1

إعداد

جنات عبد العزيز دنيا

نيالمؤمنصفات

2

وجلت }:قال تعالى إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الل

وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى رب هم قلوبهم

ا رزقناهم *يتوكلون الذين يقيمون الصالة ومم

أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند *ينفقون

(.4-2سورة األنفال ) {*رب هم ومغفرة ورزق كريم

والذين } والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الل

آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة

(74األنفال ){*ورزق كريم

3

والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون }

ويقيمون الصالة وينهون عن المنكر بالمعروف

ورسوله كاة ويطيعون الل ويؤتون الز

عزيز حكيم إن الل .{ أولئك سيرحمهم الل

(. 71التوبة)

4

الذين هم في صالتهم ( 1)قد أفلح المؤمنون }: قال تعالى و

والذين هم ( 3)والذين هم عن اللغو معرضون (2)خاشعون

كاة فاعلون إال على ( 5)والذين هم لفروجهم حافظون (4)للز

فمن ابتغى(6)أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين

والذين هم ألماناتهم ( 7)وراء ذلك فأولئك هم العادون

(9)والذين هم على صلواتهم يحافظون ( 8)وعهدهم راعون

هم فيها الذين يرثون الفردوس ( 10)أولئك هم الوارثون

.( سورة المؤمنون)( 11)خالدون

5

ورسوله }:وقال تعالى إنما المؤمنون الذين آمنوا بالل

وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه

ورسوله إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالل

فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر

غفور رحيم إن الل (62سورة النور ) {لهم الل

6

:وقال تعالى

لعلكم } - إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الل

(.10الحجرات){ ترحمون

ورسوله ثم لم يرتابوا}- إنما المؤمنون الذين آمنوا بالل

ادقون وجاهدوا أولئك هم الص { بأموالهم وأنفسهم في سبيل الل

(.15الحجرات )

7

ن إنهم أهل بدر الذين أراد هللا تعالى أ؛”المؤمنون حقا"

نصرهم يصفهم لنا ويجل يهم، إنهم الذين بلغوا ما بلغوا من

،"حقاالمؤمنون"لدين هللا تعالى وتأييده سبحانه لهم ألنهم

.فنالوا ما يستحقونه من درجات ومغفرة ورزق

عها في إن هللا تعالى يضع لنا مواصفات جنده الغالبين، يض

سياق الحديث عن غزوة هي األهم في تاريخ اإلسالم، وهو

هذا ما جعل نبي هللا صلى هللا عليه وسلم يدعو فيها ب

اللهم أنجز لي ما )):الدعاء المؤثر الصادق الخالب

وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني ، اللهم إنك إن تهلك هذه

ه، فما زال يهتف برب،((الفئة ال تعبد بعدها في األرض

كبيه، مادا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن من

8

زمه من فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم الت

ينجز يا نبي هللا، كفاك مناشدتك ربك، فإنه س: "ورائه وقال

.رواه مسلم" لك ما وعدك

أن ، و"المؤمنون حقا"أن نحدد صفات هؤالء إننا نحتاج

نفيذها في نسعى لتشربها في قلوبنا وعقولنا، ولتطبيقها وت

ها فى سوف نستعرضحياتنا، وهذه الصفات واضحة جلية

.الشرائح التالية

9

د قطب أهم صفات المؤمنين المفلحين للشيخ الشهيد سي

(فى ظالل القرآن)من كتاب

(ملخص2309-2305ص)

﴿ بسم هللا الرحمن الرحيم ﴾

م ذين هم في صالته ال *قد أفلح المؤمنون }: قال تعالى

م والذين ه *معرضون والذين هم عن اللغو *خاشعون

كاة فاعلون لى إال ع *روجهم حافظون والذين هم لف *للز

فمن *إنهم غير ملومين أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ف

اناتهم والذين هم ألم *عادون ابتغى وراء ذلك فأولئك هم ال

*ون ى صلواتهم يحافظ والذين هم عل *وعهدهم راعون

يها ثون الفردوس هم ف الذين ير *أولئك هم الوارثون

.( 11-1سورة المؤمنون){ * خالدون

10

وعد.إنه الوعد الصادق ، بل القرار األكيد بفالح المؤمنين

ي اآلخرةالفالح في الدنيا والفالح ف. هللا ال يخلف هللا وعده

الفالح . فالح الفرد المؤمن وفالح الجماعة المؤمنة .

الذي

من ف، يحسه المؤمن بقلبه ويجد مصداقه في واقع حياته

ا هم المؤمنون الذين كتب هللا لهم هذه الوثيقة ، ووعدهم هذ

من هم المؤمنون الوعد ، وأعلن عن فالحهم هذا اإلعالن ؟

والمكتوب لهم ؟ المكتوب لهم الخير والنصر والسعادة

الفوز

إنهم هؤالء والنجاة ، والثواب والرضوان في اآلخرة ؟

:الذين يفصل السياق صفاتهم بعد آية االفتتاح

11

هبةتستشعر قلوبهم ر.. {الذين هم في صالتهم خاشعون }

، الموقف في الصالة بين يدي هللا ، فتسكن وتخشع

. فيسري الخشوع منها إلى الجوارح والمالمح والحركات

ويغشى أرواحهم جالل هللا في حضرته ، فتختفي من

ن أذهانهم جميع الشواغل ، وال تشتغل بسواه، فال يشهدو

يتطهر .إال هللا ، ال يحسون إال إياه ، وال يتذوقون إال معناه

ئذ وعندوجدانهم من كل دنس ، وينفضون عنهم كل شائبة

باهللتتضاءل القيم واألشياء واألشخاص إال ما يتصل منها

.

عللغو القول ، ولغو الف..{والذين هم عن اللغو معرضون}

ن إن للقلب المؤمن ما يشغله ع. ، ولغو االهتمام والشعور

..اللغو واللهو والهذر

12

ي له ما يشغله من ذكر هللا ، وتصور جالله وتدبر آياته ف

وكل مشهد من مشاهد الكون يستغرق .األنفس واآلفاق

: يدة اللب ، ويشغل الفكر ، وله ما يشغله من تكاليف العق

.ة الضمير تكاليفها في تطهير القلب ، وتزكية النفس وتنقي

يانةوتكاليفها في األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وص

وتكاليفها في الجهاد .حياة الجماعة من الفساد واالنحراف

لحمايتها ونصرتها وعزتها ، والسهر عليها من كيد

األعداء

ين وهي تكاليف ال تنتهي وهي مفروضة عليه فرض ع..

ن نفسه ح المؤمن عو ر وال ينفي هذا أن ي . أو فرض كفاية

ولكن هذا شيء آخر غير اللغو . في الحين بعد الحين

...واللهو والفراغ

13

حمن الشوالزكاة طهارة للقلب{والذين هم للزكاة فاعلون}

، واستعالء على حب الذات، وانتصار على وسوسة

. اء الشيطان بالفقر ، وثقة بما عند هللا من العوض والجز

وطهارة للمال تجعل ما بقي منه بعدها طيبا حالال ، وهي

صيانة للجماعة من الخلل الذي ينشئه العوز في جانب

ا جانب ، فهي تأمين اجتماعي لألفراد جميعوالترف في

وهي ضمان اجتماعي للعاجزين ،وهي وقاية للجماعة ،

.كلها من التفكك واالنحالل

وهذه طهارة الروح . {والذين هم لفروجهم حافظون}

. ووقاية النفس واألسرة والمجتمع . والبيت والجماعة

بحفظ الفروج من دنس المباشرة في غير حالل ،

14

وحفظ القلوب من التطلع إلى غير حالل ؛ وحفظ الجماعة

وت من انطالق الشهوات فيها بغير حساب ، ومن فساد البي

والبيت هو الوحدة األولى في بناء الجماعة؛فيها واألنساب

اعة ، والجماعة التي تنطلق فيها الشهوات بغير حساب جم

ىء قذرة هابطة في سلم البشرية ، فالمقياس الذي ال يخط

.لالرتقاء البشري هو تحكم اإلرادة اإلنسانية وغلبتها

ن والقرآن هنا يحدد المواضع النظيفة التي يحل للرجل أ

إال على أزواجهم أو ما ملكت }: يودعها بذور الحياة

ومسألة الزواج ال تثير ..{أيمانهم فإنهم غير ملومين

شبهة

أما. فهي النظام المشروع المعروف . وال تستدعي جدال

.مسألة ملك اليمين فقد تستدعي شيئا من البيان

15

ن ولقد فصلت القول في مسألة الرق في الجزء الثاني م

. الظالل ،وبينت هناك أن اإلسالم قد جاء والرق نظام عالمي

فما كان يمكن. واسترقاق أسرى الحرب نظام دولي

ة واإلسالم مشتبك في حروب مع أعدائه الواقفين بالقو

المادية في طريقه أن يلغي هذا النظام من جانب واحد ،

و فيصبح أسارى المسلمين رقيقا عند أعدائه ، بينما ه

يحرر

عدا -فجفف اإلسالم كل منابع الرق ..أسارى األعداء

إلى أن يتاح للبشرية وضع نظام دولي -أسرى الحرب

.للتعامل بالمثل في مسألة األسرى

16

وراء .. {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}

من ف. الزوجات وملك اليمين ، وال زيادة بطريقة من الطرق

ابتغى وراء ذلك فقد عدا الدائرة المباحة ، ووقع في

احالحرمات ، واعتدى على األعراض التي لم يستحلها بنك

.وال بجهاد

راعون ألماناتهم ..{والذين هم ألماناتهم وعهدهم راعون }

..وعهدهم أفرادا ؛ وراعون ألماناتهم وعهدهم جماعة

ي واألمانات كثيرة في عنق الفرد وفي عنق الجماعة ؛ وف

مع أولها أمانة الفطرة ؛ وقد فطرها هللا مستقيمة متناسقة

ناموس الوجود الذي هي منه وإليه شاهدة بوجود الخالق

ووحدانيته ،

17

هم والمؤمنون يرعون تلك األمانة الكبرى فال يدعون فطرت

وجود تنحرف عن استقامتها ، فتظل قائمة بأمانتها شاهدة ب

مانة ثم تأتي سائر األمانات تبعا لتلك األ .الخالق ووحدانيته

والجماعة المسلمة مسؤولة عن أماناتها العامة ، .الكبرى

مسؤولة عن عهدها مع هللا تعالى ، وما يترتب على هذا

ل والنص يجمل التعبير ويدعه يشمل ك. العهد من تبعات

ويصف المؤمنين بأنهم ألماناتهم وعهدهم. أمانة وكل عهد

م وما تستقي. فهي صفة دائمة لهم في كل حين . راعون

حياة الجماعة إال أن تؤدى فيها األمانات ؛ وترعى فيها

العهود ؛ ويطمئن كل من فيها إلى هذه القاعدة األساسية

للحياة المشتركة ، الضرورية لتوفير الثقة واألمن

.واالطمئنان

18

سال فال يفوتونها ك..{والذين هم على صلواتهم يحافظون}

،

بغي وال يضيعونها إهماال ؛ وال يقصرون في إقامتها كما ين

نن أن تقام ؛ إنما يؤدونها في أوقاتها كاملة الفرائض والس

،

، مستوفية األركان واآلداب ، حية يستغرق فيها القلب

والصالة صلة ما بين القلب والرب ، .وينفعل بها الوجدان

ا بينه فالذي ال يحافظ عليها ال ينتظر أن يحافظ على صلة م

..وبين الناس محافظة حقيقية مبعثها صدق الضمير

لداللةولقد بدأت صفات المؤمنين بالصالة وختمت بالصالة ل

ورة على عظيم مكانتها في بناء اإليمان ، بوصفها أكمل ص

.من صور العبادة والتوجه إلى هللا

19

لفالحتلك الخصائص تحدد شخصية المؤمنين المكتوب لهم ا

وهي خصائص ذات أثر حاسم في تحديد خصائص

الجماعة

الئقة الحياة الفاضلة ال. المؤمنة ونوع الحياة التي تحياها

باإلنسان الذي كرمه هللا ؛ وأراد له التدرج في مدارج

يها ولم يرد له أن يحيا حياة الحيوان ، يستمتع ف. الكمال

.ويأكل كما تأكل األنعام

ولما كانت الحياة في هذه األرض ال تحقق الكمال المقدر

ساروالبني اإلنسان ، فقد شاء هللا أن يصل المؤمنون الذين

وس في الطريق ، إلى الغاية المقدرة لهم ، هنالك في الفرد

ال ، دار الخلود بال فناء ، واألمن بال خوف ، واالستقرار ب

.زوال

20

أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها }

{ ..خالدون

عدها وليس ب. وتلك غاية الفالح الذي كتبه هللا للمؤمنين

..من غاية تمتد إليها عين أو خيال

gannatdonya@gmail.com

http://www.islamonline.net/Arabic/ramadan/1424/Rawhaniyat/kh

awater/11/article_02.shtml

(2309-2305ص)للشيخ الشهيد سيد قطب رحمه هللا: من كتاب فى ظالل القرآن