بسم اهللا الرمحن الرحيم

)١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

التقاليدة كرعم ومعركة .تتعلق بالتقاليد" هيجة " هذه البالد اليوم ويف الشرق اإلسالمي كله يف

.دائبة ال يفتر هلا أوار

. ."الرجعية " هذه التقاليد . ."العتيقة " هذه التقاليد . ."البالية " هذه التقاليد أن تدك من ينبغي أن حتطم ينبغي . .املتأخرة املتعفنة. .املتحجرة. .هذه التقاليد املتزمتة

.ينبغي أن تداس باألقدام. .القواعد

. .جمتمع متطور. .جمتمع تقدمي. .جمتمع متحرر. .ينبغي أن ينشأ جمتمع جديد .جمتمع منطلق من القيود

.كذلك تدور معركة التقاليد

.كل ميدان. .اميدا. .وهي معركة حامية الوطيس

والصحيفة . .ام والسيارةالترو. .والسينما واملدرسة. .البيت والطريقميداا .والريف واملدينة. .واخلطبة والكتاب. .والة

.وجنودها الناس أمجعون

والكتاب . .واملدرسون والطالب. .واآلباء واألبناء. .جنودها الشبان والفتيات .كل إنسانة وكل إنسانو. .واألبرار والفجار. .كاتباتوال

* * * .ملعركة يف مصر ويف الشرق اإلسالمي كلهوقد كان أمرا طبيعيا أن تدور هذه ا

وبالنسبة ،أمر طبيعي بالنسبة لألحداث اليت عاشها الشرق يف الفترة األخريةللتطورات والتقلبات اليت عانتها هذه املنطقة يف عامل السياسة وعامل االقتصاد وعامل الفكر

ويف كل . .لكليات واجلزئياتيف ا. .يف املفاهيم النظرية والتطبيقات العملية. .وعامل الثقافة .شأن من شئون احلياة

)٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

. .لزمانطويلة امتدت على األقل قرنني من القد غفا العامل اإلسالمي غفوة واجلمود الفكري . .الغفوة الطويلة نتيجة لفترة سابقة من اجلمود والتحجر وكانت هذه

وأحال . .ة بغري روحمود الذي أحال األفكار قواعد ميتاجل. .والشعوري والعمليوأحال األعمال أداء آليا خاليا من احلياة . .الوجدان مشاعر خاوية من األصالة والصدق

.واإلبداع

وأفكاره ،حضارته العظيمة األوىل" جيتر " اجلمود الذي جعل العامل اإلسالمي الزمن وخطو يضيف إليها جديدا حيا يساوق خطو وال ،وتطبيقاته القدمية بال زيادة

...احلياة

.مث أفاق العامل اإلسالمي من غفوته على هزات عنيفة مزلزلة

ويعيث فيها سلبا وبا ،فاق على وقع أقدام الغرب املستعمر يقتحم عليه دارهأ .وفسادا وحتطيما لكل شيء مقدس وكل شيء عزيز

.وقام ينفض عنه تراب القرون. .فاقأ

.ينفض عنه اجلهل واجلمود والتحجر

.كسل واخلمول والتواكلينفض عنه ال

.وينفض عنه كذلك كثريا من العقائد واألفكار

.وحدثت كذلك امتزاجات. .وحدثت صدامات عنيفة بني الشرق والغرب

. وصدام بالعقيدة، وصدام بالفكرة،صدام بالسالح

. وامتزاج يف التقاليد، وامتزاج يف الثقافة،وامتزاج يف السياسة

بل كانت معابر شىت وطرائق . الغرب إىل الشرقومل يكن معرب واحد يعرب منه .متباينة

.زو حريب حيمل معه عدة السالحفتارة هو غ

)٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وتارة هو غزو اقتصادي حيمل رءوس أمواله اليت يستثمرها لتخرج الذهب من .الشرق وتدره هنالك على املستمعرين

.وتارة هو غزو فكري حيمل معه الكتاب والصحيفة واملعلم واملدرسة

.رة هو غزو روحي يستعمر العقائد يف داخل األرواحوتا

. أم كانت خافية على األفهامملسواء وضحت منه املعا. ..وهو دائما غزو

* * * ويف وسط . .يف وسط اهلزة العنيفة اليت أصابت الشرق على يد الغرب املستعمر

ذلك كله يف خالل.. .الكفاح السياسي واالقتصادي والفكري الذي تال حلظة اإلفاقة تتحطم وكان أمرا طبيعيا أن .حتطمت كثري من تقاليد املاضي وأفكاره وعقائده ومفاهيمه

وكان أمرا . .وحبث اتمع الناشئ عن تقاليد جديدة وأفكار وعقائد ومفاهيم .يبحثطبيعيا أن

.معركة التقاليد. .ومن خالل هذا البحث قامت املعركة العظمى

؟على أسسه اليت كانت من قبلد بناء املاضي يعهل ن

؟هل نبين جمتمعا جديدا من أساسه بصرف النظر عن القدمي كله

؟لبناء القدمي على أية صورة الصورهل ميكن أن يعود ا

،تراث البيئة. .هل ميكن أن ينشأ جمتمع جديد ال صلة له إطالقا بالتراث القدمي ؟ وتراث العقيدة،وتراث الفكر

؟ واحلديثهل منزج بني القدمي

ومفاهيم ، ومعايري متباينة،وهل ميكن أن حيدث هذا املزج بني قيم متفاوتة ؟متعارضة

؟ للبشرية كلها قدمي يربطهاكبل هل هنا

)٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

؟هل هناك معايري ثابتة على اإلطالق

؟هل ينبغي ألي جيل يف األرض أن ينظر وراءه

تأخر احملدود يف اتمع الزراعي الراكد اآلسن امل،وإن جاز ذلك فيما مضى ؟ بل العصر الذري، فهل جيوز يف اتمع الصناعي،اآلفاق

؟هل جيوز للبشرية أصال أن تكون هلا تقاليد

عصر . .أم إن هذه التقاليد معوقات مثبطة يف عصر الذرة وعصر الصاروخعصر .. .عصر الوثبة الكاملة يف األرض ويف الفضاء. .االنطالق الكامل من كل قيد

؟امل يف املادة ويف اإلنسانالتحرر الك

...ذلك بعض وقود املعركة

.وما نريد هنا أن نتعجل احلكم على واحدة من هذه املسائل

لعلنا ، ويف تطورها،وإمنا نريد يف هذا البحث الصغري أن نعرض املسألة يف منشئها .على ضوء البحث أن نصل إىل الصواب

.ونرجو من اهللا التوفيق

حممد قطب

)٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

لتاريخجولة مع ا ؟كيف اارت التقاليد يف أوربا

فكيف حدث فيها ذلك التطور . . أوربا ذات يوم قارة ذات تقاليدلقد كانت ؟اهلائل الذي حطم تقاليدها وأطلقها منفلتة من القيود

إن دراسة التاريخ يف أوربا تفيدنا فائدة كبرية يف دراسة املعركة احلامية الدائرة ،وبني البشرية كلها مسات مشتركة. . فأوربا بشر وحنن بشر.اليوم يف الشرق اإلسالمي ومن مث يستطيع اإلنسان يف أي بقعة من األرض أن يرقب .وبينها صالت رمحة قريبة

.فيأخذ منها القدوة أو يأخذ منها عربة التجرية وموعظة التاريخ. .خطوات أخيه اإلنسان

* * * وأيا كان تغلغل .مسيحية - يف جمموعها - ويف يوم من األيام كانت أوربا

. .أصيال أم تقليديا. .جادا أم الهيا. .عميقا أم سطحيا. .العقيدة يف نفوس األوربينيفلقد كانت أوربا قبل ثالثة قرون أشد متسكا بعقيدا وال ريب مما . .وجدانيا أم فكريا

. مما هي يف عصرها احلديث وأشد تأثرا مبفاهيمها وتصوراا وأفكارها وإحياءاا،هي اليوم

،ونريد يف هذه اجلولة السريعة أن نتتبع خط الزمن يف القرنني األخريين يف أورباأن نرسم - ألسباب ستتبني بعد حلظة - ونريد.لندرس عوامل التطور واجتاه األحداث

. وبعد دارون،خطا واضحا بني تصورات الناس وأفكارهم قبل دارون

فكل خطوطه متداخلة متدرجة ،وط حامسة بطبيعة احلالوليس يف التاريخ خط . شديد الوضوح، ومع ذلك فبعض اخلطوط بارز على صفحة الزمن.بطيئة التحول

فلقد كانت - يف جمموعها - ولئن كانت أوربا يف تارخيها كله غري عميقة التدين - على األقل - وتوجه،التصورات الدينية املسيحية هي اليت تسيطر على التفكري األوريب

.جانبا من منهج احلياة

وخلق ،كان التصور املسيحي يقول إن هنالك إهلا هو الذي خلق الكون واحلياة وكان هذا التصور يقول إن للخالق قصدا من خلق الكون واحلياة .بعد ذلك اإلنسان

.رتهفقد خلقه اهللا على صو. .يف هذه احلياة وإن لإلنسان خاصة دوره الضخم .واإلنسان

)٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

منها . وأعطاه مزايا ليست لغريه من املخلوقات.وكرمه وفضله على كل كائنات األرض . ومنها الروح، ومنها التفكري،النطق

وإن قصده من خلق ،وكان هذا التصور فوق ذلك يقول إن اهللا أزيل ثابتترتيبا وجدانيا يف - ومن مث يرتبون على ذلك.اإلنسان هو كذلك قصد أزيل ثابت

وعقائده ، وغرائزه ثابتة، ونظمه ثابتة،أن حياة اإلنسان ثابتة - لغالب وفلسفيا أحياناا .وأفكاره وتقاليده ثابتة

وكان يغريهم بفكرة الثبات هذه أن احلياة يف اتمع الزراعي اإلقطاعي كانت تقرب من وأا ظلت على ثباا هذا فترة . .فعال ثابتة النظم والقواعد واألفكار والتقاليد

.ألف عام

تقول هلم إن كل شيء ،يف الفلك والطبيعة وعلم احلياة" معلومام " وكانت . فالنبات بأنواعه هو هو منذ خلقه اهللا على األرض ال يتغري.ثابت ال يتحول عن صورته

ى صورها املوجودة واحليوانات بأجناسها وأنواعها وفصائلها هي هي كما خلقها اهللا علم واألفالك واألقمار واألرض على هيئتها منذ األزل ال حتوير فيها وال تبديل جو والن.عليها

.حىت حيل ا ما حيل يوم القيامة

جسمه : كل شيء فيه ثابت.هو اإلنسان. .منذ آدم إىل اليوم. .واإلنسان كذلك .وعقله وروحه

وجيل عن جيل يف بعض ، وشعب عن شعب،ولقد يفترق إنسان عن إنسان - ولكن اإلنسان .اهلوى أو الضالل ومدى،لشخصية ويف مدى العلم أو اجلهلالسمات ا والدائرة اليت يدور فيها واسعة حقا ومتباينة .هو اإلنسان - ويف مجيع حاالته،يف جمموعه

. ولكنها يف النهاية هي الدائرة اإلنسانية املرسومة منذ األزل هلذا اإلنسان،األجزاء حقا

. احلياة وجوهرها الذي ال يتغري مبر الدهورهو أصل" الثبات "

تتغري قليال .كانت للناس تقاليد موروثة وثابتة" الثابتة " ويف ظل هذه الفكرة تقاليد . ولكنها يف جمموعها ذات أصول ثابتة ومفايم ثابتة،وتتحور من جيل إىل جيل

...تتعلق بالرجل واملرأة والطفل واألسرة واتمع واحلياة

" الغرائز اإلنسانية " يف حس الناس أن هذه التقاليد مبنية من جانب على وسرى . مبنية على الدين.ومبنية كذلك على إرادة اهللا.. .الثابتة الراسخة

)٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وهي . فكلمة اهللا للبشر كلمة ثابتة.وكان الدين دعامة قوية من دعائم التقاليد .كلمة مقدسة واجبة الرعاية واالحترام على مر األجيال

وقد يبعد الناس عنها قليال أو كثريا .حتم رعايتهات ت،ويف الدين مثل أخالقية معينة وخيرجون عليها يف ،ا يف معامالم الشخصية تنكرا بل قد يتنكرون هل.يف حيام العملية

ال ينكر ،واجبة الرعاية - من حيث املبدأ - ومع ذلك تظل.بعض األحيان عالنية . وإن تعللوا يف خروجهم عليها بشىت املعاذير،ليتهااملنكرون حجيتها وأه

ومن مث .واحدة ووجهة واحدة" ربطة " ومن مث كان الدين واألخالق والتقاليد وال تفعل فيها ،كذلك الدين واألخالق والتقاليد يف حسهم أمورا ثابتة ال تتغري بتغري الزمن

.األحداث

* * * ويف " أصل األنواع " نشر كتابه ١٨٥٩ ويف سنة . ولد دارون١٨٠٩ويف سنة

."أصل اإلنسان " نشر كتاب ١٨٧١سنة

.ورسم خط واضح من خطوط التاريخ

قب ذلك بقرون كان كوبرنيكوس وجاليليو قد اصطدما بفكرة الكنيسة األوربية وذاق العاملان النكال والتعذيب بسبب . وهيئتها ودوراا،عن الكون ومركز األرض منه

اليت كانت حتتضنها الكنيسة وتنافح عنها " الثابتة " " املقدسة " ن األفكار موقفهما م ..بوصفها جزءا من العقيدة وأصال من أصول الدين

وبدأ العلماء ينفرون من رجال ،كنيسة هناك بذور البغضاء بني العلم والوبذرت .الدين

يف صف جلماهري واقفة وا،ولكن قرونا مضت رغم ذلك واألمور على حاهلا .سة ويف صف األخالق والتقاليدالدين والكني

ونظريته يف أصل األنواع وأصل ،ونشر نظريته يف التطور. .حىت ظهر دارون .اإلنسان

. واألفكار من أساسها،هنالك زلزلت العقيدة من منبتها

)٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وال . . ال النبات:على وجه األرض" بت اث" د جاء دارون يقول إنه ال شيء لق . اإلنسانوال. .احليوان

.بل ال قصد على اإلطالق. .وليس هناك قصد ثابت يف اخلليقة

إمنا هو قد ،مل يقصد يف األصل أن خيلق اإلنسان - الذي هو الطبيعة - واخلالق .جاء هكذا نتيجة لعملية التطور البطيئة اليت استغرقت ماليني السنني

.وإمنا أصله حيوان. .يف منشئه إنسانا كما هو اليوم" اإلنسان " ومل يكن

وبطبيعة احلال مل ، م يكن يقف على قدمني اثنتني، ومل يكن يعقل،مل يكن ينطق ."روح " مل تكن له . .له اخلاصية اليت أسبغها عليه التصور الديين تكن

...حيوان

. وقامت قيامة الكنيسة،وهزت نظريته اتمع األوريب كله

. إن رجال الدين خمرفون:قال دارون و. إن دارون كافر وملحد:قالت الكنيسة

وقامت معركة عنيفة مل يهدأ أوارها حىت كان كثري من العقائد قد اار واال .عليه التراب

يف جانب العقيدة اليت . .لقد وقفت اجلماهري يف أول األمر يف جانب الكنيسةيف . .والفكريةيف جانب التقاليد الروحية . .كانت عزيزة عليها وإن مل تعمل مبقتضياا

اعتزازها بأصلها . .ويف جانب اعتزازها بشخصيتها. .جانب موروثاا العقلية والوجدانية .الذي نفى عنه دارون اإلنسانية وأحلقه باحليوان" اإلنساين "

..لكن موقف اجلماهري بعد ذلك تغري

فقد ، ويردها إىل أصل حيواين،فلئن كان قد عز عليها أن يسلبها دارون إنسانيتها ووجدت أن الفرصة ساحنة للتخلص من نريها ،الكنيسة ورجال الدينأخذت تشمت يف

.املرهق وسلطاا البغيض

معىن الرمحة السابغة لقد كانت الكنيسة يف العصور الوسطى قد حتولت من وراحت . إىل سلطان دنيوي قاهر مذل،والروحانية الصافية اليت توحي ا طبيعة املسيحية

)٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

تفرض عليهم . إتاوات مالية وروحية وفكرية،لناس ألوانا خمتلفة من اإلتاواتى اتفرض عل ، وتفرض عليهم اخلضوع املذل لرجال الدين،لهمهالضرائب املرهقة والعشور اليت تثقل كا

من خالفها فهو ملحد وخارج على ،فها كلمة السماءا معينة بوصوتفرض عليهم أفكار .الدين

احنة لإلفالت من الغول البشع الذي يطاردها يف يقطتها وجدت اجلماهري فرصة س وأخذت . فانتهزت الفرصة ودخلت املعركة مهامجة بعد أن كانت مدافعة،ومنامها

، وأنقاض الفكر،أنقاض العقيدة.. .حتصب الكنيسة مبا تساقط يف األرض من األنقاض ."الروح " وأنقاض

،ت من املعارك احلامسة يف التاريخوأيا كانت طبيعة املعركة ودوافعها فقد كانالذي أحدثته يف " املد " وما يزال ،وتركت يف حياة الناس نتائج خطرية بالغة اخلطورة

.ة بأخطر األمورظأوربا يفيض حىت اللح

.أول نتائجها زلزلة اإلميان باهللا والعقيدة

.انيته وروحهوثاين نتائجها زلزلة اإلميان باإلنسانية واإلنسان ورفعته ومسو

أي نظام من النظم أو قيمة من القيم أو " بثبات " وثالث نتائجها زلزلة اإلميان .فكرة من األفكار

وحتطيم كل بنيان ،زلزلة كل شيء كان راكزا من قبل. .ورابع وخامس وسادس .راسخ األساس

فكرة اهللا اخلالق املدبر املريد ذي القصد لقيت أول زلزلة مباشرة على يد دارون ونفى اخللق املباشر لإلنسان بيد اهللا ، حني نفى دارون القصد، قضية خلق اإلنسانيف

نفخة اهللا " ونفى أن مثة شيئا يف كيان اإلنسان ميكن أن يكون ،وأرجعه إىل عملية التطور .إذ قرر على سبيل اجلزم احليوانية املطلقة ألصل اإلنسان" فيه من روحه

املعركة العنيفة اليت اعتملت يف وجدام ومن هان اضطر املتدينون بعد ال ،كفكرة وجدانية غري منطقية - إن مل يكن من ذلك بد - منوا باهللاؤ أن ي،وضمائرهم

فليكن اهللا فكرة تشبع . .الواقع العلمي والواقع العملي والواقع املادي. .دخل هلا بالواقعبعملية اخللق - سبحانه - خل له ولكن ال د،الوجدان الديين وتسبح ا الروح يف تأمالا

قد خلق الكون وأودعه سننه - بالكثري - أو أنه.وقوانني الطبيعة وسري األمور يف األرض

)١٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

دون تدخل منه سبحانه يف ، حسبما توصله إليه طاقة التطور، مث تركه يتطور،وطاقاته .النتائج واإلرادة

عليهم حبكم التقاليد وسيطرة الذين كان التدين عبئا مفروضا. .أما غري املتدينني وخملصا من ،فقد وجدوا يف نظرية دارون مهربا من الدين كله. .الكنيسة ورجال الدين

مشكلة : فلما واجهتهم املشكلة اليت تواجه كل عقل مؤمن أو غري مؤمن.فرائضه وقيودهاليت قال " ة الطبيع" إىل " اهللا " هربوا من ،اخللق األول ونشأة احلياة على سطح األرض

فكانت الطبيعة بالنسبة إليهم إهلا ."وال حد لقدرا . .إا ختلق كل شيء " :عنها دارون وفوق ذلك ليست له . إال القصد واإلرادة، إله له معظم صفات اهللا.جديدا يعبدونه

وتفرض عليهم قواعد اخللق ، وحتري عقوهلم باملشاكل،كنيسة تطارد الناس باإلتاوات . ويستطيع عباده أن ينفلتوا من القيود، فهو إذن إله ال يلزم الناس بالتطهر.كوالسلو

.ومل تكن هذه هي الزلزلة الوحيدة لفكرة العقيدة

وأخذت املكان الذي ،يف أفكار الناس ووجدانام" التطور " فكرة فقد تغلغلت ."الثبات " كانت حتتله من قبل فكرة

فلماذا - كما قال دارون - يثبت على حاله وال شيء،وما دام كل شيء يتطور ؟ال يشمل التطور فكرة اهللا ذاا وفكرة العقيدة

..بل لقد تطورت العقيدة فعال على مدار التاريخ

مل يكن األمر يف مسألة . .يف عامل الدين" اكتشاف جديد " وصحا العلماء إىل " وإمنا كانت فكرة .ية إىل اهللالدين أمر ضاللة وثنية انتهت إىل عقيدة صحيحة ثابتة مهتد

مث عبادة اهللا واإلميان ، مث عبادة الوثن،)١( مث عبادة الطوطم ،بدأت بعبادة األب" متطورة . . وال تعود عبادة هللا،الفكرة من أساسها" تتطور . " .أو اليوم. . وغدا.بالوحي والرسالة

!ال عبادة على اإلطالق. .أو. .أو غريها من املعبودات ولتكن مثال عبادة للطبيعة

وعدم اإلميان إال مبا ،وغري هذا وذلك وجد اجتاه عقلي مييل إىل إنكار كل شيء ..تثبته التجربة أو تدركه احلواس

تقد القبيلة أن دماءه هو معبود تعبده القبيلة، ويكون يف الغالب حيوانا معينا تع) Totem(الطوطم )١(

إال يف مناسبات دينية خاصة، " وهم يقدسونه فال يذحبونه وال يقتلونه . جتري يف كل فرد من أفرادها .وعندئذ يشربون دماءه لتجري يف عروقهم من جديد، ولكل قبيلة طوطمها اخلاص

)١١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

- أوال وتبعتهم اجلماهري بعد ذلك" العلماء " أو قال - لقد قال الناس ألنفسهم وقد ، لنا الكنيسة ورجال الدينالقد كنا نؤمن بأشياء كثرية ورثناها عن أجدادانا أو لقنته

وكانت الكنيسة تقول ، ثبت أن األرض ليست مركز الكون،أا غري صحيحة" ثبت " أن " ثبت " و .إا منبسطة : وثبت أن األرض كروية وكانت الكنيسة تقول.ذلك

خلقا إبداعيا ،إن اهللا خلقه على صورته :صل حيواين وكانت الكنيسة تقولأاإلنسان من وإذن فلنترك عقائدنا املوروثة مجلة فإا جمموعة من . .غري متعلق بشيء قبله أو بعده

.ن نقطة الصفر لنبدأ م. بال أفكار مسلم ا. بال عقائد سابقة. ولنبدأ من جديد.اخلرافاتولننح عن أذهاننا فكرة اهللا وتدخله . .عيوننا وتدركه حواسنا وجتاربنابراه ال نؤمن إال مبا ن

ومل نر كيف . فنحن مل نر اهللا. فلندرس الكون يف معزل عن اهللا.إرادته منه وأخللق يف افلن - الواقعيني - أما حنن . فليظل اهللا ملن يريد أن يرمن به يف خياله.تدخل يف الكون

.نؤمن بشيء ال تدركه احلواس

.كذلك تزلزلت فكرة الدين

لديين قد أسبغه عليه من رفعة كل ما كان التصور ادقفقد ف" اإلنسان " أما مردها مجيعا إىل نفخة اهللا فيه من روحه وقصده األزيل يف ،وتفرد وروحانية وأخالقية

" القداسة " ونزعت عنه . ومها اللذان قالت الداروينية إما خرافة صنعتها األساطري،خلقهيف إفراده بشىت - سبحانه - وعنايته به،اليت كان يستمدها من خلق اهللا له على صورته

على - لقد صار. وخاصة بتلك الشفافية الروحانية اليت ترفعه على سائر احليوان،املزايا وصار من جهة أخرى مطلقا من كل ،حيوانا ال رفعة فيه وال روحانية - هدى الداروينية

بات زائفة ال ث" ثوابت " ألن هذه كلها ،قواعد اخللق وقواعد اتمع وقواعد التقاليد .سابقة مستمدة من الدين" ضاللة " وناشئة عن ،فيها

.تتطور نظمه وأفكاره ومفاهيمه. . واتمع كذلك يتطور.كل شيء يتطور

ومنسبا ملرحلة ،هومها التقليدي شيئا مجيال يف املاضيمبف" خالق األ" فإذا كانت ألن اتمع قد . .سبة فليس من الضروري أن تكون اليوم مجيلة وال منا،معينة من التطور

سولي.. .وليس اهللا.. .هو الذي صنع هذه األخالق من قبل" اتمع " و .. .تطورفاتمع إذن - وإن كان الناس قد أسندوها من قبل غفلة منهم إىل اهللا والعقيدة - العقيدة

.وقد قرر للتعديل.. .هو صاحب الشأن يف تعديلها أو اإلبقاء عليها

ومناسبا ملرحلة ،اضياملفهومها التقليدي شيئا مجيال يف مب" سرة األ" وإذا كانت بل . .مناسبا وال مجيالاليوم معينة من التطور فليس من الضروري أن يكون هذا املفهوم

)١٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

فليس اهللا الذي صنع األسرة كما .. .ليس من الضروري أن توجد أسرة على اإلطالقواتمع حر اليوم يف اإلبقاء .. .اجات اتمع وإمنا هي احتي،فهمت اجلماهري خطأ من قبل

. قرر التفكيكدوق.. .أو تفكيكها على األسرة

فليس ذلك أصال من أصول ،وإذا كانت املرأة من قبل زوجة وأما وال زيادة.. .وإمنا هي فكرة اجتماعية نشأت عن أسباب عدة.. .أ ثابتا ال يتغريد وال مب،األشياء

ودس ، بل القداسة الزائفة،ه الفكرة من قبل بسياج من الصيانةحاط هذأواتمع الذي ،ياجها الزائف ويرفع س،ذه الفكرة هو اتمع الذي حيطم اليوم ه،فيها اسم اهللا والدين

.ويطلقها بال سياج

يمة من القيم فليس ذلك ق،سا من أقداس املاضياجلنسية قد" العفة " وإذا كانت وليس ما .. .لزمنإمنا هي كانت كذلك يف فترة من ا. ..البشريةالثابتة الراسخة يف حياة

رذيلة ينفر منها - إذا أراد اتمع - أو أن تصبح،من أساسها" تتطور " مينع أن .املتحضرون

.كذلك تزلزلت فكرة األخالق والتقاليد

إىل - وزاد من شدة زلزاهلا أن احلاجز األكرب الذي كان مينع تأرجحها من قبل" واالستحياء من ،وروحانيته كان هو اإلميان برفعة اإلنسان - ب العقيدة يف اهللاجان

ال تقاس حياته ، على اعتبار أن اإلنسان خملوق متميز متفرد،إىل مستوى احليوان" اهلبوط فاليوم قد انزاح .. . وال ينبغي له أن ينساق مع غرائزه حيث متيل،وأعماله مبقياس احليوان

وصار اإلنسان يف عرف نفسه حيوانا عريق األصول " اإلنسانية " حاجز ...هذا احلاجزطور " وإمنا هو دائما يف .. .منه" يهبط " " رفيع " فهو إذن ليس يف مستوى .يف احليوانية

.وال رفعة وال هبوط يف مقياس احليوان.. .يؤدي إىل طور آخر"

* * * . االقتصادي للتاريخومع الداروينية ولد التفسري املادي والتفسري

إن تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن : أوال،يقول التفسري املادي للتاريخ .الطعام

)١٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

هي اليت تكيف احلياة - أو القوى االقتصادية - إن القوى املادية:ويقول ثانيا درجتها من حسب.. .كارها ومفاهيمها وعقائدها وتنشئ أف، وتعطيها طابعها،البشريةحبكم قوة التطور الدائمة املفروضة على - فإذا انقلت البشرية من طور إىل طور.التطور

،فإن صورة احلياة تتغري - واليت ال عالقة هلا بإرادته الذاتية،اإلنسان من خارج نفسه ويتغري كل شيء يف اتمع ، وأفكارهم ومفاهيمهم وعقائدهم تتغري،ومشاعر الناس تتغري

ليد تغريا حتميا ال ميلك السيطرة عليه أحد ألنه ليس من صنع من أخالق وعادات وتقا .)٢( وإمنا هو من صنع البيئة املادية أو القوى االقتصادية ،البشر

هي يف ذاا أطوار حتمية ال البشرية إن األطوار اليت تنتقل فيها :ويقول ثالثاي إىل الزراعة إىل ثال تنتقل من الصيد إىل الرع فهي م.فكاك منا وال اختيار فيها

وكل طور من هذه األطوار ،إىل العلم. .وهي مثال تنتقل من اخلرافة إىل التدين.. .الصناعةوحني ينتقل اتمع من حالة إىل احلالة . .له عقائد حمددة وعادات حمددة ترمسها البيئة

دة يأخذ بصفة حتمية كذلك مفاهيم احلالة اجلدي - وهو انتقال حتمي - التالية هلا .وأفكارها وعقائدها بال اختيار

إن األفكار واملشاعر والعقائد :-وهو خالصة القول السابق - ويقول أخريا وإمنا هي جتيء ،ليست هي اليت حترك الناس أو ترسم هلم سلوكهم العملي يف واقع احلياة

بت فضال على أا ال تث، فهي ليست قوة موجهة.الحقة لكل وضع اجتماعي أو اقتصادي . فهي متطورة على الدوام،على حال واحد

تراهم يقيمون تاج االجتماعي الذي يزاوله الناسيف اإلن " :يقول ماركسفأسلوب اإلنتاج يف احلياة . . وهي مستقلة عن إرادم.عالقات حمدودة ال غىن هلم عنها

ليس .حلياةاملادية هو الذي حيدد صورة العمليات االجتماعية والسياسية واملعنوية يف ا ." بل إن وجودهم هو الذي يعني مشاعرهم ،شعور الناس هو الذي يعني وجودهم

اإلنتاج أن وهو :املادية من املبدأ اآليت تبدأ النظرية " :"فردريك اجنلز " ويقول فحسب .وما يصحبه من تبادل املنتجات هو األساس الذي يقوم عليه كل نظام اجتماعي

سباب النهائية لكافة التغريات أو التحوالت األساسية ال جيوز هذه النظرية جند أن األ

إن كان هناك - فرقوكل ال. التفسرياملادي والتفسري االقتصادي للتاريخ أخوان أو أبناء عمومة )٢(

هو أن التفسري املادي للتاريخ جيعل األمور يف يد القوى املادية على إطالقها، بينما التفسري -فرق .االقتصادي للتاريخ خيتار املظهر االقتصادي للقوى املادية وجيعل يف يديه قياد األمور

)١٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وإمنا يف التغريات ، أو يف سعيهم وراء احلق والعدل األزليني،البحث عنها يف عقول الناس ."اليت تطرأ على أسلوب اإلنتاج والتبادل

.)٣( وإمنا نستعرض التاريخ ، اآلراءولسنا هنا نناقش

. للتاريخ يف موجة التفسري املادي احليواين لإلنسانلقد مد هذا التفسري املادي

. وإمنا يسعى إىل الطعام،فليس يسعى اإلنسن للحق والعدل األزليني

. .وإمنا حيوان يعيش يف نطاق املعدة. .ال عقيدة وال مبادئ وال مثل وال مشاعر .ويسريه البحث عن الطعام

مة بقوانني حتمية هي املادة فالناس حمكو. .وإن سعى إىل احلق والعدل فال فائدة .واالقتصاد

وإمنا وجودهم هو الذي يعني ،ليس شعور الناس هو الذي يكيف وجودهم" ."مشاعرهم

كله . كل ذلك باطل.ال يساوي شيئا أن يعتنق الناس فكرة أو يؤمنوا بعقيدة ."واقع احلياة " لن يغري ذلك شيئا من . خياالت ال تسمن وال تغين من جوع.أوهام

."أسلوب اإلنتاج " الواقع الذي حيدده

وإمنا هي جمرد انعكاس ،الدين واألخالق والتقاليد ليست قيمة ذاتية قائمة بذاا وفوق ذلك وأهم من ذلك أا ليست .واالقتصادي القائم يف اتمعللوضع االجتماعي

ك أن اإلنسان فوق ذلك وأهم من ذل بل. كلما تغريت وسائل اإلنتاج فهي تتغري.ثابتة . ليست هناك غرائز وال دوافع فطرية. ليس مثت كيان ثابت امسه اإلنسان.ذاته متغري

يانه النفسي بل يف ك، ليس فقط يف مفاهيمه وعقائده وعاداته،اإلنسان هو انعكاس البيئة. . عالقاته الفردية واالجتماعية واجلنسية.ء من نفسه قابل للتغري كل جز.الداخلي كذلك

ي شيء أل وليس .كل شيء ميكن أن يتغري. .كل شيء. .لكية والزواج واألسرةوامل .ومن مث فاملقياس الثابت غري موجود. .مقياس يقاس به إال درجة تكيفه مع بيئته

".حقائق وأباطيل " سنناقش هذه اآلراء يف الفصل القادم )٣(

)١٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

بل مل تكن قد ،ومل تكن املوجة العنيفة اليت أحدثتها نظرة دارون قد هدأت بعد ."فرويد " بلغت آخر مداها حني ظهر

.أي بعد دارون مبا يقرب من نصف قرن. .١٨٥٦د فرويد سنة ول

فقد تأثر تأثرا )٤(وبصرف النظر عن مدى إخالصه لعلمه أو إخالصه ليهوديته وكان يف الواقع امتدادا قويا هلا يف جمال الدراسة ،كبريا بالنظرة الداروينية إىل اإلنسان

. وعلم النفس التحليلي،النفسية

انية اإلنسان املطلقة اليت ال ظل والسلوك البشري على أساس حيجاء فرويد يفسر حليواين مبعناه ا" اجلنس " إن :جاء يقول .هذا اإلنسان أو رفعته ومتيزه" إلنسانية " فيها

هو احملرك األول ،اعر اجلسد مبعىن حركات اجلسد ومش،حلسي الشهواينمبعناه ا ،اخلالص .افع األصيل لكيان البشريةوالد

.نس هو كل شيء وكل شيء نابع من اجلنساجل

ته ال ويتبول ويتربز بلذة جنسية وحيرك عض.الطفل يرضع ثدي أمه بلذة جنسيةكما ترتبط الطفلة األنثى بأبيها بشعور جنسي " ويرتبط بأمه بشعور جنسي . .بلذة جنسية

و الطفل حىت ينمو مع من" أو األب يف حالة األنثى " ويظل هذا الشعور اجلنسي حنو األم " اليت تنشأ )فلة األنثىطلكترا عند الأو عقدة إ( عقدة أوديب ، حياتهحيدث العقدة األوىل يف

أو " من صراع الطفل بني هذا العشق اجلنسي لألم وبني سيطرة األب اجلنسية على األم وتظل هذه العقدة تعمل يف نفس الطفل وتعذبه حىت يتخلص " العكس يف حالة األنثى

والتلبس بشخصية الوالد من جهة ،يتخلص منها بطريق الكبت من جهة. .ريقة مامنها بط .ثانية

- يف ال شعوره - خذأ وحني ي،وحني يكبت الطفل شعوره اجلنسي حنو أمه ويبدأ يتوىل بنفسه كبت مشاعره ، يأخذ يف النمو النفساين،مكان الوالد ويتلبس بشخصيته

ويتحكم ،النواهي اليت ميتصها من اتمع احمليط به ويفرض على نفسه األوامر و،الداخلية ولكن .أو نشأة الضمري" الذات العليا " ويعرب فرويد عن ذلك بنشأة .تدرجييا يف سلوكه

)٥( حىت مع لزومها للنضوج النفساين للطفل ،هذه العملية فيما يقول فرويد عملية خطرة

".يف كتاب اإلنسان بني املادية واإلسالم " ظر بالتفصيل فصل فرويد ان )٤(وهكذا حيصل اإلنسان على : " ٨٢ ص Three contributions to the sexual theoryقال يف كتابه )٥(

".قوة نفسية كبرية من استعداد نفسي هو يف ذاته خطري

)١٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

إذ ، آثارا ضارة يف النفس اإلنسانيةحيدث" أوديب " ألن الكبت اجلنسي املصاحب لعقدة فتؤدي إىل احنرافات ،هو يقف يف طريق القوة احليوية املتدفقة وينشئ هلا السدود والقيود

. تدمر الكيان البشري يف النهاية،نفسية وعقد مرضية واضطرابات عصبية

وإمنا ،وهذا التفسري اجلنسي للسلوك البشري ليس تفسريا للسلوك الفردي وحده يشمل الفرد ،بشري حىت اليومجتماعية كلها منذ بدء التاريخ الهو كذلك حمور احلياة اال

كما يشمل الدين واألخالق والتقاليد ،واتمع كلهواألسرة والقبيلة والعشرية واجلماعة .وكل نشاط البشرية. .والفن والفكر والفلسفة

الفتية الشابة تريد أن ترتو إنه يف عامل البقر تنطلق الثريان :كان دارون قد قال فتنشب معركة حامية بني تلك .على أمها فتمنعها سيطرة األب املسيطر على القطيع

مث يقتتلون فيما .الثريان الفتية واألب الشيخ يتكتل فيها األبناء كلهم ضد أبيهم حىت يقتلوه ،أو ينعزلوا ، فيموت الضعاف يف املعركة،نفسه كل منهم يريد أن يستخلص األم ل،بينهم

.ويبقى ثور واحد فىت يستويل على األم ويصبح هو قائد القطيع

ولكنه ينقلها من عامل احليوان إىل عامل ،وجاء فرويد ينقل عن دارون هذه القصة ويرتع القداسة اليت كان يضفيها عليه ،اإلنسان متأثرا كما قلنا بالنظرة احليوانية لإلنسان

. احليوانمن قبل تفرده ومتيزه عن عامل

. يف عامل احليوان. إنه حدث يف البشرية األوىل ما حيدث يف عامل البقر:جاء يقول

ولكن سطوة األب كانت ،أحس األبناء برغبة جنسية حنو أمهم اليت ولدم فتآمر األوالد على قتل أبيهم ليتخلصوا من سطوته .متنعهم من هذه الشهوة العنيفة

.د ما تآمروا عليهونفذ األوال. .ويستأثروا بأمهم

، ومتلكهم الشعور باخلطيئة،ولكنهم ما كادوا يفعلون ذلك حىت أحسوا بالندم . وبذلك بدأت عبادة األب.فصمموا على تقديس ذكرى أبيهم الذي قتلوه

تلك عملية نفسية يقول - مث امتزج األب يف شعورهم ببعض أنواع احليوانريا عن قتل أبيهم وذلك تكف،نات ومنعوا قتلهاا هذه احليوافقدسو - فرويد إا طبيعية . وبذلك نشأت الديانة الطوطمية. ذكراهورغبة يف تقديس

وكل الديانات اليت جاءت بعد ذلك هي حماوالت حلل املشكلة " :مث يقول فرويد ،وهي ختتلف حبسب مستوى احلضارة اليت ظهرت فيها" إحساس األبناء باجلرمية " ذاا

)١٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وهي رد فعل لنفس احلدث ، ولكنها مجيعا دف إىل شيء واحد، تطبقهاوالوسائل اليت والذي مل يدع لإلنسانية منذ حدوثه ،الذي نشأت عنه احلضارة" قتل األب " العظيم

. ")٦(حلظة واحدة للراحة

.هذا عن الدين

إن األخالق تتسم بطابع القسوة حىت يف درجتها " :عنهاأما األخالق فيقول . ")٧(ة العادية الطبيعي

التعارض " : يتحدث عن٨٥ ص )The Ego & The Id(وأما احلضارة يف كتاب ."القائم بني احلضارة وبني النمو احلر للطاقة اجلنسية

يروح )٨(ويف كتبه األخرى كلها اليت تضيق هذه اجلولة السريعة عن استقصائها مث يشرح التعارض ،نسي يف نظرهاجل يرجع كل لون من ألوان النشاط البشري إىل أصله

."النمو احلر للطاقة اجلنسية " وبني ما يسميه ،التنظيمات االجتماعية كلها :بني

.وحنن هنا ال نناقش اآلراء وإمنا نستعرض التاريخ

.شيم وانتشرت كالنار يف اهل،ة فعلهاوقد فعلت هذه املوجة العاتي

.ث كل تراث البشرية وتلو،انتشرت حتطم الدين واألخالق والتقاليد

عريان من كل خلق ومن كل . .عريان - كما يرمسه فرويد - هذا هو اإلنسان ،ية واملالبس اليت ختفي عوراته احلسية وعوراته النفسية والنعو.دين ومن كل شعور نظيف

إا .إا كبت. .كلها ستار زائف ال ميثل حقيقة وال قيمة من القيم اجلديرة باالعتبارة دحيواحلقيقة الو.. .إا أغالل" النمو احلر للطاقة اجلنسية " ا عوائق تعوق إ.باطل

هذه . . احلقيقة الوحيدة اليت كل ما عداها زائف وباطل ينبغي أن يزول،اجلديرة باالعتبار . هي احليوان العريان.احلقيقة هي اجلنس

.١٥٤ص " Totem and Taboo" كتاب )٦( .٨٠ص " The Ego and the Id" كتاب )٧( ".اإلنسان بني املادية واإلسالم " انظر بالتفصيل كتاب )٨(

)١٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أول فقد وقفت اجلماهري.. . شيء شبيه مبا حدث مع دارون من قبل حدثدوقيف صف - إىل حد ما - وقفت.. . وهامجته يف عنف،األمر موقف اخلصومة من فرويد

وال كانت عقيدة ،اليت مل تكن بعيدة الغور يف واقع األمر" التقليدية " عقيدا الدينية ووقفت يف صف أخالقها التقليدية كذلك اليت مل تكن يف احلقيقة عقيدة يؤمن .. .واعية

اليت تتصورها " اإلنسانية " بشدة يف صف الصورة ت ووقف.ناع ووعيا الناس عن اقتي عليها قذارة ف ويض، واليت جاء فرويد ليجرحها ويلوثها، وتعتز ا أميا اعتزاز،عن نفسها

.احليوان

.ولكن موقف اجلماهري بعد ذلك تغري

وراحوا يوسعون ،لقد تلقف الشباب خاصة تعاليم فرويد وتشبثوا ا تشبثا .قعتها يف كل اجتاهر

كانت هذه التعاليم إنقاذا هلم من تزمت التقاليد الدينية اليت كانت سائدة من ولكن ذلك ال خيفف من ،وصحيح أن هذه التقاليد مل تكن مرعية كل الرعاية.. .قبل

أن ينفذ - قاكما قال فرويد صاد - احلالةه هذفليس املهم يف مثل .وقعها على النفس وإمنا املهم هو مدى إحساسه ا يف ،كه الواقعي أو ال ينفذهاوليم الدين يف سلاإلنسان تعا .م عليه خطأ أو صوابمدى ما توحي له بأن األمر الذي يقد و،ال شعوره

تنظر إىل اجلنس ،وقد كانت التقاليد الدينية السائدة من قبل يف أوربا عنيفة متزمتة أو القرب ، وحترم احلديث عنه،لقلب النظيف ااعلى أنه قذارة دنسة ال جيوز أن يلم

- ومن مث وجد الشباب. على من يريد التطهر واالرتفاع، أو ملسه ولو من بعيد،منهوجد يف تعاليم فرويد - الذي تشغل املشكلة اجلنسية جانبا كبريا من شعوره وتفكريه

سندا .األخالق والتقاليد وسندا قويا يسنده وهو يقاوم ضغط الدين و،متنفسا له ومنطلقا وتعطيه .اليت يواجه ا اتمع وتواجهه ا نفسه من الداخل" اخلطيئة " ميحو عنه وصمة

. شعار اجلرأة والتحرر واالنطالق والكفاح:ذابا مغريابدال منها شعارا آخر ج

فرصة جديدة ساحنة هلدم ، من الشباب وغري الشباب،كما وجدت اجلماهري" بناء ،يهتز ويتأرجحبقايا البناء الذي كان شاخما من قبل فأصبح اليوم جانب من

،فرصة لالنعتاق من الغول الذي كان يتهددهم من قبل. .املسيطرة املتحكمة" الكنيسة ولتذهب يف سبيل .والذي حيسون يف دخيلة أنفسهم بالفرحة الشامتة كلما أثخننته اجلراح

هي " احليوانية " ولتكن .ن سيصحبها التضييق والقيد إن كا،الشيطان دعوى اإلنسانية .الشعار البشري إن كان سيصحبها التفلت من القيود

)١٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

."للطبيعة البشرية " ومسى هذا بأنه الفهم الواقعي

* * * ،ثري فرويد على ميدان البحوث النفسية والعيادات السيكولوجيةأومل يقتصر ت

ذلك أن كال منهما يف الواقع . أحباث علم احلياةكما مل يقتصر تأثري دارون من قبل علىقائما على أساس " لإلنسان " تصويرا معينا أعطى" العلم والبحث " جاوز دائرة قد

.حيوانية اإلنسان وماديته

،وكما انعكست األفكار الداروينية ونظرية التطور على الدين واألخالق والتقاليدا ه بل كانت أشد تأثريا في، على الدوائر ذاافكذلك انعكست أفكار فرويد اجلنسية

بل تسعى إىل تقليعها من ، ألا متس األخالق والتقاليد مسا مباشراوتغلغال يف شعاا .اجلذور

لقد ظهرت على إثر فرويد مذاهب يف الفن واألدب والتفكري مذاهب تسعى كما تسعى إىل ،وحدها األلى أنه حمور احلياة البشرية وعنصركلها إىل عرض اجلنس ع

أو رياء ال ،تصوير قيود األخالق والتقاليد على أا سخف ال ينبغي للبشرية أن تزاوله إىل صراحة . من مث ينبغي العدول عنه إىل صراحة الواقع.يؤمن به أحد يف دخيلة نفسه

.احليوان العريان

وظهرت قصص ومسرحيات وأشعار وصور وموسيقى وصحافة جمندة كلها وإزالة ، وكسف األستار عنه، وتسليط األنوار عليه، وجتسيمه، جمندة إلبرازه.سللجن

.. واحلث على ممارسته عالنية ويف وضح النور،اخلجل منه

اليت رمستها األديان ليس أمرا جديدا " الشرعية " وممارسة اجلنس يف غري حدوده ،لذي جد على إثر فرويد ولكن ا. وجد منذ وجدت اجلماعة اإلنسانيةد فق،على البشرية

" الشرعية " وإضفاء صفة ،هو الدعوة إىل العلنية اليت ال ختجل واحليوانية اليت ال تستتر . وكان يأتيه على حذر ويف خفية عن العيون،على ما مل يكن شرعيا من قبل

وتلذيذ ،يف الكتابة عن اجلنس "لورنس . هـ. د" وختصص أدباء من أمثال ، واستغالل الرباعة الفنية الفائقة يف الدعوة لقضية اجلسد،انتباهه بدقائقه وشغل ،قارئ بهال

هو وحده وكل ما .وتصوير احليوان الداخل يف كيان اإلنسان على أنه هو اإلنسان احلق .عداه أباطيل

)٢٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

كان كل األدب الذي،البحت" اجلنسي " أما األدب . . "اجلاد" هذا يف األدب فقد انتشر يف أرجاء . .لتفصيل واإلعادة والتفصيل واإلعادةمهه وصف حلظة الفراش با

وساعد على ذلك منو ،العامل كله بشكل عنيف ال مثيل له من قبل يف الكثرة واالنتشار .الطباعة وإمكانياا املتزايدة

، وبلورا، وتفصيصها،وختصصت صحافة كاملة يف الدعوة لشئون اجلنسالبشري " الواقع " انب الدين وتعرضه السخيف مع من ج.ومعاجلتها من شىت اجلوانب

.مرة" النمو احلر للطاقة اجلنسية " ومن جانب التقاليد السخيفة اليت تقف يف طريق .مرة .رةخل فيه من حرية اإلحساس والعمل مومن جانب األخالق وتدخلها فيما ال ينبغي التد

النكت ومن جانب .ارية مرة ومن جانب الصور الع.من جانب قصص اجلنس املثرية مرةو ومن كل ، ومن جانب عرض املشاكل العاطفية واملشاكل االجتماعية مرة.اجلنسية مرة

احلسية واملعنوية اليت " املالبس " جانب ميكن أن يتدسس إليه شخص يريد أن ميزق . ويعرضه يف وضح النهار عريان،يداري ا اإلنسان سوءاته

،ة اجلنس والتعبري عنه بشىت صنوف التعبريوختصصت موسيقى كاملة يف إثار أو اندفاعا فارها ، تعرب عنه صخبا نازيا كأحلان اجلاز.ا أو مبصاحبة الغناء والرقصهوحد

. كبعضها اآلخر أو متوجات حسية ظاهرة،ان الرقصكبعض أحل

أما مسارح اجلنس البحت."لنظيفة ا" واألندية " الراقية " وهذا كله يف املسارح .وأندية احليوانية البحتة فألوان من الغناء والرقص واملوسيقى ال حتتاج إىل تصوير

ال على الطريقة اليونانية القدمية اليت كانت . .اجلسد" لدراسة " وختصصت فنون الطريقة .."فرويد " وإمنا على طريقة " يف اجلسم " مع حتللها ووثنيتها تبحث عن اجلمال

. ألنه احلقيقة يف اإلنسان،د وتكشفه للعيون عريانساليت تعرض اجلنس يف اجل

* * * .فكانت كالضربة القاصمة. .وفوق ذلك كله جاءت السينما

اجلماهري اليت ال تقرأ األدب وال ."اجلماهري " لقد كانت السينما منذ مولدها فن فرصة جتد نقود املسرح وال تتاح هلا فرصة الرقص مبصاحبة الغناء واملوسيقى وال جتد

هذه اجلماهري تفهم السينما وتذهب إليها يف . ."اللوحات " التردد على املراسم ومشاهدة .شغف جمنون

)٢١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

فولدت ملوثة ."فرويد " وقد جاء املولد العلمي للسينما والفيلم يف عصر من أفالم حتمل فكرة وقليال من - ككل شيء - ت ومع ذلك فقد تدرج.باجلنس - إىل أفالم ال حتمل إال اجلنس، اجلنس وقليال من الفكرةلا حيم إىل أفالم معظمه،اجلنس

.كأفالم االستعراض

فهي يف الواقع .فتنة للجماهري - ةبإمكانياا الفنية الفذ - وكانت السينمافن القصة وفن املسرح وفن التصوير وفن املوسيقى . .جمموعة من الفنون متناسقة متساوقة

- الشريط الناطق املصورلعجتانب اإلمكانيات العلمية اليت جب،وفن الغناء كلها جمتمعة .أشبه شيء يف مظهره بواقع احلياة - اسم حديثا

ما سبقها من حل األخالق والتقاليد أعنف من كل أثر السينما يفنومن مث كا وتعرضه بصورة خالبة ،اجلنسي اسم" الواقع " ألا حتمل . .صحافة وإذاعة وفنون

.ة العدوى شديدة التأثريسريع

إىل ،نسية إىل القصة اجل،ية إىل املسرح اجلنسيذا أضيفت السينما اجلنسفإ إىل الدعوات اجلاهرة ،العارية" األفكار " إىل ،ىل الصحافة العارية إ،املوسيقى اجلنسية

حبقيقة غري افقد نشأت أجيال ال تؤمن يف نفسه. .لتحطيم الدين واألخالق والتقاليد تعرية حسية ، وال ترى غضاضة يف تعرية احليوان الكامن يف اإلنسان،يقة اجلنسحق

تعرية يف اللفظ ويف ، تعرية يف البيت ويف الشارع، تعرية يف املشاعر والسلوك،ومعنوية .حيوان عريان. . يف املشية واجللسة والنظرة،احلركة

* * * لصناعية يف أوربا تعمل عملها كانت الثورة ا، وفيما بعده، ويف أثنائه،وقبيل ذلك

.يف هدم األخالق والتقاليد

ولكن ١٨٣٠ ،١٧٦٠ني بالفترة ما ب - تارخييا - حتدد الثورة الصناعية يف إجنلترا أما .يدل على التحول من اآللة اليدوية إىل اآللة البخارية" اصطالحي " د هذا جمرد حتدي

فلم تقفا بطبيعة ،حدثتهما الثورة الصناعيةاحلركة االجتماعية واحلركة النفسية اللتان أ ! بل األحرى أن تكونا عندئذ قد بدأتا يف االشتداد،١٨٣٠احلال عند سنة

)٢٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وظلت تنشر ،ويف بقية أوربا بدأت الثورة الصناعية متأخرة عن ذلك العهد ،ة حىت خيل للناس أا ظاهرة عام، متشاة يف املظهر،أمواجها املتالحقة يف بلد إثر آخر

! وصدقوا لذلك ما يقوله التفسري املادي للتاريخ،متساوقة متوافقة

إلقطاع خميما وظل هذا ا.كانت أوربا يف العصور الوسطى تعيش يف ظل اإلقطاع حىت بدأت تفيق يف عصر النهضة ،كلها يف العصور املظلمةف أوربا مع الظالم الذي اكتن

.وحركة اإلحياء

وأخذوا يهربون من ، ثورة الفالحني األرقاءوبدأ اإلقطاع يتحطم حني قامت وال ، وال ميلكون حريتهم فيها، ال ميلكون مبارحتها،األرض اليت كانوا مقيدين إليها

فقد كان العبيد واحليوانات .ميلكون مسة واحدة من مسات اآلدمية الراقية أو غري الراقية !يكرم العبيددون أن - يعيش ويعمليلك - أو رمبا أكرم احليوان.سواء

.ولكن وجه احلياة يف أوربا مل يتغري تغريا حامسا إال حني حتولت إىل الصناعة

،أن يطلقوهم من عبوديتهم - إزاء ثورة الفالحني - فمن قبل اضطر املالكيف - ألم. .ولكنهم ظلوا مع ذلك يعملون يف األرض وظلت حيام دون تغري كبري

وظلت حقيقته يف داخل ،الرق" مظهر " تغري .م إال القليلمل يغريوا من أنفسه - الواقع .النفوس

على األقل يف ظاهر . .أما حني نشأت الصناعة فقد تغري الوضع من أساسه !)٩(األمور

ومل يكن يف املدينة أصال ما . . واحتاجت إىل العمال،نشأت الصناعة يف املدينة .حاجتها من الريف" ستورد ت" فكان ال بد أن ،يغذي حاجة الصناعة الناشئة

جاء . من ربقة اإلقطاعه املنتزع يف الوقت ذات،وجاء الريفي املنتزع من األرض ، وعناء الكد بال مثرة،آمنا من أغالل التبعية" السيد " يضع رجله يف املدينة آمنا من سوط

.واجلهد بال مال

!)١٠(تاق بطعم احلرية ولذة االنع - لفترة من الوقت على األقل - وأحس

تقول الشيوعية إن العبودية يف الواقع قد انتقلت من عبودية لألرض إىل عبودية لرأس املال ولكنها مل )٩(

.تتحرر

)٢٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

.وقام يف حسه فارق حاسم بني عامل الريف وعامل املدينة

. وعامل املدينة هو التحرر من األغالل.عامل الريف هو الذل والتبعية والعبودية

" إن يف حياة الريف :يقول هلم" منطقي " ومل يكن يف نفوس العمال ضابط " أو ،ة تصلح هلم يف املدينةسامي" عقائد " أو ،مجيلة حيسن أن يأخذوها معهم" معاين

هورهم وهم أو يلقوها وراء ظ،يتركون القريةال حيسن أن يتركوها وهم " روابط بشرية .يلقون الرق والعبودية واالنعدام الذليل

يفرز هلم ما يصلح وما ال " املنطقي " ضابط مل يكن يف نفوسهم هذا ال!كال كل مهها أن تلقي كل شيء . االنعتاق وإمنا كانت حركة واجدانية منفعلة تطلب.يصلح

لتحس مبولد حياة جديدة. .وراءها وحتطم كل شيء

فماذا كان قد بقي لديها من . . وأمسكت بامليزان،حتكمت إىل املنطقوهب أا ا ؟ وهي هناك أذل من السائمة وأدنأ من احليوان،اخلري احلق حتافظ عليه وتنافح دونه

. . منعتقني من القيود العمال يف املدينةوليحيا. .جلحيم فلتذهب القرية إىل ا!كال !كل القيود

.أو هذه هي األساس. .هذه واحدة

ىت لو كانوا من قرية واحدة فهم وح.من قرى متفرقة. .عمال فرادىوجاء ال .حىت اآلن. .أشتات ال يربطهم عمل واحد وال سكن واحد وال شاغل مشترك

هي قرابة الدم أو قرابة ، قرىب حقيقية وكانوا ذوي،يف الريف كانوا متعارفني .أو يف األقل قرابة املعرفة واجلوار. .النسب

. ال أقرباء وال متعارفون.ولكنهم يف املدينة أشتات

.طعت فجأةبل قد انقوأحس كل فرد منهم أن الروابط اليت كانت تربطه من ق وإمنا خجال ،ة يف الغالبال عقيد - والتقاليد اليت كان خيضع هلا يف القرية وحيافظ عليها

أبشع من غول مل يدم هذا اإلحساس طويال، فسرعان ما وجد العمال أم وقعوا فريسة لغول )١٠(

ومع ذلك فإن نزعة الصراع والرغبة يف التحرر كانت تسري يف دمائهم، وهذه الرتعة هي . األرض .اليت أثرت يف تغيري األوضاع

)٢٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أو ؟ أو يهتم بأمره؟ فمنذا الذي هنا يعرفه.هذه التقاليد مل يعد هلا مربر - من اآلخرين ؟حياسبه على خمالفة التقاليد

!فليس ها هنا حساب. .فلينفلت

..وهذه واحدة

.بال أسرة وال أزواج - يف أول األمر - وجاء العمال وحدهم

املدينة مأمونة حىت هذه اللحظة حبيث يأخذ العامل مل تكن األحوال املعيشية يف . قد تفلح وقد ختفق، فهي جتربة جديدة حمفوفة باملخاطر.أسرته ويرتح ا إىل املدينة

. ولتتبعه أسرته حني تستقر األمور،فاألجدر أن يسافر العامل وحده

ل فما كان يطيق العمل يف املصانع أو.يف سن الشباب - يف الغالب - وحده . وما كان أصحاب املصانع يقبلون إال األشداء،األمر إال األشداء

والتقايل " الضمري " فاخللق والدين و .بال حواجز - يف سن الشباب - وحده املوجود يف ع ويف املدينة مل جيد ذلك الراد. يف القرية يوم انفلت منها إىل املدينةاتركه . رادع احلياء من اآلخرين:الريف

.ه املغرياتلوحو - بال حواجز - سن الشبابيف - وحده

ولكنه . ومنكشفا حينا،ينا مستترا ح.يوجد البغاء - منذ القدم - دينةملاففي .دائما هناك

ينغمسون يف مقاذر - بعيدا عن األسرةيف فترة تعطله اجلنسي - وانطلق الشباب .الشهوات

.ادة أصبحت عمث. .مال يف أول األمر أا ضرورةوأحس الع

أو ، وأرسلوا إىل أسرهم لتلحق م يف املدينة،وحني اطمأنوا إىل حيام بعد ذلك مل يقض ذلك على الضرورة اليت كانت من ،أنشأوا هلم أسرا جديدة يف املوطن اجلديد

بل ظلت قائمة لألجيال الدجيدية اليت رأت فيها طريقة سهلة للتخلص من وطأة ،قبل .اجلنس بغري تبعات

)٢٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

الفردية إىل بيع اجلسد لكل " الصداقة " من أول ، بصوره املختلفة،البغاءوأصبح التقاليد اليت تبذل هلا الرعاية وحيميها .ة يف املدينةأصبح هو التقاليد اجلديد. .راغب .القانون

.مشى مع الواقع وال يعيش يف اخليالتومسى هذا بأنه التطور الذي ي

* * * ..وابط وحل األخالق عند هذا احلدر تفكيك اليفية ومل يقف تأثري الثورة الصناع

يثورون عى - الذين ابتهجوا من قبل مبقدمهم إىل املدينة - فقد بدأ العمال فيشغلوم يف العمل املرهق عشر ،أصحاب املصانع الذين يستغلوم أبشع استغالل

تكفي للحياة بأجور ضئيلة ال،ساعات أو اثنيت عشرة ساعة أو أربع عشرة ساعة أحيانا . وال تفي مبا على العامل من تبعات،رميةالك

نفس ساعات . بتشغيل النساءة العمال ذلك جلأ أصحاب املصانع إىل مكايدعند .ل بأجور أقلالعم

.وأحد تشغيل النساء حدثني عظيمني يف احلياة األوربية

،م الزوجة واأل، فك رباط األسرة الذي كانت من قبل متسكه املرأة:فأوالوتضفي عليه من وجودها وأنوثتها وحيويتها وعاطفتها ما جيمع خيوطه ويعطيه صفة

روف البشعة اليت تأخذ كل الوقت احلي وكل لظويف تلك ا - فاملرأة العاملة.احلي الكيان ولو أرادت ذلك وحنت ،مل تكن تستطيع أن متنح بيتها شيئا من الرعاية - اجلهد احلي

.إليه

.ق املرأة لعوامل كثرية أفسد أخال:وثانيا

أو " مدنية " فالنظام األوريب مل يكن من قبل مينح املرأة اعتبارا أو يعطيها حقوقا .اقتصادية

أو تشارك ، ومل يكن هلا أن تبدي رأيا. يكن هلا أن تتعلم ومل.متلكمل يكن هلا أن ، واملسكن،لبس وامل، تبعية منشؤها احلاجة إىل املأكل. للرجل تابعامهالكانت .يف أمر تبعية ال حتفل باملشاعر اإلنسانية وال تقيم اعتبارا لكيان .تبعية ال مشاركة .واجلنس

)٢٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أي الرجل - اليت يفرضها اتمع" بالفضائل " ويف ظل هذه التبعية كانت تلتزم .اآلدميني .ال عن عقيدة حية واعية يف الغالب وإمنا عن تقليد -

. أحست أن احلاجز قد اار،كسبفلما اشتغلت املرأة وصارت ت

؟أي شيء للرجل عندها اليوم

؟ يستعبدهاوبأي شيء

. وتتخلص من التبعية، إا تكسب عيشها بنفسها؟باحلاجة إىل املال

ستمنح نفسها باختيارها ملن .ولكنها ستأخذها بنفسها. . نعم؟احلاجة إىل اجلنس .تريد

أي ،اجلنسي" التحرر " و يوكذلك تصاحب يف حسها التحرر االقتصادأن - ا بالتحرر األوليف نشو - وأحست،االنفالت من قيود الدين واألخالق والتقاليد

.التحلل اجلنسي نصر كذلك جديد

.الذي حرر املرأة من األغالل" التطور " ومسى هذا بأنه

* * * ..الصناعية حتطم ما صادفها يف الطريقومضت الثورة

اتمع وصفناها فيما سبق هي وحدها اليت أثرت يف بنيةاليتومل تكن الظروف .وأحدثت ذلك التغيري

طبقة متوسطة وكذلك نشوء .فقد أحدثت مظامل العمال تطورات سياسية كثرية .من موظفي املصانع واحلكومة تعيش يف املدينة وتشعر باملظامل وتتحفز للسلطان

ر من األغالل وتطلب تنف - حبكم وضعها وظروفها - هذه الطائفة وتلك .التحطيم

)٢٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

سواء من الدولة أو من أصحاب املصانع ،تريد أن حتطم السيطرة الواقعة عليها .واملمولني

. بكيان جديد. بتحرر بعد حترر.تريد أن تظفر حبقوق جديدة

دون أن يكون هلا - تبعات العمل - لقد كانت حتس أن عليها التبعات مجيعانها واحد يتوىل مقاعد احلكم اليت كانت مقصورة على طبقة فليس م.مقابل من احلقوق

بل ليس هلا ، وليس هلا صوت يف الربملان الذي يشرع.ومن ورثهم من الرأمساليني النبالء كما مل يكن هلا حق تكوين النقابات واالحتادات اليت .حق االقتراع يف كثري من األحيان

- ومل تكن تكفل هلا. فوقها من الطبقات وتتقوى ا يف وجه من،عن مصاحلها تعرب احرية االجتماع وحرية اخلطابة وحرية التعبري عن رأيها وحرية - يف مجيع احلاالت

وال كانت تكفل هلا حني تتعقبها السلطة التنفيذية ضمانات االام وضمانات .اإلضراب ..التحقيق وضمانات احملاكمة وضمانات التنفيذ

. السخالص هذه احلقوقلذلك كان صراعهم عنيفا

ال يوجد الضابط - أو الشبيه بالدموي - ويف وسط هذا الصراع الدموي أحترر من السيطرة الطاغية للسيد أو . أنا أحترر من الظلم:املنطقي الذي يقول

. اليت يصبح اإلنسان بدوا كاحليوان،ولكين سأبقى على القيود الالزمة للبشرية.الدولة ألا ليست جزءا من . سأبقى على التقاليد. سأبقى على األخالق.ةسأبقى على العقيد

على الظلم ولست ثائرا أنا ثائر.الصراع مع الدولة وال أصحاب املصانع ورءوس األموال .على اإلنسانية

ال يوجد هذا الضابط املنطقي يف حلبة الصراع الذي كان قائما على لقمة !كال .ال صلة هلا باملثل واألخالقالعيش وعلى قيم أرضية حبتة

أن حمور - من وجهة النظر اليت حنن بصددها يف هذا الفصل - وأهم من ذلك" وحمور الفلسفة الرأمسالية كلها يف ذلك العصر كان ،هذا الصراع الذي يتطلع إىل التحرر

. وحقه يف أن يصنع ما يشاء بغري حتريج،السيطرةمن " حترر الفرد

- هم - وس أمواهلم فيما يرونونادون حبقهم يف استغالل رءاليون يكان الرأمس أو دعه يصنع ،دعه يعمل " Laissez Faire" وكلمتهم املشهورة .أنه الصاحل وأنه الصواب

وحقه ، وكان الشعب ينادي حبقه يف التصرف كما يشاء. تعرب عن اجتاههم كله)ما يشاء(

)٢٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ليت يراها للتعبري عن هذا الرأي دون أن يف أن يرى من اآلراء ما يشاء ويسلك الططريق ا .يكون ألحد حق التحريج عليه أو منعه مما يريد

وحرية عدم التخلق ،حبرية اإلحلاد - فيما نادوا به - ملفكرونا" ومن مث نادى . حتطيم التقاليد وحرية،خبلق

ينفخ فيه يف ،ومضى التحرر السياسي يف طريقة يصحبه التحرر الكامل من القيود . والتفسري املادي للتاريخ،"فرويد " و " دارون " ته دعاء الوقت ذا

.ومسى هذا بأنه املولد اجلديد للحضارة األوربية

* * * .١٩١٤وكانت األمور كذلك حني قامت احلرب العاملية األوىل سنة

وأحدثت فيه تقلبات ،كانت احلرب هزة عنيفة أصابت العامل كله مبا يشبه الدوار . غريت كثريا من القيم وكثريا من املفاهيم،بطةصاعدة وها

جيد أن احلرب ، وما بعدها، وما قبلها،ومع ذلك فإن الذي يستعرض هذه الفترةمل تصنع أكثر من جتميع القوى املتطورة وتضخيمها حبيث تبدو ملن ينظر إليها فجأة كأا

.قوى جديدة مل تكن يف امليدان

ربها خطرا قتل ما يقدر على األقل بعشرة ماليني كان من أفظع نتائج احلرب وأك غري من قتلتهم الغارات اجلوية يف املدن من ،شاب من أوربا وأمريكا يف ميدان القتال

.الرجال والنساء واألطفال

..ونتج من ذلك جمموعة من النتائج اخلطرية

ن إما أل. .فإن ماليني من األسر قد وجدت نفسها يف اية احلرب بال عائل أو فقد عقله أو أعصابه بفعل ، أو شوه بدرجة تعجزه عن العمل،عائلها قد قتل يف احلرب

. والتوقع الدائم للهالك، والغارات املدمرة، الدائمة يف اخلنادق والغازات السامةاحلياة

..هذا من ناحية

)٢٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ى العمل مل يكونوا ومن ناحية أخرى فإن الذين خرجوا من الشباب قادرين عل فإن حياة احلرمان الشنيعة اليت عاشوها . ألن يتزوجوا ويكفلوا أسرةى استعدادكلهم عل

مل تترك يف نفوسهم فسحة لتحمل التبعات والكدح ،سنوات كاملة يف أثناء احلرب أربع يريدون النساء واخلمر . لقد خرجوا منهومني يريدون االستمتاع باحلياة.يف سبيل اآلخرين

فال بأس باملرأة صديقة تستجيب للرغبة .وا السعار امللهوف يريدون أن يطفئ.واملباهج ولكن ال مرحبا ا زوجة وأم ولد تتمثل فيها القيود . أو جسدا يشترى بالنقود،الالهفة

.واملتاعب والتبعات

ية جومن ناحية ثانية فإن الدمار الفظيع الذي أحدثته احلرب كان يستلزم طاقة إنتا تبقى من الرجال كافيا حلركة التعمري الشاملة املطلوبة يف ومل يكن من،هائلة للتعويض

.كل مكان

جيب على املرأة أن تعمل يف السوق ويف املصنع : على شيء واحدانوالتقى األمر . وإال هلكت جوعا هي ومن تعول.. يف كل مكان ميكن أن تعمل،نجموامل

وترتل ،ملستقرة نوعاأن تترك حياة املرتل ا - هة أو راضيةكار - واضطرت املرأة .يرحم وال جيري إىل املعترك الصاخب الذي ال

أن تتنازل عن أخالقها إذا أرادت أن - كارهة أو راضية - واضطرت كذلك .تعيش

- ..يف غري األعمال النسوية بطبيعتها كالتديس والتمريض والتوليد - لقد كانت فإن مل .لقريب يف املتاع السهل اصبغة الرغبة. .تلتقي برجال قد صبغتهم احلرب بصبغتها

وإن . فأمامها أبواب موصدة وكل شيء عسري، أن حتتفظ بأخالقهاتبذل نفسها وأرادت ..رضيت واستجابت فأبواب مفتوحة وكل شيء يسري

مل يكن من . .على أنه مل يكن من الضروري أن يكون األمر كذلك يف كل حالة وإمنا هي ذاا كانت .ا لتحصل على عملالضروري أن تكره املرأة على بذل أخالقه

.مدفوعة بعامل آخر

.الطعام وحدها هي اليت تواجهها وال جوعة الزينة وجوعة اللباس مل تكن جوعة

.كانت تواجه كذلك جوعة اجلنس بل

)٣٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

إن املاليني العشرة الذين قتلوا من الشباب قد أحدثوا اختالال شنيعا يف نسبة ابلهم وجدت ماليني من الفتيات ال يستطعن أن جيدن زوجا ففي مق،النساء إىل الرجال

وال نظام ، ألنه ال مقابل هلن من حيث العدد،ولو تزوج كل من بقي حيا من الرجال وإن كان هذا ، بأكثر من واحدة، زواجا شرعيا،يسمح ملن يريد من الرجال أن يتزوج

ما " شرعية " حدة معاشرة غري يسمح مبعاشرة أكثر من وا - وبصفة رمسية - النظام ذاته !ت غري قاصر ومل يقع عليها إكراهمدا

؟فكيف جتد كل فتاة حاجتها اجلنسية الطبيعية الشرعية النظيفة

إال أن تأخذ نصيبها ؟مالكا فأي شيء تصنع وما مل تكن هذه الفتاة قديسة أو فإذا ؟ الظالمأو خلسة منتهبة يف - وإن كانت قانونية - من اجلنس يف عالقة غري شرعية

وهي اليت ، يف نظرها هي اليت ينبغي أن حتطمدوقفت التقاليد يف طريقها كانت التقالي .ينبغي أن تزول

* * * وانتهزت املصانع والشركات فرصة احلاجة امللحة اليت تعانيها املرأة فشغلت

وإن كن يقمن بنفس العمل ونفس القدر من ،النساء بأجور أقل من أجور الرجال .لساعاتا

ومع ذلك فقد وجدت .رها منطق وال عدالة وال ضمريوكانت خسة ال يرب .واستمرت كأا الشيء الطبيعي الذي ينبغي أن يكون

.)١١(قضية املساواة يف األجور . .وأصبحت للمرأة قضية

ولكنه كان يف نطاق . منذ الثورة الصناعية،كان هذا الوضع بالنسبة للمرأة قدميافقد أصبحت أما اليوم وقد اشتغلت النساء باجلملة.أن يكون حاالت فردية أشبه ب،أضيق

.قضية عامة ومعركة حامية األوار

ولكنها زادت حدة يف .. هذه القضية بكل مطالبها وكل صراعاا قدمية بدأت مع الثورة الصناعية )١١(

.سنوات احلرب وما بعدها

)٣١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

االحتجاج واالضطراب .لقد استخدمت املرأة يف كفاحها كل سالح املعركة .لتهديد والوعيداووالتظاهر

.ئية ال حتقق األهدافت بنتائج جز أو ظفر،ومع ذلك مل تظفر بنتيجة

للمرأة أا طاملا بقيت بعيدة عن مصدر التشريع فال فائدة ترجى من وراء وبدا .الصياح

ن هلا وكإما أن تدخل بنفسها أو ي. .ملانال بد أن يكون هلا صوت مسموع يف الرب .على األقل حق التصويت

.وقامت تطالب ذا وذاك

. ومل يعد جمرد املساواة يف األجور،وعندئذ تغري وضع القضية

.واليوم على األساس. .الصراع من قبل على الدراهمكان

أنا السلطة .لقد وقف الرجل يف الطريق يقول هذا حقي وليس حق املرأةأنا الذي أصوغ القوانني للمجتمع وأنا الذي أنظم . أنا الذي أشرع وأحكم.التشريعية

.احلياة

قامت - دأ األمراليت مل تكن تطلب غري املساواة يف األجر يف مب - وقامت املرأةحنن سيان يف احلقوق وسيان يف . حنن سيان يف الكيان.حنن سيان يف اخلليقةتقول

. وال مزية له علينا وال اعتبار ال يفضلنا بشيء.ن والرجل سواء حن.الواجبات

ملساواة يف ا مل يقف اآلن عند املساواة يف األجر أو. مريرلوكان صراع مستطي وإمنا صار املطلب .اخل. . دخول الربملان أو املساواة يف الوظائفالتصويت أو املساواة يف

.لكاملة املطلقة يف مجيع الشئون بغري استثناءهو املساواة ا

بالدين - اآلن - وحتصن. .ووقف الرجل بكل عنجهيته الفارغة واملآلنة .واألخالق والتقاليد

.ا تابعة له إن الدين وضع الرجل يف مرتبة أعلى من املرأة وجعله:قال

)٣٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

، إن األخالق والتقاليد تقضي بأن تكون املرأة للبيت والزواج واألسرة:وقال .وليست للعمل واملزامحة على األرزاق

.وراحت املرأة تلعن األخالق والتقاليد وتتحلل من قضية الدين

. يستجيب إىل أنطرقةوتلح يف ومضت يف إصرار ودأب تطرق كل ميدان

. مث بالتعليم املشترك مع األوالد،نظام األوالدبت بالتعليم على طال

. مث دخول كل كلية كانت حمظورة على الفتيات،وطالبت بدخول اجلامعات

وسار طلبها منطقيا بعد أن تلقت نفس التعليم ،وطالبت بالوظائف من كل نوع .الذي يتلقاه الفتيان

طلبها منطقيا ما وكان .مث طالبت حبرية التحرر من األخالق كما يصنع الرجال . يسمح للرجال باالحناللعدام اتم

فقد كانت فيما ،تنتظر موافقة الرجل - فيما ال متلك من األمور - وإذا كانت .متلك من نفسها ال تنتظر موافقة أحد من الرجال

نفسها وتعطي ،تطلب بنفسها متعة اجلنس و،ومن مث خرجت تتهتك يف الطريق .مطالب احليوان. .ب فرويدمعه مطال ملن تشاء وتقضي

.ثار لكرامته اجلرحية وامتيازه املوروث. .وثار الرجل يف بداية األمر ثورة عنيفة

.ولكنه مل يلبث أن استجاب

..لقد حسب حسبة فوجدها صفقة راحبة

. ودخالن أفضل من دخل.الزوجة اليت تعمل ختفف عن كاهله نفقات احلياة وذلك .تها فستشاركه يف جزء من نفقات املرتلينومهما احتجزت املرأة لنفسها وز .كسب يزيح عن قلبه شيئا من األعباء

،اولهلة التن وس،رأة إىل الطريق سهلة الوجودومن جهة أخرى فإن خروج امل يستمتع مبا يراه من حسن وما يراه من ، فحيثما وجد يقع عليها نظره.مسألة شيقة

)٣٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أو زمالة ، أو زمالة الدراسة، زمالة العمل وحيثما أرادها فهي قريبة حبكم.مغرياتهكذا ومن مث فهي .وهي أقرب بزمالة التحلل من األخالق والتحلل من القيود. .الطريق .وأقصى املتاع ليس باملستحيل. . واملتاع ممكن.واحلياة مشرقة. .مجيلة

وكف عن الثورة للكرامة اجلرحية واالمتياز.ووافق الرجل على الصفقة الراحبة . واملطالب بإعطاء املرأة ما هلا من احلقوق، بل أصبح هو الداعية للتحرر.املوروث

.ىل مستوى اإلنسانيةذا بأنه عصر حترر املرأة ورفعها إومسى ه

* * * ، وقلبت القيم واملفاهيم،ومل يكن ذلك هو اال الوحيد الذي أثرت فيه احلرب

. وأعطته جماال لالنطالق،بلضخمت ما كان موجودا من ق - يف الواقع - أو

تكمن ، تغشيها قشرة رقيقة من املسيحية،فقد كانت الرتعة املادية عريقة يف أوربا . وإن كانت ال تتحكم كثريا يف واقع احلياة،يف الوجدان وتلون بعض التصورات

والقشرة املسيحية تزداد رقة مع النظريات املتوالية اليت ،وظلت املادية تزداد تأصال" فرويد" و " دارون " وخاصة نظريات ،نشأت يف القرن الثامن عشر والتاسع عشر

مث كانت فترة احلررب وما بعدها فترة تطاحن جمنون على الغلبة .والتفسري املادي للتاريخ ، وتطاحن على استغالل القوى البشرية، تطاحن على زيادة اإلنتاج املادي.يف األرض

.ضها لبعضوتطاحن على إزالة الدول بع

.. ال يتصل مببدأ وال يستمع حلظة لنداء رفيع،صراع رهيب يف عامل املادة

ب جندت الكفايات العلمية ففي أثناء احلر.ويف الوقت ذاته زادت الفتنة بالعلم وجندت بعد ذلك الستنباط وسائل التعمري من اخلراب .لها الستنباط مهلكات جديدةك

. اإلنتاج ووسائل الغلبة يف ميدان،الشامل

.وحدث تقدم باهر يف ميدان العلم وعامل املخترعات

.تقدم أفقد العقول توازا فوقفت مذهولة إزاء املارد اجلديد

)٣٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

،وغريه من بعده" دارون " مث " جاليليو " و " كوبرنيكوس " من أيام ،ومن قبل .العلم والدين ووقعت اجلفوة العنيفة بني ،وقف العلماء موقف العداء السافر من الكنيسة

مث ظلت الفرقة . .لى الكنيسة للظروف اليت شرحناها من قبلعوانتصر العلم بينما الدين قابع هناك ال ميلك ،لعلمالدين كلما فتح ميدان جديد أمام اتتسع بني العلم و

.اخلروج من قاعة الكنيسة إىل زمحة الطريق

م سيطروا على قوانني أ - وللعلماء أنفسهم - وحدثت الفتنة حني خيل للناس . وأم على بعد خطوات من خلق احلياة،الطبيعة

وآمنت بإله جديد - "سومرست موم " كما قال - هنالك نبذت أوربا إهلها ومن كل القيم واملفاهيم اليت صاغها الدين ، وحتللت ائيا من فكرة اهللا والتدين.امسه العلمأن تصوغ اليوم قيمها كلها - واجبهابل من - وخيل هلا أن يف مقدورها.من قبل

فقد شبت اليوم عن الطوق . وال تركن لوصاية عليها من اهللا أو سواه،ومفاهيمها كلها !ومل تعد يف حاجة إىل وصايات

. فاإلنسان هو اهللا، يعبد اإلنسان نفسه:"جوليان هكسلي " اليوم كما قال

.التخلص من اخلرافةومسى هذا بأنه عهد انتصار اإلنسان على الطبيعة و

* * * .تلك هي العوامل اليت أثرت يف أوربا واتنهت بايار الدين واألخالق والتقاليد

فقد احتاج إىل ، ومع أنه كان قشرة على السطح،وعلى وهن الدين يف أوربا ، قرنني كاملني وهذه املطارق العنيفة املتوالية تدق فوقه يف عنف،قرنني كاملني من الزمان

ما تكاد إحداها تبدأ حىت تكون أختها قد حلقتها ومضت ،م فيه من كل جانبوحتط .حىت تزلزل يف اية األمر واار. .والبناء القدمي صامد رغم وهنه وتفسخه. .تطرق معها

نستعرضها يف بيئتها . .عرض تلك العواملتنس - إىل هذه اللحظة - وقد كنا مل نناقشها ومل نفحص ما فيها من خطأ أو ولكننا،التارخيية اليت نبتت وفرخت فيها

.صواب

)٣٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

واحدة إثر واحدة اجم الدين واألخالق والتقاليد تلقهذه الدعاوى اليت انط ..وتؤدي إىل ايارها

؟هل كلها حقائق

؟أم إا أباطيل

؟حقائق وأباطيل. .أمي هي يف وقت واحد

)٣٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

حقائق وأباطيلورات األوربية عن الكون واحلياة جمموعة التصيف الفصل السابق استعرضنا

ورأينا كيف ظلت مفاهيم الدين واألخالق "دارون " وبعد " دارون " قبل . .واإلنسان .وتتهاوى يف اية املطاف. . تز وتتأرجح، وما حوهلا من مشاعر وإشعاعات،والتقاليد

يستعرض هذا اخلط - كما وقفنا يف الفصل السابق - وحني يقف اإلنسان يأخذه العجب أن تكون هذه التصورات ، من التدهور املستمر واالحنراف املتواصلالطويل

، وأم متعلمون، يزعمون أم ناضجونر وبش. بشراملهتزة املتخبطة املخبولة تصورات إىل ،م خرجوا من ظالم العصور الوسطى وأ. يزعمون أم هم الناسر بش.وأم عاملون

.لكوناضل فيه السنور املعرفة احلق الذي ال ي

حضارة تقول إا .إلنسان العجب أن تقوم على هذه التصورات حضارةايأخذ ان بالنسبة إليها مرحلة من كل ما عداها من حضارات التاريخ ك وأن ،هي احلضارة احلقة حضارة تقول إا القمة اليت تتضاءل جبنبها مجيع .التأخر أو الظالم مراحل الطفولة أو

. ومجيع األشياء، القيم ومجيع،القمم

التفسخ ده اليوم يف هذه احلضارة من بوادرهالوال ما يش. .يأخذ اإلنسان العجب .وااليار

، أخذت بط. مث أخذت يف االحنسار،لقد وصلت املوجة الطاغية إىل آخر مداهاالذي صنع يف األرض من املفاسد أضعاف ما قدم هلا من " الرجل األبيض " ويهبط معها

قبل أن يغادر مكان السيادة - والذي يوشك،سائل التقدم احلقيقية ووسائل التعمريو .أن حيطم العامل كله ويهده من القرار - الذي تقلده يف القرنني السابقني

والذي يقول ذلك رجل أبيض عريق . . لقد فقد الرجل األبيض سيادته.نعمعه منذ ا يف تصريح حاسم أذ" رسل برتراند" هو الفيلسوف اإلجنليزي املعاصر ،البياض

.مل تعد لديه فكرة صاحلة مينحها للبشرية. . فقد سيادته ألنه استنفد أغراضه.)١٢(سنوات

لقد انتهى العصر الذي يسود فيه الرجل األبيض، وبقاء تلك السيادة إىل األبد : " رسلقال برتراند )١٢(

وأعتقد أن الرجل األبيض لن يلقى أياما رضية كتلك اليت لقيها خالل . ليس قانونا من قوانني الطبيعة ".أربعة قرون

)٣٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وما كان ،فما كان لديه من أفكار صاحلة غلب عليه الشر الكامن يف تصوراته املنحرفة .لديه من احلقائق غلبت عليها األباطيل

* * * وما فعلته يف أفكار ،السابق خطوات الزمن يف أورباوقد استعرضنا يف الفصل ونريد يف هذا الفصل أن نناقش تلك التصورات اليت . .الناس ومشاعرهم وحيام العملية

ومهمته ، وملركزه من الكون، وغريت نظرة اإلنسان لنفسه،"دارون " انتشرت من بعد .كل شيء فيه - من مث - وغريت،يف احلياة

، واالجتماع، يف السياسة.تلفة من التصورات يف كل اجتاهإا جمموعة خمولكنها تكاد تنحصر يف تصورات . .فنونالو واآلداب ، والفلسفة،علم النفس و،واالقتصاد

:ثالثة رئيسية

. حيوانية اإلنسان وماديته)١

. والتطور الدائم الذي يلغي فكرة الثبات)٢

. وال اختيار،وال رأي ، وحتمية التطور الذي ال يد فيه لإلنسان)٣

تفريعات والتطبيقات حىت مشلت صورات الرئيسية الثالثة انبعثت الفمن هذه الت .كل نشاط البشرية

* * * " أصل اإلنسان " ففي كتابه . .حيوانية اإلنسان كان دارون هو بطلها املباشر

وضعت هذا ونفي لكل التصورات الدينية والفلسفية السابقة اليت،إحياء شديد حبيوانيتهتفرد - ترتيبا منطقيا - ورتبت على ذلك،الكائن اإلنساين يف موضع االمتياز والتفرد

ليست ألحد غريه من الكائنات ، ونظم أخالقية خاصة،اإلنسان بنظم اجتماعية خاصة . وهي هي مزية اإلنسان على احليوان،املعروفة

كيف أدى تصور اإلنسان ،ديثوقد بينا يف الفصل السابق مبا يغنينا عن إعادة احل ال ، واالجتماعي، واخللقي، إىل سلسلة متوالية من التحلل الفكري،لنفسه على أنه حيوان

)٣٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أن هذا التصور خاطئ من - باملنطق والعلم - فإذا ثبت لنا اليوم. .تكاد تتوقف عند حد ،ليهوانبنت ع فقد اارت من أساسها كذلك كل املفاهيم اليت استمدت منه،أساسه

.كذلك يف هذا القرن - بالعدوى - وفتنتنا،واليت فتنت الغرب يف القرنني املاضيني

إمنا الذي يناقشها .يف أمر حيوانية اإلنسان" الداروينية " ولن نقوم حنن مبناقشة ."اإلنسان يف العامل احلديث " يف كتابه " جوليان هكسلي " حديث هو " دارويين " عامل

وأشدهم .ملحدون - وهللا احلمد - كلهم - مئن القارئليط - وآل هكسلييف هذا - فقد كان هو الذي قال،هذا الذي ننقل هنا كالمه" جوليان " إحلادا هو كان خرافة خلقها اإلنسان لنفسه لتؤنسه حني أحس " سبحانه " إن اهللا - الكتاب ذاته

وألن يضع اإلنسان نفسه ،فةه قد آن األوان لنبذ هذه اخلران وأ،بالوحشة يف هذا الكون .مكان اهللا

" يف أمر اإلنسان هو عامل " الداروينية " ليطمئن القارئ أن الذي يناقش .نعم .دارويين ملحد ليس يف قلبه قطرة واحدة من اإلميان

."تفرد اإلنسان " بعنوان " هكسلي " يقول

ه بالنسبة لبقية فيما يتعلق مبركز)البندول(لقد تأرجح رأي اإلنسان كاخلطار " ل بينه وبني احليوانات حينا هوة تفص،ابه الشديد أو القليل بنفسه بني إعج،احليوانات

إما ، ومن املمكن طبعا تصغري اهلوة أو تكبريها، آخر هوة صغرية جدا وحينا،سحيقة جدان أ - "ديكارت " كما فعل - ويستطيع اإلنسان. .من ناحية احليوان أو ناحية اإلنسان

أن يضفي عليها - كما يفعل معظم السذج من الناس - أو،يصور احليوانات كاآلالت ،أو يستطيع اإلنسان أن يعمل يف الطرف اإلنساين من اهلوة. .فات اإلنسانالكثري من ص

أو يسمو به ،د احليواناتوحينئذ إما أن جيرد جنسه البشري من صفاته ويدخله يف عدا ."قليال من املالئكة إىل حد جيعله أقل كثريا

واعترب اإلنسان حيوانا ،بدأ اخلطار يتأرجح عكسيا" رون دا" وبظهور نظرية . ." وظهر ما بدا أنه النتائج ،ووصل اخلطار شيئا فشيئا إىل أقصى مدى تأرجحه. .مرة أخرى

ولذلك فإن آراءه يف)من احليوانات( فاإلنسان حيوان كغريه :"دارون " املنطقية لفروض دودة الشريطية أو تستحق تقديرا أكثر من آراء المعىن احلياة اإلنسانية واملثل العليا ال

ولذلك فكل . والبقاء هو املقياس الوحيد الوحيد للنجاح التطوري.بكتريا الباشلس ومن . إال فكرة إنسانيةم وليست فكرة التقد.الكائنات احلية املوجودة متساوية القيمة

)٣٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

نسان يف الوقت احلاضر سيد املخلوقات ولكن قد حتل حمله القطة أو املسلم به أن اإل .."الفأر

ومل تصغر اهلوة هنا بني اإلنسان واحليوان نتيجة املبالغة يف إعطاء احليوان " ومع ذلك فقد ظهر . وإمنا نتيجة التقليل من الصفات اإلنسانية يف اإلنسان،صفات إنسانية

."يف الغالب زيادة املعرفة واتساع نطلق التحليل العلميمنذ عهد قريب اجتاه جديد سببه

وبعد . وتتسع اهلوة بني اإلنسان واحليوان مرة أخرى،إن اخلطار يتأرجح ثانية" ولكنه بدأ يرى نفسه ،مل يعد اإلنسان يستطيع جتنب اعتبار نفسه حيوانا" دارون " نظرية

وحتليل تفرد اإلنسان من الناحية .ه ويف حاالت كثرية ال مثيل ل،حيوانا غريبا جدا ." وما هذا املقال إال حماولة لعرض مركزه احلايل،البيولوجية مل يبلغ متامه بعد

. . الفذة وأعظمها وضوحا قدرته على التفكري التصويريوأوىل خواص اإلنسان" د ولقد كان هلذه اخلاصية األساسية يف اإلنسان نتائج كثرية وكان أمهها منو التقالي

ما - أو إذا شئت من أهم مظاهره احلقيقية - ومن أهم نتائج تزايد التقاليد. .املتزايدةوإن التقاليد والعدد هلي اخلواص . .فيما لديه من عدد وآالتيقوم به اإلنسان من حتسني

يف - وهذه السيادة البيولوجية.اليت هيأت لإلنسان مركز السيادة بني سائر الكائنات احلية .."خاصية أخرى من خواص اإلنسان الفذة - احلاضرالوقت

كسيد ه عليهاإلنسان يف مركز مماثل ملا أنعم بوهكذا يضع علم احلياة . ."وق هامة بعض الشيء بالنسبة وفر، ومع ذلك هناك فروق. كما تقول األديان،املخلوقات

،رى خلدمة اإلنسانالنظر البيولوجية مل ختلق احليوانات األخ فمن وجهة،لنظريتنا العامة ومن استعباد ،املنافسةولكن اإلنسان تطور بصورة مكنته من التخلص من بعض األنواع

ومن تعديل األحوال الطبيعية والبيولوجية يف معظم أجزاء اليابس ،ى باالستئناسأنواع أخر ومل تكن وجهة النظر الدينية صحيحة يف تفاصيلها أو يف كثري مما ،من الكرة األرضية

.)١٣( " ولكن كان هلا أساس جيولوجي متني،تضمنته

ولقد أدى الكالم والتقاليد والعدد إىل كثري من خواص اإلنسان األخرى اليت ال " .." ومعظمها واضح معروف،مثيل هلا بني املخلوقات األخرى

دينية صحيحة، أن يسلم تسليما كامال بأن وجهة النظر ال - وهو ملحد - ال يطيق جوليان )١٣(

ومع ذلك فقد اضطر كارها أن يقول إا كانت . وحيرص على القول بأا كانت تشتمل على أخطاءعلى أن ننقل - على أي حال - وقد حرصنا. أي أا صحيحة - تستند إىل أساس جيولوجي متني

. واضح الداللةوعلى الرغم من التواءاته فهو. رأيه هنا كامال دون أن حنذف منه ماال نوافقه عليه

)٤٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

إذ انقسمت كل األنواع األخرى ،ثيل له أيضا كنوع مسيطرمواإلنسان ال " وجتمعت يف أجناس وفصائل ،ات وآالف كثرية من األنواع املنفصلةاملسيطرة إىل مئ

ولقد مت .ته من غري انقسام أما اإلنسان فقد حافظ على سياد.عديدة وجمموعات أكرب ."تنوع سالالت اإلنسان يف حدود نوع واحد

."وأخريا فإن اإلنسان ال مثيل له بني احليوانات الراقية يف طريقة تطوره"

." وهي تفرد تاريخ تطوره، خاصية أخرى بيولوجيةولإلنسان"

ة وإن خاصي.وحنن اآلن يف مركز يسمح لنا بتعريف تفرد اإلنسان يف تطوره" ."ر هلي التفكري املعنوياإلنسان اجلوهرية ككائن حي مسيط

ولقد كان حبثنا حىت اآلن بطريقة عامة يف خصائص اإلنسان من ناحية التطور . ." فأوال جيب أال .ئجها بشيء من اإلسهابن نعود إليها ونبحث فيها ويف نتا واآل،واملقارنة

. .يغرب عن بالنا أن الفرق بني اإلنسان واحليوان يف العقل أعظم بكثري مما يظن عادة. .ةها تبدو عاجزة عن معرفة طرق جديدولكن. .وكلنا على علم بقوة الغريزة يف احلشرات

لتفكري عند اإلنسان أمهية بيولوجية كربى حىت ينما لب. .الثدييات بأفضل من ذلكوليست وال بد أن يكون سلوك احليوانات عرفيا أي .عندما تسود تفكريه العادة واحملاولة واخلطأ

حرا يف األخذ - ما اإلنسان فقد أصبح يف سلوكه حرا نسبيا أ.دود ضيقةيف ح أنه ثابترونة نتائج أخرى سيكولوجية يتناساها وهلذه الزيادة يف امل. ...اء على حد سواءوالعط

فلقد أدت هذه املرونة مثال إىل ، فريد يف بعضها واإلنسان أيضا،رجال الفلسفة العقليةومع ذلك . .كون اإلنسان هو الكائن احلي الوحيد الذي ال بد أن يتعرض للصراع النفسي

وهي اليت ،ىل أقصى حداع إ أجهزة لتقليل الرت)يف اإلنسان(فطبقا لآلراء احلديثة توجد ."يعرفها علماء النفس بالكبت والقمع

واليت ميكن تسميتها نفسية أكثر منها ،وهذه اخلواص اليت امتاز ا اإلنسان" :ثالث اآلتيةشأ من خاصية أو أكثر من اخلواص البيولوجية تن

.األوىل قدرته على التفكري اخلاص والعام

لوك عند س العقلية بعكس انقسام العقل وال التوحيد النسيب لعملياته:الثانية .احليوان

)٤١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ومتسك ، وجود الوحدات االجتماعية مثل القبيلة واألمة واحلزب والعقيدة:الثالثة ."كل منها بتقاليدها وثقافتها

وهنا نتائج ثانوية كثرية لتطور العقل من مرحلة ما قبل اإلنسان إىل مرحلة " ولنذكر منها العلوم الرياضية البحت ،احية البيولوجية وهي بال شك فريدة من الن،اإلنسان

.." واحلب املثايل،واملواهب املوسيقية والتقدير واإلبداع الفنيني والدين

ففي احلقيقة أن معظم أوجه ،ولكن ال يكفي هنا أن حنصي بعض أوجه النشاط" ذة من الناحية ولذلك فهي مثلها ف،نشاط اإلنسان وخواصه نتائج ثانوية خلواصه األصلية

.."البيولوجية

وإن التجارب . .وقد يكون لتفرد اإلنسان نتائج ثانوية أخرى مل تستغل بعد" " وتلك اليت قام ا ،يف احلدس دون استخدام احلواس" بني بريل " كتلك اليت أجراها

وكثرة الكتابة من وقت آلخر عن قراءة األفكار والتنبؤ،يف نقل األفكار" جلربت مراي باملستقبل لتوحي بأن لبعض الناس القدرة على املعرفة عن غري الطريق العادي لإلدراك عن

."طريق احلواس

. ")١٤(وبذلك قد يكون اإلنسان فريدا يف أحواله أكثر مما نظن اآلن "

رمبا نكون قد توسعنا بعض الشيء يف نقل النصوص من كتاب حوليان هكسلي .ال ألننا يف حاجة إىل االقتناع بتفرد اإلنسان - صغريأكثر مما يطيقه هذا البحث ال -

.إىل اجلدل فيها أو التعب يف االهتداء إليها" اإلنسان "فتفرد اإلنسان بديهية ال حيتاج األوربية هذا االحنراف العجيب يف القرن التاسع " اجلاهلية " وإننا لنعجب كيف احنرفت

وكيف انطمست بصرية .نية اإلنساحبيوان - كما قال هكسلي - حني آمنت.عشر .. ميعنون يف تشويه صورة اإلنسان وإحلاقه باحليوان،جنرفوا يف التيارالعلماء فا

لنقنع أنفسنا بتفرد " هكسلي " توسع يف نقل النصوص من كتاب مل ن.كال وحده هو الذي اهتدى وإمنا لنبني أنه ليس الوجدان الديين. .اإلنسان وبعده عن احليوان

قد ، العلم الذي يقوله رجل ملحد ال يؤمن باهللا،ذاته" العلم " بل إن ،هذه احلقيقةإىل أو ،قة فهمها وطري،اهتدى بعد طول األرجحة والتعثر إىل أن النظرة العلمية البحتة شيء

والعلم . شيء آخر قد يكون منفصال متام االنفصال،طريقة التأثر اطريقة توجيهها أو

ترمجة حسن خطاب ومراجعة " تأليف جوليان هكسلي " من كتاب اإلنسان يف العامل احلديث )١٤( .٣٦ إىل ص ١مقتطفات من ص . الدكتور عبد احلليم منتصر

)٤٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

كن طريقة استخدامه وتوجيهه هي اليت ول.ليس خريا وال شريرا يف ذاته" حمايدة " طاقة .تولد منه اخلري أو تولد الشر

وعلى قلة املعلومات اليت كانت ،ذاا" دارون " ظرية نمن - ومل يكن من احلتممل يكن من احلتم أن - وتأثري هذه القلة يف استخالص النتائج منها،متاحة له يف وقته

هو ذاته يوحي بأن إن تطبيق نظرية النشوء واالرتقاء ف.علماء حبيوانية اإلنسانيؤمن الة ي عامل احليوان جتد مقاييس جديدفف. .يكون لإلنسان مقاييس خاصة غري مقياس احليوان

فاحليوان الذي له عينان ال ينطبق عليه ما كان ينطبق .للحيوان كلما ارتقى يف سلم التطورع صغاره له يف حياته مقاييس غري ذي يرضل واحليوان ا.ت له عينانسابق ليسعلى حيوان

مقاييس الطيور اليت تبيض وحتتضن البيض أو احلشرات اليت تبيض وتترك البيض مقاييس ، وكذا وكذان احليوان يف كذاأفال يكون لإلنسان الذي ارتقى ع. .للظروف

!؟خاصة غري مقاييس احليوان

يف صميم الوقت ،يت حترك أوربا يف القرنني املاضينيهي ال" اجلهالة " لقد كانت .الذي خيل للناس أن العلم هو الذي يوجه احلياة هناك

!!!اإلنسان إذن إنسان

وال يؤمن بأن هللا قصدا يف خلق ،الذي ال يؤمن باهللا" جوليان هكسلي " حىت لروحانية قط يف ومل يورد ذكر ا،اإلنسان" بروحانية " وال يؤمن ،الكون وخلق اإلنسان

. إنسانيته وإنه متفرد يف،هذا يقول إن اإلنسان إنسان" جوليان " حىت . .حديثه

...احلمد هللا والشكر والثناء

وإذن فكل االجتاهات الفكرية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية واألدبية خاطئة وغري اليت تفرعت عن اإلميان حبيوانية اإلنسان كانت منحرفة و. ...والفنية والـ

.جديرة باالعتبار

أن نبني فساد األساس الذي قامت عليه هذه - علميا - وقد كان يكفيال ميكن أن - القائمة على أساس منحرف - بت أن هذه االجتاهاتث لن،االجتاهات كلها

. وال ميكن أن تكون على صواب،تكون سليمة

ما فيها من احنراف ذايت لنني ومع ذلك فسنمضي يف مناقشة تلك اآلراء املنحرفة .بصرف النظر عن احنراف األساس

)٤٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

إن تاريخ اجلنس البشري هو تاريخ البحث :فحني يقول التفسري املادي للتاريخ يعجب اإلنسان كيف يتأتى لبشر إغفاهلا ذه ، يغفل بديهية بسيطة واضحة)!(عن الطعام

فلماذا صار .ث عن الطعام يغفل أن تاريخ احليوان كله هو كذلك تاريخ البح.السهولةاإلنسان إنسانا يا ترى وبقي احليوان على حيوانيته مع أما مشتركان يف األصل ويف

إن كان تارخيه ، ملاذا أقام اإلنسان النظم واألفكار والعقائد واحلضارات واملصانع؟التاريخيف - مثال - كما ظل أسالفه من احليوان - وملاذا مل يظل؟هو جمرد البحث عن الطعام

؟نطاق الصيد واالفتراس

؟ أال تفتح البصرية؟أال تلفت هذه البديهية النظر

. ويتأثر تارخيه بالبحث عن الطعام. نعم هذه حقيقة.يبحث اإلنسان عن الطعامن يؤثر يف وكل جزء ال بد أ.ن حياة اإلنسانم" جزء " ألن الطعام . هذه حقيقة.نعم

.اموع

وتقوم على هذا نظريات ،هو تاريخ البحث عن الطعامأما أن يكون تارخيه فعجيبة من عجائب اجلاهلية احلديثة ، ويتخصص فيها علماء وفالسفة ومفكرون،وعلوم

!اليت تقوم باسم العلم والعرفان

؟هل ميكن أن يصل خملوق إىل شيء ليس مهيأ له وال ميلك إمكانياته

،ال يتنوع وال يتغري وال يرتقي " هكسلي" أليس سلوك احليوان ثابتا كما قال ؟ألن احليوان ليس مهيأ ألكثر مما هو عليه

لعقائد واحلضارات يدل على أنه نسان إىل إقامة النظم واألفكار واأليس وصول اإلوبطبيعة احتكاكه بالكون - ل على أنه منذ نشأتهد أليس ي؟مهيأ لكل ذلك وقادر عليه

نباتا أصيال منبثقا من ،كلها" املعنويات " هلذه قد نبتت فيه البذور األوىل - من حولهحىت وهو يبحث عن - على أنه - بعد ذلك - أليس يدل؟من طبيعة يئهوصميم كيانه

مل يكن مستغرقا يف - وهو حبث دائم ال ينقطع إىل هذه اللحظة وإىل الغد - الطعام ، عن غذائهاألخرى نفسه جوانب أخرى تبحث هي ا ألن يف،البحث عن الطعام وحده

ل وحدها كما يفعمل يكن يبحث عنه مبعدته - حىت وهو يبحث عن الطعام - وأنه - مثال - هي اليت هدته،"أرقى " بل جبوانب أخرى ، وال مبعدته وعقله فحسب،احليوان

؟ق يف تقدميه مث إىل التأنق يف أكله والتأن،هإىل إنضاج الطعام وتسويت

!؟أم حنن خمطئون

)٤٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

مث حصر ،إن تاريخ البشرية هو تاريخ دوافعها اجلنسية" فرويد " ل وحني قا يعجب ، فإنه أغفل بديهية بسيطة واضحة،دوافعها اجلنسية بعد ذلك يف دوافع احليوان

أغفل أن سلوك اإلنسان اجلنسي .اإلنسان كيف يتأتى للبشر أن يغفلوها ذه السهولة .خمتلف يف طبيعته عن سلوك احليوان

ليفسر ا " فرويد " املطلق باألسطورة البشعة اليت ابتدعها ض التسليمفعلى فرعلى فرض التسليم . . وحضارا، ونظمها، وأفكارها، تاريخ عقائدها،تاريخ البشرية

!! فإا هي ذاا تربز إنسانية اإلنسان،املطلق ذه األسطورة اليت ليس له عليها دليل

.فقتلوه. .نس فوجدوا أباهم هو العقبة يف طريقهماجته األبناء إىل أمهم بشهوة اجل

.مث أحسوا بالندم على فعلتهم

.فنشأت العبادة. .فأقسموا ليقدسن ذكراه

فقرروا أال ميسها أحد . .ووجدوا أم سيقتتلون فيما بينهم للحصول على األم ."احملرمات " فنشأت . .منهم

التعاون اجلماعي يف حياة نشأف. .فيما بينهم بدل االقتتالوقرروا أن يتعاونوا .البشرية

.ذه األسطورة - مؤقتا - وسنرضى. .نعم

؟فماذا فيها

.موا على فعلتهم أم ند:فيها أوال

قيم ، قبل فجر التاريخ، يف ظلماته األوىل،ففي صميم الكيان البشريوإذن .أخالقية لألفعال جبانب الدفعة الغريزية اخلالصة

)٤٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ليس له حاسة تقول له. ليس له تقدير خلقي ألفعاله. فعلتهاحليوان ال يندم علىإن هذا العمل خاطئ أو إن ذاك - وهو حسي حبت،)١٥(فيما عدا الفعل املنعكس -

.العمل صواب

وإذن ففي .ندموا على فعلتهم - "فرويد " كما يقول - ولكن هؤالء األبناء .م عليه لدفعة الغريزة وال تترك احلك،كيام حاسة تعطي للعمل قيمة خلقية

، نعم إن ذلك حيدث.وتسكتها" احلاسة اخللقية " وقد تندفع الغريزة فتتغلب عى ا مفروضة على اإلنسان من خارج أو أ،ولكنه ال يعين أن احلاسة اخللقية غري موجودة

..هلا من الداخل رصيد سه دون أن يكوننف

استعداد فطري ينمى .نسانفهذه احلاسة اخللقية جزء أصيل من كيان اإل !كال ولكنه دائما هناك يف أعماق الفطرة ولو كره . أو يضعف من اخلارج،من اخلارج .احليوانيون

على أنفسهم لونا معينا من " حيرموا " أن األبناء قرروا أن :ويف األسطورة ثانيا ..هم الغريزيةعدواف - "فرويد " فيما يزعم - النشاط الذي تدفعهم إليه

ال دخل فيها للسلوك على هذا التحرمي فهو عملية إنسانية حبتة وأيا كان الدافعمل حيرم على نفسه شيئا قط يف هذا " دارون " جتمع البقر الذي حكى عنه فم.احليواين ومل متنعه ،من أسالفه الذين قتلوا يف العراك على األماملاليني ومل يعترب مباليني ،املوضع

.ملرئية من االستمرار يف املعركة إىل ايتها اليت يتقرر فيها الظفر أو اهلالكراحه الواقعة واج

ومن أجل منفعته النهائية،خمتارا - وإذن ففي مقدور اإلنسان أن حيرم على نفسه وذلك .ألوانا من النشاط الغريزي ال يستطيع حترميها احليوان - غري املرئية أو احملسوسة

- أو القمع والكبت كما قال هكسلي - القدرة على الضبطنهايأن يكون يف كيستلزم .فريدة ال ميلكها إال اإلنسان - كما قال هكسلي أيضا - وهي قدرة

وهو أمر ال حيتاج ، أن األبناء قرروا أن يتعاونوا فيما بينهم وال يقتتلوا:وفيها ثالثا .إىل تعليق

يف الفعل املنعكس يرتبط األمل احلسي أو اللذة احلسية بعمل معني، فيبتعد عنه احليوان أو يقبل عليه )١٥(

كما ميتنع الكلب عن دخول حجرتك ألنك ضربته على ذلك وآملته، وكما يقبل . االرتباطنتيجة هذا .عليك ويداعبك إذا ربت عليه

)٤٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

إنسانية تنا إلثبات وليست وسيل."فرويد " نؤمن بأسطورة - بعد - ولسنانسان فتاريخ اإل!فعل العلماء احملققوناإلنسان أن نستمد الربهان من األساطري كما ي وإمنا أردنا فقط أن نقول إنه حىت هذه .الواقعي يف األرض غين بالدالالت على إنسانيته

حتمل يف أطوائها الدليل على،األسطورة البشعة اليت تتمثل فيها أقذر صورة للبشرية !إنسانية اإلنسان

لوال اجلدل الطويل ،وحنب أن نؤكد هنا حقيقة مل نكن يف حاجة إىل توكيدها والذي وصل باملتناظرين إىل التطرف . املتنازعة يف أوربار بني النظرياتالعريض الذي ثا

. كل منهم يأخذ طرفا من القضية وجيذبه إىل أقصى الغاية،املعيب

سان فإن ذلك ليس معناه أننا ننكر اجلانب احليواين إننا حني نؤكد إنسانية اإلن .فيه

ولكن . احلقيقةه وإن. فاجلانب احليواين يف اإلنسان موجود دون شك!كال ، وهو ال يتمثل فقط يف عقل اإلنسان ونفسه وروحه.اجلانب اإلنساين موجود كذلك

م اإلنسان بضروراته بل يتمثل كذلك يف قيا، عن احليوانومتيزوهي اجلوانب اليت تفرد ا .احليوانية على طريقة اإلنسان ال على طريقة احليوان

ويستجيب لدوافع " ضرورته " ويقضي ، ويسكن ويلبس،يأكل ويشرب وحتيطها ،القيام بالضرورة" ذب " الطريقة اليت .قة اإلنساني على طركل ذلك. .اجلنس

فيه إذ جتعلها سلوكا وأدبا ،فيها" الضرورة " بآداب معينة تطلف غلظها وختفف من معىن ."اختيار " ترفع وفيه

. ويف ذلك يتفاضل بشر عن بشر وجيل عن جيل."اإلنسان " هكذا يصنع فأصبحت ، وخرجت الضرورة عن قهرها القاهر،ا ذبت املشاعر ونظف السلوكمفكل

وكلما هبط .ةوأبعد عن احليواني" أرقى " كان اإلنسان ،النفس" ختتاره " سلوكا مهذبا سلوكه يف " خيتار " ومل يعد ، وضراوا كلها، بغلظها كله،اإلنسان إىل عامل الضرورة

كان ألصق باحليوان وألصق ،أدائها بل يقضيها بدفعة الغريزة املباشرة وبأسلوب الغريزة .. إىل الوحشية واهلمجية والتأخر والظالم. وكان راجعا إىل الوراء،باألرض

حىت اهتدى على يد ، إحساس اإلنسان بنفسه ونظرته إىل سلوكهوقد ظل هكذا ! ألنه حيوان،إىل أنه ال جيوز له أن يصنع ذلك" فرويد " و " دارون "

)٤٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

- فقد كانت، مبعىن حصره يف نطاق حواسه وحميطه املادي،أما مادية اإلنسان فاحليوان .نية اإلنسانعن حيوا" دارون " تبدو نتيجة منطقية لنظرية - على رأي هكسلي

حمدودا كذلك باحمليط - الذي هو حيوان - ومن مث كان اإلنسان،حمدود بنطاق حواسه .املادي ومبا تدركه احلواس

،يردان على هذا الزعم الباطل - اثنني منهم - ويف ذلك أيضا نترك آل هكسلي :صال باهللا ال يصالن إىل االعتراف بقدرة اإلنسان على االت،وإن كانا ملحدين

يف " بني ترييل " وإن التجارب كتلك اليت أجراها " :يقول جوليان هكسلي ،يف نقل األفكار " جلربت فراي" وتلك اليت قام ا ،احلدس دون استخدام احلواس

لتوحي بأن لبعض الناس ،راءة األفكار والتنبؤ باملستقبلوكثرة الكتابة من وقت آلخر عن ق ."ن غري الطريق العادي لإلدراك عن طريق احلواس القدرة على املعرفة ع

:ه جوليانوهو ملحد وإن كان أقل إحلادا من أخي - "ألدوس هكسلي " ويقول البشر مزودون بالقدرة على استشفاف إنه مل يعد لنا مناص من االعتراف بأن بعض"

ا هذا وإن جهلنا بالطريقة اليت يتم .اهول بطريقة خارجة عن نطاق احلواسيزيد عن جهلنا بالطريقة اليت تتم ا عملية اإلدراك فإنه ال.االستشفاف ال يربر إنكارنا له

كذلك ؟راك أو التذكرد من منا ال يستطيع أن يعرف كيف تتم معجزة اإل.وعملية التذكرمث أورد يف اية . ." ولكنه رغم ذلك حقيقة علمية ،حنن ال نعلم كيف يتم االستشفاف

إن هذه :أحد العلماء املشتغلني ذه األحباث حيث قال" راين " مقالة للدكتور كالمه .احلقائق تدخلنا رويدا رويدا إىل عامل الدين

ننقل هذه األقوال لنستمد منها الربهان على اتساع نطاق اإلنسان وعدم ولسنا" العلم التجرييب " فلسنا يف حاجة إىل شهادة . كال.احنصاره يف حميط املادة وحميط احلواس

وإمنا نوردها فقط.نية عن البيان والشواهد امللموسة يف حياة البشرية غ،يف هذا الشأنة هذه احلدود الضيقع أن يقف باإلنسان عند ه حىت العلم املادي الكافر مل يستط إن:لنقول

.القدمية أكثر من قرن من الزمان" الداروينية " اليت حصرته فيها

من اجلاهلية املظلمة اليت تقوم بعد انقضاء تلك الفترة الطويلة ويعجب اإلنسان ، فيتنكر لنفسه وطاقاته، كيف استطاع اإلنسان أن ينتكس هذه النكسة،باسم العلم

كيف يسد على نفسه وسائل !ويقعد كسيحا حمصورا وهو ميلك الرفرفة واالنطالق ومهما يكن من مشوهلا فهي ،يفة مهما يكن من سعتها فهي ضع،املعرفة إال وسيلة واحدة

كيف يقطع . . ومهام يكن من تعمقها فهي ال تستطيع أن تدرك إال ظواهر األشياء،جزئية

)٤٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

باالتصال - وهو ميلك، كما ينعزل الدود واهلوام واألشياء،صلته بالقوة العظمى وينعزلأن يعيش مع و. .ع صالته بالكون واحلياةأن يوسع حياته ويوسع نفسه ويوس - ذه القوة

ورباط ،على رباط احلب املتبادل. .أخيه اإلنسان على أرحب نطاق شعوري وعملي .العقيدة يف اهللا

" العلم " نكسة ينفخ فيها .إال أن تكون النكسة إىل عامل احليوان. .كيف .ويباركها الشيطان

وأكرب اإلعجاز فيه هو هذا املزيج . إنه معجز. اإلنسان كائن ضخم هائلإنقبضة من طني األرض تتمثل فيها " :ني األرض ونفخة اهللا العلوية يف روحهطجيب من الع

،عناصر األرض املادية من حديد وحناس وكلسيوم وفوسفور وأكسوجني وأيدروجني ونفخة من روح اهللا تتمثل فيها روح .وتتمثل فيها شهوات األرض ودوافع األرض

كما تتمثل فيها اإلرادة الضابطة والقدرة ،عةاإلنسان الشفيفة القادرة على السمو والرفاللذين - فأي محاقة يرتكبها اإلنسان حني يفصل عنصريه هذين " )١٦(على االختيار

ليكتفي جبانب ،مث يلقى بأحدمها بعيدا عنه - تتمثل يف امتزاجهما معجزة القدرة القادرة ويسعى ،ه على هذا النحووهو يدمر طاقت - ولقد كان اإلنسان؟ وهو ميلك اجلميع،واحد

يتصبب كان يف الوقت الذي ،يبعد يف الوقت ذاته عن فطرة احلياة كلها - ا إىل االحنالل !عرقا من البحث يف ظواهر احلياة

" ال تكتفي بأداء - بله اإلنسان - احلياة العميقة يف األحياء كلهاإن فطرةبل - "األحياء " يدرس أجسام وهو" دارون " كما زعم - من أقرب طريق" الضرورة

" صحة " يف ذات الوقت الذي دف فيه إىل " األداء " إا دف دائما إىل إحسان . أي أا ال تكتفي بالضرورة وإمنا دف إىل اجلمال.األداء

؟الزهرة اجلميلة الفياحة الشذى املتناسقة األلوان أرأيت هذه

؟أتظن ذلك ضرورة

وتساعد كذلك .النحل فينتج منها العسل غذاء وشفاء للناس لتجذب إليها :قالوا .ح النباتييف تلق

".قبسات من الرسول " من كتاب )١٦(

)٤٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

بالقياس إىل النحل أن يكون يف الزهرة كل " الضرورة " هل من ؟فهل تظن ذلك ؟هذا اجلمال

ما حيط كإنه ليحط على الزهرة األرجية الفاتنة و . فالنحل خلق متواضع.كال واهللا .على الزهرة العادية اجلمال

ميكن أن تتم يف "لوجية والبي" وكل األهداف .يس مجال الزهرة إذن ضرورةفل .أبسط زهرة كما تتم يف أمجل زهرة

؟"الطبيعة " ورأيت هذه

؟لشفق املبدعة ورأيت مجال الصبح الوليدارأيت محرة

؟رأيت روعة اجلبال اليت تبهر األنفاس وز الوجدان

تراه يف الليل الساكن كأمنا تعمره .وجوالبحر املمتد إىل غري اية منسرب امل ؟أو األشباح. .األطياف

، وظلها،طعم السحر يف ضوئها" ذقت " و ؟"ذقتها " هل . .والليلة القمراء ؟وأطيافها الساربة وحديثها املهموس

؟هل تظن ذلك ضرورة

؟كنة ومستطاعة بغري هذا اجلمالمم واحلياة ،وأين هي الضرورة يف ذلك كله

؟ذا الوجه الفاتنورأيت ه

تلك التقاطيع . . اللتان يطل منهما عامل عميق األغوارنهاتان العينان احلاملتا ؟ماتاليت تطل من وراء القس" الروح " تلك. .هذا املعىن املعرب. .املنسقة

؟ وما الضرورة؟تظن ذلك ضرورة

ه عام وشراب وتنفس تتم يف أقبح وجطمن " البيولوجية " أليست كل العمليات ؟وأمجل وجه على السواء

)٥٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أليس يتحقق يف كل أنثى وكل ذكر بصرف النظر عن .نداء اجلنس ذاته. .بل ؟ذلك اجلمال

."مجال " وإمنا هو . ."ضرورة " إنه ليس .كال

.هو إحسان يف األداء ال جمرد األداء

.)١٧(" فطرة الطبيعة . .تلك فطرة احلياة كما خلقها اهللا

،ها اإلنسان وهو يبحث يف الظواهر احملسوسة لألشياءتلك هي الفطرة اليت نسي وال ، يكتفي بأداء الضرورة من أقرب طريق، وهبط إىل عامل الضرورة،ونسي معها نفسه

. اإلحسان الذي حيمل معىن التهذيب واالرتفاع.يهدف إىل اإلحسان يف األداء

،ةفهو ينحرف كذلك عن الفطر ، فحني ينحرف اإلنسان عن اهللا.وال عجب !ويرتكس يف الظلمة إىل محأة الطني والعياذ باهللا

* * * وذلك مبلغها من احلق ،"دارون " تلك قضية احليوانية اليت انبعثت من نظرية

..ومداها من الضالل

ليت انبعثت من تلك النظرية فهي قضية التطور الدائم الذي يلغي اأما القضية الثانية .عنصر الثبات

يئا جديدا على الفكر األوريب يف اية القرن السابع عشر كانت فكرة التطور ش ولكنها ،عقليا يناقشه العلماء فيما بينهم ويؤلفون فيه" ترفا " كانت .والقرن الثامن عشر

فقد وجدت " دارون " ومل تأخذ صورا احلادة إال بعد نظرية " شعبية " مل تصبح فكرة ومن مث .رة احلياة سندا من صميم فط،ها من قبلعوزيف تلك النظرية سندا علميا كان ي فتلقفوها مبا ، ومن هناك انتقلت إىل أفكار اجلماهري،مألت تفكري العلماء بصورة جدية

من شدة - وخييل إليهم، وصاروا يفسرون ا كل شيء على ظهر األرض،يشبه اللوثة ! والكون كله بال ناموس،أن احلياة كلها بال قواعد - اللوثة

".ولريح ذبيحته : " فصل" قبسات من الرسول " من كتاب )١٧(

)٥١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وكان التفكري الديين خاصة قد أحل يف فكرة الثبوت يف العصور الوسطى حىت وثبوت قصده من - سبحانه - جعلها عقيدة حني ظن رجال الدين أن ثبوت اخلالق

، اإلنسان بنظمه وعاداته وتقاليده ومعناه ثبوت،شيء من خلقه معناه ثبوت كل ،اخللق - كما قلنا يف الفصل السابق - م ذا الظن وأغراه.وكل ما حوله من شئون تتصل حبياته

بعد - لذلك كانت فكرة التطور..ما كان شائعا يف علوم ذلك العصر من فكرة الثبات - بالنسبة للعلماء كذلكبل - صدمة مذهلة بالنسبة للجماهري - إثباا من جانب العلم

. "!م مهتدونوحيسبون أ" صدمة أفقدم اتزام فراحوا خيبطون يف كل واد

!وذلك يف القرن التاسع عشر

بينما كان علماء املسلمني قبل ذلك بعشرة قرون قد فرقوا تفريقا واضحا بني ..وتطور خلقه - سبحانه - ثبات اخلالق

:"الرتاع بني العلم والدين " :األمريكي يف كتابه" دريرب " يقول

علمية ما كنا نظنه من نتائج وإننا لندهش حني نرى يف مؤلفام من اآلراء ال" عضوية الذي يعترب ومن ذلك أن مذهب النشوء واالرتقاء للكائنات ال.العلم يف هذا العصر

وقد كانوا ذهبوا منه إىل مدى أبعد مما وصلنا . كان يدرس يف مدارسهم،مذهبا حديثا ." وذلك بتطبيقه على اجلامدات واملعادن أيضا ،إليه

فكتب ابن ،طور احلياة البشريةتإحساسا واضحا بوكذلك أحس املسلمون يصف - العلمي احلديث احلقيقة أول عامل اجتماع باملعىنوهو يف - خلدون يف مقدمته

كما أن الفقه اإلسالمي ذاته . يف ذلك التطوراليت تؤثر والعوامل املختلفة ،تطور اتمعاتدائمة هي البحث عن حلول جديدة ذلك أن مهمته ال.تطبيق عملي لفكرة التطور البشري أو كما ، ملواجهة ما جيد من مشاكل البشر وحاجام،مستمدة من أصول الدين وروحه

."جيد للناس من األقضية بقدر ما جيد هلم من القضايا " :قال عمر بن عبد العزيز

ولو كان رجال الدين يف أوربا يف القرن السابع عشر والثامن عشر يف مثل هذا ملا )الديالسابع املي(القرن األول اهلجري م الناضج الذي كان عليه املسلمون يف الفه

تلك النفرة اليت أدت ، وال قامت النفرة بينهم وبني العلم،صدمتهم حبوث العلم اجلديدة .بأوربا إىل اهلاوية يف اية املطاف

* * *

)٥٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ك أنه ال توجد فهل معىن ذل. . والكون كله يتطور. نعم.احلياة البشرية تتطور ؟قواعد ثابتة يف هذا الكون ويف احلياة البشرية

وتنبعج ، فتسخن وتربد،روالنجوم تتطور وهي تدو. .السدم تتطور إىل جنوم وشيئا من ذلك ال ،ولكن شيئا من ذلك ال حيدث بال قانون. . وتسرع وتبطئ،وتتكور

ه كلما تيسرت له الوسائل الناموس الذي يكشف العلم طرفا من.حيدث خمالفا للناموس .وأتيحت له األدوات

ولكنه . ويستحدث جديدا كل يوم،تتغري حياته يوما عن يوم. .واإلنسان يتطور . النواميس ذاا اليت حتكم الكون وحتكم احلياة.مع ذلك خاضع للنواميس

هل يتغري تكونه من طاقة أو جمموعة من ؟فهل تتغري طبيعته. .يتطور الكون ؟الطاقات

ويظل جوهره ، وإمنا تتغري صوره وحاالته. مل يقل بذلك أحد من العلماء!كال .ثابتا على ما هو عليه

أم تتغري صوره وحاالته ويثبت ؟فهل تتغري طبيعته. .واإلنسان كذلك يتطور ؟اجلوهر الذي فيه

وما الذي تغري يف كيان اإلنسان على املدى الطويل والتقلب الدائم بني مئات من ؟ظروف واألحوالال

حتوالت ،لقد أحدثت الثورة الصناعية حتوالت كبرية يف سري اتمع األوريبفخيل للناس يف وهلتهم من التحول . .اجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية وخلقية

ومن مث ،حيدث له شبيه من قبل مل،السريع املتالحق أن كل ما حدث جديد كل اجلدة وإذن .خلق جديد ال ارتباط بينه وبني اخللق السابق وال تشابه أم :ركبهم هذا الوهم

. وال كيان ثابت امسه اإلنسان،فليس هناك خط متصل يف احلياة البشرية

كما - أو لو كانت فكرة التطور مألوفة لديهم،ولو كانوا أعقل من ذلك وأوزنا وقعوا يف هذا وم،ما اشتطوا هذا االشتطاط كله - كانت مألوفة يف الفكر اإلسالمي

.الوهم اخلطري

)٥٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ما الذي تغري يف كيان اإلنسان يف تلك األمواج املتالطمة اليت أحدثتها الثورة ؟الصناعية

ثه عن األمن أو حبثه عن الربوز اجلنس أو حبهل تغري حبثه عن الطعام أو حبثه عن ؟والتميز

، أو غري واعيةهل تغري تركيبه النفسي من دوافع فطرية جياشة وقوة ضابطة واعية ؟ عاملة أو غري عاملة،قوية أو ضعيفة

ونزوعه إىل ؟ ونزوعه إىل املعرفة؟ ونزوعه إىل االمتداد؟هل تغري نزوعه إىل البقاء ؟اخللود

؟ ويظل اجلوهر بدون تغري،أم تتغري الصور واحلاالت. ؟غري هذه أبداتوهل ت

لصور واألشكال هي فا.إنه ال جيوز أن خيدعنا تنوع املطالب وتنوع الظروف وهذه .لرئيسية مل تكد تتغري ولكن الرغبات الرئيسية واملخاوف ا،اليت تنوعت يف الواقع

.الذي يسمى اإلنسان" الكيان "هي

أو يأكله ، أو عشبا من األرض، فيأكله فريسة نيئة.يرغب اإلنسان يف الطعامدة الفاخرة بالشوكة وامللعقة أو يأكله على املائ.مطهوا يف بساطة ويده تنهش بال أدوات

.والسكني يف تأنق وترفق وأناة

؟ طريقة األداء أم الرغبة الكامنة يف الطعام؟ما الذي تغري

أو يقضيه يف بساطة . كاحليوان يف الغابة فيقضيه.ان يف اجلنسويرغب اإلنس أو .لسة مغتصبة يف ظلمة املشاعرخ يقضيه .تأنق وغزل وتفنن أو يقضيه يف .وسرعة

الرغبة طريقة األداء أم؟ما الذي تغري. .اطمئنان نفسي يف ظل شريعة وقانونيقضيه يف ؟الكامنة يف اجلنس

ويف ،ويرغب اإلنسان يف املسكن فيصنع يف الغابة كوخا من جذوع األشجار ويف املدينة ينشئ عمارة مزودة بأحدث الوسائل ،القرية كوخا من الطني أو بيتا من اآلجر

هل تغريت الرغبة يف السكن أم تغري الشكل ؟ما الذي تغري. .األدواتوأحدث ؟واألسلوب

)٥٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ويرغب اإلنسان يف ارتداء املالبس للزينة ولدفع غوائل اجلو ولغري ذلك من ويف الصقيع رداء من ، ويف البيداء رداء من الوبر، فيصنع يف الغابة رداء من اجللد.األسباب

هل تغريت الرغبة يف ؟ما الذي تغري. .لنسيج املختلف األلوان ويف املدينة رداء من ا،الفرو ؟ارتداء املالبس أم تغريت الصور واألشكال

ومن ريش ، اإلنسان يف وسائل الراحة فيصنع فراشا من ورق الشجر تارةويرغب هل ؟ما الذي تغري. . ومن املطاط احملشو تارة، ومن القطن املندوف تارة،النعام تارة

؟ الوسائل واألشكالتبة يف الراحة أم تغريتغريت الرغ

، وخيشاه يف املدينة، وخيشاه يف القرية، خيشاه يف الغابة.توخيشى اإلنسان املوويتخذ لذلك مشاعر شىت وحتايالت . وخيشاه يف اهلواء، وخيشاه يف البحر،وخيشاه يف الرب

؟األشكال اخلوف املتأصل أم املظاهر و؟تغرييفما الذي . .شىت وحتوطات شىت

،ليشرب" القلة " يتشاجر معها ألا مل حتضر له . .ويتشاجر الرجل مع زوجته أو ألا تذهب ،أو يتشاجر معها ألا تصر على وضع كلبها املدلل إىل جانبها يف الفراش

،فهل الذي تغري هو املظهر أم تغريت القضية اخلالدة. .بدون إخطاره أو إذنه حيث تشاء والسفينة ال حتمل عادة اثنني من ، أيهما صاحب الرياسة والسيطرة،رأةقضية الرجل وامل

!الرؤساء

يكدح بالصيد يف الغابة ويكدح بالعمل يف .ويكدح اإلنسان من أجل العيش ؟ مظاهر الكدح أم الواجب الذي ال خميص عنه؟ ما الذي يتغري.الصنع

.. األعمالومئات من األفكار ومئات من غريه مئات من املشاعرووغريه

اإلنسان عنصرا ثابتا ال يتغري مهما تغريت ظروفه ومهما تغريت حياته على يف إن و أ.ب ذلك عنصر متغري وفيه إىل جان. ألنه يتصل حبقائق أزلية ال يدركها التغيري،األرض

ولكنها يف تغريها ، وحاالت متطورة للكيان الدائم، صور متغرية من اجلوهر الثابت:قل ، وال تنفصل حلظة واحدة عن كيانه الدائم،ال خترج باإلنسان عن كونه اإلنسانوتطورها

.ل عليه اإلنسان ومشوهلا لكل ما يشتم،حبكم وحدة النفس اإلنسانية وترابطها

:هناك حقائق أزلية يف تكوينه

)٥٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أرض ي الوإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل ف " :أنه صدر عن إرادة اهللا . ")١٨(خليفة

يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من " :وأن البشر مجيعا من نفس واحدة . ")١٩(نفس واحدة

الذي يكملها " الزوج " خلق قد - أي من جنسها - وأن من هذه النفسومن آياته " . ")٢٠( واحدة وخلق منها زوجها خلقكم من نفس ":ا ويوائمها يويلتق

. ")٢١(أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة

خلقكم " :وأن من هذه النفس وزوجها انبث اخللق كلهم والقبائل والشعوبيا أيها " . ")٢٢(من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال كثريا ونساء

الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله . ")٢٣(تقاكم أ

قبضة من طني األرض .وأن اإلنسان قبضة من طني األرض ونفخة من روح اهللاتتمثل فيها عناصر األرض املادية من حديد وحناس وكلسيوم وفسفور وأكسجني

ونفخة من روح اهللا تتمثل فيها . وتتمثل فيها شهوات األرض ودوافع األرض،وأيدروجنيابطة كما تتمثل فيها اإلرادة الض،فعةدرة على السمو والرروح اإلنسان الشفيفة القا

فإذا سويته " .)٢٤( " ولقد خلقنا الأنسان من ساللة من طني " :والقدرة على االختياراجدينس وا لهوحي فقعر فيه من تفخنا " . ")٢٥( واهوا سمفس ونا فأ ،وهورا فجهمله

." )٢٦( خاب من دساهاوقد ،قد أفلح من زكاها ،وتقواها

.احلياة" مظاهر " ثابتة ال تتغري مهما تغريت تلك عناصر

).٣٠(سورة البقرة )١٨( ".١" سورة النساء )١٩( ".١ "سورة النساء )٢٠( ".٢١" سورة الروم )٢١( ".١" سورة النساء )٢٢( ".١٣" سورة احلجرات )٢٣( ".١٢" سورة املؤمنون )٢٤( ".٢٩" سورة احلجر )٢٥( ".١٠- ٧" سورة الشمس )٢٦(

)٥٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

" متغرية من اجلوهر الثابت و " صور " أو قل .وإىل جانب ذلك عنصر متغريتغريها وتطورها ال خترج اإلنسان عن كونه ولكنها يف .متطورة للكيان الدائم" حاالت ، حبكم وحدة النفس وترابطها،حلظة واحدة عن كيانه الدائم وال تنفصل يف ،إنسانا

.ومشوهلا لكل ما يشتمل عليه اإلنسان

فصارت مثلها خالدة دائمة ال ،وقد ترتب على احلقائق األزلية حقائق أخرى .تتغري

حيسوا بعظمة اهللا - بفطرم ما دامت سليمة - س الناسترتب عليها أن حي . ويستمدوا منه العون يف احلياة، فيعبدوه،بالقياس إىل ضآلتهم

حبنني - اللذان خلقهما اهللا من نفس واحدة - وترتب عليها أن حيس الزوجان .كامل إال متحدين متوادين مترامحنيت وأن وجودمها ال ي،والتصاق بعضهما ببعض

باألخوة - حني تصفو سريرم وتنظف نفوسهم - ترتب عليها أن حيس الناسو فيتعاونوا أو يتشاركوا ، إذ هم مجيعا من نفس واحدة ذات رحم مع اجلميع،يف اإلنسانية

...يف اخلري

. ")٢٧(تلك عناصر دائمة ألا ترتكز على أسس دائمة

.ليها األخالق وتقوم ع،وتلك هي األسس اليت تقوم عليها العقيدة

* * * ، عنصر قائم يف صميم الفطرة.العقيدة يف اهللا عنصر ثابت يف النفس البشرية

وإمنا االحنراف الذي حيدث هو احنراف يف .يهدي البشرية إىل خالقها ولو مل تنبه إليه هي اليت ،خالقة قادرة - ما - وليس احنرافا عن اإلميان بأن هناك قوة،طريقة تصور اهللا

ومهمة األنبياء والرسل الدائمة هي هداية البشرية إىل .)٢٨( الكون واحلياة واإلنسان تخلق الذي تنبع منه بعد ذلك املشاعر الصحيحة والسلوك الصاحل والتنظيم ،التصور احلق

.السليم

".قبسات من الرسول " من كتاب )٢٧( .الذين ال يؤمنون بوجود اخلالق أصال قلة شاذة ال يكاد حيسب هلا وجود )٢٨(

)٥٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

كما يزعم التفسري املادي للتاريخ أو غريه من " تتطور " هذه العقيدة مل وطم إن عبادة األب وعبادة الط. ظهرت يف القرنني األخريينالدراسات االجتماعية اليت إمنا هذا كان .الذي وصل يف النهاية إىل التوحيدتطور العقيدة وعبادة الوثن مل تكن هي

من - وليس صحيحا.يف عصوره املختلفةتطور االحنراف البشري عن العقيدة الصحيحة من العقائد الضالة أدت يف النهاية إىل ة منتظمة أنه مرت على البشرية سلسل - التاريخمتعاقبة من اهلدى أن البشرية مرت يف دورات - من التاريخ - إمنا الثابت.التوحيد

. من التجريد والتجسيم. من التوحيد والتعدد.والضالل

البشري ال ميس هذا العنصر الثابت يف جوهر الكون وصميم " التطور " وكل الصورة وال لوحىت حينئذ فالتطور يشم ، التصور الصحيح إال حني ينحرف عن،اإلنسان

.يشمل األساس

سوى أحد - روفها وتطور أحواهلاعلى اختالف ظ - وليس يف حياة البشريةالعقيدة املستقيمة أو العقيدة املنحرفة عن . .وضعني متقابلني اهلدى أو الضالل يف التصور

.سواء السبيل

إال أحد هذين - طروفه وتطور أحوالهعلى اختالف - وليس لإلنسان وضع . سواء يف ذلك إنسان املدينة أو سكان الغابات،الوضعني املتقابلني

إما اهلدى وإما : متعاقبني متغايرين،ومن مث فالبشرية يف واقعها ذات طورين اثنني .الضالل

خطا واليت يوهم ا أن هناك،ريخاليت يذكرها التفسري املادي للتا" األطوار " أما هذه األطوار ترسم . . ومتقدما أبدا إىل األمام، صاعدا أبدا،صاعدا يف احلياة البشرية

ولكنها ال تصف ،بشريةم التطور املادي للحياة ال إا ترس.الظاهر وال تدخل إىل األعماق .حقيقة احلياة البشرية

.طبيعته كذلكألنه ب" العلم " واحدا صاعدا على الدوام هو خط إن هناك خطافليس " النفسي" أما اخلط . إىل ما هو أكرب منها،كل خطوة فيه تؤدي إىل ما بعدها

ويستقيم ، إنه يصعد وينتكس. إنه ال يصعد على الدوام وال يسري يف خط مستقيم.كذلك مث ،لقد خلقنا اإلنسان يف أحسن تقومي " : ويهتدي ويضل على مدار التاريخ،ويعوج

هو االعتقاد املنحرف أو االعتقاد ،أو التغري" التطور " ومدار هذا ."فلني رددناه أسفل سا

)٥٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وطريقة ، ووعيه مبا ركب فيه من طاقات خمتلفة، ومرده إىل شعور اإلنسان بنفسه.السليم .نظرته إىل احلياة

فكلها . . والتطور االقتصادي والتطور العلمي،أما التطور املادي الذي حيدث وتعود ، مث ال يلبث التأثري أن يزول وتتلبد عليه النفس، يف النفس البشريةحتدث آثارا مؤقتة

كما يتعود اجلسم على الدواء اجلديد . .إىل عادا ومألوفها وكياا الداخلي الذي حيكمها .فيفقد مفعوله بعد فترة وال يعود له على اجلسم تأثري

. .ن أفكارها ومشاعرهام. .إمنا التغري احلقيقي هو الذي جييء من داخل النفسمن تقديرها . .من حتديدها ملهمتها وأهدافها. .من نظرا إىل ذاا ونظرا إىل ما حوهلا

.لدورها ومركزها

! وليس هو السيارة أو الطائرة أو احلمار،هذا هو التغري احلق

* * * عه العقل البشري من ليس فيما يصن،"التطور " ومقياس ،رةإن مقياس احلضا

، ولكن يف طريقة تأثره بذلك كله."علوم " وليس فيما يهتدى إليه من ،وعات ماديةمصن ."احليوان " الذي خيتلف عن مقياس " اإلنسان " ومدى ارتفاعه أو اخنفاضه يف مقياس

تفرد " لمزايا اليت ه ل هو مدى استخدام،مقياس التقدم أو التأخر بالنسبة لإلنسان هو مدى بعده عن احليوان وصعوده يف اال الذي تنتجه له وبالتايل - ا عن احليوان"

من اخلصائص اليت - "جوليان هكسلي " كما قال - ولئن كانت العدد واآلالت.مزاياه وهي ،ليست املزية الوحيدة - كذلك" هكسلي " كما قال - فإا،متيز ا اإلنسان

وال ،مقياسا للحضارة - دهاوح - ومن مث ال تصلح.ليست منفصلة عن بقية الكيان . وتدفع ا إىل األمام، ما مل ترتبط باملزايا اإلنسانية األخرى،مقياسا لتقدم اإلنسان

ي و جهاز الراديو أو التليفزيون الذإن املقياس احلقيقي لعظمة اإلنسان ليس ه" دمر ا احلياة وال القنبلة اليت ي،يلآل وال جهاز الغسيل ا، وال السيارة اليت يركبها،ميلكه

وإمنا هو أثر ذلك كله يف مشاعره وعواطفه وكيانه النفسي على وجه . .على وجه األرض وفكرة عن احلياة أكرب ، فإذا كان يصل به إىل فكرة عن اإلنسانية أوسع وأمشل.العموم أما إذا كان يضيق مشاعره إىل نطاق األنانية . فقد ارتقى اإلنسان حقا بكل ذلك،وأرفع

)٥٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

رغم هذا الربيق ، ويعكف به على ملذات اجلسد امللهوفة فقد احنطت البشرية،ولةاملرذ .. ")٢٩(" الذي خيطف األبصار

س ولي،الدليل على أن مقياس التقدم البشري ليس هو املادة. .والدليل على ذلك .الدليل هو أوربا يف القرن العشرين. . وليس هو وسائل اإلنتاج،هو التقدم العلمي

القرن العشرين قد وصلت إىل ذروة من العلم والقوة املادية وضخامة أوربا يف ..اإلنتاج مل تعرف هلا البشرية مثيال منذ مولدها إىل اليوم

قد وصلت إىل مستوى من اهلبوط اخللقي والروحي مل وأوربا يف القرن العشرين .تعرف البشرية أسوأ منه يف جاهليتها القدمية واحلديثة على السواء

الفيلسوف اإلجنليزي املعاصر إن سيادة الرجل " برتراند رسل " ني قال وح أو فرغ من التقدم ، مل يقل ذلك ألن الرجل األبيض قد خال من العلم،األبيض قد انتهت

ألن الرجل األبيض ولكنه قال ذلك، عامل اإلنتاج أو توقف عن الصعود الدائم يف،املادي فرغ من األخالق مبعناها ، فرغ من الروح،ة الصاحلة فرغ من العقيد.قد فرغ من الداخل

.اإلنساين الواسع ال مبعناها النفعي الضيق الذي ميارسه الغرب يف وقته احلاضر

أو غريه من األشياء املوجودة خارج ، أو اإلنتاج املادي،ولو كان التقدم العلمي الغرب اليوم إىل القمة لوجب أن يرتفع،ر احلاسم يف تكييف النفس البشريةالنفس له األث

وملا وجد هذا الوجه الكاحل .اإلنسانية العليا يف كل ميدان من ميادين السلوك البشرية واالحنالل ، واالستعمار، التمييز العنصري:الكريه الذي يطل به الغرب على العامل اليوم

لكرامة والصراع الكريه على التوسع والتملك على حساب ا، واالحنطاط الروحي،اخللقي . خوف احلرب واهلالكن والفزع املدمر الذي يعيش فيه العامل م،البشرية

وما أتفه تلك الكذبة الكبرية اليت قالت إن الطائرة اليوم قد قربت أقطار العامل ان ووجوب التعاون بني ومن مث أحس الناس بقرب املكان ووحدة اإلنس،بعضها إىل بعض

!لعامل أضيق من أن يتنازع فيهصار ا - كما قالوا - و أ.البشرية

السالم هو ! ؟ يتكلمون أفال ينظر الناس حوهلم وهم.بريةما أتفه هذه الكذبة الك أم هو الرتاع البشع ؟بعضه الطائرة والصاروخ عد أن قربته إىلالذي يسود العامل اليوم ب

؟الذي مل حيدث له مثيل يف التاريخ

".اإلنسان بني املادية واإلسالم " من كتاب )٢٩(

)٦٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

. وليست الصواريخ وليست الطائرة،إا املشاعر من الداخل

الذي حيرك فهي احملرك.شيء يف حياة البشريةومن مث كانت العقائد هي أضخم شىت صنوف العمل وصنوف السلوك وصنوف هي املوجه إىل.النفس من الداخل

.الوجدان

واندثرت أو بقيت آثارها ،ومن مث ذهبت يف حياة البشرية حضارات مادية كثرية . على كل ما أصاا من احنراف وتشوه.وبقيت العقائد. .اةصماء جامدة خاوية من احلي

والضوء املنري بقيت هي امللجأ األخري. .ية فاسدةتها تصورات بشرثبقيت على كل ما لو .يف الظلمات

* * * .ة ثابتةيواألخالق كذلك قض

من ناحية أخرى - وهي.هي التطبيق الواقعي للعقيدة - من ناحية - فاألخالق وهذه حمكومة بروابط أزلية ثابتة ال يغري .عامل اإلنسان مع نفسه ومع الناست طريقة -

، حمومة بتكوين اإلنسان من قبضة من طني األرض ونفخة من روح اهللا:منها مرور التاريخوبانبثاق الناس من نفس واحدة خلق منها زوجها وانبث منها هي وزوجها الشعوب

.والقبائل واألجيال

فمهما اخترع اإلنسان ،خ ال تتغري مهما تغريت حوادث التارييةتلك مسألة تارخي فلن يستطيع ، ومخ إلكتروين وأجهزة ذرية، صواريخ وطائرات وثالجات وغساالتنم

" نفس " ومن ، والناس مجيعا من أصل واحدنه وأ،أن يغري حقيقة وجوده السابقة ..واحدة

بثق من املخترعات اإلنسانية إا مل تن.واألخالق قد انبثقت من هذه احلقيقة وإمنا . مل تنبثق من عنصر متغري. وال من البيئة الزراعية أو الصناعية أو الذرية،املتطورة

وما ألقاه عليه وجوده اإلنساين من ،انبثقت من عنصر ثابت هو الكيان اإلنساين ذاته . ومن مث كان هلا أساس ثابت ولو تأثرت مظاهرها باملتغريات.تبعات

ولكن .ة السليمة فكذلك ينحرف عن األخالقدا ينحرف اإلنسان عن العقيوكمأنه ليس هناك أساس - األفاضل يف الغرب" العلماء" كما يفهم السادة - هذا ليس معناه

)٦١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

معناه فقط أن الناس ينحرفون عن األساس الثابت حني تفسد فطرم !ثابت لألخالق .فيضلون سواء السبيل

إلنسان مل يسلك سبيل األخالق الصيحة إال فترات نادرة بل لنفرض جدال أن ا معناه . فذلك ال يعين أبدا أن األخالق قيمة متغرية ليس هلا أساس ثابت.من حياة البشرية

.فقط أن اإلنسانية دائمة االحنراف وهي يف حاجة دائمة للتقومي

أن يوجد أحد ويندر ،إن األمراض اجلثمانية دائمة االنتشار يف كل عهود التاريخفهل معىن ذلك أنه ال يوجد معيار للصحة وال . .تار يصيبه املرض مرة يف حياته أو مال

؟قواعد للقياس

ويندر أن ،إا دائمة االنتشار يف كل عهود التاريخ. .واألمراض اخللقية كذلكه ال يوجد ولكن هذا ليس معناه أن. .و مراتيوجد فرد ال يصيبه املرض مرة يف حياته أ

...معيار للصحة النفسية وال قواعد للقياس

وهو .إنسان - "هكسلي " كما قال - فاإلنسان. .واملعيار يف املسألة واضح وال ينحرف إىل ، ومن مث ينبغي له أن حيقق كيانه اإلنساين املتميز.متفرد متميز عن احليوان

.حياة احليوان

الضبط واإلرادة وحرية االختار - "هكسلي " كما قال - ومن مزايا اإلنسان فإذا .يت ميزته عن احليوانل تلك مزاياه ا.بني الدوافع وعدم اخلضوع املطلق لدفعة الغريزة

وإن احنرف عنها فهو منحدر إىل . إنسان ذو أخالق.استخدمها فهو إنسان فاضل - كما قال العلم - ما دام يف كيانه،وهو خاطئ ولو ظل على خطئه ألف عام. .أسفل

.قدرة على حتقيق مزايا اإلنسان

ولكن هذه احلسبة البسيطة قد أعيت العلماء يف أوربا وحريت أفهامهم حني آمنوا ! وال مقياسا لألخالق،ال ميلك معايري ثابتة - يف الواقع - فاحليوان. .حبيوانية اإلنسان

* * * .ري كبريولكنه اختالف يف احلقيقة غ. .والتقاليد قد ختتلف قضيتها قليال

)٦٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

. ألا تطبيق سلوكي للفكرة اخللقية،التقاليد أكثر مرونة من قواعد األخالق ومن مث ال تلتزم التقاليد.د قوالب السلوك وإن احتدت القواعد واألهدافدوكثريا ما تتع

. وتتغري كثريا على مدار التاريخ،قوالب ثابتة - يف ظاهرها -

.وال هو مشكل حيتاج إىل حلول ،وتغري التقاليد ليس ضارا يف ذاته

ائما هو خروج التقاليد عن القواعد اخللقية ومقررات العقيدة دإمنا الذي يضرد .واإلميان باهللا

أو مائة ، مث يدفع املهر مائة سوط يتحملها يف صمت،يتقدم الشاب خلطبة الفتاةوحيضر متاعه لنفسه . . أو تشترك األسرتان يف النفقات، أو مائة جنيه،بقرة يدفعها ألهلها

تقاليد هذهكل. . أو يتفق العروسان على التعاون معا يف اإلعداد،أو حتضره أسرة العروس وتنقلب ،إمنا الضري حني خترج التقاليد عن فكرة الزواج ذاته. .أن تتغرييف وال ضري ،تتغري

...أي لون من البغاء. .إىل بغاء

كلها . . أو خيطب الفىت لنفسه،اطبةوتتوىل األم موضوع اخلطبة أو تتوالها اخل بل لقاء ، إمنا الضري حني ال تكون هناك خطبة. وال ضري يف أن تتغري،تقاليد تتغري

.لالستمتاع على طريقة احليوان

كاهلرم الذي تتسع قاعدته ،وتتكون األسرة من األجداد واآلباء واألبناء واألحفادوتقيم احلماة يف املرتل أو تقيم على . .واألبناءأو تقتصر على الزوج والزوجة . .بال انتهاء

وال ضري يف ،كلها تقاليد تتغري. .وتتدخل األم بالنصيحة أو تترك الزوجني يتفامهان. .البعد وإمنا الضري حني تنقطع روابط األسرة ألسباب عاطفية أو أسباب اقتصادية أو .أن تتغري

.أو غري ذلك من األسباب. .تنظيم تقيمه الدولة

مطلقة من القواعد الثابتة يف كيان - على مرونتها - فليست التقاليد إذن قبلها و ول، وإال فهي احنراف يؤدي إىل نتائجه احملتومة. األخالق والعقيدة:البشرية !! وألفت يف تربيرها املؤلفات،العرف

* * * نونة اليت ال يف صورا ا.تلك قصة التطور يف صورا املعقولة اليت يؤيدها الواقع

.فتنت الناس يف أوربا يف الفترة األخرية

)٦٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

والتغري الدائم .يف الكون واحلياة واإلنسان سواء. .جوهر ثابت وصور متغرية يفسد يف األرض ويرتكس إىل ، وال يطلق اإلنسان من عقاله،الذي ال يلغي القواعد الثابتة

. مث يقول إنه يتطور ويتقدم إىل األمام،محأة احليوانية

!التطور فقد كانت فتنة جائحة وما تزال" حتمية " أما

الذي حيدد مراحل حتمية ،وأبرز ما تكون هذه احلتمية يف التفسري املادي للتاريخ ! إا ال عالقة هلا بإرادة اإلنسان: ويقول يف صراحة،التطور

- لةوهم قلة قلي - وحىت الذين ال يؤمنون كل اإلميان بالتفسري املادي يف أوربا وعجزه عن أن يقف ، جانب ضعف الفرد مبفرده،فهم يؤمنون باحلتمية من جانب آخر

الذي ينشأ من تغري الظروف واألحوال " احلتمي " ويف وجه التطور ،يف وجه اتمع

!كالمها يؤمن بسلبية اإلنسان

ت ألا رمس،هي السبب املباشر يف اإلميان ذه احلتمية" الداروينية " وقد كانت وال ، إن الكائن احلي ال ميلك اإلفالت من ضغط التطور عليه: مث قالت،خطا معينا للتطور

.والبيئة هي اليت ترسم له الطريق ..ميلك إال أن يستجيب لظروف البيئة من حوله

كواحد - ومل يزد التفسري املادي للتاريخ على أن نقل احلتمية إىل جمال اإلنسان وقال إنه ،بقها على كل ألوان نشاطه الفردي واالجتماعيوط - من صنوف احليوان

!وحده هو التفسري العلمي الصحيح

!وهكذا جند هنا أيضا أن املسألة نابعة يف النهاية من حيوانية اإلنسان

لنرد به على مزاعم التفسري " جوليان هكسلي " وكان يكفي أن نعود إىل كالم وأخريا فإن اإلنسان ال مثيل له " :ن تفرد اإلنساناملادي للتاريخ حيث يقول يف احلديث ع ،ولإلنسان خاصية أخرى بيولوجية " :أو يقول" بني احليوانات الراقية يف طريقة تطوره

حرا - أما اإلنسان فقد أصبح يف سلوكه حرا نسبيا " :أو يقول" وهي تفرد تاريخ تطوره ولكن اإلنسان تطور بصورة مكنته من " :أو يقول. " .اء على حد سواءيف األخذ والعط

ومن تعديل ،د أنواع أخرى باالستئناسومن استعبا ،التخلص من بعض األنواع املنافسة ."وال الطبيعية والبيولوجية يف معظم أجزاء اليابس من الكرة األرضية األح

.. وليس بالقوة السالبة،أن اإلنسان قوة فعالة موجبة. .أي

)٦٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

،هذه األقوال لنرد على القائلني حبتمية التطور البشريكان يكفي أن نعود إىل وال إرادة له فيما حيل به . إن اإلنسان ال ميلك التصرف:تلك احلتمية اليت تقول بصراحة

!من أحداث

.سنمضي خطوة أخرى يف الطريقو. .ولكننا لن نكتفي بذلك

من الواقع حقيقة هلا رصيد !حقيقة. .التفسري املادي للتاريخ وحتمية التطوراإلنسان أن يلغي " خيتار " حني . ولكنها حقيقة يف حالة واحدة!البشري يف تارخيه الطويل

يكون له وزن وال ال و، حينئذ ال يكون قوة إجيابية! ويترك نفسه لألحداث،كيانه وال يتصرف هو يف شيء ،ف يف أمره كل شيءر وحينئذ يكون كمية سالبة يتص.حساب

!من األشياء

وقد حدث يف أوربا يف القرنني األخريين فلم !دث يف بعض األحيانوذلك حي فغرق الرجل األبيض يف ، بل تركت نفسها للوج، واحدة من موجات الفسادتقاوم موجة !اية املطاف

ر كله مبا حدث يف أوربا ريب وحده هو الذي يفسر تاريخ البشولكنه الغرور األو ن ما حدث فيها أن أوربا خرجت آبقة م يف فترة منتكسة كل،ف قرنصيف قرن ون

! فأسلمت نفسها للشيطان،سلطان الكنيسة اجلائر

. وموقع آخر من التاريخ، فسننتقل إىل موقع آخر من األرضوإال

.سننتقل إىل صدر اإلسالم

يف اجلزيرة العربية أو يف العامل . .أية تغريات يف أساليب اإلنتاج. .أية قوة ماديةصلى اهللا عليه - إىل ظهور حممد بن عبد اهللا - بصورة حتمية - أدت يتهي ال. .أمجع ؟يدعو إىل هذا اإلسالم ويبشر بالدين اجلديد - وسلم

وأخذوا " القبيلة " يقولون إن العرب يف اجلزيرة العربية كانوا قد استنفدوا طور يا متمشيا مع طبيعفكان ظهور حممد صلى اهللا عليه وسلم أمرا. .يتطلعون ألن يكونوا أمة

ومستجيبا حلتمية التطور ،ثادطبيعة األح

!ومع ما يف هذا القول من التجوز فسنسلم به توفريا للجدال

)٦٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

!معقول. .من قبيلة إىل أمة

؟!"األمة العربية " ولكن هل كان اإلسالم دين

،دولة وقبل تأسيس ال،ب إىل املدينةقبل الذها - يف مكة - كيف وهو يقولبل قبل أن يؤمن به . . وقبل جتميع القوى املادية والقدرة التنفيذية،ماع األنصاروقبل اجت

هائمني بغري ، واخلالنل ومطاردين من األه،أحد إال بضعة نفر مشردين يف الشعابكيف وهو يقول يف هذه . .أمل يف الغد القريب فضال عن الغد البعيد مستقر وال محاية وال

من " القلم " يف سورة " وما هو إلا ذكر للعالمني " :رميالظروف كلها عن القرآن الك ذلك . ويف سورة سبأ املكية ما هو أصرح يف هذا املعىن.أوائل ما نزل من القرآن الكرمي

" :ية وكذلك آية األعراف املك." وما أرسلناك إلا كافة للناس بشريا ونذيرا ":قوله تعاىل ؟"قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا

اسية وسالناس " :ونيب اإلسالم يقول "األمة العربية " مث هل كان اإلسالم دين ؟" ال فضل لعريب على عجمي إال بالتقوى .كأسنان املشط

من أول خطوة يف عامة " اإلنسانية " أم دعوة إىل ،أهي دعوة لتكوين أمة !؟الطريق

من القبلية إىل ؟حلتمية التارخيية يا هواة التفسري املادي للتاريخافهل كذلك !؟اإلنسانية قفزة يف سنوات

فهل جمرد هذه اخلطوة يعدل النظم الفكرية والعقيدية . .وتتكون األمم من القبائل ؟ليب اإلنتاج وال حتول يف أسا،بدون تغري مادي. .واالجتماعية واالقتصادية

بل لقد قام الصراع طويال. .منطق البيئة مل يكن هو املنطق الذي أتى به اإلسالمحىت تغلبت العقيدة اجلديدة مبا فيها من قوة ،بني منطق البيئة ومنطق اإلسالم - جدا -

. منطق البيئة وأجلته من النفوس فقهرت،خري غالبةعناصر ومن

.ويضعها يف مكانة تشبه مكانة السائمة واحليوانكان منطق البيئة حيتقر املرأة وهي " تمتلك " و .وتذل وهي فتاة. . وتستقبل باالبتئاس والغيظ.توأد أحيانا وهي وليدة

وال كان هناك ، ومل تكن املرأة ذاا تسخط على هذا الوضع.زوجة كما متتلك األشياء . وال يف أي مكان يف األرض،عربية ال يف اجلزيرة ال.من يطلب هلا وضعا غريه من الرجال

)٦٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه " :وجاء اإلسالم يقولفاستجاب لهم ربهم أني ال أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى " " حياة طيبة

عضبعب من كمض" .

وجيعل هلذا املعروف قواعد وتشريعات " وعاشروهن بالمعروف " :وجاء يقول .وتوجيهات

حق امللك - واملساواة عند اهللا،إىل جانب املساواة يف اإلنسانية - وجاء يعطيهاربون وللنساء نصيب مما ترك للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأق " :والتصرف

وهو " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن " "الوالدان والأقربون .حق مل تعطه فرنسا لنسائها إال يف القرن العشرين

ومل يكن ،ال لصاحب احلقوكان منطق البيئة هو منطق الغلبة لصاحب القوة فكم من أمة يسود فيها هذا ،ليغري هذا املنطق - بطريقة حتمية - حتول العرب إىل أمة

!املنطق إىل هذه اللحظة يف القرن العشرين

ه صاحب قوة ال بكون، بإنسانيته اردة،هسالم يعطي كل ذي حق حقفجاء اإل وقد نزلت .مي يعيش يف اتمع اإلسال ما دام، حىت ولو مل يكن مسلما،أو نفوذ وسلطان

وتآمر على اامه رجال من املدينة ،لنساء لتربئ يهوديا ام ظلماتسع آيات يف سورة ا .)٣٠(أقوياء بعصبيتهم وال ويل له وال نصري

توقريا - تتكون األمةك حنيأو املل - وكان منطق البيئة هو توقري زعيم القبيلة مع حكامه يف ذلك ه وكان هذا هو منطق العامل كل.سأل عما يفعلجيعل منه إالها ال ي

من ا فإذا اإلسالم جيعل يف هذه األمة من الوعي السياسي البالغ القمة ما جيعل فرد،احلنيواهللا " :–عمر بن اخلطاب - عامة املسلمني يقول ألشد اخللفاء مهابة يف تاريخ اإلسالم

مث جيعل عمر ال يغضب لنفسه من هذه ! "د السيفنا فيك اعوجاجا لقومناه حبلو وجد ! بل حيمد اهللا.القولة اجلريئة

وكان منطق البيئة جيعل الكرم العريب الشهري قاصرا على احلفاوة اليت يسري العطف ، أما العطف على الفقري واملسكني، وتصلح للمفاخرة بني القبائل،بذكرها الركبان

وال يهدف إىل شهوة وال فخر وال تظاهر فقد كان أمرا ،الذي ينبع من منبع إنساين حبت

ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد : " ومما جاء فيها) ١١٣ - ١٠٥(سورة النساء )٣٠( !إشارة إىل ذلك اليهودي الربيء " احتمل بهتانا وإثما مبينا

)٦٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

لح إحلاحا شديدا جدا يف إعطاء املسكني فجاء اإلسالم ي!يئة قبل احلدوثنادرا يف تلك الب حىت ليجعل ذلك أمرا للرسول ، ومواساته، والعطف عليه، وإكرامه،يف مال اهللا" حقه "

،فأما اليتيم فال تقهر " :هذا األمر ىلة قط إ وما كان يف حاج،اهللا عليه وسلمذاته صلى رهنائل فال تا السأموإمنا كان توجيه األمر إليه صلى اهللا عليه وسلم لإلشعار بأمهيته ". و .وبأنه واجب القضاء

جيعل السادة والعبد يف مرتلة - ومنطق العامل كله يومئذ - وكان منطق البيئة . يهان ويعذب ويقتل بال حساب،رتلة احليوانتقرب من م

من أحد . .من زيد - القرشية - عمة رسول اهللاوجاء اإلسالم يزوج بنت وجاء يدعل هذا املوىل قائدا جليش من جنوده أبو بكر وعمر وزيرا الرسول ،املوايل

!وخليفتاه

ومل . ." ومن جدع عبده جدعناه ،من قتل عبده قتلناه " :ويقول الرسول الكرميدي أو ومل يكن كذلك ألن الوضع االقتصا. .يكن ذلك ألن أحدا طالب هلم ذه الكرامة

!نتاج تغريت أدىن تغيريعالقات اإلنتاج أو أدوات اإل

. اخلاضعة لغري قانون،منطق البيئة يؤمن بامللكية الفردية املطلقة من كل قيد وكان

العامل إىل شيء منه إال يف هذا مل يثب ينظم هذه امللكية بنظاموجاء اإلسالم جاء يقول إن . بعد أن اكتوى جبحيم اإلقطاع والرأمسالية وجترع منهما اجلحيم،العصر

يستحقه بأداء حقه وحسن القيام ، والفرد موظف فيه.املال مال اهللا واجلماعة وكيلة عنه ينص على مث. فإن سفه أو مل يؤد حقه عاد إىل اجلماعة صاحبة احلق األول فيه.عليه

. "كي ال يكون دولة بين الأغنياء منكم" طريقة توزيعه

فجاء اإلسالم يلغي ذلك املنطق ويستبل به . .وكان. .وكان منطق البيئة وكان ، غريبا كل الغرابة على تلك البيئة وعلى كل البيئات يوم كان،منطقا آخر بعيدا كل البعد

شر بل واقعا حمسوسا يتمثل يف ب،معلقة يف الفضاء" مثالية " ادئ وال جيعل كالمه مب !ىل السماءيدبون على األرض وقلبهم متجه إ

؟فكيف حدث ذلك

أية حتمية تارخيية وأي تفسري مادي ميكن أن يفسر هذه العجيبة يف تاريخ !؟اإلنسان

)٦٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

.شيء واحد ميكن أن يفسر

يصنع هذه . .وتعمر قلبه عقيدة سليمةإن اإلنسان حني يؤمن باهللا إميانا صحيحا !املعجزات

.طاقة موجهة إنه حينئذ يصبح .اإلنسان أكرب قوة على األرض حني يؤمن باهللا .ألنه خليفة اهللا - بإذن اهللا - يصبح القوة الفعالة املريدة على وجه األرض

. "لأرض جميعا منهوسخر لكم ما في السماوات وما في ا " :واهللا يقول للناس

أي . مسخرة هلم. وهي إذن مسخرة هلم بإذنه.سخرها للناس - سبحانه - فهو وليسوا هم الكمية السالبة اليت يتصفر يف أمرها .أم هم القوة الفعالة اليت متلك التصرف

!كل شيء وال تتصرف هي يف شيء من األشياء

املكان الالئق خبليفة اهللا .نه الالئق ذلك هو مكا.ذلك هو الوضع احلق لإلنسان .يف األرض

ال يعود خاضعا للمؤثرات ،ىل رشده ويتعرف مكانه احلقوحني يثوب اإلنسان إ ،مع القوى املادية - على األقل - وإمنا يصبح قوة إجيابية تتفاعل.يتأثر ا دائما وال يؤثر

.إن مل نقل تتغلب عليها وتسخرها

حدها هي اليت يوجه اإلسالم اإلنسان إىل سلبيتها منه وليست القوى املادية و .وإجيابيته بالنسبة إليها

ا هي كذلك األحوال االجتماعية واالقتصادية والسياسية والفكرية وإمن .وكل نشاط البشرية. .والروحية

" فسهما بأنوا مريغى يتم حا بقوم ريغال ي إن الله ".

أن يكون البشر هم أدوات العمل يف ، كرما منه وفضال،شاءت إرادة اهللاهكذا . واإلنسان هو الذي ينتج. اإلنسان هو الذي يعمل. وهم كذلك أدوات التغيري،األرض

. . واإلنسان كذلك هو الذي يغري الواقع.واإلنسان هو الذي ينشئ النظم ويقيم األوضاع . سبحانه أن يغري ما بالقوم دون أن يغريوا ما بأنفسهم ولن يعجز اهللا.والتغيري هو إرادة اهللا

املتصرف وحده يف وهو. وهو القاهر فوق عباده. ملكهفالسماوات واألرض ومن فيهن

)٦٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أن يكون اإلنسان عضوا إجيابيا يف . .ولكنه هكذا شاء.. .ء وكيفما يشاءاجلميع مبا يشا ، نافذا من خالله،قضيا عن طريقه م، وأن يكون التغيري مرتبطا بإرادة اإلنسان،احلياة

.ممتزجا بكيانه كله من عمل وفكر وشعور

؟أي إكرام أجل من هذا اإلكرام

ويترك ، ويضع نفسه مكان احليوان واجلماد، ذلك خينس اإلنسان ويرتكسعوم .نفسه لألحداث تسريه وال يرسم هو طريق األحداث

من يعرف حقيقة نفسه وال يؤومن مث ال ، إنه يصنع ذلك حني ال يؤمن باهللا!كال .ا

ولن خيضع للتفسري ،أما حني يؤمن باهللا ويؤمن بنفسه فلن تلحقه حتمية التطور الذي يضع اإلنسان يف ، وال ألي تفسري غري التفسري اإلنساين الكامل،املادي للتاريخ

.موقف املوجه الفاعل املريد

ا تركت األحداث تسري فيها مل، وآمنت بإنسانية اإلنسان،ولو آمنت أوربا باهللا ولوجدت يف نفسها ، ولكان هلا رأي آخر ووجهة أخرى،على النحو الذي سارت به

،ها وحلت جمتمعهاالقاليت أصابت أخ" احلتمية " القدرة على أن تقف يف طريق النكسة ا الثورة الصناعية أو احلرب أو غريها من األحداث بقادرة على تفكيك أوصاهلوملا كانت

. العامل اخلرابرة العنيفة اليت جرت عليها وعلىك الصوبتل

* * * فقد كانت تلك هي القصة اليت انتهت بايار األخالق . .ومهما يكن من أمر

ذلك - وإن مل تكن تربر - اليت تفسر على األقل" الوقائع " وتلك هي .والتقاليد .االيار

تربر االيار الذي " وقائع " نا من ماذا حدث يف حيات؟ أما حنن فما بالنا؟أما حنن ماذا غري العبودية اليت اندست يف نفوسنا للغرب املستعمر ؟فسره على أقل تقديريه أو تنعان

؟ ليستمتع هو بالسيادة والسلطان،الذي جاء ليهدم ديننا وأخالقنا وتقاليدنا

)٧٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

هل من سبب آخر حقيقي يؤدى لكل ما حنن فيه من رخاوة واحنالل ومتيع ؟حنداروا

!فلنكن صرحاء. .هل من سبب آخر

)٧١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

!فلنكن صرحاء !نكن صرحاءفل

تهرب من ملاذا ن. . أنفسنا حبقيقة موقفنا من الدين واألخالق والتقاليدفلنصارح ؟ملاذا نضلل أنفسنا ونتعلق باألكاذيب. ؟ندفن رءوسنا يف الرمالقع واوال

؟ملاذا نكذب عامدين ونضلل اآلخرين. .أو

!فلنكن صرحاء

* * * إذا . .أو. .ذي منارسه اليوملالحنالل اخللقي ال" موضوعية " "هل هناك أسباب ؟واالنفالت من القيود" للتحرر " هل هناك أسباب موضوعية :استخدمنا التعبري املقابل

وال ،وهي ال تربر االحنالل. .لقد احنلت أوربا ألسباب كثرية بيناها من قبل ولكنها . احليواين الذي متارسه أوربا اليوممية اهلبوطل من جر وال تقل،تعطيه صفة الشرعية

.ملا حدث ذلك االحنالل" تفسر " فقط

؟فلماذا احنللنا حنن

؟اليت أدت بنا لالحنالل" الوقائع " ما هي

واخلضوع املذل ،هل كانت لنا كنيسة تطاردنا يف يقظتنا ومنامنا باإلتاوات الثقيلة أو مركز اإلنسان يف ،فكر يف كروية األرضكارنا أن تف وحترم على أ،لرجال الدين

أو نشتغل بالعلوم العملية من طب ، أو النظم السياسية، و العدالة االجتماعية،الكون ؟ أو نسعى يف فجاج األرض طلبا للرزق،وفلك وطبيعة وكيمياء ونبات وحيوان

فلما . .واإلنسانهل كانت لنا أفكار دينية ترفض فكرة التطور يف الكون واحلياة ؟مع تطور العلم" نتطور " صدمتنا فكرة التطور العلمية ألقينا بالدين جانبا وانطلقنا

)٧٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أو ،قامت يف أوربا هل قامت يف تارخينا الديين كله عداوة بني الدين والعلم كاليتطورة كما قام يف الوجدان األوريب يف أس،قام النفور يف وجداننا الباطين بني اإلنسان واهللا

.)٣١( ؟سارق النار" برومثيوس "

وإذا آمنت أوربا ألي سبب من األسباب حبيوانية اإلنسان فهل يستطيع الشرق أصالة ترجع إىل عشرات ،بروحانيته األصيلة وعقائده العريقة وأصالته يف ميدان اإلنسانية

يع ط يستهل. . دين إبراهيم، منذ أن أشرقت عليه احلنيفية األوىل،األلوف من السنني ؟حبيوانية اإلنسان - يف أي فترة من عمره - الشرق يف يوم من األيام أن يؤمن حقا

وإذا كانت أوربا قد انتقلت من الفلسفة املثالية احمللقة يف الفضاء أو الدائرة يف كرد فعل منطقي مع ، إىل فلسفة مادية حبتة ال تؤمن إال مبا تدركه احلواس،اخلواء

فة املثالية س كرد فعل لألوضاع األرضية الفاسدة اليت تركتها الفل،ناكاألحداث القائمة ه وهي يف برجها العاجي تبحث يف ما وراء املادة وما وراء ،تتعفن وتننت ويعج فيها الدود

بني ،فهل حدث يف التاريخ اإلسالمي ذلك التقابل العدائي بني املثايل واملادي. .الطبيعة أم امتزج هذان العنصران يف الفكرة ؟ر وغري املنظور بني املنظو،الروحي واجلسمي

ون ل يعم،األرض وقلوم متجهة إىل السماء فعاش الناس يف ،اإلسالمية منذ البدايةوجياهدون ويعمرون ويتعلمون ويستنبطون ويأكلون ويتزوجون ويقضون كل مطالب

يعملون ،إىل رضاه وقلوم يف الوقت ذاته معلقة باهللا متطلعة ،األرض يف ثبات ومتكن ؟حساب اآلخرة وال ينسون نصيبهم من األرض

هل حدث يف حياتنا أن قامت املصانع تكايد العمال الثائرين على الظلم بتشغيل فقامت ، مث أعطت النساء نصف أجور الرجال كما حدث يف أوربا،النساء بدال منهم

ألا - ه أن أعطينا املرأة وهل حدث يف تارخينا كل؟املرأة تطالب باملساواة يف األجورأو احلقول نصف ما تستحقه من أجر على الكدح والعمل يف املصنع أو املتجر - امرأة

يف تارخينا القدمي أو احلديث أن أعطينا املدرسات مثال راتبا أقل من راتب هل حدث؟)٣٢(

البشر ". املعرفة " قدمية متثل الصراع بني البشر واآلهلة على النار املقدسة أو هي أسطورة يونانية )٣١(

وعلى الرغم من أا أسطورة وثنية فقد . سرقوا النار املقدسة فعاقبتهم اآلهلة على ذلك عقابا أليما تغلغلت يف الالشعور األوريب تغلغال عميقا وكيفت شعورهم احلقيقي باهللا، فأصبحت عالقة نفور

.وصدام ال عالقة حب ومودةتأخذ املرأة نصف نصيب الرجل يف املرياث فقط، وهو مال مل تتعب فيه املرأة، وحكمة التوزيع فيه )٣٢(

أما األجر على العمل فال . أن الرجل يكلف من هذا املرياث باإلنفاق على أسرة وال تكلف املرأة بذلك .عالقة له ذه القاعدة اخلاصة باملرياث وحده

)٧٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ووالدة حبجة أن املرأة تأخذ إجازة محل،املدرسني كما تصنع اجنلترا إىل هذه اللحظة وهل وفقت مثل هذه االعتبارات ؟وإرضاع بينما الرجل ال يأخذ مثل هذه اإلجازة

اخلسيسة يف وجه االعتبارات اإلنسانية اخلالصة اليت يفيض ا حس الشرق دائما يف مثل ؟هذه الشئون

مث قام ديننا مينع زواج . مدمرة أفنت املاليني من الشبانهل حدثت عندنا حربنظيف من احلماية فلم جتد الفتيات نصيبهن ال،احدةالرجال بأكثر من واألحياء من

؟ ففسدن واقعات حتت هذه الضرورة،والرعاية والضرورة اجلنسية

أخذ العمال أخذا من ،ةهل حدث عندنا انتقال مفاجئ من الزراعة إىل الصناع فنشأ ، األوضاعالريف إىل املدينة دون أن يترك هلم فرصة التروي ونقل األسر واستقرار

؟من ذلك فساد الشبان يف املدينة وفساد الفتيات

!؟أما ماذا

إىل " منطقية " ما الذي حدث من ذلك كله يف تارخينا الطويل لكي يؤدي تأدية ؟التفكك واالحنالل

االستعمار . . هل حدث شيء غري االستعمار األوريب للشرق؟هل حدث شيء واملشاعر ، وإمنا استعمر كذلك القلوب واألرواح.الذي مل يستعمر األرض جبنوده فحسب

؟واألفكار

. إننا نقلد الغرب املستمر تقليد العبيد أو تقليد القرودولنقل. .فلنكن صرحاء

* * * فكرة واضحة عن اتمع الذي - والكتاب واملفكرين،حنن الشعب - هل لدينا

ة واضحة عن أي التقاليد ينبغي هل لدينا فكر؟ أفكاره ومشاعره وأخالقه وتقاليده؟نريده ؟..أن يبقى وأيها ينبغي أن يزول

إىل أي مدى يذهبون ؟هل لدينا فكرة عن الصورة اليت نريد عليها شبابنا وفتياتنا .؟ أو ال ضوابط على اإلطالق؟وأي ضابط ميسكهم" حتررهم " يف

)٧٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

لكاألسرة بذ" ختطر " هل ؟ صديقا هل تتحذ هلا؟هل تذهب الفتاة كل مذهبأم تتغاضى كأا ال ؟لم وهل تغضب األسرة حني تع؟ السر أم تتخذ ذلك يف؟الصديق ؟ أم تنبسط أساريرها وترحب بالصديق؟تعرف

أو .اخللويةهل خترج الفتاة مع خطيبها منفردين إىل السينما واملسرح واحلديقة على وجه وما مهمة هذا الواحد؟ أو يكون معهما واحد من األسرة؟حيث ال يعلم أحد

؟التحديد

ختتار قماشه بنفسها وختتار تفصيله كما ؟هل خترج بالفستان الذي يروقها هي أم األسرة هي اليت تشرف أم هي ؟ عارية الصدر أو عارية الظهر أو عارية السيقان،تشاء

؟اليت ختتار

أم ذلك من خصوصياا اليت ال جيوز ؟ إىل أين تذهب:وهل تسأل وهي خارجة ؟ترك هلا القياد وهل تراقب عن بعد أو عن كثب أم ي؟لتدخل فيهالألسرة ا

؟ أم ذلك حقها وهي حرة فيه؟ أين كانت:ت متأخرةدوهل تسأل إذا عا

؟يناقش يؤخذ ذلك قضية مسلمة أم، كنت أذاكر مع زميليت:وهل إذا قالتلتهديد بسلطة أم با؟ أم بالتفاهم الصريح؟ باملداراة والتحايل؟ون النقاشوبأي أسلوب يك

؟األسرة وسلطة العقوبة

أي - إذا كانت الظروف االقتصادية ال تقف يف الطريق - وإىل أي مدى تتعلم ؟نوع من التعليم

؟ أم الوظيفة للحصول على زوج؟ الوظيفة رد الوظيفة؟وما اهلدف من التعليم ؟أم الوظيفة للشعور باحلرية

له صديقة يقضي هل يتخذ ؟هب هل يذهب القىت كل مذ:ويف اجلانب اآلخر وهل يكون ذلك علنا أمام األسرة ؟ا أو بعضها حسب التساهيله كلمعها مطالب اجلنس

وأي نوع يتلقاه ؟ وما موقف األسرة حني تعرف؟ أم يكون خلسة يف السر؟وأمام اجلميع ؟ أو ال توجيه على اإلطالق؟عندئذ من التوجيه

)٧٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أم حيترمه على ، حيترمه مبعىن إطاعة أوامره هل؟وما موق الفىت يف األسرة من أبيه منه موقف احلياد ال ه أم يكون موقف؟ أم ال حيترمه؟املطلقة يف كل أمر" الزمالة " أساس

؟إهانة وال إكرام

؟وهل خيطب الفىت لنفسه أم خيطب بالوساطة

أم فتاة ؟ يتزوج فتاة عرفها يف الطريق أو يف السينما أو يف املترته؟ومن يتزوج ؟ أم فتاة ال يعرفها على اإلطالق؟تزامله يف العمل أو تزامله يف الدراسة

هل يصاحبها ؟ وكيف يعرف أا تشتمل على شروطه؟وما شروطه يف الزوجة مصاحبة ، أم يصاحبها فقط؟فإذا ارتضاها تقدم خلطبتهاما يقضي ويصادقها ويقضي معها

؟ حيز الرباءة أم يف حيز الفسادداخلة يف هل القبلة والضمة ؟ وما مدى الرباءة؟"بريئة " كانت تصادق هذا - له يف الصداقةصقبل أن تتخص - حني يعرف أاهوما موقف

أم،خذ ذلك على أنه األمر الواقع هل يأ؟ وتقضي معه ما تقضي اآلن معه،وتصادق ذاكا حمبة حني هل يعتربه؟له" حبها " وكيف خيترب ؟ أم ينفعل ويثور،خيفي رأسه يف الرمال

وما ؟ته هلا وهو يعزم أن تكون له زوجةدو وما مدى مرا؟أم حني متتنع عليهمتنحه نفسها ؟رأيه فيها حني تستجيب

هل ميتنع عن ؟ ما الشأن يف القدامى من األصدقاء والصديقات؟وبعد أن يتزوجيف - امع - أو يلتقيان م؟ أم مينعها وهو ال ميتنع؟ومينعها عن أصدقائها صديقاته ؟اتمعات

أم يف ؟ تستقبلهم يف حضرته وغيبته؟وهل تستقبل أصدقاء زوجها يف املرتل ؟ وما الضمان؟حضرته فقط

- حنن الشعب والكتاب واملفكرين - هل لدينا. .هذا ومئات من أمثاله وألوف ؟وحسبما تؤدى به الظروف" بالربكة " أم نترك األمر ؟فكرة واضحة عنه وهدف مرسوم

وإننا نعيش بال هدف ،ولنقل إننا مل نتخذ بعد فكرة واضحة. .نكن صرحاءفل .مرسوم

* * *

)٧٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

؟ أم ليس هذا وال ذاك؟ أم حنن شعب متحرر؟هل حنن شعب حمافظ

؟له تقاليد واضحة وصورة حمددة - أي قطاع - هل هناك قطاع واحد يف اتمع الفتاة املتعلمة أو .و املوظف الكبري املوظف الصغري أ. العامل أو املوظف.الريف أو املدينة

أو املتعلم " أوربا" املتعلم يف . املتزوجة أو العزباء. املوظفة أو غري املوظفة.جلاهلةاالفتاة ؟أو ثقافة شرقية" غربية " املثقف ثقافة .يف مصر

؟ من هؤالء صورة واحدة متيزه بطابع معنيعهل ألي قطا

؟ املعتدل واملتزمت واملتحلل من القيود:فلقطاع الواحد فيه من كل صناأما

التزمت أو االعتدال أو : إذا أخذنا أي نوع من التقاليد:ومن الناحية األخرى ؟ أم يتناثر يف قطاعات اتمع على غري اهتداء؟ فهل يشمل قطاعا اجتماعيا معينا،التحلل

صفة غالبة يف فهل حيدث ذلك ب. .بال رقابةإذا أخذنا مثال خروج الفتاة وحدها أو يف األسر ؟لعاصمة ا أو يف سكان؟مثال" املثقفني " يف ؟من قطاعات اتمعقطاع معني

؟..أو يف حميط العمال ؟"الذوات " أو يف أسر ؟اليت تعلم فتياا يف اجلامعة

؟كل طبقة ويف كل فصيلة ويف كل قطاع أم جند هذا التقليد يف

ال تكلم األغراب وال ختتلط بالرجال فهل جندها وإذا أخذنا الفتاة احملافظة اليتأو " الطبقة املتوسطة " أو يف ؟ أو األسر ذات الثقافة الدينية؟"بلد بنت ال" بصفة غالبة يف

؟ أم جندها متناثرة هنا وهناك على غري أساس مفهوم؟أي قطاع من الناس

. . يف السوقأو األب الذي يعرضهن. .وإذا أخذنا األب الذي حيافظ على بناته ؟ أم جنده موزعا بال نظام، قطاع معنيفهل جنده يف. .أو األب الذي ال دخل له يف شيء

االت فردية وإمنا ح" شعبا " هذا األمر لسنا ولنقل إننا يف . .فلنكن صرحاء .متناثرة وال تتكون منها وحدة وال طابع مميز وال اجتاه مفهوم

* * * تكشف يف حركاا املتقصعة ،رية إال من املايوهالفتاة اليت تذهب إىل البحر عا

هل !"يا ناس " !تقول إا تذهب للرياضة. .كل ما استتر وتثري كل ما ميكن أن يثور

)٧٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

هل البحر ؟ حقها الطبيعي يف الرياضةتصل بكم القسوة أو األنانية إىل حد حرماا من وهل الرياضة ؟دهلرجل وح خلقت الطبيعة الستمتاع ا هل؟لكم أنتم وحدكم أيها الرجال

؟يف ذاا حرام أيها الناس

من حقها أن . من حقها أن تذهب إىل البحر. من حقها أن متارس الرياضة!كال . وتأخذ محام مشس بعد ذلك على الرمال.عارية إال من املايوه. .تسبح فيه

؟ آخر أم شيء؟أليس هذا مقصدها

.. وكل رياضة،تيح هلا هذه الرياضةسن

. ومحاما خاصا للسيدات،محاما خاصا للرجالسنجعل

؟ وتثور معها ألف فتاة؟ وملاذا تثور هذه الفتاة؟ ماذا جرى!اهللا

؟ فأحتنا هلا الرياضة،أمل تكن تطلب الرياضة

منا إ، أو ال تريد الرياضة اخلالصة،إا ال تريد الرياضة يف ذاا. .فلنكن صرحاء . وإثارة الشهوات يف الشباب،عراض والتلذذ باالست،تريد االستعراض

* * * وتسري يف الطريق " جابونيز " اري اإلبطني عالفتاة اليت تلبس فستانا عاري الصدر

" تقول إا متارس . .وسط الرجال والشبان" الكازينو " أو جتلس يف السيارة أو جتلس يف ما لكم ا .قق كياا املتحرر حت، إا فتاة متحررة.يف انتقاء ما تريد من املالبس" حريتها

ما عالقتكم ا وما وصايتكم ؟ ما دخلكم يف شئوا؟ من أنتم بالنسبة إليها؟أيها الناسون هل تلغ؟على حرية املرأةهل حتجرون . . إا حرة يف نفسها تصنع ا ما تشاء؟عليها

فرضه عليها وال ختتار هل جتعلوا تابعة للرجل تلبس ما ي؟ هل تستعبدوا؟كياا املستقل ؟لنفسها ما تريد

. ال نستعبد املرأة وال نلحقها بالرجل تابعة له.كال

."املتحرر " هلا كياا

)٧٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

نفسية وروحية " قضية " هل هي ؟هل احلرية حقا هي مقصد الفتاة. .ولكن ؟ة تؤمن ا وحتققهايوفكر

...فلننظر

الذي حيملق كاملسعور . .ن فيههذا الشاب الذي أثار صدرها العاري نزوة احليوا وما رأيها ؟أو ليست تراه. .الذي يلتهمها التهاما بعينيه املنهومتني. .يف ما بدا وما استتر

أما عملت ؟ أما عملت حسابه؟ وما رأيها يف نظراته وإن أبدت يف الظاهر االستياء؟فيه أو ؟يوانكوامن احلخلليعة تثري فيه احساب أن صدرها العاري وحركتها املثرية ونظرا

ومنذ ، منذ اللحظة اليت اختارت فيها الفستان،كد اليقنيليست متأكدة من ذلك تأ أم هلذا ؟"لنفسها " هل لبست الفستان ؟ه ما رأيها في؟اللحظة اليت لبسته فيها عند اخلروج

لت حسابه ملاذا عم؟ وملاذا؟ تقع عيناه على هذا املنظر املثري،أي فىت منهوم - الفىت املنهوم هل ؟ع عيناه عليها وعملت حسابه وهي جتلس قبالته تنتظر اللحظة اليت تق،وهي تلبس

مستعبدة ،لدفعة اجلنسا مستعبدة من الداخل أم أل؟عملت حسابه ألا متحررة ؟للحيوان الذي فيها واحليوان الذي فيه

الكاملة لدفعة وإمنا متارس العبودية " التحرر " إا ال متارس . .فلنكن صرحاء .احليوان

* * * " حترير " إنه يعمل على :يقول. .الصحفي الذي يشغل الفتيات يف صحيفته

.خصيتهايدان للعمل وتثبت كفايتها وحتقق شكل م" تقتحم " يساعدها يف أن .املرأة إا أصرب على : يقول.يقول إن املرأة أثبتت أا أكفأ من الرجل وأقدر على القيام مبهامه

..يقول ويقول. .العمل وأكثر إخالصا له

؟أو حقا يعمل على حترير املرأة وإثبات كفايتها

يرسلها القتناص األخبار ؟للعمل الصحفي الذي يؤديه" مصيدة " أم يتخذها األفواه وهو يعلم علم اليقني أن حركة مائعة من هنا وبسمة مثرية من هناك تفتح مغاليق

يف " وخيلصوا " و يبقيها يف املكاتب فيتحلق حوهلا الشبان أ.وتستخرج مكنون الصدور ؟العمل للصحيفة ليستمتعوا بصحبة الفتاة

)٧٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

؟أيدرك ذلك صاحب اجلريدة الذي يشغل الفتيات أم تراه غافال عن اإلدراك

ا جتارة كتجارة الرقيق األبيض تتم وراء اجلدران وخارج إ. .فلنكن صرحاء .اجلدران

* * * . يتحمسون للكتابنوالشبان الذي. ."التحرر " يدعون إىل نالكتاب الذي

هل ؟ وعبوديتها هل أوجعهم حقا ختلف املرأة؟أخملصون هم يف دعوة التحرير ؟رهم رقة على املعذبات يف األرض وفاضت أعينهم بالدموعسالت ضمائ

؟هل يريدون حقا أن تشعر املرأة بشخصيتها وحتقق كياا

من أولئك الاليت يرمسهن يف " متحررة " أن تكون له زوجة حقا م منهد كلأيريا إال إذا ال يربم أمر، زوجة تناقش الرجل احلساب وتشعره أا سويته.خياله وهو يدعو

؟ وختتلط بالرجال يف كل صعيد، حني تريد وتعود حني تريدزوجة خترج. .رضيت عنه

..ومع ذلك يدعو.. .فيه" حتررت " أم يضيق ذه الزوجة ويلعن اليوم الذي

؟"دوافع " أم وراءه ؟أخملص هو يف الدعاء

أم لتصبح سهلة التناول يف املتجر واملصنع . .أيريد حترير املرأة لتتحرر حقا للحصول على شهوات ميسرة ال تقف يف طريقها العوائق وال حتول ؟واملكتب والطريق

؟"التقاليد " دوا

.حلصول على املرأة وليست الرغبة يف التحريرهوة اإا ش. .فلنكن صرحاء

* * * ..الفتاة اليت تذهب إىل اجلامعة وقد تزينت كالراقصة وختلعت كالـ

.. إا تريد العلم:تقول

)٨٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

!..؟كذلك

؟ العلم يتطلب هذه احلركات؟العلم يتطلب هذه املالبس

؟شحونة باإلغراءملالعلم يتطلب الضحكة املثرية والغمزة ا

؟صبوغة وأمحر الشفاهلب األظافر املالعلم يتط

" تزويغا " أو فيما بني احملاضرات" البوفيه " يف لبة العلم يتطلب اجللوس مع الط ؟من احملاضرات

؟وال استذكار. .العلم يتطلب املواعيد اخللوية حبجة االستذكار

؟العلم يتطلب معاكسة األستاذ ولفت نظر املعيد

؟ىل مرقص ومسرح وكرنفالالعلم يتطلب حتويل اجلامعة إ

أم ذهبت إىل اجلامعة ؟ت من مرتهلا كان يف باهلا العلموهل هذه الفتاة حني خرج ؟"لتصطاد "

...فلنكن صرحاء

* * * .منها اثنتان يف القاهرة. .اجلامعات اليوم صارت أبعا

وتغثى،اللوايت يذهنب إىل اجلامعة للعلم" املتأخرات " وحني طلبت بعض الفتيات نفوسهن من القذارة الروحية والفكرية اليت ميارسها الطلبة والطالبات الذين ال هم هلم غري

يتعلمن فيها ،حني طلبت هؤالء الفتيات أن ختصص هلن جامعة. .صيد احليوان. .الصيد من أين :وقال قائلها. ."التحررية " ثارت ثائرة الصحافة ،كل العلوم مبعزل عن الفساد

بل من أي جنيء باألساتذة واملدرسني وحنن يف ؟ ومن أين جنيء باألدواتجنيء باملعامل ؟أزمة من كل هؤالء

)٨١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

بنفس ؟كاملة بل أكثر أال ميألن جامعة؟ربعأللو مجعنا فتيات اجلامعات ا. .اليوم ؟ ونفس األساتذة واملدرسني بال زيادة وال تغيري،املعامل ونفس األدوات

. ولكنها الرغبة انونة يف االختالط.انياتإا ليست اإلمك. .فلنكن صرحاء

* * * ..أخته لتحصل له على صديقات" يسرح " األخ الذي

؟ الدائرة يف خياله ويعلم ما ال بد أن يكونأال يكمل

؟لفتياتالب الرقيق حتضر له انه يعطيها القدوة وهو يستخدمها كجأليس يعلم أ أليس يعلم أا تدرك أا تقضي له ؟إثر فتاةيف م يريد منها فتاة أليس يعلم أا تعرف في عن ا أليس يعلم إذن أنه يعطيها القدوة وأا ال بد أن تبحث هل؟شهواته عن هذا الطريق

؟ إما من أصدقائه هو أو من أي طريق،أصدقاء

؟ما موقفه

أفريضى يف سبيل إشباع شهوته اهلابطة أن يعلم أخته الفساد ويدفع ا إىل ؟الطريق

؟ لعلها يف أثناء الصيد أن تقع على صيد مثني.م تراه يرحب بذلكأ

.إا قذارة مغثية يستنكف منها احليوان. .فلنكن صرحاء

* * * كانت . .ويسأهلا وجتيب. . له بنته يف ساعة متأخرة من الليلاألب الذي ترجع

.تستذكر مع إحدى الزميالت

؟ هل حيدس؟هل يعلم

ت معه أوصلها إىل باب البيت وانتظرها يف هل يعلم أن الشاب الذي كان ؟الصباح

)٨٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

؟وما موقفه حني يعلم

ويتظاهر بالرضا. .وحني يتحرك قلبه من الداخل مث خينع ويسكت

؟هل يظن أنه ما تزال فيه ذرة من الرجولة

؟مىت يتقدم ابن احلالل. !."شاطره البنت " : ويقول،أم تراه يبتسم يف سره

.ة مغثية يستنكف منها احليوانإا قذار. .فلنكن صرحاء

* * * ؟ما حدود الفضيلة

يتصايح دعاة . .ركاتحني خترج البنت عارية الصدر ملطخة الوجه متقصعة احل هل هي تقاس بسطح ؟ هل الفضيلة هي املالبس! ماذا تريدون أيها املتزمتون:"التحرر "

.ا فتاة فاضلةإ . إا فتاة بريئة ال تقصد شيئا؟ بالسنيت والقرياط؟اجللد

:ة خلوية يتصايح الدعاة قائلنيوحني تصادق فىت تذهب معه إىل السينما أو نزه يا ؟أال يهجس يف نفوسكم إال خاطر السوء. .لوية بريئةخ نزهة ؟ ماذا حدث؟"ماله " و

. ليس السوء إال يف خيالكم املليء بالترهات والظلمات والظنون. أحسنوا الظن!ناس .يد أن يستمتع متعة بريئةالشاب بريء ير

هل :يتصايح الدعاة. .ويعبث بعض العبث احملظور. .وحني يضمها ويقبلهاتطربقت " ادت الدنيا و ل ه؟ هل نقصت الفتاة شيئا؟ هل مست الفضيلة؟حدث شيء

مداعبة ال تتجاوز . . شيء من الصداقة الربيئة. دعوا األمور تسري! العامل خبري! يا ناس؟" ..احلدود

إىل مىت تظلون متأخرين رجعيني يف تفكريكم :حني تقع الواقعة يصرخ الدعاةو يف ! يف النفس!الفضيلة يف الداخل! ؟ هل الفضيلة شيء مادي حسي؟ألمورونظرتكم ل

.يف سبيله بكل شيء" فضحت " وسيطر على مشاعرها ، إا فتاة وهلها احلب!املشاعر" حلبها " ما دامت خملصة . تبيع جسدها لكل راغبما دامت ال .إا فتاة نبيلة املشاعر

!إا فاضلة .وفية لفتاها

)٨٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

..مث تبيع جسدها لكل راغب وترتل إىل السوق

!البغى الفاضلةة فيسميها من الوقاحع ذلك جيد بعض الكتاب يف نفسه مزيدامو .ة املتمثلة يف البغاءويدافع عن الفضيل

!أن ننشر البغاءإننا جتار رقيق نريد . .فلنكن صرحاء

* * * : صحيفته هذه القصةيفالكاتب الذي يكتب

.."تستشريه " امرأة أرسلت إليه

غرفيت وأقفل كنت متعودة إذا حدث بيين وبني زوجي سوء تفاهم أن أدخل فأصفح عنه وينتهي سوء ، ويدخل،فيأيت زوجي فينقر على الباب. .الباب على نفسي

.التفاهم

وغضب وزوجي غضبا عنيفا فقمت . تفاهم شديدويف آخر مرة حدث سوء .زوجي على الباب كاملعتاد ومل يأت ليستسمحين فلم ينقر. .ودخلت غرفيت وانتظرت

على الباب وال أغفر " ألطعه" وقلت إذا جاء ، باملفتاح أقفلت الباب من الداخل.اغتظتفتحت . مل حيضر. بقيت يف غرفيت طوال اليوم. زاد غيظي. ولكنه مل حيضر،له بسهولة

كان يل جار يعاكسين وكنت . .زاد غيظي . فوجدت زوجي قد غادر املرتل،الباب . مل يعرين زوجي اهتماما. فقط ألغيظ زوجي. ولكين يف هذا اليوم شجعته.أغضى عنه ؟ما رأيك. . خنته بالفعل. قررت أن أخون زوجي مع جاري.جن جنوين

..القصةهذه الكاتب الذي يكتب

؟ يقصدأي شيء

؟ أيريد حقا أن يصل إىل عربة؟أيريد حقا عرض املشكلة

يق الذي ل التع أيا يكن،ر القصة يف نفوس القراءأم يعلم جيدا ما يؤدي إليه نش ؟علق عليها به

)٨٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

؟ أي دور يؤديه؟ ما وظيفته يف اتمع؟وما وظيفته

هو إثارة ،شر القصةإنه يعلم جيدا أدفا آخر يتحقق من ن. .فلنكن صرحاء بنشر هذه الفضائح البشعة ومتزيق برقع احلياء،روة األخالق وتوهني ع،مشاعر اجلنس

!ن كانت له صاحبة على اإلطالق إ. واقع تتبجح به صاحبته فتحكيه.."واقع " على أا

* * * ...الربيء. .االختالط

ويف أي ركن من أركان األرض حيصل عليه ؟ ما حدوده بالضبط؟أين يوجد ؟إلنسانا

؟اختالط امسه بريء - يف أي مكان على األرض - هل هناك

سنسمي االختالط .ظ الشهوات داخل النفوسمودعك من سورة املشاعر وتل فأين حيدث .بريئا ما دام ال حيدث فيه التصاق اجلسد والتنفيذ العملي ملا يدور يف الصدور

والبيوت ؟ بإشراف املشرفنيس يف احلفالت اليت تقيمها املدار؟هذا االختالط الربيء ؟بإشراف اآلباء

، فاملشرفون واقفون واآلباء ينظرون. إا تكون بريئة هذه احلفالت. حقا.نعم .وال ميكن أن تتم إال نظرة بريئة وحديث مكشوف

..د والبناتوخيرج األوال. .وينتهي احلفل

؟فهل تنتهي احلكاية عند هذا احلد احملدود

؟منذا الذي يقول

يتم فيها كل شيء غري ، إن مقابالت خاصة ال حتدث بعد ذلك:ا الذي يقولمنذ ؟بريء

واالحنالل الذي ، واإلباحية الفاضحة يف أوربا،ما هذا اجلنون اجلنسي يف أمريكا ؟ليس بعده احنالل

)٨٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

؟ فعفوا عن اجلرمية، وشبعوا من اجلنسختالط الربيءالفتيان باال" تغذى " هل

ما قيمته يف ؟ غاية وال مينع جرميةربيء إذن إن كان ال يؤيوما قيمة االختالط ال ؟واقع احلياة

ت هلذا االختالط الربيء كحل دلقد زعمت أوربا يف القرن الفائت أا اهت وعرفت أنه ال يظل على براءته قيد ! مث رأت بنفسها النتائج.ملشكلة اجلنس املكبوت

كانوا صرحاء مع ."ختالط الربيء اال" ومن مث مل يعد دعام يكتبون عن !خطوات ! إم يريدون االختالط وليكن من نتائجه بعد ما يكون: قالوا.أنفسهم

!عمالمن سوء االستاألسطوانة اليت بليت . .وحنن ما زلنا نردد األسطوانة القدمية

من نتائج بكل ما يترتب عليه،الط يف صراحةونطلب االخت. .فلنكن صرحاء .اروما ينشأ عنه من آث

* * * هذه العيون الزائفة اليت تتبع كل فتاة عابرة تتفحصها من قمة رأسها إىل إمخص

.. كل مكمن يف جسد وكل موضع مستورة وتتحسس بالنظر،قدميها

هذه النفوس الشاردة اليت حتوم يف خبار اجلنس املوبوء ال تكاد تفيق من أحالمه ..ل خيال دنس منهوم وتتعلق بك، تتلمظ على كل منظر مثري،املسعورة

.طارد كل فتاة كالكالب املسعورةتيت لهذه القطعان من الشباب ا

؟ةهل هذه خملوقات آدمي

؟هل هي نفوس يرجى منها خري

؟هل هي سواعد تقيم بناء أمة

..فلنكن صرحاء

* * *

)٨٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

اليت تتكسر يف مشيتها . .ة املنحلة اليت متأل الشوارعهذه الفتاة املتميعة الرقيع. .تطيع أن تنطق احلروف يف حركتها وتتمايع يف لفظتها وتترقق حىت ال تسوتتخلع

يف ( ! من كتر احلر)الصوف( الفستان السوف )طايقة(مش تايقه . ).صوريت(تسوري ..!).يناير

حكرت جسدها املتلوى وثنيات هذه الفتاة اليت تستلفت بعينيها اجلاهرتني و ..الشباب من خواطر اجلنس املتموج أحط ما ميكن أن يثور يف ردائها

وخترج من بيتها لتعاكس ،هذه الفتاة اليت تبلغ ا الوقاحة أن تبدأ هي بالغزل .الشبان

؟هل هذه خملوقة آدمية

؟هل هي تصلح أن تكون أما ومربية أبناء

؟هل هي تصلح أن تنشئ جيال يكافح ويصرب على الكفاح

..نكن صرحاءفل

* * * ..فلنكن صرحاء

. بال عنوانات خادعة وال أضاليل،شكلة يف حقيقتهافلنواجه امل

..فلنقل يف صراحة ويف شجاعة ما نريد أن نقول

. إننا ال نريد الدين وال نريد األخالق وال نريد التقاليد:فلنقل

. إننا نريد ختريج جيل من األناسى يعيشون كاحليوان:فلنقل

. إننا نكره الترفع ونكره الصعود:فلنقل

!ما دمنا مؤمنني مبا نقول. . ختفوال. .فلنقل

)٨٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

فكل ذلك ستار زائف ال يلبث أن .أما االستتار وراء التحرر والتقدم واالنطالق !يزول

فلن جيرؤ أحد منهم على الظهور حني . .وال جرم يكره هؤالء كلهم اإلسالم !نكون مسلمني

)٨٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

حني نكون مسلمني . ويتخذ صورة جديدة،حني نكون مسلمني تتغري وال شك صورة اتمع كله

! وتوجس من اخلوف قلوب،وهنا يفزع أناس

؟كيف تكون يا ترى صورة اتمع املسلم

! واجلالد منهمك يف العمل ليل ار جيلد املخالفني،السيف مصلت على الرقاب

!ال خترج وال تتعلم وال توظف يف عمل وال تشترك يف نشاط" احلرمي " املرأة يف

! متأل الدواوينم والعمائاللحى متأل الشوارع

تقطيبة صارمة ال تبتسم وال واستبدلت به ،ن الوجوه والقلوباختفى املرح م !تلني

. وقد خيم السكون والصموت واجلمود،الرجال يف املساجد والنساء يف البيوت

!ان الكثريينتلك صورة اتمع املسلم يف أذه

!نوحق هلم أن يرجتفوا من الفزع ويكرهوا هذا الدي

* * * ويكرهون هذا ، ومع ذلك يوجسون،وآخرون قد ال يسوء ظنهم إىل هذا احلد

.الدين

.الشباب املنطلق مع الشهوة املتفلت من القيد

. الذي يعيش ليله واره مسلوب القلب.الشباب الذي مرد على املتاع الدنس . ويتفرز يف م مسعور، وتنفخ يف دمه الشهوة،ميأل خياله اجلنس

)٨٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

، والصورة العارية يف السينما، الذي توقظ كوامنه الصورة العارية يف الةابالش ،ياع واألغنية العريانة يف املذ،ارع والفتاة العريانة يف الش،واجلسد العريان على املسرحفينطلق يف دمه شواظ . .املؤلفني" لكبار " والقصة العريانة ،والفكرة العريانة يف الكتاب

.جمنون

،صفات اجلنس يف كل جملة تقرؤها ويف كل صحيفة اليت توقظ كوامنها والفتاة ومتأل خياهلا الصور واأللفاظ اخلليعة فتشيع ،ومناظر االستمتاع الفاجر يف املسرح والسينما

.فيها الشوق امللهوف والسعار انون

،يفزع من ذكر اإلسالم - ذا النهم املتوفز واللهف املسعور - هذا الشباب متاع ل حمروما من ك، ألنه يتخيل نفسه بشواظه الفائر يف دمه،وحيس بلذعته يف أعصابه

ويتخيل هذا اإلسالم كالغول املفترس الواقف باملرصاد ، فيجن جنون رغائبه،يطفئ هلفته .لكل متاع مرغوب

* * * فيفزعون فرقا ،عون من حتطيم الفضيلة وإشاعة الفاحشة يف اتمعوآخرون يستنف

.ويكرهون هذا الدين

.أصحاب الصحف العارية واالت املكشوفة

.أصحاب السينمات وصناع األفالم

.كتاب القصص اجلنسية

.كتاب األفكار العارية املنحلة

فيسلط عليه عمالءه . .الذي يكره اإلسالم ويفزع من انتفاضته. .عبيد االستعماروينشرون . .ن صورته يف األذهان ويشوهو، وينخرون فيه كالسوس،حيطمونه من الداخل

..يف الوقت ذاته الرذيلة لتمأل الفراغ

ألنه ينظف املستنقع ،هؤالء كلهم يفزعون من ذكر اإلسالم ويكرهون هذا الدين .الذي يعيشون فيه ناجني راحبني

)٩٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

!ا اآلن هذا الفريق الثالث وإن كان أخطر فريقنوال يعني

ألنه حني يعرف هؤالء اإلسالم على حقيقته ،اينوإمنا يعنينا الفريق األول والث . فلن يستطيع الفريق الثالث أن يصرفهم عنه ولو اختذ إىل ذلك كل سبيل،ويؤمنون به

،ار يف تشويهها اليت جهد االستعم،يف نفوس الناسصورة اإلسالم املشوهة دو األول هذه الصورة هي الع. .جبمودهم وحتجرهم على تثبيتها" رجال الدين " وساعد

.اليوم للفكرة اإلسالمية

؟كيف تكون صورة اتمع املسلم

وال ، ال يعرفوا تفصيال، املخلصني هلذا الدين،إن كثريا من املسلمني أنفسهم .يعلمون كيف تكون

ودورها الذي ،واملشكلة الكربى يف األذهان هي وضع املرأة يف اتمع املسلم .تؤديه فيه

؟تبقى يف املرتلهل خترج للشارع أو

؟ ويف أي نطاق، يف أي مدى؟هل تتعلم

؟هل تذهب للجامعة وتدرس دراسة مشتركة

يف أي حديث ؟ تنأى عنهم؟ تكلمهم؟وما تكون عالقتها بالطلبة يف أثناء الدراسة ؟تشركهم

؟ أم ليس حالال أن تعمل؟هل تعمل

ها حىت يعثر أم متكث يف بيت؟ خترج تعرض نفسها ليعرفها الشبان؟وكيف تتزوج ؟عليها اعتباطا عابر طريق

وال تأخذ أم عالقة سلبية ال تعطي؟ عالقة خوف ونفور؟"باتمع " وما عالقتها ؟وال تشارك يف أمر من األمور

؟ أم كم مهمل ليس له كيان؟ أم عبدة؟ إنسانة؟يف اتمع املسلم" كياا " وما

)٩١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أم ؟ أم مبشاركته؟ عن الرجل بالبعد؟ وكيف متارسها؟وما حدود إنسانيتها ؟مبزامحته

؟ سيدته؟ تابعته؟ مساويته؟ زميلته؟ما وضعها بالنسبة للرجل على وجه التحديد

حبه وتتعرف عليه مبفردها ا تلقاه وتزامله وتناقشه وتص؟وكيف متارس عالقتها معه ؟ وما مدى هذه العالقة؟"خاصة " وتقيم معه عالقات

أم ؟ أم عاشق وهلان يبل؟ ذئب مفترس يحذر؟هاوما صورته يف نفسها وخميلت ؟معجب من بعيد

تبوح حببها هذا أم . . مث؟ هل خيفق قلبها بالعاطفة حنو رجل معني؟وهل حتب ؟يف أية صورة" متارسه " و ؟ختفيه

؟ وأحب فالنا وأريده، لست أحبه. كال:هل تقول ألهلها إذا تقدم إليها رجل

؟ أم فرد له كيان؟ القطيع الذي تتكون منه األسرة فرد من؟وما عالقتها بأسرا أم ؟ ختض ألبيها وأمها يف كل أمر وكل نصيحة وكل توجيه؟وما حدود ذلك الكيان

؟ وما حدود النقاش؟تناقش

وتعترض بالكالم فقط أم تنفذ ما ؟ أم تعترض عليها؟وختضع للتقاليد بال اعتراض ؟تقول

باتمع " تنقطع لألمومة وتنتهي صلتها أ؟ تكون زوجة فهل تنتهي مهمتهاوحني ؟ وأي لون من النشاط؟ أم ال متنعها األمومة من النشاط؟"

* * * هذه وعشرات مثلها من املسائل هي أول ما خيطر يف البال عندما يذكر اتمع

. مث ينفض املوضوع كله على أنه مستحيل، وتتخيل صورة معينة لإلجابة عليها.املسلم

، وقبل أن جنيب على املسائل األخرى املقابلة هلا،جنيب على هذه املسائلن وقبل أ. . وموقف الشباب األعزب من املشكلة اجلنسية،املسائل اخلاصة بالرجل يف اتمع املسلم

:ع ذلك ينبغي أن نعرف أوالنقبل أن نص

)٩٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

..؟ما هو اإلسالم

ليه سواء حني يقع فيه املؤمنون بالدين واخلارجون ع جدااإن خطأ ضخم دون أن يضعوها ، مفككة مقطعة، كل جزئية على حدة،يناقشون املسائل مناقشة فرعية

وميكن احلكم عليها يف سياقها ، حىت تتبني داللتها احلقيقية،أوال يف مكاا من الصورة .الصحيح

" م املفاهي" منا ناقشنا إ. .ا مل نناقش جزئياا مبفردهاوحني ناقشنا األفكار يف أورب :وكل فكرة" نظام " وهذا هو الواقع يف كل . وتتفرع عنها الفروع،اليت حتكم اجلزئيات

. عليه بعد ذلك التفصيالت والفروع نبين، تصور معني لألشياء يف مجلتهاإنه

كرة أضخم ف فكلما كانت ال.واإلسالم بصفة خاصة ينبغي أن يؤخذ كذلك واإلسالم أضخم فكرة عرفتها .يف التفصيالت الكلية قبل البحث وأمشل لزم إدراك صورا . وأكرب مفهوم يشمل احلياة،األرض يف تارخيها كله

والرجل ، واملرأة املسلمة،لذلك ينبغي قبل أن نسأل كيف يكون اتمع املسلم .يف مفهوم اإلسالم" اإلنسان " أن نعرف الصورة اليت يأخذها ،املسلم

* * * وهو ،اهللا الذي خلق. .هو اهللا. .مفهوم اإلسالمالذي يقرر مركز اإلنسان يف

.أعلم مبن خلق

ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من " :واهللا يقول . ")٣٣( الطيبات وفضلناهم على كثري ممن خلقنا تفضيال

.مكرم مفضل رفيع املقام - منذ البدء - إذنفاإلنسان

فإذا سويته ،إذ قال ربك للمالئكة إني خالق بشرا من طني " :واهللا يقولاجدينس وا لهوحي فقعر فيه من تفخنفيقرر أنه قبضة من طني األرض . ")٣٤( و

وإذن فهو عنصران .يل على غريها من اخللق نفخة من روح اهللاأكسبتها الكرامة والتفض

".٧٠" سورة اإلسراء )٣٣( ".٧٢ - ٧١" سورة ص )٣٤(

)٩٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ونفس وما " :ثنائي الطبيعة ثنائي االجتاه - يف كل شيء - ممتزجان ال عنصر واحد وهو" . ")٣٥( وقد خاب من دساها ،قد أفلح من زكاها ،فألهمها فجورها وتقواها ،سواها

إنا هديناه السبيل إما " . ")٣٦( وهديناه النجدين ،ولسانا وشفتين ،ألم نجعل له عينين . ")٣٧( شاكرا وإما كفورا

فقبضة الطني قد امتزجت بنفخة الروح فلم تعد . .وهو مكرم مفضل بكيانه مجيعا - بكيانه املمتزج هذا - وهو.منا متيزت وتفردت عن بقية الطني وإ،الصقة باألرض

ما دام سائرا مع ، ال دنس فيه وال استقذار له وال تقزز منه.مقبول عند اهللا مفضل كرمي. .األرض وكيماويات األرض شهواته املنبثقة من طني .فطرته مستجيبا لكيانه األصيل

جلسد اليت يقول العلم اليوم إا جمموعة من لطعام واجلنس وغريها من حوائج اشهوات ا واحد بشرط،نقص قدره وال حتط من قيمتههذه الشهوات يف اإلنسان ال ت. .الكيماويات

ال منفصلة ،أن تظل على هيئتها األصلية يف فطرة اإلنسان ممتزجة بنفخة الروح. .ليس غريه التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل من حرم زينة الل " :عنها وال الصقة بالطني

. ")٣٨(قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة

إن يف بضع أحدكم " .". .)٣٩(بنني زين للناس حب الشهوات من النساء وال" أرأيتم لو : قال؟ يا رسول اهللا أيأيت أحدنا شهوته مث يكون له عليها أجر: قالوا.ألجرا

فإذ وضعها يف حالل فله عليها أجر : قال. قالوا نعم؟ أكان عليه وزر،وضعها يف حرام)٤٠(" .

، رفيع، علوي،عريق اإلنسانية منذ نشأته. ."إنسان " واإلنسان يف نظر اإلسالم تدي . وهذه النفخة اإلهلية يف اإلنسان تدي دائما إىل منشئها.حهبنفخة اهللا فيه من رو

فال ترى ويغشيها واإلنسان هو الذي يوكسها ويغبشها .إىل اهللا بالفطرة ما دامت سليمة . لنفسه ولآلخرين: وحيدث منه كل أنواع الظلم، ويضل، وحينئذ ينحرف.سبيلها إليه

. وكل أنواع الطغيان.وكل أنواع الفحش

".١٠ - ٧" سورة الشمس )٣٥( ".١٠ - ٧" سورة البلد )٣٦( ".٣" سورة اإلنسان )٣٧( ".٣٢" سورة األعراف )٣٨( ".١٤" سورة آل عمران )٣٩( .رواه مسلم )٤٠(

)٩٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

فتهتدي ، يزكيها وجيلو فطرا.ومن مث هو مطالب أن يزكي نفسه وال يدسيها وحني حيدث ذلك تصبح هذه الذرة الضعيفة التائهة . وتستمد منه التوجيه،إىل اهللا خالقها

هللا يف ويصبح اإلنسان حبق خليفة ا. .أقوى عنصر على األرض وأضخم طاقة. .الفانية ، مستمدا من روح اهللا ومن معونة اهللا، ويبدع وينظم،ئيم وينش ويق، يبين ويعمر:األرض

.مهتديا ديه القومي

..واإلسالم كذلك نظام متوازن

فكذلك ، ومزجهما فهما شيء واحد، وازن بني قبضة الطني ونفخة الروحفكما . بني خمتلف القوى والطاقات يف نفس اإلنسان ويف واقع احلياة سواءيوازن

بني دفعة الشهوة . بني الواقع املادي والواقع الروحييوازن يف داخل النفس بني الشعور . بني الواقع املدرك باحلس والواقع املدرك مبا وراء احلواس.وانطالقة الروح

. بني ضغط الضرورة وحرية التوجه واالختيار.املستتر يف الضمري والسلوك الظاهر للعيان

وبني القوى ،االقتصادية والسياسيةاملادية و ويوازن يف واقع احلياة بني القوى . ومصلحة اجليل ومصلحة األجيال، يوازن بني الفرد واتمع.اخللقية واملعنوية والروحية

.حد الدنيا واآلخرة يف نظامووي. .وميزج دائما بني الدين والدنيا

..واإلسالم نظام عملي

."تنظيف الروح " ال يكتفي بالوعظ واإلرشاد و

ا أن تنظيف الروح ال يتم بالوعظ واإلرشاد إذا كان اتمع فاسدا إنه يعلم جيد إنه ال يفصل بني الروح واجلسد .والنظام منحال واالقتصاد جائرا والسياسة غري نظيفة

إنه يعلم أنه لكي يصل إىل هدفه من تنظيف الروح ال بد من إقامة .وبني الواقع واملثال . ونظام سياسي راشد حمكم الرباط،ي متوازن ونظام اجتماع،نظام اقتصادي عادل

ويتركها معلقة يف الفضاء ،ومن أجل ذلك ال يضع مبادئه يف إطار مجيل من املثلعلى . .بكل تفصيالته.. . وإقامة اتمع كله،إنه يسعى إىل حتقيق الفكرة يف عامل الواقع،

.أساس اإلسالم

)٩٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

د أن يشتمل على احلكومة ال ب - لكي يكون اتمع مسلما حقا - ومن مث والصحيفة ، واإلذاعة املسلمة، والفرد املسلم، واألسرة املسلمة، واملدرسة املسلمة،املسلمة والفن ، واللفظة املسلمة، واإلعالن املسلم، والسينما املسلمة، والكتاب املسلم،املسلمةق من اإلسالم وكل شيء ينبغي أن ينبث.. . والفكر املسلم، واالقتصاد املسلم،املسلم

.وخيضع ملنهج اإلسالم

ال نعين .إخل.. .وال نعين باإلذاعة املسلمة والصحيفة والكتاب والسينما والفن أن تنقلب كلها خطبا منربية ومواعظ :"الدين " الصورة الساذجة اليت تفهم من اسم

.دينية

وهو أوسع وأمشل وأرحب من أن ينقلب إىل ، إن اإلسالم غين عن هذا.كال .خطب مملولة وأحاديث مكرورة وكالم معاد

الصورة اليت تلتقي بفطرة احلياة . .اإلسالم هو احلياة بأكملها يف صورة نظيفة .الفطرة اليت ال تكتفي بأداء الضرورة وإمنا دف إىل اإلحسان. .كلها

.فكل شيء تنطبق عليه هذه الصورة فهو إسالم

الذي ، الذي يتحدث عن القوة،نةالشعر الذي يتحدث عن مجال الطبيعة الفات الذي يتحدث عن العواطف اإلنسانية ،يتحدث عن انطالق الطاقة البشرية للعمل واإلنتاج

الذي يشعر الناس ، الذي يفتح األمل أمام البشرية، الذي يدفع وحيرك إىل اإلمام،النظيفة الذي يدعو ،البشر الذي يتحدث عن آالم ،جبمال احلياة وأا جديرة بأن حيياها اإلنسان

الذي يصف احلياة ،إىل إزالة املظامل وإصالح الفساد االجتماعي واالقتصادي والسياسي ولو مل يذكر ،كل ذلك شعر إسالمي ألنه تعبري عن الفطرة النظيفة. .كما ينبغي أن تكون

.فاهيم الدين املباشرةم وال ،فيه مرة واحدة اسم الدين

الذي يدور كله . دفعة اجلسد املشبوبةولكن الشعر الذي يتخصص يف وصف الذي .ان أو شهوان الذي يصف جسد امرأة عري. مشتهاةحول أحالم جنسية واقعة أو

. . والشعر الذي يثري األحقاد.يصف حلظة اخلضوع للضرورة ال حلظة الترفع عن الضرورةل الشعر الذي يعرب عن ضال.والشعر الذي يصف حلظات الضعف البشري بكل أنواعها

كل ذلك ليس شعرا إسالميا ولو مل يتعرض بكلمة . .الكائن البشري وضآلته وظالمه ألنه ميثل الفطرة املنحرفة أو الفطرة ،لألخالق" الرمسي " واحدة للدين والعقيدة واملفهوم

. ومن مث ال يتمشى مع اهلدف األصيل لإلسالم،الضعيفة

)٩٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

؟حلظة الضعف حقيقة بشرية أليس :ويسأل الواقعيون والطبيعيون وأشباههم واجلواب أوال أن الفن ليس آلة تسجيل القطة تسجل كل شيء ؟فكيف ال يعرب عنها الفن

واجلواب ثانيا أن حلظة .اليت تسجلها" اللقطة " وتنتقي وإمنا هي ختتار،على ما هو عليهسجيل هو إمنا اجلدير بالت.اهلبوط ليست أمجل ما يف اإلنسان وال أجدر شيء بالتسجيل

ال حلظة انفصال ، حلظة امتزاج الطني بنفخة الروح.اللحظة اليت حيقق فيها اإلنسان ذاته واجلواب ثالثا أن حلظة اهلبوط ميكن أن تسجل تسجيال فنيا .الطني ولصوقه باألرض

أي ال يكون اهلبوط هو البطولة .التلذيذ وإثارة اإلعجاب على أال تكون هي حمور ،كامال اللحظة اليت يعود فيها . وإمنا يسلط الضوء على حلظة اإلفاقة! عليها الضوءاليت يسلط

بنفخة اللحظة اليت تعود فيها قبضة الطني فتمتزج،الكائن البشري إىل أصالة الفطرة قصة دقيقة الوصف بديعة .سف عليه السالم يف القرآن ومثال ذلك قصة يو.الروح

وهي تعرض حلظة من اللحظات الغليظة يف حياة .التصوير ال ينقصها شيء من مجال الفن ومع . حلظة هياج الشهوة وتغلبها على كل صوت وكل نداء!"الواقعية " النفس البشرية

إن مل نقل إنه على ،ذلك فهو وصف ال يثري الشهوة وال يبعث التلذذ من منظر اجلنس .العكس يثري الترفع عن اللحظة اهلابطة ويدعو لالحتراس

رح واإلذاعة ولوحاته ينطبق على السينما واملس على الفن بشعره ونثرهوما ينطبقوبذلك ختتفي املثريات اجلنونية اليت يج الشباب وتطلق يف دمائهم . .واملوسيقى والغناء

فليس املتاع . . ويف الوقت ذاته ال يفقد اتمع عنصر املتعة وعنصر اجلمال.النهم املسعور .كله أقذار

فإمنا يصعب .عب على الشباب أن حياولوا الفضيلة ويقدروا عليهاوعندئذ ال يص يعيشون ليل ،م ودم ودوافع وأعصاب ألم وهم حل، بل يتعذر،يهم يف الوقت احلاضرعل

وتشجع ، وحتسن يف أعينهم املنكر،ار وسط مثريات جنونية تنفخ يف أعصام باستمراركل صوت - بوسائلها املختلفة - ذاته وتنفي عنهم يف الوقت،املترددين واملترددات

.فاضل وكل توجيه سليم

وتلقى الرجال أو ال . .وتعمل أو ال تعمل. .وعندئذ خترج الفتاة أو ال خترج .فليست العربة يف ظاهر العمل إمنا العربة باهلدف وطريقة التنفيذ. .تلقاهم

فيمكن ،المحني يوجد اتمع املسلم القائم على أخالق اإلسالم ونظام اإلس وبنحث وضع املرأة ووضع الرجل وكل ما بينهما .عندئذ أن نبحث التفصيالت والفروع

.من شئون

)٩٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

.ولكن أوال جيب ان نطمئن إىل قيام جمتمع مسلم

. ويسري على هديه الذي ارتضاه، ويستمد منه منهج حياته،جمتمع يتوجه إىل اهللا

" :ه وفروضه مؤمنا ا منفذا هلاادات يؤدي عب.ده فعال ال قوال يعب.جمتمع يعبد اهللا ."وصدقه العمل ولكن ما وقر يف القلب .ليس اإلميان بالتمين

.جمتمع ال يكتفي بأن يصلي ويصوم ويدفع الزكاة

.جمتمع ال يفعل الفاحشة وال يسمح بوقوعها وال يدعو إليها وال حيبذها

. عن املنكرجمتمع يقوم على املودة والنصيحة واألمر باملعروف والنهي

.جمتمع ال يسرق وال يكذب وال يغش وال خيدع

.جمتمع ال يغتاب وال يتجسس وال يغمز وال يلمز

ومع املوظف فال .ن فيه أن تتعامل مع العامل فال يغشك وينهب نقودكمجمتمع تأ ومع املدرس فال يسدد . ومع التاجر فال يغشك يف السعر أو البضاعة.يستهتر مبصلحتك

ومع الطالب فال يغش يف .ترك التالميذ يرسبون ليأخذوا دروسا خصوصيةاخلانات وي ومع . ومع الزوج فال يظلم امرأته وال يهدر كياا.االمتحان وال يأخذ العلم وسيلة للشر

يعلمهم مع الوالد فال يكذب على أبنائه ف.الزوجة فال ختون زوجها يف عرضه أو ماله ذاءواالستحاجلنب وال يربيهم على ،ءالسوصه قدوة وال يعطيهم يف شخ،الكذب

البن فال يغش أباه وال خيدع أمه وال يسلك معهما سلوك ا مع .واالحنالل والسلبية .مع احلاكم واحملكوم والصغري والكبري على السواء. .األشرار

.ال فقري ميوت جوعا وال غين يفسد قلبه الثراء. . اقتصادياتهتجمتمع توازن

. ال متعطل ألنه ال جيد العمل. فالبطالة من منابت الشر،متعطلجمتمع ليس فيه ..وال متعطل ألنه تافه ميأل قلبه الفراغ

.جمتمع ال يطغى جبربوته على الفرد وال يسمح للفرد أن يتجرب عليه

، ويف الفرد، السالم يف البيت ويف الشارع:جمتمع حيب السالم ويعمل من أجله .ويف اموع

)٩٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

امل مفكر صاعد عى الدوام جمتمع نشيط ع

* * * ..ذلك هو اتمع املسلم

؟من جيرؤ على أن يكره هذه الصورة اجلميلة أو ينفر منها

من إال مسخ مشوه منحرف الفطرة يريد أن يستمتع على طريقة احليوان أو يأخذ ؟من اتمع وال يعطيه

ا مثل خيالية أو وتلك بطبيعة احلال صورة جمملة مصوغة يف قالب تبدو وكأ .أماين وأحالم

يف فترة رائعة من ،ولكنها واقع شهدته األرض مرة بكل حقيقته وكل واقعيته .. وميكن أن يعود.فترات التاريخ

.إن شاء اهللا. .وسوف يعود

وإمنا هم بشر حيققون فطرم .ناس إىل مالئكة أطهارنقلب الويف هذا اتمع ال ي ألم أغنياء عن ، يترفعون عن الفاحشة.جة بنفخة الروح قبضة الطني املمتز:احلقيقية .الفاحشة

.ولن يكونوا بطبيعة احلال كلهم كذلك

لم بشخصه ففي اتمع الرباين الذي أنشأه حممد بن عبد اهللا صلى اهللا عليه وس وجد من يلمز الرسول ذاته يف عرضه يف حديث اإلفك ، وروحه النبيلة العاليةالكرمي

.املشهور

اس ن ال حيدث قط يف أي مكان يف األرض وأي فترة من التاريخ أن يصبح ال!كال .كلهم من األخيار

،ومع ذلك فهناك فرق حاسم واضح بني جمتمع تكون فيه اجلرمية شذوذا يستنكري حكى عنه القرآن وهو ذ كذلك اتمع ال،وجمتمع يكره الفضيلة ويعدها هي الشذوذ

)٩٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وكما يوشك اتمع الذي " ! إم أناس يتطهرون،يتكمأخرجوا آل لوط من قر " :يقول .نعيش فيه أن يكون

* * * .يف هذا اتمع نعرض وضع املرأة ووضع الرجل على السواء

.ر وامرأة حرةل حرج. .جمتمع من األحرار

مل يرتفع ملستواه أي مدلول . .ومعىن احلرية يف اإلسالم واسع جدا وشامل جدا . يف الشرق والغرب على السواء،شائعة للحرية حىت اليومآخر من املدلوالت ال

. هللا:وعبودية واحدة. .حرية إزاء القيم كلها والقوى كلها واالعتبارات كلها

ال املال وال اجلاه وال املنصب وال الشهوة .اهللا هو املعبود األحد يف اتمع املسلم .وال اهلوى وال اإلنسان

.ه هباء وكل شيء غري.اهللا هو املعبود

أحرار فيما خال ذلك يستمدون احلرية من هذه .واملرأة والرجل كالمها عبيد اهللا .العبودية ذاا هللا

ويستمد منه ، ويتصل به االتصال احلق،فحينما يعبد اإلنسان اهللا حق عبادته وكل قيمة أخرى ،آلة كل قوة أخرى على األرض حيس من حلظته بض،االستمداد احلق . سلطانوكل جاه وكل

.وعند ذلك يتحرر

ضغط .واءن خارجها على السمغط الواقع عليه من داخل نفسه ويتحرر من الض وضغط اتمع وقواه االقتصادية واالجتماعية من جانب ،نبالشهوات والضرورة من جا

.آخر

. واصل إىل محاه، مستمد من اهللا، غين باهللا،ألنه قوي باهللا. .يتحرر

)١٠٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وال خياف ، وال خياف اهلم، وال خياف الظلم،خياف الفقر وال ،ال خياف املوت . وال خياف الغد،احلاضر

ولكنه ألنه متصل بالقوة احلقيقية اليت متلك كل . .ال ألنه ال يبايل. .ال خياف ، وألنه على استعداد ألن يكافح كل ما يقع عليه من ظلم ومن ضيم.شيء يف احلياة .ه إياه مستوثقا من معونت،مستعينا باهللا

.وليس معىن حترره أنه ال خيضع لنظام

وال ميكن أن حيدث ذلك إال ، فما ميكن أن تسري احلياة على هذه الصورة!كالفالتحرر يعين كذلك التحرر من . . وليس هذا هو التحرر.حني يتبع اهلوى والشهوات

.اهلوى والشهوات

ويتعامل ،حلقيقة هللا خيضع يف ا،وإمنا هو حني خيضع للنظام الذي ارتضاه اهللا .مباشرة مع اهللا

ويبدي له النصح .ومن مث يطيع ويل األمر ويطيع نظامه املستمد من شريعة اهللا .والتوجيه الذي يتفق مع اخلري العام

وهكذا متتزج الطاعة واحلرية على هذه الصورة الفريدة اليت ال توجد إال يف نظام .اهللا

يف احلدود املرسومة يف شريعة اهللا - تطيعهتعبد املرأة للرجل وهيستوكذلك ال .أن تواجه رجلها إذا رأته ينحرف عن طريق اهللا - بل واجبها - فهي متلك -

* * * .ألنه ليس أحد عبدا ألحد قط غري اهللا. .ال تستعبد املرأة للرجل

.وال تستعبد للمجتمع وال ألي قوة من قوى األرض

وحتس بالتبعية ، وتتعامل معه مباشرة،هعبد هللا تطيع - كالرجل - وإمنا هيربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإميان أن " : والقوة الكاملة عن طريقه،اخلالصة له وحده

ربنا وآتنا ما ، مع الأبرارآمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا

)١٠١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ادالميع لفخال ت كة إنامالقي موا يزنخال تو لكسلى را عنتدعو، مهبر مله ابجتفاس .)٤١(" أني ال أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض

.تها اإلنسانية واستقالهلا احلقيقيط باهللا هو الذي يعطي للمرأة كرامهذا االرتبا مستمد ،خملوق إنساين كرمي متصل باهللا - وهي كذلك عند اهللا - إا يف عرف نفسها

.منه كل حياته وكل كيانه وكل قواه

لرجل مينح لبنفس الصورة اليت - باط هو الذي مينحها شخصيتهاتوهذا االر .شخصيته

ليست كيانا ناقضا يستكمل ذاته من كيان بشري .إا ليست جزءا من أحد )..وهذا أمر آخر. .إال مبقدار ما يستكمل الرجل كيانه يف ارتباط الزوجني(آخر

فهي ال تفقد كياا وال ،وحني تطيع الرجل فيما فرضه اهللا عليها من طاعةبل من - أا متلك، الدائم وحمك االستقالل الدائم ومرد الشخصية.استقالهلا وشخصيتها

.أن ترد الرجل إىل الصواب حني تراه احنرف عن سبيل اهللا - واجبها

حق . .ال شيء يعطي اإلنسان شعوره بشخصيته بقدر ما يعطيه ذلك احلق .التوجيه

لقد كان كفاح الشعوب كلها يف سبيل شعورها بذاتيتها وحتقيق كياا هو أن حق توجيه احلاكم حني خيرج عن القواعد املرسومة اليت خيضع هلا . .ىل هذا احلقتصل إ

. حاكم وحمكومنيناجلميع م

حق املرأة وحق الرجل على .وهذا احلق هو حق كل فرد يف اتمع اإلسالمي .السواء

تكون هلا ،وحني تدرك املرأة يف نفسها هذه القوة اليت تستمدها من اتصاهلا باهللا .م كياا شخصيتها املستقلة وذاتيتها املتحققة يف واقع احلياةيف صمي

.وليس االستقالل أن تناجز زوجها وقف منه موقف املتحفز للهجوم

".١٩٥ - ١٩٣" سورة آل عمران )٤١(

)١٠٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ويكفي أن تكون معركة ضد قوى الشر ،ليست احلياة معركة يف داخل البيت .املتحفزة يف كل مكان

أن خلق لكم من أنفسكم ومن آياته " :احلياة يف البيت حمبة وسكن ومودة .)٤٢( " أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة

نوحني توجد احملبة يوجد االمتزاج الكامل الذي ال حيس فيه أحد الزوجني أي ..ينتهي وأين يبدأ اآلخر

أن حيس بذاتيته ويعرف ولكن مع ذلك توجد اللحظة اليت يرغب كل منهما ..حدود كيانه

..فتلك هي احلدود

.أن يوجه اآلخر إىل طاعة اهللا - بل من واجبه - وكالمها ميلك.كالمها عبد اهللا

.إذا خالف - يف عنف - بل هي متلك أن حتتج عليه

ما دمت قد خرجت عن ، لست زوجتك منذ اليوم:بل هي متلك أن تقول له .)٤٣(طاعة اهللا

. عن طريق االرتباط باهللا، بكياا كامالبذلك حتس

* * * - شأا يف ذلك شأن الرجل - فإا.وليس ذا وحده جتد املرأة شخصيتها

.امرأة فاضلة - باختيارها - متلك أن جتد شخصيتها بأن تصبح

السيف كما خييل لبعض ب ع املسلم ليست مفروضة على املرأةإن الفضيلة يف اتمالقدر الذي ال يستطيع - ي يفرض بالسيف هو احلد األدىن من الفضيلة إن الذ.الناس

".٢١" الروم سورة )٤٢( بطبيعة احلال جبانب حقها الشخصي الدائم يف االنفصال عن زوجها إذا كانت كارهة للحياة هذا )٤٣(

".شبهات حول اإلسالم " يف كتاب " اإلسالم واملرأة " فصل : انظر بالتفصيل. معه

)١٠٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

مفروض على الرجل كما هو - يف اتمع املسلم - وهذا القدر.اتمع أن يعيش بدونه : سواء يف التشريع أو التوجيه،مفروض على املرأة بنفس املقدار

. ")٤٤(نهما مائة جلدة الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد م"

"مهوجفظوا فرحيو ارهمصأب وا منضغي مننيؤقل للم. . نضضغات يمنؤقل للمونهوجفر فظنحيو ارهنصأب ٤٥( " من(.

" خيتارا " رأة أن متلك امل ميلك الرجل و، بسالح القانونوحىت هذا القدر املفروض وعن إميان صادق ال عن خوف ورهبة من ،فيه موقفهما فيصبحا فاضلني اختيارا ال عنوة

.العقاب

.وهذا هو الذي يصنعه اإلميان يف نفوس املؤمنني

اليت متثل احلد األدىن " الرمسية " ع بكثري جدا من هذه احلدود ولكن الفضيلة أوس وتشمل كل تصرف . إا تشمل بناء النفس كله.اسهالذي بدونه ينهار اتمع من أس

.وكل شعور

ترفعا ،أن يكون فاضال باختياره - رجال كان أو امرأة - "اإلنسان " وهنا ميلك وأنه .وحيس عند ذلك إحساسا قويا بأنه إنسان. .منه عن اهلبوط والتردي يف محأة الرذيلة

.ذو وجود على أوسع نطاق

.بمتلك املرأة أال تكذ

ال ، فهي حني متتنع عن الكذب.والكذب رذيلة ال يعاقب عليها قانون األرض وإباء بكياا املسلم أن ،متتنع خوفا من العقاب وإمنا هي تصدق ترفعا عن اهلبوط للرذيلة

.يسفل وينأى عن طريق اهللا

.ومتلك أال تتجسس

.ومتلك أال تغمز وتلمز

".٢" سورة النور )٤٤( ".٣١ - ٣٠" سورة النور )٤٥(

)١٠٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

.ومتلك أال ختادع وأال تغش

أن تكون مستقيمة يف سلوكها وشعورها وأفكارها - اختصارب - ومتلك ..وحركاا وسكناا

، وتصغر القيم األضية كلها يف نفسها."إنسان " وحينئذ حتس بنفسها على أا .وال حتس هلا بوجود إزاء كياا املتحقق الكبري

* * * .ة فاعلة عقيدة إجيابية نشيط.وهي متلك قبل ذلك كله أن تكون صاحبة عقيدة

فما إن تأخذ مكاا .والعقيدة اإلسالمية بذاا عقيدة متحركة ال متلك السكون .تطلقها يف كل اجتاه. .احلق يف النفس حىت تطلقها

وليس مثله عالج .وليس كالشعور اإلجيايب منشط لكيان اإلنسان وحمقق لوجودهقدها وأمراضها عالج لع. عالج لضعفها وقصورها وسلبيتها.ألمراض النفس كلها

.واضطراباا

أقل اتمعات أمراضا نفسية واضطرابات - احلق - ومن مث كان اتمع املسلم ألن االنطالق اإلجيايب الذي حتدثه العقيدة يطلق الطاقة الكامنة من معقلها .عصبية

و ه، فال حتس النفس كبتا وال جتد طاقة حبيسة تبحث عن تنفيس،ويفرغها يف سبيل اخلري .تنفيس منحرف يف أغلب األحيان

إا . إا ليست حمصورة يف نطاق معني.واإلجيابية ألوان كثرية وميادين متعددة وكل خاطرة يف . وكل فكرة وكل شعور.ا كل عمل إ.ليست العمل املادي وحده

.الضمري

رد جم،األحداث واألشخاصإن جمرد أن يكون لإلنسان اجتاه حمدد جتاه األشياء و جمرد أن يكون له مقياسه الذي يقيس به األشياء ويصدر حكمه .ن يكون له رأيأ

يتبني أثرها يف املشاعر كما يتبني يف ،هذا وحده يعطي النفس إجيابية هائلة.. .عليها ..األقوال واألفعال

)١٠٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

إا متنح اإلنسان املقياس الذي حيكم به على األشياء .والعقيدة تصنع ذلك ويكونه ال عن هوى واستجابة . متنحه الرأي الذي يكونه.واألحداث واألشخاص

وإمنا يكون عن حمك موضوعي يبدو فيه نضوج )فهذه سلبية وإن بدت إجيابية(للشهوات .الشخصية والقدرة على التمييز

- واملرأة املؤمنة.وهذا امليدان مفتوح للمرأة كامال بقدر ما هو مفتوح للرجل ألا ال تستطيع ،أن تكون هلا الشخصية اإلجيابية جتاه األشياءال بد - رغبت أم مل ترغب

أهلها : ولو صدر من أقرب الناس إليها،أن تقبل ما خيالف عقيدا وحكمها على األشياء وال بد أن تبدي رأيها باملوافقة أو الرفض يف كل ما يعرض هلا من .أو زوجها أو أبنائها

..شئون

حني حيتاج األمر من اجلهاد يف سبيل هذه العقيدة - بعد - وليس من شيء مينعها .هاد بكل الوسائل حىت ساحة القتالج. .إىل اجلهاد

* * * يف تربيتهم على .خصيتها وإجيابيتها وفاعليتها يف أبنائهاوهي متلك اإلحساس بش

.هم إىل الصوابالعقيدة وتوجيه

وإال ملا . .رضاعإن املرأة يف عرف اإلسالم ليست آلة للوالدة واحلضانة واإلحرص كل احلرص على ذيبها وتعليمها وتقوية اإلميان يف ضمريها وتوفري الضمانات

.املعيشية والقانونية والنفسية والروحية الستقرار كياا

من - وتربية الرجل كذلك - إن اإلسالم ال يبذل كل هذا اجلهد املضين لتربيتها .ألرض مث ميضيانصيهما كفردين يقضيان فترة على اأجل شخ

. فما تساوي املسألة على هذا الوضع كل هذا اجلهد!كال

إمنا يعمل اإلسالم دائما حساب األجيال القادمة اليت تقوم بتربيتها األجيال .نتاج نظيف - دائما - ويهذب احلاضر ليكون يف الغد.احلاضرة

.م للنتاج اجلديد األب واألوهو يف هذا يعىن بالرجل واملرأة كليهما باعتبارمها واألب يشارك . املنشئة احلقيقية.ولكنه يعىن باملرأة خاصة ألن األم هي منشئة األجيال

)١٠٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ولكن االنطباعات ،بعد ذلك - أو بصفة رئيسية - وقد يتوىل األمر وحده.فيما بعد وتكون شخصيته فيما ، االنطباعات اليت تندس يف حسه وهو وليد،األوىل يف نفس الطفل

حبكم التصاقه ا التصاقا حسيا ومعنويا حىت ،ذه االنطباعات يأخذها من أمه أكثر ه،بعد !الذي يعيش فيه" اتمع " ويوسع دائرة ،ميلك على األقل أن يسري

ومل حيوجها إىل أن تعمل ،احلياة من أجل هذا وفر اإلسالم للمرأة ضمانات مهمة اإلنتاج : حياة البشرية لكي تتوفر على أخطر مهمة يف.لكفالة نفسها وأسرا

. ورعايته وصيانته من الفساد،البشري

أن ترتع املرأة من -! يف عصر التخصص - وإا حلماقة ما بعدها محاقة الذي ميلك الرجل أن ، لكي تشترك يف اإلنتاج املادي،اختصاصها الذي ال حيسنه غريها

! ومتلك أن تقوم به العدد واآلالت،يقوم به

..نتحدث عن اإلجيابيةوقد كنا

ال التربية قول يف ن.حتقق كياا يف تربية أبنائهاواملرأة متلك أن حتس بإجيابيتها و . اليت تقوم ا كل قطة ولود وكل بقرة حلوب،جمرد الوالدة واحلضانة واإلرضاع

. .بذر العقيدة الصحيحة يف التربة اجلديددة. .التكوين النفسي لألطفال. .التربية .لفسيلة النابتة يف موضع جديدغرس ا

وهي . . وهو جهد إجيايب حني حتسنه املرأة.إا جهد ضخم شاق جمهد طويل !متلك اإلحسان

* * * !وليس معىن ذلك أال تعمل

. جييزه كضرورة.كل ما يف األمر أنه ال يستريح إليه. .اإلسالم ال مينع العمل .ولكنه ال جيعله األصل يف األشياء

كره ثانيا أن يكد أعصاا وي.رأة يف غري ميداا األصيلال جتنيد املإنه يكره أو ترف بعذوبتها على جو ، فال تبقى فيها بقية مشرقة رفافة ندية ودود،ويرهقها بالعمل

كالرجل - وحني تعمل املرأة فإا تعود. املتجدد الفياض ومتسك رباطه بسحرها،املرتل

)١٠٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وفوق ذلك . صلدين ال يتفامهان،الرجل ويناطحها فتناطح ،مكدوده مرهقة األعصاب - !وإمنا كأما أبوان مذكران .ال يشعر األوالد بأم ميلكون أما

لذلك حرص اإلسالم أن يكفل هلا ضرورة العيش دون حاجة إىل الكد والعمل !وهي توجد على الدوام. .وجد الضرورةت وإن كان مل حيرم العمل حني .لالرتزاق

فهو ال . . التدريس والتمريض والتطبيب للنساء:ال النسوية اخلالصةأما يف األعم . بل يفرضه فرضا كما يفرض التجنيد العسكري على الرجال،جييز العمل فقط

* * * .وليس هلذه الفريضة حدود. .أما العلم فهو فريضة

ويعدها ملهمتها ، ما يناسب فطراكل ما يف األمر أا ينبغي أوال أن تتعلمر وال كل ما تشاء بغري حج - إن أرادت - وبعد ذلك تتعلم،كربى يف إنشاء األجيالال

..حتريج

فحني تتعلم تعليما جامعيا ستختلط مع . .وهذا جيرنا إىل موضوع االختالط .)٤٦(الشبان

!أن أجد املربرات إلباحة االختالط - خملصا - ولقد حاولت

! التصديققرأت ما يقال من حجج وأردت أن أميل إىل

!قرأت حكاية التهذيب

ألنه ال يوجد اجلوع .يهذب املشاعر اجلنسية ويكسر من شرا اتمع املختلط .اجلنسي الكافر الذي يؤدي إىل االحنراف أو الشذوذ

وتزول ، ويطمئن كل منهما إىل الرؤية واملقابلة،وحني يرى الشاب الفتاة وتراه ويرتفع الشاب والفتاة عن ، اجلنس هو الشاغل األول ال يعود،اللهفة املتلصصة املختلسة

معة نسوية، ولكننا نفترض أن التعليم املشترك األصل يف نظر اتمع اإلسالمي أن تكون هناك جا )٤٦(

.ضرورة

)١٠٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ومناقشة أمور سياسية ،ديث علمية وأدبيةا ألما سيشغالن لقاءمها بأح،يمية الغريزة . أشياء خارجة عن نطاق اجلنس.واجتماعية وفكرية

فال ينطق بالفحش الذي ،وحني يوجد الشاب يف جمتمع خمتلط تتهذب ألفاظه .. جمتمع الشبانيستبيحه لنفسه يف

ته تتغري صورته يف نفسها فال يعود هو تتعود الفتاة على لقاء الرجل وصحبوحني وال اجلسد الظامئ . . وال الكائن املرهوب،طوارال احليوان الغريب األ و،الذئب املفترس

.الذي يتلمظ على جسد شهوان

اللقاء يف وال يصبح . .وحني يلتقي اجلنسان يتعرف كل منهما على طباع اآلخر .الزواج هو املفاجأة املذهلة اليت حتري األعصاب وتربك األفهام

حيدث ذلك التصريف اجلنسي ،وحني يرى الشاب النساء وخيتلط ن يف اتمع طالبا كان :النظيف الذي يرفع احلمل عن كاهل األعصاب وجيعل الشاب يتفرغ لإلنتاج

..أم موظفا أم عامال

فال تعود ، حيدث هذا التصريف،جال وختتلط م يف اتمعوحني ترى الفتاة الر وال يعود الصيد هو مهها املقعد ،الفتاة تنفق طاقتها كلها يف التزين الذي تتصيد به الرجال

.املقيم

..وحني. .وحني. .وحني

!وملت إىل التصديق. .ولقد أردت نفسي على أن تصدق ذلك كله

أين توجد ؟أين توجد. .لطيفة الرفيعة الساميةمث حبثت عن هذه الصورة اجلميلة ال ؟ألراها وأصدقها يف واقع األرض ال يف املثل واألحالم

؟ يف أي بلد من بالد األرض؟ يف مصر؟ يف الشرق؟يف الغرب

؟ الكبت اجلنسي بسبب عدم االختالطهل أمريكا تعاين

ر ذا اتمع الفضائح اليت يصل األم. .اخللقية" بالفضائح " ما باهلا إذن تعج ؟ ويبحث هلا عن عالج،املنحل ذاته أن يصفها بأا فضائح

)١٠٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

.)٤٧( ؟وما باهلا تعج بالشذوذ اجلنسي

وما باهلا تعج حبوادث الطالق اليت تزيد نسبتها عن أي بلد آخر على ظهر !مبا يف ذلك مصر. .األرض

ن أو التواز، أو التهذيب،وهل دول الشمال يف أوربا ينقصها االختالط ؟ أو اي أمر من األمور، أو االستقرار السياسي،االقتصادي

الطالبة تذهب بنفسها إىل ؟فما بال التحلل اخللقي هناك شنيعا إىل أقصى حدوسائل منع - قبل أن تذهب - ومعها!يف الفراش. .بيوت الطلبة لتستذكر معهم الدروس

!احلمل من أدوات وأقراص

.ال أحتدث عن األخالق. .ومؤقتا

،أين هو الشبع الذي حيدثه االختالط. .أحتدث عن األمر من جهته النفسية البحتة ؟ بل يغين عن اإلسراف فيه،فيغين عن العمل اجلنسي الكامل

كل . حدث سعار جنسي جمنون.أوربا وأمريكا هو العكس الذي حدث يف وهذه .الطرقات واملعاكسة يف ،للحصول على املتعة احملرمة" التحايل " الذي اختفى هو

! وإمنا اختفت من شدة التيسري،مل ختتف ترفعا

.إن كنا يف دعوتنا خملصني - أو هذا الذي ندعو إليه؟فهل هذا الذي نريده

هل حني ختتفي ؟يف عرفنا هو هذا الذي نراه يف الغرب" التهذيب " هل بيوت والنوادي ولو كانت ال؟ وأننا صرنا فضالء،املعاكسات نعترب أن اتمع قد تنظف !؟والطرقات أحيانا تتحول إىل مواخري

كذلك كان يف أثينا القدمية . .النتيجة يف كل التاريخ ليس لالختالط غري هذهوكذلك هو اليوم بعد مئات السنني من . .وروما القدمية وفارس القدمية واهلند القدمية

.واملدنية" التطور " التقدم و

إن انتشار الشذوذ اجلنسي يف فرنسا وأمريكا ": اإلنسان بني املادية واإلسالم " قلت يف كتاب )٤٧(

اللتني تتيحان كل فرص اإلشباع اجلنسي ويئان له كل وسيلة، أمر يستلفت النظر، ويبدو أن الشذوذ !شر كلون من التغيرياجلنسي يف هذه احلالة ينت

)١١٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

" التهذيب " وكل ،اليت ينشئها عدم االختالط " املضار" وحني أوازن بني كل ! فأنا أختار األول بال تردد وال حاجة إىل مزيد من التفكري،الذي حيدثه االختالط

* * * التركي الذي تسرع صورته إىل األذهان ليس هو املقصود من على أن احلجاب

.فكرة اإلسالم

ال حىت تشغل كل خياالته ليس املقصود أن ختتفي املرأة عن الرجل اختفاء كام .وال أن خيتفي الرجل عن النساء. .املريضة

.ال ترتبط برباط شرعي علين معلوم" خاصة " املقصود فقط أال ننشئ معه عالقة

. وال خيرج منه على اإلطالق،فهذا الباب هو الذي يدخل منه الشيطان

جت للفتنة بشريطة أال تكون عارية قد خر. .فهي خترج وترى الرجال ويروا .والصيد واإليقاع

؟ خترج لتتعلم.وإمنا اهلدف هو موضع السؤال. .و املمنوع يف ذاتهليس اخلروج ه كله . كله نظيف. ذلك كله مباح. نعم؟اهلواء خترج لترى الشمس و؟خترج لتعمل

ويكون . .ما أن يكون يف باطن إحساسها إثارة الفتنة وتصدي األنثى للذكر أ.مشروع ألن هذا أول الطريق الذي ،فهنا يقع احلجر. .عمل أو الرتهة ستارا لكل ذلكالعلم أو ال

.ايته ما نراه يف الغرب املنحل ويف الشرق املفتون

، ويناقشها وتناقشه،يكلمها وتكلمه. .وهي تتعامل مع الرجل ويتعامل معهانظيف اجلو ال يف هذا، ويتبادالن اخلدمات اليت حتتمها ضرورات احلياة،ويرشدها وترشده

ه ضحكة فاجرة وال نظرة جاهرة وال ل وال تتخل، وراءه الفتنة الذي ال خيفي،املكشوف .حركة متخلعة وال غمزة من طرف خفي

.أهداف نظيفة وسلوك نظيف

* * *

)١١١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

؟ هل متلكها؟وعواطفها

أال يقع نظرها على رجل ؟أال يثور يف نفسها احلنني الفطري إىل اجلنس اآلخر ؟ فما موقفها من اتمع املسلم حينذاك؟ فتهواه، فتميل إليه، يف نظرها فيحسن،معني

..اإلسالم نظام جاد

فالرسول الكرمي هو !وليس معىن اجلد هو العبوس والتقطيب يف قضاء األمور ال يراه ، وكان صلى اهللا عليه وسلم)٤٨(" روحوا قلوبكم ساعة فساعة " :الذي قول

.لوجوهالناس إال باشا مبتسما يف ا

.قصود هو اجلد يف أخذ األمور بال رقاعة وال خالعة وال التواء املوإمنا

. وحيترمها على أا كذلك،والعواطف يف نظر اإلسالم ينبغي أن تكون جادة

.ومشاعر جادة. .حب جاد وإعجاب جاد وميل جاد

وتعبريها، إعجاا مبوسى عليه السالم، ابنة نيب،حيكي القرآن عن ابنة شعيب طراوة وال تكسر وال والألبيها عن هذا اإلعجاب يف بساطة جادة ال تصنع فيها وال ختلع

. فيزوجها إياه)٤٩( " يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمني ":تواءال

فهو مل.والذي يرويه القرآن هو النموذج الذي حيب للناس أن يعيشوا فيه ومل جيعله سرا تكتمه . ومل يشأ أن يعرب عن إعجاا بغري لفظه الصريح،يستنكر قولتها

.الفتاة يف قلبها وال تبوح ألهلها به

أي أسرة متفامهة متعاونة مترابطة .واألسرة يف اتمع املسلم أسرة مسلمة ،دود العطوف ويف هذا اجلو الو. وتلتقي على الصراحة واالحترام،يسودها الود والوئام

، تستطيع الفتاة أن تذكر عواطفها اجلادة النظيفة اليت مل يدنسها شيء،النظيف الصريح .لتفاهم على كل حال افتكون موضع التقدير أو النصيحة أو

* * *

.رواه أبو داود عن أنس )٤٨( " ٢٦" سورة القصص )٤٩(

)١١٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

.أما الدنس فال يرضاه اإلسالم

هذا ال يلتقي مع . . وهو هلفة جنس ظامئ ملهوف،الدنس الذي يسمونه احلب ."اإلنسان " م عن فكرة اإلسال

ليس اجلنس دنسا يف .اإلسالم ال حيتقر الدوافع الفطرية وال يكبتها وال يستقذرها قبضة الطني : اإلنسان إىل الفطرة ولكن شرط اإلسالم هو رجوع.)٥٠(ذاته وال هو حرام

وال روح متبتلة . . ال جسد ظامئ حيوان. ال هذه وحدها وال تلك.ونفخة الروح .مها حرام كال.مترهبنة

.وهو يبيح الزواج ويدعو إليه وحيببه للناس

.لسليمةا ولكنه جيده على طريقة الفطرة ،ويف الزواج جيد اجلنس منصرفه الطبيعي . وليس يف ذاته كل اهلدف املطلوب،جيده مرتبطا دف أعلى

* * * .وهنا نصل إىل مشكلة الشاب األعزب والشابة العزباء

ا حلها يف اإلسالم ما دمنا حنرم كل العالقات اجلنسية غري م. ."احلرمان " مشكلة ؟الزواج

.احلل الذي يراه اإلسالم هو جمموعة من املراحل وجمموعة من اإلجراءات

ماء الشباب وجتعل ينظف اتمع من دواعي اإلثارة انونة اليت تستفز د:فهو أوالة وال اإلذاعة وال السينما وال فال عرى يف الصحاف. من أصعب األمورصربهم على اجلنس

.املسرح وال القصة وال الطريق

جيعل للحياة أهدافا جادة تستنفد الطاقة النفسية وترفعها عن الدنس :وهو ثانيا .احملظور

" اإلنسان بني املادية واإلسالم " يف كتاب " املشكلة اجلنسية " انظر بالتفصيل فصل )٥٠(

)١١٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

فيشغل ،ئمة يستنفد الطاقة احليوية الفائضة يف مشغلة جسدية نفسية دا:وهو ثالثا وكالمها جهد يرفع ،غل الفتاة بتدبري املرتل ويش)فروسية واجلهادكال(الفىت بالرياضة

.املشاعر ويشغلها إىل حني

وجيعل ذلك وسيلة ، جيعل العبادة جزءا من النشاط احلي لإلنسان:وهو رابعا .للتسامي والتصعيد

فيقرر التبكري.ومع ذلك كله فهو يعلم أا حلول مؤقتة ال تصمد إىل أمد طويل .الة اجلنسية اليت تدفع إىل الشرور لتقصري فترة البط،يف الزواج

. كما طلبنا الصراحة يف بقية األمور،ولنكن صرحاء يف هذه

.إن الظروف االجتماعية واالقتصادية احلالية املعقدة ال تسمح بالتبكري يف الزواج

. وال واقعا غري قابل للتغري،ولكنه ليس حقا ملزما. .هذا حق

.ى مصروف يدهرحلة الثانوية فيحصل علالشاب يف أمريكا يتكسب وهو يف املدخل اجلامعة وينفق على كل ما يعرض ي و، بعد ذلك فيتزوج إذا أرادايويتكفل بنفسه ائ

وال يتعطل ، ونظام التعليم ميسر هناك حبيث ميكن الطالب أن يتعلم ويعمل.له من الشئون .عن هذا أو ذاك

. املسلمونوالذي يستطيعه البشر يف أمريكا يستطيعه البشر

وحنن على أي حال نتحدث عن اتمع املسلم وال نتحدث عن الواقع احلايل .الذي يستحيل فيه تنفيذ جزئيات اإلسالم

واتمع املسلم يكيف اقتصادياته بالطريقة اليت تتمشى مع مبادئه اخللقية ومبادئه لبه املادية والتكاليف وال يصبح اإلنسان ممزقا بني مطا، فتتالقى هذه وتلك،)٥١(الروحية

.اليت يكلفه ا الدين

- على صعوبته واجلهد الضخم املتواصل الذي يبذل فيه - والتنظيم االقتصادي ..ليس مستحيال وال متعذرا حني تتجه النية إليه ويرجح اإلميان بضرورته

".العدالة االجتماعية يف اإلسالم " انظر بالتفصيل كتاب )٥١(

)١١٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

زواج فليست الفتاة يف حاجة ألن ترتل السوق تعرض نفسها كما يعرض الأم لقد أعطاها كل حقوق اإلنسان . اإلسالم أكرم هلا من ذلك وأصون.قيق على الطالبنيالر

ل اخلطيب أو و وأعطاها احلق يف قب، أعطاها احلق يف أن ختطب لنفسها إذا أرادت.كاملة .مردودو وأوجب أخذ موافقتها على الزواج وإال فهو باطل ،رفضه

.ولكنه حيب أن يتم كل شيء فيه على نظافة

فال ، للظروف احمليطة ارج وتتعلم وتعمل إذا أرادت تلبيةدامت الفتاة ختوما يف التاريخ حىت يف عهد ومل حيدث ذلك قط.خوف من أن تظل حبيسة ال يراها رجل

."احلرمي " احلجاب التركي الكامل الذي وضع املرأة يف

موا ال جيدون ما دا. .وحني يكون اتمع نظيفا وجادا فال بد أن يتزوج الرجال وعند ذلك ال توجد أزمة الزواج احلالية اليت .املتعة الدنسة امليسرة اليت تغنيهم عن الزواج

.تضطر الفتاة أن ترتل بنفسها إىل السوق لصيد األزواج

ومن مث فهذه املشكلة اليت تقلق اتمع الدنس يف املدينة تذهب من تلقاء نفسها .حني نكون مسلمني

* * * وليس من ،خلطبة فترة كافية لدراسة األخالق والطباع والشخصيةوفترة ا

فذلك حتايل للمتاع اجلنسي .اخللواتالضروري أن تكون الدراسة بالقبالت املختلسة يف !باسم الدراسة واالختبار

ولكن يف حشمة جادة .إن من حقه وحقها أن يتالقيا ويتعارفا ويتدارسا األمور .خفاء عن العيون ال يف ،ويف حضرة احملارم

.هكذا يكون اجلد يف أخذ األمور

ن ويستطيع إ،ومنذ ذلك احلني تصبح زوجته. .فإن عقدا العزم فلهما أن يرتبطا البناء إىل ة اليت حيرص عليها الشباب فيؤجالنة السعيدراد أن يستمتع معها بأحالم اخلطبأ

.ملؤمنني وخيرجان ويترتهان ويستمتعان يف حل من اهللا ورسوله وا،حني

)١١٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ورعاية النتاج البشري ، وتلد فشغلها األول هو مرتهلالوحني تتزوج وحتم .اجلديد

فاإلسالم ال .ولكن ذلك ال مينعها من النشاط االجتماعي اجلاد املخلص النظيف أو فسادا يف ، سواء كان هذا الدنس رياء تتظاهر به النفس،يطيق أي لون من ألوان الدنس

.رافا عن سواء السبيل أو احن،األرض

وحني خترج لتلقى الرجال .ةوحني خترج املرأة من بيتها لتحضر حفلة راقصعنها أا تعمل يف امليدان وحني خترج ليذاع .األغراب ليغازلوها ويطروا مجاهلا

وحني خترج لنشر الفساد يف . وحني خترج لتزور صديقاا ليغتنب الناس.اعياالجتم .ولو رضي به الزوج أو دفعها إليه ، فخروجها ذلك حرام،األرض من أي سبيل

وحني خترج لتتعاون مع بنات جنسها يف إصالح اتمع وإقامة العقيدة الصحيحة فخروجها حالل ما دامت ال . .وتربية النفوس ومكافحة الفساد واجلهاد يف سبيل العقيدة

.تتربج وال خترج عن احلدود

.منا باهلدف من ورائه وطريقة السلوك وإ،ليست العربة باخلروج ذاته

* * * .. وذلك هو التحرير احلقيقي للمرأة.ذلك وضع املرأة املسلمة يف اتمع املسلم

.فإا هي مربية األجيال. .وحني تتحرر املرأة يتحرر اتمع

والذي ينادي به دعاة ،أما التحرير املزعوم الذي وصلت إليه املرأة يف الغرب ومسخ ، ومسخ للرجل،فهو مسخ للمرأة. . الشرق اإلسالمي بدافع التقليدالتحرير يف

.لألجيال

واليت تفسر ،وعلى أي حال فقد كانت للغرب ظروفه اليت شرحناها من قبل أفال حنمد اهللا بالرجوع ، وقد أعفانا اهللا من هذه الظروف الفظيعة املدمرة.هبوطه واحنرافه

؟اهإليه والسري يف الطريق الذي ارتض

)١١٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ي العمل وضع ينبغ. غاية السوءملرأة يف الشرق اإلسالمي لفي وضع سيء اوإن ولكن فلنعرف مواطن العلة لنعرف .على تغيريه وجتنيد كل القوى إلحداث هذا التغيري

.وسائل العالج

..امرأة حيوان. . فيما عدا القلة القليلة النادرة،املرأة يف الشرق اإلسالمي

،والعبودية للرجل. .رياف مغلف بالقذارة احلسية واملعنويةحيوان يف القرى واأل ..ولألوضاع القائمة يف اتمع املتأخر البليد

حيوان . ولكنه مع ذلك حيوان،يق متراقص نظيف منسق رش،وحيوان يف املدينة .مستعبد للشهوات

سها عن واملؤمنة بنف. .ى بصريةاملؤمنة باهللا عل. .ليلة النادرةقدا القلة الفيما ع .طريق اإلميان باهللا

يستعبدها الرجل والدا.يف الريف امرأة جاهلة مستعبدة ال كيان هلا وال حقيقة. .وعندئذ تشعر بنفسها وتعتز بوجودها. .كون هلا ملكإال أن ي. .وأخا وزوجا وقريبا .على طريقة احليوان

. وتعرت.ها وتزينت يف ملبس. تعلمت.ويف املدينة امرأة منطلقة من كل قيد وصار هلا دخل . واشتغلت عاملة وموظفة."الصداقة " ألوانا خمتلفة من ،صادقت الرجالو

..مث. .مستقلة عن الرجل متحررة من نفوذه - يف الظاهر - وأصبحت.من كسب يديها

فعادت إىل الرجل مرة .لشهوة احليوان - باختيارها - مث استعبدت نفسها اهلابطة فتسلك سلوك وإمنا تدفعها الغريزة، وال مستعلية ال كرمية على نفسها،أخرى .احليوان

..ومن مث مل تتحرر

. وما زال يف دمائها وكسة العبيد.إا فقط انفلتت من القيد

على الضرورة القاهرة ودفعة - جبنسيه - احلرية احلقيقية يوم يستعلي اإلنسان .يارفيه ترفع وفيه اخت وحيوهلا إىل سلوك حر،الشهوات

)١١٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

فهل هذه الفتاة املتزينة متلك نفسها أن خترج بال تزين وال أصباغ وال إبراز ؟ملكامن اإلغراء

هل متلك نفسها أن خترج إىل الطريق ال يهمها وال يشغلها أن تتصيد نظرة معجبة ؟أو نظرة هابطة

أو يف القليل ال تكون موضع ،إن كل امرأة حتب أن تكون موضع اإلعجاب .النفور

.ك شعور طبيعي ال حرج عليه وال احنراف فيهوذل

.يضبط دوافعه وال ينساق معها إىل آخر الطريق" اإلنسان " ولكن

بكياا وفرق بني املرأة اليت حتب أن تكون موضع اإلعجاب وموضع االحترام . وتستجدي اإلعجاب باإلثارة واإلغراء،وبني اليت تنحصر يف ظاهر اجلسد ،كله

واألخرى عبدة ملا يف كياا ،لك كياا وتفرضه على اآلخريناألوىل متحررة مت .من الدوافع وعبدة لآلخرين

ذات تكاليف ضخمة يف املشاعر ،إن التحرر احلقيقي عملية شاقة عسرية. . فما أسهل وما أيسر، مبعىن االنفالت من القيد، أما التحرر املزيف.والسلوك واألفكار

!ة من بين احليوانيوم يتحول اتمع إىل جمموع

هو الصورة اليت تأخذها يف حس " املتحررة " واملقياس احلقيقي لقيمة املرأة .حقا" حيترمها " هل هو ؟ فكيف ينظر الرجل إليها.الرجل الذي يعيش معها يف اتمع

؟ ويتخيلها يف حسه متعة فراش، أم هو يتشهاها؟أمامها ومن ورائها

.رجل حيوان - مثلها - إنه.إن هذا الرجل منحط حقا

أن ترفع قيمة - حني تؤمن بنفسها عن طريق اإلميان باهللا - ولكنها هي اليت متلكض نفسها أما وهي تعر. وأن تفرض على الرجل وجودها املترفع املتحقق الكيان،نفسها

فال تنتظر أن يكون هلا يف حسه مكان أكرب ،عليه جسدا مزوقا مزينا متراقص احلركات .ة الفراشمن متع

* * *

)١١٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

وتتحرر ، ويتحرر اتمع، يتحرر الرجل،وحني تتحر املرأة ذلك التحرر احلقيقي .األجيال

.وذلك هو اهلدف األكرب الذي يهدف إليه اإلسالم

من - وتنحل،ويف اتمع املسلم تنحل كثري من العقد اليت متأل النفوس اليوم .كثري من املشكالت - اهنفس

" ولكن نوع املشكالت خيتلف باختالف درجة . .تمع مشكالتهوحقا إن لكل جم .وطبيعة األهداف" الرقي

املشكالت اليت يواجهها اتمع املسلم هي احملاولة الدائمة للبثات على العقيدة وال يترك له ،ب ال يترك اإلنسان يف راحةصا وهو جهد ن.رتفاع على الضروراتواال

يدفع بالبشرية إىل أعال يف ذات ،جهد صاعد نبيلولكنه . .فرصة يغفل فيها حلظات .الوقت الذي يدفع ا إىل األمام

ولكن اجلهد فيه جهد مضيع ألنه . .واتمع املنحل له عقده ومشاكله وعذاباته العامل ، ونظرة إىل العامل الذي تسيطر عليه احلضارة الغربية اليوم.يذهب يف طريق الشيطان

! كفيلة بالرد على كل سؤال،حلظةاملهدد بالدمار يف كل

وإمنا هو يشمل كل من يوجد . .وهذا اتمع املسلم ال خيص املسلمني وحدهم .فيه من بين اإلنسان

نظام يعيشون يف ظله آمنني . وبالنسبة لغريهم نظام.هو بالنسبة للمسلمني عقيدة . وهم يف جنوة بعقيدم اخلاصة ال ميسها مساس،صاعدين

)١١٩( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

!...وبعدوبعد فأنا أعلم أن الناس لن يصبحوا مسلمني مبجرد قراءة هذا الكتاب وال ألف

!كتاب

! فلم يكن االستعمار الصلييب والصهيوين الهيا خالل قرنني من الزمان.كال

منذ .لقد وقع العداء بني اإلسالم وبني الصليبية والصهيونية منذ ولد اإلسالم .اهللا صلى اهللا عليه وسلمقامت دولته يف املدينة على يدي رسول

وستظالن . .الم منذ تلك اللحظةوظلت الصليبية والصهيونية تكيدان لإلس واهللا رب املسلمني ورب الناس .يدان له كل حلظة حىت يرث اهللا األرض ومن عليهاتك

" ")٥٢(ملتهم ولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حتى تتبع " :أمجعني هو الذي يقول . ")٥٣(وال يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا

. وتغلبت الصليبية والصهيونية يف جوالت،قد تغلب اإلسالم يف جوالت كثريةو

حني مجد ، حني تفرق العامل اإلسالمي ومتزق،ويف القرنني األخريين خاصة ، مل تتوان الصليبية والصهيونية يف انتهاز الفرصة الساحنة،وضعف عن التقدموحتجر

.وشه بعد أن يتناثر مزقا متفرقات" الرجل املريض " وانقضتا لتمزيق

،ومن كان يظن أن الغرب قد طمع يف الشرق اإلسالمي من أجل موارده الطبيعية أو رغبة يف استغالل ، فائض بضائعه أو رغبة يف إجياد أسواق لتصريف،أو موارده البشرية

..اذي يبحث عن زيادة األرباح" رأس املال املايل " فائض

من كان يظن أن ذلك وحده هو الذي دفع الغرب الستعمار الشرق اإلسالمي الصليبية ذاا اليت صورت املوقف على هذه خمدوع بالدعاية. .فهو ساذج مضلل خمدوع

!ها األصيلالصورة لتخفي عن األنظار هدف

ومن كان يف شك من أا كانت محلة صليبية صهيونية موجهة ضد اإلسالم !ريخفليقرأ التا. .الم واجتثاث جذورهبقصد القضاء على اإلس

".١٢٠" سورة البقرة )٥٢( ".٢١٧" سورة البقرة )٥٣(

)١٢٠( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

" التكتيك " كيف وضع " بروتوكوالت حكماء صهيون " ليقرأ يف كتاب ومن ، التدمري بكل وسائل،اليهودي على أساس تدمري العقيدتني النصرانية واإلسالمية

وكيف وضع . ونشر تعاليم ماركس،ضمنها نشر آراء فرويد يف أوسع نطاق ممكنلليهود يف قلب العامل " الوطن القومي " التكتيك لتدمري العامل اإلسالمي خاصة بإقامة

.اإلسالمي ليكون مركز الوثوب ونقطة االنطالق للتدمري

االحتالل الربيطاين ملصر عام وليقرأ كيف قام رئيس الوزارة الربيطانية يوم إنه طاملا بقي هذا الكتاب : وهو ميسك باملصحف يف يده، يقول يف جملس العموم١٨٨٢

. قرار يف تلك البالد)لالجنليز(يف أيدي املصريني فلن يقر لنا

وليقرأ كيف اختار اإلجنليز قسيسا متخرجا يف مدرسة الالهوت ليضع ملصر ، فكان دنلوب مستشار املعارف املصرية وواضع سياستها. عليهاالربامج التعليمية ويشرف

!ليخرج من املدارس املصرية أجياال ال تعرف عن اإلسالم إال الشبهات

يف مؤمتر املبشرين الذي اجتمع بالشرق األوسط " زومير " وليقرأ كيف قام األب فالس مهمة التبشري يرد على كلمات املبشرين الذين قاموا يعلنون إ،يف مبدأ هذا القرن

: إذ أنه ال يستجيب أحد من املسلمني للتبشري إال أحد اثنني،وإخفاقها يف أداء رسالتها أو رجل ،طفل خمطوف من أهله وهو صغري فريىب على النصرانية وهو جاهل بأصل عقيدته ويظل من ،معدم ال جيد سبيال للعيش إال الدخول يف النصرانية ليحصل على لقمة اخلبز

إن :مقرر املؤمتر يومئذ يقول" زومير " قام األب . .ر حقيقة عقيدتهشكوك فيه أنه غيامل وإنه ليس اهلدف احلقيقي للتبشري هو إدخال املسلمني يف .اخلطباء قد أخطأوا أميا خطأ

ويف ذلك قد جنحنا جناحا . وإمنا اهلدف هو حتويل املسلمني عن التمسك بدينهم.النصانية . وعن طريق املدارس احلكومية اليت تتبع مناهجنا،ق مدارسنا اخلاصةباهرا عن طري

،وهو من تأليف رجل فرنسي" الغارة على العامل اإلسالمي " وليقرأ يف كتاب ،يف كل بلد حلوا فيه" قضية املرأة " كيف حرص املبشرون واملستعمرون على إثارة

اتمع لكي تنحل األخالق وتتحطم املرأة وإخراجها سافرة إىل " حترير " والدعوة إىل .املناعة ضد االستعمار

تأليف عمر فروخ شرح الوسائل اليت " االستعمار والتبشري " وليقرأ يف كتاب ويستمدان ، ويتفامهان دائما، وكيف يتالزمان دائما.يستخدمها االستعمار والتبشري

.تعليماما من مصادر واحدة على الدوام

)١٢١( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

كيف" ليوبولد فايس " تأليف " اإلسالم على مفترق الطرق "وليقرأ يف كتاب ،العامل اإلسالمي أقواهلم على أا قضية مرتلة وكان املستشرقون الذين يأخذ مفكر

كيف كان هؤالء املستشرقون مبشرين نصارى يغمسون ،يصدقوا ويكذبون ا القرآن .يف سخائم التعصب الديين الذميم" العلمية " البحوث

الفكر " ليقرأ يف البحث املعجب الذي كتبه الدكتور حممد البهي يف كتاب و ."حلديث وصلته باالستعمار الغريب اإلسالمي ا

؟كيف يستمد الغرب نفوذه السياسي على الشرق اإلسالمي"

؟وكيف يبقى ختلف املسلمني

؟وكيف تنفس الصليبية عن حقدها

،صور الغرب املسيحي املستعمرهذه األسئلة الثالثة يرتبط بعضها ببعض يف ت على أن ،وحيرص على أن تبقى متصلة بعضها ببعض يف مباشرة سلطته هنا يف الشرق

.وجود أي واحد منها ومتتعه بالبقاء كفيل بتمكني الوجود لألمرين اآلخرين

ابتدأ يعمل ، منذ أن باشر النفوذ الغريب سلطته يف رقعة الشرق اإلسالمي،هلذاك طريق آخر لتحقيق هذه وليس هنا .مني وعلى تنفيس احلقد الصلييبعلى ختلف املسل

ومل يكن هناك يف توجيه .وجعلها غري صاحلة" مادة التوجيه احمللية " تناول الغاية سوىلذي خلفه املسلمون يف شرح االمي سالشرق اإلسالمي سوى اإلسالم والتراث اإل

واختار . غرض أويل للمستعمر الغريب، وإفساد اإلسالم والتراث اإلسالمي إذن.إسالمهم .وسيلته لذلك فيما أبرزه من املفارقة بني الغرب والشرق من تقدم األول وتأخر الثاين

وتركزت .هناك تبحث عن أسباب هذه املفارقة" الدراسة " وابتدأت " العلم " وابتدأ .األسباب أخريا يف املقابلة بني املسيحية واإلسالم

! واإلسالم دين املتخلفني،ملتقدمنياملسيحية دين ا

صل إليه من حضارة صناعية سلمني ينادي باتباع الغرب فيما ووهنا قام بعض امل ولكن ال يكون هذا االتباع مثمرا للشرق اإلسالمي إال إذا اختذ موقفا من .وفكر طبيعي

. "!اإلسالم يقربه من املسيحية* * *

)١٢٢( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ومن كان ،بية الراهنة من الشرق والغرب من كان يف شك من احلملة الصلي.نعم !فليقرأ التاريخ.. .يف شك من احلملة الصهيونية الراهنة

كيف حرصت الصليبية والصهيونية على تنفري - حني يقرأ التاريخ - وسيعرف وتصويره على أنه تأخر واحنطاط ومجود ، وتشويه صورته يف أذهام،املسلمني من دينهم

واالنعتاق ،نفالت من جهالتهال وا، أن يسرع باالنسالخ من معرتهورجعية ينبغي لإلنسان .من أوزاره

فذ بدقة لتحطيم الشرق اإلسالمي كان الدور املنظم املدروس املنوسيعرف كيف " وختريج ،ليدا واإلطاحة بالتق، وحل عرى األخالق، بتقويض دعائم الدين،من قواعده

ودفعهم إىل ،تحطيم الدين واألخالق والتقاليدمن بني املسلمني أنفسهم ينادون ب" دعاة وينخدع ،صهيونية تستتر وراءهم الصليبية وال لكي،املناصب الكبرية ومراكز التوجيه

!جمددون. . على أم مسلمون،املسلمون بأقواهلم

وما ترسب يف نفوس ،وسيعرف أخريا أن جهود قرنني كاملني من الزمان !يقضي عليها صيحة عابرة يف كتاب لن ،املسلمني من أثر هذه اجلهود

إين أعلم أن الناس لن يصبحوا مسلمني مبجرد قراءة هذا الكتاب وال ألف !كال .كتاب

.ومع ذلك فواجب الكاتب املخلص أن ينبه الناس ويطلق النذير

نواجه الصليبية .ائنا وحماولة القضاء علينااجه أعداء لن يكفوا حلظة عن عدوإننا ن . وممثلة يف إسرائيل. ممثلة يف االستعمار الغريب أو الشرقي.لصهيونية العامليةالعاملية وا

.ائم ملواجهة هؤالء األعداءدوحنن يف حاجة إىل كفاح

. وباحلماسة اجلوفاء يف داخل النفوس،وليس الكفاح بالتمين

.الكفاح تضحيات دائمة بالنفس واملال واجلهود. .الكفاح عرق ودماء ودموع

..ملنحلة ال تعرف الكفاحواألمم ا

.ال بد من عقيدة. .ال بد من عقيدة. .ال بد من عقيدة

)١٢٣( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

أما . تظل تقاوم الضغط طويال قبل أن تنحل،اطال بد من عقدة متينة حمكمة الرب .إذا ربطت ربطة سهلة خفيفة فإا من أول جذبة تنحل وتسلس القياد

من مث و .ل إىل اهلاويةواألمم تعيش على اجليل الصلب عدة أجيال قبل أن تص . لنفسه ولألجيال التالية،يؤدي هذا اجليل دوره مضاعفا

فإا تظل ، وتظنه تزمتا بال ضرورة،ولكنها حني ترفض من األصل مبدأ الصالبة . وتنتهي يف النهاية إىل البوار،وى إىل املنحدر بال عوائق

.أحوج الناس إىل عقيدة - بصفة خاصة - وحنن

.شعب سهل رخو متميع سريع االحنالل - عقيدةبال - إننا

..وبالعقيدة نصنع املعجزات

.وتارخينا كله هو هذه احلقيقة

نتمسك بالعقيدة فترة أو نفيء إليها فتدب فينا روح البطولة وروح اجلد وروح . ونصنع يف فترة قصرية من الزمن أعاجيب حتتاج يف صنعها إىل أجيال.الكفاح

أو نتبلد عليها فإذا حنن فتات متهافت ال قوام له ميسكه عن ونتخلى عن العقيدة .االيار

ستتذاوب حتما وتنتهي،ة عن العقيدة املبتعد، املنحلة األخالق،ورباوشعوب أألسباب - ولكنها " ولن تجد لسنة الله تبديال " :ضإىل البوار حسب سنة اهللا يف األر

يتبني ذلك يف قدرم اهلائلة على .بطيئة التحلل شديدة اإلصرار - هامتعددة يف بيئتها وبنيتفيما ( العامل هناك واملوظف يشتغل ست ساعات كاملة .دهم على العمللاإلنتاج وج

ال ، ست ساعات من العمل احلقيقي)عدا نصف ساعة للراحة وتناول الطعام والشرابى خرب وال ينصرف حلظة عن لق علث جاره وال يروي نكتة وال يعيقرأ صحيفة وال حيد

.اإلنتاج

؟فمن منا يفعل ذلك أو يطيقه

يعمل ست ساعات ،امطب أوإلسرائيلي الذي جياهد العرب ويغتصوالعامل ا . لزيادة اإلنتاج، مث يتطوع بساعات أخرى من العمل دون مقابل،متوالية بأجر خمفض

)١٢٤( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

؟فمن منا يفعل ذلك أو يطيقه

.فهمهؤالء هم أعداؤنا فلنعر

.وينبغي أن نكون حنن أشد جلدا وأقوى عزمية لكي نصمد يف كفاحهم ونغلبهم

. ألننا جربنا أنفسنا من قبل فصنعناه،وحنن مستطيعون ذلك قطعا بإذن اهللا

حنتاج إىل العقدة الصلبة اليت تقاوم الضغط .ولكنا يف ذلك حنتاج إىل عقيدة .ة اليت ال تنكسر وال تلني حنتاج إىل النواة الصلب.طويال قبل أن تنحل

..ون متميعني رخوين أطرياءحنتاج أال نك

ن ختتفي العيون الزائغة والنفوس الشاردة والضحكات الرقيعة واملشية حنتاج أ .املتخلعة والكلمات البذيئة واملشاعر املتلمظة على متاع احليوان

.حنتاج أن تكون لنا أخالق وأعراض وتقاليد

نفوسا آدمية ال قطعا من اللحم - منشئات األجيال - ان يكون نساؤنحنتاج أ .جلسد الشهواناالفائر و

وتكون عواطفنا جادة وأفكارنا جادة .حنتاج أن ترتفع مشاعرنا من وهدة اجلنس .ونفوسنا نظيفة

.حنتاج إىل شباب مستقر نفسيا لكي يقدر على بذل اجلهد ويقدر على الكفاح .وقته وجهده متشردا يف الشوارع حيوم كالكالبولن يقدر على ذلك وهو يقضي

* * * .وأنا أعلم البواعث العديدة اليت تنفر الشباب من اإلسالم

.وأعلم أن الناس لن يصبحوا مسلمني مبجرد قراءة هذا الكتاب

.ومع ذلك ال خيامرين شك قط يف أن املستقبل هو مستقبل الفكرة اإلسالمية

)١٢٥( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

. حتقق الفكرة يف املستقبل القريبليس من الضروري أن أشهد بنفسي

. وال يقاس باملدى القريب،ولكن عمر األمم ال يقاس بعمر األفراد

،أن اإلسالم ليس دين هذه البقعة وحدها - وال خيامرين شك - وأنا أحس .نظام البشرية ولو مل تعتنق دين اإلسالم. .ولكنه سيكون غدا نظام البشرية

.ة ووصلت يف ذلك إىل اية القرارلقد احنرفت أوربا عن العقيد

.ولقد جربت احلضارة املادية الكافرة امللحدة املبتعدة عن اهللا

..جربتها أول مرة مع الرأمسالية

..مل جتد فيها النظام املنشود. .وكفرت بالرأمسالية

..وجربتها بعد ذلك مع الشيوعية

. بالشيوعية يف الغد القريب أو الغد البعيدروسوف تكف

.نشوداملل ن الشيوعية ال تعطيها األمف جتد اسو

" اليت حددها " املطالب الرئيسية . " .إن أعطتها الطعام واملسكن واجلنسفإا ال تعطيها األمن والراحة وغذاء . ).اإلعالن الشيوعي(يفستو يف املان" ماركس

.الروح

،شبعه الشيوعيةت مل .يف كياا مل يشبع بعد - ما - ستظل البشرية حتس أن شيئا .ومل تشبعه احلضارة املادية الكافرة امللحدة املبتعدة عن اهللا

.عندئذ سترتد إىل العقيدة

ألرض وهو متجه نظام يشرع ل.املادة وواقع الروحنظام يشمل واقع سترتد إىل . قبضة الطني ونفخة الروح: نظام يوحد بني شقي هذا الكائن اآلدمي.إىل السماء

.و اإلسالموهذا النظام ه

.ال يوجد غريه يف األرض يشتمل على هذه احلقيقة

)١٢٦( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

ليس من .وليس من الضروري أن يعتنق الناس يف الغرب العقيدة اإلسالمية ."حممود " و " حممد " و " أمحد " الضروي أن تصبح أمساؤهم

حبكم التجربة املرة اليت .ولكنهم سيفيئون إىل الفكرة اإلسالمية حبكم الضرورة فانتهت م إىل الرعب القاتل والدمار ،يامأ وما جيد من ،ها قرنني من الزمانعانو

.الرهيب

أن يكونوا أول من يفيء إىل ، وهم ميلكون هذا الزاد الضخم،وأوىل باملسلمني .هذه العقيدة وينتفع مبا فيها من طاقات

كن يف مقدم ال يف ذيل القافلة ول: مركزهم التارخيي األولأوىل م أن يعودوا إىل .الزمام

ن يكونوا كذلك حني يؤمنون باهللا ويتخلقون بأخالق هذا ويف استطاعتهم أ .الدين

منرب التوحيد واجلهاد

* * *

http://www.tawhed.ws http://www.alsunnah.info

http://www.abu-qatada.com

)١٢٧( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

الفهرس مقدمة -

جولة مع التاريخ -

حقائق وأباطيل -

!فلنكن صرحاء -

حني نكون مسلمني -

!..وبعد -

)١٢٨( منرب التوحيد واجلهاد

ليدالتقامعركة

}

{

منرب التوحيد واجلهاد* * *

http://www.tawhed.ws http://www.alsunnah.info

http://www.abu-qatada.com