ÚÌåbvny�a@7iaán€a@›ˆaái

ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

  • Upload
    others

  • View
    5

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

ÚÌåbvny�a@7iaán€a@›ˆaái

Page 2: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

دراسة حالة لعدد من الدول العربية»األردن، اجلزائر، املغرب، اليمن، تونس، مصر«

بدائل التدابير اإلحتجازية

Page 3: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

(Sida)

2014

Page 4: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

الفهرس

املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي 5

شكر وتقدير 5

تقدمي: 7

املقدمة: 9

التنظيم القانوني للتدابير غير اإلحتجازية 11

التدابير اإلحتجازية يف املرحلة السابقة للحكم يف دول الدراسة وأثنائها 20

بدائل العقوبات السالبة للحرية يف دول الدراسة 26

ضعف التدابير البديلة اخلاصة بالفئات املستضعفة 31

االستنتاجات والتوصيات 37

قائمة بأهم املراجع 40

Page 5: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو
Page 6: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

5

املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائيهــي منظمــةٌ دوليــة غير حكومية تعمل على إصالح نظم العدالة العقابية واجلنائية على صعيد العالم. وتهدف املنظمة يف عملها إلى تطوير وتعزيز املعايير الدولية اخلاصة بإدارة نظم العدالة، واحلد من االستخدام غير الضروري لعقوبة السجن و تشجيع اللجوء الستخدام العقوبات البديلة القائمة على إعادة اإلدماج يف ظل مراعاة مصالح الضحايا. كما تعمــل املنظمــة الدوليــة لإلصــالح اجلنائي يف مجال منع التعذيب وســوء املعاملة، باإلضافة إلــى عملها من أجل إيجاد استجابة متناسبة وتأخذ بعني االعتبار حساسية وضع النساء واألحداث يف نزاع مع القانون. كما وتنشط املنظمة أيضاً يف العمل على إلغاء عقوبة اإلعدام. وتتسع رقعة عمل برامج املنظمة اإلقليمية لتشمل منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الوسطى و الشرقية، وآسيا الوسطى و جنوب القوقاز. وتتمتع املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي بصفة استشــارية يف اجمللــس اإلجتماعــي واإلقتصــادي التابع لألمم املتحدة، و مجلس أوروبــا وتحظى بصفة مراقب لدى كل من اللجنة اإلفريقية حلقوق اإلنسان والشعوب واللجنة اإلفريقية للخبراء حول حقوق و رفاه الطفل واالتحاد البرملاني

الدولي.

شكر وتقديرتتقــدم املنظمــة الدوليــة لإلصــالح اجلنائي بجزيل الشــكر والتقدير إلى كل من الدكتور محمد املوســى أســتاذ القانون الدولــي الــذي قــام بإجــراء تحليــل البيانات، وإجــراء التحرير النهائي للدراســة، وإلى كل من الســيد مختــار فليون من اجلزائر والســيد عادل دبوان والعقيد عبد الســالم الضالعي من اليمن واملستشــار أشــرف حجازي من مصر والعقيد محمــد املرازيــق مــن األردن والســيد مصطفــى لفراخــي من املغرب والســيد حافظ العبيدي من تونس ملشــاركتهم يف تجميــع البيانــات اخلاصة ببلدانهم، وإلى كل من ســاهم يف تقدمي التغذيــة الراجعة والبيانات املتعلقة بوضع العقوبات البديله يف دولهم، وإلى الوكالة السويدية للتنمية الدولية لتمويلها إجراء الدراسة من مشروع نحو نهج قائم على حقوق

اإلنسان يف إدارة السجون »حماية الفئات املستضعفة«

Page 7: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو
Page 8: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

7

تقدمي:يرتبــط مفهــوم التعامــل مــع ارتــكاب اجلرائــم ومخالفة القانون والتشــريعات عند كثيــر من املتعاملني مــع أجهزة إنفاذ وتطبيــق القانــون باالتجــاه إلــى تطبيــق عقوبــات ذات طبيعــة احتجازيــة يف مؤسســات عقابيــة مغلقة تقيــد من حرية األشــخاص احملتجزيــن يف التحــرك، وتحــد إلى حد كبيــر من متتعهم بحقوقهم اإلنســانية نتيجة ذلــك ومنها اتصالهم باألســرة واجملتمــع نواحلــق يف الصحة، والتعليم والترفيــه. ودل الواقع وتحليل البيانات املتوافرة حول حاالت اإلحتجاز انه يتم اللجوء لالحتجاز يف مراحل ما قبل احملاكمة أو ما قبل االدانة مع ان احملتجز يف هذه املراحل يفترض ان يكون بريئا ما لم تتم إدانته بحكم قطعي. وحتى يف مرحلة اإلدانة فإن اخليارات التي تتبعها أجهزة إنفاذ القانون يف املنطقة محــدودة للغايــة وال تتضمــن تلك اخليارات أو البدائل أية خدمات مجتمعية أو خدمات عامة أو تعويض للضحايا. كما إن الفرصة ملؤسســات اجملتمع املدني وأعضاء اجملتمع احمللي للتدخل وحل املشــكالت تكون محدوده بل ال تســتند إلى

تشريع قانوني يعطي تلك التدخالت األثر القانوني للتدخل.من أجل ذلك اهتمت املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي بالتعاون مع شركائها من املمولني والداعمني إلى إجراء دراسات حديثة تبحث يف أوضاع األشخاص الذين يقعون يف مواجهة القانون وأجهزة إنفاذه واملعايير التي تنظم العالقة ما بني تلك األجهزة بحيث أصبحت تلك العالقة تتحول تدريجيا من الفكر العقابي املبني على تطبيق النصوص على األفعال التي يرتكبونها إلى البحث يف خيارات أكثر فاعلية يف عملية اإلصالح والتأهيل وإعادة اإلدماج للمحافظة على عالقة إيجابية بني الضحايا واجلناه عن طريق اســتبدال العقوبات اإلحتجازية أو القاســية بتدابير إجتماعية تحقق املصلحة اإلجتماعيــة وتصــون حقــوق الضحايا وتعطي الفرصة للجناه للتعبير عن ســماتهم اإليجابيــة وللتعبير عن قدرتهم على التغير اإليجابي املرغوب وإعادة ترتيب عالقاتهم مع اجملتمع وإتاحة الفرص أمامهم الستكمال مسيرة حياتهم؛ من هنا جاءت هذه الدراسة لتحقق مجموعه من األهداف ولتعطي مؤشرات عن محاور التغيير التي يجب االلتفات إليها أثناء البحث يف تعديل التشــريعات, حيث دل تحليل النصوص أن التشــريعات يف دول الدراســة تركز على اإلحتجاز أكثر من التدابير البديلة باستثناء التشريعات املتعلقة باألحداث التي تحتوى مرجعياتها على بدائل تربوية بشكل عام. وحتى يف هذه احلالة األخيرة، فإن النصوص القانونية املرتبطة ببدائل التدابير اإلحتجازية لم يتم تطبيقها بصورة شمولية كما وردت يف القوانني. وهذا األمر يجب أن يوجه بوصلة من يقومون على وضع السياســات التشــريعية وفقهاء التشــريع

والقانون إلى البحث عن التدابير البديله املناسبة التي تصون حقوق جميع املتأثرين واملؤثرين باإلجراءات القانونية.لقــد جــاءت هــذه الدراســة التحليليــة امليدانيــة التي أجرتهــا املنظمــة الدولية لإلصــالح اجلنائي بالتعــاون مع باحثني من العاملني ضمن منظومة املؤسســات اإلصالحية والعقابية يف الدول التي شــملتها الدراســة ضمن أنشــطة مشــروع حماية الفئات املستضعفة يف السجون املمول من الوكالة السويدية للتعاون الدولي لتبني بشكل تحليلي وضع املنظومة التشــريعية يف تلــك الــدول ومدى احتواء تلك التشــريعات على خيارات بديلة لإلحتجاز وأيضــا لتقدمي مقترحات حلل

اإلشكاالت املتعلقة بالتطبيق العلمي للعقوبات البديله.إن نتائج هذه الدراسة وتوصياتها تعتبر دعوة لتبني التدخالت القائمة على اجملتمع احمللي والتدابير التحويلية كإحدى الوســائل الفعالــة لتغييــر الســلوك الــذي يغلب على طابعه نهج العقاب واســتبدال ذلك بوســائل تصاحليــة يف منظومة

العدالة الشامله ويتيح الفرصة للجناه للمشاركة يف تصحيح األخطاء الناتجة عن أفعالهم.

تغريد جبراملديرة اإلقليمية للمنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي للشرق األوسط وشمال إفريقيا

Page 9: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو
Page 10: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

9

املقدمة:إن الغايــة األساســية مــن وراء العمــل بعقوبــة احلبــس تتمثل يف تقليل فرص ارتــكاب اجلناة جلرائم جديــدة، وتأهيلهم وإعــادة إدماجهــم يف اجملتمــع. وقــد دل الواقع والدراســات العلمية على أن اإلحتجاز والعقوبات الســالبة للحرية قد ال تكــون األكثــر كفــاءة وفعالية لتحقيق الغاية املذكورة، فهي بســبب أنها تســتند على اســتبعاد وإقصــاء اجلناة عن بيئتهم اإلجتماعية واملعيشية الطبيعية، قد تكون سبباً لعدم تكيفهم مجدداً مع مجتمعاتهم. ولهذا السبب قيل بأن السجن هو

وسيلة باهظة التكاليف خللق أشخاص أكثر إجراماً وخطورة.

لقــد ســعى اجملتمــع الدولــي بالتزامــن مع تطور حركــة حقوق اإلنســان الدولية إلى إيجــاد تدابير بديلة عــن اإلحتجاز والعقوبــات الســالبة للحريــة. وإميانــاً من املنظمة الدولية لإلصــالح اجلنائي ألهمية التعريف بهــذه التدابير وباجلهود والتجــارب املتعلقــة بتطبيقها على املســتوى العربي، ســعت إلى إعداد دراســة علمية حول التدابيــر غير اإلحتجازية يف

ست بلدان عربية هي : األردن، اجلزائر، املغرب، اليمن، تونس، مصر.

وتنبع أهمية هذه الدراسة من حقيقة ندرة الدراسات واألدبيات املتخصصة مبوضوع التدابير غير اإلحتجازية، إذ تكاد تخلو املكتبة العربية من دراسات مماثلة. فضالً على أن العمل بهذه التدابير مازال يقتصر على عدد محدود جداً من الدول العربية، ورمبا ســاهمت هذه الدراســة العلمية التعريفية بهذا النوع من التدابير وبتطبيقاتها يف عدة من الدول

العربية بتعزيز العمل بها وإشاعته يف بلدان أخرى.

يقصد بالتدابير غير اإلحتجازية بوجه عام أي تدابير تتخذ بقرار من قبل سلطة مختصة قانوناً، بغية إخضاع املشتكى عليه أو احملكوم عليه بجرمية لشــروط والتزامات ال تتضمن إيداعه يف الســجن. وهذا املعنى هو املســتخدم يف ســياق هذه الدراسة، وهو يشمل التدابير غير اإلحتجازية يف املرحلة السابقة، أو يف أثنائها أو يف مرحلة احلكم أو تنفيذه.

وعلى أي حال، تأمل املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي وفريق الباحثني الذي كلفته املنظمة بإعداد هذه الدراســة أن يؤتي هذا اجلهد ثماره، وأن يســاهم يف تعديل االتجاهات الرســمية واجملتمعية الســائدة يف الكثير من البلدان العربية

الرافضة الستبدال التدابير اإلحتجازية ببدائل غير إحتجازية.

أما فيما يتعلق باملنهجية املتبعة يف إعداد هذه الدراســة ، فقد اســتندت على تحليل املعايير الدولية اخلاصة بالتدابير غيــر اإلحتجازيــة وعــدد مــن األدبيــات املتعلقة بهــا. كما أنها تضمنــت كذلك تحليــل التشــريعات ذات الصلة مبوضوع الدراسة واملعمول بها يف الدول الست املشمولة بالبحث. على أنه جرى إعداد استمارة للحصول على معلومات محددة يف البلــدان الســتة املذكــورة، وشــملت معلومــات حول املمارســات املتعلقــة باالحتجاز، واملمارســات املتعلقــة بالعقوبات الســالبة للحريــة، وبدائــل اإلحتجــاز املطبقــة يف املرحلــة الســابقة للمحاكمة ويف أثنائهــا، وبدائل عقوبــة احلبس. كما تضمنــت االســتمارة معلومــات حــول التدابير غيــر اإلحتجازية املطبقة يف حالــة عدد من الفئــات الضعيفة، وباألخص

األحداث، والنساء، ومدمني اخملدرات.

وقد اعتمدت الدراســة على معلومات كمية ونوعية من شــأنها أن تظهر الواقع احلقيقي للممارســات والنظم املتبعة يف الدول املشــمولة بالدراســة يف مجال اإلحتجاز واحلبس وبدائله. وستتناول الدراسة عرضاً وافياً للمعايير الدولية ذات الصلة بالتدابير غير اإلحتجازية، واملبادئ الناظمة للعمل بها وضمانات تطبيقها وكيفية اإلشراف على هذا التطبيق . كما أنها ستضمن عرضاً تحليلياً مفصالً للنتائج التي توصلت إليها الدراسة من خالل مراجعة التشريعات واملمارسات املعمــول بهــا يف كل دولة من الدول العربية املشــمولة بالدراســة يف مجال اإلحتجاز واحلبــس والبدائل غير اإلحتجازية

املقررة يف كل دولة منها.

Page 11: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو
Page 12: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

11

مــن الثابــت اليــوم أن التدابيــر اإلحتجازية أو الســالبة للحرية باتت ال تكفي لوحدها للوفــاء بالغايات املرجوة من نظام العدالــة اجلنائيــة. فضــالً عــن إنهــا لم تعد الوســيلة األفضل لتأهيــل وإعادة إدمــاج اجلانحني. فالغاية األساســية من التدابير غير اإلحتجازية تتمثل يف إيجاد وسائل بديلة عن احلبس تكون فعالة و من شأنها متكني السلطات من العمل بعقوبــات تتناســب مــع احتياجــات اجلانــي، و مع طبيعــة اجلرم الذي ارتكبــه، و ظروف القضيــة و احتياجات اجملتمع. فالتدابيــر غيــر اإلحتجازيــة تتيــح للمجــرم أن يبقى طليقــاً و بعيداً عن بيئة اإلحتجــاز التي تكون عــادة مؤّذية بصحته

ومنائه. كما أنها من جهة أخرى تسمح له أن يستمر يف مزاولة أنشطته املهنية واألسرية.

وحتــى تــؤدي بدائــل اإلحتجاز دورها و الغايــات املتوخاة منها بفعالية، فإن أي تنظيم قانونــي للتدابير غير اإلحتجازية ينبغــي أن يتضمــن عــدداً مــن الضمانــات و املبادئ الناظمة لألخذ بهــا وإصدار القرارات املتعلقة بها من قبل الســلطة اخملتصــة، ووضعهــا موضــع التطبيق. وســيجري تنــاول جملة من املوضوعــات املتعلقة بالتنظيم القانونــي للتدابير غير

اإلحتجازية على النحو اآلتي:

- أهميتها و األسباب التي تبرر األخذ بها - مصادرها القانونية - ضمانات العمل بها - أنواعها و أشكالها

- كيفية تنفيذها و وضعها موضع التطبيق

1/1 . مبررات األخذ بالتدابير غير اإلحتجازية:من املســائل الالفتة للنظر اليوم أن أعداد الســجناء يف العالم يف تزايد مســتمر. و مما ال شــك فيه أن ازدياد أعدادهم ســيؤدي بالضرورة إلى عدم احترام املعايير والقواعد النموذجية الدنيا ملعاملة الســجناء واحملرومني من حريتهم التي

أقرتها األمم املتحدة، األمر الذي يعني أن ضمانات املعاملة اإلنسانية لن تتوافر.

و إذا كان السبب املذكور يعد من بني األسباب املباشرة واألساسية التي أدت إلى األخذ بفكرة التدابير غير اإلحتجازية، فهناك كذلك أسباب ومبررات أساسية أخرى تستدعي العمل بهذا النوع من التدابير وأهمها:

1/1/أ . تأثير احلبس على حقوق اإلنسان: يعد احلق يف احلرية الشخصية من احلقوق األساسية املعترف بها دولياً و وطنياً. وال يجيز قانون حقوق اإلنســان الدولي للدول أن تحرم الفرد منه إال بشــروط شــديدة تتعلق بالضرورة والتناســب واملصلحة املشــروعة. أي أن قانون حقوق اإلنســان الدولي يجعل من التدابير الســالبة

للحرية مالذاً أخيراً و بشروط دقيقة و محددة.

فضالً عن أن أوضاع السجن يف عدد ال بأس به من الدول تكون غير مقبولة من زاوية قانون حقوق اإلنسان الدولي، حيث أن السجناء يف هذه الدول يحرمون من عدد من حقوقهم اإلنسانية األساسية بسبب اكتظاظ السجون، وسوء ما يقدم لهم من طعام وكساء، وانعدام البرامج التأهيلية وسوء املعاملة. باإلضافة إلى أنهم يســجنون يف ظــروف تجعــل تواصلهم بعائالتهم صعباً. ويحرمون من العمل وكســب الــرزق؛ األمر الذي يؤثر على األوضاع اإلقتصادية واملعيشــية لهم وألســرهم.فمن خالل التدابير غير اإلحتجازية قد تنجح الدول يف

تجنب اآلثار املذكورة مع تحقيقها لألهداف املرجوة من إيقاع العقاب باجلاني.

التنظيم القانوني للتدابير غير اإلحتجازية 1

Page 13: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

12

1/1/ب . ارتفــاع تكاليف الســجن: تســعى الدول مــن خالل العمل بالتدابيــر غير اإلحتجازية إلــى تجنب االرتفاع املضطــرد بتكاليــف الســجن، و التــي قــد تؤدي هي األخرى إلى تدهور أوضاع الســجن؛ فتســعى الدول إلى

تجنب ذلك من خالل بدائل اإلحتجاز.1/1/ج . االستخدام املتعسف للسجن: إن الغالبية العظمى من السجناء هم عادة من الشرائح األفقر واجلماعات املســتضعفة أو احملرومة يف اجملتمع . و قد يتم إيداع هؤالء األشــخاص يف الســجن بســبب ارتكابهم جرائم بسيطة أو جرائم غير خطرة، أو يتم احتجازهم أثناء احملاكمة ملدة طويلة غير مبررة، و قد ال يكون اإلحتجاز أو الســجن لهؤالء (مرتكبو اجلرائم البســيطة أو احملتجزون أثناء احملاكمة) مناســباً لهم أو حلالتهم. و لهذا الســبب، فــإن التدابيــر غير اإلحتجازية تســمح باســتخدام اســتراتيجيات متنوعة و مختلفــة للتعامل بصورة

مناسبة مع هؤالء األفراد.1/1/د .التدابيــر غيــر اإلحتجازيــة أكثر فعالية فــي عدد من احلاالت: ثمة أســباب إجتماعيــة عديدة يتم االســتناد عليها لتبرير اإلحتجاز و احلبس منها أنه يســمح بإبقاء أشــخاص مشــتبه بارتكابهم جرائم تحت رقابة آمنة حتى تقرر احملكمة إدانتهم أو عدم إدانتهم. وأن احلبس كعقوبة يشكل أداة ملنع املدان من ارتكاب جرميــة أخــرى. فضــالً عــن أنه يتيح إعادة تأهيل اجلنــاة. ويصعب من الناحية العملية التســليم بصحة هذه املبررات، فليس سهالً اإلقرار بأن احلبس يشكل الوسيلة األكثر فعالية يف احلاالت جميعها لتحقيق الغايات املذكــورة، خاصــة و أن املمارســة العمليــة تدل علــى أن أغلب الغايات واألهداف املرجــوة من وراء احلبس أو اإلحتجــاز ميكــن تحقيقهــا بصــورة أفضــل و أكثر فعالية من خالل وســائل وأســاليب أخــرى. فالتدابير غير

اإلحتجازية تنطوي على انتهاك أقل حلقوق السجناء اإلنسانية وأقل تكلفة.فلــو أخذنــا حالــة شــخص يحاكم بشــبهة ارتكابه جرماً مــا، فينبغي أن يكــون حرمانه مــن احلرية من خالل التوقيــف ضروريــاً. وفعاليــة إجــراء احلبــس هنا مقترنة باإلجابة على الســؤال اآلتي: ملــاذا يعد احتجازه أو حبسه ضرورياً؟ فإذا كان هناك سبب لالعتقاد بأن املشتبه به سيهرب أو سيمتنع عن حضور احملاكمة، فإن الســؤال الــذي يجــب طرحه هــو: هل ميكن تجنب توقيفه بوســائل أقل تكلفة؟. أمــا إذا كان مبرر توقيفه هو القلق أو اخلوف من أن يؤثر املشــتبه به على الشــهود، فإن الســؤال األساســي الذي يجب طرحه هو هل من

وسيلة أخرى فعالة تضمن منع ذلك دون احتجاز املشتبه به؟أما يف حالة الشخص املدان بارتكاب جرمية، فإن مسألة الفعالية تكون أكثر تعقيداً بسبب تنوع الغايات واألهداف التي يسعى احلكم باحلبس إلى تحقيقها. فإذا كان الهدف األساسي هو محاولة ضمان عدم إتيان اجلناة جرائم يف املستقبل فليــس هنــاك دليــل علــى أن احلبس ســيكون أكثر فعاليــة من التدابير غيــر اإلحتجازية من قبيل العقوبــات اجملتمعية. فضالً عن أن التجربة تدل على أن الســجن يجعل اجلناة يف وضع أصعب بالنســبة للتأقلم خارج الســجن بعد اإلفراج،

و قد يساهم يف تكرارهم للجرم.

2/1 . التدابير غير اإلحتجازية في قانون حقوق اإلنسان الدولي:

ساهم قانون حقوق اإلنسان الدول بصورة واضحة يف تطوير فكرة التدابير غير اإلحتجازية و عزز العمل بها. فالعهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياســية يؤكد يف املادة (9/1) على أنه »ال يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعســفاً«، ويف املادة (10/1) يوجب أن »يعامل جميع احملرومني من حريتهم معاملة إنسانية، تحترم الكرامة املتأصلة يف الشخص

اإلنساني«.

أمــا اتفاقيــة حقــوق الطفــل فإن املــادة (37/ب) منها تنص علــى: »أن ال يحرم أي طفل من حريته بصــورة غير قانونية أو تعســفية. ويجب أن يجري اعتقال الطفل أو احتجازه أو ســجنه وفقاً للقانون، و ال يجوز ممارســته إال كملجأ أخير

وألقصر فترة زمنية مناسبة«.

و تبنت األمم املتحدة جملة من املبادئ واملعايير التي تؤكد على أن التدابير اإلحتجازية يجب أن تكون ملجأً أخيراً، وأن أي شخص محتجز يجب أن يعامل معاملة إنسانية. ومن بني أهم اإلعالنات التي تبنتها اجلمعية العامة لألمم املتحدة

Page 14: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

13

يف هذا اجملال: املبادئ األساسية ملعاملة السجناء، القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة السجناء، املبادئ املتعلقة بحماية جميع األشخاص احملرومني من حريتهم، قواعد األمم املتحدة الدنيا النموذجية إلدارة شؤون قضاء األحداث (قواعد

بكني)، قواعد األمم املتحدة بشأن حماية األحداث اجملردين من حريتهم.كمــا تبنــت األمم املتحــدة كذلك قواعد خاصة بالتدابير غير اإلحتجازية هي قواعد طوكيو، وهي الصك الدولي األهم

املتعلق بالتدابير غير اإلحتجازية، وهو يحدد أشكالها وضمانات العمل بها وكيفية وضعها موضع التطبيق.وأقــرت األمم املتحــدة كذلــك قواعــد تتعلق مبعاملــة الســجينات والتدابير غيــر اإلحتجازية للمجرمــات، وذلك بتاريخ 2010/12/21. وقــد نظمــت القواعد من (57) - (66) منها مســألة التدابير غيــر اإلحتجازية. وأكدت قواعد بانكوك على وجوب االسترشــاد مبا جاء يف قواعد طوكيو. وراعت القواعد كل من النســاء احلوامل والقاصرات واألجنبيات.وقد صدر تعليق رسمي على كل من قواعد طوكيو و قواعد بانكوك ميكن االستشهاد بها لفهم ما جاء يف هذه القواعد

وكيفية وضعها موضع التطبيق.علــى أي حــال ميكــن القــول بأن التدابير غيــر اإلحتجازية أضحت جزءاً من قانون حقوق اإلنســان الدولي العريف، وأن الدول ملزمة بالعمل بها ضماناً للغايات الكبرى التي جاء هذا القانون لتحقيقها ويف مقدمتها احترام الكرامة اإلنسانية

وصيانة احلرية الشخصية.

3/1 . املبادئ الناظمة الستخدام التدابير غير اإلحتجازية:ينبغي أن يحاط العمل بالتدابير غير اإلحتجازية بعدد من الضمانات التي بات ينظر لها كمبادئ تحكم العمل بها ومن

أهمها:

3/1/أ . وجوب العمل بها بصورة تضمن األهداف املبتغاة منها: تهــدف التدابيــر غيــر اإلحتجازية - بحســب القاعدة (1-1) من قواعد طوكيو - إلــى تعزيز العمل بالتدابير

غير اإلحتجازية وتوفير ضمانات أساسية دنيا لبدائل العقوبات السالبة للحرية.

مــن األهــداف األساســية للتدابير غير اإلحتجازية إعادة تأهيل اجملرمني يف ســياق الظــروف الطبيعية دون اللجــوء إلــى عزلهــم عنهــا، ولهذا الســبب ينبغي أن يتم إعــادة العمل بها مبا يكفل تحقيق هــذا الهدف. وقد

شجعت القاعدة (2-1) من قواعد طوكيو مشاركة اجملتمع املدني يف نظام العدالة اجلنائية.

كما تهدف التدابير غير اإلحتجازية إلى اختيار عقوبة تالئم طبيعة اجلرمية املرتكبة أو بعض اجلناة؛ خاصة أولئك الذين يحتمل عدم تكرارهم اجلرم أو الذين يدانون بجرائم بسيطة أو من يحتاجون إلى رعاية نفسية

أو إجتماعية، ولذلك ينبغي العمل بها مبا يكفل هذا الغرض.

وتشير القاعدة (3-1) من قواعد طوكيو إلى أنه ينبغي أن يؤخذ باحلسبان الظروف والسياقات السياسية، واإلقتصاديــة، واإلجتماعيــة والثقافيــة الســائدة يف كل دولــة, وأهــداف نظــام العدالــة اجلنائيــة عند العمل

بالتدابير غير اإلحتجازية.

وتؤكــد القاعــدة (5-1) مــن قواعد طوكيو على أن تقوم الدول مبراعاة حقوق اإلنســان عند أخذها بالتدابير غيــر اإلحتجازيــة. ويتعــني كذلــك مراعــاة متطلبات إعــادة تأهيل اجلانــي ومقتضيات العدالــة اإلجتماعية، فالعقوبــات البديلــة تســتهدف تفريــد العقوبات وجعلهــا أكثر توافقاً مــع احتياجات اجلاني وقــدرةً على منع معــاودة ارتكابــه للجرميــة. ولذلك فإن العمل بالتدابير غيــر اإلحتجازية ال يجوز أن يتجه صوب تحقيق هذه

األهداف.

3/1/ب . العمل بالتدابير غير اإلحتجازية على أساس املساواة و عدم التمييز:تحظر القاعدة (2-2) من قواعد طوكيو العمل بالتدابير غير اإلحتجازية بصورة تخالف مبدأ املساواة وعدم التمييز، و هي تتطلب العمل بها من دون أي متييز على أساس العرق، اللون، اجلنس، السن، اللغة، الديانة،

Page 15: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

14

الرأي السياســي أو غير السياســي، األصل الوطني أو اإلجتماعي، امللكية، املولد أو أي ســبب آخر. والتمييز احملظــور يف ســياق العمــل بالتدابيــر غيــر اإلحتجازية هو التمييــز احملظور يف القانون الدولــي؛ أي التمييز الذي ال يســتند إلى أســس أو مبررات معقولة وموضوعية، مما يوجب عمالً وقانوناً أن تكون عملية تكييف التدابيــر غيــر اإلحتجازيــة وفق احتياجات اجلاني مســتندة دائماً على أســس معقولــة وموضوعية. ومن بني األســس واألســباب التي تعد معقولة وموضوعية مراعاة النســاء، األطفال، ذوي اإلعاقات، املرضى العقليني

ومدمني اخملدرات. 3/1/ج . التطبيق املرن :

وفقا للقاعدة (2 - 3 ) من قواعد طوكيو ، يستحسن أن تقوم الدول بتطبيق التدابير غير اإلحتجازية بصورة مرنة مراعية يف ذلك شخصية اجلاني وخلفيته، طبيعة اجلرم وخطورته، مقتضيات حماية اجملتمع وتفادي اللجــوء إلــى عقوبــة احلبس دون داعٍ. وشــجعت القاعدة (2-4) الدول أن تقوم بتقييم مســتمر ودوري للعمل

بالتدابير غير اإلحتجازية وقياس مدى فعاليتها. 3/1/د . احترام حقوق اإلنسان :

تشــترط القاعــدة (1-3) مــن قواعــد طوكيــو أن يتــم النص بقانــون على العمــل بالتدابير غيــر اإلحتجازية ، وأنواعها وشروط تطبيقها. وهذا الشرط يتفق كلياً مع الشروط التي يفرضها قانون حقوق اإلنسان الدولي مــن أن أي إجــراء تقييــدي تفرضــه الــدول على ممارســة حقوق اإلنســان يجــب أن يكون منصوصــاً عليه يف القانون. ويجب - بحسب قانون حقوق اإلنسان الدولي - أن يكون القانون الذي ينص على اإلجراء التقييدي

هو ذاته متفقاً مع قانون حقوق اإلنسان الدولي. ومبعنى آخر، فإن التدابير غير اإلحتجازية التي يتم العمل بها كعقوبة يف سياق نظام العدالة اجلنائية؛ ينبغي

أن تستجيب ملبدأ الشرعية (شرعية اجلرائم والعقوبات).3/1/هـ . احترام معايير اختيارها والعمل بها :

مــن املبــادئ األخــرى الضامنــة للعمــل بالتدابير غيــر اإلحتجازية وجوب العمــل بها وفق املعاييــر والضوابط احملددة التي وردت قواعد طوكيو يف القواعد (3-2)، وهي: طبيعة اجلرم ومدى خطورته، شخصية اجلاني وخلفيتــه، أغــراض احلكــم وحقوق الضحية، ولكن وجوب احترام هذه الضوابط واملعايير ال ينزع من احملاكم

سلطتها التقديرية الواسعة يف اختيار التدابير اإلحتجازية األنسب للحالة. 3/1/و . احلق في الطعن بالقرار املتعلق بها :

تعتــرف القاعــدة ( 5-3 ) مــن قواعد طوكيو ، بحق اجلاني يف طلب مراجعة القرارات املتخذة بحقه املتعلقة بالتدابيــر غيــر اإلحتجازيــة وأن يطعن بها اســتئنافاً، ويشــمل النظر يف االســتئناف فحــص احلقوق الفردية

للمدان وتأثير تنفيذ التدبير غير اإلحتجازي عليها. 3/1/ز . أن ال تنطوي التدابير على أي ضرب من ضروب إساءة املعاملة:

تحظــر قواعــد طوكيــو فــرض أي تدبير غير احتجازي ينطوي على أو يقضي إلى تعذيب أو معاملة أو عقوبة قاســية أو الإنســانية أو مهينــة، أو تتضمــن تجــارب طبية أو نفســية يتعــني على اجلاني أن يخضــع إليها, أو تعريضه دون داعٍ ألضرار أو مخاطر جسمانية أو نفسية وال يجوز كذلك فرض أية قيود لم تفرضها احملكمة

بقرارها.

Page 16: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

15

4/1 . أنواع التدابير غير اإلحتجازية :قــد يتــم اللجــوء إلى التدابير غير اإلحتجازية يف املرحلة الســابقة للمحاكمة أو أثناء احملاكمة، أو كعقوبة بعد احملاكمة

واإلدانة.

4/1/أ . التدابير غير اإلحتجازية في املرحلة السابقة للمحاكمة وفي أثنائها :تدعــو القاعــدة (1-5 ) مــن قواعــد طوكيو فيما يتعلق باملرحلة الســابقة للمحاكمة، الــدول ألن تقوم بتخويل الشرطة أو النيابة العامة أو غيرها سلطة إسقاط الدعوى اجلنائية حيثما رأت أن السير بها غير ضروري حلمايــة اجملتمــع أو ملنــع اجلرميــة أو لتعزيز احترام القانون وحقوق اجملني عليهم .وينبغي لذلك اســتحداث عــدد مــن املعاييــر الثابتــة مبوجب القانــون الوطني ويف القضايا البســيطة حيث يجوز للمدعــي العام فرض تدابير غير احتجازية حسب االقتضاء، ويف هذه احلالة ال بد من موافقة اجلاني على خضوعه لتدبير بديل. كما تؤكد القاعدة (1-6) من قواعد طوكيو واملادة (319) من العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية على أن اإلحتجاز السابق للمحاكمة ال يجوز أن يكون القاعدة املعمول بها وأنه ينبغي أن يكون ملجأً أخيراً. يســتدعي تجنب اإلحتجاز الســابق للمحاكمة العمل بتدابير غير احتجازية بديلة عنه من شــأنها أن تضمن حضــور املشــتبه بــه إلــى احملكمــة أو منعه من إثبات أي ســلوك قد يؤثر على ســير احملاكمــة . وقد تضمنت القاعــدة (2-6) مــن قواعــد طوكيــو التأكيــد على احلاجــة إلى العمل ببدائــل اإلحتجاز يف املرحلة الســابقة للمحاكمــة أو أثنائهــا ، ولكــن ال القواعــد ذاتهــا وال التعليق الرســمي عليها أوضح ما هي هــذه البدائل. ومن

البدائل املمكنة يف هذا اجملال ما يأتي:أ- إلزام املتهم باحلضور إلى احملكمة يف موعد محدد بأمر تصدره احملكمة إليه.

ب- إصدار أمر للمتهم باالمتناع عن التدخل يف سير العدالة، أو بااللتزام بسلوك معني من قبيل ترك مكان ما أو عدم الذهاب إليه، أو عدم االلتقاء بشخص محدد.

جـ - املكوث يف عنوان محدد.د - تقدمي تقرير يومي أو دوري إلى احملكمة، أو الشرطة أو ألية سلطة أخرى. هـ - إيداع جواز السفر أو أية وثيقة شخصية أخرى لدى احملكمة أو الشرطة.

و- قبول رقابة من خالل جهة تعينها احملكمة. ز- اخلضوع لرقابة إلكترونية.

ح- تقدمي ضمانات مالية أو عينية تضمن حضور احملاكمة ( كفالة مالية أو عدلية مثال). أمــا فيمــا يتعلــق باملعايير التي يتعني العمل بها لتحديــد التدابير غير اإلحتجازية أثناء احملاكمة أو قبلها، فيمكن القول بأنه يتوجب على اجلهة التي تفرض هذه التدابير أن توازن بني املنافع واملضار املترتبة على العمل بها أو بني إيجابياتها وســلبياتها، حتى يكون مبقدورها اختيار التدبير املالئم للحالة املعروضة عليها، فعلى ســبيل املثال عندما يكون املتهم شــخصاً معروفــاً، ويكــون لــه عمــل محدد وأســرة، ويكون اجلرم املســند إليه أول جــرم يرتكبه، فيتوجب على الســلطة

اخملتصة أن تنظر يف إخالء السبيل غير املشروط كتدبير مالئم. وعلى أي فإن تحديد التدبير املالئم قد يتم بحسب اآلتي:

أ- إلزام املتهم باحلضور إلى احملكمة: يتوجب يف هذه احلالة أن تضمن السلطة اخملتصة أن ال يكون حضور املتهم إلى احملكمة تعسفياً أو زائداً عن احلد من حيث عدد مرات احلضور.

ب- اإلفــراج املشــروط بكفالــة مالية: قد يشــكل هذا التدبيــر عبئاً كبيراً على الفقــراء وينطوي على التمييز ضدهــم، فقــد تقــدر احملكمــة اإلفراج عن املتهم شــريطة تقدميه كفالة مالية، ورغم ذلــك يبقى محتجزاً

لعدم وفائه بالشرط بسبب فقره.

Page 17: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

16

جـ - األوامر املقيدة ألنشــطة محددة من قبل املتهم : قد تصدر احملكمة للمتهم أمر باإلمتناع عن نشــاط أو سلوك ما من شأنه أن يهدد اجملتمع أو ميس بسير العدالة كأن تلزمه بالبقاء يف مكان ما ، وينبغي على احملكمة أن تلتفت إلى تأثير هذا التدبير غير اإلحتجازي على ممارسة املتهم لعمله أو مهنته، فقد يكون من شأنه أن يجعل عمله متعذراً ما دام يف طور احملاكمة، ومبعنى آخر، ينبغي على السلطة اخملتصة عند النظــر يف اتخــاذ تدبيــر من هذا النــوع أن تتجنب أية آثار قد متس بعمل املتهم مثال متى كان ذلك ممكناً

وأن تكون القيود املفروضة ألضيق مدى ممكن.د- إيداع جواز الســفر أو أية وثائق شــخصية أخرى: يعد هذا التدبير فعاال ملنع هروب املشــتبه به أو املتهم وبالــذات خــارج البلــد، ولكــن قــد يؤدي هــذا التدبير إلــى نتائج غير مقصــودة، فيتوجب على الســلطات اخملتصــة باتخــاذه أن تراعــي حاجــة املتهم إلى هذه الوثائق ملمارســة عمله، أو لســحب املال من البنك أو إلجــراء معاملــة رســمية، فتترك لــه احلق يف طلب هذه الوثائق من النائب العام مثالً ليقوم باســتخدامها

وإعادتها.حـ- اإلشــراف املباشــر يف اجملتمع من خالل جهة تعينها احملكمة: مينح هذا التدبير الســلطات العامة رقابة فعليــة وجديــة علــى املتهم ولكنه باملقابل يقيد إلى حد كبير احلرية الشــخصية واخلصوصية، فضالً عن

أن الرقابة املباشرة مكلفة مادياً.ط- الرقابــة اإللكترونيــة: تعــد من الوســائل اإلضافية للرقابة وميكن من خاللها مراقبــة مدى امتثال املتهم إلجــراءات أخــرى. فالرقابــة اإللكترونيــة تســاهم يف متابعة مــدى إطاعة املتهم ألمر احملكمــة بالبقاء يف عنــوان معــني أو بعــدم الذهــاب إلى مكان ما. وهي تتطلب مســتوى رفيع من التكنولوجيــا للعمل بها. كما

أنها قد تواجه صعوبات قانونية.وعلى أي حال، فإن العمل بالتدابير غير اإلحتجازية يف املرحلة السابقة للمحاكمة ويف أثنائها بحاجة إلى

إيجاد اإلطار التشريعي املالئم، وإلى إنشاء آلية تكفل اإلشراف الدائم عليها.

4/1/ب . التدابير غير اإلحتجازية بوصفها عقوبات بديلة ) مرحلة إصدار احلكم( : تشــتمل قواعــد طوكيــو علــى عــدد كبير مــن التدابير غيــر اإلحتجازيــة التي يجــوز للســلطات القضائية أن تســتخدمها كعقوبــات بديلــة عــن عقوبة احلبــس، مع مراعاتهــا بالطبع حلاجــة اجلاني إلى إعــادة التأهيل، وحلماية اجملتمع وملصالح اجملني عليه الذي ينبغي استشارته كلما كان ذلك ممكنا ( القاعدتان 8-1 ، 8-2).

أما التدابير ذاتها الواردة يف هذه القواعد كتدابير ميكن العمل بها عوضاً عن عقوبة احلبس فهي:

أ- العقوبــات الشــفوية كالتوبيــخ والتحذيــر واإلنذار، وهي قد تفرض لوحدها بشــكل مســتقل وال تحتاج إلى بنية إدارية للعمل بها.

ب- إخالء الســبيل املشــروط، وقد يســتلزم إنشــاء آلية داخل اجملتمع لضمان العمل بالشروط التي فرضتها احملكمة.

جـ- العقوبات التي متس حالة الفرد القانونية مثل حرمانه من بعض احلقوق يف اجملتمع. فقد تقرر احملكمة منع شخص أدين باالحتيال من ممارسة مهنة تقوم على الثقة كاحملاماة أو إدارة الشركات.

د- العقوبــات اإلقتصاديــة واجلــزاءات النقديــة كالغرامات والغرامات اليومية. وينبغــي على احملكمة هنا أن تراعــي كــون الفقــراء ال يكون مبقدورهم أن يؤدوا مثــل هذه العقوبات، مما يعني أن العمل بها يف حالتهم

يجعل احلبس قدراً حتمياً لهم.هـــ- األمــر مبصــادرة األموال أو نزع امللكية، ويتعني أن يكون هذا التدبير بوصفه عقوبة بديال متصال متاما

بطبيعة اجلرمية املرتكبة.و- األمر برد احلق إلى اجملني عليه أو تعويضه.

ز- احلكم مع وقف التنفيذ أو إرجاؤه.

Page 18: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

17

حـ- الوضع تحت االختبار واإلشراف القضائي.ط- األمــر بتأديــة خدمــات للمجتمــع احمللي، فقد تأمر احملكمة اجلاني أن يؤدي عمالً أو أن يعمل عدداً من ســاعات العمــل دون أجــر. ويجب أن يكــون العمل الذي يؤمر بتأديته لصالــح اجملتمع. ومن الضروري أن يتــاح للمحكمــة قبــل فرض هــذه العقوبة معلومات موثوقة بأن العمل الذي ســتفرضه على اجلاني متوفر تحت رقابة مناسبة . وقد أكدت القاعدة (1-7) من قواعد طوكيو على أهمية املشاركة العامة يف تنقيذ

العقوبات البديلة وبالذات بالنسبة خلدمة اجملتمع.ك- اإلحالــة إلــى مراكــز املثــول: مراكز املثــول هي أماكن يقضي فيها اجلاني نهار يومــه ويعود إلى منزله يف املســاء، ويخضــع اجلانــي فيهــا إلى العــالج إذا كان متعاطيا للمخدرات أو قد يتم إكســابه مهارات تخص

التحكم بأعصابه وضبط ردود أفعاله وعليها من املوضوعات التي تتعلق بتعديل سلوكه.ل- اإلقامــة اجلبريــة: يف هــذه احلالــة تقدر احملكمة أن يبقى اجلاني مقيمــاً يف منزله. ومبعنى آخر، يصبح منزل اجلاني »سجنه«. وقد تفرض عليه اإلقامة اجلبرية يف املنزل ملدة (24) ساعة أو لعدد محدود من الساعات، ويف األحوال كلها يكون اجلاني هو املسؤول عن إشباع حاجاته األساسية، ويتم فرض اإلقامة اجلبرية املنزلية عليه يف العادة من خالل الرقابة اإللكترونية، وتقوم احملاكم عادة، منعا للتعسف بتحديد عدد الساعات التي يتعني على اجلاني البقاء فيها يف منزله، مما يتيح للجاني العمل وكسب رزقه. وعادة ما تقرر احملاكم إقامته جبراً يف منزله مساءً وليالً وتترك له النهار ليتمكن من مزاولة مهنته أو عمله.

وال تعد القائمة املذكورة قائمة حصرية ، فقد أجازت قواعد طوكيو استخدام » أي شكل آخر من أشكال املعاملة غير اإليداع يف مؤسسة احتجازية« فالدول لها أن تقدر العمل بتدابير غير احتجازية غير تلك املشار إليها ، وذلك يف ضوء

مالءمتها للجاني، وملصالح اجملتمع واجملني عليه.كمــا يجــوز للقاضــي أن يجمــع بــني عقوبتــني منهــا أو أكثر ، فقد أجــازت قواعد طوكيــو العمل بــأي مجموعة من هذه التدابير، ولكن يتعني على القاضي يف جميعها أن يراعي املعايير املذكورة سابقة عند اختياره للعقوبات البديلة، فليس يســيراً اللجوء إلى العقوبات اإلقتصادية - كما ذكر - يف حالة األشــخاص رقيقي احلال ممن ال يجدون موارد مالية

تكفي لتأديتها.أما يف املرحلة التالية للحكم؛ فإنها تتمثل باآلتي :

تضع القاعدة (2-9) من قواعد طوكيو بني يدي احملاكم عدداً كبيراً من التدابير غير اإلحتجازية الالحقة على صدور احلكم بغية تجنب إيداع الشخص املدان يف مؤسسة احتجازية وهي:

أ- التصريح بالغياب ودور التأهيل. ب- إطالق السراح من أجل العمل أو تلقي العلم.

جـ- إخالء السبيل املشروط مبختلف أشكاله. د- إسقاط العقوبة.

هـ- العفو.وتفترض بعض هذه التدابير بقاء اجلاني خاضعاً لســلطة إدارة الســجن ولكن بإمكانه قضاء أيامه خارج الســجن من

أجل العمل أو التدريب. وتتضمــن القاعــدة (3-9) مــن قواعــد طوكيــو اإلشــارة إلــى حــق اجلانــي يف طلــب إعــادة النظــر يف القــررات املتعلقة

باإلجراءات الالحقة إلصدار األحكام باستثناء حالة العفو.

Page 19: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

18

5/1 . القواعد املتعلقة بتنفيذ التدابير غير اإلحتجازية:يحــاط وضــع التدابيــر غيــر اإلحتجازية موضع التطبيق وتنفيذهــا بعدد من القواعد املتعلقــة مبدة التنفيذ، وآليــة اإلشــراف عليهــا، وضمــان امتثال اجلاني لها ومــا يتخذ من تدابير وإجراءات عنــد إخالله بها، وفيما

يأتي عرض ألهم هذه القواعد.5/1/أ . اإلشراف على تنفيذ التدابير غير اإلحتجازية:

بحسب القاعدة (1-10) من قواعد طوكيو، يتمثل الهدف من اإلشراف على التنفيذ بضمان احلد من تكرار ارتكاب اجلرائم وإعادة إدماج اجلاني يف اجملتمع بصورة تقلل إلى احلد األدنى فرصة عودته إلى اإلجرام.

ومــن البديهــي أن عــدداً مــن التدابيــر غير اإلحتجازيــة وليس كلها يقتضي وجود إشــراف من قبل الســلطة اخملتصــة أو مــن خوّلهــا القانون ذلك، فالعقوبات الشــفوية واإلقتصادية ال تحتاج إلى اإلشــراف بينما ينبغي أن يخضع اإلفراج املشــروط واملؤقت وخدمة اجملتمع إلى إشــراف دقيق يكفل تحقيق التدبير للهدف املرجو منــه وهــو إعــادة إدماج اجلاني وتقليل فرص تكراره لإلجرام، فعملية اإلشــراف تســعى بوجه عام إلى تعزيز مســؤوليات اجلاني تجاه اجملتمع ومســاعدته على التغلب على التحديات التي قد تعترض ســبيله لإلندماج

يف حياة مجتمعه.5/1/ب . مدة التدبير غير اإلحتجازي :

وفقــا للقاعــدة (1-11) مــن قواعــد طوكيو، ال يجوز أن تتجاوز مدة تنفيذ أي تدبيــر غير احتجازي املدة التي قررتهــا اجلهــة اخملتصة بغــرض التدبير وفقاً للقانون، وتجيز القاعدة (2-11) إنهاء التدبير غير اإلحتجازي مبكــراً إذا كانــت اســتجابة اجلانــي لــه مرضيــة . وميكن للجهــة اخملتصة وفقــا للقانون متديد مــدة التدبير

شريطة أن تثبت أن التمديد سيكون له نفع أو فائدة على اجلاني ومبوافقة اجلاني ورضاه.5/1/ج . واقعية الشروط التي تفرض على اجلاني:

تصف القاعدة ( 2-12 ) الشروط التي ينبغي على اجلاني مراعاتها بأنها »عملية ودقيقة و قليلة ما أمكن« وتوجب القاعدة (1-12 ) على السلطة اخملتصة حيثما أرادت فرض شروط على اجلاني أن تأخذ باحلسبان

احتياجات اجملتمع، واحتياجات اجلاني واجملني عليه وحقوقهما. فالشــروط التــي قــد تفرضهــا اجلهة اخملتصة علــى اجلاني ، يجب أن تكون يف متناولــه وبإمكانه العمل بها. ويجوز- بحســب القاعدة (4-12) من قواعد طوكيو - للســلطة اخملتصة أن تقوم بتعديل هذه الشــروط وفق التقــدم احملــرز مــن جانب اجلانــي، كأن يبدي اجلاني تحســناً ملحوظاً إزاء اإلندماج مــن جديد يف اجملتمع، فتقــوم اجلهــة اخملتصــة بتعديل الشــروط املفروضة عليه لتصبح أقل شــدة وصرامة. وإن لم يبدِ اســتجابة،

فيمكن تعديل هذه الشروط بغية مالءمة التدبير لوضع اجلاني بصورة أكبر. 5/1/د . عدم امتثال اجلاني للشروط :

تجيــز القاعــدة (1-14) مــن قواعــد طوكيو يف حالــة إخالل اجلاني بالتدبير املتخذ بحقه، أن تقوم الســلطة اخملتصة بتعديل التدبير غير اإلحتجازي أو إلغائه، وتشترط القاعدة (2-14) على السلطة اخملتصة أن تقوم بدراســة دقيقــة للوقائــع التــي يدلي بها اجلاني واملوظف املشــرف قبل اتخاذ قرار تعديــل اإلجراء أو إلغائه، األمر الذي يعني أن للجاني حق االستماع إليه، وحق االطالع على الوثائق التي يستند عليها طلب التعديل أو اإللغاء وينبغي أن يكون يف حسبان السلطة اخملتصة أن احلبس يجب أن ال يكون إال كملجأ أخير، فالقاعدة (3-14) تنص على أنه »ال ينبغي أن يؤدي إخفاق التدبير غير اإلحتجازي تلقائياً إلى فرض تدبير احتجازي« وعليه أن تسعى يف حالة التعديل أو إاللغاء إلى تحديد بديل مناسب غير احتجازي وال تفرض عقوبة احلبس

إال إذا انعدمت البدائل األخرى املناسبة (القاعدة 14-4).ويف بعــض احلــاالت قــد ال يكون ســبب فشــل التدبيــر غير اإلحتجازي إلى اجلاني نفســه كما يف حالــة فرض عقوبات

اقتصادية كالغرامة على جاني غير مقتدر مالياً على تأديتها. وللجاني بحســب القاعدة (6-14) من قواعد طوكيو احلق يف اســتئناف قرار التعديل أو إاللغاء لدى هيئة قضائية أو

هيئة أخرى مستقلة مختصة.

Page 20: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

19

2/5/1 . التدابير غير اإلحتجازية للنساء في إطار نظام العدالة اجلنائية:

مــن املســائل التــي ينبغــي للجهــة اخملتصة بغرض التدابيــر غير اإلحتجازية مراعاتها انتماء الشــخص الذي ســيخضع إلحدى الفئات احملرومة أو املستضعفة مثل النساء، األطفال، واألشخاص ذوي اإلعاقة ومدمني اخملدرات.

ومن بني أهم هذه الفئات بالنسبة لهذه الدراسة »النساء« قمة اخلطأ االعتقاد بعدم وجود مبرر للعمل بالتدابير غير اإلحتجازية بالنســبة للنســاء بســبب قلة عدد النســاء الســجينات منهن مقارنة مع عدد الرجال الســجناء، رغم أن هذا

العدد بدأ يف التزايد يف عدد من الدول.

إن العمل باســتراتيجيات التحويل وبالتدابير غير اإلحتجازية بالنســبة للنســاء، يعد مســألة مهمة، خاصة وأن عدد ال بأس به منهن يخضعن لنظام العدالة اجلنائية ويكن أمهات ومسؤوالت عن عائالت ، ويفضي حبسهن إلى مشاكل كبيرة تؤثــر علــى أطفالهــن، مما يوجب التدقيق يف التدابير غير اإلحتجازية التي ســتتخذ بحقهــن يف إطار إجراءات العدالة اجلنائية، فقد تجد احملاكم أن بعض التدابير غير اإلحتجازية التي ستتخذ بحقهن يف إطار إجراءات العدالة اجلنائية، فقد تجد احملاكم أن بعض التدابير غير اإلحتجازية تكون أكثر مالءمة بالنســبة للنســاء من غيرها ، فنســبة كبيرة من النســاء يتم احتجازهن عن جرائم بســيطة أو غير خطرة، فيكون اإلفراج املشــروط عنهن يف مرحلتي ما قبل احملاكمة

واحملاكمة أسهل من غيره من بني التدابير غير اإلحتجازية األخرى.

وينبغي على احملكمة كذلك أن تأخذ باحلسبان وضع املرأة يف اجملتمع ، عندما تنظر يف العقوبة البديلة التي ستقضي بها يف حقها، فالعمل اجملتمعي قد يتطلب تعديال ليصبح أكثر مواءمة إلشــباع احتياجات النســاء وليتيح لهن النهوض

مبسؤولياتهن تجاه أطفالهن.

وقــد أقــرت اجلمعيــة العامــة لــألمم املتحدة بتاريــخ 2010/12/21 قواعــد خاصة مبعاملــة الســجينات والتدابير غير اإلحتجازية للمجرمات، وهي التي باتت تعرف بقواعد بانكوك. وقد أشارت القاعدة (57) إلى أنه ينبغي أن توضع يف إطار النظم القانونية للدول األعضاء خيارات تراعي نوع اجلنس بشان تدابير إحالة اجملرمات إلى برامج إصالح خارج نطاق نظام العدالة اجلنائية وبدائل اإلحتجاز رهن احملاكمة وإصدار األحكام، وينبغي كذلك - بحســب القاعدة (58) أن »ال تفصل اجملرمات عن أسرهن ومجتمعاتهن احمللية دون إيالء االعتبار الواجب خللفياتهن وروابطهن األسرية«.

وقد عاجلت قواعد بانكوك حالة النساء احلوامل واللواتي يُعلن أطفاالً يف القاعدة (64) حيث أكدت أنه »يفضل حيثما يكون ممكناً ومالئماً، إصدار أحكام غير احتجازية بحق احلوامل والنساء اللواتي يُعلن أطفاالً، وينظر يف إصدار أحكام احتجازية يف احلاالت التي تعتبر فيها اجلرمية املرتكبة خطيرة أو عنيفة أو يف احلاالت التي تشكل فيها املرأة خطراً مســتمراً، وبعــد مراعــاة مصلحــة الطفل أو األطفال مع كفالــة وضع ترتيبات مالئمة لتوفير الرعايــة لهؤالء االطفال«. وقد جاء يف التعليق اخلاص بهذه القواعد ان القاعدة (64) تفترض أن ال يتم تصميم السجون إليواء احلوامل اللواتي

يقمن على حضانة أطفالهن، وأن تسعى الدول إلبقاء هذه الفئة من النساء خارج السجن.

Page 21: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

20

كشــفت الدراســة أن التدابيــر اإلحتجازيــة مازالــت التدابيــر املفضلة يف املرحلة الســابقة للمحاكمة ويف أثنائها ســواء على املســتوى التشــريعي أم على مســتوى املمارسة الفعلية. ومن الطبيعي أن ال تتساوى بلدان الدراسة الستة يف درجة اللجوء لهذه التدابير، فثمة تفاوت فيما بينها بالنســبة لالعتراف التشــريعي بتدابير غير احتجازية تخص هذه املرحلة

أو بالنسبة للعمل بها. وميكن توضيح هذه املسألة على النحو اآلتي :

2 / 1 . التوقيــف أو احلبــس االحتياطي هو التدبير األساســي في مرحلتي االســتدالل والتحقيق في الدول التي لم تأخذ باالجتاهات احلديثة في مجال بدائل التدابير اإلحتجازية

ميكن القول من حيث املبدأ أن التدبير اإلحتجازي هو التدبير املفضل يف املرحلة الســابقة للمحاكمة يف دول املشــرق العربــي املشــمولة بالدراســة، خاصــة وأنها لــم تأخذ إلــى اآلن باالتجاهات احلديثة الســائدة بخصــوص التدابير غير اإلحتجازية. فاألردن على ســبيل املثال، فيه أعداد كبيرة من األشــخاص املوقوفني من قبل املدعني العامني والقضاة قبل احلكم عليهم وإدانتهم، فقد بلغ عدد احملتجزين قضائياً يف األردن يف العام 2012 ( 24478) موقوفاً من الذكور و ( 170) موقوفــة مــن اإلنــاث؛ وهــو عــدد يفوق عدد األشــخاص املدانني واحملكومني يف العام ذاته1. ويبدو أن الســبب الرئيسي وراء ارتفاع هذا العدد هو أن القانون ال يتضمن يف األردن النص حصراً على األسباب التي تجيز للمدعني العامــني والقضــاة اللجــوء للتوقيــف أو للحبــس االحتياطي يف املرحلة الســابقة للمحاكمة ويف أثنائهــا. فضالً عن أنه ينظر لهذا التدبير اإلحتجازي عادة كتدبير له طابع أمني وغايته الصالح العام وأمن اجملتمع. واالحتجاز السابق على احملاكمة ويف أثنائهاهو إجراء وجوبي مبوجب القانون األردني يف اجلرائم اخلطيرة ( اجلنايات بوجه عام) مثل جرائم القتــل ،واجلرائــم املعاقــب عليها باإلعــدام واملؤبد، وجرائم الســرقات وجرائم اإليذاء. وكقاعدة عامــة ال يجوز توقيف املشتبه به يف اجلنح التي يعاقب عليها بأقل من سنتني باستثناء احلالتني اآلتيتني : »أ- إذا كان الفعل املسند إليه من جنح اإليذاءاملقصود أو اإليذاء غيراملقصود أو السرقة؛ ب - إذا لم يكن له محل إقامه ثابت ومعروف يف اململكه على أن يفرج عنه إذا قدم كفيالً يوافق عليه املدعي العام يضمن حضوره كلما طلب حضوره.2« وعلى الرغم من أن القانون األردني لم ينص عليها صراحة إال أن اإلدعاء العام واحملاكم يف األردن درجا على العمل بالتدابير اإلحتجازية بصورة روتينيــة وبتبريــر اللجــوء إليهــا بظروف القضية فحســب دون معاجلة الظــروف املقصودة واملوجبة لالحتجاز الســابق

للمحاكمة على وجه التحديد3. وال يتضمن القانون األردني بوجه عام بدائل عن اإلحتجاز السابق للمحاكمة إال بصورة جزئية ومحدودة جداً باستنثناء قانــون األحــداث الــذي تنــاول هذه املســألة بصورة أكثر شــمولية وتنوعاً. فقد أخذت املادتــان 28 / 3 و 32 من قانون العقوبات األردني بفكرة الكفالة االحتياطية إلخالء السبيل يف الفترة السابقة للمحاكمة أو أثناء احملاكمة. أما املعايير التي يستند عليها املدعون العامون والقضاة للعمل بهذا التدبير فتتمثل بِـ: القناعة الوجدانية للقاضي ومدى توافر أدلة تربط املشــتكى عليه بالفعل املســند إليه، مصلحة التحقيق، مدى خطورة اجلرمية، مدى خطورة اجلاني يف حال كونه حــراً طليقــاً، وجــود ضمانات كافية تضمن حضور املتهم أمام احملكمة، وجود خطورة على اجلاني نفســه،مدى اخلوف على ضياع األدلة والشهود، وجود محل إقامه ثابت ومعروف للمشتكى عليه أو للمتهم، مدى التأثير على سير التحقيق واحملاكمة أو اإلخالل باالمن العام، الســجل اجلرمي للمشــتبه به أو للمتهم ونوع اجلرمية ومدة العقوبة املقررة للفعل

اجلرمي.

1- بلغ عدد احملكومني أو املدانني يف األردن يف العام 2012 (21529) ذكرا و (170) إمرأة، وذلك وفقا لإلحصائيات املنشورة من قبل مديرية األمن العام. 2- املادة 114/2 من قانون أصول احملاكمات اجلزائية األردني

3- ميكن القول بوجه عام أن معدل استخدام اإلحتجازالسابق للمحاكمة يف األرد نكبير فقد بلغ هذااملعدل يف السنوات 2010 ،و2011 و2012 : لكال اجلنسني 3597 حالة، وللذكور 34313 حالة ولإلناث 1664 حالة.

التدابير اإلحتجازيةفي املرحلة السابقة للحكم في دول الدراسة وأثنائها 2

Page 22: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

21

أمــا بالنســبة لليمــن، فــإن القانــون اليمني ال يأخذ ببدائــل اإلحتجاز الســابق للمحاكمة أو يف أثنائهــا إال عندما يكون املتهــم أقــل مــن خمس عشــرة ســنة. فقد أوجب قانــون اإلجراءات اجلزائيــة اليمني أن يتم تقدمي أي شــخص يقبض عليه إلى القضاء خالل أربعة و عشرين ساعة من القبض عليه على األكثر، و على القاضي أو عضو النيابة العامة أن يبلغه بأســباب القبض و أن يصدر على الفور أمراً مســبباً بحبســه احتياطياً أو اإلفراج عنه، و يف كل األحوال ال يجوز االســتمرار يف احلبــس االحتياطــي أكثــر من ســبعة أيــام إال بأمر قضائي ويف احلــاالت التي يحددهــا القانون حصراً. وال يجيز القانون املذكور حبس أي متهم لم يتجاوز اخلامســة عشــر من عمره حبســاً احتياطياً ســابقاً للمحاكمة أو يف أثنائها. كما ال يجيز احلبس االحتياطي يف اجلرائم التي تقع بواسطة الصحف إال إذا كانت من اجلرائم التي تتضمن طعنــاً يف األعــراض أو تحريضــاً علــى إفســاد األخالق . وال يكون األمر باحلبس االحتياطي الصــادر من النيابة العامة نافــذ املفعــول إال ملــدة الســبعة األيــام التاليــة للقبض على املتهم أو تســليمه إليها، و إذا رأت النيابــة العامة مد احلبس االحتياطي وجب عليها قبل انقضاء مدة السبعة األيام أن تعرض األوراق على القاضي اخملتص ليصدر أمراً مبا يراه بعد ســماع أقوال النيابة العامة واملتهم و للقاضي مد احلبس ملدة أو ملدد متعاقبة بحيث ال يزيد مجموع مُدد احلبس علــى خمســة وأربعــني يومــاً ، وإذا لــم ينتــه التحقيق رغم انقضــاء مدة احلبــس االحتياطي املذكورة وجــب على النيابة العامــة عــرض األوراق علــى محكمة اســتئناف احملافظة اخملتصة, منعقدة يف غرفة املداولة لتصدر أمرها بعد ســماع أقوال النيابة العامة، واملتهم مبد احلبس مُدداً متعاقبة ال تزيد كل منها على خمسة وأربعني يوماً إذا اقتضت مصلحة التحقيــق ذلــك أو اإلفــراج عن املتهم بضمانــه أو بدونه، ومع ذلك يتعني عرض األمر على النائب العام إذا انقضى على حبس املتهم ثالثة أشــهر و ذلك التخاذ اإلجراءات التي يراها الزمة لســرعة االنتهاء من التحقيق و له احلق يف ســبيل االنتهــاء مــن التحقيــق أن يخــول رئيس نيابة االســتئناف طلــب مد مدة احلبــس االحتياطي لفترات متعــددة ال تتجاوز ثالثة أشهر بحيث ال تزيد مدة احلبس االحتياطي كلها عن ستة أشهر ما لم يكن املتهم قد أعلن بإحالته إلى احملكمة

اخملتصة قبل انتهاء املدة وإال وجب حتماً اإلفراج عنه4.

وعلى أي حال، فإن عدد األشخاص احملتجزين يف املرحلة السابقة للمحاكمة ويف أثنائها يف اليمن كان يف العام 2011 كبيــراً, فقــد بلــغ العدد (5144) شــخصاً من (10966) شــخصاً هم مجموع احملتجزين يف ذلك العــام. وكان هذا العدد قد انخفض يف العام 2012 بصورة ملموســة حيث بلغ عدد احملتجزين احتجازاً ســابقاً للمحاكمة (1437) من مجموع

احملتجزين البالغ (11110) شخصاً.

أمــا فيمــا يتعلــق مبصــر، فإن احلبس االحتياطــي يف املرحلة الســابقة للمحاكمة مــا زال هو التدبيــر الروتيني واألكثر شــيوعاً، خاصــة وأن قانــون اإلجــراءات اجلنائيــة رقــم 150 لســنة 1950 املنشــور بتاريــخ 1951/10/15، أجاز لقاضي التحقيــق، بعــد اســتجواب املتهــم أو يف حالة هربه، إذا كانت الواقعة جنايــة أو جنحة معاقبا عليها باحلبس ملدة ال تقل عن ســنة، والدالئل عليها كافية، أن يصدر أمرا بحبس املتهم احتياطياً، وذلك إذا توافرت إحدى احلاالت أو الدواعي اآلتيــة:إذا كانــت اجلرميــة يف حالــة تلبــس، ويجــب تنفيــذ احلكم فيها فــور صدوره، خلشــية من هروب املتهم، خشــية اإلضرار مبصلحة التحقيق سواء بالتأثير على اجملني عليه أو الشهود أو بالعبث يف األدلة أو القرائن املادية، أو بإجراء اتفاقــات مــع باقــي اجلنــاة لتغيير احلقيقة أو طمــس معاملها. وتوقي اإلخالل اجلســيم باألمن والنظــام العام الذي قد يترتب على جســامة اجلرمية.ومع ذلك يجوز حبس املتهم احتياطياً إذا لم يكن له محل إقامة ثابت معروف يف مصر،

وكانت اجلرمية جناية أو جنحة معاقبا عليها باحلبس.5

وعلــى ذلــك فاحلبــس اإلحتياطى جائز إذا كانت الواقعة املســندة للمتهم جنايــة أو جنحة معاقب عليها باحلبس مدة ال تقل عن سنة وتوجد دالئل كافية على إرتكاب املتهم لها ، وحدد القانون أنه يجوز لقاضي التحقيق ( وللنيابة العامة)

إذا توافرت إحدى احلاالت األربع سالفة الذكر أن يصدر أمراً بحبس املتهم.64- ويحدد القانون اليمني كذلك األسباب التي تبرر استخدام اإلحتجاز السابق للمحاكمة أويف أثنائه باآلتي :االشتباه باجلاني؛ فكل من يقبض عليه بسبب االشتباه يف ارتــكاب جرميــة يجــب ان يقــدم الــي القضاء خالل األربع وعشــرين ســاعة مــن تاريخ القبض عليه على االكثــر وعلى القاضي اوعضو النيابة تبليغه باســباب القبــض واســتجوابه ومتكينــه مــن دفاعه واعتراضاته ويجب على الفور اصدار قرار مســبب باســتمرار القبض أواالفراج عليه وفق مــا تقتضيه مصلحة التحقيق (املادة 48/ أ – ه من الدســتور اليمني )، ومصلحة التحقيق، وخشــية الهروب،وعدم وجود مقرســكن ثابت اومقر اقامة ثابت، ولدالئل قوية على ارتكابه الفعل

ومحاولته اخفاء نفسه ورفض اإلدالء ببياناته الشخصية اوكذبه اومترده للحضور.5- املادة 134 من قانون اإلجراءات اجلنائية رقم 150 لعام 1950 املستبدلة بالقانون رقم 145 لسنة 2006 والذي نشر بتاريخ 27 يوليه 2006.

6- من الناحية العملية، تتمثل أهم املبررات التي يتم استخدامها لتبرير اللجوء إلى اإلحتجاز السابق للمحاكم أويف ثنائها باآلتي : تيسير استجواب املتهم ووضعه تحــت تصــرف احملقــق، ضمــان عــدم تأثيــره على أدلة الدعوى أوشــهودها أوتهديد اجملنــي عليه وكذلك عــدم هربه.، وقاية املتهــم ذاته من االنتقــام منه وتهدئة الشــعورالعام عقــب إرتــكاب اجلرميــة ،جســامة اجلرميــة املرتكبة وإذا لم يكن له محل إقامة ثابــت ومعروف يف مصر وكانت اجلرمية التــي ارتكبها معاقب عليها

باحلبس.

Page 23: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

22

وقــد نظــم اإلحتجــاز الســابق للمحاكمة فى قانون اإلجــراءات اجلنائية والتعليمــات العامة للنيابات علــى النحو اآلتي: البد أن يسبق احلبس االحتياطي إستجواب للمتهم. وال يجوز للمحقق يف اجلنايات ويف اجلنح املعاقب عليها باحلبس وجوبــا أن يســتجوب املتهــم أو يواجهــه بغيــره من املتهمني أو الشــهود إال بعد دعوة محاميه للحضــور عدا حالة التلبس وحالــة الســرعة بســبب اخلــوف مــن ضياع األدلة على النحو الــذي يثبته احملقق يف احملضر.وعلى املتهم أن يعلن اســم محاميــه بتقريــر لــدى قلــم كتاب احملكمة أو إلى مأمور الســجن، أو يخطر به احملقق، كمــا يجوز حملاميه أن يتولى هذا اإلعالن أو اإلخطار. وإذا لم يكن للمتهم محام، أو لم يحضر محاميه بعد دعوته، وجب على احملقق، من تلقاء نفسه، أن ينتدب له محامياً. وللمحامي أن يثبت يف احملضر ما يعن له من دفوع أو طلبات أو مالحظات.ويصدر احملقق بعد التصرف النهائي يف التحقيق بناء على طلب احملامي املنتدب أمراً بتقدير اتعابه وذلك استرشاداً بجدول تقدير األتعاب الــذي يصــدر بقــرار مــن وزير العدل بعد أخذ رأي مجلــس النقابة العامة للمحامني وتأخذ هذه األتعاب حكم الرســوم القضائية.7ويجــوز لقاضــي التحقيــق، بعد اســتجواب املتهم أو يف حالة هربه، إذا كانــت الواقعة جناية أو جنحة معاقبا عليهــا باحلبــس ملــدة ال تقل عن ســنة، والدالئل عليها كافية، أن يصدر أمراً بحبــس املتهم احتياطياً، وذلك إذا توافرت

إحدى احلاالت أو الدواعي املنصوص عليها حصرا8ً.وأجاز القانون لقاضى التحقيق فى كل وقت ســواء من تلقاء نفســه أو بناء على طلب املتهم أن يأمر بعد ســماع أقوال النيابة العامة باالفراج املؤقت عن املتهم إذا كان هو الذى أمر بحبسه احتياطيا، على شرط أن يتعهد املتهم باحلضور كلما طلب و بأال يفر من تنفيذ احلكم الذى ميكن أن يصدر ضده. إذا كان األمر باحلبس االحتياطى صادراً من محكمة اجلنح املستأنفة منعقدة فى غرفة املشورة بناء على استئناف النيابة العامة األمر باالفراج السابق صدوره من قاضى التحقيــق ، فــال يجــوز صــدور أمر جديــد باإلفراج إال منها9. ويف غيــر األحوال التي يكون فيها اإلفــراج واجباً حتماً ال يفرج عن املتهم بضمان أو بغير ضمان إال بعد أن يعني له محال فى اجلهة الكائن بها مركز احملكمة إن لم يكن مقيماً فيهــا10. ويجــوز تعليــق اإلفــراج املؤقت، فى غير األحوال التى يكون فيهــا واجباً حتماً، على تقدمي كفالة. ويقدر قاضى التحقيق أو محكمة اجلنح املستأنفة منعقدة فى غرفة املشورة، حسب األحوال، مبلغ الكفالة11. وال مينع األمر الصادر باإلفراج ال قاضي التحقيق من إصدار أمر جديد بالقبض على املتهم أو بحبسه إذا ظهرت أدلة جديدة ضده أو أخل

بالشروط املفروضة عليه أو جدت ظروف تستدعي اتخاذ هذه اإلجراءات12.وال يختلــف الوضــع يف تونــس عــن الوضع القائم يف الــدول املذكورة بالنســبة لواقع اإلحتجاز الســابق للمحاكمة ويف أثنائها. ففي عام 2012، بلغت تســبة احملتجزين قبل احملاكمة ويف أثناثها 53.3 % من الذكور احملتجزين بوجه عام يف الســجون التونســية، بينما بلغت نســبة النســاء 66.66 %. واملالحظ أن هذه النســبة ارتفعت كثيرا يف العام 2012 عــن مــا كانــت عليه يف العام 2010 حيث بلغت نســبة الذكور احملتجزين احتجازاً احتياطياً ســابقاً للمحاكمة 36.6 %

ونســبة النســاء 43.5 % من احملتجزين يف السجون التونسية. وتتمثل املبررات القانونية التي يتم التمســك بها يف تونس لتبرير اســتخدام اإلحتجاز الســابق للمحاكمة : مبقتضيات التحقيــق ومنفعتــه13، والتلبــس بجنايــة أو جنحــة، وتنفيــذ إنابة عدلية صادرة مــن قاضي تحقيق إلــى مأمور الضابطة العدليــة14، والفعــل املســتوجب عقابا بالســجن أو عقابا أشــد، منعاً القتــراف جرائم جديدة، وضمانــاً لتنفيذ العقوبة،

وضماناً لسالمة سير التحقيق، وظهور ظروف جديدة وخطيرة ومنعاً لفرار املتهم .وتعترف القوانني النافذة يف تونس بعدد من بدائل اإلحتجاز السابقة للمحاكمة. وينظم القانون التونسي هذا املوضوع بالصــورة اآلتيــة : الصلــح بالوســاطة15، واإلفــراج املؤقــت16. وقــد بلغــت عدد القــرارات الصادرة عن قاضــي التحقيق

باإلفراج املؤقت عن ذكور (1449) قراراً، و إناث (57) قراراً.7- املادة 124 من قانون اإلجراءات اجلنائية املصري.

8- تتمثــل هــذه الدواعــي التــي نصــت عليهــا املــادة 134 مــن قانــون اإلجــراءات اجلنائية املصــري باآلتي : إذاكانتــا جلرمية يف حالــة تلبس،ويجب تنفيــذ احلكم فيها فورصــدوره، اخلشــية مــن هــروب املتهــم، خشــية اإلضــرار مبصلحة التحقيق ســواء بالتأثير على اجملنــي عليه أو الشــهود أو بالعبث فيا ألدلــة أوالقرائن املادية، أوبإجراء اتفاقات مع باقي اجلناة لتغيير احلقيقة أوطمس معاملها وتوقيا إلخالل جسيم باألمن والنظام العام الذي قد يترتب على جسامة اجلرمية. ومع ذلك

يجوز حبس املتهم احتياطيا إذا لم يكن له محل إقامة ثابت معروف يف مصر، وكانتا جلرميةجناية أوجنحة معاقبا عليها باحلبس.9- املادة ( 144) من قانون اإلجراءات اجلنائية املصري.

10- املادة ( 145) من قانون اإلجراءات اجلنائية املصري.11- املادة ( 146) من قانون اإلجراءات اجلنائية املصري 12- املادة ( 150) من قانون اإلجراءات اجلنائية املصري.

13- ( الفصول13 مكررو26 و35 / 2 و206 / ثالثا من مجلة اإلجراءات اجلنائية التونسية. 14- (الفصل57/ 3 من مجلة اإلجراءات اجلنائية التونسية.

15- أنظر الفصل 335 من مجلة اإلجراءات اجلنائية التونسية. 16- أنظر الفصول من 86 – 92 من مجلة اإلجراءات اجلنائية التونسية.

Page 24: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

23

يتضــح ممــا ســبق أن كالً مــن األردن ، واليمــن، وتونــس ومصر لم تأخــذ باالتجاهات احلديثة يف مجــال التدابير غير اإلحتجازيــة الســابقة للمحاكمــة وأنهــا ما زالــت تعمل وفق االتجاهــات القدمية يف هذا اجملال، األمــر الذي يجعل من التدبير اإلحتجازي تدبيرا روتينياً وشائعاً يف هذه الدول بخالف دول املغرب العربي التي شملتها هذه الدراسة والتي

أخذت باالتجاهات احلديثة يف هذا اجملال.

2 / 2 . التدبير اإلحتجازي الســابق للمحاكمة هو إجراء اســتثنائي في الدول التي أخذت باالجتاهات احلديثة في مجال التدابير غير اإلحتجازية

دلت الدراســة على أن الدول املغاربية الثالث املشــمولة بها ( اجلزائر، املغرب وتونس) ال تســتخدم التدبير اإلحتجازي إال بصورة استثنائية ، ويعزى ذلك إلى أن القوانني النافذة فيها قد أخذت من حيث املبدأ ونسبياً باالتجاهات احلديثة يف مجال التدابير غير اإلحتجازية، وقد انعكس ذلك بالفعل على أعداد األشخاص الذين يتم احتجازهم فيها احتجازاً

احتياطياً سابقاً للمحاكمة أو يف أثنائها. ففــي العــام 2012 ، بلغ عدد األشــخاص احملتجزين احتجازاً ســابقاً للمحكمــة أو يف أثنائها يف اجلزائر (3745) رجالً و(62) إمــرأة مــن مجمــوع (52000) شــخصا محتجزيــن يف الســجون اجلزائريــة يف ذلــك العام. ويعكــس هذا العدد الضئيــل مــن احملتجزيــن احتياطيــا حقيقة أن التدبير اإلحتجــازي يف هذه املرحلة يعد اســتثنائيا بالفعل يف إطار نظام العدالة اجلنائية يف اجلزائر. وتتمثل أهم مبررات إستخدام اإلحتجاز السابق للمحاكمة يف اجلزائر باآلتي : أن تكون التزامــات الرقابــة القضائيــة غيــر كافية، أن األفعــال املرتكبة ذات طابع جنحي أو جنائي خطيــر، أن يكون اإلحتجاز ضرورياً حلماية املتهم أو وضع حد للجرمية أو الوقاية من حدوثها من جديد، أن ال يكون للمتهم موطن مستقر أو ال يقدم ضمانات كافية للمثول أمام العدالة، أن يكون اإلحتجاز االحتياطي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على احلجج واألدلة املادية أو وسيلة ملنع الضغوط على الشهود أو الضحايا أو لتفادي تواطؤ بني املتهمني والشركاء أو عندما يخالف املتهم

من تلقاء نفسه الواجبات املترتبة على إجراءات الرقابة القضائية.وتجــدر اإلشــارة أن التعديــالت العديــدة التي أدخلت على قانــون اإلجراءات اجلزائية اجلزائــري انصبت على تكريس أكبر ملبادئ حقوق اإلنسان وحماية احلريات الفردية وتعزيز مبدأ قرينة البراءة وإدخال معايير جديدة تبرر اإلحتجاز الســابق للمحاكمة، وتتمثل يف عدم وجود موطن مســتقر للمتهم أو عدم تقدميه لضمانات كافية للمثول أمام العدالة، إضافة إلى خطورة األفعال املنســوبة إليه. علماً أن أهم تعديل مت تكريســه يف تعديل قانون اإلجراءات اجلزائية لســنة 2001 هــو مبــدأ التعويــض عــن اخلطــأ القضائي واحلبس املؤقت، يعد مــن املبادئ الدســتورية يف اجلزائر إذ أن مبدأ

التعويض عن اخلطأ القضائي17.ومــن أهــم التدابير التي اســتحدثت للتقليص أيضا من اللجوء للحبس االحتياطــي منح املتهم الذي يتم إيداعه احلبس املؤقت، حق استئناف أمر الوضع رهن احلبس االحتياطي يف غضون (3) أيام من تاريخ اإليداع بعد أن يبلغه به قاضي

التحقيق الذي يشير باحملضر إلى هذا التبليغ.18وتجدر اإلشارة يف هذا اخلصوص إلى أن قانون اإلجراءات اجلزائية ينص على أن : »احلبس املؤقت إجراء إستثنائي،

ال ميكن أن يؤمر باحلبس املؤقت أو أن يبقى عليه، إال إذا كانت إلتزامات الرقابة القضائية غير كافية.......«19.فالرقابة القضائية هي نظام بطبيعته بديل عن احلبس املؤقت أو اإلحتجاز االحتياطي السابق للمحاكمة أو يف أثنائها، حيث يجوز لقاضي التحقيق أن يأمر بالرقابة القضائية للمتهم إذا كانت األفعال املنسوبة إليه قد تعرضه إلى عقوبة احلبس أو عقوبة أشد (السجن)، ويلتزم بعدد من الشروط، تضمن مثوله أمام القضاء. وهي متكن أعداد هائلة من املتهمني من تجنب اخلضوع لالحتجاز االحتياطي ممن قد يحكم عليهم الحقاً إما بعقوبات قصيرة املدة أو حتى بالبراءة أحيانا.20 وقد عد املشرع اجلزائري كالً من اإلفراج املؤقت والرقابة القضائية األصل بينما يكون اإلحتجاز

17- يعد مبدأ التعويض عن اخلطأ القضائي من املبادئ الدســتورية يف اجلزائر، فقد كرســه الدســتوراجلزائري يف فياملادة 49 الواردة يف باب احلقوق واحلريات التي أكدت صراحة على أن مثل هذا التعويض يقع على عاتق الدولة. كما تنص املواد من 137مكررإلى 137 مكرر14 من قانون اإلجراءات اجلزائية على أحكام وإجراءات طلب التعويض عن احلبس املؤقت الذي مينح بقرار من جلنة منشأة على مستوى احملكمة العليا يرأسها الرئيس األول للمحكمة العليا، والتي تكتسي

طابع جهة قضائية مدنية.18- املادة 123 م 2 مكررمن قانون اإلجراءات اجلنائية اجلزائري.

19- املادة 123 من قانون اإلجراءات اجلزائية الصادر باألمررقم 155-66 املؤرخفي 8 يونيوسنة 1966 املعدل واملتمم.20- أنظر املادة 125 مكرر1 من قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري.

Page 25: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

24

االحتياطي إجراء استثنائياً ال يأمر به القاضي إال إذا كانت التزامات الرقابة القضائية غير كافية.21ويتضمــن القانــون اجلزائــري كذلــك بدائــل أخــرى بديلة عن اإلحتجاز الســابق للمحاكمــة أو يف أثنائهــا وهي التكليف باحلضــور أمــام احملكمــة الــذي تأمر به النيابــة طبقا للمادتــني 333 و 334 من قانون اإلجــراءات اجلزائية عوضاً عن

تطبيق إجراءات التلبس على املتهم و بالتالي حبسه.22أما فيما يخص املغرب، فيمكن القول بأن اجلرائم سواء أكانت جنايات أم جنحاً ويعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية يف القانون اجلنائي، ميكن أن يصدر القاضي يف شأنها قراراً باالحتجاز االحتياطي (يسمى باملغرب اعتقاالً احتياطياً) مع إعمال سلطته التقديرية يف إقرار ذلك بحسب مدى توافر ضمانات احلضور للمحكمة من طرف املشتبه به أو املتهم؛ وليس هناك متييز يف هذا األمر بني الذكور والنســاء. وعدم جلوء القاضي إلى االعتقال االحتياطي أمر وارد وممكن بالفعل بســبب توافر بدائل له مبقتضى قانون املســطرة اجلنائية ؛ وهي بدائل أحاطها املشــرع مبجموعة من الشــروط

التي تضمن مثول املتهم أمام احملكمة.أما بالنســبة ملبررات اســتخدام اإلحتجاز الســابق للمحاكمة، فإنه مبوجب التشــريع املغربي وتحديداً قانون املســطرة اجلنائية، ميكن أن يصدر قرار الوضع رهن االعتقال االحتياطي عن النيابة العامة ممثلة يف وكيل امللك أو الوكيل العام للملــك، عنــد مالحقــة املشــتبه بــه أو املتهم يف اجلنايات أو اجلنح املعاقب عليها بعقوبة ســالبة للحريــة، كما ميكن أن يصدر هذا القرار عن قاضي التحقيق عند التحقيق يف القضية. ويعد اإلحتجاز الســابق للمحاكمة تدبيراً اســتثنائياً، وال ميكن اللجوء إليه إال بهذه الصفة23. كما أن آجاله محددة قانوناً. إضافة إلى أن متديده يســتوجب تســبيباً خاصاً

وبناء على طلب مدعم بأسباب للنيابة العامة24.وتتمثــل التدابير غير اإلحتجازية التي ميكن العمــل بها مبوجب القانون املغربي كبديل عن اإلحتجاز

بالتدابير اآلتية : أ. الوضــع حتــت املراقبــة القضائية من بدائل اإلحتجاز االحتياطي التي يعمل بهــا يف اجلنايات أو يف اجلنح املعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية. وميكن أن يوضع املتهم تحت املراقبة القضائية يف أية مرحلة من مراحل التحقيق ملدة شــهرين قابلة للتجديد خمس مرات وذلك ألجل ضمان حضوره. ما لم تكن ضرورة التحقيق تفرض اعتقال املتهم احتياطيــاً للحفــاظ علــى أمن األشــخاص أو على النظــام العام. وقد أوجب القانون على املســتفيد من هذا اإلجراء

اخلضوع ألي من التدابير أو االلتزامات اآلتية 25: - عدم مغادرة احلدود الترابية احملددة من طرف قاضي التحقيق.

- عــدم التغيــب عــن املنزل أو الســكن احملدد من طرف قاضي التحقيق إال وفق الشــروط واألســباب التي يحددها القاضي املذكور.

- عدم التردد على بعض األمكنة التي يحددها قاضي التحقيق. - إشعار قاضي التحقيق بأي تنقل خارج احلدود املعينة.

- التقدم بصفة دورية أمام املصالح والسلطات املعينة من طرف قاضي التحقيق. 21- املواد من 125 / ! مكررإلى 125 / 3 مكررمن قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري.

22- مــن الضــروري التأكيــد علــى أنــه بالرغــم من أن العمل بالبدائل املذكورة أعاله يف القانون اجلزائري متروك للســلطة التقديرية للقاضي، إال أنها تعد األصل ‘ حيث أن القانون اليقيد اللجوء إلى هذه البدائل بشرط بل يتوجه القاضي إلى تطبيقها تاركا اللجوء للحبس اواالحتجاز كآخر إجراء. وهذا االخيرهوالذي قيده

املشرع اجلزائري بعدة قيود من أبرزها إلزام القاضي بتسبيب قراره باحلبس املؤقت أو اإلحتجاز االحتياطي .23- املادة ( 159) من قانون املسطرة اجلنائية املغربي.

24- تتمثل اسباب ومبررات اللجوء إلى اإلحتجاز السابق للمحاكمة يف قانون املسطرة اجلنائية املغربي باآلتي : 1. لوكيل امللك أن يصدر أمرا باالعتقال االحتياطي فياجلرائمالتييعاقبعليهاباحلبسأوالسجنإذاتعلقاألمرب :

- حالة التلبس حيث يقوم وكيل امللك باســتنطاق املشــتبه فيه وميكنه إيداعه بالســجن، ويف هذه احلالة فإن القضية تحال إلى أول جلســة مناســبة تعقدها احملكمة االبتدائية.

- يف حالــة اعتــراف املشــتبه فيــه باألفعــال املكونــة جلرمية يعاقــب عليها باحلبس أو ظهرت معالــم أوأدلة قوية على ارتكابها، والــذي ال تتوفر فيه ضمانات احلضور أوظهر أنه خطيرعلى النظام العام أوعلى سالمة األشخاص واألموال، ويف هذه احلالة يعلل وكيل امللك قراره.

2. للوكيل العام للملك أن يصدر أمرا بوضع املشتبه فيه رهن االعتقال االحتياطي، ويحيله على غرفة اجلنايات خالل 15 يوما على األكثر وذلك إذا ظهر له أن قضية املتهم جاهزة للحكم. وإذا ظهر أن القضية غير جاهزة للحكم التمس الوكيل العام إجراء تحقيق فيها من طرف قاضي التحقيق وميكن للنيابة العامة أن تقوم بهذه اإلحالة بفتح التحقيق مع مطالبتها بإصدار أمر بإيداع املتهم ف السجن، وإذا ارتأى قاضي التحقيق أن ال داعي لالستجابة لهذا الطلب، فإنه يجب عليه إصدار أمر بذلك خالل 24 ساعة يبلغه فورا إلى النيابة العامة. (املادة134 قانون املسطرة اجلنائية). وبصرف النظر عن ملتمس النيابة العامة فإنه ميكن لقاضي التحقيق يف القضايا اجلنائية أواجلنحية أن يصدر حسب األحوال أمرا باإليداع يف السجن يف حق املتهم.(املادة 142 من قانون املسطرة

اجلنائية).ويبلغ قاضي التحقيق املتهم بأمر اإليداع بالســجن ويشــير إلى هذا التبليغ يف محضر االســتنطاق. (املادة 152 منقانون املســطرة اجلنائية) ويعد االســتنطاق إلى جانب أن تكون األفعال املرتكبة جناية أو

جنحة يعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية شروطا أساسية إلصدار قاضي التحقيق أمرا باإليداع بالسجن. (املادة 153 من قانون املسطرة اجلنائية).25- املادة 161 من قانون املسطرة اجلنائية املغربي.

Page 26: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

25

- االســتجابة لالســتدعاءات املوجهــة إلــى اخلاضــع للمراقبة من أية ســلطة أو أي شــخص مؤهــل معني من طرف القاضي.

- اخلضوع لتدابير املراقبة املتعلقة بالنشاط املهني أو حول مثابرته على تعليم معني.- إغالق احلدود.

- تقدمي الوثائق املتعلقة بهويته السيما جواز السفر إما لكتابة الضبط، أو ملصلحة الشرطة أو الدرك امللكي مقابل وصل.

- املنع من سياقة جميع الناقالت أو بعضها، أو تسليم رخصة السياقة لكتابة الضبط مقابل وصل وميكن لقاضي التحقيق أن يأذن له باستعمال رخصة السياقة ملزاولة نشاطه املهني.

- املنع من االتصال ببعض األشخاص احملددين على وجه اخلصوص من طرف قاضي التحقيق. - اخلضوع لتدابير الفحص والعالج أو لنظام االستشفاء سيما من أجل إزالة التسمم.

- إيداع كفالة مالية يحدد قاضي التحقيق مبلغها وأجل أدائها، مع األخذ بعني االعتبار احلالة املادية للمعني باألمر؛- عدم مزاولة بعض األنشطة ذات طبيعة مهنية أو إجتماعية أو تجارية ما عدا املهام االنتخابية أو النقابية، وذلك يف احلالة التي ترتكب فيها اجلرمية أثناء ممارسة هذه األنشطة أو مبناسبتها، أو إذا كان يخشى ارتكاب جرمية جديدة لها عالقة مبمارسة النشاط املعني. غير أنه إذا تعلق األمر بعدم مزاولة مهنة احملاماة، فإن الوكيل العام للملــك يحيــل األمــر بطلب من قاضــي التحقيق على مجلس هيئة احملامني، الذي يبت طبقاً ملقتضيات املواد 65 إلى 69 من القانون املنظم ملهنة احملاماة. ويف حالة عدم البت داخل أجل شهرين من تاريخ اإلحالة يعود لقاضي

التحقيق اتخاذ القرار بنفسه.- عدم إصدار الشيكات.

- عدم حيازة األسلحة وتسليمها إلى املصالح األمنية اخملتصة مقابل وصل.- تقدمي ضمانات شخصية أو عينية يحددها قاضي التحقيق تستهدف ضمان حقوق الضحية.

- إثبات مساهمة املتهم يف التحمالت العائلية أو أنه يؤدي بانتظام النفقة احملكوم بها عليه.ب . الصلح بني اخلصوم26:

ويشمل هذا التدبير جنحاً محددة على سبيل احلصر ال تتسم باخلطورة على النظام العام وينحصر أثرها السلبي أو ضررهــا علــى أطرافهــا. والرضا شــرط ضروري لتفعيل هذا التدبير بني اخلصوم ويتــم إقرار هذا التدبير بأمر قضائي يصدره رئيس احملكمة االبتدائية أو من ينوب عنه, كما يتم تقييده مبراقبة القضاء الذي عليه أن يتأكد من حدوثه بحضور األطراف املعنية ودفاعهم قبل إقراره. ويشكل الصلح حالً وسطاً بني قراري املتابعة واحلفظ اللذين يعــود أمــر إقرارهمــا للنيابــة العامة حيــث أن ذلك من جهة ســيجنب متابعة املتهم ومن جهة أخــرى يخدم الضحية باحلفاظ على حقوقه ومن خالله حقوق اجملتمع. وقد يقع الصلح: قبل إقامة الدعوى العمومية، حيثما تعلق األمر بجرميــة يعاقــب عليها بســنتني حبســاً أو أقل أو بغرامــة ال يتجاوز حدها األقصى 5000 درهــم، بطلب املتضرر أو املشــتكى بــه مــن وكيل امللــك (النيابة العامة) تضمني الصلح احلاصل بينهما يف محضر. ويتم وقف الصلح بحســب القانون يف احلاالت التالية: عدم املصادقة على محضر الصلح، ويف حالة عدم تنفيذ االلتزامات التي صادق عليها رئيس احملكمة أو من ينوب عنه داخل األجل احملدد وإذا ظهرت عناصر جديدة متس الدعوى العمومية ما لم تكن

هذه األخيرة قد تقادمت. ومن ينوب عنه داخل األجل احملدد.ج . الكفــالــــة املالية أو الشخصية27: وتتيح اإلفراج املؤقت عن املتهم أو املشتبه فيه وتضمن الكفالة حضور املتهم

يف جميع إجراءات التحقيق وتنفيذ احلكم. باإلضافة إلى أداء التزامات أخرى يحددها القانون28. وتشــير اإلحصائيات الرســمية الصادرة عن اجلهات املعنية يف املغرب أن عدد الذين اســتفادوا من بدائل اإلحتجاز املذكــورة كلهــا بلــغ يف العام 2012 (99627) شــخصاً، وهو عــدد كبير يعكس مدى تطور نظــام العدالة اجلنائية يف

املغرب بالنسبة الستخدام بدائل اإلحتجاز يف املرحلة السابقة للمحاكمة ويف أثنائها. 26- املادة 41 من قانون املسطرة اجلنائية املغربي.

27- املادة 184 من قانون املسطرة اجلنائية املغربي.28- م تتضمن هذه األداءات بحســب املادة 184ر من قانون املســطرة اجلنائية املغربي أيا مما يأتي : املصاريف املســبقة التي أداها الطرف املدني؛ املبالغ الواجب

إرجاعها ومبالغ التعويض عن الضرر أو أداء نفقة إذا كان املتهم متابعا من أجل ذلك؛ املصاريف التي أنفقها مقيم الدعوى العمومية.

Page 27: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

26

من الالفت لالنتباه يف هذا اجملال أن العقوبات السالبة للحرية ما زالت هي القاسم املشترك بني دول الدراسة جميعها ســواء تلــك التــي أخذت بفكرة بدائل العقوبة اإلحتجازية بأبعادهــا املعاصرة أم تلك التي لم تأخذ بها. ويبدو أن هناك جملــة مــن األســباب البنيويــة التــي تقــف وراء ذلك، فال يجوز النظر لهذا األمر على أنه مجرد مســألة ســطحية ميكن معاجلتها من خالل توفير البنى الهيكلية واملؤسســية الالزمة للعمل ببدائل العقوبات الســالبة للحرية ووضعها موضع التطبيق، ولكنه يعبر عن إشكالية بنيوية وثقافية تتعلق باملشتغلني بالقانون يف تلك البلدان وباملواقف اجملتمعية النمطية

إزاء مرتكبي اجلرائم. وفيما يأتي عرض ألبرز نتائج الدراسة يف هذا الصدد.

1/3 . أولوية العقوبة السالبة للحرية في التشريع واملمارسة

ال يتصور أحد أن يتم االستغناء عن عقوبة احلبس أو غيرها من العقوبات السالبة للحرية، ولكن اللجوء إليها يتعني أن يكون يف احلاالت التي ال ميكن فيها بلوغ غايات وأهداف نظام العدالة اجلنائية إال من خالل احلبس وتقييد احلرية. وقد كشفت الدراسة عن أن الدول املشمولة بها الست ال تعمل وفقاً لهذا التصور، فالعقوبات السالبة للحرية ما زالت هي األكثر شــيوعاً على املســتويني التشــريعي والعملي، وما زالت هي العقوبة املفضلة لدى احملاكم الوطنية والقائمني علــى التشــريع يف تلــك الــدول. فــكل مــن األردن ومصــر واليمن واملغــرب ال تعترف تشــريعاتها من حيث املبــدأ ببدائل العقوبات السالبة للحرية وتجعل من العقوبة السالبة للحرية العقوبة األساسية للسواد األعظم من اجلرائم الواردة يف قوانينها اجلزائية بالنسبة للراشدين. أما بقية الدول وهي اجلزائر وتونس، فقد تضمنت قوانينها وتشريعاتها اجلزائية عــدداً مــن بدائــل العقوبات الســالبة للحرية إال أن العمل بها يقتصر على عدد محــدود من اجلرائم ومازالت العقوبات

السالبة للحرية هي العقوبات األساسية كذلك يف التشريع واملمارسة. ففــي األردن - علــى ســبيل املثــال - ميكــن القول بــأن العقوبة األكثر شــيوعاً يف قانون العقوبات األردنــي هي العقوبة الســالبة للحريــة، فهــي العقوبــة املقــررة قانوناً للجرائم من نوع اجلنايات باســتثناء ما يســتوجب منهــا عقوبة اإلعدام، وللجرائــم مــن نــوع اجلنــح. كما يأخذ قانون العقوبات األردنــي كذلك يف بعض اجلرائم باحلبــس التكديري 29. وتجدر اإلشــارة إلــى أن معــدل األحــكام الصــادرة بعقوبة احلبــس يف األعــوام 2010، 2011 و 2012 بلغ بحســب اإلحصائيات الرسمية : للمحكومني من الذكور 95.08 % من مجموع احملكومني، ولإلناث 97.47 % من مجموع احملكومات. علماً بأن نسبة 79.47 % من األحكام اجلزائية املتضمنة عقوبات احتجازية تتضمن إيقاع عقوبة احلبس ملدة أقل من سنة إلى 10 سنوات. وتقع مدة العقوبات السالبة للحرية يف حالة النساء ضمن املعدل ذاته؛ فنسبة 74.311 % من مجموع

األحكام الصادرة بحقهن تضمنت حبسهن ملدة أقل من سنة إلى 10 سنوات. ولو أخذنا املغرب كمثال آخر من بني الدول املشمولة بالدراسة، فسنجد أن املشرع املغربي حدد العقوبات على النحو اآلتــي : أصليــة أو إضافيــة. فتكــون أصلية عندما يســوغ احلكم بها وحدها دون أن تضــاف إلى عقوبة أخرى، وتكون إضافية عندما ال يسوغ احلكم بها وحدها، أو عندما تكون ناتجة عن احلكم بعقوبة أصلية. والعقوبات األصلية، نجد لها تصنيفاً على النحو التالي، فهي إما جنائية أو جنحية أو ضبطية. وأما العقوبات اجلنائية األصلية فهي : اإلعدام، الســجن املؤبد، الســجن املؤقت من خمس ســنوات إلى ثالثني ســنة، اإلقامة اإلجبارية والتجريد من احلقوق الوطنية. أما العقوبات اجلنحية األصلية فهي : احلبس، الغرامة التي تتجاوز 1200 درهم. وهناك العقوبات الضبطية األصلية

وهي: االعتقال ملدة تقل عن شهر، الغرامة من 30 درهم إلى 1200 درهم30.

29- أنظر املواد من 14 – 16 من قانون العقوبات األردني.30- أنظــر الفصــول مــن 14 – 18 مــن القانون اجلنائيا ملغربي الصادر مبوجب الظهيرالشــريف رقــم 1.59.413 الصادريف 28 جمادي الثاني 1382 (26 نونبر 1962)

واملنشور باجلريدة الرسميةعدد 2640 مكرربتاريخ 12 محرم 1383 (5 يونيو 1963) ص1253.

3 بدائل العقوبات السالبة للحرية في دول الدراسة

Page 28: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

27

فالعقوبات الســالبة للحرية ما زالت مركزية ومحورية يف قوانني العقوبات يف الدول الســت، والهامش املمنوح لبدائلها ما زال محدوداً جداً.

3 / 2 . عدم وجود تنظيم قانوني متكامل للعقوبات البديلة والتدابير غير اإلحتجازية :ميكن التفرقة يف إطار هذه الدراسة بني طائفتني من الدول، فهناك طائفة ال تقر قوانينها ببدائل عن العقوبات السالبة للحريــة مــن حيــث املبــدأ، وهناك طائفــة أخرى تأخذ بقوانينها بهــذه البدائل وهي اجلزائر وتونــس. ولكن حتى هذه األخيرة؛ والتي أخذت باالتجاهات املعاصرة يف مجال بدائل العقوبة، فإن تنظيمها القانوني ذي الصلة بهذه البدائل ال

يتصف بالشمول وال بالتكامل وهو تنظيم جزئي ومحدود. صفوة القول هي أن دول الدراسة كلها تتصف بالهامش الضيق املعطى فيها لبدائل العقوبات السالبة للحرية وهي قد يكون كذلك يف بعضها، وقد يكون ضيقاً جداً يف بعضها اآلخر. فاملالحظ أن عدداً منها اقتصر على اإلقرار بالبدائل الكالســيكية كالغرامــة ووقــف تنفيذ العقوبة ولم يأخذ بالصور املســتحدثة منها، والعــدد اآلخر اكتفى ببعض منها ويف عــدد محــدود مــن اجلرائــم. فضــال عن أن الدول التي أخذت بهــا مبدلولها املعاصر، لم توفر إلــى اآلن البنى والهياكل املؤسســية الالزمــة لوضعهــا موضع التطبيق بشــكل فعــال. األمر الذي يعنــي أن التنظيم القانوني لهــذه البدائل مازال

ضعيفاً ويشوبه القلق والتردد.ففي األردن، يأخذ النظام القانوني األردني بشكل جزئي ببدائل عقوبة احلبس ومن أهمها البدائل اآلتية : استبدال عقوبة احلبس بالغرامة إذا كان احلكم اليتجاوز 3 أشــهر كحد أقصى31، والكفالة االحتياطية32، والعفو بشــقيه العام واخلــاص33 ووقــف تنفيــذ العقوبــة 34. ويتم اللجــوء عادة ملثل هذه التدابير يف قضايا : االعتداء على الســالمه العامه، واالعتداء على اإلدارة العامة، والقضايا التي متس الدين واألسرة، واالعتداء على األخالق واآلداب العامة، واالعتداء علــى األمــوال واالعتــداء علــى اإلنســان. أمــا فيما يتعلق باملؤسســات الرســمية واجملتمعيــة التي تقوم باإلشــراف على تنفيــذ العقوبــات البديلة املشــار إليها، ففي مجال اســتبدال عقوبــة احلبس بالغرامة ، فإن اإلجــراء ينتهي مبجرد دفع قيمة الغرامة (احملكمة). وبالنســبة للتدابير األخرى املذكورة، فليس هناك مؤسســات مجتمعية أو رســمية تشرف على

تنفيذها ألنها ال تقتضي أية متابعة عقب تنفيذها. أمــا يف اجلزائــر، فقــد تضمــن القانــون جملة من بدائل عقوبــة احلبس أهمها: عقوبــة العمل للنفع العــام ( كبديل عن عقوبة احلبس قصيرة املدة)35 : يعرف قانون العقوبات اجلزائري يف املادة 5 / 1 مكرر هذه العقوبة على النحو اآلتي: » ميكــن للجهــة القضائيــة أن تســتبدل عقوبــة احلبس املنطوق بها بقيام احملكوم عليه بعمــل للنفع العام بدون أجر ملدة تتراوح بني أربعني (40) ساعة و ستمائة (600) ساعة بحساب ساعتني عن كل يوم حبس يف أجل أقصاه 18 شهرلدى شــخص معنوي من القانون العام«. ويشــترط لتطبيقها الشــروط اآلتية : أن يكون املتهم غير مســبوق قضائياً، أن يكون املتهــم يبلــغ مــن العمر 16 ســنة على األقــل وقت ارتكاب الوقائع، أن تكون عقوبة اجلرمية املرتكبة ال تتجاوز 3 ســنوات

31- املادة 27 من قانون العقوبات األردني32- نصــت عليهــا املادتــان 28 /3 و 32 مــن قانــون العقوبــات األردنــي. ويتعــني أن تتوافر جملة من املعاييــر للعمل بها هي : نوع اجلرميــة ومدةالعقوبة املقررة للفعل اجلرمي؛ اذ يحكم بها يف حاالت التهديد اوالتهويل اواحلكم من أجل تحريض على جناية اواذا كان ثمة مجال للخوف من ان يعود احملكوم عليه إلى ايذاء اجملني

عليه أو احد افراد اسرته اواالضرار باموالهم.33- املادة 47 من قانون العقوبات األردني.

34- نصت عليه املادة 54 مكررمن قانون العقوبات األردني على النحو اآلتي : » -1 يجوز للمحكمة عند احلكم يف جناية أو جنحه بالســجن مدة ال تزي دعلى ســنة واحدة ان تامر يف قرار احلكم بايقاف تنفيذ العقوبة وفقا » لالحكام والشروط املنصوص عليها يف هذا القانون اذا رات من اخالق احملكوم عيه اوماضيه اوسنه اوالظروف التي ارتكبت فيها اجلرمية ما يبعث على االعتقاد بانه لن يعود إلى مخالفة القانون ويجب ان تبني يف احلكم اسباب ايقاف التنفيذ .ويجوز ان تجعل االيقاف شــامال الية عقوبة تبعية وجلميع االثار اجلنائية االخرى املترتبة على احلكم؛ -2 يصدر االمر بايقاف تنفيذ العقوبة ملدة ثالث ســنوات تبدا من اليوم الذي يصبح فيه احلكم قطعيا« ويجوز الغاؤه يف أي من احلالتني التاليتني :اذا صدر على احملكوم عليه خالل هذه املدة حكم باحلبس ملدة تزيد على شهر واحد عن فعل ارتكبه قبل صدور امر ايقاف التنفيذ أو بعد صدوره، اذا ظهر خالل هذه املدة ان احملكوم عليه كان قد صدر ضده قبل االمر بايقاف التنفيذ كاملنصوص عليــه يف البنــد (أ) مــن هــذه الفقــرة ولم تكن احملكمة ق دعلمت بــه؛ -3 صدر احلكم بالغاء وقف التنفيذ من احملكمة التي كانت قد قررته بناء« على طلب النيابة العامة وتبلغ احملكوم عليه باحلضور واذا كانت العقوبة الت يبني عليها االلغاء قدحكم بها بعد ايقاف التنفيذ جاز ان يصدر احلكم باإللغاء من احملكمة التي قضت بهذه العقوبة سواء من تلقاء نفسها أو بناء على طلب النيابة ؛ -4 يترتب على االلغاء تنفيذ العقوبة احملكوم بها وجميع العقوبات التبعية واالثار اجلنائية االخرى

التي كان قد اوقفت تنفيذها؛ -5اذا انقضت مدة ايقاف التنفيذ ولم يصدر خاللها حكم بالغائه فتسقط العقوبة احملكوم بها ويعتبر احلكم بها كأن لم يكن«.35- جرى اســتحداثها مبوجب القانون رقم 09 01- املؤرخ يف 25 فبراير 2009 املعدل لقانون العقوبات، والذي أضاف إلى الباب األول فصال جديدا بعنوان العمل ملنفــع العــام، األمــر الــذي مكــن القضاة من اســتبدال عقوبــة احلبس قصيرة املدة بها. ومنذ دخول هــذه العقوبة حيزا لتنفيذ يف عــام 2009 ، مت احلكم بهاعلى

7444 من الرجال و50 امرأة .

Page 29: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

28

حبس وفقاً للقانون، أن تكون العقوبة املنطوق بها ال تتجاوز احلبس ملدة عام. ويتم احتساب عدد ساعات العمل للنفع العام على أســاس ســاعتني عن كل يوم حبس مبا ال يقل عن 40 ســاعة وال يزيد على 600 ســاعة. أما بالنســبة للقصر فــإن مــدة العمــل للنفــع العــام املنطــوق بهــا ال يجب أن ال تقل عــن (20) ســاعة و أن ال تزيد عن (300) ســاعة. ويقوم القاضي باستبدال عقوبة احلبس بعقوبة العمل للنفع بعد إبداء احملكوم عليه قبوله بأداء هذه العقوبة. وينهض قاضي تطبيق العقوبة بتطبيقها ووضعها موضع التنفيذ36. وباإلضافة لعقوبة العمل للنفع العام، هناك الغرامة37، ووقف تنفيذ

العقوبة.أما بالنسية للمغرب، فال يتضمن القانون اجلنائي املغربي عقوبات بديلة عن العقوبة السالبة للحرية كعقوبات أصلية منصوص عليها نصاً صريحاً بهذا املعنى. ويتضح ذلك من خالل ما أفرده املشرع يف اجلزء األول حول العقوبات حني صنفها إلى عقوبات أصلية أو إضافية، فتكون أصلية عندما يسوغ احلكم بها وحدها دون أن تضاف إلى عقوبة أخرى، وتكــون إضافيــة عندمــا ال يســوغ احلكــم بها وحدهــا أو عندما تكون ناتجــة عن احلكم بعقوبة أصليــة. وباالطالع على العقوبات األصلية بالباب األول من القانون اجلنائي، يتضح أنها كلها عقوبات سالبة للحرية باستثناء اإلقامة اإلجبارية والتجريد من احلقوق الوطنية، وهذه األخيرة ميكن أن يحكم بها كعقوبة إضافية كذلك38. وكذلك الغرامة التي جعلها املشرع ضمن السلطة التقديرية للقاضي؛ فمنح اخلياريف عدد من اجلرائم بني النطق بعقوبة سالبة للحرية وبالغرامة أو بإحداهما. وعلى أي حال، ال يكمن اعتبار كالً من الغرامة والتجريد من احلقوق الوطنية واإلقامة اإلجبارية بدائل عن العقوبة السالبة للحرية ألن املشرع عليها جلرائم معينة ارتأى أنها ال تستحق سلب احلرية، وكما هو معروف تكون العقوبات بديلة عن العقوبة الســالبة للحرية يف احلالة التي تكون فيها يعاقب فيها على اجلرائم بســلب احلرية ولكن يتيح املشرع للقاضي استبدالها بعقوبة بديلة عنها. ثم أن النطق بهذه العقوبات وفقاًُ للقانون املغربي ال خيار فيه أمام

اجلاني بل للقاضي وحده، خالفاً ملا يتم يف بعض البدائل يف عدد من الدول كالعمل ألجل املنفعة العامة.وعلى الرغم من أن التنظيم القانوني يف اليمن رمبا يكون أفضل من غيره من يف عدد من بلدان الدراسة، إال أن الواقع العملــي يشــي بــأن العقوبة الســالبة للحرية مازالت هي العقوبة األكثر اســتخداماً من قبل القضــاة. فقد تضمن قانون العقوبات اليمني عدداً من األحكام التي تقر بجملة من بدائل عقوبة احلبس هي : األرش، الغرامة39 ،العمل اإللزامي40، وقــف تنفيــذ العقوبــة41، واالمتنــاع عن نطق العقوبة42. ويقوم باإلشــراف على تنفيذ العقوبــات البديلة املذكورة كل من: احملاكــم ذات الواليــة، النيابــة يف إطار اختصاصها النوعي أو املكاني، مأموري الضبــط القضائي والقيادات واملكونات

اإلجتماعية بإشراف قضائي.

36- تنص املادة 23 من قانون تنظيم السجون اجلزائري على:‹‹ يسهر قاضي تطبيق العقوبات، فضال عن الصالحيات اخملولة له مبقتضى أحكام هذا القانون، على مراقبة مشروعية تطبيق العقوبات السالبة للحرية والعقوبات البديلة عند االقتضاء وعلى ضمان التطبيق السليم لتدابير تفريد العقوبة.

37- ينص قانون العقوبات اجلزائري بالنسبة لعدد من اجلنح واخملالفات على عقوبة الغرامة. ومن أمثلة ذلك نذكر املادة 53/4 من القانون ذاته التي نصت على أنه إذا كان احملكوم عليه غير مسبوق قضائيا وكانت العقوبة املقررة يف مادة اجلنح هي احلبس و/ أو الغرامة، جاز للقاضي احلكم بإحدى هاتني العقوبتني ويف حالــة مــا إذا كانــت العقوبــة املقــررة هــي احلبس وحدها جاز للقاضي اســتبدالها بغرامة على أن ال تقل عــن : 20.000 دج. وأن ال تتجاوز 500.000 دج. كذلك نصوص املواد 144 مكرر،449 ،444 ،324 ، 303 ،298، 246،244 ،243 ،236 ،...الخ وغيرها من مواد قانون العقوبات التي أجازت احلكم بالغرامة وحدها.

38- الفصل 36 من املسطرة اجلنائية يف املغرب.39- تعــرف املــادة (43) مــن قانــون العقوبــات اليمنــي الغرامــة بأنها : »إلــزام احملكوم عليه بأن يدفع خلزينــة الدولة املبالغ التي تقدره ااحملكمــة يف احلكم وال تنقص

الغرامة عن مائة ريال والتجاوز سبعني ألف ريال مالم ينص القانون على خالف ذلك«.40- تعالــج املــادة (44) مــن قانــون العقوبــات اليمنــي عقوبة العمل اإللزامي على النحو اآلتي : »يجوز للمحكمــة يف اجلرائم املعاقب عليها باحلبس مدة ال تزيد على ثــالث ســنوات أن تســتبدل باحلبــس عقوبــة العمــل اإللزامــي مدة ال تزيد على مــدة احلبس املقررة للجرمية وذلك متى تبني لها من أســباب اجلرمية وشــخصية الفاعل وماضيه ووضعه اإلجتماعي أن األثر التربوي للعقوبة ميكن تحقيقه بغير اللجوء إلى احلبس، ويجري تنفيذ العقوبة بتشغيل احملكوم عليه حسب قدراته يف أحــد املشــروعات العامــة املــدة التــي يقررهــا احلكم. ويجوز أن يتضمن احلكم إلزام احملكوم عليه باإلقامة يف منطقة املشــروع الذي يجري فيه التنفيذ أو يف

أحد املنشآت العقابية القريبة منه.« كما تنص املادة (203) من القانون ذاته على : » يعاقب باحلبس مدة ال تزيد على ستة أشهر من اعتاد ممارسة التسول يف أي مكان إذا كان لديه أو يف إمكانه احلصول على وسائ ملشروعة للتعيش وتكون العقوبة احلبس الذي ال تزيد على سنهة إذ ارافق الفعل التهديد أوادعاء عاهة أواصطحا بطفل صغير من غير فروعه ويجوز للمحكمة بدال من احلكم على املتسول بالعقوبة املقررة أن تأمر بتكليفه بعمل إلزامي مدة ال تزيد على سنة إذا كان قادرا على العمل أو تأمر بإيداعه ملجأ أو دار للعجزة أو مؤسسة خيرية معترفاً بها إذا كان عاجزاً عن العمل وذلك متى كان إحلاق أي منهما باحملل املالئم له ممكناَ. ويخصم من أجر احملكوم عليه مقابل ما يقدمه املشروع له من خدمات كاملأكل وامللبس والسكن«.41- تنص املادة ( 118) من قانون العقوبات اليمني على : »للقاضي عند احلكم بالغرامة أو احلبس مدة ال تزيد على سنة أن يأمر بوقف تنفيذ العقوبة إذا تبني من فحص شخصية احملكوم عليه وظروف جرميته ما يبعث على االعتقاد بأنه لن يعود إلى ارتكاب جرمية أخرى وللقاضي أن يجعل وقف التنفيذ شامال ألية عقوبة تكميلية عدا املصادرة، ويجوز له عند األمر بوقف التنفيذ أن يلزم احملكوم عليه بأداء التعويض احملكوم به ملن أصابه ضرر من اجلرمية وذلك خالل أجل يحدد

يف احلكم ويكون احلكم بوقف تنفيذ العقوبة هذه املدة دون أن يتوافر سبب من أسباب إلغاء وقف التنفيذ اعتبر احلكم كأن لم يكن«.42- عاجلت املادة ( 119) من قانون العقوبات اليمني االمتناع من النطق بالعقوبة كاآلتي: »يجوز للقاضي إذا مات وافرت شروط تطبيق املادة السابقة أن ميتنع عن النطق بالعقوبة مع تكليف اجلاني أو/ وليه بأن يتعهد كتابة بعدم ارتكاب جرمية مستقبالً وتقدر احملكمة مبلغا معيناً يراعى فيه يسار اجلاني ويقدم عنه كفيال مقتــدرا فــإذا انقضــت ســنةا من تاريخ احلكم النهائي دون أن يرتكب اجلاني جرمية ســقط الضمان وامتنع النطــق بالعقوبة أما إذا ارتكب اجلاني جرمية ألزمت احملكمة الكفيل مببلغ الضمان ونطقت بالعقوب ةوتتبع يف هذا الشأن اإلجراءات املنصوص عليها يف املادة التالية بشأن إلغاءوق فالتنفيذ، واليخل ذلك مبحاكمة

اجلاني عن اجلرمية اجلديدة«.

Page 30: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

29

ويف تونس، تأخذ تقر القوانني النافذة بعدد من بدائل عقوبة احلبس هي : اخلطيــــة43، تأجيــــل التنفيــــذ44، العمل لفائدة املصلحة العامة45، عقوبة التعويض اجلزائي46. ويتولى اإلشــراف على تنفيذ بدائل عقوبة احلبس املشــار إليها كل من : قاضي تنفيذ العقوبات بالنسبة لعقوبة العمل لفائدة املصلحة العامة مبساعدة مصالح السجون وممثل النيابة العمومية بالنسبة لعقوبة التعويض اجلزائي. وقد بلغ عدد احلاالت التي مت فيها اللجوء لهذه العقوبات البديلة يف سنة 2012 اآلتي : اخلطية (ذكور)3447 حالة و (إناث) 89 حالة، تأجيل التنفيذ (ذكور) 4874 حالة و (إناث) 260 حالة، العمــل لفائــدة املصلحــة العامــة (ذكور) 80 حالة دون اإلناث، التعويض اجلزائي (ذكــور) 88 حالة و (إناث) يف حالينت

فحسب.

وال يتضمــن القانــون النافــذ يف مصر بدائل عن عقوبة احلبس بالنســبة للمتهمني الراشــدين من حيث املبدأ باســتثناء تدبير وحيد هو التصالح بني اجلاني واجملني عليه47.

يتضح مما سبق أن النظم القانونية يف دول الدراسة تتفاوت فيما بينها بنطاق األخذ ببدائل العقوبات السالبة للحرية، ولكنها كلها تفتقر لتنظيم قانوني يتفق بصورة كلية مع املعايير الدولية املستقرة يف هذا اجملال. وعلى الرغم من أفضلية القوانني النافذة يف كل من اجلزائر وتونس واليمن على قوانني باقي دول الدراسة، إال أنها تبقى محدودة وبحاجة إلى إعــادة نظــر ومراجعــة لتغــدو أكثر قربــاً من النظم القانونية املعاصــرة التي تنتهج نهجا أكثر توافقا مع حقوق اإلنســان الدولية. فضال عن أن البدائل األكثر وروداً يف قوانني هذه الدول التدابير غير اإلحتجازية الكالسيكية كالغرامة ووقف

تنفيذ العقوبة والصلح مع استثناءات محدودة لصالح بعض الدول على النحو املوضح أعاله.

43- تعــد اخلطيــة مــن العقوبــات التقليديــة البديلة عن الســجن قصير املــدة، وتنص الفقرتان 7 و8 من الفصل 53 من اجمللة اجلزائية التونســية على أن اخلطية هي عقوبة تعويضية للســجن يف مادة اجلنح واخملالفات بالشــكل اآلتي : »إذا كان العقاب املســتوجب الســجن مدة خمســة أعوام فما دون فإنه ميكن النزول بالعقاب إلى يوم واحد وميكن أيضا تعويضه بخطية الميكن أن يتجاوز مقدارها ضعف احلد األقصى املعني للجرمية«، »إذا كان العقاب املستوجب السجن فقط فإنه ال

ميكن يف صورة تعويض السجن باخلطية ،أن يتجاوز أقصاها أربعة دنانير يف مادة اخملالفات وألفي دينار يف مادة اجلنح«.44- ينظم الفصل 53 من اجمللة اجلزائية التونسية شروط وصور التمتع بتأجيل التنفيذ ،فينص يف الفقرات 1 و13 و14 و19 تباعاعلى :

»إذا اقتضت ظروف الفعل الواقع ألجلها لتتبع ظهورما يحمل على تخفيف العقاب وكان القانون غير مانع من ذلك فللمحكمة مع بيان تلك الظروف بحكمها أن تحط العقاب إلى ما دون أدناه القانوني بالنزول به درجة أودرجتني يف ســلم العقوبات األصلية الواردة بالفصل 5 من هذه اجمللة وذلك مع مراعاة االســتثناءات اآلتي ضبطها«. »إذا صدر احلكم يف جنحة أوإذا صدر احلكم بالسجن يف جناية فإنــه ميكن للمحكمة يف جميع الصور التي ال مينع فيها القانون أن تأمر باحلكم نفسه مع تعليل قضائها بتأجيل تنفيذا لعقوبة إن لم يسبق احلكم على املتهم بالسجن يف جناية أو جنحة على أنه ال ميكن منح تأجيل التنفيذ يف القضايا اجلنائية إال إذا كانت أدنى العقوبة احملكوم بها مع تطبيق ظروف التخفيف ال تتجاوز عامني سجنا ». » إذا لم يرتكب احملكوم عليه يف أجل قدره خمسة أعوام ابتداء من تاريخ احلكم جناية أو جنحة آلت إلى احلكم عليه بالســجن أو بعقوبة أشــد منها فاحلكم املذكور يعد كأن لم يكن. أما إذا حصل خالف ذلك فإن العقوبة األولى تنفذ بادئ ذي بدء دون ضمها إلى الثانية«. » احلكم باإلدانة مع إسعاف احملكوم عليه بتأجيل التنفيذ ،ولو باخلطية ،ال يرسم ببطاقة السوابق العدلية التي تسلم

للخصوم إال إذا حصل خالل مدة خمسة أعوام تتبع عقبه حكم باإلدانة على معنى الفقرة 14 من هذا الفصل«.45- ينص الفصـــل 15 مكرر من اجمللة اجلزائية التونسية على : »للمحكمة إذا قضت بالسجن النافذ ملدة أقصاها عام واحد أن تستبدل بنفس احلكم تلك العقوبة بعقوبة العمل لفائدة املصلحة العامة وذلك دون أجر وملدة ال تتجاوز ستمائة ساعة بحساب ساعتني عن كل يوم سجن. ويحكم بهذه العقوبة يف جميع اخملالفات ويف اجلنــح التــي يقضــى فيهــا بعقوبــة ســجن ال تتجاوز املــدة املذكورة أعاله وهي اجلنــح التالية:...«. وينص الفصـــل 15 / ثالثا على : »يتم قضــاء العمل لفائدة املصلحــة العامــة باملؤسســات العموميــة أو اجلماعــات احمللّيــة أو اجلمعيــات اخليريــة واإلســعافيّة أو اجلمعيــات ذات املصلحــة القومية واجلمعيــات التي يكون موضوعها احملافظة على البيئة« . يتولى قاضي تنفيذ العقوبات متابعة تنفيذ احملكوم عليه لعقوبة العمل لفائدة املصلحة العامة لدى املؤسسة املعنية، على أن » ينفذ اجلبر بالســجن بحســاب يوم واحد عن كل ثالثة دنانير أو جزء الثالثة دنانير على أن ال تزيد مدته على عامني .تنفّذ عقوبة العمل لفائدة املصلحة العامة

بحساب ساعتني عمل عن كل يوم سجن على أن ال تتجاوز مدة العمل القصوى »ستمائة ساعة«( الفصل 334 من اجمللة اجلزائية). 46- بحسب الفصـل 15 / رابعا من اجمللة اجلزائية، تهدف عقوبة التعويض اجلزائي إلى استبدال عقوبةالسجن احملكوم بها بتعويض مالي يلزم احملكوم عليه بأدائه ملن ترتب له ضرر شخصي مباشر من اجلرمية. وال ميكن أن يقل مبلغ التعويض عن عشرين دينارا (20د) وال أن يتجاوز خمسة آالف دينار (5000د) وإن تعدد املتضــررون. وال تحــول عقوبــة التعويــض اجلزائــي دون حق التعويض مدنيا وعلى احملكمــة املتعهدة مراعاة مبلغ التعويض اجلزائي عنــد تقدير التعويض املدني. وميكن للمحكمة إذا قضت بالسجن النافذ يف اخملالفات أو بالسجن ملدة أقصاها ستة أشهر بالنسبة إلى اجلنح أن تستبدل بنفس احلكم عقوبة السجن احملكوم بهــا بعقوبــة التعويــض اجلزائــي إذا اقتضــت ظروف الفعل الذي وقع من أجلها لتتبع ذلك. ويشــترط للتصريح بعقوبة التعويض اجلزائي أن يكون احلكم حضوريا وأن لم يســبق احلكم على املتهم بالســجن أوبعقوبة التعويض اجلزائي. ويتم تنفيذ عقوبة التعويض اجلزائي خالل أجل ال يتجاوز ثالثة أشــهر من تاريخ انقضاء أجل الطعن باالســتئناف يف احلكم االبتدائي أو من تاريخ صدور احلكم نهائي الدرجة. ومينع اســتبدال عقوبة الســجن بعقوبة التعويض اجلزائي بالنســبة إلى

اجلرائم التي حددتها اجمللة اجلزائية تحديدا حصريا. 47- جرى تنظيم أحكام التصالح يف املادة 18 مكرر من قانون اإلجراءات اجلنائية رقم 150 لســنة 1950 واملعدل بالقانون رقم 145 لســنة 2006 ،والتي نصت على : »للمجنــي عليــه أو وكيلــه اخلــاص ولورثتــه أو وكيلهما اخلاص إثبات الصلح مع املتهم أمام النيابة العامة أو احملكمة بحســب األحوال، وذلك يف اجلنح واخملالفات املنصــوص عليهــا يف املــواد 238 (الفقرتــان األولــى والثانية) و241 (الفقرتان األولى والثانيــة) و242 (الفقرات األولى والثانية والثالثــة) و244 (الفقرتان األولى والثانيــة) و265 و321 مكــرراو323 و323 مكــررا،و232 مكــررا »أوال« و324 مكــرراو336 و340 و341 و342 و354 و358 و360 و361 (الفقرتــان األولــى والثانية) و369 و370 و371 و373 و377 (البنــد 9) و378 البنــود (6، 7، 9) و379 (البنــد 4) مــن قانــون العقوبــات، ويف األحــوال األخرى التــي ينص عليها القانون. ويجوز للمتهــم أو وكيلــه إثبــات الصلــح املشــار إليــه يف الفقرة الســابقة. ويجوز الصلح يف أية حالة كانت عليهــا الدعوى، وبعد صيرورة احلكم باتــا. ويترتب على الصلح انقضاء الدعوى اجلنائية ولو كان مترفوعة بطريق االدعاء املباشر، وتأمر النيابة العامة بوقف تنفيذ العقوبة إذا حصل الصلح أثناء تنفيذها وال أثر للصلح على

حقوق املضرور من اجلرمية. أما اجلرائم التي أباح فيها املشرع املصري االنقضاء بالتصالح فهي احملددة بعينها املادة 18 مكرراملشار إليها.

Page 31: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

30

3 / 3 . انخفــاض معــدالت العــود والتكرار في الدول التــي بنظم أكثر تطورا في مجــال بدائل العقوبة السالبة للحرية

ميكن القول بوجه عام أن نســبة العود والتكرار يف الدول التي يوجد فيها قوانني أكثر تطوراً يف مجال بدائل العقوبة السالبة للحرية أفضل منها يف الدول التي ال يوجد بها قوانني مشابهة كاألردن ومصر. ففي األردن على سبيل املثال، يبدو بأن العقوبات اإلحتجازية التي يجري العمل بها فشــلت يف تحقيق الهدف األساســي لنظام العدالة اجلنائية وهو تقليل فرص عودة اجلناة الرتكاب اجلرائم مجددا، فآخر االحصائيات تشــير إلى نســبة 56 % من مجموع الســجناء يف العام 2012 هم من مكرري ارتكاب اجلرائم. فهذه النســبة تعد كبيرة، وهي تدل بصورة واضحة على إخفاق التدابير اإلحتجازية ( املستخدمة بشكل واسع يف األردن) يف إعادة تأهيل اجلناة وإدماجهم يف اجملتمع، وتستوجب النظر جدياً

يف البحث عن بدائل للعقوبات اإلحتجازية تكون أكثر مالءمة لتحقيق أهداف نظام العدالة اجلنائية.

أمــا يف اجلزائــر التــي تتمتــع بقانــون أكثر تطــوراً من األردن بالنســبة لبدائل العقوبات الســالبة للحريــة، فيقدر معدل أصحاب السوابق و املكررين من بني احملتجزين يف الثالث سنوات األخيرة 2010, 2011 و 2012 بنسبة 22 %، والعدد

يف تنازل سنة بعد سنة .

ويف املغرب، فإنه تبعا إلحصائيات رســمية ملؤسســة محمد الســادس إلعادة إدماج الســجناء، وبحكم إشــرافها على تتبــع عــدد من الســجناء املفــرج عنهم يف إطار وحدات الرعاية الالحقة، والذين اســتفادوا من برامــج تأهيلية خالل فترة اعتقالهم، فإن نســبة العائدين يف صفوف هذه الفئة من الســجناء بلغت يف ســنة 2010 (2.78 %)، وســنة 2011 (3.88 %) وســنة 2012 (4.05 % ). ويبــدو أن لبرامــج الرعايــة الالحقــة وإعادة اإلدمــاج املطبقة يف املغرب دور مهم

يف تخفيض هذه النسبة.

كم يتصف اليمن كذلك بانخفاض عدد املكررين، إذ بلغ العدد(269 ) يف عام 2012 من مجموع السجناء البالغ (1110) شخصاً.

يســتتنتج أن الدول التي تتوســع بالتدابير اإلحتجازية والعقوبات الســالبة للحرية لم تنجح يف تحقيق الهدف األساســي لنظام العدالة اجلنائية وهو تقليل فرصة العود والتكرار لدى مرتكبي اجلرائم.

3 / 4 . نظم العدالة التقليدية قد تصلح كمدخل مناسب لتوطني العقوبات البديلة في بعض الدولتســود نظم عدالة تقليدية يف اليمن ويبدو أنها تؤدي أحياناً ولو بصورة جزئية دوراً قريباً من ذلك املرجو من التدابير غيــر اإلحتجازيــة. وهــي حالة رمبا تصلــح للقياس عليها يف األردن وبعض املناطق يف الــدول األخرى. فالتكوين القبلي للمجتمع يف بعض دول الدراسة كاليمن واألردن وما يصاحبه من وسائل تقليدية لتسوية النزاعات بني الناس، قد تجعل مسألة العمل ببدائل العقوبات السالبة للحرية أمراً يسيراً يف املستقبل. ففي مجتمعات كهذه تسود نزعة يف العالقات اإلجتماعيــة للتصالــح والوســاطة بغيــة إيجاد حلول للنزاعات التي قد تثور بني النــاس، فتصبح هذه األمناط التقليدية للعدالــة معــادالً لبدائــل العقوبات الســالبة للحرية بشــكل فعلــي طبعاً ال قانوني. وقــد تصلح أمناط العدالــة التقليدية الســائدة يف مجتمعات كهذه مدخالً لتعزيز فكرة بدائل العقوبات الســالبة للحرية، وبالذات يف اجلرائم التي ال تنطوي

على خطر جسيم أو التي تلحق ضرراً بالضحية ذاته وليس بالصالح العام.

Page 32: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

31

كشــفت الدراســة عــن أن الفئــات املســتضعفة كاألحــداث والنســاء ومدمنــي اخملــدرات ال يتــم التعامل معهــم يف ضوء احتياجاتهــم الفعليــة واخلاصــة بهــم. وإذا كانــت القوانــني النافــذة يف دول الدراســة - باســتثناء األردن - متتلك على املســتوى النظــري قوانــني خاصة باألحداث تتضمــن جملة من التدابير البديلة عن التدابيــر اإلحتجازية يف إطار نظام عدالة األحداث، إال أن املمارسة والواقع ال يتفقان إلى حد ما مع األحكام املدرجة يف تلك القوانني. أما بالنسبة للنساء، فال تتضمن التشريعات النافذة تدابير بديلة خاصة بهذه الفئة. كما يتم التعامل مع مدمني اخملدرات من حيث املبدأ

بوصفهم مجرمني وانطالقا من مقاربة عقابية ال إصالحية. وفيما يأتي عرض لهذه النتائج كلها.

4 / 1 . محدودية وضع التدابير غير اإلحتجازية موضع التطبيق في مجال عدالة األحداثبالرغم من أن التشريعات املتعلقة باألحداث تتصف بكونها أكثر تطوراً يف مجال العمل بالتدابير غير اإلحتجازية عن تلك املتعلقة بالراشــدين يف ســائر بلدان الدراســة باســتثناء األردن، إال أن العمل مبا تضمنته من هذه التدابير مازال محدوداً ويقتصرعلى تدابير محددة بعينها. عالوة على أن نسبة األحداث الذين يخضعون لالحتجاز عالية، ما يعني

أن هذه الدول ال تحترم املعاييرالدولية التي تجعل من هذا التدبير يف حالة األحداث استثنائياً جداً وكمالذ أخير.

ففي األردن48، أقر قانون األحداث األردني عدداً من التدابيرالبديلة عن التدابيراإلحتجازية هي :

أ- تدابيراحلماية بالنسبة للولد وتشمل : تسليمه إلى أحد والديه أو إلى وليه الشرعي، أوإلى أحد أفراد أسرته، أو إلى غير ذويه أو وضعه تحت إشراف مراقب السلوك مدة تتراوح بني سنة وخمس سنوات ؛ ب - بالنسبة للمراهق والفتى، ميكــن للمحكمــة يف حــال ارتــكاب احلــدث خملالفــة أو جنحــة أن تحكم بدفع غرامــة أو بدل عطل وضــرر أو مصاريف احملاكمة، أو بتقدمي كفالة مالية تضمن حســن ســيرته، أو بتقدمي تعهد شــخصي يضمن حسن سيرته، أو بوضعه تحت إشراف مراقب السلوك مدة تتراوح بني سنة إلى (3) سنوات أو بإرساله إلى دار تأهيل األحداث أو أية مؤسسة أخرى معتمــدة لهــذه الغايــة ملــدة ال تقل عن ســنة؛ ج - إذا اقترف الفتى جناية تســتلزم عقوبة األشــغال املؤقتة أو االعتقال، فيمكن للمحكمة أن تســتبدل العقوبة الســالبة للحرية التي ينص عليها قانون األحداث بوضعه تحت إشــراف مراقب السلوك ملدة تتراوح بني سنة إلى ثالث سنوات ؛ د - إذا اقترف املراهق جناية تستلزم عقوبة األشغال الشاقة املؤقتة أو االعتقال، فيجوز للمحكمة أن تستبدل العقوبة السالبة للحرية التي ينص عليها قانون األحداث بوضعه تحت إشراف مراقب السلوك من سنة إلى (3) سنوات أو بإرساله إلى دار تأهيل األحداث أو أية مؤسسة أخرى معتمدة لهذه الغاية ملدة ال تقل عن سنة وال تزيد عن (5) سنوات. كما أجاز قانون األحداث األردني النافذ يف املادة (27) للمحكمة بطلب من وزير التنمية اإلجتماعية اإلفراج عن احلدث بشروط أهمها أن يكون قد أمضى احلدث ثلث مدة العقوبة احملكوم

بها ويوضع طيلة املدة املتبقية من احلكم تحت إشراف مراقب السلوك.

واضــح متامــاً أن القانــون األردنــي ال يتضمن نظاماً متكامــالً خاصاً ببدائل التدابيراإلحتجازية وفــق ااملعايير الدولية، وأن اجلهــة املركزيــة املســؤولة عــن تنفيذ البدائل غيراإلحتجازيــة التي نص عليها القانون هي مراقب الســلوك ووالدا احلــدث أو الوصــي عليــه. ويالحــظ كذلك بأن القانون األردني اليتضمن عقوبة العمــل للنفع العام أو غيرها من بدائل التدابير غير اإلحتجازية املعاصرة يف إطار عدالة األحداث وليس هناك كذلك نظام خاص بالفتيات والعقوبات بديلة

مخصصة لهن.

48- املعلومات املدرجة أعاله بشــأن األردن مســتمدة من الدراســة التي أجراها الباحث الرئيســي يف هذه الدراســة ونشــرتها املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي : »العقوبــات البديلــة يف نظــام عدالــة األحداث ( دراســة حالة لكل من األردن ومصــر واليمن)«، صفحة 13 – 14. علما بأن قانون األحداث األردني ال يأخذ بفكرة التحويل، فاإلجراءات املعمول بها بحق احلدث يف األردن مازالت قضائية فحسب واليتيح القانون التعامل مع احلدث خارج إطار اإلجراءات الرسمية أواحملاكم.

4 ضعف التدابير البديلة اخلاصة بالفئات املستضعفة

Page 33: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

32

أمــا بالنســبة للمغــرب، فطبقــاً للقانــون املغربــي يعتبر حدثــا الطفل الذي لم يبلغ بعد الثامنة عشــرة مــن عمره. ومتيز املســطرة اجلنائية يف ســن احلدث بني مرحلتني : حتى ســن الثانية عشــرة فيكون احلدث غير مســؤول جنائيا بسبب انعدام التمييز بعد الثانية عشــرة إلى الثامنة عشــرة ســنة يعد احلدث ناقص املســؤولية بســبب عدم اكتمال التميز49. وتتمثــل بدائــل التدابيــر اإلحتجازيــة التي أخذ بها املشــرع املغربي يف إطــار عدالة األحداث باآلتــي :التوبيخ، الغرامة، التســليم ألبويه أو حلاضنه أو الوصي عليه، أو املقدم عليه، أو كافله، أو الشــخص أو املؤسســة املعهود إليها برعايته، األمــر القضائــي بإخضــاع احلــدث لتدابير نظام احلراســة املؤقتة50، أو إخضاعــه لنظام احلرية احملروســة أو اإليداع

مبؤسسة تربوية.يالحــظ مــن خــالل املمارســة العملية أن التدابير البديلة املعترف بها يف القانــون املغربي يف مجال عدالة األحداث لها نصيــب جيــد يف التطبيــق، فقد بلغت نســبة األحــكام القضائية الصادرة بعقوبة ســالبة للحرية بحــق أحداث يف العام

2012 (6 %) من مجموع األحكام القضائية اجلزائية الصادرة بحق هذه الفئة.وعلــى الرغــم مــن أن قانــون رعايــة األحــداث اليمني تضمن عــدداً من األحــكام القانونيــة التي عاجلــت التدابير غير اإلحتجازيــة يف إطــار عدالــة األحــداث إال أن التدابيــر اإلحتجازيــة مــا زالــت هــي التدابيــر األساســية يف التعامل مع األحــداث. فقــد أقــر املشــرع اليمني يف القانون املذكور تســعة أنــواع من العقوبات البديلة وهي : التوبيخ، التســليم إلى أحد الوالدين، أو للولي أو الوصي عليه، أو ألحد أفراد أســرته أو لشــخص يتعهد به، اإلحلاق بالتدريب املهني مدة ال تزيد عن (3) ســنوات، اإللزام بواجبات معينة كأن يحظر ارتياده ألماكن معينة أوإلزامه باحلضور أمام شــخص ما أو املواظبة على اجتماعات توجيهية ملدة تتراوح بني ســنة إلى 3 ســنوات، اإليداع يف دار تأهيل ورعاية األحداث، اإليداع يف أحــد املستشــفيات املتخصصــة لفتــرة ال تزيــد على ســنة، االختبارالقضائي بوضع احلدث يف بيئتــه الطبيعية تحت التوجيه واإلشراف ملدة ال تزيد على (3) سنوات، إخالء السبيل املشروط، والعقوبات اإلقتصادية واجلزاءات النقدية كالغرامــة51. وقــد بلــغ عدداألحــداث نزالء دور رعاية األحــداث يف عام 2012 (682) حدثًا بينهــم (66) فتاة، بينما بلغ عــدد األحــداث احملتجزيــن يف الســجون املركزية (204) حدثا ليــس بينهم أية فتاة. أما بالنســبة لعدد األحداث الذين خضعــوا الحتجــاز ســابق للمحاكمــة يف عام 2012، فيمكن القول بأن 30-40 % مــن األحداث يتم احتجازهم حتى وإن أفرج عنهم بعد ذلك وطبقت تدابير غير احتجازية بحقهم. ويتم احتجازهم عادة يف دور التوجيه اإلجتماعي. ويشــار يف هذا الســياق إلى أن عددا ال بأس به من قضايا األحداث تتم معاجلتها يف أقســام الشــرطة والنيابات بدون اللجوء

إلى التدابيراإلحتجازية52.ويف تونــس، حــدد القانــون التونســي بدائل اإلحتجــاز اخلاصة باألحداث الســابقة للمحاكمة على النحــو اآلتي : عدم إمكانيــة الحتجــاز الطفــل تحفظياً إذا كان ســنّه عند اقتراف اجلرمية ال يتجاوز 15 عامــاً وارتكب مخالفة أو جنحة53، التسليم الوقتي للطفل إلى أبويه أوغيرهما (مقدم، حاضن، شخص محل ثقة) أوإلى مركز مالحظة أو مؤسسة تربية

أوتكوين مهني أو معاجلة أو الكفالة الوقتية تحت نظام احلرية احملروسة ملدة محددة، الوساطـــة54.

وحــدد القانــون التونســي كذلــك بدائل عقوبة احلبــس يف حالة األحداث بالصورة اآلتية : ال يجوز توقيع عقاب ســالب للحرية على من هو دون ســنّ اخلمســة عشــر عاماً، التوبيــــخ، تســليم الطفل إلى أبويه أو إلى مقدمه أو إلى حاضنه أو إلى شــخص يوثق به، إحالته على قاضي األســرة، وضعه مبؤسســة عمومية أو خاصة معدّة للتربية والتكوين املهني ومؤهلة لهذا الغرض ،وضعه مبركز طبي أو طبي تربوي مؤهل لهذا الغرض، وضعه مبركز إصالح، اخلطيــة، واحلريّـة

49- املادة 485 من املسطرة اجلنائية يف املغرب50- بحسب املادة 471 من املسطرة اجلنائية يتم اإلخضاع لهذا النظام من خالل تسليم احلدث : إلى أبويه أو الوصي عليه أو املقدم عليه أو كافله أو إلى حاضنه أو إلى شــخص جدير بالثقة، إلى مركز املالحظة، إلى قســم اإليواء مبؤسســة عمومية أو خصوصية معدة لهذه الغاية ،إلى مصلحة عمومية أو مؤسســة عمومية مكلفة برعاية الطفولة أوإلى مؤسسة صحية باألخص يف حالة ضرورة معاجلة احلدث من التسميم ، إلى إحدى املؤسسات أو املعاهد املعدة للتربية أو الدراسة أو التكويــن املهنــي أو للمعاجلــة التابعــة للدولــة أو إلدارة عمومية مؤهلة لهذه الغاية أو إلى مؤسســة خصوصية مقبولة للقيا مبهذه املهمة، إلى جمعية ذات منفعة

عامة مؤهلة لهذه الغاية. 51- وقد أشــارت املادة (36) من قانون رعاية األحداث اليمني إلى انه ال يجوز احلكم على احلدث الذي لم يتجاوز (12) ســنة بأية عقوبة ســالبة للحرية وإمنا يتخذ بحقه أحد التدابير اآلتية : التوبيخ، التســليم، اإلحلاق بالتدريب املهني، اإللزام بواجبات معينة أو االختبار القضائي. فإن فشــلت هذه التدابير مع احلدث، يتم

إيداعه يف دار التأهيل والرعاية.52- أنظر يف ذلك : املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي ، » العقوبات البديلة يف نظام عدالة األحداث« ، مرجع سابق، صفحة 15 وما بعدها.

53- جاء بالفصل 94 من مجلّة حماية الطفل أن: » الطّفل الذي لم يتجاوز سنّ اخلمسة عشر عاما ال ميكن إيقافه تحفظيا إذا كان متهم ابإرتكاب مخالفة أو جنحة، ويف الصــور األخــرى التــي ال تتعــارض مــع أحكام هــذه اجمللة، ال ميكن وضع الطفل مبحلّ اإليقاف إالّ إذا تبيّن أنّه من الضروري إتخاذ هذا اإلجراء أوظهر أنّه ال

ميكن إتخاذ غيره من التدابير«.54- تنظم الفصول 114 إلى 117 من مجلة حماية الطفل اإلطار القانوني للوساطة وتحدد إجراءاتها.

Page 34: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

33

احملروســة55. ويالحــظ بوجــه عــام أن وضــع هــذه البدائــل موضــع التطبيــق العملــي ما زال قلقــا ومتــرددا من جانب املؤسسات ذات الصلة.

أمــا يف مصــر، فقــد دلــت املعلومات املتوافرة علــى أن عدد األحداث الذين جرى حرمانهم مــن حريتهم يف العام 2012 وحتــى 2013/2/20 بلــغ (4176) حدثــاً منهــم (727) فتــاة. وقــد تــوزع العــدد علــى نوعني مــن القضايا همــا: قضايا األحــداث العامــة التــي تنظرهــا النيابة العامة بواقع (604) حدثاً بينهــم (5) فتيات، وقضايا عرضت على نيابة الطفل شــملت (3416) حدثاً يف العام 2012، و(760) حدثاً من بداية عام 2013 وحتى2013/3/20 أما مدة اإلحتجاز، فقد تراوحت من يوم واحد إلى (30) يوماً، بينما استمر احتجاز عدد قليل منهم مدة شهرين. علماً بأن املادة (1/119) من قانون الطفل املصري رقم (126) لسنة 2008، تحظرحبس األطفال دون الـ (15) عاماً حبساً احتياطياً، وتجيز للنيابة العامة إيداعهم إحدى دور املالحظة مدة ال تزيد على أسبوع وبشروط محددة. األمر الذي يعني ان األحداث جميعهم الذيــن يحرمــون مــن حريتهــم يف مصــر ال يتم احتجازهم إال احتياطيــاً وليس تنفيذاً لعقوبة باحلبس، رغم أن حبســهم

احتياطياً بقرار يعد حرماناً غير قانوني من حريتهم حسب القانون املذكور.

أمــا فيمــا يتعلــق بالعقوبــات التــي يجيز القانون احلكــم بها على احلدث، فقدأجــازت املادة (2/111) مــن قانون الطفل املصري احلكم على كل من بلغ اخلامســة عشــر ســنة ميالدية بالســجن مدة تختلف بحســب اجلرمية املرتكبة، ولكنها أجــازت للمحكمــة أن تحكــم عليه بتدابير غيــر احتجازية وفقاً ملا نص عليه القانون ذاته. وقد تضمنت املادة (101) من قانــون الطفــل املصري رقم 12 لســنة 1996 واملعدل بالقانون رقم 126 لســنة 2008 ثمانيــة أنواع من العقوبات البديلة وهي: التوبيخ، التسليم، اإلحلاق بالتدريب والتأهيل، اإللزام بواجبات معينة، االختبار القضائي، العمل للمنفعة العامة مبا ال يضر بصحة الطفل أو نفسيته، اإليداع يف إحدى مؤسسات الرعاية اإلجتماعية. واليحكم على الطفل الذي لم يتجاوز سنه خمس عشرة سنة ميالدية كاملة بغير هذه العقوبات. وبالرغم من أن القانون املذكور يشتمل على تدابير غيــر احتجازيــة متنوعــة علــى النحو املوضــح، فنادراً ما تلجأ احملاكم إلــى احلكم بأي منها. وإن حكمــت بها فإن ذلك

يقتصرعلى التسليم، والتوبيخ واإليداع.

صفــوة القــول هــي أن نظــام العقوبــات البديلــة يف إطار عدالــة األحداث ليس مفعــالً يف مصر بالصــورة الواجبة، وأن احملاكم تلجأ يف الغالب للتســليم والتوبيخ. ونادراً ما جلأت للتدابيراألخرى، فعقوبة العمل للنفع العام لم تطبق ســوى مرة واحدة يف محافظة بورسعيد وفقاً ملا جاء يف تقرير صادر عن اإلئتالف املصري حلقوق الطفل. كما أنه ليس هناك

نظام خاص بالفتيات، إذ يتم التعامل معهن يف إطار العقوبات البديلة كما يتم التعامل مع األطفال الذكور56.

يســتتنتج من العرض الســابق أن التنظيم القانوني للتدابير غير اإلحتجازية يف نظام عدالة األحداث يف دول الدراســة أفضل من ذلك الذي يتعلق بالراشدين، ولكن التدبير اإلحتجازي مازال من الناحيتني التشريعية والعملية حاضراً بقوة وأنه ال يشكل إجراء استثنائيا وال مالذاً أخيراً بوجه عام يف هذه الدول رغم االختالفات القائمة بينها يف هذا اجملال.

4/ 2 . عدم وجود تدابير غير احتجازية حساسة للنوع اإلجتماعي

تفتقــر نظــم العدالــة اجلنائيــة يف دول الدراســة جميعها لتنظيم قانوني خاص بالنســاء يف مجال العمــل بالتدابير غير اإلحتجازية، حيث أن التعامل معهن يجري يف هذا الشأن على أساس التنظيم القانوني ذاته املعمول به بالنسبة للرجال

وال تتضمن قوانني هذه الدول أية تدابير غير احتجازية حساسة أو صديقة للنوع اإلجتماعي.

55- احلرية احملروسة مؤسسة متكّن قاضي األطفال أو قاضي تحقيق األطفال أو محكمةا ألطفال من استبقاء الطفل يف محيطه الطبيعي وعدم حرمانه من حريته مــع إخضاعــه لرقابــة غيــر لصيقة عليه يؤمّنها شــخص يُطلق عليه اســم مندوب احلرية احملروســة. تدخــل املندوب ليس الغرض منه احلــدّ أو التقييد من حرية الطفــل باملعنــى الكامــل لتقييــد احلريــة وإنّما حمايته من اخملاطــر التي قد يتعرض لها وإبعاد عوامل اجلنوح عنه وذلك بنصحه وإرشــاده لعدم إرتياد مكان ما أو اإلبتعاد عنه. ومن خصائص احلرية احملروسة هو إمكانية إمتداد تطبيقها بإذن من القضاء إلى حدود سن العشرين عاما. وقد نظمتها اجمللة اجلزائية يف تونس

يف الفصول من 101 - 108.56- أنظر يف هذا الصدد : املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي، » العقوبات البديلة يف نظام عدالة األحداث«، مرجع سابق، صفحة 11 وما بعدها.

Page 35: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

34

4 / 3 . التعامل مع مدمني اخملدرات على أساس عقابي تقــر القوانــني النافــذة يف دول الدراســة كلها إجراءات بديلة عن حبس مدمني اخملــدرات تتمثل باخلضوع للعالج ولكن بعضهــا يجعلــه اختياريــا ورهنــا برضا الشــخص املعني وبعضهــا يجعله تلقائيــاً وبأمر من احملكمــة، وإن كانت القاعدة

األساسية للتعامل معهم تستند على كونهم مجرمني ويجري زج السواد األعظم منهم بالسجون.ففــي األردن، يتــم التعامــل معهــم كقاعــدة عامة كبقية اجملرمني ويودعون يف مراكز اإلصــالح والتأهيل إال من كان من املتعاطني ألول مرة أو من يعرب عن حاجته إلى العالج من اإلدمان فيتم إرسالهم إلى مركز عالج اإلدمان. فاللجوء إلى

بدائل اإلحتجاز يكون مع املتعاطني ألول مرة أو من يعرب عن حاجته إلى العالج من اإلدمان أو املتعاونني57. ويف اجلزائر، يتم التعامل مع مدمني اخملدرات من خالل وضعهم يف مصحات عالجية ملتابعة عالج اإلقالع عن اإلدمان وقد نصت املادة 22 من قانون العقوبات على ما يلي : الوضع القضائي يف مؤسسة عالجية هو وضع شخص مصاب بإدمــان إعتيــادي نــاجت عــن تعاطي مــواد كحولية أومخدرات أومؤثــرات عقلية، تحت املالحظة يف مؤسســة مهيأة لهذا الغرض وذلك بناء على أمر أو حكم أو قرار قضائي صادر من اجلهة احملال إليها الشــخص، إذا بدأ الســلوك اإلجرام للمعني مرتبط بهذا اإلدمان. وميكن أن يصدر األمر بالوضع القضائي يف مؤسســة عالجية طبقاً للشــروط املنصوص عليهــا يف املــادة 21 (الفقــرة 2). وتجــوز مراجعــة الوضــع القضائي يف مؤسســة عالجيــة، بالنظر إلى تطــور اخلطورة

اإلجرامية للمعني، وفقاً لإلجراءات والكيفيات املنصوص عليها يف التشريع والتنظيم املعمول بهما. أمــا يف املغــرب ، فقــد خصص املشــرع قانوناً لهذه اجلرائم، بغية زجر اإلدمان على اخملدرات الســامة ووقاية املدمنني علــى هــذه اخملــدرات. وتعــد قضايا اخملدرات من بــني أهم القضايا الزجرية الرائجة أمام محاكم اململكة، وقد ســجل بشــأنها ارتفاع خالل العشــر ســنوات األخيرة بنســبة تقدر ب 35 % وتبعا لذلك، فقد عرف عدد األشــخاص املالحقني يف هذه القضايا بدوره ارتفاعاً بلغ نســبة 43 % منذ ســنة 2002 إلى غاية ســنة 2011. وشــكلت نســبة االناث يف هذه القضايا خالل العشــر ســنوات األخيرة نســبة ال تتعدى 2 % من عدد األشــخاص املتابعني. ومبوجب القانون، وتحديداً فيما يتعلق مبدمني أو مستهلكي اخملدرات، فإن الفصل 8 منه يقر بعقوبة احلبس من شهرين إلى سنة وبغرامة يتراوح قدرها بني 500 و50000 درهماً وبإحدى هاتني العقوبتني فقط كل من اســتعمل بصفة غير مشــروعة إحدى املواد أو النباتــات املعتبــرة مخــدرات. غيــر أن املالحقــة اجلنائية ال تجــري إذا وافق مرتكب اجلرمية يف إطــار هذا الفصل بعد فحص طبي بطلب من وكيل امللك على اخلضوع خالل املدة الالزمة لشــفائه إلى عالجات القضاء على التســمم التي تقــدم إمــا يف مؤسســة عالجيــة طبقاً للشــروط املنصوص عليها يف الفصــل 80 من القانون اجلنائــي، وإما يف مصحة خاصة تقبلها وزارة الصحة العمومية. ويجب يف هاتني احلالتني أن يفحص الشخص املباشر عالجه كل 15 يوماً طبيب خبير يعينه وكيل جاللة امللك. ويؤهل هذا الطبيب وحده للبت يف الشــفاء. ومن جهة أخرى ويف حال متلص الشــخص املأمــور بعالجــه مــن تنفيذ هذا اإلجراء يعاقب باحلبس من 3 أشــهر إلى ســنة وغرامة مــن 200 درهم إلى 500 درهم

طبقاً ملقتضيات الفصل 320 من القانون اجلنائي.ويتضح من خالل ما ســبق أن املشــرع تعامل مع فئة املدمنني على اخملدرات واملتورطني يف أفعال إجرامية بســبب هذا

اإلدمان، وفق منظور ال يستند يف األساس على اإلصالح من خالل عالجهم ووقايتهم.57-. نصــت املــادة 14مــن قانــون اخملــدرات األردنــي علــى : » أ- يعاقــب باحلبس مدة ال تقل عن ســنة وال تزيد على ســنتني وبغرامة ال تقل عن الــف دينار وال تزيد علــى ثالثــة االف دينــار كل مــن تعاطــى أو اســتورد أو انتج أو صنع أو حاز أو احرز أيا من املواد اخملدرة واملؤثرات العقليــة بقصد تعاطيها ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل من زرع أو اشترى أيا من النباتات التي تنتج منها املواد اخملدرة واملؤثرات العقلية لتعاطيها. ويف حال تكرار هذه االفعال يعاقب اجلاني باحلبس مدة ال تقل عــن ســنتني ويعتمــد الثبــات التكــرار صدور حكم على الفاعــل يف أي جرمية من اجلرائم املنصوص عليها يف هذه املادة مبا يف ذلــك االحكام القضائية االجنبية. ب- للمحكمة عند النظر يف أي جرمية من اجلرائم املنصوص عليها يف الفقرة (أ) من هذه املادة ان تتخذ بحق اجلاني أيا من اإلجراءات التالية بدال من احلكم عليــه بالعقوبــة املنصــوص عليهــا يف تلــك الفقــرة وذلك وفقا ملا تــراه مالئما حلالته : -1 انت أمــر بوضعه يف احدى املصحات املتخصصــة مبعاجلة املدمني على تعاطي املواد اخملدرة واملؤثرات العقلية للمدة التي تقررها اللجنة املعتمدة لفحص املوضوعني يف املصحة رهن املعاجلة ؛2 – ان تقرر معاجلته يف احدى العيادات املتخصصة يف املعاجلة النفسية واإلجتماعية للمدمنني على تعاطي املواد اخملدرة واملؤثرات العقلية والتردد عليها وفقا للبرنامج الذي يقرره الطبيب النفسي أو االختصاص ياإلجتماعي يف العيادة. ج- تتم معاجلة املدمني على تعاطي املواد اخملدرة واملؤثرات العقلية املبينة يف هذه املادة وفقا لالحكام واإلجراءات املنصوص عليها يف النظام الصادر مبقتضى هذا القانون لهذه الغاية على ان ينص يف النظام على مراعاة السرية التامة يف هوية األشخاص الذي تتم معاجلتهم ويف أي معلومات أو وقائع تتعلق بهم وذلك تحت طائلة معاقبة من يفشي تلك املعلومات باحلبس ملدة ال تزيد على سنة واحدة وبغرامة ال تزيد على 500 دينار . د1--ال تقام دعوى احلق العام على من يتعاطى املواد اخملدرة واملؤثرات العقلية أو يدمن عليه ااذا تقدم، قبل ان يتم ضبطه، من تلقاء نفسها وبواسطة احد اقربائه إلى املراكز املتخصصة للمعاجلة التابعة الي جهة رسمية أو إلى ادارة مكافحة اخملدرات أو أي مركز امني طالباً معاجلته؛ -2على الرغم مما ورد يف الفقرة (أ) من هذه املادة ال تقام دعوى احلق العام على كل من ضبط متعاطيا للمرة االولى للمواد اخملدرة واملؤثرات العقلية على ان يتم تحويله للمعاجلة يف املركز املتخصص التابع الدارة مكافحة اخملدرات أو أي مركز عالجي آخر يعتمده وزير الداخلية وذلك خالل اربع وعشــرين ســاعة من القاء القبض عليه، وان يتم قيد اســمه يف

سجل خاص لديه أو وفق تعليمات يصدرها وزير الداخلية لهذه الغاية، ودون ان يعتبر هذا الفعل سابقة قضائية بحق مرتكبه«.

Page 36: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

35

ويف اليمن، يعاقب القانون بالسجن ملدة خمس سنوات كل من حاز أو اشترى أو أنتج أو استخرج أو فصل أو صنع مواد مخدرة أو زرع نباتاً من النباتات اخملدرة واملذكورة على سبيل احلصر أو حازها أو اشتراها وكان ذلك بقصد التعاطي أو االســتعمال الشــخصي وذلك كله مالم يثبت أنه قد رخص له بذلك مبوجب تذكرة طبية. يجوز للمحكمة بدال من توقيع العقوبة املنصوص عليها يف هذه املادة أن تأمر بإيداع من ثبت إدمانه على تعاطي اخملدرات إحدى املصحات التي تنشأ لهذا الغرض ليعالج فيها إلى أن تقرر اللجنة اخملتصة (وهي جلنة تشكل بقرار جمهوري بحسب القانون) ببحث حالة املودعني باملصحات املذكورة اإلفراج عنه وال يجوز أن تقل مدة البقاء باملصحة عن ستة أشهر. وال يجوز أن يودع املصحة من سبق إيداعه بها ثالث مرات لم ميض على خروجه منها أكثر من خمس سنوات. وال تقام الدعوى اجلنائية على من يتقدم من متعاطي املواد اخملدرة من تلقاء نفسه للمصحة للعالج، ويبقى باملصحة إلى أن تقرر اللجنة املشار إليها ســابقاً اإلفراج عنه، وال يجوز أن تقل مدة البقاء باملصحة عن ســتة أشــهر وال تزيد عن ســنتني. فالقانون اليمني

أسوة بالقانونني األردني واملغربي يتعامل مع مدمني اخملدرات على أساس عقابي من حيث املبدأ. أمــا يف تونــس، فــإن أحــكام القانــون عــدد 52 لســنة 1992 املؤرخ يف 18 مــاي 1992 املتعلــق باخملدرات تتيــح للمحاكم أن تتعامــل مــع مدمنــي اخملــدرات وفــق نظامــني قانونيــني للعالج مــن اإلدمان علــى اخملــدرات أولهما تلقائي أساســه مبادرة الشــخص املدمن والثاني إلزامي يتم فرضه على املدمن بقوة القانون.58 ويتم إيداع املدمنني على اخملدرات يف صورة تطبيق نظام العالج التلقائي باملؤسســات الصحية التابعة ســواء للقطاع اخلاص أوالقطاع العام أومبركز العالج اإلستشفائي »مركزاألمل«، أما يف صورة تطبيق نظام العالج اإللزامي عند احلكم بإدانة املدمنني على تعاطي اخملدرات

فيقع عالجهم مبؤسسة استشفائية عمومية أو بالوحدة الصحية املوجودة داخل السجون.ويف مصر، يتعني التفرقة بني حالتني: األولى تتعلق مبدمن مخدرات مت ضبطه حال حيازته أو إحرازه جلوهر مخدر: وهنا تضمن القانون رقم 182 لسنــة 1960 بشأن مكافحة اخملدرات وتنظيم إستعمالها واإلتجار فيها الذى نشر بتاريخ 13 / 06 / 1960 واملعدل بالقانون - رقم 122 لسنــة 1989 الذى نشر بتاريخ 04 / 07 / 1989 تنظيم ذلك على النحو التالي: نصت املادة 37 من القانون على أنه: يعاقب باألشغال الشاقة املؤقتة وبغرامة ال تقل عن عشرة آالف جنيه وال تتجاوز خمســني ألف جنيه كل من حاز أو أحرز أو اشــترى أو أنتج أو اســتخرج أو فصل أو صنع جوهرا مخدرا أو زرع نباتا من النباتات الواردة يف اجلدول رقم (5) أو حازه أو اشتراه، وكان ذلك بقصد التعاطي أو االستعمال الشخصي يف غير األحوال املصرح بها قانوناً، وللمحكمة أن تأمر يف احلكم الصادر باإلدانة بتنفيذ العقوبات املقضي بها يف السجون اخلاصــة التــي تنشــأ للمحكــوم عليهــم يف جرائم هذا القانــون أو يف األماكن التــي تخصص لهم باملؤسســات العقابية.ويجوز للمحكمة عند احلكم بالعقوبة يف اجلرائم املنصوص عليها يف الفقرة األولى - بدالً من تنفيذ هذه العقوبة - أن تأمر بإيداع من يثبت إدمانه إحدى املصحات التي تنشأ لهذا الغرض بقرار من وزير العدل باالتفاق مع وزراء الصحة والداخلية والشــؤون اإلجتماعية، وذلك ليعالج فيها طبياً ونفســياً واجتماعياً، وال يجوز أن تقل مدة بقاء احملكوم عليه باملصحة عن ستة أشهر وال أن تزيد عن ثالث سنوات أو مدة العقوبة املقضي بها أيهما أقل. ويكون اإلفراج عن املودع بعد شفائه بقرار من اللجنة اخملتصة باإلشراف على املودعني باملصحة، فإذا تبني عدم جدوى اإليداع، أو انتهت املدة القصوى املقررة له قبل شــفاء احملكوم عليه، أو خالف املودع الواجبات املفروضة عليه لعالجه، أو ارتكب أثناء إيداعه 58-خــول الفصــل 18 مــن القانــون عــدد 52 لســنة 1992 لــكل مدمن علــى تعاطي اخملدرات وقبل اكتشــاف األفعال املنســوبة إليه أن يتقدم ملرة واحــدة بطلب كتابي مصحوب بشــهادة طبية يف الغرض ســواء م نتلقاء نفســه أو عن طريق القرين أو أحد أصوله أو فروعه أو أطبائه إلى اللجنة املنصوص عليها بالفصل 119 من القانون عدد 54 لسنة 1969 املؤرخ يف 26 جويلية 1969 املتعلق بتنظيم املواد السمية (جلنة اإلدمان على اخملدرات) قصد إتباع نظام عالجي طبي للتخلص من التسمم. وجاء يف الفصل 20 من قانون 18 ماي 1992 أنه »ال تثار الدعوى العمومية ضد من تقدم من تلقاء نفسه أو عن طريق القرين أو أحد أصوله أو فروعه أو أطبائــه،ألول مــرة بطلــب إلــى اللجنــة املنصوص عليها بالفصل 18 للمعاجلة من اإلدمان على اخملــدرات. أما نظام العالج اإللزامي من اإلدمان على اخملدرات، فقد أقر املشرع التونسي نظام عالج إلزامي من اإلدمان على تعاطي اخملدرات تحكمه مقتضيات القانون عدد 54 لسنة 1996 املؤرخ يف 26 جويلية 1969 املتعلق بتنظيم املواد السمية من جهة ومقتضيات القانون عدد 52 لسنة 1992 املؤرخفي 18 ماي 1992 املتعلق باخملدرات من جهة أخرى. إذ نص الفصل 19 من القانون عدد 52 لسنة 1992 املتعلق باخملدرات أنه: » ميكن للمحكمة املتعهدة بالقضية يف صورة احلكم بإدانة املدمن على تعاطي اخملدرات وفق مقتضيات الفصل 4 من نفس القانون إخضاع احملكوم عليه للعالج من التسمم لفترة يحددها الطبيب اخملتص.وميكن تعهد احملكوم عليه املدمن على تعاطي اخملدرات يف جميع الصور بالعالج من التســمّم لفترة يحددها الطبيب اخملتص يف مؤسســة استشــفائية عمومية،ويف صورة رفضه العالج املشــار إليه يتمّ إعالم النيابة العمومية بذلك التي تســتصدر إذنا من رئيس احملكمة اإلبتدائية يقضي يإلزام احملكوم عليه باخلضوع للعالج املذكور،ويكون بطلب اإلذن مرفوقا بوثيقة طبية تثبت اإلدمان، ويصدر اإلذن بعد ســماع احملكوم عليه.ويتمّ تنفيذ العالج املشــار إليه تحت إشــراف ورقابة جلنة اإلدمان على اخملدرات املشــار إليها بالفصل 119 من القانون عدد 54 لســنة 1969 املؤرخ يف 26 جويلية 1969«.لكن الفصل 19 مكرر من نفســا لقانون الذي أضيف مبوجب القانون عدد 94 لســنة 1995 املؤرخ يف 09 نوفمبر 1995 فتح باب العالج اإللزامي أمام األطفال املستهلكني للمخدرات دون اشتراط ثبوت حالة إدمانهم إذ أجاز للمحكمة أن تكتفي بإخضاع الطفل يف جرائم استهالك أو املســك لغاية االســتهالك للعالج الطبي الذي يخلصه من التســمم أو للعالج الطبي النفســاني الذي مينعه من الرجوع إلى ميدان اخملدرات أوللعالج الطبي اإلجتماعــي أو ألي مــن التدابيــر املنصــوص عليهــا بالفصــل 59 من مجلة حمايــة الطفل. ونص الفصل 120 من قانون 1969 أنه ميكــن للجنة اإلدمان أن تلزم كل شــخص ثبت إدمانه للمخدرات بإتباع نظام عالجي قصد التخلص من اإلدمان مبؤسســة مختصة حســب الشــروط التي تضبط بقرار من كاتب الدولة للصحة

العمومية. وتحدد اللجنة مدة هذا العالج وميكنها عند االقتضاء احلط منها أوالزيادة فيها.

Page 37: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

36

أياً من اجلرائم املنصوص عليها يف هذا القانون رفعت اللجنة املشار إليها األمر إلى احملكمة عن طريق النيابة العامة بطلب احلكم بإلغاء وقف التنفيذ، الســتيفاء الغرامة وباقي مدة العقوبة املقيدة للحرية املقضي بها بعد اســتنزال املدة التي قضاها احملكوم عليه باملصحة. وال يجوز احلكم باإليداع إذا ارتكب اجلاني جناية من اجلنايات املنصوص عليها يف الفقرة األولي من هذه املادة بعد ســبق احلكم عليه بالعقوبة أو بتدبير اإليداع املشــار إليه، ويف هذه احلالة تســري

األحكام املقررة يف املادة السابقة إذا رأت احملكمة وجهاً لتطبيق املادة 17 من قانون العقوبات.وعلــى ذلــك فاألصــل يف هــذه احلالــة أنه يتم التعامل مع مدمــن اخملدرات كمن إرتكب جرماً جنائيــاً ولكن القانون قد أعطى احملكمة التى تنظر فى أمره صالحية جوازية لها بأن تأمر بإيداع من يثبت إدمانه إحدى املصحات التي تنشأ لهذا الغرض بقرار من وزير العدل باالتفاق مع وزراء الصحة والداخلية والشؤون اإلجتماعية، وذلك ليعالج فيها طبياً ونفسياً واجتماعياً وذلك بشرط أال تقل مدة بقاء احملكوم عليه باملصحة عن ستة أشهر وال أن تزيد عن ثالث سنوات أو مــدة العقوبــة املقضــي بهــا أيهمــا أقل ، كما نظم القانون ضوابط تشــكيل اللجنة التى تنظــر يف اإلفراج عنه وفقاً ملا

سردناه من مواد.

الثانية تتعلق بطلب زوج املدمن أو أحد أصوله أو فروعه من اللجنة املشار إليها أعاله عالج املدمن فى أحد املصحات؛ فالفــرض هنــا أن املتهــم لــم يضبــط وإمنا تقدم ذويــه طواعية لللجنة املشــار إليها بطلب عالجه مــن اإلدمان ففى تلك احلالة تضمن القانون يف مادته 37 مكرر ب التى - ســنعرض نصها - أال تقام الدعوى اجلنائية عليه تشــجيعاً لذوي املدمنني على التقدم لللجنة لعالجهم. وسنعرض تلك األحكام على التفصيل التإلى: فقد نصت املادة 37 مكرر ب على أنه ال تقام الدعوى اجلنائية على من ثبت إدمانه أو تعاطيه املواد اخملدرة، إذا طلب زوجه أو أحد أصوله أو أحد فروعه إلــى اللجنــة املنصــوص عليها يف املادة 37 مكرراً من هذا القانون، عالجه يف إحدى املصحات أو دور العالج املنصوص عليها يف املادة 37 مكرراً (أ). وتفصل اللجنة يف الطلب بعد فحصه وسماع أقوال ذوي الشأن ولها أن تطلب إلى النيابة العامــة تحقيــق هــذا الطلــب وموافاتها مبذكرة رأيها. ويكون إيداع املطلوب عالجــه يف حالة موافقته إحدى املصحات أو إلزامــه بالتــردد علــى دور العــالج بقرار من اللجنة فإذا رفض ذلك رفعت اللجنــة األمر عن طريق النيابة العامة إلى محكمــة اجلنايــات التــي يقع يف دائرتها محل إقامته منعقدة يف غرفة املشــورة، لتأمر بإيداعــه أو بإلزامه بالتردد على دور العــالج. ويجــوز للجنــة يف حالة الضــرورة، وقبل الفصل يف الطلب، أن تودع املطلوب عالجه تحت املالحظة ملدة ال تزيــد علــى اســبوعني ملراقبتــه طبياً ولــه أن يتظلم من إيداعه بطلب يقــدم إلى النيابة العامة أو مديــر املكان املودع به، وعلــى النيابــة العامــة خــالل ثالثة أيام من وصــول الطلب إليها أن ترفعه إلى احملكمة املشــار إليها يف هذه املادة لتأمر مبا تراه.ويف جميع األحوال تطبق بشان العالج واالنقطاع عنه األحكام املنصوص عليها يف املادة السابقة. كما تضمنت أحكام القانون نصاً يبيح للمدمن ذاته أن يتقدم لللجنة املشار إليها لطلب العالج ولم تجز إقامة الدعوى اجلنائية قبله؛ فقــد نصــت املــادة 37 مكــرر (أ) على أنه ال تقام الدعوى اجلنائية على من يتقدم للجنة املشــار إليها يف املادة الســابقة من تلقاء نفسه من متعاطي املواد اخملدرة للعالج، ويبقى يف هذه احلالة تحت العالج يف املصحات املنصوص عليها يف املــادة 37 مــن هــذا القانــون أو يف دور العالج التي تنشــأ لهذا الغرض بقرار من وزير الشــؤون اإلجتماعية باالتفاق مع وزير الصحة، وذلك لتلقي العالج الطبي والنفســي واإلجتماعي إلى أن تقرر هذه اللجنة غير ذلك. فإذا غادر املريض املصحــة أو توقــف عــن التردد على دور العالج املشــار إليهــا قبل صدور قرار اللجنة املذكورة يلــزم بدفع نفقات العالج ويجــوز تحصيلهــا منــه بطريــق احلجز اإلداري وال ينطبق يف شــأنه حكــم املادة 45 من هذا القانون. وال تســري أحكام هــذه املــادة علــى مــن كان محرزاً ملادة مخدرة ولــم يقدمها إلى اجلهة اخملتصة عند دخوله املصحــة أو عند تردده على

دور العالج.

Page 38: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

37

مما ال شــك فيه أن الســمة األبرز للدول العربية الســت املشــمولة بهذه الدراسة انها مازالت تعتمد فلسفة عقابية تقوم علــى أولويــة التدابيــر والعقوبــات اإلحتجازيــة، ويقبع خلف تلك الفلســفة إرث اجتماعي وتاريخــي يعززها، ورمبا مينع التحول عنها لصالح نظم جزائية إصالحية. وقد كشفت هذه الدراسة عن جملة من املعطيات والقواسم املشتركة بني

سائر الدول املشمولة بها التي بدت واضحة يف ثناياها، وفيما يأتي إيجاز ألبرزها وأهمها:

أواًل: مــن املالحــظ أن األولويــة مازالــت للتدابيــر اإلحتجازيــة، حتى يف الدول التــي أخذت بالتدابير غيــر اإلحتجازية والعقوبــات البديلــة مــن قبيــل اجلزائــر وتونس. وما يفســر هذه الظاهرة وجــود منطية ذهنية وثقافــة مجتمعية تنظر للعقوبة كإجراء ثأري من اجلاني وليس كتدبير يهدف إلى إعادة إدماجه يف اجملتمع واحليلولة دون ارتكابه للجرم ثانية. فالنظرة السائدة يف ثقافة البلدان الستة متنح األولوية لالحتجاز لذات اإلحتجازو ليس لغاية محددة ينبغي على نظام

العدالة اجلنائية أن يسعى لتحقيقها من خالل التدابير العقابية التي قد تتخذ بحق اجلاني. ثانيــًا: مــن املالحــظ كذلــك أن القضــاة قد ألفوا و اعتــادوا اللجوء إلــى التدابير والعقوبات الســالبة للحرية كوســيلة للحفــاظ علــى األمــن اجملتمعــي. فقد دلت الدراســة على أن القضاة يف الــدول التي أخذت بالتدابيــر غير اإلحتجازية مازالوا يعملون بالتدابير اإلحتجازية ألنها أيســر وأســهل بالنســبة لهم، وهي حقيقة مت اســتنتاجها من ارتفاع أعداد

السجناء يف تلك الدول وقلة العمل فعالً بالتدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة. ثالثــًا : عــدم كفايــة النصــوص القانونيــة املعمــول بهــا يف الــدول العربيــة الســت يف مجــال التدابير غيــر اإلحتجازية والعقوبــات البديلــة. فهنــاك دول كاألردن واملغرب ومصر مازال التنظيــم القانوني فيها ال يأخذ بهذا النوع من التدابير إال بصــورة اســتثنائية ومحــدودة ويقتصرعلــى أنواع محدودة من تلــك التدابير. وهناك دول كاجلزائــر واليمن وتونس، رغم أنها أخذت بهذا النوع من التدابير على املستوى النظري إال أن التشريعات والقوانني التي تنظم العمل بها يعتريها

نقص واضح.رابعًا : بدا من الدراســة أن أغلب الدول املشــمولة بها لم توفر الهياكل اإلدارية والتنظيمية الالزمة واملناســبة لتفعيل العمل بالتدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة، وبالذات يف مجال عدالة األحداث. فاليمن ومصرعلى سبيل املثال يحول عدم اكتمال البنيان اإلداري والتنظيم دون العمل بالتدابير غير اإلحتجازية املنصوص عليها يف قانون األحداث.خامسًا : ال تقوم الدول الست جميعها بإجراء دراسات معمقة حول اآلثار السلبية للتدابير اإلحتجازية ودرجة فعاليتها يف تحقيق الغايات واألهداف املرجوة من العمل باالحتجاز واحلبس. عالوة على انعدام الشفافية لدى اجلهات املسؤولة والرسمية لإلعالن صراحة عن إخفاق هذا النوع من التدابير وأنه بات وسيلة مكلفة جداً إلعادة إنتاج اشخاص أكثر

إجراماً وخطورة. سادســًا : لــم يتمكــن الفاعلون األساســيون يف نظــام العدالة اجلنائية يف الدول الســت من بلورة منظومــة متكاملة من املمارســات الفضلــى التي تكفل وتضمن فعالية نظام التدابيــر غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة. وباملقابل فإن بعضا

منها كاجلزائر وتونس قام بتطوير بعض املمارسات ولكنها ليست كافية للقول بأنها تتسم بالفعالية. ســابعًا: دلت الدراســة على أن بعض الدول املشــمولة بالدراسة متتلك تشــريعات ونظم جنائية أكثر تطوراً من البعض

اآلخر يف مجال التدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة وهي اجلزائر وتونس واليمن. ثامنًا : يقتصر العمل بالتدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة، حتى يف الدول األكثر تطوراً يف مجال التدابير غير

اإلحتجازية،على جرائم محددة؛ األمرالذي يجعل نطاقها محدوداً إلى درجة مهمة.تاسعًا : كشفت الدراسة عن أن نسبة العود وتكراراجلرائم يف الدول التي أخذت بالتدابير غير اإلحتجازية والعقوبات

البديلة أقل منها يف الدول التي لم تأخذ بهذه التدابير أو التي أخذت بصورة ضيقة ومحدودة جداً بها.

5 االستنتاجات والتوصيات

Page 39: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

38

عاشرًا : من املسائل الالفتة لالنتباه أن الدول الست جميعها لم تقر تدابير وإجراءات صديقة للمرأة أوحساسة للنوع اإلجتماعي، فالتدابير والعقوبات واإلجراءات املعمول بها بشأن الرجال هي ذاتها املطبقة على النساء يف هذه البلدان. األمر الذي يعني أن هذا املوضوع ما زال خارج دائرة تفكيراملشــرعني وصناع السياســات ومعدي اســتراتيجيات نظام

العدالة اجلنائية.حادي عشــر : ليس هناك من حيث املبدأ يف الدول املشــمولة بالدراســة جميعها نظم مراقبة مجتمعية وفعالة تعزز

العمل بالتدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة.ثاني عشر : لم تعمل الدول الست فعلياً على تغيير الثقافة والتصورات السائدة فيها إزاء فكرة العقاب وغايته، فقد ركــزت هــذه الــدول جهدها على إدراج بعــض التدابير غير اإلحتجازية يف قوانينها دون أن يصحب ذلك حمالت وطنية

مدروسة لتعديل االتجاهات الثقافية واجملتمعية يف مجال العدالة اجلنائية والعقاب.ثالث عشــر: يف الدول التي يســودها الطابع القبلي كاليمن، بدا أن أمناط العدالة التقليدية والقبلية قد تكون فعالة يف بعض القضايا وقد تؤدي إلى حد كبير دوراً مشابهاً للدور الذي تؤديه التدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة. رابع عشر : من الناحية العملية ليس هناك سعي حقيقي وجدي لبلوغ أهداف ومقاصد نظام العدالة اجلنائية املتمثل يف الوقاية من ارتكاب اجلرمية واســتئصال أســبابها يف بلدان الدراســة رغم وجودها من الناحية النظرية. خاصة وأن الدراســة دلت على تدني املســتوى اإلقتصادي واإلجتماعي والتعليمي ملرتكبي اجلرائم يف دول الدراســة كلها، األمرالذ يعكس وجود صلة بني احلرمان من الفرص وارتكاب اجلرمية ويجعل من العقوبات البديلة وسيلة مهمة إلعادة التوازن

بني هذين املتغيرين خامس عشر : ضعف التشريعات املتعلقة بالعدالة اجلنائية بوجه عام وإن كان تتشريعات الدول املغاربية أكثر تطوراً يف مجال التدابير غير اإلحتجازية، ولكن النهج القائم على حقوق اإلنسان يف نظم العدالة اجلنائية والتشريعات ذات

الصلة بها يف بلدان الدراسة جميعهاغائب ورمبا من الالمفكر فيه.

يف ضوء االســتنتاجات واحلقائق املبثوثة يف ثنايا هذه الدراســة أبرز االتجاهات العامة التي جرى التوصل إليها وهي املذكورة أعاله، ثمة عدد من التوصيات احملورية واألساسية التي ينبغي على الدول املشمولة بها أن تأخذها باحلسبان،

وميكن إيجازها على النحواآلتي: أواًل : العمل على إيجاد منوذج لقانون عربي موحد يتعلق بالتدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة ميكن االهتداء به من قبل املشرعون وصناع السياسات يف الدول العربية لتعديل تشريعاتها اجلزائية يف ضوئه، فقد يكون عمل كهذا

مبثابة أداة حلث الدول العربية على تغيير فلسفاتها العقابية نحو مقاربة إصالحية ال جنائية محضة.ثانيــًا : تبنــي سياســات واضحة غايتها تعديل املمارســات والثقافات اإلجتماعية الســائدة إزاء فكرة العقوبة لتســهيل

العمل بالتدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة.ثالثــًا : إجراء دراســات معمقة حول ســلبيات التدابيــر اإلحتجازية واحلبس وانحرافها عن تحقيــق الغاية املرجوة من

فكرة العقاب، والعمل على نشروتعميم نتائج هذه الدراسات.رابعــًا : حــث العاملــني يف نظام العدالة اجلنائية وبالذات القضاة واملدعني العامني وأفراد الشــرطة، على عدم تطبيق التدابير اإلحتجازية بصورة تخالف املعاييرالدولية، وأن يتم اللجوء إليها كملجأ أخير وبعد توافر التناســب والضرورة

واملصلحة املشروعة واملراجعة الدورية واملنتظمة ملشروعية اإلجراء. وضرورته لبلوغ الغاية املرجوة منهخامسًا : االستفادة من البنى القبلية التي تسود بعض الدول العربية واتخاذ نظام العدالة التقليدية املعمول بها قبلياً

كمدخل للعمل بالتدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة ونظم العدالة اإلصالحية. سادسًا : سن التعديالت التشريعية الالزمة للعمل بالتدابير غير اإلحتجازية يف إطار نظام العدالة اجلنائية بالصورة

والكيفية وبالشروط املنصوص وعليها يف القانون الدولي.

Page 40: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

39

ســابعًا : العمــل علــى إقرار اســتراتيجيات خاصة بالعدالــة اجلنائية غايتهــا العدالة اإلصالحية ومســتندة على النهج القائم على حقوق اإلنسان ، ومتنح األولوية للتدابير غير اإلحتجازية وإعادة تأهيل اجلاني وإدماجه يف اجملتمع.

ثامنًا : إقرار تدابير وإجراءات حساسة للنوع اإلجتماعي وصديقة للمرأة ومتفقة مع احتياجاتها ومع املعايير املدرجة يف إعالن قواعد بانكوك يف إطار العمل بنظام التدابير غير اإلحتجازية.

تاسعًا : إجراء دراسات معمقة وتحليلية لتحديد درجة امتثال نظم العدالة اجلنائية يف الدول الست للمعايير الدولية املتعلقة بالتدابير غير اإلحتجازية وما ينبغي اتخاذه من إجراءات وتدابير لضمان االمتثال الكامل والفعلي.

عاشــرًا : العمل على تبادل اخلبرات واملمارســات الفضلى املتعلقة بنظام التدابير غير اإلحتجازية والعقوبات البديلة بني الدول الست وتبادل املشورة حول التحديات والثغرات التي تعتري العمل بهذه التدابير يف كل منها.

حــادي عشــر : العمــل على إيجاد الهيــاكل اجملتمعيــة واإلدارية والتنظيميــة الالزمة واملناســبة للعمــل بالتدابير غير اإلحتجازيــة والعقوبــات البديلة يف الدول الســت املشــمولة بالدراســة كلها يف ضــوء نظامها القانونــي والتحديات التي

تواجهه ودرجة تطوره يف هذا اجملال.

Page 41: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

40

1. »جرائم العنف لدى الشباب«، دراسة ميدانية وطنية أنجزتها خلية علوم اإلجرام التابعة ملركزالدراسات القانونية والقضائية باإلشتراك مع اإلدارةالعامة للسجون واإلصالح سنة 2009.

2. »أطفــال يف خــالف مــع القانــون«، دراســة ميدانية وطنيــة أنجزتها خلية علــوم اإلجرام التابعة ملركز الدراســات القانونية والقضائية باإلشتراك مع اإلدارة العامة للسجون واإلصالح سنة 2010.

3. خماخم (رضا)، »العدالة اجلزائية يف تونس«، مركز الدراسات القانونية والقضائية بوزارة العدل تونس1997

4. خماخــم (رضــا)، »تطور العقوبات يف القانون اجلزائي التونســي«، مركز الدراســات القانونية والقضائية بوزارة العدل تونس 2006

5. خماخم (رضا)، الطفل والقانون اجلزائي، مركز الدراسات القانونية والقضائية بوزارة العدل

6. بودن (احلبيب). احلريةاحملروسة، مجلة القضاء والتشريع. جانفي 1971، ص. 47

7. العياري (إســماعيل) والعوادي (عبدالعزيز). نظريات الدفاع اإلجتماعي. مجلة القضاء والتشــريع. ماي 1976، ص .7

8. العوادي (عبدالعزيز)، ملف الشخصية. مجلة القضاء والتشريع. مارس 1978، ص .7

9. العوادي (عبدالعزيز)، الســراح الشــرط يف القانون اجلنائي التونســي والقانون اجلنائي املقارن. مجلة القضاء والتشريع. جويلية 1978، ص .19

10. العياري (إســماعيل). اإلتجاهات احلديثة للنظام العقابي يف تونس. مجلة القضاء والتشــريع. جانفي 1989 ، ص 19.

11. احلمــدي (محمدالطاهــر)، العمـــل لفائــدة املصلحة العامة: عقوبـــة بديلـــة عـــن عقوبة الســجن. مجلة القضاء والتشريع. جانفي 2001، ص. 39

12. عــروس (زهيــر)، تدعيــم صالحيــات قاضي تنفيذ العقوبات من خالل القانون عدد 92 لســنة 2002 املؤرخ يف 29 أكتوبر 2002، مجلة القضاء والتشريع. مارس 2003، ص. 13

13. العثمانــي (أبولبابــة)، النظــام القانونــي لعقوبة العمل لفائــدة املصلحة العامة. مجلة القضاء والتشــريع. أفريل 2004، ص. 71

14. العبيدي (حافظ). العقوبة التكميلية بني حاضرها ومستقبلها، مجلة القضاء والتشريع، جانفي 2011، ص. 99

15. العبيــدي (حافــظ). »بدائــل الســجن بــني التشــريع واملمارســة«، دراســة قدمت مبناســبة النــدوة الدولية حول: »السجون التونسية : الواقع واآلفاق« جانفي 2013

16. السجون مزاياها وعيوبها من وجهة النظراإلصالحية. أبحاث الندوة العلمية األولى. املركز العربي للدراسات األمنية والتدريب. الرياض 1981

17. قضاء األطفال يف تونس. دورة دراسية. اجلمعة 17 ديسمبر 1999. املعهداألعلى للقضاء بتونس.

قائمة بأهم املراجع

Page 42: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

41

18. املقاربة التشــاركية بني هياكل اجملتمع املدني يف مجال حماية وتأهيل وإدماج األطفال اجلانحني. يوم دراســي تنظيم اإلدارة العامة للسجون واإلصالح. تونس 9 جانفي 2003

19. أعمال الدورة الدراسية حول »الصالحيات اجلديدة لقاضي تنفيذ العقوبات« نظمها املعهد األعلى للقضاء يوم 1 فيفري 2003

20. أعمال الدورة الدراسية حول »العقوبات البديلة« نظمها املعهد األعلى للقضاء يوم 13 نوفمبر 2003

21. املنظومة اإلصالحية املوجهة للطفولة اجلانحة. يوم دراســي. تنظيم اإلدارة العامة للســجون واإلصالح تونس 16 جانفي 2004

22. أعمال ورشة عمل حول »املركزاإلجتماعي ملالحظة األطفال« نظمتها وزارة العدل باالشتراك مع وزارة الشؤون اإلجتماعية وبالتعاون مع منظمة اليونسيف يوم 5 ماي 2012

23. أعمــال ورشــة عمــل حــول »مقاربة حقوق اإلنســان يف إدارة الســجون والتعامل مع الفئــات الضعيفة«، نظمتها وزارة العدل بالتعاون مع املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي والوكالة الســويدية للتنمية الدولية أيام 20-19-18

سبتمبر .2012

24. أعمال الندوة الدولية حول: »السجون التونسية : الواقع واآلفاق« املنعقدة بتونس يومي 19 و20 جانفي 2013 مبساهمة املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي والوكالة اإلسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية واللجنة الدولية

للصليب األحمر يف الشرق األوسط وشمال إفريقيا.

25. أعمــال ورشــة عمــل حــول »وضعية الفئات املســتضعفة يف الســجون« نظمتها وزارةالعدل بالتعــاون مع املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائي والسفارة البريطانية بتونس أيام 5 و6 و7 فيفري 2013 بتونس.

26. Atelier sur les stratégies et meilleures pratiques de prévention de la surpopulation carcérale Salvador (Brésil)، 12-19 avril 2010،Douzième Congrès des Nations Unies pour la prévention du crimeet la justice pénale.

27. Manuel des principes fondamentaux et pratiques prometteuses sur les alternatives à l’emprisonnement، Nations Unies، office des Nations Unies contre la drogue et le crime، New York، 2008.

28. Mesures carcérales et mesures non privatives de liberté ،peines de substitution à l’incarcération، Compilation d›outils d›évaluation de la justice pénale، Nations Unies، office des Nations Unies contre la drogue et le crime، New York، 2008.

29. Mesures carcérales et mesures non privatives de liberté ،le système pénitentiaire، Compilation d›outils d›évaluation de la justice pénale، Nations Unies، office des Nations Unies contre la drogue et le crime، New York، 2008.

Page 43: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

42

Page 44: ÚÌåbvny a@7iaán€a@›ˆaáiprimena.org/admin/Upload/Component/___1415786146.pdf7:يمدقت ذافنإ ةزهجأ عــم ينلماعتلما نم رــيثك دنع تاعيرــشتلاو

املنظمة الدولية لإلصالح اجلنائيمكتب الشرق األوسط وشمال إفريقيا ص. ب: 852122 عمان 11185 األردن

عمان, األردن

Penal Reform InternationalP.O Box : 852122, Zip Code : 11185Amman, [email protected]