38
٠

public spending&growth finalRevised2 - Cairo Universityscholar.cu.edu.eg/?q=israa/files/public_spendinggrowth_israa.pdf · ٥ (Albatel, 2000, ) .يدﺎﺼﺘﻗﻻا وﻤﻨﻝﺎﺒ

  • Upload
    others

  • View
    4

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

٠

١

٢

٣

٤

هيكل اإلنفاق العام والنمو االقتصادي بين النظرية والدراسات التطبيقية إسراء عادل السيد أحمد الحسيني/ أ

كلية االقتصاد والعلوم السياسية - مدرس مساعد بقسم االقتصاد

:مقدمة

ل النامية والمتقدمة على حد من الدو كثيرالجدل والنقاش السياسي في السياسات المتعلقة باإلنفاق العام تتصدر اإلنفاق العامينظر إلى ما عادةو .خاصة في ظل تصاعد المشكالت االقتصادية التي تواجهها هذه الدول ،سواء

النمو االقتصادي في ف، وتحقيق أهدا١أداة لتحقيق االستقرار االقتصادي الكلي في األجل القصير باعتبارهالتحديات التي فرضتها مشكالت تزايد عجز الموازنة والدين العام وارتفاع التضخم ومع ذلك فإناألجل الطويل،

سياسات اإلنفاق دفعت قد انينيات والتسعينيات من القرن العشرين، موالبطالة في كثير من الدول النامية خالل الث ,World Bank, 2006([ "االقتصادي النمو"حفز هدفعلى حساب " االستقرار الكلي"للتركيز على هدف العام

p. i( ،و)Tanzi and Zee, 1997, p. 179([ .

لمكونات اإلنفاق إال أنه ال يجب تجاهل التبعات طويلة األجل ، "االستقرار الكلي" تحقيق وعلى الرغم من أهميةأن يأخذ يجب تصميم السياسة المالية فإن في هذا السياق،. ، وقدرتها على التأثير على النمو االقتصاديالعام

من خالل التركيز على ، االقتصادي على النمومكونات اإلنفاق العام التي تؤثر من خاللها قنوات ال في اعتبارهفالسياسة المالية التي تتجاهل تلك اآلثار قد تنجح في تحقيق ؛مستوى وهيكل اإلنفاق العام اآلثار الناجمة عن

.World Bank, 2006, p( ٢انخفاض معدل النمو طويل األجلار االقتصادي الكلي ولكن على حساب ر االستق

i(.

يسود في األدبيات النظرية والتطبيقة جدل عام حول اآلثار الناجمة عن اإلنفـاق الحكـومي وهيكلـه بالنسـبة للنمـو و

البشـري خاصـة علـى رأس المـال –االقتصادي؛ فمن ناحية تقوم وجهة النظر التقليدية على أن اإلنفاق الحكـومي ن ناحيـة أخـرى، يشـير مـو . قد يكـون محفـزًا للنمـو مـن خـالل رفـع إنتاجيـة عناصـر اإلنتـاج -والبنية التحتية المادية

المعارضون للتدخل الحكومي إلى المشـكالت المتعلقـة بضـعف كفـاءة الحكومـة فـي تقـديمها للسـلع العامـة، واآلثـار مــن حيــث الالزمــة لتمويــل ذلــك اإلنفــاق، ) الضــرائب(حكوميــة الســالبة التــي قــد تنــتج عــن آليــات تعبئــة اإليــرادات ال

خالل تعديل مستوى ؛ فمنالناتج والتشغيلمستوى صيرة األجل في أداة للتغلب على التقلبات قبشكل عام تعتبر السياسة المالية ١

.فع االقتصاد نحو الناتج المحتملتغيير مستوى الطلب الكلي لديمكن اإلنفاق العام والضرائب، على حساب تخفيض أوجه اإلنفاق العام )االستقرار الكليبهدف زيادة ( تم خفض عجز الموازنةيحدث ذلك في حالة ما إذا ٢

.المنتج كاإلنفاق االستثماري في مجاالت البنية التحتية أو رأس المال البشري، والتي تحقق عوائد موجبة بالنسبة للنمو االقتصادي

٥

,Albatel, 2000)( .التأثير على الحوافز والحد من كفاءة تخصيص الموارد بما يلحق الضرر بالنمو االقتصادي

p. 173. يضـًا محـل جـدل أإلنفـاق العـام والنمـو االقتصـادي تعـد المختلفة لمكونات الكذلك فإن طبيعة العالقة بين .ةالناحيتين النظرية والتطبيقيمن

:الهدف من الدراسة

ههيكلاإلنفاق العام و التطبيقية حول العالقة بين األدبيات النظرية و مجموعة من مراجعة تركز هذه الدراسة على المحتملة لمكونات اإلنفاق العام علىالمختلفة التأثير قنوات النمو االقتصادي من خالل دراسة بين و ه مكوناتأو

تها ومن ثم على النمو االقتصادي، وذلك بهدف الوصول إلى استخالصات عامة ٕانتاجيو عوامل اإلنتاجعرض وصلت إليه األبحاث التطبيقية فيما يتعلق بكيفية توجيه سياسات اإلنفاق العام من واقع النظرية االقتصادية وما

.لخدمة أغراض النمو االقتصادي طويل األجل

:التساؤالت البحثيةإشكالية الدراسة و

والنمو االقتصادي وفقًا للنظرية ) ومكوناته(تتمثل إشكالية الدراسة في تحديد طبيعة العالقة بين اإلنفاق العام وفهم العوامل ما تتوقعه النظرية االقتصاديةن عمدى اختالف نتائج األبحاث التطبيقية بحثاالقتصادية، و

التي تحاول عدد من التساؤالت البحثية ويتفرع من هذا التساؤل الرئيسي . المفسرة لهذا االختالف في حالة وجوده :، أهمهاالدراسة اإلجابة عليها

ما هي القنوات التي يؤثر من خاللها المستوى اإلجمالي لإلنفاق العام على النمو االقتصادي؟ -

واإلنفاق البنية التحتية، اإلنفاق العسكري، اإلنفاق على(ما هي طبيعة العالقة بين هيكل اإلنفاق العام -وهل تختلف تلك العالقة والنمو االقتصادي في األدبيات النظرية والتطبيقية؟) على رأس المال البشري

بين مجموعتي الدول النامية والمتقدمة؟و أحد أ(العالقة بين اإلنفاق العام المفسرة الختالف نتائج األبحاث التطبيقية حولما هي العوامل -

والنمو االقتصادي عن توقعات النظرية االقتصادية؟ )مكوناته

:منهجية الدراسة

اعتمدت الدراسة على مراجعة عدد من األبحاث النظرية والتطبيقية المختصة بدارسة العالقة بين هيكل، استندت اق العاموفي تحليل اآلثار الناجمة عن مكونات اإلنف. اإلنفاق العام والنمو االقتصادي) مكونات(التصنيف االقتصادي لإلنفاق العام عن طريق التمييز بين المكونين الجاري : لدراسة إلى نوعين من التصنيفا

لإلنفاق العام، والتصنيف الوظيفي لإلنفاق العام عن طريق التمييز بين اإلنفاق العام ) الرأسمالي(واالستثماري التحتية، واإلنفاق العام العسكري، وذلك نظرًا ة ، اإلنفاق العام على البني)التعليم(على رأس المال البشري

.نواع ذلك اإلنفاق على النمو االقتصاديالف اآلثار المحتملة لكل نوع من أالخت

٦

والنمو ) ومكوناته(العالقة بين اإلنفاق العام المعنية ببحثالدراسات مراجعتها لألدبيات و الدراسة في تركزو ، على االتجاهات الرئيسية التي انصب عليها اهتمام تلك الدراسات ومدى التفاوت في النتائج التي االقتصادي

وذلك بهدف الوصول إلى فهم عام ومدى اختالف أو تطابق نتائجها مع توقعات النظرية االقتصادية، بلغتها، الوقت نفسه إدراك طبيعة العوامل ، وفي لطبيعة العالقة النظرية بين مكونات اإلنفاق العام والنمو االقتصادي

النظرية االقتصادية، وذلك بغرض تحسين القدرة على صياغة الف النتائج العملية عن توقعاتختال المفسرةوبينما تركز هذه الدراسة باألساس على مراجعة .فز النمو االقتصاديما يخدم غرض حسياسات اإلنفاق العام ب

األبحاث المبنية على افتراض أن اإلنفاق العام هو العامل المؤثر على النمو االقتصادي وليس العكس، إال أنه إلى الحاالت التي وجد فيها فيها عالقة سببية في االتجاه العكسي أي من -عند الضرورة–ستتم اإلشارة أيضًا

.ادي إلى اإلنفاق العامالنمو االقتص

علـى دراسـةخاتمة، حيـث يركـز الجـزء األول بخالف المقدمة وال جزئين رئيسيينتنقسم الدراسة إلى وفقًا لما سبق، ، فــي كمــا جــاءت فــي األدبيــات النظريــة والتطبيقيــة اإلنفــاق العــام والنمــو االقتصــادي و حجــمالعالقــة بــين مســتوى أاإلنفــاق العســكري، اإلنفــاق (مكونــات اإلنفــاق العــام ثالثــة مــن بــين العالقــة بحــثعلــى الثــانيحــين ينصــب الجــزء

وفقـــًا للنظريـــة االقتصـــادية والنمـــو االقتصـــادي) "التعلـــيم" علـــى البنيـــة التحتيـــة، واإلنفـــاق علـــى رأس المـــال البشـــري .ونتائج األبحاث العملية

:اإلنفاق العام والنمو االقتصادي" حجم"العالقة بين : أوالً

والنمـو االقتصـادي، فـإن النظريـة االقتصـادية -أو أحـد مكوناتهـا -عند الحديث عن العالقة بـين السياسـة الماليـة بين مجموعتين رئيسيتين من نماذج النمو، األولى تقوم على أسـس الفكـر النيوكالسـيكي، والثانيـة تقـوم علـى تميز

ين من نماذج النمو في طريقـة معالجتهـا لـدور السياسـة وقد اختلفت تلك المجموعت. نماذج النمو النابع من الداخل . المالية وآثارها على النمو االقتصادي في األجل الطويل

تقوم على تناقص و Solow (1956)التي قدمها اإلسهاماتقامت على والتي –وفقًا لنماذج النمو النيوكالسيكية

steady stateفي األجل الطويل المستمرالقدرة على النمو فإن -معدل العائد الحدي على رأس المال

growth ال تتأثر بالسياسات العامة كالتقدم التكنولوجي أو النمو السكاني، والتي " خارجية"ال تتحقق إال بعواملفي بالتزايدتمنع من انخفاض اإلنتاجية الحدية لرأس المال مع زيادة االستثمارات بما يسمح لمعدالت النمو

ومن ثم، ال تعول هذه النماذج على السياسة المالية من حيث دورها في التأثير على معدل النمو . األجل الطويلوفقًا لهذه –تؤثر ، قد )الضرائب أو اإلنفاق الحكومي( أدوات السياسة المالية، فإن بمعنى آخر. االقتصادي

لكن هذا بدوره سيؤثر في األجل الطويل على ، و على الحوافز الخاصة باالدخار أو االستثمار -النماذجميل ذلك وليس على أو مساره التوازني " مستوى الناتج"ومن ثم على فقط، لعوامل اإلنتاج معدالت التوازنية ال

٧

للسياسة المالية أو ذات طبيعة وجود آثار مؤقتة ومع ذلك، تعترف هذه النماذج ب ."في الناتج النمو"المسار -Chamorro [ د نحو مسار جديد للناتج التوازنياالقتصادي، عندما يتحرك االقتصا وعلى النمانتقالية

Narvaez., 2010, p3)( ،)Dodson, 2008, p. 6( ،)Abu Nurudeen, 2010, pp. 2-4( ،و)Myles, 2000,

pp. 143-144([.

ظهرت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين، من أما نماذج النمو النابع من الداخل، فقد Romer (1986; 1989)، Lucasخالل مجموعة من األبحاث والدراسات التي قدمها عدد من االقتصاديين مثل

(1988) ،Grossman and Helpman (1991)، على الخارجيات الموجبة التي تجاهلتها والتي قامت بالتركيزوتتعدد المصادر المحتملة . النماذج النيوكالسيكية التقليدية والتي تلعب دورًا هامًا في تفسير النمو طويل األجل

، والمعرفة، وأنشطة )التعليم والتدريب والخبرة(لمثل تلك الخارجيات وفقًا لهذه النماذج لتشمل رأس المال البشري .)Lee and Gordon, 2005, p. 1029([ كار وتحمل المخاطرةقوم على االبتالبحوث والتطوير واألنشطة التي ت

وفقًا لهذه النماذج، فإن مفهوم رأس المال ال يشتمل فقط على رأس المال المادي، وٕانما يأخذ في االعتبار رأس في هذه الحالة فإن دالة اإلنتاج تخضع لثبات العائد على رأس . المال البشري والخبرة العلمية ذات العائد المتزايد

ى رأس المال المادي يلغي أثره العائد المتزايد على تراكم رأس أي أن العائد المتناقص عل(المال بدًال من تناقصه كذلك فإن التقدم التكنولوجي في هذه النماذج ال يعد متغير خارجي، وٕانما ). المال البشري ذو الخارجيات الواسعة

مادي، ينبع من عملية داخلية؛ فنفس الحوافز التي تدفع الوحدات االقتصادية إلى االستثمار في رأس المال ال . تدفعها أيضًا للبحث عن تقدم علمي وتكنولوجي

االقتصـادي وفقـًا لهـذه النمــاذج، المحركـات الرئيسـة للنمــوهـي رأس المـال البشـري والمعرفــة والتكنولوجيـا ولمـا كـان

مــن خــالل التــأثيرللسياســة الماليــة بالتــأثير علــى معــدل النمــو االقتصــادي طويــل األجــل يســمح هــذا اإلطــار فــإن، أو رأس المــال البشــريأو تــراكم االســتثمار فــي ب الخاصــة )تاألفــراد والمنشــآ(االقتصــادية الوحــداتقــرارات علــى

قــد تــؤثر علــى ) اإلنفــاق العــام والضــرائب(وفقــًا لــذلك، فــإن أدوات السياســة الماليــة . المعرفــة، أو البحــث والتطــويرومن ثم علـى النمـو فـي األجـل الطويـل، هـذا بخـالف )TFP(تراكم عوامل اإلنتاج أو على إنتاجية العوامل الكلية

Chamorro-Narvaez, 2010, p. 3( ،)Abu([ ة االنتقاليـة للوصـول إلـى التـوزانتأثيرهـا المؤقـت علـى المرحلـ

Nurudeen, 2010, pp. 2-4( ،)Abu-Bader and Abu-Qarn, 2003, p. 570(، )Baffes and Shah,

1993, p.1(، )Dodson, 2008, pp.6- 7( ،و)Tanzi and Zee, 1997, p. 181([.

٨

للسياسات الحكومية" النمو"وآثار " المستوى"آثار ): ١(الشكل

)Myles, 2000, pp. 146-147(: المصدر

حول " النمو النابع من الداخل"ونماذج " النمو النيوكالسيكية"، فإن هناك اتفاق بين نماذج بناءًا على ما سبقولكن يكمن االختالف بينهما حول األثر النمو االقتصادي في األجل القصير،وجود أثر للسياسة المالية على مستوى الناتج "ياسة المالية على إمكانية تأثير الستفترض المدرسة النيوكالسيكية في األجل الطويل فقط؛ فبينما

على المسار ) a(، والذي يعبر عنه باالنتقال من النقطة level effectفقط أي وجود ما يسمى بأثر المستوى " ، فإن مدرسة النمو النابع من )١( والموازي له في الشكل) ٢(على المسار رقم ) c(إلى النقطة ) ١(التوازني رقم

أيضًا في األجل الطويل أي " نموه "ومعدل " مستوى الناتج"اسة المالية على كل من الداخل تسمح بتأثير السي) e(إلى النقطة ) ١(على المسار ) a(، أي االنتقال من النقطة growth effectبوجود ما يسمى بأثر النمو

.ميل األكبر أي معدل النمو األعلىوذو ال) ٣(على المسار رقم

تقتـــرح العوامـــل أو المحـــددات ذات األثـــر علـــى حجـــم اإلنفـــاق العـــام أو هيكلـــه،بصـــرف النظـــر عـــن ماهيـــة وبعـــد، مــن التــأثير علــى النمــو االقتصــادي، فمــن -بــل ومتعارضــان –النظريــة االقتصــادية أن للحكومــة نوعــان مختلفــان

خـالل ناحية، تركز وجهـة النظـر التقليديـة علـى أهميـة الـدور الـذي تلعبـه الحكومـات فـي معالجـة فشـل السـوق مـن تقـــديم الســـلع العامـــة الضـــرورية وفـــرض الضـــرائب لمعالجـــة الخارجيـــات، ووضـــع األطـــر المؤسســـية الالزمـــة لعمـــل

، )Bjornskov et al., 2007, pp.268- 269( األسواق بكفاءة ومعالجة سـوء التخصـيص النـاتج عـن قـوى السـوقــة أخــــرى ــون يركــــزومــــن ناحيــ ــدخل الحكــــوميالمعارضــ ــى دور للتــ ــومي علــ ــياإلنفــــاق الحكــ االســــتثمار مزاحمــــة فــ

سـلوك تعظـيم المنفعـة الـذي يميـز المـوظفين الحكـوميين وعلـى ،)Saad and Kalakech, 2009, p. 40(الخـاصى حساب الكفاءة والنمو يؤدي بدوره إلى زيادة حجم تدخل الدولة واإلنفاق العام علالذي والسياسيين و ) البيروقراط(

.)Bjornskov et al., 2007, pp.268- 269( االقتصادي

٩

باعتباره أحد أهم اآلليات التي ينتقل من خاللها أثر " االستثمار الخاص" تركز النظرية االقتصادية علىعادة ما و ثـالث وجهـات نظـر مختلفـة بهـذا الخصـوص، والتـي تعبـر عنهـا حيث توجد اإلنفاق العام على النمو االقتصادي،

ـــادريثـــــالث مـــــدارس فكريـــــة رئيســـــية ــة المكـــــافئ الريكــ ـــة الكينزيـــــة، ونظريـــ ـــيكية، المدرســ ـــة النيوكالســ ــي المدرســ وهـــ])Kustepeli, 2005, p. 186(و ،)Furceri and Sousa, 2009, p. 2([. النيوكالسـيكيةوجهـة النظـر تتنبـأ-

اإلنفاق العام قد يـؤدي إلـى مزاحمـة االسـتثمار الخـاص مـن بأن - لعناصر اإلنتاجكامل التشغيل ال والتي تفترضـــن ارتفــــاع ــب عليــــه مـ ــي خــــالل مــــا يترتــ ــع فــــيفــ ــــدة نتيجــــة للتوســ ــــالزم أســــعار الفائ ـــوفير التمويــــل ال ــــراض لتـ االقت

])Kustepeli, 2005, p. 186( ،و)Kweka and Morrissey, 2000, p.2([. وجهــة النظــر الكينزيــة أمــاالتوسـع فـإن وعليـه،. وجود بطالـة فـي االقتصـاد، وضـعف حساسـية االسـتثمار للتغيـرات فـي سـعر الفائـدةفتفترض

. ؤدي إلــى زيـادة الــدخل والنــاتجيـؤدي إلـى زيــادة محــدودة أو معدومـة فــي سـعر الفائــدة، بينمــا يســ فـي اإلنفــاق العـام، ويزيــد مــن crowding inجعه أو يشــاالســتثمار الخــاص ســيجذبن اإلنفــاق الحكــومي فــإباإلضــافة إلــى ذلــك،

.Mitra, 2006, p([ بمـا يقـود إلـى حفـز النمـو االقتصـادي، علـى توقعـات المسـتثمرين إنتاجيته من خـالل التـأثير

.])Furceri and Sousa, 2009, p. 2(، و)337

وتتمثل وجهة النظر الثالثة حول العالقة بين اإلنفاق الحكومي واالستثمار الخاص في نظرية المكافئ الريكاردي،

زيـادة ونيتوقعـتجعـل األفـراد التوسـع فـي اإلنفـاق العـام، والناتجـة عـنوالتي تفترض بأن الزيادة في عجز الموازنـة علـــى يتخـــذون قـــراراتهم بنـــاء فتراض أن هـــؤالء األفـــرادوبـــا ،)فـــي الحاضـــر أو فـــي المســـتقبل(فـــي الضـــرائب مماثلــة

، بمــا يتــرك أســعار أو االدخــار/االســتهالك و ، تتنبــأ هــذه النظريــة بعــدم تغييــر مســتوىمســتوى دخــولهم المســتقبلية .Kustepeli, 2005, p(، ومن ثم يكون األثر على النمو االقتصادي محايد الفائدة واالستثمار الخاص بال تغيير

186(.

إمـا أثـر مزاحمـة، : يمكن القول بأن اإلنفاق الحكومي لـه أثـرين مختلفـين علـى االسـتثمار الخـاص في هذا السياق، –أو أثــر تكميلــي جــاذب، ومــن ثــم يمكــن توقــع أن يتوقــف األثــر الصــافي لإلنفــاق العــام علــى النمــو االقتصــادي

، وهـو مـا لـم تحسـمه األدبيـات لسـابق عرضـهماا" الجـذب"و" المزاحمـة"على األهمية النسبية لكل من أثـري -جزئياً يؤيـــد وجهـــة النظـــر مـــا Furceri and Sousa (2009)علـــى ســـبيل المثـــال، وجـــدت دراســـة .التطبيقيـــة أيضـــاً

، بينمــا وجــدت )٢٠٠٦-١٩٦٠(دولــة خــالل الفتــرة ١٤٥وذلــك بــالتطبيق علــى النيوكالســيكية بوجــود عالقــة مزاحمــةوذلـك بـالتطبيق علـى االقتصـاد ،ة النظـر الكينزيـة بوجـود عالقـة تكامـلهـمـا يؤيـد وج Kustepeli (2005)دراسـة

طبقة على االقتصاد الهنـدي خـالل م، وال Mitra (2006)كما أشارت دراسة،. )٢٠٠٣-١٩٦٧(التركي خالل الفترة ــرة ــاً )٢٠٠٥-١٩٦٠(الفتـــ ــى تحقـــــق األثـــــرين معـــ ــى وجـــــود مـــــا يـــــدل علـــ ــالتطبيق علـــــى مصـــــر خـــــالل الف .إلـــ تـــــرة وبـــ

ــة )٢٠٠٢/٢٠٠٣-١٩٧٣/١٩٧٤( ـــل، (، توصــــــلت دراســــ ــة فــــــي )٢٠٠٤فــــــوزي والمغربـــ ــــتثمارات العامــــ ــى أن االســ إلــــ

١٠

المشــروعات اإلنتاجيــة خــارج نطــاق البنيــة األساســية تــزاحم أو تنــافس االســتثمار الخــاص، فــي حــين أن االســتثمار . العام في البنية األساسية كالطرق والكهرباء والصحة والتعليم يتكامل مع االستثمار الخاص ويشجعه

فإنـه يمكـن اسـتنتاج أن العالقـة بـين اإلنفـاق الحكـومي واالسـتثمار الخـاص فـي الـدول المتقدمـة تميـل وبشكل عام،، خاصـــة وأن تلـــك الـــدول قـــد حققـــت مســـتويات مرتفعـــة مـــن االســـتثمار فـــي "أثـــر المزاحمـــة"إلـــى أن يهـــيمن عليهـــا

ثــر سـالب أو مــزاحم علــى ذو أ جعـل التوســع فــي اإلنفـاق العــامخـدمات البنيــة األساســية ورأس المـال البشــري، بمــا يوالعكس متوقع في الدول النامية، التي تتسم بمستويات مرتفعة من الموارد المعطلة، والتـي لـم . االستثمار الخاص

تبلــغ بعــد المســتويات المالئمــة مــن رصــيد رأس المــال البشــري والبنيــة التحتيــة، وهــو مــا ينبــئ بإمكانيــة وجــود آثــار يتوقف ســ هــذاوٕان كــان .ن خــالل حفــز االســتثمار الخــاص وجذبــه وزيــادة إنتاجيتــهمــلالســتثمار الحكــومي موجبــة

.العام بطبيعة الحال على مدى الكفاءة في تخصيص ذلك اإلنفاق تقـديم موجـب، أهمهـا لتـدخل الحكـومي اأثـر شير األدبيات إلـى عـدد مـن المجـاالت التـي يكـون فيهـا تبشكل عام، و

الســلع العامــة التــي تحفــز مــن إنتاجيــة مــدخالت القطــاع الخــاص، وحمايــة حقــوق الملكيــة، ووضــع النظــام القــانوني الــالزم لفــض المنازعــات، وتــوفير األمــن والحمايــة والتقليــل مــن معــدالت الجريمــة ومنــع االضــطرابات االجتماعيــة،

االت البنيـة التحتيـة ورأس المـال البشـري، وهـي وتطوير نظام نقدي مستقر، وتخصيص الموارد لالسـتثمار فـي مجـ فـــيوظـــائف وأنشـــطة ضـــرورية لرفـــع اإلنتاجيـــة وحفـــز النمـــو االقتصـــادي خاصـــة فـــي ظـــل فشـــل القطـــاع الخـــاص

Grossman, 1990, pp. 217(، )Gwartney, et al., 1998, p. 3(، )Abu([الـدخول فيهـا بالقـدر الكـافي

Nurudeen, 2010, p.1( ،و)Colombier, 2011, pp.1583-1589([ . ،علـىاألدبيـات تتفـقفـي الوقـت نفسـه عدد من اآلثار السالبة والمحتملة للنشاط الحكومي أو اإلنفاق العام على النمو االقتصادي، والنابعة من عدد مـن

:العوامل يمكن إيجازها فيما يلي

أو االقتراض اإلضـافي /الضرائب المرتفعة و تؤديحيث : اآلثار التشويهية الناجمة عن آليات تعبئة الموارد :أوالً

مــن ناحيــة، تــؤدي . الــالزم لتمويــل اإلنفــاق الحكــومي إلــى آثــار ســالبة علــى االقتصــاد تحــد مــن النمــو االقتصــاديأو القيام بأنشطة محفـزة لإلنتاجيـة مـن خـالل ز على االستثمار أو تحمل المخاطرزيادة الضرائب إلى تقليل الحاف

خفض في العوائد على العمـل ورأس المـال ومـن ثـم خفـض عـرض هـذه العوامـل، وتقليـل الحـافز ه من يما تؤدي إلــزي(ومـــن ناحيـــة أخـــرى، فـــإن االقتـــراض مـــن . هـــاى تراكمعلـــ ــور أو مـــن البنـــك المركـ ــى ، يـــؤدي )الجمهـ تبعـــات إلـ

معدل الفائدة ومزاحمة االستثمار الخـاص أو زيـادة معـدالت التضـخم، بمـا ارتفاعاقتصادية خطيرة تتعلق بإمكانية )Gwartney, et al., 1998, p. 3([ رجــة عــدم التأكــديضــعف مــن االســتقرار االقتصــادي الكلــي، ويزيــد مــن د

.])Landau, 1985, p. 460(و

١١

الحكومــة علــى القيــام بوظائفهـــا عنـــدما تركــز ف: العوائــد مــع نمـــو الحكومــة بالنســبة للقطــاع الخــاص تنــاقص :ثانيــاً األساسية كتلك التي تتعلق بحماية حقوق الملكية، ووضع نظام قانوني غير متحيز، وتطوير نظـام نقـدي مسـتقر، وتقــديم خدمــة الــدفاع القــومي، فإنهــا تســاعد علــى تقــديم اإلطــار الــالزم لعمــل األســواق بشــكل كــفء ومــن ثــم حفــز

ذا اســتمر التوســع فــي حجــم وأنشــطة الحكومــة، فــإن اإلنفــاق العــام قــد يتحــول أمــا فــي حالــة مــا إ. النمــو االقتصــادي ,Grossman(و) Gwartney, et al., 1998, pp.3- 4([ تدريجيًا إلى أنشطة أقل إنتاجية تعوق النمو االقتصادي

1990, pp. 217, 226([ . يـدعو ويحدث ذلك عادة عندما تتدخل الحكومة في تقديم السلع الخاصـة دون وجـود مـالالعتقـــاد بـــأن الحكومـــات يمكـــن أن تقـــدم أو تخصـــص تلـــك الســـلع علـــى نحـــو أكثـــر كفـــاءة مـــن القطـــاع الخـــاص،

الضـغوط التنافسـية خاصة في ظل غياب مؤشرات األسـعار، ووجـود مركزيـة فـي اتخـاذ القـرار، وضـعف أو غيـاب ).Landau, 1985, p. 459( والدوافع للربح

ال تعـــد الحكومـــات بـــنفس قـــدرة األســـواق علـــى التعـــديل والتكيـــف مـــع : ضـــعف قـــدرة الحكومـــة علـــى التعـــديل: ثالثـــاً بمعنى آخر، فإن الوقت الـالزم لتـدراك األخطـاء، . الظروف المتغيرة وٕايجاد طرق جديدة مبتكرة لزيادة قيمة الموارد

مقارنــة لحديثــة يكــون أطــول بالنســبة للحكومــة والتكيــف مــع الظــروف المتغيــرة، والمعلومــات الجديــدة، والتكنولوجيــا ا. ويعـــد ذلـــك أحــد أهـــم أوجـــه القصـــور فـــي األداء الحكــومي، نظـــرًا الرتباطـــه بـــالنمو االقتصـــادي. الخـــاص بالقطــاع

فالنمو االقتصادي هو عملية تعتمـد إلـى حـد كبيـر علـى قـدرة المنظمـين علـى اكتشـاف تكنولوجيـا أو فنـون إنتاجيـة ).Gwartney, et al., 1998, p. 4(.تاج، وفرص لم تكن متاحة من قبلنحديثة، ووسائل أفضل لإل

قــد يــرتبط النشــاط الحكــومي بوجــود مجموعــات مصــالح تســعى لتوجيـــه : الفســاد وســلوك البحــث عــن الريــع: رابعــاً

بإنتـاج "بـدًال مـن القيـام " تحويل الثـروة" والتي تعمل على ،الموارد إلى مجاالت وأنشطة غير منتجة بحثًا عن الريعفعلـى .)Grossman, 1990, p. 219([ ة الحكومـة فـي تقـديم السـلع العامـةاألمـر الـذي يـنعكس علـى كفـاء" الثـروة

الـــرغم مـــن أن الســـلع والخـــدمات التـــي يقـــدمها القطـــاع العـــام قـــد تحفـــز إنتاجيـــة القطـــاع الخـــاص، فـــإن الالعبـــين سـمح لهـم بعـرض السـلع العامـة تفي المجال السياسي يعملون ويتصرفون في ظل قيود ونظـم للحـوافز األساسسين

. على نحو أو بمستوى يزيد من منافعهم الشخصية ومن ثـم يحـد مـن مسـاهمة السـلع العامـة فـي النمـو االقتصـادياالســتثمار إلـى زيــادة اإلنفـاق و كـذلك، يلجـأ السياســيون سـعيًا لكســب التأييـد العــام وضـمان االســتمرارية فـي الســلطة

,Abu Nurudeen, 2010 أو فـي سـلع يمكـن للقطـاع الخـاص إنتاجهـا بكفـاءة أكبـرفـي مشـروعات غيـر منتجـة

pp.1-2)]( و)Albatel, 2000, p. 175([.

لقــد دفعــت تلـــك األســباب مجتمعـــة كثيــرًا مـــن البــاحثين لالعتقــاد بوجـــود مجموعــة مـــن األدوار التقليديــة والوظـــائف

.األساسية المحـددة للدولـة بحيـث يـؤدي الخـروج عنهـا أو تجاوزهـا إلـى جلـب آثـار عكسـية علـى النمـو االقتصـادي)Gwartney, et al., 1998, p. 5.( ويترجم ذلـك فـي صـورة مـا يعـرف بـالحجم األمثـل للحكومـة، والـذي يعبـر عنـه

١٢

فــي هــذا السـياق، اهــتم عــدد مــن األبحــاث بتحديـد الحجــم األمثــل لإلنفــاق الحكــومي ).٢(فــي الشــكل )ب(بالنقطـة فــي –بشــكل عــام، أو الحجــم األمثــل ألحــد أوجــه اإلنفــاق العــام علــى وجــه التحديــد، خاصــة فــي ظــل اتجــاه الــدول

رة نحــو تخفــيض أو إعــادة هيكلــة اإلنفــاق العــام، ومــا يفرضــه ذلــك مــن ضــرو -إطــار بــرامج اإلصــالح االقتصــادي ٣.ترتيب أولويات اإلنفاق، وتحديد الحصص المثلى لمكوناته

يمنحنى العالقة بين حجم الحكومة والنمو االقتصاد): ٢(الشكل

معدل النمو االقتصادي

ب

أ

حجم الحكومة

)نسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي(

فـي ســياق هــذا االخـتالف أو التفــاوت فــي األثــر المتوقـع لإلنفــاق الحكــومي علــى النمـو االقتصــادي، فــإن الوصــول إلى نتيجة قاطعة أو حاسمة لهذه العالقة لـن يتـأتي بـالرجوع إلـى النظريـة وحـدها، وٕانمـا يتطلـب مراجعـة للدراسـات

تلك العالقة بشكل قاطع، فمنها ما يشـير إلـى التطبيقية في هذا المجال، والتي تكشف هي أيضًا عن عدم وضوح ، Alexiou (2009) ،Yasin (2003) ،Kelly (1997)أثـر موجـب لإلنفـاق العـام علـى النمـو االقتصـادي مثـل

Landau (1985) ،)Gwartney ومنها ما أوضح وجود عالقة سالبة بين المتغيـرين مثـل ،Aschauer (1990)و

et al. (1998، Herrera (2007) ،Engen and Skinner (1992) ،Martin and Fardmanesh (1990)،

النظريــة االقتصــادية مــن حيــث وجــود عــدة آثــار محتملــة لإلنفــاق توقعــات وهــو مــا يتفــق مــع .Barro (1991)و

. الحكومي على النشاط االقتصادي

٣ة لمكونات إطارًا تطبيقيًا يوضح كيفية تعديل الحصص الفعلي Miyakoshi et al. (2010)طرحت دراسة ،على سبيل المثال

باستخدام بيانات مجمعة سنوية لالقتصاد ،Gradientاإلنفاق الحكومي للوصول إلى المستويات المثلى من خالل ما يسمى بطريقة السالسل كل من أدوات تحليل Magazzino and Forte, 2010كذلك استخدمت دراسة ). ٢٠٠٢-١٩٨١(الياباني خالل الفترة

- ١٩٧٠( الفترة للكشف عن المستوى األمثل لحجم الحكومة بالتطبيق على دول االتحاد األوروبي خاللالزمنية والبيانات المجمعة

المستوى األمثل المعظم للنمو االقتصادي، -بشكل عام –وقد وجدت الدراسة أن المستوى الفعلي لإلنفاق الحكومي يتجاوز ، )٢٠٠٩ول العينة وفقًا لمستوى دخل الفرد، هيكل النظام النقدي، والظروف وٕان كان هناك قدر ال يستهان به من التفاوت فيما بين د

.االقتصادية واالجتماعية

١٣

ـــاط االقتصــــادي، قامــــت دراســــة ــين األثــــرين الموجــــب والســــالب للتــــدخل الحكــــومي علــــى النشـ ـــل بــ ـــة للفصـ ومحاولـGrossman (1990) ،بــالتمييز بــين األثــر الموجــب للتــدخل الحكــومي والــذي ينبــع مــن خــالل تقــديم الســلع العامــة

ر التشــويهية الناتجــة عــن آليــات واألثــر الســالب لــه والنــاتج مــن التقــديم غيــر الكــفء لتلــك الســلع وكــذلك مــن اآلثــا. دولـة ناميـة ومتقدمـة ٤٨الضرائب واألنشطة غير المنتجة للباحثين عن الريع، وذلك باستخدام عينة مقطعية مـن

لحجـم الحكومـة يعـد معنـوي بالنسـبة للنمـو االقتصـادي، ) السـالب والموجـب(وتوصلت الدراسة إلى أن كال األثـرين Lopez and Islamمــن ناحيــة أخــرى، أوضــحت دراســة . ى أن يكــون ســالباً وٕان كــان األثــر الصــافي يميــل إلــ

ــ (2008) ــات لــ ــاق )٢٠٠٤-١٩٨٠(دولـــة متقدمــــة وناميـــة خـــالل الفتــــرة ٨٧والمطبقـــة علـــى بيانــ ، أن تحـــول اإلنفــالحكــومي مــن تقــديم الســلع الخاصــة كالــدعم الحكــومي غيــر االجتمــاعي مثــل دعــم الطاقــة، الــدعم الزراعــي، دعــم

ــلع العامــــة االئتمــــا ــى الســ ــى اإلنفــــاق علــ ــمانات االئتمــــان وغيرهــــا إلــ ـــادرات، وضــ ــم الصـ ــحة والتعلــــيم ك(ن، دعــ الصــ، يحفـــز علـــى الكفـــاءة االقتصـــادية والنمـــو، بـــافتراض وجـــود )واإلســـكان والحمايـــة االجتماعيـــة والنقـــل واالتصـــاالت

.مصادر لفشل السوق

العالقة بين المستوى اإلجمالي لإلنفـاق العـام والنمـو في ضوء ضعف نتائج الدراسات التطبيقية المختصة ببحث و ,Yasin([االقتصــادي وتعارضــها وحساســيتها للتغيــرات فــي توصــيف النمــاذج والعينــات المســتخدمة فــي التقــدير

2003, p. 59( ،و)Alexiou, 2009, p.5([، بـدأ التحـول الحـديث نسـبيًا للتركيـز علـى هيكـل أو مكونـات اإلنفـاق .Lopiz and Islam, 2008, pp.2-3( ،)Devarajan, et al., 1996, p([ المسـتوى اإلجمـالي لـه العام، بدًال مـن

.وهذا ما سيتم التركيز عليه في الجزء التالي ،])Belgrave and Craigwell, 1995, pp.298-299(، و)314

:مكونات اإلنفاق العام والنمو االقتصاديأو العالقة بين هيكل: اً ثاني

دراســة العالقــة بــين هيكــل أو مكونــات اإلنفــاق العــام المختلفــة والنمــو باالهتمــام الكــافي علــى األقــل حتــى لــم تحــظ ولقـــد فرضـــت مجموعـــة مـــن االعتبـــارات العمليـــة ضـــرورة االهتمـــام ببحـــث . بدايـــة التســـعينيات مـــن القـــرن العشـــرين

كيـف الهيكلـي، والـذي أجبـر ادي والتودراسة تلك العالقة، منها مثًال التوسع في تطبيق سياسـات اإلصـالح االقتصـــام الواجــــب ــكلة االختيــــار عنــــد اتخــــاذ القــــرار حــــول ماهيــــة مكونــــات اإلنفــــاق العــ الــــدول الناميــــة علــــى مواجهــــة مشــ

ام مكونـــات اإلنفـــاق العـــ ة بالمســـاهمة النســـبية لكـــل مكـــون مـــنوهـــو القـــرار الـــذي يتطلـــب معرفـــة مســـبق. تخفيضـــها فـي ظـل المـوارد المحـدودة وقيـد الموازنـة المفـروض علـى حكومـات الـدولخاصـة ،المختلفة في األداء االقتصـادي

)Devarajan, et al., 1993, p.1(

للعالقــة بــين هيكــل اإلنفــاق العــام والنمــو االقتصــادي علــى تجزئــة اإلنفــاق disaggregatedويقــوم التحليــل المجــزأ

بوجود آثـار مختلفـة لكـل نـوع أو مكـون مـن -وفقًا للنظرية االقتصادية –العام إلى مكونات مختلفة، وذلك اعتقادًا

١٤

العـام والتـي وفـي هـذا المجـال، فـإن هنـاك نـوعين مـن التصـنيف لإلنفـاق. مكونات اإلنفاق علـى النمـو االقتصـاديتستند إليها الدراسات فـي بحثهـا للعالقـة بـين هيكـل اإلنفـاق العـام والنمـو االقتصـادي، وهمـا التصـنيف االقتصـادي

ــين المكـــون ). أو القطـــاعي مجـــازاً (والتصـــنيف الـــوظيفي ـــالتمييز بـ ــام ب " الجـــاري"يعنـــى التقســـيم األول لإلنفـــاق العـالعــام، وكــذلك التمييــز بــين المكونــات المختلفــة لإلنفــاق الجــاري مثــل لإلنفــاق" الرأســمالي أو االســتثماري"والمكــون

ويستند منطق التمييـز هنـا إلـى فكـرة أن اإلنفـاق . األجور والمرتبات، السلع والخدمات، الفوائد، والدعم والتحويالتغيـر منــتج، وقــد ال العـام االســتثماري هـو مــن اإلنفـاق المنــتج المحفـز للنمــو، أمـا اإلنفــاق العـام الجــاري فهـو إنفــاق

أما التقسيم الوظيفي أو القطاعي لإلنفاق العـام، فيعنـى بـالتمييز بـين . ٤يرتبط بعالقة مباشرة مع النمو االقتصاديمكونات اإلنفـاق العـام وفقـًا للوظـائف أو القطاعـات المختلفـة التـي يـتم اإلنفـاق عليهـا مثـل الصـحة، التعلـيم، النقـل

. الدفاعو والمواصالت،

مجــاالت أساســية، ثــالثيتنــاول الجــزء التــالي العالقــة بــين اإلنفــاق العــام والنمــو االقتصــادي فــي ا اإلطــار،فــي هــذ، والبنيــة )التعلــيم(رأس المــال البشــري الــدفاع، : والتــي تضــمنتها غالبيــة الدراســات التطبيقيــة فــي هــذا المجــال وهــي

النظـري الحـاكم للعالقـة بـين هـذه المكونـات لإلنفـاق وسيتم التركيز في هذا الجزء باألسـاس علـى المنطـق .التحتية .نتائج الدراسات التطبيقية التي ركزت على هذه المكونات بالتحديدهم العام والنمو االقتصادي، مع إشارة أل

والنمو االقتصادي اإلنفاق العسكري .١

مسألة ذات أهمية خاصة وتخضع لقدر كبير من الخالف االقتصادي والنموتعد العالقة بين اإلنفاق العسكري بيانات دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية وجود أثر سالب وقوي وفي الوقت الذي تظهر فيه. والجدل

،لإلنفاق العسكري على تكوين رأس المال بما يؤدي إلى تخفيض معدالت النمو االقتصادي بشكل معنويإلنفاق العسكري والنمو نموًا العكس تمامًا، حيث تشير إلى وجود عالقة موجبة بين ا توضح بيانات الدول األقل

على الرغم من األهمية العملية والسياسية لتداعيات و . )(Deger and Smith, 1983, p. 335 االقتصادي

بين ،Barro (1990)، و Barro and Sala-I_Martin (1992) تميز الدراسات القائمة على نماذج النمو النابع من الداخل مثل ٤ويتطلب هذا التمييز بطبيعته ضرورة التفرقة بين نوعين من السلع والخدمات ". اإلنفاق العام غير المنتج"و" اإلنفاق العام المنتج"

األولى، هي السلع والخدمات العامة التي تدخل في دوال المنفعة الخاصة باألفراد، والثانية هي تلك : العامة التي يحققها اإلنفاق العام" غير منتج"أنها إنفاق المجموعة األولى علىوتصنف . تاجيتهالقطاع الخاص وتزيد من إنمع السلع والخدمات العامة التي تتكامل

، أما الثانية فتعد من اإلنفاق وذو أثر غير معنوي أو حتى سالب على النمو االقتصادي خاصة في حالة تمويله بالضرائب المشوهة ,Chamorro-Narvaez., 2010و، )Devarajan, et al., 1993, pp.8-9( ،)Kweka and Morrissey, 2000, pp.1-3( .المنتج

p4)([

١٥

لمترتب على ذلك إال أن النظرية االقتصادية لم تحسم طبيعة األثر ا ،اع حجم اإلنفاق العام على الدفاعارتف ).,p. 298) Makhool ,1999 ة للنمو االقتصاديببالنس

العالقة بين اإلنفاق العسكري والنمو ب الخاصتينوجهتي النظر تدور حولهمااتجاهين رئيسيين هناك و

” Butter andGunsالتكامل بين القطاعين العسكري والمدني "على افتراض األول يقوم :االقتصادي

Approach ،يرى أن هناك منافع من اإلنفاق العسكري من خالل حفز البحث والتطوير، وتوفير األمن يثح، وحفز االستثمارات من خالل ومستوى تعليمهاالخارجي، وزيادة الطلب الكلي، ورفع قدرات قوة العمل ومهاراتها

“ orGuns العسكري والمدني التنافس بين القطاعين"فيفترض أما الثاني . الخارجيات الموجبة لإلنفاق العسكري

Butter Approach مزاحمة االستثمار ب والتي تتعلق، والذي يركز على اآلثار السالبة لإلنفاق العسكريكفاءة تخصيص الموارد من خالل خلق التشوهات التأثير على الخاص، تكلفة الفرصة البديلة، زيادة الضرائب،

-Brasoveanu, 2010, pp. 151ة للجيش وسلوك البحث عن الريعفي األسعار النسبية، وزيادة القوة السياسي

ويكشف اإلطار النظري للعالقة بين اإلنفاق العسكري والنمو االقتصادي عن عدد من القنوات المحتملة ). (153على النحو تقييم تلك العالقة د، والتي يجب أخذها في االعتبار عناقرة لذلك اإلنفلآلثار المباشرة وغير المباش

:التالي

اآلثار الموجبة لإلنفاق العسكري على النمو االقتصادي . أ

يبرر بعض االقتصاديين التوسع في اإلنفاق العسكري السيما في الـدول الناميـة كوسـيلة لحفـز النمـو االقتصـادي ويستند هـذا االتجـاه إلـى مـا .والتنمية نظرًا الرتفاع معدالت البطالة وانخفاض مستويات االستهالك في هذه الدول

والـذي يركـز علـى اآلثـار الخارجيـة الموجبـة المرتبطـة باإلنفـاق modernization modelيسمى بنمـوذج التحـديث ).Abu-Bader and Abu-Qarn, 2003, p. 571-572( ري والمؤثرة على النمو االقتصاديالعسك

من ناحية، قد يحفز اإلنفاق العسكري عملية التنمية نظرًا لما له من آثار مرغوبة تتمثل في تعريض الناس

والمساهمة في تراكم رأس المال ،),pp. 299-300) Makhool ,1999لمهارات جديدة وأنماط سلوكية مختلفة .Pradhan, 2010b, pدريب وغيرها البشري وتكوينه، في حالة توجيه ذلك اإلنفاق إلى مجاالت التعليم والت

والتي اعتبار القطاع العسكري القناة التي يمكن من خاللها طرح تكنولوجيا حديثة للمجتمع، يمكنكما ،)(66 (Deger and Smith, 1983, pp. 338-339 [ يمكن تطبيقها على القطاع المدني بما يؤدي إلى رفع اإلنتاجية

( ،Khilji and Mahmood, 1997, pp. 792-793),([. باإلضافة إلى ذلك، فإن الحياة العسكرية قد تكسب

١٦

,Antonakis) ٥قد تنتقل إلى القطاع المدني والتيالعسكريين المهارات الفنية والخبرات التنظيمية واإلدارية

1997, p. 91). والبحوث على التكنولوجيا و البنية التحتيةمن ناحية أخرى، يؤدي اإلنفاق العسكري علىارجية إلى تقوية البنية التحتية الخاصة بالدولة والالزمة لعمل القطاعات المنتجة، ويؤدي إلى منافع خوالتطوير،

.] ),Pradhan (2010b, p. 66و، )Makhool, 1999, pp. 299-300([ للقطاع المدني وبشكل مباشر

كذلك، يمكن اعتبار األمن الداخلي والهيكل االجتماعي والسياسي أحد قنوات التأثير الموجب لإلنفاق العسكري على النمو، فالعمل على توفير األمن الداخلي للمواطنين يؤدي إلى حفز المبادالت في األسواق ويشجع على

تثمار األجنبي، كما أنه يساعد على حماية تحقيق بيئة أعمال مستقرة، والتي تعد شرطًا ضروريًا لتشجيع االسمن خالل ي يمكن في ظلها لإلنتاج أن ينمووضمان الظروف التحقوق الملكية وعلى حفز ديناميكية السوق

.Brasoveanu, 2010, p(و Pradhan, 2010b, p. 66)([ ٦تحديث األيديولوجيةو منع الصراعات الداخلية

أيضَا أحد القنوات التي ينتقل من خاللها التأثير الموجب لإلنفاق العسكري على وتعد العالقات الخارجية .])151النمو، حيث أن الحفاظ على التوازن العسكري مع الجوار من المتوقع أن يحد من المخاوف المرتبطة

يترتب على تلك المخاوف من انخفاض في مستوى اإلنفاققد ما يمنعباالعتداءات والتهديدات الخارجية، و االستثماري أو هروب رأس المال أو نزيف العقول من الدولة نظرًا لعدم الثقة في المناخ السائد في الدولة

)Deger and Smith, 1983, p. 340(. من -في أوقات البطالة المرتفعة -أخيرًا، يعمل اإلنفاق العسكريزيادة و ، )العمل ورأس المال( المتاحة جعلى تحقيق التوظف الكامل إلمكانيات اإلنتا ،خالل حفز الطلب الكلي

.Makhool, 1999, pp( [ إلى زيادة معدل النمو االقتصادي يقود في النهايةبما االستثمار وحفزمعدل األرباح

.]) (Deger and Smith, 1983, p. 338و ،)299-300

٥تشير الدراسات إلى أن مدى مالءمة وكفاية تلك اآلثار المرتبطة بالتكنولوجيا والبنية التحتية والتدريب، والناتجة عن اإلنفاق

؛لالحتياجات المدنيةفهناك احتمال أن تكون أهداف األنشطة األمنية غير مفيدة . العسكري بالنسبة للمجتمع يعد أمر غير محسوم

فقد يوجه اإلنفاق العسكري إلى التدريب على بعض فنون اإلنتاج كثيفة رأس المال والتي ال يمكن استخدامها بالنسبة للغالبية من

لنائية السكان المقيمين في المناطق الريفية في الدول النامية، كما أن كثيرًا من خدمات البنية التحتية قد يتم إنشاؤها في المناطق ا

.Deger and Smith, 1983, pp. 338-339)] ( ،(Khilji and Mahmood, 1997, pp. ومن ثم يكون استخدامها المدني محدود

] (Antonakis, 1997, p. 1991)و (792-793

إن هذا ال ينفي أن المؤسسات العسكرية بطبيعتها هي مؤسسات محافظة ذات هياكل تنظيمية جامدة، كما أن اهتمامها بتحقيق ٦

,Deger and Smith, 1983االستقرار والحفاظ على الوضع القائم قد يمنعها من القيام بخطوات إيجابية في عملية تحول المجتمع

p.339) .(

١٧

:اآلثار السالبة لإلنفاق العسكري على النمو االقتصادي . ب

اإلنفاق العسكري من توجيه للموارد بعيدًا عن االستخدمات يركز هذا االتجاه في الغالب على ما يترتب على األخرى أي على تكلفة الفرصة البديلة المباشرة من حيث ما يتم التضحية به من استثمار أو استهالك، ويشمل

:هذا االتجاه

بافتراض ثبات -قيقة أن الزيادة في اإلنفاق العسكري على حيركز هذا النموذج : نموذج تراكم رأس المالتحويل الموارد تقوم بأوجه اإلنفاق المدني واالجتماعي و االستثمار الخاص و مزاحمة ستقود إلى -مستوى االدخار

Khilji and(و، )Pradhan, 2010b, p. 66( [تكلفة الفرصة البديلة لإلنفاق العسكري بعيدًا عنها فيما يعرف ب

Mahmood, 1997, pp. 792-793([. حجم انخفاضإذا ترتب على زيادة العبء العسكري ، عالوة على ذلككم فيالتكوين الجديد لرأس المال عن مستواه المحتمل، فإن االقتصاد سيعاني في هذه الحالة من انخفاض

.ونوعية رصيده من رأس المال

يركز هذا االتجاه على األثر االقتصادي السالب : الصادراتنموذج ميزان المدفوعات أو النمو المعتمد على ألكثر فعالية إلى من القطاع المدني الديناميكي واعناصر اإلنتاج تحويلان المدفوعات من خالل على ميز

كذلك، فإنه بالنسبة للدول النامية، يميل اإلنفاق . الصادراتوهذا يؤدي إلى معدل أبطأ لنمو ،القطاع العسكري ري إلى أن يكون أكثر اعتمادًا على الواردات مقارنة بأوجه اإلنفاق األخرى، األمر الذي يؤدي إلى آثارالعسك

.)Makhool, 1999, p. 300( غير مواتية على ميزان المدفوعات

يركز هذا النموذج على األثر السالب الذي يحدثه اإلنفاق العسكري من خالل :نموذج اإلحالل التكنولوجيمع ما يترتب تحويل الموارد المادية والبشرية بعيدًا عن القطاع المدني لتوجه إلى صناعات األسحلة الحديثة،

وموقعها األجل على إنتاجية الدولة والتأثير السالب طويلعملية البحوث والتطوير، على ذلك من تراجع ).Makhool, 1999, p. 300( التكنولوجي

بشكل عام، إذا كانت الدول النامية تواجه نوعين من القيود في عملية النمو، وهي قيود هيكلية تتعلق بدور و فإنه يمكن القول بأن األثر الصافي ،ارد تتعلق بنقص المدخرات المحلية، وقيود مو "modernization"التحديث

فمن المتوقع . لإلنفاق العسكري على النمو االقتصادي يتوقف على أثره على كل من هذين النوعين من القيودأن يكون لإلنفاق العسكري دور محفز بالنسبة للعامل األول نظرًا أن المؤسسات العسكرية قد يكون لها دور في

، ودور محبط بالنسبة للعامل الثاني، حيث اإلنفاق -إلى حد معين -النامية في الدول " التحديث"إحداث

١٨

.pp ,1986 ، األمر الذي يضر بالنمواالستثمارت المنتجة العسكري يعمل على تخصيص الموارد بعيدًا عن

193-194) Deger,(.

اآلثار االقتصادية لإلنفاق وعلى المستوى التطبيقي، تراكمت األبحاث والدراسات التطبيقية المهتمة باختبار العسكري، واختبار النماذج النظرية المختلفة التي شكلت اإلطار العام لهذه العالقة، إال أن أغلبها لم يصل إلى

٧.نتائج قاطعة؛ فمنها ما يشير إلى وجود عالقة سالبة أو غير معنوية، ومنها ما يدعم وجود عالقة موجبةلى مجموعة من االعتبارات العملية التي تميز الدراسات التطبيقية ومن بينها ويرجع هذا التفاوت في النتائج إ

هذا ، ),2010b, p. 65) Pradhan ير المختلفة، وحجم العينة ونوعهاالمتغيرات الداخلة في النموذج، أساليب التقد .),2010a, p. 297) Pradhan فضًال عن إمكانية سير عالقة السببية في االتجاهين

Frederiksen andو ،Antonakis (1997) ،Kentor and Kick (2008)مثل كذلك أوضح عدد من الدراسات

Looney (1983) أن طبيعة العالقة بين اإلنفاق العسكري والنمو االقتصادي قد تختلف باختالف حجم المواردكذلك أوضحت دراسة ٨.يرة المواردحيث يكون األثر السالب أكثر وضوحًا في حالة الدول فقالتي تملكها الدولة،

Aizenman and Glick (2006) تأثر تلك العالقة بمدى وجود تهديدات عسكرية خارجية واحتماالت فساد، حيث تميل العالقة إلى األثر الموجب في حالة وجود تهديدات عسكرية خارجية، ومع المؤسسات العسكرية

ومع هذا االختالف والتفاوت في نتائج األبحاث التطبيقية حول . انخفاض احتماالت فساد المؤسسات العسكريةهذه العالقة، إال أن العدد األكبر من الدراسات يكشف عن ميل تلك العالقة ألن تكون سالبة أو غير معنوية

.على أحسن تقدير

، Dager and Smith, (1983) ،Dager (1986)، Szymanski (1973): صلت إلى وجود عالقة سالبةمن الدراسات التي و ٧

Cappelen, et al. (1984) ،Dunne and Nikolaidou (2011) ،Kentor and Kick (2008) ،Heo (1999) ،Dunne and Vougas (1999) ،Antonakis (1997) ،Cohen et al. (1996) ، Al- Jarrah (2005) ،Khilji and Mahmood (1997) ،

Brasoveanu (2010) ،Linden (1992) ،Ozsoy and Ipek (2010) ،Tiwari and Tiwari (2010) و ،Abu-Bader and Abu-

Qarn (2003). ومن الدراسات التي أشارت إلى وجود عالقة موجبة :Benoit 1973، Halicioglu (2004) و ،Diebolt and

Grammare (2006)

٨اآلثار العكسية لإلنفاق العسكري على النمو والتنمية في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة، استنادَا إلى يفسر البعض وضوح

لتقديم الدعم للمنشئات ذات التكنولوجيا المرتفعة، وهو مستترةفكرة أن النفقات العسكرية في الدول المتقدمة قد تستخدم أحيانًا كوسائل

أما في الدول الفقيرة والنامية، فإن المعدات العسكرية يتم استيرادها ". military-industrial complex"إلى ظهور المصطلح ما أدى

(Collier, 2006, p.10)بدًال من إنتاجها محليًا، ومن ثم ال تقدم أي منافع أو إفادة لعملية التقدم الفني

١٩

والنمو االقتصادياستثمارات البنية التحتية .٢

ال البنية التحتية في األجندات السياسية، خاصة بعد وقوع لقد ظهرت أهمية االستثمارات الحكومية في مجاألزمة المالية العالمية، حيث قامت الحكومات على مستوى العالم بزيادة إنفاقها على المشروعات العامة كجزء

على الرغم من أن و .)(Airoldi, et al., 2010, p. 1 ية المصممة لدعم النمو االقتصاديمن حزم التحفيز المال اتالمنافع التي تعود على المجتمع من االستثمارات في البنية التحتية تعد واضحة للجميع، إال أن الموضوع

االقتصاديين لفترة طويلة، حيث لم جانب محل تجاهل من ظلبرصيد البنية التحتية واالستثمار فيها ةالمتعلقالتحتية والناتج عن التراجع في حجم االستثمار تهتم الدراسات االقتصادية ببحث تبعات التراجع في رصيد البنية

التي و ،Munnell (1990a-1990b)و Aschauer (1989a-1989b)العام، إال مع األعمال الرائدة التي قدمها أوضحت أن التراجع في مستوى االستثمار العام في البنية التحتية كان العامل الرئيسي المسئول عن التناقص

ف أداء االقتصاد األمريكي خالل الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، وأن معدل في نمو اإلنتاجية وضعالعائد على االستثمار في البنية التحتية يعد مرتفعًا جدًا مقارنة بالعائد على االستثمار في رأس المال الخاص،

Hulten and( ستثمار الخاصلال ليس مزاحماً و وأن االستثمار العام في مجال البنية التحتية يعد مكمًال

Schwab, 1993, p. 265(.

البنية التحتية والنمو االقتصادي فكرة مدعمة من جانب اإلنفاق العام على وتعتبر فكرة وجود عالقة موجبة بين قد تعاملت مع البنية النمو النيوكالسيكية نماذجوٕاذا كانت . كل من النظرية االقتصادية والمشاهدات العملية

التحتية باعتبارها أحد المدخالت في دالة اإلنتاج، وتنبأت بأن األثر على النمو ألي توسع في البنية التحتية النابع من (سيكون مؤقت وخاضع لتناقص العوائد كغيره من عوامل اإلنتاج األخرى، فإن نظريات النمو الحديثة

أيضًا إلى زيادة معدل النمو طويل األجل بشكل ترى بأن تراكم أصول البنية التحتية يمكن أن يؤدي) الداخل .(Minassian et al., 2008, p. 5) ىدائم من خالل العمل على زيادة العوائد على عناصر اإلنتاج األخر

االقتصادي تعد معقدة، نظرًا أنها ال تؤثر على اإلنتاج وتوضح الدراسات أن العالقة بين البنية التحتية والنموبشكل مباشر فقط، وٕانما تخلق الكثير من الخارجيات، والتي تؤدي إلى رفع إنتاجية االقتصاد وزيادة واالستهالك

وقد يتحقق ذلك إما بشكل مباشر باعتبار االستثمار في البنية التحتية عنصر إضافي من . قدرته على النموحدية لرأس المال الخاص عناصر اإلنتاج، أو بشكل غير مباشر من خالل األثر على زيادة اإلنتاجية ال

وتخفيض تكاليف المعامالت وتكاليف التجارة، وزيادة وعناصر اإلنتاج األخرى وحفز االستثمار الخاص، Sahoo et) [التنافسية، باإلضافة إلى توفير فرص العمل للفقراء وتشغيل الموارد في حالة وجود جزء معطل منها

al., 2010, p.3) و[(Kularatne , 2006, pp. 2-3). لعالقة بين في دراستها لاألدبيات ومع ذلك، تركز أغلبإنتاجية ) أ(على لهذا اإلنفاق اآلثار المحتملة على اإلنفاق العام على البنية التحتية ومعدالت النمو االقتصادي،

٢٠

طبيعة العالقة التكاملية أو التنافسية مع االستثمار ) ب(و ،تاج الخاصة ومعدالت العائد عليهاعوامل اإلن .(Agenor and Dodson, 2006, p.4)الخاص

:األثر على إنتاجية عوامل اإلنتاج . أ

يؤدي الرصيد المرتفع من رأس المال العام في البنية التحتية إلى زيادة إنتاجية عناصر اإلنتاج األخرى مثل

وبشكل عام، فإن حجم ذلك األثر سيتوقف . العمل ورأس المال الخاص، ومن ثم تخفيض تكاليف اإلنتاج للوحدةتكون اآلثار على اإلنتاجية محدودة، والعكس على حجم الرصيد المبدئي لرأس المال العام؛ ففي الدول المتقدمة

محدود، ومن ثم العام في الدول منخفضة الدخل والتي يكون فيها حجم الرصيد المبدئي من رأس المال صحيح Agenor and). تؤدي زيادته إلى رفع إنتاجية رأس المال الخاص وحفز معدل االستثمار الخاص والنمو

Dodson, 2006, p.6). إنتاجية من حيث على وجود مكاسب كبيرةإلى أن هناك ما يدل دراساتالوتشيرالعوائد -في كثير من األحوال –القطاع الخاص نتيجة لالستثمار العام في البنية التحتية، والتي قد تفوق

Munell, 1992)( ،[(Wylie, 1996)، (Aschauer, 1990) [ص المحققة على االستثمار في رأس المال الخا

(Heintz et al., 2009). في الوقت نفسه، يؤدي التحسن في خدمات البنية التحتية إلى رفع إنتاجية العمل، منباإلضافة ،خالل ما تقود إليه نظم النقل الكفء من تقليل الوقت المهدر في االنتقال بين المنزل ومكان العمل

Agenor)]، و)Dodson, 2008, p. 6([ حة والتعليمخرجات الخاصة بالصلتأثير اإليجابي على النتائج والمإلى ا

and Dodson, 2006, p.4) .

: الستثمار الخاصلاألثر المكمل أو المزاحم . ب

يركز هذا االتجاه على العالقة التكاملية بين كل من رأس المال العام ورأس المال الخاص، والناتجة عن التعامل فلما كانت ؛أس المال الخاص في عملية اإلنتاجباعتبارها مدخالت مكملة لر مع خدمات البنية التحتية المنتجة

زيد من اإلنتاجية الحدية لخدمات رأس المال الخاص، فإنه من تالزيادة في رأس المال المرتبط بالبنية التحتية صول المتوقع أن يزيد الطلب على قدر أكبر من تدفق خدمات رأس المال الخاص وقدر أكبر من رصيد األ

الخاصة التي تقوم بإنتاج تلك الخدمات في حالة وجود بنية تحتية عامة كافية، األمر الذي يشجع على حفز على سبيل المثال، يكون معدل العائد على . (Kularatne, 2006, pp. 2-3). التكوين الرأسمالي وزيادة الناتج

ستثمار في توليد الكهرباء والنقل واالتصاالت في بناء مصنع ما أعلى في حالة ما إذا قامت الدولة بالفعل باالفي هذه الحالة، فإن رأس المال العام يلعب دورًا مكمًال أو جاذبًا لرأس المال . المنطقة التي يقع بها المصنع

Agenor and Dodson, 2006, p.8) ( نتاجيته وزيادة معدل العائد عليهالخاص، من خالل حفز تكوينه ورفع إ

٢١

احتماالت أخرى قد تؤدي فيها الزيادة في رصيد رأس المال العام في البنية التحتية إلى آثار توجد ،ومع ذلك

فزيادة هذا اإلنفاق ؛عكسية على النشاط االقتصادي في األجل القصير، من خالل مزاحمته لالستثمار الخاصمالة، وموارد مالية سواء من إيرادات تتطلب قدرًا من الموارد االقتصادية الحقيقية والتي تشمل خامات ومعدات وع

يتوقع حدوثها عندما يؤدي استهالك " المزاحمة"المنطق، فإن فكرة هذاوفقًا ل. الضرائب أو االقتراض الحكومي القطاع الحكومي للمزيد من هذه الموارد الحقيقية والمالية،

وتوضح . (Heintz et al. , 2009, p. 38)ة إلى التقليل من الموارد المتاحة للقطاع الخاص، فيقل إنتاجه بالتبعياألدبيات أن األصل في أثر المزاحمة هو أن يكون ذا طبيعة قصيرة األجل، حيث أن الزيادة في رصيد رأس المال العام ستؤدي إلى زيادة نمو الناتج في األجلين المتوسط والطويل، خاصة مع تراجع احتياجات الحكومة

ولكن، إذا ما استمر . دات الضريبية المرتبطة بالتوسع في اإلنتاجانتيجة لزيادة اإلير لتمويل إنفاقها باالقتراض أثر المزاحمة لفترة طويلة، واستمر التراجع في تكوين رأس المال الخاص عبر الزمن، فإنه في هذه الحالة قد

Agenor and Dodson, 2006, pp.10-11) ( ى أثر سالب طويل األجل على النمويتحول إل ينبغي التأكيد على أن االفتراض الخاص بأثر المزاحمة ال يتحقق إال في ظل مجموعة محددة من مع ذلك، و

المالية المتاحة في مشروعات و ظيف الكامل لجميع الموارد الحقيقية و الظروف االقتصادية، والتي تشمل التر على المساهمة في توسيع القدرة استثمارية منتجة، وأن يكون اإلنفاق العام االستثماري الجديد غير قاد

ألنه في حالة ما إذا كان ). أي أنه ال ينجح في زيادة الحجم الكلي للكعكة االقتصادية(اإلنتاجية لالقتصاد من القطاعين كل االستثمار العام قادرًا على زيادة القدرة اإلنتاجية لالقتصاد، فإنه سيصبح هناك مجال لتوسع

دون وقوع أثر المزاحمة، حتى في ظل التشغيل الكامل لعوامل اإلنتاج متكاملالعام والخاص معًا بشكل (Heintz et al., 2009, p. 38).

وعليه، يمكن القول بأن األثر الصافي على النمو االقتصادي والمترتب على زيادة رأس المال العام المرتبط

من ناحية، يحفز رأس المال المرتبط بالبنية التحتية من إنتاجية : بالبنية التحتية، يتوقف على قوتين متعارضتينومن ناحية أخرى، فإن اإلنفاق العام على . النموويشجع على المزيد من االستثمارات ومن ثم عوامل اإلنتاج

لتحتية قد يؤثر بالسلب على النمو االقتصادي نتيجة لتكلفة الموارد المرتبطة بهذا اإلنفاق والتي تؤدي إلى االبنية ليست قد تؤدي هاتين القوتين المتعارضتين إلى عالقة .(Kularatne, 2006, p. 3) مزاحمة االستثمار الخاص

بين نسبة الناتج التي توجه نحو تكوين البنية ) Uتأخذ شكل مقلوب حرف ( non monotonic يرة واحدةذات وت .et al., 2000, pp. 507-508) (Bougheas النمو االقتصادي في األجل الطويلالتحتية ومعدل

٢٢

معبرًا عنه من خالل (رصيد البنية التحتية وتشير األدبيات التطبيقية إلى أهمية التمييز بين كل من العالقة بين من ناحية، والعالقة بين االستثمارات االقتصادي والنمو ) الجودة والقدرة على الوصولو اإلتاحة مؤشرات

فإذا كانت العالقة األولى محسومة في أغلب ؛من ناحية أخرىاالقتصادي الحكومية في البنية التحتية والنمو في Ashauer (1989a&b)وجد على سبيل المثال،. ن العالقة الثانية أقل حسماً الدراسات التطبيقية، فإ

ستثمار معنوية بين اإلو مريكي بعد الحرب الثانية عالقة موجبة دراساته المتعددة ألداء النمو في االقتصاد األوربما –أقل قوة أثر أن هناك دراسات أخرى في المقابل أوضحت، االقتصادي والنمو العام في البنية التحتية

االستثمار العام وتدفقالبنية التحتية رصيدويرجع اختالف أثر كل من . في هذا المجال لالستثمار العام -سالبكيفية تمويل بفي البنية التحتية على النمو االقتصادي، إلى أن األثر الثاني يتوقف على بعض العوامل المرتبطة

، )جودة الحوكمة ودرجة الفساد(السياق المؤسسي الذي تتخذ فيه قرارات االستثمار و إنفاقه ذلك االستثمار وكفاءةمثل رأس المال البشري، جودة عمليات لالستثمار في البنية التحتية إتاحة المدخالت ذات الدور المكمل مدى

. لخدمات العامةتقويم المشروعات واختيارها وٕادارتها، واإلطار التشريعي والتشغيلي الذي تقدم من خالله امن خدمات رصيدتية يتحول بالضرورة إلى حفي مجال البنية الت إنفاق أو استثمار عامباختصار، فإن ليس كل

,.Minassian et al) األمر الذي يضعف من العالقة بين هذا االستثمار والنمو االقتصادي رأس المال العام،

2008, pp. 5-6).

نتائج حول العالقة بين االستثمار العام في الية عن وجود قدر من التفاوت في وتكشف مراجعة األدبيات التطبيق

من بين هذه الدراساتو موجب،وٕان كان أغلبها يشير إلى وجود أثر مجال البنية التحتية والنمو االقتصادي،

Heintz et al. (2009) ،Wylie (1996) ،Sahoo et al. (2010) ،Noriega and Fontenla (2005)،Cohen

and Paul (2004) ،وMunnell (1992). عدد محدود من الدراسات إلى ضعف أو عدم وفي المقابل، أشار Hulten andمعنوية االستثمارات الحكومية في البنية التحتية بالنسبة للنمو االقتصادي؛ ومنها دراستي

Schwab, (1993) Loncan (2004). غير خطية بين كل من وجود عالقة أخرى دراسات أوضحت كذلك Bougheas et al. (2000) ،Kularatne مثل االستثمار الحكومي في مجال البنية التحتية والنمو االقتصادي،

. Rioja (2001)و، (2006)

والنمو االقتصادي التعليماإلنفاق العام على .٣

تفق أصحاب نظريات التنمية االقتصادية بصفة عامة على أن جودة الموارد البشـرية لهـا أثـر معنـوي علـى النمـو ي Saad(وتنبع تلك العالقة من حقيقة أن حجم قـوة العمـل ونوعيتهـا يحـددان مسـتوى اإلنتـاج والتنمية االقتصادية؛

and Kalakech, 2009, p. 41(مـن المهـارات هـي األكثـر إنتاجيـة، فـي ظـل العمالـة ذات المسـتوى األعلـىف ؛أو ،مســتوى معــين مــن التكنولوجيــا، كمــا أنهــا األقــدر علــى تحســين مســتوى التكنولوجيــا مــن خــالل وســائل االبتكــار

٢٣

مـــن وفقـــًا لـــذلك،. اللحـــاق بركـــب التكنولوجيـــا المتطـــورةو اتبـــاع وتنفيـــذ األســـاليب التكنولوجيـــة الحديثـــة مـــن الخـــارجقــد يــدخل رأس المــال البشــري فــي دالــة فس المــال البشــري علــى النمــو االقتصــادي بطــريقتين، رأ المتوقــع أن يــؤثر

,Buysse) "رأس المــال"و" العمـــل"كأحـــد المـــدخالت أو عوامــل اإلنتـــاج إلــى جانـــب -بشـــكل منفصــل –اإلنتــاج

2002, pp.584-585) ،لنابع مـن الـداخل كما قد يولد تراكم رأس المال البشري خارجيات موجبة ويقود إلى النمو اأو مـا يسـمى بإنتاجيـة العوامـل ) الفنـي( التكنولـوجيمن خالل حفز االبتكار والبحث والتطوير والتأثير على التقدم

وقــد يــؤثر أيضــًا علــى االســتثمار فــي رأس المــال TFP (Babatunde and Adefabi ,2005, p.4)الكليــة . (Kumar, 2006, pp. 153-154) أداء النمون الدرجة الثانية على المادي ومن ثم خلق أثر م

والتي تؤكد على دور المعرفة ، Lucas (1988)، وRomer (1986)ولقد ساعدت األعمال التي قدمها كل من على انطالق مجموعة كبيرة من األدبيات النظرية والتطبيقية المحاولة لتحقيق فهم وتراكم رأس المال البشري،

وبينما يوجد .)(Angelopoulos et al., 2007, p.2 النابع من الداخل طويل األجلنمو أفضل لمحددات الأساس نظري قوي للدور المحوري الذي يلعبة رأس المال البشري في النمو االقتصادي، إال أن األدلة التطبيقية

النموذج المستخدم في لتلك العالقة عادة ما ترتبط بعدد من المسائل المتعلقة بقياس رأس المال البشري وطبيعة أكدت غالبية األبحاث التطبيقية في هذا ومع ذلك، فقد .(Babatunde and Adefabi, 2005, p.4) ٩التقدير

النمو االستثمار فيه، وبينو المجال على وجود عالقة موجبة بين كل من الرصيد المبدئي لرأس المال البشري .(Buysse , 2002, pp.583-602) االقتصادي

يشكل التعليمولما كان التعليم من العوامل الضرورية المحددة لجودة رأس المال البشري، فإن اإلنفاق العام على مكانة هامة في أغلب خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية باعتباره المسئول عن عرض العمالة المدربة

في . موازنات الدول والسيما تلك اآلخذة في النمووالمنتجة، كما يعتبر ذلك اإلنفاق االجتماعي مكونًا هامًا في النمو االقتصادي، وفقًا للنظرية و التعليم هذا السياق، سيتناول الجزء التالي العالقة بين اإلنفاق العام على

.االقتصادية ونتائج األبحاث التطبيقية التي ركزت على تلك العالقة

٩بينما أكد التحليل الجزئي المبني على دالة الكسب المينسيرية على إسهام التعليم الموجب في المكاسب التي يحققها الشخص، إال

لم تكن قادرة على إظهار وجود عالقة موجبة مباشرة لرأس المال البشري الكليعلى المستوى االقتصادي أن نماذج انحدار النمو

األخذ في عدم في أن أحد أسباب ذلك يكمنويشير البعض إلى . (Babatunde and Adefabi, 2005, p.4)على نمو الناتج

[ المؤشرات الكمية مثل عدد سنوات التعليمباالكتفاء و االعتبار المتغيرات ذات العالقة بجودة رأس المال البشري والحوكمة والفساد،

(Buysse, 2002, p.583) ،)Herrera, 2007, p.18(، و(Kumar, 2006, pp. [153-179) [.

٢٤

عوائد االقتصادية واالجتماعية الملموسة والمرتبطة باإلنفاق العام تشير األدبيات إلى عدد كبير من الخارجيات والعلى التعليم، فمنها ما يشير إلى القدرة على إضافة معرفة جديدة، وٕانتاج التكنولوجيا ونشرها وحفز االبتكارات

ومنها ما يركز على المساهمة في تحسين الصحة العامة ، )(Nunes, 2001, p.6وزيادة المكاسب اإلنتاجية وينعكس كل ذلك على . سيوالتغذية وتقليل معدل المواليد ووفيات األطفال، وربما أيضًا تحقيق االستقرار السيا

زيادة إنتاجية قوة العمل والمكاسب التي تحققها ومن ثم زيادة المشاركة فيها، ويؤدي إلى التأثير بشكل موجب ,Chandra ، و)(Chandra, 2010, p.2، [(Babatunde and Adefabi , 2005, p.5) نمو االقتصاديالعلى

2011, p.75)([.

ومن الناحية التطبيقية، يوجد خالف بين الباحثين حول ما إذا كان اإلنفاق على التعليم يعد إنفاقًا منتجًا ومن ثم على سبيل المثال، وجدت . Musila and Belssi 2004, p.124)( من النمو االقتصادييرتبط بمعدالت أعلى

عالقة موجبة ومعنوية بين اإلنفاق العام على التعليم دولة ٩٨ عينة من المطبقة على Barro (1991) دراسةعالقة موجبة ومعنوية بين وجود Musila and Belssi (2004) والنمو االقتصادي، كذلك أوضحت دراسة

نصيب العامل من اإلنفاق العام على التعليم ومعدل النمو االقتصادي في األجلين القصير والطويل، مع زيادة ، كما ميزت دراسة )١٩٩٩-١٩٦٥(وضوح ذلك األثر في األجل الطويل، وذلك بالتطبيق على أوغندا خالل الفترة

Annabi et al. (2011) على النمو بين األثرين قصير األجل وطويل األجل لإلنفاق العام على التعليمفي االقتصاد الكندي، وأوضحت إمكانية وجود أثر مزاحمة لإلنفاق العام على التعليم في األجل االقتصادي

ويل، تؤدي اإلنفاق، ولكن في األجل الط القصير نتيجة الحوافز السالبة التي تفرضها الضرائب المصاحبة لهذاالخارجيات الموجبة المرتبطة بالتعليم إلى زيادة معدل تراكم رأس المال البشري والذي بدوره ينعكس باإليجاب

على أن اإلنفاق العام على ، Diebolt and Grammare (2006)وأكدت دراسة . على نصيب الفرد من الدخل ).١٩٦٨-١٩٤٠(خالل الفترة انيالتعليم يعتبر أحد العوامل الدافعة لنمو االقتصاد الياب

وقد اتجه جانب آخر من الدراسات التطبيقية نحو التركيز على اتجاه عالقة السببية بين اإلنفاق العام على

وتنطلق تلك الدراسات من حقيقة أن وجود عالقة ارتباط بين المتغيرين . التعليم والنمو االقتصادي طويل األجلال يعني بالضرورة أن عالقة السببية تسير في اتجاهها من اإلنفاق العام على في نماذج االنحدار القياسية

أو عالقة (التعليم إلى النمو االقتصادي، حيث أن هناك احتمالية لوجود مشكلة المتغيرات المفسرة الداخلية من النمو االقتصادي ، فاإلنفاق العام على التعليم قد يكون نتيجة للمعدالت المرتفعة)السببية في االتجاه العكسي

Chandraعلى سبيل المثال، وجدت دراسة . وقد تفاوتت النتائج فيما يتعلق بهذا الشأن أيضاً . وليس العكس

النمو و اإلنفاق العام على التعليم بين في االتجاهين المطبقة على الهند عالقة سببية تسير (2010)-١٨٥١(والمطبقة على االقتصاد البرتغالي خالل الفترة ، Nunes (2001)دراسة كذلك أشارت ،االقتصادي

٢٥

االهتمام باإلنفاق العام على حيث يقل أن اإلنفاق العام على التعليم يستجيب للدورات االقتصادية؛إلى )١٩٩٣ .معدالت النمو االقتصاديالركود وتراجع مقارنة بأوقات في فترات االنتعاش االقتصاديالتعليم

أشارت دراسات أخرى إلى وجود أثر محدود أو سالب لإلنفاق العام على التعليم على النمو وفي المقابل،

٢٠على بيانات مجمعة لعينة من والمطبقة Buysse (2002)أوضحت دراسة على سبيل المثال،. االقتصادييجابي محدود أن هناك دور إ )٢٠٠٠-١٩٧٠(دولة من دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية خالل الفترة

عالقة وجود Devarajan et al (1996) إلنفاق العام على التعليم على النمو االقتصادي، كما أظهرت دراسةل Adebiyi (2006) ةأما دراس .معنوية بين حصة اإلنفاق العام على التعليم ومعدل النمو االقتصاديغير

ن الزيادة في اإلنفاق الرأسمالي الحقيقي على أ، فقد أوضحت )٢٠٠٣- ١٩٧٠(المطبقة على نيجيريا خالل الفترة في دراسته المطبقة Angelopoulos et al (2007) ويشير. التعليم يرتبط بانخفاض معدل نمو الناتج الحقيقي

أن العالقة بين اإلنفاق العام على التعليم والنمو ، )١٩٨٤- ١٩٤٩(الفترة على بيانات االقتصاد األمريكي خالل حيث تكون ؛، وٕانما تأخذ شكل منحنى الفرnon monotonicاالقتصادي تعد عالقة ليست ذات وتيرة واحدة

العالقة موجبة حتى مستوى معين من اإلنفاق تتحول بعده إلى سالبة نتيجة لآلثار السالبة التي تفرضها عملية . ق من خالل الضرائب المشوهةتمويل ذلك اإلنفا

ة قد اختلفت فيما بلغته من نتائج حول أثر اإلنفاق العام على التعليم يوبشكل عام، إذا كانت الدراسات التطبيق

أن القدرة على تحقيق المكاسب المرتبطة باإلنفاق العام على النمو االقتصادي، إال أنها في الغالب تتفق على النمو االقتصادي تتوقف بدرجة كبيرة على قدرة النظام التعليمي على إنتاج رأس على التعليم من حيث حفز

المال البشري بالنوعية والمهارات التي تتسق مع نمط الطلب على العمل ومع هيكل اإلنتاج السائد في االقتصاد Jung and Thorbecke, 2001, p. 24) ( مارات التعليمية ثأهمية الكفاءة في تخصيص االستوعلى Judson,

1998, pp. 337-354)(، وجودة المؤسسات القائمة على إدارة البرامج التعليمية ومقاومة الفساد (Adebiyi ,

2006).

:هيكل اإلنفاق العام والنمو االقتصادي في األبحاث التطبيقية

مــن أهميــة مكونــات اإلنفــاق العــام المختلفــة ) النظريــة والتطبيقيــة(وفــي ضــوء مــا أوضــحته األدبيــات االقتصــادية واختالف أثرها على النمو االقتصادي، فقد فطن الباحثون إلى أهمية تحليل الصـورة الكاملـة للعالقـة بـين مكونـات

ل مـن التركيـز علـى أحـد مكونـات اإلنفـاق العـام، إلـى اإلنفاق العام والنمـو االقتصـادي، وهـذا مـا دفعهـم نحـو التحـو

٢٦

حيـث قـام عـدد كبيـر مـن بحث العالقة بين المكونات المختلفة لإلنفاق العام والنمـو االقتصـادي فـي نمـوذج واحـد، مــن المتغيـرات المفسـرة المعبـرة عــن اً عـددمـع األخــذ فـي االعتبـار بتقـدير نمــوذج انحـدار للنمـواألبحـاث التطبيقيـة

و أحــد أبــدًال مــن المســتوى اإلجمــالي لإلنفــاق العــام ) وفقــًا للتصــنيف االقتصــادي أو الــوظيفي(إلنفــاق العــام هيكــل ا الفتـرةوالمطبقة علـى تنزانيـا خـالل Kweka and Morrissey (2000( على سبيل المثال، ميزت دراسة . مكوناته

ــتهالكي واالســـــتثمار العـــــام ،)١٩٩٦ - ١٩٦٥( ــــاق العـــــام االســـ ــــال فـــــي رأس (بـــــين اإلنفـ ـــادي ورأس المـ ــال المــ المـــاإلنفـــاق وتوصـــلت الدراســـة إلـــى أن االســـتثمار العـــام المـــادي لـــه أثـــر ســـالب علـــى النمـــو، فـــي حـــين أن .)البشـــري

باالسـتثمار فــيرتبط بالزيـادة فـي االســتهالك الخـاص، ولــم يظهـر المتغيـر الخــاص مــاالسـتهالكي لـه أثــر موجـب و .النمومع رأس المال البشري عالقة معنوية

والمطبقــة علـى عينــة مـن الــدول الناميـة خــالل الفتــرة Devarajan, et al. (1993,1996( أظهــرت دراسـة كـذلك

، أن هنــــاك أثــــر موجــــب لحصــــة اإلنفــــاق العــــام الجــــاري إلــــى إجمــــالي اإلنفــــاق العــــام علــــى النمــــو )١٩٩٠-١٩٧٠(وبالنسـبة للتصـنيف الـوظيفي . الرأسـمالي إلـى إجمـالي اإلنفـاق العـامالعـام االقتصادي، وأثر سالب لحصـة اإلنفـاق

وأثــر ) النقــل واالتصــاالت(تيــة لإلنفـاق العــام، وجــدت الدراســة أثــر سـالب ومعنــوي لإلنفــاق علــى الــدفاع والبنيـة التح Gregoriouدرا� وقـد أيـدت نتـائج .سالب وغير معنوي لإلنفاق على الصحة والتعليم، على النمو االقتصـادي

and Ghosh (2009) وجــود أثــر ســالب ومعنــوي لإلنفــاق العــام الرأســمالي، وأثــر موجــب ومعنــوي لإلنفــاق العــامدولــة ناميــة خــالل الفتــرة بــين العــامين ١٥وذلــك بــالتطبيق علــى عينــة مكونــة مــن نمــو االقتصــادي،الجــاري علــى ال

. ١٩٩٩و ١٩٧٢

) ١٩٨٥-١٩٦٠(دولـة خـالل الفتـرة ٩٨والمطبقـة علـى عينـة مـن Barro (1991)ومـع ذلـك، فقـد أوضـحت دراسـة

فـي حـين االسـتثمار العـام،ة غيـر معنويـة مـع ارتباط النمو االقتصادي بعالقة سالبة مـع االسـتهالك العـام، وبعالقـ) والسـيما علـى التعلـيم(إلى وجود عالقـة موجبـة بـين اإلنفـاق العـام الرأسـمالي Bose et al. (2007)أشارت دراسة

Landau( أمـا دراسـة. والنمو، وعالقة غير معنوية بين اإلنفاق الجاري والنمـو، فـي عينـة مـن ثالثـين دولـة ناميـة

وي لكـــل مـــن اإلنفـــاق العـــام الجـــاري واإلنفـــاق العـــام االســـتثماري علـــى النمـــو ســـالب ومعنـــ فقـــد وجـــدت أثـــر 1985)ــــادي بــــــالتطبيق ـــى االقتصـ ــرة ١٦علــ ـــالل الفتـــ ـــة متقدمـــــة خـــ ـــين .)١٩٧٦-١٩٥٢(دولـــ ــى العالقــــــة بـــ ــالتركيز علـــ وبــــ

and Shah (1993 Baffes( التخصــيص القطــاعي لإلســتثمار الحكـــومي والنمــو االقتصــادي أوضــحت دراســـة

ن أ ،)١٩٨٤-١٩٦٥(دولـــة مختلفــة مـــن حيـــث مســتوى الـــدخل خـــالل الفتـــرة ٢٥ مـــنوالمطبقــة علـــى عينـــة مجمعــة االستثمار العام في تنمية الموارد البشرية يحفز النمو االقتصادي، في حـين أن مسـاهمة رأس المـال العسـكري فـي

.النمو االقتصادي تبدو سالبة في عدد كبير من الدولعلـى اخـتالف أهميـة مكونـات اإلنفـاق العـام بالنسـبة للنمـو االقتصـادي مـن Fan and Rao (2003( وتؤكـد دراسـة

منطقة إلى أخرى، حيث أوضحت وجود عالقة موجبة ومعنوية بين اإلنفاق العـام علـى التعلـيم والنمـو االقتصـادي

٢٧

في كل من أفريقيـا وأمريكـا االقتصادي النمو و اإلنفاق العام على الدفاع بين ي آسيا فقط، وعالقة سالبة ومعنويةفدولــة مــن الــدول منخفضــة ٣٥والمطبقــة علــى ،Semmler et al. (2007)دراســة أوضــحتكــذلك . الالتينيــة

أن ثلثــي االســتثمار الحكــومي ينبغــي توجيهــه نحــو اإلنفــاق علــى )٢٠٠٤-١٩٩٤(ومتوســطة الــدخل خــالل الفتــرة ــر ــى اإلنتـــاج، والبـــاقي لالســـتثمارات العامـــة فـــي خـــدمات الصـــحة البنيـــة التحتيـــة ذات األثـــر الموجـــب والمباشـ علـ

العالقـــة بـــين هيكـــل أو مكونـــات اإلنفـــاق العـــام والنمـــو بخـــالف ذلـــك، اهـــتم عـــدد مـــن الدراســـات بتحليـــل .والتعلـــيماالقتصــادي، باســتخدام بيانــات السالســل الزمنيــة لــدول بعينهــا، وقــد بلغــت تلــك الدراســات نتــائج متفاوتــة أيضــًا مــن

١٠.ث األهمية النسبية لمكونات اإلنفاق العام المختلفة بالنسبة للنمو االقتصاديحي

وتكشف مراجعة األدبيات التطبيقية المهتمة بتقدير أثر اإلنفاق العام أو مكوناته على النمو االقتصادي عن وجود قدر كبير من التفاوت في النتائج، والتي قد تتعارض في بعض األحيان أيضًا مع ما تتنبأ به النظرية

لإلنفاق العام الجاري على النمو، أو وجود وجود أثر سالب لإلنفاق العام الرأسمالي وأثر موجبكاالقتصادية، ويمكن . لنمول بالنسبة "البنية التحتية"أو على "رأس المال البشري"أثر سالب أو غير معنوي لإلنفاق العام على

غالبًا في تفسير ذلك التفاوت أو إليها االستناداإلشارة في هذا المجال إلى عدد من األسباب المحتملة التي يتم :، على النحو التاليةف مع توقعات النظرية االقتصادياالختال

"كتدفق"، يشير عدد من الدراسات إلى العوامل المتعلقة بمشكلة الخلط أو عدم التمييز بين االستثمار العام أوالً

وبشكل عام، فإن العالقة التي أسستها النظرية االقتصادية في هذا المجال، هي . "كرصيد"ورأس المال العام من رأس المال العام في مجال " الرصيد"أو ) األفراد المتعلمين واألصحاء(من القوة البشرية " الرصيد"عالقة بين

العالقة بين االستثمار العام في أي من هذين المجالين والنمو تالبنية التحتية وبين النمو االقتصادي، وليسولما كان اإلنفاق االستثماري الذي تقوم به الحكومة ال يقود كله بالضرورة إلى زيادة الرصيد من . االقتصادي

ثل في رأس المال العام، فإن أحد العناصر الهامة عند تقييم العالقة بين اإلنفاق العام والنمو االقتصادي تتموبشكل . معرفة حجم االستثمار الذي يتحول إلى رأس مال عام، أو بمعنى آخر قياس فعالية االستثمار العام

عام، يعد االستثمار مقياس تقريبي للتغير في رصيد رأس المال في الدول المتقدمة، بخالف الحال في الدول بها الحكومة، والزيادة الفعلية في األرصدة التي تقوم" االستثمارات"النامية، حيث توجد فجوة حقيقية بين

ون كما تتوقعه النظرية ومن ثم فإن األثر على النمو ال يك). المادي والبشري(المتراكمة من رأس المال العام باإلضافة إلىويرجع ذلك في الغالب إلى مشكالت الكفاءة في اإلنفاق العام . )Dodson, 2008, p. 7( وٕانما أقل

دم مالءمة تنفيذ الموازنة العامةنتيجة الفساد وضعف آليات الحوكمة والمساءلة أو مشكالت عب الهدر والتسر عف الصلة ، وهو ما يضن ذلك اإلنفاق لن يترجم بالضرورة في صورة مخرجات ونتائج أفضليعني أاألمر الذي

Colombier (2011)، وAbu Nurudeen (2010) ،Saad and Kalakech (2009) ،Belgrave and Craigwell (1995): أنظر ١٠

٢٨

١١بين اإلنفاق العام والنمو االقتصادي ])Herrera, 2007, pp.14-15( ،)Dodson, 2008, p. 7( ،)World

Bank, 2006, pp. ii-iii(و ،)Devarajan, et al. 1993, p. 24([ . اً قد يكون تصنيف اإلنفاق العام إلى جاري ورأسمالي تصنيف: ، المشكالت المتعلقة بتصنيف اإلنفاق العامثانياً

رأس المال واإلنفاق االستهالكيالمحفز لرصيد المنتج ، بحيث ال يعكس االختالفات الحقيقية بين اإلنفاق مضلالً السلع الرأسمالية، ومع إلى رفع إنتاجية اإلنفاق على الصيانة يؤديعلى سبيل المثال، عادة ما . غير المنتج

إنتاج إنفاق جاري، وعلى نفس النحو، فإن بعض المشروعات االستثمارية قد يتحول إلى باعتبارهصنف يذلك أما بالنسبة .)Devarajan, et al. 1993, p. 24( أنشطة تزيد من اإلنتاجيةالقيام بسلع استهالكية بدًال من

والتي ال تسمح دائمًا بالقيام بمثل إتاحة البياناتللتصنيف الوظيفي أو القطاعي لإلنفاق العام، فيواجه بمشكلة األمر الذي يزيد ذلك التصنيف، حيث أن البيانات الخاصة باإلنفاق العام على كل قطاع ال تتوفر بشكل منتظم

بها بعض الدول في تصنيف من صعوبة القيام بالتصنيف الوظيفي لإلنفاق، فضًال عن التغييرات التي قامت )Dodson, 2008, p. 7( الموازنة

لتمويلها يعتها محفزة للنمو، فإن الطريقة التي قد تختارها الحكومة ب، بينما تكون بعض أوجه اإلنفاق العام بطثالثاً التمويل التضخمي، الضرائب المشوهة، الدين العام وما يترتب عليه من ارتفاع أسعار الفائدة ومزاحمة (

ونظرًا لصعوبة الفصل بين األثرين، فإن أثر . قد تؤدي إلى أثر معاكس على النمو) االستثمار الخاص، إلخكثير من الدراسات التطبيقية عن مع هذا، فقد عجزت . اإلنفاق الحكومي على النمو يتوقف على مصدر تمويله

تضمين االفتراضات الخاصة بتمويل اإلنفاق الحكومي أو جانب اإليرادات في المعادلة التي يتم تقديرها الختبار . )Dodson, 2008, p. 7( أثر اإلنفاق الحكومي على النمو

ة والمعيشة كمعدل توقع الحياة والتي تعكس مستوى التنمي(، تؤثر الظروف المبدئية والخاصة بكل دولة رابعاً

ومن ثم، . على العالقة بين مكونات اإلنفاق العام المختلفة والنمو االقتصادي) أو مؤشرات رأس المال البشري/ووهناك .)Dodson, 2008, p. 8( لتحليل قد يفسد النتائج النهائيةفإن تجاهل تلك الظروف والعوامل المبدئية في ا

مسائل أخرى تتعلق بالمشكالت المنهجية المرتبطة بالفصل بين اآلثار طويلة األجل وقصيرة األجل على

ن النسبة من اإلنفاق العام التي تصل بالفعل إلى السكا لتحديدفي عدد من الدول النامية، PETSمسوح تتبع اإلنفاق العام تستخدم ١١

في قطاع التعليم مثًال، ال تتطابق الموارد التي تصل إلى كل طالب بالضرورة ). Dodson, 2008, p. 7(في القطاعات المختلفة

فقط من المخصصات % ١٣على سبيل المثال، استقبلت المدراس في أوغندا حوالي . مع القدر الذي تحدده الموازنة المركزية

.)Herrera, 2007, p.17(األجور الحكومية المركزية الموجهة لغير

٢٩

، ووجود مشكلة المتغيرات المفسرة الداخلية نتيجة اتجاه عالقة السببية من النمو لإلنفاق العام وليس ١٢النمو) Kweka and Morrissey, 2000, p. 1([ ، وٕامكانية وجود عالقة غير خطية)قانون واجنر( العكس

النمو و عدم وضوح العالقة بين اإلنفاق العام فكرة أنالبعض يؤيد كذلك .])Dodson, 2008, p. 8(و ,Colombier([ عة وعدم مالءمتها في بعض األحيانالمتبلتقدير اطرق ترجع أيضًا إلى اختالف االقتصادي،

2011, p.1583( و)Kweka and Morrissey, 2000, p. 6([.

: ا������

بــالتركيز علــى العالقــة بــين اإلنفــاق العــام باعتبــاره أحــد أهــم أدوات السياســة الماليــة وبــين ت هــذه الدراســة لقــد اهتمــوقـد أوضــح . النمـو االقتصـادي، وذلـك فــي ضـوء مـا بلغتــه الدراسـات النظريـة واألبحــاث التطبيقيـة فـي هــذا المجـال

فيمــا بينهــا مــن ناحيــة، االتفــاق فــي نتــائج تلــك الدراســاتعــدم العــرض وجــود قــدر ال يســتهان بــه مــن التفــاوت أو ، التفـاوت وأسـبابه وبصرف النظر عـن هـذا. وتعارضها أحيانًا مع ما تتنبأ به النظرية االقتصادية من ناحية أخرى

، والتــي ه الدراســةواألبحــاث، والتــي تـم عرضــها فــي هــذفـإن هنــاك حقــائق أثبتتهــا أو اتفقــت عليهـا غالبيــة الدراســات :يمكن إيجازها فيما يلي

؛ فاإلنفـــاق monotonicالعالقـــة بـــين اإلنفـــاق العـــام والنمـــو االقتصـــادي عالقـــة ذات وتيـــرة واحـــدة ال تعـــد -العــام الموجــه ألغــراض منتجــة يعــد مفيــدًا للنمــو، ولكــن يــؤدي تجــاوز حــد اإلنفــاق األمثــل إلــى مشــكالت

النمـــو علـــى ) بالضـــرائب أو بـــالعجز(ناتجـــة عـــن التشـــوهات واالنعكاســـات الســـالبة لتمويـــل ذلـــك اإلنفـــاق .االقتصادي

تختلف العالقة بين اإلنفـاق العـام والنمـو االقتصـادي بـين مجمـوعتي الـدول الناميـة والمتقدمـة، لـذا ينبغـي - .الحذر من تعميم النتائج التي تصل إليها الدراسات المطبقة على إحدى المجموعتين

فــي مجــاالت البنيــة ) والســيما االســتثماري(هنــاك شــبه اتفــاق عــام بــين الدراســات علــى أن اإلنفــاق العــام - الصــحة (ورأس المــال البشــري ) الطــرق والكبــاري والصــرف الصــحي والميــاه والكهربــاء(التحتيــة األساســية

فبعض أشكال اإلنفاق العام يتطلب فترة ؛الدراسةقد تختلف آثار اإلنفاق العام على النمو االقتصادي وفقًا للمدى الزمني محل ١٢

على سبيل المثال، قد يكون األثر المترتب على . )Kweka and Morrissey, 2000, pp. 1-26( طويلة نسبيًا من الزمن حتى يتحقق

قد تبدأ ثمار اإلنفاق العام على التعليم القصير ولكن األجلفي سالب لنمو االقتصادي بالنسبة لاإلنفاق العام على التعليم االبتدائي

.)McDonnell and McCarty, 2010, p.4(من خالل تحسن مستوى رأس المال البشري وزيادة االبتكار تدريجيًا في الظهور

٣٠

، والسـيما ق أغـراض النمـوالتعويل عليـه لتحقيـيعد من اإلنفاق المنتج ذو العائد المرتفع، ويمكن ) والتعليمورأس ) المـرتبط بالبنيـة التحتيـة(في الدول النامية ذات المستوى المنخفض من رصيد رأس المال المـادي

علـى لـذلك اإلنفـاق ومـع ذلـك، ففـي الحـاالت التـي يظهـر فيهـا أثـر سـالب أو غيـر معنـوي. المال البشـري ء تخصـيص اإلنفـاق العـام أو ضـعف كفاءتــهسـو مـا يرجـع إلـى -غالبـاً –فـإن السـبب لنمـو االقتصـادي، ا

ويؤكــد هــذا علــى أهميــة معالجــة المشــكالت .وزيــادة الهــدر فيــه نتيجــة الضــعف المؤسســي وانتشــار الفســادالمؤسسية في الدول النامية ومكافحة الفساد الحكومي فيهـا بمـا يضـمن رفـع كفـاءة اإلنفـاق العـام ومـن ثـم

. قدرته على حفز النمو االقتصادي

العـام أو أحـد مكوناتـه مـا يثبـت اتجـاه عالقـة السـببية مـن اإلنفـاق يوجـد فـي نتـائج األبحـاث التطبيقيـة ال - وفقــًا (اإلنفــاق العــام إلــى النمــو االقتصــادي، حيــث أن احتمــال اتجــاه الســببية مــن النمــو االقتصــادي إلــى

علـــى اختبـــار اتجـــاه عالقـــة ، ويتطلـــب حســـمه القيـــام بدراســـة تطبيقيـــة تقـــوم ال يـــزال قائمـــاً )لقـــانون واجنـــر . السببية

على النمو االقتصادي في األجل الطويل عنه فـي األجـل ) أو أحد مكوناته(قد يختلف أثر اإلنفاق العام -القصير، حيث تتطلب بعـض أوجـه اإلنفـاق العـام وقتـًا حتـى تظهـر اآلثـار الموجبـة لهـا فـي حفـز إنتاجيـة

والمرتبطـة بكيفيـة في الوقت الذي قد تظهر فيه اآلثـار السـالبة عوامل اإلنتاج ومن ثم النمو االقتصادي، .فوراً تمويل ذلك اإلنفاق

العالقة بين السياسة المالية والنمو االقتصادي ال يمكن اختزالها بأي حال ه من الواجب التأكيد على أنوبعد، فإنل في اإلنفاق العام وآثاره على النشاط االقتصادي، حيث تلعب اآلثار الناجمة عن الضرائب امن األحو

المفروضة أو الزيادة في عجز الموازنة لتمويل ذلك اإلنفاق دورًا ال يقل أهمية نتيجة ما تفرضه من تشوهات قيد الموازنة "في االعتبار الحاجة إلى األخذ فإن لذا. تؤثر بالسلب على األداء االقتصاديو تضر بالحوافز

budget constraint" من الناحية تعد ضرورية لعالقة بين السياسة المالية والنمو االقتصاديا عند دراسة، وأيضًا من الناحية ضرائب وعجز الموازنة في التحليل، وذلك من خالل إدخال المتغيرات المتصلة بالالنظرية

المعنيين بصنع سياسة اإلنفاق العام، أهمية األخذ في االعتبار التشوهات العملية، من خالل إدراك صناع القرار آلثار المترتبة على التوسع في لتي يفرضها تمويل اإلنفاق العام أو أحد مكوناته عند تقييمهم لأو اآلثار السالبة ا

.بالنسبة للنمو االقتصادي ذلك اإلنفاق

٣١

قائمة المراجع

باللغة العربية: أوالً

". مزاحمة أم تكامل: االستثمار العام واالستثمار الخاص في مصر. "فوزي، سميحة، ونهال المغربل - .٢٠٠٤، ٩٦المصري للدراسات االقتصادية، ورقة عمل رقم المركز

:باللغة اإلنجليزية ً:ثانيا

- Abu Nurudeen, Abdullahi Usman. (2010). "Government Expenditure and Economic Growth in

Nigeria, 1970-2008: A Disaggregated Analysis". Business and Economics Journal, Volume 2010: BEJ-4.

- Abu-Bader, Suleiman, and Aamer S. Abu-Qarn.(2003). "Government Expenditures, Military Spending and Economic Growth: Causality Evidence from Egypt, Israel and Syria". Journal of Policy Modeling, Vol. 23, No. 6-7, pp. 567-583.

- Adebiyi, Michael Adebayo. (2006). “Education- Economic Growth Paradox in Nigeria: An Autoregressive Model”. A paper presented in the 11th Annual Conference of the African Econometrics Society (AES) held in the 5th to 7th July 2006.

- Agenor, Pierre-Richard, and Blanca Moreno-Dodson.(2006). “Public Infrastructure and Growth: New Channels and Policy Implications”. World Bank Policy Research Working Paper 4064, November 2006.

- Aizenman, Joshua, and Reuven Glick. (2006). “Military Expenditure, Threats, and Growth”. Journal of International Trade & Economic Development, Vol. 15, No. 2, June 2006, pp. 129-155.

- Al- Jarrah, Mohammed A. (2005). “Defence Spending and Economic Growth in an Oil- Rich Country- the Case of Saudi Arabia”. Pakistan Economic and Social Review, Volume XLIII, No. 2 (Winter 2005), pp. 151-166.

- Albatel, Abdullah. (2000). “The Relationship between Government Expenditure and Economic Growth in Saudi Arabia”. King Saud University, Vol. 12, Admin. Sci (2), pp. 173-191.

- Alexiou, Constantinos. (2009). “Government Spending and Economic Growth: Econometric Evidence from the South Eastern Europe (SEE)”. Journal of Economic and Social Research, Vol. 11, No. 1, pp. 1-16.

٣٢

- Angelopoulos, Konstantinos, George Economides, and Pantelis Kammas. (2007). “Tax-Spending

Policies and Economic Growth: Theoretical Predictions and Evidence from the OECD”. European Journal of Political Economy, Vol. 23, Issue. 4, pp. 885-902.

- Angelopoulos, Konstantinos, Jim Malley, and Apostolis Philippopoulos. (2007). “Public Education Expenditure, Growth and Welfare”. Center for Economic Studies and Institute for Economic Research (CESifo), Working Paper No. 2037.

- Angelopoulos, Konstantions, and Apostolis Philippopoulos. (2007). "The Growth Effects of Fiscal Policy in Greece 1960-2000". Public Choice 131:157-175.

- Annabi, Nabil, Simon Harvey, and Yu Lan. (2011). “Public Expenditures on Education, Human Capital and Growth in Canada: An OLG Model Analysis”. Journal of Policy Modeling, Volume 33, Issue 6, November-December, pp. 852-865.

- Antonakis, Nicholas. (1997). “Military Expenditure and Economic Growth in Greece, 1960-1990”. Journal of Peace Research, Vol. 34, No.1 (Feb., 1997), pp. 89-100.

- Aschauer, David Alan. (1989a). “Is Public Expenditure Productive?” Journal of Monetary Economics, Vol. 23, No. 2, pp. 177-200.

- ____________. (1989b). “Does Public Capital Crowd -out Private Capital?”. Journal of Monetary

Economics, Vo. 24, No. 2, pp. 171-188.

- ____________ . (1990) “Is Government Spending Stimulative?” Contemporary Policy Issues 8: 30-45.

- Babatunde, Musibau Adetunji, and Rasak Adetunji Adefabi. (2005). “Long Run Relationship between Education and Economic Growth in Nigeria: Evidence from the Johansen’s Cointegration Approach”. Paper presented at the Regional Conference on “Education in West Africa: Constraints and Opportunities”, Dakar- Senegal, November 1st- 2nd, 2005. Cornell University/ CREA/ Ministerede I’Education du Senegal.

- Baffes, John, and Anwar Shah. (1993). “Productivity of Public Spending, Sectoral Allocation Choices, and Economic Growth”. World Bank working paper No. 1178, September 1993.

- ________. (1991). "Economic Growth in a Cross Section of Countries". The Quarterly Journal of Economics, Vol. 106, No. 2 (May, 1991), pp. 407-443.

- Barro, Robert J., and Xavier Sala-i-Martin. (1992). “Public Finance in Models of Economic Growth”. The Review of Economic Studies, Volume 59, Issue 4 (Oct., 1992), pp. 645-661.

- Belgrave, Anton, and Roland Craigwell. (1995). "The Impact of Government Expenditure on Economic Growth in a Small Caribbean Economy: A Disaggregated Approach". Central Bank of Barbados, pp. 298-306.

- Benoit, E. (1978) "Growth and Defence in Developing Countries." Economic Development and Cultural Change, No. 2 (January).

- Bjornskov, Christian, Axel Dreher, and Justina A. V. Fischer. (2007). “The Bigger the Better? Evidence of the Effect of Government Size on Life Satisfaction around the World”. Public Choice, Vol. 130, No. ¾ (Mar., 2007), pp. 267-292.

٣٣

- Bose, Niloy, M Emranul Haque, and Denise R Osborn. (2007). "Public Expenditure and Economic Growth: A Disaggregated Analysis for Developing Countries". The Manchester School, Vol. 75, No. 5 (September 2007), pp. 533-556.

- Bougheas, Spiros, Panicos O. Demetriades, and Theofanis P. Mamuneas. (2000). “Infrastructure,

Specialization and Economic Growth”. The Canadian Journal of Economics, Vol. 33, No. 2, (May, 2000), pp. 506-522.

- Brasoveanu, Laura Obreja.(2010).“The Impact of Defense Expenditure on Economic Growth”. Romanian Journal of Economic Forecasting, Volume 13, No. 4, pp. 148-168.

- Buysse, Kristel. (2002). “Human Capital and Growth in OECD Countries: The Role of Public Expenditure on Education”. A paper presented at the Bank of Italy workshop on: The Impact of Fiscal Policy, held in Perugia, 21-23 March 2002, pp. 583-605.

- Cappelen, Adne, Nils Petter Gleditsch, and Olav Bjerkholt. (1984). “Military Spending and Economic Growth in the OECD Countries”. Journal of Peace Research, Vol. 21, No. 4 (Nov., 1984), pp. 361-373.

- Chamorro-Narvaez, Raul. (2010). "The Composition of Public Expenditure and Economic Growth in Low- and Middle – Income Countries". A paper presented in the Nordic Conference on Development Economics-NCDE, held on 18-19 June 2010. Helsinki Center of Economic Research.

- Chandra, Abhijeet. (2010). “Does Government Expenditure on Education Promote Economic Growth? An Econometric Analysis”. Munich Personal RePEc Archive (MPRA). MPRA Paper No. 25480, posted 27, September 2010. Online at http://mpra.ub.uni-muenchen.de/25480/

- Cohen, Jeffrey P., and Chtherine J. Morrison Paul. (2004). “Public Infrastructure Investment, Interstate Spatial Spillovers, and Manufacturing Costs”. The Review of Economics and Statistics, Vol. 86, No. 2 (May, 2004), pp. 551-560.

- Collier, Paul. (2006). “War and Military Expenditure in Developing Countries and Their Consequences for Development”. The Economics of Peace and Security Journal, Vol.1, No. 1(2006), pp. 10-13.

- Colombier, Carsten. (2011). "Does the Composition of Public Expenditure Impact Economic Growth? Evidence from Switzerland Using a Robust Cointegration Approach “. Applied Economics Letters, Vol. 18, Issue 16, pp. 1583-1589.

- Deger, Saadet. (1986). “Economic Development and Defense Expenditure”. Economic Development and Cultural Change, Vol. 35, No. 1 (Oct., 1986), pp. 179-196.

- Deger, Saadet., and Ron Smith.(1983). “Military Expenditure and Growth in Less Developmed Countries”. The Journal of Conflict Resolution, Vol. 27, No. 2 (Jun., 1983), pp. 335-353.

- Devarajan, Shantayanan, Vinaya Swaroop, and Heng-fu Zou.(1993).“What Do Governments Buy? The Composition of Public Spending and Economic Performance”. World Bank Working Paper No. 1082.

- Devarajan, Shantayanan, Vinaya Swaroop, and Heng-fu Zou. (1996). "The Composition of Public

Expenditure and Economic Growth". Journal of Monetary Economics 37 (1996), pp. 313-344.

- Diebolt, Claude, and Magali Jaoul-Grammare. (2006). “Education, Defense Spending and Economic growth in Japan: 1868-1940, Understanding the Time Series Dynamics”. XIV International Economic History Congress- Finland, 21 to 25 August 2006, Session 85: Guns versus Butter Paradoxes in History.

٣٤

- Dodson, Blanca Moreno. (2008). “Assessing the Impact of Public Spending on Growth: An Empirical

Analysis for Seven Fast Growing Countries”. World Bank, Policy Research Working Paper No. 4663.

- Dunne, Paul, and Dimitrios Vougas. (1999). “Military Spending and Economic Growth in South Africa: A Causal Analysis”. The Journal of Conflict Resolution, Vol. 43, No. 4 (Aug., 1999), pp. 521-537.

- Dunne, J. Paul, and Eftychia Nikolaidou. (2011). “Defence Spending and Economic Growth in the EU 15”. University of the West of England, Department of Economics, Discussion Paper No. 1102.

- Engen, Eric M., and Jonathan Skinner (1992). “Fiscal Policy and Economic Growth”. NBER, Working Paper No. 4223.

- Fan, Shenggen, and Neetha Rao. (2003). "Public Spending in Developing Countries: Trends, Determination, and Impact". International Food Policy Research Institute, Environment and Production Technology Division, Discussion Paper No. 99, February 2003.

- Frederiksen, P.C., and Robert Looney. (1983).”Defense Expenditures and Economic Growth in Developing Countries”. Armed Forces and Society 9, pp. 633-645.

- Furceri, Davide, and Ricardo M. Sousa. (2009). “The Impact of Government Spending on the Private Sector: Crowding- out Versus Crowding- in Effects”. NIPE Working Paper 6/2009.

- Gregoriou, Andros, and Sugata Ghosh. (2009). "The Impact of Government Expenditure on Growth: Empirical Evidence from Heterogeneous Panel". Bulletin of Economic Research, Vol. 61, Issue No. 1, Jan. 2009, pp. 95-102.

- Grossman, Philip J. (1990). "Government and Growth: Cross-Sectional Evidence". Public Choice, Vol. 65, No.3 (Sep., 1990), pp.217-227.

- Gwartney, James, Robert Lawson, and Randall Holcombe. (1998). “The Size and Functions of Government and Economic growth”. A paper prepared for the US Congress Joint Economic Committee.

- Halicioglu, Ferda. (2004). “Defense Spending and Economic Growth in Turkey: An Empirical Application of New Macroeconomic Theory”. Review of Middle East Economics and Finance, Vol. 2, No. 3, pp., 193-201.

- Heintz, James, Robert Pollin, and Heidi Garrett-Peltier.(2009).“How Infrastructure Investments Support the U.S Economy: Employment, Productivity and Growth”. Political Economy Research Institute, University of Massachusetts, Amherst.

- Heo, Uk. (1999). “Defense Spending and Economic Growth in South Korea: The Indirect Link”. Journal of Peace Research, Vol. 36, No. 6 (Nov., 1999), pp. 699-708.

- Herrera, Santiago. (2007). “Public Expenditure and Growth”. World Bank, Policy Research Working Paper No. 4372.

- Hulten, Charles, and Robert M. Schwab. (1993). “Infrastructure Spending: Where Do We Go From Here?”. National Tax Journal, Vol. 46, No. 3, (September 1993), pp. 261-273.

- Judson, Ruth. (1998). “Economic Growth and Investment in Education: How Allocation Matters”. Journal of Economic Growth, Vol. 3, No. 4 (Dec., 1998). 337-359.

٣٥

- Jung, Hong-Sang, and Erik Thorbecke. (2001).“The Impact of Public Education Expenditure on Human Capital, Growth, and Poverty in Tanzania and Zambia: A General Equilibrium Approach”. IMF working paper No.106.

- Kentor, Jeffrey, and Edward Kick. (2008). “Bringing the Military Back in: Military Expenditures and Economic Growth 1990 to 2003”. Journal of World-Systems Research, Volume XIV, Number 2, pp. 142-172.

- Khilji, Nasir, and Akhtar Mahmood. (1997).“Military Expenditures and Economic Growth in Pakistan”. The Pakistan Development Review, 36: 4, Part II (Winter 1997), pp. 791-808.

- Kularatne, Chandi. (2006). “Social and Economic Infrastructure Impacts on Economic Growth in

South Africa”. A paper presented in a conference entitled “Accelerated and Shared Growth in South Africa: Determinants, Constraints and Opportunities”, held on 18-20 October 2006, Johannesburg, South Africa.

- Kumar, Chandra Shekhar. (2006). “Human Capital and Growth Empirics”. The Journal of Developing Areas, Vol. 40, No. 1 (Autumn, 2006), pp. 153-179.

- Kustepeli, Yesim. (2005). “Effectiveness of Fiscal Spending: Crowding out and/or Crowding in?”. YÖNETIM VE EKONOMI Yi l:2005, Cilt:12 Say :1, pp.185-192

- Kweka, Josaphat P., and Oliver Morrissey.(2000). “Government Spending and Economic Growth in Tanzania: 1965-1996”. Centre for Research in Economic Development and International Trade (CREDIT), University of Nottingham, Working Paper No. 00/6.

- Landau, Daniel L. (1985). “Government Expenditure and Economic Growth in the Developed Countries: 1952-1976”. Public Choice, Vol. 47, pp. 4٥٩-477.

- Lee, Young, and Roger H. Gordon. (2005). “Tax Structure and Economic Growth”. Journal of Public Economics, Vol. 89, Issue 5-6, pp. 1027-1043.

- Linden, Mikael. (1992). “Military Expenditure, Government Size, and Economic growth in the Middle East in the Period 1973-1985”. Journal of Peace Research, Vol. 29, No. 3(Aug., 1992), pp. 265-270.

- Loncan, Alfonso Herranz. (2004). “Infrastructure and Economic Growth in Spain, 1845-1935”. The Journal of Economic History, Vol. 64, No. 2 (Jun., 2004), pp. 540-545.

- Lopez, Ramon, and Asif Islam.(2008).“The Structure of Government Expenditures and Economic Growth in a Context of Market Failure”. Institute of Economic Growth (IEG) Working Paper, June 2008.

- Lucas,R.(1988)."On the Mechanics of Economic Development". Journal of Monetary Economics, Vol.22.

- Makhool, Basem. (1999). “Defense Spending and Economic Performance: Evidence from the Arabian Countries”. An-Najah University Journal of Research (Natural Sciences), Vol. 13, No. 1, pp. 297-310.

- Martin, Ricardo, and Mohsen Fardmanesh. (1990). “Fiscal Variables and Growth: A Cross-Sectional Analysis". Public Choice, Vol. 64, No. 3, pp. 239-251.

- McDonnell, Tom, and Dargh McCarty. (2010). “Public Expenditure Discussion Paper: The Composition of Spending, Income Equality and Economic Growth”. TASC Discussion Paper, December 2010.

٣٦

- Minassian, Teresa, Richard Hughes, and Alejandro Hajdenberg. (2008). “Creating Sustainable Fiscal Space for Infrastructure: The Case of Tanzania”. IMF Working Paper No. 08/256

- Mitra, Pritha. (2006). “Has Government Investment Crowded out Private Investment in India?”, The American Economic Review, Vol. 96, No. 2 (May, 2006), pp. 337-341.

- Munnell, Alicia H. (1990a). “Why Has Productivity Growth Declined? Productivity and Public Investment.” New England Economic Review, Jan/Feb., pp. 3-22.

- __________. (1990b). “How Does Public Infrastructure Affect Regional Economic Performance?”.

New England Economic Review Sep/Oct., pp. 11-32.

- ____________. (1992). “Policy Watch: Infrastructure Investment and Economic Growth”. The Journal of Economic Perspectives, Vol. 6, No. 4, (Autumn, 1992), pp. 189-198.

- Musila, Jacob Wanjala, and Walid Belssi. (2004). "The Impact of Education Expenditures on Economic Growth in Uganda: Evidence from Time Series Data". The Journal of Developing Areas, Vol. 38, No.1 (Autumn, 2004), pp. 123-133.

- Myles, Gareth D. (2000). “Taxation and Economic Growth”. Fiscal Studies, Vol. 21, No. 1, pp. 141-168.

- Noriega, Antonio, and Matias Fontenla. (2005). “Public Infrastructure and Economic Growth in Mexico”. Paper provided by Dynamics, Economic Growth, and International Trade (DEGIT), in its series DEGIT Conference Papers with number c010_058.

- Nunes, Ana Bela. (2001). “Government Expenditure on Education, Economic Growth, and the Long Waves: The Case of Portugal”. Congreso de la Asociación de Historia Económica. Zaragoza, 19th-21st of September 2001.

- Pradhan, Rudra P. (2010a). “Modelling the Nexus between Defense Spending and Economic Growth in Asian- 5: Evidence from Co-integration Panel Analysis”. African Journal of Political Science and International Relations, Vol. 4(8), pp. 297-307, November 2010.

- ________________. (2010b). “Defense Spending and Economic Growth in China, India, Nepal and Pakistan: Evidence from Co-integrated Panel Analysis”. International Journal of Economics and Finance, vol. 2, No. 4, November 2010, pp. 65-74.

- Rioja, Felix K. (2001). “Growth, Welfare, and Public Infrastructure: A General Equilibrium Analysis

of Latin American Economies”. Journal of Economic Development, Volume 26, Number 2, December 2001, pp. 119-130.

- Romer, Paul M. (1986). “Increasing Returns and Long-Run Growth”. The Journal of Political Economy, Vol. 94, No. 5 (Oct., 1986), pp. 1002-1037.

- Saad, Wadad, and Kamel Kalakech. (2009). "The Nature of Government Expenditure and its Impact on Sustainable Economic Growth". Middle Eastern Finance and Economics. ISSN: 1450-2889 Issue 4 (2009).

- Sahoo, Pravakar, Ranjan Kumar Dash, and Geethanjali Nataraj. (2010). “Infrastructure Development and Economic Growth in China”. Institute of Developing Economics (IDE) Discussion Paper No. 261.

- Solow, Robert M. (1956). "A Contribution to the Theory of Economic Growth". The Quarterly Journal of Economics, Vol. 70, No.1. (Feb., 1956), pp. 65-94.

٣٧

- Tanzi, vito, and Howell H. Zee. (1997). “Fiscal Policy and Long-Run Growth”. Staff Papers- IMF, Vol. 44, No. 2 (Jun., 1997), pp. 179-209.

- Tiwari, Aviral Kumar, and A. P. Tiwari. (2010). “Defence Expenditure and Economic Growth: Evidence from India”. Journal of Cambridge Studies, Vol. 5, No.2-3, pp. 117-131.

- World Bank. (2006). “Fiscal Policy for Growth and Development: An Interim Report”. Development Committee (Joint Ministerial Committee of the Boards of Governors of the Bank and the Fund on the Transfer of Real Resources to Developing Countries), April 2006.

- Wylie, Peter J. (1996). “Infrastructure and Canadian Economic Growth 1946-1991”. The Canadian Journal of Economics, Vol. 29, Special Issue: Part 1, pp. S350-S355.

- Yasin, Mesghena, (2003). "Public Spending and Economic Growth: Empirical Investigation of Sub-Saharan Africa". Southeastern Economic Review, Vol.30, No.1, Spring 2003, pp. 59-68.