الشيؼ ل لبصلفب عليى ـيشعل ؤخش ربسح ـيه يعيذو ؤ ؤنز ؤ) كلكف مع تنكع أشكالها. فالبر إضافة إلى إمكانية خسفه في المػاء, ,التأكيد عمى العقكبة

قد تهب عميه الرياح فتغرؽ ساكنيه في البحر. كييسػػػػػمى اخػػػػػتلاؼ أزمػػػػػاف الفعػػػػػؿ أفػػػػػأمنتـ/ أك يرسػػػػػؿ/ أـ أمنػػػػػتـ/ بالالتفػػػػػات كهػػػػػك

السػػػامع كمػػػا يػػػذهب السػػػكاكي فػػػي الانتقػػػاؿ مػػػف حالػػػة زمنيػػػة إلػػػى أخػػػرل؛ تطريػػػة لػػػذهف , كلكنها لا تخمك مف أغػراض بلاغيػة, فبعػد أف يشػير الفعػؿ إلػى الماضػي ليػدؿ (1)مفتاحه

عمػػى أف الأمػػف قػػػد اسػػتتب فػػػي حيػػاة الإنسػػاف )آمنػػػتـ( يػػأتي الفعػػػؿ المضػػارع )أك يرسػػػؿ كليػػكحي بمعنػػى الاسػػتمرارية, فػػالخطر كػػاف كمػػا زاؿ ,ه مػػف غفمتػػهظػػعمػػيكـ حاصػػبان( ليكق

بعيػدان عػف طاعػة الله, فيكػكف الالتفػات بػيف الأفعػاؿ دالان ما داـكسيبقى محيطان بالإنساف الأسباب كالمكت كاحدي(. تعددتعمى التحذير )

يقػكؿ سػيد قطػب: "إف البشػر فػي قبضػة الله فػػي كػؿ لحظػة, كفػي كػؿ بقعػة, إنهػػـ .(2)في قبضته في البر, كما هـ في قبضته في البحر, فكيؼ يأمنكف"

, 4<?4, 4السػػػكاكي,أبك يعقػػػكب أكػػػرـ عثمػػػاف, مفتػػػاح العمػػػكـ, مطبعػػػة دار الرسػػػالة, بغػػػداد, ط (1) . ;?9ص

. ;:9, ص49قطب, سيد, ظلاؿ القرآف, ج (2)

Page 123: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

112

العمة والمعمول: قػػد يػػدؿ ترتيػػب الأفعػػاؿ داخػػؿ الآيػػات الكريمػػة عمػػى مراعػػاة العمػػة كالمعمػػكؿ, أم

ـللب ـعوا الأضبي ه ظشثوا ويؿ اظشذكر الأسباب كالنتائج في عمؿ الإنساف مف ذلؾ: )

. (1)(عجيلب يغزؽيعوفضربهـ الأمثػاؿ لمنبػي إنمػا ليثبتػكا بطػلاف كلامػه, ككػاف هػذا سػببان فػي ضػلالهـ,

مف ذلؾ ذكرهـ لمرفات كالعظاـ, كاستحالة إحيائها )في معتقػدهـ( فجػاء الفعػلاف ضػربكا/ فضمكا/ مرتبيف بحسب العمة كالمعمكؿ أم أف ضربهـ لطمثاؿ سبب في ضلالهـ.

التعميم ثم التخليص: يػػب الأفعػػاؿ فػػي الآيػػات دالان عمػػى العمػػكـ ثػػـ الخصػػكص, أم ذكػػر كقػػد يػػأتي ترت

حالػػة عامػػة ثػػـ العػػكدة لتكضػػيحها كتخصيصػػها, مػػف ذلػػؾ مػػا كرد فػػي الحػػديث عػػف بػػر . (2)(صؽيرا سثيبي وب اسؽب سة ول اشؽخ ازي عنبػ ب واخفطالكالديف: )

ففعػػؿ الأمػػر )اخفػػض( جنػػاح الػػذؿ داؿ عمػػى حالػػة البػػر كالتكاضػػع أمػػاـ الأبػػكيف, نعػػػػرؼ كيػػػػؼ يكػػػػكف أداؤهػػػػا؟ كلكػػػػف الفعػػػػؿ )كقػػػػؿ( رب ارحمهمػػػػا. لا كهػػػػي حالػػػػة عامػػػػة

كبػػذلؾ جػػاء الخػػاص بعػػد العػػاـ, كلا ,خصػػص عمػػؿ البػػر بالػػدعاء لهمػػا, كالتفػػرغ بالرحمػػةكأبرزهػا ,همػا, كلكنػه ذكػر بعػض أشػكالهيعني ذلؾ أف بر الكالديف يقتصر عمى الػدعاء ل

الدعاء. في الأسماء: والتأخيرالتقديم كسػػيعرض البحػػث لكقػػكع ظػػاهرة التقػػديـ كالتػػأخير بػػيف الأسػػماء فػػي السػػكرة, سػػكاء

أكانت هذ الأسػماء جػزءان مػف الجمػؿ الاسػمية )المبتػدأ كالخبػر( أـ جمػؿ النكاسػخ بجميػع لمفاعيػػؿ كالحػػاؿ كالنعػػت كغيرهػػا. كقػػد تػػـ اسػػتثناء أشػػكالها, أك حتػػى متعمقػػات الجمػػؿ كا

أشبا الجمؿ في هػذا الفصػؿ بعػد أف خصػص لهػا فصػؿ سػابؽ, نظػران لكثػرة كركدهػا فػي السكرة.

(.<:الإسراء, ) (1) (. :8الإسراء, ) (2)

Page 124: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

113

عمػػى رفػػض فكػػرة تحكػػـ الفاصػػمة ان تأكيػػدبػػد مػػف العػػكدة , لاكقبػػؿ العػػرض لمشػػكاهد يمكػف -كبقػدرة الله-الفاصػمة كتأخيرهػا؛ لأف القرآنية بترتيب الأسماء كالأفعػاؿ, كتقػديمها

تحقيقها دكف أف تمس الأغراض البلاغية لمتقديـ كالتأخير. ف يعجػػػب الػػػدارس, فهنػػػه يعجػػػب لػػػذهاب جهابػػػذة المغػػػة إلػػػى تعميػػػؿ مػػػا كرد فػػػي كاا

صػػاحب الأندلسػػي الآيػػات القرآنيػػة مػػف تقػػديـ كتػػأخير, رعايػػة لمفاصػػمة, فهػػذا أبػػك حيػػاف . (1)(ؤؽذ وفوا ه يى و) )البحر المحيط( يعمؿ قكله تعالى:

كهك ترتيب جاء عمػى غيػر القيػاس النحػكم؛ لأف )أحػد( فػي الآيػة الكريمػة كقعػت نكرة فكاف الأصؿ في الترتيب: )كلـ يكف أحد كفكان له(. فعمؿ ذلػؾ بقكلػه: "كتقػدـ )الجػار

الخبػػر لى, كتكسػػط كالمجركر)لػػه(( عمػػى )كفػػكان( للاهتمػػاـ بػػه, إذ فيػػه ضػػمير البػػارم تعػػاف كاف الأصؿ التأخر؛ لأف . (2)تأخر الاسـ هك فاصمة, فحسف ذلؾ" كاا

شػػػبه فهػػػك يػػػرل أف تػػػأخر اسػػػـ كػػػاف )أحػػػد( إنمػػػا جػػػاء لرعايػػػة الفاصػػػمة, كمػػػا أف )له( قػد تقػدـ للاهتمػاـ بػه لأنػه داؿ عمػى ذات الله سػبحانه, كهػذا ممػا يؤخػذ عمػى الجممة

لأعناؽ الألفاظ رعاية لمفاصػمة القرآنيػة؟ كمػا ان أف ثمة لي هؤلاء العمماء, إذ كيؼ يعتقدكفيؤخػػػػذ عمػػػػيهـ اقتصػػػػارهـ عمػػػػى القػػػػكؿ بػػػػأف التقػػػػديـ كالتػػػػأخير قػػػػد تػػػػـ )للاهتمػػػػاـ( دكف أف يكضحكا نكع هذا الاهتماـ كغايته, فقد كاف حريان به أف يحػدد غػرض الاهتمػاـ كػالتعظيـ

لمذات الإلهية أك التخصيص أك غير . وازفلذ هنا تعميؿ لابف الأثير لظاهرة التقديـ كالتأخير في قكله تعالى: ) كيحضرنا . فهػك يػرل أف تػأخر المبتػدأ )المسػاؽ( رغػـ تعريفػه, (3)(اغبق يوئز سثه ب ثبغبق اغبق

لا لاختصػاص فػي ,ما جاء مراعاة لحسػف الػنظـ, يقػكؿ: "هػذا ركعػي فيػه حسػف الػنظـإن تقػػديـ الظػػرؼ, كفػػي القػػرآف مكاضػػع كثيػػرة مػػف هػػذا القبيػػؿ, يقيسػػها غيػػر العػػارؼ بأسػػرار

. (4)أخرل كردت للاختصاص كليست كذلؾ" ,الفصاحة عمى مكاضع

(.:الإخلاص, ) (1) . 94; -90;, ص<الأندلسي, أبك حياف, البحر المحيط, ج (2) (.?8القيامة, ) (3) .9:, ص8ابف الأثير, المثؿ السائر, ج (4)

Page 125: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

114

بػػه ترتيػػب فمراعػػاة حسػػف الػػنظـ تعبيػػر لا يميػػؽ بػػالقرآف الكػػريـ, لا سػػيما إذا قيصػػد قيػػؽ هػػذا الػػنظـ, فػػهف الألفػػاظ قػػد تتقػػدـ كتتػػأخر ا النحكيػػة, لتحالكممػػات عمػػى غيػػر رتبتهػػ

, كلكف حسف النظـ زينة ككماؿ. ,لغاية بلاغية كالبلاغة مطمب ساوـ في مطمع السورة: الأسماء تأخيرتقديم و ( فػػ )سػبحاف( ثعجلذ ؤعلش الزي علجؾب لقػد بػدأت سػكرة الإسػراء بصػيغة التسػبيح )

صػػيغة إنشػػائية غيػػر طمبيػػة؛ لأنهػػا لا تحمػػؿ معنػػى الصػػدؽ كالكػػذب كلكنهػػا تحمػػؿ معنػػى ليثيػػػر مشػػاعر الإنسػػػاف كتكجيهػػػه إلػػػى "التعجػػب كالتقػػػديس كالتنزيػػػه, فجػػاء افتتػػػاح السػػػكرة

حدث عظيـ, ينبغي أف يككف مثار إعجاب الإنساف بقدرة خالقه, كتنزيهه عف كؿ نقػص سػراء الػذم يحمػؿ طابعػان إعجازيػان, ينبغػي للإنسػاف الإقػرار بػه بداهػة, كعجز, ألا كهك الإ

. (1)دكف التشكيؾ بتفاصيمه كتعقيداته"كمعمػػكـ أف أهػػؿ البلاغػػة قػػد قسػػمكا الجمػػؿ فػػي المغػػة العربيػػة إلػػى جمػػؿ إنشػػائية,

كأخرل طمبية, عمى خلاؼ ما فعؿ النحاة حيف قسمكها إلى فعمية كاسمية. تمػػػط أرجػػػاء -هػػػي مػػػا احتممػػػت الصػػػدؽ كالكػػػذب-الخبريػػػة كلمػػػا كانػػػت الجمػػػؿ بينما كانت الجمػؿ الإنشػائية مػطل -كلا كذب فيه-؛ لأنه مميء بالأخبار كالأنباء القرآف

بمعػػاني الانفعػػاؿ كالتعجػػب, ككػػؿ مػػا مػػف شػػأنه تحريػػؾ عكاطػػؼ الإنسػػاف. فقػػد تراكحػػت ( جممػة خبريػة ك 100الجمؿ القرآنية ما بيف الخبر كالإنشاء, فبمغػت فػي سػكرة الإسػراء )

.(2)( جممة إنشائية88)فالنسػػػب تكشػػػؼ عػػػف تقػػػارب فػػػي المراكحػػػة بػػػيف الأسػػػمكبيف؛ لأف القػػػرآف يخاطػػػب

دانه, لذا اقتضي التنكيع. عقؿ الإنساف ككجكيأتي تعبير )سبحاف الذم( إنشائيان غير طمبي, يستدعي معنػى التنزيػه كالتقػديس

لأف عاممػػػػه لمػػػػذات الإلهيػػػػة, كهػػػػك فػػػػي عمػػػػـ النحػػػػك نائػػػػب عػػػػف المفعػػػػكؿ المطمػػػػؽ, كلكػػػػفعػف المفعػكؿ المطمػؽ اقتيضي إعرابهػا عمػى أنهػا نائػبه محذكؼ تقدير )سبح تسبيحان( لذا

مفعكلان مطمقان. كليس

. ;:سمطاف, فاضؿ ضايؼ, سكرة الإسراء )دراسة بلاغية دلالية(, ص (1) .:>سمطاف, فاضؿ ضايؼ, سكرة الإسراء )دراسة بلاغية دلالية(, ص (2)

Page 126: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

115

كيظهر التقديـ في المفظة اللاحقة )الذم( فهك اسـ مكصكؿ يػدؿ عمػى المبهمػات كغيػػػػر مػػػػف الأسػػػػماء المكصػػػػكلة, كتقػػػػدـ الأسػػػػماء المكصػػػػكلة يفيػػػػد غػػػػرض التشػػػػكيؽ لمػػػػا

بعدها, كقكؿ أبي العلاء المعرم: كالػػػػػػػػػػػػػذم حػػػػػػػػػػػػػػارت البريػػػػػػػػػػػػػػة فيػػػػػػػػػػػػػػه

(1)حيػػػػػػػػكافه ميسػػػػػػػػتىحدثه مػػػػػػػػف جمػػػػػػػػاد

فقد أفاد التشكيؽ, بعدما تشػكقت الػنفس لمعرفػة مػف هػذ صػفته, فجػاءت الشػطرة الثانية لتكضػيح صػفات هػذا الاسػـ المػبهـ )الػذم( ليكػكف هػك )الإنسػاف( كسػائر مػا خمػؽ

الله مف تراب, فنفخت فيه الركح فصار حيكانان. للاسػـ كفي مطمع السكرة الكريمة )سػبحاف الػذم أسػرل بعبػد لػيلان( جػاء التشػكيؽ

المكصػػكؿ )الػػذم( ثػػـ تجمػػت الصػػكرة مػػف خػػلاؿ الفعػػؿ )أسػػرل( كهػػك صػػمة المكصػػكؿ, عجاز . حيث كضح سر التقديس كالتنزيه, كهك عظمة الإسراء كاا

كالحقيقػػػة أف الأسػػػماء فػػػي السػػػكرة الكريمػػػة تتػػػكزع بػػػيف الجمػػػؿ الخبريػػػة كالإنشػػػائية عمػػى حػػد سػػكاء لػػذا آثػػر البحػػث دراسػػتها كفػػؽ الأغػػراض البلاغيػػة سػػكاء كقعػػت فػػي جمػػؿ

ك تقػػدمها عمػػى مػػا , أالآخػػرخبريػػة أـ إنشػػائية, باحثػػان فػػي تقػػدمها كتأخرهػػا عمػػى بعضػػها آيػػة, أك مقارنػػة تقػػدمها كتأخرهػػا فػػي سػػكرة عػػف مػػف الأفعػػاؿ, أك فػػي آيػػة عمػػى تعمػػؽ بػػه سكرة.

سماء: راض التقديم والتأخير من خلال الأأغأغراضػػان بلاغيػػػة الآخػػػركقػػد أدل تقػػدـ كتػػػأخر الأسػػماء فػػػي السػػكرة عػػػف بعضػػها

كثيرة أهمها: مراعاة السبق:

( نلب اعبعلخ يشيلذ ولب ل ؾلبء لب ـيلب له عغ لزوب يصللبهب علن له ععنلب صل شيلذ ل

. (2)(ذؽوسا

ء, شرح ديكاف حماسة أبي تماـ المنسكب لأبي العلاء المعرم, تحقيؽ: حسػيف المعرم, أبك العلا (1) ـ,4??4-ق4:44لبناف, )د.ط(,-محمد نقشة, دار الغرب الإسلامي, بيركت

(.<4الإسراء,) (2)

Page 127: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

116

. (1)(ؾغوسا وب ـزمعذ اجغػ و رجغؽب ولا عنمه ب ؽوخ يذن رغع ولا)

.(2)(خزولا زوب ـزمعذ آخش بلب اه رغع لا)

. (3)(ذؽوسا وب عن ـي ـزم آخش بب اه رغع ولا)/ ممكمػػػان / مػػػذمكمان مخػػػذكلان / ممكمػػػان محسػػػكران ففػػػي الأنمػػػاط التاليػػػة: مػػػذمكمان مػػػدحكران ممػػف النػػاس/ نسػػؽ تركيبػػي متشػػابه؛ فهػػي أحػػكاؿ أتػػت لبيػػاف هيئػػة أصػػحابها مػػف مػػدحكران

اختػػػػاركا الػػػػدنيا عمػػػػى الآخػػػػرة, أك اتخػػػػذكا مػػػػع الله شػػػػريكان, أك اختػػػػاركا طريػػػػؽ الإسػػػػراؼ كالتبذير.

فجميعهػػػا أنمػػػاط نحكيػػػة )أحػػػكاؿ( تفيػػػد غػػػرض الػػػذـ, غيػػػر أف تقػػػدـ الألفػػػاظ عمػػػى ل لا بػػػد مػػػف تبيينهػػػا. فتقػػػدـ )مػػػذمكمان( عمػػػػى يعكػػػس غايػػػة بلاغيػػػة أخػػػر الآخػػػربعضػػػها ( في الآية الأكلى ريتب حسب السبؽ؛ لأف الإنسػاف المخطػئ ييػذـ أكلان ثػـ ييػدحر, )مدحكران

)أم ييقصى كيبعد( كبذلؾ تككف الآية قد راعت الترتيب بالسبؽ. الثانيػػػة )فتقعػػد ممكمػػػان محسػػكران( عنػػػد الحػػديث عػػػف ةكنجػػد هػػػذا المعنػػى فػػػي الحالػػ

الميقتر )البخيؿ( كالمسرؼ المبذر. فهك ييلاـ أكلان مف قبؿ مف حكله, حيف يضيع مالػه ثػـ يتحسر ثانيػان, كػردة فعػؿ عمػى مػا كقػع معػه, فيكػكف الترتيػب بحسػب السػبؽ, كالآيػة التػي

سبقتها. كفػػي الحػػديث عػػف الشػػرؾ بػػالله نجػػد المشػػرؾ كقػػد قعػػد )مػػذمكمان مخػػذكلان( فالحػػاؿ

ػػذؿ, أم لػػـ يجػػد مػػف ينصػػر , لا سػػيما عنػػد الحسػػاب. تصػػؼ المشػػرؾ, كقػػد ذيـ أكلان ثػػـ خي فمراعاة السبؽ كاضحة في ترتيب هذيف الاسميف كحاؿ الآيتيف السابقتيف.

ككذا الترتيب في الآية الرابعة )فتمقى في جهنـ ممكمان مدحكران(. صػفات كقد نجد هذ الغاية في أسمكب المدح كالثناء, لا سيما عنػد الحػديث عػف

. (4)(ثصيرا خجيرا ثعجبد وب به ويمذس يؾبء اشصق يجغػ سثه بالله سبحانه: )

(.?8الإسراء, ) (1) (.88الإسراء, ) (2) (. ?9الإسراء, ) (3) (. 90الإسراء, ) (4)

Page 128: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

117

لأف الخبرة تسبؽ البصػيرة, ؛فقد تقدـ ذكر )الخبرة( عمى )البصيرة( مراعاة لمسبؽ فمف اكتسب الخبرة صار بصيران.

نجد الغاية ذاتهػا )السػبؽ( فقػد (1)(ؼفوسا ؽيب وب بهكاصفان نفسه: )كفي قكله تعالى لأنه حميـ, فالتجاكز عف أخطاء الناس يستمزـ حممان, كبعدها تككف المغفرة. ؛غفر

لبس اي وععنبكيظهر الترتيب لمسبؽ في آيات أخرل مف مثؿ قكله تعالى: ) وان

لأف الميؿ أسػبؽ فػي الكجػكد مػف النهػار, ككمػا فتقدـ ذكر الميؿ عمى ذكر النهار؛ (2)(آيزي . (3)تركم كتب التفسير, فهف الظممة كانت أكلان ثـ خمؽ الله النكر

عينلب له رغلذ لا صل البد وظلعؿ اؾيلبح ظلعؿ إرلنلبن برا)كمػف ذلػؾ ايضػان:

. فقػد تقػدـ ذكػر الحيػاة كضػعؼ الممػات؛ لأف الحيػاة تكػكف أكلان ثػـ يػأتي المػكت. (4) (صيراأم "لػػك ركنػػت إلػػيهـ لضػػاعفنا لػػؾ عػػذاب الػػدنيا, كعػػذاب --كالخطػػاب مكجػػه لمنبػػي

. (5)الآخرة" صلذق خلشط وؤخشعنلي صذق ذخ ؤدخني سة ول)كمف ذلؾ أيضان: لي واععل

. فقد تقدـ ذكر المػدخؿ عمػى المخػرج؛ لأف الػدخكؿ يكػكف أكلان ثػـ (6) (صيرا عؽبب ذه يأتي الخركج.

مراعاة السببية: صلذق خشط وؤخشعني صذق ذخ ؤدخني سة ول)مف ذلؾ قكله تعالى: واععل

. (7) (صيرا عؽبب ذه ي

(. ::الإسراء, ) (1) (.48الإسراء, ) (2) .=88, ص?ينظر: القرطبي, ج (3) (.;=الإسراء, ) (4) .4=4, ص8الصابكني, صفكة التفاسير, ج (5) (.0<الإسراء, ) (6) (.0<الإسراء, ) (7)

Page 129: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

118

يظهر في هذا الدعاء الذم يتكجه به المؤمف إلػى ربػه طالبػان المعكنػة كالمسػاعدة, )أنػه ركعػي فيػه معنػى السػببية فػي قكلػه: لي واععل تقػدـ طمػب ( صليرا علؽبب لذه ل

السمطة عمى طمب النصرة؛ لأف مف يمتمؾ السمطة يستطيع النصرة كالمسػاعدة, فػالأكلى سبب في الثانية.

كقػػد يلاحػػظ القػػارئ أف لمترتيػػب عنايػػة فػػي التػػدرج كالتنقػػؿ بػػذهف المسػػتمع بصػػكرة تصػػعيدية, مػػف الأقػػؿ إلػػى الأكثػػر, حتػػى يفهػػـ كيػػدرؾ المقصػػكد مػػف الخطػػاب, فمػػف ذلػػؾ

ـللب )قكلػه تعػالى فػي الحػديث عػف بػر الكالػديف: رنشهلب ولا ؤؾ لأ رمل للولا لب ولل

. (1)(يمبوشفقد تدرج مف ذكر العقػكؽ الأقػؿ كهػك كممػة )أؼ( الدالػة عمػى التضػجر بالكالػديف

إلػػى العقػػكؽ الأكبػػر كهػػك نهػػر الكالػػديف كالصػػياح عميهمػػا, ليبػػيف أنػػه )أم العقػػكؽ( بجميػػع أشكاله كدرجاته محرـ حرمة مغمظة تأتي في درجتها بعد الشرؾ بالله.

مراعاة التدرج من الأدن إل الأعم : قد يظهر في ترتيب الجمؿ الفعميػة غايػات بلاغيػة أخػرل مثػؿ التػدرج مػف الأدنػى

ثؾشا بلا ونذ ه سثي عجؾب ل)إلى الأعمى ليتسؽ ذلؾ مع مضمكف الخطاب مف ذلؾ:

. (2) (سعولايزيػة لممشػركيف, أرادكا مػف خلالهػا كقد جػاء هػذا الخطػاب عقػب ذكػر طمبػات تعج

كبيت مف زخرؼ, أك جنػة مػف أعنػاب, أك إحضػار الله --اختبار صدؽ نبكة النبي كقػد تقػدـ ذكػر بشػريته )بشػران( (سعلولا ثؾلشا بلا ونذ ه)كالملائكة, فجاء رد النبي متعجبان

نسػانيته, كترقيػان مػف الأدنػى إلػى الأعمػى ليكضػح أنػه عمى رسالته )رسكلان( بيانان لضعفه كاا قبؿ كؿ شيء إنساف محدكد القدرة كالإمكانية.

(.89الإسراء, ) (1) (. 9?الإسراء, ) (2)

Page 130: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

119

التدرج من الأعم إل الأدن : كقد تنقمب صكرة التعبيػر فتبػدأ الآيػة بػذكر الأعمػى, ثػـ الأدنػى, لبيػاف عمػك منزلػة

)صاحب الكصؼ, مػف ذلػؾ: نضنلب ؽئلن يؾلو لآئىلخ الأسض ـلي ولب لو لل ل علي

. (1) (سعولا ىب اغبءبػدعكل أنػه بشػرم --بػكة الرسػكؿ ففي هذا الخطاب رد عمى مف شػكؾ فػي ن

مف البشر, فكيؼ يككف رسكلان؟ فجاء الرد أف البشر يمزمهـ نبي بشػرم مػف جنسػهـ, كمػا لأرسػػؿ إلػػيهـ ملاكػػان مػػف جنسػػهـ؛ لأف هػػذا أحػػرل ؛أف الملائكػػة لػػك كانػػت تسػػكف الأرض

لمتفاهـ بينهـ. كقػػد جػػاء ترتيػػب المفظػػيف )ممكػػان رسػػكلان( مراعيػػان التػػدرج مػػف الأعمػػى إلػػى الأدنػػى؛

لأف الملائكة أعمى رتبة مػف الرسػؿ. كذلػؾ بيانػان لعظمػة المتقػدـ, كعمػك منزلػة المػلاؾ لػك هبط عمى هيئة رسكؿ.

قوى إل الأضعف: من الأالتدرج ؤبب وسـبرب عظبب ونب ؤئزا واولب)كيظهر ذلؾ في مكاضع عديدة منها قكله تعػالى:

. فقد استنكر المشرككف قضية البعث بعد المكت, كانبعػاث العظػاـ (2) (عذيذا خمب جعوصوكالرفات إلى الحيػاة مػف جديػد, كقػد تقػدـ ذكػر العظػاـ إلػى الرفػات؛ لأف العظػـ أقػكل مػف الرفػػات )كهػػي مػػا تفتػػت كبمػػي مػػف جسػػـ الميػػت فكػػاف التػػدرج مػػف الأقػػكل إلػػى الأضػػعؼ,

لمستنكريف. مراعاة لطقكل, كالأكثر كضكحان في الرؤيا عند اكحكؿ التقديـ كالتأخير في هذ الآية أشار الدكتكر عمي أبك القاسـ في دراسػة لػه

حكؿ أسمكب التقديـ كالتأخير في القرآف الكريـ, فقػاؿ مقارنػان بػيف هػذ الآيػة كآيػة مشػابهة . (3)(عذيذ خك في ؤئنب ثبرشا ونب ؤئزا لو ـعغت رعغت وب)لها في سكرة الرعد جاء فيها:

(. ;?الإسراء, ) (1) (. ?:الإسراء, ) (2) (.;الرعد, ) (3)

Page 131: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

121

جعوصلو ؤبلب وسـبرلب عظبلب ونلب ؤئلزا وللبوا )كرد في الإسراء قبػؿ ذلػؾ قكلػه تعػالى:

.(1) (عذيذا خمبيقػػػكؿ: "مػػػا فػػػي هػػػذ الآيػػػة مػػػف أغػػػراض ناشػػػئة بسػػػبب اقتػػػراف الاسػػػتفهاـ كالتقػػػديـ

كالتػػػػأخير كالحػػػػذؼ, مسػػػػتنبط مػػػػف آيػػػػة أخػػػػرل فػػػػي سػػػػكرة الرعػػػػد, ففػػػػي الاسػػػػتفهاـ إنكػػػػار كاسػػتبعاد, كفػػي تقػػديـ الظػػرؼ اهتمػػاـ بتقكيػػة إنكػػار كاسػػتبعاد المنكػػر, كهػػك البعػػث معمقػػان

اد كدافػػػع التعجػػػب, كحػػػذؼ الفعػػػؿ المنكػػػر بظرفػػػه المػػػذككر, فػػػالظرؼ هػػػك سػػػبب الاسػػػتبعبػراز لتحقيػؽ اسػتبعاد (عذيلذا خملب جعوصو ؤبب)إيجاز في الكلاـ, كاكتفاء بما دؿ عميه كاا

.(2)مدلكؿ المحذكؼ في اعتقادهـلأمثػػػػاؿ بالعظػػػػاـ كالرفػػػػات فعػػػػؿ أمػػػػر يفيػػػػد كقػػػػد تقػػػػدـ هػػػػذا الحػػػػديث عػػػػف ضػػػػرب ا

. (3) (عجيلب يغزؽيعو ـلب ـعوا الأضبي ه ظشثوا ويؿ اظش)التشكيؽ كهك قكله تعالى: يقػػكؿ الػػدكتكر المسػػيرم فػػي كتابػػه )دلالات التقػػديـ كالتػػأخير فػػي القػػرآف الكػػريـ(:

الناظر إليها, كصرؼ نفسه عف كؿ نظر إلػى ؤ"كهذا التقديـ )الفعؿ انظر( مف أجؿ تهيغيرها, كذلؾ لما فيها مف فتنة كضلاؿ, الأمر الذم يدعك إلى إمعاف النظر فيهػا, حتػى يتػػػكقى النػػػاظر مػػػا فيهػػػا مػػػف مكػػػر ككيػػػد, كأفػػػادت هػػػذا التشػػػكؽ لمعرفػػػة مػػػا أمػػػر بػػػالنظر

.(4)إليه" اميبلخ يو لج ىوهب ؾ بلا خلشي وب)كيعد مف هذا الباب أيضان قكله تعالى:

. فقػد تقػدـ ذكػر الهػلاؾ )مهمككهػا( (5) (غلؽوسا اىزبة ـي ره وب ؽذيذا عزاثب عزثوهب ؤوعمى ذكػر العػذاب )معػذبكها( لأف الهػلاؾ أقػكل مػف العػذاب, فقػد يعنػي المػكت كالنهايػة, كلكػػػف العػػػذاب قػػػد يكػػػكف رحيمػػػان بحسػػػب مقػػػدار , فتػػػدرج مػػػف ذكػػػر الأقػػػكل إلػػػى الأضػػػعؼ

(.?:الإسراء, ) (1) .4494, ص9ينظر: أبك القاسـ, عمي, بلاغة التقديـ كالتأخير في القرآف الكريـ, ج (2) (. <:الإسراء, ) (3)ق, >4:8, 4المسيرم, منير محمكد, دلالات التقديـ كالتأخير في القرآف الكػريـ, مكتبػة كهبػة, ط (4)

.<>:ـ, ص;800 (.<;الإسراء,) (5)

Page 132: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

121

يػار لمتخكيؼ, كلبياف أف معظػـ القػرل الفاسػدة, قػد لاقػت الهػلاؾ الجػذرم كبػادت, كأف خ كاف أقؿ. التعذيب قوى: ن الأضعف إل الأالتدرج مالدارس أف الألفاظ قد تتػدرج لتػدؿ عمػى الأضػعؼ ثػـ الأقػكل كقكلػه تعػالى: كيجد

( . كذلػؾ فػي معػرض الحػكار حػكؿ البعػث, حػيف اسػتنكركا (1) (ؽذيلذا ؤو ؽغلبسح وولوا لل: بػػؿ إف الله قػػادر عمػػى بعػػث البشػػر, كلػػك --بعػػث العظػػاـ كالرفػػات فيخػػاطبهـ النبػػي

كػانكا حجػػارة أك حديػدان, لا يعجػػز شػيء, كسػػتعكد الػركح لتػػدب فػي أجسػػادهـ مهمػا كانػػت مادتهػػا. فتػػدرج بػػذكر هػػذ المػػكاد فبػػدأ بالحجػػارة كهػػي الأضػػعؼ مػػف الحديػػد قػػكة, ثػػـ ذكػػر

. (2) (ؽذيذ ثإط ـيه اؾذيذ وؤضنب), قكله تعالى: كقد كرد في ذكر الحديد لأنه الأقكل ككػػاف سػػبب التػػدرج هػػك التحػػدم بػػيف المخػػاطبيف, فػػهف الػػذم يتحػػدل المخػػاطبيف

يصػػػعد فػػػي قػػػكة خطابػػػه, كمػػػا يصػػػعد فػػػي قػػػكة مضػػػمكنه, ثقػػػة منػػػه بقكتػػػه كضػػػعؼ مػػػف يكاجهه.

التقديم لمشرف: ككفػػؽ هػػذا الغػػرض نجػػد الترتيػػب كقػػد تػػـ كفػػؽ رتبػػة المتقػػدـ, فالأشػػرؼ يػػأتي ذكػػر

ليلب ثعجلذ ؤعلش الزي علجؾب )أكلان, مف ذلؾ قكله تعالى في تقديـ السمع عمى البصػر:

. (3)(اجصير اغي هو به آيبرنب نشيه ؽوه ثبسونب ازي الألص اغغذ ب اؾشا اغغذ كقد تقدـ السمع عمى البصػر فػي اثنػيف كثلاثػيف مكضػعان مػف القػرآف الكػريـ كقكلػه

:(4)تعالى . (5)(ثصيرا عيعب وب اه ب ثه يعظى عب اه ب ثبعذي رؾىوا ؤ انبط ثي ؽىز وبرا)

(.0;الإسراء, ) (1) (.;8الحديد, ) (2) (.4الإسراء, ) (3)ـ, 8049, 8ينظر: أبك زيد, نايؿ ممػدكح, دراسػات فػي إعجػاز القػرآف, مطبعػة الأزهػر, مؤتػة, ط (4)

.0;4ص (.<;النساء, ) (5)

Page 133: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

122

.(1)(اجصير اغي وهو ؽيء وضه يظ)

. (2) اجصير اغي وهو ؽيء وضه يظ)

.(3) (ايذ اؾي يخشط و والأثصبس اغ يه ؤ الأسضو اغبء يشصلى ل)

.(4) (يجصشو وبوا وب اغ يغزؽيعو وبوا ب) كقد كقؼ المفسركف كثيران عند هذا التقديـ كالتأخير فخرجكا بفكائد منها:

تبػػدأ كظيفػػة السػػمع بالعمػػؿ قبػػؿ كظيفػػة الإبصػػار فػػهف الجنػػيف يسػػمع قبػػؿ أف يػػرل .1 كما أثبتت تجارب العمماء.

ذا كلػػػد الإنسػػػاف كهػػػك .2 أف تعمػػػـ النطػػػؽ يػػػتـ عػػػف طريػػػؽ السػػػمع بالدرجػػػة الأكلػػػى, كاا أصـ, صعب عميه الانسجاـ, كحدث له قصكر عقمي كتردو في مدركاته.

بنللي)ؤيػػة؛ لػػذلؾ خاطػػب الله مكسػػى كهػػاركف: أف مػػدل السػػمع أقػػؿ مػػف مػػدل الر .3. فالػذم يسػمعؾ يكػكف فػي العػادة قريبػان منػؾ بخػلاؼ الػذم (5) (وؤس ؤعل عىلب

يراؾ كهك بعيد عنؾ.

أف السػػمع لا يمنعػػه الحػػاجز المػػادم مػػف أداء عممػػه بخػػلاؼ البصػػر, فهنػػه تمنعػػه .4 الحكاجز مف إدراؾ الأشياء.

أف السمع شػرط مػف شػركط النبػكة, فالآيػات تسػمع مػف النبػي, كمػف خػلاؿ السػمع .5ف لـ يكف مبصران. تتككف القناعات لدل الإنساف في عقمه كقمبه, حتى كاا

بػػؿ جميػػع ,لػػيس فػػي كتػػاب الله آيػػة قػػدمت فيهػػا صػػفة الله البصػػير عمػػى السػػميع .6 . (6)الآيات جاء فيها تقدـ السميع عمى البصير

(.44الشكرل, ) (1) (.4المجادلة, ) (2) (.94يكنس, ) (3) (.80هكد, ) (4) (.>:طه, ) (5), السػػػػامرائي, التعبيػػػػر القرآنػػػػي, 4;4ينظػػػػر: أبػػػػك زيػػػػد, نايػػػػؿ, دراسػػػػات فػػػػي إعجػػػػاز القػػػػرآف, ص (6)

.>;-;;ص

Page 134: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

123

اضػػع قميمػػػة قػػدـ فيهػػػا البصػػر عمػػى السػػػمع فػػي القػػػرآف, لا سػػيما عنػػػد غيػػر أف مك عنلذ سئوعل بوغلو اغشو بر رش وو)الحديث عف اليكـ الآخر مف ذلؾ قكله تعػالى:

كقػدـ فيهػا البصػر عمػى السػمع؛ .(1) (ولنلو بلب صلبؾب ع ـبسععنب وععنب ؤثصشب سثنب سثلأف الإنسػاف بعػػد مكتػه ككقكفػػه لمحسػاب يبصػػر مػا لػػـ يبصػر فػػي الحيػاة الػػدنيا, فالبصػػر

ملذ )هنا يعني اليقيف كالإدراؾ كهذا مصداؽ لقكله تعالى مخاطبان الإنساف عند الحساب: . (2) (ؽذيذ ايو نـجصش ؼؽبءن عنه ـىؾفنب هزا ؼفخ ـي ونذ

)كمف باب التقدـ لمشرؼ قكلػه تعػالى: يلإروا ؤ عل واغل الإلظ اعزعلذ لئ لل

. (3) (ظيرا جعط ثعع وب وو ثضه يإرو لا امشآ هلزا ثضفقد تقدـ لفظ الإنس عمػى لفػظ الجػف فػي هػذ الآيػة الكريمػة, تشػريفان للإنػس عمػى

الجف في مجاؿ البلاغة, فهف التحدم فػي الآيػة كاضػح أنػه حػكؿ بلاغػة القػرآف, كمػا أنػه كاضح مف خلاؿ الآية أف الإنس أكثر عناية بالمغة مف الجف, كدليػؿ ذلػؾ أف الله تعػالى

لب الأعلبء آد وع)ملائكة كالجف في مجاؿ المغة, فقػاؿ: حيف خمؽ آدـ, تحدل به ال و

عل لا عجؾبه لبوا (30)صبدل ونز ب هلالاء ثإعبء ؤجئوي ـمبي البئىخ ع عشظ ص

آد يلب لبي (32) اؾىي اعي ؤذ به عزنب ب بلا نب ثإعلأئ ؤجلإه ـلب ثإعلأئ ؤجلئ

.(4) (رىزو ونز وب رجذو ب وؤع الأسضو اغبواد ؼيت ؤع بي ى ؤل ؤ لبيعمى أف سكران أخرل قد ذكرت الجػف مقػدميف عمػى الإنػس, مػف مثػؿ قكلػه تعػالى:

. فجاء التقدـ لمسبؽ؛ لأنهـ خمقكا أكلان. (5) (يعجذو بب واةظ اغ خمذ وب)

(.48السجدة, ) (1) (.88ؽ, ) (2) (.<<الإسراء, ) (3) (.94البقرة, ) (4) (.>;الذاريات, ) (5)

Page 135: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

124

قػدـ .(1) (يوصعلو ـل واؽيلش والةظ اغ عنود غيب وؽؾش)كفي قكله تعالى: ذكػػر الجػػف عمػػى الإنػػس لمناسػػبة السػػياؽ, كفػػي ذلػػؾ يقػػكؿ أحػػد الدارسػػيف: "كلا غرابػػة فػػي أف يقػػػدـ القػػػرآف ذكػػػر الجنػػػد مػػػف الجػػػف, عمػػػى الجنػػػد مػػػف الإنػػػس, فجنػػػكد الجػػػف يتميػػػزكف بقػػػكتهـ كشػػػدتهـ كصػػػلابتهـ كبسػػػالتهـ عمػػػى غيػػػرهـ, كالػػػذم يػػػدؿ عمػػػى هػػػذ القػػػكة كالشػػػدة

أف يأتيػه -عميه السػلاـ–ف طمب منه نبي الله سميماف كسرعة الحركة, إجابة بعضهـ حي للبي ):(2)بعػرش ممكػة سػبأ قبػؿ قػدكمها إليػه, كػاف جػكاب كاحػد مػنهـ مػا أخبػر عنػه القػرآف

.(3)(ؤ موي عيه وبي مبه رمو ؤ لج ثه آريه ؤب اغ عفشيذكالتػأخير يكػكف بحسػب السػياؽ كالمناسػبة, لػذا مػا قػد يتقػدـ فػي سػكرة, قػد فالتقديـ

بػػؿ يقػػع كػػؿ لفػػظ فػػي ,يتػػأخر فػػي سػػكرة أخػػرل, ليػػدؿ ذلػػؾ عمػػى أف الظػػاهرة غيػػر عبثيػػة مكانة الصحيح لعبرة كدلالة!!

كقػػد عمػػؿ السػػيكطي تقػػدـ المفػػظ فػػي مكضػػع كتػػأخر فػػي مكضػػع آخػػر مػػف القػػرآف كيػػػؤخر فػػػي آخػػػر, كنكتػػة ذلػػػؾ إمػػػا لكػػػكف السػػػياؽ فػػػي كػػػؿ مكضػػػع بقكلػػه: "قػػػد يقػػػدـ لفػػػظ

مػػا لقصػػد البػػداءة, كالخػػتـ بػػه, للاعتنػػاء مػػا كقػػع فيػػه مػػا تقػػدمت الإشػػارة إليػػه يقتضػػي , كاا

مػػ (4) (وعللو ورغللود وعللو رجلليط يللو)بشػػأنه, كمػػا فػػي قكلػػه: لقصػػد التفػػنف فػػي الفصػػاحة, ا كاا

خراج الكلاـ عمى عدة أساليب, كما في قكله تعػالى: . (5) (ؽؽلخ ولووا عغذا اجبة وادخوا)كاا

.(7) (عغذا اجبة وادخوا ؽؽخ ولووا):(6). كفي مكضع آخر(5)

(.=4النمؿ, ) (1) . ?:4 -<:4أبك زيد, نايؿ, دراسات في إعجاز القرآف, ص (2) (.?9ؿ, )النم (3) (.>40آؿ عمراف, ) (4) (.<;البقرة, ) (5) .0:, ص9ينظر السيكطي, الإتقاف, ج (6) (.4>4الأعراؼ, ) (7)

Page 136: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

125

كقػػد يكػػكف تقػػدـ ذكػػر )السػػمكات( عمػػى )الأرض( فػػي معظػػـ الآيػػات لمغايػػة نفسػػها )الشػرؼ( نظػران لعظمػة سػاكنيها )الله كملائكتػه( كقػػد يكػكف لعمكهػا. أك لأف مػا غػاب فيهػػا

عف العيف أعظـ, أك لتعدد طبقاتها فاستحؽ ذكرها التقديـ مف ذلؾ:

. حيػث يظهػر (1) (ثؾلذ يغلجؼ بلا ؽيء وب ـي و الأسضو اغج اغبواد ه رغجؼ)

مف خلاؿ السياؽ أف تعداد السمكات سبب مف أسباب تعظيمهػا, حيػث يبمػآ سػبعان, بينمػا ظهرت )الأرض( دالة عمى المفرد.

مػف مثػؿ قكلػه تعػالى: ,الأرض تػرد فػي سػكر أخػرل سػابقة عمػى السػماء عمى أف ـي بلا ؤوجش ولا ره ؤصؽش ولا اغبء ـي ولا الأسض ـي رسح ضمبي سثه ع يعضة وب)

. (2) (ج وزبةىـ كقػػد عمػػؿ الزمخشػػرم هػػذا التقػػديـ )لػػطرض( عمػػى )السػػماء( فقػػاؿ: "فػػهف قمػػت لػػ رإرينب ب وفشوا ازي ولبي)بخلاؼ قكله تعالى في سكرة سبأ: ؟الأرض عمى السماءقدمت

وب الأسض ـي وب اغبواد ـي رسح ضمبي عنه يعضة ب اؽيت عب زإرينى وسثي ث ل اغبعخ ؤصلؽش . قمػت: حػؽ السػماء أف تيقػدـ عمػى الأرض, (3) (لج وزلبة ـلي بلب ؤوجلش ولب رله ل

كلكنػػه لمػػػا ذكػػػر شػػػهادته عمػػػى شػػػؤكف أهػػػؿ الأرض, كأحػػػكالهـ كأعمػػػالهـ, ككصػػػؿ بػػػذلؾ , لاءـ ذلؾ أف قػدـ الأرض عمػى السػماء عمػى أف العطػؼ بػالكاك (4)عنه()لا يعزب :قكله

. (5)حكمه حكـ التثنية"

(.::الإسراء, ) (1) (. 4>يكنس, ) (2) (.9سبأ, ) (3) أعزب عنه حممه يعزب عزكبػان أم: ذهػب كقكلػه تعػالى:ابف منظكر, لساف العرب, مادة )عزب( (4)

.( معنا لا يغيب عف عممه شيءرسح ضمبي عنه يعضة ب اؽيت عب) .=>;,ص9ينظر: الزمخشرم, الكشاؼ, ج (5)

Page 137: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

126

فالزمخشرم ينص عمػى نظريػة السػياؽ, كأف المفػظ فػي ترتيبػه يراعػي المقػاـ الػذم يرد فيه, لأف الحديث في الآية السابقة عف شؤكف أهؿ الأرض كأعمالهـ, فناسبهـ تقػديـ

ذكر )الأرض( عمى السماء. التقدم حسب الرتبة:

القػػػرآف كقػػػد سػػػبؽ ككضػػػحنا مػػػف خػػػلاؿ الحػػػديث عػػػف تقػػػدـ الأفعػػػاؿ كتأخرهػػػا, أف يراعي رتبة مف يتحدث عنهـ, فالكلد أقرب مف الزكجة إلى الإنسػاف, كالزكجػة أقػرب مػف الكالػديف, كالكالػداف أقػرب مػف الإخػػكة, ممػا يكضػح رتػب صػػمة الػرحـ, كيبػيف مراحػؿ فػػرار

الإنساف مف هؤلاء جميعان يكـ الحساب. حقػكؽ الماليػة, كقد راعى القرآف رتبة صلات الػرحـ مػف جانػب آخػر, كهػك أداء ال

واث واغى ؽمه امشث را وآد)مف نفقة كزكاة, كميراث كغيرها, كذلؾ في قكله تعالى:

. (1)(رجزيشا رجزس ولا اغجيعمػػى المسػػكيف, كقػػد يكػػكف بعيػػدان عػػف صػػمة -ىذا القربػػ-فقػػد تقػػدـ ذكػػر القريػػب

الػػرحـ, ثػػـ ذكػػر ابػػف السػػبيؿ, كهػػك الغريػػب المقػػيـ مؤقتػػان فػػي بمػػد مػػا, لمعمػػؿ أك التعمػػيـ أك غيػػػػر , فجػػػػاء الترتيػػػػب منطمقػػػػان مػػػػف الحمقػػػػة الأضػػػػيؽ إلػػػػى الحمقػػػػة الأكسػػػػع فػػػػي التكافػػػػؿ

كتطمعاته. الاجتماعي, مما يضمف مجتمعان سكيان متكاتفان في مجاؿ حقكؽ الإنساف تقديم ملمحة الإنسان الضرورية عم ما سواىا:

كفػػي ذلػػؾ مراعػػاة لمحاجػػات الممحػػة عنػػد الإنسػػاف, كتقػػديمها عمػػى مػػا سػػكاها, مػػف . فقػد تقػدـ ذكػر )الشػفاء( (2)(لان وسؽلخ ؽلفبء هلو لب املشآ ونضي)ذلؾ قكله تعالى:

عمػػى ذكػػر )الرحمػػة( لأف الإنسػػاف حػػيف يكػػكف معػػتلان فهنػػه أحػػكج إلػػى الشػػفاء؛ لأنهػػا حالػػة خاصة كممحة, بينما تككف الرحمة عامة تطاؿ جميع أحػكاؿ الإنسػاف, فجػاء التخصػيص

سابقان عمى التعميـ لإلحاحه كمراعاته لمصالح البشر.

(. >8الإسراء,) (1) (.8<الإسراء, ) (2)

Page 138: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

127

لبس ايل وععنلب )كمف ذلؾ أيضان قكلػه تعػالى: آيلخ وععنلب ايل آيلخ ـؾولب آيزلي وان . (1)(واؾغبة اغن عذد وزعوا سثى ـعلب زجزؽوا جصشح انبس

عمػػػى الإنسػػػاف, فالميػػػؿ فقػػػد جعػػػؿ الله فػػػي تعاقػػػب الميػػػؿ كالنهػػػار نعمػػػة أنعػػػـ بهػػػا لمراحػػػة, كالنهػػػار لطمػػػب الػػػرزؽ. كذكػػػر نعمػػػة أخػػػرل كهػػػي تمكػػػيف الإنسػػػاف مػػػف حسػػػاب الزمف, فقدـ ذكر )السنيف( عمى )الحساب( لأف الإنساف أحكج إلى معرفة )السػنيف( ككػـ

الحسػابات الفمكيػة؛ لأف الأخيػرة لا يأبػه بهػا إلا عممػاء الفمػؾ فهذا أكلى مػف ,مضى منها بينما يمتفت العامة إلى التأريخ البسيط.

آد ثنلي وشنلب ومذ)كمف ذلؾ أيضان تقديـ ذكر البر عمى البحر في قكله تعالى:

. (2) (جبداؽي وسصلنبه واجؾش اجش ـي وؽنبهفقدـ ذكػر البػر عمػى البحػر؛ لأف الإنسػاف أحػكج إليػه, كلأف معظػـ حياتػه يقضػيها

في البر لا البحر, فجاء الترتيب مراعيان مصمحته كمنفعته. مراعاة القرب المكاني:

خػػلاؿ الآيػػات أف التقػػديـ كالتػػأخير قػػد يكػػكف لػػه مراعػػاة القػػرب المكػػاني, كيظهػػر غاية إنسانية أخرل, كهي مراعاة القرب المكاني, كي يتمكف الإنساف مف فهـ كاسػتيعاب

بله شؽلب الأسض ـلي رؼ ولا)ما يدكر حكله مف ذلؾ قكله تعالى: الأسض رخلشق ل ول

. (3) (ؼولا اغجبي رجػف يسػػػتطيع بخيلائػػػه أف يخػػػرؽ كهػػػك نهػػػي عػػػف الخػػػيلاء كالتكبػػػر, فػػػهف المتكبػػػر لػػػ مػػػف كطء قدميػػػه كتبختػػػر , كمػػػا أنػػػه لػػػف يسػػػتطيع أف -أم أف يصػػػنع فيهػػػا نفقػػػان -الأرض

يضػػاهي الجبػػاؿ فػػي طػػكؿ قامتػػه؛ لأنػػه أقصػػر منهػػا جميعػػان. كفػػي هػػذا غػػض مػػف شػػأف عمػى الجبػاؿ؛ لأنهػا أقػرب لخطػكات المتكبر, كدعكة له لمتكاضػع. كقػد تقػدـ ذكػر الأرض

(.48الإسراء, ) (1) (.0=الإسراء, ) (2) (.=9الإسراء, ) (3)

Page 139: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

128

فهك يراها كؿ لحظة. كهػذا أدعػى لفهمػه ,الإنساف كحركته, كما أنها أقرب لبصر كتأممه كاستيعابه. التعظيم:

كػذكر الله ,كيظهر هذا الغرض مف خػلاؿ الابتػداء بالأسػماء الدالػة عمػى العظمػة . (1) (يشؽى يؾإ ب ثى ؤع سثى)سبحانه أك القرآف الكريـ, مف ذلؾ:

ف كػػػاف قػػػد تقػػػدـ لمرتبػػػة النحكيػػػة ككجكبهػػػا إلا أف لتقديمػػػه غايػػػة فػػػالمفظ )ربكػػػـ( كاا كاضحة لكؿ متأمؿ, كهي تعظيـ الذات الإلهية كتبجيمها.

فتقػدـ (2) (رنلضيلب وضنلب ىلش عل انلبط عل زملشؤ ـشلنلب ولشآلب )كمػف ذلػؾ أيضػان: المفعػػكؿ بػػه )قرآنػػا( عمػػى فعمػػه )فرقنػػا ( إنمػػا كػػاف لغايػػة جميػػة, كهػػي تعظػػيـ هػػذا الكتػػاب

كتقديسه. : منصػػكب بفعمػػه يفسػػر ( يقػػكؿ الزمخشػػرم: قرآنػػان كحػػكؿ تقػػديـ هػػذا المفعػػكؿ )قرآنػػان

كميف أك ثلاثة, بػؿ امتػد نزكلػه )فرقنا ( أم جعمنا نزكله مفرقان منجمان, كقيؿ لـ ينزؿ في ي .(3)عشركف سنة

فػذكر المسػجد (4) (الألصل اغلغذ بل اؾلشا اغلغذ ل )كػذلؾ فػي قكلػه تعػالى: الحػػػػراـ قبػػػػؿ المسػػػػجد الأقصػػػػى داؿ عمػػػػى عظمػػػػة هػػػػذا المسػػػػجد كمكانتػػػػه المقدسػػػػة لػػػػدل

. (5)المسمميف, "فهك أجؿ المساجد عمى الإطلاؽ" التخليص:

ف كػػاف فضفاضػػان, لا يعمػػـ القػارئ غايتػػه, إذا تكقػػؼ الػػدارس عميػػه كهػذا التعبيػػر كاادكف شػػػرح, كدكف تكضػػػيح مػػػا كراء مػػػف أغػػػراض, إلا أف بعػػػض الأسػػػماء تػػػرد متقدمػػػة لتخصيصػػها دكف غيرهػػا بمعنػػى معػػيف, أم أف المعنػػى )نحػػف كلػػيس غيرنػػا أخػػص بكػػذا

(.:;الإسراء, ) (1) (.>40الإسراء, ) (2) .??>, ص8ينظر, الزمخشرم, الكشاؼ,ج (3) (.4الإسراء, ) (4) . 0>:السعدم, عبد الرحمف, تيسير الكريـ الرحمف, ص (5)

Page 140: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

129

له ليظ عجلبدي ب)ح الغاية, مف ذلؾ قكله تعالى: ككذا( كلكف ينبغي تقييد ذلؾ بتكضي

. (1) (وويلب ثشثه ووف عؽب عيكهك خطاب مكجه لمشيطاف )لعنػه الله( فيحػذر الله سػبحانه مػف غكايػة البشػر, ثػـ ف يقػاؿ: )إنػه لػيس أ. ككػاف يمكػف (علؽب علي ه يظ عجبدي ب)عباد بالػذكر يخص

لؾ سمطاف عمى عبػادم( كذلػؾ فػي المغػة العاديػة لكنػه قػدمهـ للاختصػاص كالعنايػة بهػـ خضآئ رىو ؤز و ل)في معرض تحذير الشيطاف مف الغكاية, كمف ذلؾ قكله تعالى:

. (2))(بقالإف خؾيخ إغىز برا سثي سؽخفتقػػػديـ الضػػػمير المنفصػػػؿ )أنػػػتـ( لافػػػت لمنظػػػر, ككػػػاف مقتضػػػى القػػػكؿ: )قػػػؿ لػػػك

تممكػػكف خػػػزائف رحمػػة ربػػػي( لكنػػه قػػػدـ )أنػػتـ( للاختصػػػاص, أم أخصػػكـ بػػػالقكؿ, كذلػػػؾ مساكهـ. لغرض التنديد كالتعريض ببخمهـ كاا

لؤواثل ولب ـةله صلبؾ رىولوا ب فوعلى ـلي ثلب ؤعل سثىل )كمػف ذلػؾ أيضػان:

. (3) (ؼفوسافقد اختص الله نفسه بالعمـ )ربكـ( كبمعرفة ما يػدكر فػي أفئػدة النػاس دكف غيػر ,

كهك تخصيص غايتػه التعظػيـ, كلهػذ الغايػة قػدـ قبػؿ أف يكػكف ذلػؾ مراعػاة لرتبػة النحػك ربكػػػـ بمػػػا فػػػي نفكسػػػكـ( لكنػػػه قيػػػدـ تخصيصػػػان كمعطياتػػػه, ككػػػاف يمكػػػف أف يقػػػاؿ: )يعمػػػـ

كتقديسان لذكر . ظيار الند ية: التحدي وا

يظهػػػػر فػػػػي السػػػػكرة مػػػػف خػػػػلاؿ خطػػػػاب مكسػػػػى كفرعػػػػكف ,كهػػػػك أسػػػػمكب لطيػػػػؼ ـبعإي ثينبد آيبد رغ وع آرينب ومذ)كتحاكرهما حكؿ كجكد الله, كذلؾ في قكله تعالى:

(. ;>الإسراء, ) (1) (. 400الإسراء, ) (2) (.;8الإسراء, ) (3)

Page 141: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

131

لب علذ ملذ لبي( 010)غؾوسا وع يب إظنه بي ـشعو ه ـمبي عبءه بر بعشائي ثني

. (1)(ضجوسا ـشعو يب إظنه وبي ثصأئش الأسضو اغبواد سة بلا هلالاء ؤضيفقػػػد كرد فػػػي الآيتػػػيف الكػػػريميتف تعبيػػػراف لافتػػػاف لمػػػدارس, بمعنػػػى التحػػػدم خػػػلاؿ

(إني لأظنؾ يا مكسى مسحكران ) الخطاب: . (2)(إني لأظنؾ يا فرعكف مثبكران )

كهمػػا جممتػػا نػػداء ككػػاف مقتضػػى القػػكؿ: )يػػا مكسػػى إنػػي لأظنػػؾ مسػػحكران( ككػػاف كلكػػف مجػػيء النػػداء متػػأخران عػػف محمػػه, مقتضػػى الثانيػػة: )يػػا فرعػػكف إنػػي لأظنػػؾ مثبػػكران(

كتكسطه ككأنه جممة معترضة, أكحى بمعنى التحػدم كالنديػة بػيف الػرجميف, لا سػيما كأف كؿ كاحد منها قد خاطب الآخر باسمه, دكف ألقاب, فػي جػرأة كاضػحة لإيمػاف كػؿ كاحػد

منهما بعقيدته!! كهذا مف أجمؿ الأساليب الكاردة في سكرة الإسراء!! د: فهذا عرض لأهػـ الأغػراض البلاغيػة التػي اسػتطعت تبينهػا خػلاؿ دراسػتي كبع

لهذ السكرة, كلا يعنػي ذلػؾ أنػه لػيس هنػاؾ أغػراض أخػرل فػاتتني أك لػـ أسػتطع تبيينهػا, حػيط, كحسػبي أنػي أدليػت بػدلكم, لا شػكاطئ لػه, كعػالـ لا يحػيط بػه مكلكف القرآف بحػر

: "لا أقػكؿ ألػػـ -- بمػف قػاؿ فػيهـ النبػي كبػذلت قصػارل جهػدم, عمنػي أكػكف مشػػمكلان القارئ. حرؼ" في معرض حديثه عف أجر حرؼ, بؿ ألؼ حرؼ, كلاـ حرؼ كميـ

(. 408-404الإسراء, )(1)مغمكبػػػان ممنكعػػػان مػػػف الخيػػػر, كالثبػػػكر: هػػػي العقكبػػػة أم ابػػػف منظػػػكر, لسػػػاف العػػػرب, مػػػادة )ثبػػػر( (2)

كالمثبػػكر الممعػػكف المطػػركد المعػػذب كمثبػػكران هالكػػان أم أظنػػؾ يػػا فرعػػكف معػػذبان كمعاقبػػان بعػػد المكت.

Page 142: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

131

الخاتمة

تبػػػيف لمباحػػػث بعػػػد القيػػػاـ بهػػػذ الدراسػػػة حػػػكؿ ظػػػاهرة التقػػػديـ كالتػػػأخير فػػػي سػػػكرة الظػػػػػاهرة فػػػػي دراسػػػػات القػػػػػدامى كالمحػػػػدثيف مػػػػػف هػػػػذ )الإسػػػػراء(, كبعػػػػد اسػػػػػتقراء حػػػػكؿ

البلاغييف كالنحكييف كالنقاد ما هك آت:

ػػػ لا تقتصر أهمية التقديـ كالتأخير في القرآف الكريـ عامة كفي )الإسراء( خاصة عمػى 1ن غيػػػة عظيمػػػة مػػػا تػػػأتي فػػػي المقػػػاـ الأكؿ لغايػػػات بلاالغايػػػات الجماليػػػة أك النحكيػػػة كاا

ولا رمزلوا . ففي قكله تعالى: ) عاني كالتكجيهات الأخلاقية لمناسترمي إلى إيصاؿ الم (ولا رجلزسوا رجلزيشا ) (ولا تمؼ في الأسض شؽلب )( ب آخشولا تجع الله بله( )انفظ اتي ؽش الله بلا ثبلحك

الحرمػة المغمظػة لهػذ ي عمى غيرها في الآيات لمتأكيػد عمػى نهإنما تقدمت صيغة ال الأفعاؿ كليس رعاية للإيقاع كالكزف داخؿ الآيات.

ةن كيػػريـ عامػػة كفػػي الإسػػراء خاصػػة عف ػػػػػ تػػأتي فكاصػػؿ الآيػػات الكريمػػة فػػي القػػرآف الكػػ2منسػػجمة تمػػاـ الانسػػجاـ مػػع معنػػى الآيػػة دكف أف تجػػكر عمػػى معناهػػا أك تجػػر جػػران

رؼ فػػػي الكممػػػات لأقػػػدر عمػػػى التصػػػلتحقيػػػؽ السػػػجع كالمكسػػػيقى فػػػالله سػػػبحانه هػػػك ا

ولو سثلي ولبد رنفلذ ؤ لجل اجؾلش نفلذ سثلي ىلبد ذادا اجؾش وب و ل) :كنظمها قاؿ تعالى

التقػػديـ فؿ الدارسػػيف القػػدامى كالمحػػدثيف إكبػػذا يػػرفض الباحػػث قػػك (للذدا ثضلله عئنللب

فػػي كالأندلسػػيكالتػػأخير قػػد يقػػع رعايػػة لمفكاصػػؿ كمػػا ذهػػب الزركشػػي فػػي )البرهػػاف( عظيمػػػان فػػػي حػػػؽ القػػػرآف فػػػي )مغنػػػي المبيػػػب( كيعػػػد )البحػػػر المحػػػيط ( كابػػػف هشػػػاـ

.الكريـ

ػػػػػ ذكػػر الدارسػػكف القػػدامى مجمكعػػة مػػف الأغػػراض البلاغيػػة العظيمػػة التػػي تكمػػف كراء 3ظػػػاهرة التقػػػديـ كالتػػػأخير كالتقػػػديـ لطهميػػػة كالاختصػػػاص كالسػػػببية كالتعظػػػيـ كالمػػػدح

Page 143: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

132

( غرضػػػػان عمػػػػى يػػػػد الزركشػػػػي 25كالتحقيػػػػر كمراعػػػػاة الرتبػػػػة كغيرهػػػػا, حتػػػػى بمغػػػػت )آف ( كبذا استكت عمػى يديػه بابػان كػاملان ق( في كتابه )البرهاف في عمكـ القر 772ت)

مف أبكاب عمـ المعاني كذلؾ في القرف الثامف الهجرم.

لمعػاني حيػث نقمػه في تأصػيؿ هػذا البػاب مػف أبػكاب عمػـ ا كبيره مجرجاني دكره ل كافػػػ 4 إلى الحيػز الأكبػر -معرفة الصكاب كالخطأ مف الناحية النحكية- مف الحيز الضيؽ

ة البلاغيػػة( كتحميػػؿ الغايػػة الكامنػػة كراء هػػذ الظػػاهرة كمػػا رفػػض تبػػ)الر كهػػك معرفػػةمػػػا هػػػي غايػػػة التقػػػديـ كالتػػػأخير فػػػي الشػػػكاهد إن اقتصػػػار السػػػابقيف عميػػػه القػػػكؿ بػػػأف

للاهتماـ لممتقدـ دكف تكضيح لكجه هذا الاهتماـ كاختصاصه الدقيؽ.

سػػراء عػػرض الباحػػث ػػػػػ بعػػد تجػػكاؿ سػػريع فػػي القػػرآف الكػػريـ كقبػػؿ الكلػػكج إلػػى سػػكرة الإ5لمكاطف جميمة ظهر فيها التقديـ كالتػأخير جميػان فػي آيػات متعػددة كسػكر مختمفػة مػف

, مسػػتعينان ه. فأكردهػا مكضػػحان مكاضػع هػػذا التقػديـ ككجػػه )الجماليػة( فيػػالكػػريـ القػرآفبػػػػػآراء الدارسػػػػػيف القػػػػػدامى كالمحػػػػػدثيف مػػػػػف مثػػػػػؿ الزمخشػػػػػرم, كابػػػػػف القػػػػػيـ الجكزيػػػػػة

كمػػػػف المحػػػػدثيف فاضػػػػؿ السػػػػامرائي كسػػػػامح الركاشػػػػدة كخديجػػػػة السػػػػايح, كالزممكػػػػانيليهػػػا كغيرهػػػا فظهػػػرت خػػػلاؿ هػػػذ المػػػكاطف معظػػػـ الأغػػػراض البلاغيػػػة التػػػي أشػػػار إ

( فقػػد تقػػدـ وؤللذدبو ثللإواي وثللن فػػي قكلػػه تعػػالى: ) ص لطفضػػميةيالدارسػػكف, كالتخصػػ

الله للوس اغللبواد ه تعػػالى: )كالتقػػديـ لمتعظػػيـ كقكلػػذكػػر المػػاؿ عمػػى البنػػيف لطفضػػمية, التقػػديـ لمشػػرؼ ( ك بيللبن عجللذ وبيللبن غللزع كالتقػػديـ للاختصػػاص كقكلػػه تعػػالى )( والأسض

كغيرها.( الحش ثبلحش واعجذ ثبعجذ)كقكله تعالى

ان عمػػى البػػاب الػػذم يميػػه كهػػك سػػكرة الإسػػراء حيػػث أمكػػف معالجػػة نػػيفكػػاف هػػذا البػػاب مع ة مما سبؽ.الظاهرة البلاغية فيه بالإفاد

Page 144: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

133

ػػػ شرع الباحث بعد ذلؾ في دراسة سكرة الإسراء باحثان عف مكاضع هػذ الظػاهرة فخػرج 6 بعدة نتائج هي:

أػػػػ غمبػػة نسػػؽ الجػػار كالمجػػركر عمػػى غيػػر مػػف الأنسػػاؽ المغكيػػة فػػي احتػػكاء هػػذ الظػػاهرة معظػـ الأغػراض البلاغيػة ت( مكضعان ضم 70البلاغية حيث قاربت هذ الأنساؽ )

ي ذكرها البلاغيكف القدامى كهي:الت

التقػديـ لطفضػػمية ػػػػ الاهتمػاـ ػػػػ التعظػػيـ ػػػػ الرعايػة كالتفضػػيؿ ػػػػ التحػػذير ػػػ التحقيػػر ػػػػ التكعػػد كالتهديػػد ػػػػ التحػػدم ػػػػ السػػبؽ الزمػػاني ػػػػ الترتيػػب كالترقػػي ػػػػ التػػدرج فػػي كصػػؼ حركػػات

.أكيد ػػ القصر ػػ المدح كالإطراءالإنساف ػػ القسـ كالت

قؿ مػف نسػؽ الجػار أؽ الجمؿ الفعمية كالاسمية بصكرة ػػ ظهر التقديـ كالتأخير في نس بكالمجػػركر كلكنػػه احتػػكل كػػذلؾ عمػػى معظػػـ الغايػػات البلاغيػػة التػػي ذكرهػػا الدارسػػكف

.ماـ كغيرهاكالتدرج كالسببية كالتحذير كالتفضؿ كالاهت

لمعػػػػاني التػػػػي تػػػػكحي ج ػػػػػػ غمػػػػب عمػػػػى سػػػػكرة الإسػػػػراء كغيرهػػػػا مػػػػف سػػػػكر القػػػػرآف تقػػػػديـ ايجابيػػػػة التػػػػي يتميػػػػز بهػػػػا ديػػػػف الرحمػػػػة الإسػػػػلاـ, فالرحمػػػػة تتقػػػػدـ عمػػػػى العػػػػذاب, بالإ

كالبشػػػػػارة تتقػػػػػدـ عمػػػػػى الإنػػػػػذار, كالله سػػػػػبحانه يتقػػػػػدـ ذكػػػػػر عمػػػػػى غيػػػػػر فػػػػػي مجػػػػػاؿ فػػي مكاضػػع تتطمػػب غيػػر ذلػػؾ . رحمػػة إلا ختصػػاص كالحػػكار يتقػػدـ عمػػى الكعيػػدالا

بالناس كرعاية لأحكالهـ.

كػاف لمسػكرة الكريمػة )الإسػراء( خصكصػية امتػازت بهػا عػف غيرهػا فػي مجػاؿ التقػديـ د ػػ كالتػػػػأخير كظهػػػػكر مػػػػنهج متكامػػػػؿ مػػػػف التكجيهػػػػات الأخلاقيػػػػة كالاجتماعيػػػػة جػػػػاءت متلاحقة متسمسمة مبدكءة بصيغة )لا تفعؿ( فتشكمت منظكمة رائعة لإصػلاح أحػكاؿ

ر إليهػػػا الباحػػػث فػػػي ة أشػػػايػػػمة جيـ كالتػػػأخير فيهػػػا مػػػاثميف بصػػػكر البشػػػر. ككػػػاف التقػػػد :مكضعها مف مثؿ

Page 145: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

134

(ولا تجع الله بلهب ؤخش) : قاؿ تعالى

( د را امشث ؽمهآو) :قاؿ تعالى

(ان ولا رجزس رجزيش) :قاؿ تعالى

( ولا تجع يذن ؽوخ بلى عنمه) : قاؿ تعالى

( ولا رمزوا ؤولادو) :قاؿ تعالى

(ولا رمشثوا اض ) :قاؿ تعالى كلك التزـ بها الناس عمى مختمؼ معتقداتهـ لسعدت البشرية كهدأ حالها.قد تكصؿ إليه ق ػػ ظهر في السكرة غرض لطيؼ لـ يشر إليه الباحثكف القدامى ػػ ك

الى:ية( في حكار لطيؼ بيف فرعكف كمكسى كذلؾ في قكله تعد الباحث ػػ كهك )الن

) يا مكسى( فتقدـ جممة المنادل (يب ـشعو ضجوسا نهظبي لأ) (نه يب وع غؾوساظبي لأ)

حيث م . الثاني ؿ )ظف( يظهر معنى التحد مر معناها التحد ب( عمى الخ)يا فرعكف ية بصكرة لطيفة!! د كالن تقدمت عمى المفعكؿ الثاني لػ )ظف(

الباحػث ك ػػ لـ تكػد تخمػك آيػة مػف آيػات سػكرة الإسػراء مػف ظػاهرة التقػديـ كالتػأخير حػاكؿ ف لتشابؾ عممي النحك كالبلاغة فػي دراسػة جاهدان تبيف ػػ غالبيتها ػػ فالأمر ليس بالهي

هذ الظاهرة.

ي لهػذ الظػاهرة فػي الباحث إلى عػدـ البػت كالقطػع فػي تحديػد الغػرض البلاغػ م ػػ يدعكالأمػر فػي نهايػة المطػاؼ محػض اجتهػاد كتأمػؿ كيبقػى المعنػى لأف ؛آية مف الآيات

.ه كما أكتينا مف العمـ إلا قميلاالحقيقي لدية عند الله سبحان

رب العالمينو خر دعوانا أن الحمدلله

الباحث

Page 146: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

135

الملادر والمراجع

القر ن الكريم -ق1358 ثير, أبك الفتح ضياء نصر الله بف محمد بف محمد بف عبد الكريـ,ابف الأ

, تحقيؽ: محمد محيي الديف المثل السائر في أدب الكاتب والشاعرـ, 1939 عبد الحميد, مطبعة مصطفى البابي الحمبي, مصر, )د.ط(.

,)د.ت(, )د.ط(.، الجامع اللغيرمحمد ناصر الديف، لبانيالأ، روح المعاني تفسير القر ن العظيم شهاب الديف السيد محمكد البغدادملكسي, الآ

.ربي, بيركت, لبناف, )د.ط(, )د.ت(, دار إحياء التراث العوالسبع المثاني)أبك الموازنة بين الطائيينمدم, أبك القاسـ الحسف بف بشر بف يحيى المصرم, الآ

يد, )د.ت(, )د.ت(.تماـ كالبحترم(, تحقيؽ: محمد محيي الديف عبد الحم, تحقيؽ: البحر المحيطـ, 2001ق, 1422ندلسي, أبك حياف محمد بف يكسؼ,الأ

الكتب العممية, بيركت, عادؿ أحمد عبد المكجكد, كعمي محمد معكض, دار . 1لبناف, ط

نصارم, ابف هشاـ أبك محمد عبدالله جماؿ الديف بف يكسؼ ابف أحمد عبدالله الأالديف عبد الحميد, )د.ط(, حققه: محمد محيي, ، مغني المبيبالمصرم . )د.ت(

, تحقيؽ: السيد أحمدإعجاز القر نـ, 1963باقلاني, أبك بكر محمد بف الطيب,ال .الصقر, دار المعارؼ, مصر, )د.ط(

, تحقيؽ: محمد عبد المنعـ إعجاز القر ن, 1991باقلاني, أبك بكرمحمد بف الطيب, ال . 1خفاجي, دار الجيؿ, بيركت, ط

تحقيؽ: محمد لحيح البخاري، ق,1422بخارم, محمد بف إسماعيؿ أبك عبدالله,ال .1, طف ناصر الناصر, دار طكؽ النجاةزهير ب

بيضاكم, ناصر الديف أبي الخير عبدالله بف عمر بف محمد الشيرازم الشافعي,ال, إعداد أنوار التنزيل وأسرار التأويل. تفسير البيضاويـ, 1998 -ق1418 .1عبد الرحمف المرعشمي, دار إحياء التراث العربي, بيركت, لبناف, ط محمد

Page 147: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

136

الموسوعة القر نية خلائص ـ, 1999ق, 1420تكيجيرم, شرؼ الديف, جعفر, ال , مراجعة: أحمد حاطكـ, محمد تكفيؽ أبك عمي, دار التقريب, بيركت, السور

. 1لبناف, طتحقيؽ: محمد رضكاف الداية, دار ,د ئل الإعجاز ,ـ2007جرجاني, عبد القاهر, ال

.1الفكر, دمشؽ, طتحقيؽ محمد عمي الخلائص،ـ, 1987ق, 1407 الفتح عثماف, كجني, أبابف

. 3, الهيئة المصرية العامة, طالنجاربدائع ق, 1427عبدالله محمد بف أبي بكر بف أيكب, كجكزية, ابف القيـ, الإماـ أبال

مراف, إشراؼ بكر بف عبدالله أبك زيد, دار , تحقيؽ: عمي بف محمد العالفوائد . 2عمـ الفكائد, ط

, ـ1990ق, 1411مدكية النيسابكرم, حاكـ, أبك عبدالله بف عبدالله بف محمد حال, تحقيؽ: مصطفى عبد القادر عطا, دار الكتب المستدرك عم اللحيحين

.1العممية, ط, دار ، سر الفلاحةمحمد عبدالله بف محمد بف سعيد كفاجي, ابف سناف الأمير أبخال

. , )د.ت(1لبناف, ط -لعممية, بيركتالكتب ارازم, محمد الرازم فخر الديف العلامة ضياء الديف عمر, تفسير الفخر الرازم ال

, المشتهر ، المشتير بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب1990 -ق1410, (. اف, )د.ط, دار الفكر, بيركت, لبنبخطيب الرم

, دار صايؿ جماليات التعبير في القر ن الكريمـ, 2013 ركاشدة, سامح عبد العزيز,ال . 1يع, طز لمنشر كالتك

, ، الأماليـ1987 زجاجي, أبك القاسـ عبد الرحمف بف إسحاؽ البغدادم النهاكندم,ال .2لاـ هاركف, دار الجبؿ, بيركت, طتحقيؽ: عبد الس

, تحقيؽ: محمد أبك ، البرىان في عموم القر نبف عبدالله زركشي, بدر الديف محمدال ., )د.ت(2لمعرفة, بيركت, لبناف, طالفضؿ إبراهيـ, دار ا

, تحقيؽ: مصطفى الكشاف ،ـ 1986 -ق1406 زمخشرم, الإماـ محمكد بف عمر,ال . تاب العربي, بيركت, لبناف, )د.ط(حسيف أحمد, دار الك

Page 148: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

137

, مطبعة الأزهر, مؤتة, دراسات في إعجاز القر نـ 2013 زيد, نايؿ ممدكح,أبك .2ط

-, دار عمار, عمافالتعبير القر نيـ, 2012ق, 1434سامرائي فاضؿ صالح, ال .8الأردف, ط

. 1, منشأة المعارؼ, الأسكندرية, طمناىج البحث البلاغيـ, 2000سايح, خديجة,الحمن في تفسير تيسير الكريم الر ـ, 2009ق, 1430سعدم, عبد الرحمف ناصر,ال

, قدـ له فضيمة الشيخ محمد بف صالح العثيميف, مكتبة فياض, كلام المنان .1ط

تفسير ـ, 1999-ق1419سعكد, محمد بف محمد بف مصطفى العمادم الحنفي, أبك , تحقيؽ عبد المطيؼ عبد الرحمف, دار أبي السعود أو إرشاد العقل السميم

. 1الكتب العممية, بيركت, لبناف, ط, مطبعة دار الرسالة, بغداد, ، مفتاح العموم1981أبك يعقكب أكرـ عثماف, سكاكي,ال

. 1ط, سورة الإسراء، دراسة بلاغية د لية ـ, 2007 -ق1428 سمطاف, فاضؿ ضايؼ,

رسالة ماجستير, جامعة الككفة, كمية الآداب, قسـ المغة العربية.حقيؽ: عبد السلاـ محمد هاركف, , تالكتاب ،ـ1988 سيبكيه, أبك بشر عمرك بف قنبر,

.3القاهرة, ط مكتبة الخانجي,, الإتقان في عموم القر نـ, 1988-ق1407 سيكطي, جلاؿ الديف عبد الرحمف,ال

(.كتبة العصرية, صيدا, بيركت, )د.طالفضؿ إبراهيـ, الم أبك تحقيؽ: محمدمعترك , 1988 -ق1408سيكطي, أبك الفضؿ جلاؿ الديف عبد الرحمف أبي بكر(, ال

, تحقيؽ: أحمد شمس الديف, دار الكتب العممية, الأقران في إعجاز القر ن .1بيركت, لبناف, ط

,ال , الأمثل في تفسير كتاب الله المنزلـ, 2005ق, 1426 شيرازم, ناصر مكارـ .1يركت, لبناف, طالأمير لمطباعة كالنشر كالتكزيع, ب

دار إحياء التراث ,، لفوة التفاسيرـ1993ق, 1414صابكني, محمد عمي,ال العربي, بيركت, لبناف, )د.ط(.

Page 149: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

138

, مؤسسة الإيماف, بيركت, ، الجدل في إعراب القر ن ولرفو وبيانوصافي, محمكد لبناف, )د.ط(.

, تحقيؽ: عمر عبد الرسكؿ, دار المعارؼ, القاهرة, )د.ط(, الديوانصمة, دريد, ابف ال )د.ت(.

., )د.ت(7, ط, دار المعارؼ, القاهرةالبحث الأدبيضيؼ, شكقى, في المكركث البلاغي, مكتبة الإيماف, ، عمم المعانيـ2004 -ق1425طبؿ, حسف,

.2جامعة الأزهر, ط, الموسوعة البريطانيةقضايا قر نية في ـ,1988 ,ق 1408عباس, فضؿ حسف,

.1دار البشير, عماف, ط، كتاب ـ1981 -ق1401عسكرم, أبك هلاؿ الحسف بف عبدالله بف سهؿ,ال

.1لبناف, ط -, تحقيؽ: مفيد قميحة, دار الكتب العممية, بيركتاللناعتين, مكتبة الطراز, 1980, ق1400 بف حمزة بف عمي بف إبراهيـ,عمكم, يحيى ال

لبناف, )د.ط(. -بيركتالمعارؼ, الرياض, , دار صفاء لمنشر, البناء المغوي في الفوالل القر نية, 2011عنبكي, عمي عبدالله,ال

.1طأسموب التقديم والتأخير في القر ن الكريم عم رأي عبد ـ,1993غناـ, محمد فكاز,

, رسالة ماجستير )مخطكط( الجامعة الأردنية, كمية الدراسات القاىر الجرجاني , , ص.العميا

, تحقيؽ: عبد الفتاح ، معاني القر ن1972فراء, أبك زكريا يحيى بف زياد,(, الإسماعيؿ شمبي, مراجعة عمي النجدم ناصؼ, الهيئة المصرية العامة لمكتاب,

)د.ط(.دار , دار المبلاغة التقديم والتأخير في القر ن الكريم, 2006قاسـ, عمي, أبك ال

.ـ1الإسلامي, بيركت, لبناف, ط, تحقيؽ: محمد أدب الكاتب ,ـ2001قتيبة, أبك محمد عبدالله بف مسمـ الككفي, ابف

الفاضمي, دار الجيؿ, بيركت, )د.ط(. , )د.ت(.3, تحقيؽ: كماؿ مصطفى, ط، نقد الشعرقدامة بف جعفر, أبك الفرج

Page 150: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

139

الجامع لأحكام , 2003ق, 1423قرطبي, أبك عبدالله محمد بف أحمد الانصارم, ال, تحقيؽ: الشيخ هشاـ سمير البخارم, دار عالـ الكتب, الرياض, القر ن

)د.ط(. . 7, بيركت, لبناف, طظلال القر نـ, 1971-ق1391قطب, سيد, , تحقيؽ: محمد العمدة, 1988, ق1408قيركاني, ابف رشيؽ أبك عمي الحسف, ال

.1قرقزاف, دار المعرفة, بيركت, لبناف, ط, تحقيؽ: محمد عبد الخالؽ ـ1979ق, 1399, يزيدالعباس محمد بف مبرد, أبك ال

.2, عالـ الكتب, بيركت,طالمقتضبعضيمة, تحقيؽ: زكي مبارؾ, دار الكتب الرسالة العذراء،ـ, 1931ق, 1350مدبر,ابف ال

. 1المصرية, القاهرة, طالموشح في مآخذ , 1965 اني, أبك عبيدالله محمد بف عمراف بف مكسى,بمرز ال

مطبعة لجنة البياف , تحقيؽ: عمي محمد البجاكم, الشعراءالعمماء عم .العربي, )د.ط(

, د ت التقديم والتأخير في القر ن الكريمـ, 2005ق, 1426مسيرم, منير محمكد,ال .1مكتبة كهبة, ط

, مكتبة نهضة 1, تحقيؽ: حفني شرؼ, ط، بديع القر نمصرم, ابف أبي الإصبعال مصر.

إحياء , تحقيؽ: حفني شرؼ, نشر لجنةتحرير التحبير مصرم, ابف أبي الإصبع,ال . التراث الإسلامي, القاهرة

شرح ديوان حماسة أبي تمام المنسوب لأبي ـ, 1991-ق1411 ,معرم, أبك العلاءالرب الإسلامي, بيركت , تحقيؽ: حسيف محمد نقشة, دار الغالعلاء المعري .لبناف, )د.ط(

، ابف عبدالله, أبك محمد, زكي الديف المصرممنذرم, عبد العظيـ, ابف عبد القكم ال , )د.ط(, )د.ت(., صححه الألبانيلحيح الترغيب والترىيبه( 626)

, دار صادر, ، لسان العربـمحمد بف مكر منظكر, أبك الفضؿ جماؿ الديف,ابف بيركت, )د.ط(, )د.ت(.

Page 151: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

141

, ، إعراب القر نـ1988ق, 1409إسماعيؿ,نحاس, أبك جعفر أحمد بف محمد بف ال .3تحقيؽ: زهير غازم زاهد, عالـ الكتب, مكتبة النهضة العربية, بيركت, ط

, المسند اللحيح المختلرنيسابكرم, مسمـ بف الحجاج أبك الحسف القشيرم, التحقيؽ: محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيركت, )د.ط(,

)د.ت(. , دار إحياء التراث ، جواىر البلاغة في المعاني والبيان والبديعي, السيد أحمدهاشمال

, )د.ت(. 12العربي, بيركت, لبناف, ط

Page 152: ¦°j ¦¨°Âj |° dKY ¦Â¿ ® Ymohamedrabeea.net/library/pdf/aa9fc85a-1736-4982-a03d-a...r[ ¯ à [ ¯Ãp ± { ı£U ô ÆU à w ¹U [M U Ì Ôà là à §° ¥À [§±Un §Ã

141

المعمومات الشخلية

إحسان عبدالله محمد الجبوريا سم:

الكمية: الآداب

الدرجة العممية: ماجستير

التخلص: المغة العربية

2012السنة: