66تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................حركات التجيدييد و ميدارس اللصل ح ف العصر اليديث

النهضة الفكرية في العصر الحديث هي تيار عام يعععبر عععن آامال الامة وطموحها ل ن تستعيد وجودها الفكري والحضععاري في ظلل اللسلم، بعد قرو ن امن والتدهور السيالسععي والفكععري

والحضاري،. وتجلععت فععي حركععات التجديععد والبعععث اللسععلامي الععتي تظافرت فيها جهود المفكرين لللسلم في هععذا العصععر بقصععد تجديد اما اندرس امن امعالم الدين، وإعادة ترتيب العقل المسلم، وتنظييم أولوياته في التعاامل امع التراث، واللسععتفادة امنععه فععي بناء الحضارة وحععل امشععكلت العصععر، واللسععتجابة لمتطلبععات

الواقع . وقد حصل ذلك بعد قرو ن امن الجمود الفكععري، والركععود العلمي اقتصر فيها العلماء والمفكععرو ن علععى اجععترار امالسععبق، تهذيبا وشرحا واختصععارا، وتععوقفت حركععة البععداع والنتععاج العلمي في الامة، إلى أ ن داهععم الغععزو الصععليبي الحععديث بلد المسلمين، يحمل امعه أفكار المبشرين، وعلواما ونظريات حديثة

للمدنية الغربية تغير على الفكر والحضارة والتاريخ . وقد جلبت هذه المدنية على العالم اللسلامي بخيلها ورجلها، فأثارت فتنا، وبلبلت عقول، بما جلبته امن شرور، وعوائد لسيئة، وأفكار بائدة بائسة، نبتت في غيععر امزارعنععا وامنععابت أفكارنععا، فأحوجت المسلمين إلى تحصين حمى الفكر اللسلامي امن آثععار الفكر الوافد، وتجديد ولسععائل التعاامععل امععع الععتراث، وتطععوير امناهج الفكععر والنظععر والعلععوم، لتععواكب امسععتجدات العصععر، وترقى إلى امدارك التفاعل امع واقع الحياة العلميععة والفكريععة

في العصر الحديث .

67تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ ولئن تأثرت حركععة الفكععر اللسععلامي الحععديث بالصععدامة الحضارية الغربية، التي كععانت نخسععات نبهععت المسععلمين امععن غفلتهم، فإ ن نهضة اللسععلم لععم تقععم فععي فععترة امععن الفععترات التاريخية نتيجة ردود الفعال ضد الهجمة الصععليبية علععى بلد المسلمين، كما حاول المستشرقو ن ترلسععيخ ذلععك فععي عقععول

المسلمين . وذلك لتكريس فكرة راجت في امطلع عصر النهضة أنه امععا امن نهضة أو رقي نحو الفضائل والمعالي فععي البلد اللسععلامية إل كا ن لسببها الغرب بحضارته وعلمععه، ذلععك المععارد الجبععار الذي ولع الناس به، وانبهروا بحضارته، وهللوا لنجازاته، حتى صار البعض يسبح بحمده ويقدس له، ويلوذ بععه، ويرتمععي فععي

أحضانه، كلما نزلت به نازلة، أو حلت به امعضلة.حاجتنا ال تيدييد الفكر اللسلمي

إ ن تجديد امآثر الامم وامفاخرها الحضارية والعلمية لسععبيل نهضتها وبعث الحيوية وجودها، وتجديععد الععداماء فععي شععرايين حياتها، وهو في فكرنا وتراثنا اللسلامي أوكد وأهم، لما عانها المسلمو ن في القرو ن المتأخرة امن بعععد عععن امنععابع الجتهععاد، ولسلوك لسبيل الرقي بهذه الامة امن آثار المحن والعثرات الععتي نالت امن امكانها بين الامم، ونحن اليوم نعيش لزاما ن غير زاما ن ألسلفنا، وحالنا كما ليخفى غاية في الضعف والنحلل، وقععد انحطت كثيرا عما كانوا عليه، فأوتينا امععن الضعععف والعجععز والهوا ن امقدار اما أوتي ألسلفنا امن القوة والجد والنشععاط، وإ ن امن طبيعة هذا الدين وفكره وحضارته المرونععة والتجععدد، فلتحتمل والجمود والنوم على امآثر السالفين، كما قال الشاعر :

دبا يغنيك محموده في النسـبأكن ابن من شئت واكتسب

68تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ إن الفـتى من يقول ها أنـا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي

ولذلك ليستقيم أ ن يعيش الناس على التمجععد والمفععاخرة بمآثر اللسل،ف، امع هذه الحال امن التخلف عن بلوغ امداركهم، والعجز عن امواجهة تحديات العصر فإنه بقدر امععايكو ن وعينععا بمتطلبات عصرنا وأولويععات زاماننععا حاضععرا، بقععدر امععا يكععو ن انتفاعنا بمآثر ألسلفنا حاصل، وامنععزل فععي امحععاله المطلوبععة النافعة في حل المشكلت الحضارية للامة، وإل كععا ن التجديععد ضععربا امععن الععدعاوى والتغنععي بالمععآثر والجععترار لجهععود

المتقدامين بدو ن وعي ولوجهة . ويتساءل كثير امن الععتراثيين هععل الفكععر اللسععلامي فعل يحتاج الى تجديد ؟ أل يكفي أ ن نعود إلى قراءة أصول اللسععلم وتراث السلف لحل امشكلت الامععة، دونمععا حاجععة الععى تجديععد النظر في ثمراث ذلك التراث والفكر البشري، فيكو ن الرجععوع

إلى الصول والمنابع هو التجديد الحقيقي ؟ . وهي كلمة حق تنعزل في غير امنازلها، فإ ن امنابع المعرفععة اللسلامية الصافية، وامكاامن الرقي العلمي والفكري فععي تراثنععا قد عراهععا عععبر عصععور التاريععخ اللسععلامي القععديم والحععديث اماحجبها عن الناظرين، وأضعف حضععورها فععي اميععادين الفعععل الحضاري في حل امشكلت العصر، كما نبه إلععى ذلععك الامععام

إ ن رياض هذه العصار عراهععا«: اللولسي رحمه ال حيث قال إعصار، وحياض تيك الامصار اعتراها اعتصار، حتى صار العلم بالعيوق، والعلماء أعز امن بيض النوق، والفضل امعلق بأجنحععة

:النسور، واميت حي الدب ليرجى له نشور).1كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيـس ولم يسمر بمكة سامر« (

3 / 1 - روح المعاني للآلوسي : 1

69تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وكا ن ذلك للسععباب عععدة ،أحععوجت النععاظرين إلععى بعععث المعرفة اللسلامية امن جديد، وتخليتها امما شابها وعلق بها عبر

العصور، وامن بين هذه اللسباب :- مناداة القالصري بإغلق باب الجتهاد1

وقد حصل ذلك إثر اماتسرب امععن ضعععف حضععاري للامععة، وشعور بالعجز والقصور عن بلوغ امدارك المتقععدامين، فسععارع

أ نامخافععةبعض الورعين إلععى المنععادة بععإغلق بععاب الجتهععاد يتسوره امععن ليععس أهل لعه. فسعلموا بععذلك، ورضععوا بتقليععد الماضين، ونااموا عن النظععر والبععداع ، ولععم يبععق امععن رلسععوم

الجتهاد إل نصرة امذاهب وآراء المتقدامين . وظلت الحال على ذلععك إلععى حيععن عصععر النهضععة حيععث تجددت الدعوة إلى فتح باب الجتهاد امع جمال الدين القالسععمي، والشيخ امحمد رشيد رضععا ، وجماعععة أنصععار السععنة كالشععيخ امحمد حاامد الفقى، و أحمد شاكر، وقد غععر المسععلمين زامنععا هععذا التسععليم بتقاصععر الهمععم فقعععدوا عععن البععداع الجتهععاد

بقولهم :.لم يدع من مضى للذين غبر فضل علم سوى تمسكه بالرثر

امما أغرى المفسععدين الطائشععين بإقصععاء الفكععر اللسععلامي وتراثه عن اميدا ن التأثير الفكري والسيالسي والحضاري، وعزل القرائح اللسلامية في الزهر وغيره امن المعاقععل العلميععة عععن التجديد وبذل الولسع في إيجاد الحلععول للمشععكلت الحضععارية

في امطلع عصر النهضة. وأامام تولي فقهاء الزهر عععن امسععؤولية تجديععد وتطععوير الفقه اللسلامي وإصل ح نظم التعليم بالزهر، انتهزهععا امحمععد

70تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ علي باشا فرصة لدعاء تخلف الشريعة اللسلامية عععن امواكبععة العصر الحديث، والقدرة على تسيير الحياة العاامة، فعمععل علععى الستبدال «امجلة الحكام العدلية« التي كانت الدلستور اللسلامي للدولة العثمانية على امذهب الحنفيععة بقععانو ن نععابليو ن. وقععام غربا ن العلمانيين ينعقععو ن بمععا ليسععمعو ن ويزعمععو ن قصععور اللسلم في امجالت الحياة السيالسية والقتصععادية، ودعععوا إلععى ضرورة فصل الدين عن الدولة في هذه الشؤو ن، وقصر الععدين

على شعائر التعبد الشخصي .- جود التراثيين على القيديم :2

فقد ابتلععي الفكععر اللسععلامي بخلععق امععن الجاامععدين اممععن يعيشو ن على تمجيد القديم ويتغنو ن بذلك بعيدا عععن امقاصععد الامة وامتطلبات العصر، وذلععك لعجععز القععوم عععن اللسععتيعاب والبداع، وغالبا اماتجد امعرفة هذه الامععة امععن النععاس بععالثراث ضعيفة، وإنما تعيش على المد ح والتغنععى دو ن خععبرة وامعرفععة بالعماق. فأكثر هؤلء كانوا امن أصحاب العمائم الذين شغلوا الامة بقشور المتو ن والحواشي، وزهدوها في المعيععن الصععافي امن فقه الكتاب والسنة، المبثوث في الامهات والصول ، فجمدوا على شرو ح امختصر خليل وحدود ابععن عرفععة، وأامععاتوا بلغععة

العرب بكتاب المقاصد للسعد التفتازاني. وظل هؤلء المشايخ الجاامدو ن هم المتحكمو ن في المعاقععل العلمية في البلد اللسلامية ، حيث كانوا واجهة العلم في الامة في الزهر والقروييععن ، كمععا وصعف تلععك الحعال الحجعوي الثعالبي حيث قال : «وليست الفتععوى بطععول الردا ن، وإرخععاء

الذوائب كذنب التا ن والهذر باللسا ن إذا خل الميدا ن : فلو لبس الحمار رثوب خز لقال الناس يالك من حمار

71تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ فهذا الضرب الذين يستفتو ن بالشكل ل بالفضل، ويععأكلو ن بالعمائم والكمام لبالعلوم والحكام، تضج الحقععوق الععى العع

.) 1(امنهم ضجيجا، وتعج الحكام امنهم عجيجا« وبسبب ذلك وجد المغرضو ن والعععداء ثغععرات امفتحوحععة علععى اللسععلم والفكععر اللسععلامي لعزلععه عععن اميععدا ن الفعععل والتأثير.وكانو اممن آثاروا حفيظععة دعععاة التنععوير والحداثععة

لمهاجمة الزهر كمحمد عبده وغيره حيث قال : ولست أبالي أن يقال محمد أبل أم انتظمت عليـه المآتــم ولكنــه ديـن أردت صلحـه أحاذر أن تقضي عليه العمائم

وظل هؤلء في امواقع التغني بالامجععاد، والقنععوع بالتقليععد، والمفاخرة بالاموات دو ن بذل أي جهد يذكر في تقععديم شععيء نافع للمسلمين في هذا العصر، وامن طالع كتب الفتاوى لعلماء المالكية بالزهر اممن رضوا بالتقليد «كفتععح العلععي المالععك في الفتوى على امذهب امالك« للشيخ عليش رأى نفسععا قععديما

ر في حياة المسلمين اليوم.ما يموبعيدا ع- الغارة على الفكر اللصيل واللغة والدب3

قاامت في امصر والشام حركة ردة ضد القديم الصيل امععن الفكر والدب واللغة في امطلع عصر النهضة، كععانت امععن آثععار لسقوط الخلفة العثمانية ، وقصد الكمععاليين المتفرنجيععن الععى طمس امعالم اللسلم، وهدم امعاقله، بالدعوة الى فصععل التعليععم الديني عن التعليم المدني، في الزهر بمصر وامععدارس التعليععم

الديني في تركيا، وإلزام الناس برلسوم حضارة الغرب . وكانت تلك دعوة امشؤوامة دعا إليهععا "كروامععر" وتبعععه خلق امن أذناب المستغربين كمصععطفى كمععال، وطععه حسععين،

/ 2 - الفكر الساامي في تاريخ الفقه اللسلامي: 1

72تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ ولسلامة امولسى، ولسعد زغلول، الععذي كععا ن رئيععس الحكوامععة ،

وامصطفى فهي باشا، وغيرهم. فقد قرر كروامر «أ ن اللسلم عدو للحضارة الروبية، وأ ن المسلم غير المتخلق بأخلق الوربيين ليقوى على حكم امصر في هذه اليام ، لذلك لسيكو ن المسععتقبل الععوزاري للمصععريين

).1المتربين تربية أوربية « ( وقععام طععه حسععين وغيععره امععن دعععاة الجديععد يكععاثرو ن المحافظين بماعرفوا امن آداب الغرب وفنونه، ويسععخرو ن امععن جهلهم بها، ويرامونهم بالجمود وعرقلة حركة التاريخ والفكر المعاصر . في حين يراهم المحععافظو ن نسععخا اممسععوخة تنفععد خطة ألسيادها وهم بين خبيث امأجور، أوامغفععل يحكععي امععايملى

عليه. وإ ن كا ن امن نظرة إنصا،ف إلى ظاهرة ارتداد المسععتغربين، وانبهارهم بعلو المدنية الغربية، فإنما يرجععع ذلععك إلععى « أ ن المغلوب امولع أبدا بالقتداء بالغالب في شعععاره وزيععه ونحلتععه ولسائر أحواله وعوائده، والسبب في ذلك أ ن النفس أبدا تعتقععد الكمال في امن غلبها وانقادت إليه إاما لنظره بالكمال بمععا وفععر عندها امن تعظيمه أو لما تغالط به امن أ ن انقيادها ليعس لغلععب طبيعي إنما هو لكمال الغالب فإذا غععالطت بععذلك واتصععل لهععا اعتقادا فانتحلت جميع امذاهب الغالب وتشععبهت بععه .. ولععذلك ترى المغلوب يتشبه أبدا بالغالب في املبسه وامركبه ولسععلحه

) .2في اتخاذها وأشكالها بل وفي لسائر أحواله «(

1 - 3/229 Modern Egypt: Kromer : 2/272, . نقلا عن الاتجاهات الوطنية. .147 - انظر مقدمة ابن خلدون : 2

73تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ واما تخلف المسععلمو ن إل لنهععم فرطععوا فععي لسععنن الرقععي والتقدم، وارتفع غيرهم بسععنن لعع وقععوانين فععي هععذا الكععو ن لترحم أحدا، إ ن تمسك بها الكافر وصل، وإ ن أخذ بها المسععلم وصل ،فتخلععف المسععلمو ن عععن ركععوب صععهوة تلععك السععنن واامتلك ناصية العلم بها كما كا ن ألسلفهم امن قبل، واشتغلوا زامنا بأفكار وثقافات بالية امن علم الكلم والتصععو،ف والجمععودالمذهبي، وتمسك بها الغربيو ن، فكا ن الفضل والسبق للمتقدم . واما تفوق الحضارة المادية الغربية في هذا العصر، إل درلسا ضربه ال لنا امثل وعبرة، لمن يعتععبر بسععنة التععولي والعجععز والهوا ن المفضية إلى اللستبدال. فاليام والحضععارات دول بيععن

الناس، يتولها القوي حين يعجز عن قيادتها الضعيف . وليس المراد هنععا أ ن يسععتبدل العع امؤامنععا بكععافر السععتبدال

ولن يجعل العع للكععافريناصطفاء، فذلك امحال لقوله تعالى : )، ولكن المراد الستبدال الدور الحضاري) 1على المؤامنين لسبيل

للامم بعلو أهل الباطعل، إاملء والسعتدراجا، حيععن يضعععف أهعل إ نالحق ويتولو ن عن امقام القيادة والريادة، كما قععال تعععالى:

يمسسكم قر ح فقد امس القوم قر ح امثله، وتلك اليععام نععداولها).) 2بين الناس

أاما الستبدال الصطفاء فل يكو ن إل للمؤامنين، كما في قوله ها أنتم هؤلء تدعو ن لتنفقوا في لسبيل العع، فمنكععم امععنتعالى:

يبخل، وامن يبخل فإنما يبخل عععن نفسععه، والعع الغنععي وأنتععمالفقراء، وإ ن تتولوا يستبدل قواما غيركم ثم ليكععو ن أامثععالكم

)3.( .37 - سورة القتال : الآية3 - سورة آل عمران : الآية2 - سورة النساء : الآية 1

74تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ فالتفوق العلمي والمدني للغرب اليوم شبيه بععدرس الغععراب يستفيد امنه بنو آدم في كل عصر، كما يقول اللستاذ المفكععر امحمد ابريش : «إ ن الغرب في هذا الزاما ن شععبيه بغععراب بعثععه ال في هذا الزامععا ن، ليرينععا كيععف نععواري لسععوءاتنا الفكريععة،

).1ونعالج جرا ح هزائمنا الحضارية« ( ونحن لننسى أ ن الغرب كا ن لسببا فععي كععثير اممععا أصععاب الامة امن ويلت، بما كسبت أيدينا ، لما وجد فينا امن القابليععةلذلك ، لكننا اليوم امع ذلك نتلوا بلسا ن حالنععا قععوله تعععالى: فبعث ال غرابا يبحث في الرض ليريععه كيععف يععواري لسععوءة أخيه ، قال ياويلتى أعجزت أ ن أكو ن امثل هذا الغراب فععأواري

) .) 2لسوءة أخي، فأصبح امن النادامين امن أجل ذلكتيارات التجديد السلمي في العصر الحديث

تظاهرت كلمات الرالسخين امن العلماء والمفكرين اليوم أ ن أحق امن يمثل حركة التجديد في الامة في العصر الحععديث تيار الصععحوة اللسععلامية المعاصععرة، الععتي هععدى العع بسععببها الحيارى، وانتظم في لسلكها التائبو ن، وكانت خيرا وبركة على هذه الامة، تحفظ فيها بقية الخير وتنميها، وتمد تيار اللسععلم بالدعاة والعلماء المصلحين، الذين نشأوا وتربوا فععي امحاضععنها وظللها . وهي تمثل اليوم أامل هذه الامة في صععناعة امسععتقبل اللسلم، وجدار المناعة فيها، لئل تداس امكارم الععدين، أويععداهم

الامة التحلل واللحاد والعلمانية. وعلماؤها يقفو ن اليوم على ثغععر عظيععم امععن ثغععور الفكععر اللسلامي، ينفععو ن عنععه تحريععف الغععالين وانتحععال المبطليععن،

م .1998هـ 1419طفيل، القنيطرة المغرب، عام -محاضرة توجيه النظر إلى تجارة الفكر، ألقاها بجامعة ابن1 - سورة المائدة : 2

75تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وتأويل الجاهلين، كما ورد في الحديث، إذ ليخلي العع عصععرا

امن قائم له بالحجة في الرض . وهي امع ذلك عمل بشري لتثبت له العصمة ، لهععا امحالسععن جمة لسارت امسير الشمس في الدنيا، ولها عثرات وآفات هي امن طبيعة العمععال البشععرية، وباعتبارهععا عمل شعععبيا عاامععا، فقععد انتسب إليها أحيانا امن لم يكن أهل للنتساب، فألسععاء التصععر،ف امن حيث يظن الحسا ن، وعلق بتاريخها اما اضطرت إليه أحيانععا امن امواقف تحت ضععغط الواقععع، أو بسععبب السععتفزاز الخصععوم والعداء، كما أتيععت فععي أحيععا ن كععثيرة امععن جهععة العععااملين

المنتسبين إليها والقائمين عليها. وقد كتب كثير امن القواميين والحععداثيين والمستشععرقين وخبراء المؤلسسات الامنية عععن هععذه الصععحوة، فععي حيععن نععام الجسم اللسلامي في التعبير عن نفسه، ونقد أخطائه وعععثراته،

وتصحيح امساره . فأكثر المؤلفات عن الحركة والصحوة اللسلامية ، اتجهت نحو التأريخ لطوار النهضة اللسلامية المعاصععرة، أو الحععديث عن هموامها وامشكلتها، والهتمام بعلج قضايا امعينة، وترشععيد

العمل فيها. ولشك أ ن ذلك امععن الهميععة بمكععا ن فععي ترشععيد العمععل اللسلامي ، لكن فقه قضايا المنهاج، ودرالسة آثار هععذه الصععحوة في اميادين التجديد والفعل الحضاري اليوم أهم وأوكععد، لسععد الطريععق علععى العععابثين بتاريخهععا، والمتنكريععن لجهععود أبنائهاوعلمائها، وامن أبععرز امععدارس هععذه الصععحوة اللسععلامية

وحركات التجديد اللسلامي حديثا:

76تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................- المدرسة السلفية والشيخ محمدبن عبد الوهاب1

م« 1792 هـ 1206 «ت تمثل المدرلسعة السعلفية المعاصععرة تيعار البععث اللسععلامي الحديث، إذ كانت أول حركة إصلحية ظهععرت فععي المشععرق اللسلامي في القر ن الثععاني عشععر الهجععري، ويعتععبر امؤلسسععها الشيخ امحمد بن عبد الوهاب باعث النهضة اللسععلامية الحديثععة،

وأول امجدد أحيا امعالم الدين في هذا العصر . م فععي1703 هععع 1115أصله امن بنععي تميععم، ولععد عععام

العينية بنجد، وطلب العلم صغيرا، فحفظ القرآ ن وأكععب علععى كتب التفسير والحديث والعقائد، ورحل إلععى امععدائن الحجععاز والشام، فأخذ عن علمائهععا، كعبععد العع بععن إبراهيعم آل لسعيف النجععدي، والشععيخ علععي أفنععدي الداغسععتاني، وعبععد اللطيععف الحسائي. ولقي الشيخ امحمد حياة السندي المدني إامام السنة ،

فانتفع بدعوته وامنهجه . ثم لزم أباه في الحريملء واشتغل عليه في علععم التفسععير، وعكف على كتب شيخ اللسلم ابن تيمية وابععن قيععم الجوزيععة، فازداد بذلك علما وتمسكا بالسنة، وحمالسا لنصرة امنهج السلف

في الفكر والعقيدة . ألف « كتاب التوحيد، وكشف الشبهات، المسائل الى خالف فيها رلسول ال أهل الجاهلية ، الامععر بععالمعرو،ف والنهععي عععن المنكععر، رلسععالة أ ن التقليععد جععائز لواجععب، أصععول اليمععا ن،

ونصيحة المسلمين«دعوته اللصلحية

شهد الشيخ امحمد بن عبد الوهاب خلل رحلته امععا يجععري في بلد نجد واما حولها امن الخرافات والعقععائد الفالسععدة، امععن

77تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ تعلق الناس برلسوم الشرك والتضععرع واللسععتغاثة بغيععر العع . كما شاهد فساد الحول السيالسية في جزيرة العرب، وانقساامها إلى إامارات، بين بني خالد في الحساء، وآل امعمر فععي العيينععة، والشرا،ف في الحجاز، وكانوا فععي حععروب دائمععة بينهععم امععع تعطيلهععم الحكععم بمععا أنععزل العع، واتبععاعهم لسععنة القبائليععة

والجاهلية. فواز ن ذلك بمعبار السنن الواردة في فساد الزاما ن، كحديث ملسو هيلع هللا ىلصثوبا ن عن النبي قال : «..ول تقوم الساعة حتى تلحق قبائل امن أامتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل امن أامتي الوثا ن وإنععه لسيكو ن في أامتي كذابو ن ثلثو ن كلهم يزعععم أنععه نععبي وأنععا خاتم النبيين ل نبي بعدي ول تزال طائفة امن أامتي على الحععق قال بن عيسى ظاهرين ل يضرهم امن خالفهم حتى يععأتي أامععر

) 1ال«( ملسو هيلع هللا ىلصوحديث أبي هريرة عن النبي قال «ل تقوم الساعة حتى تأخذ أامتي بأخذ القرو ن قبلها شبرا بشبر وذراعا بععذراع فقيععل يا رلسول ال كفارس والروم فقععال وامععن النععاس إل أولئك«

) ، فأيقن غربعة اللسلم بين أهل زامانه، ورأى لسكوت كععثير2(اممن انتسب إلى العلم عن تعلك المفالسد والمنكرات .

وعلى إثر ذلك بدأ دعوته بين قععوامه فععي الحععريملء عععام م. بالدعوة إلى التوحيد ونبذ امعالم الشععرك،1730هع 1143

ووقع بينه وبين الناس نزاع وجدال، وتبعه خلق امن أهل بلععده، وقد هم بعض العبيد المفسدين في الرض بقتلععه فخععرج إلععى

3952 وابن اماجة في السنن 4252 _ أخرجه أبو داود في السنن، الفتن 1 .6888 _ أخرجه البخاري ، باب لتتبعن لسنن امن قبلكم حديث رقم 2

78تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ العيينة وأعجب أاميرها عثمععا ن بععن حمععد بععن امعمععر بععدعوته

فناصره ثم خذله. هععع ، فععآواه أاميرهععا1157ثم قصد الدرعية، بنجععد عععام

امحمد بن لسعود وأكرامه وآزره ، ثععم ابنععه عبععد العزيععز، ثععم لسعود بن عبد العزيز وقاتلوا امعه في حروبه امععع امحمععد علععي باشا، وابنه طولسو ن باشا، فملكو امكة والمدينة والحجاز وجانبععا امن اليمن والمزيرب بالشام .وتتلخص امعالم دعوة الشيخ فيمععا

يلي: الدعوة إلى التوحيععد الصععافي ، للسععيما توحيععد اللوهيععة.1

واللسماء والصفات الذي فرط فيه الناس، وانتحلععوا فيععه نحععلامذاهب الضلل .

نبذ امعالم الشرك والخرافات وتحطيععم امظععاهر العبوديععة.2 لغير ال امن قبور وأضرحة ، ونصب وأوثا ن، اممععا يتمسععح بععه

الناس ويرجو ن امنه النفع والضر. الدعوة إلى اتبععاع امنهععج السععلف والتمسععك بالسععنن فععي.3

العقائد القوال والفعال، والوقععو،ف عنععد امععا جععاء بععه السععلف والكف عما أامسكوا عنه ، ونبذ نحل الفللسفة والمتكلمين الععتي

لم تزد العقل المسلم إل تقهقرا وخسارا. تحرير العقل المسلم امن ربقة اللساطير والشعععوذة، وامععن.4

خرافععات الروافععض والصععوفية ودجلهععم فععي شعععائر القبععوروالمشاهد، والشطح والدعاوى .

الدعوة إلععى تحكيععم الشععريعة اللسععلامية ونبععذ القععوانين.5 الرضية، التي أضععلت العبععاد، وأعععادتهم إلععى الحتكععام بسععنن

الجاهلية .

79تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وقد عر،ف أتبععاع الشععيخ امحمععد بععن عبععد الوهععاب «بأهععل التوحيد« ، أو «إخععوا ن امععن أطععاع العع« ولسععماهم خصععوامهم «الوهابيين« وشاعت هذه التسمية عند النجليععز والروبييععن.

).1وجعلها بعضهم امذهبا جديدا في اللسلم (آثار اليدعوة السلفية ف العصر اليديث

كانت الدعوة السلفية للشيخ انطلقا للنهضة الحديثععة فععي العالم اللسلامي، وتأثر بها رجال الصل ح علماء في آفاق العالم اللسلامي امشرقا وامغربا، رغم اما بععذلته المخععابرات البرطانيععة وعملؤها، امععن العلمععانيين ودعععاة الحداثععة، وزعمععاء الطععرق الصوفية، ورؤوس المستشرقين امن جهععود فععي تشععويه لسععمعة الشيخ واتهاامه بالعمالة، والتجني على الدين، فنشأت لهم دعوات وحركات لسلفية في ربوع العالم اللسلامي في الهنععد والعععراق

والشام وامصر والمغرب ، كا ن امنها .حركة أهل اليديث بالنيد :

قادها العلامة صديق حسن خا ن القنوجي، إامام أهل الحديث بها، وقد دافع عن امنهج السلف، وصنف كتبا كثيرة في امذهب أهل الحديث في الفقععه والتفسععير، كمععا أقععام صععحوة علميععة

حديثية انتشر بها علم الحديث بالهند . هـ1270اللولسي الكبير ف بغيداد

أبو الثناء امحمود بن عبد العع اللولسععي، نسععبة إلععى آلععوس جزيرة ولسط نهر الفرات، أحد المجععددين، إامععام السععلفية فععي

م فععي1802 هععع 1217العراق، وناصر السنة بها، ولععد عععام بغداد، كا ن امفسرا امحدثا أديبا، لسلفي العتقععاد، امجتهععدا تقلععد

The« - وقد كتب عن حركته القس زويمر الأمريكي كتابه 1Wahabis».

80تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ الفتاء ثم عزل عنه، وطا،ف في البلد. وله «رو ح المعععاني فععي التفسير، نشوة الشععمول فععي السععفر إلععى إلسععلامبول، الجوبععة

. وتععوفي1العراقية على اللسئلة اليرانيعة، غععرائب الغععتراب« م .1854 هع 1270رحمه ال عام

دعا إلى امنهج السلف، واهتم بكتب ابععن تيميععة، وقععاامت لععهحركة علمية صححت العقائد والمفاهيم بين أهل زامانه .

هـ1332جال اليدي القاسي بالشام جمال الدين بن امحمد لسعيد القالسمي، علامععة الشععام وإامععام السلفية بها عني بعلم الحديث والدب، وكععا ن لسععلفي العتقععاد، دعا إلى الجتهاد، واتهم امن طر،ف الدولععة العثمانيععة بععالخروج علععى المععذهب الحنفععي، وتألسععيس امععذهب خععاامس فععي الفقععه

).2اللسلامي يسمى«المذهب الجمالي« ( وقد صنف «امحالسن التأويل في التفسير، وقواعد التحديث في فنو ن امصطلح الحديث، والصناعات الشععاامية، إرشععاد الخلععق إلى العمل بخبر البرق، إصل ح المسععاجد امععن البععدع والعععوائد،

جواامع الداب في أخلق النجاب« . هـ1420الشيخ نالصر اليدي اللبان ت

الامام المحدث، إامام السلفية، وامحيي السنة في هذا العصر، كرس حياته رحمه ال لخدامة كتب السنة. ولععد فععي دامشععق، وأصله امن ألبانيا، هاجرت ألسرته امن ظلم الحاكم الشيوعي في

ألبانيا، والستقرت بسوريا .

.2/135الأعلام للزركلي : ،438 - 1/435 - حلية البشر بتراجم القرن الثالث عشر :2 .7/176 ، الأعلام للزركلي : 27الآلوسي : - جلاء العينين في محاكمة الأحمدين لمحمود شكري1

81تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ عاش رحمععه العع امتقلل امععن الععدنيا، طريععدا بيععن البلععدا ن لمواقفه الفكرية والسيالسية، ثم السععتقر بععه المطععا،ف بععالرد ن، وامكث دهرا طويل امن عمره بين رفو،ف خععزائن المخطوطععات، للسععيما المكتبععة الظاهريععة بدامشععق، يحقععق وينقععح امصععنفات الحديث، ولم يكن يضيع شيئا امععن أوقععاته، ويععأنف امععن زيععارة

البطالين. وقد خرج أحاديث امؤلفات كثيرة، امنها «إرواء الغليل فععي تخريج أحاديث امنععار السععبيل، ونخععل الصععحيح امععن الضعععيف، ولسلسععلة الحععاديث الصععحيحة، ولسلسععلة الحععاديث الضعععيفة والموضوعة« وصنف تصانيف كتععب لهعا القبعول فعي الرض،

وعاداه لجل ذلك أقوام لم يبلغوا لسعيه، ولم يدركوا شأوه. وقد ناصر امنهج أهل الحديث في العقيدة والفقععه، وكععا ن شديد التمسك بالدليل إذا السععتبا ن لععه، واطععرا ح آراء الرجععال، ونسبه بعض ضعفاء الرأي إلى الكودنة والجمععود، وغفلععوا عععن امنهجه في النظر والجتهاد، وأ ن له أ ن يختععار ويتفععرد لمكعانه امن العلم، ولم يزل رحمه ال يتخرج على يديه طلب العلم امن

آفاق الدنيا، ويستفيدو ن امنه، وقد نفع ال بعلمه أهل زاماننا. فما امن أحد امن أبناء الصحوة اللسلامية اليوم إل ولللباني عليه امنة، علم ذلك امن علمه، وجهله امن جهله، لما خععدم امععن كتب السنة التي صار أهل عصرنا عالة عليه فيها، ولما صععحح امن عقائد الناس، وقوم اما شاع بينهم امن بدع وامحععدثات، ولععم

يزل كذلك إلى أ ن لحق بربه، رحمة ال عليه تترى.

82تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................جاعة أنصار السنة النبوية بصر

وهي حركة لسلفية قادهععا علمععاء السععنة بمصععر، كالشععيخ امحمد حاامد الفقي، وعبد الرحمن الوكيل، والشيخ امحب الدين الخطيب، والشيخ المحدث أحمد شاكر، وقععد كععا ن لهععم أثععر عظيم في نشععر السععنة وتحقيععق امصععنفاتها وطبعهععا، وألسسععوا امساجد الجمعية الشععرعية فععي ربععوع البلد المصععرية، فكععانت امجمعات علمية لتدريس القرآ ن والسععنة، ونشععر امنهعج السعلف

بين شباب الصحوة . وامن بين علماء هذه الصحوة السلفية اليوم بمصر : الشععيخ إلسماعيل المقدم الذي خسف بالعلمانيين امن دعاة السفور بكتابه الرائع«عودة الحجاب« ، وشيخنا أبوإلسحاق الحويني حفظه ال الذي يعد الرجل الثاني بعد الشيخ اللبععاني فععي علععم الحععديث، وقد املت امؤلفاته ودرولسه العلمية امصر والعالم اللسلامي، لم آتاه ال امن علو همة وإخل ص في الطلب والدعوة، وطول نفس في التصنيف والتحقيععق، وخلععق جععم فععي الخطععاب وامحععاورة

الخصوم .هـ1415الشيخ تقي اليدي الليل بالغرب

هو تقي الدين امحمععد بععن عبععد القععادر الهللععي الحسععيني السجلمالسي، أحععد علمععاء المغععرب العلم، وامؤلسععس الحركععة

هععع بالريصععاني، وأصععله امععن1311السلفية ببلدنا، ولد عام «الغرفة« قرية بسجلمالسة، طلب العلم صغيرا فحفظ القععرآ ن، ثم رحل إلى الجزائر، وأخذ عن علماء عصره كابن حبيب العع الشنقيطي، ثم دخل وجدة ونزل بالقرويين بفععاس، وبهععا لقععي شيخ اللسلم العربي العلععوي ولزامععه امععدة، وكععا ن أول أامععره صوفيا امريدا للطريقة التيجانية امدة عشرين عااما، ثم امن العع

83تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ عليه بمناظرة شيخ اللسلم العربععي العلععوي، فوضععح لععه نهععج السبيل، فصار تقععي الععدين بعععدها امععن ألععد خصععوم الصععوفية

والمنكرين على أهل البدع . هع ولقي الشيخ رشيد رضا،1340 ثم رحل إلى امصر عام

ودخل الحجاز وحج ، وتاقت نفسه لدرالسة علم الحديث فرحععل إلى الهند، ولقي بها أعلم الحديث والفكر واللغة والدب، فكععا ن يطلب الحععديث علععى العلامععة المبععاركفوري، صععاحب تحفععة الحوذي، ويدرس اللغة والدب في لكنععؤ، وكععا ن امجيععدا للغععة

والشعر، امتقنا للفرنسية والنجليزية واللمانية. ثم رحل إلى العراق ولقععي العععالم السععلفي امحمععد الاميععن الشنقيطي، فالستفاد امنه وزوجه ابنته، ثم رحل إلى جنيف ولقي الامير شكيب أرلسل ن، وتولسط له للتععدريس فععي جاامعععة بععو ن اللمانية والستكمال درالسته بها، وعمعل بالقسععم العربعي لذاععة ألمانيا، فكا ن يلقي بها خطبا، كانت على المسععتعمرين خطوبععا، بفضح فيها ويفضح الفرنسيين بالمغرب، فحكموا بنفيععه، ونععال

في الفلسفة، وعين ألستاذا بجاامعة بغداد.1941الدكتوراه عام ثم دخل تطوا ن بولساطة عبد الخالق الطريس، وبقي بها إلى أ ن كاد له اللسبا ن ونزعععوا امنععه جععواز لسععفره، وعيععن ألسععتاذا

م، ثم ألستاذا امعارا بالجاامعة1959بجاامعة امحمد الخاامس عام اللسلامية بالمدينة .

ثم رجع إلى المغرب بحرا امتفجرا امن العلم وشهابا واريععا امن الدين، وتفرغ للدعوة إلى ال، ولسععكن امكنععاس، ولععم يععزل يلقي درولسه بمساجدها ويطععو،ف المععد ن والقععرى، حععتى ضععاق المبتدعة به ذرعا فسعوا لدى السلطات لتوقيف نشععاطه، فرحععل إلى البيضاء، وكا ن بيتععه امحععج العلمععاء وطلبععة العلععم، يلقععي

84تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ درولسه به. وكا ن رحمه ال على اما شهدنا امنععه عالمععا ربانيععا، صلب الديانة، شديد الحر ص على السنة صداعا بالحق، ليخا،ف في ال لوامة لئم، لطيف المعشر جوادا كريمععا، فقععد المغععرب

م عالما امن بقية السلف، وأعلم السنة، رحمه1985بموته عام ال .

بعض ما شان اليدعوة السلفية اليديثة لقد كانت الدعوة السلفية كما أحيا أصولها الشععيخ امحمععد بن عبد الوهاب دعوة إلسلامية أصيلة شااملة، جاامعة بين إصععل ح العقيدة والعبادة والسلوك، وإصل ح الوضاع السيالسية والععدعوة إلى تحكيم الشريعة، لكنها تعرضت للتشويه امن طر،ف الخصوم وأعداء اللسععلم امععن المستشععرقين والمسععتعمرين، كمععا شععا ن امسيرتها بعض الجهلة اممن انتسبوا إلى العلم بطععر،ف وتعلقععوا

بالسلفية في الزامنة المتأخرة . وامنهم طوائف اللسن الجهال امن دعاة الفكععر الواحععد اممععن انتسبوا إلى الدعوة وظلموها، بالتطععاول فععي أعععراض العلمععاء، بالسم الجر ح والتعديل، كمحمود حداد الذي تسافه على كبععار علماء الملة كابن حجر وبدعه لنععه أشعععري، وأامععر تلاميععذه الرعاع بإحراق كتابه «فتح الباري« ، ففعلععوا، وهععذا الحقيععر

المغمور ليصلح أ ن يكو ن شسعا لنعل ابن حجر. وترى خلقا امرضى بحمى الردود على الكابر يهععاجمو ن علماء الامة بتأويلت تمحلوهععا، ويرامععونهم بالجهعل، ويععودو ن البدء امن الصععفر، وليععرو ن التجديععد فععي شععيء إل فععي بعععث الخصوامات التاريخية ، ولسل فصال النضععال، واامتشععاق الحسععام لمحق المخالفين، أو إخراجهم امن دائرة الامة الى زوايععا أهععل

85تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ الضلل ويععرو ن ذلععك امععن أعلععى درجععات الجهععاد، وهععو فعل

كذلك لكنه قتال امن غير امعركة، وخصام في غير اميدا ن. فترى الواحد امن أحداث المنتسبين يرخععي لحيععة ويقصععر قميصا، ثم يرى نفسه في امقام ابن امعين، يزندق فلنا ويفسععق علنا لنه خالف فتوى بعض المشايخ الذين يراهم هو في امقام امالك والشافعي، وينصب آراء امعينة في الفروع ، يقيععم عليهععا

الولء والبراء، والدخول في السنة أو الخروج امنها . وامعلوم أ ن السلفية كععانت امنهععج أهعل السععنة امععن السععلف الماضين، وامن اتبعهم بإحسا ن امععن الفقهععاء والمحععدثين، وهععي بريئة امن هذا التطاول في أعراض العلماء، وتحميلهععم جععرائر ذنوب وأخطاء امفتعلة لم يقترفوها، وإنما هي قائمة في نفععوس

خلق يرو ن الحبة قبة، ويصنعو ن امن الخل،ف الفرعي أزامة . تحرك «فتنتهم القطبيععة« دواليععب الجهععل وبلدة الحععس، والتطاول على الدراويش البرياء الذين لناصععر لهععم إل العع. وتصب الزيت في كانو ن خمدت نيرانه لتوقدها امن جديد. ثععم تراهم ليحركو ن لساكنا بإزاء العلمانيين الذين باضوا وفرخوا في بلدانهم، والستولوا على الامد في امراكز التععأثير والقععرار،

وامن ورائهم امن عملء اليهود الصهاينة وأامريكا .م«1949-1906. المام البنا وحركة الوخوان السلمين «2

تعتبر حركة الخععوا ن المسععلمين امععن الحركععات الععرائدة م فععي امدينععة1928اليوم فععي العمععل اللسععلامي، نشععأت عععام

اللسماعيلية بمصر، ثم انتشرت فععي امختلععف المععد ن المصععرية، ولقيععت إقبععال امنقطععع النظيععر فععي صععفو،ف أبنععاء المععدارس والجاامعات والمثقفين، كما دخلت إلى القرى بين أبناء الصعيد

والفلحين.

86تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ ويعد الشيخ حسن البنا رحمه ال امؤلسس هذه الحركة أحد رواد الصحوة اللسلامية المعاصرة اليوم، وهو حسن بععن أحمععد

م قععرب1906بن عبد الرحمععن البنععا،ولععد بالمحموديععة عععام اللسكندرية، امن أب عالم امشتغل بالحديث، وجده هو الامام عبد الرحمن البنا الساعاتي صاحب «الفتح الرباني في ترتيب امسععند

.1أحمد بن حنبل الشيباني« وقد طلب العلم صغيرا فحفظ القرآ ن، ودرس في المدارس العصرية، وتخععرج امععن دار العلععوم بالقععاهرة، فاشععتغل امعلمععا بمدينععة اللسععماعيلية، وامععال فععي أول شععبابه إلععى الطريقععة الحصافية، ثم تركها لما أيقن بعدها عععن امعيععن السععنة . ثععم

م في عهد الملععك1928وألسس جماعة الخوا ن المسلمين عام فاروق.

وكا ن رحمه ال عالما ربانيا، ونادرة امن نوادر هذا العصععر في الفكر وبعد النظر والحركععة والتخطيععط والدارة . فكععا ن صاحب نظر شاامل لمناحي الحياة اللسلامية، ورأي لسديد وفكععر ثاقب في ربط المنهععج بواقععع أوضععاع المسععلمين جمعععه فععي قواعده الذهبية في كتاب الصول العشرين، وهععو كتععاب فععي المنهج، راعى فيه هديا قاصدا امنضبطا بععالقرآ ن والسععنة ، امععن

غير تسيب ولغلو. كما كا ن رجل عالي الهمة، ليكل امن العمل والحركة، ول يعول فععي عمععل علععى غيععره،حععتى إنععه كععا ن فععي دار الشععبا ن المسلمين يسهر الليل يصفف الجرائد ويحزامها ليرلسععلها فععي

الصبا ح، فقيل في ذلك، فتمثل بقول المتنبي:وداؤك في شرابك والطعاميقول لي الطبيبب أكلت شيئا

.1/59لفتحي يكن : . الموسوعة الحركية184 - 2/183 - الأعلام للزركلي : 1

87تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................أضر بجسمي طول الجمامومـا في طبـه أني جـواد

وقد كانت حركة الخععوا ن المسععلمين رغععم امععا يمكععن أ ن يؤخذ عليها في امجال التصفية والتربية، امن أنجععح الحركععات اللسلامية في نشر المد اللسلامي في العالم، وقد ألسععتفادت امععن

امنهجها كل الحركات اللسلامية الناشئة اليوم . وقد كانت لها آثار رائدة فععي أحععداث جسععام، فقععد قععاوم الخوا ن المسلمو ن اللستعمار النجليزي لمصر، وظلععوا شععوكة في حلق الغرب، في إفشال كثير امن امخططات التغريععب الععتي كانت تفرض على امصر بين الفينععة والخععرى، وجاهععدوا فععي لسبيل ال، وقاتلوا في جبهات المسلمين امععع اليهععود، فععي حععرب

القنال وفلسطين، وغيرها، ودفعوا الثمن غاليا لجل ذلك. م، امععن طععر،ف1949فاغتيل حسن البنا رحمة ال عليه عام

امخابرات الملك فاروق، وصلى عليه والده امع أربع نسوة، وامععا امات حتى خلف وراءه امليين التباع الحااملين لععدعوة اللسععلم، واعتقل المجاهدو ن امن جبهات القتال، وتعرض علمععاء الخععوا ن وشباب الحركععة للمحععن والسععجو ن، والتعععذيب أيععام حكوامععة النقراشي، وجمال عبد الناصر زعيم القععواميين العععرب، ودعععي العداء لليهود، فقد قتل خيرة علمععاء الخععوا ن امنهععم «الشععهيد فرغلي، وعبد القادرعودة، ولسيد قطب« رحمة ال عليهم جميعا، وقد خرجت امدرلسة الخوا ن المسلمين امفكرين أعلامععا، كععانت لهم يد صالحة في تجديد الفكر اللسلامي المعاصر، وتريد فقه

الصحوة ، كا ن امن أبرزهم :

88تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................لسييد قطب ومعال النهاج :

كا ن لسيد قطب رحمه العع امععن أوائل العلمععاء والمفكريععن الذين تنبهوا إلى خطورة فقه المنهاج في العمل اللسلامي، ويعد كتابه «امعالم في الطريق«فريدا في بابه، وفععردا فععي نصععابه، وقد الستفاد امنه القائمو ن على الحركععات اللسععلامية وكععانت فصوله هي الدروس الولى لكععثير امععن الراشععدين فععي العمععل

اللسلامي . .1حتى لسماه بعض الخصوم «إنجيعل الحركعة اللسعلامية«

وامن روائع فصوله ، «لإله إل ال امنهج حياة « ، وكععا ن امععن أروع كلامه الموجه للدعاة فيععه «أقيمععوا دولععة اللسععلم فععي

نفولسكم تقم لكم في أرضكم «. وقد كا ن لسيد قطب رحمه ال على علم وفقه كبير بمعالم هذا الطريق ، وجمع إلى ذلك عمق التجربة في اميادين العمععل اللسلامي ، وطول الدربة والممارلسة ، فكا ن يصدر فيمععا كتععب عن فقه عمل وتجربة وحركة ل عن امجرد فقه الوراق الععذي امل به الصحفييو ن والمراقبو ن امععن بعيععد لسععوق الغثائيععة فععي الكتابة عن الحركات اللسلامية . ويلمس ذلك بقوة امن طالع وقفاته القيمة في كتابه «في ظلل القععرآ ن« ، وحععديثه عععن العتصام بالسنة ، والعودة إلى تمثل امنهج أخلق الجيل الرباني الفريد ، امن الصحابة والسلف الماضين ، الذين شععيدوا صععرو ح

الحضارة ، وبنوا امجتمع اللسلم . ولشك أ ن السيد رحمه ال قد وقعت له لسقطات وعععثرات ، كا ن امن أخطرها أثرا فيمن بعده «فكرة المجتمعات الجاهليععة

- وقد قرأه جمال عبد الناصر وهو على متن الطائرة إلى روســيا ، فكــان ممــا قــال فيــه : «إن وراء1 هذا الكتاب عمل انقلابي يدبره الإخوان المسلمون « ، لأنه فعلا يقلب أوضاع الفكــر الـتي عهـدها

الطغاة والمبطلون . وكان أن أعدم سيد رحمه ا بسبب ذلك .

89تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ «، حيث وصف المجتمعات اللسلامية التي تقاعست عن امواجهععة الحكام ورضيت بحاكميععة البشععر بأنهععا امجتمعععات جاهليععة . فاتخذ غلة المكفرة امن جماعة التكفيععر والهجععرة كلم لسععيد قطب امتكأ لهم بسوء فهم، وكانوا قد امرقوا امن رحععم جماعععة الخوا ن المسلمين تحت ضغط التعذيب والمحنة فععي السععجو ن، وكفروا عوام المسلمين بدعوى الرضععا بحاكميععة الطععواغيت، والسكوت على كفر الحكععام. وخرجععوا إلععى السععتباحة دامععائهم

وأاموالهم . وقد حاول قوم امن اللسن الجهال، وامتصيدي العثرات بسععوء النوايا إثارة الشعبهات حعول امنهععج السععيد رحمععه العع وفكععره وعقيدته ونسبوه إلى القول بوحدة الوجود ، امع أنه كا ن أبعععد الناس عن امذاهب الصوفية كتابة ولسلوكا، وحملوا كلامه في تفسير لسورة الخل ص اما ليحتمله، كل ذلك بالسم الدفاع عن

السنة والعقيدة السلفية . امع أ ن كتابات لسيد قطب رحمه العع شععاهدة بخل،ف ذلععك، وهذا إامام السلفية في زاماننا اليوم الشيخ ناصر الدين اللبععاني رحمه ال، وهو امن هو في صراامة المنهععج فععي نقععد الرجععال، واممععن يعتععد بقعوله فعي هعذا الشععأ ن لكعونه امععن أهعل العلعم والنصا،ف، امع شدة تحريععه فععي دقععائق المنهععج، يشععهد بخل،ف

ذلك . فقد رد اما دند ن حوله أصععحاب «فتنععة القطععبيين«، وبيععن لسلامة امنهج السيد رحمه ال عقيدة وفكرا وامععذهبا ، وبيععن أ ن عثراته امن قبيل زلت النظر في الفروع التي ليسلم امنها اامرؤ ، وقد تلها جهاد امحاء، وحب لمنهج السلف تجعل السيد رحمه

90تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ ال في امنازل الدعاة المخلصين، وقال عععن كتععابه امعععالم فععي

.1الطريق: « إنه كتاب توحيد كتب بألسلوب عصري« أحيد الراشيد وإحياء فقه اليدعوة

كا ن الشيخ أحمد الراشد أحد امفكععري الصععحوة اللسععلامية المعاصرة، وتعتبر كتابععاته فععي لسلسععلة إحيععاء فقععه الععدعوة: «المنطلق، والعوائق، والرقععائق، والمسععار، وصععناعة الحيععاة « امؤلفععات رائدة فععي المنهععج، عععالجت كععثيرا امععن المشععكلت والمعضلت في العمل اللسلامي، بألسلوب أدبععي امشععرق ، يجمععع بين التأصيل العلمي امن امنابع الفقه السلفي، والترشد الععدعوي

الموزو ن بالتجارب المعاصرة، وفقه الواقع . وتعتبر هذه المؤلفات الخمس امن روائع النتاج العلمي فععي فقه الدعوة في أدبيات الحركة اللسلامية المعاصععرة ، كمععا أصدر رلسائل قيمة تحت عنععوا ن «رلسععائل العيععن« ، ينتظععر أ ن تبلغ امائة رلسالة ، أودعها امععع امفكريععن آخريععن امععن امدرلسععته روائع اما أبععدعه الفكععر الععدعوي وعصععارة امععا أثمرتععه طععول التجربة والممارلسة في العمل اللسلامي لديه . وهععذه الرلسععائل كما قال عنها عيو ن امتدفقة بماء رقراق تروي ظمأ السائرين

، وتسقي حقول عطشى .الشيخ مميد الغزايل والنقيد الذات

وامن هؤلء الشيخ امحمد الغزال رحمه ال فقد كا ن له قدم رالسخة في علج أامراض الحركة اللسلامية ، في تغييععب لسععنن التغيير في الفاق والنفس ، وانحرا،ف الفهم والسلوك، والتدين المعوج ، الناشئ عن ثقافة امغشوشة ، تلقاها المسلمو ن امن واقع

عدنان عرعور . - شريط « راي في سيد قطب« للألباني في حوار مع الشيخ1

91تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ الجهععل وانحععرا،ف الفهععم والسععلوك الععتي تعيشععه المجتمعععات

اللسلامية . وقد عالج ذلك بحرارة الداعية الغيور على حرامات الععدين، وامرارة الناظر المتألم امن واقععع الامععة، فععي كتبععه « همععوم داعية، وامشكلت في طريق الحياة اللسععلامية، وخلععق المسععلم ،

وتراثنا الفكري في اميزا ن الشرع والعقل« وغيرها. فكانت كلماته بلسعما أحيانعا للغعافلين النعائمين ، وأحيانعا ترياقا لجهل الغالين المبطلين . لكن قد اشتدت حععدته وغضععبه في امععواطن امععن تحريععف الغلة ، وأصععحاب التععدين المعععوج ، والغلما ن الطائشين ذوي النظععر القاصععر والثقافععة المغشوشععة، حتى خرج عن حد العتدال العلمي ، ورامععى فععي غيععر امرامععى، فأنكر صحة أحاديث هي في البخاري لكونها حسب رأيه امخالفة للعقل واما يراه اامرؤ لسوي ، وتأول نصوصا علععى غيععر المععراد امنها . وتلك زلت امغمورة في بحر حسناته الفكريععة وجهععاده المحاء إ ن شاء ال، فقععد قعارع خصععوم اللسععلم دهععرا طععويل، ونازل القواميين والعلمانيين، ووقف على ثغر عظيم فععي وجععه

الظلم والطغيا ن، وال تعالى يساامحه .ملحظات على حركة الوخوان

امما يلحظ على امنهج الخوا ن المسلمين أنهم ظلوا لفترات طويلة نحوا امن لسععبعين لسععنة امسععالمين لنظمععة السععوء الععتي تعاقبت على امصر، وانخدع كثير امن قععادتهم بتلععو ن الفععاعي الرقطاء امن الزعماء السيالسيين بمصععر، وصععحيح أنهععم جنبععوا المجتمع ويلت المصادامات والحعروب الهليعة، لكعن بمعوازين الرقام والحسابات السيالسية فإنهم قداموا تضحيات جليلة ، ولععم

92تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ تزل حركتهم دائما تخرج امن امحنة حتى تععدخل فععي أخععرى،

وحلمهم فاق امداه ، كما قال الشاعر:لكن أوقاتي إلى الحلم أقربوللحلم أوقات وللجهل مثلها

واممععا يلحععظ علععى امنهععج بعضععهم فععي التنظيروالتنزيععل المبالغة في التسععاامح والتسععاهل امععع المخععالفين فععي الصععول ،كمبتدعة الصوفية ، وغيرهم اممن تسععتروا باللسععلم ولبسععوا امسو ح الدعوة لنشر ضللهم بين العوام. كما يظهر امن اموقفه امععن التعاامععل امععع الطريقععة الختميععة، والطريقععة الحمديععة، وامشاركتهم في الموالسم والموالد التي كانوا ينظمونها، وعدم

النكار عليهم، وقد نحا الهضيبي رحمه ال امنحاه في ذلك . وذلك بغرض تأليف القلوب ، وهو نفس التجععاه والمنحععى الذي لسارت عليه اليوم كثير امن الحركات اللسلامية التي لععم تجرؤ على إعل ن امفاصلتها لهل البدع والبراءة امنهم ، بهععد،ف جمع الشمل ، وكععأ ن شععمل الامععة لسععيلتئم بععدخول المترديععة والنطيحة واماشاكل ذلك امن غثائية الفرق في صف المواجهة،

لععو خرجععوا فيكععم امععا زادوكععم إل خبععالوال تعالى يقول : . 1ولوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة وفيكم لسما عو ن لهم

وقد لسارت على ذلك بعض الحركات اللسلامية عنععدنا فععي المغرب بععإزا الموقععف امععن الطععرق الصععوفية ، نظععرا لطغيععا ن اامتدادها بععالمغرب، ولنهععا إرث قععديم يصعععب التخلععص امنععه، وقديما قيل : « المشرق أرض العلماء ، والمغرب أرض الولياء

« ، ولست أدري كيف تكو ن الولية بغير علم . كما لسارت في نفس النهج الحركة اللسلامية في السععودا ن بدخولها في أحل،ف امع فرق الضلل امن الصوفية وغيرهم امن

- سورة التوبة : الآية 1

93تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ أهععل الهععواء علىنظععام الجبهععات ، والسععتمرت فععي امغازلععة المبطلين ، وعدم التعرض لباطلهم بشيء ، بدعوى الحر ص على وحدة الصف ، وامواجهة العداء الخارجيين.والصععل أ ن وحععدة المواجهة والمصير لينبغي أ ن تنسينا صلبة الموقف العقععدي ، فلئن تجوزنععا فيمععا يفرضععه الواقععع امععن التحععالف الجهععادي والسيالسي امع المنحرفين ، فل يجوز أ ن نتساهل في بيا ن الحق، وكشععف زيععف امناهععج المخععالفين حععتى يتععبين لهععم الرشععد،

ويرجعوا إلى جادة الصواب .م1973- 1905مالك بن نبي والفقه السنني

يعد امالك بن نبي امن امشاهير المؤلفين فععي فكععر النهضععة وامن علية المفكرين الذين تنععاولوا جععوانب امععن الترشععيد فععي امجال الفقه السنني في التغيير، واما يحكمه امن لسلوك أخلقععي واجتمععاعي لععدى المسععلمين، وفقععه التععدين، لمععا يعععاني امنععه

المسلمو ن امن جهل وفشل ذريع في هذا الميدا ن . «الظععاهرة القرآنيععة»وقد صنف فععي هععذا الشععأ ن كتععاب

و«شروط النهضة» الذي تناول فيه امفهوم القابلية لللسععتعمار و « وجهة العالم اللسلامي »، ثم «امشكلة الفكععار فععي العععالم اللسععلامي». وكتععب امععذكراته، بعنععوا ن «امععذكرات شععاهد

. وكا ن له فيها رؤى لسديدة في تشخيص أدواء الجسععمالقر ن»اللسلامي، ولسبل علجها .

وهذا امن أهم الجوانب التي جععدد فيهععا امفكععروا الحركععة اللسلامية اليوم امجال ظل امغمورا فععي الفكععر اللسععلامي، ولععم يعر،ف بعد ابن تيمية والذهبي وابن القيم وابن خلدو ن امن عني

به أوحام طائر فكره عليه .

94تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وقد كا ن لكتاباتهم في ذلك أثر بععالغ فععي ترشععيد العقععل المسلم في امجال التفكير العلمي، والبناء الحضععاري، وشععروط اللستخل،ف في الرض ، امما غير ألساليب العمععل والدارة داخععل كثير امن فصائل الحركة اللسلامية، في العالم اللسلامي وبلد

الغرب خاصة .

***

95تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................أدعياء التجيدييد ف العصر اليديث

تلبس بحركات التجديد اللسلامي وتعلق بتاريخهععا أدعيععاء كما كا ن لها أولياء، فصار كل امن تعلق امععن الععدين بطععر،ف، وانتحل فيه فهما امنكولسا ورأيا شاذا يزعم أنه قد أتى بجديععد ، ونحل الدعياء يجمعها امسلك البدعة واللسععتدراك علععى هععدي النبوة، والشذوذ والزيغ عن لسنن اللسلم، والفر ح بذلك ودعوة الناس إليه، كمن جاء إلى شاطئ بحر اللسععلم ونجععس طائفععة امن الماء ثم قال هذا بحر ثععا ن فععانظروا إليععه . وأشععهر هععذه

المسالك والمذاهب المنتحلة لامر التجديد: - اليدرلسة اللصلحية اليديثة1

اختلفت أقوال المؤرخين للفكر اللسلامي ونقاده المعاصرين في شأ ن هذه المدرلسة ورجالها، بين اماد ح يرى رجالها في عداد المجددين، وقاد ح يراهم أشد خطرا علععى اللسععلم امععن اليهععود

والنصارى. فيراها بعضهم امدرلسة إصلحية لسلفية،كانت باعثععة نهضععة الشرق، وامناهضة لللستعمار النجليععزي، ورائدة رو ح التحععرر

) . 1والعزة والحرية، وأصل الحركات اللسلامية المعاصرة ( ويرى كثر امن امؤرخي الفكر اللسلامي الحععديث أ ن نسععبة هذه المدرلسة إلى حركات التجديد والنهضة الحديثة ليس امن الصواب في شيء، للسيما زعيمها جمال الدين الفغاني وامحمععد عبده، الععذين يلععف لسععيرتهما وانتماءهمععا لركععب المصععلحين

المخلصين كثير امن الشك والغموض !! .

.97 - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، د. محمد البهي : 1

96تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ م :1897 .جال اليدي الفغان ت 1

هو جمال الدين امحمد بن صفدر الحسيني الفغاني، وصفدر لقب فارلسي للامام علي رضعي الع عنععه عنععد الشعيعة وامعنععاه

م ،ب بألسععد1839هععع 1315). ولععد عععام 1«امفرق العداء«( آباد، ونشأ بكابل وتلقى تعليمه بها علععى علمععاء عصععره. وقععد حر ص على تعمية أصله ونسبه، فكا ن يزعععم أنععه أفغععاني لسععني حنفي، والذي كشف عنه المحققععو ن بأدلععة لتقبععل الشععك أ ن أصله امن «ألسد آباد« قرب همععذا ن، فكععا ن امازنععدرنايا إيرانيععا

). 2شيعيا، ولم يكن لسنيا حنفيا كما اشتهر بين الناس اليوم ( وزعم كذلك أنه شريف النسب حسيني الجد، وليصح شيء امن ذلك، وامن كذب على الناس في بلده، حري أل يصدق فععي نسبه، وإنما حر ص على تعمية أصله ونسبه ليخفي تشععيعه عععن الناس في البلد العثمانية التي كا ن يتنقل فيها، وأهلهععا لسععنية حنفية، فالسم والده صفدر وقف على الشيعة وليتسمى به أحععد

. 3امن الفغا ن، واماتزال ألسرته بإيرا ن إلى اليوم قضى حياته امتنقل بين البلدا ن، وكثرت رحلته في العالم، بين الهند وامصر واللسععتانة، وكععا ن يبععث أفكععاره بيععن أولععى النباهة وتوقد الفكر، ولم يكن يراعي في التباع دينا ول عقيدة

ول خلقا، وهو أامر عجيب يظهر فساد النحلة والطوية . ، خاطرات جمال الدين، محمد65 - انظر الإسلام والحضارة الغربية، د. محمد محمد حسين: 1

، دعوة جمال الــدين فــي الميــزان1/44 . تاريخ الأستاذ الإمام، لمحمد رشيد رضا: 18المخزومي: .161، مصطفى فوزي غزال:

ــال18 ، خاطرات جمال الدين، محمد المخزومي: 61 - الإسلام والحضارة الغربية: 2 ــوة جم ، دع . وقد ألف ابــن أختــه «ميــرزا لطــف اــ خــان« الــذي161الدين في الميزان، مصطفى فوزي غزال:

م، تحــت1957م، وترجم إلى العربيــة عــام 1926كان يلازمه في زياراته لإيران كتابا نشر في برلين عام عنوان«جمال الدين الأسد بادي«،وقد أثبت المؤلف بأدلة كثيرة أن جمال الــدين كــان شــيعيا إيرانيــا

.30«جمال الدين الأسد بادي« : - حقــق نســبه وزار أســرته «عنايــةا خــان« عــم ملــك الأفغــان الســابق أمــان اــ خــان : الإســلام3

62والحضارة الغربية:

97تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................اوختل ف الناس فيه :

قد اختلف المؤرخو ن والمفكرو ن في شأنه بين قاد ح واماد ح، فوصفه خير الدين الزركلي بقععوله: «فيلسععو،ف اللسععلم فععي عصره، وأحد الرجال الفذاذ الذين قاامت على لسواعدهم نهضععة

.1الشرق الحاضرة« وكذلك اعتبره الدكتور امحمد البهععي: « بععاعث نهضععة الشرق، وزعيما امععن زعمععاء الحركععات اللسععلامية فعي القععر ن التالسععع عشععر، وامحاربععا شععديدا لللسععتعمار البريطععاني فععي

) .2امصر«( ووصفه أبو الهدي الصيادي امن اللسععتانة فيمععا كتبععه إلععى السيد رشيد رضا بقوله: « إني أرى جريدتك طافحة بشععقائق المتأفغن جمال الدين الملفقة، وقد تدرجت بععه إلععى الحسععينية التي كا ن يزعمها زورا، وقد ثبت فععي دوائر الدولععة الرلسععمية أنه امازندراني امن أجل،ف الشيعة«. وقال فيه كذلك :« امارق

) .3امن الدين، كما يمرق السهم امن الرامية« ( والحق أ ن حياته يحوطها الكثير امن الغموض والضععطراب، وتلتبس فيها الحقائق بالكاذيب، وقععد أخفععى بعععض تلاميععذه بعض أعماله، زاعما أ ن الطريقة المالسععونية لتسععمح بععذكرها، وقد احتفت بحياة الرجععل املبسععات وقععرائن تععدل أ ن لداعيععة النحرا،ف والزيغ في فكره وعقيدته أصل ليمكن دفعه، ويصعب على المادحين إنكاره، وهو اما لم يخفه تلامذته والمقربو ن إليه

.

.6/168 - الأعلام لخير الدين الزركلي : 1 .97 - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربين، د. محمد البهي : 2هـ .1350 . ط المنار ، مصر 1/90 - تاريخ الأستاذ الإمام محمد عبده ، لرشيد رضا : 3

98تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................نشاطه الفكري والسيالسي :

كا ن أكثر نشاط جمال الدين الفكري والسيالسععي لسععريا،.1 فكا ن يؤلسس الجمعيات السرية حيثما حل وارتحععل، وهععو أول امن أدخل نظام الجمعيات السرية في العصر الحععديث إلى امصر، فألسس «الحزب الوطني الحععر« أثنععاء إقععاامته بمصر، ولم يمض على تألسيسععه عععام واحععد حععتى أصععبح

عضععوا، ورصععيد ضععخم فععي المصععار،ف20180أعضاؤه ). 1المصرية (

كما ألسس جمعية «امصر الفتاة«، وأنشأ صحيفة بالسععمها،.2 وكا ن أغلب أعضائها امن الشبا ن اليهععود، ولععم يكععن فيهععا امصري واحد، كما ذكر تلميذه امحمد عبده، فععي كتععابه

) .2«ألسباب الحوادث العرابية« ( وألسععس خلل إقععاامته بالهنععد«جمعيععة العععروة الععوثقى«.3

السرية، وقد اامتد نشععاطها إلععى الشععام وامصععر والسعودا ن وتونس، وكا ن امن أعضائها الامير عبد القادر الجععزائري،

وامحمد أحمد المهدي السوداني تلميذ الفغاني بمصر. وكا ن أكثر تلاميذه والمحيطين به خليطععا امععن اليهععود.4

والنصارى، امععن أصععحاب التوجهععات القواميععة والعلمانيععة، ودعاة المالسونية، امنهم : لسليم النقاش : وهو امن نصععارى الشام ، امن أخطر النشطين في الدعوة المالسونية . وأديععب إلسحاق امن نصارى الشام كذلك، وامن أكثر الدعاة إلععى المالسونية، وقف نشاطه الصحفي وعمله الثقافي على هععذا

.1/75 - تاريخ الأستاذ الإمام : محمد رشيد رضا : 2 .44محمد المخزومي باشا : ، خاطرات جمال الدين ،63 - جمال الدين الأسد بادي : 1

99تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ المنحععى طععول حيععاته. ولسععليم الخععوري أحععد النصععارى

الصحفيين. أنشأ صحفا بمصر، أهمها صحيفة «امصر«، وجعععل أديععب.5

إلسحاق امديرا لها، وصحيفة «التجارة«، وألسند امهمتها له ولسليم النقاش، وامكنهم امععن ولسععائل العلم، وفتععح لهععم المطابع ، وحصل على الامتيازات ليسععلمها لهععم . فكععانوا ينشرو ن أفكاره الفلسفية والسيالسية، ويشيدو ن بععذكره ، كقولهم فيه « امهبط ألسرار الحكمة ، وإلسطرلب العلوم،

) .1وإلسطقس هيولي الفلسفة « ( زار اللستانة وألقى بها امحاضععرة قععال فيهععا:« ول حيععاة.6

لجسم إل برو ح، ورو ح هذا الجسم إاما النبوة وإاما الحكمة « ، فثار عليه علماء اللستانة ، وامنهم شيخ اللسلم حسععن فهمي أفندي، فرحععل إلععى امصععر واختلععط بعليععة القععوم

هع .1292وانخرط في المالسونية.عام واختير بعد ثلث لسنين رئيسا لمحفل «كوكب الشععرق«، ثم اعتزله وأنشأ امحفل وطنيا تابعا للشرق الفرنسي، ولم يزل نشيطا به حتى صدر الامر بنفيه امن امصر، وجاء فععي نصععه: « أنه رئيس جمعية لسرية امن الشبا ن ذوي الطيش، امجتمعة علععى

، فرحل إلى حيدر آباد ثم إلى بععاريس .2فساد الدين والدنيا« م زاد1878قال الشيخ امحمد رشيد رضععا: «وفععي خلل عععام

امركععزه خطععرا علععى البلد، ولسععما امقععاامه، لنععه تععدخل فععي .3السيالسات، وتولى رئالسة جمعية المالسو ن العربية «

.1/46 - تاريخ الأستاذ الإمام : محمد رشيد رضا : 3 .46الأفغاني، عبد الرحمن الرافعي: ، جمال الدين20 - خاطرات جمال الدين، للمخزومي : 2 .47 - 1/45 - تاريخ الأستاذ الإمام : محمد رشيد رضا : 1

100تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................حقيقة دعوة الفغان ونلته

كا ن الغالب على ثقافته درالسععة الفلسععفة والمنطععق وعلععم الكلم ، إلى جانب الفقه والصول، كما هي الدرالسة التقليديععة عند علماء الشيعة، لكتساب املكة الجدل وقوة اللستدلل، علععى خل،ف الدرالسة السنية التي تتبع نمط تدريس الفقععه والصععول والحديث والتفسير واللغة والدب. ويلحظ المتتبع لفكره أنععه تأثر بثلث تيععارات كععونت خلصععة فكععره وعصععارة نحلتععه ،

وهي :تيار التصو،ف الشراقي:

فقدكا ن جمال الدين الفغاني اميال إليه في أول أامره، قال تلميذه أديب إلسحاق:«إنه أحس بميل للتصو،ف في بععدء حيععاته، فانقطع حينا بمنزله يطلععب الخلععوة لكشععف الطريقععة وإدراك الحقيقة..ثم خرج امن خلوته امستقر الرأي علععى حكععم العقععل

. وقد امال إلى القول بوحدة الوجود وامععزج1وأصول الفلسفة« .2فيها كلم الباطنية بكلم الصوفية تيار الفكر الفلسفي العقلني:

الذي يقلل امن شأ ن الوحي، ويرى الحكمععة قرينععة النبععوة، فقد رحل إلى الهند، وهناك كما يقول لسليم العنجوري: «أخذ عن علماء البراهمة واللسلم أجععل العلععوم الشععرقية والتاريععخ، وتبحرفي لغة السانسععكريت أم لغعات الشععرق، وبععرز فعي علعم الديا ن حتى أفضععى بععه ذلععك إلععى اللحععاد والقععول بقداميععة العالم..وأ ن القول بوجود امحرك أول حكيم وهم نشأ امن ترقي

.1/79 - المرجع السابق : 2 .1/39 - تاريخ الأستاذ الإمام محمد عبده ، لرشيد رضا : 1

101تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ النسا ن في تنظيم المعبود على حسب ترقيععه فععي المعقععولت«

)1. (تيار الفكر الحر المالسوني:

وهو نحلة المنادين بسقوط العقائد والديا ن، الذين كععانواالحرار« والمفكرو ن الحرار، «البناءو ن »Free maçonيسمو ن -

«Free Thinkersوهم الذين كانوا وراء نشر الفكار اللبرالية امن. الحريععة الدينيععة والخععوة والمسععاواة، وهععي امبععادئ امالسععونية انتحلتها الثورة الفرنسية امن بقايا أفكار المذاهب الضععالة امععن يهودية وإلسماعلية باطنية وامتصععوفة وحععدة الوجععود ووحععدة

الديا ن. وهذا المنحى أثر على تلاميذ امدرلسة الفغاني وامحمد عبده في دعوات التحرر والعقلنععة الععتي نلمسععها اليععوم فععي حععداثيالعصر امن دعاة التنوير والعقلنة في الفكر اللسلامي المعاصر.

أاما اماشتهر عنه امن أنه كا ن يسعععى إلععى تكععوين الجاامعععة اللسلامية ، فإنما هو أامر ظاهره السعي إلى وحععدة المسععلمين، وباطنه إلغععاء الخلفععة اللسععلامية العثمانيععة، وتكععوين خلفععة عربية حليفة للنجليز، رغم أنه كا ن يععادي برطانيععا ظعاهرا، فقد كععا ن الشععبا ن المالسععو ن امععن أكععثر المتحمسععين للفكععرة

والداعين إليها. وقد كشف السلطا ن عبد الحميد في امذكراته عن حقيقععة الامر فقال: «وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجيععة النجليزيععة كععل امععن امهععرج السععمه جمععال الععدين الفغععاني وإنجليزي يدعى بلند قال فيها بإقصاء الخلفععة عععن التععراك،

.1/43 - المرجع السابق : 1

102تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ واقترحا على النجليز إعل ن الشريف حسين أامير امكععة خليفععة

.1للمسلمين« وقد كا ن الفغععاني صععديقا حميمععا ل«بلنععت« النجليععزي وزوجته، وكا ن لهما نشاط امريب في البلد اللسععلامية وكععا ن يدعوا ن إلى إنشاء دولة عربية حليفة لبريطانيععا، وألععف بلنععت

« .The Future of Islamلذلك كتابه : « والحق أ ن دعوة الفغاني كا ن لها ظاهر وباطن، ظاهر امعلن للناس امن امساندة المستضعفين، والدعوة إلى الثورة على حكام الجور الظالمين، وامناهضععة اللسععتعمار النجليععزي فععي امصععر، وباطن خفي لم يكن يعرفععه لسععوى التلامععذة المقربععو ن، يلفععه الرفععض والتشععيع، والنشععاط المالسععوني السيالسععي، والفكععار الفلسفية الباطنية لبراهمععة الهنععد، وامتصععوفة الشععرق، ودعععاة

وحدة الوجود . كما أنه خاض في الداماء واتخذ امععن الغتيععال ولسععيلة امععن ولسائله السيالسية، وهو اما ليحل في اللسلم ، فقد حرض اميرزا رضا الكراماني على اغتيال «ناصر الدين شععاه إيععرا ن« فقتلععه ، ولم يزل يععؤلب عليععه المعارضععين امنععذ طععرده امععن الضععريح

.2المقدس الذي كا ن عائذا بها عنداما غضب عليه الشاه وقد غالى فيه تلاميذه ووصفوه بأوصا،ف التقديس والتععأليه في امكاتباتهم له التي جمع كععثيرا امنهععا المخزوامععي، ورشععيد رضا، وكا ن لينكر شيئا امن ذلك. فقد كتب إليه امحمد عبده لما نفي امن امصر يقول له: «ليتنععي كنععت أعلععم امععا أكتععب إليك وأنت تعلم اما في نفسي كما تعلم اما في نفسك، صنعتنا

م .1955عبد الحميد، ط القاهرة مكتبة الخانجي ، ترجمة محمد حرب67 - مذكرات السلطان عبد الحميد: 1 .1/45محمد عبده ، لرشيد رضا : ، تاريخ الأستاذ الإمام116-113 - جمال الدين الأسد بادي : 2

103تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ بيدك، وأفضت على اموادنا صورها الكمالية، وأنشأتنا في أحسععن تقويم، فبك عرفنا أنفسنا، وبك عرفناك، وبك عرفنا العععالم

أجمعين..فعنك صدرنا وإليك إليك المآب«. فصورتك الظععاهرة تجلععت فععي قععوى خياليععة،:«ثم يقول

واامتد لسلطانها على حسي المشترك، وهي رلسم الشهاامة، وشععبح الحكمة، وهيكل الكمال، فإليها ردت جميععع امحسولسععاتي، وفيهععا فنيت امجاامع شهوداتي، ورو ح حكمتك التي أحييت بهععا امواتنععا، وأنرت بها عقولنا، ولطفت بها نفولسنا، بل التي بطنت بها فينععا، فظهرت في أشخاصنا، فكنا أعدادك وأنت الواحد، وغيبك وأنععت الشاهد، ورلسمك الفتوغرافي الذي أقمته في صلتي رقيبا على اما أقدم امن أعمالي، وامسيطرا علي فععي أحععوالي .. وإنععي علععى بينة امن أامر امولي، وإ ن كا ن في بيانه اما يشكك الملئكة في

.1 «امعبودهم، والنبياء في وحيهم وهذا الشرك الظععاهر والكفععر البععوا ح، امععن تععأثير الحكمععة الشراقية، والفيوضات الصوفية التي غرلسها الشيخ في تلاميذه، في امجالسه ورلسائله . ولبراهم اللقععاني رلسععالة شععبيهة بهععذه

.2تطفح شركا وعبودية لغير ال فهؤلء كانوا يزعمو ن امحاربة طواغيت الحكم والسيالسة فيبلد اللسلم، ليصنعوا امن أنفسهم طواغيت بالسم الفكر والدين .

. نقلا وثيقــة مصــورة بخــط محمــد2/299 - تاريخ الأستاذ الإمام محمــد عبــده ، لرشــيد رضــا : 1 ــ،841عبده من الوثائق التي عثر عليها عند جمال الدين الأفغاني، نشرتها جامعة طهران تحت رقــم

ونشرها رشيد رضا في تاريخه «خادمكم محمد عبده«بتوقيع .117 - 106 - راجع المصدر السابق : عن الوثائق المصورة : 2

104تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................. الشيخ مميد عبيده وتيارالتغريب2

م«1905- 1849« يعتبر امحمد عبععده الب الروحععي لجيععل الصععلحيين امععن زعماء تيار العقلنيععة والتنععوير، بعععد جمععال الععدين الفغععاني، كسعد زغلول، وقالسم أامين، وامصطفى عبععد الععرزاق، وامحمععد

فريد وجدي، وأامثالهم امن أفراخ المعتزلة، وتيار القرآنيين . 1266وقد ولد في «المحلة« امن قرى «البحيععرة« عععام

هع ، امن أب تركماني، وتعلم القراءة بعد أ ن جاوز العاشرة امن عمره، وحفظ القرآ ن، فأرلسله والده إلى طنطا لتقععا ن تجويععد القععرآ ن فععي الجععاامع الحمععدي. ثععم شععرع فععي تعلععم العلععوم اللسلامية، فلم يفلح أول أامره لوعععورة المعلوامععات، وغمععوض ألسلوب المتو ن والحواشي، فانصر،ف عن الطلب لسنة ونصف، إلى أ ن لقي الشيخ درويش فتلطف به حععتى شععغف بععالعلم، وأدامععن

1الطلب.

ودخل الزهر فدرس علوم الوائل، وتفقه في علوم اللسلم، م، وعيععن امدرلسععا بععالزهر، واتصععل1877ونال العالمية عععام

م، بععدعوة امععن الخععديوي1871بالفغاني لما دخل امصر عععام م شعارك فيهععا1882إلسماعيل، ولما قاامت «الثورة العرابيعة«

امع الناس، فنفي خارج امصر، وقصد لبنا ن وهنععاك التقععى بفئام امن النصارى، ثم رحل إلى باريس، بدعوة امن الفغععاني وألسسععا

جمعية «العروة الوثقى« وامجلتها. ثم عاد إلععى بيععروت ودرس العقععائد اللسععلامية بالمدرلسععة السلطانية، وجلس للتفسير في الجععاامع الكععبير، وتولسععطت لععه

.13لغازي توبة : ، الفكر الإسلامي ،74 - الإسلام والحضارة الغربية : 1

105تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ الاميرة «نازلي فاضل« و«رياض باشا« صديقه القععديم لععدى الحكوامة البريطانية ، فوافق كروامر على عععودته إلععى امصععر وعين قاضيا في امدينععة بنهععا.ثععم تععولى الفتععاء العععام للععديار

المصرية .منهجه ف اللصل ح الزعوم

* اهتم بإصل ح التعليم ، فثار على النظم القديمععة بععالزهر بدافع امن اللورد كروامر، وهاجم امععن لسععماهم الجاامععدين امععن أصحاب العمائم بالزهر، وكا ن يقصد إلى إفراغه امن امحتععواه، وتقريب علماء الزهر امن اللدينيين، وتليين امواقفهم لخدامععة امصالح النجليز، «فقععد بععدأ الشععيخ امحمععد عبععده يسععأم امععن الشتغال بالسيالسة، ويميل إلى امثل امنهج السيد أحمد خا ن فععي امهادنة اللستعمار البريطاني، والتجاه نحو إصععل ح النععاس عععن

. 1طريق التعليم والتهذيب« فقدم امشروعا لصل ح التعليم إلى شيخ اللسععلم باللسععتانة، فصل فيه الوضاع المتردية للمدارس الدينيععة، وحععال الزهععر، وحذر امععن نشععاط المععدارس الجنبيععة اليسععوعية والعزاريععة

والامريكية، امع نوم المسلمين ، حيث قال:ولست أبالي أن يقال محمد أبل أم انتظمـت عليه المآتــم ولكنه ديـن أردت صلحـه أحـاذر أن تقضي عليه العمائم وللناس آمال يرجـون نيلها إذا مت ماتت واضمحلت عزائم

لكنععه بععالغ فععي إهانععة علمععاء الزهععر، وامؤلسسععته، فكععا ن . وهو بمنهجه هذا2يسميه«الصطبل، والمارلستا ن، والمخروب«

في الهجععوم والزاراء بالمعاهععد اللسععلاميية امكععن للمغرضععين . 31غزال : - دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى1

.27 - راجع الفكر الإسلامي لغازي توبة : 2

106تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ للعبث بنظام التعليم في الزهر، وإفرغه امععن امحتععواه، وعزلععه عن اميععدا ن الفعععل والتععأثير فععي الفكععر والسيالسععة بععالمجتمع

المصري . * انماث نشاطه السيالسي في خدامة النجليز، فولععوه امنصععب الفتاء ، وكا ن امخلصا في النصععح لهععم، شععديد الععود لصععديقه «كروامر« الذي قال: «إ ن أهمية الشيخ امحمد عبده السيالسية ترجع إلى أنه يقوم بتقريب الهوة التي تفصل بين الغرب وبين المسلمين، وأنه هو وتلاميذ امدرلسته خليقععو ن بععأ ن يقععدم لهعم كل اما يمكن امن العو ن والتشععجيع، فهععم الحلفععاء الطععبيعيو ن

.1للمصلح الروبي« * دعا إلى عقلنة الفكععر اللسععلامي وتحريععره امععن التقليععد، ولسار يفسر نصو ص القرآ ن وفق امحععدثات المدنيععة الغربيععة، فيفسععر الطيععر البابيععل بأنهععا جراثيععم الجععذري، أو الحصععبة يحملها نوع امن الذباب والبعوض، والنفاثات فععي العقععد بععأنهم

.2النماامو ن المقطعو ن لواصر اللفة * كما حملته فتنة الحداثة والتجديعد المتحلعل امععن قيعود الشرع في الفقه اللسلامي علععى الوقععوع فععي الشععذوذ وتمييععع الفتاوى والحكام، فأفتى : بجععواز أخععذ الفععوائد البنكيععة علععى الاموال المودعة في صععندوق التععوفير، ودعععا إلععى امنععع تعععدد الزوجات، للستحالة العدل بين النساء في هذا العصععر، إل فيمععا

3يستثنيه القاضي

* افتتن بسلطا ن العقل وجعله حاكما على النص على لسععنة المعتزلة، وكا ن على صلة وثيقة بالمستشرقين، وأراد أ ن يثبت

. 1/922 - تاريخ الأستاذ الإمام ، محمد رشيد رضا : 1 . 5/529 - الأعمال الكاملة لمحمد عبده، محمد عمارة : 2 .95 - 90 ، 3/84 - تاريخ الأستاذ الإمام ، محمد رشيد رضا : 3

107تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ لهم أ ن أصول اللسلم لتتعارض امععع المنطععق والعقععل، فععأنكر المعجزات، وزعم أ ن اليما ن بال ليؤخذ امععن النبيععاء والكتععب المنزلة، وإنما امن حكععم العقععل ، حيععث يقععول : «وقععد اتفععق المسلمو ن إل قليل امنهم اممن ليعتد برأيععه، علععى أ ن العتقععاد بال امقدم على العتقاد بالنبوءات ..فل يصح أ ن يؤخذ اليمععا ن

. 1بال امن كلم الرلسل، ول امن الكتب المنزلة« * كما دعا إلى التقريب بين الديا ن، وهذه نزعة ورثها امن الفكر الصوفي الشراقي الذي يرى عبادة العع فععي كععل لسععبيل وامنهج، كما فعل امحي الدين بن عربي امن قبله، فأنشأ جمعيععة لسيالسية لسرية للتقريععب بيععن اللسععلم والمسععيحية واليهوديععة، وذلك في بيروت بعد توقف العروة الوثقى، واشترك امعه فععي تألسيسها اميرزا باقر، وعار،ف أبو تراب، والقععس إلسععحاق تيلععر،

. 2وبعض النجليز واليهود، وكا ن الامام صاحب الرأي فيها آثارمميد عبيده السيئة على الفكر واليدي

كا ن امحمععد عبععده صععديقا امخلصععا للنصععارى والنجليععز امشاركا للاميرة نازلي فاضل في صالونها المختلط، وهو الذي غذى بأفكاره المنحرفة حركة تحريععر المععرأة ورعععى قالسععم أامين في أعماله التي جرت على تاريخ الفكر اللسلامي في عصر

.وقععد تتبععع فضععائحه امععع امخععازيالنهضععة ويلت وامخزيععات م فععي «الرائيععة1932الفغععاني تقععي الععدين النبهععاني ت

الصغرى« ضمن ديوانه «العقود اللؤلؤية في المدائح النبوية«. فحكى عنه تركه الصلوات، وشرب الخمر، وامخالطة النساء،

: «حينما كا ن فععي بيععروت امنفيععا كععا ن كععثيرقال النبهاني

.55 - 54 - الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية : 1 .1/819 - تاريخ الأستاذ الإمام ، محمد رشيد رضا : 2

108تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ المخالطععة للنصععارى، والزيععارة لهععم فععي بيععوتهم، والختلط بنسائهم دو ن تستر..فضل عن ألسفاره المشهورة إلى بلد أروبا واختلطه بنساء الفرنج وارتكابه المنكرات امععن شععرب الخمععر وترك الصلوات، ولم يدع هععو الصععل ح ول أحععد تععوهمه فيععه، فكيف يكو ن قدوة وإامااما في دين اللسلم، نعم هو إامام للفسععاقاراق امثله، ولذلك تراهم علععى شععاكلته، لحععج ولصععلة والم

. وقال عنه:1ولصيام ول غيرها امن شعائر اللسلم«إليها على ما فيه من خفة جسرا تولع بالدنيا وصـير دينه

وأيد أعداء البلد بسعيه وأوهم أهل الجهل أن بهم خيرا يحسن بين الناس قبح فعالهم ومهما أساؤوا راح يلتمس العذرا

يعاشر نسوان النصارى وليرى بذلك من بأس وإن كشف السترا ويشربها حمراء إن شاء أو صفراويأكل معهم كل ما يأكلونه إذا هي بالسماء خالفت الخمراويفتي بحل المسكرات جميعها لئل يقولوا إنه ارتكب الوزراويأكل مخنوقا ويفتي بحلـه 2به بعض أهل العلم قد ألحق الكفراوتحليلـه لبس البرانيط والربا

وقد بين شيخ اللسلم امصطفى صععبري خلصععة حععال هععذا المصلح المزعوم حيث قال : « أاما النهضة الصلحية المنسوبة إلى الشيخ امحمد عبده، فخلصتها أنه زعزع الزهر عن جموده على الدين، فقرب الزهريين إلى اللدينيين خطوات، ولم يقرب اللدينيين إلى الدين خطوة، وهو الععذي أدخععل المالسععونية فععي الزهر بوالسطة شيخه جمال الدين الفغاني، كما شععجع قالسععم أامين على ترويج السفور في امصر..وبفضل ذلك حععاز امكانععة

.3عظيمة عند المتفرنجين طبعا، وعند المنهزامين تبعا« .370 - العقود اللؤلؤية في المدائح النبوية ، للنبهاني : 1 .370 - العقود اللؤلؤية للنبهاني : 2 .1/133 - موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين : 3

109تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ : «فلعل الشيخ امحمد عبده وصديقه أو شيخه جمالثم قال

الدين أرادا أ ن يلعبا فععي اللسععلم دور لععوثر وكلفععن زعيمععي البروتستانت في المسيحية، فلم يتسن لهما الامر لتألسيس ديععن حديث للمسلمين، وإنما اقتصر لسعععيهما علععى امسععاعدة اللحععاد

.1المقنع بالنهوض والتجديد « آثار اليدرلسة اللصلحية اليديثة

فرخت امدرلسة الفغاني وامحمد عبده تلامذة انتحلوا صناعة الفكر، وجاروا تيععار العقلنععة والتنععوير والعصععرنة، واقتحمععو اميدا ن التجديد والتنظيععر للفكععر اللسععلامي، فععي شععكل أفععراد وامؤلسسات تدعى اليوم ألسلمة الفكر والمعرفة، لعادة بناء العقل

المسلم، وتشييد حضارة الامة امن جديد . وامععن تلاميععذ هععذه المدرلسععة زعمععاء التنععوير والعقلنيععة المعاصرين : كتوفيق الحكيم، وقالسم أامين تلميذ امحمد عبده، وأبورية، وامحمد فريد وجدي، وجمععال البنععا، وغيرهععم .اممععن فتنوا ببريق الحداثة ، ودعاة التنوير امن امفكري عصر النهضة، الذين دندنوا طويل حول ضرورة التحرر وكسر طوق التقيععد بفقه السلف، قصد تطوير الحكام، كتوفيق الحكيم الععذي دعععا إلى الستبدال الحدود الشععرعية بعقوبععات امعنويععة، وقععال : «إ ن

،2 »الحدود بغاياتها لبأعيانهاظاهرة الرأة على النصوص

فقععد عععر،ف هععؤلء المعتزلعة الجعدد بجععرأة عجيبععة علعى النصو ص، لسموها اجتهادا في الفكر اللسلامي، فمنهم امععن يريععد إعادة النظر في البخاري، وكشط امايخععالف عقععولهم السععمجة

.1/144 - موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين : 1 ـ العقلانيون أفراخ المعتزلة العصريين، علي حسن الأثري : 2

110تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ امن أحاديثه. وغلب عليهم امعاداة السنة، والتستر بمجععن ظععاهر

القرآ ن امع أنهم امن أجهل الناس بدلئله . وتجد امن المنتسبين إلى هذه النحلععة امععن يععرى الوقععو،ف عند النصو ص وثنية جديدة، كفهمي هويدي الذي كتب امقععال بعنوا ن :«وثنيو ن هم عبدة النصععو ص« زعععم فيععه أ ن الوثنيععة المعاصرة هي عبادة القوالب والنصو ص، حيث يقول : «امحاولة تعطيل العقول أامام النصو ص وثنية جديدة، ذلععك أ ن الوثنيععة ليست فقط عبادة الصنام ، فهذه صيغة الزامن القععديم ، ولكععن وثنية هذا الزاما ن صارت تتمثل في عبادة القوالب والراموز وفي

. 1عبادة النصو ص والطقوس « وامن شقاشقهم الحديثة في امجال التمد ن وامجاراة المواثيق العصر في الحريات العاامة دعععوتهم إلععى السععتبدال حععد الععردة بعقوبة أخرى اموافقة لمبادئ حقوق النسا ن، بدعوى أ ن الفقهاء لم يجمعوا على حد القتل للمرتد ! وهععورأي الععترابي وجمععال البنا وغيرهما امن دعاة التحرر امن الفقه العتيق. وتراهععم فععي ذلك امثل الخوارج يستدلو ن بعموامات القرآ ن، ويتعسععفو ن فععي

رد الحاديث وأقوال الفقهاء بمجرد الهوى ولسخف الرأي. فيقرر جمال البنا في كتععابه حريععة الفكععر والعتقععاد فععي اللسلم أ ن اليما ن والكفر قضية شخصععية، لتهععم إل صععاحبها، وأنها ليست امن قضايا النظام العام، فل تدخل ول إكراه عليهععا

امن أي جهة، وأنه ليوجد حد دنيوي على الردة . ثم لساق آيات عاامة تدل على ضلل المرتدين ولدليععل فيهععا على عدم وجود حد، وقععال :«ونعلععم أ ن الفقهععاء والمفسععرين قالوا إ ن هذه اليات نسخت بآيععة السععيف، وهععذا لسععخف وقععول

.34 ، ص : 1978، كانون الثاني 235 - مجلة العربي : عدد 1

111تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ يرفضه امن لديه ذرة امن عقل، فإذا كانت قد نسخت فما فععائدة البقععاء عليهععا فععي المصععحف، وكيععف يتلوهععا النععاس وهععي امنسوخة ؟ إ ن قضية النسخ كلهععا قضععية ضععالة وامضععلة، وقععد أثبتنا ذلك في كتابنا الصل ن العظيما ن الكتاب والسععنة الععذي

. 1خصصنا فيه قرابة لسبعين صفحة لتفنيد دعوة النسخ« وكفى بهذا الكلم هزؤا وعبثا بعلوم اللسلم، التي يلحععظ أ ن هذا الصحفي المغبو ن ل يميز فيها قععبيل امععن دبيععر، وهععذا وأامثاله هم الفقهععاء المبجلععو ن، وامراجععع التنظيععر لععدىبعض المعاصرين أاما فقه السلف كععأبي حنيفععة وامالععك والشععافعي

وأحمد وابن تيمية والشاطبي فل يعرفو ن له طريقا . امؤلسسات تتصدى للتجديععد فععي الفكععروالعجيب أنك تجد

اللسلامي وألسلمة المعرفة، هي امصدر البلء في هععذه المهععازل، وامقععالت امععن امثععل هععذا الفكععرترصد أاموال لنشر امؤلفععات

الناشز المفارق لمنهج السععلف، فتنشععر فكععر أفععراخ المعتزلععة والقرآنيين امععن دعععاة التحععرر امععن قيععود السععنة، والقععواميين والعلمانيين والحداثيين الععذين يخلطععو ن الععدين بأامشععاج امععن الفكععر الحععداثي، ويفلسععفو ن أحكععاامه حسععب أهععوائهم، وهععم

ليفقهو ن في الدين اماتفقه الصبيا ن في المكاتب . كل ذلك بالسم التفاعل امع امفكري العصر وتقريب الرؤى،

و ن فكععرنبععذوالقبول بحتمية الخل،ف وحرية الرأي، وتراهم ي بالسععم الرفععق ورعايععة،الرالسخين امن علماء الامة وأهل السنة

أداب الخل،ف، امغازلة للئك المبطلين، وحفظععا لعلقععات الععود السيالسي امعهم، وتأليفا لعقولهم، وأي نفع يكععو ن لللسععلم فععي

.22 : ص1998منشورة النبأ - انظر حرية الفكر والإعتقاد في الإسلام رؤية جديدة،1

112تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ امثل هذه العقول المريضة التي تريععد الععدخول فععي المشععروع

اللسلامي بعلتها وأهوائها ويكو ن لها فيه اموقع الصدارة !! . وامنهم كذلك طائفة امععن القرآنييععن فععي امصععر ولسععوريا وباكستا ن امن أفراخ المعتزلة الجدد ل يقيمو ن وزنععا للسععنة ، ويزعمو ن أنهم يصححو ن فهم الناس للسنة، وهم يرونها لسععيفا امسلطا علععى الرقععاب يمنععع المفكريععن الحععرار امععن التجديععد

والجتهاد . كمحمد شحرور امن لسععوريا ، المهنععدس المتخصععص فععي البناء بالخرلسانة والهندلسة المدنية، الذي لم ير ح رائحة العلععم بالشريعة، قضى حياته العلمية بين التحاد السوفياتي، وجاامعععة دبلن بإيرلندا الشمالية ، وحصل على اماجسععتير فععي اميكانيكععا التربة وهندلسة التألسيس البنائي، ثم تععراه يتجععرأ ويكتععب عععن التجديد المعاصر للدين كتاب "درالسات إلسلامية امعاصععرة فععي الدولة والمجتمع" ، وكتاب "الكتاب والقرآ ن قراءة امعاصععرة" يقول فيه «هذا الكتاب يبحععث فععي الععدين اللسععلامي بطريقععة

.1جديدة ل أظن أ ن أحدا لسار على نهجها« ويقول :«أصبحت السنة بمفهوامها التقليععدي الفقهععي هععي السيف المسلط على رأس كل فكععر حععر نيععر نقععدي، وأصععبح الظن عند المسلمين أ ن امحمدا صلى ال عليه ولسععلم حععل كععل

2امشاكل الناس امن وفاته إلى أ ن تقوم الساعة« . وقد لك فيه تخريفات امن كلم المفتونين بقلب المفاهيم على شاكلة شطحات ابن عربي الحاتمي، امععن ذلععك ادعععاؤه أ ن العورة : «ليس لها علقة بالحلل والحععرام ل امععن قريععب ول

569 ـ الكتاب والقرآن ، محمد شحرور : 2 م 1995ط : دار الأهالي للنشر ـ سوريا ،500 ـ الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ، محمد شحرور : 1

113تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ امن بعيد،.. ل ن العورة جاءت امن الحياء وهو رغبة النسا ن فععي إظهار شيء اما في جسده أو لسلوكه، وهذا الحياء نسبي وغيععر امطلق ويتبع العرا،ف، فالعورة امتغيرة حسب الزاما ن والمكععا ن«

1 . وامنهم كذلك أبو القالسم حاج حمععد فععي كتععابه امنهجيععة القرآ ن المعرفية، الذي ينكر فيه حد الرجم لنه لععم يععرد فععي القرآ ن، وأنه امن الصار والغلل التي كانت عنععد اليهععود فععي

التوراة ونسخها القرآ ن بآية جلد الزاني . امع أ ن أحاديث الرجم واردة في الصحيحين وكتععب السععنن، وثابتة امن فعل النبي صلى ال عليه ولسلم ، والخلفاء الراشدين امن بعده ، فكل ذلك لقيمة له عند أهل التشغيب علععى السععنن،

وامنكري النسخ في القرآ ن امن امخانيث الخوارج وقد حذر عمر رضي ال عنه امن هذا الصنف امن القرآنيين، واما لسيحدث امنهم امن إنكار أحكام ليست في كتاب العع ، فعععن ابن عباس رضي ال عنه قال: قال عمر بن الخطاب وهو جععالس: « إ ن ال قد بعث امحمدا صععلى العع ملسو هيلع هللا ىلصعلى امنبر رلسول ال عليه ولسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكا ن امما أنزل عليه آيععة ملسو هيلع هللا ىلصالرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجععم رلسععول ورجمنععا بعده فأخشى إ ن طال بالناس زاما ن أ ن يقول قائل اما نجد الرجم في كتاب ال فيضلوا بترك فريضة أنزلها ال وإ ن الرجم فععي كتاب ال حق على امن زنى إذا أحصن امن الرجععال والنسععاء إذا

2قاامت البينة أو كا ن الحبل أو العترا،ف «

.612 ـ 611 ـ الكتاب والقرآن ، محمد شحرور : 1 .3201 - أخرجه مسلم في كتاب الحدود، حديث رقم 2

114تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ فقععد أورد حعاج حمععد حعديث عائشعة :نزلععت آيعة الرجععم والرضاع فكانتا في صحيفة تحت لسريري فلما امات رلسول العع

1صلى ال عليه ولسلم تشاغلنا بموته، فدخل داجن فأكلها . ثم قال : امعلقا على الحديث: العذين وضعععوا هعذا المععروي خالفوا اميثاق ال في حفظ القرآ ن .. وخالفوا شععرعة الرحمععة والتخفيف التي كانت أهم علامة امن علامات النبي الامي الذي ينسخ شععرعة الصععر والغلل والعقوبععات الغليظععة، وعالميععة { إني رلسول ال إليكم جميعا} . . فكا ن الجلد امائة في لسععورة النور نالسخا للرجم في التوراة !!.. أاما القول بآيات امنسععوخة، لسواء كانت قد لسقطت امععن التلوة أو أكلهععا داجععن أورفعععت نهائيععا فهععذه امرويععات أخععرى، إذ ليععس فععي القععرآ ن نالسععخ

2وامنسوخ .

ولللسف أ ن امثل هذا الغثععاء، والتشععغيب علععى السععنة الععذي لسبقهم إليه الخوارج والمعتزلة امن قبل، ينشره اليععوم المعهععد العالمي للفكععر اللسععلامي، الععذي ألععف نشععر أفكععار الناشععزين وأصحاب الطبوليات امن تلاميذ عقلنيي عصععر النهضععة، بالسععم

الجتهاد والتجديد في الفكر اللسلامي وإلسلامية المعرفة !! . والقوم أامة لسخيفة امن لسبايا المدارس العقلنية المخذولععة ضيعوا أعمارهم في ترهات فلسفية وتغبيشات وخيالت يسمونها فكرا ، يشغبو ن به على الشريعة ويرو ن أنهععا إنتاجععات امعرفيععة لحل الزامة الفكرية والمنهجية للتغييععر الجتمععاعي، وتحقيععق الشهود الحضاري للامة !! واما شاكل ذلك امن التهويمات التي

. 1934 ـ وابن ماجة في السنن في كتاب النكــاح 1 ، ورواه مســلم فــي كتــاب الرضــاع بــاب2634 هنهـا أ ئشـة التحريم بخمس رضعات، ومالك في الموطأ ولم يذكر الرجم في كتــاب الرضــاع : عــن عا

لت لومــات«قا بخمـس مع نسـخن هم لومـات يحرمــن ثــ أنـزل مـن القــرآن عشــر رضــعات مع كـان فيمـا أ من القرآن هن فيما يقر هلم وه هل عليه وس هلى ا هل ص في رسول ا .«فتو

وما بعدها ، ط : المعهد العالمي للفكر الإسلامي .74 ـ منهجية القرآن المعرفية : 2

115تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ يهولو ن بها على المغفلين امن أبناء الحركة اللسععلامية، الععذين ترى امشارب فكرهم امن هذه المدرلسة الجاامعة لفكر المشاغبين على السنة والشريعة. قال الرافعي رحمه ال :«إنهععم يريععدو ن

).1أ ن يجددوا كل شيء، حتى الشمس والقمر« ( ولعلي بشوقي رحمه ال كععا ن يقصععد أامثععال هععؤلء حيععن

قال : ل تحذ حذو عصابة مفتونـة يرون كل قديم أمر منكـراولواستطاعوا في المجامع أنكروا من مات من آبائهم أوعمرا من كل ماض في القديم وهدمه وإذا تقـدم للبنايـة قصــرا

والعلم نزرا والبيان مثررثـرا وأتى الحضارة بالصناعة ررثةوطوى الليالي ركنه والعصرا يامعهدا أفنى القرون جداره

.2 إن الذي جعل العتيق مثابة جعل الكناني المبارك كورثرا

- تحت راية القرآن للرافعي : 12268 - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر : 2

116تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................- التيار العلمان اليداثي :2

وقد امثل هذا التيار نخبة امععن العلمععانيين الععذين يروامععو ن عصرنة اللسلم، وإخراج نسخة جديدة للقرآ ن والسنة ، تسععاير العصر، وتوافق أنماط المدنيععة الحديثععة، ولععم يكععن لهععم امععن غرض بالشريعة لسوى التعلق بها لحالتها عن وجهها وصععبغتها،

وتحريفها عن امواضعها، واللستعاضة عنها بقوانين الرض. وأكثرهم كانوا امن دعاة الفكر الحداثي ، امن لسبايا الفكععر القوامي والماركسي، واللبرالية المتحللة امن كل خلق وديععن ،

، وامصععطفى عبععد الععرزاق، وجميععل صععدقىلسلامة امولسععىامثل الزهاوي امن شعراء العراق، وهدى شعععراوي، وأامينععة السعععيد، ونوال السعداوي، وطه حسين، وفرج فععودة، وحاامععد نصععر أبععو زيععد، وحسععن حنفععي، وطيععب تيزينععي، وغيرهععم امععن الكتععاب العلمانيين، الذين حشروا أنفسهم في امضععايق التنظيععر للفكععر اللسلامي، والتجديد فيه، لما رأوا الكلم في الدين لسلعة رائجععة

اليوم في لسوق المعار،ف والفكار . وقد كععا ن للقععوم صععلة بتيععارات الفكععر الغربععي المعععادي

للسلم، وهم يمثلو ن اليععوم نععوابه وتلاميععذه المخلصععو ن فععيل البلد اللسلامية، بل امنهم امن هو أشد كفرا ونفاقا وعداء لامة

اللسلم وفكرها وحضارتها امن الغربيين.وخلصة دعوتهم :علي عبيد الرازق وعلمانية الكم :

عبععد الععرزاق، حيعث ادععى أ نعلععيكا ن رائد هذه الععدعوة اللسلم طقوس تعبدية امحضة، وأ ن النظام السيالسي دخيل علععى الدين، ول شأ ن له به، فعلى الفقهاء أ ن يسلموا القوس لباريهععا، ويستجدوا نظم السيالسة امن أربابها. يقول علي عبد الععرزاق:« الخلفة خطط دينية صرفة لشأ ن للدين بها..وليس لنا حاجععة

117تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ إليها في أامور ديننا ول دنيانععا ، ولععو شععئنا لقلنععا أكععبر امععن ذلك ، فإنما كععانت الخلفععة ولععم تععزل نكبععة علععى اللسععلم

.1والمسلمين، وينبوع شر وفساد « قالسم أمين و تري الرأة :

م هجمة شرلسة علععى قيععم الععدين19قاامت في نهاية القر ن والخلق، في امصر بدافع امن المحافععل المالسععونية، واللععوردات البريطععانيين، الععذين السععتمالوا طائفععة امععن خسععيفي الععدين المخذولين اممن وجدوا فيهععم القابليععة للرتمععاء فععي أحضععا ن

الغرب . وهععدى شعععراوي،وكا ن امنهم قالسم أامين، ولسعععد زغلععول،

اممععن تولجعواوأامينة السعيد، ودرية شفيق، ونوال السعععداوي، الصالونات النسائية المختلطة، ووقعوا فععي حبععائل المالسععونية، وانتموا إلى امنظماتها، فلم يكونوا أحععرارا فععي أفكععارهم كمععا يزعمو ن، بل كانوا عبيدا وذيول للمحافععل المالسععونية وخععدااما

امخلصين للصهاينة عن طريق النجليز والفرنسيين . وقععد قععرر هععؤلء أ ن التععدين باللسععلم ليعنععي التمسععك بالمظاهر والطقوس كحجاب المرأة المسلمة، والتعبد بشعائر الصلة والزكاة ، وإقاامة الحدود، بل هذه أشكال ورلسوم للزامن القععديم، ويمكععن أ ن نفهععم اللسععلم اليععوم بطرقنععا الخاصععة، ونتعبدكما نريععد، برهبانيععة العلععم والمعرفععة، والحريععة فععي

.امناحي الحياة «امرقععس فهمععي«وقد بدأت هذه الدعوة على يد النصراني

في كتابه «المرأة في الشرق« ، ثم «الكونت داكيععر« الععذي

.2/83حسين : - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، د.محمد محمد1

118تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ هاجم المصريين والمرأة المسععلمة فععي كتععابه، فقععام «قالسععم

هععععع وانتصعععب للععععرد عليعععه فعععي1908أاميععععن« ت كتابه«المصريو ن« الذي بين فيععه امحالسععن الشععريعة وفضععل

.1اللسلم على المرأة، وانتصر فيه للحجاب «نازلي فاضل« أول اامرأة بمصععر تمععردتوكانت الاميرة

على الحجاب، واتخذت لها «صالونا امختلطععا« كععانت تجتمععع فيه بعصابة السوء امن دعاة تحرير المرأة، وكا ن يحضر امعهععا «لسعد زغلول، وامحمد عبععده« واللععوردات النجليععز. وكععانت

امولعة بسهر الليالي الحمراء، وامدامنة على شرب الخمر. فلما صدر كتاب قالسم أامين، غضبت الاميرة وطلبععت امععن

امحمد عبده ولسعد زغلول الستمالة قالسم أامين وأ ن يعتععذر عمععا بدر امنه، فأصدر «قالسم أامين« بإيعاز امن امحمد عبععده كتععابه «تحرير المرأة« ، وقد شاركه امحمد عبده في تحرير فصوله الفقهية،تناول فيه تقاليد لبس الحجاب، وامشاركة المععرأة فععي الشؤو ن العاامة، وتقييد أحكام الطلق ،وامسألة تعدد الزوجععات.

فرضي بصنيعه المتفرنجو ن . «المرأة الجديدة« وكشف فيه عن غرضهثم أصدر كتابه

الحقيقي امن تحرير المرأة، ودعا إلى تحرير البنات امن لسععجن البيوت، ولسلطة الباء، واممارلسععة أنععواع الرياضععات، والختلط بالفتيا ن لتهذيب الخلق،و هاجم علماء الدين، وانتهععى إلععى أ ن الحجاب امن امخلفات تقاليدنا البالية .وقععال:«ولسععواء صععح أ ن النساء في أزاما ن خلفة بغداد والندلس كن يحضر ن امجععالس

.21 -1/19 - عودة الحجاب للشيخ إسماعيل المقدم 1

119تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ الرجال أولم يصععح، فقععد صععح أ ن الحجععاب هععو عععادة ليليععق

.1الستعمالها في عصرنا« وأشععاد بفتيععات الغععرب، وامععا أدركنععه امععن حريععة التنقععل والسياحة في الرض بعيدا عن عائلتهن شهورا وأعواامععا، حيععث

«:وكا ن امن تحررها أ ن يكو ن لها أصحاب غيععر أصععحابيقول الزوج..والرجل يرى أ ن زوجته لها أ ن تميل إلى امايوافق ذوقها وعقلها وإحسالسها، وأ ن تعيش بالطريقة التي تراهععا امستحسععنة

. 2في نظرها« «حق املكية الرجال للنساء« دعا إلى اطلقوانتقد اما لسماه

حرية النساء حتى لو أدى ذلك إلى« إلغاء نظام الزواج، حععتى تكو ن العلقععات بيععن الرجععل والمععرأة حععرة، لتخضععع لنظععام

. 3وليحدها قانو ن« واتهم الحضارة اللسععلامية بالقصععور، وذهععب إلععى أ ن علععة

:« هذا هو الداء الذيالمسلمين في إعجابهم بماضيهم حيث قال يلزم أ ن نبادر إلى علجه، وليس له دواء إل أننا نربععي أولدنععا على أ ن يتعرفوا شؤو ن المدنية الغربية ..إذا أتى ذلععك الحيععن انجلت الحقيقة أامام أعيننا لساطعة لسطوع الشمس وعرفنا قيمة التمد ن الغربي، وتيقنا أنه امن المستحيل أ ن يتم إصل ح اما فععي

.4أحوالنا إذا لم يكن امؤلسسا على العلوم العصرية الحديثة«

.183 - المرأة الجديدة، لقاسم أمين : 1 .68 - المرأة الجديدة : 2 .209 - المرأة الجديدة : 3 .183 ، تحرير المرأة لقاسم أمين : 1/290 - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: 4

120تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................أفراخ الركة النسائية ودعوة السفور

قاامت على إثر دعوة قالسم أاميععن حركععة نسععائية تزعمتهععا عصابة امن الناشززين والناشزات اللئي تربين تربية النجليععز والفرنسيين، وانسلخن امن كل خلععق وديععن يسولسععهن زعمععاء

:المالسونية، وأعداء اللسلم امن اليهود والنصارى وامنهم هـ1927لسعيد زغلول ت

زعيم لسيالسة تحرير المرأة الفعلي ، فهو الذي ناصععر قالسععم أامين، وكا ن له امجاهرة بالمنكرات ، وتحدى امشاعر المسلمين،

م امععن بععاريس أامععر1920فلما رجع امن امؤتمر الصععلح عععام زوجتععه «صععفية زغلععول« أ ن تنععزع الحجععاب أامععام جمععاهير المصريين، ثم تقدم في حشود الناس، إلى هدى شعععراوي الععتي كانت في الستقباله، ونزع الحجاب بيده الثمة عن وجهها، وهو يضحك فصفقت هدى شعراوي، وصفقت النساء لهععذا العتععداء على حرامات ال ، وامعن ذلعك اليعوم لسعفرت النسعاء السعتجابة

. 1للزعيم الوطنية المخذول ميدرلسة هيدى شعراوي

كانت هدى شعراوي امن تلميذات قالسم أامين في الدعوة إلى تحرير المرأة ولسار في ركابها عصبة امن المتغربات امن أفراخ الحركة النسائية، كأامينة السعيد التي تربت تربية الروبييععن

«التنيس« ، وتععرددت علععى هععدىفي امدارس البعثات، واملعب .2شعراوي، وتمردت امثلها على أحكام اللسلم

فكانت تصععف المععرأة المسععلمة «بأنهععا ثعلععب فععي ثيععاب النالسكين«، وأ ن الحجاب هو «تقليععد حرفععي لععزي الراهبععات«

.466 المرأة المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، محمد فؤاد البرازي : حجاب - 1 .498 - المرجع السابق : 2

121تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وكفن للبنات وهن على قيد الحياة، قععالت : «إ ن هععذه الثيععاب الممجوجة قشرة لسطحية لتكفي وحععدها لفتععح أبععواب الجنععة،

. وقد هلكت بمرض لسععرطا ن فععي فمهععا1أواكتساب رضا ال« م.1994عام

ثم تلتها لسهير القلماوي، تلميذة طه حسععين، ودريععة شععفيق العابثة المتحللة، ونععوال السعععداوي أشععهر داعيععات الحركععة النسائية في عصرنا الحاضر، وقد شبت امتحررة وشابت امتمردة على الدين والخلق، وامن أعظم إنجازاتهععا التحرريععة طلقهععا امن لستة أزواج، وهي لسعيدة بزوجها الخير الطيع لنه يقضععي وقته في المطبخ لعععداد الطعععام، وهععي امسععتريحة فععي غرفععة

. 2الجلوس «أنهععاوكانت تكتب في امجلععة الهععالي المصععرية وتزعععم

قرأت القرآ ن خمسا وعشرين لسنة واما وجدت فيه آية تدل على فرض الحجاب« ، كما أصدرة امجلة «نععو ن« وهععاجمت فيهععا الحكام اللسلامية، وألفت كتبا وامقالت امثل«أريععد أ ن أكععو ن اموامسا امثل أختي«، «تحرير المرأة اقتصاديا وجنسععيا«، «العع امات في النيل« وهو كتاب كفععر وزندقععة طبعتععه فععي «تععل

.3أبيب« م ،1945 »وظاهر هؤلء في العععراق «امعععرو،ف الرصععافي

شاعر التحرر امن قيود الدين والعععوائد والخلق ، الععذي يععرىتخلف الامة في حجاب المسلمات ويقول:

زدت افتكارا فيه زدت تعجباولقومنا في الشرق حال كلما

م ، ص :1982 يناير عام 22 - مجلة المصور المصرية ، بتاريخ 1 . 41 - المواجهة : د.نوال السعداوي في قفص الاتهام ص: 3 .51: م ، ص1995 هـ يونيو 1416 عدد محرم «مجلة الأسرة« - انظر 2 .75

122تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................وقضوا عليها بالحجاب تعصباتركوا النساء بحالة يررثى لهاوحجابها في الناس أن تتهذباشرف المليحة أن تكون أديبةأغنى فتـاة الحي أن تتنقبـاوالوجه إذا كان الحياء نقابه

.1 أدنى النساء من الرجال وقربا فالشرق ليس بناهض إل إذا م ودعوة اللاد1936جيل لصيدقي الزهاوي

وهو أحد الزنادقة امن شعراء النهضة الحديثعة ، امععن أصععل إيراني، كا ن أبوه امفتي العراق، وقد تعلم علوم الوائل، ودرس علوم الغربيين وولع بالفسفة فتزندق، ونظم الشعر بالفارلسععية

. ودرس الداب العربيععة بالجاامعععة الملكيععة زامععنوالعربيععة العثمانيين، وأصيب في شبابه بأامرض عصبية برحت به آلامهععا وشلت أصابع قدامه، قال عن نفسععه:«كنععت فععي صععباي أدعععى بالمجنو ن لحركععاتي غيععر المألوفععة، وفععي شععبابي بالطععائش لخفتي وإيغالي في اللهو، وفي كهولععتي بععالجريء لمقععاوامتي اللستبداد، وفي شيخوختي بالزنديق لمجاهرتي بععآرائي الحععرة

.2الفلسفية المخالفة لراء الجمهور« نشر امؤلفات في الفلسععفة وامقععالت فععي العلععوم الطبيعيععة، .ودواوين شعرية ، فكانت تطفح بالزندقععة، وترشععح باللحععاد

وقد خصص نصيبا امنها لمهاجمة الحجاب، واتهام القععدر بظلععم المرأة، والتشكيك في حكمة العع، فيععرى أ ن تخلععف المسععلمين

قابع تحت حجاب المرأة المسلمة ، حيث يقول : .3ض حجاب تشقى به المسلمات أخر المسلمين عن أمم الر

عن ترجمة حياتي، للزهاوي . ،46 - الزهاوي دراسات ونصوص، عبد الحميد الرشودي : 2 .348-2/347 - ديوان معروف الرصافي : 1 .112 - الزهاوي دراسات ونصوص، عبد الحميد الرشودي :3

123تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وعلى إثر ذلك قاامت امظاهرة كبيرة في بغععداد احتجاجععا على اما جاء في كلامه امن كفر صرا ح، وشاع لعنه على ألسنة .الناس، وعزل عن عمل في امدرلسة الحقوق، وكمععن فععي بيتععه وقد رد عليه لسعيد النقشبندي بكتاب«السيف البععارق فععي عنععقالمارق« . لكنه لم يرعو صار يحرض على السفور في قوله :

والسفري فالحياة تبغي انقلباامزقي يا ابنة العراق الحجاباعث فقد كا ن حارلسا كذاباامزقيعه واحرقعيه بل ريع

في المهاوي وأ ن فيه خرابعازعموا أ ن في السفور لسقوطا.1ليس يلقى امعرة وارتيابعا كذبوا فالسفور عنوا ن طهر

وحكم العلمععاء بإلحععاده علععى إثععر ذلععك، وأصععدر ديععوانه «نزغات الشيطا ن« ، فأفرغ فيه امافي جعبته امن امعاني الشك

واللحاد والزندقة . وامن ذلك قوله :وأقمت نفسك في مقام معلللما جهلت من الطبيعة أمرها

.2للمشكلت فكان أكبر مشكل أرثبت ربـا تبتغي حـل به «لسليلوآامن بنظرية النشوء والرتقاء، ونظم فيها قصيدته

القرد« وقال:بشـرا فارتقى قليل قليلولد القرد قبل مليون عـام هجر الغاب نجله والقبيلأي شيء ألم بالقـرد حـتى

ر على أربع زمنا طويـلوعلى رجليه مشى بعد أن سا ياله من تطور حـول القـر د لنسان يحسن التخييل

:«أحععب ديانععة التجععرد امععن قيععود الديععا ن،وكععا ن يقععول والمنتظر أ ن يرقى البشر إلى درجعة أ ن ليحتععاج إلععى إصععل ح

.1/290 - موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين، للشيخ مصطفى صبري : 1 .1/290 - المرجع السابق : 2

124تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ ديني، واما ال إل اما يتصوره البشر أقوى امن كععل قععوي،وهععذا

.3عرشه في أدامغة المؤامنين« فهذا نتاج تيار لسبايا العلمانية وبقايععا القراامطععة والباطنيععة وإخوا ن الصفا، رحم ليلد إل فععاجرا كفععارا، وقععد صععار لهععذا وأامثاله أتباع ونسخ امن أقزام الفكر العلماني الملحععد، كفععرج

فودة

.1/291 - المرجع السابق : 3

125تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ العقلنية وتيارالتغريباليدرلسة- 3

ويسمى أصحابه عاة التنوير وهو «عنوا ن على نسق فكععري يمثل حركة فلسفية في القععر ن الثععاامن عشععر، تعتععد بالعقععل، واللستقلل بالرأي، وتقوم علععى فكععرة التقععدم والتحععرر امععن

.1السلطة والتقاليد« وقد نحت هذا المنحى عصابة امن المغفلين المفتععونين بكععل شاذ وغريب اممن هم في عداد المسلمين، اممن رأوا أ ن التجديععد هو الجهاز على القديم، واقصاء العتيق امن حياة الامة، بما فععي ذلك أحكام الدين، وإحلل النظريات الفلسفية المعاصرة، وآراء

شواذ المفكرين امن هنا وهناك امحلها. وهم صنف امن المنتسبين إلى الفكر اللسلامي، واقعو ن تحت تأثير تيار الحداثة بالسم التجديد، امن زعماء المدرلسة العقلنية المعاصرة ، الراامية إلى تطوير الفقه والفكر تحت طائلة نزعة عقلنيععة جاامحععة لتلقععي للنصععو ص بععال، ول تفقععه للعلععل والمقاصد امآل، أامام اما تراه امصلحة للعصر، واملءامة للواقععع ، بفقه امحر،ف عن امواضعه، امعع رفعهععا شععار الفكععر المصععلحي

والنظر المقاصدي . وقد جاروا دعاة التسيب في هذا البععاب، فكععا ن امععا يفسععدو ن بالسم التجديد أكثر امما يصلحو ن، بانتحععال الشععواذ والنععوادر، والراء المتهافتة المنحلة العقال، التي أقنعهم أبالسة العلمانيين المغرضين، عن طريق البعثات الثقافية إلععى فرنسععا وإنجلععترا، وامن خلل إشراكهم في الصالونات الدبية المصرية، وكذلكالمحافل المالسونية، وكا ن امن أشهر المخدوعين بهذه الحركة

.6 - فكر التنوير بين العلمانيين والإسلاميين، لمحمد عمارة : 1

126تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................م :1873 هـ 1290* رفاعة الطهطاوي

واعظ امصري تخرج امن الزهر، بعد أ ن حصل فيه طععرائف امن العلوم اللسلامية، على طريقة المتو ن والحواشي، ولم تكععن له حصانة علمية امن الفكر والعقيععدة اللسععلامية، وحصععل بعععد ذلك أ ن أرلسله امحمد علي باشا واعظا امع البعثة الفرنسية التي

م . 1826أرلسلها إلى فرنسا عام فافتتن بمدنية الفرنسيين، وتأثر بأفكار الثععورة الفرنسععية، ونمط الحياة الغربية فتزعم الععدعوة إلععى الوطنيععة والحريععة والمساواة، والسير لسيرة الغربيين، ولم يزل يعتذر فععي كتبععه لسععيئاتهم ويصععورها للنععا علععى أنهععا امععن امحالسععن الطبععائع

والعادات . وقد ألف في ذلك ثلثة كتب كععانت بععذور الععدعوة إلععى النسلخ امن العوائد اللسلامية والرتماء في أحضععا ن الحضععارة الغربية وهي«تخليص البريععز فععي تلخيععص بععاريز ، امناهععج اللباب المصرية في امباهععج الداب العصععرية، المرشععد الاميععن للبنات والبنين«، أعجب فيها بحضارة الغرب ودعععا إلععى اتبععاع

عوائدهم . ففي كتابه تخليص البريز في تلخيص باريز : وصف فيه اماشاهده امن أحوال المدنية الغربية وأنماط العوائد الفرنسععية، وأشاد فيه بتلك المدنية، وقد عرضه علععى ألسععتاذه «جوامععار«

الفرنسي قبل أ ن ينشره فالستحسنه . وفيععه يشععيد بالقععانو ن الفرنسععي، وتقديسععهم للحريععة، وأ ن«لسائر الفرنساوية امستوو ن قععدام الشععريعة«، قععال «وامععا يسمونه الحرية وامايرغبو ن فيه هو عين اما يطلق عليععه عنععدنا

127تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ . كمععا أعجععب بحريععة النشععر والصععحافة1العدل والنصععا،ف«

عندهم، قال:«خصوصا الورقات اليوامية المسععمات بالجورنععالت.2والكازيطات

كمععا افتتععن بحيععاتهم الجتماعيععة واختلط الجنسععين، وترفههم في المنتزهععات والمراقععص، ورأى ذلعك اممعا يهععذب الخلق، ويلطف الطبائع، على خل،ف امععا هععو لسععائر فععي البلد اللسلامية، فرأى أ ن الرقص عندهم فن ورياضة لخفة الجسععام ورشاقتها، حيث يقول :« إ ن الرقص عنععدهم فععن امععن الفنععو ن ..فهو نظير المصارعة في اموازنة العضععاء..ويتعلععق بععالرقص في فرنسا كل الناس، نععوع امععن العياقععة والشععلبنة ل الفسععق، فلذلك كا ن دائمععا غيععر خععارج عععن قععوانين الحيععاء، بخل،ف الرقص في أرض امصععر، فععإنه امععن خصوصععيات النسععاء ، لنععه لتهييج الشهوات، أاما في باريس فإنه ن ط امخصو ص ليشم امنععه

. 3رائحة العهر أبدا « كما يرى الطهطاوي أ ن الحياة النيابية عندهم واما انتحلوه امن الدامقراطية اللبرالية في تسيير النظام السيالسي في بلدهم شبيه بنظام الشورى عندنا . ولم يزل يقار ن بين أنماط المدنية الغربيععة وأحكععام الشععريعة اللسععلامية، ويستحسععن عععوائدهم ونظمهم ، وهو غافل عن ألسرارها الدفينة، وأغراضها المالسونية المتصهينة، ونشرها في البلد اللسععلامية لمععا عععاد إلععى امصععر، فكانت بذور شر ونبتة لسوء في بلد اللسلم الستغلها الحداثيو ن والعلمانيو ن وركبوا صهوتها للدعوة إلى النسلخ امععن تبعععات

الحكام الشرعية واتباع نحل اليهود والنصارى. .148 - تخليص الإبريز في تلخيص باريز، لرفاعة الطهطاوي : 1 .150 - المصدر السابق : 2 .168 - تخليص الإبريز في تلخيص باريز، لرفاعة الطهطاوي : 3

128تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................* طه حسين وتيارالتغريب ف اللغة والداب :

وهو اامتداد لنحلة دعععاة التنععوير والحداثععة، اممععن هععاجموا قوالب العربية ورااموا امحو امعالم الدب العربي الصععيل الععذي امثل جزءا امن أصالة الامة وهويتها، وكا ن طه حسين وشععيعته بمصر ثم أدباء المهجر في أامريكا امن رواد هذه المدرلسة الععتي

راامت زعزعة ثقة المسلمين بالقرآ ن والعربية . م بقريععة «امفاغععة« بمصععر،1889 ولد طه حسععين عععام

وتعلم القرآ ن في كتابها ثم انتقل إلى الزهر، امععع أخيععه عععام م ، وفصل امن الزهر بسععبب آرائه المتطرفععة، فانتسععب1902

إلى الجاامعة المصرية الحديثة، ودرس الفرنسية بمعهععد ليلععي، م1914وحصل على أول دكتوراه امن الجاامعة المصرية عععام

عن «ذكرىأبي العلء« ، ثععم أوفععدته الجاامعععة إلععى بععاريس، وهناك تتلمذ على «إاميل دوركايم« ونال الدكتوراه في«علم الجتماع عند ابن خلدو ن«. ثم رجع إلى امصععر يسععبح بحمععد الحضععارة الغربيععة ويقععدس لهععا، ودرس تاريخهععا بالجاامعععة

.1المصرية ولم يزل وهو ببععاريس يرتععاد النععوادي الدبيععة والفكريععة، والتقى بعدد امن امفكري فرنسععا وامؤرخيهععا، امثععل«لتسععو ن،و

صععر بعينيهععا الحضععارةليفي برول« ، ولقي«لسوزا ن« الععتي أبالغربية ، وشغف بحضارة وعلوم الرواما ن واليونا ن.

م، وألقععى امحاضععراته1924تولى عمادة كلية الداب عععام «في الشعر الجاهلي« وأصدر كتععابه فععي ذلععك امهععدى إلععى رئيس الوزراء ليحتمي بسلطانه، فلم يفلح، وانتقععل إلععى وزارة المعار،ف، ولم يزل يهاجم الملة، ويكتب في اتجاه تغريب الفكر

.83 - الفكر الإسلامي المعاصر، لغازي توبة : 1

129تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ اللسلامي إلى أ ن امنح رتبة «عميد الدب العربي« ، وهلك عام

م .1975لصنيعه ف تغريب الفكر اللسلمي

هاجم طه حسين في كتابه«فععي الشعععر الجععاهلي« لغععة* القرآ ن، وشكك في حقائقه التاريخية، كهجرة إبراهيععم عليععه السلم، فهاج الشعب المصري، وانععبرى المفكععرو ن للععرد عليععه، وكا ن في امقدامتهم امصطفى صادق الرافعي، في كتابه «تحععت راية القرآ ن«وشاع لعنه على ألسنة الناس، وقععدم للمحاكمععة،

فصدر الحكم بإعدام الكتاب، وطرد طه حسين امن الجاامعة . كتب روايات عدة وامصنفات تاريخية شععوه فيهععا التاريععخ*

اللسلامي، امثل «على هععاامش السععيرة«، ولك فيهععا تخريفععات ملسو هيلع هللا ىلصالخباريين حول زواج النبي امن زينب بنت جحش، في قصة غراامية تزري بمقام النبوة تحت عنععوا ن «شععوق الحععبيب إلععى الحبيب«، كما اتهم ابن عباس في كتابه«علععي وبنععوه« بععأنه لسرق أاموال الكوفة، وفر بها إلى امكة وحماه أخععواله امععن بنععي

هلل، فتزوج أربع نسوة امولدات . وافتتن بالحضارة الغربية فألف كتابه«امستقبل الثقافععة*

في امصر« فدعا فيه المسععلمين أ ن يتخععذوا أروبععا قبلععة لهععم، ويسيروا لسيرة الغربيين، إذا أرادوا الخروج امن التخلععف حيععث يقول :«إ ن السبيل واضحة امستقيمة ليس فيها عوج ول التواء، وهي واحدة فذة ليس لها تعدد، وهي أ ن نسير لسيرة الروبييععن ونسلك طريقهم، لنكو ن لهم أندادا، ولنكو ن لهععم شععركاء فععي الحضارة، خيرها وشرها، حلوهععا وامرهععا، امععايحب امنهععا وامععا

.1يكره، اما يحمد امنه واما يعاب« !! م .1938 . طبعة القاهرة عام 1/45 - مستقبل الثقافة في مصر، لطه حسين : 1

130تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ «المفكر اللسععلامي« كيععفوإني لعجب امن امحمد عمارة

يتمحل أ ن يحشر طه حسين، ولسعد زغلول، وعلي عبد الععرزاق، ضمن المفكرين اللسلاميين، وينعى على امن أدخلوهم في دعععاة

.1التنوير العلمانيين كما هاجم ألساليب العربية والدب الصيل، ضمن حملععة*

فنعى طه حسععين علععىالعلمانيين والكماليين على الغة العربية، شوقي جموده على النمط القديم في الشعر ، وعدم أخذه بالدب الفرنسي وفلسفته ، وهذا لم يقع في أامة حتى يطلب امن شوقي في العرب المسلمين ، فمتى انتحل شاعر فرنسي فلسععفة شعععر انجليزي امن فكر شبلنج أو برناردشو ، وإنمععا هععو ذل التبعيععة وعمى التقليد الذي أصيب به هؤلء القعوم امعن دععاة التجديععد

والحداثة . تبعه على ذلك أدباء المهجر فقام جبرا ن خليل جعبرا نو*

يدعو الى الثورة على قوالب وقواعد العربية في امقال له تحععت عنوا ن "لكم لغتكم ولي لغتي" امما قال فيه :«لكععم امنهععا جتععت امحنطة باردة جاامدة... ولي امنها أجساد لقيمة بذاتها بل كععل قيمتها بالرو ح التي تحل فيها... لكم امنها امما قال لسبوية وأبععد اللسوء واني عقيل وامن جاء قبلهم وبعدهم امععن المضععجر يععن المسلمين ، ولي امنها اماتقوله الم لطفلها . والمحب لرفيقتععه ، والمتعبد لسكينة ليله"...لكم أ ن تحتفظوا بما يبتر امن أعضائها المحتلة ، وأ ن تحتفظوا به في امتاحف عقولكم ولععي أ ن أحععرق بالنار كل عضو اميععت ، وكععل امفصععل امشععلول - لكععم لغتكععم عجوزا امقعدة ، ولي لغتي غارقة في بحر امن أحلم شععبابها إ ن

.43 - 35 - راجع فكر التنوير بين العلمانيين والإسلاميين، لمحمد عمارة : 1

131تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ خشب النعوش ليزهر وليثمر. أقول لكم إنما تحسععبونه بيانععا

.1ليس بأكثر امن عقم امزركش ولسخافة امكلسة« فتبعه على ذلعك خلعق امعن المفتعونين بالخيعال الخصعيب والدب الروامانسي البعيد عن واقع الحععال كمخائيععل نعيمععة ،

اماضي فظهرت عندهم امجموعة امععن عبععارات الخيععالأبيوإليا السخيف التي يقذ،ف القارئ في بحر امن الوهام لحععد لععه فععي تشبيهات اممجوجة: كقولهم الموت البنفسععجي، وضععوء القمععر الطري ، والصخرة المدامدة. والزهرة الفيلسوفة ، أوزهرة فععي إكليل ال، واضطرب الشيطا ن في نسيج عنكبوته، ووعظت على هيكل نعشععي، وخطبععت علععى جمععاهير قلععبي وأوقععدت شععموع

جوانحي. * وقد هعاجم الديعب «لسعاامي الكيععالي« المنحعى الخيعالي لهؤلء في امقال وصف فيه أدباء المهجر «بأنهم يصفعو ن لغععة العرب التي يريععدونها بل قواعععد وأ ن يكونععوا أحععرارا فععي أ ن ينحتوا لها امن املكععاتهم قواعععد امتحركععة، وأكععثرهم يععأتو ن

، لنهععا2بغواامض تشبيهات وامجازات ليفهمهععا جععن ولإنععس« أشبه بهذيا ن امحموم، أوخلط امجنو ن. امن أغصا ن امائسععة تحععت

ورق الزيزفو ن الباكي . * وقد شغف فريق امنهم بالكتابة في الدب الغربي وأطععواره شغفا املك عليهم حياتهم ، ترى لهم في كل يععوم حععديثا عععن الدرااما، والروامانتيزم ، والمذهب الواقعي، امتعلقيععن فعي ذلعك بأفكععار يرناردشععو ، وأولسععكاروايلد ، وترجنيععف ، ودولسععتو

عــن بلاغــة العــرب فــي القــرن العشــرين :275 - الاتجاهات الوطنية فــي الأدب العربــي الحــديث ، 151.«الأدب التافه يطغى على الأدب الرفيع« - انظر مقالا لمحمد عبد ا عنان 2

.1932 فبراير 1350/26 شوال 24في ملحق السياسة الأدبى عدد

132تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وغيرهم . حتى أصبح ذلك امرض العصر ، وصار العلععم بععآدب الغربيين آية التبحعر فعي الثقافعة ، وأصععبح اللستشععهاد بقعول أحدهم هو الحجة المسكتة التي ينقطع بععه جععدل المختصععمين .وهم أكثرالناس جهل بلغة العرب وآدابها ، أعماهم بريق هععذا

التيار الناشز عن أصول الامة فكرها وحضارتها.– تيار الشيخة وأدعياء العصمة 5

وهم صنف امن أهععل الهععواء اممععن لبسععوا امسععو ح اللسععلم، وتنكروا لمآثر السلف، وانتحلوا امناهج القطبية والتشرع بآراء الرجععال، واتبععاع الفكععر الواحععد فععي التعاامععل امععع المرجعيععة اللسلامية ونصو ص الوحي، وادعاء انحسار الجتهععاد والتجديععد في المشايخ العارفين أصحاب الذواق، والئمة المعصوامين أهععل

البواطن واللسرار . وقد جنح إلى هذا في عصرنا امتفلسععفة الشععيعة والصععوفية، كطه عبد الرحمن عنععدنا فععي المغععرب، الععذي جمععع أخلطععا وأامشاجا امن تلبيسات المناطقة والفللسفة، وامزجهععا بشععطحات الصوفية وقدامها امنهجا لقراءة التراث، فأتى بألغاز وأحاجي امن بقايا فكر أهل اللسرار والتلبيس على العوام، ليفهمهععا إل هععو

وأامثاله . وقرر هؤلء أ ن فهم الوحي، وقععراءة الععتراث ليكععو ن بعقععل العالم المجرد، ول بنظععر المفكععر المسععدد بمجععرد النصععو ص، وإنما يحصل بالعقل المؤيد بأنوار وامعار،ف الشيخ والامام. وقد نبذ هؤلء تقليد السلف بدعوى أ ن القوم رجععال ونحععن رجععال. ثم رجعوا إلى تقليد شنيع لسخيف بإعدام العقل والتعلق بفهععوم الشيخ الجاهل، والامام المعصوم ، فليععرو ن امجععددا غيععره فععي اللسلم، ويضععيقو ن ذرعععا بتعععدد الفهععام ، وخل،ف المفكريععن

133تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ الحرار، وامن آفات هذا المنحى في التعاامل امع الفكر والععتراث

اللسلامي :اعتقاد العصمة ف آراء الرجال :

على لسنة {اماأريكم إل اماأرى، واماأهديكم إللسبيل الرشاد}، وامسلك تعين الحق في رأي واحد وامععذهب واحععد، وامايفضععي اليه امن فساد الفكر والعقيدة، وضيق النظر والفععق، واخععتزال امشععاكل المسععلمين فععي قضععايا امحععدودة بعينهععا، ليعععدوها الناظرو ن، والتحجير على العقول بخرافات وألساطير يدعى أنها

لسبيل التغيير والصل ح، فيما يتسع لجهود أامة امن العلماء. وقد صار إصل ح أحوال المسلمين عند هؤلء اليوم يخععتزل في فكر رجععل واحععد، يععرى نفسععه «حاامععل امشععروع الامععة«، وصاحب عصا امولسى في كل امعضلة، تتلقف اما يأفك الععروس والامريكا ن، وتواجه حضارة فراعنة الصين واليابا ن، واما تحدث للناس امن أقضية أو تنزل بهم نازلة إل عنده حلهععا، فععي شععتى قضايا الفكر والتربية والتعليم والقتصععاد والسيالسععة، والرجععل أعمش بين عميا ن، لم يخرج امععن أامععراض نفسععه، امععن العجععب والغرور، وحب الريالسة، امععع الجهععل وفسععاد العقيععدة، بلععه أ ن

يصلح غيره . اللستيدراك على هيدي النبوة بالبيدع :

إ ن امن شرط المجدد أصالة النتماء للدين ، وصععحة أصععول النظر ولزوم امنهاج السععنة ونصععرتها. وامعلععوم أ ن نحععل أهععل الهععواء إنمععا نشععأت امضععاهاة للسععنة، وانبعثععت لهععدامها، ل لنصرتها ، لعدم اكتفاء القوم بما جاء ععن العع ورلسعوله علعى هدي النبوة ، وقد تعلق هععؤلء بععدعاوى عريضععة امععن تجديععد الدين، وصيانة الفكر والعقيدة ، والحاصل أنه لععم يععرج امنهععم

134تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ خير في ذلك عبر التاريخ، ولم تكتحععل أعيععن المسععلمين امععن جهتهم بشيء إلسمه نصرة الدين والعقيدة، أو بعثععه وإحيعاء امععا اندرس امن امعالمه امن جديد، وإنما كععا ن رؤوس أهععل الهععواء

امعاول هدم لمعالمه، ونقض لمعاقله في بلد كثيرة. ولم يزالوا يدعو ن نقصا ن الشريعة، وقصععورها فععي جععوانب ملسو هيلع هللا ىلصلسكت عنها رلسععول العع ، ولععم تكتمععل إل علععى يععد الئمععة المعصوامين، وامشايخ الصععوفية المربييععن، الععذين لععولهم لمععا عر،ف الناس لسبيل الوصول إلى امعرفة ال ونصرة دين اللسلم،

وإخراج المسلمين امن امحن التخلف والذل والهوا ن . وتراهم في كتبهم يصرحو ن بأ ن المرء لو نظر في القرآ ن والسنة، وقرأ ألف كتاب، وصحب ألف عالم، لم يحصل له ذوق امعنى اللسلم، ولم يصلح له حال أو امآل حتى يصععحب الئمععة العارفين، والدلء على ال المعصوامين الذين يتلقععو ن علععوامهم

بل والسطة، وينقذو ن البلد، ويغيثو ن العباد.ضيق الفق ف فقه الل ف :

وذلك بالتحجير على الامة فيما اتسعت فيه أنظار العلماء، وتعددت فيه الراء، وادعاء تعين الحق في امععذهب واحععد ونفععي الخل،ف ، امما يضيق آفاق الجتهاد ، ويعيد المسليمن الى تقليععد

وجمود امن نوع جديد. فترى أصحاب هذه النحلة لسراعا الى القد ح فععي المخععالفين لهم امن العلماء، حبععا فععي إعععدام الخل،ف، وحمععل النععاس علععى العصبية للرجال، وإفرادهم بالتبععاع، فلتععرى أثععرا لبععداع أو تجديد يفيد الحركة العلمية والفكرية فععي الامععة، وإنمععا هععو شتم ولسباب ولعن للمخالفين، وركوب لمسالك امععن التحايععل، لتكثير لسواد التباع والمقلدين، وضروب امععن الفهععم المعععوج ،

135تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ امما شغل طائفة امن السطحيين في أتو ن هععذه الفتنععة ، وأوقععد

النار في كانو ن قد خمد امنذ زامن بعيد . وقد انتحل هذا المنحى فععي عصععرنا الحاضععر غلة الشععيعة والمتصععوفة الععذين اتخععذوا أربابععا فععي التشععريع والتلقععي، وامرجعيات في النظر والتفكير امباينة لمنهج القععرآ ن والسععنة ، وفارقوا جماعة المسلمين فععي الصععول والفععروع. وهععم أشععدبأبععاب التقيععة واللسععرار، الفرق بلء وخطرا على اللسلم لنهم والتلو ن بألوا ن الحقائق والذواق، وتغييععر الجلععود كالفععاعي، والغترار بهم حاصل في كل زاما ن وقل امن يدرك امكرهم امععن

الناس. - تيار الشيعة الغلة :1

وهم أدعياء السبق دائما عععبر التاريععخ إلععى تألسععيس علععوم اللسلم، وأ ن أئمتهم كانوا امن أوائل المجددين لمعععالم الععدين ورلسوامه، وحملة ألوية الجهاد في الامة، وحماة بيضتها ، امع أنه لم يعر،ف في تاريخ اللسلم أ ن الشععيعة قععااموا يوامععا فععي صععف

الامة للذب عن الملة أوخدامة الفكر والدين. بل كانوا دائما شوكة لسوء في الامة، أعملوا امعاول الهععدم والتخريب في تاريخها وتراثها، فقد اشععتهر بيععن الئمععة أنهععم كانوا أكذب الطوائف في اللسلم، اممن شوهوا السععنة واملععؤوا كتب التاريخ اللسلامي كذبا وزورا، ويكفي النععاظر أ ن يطلععع على تصانيفهم، كتاريخ اليعقوبي وامععروج الععذهب للمسعععودي ونهج البلغععة لبععن أبععي الحديععد، وبحععار النععوار للمجلسععي، والكافي للكليني، ليرى المكر الذي راامه الشععيعة بععتراث الامععة ويحصي أصععنا،ف الوضععاعين فععي الحععديث فععي كتععب الجععر ح

والتعديل ليعلم امقدار كذب الشيعة، واما دلسوه في هذه الملة.

136تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ أاما اما ظلوا يدعونه امن حماية بيضة اللسلم في حركععاتهم عبر التاريخ، فلم يعر،ف في التاريخ أ ن الشيعة وقفوا يواما ضد أعداء الامة، واما كا ن دورهم عععبر تاريععخ المسععلمين الطويععل زامن الحععروب الصععليبية وهجععوم التتععار والمغععول إل اممععالة العداء وامشايعتهم وكشف ألسرار المسععلمين لهععم ، والدللععة

على عوراتهم، وفتح الثغور أاماامهم. وهو عين اما حصل امع الفاطميين والقراامطة واللسععماعيلية ووزير السوء ابن العلقمععي الععذي رالسععل التتععار وكشععف لهععم عورات المسلمين ولسر ح الجند لضعا،ف شوكة الخلفة ، فكععا ن امع شععيعته الثلمععة الععتي فتحععت أبععواب البلء والخععراب علععى

هع . وكععذلك الفععاطميو ن الععذين نكلععوا656المسلمين عام بأهل السنة وعذبوا العلماء وأذاقوهم صنو،ف العذاب كما حكععى

.1القاضي عياض في المدارك أاما اما يدعو ن امن خدامة الفكر اللسععلامي، وحمايععة الععدين ، فععالقوم أبعععد امععايكونو ن عععن ذلععك ، قععال الععذهبي رحمععه ال :«والقوم امن أكذب الناس في النقليات، وأجهل الناس فععي العقليات، ولهذا كانوا عند العلماء أجهل الطععوائف، وقععد دخععل امنهععم علععى الععدين امععن الفسععاد امععا ليحصععيه إل رب العبععاد، والنصيرية واللسماعلية والباطنية امععن بععابهم دخلععوا، والكفععار والمرتدة بطريقهم وصلوا، فالستولوا على بلد اللسععلم، ولسعبوا

- وكان منهم ا بن الهذيل وأبو إسحاق بن البرذون ، قتلا وسحبا في أذناب الدواب لعــدم إفتائهمــا1 بإحاطة البنات بالميراث ، كما هو مذهب الروافض الإثني عشرية، من أجل أن تكــون فاطمــة رضــي

فقتلا ثــم ربطــت أجســامهما« ، قــال القاضــي عيــاض : ملسو هيلع هللا ىلصاــ عنهــا أحــاطت بميــراث رســول اــ انظــر ترتيــب«بالحبال وجرتهما البغال مكشوفين بالقيروان، وصلبا نحـو ثلاثـة أيـام، ثــم أنــزلا ودفنــا

.119/ 5المدارك في معرفة أعيان مذهب مالك : «قتل العبيديون الروافض خمسا وثمانين عالما من علماء القيروان لإنكارهم القول بالمهدوية« كما

.148/ 2أنظر الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي للحجوي الثعالبي :

137تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ الحريم، ولسفكوا الدم الحرام.. والرافضة قد شابهوا اليهود فععي

.1الخبث والهوى، وشابهوا النصارى في الغلو والجهل« وترى جماعات امن المغفلين اممن يحسبو ن أنفسهم يفقهععو ن السيالسة والواقع يهزؤو ن بحركات أهل السععنة المجاهععدة فععي بلد المسععلمين للسععيما فععي فلسععطين، ويضععربو ن الطبععول والمزاامير إشادة بشيعة زاماننا وأنهم جدار المناعععة فععي الامععة اليوم وحااملي راية الجهاد فيها، اغترارا بنخسات حزب العع فععي جنوب لبنا ن وضرباتهم المحتشمة، التي ل تنكأ عدوا ول تصععد عدوانا، وإنما توجه أنظار المسلمين إلى امعسكر القععوم وأنهععم لسادة المجاهدين، وتثير نقععم اليهععود علععى المسععلمين، وتكععو ن

ذريعة لهم للهجوم على قرى المدنيين ودكها بالطيرا ن . الضربة التي ل تقتل عدوك تقويه« وإل فمععا«إ ن وقد قيل:

دور شيعة إيرا ن اليوم في نصرة اللسلم والدفاع عععن حرامععات المسلمين ضد اليهود، وامجابهة النظام العالمي، امع أنهععا ترفععع شعار المعارضة للغرب، والذب عن حمى الملة، وهي ل تسعى إل

في تشييع أهل السنة، وهيمنة الفكر الشيعي في العالم . ولذلك فإ ن فكرة التقريب المزعوامة اليوم، والمجااملة على حساب الدين والعقيدة ليرجى امنها خير، إل أ ن يتشععيع السععنة أو يتسنن الشيعة، إذ لم يتغير في فكر القوم وعقيععدتهم اليععوم

شيء، بل شيعة اليوم كشيعة الامس. فهذا الخميني زعيععم الثععورة اليرانيععة يقععرر فععي كتععابه الحكوامة اللسلامية نفس الغثاء والغلو الباطني الذي كا ن عليه القمي والطبطبائي العلععوي والكلينععي صععاحب الكععافي، فيقععرر عصمة الئمة وينزل كلامهم امنزلععة نصععو ص التشععريع ، بععل

21 - المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال للذهبي : 1

138تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ يرفعهم فوق الملئكة والنبياء حيث يقول:«وامععن ضععروريات1امذهبنا أ ن لئمتنا امقااما ل يبلغه نبي امرلسل ول املك امقرب«

الكيليني قديما يقرر في كتابه الكافي نفععس الغثععاء، اممععاو لصلة له بدين اللسلم حيث يقول : «اما جععاء بععه علععي عليععه السلم أخد به واما نهى عنه انتهى عنه ، جرى لععه امععن الفضععل امثل اما جرى لمحمد صلى ال عليععه ولسععلم امععن الفضععل علععى جميع امن خلق العع عععز وجععل ، المتعقععب عليععه فععي أحكععاامه كالمتعقب على ال ورلسوله و الععرد عليععه فععي كععل صععغيرة وكبيرة على حد الشرك بال، كا ن أامير المععؤامنين بععاب العع الذي ل يؤتى إل امنه ، ولسبيله الذي امن لسععلك بغيععره هلععك ، وكذلك يجري لئمة الهعدى واحععدا بععد واحعد جعلهعم الع أركا ن الرض أ ن تميد بأهلها وحجته البالغععة علععى امععن فععوق الرض وامن تحت الثرى ، وكا ن أامير المععؤامنين صععلوات العع عليه كثيرا اما يقول : " أنا قسيم ال بين الجنععة والنععار وأنععا الفاروق الكبر وأنا صاحب العصا و المسععيم وقععد أقععرت لععي جميع الملئكة بمثل اما أقروا به لمحمد صلى ال عليععه ولسععلم ولقد حملت على امثل حمولته وهي حمولة الععرب ، وإ ن رلسععولكأكس، ويستنطق كيكس، وأدعى ف ال صلى ال عليه ولسلم يدعى ف وألستنطق على حد امنطقه ، ولقد أعطيت خصال اما لسبقني إليها أحد قبلي ، علمت المنايا والبليا والنساب وفصل الخطاب فلععم

.2يفتني اما لسبقني ولم يعزب عني اما غاب عن غيري« والقوم أبدا في ضللهم يعمهو ن، تراهم أينما حلوا وارتحلوا أثععاروا الفتععن والخلفععات بيععن المسععلمين، ولسعععوا فععي قمععع

56 - الحكومة الإسلامية للخميني : 1 ، طبعة : طهران .197 . 196/ 1 - أصول الكاف للكليني :2

139تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ المعارضين بحععد السععيف وامععا أحععداث باكسععتا ن وأفغانسععتا ن واغتيال راموز أهل السنة في أروبععا وغيرهععا امنععا ببعيععد. فمععا يشيد بهم وبأامثالهم إل غر جاهل بحقيقععة امععذهبهم أو امنععافق يتدثر بدثار الدين ليصطاد السذج امن أبنععاء اللسععلم لمععذاهب

هداامة على غير الملة . - تيار الركات الصوفية :2

لم يزل أقطاب الحركات الصوفية عبر التاريخ يدعو ن أنهم أرباب التربية والسلوك ، ودعاة تجديد الدين، وإحيععاء علععوامه، وأنهم لم يزالوا ألساتذة والفقهاء والمحدثو ن لهم تلامذة ، وأ ن كل امن أراد أ ن يتحقععق بالمعرفععة وجععب عليععه الععدخول فععي طريقهم، وأنه اما امن نفحة خير أونهضة فععي تاريععخ الامععة إل

1كانت بسببهم.

وقد تمحلوا لععذلك كععل كذبععة، وركبععوا لثبععاته كععل جهالة، وتولجوا كل لسبيل، فزعموا أ ن عمر بن عبد العزيز امععا امشى حاله ، واما صلح أامره ولسيالسته في الرعية إل لنععه كععا ن له شيخ امرب قاده في الطريق ، هو رجاء بن حيوة ، وأ ن صل ح الدين اليوبي لم ينصره ال إل لتعلقه بالصوفية وتتلمذه علععى أيديهم، وتوقيره لهم. وكذلك علماء الامة الكععابر كععالعز بن عبد السلم وابن دقيق العيد والسيوطي، لععم يفلحععوا ولععم ينتفعععوا بعلمهععم إل حيععن بععاعوا الفقععه بالتصععو،ف، وجععاءوا يتمرغو ن على عتبات أبواب الصوفية ليسلكوا بهم إلى العع، ل ن

. 2علمهم كا ن علم أوراق، وعلم القوم كا ن علم أذواق

- راجع الرسالة لعبد الكريم القشيري : والمطرب في مشاهير أولياء المغرب، لعبــد اــ التليـدي:1 وما بعدها12 وما بعدها .56 لعبد السلام ياسين : «الرجال« - راحع كتاب الإحسان 2

140تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وعند التحقيق وجدنا أكثر الصوفية وامن انتسبوا إلى هععذه النحلة أامة لسخيفة امن أهل الجهل والمروق والهوى، لم يكفهععم اماجاء به هععدي النبععوة امععن فقععه السععلوك وتزكيععة النفععس، فالتمسوا ذلك بدافع الغلو امععن نحععل الضععلل، فععي الغنوصععية والمسيحية والفلسفة الهندية القديمة، التي تدعو إلععى تعععذيب النفس، واحتقار الجسد، وإعععدام العقععل، وتلقععي المعععار،ف عععن

طريق الذوق والكشف . لقد خست حركة تجديععد اللسععلم و هزلععت فععي القععرو ن المتأخرة حتى لساوامها كل امفلععس، وأدخععل فيهععا كععل دعععي، وهزل امفهوم التجديد والجهاد حتى صار يطلق على كععل امععن بذل جهدا في تزيين الشر فيمععا يظهععر للنععاس أنععه امصععلحة ، ،ولينفي عنه كونه امجددا وامجاهدا كععونه امععن أهععل البععدع لغلبة الهواء السيالسية في زاماننا بدل المعععانى الشععرعية فععي

.فقه المصطلحات كا ن يفهمها السلف و بهذا المعنى أدخل بعض أهل الغفلة امن الكتاب الصحفيين فععي حركععات التجديععد كععثير امععن فععرق الضععلل الصععوفية كالطريقة الختمية و التيجانية في الجععزائر والدرقاويععة فععي

المغرب والنقشبندية في تركيا والهند. وزعم بعضععهم أ ن النقشععبندية فععي تركيععا اليععوم حركععة امجاهدة لنها تملععك بنيععة اقتصععادية فعالععة، وتقععدم خععدامات اجتماعية نافعة للناس، امثل « أنها تقدم وجبات الغذاء والعشععاء للفقراء بسعر زهيد، وتقدم الشععاي والقهععوة امجانععا للمصععلين بالمسجد، وتوفر للباحثين امكتبة ضخمة، وتملك تسع إقاامععات

طالب وطالبة، وعشععرين2000جاامعية يستفيد امنها أزيد امن امدرلسة تضم آلفا امن التلاميذ امن الحضانة إلى الثانوي، وأنهععا

141تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وحععدها دو ن الجماعععات اللسععلامية الخععرى تملععك قنععاتين

وخمععس امجلت وإذاعععة ، امععع»TGRT وAK-TVتلفزيععتين « اامتلكها دار نشر كبيرة، وإلسهاامها في القتصعاد بعدور فععال

. كععل ذلععك دو ن أ ن1بما لها امن امصانع وامعاامععل وامطععابع« تتعرض لحرب امن النظععام العلمععاني القععائم، أو تشععويش امععن

عععن ، وعجيب أل يتساءل أهل الغفلععةدوائر العلم المتصهينةالثمن والمقابل الذي ترجوه هذه الطريقة امن وراء ذلك.

وامعلوم أ ن امؤلسسات التبشير في أروبا وفي إفريقيععا وآلسععيا تملك أكثر امن ذلك، وتقدم لبناء المسلمين الضحايا أفضععل امن ذلك، وأ ن امؤلسسة دار الرقععم لصععاحبها الشعععري الضععال المارق في اماليزيا تمتلك اما يساهم بنسععبة هاامععة فععي الععدخل الععوطني، وتقععدم خععدامات هائلععة للفقععراء والطلبععة، وغيرهععم وتمتلك امن ولسائل النقل والمعاامل والمصانع والمطععابع عععددا هععائل ، أفل يليععق أ ن نحشععرها هععي الخععرى ضععمن الطععرق

الصوفية المجددة المجاهدة ؟ !! . وهذه ليست حركات جهاد ول تجديد عند التحقيععق، وإنمععا امن زبد الصحوة وغثاء السيل، وفرق الضلل التي فرقععت ديععن هذه الامة أحزابا وشيعا، وامثلها الحمديععة، فقععد كععانت تبععث

لكععن امععاذا كععانت تقععدمmuslim.tvبراامجهععا امععن خلل قنععاة للمسلمين لسوى الدعوة إلى الكفععر والزندقععة المغلفععة بظععاهر

.اللسلم فأحسن ال عزاءنا في قادة الجهاد والتجديد اللسلامي اممععن لسلف حيث صار جهادهم يزاحم اليوم بجهاد وتجديععد امزعععوم

- انظر مقال الطريقة النقشبندية والانتقــال مـن الصـوفية القاعــدة إلـى الصـوفية المجاهـدة : جريــدة1.7م . ص : 1999 غشت 11 هـ ، 1420 ربيع الثاني 28 ، 29«التجديد« عدد

142تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ لنحل الضلل، جهادا كا ن بالامس لنصرة السععنة وهععدم امعععالم الشرك والطاغوتية في الرض، وصار اليوم تضفى نعوته علععى قوم امن لسبايا امذاهب الضلل وطرائق الشععرك الصععوفية، الععتي تعددت ألسععماؤها واتحععدت غاياتهععا، امععن جشععتية، ونقشععبندية،

وأحمدية، وخلوتية، وامرغنية ، وختمية، وتيجانية .. وقد الستحوذ أربابها على القلععوب والعقععول بالسععم اللسععلم، ليخرجوا الخلق امن عبادة رب العباد إلى عبععادة العبععاد، بأعمععال وزخار،ف امن عرض الدنيا ظاهرها امنفعة المسععلمين، وباطنهععا خراب الضمائر والقلوب .ثععم يصععنفو ن ضععمن حمععاة اللسععلم وحراس السنة لنهم ادعوا التزااما بالكتاب والسنة وهم ينبذونها بالعراء، ولو يعطى الناس بمععا يععدعو ن ، لدعععى الخلععي حرقععة

الشجي . وامن المعلوم الذي لخفاء به أ ن الصوفية لم تدع إلى جهععاد في يوم امن اليام، بل كانت لسبب البلء والخزي والععذل الععذي حل بديار المسلمين، وكانت أكثر زواياها عورات دخععل امنهععا المستعمرو ن إلى بلد اللسلم، بل لو لععم يععدخل المسععتعمرو ن لناب عنهم الصوفية في تخريب عقول المسععلمين وضععمائرهم،

وإركالسهم في امهاوي التخلف والبطالة . ول عجب فالعمش فععي بلد العمععي لسععلطا ن . قععال الامععام الذهبي: «بلى لما كا ن الحارث لسا ن القوم في ذلععك العصععر، كا ن امعاصره ألف إامام في الحديث، فيهم امثل أحمد بن حنبععل، وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث امثل ابن الدخميسي، وابن شحانة، كا ن قطب العارفين كصاحب الفصو ص، وابععن لسععفيا ن،

.1 »نسأل ال العفو والمساامحة آامين.431 /1 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال :1

143تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ ففي زاماننا هذا الذي انقلبت فيععه امععوازين الحععق والباطععل، لسيادة الجهل والعمى، وغلبة الهععواء السيالسععية علععى النفععوس صار يشار إلى أهل العمى الذين تلبسوا بالععدعوة إلععى اللسععلم ولبسوا امسو ح الحركة اللسلامية، وتدثروا بدثارها على أنهععم طوائف امن حملة المشروع، في جبهة طويلة عريضة أدخل فيها بعض أهل الغفلة امن الدعاة المتردية والنطيحععة وامععن بععه داء

وعلة امن أهل الهواء . وامعلوم أ ن حركات التجديد اللسلامي كانت ترامععي عععبر التاريخ إلى تجديد اما اندرس امن امعالم الدين والعععودة بالامععة إلععى حيععاة اللسععلم، فكععانت صععحوة امنزعهععا الصععحو والتنبععه والفاقة، واما علمانا الصوفية يواما دعت إلى صحو، وإنما عهدنا بشيوخها يدعو ن إلى السكر، وترك العلم والجهععاد واللسععتغراق

والفناء بأوراد وعبادات اما أنزل ال بها امن لسلطا ن. فلقد داهمت الحروب الصععليبية بلد المسععلمين فععي القععر ن الخاامس الهجري وكانت ثغور الشام امليئة بزوايععا المتصععوفة القععابعين فععي الربععط والتكايععا فععي بطالععة الوراد و السععكر بالمواجيد ، فما تحركتم لحدهم همة للجهاد في لسععبيل العع ،

ول حرك زعماءهم في لسبيل ال لساكنا . وعاش الغزالي و ابن عربي و ابععن الفععارض إبععا ن الحععروب الصليبية فلم نسمع عن واحد امنهم أنه شارك في قتععال أو دعععا إليه ، و ل لسجل ذلك في شعر امنظوم أو كلم امنثععور و لععو بمجرد التفجع و الحسرة على الفواجع التي حلععت بالمسععلمين بينما عوام المسلمين الذين لم يدعوا تصوفا و ل تزلفا لبععواب

القربى اهتزوا لتلك الحداث الليمة ، و قد قال شاعرهم : أحل الكفر بالسلم ضيما يطول عليه للدين النجيب

144تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................وكم من مسجد جعلوه ديرا على محرابه نصب الصليب

دم الخنزير فيـه لهم خلوف وتحريف المصاحف فيه طيب وكا ن الغزالي يوامئذ عاكفا في صوامعته بالجاامع الامععوي بدامشق يتحدث عن السكر و الصحو و المحو ويقرر في إحيائه أ ن الجمادات تخاطب الولياء و أ ن فلنا قام ليلة كااملععة علععى رألسه ل ن نفسه نازعته في قيام الليل ، ولسقط بيت المقدس في

هع، والغزالي يوامئذ على قيد الحياة،492يد الصليبيين عام : فما كتب لسطرا و ل حرك همععة امسععلم ليععذوذ عععن امقدلسععات اللسلم . يقول الدكتور زكي امبارك : «بينما كععا ن بطععرس النالسك يقضي ليله ونهاره في إعداد الخطب وتجييد الرلسععائل يحث أهل أوربا فيها على احتلل أقطار المسلمين كا ن الغزالي حجة اللسلم غارقا في خلوته امنكبععا علععى أوراده المبتدعععة، ل

.1يعر،ف اما يجب عليه امن الدعوة إلى الجهاد« وامن شاء امزيدا امن الدلة فليقععرأ تاريععخ المماليععك ودور الطرق الصوفية في خذل ن المسلمين يوامئذ، وتاريخ اللسععتعمار الفرنسي لبلد الجزائر، وكيف تمالت الطريقة التيجانية امععع الفرنسععيين علععى خععذل ن المسععلمين هنععاك، وامععاذا كععا ن دور

م، حيث صارت امن1870« عام Orily Baiker «المريدة المسيحية امريععدات أحمععد التيجععاني فتزوجهععا، وكععانت تخععدم امصععالح

وكععا ن الكردينععال لفيجععريالمستعمرين امع شعيخ الزاويععة. الفرنسي، هو الذي تولى عقد زواج أحمد التيجععاني امععن امععدام (أوريلي بيكار) التي ظلت تعتنق الكاثوليكية، ولما تععوفي عنهععا

هع خلفععه عليهععا وعلععى السععجادة التيجانيععة أخععوه1230عام «زوجة السيدين«.فصارت تسمى

109 - التصوف في الإسلام عمر فروخ : 1

145تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ وقد ألفت هذه النصرانية كتابعع ا بعنعوا ن (أاميععرة الرامععال)

وقععداملته بمثالب امسلمي الجزائر وامساوئ الزاوية التيجانية، لقاء اما قععدامته امعن خعدامات،أنعمت عليها فرنسا بولسام الشر،ف إ ن هععذه السععيدة قععد أدارت«وقالت عنها في بععراءة التععوجيه :

الزاوية التجانية إدارة حسنة كما تحب فرنسا وترضى، ولساقت إلينا جنود ا امجندة امن أحباب هذه الطريقة وامريديها يجاهدو ن

.1«في لسبيل فرنسا صف ا كأنهم بنيا ن امرصو ص وقد كا ن التيجانيو ن يتيممو ن بالتراب الععذي تمشععي عليععه،

امع أنها بقيت كاثوليكية على دينها القديم لم تسلم . Laوقد نشرت جريدة presse libre وهععي جريععدة فرنسععية

خطبععة طويلععة)2(الستعمارية كبرى كععانت تصععدر بععالجزائر ألقاها الشيخ امحمد الكععبير صععاحب السععجادة الكععبرى، خليفععة الشيخ أحمد التجاني الكبر امؤلسععس الطريقععة التجانيععة، بيععن يدي الكولونيل لسيكوني الفرنسي الذي ترأس بعثة امن الضععباط في رحلة الستطلعية بعين اماضي المركععز اللسالسعي للطريقععةميععم التجانية، بقصر السيدة الفرنسية امدام اوريلععي التجععاني (أ

التجاني)، ضمنها بيا ن الخدامات الجليلة التي السدتها الطائفة التجانيععة لفرنسا امن توطيد اللستعمار الفرنسععي، ودعععوة النععاس لطاعععة حماته، وامما قال فيهععا : حععتى الرذال الوبععاش أعععداء فرنسععا الذين ينكرو ن الجميل، ول يعترفو ن لفاضل بفضل، قد اعترفوا لفرنسا بالمدنية واللستعمار، وبأنها حملت عنا امععا كععا ن يثقععل

1- ،616 امشتهى الخار،ف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني لمحمععد الخضععر الشععنقيطي: .143وانظر تاريخ المغرب في القر ن العشرين : لروم لندو:

هع)،1350 ذي الحجة28 امايو (16- عدد السبت 2

146تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ كواهلنا امن أعباء الملك والسععيادة، وحملععت الامععن والععثروة

والرخاء والسعادة والهناء. ثم قال الشيخ امحمد الكبير صاحب السجادة الكبرى التجانية ، : إنه امن الواجب علينععا إعانععة حبيبععة قلوبنععا اماديعع ا وأدبيعع ا

ولسيالسي ا، ولهذا فإني أقول ل على لسبيل المن والفتخار، ولكععن على لسبيل الحتساب والتشر،ف بالقيام بالواجب: إ ن أجدادي قععد أحسنوا صنع ا في انضماامهم إلى فرنسععا قبععل أ ن تصععل بلدنععا،

وقبل أ ن تحتل جيوشها الكرام ديارنا. كا ن جدي لسيدي امحمد الصغير – رئيس1838ففي لسنة

التجانية يوامئذ – أظهر شجاعة نادرة في امقاوامة أكععبر عععدو لفرنسا، الامير عبد القادر الجزائري، وامععع أ ن هععذا العععدو قععد حاصر بلدتنا عين اماضي، وشدد عليها الخناق ثمانية أشهر، فإ ن هذا الحصار تم بتسليم فيه شر،ف لنا نحععن المغلععوبين، وليععساأبععى واامتنععع فيه شر،ف لعداء فرنسا الغالبين، وذلك أ ن جدي أ ن يرى وجه ا لكبر عدو لفرنسععا، فلععم يقابععل الاميععر عبععد

القادر! كا ن عمي لسيدي أحمععد صععاحب السعجادة1864وفي لسنة

التجانية يوامئذ امهد السبيل لجنود الدوك دوامال، ولسهل عليهععمالسير إلى امدينة بسكرة، وعاونهم على احتللها.

حمععل لسععيدي أحمععد هععذا تشععكرات1870وفععي لسععنة الجزائريين للبقية الباقية امن جنود التيرايور الذي لسلموا امععن واقعة ريش هوفن ، وواقعة ويسانبور ، ولكععي يظهععر لفرنسععا ولءه الرالسخ وإخلصه المتين، وليزيععل الريععب ولسععوء الظععن اللذين ربما كانا بقيا في قلب حكوامتنا الفرنسية العزيزة عليه برهن على ارتباطه بفرنسا ارتباط ا قلبي ا، فتزوج في أامد قريب

147تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ بالفرنسية النسة أوريلي بيكار، وبفضل هذه السيدة نعتر،ف بععه امقرون ا امع الشكر تطورت امنطقة كوردا ن هذه ضععاحية امععن ضواحي عين اماضي امن أرض صحراوية إلى قصر امنيععف رائع، ونظر ا لمجهودات امدام أوريلي التجاني هذه المادية والسيالسية فإ ن فرنسا الكريمة قد أنعمت عليها بولسام الحععترام امععن رتبععة

جوقة الشر،ف . كععا ن أحععد1881 ثم قال لسيدي امحمد الكبير: وفي لسنة

امقاديمنا لسي عبد القادر بن حميدة امات شهيد ا امععع الكولونيععل فلتيععر حيععن كععا ن يعععاونه علععى احتلل بعععض النععواحي

الصحراوية. طلب امنا جول كواميععو ن والععي الجععزائر1894وفي لسنة

العام يععوامئذ أ ن نكتععب رلسععائل توصععية، فكتبنععا عععدة رلسععائل ، وأصدرنا عععدة أواامععر إلععى أحبععاب طريقتنععا فععي بلد الهكععار (التوارق) والسودا ن نخبرهم بأ ن حملععة فععو ولامععي الفرنسععية هاجمة علععى بلدهععم، ونععأامرهم بععأ ن ل يقابلوهععا إل بالسععمع والطاعة، وأ ن يعاونوها علععى احتلل تلععك البلد، وعلععى نشععر

العافية فيها!! أرلسععل المسععيو جونععار والععي1907-1906وفععي لسععنة

الجزائر العام يوامئذ ضابطه المععترجم امععدير الامععور الهليععة بالولية العاامة لسيدي امرانت برلسالة إلى أبععي المألسععو،ف عليععه لسيدي البشير، فأقام عنده في زاوية كوردا ن شهر ا كاام ل لداء امهمة لسيالسية، ولتحرير رلسائل وأواامر أامضاها لسععيدي البشععيركوجهت إلى كبراء امراكش، وأعيانها وزعماء تلك والدي، ثم البلد وجلهم، أو قال: وأكثرهم تجانيو ن امن أحباب طريقتنععا نبشرهم باللستعمار الفرنسي، ونععأامرهم بععأ ن يتقبلعوه بالسعمع

148تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ والطاعة واللستسلم والخضوع التام، وأ ن يحملععوا الامععة علععى

ذلك، وأ ن يسهلوا على جيوش فرنسا تلك البلد. وفي الحرب العالمية الكبرى أرلسلنا ووزعنا في لسائر أقطار شمال أفريقية امنشورات تلغرافية وبريديععة السععتنكار ا لتععدخل التراك في الحرب ضد فرنسا الكريمة وضععد حلفائهععا الكععرام، وأامرنا أحباب طريقتنا بأ ن يبقوا على عهد فرنسا وعلى ذامتهععا

وامودتها. إجابة لطلب الوالي العام للجزائر أرلسععلنا1913وفي لسنة

بريد ا إلى المقدم الكبير للطريقة التجانية في السنغال لسععيدي الحاج امالك عثما ن لساي نععأامره بععأ ن يسععتعمل نفوذنععا الععديني الكبر هنالك في السودا ن لتسهيل امأامورية كلوزيععل الععوالي العام للجزء الشمالي امن إفريقية الغربية، أي لكي يسععهل عليععه

احتل واحة شنقيط. إجابة لطلب المريشال ليوتي عميد فرنسا1916وفي لسنة

في امراكش كا ن لسيد علي صاحب السجادة الرئيس الذي كا ن قبلي كتب امئة وثلث عشععرة رلسععالة توصععية، وأرلسععلها إلععى الزعماء الكبار وأعيععا ن المغاربععة يععأامرهم بإعانععة فرنسععا فععي تحصيل امرغوبها وتولسععيع نفوذهععا وذلععك بوالسععطة نفععوذهم

الديني! ..وبالجملة فإ ن فرنسععا امععا طلبععت امععن الطائفععة التجانيععة نفوذها الديني إل وألسرعنا بكععل فععر ح ونشععاط بتلبيععة طلبهععا وتحقيق رغائبها، وذلك كلعه لجعل عظمعة ورفاهيعة وفخععر حبيبتنا فرنسا النبيلة . وال المسؤول أ ن يخلد وجودهععا بيننععا

لنتمتع برضاها الخالد!

149تجديد الفكر اللسلامي بين الامال والمحاذير، الحسن العلمي …............................ ثععم ختععم خطبتععه هععذه بالثنععاء العععاطر علععى المععوظفين الفرنسيين وعلى الضباط العسكريين واحد ا واحد ا، وامد ح الوالي

العام الحالي ووصفه بأنه المستعمر الكبر . واما أ ن انتهى الشععيخ امععن خطبتععه حععتى نهععض الكولونيععل لسيكوني رئيس البعثة العسكرية وشكر الشيخ وأثنى عليععه، ثععم قال له: وامن كمعال امروءتععك وإحسععانك يععا لسعيدي الشعيخ المرابط أنك لععم تععذكر ول نعمععة واحععدة امععن النعععم الععتي غمرتني بهععا، فععأنت الععذي أنجيتنععي امععن الطععوارق الملثميععن، وأنقذتني امن أيديهم، وجعل الكولونيل يععذكر امنععاقب أخععرى

.1للشيخ كثيرة وهذه فضائح امخزية تدل دللة واضحة على تاريخ الخيانععة التي لسطرها هؤلء الدعياء في تاريخهم اللسود نعوذ بال امععن الخععذل ن.ولععذالك قععال علععي بععرادة التيجععاني:«إ ن الكفععار والمجرامين والفجرة والظلمة اممثلو ن لامر ال تعععالى ليسععوا

. 2بخارجين عن أامره« و طرائق الصوفية أامة واحععدة، و ذريععة بعضععها امععن بعععض

تواصوا بالبطالة والخمول وخذل ن الامة في امواقف الحق.

، عن616امشتهى الخار،ف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني لمحمد الخضر الشنقيطي: - 1هع .1350 صفر 16، القاهرة : الخميس 257امجلة الفتح لمحب الدين الخطيب : عدد

.221/1 - جواهر المعاني لعلي برادة : 2