Download pptx - expose tlili

Transcript

عرضحول التمثالت اإلجتماعية

لألطفال ذوي اإلحتياجات الخاصة

إعداد أنيس بن عبد الله

سهيل دحمان

جامعة قرطاجالمعهد العالي

إلطارات الطفولة

ماجستير البحثمادة التمثالت

اإلجتماعية

مخطط العرضالمجال المفاهيمي

مفهوم التمثالت اإلجتماعية لغة

اصطالحا وسائل الكشف عن التمثالت

األطفال ذوي اإلحتياجات الخصوصة التعريف

احصائيات ومعطيات التمثالت اإلجتماعية لألطفال ذوي اإلحتياجات الخصوصة

في مستوى النوع اإلجتماعيفي مستوى المعتقدات الشعبية في مستوى اإلستعمال اللغوي

في مستوى األمثال العاميةاإلستنتاجات

الخاتمة

التمثالت اإلجتماعيةالتمثل، من مثل له الشيء أي صوره له حتى كأنه ينظر إليه : لغة

وامتثله أي صوره. ومثAلت له كذا تمثيال، إذا صورته له بكتابة وغيرها.

التمثل هو استحضار األشخاص أو األشياء إلى الذاكرة أو الذهن.) ليتري(.: إصطالحا - د .أحمد أوزي الطفل والمجتمع.

- يقPول جPورج دوهايمPل: إذا كPان عPدد أصPدقائك ثالثPة وعشPرون فPإن لPديك ثالثPة وعشPرون

تمثال.

- والجPدير بالPذكر، أن التمثالت يمكن أن تتنPوع بتنPوع الوسPط االجتمPاعي الPذي ينتمي إليPه

الفPرد، وهكPذا نجPد فرقPا واضPحا بين التمثالت إذا انتقلنPا من وسPط قPروي إلى وسPط

حضPPري، كمPPا يمكن أن تختلPPف بPPاختالف المنشPPأ االجتمPPاعي لألفPPراد وانتمPPاءاتهم

االجتماعية، وهذا ما جعل بعض علماء النفس يخوضون في تدقيق مفهوم التمثل.

هPو مجمPوع التصPورات الفكريPة الPتي تتكPون لPدى - التمثPل أو التصPور في أعمPال بيPاجي

الPPذات حPPول الموضPPوع من خالل تفاعلهمPPا المسPPتور، فهPPذه التصPPورات هي بمثابPPة

تPPأويالت تسPPتند على عمليPPة تالءم مPPع خصPPائص الموضPPوع، وبعPPدها إلى اسPPتيعاب

"المعلومPات" الصPادرة عن الموضPوع في إطPار البنيPات الذهنيPة الPتي تشPكلت في

مرحلة ما من مراحل نمو الفرد/ الذات.

- ومن هنPPا يبPPدو أن البعPPد المعPPرفي للتمثالت هPPو البعPPد األكPPثر أهميPPة من وجهPPة نظرنPPا

الديداكتيكيPة، ألنهPا تشPير إلى نPوع من النظريPات الشخصPية الPتي تمنح للفPرد/ المتعلم

تفسيرا أو تأويال للظواهر الملموسة أو المجردة.

[(1 -)]piaget, représentation du monde et jugement morale chez l’enfant.

المدلول الديداكتيكي

: " يعتPPبر التمثPPل نموذجPPا Jean Migne(1970)تعريPPف جPPان مين •

شخصPيا فهPو كPذلك عمليPة تنظيم لمعPارف ومعلومPات تهPدف إلى

حPل مشPكل معين)...( إن التبPاين بين التمثPل والمفهPوم العلمي ال

يتشPكل في درجPة اختالفهمPا فقPط، بPل يكمن في كونهمPا نمطين

مختلفين من المعرفPPة، فPPإذا كPPان األول يتجسPPد في شPPبكة من

العالقPات المعPبر عنهPا بواسPطة صPيغ إجرائيPة، فPإن الثPاني يغلب

عليه الطابع التصوري.

: التمثالت هي عمليPPة فكريPPة Astolfi (1983)تعريPPف أصPPطولفي •

صPPعبة بالنسPPبة للمتعلم، والPPتي تتوقPPف خصائصPPها على تنظيم

المعPارف في الPذهن وعلى العوائPق الخاصPة بكPل حقPل معPرفي

للترمPPيز الPPذي يكتسPPبه المتعلم انطالقPPا من الوضPPعية التفاعليPPة

الفردية» .

التمثالت عPPالم مفPPاهيمي تمPPتزج فيPPه المعرفPPة العلميPPة •

بمعطيPPات المPPذاهب الفكريPPة، واالتجاهPPات االجتماعيPPة،

واألبعPاد النفسPية،والسPيكولوجية...، كPل هPذه األنسPاق تPدعqم

بواسطة الممارسات االجتماعية التي يقوم بها اإلنسان.

وإذا كPان التحليPل الPذي يقPوم بPه البPاحث قصPد التعPرف في •

هPذه التمثالت على مPا هPو مطPابق للمعرفPة العلميPة أو مPا

هPو من قبيPل إفPرازات البيئPة االجتماعيPة الثقافيPة فهPذا ال

يعPPني أن هPPذه البنيPPات العقليPPة منفصPPلة كمPPا هPPو الشPPأن

بالنسبة للذكاء االصطناعي.

التمثالت ابتكPPار مفPPاهيمي ينفPPرد بPPه المتعلم باعتبPPاره •

منتوجPا خامPا ال يستنسPخ واقعPا أو يفيPد نقPل إنجPازات على

شPPكل نصPPوص أو رسPPوم أو خطاطPPات كPPانت متواجPPدة

أصPال، ألن بإمكانPه إعPادة تPأثيث معطيPات سPابقة ليضPفي

عليهPا طابعPا جديPدا. - التمثالت ترجمPة لجPزء ضPئيل من

مخزون معرفي يتم استحضاره لمواجهة وضعية معينة.

وأخPPيرا فPPإن التمثالت قابلPPة للتطPPوير، وبمPPا أنهPPا بنيPPة •

ضPمنية، فPأول مرحلPة في هPذه السPيرورة التطوريPة، هي

تحليلهPا قصPد تفكيPك العناصPر المكونPة لهPا وإيجPاد أنمPاط

التفPاعالت بين هPذه العناصPر من أجPل اكتشPاف مPا تختزنPه

من معلومPPات مضPPمرة، لمPPا لهPPا من دور فاعPPل يمكن

استغالله في سيرورة التحوالت المعرفية التي ستطولها.

المقابلـــة:

الفردية.

مع مجموعات صغيرة.

:اإلستبيان

نصف موجه.

موجه، أسئلة مفتوحة )كتابة و / أو رسومات(.

المالحظة.

يمكن اللجوء، في عملية الكشف عن التمثالت إلى تقنيات هابحثه متعددة ومتنوعة، نذكر من

ونظPPرا للطبيعPPة التركيبيPPة المعقPPدة للتمثالت، فPPإن

صPعوبات عديPدة تظهPر خالل محاولPة الكشPف عنهPا أو

خالل محاولPة تحديPد طبيعتهPا، يسPتدعي حسPب الكثPير من

البPPاحثين عPPدم االكتفPPاء بتقنيPPة واحPPدة للكشPPف عن

العوائPPق، بPPل يجب اللجPPPPوء إلى استعمPPPال تركيبPPPPي

(combinatoire.لعدد من التقنيات المقترحة سابقا )

-بعPPد رصPPد هPPذه التمثالت بواسPPطة تقنيPPة معينPPة من

التقنيPPات المPPذكورة تPPأتي الخطPPوة الثانيPPة وتتمثPPل في

محاولPة تحديPد ظPروف وشPروط التعبPير عنهPا وقPد حPاول

أن يحPPدد نموذجPPا تفسPPيريا للتمثالت AstolfiاسPPتولفي

:]1[فقام ببنPPاء النموذج التحليلي التالي

مفهوم أو مصطلح ذوي اإلحتياجات الخاصة

xشير مصطلح " ” إلى وجود اختالف االحتياجات الخاصة ي

جوهري عن المتوسط أو العادي ، وعلى وجه التحديد ، فما

xقصد بالطفل من ذوي االحتياجات الخاصة ، أنه الطفل ي

الذي يختلف عن الطفل العادي أو الطفل المتوسط من

حيث القدرات العقلية ، أو الجسمية ، أو الحسية ، أو من

حيث الخصائص السلوكية ، أو اللغوية أو التعليمية إلى درجة

z معها تقديم خدمات التربية الخاصة والخدمات xصبح ضروريا ي

xفضل المساندة لتلبية الحاجات الفريدة لدى الطفل، وي

z استخدام مصطلح األطفال ذوي معظم التربويين حاليا

االحتياجات الخاصة ، ألنه ال ينطوي على المضامين السلبية

التي تنطوي عليها مصطلحات العجز أو اإلعاقة وما إلى ذلك

 

.

وعلى عكس التصور السائد فإن هذه الفئة ال تخص ذوي

اإلعاقة بل تشمل كل الفئات التي تخرج عن العادي حيث

تشمل الموهوبين.

وفي هذا العرض سنعمل على تحديد الفئة المستهدفة

بالعرض وهي فئة األطفال الحاملين لإلعاقة .:

 تعريفهم : االطفال الذين يYعانون من إصابات مرجعها

عوامل وراثية أو خلقية أو بيئية مكتسبة ، مما يتسبب

عنها قصور وظيفي جسمي أو عقلي ويترتب عن القصور

أثاراa صحية أو اجتماعية أو نفسية ، تحول بين المصاب

بالعوق وبين تعلم واكتساب وأداء بعض األعمال واألنشطة

، بدرجة الفكرية أو الجسمية التي يؤديها الفرد العادي

aكافية من المهارة والنجاح . وقد يكون العوق جزئياPartial

أو تاماa أو في نسيج أو عضو أو أكثر ، وقد يكون مؤقتاa أو

aأو متزايدا aأو متناقصا aدائما

الوصم المتصل باإلعاقة يؤدي إلى القمع االجتماعي واالقتصادي في جميع أنحاء العالم ‘’’  بيثاني ستيفنرا

: معطيات حول األطفال ذوي الحاجيات الخصوصية في تونس

يعتبر الشخص معوقا "كل شخص له نقص دائم في القدرات والمؤهالت البدنية أو

العقلية أو الحسية ولد به أو لحق به بعد الوالدة، يحدq من قدرته على أداء نشاط أو

أكثر من األنشطة األساسية اليومية الشخصية أو االجتماعية ويقلqص من فرص

إدماجه في المجتمع".  وهذا التعريف القانوني ال يستوفي المعنى ألن اإلعاقة

qتها وحسب اختالف سوسيولوجيا تختلف حسب السياقات االجتماعية وحسب نوعي

الجنس والعمر ومستوى الدخل العائلي  ومحل اإلقامة ومدى القرب من المصحات

االستشفائية أو البعد عنها كما يمكن أن تختلف حسب الثقافات ودرجة االعتقاد

الشخصي وإيمانه. ولذلك  يجب معرفة عوامل عديدة وال يحق لنا أن نضع جميع

qها تعتريها اإلعاقات في خانة واحدة. لهذه األسباب ال تفيدنا المعطيات اإلحصائية  ألن

qة هامة ولكن االعتماد على ما هو متوqفر نقائص فيما أشارت إليه من متغيرات نوعي

على األقل يساعدنا على  ضبط  بعض المؤشرات والبيانات األولية التي من خاللها

xعتبارنا عند التحليل. نقف على األولويات التي يجب أن نضعها في ا

معطيات إحصائية

ألفا، 151عدد المعوقين في تونس يبلغ حوالي •

٪ .33.6وإناث ٪ /66.4يتوزعون حسب الجنس:  ذكور  •

  من مجموع المعوقين. 12.5عدد المعوقين السمعيين نسبة •

٪ 0.2 سنوات : 4 الى 0نسبة اإلعاقة بين الفئات العمرية:  من •

ويمثPل زواج األقPارب أهم سPبب في اإلعاقPات في تPونس والPذي يمثPل •

في المائة من مجموع حاالت الزواج.  23بدوره نسبة

مدرسة 263عدد المدارس الدامجة : •

(1124عدد المعوقين المدمجين )•

57. عدد المدارس المحتضنة واألقسام التحضيرية الدامجة •

. طفال93عدد األطفPPPPPPال المعPPPPPPوقين بالسPPPPPPنة التحضPPPPPPيرية •

:التمثالت االجتماعية لألطفال ذوي الحاجيات الخاصة

لتحليل مسارات التفاعل S. Moscovici نستعمل التمثالت االجتماعية بالمفهوم الذي استعمله

بين األفراد فيما بينهم وبين المجموعات قصد فهمها. بحيث ليس هناك قطيعة بين العالم

qما هناك حقيقة الخارجي والعالم الداخلي لألفراد والجماعات وليس هناك حقيقة موضوعية وإن

متمثلة بمعنى ما يمتلكه الفرد أو المجموعة في النسق المعرفي وتحدد الوضعيات االجتماعية

ضمن نسق المواقف والتصرفات ذلك أنq كلq تمثل ينتج رؤية شاملة نحو الموضوع المقصود

ويقوم بهيكلة الواقع ويساعد على االندماج في نسق المواقف والقيم. 

إن التمثالت االجتماعية هي رؤية للعالم ومجموعة منظمة من المعلومات والمعتقدات

والمواقف واآلراء تمكن الفرد من  أن يعطي معنى لسلوكه ويفهم الواقع وفق مرجعية ينتمي

إليها. فهي دليل للفعل ضمن وضعية. تحدد التفاعل بين األفراد وانتظاراتهم والرهانات التي

تضبط مسبقا. و‘‘خالل عملية التواصل يلعب التمثل دور المصفاة التأويلية، فالفرد يؤول

qه غالبا ما تحدد الوضعية ويفك رموزها ويفهم سلوكات محاوريه وفقا لتمثله للوضعية، وهكذا فإن

التصورات والسلوكات وتقود الممارسات االجتماعية’’    اإلعاقة ذي الشخص بتمكين المتعلق المحور هو والذي الثالث العنصر عند توقفنا لو

التمثالت تلك يكوAن ما إلى ينتمي وأنAه لالندماج المعرقل العنصر يمثل أنAه لوجدنا

هذه عن تكشف نماذج من منطلقين المكونات هذه تفكيك من حينئذ بد فال االجتماعية

الخصوصية الحاجبات ذوي األشخاص حول تكونت التي .التمثالت

في مستوى النوع االجتماعي أنثى/ذكر

ما يسترعى انتباهنا هو عسر اندماج اإلناث في محيطهن رغم قلة عددهن

مقارنة بالذكور  فلقد الحظت تعرض بعضهن إلى التحرش من قبل الذكور

بحيث يتم استغالل ضعفهن العقلي والتغرير بهن وهناك قضايا من هذا النوع

عرضت على المحاكم. هذا العنف المسلط على األنثى ذات اإلعاقة يثير

انتباه الباحث و يسأل لماذا ال يثير ضجة مثلما يحدث للفتيات السويات ومن

هنا فإن هذه الوضعيات الخطيرة ال تفيدنا بشيء إذا اكتفينا باإلحصاء  بل من

المفيد أن تحيلنا مباشرة إلى ضرورة التركيز على المعطى النوعي الذي

qن فيه العوائق التي تحول دون نمو شخصية يحيلنا إلى مستوى أعمق نتبي

المعوق بصفة متوازنة واإلظهار الكامل إلمكاناته. فهذا يعود لإلحساس

بالضيم لدى األنثى ذات اإلعاقة وهو نابع من هيمنة ذكورية تنضاف إليها

اإلعاقة فتتعمق المأساة. فالتحديات التي تعيشها الفتاة أعمق.  فهي تريد أن

تتعلم وأن تعمل وأن تتزوج وتنجب األبناء لحفظ كرامتها. وهذه النظرة

الدونية تتجلى من خالل القول ‘‘تخذها صحيحة وحتى يفلح فيها ربي’’ أي

تتزوجها دون إعاقة حتى يبارك الله فيها’’ وهذا التصور هو ما  تشكل في

المخيال الجماعي وما يتمثله الفرد عند نظرته للمرأة خصوصا إذا ما كانت

تعاني من إعاقة.

:في مستوى المعتقدات الشعبية

qت عبر أ- من بين مكونات التمثالت الجماعية المعتقدات الشعبية التي تكون

التاريخ وتداخلت فيها عناصر متشعبة من مختلف التراكمات من االعتقادات

والطقوس منذ البدايات لتواجد اإلنسان على هذه األرض والتي تنتشر في

مختلف جهات البالد ومن مظاهرها المثيرة للتساؤل المحيط المؤثر في نفسية

المعوق مثل األشخاص الذين هم يتطيرون من األعور ويتجنبون لقاءه خاصة

في الصباح. ورغم أن استعمال اليد اليسرى ليس إعاقة ولكن الموقف منه

يعبر عن ضرب من اإلقصاء المعنوي فيقال مثال إن الذي يأكل باليد اليسرى

فكأنما )الشيطان يكل معه –وهذا حرام(

ب- كذلك في مستوى الالواعي الجمعي لألحالم التي تمثل ضربا من ضروب

التمثل بحيث تؤثر في المواقف والتصرفات ف‘‘العمى’’  في المنام ضاللة في

الدين وهو أيضا ميراث كبير من عصبته والعمى أيضا غنى فمن رأى أنه أعمى

استغنى ومن رأى “ أنه أعمى فإنه ينسى القرآن وإن رأى أن إنسانا أعماه

فإنه يضله“ ومن رأى “ أنه صحيح السمع فهو دليل على فهمه وعلمه وصحته

وديانته ويقينه وفمن رأى أنه أصم فإنه فساد في دينه  

ت- كما يعتبر البعض اإلعاقة عقاب من الله ‘‘عاقبوا ربي لفعاله’’ وخالفا لذلك يرى

qه امتحان لإلنسان ‘‘ربي ابتاله بالشر ’’.البعض أن

ج- كما يمكن سرد بعض المواقف التي تبث في وسائل اإلعالم فهناك في بعض األحيان

qها تمسq من كرامة المعوق كالذي سخر من أحول العينين q تمرر ألن مواقف كان ال بدq أال

عندما وجه له نقد كما نجذ الوسائل اإلعالمية المهيمنة تصنع تصورا مثاليا عن الجسد

الجميل المثير الفاتن والمغري خاصة في اإلشهار واألساليب الدعائية وهذا هو الخطير

فال بد إذن من البحث عن الصورة التي يقدمها اإلعالم بطريقة غير مباشرة وتقدمها

األفالم والمسلسالت وهي تبني المواقف وتوجه الرأي العام وال بدq إذن من إعادة تهيئتها

لتستجيب إلى احترام ذات الشخص المعوق  فكم من شخص ذي إعاقة أضفى الكراهية

qه لم يحقق له االنجذاب الجنسي في فترة مراهقته وذلك ‘‘من على جسده ونبذه ألن

خالل صور معايير الجمال التي تصنعها وسائل اإلعالم الجماهيرية وتنشرها’’ 

وهذه العينات وحدها كفيلة بأن تعطينا فكرة عن واقع الشخص ذي اإلعاقة في المجتمع

وما يسلط عليه يوميا من عنف رمزي ومادي يحبط أعماله ومحاولة االندماج في

qة هذا التأويل الحظنا ازدواجية في النشاطات اليومية للمجتمع. ومجرد تأمل رمزي

االستعماالت فالعمى هو ضالل وهو في نفس الوقت غنى وهذه الخاصية تكاد نجدها في

qة فهي آلية أساسية تنبني عليها الشخصية التونسية وتحدد كل مكونات التمثالت االجتماعي

المواقف والسلوكات. 

. في مستوى االستعمال اللغوي

إنq االستعماالت اليومية للغة وما تتضمنه من بناء رمزي مؤثر تشير إلى معاناة

المعوق من العنف المعنوي والتداخل بين االستعماالت الموجهة للمعوق أو حتى

لغيره من األسوياء فالكلمة األكثر رواجا هي كلمة مxع�اق� التي تطلق على الفاشل

في االمتحان فيقال ‘‘ع�و�ق�’’ وعلى الذي ال يطيع والديه ‘‘عائق’’ كما تستعمل أيضا

كلمات حسب نوعية اإلعاقة فتكوqن  قاموسا مستعمال إلى اآلن مثل ‘‘البكوش’’

األطرش’’ ‘‘األعمى’’ ‘‘العايب’’ ‘‘المنغولي’’ ‘‘المهبول’’ ‘‘واألبله’’ ‘‘المشلول’’

‘‘العمشه’’ وينعت بهذه العبارات أيضا األشخاص األسوياء مثل ‘‘يا األعمى’’ لمن ال

يقدر على رؤية شئ بقي يبحث عنه وهو بالقرب منه أو ‘‘معوق في مخه’’  أو

لوصف الفوضى في الطرقات ‘‘شلت حركة المرور’’.

ففي هذا البناء النسقي للغة نكاد ننسى استعمال االسم الشخصي للمعوق والذي

هو بناء رمزي لهوية الفرد والذي يمكنه من حضور متعين بما سمته عائلته أوليس

هذا أخطر على اإلنسان من هذا الطمس لالسم ومن هذا الموت الرمزي للكيان

ذلك أن في مناداة الشخص باسمه الذي سمي به اعترافا بكيانه وبثا للثقة في

نفسه. 

qة في مستوى األمثال العاميqة  مواقف المجتمع من األشخاص ذوي الحاجيات الخاصة فنجد:. تعكس األمثال العامي

qة البله - خلق عباد كيف ما شاء وراد - ال تظهر الشماتة qة ايجابية: أكثر أهل الجن أ- أمثاال عامي

q عمى القلب -- سعدك يا األطرش بأخيك فيعاقبه الله ويبتليك - ما عمى إال

q ما تفرق qة سلبية:  لشكون تحرقص يا مرة األعمى -  ما تحركت العمشا إال ب- أمثاال عامي

المحضر - األعور خو الشيطان - بنت زوالي وعوراء - عوراء وتغمز - منظرك في المليح تسبيح

ومنظرك في القبيح كفر بالله - الحنا حرشاء والحنانة عمشا والعروسة طرشة - قد ظل من كانت

العميان تهديه - ضرب األعمى واكسر عصاه منتش أحكم من ربه اللي عماه  - كعور وعطي

للعور- عمياء وشدqت سارق أعمى وطاح في دشيشة - العمش وال العمى - زي عكاز لعمى مره

في الطهر ومرة في النجاسة - أعطاه ربي وعانه نقصله في ذراعه وزاده في لسانه - جايطبها )أو

qها( عماها - واللي تطيبه العمشى ياكلوه ذراريها  يكحل

منذ القراءة األولى نتبين طغيان األمثال السلبية على األمثال اإليجابية فبم نفسر هذا التناقض في

الخطاب في االستعماالت اليومية للمجتمع التونسي سواء كان ذلك في المعتقدات أو من األمثال

العامية؟

ال شكq أنq للتمثالت االجتماعية قدرة على جمع المتناقضات ألن مرجعياتها مختلفة حسب سياقات

تراكمت تاريخيا من خالل التجربة اليومية التي تعود جذورها إلى البداية األولى لنشأة اإلنسان

ونقلتها األساطير والحكايات واألغاني واألمثال المأثورة وحتى بعض الوقائع التاريخية التي كان لها

ثقل على الذاكرة الجماعية وهي التي  شكلت نموذجا نمطيا يقود التصرفات ويكون الفرد قد

تلقاه في محيطه االجتماعي ونشأ عليه وانطبع به سلوكه فحدد نظرته للظواهر. 

إنq سبب هذه المواقف يعود إلى عدم وجود ثقافة تضبط كيفية التعامل مع المعوق

وقيام اتصاالت متبادلة تقطع مع مشاعر العار واالزدراء لحالة الوصم االجتماعي. 

التي تحدد نظرته إلى ذاته وتجعل  عائلته تبالغ في الخوف عليه فيتم عزله عن

أقرانه فيؤدي ذلك إلى العزلة والوحدة  ويشعر الوالدان باإلحباط النفسي في

إنجابه مما يعمق المأساة. فالضرورة تقتضي منا القطع نهائيا مع هذه العقليات

q إذا تحملت األسرة واستثمار الجانب االيجابي في شخصية المعوق ولن يتم ذلك إال

مسؤولة تنشئة طفلها ذي اإلعاقة على تمثالت اجتماعية ايجابية سبق ذكرها  لتدعم

ثقته بنفسه وتعمل في نفس الوقت على اإلحاطة به وتعوده على مواجهة وضعيات

 معيشية محرجة حتى يمسرح ردود فعله التفاعلية االيجابية

وإذا ما كانت هذه العائلة فقيرة فيمكن أن تتدخل الدولة لتقديم الدعم وذلك في

نطاق التضامن وفي نطاق جمعيات المجتمع المدني التي  تتعامل مع وضع اإلنسان

بصفة عامة. 

غير أننا نالحظ في كثير من األحيان أن اإلعاقة تطلق على األسوياء فتكشف عن

معنى  اإلزاحة في استبعاد الشخص ذي اإلعاقة من هذا الوصم فليس فيها ما يدعو

qه اتخذه مثاال يوصف لالحتقار ولكن في المقابل تقبل المعوق لها يكون جارحا لذاته ألن

به ما هو سلبي وقد تستعمل  كلمة المعوق لألسوياء استنقاصا فأننا نجد فيه ضمنيا

تفضيل المعوق  بالمقاييس العميقة للمعاني خاصة إذا كان متميزا وحريصا على تأكيد

ذاته ونجاحه فاإلنسان الذي عميت بصيرته وصمت أذنه عن الحق هو معوق وهذا ما

يحيلنا إلى اآليات القرآنية التي استعملت استعارة العمى أي عمى البصيرة وعدم

.اإليمان

لهذا كان ال بدq حينئذ  أن يبني الشخص ذو الحاجيات الخاصة ذاته انطالقا من نظرة

المجتمع  التي تلقي النظرة السلبية على األسوياء وال يلقي بالنعوت التي ال تبني هوية

المعوق الفردية فكثيرا ما يؤدي االستنقاص إلى نظرة سطحية تركز على الجسم

qوإعاقته وعلى المظهر دون أن تتجه إلى الجوهر كما سبق وأن أشرنا إليه ألن

ة تزلزل كيانه ألنq هذه qاالستنقاص يجرح ويقصي  الشخص ذا اإلعاقة وتحدث فيه هز

النظرة الخارجية تؤسس لجوهر األفراد في المجتمع التونسي وهي شكل من العنف

qه غير مقبول من قبل اآلخر وهو ما يجعل االندماج الرمزي المسلط عليه يشعره بأن

مستحيال. ويفصح المجتمع بما يستعمله من أمثال شعبية عديدة أو من أقوال تختزل

هذا الشعور بالوصم والنبذ. كما نالحظ دوما هذه االزدواجية والمفارقات في التمثل

للشخص ذي اإلعاقة التي تحتاج منا تفكيكا وتحليال حتى نتبين االستراتجيات العينية في

إقصاء المعوق. 

:استنتاجات

‘‘نحن جميعا معرضون ألن نكون من بين المعوقين واألفضل أن ننسى هذا المشكل

المغلوط )إعاقة( وأن نعمل من أجل مزيد من المعرفة والتحكم في سير دواليب

كلود قايلالمجتمعات اإلنسانية’’ 

إنq بناء الكيان الحر للشخص ذي اإلعاقة ال يكون فقط بإقرار آليات وإجراءات قانونية  وال

بمجرد استبدال كلمة ‘‘إعاقة’’ بكلمة ‘‘ذوي الحاجيات الخاصة’’ بل هي سيرورة تبنى منذ

النشأة األولى للطفل ومساعدته على بناء شخصيته بشكل مالئم إلعاقته. ولبلوغ هذا

المستوى ال بدq من العمل على تغيير التمثالت االجتماعية لتغيير الممارسات تجاهه  والقطع

نهائيا مع كلq توظيف االهتمام به في الدعاية السياسية وفي األنشطة االجتماعية التي

qمن كرامته. لهذا فإن qذلك يمس qتغالط الرأي العام الدولي وتوهم بوجود عناية لحقوقه ألن

‘‘المسألة تؤول إلى تطوير في الذهنيات مما يتطلب مزيدا  من التربية االجتماعية والوعي

العام واإلعالم الموجه إلى هذا النوع من المشاكل فدور المدرسة العادية ودور وسائل

اإلعالم أساسي حتى يتمتع المعوق بسعادة الطفولة ويتهيأ لالنسجام األكثر اكتماال في

الحضيرة القومية اقتصادية واجتماعيا وثقافيا‘‘.

خاتمة

إن المعوق في المجتمع التونسي عرف كلq اإلبعاد واإلقصاء-

ثمq المساعدة ولكي نتجاوز ذلك إلى مرحلة أخرى أهم وهي

qته المستقلة والنافذة و التي تتطلب ردq محاولة بناء هوي

االعتبار إليه في الجانب الروحي والنفسي واالجتماعي

qى يتم تمكين واالستقالل المالي والتماسك االجتماعي. وحت

األشخاص ذوي اإلعاقة من تحقيق أمنهم المادي والنفسي

qد من الحياة   bien- êtreويحقق استقالليتهم في مستوى جي

ال بدq من أن يكون مواطنا له حقوق وعليه واجبات  ويحقق

التواصل االجتماعي مع الغير.  مما سيسهم في تغيير

التمثالت اإلجتماعية للمجتمع التونسي تجاه الطفل المعوق

والتي تتسم حاليا في غالبيتها بالطابع السلبي...

المراجع والهوامش

1992بوحديبة )عبد الوهاب(: حقوق الطqفل المطبعة الرسمية  .1 2006 وضع األطفال في العالم 27-26بيثاني ستيفنر العيش مع اإلعاقة ص:  .2

وكذلك 2005المقصون والمحجوبون يونيسف منظمة األمم المتحدة للطفولة 29 - 28اإلهمال والوصم يمكن أن يؤديا إلى إقصاء األطفال المعاقين ص:

القانون التوجيهي للنهوض باألشخاص المعوقين للنهوض باألشخاص المعوقين  .32009وحمايتهم الصادر أوت

االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة التقرير األولي المقدم من  .4[2010 تموز/يوليه 1 من االتفاقية تونس* ]35الدول األطراف بموجب المادة

نظرة المجتمع لإلعاقة منتدى األستاذ سعود عيد الغنزي .5www.dr-saud-a.com %2Fvb%2Farchive%2Findex.php%2Ft-

397986. Abderrazak )Ammar( : Idées et attitudes face aux handicapés

physiques et mentaux Contribution à leur intégration sociale( publications de l’université de Tunis 1985

7. La situation des enfants en tunisie Analyse et recommandations UNICEF 2004

8. Abric J-C psychologie de la communication théories et méthodes Paris Armand Colin 2 éme Edition. 1999

9. Cyrielle Bonnet La Sociologie Novembre 2008 Stigmate, les usages sociaux des handicaps

associo.free.fr/Files/12_25_erving_goffman_stigmate.doc10. La construction de la différence :)Langages, Croyances,

Représentations liées au Handicap( Par Marie Angélique Guèye http://www.t7di.net/vb/archive/index.php/t-41414.html

11. Goffman )Erving( : Stigmates les usages des handicaps Paris Ed de Minuit 197

-See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2013/11/848008.html#sthas

h.2MGT0cZP.dpuf

:المراجع - المصادر. مجلس وزراء العمل والشئون االجتماعية لدول مجلس التعاون 1

م( "الدليل الموحد 2001هP - 1422لدول الخليج العربي : ) .37 ، ص 1لمصطلحات اإلعاقة والتربية الخاصة والتأهيل " ، ط

، ص 3. المعجم الوسيط : مجمع اللغة العربية - القاهرة . ط2102 .

( : موسوعة علم النفس 1994. دكتور / عبد المنعم الحفني )3 . 874 . ص 4والتحليل النفسي . القاهرة . مكتبة مدبولي . ط

. 332. دكتور عبد المنعم الحفني : ) مرجع سابق ( - ص 4 .953 . ص 3 ، ط2. المعجم البسيط : ) مرجع سابق ( ، ج5 ( : بيروت ، دار الشروق ، 1973. المنجد في اللغة واإلعالم ) 6 . 803 ، ص 21ط( : "العوامل المسببة لإلعاقة وبرامج 1991. دكتور / عثمان فراج )7

الوقاية في منطقة الخليج العربي " . )اإلعاقة ورعاية المعاقين في أقطار الخليج العربية . سلسلة الدراسات االجتماعية والعمالية

. المنامة . البحرين. إعداد مكتب المتابعة لوزراء العمل 1( ( ط17). 16االجتماعية بالدول العربية الخليجية . ص

. دكتور / يوسف القريوتي ، ودكتور / عبد العزيز السرطاوي ، 8م( المدخل إلى التربية 1998هP - 1418ودكتور / جميل الصمادي )

، د . ت . اإلمارات العربية المتحدة . دار القلم للنشر 2الخاصة ، ط . 20والتوزيع ، ص

9 .Warms and Hammerman , )1982 ( : " The Rehabilitation Decade " . New York . Rehabilitation

Inernational.