36

:اسة ريجيس دوبريه عن التوباماروسدر

!فلنتعلم منهم

34567 12(0 א,/.-: %,+*()'&%$#א!

1

:اسة ريجيس دوبريه عن التوباماروسدر

!فلنتعلم منهم

34567 12(0 א,/.-: %,+*()'&%$#א!

2

35

ذلك . حتماالتإال أن المهم في كل هذا هو كونهم مستعدين لمجابهة كل هذه االأنهم يتمتعون ببنية مؤهلة الستقبال كل هذه التنوعات، بنية تجمع بين الصالبة التنظيمية والمرونة السياسية، بين الثبات والتحضير الطويل اYمد والقدرة على الرد

لقد توقعوا، على كل حال، حربا طويلة . السريع والمتحرك على الحدث أو الوضع الجديدوانتصاراتها، هدناتها ومنعطفاتها بدون أن يستبعدوا، على الصعيد بكل خساراتها

. التكتيكي، اللجوء إلى اتخاذ قرارات حربية سريعة وتحقيق انتصارات شعبية قصيرةالكفاح المسلح الرامي إلى تدمير جهاز (الضيق المعبر عن إستراتيجية ثابتة فالخط

. متكسر يعبر عن التغيرات في التكتيكيتسع لخط ) الدولة البرجوازي وبناء االشتراكيةوكان لينين يرى في هذا الترابط بين الخطين معيارا في التحكم السياسي بصراع

.الطبقات

إن التوباماروس بظهورهم كحل ثوري بديل منبعث من أنقاض الديكتاتورية البرجوازية ) ة اليساريةالجبه" (الفرنتي أمبليو"الحالية وبتشجيعهم توحيد القوى الشعبية في

بمناسبة المعركة االنتخابية القادمة وبكونهم ضمانة، في المستقبل، للعملية الديمقراطية المحتملة في حال انتصار الجبهة باالنتخابات، وبكونهم العمود الفقري

إن اzمبراطورية اzمبريالية اYمريكية - Yية مقاومة وطنية في حال حدوث غزو برازيليأوال، كما فعلت في آسيا، إلى جعل اYميركيين الالتينيين يقاتلون الشمالية ستلجأ

، وYنهم ضمانة - اYميركيين الالتينيين باستخدام اzمبريالية البرازيلية التابعةوYنه الستمرارية النضال الشعبي في حالة انقالب فاشستي داخلي أو فشل انتخابي،

بتداء من اYرجنتين، وYنهم يشكلون قدوة ، االريودو ال بالتامركز الضطرابات عامة في في التنظيم والسلوك بالنسبة لبلدان عديدة ذات تركيب مشابه، سواء أكانت هذه

يستحقون منا، أينما كنا وحيثما ) التوباماروس(البلدان مستقلة أو مستعمر، فإنهم ين كل إعجاب وتضامن حتى ولو لم يطلبوا هكذا منا وحتى لو كانوا مكتف - ناضلنا

.بأنفسهم

إن للتوباماروس دينا تاريخيا في ذمة كل ثوريي العالم الذين عليهم أن يتعلموا في .مدرستهم بنفس التواضع الذي جعل هؤالء يتحاشون إعطاء دروس Yحد

.الشهادة هو أيضا، رغما عنه، تعليم يجب تلقيه وتعميم فائدته - إن هذا الكتاب

1971سبتمبر / هافانا، أيلول

34

أجهزة " - جميلة" ثورية"منشآت ) وغيرها(أحيانا، تخرج من اYرض في أميركا الالتينية هي ثمرة صدفة سياسية سعيدة أو - أو أنظمة معسولة الوعود" السلطة العماليةالمؤسسات، - أما واجهة هذه المنشئات. أو عمل انتخابي دؤوب انتفاضة مرتجلة

فتسطع من بعيد بلون أحمر جميل، ال أهمية لنوع أو - لتعابير المستعملةاYجهزة، انوايا الزعماء الحاكمين، طبيعة االنتماء : كل شيء يبعث على الفرح. درجة احمراره

كل هذا ال يترك أي ظل من ظالل : الطبقي للقوى االجتماعية المتصارعة، محتوى البرامجر سبع دبابات صغيرة من مكان مجهول، ثم فجأة تظه. الشك تحوم حول المستقبل

وتلفظ بعض نيرانها في زاوية شارع ما وتحاصر القصر الجمهوري فتحول سراب السلطة تجد الجماهير نفسها، وهي الضحية اYولى والوحيدة لهذا النوع وهنا . إلى رماد

ا المعروف من القرصنة، في الشارع وفي حيرة شديدة، ومنزوعة السالح عسكريا وسياسيبشكل خاص ومستسلمة بدون أية إمكانية بالمقاومة إلى الهمجية الفاشية التي

عندئذ نكتشف، ولكن بعد فوات اYوان أن حلقة ما كانت ,تتلقى توجيهات من واشنطن .غائبة عن هذا الجو السينمائي وأن لون الواجهة لم يعكس إطالقا صالبة الجدران

هيأة سياسيا ومدربة عسكريا ومرتكزة منظمة شعبية مسلحة، م: هذه الحلقة هيبكلمة أخرى، كانت . على قاعدة جماهيرية ومزودة بخط سياسي صحيح وقيادة متجانسة

.تنقص اYسلحة بين أيدي شعب منظم

ولقد تطلب بناؤها سنوات من . هذه البنية، هذه الهيكلة موجودة اليوم في اYوروغوايوما زال . أن القسم اYكبر من العمل قد تمالجهود والتضحيات والبدايات من جديد، إال

إال أن من اYفضل البناء من الداخل إلى الخارج، على أرضية - حتى ا�ن ينقص الكثير .صلبة، من أن نبني، في الهواء من الخارج إلى الداخل

ليس من الممكن توقع كيف ستكون جدلية اYحداث القادمة في اYورغواي سواء في استمرار تفتت السلطة أو انتخابات، غزو خارجي، انقالب؟: تيب تعاقبهاجزئياتها أو تر

إجراء عملية ترقيع إصالحية؟ ليس التوباماروس بأنبياء وهم يتبعون في سلوكهم وعليهم أيضا أن يأخذوا . قاعدة عدم المراهنة والمضاربة على المستقبل بدون سبب

ا الالتينية، ميزان القوى على صعيد بعين االعتبار، أكثر من أية حركة أخرى في أميركالبرازيل، (القارة كلها وتطور اYحداث التي يمكن أن تطرأ في المنطقة المجاورة

ترتبط هي اYخرى، في المقابل، والتي يرتبطون بها جزئيا والتي ) اYرجنتين، بوليفيا .بهم أيضا

3

:اسة ريجيس دوبريه عن التوباماروسدر

!فلنتعلم منهم إن صراعا عنيفا ودقيقا يجري ا�ن في اYورغواي، هذا البلد الصغير في أمريكا الالتينية

وعلى . ، والذي حشر بين العمالقين البرازيلي واYرجنتيني)ثالثة ماليين نسمة تقريبا(إن القوة المتفجرة في . ثورية فيا لعالم أجمعهذا الصراع أن يقلق بصورة جدية الطالئع ال

- في بلدهم" اYوليغارشية"الحاكمة القتال الذي يشنه التوباماروس ضد الطغمة تتخطى كثيرا بمداها وقدرتها حدود - واYساليب واzلهام الذي يسير هذا النضال

ى اYموال وذلك ليس على مستوى العمليات المثيرة، كالخطف،واالستيالء عل .اYورغوايوالهجمات العسكرية والهرب الجماعي، التي تحملها من وقت �خر عناوين الصحف، وإنما Yسباب ال تدعو إلى اzثارة إال بقدر ما هي حاسمة، وهي أن حركة التحرر الوطني

.قد امتحنت واختبرت بنجاح كبير طريقة جديدة للقيام بثورة اشتراكية) التوباماروس(

وبعد التجارب المتعددة بية، وبعد تعاليم فيدل كاسترو وشي جيفارابعد الثورة الكووالمحيرة للقتال المسلح خالل الستينات في كل أميركا الالتينية، وبعد مسألة التساؤل

كان يمكن أن " ثورة داخل الثورة"في المنشور المعروف تحت عنوان 1966الذي ظهر عام إال يال وكولومبيا وغواتيماال وبوليفيا وغيرها نتوقع إجابات من كل نوع واردة من فنزو

هذه اzجابة المنكرة والمستبعدة منذ البداية، وهي أن في بلد كهذا بدون جبال والذي يبدو أكثر بلدان أميركا استقرارا سيطرت العاصمة عليه مستأثرة بنصف سكانه والذي

والذي تأصل فيه منذ وجمودا من الناحية السياسية، وذو الماضي الخالي من العنف، مميزة، يقوم ا�ن نصف قرن االحترام الزائد للشرعية وللبرلمانية البرجوازية، دون خضات

الدكتاتورية ) ال في نقطة واحدة أو في جهة معينة(بالحركة، الثورة المسلحة ويفشل البرجوازية الالوطنية إلى حد تهديد بقائها بالذات وبالرغم من أن هذه الحركة قد

شأت فوق اYرضية التاريخية التي زرعتها الثورة الكوبية بكل فروعها وامتداداتها، فقد ن . نمت وبكرت بقواها الذاتية ببطء وصبر دون وصي أو مشجع أو مصطنع

إن الثورة الحقيقية داخل الثورة التي كنا نقصدها قد حدثت هنا بصورة مبتكرة حينئذ ضجة مسبقة حول وجودها، ومن غير أن تثير دون أن تطلب مساعدة أو ضمانة من أحد،

.وخصوصا دون أن تخضع ذاتها لنموذج أو لنظرية ما، لم تنبع من واقعها بالذات

عقيدة فالتة وال هناك فليس. ، أو االحتماء بالظروف الشاذة الختالق طريقة عملية جديدةإذ يجب إعادة اكتشاف كل . عن التكيفات الزمنية والمكانيةإستراتيجية ثورية مستقلة

4

هذا هو الدرس الذي نستخلصه من واقع ممارسة التوباماروس : شيء في مكانه .العسكرية -اسيةالسي

.وقد يكون من الخطأ وال ريب تعميمه بفضل أسطورته إلى نموذج جديد

ظاهرة خاصة

التوباماروس هي ظاهرة خاصة برزت Yسباب جغرافية وتاريخية واجتماعية وسياسية نموذجيون Yنهم عرفوا أن يستعملوا إلى أقصى وهم. وثقافية تميزت بها اYورغواي

ريدة المعطاة لهم، بإدخال، ضمن اzطار الوطني، العوامل التي الحدود الظروف الفونخطئ إذا . والتي أصبحت بفضلهم خير حليفكانت في البداية ضد الكفاح المسلح،

أردنا أن ننقل عقائديا إلى ظروف وامتدادات أخرى نموذج تنظيم وعمل التوباماروس كما تخلص ما هو أساسي فيها كما نخطئ أيضا إذا رفضن أن نستفيد من تجربتهم وأن نس

أو على . فعلوا هم مع التجارب الصينية والكوبية والفرنسية والجزائرية، وما إلى ذلك .العكس كما تفعل منظمات حرب عصابات المدن اYرجنتينية معهم

إنه لمن المعروف أن التوباماروس لم يدعوا أبدا إعطاء درس أو تأييد فكرة أو إمالء قواعد لكن علينا أن ال نكون مغفلين فنتقيد بحرفية تواضعهم، ال بل . امة على أحدمنهجية ع

. بالعكس علينا أن نخترق أعماق الحرب لنستأصل جوهره الحيوي

فهاتان البديهيتان المتناقضتان قد التقتا في هذا الكتاب المشوق والمثير لاللتباس .أو قد ينزل تحت اYرض اYوهاموذلك Yن القارئ قد يحلق، من خالله، عاليا في

إن هذه المجموعة من الوثائق هي نقيض الكتاب الكالسيكي، هي لهذا السبب بالذات وهذه الفسيفساء . أكثر فائدة من كتب حرب عصابات المدن المتوفرة ا�ن في المكتبات

من التقارير والشهادات تروي بصورة بدائية العمليات اYكثر شيوعا التي رافقت نشوء .التوباماروس ونمو

ويجب أن يطالع هذه الروايات، التي تبدو فكاهية والتي كتبت بأسلوب بدائي متقطع وبلغة بسيطة وشعبية وبدون كيليشهات أو عموميات، كل مناضل ثوري أو كل فرد واع يعلم أن المناضل المسؤول في المجتمع الرأسمالي بحاجة أيضا إلى اكتساب ذهنية

.هذه الذهنية من إعالم مقابل المقاتل مع ما تتطلبه

33

وبأن إستراتيجية حرب . وبأن الشكل الرئيسي ال يلغي اYشكال الثانوية التابعة لهتستبعد، ال بل أحيانا تتطلب استعمال تكتيكات مميزة ومبتكرة وحتى الشعب ال

لقد كنا نعرف سابقا أن اللفظية الثورية المتطرفة هي خصائص . متناقضة ظاهرياشراذم ضعيفة وغير أكيدة من نفسها وذات إمكانيات محدودة في التدخل والتأثير في

تي تريد أن تعيد صنع التاريخ ال" اليسارية"وبأن المثالية . وسطها القومي الخاصانطالقا من صفر وعن طريق رفض استمراريته هي دليل ضعف تنظيمي وأيديولوجي . وبأن عدم الليونة في موضوع التكتيك هو في معظم اYحيان دليل ضعف إستراتيجي

فالتوباماروس ال يعلموننا أن نوفق بين المهمات . ونستطيع أن نذهب إلى أبعد من هذاإنهم يساعدوننا على أن نكتشف من جديد . بل أن ندمجها ببعضها البعض والوظائف

بأنها ال توضع الواحدة بجانب اYخرى وإنما يجب ربط بعضها ببعضها ا�خر بعالقات كلما كانت : اللينينة القديمة - وهم يجعلوننا نهتدي إلى الجدلية الماركسية. متبادلة

السياسي أوسع، وكلما كان خطها المنظمة العسكرية صلبة كان مجال تحركهااzستراتيجي أكيدا، أمكن أن تكون حركاتها التكتيكية أكثر تنوعا ومرونة، وكلما انغمست الطليعة، كان عملها الجماهيري أكثر اتساعا، وكلما كان خطها السياسي

وكلما كان عملها السري صعبا، كان عملها . صارما، كان نظام تحالفاتها أكثر انفتاحاأن يكون مظهرا الصراع مرتبطين ومؤثرين ببعضهما . لعلني أكثر مهارة وارتياحاا

إن الحلقة الحاسمة واYولى التي . البعض ال يغير من ترتيب اYوليات الذي يجمعهما شيئاترتبط بها كل السلسلة هي التنظيم الذي ينبغي أوال بناؤه قطعة قطعة، اzستراتيجية

حانها شيئا فشيئا، وسائل العمل بصورة مستقلة والموارد التي يجب أوال صنعها وامتالتي يجب أوال الحصول عليها الواحدة بعد ) مقاتلين، أسلحة، مال، بنى تحتية(المادية على ) عسكرية(، أن يقوم باستثمارات )السياسية(عليه، قبل أن يقبض اYرباح . اYخرى

عاع والمناورة خارج خطوطه بدون أن عليه، قبل التمكن من التقدم واzش. المدى الطويلإن صالبة . يعرض القسم اYكبر من قواه، أن يبدأ ببناء وتدعيم قاعدة عملياته الخاصة

. اYداة العسكرية هي التي ستسمح بمرونة وجرأة اللعبة الدبلوماسية والسياسيةإال أن القدرة . الجيش الكبير يسمح بحرب كبيرة تسمح بدورها لسياسة كبيرة

zستراتيجية هي التي تؤسس وتقيس فعالية اللعبة السياسيةا.

دون أن يكونوا ا�خرين ليس ال ذي يجعلنا نرى في التوباماروس أوائل فيتناميي أمريكامسرحا جديدا للعمليات وال Yنهم " تحت اYرض"كونهم جعلوا من - أو الوحيدين

و عملياتهم فقط، بل أوال استغلوا اYنفاق والسراديب اYرضية لخدمة تكتيكاتهم أوخاصة بسبب جمعهم بين الصبر والعزم، بين التواضع وحب االستقالل، بين تحكمهم

لقد أصبح ا�ن . ومهماتهم الطويلة اYمد، بين اقتضابهم وخيالهم الواسع بالوقتعندهم أندادا، أو هم على وشك أن يصبح عندهم مثل هؤالء في اYرجنتين، في

.لي وفي أميركا الالتينيةبوليفيا، في الشي

32

موضوعيا من المستحيل محوه، بين ليلة وضحاها، بجرة قلم أو لفظة فارغة أو صرخة .مدوية

ة بين أسطورة وأخرى أو لم تكن المسألة، فيما يتعلق باالنتخابات، مسألة أحداث مجابهإبدال االحترام الخرافي الذي يكنه اzصالحيون للحل االنتخابي العجائبي بالشعار المبدئي، الخرافي هو أيضا، الذي يرفعه اليساريون الطفوليون ضد االنتخابات لكونها

لقد كانت اYورغواي، في . وهما شنيعا تروجه الطبقات الحاكمة لخداع الناس البسطاءضع االستثنائي الذي مرت به، تشهد إمكانية، محدودة وسابقة Yوانها ولكنها الو

حقيقية بدون أدنى شك أن تستغل هذه اYداة القديمة في السيطرة السياسية ضد إن الشكل ال يهم بل ما يهم هو المحتوى الطبقي الذي يمكن . الطغمة الحاكمة ذاتها

التوباماروس هو أن تستولي الطبقات إن هدف . أن نضعه فيه وفي وقت من اYوقاتوال يمكن تحقيق هذا الهدف إال بشرط تعميق التناقض . المستغلة على سلطة الدولية

اYساسي بين الشعب وبين الطغمة الصناعية والزراعية والمالية الحاكمة اليوم في داخل اYورغواي بكل الوسائل، وكذلك عن طريق استغالل التناقضات الثانوية الموجودة

الطبقات المسيطرة بهدف عزل الطغمة الحاكمة عن قاعدتها االجتماعية والسياسية ليس االنتخابات إال وسيلة كغيرها، وسيلة بين .وأخيرا بتعبئة الجماهير وتوحيدها

والطليعة الثورية ال . وسائل عديدة، لبلوغ هذه اYهداف أو تلبية هذه الشروط الثالثةال . بصفتها هذه، أي كأداة تحريك وتثقيف وتنظيم للجماهيرتستطيع أن تستغلها إال

ة بأن من الممكن إعادة استعمال بعض اYساليببلقد أثبتت التجر: بل أكثر من هذاواYجهزة االنتخابية من أجل النضال ضد أوهام االنتخابية نفسها واالشتراك في حملة

ذا عرفنا كيف نستغلها انتخابية لتقوية وليس zضعاف جبهة الكفاح المسلح، إلتدعيم التضامن بين الثوريين وإفساح مجال الكالم أمام الجماهير وإعادة تجميعها

كل هذا بمناسبة. وتنظيمها في شكل لجان أساسية لنفخ الثقة بأنفسها وبقدرتهاوما تبقى، فإن التوباماروس، بقيامهم باعتقال الممثل . االنتخابات ال من أجلها

بعد ) التي خضعت اYورغواي لحكمها زمنا طويل(�مبريالية البريطانية الديبلوماسي لوبنجاحهم أيام من إعالن تأييدهم للجبهة اليسارية واحترامهم للعمليات االنتخابية،

في تحرير المعتقلين في سجن بونتا كاريناس وباستمرارهم في القيام بعملياتهم قد أكدوا علنا، " دنى من أجل حكومة ثوريةبرنامج الحد اY"العادية وبنشرهم Yول مرة

هذا إذا كان هناك شك أيضا، بأن الدعم ال يعني الخضوع والطاعة، وبأن الحرب الشعبية وستستمر سواء باالنتخابات أو بدونها وبأن مسألة تعليق أو تليين خط عملهم تستمر

.غير وارد إطالقاالخاص والتخلي عن مواقعهم وخلط أعالم اzصالح بأعالم الثورة أمر

كل هذا يذكرنا بحقائق معروفة، ال حاجة لقولها إال أنه من اYفضل أن نقولها وهي أن . الصراع المسلح، الذي هو أرقى أشكال الصراع الطبقي، ليس بالضرورة شكله الوحيد

5

، غير أن هذا الكتاب ال )وأحيانا بطريقة بناءة في أوروبا(لقد كتب كثيرا عن التوباماروس فللمرة اYولى يتحدث التوباماروس عن ذاتهم أي عن . بديل له، Yنه كتابهم هم .العمليات التي شاركوا فيها

وف صعبة وغير آمنة عندما كانوا نفسهم في ظرولقد كتب هذه الروايات المقاتلون أولما جمعت النصوص ظهر فيها حتما بعض . يعيشون في السرية أو في السجن .التفكك وعدم الوحدة وركاكة اYسلوب

إذا كان يحتل موقعا قياديا أو إذا كان مجاهدا " التوبامارو"وليس ل�سماء أهمية Yن ه إال بصيغة جمع المتكلم، فيقول بسيطا كما هي الحال هنا ال يمكن أن يتكلم عن ذات

فهذا الصوت الجماعي الذي ال اسم له، الدقيق والصافي، " الرفاق"أو " هم"أو " نحن"الجاف والساخر حينا والرقيق والرصين أحيانا هو برنامج سياسيا وأيديولوجية، وهو

لينا أن وإذا أردنا أن نتعرف على هوية التوباماروس فع. أيضا طريقة في الحياة والموت .نفتش عنها فيما يفعلون وأن نقرأها هنا بين اYسطر

إن ما يفعلونه في أغلب اYحيان هو عادة ذلك العمل الممل المنقطع الذي يتطلب كثيرا وال مجال . من الصبر دون أن يثير الضجة والذي يبلل الجبين بالعرق أكثر مما يهرق الدماء

فإن المجموعة هي التي تعمل عملية منفردة، في هذا العمل لبروز أي فرد أو حركة أو فهذا العمل يمتد على أشهر وسنوات، ومن . من خالل اYفراد، وباسمها توقع العمليات

بما فيه من بنية تحتية واستعداد للقتال وتنظيم خالله يتكدس الرأسمال الثوريتلك . ةوكفاءة تمكن المجاهدين في اليوم المناسب من إعطاء أقصى حد من الفعالي

والذي يعرف أن يقرأ هذا . هي القساوة البالغة التي تتميز بها حرب عصابات المدنالكتاب، إذا لم يعلم حقيقة الصراع السري في بيئة المدن، يعلم على اYقل أن هذا

ولذلك فإن لهذه الوثائق قيمة تعليمية . الصراع بعيد كل البعد عن البطولة الفردية .سجين" وتوبامار"كما قال قائد

إن الذي يجب أن يفهمه كل من يريد أن يدخل في الحركة، وهذا عموما صعب للغاية، هو ن الحدث البطولي هو ابن ساعة واحدة، تتحقق في ميادين صغيرة ودائمة، وأأن الثورة

مناضل فإذا فهم ال. في حين أن اYعمال المملة التي تبدو بدون عظمة هي اYكثر عدداويبدو هذا الكتاب الذي يصور، إذا صح القول، ممارسة دائمة . اYساس هذا يكون قد فهم

في هذه اللحظات االستثنائية الحادة والمحكمة التي تعبر عنها العمليات نفسها، وكأنه مهدى إلى تلك ا�الف من اYشياء الوضيعة التي يكرس لها الثوريون وقتهم،

ر السيارات والبطاقات وأوراق الهويةوإلى هذه المواظبة الدائمة والمنهجية في تزوي .وفي التنكر والتقنع

6

وعلى هذه العمليات التي دخل الكثير منها تاريخ اYورغواي وأميركا الالتينية، بنيت المنظمة وقويت من خالل اYعمال التي تتراوح بين العظمة والبساطة وبين ضربات

ثرة ال يمكن أبدا توقعها، وال يتلقونها وأخرى يسددونها، وبين مفاجآت سيئة وغير مؤغير أن كل ما دعا اYورغواي، منذ أربع سنوات، إلى أن تغير وضع أي تخطيط لها،

أي أن إدخال كل من هذه العمليات - "والمخروط الجنوبي"وبالتالي اYرجنتين -طبيعتها الالحقة ومحتواها في أوضاع وطنية معينة، واختبار اYهداف ومعناها، ومضاعفاتها

الطبقي، وارتباطها بالحركة الجماهيرية، لم يظهر هنا، Yن ذلك لم يكن هدف الكتاب الذي أراد أن يكون مجردا ككل وثيقة مستمدة من الواقع والذي هو وحده يعطيها كل

وهذا الكتاب لم يكن مخصصا ليشرح أو ليحلل بل ليروي وغايته هي أن يعلم . معناهاالتي يعرفها طبعا، رجال (لتجارب المحسوسة المعاشة وا اYمثالالمجندين، من خالل

القيام بالعمليات المسلحة العظيمة التي حدثت في ) الشرطة ما عدا بعض التفاصيلمباشرة وحية وبالتفاصيل الماضي، ولكنه يحاول أن يعرف بأبسط ما يمكن وبطريقة

.كيف تجري العملية

يين والطلب من المثقفين اليساريين ومن هنا كان من الضروري تحذير القراء اYوروبفالذين بهم نهم المقوالت الجدلية لن يشبعوا نهمهم، Yن هذا . االمتناع عن قراءته

الكتاب لم يكتب للخبراء، في فن اzستراتيجية الشاملة وفي التركيبات الدولية، وال ن كتبوا هذا إذ أن كاتبه ليس واحدا منهم وإنما الذي لالختصاصيين في الثورة العالمية

الكتاب هم أعضاء اختيروا صدفة في الحركة الثورية اYرغوانية، واهتموا بأعمال محلية .محدودة ومجزأة وذلك في إطار ممارسة عسكرية معينة

ومن الضروري أن نصغي لهؤالء المقاتلين اYساسيين الذين يخبرون، كل واحد بدوره، ما لمنظمة باالنتباه ذاته الذي نصغي فيه عن ا=يقومون به من أعمال وما يعرفونه ه

.للكادرات السياسية

وبالرغم من أن هذه الروايات تدخل ضمن نطاق سرد عمليات التوباماروس ذاتها تتضمن أي العمل الجماهيري والتثقيفي والتنظيمي -إذ أن السياسية هنا. توجيهات سياسية .المكثفة" مل العسكريالع"تعبر عن ذاتها من خالل صيغة - والخط اzستراتيجي

...كيف بدأو

31

الحريات الفردية وانهيار شرعية السلطة البرجوازية التي أصبحت تنتهك قوانينها أما ما سيصبح ممكنا في اYورغواي في المستقبل . ومتزايد ذاتها بشكل مفضوح

مهاجمة القوافل العسكرية . القريب أو البعيد فما زال غير ممكن في الوقت الراهنالكل يعلم أن التوباماروس من السالح ومن . بالبازوكا أو نسف مركز للبوليس بمن فيه

ال شك أن . ما استعملوه حتى ا�نالقوة القتالية ومن الكفاءة التقنية ما يفوق بكثير للتوباماروس ستستعمل في الوقت المالئم ال قبل اzمكانيات االحتياطية اzستراتيجية

إن الكفاح المسلح قد أخضع ذاته، بطوع إرادته، لتقييدات معينة وذلك عن طريق . ذلكل الجيد أو فن االستعما - وبعبارات أخرى فإن السياسة. قرار سياسي ال عن عجز عسكري

.هي التي توجه بشكل مطلق العلم والتقنية العسكريين -للوقت

الذي منحه التوباماروس لجماعة " التأييد المتحفظ"انطالقا من هنا فإن دهشتنا من تكتل وطني مناهض للطغمة الحاكمة شكل في ظروف الوضع (فرنتي امبليو

نوفمبر / ة في تشرين الثانيمن االنتخابات الوطني" موقفهم اzيجابي"ومن ) االنتخابي .ستخف قليال 1971

لقد أكدت منظمة التوباماروس بوضوح، في نفس الوقت الذي كانت تحارب فيه، من خالل أعمالها وبياناتها، الوهم االنتخابي، مشيرة إلى أن هذه االنتخابات لن تحل أية مشكلة

انت تعمل على تحويل أساسية في البالد، وتفضح مناخ التحديات واالضطهادات التي كبأنه ليس هناك تناقض أو اختيار حتمي لقد أكدت ".. مهزلة شنيعة"هذه االنتخابات إلى

بين طريقين بل اختالف بسيط في المستوى بين هذه الحركة الجماهيرية وبين عملها ف�ول مرة : وفي الواقع فقد نشأ وضع جديد على أرض الصراع السياسي المفتوح. ذاته

غواي تكون هناك إمكانية وجود طريق انتخابي سلمي خارجا عن التواطؤ في اYوروما . ، Yول مرة هناك تصويت يساري مفيد"الكولورادو"و" البالنكو"التقليدي بين حزب

لقد كانوا، هم، أبرز من ساهم في .. كان هذا الوضع الجديد لينشأ لوال التوباماروسأزمة النظام السياسي التقليدي يق التعجيل بتوعية الجماهير الشعبية وبتعم

وبانهيار اYحزاب القديمة المسيطرة وتوحيد المعسكر الشعبي عن طريق توسيع حقل بإرغام الحكومة على المحافظة على - يا للمفارقة الغريبة - الصراع الطبقي ال بل وحتى

كيما تحافظ على آخر ما تبقى من شرعيتها " الديمقراطية التمثيلية"شيء من . لم تكن البرلمانية الشكلية قد ماتت بعد. تاريخية، على آخر سبب من أسباب بقائهاال

لقد كانت ممارسة التصويت، رغم التزييف الناجم عن الجو القمعي، في اYورغواي شيئا لقد كانت ممارسة معترف بها : مختلفا تماما عما كان يجري في بوليفيا أو غواتيماال

قاليد الوطنية ومستحوذة على ثقة قسم كبير من ومتأصلة في المؤسسات والتأكان هذا خداعا أم ال، فمن غير الممكن إنكار كونه واقعيا سياسيا وسواء . الشعب

30

ن لها الحد اYدنى من يعني عدم دفعها إلى مغامرة انتفاضية متسرعة قلب أن يتأمظروف النجاح الموضوعية ويعني كذلك عدم تفويت أو التفريط بالفرصة التاريخية،

إنه . تأتي الساعة، في استغالل وضع متأزم وحاد للقيام بالوثبة الثورية الحاسمة عندما تفادي االنتهازية اليسارية واالنتهازية اليمينية اللتان يجمعهما طابع مشترك هو العجزعن أن تقوال للمناضلين الساعة الصحيحة، أي العمل الواجب القيام به في الساعة

ال بل أن التحكم بعامل الوقت والتحليل الصحيح المتعدد الجوانب والجدلي . الراهنةلمجمل الظروف واYوضاع الراهنة قد مكنا التوباماروس من تحاشي الوقوع، بشكل عام

اYخطاء الحسابية الحتمية والتي قد تكون عملية االستيالء مع اYخذ بعين االعتبار بعض (في المبالغة في التقليل من ) من جملتها 1969أكتوبر / تشرين اYول 8في باندوعلى

وكذلك ) حركات حرب العصابات(قيمة العدو وهو الخطر الذي تقع فيه الحركات الفدائية د اYحزاب والمنظمات اzصالحية أو في المبالغة في تضخيم قوة العدو الحقيقية كما عن

.ديمقراطية -التي أصبحت اشتراكية

، كما تشير القيادة إلى ذلك في "إن القيام بتقييم شامل وكامل لكل عمل عسكري"إحدى توصياتها المكتوبة، يفترض، في كل مرة، تقييما مسبقا لميزان القوى في الوقت

ال في مكان المجابهة فقط بل أيضا في كل المقرر لتنفيذ العملية العسكرية المرتقبة، .نقاط الوضع العام اYخرى وذلك لحساب مضاعفاتها المباشرة وغير المباشرة

مجرى عمليات فريد، دقيق الذي كان ينظم، بأسلوب خاص ومن هنا كان هذا التوقيت الت التوباماروس ووتيرتها، هذا التناوب المقصود في العمليات الهجومية، واالنحسارا

يكمن نات التي كان االتكتيكية، وفترات الركود المؤقتة، والظاهرية والتصريحات والبيمعناها وفاعليتها السياسيتان في مضمونها الخاص بقدر ما كان يكمن في عالقتها

.بالظرف وبالزمان

إن سبب هذا الصعود والهبوط، وهذه الثغرات المؤقتة في نضال التوباماروس ال ير جع ات كبيرة ذات طبيعة عسكرية أو مادية بقدر ما يرجع إلى اختيارات مقصودة إلى صعوب

هذه الحقيقة بالنسبة إلى العمليات التكتيكية في وضع وتصبح. ذات طبيعة سياسيةمعين وفي فترة زمنية قصيرة حيث تكون النتيجة المتوخاة تتطلب أسابيع أو أياما أو

إن ما كان ممكنا، . ل الكبرى في عمل الحركةساعات كما تصح كذلك بالنسبة إلى المراحخطف - 1965لم يكن كذلك ف يأورغواي سنة 1969على سبيل المثال في اYورغواي سنة لقد كان من الضروري لكي تصبح الحالة على ما : - صاحب مصرف، إعدام جالد أو عميل

التأميم هي عليه أن يكون هناك أزمة اقتصادية بدأت تتضح في تجميد اYجور، ورفعالمتزايد عن المصارف والصناعة، والتخفيض الكبير للعملة، وأزمة سياسية باتت ال تطاق

في عرض الشارع وتعميم الرقابة والقمع وانتهاك Liber Arceليبر أرسي بسبب اغتيال

7

وجدوا، مدة عدة سنوات كمنظمة دون إنه لمن المناسب أن نتذكر هنا أن التوباماروسخارجا عن (أن ينشروا أي تصريح مبدئي أو أية وثيقة عن نشأتهم أو أي بيان علني ر التي تخبر المناشير الداخلية والكتب التثقيفية المطبوعة على ا�لة الساحبة، والتقاري

وإن أول نص مشهور يعبر عن . ولم يكشفوا عن هويتهم كمنظمة) عن نشاطات اYركاناYجوبة المختصرة - دون توقيع شخصي 1968يونيو سنة / فكرة الحركة ظهر في حزيران

وإن البالغات . بعد إشعاع عمل داخلي - ثالثين سؤال محرجا إلى التوباماروس"عن كالرسالة المفتوحة (ارتبطت بمالبسات وعمليات دقيقة الموجهة للرأي العام قد

كان طابعها التنبيه والعرض ) 1968ديسمبر / الموجهة للبوليس في كانون اYول 1971يوينو سنة / وإن البرنامج المفصل اYول ظهر في أول حزيران. والتفسير العملي

وإن هذه المنظمة " ليوفرنتو إمي"لبرنامج ) منافسا(في جو الحملة النيابية موازيا أو الوطني ابتداء من وضع التي غيرت خالل بضع سنوات كل معطيات الوضع السياسي

اYحزاب اليسارية الموجودة لم تقم قط بمحاولة خطية أم شفهية، معلنة أم خفية مع ولم توجه لها تقريرا ولم تنعتها بأية هذه اYحزاب وال مع الحزب الشيوعي اYرغواني،

ال هذا وال ذاك، ... أهذا احتقار أم عدم اهتمام؟. لم تشر إلى خطها السياسيصفة وحتى وإنما هذا الصمت ناتج عن أن التوباماروس أشاروا في الجواب الثاني عن اYسئلة

بينهم وبين المنظمات اليسارية " الفرق اYساسي"الموجهة إلى التوباماروس، إلى كبر منا في البيانات ونشر النظريات المتعلقة اYغلبية منها تبدو لها ثقة أ: "اYخرى

بالثورة لتهيئة المناضلين وخلق الظروف الثورية، دون أن تدرك أن اYعمال الثورية هي ".التي في اYساس تعجل باYوضاع الثورية

وفي مجال نقل مركز الثقل في الصراع الثوري من حقل التفسير النظري إلى حقل فإن حركة التحرر الوطني لم تهمل قط الصراع الطبقي !التنظيم والنشاط العسكري

بالعكس فقد ساهمت في إنشاء . السياسي وال العمل العقائدي في وسط الجماهيروالغريب في ذلك أنه . وضع جديد وطريقة جديدة بإدخال القيم العسكرية في السياسة

حركة التحرر ودقة أكثر من ليس هناك من منظمة مسلحة مسيسة بواقعية ودقة أكثرأو باYحرى ليس هناك من منظمة سياسية خاضعة للخطة العسكرية . الوطني هذه

.بواقعية ودقة أكثر من حركة التحرر الوطني

. إن مجادالت التوباماروس هي عملياتهم، وهذه المجادالت العملية هي أيضا سياسيةا، فقد امتنعوا عن أرادوا أن يعطوا لنشاطهم طابعا عمليا وتجريبيا بحت وليس Yنهم

النزاعات الكالمية، وعن اللعبة الكالسيكية القائمة على التفرقات اYيديولوجية التي ال غاية لها والتي بفضلها تكون الحركة، على ورق، شخصيتها برفض شخصية ا�خرين

وإنما أرادت ذلك ليتسنى لها أن تقود الصراع . أن تهتم بتثبيت شخصيتها بالذاتدون لوجي بطريقتها الخاصة التي هي أكثر تحريكا وأكثر فعالية، فإنارة الجماهير اYيديو

8

للتناقضات الطبقية ليدركوا مصالحهم الحقيقية، وتوضيح الخراطة اzستراتيجيةيدركونها في اYعمال، وفضح العدو اYساسي والتشديد على علهمأمامهم، وج

ل اYزمة العامة اYيديولوجية ، وتعجيالتناقضات الموجودة بين الطبقات الحاكمةهذه اYهداف كلها هي المحرك اYول Yعمال .. والسياسية، أزمة نظام حكم البرجوازية

ليس موجها لخلق انشقاق داخل اليسار، وإنما فنشاطهم. التوباماروس اليوميةلتفادي هذا االنشقاق وzزالة الحدود القديمة المصطنعة، ولرسم الخط الحقيقي الذي

صل بين الجبهة الشعبية بكل اتساعها وجبهة الطغمة الحاكمة الموالية يفل�مبريالية، ولتقديم حجة جديدة للحركة الشعبية كي تتجمع حول مواقف مبدئية دون

وهذه الحجة الجديدة غايتها أن تضع التناقضات . أي تحيز أو انتهازية أيديولوجية .ي القائم على العداوةالموجودة في صميم الشعب فوق التناقض اYساس

إن صحة عملهم وخاصة استمراره الثابت، سمح لهم أن يصلوا إلى أهدافهم -عمليا - ، وبتحقيق)خصوصا الكالم والحبر(باستخدامهم الوسائل بصورة مقتصدة

تكثير القوى التقدمية، وكسب القوى التقدمية، وكسب القوى االنتقالية، : "عبارة ماو ."وفصل القوى المتطرفة

لم يحاوال إمالء أو فرض خطتهم على باقي اليسار بطريقة أما من جهتهم فإنهم إرهابية أو تمريرها خفية، كما أنهم لم يحاولوا تغيير الخطة السياسية المختلفة أو

.المنافسة لهم بالشتم والرقابة الفكرية

.. ؤتمرفوظيفة الطليعة ليس لها لقب معين وهي ال تربح وال تخسر بفضل خطاب أو م فكل واحد يحكم حسب نوعية عمله، واYفضل يربح، هذا هو التحدي البسيط الذييوجهه التوباماروس لجميع مناضلي بلدهم الذين يعرفون جيدا أن تطور الصراع الثوري

.نفسه ينتهي بغلبة التقارب والتناسق واالنضمام إلى المعسكر الشعبي

ائرة الصراع المسلح فضيلة المقاتل الكبرى وإذا اعتبرت إعادة االعتبار للذكاء في دفإعادة االعتبار للذكاء هذه قد عرفت بفطنة أن ال تتشامخ، ال بل أن - ومبدأ فعاليتهفهي أهم ما أتى بع التواباماروس، ولذا يجب إعطاؤها أكثر من مفهوم - تعمل بصمت

.واحد

ومحير كحرب الفيتنام فالذكاء هو أوال سالح حرب قديم كأوليس وحرب طروادة، وجديد اليوم القائم على الحيلة والخديعة، وموهبة االختراع والمهارة اليدوية وروح المبادرة

وا�الت والطرق غير المطابقة، " المعطيات"الشخصية، وتخيل التنوع واالحتيال، وصنع المستعملة في القتال عادة، وهو سالح الشعب اYفضل، وقوة الضعفاء القديمة العهد،

29

تتضح لنا أسباب لجوء التوباماروس إلى استعمال النضال المسلح بشكل دفاعي ومرتبط مباشرة بمدى تصعيد العنف من جانب الحكومة باzضافة إلى الدقة ومحدود

ال بد من أن تنتظر الحركة حتى يصبح فمثال كان : المدهشة في تقدير حدود الردالتعذيب أمرا واقعا حقا وثبتا وأكيدا ومعروفا في كل اYورغواي قبل أن تأخذ قرارا بإعدام أحد موظفي اYمن المشهور بمسؤوليته عن عمليات التعذيب في منتصف عام

.وفي وسط الشارع 1970

و الغبن أو الفضيحة قد كان التوباماروس يهتمون دائما، عندما ال يكون الظلم أتوضحت، لسبب أو �خر، أمام الجماهير، أن يسبقوا أو يلحقوا يتنفيذ اzعدام أو أية

ال شك أنه من الواضح أن شعبية عملية ما أو ال . عملية غيرها، بحملة توضيح سياسيةشعبيتها ال يمكن، في الوقت الراهن، اعتبارها معيارا ثوريا خاصة في بلد خاضع لكل

بعد urbanoأوربانو "هناك أعمال، كان يقول . ابيل المراقبة والدعاية الحكوميتينأحبقليل، ذات أهمية كبرى في الثورة ال Dan Mitroneبدان ميتريوني تنفيذ اzعدام

، كما مصلحة ثورةفقد يمكن أن يكون هناك وفي الواقع". يفهمها الشعب دائما حاالاجب المنظمة الثورية أن تحققها إذا أخذت بعين ، من ومصلحة دولةيقال بأن هناك

إال أنه . )بالنسبة إلى قارة أميركا الالتينية(مسؤولياتها اzستراتيجية والقارية االعتباربالرغم من االستغالل البشع والمخزي للمشاعر اzنسانية للطبقة الوسطى التي لجأت

كذريعة فإنه لم عدام ميتريونيإليه الحكومة ووسائل إعالمها في ذلك الوقت، متخذة إيبق أي إنسان في اYورغواي إال وانتهى إلى معرفة من كان رب العائلة الكبيرة المحترم

التي كلفته بمساعدة قوى القمع في C.A.Iعميل للمخابرات اYمريكية المركزية : هذاد اYورغواي بعد أن قام بمهمة مماثلة في البرازيل والتي ضحت به عن سابق قص

وتصميم، بعد أسره وذلك لخدمة متطلبات الدعاية اzمبريالية وحساب حكومة اYورغواي .السياسية

جعل إدوار ووسائل الكفاح المسلح التكتيكية تتطابق ومراحل التطور الموضوعي - :لميزان القوى

أو مفهوم " مجمل الظروف واYوضاع الراهنة"وهذا يفترض تحريا دقيقا عن حقيقة -والذي يعتبر قلب الممارسة والنظرية اللينينة في الصراع السياسي - "الحاليالزمن "

، إذ أنها تعتبره )5أنظر الوثيقة رقم (قد شرح بتوسع في وثائق حركة التحرر الوطني إن احترام الجماهير ال يعن فقط . العسكرية - نقطة االرتكاز في ممارستها السياسية

ا ووطنيا معينا ما زال حتى ا�ن، في الظروف الذاتية اYخذ بعين االعتبار تقليدا شعبيالمستقلة عن إرادة - الراهنة، في حالة بدائية بل أيضا احترام الوتيرة الموضوعية

إن احترام الجماهير . طليعة ما وعن قراراتها المتخذة من جانب واحد لنضوج وضع عام

28

. رفع العقوبات عن العمال المضربين في المؤسسات ووضع حد لتدخل مراكز التعليمومن تلبية حاجاتها الخاصة الحركةإال أن أي اعتبار من هذه االعتبارات لم يمنع، طبعا،

من مصلحتها أن تتقوى المنظمة وتتمول وذلك بإفهام الجماهير العاملة أيضا بأن وأن مصالحها . ن المصالح اzستراتيجية للثورةوتتسلح باسمهم من أجل الدفاع ع

.ومصالحهم، هي، في نهاية المطاف شيء واحد

:التنسيق بين أساليب وأشكال الصراع وبين مستوى الوعي واالستعداد عند الجماهير -

هي شيء آخر مختلف تماما عن مادة أولية غير محددة يمكن تجزئتها " الجماهير"إن إنها ليست بعجينة يمكن . ح القومية وفقا لتقسيم الحدودإلى عدد معين من الشرائ

تكييفها حسب رغبات حفنة من المتطوعين اYبطال أصحاب اYفكار الواضحة كما يتخيل قد ذلك المثاليون اليساريون، وال هي بالبخار المجرد، بالشكل الذي ال محتوى له، والذي

إن . وحي بذلك االستعارة التروتسكيةتسير طاقته محركات آلة صنع الثورة كما تريد أن تالجماهير تتحدد بتاريخ خاص بها وتوجد، بشكل محسوس كطبقات متحددة ومتمايزة

" تكوين نفسي"فريد وتشك�ل معين لعالقات اzنتاج وثقافة معينة و قوميضمن إطار إن القول عن الطابع القومي). حسب التعبير الستاليني عن المسألة القومية(معين

يعني أنه شيء حتمي وقابل للتحول في آن معا، أي أنه أمر مكتسب " محدد تاريخيا"بأنه لقد أخذ التوباماروس بعين . في الحاضر وقابل للتطور عبر تحول الظروف الموضوعية

إن . االعتبار هذا الواقع الموضوعي، ال ليستسلموا له، بل ليستطيعوا اzسراع بتحويلهي التي يمكن فهمها بسرعة واعتبارها عملية طبيعية في بعض أشكال اعنف الهجوم

بوليفيا، Yنها تعبر عن التجربة التاريخية للجماهير البوليفية، قد ال يفهمها شعب إن بعض السمات . اYورغواي وال يقبل بها، ال بل يرفضها في فترة زمنية معينة من تاريخه

تهكم وإباء ونظرة عملية وواقعية التي تميز إنسان اYورغواي في حياته اليومية من ل�شياء واقتضاب ساخر قد تواجدت أو انعكست في أساليب التوباماروس في العمل

إذ ما العمل لمجابهة هذه الذهنية السلمية والمتشبثة باحترام . والكالم والكتابة الشرعية القانونية وهذا الرفض الغريزي للعنف المتأصل في مجتمع كان ما يزال لفترة

وجيزة خلت، مزدهرا ومستقرا منذ مطلع هذا القرن بفضل السياسة اzصالحية الجريئة والتي أكملها خلفاؤه من حزب Battle et ordonizباتل اي أوردونيز التي قام بها

بشيء من النجاح بفضل نجاح موسم القطن واللحم ومساهمة السوق " الكولورادو"هة كل هذا بشكل مباشر والمباشرة، بين ليلة كان من المستحيل مجاب العالمية؟ لقد

كان من الضروري أن تنتظر المنظمة . وضحاها، بحرب ثورية في ظروف معقدة كهذهذهاب الطبقات المسيطرة إلى حد تدمير شرعيتها ذاتها بنفسها قبل أن تلجأ إلى

رض ، دون أن تكون قد خاطرت بالوقوع فيا لعزلة، أشكال تفأشكال من العمل المباشرمن هنا . ذاتها عندئذ كرد ضروري على فشل اYشكال التقليدية اYخرى في النضال

9

إنه متعدد اYوجه دائما جديد، ال يفنى أبدا، وهو تلك القوة المحرقة الالمتناهية التي .ال سالح لهم، والتي تشع كل صفحات الكتاب يملكها الذين

وهو الذي يسمح باحتالل مقر الحراسة ومستودعات اYسلحة المركزية في البحرية دون شر كتاب محاسبة أو تهرب كلأن تطلق طلقة نار واحدة أو تحدث أزمة حكومية بن

.كادرات الحركة من السجن دون أي خدش

إن هذا السالح هو أكثر ابتكارا مما نتصوره في أميركا الالتينية حيث الكثير من FALالمقاتلين كانوا يميلون إلى وضع ثقتهم في قوة النار المتفجرة من أسلحتهم الـ

هو عامل عارض بينما دماغهم هو FALالـ ، أكثر من وضعها في دماغهم، إذ أن M3أو الـ إن استعمال هذه . عامل ثابت في متناولهم كل ساعة دون أن يحدهم زمان أو مكان

. الوسيلة على سلم أوسع يتطلب دون شك شروطا خاصة لم تعط دائما بنفس الدرجةوال يمكننا أن ننسى أن التوباماروس يشكلون ظاهرة ثقافية غير منفصلة عن مستوى

كل الفوائد المتراكمة لقد ورثوا. تطور الصناعي والتقني واالجتماعي في اYورغوايالالناتجة عن مجتمع رأسمالية متقدم نسبيا، وأغناهم بالكادرات السياسية والتقنية

المختصون، وأهل الحرب والمحامون المهندسون والتقنيون والعمال (العالية المستوى لذي منه تنبع فاعليتهم العملية هو أوال واقع اجتماعي، ا..) واYطباء والمحاسبون الخ

.غير أنه ال بد من معرفة االستفادة من هذه المعطيات

وهو ال يظهر بوضوح في هذا الكتاب، . لكن ذكاء التوباماروس اYساسي هو أكثر عمقافهو الذي وضع السياسة في مركز . فيجب التفتيش عنه من خالل خيوطه المشبوكة

بعد أن مزج الجانب السياسي بالجانب العسكري لدرجة أنه لم يبق للسياسة القيادة التحليل النظري هذا مع الخط السياسية وممارسة الدعاية فذوبان.. كيان مستقل بذاته

.سوء التفاهموالكفاح المسلح قد ساهما في خلق نوع من

يعرض كما هو، فلم ن مفهوم اzستراتيجية السياسية لحرب العصابات التوبامارية لم إيظهر منه إال ناحيته التكتيكية، والعسكرية، أي عملية التخريب المحكمة، والتمويل

وإذا أخذت هذه الناحية على حدة اعتبرت في حد ذاتها ... والضرب والدعاية المسلحة الخ .التي تغمر المياه ثالثة أرباعها ICEBERG بدت شبيهة بالكتل الثلجية

لعسكرية ومعناها أي محتواها الطبقي، واختيار الهدف، وطريقة فإن مدى العملية ابها والعالقة مع الكفاح الجماهيري الجاري القيام بالعملية وساعة العمل المباشرة

والدخول في جهاز متناقضات العدو المتحرك في النقطة والساعة الحساسة، كل هذا ال .يظهر بجالء إال بعد مدة طويلة

10

لجديد تأخذ العملية مكانها الخاص كمرحلة معينة لمسار متواصل وبهذا االعتبار ا .اسي عسكري على المدى الطويلومرتب، وكمخطط سي

إن مجرمي الحق العام واzرهابيين واللصوص القتلة المأجورين وأبناء العائالت المهووسين بالمسدس والعنف اYعمى الذي تتكلم عنهم الدعاية الحكومية وصحافة

صبحون بعد بضع سنوات ما كانوا عليه في البدء، مناضلين ماركسيين النظام يمن وراء العمل البسيط دقة عجيبة في التحليل االجتماعي ونكتشف. يننيليني

والسياسي ومعرفة صحيحة Yنظمة عمل المجتمع اYورغواني وقوة جدلية نادرة في ي البداية، لم تكن لكن أهداف الحركة السياسية، وخاصة ف. السيطرة على الواقع

مهملة بل كان يعبر عنها في السلوك الفعلي الذي سعى التوباماروس إلى أن يجعلوه فكل . واضحا مفهوما من الذهنيات اYقل استعدادا والعقليات السياسية اYكثر تصلبا

هما االنطالق : ضربة موجهة لجهاز النظام القمعي يمكن أن يقرأ ويؤول حسب اتجاهينإن محتوى .. السياسية إلى الوجهة العسكرية أو اتخاذ االتجاه المعاكسمن الوجهة

العملية الطبقي الذي يتجلى بوضوح أكثر أو أقل، حسب الظروف، له نفس أهمية نتيجته طبيعيا لسياسة ثورية ما كانت الحرب الثورية استمرارا فنادرا. التكتيكية العسكرية

عنف أو العمليات المسلحة تعبيرا طبيعيا عن ونادرا ما كانت أعمال ال. بوسائل أخرىوبهذا المعنى . مطالب الجماهير، ودرسا سياسيا، وإدانة أخالقية، كما هي الحال هنا

فإننا ال نتعدى الحدود إذا قلنا إن التوباماروس أخذوا على عاتقهم أهم ما حوته نظرية .كةالمعلم الروحي للحر شت غيفاراالتي بلورها وطبقها " فوكو"الـ

فإنهم لم يأخذوا هذه النظرية كنموذج نظري ينقلونه كما هو بل يؤولونه ويكيفونه .اYورغوانيمع إطار المدن

جهازا عسكريا متضمنا قيادته العسكرية ذاتها، وقابال Yن يولد، " الفوكو"وإذا اعتبرنا أنفسهم انطالقا من عمله ذاته، ديناميكية ثورية جديدة، فليس من العجب أن يعتبروا

، إذ أنهم يحددون بذلك وفي الوقت نفسه نوعا من )5مراجعة الوثيقة رقم (كالفوكو السياسية العسكرية ونمطا في التنظيم ودورهم الموضوعي كمركز اzستراتيجية

.التاريخيالجغرافي و" المخروط الجنوبي"طاق إشعاع وامتداد القتال في ن

ثوري بالذات، والتسلح واالستعداد والتجهيز العمل ال"إن المبدأ الذي بموجبه يؤدي " والقيام بأعمال تنتهك شرعية البرجوازية إلى والدة الوعي والتنظيم والظروف الثورية

الجواب عن اYسئلة الثالثين الموجهة إلى (والذي تعترف به المنظمة كمبدأ أساسي .ال يدع أي مجال للتشكيك في أصله ومنبع إلهامه) التوباماروس

27

دون أن تدعي لنفسها احتكار أو االستئثار بهذه المنظمة، الناطقة باسم الشعبجنب مع كل التنظيمات الشعبية تتطابق أكثر فأكثر مع والعاملة جنبا إلى المهمة،

جهة أعدائه في موا) الذي ال يستطيع أحد أن يستهزء به(سلطة شعب اYورغواي ولقد ردت الحركة، باسم هذا الشعب بالذات، على التصعيد القمعي الذي . المشتركين

وباسمه أيضا لجأت، . قامت به السلطة بتصعيد مضاد للعمليات االنتقامية المشروعةعلى سبيل المثال، إلى اعتقال ومحاكمة أبرز أعداء العمال وأبضع كبار أرباب العمل

، ومن ثم إلى احتجازه ))بيريرا ريفربل. ك(ع اYكثر قمعا في النظام الذين يمثلون القطاوهذا . سجن الشعب Carcel de peublo، بل "التوبامارا"في السجن الذي أسمه ال سجن

التفويض الشعبي لهم بالسلطة ليس تفويضا شكليا أو وهميا من نسج خيالهم، بل .روليتارية والشعبيةإنه تكريس لمسار طويل في االلتزام بالمصالح الب

في الممارسة، : إن هذا االنصهار بين خط جماهيري وبين نضال سري مسلح يتطلب حسيا :ضرورة

:افق مع مصالح الجماهير العماليةجعل المصالح الخاصة بالمنظمة تتو -

العام في كل المناسبات إلى قاعدة تكتيكية، إال وليس من السهل ترجمة هذا الشعارو أن التوباماروس يجهدون لعمله، فعلى الصعيد المالي تحتاج هذه أن هذا ما يبد

" قوانين سلوكها اYخالقي"المنظمة إلى أموال وعليها أن تجدها حيث توجد إال أنها، في فاالستيالء على . تقيم بوضوح تمييزا مبدئيا بين الملكية البرجوازية وملكية العمال

حين أن الثانية، أي أموال العمال وصغار التجار اYولى ال يتبعه أي تعويض أو إعادة، فيوقد كان التعويض أو إعادة اYموال قاعدة . والمنتجين، يجب أن تحترم بشكل مطلق

ابتعتها المنظمة في كل مرة كانت فيها هذه الملكية تصاب، لسبب أو Yخر، بضرر من فبراير / ي شباطجراء عملياتها كما حدث مثال عند السطو على كازيو سان رافائيل ف

، إذ كان جزء من اYموال، كما يبدو، مخصصا لدفع أجور المستخدمين هناك، 1969، على أساس تعهد فاقترحت المنظمة على الحكومة، علنيا، أن تعيد إلى الموظفين

أما على صعيد الدعاية المسلحة فقد كانت أعمال . أخالقي، كل المبالغ المستحقة لهمدي للطغمة الحاكمة تتقيد بالرغبة الصادقة بعدم التسبب تخريب الجهاز االقتصا

وقد كان، في معظم . بإغالق مورد عمل بالنسبة إلى العمال أو بدهورة ظروف العملاYحيان، الثمن المطلوب ل�فراج عن بعض شخصيات النظام المخطوفة أن تدفع الحكومة

عض النقابيين والعمال فورا كل مؤخرات وتعويضات عمال مؤسسة مضربة أو أن تعيد بوكانت الهدنة التي اقترحتها الحركة على الحكومة في ...المفصولين إلى مراكزهم الخ

تنص، مثال، من ضمن الشروط العديدة zيقاف القتال، ال على إطالق 1970سبتمبر / أيلول سراح السجناء السياسيين وحسب بل أيضا على إلغاء المراسيم القاضية بتجميد اYجور

26

الشعب بالذات أن يتعرف حقا إلى نفسه في هذه الطليعة وأن يتشبه بها ويقبل ير فإنه ال يحتاج لكي يستطيع المحرك الصغير أن يسير المحرك الشعبي الكب. بقيادتها

إلى تكييف وتطابق ينظمان بين مبادرات ومناهج فقط إلى أنابيب تصل اYول بالثاني، بلوهذا التالحم . اYول من جهة واستعدادات وإمكانيات الثاني الموضوعة من جهة أخرى

ال يمكن إال أن يحدث انفصال وخطر فقدان االتصال، يتطلب أكثر من الضروري، والذي بدونهإنه يتطلب فهما نظريا للمسار الكلي للتطور الوطني المنظور : جرد فهم تنظيميم

إن الخط الصحيح هو وحده الذي مكن حركة التحرر الوطني . إليه جدليا في كل أوجههوإذا . بأن تضرب وتصيب في كل ضرباتها تقريبا، وفي الوقت والمكان المناسبين

أن نرى السمة لني فقد نستطيع، ربما استدلينا بالوثائق النظرية وبنشاطها الع .وبين عمل سري مسلح" خط جماهيري"االنصهار العجيب بين اYساسية لهذا الخط في

وهذا االنصهار يحتوي على مفارقة كبرى ذلك أن التنظيم السري، وخاصة في الوسط عاموديا، وأن المديني، مضطر إلى أن ينغلق على ذاته وأن يعمل من فوق إلى تحت،

قلص إلى أدنى حد، Yسباب تتعلق باYمن، مساحة اتصاله بعالم الشرعية، في حين أن ياYفكار "الخط الجماهيري يفترض حركة من تحت إلى فوق، حركة متواصلة لتلقي

وكل هذا يستوجب، من الجماهير وتركيزها وتحويلها إلى شعارات عمل" الصحيحةاركة المفتوحة في المنظمات النقابية ظاهريا، عمال شرعيا أو شبه شرعي من المش

والمهنية والسياسية أو في التحريك ) التي تلعب دورا أساسيا وإيجابيا في اYورغواي(رغم ذلك فإن منظمة التوباماروس قد . والتوضيح على مستوى اYحياء ومراكز اzنتاج

على أن نسفت هذه المفارقة المزيفة فكان الكسب اYساسي الذي حققته هو البرهنةلقد فهموا . إن العمل السري ال يتعارض مع العمل السياسي. الجمع بين االثنين ممكن

وأفهموا ا�خرين أن العمل الجماهيري، في البداية، هو باYساس عمل تنظيم وأن هذا بالمقابل، وكلما تقدم في النمو، قد يستطيع أن يخلق الظروف من تعبئة / اYخير

القول، بشكل مبسط أنه توجد عالقة جدلية بين التنظيم قد نستطيع . "جماهيرية. والنضال المسلح والجماهير، وأن عنصرا واحدا منها يمكنه أن يؤدي إلى العناصر اYخرى

وهذا الواقع يزداد يوما بعد يوم، وأنه يكفي أن نزرع مرة واحدة . والعكس صحيح كذلككما أنه كان ينبغي علينا وما زال ن بالتالي من أن نحصد ما زرعناه، بصعوبة حتى نتمك

من وثيقة ". (فأكثر ينبغي حتى ا�ن أن نستمر في الزرع حتى نستطيع أن نحصد أكثروعلى هذا اYساس فقد أمكن بدون انتقائية، ). 1971للمنظمة صادرة في بداية عام

إنها طليعة ال . إنشاء منظمة متميزة تشكل إنسانيا وسياسيا ما يسمى بالنخبةإن حركة التحرر الوطني ال تشكل . عسكرية خالية من الروح العسكرية عة، إنها قوةتقلي

. اليوم في حياة اYورغواي جسما غريبا، أو جهازا مقابال أو جانبيا في الحركة الطبقيةإنها، بصفتها المدافعة عن نضاالت العمال المطلبية والداعية والحامية لتعبئة

إن السلطة الذاتية الموازية لهذه . ن الحركة الشعبيةالجماهير، جزء عضوي وأساسي م

11

ن التوباماروس قد أعطوا لفكرة استخدام اYداة السياسية العسكرية هذه اYداة التي إمن الداخل والتي تدير هي الجهاز الوحيد الكثيف حيث تكون السياسة الروح المحركة

حركات الجسم العسكري دون أن يكون لها كيان قائم بذاته، أي دون أن تتخذ صورة حزب كل معناها ال بل معناها " وعلى مستوى أعلى"حدة أو قيادة سياسية تحمل على

.الحقيقي الوحيد

قبل أن يأتي اليوم الذي نتمكن فيه العمل العلني ورفع السالح وتوقيع اYسماء على المكشوف ينبغي، قبل ذلك، أن نزحف طويال على بطوننا التحتية وتدعيم البنيان

بع سنوات حتى ال ينكشف أمرهم وقد عمل التوباماروس المستحيل، طيلة أر. الداخلي، هي التي اضطرتهم إلى أن 1966ديسمبر / كانون اYول 22وكانت الصدفة وحدها، في

.ينكشفوا كمنظمة ويجابهوا القمع وجها لوجه

- ويرجع أكبر الفضل في ذلك إلى التوباماروس - نحن نعلم، وباYحرى بدأنا نعلم اليومظية، المؤتمرات الصحفية التي تحدث ضجيجا، عبادة اللف -إن االستعراضية الثورية

" الزعماء"البيان الالهب المرفوع في كل مناسبة، واYلقاب الرنانة والهيئات الدولية والذين يحاولون الظهور تحت صور تشي أو ما، وباختصار، كل هذا الفلكلور برسم

يركا تشكل مرضا طفوليا ومميتا يسبب أكبر نسبة من الوفيات في أم - المجالتإن هذا يشكل مطية سهلة لالنتهازية اليسارية . في أوروبا أم في فلسطين ،الالتينية

وعلى هذا اYساس فإن الجذرية البرجوازية . ولالنتهازية اليمينية على حد سواء .الصغيرة ال مكان لها عند التوباماروس وقد أعطوا المثل الواضح على ذلك

مام كل مرحلة من النضال، بدون تهور أو نفاذ صبر، إن حركة التوباماروس عندما تعمد، أودة تتناسب مع الوسائل المتوفرة، الحقيقية، واzعالن والصيت إلى جعل الغايات المنش

العالميين مع إمكانات التدخل الفعلي على الصعيد الوطني، فال تكون تتصرف أبدا وج سياسي ضمانته إن هذا التصرف هو دليل نض. على أساس من الحس العام المشترك

وليس حب عدم الظهور . الجدية واالستمرارية في العمل وال يمت إلى العفوية بأية صلةهذا دليل تواضع زائف بل إنه الثمن الواجب دفعه للتمكن من المفاخرة غدا بعدم اللجوء إلى خداع أحد أو الكالم بال طائل والذي تظهر قيمته في الوقت الحاضر عند أقل

ع من التوباماروس، هذا التوقع الذي يرتفع بحد ذاته إلى حد مستوى الفعل إعالن موق .السياسي ويفرض تصديقه على الجميع

إن تواضع الحركة وفترات صمتها الطويلة وامتناعها عن الطنطنة، وحياءها اYيديولوجي الظاهري ال ترجع بأسبابها إلى تصميم على إحاطة النفس باYسرار أو إلى

بخلق أسطورة بل إلى النتيجة الضرورية والطبيعية لمبدأ المعادلة الغالي االهتمام

12

: والذي نميل في اYيام اYخيرة إلى نسيانه قليال وهو Clawswitzكالوسفيتز على قلب .مطابقة اzرادة السياسية مع قدرتها اzستراتيجية الخاصة

شبيه يمكن أن يساعد على ال شك أن المقارنة ليست من وزن الحجة إال أن استعمال التالبائد، كالما كثيرا، بمناسبة توريزلقد سمعنا، في بوليفيا في ظل حكم . التحليل. أو عن سلطة البروليتارية الموازية" السلطة المزدوجة"، عن "مجلس الشعب"افتتاح

، إلى موضوع للتحريك سرعان ما تحول 1905وقد تحول هذا، بفضل تروتسكي وثورة . هوس جماعي أخذ ينتشر عبر الملصقات والخطابات واليافطات والتهديداتبدوره إلى

هذه - إال أن هذه السلطة المزدوجة لم تكن تملك، مع اYسف، سوى فكرتها ذاتهاالفكرة المغلفة ظاهريا بوضع قانوني مزعوم وبالعديد من اللجان واللجان الفرعية

بدون أن - ..هيئة رئاسة ونيابة رئاسةواYلقاب والوظائف الفخرية والمظاهر البراقة و. أو أن يكون لها أي تنظيم أو قوة مسلحة تسيطر على أية أداة في السلطة التنفيذية

: ال ينقصها إال شيء واحد ولكنه مليء بالعواقب لقد كانت اzرادة السياسية كاملةمع - موزرة فمقابل كل بندقي. كانت تنقص اYداة اzستراتيجية المقابلة لهذه اzرادة

خمس رصاصات بحوزة عامل كان هناك ألف ملصق على جدران الباز تمثل رشاشا حديثا وكانت المصيبة بالنسبة إلى المعسكر الشعبي في أنه لم . في قبضة الطبقة العاملة

إذ كان العدو نفسه يفعل نفس : يكن وحده يخلط بين الكلمات والرموز وبين الواقعما ليس في الواقع إال أمنية في بداية طريقها نحو التحقيق الشيء، فيصدق في النهاية

ويعمد إلى سحق السلطة الجنينية المثلى في ) وقبل أن تتجسد وتشكل خطرا(في خالل ذلك كان . مهدها، هذه السلطة التي كانت تتصرف وكأنها سلطة حقيقية

سلطة المزدوجة التوباماروس في اYورغواي يرسون، حجرا فوق حجر، اYسس الحقيقية للبدون أن يعلنوا ذلك في وثائقهم العلنية، وبدون ضجيج وتصريحات الهبة ولجان

لقد احتفظوا بالفكرة ولكنهم عوضا عن أن يهرقوها . تحضيرية ومظاهر استعراضيةبدأوا بإنشاء . في حبر غزير، جسدوها شيئا فشيئا، وبصمت، في ممارستهم لعملياتهم

أنشأوا المحاكم المحاكم ولجان التحقيق الخاصة بهم مثسجنهم الخاص وضمان أمنه باzضافة إلى وضع قانون أخذوا يعملون بموجبه، بدأوا بإنشاء جهازهم اzعالمي

الحكومية إيقاف موجة التعذيب والتجاوزات أصبحوا قادرين على ثموقوتهم الصدامية بإعالنهم عن نتقامية مباشرة ضد المسؤولين عنها أو اوذلك بقيامهم بأعمال

كانت تعلم أن تهديدات علنية باالنتقام من أصحابها كانت تؤدي إلى نتيجة Yن الشرطة - بدأوا ببناء منظمتهم السياسية. هذه اzنذارات ليست عنتريات برسم االستهالك

أصبحوا مؤهلين للنقاش مع وبعد ذلكالعسكرية وبوضعها على محك الواقع اليوم فقط أصبح من الممكن الكالم، بدون ). لسلطةلطة لالس(د الحكومة نقاش الند للن

لقد انتظر التوباماروس . تشبيهات أو استعارات أو أمثال، عن وجود سلطة مزدوجة

25

وبين تكاليفها البشرية والمادية فنرى كم أن عقالنية التوباماروس الحذرة هي أكثر إذ أنها ال تسمح لهم (من الناحية السياسية " أسلم"من الناحية العسكرية و" ديةمردو"

فقط باتخاذ المبادرة في الوقت المحدد بل أيضا بالتنمية والمحافظة، لمدة طويلة، على المدن في كاراكاس من التهور الهجومي الذي تميز به رجال عصابات ) خط هجومي

اع في اYنفاس فإلى انحسار محتم فإلى انهيار والذي أدى في مدة قصيرة إلى انقط(عن محدودية حرب عصابات المدن، انطالقا من 1964ومن هنا فإن ما كتب سنة ). نهائي

.التجربة الفنزويلية، ال ينطبق، كما أكدت التجارب، على اYورغواي اليوم

لكي تقوم الثورة

عن - وفي الوقائع أيضا - ةإن المبادئ التي تسير مشكالت التنظيم تعبر في الحقيقإن كل واحد يعلم أن التنظيم ما هو إال انعكاس وتكريس لخط سياسي . موقف نظري

ما هو مضمون هذا . معين ووضعه موضع الممارسة، وامتحانه من خالل هذه الممارسةوإذا كانت حركة التحرر الوطني قد . تلك قد تكون المسألة اYساسيةالخط إذن؟

من أربع سنوات من النشاط أن تقلب رأسا على عقب معطيات الوضع استطاعت في أقل هناك قد سمحت بذلك، إذ أن في اYورغواي، فذلك، بدون شك، Yن الظروف الموضوعية

في أزمة عامة، اقتصادية، سياسية 1965اYورغواي كانت قد دخلت بشكل ظاهر منذ تساؤل نمط ومستوى حياتها واضعة موضع الوأيديولوجية، كانت كذلك بارزة من قبل،

إال أن بلدانا أميركية أخرى شهدت وما تزال . ومؤسساتها وتوازناتها االجتماعية الداخليةتشهد أوضاع أزمة مشابهة، ال بل أكثر حدة من اYزمة في اYورغواي بدون أن تتحول هذه

تضحيات اYزمة الوطنية إلى أزمة ثورية، بالرغم من النضاالت المسلحة العنيفة والالكبيرة من جانب الطالئع الثورية الموجودة والجهود المتواصلة لزرع وتنمية الحرب

لكي تقوم الثورة، ال يكفي أن تعي الجماهير المستغلة والمضطهدة عدم . "الشعبيةينبغي، حتى تقوم الثورة، أن ال يستطيع . إمكانية العيش كالسابق وأن تطالب بالتغيير

إن الثورة غير . في العيش والحكم كما كانوا يفعلون في السابق المستغلون االستمرار ".ممكنة بدون أزمة وطنية عامة

ونستطيع أن نضيف حاال إلى هذه الجملة اللينينية المأثورة أنه لكي تقوم الثورة ينبغي أن تكون هذه اYزمة الوطنية مفهومة فعال من الطليعة الشعبية التي تسيطر

ينبغي أن تكون هذه . ل مناسب بقدر تفاقمها وتطورهاعليها وتستغلها بشكالطليعة طليعة هذا الشعب بالفعل، وفي الوقت بالدرجة الالزمين، أي أن يستطيع هذا

24

دون أن استعمال أكبر عدد ممكن من العناصر الخارجية ذات الكفاءات المتخصصة - أيؤدي ذلك إلى تخفيض المستوى النوعي للمنظمة نفسها أي بدون التضحية بالنوعية

وعدم التفريط بأية مساهمة وإعطاء كل واحد دورا فعاال . على حساب الكمية أو العكسإلى إدخال أي كان إلى النواة، وتقوية التخصص في المهمات، أي بدون أن يؤدي ذلك

زيادة فعالية المجموعة نفسها، وذلك بتفويض وتوزيع المسؤوليات على مختلف .جبهات القتال

التصرف بمورد دائم يغذي المنظمة بالمتطوعين الجدد من خالل العناصر الخارجية -بوالواقع أن التوباماروس لم يتمكنوا . لة دقيقةالمحيطة بها، بعد أن تلجأ إلى عملية غرب

هذا المحيط من سد النقص في العناصر البشرية والتعويض عن الخسائر إال بفضلYنهم كانوا ) كما أثبتت التجربة(الخارجي وذلك بدون أن يتعرضوا لخطر التسلل

المنظمة يختارونهم من خالل الضربات العنيفة والقمع المتواصل الذي كانوا يشركون إن هذا المد المتواصل، والمهيأ سلفا، من المتطوعين قد مكن الحركة . في مجابهتهالتآكل واالنهيار التدريجي والنزيف البطيء الذي ال مفر منه في الكادرات من تفادي

والمقاتلين، هذا النزيف الذي يصيب، على المدى الطويل، المنظمة الثورية المسلحة لقوات القمعية أن تعتمد، في مجابهتها، على عنصر الوقت، أما عندما يكون بإمكان ا

.هنا، فعلى النقيض من ذلك، لم يلعب عنصر الوقت لصالح القمع بل لصالح المنظمة

-إنشاء جهاز فعال للمخابرات واالستعالمات والتغلغل ليغطي كل قطاعات العدو - جي كل حرب عصابات داخل وهذا يشكل الشرط اYساسي والقاعدة التي ال غنى عنها ف

بدون هذا الجهاز ال يمكن توفير قوى المنظمة الذاتية وجعل كل ضربة من . - المدنالضربات الموجهة إلى البنيان السياسي العسكري للعدو تعطي أقصى حد من

وإذا كان التوباماروس قد نجحوا في التقليل، إلى أدنى حد، من إراقة الدماء . المردوديةى العنف المسلح الذي كان يستعمل كحل أخير وفي حالة الضرورة ومن اللجوء إل

العسكرية الحكومية بقدر اzمكان كما مع القوات المباشر القصوى، ومن تفادي الصدام نجحوا كذلك في القيام بأخطر العمليات وأشدها تعقيدا بدون أن تطلق طلقة واحدة

قيق في تكديس المعلومات فذلك بكل تأكيد الرتكازهم على عمل دؤوب ومنهجي ود .والدراسات والتحليالت

إذا كان ال بد من االختيار بين استعالم جيد ومسدس جيد، فمن اYفضل الحصول على إن متسلال .اYول، حتى ولو كان هذا يتطلب وقتا وجهدا، واالحتفاظ بالثاني في الجيب

روس قد جعلوا من هذه ويبدو أن التوباما. واحدا يساوي أحيانا أكثر من كتيبة كاملةفلنفكر مثال بالتفريط الذي أصاب حركة . العبرة العادية جدا مبدأ مهما في سياستهم

، ولنقارن بين نتائجها العملية 1966و 1962حرب عصابات المدن في فنزويال بين عامي

13

الوقت الكافي قبل أن يحولوا هدفا سياسيا ذا طابع خاص بهم يستعملونه كدليل .نظري لالستعمال الداخلي إلى أداة تثقيف سياسي وتعبئة شعبية

.. شعبي إال أنه سري بدون بزات وال إشارات وال قائد أعلى: ذا إذن جيش وال كالجيوشهو على اYقل حتى (حزب استمر زمنا طويال بدون برنامج سياسي علني : حزب وال كاYحزاب

وبدون نشاط أيديولوجي مميز وبدون صحيفة ناطقة باسمه وبدون مشاحنات ) 1971عام بل االثنين " Partido"وال حزب " Ejercito"ال جيش . اYخرى أو خصامات مع القوى السياسية

إن الجو . كما يقولون في اYورغواي "El- Movimiento"بل الحركة : معا، الواحد في ا�خرالعام واYساليب التنظيمية والقتالية والتعابير المستعملة وطابع النضال الوطني

Yوروبية للفاشية، هذه المقاومة الغنية والقومي العميق، كل هذا يذكرنا بالمقاومة ا ..بالدروس التي عرفت الحركة أن تستعملها وتدرسها

إن السمة المميزة للتوباماروس اYكثر إثارة لالنتباه من الخارج، وهي السرية التامة في . إنها ليست بآلة إنسانية أو تنظيم ال قلب فيه: اYسماء، ال يجب أن ال تؤدي إلى التباس

ة كبيرة، ولكن بدون أب، يمكن بالنسبة إلى الذين يناضلون فيها، من الداخل، عائلإنها، زعماء ال العلني، ولم تعرف الحركة، في تاريخها السري . أن يكون اzخوة فيها مجهولين

يمكن أن يحل أحد محلهم وال ضربات عبقرية أو أعمال طنانة وال فرديات نابغة، بل تضامن هو نقيض البطل إذ أن البطل الوحيد هو " التوبامارو"إن . ل بالكلال بديل عنه يجمع الكوعندما ألقى رجال الشرطة القبض، بطريق الصدفة وبدون أن . المنظمة أي الشعب

، مؤسس الحركة وأبرز ممثليها، وطلبوا منه أن يكشف هويته سنديكيعرفوه، على ت هذه النادرة صحيحة أم ال وسواء أكان". مقاتل كبقية المقاتلين: "أجابهم بكل بساطةال بل إن هذا النوع من الحقائق يجعل القمع البرجوازي عاجزا عن . فإنها تقول الحقيقة

من فهمه، ولعل هذا ما جعل الحكومة تغتبط وهي تفكر أنها قد قضت على المنظمةخالل قضائها على ما كانت تظنه رئيسها وقيادة أركانها دون أن تعلم أن قيادة بديلة

إن المجموعة هي . ، وتتابع مسيرة الحركة الصاعدة"سقطت"ستحل حاال محل تلك التي وهذا التضامن المنظم . وتتكلم وتقرر من خالل كل قائد أو مقاتلالتي تختار وتعمل

إن التعاون وتقسيم العمل السائدين داخل المنظمة . يؤمن لكل واحد فاعليته الكبرىوبالرغم من التقسيم التنظيمي والعزلة التي يجد . تقابلهما روح انطباعية ورفاقية

فالمنظمة تسهر . التوبامارو نفسه مضطرا إليها أحيانا فإنه ال يشعر بالوحدة إطالقاعليه وتنظم وتراقب وتوجه حياته اليومية فيصبح هو بدوره فردا جماعيا وصلبا وواثقا

د عرفته كل الثورات في إن اYخوة هي شعور ليس وليد اليوم وق: قد يقال. من نفسهذلك أنهم بنوا أخالقية : لكن التوباماروس لم يتغنوا به في فيض من الخطابات. العالم

أخالقية غير . جماعية، أصبحت شبه عادة حياتية، تنظم كل أعمالهم الصغيرة اليوميةمتزمتة أو منغلقة بل صارمة ومرنة مع قواعد سلوك غير مكتوبة تفرضها ظروف الحياة

14

ماعية في السرية حيث يمكن، مثال، أن يضطر رجال ونساء إلى السكن معا لمدد الجوفي الواقع فإن حركة التحرر الوطني، أكثر من أية منظمة ثورية . طويلة تحت سقف واحد

أخرى، قد ضمت إلى كادراتها المقاتلة عددا كبيرا من النساء على أساس من المساواة ي ينخرط مباشرة في النضال المسلح السري، كذلك وكما أن النضال السياس. الكاملةولوجية الثورية تدخل حياة المناضلين اليومية والخاصة وتنعكس في ردود يفإن اYيد

فعلهم ومشاعرهم فارضة عليهم، فوق كل شيء، التضحية في كل لحظة بفرديتهم قية وهكذا نرى خطا سياسيا يعبر عن ذاته بشكل محسوس من خالل أخال. وأنانيتهم

جماعية حيث ال يكون العمل الثوري نشاطا بين غيره من النشاطات بل وسطا حياتيا، قد أ رست،قبل استالمها السلطة، الطليعة مجتمعا، طريقة في الوجود، وبذلك تكون

ن العمل إ. والتصرفات والمواقف التي يفرضها بناء االشتراكية" اzنسان الجديد"أسس كرة وجديدة وهذه اYخالقية الفردية تشكل بدورها عمل التنظيمي يصنع أخالقية مبت

كان أحد قياديي التوباماروس وهذا ما . للمناضلين" تثويري"تحويل أيديولوجي والبرجوازي الصغير يشعر ": "تحويل اYعضاء الجدد إلى بروليتاريين"المسجونين يسميه

ه مرتبط بالمجموعة بأنه يكفي ذاته بذاته، المسألة هي في جعل المناضل يشعر بأنوهذا ما . وبأن يعي بأنه ال يستطيع أن يكفي ذاته بذاته وأن ا�خرين ال غنى له عنهم

، Yن هذا الشعور خاص بالعامل، "Prolétarisation" "تحويل اzنسان إلى بروليتاري"نسميه نه إ. إن نمط اzنتاج في النظام الرأسمالي يجعل العامل يعي عالقته بالعمال ا�خرين

".يعلم أن إنتاجه ليس ثمرة جهده وحده بل هو ثمرة جهد جماعي

إذا كان مفهوم الحياة يقاس بالنسبة إلى مفهوم معين للموت، فإن الطريقة البسيطة الخالية من التعظيم وشبه الودية التي تكرم بها الحركة ذكرى مناضليها الذين

ليس . ديد للوجود الثوريسقطوا في المعركة أو أرداهم القمع تدل على مفهوم جالموت سموا بطوليا وال تجليا بل هو حادث عمل يجب أن نعرف كيف نجابهه في كل

إنه احتمال وارد دائما إال أنه ال يقيم . لحظة ولكن أيضا أن نتفاداه ونحتاط له بقدر اzمكانفي إن هذا الجو العاط. أبدا كشكل من أشكال تضحية الفرد بحياته بشكل خارق للعادة

كل شيء . واYخالقي الخاص بالطابع اYورغواني يتأتى أيضا من صرامة سياسية معينةكل شيء يجري وكأن التوباماروس، ذوو الشجاعة . يتأتى أيضا من صرامة سياسية معينة

طبعا إن ظروف اYورغواي السلمية . والجرأة اYسطوريتين، يريدون تجنب االستشهادتسهل لهم مهمتهم إال أن ذلك ) مثال بالبرازيل أو بوليفيافلنفكر (والليبرالية نسبيا

ليس من صنع الظروف وحدها بل إنهم يسعون لتحقيق ذلك بممارستهم لهذا الفن الدقيق، الواقع في منتصف الطريق بين العلم والتقنية والذي يمكن أن نسميه، على

يير ومناهج االختيار ونعني بهذا مجمل المعا". بالحساب السياسي"الحساب االقتصادي، للموارد المتوفرة من أجل الحصول على النتيجة مختلف التطبيقات الممكنةبين

هنا يكمن اهتمام : أدنى كلفة ممكنة وأقصى مردود ممكن. السياسية القصوى23

ذا الجهاز يكون جزءا من جهاز سياسي عند صعيد معين من الثورة، وعندما ال يكون ه ").اYخير موجودا عليه أن يساهم في إيجاده

الحقيقي والمقلق - وهكذا فقد أعطى التوباماروس، في ردهم على السؤال التقليديحول عزلة الحركة الثورية المسلحة وانفصالها عن الجماهير وعجزها عن -وال شك

جوابا - وطنيااللتصاق بشكل محسوس بواقع الصراع الطبقي الفعلي على الصعيد ال .سياسيا مرنا ومعقدا تجسد في مفاهيمهم التنظيمية

الصيغ الوسيطة لالنضمام بذلك يكون التوباماروس قد وضعوا، بإقامتهم سلسلة من ومن الكادرات المتعاونة معها وبإنشائهم شبكة من المهمات اzضافية إلى المنظمة

سياسية، انتخابية، نقابية، (تنوع والتابعة الموجهة إلى الجهات الجماهيرية الكثيرة ال، حدا لسوء تقدير واستعمال الطبقات والقطاعات ..)جامعية، ثقافية، صحافية الخ

كان هذا الخطأ السبب الذي أوصل وقد. واYفراد الموجودين خارج التنظيم المسلحن لقد رفضوا التفريق، الذي كا. العديد من الحركات الثورية إلى عزلة جماهيرية قاتلة

يرتفع أحيانا بشكل خطر حتى يصل إلى مستوى التمييز المعنوي أو الماورائي، بين مقاتلين وغير مقاتلين، بين متحركين نشيطين ومتحركين سلبيين، بين صانعين

محايدة من " جماهير"و" من فوق"عة ليللمسار التاريخي وأدوات هذا المسار، بين طييزات الضرورية أو تذويب قوتهم الصدامية في إال أن هذا لم يقد إلى إلغاء التم. تحت

إن حرب الشعب تتطلب اشتراك. مرحلية أو تحالفات ال ترتكز على مبادئ" جبهات"وهو ليس مؤلفا فقط من رجال حرب العصابات ومن أعضاء . الشعب كله فيها وبنشاط

سريين أو دائمين، ولكن أيضا وبشكل أساسي من مستخدمي مكاتب ومتقاعدين وعمال وال يستطيعون ترك عملهم وربات بيوت وثانويين ) ل خاص في اYورغوايبشك(

ومثقفين وكذلك من كهنة وعسكريين وحتى من بورجوازيين صغار ومتوسطين ممن ينبغي عليهم ويستطيعون كلهم، بشكل فردي أو جماعي، كل حسب إمكانياته

.التحرر الوطنيوالمكان المتواجد فيه، المساهمة في مجهود النضال من أجل

ويؤمن هذا النمط من التقسيم المتدرج، على الصعيد السياسي، الذي هو الصعيد اYساسي، اتصال حركة التحرر الوطني بالجماهير الشعبية العريضة ويسمح لها بكسبها إلى قضيتها ويحطم الحصار الذي يفرضه القمع من خالل الصمت والرقابة

تحبيذ إلى تعاون منظم وواع والهتافات المؤيدة واالفتراءات ويحول التعاطف وال: كما يقول الرفاق البرازيليون الذين عانوا من ذلك اYمرين(والتصفيق إلى دعم حقيقي

).El aplauso en apoyo" تحويل التصفيق إلى دعم"

أما على الصعيد التنظيمي والعسكري الذي ال يمكن فصله عن الصعيد السياسي :لفوائد التاليةفيقدم هذا النمط ا

22

دة مساندةانغالق المنظمة الشديد واستعمال أوسع قاع - 5

إن هذا الجمع بين اzجراءات اYمنية اYشد صرامة بما يتعلق بحياة وبنية الحركة الداخليتين وبين التشعب والتوسع الحقيقيين فيما يتعلق بالتحالفات واالتصاالت

، ولكن كذلكومناطق النفوذ ال يرجع فقط إلى رفض أيديولوجي للتشيع التنظيميهنا يكمن التجديد اYكثر غنى . ديدة في التنظيموقبل كل شيء إلى ممارسة ج

بالمضامين والتعاليم واYكثر ربحا كذلك، إذا كان صحيحا أن المنظمة تدين بقوتها ال تنفصل في الواقع عن قوة لهذا الجمع بين اYضداد، إن القوة الذاتية للمنظمة

ة ال تلعب دورها أي أن القاعدة المساند .محيطها، رغم أنها غير مرتبطة عضويا بهااالعتيادي كقوة دعم ثانوية، ولكنها تشكل جزءا ال يتجزأ مما يمكننا أن نسميه بخط

.الدفاع عن القلعة المركزية أي عن المنظمة

إن مأثرة التوباماروس تكمن في تمكنهم من العيش بنجاح في الوسط السياسي ات على جميع أصعدة والذي تربطهم به كل أنواع العالق -واالجتماعي المحيط بهم

بدون أن ينكشفوا أمامه أو أن يرفعوا السدود التي تمنعه بشدة -التركيب االجتماعيإن المحيط المقسم والمنظم بشكل حلقات . من الدخول إلى جهاز المنظمة نفسها

دائرية من المجندين والمتعاطفين والمتعاونين واYصدقاء والحلفاء المؤقتين الذين ، يشكل طبقة تحمي وتغذي في الوقت الواحد المنظمة، وتكون بمثابة هم بحاجة إليهم

وكل درجة في السلم التنظيمي يرتبط، حسب . خطوط دفاعية وتموينية بالنسبة إليهاااللتزامات والظروف أو العمل الذي تقرر أن تقوم به، بكل قطاع من القطاعات اYساسية

ات المهنية، الحركة الشعبية، الطالب نقابات العمال، المنظم(في مجتمع اYورغواي ، لكي تستطيع أن )الجامعيون والثانويون، اYحزاب التقليدية، الكنائس، القوات المسلحة

ويمكن لهذه المستويات . تتحرك كالجسور ا�لية، فتعليها وتخفضها كما تشاءبين والدوائر أن تبدأ في السرية وتنتهي في الشرعية العلنية المكشوفة، فتتراوح

وتضم مناضلين ال يسمح لهم وضعهم، لسبب أو آخر، بالدخول " خارجية"خاليا يقال لها وتضم محبذين أو متعاطفين مع " لجان دعم للتوباماروس"مباشرة إلى المنظمة أو

المنظمة بصورة غير علنية ويساعدون في مهمات البنية التحتية والدعاية واzعالم إلى في بعض العمليات من وقت �خر، حتى تصل والتمويل ويقدمون مساعدات حتى

نقابية في الوسط العمالي كما في الوسط الطالبي وحتى إلى " اتجاهات"منظمات أو على كل جهاز مسلح أن : "1968كان التوباماروس يعلنون منذ . (حركات سياسية علنية

15

. التوباماروس السياسي والعسكري والذي بفضله يحولون ميزان القوى إلى صالحهملتقيد بشدة بمبدأ توفير القوى الذاتية، وذلك للتعويض ولتحقيق هذه الغاية ينبغي ا

عن العجز النسبي في عدم التقيد بالمبدأ التقليدي ا�خر، مبدأ تدمير قوى العدو .وظرفية تمنع تطبيقه حتى النهاية تدميرا مباشرا لوجود حواجز ذات طبيعة سياسية

التنظيم الثوري

يمكن أن يعرض صاحبه (به التزاما كامال إن كل عمل يفرض على كل واحد من القائمين يؤمن لها ديمومة (وعلى المجموعة نفسها تماسكا حديديا ) إلى الزوال جسدياأي الخضوع عير المشروط لسلطة أو - معينة" صوفية"، يتضمن )واستمرارية عملها

لقيمة ساميتين واعتبار هذا الخضوع كنقطة تالق ل�رادات الفردية وكحجر اYساس في وليس من المبالغة في شيء أن نؤكد، . ه المجموعة التي تشكلت على هذا النمطهذ

بأن التوباماروس، في الوقت الراهن على اYقل وفي بداية عملهم، قد أحلوا محل الرئيس أو الزعيم التي تكاد تكون القاسم المشترك بين كل بلدان أميركا " صوفية"

.بناؤه الالتينية، صوفية التنظيم الثوري الواجب

بعبارة أخرى يبدو أنهم قد ركزوا جهودهم ونظموا وسائلهم بهدف أن يخلقوا بل صورة وينشروا بين الشعب ال صورة فرد مثالي، مطلق، قدوة فريدة يجب التشبه بها،

طليعة مسؤولة جماعيا عن أعمالها وتشكل مثال أعلى رغم الجهل المطبق المحيط ة وسياسية خاصة بها بمنأى عن كل حادث يجري أعضائها، وذات سلطة معنوي بأسماء

قد تكون هذه فكرة عادية جدا وهدفا . بالمصير الالحق بهذا الفرد أو ذاكوغير مرهونة مشتركا لكل الطالئع السياسية إال أنه من النادر تحقيقها، خاصة في أميركا الالتينية

من "ذا كان وإ. وهذا ما نجح التوباماروس في تحقيقه في غضون بضع سنوات، كما يقال، فذلك Yنهم أنشأوا المنظمة بشكل ال تكون فيه "المستحيل التمكن منهم

أية خسارة ال يمكن تعويضها وال أي قائد أو مجموعة ال غنى عنها في تسيير المجموع وال أية تصفية جسدية Yية شخصية أو إخراجها من المعركة كما يمكن أن تشل أو تربك عمل

هناك حركة بدون رأس يمكن قطعه، حركة : وبعبارة أخرى. المدى المتوسط الباقين علىال يتركز تمثيلها السياسي والرمزي في نقطة معينة من الجهاز يمكن التعرف إليها عاجال أم آجال، بل إن بإمكان كل جزء من هذا الجهاز أن يقوم، إذا دعت الحاجة، بتمثيل

هناك كل مؤلف . دها ولكن لمصلحة الجميعالحركة وبممارسة خطها العام بقواه وحمركبة ببعضها البعض بشكل يجعل ") colmnas" ،"celluas("من تشكيالت مقاتلة

تدميرها كلها في وقت واحد ال يؤدي إلى مضاعفات أو يؤثر في وسائل عمل أخرى، هناك جهاز كثيف ومتشعب بطريقة يعمل فيها بشكل مستقل عن اYجزاء بالقدر نفسه الذي

16

تكون فيه هذه اYجزاء مستقلة عن بعضها البعض وبذلك يكون الكل أعلى من مجموع وهو كذلك عمل " بالتنظيم"أفضل تحديد يمكن أن يطلق على ما يسمى إن هذا: أجزائه

.شجاع مقدام حقيقي سواء أكان على صعيد أميركا الالتينية أو على الصعيد العالمي

ن هذه النوعية لم تخرج بكامل سالحها، في صباح طبعا، إن منظمة على هذا النمط ومإنها نتيجة بحث . يوم جميل، من رأس منظر عبقري أو من آلة حاسبة، ومن برنامج مسبق

ال شك أنه كانت هناك الفكرة في اYساس إال أن هذه الفكرة، عندما . دؤوب تجريبيالت واYخطاء والمحاو تبلورت، تجسدت في عملية طويلة مليئة بالتجارب والحوادث

، حسب ما استطعنا أن إن هذا الخط التنظيمي المتصاعد. والتصحيحات والتحسيناتمنعطفات 1969و 1964نعرفه وباالستناد إلى وثائق الحركة ذاتها، قد عرف ما بين

لقد كان على هذه الحركة . مفاجئة وقفزات نوعية إلى اYمام تخللتها تراجعات مؤقتةبمهاو خطرة وممرات ضيقة حيث كان مصيرها معلق بخيط رفيع، أن تجتاز في يداياتها

لقد . بحفنة من الرفاق المعزولين في بيت سري، باتصال سابق Yوانه أو ببضع سياراتاقتضت تضحيات بشرية جسيمة باzضافة إلى التضحيات في السجون وفي ساعات

وصيانتها وتسييرها إن كلفة الحصول على بنية تحتية . لقد كلفت غاليا جدا: العملالسريعة العطب بشكل خاص في الوسط والعدة الالزمة للقيام بالعمليات، هذه العدة

أكثر -أكثر من الريف -المديني والمعرضة إلى الدمار أو عدم االستعمال بشكل دوريمن هنا نفهم اYهمية . ارتفاعا في حرب عصابات المدن منها في حرب عصابات الريف

والمكان الكبير الذي تحتله - اكتسبتها المسألة المالية في نمو الحركةالحيوية التي هذه المسألة الحيوية، بشكل خاص، -عمليات االستيالء على المال في هذا الكتاب

بالنسبة إلى حركة ثورية وضعت نصب أعينها، منذ نشأتها، كمبدأ أخالقي وكضمانة بالوسائل المتوفرة لديها سياسية أن تغطي بنفسها احتياجاتها االقتصادية

ليس بالشيء العادي حتى نمر إن هذا الواقع .وباالعتماد على قواها الذاتية وحدهاوأن نشير كذلك إلى أن هذا االستقالل المالي لم (عليه مرور الكرام دون أن نشير إليه

لدائم التينية وأممية رائعة، تعبر عن التأثر ا - يمنعها من أن تضع، في التفاتة أميركيةبالثورة الكوبية، كل مواردها، في وقت من اYوقات، تحت تصرف الحركة الثورية

، قبل أن يتمكنوا من أ يصرحوا 1969ولقد انتظر التوباماروس حتى سنة ). ELN(البوليفية ، وكأنهم يعترفون بأمر "لم يعد من الممكن تدميرنا: "علنا وبدون استخفاف أو غرور

.واقع

كسقوط - مة بشكل نهائي ولم تعد تستطيع حتى أعنف الضرباتلقد تكونت المنظمع مجموعة من الكادرات القيادية باzضافة إلى 1970غشت / في آب Sendicسنديك

كانت اYفواج المنضمة إلى المنظمة . أن تعرض وجودها للخطر - بعض الخسائر الماديةطبق بتحد خطا تغطي هذه الخسائر وتتخطاها وكانت المنظمة تتوصل إلى أن ت

21

نعلم كلنا. إن هذه الكلمة في الحقيقة، ال تظهر في أدبيات وثائق حركة التحرر الوطني، منذ الثورة الكوبية، قد فسح المجال، في أميركا الالتينية أمام محاوالت الجيش الثائرأن

السنين اقتداء وتقليد كاريكاتورية أو سطحية إذ لم يكن من الناذر أن نجد، خالل الماضية، حركات حرب عصابات ريفية، وكذلك مدينية، حيث كان بإمكان أي شخص أن

، لقب )وأحيانا قبل ذلك(أن يكون قد أطلق عدة عيارات نارية، يطلق على نفسه، بعدإن هذه الرتب المرتجلة ال عالقة لها بحاجة حقيقية لتسيير ". Commandante" "قائد"

الثورة أو بترقيات مستحقة عن جدارة من قبل قائد تاريخي، كما في كوبا، بقدر ما هي أما . ، واالنجذاب وراء الغرور الشخصيناجمة عن االنبهار البرجوازي الصغير بالمظاهر

. companerosالتوباماروس فإنهم، على نقيض ذلك، يشكلون منظمة عسكرية وهرمية ولكن أيضا، - اzبقاء على سرية تشكيل اللجنة التنفيذية - وهذا يجسد حتما إجراء أمنيا

ة في وفي الوقت ذاته أخالقية سياسية غير معهودة بالرغم من أن الحركات الثوري .البلدان المجاورة أخذت تتبناها أكثر فأكثر

مركزية إستراتيجية واستقالل ذاتي تكتيكي - 4

وهذا اYخير يقوم على أساس أن يكون بإمكان كل قطاع أن يعمل وحده ويتخذ القرارات إال أن خطا إستراتيجيا واحدا يفرض على . التكتيكية التي تفرضها الظروف على صعيده

يجب أن تستشار القيادة وتؤخذ موافقتها المسبقة على خطط العمليات الجميع، كما. فمجموعات العمل إذن ال تعمل على هواها. الكبرى عندما ال تكون هي التي خططتها

للعفوية التنظيمية، هذا Marighelaإن هذه البنية تتعارض جذريا مع مفهوم ماريغيال " لمجموعات النار"س الفوضى والذي يترك المفهوم الليبرالي المتطرف الذي يكاد يالم

استقالال ذاتيا ال رقابة عليه كما يترك لها حرية التصرف باYسلحة واYموال التي تستولي مما يكشف نواة التنظيم مباشرة على الخارج ويسهل انضمام عليها في عملياتها

zجراءات اYمنية ما أشخاص بدون تمييز أو غربلة، أي أنه، باختصار، ال يعير، بشكل عام، اإن الثمن السياسي والبشري للعفوية الثورية في ظرف تاريخي . تستحقه من اهتمام

يتميز بالقمع المنظم والمركزي والمنطلق من موقع القوة هو ثمن باهظ وقد دفعه الرفاق البرازيليون الذين اضطرتهم الظروف، كما نعلم، إلى نوع من االرتجال، ببطولة

التوباماروس فيتبعون سلوكا مختلفا تماما ومبادئ تنظيمية متباينة كلية، أما . نادرةمردها، باzضافة إلى الظروف الموضوعية المؤاتية كثيرا وإلى المرحلة التحضيرية

.الطويلة، إلى مفهوم سياسي أقل وضوحا كثيرا إال أنه، دون شك، أكثر نضوجا

20

لخارقة للعادة، والتي ليست فقط ولقد أثبتت التجربة بأن هذه الديمقراطية الداخلية ا، ليست عدوة الحركةمجرد عادة أو تسامح بل أيضا مؤسسة ينظمها رسميا وبدقة قانون

. الفعالية في العمليات، ولكنها شرط من شروطها وضمانة من أكثر ضماناتها أمانا :وفعال فإنها تؤمن

وتخطي التوترات على مساهمة أي قدرتها الصحة السياسية واYخالقية للمنظمة - أ .واالختالفات الداخلية بدون أزمات أو انشقاقات خطيرة

عضوية وحقيقية Yنها ليست استثنائية في مبدئها وإنما إن وحدة الحركة هي وحدة وهكذا يمكن أن . نتيجة عملية متواصلة من النقاشات والجداالت والمجابهات النظامية

ي يمكن أن تحل بشكل طبيعي باالقتناع تتضاءل وتتالشى االنشقاقات المحتملة والت .واالمتحان الجدلي، ال بقرارات ديكتاتورية وبيروقراطية

.استمرارية القيادة القائمة، نوعا ما، على تواجدها في كل مكان في وقت واحد -ب

:إن الجواب على السؤال الذي يطرحه الجميع حول استقرار التوباماروس

يجب أن -.تستبدل بأخرى بدون أن تتأثر المنظمة بذلكو" تسقط"كيف يمكن لقيادة أن - يبحث عنه ال في أسباب فنية ترجع إلى وجود ازدواجية في الهيئات القيادة على كل المستويات بل في أسباب أقرب إلى التصديق من هذه، Yن كل واحد قد شارك في وضع

نه يستطيع أن يشعر أن يسمع صوته أو أن يستشار، لذلك كله، فإ الخطة وYنه استطاعإن . ليس فقط بمسؤوليته في تنفيذ هذا الخط بل أيضا بقدرته على ترجمته إلى الواقع

اYمر هنا أكثر من مجرد اتحاد معنوي أو عاطفي، وبالتالي مجرد وفارغ بالقوة، بين المناضل ومنظمته، اتحاد يمكن تماما أن يقوم بتنفيذ تفويض معين أو أن االضطالع

فيؤدي كل هذا في ) وهكذا، على كل صعيد(سياسية على صعيد أعلى بمسؤولياتباzضافة إلى نشاط " ملتزم"وقت واحد إلى تسيير بيروقراطي وانفعالي ال مسؤول و

عسكري كثيف حتى الغلو يرافقه موقف تفرجي من جانب السواد اYعظم من خط سلوك المنظمة عبارة عن مشاركة فعلية ومحسوسة في - هنا - إن اYمر: المناضلين

إن منظمة على هذا الطراز، بالنسبة إلى المناضل، ليست فقط . وقراراتها اYساسيةإلى حد أنه يستطيع مهما كانت وظيفته ، هو معنويا وإنما سياسيا أيضامنظمته

السابقة أن يحل خالل فترة قصيرة من الزمن، محل عضو في هيئة قيادية أخرج من حلبة .بمسؤولية استمرار الحركة الصراع، وأن يضطلع

يمكننا فهم هذا اYمر التفصيلي الصغير المليء بالمعاني والذي وانطالقا من هنا". ولكن أين هم القادة إذن؟: "عن التوباماروسيعبر عنه هذا السؤال الذي نسمعه أحيانا

17

لقد . هجوميا واستزافيا ضد الخصم وضد قوته المتزايدة وضد تطوير أساليب قمعهاYخيرة أن المنظمة قادرة على امتصاص وإعادة ضم دفعة بونتا كاريتاسبرهنت عملية

أو انتفاخ زائدين أكثر من مئة قيادي ومقاتل، واحدة، بين عشية وضحاها بدون تضخم ة، وذلك بتهريبهم من مكان محتل ومحاط باYسالك الشائكة إلى مواقعهم السابق

.على مرأى من كل قوات الجيش والشرطة التابعة للنظام

موضحين طبعا، لكي نزيل من " معجزة"قد يكون بإمكاننا أن نتكلم، بكل دقة، عن اYذهان ما تحمله هذه الكلمة من أثر سيء، إن عمال رائعا كهذا يفترض عمال جماعيا

حال عمليا وحركة التحرر الوطني قد وجدت في الواقع . ، وأكثر من قائد واحدطويالللتناقضات المعهودة وصعوبات التنظيم السري، وذلك عن طريق التوفيق بين أشياء

لنعدد بعض . كان الكثير من الحركات الثورية يقف أماها عاجزا تتناقض وتتنافىفيما بينها أو باYحرى بترتيبها السمات المتناقضة التي قامت الحركة بالجمع

.وتنظيمها

تماسك أيديولوجي وتنوع في المناضلين - 1

في البدء كانت الحركة عبارة عن فسيفساء من اYيديولوجيات المتباينة فقد كان الفوضويون والتروتسكيون والقوميون والماويون يتعايشون حول نواة من المناضلين

والمتأثرين كثيرا بالثورة الكوبية وكان كل واحد ما زال الوافدين من الحزب االشتراكيشيء يسمح لنا، في مثل هذه الظروف، كل مشدودا إلى منظمته اYم برباط وثيق، كان

بأن نتوقع هذا الفيض التقليدي من العداوات الشخصية والنزاعات الفئوية واالنشقاقات نمو - أي سيمنع - ذي سيرافقوفرض اzبعاد والحرم على فئة من جانب فئة أخرى، ال

إذ أن انطالقة العمل قد تكلفت بامتصاص : الحركة، إال أن شيئا من هذا لم يحدثويبدو أن أزمة داخلية هزت النواة اYساسية في حدود سنتي . االختالفات اYيديولوجية

، خالل المؤتمر الوطني للحركة مما أدى إلى تطهيرها وإرساء وحدتها 1965 - 1964بعد هذه اYزمة استقرت الحركة وتوصلت إلى استقاللها . هائي على ما يبدوبشكل ن

واستنادا إلى ما يقوله بعض أقدم المناضلين في المنظمة، . الذاتي ووحدتها الحاليةرفض إغراق : كانت نقطة التماسك، في البداية، االتفاق على مسألة تتعلق بالمنهج

الكفاح المسلح : يار سلم أولويات محسوسالحركة في عملية إلهاء أيديولوجية واختبعد ذلك . كشكل رئيسي من أشكال الكفاح وبناء منظمة قادرة على دعم هذا الكفاح

تبلور خط أيديولوجي أكثر تعقيدا قد يمكننا أن نعطيه في الوقت الراهن التحديد

18

ي وأمريكا على أساس اقتناع وطني راسخ، بين اYورغواالمناداة بالوحدة، : اYدنى التاليالالتينية وموقف طبقي ذو طابع بروليتاري واشتراكي، يلتقيان مع بعضهما البعض في مهمة التحرر الوطني المطروحة كمهمة أساسية، اzقرار بأن الصراع بين اzمبريالية واYمة هو تناقض رئيسي يعبر عن ذاته بشكل محسوس في الصراع ضد البرجوازية

وفي الروابط المتبادلة التي تربط الصراع الطبقي البروليتاري الوطنية الكبيرة التابعةستكون االشتراكية في أميركا الالتينية اشتراكية قومية والعكس . ("بالمطالب القومية

").كذلك

إن هذا الشعار يختصر كل - ")إما أن يكون هناك وطن للجميع وإال فلن يكون وطن Yحد("ركة الثورية المعادية للرأسمالية والتي تستعيد هذه الح التأثيرات التي تستوجبها

لحسابها الشعورية التي كانت حرب االستقالل اYولى قد فجرتها وتتبنى النزعة االتحادية والشعبية التي تميز بها ثوار ارتيغاس وتلمح بصورة غير مباشرة إلى اسم

السكان المحليون في قائد االنتفاضة الكبرى التي قام بها" Tupac- Amaro" امارو - توباكعلى هذه القاعدة التوحيدية تمكن مناضلون ذوو انتماءات . القرن الثامن عشر

اجتماعية وسياسية مختلفة، ماركسيون وكاثوليك، نقابيون وطالب، مستخدمون وعمال .زراعيون، عسكريون ومدنيون من االنصهار في المنظمة

صى حدتجانس عضوي وتقسيمات داخلية مغلقة إلى أق - 2

تتداخل الوحدة في التوجيه وفي القيادة بالتقسيم التنظيمي المغلق للتشكيالت واللجوء إلى هذا النمط من تقسيم المنظمة إلى وحدات منطقية مستقلة . المقاتلة

وليس مجرد قاعدة فردية في السلوك أو قانون يسير " Compartimentaction"ذاتيا بل -عادة قاعدة ذهبية في حرب عصابات المدن وهذا كله يشكل - المنظمة بشكل عام

توجد وحدة منطقية Columnaفي داخل كل . هو يدخل ضمن التركيب العضوي للحركةوفي داخل كل خلية توجد وحدة مستقلة . مؤلفة من خاليا Compartimentactionمستقلة

ص به من الطوابير منظمة داخل بعضها البعض ويملك كل طابور جهاز قيادته الخااقرأ التحقيق الذي قام به الصحفي (وخدماته وبنيته التحتية واتصاالته ومجموعات عمله

أما التبعثر والتنوع اللذان يمكن . ويجهل كل شيء عن الطوابير اYخرى) ليبولد مادورغاعن ذلك فقد تفوديا بفعل التحديد الجامد والصارم لبنية المنظمة وقواعد أن ينجما

ي وعالقات التبعية التي تربط فيما بين هذين التنظيمات بعضها تسييرها الداخل

19

إن كل عضو أو قطاع أو مستوى من الحركة . ببعض فتحد من صالحيات كل واحد منها .يخضع لقانون تنظيمي يحدد له دوره ومكانه ضمن كل واضح التقاسيم

هرمية عسكرية وديمقراطية سياسية - 3

. تكرة، ومفتاح النقطتين السابقتين تكمن هنا بالذاتال شك أن النقطة الحاسمة والمبفكل جهاز : ذلك أن الحركة، بصفتها منظمة عسكرية تخضع لقانون العالقات العامودية

إن المناضلين، بصفتهم مقاتلين، يخضعون . الجهاز اYعلى منه مباشرة يتبع بصرامةاميا وعدم تنفيذها يؤدي، لنظام صارم كما أن قرارات الهيئات القيادية تأخذ طابعا إلز

إال أنها بصفتها منظمة سياسية، فإن الديمقراطية اYكثر . كما في أي جيش، إلى عقوباتتسير الحياة الداخلية للحركة فتعمل عندئذ أفقيا أو من أدنى إلى أعلى وفقا شموال

لينين لبنية منظمة ال يمكن إال أن تذكرنا ببنية الحزب البلشفي في بداياته، عندما كانخضوع اYقلية ل�كثرية بعد اتخاذ القرار ولكن مع مشاركة : ما يزال على قيد الحياة

الجميع بمناقشته باzضافة إلى رسم الخط جماعيا بواسطة الممارسة المستمرة للنقد والنقد الذاتي مع إعطاء المناضل إمكانية إيصال وجهة نظره أو انتقاداته إلى القيادة

تابيا لكي يجري نقاش داخلي حولها وعدم التفريق أو إيجاد هوة بين وتوزيع مواقفه كالقياديين والمقاتلين وإخضاع الجميع لنفس شروط الحياة السرية، ونفس النظام

إن من ضمن . الواعي واzلزامي للجميع واالشتراك معا في العمليات على قدم المساواةالمشاركة بنشاط في : وقاطعالمناضل المنصوص عليها بشكل واضح واجباتأولى

و االنتقادات التي يراها مناسبة، الحياة السياسية داخل المنظمة، توجيه المالحظات أبالطرق النظامية، إلى مطلق عضو في حركة التحرر الوطني مهما كانت وظيفته أو

وال يجوز أن تعفي أي . منزلته، وتحسين تربيته وتربية رفاقه السياسية والتقنية كذلكمن جدارة أو وظيفة قيادية صاحبها من االنصياع لهذا القانون الجماعي أو أن تحميه

كما أنه يحق لكل عضو، اتخذ بحقه إجراء معين رآه . النقد أو تعطيه امتيازات واستثناءاتإنها المنظمة ذاتها عندما : إن السلطة العليا جماعية. تعسفيا، أن يحتج ويستأنف

كما أن . تجتمع في مؤتمر عام حسب قواعد معينة ومنتظمة في التمثيل والتفويضهذه القيادة التي ال تستطيع أن تمارس عملها بدون . يادةباzمكان دائما إسقاط الق

إن هذا المؤتمر الجماعي للحركة، الممسك بالسلطة العليا والذي يستطيع . مراقبة .وحده المخول باتخاذ القرارات المصيريةالمناضلون أن يطلبوا أو يفرضوا انعقاده، هو