بسم هللا الرحمن الرحیم

الشماعنورھان

الحالة األخالقیة

طبیب مقیم يعمل عن جديد في مستشفى في إحدى البلدان الفقیرة، ويشك أن رئیسه في العمل يقوم بسرقة أعضاء المرضى عند خضوعھم لعملیة

جراحیة لسبب ما دون إذن مسبق منھم أو من أھلھم ويتاجر فیھم، وقد اشتكت ابنة أحد

للطبیب المقیم أنھم أخذوا من والدھا كلیته المرضى مع العلم أن العملیة الجراحیة األساسیة كانت

الستئصال المرارة، وعرضوا علیه مقابل مالي لیسكت عن الموضوع وال يقدم فیھم شكوى، فطلبت ابنة

.حازما المريض من الطبیب المقیم أن يتخذ موقفا

فماذا على الطبیب المقیم أن یفعل في ھذه الحالة؟

التحلیل األخالقي

األطراف:

الطبیب المقیم١.

العملرئیسه في ٢.

المريض وابنته ٣.

عموما، عندما يرى الطبیب أي خطأ في العمل، ال بد من منعه، وإن لم يقوى على ذلك بنفسه فیجب علیه جمع

األدلة التي تثبت صحة شكوكه والتأكد من األمر، ثم تبلیغ عن ذلك، مھما كانت منزلة أو مرتبة المسؤولةالجھات

الشخص المرتكب الخطأ سواء كان صديق أو رئیس أو غیر .ذلك، لینالوا جزاءھم وعقابھم

:وسلمقال النبي صلى هللا علیه من رأى منكم منكرا فلیغیره بیده فإن لم يستطع (

فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف )اإليمان

أوال

تجارة األعضاء عمل وحشي ضد اإلنسانیة وجريمة في حق البشرية، وفیھا إلغاء

لملكیة المريض وأحقیته في التصرف بنفسه ، ففي ھذه الحالة لم يتم والرفض والقبول

أخذ موافقة المريض وبالتالي تم إلغاء قاعدة –) Autonomy( بـأخالقیة تسمى

.االستقالل أو الحكم الذاتي

ثانیا

ال ضرر (ھي ثاني قاعدة أخالقیة فقھیة تم كسرھا -Non( بـ، وتسمى أيضا )وال ضرار maleficence (

وتعني عدم إلحاق الضرر بالمريض، فأخذ عضو من المريض يحتاج لرعاية صحیة بعدھا لكن بالطبع إن قام

الطبیب بسرقة العضو فلن يھتم بالمريض بعدھا، وأيضا نقص عضو قد يلحق ضررا كبیرا بالمريض،

فالطبیب لن يتابع حالته والمريض لن يأخذ األدوية الالزمة ولن تـتخذ أي إجراءات صحیة كتلك التي

تطبق على المتبرع بعضو ما مثال، فیكون المريض .معرض لخطر شديد قد يودي بحیاته ال سمح هللا

ثالثا كأطباء أن نریح المریض من آالمھ ونجد دواء لدائھ لیس إلحاق الضرر مھمتنا

أي ) Beneficence( بـواألذیة بھم، وھذا ھو المقصود بالقاعدة األخالقیة المسماة المرضى یأتمنونا على أنفسھم وصحتھم، فیجب أن نكون .أن ننفع المرضى ونفیدھم

ض "یقول هللا تعالىكفؤ لحمل ھذه األمانة، األر ات و او م لى الس انة ع نا األم ض ر إنا عھوال ا ج ان ظلوم ان إنھ ك نس لھا اإل م ح نھا و فقن م أش لنھا و م بال فأبین أن یح الج "و

خیانة األمانة من أبشع الصفات البشریة وھي من صفات ،)٧٢آیة (األحزاب سورة نافق (الشریف المنافقین والعیاذ با�، كما في الحدیث ث آیة الم دث : ثال ا ح ، كذب إذ

د ع ا و إذ لف و ان، أخ تمن خ ا اؤ إذ صحة المرضى وراحتھم وأرواحھم من ).و: الشریف مسؤولیات الطبیب، كما وصانا المصطفى صلى هللا علیھ وسلم في حدیثھ

ن ( ئول ع س م م لك ك اع و م ر لك یتھ ك ع فیجب المحافظة على حیاة المرضى ) ...ر.من الضروریات الخمس في اإلسالم" حفظ النفس"أن وصحتھم قدر المستطاع حیث

وأخیرا

الطبیب برأيي الشخصي المتواضع، ال بد من وقف عن مزاولة مھنته نھائیا وفورا ) تاجر األعضاء البشرية(

وسحب الرخصة الطبیة منه، وجعله ھو وكل من سانده وعاونه في ھذه الجريمة عظة وعبرة لمن ال

ال بد !لعبةيعتبر، فأرواح الناس وأجسادھم لیست أن يبلغ الطبیب المقیم ويقدم األدلة للجھات

عن ھذا األمر التخاذ اإلجراءات الالزمة، إذا المسؤولةأمكن تعويض المرضى تعويض مالي، وإنقاذ من

يمكن إنقاذه من المرضى والحرص الشديد على أال تتكرر ھذه الجريمة الحقا أو في مكان آخر سعیا

.لمستقبل أفضل لمرضانا وأجیالنا بإذن هللا

المراجع

Medical Ethics Course 395محاضرات

الدلیل اإلرشادي لھیئة التخصصات الصحیة

٧٢سورة األحزاب، آية

http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.ph311852&pid=309&bk_no=1p?hflag=

http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=s17756howfatwa&Option=FatwaId&Id=