بسم الله الرحمن الرحيم

بحث فيمفهوم التدريس

مقدمة

�ة��دى العام��رف ل��ا زال يع� عرف التدريس وم�ا��دة ، إال أن أغلبه� بل لدى المعلمين بأشكال عدي يدور حول فكرة رئيسية أال وهي نقل المعلومات�رة��ذه الفك��وء ه� من الكبار إلى الصغار ، وفي ض�د��ذي يعه��خص ال� فإن المدرس أو المعلم هو الش

إليه بتلقين المعارف إلى التالميذ . وترتبط هذه النظرة التقليدية للتدريس

باالتجاه التقليدي في التربية والذي كان يرى أن األولوية يجب أن توجه إلى عقل المتعلم لشحنه

بالمعارف والعلوم التي يرى الكبار أهميتها . لذا كان البد من استبدال هذا المفهوم

المعتاد للتدريس إلى مفهوم جديد أو عصري يرى أن التدريس موقف مخطط يستهدف تحقيق

مخرجات تعليمية مرغوبة على المدى القريب كما يستهدف أيضا إحداث مظاهر متنوعة للتربية

على المدى البعيد , ومن هذا المنطلق جعل الكثير من التربويين

–يصفون المعلم بصفات متعددة مثل : مدير – قاضي – حكم – قائد – مثل – قدوة –منظم – مصمم – طبيب – مرشد – والد – أخ –ضابط

مخطط ... الخ وفي هذه العجالة سنلقي الضوء على مكانة المعلم وأهمية الدور الذي يضطلع به والواجبات المنوطة إليه والمشكالت التي يواجهها المعلم

والتي تؤثر بدورها على دافعيته نحو عمله تأثيرا

1

سلبيا ، وتسبب له عدم التكيف وبالتالي ضعفاإلنتاجية واألداء .

مكانة المعلم

إن للمعلم منزلة كبيرة عند كافة أفراد المجتمعات على اختالف طبقاتهم األكاديمية أو

االجتماعية وعلى اختالف أديانهم أو مذاهبهم الفكرية ، فهو الشخص المؤتمن على أهم ما

يملكه المجتمع من ثروة وهو الذي يعتمد عليه في رعاية هذه الثروة واستثمارها االستثمار

األمثل الذي يخدم أهداف المجتمع ويحقق طموحاته ، مما دعا البعض إلى تسمية مهنة

المعلم ) بالمهنة األم ( ألنها سابقة أو أساسية للدخول إلى أي مهنة أخرى فالمهندس أو

الطبيب أو الطيار أو السائق كلهم ال بد وأن يتلقوا دراسات في تخصصاتهم المهنية المختلفة

على أيد متخصصي المهنة األم في المدرسة بمراحلها المختلفة أو في الجامعة بشتى كلياتها

وتخصصاتها . وفي تاريخ العالم القديم والحديث نرى أن

عظماء الساسة وكبار العلماء والمخترعين عاشوا خبرات تربوية وفرها لهم معلمون أكفاء

ساعدت في بناء شخصياته مما مكنهم من التميز والبروز واالضطالع بمهمة الصدارة والقيادة بين

األمم األخرى ، وليس أشهر من مدرسة النبي وصحابته الكرام التي خرجتاألمي محمد

المعلمين العظماء الذين كانوا قدوة في الخلق والعلم والعمل ألبناء المسلمين الذين برزوا في

شتى المجاالت فكان فيهم القادة والمفكرونوالعلماء المبدعون .

2

واجبات المعلم

في ضوء الدور المهم والكبير للمعلم يمكننا القول أن واجبات المعلم كثيرة ومتنوعة وتشمل مهاما تعليمية وتربوية عديدة ويمكن أن نلخصها

فيما يلي : تخطيط المواقف التدريسية وتنفيذها-1

بإعطاء الطالب المعلومات وتعليمهم المهارات وتقويم تعلمهم وتعزيزه ومتابعة

تحصيلهم العلمي . إدارة الصف وضبط النظام داخله وتعويد-2

الطالب على التعلم والعمل كمجموعة . نقل القيم والمثل وغرس العادات الحسنة-3

في نفوس الطالب والحرص على أن يكونقدوة حسنة ومثال يحتذون به .

إدارة النشاطات االجتماعية غير الصفية-4 بالتخطيط لها وتنفيذها بمشاركة الطالب

وغرس حب الجماعة في نفوسهم . التعاون مع اإلدارة والزمالء في المهام-5

اإلدارية والتعليمية . التعاون مع المنزل في تحقيق نمو الطالب-6

التربوي والتعليمي , إرشاد الطالب وتوجيههم في المسار-7

التعليمي والمساهمة في حل المشكالتالتربوية للطالب ,

الدراسة والبحث والحرص على النمو-8 المعرفي واالهتمام بتطوير العملية

التعليمية .

3

من هذا العرض السريع يتضح لنا مدى أهمية الدور الكبير الذي يضطلع به المعلم وعالقته بأفراد المجتمع من طالب وزمالء

ومسئولين وإداريين وأولياء أمور ، وفيما يليxوإيجابا xمن العوامل التي تؤثر سلبا xنعرض بعضا

على ذلك الدور الذي يقوم به المعلم وعلىدافعيته تجاه عمله .

الدوافع

من المتفق عليه أن التعلم الهادف يعني الوصول إلى تغير في األداء أو إلى تغير في

البناء المعرفي لإلنسان ، وال يمكن أن يتم إال إذا كان لدى الفرد دوافع قوية لذلك كما ال يمكن أن

يتم إال إذا تحققت له الشروط المالئمة لهذاالنوع من التعلم. تعريف الدافعية :

قبل الخوض في مفهوم الدافع الذي يعرف على أنه حالة داخلية تثير السلوك وتبقى ناشطة

حتى بلوغ الهدف . وقبل تعريف الدافعية ال بد من اإلشارة إلى

بين الدافعkantالتمييز الذي أبداه كانط والباعث ألن العامة من الناس تخلط في

استعماالتها اليومية بين هاتين الكلمتين : فالدافع هو المحرك للفعل وهو ذو طابع-

عاطفي ) قوة داخلية ، رغبات ، مشاعر ،أهواء ( ويتشكل بالالوعي .. .

أما الباعث فهو ذو طابع عقالني ، يشكل- قوة خارجية تتعلق بالسلوك المفكر فيه

والمقيم موضوعيا وهو يرتبط بدقةبمفهوم اإلرادة إذن يتشكل بقوة واعية . وتوضيح هذا التمييز نتبينه من خالل التمييز بين

عامل الجوع وعامل الطعام ، فالجوع بمثابة

4

الدافع ) محرك داخلي ، ذاتي ، ال إرادي ( الذي ينشط اإلنسان باتجاه المطبخ إلنجاز عملية

األكل ، ورائحة الطعام ) محرك خارجي ، موضوعي ، إرادي ( هو بمثابة الباعث الذي ينشط اإلنسان باتجاه المطبخ إلنجاز عملية

األكل . لكن علماء النفس يفضلون استعمال لفظة

دافع ألنه إلى جانب األسباب الواعية ، توجد أسباب ال واعية أيضا وراء السلوك اإلنساني

وتكون األسباب الحقيقية ألفعالنا اإلرادية ) ال يوجد سبب واحد للسلوك بل عدة أسباب

متداخلة وال يمكن فصلها : أسباب واعية وغير واعية ، فيزيولوجية ، وعاطفية وعقالنية

واجتماعية كلها تتفاعل وتشكل اإلطار المرجعيللسلوك ( .

وبما أن الدافع والباعث يوصالن إلى نفس النتيجة ، حصول عملية األكل مثالx فإن التمييز

يكون اصطناعيا وغير واقعي مما دفع علماء النفس إلى استعمال كلمة الدافعية التي تشمل

األسباب والقوى المحددة للسلوك . م1880والدافعية مصطلح بدأ ظهوره عام

في إنجلترا وأمريكا في كتابات بعض العلماء عندما تكلموا عن الرغبة والقصد واإلرادة

مثال : " إن sullyوالفعل اإلرادي فكتب سالي الرغبة التي تسبق الفعل ، السلوك وتحدده تسمى القوى الدافعة أو المثير أو الدافع "

م : " حينما تختار الرغبة1886وقال جان ديوي . " xتصبح دافعا

woodوهذا المصطلح اقترحه أيضاx وودورث worth م والدافعية برأي بول توماس1918عام

مصطلح عام لكل محددات P.T.Youngيونغ الغرض-– القوة – الحافز –السلوك ) الدافع

الباعث .. (

5

وهي ) القوة التي تهيئ السلوك إلى الحركة وتعضده وتنشطه وتبعث الطاقة الالزمة فيه ، والدوافع يمكن االستدالل عليها من السلوك

ذاته ، فالدافع يستثير النشاط ويحركه ، ويحدد الوجهة التي يأخذها النشاط في سبيل الوصول

إلى الهدف الحقيقي " . الدافعية هي إذن : مجموعة العوامل

المحركة التي تحدد سلوك الفرد وتدفعه إلى عملية التفاعل في المجتمع وهي ليست سلوكا

قابال للمالحظة بطريقة مباشرة إنما يستدل عليها من سلوك األفراد في المواقف المختلفة

ألن األفراد ال يستجيبون للمواقف المختلفة بنفس الطريقة وحتى أمام الموقف الواحد فإن

xاستجابات الفرد تكون متباينة من وقت ألخر مثال استجابة كل من الصياد ، والعاشق ، والهارب من

العدالة والرسام عند دخولهم الغابة ، أو مثال استجابة الفرد نفسه عند دخوله نفس الغابة

صباحاx ومساء . فهي إذن : مفهوم افتراضي ال نالحظها بل نستنتجها في االتجاه العام للسلوك الصادر عنها ، فإن كان السلوك متجها نحو الطعام

استنتجنا دافع الجوع وإن كان متجها نحو االجتماع بالناس استنتجنا الدافع االجتماعي

.

أنواع الدوافع : الدوافع التي تحفز اإلنسان وتشجعه على

التعلم وعلى العمل بوجه عام هي ثالثة أنواع : دوافع لصيقة بموضوع التعلم أو دوافع-

ذاتية كرغبة الفرد في تعلم القراءة ألن القراءة تلذ له وتشوقه ، فالتعلم هنا

يكون كاللعب وكالفن يزيد االهتمام به

6

لذاته على االهتمام به من أجل غايةخارجية .

دوافع غير ذاتية لكنها ترتبط بظروف- التعلم ارتباطا وثيقا مباشرا كرغبة

المتعلم في التقدير االجتماعي أو الظهورأو احترام نفسه أو التعبير عنها .

دوافع وساطية أو خارجية عن موضوع- التعلم كرغبة المتعلم في التعلم إرضاء لوالديه أو لمعلمه أو طمعاx في الظفر

بجائزة أو لحاجته إلى جمع المال أو إشباعهواية لديه .

وتجدر اإلشارة أيضا إلى أن وظيفة الدافعيةذات ثالثة أبعاد إزاء أي موقف تعليمي .

في البعد األول تنشط الدافعية سلوك- الكائن الحي وتحرر السلوك من عقاله

وتنقل الكائن الحي من حالة السكون إلى حالة الحركة بمعنى حدوث حالة عدم اتزان

بين الفرد والبيئة فيسعى الفرد لتحقيقاتزانه فيبذل نشاطا معينا .

في البعد الثاني تعتبر الدافعية عامال- توجيهيا أي توجه السلوك ، سلوك الكائن الحي وجهة معينة نحو غرض معين يؤم�ن

اإلشباع لهذا الدافع . أما البعد الثالث لوظيفة الدافعية فهو-

الدور التعزيزي فإن كانت نتيجة السلوك رضا وإشباع الدافع ، يتعزز السلوك

ويقوى الدافع وينشط ، أما إذا كانت النتيجة عقاب وتوتر فإن قوة الدافع تفتر وتتالشى ووفق هذا القانون ، قانون األثر كما أسماه ثوراندايك يمكن توضيح وظيفة

الدافعية وربطها بنتيجة السلوك .

7

المشكالت التي يواجهها المعلم وتأثيرها

مهنة التدريس مهنة من نوع خاص تتطلب مرانا وتمرسا ومقدرة على التحمل واالستمرار

ألن ظروف عمل المعلم تجعله يتعامل مع كائنات بشرية متغيرة ومتباينة ومتطورة ونامية ،

وليس مع آالت ثابتة صماء فكلما اعتقد المعلم أنه اكتسب كفاءة عالية في عمله ظهرت له

فئات أخرى من الطالب ذوي احتياجات جديدة األمر الذي يتطلب منه الدخول في خبرات

تدريبية أخرى من أجل اكتساب كفايات جديدة ، وهكذا تستمر مراحل تعلم المعلم كلما استمر

في مجال التربية والتعليم . ومن خالل العمل والتجربة أستطيع أن أحدد

بعض المشكالت التي تواجه المعلم في عالقته مع الطالب - المنهج الدراسي - المبنى

اإلدارة والزمالء وأولياء–المدرسي وتجهيزاته األمور والتي تنعكس بدورها على دافعيته نحو

عمله .

عالقة المعلم بالطالب : – 1 كان المدرس في الماضي يعتبر محافظا

على النظام في الفصل إذا أظهر تالميذه دالئل الخضوع واالمتثال ألوامره وتوجيهاته في هدوء

وسكون تام . وكان المالحظ أنه عندما تغيب سلطة المعلم في الفصل بسبب خروجه من الفصل مثال أو حدوث موقف ما داخله تنفجر طاقات التالميذ في صور

متنوعة من السلوك السيئ ، ذلك ألن خطة النظام تقوم على أساس إثارة المعلم للخوف

في نفس المتعلم وكثيرا ما استخدم التهديدبالعقاب لتحقيق ذلك .

8

وقد حدث تغير كبير في المبادئ األساسية لإلدارة في الفصل يمكن تحديدها على النحو

التالي : انشغال الطالب فرادى أو جماعات في-1

أنشطة تعليمية تثير اهتمامهم وتتحدى قدراتهم ويستمر النشاط التعليمي سواء كان المدرس حاضرا في الفصل أو غائبا

حيث يسود التفاهم نتيجة ثقة الطالب في قيمة األنشطة التعليمية واهتمامهم بها

وتصبح العالقة بين الطالب والمعلم عالقةتعاون ال خضوع للقوة والسلطة ,

تنمية أنواع السلوك االجتماعي والخلقي -2 السليم لدى الطالب نتيجة للعمل الجماعي

وللجهود التعليمية التعاونية بين الطالبأنفسهم وبينهم وبين المعلم .

تفهم المعلم لطبيعة المرحلة التي يقوم-3 بتدريس طالبها سواء كانوا أطفاال أو مراهقين أو راشدين وتفهم سلوكهم

ودوافعه والعمل على توجيهه على أسسسليمة .

اهتمام المعلم بمعالجة سلوك عدم التكيف-4 التي تصدر من بعض الطالب بدراسة

الدوافع التي تؤدي إلى هذا السلوك السيئووضع طرق الحل والعالج .

على أن هناك اعتبارات تفيد في معالجة هذهالحاالت ، ومن هذه االعتبارات ما يلي :

ال تؤخذ المخالفات البسيطة على أنها-1جسيمة فتعطى أكبر من حجمها .

ينبغي تحري أسباب السلوك السيئ قبل-2توقيع العقاب .

الهدف من العقاب هو تحقيق تكيف الطالب-3ال إرهابهم وإخافتهم وإخضاعهم بالقوة .

9

انصراف الطالب عن الدرس وعدم االنتباه-4 نتيجة لموقف تعليمي غير حيوي وغير مثير

الهتمام الطالب . الطالب المذنب هو الذي يعاقب ال الفصل-5

بأكمله . إيقاع العقاب مباشرة عند الخطأ للربط-6

بينهما . عدم إظهار الغضب عند معاقبة الطالب-7

وعدم تعقبه لئال يؤثر ذلك في صحتهالنفسية .

طريقة العقاب وشكله ينبغي أن يمكنا-8الطالب من استعادة احترامه لذاته .

اختيار العالج طويل المدى الذي يمنع تكرار-9السلوك السيئ .

إشراك اآلخرين في مناقشة حاالت السلوك-10 السيئ للطالب كمدير المدرسة والمرشد

الطالبي وولي األمر والعمل على معالجتها .

- عالقة المعلم بالمنهج الدراسي2

المنهج الدراسي هو أحد جوانب العملية التعليمية الضرورية في المدرسة وأحد أهم

محاور العملية التعليمية وعالقة المعلم بالمنهج عالقة مباشرة وقوية ومؤثرة لذا فإنه من

الضروري أن يكون المعلم متفهما لهذا المنهج وراضيا عنه ومتفاعال معه وقادرا على تحقيق

األهداف المرسومة له . قد تواجه المعلم أحيانا بعض الصعوبات في

المنهج الدراسي الذي يقوم بتدريسه فتضعف من خالل ذلك دافعية المعلم نحو هذه المادة

مثل : كثافة المنهج وطول المقرر الدراسي . -

10

صعوبة المادة العلمية وعدم مالءمتها-لمستوى الطالب .

قلة الحصص المخصصة للمادة الدراسية . -عدم توفر الوسائل التعليمية المعينة . - نفور الطالب من المادة وعدم إقبالهم-

عليها. جمود المناهج وعدم مواكبتها لما يستجد-

من تطورات وابتكارات . بعض األخطاء العلمية أو اللغوية التي يقع-

فيها واضعو المنهج أو مؤلفو الكتابالمدرسي المقرر .

سوء إخراج الكتاب المدرسي من حيث- األخطاء المطبعية ونوع الورق وحجم الكتاب وحروف الطباعة وعدم وضوح

الوسائل التعليمية فيه . عدم إشراك المعلم في نقد المناهج-

وتطويرها . وقد أكد عدد من الدراسات التربوية أن مشاركة

المعلم في القرارات المتعلقة بالطالب وبالمنهج الدراسي توجد لديه حالة مرتفعة من

الرضا عن عمله وبالتالي ترفع مستوى علمه وتزيد إنتاجه وتحسن وضع المدرسة . وأنه ينبغي

على مخططي المناهج عندما يحددون طرق التدريس المختلفة والتي هي جزء من مكونات

المنهج أن يتركوا للمعلم حرية االختيار من بينها حسب رؤيته هو وتقديره للموقف التربوي الذي

يريد لطالبه أم يمروا بخبرته .

- عالقة المعلم بالمبنى المدرسي3

11

إن للمبنى المدرسي تأثيرا كبيرا على أداء المعلم وعلى دافعيته تجاه عمله فعندما يكون للمدرسة مبنى كبير ذو فصول واسعة ، جيدة

اإلضاءة ، والتكييف ، والتهوية ، مزودة باألثاث الجيد ، والسبورة الكبيرة ، ومعامل مزودة باألدوات ، واألجهزة ، ومعامل لغة مكتملة، وغرفة للوسائل التعليمية بنوعيها التقنية

كاألفالم المرئية واألشرطة السمعية وأقراص الحاسب اآللي ، وغير التقنية كالمصورات

والخرائط، والنماذج المجسمة ، والسبورات ، والعينات ، والشرائح ، والكتب ، والمجالت

العلمية ، والدوريات ، وغرفة للمعلمين مزودة بمكاتب مريحة تساعد المعلم على إنجاز عمله

والتمتع بقسط من الراحة بين الحصص الدراسية فإن ذلك ينعكس تأثيره على أداء معلم هذه

المدرسة وعلى تكيفه مع عمله ألن الجو التعليمي المناسب يساعد المعلم على توجيه

جل اهتمامه إلى طالبه ومادته ويسعى في ظل هذه الظروف المالئمة إلى تحقيق أقصى درجات

النجاح في علمه . أما المعلم الذي يعمل في مدرسة سيئة المبنى

أو ناقصة التجهيزات ينتابه شعور بالسخط والظلم والعجز خاصة عندما يقف أمام طالبه

في فصل ضيق سيئ التهوية واإلنارة والتكييف يكتب على سبورة صغيرة متحركة غير ثابتة

باهتة اللون محاوال جذب انتباههم ونقل خبراتهم إليهم ويتعاظم هذا الشعور في ظل

نقص الوسائل التعليمية والتجهيزات ويضع جزء كبير من جهوده في تأمينها وتوفير الالزم منها .

مما سبق يمكننا أن نقول إن شعور المعلم بالسخط وعدم الراحة أو شعوره بالرضا

xوالطمأنينة ينعكس على دافعيته نحو عمله سلبا . xوإيجابا

12

�ة4����الزمالء وإدارة المدرس����ة المعلم ب��� - عالقوأولياء األمور

من العوامل التي تساعد المعلم على التكيف في عمله والنجاح فيه توفر عالقات

طيبة مع زمالئه من المعلمين واإلداريين ومع مدير المدرسة ومع أولياء أمور طالبه ، فجو العمل الذي يسوده االحترام المتبادل والثقة

والتعاون بين أفراده يهيئ لهم فرص التوافق واالنسجام ، وتكامل الجهود ويساعدهم على

تطوير أنفسهم واالرتقاء بمستوياتهم وينعكس على عالقتهم بطالبهم فيتعاملون معهم باحترام

وود ويوجهون كل طاقاتهم للنهوضبمستوياتهم .

أما المعلم الذي يعمل في مدرسة يشوب الحسد ، والتنافس غير الشريف ، وانعدام الثقة

العالقات بين أفرادها من معلمين وإداريين يعيش في قلق وضيق وتتالشى حماسه لعمله

ودافعيته له فينشغل بالتالي عن وظيفتهاألساسية ودوره التربوي والتعليمي .

إن دور المعلم كقائد تربوي ال يقتصر على طالبه داخل الفصل ، بل يمتد إلى خارجه ليشمل

جميع العاملين معه فيكون فريق عمل تسود أفراده روح األلفة والتعاون واالحترام المتبادل ويؤسس جماعة متوافقة يسعى أعضاؤها إلى

تحقيق أهدافها وغاياتها النبيلة .

الخاتمة

إن النظرة الحديثة للتدريس التي ترى أنه ليس عملية لنقل المعلومات بل هو نشاط

13

مخطط يهدف إلى تحقيق نواتج تعليمية مرغوبة لدى الطالب يقوم المعلم بتخطيط هذا النشاط

وإدارته ، تأتي انعكاسا للنظرة الحديثة إلى عملية التربية ذاتها والتي تؤكد على ضرورة النظر إلى الطالب كشخص يحتاج إلى النمو

المتكامل في شتى الجوانب المعرفية والجسميةوالنفسية والعقائدية .

وبعد هذا العرض السريع للصفات الواجب توافرها في المعلم والواجبات المنوطة كان ال

بد من التأكيد على ضرورة االهتمام بالمعلم باعتباره ركيزة هامة من ركائز التعليم والتربية من حيث توفير ظروف العمل المالئمة ، وإتاحة اإلمكانات والتجهيزات الالزمة وتشجيع المعلم على المشاركة في صنع القرارات التي تتعلق

بعمله وتوفير فرص التجديد واالطالع والتدرب ، وحثه على االبتكار وتبادل الخبرات والمساهمة

في حل المشكالت التي تعترض عمله وتؤثر على أدائه ومساعدته في التغلب على جميع

الصعوبات التي تعيق تكيفه في عمله، وتفاعلهمعه .

المراجع

– د. جليل وديع شكور –علم النفس التربوي -1 – دار عالم الكتب –ه� 1416الطبعة األولى

لبنان . –بيروت علم النفس التربوي - د. أحمد زكي صالح --2

الطبعة العاشرة - مكتبة النهضة المصرية .

14

التدريس وإعداد المعلم - د. يس عبد-3 الرحمن قنديل - دار النشر الدولي - الرياض

م . 1998-1418- الطبعة الثانية التدريس أهدافه وأسسه وأساليبه تقويم-4

نتائجه وتطبيقاته - د. فكري حسن ريان -عالم الكتب - القاهرة - الطبعة الثانية .

مرشد المعلم - المرحلة الثانوية - يوجيه-5 سي كيم - ريتشارد د.كيلرج - عالم الكتب -

م . 1995-1415القاهرة - واقع مشاركة المعلم في صنع القرارات-6

المدرسية في المملكة العربية السعودية - بحث للدكتور / فهد إبراهيم الحبيب - كلية

التربية - جامعة الملك سعود .

15